وعنها قالت: "قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وعلقت درنوكا فيه تماثيل فأمرني أن أنزعه فنزعته" ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1110) رواه البخاري، ورواه مسلم بلفظ: "وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1111)"
وعن القاسم بن محمد عن عائشة أيضا قالت: "اشتريت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية قالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ما أذنبت؟ قال " ما بال هذه النمرقة؟ " فقالت اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1112)" وقال: "إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1113)" رواه البخاري ومسلم، زاد مسلم من رواية ابن الماجشون قالت: فأخذته فجعلته مرفقتين، فكان يرتفق بهما في البيت.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة" ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1114) متفق عليه واللفظ لمسلم. وخرج مسلم عن زيد بن خالد عن أبي طلحة مرفوعا قال: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل" ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1115) وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما "عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام قال إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1116)" وخرج مسلم عن عائشة وميمونة مثله.
نشرت بمجلة الجامعة الإسلامية العدد الرابع السنة السابعة ربيع الآخر سنة 1395 ه في باب الفتاوى، ونشرت أيضا في مجلة البحوث الإسلامية العدد السابع عشر، الأشهر الأربعة: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، صفر، 1406 هـ / 1407 هـ ص 362 إلى ص 374. وصدر ضمن المطبوعات من رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عام 1406 هـ.
وخرج مسلم أيضا عن أبي الهياج الأسدي قال: "قال لي علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1117)" وخرج أبو داود بسند جيد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها.
وخرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن أسامة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا، فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول: "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون" قال الحافظ: إسناده جيد. قال: وخرج عمر بن شبه من طريق عبد الرحمن ابن مهران عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول: قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون اهـ.
وخرج البخاري في صحيحه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه. ورواه الكشميهني بلفظ " تصاوير " وترجم عليه البخاري رحمه الله بـ " باب نقض الصور " وساق هذا الحديث.
وفي الصحيحين عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة" ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1119) قال بسر: ثم اشتكى زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة، فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: "إلا رقما في ثوب "؟ وفي رواية لهما من طريق عمرو بن الحارث عن بكير الأشج عن بسر: فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير؟ قال إنه قال: "إلا رقما في ثوب "ألم تسمعه؟ قلت: لا. قال بلى قد ذكر ذلك. وفي المسند وسنن النسائي عن عبيد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
بن عبد الله أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده فوجد عنده سهل بن حنيف، فأمر أبو طلحة إنسانا ينزع نمطا تحته، فقال له سهل: لم تنزع؟ قال: لأنه فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت. قال: ألم يقل "إلا رقما في ثوب "؟ قال بلى ولكنه أطيب لنفسي. اهـ وسنده جيد، وأخرجه الترمذي بهذا اللفظ وقال: حسن صحيح.
وخرج أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ومر بالكلب فليخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الكلب لحسن أو لحسين كان تحت نضد لهما فأمر به فأخرج ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1120)" هذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي نحوه. ولفظ النسائي: "استأذن جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادخل فقال كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟ فإما أن تقطع رءوسها أو تجعل بساطا يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1121)" اهـ. وفي الباب من الأحاديث غير ما ذكرنا كثير.
وهذة الأحاديث وما جاء في معناها دالة دلالة ظاهرة على تحريم التصوير لكل ذي روح، وأن ذلك من كبائر الذنوب المتوعد عليها بالنار. وهي عامة لأنواع التصوير سواء كان للصورة ظل أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أو ستر أو قصيص أو مرآة أو قرطاس أو غير ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين ما له ظل وغيره، ولا بين ما جعل في ستر أو غيره، بل لعن المصور، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة، وأن كل مصور في النار، وأطلق ذلك ولم يستثن شيئا. ويؤيد العموم أنه لما رأى التصاوير في الستر الذي عند عائشة هتكه وتلون وجهه وقال: "إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1122)" وفي لفظ أنه قال عندما رأى الستر: "إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1123)" فهذا اللفظ ونحوه صريح في دخول المصور للصور في الستور ونحوها في عموم الوعيد.
وأما قوله في حديث أبي طلحة وسهل بن حنيف: "إلا رقما في ثوب "فهذا استثناء من الصور المانعة من دخول الملائكة لا من التصوير، وذلك واضح من سياق الحديث، والمراد بذلك إذا كان الرقم في ثوب ونحوه يبسط ويمتهن، ومثله الوسادة الممتهنة كما يدل عليه حديث عائشة المتقدم في قطعها الستر وجعله وسادة أو وسادتين. وحديث أبي هريرة وقول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: "فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1124)" ففعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز حمل الاستثناء على الصورة في الثوب المعلق أو المنصوب على باب أو جدار أو نحو ذلك. لأن أحاديث عائشة صريحة في منع مثل هذا الستر، ووجوب إزالته أو هتكه كما تقدم ذكرها بألفاظها. وحديث أبي هريرة صريح في أن مثل هذا الستر مانع من دخول الملائكة، حتى يبسط أو يقطع رأس التمثال الذي فيه فيكون كهيئة الشجرة، وأحاديثه عليه الصلاة والسلام لا تتناقض بل يصدق بعضها بعضا، ومهما أمكن الجمع بينها بوجه مناسب ليس فيه تعسف وجب وقدم على مسلكي الترجيح والنسخ كما هو مقرر في علمي الأصول ومصطلح الحديث، وقد أمكن الجمع بينها هنا بما ذكرناه فلله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رجح الحافظ في الفتح الجمع بين الأحاديث بما ذكرته آنفا وقال: (قال الخطابي: والصورة التي لا تدخل الملائكة البيت الذي هي فيه ما يحرم اقتناؤه، وهو ما يكون من الصور التي فيها الروح مما لم يقطع رأسه أو لم يمتهن). اهـ. وقال الخطابي أيضا رحمه الله تعالى: (إنما عظمت عقوبة المصور لأن الصور كانت تعبد من دون الله؛ ولأن النظر إليها يفتن وبعض النفوس إليها تميل). اهـ. وقال النووي رحمه الله في شرح مسلم: " باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه، وإن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة أو كلب ".
(قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر. لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها، وأما تصوير صورة الشجرة ورحال الإبل وغير ذلك مما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام.
هذا حكم نفس التصوير. وأما اتخاذ المصور فيه صورة حيوان فإن كان معلقا على حائط أو ثوبا ملبوسا أو عمامة ونحو ذلك مما لا يعد ممتهنا فهو حرام، وإن كان في بساط يداس ومخدة ووسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام. . . إلى أن قال: ولا فرق في هذا كله بين ما له ظل وما لا ظل له.
هذا تلخيص مذهبنا في المسألة، وبمعناه قال جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو مذهب الثوري ومالك وأبي حنيفة وغيرهم. وقال بعض السلف: إنما ينهى عما كان له ظل، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل، وهذا مذهب باطل، فإن الستر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم، وليس لصورته ظل، مع باقي الأحاديث المطلقة في كل صورة). اهـ.
قال الحافظ بعد ذكره لملخص كلام النووي هذا: (قلت: ويؤيد التعميم فيما له ظل وما لا ظل له ما أخرجه أحمد من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا لطخها ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1125)" أي طمسها. الحديث. وفيه "من عاد إلى صنعة شيء من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1126)" اهـ.
قلت: ومن تأمل الأحاديث المتقدمة تبين له دلالتها على تعميم التحريم، وعدم الفرق بين ما له ظل وغيره كما تقدم توضيح ذلك. فإن قيل: قد تقدم في حديث زيد بن خالد عن أبي طلحة أن بسر بن سعيد الراوي عن زيد قال: ثم اشتكى زيد فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة، فظاهر هذا يدل على أن زيدا يرى جواز تعليق الستور التي فيها الصور. فالجواب: أن أحاديث عائشة المتقدمة وما جاء في معناها دالة على تحريم تعليق الستور التي فيها الصور وعلى وجوب هتكها، وعلى أنها تمنع دخول الملائكة، وإذا صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تجز معارضتها بقول أحد من الناس ولا فعله كائنا من كان، ووجب على المؤمن اتباعها والتمسك بما دلت عليه، ورفض ما خالفه كما قال تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=59&nAya=7)" وقال تعالى: "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=24&nAya=54)" فقد ضمن الله سبحانه في هذه الآية الهداية لمن أطاع الرسول، وقال تعالى:"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=24&nAya=63)" ولعل زيدا رضي الله عنه لم يعلم الستر المذكور، أو لم تبلغه الأحاديث الدالة على تحريم تعليق الستور التي فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
الصور، فأخذ بظاهر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إلا رقما في ثوب ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1127)" فيكون معذورا لعدم علمه بها.
وأما من علم الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم نصب الستور التي فيها الصور فلا عذر له في مخالفتها. ومتى خالف العبد الأحاديث الصحيحة الصريحة اتباعا للهوى، أو تقليدا لأحد من الناس استوجب غضب الرب ومقته، وخيف عليه من زيغ القلب وفتنته، كما حذر الله سبحانه من ذلك في قوله تعالى:"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=24&nAya=63)" الآية. وفي قوله تعالى: "فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=61&nAya=5)" وقوله تعالى: "فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=9&nAya=77)" الآية.
وتقدم في حديث أبي هريرة الدلالة على أن الصورة إذا قطع رأسها جاز تركها في البيت؛ لأنها تكون كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن تصوير الشجر ونحوه مما لا روح فيه جائز، كما تقدم ذلك صريحا من رواية الشيخين عن ابن عباس موقوفا عليه. ويستدل بالحديث المذكور أيضا على أن قطع غير الرأس من الصورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهتك الصور ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة إلا ما امتهن منها أو قطع رأسه، فمن ادعى مسوغا لبقاء الصورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح ومشابهتها للجمادات، والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. وبذلك يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخل في التحريم والمنع؛ لأن الأحاديث الصحيحة المتقدمة تعمه، وليس لأحد أن يستثني من عمومها إلا ما استثناه الشارع. ولا فرق في هذا بين الصور المجسدة وغيرها من المنقوشة في ستر أو قرطاس أو نحوهما، ولا بين صور الآدميين وغيرها من كل ذي روح، ولا بين صور الملوك والعلماء وغيرهم، بل التحريم في صور الملوك والعلماء ونحوهم من المعظمين أشد؛ لأن الفتنة بهم أعظم ونصب صورهم في المجالس ونحوها وتعظيمها من أعظم وسائل الشرك وعبادة أرباب الصور من دون الله، كما وقع ذلك لقوم نوح، وتقدم في كلام الخطابي الإشارة إلى هذا.
وقد كانت الصور في عهد الجاهلية كثيرة معظمة معبودة من دون الله حتى بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فكسر الأصنام، ومحا الصور وأزال الله به الشرك ووسائله، فكل من صور صورة أو نصبها أو عظمها فقد شابه الكفار فيما صنعوا، وفتح للناس باب الشرك ووسائله، ومن أمر بالتصوير أو رضي به فحكمه حكم فاعله في المنع واستحقاق الوعيد؛ لأنه قد تقرر في الكتاب والسنة وكلام أهل العلم تحريم الأمر بالمعصية والرضا بها كما يحرم فعلها وقد قال الله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=6&nAya=68)" وقال تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=4&nAya=140)" فدلت الآية على أن من حضر المنكر ولم يعرض عن أهله فهو
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلهم. فإذا كان الساكت عن المنكر مع القدرة على الإنكار أو المفارقة مثل من فعله، فالأمر بالمنكر أو الراضي به يكون أعظم جرما من الساكت، وأسوأ حالا، وأحق بأن يكون مثل من فعله. والأدلة في هذا المعنى كثيرة يجدها من طلبها في مظانها.
وبما ذكرناه في هذا الجواب من الأحاديث وكلام أهل العلم يتبين لمريد الحق أن توسع الناس في تصوير ذوات الأرواح في الكتب والمجلات والجرائد والرسائل خطأ بين ومعصية ظاهرة يجب على من نصح نفسه الحذر منها وتحذير إخوانه من ذلك، بعد التوبة النصوح مما قد سلف.
ويتبين له أيضا مما سلف من الأدلة أنه لا يجوز بقاء هذه التصاوير المشار إليها على حالها بل يجب قطع رأسها أو طمسها ما لم تكن في بساط ونحوه مما يداس ويمتهن فإنه لا بأس بتركها على حالها كما تقدم الدليل على ذلك في أحاديث عائشة وأبي هريرة، وأما اللعب المصورة على صورة شيء من ذوات الأرواح فقد اختلف العلماء في جواز اتخاذها للبنات وعدمه.
وقد ثبت في الصحيحين "عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي يلعبن معي ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1128)"
قال الحافظ في الفتح: (استدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن، وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض، ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن، قال: وذهب بعضهم إلى أنه منسوخ، وإليه مال ابن بطال، وحكى عن ابن أبي زيد عن مالك أنه كره أن يشتري الرجل لابنته الصور، ومن ثم رجح الداودي أنه منسوخ.
وقد ترجم ابن حبان: " الإباحة لصغار النساء اللعب باللعب " وترجم له النسائي: " إباحة الرجل لزوجته اللعب بالبنات " فلم يقيد بالصغر، وفيه نظر.
قال البيهقي بعد تخريج الأحاديث: ثبت النهي عن اتخاذ الصور، فيحمل على أن الرخصة لعائشة في ذلك كانت قبل التحريم، وبه جزم ابن الجوزي. . . إلى أن قال: وأخرج أبو داود والنسائي من وجه آخر عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فذكر الحديث في هتكه الستر الذي نصبته على بابها، قالت: "فكشف ناحية الستر على بنات لعائشة - لعب- فقال " ما هذا يا عائشة "؟ قالت بناتي قالت ورأى فيها فرسا مربوطا له جناحان فقال " ما هذا "؟ قلت فرس له جناحان قلت ألم تسمع أنه كان لسليمان خيل لها أجنحة؟ فضحك". . . إلى أن قال: قال الخطابي: في هذا الحديث أن اللعب بالبنات ليس كالتلهي بسائر الصور التي جاء فيها الوعيد، وإنما أرخص لعائشة فيها لأنها إذ ذاك كانت غير بالغة.
قلت: وفي الجزم به نظر، لكنه محتمل. لأن عائشة كانت في غزوة خيبر بنت أربع عشرة سنة، إما أكملتها أو جاوزتها أو قاربتها، وأما في غزوة تبوك فكانت قد بلغت قطعا، فيترجح رواية من قال: " في خيبر " ويجمع بما قال الخطابي؛ لأن ذلك أولى من التعارض). انتهى المقصود من كلام الحافظ.
إذا عرفت ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى فالأحوط ترك اتخاذ اللعب المصورة. لأن في حلها شكا لاحتمال أن يكون إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة على اتخاذ اللعب المصورة قبل الأمر بطمس الصور، فيكون ذلك منسوخا بالأحاديث التي فيها الأمر بمحو الصور وطمسها إلا ما قطع رأسه أو كان ممتهنا كما ذهب إليه البيهقي وابن الجوزي، ومال إليه ابن بطال، ويحتمل أنها مخصوصة من النهي كما قاله الجمهور لمصلحة التمرين، ولأن في لعب البنات بها نوع امتهان، ومع الاحتمال المذكور والشك في حلها يكون الأحوط تركها، وتمرين البنات بلعب غير مصورة حسما لمادة بقاء الصور المجسدة، وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1130)" وقوله في حديث النعمان بن بشير المخرج في الصحيحين مرفوعا: "الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ( http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN1131)" والله
(يُتْبَعُ)
(/)
أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
فهرس فتاوى ومقالات بن باز ( ada99:sec02.htm)
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:45]ـ
رسائل بين العلماء والدولة في هذا الباب.
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أدام الله وجودك: عرض علينا الابن سلطان أنه لكي يمكن تعليم الموظفين المختصين في البريد كيفية تنظيم البريد وتوزيعه وإيصاله لأهله في أوقاته بعد اتساع المملكة وكثرة السكان وضرورة تأمين المصلحة لا بد من تعليم الموظفين على الطرق الحديثة، وهذا متيسر لهم في داخل البلاد إذا أدخل لهم أفلام سينمائية من النوع التعليمي لتعرض أمامهم فتكون لهم بمثابة درس يساعد على قيامهم بعملهم صحيحاً، لأن جلب مدرسين من الخارج لهم لا يمكن أن يقوم بالدراسة اللازمة، ويكلف مبالغ باهظة. هذا نوع من الأنواع المطلوب التعليم فيها.
وهناك أنواع أخرى مضطرة لها البلاد: في الصحة، والهندسة، والمعارف، والفنون العسكرية، وأشياء أخرى التي لا بد من تعليمها.
ونحن الآن على أبواب فتح جامعات في كل العلوم والفنون الضرورية: مثل الطب، والهندسة، والصناعات، وخلافه، فنحن أمام ثلاث حالات لا بد لنا منها: إما أن نستمر في طريقنا الحالية وهي أن نجلب المتخصصين في كل الأمور التي تحتاج إليها البلاد من الخارج، وهو ما تسير عليه الآن حتى امتلأت بلادنا بالأجانب الذين يتقاضون الرواتب الباهظة ونحن في أشد الحاجة لخدماتهم ولا يمكننا الاستغناء عنهم، وهؤلاء يأخذون من أموال الدولة مبالغ لا يستهان بها. ويمكن أن يكون في بقاء كثير منهم مضرة على البلاد. والحالة الثانية أن نضطر لإرسال أبناء البلاد للخارج لتعلم العلوم الثانوية والعالية، وهذا ينتج من المفاسد ما تعلمون من تغير أخلاق أبناء البلاد، واستساغة أنواع الحياة في الخارج، وفيه من المفاسد ما تعلمون. والحالة الثالثة: هي أن نقوم باللازم في تعليم أبناءنا بالوطن تعليماً كاملاً يصلون إلى درجات عالية فيه، ويقومون بعدها بكل اللوازم والتعليم في الجامعات إذا أنشأناها في بلادنا لا بد أن نسمح معه بكل الوسائل العلمية التي يمكن أن تدخل إلى ذهن الطالب العلم بطريقة واضحة، لأن العلم النظري في مثل هذه المسائل الفنية. لا يمكن أن يستقر في الذهن كاستقرار التجارب العلمية. والضرورة تقضي بمجابهة الأمور ودراستها على حقيقتها.
وأنتم تعلمون أدام الله وجودكم أن ألزم ما علينا في هذه البلاد هو ديننا، والمحافظة على أوامره واجتناب نواهيه، ويأبى الله أن نرضى أو نوافق على أي شيء يخالف الدين أو ينهى الدين عنه.
ولو كانت هناك مصلحة تظهر كبر الجبال وهي مخالفة للشرع فالمضرة منها ستكون أعظم. ولكن العمل الذي تقتضيه المصلحة ولا يتنافى مع أحكام الشرع وهي بريئة فهذه هي التي نريد فيها سعة النظر والتدقيق فيها.
وهذه الأفلام وما شابهها ليست إلا لأجل التعليم، وليس فيها أي شيء من التعظيم للصور التي تعرض فيها بقصد التعليم.
ونرى أن تخصصوا هيئة تثقون بهم وتعرض نوع هذه عليهم حتى يروا أن هذه ليس فيها شيء للهو أو الطرب، إنما هي للتعليم فقط، والاستفادة منها.
أجابَ العلّامة محمد بن إبراهيم بعد طُول تأمُّل:
إننا لا نرى في هذا إلا المنع، لأنه أولاً: عرض صور، وإن كان لمدة قصيرة ثم تزول، ولكنه عرض لصور متحركة بالجملة.
ثانياً: أن هذا تقليد للأجانب والتقليد لا يمكن أن يأتي بفائدة للبلاد. ثالثاً: لا نجد الموضوع بلغ الضرورة التي تبيح المحظورات كحل لحم الميتة للمضطر. ومع هذا فلست متعنناً في هذا الأمر فإذا وجد من العلماء ممن يشرح الموضوع شرحاً دينياً فأنا مستعد لسماع أقواله وعرضه على ما أعلم، ولا يلزمني إلا أن أقول ما أعتقد. وقد دعا لجلالة الملك بالتوفيق لما فيه الخير للإسلام والمسلمين.
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:46]ـ
(من رئاسة مجلس الوزراء ضمن البيان السابق)
منع تأجيرها
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم
أيده الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نرفع لجلالتكم بطيه الكرت الذي أعلن فيه المدعو عبد الله باقادر عن بيع وتأجير أفلام ومكائن سينمائية، وجلالتكم يعلم ما وراء ذلك من النتائج السيئة، لذلك نرجو الأمر بمعاملة هذا مما يستحقه. والله يحفظكم.
(ص 316 في 24 - 1 - 1385هـ)
الأمر السامي بمنع عرض السينما
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة ....... المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إشارة إلى صورة من الخطاب السامي الموجه إلى وزارة الإعلام والمعمم على الجهات الحكومية برقم 26011 في 28 - 12 - 85هـ حول منع السفور والتبرج مع أخذ التعهد على كل شخص يتم التعاقد معه باحترام أنظمة البلاد وتقاليدها السامية، وتدعيم الرقابة على الكتب بمفتشين من كبار طلبة العلم الموثوقين ممن اتسعت آفاقهم ومداركهم، وأن لا يذاع أو ينشر في الصحف إلا ما يتفق وعقيدتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وعدم السماح بعرض السينما في الأماكن العامة مطلقاً، ومن يحاول العمل بمثل ذلك يجازى بمصادرة الأفلام والآلات الخاصة بذلك مع السجن والجلد أمام الناس. إشعاركم والعمل بمقتضاه. والله يحفظكم.
رئيس القضاة
(ص-ق 439 - 3 - م في 10 - 2 - 1386هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:46]ـ
من محمد بن إبراهيم إلى من يراه من المسلمين، بصرني الله وإياكم في الدين، وفقهني فيما بعث به محمداً صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. وبعد:
فالحامل على هذا تذكيركم نعم ربكم لتشكروه، وتحذيركم أسباب نقمه لتتقوه، وقياماً بما أوجب الله علينا من النصيحة، وقد قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة. قالها ثلاثاً. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". فجعل الدين محصوراً في النصيحة، لأنها تتضمن أصوله وفروعه وقواعده المهمة، فيدخل في النصيحة لله الإيمان بالله، ومحبته وخشيته، والخضوع له، وتعظيم أمره، وتنزيهه عما لا يليق بجلاله وعظمته من تعطيل وإلحاد وشرك وتكذيب، لأن النصيحة لله خلوص الباطن والسر من الغش والريب والغل والحقد والتكذيب وكل ما يضاد كمال الإيمان ويعارضه، وكذلك النصيحة لكتابه تتضمن العمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه وتحليل حلاله وتحريم حرامه والاعتبار بأمثاله والوقوف عند عجائبه ورد مسائل النزاع إليه وترك الإلحاد في ألفاظه ومعانيه. والنصح لرسوله يقتضي الإيمان به وتصديقه ومحبته وتوقيره وتعزيره ومتابعته والانقياد لحكمه والتسليم لأمره وتقديمه على كل ما عارضه وخالفه من هوى أو بدعة أو قول. والنصح لأئمة المسلمين أمرهم بطاعة الله ورسوله، وطاعتهم في المعروف، ومعاونتهم على القيام بأمر الله، وترك مشاقتهم ومنازعتهم. والنصح لعامة المسلمين هو تعليمهم وإرشادهم لما فيه صلاحهم وفلاحهم، والرفق بهن، وكفهم عما فيه هلاكهم وشقاؤهم وذهاب دينهم ودنياهم من معصية الله ورسوله ومخالفة أمره ومشابهة الجاهلين فيما كانوا عليه من التفرق والاختلاف وترك الحقوق الإسلامية.
وأعظم نعمة أذكركم بها ما من الله به على المسلمين من نعمة الإسلام فإنه ما طرق العالم ولا يطرقه نعمة هي أعظم وأكبر من هذه النعمة التي من بها جل شأنه على عباده بواسطة من اصطفاهم من رسله بتبليغ رسالاته وأداء هذه الأمانة إلى أن اختارهم من برياته، وأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل التي هي حقيقة شكر هذه النعمة، فإنها جماع الدين، وقد وصى الله تعالى بها عباده في غير موضع من كتابه قال تعالى: {أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ - إلى قوله - وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. إلى غير ذلك من الآيات وجعل جزاء المتقين توفيقهم للفرقان بين الحق والباطل، وتكفير السيئات، ومغفرة الخطيئات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ}. ولا نجاة لأحد من النار بعد ووردها إلا بالتقوى، قال تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِياًّ}. وهي وصية الله تعالى لعباده أولهم وآخرهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}. ووصية الرسول صلى الله
عليه وسلم لأمته عموماً وخصوصاً، كما قال صلى الله عليه وسلم لما طلب منه الصحابة رضي الله عنهم الوصية: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة". وقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن وأبي ذر رضي الله عنه حين طلب منه الوصية: "اتق الله حينما كنت".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. قال ابن مسعود: تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعطى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وقال طلق بن حبيب في تفسيرها: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأ، تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله، وللسف في تفسر (التقوى) عبارات متقاربة المعنى، وحقيقتها جعل العباد بينهم وبين غضب الله وعقابه وقاية تقيهم ذلك بفعل الطاعات وترك المعاصي، وأعظم خصال التقوى وآكدها وأصلها ورأسها إفراد الله تعالى بالعبادة، وإفراد رسوله صلى الله عليه وسلم بالمتابعة، فلا يدعى مع الله أحد من الخلق كائناً من كان، ولا يتبع في الدين غير الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يحكم غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم، ولا يرد عند التنازع إلا إليه، وهذا هو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فيفرد الرب سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة من غاية الحب وإكمال الذل له جل شأنه، وخشيته، ومخافته، ورجاؤه، والتوكل عليه، والرهبة والرغبة والإنابة إليه، والخشوع له، إلى غير ذلك من أنواع العبادة الواجب صرفها
له وحده لا شريك له دون كل من سواه من الأنبياء والملائكة والصالحين وغيرهم، ويفرد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة والتحكيم عند التنازع، فمن دعا غير الله من الأنبياء والأولياء والصالحين فما شهد أن لا إله إلا الله شاء أم أبى، ومن أطاع غير الرسول صلى الله عليه وسلم وتبعه في خلاف ما جاء به الرسول عالماً و حكّم القوانين الوضعية أو حكم بها فما شهد أن محمداً رسول الله شاء أو أبى، بل إما أن يكون كافراً أو تاركاً لواجب شهادة أن محمداً رسول الله، ويتبع هذين الأصلين العظيمين فعل بقية فرائض الدين وواجباته التي أوجبها تعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما هو داخل في واجب التقوى، ومن أهم خصال التقوى الصلاة، والجهاد في سبيل الله، والجهاد على مراتب عديدة من أشهرها وآكدها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا قوام للعباد والبلاد بدونهما. "والمعروف" اسم عام يتناول التوحيد فما دونه من الطاعات، وكذا "المنكر" يشمل الشرك فما دونه من البدع والمعاصي.
ومن أعظم الجرائم تعاطي المسكرات من الخمور وغيرها. ومن المنكرات جميع أنواع الميسر وهو القمار بجميع أنواعه، ومن أنواعه اللعب بالورق المسمى "الزنجفة" سواء كان اللعب به على عوض أو لا. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}. والأحاديث في تغليظ تحريم الخمر والميسر ووجوب الحد في الخمر وشدة الوعيد فيه معلومة.
ومن أعظم المعاصي استعمال "الملاهي" من الفتح على السينما وغيرها، ولا سيما ما يشتمل على المناظر والمسامع المحرمة، فإنها تشتمل من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة والإغواء بالفواحش وغير ذلك ما يعرفه أرباب البصائر.
ومن أكبر المنكرات إكباب الجهال والشباب على مطالعة كتب الزيغ والإلحاد والزندقة والصحف المشتملة على ذلك وعلى الصور الخليعة، فما أحرى من أدمن النظر فيها من الشباب ونحوهم أن يصبح أسيراً للشيطان، إن لم يقتله بالكلية ويسلبه جميع الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المنكرات التشبه بالكفار، ولا فرق بين الأمور الدينية والعادية كالزي ونحوه، وروى أبو داود بسند جيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تشبه بقوم فهو منهم" ويدخل فيه حلق اللحى، لما روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى".
ومن أعظم المنكرات تصوير ذوات الأرواح واتخاذها واستعمالها، ولا فرق بين المجسد وما في الأوراق مما أخذ بالآلة وغيره ذكر معناه النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم، وذكر أنه مذهب الأئمة الأربعة، والأحاديث في الوعيد على ذلك والتغليظ فيه معلومة، وأغلظ أنواعه صور المعظمين على وجه التعظيم والتبجيل، وهذا أحد الذريعتين المغلظتين إلى الوقوع في الشرك الأكبر، وهما فتنة القبور وفتنة التماثيل المشار إليها في قوله صلى الله عليه وسلم: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مومن أعظم المنكرات وأشدها ضرراً فشو "الأغاني" من الراديوات، واستيلاؤها على ألسنة كثير، وشغف قلوبهم بها، فاستبدل كثير من الناس عمارة بيوتهم بأنواع الأذكار وتلاوة القرآن آناء الليل وآناء النهار بأغاني أم كلثوم وفلان وفلان، من مشاهير المغنيين الفجار (بئس للظالمين بدلاً) فيالله ما أخسر صفقة أصحاب هذا الاستبدال، وما أسوأ وأقبح هذا التحول والنتقال.
ومن أكبر الكبائر وأعظم المنكرات بل هو من جملة المكفرات ترك الصلاة، فإنها قرينة التوحيد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي آخر ما يفقد من الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة". قال الإمام أحمد رحمه الله: كل شيء ذهب آخره لم يبق منه شيء، وهي عمود الدين كما تقدم في حديث معاذ، وهي أول مايحاسب عنه العبد يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "أو ما يحاسب عنه العبد من عمله الصلاة". وتركها تهاوناً وكسلا مبيح للدم بعد أن يدعى تاركها إلى فعلها ويستتاب ثلاثاً، فإن تاب ورجع إلى فعلها، فذاك، وإلا تحتم قتله حداً عند قوم، وردة عند آخرين، وهو الراجح، وهو قول جمهور السلف من الصحابة والتابعين، بل قد نقل إسحاق بن راهويه رحمه الله الإجماع على أنه كافر، ومن الأدلة على كفره ما تقدم، وحديث: "بين العبد وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة". وحديث: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". وقال عبدالله ابن شقيق: كا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة. وقال ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}. قال: هم الذين يؤخرونها عن وقتها ولو تركوها لكانوا كفاراً. سجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله".وهاهنا منكر فوق ما يخطر بالبال ويدور في الخيال، وأعظم ما قدمناه من جميع المنكرات، وهو منكر عدم تغيير المنكرات، وعدم الغيرة لمحارم فاطر الأرض والسموات، والتماوت في ذلك، والتسويف فيه، والاغترار بهذه الزهرة الذاوية عن قرب، مع القدرة على التغيير، ولهذا اشتد في ذلك الوعيد وغلظ فيه التهديد، قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.
وروى الترمذي عن حذيفة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم". وروى ابن ماجه والترمذي وصححه، عن أبي بكر الصديق قال: يا أيها الناس إنكم تقرأون هذه الآية: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا منكراً فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". ولأحمد: إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها، فذكره. وروى الترمذي وأبو داود، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وآكلوهم وشاربوهم فضرب الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قلوب بعضهم ببعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون". قال: "فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئاً فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم أطراً". وفي رواية أبي داود قال: "كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذون على يد الظالم ولتأطرونه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كم لعنهم".
فيا أمراء المسلمين ويا حماة الدين ويا علماء شرع رب العالمين، ويا كافة إخواننا المسمين الله الله أن تستلب نعمتكم عياناً وأنتم تقدرون على ثبوتها فيكم، ألا وهي نعمة التوحيد، وتحكيم شريعة المحمدية، وحفظ المحارم والأولاد والعز والشرف، واعصموا بالله جميعاً في إقامة الحق والقضاء على جميع المنكرات، والأخذ على أيدي السفهاء والعصاة، من قبل أن يحل بكم ما حل بمن قبلكم من سالف الأمم: "سنة اله قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً " فعلى العلماء إقامة الحجة وإيضاح المحجة، وأخذ ما جاء به نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقوة، وأن يقوموا بواجب التعليم أعني تعليم العلوم الشرعية، المبعوث بها صفوة الخلق وخيرة البرية، علوم العقائد، والتوحيد بنوعيه، والعبادات، وعلوم الإيمان باليوم الآخر، وعلوم الحلال والحرام.
هذا والله هو العلم، وما سواه من أنواع العلوم المباحة في ذاتها إن لم يكن معيناً ومؤيداً لهذا العلم وموصلاً إلى إجتناء ثمراته، وخادماً له في كافة حالاته، فإن الجهل به خير من العلم، وعلى ولاة المسلمين تجريد صوارم العزمات، ومتابعة صواعق التغليظ والتهديدات، والضرب على أيدي العصاة بيد من حديد، ليرجعوا إلى نجاتهم وحياتهم، وأن يؤكدوا على العلماء فرداً فرداً غاية التأكيد أن يقوموا بواجبهم ويساعدوهم، ويشدوا أعضادهم بالتنفيذ، وليعلم أن طريق إزالة المنكرات من أبين شيء لسالكيه، وأسهل مطلوب لراغبيه، إن صدقنا الموقف: أ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين}. وصلى الله على محمد. (18/ 3/1378ه).
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:47]ـ
(ص ـ ف 570 في 16/ 5/1381هـ.
(اتلاف آلات اللهو: كالعود، والمزمار، والطبول)
الحمد لله وحده .. وبعد:
فقد تكرر السؤال عن جواز إتلاف آلات اللهو كالعود، والمزمار، والطبول، ونحوها، والإنكار على أهلها، وكذا الصور المجسمة وغيرها من المنكرات الظاهرة، وذكر السائل أن هذه الاشياء قد كثرت في أيدي الناس،وانتشرت في الأسواق، وغيرها.
فأفتيت بما معناه: أنه يجوز بل يجب إتلاف ما ذكر، والإنكار على صاحبه، لحديث:"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه " وهذا فرض كفاية إذا قام به من كيفي فذاك، وإلا تعين على جميع من علم به، ولكن بشرط أن لا يترتب على إتلاف ما ذكر منكم أكبر منه،وحينئذ فالمتعين إنكارها بالرفق والحكمة، وإذا أتلفها فلا ضمان عليه لأنها ليست بمال، ولا قيمة لها شرعاً، صرح بذلك الفقهاء، واستدلوا بحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بشق آنية الخمر وتحريق مسجد الضرار وغير ذلك من النصوص الواردة في ذلك مع أن الحكومة أيدها الله تساعد من يسلك هذا المسلك. قاله ممليه الفقير إلى الله محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
مفتي البلاد السعودية (الختم).
ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[23 - Dec-2010, مساء 07:50]ـ
من معرِضِ كلامه في هذا الباب /
(2012 ـ ما يحرق للتفرج، والسينماء)
.. وكل ما يلهي مثل أشياء تحرق للتفرج فإنها داخل في الملاهي وهي أنواع وأشكال كل ما يدخل في اللهو فهو حرام، لأن اللهو حرام، لما فيه من قسوة القلب، والصد عن ذكر الله.
ومن آلات اللهو "الطبل" هذا أبو وجهين، وضربه لا يجوز بحال، إلا في حالة الحرب الذي يباح فيه لبس الحرير وذلك أنه مما يشجع.
وكذلك "العرضة، والاستعراض " وهو استعراض الجيش عندما يحتاج إليه للتفقد أو إظهار القوة.
أما ما ليس كذلك فلا يجوز.
أما "الدف" فيجوز في العرس بشروط، ولا يجوز للرجال مطلقاً اللهم إلا الجويريات فهذا يتساهل فيه بعض الأحيان، وكذلك مثل الحبشة، لأن لهم نفوساً مثل نفوس الصبيان، فهذا المقدار وما يشبهه يجوز، فإن اللعب باطل إلا في صور قليلة معروفة، الأحاديث في شيء غير متمادي ليس مقصود منه اللهو، بل مقصود منه: إما التدريب، أو مصلحة تربو على المفسدة.
ومنه الصندوق و"السينما" بل الطبل العربي الذي هو من جلد من الملاهي، فالحاصل أنه ولو لم يكن إلا مجرد اللهو فيها، فكيف بالسينما فإنه لو لم يكن تحريم لكان التحريم فيها لما فيها من التصاوير و غيرها ..
(كسر الصليب والصور)
قوله: وصليب.
لتحريم ذلك وسواء كان مجسداً أو غير مجسد، فإنه يتعين الإتلاف.
وغير الصليب أيضاً الصور سواء مما يمسك باليد وله ظل أو المأخوذات بالآلة، أو بالصبغ، أو بالخياطة، كلها جميعاً داخلة في التغليظ في التصوير الوارد في الأحاديث، وذكر النووي في "شرح مسلم" أن الأربعة كلها حرام بإجماع الأربعة.
و "التصوير الشمسي" أبلغ في المضاهاة. وإن كان المجسد لأنها الأصنام المعبودة من دون الله، فسبب الشرك في الوجود بأمرين: بالتصوير، وبتعظيم القبور، ولكن ابتلي المسلمون بتلاميذ الافرنج منهم من أخذ عن الإفرنج شرك الافرنج وهو الغلو في المسيح، وقسم رأوا أن تصوير من يعظم عندهم من الدين
فتاوى ورسائل محمد بن ابراهيم
(تمَّ)
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحت.
جمع /
حليمة عمر عبدالله سهيل الشريف(/)
فرض الكفاية .. والواجب المضيق,,
ـ[عذوب]ــــــــ[24 - Dec-2010, صباحاً 12:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إخوتي الكرام
بالنسبة للواجب الكفائي
اختلف فيمن يتعلق به خطاب الواجب .. ماهي الأقوال ومن القائلين بها؟
و هل في إثبات الواجب المضيق خلاف؟
تحياتي لكم *(/)
حكم كتابة آيات من القرآن في ورقة واذابتها في ماء وشربها!
ـ[رنون]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 05:47]ـ
بزعفران اوغيرة للرقية .... من يدلنا على الحكم جزاكم الله خيرا!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 05:04]ـ
2: إذا طلب رجل به ألم رقى، وكتب له بعض آيات قرآنية، وقال الراقي: ضعها في ماء واشربها فهل يجوز أم لا؟
ج 2: سبق أن صدر من دار الإفتاء جواب عن سؤال مماثل لهذا السؤال هذا نصه: كتابة شيء من القرآن في جام أو ورقة وغسله وشربه يجوز؛ لعموم قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} ( java******:openquran(16,82,82 )) فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولما رواه الحاكم في [المستدرك] وابن ماجه في [السنن] عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن وما رواه ابن ماجه، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الدواء القرآن.
وروى ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفا فاكتب عليه {كأنهم يوم يرون ما يوعدون} ( java******:openquran(45,35,35 )) الآية، و {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا} ( java******:openquran(78,46,46 )) الآية، و {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} ( java******:openquran(11,111,1 11)) الآية، ثم يغسله وتسقى المرأة منه وتنضح على بطنها وفي وجهها).
وقال ابن القيم في [زاد المعاد] (جـ 3 ص 381): (قال الخلال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم , الحمد لله رب العالمين) كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
قال الخلال: (أنبأنا أبو بكر المروذي، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة عسرت عليها ولادتها منذ يومين، فقال: قل له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد).
وقال ابن القيم أيضا: (ورأى جماعة من السلف أن يكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها، قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض، ومثله عن أبي قلابة). انتهى كلام ابن القيم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان عضو عبد الله بن منيع
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 08:29]ـ
أجازها ابن جبرين في كتاب: ارقي نفسك واهلك بنفسك للجريسي
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:31]ـ
قالَ الإمامُ ابن بازٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ: " أما كتابة الآيات والأدعية الشرعية بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نظيفة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك، وقد فعله كثير من سلف الأمة، كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم رحمه اللَّه في زاد المعاد وغيره، إذا كان القائم بذلك من المعروفين بالخير والاستقامة " (فتاوى إسلامية ج 1/ ص 30).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:37]ـ
فتوى شيخنا ابن جبرين ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
رقم الفتوى (12357):
موضوع الفتوى في الرقية الشرعية والتبخر بآيات القرآن
السؤال س: أولا: أخبرك أنني أحبك في الله، والله أسأل أن يجعل ما تقدمه من خير في موازين حسناتك، وأن يمد في أجلك على طاعته.
ثانيا: أخبرك أنني أعالج جميع أقاربي بالرقى الشرعية من الكتاب والسنة، وحيث أن من ضمن علاجي أنني أقوم بكتابة الآية التالية بالزعفران أو بالقلم الناشف ثم أبخر المريض بها على النار، والآية: قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وحيث سبق أن سألتك عن جواز هذا العمل فأجبتني شفويًّا بأن هذا جائز والنار طاهرة مطهرة ولا بأس في التبخير بهذه الآية.
والآن شقيقتي مريضة وهي تشك في عدم جواز التبخير بالقرآن وغيرها كثير من المرضى يترددون خشية أن يكون هذا غير جائز، لذا أرجو من فضيلتكم إجابتي خطيًّا على سؤالي والله يحفظكم:
س: هل يجوز التبخير بالقرآن الكريم على النار بعد كتابة الآية المشار إليها أعلاه بالزعفران أو القلم على الورق الأبيض؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا.
الاجابة: ونقول أحبك الله الذي أحببتنا فيه، ثم نقول: لا بأس بكتابة الآيات ثم غسلها وشرب ماءها، فقد روي عن ابن عباس أنه قال: "إن في القرآن سبعة وثلاثون موضعًا فيها قول لا إله إلا الله، من كتبت له بالزعفران ثم غسلت بماء زمزم أو بماء المطر شفاه الله من الأمراض المستعصية كالعين والسحر والصرع"، وكذلك ذكروا قراءة آيات السحر، ثم شرب الماء الذي تقرأ فيه وهي في سورة الأعراف وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ثلاث آيات، وفي سورة يونس: قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ الآيتان، وفي سورة طه: قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى آيتان، فإذا كتبت التهليلات وآيات السحر في إناء نظيف بالزعفران أو نحوه أو في أوراق، ثم غسلت وشرب ماؤها، ثم تبخر المريض على بقية الورق كان ذلك مفيدًا، وأما إحراق آيات القرآن من المصحف والتبخر عليها فنرى أن ذلك إهانة للقرآن، وإنما يتبخر بالأوراق بعد غسلها وشرب مائها. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=12357&parent=786
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 09:41]ـ
فتوى شيخنا عبدالرحمن بن ناصر البرَّاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نأمل الإجابة عن السؤال الآتي:
يشيع عند بعض الرقاة أنهم يقرؤون في ماء زعفران ثم يغمسون فيه أوراقاً ثم يخرجونها فإذا يبست أعطوها المرضى فوضعوها في ماء ثم شربوها فما حكم هذا العمل؟.
وعليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله، أمابعد:
فإن أصل هذا العمل كتابة الرقية بالزعفران في صحون ثم تمحى بماءٍ فيسقى منها المريض، ثم توسع بعض الراقين فصاروا يكتبون على الأوراق ويعطونها المريض فيغسلها بالماء ويشرب ثم توسعوا طلبا للاختصار وكثرة الكسب، فصاروا يكتبون في الصحون ثم يمحونها بالماء ثم يغمسون في الماء أوراقاً فتكون صفراء وكأنه قد كتب عليها، ثم سلكوا طريقة أخرى، وهي أن يرقوا على ماء فيه زعفران، ثم يغمسون فيها أوراقا ويبيعونها لمن يطلب العلاج، وهذه الطريقة الأخيرة توفر لهم وقتا وجهدا مع كثرة ما يحصلونه من المال من ثمن هذه الأوراق، فإن أحدهم يقرأ في إناء فيه ماء الزعفران ويغمس فيه مئات الأوراق وقد سلك بعضهم مسلكا استغفالا للناس وتلبيسا على الجهال وذلك بتصنيف الأوراق حسب أنواع الأمراض، ولكل صنف من هذه الأوراق الوهمية ثمن.
والواجب مقاطعة هؤلاء الخداعين بل الواجب على من له سلطة منعهم من ممارسة هذه الحيل لأكل المال بالباطل.
والرقية بالكتابة على موضع الألم أو على شيء ثم محوه وشربه ذكرها ابن القيم وذكر فيها أثرا عن ابن عباس وعن الإمام أحمد [زاد المعاد 4 - 357 (ط. الرسالة)].
وأشياء عرفت بالتجربة، والرقية الواردة في الأحاديث هي الرقية بالنفث كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ " قل هو الله أحد" والمعوذتين وينفث في كفيه ثم يمسح بهما وجهه وما استطاع من بدنه، والاقتصار على ما جاءت به السنة أولى وأحوط، وما ثبت نفعه بالتجربة بما لا يتضمن محذورا فإنه جائز وبعض هذه الأمور أظهر في الجواز من بعض، والله أعلم.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 10:32]ـ
2: إذا طلب رجل به ألم رقى، وكتب له بعض آيات قرآنية، وقال الراقي: ضعها في ماء واشربها فهل يجوز أم لا؟
ج 2: سبق أن صدر من دار الإفتاء جواب عن سؤال مماثل لهذا السؤال هذا نصه: كتابة شيء من القرآن في جام أو ورقة وغسله وشربه يجوز؛ لعموم قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} ( http://java******:openquran(16,82,82) ) فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولما رواه الحاكم في [المستدرك] وابن ماجه في [السنن] عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن وما رواه ابن ماجه، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الدواء القرآن.
وروى ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفا فاكتب عليه {كأنهم يوم يرون ما يوعدون} ( http://java******:openquran(45,35,35) ) الآية، و {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا} ( http://java******:openquran(78,46,46) ) الآية، و {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} ( http://java******:openquran(11,111,11 1)) الآية، ثم يغسله وتسقى المرأة منه وتنضح على بطنها وفي وجهها).
وقال ابن القيم في [زاد المعاد] (جـ 3 ص 381): (قال الخلال: حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم , الحمد لله رب العالمين) كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
قال الخلال: (أنبأنا أبو بكر المروذي، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة عسرت عليها ولادتها منذ يومين، فقال: قل له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد).
وقال ابن القيم أيضا: (ورأى جماعة من السلف أن يكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها، قال مجاهد: لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض، ومثله عن أبي قلابة). انتهى كلام ابن القيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان عضو عبد الله بن منيع
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبومحمد الغامدي بارك الله فيك, العمومات التي ذكرت في بداية المشاركة أليس النبي (ص) قد بين ذلك بقوله وفعله بارك الله فيك, فأين الجواز بكتابة القرآن على ورق وشرب الماء وغيره هل فعله النبي (ص) , وهو المبلغ عن الله سبحانه وتعالى, والنبي (ص) ماترك من خير الا دل أمته عليه, أليس في هذا مجانبة لهديه (ص) , ونحن مأمورون باتباعه, ثم الأثر الذي ذكرته عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في المشاركة قد ضعفه أهل العلم لأن فيه من اتهم بالوضع وسوء الحفظ جدا فكيف يحتج به, ثم ماسقته من فعل الامام أحمد رحمه الله انما هو من باب العمل بالحديث الضعيف اذا لم يوجد في الباب شئ, ولله الحمد الآثار الصحيحة في الرقية كثيرة لانحتاج معها الى العمل بالأحاديث الضعيفة والموضوعة, ألسنا أخي الكريم مأمورون بمتابعة النبي (ص) فيما بينه لنا بارك الله فيك, أما اذا كان الأمر قال فلان وفلان بالجواز فهناك من قال بعدم الجواز, فيكون مصيرنا بارك الله فيك الرجوع الى الكتاب والسنة, لمعرفة الحق في المسألة, قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) , ولا شك أن النبي (ص) كان يرقي نفسه وأصحابه بالقراءة عليهم وبالنفث وبوضع اليد على موضع الألم والقراءة, وكما ورد في الأحاديث الصحيحة, أسأل الله أن يبصرنا بديننا وأن يلهمنا رشدنا انه سميع قريب, والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 06:47]ـ
اخي الفاضل أبوعبدالعزيزالتميمي بارك الله فيك:
انا لم افعل هذا قط في حياتي والحمد لله ولكنها فتوى علماءنا الكبار رحمهم الله نقلتها
اعتمدو افيها على بعض الاثار عن السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الائمة(/)
كتابة الرقية في ورقة واذابتها في ماء وشربها!
ـ[رنون]ــــــــ[25 - Dec-2010, صباحاً 05:50]ـ
كتابة آيات من القرآن في ورقة واذابتها في ماء وشربها!
بزعفران اوغيرة للرقية .... من يدلنا على الحكم جزاكم الله خيرا!
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 02:02]ـ
كتابة آيات من القرآن في ورقة واذابتها في ماء وشربها!
بزعفران اوغيرة للرقية .... من يدلنا على الحكم جزاكم الله خيرا!
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر بعض أهل العلم أن هذه الطريقة ليس عليها دليل من فعل الرسول (ص) أوفعل الصحابة , ولكن ورد أن النبي (ص) كان يرقي أصحابه ويقرأ عليهم مثل قوله, (باسم الله, رب الناس أذهب البأس, واشف أنت المشافي, لاشفاء الا شفاؤك, شفاء لايغادر سقما) , أو أن الانسان يرقي نفسه فيقول كما ورد بالحديث أن عثمان بن أبي العاص الثقفي _ كان يشكو مرضا _ فقال الرسول (ص) (ضع يدك على الموضع الذي يؤلمك, وقل: باسم الله _ ثلاث مرات _ وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر_ سبع مرات _) فقالها فبرأ وشفي, أو قراءة الفاتحة كما ورد في حديث اللديغ وقول النبي (ص) (وما يدريك أنها رقية) , والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو العيناء الغريب]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 03:54]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي أبو عبد العزيز التميمي
صدقاً رأيت بعيني الكثير من الناس يقومون بهذا الفعل والله المستعان
بل يؤكدون أن هذا ما أوصى به الراقي(/)
منظومة غذاء الالباب
ـ[الأصيلة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم اخواني واخواتي من يسعفني بمنظومة غذاء الالباب لا اريد الشرح لكن اريد الابيات جزاكم ربي جناااان عدن ومن تحبون
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:04]ـ
رابط الجزء الأول
http://ia311031.us.archive.org/1/items/gezaa_albab/Ghezaa_Albab_01.pdf
رابط الجزء الثاني
http://ia311031.us.archive.org/1/items/gezaa_albab/Ghezaa_Albab_02.pdf
رابط الواجهة
http://ia311031.us.archive.org/1/items/gezaa_albab/Ghezaa_Albab_00.pdf
لاتنسونا من الدعاء
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:32]ـ
الله يبارك فيك جزاك الله كل خيرٍ
ـ[الأصيلة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:03]ـ
اخيتي انتي لم تفهمي ما اقصد انا اقصد الابيات فقط بدون الشرح(/)
أعياد الكفار وحكم المشاركة فيها
ـ[محمود محمدى العجوانى]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 05:31]ـ
أعياد الكفار وحكم المشاركة فيها
مع العلم أن الموضوع مكتوب منذ فترة
الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأنّ الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أنّ السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه، في زمن للعامل فيه مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمل الصحابة - رضي الله عنهم - كما ثبت ذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه.
ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنّهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجالمنكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك». وفي رواية: «فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي.
ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإنّ المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلاّ من رحم الله تعالى حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج. والله تعالى يقول: {وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} [المائدة: 48]، ويقول تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67] أي: عيداً يختصون به.
وإذا كان كثير من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله تعالى خاصة النصارى في أعيادهم الكبرى كعيد ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام (الكريسمس) وعيد رأس السنة الميلادية، ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم؛ بل نقلها بعضهم إلى بلاد المسلمين - والعياذ بالله - فإنّ البلية الكبرى والطامة العظمى ما يجري من استعدادات عالمية وعلى مستوى الدول النصرانية الكبرى للاحتفال بنهاية الألفية الثانية والدخول في الألفية الثالثة لميلاد المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وإذا كانت الأرض تعج باحتفالات النصارى في كل رأس سنة ميلادية فكيف سيكون احتفالهم بنهاية قرن ميلادي (القرن العشرين)؛ بل بنهاية ألف ميلادية هي الثانية؟ إنّه حدث ضخم تستعد له الأمم النصرانية بما يناسب حجمه وضخامته.
إنّ هذا الحدث النصراني لن يكون الاحتفال بليلة رأس السنة فيه كما هو المعتاد في بلاد النصارى فحسب وفي قبلة ديانتهم الفاتيكان؛ بل الاستعدادات جارية ليكون مركز الاحتفال الرئيسى (بيت لحم) موضع مولد المسيح عليه الصلاة والسلام وسينتقل إليها أئمة النصارى السياسيون والدينيون، الإنجيليون منهم والعلمانيون لإحياء تلك الاحتفالات الألفية التي تنشط الصحافة العالمية في الحديث عنها كلما اقترب الحدث يوماً بعد يوم، ويتوقع أن يحضرها أكثر من ثلاثة ملايين من البشر في (بيت لحم) يؤمهم البابا يوحنا بولس الثاني، وستشارك بعض الدول الإسلامية المجاورة في هذه التظاهرة العالمية على اعتبار أنّ بعض شعائر العيد النصراني يقع في أراضيها وهو موقع تعميد المسيح عليه الصلاة والسلام حيث عمده يوحنا المعمدان (يحيى عليه الصلاة والسلام) في نهر الأردن، بل إنّ كثيراً من المسلمين سيشاركون في تلك الاحتفالات على اعتبار أنّها مناسبة عالمية تهم سكان الأرض كلهم، وما علم هؤلاء أنّ الاحتفال بهذه الألفية هو احتفال بعيد ديني نصراني (عيد ميلاد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية) وأنّ المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم، والفرح به فرح بشعائر الكفر وظهوره
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلوه، وفي ذلك من الخطر على عقيدة المسلم وإيمانه ما فيه؛ حيث إنّ «من تشبه بقوم فهو منهم» كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟! وذلك يحتم علينا الوقوف على حكم أعياد الكفار، وما يجب على المسلم تجاهها، وكيفية مخالفتهم التي هي أصل من أصول ديننا الحنيف، بَلْهَ التعرف على أنواع أعيادهم وشعائرهم فيها بقصد تجنبها والحذر والتحذير منها.
لماذا علينا أن نعرف أعياد الكفار؟!
من المتفق عليه أنّ المسلم لا يعنيه التعرف على أحوال الكفار، ولا يهمه معرفة شعائرهم وعاداتهم - ما لم يُرِدْ دعوتهم إلى الإسلام - إلاّ إذا كانت شعائرهم تتسرب إلى جهلة المسلمين فيقعون في شيء منها عن قصد أو غير قصد، فحينئذ لا بد من معرفتها لاتقائها، والحذر من الوقوع في شيء منها، وفي العصور المتأخرة يتأكد ذلك للأسباب الآتية:
1 - كثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أو التجارة أو غير ذلك، فيرى أولئك الذاهبون إليهم بعض شعائرهم وقد يُعجبون بها، ومن ثم يتَّبعونهم فيها، لا سيما مع هزيمتهم النفسية، ونظرتهم إلى الكافرين بإعجاب شديد يسلب إرادتهم، ويفسد قلوبهم ويضعف الدين فيها، ومن ذلك أنّ كثيراً من المثقفين المغتربين يصف الكفرة بالرقي والتقدم والحضارة حتى في عاداتهم وأعمالهم المعتادة، أو كان ذلك عن طريق إظهار تلك الأعياد في البلاد الإسلامية من طوائف وأقليات أخرى غير مسلمة فيتأثر بها جهلة المسلمين في تلك البلاد.
2 - وزاد الأمرَ خطورةً البثُّ الإعلامي الذي به يمكن نقل كل شيء بالصوت والصورة الحية من أقصى الأرض إلى أدناها، وما من شك في أنّ وسائل إعلام الكفار أقوى وأقدر على نقل شعائرهم إلى المسلمين دون العكس؛ حيث أصبحت كثير من القنوات الفضائية تنقل شعائر أعياد الآخرين خاصة أعياد الأمة النصرانية، واستفحل الخطر أكثر وأكثر حينما تبنت بعض الأنظمة العلمانية في البلاد الإسلامية كثيراً من الاحتفالات بشعائر الكفرة والمبتدعة وأعيادهم، وينقل ذلك عبر الفضائيات العربية إلى العالم؛ فيغتر بذلك بعض المسلمين بسبب صدوره من بلاد إسلامية.
3 - قد عانى المسلمون على مدى تاريخهم من تأثُّر بعضهم بشعائر غيرهم من جراء الاختلاط بهم ممّا جعل كثيراً من أئمة الإسلام يحذرون عوام المسلمين من تقليد غيرهم في أعيادهم وشعائرهم؛ منهم - على سبيل المثال -: "شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم"، والحافظان: "الذهبي وابن كثير"، وهم قد عاشوا عصراً واحداً كثر فيه اختلاط المسلمين بغيرهم خاصة بالنصارى، وتأثر جهلتهم ببعض شعائر دينهم خاصة أعيادهم، ولهذا أكثر الكلامَ عن ذلك هؤلاء العلماء في تضاعيف مصنفاتهم، وبعضهم أفرد لذلك كتاباً خاصاً، كابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) أو الذهبي في رسالته: (تشبه الخسيس بأهل الخميس)، وغيرهم.
ولقد أطال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذكر أعيادهم وأعمالهم فيها، وبين مدى تأثر جهلة المسلمين بها، ووصف أعيادهم وأنواعها وما يجري فيها من شعائر وعادات مما يستغني عن معرفته المسلمون، إلاّ أنّ الحاجة دعت إلى ذلك بسبب اتباع كثير من المسلمين أهل الكتاب في تلك الشعائر.
وقد بيّن شيخ الإسلام أعيادهم وعرضها في مقام التحذير؛ حيث يقول - رحمه الله تعالى - بعد أن أفاض في الحديث عنها: "وغرضنا لا يتوقف على معرفة تفاصيل باطلهم؛ ولكن يكفينا أن نعرف المنكر معرفة تميز بينه وبين المباح والمعروف، والمستحب والواجب، حتى نتمكن بهذه المعرفة من اتقائه واجتنابه كما نعرف سائر المحرمات؛ إذ الفرض علينا تركها، ومن لم يعرف المنكر جملة ولا تفصيلاً لم يتمكن من قَصْدِ اجتنابه. والمعرفة الجُمَلية كافية بخلاف الواجبات".
وقال أيضاً: "وإنّما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي ببعضها، وجهل كثير منهم أنّها من دين النصارى الملعون هو وأهله، ولست أعلم جميع ما يفعلونه، وإنّما ذكرت ما رأيت من المسلمين يفعلونه وأصله مأخوذ عنهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - أنّ بعض أعيادهم تحول في العصر الحاضر إلى اجتماع كبير له بعض خصائص عيدهم القديم، ويشارك كثير من المسلمين في ذلك دون علم كما في دورة الألعاب الأولمبية التي أصلها عيد عند اليونان ثم عند الرومان ثم عند النصارى، وكالمهرجانات التي تقام للتسوق أو الثقافة أو غير ذلك مع أنّ أصل المهرجان عيد من أعياد الفرس، وأكثر من يقيمون تلك الاجتماعات ويسمونها (مهرجانات) يجهلون ذلك.
5 - معرفة الشر سبب لاتقائه واجتنابه، وقد قال حذيفة - رضي الله عنه -: " كان النّاس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني". ومن المعلوم أنّ الشر العظيم والداء الوبيل أن يقع المسلم في شيء من شعائر الذين كفروا دون علمه أنّ ذلك من شعائرهم وأخص عاداتهم التي أُمرنا بمجانبتها والحذر منها؛ لأنّها رجس وضلال.
6 - كثرة الدعاوي وقوة الأصوات المنافقة التي تريد للأمة الخروج عن أصالتها، والقضاء على هويتها، والانصهار في مناهج الكفرة واتباعهم حذو القذة بالقذة تحت شعارات: الإنسانية والعولمة والكونية والانفتاح على الآخر وتلقِّي ثقافته، ممّا حتَّم معرفة ما عند هذا الآخر - الكافر - من ضلال وانحراف لفضحه وبيان عواره وكشف التزوير وتمزيق الأغلفة الجميلة التي تغلف بها تلك الدعاوى القبيحة {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42] ولكي تقوم الحجة على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغتروا وينخدعوا.
أعياد الفراعنة:
من أعياد الفراعنة عيد شم النسيم وهو لتقديس بعض الأيّام تفاؤلاً أو تزلفاً لمن كانوا يُعبدون من دون الله تعالى وقد ذكر الشيخ محفوظ ما يقع فيه - في زمنه - من المخازي والفجور ممّا يندى له الجبين؛ حيث تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، ينزحون جماعات شيباً وشباناً ونساءًا إلى البساتين والأنهار لارتكاب الزنا وشرب المسكرات، يظنون أنّ ذلك اليوم أبيحت فيه جميع الخبائث لهم.
ومن أوهامهم فيه: وضع البصل تحت رأس النائم وتعليقه على الأبواب زاعمين أنّه يُذهب عنهم الكسل والوخم. وهو معدود في أعياد الفراعنة وقيل: أحدثه الأقباط، ولا مانع أنّه لكليهما وأنّه انتقل من أولئك إلى هؤلاء، ولا زال كثير من أهل مصر - خاصة الأقباط - يحتفلون به ويشاركهم فيه كثير من المسلمين، وفي الآونة الأخيرة كتب عنه عدد من الكتاب العلمانيين داعين إلى أن يكون عيداً رسمياً إحياءًا لتراث الفراعنة في الوقت الذي يصفون فيه شعائر الإسلام بالتخلف والرجعية والردة الحضارية.
أعياد اليونان:
أَشْهُر السنة عند اليونان كثيرة وكانت تسمى بأسماء أعيادهم، وكانت نفقات أعيادهم يتحملها الأغنياء منهم، وعامة أعيادهم لها صلات بشعائر دينهم الوثني المبنى على تعدد الآلهة عندهم، وقد كثرت أعيادهم جداً بغية التخفف بتلك الأعياد من متاعب الحياة الرتيبة، وبلغ من كثرتها أنّه ما خلا شهر من أشهرهم من عيد أو أعياد عدا شهر واحد عندهم هو شهر (ممكتريون).
واتسمت أعيادهم بالفحش والعهر والسكر وإطلاق العنان لغرائزهم الحيوانية تفعل ما تشاء، كما كان فيها شيء كثير من خرافاتهم وضلالهم: كزعم تحضير أرواح الأموات ثم إرجاعها أو طردها مرة أخرى بعد انتهاء العيد.
وأهم أعيادهم: عيد الأولمبياد أو العيد الأولمبي ويقام في (إليس) وينعقد كل أربع سنوات، وكان الأولمبياد الأول المعترف به سنة (776 ق م) وهذا الأولمبياد من أكبر أعيادهم وتجمعاتهم الموسمية، ومنذ ذلك التاريخ كان يطلق على تلك الألعاب (الأولمبياد)، وكان لها صبغة وطنية، ومضامين قومية حتى قيل: إنّ اليونان كانت تفتخر بانتصاراتها الأولمبية أكثر من افتخارها بانتصاراتها في المعارك الحربية؛ فهو أكبر عيد في عالم الإغريق آنذاك.
ولا تزال هذه الألعاب تقام وترعاها الأمم النصرانية بتسميتها القديمة نفسها وشعائرها الموروثة من إشعال الشعلة الأولمبية من أثينا ونقلها إلى البلد المنظم للدورة ونحو ذلك؛ ومع بالغ الأسف فإنّ كثيراً من المسلمين يشاركون فيها، ويفاخرون بتلك المشاركات، ويجهل كثيرون منهم أنّ أصلها عيد من أعياد الكفار الكبرى وأيّام مقدسة في دينهم الوثني؛ فنعوذ بالله من الزيغ والضلال والتقليد الأعمى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان لليونان أيضاً أعياد عظيمة كأعياد الجامعة الهيلينية، وعيد الجامعة الأيونية وغيرها.
أعياد الرومان:
من أكثر الأمم أعياداً الرومان؛ حيث كان عندهم في السنة أكثر من مائة يوم مقدس يعتبرونها أعياداً، من بينها اليوم الأول من كل شهر، وخصصت بعض هذه الأعياد لتقديس الموتى، وأرواح العالم السفلي، وكان يقصد بكثير من أعيادهم وما يقام فيها من احتفالات استرخاء الموتى وإقصاء غضبهم حسب زعمهم.
ومن المعلوم أنّ الإمبراطورية الرومانية سادت بعد اليونان؛ فورثت كثيراً من شعائر اليونان وعاداتهم وأعيادهم.
ومن أشهر أعيادهم: عيد الحب يحتفلون به في يوم (14) فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنه تعبير عن الحب الإلهي، وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على (1700 عام) في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس (فالنتين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي.
ويبدو أنّ عيداً آخر نشأ من مفهوم هذا العيد ذلك هو عيد الزوجين أو الصديقين المتحابين يحتفل به الزوجان في يوم ذكرى زواجهما من كل عام لتأكيد المحبة بينهما، وانتقلت هذه العادة إلى المسلمين بسبب المخالطة حتى صار الزوجان يحتفلان بليلة زواجهما احتفالاً خاصاً في كثير من بلاد المسلمين؛ تشبهاً بالكفار؛ فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
أعياد اليهود:
1 - عيد رأس السنة العبرية ويسمونه عيد (هيشا) وهو أول يوم من تشرين الأول، ويزعمون أنّه اليوم الذي فُدِيَ فيه الذبيح إسحاق عليه السلام، - حسب معتقدهم الخاطئ؛ لأنّ الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق - و هذا العيد هو بمنزلة عيد الأضحى عند المسلمين.
2 - عيد صوماريا أو الكيبور وهو عندهم يوم الغفران.
3 - عيد المظلل أو الظلل أو المظال يوم (15 تشرين) يستظلون فيه بأغصان الشجر ويسمونه أيضاً: "عيد صوم مريم العذراء".
4 - عيد الفطير وهو عيد الفصح يوم (15 نيسان) وهو بمناسبة ذكرى هروب بني إسرائيل من الاستعباد في مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقصة هذا العيد مروية في الإصحاح الثاني عشر من التوراة - سِفْر الخروج - ومدته ثمانية أيام يحتفلون به في فلسطين المحتلة، واليهود الإصلاحيون يحتفلون به في أقطارهم لمدة سبعة أيام، ولهم فيه احتفال يسمى (السيدار) وفيه تُقرأ قصة هروب بني إسرائيل من كتاب اسمه: (الحقادا) ويأكلون فيه خبزاً غير مخمر، على اعتبار أنّ بني إسرائيل لما هربوا أكلوه؛ إذ لم يكن عندهم وقت لتخميره، ولا يزال اليهود يأكلونه إلى اليوم في هذا العيد.
5 - عيد الأسابيع أو (العنصرة) أو (الخطاب) ويزعمون أنّه اليوم الذي كلم الله تعالى فيه موسى عليه الصلاة والسلام.
6 - يوم التكفير في الشهر العاشر من السنة اليهودية: ينقطع الشخص تسعة أيام يتعبد فيها ويصوم وتسمى أيام التوبة.
7 - الهلال الجديد: كانوا يحتفلون لميلاد كل هلال جديد؛ حيث كانت تنفخ الأبواق في بيت المقدس وتشعل النيران ابتهاجاً به.
8 - عيد اليوبيل وهو المنصوص عليه في سِفْر اللاويين.
ولهم أعياد أخرى من أشهرها: عيد الفوز أو (البوريم) وعيد الحنكة ويسمى (التبريك).
أعياد النصارى:
1 - عيد القيامة ويسمى عيد الفصح، وهو أهم أعياد النصارى السنوية، ويسبقه الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يوماً قبل أَحَد الفصح، وهذا العيد يحتفون في ذكراه بعودة المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه وهو بعد يومين من موته - على حد زعمهم - وهو خاتمة شرائع وشعائر متنوعة هي:
أ- بداية الصوم الكبير وهو أربعون يوماً قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون: "من التراب نبدأ وإليه نعود".
ب- ثم بعده خمسون يوماً تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة.
ج- أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى عليه السلام وقيامته كما يزعمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
د- أحد السعف وهو يوم الأحد الذي يسبق الفصح، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافراً.
هـ- خميس العهد أو الصعود ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه.
و- الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح وتشير إلى موت المسيح على الصليب حسب زعمهم.
ز- سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح. وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له الخميس الكبير، والجمعة الكبيرة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى (تشبيه الخسيس بأهل الخميس)، وهذا الخميس هو آخر يوم صومهم ويسمونه أيضاً خميس المائدة أو عيد المائدة وهو المذكور في سورة المائدة في قوله تعالى: {قَالَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةًمِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ... } [المائدة: 114].
وكان لهم من الأعمال الغريبة في هذه الأعياد شيء كثير، ذَكَرَهُ كثير من المؤرخين، فمن ذلك جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال به والاكتحال، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ويزعمون أنّ في ذلك رقية ونشرة. ويوم الفصح عندهم هو يوم الفطر من صومهم الأكبر، ويزعمون أنّ المسيح عليه السلام قام فيه بعد الصلبوت بثلاثة أيام وخلص آدم من الجحيم، إلى غير ذلك من خرافاتهم. وقد ذكر شمس الدين الدمشقي الذهبي أنّ أهل حماة يعطلون فيه أعمالهم لمدة ستة أيام، ويصبغون البيض، ويعملون الكعك، وذكر ألواناً من الفساد والاختلاط الذي يجري فيه آنذاك، وذكر أنّ المسلمين يشاركون فيه وأنّ أعدادهم تفوق أعداد النصارى والعياذ بالله.
وذكر ابن الحاج: أنّهم يجاهرون بالفواحش والقمار ولا أحد ينكر عليهم ولعل هذا ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى إنكار ما رآه من المسلمين من تقليد النصارى في أعيادهم وشعائرهم؛ فإنّه ذكر شيئاً كثيراً من ذلك في كتابه القيم الاقتضاء، وكذلك ألف الذهبي رسالته آنفة الذكر.
ويحتفل به عامة النصارى إلى اليوم في أول أَحد بعد كمال الهلال من فصل الربيع في الفترة ما بين (22 مارس و25 إبريل) والكنائس الشرقية الأرثوذكسية تتأخر عن بقية النصارى في الاحتفال به وهو بشعائره وصيامه وأيامه فصلٌ كامل من السنة النصرانية.
2 - عيد ميلاد المسيح عليه السلام وعند الأوروبيين يسمى عيد الكريسمس وهو يوم (25 ديسمبر) عند عامة النصارى، وعند الأقباط يوافق يوم (29 كيهك) والاحتفال به قديم ومذكور في كتب التاريخ قال المقريزي: "وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر جليلاً تباع فيه الشموع المزهرة وكانوا يسمونها الفوانيس".
ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح عليه السلام كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة. وقصة عيد الميلاد مذكورة في أناجيلهم (لوقا) و (متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا خاصة للأطفال. وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه! فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللنصارى في هذا العيد شعائر منها: أنّ نصارى فلسطين وما جاورها يجتمعون ليلة عيد الميلاد في (بيت لحم) المدينة التي ولد فيها المسيح عليه الصلاة والسلام لإقامة قداس منتصف الليل، ومن شعائرهم: احتفالهم بأقرب يوم أحد ليوم (30 نوفمبر) وهو عيد القديس (أندراوس) وهو أول أيام القدوم - قدوم عيسى عليه السلام - ويصل العيد ذروته بإحياء قداس منتصف الليل؛ حيث تزين الكنائس ويغني النّاس أغاني عيد الميلاد وينتهي موسم العيد في (6 يناير). وبعضهم يحرق كتلة من جذع شجرة عيد ميلاد المسيح، ثم يحتفظون بالجزء غير المحروق، ويعتقدون أنّ ذلك الحرق يجلب الحظ، وهذا الاعتقاد سائد في بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية.
3 - عيد الغطاس: وهو يوم (19 يناير) وعند الأقباط يوم (11 من شهر طوبة) وأصله عندهم أنّ يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام والمعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمّد المسيح ابن مريم عليه الصلاة والسلام في نهر الأردن، وعندما غسله اتصلت به روح القدس، فصار النصارى لأجل ذلك يغمسون أولادهم في الماء في هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم، وقد ذكر المسعودي أنّ لهذا العيد - في وقته - شأناً عظيماً بمصر، يحضره آلاف النصارى والمسلمين، ويغطسون في نهر النيل ويزعمون أنّه أمان من المرض ونشرة للدواء. وعلى هذا المفهوم تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية، وأمّا الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فلهم مفهوم آخر في الاحتفال به، وهو إحياء ذكرى تقديس الرضيع المسيح - عليه الصلاة والسلام - على يد الرجال الثلاثة الذين قدموا من الشرق.
وأصل كلمة (غطاس) إغريقية وهي تعني الظهور، وهو مصطلح ديني مشتق من ظهور كائن غير مرئي، وقد جاء في التوراة أنّ الله تعالى تجلى لموسى عليه الصلاة والسلام على هيئة أجمة محترقة تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
4 - عيد رأس السنة الميلادية: وللاحتفال به شأن عظيم في هذه الأزمنة؛ حيث تحتفل به الدول النصرانية وبعض الدول الإسلامية، وتنقل تلك الاحتفالات بالصوت والصورة الحية من شتى بقاع الأرض، وتتصدر احتفالاته الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، وتستحوذ على معظم نشرات الأخبار والبرامج التي تبث في الفضائيات، وصار من الظواهر الملحوظة سفر كثير من المسلمين الذين لا تقام تلك الاحتفالات النصرانية في بلادهم إلى بلاد النصارى لحضورها والاستمتاع بما فيها من شهوات محرمة غافلين عن إثم الارتكاس في شعائر الذين كفروا.
وللنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات كسائر أعيادهم المليئة بذلك، وهذه الاعتقادات تصدر عن صُنّاع الحضارة الحديثة وممّن يوصفون بأنّهم متحضرون ممّن يريد المنافقون من بني قومنا اتباعهم حذو القذة بالقذة حتى في شعائرهم وخرافاتهم لكي نضمن مواقعنا في مصافِّ أهل التقدم والحضارة، وحتى يرضى عنها أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء!!
ومن اعتقاداتهم تلك أنّ الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد .... إلخ تلك الخرافات.
ولهم أعياد سوى تلك: منها ما هو قديم، ومنها ما هو محدث، وأعياد أخذوها عمن سبقهم من اليونان والرومان، وأعياد كانت في دينهم ثم اندثرت، ومن هذه الأعياد ما هو كبير مهم لديهم، ومنها ما هو صغير تقتصر أهميته على بعض كنائسهم أو بعض مذاهبهم.
ولكل أصحاب مذهب منهم أعياد تخصهم وتخص كنائسهم ورهبانهم وقساوستهم لا يعترف بها أهل المذاهب الأخرى، فالبروتستانت لا يؤمنون بأعياد الكنائس الأخرى، ولكنهم يتفقون على الأعياد الكبرى كعيد الفصح والميلاد ورأس السنة والغطاس وإن اختلفوا في شعائرها ومراسم الاحتفال بها، أو في بعض أسبابها وتفاصيلها، أو في زمانها ومكانها.
أعياد الفرس:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عيد النيروز: ومعنى النيروز: الجديد، وهو ستة أيام؛ حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات النّاس في الأيام الخمسة الأولى، وأمّا اليوم السادس فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم.
وذكر أصحاب الأوائل أن أول من اتخذ النيروز حمشيد الملك، وفي زمانه بعث هود عليه السلام وكان الدين قد تغيّر، ولما ملك حمشيد جدّد الدين وأظهر العدل، فسُمي اليوم الذي جلس فيه على سرير الملك نيروزاً، فلما بلغ من عمره سبعمائة سنة ولم يمرض ولم يوجعه رأسه تجبر وطغى، فاتخذ شكلاً على صورته وأرسلها إلى الممالك ليعظموها، فتعبَّدها العوام، واتخذوا على مثالها الأصنام، فهجم عليه الضحاك العلواني من العمالقة باليمن فقتله كما في التواريخ. ومن الفرس من يزعم أنّ النيروز هو اليوم الذي خلق الله فيه النور. ويعتبر النيروز عيد رأس السنة الفارسية الشمسية ويوافق الحادي والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية، وكان من عادة عوامهم إيقاد النار في ليلته ورش الماء في صبيحته.
ويحتفل بعيد النيروز أيضاً البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يوماً وذلك في (21 آذار) والنيروز، أيضاً أول يوم من السنة عند القبط ويسمى عندهم عيد شم النسيم ومدته عندهم ستة أيام أيضاً تبدأ من (6 حزيران). وقد مضى ذكر شم النسيم عند الفراعنة فلا يمنع أن يكون الأقباط أخذوه من تراث الفراعنة وآثارهم، ولا سيما أنّ الجميع في مصر.
2 - عيد المهرجان: كلمة (مهرجان) مركبة من (المهر) ومعناه: الوفاء، (جان): السلطان، ومعنى الكلمة: سلطان الوفاء، وأصل هذا العيد: ابتهاج بظهور (أفريدون) على الضحاك العلواني الذي قتل (حمشيد) الملك صاحب عيد النيروز، وقيل: بل هو احتفال بالاعتدال الخريفي، ولا يمنع أن يكون أصله ما ذكر أولاً لكنه وافق الاعتدال الخريفي فاستمر فيه. والاحتفال به يكون يوم (26 من تشرين الأول من شهور السريان) وهو كسابقه ستة أيام أيضاً، والسادس منها المهرجان الكبير، وكانوا يتهادون فيه وفي النيروز المسك والعنبر والعود الهندي والزعفران والكافور، وأول من رسم هدايا هذين العيدين في الإسلام الحجاج بن يوسف الثقفي، واستمر إلى أن رفعه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.
ومن عظيم ما ابتلي به المسلمون استخدام لفظ (المهرجان) على كثير من الاجتماعات والاحتفالات والتظاهرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية؛ بل وحتى الدعوية فيقال: مهرجان الثقافة، ومهرجان التسوق، ومهرجان الكتب، ومهرجان الدعوة، وما إلى ذلك ممّا نرى دعاياته ونسمع عباراته كثيراً يتصدرها هذا المصطلح الوثني (المهرجان) الذي هو عيد عَبَدَة النار.
ولهذا فإنّ إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين من مواطن النهي الجلي يجب اجتنابه والنهي عن استعماله، وفي المباح من الألفاظ غنية عنه، واللغة العربية أغنى اللغات لفظاً ومعنى.
تشبه المسلمين بالكفار في أعيادهم:
تعريف التشبه:
الشبه في اللغة المثل وشابهه وأشبهه ماثله، وتشبه فلان بكذا وتشبه بغيره ماثله وجاراه في العمل. والتشبيه: التمثيل. وفي اللغة ألفاظ مقاربة للفظ التشبه منها: المماثلة, والمحاكاة والمشاكلة، والاتباع، والموافقة، والتأسي، والتقليد، ولكل منها معنى يخصه، ولها اشتراك مع لفظ التشبه.
وأمّا في الاصطلاح فعرف الغزي الشافعي التشبه بأنّه: عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شبه المتشبه به، وعلى هيئته وحليته ونعته وصفته وهو عبارة عن تكل ف ذلك وتقصده وتعمله.
حكم التشبه بالكفار:
إنّ من الأصول العظيمة التي هي من أصول ديننا الولاء للإسلام وأهله، والبراءة من الكفر وأهله، ومن حتميات تلك البراءة من الكفر وأهله تميز المسلم عن أهل الكفر، واعتزازه بدينه وفخره بإسلامه مهما كانت أحوال الكفار قوة وتقدما وحضارة، ومهما كانت أحوال المسلمين ضعفا وتخلفا وتفرقا ولا يجوز بحال من الأحوال أن تتخذ قوة الكفار وضعف المسلمين ذريعة لتقليدهم ومسوغا للتشبه بهم كما يدعو إلى ذلك المنافقون والمنهزمون، ذلك أنّ النصوص التي حرمت التشبه بالكفار ونهت عن تقليدهم لم تفرق بين حال الضعف والقوة لأنّ المسلم باستطاعته التميز بدينه والفخر بإسلامه حتى في حال ضعفه وتأخره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاعتزاز بالإسلام والفخر به دعا إليه ربنا تبارك وتعالى واعتبره من أحسن القول وأحسن الفخر; حيث قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
ولأهمية تميز المسلم عن الكافر أُمر المسلم أن يدعو الله تعالى في كل يوم على الأقل سبع عشرة مرة أن يجنبه طريق الكافرين ويهديه الصراط المستقيم: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)} [الفاتحة: 6 - 7] وجاءت النصوص الكثيرة جدا من الكتاب والسنة تنهى عن التشبه بهم، وتبين أنهم في ضلال؛ فمن قلدهم فقد قلدهم في ضلالهم. قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 18] وقال تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ} [الرعد: 37]. وقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]، ويدعو الله تعالى المؤمنين إلى الخشوع عند ذكره سبحانه وتلاوة آياته ثم يقول: {وَلَايَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُالْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
وما من شك أنّ مشابهتهم من أعظم الدلائل على مودتهم ومحبتهم، وهذا يناقض البراءة من الكفر وأهله، والله تعالى نهى المؤمنين عن مودتهم وموالاتهم، وجعل موالاتهم سببا لأن يكون المرء والعياذ بالله منهم؛ يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَوَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُممِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]، وقال تعالى: {لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَمَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْأَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22]، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن، كما أنّ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر"، وقال أيضا تعليقا على آية المجادلة: "فأخبر سبحانه أنّه لا يوجد مؤمن يواد كافرا؛ فمن واد الكفار فليس بمؤمن؛ والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة".
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» [أخرجه أبو داود في اللباس (1204) وأحمد (2/ 05) وجود إسناده شيخ الإسلام في الاقتضاء (1/ 042) وانظر الفتاوى (52/ 133) وعضده الحافظ في الفتح بمرسل حسن الإسناد (6/ 89) وحسنه السيوطي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5206)].
قال شيخ الإسلام: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51] ". [الاقتضاء (1/ 732)].
وقال الصنعاني: "فإذا تشبه بالكافر في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر؛ ولكن يؤدب". [سبل السلام (8/ 842)].
ويذكر شيخ الإسلام: "أنّ من أصل دروس دين الله وشرائعه وظهور الكفر والمعاصي التشبه بالكافرين، كما أن أصل كل خير المحافظة على سنن الأنبياء وشرائعهم". [الاقتضاء (1/ 413)]. دروس الدين: اختفاء معالمه.
والحديث عن التشبه بالكفار يطول؛ ولعل فيما سبق إيراده من نصوص ونقول يفي بالغرض المقصود.
صور التشبه بالكفار في أعيادهم:
للكفار على اختلاف مللهم ونحلهم أعياد متنوعة منها ما هو ديني من أساس دينهم أو ممّا أحدثوه فيه، وكثير من أعيادهم ما هو إلاّ من قبيل العادات والمناسبات التي أحدثوا الأعياد من أجلها، كالأعياد القومية ونحوها، ويمكن حصر أنواع أعيادهم فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: الأعياد الدينية التي يتقربون بها إلى الله تعالى كعيد الغطاس والفصح والفطير، وعيد ميلاد المسيح عليه السلام ونحوها، ومشابهة المسلم لهم فيها تكون من وجهين:
1 - مشاركتهم في تلك الأعياد، كما لو احتفلت بعض الطوائف والأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين بعيدها فشاركهم فيها بعض المسلمين، كما حدث في وقت شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي، وهو ما يحدث الآن في كثير من بلاد المسلمين، وأقبح منه ما يفعله بعض المسلمين من السفر إلى بلاد الكفار بقصد حضور تلك الأعياد والمشاركة في احتفالاتها، سواء أكانت دوافع هذا الحضور شهوانية أم كانت من قبيل إجابة دعوة بعض الكفار كما يفعله بعض المسلمين الحاليين في بلاد الكفار من إجابة تلك الدعوات الاحتفالية بأعيادهم، وكما يفعله بعض أصحاب رؤوس الأموال وملاك بعض الشركات الكبرى من إجابة تلك الدعوات مجاملة لأصحاب الدعوة أو لمصلحة دنيوية؛ كعقد صفقات تجارية، ونحو ذلك؛ فهذا كله محرم ويخشى أن يؤدي إلى الكفر لحديث «من تشبه بقوم فهو منهم» وفاعل ذلك قصد المشاركة فيما هو من شعائر دينهم.
2 - نقل احتفالاتهم إلى بلاد المسلمين؛ فمن حضر أعياد الكفار في بلادهم وأعجبته احتفالاتهم مع جهله وضعف إيمانه وقلة علمه، فقد يجعله ذلك ينقل شيئا من تلك الأعياد والشعائر إلى بلاد المسلمين كما يحصل الآن في أكثر بلاد المسلمين من الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهذا الصنف أقبح من الصنف السابق من وجه وهو نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين حيث لم يكتف أصحابه بمشاركة الكفار في شعائرهم بل يريدون نقلها إلى بلاد المسلمين.
ثانيا: الأعياد التي كان أصلها من شعائر الكفار، ثم تحولت إلى عادات واحتفالات عالمية وذلك مثل الأعياد الأولمبية عند اليونان (الأولمبياد) حيث تظهر في هذا العصر على أنّها مجرد تظاهرات رياضية عالمية والمشاركة فيها تكون على وجهين أيضا:
1 - حضور تنظيماتها ومراسمها وشعائرها في بلاد الكفار كما تفعله كثير من الدول الإسلامية من إيفاد وفود رياضية للمشاركة في ألعابها المختلفة.
2 - نقل هذه الأعياد إلى بلاد المسلمين كما لو طلبت بعض الدول الإسلامية تنظيم الألعاب الأولمبية في بلاد المسلمين.
وكلا الأمرين المشاركة فيها أو تنظيمها محرم في بلاد المسلمين لما يلي:
أ- أنّ أصل هذه الألعاب الأولمبية عيد وثني من أعياد اليونان كما سبق ذكره وهو أهم وأعظم عيد عند الأمة اليونانية، ثم ورثه عنهم الرومان، ثم النصارى.
ب- أنّها تحمل الاسم ذاته الذي عرفت به لما كانت عيدا لليونان.
وكونها تحولت إلى مجرد ألعاب رياضية لا يلغي كونها عيدا وثنيا باعتبار أصلها واسمها والدليل على ذلك ما رواه ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّي نذرت أن أنحر إبلا ببوانة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟». قالوا: لا. قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟». قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم» [أخرجه أبو داود في الأيمان والنذور (3133) وفي رواية أخرى أن السائلة امرأة (2133) وأخرجه الطبراني في الكبير (1431). قال شيخ الإسلام: وهذا الإسناد على شرط الصحيحين, وإسناده كلهم ثقات مشاهير وهو متصل بلا عنعنة، انظر الاقتضاء (1/ 634)، وصححه الحافظ في البلوغ (5041)].
فاعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الأصل وأصل هذه الدورة الرياضية عيد.
قال شيخ الإسلام: "وهذا يقتضي أن كون البقعة مكانا لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر، كما أنّ كونها موضع أوثانهم كذلك، وإلا لما انتظم الكلام وحسن الاستفصال، ومعلوم أنّ ذلك إنّما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها: أو لإحياء شعار عيدهم فيها، ونحو ذلك إذ ليس إلا مكان الفعل أو الفعل نفسه أو زمانه ... ، وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذورا فكيف عيدهم نفسه؟ ". [الاقتضاء (1/ 344)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسألتنا هنا في عيد الأولمبياد ليست في زمان العيد أو مكانه، بل هو العيد عينه على أصل تسميته وما يجري فيه من أعمال، كإشعال الشعلة الأولمبية، وهي شعار العيد، وهو زمانه أيضا؛ لأنّه عند اليونان يقام كل أربع سنوات، وكذلك هو الآن يقام كل أربع سنوات؛ فهو عيد بأصله وتسميته وأعماله وزمانه فالاشتراك فيه اشتراك في عيد وثني ثم نصراني، وطلب تنظيم تلك الألعاب الأولمبية في بلاد المسلمين هو نقل لذلك العيد الوثني إلى بلاد المسلمين.
ثالثا: الأيام والأسابيع التي ابتدعها الكفار وهي على قسمين:
1 - ما كان له أصل ديني عندهم ثم تحول إلى عادة يرتبط بها مصلحة دنيوية وذلك مثل عيد العمال الذي أحدثه عباد الشجر، ثم صار عيدا وثنيا عند الرومان، ثم انتقل إلى الفرنسيين وارتبط بالكنيسة إلى أن جاءت الاشتراكية فنادت به وأصبح عالميا ورسميا حتى في كثير من الدول الإسلامية، فلا شك في حرمة اتخاذه عيدا وتعطيل الأعمال فيه لما يلي:
أ- كونه عيدا دينيا وثنيا في أصل نشأته.
ب- ثبوته في يوم من السنة معلوم وهو الأول من مايو.
ج - علة التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم.
2 - أن لا يكون له أصل ديني، كيوم الصحة العالمي ويوم مكافحة المخدرات، ويوم محو الأمية، ونحوها من الأيام والأسابيع المحدثة؛ فلا يخلو حينئذ من أحد حالين:
أ- أن يكون يوما أو أسبوعا ثابتا معلوما من السنة للعالم كله، يعود إذا عاد ذلك اليوم بعينه وذلك كعيد البنوك وما شابهه من الأيام الثابتة وهذا فيه علتان:
- كونه ثابتا يعود كلما عاد ذلك اليوم بعينه.
- علة التشبه بالكفار حيث هو من إحداثهم.
وهل يتسامح في الأيام التنظيمية العالمية التي فيها خير للإنسانية كلها، ولا مفر للمسلمين من مشاركة العالم فيها إذ لهم مصالح تفوت بعدم المشاركة كيوم الصحة العالمي ويوم مكافحة المخدرات، وهي ليست من باب الديانات بل هي من قبيل التنظيمات وإن أخذت صفات العيد في كونها تعود كل عام وفي كونها محل احتفال واحتفاء، هذا فيما يظهر لي محل بحث واجتهاد تقدر فيه المصالح والمفاسد إذ لا مشورة للمسلمين فيها ولا اعتبار لرأيهم بل هي مفروضة على العالم كله والمسلمون من الضعف والذلة بما يعلم.
ب- أن لا يكون يوما أو أسبوعا ثابتا في السنة وإنّما متنقل حسب تنظيم معين أو مصلحة ما، فهذا انتفت عنه علة العيد وهي العود في يوم محدد، المحرم؟ أم هو من التشبه الحلال فيكون كسائر التنظيمات الإدارية ونحوها وكأيام الجرد السنوية بالنسبة للشركات والمؤسسات ونحوها؟ هذا أيضا محل بحث ونظر، وإن كان الظاهر لي ابتداءا أنّه لا بأس بها لما يلي:
- عدم ثباتها في أيام معينة تعود كلما عادت؛ فانتفت عنها صفة العيد.
- أنّها لا تسمى أعيادا ولا تأخذ صفة الأعياد من حيث الاحتفال ونحوه.
- أنّ الهدف منها تنظيم حملات توعية وإرشاد لتحقيق أهداف نافعة.
- أنّه يلزم من منعها منع كثير من التنظيمات والاجتماعات التي تعود بين حين وآخر، ولا أظن أحدا يقول بهذا وذلك مثل الاجتماعات الأسرية والدعوية والوظيفية ونحوها.
- ليس فيها علة تحرمها إلا كون أصلها من الكفار وانتقلت إلى المسلمين، وعمت بها البلوى وانتشرت عند الكفار وغيرهم، فانتفت عنها خصوصية الكفار بها بانتشارها بين المسلمين.
والخلاصة: أنّها ليست من دين الكفار ومعتقداتهم، وليست من خصائص عاداتهم وأعرافهم، ولا تعظيم فيها ولا احتفال وليست أعيادا في أيام معلومة تعود كلما عادت فأشبهت سائر التنظيمات على ما فيها من مصلحة راجحة.
وللموضوع بقية
ـ[محمود محمدى العجوانى]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 05:34]ـ
رابعا: من صور التشبه بالكفار قلب أعياد المسلمين إلى ما يشبه أعياد الكفار: فإن أعياد المسلمين تميزت بكون شعائرها تدل على شكر الله تعالى وتعظيمه وحمده وطاعته، مع الفرح بنعمة الله تعالى وعدم تسخير هذه النعمة في المعصية وعلى العكس من ذلك أعياد الكفار فإنّها تميزت بأنّها تعظيم لشعائرهم الباطلة وأوثانهم التي يعبدونها من دون الله تعالى مع الانغماس في الشهوات المحرمة، ومع بالغ الأسف فإنّ المسلمين في كثير من الأقطار تشبهوا بالكفار في ذلك، فقلبوا مواسم عيدهم من مواسم طاعة وشكر إلى مواسم معصية وكفر للنعمة وذلك بإحياء ليالي العيدين بالمعازف والغناء والفجور وإقامة الحفلات المختلطة وما
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى ذلك ممّا يعبرون به عن بهجة العيد، على غرار ما يفعله الكفار في أعيادهم من فجور ومعصية.
وجوب اجتناب أعياد الكفار:
- اجتناب حضورها:
اتفق أهل العلم على تحريم حضور أعياد الكفار والتشبه بهم فيها وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة انظر الاقتضاء (2/ 425) وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 227 - 527) والتشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي (533). لأدلة كثيرة جدا منها:
1 - جميع الأدلة الواردة في النهي عن التشبه وقد سبق ذكر طرف منها.
2 - الإجماع المنعقد في عهد الصحابة والتابعين على عدم حضورها ودليل الإجماع من وجهين:
أ- أنّ اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين بالجزية يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه قائم في كثير من النفوس، ثم لم يكن على عهد السابقين من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهيا عن ذلك لوقع ذلك كثيرا إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم منافيه واقع لا محالة والمقتضي واقع فعلم وجود المانع والمانع هنا هو الدين فعلم أن الدين دين الإسلام هو المانع من الموافقة وهو المطلوب. [الاقتضاء (1/ 454)].
ب- ما جاء في شروط عمر رضي الله عنه التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أنّ أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهرا لها؟ المصدر السابق (1/ 454).
3 - قول عمر رضي الله عنه: " لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم". [مصنف عبد الرزاق (9061) والسنن الكبرى للبيهقي (9/ 432)].
4 - قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة". [السنن الكبرى (9/ 432) وصححه ابن تيمية في الاقتضاء (1/ 754)].
قال شيخ الإسلام: "وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم؛ فكيف بفعل بعض أفعالهم؛ أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه؛ أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ [الاقتضاء (1/ 854)].
وعلق على قول عبد الله بن عمرو: حشر معهم. فقال: "وهذا يقتضي أنّه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار وإن كان الأول ظاهر لفظه". [الاقتضاء (1/ 954)].
- اجتناب موافقتهم في أفعالهم:
قد لا يتسنى لبعض المسلمين حضور أعياد الكفار لكنه يفعل مثل ما يفعلون فيها، وهذا من التشبه المذموم المحرم.
قال شيخ الإسلام: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ممّا يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام". [مجموع الفتاوى (52/ 923)].
وقال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم". [تشبيه الخسيسبأهل الخميس، ضمن مجلة الحكمة, عدد (4)، ص 391].
وذكر ابن التركماني الحنفي جملة مما يفعله بعض المسلمين في أعياد النصارى من توسع النفقة وإخراج العيال، ثم قال عقب ذلك: "قال بعض علماء الحنفية: من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب فهو كافر مثلهم، وقال بعض أصحاب مالك: من كسر يوم النيروز بطيخة فكأنما ذبح خنزيرا". [اللمع في الحوادث والبدع (1/ 492)].
- اجتناب المراكب التي يركبونها لحضور أعيادهم:
قال مالك: "يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم". [اللمع في الحوادث والبدع (1/ 492)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وسئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه. [الاقتضاء (2/ 625)].
- عدم الإهداء لهم أو إعانتهم على عيدهم ببيع أو شراء:
قال أبو حفص الحنفي: "من أهدى فيه بيضة إلى مشرك تعظيما لليوم فقد كفر بالله تعالى". [فتح الباري لابن حجر العسقلاني (2/ 315)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكره ابن القاسم للمسلم يهدي للنصارى شيئا في عيدهم مكافأة لهم، ورآه من تعظيم عيدهم وعونا لهم على مصلحة كفرهم؛ ألا ترى أنّه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأنّ ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره: لم أعلمه اختلف فيه". [الاقتضاء (2/ 625 - 725)].
وقال ابن التركماني: "فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم". [اللمع في الحوادث (1/ 492)].
- عدم إعانة المسلم المتشبه بهم في عيدهم على تشبهه:
قال شيخ الإسلام: "وكما لا نتشبه بهم في الأعياد، فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأنّ في ذلك إعانة على المنكر". [الاقتضاء (2/ 915 - 025)].
- عدم تهنئتهم بعيدهم:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وأمّا التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممّن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل. فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه". ا. هـ. [أحكام أهل الذمة (1/ 144 - 244)].
وإنّما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأنّ فيها إقرارا لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره لأنّ الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا وإذا هنؤونا بأعيادهم فإنّنا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنّها ليست بأعياد لنا ولأنّها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنّها إمّا مبتدعة في دينهم وإمّا مشروعة؛ لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق، وقال فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام لأنّ هذا أعظم من تهنئتهم به لما في ذلك من مشاركتهم فيها ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياءا أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. [مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد العثيمين - جمع وترتيب فهد السلمان (3/ 54 - 64)].
مسألة: لو أراد المسلم أن يحتفل مثل احتفالهم لكنه قدم ذلك أو أخره عن أيام عيدهم فرارا من المشابهة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا نوع من التشبه وهو حرام لأنّ تحريم الشيء يدخل فيه، وتحريم العيد ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثون فيها أشياء لأجله أو ما حوله من الأمكنة التي يحدث فيها أشياء لأجله أو ما يحدث بسبب أعماله من الأعمال حكمها حكمه، فلا يفعل شيء من ذلك. فإنّ بعض الناس قد يمتنع من إحداث أشياء في أيام عيدهم كيوم الخميس، المقصود بالخميس هنا خميس العهد أو الصعود وهو من ضمن شعائر عيد القيامة (الفصح) عند النصارى ويسمونه الخميس الكبير والميلاد، ويقول لعياله: إنما أصنع لكم هذا في الأسبوع أو الشهر الآخر وإنما المحرك على إحداث ذلك وجود عيدهم ولولا هو لم يقتضوا ذلك، فهذا أيضا من مقتضيات المشابهة. انظر: [الاقتضاء (2/ 315)].
- اجتناب استعمال تسمياتهم ومصطلحاتهم التعبدية:
إذا كانت الرطانة لغير حاجة ممّا ينهى عنه لعلة التشبه بهم، فاستخدام تسميات أعيادهم أو مصطلحات شعائرهم ممّا هو أو لى في النهي عنه وذلك مثل استخدام لفظ (المهرجان) على كل تجمع كبير وهو اسم لعيد ديني عند الفرس.
فقد روى البيهقي: "أنّ عليا رضي الله عنه أتي بهدية النيروز فقال: ما هذه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! هذا يوم النيروز. قال: فاصنعوا كل يوم فيروزا. قال أبو أسامة: كره رضي الله عنه أن يقول: نيروزا". [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 532)].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأمّا علي رضي الله عنه فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل". انظر: [الاقتضاء (1/ 954)].
وقد مضى بيان أنّ هذا اللفظ ليس بعربي وفي العربية ما يغني عنه وما هو خير منه.
وحكم قبول هديتهم في أعيادهم:
تقرر سابقا أنّ الإهداء لهم في عيدهم لا يجوز لأنّه من إعانتهم على باطلهم وأيضا عدم جواز هدية المسلم المتشبه بهم في عيدهم لأنّ قبولها إعانة له في تشبهه وإقرار له وعدم إنكار عليه الوقوع في هذا الفعل المحرم.
وأمّا قبول هدية الكافر إذا أهدى للمسلم في وقت عيد الكافر فهو مثل الهدية في غيره لأنّه ليس فيه إعانة على كفرهم والمسألة فيها خلاف وتفصيل ينبني على مسألة قبول هدية الكافر الحربي والذمي.
علما بأنّ هديتهم على نوعين:
1 - ما كان من غير اللحوم التي ذبحت لأجل عيدهم كالحلوى والفاكهة ونحوها، فهذا فيه الخلاف المبني على مسألة قبول هدية الكافر عموما والظاهر الجواز لما مضى أنّ عليا رضي الله عنه قبلها ولما ورد أن امرأة سألت عائشة رضي الله عنها قالت: "إن لنا أطيارا من المجوس وإنّه يكون لهم في العيد فيهدون لنا فقالت: أمّا ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم". [أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الأطعمه من مصنفه (5/ 521) برقم (16342)]. وفي الاقتضاء (إن لنا آظارا) وهو جمع ظئر. قال محقق الاقتضاء: "ولعل المقصود به الأقارب من الرضاعة".
وعن أبي برزة رضي الله عنه: " أنّه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لأهله: ما كان من فاكهة فكلوه وما كان غير ذلك فردوه". المصدر السابق برقم (26342).
قال شيخ الإسلام: "فهذا كله يدل على أنّه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم؛ بل حكمها في العيد وغيره سواء لأنّه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم". [الاقتضاء (2/ 455 - 555)].
2 - أن تكون هديتهم من اللحوم المذبوحة لأجل عيدهم فلا يأكل منها لأثر عن عائشة وأبي برزة السابق ذكرهما ولأنّه ذبح على شعائر الكفر.
تخصيص أعياد الكفار بالصيام مخالفة لهم:
اختلف العلماء في ذلك:
1 - فقيل بعدم كراهة صيام أعيادهم لأجل مخالفتهم وهذا ضعيف.
2 - والصواب عدم جواز تخصيص أعيادهم بالصيام لأنّ أعيادهم موضع تعظيمهم فتخصيصها بالصيام دون غيرها موافقة لهم في تعظيمها.
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: "وقال أصحابنا: ويكره إفراد يوم النيروز ويوم المهرجان بالصوم؛ لأنّهما يومان يعظمهما الكفار فيكون تخصيصهما بالصيام دون غيرهما موافقة لهم في تعظيمهما فكره كيوم السبت وعلى قياس هذا كل عيد للكفار أو يوم يفردونه بالتعظيم". [المغني (4/ 924) وانظر الاقتضاء (2/ 975)].
"وهذا الحكم فيما إذا قصد تخصيصه بالصوم لأنّه عيدهم. أمّا لو وافق نذرا أو صيام تطوع أو نحوه من دون قصد موافقة عيدهم فلا بأس به". انظر: [حاشية ابن قاسم على الروض المربع (3/ 064)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وضابط مخالفتهم في أعيادهم أن لا يحد ث فيها أمرا أصلا بل يجعل أيام أعيادهم كسائر الأيام. انظر: [الاقتضاء (2/ 815)].
فلا يعطل فيها عن العمل ولا يفرح بها ولا يخصها بصيام أو حزن أو غير ذلك.
وذكر شيخ الإسلام ما يمكن أن يضبط به التشبه فقال رحمه الله تعالى: " والتشبه: يعم من فعل الشيء لأجل أنّهم فعلوه وهو نادر ومن تبع غيره في فعل لغرض له في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير فأمّا من فعل الشيء واتفق أنّ الغير فعله أيضا ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه ففي كون هذا تشبها نظر لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه ولما فيه من المخالفة". [الاقتضاء (1/ 242)].
وبناءا على ما ذكره شيخ الإسلام فإنّ موافقتهم فيما يفعلون على قسمين:
1 - تشبه بهم وهو ما كان للمتشبه فيه قصد التشبه لأي غرض كان وهو المحرم.
2 - مشابهة لهم وهي ما تكون بلا قصد لكن يبين لصاحبها وينكر عليه فإن انتهى وإلاّ وقع في التشبه المحرم.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: «إنّ هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها». وفي رواية فقال: «أأمك أمرتك بهذا؟». قلت: أغسلهما؟ قال: «بل احرقهما» [أخرج الروايتين مسلم في اللباس والزينة (7702)].
قال القرطبي: "يدل على أنّ علة النهي عن لبسهما التشبه بالكفار". [المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (5/ 993)].
فظاهر الحديث أنّ عبد الله رضي الله عنه لم يعلم بأنّه يشبه لباس الكفار، ومع ذلك أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وبين له الحكم الشرعي في ذلك.
هذا إذا كان أصل الشيء من الكفار أمّا إذا لم يعلم أنّه من أصلهم بل يفعلونه ويفعله غيرهم فكأنّه لا يكون تشبها؛ لكن يرى شيخ الإسلام ابن تيمية النهي عنه سدا للذريعة وحماية للمسلم من الوقوع في التشبه، ولما فيه من قصد مخالفتهم.
المنافقون وأعياد الكفار:
1 - طالب حزب البعث الاشتراكي في إحدى الدول العربية بإلغاء الأضحية بحجة الجوع والجفاف، ووضع دعاته لافتة كبيرة مكتوبا عليها: "من أجل الجوعى والفقراء والعراة تبرع بقيمة خروف الأضحية". انظر [مجلة الاستجابة عدد (4) ربيع الثاني 1406 هـ].
ومضى عيد الأضحى بسلام وضحى المسلمون في ذلك البلد ثم لما أزف عيد الميلاد وعيد رأس السنة بدأت الاستعدادات للاحتفالات، ثم جاء الميلاد ورأس السنة فكانت العطلات الرسمية في ذلك البلد والحفلات الباهظة والسهرات الماجنة وفي مقدمة المحتفلين قادة حزب البعث الاشتراكي الذين أنستهم الفرحة بأعياد النصارى ومجونها حال الجوعى والفقراء والعراة؛ فهم لا يتذكرون أحوالهم إلاّ في أعياد المسلمين!!
2 - كتب أحدهم في زاويته الأسبوعية تحت عنوان (تسامح) انظر [صحيفة عكاظ (82/ 8/8141هـ) (5/ 9/8141هـ) (21/ 9/8141هـ)] كلاما ينبئ عن مرض قلبه وضعف دينه، وهذا التسامح الذي يريده كان بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة النصرانيين فكان ممّا قال هذا المتفقه المتحذلق: "فهذه الأخوة الإنسانية تعم البشر جميعا ولا تكون التفرقة والمعاداة إلاّ عند الاقتتال وحين يناوئ جماعة المسلمين جماعة أخرى عندئذ تكون المقاتلة والعداوة للدفاع المشروع عن النفس، رغم أنّ بعض المتشددين والجماعات الإرهابية تحاول إطفاء هذا الوهج بإشاعة تفاسير وآراء تحض على الكراهية بين البشر ومقاطعة العالم يضجون بها في المناسبات العامة التي يحتفي بها العالم جميعه ويعتبرون تهنئة الآخرين بها جنوحا عن الإسلام والصواب - لعمري - هو إشاعة المحبة لا البغض والتقريب لا التنفير".
ويمضي الكاتب في سلسلته التسامحية المتميعة المنهزمة والتي امتدت على ثلاث حلقات لتغطي جميع أيام العيدين النصرانيين الذي أشرب قلبه حبهما، فيقول في الثانية منهما: "فالأصل هو البر أي التسامح والعدل، أمّا العداوة فهي على الذين أعلنوا القتال علينا. أمّا الاختلاف في الأديان فالأمر فيه لعدل الله ورحمته يوم القيامة والقول بأنّ ذلك التسامح موالاة لغير المسلمين فقد رد عليه العلماء بقولهم: إنّ الممنوع هو موالاة المحاربين للمسلمين في حرب معلنة فيكون حينئذ خيانة عظمى، ولا يحل للمسلم حينذاك مناصرتهم واتخاذهم بطانة يفضي إليهم بالأسرار".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل هذا الكلام إلاّ عين الضلال والشك في الإسلام وتصحيح كفر الكفار؟! والعياذ بالله من ذلك.
ثم في حلقته الثالثة يكيل التهم الرخيصة المستهلكة من الإرهاب والتطرف وسفك الدماء على كل من لم يوافقه على فقهه الصحفي، كما هي عادة هذه الذئاب المتفرنجة في افتتاحيات مقالاتهم وخاتمتها.
وما كنت أظن أنّ الحال بالأمة سيصل إلى هذا الحد المخزي ولا أن التبعية والانهزام سيصير إلى هذا الأثر المخجل، ولكن ماذا كنا نتوقع ما دام أنّ كثيرا من المنابر الإعلامية والصحفية يتربع عليها أمثال هؤلاء الموتورين المهووسين، وإلى الله المشتكى من أمة يقرر ولاءها وبراءها ويرسم طريقها ومنهجها عبر الإعلام والصحافة أناس ما تخرجوا إلاّ من الملاحق الفنية والرياضية جل ثقافتهم أسماء الممثلات والمغنيات والراقصات والرياضيين.
ثم يا ترى ماذا سيكتبون بعد أسابيع عن احتفالات نهاية الألفية الميلادية الثانية التي توشك على الانتهاء؟!
إنّهم وكالمعتاد سيدعون جماهير المسلمين إلى المشاركة فيها حتى لا يتهم الإسلام بالرجعية والظلامية، ولكي يثبتوا للعالم أنّهم متحضرون بما فيه الكفاية حتى يرضى عنهم عباد الصليب وعباد العجل، والويل ثم الويل لمن أنكر مشاركة المسلمين في تلك الاحتفالات العالمية الألفية، إنّه سيتهم بالأصولية والتطرف والإرهاب وسفك الدماء.
ولن تعدم من منهزميهم فتاوى معممة جاهزة بجواز المشاركة، يتلقفها صحفيون يكذبون عليها ألف كذبة لإقناع المسلمين أنّ الإسلام بلغ من تسامحه وأريحيته إجازة المشاركة في شعائر الكفر؛ حتى لا نجرح مشاعر الكفار، ونكدر عليهم صفو احتفالاتهم التي كانت خاتمة لقرن شهد دماءا إسلامية غزيرة نزفت في أرجاء المعمورة بأيدي اليهود والنصارى في حروب عقائدية دينية غير متكافئة، وما أنباء كوسوفا عن تلك الاحتفالات ببعيدة إذ هي في آخر عام من تلك الألفية النصرانية المتسامحة!!.
منقول للفائدة والعلم والعمل
مجلة البيان العدد (143 - 144)(/)
ماهي البدع المكفرة؟
ـ[الأصيلة]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم اخواني ماهي البدع المكفرة والفسقيّة؟ اتمنى التوضيح وضرب المثال وشكرا لكم
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Dec-2010, مساء 08:05]ـ
السلام عليكم اخواني ماهي البدع المكفرة والفسقيّة؟ اتمنى التوضيح وضرب المثال وشكرا لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر أهل العلم أن البدع الكفرية هي التي تخرج صاحبها من الاسلام مثل اعتقاد أن الأولياء يضرون وينفعون في قبورهم وأنه يجوز أن يدعون كما يفعل كثير من العوام والعياذ بالله (أقصد بالعوام الجهال ومن ينتسب الى العلم ويفعل ذلك) , والبدع الفسقية قال أهل العلم هي التي لاتخرج صاحبها من الاسلام مثل ما يفعله الصوفية من الضرب على الدفوف والرقص بدعوى التعبد لله, والمسلم كما قال أهل العلم كلما كان بعيدا عن التوحيد والعقيدة الصحيحة كلما كان قريبا للبدعة والشرك والعياذ بالله, والله أعلم, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[الأصيلة]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 06:05]ـ
شككلرا لك اخي ابو عبدالعزيز واتمنى من الاخوة المزيد من الامثلة(/)
ما معنى فتور الشريعة؟
ـ[رحمة عبد الله]ــــــــ[26 - Dec-2010, صباحاً 02:48]ـ
السلام عليكم
يقول أبو حامد الغزالي في المنخول:
أن الشريعة هل يجوز فتورها؟
فما المقصود بفتور الشريعة
وشكرًا جزيلاً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 04:58]ـ
انقلي ماقبله اومابعده من كلام ليتضح الامر او اذكري تحت اي باب او كتاب هذا الكلام؟؟؟؟؟
ـ[رحمة عبد الله]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 06:10]ـ
السياق الذي ورد فيه التعبير:
"الفصل الثامن
في المسألة إذا ترددت بين مفتيين على التناقض ولم يمكن الجمع بين قوليهما
مثل القصر في حق العاصي بسفره واجب عند أبي حنيفة والإتمام واجب عند
الشافعي
فيجب على المستفتي مراعاة الأفضل واتباعه
وإنما لم نوجب عليه اتباع الأفضل حيث لم يظهر الخلاف لما عهد من الصحابة
من مراجعة الكل
ونعلم أنهم كانوا يقدمون قول أبي بكر رضي الله عنه على قول غيره عند
التناقض
ثم الأفقه مقدم على الأورع
وإن تساويا من كل وجه
قال قائلون يتخير
وقال الآخرون يأخذ بالأشد
وقال آخرون يأخذ بالأثقل عليه ويراجع نفسه فيه
والمختار
لا يتبين إلا بتقديم مقدمتين
إحداهما
أن الشريعة هل يجوز فتورها
وقد أجمعوا على تجويز ذلك في شريعة من قبلنا سوى الكعبي بناء على وجوب
مراعاة الأصلح على الله
وهو ينازع في هذه القاعدة
ثم لا يسلم عن دعوى الصلاح في نقيض ما قاله
والمختار
أن شرعنا كشرع من قبلنا في هذا المعنى
وفرق فارقون بأن هذه الشريعة خاتمة الشرائع ولو فترت لبقيت إلى يوم القيامة
وهذا فاسد
إذ ليس في العقل ما يحيله
والذين فترت عليهم الشرائع وقد ماتوا قد قامت قيامتهم إذا لم يلحقهم تدارك
نبي آخر
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي عليكم زمان يختلف رجلان في
فريضة فلا يجدان من يقسمها بينهما
وقوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ظاهر معرض للتأويل ويمكن تخصيصه بالقرآن دون سائر أحكام الشرع
وهذا كلام في الجواز العقلي
واما الوقوع فالغالب على الظن ان القيامة ان قامت عن قرب فلا تفتر الشريعة
وان امتدت إلى خمس مائة سنة مثلا لأن الدواعي متوفرة على نقلها في الحال
فلا تضعف إلا على تدريج
ولو تطاول الزمن فالغالب فتوره إذ الهمم إلى التراجع مصيرة
ثم اذا فترت ارتفع التكليف
وهي كالاحكام قبل ورود الشرائع
وزعم الاستاذ ابو اسحق انهم يكلفون الرجوع إلى محاسن العقول
وهذا لا يليق بمذهبنا فإنا لا نقول بتحسين العقل وتقبيحه
المقدمة الثانية
في تقدير خلو واقعة عن حكم الله مع بقاء الشريعة على نظامها
وقد جوزه القاضي حتى كان يوجبه وقال المآخذ محصورة والوقائع لا نهاية لها فلا
تستوفيها مسالك محصورة وهذا قد تكلمنا عليه في الاستدلال من كتاب
القياس
والمختار عندنا احالة ذلك وقوعا في الشرع لا جوازا في العقل لعلمنا بأن
الصحابة على طول الاعصار ما انحجزوا عن واقعة ما اعتقدوا خلوها عن حكم الله
بل كانوا يهجمون عليها هجوم من لا يرى لها حصرا
رجعنا إلى المقصود
فلا مبالاة بمذهب المخيرة لأن حاصله اباحة وتردد بين الحل والحرمة والاباحة لا
بد لها من مستند ولا دليل في الشرع على هذه الاباحة
نعم ان كان يتلقاه من تصويب المجتهدين فهذا يلزمه في بدء الأمر ولهذا ارتكبه
المصوبة
واما التخيير بينهما فهو اباحة
وتكليف الرجوع إلى الاغلظ او تحكيم العقل في الاثقل تحكم ايضا لا مستند له
وربما يثقل عليه مالا يأمر الشرع به ويأمر بنقيضه إذ الصلاة على الحائض اثقل
من تركها وكذا الصوم
والمختار عندنا
ان يتخذ هذه واقعة جديدة فيراجعهما فيقول بأيهما آخذ
وربما يومئآن به إلى احدها
ويفرض لهم في ذلك مستندات فإن كان في نجاسة فيستندون إلى أصل
الطهارة او إلى اصل الحقن والى نكاح مستمر في الإبضاع
ولسنا نضبط مستندهم ولكن فائدة ذلك لا تخفى
وان امره كل واحد باتباع عقده استفتى ثالثا إن وجده أفضل منهما وان كان
مثلهما وفيه تصوير المسألة وطابق أحدهما فهل يقدم قول اثنين على قول واحد
هذا ما بناه اصحابنا على أن مذهب أكثر الصحابة هل يقدم على مذهب أقلهم
اذا رأيناه حجة
والمختار
أنه لا يبالي بالكثرة ولكنه يراجعهم فيقول هل أقدم قول اثنين منكم على قول
واحد
فإن رأوه فذاك
وان تعارضت اقاويلهم فيه ايضا فهذا شخص خفي عليه حكم الشريعة كمن هو
في جزيرة ولم يبلغه خبر الدعوة فلا شيء عليه فيه
فإن قيل هلا تلقيتموه من خلو واقعة عن حكم الله
قلنا لانا لا تجوز وقوع ذلك في الشرع كما بيناه
فإن قيل فما قولكم في الساقط من سطح على مصروع ان تحول عنه إلى غيره
قتله وان مكث عليه قتله فماذا يفعل وقد قضيتم بأن لا حكم لله فيه
قلنا حكم الله ان لا حكم فيه
فهذا ايضا حكم وهو نفي الحكم
هذا ما قاله الامام رحمه الله فيه
ولم أفهمه بعد
وقد كررته عليه مرارا
ولو جاز ان يقال نفي الحكم حكم لجاز ذلك قبل ورود الشرائع وبعد فتورها
وعلى الجملة جعل نفي الحكم حكما تناقض
فإنه جمع بين النفي والاثبات ان كان لا يعني به تخيير المكلف بين الفعل وتركه
وان عناه فهو اباحة محققة لا مستند له في الشرع
هذا تمام ما أردناه من ذكر كتاب الفتوى
وختمه بباب في بيان سبب تقديم مذهب الشافعي رضي الله عنه على سائر
المذاهب"
ابو حامد الغزالي: المنخول من تعليقات الأصول، تحقيق: محمد حسن هيتو (دار الفكر - دمشق- الطبعة الثانية - 1400هـ - 1980م) ص 484 - 488.(/)
نظم شوارد الأنس في القواعد الفقهية الخمس
ـ[توحيد 34]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 02:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
(شوارد الأنس في القواعد الفقهية الخمس)
وهذا نص المنظومة:
إلهي لك الحمدُ الكثير على النِّعَمْ * ففضلك لا يُحصي على العُرب والعُجْمِ
فقد جاءني فتحٌ لأنظمَ دُرَّةً * تَشِفُّ بحسنٍ عن مقصِدِها العُظْمِ
مُجَودة الإنشاءِ قلَّ نظيرُها * تَلَذُّ لِضَمٍّ إن يشا الصّبُّ أوِ: الشَّمِّ
إذا ضَمِئَتْ نفْسٌ لديكَ إلى العلمِ * ولم تستطِعْ صبراً على عِشْرَةِ البُهْمِ
فَشَمِّرَ لِنيلِ المَجْدِ والفخر ساعداً * لِغير الجَنَى ما امتَدَّ يا صاحِ في يومِ
فهذي دروسٌ خمسةٌ بعد عشرةٍ * بَلَغْتُ بها الآمالَ في مجلسِ القومِ
تضمَّنَّ بالتحقيقِ خمسَ قواعِدٍ * تقودُ لفقهِ الشافعيِّ أخِي الفَهْمِ
وهُنَّ مِئِينَ إن أردتَ توسعاً * ولكنَّهُنْ أُفْرِغْنَ في أسْطُرٍ رُقْمِ
فأُولَى: "أُمورٌ وُثِّقَتْ بمقاصِدِ" * تَدُلُّ عليها بالشكولِ وبالإسْمِ
كأمرِ اجتهادٍ في العبادة قصدُهُ * تَفَانَى بِطاعاتٍ لِكَبْحِ الْهَوَى الْمُصْمِي
وثاني: "يَقِينٌ ليْسَ يُرْفَعُ يَا فتى * بشكٍّ" فَصُنْ فِكْراً لديْكَ من الوَهْمِ
كما هو شأن الغُسْلِ يَنفِي قَذَارَةً * فإنْ كُنتَ مُرْتَاباً فقَدْ جِيءَ بِالحَسْمِ
وثالثها: يَا خِلُّ فاعْلَمْ "مَشَقَّةٌ * بلى تَجْلبُ التَّيْسِيرَ" للنَّفْسِ والجِسْمِ
فإنْ يَحْزُبَنْكَ [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn1) الأمرُ لا بُدَّ في غَدٍ * يَلِينُ كما شاءَ الإلهُ على رَغْمِ
ورابعُ هاتيكَ القواعِدِ: "عادةٌ * مُحَكَّمَةٌ" أو: مُحْكَمٌ فاسْبِرَنْ نَظْمِي
كشأْنِ اعتيادِ المرءِ لِدَاتِهِ [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn2) * على نافلاتٍ من دواعِي الأذَى تَحْمِي
وخامسها: "ضُرٌّ يُزَالُ" ويُنتقى * فَيَعقُبُهُ نَفعٌ بالجنوحِ إلى السَّلْمِ
كأكْلِكَ محظوراً وأنت على طوىً * إذا خافَ عليكَ-الفقيه-من الْحِرْمِ
وخَتْمُ قَصِيدِي رِقَّةٌ ومَحَبَّةٌ * لِهَادي الْوَرَى للنُّورِ من ظُلْمَةِ الْعَتْمِ
هُنا صُغْتُهُ فِي سِجْنِ تِطْوانَ مُبْعَدَا * عن الصَّحْبِ والأهلينَ أَرْزَحُ في الظُّلْمِ
به أبْتَغِي وجْهَ الإلهِ مُؤَمِّلاً * بِهِ الصَّفْحَ والغُفرانَ للذنبِ والْجُرْمِ [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn3)
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref1)- أي: يشتد.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref2)- أي: أقرانه.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftnref3)- كتبه أبو الفضل عمر بن مسعود ابن الفقيه عمر بن حدوش الحدوشي حفظه الله بتطوان، بتاريخ:4 رجب سنة: 1430 هـ.
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 11:07]ـ
جزاك الله خيرا(/)
ارملة ترجو من يتعاون معها ممن عنده علم او يسال لها اهل العلم
ـ[تعارف]ــــــــ[26 - Dec-2010, مساء 03:50]ـ
السلام عليكم
الشركات والهيئات فى بلادنا تنشأ مايسمى بصناديق الزمالة فاذا مات الموظف اخرجوا لاسرته مبلغا من المال
فهل هذا المال للزوجة والاولاد فقط ام انه يدخل فى التركة كميراث شرعى
فان كان الجواب بنعم فهل يقاس على ذلك مايجود به بعض المحسنين ويقدمونه للارمله واولادها
الرجا التعاون ممن عنده علم او بسؤال اهل العلم بارك الله فيكم
ـ[تعارف]ــــــــ[28 - Dec-2010, مساء 09:50]ـ
للرفع رفع الله قدركم(/)
هل هناك دليل على هذا الفعل ... ؟؟؟
ـ[الوايلي]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 10:25]ـ
السلام عليكم
اخوتي الكرام
على سبيل المثال
لأني ربما اقع في هذا الموضوع
انا الآن إمام على سبيل المثال وشرعت في الصلاة وتذكرت أنني لم أتوضأ أو احدثت بالحالة هاذي هل ألتفت إلى من هو خلفي واجعله يأمهم نيابةً عني
وإن كان هذا الفعل صحيح من فعل هذا من الصحابة او التابعين او السلف الصالح
بارك الله في من يجيب
دمتم بود،،،
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[27 - Dec-2010, صباحاً 11:16]ـ
سئل فضيلة الشيخ (العثيمين): إذا أحدث الإنسان في صلاته فما العمل إذا كان إماماً أو مأموماً؟ وإذا كانت به غازات؟
فأجاب قائلاً: إذا احدث الإنسان في صلاته فإنه بجب عليه أن يخرج من الصلاة، ولا يجوز أن يبقى فيها حتى وإن كان إماماً أو مأموماً، فإن كان مأموماً انصرف وتوضأ ورجع، وإن كان إماماً انصرف أيضاً وقال لمن خلفه: تقدم يا فلان أكمل الصلاة بالناس، وصلاة المأموم لا تبطل حينئذ، وكذلك لو أن الإمام دخل في الصلاة وفي أثناء الصلاة ذكر أنه على غير وضوء فإن الواجب عليه أن ينصرف ويستخلف من يتم الصلاة بهم.انتهى
أما الدليل على ذلك فقد استخلف عمر من يصلي بالناس عندما طعن , و الله أعلم(/)
دراسة لكتاب المرتع المشبع و بيان منهج مؤلفه /فضيلة الشيخ عبدالعزيز القاسم حفظه الله
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:08]ـ
.
جزء من مقدمة حول دراسة لكتاب
"المرتع المشبع شرح مواضع من الروض المربع "
للشيخ فيصل بن عبدالعزيز المبارك رحمه الله
و بيان منهج مؤلفه
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن ابراهيم القاسم حفظه الله
وفيها:
1ـ بيان لمنهج المؤلف.
2ـ وإبراز لأهمية الكتاب وبيان دقة مؤلفه.
3ـ وكذلك توجيه لبعض الإيرادات من بعض طلبة العلم
حول طريقة الشيخ في هذا الشرح بخاصَّة، و في كثيرٍ
من كتُبِه و شروحه
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، و مَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه و رسولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
1. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا
زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].
إنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ ?، وشَرَّ الأمورِ محدثاتها، وكلُّ محدَثة بدعةٍ.
أما بعد:
فإن كتاب «الروض المربع شرح زاد المستقنع» للشيخ منصور البهوتي ~ من أهم شروح كتاب «الزاد»، فقد سبكه مؤلفه ~ سبكاً محكماً، وفكَّ عبارة «الزاد» بإيجازٍ غيرِ مُخِلٍّ، واهتم بذكر الدليل والتعليل في غالب مسائله.
يقول العلامة ابن سعدي: «ورأيتُ شرحَ مختصر المقنع «الروض المربع شرح زاد المستقنع» للشيخ منصور البهوتي أكثرَها استعمالاً وأنفعَها للطلبة في هذه الأوقات» ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn1)).
لذا عَكَفَ المتأخرون المعاصرون من العلماء وطلبة العلم من الحنابلة وغيرهم على? دراسة هذا الكتاب، وتنوَّعت المؤلفات عليه من: شرحٍ، وتحشيةٍ، وتعليقٍ، ونظمٍ، مما قد ذكرتُه بإسهابٍ في كتابنا «الدليل إلى المتون العلمية» ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn2)).
ومن أوجه خدمة هذا الكتاب المميزة ما قام به العلامة فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك ~، في كتابه هذا «المرتع المشبع على الروض المربع».
التعريف بكتاب «المرتع المشبع»
أولاً: توثيق نسبة الكتاب:
الكتاب ثابت النسبة للشيخ فيصل آل مبارك رحمه الله، وقد تضافرت الأدلة على ذلك، منها:
1 - أنه بخط المؤلف كاملاً.
2 - أن المؤلف اختصره.
3 - ذُكِرَ في عداد مؤلفاته في الكتب التي ترجمت له.
4 - رسالة من الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله للمؤلِّف بتاريخ (1/ 7/1371هـ) جاء فيها: «ولقد سَرَّني ما ذكرته من ترتيب بعض الطلبة عليكم القراءة في كتابنا الإرشاد وذكركم ما فيه من الفوائد النافعة الواضحة وهو كما ذكرتم من فضل الله وكرمه وأنكم ألحقتوه بكتابكم المرتع المشبع ويظهر لي من هذا أنكم ساعين بتصنيف هذا الكتاب وأنه على وشك التمام فلعل الله ييسر لكم إتمامه ثم نشره».
5 - رسالة من المؤلف إلى فضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل حفظه الله تعالى محررة بتاريخ (6/ شعبان/ 1371هـ) ذكر فيها: أنه أتم تأليفه لهذا الكتاب، وأنه لم يجد من يبيضه.
ثانياً: الباعث على تأليف الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول المؤلِّف في مقدمة الكتاب: «قد رأيتُ مواضعَ في الزاد وشرحه، تُشكل على بعض الطلبة؛ فأردتُ أن أُوَضِّحها؛ ليتبيَّن العالمُ دليلَها، ودليلَ المخالِف فيها، فيعمل بما يترجَّح عنده صوابه، والله الموفق».
فالكتاب إذاً ليس بشرحٍ لعموم الكتاب، ولا حاشيةٍ عليه بالمعنى المعهود، بل هو تناولٌ لمواضعَ مشكِلَة في «الروض المربع» بالبحث المطوَّل مع تفصيلِ الخلاف فيها، وبيان الأدلَّة لكلِّ قولٍ؛ بهدفِ معرفةِ القولِ الراجحِ فقط، سواءٌ كان هذا القول -في النهاية- موافقاً للمذهب الحنبلي أم مخالفاً له، وهذا يدلُّ على? تجرُّدِ المؤلِّف واتِّباعه للدليل والمنهج السلفي؛ رغم تمكُّنه من المذهب، ومعرفته به.
وصنيع الشيخ فيصل في كتابه هذا يُشبه صنيعَ شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «تفسيرُ أياتٍ أشكلتْ على? كثيرٍ من العلماء» ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn3))، إذ تعرَّض شيخ الإسلام للأيات الُمشكِلة فقط، أما بقيَّة الآيات فالخطب فيها يسير وتفسيرها متداول ومتناول في التفاسير.
وقول المؤلف هنا وفي عنوان الكتاب: «مواضع» جاء على صيغة منتهى الجموع وهي من جموع الكثرة ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn4))، وهذا يُفيدُ أن هذه المواضع المبحوثة كثيرة، وهي كذلك؛ إذ بلغت ثلاثمِئة وخمسين موضعاً، وهذا عدد كبير بالنسبة لكتاب «الروض المربع» الذي لا يتجاوز مجلداً في أغلب طبعاته، وهذا من دقته وتحرِّيه في صياغة العنوان؛ ليكون دالّا ً على? مضمون الكتاب.
ثالثاً: منهجه في الكتاب
نستطيع تقسيم عمل المؤلف في بحثه للمواضع إلى مراحل علمية مرتبطة بعضها ببعض:
المرحلة الأولى?: ينقل المؤلِّف في البداية الموضعَ المرادَ التعليق عليه من «الروض المربع» بنصِّه كاملاً إن كان القدر قليلاً كما في الموضع الأول، أما إن كان كثيراً فإنه ينقل أول الكلام ثم يقول: «إلى? أخره».
المرحلة الثانية: ينقل الإجماع والخلاف، ويعتمد في نقل أقوال أهل العلم على كتابين في الغالب، وهما: «الإفصاح» لابن هبيرة، ثم «بداية المجتهد» لابن رُشد، فينقل منهما ما يتعلَّق بالمسألة فقط.
واختياره لهذين الكتابين موفَّقٌ جداً؛ لأنهما متخصصان بمعرفة أقوال أهل العلم، مع الإشارة للأدلة، وبيان سبب الخلاف، مع الاختصار وحسن الترتيب والصياغة.
وقد يكتفي بأحدهما، وقد يخرج عنهما أحياناً إلى «المقنع» و «الشرح الكبير» و «الفروع» ... ولكن الأصل أنه ينقل الإجماع والخلاف منهما.
المرحلة الثالثة: بسط الأقوال ومناقشتها وتفنيد الأدلة، ويعتمد في هذه المرحلة على? كتاب «فتح الباري» للحافظ ابن حجر، فينقل منه ما يوافق مقصوده.
المرحلة الرابعة: الترجيح، ويعتمد في هذه المرحلة على? كتابين: «اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية» و «الإرشاد» للعلامة ابن سعدي، وهما لا يكادان يختلفان، ويُستشف من نقله لاختياريهما وختمه المبحث بهما أو بأحدهما دون التعقيب عليهما أنه يتبنى هذا الاختيار، وقديماً قيل: «إن اختيارُ المرءِ قطعةٌ مِن عقلِه» ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn5)).
وعليه: نستطيع أن نقول: إن هذا هو منهجه في الترجيح.
ولم نجده علَّق على مسألة من عند نفسه إلا في ثلاثة مواضع هي:
1 - الموضع السابع والستون بعد المِئتين.
2 - الموضع الخامس والسبعون بعد المِئتين.
3 - الموضع السادس عشر بعد الثلاثمِئة.
هذا المنهج التزم به المؤلِّفُ في الغالب، وقد يتخلَّف في بعض المواضع فلا ينقل من «الفتح» أو «الاختيارات» ... بسبب عدم وقوفه على المسألة فيهما؛ أو لغير ذلك من الأسباب.
وقد يقول قائل: ما فائدة هذا الكتاب إنْ كان بجُملتِهِ نقولاً من كُتُبٍ مطبوعة ومعروفة بين أهل العلم.
نقول وبالله المستعان:
لا ضيرَ في ذلك لأن العالم ينقل بفهم وعلم، فيُوصِل الباحث إلى القول الراجح من أقرب السُّبُل، وهل العِلم إلا النقل، وهذا المنهج معروف مطروق لدى أهل العلم، فكتاب «نيل الأوطار» للشوكاني عُمدته النقل من «فتح الباري» و «التلخيص الحبير» بالدرجة الأولى?، وكتاب «فتح الباري» عُمدته النقل من شروح مَن سبقه كما هو ظاهر، والقائمة تطول كثيراً، فهل يقال: ما فائدة هذه الكتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولِمَ نذهب بعيداً وبين أيدينا كتاب «شرح عقيدة الطحاوي» ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn6)) لابن أبي العِزِّ الحنفيِّ ~، هذا الكتاب تبوَّأَ منزلةً رفيعةً في بابه، فلا يستغني عنه طالبُ علم في شرح وتحقيق عقيدة أهل السُّنة والجماعة والرَّدِّ على المخالِف، وهو عبارة عن نُقُولٍ اقتبسها مؤلِّفُه بحروفها من كُتُبِ شيخَيِ الإسلام ابنِ تيمية وتلميذِه ابنِ القيم، ولم يَعْدُهما، ولم يُشر إلى? نقلِه منهما لأسبابٍ اقتضت ذلك، بَسَطَها مُحقِّقُ الكتاب شيخُنا العلامة زهير الشاويش حفظه الله تعالى? ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn7)).
فهل يقول عاقل: ما فائدة كتاب «شرح عقيدة الطحاوي»؛ لأنه عبارة عن نقول من كتب معروفة ومتداولة؟!
والشيخُ فيصل لم يَعْدُ هذه الطريقة التي سَلَكَها ابنُ العِزِّ؛ إلا أنه نَصَّ على المصادر التي نقل منها، ونَسَبَ الأقوال إلى? قائليها بأوضحِ عبارة.
ونزيد الأمر بياناً فنقول: إن جُلَّ التأليف في المكتبة العربية الإسلامية هو من قبيل التأليف التوثيقي، وهذا عُمدته النقل، أما التأليف الإبداعي فهو قليل موازنة بالأول ويكاد ينحصر في الشعر والقصص ونحوهما.
يقول ابن حزم: لا يؤلِّف أهلُ العلم وذوو التمييز الصحيح إلا في سبعة أنواع لا ثامن لها، وهي:
1 - إما شيء لم يسبق إليه يخترعه.
2 - أو شيء ناقص يتمه.
3 - أو شيء مستغلق يشرحه.
4 - أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
5 - أو شيء متفرق يجمعه.
6 - أو شيء مختلط يرتبه.
7 - أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn8)).
والشيخُ فيصلٌ هنا قد شَرَحَ ووضَّح مستغلقاً، وجَمَعَ متفرقاً إلى? بعضه، ورتَّبه وفق منهجية علمية رصينة تقدَّم بيانها، فهو إذاً قد جمع بين ثلاثة مقاصد من مقاصد التأليف المعتبرة؛ رحمه الله رحمة واسعة.
رابعاً: عنوان الكتاب
كتب المؤلف عنوان الكتاب بقلمه على ظهر كل مجلد من مجلدات الكتاب الأربعة:
1 - «المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع»، على ظهر المجلدات الأول والثاني والثالث.
2 - «المرتع المشبع على مواضع من الروض المربع»، على ظهر المجلد الرابع فقط.
فهل عَدَلَ المؤلِّفُ عن التسمية في المجلدات الأولى?، واعتمد ما كَتَبه على? ظهر المجلد الرابع وهو الأخير، أم أن القضية لا تعدو أنها مسألة سبق قلم منه؟
الذي يبدو لي أنه محض سبق قلم منه؛ لأنه لو أراد التعديل لعاد إلى المجلدات الأولى? وعدَّل العنوان فيها، ولكنه لم يفعل.
ويؤيد هذا: أن «رَتَعَ» تستعمل كثيراً مع حرف الجر «في» كما في قوله ? من حديث النعمان بن بشير: « ... كالرَّاعي يرعى? حول الحِمَى? يوشِكُ أن يرتع فيه» ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=15#_ftn9))، ولم يقل: «يرتع عليه»، والله تعالى? أعلم.
أما في مراسلاته فقد اختصر العنوان بالاقتصار على? شطره الأول فقال: «المرتع المشبع» فقط.
خامساً: تاريخ تأليف الكتاب
لم ينص المؤلف على تاريخ فراغه من الكتاب في المخطوط كما جرت عادة المؤلفين.
ولكنه ذكر في رسالة لشيخنا العلامة عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل مؤرَّخة في (6/شعبان/1371هـ) أنه فرغ من الكتاب، فقال: «والمرتع المشبع تَمَّ ولكن لم نجد مَن يبيضه»، والعادة أن الشيخ فيصل يذكر ويستفسر في مراسلاته عمّا جَدَّ من الكتب والمطبوعات والمؤلفات.
وقال الشيخ ابن سعدي ~ في رسالة له إلى الشيخ فيصل مؤرَّخة في 1/ 7/1371هـ: «ويظهر لي من هذا أنكم ساعين بتصنيف هذا الكتاب [المرتع المشبع] وأنه على? وشك التمام، فلعلَّ الله ييسر لكم إتمامه ثم نشره».
وعليه: يكون فراغه من الكتاب في سنة (1371هـ)، والله أعلم.
سادساً: مصادر المؤلف
1 - «الإفصاح عن معاني الصحاح» للوزير المظفر عون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة الحنبلي (-560هـ).
2 - «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» لأبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد الحفيد (-595هـ).
3 - «المقنع» لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي (-620هـ).
4 - «الشرح الكبير» لشمس الدين أبي محمد عبد الرحمن بن محمد أبي عمر المقدسي (-682هـ).
5 - «الفروع» لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح بن محمد المقدسي (-763هـ).
6 - «الاختيارات الفقهية» (الأخبار العلمية من اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية) لعلاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن علي البعلي ثم الدمشقي المعروف بابن اللحام (-803هـ).
7 - «فتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري» للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (-852هـ).
8 - «حاشية المقنع» للشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب (-1233هـ).
9 - «الإرشاد إلى معرفة الأحكام» للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (-1376هـ)، هكذا سمي في الطبعة الثانية في حياة المؤلف، وكان قد طبعه قبل ذلك باسم: «إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب».
10 - «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» جمع الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي (-1392هـ).
11 - «حاشية الروض المربع» للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي (1392هـ).
• عدد المواضع التي علَّق عليها الشيخ فيصل (350) ثلاثمائة وخمسون موضعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:30]ـ
سابعاً: علاقتي بالكتاب
منذ بضع سنين زارني سِبطُ الشيخِ فيصلٍ الأخُ الكريمُ محمدُ بنُ حسن المبارك، وزوَّدني بنسخة مصوَّرة من مخطوطة كتاب جده «المرتع المشبع» ورغب إليَّ بتحقيقِه ونشرِه، فتصفَّحتُ الكتابَ فألفيته فريداً في موضوعِه وطريقةِ تناولِهِ وخدمتِه لِـ «الروض المربع» بما لا يُشابهه كتاب من الكُتُب التي أُلِّفت على? «الروض المربع»، كما تقدم بسطه قريباً، فعزمت على تحقيقه ونشره.
ولمَّا كنتُ مشغولاً بخدمة كتاب: «كشاف القناع» بتكليف من وزارة العدل في المملكة العربية السعودية، فقد أرجأتُ العمل فيه إلى حين الانتهاء من كتاب «كشاف القناع»، وفور الانتهاء من الكشاف بدأت فيه، ويسر الله إتمامه على هذه الصورة فله الحمدُ والمِنَّة.
ثامناً: وصف المخطوط المعتمَد في التحقيق
اعتمدت في تحقيق الكتاب على? صورة من نسخة خطية بخطِّ المؤلِّف نفسه، تتألَّف من أربع مجلدات، وهي النسخة الوحيدة للكتاب، وهذا وصفها:
المجلد الأول:
العنوان المثبت على المخطوط: المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع.
المؤلف: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك.
الناسخ: المؤلف نفسه.
تاريخ النسخ: دون تاريخ.
الجزء: الأول.
عدد الأوراق: (298) ورقة، وبالصفحات: (592) ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=448412#_ftn1)).
المسطرة: مختلفة.
بداية المجلد: المقدمة، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنزل كتابه وجعله حاكماً على الحكَّام، وأرسل رسله ليُبيِّنوا للناس شرائع الإسلام، وأكمل الدين وأتمَّ نعمته ويَسَّرَ الأحكام.
نهاية المجلد: ... أبي رَزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، إنا كُنَّا نذبح ذبائح في رجب فنأكل ونطعم من جاءنا؟ فقال: (لا بأس به). قال وكيع بن عُدُس: فلا أدعه. والله أعلم» انتهى? ملخَّصاً. تم الجزء الأول من «المرتع المشبع» بحمد الله تعالى?.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض رقم (223 - 226/ 3)
النسخ المصغرة والمصورة: نسخة مصورة بدارة الملك عبد العزيز/مجموعة الشيخ: فيصل بن عبد العزيز المبارك، ونسخة في مكتبة حريملاء العامة رقم (4290).
ملاحظات:
1 - المجلد مسودة كما سيأتي تفصيله.
2 - يبدأ المجلد بالموضع الأول (الطهارة)، وينتهي بالموضع الثاني والثلاثين بعد المِئة (العقيقة)، ويقابله في مطبوعتنا: من المجلد الأول إلى? نهاية المجلد الثالث.
3 - كَتَبَ المُفهرِس على? ظهر المُجلَّد المخطوط: «280ورقة»! والصواب أنه (298 ورقة) بترقيم المؤلف.
4 - كتب المؤلِّفُ بخطِّه في الورقة الأخيرة من المجلد العبارة التالية: «بسم الله الرحمن الرحيم حضرة الشيخ المكرم مدير المعارف محمد بن عبدالعزيز بن مانع سلَّمه الله تعالى? آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
والظاهر أنه شرع رحمه الله في كتابة رسالة إلى الشيخ محمد بن مانع في هذه الورقة ولم يتمها.
المجلد الثاني:
العنوان المثبت على المخطوط: المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع.
المؤلف: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك.
الناسخ: المؤلف نفسه.
تاريخ النسخ: دون تاريخ.
الجزء: الثاني.
عدد الأوراق: (239) ورقة، وبالصفحات: (596).
المسطرة: مختلفة.
بداية المجلد: كتاب الجهاد، الموضع الرابع والثلاثون بعد المئة، قوله: (فيُخرجُ الخُمسَ بعد دفع سلب لقاتل، وأجرة جمع، وحفظ، وحمل، وجُعل مَن دلَّ على? مصلحة ... ).
نهاية المجلد: ... وقد عُرف بما ذكرنا حكمة الشارع في هذه الوثائق، وأنها لمصالحهم، وحفظ حقوقهم، فلله الحمد والمنة.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض رقم (223 - 226/ 3)
النسخ المصغرة والمصورة: نسخة مصورة بدارة الملك عبد العزيز/مجموعة الشيخ: فيصل بن عبد العزيز المبارك، ونسخة في مكتبة حريملاء العامة رقم (4291).
ملاحظات:
1 - المجلد مسودة كما سيأتي تفصيله.
2 - يبدأ المجلد بالموضع الرابع والثلاثين بعد المئتين (كتاب الجهاد)، وينتهي بالموضع الرابع والأربعين بعد المئتين (باب أحكام أمهات الأولاد)، ويقابله في مطبوعتنا: من المجلد الرابع إلى? منتصف السادس.
3 - في آخره ملحقات وزوائد على? بعض الأبواب وُضِعت في أماكنها التي أشار إليها.
المجلد الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
العنوان المثبت على المخطوط: المرتع المشبع في مواضع من الروض المربع.
المؤلف: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك.
الناسخ: المؤلف نفسه.
تاريخ النسخ: دون تاريخ.
الجزء: الثالث.
عدد الصفحات: (596) ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=448412#_ftn2)).
المسطرة: مختلفة.
بداية المجلد: كتاب النكاح، الموضع الخامس والأربعون بعد المئتين، قوله: (ويحرم بدارِ حربٍ إلا لضرورةٍ فيُباح لغير أسيرٍ) قال في الفروع: وله النكاح بدار الحرب للضرورة.
نهاية المجلد: ... لا يتزوج إلا لضرورة فإذا اضطر إلى الزواج عزل عنها خوفاً من استيلاء الكفار على ما ينشأ منه حملها المسبب عن الوطء.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض رقم (223 - 226/ 3)
النسخ المصغرة والمصورة: نسخة مصورة بدارة الملك عبد العزيز/مجموعة الشيخ: فيصل بن عبد العزيز المبارك، ونسخة في مكتبة حريملاء العامة رقم (4293).
ملاحظات:
1 - المجلد مسودة كما سيأتي تفصيله.
2 - يبدأ المجلد بالموضع الخامس والأربعين بعد المئتين (كتاب النكاح)، وينتهي بالموضع التاسع عشر بعد الثلاثمئة (باب الحضانة)، ويقابله في مطبوعتنا: من منتصف المجلد السادس إلى الثامن.
3 - في آخره ملحقات وزوائد على? بعض الأبواب وُضِعت في أماكنها التي أشار إليها.
المجلد الرابع:
العنوان المثبت على المخطوط: المرتع المشبع على? مواضع من الروض المربع.
المؤلف: فيصل بن عبد العزيز آل مبارك.
الناسخ: المؤلف نفسه.
تاريخ النسخ: دون تاريخ.
الجزء: الرابع.
عدد الصفحات: (595) ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=448412#_ftn3)).
المسطرة: مختلفة.
بداية المجلد: كتاب الجنايات، الموضع الحادي والعشرون بعد الثلاثمئة، قوله: (وهي: أي الجناية ثلاثة أضرب: عمد يختص القَوَد به، وشبه عمد، وخطأ ... ) إلى آخره.
نهاية المجلد: ... فالكفر حق الله ورسوله، فلا كافر إلا من كفَّره الله ورسوله، فهو جَحْد ما جاء به الرسول، أو جحد بعضه، والله تعالى أعلم.
مكان الحفظ: مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض رقم (223 - 226/ 3)
النسخ المصغرة والمصورة: نسخة مصورة بدارة الملك عبد العزيز/مجموعة الشيخ: فيصل بن عبد العزيز المبارك، ونسخة في مكتبة حريملاء العامة رقم (4289).
ملاحظات:
1 - المجلد مسودة كما سيأتي تفصيله.
2 - يبدأ المجلد بالموضع الحادي والعشرين بعد الثلاثمئة (كتاب الجنايات)، وينتهي بالموضع الخمسين بعد الثلاثمئة (كتاب الحدود)، ويقابله في مطبوعتنا: من المجلد الثامن إلى آخر التاسع.
حالة المخطوط وتقويمه:
إن نظرة فاحِصة في هذه المخطوطة تُظهِر أنها مسوَّدة لم تبيَّضْ، للأسباب التالية:
1 - تكثر فيها الضرب على? بعض الأسطر والفقرات.
2 - يكثر فيها اللحق الطويل، وهذا يضيفه على الحواشي كما هو معتاد، حتى إذا امتلأت كتب بين السطور في متن الكتاب، الأمر الذي أدَّى? إلى تداخل بين النص الأصلي والحواشي ولم تتميز إلا بعناء طويل.
3 - الملاحق والزيادات في آخر المجلدين الثاني والثالث، وهذه الملاحق عبارة عن زيادات طويلة تضيق عنها حواشي الصفحات ولا تستوعبها بين السطور، لذا كتبها آخر المجلدات المذكورة ونص إلى مكانها الأصلي في صلب الكتاب، فهو يقول: «ملحق بكتاب البيع» و «ملحق بكتاب الرهن» وهكذا.
4 - تكثُر فيها الطيارات والعصافير ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=448412#_ftn4)).
5- لا تخلو صفحة من أخطاء وأوهام وسبق قلم وسقط بعض الكلمات.
6 - الخط تعليق سريع وغير مُحقَّق.
وهذا هو حال المسودات.
والمؤلف أشار إلى ذلك في بعض مراسلاته مع الشيخ عبد الله بن عبدالعزيز بن عقيل، يقول: «والمرتع المشبع تَمَّ ولكن لم نجد مَن يبيضه»، وهذه الرسالة قبل وفاته بخمس سنوات كما تقدم بيانه قريباً، والظاهر أنه عجز عن تبييضه بسبب كبر السن والمشاغل، وكبر حجم الكتاب، رحمه الله وغفر له.
المنهج المتبع في التحقيق:
1 - لما كان الكتاب مسوَّدة كما تقدم تحقيقه، فكان لا بُدَّ في البداية من تبييضه، وإضافة اللَّحَق والملاحق في أماكنها التي أشار إليها المؤلف، وهذه الخطوة هي التي مات المؤلف ولم يتأتَّ له عملها.
2 - صف الكتاب على جهاز الحاسب.
3 - إخراج النص، وتفقيره، وترقيمه، وتوزيعه تبعاً للمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - التوثيق:
الكتب التي نقل منها المؤلف وثَّقنا نقوله منها، ثم قابلنا تلك النقول على? أصلها المنقول منه لإصلاح ما أخطأ فيه قلمه، أو نَدَّ عنه بصره، فاستُدرِكَ في مكانه ووُضع بين معقوفين: []؛ هذا لأن أصل الكتاب مسودة.
5ـ العزو: فلما كان المؤلِّف يعتمدُ في نقل أقوالِ المذاهبِ الأربعةِ على? كُتُبٍ لا تُعدُّ من الكُتُبِ الأصلية لهذه المذاهب؛ كان لا بُدَّ من سَدِّ هذه الثغرة وتوثيق الأقوال الفقهية من كُتُبِ المذاهب الأربعة مباشرة، من أجل ذلك اخترنا من كل مذهب كتابين معتمدين عند أهلهما، ووثَّقنا الأقوال منها.
6ـ التخريج: لما كان هدف الكتاب هو معرفة الراجح بدليله -كما نصَّ عليه مؤلِّفُه- كان لِزاماً تخريج الأحاديث وبيان درجتها من حيث الصحةُ والضعفُ وإبرازُ العلل التي فيها، إذ لا يستقيم -والحالة هذه- الاحتجاج بها والترجيح بمقتضاها دون معرفة درجتها، لذا عهدتُ بالتخريج إلى الشيخ عمر الحفيان فقام بتخريج أحاديث الكتاب وآثاره تخريجاً علمياً راعى? فيه الاختصار وعدم الإطالة إلا عندما يقتضي المقام، معتمِداً على? نقل أقوال أهل العلم المحققين، حيث ينظر في كلامِ أهل العلم على الأحاديث ويختار أَوفى? العبارات عليه وأخصرها ويُثبِتُها، هذا ما لم يكن الحديث في الصحيحين أو أحدهما فقد جاز القنطرة كما هو معلوم، فجزاه الله خيراً.
7 - زوَّدنا الكتاب بفهارس عِلمية تشمل فهرس الآيات، والأحاديث، والآثار، والمسائل الفقهية، والمواضع.
وفي ختام هذه المقدمة أسأل الله تعالى? أن يغفر لمؤلف هذا الكتاب الشيخ: فيصل بن عبد العزيز المبارك وأن يتغمده برحمته الواسعة وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به من أعمال جليلة في خدمة الإسلام والمسلمين شملت مجالات كثيرة منها: مجال القضاء، والتعليم، والتأليف، والدعوة إلى الله تعالى وغير ذلك من المجالات.
وأشكر الشيخ: محمد بن حسن المبارك على تواصله معي ومتابعته موضوع خدمة الكتاب إلى أن انتهى بحمد الله.
كما أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في خدمة الكتاب وفي مقدمتهم الشيخ: عمر بن سليمان الحفيان الذي بذل من وقته وجهده الشيء الكثير في سبيل إنهاء الكتاب وإخراجه بهذه الصورة الجميلة.
وأسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم
الرياض
غُرَّة شوال/1431هـ
([1]) المخطوط يحمل ترقيمين بقلم المؤلف: بالأوراق، وبالصفحات.
([2]) اقتصر المؤلف على ترقيم الصفحات في هذا المجلد.
([3]) اقتصر المؤلف على ترقيم الصفحات في هذا المجلد.
([4]) العصافير والطيارات: هي الأوراق الصغيرة الملحقة داخل المخطوط التي يُكتب عليها الاستدراكات. انظر: «معجم مصطلحات المخطوط العربي» ص245.(/)
متى يجوز لمن توافرت فيه شروط الاجتهاد ان يقلد؟
ـ[رؤى بنت فهد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من المعروف ان المجتهد لا يجوز له مطلقا التقليد، فهو جائز لغيره ولكن هو قادر على الاجتهاد والنظر والاستنباط، وعليه فلايترك ظنه ويعمل بظن غيره وهو من بلغ رتبة الاجتهاد.
لكن اردت السؤال، عن الحاله الوحيده التي يجوز للمجتهد فيها ان يقلد!!
ارجو ممن لديه العلم افادتي، وله خالص الدعاء:)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:44]ـ
هل تظنِّين أنه توجد حالة يضطرُّ فيها المجتهد إلى التقليد؟
فسؤالك كان هكذا: الحالة الوحيدة التي .... ؟
و لم يكن هكذا: هل يجوز لملجتهد أن يقلد؟
يعني: فأنت مقتنعة بأنه يجوز له التقليد و لو مرة واحدة؟
على كلٍّ ذكر ابن تيمية رحمه الله " أن التقليد كالميتة لا يجوز إلا عند الاضطرار "، و هي عبارة قاله قبله البغوي - أحد البغويِّينَ أظنه صاحب شرح السنَّةِ -.
لكن إن جاز له التقليد في الضرورة - ما هي حالة الضرورة؟ هل هي: النازلة المستعجلة؟ أم فقدان النص و الإجماع؟
ـ[رؤى بنت فهد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:01]ـ
في الحقيقه انا لست متخصصه في اصول الفقه، انا مجرد طالبه ادرس مادة مصادر الاحكام الشرعيه،
وعلى حسب ماقالت استاذة الماده، انه حاله واحده فقط يجوز فيها للمجتهد ان يقلد!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:25]ـ
في الحقيقه انا لست متخصصه في اصول الفقه، انا مجرد طالبه ادرس مادة مصادر الاحكام الشرعيه،
وعلى حسب ماقالت استاذة الماده، انه حاله واحده فقط يجوز فيها للمجتهد ان يقلد!
عفوا،،
و أنا أردتُ المناقشة فقط، أعني: طريقة لإيصال المعلومة، لأني علمتُ أنك - من خلال سؤالك - لم تتصوري المسألة، فأردتُ أن أستثير الفكر حتى تتبيَّن لكِ المسألة.
أقول بطريقة أخرى:
المجتهد هو المسلم الذي توفرت فيه شروط الاجتهاد و هي علمه بأصول الاستدلال و معرفته بالدليل الذي يعتبره هو حجة و لا يشترط فيه حفظه للأدلة بألفاظها بل يكفي أن يعرف مظانَّها حتى يفزع إليها حين الحاجة.
و ينبغي عليه معرفة مواطن الإجماع حتى لا يقع في مخالفته، لأن الإجماع لا يكون إلا حقًّا و يحرم مخالفته.
فإذا اتضحت صورة المجتهد، عرفنا أن مهمته البحث عن الحكم الشرعي للمسألة المطروحة، فإذا حصل لديه رؤية للمسألة و أبعادها، أعمل فكره وفق ما يستعمله من قواعد الاستدلال و طرقه، و يبدأ في إرجاع المسألة إلى صورتها المبسطة لعله يجد لها نصًّا خاصًّا بها وقع في حياة النبوة و قضى فيه النبي عليه السلام مثلا.
و إلا أعمل سائر الأدلة التي درسها في أصول الفقه، فإن حصل له حكمٌ يراه صحيحا أفتى به على أنه الصواب مع الاعتراف بالتقصير و نسبة العلم إلى الباري جل جلاله.
فإن لم ير لها حكمًا جليًّا، فعليه أن يتوقف و يقول:" الله أعلم ".
و كما قال مالك بن أنس:" كان النبي صلى الله عليه و سلم يُسأل فينتظر الوحي "، فعلى المجتهد أن ينتظر حتى يتضح له طريق المسألة الذي يوصله إلى الحكم عليها بطريقة صحيحة.
فهنا حالتان: - الحكم، و ذلك عند اتضاح الدليل و الاستدلال به.
- التوقف، و ذلك عند تعسر معرفة وجه المسألة.
فيمكن القول: إن التقليد لا مكان له في هاتين الحالتين، لأنه إما أن يحكم بما عرفه، و إما أن يسكت عما لم يعرف.
و التقليد هو الحكم بما لم يعرف بل بما جهل، لأن التقليد ((هو أخذ قول غير المعصوم بدون دليل)).
فكيف يصح للمجتهد أن يقلد و هو إما أن يعرف فيحكم، و إما أن لا يعرف فيسكت؟
يقال: مادام أن التقليد غير سائغ في حق المجتهد، لأنه محصل لأدوات الاجتهاد، فينبغي منعه عليه، أي: أنه حرام و قد قال ربنا:" و قد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه " فهذا نص في أن الحرام يباح عند الضرورة، فكيف تمنع المجتهد أن يقلد عالما غيره عند الضرورة؟
فيقال: فما هي حال الضرورة؟ - و قد سجلتُ هذا السؤال في المشاركة السابقة -
فالجواب أن يقال: حال الضرورة أن يكون لا يعرف وجه المسألة فلا يتمكن من الإفتاء، و تكون النازلة أمرًا مهما بحيث لو تركتْ هكذا لحصل ضرر كبير أو فساد عظيم، فيرى هذا المفتي بأن أخذه بقول العالم الفلاني يمنع حصول الضرر و الفساد، و يرى أن سكوته مرجوح فيتحصل له إفتاؤهم بقول غيره.
و يمكن أن يكون هذا بدون تقليد، أعني: أن يخبرهم بأن حكم كذا في قول العالم الفلاني، و هو في قرارة نفسه لا يأخذ به و إنما يدخله في باب الخبر.
لا أدري هل تبيَّن شيء من المسألة أم لا؟
و أنا أنتظر الفضلاء حتى يُدْلُوا بأفكارهم و الله المستعان و به التوفيق.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 10:50]ـ
/// ينظر هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=67302(/)
سؤال في الفقه
ـ[أبو سارة محمود محمد]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 07:55]ـ
هل يثاب المؤمن إذا شيَّع جنازة ذمي؟
ـ[عبد العزيز سالم]ــــــــ[27 - Dec-2010, مساء 08:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
اما بعد: من المعلو م ان الذمي لا يدفن في مقابر المسلمين واذا شيعه المسلم قد يسمع عبارات شركيه او من الكتب المحرفه حيث يتلونها اهل الذمه عند دفن موتاهم ومن هذا ا لمنطلق لا يستحب للمسلم ان يشيع جنائزهم ولكن ان لم يوجد من يدفن الذمي في بلاد المسلمين يحمل ويدفن في مدافن اهل الذمه.
هذا والله اعلم(/)
مجلس اللغة العربية وعلومها(/)
تعريف العِلَّة في اللغة
ـ[سعد بن عبدالله الحميد]ــــــــ[09 - Dec-2006, صباحاً 08:24]ـ
تَعْرِيفُ العِلَّةِ لُغَةً
العِلَّةُ في لُغَةِ العَرَبِ: المَرَضُ؛ ويقال لمن أَعَلَّهُ اللهُ بِمَرَض: مُعَلٌّ، وعَلِيلٌ [1].
قال ابن منظور [2]: «وقد اعْتَلَّ العَليلُ عِلَّةً صَعْبةً، والعِلَّةُ: المَرَضُ، عَلَّ يَعِلُّ، واعْتَلَّ، أي: مَرِضَ، فهو عَليلٌ، وأَعَلَّهُ اللهُ، ولا أعَلَّكَ الله، أي: لا أصابَكَ بعِلَّة».
واختُلِفَ في جواز إطلاق «مَعْلول» على الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ:
فالمُحَدِّثون يُسَمُّون كلَّ ما يَقْدَحُ في الحديث عِلَّةً؛ أَخْذًا من المعنى اللغويِّ، ويقولون عن الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ: «مَعْلولٌ»، ومثلهم الفقهاء والأصوليون؛ يقولون في باب القياسِ وغيرِهِ: «العِلَّةُ، والمَعْلول» [3].
وأنكَرَ هذا عليهم بعضُ علماء اللغة، وتَبِعهم متأخِّرو أهل الحديث؛ كابنِ الصلاحِ ومَنْ جاء بعده.
فأوَّلُ مَنْ وَقَفنا على إنكاره قولَهُمْ: «مَعْلولٌ»: هو الحريريُّ (ت516هـ) في كتابه "دُرَّة الغوَّاص، في أوهام الخَوَاصّ" [4]؛ حين قال: «ويقولون للعليل: هو مَعْلولٌ، فَيُخْطِئون فيه؛ لأنَّ المَعْلول: هو الذي سُقِيَ الْعَلَلَ، وهو الشُّرْبُ الثاني، والفعلُ منه: عَلَلْتُهُ. فأمَّا المفعولُ من العِلَّة: فهو مُعَلٌّ، وقد أَعَلَّه اللهُ تعالى».
وقال ابنُ مَكِّيٍّ الصِّقِلِّيُّ [5]: «ويقولون: رجلٌ مَعْلولٌ، وكلامٌ مَعْلولٌ، والصوابُ: مُعَلٌّ».
ثم جاء ابن الصلاح فجعله مَرْذولاً، فقال [6]: «ويُسَمِّيه أهلُ الحديث: المَعْلولَ؛ وذلك منهم - ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: «العِلَّة، والمَعْلول» - مَرْذولٌ عند أهل العربية واللغة».
ثم جاء النوويُّ فعدَّه لَحْنًا، فقال [7]: «ويُسَمُّونه: المَعْلولَ؛ وهو لحنٌ».
وأقرَّه السُّيُوطي في "شرحه" [8]، ودلَّل على ذلك بقوله: «لأنَّ اسمَ المفعولِ مِنْ «أَعَلَّ» الرباعيِّ لا يأتي على «مفعول»». اهـ. وكذا قال! وقد استعملَهُ هو في كثير من كتبه [9]، ومنها: "هَمْعُ الهوامع" [10].
وقال الفيروز آبادي [11]: «والعِلَّةُ - بالكسر -: المَرَضُ، عَلَّ يَعِلُّ واعْتَلَّ وأَعَلَّهُ اللهُ تعالى؛ فهو مُعَلٌّ وعَلِيلٌ، ولا تقل: مَعْلولٌ، والمتكلِّمون يقولونها، ولستُ منه على ثَلَج».اهـ. فكأنه متوقِّف فيها، مائلٌ إلى تخطئتها.
والفيروز آبادي في هذا متابع لابن سِيده الذي نقلَ [12] استعمالَ الزَّجَّاجِ لها في بحر المتقارِبِ من العَروض، ثم قال: «وأَرَى هذا إنما هو على طَرْحِ الزائد؛ كأنه جاء على «عُلَّ»، وإنْ لم يُلْفَظْ به، وإلا فلا وجه له، والمتكلِّمون يَسْتعملون لفظةَ «المَعْلول» في هذا كثيرًا، وبالجملةِ فلستُ منها على ثقةٍ ولا ثَلَجٍ؛ لأنَّ المعروف إنما هو: أَعَلَّهُ اللهُ، فهو مُعَلٌّ، اللهمَّ إلا أنْ يكونَ على ما ذهَبَ إليه سيبَوَيْهِ مِنْ قولهم: «مَجْنونٌ ومَسْلولٌ»؛ مِنْ أنه جاء على جَنَنْتُهُ وسَلَلْتُهُ، وإنْ لم يُستعملا في الكلامِ؛ استُغني عنهما بـ «أَفْعَلْتُ». اهـ.
وخلاصةُ ما تقدَّم من كلامِ هؤلاء الأَئمَّة: أنَّ المَرَضَ يقالُ من الرباعي فقط: «أَعَلَّهُ»، فهو «مُعَلٌّ»، ولا يقالُ من الثلاثي: «عُلَّ» أو «عَلَّهُ»، فهو «مَعْلول» إلا في الشُّرْبِ فقطْ؛ كما في قولِ كعب بن زُهَيْر $ح في قصيدتِهِ المشهورة «بانت سعاد» [13]:
تَجْلُو عوارضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ
كأنَّه مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلولُ [14]
وما ذكره هؤلاءِ الأَئمَّةُ مُتَعَقَّبٌ بأنه وقَعَ في كلامِ كثيرٍ ممَّن يُوثَقُ به مِنْ أهلِ العلم والعربية:
فهذا الخليلُ بنُ أحمد الفَراهِيدي شيخُ سِيبوَيْهِ استعمَلَ لفظَ «المَعْلول» من العِلَّة في علم العَروض الذي اخترعَهُ، وهذا معروفٌ ومشهورٌ في كتب العَروضيين في بابِ الزِّحافات والعلل، ونقله أيضًا ابنُ سيِّد الناسِ في "سيرته" [15].
وهذا أبو إسحاقَ الزَّجَّاجُ استعمَلَ لفظَ «المَعْلول» في المتقارب من بحور العَروض، وهو مِنَ العِلَّة؛ كما تقدَّم نقله عن ابن سِيدَه.
وهذا ابنُ القُوطِيَّة يقول [16]: «عُلَّ الإنسانُ عِلَّةً: مَرِضَ، وعَلَلْتُهُ بالشَّرَابِ عَلًّا وعَلَلاً: سقيتُهُ بعد نَهَلٍ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك ذكَرَ «عُلَّ» من العِلَّة كُلٌّ من السَّرَقُسْطي [17]، وابن القَطَّاع [18].
وإذا صَحَّ مجيءُ الثلاثيِّ بمعنى العِلَّة والمرض، صَحَّ اشتقاق «مَعْلول» منه قياسًا بلا خلاف عند الصرفيين؛ تقول: قُتِلَ زيدٌ، فهو مقتولٌ، وضُرِبَ، فهو مضروبٌ، وعُلِمَ الأَمرُ، فهو معلوم، وهكذا.
وكلٌّ من ابن القُوطِية والسَّرَقُسْطي وابن القَطَّاع ذكَرَ الفعلَ الثلاثيَّ في المَرَضِ والشُّرْب، فيكونُ «مَعْلولٌ» بمعنى: مريض به عِلَّة، وبمعنى: مَنْ شَرِبَ مرَّة بعد مرَّة.
وذكَرَ ذلك أيضًا محمَّد بن المستنير المعروفُ بقُطْرُب تلميذُ سيبوَيْهِ في كتابه "فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ"، واللَّبْلي؛ على ما نقله الزركشي [19] عنهما.
وكذلك الجَوْهَري [20] حين قال: «عُلَّ الشَّيْءُ، فهو مَعْلولٌ»:
فقولُهُ: «الشيء»: دليلٌ على أنه يريدُ العِلَّةَ بمعنى المَرَض، لا بمعنى الشُّرْب، وإلا لقال: «عُلَّ الإنسانُ أو الحَيَوان»، والله أعلم.
وقد ذكَرَ الزركشيُّ [21] كلامَ ابنِ الصلاح، والحَرِيري، وابنِ سِيدَه، ثم تعقَّبَهم بقوله: «الصوابُ أنه يجوز أنْ يقال: «عَلَّهُ» فهو «مَعْلول»؛ من العِلَّة والاعتلال، إلا أنه قليلٌ، ومنهم مَنْ نَصَّ على أنه فِعْلٌ ثلاثي»، ثم ذكر كلام ابن القوطية وغيره.
وإلى الجوازِ أيضًا ذهَبَ ابنُ هِشَام في شَرْحه لقصيدة «بانتْ سُعَاد» [22].
وقال الفَيُّومي [23]: «عُلَّ الإنسانُ - بالبناء للمفعول -: مَرِضَ، ومنهم من يبنيه للفاعل، من بابِ ضَرَبَ؛ فيكونُ المتعدِّي مِنْ بابِ قتَلَ، فهو «عليلٌ»، و «العِلَّةُ»: المَرَضُ الشاغلُ، والجمع: «عِلَل»، مثلُ: سِدْرةٍ، و سِدَرٍ، و «أَعَلَّه اللهُ»، فهو «مَعْلول»، قيل: من النوادر التي جاءتْ على غير قياس، وليس كذلك؛ فإنه من تداخُل اللغتَين [24]، والأصل: «أَعَلَّه اللهُ»، فـ «عُلَّ»، فهو «مَعْلول»، أو مِنْ «عَلَّهُ» فيكون على القياس. و جاء «مُعَلٌّ» على القياس، لكنَّه قليل الاستعمال، و «اعْتَلّ»: إذا مَرِضَ».
وتعقَّب الشهابُ الخَفَاجيُّ [25] الحَرِيريَّ في إنكاره قولهم: «مَعْلول» بقوله: «هذا هو المعروفُ في اللغة، لكنَّ ما أنكره وقَعَ في كلام كثير ممَّن يوثق به من العلماء؛ كالمحدِّثين، والعَروضيين، والأصوليين»، ثم ذكر كلام ابنِ سِيدَه المتقدِّم، ونَقْلَهُ عن أبي إسحاق الزَّجَّاج، كما أورَدَ كلامَ ابن الصلاح والنووي، ثم قال: «وقال ابنُ سيِّد الناس في "سيرته": إنه يُستعمَل «مَعْلول» من الإعلال أيضًا؛ كما يقول الخليلُ في العَروض، وقد حكاه ابن القُوطِيَّة، ولم يعرفْهُ ابن سِيدَه ... وحكى السَّرَقُسْطي: أَبْرَزْتُهُ بمعنى أَظْهَرْتُهُ، فهو مَبْروز، ولا يقال: بَرَزْتُهُ، وأَعَلَّهُ اللهُ، فهو عَليل، وربما جاء مَعْلولٌ ومَسْقُومٌ قليلاً». اهـ.
وقد استعمَلَ لفظَ «مَعْلول» بمعنى المَرِيض وضدّ الصحيح: كثيرٌ ممَّن يوثق بهم في اللغة - سوى مَنْ تقدَّم ذكره منهم - كالإمام الشافعي [26]، وابنِ جِنِّيْ [27]، وابنِ السَّرَّاج [28]، والرُّمَّاني [29]، والْمُطَرِّزي [30]، وابنِ هشام [31]، والزَّبِيدي [32]، وغيرهم.
_____________________________
[1] انظر "المحكم" لابن سيده (1/ 46)، و"الأفعال" لابن القوطيَّة (ص17)، وللسَّرَقُسْطي (1/ 207)، ولابن القَطَّاع (2/ 386)، و"الصحاح" للجوهري (5/ 774)، و"القاموس" للفيروز آبادي (4/ 21).
[2] في "اللسان" (11/ 471).
[3] انظر مثلاً: "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني (1/ 189)، و"أحكام القرآن" للجصاص (2/ 19)، و"أحكام القرآن" لابن العربي (4/ 169)، و"الوسيط" للغزالي (5/ 199)، و"كشاف القناع" للبهوتي (3/ 376)، و"أصول السرخسي" (2/ 145 - 149)، و"الإحكام" للآمدي (4/ 24)، و"روضة الناظر" (ص20)، و"المسودة" (ص393)، وغيرها كثير.
[4] (ص367)، وسيأتي ذكر تعقُّب الشهاب الخفاجي له.
[5] في كتابه "تثقيف اللسان، وتلقيح الجنان" (ص170).
[6] في "علوم الحديث" (1/ 502).
[7] في "التقريب" (1/ 407).
[8] "تدريب الراوي" (1/ 407).
[9] انظر مثلاً: "تدريب الراوي" (1/ 84و414)، و"الدر المنثور" (4/ 302)، و"شرح النسائي" (8/ 128).
[10] (2/ 327).
[11] في "القاموس المحيط" (4/ 21).
[12] في "المحكم" (1/ 46).
[13] "ديوان كعب بن زهير" بتحقيق وشرح د. محمد يوسف نجم، القصيدة (23) (ص84). وانظر "القول المستجاد، في بيان صحَّة قصيدة بانت سعاد" للشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله.
[14] تَجْلو: تكشفُ وتُظهِر. العوارِضُ: الأسنانُ ما بَعْدَ الثَّنايا. ذي ظَلْمٍ: يعني الثَّغْر، والظَّلْمُ: الماء الذي يجري على الأسنان، فتراه من شدَّة صفائه وشِدَّة رقَّتها وبياضها. مُنْهَل: سُقِيَ النَّهَلَ؛ وهو الشَّرْبة الأولى. الرَّاح: الخَمْرة. مَعْلول: سُقِيَ العَلَلَ؛ وهو الشُّرْب الثاني.
ومعنى البيت: إذا ما ابتسمَتْ كشَفَتْ عن أسنانٍ بيضاء مُنَضَّدة كأنها سُقيت من خمرة عتيقة مَرَّةً بعد أخرى. انظر حاشية البغدادي على "شرح بانت سعاد لابن هشام" بتحقيق نظيف محرّم خواجه (1/ 404 - 474).
[15] ذكره الشهاب الخفاجي في "حاشيته على درة الغواص" (ص588).
[16] في كتابه "الأفعال" (ص17و187)، وانظر حاشية الشهاب الخفاجي على "درة الغواص" (ص588).
[17] في كتابه "الأفعال" (1/ 207).
[18] في كتابه "الأفعال" (2/ 386).
[19] في "نكته على ابن الصلاح" (1/ 206).
[20] في "الصحاح" (5/ 774).
[21] في "النكت" (1/ 204 - 206).
[22] انظر حاشية البغدادي على "شرح بانت سعاد لابن هشام" (1/ 460).
[23] في "المصباح المنير" (ص426).
[24] انظر في تداخل اللغتين: "الخصائص" لابن جني (1/ 374 - 391).
[25] في "حاشيته على درة الغواص" (ص588).
[26] في "الأم" (3/ 156).
[27] في "الخصائص" (1/ 155و174و177)، و (2/ 172)، و"سر صناعة الإعراب" (1/ 252).
[28] في "الأصول في النحو" (2/ 187).
[29] في "الحدود" (ص67و85).
[30] في "المغرب" (2/ 80).
[31] في "شرح شذور الذهب" (ص241و242).
[32] في "تاج العروس" (5/ 318).
رابط صفحتي الشخصية في موقع جامعة الملك سعود: http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/default.aspx
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - Dec-2006, مساء 07:31]ـ
فوائد محررة
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم
ـ[سرمد طه]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 10:44]ـ
جزاك الله خير الجزاء سيدي العزيز
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 04:59]ـ
هو البحر من حيث تأتي ......
ما أدري شيخنا بأيهما نفرح بتبحرك في اللغة أم في الحديث ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
فوائدك تساوي رحلة إي والله.(/)
ما كيفية عدّ المتقدمين؟ (حركة الأصابع).
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - Dec-2006, مساء 11:59]ـ
المشايخ الفضلاء /
أستأذنكم بسؤال عن كيفية عدّ المتقدمين باستخدام الأصابع، ويرغب صاحبكم بشرحها عن طريق الرسم - إن وجد -.
وأنقل لكم ما ذكره أهل العلم في كيفيتها (كتابة)، وأرجو أن أجدها مرسومة تيسيرا للقارئ، وتسهيلا للباحث:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه:
(فتح الباري شرح صحيح البخاري)
عند شرحه لكتاب الْفِتَنِ (16/ 598) - طبعة نظر الفريابي -:
باب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ أَنَّهَا قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ النَّوْمِ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَعَقَدَ سُفْيَانُ تِسْعِينَ أَوْ مِائَةً قِيلَ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ).
باب يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح و حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا يَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخُبْثُ).
قوله: (مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها):
أي: جعلهما مثل الحلقة، وقد تقدم في رواية سفيان ابن عيينة " وعقد سفيان تسعين أو مائة " وفي رواية سليمان بن كثير عن الزهري عند أبي عوانة وابن مردويه مثل هذه " وعقد تسعين " ولم يعين الذي عقد أيضا.
وفي رواية مسلم عن عمرو الناقد عن ابن عيينة: " وعقد سفيان عشرة ".
ولابن حبان من طريق شريح بن يونس عن سفيان " وحلق بيده عشرة " ولم يعين أن الذي حلق هو سفيان.
وأخرجه من طريق يونس عن الزهري بدون ذكر العقد، وكذا تقدم في علامات النبوة من رواية شعيب وفي ترجمة ذي القرنين من طريق عقيل.
وسيأتي في الحديث الذي بعده " وعقد وهيب تسعين " وهو عند مسلم أيضا،
قال عياض وغيره: هذه الروايات متفقة إلا قوله عشرة.
قلت: وكذا الشك في المائة لأن صفاتها عند أهل المعرفة بعقد الحساب مختلفة وإن اتفقت في أنها تشبه الحلقة،
فعقد العشرة: أن يجعل طرف السبابة اليمنى في باطن طي عقدة الإبهام العليا.
وعقد التسعين: أن يجعل طرف السبابة اليمنى في أصلها ويضمها ضما محكما بحيث تنطوي عقدتاها حتى تصير مثل الحية المطوقة.
ونقل ابن التين عن الداودي أن صورته: أن يجعل السبابة في وسط الإبهام، ورده ابن التين بما تقدم فإنه المعروف.
وعقد المائة مثل عقد التسعين لكن بالخنصر اليسرى، فعلى هذا فالتسعون والمائة متقاربان، ولذلك وقع فيهما الشك) أ. هـ
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - Dec-2006, صباحاً 12:23]ـ
قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود في شرحه لكتاب الصلاة:
باب كيف الجلوس في التشهد
(والثانية:
ما أخرجه مسلم من حديث عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على ركبتيه اليمنى وعقد ثلاثة وخمسين وأشار بالسبابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ في التلخيص: صورتها أن يجعل الإبهام معترضة تحت المسبحة، والثالثة قبض كل الأصابع والإشارة بالسبابة كما في حديث ابن عمر عند مسلم بلفظ: " كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى .. ).
ثم قال رحمه الله تعالى:
(واعلم أن قوله في حديث ابن عمر وعقد ثلاثاً وخمسين إشارة إلى طريقة معروفة تواطأت عليها العرب في عقود الحساب وهي أنواع من الآحاد والعشرات والمئين والألوف:
أما الآحاد: فللواحد عقد الخنصر إلى أقرب مايليه من باطن الكف.
وللاثنين: عقد البنصر معها كذلك.
وللثلاثة: عقد الوسطي معها كذلك.
وللاربعة: حل الخنصر معها كذلك.
وللخمسة: حل البنصر معها دون الوسطي.
وللستة: عقد البنصر وحل جميع الأنامل.
وللسبعة: بسطا الخنصر إلى أصل الإبهام مما يلي الكف.
وللثمانية: بسط البنصر فوقها كذلك.
وللتسعة: بسط الوسطي فوقها كذلك.
وأما العشرات: فلها الإبهام والسبابة.
فللعشرة الأولى: عقد رأس الإبهام، على طرف السبابة.
وللعشرين: إدخال الإبهام بين السبابة والوسطي.
وللثلاثين: عقد رأس السبابة على رأس الابهام عكس العشرة.
وللاربعين: تركيب الابهام على العقد الأوسط من السبابة وعطف الابهام إلى أصلها.
وللخمسين: عطف الابهام على أصلها.
وللستين: تركيب السبابة على ظهر الابهام عكس الأربعين.
وللسبعين: إلقاء رأس الابهام على العقد الأوسط من السبابة ورد طرف السبابة إلى الابهام.
وللثمانين: رد طرف السبابة إلى أصلها وبسط الابهام على جنب السبابة من ناحية الابهام.
وللتسعين: عطف السبابة إلى أصل الابهام وضمها بالابهام.
وأما المئين: فكالآحاد إلى تسع مائة في اليد اليسرى.
والألوف: كالعشرات في اليسرى) أ. هـ
فهل هناك رسما توضيحيا لشكل اليد مبينا فيها تلك الأعداد؟.
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - Dec-2006, مساء 07:52]ـ
أيضا هناك طريقة للعد باستخدام الحروف الأبجدية (بالنطق لا باليد):
أبجد
هوز
حطي
كلمن
سعفص
قرشت
ثخذ
ضظغ
وترتيبها حسابيا:
(أ) =1
(ب) =2
(ج) =3
(د) =4
(ه) =5
(و) =6
(ز) =7
(ح) =8
(ط) =9
(ي) =10
(ك) =20
(ل) =30
(م) =40
(ن) =50
(س) =60
(ع) =70
(ف) =80
(ص) =90
(ق) =100
(ر) =200
(ش) =300
(ت) =400
(ث) =500
(خ) =600
(ذ) =700
(ض) =800
(ظ) =900
(غ) =1000
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - Dec-2006, مساء 01:57]ـ
قال الشيخ / شرف الدين العمريطي في خاتمة نظمه لمتن الورقات:
وتم نظم هذه المقدمه ... أبياتها في العد درٌ محكمه
في عام طاء ثم ظاء ثم فاء ... ثاني ربيع شهر وضْعِ المصطفى
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لنظم الورقات، عند هاذين البيتين:
فقوله:
وتم نظم هذه المقدمه ... أبياتها في العد درٌ محكمه
(يعني: إذا أردت أن تعرف كم عدد أبياتها فإنها (در) فقط، و (محكمه) تكميل، و (در) في الأبجدية: الراء مائتان، والدال أربعة، إذن: عدد أبياتها: مائتان وأربعة.
وقوله:
في عام طاء ثم ظاء ثم فاء ... ثاني ربيع شهر وضْعِ المصطفى
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وتعالى:
أي: تم نظم هذه المقدمة، في عام طاء، ثم ظاء، ثم فاء.
فالطاء بتسعة (9)
والظاء بتسعمائة (900)
والفاء بثمانين (80)
فيكون قد نظمها في عام تسعة وثمانين وتسعمائة (989هـ).
-
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[28 - Dec-2006, صباحاً 12:31]ـ
هذا أخي الحبيب هو المعروف بحساب الجُمَّل، وقد كان العرب قديما وقبلهم اليهود يستعملونه في تثبيت تواريخ الحوادث ومواضع النصوص، وقد لمست من شيخنا ابن باز رضي الله عنه ونور ضريحه أن يستخدمه أحيانا لتسهيل الوصول إلى ماكان يبتغيه رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Jan-2007, مساء 02:45]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى بعد ذلك:
وشيخنا (السعدي) رحمه الله لما عُمر الجامع قال:
جدْ بالرضا واعط المنى ... من شاركوا في ذا البنا
تأريخه حين انتهى ... قول المنيب اغفر لنا
والشهر في شوال يا ... رب تقبل سعينا
قال المعتني / الشيخ مساعد بن عبدالله السليمان وفقه الله تعالى في الحاشية:
فأرخ رحمه الله عمارة الجامع بقوله: (اغفر لنا)
على حساب الجمل الأبجدية:
فالألف بواحد (1)
والغين يألف (1000)
والفاء بثمانين (80)
والراء بمائتين (200)
واللام بثلاثين (30)
والنون بخمسين (50)
والألف بواحد (1)
1+1000+80+200+30+50+1 = 1362 هـ.
فيكون تاريخ عمارته في عام ألف وثلاثمائة واثنين وستين من الهجرة (1362 هـ)
-
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 01:45]ـ
أذكر أن في آخر كتاب تزيين العبارة للقاري شرح لكيفية عدّ المتقدمين.
ـ[ابن مفلح]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 08:38]ـ
في مجموع رسائل العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في رسالة"رفع التردد في عقد الصابع عند التشهد مع ذيلها" 1/ 129مبحث جيد حول كيفية العقد فانظره غير مأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 08:37]ـ
الشيخ المسيطير ـ جزيت خيرا على هذه الفائدة ـ
وللإستزادة ينظر:
كشف الظنون 1/ 663
مفتاح السعادة لطاش كبري 1/ 372
أبجد العلوم ط. دار الكتب العلمية 2/ 205
بلوغ الأرب للآلوسي 3/ 379 مهم
فيض القدير للمُناوي 4/ 423
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 08:42]ـ
وفيه سبع رسائل مفردة،ذكرها الحبشي في معجم الموضوعات المطروقة 1/ 430
وهي باختصار:
إيضاح الدلائل في معرفة عقد الأنامل لأبي القاسم الزنجاني
حساب اليد للبوزنجاني
لوح الضبط في علم حساب القبط لعلي بن الحسن المغربي (مطبوع)
القول المنفرد في تعريف الحساب بالعقد
كتاب الحساب بلا تخت بل باليد لعلي بن أحمد الأنطاكي
تشنيف السامع في علم حساب الأصابع لابن طولون (بروكلمان 8/ 265)
قصيدة العقود لابن شعله (بروكلمان 5/ 161)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 11:10]ـ
موضوع جميل وتتبع موفق، فعلاً إنَّ لمذاكرة العلم حلاوة عجيبة.
نفع الله بكم جميعاً، وختم لنا بخير خاتمة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Jun-2007, صباحاً 12:43]ـ
الشيخ الكريم / إبراهيم المديهش
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أسعدني كثيرا مرورك وإضافتك.
الشيخ الكريم / أباحماد
جزاك الله خيرا .... وددتُ لو أنك أفدتنا مما منّ الله به عليك.
لا حرمك الله الأجر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - Jun-2007, صباحاً 12:46]ـ
المشايخ الفضلاء /
أستأذنكم بسؤال عن كيفية عدّ المتقدمين باستخدام الأصابع، ويرغب صاحبكم بشرحها عن طريق الرسم - إن وجد -.
وأنقل لكم ما ذكره أهل العلم في كيفيتها (كتابة)، وأرجو أن أجدها مرسومة تيسيرا للقارئ، وتسهيلا للباحث.
المقصد بسؤالي: ماكيفية عدّ المتقدمين (حركة الأصابع) ....
أن يتم بيان ذلك برسم توضيحي، كما هو في النموذج المرفق والخاص بالصم والبكم ....
أسأل الله أن يشفيهم:
http://amj2000.jeeran.com/images/sob7an_allah.gif
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 01:31]ـ
قال الخليل بن أحمد:
كفاك لم تخلقا للندى ..................... ولم يك بخلهما بدعة
فكف عن الخير مقبوضة ..................... كما نقصت مائة سبعة
وكف ثلاثة آلافها ..................... وتسع مئيها لها شرعة
قال الجرجاني في أسرار البلاغة تعليقا على هذه الأبيات:
أراك شكلا واحدا في اليدين مع اختلاف العددين، ومع اختلاف المرتبتين في العدد أيضا، لأن أحدهما من مرتبة العشرات والآحاد، والآخر من مرتبة المئين والألوف، فلما حصل الاتفاق كأشد ما يكون في شكل اليد مع الاختلاف، كأبلغ ما يكون في المقدار والمرتبة من العدد، كان التشبيه بديعا.
وقال رشيد رضا في شرحها في حاشيته:
ومعناها أنه قابض كلتا يديه وبيانه في حل مسألة العقد، وهي أن اليمنى التي يعقدون بها للآحاد والعشرات إذا أردت أن يعقد بها 93 وهي المائة تنقصها سبعة تقبض الخنصر والبنصر والوسطى بحيث تكون الأظافر في باطن الكف وهي عقدة الثلاثة وتقبض السبابة وتجعل ظفرها ظاهرا (لأن ظهور الأظافر للعشرات وإخفاءها للآحاد) وتضع الإبهام على ظهرها وهي عقدة التسعين فتلك 93 ما حصلت إلا من قبض الكف. وأما اليسرى التي يعقد بها للمئين والألوف تكون مقبوضة بعقد 3900 وذلك أن تقبض الخنصر والبنصر والوسطى وهي عقدة 3000 وتقبض السبابة وتحلق عليها بالإبهام (كعقدة 90 في اليمنى) وهي عقدة 900 فتلك 3900 حصلت بقبض اليد اليسرى أيضا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 12:47]ـ
فهل هناك رسما توضيحيا لشكل اليد مبينا فيها تلك الأعداد؟.
للرفع
ـ[محمدالامين الشنقيطي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:29]ـ
السلام عليكم ورحمة
ارجو من الاخ ابن مفلح التكرم بنقل النص لعدم وجود الكتاب عندي
في مجموع رسائل العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى في رسالة"رفع التردد في عقد الصابع عند التشهد مع ذيلها" 1/ 129مبحث جيد حول كيفية العقد فانظره غير مأمور.
والاخ ابو يوسف العتيبي
أذكر أن في آخر كتاب تزيين العبارة للقاري شرح لكيفية عدّ المتقدمين.
اذا امكن
ـ[محمدالامين الشنقيطي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 10:39]ـ
هل هناك رسما توضيحيا لشكل اليد مبينا فيها تلك الأعداد؟.
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 06:51]ـ
للرفع
للرفع رفع الله أقداركم
ـ[اسر]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 03:49]ـ
بالفعل، لو وجد الشرح المصور لكان خيراً.
http://www10.0zz0.com/2010/06/27/00/219660892.jpg
جزى الله خيرا من قام به
ـ[علي سليم]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:21]ـ
بارك الله فيكم بانتظار من يتفرغ للرسم ....(/)
هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة فأما الآن فلا!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Dec-2006, صباحاً 07:34]ـ
اللهم إنا نسألك علما نافعا، وعملا متقبلا!
اللهم زينا بالعقول الرجيحة والألسنة الفصيحة!
اللهم إنا نسألك الحلم عمن جهل علينا، والنصح لمن ضل من إخواننا، والتسليم والدعاء لمن أرشدنا!
أحسنَ الله إليك، وأسبغ نِعَمَه عليك، وجَمَّلك بالوقوف عند قَدْرِك، فمن جَهِل من نفسه قدرَها، كان لما سواها أجهل!
وقديما قالوا: من عَرَفَ قدر نفسه عرف قدر ربه.
وكذلك من عرف قدرَ أهل العلم، وأكثَرَ من مطالعةِ أخبارِهم وأحوالهم، عرف قدرَ نفسِه وضآلتَه بجنبهم!
وكلما زاد المرء علما ازداد معرفة بجهله.
وكما قال بعض الحكماء: ليس لي من فضيلة العلم إلا علمي بأني لا أعلم.
وقال آخر: العلم ثلاثُ مراتِبَ، فمن حَصَّل المرتبة الأولى ظن أنه أحاط بالعلم، ومن حصل المرتبة الثانية صغُرت إليه نفسه، ومن حصل المرتبة الثالثة رأى أنه لا يعلم شيئا!
ومن هنا قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال!
وقال بعض اللغويين: من توسع في كلام العرب لم يسعه أن يخطئ أحدا في كلام!
وقال عبد الله بن المبارك: وجدت أصحابي وقفوا فوقفت!
وقال الإمام البخاري: ... مَنِ الناسُ بعدهم؟!
وإنَّ من يطلُب العلم يَعْرِفُ من نفسه ذلك، ويجده واضحا جليا، ويتعَجَّبُ من حِكْمَةِ أهل العلم، وثاقب نظرهم، حينما يمر ببعض هذه المراحل، ويقول: ما كان أكثر علمهم، وأعظم حكمتهم!
ثم قد ينظر إلى بعض إخوانه في هذا الزمان وقد ابتلوا وافتتنوا بفتنة العلم فيحزن!
فإن للعلم فتنةً وشِرَّةً ونشاطا، قد تحمِلُ صاحِبَها على أن يظن أنه قد بلغ فيه مبلغا، ويرى أنه آتٍ بما لم تأتِ به الأوائلُ، وأنه أصاب الحق الذي فاتَ الأقدمين، وبلغ الصواب الذي غاب عن السالفين!
وما هذا إلا من قلة العقل، وغرور الشباب، وشِرَّة الابتداء، وسطوة ما يقرؤه على قلبه؛ فإن الوعاء الفارغ إذا جاءه ما يملؤه امتلأ بأي شيء كان، وإن كان فاسدا، كما قال الشاعر:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ............. فصادف قلبا خاليا فتمكنا
شيخنا أبو إسحاق الحويني حفظه الله يذكر في بعض محاضراته أنه كان في أوائل حياته يصنف التصانيف، ويضع البحوث، ويرد على هذا العالم أو ذاك ويقول: أخطأ فلان ووهم فلان!
ثم لما رسخت قدمه في العلم، وأطال النظر في كتب أهل الفن، علم أن ما أغفلوه ليس إغفالا، وإنما الأمر أنه لم ينعم النظر في الفحص عن أقوالهم، ومرامي ترجيحاتهم، ولذلك فهو يُعِيد النظر في جميع تصانيفه!
وقد شدني ما قرأته لأحد أئمة النحو، فأردت أن أتحفكم به، وهو أبو العباس محمد بن يزيد الملقب بالمبرد، صاحب الكامل والفاضل والمقتضب، فإنه كان وضع كتابا في الرد على سيبويه شنع فيه القول عليه وغلطه في مواضع كثيرة من كتابه، وسماه (مسائل الغلط)!
ثم اعتذر من ذلك في مقدمة المقتضب بقوله:
((هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة، فأما الآن فلا))!
وكأني بأحد هؤلاء استمع للنصيحة، وقام فتفكر، ونظر وتدبر، ثم رجع إلى نفسه وأدام الطلب، وأكثر من النظر، وزاحم العلماء بالركب، ثم بعد سنين طويلة لعله يقول: (هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة فأما الآن فلا).
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Dec-2006, مساء 01:15]ـ
نفع الله بكم يا أبا مالك
ـ[محمد نجيب]ــــــــ[11 - Jan-2007, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو مالك العوضي،
لقد كنت إلى لقياكم بالأشواق، وقد قرأت العديد من مشاركاتك في منتدى أهل الحديث
أعاده الله على خير، وكم أنا سعيد لامكاني أن أشكرك هنا على مواضيعك ومشاركاتك،
القيمة، وقد عزمت إذا استطعت التسجيل في منتدى أهل الحديث _وهذا عسر _ أن أكتب
موضوع أشكر فيه بعض المشايخ وطلاب العلم لاستفادتي منهم كثيرا وحضرتك على رأسهم،
فالحمد الله. والسلام عليكم ورحمة الله وربركاته.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 12:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jan-2007, صباحاً 04:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حنانيك يا أخي الكريم
وأسأل الله العلي العظيم الكريم الحليم أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
ـ[همّامة]ــــــــ[24 - Jan-2007, مساء 04:53]ـ
بارك الله فيك ـ أبا مالك العوضي ـ ونفع بك، ليتنا في ركب العلم وأهله، ولو في الذيل.
لهفي على من لا حداثة له في العلم، ولا رساخة!
.
.
.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Mar-2007, صباحاً 10:31]ـ
للفائدة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:42]ـ
أبا مالك
ما تقول فيمن من يقول ذلك في كل يوم مثلي؟
فما من يوم إلا وأنا أرى فيه أمسي ينطبق عليه هذا القول
أسأل الله أن يغفر لي جرأتي ويجبر عثرتي ويستر عورتي
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 06:46]ـ
هذا يدل على سرعة تقدمك يا شيخنا الفاضل
ـ[عربي]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 09:38]ـ
جزاكم الله خير الجزاء يا أبا مالك متشوقا للجديد المفيد الذي اعتدنا عليه منكم
من زاد علمه قل إنكاره!
ـ[مهماز]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:12]ـ
بارك الله بك أخي
وأمتع بك
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 08:30]ـ
شيخنا أبا مالك
مشاركة متميزة - كعادتك
ووجدت ذلك جليا في بعض الأبحاث التي كتبتها قديما، وللأسف نشرتها في بعض المجلات، ثم رأيت فيها ما لا أرضاه الآن
والله المستعان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 08:40]ـ
مشاركة متميزة - كعادتك
ووجدت ذلك جليا في بعض الأبحاث التي كتبتها قديما، وللأسف نشرتها في بعض المجلات، ثم رأيت فيها ما لا أرضاه الآن
والله المستعان
أحسن الله إليك يا شيخنا الفاضل، هذا من تواضعكم وإنصافكم، ولعلك تنشرها مرة أخرى محررة، والمتأخر ينسخ المتقدم.
ولهذا ينصح أهل العلم ألا يجلس العالم للتحديث إلا بعد الخمسين، واختلفوا في الأربعين.
كما قال الحافظ العراقي:
........ ثم حيث احتيج لك ................... في شيء اروهْ وابن خلاد سلك
بأنه يحسن للخمسينا .................... عاما ولا بأس لأربعينا
ورُدَّ والشيخُ بغير البارع .................... خصَّص لا كمالك والشافعي
والتخصيص الأخير موجود كثيرا في تاريخنا، فالجويني أبو المعالي جلس للتدريس في العشرين، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، ويقول الشيخ عدود: لم أستفد بعد التاسعة عشرة من أصول العلوم شيئا!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 01:08]ـ
باركَ اللهُ في أخينا المُفيد أبي مالك العوضي ..
جلستُ مع أحد المُتفنِّنين في العُلوم - على نبوغه، وصِغر سنِّه -؛ فقلتُ له: أين تصانيفك؟
ألا من إعادةٍ لطابعتها؛ فقد نَفدت؟
فقال:
’’ ذاك عَبَثُ الصِّبْيَان ‘‘!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 02:22]ـ
وفقك الله أيا من اتخذت الفوائد خليلا، فهلا أتحفتنا باسم هذا العالم الجليل؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم البررة]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 02:21]ـ
هل هذا أيضًا في المسائل الواضحة التي لا تحتاج إلى تريث وتأني في بحثها ودراستها؟
ألا يكون عملاً بـ "بلغوا عني ولو آية"
والإمام النووي، والخزرجي وغيرهما تصديا للتصنيف في سن مبكرة
ـ[الشويحي]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 01:05]ـ
أبا مالك العوضى غفر الله لك وتاب عليك .. أتابع مشاركاتكم فى المنتديات بإعجاب شديد بما تكتبون ولذا فإنى أسجل لكم هنا حرصى على متابعة ما تكتبون فزدنا بارك الله فيك.
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 06:34]ـ
رفع الله قدرك و أعلى منزلتك و زادك توفيقًا يا أخي الفاضل.
ـ[ابو الحارث الانباري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:36]ـ
احسن الله اليك وبارك فيك وانفع بك الباقين هذه نصيحة من ذهب لكل طالب علم ولكل عالم ومحدث فبارك الله فيك واحسن اليك
ـ[مصطفى بن محمد]ــــــــ[14 - Jul-2008, صباحاً 12:07]ـ
أحسن الله إليكم و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 06:09]ـ
قال ابن فارس في الصاحبي:
(( ... المرجع إلى أقاويل العلماء، ولن يجوز لأحد أن يعترض عليهم بالطعن وهم من العلم بالمكان الذي هم فيه، ولهم مع ذلك فضيلة التقدم ومزية السبق ... )).
ـ[المستبصر]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 03:10]ـ
قال ابن فارس في الصاحبي:
(( ... المرجع إلى أقاويل العلماء، ولن يجوز لأحد أن يعترض عليهم بالطعن وهم من العلم بالمكان الذي هم فيه، ولهم مع ذلك فضيلة التقدم ومزية السبق ... ))
جزاكم الله خيرا وأسأل الله تعالى أن يحيينا على حب لعلماء ومعرفة قدرهم فهم الطريق الصحيح إلى معرفة الحق واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
وهناك بعض الرويبضة في بعض المواقع - التي تدعي بأنها على المنهج الصحيح - لا هم لهم إلا الطعن والتبديع في علماء السنة وحجتهم أنهم يخالفون منهجهم الذي وضعوه بطريقتهم الخاصة وأن عالمهم قال بتبديعهم فقد دخلت بعض مواقعهم فوجدتهم يبدعون الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني وينشرون مقالات في تبديعه في مواقعهم المختلفة اسأل الله أن يهديهم إلى الحق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 12:45]ـ
هذا الموضوع نبّهني إلى "مشروع بحث" خلاصته: الاجتهاد في تمييز كلام أهل العلم، ما كان منه في صدر الطلب ... وما كان في آخره .. وكذا الاجتهاد في تمييز مؤلفاتهم .. المحرّر منها .. وغير المحرّر ..
ونستطيع البدء كمرحلة أولى بدراسة مؤلفات عالم واحد ..
(تنبيه) إذا عُلِمَ التاريخ، فلا بحث هنا، البحث عند جهالة التاريخ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توبة]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:57]ـ
أخي الفاضل بخصوص اقتراحكم الأخير هذا ... يُرجى مراجعة الخاص.
ـ[مفكر]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
موضوع رائع وحق لنا أن نتفكر فيه وأن نتأمل حالنا مع العلماء
جزاك الله خيراً أبا مالك ونفع بموضوعك الأمة
مرور محب للخير
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 01:46]ـ
ايييييه يا أبا مالك
ما ترك الصغار أحداً من الكبار الا وتكلموا فيه ونالوا من عرضه ... حتى صار الكبار كرة قدم بين أرجل هؤلاء.
فهل لهذا الليل من نهار؟
وهل تعقب هذه الظلمة نور؟
نسأل الله أن يفرج الغم ويزيل الهم ...
وكما قال اسحاق ابن يعقوب عليه السلام "إنما أشكو بثي وحزني الى الله" ... نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا.
والسلام عليكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 02:31]ـ
هذا ديدن الصغار يا شيخنا الفاضل، ولو لم يفعلوا ذلك لما كانوا صغارا!
وإنما يَعرف الفضل لأهل الفضل أهلُ الفضل.
ولا يُعد العيبُ عيبًا إذا صدر من أهل العيب!
وكفى بالإنسان علما -وإن لم يحصل إلا مسائل عديدة- أن يعرف لأهل العلم قدرهم.
وكفى بالإنسان جهلا -وإن أحاط بكل منقول حفظا- أن يزدري أهل العلم ويشمخ بأنفه.
(ملحوظة) الصغر والكبر هنا في المقام لا في السن، فلينتبه.
ـ[أبو عمرو الصيدلانى]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 03:41]ـ
غفر الله لك
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[16 - Nov-2008, صباحاً 09:08]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2008, صباحاً 04:16]ـ
أعجبتني هذه الفقرة التي كتبها د. أحمد خالد توفيق:
(( .... ولطالما تساءلت عن تلك المعجزة التي تجعل إنسانًا ما يشعر بالفخر أو الغرور .. ما الذي يعرفه هذا العبقري عن قوانين الميراث الشرعية؟ .. هل يمكنه أن يعيد دون خطأ واحد تجربة قطرة الزيت لميليكان؟ ... هل يمكنه أن يركب دائرة كهربية على التوازي؟ .. كم جزءًا يحفظ من القرآن؟ .. ما معلوماته عن قيادة الغواصات؟ .. هل يستطيع إعراب (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)؟ .. هل يمكنه أن يكسر ثمرة جوز هند بين ساعده وعضده؟ .. كم من الوقت يمكنه أن يظل تحت الماء؟ .. الخلاصة أننا محظوظون لأننا لم نمت خجلاً من زمن من فرط جهلنا وضعفنا .. )).
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:32]ـ
[ b] بارك الله فيكم، أبا مالك:
قال السراج البلقيني في محاسن الاصطلاح ص176:
" لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 11:45]ـ
وفيك بارك الله يا شيخنا الفاضل
تجده في توقيع شيخنا الكريم (أمجد الفلسطيني)، وأيضا أعطنا رأيك في هذا الموضوع المفيد له:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22523
ـ[أبو نظيفة]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 12:29]ـ
أحسن الله إليكم وبارك في علمكم.
ومما يشبه ذلك: رجعات العلماء بصفة عامة. ومن أمثلة ذلك أن الإمام أبا إسحاق الشيرازي لما ذكر ما يدل على العموم ذكر تقسيمات تتعلق ببعض الصيغ ثم قال: "وجرى من القاضي أبي الطيب الطبرري غلط في تقسيم ألفاظ النحويين في العموم، وتبعته في الملخّص قبل أن يتبين لي ذلك، وذلك أنه أخل بالنفي في التكرار وذكر مكانه اسم الجنس كالإبل والحيوان، وهذا سهو؛ لأن الإبل اسم الجمع وإن لم يكن له واحد من جنسه فهو داخل في اسم الجموع المعرّفة بالألف واللام، والصحيح: التقسيم الذي قدمنا ذكره" شرح اللمع 1/ 308.
ومن الرسائل العلمية المتعلقة بذلك أربع رسائل ماجستير في قسم الفقه بجامعة الإمام وهي:
رجعات الإمام أحمد الفقهية في العبادات جمعا ودراسة. للباحث: علي بن ناصر الشلعان
رجعات الإمام أحمد بن حنبل الفقهية في غير العبادات جمعا ودراسة. للباحث: عبدالحميد بن عبدالله بن خنين
المسائل الفقهية التي رجع فيها الإمام مالك قسم العبادات جمعاً ودراسة. للباحث: محمد سالم ولد الخو
المسائل الفقهية التي رجع فيها الإمام مالك في غير العبادات جمعاً ودراسة. للباحث: عبدالحكيم بلمهدي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:37]ـ
ولكن هل المشاركة رقم: 34 على شرط الموضوع؟!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 02:29]ـ
أخي ابو مالك أنا ايضاً قرات هذه المقالة قبل سنوات بالصدفة في منتدى اهل الحديث
ويعلم الله انها اثرت في واستفدت منها كثيراً فجزاك الله كل خير وبارك فيك
ـ[طالب العلم البلجيكي]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 07:06]ـ
يرفع وان كان الموضوع متكرر
مع سؤال الشيوخ الافاضل: هل خص شيء بالتأليف في مسألة "المراجعات" لأئمة اللغة؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 12:34]ـ
يرفع وان كان الموضوع متكرر
مع سؤال الشيوخ الافاضل: هل خص شيء بالتأليف في مسألة "المراجعات" لأئمة اللغة؟؟
لم أقف فيه على تأليف مفرد، ولكن تعرض له السيوطي بفصل في نوع آداب اللغوي من المزهر، وهو النوع الحادي والأربعون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 04:52]ـ
أعجبتني هذه الفقرة التي كتبها د. أحمد خالد توفيق:
.
هل تقصد كاتب روايات مصرية للجيب (سفارى وفانتازيا ..... )
وهل تقرأ له
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 05:17]ـ
نعم هو هو يا أخي الفاضل.
وهو من الكتاب المتميزين في الأسلوب، وثقافته واسعة، لا في علوم الشريعة.
وله كتاب عن سيبويه تابع فيه الأخطاء الشائعة عند المعاصرين، لا سيما في كلامه عن الكسائي.
وله كتاب آخر عن المتنبي تابع فيه طه حسين في كتابه حذو القذة بالقذة، ويقينا لم يقف على ردود محمود شاكر عليه.
وترجمته لـ (أليس في بلاد العجائب) أفضل من ترجمات غيره؛ لأنه أديب يفهم مغزى العبارة الأدبية بالإنجليزية.
وأما مقالاته المفردة فأكثرها رائع جدا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 12:27]ـ
نعم هو هو يا أخي الفاضل.
وهو من الكتاب المتميزين في الأسلوب، وثقافته واسعة، لا في علوم الشريعة.
وله كتاب عن سيبويه تابع فيه الأخطاء الشائعة عند المعاصرين، لا سيما في كلامه عن الكسائي.
وله كتاب آخر عن المتنبي تابع فيه طه حسين في كتابه حذو القذة بالقذة، ويقينا لم يقف على ردود محمود شاكر عليه.
وترجمته لـ (أليس في بلاد العجائب) أفضل من ترجمات غيره؛ لأنه أديب يفهم مغزى العبارة الأدبية بالإنجليزية.
وأما مقالاته المفردة فأكثرها رائع جدا.
كتب الدكتور أحمد عن هؤلاء يا أبا مالك ليست دراسات أدبية،ولو وزنت بميزان العلم لطوح بها على طول الذراع،وإنما هي أشياء تقدم للنائمين الهائمين من شباب تلك الأيام، ووزنها بهذا الميزان= يغني عن الحديث عن شاكر وطه حسين ودقة الحديث عن الكسائي .. ولا ~أظن قصدي يخفى عليك ..
تنبيه: لا أذكر أن الدكتور ترجم ((أليس .. )) وهي لا تدخل تحت شرطه في الترجمة ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 10:29]ـ
بارك الله فيك شيخنا
يعنى هو أديب
وهل هناك كتب تنصح بها له؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 11:15]ـ
1 - قصاصات من سلسلة سافاري.
2 - حب في أغسطس من سلسلة فانتازيا.
3 - ترجمته لروايتي 1984،وفهرنهايت من سلسلة روايات عالمية.
4 - أرض العظايا من سلسلة ما وراء الطبيعة.
5 - قصاصات قابلة للحرق نشر دار ليلى.
6 - يوتوبيا نشر دار ميريت.
هذه درر كتاباته .. أما مقالاته ففيها ما يحتاج لذي نظر وإلا اغتر ببعض تقريراته الباطلة.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 12:34]ـ
بارك الله فيك شيخنا
قد قرأت عددين من سلسلة سافارى العدد الأول منها وعدد آخر
لكن هل ترى أن وجه الأستفادة من كتبه أدبية أم علمية ثقافية؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 01:34]ـ
بل من جهة ضم عقل الرجل (المؤلف) إلى عقلك وانتقاء أطيب ما عنده وثَقْل تجربتك به ..
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 02:19]ـ
بارك الله فيكم،
تمنيت لو أكتب كما يكتب،وأن يكون لى نفس أسلوبه،
د. أحمد خالد من الذين لا تمل من قراءة ما يكتبونه، وأحياناً تجده يعبر عن أشياء نفعلها ونقولها فتشعر كما لو كان يعيش معك!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 03:15]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا فهر وشيخنا أبامالك
ـ[آل صافية]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 11:46]ـ
بارك الله فيكم , ونفع بكم
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:42]ـ
المشكلة في زعمي
أننا أمة ديكتاتورية
ولو كانت الديكتاتورية في السياسة فقط لهان الأمر
ولكنها دكتاتورية فكرية
أراد أحدهم أن يسجل موضوعا للماجستير في جامعة عربية
فاختار موضوع: الرمز في شعر آدونيس
فانبرى له أستاذ النحو قائلا: اختر سوى هذا الزنديق، وإلا فإني سأرفض الموضوع
أرأيتم الديكتاتورية؟
فكتب خطة في
الغموض في شعر نزار
فاعترض أستاذ اللسانيات: ألم تجد سوى هذا النسوانجي؟ ثم من قال لك إنه شاعر، أو في شعره غموض؟
فكتب ثالثة في
الأسى في شعر سيد قطب
فتمت الموافقة
ولما صعد الموضوع لمجلس الكلية
رفضه رئيس قسم الفلسفة بحجة أنه مدروس
أخيرا لم يجد الرجل أمامه سوى السفر إلى الخارج
ثم سجل موضوعا في الرياضيات
نسيت أن أقول لكم
يشترط لتسجيل الموضوع الإجماع وليس الأغلبية
لست أدري
لماذا نتصرف على أننا أبوالعريف وبتاع كلو
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:47]ـ
((هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة، فأما الآن فلا))!
كان الدكتور طه حسين يكتب في الأهرام منتقدا المنفلوطي
فلما أصبح وزيرا سئل عن ذلك
فقال ما يشبه هذا الكلام
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:54]ـ
كان الدكتور طه حسين يكتب في الأهرام منتقدا المنفلوطي
فلما أصبح وزيرا سئل عن ذلك
فقال ما يشبه هذا الكلام
ينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88507(/)
حوقل وحولق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Dec-2006, صباحاً 07:08]ـ
هذا مبحث صغير كنت كتبته منذ أكثر من عشر سنوات عن هذه الكلمة، وجدته في مسوداتي، فأحببت أن أتحف إخواني به.
حوقل وحولق
اختلف أهل اللغة في قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) أهو الحولقة أم الحوقلة؟
(فالحولقة) متفق عليها، و (الحوقلة) مختلف فيها.
قال ابن دحية في التنوير [كما في المزهر 1/ 483] (والحولقة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn1)) قول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا تقل حوقل بتقديم القاف؛ فإن الحوقلة مشية الشيخ الضعيف)
وقال أبو علي القالي في أماليه [2/ 300] (والعرب تقول حولق الرجل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، أنشدنا محمد بن قاسم:
فداكِ من الأقوام كل مُبَخَّل .......... يُحولِقُ إما سَالَه العرفَ سائلُ
أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله)
قلت: حجة ابن دحية بادي الرأي فيها نظر؛ إذ قد يقول قائل: لا مانع من أن يكون للحوقلة معنيان، ولكن أهل اللغة يفعلون ذلك إتماما للحجة ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn2)) ويتركون التنصيص على الحجة المعروفة وهي (أن ذلك غير مسموع، ولا يقتضيه القياس على الألفاظ الواردة في باب النحت فمن ثم لم يصح).
وفي بعض نسخ المزهر ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn3)) ( وترتيب الحروف في قول لا حول ولا قوة إلا بالله يقتضي التكلم هكذا إذا تغير عن الأصل كما في بسملة وحمدلة وسبحلة).
وقال الجوهري: (يقال قد أكثرتَ من الحوقلة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله).
وفي النهاية لابن الأثير: (وفي الحديث ذكر الحولقة، هي لفظة مبنية من لا حول ولا قوة إلا بالله كالبسملة ... إلخ، هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف وغيره يقول الحوقلة بتقديم القاف على اللام).
قلت: ظاهر هذا أن مخالفي الجوهري ينكرون (حولقة)، ولست أعلم قائلا بذلك.
وقال ابن خالويه [في إعراب ثلاثين سورة / 11] (ومن ذلك قولهم ... قد حولق إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي إصلاح المنطق لابن السكيت وتهذيبه للتبريزي [كما في المزهر 1/ 483] (يقال قد أكثر من الحولقة والحوقلة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله)
ومن العجيب أن يفوت صاحبَ القاموس ذكرُ هذه الكلمة فإنه قال في [ح و ق ل]: (الحوقلة الحولقة وسائر معانيها في ح ق ل) ولم يذكرها بالمعنى المشهور في (ح ق ل) واستدركها عليه الزبيدي ونقل نحو ما في اللسان
وقال أحمد بن عبيد [كما في أمالي القالي 2/ 300] (حولق الرجل وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي المصباح [ب س م ل] ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn1)) ( بسمل بسملة ... ومثله حولق وحوقل إذا قال .... لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي اللسان: (وهلَّل الرجل ... وهو مثل قولهم حولق الرجل وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله. قال أبو العباس: الحولقة والبسملة والسبحلة والهيللة ... هذه الأربعة أحرفٌ ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn4)) جاءت هكذا)
وفي المنجد: (الحوقلة اطلبها في ح و ل)
قلت: الصواب (الحولقة)، وهو تصحيف منهم؛ لأن المذكور في (ح و ل) هو الحولقة، ولأن هذه عادة المنجد أن يلحق الرباعي بالمادة الثلاثية كما قال مؤلفوه في المقدمة [ص هـ]
وفي الوسيط (حوقل حوقلة وحيقالا ... فلان قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
قلت: إيراد المعجمات لـ (حوقل) في [ح ق ل] يفيد أنها ليست بمنحوتة، وهذا ما يدل عليه فعل الوسيط حيث أفرد لـ (حولق) مادة ثم قال: إنها منحوتة، ولم يقل ذلك في [ح ق ل].
ويحتمل أن يقال إن الأصل في النحت هو (حولق) كما في نظائرها من الكلم ثم قلبت مثلها مثل كثير من الكلم المقلوب، ويدل عليه حكاية كثير من العلماء لها وتصويبها مثل ابن السكيت والتبريزي وأحمد بن عبيد وأبي علي القالي وابن الأثير والأزهري.
ويحتمل أن يقال: إن العرب عاملتها في النحت معاملة خاصة؛ لأن باب النحت لا قواعد له ولا قياس عليه كما قال أبو حيان [كما في المزهر].
والله تعالى أعلم.
_____________________
([1]) كذا بالأصل، وأظن الصواب (حوقلة) على ما يفيده تعليله بعدُ.
([2]) وهكذا طريقة أهل اللغة في الاستدلال غالبا؛ فلا يذكرون ذلك لوضوحه عندهم.
([3]) كما في الحاشية في الموضع السابق.
([4]) ذكر الفيومي في مادة (ب س م ل) كثيرا من الكلمات المنحوتة ولم يذكرها في مظانها، وهذا من عيوب المعجمات، أعني ذكر الكلمات في غير مظنتها.
([5]) ضبطها محققو اللسان بالكسر، وهو بعيد؛ فقد نقل السيوطي في الهمع إجماع النحاة على منعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[25 - Dec-2006, صباحاً 09:28]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبا مالك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Dec-2006, صباحاً 02:23]ـ
وفقكم الله ونفع بكم يا أبا مالك
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 09:35]ـ
شكرا أبا مالك على هذه الفائدة
وقول ابن دحية كما في المزهر 1/ 483 (والحولقة: ...... ) وبه يزول استشكال الحاشية الأولى.
قلتم ـ رعاكم الله ـ إذ قد يقول قائل: لامانع أن يكون للحوقلة معنيان ...
من الصدف أني قرأت قبل أن أقرأ بحثكم هذا،كتاب (البرقيات) لأحمد تيمور،ووجدت فيه ص12 نقلا من المزهر 2/ 77 <كذا في طبعته>
: (الحوقلة أن يمشي الشيخ ويضع يديه في خصريه. وفي اللسان حوقل الشيخ:اعتمد بيديه على خصريه قال:
يا قوم قد حوقلت أو دنوت وبعد حيقال الرجال الموت
ويروى: وبعد حوقال،وأراد المصدر،فلما استوحش من أن تصير الواو ياء فتحه ..... ) انتهى المراد نقله من البرقيات للعلامة أحمد تيمور ـ رحمه الله تعالى ـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 10:13]ـ
نفع الله بك، وزادك من فضله.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[12 - Feb-2007, صباحاً 11:04]ـ
جزاك اله خيرا
ـ[قارئ]ــــــــ[12 - Feb-2007, مساء 12:05]ـ
رائع
وفقكم الله ونفع بكم يا أبا مالك
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 02:50]ـ
حياك ابا مالك
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 12:55]ـ
جزاك الله خير اختصر لي الموضوع في أسطر لأكتبها في رسالة جوال
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 11:13]ـ
إلى الأخ: إبراهيم المديهش -بارك الله فيك-، قُلْتَ:
من الصدف أني قرأت قبل أن أقرأ بحثكم هذا،كتاب (البرقيات) ...
مِنَ الخطأ أنْ تقول: "من الصُّدف"، بل قُل: "مِنَ القَدَر أنِّي قرأت .. "، لأنَّ كُلَّ شيء بقَدَر.
ومِنْ تواضُعِكَ أنْ تقبلَ نصحي؛ وما جرى لكَ فمِنْ توفيق الله لَك، فاحمد الله ...
زادك الله حرصًا على طلب العلم ولا تَعُدْ.
ـ[أم تميم]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 05:51]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
أفدتم ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 03:44]ـ
إلى الأخ: إبراهيم المديهش -بارك الله فيك-، قُلْتَ:
مِنَ الخطأ أنْ تقول: "من الصُّدف"، بل قُل: "مِنَ القَدَر أنِّي قرأت .. "، لأنَّ كُلَّ شيء بقَدَر.
ومِنْ تواضُعِكَ أنْ تقبلَ نصحي؛ وما جرى لكَ فمِنْ توفيق الله لَك، فاحمد الله ...
زادك الله حرصًا على طلب العلم ولا تَعُدْ.
بعض الناس يطلق الصدف ويريد بها "الحظ" والحظ له أصل شرعي , كما في قوله تعالى "إلا ذو حظٍّ عظيم".
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[26 - Dec-2009, صباحاً 05:08]ـ
علم يذكرنا بالذي ادخل عشرابر واحدة داخل االاخرى
فامر له بمال وعشرة اسواط
ـ[راشد بن سالم]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 10:01]ـ
بارك الله فيك(/)
دروس صوتية في اللغة والمعجمات - شرح المنتقى من المصباح المنير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jan-2007, مساء 09:09]ـ
دروس صوتية في علم المعجمات
(شرح المنتقى من المصباح المنير للفيومي) للعبد الفقير
يفضل تحميل الملف الأول من كل درس، والباقي روابط بديلة
الدرس الأول:
http://www.archive.org/download/abumalek/01.rm
http://ia331325.us.archive.org/3/items/malek1/moktaer1.rm
الدرس الثاني:
http://www.archive.org/download/abumalek/02.rm
http://ia331319.us.archive.org/2/items/aboishak99/moktaer2.mp3
الدرس الثالث:
http://www.archive.org/download/misbah3/misbah3.rm
http://www.archive.org/download/abumalek/03.rm
http://ia310936.us.archive.org/3/items/misbah3/misbah3.rm
http://ia331339.us.archive.org/3/items/aboishak102/moktaer3.rm
الدرس الرابع:
http://www.archive.org/download/misbah04/misbah4.rm
http://ia310933.us.archive.org/1/items/misbah04/misbah4.rm
ـ[الحمادي]ــــــــ[17 - Jan-2007, صباحاً 06:18]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مالك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 07:44]ـ
وفيك بارك الله يا شيخنا الفاضل، واعذر تلميذكم على التقدم بين يديكم
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[10 - Feb-2007, صباحاً 01:33]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
هل لكم شرح على الآجرومية؟
وهل تعلمون شرحا صوتيا على الآجرومية يكون كاملا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Feb-2007, مساء 01:56]ـ
وفقك الله
شروح الآجرومية الصوتية والمكتوبة كثيرة تجد إشارة إلى بعضها هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78935
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - Feb-2007, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
هل لكم شرح على الآجرومية؟
وهل تعلمون شرحا صوتيا على الآجرومية يكون كاملا؟
بعد إذن أخينا وحبيبنا أبي مالك العوضي، دونك أخي حسان الرديعان هذا الشرح للآجرومية، لمحمد الفاضل، تجده على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Lectures/Index.aspx?CategoryID=19
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Feb-2007, مساء 02:26]ـ
جزاك الله خيرا
وقد أشرتُ إلى هذا الشرح في الرابط المذكور
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - Feb-2007, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خيراً حبيبنا أبا مالكٍ، لم أطلع على الرابط بتفاصيله، إنما أحببت تقريبه له.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Feb-2007, صباحاً 12:22]ـ
الدرس الخامس:
http://ia311525.us.archive.org/0/items/Al-Misbah5/Misbah5.wav
ـ[اويس]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 12:39]ـ
بارك الله فيك يا ابا مالك وجزاك عن طلاب العلم خير الجزاء
ـ[أبو أنس النحوي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 02:36]ـ
ما شاء الله جزاك الله خيرا شيخنا أبا مالك
وبهذه المناسبة العظيمة أفلا تفردون مجلسا للغة العربية وآدابها!! أفلست الموقِّع: ((قال الفراء: قَلَّ رجل أنعم النظر في العربية وأراد علما غيره إلا سهل عليه)).
وأصل هذا النقل- إذا سمحتم لي- كما في "معجم الأدباء" (1/ 42 - 43):
«وذكر أبو حيان في كتاب "محاضرات العلماء": حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن بشر، قال: كان الفراء يوما عند محمد بن الحسن، فتذاكرا في الفقه والنحو؛ ففضل الفراء النحو على الفقه، وفضل محمد بن الحسن الفقه على النحو، حتى قال الفراء: قَلَّ رجل أنعم النظر في العربية وأراد علما غيره إلا سهل عليه. فقال محمد بن الحسن: يا أبا زكريا، قد أنعمتَ النظر في العربية، وأسألك عن باب من الفقه! فقال: هاتِ على بركة الله تعالى. فقال له: ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو فسها فيهما؟ فتفكر الفراء ساعة ثم قال: لا شيء عليه. فقال له محمد: لِمَ؟ قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير، وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة، وليس للتمام تمام. فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدميا مثلك!».
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 02:41]ـ
ما شاء الله جزاك الله خيرا شيخنا أبا مالك
بل أنت شيخنا وأستاذنا الكبير، وجزاك الله خيرا.
وبهذه المناسبة العظيمة أفلا تفردون مجلسا للغة العربية وآدابها!!
طلبنا ذلك، ولكنهم تأخروا، فالآن صرنا داعيين، فلعل ذلك يفيد
فقلت ادعوا وأدع فإن أندى ............. لصوت أن ينادي داعيان
وأصل هذا النقل- إذا سمحتم لي- كما في "معجم الأدباء" (1/ 42 - 43):
« .......... فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدميا يلد مثلك!».
سقطت كلمة (يلد) من النقل الذي تفضلت به.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 07:48]ـ
هل من ملاحظات أو استفسارات من الإخوة الكرام
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 08:15]ـ
جزاكم الله خيرا
هل توقفت هذه الدروس أم ماذا؟
استمعت إلى الدرس الأول وأعجبت به جدا
فجزاك الله خيرا
وإن شاء الله أقوم اليوم بتحميل باقي الدروس
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2007, صباحاً 08:16]ـ
وإن شاء الله بالنسبة للملحوظات سأركز جيدا لأقتنص منها ولو واحدة:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:00]ـ
نعم توقفت الدروس يا أخي الفاضل، وجزاك الله خيرا على الاهتمام.
وأتمنى أن ترشدني إلى ما وقعتُ فيه من أخطاء، أو ما لديك من ملحوظات.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:32]ـ
بارك الله فيكم على كل حال وأعانكم
ولعلكم تفردون بعد رمضان إن شاء الله موضوعا حول المعاجم العربية من حيث:
تاريخ التصنيف
ثم مظاهر التدرج وأثرها في التصنيف من حيث الشكل والمضمون
ثم مدى استفادة اللاحق من السابق
ومن وقف عند حد الاستفادة والإثبات، ومَن أضاف، ومَن اهتم بالاستدراك والتحرير والتحليل
وهلم سحبا
وهذا موضوع شيق ومهم بالنسبة لي
بارك الله لنا فيكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Oct-2007, مساء 05:37]ـ
وهناك احتمال أنكم قد أجبتم على هذه المباحث في هذا المجموع
فأنا لم أسمع منه إلا أول نصف ساعة تقريبا عند أول صدوره ثم توقفت لصوارف
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 08:49]ـ
سأوافيكم بالدروس مكتوبة إن شاء الله تعالى
فادعوا لأخيكم بالبركة في الوقت.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 10:08]ـ
بوركت ابا مالك ,,
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:56]ـ
سأوافيكم بالدروس مكتوبة إن شاء الله تعالى
فادعوا لأخيكم بالبركة في الوقت.
بارك الله في وقتك يا أبا مالك
ملاحظة:
توقيعكم طوييييييييل، ولكنه جميل
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 01:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد عبد المجيد]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 11:48]ـ
جزآكم الله خيرا، ونفع الله بكم
ـ[حسن الاهدل]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 09:51]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الدروس المفيده جدا واسأله ان يجعل ذاك في ميزان حسناتك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 06:33]ـ
وهناك احتمال أنكم قد أجبتم على هذه المباحث في هذا المجموع
فأنا لم أسمع منه إلا أول نصف ساعة تقريبا عند أول صدوره ثم توقفت لصوارف
أين انتقاداتك يا شيخنا الفاضل؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:07]ـ
عفوا شيخنا
أنا أستمع لكم فقط لأستفيد .. فإذا ما استشكلت مسألة عرضتها رجاء رفع الإشكال .. وما مشاركتي برقم (15) إلا من باب التودّد .. والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 06:32]ـ
مقامك أعلى من مجرد الاستماع يا شيخنا الفاضل
وقد عهدتك مدققا ناقدا، فاجعل لي من تدقيقك نصيبا.
ـ[عبدالله شفيق السرحي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا
أن يحفظ الأخ أبومالك العوضى
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 04:49]ـ
الأخ أبو حماد لقد تم التحميل من الرابط الذي وضعته ولاكن لا يوجد صوت أرجوا مراجعة الصوتيات وبارك الله فيك
http://www.alukah.net/Lectures/Index.aspx?CategoryID=19
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Sep-2008, مساء 05:01]ـ
الصوتيات تعمل يا أخي الفاضل
اضغط على الأيقونة التي فيها مثلث (سهم) أحمر، أو الخضراء التي بجوارها.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[31 - Mar-2010, مساء 10:39]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
معجم الكلمات الثنائية في اللغة العربية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jan-2007, صباحاً 10:23]ـ
أَبُ: بالنقص لغة في الأب المعرب بالحروف
أَحْ: حكاية صوت من لمس شيئا باردا
أَخُ: بالنقص لغة في الأخ المعرب بالحروف
إِذْ: ظرف بمعنى حين، وشرطية مع (ما)
أَعْ: حكاية صوت من يتسوك
أُفْ: لغة في أفّ
أَمْ: للاستدراك
أَنْ: لنصب المضارع، وللتأويل بالمصدر مع الجملة
إِنْ: شرطية
أو: للعطف والتخيير
أَيْ: للتفسير، ولنداء القريب
إِي: جواب بمعنى نعم
بَسْ: حكاية صوت.
بَلْ: للإضراب
حِرٌ: بمعنى فرج
حَسْ: حكاية صوت عند التألم
حَم: قريب الزوج، من باب أب وأخ
دَدٌ: ناقص بمعنى لعب، والتشديد لغة ضعيفة
دَمٌ: للإنسان، والتشديد لغة ضعيفة
ذا: اسم إشارة للمذكر، وحرف للاستفهام مع (ما)
ذِهْ: اسم إشارة للمؤنث
ذو: بمعنى صاحب كأب وأخ، أو بمعنى الذي عند طيء
ذِي: اسم إشارة للمؤنث
رُبْ: لغة في رُبَّ
سَُِم: بتثليث السين بمعنى اسم
سَوَْ: بسكون الواو وفتحها بمعنى سوف
صَهْ: اسم فعل أمر بمعنى اسكت
طق: حكاية صوت الباب
عَبُ: قال قطرب: العَبُ ... ضوءُ الشمس وحسنها
عَلُ: حطه السيل من علُِ
عَنْ: حرف جر
غَدٌ: الغد اليوم الذي بعد يومك
فُل: ترخيم فلان، أو للنكرة
فَمْ: فم الإنسان.
فُو: أي فم، وإعرابها كأب وأخ
فِي: حرف جر
قَدْ: حرف تقليل أو تكثير أو تحقيق، وتجيء بمعنى قط
قَطْ: حَسْب
كِخْ: اسم فعل بمعنى التقذر
كَمْ: للاستفهام
كَيْ: للتعليل
لا: للنفي والنهي
لَدُ: مثل لدن
لَمْ: للنفي والجزم
لَنْ: للنفي والنصب
لَوْ: للتمني والشرط
ما: للنفي
مُذْ: بمعنى منذ
مَعَْ: للمصاحبة بفتح العين وسكونها
مَنْ: للاستفهام
مِنْ: حرف جر
مُن: تضاف للرب للقسم
مَنُ: من أخوات أب وأخ
مَهْ: اسم فعل بمعنى اكفف
ها: للتنبيه
هَلْ: للاستفهام
هُمْ: ضمير الجمع الغائبين
هَنُ: ناقصا بمعنى شيء وفيه لغة كأب وأخ
هُو: ضمير المفرد الغائب
هِي: ضمير المفردة الغائبة
وا: للندبة
وَيْ: للتعجب والتوجع
يَدٌ: كف
هذا ما وجدتُه حتى الآن
ويضاف ما يوجد بعد ذلك إن شاء الله تعالى
وأرحب باستدراكات وتعليقات أساتذتي الفضلاء ومشايخي الكرماء
ـ[التهامي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:24]ـ
أستاذي الفاضل، أليس في إطلاق (الثنائية) على بعضها فيه تساهل؟؟
لم أجد خلافًا في حديث العلماء عن أصل بعض هذه الألفاظ، وأنها ثلاثية، مثل (أب، أخ، حم، دم، وغيرها).
ومنكم نستفيد، وبارك اله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 10:52]ـ
كلامك صحيح يا أخي الكريم
والمقصود من هذا المبحث (ثنائية المبنى)، وليس (ثنائية الأصل) ولا (ثنائية التقدير).
ثم إن أهل العلم أصلا اختلفوا في أصل المباني، فالأكثرون على أنها ثلاثية في الأكثر، وبعضهم على أن الأصل فيها الثنائي، ويردون كل ثلاثي إلى أصل ثنائي، وبعضهم يعد المضعف مثل (ردّ) ثنائيا.
وللفائدة انظر كتاب (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) لأنستاس الكرملي
ـ[التهامي]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 07:47]ـ
كلامك صحيح يا أخي الكريم
والمقصود من هذا المبحث (ثنائية المبنى)، وليس (ثنائية الأصل) ولا (ثنائية التقدير).
ثم إن أهل العلم أصلا اختلفوا في أصل المباني، فالأكثرون على أنها ثلاثية في الأكثر، وبعضهم على أن الأصل فيها الثنائي، ويردون كل ثلاثي إلى أصل ثنائي، وبعضهم يعد المضعف مثل (ردّ) ثنائيا.
وللفائدة انظر كتاب (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) لأنستاس الكرملي
بارك الله فيك أستاذي الكريم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 09:11]ـ
جزاكم اللّه خيرًا وبارك فيكم أبا مالك.
ـ[محمد أبو زياد]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 08:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد حصر الكلمات الثنائية في اللغة العربية بتشكيلها بكل الحركات مثل الفتحة والضمة والكسرة والتنوين بالفتح و الكسر والضم والشدة، والشدة وتنوين الفتح وتنوين الكسر وتنوين الضم
وأكون شاكر لسيادتكم
وذلك للأهمية
ـ[أبو العربي محمد]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 09:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد أبو زياد]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
أصعب مشكلة في القرآن الكريم أنك تحصل على مشتقات جذر معين لأي كلمة في القرآن الكريم
حاليا إن كنت تعرف الجذر فإن موقع شركة ريد فيرس تعطيك كل مشتقات هذا الجذر
http://www.readverse.com/Root_search_engines/080_quran_root_00.html?x=36&y=12
ـ[محمد أبو زياد]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 02:18]ـ
الرجاء من أي عضو لديه حصر بالكلمات التي تتكون من حرفين يسرع بإضافتها إليّ وذلك لإنشاء موقع يقوم بتعليم القراءة والكتابة لغير الناطقين باللغة العربية تمهيدًا لتعليمهم تجويد القرآن الكريم حيث نقوم بإنشاء موقوع أطلقنا عليه جامعة تجويد القرآن الكريم بالاستعانة بشركة ريد فيرس الأمريكية بولاية كاليفورنيا
محمد أبو زياد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 09:13]ـ
في الموقع زر [انسخ Clear]
والصحيح:
[امسح Clear]
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 12:47]ـ
أيضاً:
ها: اسم فعل بمعنى خذ!
وقد وقط = أسماء أفعال
وأسماء الأصوات .. مثل:
سأ = لزجر الحمار
بس = صوت لدعاء الغنم والإبل
طق = لوقوع الحجارة
أح = صوت الساعل
.
ـ[فاروق حمزة]ــــــــ[27 - Nov-2009, مساء 04:30]ـ
كلامك صحيح يا أخي الكريم
والمقصود من هذا المبحث (ثنائية المبنى)، وليس (ثنائية الأصل) ولا (ثنائية التقدير).
ثم إن أهل العلم أصلا اختلفوا في أصل المباني، فالأكثرون على أنها ثلاثية في الأكثر، وبعضهم على أن الأصل فيها الثنائي، ويردون كل ثلاثي إلى أصل ثنائي، وبعضهم يعد المضعف مثل (ردّ) ثنائيا.
وللفائدة انظر كتاب (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) لأنستاس الكرملي
بارك الله فيك أستاذنا أبو مالك وتوجد صورة للكتاب على الرابط: http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb56018-5056040&search=books
ـ[سيد محمد منازع]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 11:15]ـ
يعطيك العافية أبا مالك(/)
النصائح العشر الأساسية للمحقق!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jan-2007, صباحاً 04:39]ـ
النصائح العشر الأساسية للمحقق
1 = الخبرة أهم المهارات:
إنك مهما أضنيت جسمك في الطلب، ومهما أكللت نظرك في البحث، فلن تستطيع أن تراجع كل شيء ولا أن تدقق في كل شيء؛ فإن هذا يستنفد الأعمار، ولذلك لا بد أن تتحصن بسلاح من الخبرة الواسعة التي تعطيك بعض الغَناء، وبخاصة في اللغة وكلام العرب وكلام أهل العلم، وأساليب المؤلف والمشاركين له في الفن، فإن هذا يوفر عليك كثيرا من الوقت الذي تضيعه في توثيق هذه الكلمة أو تدقيق تلك.
2 = احذر الانسياق وراء الشائع:
قدمنا أن الخبرة أهم المهارات، ولكن أنى لك بالخبرة في كل شيء!! لذلك فلا تعتمد على الثقة بما لديك من معلومات شائعة بغير توثيق، فكم رأينا من يضبط الكلم على ما شاع عنده، وما هو إلا من أغلاط العوام، وكذلك في ضبط أسماء الأعلام، وأحيانا يكون بالزيادة في النصوص بما يظنه الصواب!!
والفرق بين هذا وما سبق أن هذا فيما شاع عند العامة، ولم يكن مصدرُه لديك معروفا في رأسك.
3 = الغلط وارد على أي إنسان:
ليس مطلوبا منك أن تكون معصوما من الخطأ، ولكن هذا هو المطلب الأسمى والغاية العليا للمحقق، وصدق من قال: لو روجع كتاب سبعين مرة لوجد فيه الخطأ.
وكذلك فالحذر الحذر من الاغترار بأغلاط أهل العلم، فلا بد من البحث والتحري والتحقيق ليوافق الخبر الخبر.
4 = الأولوية لضبط النص:
المحسنات المطلوبة في التحقيق كثيرة، وبعضها أهم من بعض، وكذلك فبعضها من الأساسيات وبعضها من التكميليات والتجميليات، فاحذر أشد الحذر أن تقدم التكميلي على الأساسي، فالأولوية المطلقة هي لضبط النص وإخراجه سليما من الأغلاط.
فإن رأيتَ أنك قد استوفيتَ هذا الجانب وأتيت على ما تستطيعه فيه، فانظر إلى غير ذلك من التكميليات فافعله، وذلك من التقدمات والفهارس والمناقشات والإحالات ونحو ذلك.
ولذلك نلاحظ أن المحققين الأكابر تجد في كثير من الأحيان أن تعليقاتهم أقل جدا من تعليقات الشداة من المحققين، وكأن هؤلاء المتأخرين يظنون أن قياس العلم بالأشبار، وقدر الجهد بالأمتار!
5 = الاشتباه أكبر شَرَك:
اشتباه الألفاظ، اشتباه المعاني، اشتباه الأعلام، اشتباه البلدان ... إلخ إلخ، هذه الأمور أكبر شرك يقع فيه المحقق، فيخلط بين الحَكَم والحاكم، أو عُبَيد وعُبَيدة، أو نحو ذلك، فاحذر ثم احذر، واستعن بنقول أهل العلم، وعليك بالممارسة أيضا؛ لأن الخبرة أهم شيء كما سبق في النصيحة الأولى.
ونحمد الله عز وجل على أن جعل لنا في أسلافنا من أهل العلم خيرَ مُعين لنا على هذه المسائل التي لم يدعوا بعدهم فيها لقائل مقالا، فمن كتب المشتبه لكتب المتفق والمفترق، ومن معجمات الألفاظ لمعجمات المعاني، ومن كتب البلدان لكتب الرجال والكنى، وكتب التواريخ ... إلخ إلخ
6 = ابتعد عن غير تخصصك:
لا بد للمحقق أن يأخذ من كل فن وعلم بطرف، ولكن هذا لا يعني أن يقحم نفسه فيما لا قِبَل له به، فإن من العجيب أنك تجد بعض < المحققينات> يصدر اليوم كتابا في الفقه، وغدا كتابا في الحديث، وبعد غد كتابا في الأصول، وبعده كتابا في اللغة، وبعده كتابا في التاريخ، وبعده كتابا في التفسير!!! فتعجب وتقول: في أي فن تخصص هذا الرجل؟ أم بُعِثَ ابنُ جرير الطبري أو شيخ الإسلام ابن تيمية من قبرهما؟
وضع نصب عينك كلمة الحافظ ابن حجر: (من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب)
7 = اقصد إلى المهم ولا تشتت جهدك:
فالملاحظ الآن أن كثيرا من المحققين يصرف جهده في تحقيق المحقَّق وتهذيب المهذَّب، وصار التنافس بين دور النشر في طباعة الكتاب نفسه بتحقيقات مختلفة! حتى صار الباحث ملزما بشراء عدة طبعات للكتاب الواحد؛ لأنك تجد في هذه ما لا تجده في هذه.
لا ننكر أن بعض الكتب طبعت طبعات سقيمة وتحتاج لإعادة تحقيق، ولكن مما لا شك فيه أن إصدار ما لم يحقق أولى.
8 = لا تستنكف من قول (لا أدري):
إذا أَشْكَلَ عليك شيءٌ، وأدرتَ فيه أوجُهَ النظر، واستوفيتَ فيه طُرُقَ البحث، ثم بعد ذلك كله لم تقف على توجيهه، فلا عليك أن تقولَ: (لا أدري)، فتفتح السبيل لمن شاء من القراء أن يستدرك عليك هذا الموضع غيرَ منكِر عليك، ولكن المشكلة أننا نلاحظ بعض المحققين يُشكِلُ عليه الشيء من الكتاب فيدور حوله ولا يظهر، وأحيانا يخترع كلاما لا وجه له!!
ومن ذلك أن بعض المحققين يلتزم مثلا بضبط جميع كَلِمِ الكتاب، ثم تراه أحيانا كثيرة يضبط ما لا يُشْكِلُ ويدع ضبط المُشْكِل!!
9 = إياك أن تتكل على الطبعة الثانية ثم الثالثة ثم ... :
بعضُ المحققين يبذل جهدا مشكورا في تحقيقه، ولكن تراه أحيانا يقول: وندع هذا لطبعة ثانية!! ويصرح بعضُهم بذلك، وكأنه لا يضع اعتبارا مطلقا لذمم القراء المرهقة بالإنفاق في غير كتابه!
المفترض أن المحقق يبذل ما يقدر عليه من جهد في كتابه، وإنما تكون الزيادات في الطبعة الثانية إذا جد جديد لم يكن يعلمه المحقق، أو جاءته ملاحظات من أهل العلم، أو وقف على مخطوط جديد، أو نحو ذلك.
أما أن تنقلب المسألة تجارية فهذا ما لا يحمد صاحبه، بل يلام.
10 = احذر السطو، فهو مكشوف آجلا أو عاجلا:
مسألة السطو هذه شاعت جدا في عصرنا هذا، وأسبابها كثيرة يمكن تصنيفها إلى أسباب اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، ولكن إجمالا نقول إنها صارت أمرا شائعا لا يُسكت عليه.
وإذا كنا لا نستنكر السطو أن يصدر ممن عُرِف به وشاع عنه، فإننا نعجب إذ نجد الداء انتشر وزاد حتى أصاب بعضا من الموسومين بالعلم المشهورين به، فصار لزاما على أهل العلم أن يبينوا هذا الأمر، خاصة إذا وجدنا السارق يتهم المسروق منه بأنه سارق!!
ولا يرد علينا مطلقا ما يردده المرددون ويتقوله المتقولون من أن النصيحة على الملأ فضيحة؛ لأن هؤلاء لم يستحوا من السرقة على الملأ، فالصواب أن يكون جزاؤهم من جنس عملهم جزاء وفاقا.
أخوكم ومحبكم/
أبو مالك العوضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Jan-2007, مساء 11:08]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم
ـ[آل عامر]ــــــــ[23 - Jan-2007, مساء 09:10]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:50]ـ
للفائدة والتعليق من إخواني الكرام.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 10:01]ـ
رفعت قدرا ,,
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 12:39]ـ
وفقك الله
أقصد التعليق الإيجابي بالمناقشة والإفادة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 04:04]ـ
للرفع - بارك الله فيكم.
ومن المهم: وضع الإحالات المهمة. مثل ما يغفله الكثير عند تحقيق كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. فالشيخ يكثر جدا من قوله: وهذا مبسوط في موضعه، وقد بسطنا هذا في غير ما موضع، وقد تكلمنا عن هذا في شرح أول المحصل، ونحو هذه العبارات التي لا يحسن للمحقق أن يمر عليها دونما إشارة.
والله الموفق للسداد. . .
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 04:20]ـ
بارك الله فيك أبا مالك.
في الحقيقة مقال ماتع لم أقف عليه إلا الساعة.
لكنه يحتاج مزيد من البسط والإطالة، إذ هذه مشكلة عويصة لا أقصد على الفهم وإنما هي عوصية عند التطبيق، فهذه النصائح لا يثبت عليها ولا يقوم بها إلا فحول المحققين الذين استحالت رائحتهم إلى رائحة مخطوط عتيق، أو اغبرت وجوههم من أتربة تلك النسخ القديمة.
أما أجيال الكمبيوتر والتصغير والتكبير والتدقيق في الخط على الكمبيوتر حتى أصبحت ترى الكلمة في المخطوط كـ (فيل) كبير في الحجم، ومع ذلك ليتهم يصبرون ويدققون إلا من رحم ربك.
المهم أن كل نقطة من نقاط هذا المقال تستحق أن تفرد ببحث أو مقال، لكن أنا أحببت أن أقف مع عبارة صغيرة لكن تبعاتها خطيرة، ألا وهي قول أخي أبي مالك:
((فالأولوية المطلقة هي لضبط النص وإخراجه سليما من الأغلاط)).
وإحسان الظن مني بأخي أبي مالك ومعرفتي بعلميته الجيدة يجعلني أذهب إلى أنه أراد من هذه العبارة ما يجب وليس ما يفعله بعض مبتدئ المحققين
حيث يفهم بعض الناس من ذلك أنه يجب على المحقق أن يصوب كل خطأ وقع في الكتاب وربما كان هذا الخطأ في أصل المؤلف فيكون تصويبه في هذه الحالة - في متن الكتاب - جريمة من جرائم التحقيق وقد تصبح جريمة مغلظة إذا ضرب المحقق صفحًا عن الإشارة إلى فروق النسخ في مثل هذا الموضع زاعمًا أنه خطأ بين أو تصحيف لا شك فيه.
وأحيانًا يكون لهذا الذي زعم المحقق أنه خطأ تخريج صحيح وليس بخطأ، فيكون في هذه الحالة تهور من المحقق أن يغير ما في متن الكتاب زاعمًا أنه يقوم ما فيه من الغلط.
وهذا مقام واسع يكثر الكلام فيه والأمثلة عليه كثيرة حتى في تحقيقات كبار المحققين، ولعلي أفرد ذلك بموضوع يستوفيه حقه فيما بعد، إن شاء الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 07:20]ـ
بارك الله فيك أبا مالك.
وفيك بارك الله يا شيخنا الفاضل، وأنت أستاذنا في هذا الشأن، فيا ليتك تعطينا مما أعطاك الله، وتفيدنا من خبرتك الطويلة في هذا المجال.
لكنه يحتاج مزيد من البسط والإطالة
وفقك الله، لم يكن قصدي الإحاطة ولا الاستقصاء، وإنما هي إشارات يسيرة كتبتها من رأس القلم لتنشيط الإخوة والاستفادة منهم.
حيث يفهم بعض الناس من ذلك أنه يجب على المحقق أن يصوب كل خطأ وقع في الكتاب وربما كان هذا الخطأ في أصل المؤلف فيكون تصويبه في هذه الحالة - في متن الكتاب - جريمة من جرائم التحقيق وقد تصبح جريمة مغلظة إذا ضرب المحقق صفحًا عن الإشارة إلى فروق النسخ في مثل هذا الموضع زاعمًا أنه خطأ بين أو تصحيف لا شك فيه.
وأحيانًا يكون لهذا الذي زعم المحقق أنه خطأ تخريج صحيح وليس بخطأ، فيكون في هذه الحالة تهور من المحقق أن يغير ما في متن الكتاب زاعمًا أنه يقوم ما فيه من الغلط.
وفقك الله، هذا كلام متين، ولعلك تبسطه في مقال مفرد.
وهذا مقام واسع يكثر الكلام فيه والأمثلة عليه كثيرة حتى في تحقيقات كبار المحققين، ولعلي أفرد ذلك بموضوع يستوفيه حقه فيما بعد، إن شاء الله.
يا ليتك تفعل ذلك يا شيخنا الفاضل، ولو على حلقات.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Nov-2007, مساء 08:45]ـ
بسم الله، والحمد لله، وبعد:
جزاكم الله عنا خيرا
من الكتب الماتعة المفيدة في هذا الباب كتاب العلامة عبدالسلام هارون رحمه الله: "قطوف أدبية"، ويقول فيه ص13:
( ... وهذا يدفع بنا أنْ نوضِّح معنى "تحقيق متن الكتاب أو المخطوط":
والذي اتفق عليه المحقِّقون من ذلك: أنْ يؤدِّي متن الكتاب أداءً صادقًا كمَا وضعه مؤلفه، كمًّا وكيفًا بقدر الإمكان.
وقد يظن بعضهم أنَّ معنى "تحقيق المتن": أنْ نلتمس للأسلوب النازل أسلوبًا هو أعلى منه، أو أنْ نحلّ كلمة صحيحة محل أخرى صحيحة، بدعوى أنَّ أُولاهما أَولَى بمكانها أو أجمل أو أوفق ... ) إلخ من كلام نفيس.
وأنا كنت قد فهمت من العبارة التي كتبها الشيخ أبومالك، أنه يقول بأداء متن الكتاب كما هو مُثبت، ويقوم بتصحيح الأغلاط في الحاشية .. والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 02:21]ـ
النصائح العشر الأساسية للمحقق
6 = ابتعد عن غير تخصصك:
لا بد للمحقق أن يأخذ من كل فن وعلم بطرف، ولكن هذا لا يعني أن يقحم نفسه فيما لا قِبَل له به، فإن من العجيب أنك تجد بعض < المحققينات> يصدر اليوم كتابا في الفقه، وغدا كتابا في الحديث، وبعد غد كتابا في الأصول، وبعده كتابا في اللغة، وبعده كتابا في التاريخ، وبعده كتابا في التفسير!!! فتعجب وتقول: في أي فن تخصص هذا الرجل؟ أم بُعِثَ ابنُ جرير الطبري أو شيخ الإسلام ابن تيمية من قبرهما؟
وضع نصب عينك كلمة الحافظ ابن حجر: (من تكلم في غير فنه أتى بهذه العجائب)
بارك الله فيكم أبا مالك
و"المحققينات" هذه أخت " المجددونات " أم ماذا؟ (ابتسامونات)
ومما يجدر الإشارة إليه - حفظك المتعالي - ظاهرة نفخ الكتب حتى رأينا بعض المخطوطات من خمس ورقات طبعت في مائة وثمانين صفحة!
بل لربما كان التحقيق على هذا النحو مخالفا لمراد المؤلف أصلا، فهو إنما جعله مختصرا فجاء المحقق فجعله مبسوطا، ناهيك عن كون المطحون في النهاية هو طالب العلم الذي ينفق دريهماته، والله المستعان.
/// وفي مسألة تحقيق المحقَّق ينبغي كذلك الاقتصاد على بيان أن الطبعة الفلانية فيها أخطاء - ولا بأس من وصفها بالكثرة - ولا بأس من التمثيل لها، على أن لا يكون التمثيل تتبعا واستقصاء بحيث يصل كما رأينا في بعض الأحيان إلى تصفية حسابات بين المحققين على حساب جيب القارئ الذي هو طالب العلم صاحب الدريهمات التي اقتطعها ربما من قوت عياله، والله ربنا المستعان.
/// وكذلك مسألة الإحالة إلى كتب المحقق المطبوعة، مع كون المسألة المحال لها موجودة في كتب الأصول، حتى لكأن كتبه باتت هي أمات الكتب.
وقد رأينا من ترجم للإمام مالك وأحال في ترجمته إلى كتاب له مطبوع!
وكذلك الإحالة إلى ما هو من قبيل: " يسر الله إتمامه " ولربما كان يعني إتمام التفكير في العمل عليه.
/// وكذلك مسألة معامل التحقيق وفيها ما فيها من أكل الجهود، وتناقض المنهجيات في التحقيق الواحد، وإن لم تخل من فوائد؛ ولعل هذا يمكن أن يلحق بما ذكره أخونا أبو مالك في "6"، لأن من التحقيقات ما يخرج بلسان لغوي في مسائل اللغة ومحدث في مسائل الحديث وفقيه في المسائل الفقهية ... مع كون المحقق مزجى البضاعة في أغلبها.
....
وبارك الله فيكم، مواضيعكم مما يشحذ الذهن ويذكر العلم ويعلمه، ويثلج الصدر، ويلزم الشكر والحمد والثناء الجميل، فجزاك الله خيرا يا أبا مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:44]ـ
يرفع للشيخ علي عبد الباقي لأداء ما وعد به!
(أعلم أنه مشغول، لكن المقصود التوريط - ابتسامة)
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 01:16]ـ
جزاكم الله كل خير.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 04:28]ـ
ومن أحسن من كتب في هذه البابة المحقق الدكتور/محمود الطناحي، رحمه الله رحمة واسعة، في جملة من بحوثه وكتبه ومقدمات تحقيقاته المتقنة، فدل بذلك على هذا الفن نظرا وتطبيقا عمليا.
ولا أظن المرء يكون محققا يعتد بتحقيقه إلا أن يتخرج على يد محقق ماهر يعتد به.
ومما يدل على وعورة هذا المسلك قلة المحققين الأئمة النوابغ النوابه، فعلى امتداد العصر لا تجد أمثال أبي فهر محمود محمد شاكر وأخيه الشيخ العلامة أحمد وعبد السلام محمد هارون وصهره العلامة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد وأحمد راتب النفاخ وحاتم الضامن وعبد العزيز الميمني الراجكوتي، وأضرابهم إلا قلة في كل زمان ومكان.
جزاك خيرا،أخي المفضال أبا مالك على هذا الموضوع المفيد الممتع.
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:56]ـ
أحسنت يا أبا مالك
على هذا الإثراء الأكثر من رائع
أسأل الله أن يزيدك من فضله؛ لنستفيد منه
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 02:32]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا مالك، الرجاء انظر كتابي " الجامع في العلل والفوائد " 1/ 166 - 169 ففيه من علمكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 02:39]ـ
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وهذا من تواضعكم المعهود.(/)
الأخطاء المكرورة عند المحققين ... وما أرانا نقول إلا معارا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Feb-2007, مساء 09:00]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
فعلى هامش ما نقابله كثيرا من أخطاء المحققين، وبجانب ما نقرؤه كثيرا من تعقبات بعض على بعض في تحقيق هذا الكتاب أو ذاك، و ........ ولستَ بمستبق أخا لا تلمه على شعث، و ...... والعذر عند كرام الناس مقبول، و ........ وكل يؤخذ من قوله ويترك ..... !
إلا أن في الخاطر أمرا أرغب في سَطْرِه من قديم، ولكن تحولُ دون ذلك شواغل وعوائق كثيرة، والله المستعان!
ثم قدر الله أن أقف اليوم على هذا الخطأ، وهو الذي يقابلني مرارا وتكرارا، وكنت أقرأ في بعض كتب أهل اللغة، فوقفت فتذكرت هذا الموضوع الذي كاد يغيب في مطاوي الذاكرة، بل كاد يروغ وتذهب أمثلته من الفؤاد!
وأكاد أوقن أنه ما من أحد منا إلا وقد قابل مثل هذا النوع من الأخطاء التي تجد كثيرا من المحققين يتتابعون عليها (ولا أريد أن أقول: يتتايعون)
والمثال الذي يحضرني دائما في هذا الباب قوله تعالى: {تَنبُتُ بالدهن}
فكثيرا ما كنت أقرأ لأهل العلم في سياق كلامهم أن الباء قد تأتي زائدة ويمثلون بقوله تعالى: (تنبت بالدهن) وأجد المحقق قد ضبطها بفتح التاء وضم الباء!!
وأرجع إلى نفسي متعجبا متحيرا، وأقول: وأين الزيادة في هذا الموضع؟
على هذه القراءة لا زيادة للباء.
وإنما يصح كلامهم في الزيادة على قراءة أبي عمرو وابن كثير {تُنْبِتُ بالدهن}.
ولكن المحقق لا يقف طويلا لينظر في ضبط الآية وهل يتوافق مع سياق الكلام، بل يضبط على قراءة حفص المشهورة عندنا والسلام!
ولعلي وقفتُ على هذا الخطأ في أكثر من عشرين موضعا!
واليوم أذكر لكم مثالا آخر لعله من النوادر:
قرأت في (كتاب ليس لابن خالويه):
((وقد يجيء المصدر على غير المصدر ... ))
فتذكرت ما كنت قرأته قديما في (معترك الأقران) للسيوطي:
(( ... فيه وجهان أحدهما أن يكون مصدرا على غير الضمير))
قال المحقق: هذا في الأصلين، وفي القرطبي: ... على غير المصدر.
وفي تفسير القرطبي:
(({فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا} القبول والنبات مصدران على غير المصدر، والأصل تقبلا وإنباتا)).
وفي تفسير البغوي:
(( .... وقيل هذا مصدر على غير [اللفظ]))
قال المحقق: في ب (الصدر)
قلت: هذا هو الصواب المشهور عند أهل العلم (مصدر على غير الصدر) والصدر هو (الفِعْل) وهي عبارة مشهورة عند العلماء كما وردت في أدب الكاتب لابن قتيبة وغيره، ويستعملها أبو حيان في البحر المحيط، ووردت على الصواب في مواضع من تفسير القرطبي وغيره من كتب أهل العلم.
فلعل الأمر اشتبه على الناسخ فظن الكلمة مصحفة فجعلها على أقرب صورة لها.
وأما ناسخ معترك الأقران فلعله اشتبه عليه خط السيوطي فظن الكلمة ظنا بعيدا جدا ولو كتبتا كلمة (الصدر) بخط سيء لاشتبهت بكلمة (ضمير) اشتباها كبيرا ولقربت منها جدا والله تعالى أعلم.
ثم ظهر لي وجه آخر حسن وهو أن كلمة (المصدر) اتصلت في الكتابة فظُنَّت (المضمر) وهي بمعنى (الضمير)، وعليه فيحتمل أن يكون الخطأ من السيوطي نفسه، وربما يكون من الناسخ حيث غير كلمة (المضمر) إلى الضمير والله أعلم.
والعلماء يعبرون عن ذلك بألفاظ مختلفة:
= فتارة يقولون: مصدر على غير الصدر
= وصرح به بعضهم فقال: مصدر على غير صدره
= وبعضهم يقول: مصدر على غير فعله
= وتارة: مصدر على غير الفعل
= وتارة: مصدر على غير بناء الفعل
وإلى لقاء مع خطأ آخر مكرور
وما أرانا نقول إلا معارا ........ أو معادا من قولنا مكرورا
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Feb-2007, مساء 09:06]ـ
وهذا مثال آخر من هذا الباب ذكره الدكتور (رمضان عبد التواب) في < مناهج التحقيق >:
(( ... ويكفي للتدليل على هذه القضية مراجعة النص الذي اقتبسه الإمام السيوطي في القبائل التي تؤخذ عنها اللغة عن كتاب (الألفاظ والحروف) لأبي نصر الفارابي الفيلسوف المشهور.
يقول السيوطي في كتابه المزهر عن الفارابي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وبالجملة فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام لمجاورتهم أهل مصر والقبط، ولا من قضاعة وغسان وإياد لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرءون بالعبرانية، ولا من نغلب واليمن فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان، ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس).
إن مراجعة كتاب (الألفاظ والحروف) للفارابي الذي نشره محسن مهدي في بيروت سنة 1969م لا تغني شيئا في إصلاح التحريف الواقع في المزهر؛ لأن بكتاب الفارابي نقصا في مخطوطته، ترتب عليه ضياع نصوص كثيرة، منها هذا النص الوارد في المزهر.
ويقف المرء حائرا أمام هذا النص؛ إذ كيف لليمن أن تكون بالجزيرة مجاورة لليونان؟ ثم كيف لبكر أن تمتد بجناحيها في شمالي الجريرة العربية فتجاور في الشرق الفرس في إيران، كما تجاور في الغرب القبط في مصر؟
ويتحير الباحث ويزداد عجبه حين يرى مجموعة كبيرة من علمائنا الأفاضل يقتبسون هذا النص من المزهر ويضعونه في بحوثهم دون أن يخطر على بالهم أن به تحريفات فاحشة، وثوقا منهم بنص قد طبع محققا، هو نص المزهر؛
فهذا هو الشيخ محمد علي الدسوقي في كتابه (تهذيب الألفاظ العامية) (ص 42) والمستشرق الألماني أوجست فيشر في كتابه (المعجم اللغوي التاريخي) (ص 12 - 13) وأدَّى شير في كتابه (الألفاظ الفارسية المعربة) (ص 3) والأستاذ عبد الوهاب حمودة في كتابه (القراءات واللهجات) (ص 29) والدكتور مهدي المخزومي في كتابه (مدرسة الكوفة) (ص 54) والدكتور صبحي الصالح في كتابه (دراسات في فقه اللغة) (ص 114) والدكتورة بنت الشاطئ في كتابها (لغتنا والحياة) (ص 32) والأستاذ أحمد عبد الغفور عطار في كتابه (الفصحى والعامية) (ص 28) والدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه (العربية بين أمسها وحاضرها) (ص 22) – كل هؤلاء العلماء الأفاضل يقتبسون نص المزهر ولا يقفون أمام عبارته التي لا يقبلها العقل؛ لأنهم وثقوا فيه!
وحين توقفت أنا أمام هذا النص، قبل نحو عشرين عاما، رأيت أن أراجع من أجله كتب السيوطي اللغوية، في محاولة للعثور فيها على هذا النص مرة أخرى، إذ تعودنا ذلك من كثير من المؤلفين، حين يستخدمون النص الواحد في أكثر من كتاب من مؤلفاتهم لمناسبات شتى .. وقد صدق حدسي؛ إذ وجدت النص نفسه مرة أخرى، في كتاب (الاقتراح في أصول النحو) للسيوطي، وفيه صواب العبارة: (ولا من تغلب والنمر، فإنهم كانوا بالجزيرية مجاورين لليونانية، ولا من بكر لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس)
فانظر كيف حرفت كلمة (النمر) فصارت في نشرة المزهر (اليمن)، كما حرفت أختها (النبط) فصارت في هذه النشرة كذلك (القبط).)) انتهى.
قلت: راجعت مخطوطتين أزهريتين للمزهر إحداهما حديثة وبها هذا الخطأ نفسه! والثانية أقدم منها وهي على الصواب والوجه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Feb-2007, مساء 09:08]ـ
ومن الأخطاء المكرورة كذلك محاكمتهم المتقدمين على مصطلحات المتأخرين!
ومما يحضرني في هذا الباب كلمة (حرف)، فالمتقدمون يستعملونها بمعنى (كلمة)، وقد وقفت على تحقيقات لعدة محققين خطئوا المصنف في قوله ذلك، وقالوا: (لم نر من زعم أن هذه الكلمة حرف غير المصنف)!!
مع أن المصنف لا يقصد الحرفية بالمعنى الاصطلاحي عند النحويين، وإنما يقصد المعنى المشهور عند المتقدمين، بمعنى كلمة مطلقا.
وبعض المحققين يتفلسف أحيانا ويقول: [هكذا قال المؤلف (حرف) بمعنى كلمة، وهو اصطلاح جرى عليه في هذا الكتاب]!
ولو كان المحقق مستشرقا، أو رجلا أعجميا، لالتمسنا له العذر، وقلنا: هذا رجل بعيد عن كتبنا، ولا يفهم اصطلاحاتنا، ولكن أن يصدر مثلُ هذا الكلام من بني جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتا، ثم يزعمون بعدُ أنهم من أهل التحقيق، وممن تسنموا جبال التصحيح والإخراج!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Feb-2007, مساء 09:09]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا ما ينقله كثير من المحققين والباحثين والمؤلفين في مقدمات كتبهم، أو في صفحة الغلاف.
وهذه صورته:
((قال العماد الأصفهاني: إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر))
والصواب أن هذا الكلام للقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الملقب بأستاذ البلغاء من رسالة له بعث بها إلى العماد الأصفهاني يعتذر إليه من كلام استدركه عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Feb-2007, مساء 09:16]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا تصحيف (البدائه) إلى (البداية)
فإن المصنفين في علوم الأدب وعلم الكلام وعلم أصول الفقه يستعملون هذه العبارة أو نحوها (وهذا معروف ببدائه العقول) فيصحفها المحقق إلى (ببداية العقول)
والعبارة الأخيرة محتملة عقلا، ولكن استعمال أهل العلم يجعل العبارة الأولى هي الصواب قطعا؛ لأنهم يستعملون مشتقاتها كثيرا فيقولون: (يعرف هذا ببديهة العقل)، (وهذا واضح بالبداهة) أو (بداهةً بلا فكر) أو (بديهة بغير نظر)، وهي عبارات مشهورة في كلام أهل العلم.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Feb-2007, صباحاً 01:11]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مالك
ومن الأخطاء المكرورة أيضا تصحيف (البدائه) إلى (البداية)
فإن المصنفين في علوم الأدب وعلم الكلام وعلم أصول الفقه يستعملون هذه العبارة أو نحوها (وهذا معروف ببدائه العقول) فيصحفها المحقق إلى (ببداية العقول)
والعبارة الأخيرة محتملة عقلا، ولكن استعمال أهل العلم يجعل العبارة الأولى هي الصواب قطعا؛ لأنهم يستعملون مشتقاتها كثيرا فيقولون: (يعرف هذا ببديهة العقل)، (وهذا واضح بالبداهة) أو (بداهةً بلا فكر) أو (بديهة بغير نظر)، وهي عبارات مشهورة في كلام أهل العلم.
والله أعلم
مرَّ عليَّ قبيل أيام تصحيفاً كهذا في مجموع فتاوى ابن تيمية.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[04 - Feb-2007, صباحاً 09:35]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا ما ينقله كثير من المحققين والباحثين والمؤلفين في مقدمات كتبهم، أو في صفحة الغلاف.
وهذه صورته:
((قال العماد الأصفهاني: إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر))
والصواب أن هذا الكلام للقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الملقب بأستاذ البلغاء من رسالة له بعث بها إلى العماد الأصفهاني يعتذر إليه من كلام استدركه عليه.
أحسن الله إليكم أبا مالك.
بالفعل، هذه كلمة في غاية الشهرة يكثر ذكرها في مقدمات كثير من المصنفات الحديثة، فحبذا لو تدلنا على موضع رسالة البيساني من كتب أهل العلم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[04 - Feb-2007, صباحاً 10:01]ـ
بسم الله والحمد لله
موضوع دسم أخي أبو مالك .. بارك الله في جهودك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Feb-2007, مساء 12:10]ـ
شيخنا الكريم الحمادي
شكرا على مروركم الكريم
أخي الكريم أبا سمية السلفي
تجد هذا الكلام في مقدمة كشف الظنون، وغيرها كأبجد العلوم
أخي الكريم هشام بن سعد
جزاك الله خيرا على التشجيع، وأسأل الله أن يستعملنا في طاعته
ـ[أبو عبد الله القاضي]ــــــــ[04 - Feb-2007, مساء 02:05]ـ
درر من دررك
حفظك الله أبا مالك
لا تحرمنا هذه الفوائد
============
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[05 - Feb-2007, صباحاً 12:31]ـ
جزاك الله خيرا أبا مالك على هذا الموضوع، فهورائع جدا، يستحق أن يفرد ببحوث متتابعة، وأضيف من أغلاط المحققين للكتب 1) إقحام تصحيحات في أصل الكتاب 2) ترجمة جميع الأعلام الوارده مما له حاجه،ومما ليس له حاجه 3) الدراسة الموسعة عن المؤلف والموضوع،وقد تأخذ نصف حجم الكتاب 4) إخراج الكتب المقررة في الجامعات،للحصول على الربح، مع وجود الحاجة في كتب أخرى 5) الإطالة بذكر أسماء الكتب والأبواب في معرض التخريج،وعدم الاكتفاء بالرقم والجزء والصفحة، إلا إذا كان في التبويب فائدة فقهية ونحوه (ملاحظة:/ بعض ما ذُكر من لوازم الدراسة الأكاديمية).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:56]ـ
وفقكم الله، وجزاكم خيرا
ومن الأخطاء المكرورة التي تدل على بُعْد كثير من المحققين عن التحقق من علوم العربية:
(( ..... ولا يمكن أحدٌ أن يفعل كذا .... ))
هذه العبارة أو نحوها وردت في كتب كثيرة من كلام علمائنا الأجلاء، وترى المحقق ينص في الحاشية على أن الأصل (أحدًا)، ومع ذلك يصلح الكلمة بالرفع ويضعها في صلب الكتاب، وكأن هذا الموضع وهم فاحش لا وجه له!
مع أن العبارة لا تحتمل الرفع أصلا، وليس للكلام وجه إلا النصب قولا واحدا؛ لأنه مفعول!
وبعض المحققين الفضلاء غير العبارة وقال في الحاشية:
((في جميع النسخ: أحدا))!!
وبعضهم يغير دون أن يشير وكأن هذا الخطأ لا يحتاج إلى بيان لوضوحه!
ويلحق بهذا الخطأ خطأ آخر لصيق به، وهو نحو قولهم:
(( .... يمكنني فعلَ كذا .... )) بنصب (فعل).
وهذا خطأ والصواب الرفع؛ لأنه فاعل، فالذي (يمكن) هو الفعل نفسه وليس الشخص، وإنما الشخص مفعول، وسواء قدم أو أخر فحكمه النصب، وحكم الفاعل الرفع.
ولا يشك أحد أن الياء في (يمكنني) مفعول مقدم، وكذلك الكاف في (يمكنك)، وكذلك الهاء في (يمكنه).
فإذا وضعت الظاهر موضع المضمر فحكمه النصب أيضا على المفعولية ولا فرق بين الظاهر والمضمر، فتقول: (يمكن محمدًا)، (يمكن فلانا)، (يمكن أحدا) ... إلخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:57]ـ
من الأخطاء المكرورة أيضا عند المحققين:
تحريف (مُرَتَّبَيْن) إلى (مَرَّتَين)، كأن يقال مثلا: (إن حدث كذا ثم كذا لم يقع الحكم إلا بهما مرتبين).
وقفتُ على هذا الخطأ في تحقيق (القواعد لابن اللحام)، و (الفروق للقرافي)، و (الصعقة الغضبية للطوفي).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:58]ـ
ومن الأخطاء المشهورة أيضا عند المحققين وعند غيرهم من المؤلفين المعاصرين ضبط (اللحيين) بكسر اللام، ظنا منهم أن المراد بهما اللحية والشارب، وهو خطأ بين؛ إذ الشارب لا يسمى لحية، ولا يطلق عليهما اسم واحد تغليبا كباقي أنواع المثنيين، ولو فرض ذلك لكان ينبغي أن يقال لهما: اللحيتان، وهو ما لم يسمع ولعله لم يخطر على بال أحد.
والصواب ضبطها بفتح اللام، و (اللَّحْي) هو الفك، والإنسان له (فكان) وهما (اللَّحْيان).
ولعل الاشتباه أيضا دخل عليهم من رؤيتهم بعض الأعلام باسم (اللِّحْياني) بكسر اللام، فقد يُظن أنه منسوب إلى (لِحيان) على لفظ المثنى، وهو ظن واضح البطلان؛ لأنه لم يعهد عند العرب النسب إلى المثنى، وكذلك فالجمهور على أن النسب يرد الألفاظ إلى أصولها، وإنما زيدت الألف والنون هاهنا للتكثير والمعنى عظيم اللحية، كما يقال (رقباني) لعظيم الرقبة، ونحو ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:58]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا ( .... ابن جرير عن عطاء .... )
وهو غالبا سهو من الناسخ أو من الطابع، والصواب (ابن جريج عن عطاء).
وهذا النوع من الأخطاء لا أحب أن أنبه عليه في المعتاد؛ لأنه في معظم الأحيان يكون سبق قلم، ولكن نبهت عليه هاهنا لأنه يتكرر عند المحققين، وقد يخفى على بعض القراء.
وقد وقع نحوُه في (لسان المحدثين) لشيخنا الفاضل (محمد خلف سلامة) وفقه الله، ونفعنا بعلمه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:59]ـ
ومن الأشياء التي ينبغي التنبيه عليها - وإن كانت ليست من محض الخطأ- قولهم:
((أصابته حرفة الأدب))، أو نحو ذلك من العبارات، ومنه قول الشاعر:
لقد علمت وما لي ما أعيش به ............. أن التي أدركتني حرفة الأدب
وأكثر المحققين يضبطونها بكسر الحاء (حِرْفة)، وهو ضبط له وجه صحيح، ولكن معظم القراء سيختلط عليه الأمر، فيظن المقصود بالحرفة الصناعة، ولا يدري أن (الحرفة) هنا معناها نقص الحظ، ومنه رجل محارَف أي خلاف مبارك.
والأفضل في مثل هذا الموضع ضبط الكلمة بالضم، وهو الضبط المشهور، وذلك لسببين:
الأول: ما أسلفتُه من أن أكثر القراء سيخطئ في فهم المراد.
الثاني: أنه ينفي الظِنة عن المحقق بأنه يجهل المراد أيضا.
وأمثال هذه النكتة كثير في ضبط الكلم، ومنها ما يجوز فيه وجهان أو أكثر، ومنها ما لا يجوز فيه إلا وجه واحد.
من ذلك ما يرد كثيرا في أشعار العرب -وخصوصا في الجاهلية- من الوصف بكلمة (طفلة)، فكثير من المحققين يضبطها بكسر الطاء، وهو خطأ، والصواب (طَفلة) بفتح الطاء، وهي الرخصة الناعمة.
وحتى لو افترضنا أن فيها لغة بالكسر، فإن الأولى بمنهج التحقيق والمحققين أن تُضبط الكلمة بالفتح حتى يُعلم المراد.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:01]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: (جذاذ النخل أو الزرع)
وقد بحثت في الشاملة بحثا سريعا، فوجدت مثل هذا الخطأ قد تكرر كثيرا جدا، وراجعت بعض المواضع على المطبوع فوجدته مطابقا لذلك!
وسبب الخلط عند بعضهم اشتباه ذلك بقوله تعالى: {فجعلهم جذاذا}، وإنما ذلك للتقطيع والتكسير المبالغ، وليس كذلك الحصاد، وقد حكى بعض أهل العلم لغة الإهمال في نوادر اللغة، ولكن هذا لا ينفي الخطأ؛ لأن ضبط الكتب إنما يكون على اللغات المعروفة المشهورة، حتى لا ننسب إلى العلماء ما لم يقولوا به، إلا أن يظهر من القرائن والأدلة ما يفيد ضد ذلك.
والصواب (جِداد) بالدال المهملة، أو (جِزاز) بالزاي، ويُنظر في ذلك معجمات اللغة المختلفة، وكتب شروح الحديث، وكتب غريب الحديث أيضا.
وأكتفي هنا بنقل واحد مفيد لإمام العربية؛ قال:
((وجاءوا بالمصادر حين أرادوا انتهاء الزمان على مثال فِعَال، وذلك: الصرام، والجزاز، والجداد، والقطاع، والحصاد)).
[الكتاب لسيبويه 4/ 12 - هارون]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:01]ـ
= ومن أخطائهم المكرورة: (استشكالهم ما ليس بمُشْكِل)
وهو مبحث طويل الذيل، كثير الفروع، وسببه غالبا قصور باع المحقق، وقلة اطلاعه، فيظن خطأ ما ليس بخطأ، ويحسب حسنا ما ليس بالحسن.
ومن الأمثلة المشهورة في هذا الباب:
ما يتكرر كثيرا في كلام أهل العلم من نحو (هذا الكتاب في ست مجلدات) أو (يقع في أربع مجلدات) أو نحو ذلك.
فيأتي المحقق فيقول في الحاشية:
((هكذا بالأصل، والصواب "ستة" أو "أربعة"؛ لأن المعدود مذكر))!
وقد يلبس لباس العلماء أحيانا فيقول:
((ولعل المؤلف نظر إلى الجمع على رأي بعض))!
ولا يدري المحقق أن المفرد مؤنث أصلا، وهو (مجلدة)، وهو استعمال شائع عند العلماء، ولا يقتصر استعمالهم على (مجلد).
فزال الإشكال بالكلية، وتبين أن سبب المشكلة ما عند المحقق من قصور أو تقصير.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:02]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: < تغيير (أولاً) إلى (أوْ لا) أو العكس (أوْ لا) إلى (أوّلا) >
ويحتمل أن يكون هذا التغيير من الطابع أو الناسخ، ولكن العهدة في جميع الأحوال تعود على المحقق، لا سيما إن لم يكن هناك قرينة تدل على أن الخطأ من غيره، ويعظم الإشكال إذا كان السياق محتملا للأمرين!.
وهذا مثال على ما سبق:
(( ....... لأن البصريين غير الأخفش يمنعون توكيد النكرة مطلقا، أفاد أولا ومن الكوفيين من يجيز مطلقا، أفاد أولا)).
والصواب في الموضعين (أوْ لا)، أي (أفاد أو لم يفد).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة أيضا عند المحققين، فيما يرد على ألسنة المحدثين والعلماء: لا يصلح العلم أو الحديث إلا لمن أقرح البن قلبه.
فترى بعض المحققين يغير كلمة (البُنّ) إلى (البُرّ)، وبعضهم يغيرها إلى (البَزّ).
والصواب هو (البُنّ)، وهو شيء من الكوامخ، إدام يطعمه الغرباء لفقرهم.
وقد نبه على هذا الخطأ: العلامة (أبو محفوظ الكريم المعصومي) في بحوثه وتنبيهاته ص 484 وما بعدها [وقع في الفهرس الهجائي 784 خطأ!!]
ونبه عليه كذلك العلامة (عبد الفتاح أبو غدة) في صفحات من صبر العلماء ص 151
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة أيضا تغيير (قاله) إلى (قال)، أو العكس.
فإن من الأساليب المشهورة عند أهل العلم -وخاصة المتأخرين- أنهم يذكرون القول ثم يتبعونه بذكر قائله، كما تراه كثيرا في منار السبيل مثلا؛ (قاله في الكافي) (قاله في الشرح) .... إلخ.
ولكن أحيانا يكون ما بعد هذا الكلام يوهم أنه مقول القول، وتتحرف (قاله) إلى (قال)، فيصير مقول القول هو ما بعد (قال) لا ما قبلها، فينقلب المعنى رأسا على عقب!
وهذا الخطأ شديد الخطر جدا؛ لأن فيه نسبة القول إلى غير قائله، والقارئ النابه أحيانا ينتبه إلى مثل هذه الأخطاء، ولكنها أحيانا تكون مشكلة لا تظهر بادي الرأي.
ومن مُثُل ذلك ما جاء في كتاب الفروق للقرافي:
(( ..... فالرأفة أمر يهجم على القلب قهرا عند حصول أسبابها فيتعين الحمل [أي حمل الآية: ولا تأخذكم بهما رأفة] على الثمرة والآثار، وهو تنقيص الحد فيصير معنى الآية لا ننقص الحد. قال ابن عباس: ويكون من مجاز التعبير بالسبب عن المسبب)).
هكذا وقع النص في طبعتين مختلفتين للفروق!!
ومن الواضح أن كلمة (قال ابن عباس) خطأ وأن الصواب (قاله ابن عباس)؛ لأن جملة (ويكون من مجاز التعبير ... إلخ) لا يمكن أن تصدر عن ابن عباس، ولا عن أحد من الصدر الأول أصلا.
ومن الطريف أن كتاب الفروق قد حقق في رسائل علمية، وقد وقفتُ على هذه الرسائل ووجدت النص على الصواب فيها!!
ولم يشر المحقق إلى وجود اختلاف بين النسخ المخطوطة، وذلك يدل على أن الخطأ إنما هو من الطباعة، وليس من النسخ المخطوطة!!
وهذا الكلام يعيدنا مرة أخرى إلى ما ذكره الدكتور رمضان عبد التواب من أن معرفة أصول التحقيق والتثبت من صحة النصوص من أهم الأشياء لطالب العلم عموما؛ وليس خاصا بالقائمين على تحقيق التراث.
والله المستعان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:04]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا:
= ما يرد في كتب الأخبار عن المازني النحوي في قصته مع الواثق:
( ..... وتقدير "بَغِيّ" "بَغَوِيّ" ..... )
وأترك تصحيحه للإخوة من باب المطارحة، ولعله واضح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:04]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا:
= ما يستشهد به بعض العلماء على ثبوت الواو في (أبو) من باب الحكاية بما يروى عن علي رضي الله عنه: (وكتب علي بن أبو طالب).
فيأتي المحقق فيظن أن في الكلام خطأ، فيغيرها إلى (أبي).
وقد نبه على هذه الفائدة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله، وذكر أن هذا الخطأ وقع في (تفسير ابن كثير).
قلت: وقد وقع في مصادر سابقة على ابن كثير كثيرا، مثل (تفسير مقاتل) و (المصنف) لابن أبي شيبة، و (المستدرك) الحاكم، و (صناعة الكتاب) لأبي جعفر النحاس، وغيرها.
والخطأ في هذه المسألة على نوعين:
- يسير، وذلك حين لا يكون في سياق الكلام ما يدفع ذلك.
- شنيع، وهو أن يكون سياق كلام المؤلف أصلا في الاحتجاج على ثبوت الواو في (أبو) على الحكاية!!
ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
أخواني الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الأخ الفاضل (أبو مالك العوضي) أن لفظة " لا يسع أحد " هي خطأ والصواب " أحدا " مع أن الأخ الفاضل ذكر في السطور التي تلتها: ولا يشك أحد أن الياء في (يمكنني) مفعول مقدم.
سؤالي هو: أرجوا تفصيل الإجابة أكثر، ولماذا تم رفع أحد التي بعد كلمة يشك في كلامه السابق
ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 12:33]ـ
أخواني الأفاضل أنا مازن أمين غير الأخ مازن أمين المسجل لديكم مع احرامي له ولكم، لذا أردت التوضيح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 07:04]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
فرق كبير بين (يشك أحد) و (يسع أحدا)، فإن الفعل (شك) فعل لازم، والذي يشك هو الشخص نفسه، أما الفعل (وسع) فهو متعد، والذي يسع هو الشيء لا الشخص، فالبيت هو الذي يسعني، فالبيت فاعل و (أحد) مفعول في مثل قولنا: لا يسع البيت أحدا، فإذا قدمت البيت قلت: (البيت لا يسع أحدا).
ـ[أم الفضل]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 09:51]ـ
بارك الله فيكم
_ ماالفرق بين المكرورة، والمكررة وأيهما أصح؟
- هل الصحيح إثبات الكلمة الصواب من النسخ في صلب النص المراد تحقيقه، والإشارة في الحاشية لما عداها من الخطأ، لأن بعض المحققين يعكس الأمر؟
ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 11:49]ـ
بارك الله فيك أخي (أبو مالك) وجزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:54]ـ
بارك الله فيكم
_ ماالفرق بين المكرورة، والمكررة وأيهما أصح؟
- هل الصحيح إثبات الكلمة الصواب من النسخ في صلب النص المراد تحقيقه، والإشارة في الحاشية لما عداها من الخطأ، لأن بعض المحققين يعكس الأمر؟
كرَّ الشيءُ: رجع، وكررت الشيء رجعته، يتعدى بنفسه، فالكرور بمعنى التكرار.
وكرّر: مضعف ما سبق، فهو يفيد التأكيد مثلا، فالمكرورة والمكررة صواب.
المحققون في هذه المسألة مدرستان:
- مدرسة الالتزام بالنص ولو كان خطأ، والتعليق في الحاشية.
- مدرسة التلفيق، بأن يوضع ما يكون أقرب إلى الصواب في المتن، مع الإشارة للأصل في الحاشية.
والأمر في ذلك قريب؛ والمهم البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 10:35]ـ
أحسن الله إليك
ـ[مازن أمين عثمان]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 09:21]ـ
أخي الفاضل (أبو مالك): قرأت موضوعا عن صفات الله تعالى وكان العنوان هكذا " السميع البصير نموذج ".
سؤالي حول كلمة " نموذج " بهذا الرسم هل تصحّ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 07:00]ـ
بارك الله تعالى في اللُّغوي أبي مالك، وإن قلتُ: أحسنت، فلم آت بجديد، فلا أكاد أدخل موضوعا بل درة من دررك إلا استفدت، فجزاكم الله خيرا.
ـ[مازن أمين عثمان]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:07]ـ
أتمنى من استاذي الجليل (أبو مالك) أن يجيب سؤالي، وجزاه الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 10:30]ـ
الأستاذ (مازن)
حقيقة الأمر ليس لي علم بجواب سؤالك.
ـ[ذرة ضوء]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:27]ـ
شكر الله لك ما أبديت، وفي انتظار ما أبقيت.
ولدي سؤال عن أفضل كتاب حول أصول التحقيق؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:30]ـ
يصعب الجواب عن هذا السؤال، ولا سيما ممن لم يقرأ كل كتب المعاصرين في هذا الشأن.
وعلى أية حال ينبغي للمحقق أن لا يعتمد على كتاب واحد؛ لأن أساس عمل لمحقق يعتمد على سعة الاطلاع.
وينظر هنا (عدة المحقق):
http://www.wadod.net/list.php?cat=4
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو مالك العوضي
والله أنا أحبك في الله
وأشهد الله على محبة الصالحين-ولا أحسبك الا منهم_
ادع لي
والله المستعان والسلام
ـ[أبو يحيى الأركاني]ــــــــ[03 - Apr-2008, صباحاً 07:57]ـ
أخي الفاضل واصل إبداعك ودررك فآذننا لك صاغية وجزاك الله خيرا
ـ[ابو الحارث الانباري]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك يا أبا مالك وأنار عقلك بالعلم والمعرفة
ـ[العالم المتعلم]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 01:39]ـ
موضوع فائق الأهمية ..
والتصحيف من المعضلات الكبيرة في تناول التراث .. نظرا لغياب المعلم المباشر ..
تتبعت الموضوع .. ونرجو أن يجمع بعد في كتاب نستطيع تحميله ..
شكرا جزيلا جدا
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
موضوع مفيد جدا!.
أخانا أبا مالك جزاك الله خيرا.
هل يجوز أن نقول المكررة بدل المكرورة؟! ولماذا؟.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 12:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم يجوز يا أخي الكريم؛ (كرَرت الشيء) بالتخفيف و (كرَّرته) بالتثقيل للتأكيد.
ـ[عبدالله السلمي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 08:06]ـ
بارك الله لك في علمك وعملك ونفعك الله بما علمت ونفع بك ورزقنا وإياك الإخلاص أخي الفاضل أبا مالك
ولعلي أشير - وأترك لأخبي أبي مالك التفصيل _ إلى ما جاء في تفسير (يا حسرة على العباد) - سورة يس - من تفسير الشيخ السعدي - رحمه الله وأجزل له الثواب_
فأظن أنه حدث تصحيف في بعض النسخ.
أترك لأهل العلم توضيحه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:08]ـ
هذا إن كان عجيبا، فأعجب منه أن يقول المؤلف: (وذلك أنها [أي الباء] مرة تكون زائدة مثل قوله تعالى: {تنبت بالدهن} على قراءة من قرأ تنبت بضم التاء وكسر الباء من أنبت ... )
ومع ذلك يضبطها المحقق (تَنبُت)!!!
ولست أدري أي بيان أبين من هذا الذي ذكره المؤلف؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
ومن الأخطاء المكرورة ما يقع للمحققين من الإشكال في كلمة (لنا).
فهذه الكلمة يستعملها المتأخرون على عادتهم في الاختصار، والمقصود بها (مما يُستدل به على صحة قولنا كذا وكذا).
والخلل في هذه الكلمة يظهر للناظر من علامات الترقيم الخاطئة التي يضعها المحقق، كهذا المثال من الفروق للقرافي إذ قال:
((فهذا القسم الثالث لا يكون عندهم صدقا ولا كذبا ولا يحتملهما مع أنه خبر فيصير الحد غير جامع عندهم فيكون فاسدا لنا.
قوله عليه الصلاة والسلام {كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع} فجعله إذا حدث بكل ما سمعه كاذبا))
والصواب أن يكون:
(( ... فيكون فاسدا.
لنا قوله .... )) إلخ. أي دليلنا قوله ... إلخ.
ومثاله أيضا من ألفية العراقي قوله:
وإن يحدث من وراء ستر .............. عرفته بصوت او ذي خبر
صح، وعن شعبة: لا ترو. لنا .............. (إن بلالا) و (حديث أمنا)
فقول شعبة (لا ترو) فقط وانتهى الكلام، ثم يبدأ العراقي فيقول: لنا -أي دليلنا- حديث (إن بلالا يؤذن بليل)، وتحديث أمنا عائشة من وراء الستر.
وهذا يشبه طريقتهم أيضا في كلمة (ثالثها)، كأن يقال: (وهل يجوز كذا؟ ثالثها كذا وكذا)، والمقصود بها: (في هذه المسألة ثلاثة أقوال: القول الأول يجوز، والقول الثاني لا يجوز، والقول الثالث كذا وكذا).
وهذه الاختصارات مشهورة أهل العلم من المتأخرين، ولكنها تشتبه على المحققين الذين لم يعتادوا تلك التعبيرات.
وقد تشتبه هذه العبارات أيضا على بعض كبار المحققين إذا كان جل عملهم على كتب المتقدمين، أو على الكتب الأدبية التي تخلو من هذه العبارات، (كما حصل مع محققي المزهر للسيوطي)، وهذا يدلك على أهمية التخصص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين (التخريج المتسرع للآيات القرآنية):
فيأتي المحقق مثلا فيخرج قوله تعالى: {لعلكم تعقلون} من سورة البقرة، مع أن المؤلف يتحدث عن سورة الأنعام!
ويخرج قوله تعالى: {فعال لما يريد} من سورة هود، مع أن المؤلف يتكلم عن البروج!
ويخرج قوله تعالى: {أولئك على هدى من ربهم} من سورة البقرة، مع أن المؤلف يتكلم عن سورة لقمان!
ويخرج قوله تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا} من سورة الإسراء، مع أن المؤلف يتكلم عن سورة الفرقان.
وغير ذلك كثير من الآيات التي تتكرر أو يتكرر جزء منها بنصه في آيات متعددة.
والسبب في هذا الخطأ التسرع في استعمال البرامج الحاسوبية التي تساعد في البحث؛ فيأخذ المحقق النتيجة الأولى مباشرة فيضعها في بحثه من غير تأمل في الموضع الذي يتحدث عنه المؤلف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين:
الاعتماد على ما شاع عند ضبط الألفاظ دون تكلف النظر في كتب اللغة.
وإن المحقق إذا ترك اللفظ غفلا من غير ضبط، أمكن أن يُلتمس له عذر؛ كأن يقال: إن اللفظ واضح، أو لعله معروف عند طلبة العلم، أو لأن الرجوع إلى معجمات اللغة سهل.
لكنْ أن تُضبط الكلمة بضبط خاطئ، ليس له وجه إلا الاعتماد على ما شاع دون تثبت، فإن هذا لا يليق بالمحقق، وكان الأولى به أن لا يضبط اللفظ مطلقا.
كمثل من يضبط (عَنوة) بضم العين، و (حَساء) بكسر الحاء، و (شَغاف) بكسر الشين، و (حرَص) بكسر الراء، و (رُِضوان) بفتح الراء، و (قِنديل) بفتح القاف، و (كذَب) بكسر الذال، و (رجَعنا) بكسر الجيم، و (يهرُب) بفتح الراء، و (يأمُل) بفتح الميم، و (يهلِك) بفتح اللام، و (تراجِم) بضم الجيم، وغير ذلك كثير.
وأعجب من هذا أن يشير في مقدمة الكتاب إلى ذلك عند ذكر منهجه في التحقيق؛ كقول بعض الفضلاء:
"راعيت قواعد الإملاء الحديثة في الكلمات المخالفة؛ مثل (مشايخ)، فكتبتها (مشائخ) ".
والصواب (مشايخ) كما هو معروف؛ الياء أصلية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
ومن الأخطاء المكرورة - وخاصة في الرسائل العلمية - ضعف الاستقراء عند بيان منهج المؤلف ومذهبه:
فتجد المحقق في مقدمة الكتاب يرى أن المؤلف بصري المذهب في النحو مثلا، ويستدل على ذلك بأن المؤلف استعمل مصطلحات (الظرف) و (اسم الفاعل) و (ضمير الشأن) وغيرها من مصطلحات البصريين!!
أو يرى أن المؤلف كوفي المذهب في النحو، ويستدل على ذلك بأنه نقل عن الفراء، أو وافق الكسائي، أو استعمل كلمة (الخفض) وغيرها من اصطلاحات الكوفيين!!
وسبب فساد هذه الطريقة أنها لم تبن على الاستقراء، وإنما بنيت على مسائل مفردة مأخوذة اعتباطا، والحكم الصحيح ينبغي أن يكون مبنيا على الاستقراء.
نعم .. لو استقرى المحقق جميع المسائل التي ذكرها المؤلف في جميع كتبه ثم وجدها جميعا توافق هذا المذهب، لكان كلامه صحيحا، ولكن الواقع غير هذا.
وكذلك ينبغي ملاحظة العصر الذي يوجد فيه المؤلف؛ فإن مسألة اختلاف الاصطلاحات بين الكوفيين والبصريين يمكن أن تدل على المذهب في الصدر الأول، أما عند المتأخرين فقد صارت هذه الاصطلاحات مشاعا يستعملها العلماء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم.
فهذا شبيه بالمحقق الذي يرى المؤلف مثلا يرفع خبر (ما) فيقول: هذا المؤلف من بني تميم!!
أو يرى المؤلف مثلا يستعمل (ذو الطائية) فيقول: هذا المؤلف من بني طيء!!
أو يرى شيخ الإسلام وافق الظاهرية مثلا في قول فيقول: شيخ الإسلام ظاهري!!
أو يرى ابن حزم مثلا يحتج بالقياس ردا على المخالف فيقول: ابن حزم يقول بالقياس!!
أو يرى البخاري مثلا يروي عن بعض الخوارج فيقول: البخاري خارجي!!
ومثل هذا كثير، وانظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86836
وإذا كانت الأمثلة السابقة واضحة، فليس كذلك الأمر دائما، ولذلك فلا تستغرب إن رأيت بعض هذه الأخطاء عند عالم كبير أو محقق نحرير.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:10]ـ
نقل الأزهري في تهذيب اللغة عن أبي بكر بن الأنباري قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
((والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لاما، وتدخل عليها الألف واللام التي هي للتعريف، تقول: الأبوان والأزواج، وكذلك ألف الجمع في السَّتَه.)).
وتتابع العلماء على نقل هذا الكلام عن الأزهري بنحوه، كما في لسان العرب، وتاج العروس.
ولقد تعجبت جدا من صنيع المحققين في هذه الكتب الثلاثة التي هي أشهر المعجمات العربية على الإطلاق، فما وجدت واحدًا منهم أشار مجرد إشارة إلى ما في الكلام من خلل، فضلا عن أن يصحح ما فيه، مع أن الكلام واضح كالشمس أنه لا يستقيم.
وبقيت على هذا مدة لا أستطيع إقامة العبارة، ولا معرفة محل الخلل فيها، مع كثرة التأمل وتقليب أوجه النظر، حتى وقفت على رسالة ابن الأنباري في الألفات، فإذا فيها حل الإشكال والحمد لله.
قال ابن الأنباري:
((وكان أبو جعفر محمد بن سعدان، وخلف بن هشام البزار يلقبان ألف القطع ألف الأصل، وليس ذلك بصحيح عندنا، من قبل أن ألف الوصل [كذا في الأصل، وصحح في حاشية المخطوط] هي التي تكون فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء من الفعل ولا عينا ولا لاما، وما هذا صفته فهو زائد غير أصلي)).
فابن الأنباري هنا يفرق بين (ألف الأصل) و (ألف القطع)، وهو تفريق قديم لم يشتهر عند المتأخرين، فألف الأصل عند ابن الأنباري هي التي تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أتى)، وألف القطع هي التي لا تسقط في الدرج ولكنها لا تكون من بنية الكلمة مثل ألف (أكرم).
وهو تفريق اصطلاحي، وكلاهما عند المتأخرين تسمى ألف القطع.
وأما عن التحريف في ختام العبارة، فسببه جمع ما تفرق من كلام ابن الأنباري؛ لأنه قسم كلامه عن الألفات إلى (ألفات الأفعال) ثم (ألفات الأسماء)، فكلامه السابق الذكر كان عن ألفات الأفعال، ثم بعد أكثر من عشر صفحات!! تكلم عن ألفات الأسماء.
قال عن ألفات الأسماء:
((وألف القطع في الأسماء المجموعة تعرف بحسن دخول الألف واللام عليها .... وتدخل عليها الألف واللام، فتقول الأوزان، وكذلك ألسنة والألسنة، وأبيات والأبيات، وأثواب والأثواب)).
فظهر أن كلمة (الستة) تحريف (ألسنة).
وخلاصة ما سبق أن الإشكال في الكلام المنقول عن ابن الأنباري سببه أمران:
- الأول: تحريف (الأصل) إلى (الوصل) وتحريف (ألسنة) إلى (الستة)
- الثاني: جمع ما تفرق من كلامه في موضعين متباعدين.
والله تعالى أعلم.
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=152556
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:10]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه!!
فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم!
ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك!
ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق!
ومثل هذا كثير جدا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:10]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين والمؤلفين أيضا:
= عدم التحاشي من التناقض:
ويتصور وقوعه عندما يكون بين مسألتين من مسائل العلم ارتباط وتلازم، ثم يقع اختلاف بين العلماء في المسألة الأولى وكذلك في المسألة الثانية، فيختار المحقق أو المؤلف قولا في المسألة الأولى وقولا في المسألة الثانية ولا ينتبه لوقوع التناقض بين القولين.
- مثاله ما ذكره بعضهم أن عيسى بن عمر النحوي توفي سنة 149هـ، وأن سيبويه ولد سنة 148، ومع ذلك يقول: إن عيسى بن عمر من شيوخ سيبويه!!
وهذا الأمر لا يخلو منه إنسان؛ لأن النقص ملازم للبشر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:11]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين الخلط بين (ذا) و (ذي) التي بمعنى صاحب نصبا وجرا، وبين (ذا) و (ذي) اللتين للإشارة بمعنى (هذا) و (هذي).
قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في سلم الوصول:
وسم ذا النوعَ من التوحيد .............. توحيد إثبات بلا ترديد
ضبطها بعضهم بكسر عين (النوع)؛ لأنه حسب أن (ذا) بمعنى صاحب، والصواب أنها بمعنى (هذا).
وقال السفاريني رحمه الله في الدرة المضية:
بأن ذي الأمةَ سوف تفترق ......... بضعا وسبعين اعتقادا والمحق
ما كان في نهج النبي ......
ضبطها بعضهم بكسر (الأمة)؛ لأن ظن أن (ذي) بمعنى صاحب، والصواب أنها بمعنى (هذي).
والله أعلم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 02:24]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه!!
فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم!
ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك!
ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق!
ومثل هذا كثير جدا.
ومن نحو ذلك ما وقع لأحد المحققين!! أنه لمَّا وجد في النص المحقق: (ابن لبون) علَّق عليها في الحاشية: صحابي مشهور لم نقف له على ترجمة. ولما وقف على (بنت لبون) علق عليها في الحاشية: صحابية مشهورة لم نقف لها على ترجمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 11:29]ـ
ومن نحو ذلك ما وقع لأحد المحققين!! أنه لمَّا وجد في النص المحقق: (ابن لبون) علَّق عليها في الحاشية: صحابي مشهور لم نقف له على ترجمة. ولما وقف على (بنت لبون) علق عليها في الحاشية: صحابية مشهورة لم نقف لها على ترجمة.
أضحك الله سنك يا شيخنا الفاضل.
لم يرض هذا المحقق أن جعل العجماوين في عداد الصحابة حتى جعلهما من مشاهيرهم، ورغم شهرتهما لم يقف لهما على ترجمة!!
والله ما لأدري ما أقول، ويحضرني الآن قول جرير:
وابن اللبون إذا ما لُزّ في قرن ***** لم يستطع صولة البزل القناعيس
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 09:46]ـ
وفقكم الله، وجزاكم خيرا
ومن الأخطاء المكرورة التي تدل على بُعْد كثير من المحققين عن التحقق من علوم العربية:
(( ..... ولا يمكن أحدٌ أن يفعل كذا .... ))
هذه العبارة أو نحوها وردت في كتب كثيرة من كلام علمائنا الأجلاء، وترى المحقق ينص في الحاشية على أن الأصل (أحدًا)، ومع ذلك يصلح الكلمة بالرفع ويضعها في صلب الكتاب، وكأن هذا الموضع وهم فاحش لا وجه له!
مع أن العبارة لا تحتمل الرفع أصلا، وليس للكلام وجه إلا النصب قولا واحدا؛ لأنه مفعول!
وبعض المحققين الفضلاء غير العبارة وقال في الحاشية:
((في جميع النسخ: أحدا))!!
وبعضهم يغير دون أن يشير وكأن هذا الخطأ لا يحتاج إلى بيان لوضوحه!
بارك الله فيك ونفع بك، ألا يمكن أن تكون العبارة: (( ..... ولا يُمَكَّنُ أحدٌ أن يفعل كذا .... ))؟
والسياق هو الحاكم، وأنت لم تذكره هنا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 09:50]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لم أذكر السياق لأني أحلت على عبارة شائعة في كلام أهل العلم، بخلاف العبارة التي تفضلت بذكرها.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 10:47]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا:
= ما يرد في كتب الأخبار عن المازني النحوي في قصته مع الواثق:
( ..... وتقدير "بَغِيّ" "بَغَوِيّ" ..... )
وأترك تصحيحه للإخوة من باب المطارحة، ولعله واضح.
أحسب التحريف أتى من ضبط هذه الكلمة حسبما توهمه من قرأ هذه الكلمة إذ انصرف ذهنه الى النسب كما في نسبة في الامام البَغَوِي , وخبر المازني هو في بيان أصل كلمة (بغيّ) ووزنها ,فهو يذهب الى أن أصلها: بَغُويٌ أي هي على وزن فَعُول, ثم أدغمت الواو في الياء, وغيره كابن جنّي يرى أن أصلها: بغِييٌ على وزن فَعيل ثم أدغمت الياء في مثلها, وابن جني يخطئ مذهب المازني ويقول: لو كانت فعولا لقيل: بَغُوٌّ. والله اعلم.
ينظرمعنى هذا, تفسير الكشاف تفسير سورة مريم عند قول الله تعالى (لاهب لك)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 11:52]ـ
الأخ "أبو وائل الجزائري"
إلى أن يدخل أبو مالك، أقول لك: أصبت - بارك الله فيك.
أنا قرأت هذا الموضوع الشائق من أوله، ولا زلت أبحث عن جواب ما أثاره أبو مالك، إلى أن جاءت إفادتك.
بوركت.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 03:40]ـ
وفيك بارك الله استاذي الفاضل المليجي هذا من فضل الله سبحانه.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 01:02]ـ
نرجو أن يواصل الأستاذ الفاضل أبو مالك .. فالأخطاء المكرورة لا تنتهي، والله المستعان.
أستأذن في إضافة بعض الأخطاء المكرورة تنشيطًا للصفحة:
1 - في ترجمة المفضل بن سلمة بن عاصم (صاحب كتاب الفاخر) يزيد بعض المتأخرين والمحققين كلمة: "الضبي".
وهو ليس ضبّيًّا، وليس في ترجمته عند المتقدمين هذا النسب.
وإنما الضبي: المفضل بن محمد صاحب المفضليات.
وقد نبه على هذا محقق كتاب الفاخر.
أمَّا عن من زاد في نسبه: "الضبي"، فمصنفون ومحقِّقون، يراجع مثلاً:
سير أعلام النبلاء ج 14 الطبقة السابعة عشر رقم 211، 212. ت أكرم البوشي.
وفيات الأعيان ت: د/ إحسان عباس رقم 579.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 01:06]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة.
ويشبه هذا أيضا ما يتكرر كثيرًا في كتب البلاغة:
((قال عوف بن محلم الشيباني:
إن الثمانين وبلغتها .......... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان))
والصواب أن هذا البيت لعوف بن محلم الخزاعي الشاعر العباسي المتوفى 220 هـ، أما عوف بن محلم الشيباني فهو جاهلي.
وقد كنت أتوقع أن ينبه على مثل هذا الخطأ الشيخ عبد المحسن العسكر في (إصلاح الإيضاح) لكنه لم يفعل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:17]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا عند المحققين: تغيير (بن) إلى (عن) والعكس، وكذلك تغيير (من) إلى (بن).
والأول تراه كثيرا في التحقيقات الحديثية.
وأما الثاني فقد رأيت منه مثالا طريفا؛ إذ قال المحقق:
(الحارث بن حلزة بن بكر بن وائل بن أسد بن ربيعة بن نزار)
والصواب (من) في الموضعين.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة والمشهورة جدا عند المحققين:
أن يرد في النص لفظ يحتاج إلى شرح وبيان للمراد به في السياق خاصة، إلا أنك ترى المحقق يعلق عليه تعليقا لغويا مجردا لا يسمن ولا يغني من جوع! وكثيرا ما يكون بعيدا عن معنى اللفظ نفسه فضلا عن المراد بالسياق.
فمثلا إذا جاء في الكتاب قول امرئ القيس:
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش* ............. إذا هي نصته ولا بمعطل
يقول المحقق: الفحش القول السيء، وقد فحش يفحش فحشا وتفاحش، والاسم الفحشاء!!
وإذا جاء قول لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ............. زبر تجد* متونها أقلامها
يقول المحقق: جد في أمره يجد أي اجتهد، والجديد ضد القديم!
وإذا جاء في النص: (والله لو غيرُك يقول هذا لأعضضته*)
يقول المحقق: عضه وعض عليه أمسكه بأسنانه وشده بها!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: خفاء المقصود بـ (ابن علية)
فترى هذا الاسم يرد كثيرا في كتب الأصول والفقه، فيعلق عليه المحقق بترجمة (إسماعيل بن علية).
لأن المشهور بهذا الإطلاق هو الإمام المحدث إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المشهور بإسماعيل بن علية.
والصواب أن المقصود هو ابنه (إبراهيم بن علية) وهو فقيه متكلم أصولي؛ لكنه معروف بالتجهم والأقوال الشاذة؛ وكانت له مناظرات مع الشافعي؛ لذلك ترى ابن عبد البر وغيره لا يعتد بخلافه عند حكاية الأقوال، وقد صرح ابن عبد البر باسمه في بعض المواضع من الاستذكار وغيره.
وقد وقع هذا الخطأ أيضا لبعض العلماء؛ فقد جاء في مراقي السعود:
وابن علية يرى للصوري ............ كالقيس للخيل على الحمير
ذكر الشارح أنه (إسماعيل بن علية)، وكذلك وقع أيضا في بعض كتب الأصول، والصواب أنه (إبراهيم) كما سبق.
فالخلاصة أنك حيث وجدتَ ذكر (ابن علية) في الأقوال الفقهية والأصولية فهو الابن (إبراهيم بن علية) وحيث وجدته في الأسانيد والرجال فهو الأب (إسماعيل بن علية).
وهذا يذكرنا بضرورة مراعاة اختلاف الفنون عند اشتباه أسماء الأعلام المنتسبة إليها؛ فمثلا إذا وجدت ذكر أبي حنيفة مطلقا في كتب اللغة فهو الدينوري، وأما في الفقه فهو النعمان المعروف، وإذا وجدت الليث في كتب الحديث فهو ابن سعد أو ابن أبي سليم، أما في اللغة فهو الليث بن المظفر تلميذ الخليل، وإذا وجدت الفارابي في كتب اللغة فهو أبو إبراهيم صاحب ديوان الأدب، أما الفيلسوف المعروف فهو أبو نصر، وهكذا.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:19]ـ
= يرد كثيرا في كلام العلماء أمثال قولهم (وقد اعترض على كذا بكذا وكذا، وأجيب بكذا)
وبعض المحققين يضبطها بضم الباء (أُجِيبُ)؛ على أن الكلام منسوب للمتكلم بصيغة المضارع المبني للمعلوم.
والمعروف أن مثل هذا بفتح الباء (أُجِيبَ) بصيغة الماضي المبني للمفعول.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:22]ـ
وهذا يذكرنا بضرورة مراعاة اختلاف الفنون عند اشتباه أسماء الأعلام المنتسبة إليها؛ فمثلا إذا وجدت ذكر أبي حنيفة مطلقا في كتب اللغة فهو الدينوري، وأما في الفقه فهو النعمان المعروف، وإذا وجدت الليث في كتب الحديث فهو ابن سعد أو ابن أبي سليم، أما في اللغة فهو الليث بن المظفر تلميذ الخليل، وإذا وجدت الفارابي في كتب اللغة فهو أبو إبراهيم صاحب ديوان الأدب، أما الفيلسوف المعروف فهو أبو نصر، وهكذا.
والله أعلم.
جزيت خيرًا يا أستاذنا.
وإذا وجدت الليث في كتب القراءات فهو أبو الحارث الليث بن خالد يروي عن الكسائي.
وكذلك وإذا وجدت نافعًا المدني في كتب الحديث فهو مولى ابن عمر.
وإذا وجدت نافعًا المدني في كتب القراءات فهو ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
وقد سمعتُ واحدًا من المُحاضرين يذكر الإمام نافعًا القارئ فيقول، وهو الذي يقع في أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر .. !
ـ[التلميد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 02:10]ـ
لا تنس حفظك الله مواصلة هذا الموضوع و تدوينه وطبع ما نجز منه ففيه من الخير ما لا يعلمه إلا الله
وخصوصا لنا معشر الطلاب،وأحيطك علما أني دائما أقف عند بعض الهوامش متأكدا من عدم صوابه فأضع نقطة استفهام مخافة أن أصلحها وآتي بأطم منها
كنت قبل الأمس أطالع العلل في النحو لأبي الحسن الوارق ت381 هـ
فعلق المعلق على هذا البيت المكتوب بهذه الصورة:
فلاَ زاَلَ قبر بين بصرى وجاسم ... عليه من الوسمي خود (1) ووابل
فقال الوسمي مطر الربيع الأول: الخود الحسنة الخلق والشابة الناعمة.
فتعجبت وقلت ياساتر نقطة طلعت فوق عن محلها غيرت (كده) ص 276
واليوم كنت أطالع شرح ناظر الجيش ج 1ص 324 فأورد هذا الشاهد:
على جرداء يقطع أبهراها ... حزام السرج في خيل سراع
فعلق أحد الفضلاء تعليقا لعلك تنظره (فقد استنوقت) فالله الله حفظ الله(/)
أحكام العربية يقضى فيها على وفق ما ورد عن أهلها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 01:43]ـ
قال الشيخ (محمد محيي الدين عبد الحميد) في تحقيقه لشرح ابن عقيل:
(( ........... ولكثرة شواهد هذه المسألة نرى أن ما ذهب إليه الأخفش - وتابعه عليه أبو الفتح ابن جنى، والإمام عبد القاهر الجرجاني، وأبو عبد الله الطوال، وابن مالك، والمحقق الرضي - من جواز تقديم الفاعل المتصل بضمير يعود إلى المفعول، هو القول الخليق بأن تأخذ به وتعتمد عليه، ونرى أن الإنصافَ واتباعَ الدليل يوجبان علينا أن نوافق هؤلاء الأئمة على ما ذهبوا إليه وإن كان الجمهورُ على خلافه؛ لأنَّ التمسكَ بالتعليل مع وجودِ النصِّ على خلافه مما لا يجوزُ، وأحكامُ العربية يُقضى فيها على وَفْقِ ما وَرَدَ عن أهلها)).
ولقد ذكرني هذا بعبارة مشهورة نفيسة من كلام أبي حيان، وهي:
(( ...... وإنما ذكرتُ هذا وأطلتُ فيه لئلا يطلع غمر على كلام الزمخشري وابن عطية في هذه القراءة فيسيء ظنا بها وبقارئها، فيقارب أن يقع في الكفر بالطعن في ذلك. ولسنا متعبَّدين بقول نُحاةِ البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم، فكم حُكمٍ ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، وكم حكمٍ ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، وإنما يعرفُ ذلك من له استبحارٌ في علم العربية، لا أصحابُ الكنانيس المشتغلون بضُروب من العلوم الآخذون عن الصحف دون الشيوخ)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:28]ـ
هل من مجيز أو فاتح؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 09:00]ـ
بسم الله، والحمد لله، وبعد:
لست من أحلاس العربيَّة .. ولكني أقول:
هذا الموضوع صغير الحجم، كبير الشأن، وهو إلى التأصيل والتقعيد لكيفية تلقي كافَّة الفنون، أقرب منه إلى تأصيل وتقعيد كيفية تلقي العربية وحسب. والله أعلم وأحكم، وجزاكم عنَّا خيرا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيكم
هنا مسألتين كبيرتين:
الأولى: التثبت من صحة النقل، فهل يفتش وينقب عن أسانيد ما ينقل عن العرب من كلام وأساليب مطلقا أم لا؟؟ أم لا ينقب إلا عند الترجيح في مواطن الخلاف؟؟
وهل يفرق بين نقل من خالط الأعراب وجالسهم كسيبويه والأصمعي ونحوهم وبين من لم يجالسهم كباقي أئمة العربية ممن تأخر زمنهم؟؟
ما هو منهج أهل الفن في ذلك؟؟ هل تتبعوا ما حكاه سيبويه في الكتاب عن الأعراب وتطلبوا أسانيد ذلك أم لا؟؟
ثم على القول بوجوب التفتيش والتنقيب هل تعامل هذه الأسانيد على وفق قواعد أئمة النقد من المحدثين أم لأهل العربية قواعد خاصة بهم؟؟ أم يفرق بين نقل ونقل؟؟
هذه مسألة مهمة وكبيرة
والمسألة الثانية: من هم أهل العربية؟؟ قد تستدل على البصري بقول للمتنبي فيجيبك قائلا ليس هو من الحجج إنما الحجة الأعراب أو من كان قبل عصر المولدين أو المحدثين
فمن هم أهل العربية الذين يحتج بكلامهم؟؟ هل يفصلهم عن غيرهم زمن محدد أم لا؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 10:53]ـ
وفقك الله يا أخ أمجد
ما أشرتَ إليه هو ما أخشى أن يثيره بعض منتحلي العلم من أهل عصرنا، وهم من تعرف وأعرف.
فلا يبعد أن يأتي أحدهم يوما من الأيام فيقول: أين السند الصحيح منكم إلى الأصمعي أنه قال هذا الكلام؟
وأين السند الصحيح من الأصمعي إلى العرب أنهم قالوا هذا الكلام؟
ومن المعروف - كما تفضلت - أنه ليس كل علماء العربية يأخذون مشافهة من العرب.
وكذلك فإن من يأخذ منهم عن العرب لسنا على يقين أن ما نقله هو مما أخذه عن العرب.
وكذلك فلسنا على يقين أن من أخذ عنه هو عربي فصيح، فقد يكون عربيا في ظنه، فإذا فتش وُجِد من الأعراب الذين فسدت سليقتهم.
وكذلك فلسنا على يقين أنه حكى ما نقله عن العربي بلفظه، فقد يكون حكاه بالمعنى ففسد.
إلخ إلخ إلخ
وكل هذه الأوهام والوساوس وغيرها قد ترد على عقول هؤلاء المفتونين؛ لأنهم لم يطلبوا العلم على أهله، ولم يزاحموا العلماء بالركب، وحاصل ما تجده عند كبرائهم: (يحتمل) و (قد يكون) و (لا ندري)!
وهذه هي فائدة الإجماع التي أشير إليها في كل المواطن، فإن علماء العربية قد يتفقون في مسألة وقد يختلفون، وكل الوساوس السابقة قد ترد عند اختلافهم، ولكنها لا ترد عند اتفاقهم.
فإذا وجدنا أحدهم تفرد برواية وخالفه باقي علماء العربية جميعا، فإننا عندئذ نتمحل بوجه من الوجوه السابقة؛ لأنه لا سبيل لتوهيم الجماعة دون الفرد، وهذا هو منهج المحدثين أيضا وخاصة المتقدمين منهم، وهو المنهج الذي يجب اتباعه في كل العلوم.
أما إيراد مثل هذه الدعاوى والشبهات والأهواء الواضحة البطلان على كلام أهل العلم الثقات المعروفين بشدة تحريهم وتثبتهم مع عدم وجود أي قرينة تدل على صدق هذا الكلام، ومع عدم إنكار أحد من أهل العلم لهذه الرواية، ومع توارد العلماء على نقل الكلام وتلقيه بالقبول، فلا يدل إلا على أن قائله دعي على أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 10:56]ـ
وأما المسألة الثانية فقد تكلم فيها أهل العلم في أصول النحو
وخلاصة القول فيها أنه يحتج بكلام أهل الحاضرة حتى منتصف القرن الثاني الهجري.
ويحتج بكلام الأعراب الفصحاء حتى منتصف القرن الثالث أو الرابع الهجري على خلاف.
والمنهج السديد في هذا الباب هو إعمال القرائن، فقد يرد نص عن أهل الحاضرة ولكنه يكون خطأ من قائله؛ زلة لسان أو سهو أو نحو ذلك، وإمام أهل الفن في هذا الباب هو أبو منصور الأزهري رحمه الله، فمنهجه اللغوي يذكرني بمنهج علماء العلل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:07]ـ
أما المتنبي فلا يحتج بقوله بالإجماع من علماء العربية.
وإنما قد يستأنس بقوله بعض العلماء إذا لم يكن هناك ما يدفع قوله؛ فإنه كان متين العلم بالعربية، ويقال: إنه كان يحفظ الجمهرة عن ظهر قلب، وقد أخذوا عليه كثيرا من الأخطاء في شعره فاستشهد عليها جميعا بما ورد عن العرب، وينظر في تفصيل ذلك كلام الجرجاني في الوساطة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 11:51]ـ
نفع الله بكم
ويدل عليه عدم نقلهم لذلك بالأسانيد إلا ما ندر
وعدم اعتنائهم بذلك بل اكتفوا بذكرها مرسلة عن أسانيدها
بخلاف غيرهم من أهل الفنون الأخرى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 11:25]ـ
جزاكم الله خيرا
بالنسبة لمسألة الأسانيد .. فهي بحاجة إلى تفصيل ونظر في تاريخ الآداب ..
وهذه فائدة أحببت نقلها، يقول الحافظ السيوطي في "المزهر" إليكترونية:
(وظائف الحافظ في اللغة أربعة:
أحدها: وهي العليا: الإملاء، كما أن الحفَّاظ من أهل الحديث أعظم وظائفهم: الإملاء، وقد أملى حفَّاظ اللغة من المتقدِّمين الكثير، فأملى ثعلب مجالس عديدة في مجلد ضخم، وأملى ابنُ دريد مجالس كثيرة رأيت منها مجلداً، وأملى أبو محمد القاسم بن الأنباري وولده أبو بكر ما لا يحصى، وأملى أبو علي القالي خمسة مجلدات، وغيرُهم، وطريقتهم في الإملاء كطريقة المحدِّثين سواء: يَكتب المستملي أول القائمة: مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا ويذكر التاريخ، ثم يورد المملي بإسناده كلاماً عن العرب والفصحاء، فيه غريب يحتاج إلى التفسير ثم يفسره، ويورد من أشعار العرب وغيرها بأسانيده، ومن الفوائد اللغوية بإسناد وغير إسناد ما يختاره.
وقد كان هذا في الصدر الأول فاشياً كثيراً، ثم ماتت الحفَّاظ، وانقطع إملاء اللغة عن دهر مديد واستمر إملاء الحديث .. وآخر من عَلِمتُه أَمْلى عَلَى طريقة اللغويين: أبو القاسم الزجاجي، له أمَالٍ كثيرة في مجلد ضخم، وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين وثلثمائة، ولم أقف على أمال لأحدٍ بعده.
قال ثعلب في أماليه: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يُمْلِ فقلت: ويحك أَمْلِ، مالك؟ فلم يفعل حتى قمت .. ).اهـ إلخ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Dec-2007, صباحاً 11:28]ـ
ولا زال أئمة العربية ينقدون على نهج المحدثين، يقول أبو الفرج علي بن الحسين:
(هذه الأخبار التي ذكرتها عن ابن الكلبي موضوعةٌ كلها، والتوليد بيِّن فيها وفي أشعارها، وما رأيت شيئاً منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات ... ).اهـ إلخ
وقال أيضا: ( .. فقال امرؤ القيس:
طرقتك هندٌ بعد طول تجنبٍ ... وهناً ولم تك قبل ذلك تطرق
وهي قصيدة طويلة، وأظنها منحولة؛ لأنها لا تشاكل كلام امرئ القيس، والتوليد فيها بيِّن، وما دوَّنها في ديوانه أحد من الثقات).اهـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:11]ـ
وفقك الله
وقد أشار لنحو ذلك أبو هلال العسكري في ديوان المعاني.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:25]ـ
لاحظوا أن هذا نقد للمتن
فالنقد موجود عند كل أهل فنٍ إلا أن منهجية النقد تختلف فيما بينهم
فمن تعلمون تكلم على منهجية أهل اللغة في قبول الأخبار وردها؟؟ أو أشار إلى ذلك
لأنه ينبغي تحرير ذلك حتى لا يفسد هذا العلم من ليس من أهله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:41]ـ
وفقك الله
بل هو نقد للسند والمتن جميعا، لاحظ أنه قال: (وما رأيت شيئاً منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات)
وتجد بعض الإشارات لهذه المسألة في المزهر للسيوطي، من النوع الأول حتى الحادي عشر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيكم
أقصد إذا كان الخبر مستقيما موافقا للمنقول من لغة العرب غير مخالف للقياس هل يحتاج إلى النظر في إسناده؟؟ وإذا احتيج إلى ذلك هل ينظر فيه بالدقة التي عند أهل الحديث أم لا؟؟
أرجو الإفادة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:07]ـ
وفقك الله
يصعب وضع جوابات عامة في مثل هذه المسائل؛ لأن مناهج علماء اللغة متفاوتة بحسب أصولهم من جهة، وبحسب عصرهم من جهة أخرى.
فمثلا البصريون يعتدون بالسماع المعروف عندهم، ولكنهم قد يطعنون في السماع الوارد من جهة الكوفيين، والكوفيون يعتدون بالسماع من بعض الأعراب الذين لا يعتد بهم البصريون، فهذه جهة من جهات الاختلاف في المناهج.
وهناك جهة أخرى، وهي: هل المسألة من المسائل الكلية في كلام العرب؟ أو هي مسألة جزئية؟
فمثلا: إذا كنا نبحث عن معنى كلمة من الغريب، فإن هذا عند أكثر أهل العلم يكتفى فيه بالنقل عن واحد إن لم يكن في نقله ما يثير الريبة، أو يشتبه في التصحيف أو غير ذلك من القرائن.
أما إن كنا نبحث عن حكم كلي من أحكام العربية، فإن جمهرة البصريين يشترطون فيه أن يكون من السماع الشائع المعروف، ولا يكفي أن ينقل فيه شاهد مفرد، أو بيت نادر، أو مقولة شاذة.
أما الكوفيون فإنهم لا يشترطون هذا الشرط، فما دام قد صح النقل عندهم فإنه حجة يستدل بها على الأحكام الجزئية والأحكام الكلية، ولذلك تجدهم أحيانا يستنبطون قواعد النحو من شواهد نادرة أو قليلة في كلام العرب.
والبصريون أيضا قد يفعلون ذلك، ولكن هذا قليل عندهم، ومشروط بأن لا يكون مخالفا لجمهرة كلام العرب.
فالعبرة عند أكثر العلماء هي بالقرائن.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:10]ـ
أسأل الله أن يحفظكم.
للفائدة: ينظر مقدِّمات ابن سلام الجمحي (ت 232 هـ) لكتابه: "طبقات الشعراء" مهم، و"ابن سلام وطبقات الشعراء" للدكتور منير سلطان، و"النقد المنهجي عند العرب" للدكتور مندور.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:25]ـ
جزاك الله خيرا، وهذا شيء من كلامه:
(( .... وفى الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه ولا حجة فى عربية ولا أدب يستفاد ولا معنى يستخرج ولا مثل يضرب ولا مديح رائع ولا هجاء مقذع ولا فخر معجب ولا نسيب مستطرف، وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يعرضوه على العلماء، وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شئ منه أن يقبل من صحيفة ولا يروى عن صحفى، وقد اختلف العلماء بعدُ في بعض الشعر كما اختلفت في سائر الأشياء، فأما ما اتفقوا عليه فليس لأحد أن يخرج منه. وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهلُ العلم كسائر أصناف العلم والصناعات؛ منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان؛ من ذلك اللؤلؤ والياقوت لا تعرفه بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره، ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم لا تعرف جودتهما بلون ولا مس ولا طراز ولا وسم ولا صفة، ويعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف بهرجها وزائفها وستوقها ومفرغها، ومنه البصر بغريب النخل والبصر بأنواع المتاع وضروبه واختلاف بلاده مع تشابه لونه ومسه وذرعه حتى يضاف كل صنف إلى بلده الذي خرج منه، وكذلك بصر الرقيق فتوصف الجارية فيقال ناصعة اللون جيدة الشطب نقية الثغر حسنة العين والأنف جيدة النهود ظريفة اللسان واردة الشعر فتكون في هذه الصفة بمائة دينار وبمائتى دينار، وتكون أخرى بألف دينار وأكثر، ولا يجد واصفها مزيدا على هذه الصفة، وتوصف الدابة فيقال: خفيف العنان لين الظهر شديد الحافر فتى السن نقى من العيوب فيكون بخمسين دينارا أو نحوها وتكون أخرى بمائتى دينار وأكثر، وتكون هذه صفتها، ويقال للرجل والمرأة فى القراءة والغناء إنه لندي الحلق طل الصوت طويل النفس مصيب للحن، ويوصف الآخر بهذه الصفة وبينهما بون بعيد، يعرف ذلك العلماء عند المعاينة والاستماع له بلا صفة ينتهى إليها ولا علم يوقف عليه، وأن كثرة المدارسة لتعدي علي العلم به فكذلك الشعر يعلمه أهلُ العلم به؛ قال محمد قال خلاد بن يزيد الباهلى لخلف بن حيان أبى محرز -وكان خلاد حسن العلم بالشعر يرويه ويقوله-: بأى شئ ترد هذه الأشعار التي تروى؟ قال له: هل فيها ما تعلم أنت أنه مصنوع لا خير فيه؟ قال: نعم، قال: أفتعلم في الناس من هو أعلم بالشعر منك؟ قال: نعم، قال: فلا تنكر أن يعلموا من ذلك أكثر مما تعلمه أنت، وقال قائل لخلف: إذا سمعتُ أنا بالشعر أستحسنه فما أبالى ما قلتَ أنت فيه وأصحابك، قال: إذا أخذت درهمًا فاستحسنته، فقال لك الصراف: إنه رديء فهل ينفعك استحسانك إياه؟!))
قلت: وهذا المنهج قريب جدا من منهج المحدثين النقاد المتقدمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:34]ـ
وليس معنى القرائن أن الأمر راجع إلى الأهواء والشهوات، وإنما معناه أن تفاصيل المعرفة والترجيح من الكثرة بحيث يصعب وضعها في ضوابط وقواعد محصورة؛ لأن تفصيلها يطول.
وهذا مثال للقرائن ذكره ابن سلام الجمحي أيضا:
(( .... أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر؟ ومن أداه منذ آلاف من السنين؟ والله تبارك وتعالى يقول: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا} أى لا بقية لهم، وقال أيضا: {وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى}، وقال فى عاد: {فهل ترى لهم من باقية}، وقال: {وقرونا بين ذلك كثيرا} .... )) إلخ.
قلت: فهذه قرائن يحكم بها الناقد على أن الأشعار المنسوبة إلى عاد وثمود مكذوبة موضوعة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:54]ـ
وأعطيكم مثالا آخر من واقع حياتنا المعاصرة.
فإنك إذا قرأت مقالا لأحد المعاصرين لا يصعب عليك في معظم الأحيان أن تعرف أن كاتبه ليس من القدماء، لأن الكلام عليه سيما المعاصرين، وسيما التعبيرات الجديدة، وسيما الكلمات المستحدثة.
فهذه الكلمات مثلا: (عولمة) (مُنَظِّر) (أسلمة) (جمهورية) (مخابرات) .... إلخ إلخ مقارِنة لعصرنا هذا لا تنتمي لسواه.
ولذلك فالمحقق الجيد يستطيع أن يعرف العبارات الدخيلة على كلام المؤلف من خبرته بأسلوبه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 05:57]ـ
كلام جميل
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 06:53]ـ
سبحان الله ما أشبه العلوم بعضها ببعض
وصدق من قال: إجماع أهل الفن حجة على غيرهم
وصدق من قال: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب وإنما يعرف هذه العجائب أهل الفن
وصدق من قال: يرجع في كل فن إلى أهله
جزاكم الله خيرا ونفعنا بفوائدكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 07:04]ـ
هذا تواضع منك يا شيخ أمجد
وأسأل الله أن ينفع بكم، وبشيخنا أبي مالك
ـ[عبد الله الميموني]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:22]ـ
ورد في عبارة أبي حيان تصحيف لم يتنبه له إخواننا الفضلاء فليصحح وهو:
لا أصحابُ الكنانيس المشتغلون
صوابه: الكنانيش جمع كناش. وهو معروف عند أهل الأدب و بخاصة شيوخنا من الموريتانيين و المغاربة.
والسلام عليكم(/)
ما معنى الرُّجز -بالضم- لغةً؟
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Mar-2007, مساء 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أما الرِّجز -بالكسر- فمعناه:
لسان العرب ج5/ص352
ومعنى الرِّجز في القرآن: هو العذاب المقلقل لشدته وله قلقلة شديدة متتابعة.
انتهى
وقد قال بعض أهل اللغة: يستشف من مادة (ر ج ز) إفادة معنى الاضطراب.
وقد وردت آية واحدة - في سورة المدثر - فيها (الرُّجز) بالضم.
فماذا عن معنى الرُّجز - لغةً -؟
أفيدوني أكرمكم الله
ـ[ظاعنة]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 12:34]ـ
وجدت فى معجم الوسيط أن (رُجز) و (رِجز) بضم العين وكسرها هما على معنى واحد وهو الذنب أو العذاب، وورد بأن معناه الشرك فى قوله تعالى: " والرجز فاهجر "
ورجز الشيطان: وسوسته " ويذهب عنكم رجز الشيطان "
والرجز بفتح العين: داء يصيب الإبل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها
ويطلق على بحر من بحور الشعر أصل وزنه: مستفعلن، ست مرات، ويأتى منه - أى البحر - مشطور ومنهوك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - Mar-2007, صباحاً 12:59]ـ
وجدت فى معجم الوسيط أن (رُجز) و (رِجز) بضم العين وكسرها هما على معنى واحد وهو الذنب أو العذاب، وورد بأن معناه الشرك فى قوله تعالى: " والرجز فاهجر "
ورجز الشيطان: وسوسته " ويذهب عنكم رجز الشيطان "
والرجز بفتح العين: داء يصيب الإبل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها
ويطلق على بحر من بحور الشعر أصل وزنه: مستفعلن، ست مرات، ويأتى منه - أى البحر - مشطور ومنهوك.
جزاكم الله خيرا.على هذه الفائدة.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 01:03]ـ
المعذرة
أردت فاء الكلمة لا عينها
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 01:48]ـ
المعذرة
أردت فاء الكلمة لا عينها
لعلها بتحريك عين الكلمة وفائها كما يبدو من تاج العروس
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Mar-2007, مساء 02:32]ـ
جزاكم الله خيراً،
ولكن الأقرب أنّ بين الكسر والضم فرق في المعنى - ولو كان متقارباً -
والدليل: أنهما وردا في نفس القراءة، هذه في سورة وهذه في سور (لا في قراءة أخرى حتى نحملها على اختلاف القراءات)
فلا بدّ من فرق.
أرجو أن يجد أحدكم شيئاً عن الفرق بينهما لغةً. شكراً يا إخوة
ـ[سماء الحق]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 06:46]ـ
جزاكم الله خير و نفع الله بجهودكم
ـ[حمد]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 11:18]ـ
هل يصح تطبيق ما لوّنته بالأزرق على سؤالي:
http://www.islamiyyat.com/lamasat-aya.htm#43
43- ما اللمسة البيانية في كلمة (عليهُ) في قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله) في سورة الفتح؟
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) آية 10. هذه الآية في سورة الفتح جاءت في سياق الحديث عن صلح الحديبية. ولم ترد هذه الصيغة بالرفع أو بغيره في القرآن إلا في هذا الموضع. أولاً عليهُ بضم الهاء هي لغة قريش وكذلك يقولون فيهُ أما سائر العرب فيقولون عليهِ وفيهِ وإليهِ وبهِ. وقد ورد هذا الأمر (أي الضم) مرتين في القرآن كله في هذا الموضع وفي سورة الكهف (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً {63}) والقياس أن يقول أنسانيه بالكسر.
قوله تعالى (عليهُ الله) في سورة الفتح ليس للموضوع علاقة بكون عليه حرف جر لكن هناك أكثر من سبب لاختيار الضم في عليهُ أولها أن الكلام في صلح الحديبية والعهد الذي كان بينهم وبين الرسول وهو عهد على الموت فكان الضم في عليهُ يؤدي إلى تفخيم لفظ الجلالة لتفخيم العهد فأراد سبحانه أن يتسق ويتناسق تفخيم العهد مع تفخيم لفظ الجلالة حتى لا يُرقق لفظ الجلالة بالكسرة. والأمر الثاني: أن الضمة هي أثقل الحركات بالاتفاق وهذا العهد هو أثقل العهود لأنه العهد على الموت فجاء بأثقل الحركات مع أثقل العهود.
انتهى
س: ألا يمكن أن يكون الضم في قوله تعالى: ((والرُّجز فاهجر)) من هذا الباب، أي: لتثقيل رجزية المأمور بهجره؛ وتقبيحه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Mar-2007, مساء 05:19]ـ
وهذا أيضاً:
http://216.239.59.104/search?q=cache:iNvioPLE9AgJ:ww w.islamiyyat.com/lamasat-questions7.htm+%D8%A3%D9%86%D8 %B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%87%D9 %8F&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
( وما أنسانيهُ): في غير القرآن أو في غير هذه الرواية التي هي رواية حفص، نحن نعتمد القرّاء السبعة ولا نمنع من العشرة المتواترة وأكثر المسلمين على أن القرّاء العشرة قراءاتهم متواترة لكن قلة من الناس لا يميل إلى تواترها والجمهور مجمعون على السبعة. كل قارئ بروايين: عندنا 14 راوياً، 13 راوياً قرأوها (وما أنسانيهِ) بالكسر، فقط حفص قرأها (وما أنسانيهُ) بالضم. عاصم الذي هو قارئ حفص عنده راوي آخر هو شعبة فأقرأ شعبة (وما أنسانيهِ) وأقرأ حفصاً (وما أنسانيهُ) تدل على أن دقة هؤلاء القرّاء أنهم كانوا ينقلون ما يسمعون من جمهور العرب. فعاصم سمع من قبائل كثيرة من العرب (أنسانيهِ) وسمع من قبائل كثيرة من العرب (أنسانيهُ) فلا يستطيع أن يرجّح فقرأ لهذا هكذا وقرأ لهذا هكذا. بعض العرب قرأ بهذه وبعض العرب قرأ بهذه. وكلتا القراءتين بموافقة رسول الله r أو بقراءته المباشرة بأمر من ربه سبحانه وتعالى. القراءات ليست من عند رسول الله r التي هي الأحرف وإنما هي سُنّة متّبعة عن الله تعالى قرأ بها جبريل أو أذن بها جبريل عن الله سبحانه وتعالى قرئت بين يدي رسول الله r فأُذن له بأمر من ربه جلّت قدرته. القبائل قالت أنسانيهُ. أنسانيهِ: عندنا الضمير مبني والبناء لزوم حركة أو سكوناً. معنى مبني يعني كأنه جدار مبني لا مجال فيه للتحرك. لا يوجد مبني على صورتين وإلا يكون معرباً، طالما وجدت حركتين يعني يُعرب. هذا الضمير (هاء الغائب) لما يكون ما قبلها ساكناً نقول (هذا مِنْهُ) فهو مضموم، لما يكون ما قبلها مفتوحاً يضم (الكتاب لَهُ)، لما يكون ما قبلها مضموم يضم (كتبتُهُ). لما يسكن ما قبله أو يفتح أو يضم يكون مضموماً معناه مبني على الضم. لكن الإنتقال من الكسرة إلى الضمة ثقيلة (بِِهُ) (فخسفنا بهِ وبداره الأرض) لما تقرأها بالضم (بِهُ) ثقيلة وجمهور العرب تكسره للمجانسة ولذلك الإعراب الدقيق (بِهِ: الباء حرف جر والهاء ضمير مبني على الضم وقد كُسِر لمجانسة الكسرة وكذلك (فيهِ) لأن الكسرة والياء من مخرج واحد. لو قلت (أنسانيهُ) مبني على الضم وكُسِر للمجانسة وننظر في مكانه من الإعراب في محل نصب مفعول به. لو قال أنسانيهِ مبني على الضم وكُسِر لمجانسة الياء وهو في محل نصب.
جمهور العرب قالوا أنسانيهِ (13 راوياً قرأها إنسانيهِ). المصحف الذي بين أيدينا برواية حفص وحفص قرأ أنسانيهُ. الضمة ثقيلة. هذه التعليلات ليست تعليلات العرب وإنما تعليلات العلماء. العرب لم يقولوا لنا لماذا رفعنا الفاعل ونصبنا المفعول ولكن العلماء جاءوا وقالوا العرب رفعت الفاعل للسبب الفلاني ونصبت المفعول للسبب الفلاني وهي أسباب وجيهة مقبولة منطقياً. فقال الضمة ثقيلة قطعاً لأن ولادة الضمة تكون بحركتين، بعمليتين: اللسان في الخلف يرتفع نحو سقف الفم إلى مكان بحيث لو إرتفع فوقه أحدث إحتكاكاً مسموعاً وإستدارة الشفتين للتنويع، إذن عمليتان. بينما الكسرة تولد بإرتفاع اللسان من أوله نحو سقف الفم فيسموها الحركة الضيقة الأمامية والضمة الحركة الخلفية. فإذن الضمة أثقل من الكسرة فلما كان الأمر ثقيلاً: نسيان سمكة مشوية تدخل في البحر بهذه الصورة ويُنسى بهذا الشكل شيئاً ثقيلاً فجاءت الضمة، إستخدموا الحركة الثقيلة للإخبار عن أنسانيهُ. فناسب ثِقل الضمة ثِقل الواقعة. ولهذا عجّبه منه (أرأيت إذ أوينا) هذا شيء عجيب. (فإني نسيت الحوت) ونسب النسيان لنفسه لأن هذا النسيان هو منه ونسبه لنفسه وحده ولم يقل نسينا الحوت لأنه يخبره عن قضية عظيمة ولم يكن مناسباً أن يقول لموسى u أنت أيضاً لم تُذكّرَني. (عجبا) ذكر التعجب هنا.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[12 - Aug-2007, صباحاً 02:18]ـ
قال الإمام الراغب في كتابه مفردات ألفاظ القرآن، مادة: " رجز "،ص:341: أصلُ الرَّجْزِ: الاِضطِرابُ: ومنه قيل: رَجَزَ البعيرُ رَجْزاً، فهو أَرْجَزُ، وناقةٌ رَجْزَاءُ: إذا تقارب خطوها واضطرب لضعفٍ فيها، وشُبِّهَ الرَّجَزُ به لتقارب أجزائه وتصوُّرِ رَجَزٍ في اللسان عند إنشاده، ويُقال لنحوه من الشعر أُرْجُوْزَةٌ وأَرَاجيزُ، ورَجَزَ فلانٌ وارْتجَزَ إذا عمل ذلك، أو أنشد، وهو راجِزٌ ورَجَّازٌ ورَجَّازَةٌ. وقوله: (عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) فالرِّجْزُ ههنا كالزَّلزَلةِ، وقال تعالى: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ) وقوله: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) قيل: هو صنمٌ، وقيل هو كنايةٌ عن الذَّنْب.
وقال الإمام السجستاني في كتابه غريب القرآن، ج1،ص:246: ( ... وقوله جل وعز: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) و ((الرجز)) [بكسر الراء وضمها] ومعناهما واحد وفسر بالأوثان. وسميت الأوثان رجزا لأنها سبب الرجز، أي سبب العذاب.
وبهذا فسَّره الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه تذكرة الأريب في تفسير الغريب، ج2،ص:254.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[12 - Aug-2007, مساء 02:26]ـ
بارك الله فيك أخي حمد وفي جميع من شاركوا في الموضوع، والروابط التي أحلتَ عليها ثمينةٌ جداً، وفتحت لي باباً من الفوائد العزيزة.
أسأل الله لكم من الأجر أتمه.
ـ[نجمة في السماء]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....................... .............................
بداية مراحل القصيدة:
1ـ حداء الإبل بكسر الحاء وفتح الدال.
2ـالرجز.
3ـ القصيدة.
هذه المراحل وجدتها في إحدى المواقع السؤال ماهو الرجز الذي جاء بعد مرحلة الغناء للإبل والتدوية وقبل القصيدة بالشكل العامودي المعروف.(/)
(أصل كلمة: «قبطي»)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 07:16]ـ
(أصل كلمة: «قبطي»)
كلمة قبطي: تعني: مصري، سواء أكان مسلمًا، أوصليبّيًا (!).
يقول الدكتور رأفت عبد الحميد في «الفكر المصري في العصر المسيحي» ص12 - 14:
((القول بـ «مصر القبطية» أو «مصر في العصر القبطي» فهو بعيد عن الحقيقة التاريخية تمامًا، ولا يتفق مع المنطق جملةً وتفصيلًا، فليس هناك في التاريخ ما يسمى بـ «عصر قبطي»، إلا إذا أطلقنا ذلك على التاريخ المصري كله منذ بدايته المعروفة في الألفية الخامسة قبل الميلاد، إلى أن تقوم الساعة؛ لأن كلمة «قبطي» تعني: مصري، و «القبط» و «الأقباط» تعني: المصريين جميعًا منذ فتحت الدنيا عليها عيونهم قبل فجر التاريخ.
وهذه الكلمة «قبط» تعود في جذورها على أكثر الأقوال شيوعًا إلى كلمة: «آجبه» أي: أرض الفيضان، وهي بذلك تعود إلى أصول مصرية، أو تعبير: «حـ. ت كا - بتاح» وتعني: «مقر قرين الإله بتاح»، وهو: إله مدينة منف، وهو الاسم الذي كانت تعرف به المدينة، ولمّا كان التقليد قد جرى عند المصريين دَومًا بإطلاق، أو تعميم الاسم على البلد كلها، فقد حدث ذلك فيما بعد، وقد جرى هذا أيضًا على عاصمة مصر زمن الإمبراطورية المصرية القديمة، حيث يقول هيرودوت: « .. وكانت طيبة التي يبلغ محيطها ستة آلاف ومائة وعشرين ستادًا تسمَّى منذ القِدَم مصر».
كما هو واقع الآن حيث يطلق المصريون على القاهرة «مصر»، فالمصري في أقصى الصعيد يعلن أنه سوف يقصد «مصر» لأداء مهمة بعينها، وهو يعني: القاهرة، وكذلك يفعل السكندري، وكل أبناء مدن مصر وقُراها.
ولمّا كان تغيير الحروف بحروف أخرى، أو إسقاط بعضها أمرًا واردًا مع اختلاف طبيعة النطق في اللهجات المختلفة وتباينها من شَعب إلى آخر، أو حتى من وقت لآخر في البلد الواحد، فقد تحولت «الحاء» إلى «هاء»، وأسقط حرف «التاء» لتصبح الكلمة «هكاتباه» ثم صُحِّفَت هذه الصيغة في اليونانية لتصبح «الهاء»: همزة، والـ «كا»: «جيما»، وأضيفَت إليها النهاية اليونانية، لتجيء على هذا النحو: «آيجيبتوس» Aegyptus ، ولترتبط بها مجموعة من الروايات الأسطورية كان من بينها: أن اسم «منف» الذي حملته هذه المدينة، هو في الأصل اسم لابنة الملك الذي بناها، وهي الفتاة التي تدلّه بحبها إله النيل (!)، وأنجب منها: «آيجيبتوس» الذي اشتهر بالفضيلة، فأطلق الناس اسمه على مصر.
ومن المعروف أيضًا أن شاعر الإغريق الأعظم (!): «هوميروس»، ذَكَر نهر النيل في ملحمته: «الأوديسة»، باسم: «أيجيبتوس»، وذلك عندما قصّ علينا رحلة: «منلاوس»، وما فعلته الرياح به، ويقول على لسانه: في نهر «آيجيبتوس مكثت سفينتي».
وعلى هذا النحو نفسه، انتقلت هذه الصيغة اليونانية، إلى اللغات الأوربية الحديثة، مع إسقاط النهاية: US ، ولابقاء على جذر الكلمة، لنراها في الإنجليية: Egypt ، وفي الفرنسية: Egypt ، وقد تعرّف: I' Egypt ، وهكذا في بقية اللغات الأوربية، كما عُرفَت في العربية مع التصحيف بـ: «قبط»، بعد حذف: Ae ، اليونانية، والابقاء على جذر الكلمة الرئيسي: « gypt» ، وهكذا فقد أضحت كلمة «قبط» بعد حذف: Ae، تعني: مصر، كما تعني أيضًا: أهلها، وهي في هذه الأخيرة تستخدم في صيغة الجمع، فـ «القبط»، هم: المصريون، ومفردها: «قبطي»، أي: مصري، وقد تجمع أحيانًا على: «أقباط»، أي: مصريين.
القبطية إذن ليست دينًا، فمن الخطأ البيّن القول بـ: «الديانة القبطية»، إلا إذا انصرف الذهن إلى الآلهة المصرية القديمة (!)، و «القبطية» بالتالي لا تعني «المسيحية»، وليست بديلًا عنها.
ومن ثم فإن كلمة: «الأقباط»، تعني: المصريين جميعًا، المسلمين والمسيحيين على السواء، فهذا «قبطي»، أي: «مصري» مسلم، وهذا «قبطي»، أي: مصري مسيحي، تضمّهم جميعًا بين أحضانها البلد العظيم .. مصر.
ومن ثم القول بـ: «مصر القبطية»، أي: «مصر المصرية»، أو «مصر في العصر القبطي» أي: «مصر في العصر المصري»: لا يستقيم مع التاريخ، ولا مع المنطق)).
ـ[محمد بن رجب الخولي]ــــــــ[06 - Mar-2007, صباحاً 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا كلام جيد وهو الأصل في كلمة (قبط)، وكلمة (القبط) مذكورة في كتب التفاسير في الحديث عن بني إسرائيل عندما كانوا في مصر، والمراد بها: أهل مصر الأصليين تمييزا لهم عن بني إسرائيل، ومعلوم قطعا أنه لم يكن- في زمن موسى عليه السلام وفرعون- نصارى أو مسيحيون في مصر!
ويمكن أن يقال: إنه قد حدث تغير دلالي لهذه الكلمة بدلالتها على بعض ما كانت تدل عليه، وهو ما يعرف بالتخصيص؛ فانحصرت دلالتها على من ظل على نصرانيته من أهل مصر؟! وحينئذ لا يكون استعمالها بهذا المعنى خطأ بل هو مجرد تخصيص دلالي، كما تخصصت دلالة كلمة (مصر) على (القاهرة الكبرى) وهي المنطقة التي تضم مدنا ومناطق من ثلاث محافظات: القاهرة والجيزة والقليوبية. اللهم إلا أن يراد بهذا التخصيص شيء آخر فكري أو سياسي؛ كما- ربما- يفهم من الكلام المنقول عن الدكتور رأفت عبد الحميد، وما ذكرتُه من التغير الدلالي أمر لغوي بحت!
ولا أستبعد أن يكون وراء هذا التخصيص أمر خفي؛ مؤداه: أن من ظل على نصرانيته هم المصريون الأصليون، أما المسلمون فليسوا مصريين أصليين، بل أصولهم من العرب الفاتحين، ثم ينتج عن هذا أن المسلمين مغتصبون لأرض مصر ... إلخ
وبالطبع فإن هذا ادعاء يرفضه الواقع والتاريخ!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ظاعنة]ــــــــ[06 - Mar-2007, مساء 01:08]ـ
عجيب(/)
الحدود والمصطلحات.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 01:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أخي العوضي، هذا ما وعدتك به من إفراد موضوع حول موقف العلماء من تحديد المصطلحات والبحث فيها، فقد أوردت ملاحظات أردت استيضاحها منك أكثر
قلت:
أولا: لم يعرف التدقيق في المصطلحات عن الصحابة والتابعين وأتباعهم، وإنما عرف عند المتأخرين جدا، وكان السلف يرسلون الكلام إرسالا اعتمادا على فهم المعنى حتى لو لم يكن اللفظ دقيقا، وقد نبه على ذلك عدد من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
أقول: في نظري إن البحث في تحديد المصطلحات وبيان ما تحتها من المعاني لخير سبيل لتفادي بعض الأغلاط المبنية على سوء فهم بعض العبارات، فقد تقرر في غير علم أن الاشتراك في المعاني مثلا قد يوقع في سوء الاستنتاج، ولذا يحسن بيان المعاني المرادة في الاستدلالات لتتضح النتائج.
أما عن الاحتجاج على عدم جدوى التدقيق في المصطلحات بأن الصحابة والتابعين لم يعرف عنهم ذلك، فهو في نظري ضعيف لأن ذلك قد يجري في سائر العلوم، فقد كانوا مستغنين بفضل الله تعالى ثم بجودة قرائحهم وسلامة ألسنتهم من تقرير قواعد العلوم واستنباط جزئياتها على نحو ما فعل المتأخرون. ثم في إرسالهم الكلام كانوا قطعا يعتمدون على فهم المعاني المتعارفة بينهم، والمتفق عليها، وتلك هي الغاية من البحث والتدقيق في المصطلحات والتعريفات، وهي رسم المعاني المرادة في الأذهان.
قولك:
ثانيا: إن كان المقصود بالمصطلاحات والحدود مجرد الفهم فلا إشكال في ذلك؛ لأنه لا مشاحة في الاصطلاح، وإن كان المراد بناء الأحكام عليها فهذا خطأ واضح؛ لأن الحد ليس نصا شرعيا ولا أمرا متفقا عليه.
أقول: لا شك أن المراد بالمصطلحات والتعريفات تصوير المعاني وانتقاشها في الأذهان، وبالتالي فهمها، أو البناء لعملية فهمها. أما أنه لا مشاحة في الاصطلاح فمعنى ذلك أنه لا إشكال في اختلاف بعض العبارات إن اتفقنا في أصل المعاني، ولا يخفى أن هذا غير مستمر، ففي بعض الأحيان تختلف العبارات ويكون ذلك سببا في اختلاف المعاني.
أما عن مسألة بناء الأحكام على فهم المصطلحات، فهذا في نظري عين الصواب عند الجميع لأن الحكم فرع فهم المعاني، وهي لا تتميز إلا بالتعريفات - أو الحدود -. أما كون التعريف ليس نصا شرعيا فلا يخالف في ذلك أحد على حد علمي، وكونه ليس أمرا متفقا عليه فكذلك لا يخالف فيه أحد، إذ لكل باحث مصطلحاته وتعريفاته، لكن عليه أن يثبت صحتها، وليس ذلك إلا بتدقيق البحث فيها ودفع ما يرد عليها. نعم في بعض الأحيان يكون فهم النص الشرعي موقوفا على فهم بعض المصطلحات، وذلك لا ينكر.
قولك:
ثالثا: لا يوجد عند أهل العلم حد متفق عليه في شيء من الأشياء على الإطلاق، ولا يسلم لهم حد من اعتراض حتى في أكثر الأشياء شهرة كـ (العلم) مثلا، فقد اختلفوا في حده على خمسة عشر قولا ولا يسلم واحد منها من اعتراض.
أقول: الاختلاف سنة جارية، ولا يلزم من عدم اتفاق أهل العلم على تعريفات موحدة إبطال التفصيل والتدقيق في التعريف، فنحن نعلم أن الحق ثابت وإن اختلف فيه الناس، فكذلك حقائق الأشياء المعرفة ثابتة وإن اختلف تعريف الناس لها، وقطعا ليست كل التعريفات خاطئة. فمثلا العلم له حقيقة، اختلف التعبير عنها، وكل سلك مسلكا خاصا في ذلك على حسب أصوله، وقطعا ليست كلها صحيحة لتناقضها في بعض الأحيان، لكن في البعض الآخر تكون صحيحة مكملة لبعضها البعض، وتتقلص الاعتراضات حتى تكون غير ذات قيمة، فمثلا إذا قلنا إن العلم صفة يتجلى بها المذكور لمن قامت هي به، كان هذا التعريف جامعا مانعا لحقيقة العلم، وكانت الاعتراضات الواردة عليه مدفوعة، وصارت الأحكام المبنية على هذا التعريف أصح.
قلت:
رابعا: عرفنا بالتتبع والاستقراء أن هذه الحدود أوقعت كثيرا من العلماء في الأخطاء؛ لأنهم قد يأخذون هذه الحدود مسلمة عمن سبقهم ثم يعاملونها معاملة النصوص الشرعية من عموم وخصوص وإطلاق وتقييد وغير ذلك فيستنبطون منها ما لعله لم يرد على خاطر من وضع الحد إطلاقا، وهذا معلوم في كثير من العلوم كالنحو وأصول الفقه والقواعد الفقهية وغيرها.
أقول: لا يخفى أن الاستقراء في هذه الأمور لا يكفي، فكما أوقعت التعريفات كثيرا من العلماء في الخطأ قد أدت بكثير من العلماء إلى دقة وصواب الأحكام سواء عقلية أو شرعية، أما أخذها مسلمة فذلك يتراوح من عالم إلى آخر، وليست قاعدة مستمرة، أما معاملتها معاملة النصوص الشرعية فلا أظن ذلك يصدر من عامي فضلا عن عالم، أقصد تقديسها، أما إذا كان المقصود من ذلك الاعتماد على فهمها لحسن فهم النصوص الشرعية فذلك هو المسلك الوحيد بعد الصحابة والتابعين. والله تعالى أعلم.:)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 02:32]ـ
أخي الكريم أبا عبيدة
هل الموضوع خاصٌ بكما .. حفظكما الله؟
أو تأذنون لنا بالمشاركة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 09:02]ـ
... بل هو للجميع
ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 01:29]ـ
جميل هذا التباحث، ولكم أرهق طلبة العلم مثل هذه المواضيع التي لا تعود عليهم بالنفع والفائدة، بل هي مضيعة للعمر، أن يقضي سني بحثه وطلبه وجده في تحرير المصطلحات، ثم لا يجد من وراء ذلك فائدة كبيرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 07:46]ـ
أخي الكريم أبا عبيدة
جزاك الله خيرا على إنشاء هذا الموضوع، وبرغم أني أخالفك فيما قلت إلا أن النقاش في هذا الموضوع لن يخلو من فائدة؛ لأنه يكون كالتقعيد والتأصيل في مسائل مهمة تفيد جمعا من طلاب العلم.
وبدأة ذي بدء أحب أن أنبهك على خطأ في كلامك، أو يمكنك أن تقول: (شيء يوهمه كلامك)، وهو أنك لا تفرق بين (أهمية التفريق بين المشتركات والمتقاربات) وبين (أهمية معرفة الحدود والمصطلحات).
فلا شك أن التفريق بين الألفاظ المتقاربة والتمييز بين المشتركات في مواطنها وسياقها من أهم الأمور لطالب العلم، بل إن عدم الاهتمام بهذا الأمر أوقع كثيرا من الناس في أخطاء فاحشة في أعظم أصول الدين كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع من كتبه كـ (بيان تلبيس الجهمية)، وذلك أنهم يخدعون الناس بالألفاظ التي فيها إيهام واشتراك، كـ (الجهة) و (الحيز) و (الجوهر) و (العرض) و (التشبيه) و (الانقسام) و (التجسيم) و (الأحد) وغير ذلك، ثم يبنون على هذه الكلمات أحكاما مخالفة للكتاب والسنة.
ولا يخفى عليك يا أخي الفاضل أن التمييز بين المتشابهات لا يلزم منه معرفة الحدود؛ فإن كل عاقل يميز مثلا بين العلم والحس، ويميز بين البديهة والنظر، ويميز بين الطول والقصر، ويميز بين الصلاة والزكاة، وبين العادة والعبادة، ولا يلزم من كل ذلك أن يكون عارفا بالحد لكل منها.
فمثلا إذا نظرنا إلى تعريف الصلاة وجدنا بعض العلماء يقول (الصلاة عبادة مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم)، وبعضهم يقول (الصلاة قربة فعلية ذات إحرام وسلام أو سجود فقط)، فوجدنا بعض الناس يستند إلى هذا التعريف الثاني في مسألة اشتراط الوضوء واستقبال القبلة لسجود التلاوة، ولا شك أن هذا لا يلزم المخالف؛ لأنه استناد إلى التعريف المذهبي للصلاة.
ولذلك تجد أهل كل مذهب يخالفون غيرهم في الحدود والاصطلاحات، فيغيرون فيها بناء على ما يوافق مذهبهم، فيكون الحد تحصيلا للحاصل، فلا يفيد في ترجيح قول على قول؛ بل يزيد المسائل خلافا فوق الخلاف، فبعد أن كان الخلاف في الحقائق صار في الحقائق والأسماء والتعريفات والحدود والاصطلاحات.
ثم إنني لا أنكر استعمال التعريفات والحدود والاصطلاحات، فهو أمر مهم في تقريب العلوم والمسائل لطلبة العلم، ولكني أنكر بناء الأحكام على هذه التعريفات والحدود، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن هذه الحدود إنما وضعناها نحن، فكيف نلزم مخالفنا بما وضعناه نحن؟ أما إن كانت المسألة مجرد اصطلاح فلا مشاحة في الاصطلاح، وهذه كلمة إجماع بين أهل العلم.
الوجه الثاني: أن هذه الحدود وضعت بناء على العلم بالمحدود؛ لأن الذي يضع حدا لشيء يستحيل أن يضعه إلا إن كان على معرفة به، فإن الإنسان لا يستطيع أن يحد شيئا يجهله، فإن كان هذا الحد أصلا مبنيا على معرفتنا بهذا الشيء فإن هذا الحد يكون تحصيلا للحاصل؛ لأنه لم يفدنا معرفة زائدة عما نعرفه أصلا.
ثم إن الذي يضع حدا للشيء يجب أن تكون معرفته به معرفة إحاطة واستيعاب، لأن المعرفة الناقصة بالشيء لا تكفي لوضع حد جامع مانع له، ولا شك أن معرفة الشيء معرفة إحاطة واستيعاب شبيه بالمحال، وحتى لو فرضت فهي في القليل النادر، والنادر لا حكم له.
فالخلاصة أنني أوافقك في أهمية بيان الفروق بين المعاني والألفاظ المشتركة استنادا إلى أدلة متفق عليها بين المتناظرين تدل على هذه الفروق أو الاختلافات، أما الاستناد إلى مجرد تعريف من وضع إنسان يخطئ ويصيب إذا لم يقع اتفاق على هذا التعريف فهو خطأ واضح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التعريف الذي ذكرته للعلم فعليه اعتراض، وهو أن قولك (المذكور) إشارة إلى شيء مجهول، وهذا في الحقيقة هرب واضح من ذكر كلمة (المعلوم) بدل (المذكور)، ولكن هذا الهرب لا ينفعك شيئا؛ لأن هذا هو المعنى المقصود من التعريف الذي ذكرته، ولا شك أن هذا التعريف عليه اعتراض واضح وهو الإشارة إلى المعرف في داخل التعريف، فكأنك عرفت العلم بالاستناد إلى (المعلوم)، مع أن (المعلوم) لا بد في تعريفه من ذكر (العلم)، ولا شك أن هذا دور، والدور باطل.
والمقصود يا أخي الكريم أن هذه الحدود والتعريفات ليست أدلة، وإنما هي تحتاج لأدلة، فإن كان الاستناد إلى هذه الأدلة فبها ونعمت، وإن كان الاستناد إلى التعريف نفسه فكيف يصح الاستناد إلى دليل إن كان هو نفسه محتاجا لدليل؟
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 09:18]ـ
جميل هذا التباحث، ولكم أرهق طلبة العلم مثل هذه المواضيع التي لا تعود عليهم بالنفع والفائدة، بل هي مضيعة للعمر، أن يقضي سني بحثه وطلبه وجده في تحرير المصطلحات، ثم لا يجد من وراء ذلك فائدة كبيرة.
أخي أبو حماد، رضي الله عنه،
الحكم على الشيء ردا أو قبولا، فرع عن كونه معقولا. فصحة الأحكام التي طولبنا شرعا بإسنادها إلى موضوعاتها مترتب على دقة تصورنا للمحكوم عليه والمحكوم به،
فهل تعرف طريقا لتحصيل تلك المدراكات التصورية - بعد تحصيل بعضها بالعلوم الضرورية - غير التعريفات التي ترسم المعاني في القلوب؟؟
أخي أبو مالك، رضي الله عنه
كلامك يفتح مجالا للبحث الطويل ..
سأبدأ بدفع ما أوردته على تعريف العلم،
وقبل ذلك أظنك - والله أعلم - لست في حاجة للتذكير بأن الغرض من التعريفات بجميع أنواعها من الحدود التامة والناقصة والرسوم التامة والناقصة وغيرها إدراك المسميات بقدر الطاقة البشرية، فتماما كما لم يكلفنا الله تعالى بما لا طاقة لنا به من إدراك الحقائق الإلهية لم يكلفنا بإدراك جميع الحقائق الوجودية، وبأن المعارف الإنسانية منها ضرورية توجد اضطرارا فينا، ومنها نظرية تدرك بالفكر، ولا أظنك - والله أعلم - تخالف في ذلك، ومن المعلوم أيضا أن الإدراكات النظرية لها مبادئ يُنطلق منها لإدراكها وهي العلوم الضرورية، ولا يخفى عليك - إن شاء الله - أن التصورات منقسمة إلى تصورات ضرورية حاصلة في قلوبنا اضطرارا، وإلى تصورات نظرية تدرك عادة بالتعريفات بحسب الطاقة، وعليه فالبحث في التعريفات لتحصيل التصورات النظرية أمر لا مفر منه إذا أردنا تحصيل المعارف، واشدد عضدك بهذه الدقائق فسنحتاجها لدفع شبهة الدور التي أوردتها يا أخي الفاضل ...
فقولك: (المذكور) إشارة إلى شيء مجهول. إلخ
أقول: التعريف الذي ذكرتُه قد جلب فوائد زائدة على مجرد العلم الذي يعتبر ضروري الإدراك، فنحن انطلقنا من لفظ العلم الذي مسماه حاصل ضرورة في القلوب لنحصل به معارف أخرى، منها أنه صفة وجودية، ومنها أنه يقوم بالذات العالمة، ومنها أنه يكشف ويجلي كل ما يصح أن يعلم ويخبر عنه، واختيار لفظ المذكور عدول عن لفظ المعلوم لاستبعاد إيهام الدور، وإلا فالدور منكسر لكون جزء المعرف - بالفتح - هنا - وهو إدراك مسمى العلم بديهة - حاصل في القلب ضرورة، والمذكور يتناول الموجود والمعدوم والكلي و الجزئي والمفرد والمركب والواجب والممكن والمستحيل ... فناسب إيراده في التعريف،
والحاصل أن الدور غير وارد إلا إذا توقف إداك جميع حقائق المعرف - بالفتح - على المعرف - بالكسر -، وهذا غير لازم هنا لأن بعض حقائق المعرف - بالفتح - مدركة بالضرورة فانكسر الدور، وصار المعرف - بالكسر - محصلا لحقائق أخرى متعلقة بالمعرف - بالفتح - المدرك ضرورة .. فتأمل وتفكر:)
وذيل المبحث طويل .. ونيله ليس بالقليل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 09:39]ـ
أخي الكريم
أنا لا أنازعك في فوائد التعريفات والحدود، ولكن أنازعك في أنها هل تفيد شيئا جديدا؟
فمن المستحيل أن يفيدك تعريف المحدود شيئا لم تكن تعرفه؛ لأن تعريفك له مبني أصلا على معرفتك به، فإذا أفادك الحد شيئا لم تكن تعرفه أدى ذلك إلى تأثير النتيجة في السبب، أو المعلول في علته، وهو محال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولك إن العلم أصلا ضروري لا يحتاج لتعريف، فلا يخفى عليك أن هذا شيء قد اختلفوا فيه، بل بعضهم قال: إنه لا يمكن حده أصلا، وبغض النظر عن اختلافهم، فهذا الاختلاف لم يفدنا شيئا جديدا، وكل من يذهب إلى مذهب معين في تعريفه العلم لم يستفد شيئا جديدا بخلاف ما كان يعلمه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 10:08]ـ
أخي أبو حماد، رضي الله عنه،
الحكم على الشيء ردا أو قبولا، فرع عن كونه معقولا. فصحة الأحكام التي طولبنا شرعا بإسنادها إلى موضوعاتها مترتب على دقة تصورنا للمحكوم عليه والمحكوم به،
فهل تعرف طريقا لتحصيل تلك المدراكات التصورية - بعد تحصيل بعضها بالعلوم الضرورية - غير التعريفات التي ترسم المعاني في القلوب؟؟
يا أخي الكريم عجبا لك!!
ترتب الشيء على الشيء معناه أنه لا يمكن تحصيله ولا العمل به إلا بعد تحصيل ما هو مترتب عليه، وهذا غير صحيح بالاتفاق هنا، وذلك من أوجه:
الأول: أنه لو كان متوقفا عليه لكان هذا الحد واجب المعرفة على كل من أراد أن يعمل بالمحدود، وذلك غير صحيح بالاتفاق، فإن المصلي لا يجب عليه اتفاقا معرفة حد الصلاة، والمزكي لا يجب عليه اتفاقا معرفة حد الزكاة، والحاج لا يجب عليه اتفاقا معرفة حد الحج.
بل إن الفقيه أو المجتهد لا يلزمه اتفاقا أن يعرف حد هذه الأشياء، بل يكفيه أن يعرف لوازمها وعوارضها، وهذا لا يستلزم علمه بالحد اتفاقا.
الثاني: أن ذلك لو كان متوقفا عليها لكان من أوجب الواجبات، ولكان أكثر إيجابا من الواجبات نفسها، ولكان بيان ذلك لازما للشارع، وهذا باطل بالاتفاق.
الثالث: أن الناس قديما وحديثا يكتفون بالتعريف بالمثال، وهذا أمر مشهور معروف في جميع الأمم والعصور، ولا يشترط أحد منهم معرفة الحد في صحة التصور، فالعرب في الجاهلية لم يكونوا يعرفون هذه الحدود لشيء من الأشياء إطلاقا، وكذلك لم يشتهر ذلك عن أمة من الأمم بخلاف اليونان، وحتى اليونان متنازعون متناقضون في كثير من حدودهم وتعريفاتهم.
والصحابة رضوان الله عليهم لم يرد عن أحد منهم مطلقا أنه ألزم الناس معرفة الحد، ولا جاء عن أحد منهم أنه لا يمكن معرفة الأشياء إلا بعد تصورها بالحدود، وإنما كانوا يكتفون بالتصور الجزئي الذي يفرق بين الأشياء تفريقا كافيا للتمييز بين المشكلات، ولذلك اشتهر عنهم كثيرا تعريفهم للأشياء بالتمثيل والتقريب وإن لم يكن على نمط الحد المنطقي، وهذا أمر مشهور متواتر عنهم لا ينازع فيه أحد، وقد نبه عليه غير واحد من أهل العلم من المفسرين والمتكلمين والفقهاء.
الرابع: أن المحدود لو كان لا يتصور إلا بالحد لكان تصور المحدود متوقفا على تصور الحد، ولكن تصور الحد أصلا لا يمكن أن يحصل إلا بتصور المحدود، وهذا يؤدي إلى دور، وهو باطل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 10:22]ـ
ولا يخفى عليك - إن شاء الله - أن التصورات منقسمة إلى تصورات ضرورية حاصلة في قلوبنا اضطرارا، وإلى تصورات نظرية تدرك عادة بالتعريفات بحسب الطاقة، وعليه فالبحث في التعريفات لتحصيل التصورات النظرية أمر لا مفر منه إذا أردنا تحصيل المعارف، واشدد عضدك بهذه الدقائق فسنحتاجها لدفع شبهة الدور التي أوردتها يا أخي الفاضل ...
لعلك تقصد (وإلى تصورات نظرية تدرك بدقيق الفكر بحسب الطاقة)، ولا أظنك تعني المرقوم بالزرقة؛ لأن تصورنا للشيء لو كان متوقفا على تعريفه، فإما أن نقول: إن هذا التعريف وضعناه نحن وإما أن نقول وضعه غيرنا، لا يصح أن نقول وضعناه نحن؛ لأننا لا نستطيع أن نضع التعريف إلا بناء على حصول التصور ابتداء، ونحن جعلنا التصور متوقفا على التعريف فلا يصح.
وإن قلنا إن هذا التعريف وضعه غيرنا، فهذا الواضع كيف تصور هذا الشيء؟ إما أن يكون تصوره بنفسه وحينئذ يبطل توقف التصور على التعريف وإما أن يكون نقله عن غيره، فيؤدي إلى التسلسل وهو باطل.
فإذا ثبت أنك تريد المرقوم بالحمرة فحينئذ نقول:
لا يخلو التعريف المبني على دقيق الفكر أن يكون (مبنيا على مقدمات بدهية، أو مقدمات برهانية عقلية قطعية، أو مقدمات سمعية نقلية)
أو أن يكون (مبنيا على توهمات أو ظنون جدلية خطابية غير يقينية أو أمور اصطلاحية)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان الأول فهو نتيجة صحيحة مبنية على مقدمات صحيحة، ومع ذلك فلا يتوقف إدراك الشيء أو تصوره عليها؛ لأن الذي استخرج الحد بدقيق فكره تصور المحدود قبل أن يضع الحد، والفائدة التي حصل عليها من بعده هي تيسير الأمر عليهم بدلا من كد الذهن في استخراج ما استخرجوه.
وإن كان الثاني فهو خاص بمن وضعه لا يلزم غيره، ولا يتوقف عليه تصور شيء من الأشياء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 10:24]ـ
ولكي يكون نقاشنا عمليا مفيدا فالأفضل أن تذكر لنا أخي الكريم شيئا يتوقف تصوره على معرفة الحد ثم نتناقش فيه.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 01:48]ـ
أخي الكريم
أنا لا أنازعك في فوائد التعريفات والحدود، ولكن أنازعك في أنها هل تفيد شيئا جديدا؟
فمن المستحيل أن يفيدك تعريف المحدود شيئا لم تكن تعرفه؛ لأن تعريفك له مبني أصلا على معرفتك به، فإذا أفادك الحد شيئا لم تكن تعرفه أدى ذلك إلى تأثير النتيجة في السبب، أو المعلول في علته، وهو محال.
أخي الكريم مالك ...
أقول لك: هذا هو محل النزاع! وهو: هل تفيد التعريفات والحدود معرفة جديدة أم لا؟
خلاصة كلامك مبنية على أن التصوات كلها ضرورية، فلا يفيد التعريف معرفة كانت مفقودة .. وهذا خلاف التحقيق قطعا! ومعلوم أن الذي أيد هذا الرأي هو الفخر الرازي حيث استدل على ذلك بأن المطلوب معرفته بالتعريف إما مشعور به فطلبه تحصيل للحاصل، وإما غير مشعور به فالتوجه لطلبه متعذر، ومعلوم أنه رجع في "المعالم الدينية" مثلا عن ذلك واقتفى أثر التحقيق وهو أن الشيء يمكن أن يكون مشعورا به من وجه دون وجه، فيكون القول الشارح أو المعرف بغض النظر عن درجته من حد تام أو ناقص إلخ كاشفا عن باقي الوجوه أو بعضها، فتكون الأحكام المبنية على تمام التصورات أصح .. ولا نزاع في ذلك.
والعجيب أنك أخي الكريم تستعمل في ردودك علي مصطلحات ليست معرفتها بديهية قطعا، كما أن حصولها في الأذهان صعب إلا بتعريفها تعريفا صحيحا، وإذا خضت في تعريفها لتبين للقارئ مرادك باستعمالها فلن تستطيع إلى ذلك سبيلا إلا بسلوك قسم من أقسام التعريفات، فأين المفر من التدقيق في التعريفات؟؟
فقد ذكرت:
- الدور.
-التسلسل.
- العلة.
- المعلول.
وغيرها ...
وإذا قلنا بأن معاني هذه المصطلحات حاصلة بديهة في الأذهان فقد نكون جانبنا الصواب بلا شك ... وأنت خبير بأن التسلسل مثلا اختلف فيه الناس بين مجوز له وبين محيل، ولو كان حصوله بديهي في العقل أو متوقف فقط على تعريف لفظي تنبيهي على معرفته لما اختلف في حكمه .. وقس على ذلك من الأمثلة الكثير ..
فنعود ونقول: إن الحكم فرع عن التصور، والتصوات منقسمة إلى بديهية ضرورية تحصل في النفس بلا سبب من نظر أو غيره، ومنها ما يحصل بمجرد الالتفات بتنبيه بلفظ مشهور أو غيره، ومنها ما يكتسب معرفتها بببحث عن ذاتياتها وفصولها وخواصها وترتيبها على نحو يجلي المتصور في الذهن ليكون الحكم عليه بسلب أو إيجاب أو نفي أو إثبات أو غير ذلك من الأحكام مطابقا للواقع ..
ملاحظة: لماذا التركيز في مداخلاتك على مصطلح الحد؟ مع أن الحدود بالمفهوم الاصطلاحي وهو جمع سائر ذاتيات المحدود وتحصيل كامل حقيقته في الذهن يكاد يكون متعذرا، والأحكام غير متوقفة عليها فضلا عن تطبيق الأحكام الشرعية! ثم لم أسمع بمن قال بذلك - وهو توقيف تطبيق الأحكام الشرعية على معرفة "الحدود! "، فمن قال بذلك؟؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Mar-2007, صباحاً 08:32]ـ
أخي الكريم مالك ...
أقول لك: هذا هو محل النزاع! وهو: هل تفيد التعريفات والحدود معرفة جديدة أم لا؟
خلاصة كلامك مبنية على أن التصوات كلها ضرورية، فلا يفيد التعريف معرفة كانت مفقودة .. وهذا خلاف التحقيق قطعا!
أخي الفاضل، أشعر أننا قد اقتربنا من نقطة توافق إن شاء الله تعالى
وأنا لم أقل مطلقا إن التصورات كلها ضرورية، فهذا عند النظر لا يمكن أن يستقيم على ساق، وإلا كان الناس جميعا مستوين في التصور، وهذا لا يقوله عاقل.
ولكن الذي أقوله: إن التصورات الموضوعة قد تفيد شيئا لغير من وضعها، ولكن هذا الشيء يُعلم تقليدا حتى يقف سامعه على الدليل الذي استند إليه واضعه فيه.
أما أن يكون الحد أو التصور نفسه دليلا على حجية شيء ما، فهذا هو ما أنازعك فيه.
فأنا لا أنازعك في أن وضع العالم لتعريف معين أو حد معين لشيء معين مفيد لطلبة العلم في ذلك بأن ييسر عليهم تصور هذا الشيء الذي أتعب العالم فكره فيه حتى وضع لهم حده أو تعريفه.
ولكن ما أنازعك فيه هو في كون هذا التعريف أو الحد يمكن الاستناد إليه في الاستدلال على مسألة خلافية؛ فالمقصود أن الحد أو التعريف يستدل عليه لا يستدل به، فهذه هي النقطة التي أناقشك فيها.(/)
النحاة لا فتيا لهم في مواقع الفصاحة والبلاغة!
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:22]ـ
جاء في كتاب " المثل السائر" لابن الأثير (2/ 152) ما يلي:
... وكذلك ورد (أي التكرير) في قوله تعالى في سورة القصص:" فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ".آية 19
فقوله تعالى:" فلما أن أراد أن يبطش " بتكرير أن مرتين دليل على أن موسى عليه السلام لم تكن مسارعته إلى قتل الثاني كما كانت مسارعته إلى قتل الأول، بل كان عنده إبطاء في بسط يده إليه، فعبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى:" فلما أن أراد أن يبطش ".
وجرت بيني وبين رجل من النحويين مفاوضة في هذه الآية؛ فقال:إن أن الأولى زائدة، ولو حذفت فقيل فلما أراد أن يبطش لكان الممعنى سواء، ألا ترى قوله تعالى:" فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ ".وقد اتفق النحاة على أنَّ أنْ الواردة بعد لما وقبل الفعل زائدة،
فقلت له: النحاة لا فتيا لهم في مواقع الفصاحة والبلاغة، ولا عندهم معرفة بأسرارهما، من حيث أنهم نحاة ولا شك أنهم وجدوا أن ترد بعد لما وقبل الفعل في القرآن الكريم , وفي كلام فصحاء العرب فظنوا أن المعنى بوجودها كالمعنى إذا سقطت، فقالوا هذه زائدة، وليس الأمر كذلك، بل إذا وردت لمّا وورد الفعل بعدها بإسقاط أن؛ دل ذلك على الفور، وإذا لم تسقط لم يدلنا ذلك على أن الفعل كان على الفور؛ وإنما كان فيه تراخٍ وإبطاء."
ثم ذكر شرحا مستفيضا عن عدم وجود حروف زائدة في القران ,
الذي أعجبني في هذه المقولة هو النفاذ إلى السر اللغوي للكلمات في القران حتى أنك لتستشف منها نفسيات من قص الله علينا قصصهم.
والله أعلم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 05:40]ـ
نفع الله بك
وجرت بيني وبين رجل من النحويين مفاوضة في هذه الآية؛ فقال:إن أن الأولى زائدة، ولو حذفت فقيل فلما أراد أن يبطش لكان الممعنى سواء،
غريبٌ كلام هذا النحوي
الذي أعلمه أنَّ النحويين عندما يعبرون بالزيادة عن لفظةٍ فإنما يريدون الزيادة من حيث الإعراب لامن حيث المعنى والثمرة
ولعل الشيخ أبا مالك يفتينا في هذا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2007, مساء 07:01]ـ
المشكلة عند ابن الأثير نفسه، وهذا ظاهر في مواضع من الكتاب
فيبدو أنه كان يكره النحويين (ابتسامة)، أو أنه ابتُلِيَ بجماعة ممن يتكلمون بغير علم، فحمله ذلك على أن يطعن في النحو وأهله جملة!!
والأمر كما تفضل الشيخ الحمادي، فالزيادة عند النحويين ليس معناها أن المعنى سواء بها وبغيرها، بل جمهورهم يعنون بالزيادة صحة الكلام بغيرها من جهة اللفظ، وأن اللافظ بغير الزيادة لا يلحن.
ولذلك يقولون في كثير من الأشياء إنها (تزاد للتوكيد)، ولو كان كل ما يصح اللفظ بحذفه يدل على عدم إفادة المحذوف لكان قولنا (إن الله عزيز حكيم) مساويا في المعنى لقولنا (الله عزيز حكيم)، ولكان باب (إن) كله كعدمه في اللغة، وهذا لا يقوله عاقل!
ولذلك ينبغي التنبه للمصطلحات التي يطلقها النحويون وخاصة المتقدمين، فإنهم يستعملون ألفاظا مثل (صلة - حشو - زيادة) وأحيانا يستعملون مثل هذه العبارات في كلام الله عز وجل!!
فيأتي المتأخر فلا يفهم هذا الكلام، ويبدأ يطعن في النحويين بأنهم يزعمون أن كتاب الله فيه زيادة!
وهذا لعله لم يخطر ببال أحدهم فضلا عن أن يدعيه مذهبا!
وقد طعن (ابن سنان الخفاجي) أيضا في (سر الفصاحة) على النحاة في استعمالهم هذه الألفاظ، في كلامه على (ما) من قوله تعالى {فبما رحمة من الله}
وطعن عليهم في موضع آخر بما ينسف علمهم كله!
ومن المعاصرين من جاء يحاول أن يرجع الألفة بين علم النحو وعلم البلاغة فأخطأ من حيث أراد الصواب، فزعم أنه يريد أن يجعلهما علما واحدا! وذلك في كتابه (إحياء النحو)
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 12:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: جزاكم الله خيرا، في كلام ابن الأثير لبس وتلبيس، وإنما النحاة حيث نصوا على الزيادة فقد قصدوا بها التوكيد، فالزيادة تعني زيادة المعنى وخصوا التأكيد من بين المعاني لأنه الأغلب، وقد فسر الزيادة كثير من اللغويين والنحاة، والله أعلم
ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 12:50]ـ
هل لنا أن نجاوب ابن الثير ومن نحا نحوه بقولنا: إن البيانيين لا فتيا لهم في مواقع الصحة والفساد (ابتسامة)
ـ[الليبي أبو محمد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأكيداً لكلام شيخنا أبي مالك فقد ذكر ابن الأثير في أول كتابه هذا أنه يجوز لنا أن نترك علامات الإعراب ونسكن آخر الكلمات في بعض المواضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 03:08]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم
وهذه الهجمة التي هجمها ابن الأثير على النحويين ليست بغريبة على البلاغيين، فقد نحا نحوه (ابتسامة) ابن سنان الخفاجي أيضا فطعن في علم النحويين، وجعله هباء منثورا!(/)
مسائل وجوابات متفرقة في النحو واللغة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أسئلة متفرقة وفوائد متناثرة، كانت تأتيني من الإخوة في أثناء التباحث عرضا، فأحببت أن أجمعها في مكان واحد لتعم الفائدة
وأسأل الله الإعانة والتوفيق، ولا تحرمونا من فوائدكم واستدراكاتكم وتعليقاتكم
وجزاكم الله خيرا
السؤال
هل يصح لغة أن يقال (في ذات الله)
الجواب
نعم، يصح ذلك، وهو معروف في أشعار الصحابة
قال خبيب بن عدي:
فلست أبالي حين أُقتل مسلماً ................... على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ..................... يبارك على أوصال شلو ممزع
وقال حسان بن ثابت:
يا عَينُ فَاِبكي رَسولَ اللَهِ إِذ ذُكِرَت .................. ذاتُ الإِلَهِ فَنِعمَ القائِمُ الوالي
وقال كعب بن زهير:
وَإِنَّ اِغتِرابي في البِلادِ وَجَفوَتي .................. وَشَتمِيَ في ذاتِ الإِلَهِ قَليلُ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:29]ـ
السؤال:
هل يقال (رسائل خمس) أو (رسائل خمسة)
الجواب:
العدد إذا تأخر جاز فيه الأمران احتجاجا بقول الشاعر:
وقائع في مضر تسعة .............. وفي وائل كانت العاشرة
موضع الشاهد قوله (تسعة) مع أن الموصوف (وقائع) مؤنث
قال الشيخ محيي الدين عبد الحميد في حاشية الإنصاف:
"… وفي هذه الحال يتنازعك أصلان: أحدهما اصل العدد ومعدوده الذي بينّاه، وثانيهما أصل النعت ومنعوته وهذا يستلزم تأنيث النعت إذا كان منعوته مؤنثاً، وتذكير النعت إذا كان منعوته مذكراً وأنت بالخيار بين أن تستجيب لي الأصلين، نعني أنه يجوز لك أن تراعي قاعدة العدد والمعدود فتذكّر اسم العدد مع المعدود المؤنث فتقول: الرجال العشرة. ويجوز لك أن تراعي قاعدة النعت مع منعوته فتذكّر اسم العدد مع المنعوت المذكر فتقول: الرجال العشر، وتؤنث مع المؤنث فتقول: النساء العشرة. وعلى هذا يكون قول الشاعر:
............. وقائع في مضر تسعة ..................
قد جاء على أحد الطريقين الجائزين له، وهو طريق النعت مع منعوته".
قلت: وبعض أهل العلم حمل (تسعة) في قول الشاعر على التضمين، وذلك أن الوقائع بمعنى الأيام وهي مذكرة فيجيء العدد مؤنثا على المهيع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:34]ـ
السؤال:
هل يقال الرابعة عشر أو الرابعة عشرة؟
الجواب:
يقال في المذكر الرابع عشر، وفي المؤنث الرابعة عشرة، قال الرضي في شرح الكافية:
((واعلم أن حكم فاعل المذكور ..... حكم سائر أسماء الفاعلين في التذكير والتأنيث، فتقول في المؤنث: الثانية والثالثة والرابعة إلى العاشرة، وكذا في جميع المراتب من المركب والمعطوف، نحو: الثالثة عشرة، والثالثة والعشرون، تؤنث الاسمين في المركب، للمؤنث، كما تذكرهما للمذكر، نحو: الثالث عشر، وإنما ذكروا الاسمين لأنه اسم لواحد مذكر، فلا معنى للتأنيث فيه، بخلاف ثلاثة عشر رجلا، فإنه للجماعة))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:38]ـ
السؤال:
ما مسوغات الابتداء بالنكرة؟
الجواب:
قد أكثر أهل العلم في الكلام على مسوغات النكرة، وقد أوصلها بعضهم لثلاثين، ونظمها العلامة تاج الدين ابن مكتوم القيسي، فقال [كما في الأشباه والنظائر للسيوطي]:
إذا ما جعلت الإسم مبتدءا فقل .................... بتعريفه إلا مواضع نكرا
بها وهي إن عدت ثلاثون بعدها .................... ثلاثتها فاحفظ لكي تتمهرا
ومرجعها لاثنين منها فقل هما .................... خصوص وتعميم أفاد وأثرا
فأولها الموصوف والوصف والذي .................... عن النفي واستفهامه قد تأخرا
كذاك اسم الاستفهام والشرط والذي .................... أضيف وما قد عم أو جا منكرا
كقولك دينار لدي لقائل .................... أعندك دينار فكن متبصرا
كذا كم لإخبار وما ليس قابلا .................... لأل وكذا ما كان في الحصر قد جرا
وما جا دعاء أو غدا عاملا وما .................... له سوغ التفصيل أن يتنكرا
وما بعد واو الحال جاء وفا الجزا .................... ولولا وما كالفعل أو جا مصغرا
وما إن يتلو في جواب الذي نفى .................... وما كان معطوفا على ما تنكرا
وساغ ومخصوصا غدا وجواب ذي .................... سؤال بأم والهمز فاخبر لتخبرا
وما قدمت أخباره وهي جملة .................... وما نحو ما أسخاه في القر بالقرا
كذا ما ولي لام ابتداء وما غدا .................... عن الظرف والمجرور أيضا مؤخرا
وما كان في معنى التعجب أو تلا .................... إذا لِفُجَاةٍ فاحوها تحوِ جوهرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:43]ـ
السؤال:
ما جذر (رمان)، أهو (رمم) أم (رمن)؟
الجواب:
ذهب الخليل بن أحمد إلى أن الألف والنون فيه زائدتان، فوزنه على (فُعلان)؛ قال: نحمله على الأكثر والأكثر زيادة الألف والنون.
وذهب الأخفش إلى أن نونه أصلية، فوزنه على (فُعَّال): قال: فُعال أكثر من فعلان.
قلت: اتفقا في القاعدة، وهي الحمل على الأكثر، ولكن اختلفا في الأكثر
ومعرفة الأكثر تستلزم التتبع والاستقراء لكلام العرب، وقد أجمع العارفون بكلام العرب على أن الخليل بن أحمد من أعلم الناس بكلام العرب وأوسعها تتبعا واستقراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:48]ـ
السؤال:
كيف يعرب الفعل السالم في الأمر، كقولنا: ضُم، وخُط، ونحو ذلك
الجواب:
قال ابن عقيل عن الفعل الأمر الثلاثي:
((إذا أسند إلى الضمير المستتر جاز فيه الأمران الإدغام والفك والفك أكثر استعمالا وهو لغة أهل الحجاز قال الله تعالى {واغضض من صوتك}
وسائر العرب على الإدغام ولكنهم اختلفوا في تحريك الآخر:
- فلغة أهل نجد فتحُه قصدا إلى التخفيف ولأن الفتح أخو السكون المنقول عنه وتشبيها له بنحو أين وكيف مما بني على الفتح وقبله حرف ساكن فهم يقولون غُضَّ وظِلَّ وخَفَّ
- ولغة بني أسد كأهل نجد إلا أن يقع بعد الفعل حرف ساكن فإن وقع بعده ساكن كسروا آخر الفعل فيقولون غُضَّ طرفك وغضِّ الطرف
- ولغة بني كعب الكسر مطلقا فيقولون غُضِّ طرفك وغُضَّ الطرف
- ومن العرب من يحرك الآخر بحركة الأول فيقولون غُضُّ وخِفِّ وظَلَّ))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:53]ـ
السؤال:
ما معنى كلمة (محايد)، وما مادتها الأصلية في المعجم؟
الجواب:
في لسان العرب: حايده محايدة: جانبه
وفي تاج العروس: حايَدَهُ مُحَايَدَةً وحِياداً بالكسر: جانَبَهُ
وفي أَساس البلاغة: حايده: مالَ عنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 03:55]ـ
السؤال:
كيف تبني (جزاك) للمجهول؟ جزيت أو جوزيت؟
الجواب:
فالفعل (جزى) ثلاثي، والمبني للمجهول منه (جُزِي)، فتقول: جزيت
أما الفعل (جَازَى) الرباعي، فالمبني للمجهول منه (جُوزِيَ)، فتقول: جوزيت
وهذا الأمر قياس مطرد في كتب الصرف فلا يحتاج لمراجع
فلو فتحت أي كتاب في الصرف لوجدت فيه نحوا من ذلك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:00]ـ
السؤال:
هل يقال (الديوان الملكي) بفتح اللام أو بكسرها؟ وما الفرق بين النسبة إلى (ملَك) و (ملِك)؟
الجواب:
الصواب فتح اللام في الحالين، فالنسبة إلى (ملَك) بفتح اللام بلا إشكال.
والنسبة إلى (ملِك) بكسر اللام هي (ملَكي) بفتح اللام، كما قال العرب: (إبَلي) بفتح الباء نسبة للإبل بكسرها استيحاشا لتوالي الكسرات، وكما قالوا: (نَمَري) في النسبة إلى (نَمِر)، وهذا قياس مطرد في كلام العرب في هذا ونحوه.
قال السيوطي في الهمع:
((إذا نسبت إلى فَعِل بفتح الفاء وكسر العين ... فتحت العين كنمر ونمري
وقال أبو حيان: ولا أعلم خلافا في وجوب فتح العين في نحو نمر وإبل ودئل إلا ما ذكره طاهر القزويني في مقدمة له أن ذلك على جهة الجواز وأنه يجوز فيه الوجهان.
وقد تفتح العين المكسورة من الرباعي كتغلِب وتغلَبي ويثرب ويثرَبي ومشرق ومغرب ومشرَقي ومغرَبي.
وقد اختلف في قياس ذلك على قولين: أحدهما وهو مذهب الخليل وسيبويه أنه شاذ يحفظ ما ورد منه ولا يقاس عليه.
والثاني أنه مطرد ينقاس وعزي إلى المبرد وابن السراج والرماني والفارسي والصيمري وجماعة .... )) إلخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:05]ـ
السؤال:
هل يجوز أن يتسمى الذكور بـ (تيمية)، أو هي مؤنثة لدخول تاء التأنيث عليها؟
الجواب:
الأصل في دخول التاء على الاسم أن تكون للتفريق بين المذكر والمؤنث، وخصوصا في المنسوب، و (تَيْم) قبيلة، والنسب إليها (تيمي) في المذكر و (تيمية) في المؤنث، وهو قياس مطرد في القياس للأماكن والبلدان كـ (مغربي) و (سعودي) و (مصري) ... إلخ. ولا يقال (مغربية) ولا (سعودية) ولا (مصرية) ويراد بها المذكر فيما أعلم.
وقد تدخل التاء للتفريق بين الواحد والجمع فتشمل المذكر والمؤنث، وذلك مثل (نملة) و (نحلة) و (نخلة) ... إلخ، فالتاء هنا يقول العلماء إنها للإفراد لأنها تفرق بين الواحد وجمعه، فإذا حذفت التاء عادت الكلمة جمعا.
وقد تدخل التاء في الوصف المذكر للمبالغة كقولهم فلان علامة وفهامة ونسابة ورحالة ... إلخ
وقد تدخل التاء على بعض الأعلام المذكرة مثل (طلحة) و (عقبة) و (عروة) ... إلخ.
وهذا يكون بنقل الاسم من معناه اللغوي إلى العلمية، فالطلحة في اللغة هي الموزة، وبها سمي الرجل، وهكذا في باقي الأسماء.
وقد تدخل التاء لمعاني أخر كالقطعة من الشيء وذلك نحو قولهم: الجبنة قطعة من الجبن.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:21]ـ
السؤال:
هل يقال (مارِيَة) بتخفيف الياء أو (ماريّة) بتشديدها
الجواب:
الصواب في الاسم أن يكون بالتخفيف، وفي الصفة أن تكون بالتشديد
قال حسان بن ثابت:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ............. قبر ابن مارِيَةَ الكريم المفضل
وقال الحارث بن حلزة:
فهلا سعيت لصلح الصديق ........... كسعي ابن مارِيَةَ الأقصمِ
وقال الحافظ في مقدمة الفتح: (قوله: كنيسة يقال لها ’مارِيَة‘: بتخفيف الياء، وهو نظير اسم سرية النبي صلى الله عليه وسلم) ..
وفي لسان العرب: امرأة مارِيَّة بيضاءُ بَرَّاقَة، وماريّة بالتشديد: هي القطاة الملساء
وقال ابن أحمر:
كأنها بنقا العزاف طاوية .......... لما انطوى بطنها واخروط السفرُ
مارِيَّة لؤلؤان اللون أودها .......... طل وبنّس عنها فرقدٌ خصرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:22]ـ
السؤال:
هل يوجد اسم آخره حرف العلة الواو؟
الجواب:
نص العلماء على أنه لا يوجد في كلام العرب كلمة آخرها واو مضموم ما قبلها.
قال ابن عقيل:
((الاسم لا يكون في آخره واو قبلها ضمة.
نعم إن كان مبنيا وجد ذلك فيه نحو هو ولم يوجد ذلك في المعرب إلا في الأسماء الستة في حالة الرفع نحو جاء أبوه وأجاز ذلك الكوفيون في موضعين آخرين أحدهما ما سمي به من الفعل نحو يدعو ويغزو والثاني ما كان أعجميا نحو سمندو وقمندو))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:24]ـ
السؤال:
لماذا تظهر الحركة الإعرابية على حرف الياء في كلمة علي مع أنه حرف علة فنقول جاء عليٌ و رأيت علياً و مررت بعليٍ ومن المعلوم أن الياء من حروف العلة التي لا تظهر عليها الضمة والكسرة للثقل وتظهر عليها الفتحة لخفتها؟
الجواب:
قولك (من المعلوم أن الياء من حروف العلة التي لا تظهر عليها الضمة والكسرة للثقل وتظهر عليها الفتحة لخفتها)
كلامك هذا ليس على إطلاقه يا أخي، فهو ينطبق على الاسم المنقوص الذي آخره ياء مد، وياء المد يكون ما قبلها مكسورا، نحو (القاضي).
وإذا نظرنا إلى المثال الذي ذكرته هنا (علي) وجدناه ليس اسما مقصورا لتنطبق عليه القاعدة لأن آخره ياء مشددة، والياء المشددة في الحقيقة ياءان: الأولى منهما ساكنة.
وفي الحديث ( ... وأحسن الهديِ هديُ محمد) فظهرت الكسرة على الياء الأولى والضمة على الياء الثانية وليس فيها أي ثقل.
قال ابن عقيل:
((فالمنقوص هو الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة قبلها كسرة نحو المرتقي فاحترز بالاسم عن الفعل نحو يرمي وبالمعرب عن المبني نحو الذي وبقولنا قبلها كسرة عن التي قبلها سكون نحو ظبي ورمي فهذا معتل جار مجرى الصحيح في رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:26]ـ
السؤال:
ما علة من ينسب الأسروي إلى الأسرة والغابوي إلى الغابة؟
الجواب:
ظاهر السؤال أن في المسألة قولين، وأن السؤال عن علة هذا القول، وليس الأمر كذلك!
فهذه الكلمات وما كان نحوها من موضوعات المعاصرين، مثل (وحدوي) و (سلطوي).
ولعل مستندهم في ذلك التحديد وعدم الاشتباه بالنسب لكلمات أخرى.
وكذلك الوضوح وسهولة الفهم - زعموا.
ولا أعلم لهم سلفا من علماء اللغة في ذلك
ولذلك فكثير من المعاصرين أيضا من أهل اللغة على المنع من ذلك.
وإن تعجب فعجب ما ذهب إليه مجمع اللغة العربية القاهري في دورته الثانية والأربعين إلى جواز ذلك.
قالوا: (يجاز استعمال الوحدوي والوحدويةن نسبا على غير قياس إلى الوحدة)!!!
على غير قياس!!
هذا والله العجب العجاب، ما معنى (على غير قياس)؟ معناه أن هذا مما سمع عن العرب وخرج عن القواعد المعروفة، وليس معناه ما أفرزته اجتماعات المجمع اللغوي!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 04:29]ـ
السؤال:
اختلف بعض الإخوة في كتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)، ما سبب نصب (مخالفة)،
فمنهم من قال: إن المصدر (اقتضاء) يعمل عمل الفعل، فتكون (مخالفة) منصوبة على المفعولية، وقال آخر بل هي منصوبة بنزع الخافض، وقال ثالث: بل هي منصوبة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف! وقال الأخير بل هي مرفوعة على أنها خبر! وكأن الصحيح الأول، فهل ها بعده خطأ لا وجه لصحته؟
الجواب:
-- القول الأول:
وهو أنها مفعول به للمصدر (اقتضاء) هو الصحيح؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله فيرفع الفاعل وينصب المفعول.
-- والقول الثاني:
وهو القول بالنصب على نزع الخافض فيه نظر؛ لأن جماهير أهل اللغة جعلوا النصب بنزع الخافض مقصورا على السماع، ومع ذلك فلا يصح هنا حتى لو كان النصب بنزع الخافض مطردا؛ لأنه لا يصح تقدير خافض هنا، لأن الفعل (يقتضي) يتعدى بنفسه، فلا تقول (يقتضي لمخالفة ... )
وقد يصح ذلك على وجه من قال إنها لام التقوية التي تدخل على المفعول إذا ضعف الفعل عن التعدي بنفسه كأن يطول الفصل أو نحو ذلك. ولكن لا يخفى ما في ذلك من التمحل والتكلف.
-- والقول الثالث:
بأنها مفعول مطلق لفعل محذوف لا يصح لأن العلماء إنما يقدرون المحذوف إن كان هناك ضرورة وداعٍ له لا يصح المقام بدونه.
مثاله ما قاله سيبويه في (إذا السماء انشقت) بأن السماء فاعل لفعل محذوف تقديره (انشقت) دل عليه الفعل الثاني (انشقت) وإنما قال ذلك لأن (إذا) عنده لا تدخل إلا على الجملة الفعلية، ولذلك احتاج لهذا التقدير، وأما الكوفيون فعندهم أن (إذا) تدخل على الاسمية كما تدخل على الفعلية، فلا يحتاجون هنا لتقدير محذوف.
-- والقول الرابع:
أنها مرفوعة على أنها خبر، فهذا الكلام صحيح من جهة المعنى، ولكنه فاسد من جهة الصناعة الإعرابية، فأنت مثلا إذا قلت: قائم الرجل، فقائم اسم فاعل، والرجل فاعل سد مسد الخبر، فهذا من جهة الإعراب، وإنما هو خبر من جهة المعنى. وكذلك قولك: أكلتُ قاعدًا، فـ (قاعدا) حال، ولكنه من جهة المعنى إخبار عن الآكل. فاتضح الفرق بين المعنى والإعراب.
فكلمة (مخالفة) هي مفعول به من جهة الإعراب لأن الفعل (يقتضي) يقتضي مفعولا، ولا يتم معناه بدونه، فكأنك قلت: الصراط المستقيم يقتضي مخالفةَ أصحاب الجحيم.
وقد أشار لهذه الفائدة - وهي اختلاف المعنى والإعراب ابن جني في الخصائص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[22 - Mar-2007, صباحاً 10:42]ـ
زادك الله من فضله، ورفعك بتواضعك، وأكرمك لإفادتك.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 12:56]ـ
جميل
أحسن الله إليك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Mar-2007, مساء 03:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم، وبارك الله فيكم.
السؤال
هل يصح لغة أن يقال (في ذات الله)
الجواب
نعم، يصح ذلك، وهو معروف في أشعار الصحابة
في الصحيحين عن النبي (ص) قال: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
وفي المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبًا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ فِي ذَاتِ اللَّه ... وغيرها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:49]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام
السؤال:
ما طريقة ترتيب (مقاييس اللغة) لابن فارس، وكيف يبحث فيه؟
الجواب:
الناظر بدأة ذي بدء في (مقاييس اللغة) يحسبه جرى على طريقة الترتيب بحسب أوائل الحروف، كصنيع الزمخشري في أساس البلاغة والفيومي في المصباح المنير، ولكن الحقيقة أن ترتيبه أعقد من هذا، كما قال العلامة عبد السلام هارون في مقدمة تحقيقه:
((جرى ابن فارس على طريقة فاذَّةٍ بين مؤلفي المعجم، في وضع معجميه: المجمل والمقاييس. فهو لم يرتّب موادهما على أوائل الحروف وتقليباتها كما صنع ابن دريد في الجمهرة، ولم يطردها على أبواب أواخر الكلمات كما ابتدع الجوهري في الصحاح، وكما فعل ابن منظور والفيروزاباديّ في معجميهما، ولم يَنْسُقْها على أوائل الحروف فقط كما صنع الزمخشري في أساس البلاغة، والفيومي في المصباح المنير. ولكنه سلك طريقاً خاصَّاً به، لم يفطن إليه أحد من العلماء ولا نَبَّه عليه. وكنت قد ظننت أنه لم يلتزم نظاماً في إيراد المواد على أوائل الحروفِ، وأنه ساقها في أبوابها هملاً على غير نظام. ولكنه بتتبُّع المجمل والمقاييس ألفَيْته يلتزم النظام الدقيق التالي:
1 ـ فهو قد قسم مواد اللغة أوَّلاً إلى كتب، تبدأ بكتاب الهمزة وتنتهي بكتاب الياء.
2 ـ ثم قسم كل كتاب إلى أبواب ثلاثة أولها باب الثنائي المضاعف والمطابق، وثانيها أبواب الثلاثي الأصول من المواد، وثالثها بابُ ما جاء على أكثر من ثلاثة أحرفٍ أصلية.
3 ـ والأمر الدقيق في هذا التقسيم أن كل قسم من القسمين الأوَّلين قد التُزم فيه ترتيب خاص، هو ألا يبدأ بعد الحرفِ الأوَّل إلا بالذي يليه، ولذا جاء بابُ المضاعف في كتاب الهمزة، وباب الثلاثي مما أوله همزة وباء مرتباً ترتيباً طبيعياً على نسق حروفِ الهجاءِ.
ولكن في "باب الهمزة والتاء وما يثلثهما"، يتوقع القارئ أن يأتي المؤلف بالمواد على هذا الترتيب: (أتب، أتل، أتم، أتن، أته، أتو، أتي)، ولكن الباء في (أتب) لا تلي التاء بل تسبقها، ولذلك أخرها في الترتيب إلى آخر الباب فجعلها بعد مادة (أتي).
وفي باب التاء من المضاعف يذكر أوَّلاً (تخ) ثم (تر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى التاء والباء (تب)، لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الخاء.
وفي أبواب الثلاثي من التاء لا يذكر أولاً التاء والهمزة وما يثلثهما، بل يؤخر هذا إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بباب التاء والجيم وما يثلثهما، ثم باب التاء والحاء وما يثلثهما، وهكذا إلى أن ينتهي من الحروف، ثم يرجع أدراجه ويستأنف الترتيب من باب التاء والهمزة وما يثلثهما؛ وذلك لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الجيم. وتجد أيضاً أن الحرفَ الثالث يراعى فيه هذا الترتيب، ففي باب التاء والواو وما يثلثهما يبدأ بـ (توي) ثم (توب) ثم (توت) إلى آخره، وذلك لأن أقرب الحروفِ التي تلي الواو هو الياء.
وفي باب الثاء من المضاعف لا يبدأ بالثَّاء والهمزة ثم بالثَّاء والباء، بل يُرْجئ ذلك إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بالثَّاء والجيم (ثج) ثم بالثَّاء والراء (ثر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يستَأنف الترتيب بالثَّاء الهمزة (ثأ) ثم بالثَّاء والبَاء (ثب).
وفي أبواب الثلاثي من الثَّاء لا يبدأ بالثَّاء والهمزة وما يثلثهما ثم يعقّب بالثَّاء والباء وما يثلثهما، بل يدع ذلك إلى أواخر الأبواب؛ فيبدأ بالثَّاء والجيم وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى الأبواب التي تركها. وتجد أيضاً أن الحرف الثَّالث يراعى فيه الترتيب، ففي باب الثَّاء واللام وما يثلثهما يكون هذا الترتيب (ثلم، ثلب، ثلث، ثلج) … الخ.
وفي باب الجيم من المضاعف يبدأ بالجيم والحاء (جح) إلى أن تنتهي الحروف (جو) ثم ينسقُ بعد ذلك؛ (جأ، جب).
وفي أبواب الثلاثي من الجيم يبدأ بباب الجيم والحاء وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يذكر باب الجيم والهمزة وما يثلثهما، ثم باب الجيم والباء، ثم الجيم والثاء، مع مراعاة الترتيب في الحرف الثالث، ففي الجيم والنون وما يثلثهما يبدأ أوّلاً بـ (جنه) ثم (جني) ويعود بعد ذلك إلى (جنأ، جنب، جنث) الخ.
هذا هو الترتيب الذي التزمه ابن فارس في كتابيه "المجمل" و"المقاييس". وهو بِدْع كما ترى))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:52]ـ
السؤال:
إذا التقى ساكنان فإننا نحرك الأول منهما، فنقول مثلا: اكتبِ الدرس (بكسرة تحت الباء)، ونقول منَ المدينة (بفتحة فوق النون) ... والسؤال: لماذا الكسرة في الأولى والفتحة في الثانية؟ هل هنالك قاعدة تحكم ذلك؟
الجواب:
إذا التقى ساكنان فإننا نحرك الأول، وهذا التحريك له أحوال:
فإذا كان التقاء الساكنين من كلمتين نحو ما ذكره أخونا الكريم فإن التحريك يكون بما يخالف حركة الحرف السابق للساكين فإذا كان فتحا أو ضما تحرك بالكسر، وإذا كان كسرا تحرك بالفتح، ولا تحرك بالضم في الحالتين.
فتقول: (مَنِ الذي) و (مِنَ الشيطان) لأن الميم في الأولى مفتوحة وفي الثانية مكسورة.
وهذا هو مهيع كلام العرب ومنه الكثير في كتاب الله عز وجل. ولا أعرف هل ورد خلافه أو لا؟ ولكنه على كل حال ليس بالمشهور.
أما إذا كان تحريك التقاء الساكنين في كلمة واحده كما في حديث (إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم)
فقد اختلف فيه الكوفيون والبصريون، فالبصريون يحركونه بالضم، والكوفيون يحركونه بالفتح، والمشهور في رواية الحديث كما ذكر الإمام النووي هو الفتح. وهذا ما أرجحه لأنه أخف الحركات، وإن كان البصريون يرون الضم أولى لأن الراء مضمومة والهاء مضمومة، فتوالي الضمات عندهم أخف من الخروج من ضم إلى فتح ثم إلى ضم مرة أخرى.
وينظر أيضا ما ذكر في المشاركة (6)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:54]ـ
السؤال:
هل يأتي الفعل المضارع بعد (إذا الشرطية)؟؟
الجواب:
نعم، قال ابن هشام:
إيلاؤها الماضي أكثر من المضارع، وقد اجتمعا في قوله [وهو أبو ذؤيب الهذلي]:
والنفس راغبة إذا رغبتها ......... وإذا ترد إلى قليل تقنع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:56]ـ
السؤال:
ما أصل هذه التعبيرات: (يدور في حلقة مفرغة)، (ضرب أخماسا في أسداس)، (الطابور الخامس)؟
الجواب:
(يدور في حلقة مفرغة) يعني - والله أعلم - أن هذه الحلقة لا علامة فيها تدل على ابتداء أو انتهاء، فهي مفرغة من كل شيء، فالذي يدور فيها لن يعرف متى ينتهي ولا من أين بدأ، فسيظل يدور ويدور بلا نهاية.
(ضرب أخماسا في أسداس) هذا التعبير مشهور عند العامة، ويعنون به الحيرة والتخبط، والمعروف عند العرب (ضرب أخماسا لأسداس) ومعناه استعمل أوجه المكر والحيلة، فالعامة أخطئوا في اللفظ والمعنى جميعا.
(الطابور الخامس) استعمل هذا المصطلح لأول مرة في أثناء الحرب الأهلية الأسبانية حين صرَّح إميليو مولا، وهو لواء تحت قيادة فرانكو، قائلاً "لي أربعة طوابير تتحرك في اتجاه مدريد، وطابور خامس سينهض من داخل المدينة نفسها". (المصدر: الموسوعة العربية العالمية).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:57]ـ
السؤال:
لماذا يقال: إن صاحب الحال لا بد أن يكون معرفة؟
الجواب:
صاحب الحال لا بد أن يكون معرفة؛ لأن الحال إخبار في المعنى، وصاحب الحال مخبر عنه في المعنى، فأشبه المبتدأ، وأشبهت الحال الخبر، فلهذا لا يكون صاحب الحال إلا معرفة، إلا إذا وجد شيء من مسوغات الابتداء بالنكرة فحينئذ يجوز أن يكون صاحب الحال نكرة.
وأبو حيان له رأي في مجيء صاحب الحال نكرة بلا قيد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:58]ـ
السؤال:
ما معنى الفعل (ترى) بضم التاء وفتح الراء في قولنا: (ترى لو حدث كذا وكذا، ماذا كنت ستفعل؟)، وما أصله أيضا؟
الجواب:
(تُرى) هو فعل مبني للمجهول معناه (أنت تُرى) وأصله المبني للمعلوم هو (أَرَى) كقولك: أريته كذا أُريه كذا، فهو يُرَى كذا، فأنت إذا قلت: (أُرى كذا) أي ألقي في رُوعي كذا، وأنت تُرَى كذا أي ألقي في روعك كذا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 07:59]ـ
السؤال:
من أهم الأدلة التي نستدل بها على أن القرآن كلام الله، وليس من صنع محمد، صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله كان أميا، فكيف يمكن له أن يكتب ذلك القرآن مع ما فيه من فصاحة وبلاغة؟ ولكننا عندما نتحدث عن الحديث النبوي الشريف نقول: إن الرسول هو أفصح العرب، لهذا فأحاديثه تحتل مرتبة عالية من مراتب الفصاحة والبلاغة. وسؤالي، الذي سألني إياه أحد غير المسلمين، هو: أليس هناك تناقض بين القولين؟
الجواب:
لا تناقض بينهما؛ وذلك لأن فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم لا يُتحدى بها، ولا نقدر أن نقول لأحد العرب: إنك لا تستطيع أن تقول كلاما فصيحا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب، ولكن لم يشرع لنا أن نتحدى الكفار بهذه الفصاحة ولم يدع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الصحابة فمن تبعهم.
أما القرآن فبلاغته يُتَحَدَّى بها، فهي أمر لا طاقة للبشر بالوصول إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم نفسه لا يستطيع أن يأتي بمثل هذا القرآن، بدليل قوله تعالى: {وادعوا من استطعتم من دون الله}
أرجو أن أكون وفقت في الجواب، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:01]ـ
السؤال:
لماذا يسمى الفعل المعتل الأول مثالا؟
الجواب:
بحثت طويلا عن جواب هذا السؤال فلم أجده، ثم وجدته في (دستور العلماء 3/ 203) قال:
(( ... فإن كان فاءً يسمى مثالا لمماثلته الصحيح في عدم الإعلال والصحة وهذا هو مراد من قال لاحتمال ماضيه ثلاثة حركات بخلاف ماضي الأجوف والناقص))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:09]ـ
السؤال:
في بعض الأحيان يعبر عن المفرد بصيغة الجمع، والسؤال ما السبب؟؟ الذي أعرفه أن هذا الأسلوب للتعظيم فهل هناك أسباب أخرى يستخدم الجمع ويراد منه المفرد؟
الجواب:
ذكر غير واحد من أهل العلم أن هذا الأسلوب يستخدم للتواضع أيضا؛ منهم ابنُ السِّيد البَطَلْيَوْسِي والإمامُ النووي، وذلك في مثل قول العالم: روينا، وسمعنا، وحكينا، وذكرنا، ومذهبنا ... إلخ.
وتأويله أن يكون معناه: رأى أهل طريقتنا، وحكى أصحابنا، وذهب إليه أتباعنا ... إلخ.
واستعماله للتعظيم خاص بالله عز وجل، ثم بمن تولى ولاية عظيمة كالملوك ونحوهم.
قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر}، وقال تعالى: {قال رب ارجعونِ}
وقال سليمان: {اذهب إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها}
وأما ضد ذلك وهو التعبير عن الجمع بصيغة المفرد فكثير في كلام العرب ولا نطيل بذكره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:12]ـ
السؤال:
هل يقال في جمع موضوع (مواضيع)؟ أو الصواب (موضوعات)؟
الجواب:
هذه مسألة خلافية، وسبب الخلاف أن اسم المفعول الباقي على مفعوليته لا يجوز تكسيره، لا تقول في جمع مضروب مضاريب ولا في جمع مقتول مقاتيل ولا في جمع معقول معاقيل.
أما إذا تحول المفعول إلى الاسمية فإنه يجوز تكسيره كما تقول: (مفعول ومفاعيل، (مجهول ومجاهيل).
فإذا جئنا إلى كلمة (موضوع) نجد من جوز جمعها على (مواضيع) رجح جانب الاسمية فيها، ومن منع من ذلك ذهب إلى أنها باقية على المفعولية.
ولعل هذا القول هو الأرجح، والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:14]ـ
السؤال:
هل يقال (شيء رئيسي) أو (شيء رئيس)؟ وما سبب المنع في الأولى؟
الجواب:
سبب المنع أن كلمة (رئيس) صفة، وأنت إذا أردت الوصف قلت: هذا الشيء كبير، أو صغير ولم تقل كبيري ولا صغيري، فكذلك تقول: رئيس لا رئيسي.
وقد حاول بعض المعاصرين تصحيح هذه الكلمة بذكر ما ورد عن العرب من المنسوب الذي تكون فيه ياء النسب زائدة كأحمر وأحمري ودوار ودواري وأسود وأسودي ... إلخ.
وهذا الكلام واضح الخطأ؛ لأن إجماع العلماء منعقد على أن تلك الألفاظ مقصورة على السماع ولا يقاس عليها مهما كثرت.
ولكن يمكن تصحيح الكلمة من وجه آخر، وهو أن تكون منسوبة إلى الرئيس الذي هو الاسم لا الصفة، فأنت تقول: فلان رئيس القوم، فالأشياء الرئيسية معناها المنسوبة للرئيس، وكما هو معلوم أن شرف المضاف بما يضاف إليه. والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:15]ـ
السؤال:
هل تجمع (نية) على (نوايا)؟
الجواب:
جمع النية (نيات)، وهذا هو المعروف في كلام العرب، ومنه الحديث المشهور (إنما الأعمال بالنيات).
وقد حاول بعض المعاصرين، وهو (محمد خليفة التونسي) في مقال له أن يصحح هذا الجمع، واحتج بأدلة من نوع المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة.
فالصواب أن قول العامة (نوايا) لا أصل لها ولا تصح من جهة السماع ولا من جهة القياس.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:22]ـ
السؤال:
لماذا أنكر الأصمعي قولهم (شتان ما بينهما)، مع أنه ورد في قول الشاعر:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم والأغر بن حاتم
الجواب:
لا يصح الاحتجاج على الأصمعي بهذا البيت.
فقد جاء في لسان العرب (ش ت ت) وأدب الكاتب (ص 263) وتقويم اللسان (ص 127 - 128) وإعراب ثلاثين سورة (ص 108) والمزهر (1/ 318) ما حاصله:
أن الأصمعي أبى (شتان ما بينهما) فقال له أبو حاتم: فأنشدته قول ربيعة الرقي:
لشتان ما بين اليزيدين ....
فقال: ليس ببيت فصيح يلتفت إليه والحجة الجيد قول الأعشى:
شتان ما يومي على كورها **** ويوم حيان أخي جابر
وقال ابن السيد البطليوسي في شرح أدب الكاتب (2/ 222):
((هذا قول الأصمعي وإنما لم ير البيت الثاني حجة لأنه لربيعة الرقي وهو من المحدثين)).
وأنا لا أعني أن الإنكار على الأصمعي خطأ، وإنما أعني أن هذا البيت لا يَرِدُ عليه. والأصمعي كان معروفا بالتشدد في هذا الباب، قال ابن السيد في الكتاب السابق:
((وقد أنكر الأصمعي أشياء كثيرة كلها صحيح، فلا وجه لإدخالها في لحن العامة من أجل إنكار الأصمعي لها)).
وأفضل من رد على الأصمعي في هذه المسألة العلامة (ابن بري) في حواشيه على الصحاح، فقد ذكر الشواهد على ذلك من كلام العرب، فانظرها في اللسان.
وقد تفرد الأصمعي بالمنع في هذه المسألة، وليس معنى تفرده ألا يوافقه أحد من أهل اللغة إنما معناه تفرده عن أهل الترجيح والاجتهاد.
أما من يقلدون قوله فإنهم لا يزيدونه قوة من أمثال ابن قتيبة في أدب الكاتب - وتبعه السيوطي في المزهر - والحريري في الدرة وابن الجوزي في تقويم اللسان، والجوهري في الصحاح - وتبعه الرازي في المختار - فهؤلاء نقلوا قول الأصمعي كالمقلدين له، فلا يعد قولهم تقوية لقول الأصمعي.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:25]ـ
السؤال:
هل صحيح ما يقوله بعضهم من أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس؟
الجواب:
شاع عند بعض المعاصرين من الدارسين أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس، وبعضهم يقول إن البصريين يشبهون أهل الأثر والكوفيين يشبهون أهل الرأي.
وهذا الكلام عند التأمل لا يثبت على النقد ولا ينطبق على الواقع؛
فلننظر لماذا أطلقوا على البصريين أهل السماع ولماذا أطلقوا على الكوفيين أهل القياس؟
الملاحظ عند البصريين أنهم يتثبتون في السماع فلا يقبلون منه إلا ما ثبت وكثر في كلام العرب، ولا يقيسون على أي نص ورد عن العرب إلا إن كان فاشيا في كلامها معروفا بالنقل الصحيح
ومن هنا أطلق عليهم (أهل السماع)
أما الكوفيون فهم كانوا يحتجون أحيانا بالشاهد الواحد ويقيسون عليه في النحو، ولا يشترطون أن يكون فاشيا كثيرا في كلام العرب.
ومن هنا أطلق عليهم (أهل القياس)
ولكن الذي يتأمل بعض التأمل يتضح له أن هذا الكلام السابق فيه نظر؛
ولذلك نجد فريقا آخر من الدارسين يطلقون على البصريين أهل القياس ويطلقون على الكوفيين أهل السماع.
وبنوا هذا على أن البصريين قعدوا القواعد والأصول والأقيسة وردوا ما ورد من الشواهد إذا خالفت المعروف الشائع من كلام العرب، فهم بذلك قدموا القياس على السماع، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل القياس.
وأما الكوفيون فكانوا لا يعبأون بالأقيسة إذا خالفت ما ورد عن العرب، فيقدمون ما ورد عن العرب وإن خالف القياس ويجيزونه أو يجعلون له بابا من كلام العرب، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل السماع.
إن المتأمل في الطريقتين السابقتين يتضح له أن الأخيرة هي الأقرب للصواب.
وكذلك إذا تأملنا وجه الشبه بين المدارس النحوية والمدارس الفقهية وجدنا أن الأقرب للنظر أن يكون البصريون مشابهين لمدرسة الرأي لأن أهل الرأي كانوا يضعون الأقيسة والقواعد ثم يردون بعض النصوص إذا خالفت هذه القياسات.
أما أهل الأثر فهم يقدمون النص على القياس حتى وإن لم يكن للنص قياس يعرف أو لم يكن النص مشهورا في الرواية.
أما أهل الرأي فاشترطوا بعض الاشتراطات كأن يكون الراوي فقيها أو أن يشتهر الحديث بدعوى أنه مما تعم به البلوى فلو كان موجودا لنقل واشتهر، وأشباه هذا الكلام الذي يأباه أهل الأثر.
فكذلك البصريون لم يكونوا بقبلون الرواية من أي أحد خاصة إن خالفت القياسات والقواعد التي قعدوها، والمسألة الزنبورية المشهورة بين سيبويه والكسائي من المسائل المشهورة جدا في هذا الباب، فقد ذكر سيبويه أنه لا يقال (فإذا هو إياها) والصواب (فإذا هو هي) لأنه لا وجه للنصب، أما الكسائي فاحتج بكلام أربعة من الأعراب المشهورين عند الكوفيين والبصريين، ولم يعبأ الكسائي بعدم وجود وجه للنصب.
فنلاحظ هنا أن سيبويه قدم القياس على السماع، والكسائي قدم السماع على القياس.
والله تعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:28]ـ
السؤال:
ما معنى قولهم (من باب أولى)
الجواب:
قولنا (من باب أولى): كلمة (باب) مضافة إلى كلمة (أولى) ولكن لا تظهر علامة الإعراب على (أولى) لمكان الألف المقصورة.
وكلمة (أولى) هنا علم منقول لكثرة الاستعمال، وذلك أن الناس كثيرا ما يقولون: كذا أولى من كذا، كذا أولى من كذا، فصار كلام الناس في أشباه هذه المسائل كأنه باب مستقل من العلم يطلق عليه باب (أولى).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:29]ـ
السؤال:
ما معنى قولنا (كذا عبارة عن كذا)
الجواب:
قولنا (كذا عبارة عن كذا). العبارة بمعنى التعبير وهو التأويل، يقال: عَبَر الرؤيا يعبرها عَبْرًا وعِبَارَةً أي أولها، وعبَّر يُعَبِّرُ تعبيرا.
فقولك (كذا عبارة عن كذا) بمعنى أن (كذا) يُعَبَّرُ به عن (كذا).
فإذا قلت: (الصلاة عبارة عن الصلة بين العبد وربه) فمعناه: كلمة (الصلاة) تعبر عن هذا المعنى وهو (الصلة بين العبد وربه).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:29]ـ
السؤال:
هل قولنا (يُوجَد كذا وكذا) صحيح لغة؟
الجواب:
الفعل (يُوجَد) مبني للمجهول، وأصله (وُجِدَ) الثلاثي، واستعماله صحيح فصيح.
قال معاوية بن مرداس:
فهل يشكرن أبو سلامة نعمتي *********** وظني به أن سوف يوجد شاكرا
وقال عمرو بن شأس:
نَعلو بِهِ صَدرَ البَعيرِ وَلَم *********** يُوجَد لَنا في قَومِنا كِفلُ
وقال ضابئ البرجمي:
وقائِلَة لا يُبْعِدُ اللّهُ ضابئاً ********** إِذا القِرْنُ لَمْ يُوجَدْ له مَنْ يُنازلُهْ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:30]ـ
السؤال:
ما معنى (مسقط رأس الإنسان)
الجواب:
كلمة (مسقط) إما مصدر ميمي للفعل سَقَط، تقول: سقَط يسقُط سُقوطا ومَسْقَطا، أو هي اسم مكان من (سقَط) ومعلوم أن اسم المكان المشتق من الثلاثي المضموم يكون مفتوحا.
فمعنى (مسقط رأس الإنسان) أي المكان الذي سقطت رأسُه فيه من بطن أمه، وهي كناية عن مولده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:31]ـ
السؤال:
قولنا (يصوم المسلمون رمضان) ... هل (رمضان) مفعول به أم ظرف زمان؟
الجواب:
قولنا (يصوم المسلمون رمضان) فيه حذف مقدر، والتقدير (يصوم المسلمون شهر رمضان) فهو نائب عن ظرف الزمان، من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مكانه، كما تقول (سافرتُ الخميسَ ورجعتُ الجمعةَ)، والتقدير (سافرتُ يومَ الخميسِ ورجعتُ يومَ الجمعةِ).
أما إذا صرفتَ رمضان، فحينئذ يكون مفعولا به، فتقول (يصوم المسلمون رمضانًا) أي يصومون رمضانا من الرمضانات في سنة من السنين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:39]ـ
السؤال:
هل (أبان) مصروف أو ممنوع من الصرف؟
الجواب:
في القاموس وشرحه أنه مصروف وأنه على وزن (سَحَاب) وحققه الدماميني وابن مالك
والمشهور عند النحاة والمحدثين المنع للعلمية ووزن الفعل.
وبحث المحققون في الوزن لأَنَّه إذا كان ماضِياً فلا يكونُ خاصًّا أَو اسْم تَفْضِيل فالقِياسُ في مِثْلِه أبين
وقالَ بعضُ أَئِمَّة اللُّغَةِ من لم يَعْرِف صَرْف أَبان فهو أَتانٌ نَقَلَه الشهابُ رَحِمَه اللَّهُ في شرْحِ الشفاءِ.
قلت: وهذا القول فيه مبالغة ومجاوزة؛ لأنه يمكن تخريجه على تثنية (أب) فيكون على وزن فَعَان، فيكون علما وآخره ألف ونون زائدتان فيجتمع فيه سببا المنع.
والله أعلم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 06:34]ـ
بَارَكَ اللهُ فِيْكُم وفي جُهُوْدِكُم أبا مالك.
دمتم بخير.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 12:53]ـ
السؤال:
صيغة التفضيل من (فائدة)، هل هي (أفيد) أو (أفود)؟ وهل الصواب أن يقال (أفاد) أو (استفاد)؟
الجواب:
يقال منه (أفيد) لأن المادة يائية (ف ي د).
والفعل (أفاد) من الأضداد؛ تقول: أفدت فلانا أي أعطيته، وأفدتُ أنا أي استفدت.
و (استفاد) صحيح أيضا، وهو المشهور في الاستعمال درءا للبس.
وأصل هذا الفعل (فاد) أي ثبت أو حصل، يقال: فاد المال للرجل أي ثبت أو حصل، ومنه (الفائدة) لأنها تثبت أو تحصل لصاحبها.
ثم يُعدَّى بالهمزة فيقال: (أفاد المال) أي جعله ثابتا أو حاصلا، ثم قد يكون هذا لنفسه وقد يكون لغيره، والهمزة للتعدية فيهما، غير أنه في أحدهما متعد لواحد وفي الآخر لاثنين.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:00]ـ
السؤال:
أيما أصح في التعريب (حاسوب) أو (حاسب)؟
الجواب:
الكلمات الأعجمية يجوز تعريبها بعدة أوجه، والعبرة بما يشتهر عند الناس إذا كان جاريا على سنن كلام العرب؛ فالعرب لم تتكلم بكلمة معينة تفيد هذا المعنى، فيبقى الأمر واسعا.
وقد اختلف المعاصرون في ترجمة هذه الكلمة ( Computer) على آراء كثيرة، منها (حاسب) و (حاسوب) و (حيسوب) و (حاسبة).
والأقرب للصواب - في نظري - (حاسب)؛ لأن وزن (فاعول) و (فيعول) قليل في العربية، وأما (حاسبة) فقد تختلط بالآلة الحاسبة المعروفة.
والمشهور في المجلات العربية المترجمة ونحوها (حاسوب)، أما المشهور عند أهل التخصص فـ (حاسب) والله أعلم.
والله أعلم.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:09]ـ
جزاكم الله خيرا كثيراً ..
أخي الفاضل .. أسأل عن أمر من باب التثبت:
شاع عند بعض المعاصرين من الدارسين أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس، وبعضهم يقول إن البصريين يشبهون أهل الأثر والكوفيين يشبهون أهل الرأي.
أليس الشائع على ألسن المختصين و الباحثين .. هو العكس!
البصريون = أهل قياس.
الكوفيون = أهل سماع.
و أن أخي السائل الكريم قد انعكس عليه الأمر؟.
فماذا ترى؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Mar-2007, صباحاً 01:51]ـ
أستاذي الكريم
حقيقة لا أقدر على إعطاء حكم عام بالأكثر شياعا؛ لأن الاستقراء له أهله، وبضاعة أخيك مزجاة كما لا يخفى عليك
ولكن الذي نؤكده أن هناك فريقا من الباحثين يزعم هذا، وفريقا آخر يزعم عكسه كما ذكرتُ في الجواب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:31]ـ
السؤال:
هل ورد في السنة أو في كلام العرب حتى عصور الاستشهاد استخدام عبارة كيف حالك؟ علما بأن الكلمتين بمعنى واحد _ فالكيف بمعنى الحال _ فيكون هناك تكرار لا فائدة له كما يزعم البعض
الجواب:
(أولا)
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.
ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).
(ثانيا)
قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟
(ثالثا)
أقول: ليس شرطا في ثبوت صحة تركيب الكلام أن يثبت بعينه عن العرب الفصحاء؛ إنما هذا شرط صحة المفردات، أو التراكيب العامة، وليس لك أن توجب على الناس أن يأتوا بكل تركيب من مبتدأ وخبر مثلا مسموعا عن العرب بعينه، هذا ما لا يقوله أحد من أهل اللغة. أعني أنك لو نقلت عن العرب (كَتَبَ) ونقلت عن العرب (الرَّجُل) وكان معلوما من كلام العرب أن الفعل يأتي بعده الفاعل، فلك أن تقول: (كَتَبَ الرَّجُل) بغير سماع من العرب.
(رابعا)
(كيف) اسم موضوع للاستفهام، ويعرب خبرا، وله الصدارة في الكلام، فقولك (كيف الحال) يجاب عنه بـ (الحال جيد) مثلا، فهي جزء لا غنى عنه لتمام الكلام. ولو قرأت أي كتاب من كتب النحو لما وجدت شيئا مما ادعاه هذا المدعي.
(خامسا)
هذه العبارة (كيفَ حالُك) وردت في كلام العرب الفصحاء مرارا لا يحصيها إلا الله عز وجل.
ولو تصفحت كتابا من كتب التواريخ أو قصص الخلفاء لرأيتها عشرات المرات.
كما في قصة المهدي مع المفضل الضبي، وكما في قصة هشام بن عبد الملك مع حماد الراوية.
وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: كيف حال مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصْنعَ به.
وقيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حالُ من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه.
وقد وردت أيضا في كلام القاضي شريح، في قصته المشهورة مع زوجته زينب، رواها بسنده الجريري في الجليس الصالح الكافي.
(سادسا)
أقول أيضا: إن هذا الكلام لو كان له أصل لما تعاقَب العلماء بلغة العرب على نقل مثل هذا التعبير في كتبهم بلا نكير؛
قال الأصمعي: قيل لبعض الصالحين: كيف حالُك؛ قال: كيف حالُ من يَفْنَى ببقائه، ويَسْقَم بسلامَتِه، ويُؤتى من مَأمنه.
ونقل أبو العباس ثعلب في مجالسه عن ابن الأعرابي قال: حضرت مجوسيا الوفاةُ، فقال له قائل: كيف حالك؟ قال: " كيف حال من يريد سفرًا بلا زاد، ويرد على حكمٍ عدل بلا حجة ".
وهذه فائدة ذكرها الإمام النووي في شرح مسلم؛ قال: يستحب أن يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا.
والله أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 02:52]ـ
السؤال:
في هذه الجملة "إنّك لا تفوّت فرصة إلاّ وتضحك عليّ فيها"، هل "إلاّ" في الجملة للاستثناء أم ماذا؟
الجواب:
نعم
(إلا) في هذا المثال للاستثناء، وما بعدها جملة حالية، والتقدير (إنك لا تفوت فرصة إلا ضاحكا علي فيها).
فإن (إلا) إذا سبقت بنفي ولم يتم المعنى إلا بما بعدها فإنها تكون للحصر والقصر، ويعرب ما بعدها بحسب موقعه في الجملة، كقوله تعالى: {وما محمد إلا رسول} فالنفي بـ (ما) كف (إلا) عن العمل، ويعرب (محمد) مبتدأ، و (رسول) خبرا.
ويجوز إثبات الواو وحذفها في الجمل بعد إلا، كما قال تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم} وقال تعالى: {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون}
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 02:56]ـ
السؤال:
ما الصحيح في (إنَّ) بعد (إذ) الظرفية؟ فتح الهمزة أو كسرها؟
الجواب:
(إِذْ) الظرفية لا تضاف إلا إلى جملة، وتكون جملة فعلية كقوله تعالى: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}، وقوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، أو جملة اسمية كقوله تعالى: {ثاني اثنين إذ هما في الغار}.
فإذا نظرنا إلى الفرق بين (إِنَّ) و (أَنَّ) وجدنا (أن) وما بعدها تأتي في تأويل المصدر، كقولك: (أعجبني أنَّك أتيت) فمعناه (أعجبني إتيانك)، ولذلك لا تكتمل الجملة بـ (أن) وما بعدها إلا بمكمل.
وأما (إن) فهي تستقل بالدخول على الجملة التامة، كقولك: {إن الله غفور رحيم} بغير افتقار إلى مكمل، فلا يصح أن تقول (أن الله غفور رحيم} إلا إن أتيت بمكمل كقولك مثلا (آمنت أن الله غفور رحيم) أو نحو ذلك.
ولذلك تدخل الباء الجارة على (أن) ولا تدخل على (إن) كقوله تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق}
ولذلك أيضا يكون مقول القول مبدوءا بـ (إن) المكسورة دون المفتوحة.
ولذلك أيضا تقول (حيث إن ... ) ولا تقول (حيث أن ... ) لأن حيث لا تدخل إلا على الجمل، وأجاز الكسائي دخولها على المفرد، فعلى قوله يجوز أن تقول (حيث أن ... )
(الخلاصة)
نخلص مما سبق إلى أن (إذ) الظرفية تليها (إن) المكسورة فقط، ولا يصح أن تليها (أن) المفتوحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 03:08]ـ
السؤال:
لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثان كما أن هناك مفعول ثان، مثال يوضح سؤالى:
(ضرب زيد وعمرو الكرة) لماذا نعرب عمرا هنا معطوفا ولا نعربه فاعلا ثانيا قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال" "المال" مفعول ثان. أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لكن ما السبب؟؟
الجواب:
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين.
فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ.
وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة)
بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء.
والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها
وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟
وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب.
فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 03:12]ـ
السؤال:
من يدلني على معنى كلمة (تجهرم) فإنها وردت في تفسير ابن كثير: (ولما تجهرم مسيلمة الكذاب وتسمى برحمن اليمامة كساه الله جلباب الكذب وشهر به) ولقد بحثت عنها في أكثر من معجم فما وجدتها.
الجواب:
(جَهْرَم) بلدة تنسب لها الثياب الجهرمية، وقد تحذف ياء النسب فيقال الجهرم للثياب نفسها، كما قال رؤبة:
بل بلد ملء الفجاج قتمه ........... لا يُشترى كَتَّانُه وجَهْرَمُه
ثم اشتق بعضهم منه اشتقاق الجامد فقالوا: تجهرم أي انتفش وتكبر وتعالى وتجرأ ولم يخش أحدا، كما يقال: استأسد، واستتيس، وكما يقال: تبرنس من البرنس، وتقنع من القناع.
وهذا الاشتقاق مقصور على السماع عند أكثر أهل العلم خلافا للمجمع القاهري.
وقد وردت الكلمة في مواضع أخر من تفسير ابن كثير رحمه الله، وسياق الكلام يدل على معناها.
فقد قال في موضع آخر:
({اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: تمرّد وعتا وتَجَهْرم على الله وعصاه)
وقال:
(فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية، والنفس الخبيثة الأبية، وقوى رأسه وتولّى بركنه، وادعى ما ليس له، وتجهرم على الله، وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية عن بعض الملوك:
( ... وظهر منه قبل موته تجهرم عظيم وذلك أنه حاصر أخاه شقيقه ... مدة سنين حتى ضيق عليه الأقوات بها فسلمها إليه قسرا على أن يعطيه بعض البلاد فلما تمكن منه ومن أولاده أرسل إليهم من قتلهم غدرا وخديعة ومكرا فلم ينظر بعد ذلك إلا خمسة أيام فضربه الله تعالى بالقولنج سبعة أيام ومات)
وقال الإمام الذهبي في ترجمة بعض المتصوفة:
( ... فقد أساء الأدب وأطلق في جانب الربوبية ما لا يجوز إطلاقه وتجهرم على الله تعالى ... )
وواضح من السياق أن معناها تجرأ، والله أعلم
وقال في موضع آخر:
( ... واشتد البلاء بالعيارين وتجهرموا بالإفطار في رمضان وشرب الخمور والزنا)
وواضح أيضا من السياق أن معناها اجترءوا.
وقال في موضع آخر:
( ... فما ظنك إذا انضم إليها كبر وفجور وإجرام وتجهرم على الله نسأل الله العافية)
وواضح أيضا من السياق أن معناها الاجتراء
وقال الحاكم عن بعض الرواة ( ... معتزليا متهاونا بالرواية تجهرم حتى هجر)، فمعناها هنا أيضا تجرأ والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 04:46]ـ
السؤال:
هل (الظن) من بين معاني (الاعتقاد)؟ بمعنى لو أنني قلت: (أعتقد كذا وكذا)، فهل يمكن أن يعني ذلك: (أظن كذا وكذا)؟
الجواب:
يصح إطلاق الاعتقاد على الظن، ولكن إذا كان الظن راجحا؛ لأن الاعتقاد هو عقد القلب على شيء؛ وأصل الاعتقاد الاقتناء والاتخاذ والإحاطة؛ ثم أطلق على اعتقاد القلب؛ لأن القلب كأنه يقتني هذا العلم أو يحويه.
والظن أيضا يطلق على اليقين كقوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم}.
وكذلك العلم يطلق على اليقين ويطلق على الظن الراجح كقوله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار}، وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا}.
فهذه الألفاظ كلها متقاربة (الاعتقاد) (العلم) (الظن)، وللظن معان أخر لا محل لذكرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:03]ـ
السؤال:
التعبير (لا يحرك ساكنا) كناية عن اللامبالاة وعدم الاهتمام. ولكن ما المقصود بالساكن في هذا التعبير؟
الجواب:
(لا يحرك ساكنا) كناية عن عدم المبالاة، أو عن الغفلة، و (ساكنا) هنا صفة لمحذوف، تقديره (شيئا) أو (عضوا)، وحذف الموصوف وإقامة الصفة مكانه كثير في كلام العرب، كما في قوله تعالى: {فأهلكنا أشد منهم بطشا}، {دعا إلى الله وعمل صالحا}، {وإن تدع مثقلة}، {ولا تزر وازرة}.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:04]ـ
السؤال:
(الطالب يكتب) ... نوع الخبر: (خبر جملة فعلية). والسؤال: ما إعراب (جملة فعلية) هنا؟ هل هي صفة؟ أم مضاف إليه أم ماذا؟ وكذلك أيضا قولنا: (خبر مفرد) و (خبر شبه جملة).
الجواب:
قولنا (جملة فعلية) هنا لا يصح أن يكون صفة؛ لأن الصفة تطابق الموصوف في التذكير والتأنيث، والصواب أنه بدل أو عطف بيان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:05]ـ
السؤال:
هل هناك اختلاف بين حرفي الشرط (أو) و (أم)؟ ففي قولنا مثلا: ماذا تفضل، الشاي ... القهوة؟ أي الحرفين نستخدم؟؟
الجواب:
تقول: (ماذا تفضل، الشاي أو القهوة)، ولا يصح أن تقول (أم) إلا مع همزة الاستفهام؛ فتقول (آلشاي أم القهوة) كما قال تعالى: {قل آلذكرين حرم أم الأنثيين ... }، وكذلك مع (هل) تستعمل (أو) ولا تستعمل (أم)، فتقول: (هل تشرب الشاي أو القهوة؟)، وهذا هو الراجح، وبعضهم يجوز استعمال الهمزة، ولكنه قول ضعيف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:07]ـ
السؤال:
(بعضهم بعضا) هل تستخدم مع الجمع فقط أو مع المثنى أيضا؟ فلو أردت أن أقول: (أحترم هذا الشخص، وهو يحترمني أيضا)، فكيف يكون ذلك في جملة واحدة؟ علما بأنها تكون بالإنجليزية هكذا: ( we respect each other).
الجواب:
(بعض) يطلق على الواحد، فإذا كنتما اثنين فلك أن تقول: يحترم بعضنا بعضا، ولكن معناها ليس كمعنى العبارة الإنجليزية، فإن معنى (يحترم بعضنا بعضا) أن أحدنا يحترم الآخر، ولا يشترط أن يكون معناها كل منا يحترم الآخر، فالأولى في مثل هذه العبارة أن تترجم هكذا (كلانا يحترم أخاه) كما قال الشاعر:
كلانا غني عن أخيه حياته ............. ونحن إذا متنا أشد تغانيا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:08]ـ
السؤال:
عندما تفعل خطأ، كيف يكون الاعتذار؟ هل (أنا آسف) كلمة صحيحة؟ أو (معذرة)؟ أو (عفوا)؟
الجواب:
كل ذلك صحيح إن شاء الله، والأسف الندم، فالتعبير بـ (أنا آسف) اعتذار صريح، أما قولنا (معذرة) و (عفوا) فهو من باب التعبير عن الفعل بالمصدر، والمعنى (اعذِرْ معذرة) و (اعفُ عفوا)، ومن ذلك قوله تعالى: { ... فضَرْبَ الرقاب} أي اضربوا الرقاب، ومنه قول الشاعر:
فصبرا في مجال الموت صبرا ................. فما نيل الخلود بمستطاعِ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:09]ـ
السؤال:
هل قولنا (ليست هناك مشكلة) و (لا مشكلة) و (ليس مشكلة) هل كل هذا صحيح فصيح؟ ثم أليس قولنا (لا بأس) أفضل من كل هذا؟
الجواب:
كل ذلك صحيح إن شاء الله، ولا تقل (فصيح) فالصحة أعم من الفصاحة، ولا يلزم من صحة لفظة أن تكون فصيحة، كما لا يلزم من فصاحة لفظة أن يكون غيرها أقل فصاحة منها.
وقولنا (ليس مشكلة) فيه ركاكة مع أنه صحيح بتقدير (ليس ذلك مشكلة) أو (ليس ثم مشكلة).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:12]ـ
السؤال:
كيف نستخدم التعبير (من ناحية أخرى) استخداما صحيحا؟
الجواب:
هو تعبير سليم جارٍ على قياس كلام العرب، ولكنه مستحدث لا أعرفه مسموعا، والله أعلم.
ونحوه قولهم: (وعلى الطرف الآخر) (وإذا نظرنا للموضوع من زاوية أخرى) .. إلخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:13]ـ
السؤال:
هل كلمة (زجاجة) هي المرادفة لكلمة ( bottle) في الإنجليزية؟
الجواب:
لعل الأصوب أن يقال: قارورة؛ لأن الـ ( bottle) تكون لما يعبأ، والله أعلم، والأمر في هذا واسع إن شاء الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:15]ـ
السؤال:
أسكن في مصر، وأرى السيارات الخاصة مكتوبا عليها (ملاكي القاهرة) مثلا. فما أصل كلمة (مَلَّاكِي)؟
الجواب:
هي من المنسوب، ولكن العامة جرت على تخفيف ياء النسب، واسم الفاعل من (ملك) هو (مالك) وصيغة المبالغة منه (ملاَّك)، والنسب إليها (مَلاَّكي)، وهذا الأمر شائع عند العامة، ويشبه ذلك قولهم (لحم عَجَّالي) في النسب إلى العِجْل، و (ثياب وَلاَّدي) في النسب للأولاد، و (بيع قَطَّاعي) و (فاكهة خَشَّابي) ... إلخ
ولا أريد أن أزعم صواب ما تقوله العامة، وإنما غرضي أن أذكر ما أُراه أصلا لكلامهم، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:16]ـ
السؤال:
ما معنى (الفعل المضارع)؟ ولماذا لم يسمَّ (الفعل الحاضر)، كما في قولنا: (الفعل الماضي)؟
الجواب:
أما (لماذا لم يسم الفعل الحاضر) فهي مسألة اصطلاحية، ولا مشاحة فيها، فإن كنت تريد أن تسميه الفعل الحاضر فافعل، ولكن لعلماء النحو نظرة ثاقبة في هذا الأمر، فإن الفعل الماضي أحيانا يدل على الحاضر كما تقول: (قد قامت الصلاة)، وأحيانا الفعل الأمر يدل على الحاضر كما تقول: (افعل ذلك الآن)، وأحيانا المضارع يدل على الأمر كما في قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة ... }.
وإنما سمي مضارعا لأنه ضارع الأسماء في الإعراب؛ لأن الأصل في الأفعال البناء، فالفعل الماضي مبني والفعل الأمر مبني، والأصل في الأسماء الإعراب، والفعل المضارع الأصل فيه الإعراب، فضارع الاسم في استحقاق الإعراب، فسمي مضارعا لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:20]ـ
السؤال:
هل كل ما يختم بتاء مربوطة يمكن أن يجمع جمع مؤنث سالما؟
الجواب:
نعم كل ما يختم بتاء مربوطة يجوز جمعه بالألف والتاء، ويستثنى من ذلك (أَمَة) و (شاة) و (شَفَة)؛ فقد استغنت العرب عن جمعها السالم بـ (إِماء) و (شِياه) و (شِفاه)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:21]ـ
السؤال:
هل هناك فرق، ولو يسيرا، في المعنى بين قولنا: (أحب الطعام ساخنا) و (أحب الطعام الساخن)؟
الجواب:
الفرق - والله تعالى أعلم - أن الجملة الأولى جواب لقول القائل: (كيفَ تُحِبُّ الطعام؟)، والجملة الثانية جواب لقول القائل: (أيَّ الطعام تحب؟).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:21]ـ
السؤال:
كلمة (مُزْدَوجَة) في قولنا: (معايير مزدوجة) .. بكسر الواو أم بفتحها؟
الجواب:
الصواب كسر الواو؛ لأن الفعل (ازدوج) لازم، وهو مبني للفاعل وليس مبنيا للمفعول، تقول: (ازْدَوَجَت المعايير)، ولا تقول: (ازْدُوِجَت المعايير).
والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:22]ـ
السؤال:
كيف تثنى كلمة ((فتوى)) هل هي: فتويان أم فتوتان؟؟ مأجورين.
الجواب:
الصواب (فتويان)، ولا وجه لوضع التاء في (فتوتان)
وألف المقصور ترجع لأصلها عند التثنية مثل (فتى - فتيان) (رحى - رحيان) ... إلخ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:23]ـ
السؤال:
ما الفرق بين الجد بالفتح بدال مشددة، وبين الجد بالكسر بدال مشددة؟
الجواب:
الجَدَّ - بالفتح - معناها العظمة والمنزلة والرفعة، كما في قوله تعالى: {وأنه تعالى جَدُّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا}.
والجَدُّ - بالفتح أيضا - والد الوالد.
والجَدُّ - بالفتح أيضا - الحظ، ومنه يقال فلان مجدود أي محظوظ.
والجد - بالفتح أيضا - الغنى، وفي الحديث ((ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَدُّ)).
وأما الجِدُّ - بالكسر - فهو الاجتهاد والدأب، ومنه قول الشاعر:
وإن الذي بيني وبين بني أخي ............. وبين بني عمي لمختلف جدا
أي بلغ الغاية في ذلك.
والجِدُّ - بالكسر أيضا - خلاف الهزل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ((ثلاث جِدُّهن جد وهزلهن جد)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:25]ـ
السؤال:
هل هناك فرق بين النِّعمة بالكسر والنَّعمة بالفتح؟ وأيضا ما الفرق بين وِقر بالكسر ووَقر بالفتح؟
الجواب:
النِّعمة (بالكسر) التفضل والإحسان؛ كما قال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله}
النَّعمة (بالفتح) التنعم والترفه؛ كما قال تعالى: {فذرني والمكذبين أولي النعمة}
الوِقْر (بالكسر) الحِمْل؛ كما قال تعالى: {فالحاملات وقرا}
الوَقْر (بالفتح) الثقل في السمع؛ كما قال تعالى: {وفي آذاننا وقر}، وهي مصدر وَقِرَ يوقر وَقْرا ووَقَرًا بسكون القاف وفتحها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:27]ـ
السؤال:
قرأت فى الروضة الندية أن الشيخ أحمد محمد شاكر قال عن هذه الكلمة إنه لفظ مولد مستكره
ما معنى هذه العبارة وهل تعنى أنها كلمة غير فصيحة برجاء التوضيح
الجواب:
(مولد) يعني لم ينقل عن العرب الفصحاء في عصور الاحتجاج وهم الجاهليون والمخضرمون باتفاق، والإسلاميون على الراجح حتى منتصف القرن الثاني الهجري.
(مستكره) أي تعافه النفس وتشمئز منه إذا كان صاحبها سليقيا فصيحا.
ولكنك لم تذكر الكلمة المذكورة، ويبدو أنك تقصد كلمة (ماتن) التي علق عليها الشيخ أحمد شاكر بذلك؟
ويبدو أنك استشكلت وصفه بكلمة (مستكره)، فظننت أنها بمعنى مكره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:29]ـ
السؤال:
ما الفرق في المعنى بين أثبت الشيء ثبت الشيء-بتشديد الباء-؟
لا أريد الفرف اللفظي بأن الأول متعد بالهمزة والثاني متعد بالتضعيف، وإنما أريد الفرق في المعنى.
الجواب:
المعنى متقارب، ولكن عادة يكون وزن (فَعَّل) أكثر تأكيدا من (أَفْعَلَ)
لأن التضعيف (التشديد) يفيد التكثير والتقوية؛ كما تقول: (كسَر وكسَّر) - (قطَع وقطَّع) - (قتَل وقتَّل).
أما همزة (أفعل) فهي تفيد التعدية دون التوكيد.
ولذلك تقول: (أعلمتُك كذا) إذا أخبرته فقط، وتقول: (علَّمتُك كذا) إذا كان فيه علاج ومجاهدة.
وتقول: (أفرطتُ) إذا تعديتَ الحد، و (فرَّطتُ) إذا قصرتَ عنه.
وكذلك تقول: (أثبتُّ هذا الحكم) أي جعلته ثابتا بالبرهان، وتقول: (ثبَّتُّ هذا الحكم) أي أكدته وزدته قوة بما قدرت عليه.
وليس كل فعل يجوز لك أن تعديه بالتضعيف أو بالهمزة، بل الأمر موكول إلى السماع أصالة.
وعلى كل حال فالمعنى قريب، والاستعمال فيه تجوز في مثل هذه الأمور.
ومن مُثُل ذلك: (أبدل وبدَّل) - (أنزل ونزَّل) - (أعجل وعجَّل) ... إلخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:30]ـ
السؤال:
الفعل (هلك) بمعنى (مات) .. هل يستخدم أساسا مع غير الصالحين؟ كقولنا: هلك البابا قبل نحو سنة ونصف.
الجواب:
(هلك) يستعمل مع الصالحين والطالحين على سواء، قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا}، وهذا نبي كريم. وقال تعالى: {إن امرؤ هلك ليس له ولد ... } وهذا عام في الصالحين والطالحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 05:39]ـ
السؤال:
عد أحد الإخوة النسبة إلى طبيعة: طَبَعي، فهل ما هو مشهور في الصحف وعند بعض الكتبة من أهل العلم بله غيرهم خطأ ولحن؟
الجواب:
اللغوي المشهور (أنستاس الكرملي) له مبحث طويل في هذا الباب خلص فيه إلى معارضة النحويين في هذه القاعدة التي سبق ذكرها (قاعدة النسبة إلى فَعِيلة وفُعَيلة).
وانتهى في بحثه إلى أن النسب إلى (فَعِيلة) و (فُعَيلة) على بابه بغير حذف للياء، وما جاء مخالفا لذلك هو الشاذ، واستدل على صحة قوله بأن ما جاء موافقا لهذه القاعدة عن العرب أكثر مما جاء موافقا لكلام النحويين، ومما ذكره في ذلك (طبيعة: طبيعي).
وعلى الرغم من مخالفتي له في كثير مما ذهب إليه إلا أن كلامه في هذه المسألة قوي في نظري؛ لأنه مبني على السماع، وتبقى المسألة في ثبوت السماع عن العرب في (طبيعي).
وهذه الكلمة ليست مشهورة في الصحف وعند بعض الكتبة فحسب، بل هي مشهورة جدا عند أهل العلم قديما وحديثا منذ القرن الثاني الهجري، بل لا أعلم أحدا استعمل كلمة (طبعي) في النسب إلى طبيعة أصلا.
ولم أقف على شاهد من عصور الاحتجاج على كلمة (طبيعي) إلا أنه يستأنس لها بورودها في كلام أعلام اللغة كالجاحظ والسري الرفاء وأبي حيان التوحيدي وابن حزم والمرزوقي شارح الحماسة وغيرهم.
وقال أبو العلاء المعري:
فَإِن تَترُكوا المَوتَ الطَبيعيَّ يَأتِكُم ........ وَلَم تَستَعينوا لا حُساماً وَلا خِرصَا
وقال الوزير ابن شهيد:
إِنَّ الكَرِيمَ إِذا ما ماتَ صاحِبُه ......... أَوْدَى بِهِ الوجْدُ وَالثُّكْلُ الطَّبِيعيُّ
ومما يؤيد ذلك أيضا ما وقع في كلام ابن المقفع من استعماله النسب إلى (بهيمة) على (بهيمي)، فهذا يؤيد أن الأصل هو النسب إليها على بابها، وشهادة الأصمعي لابن المقفع معروفة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[15 - Apr-2007, مساء 10:46]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم، وبارك الله فيكم.
في الصحيحين عن النبي (ص) قال: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
وفي المسند عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: اشْتَكَى عَلِيًّا النَّاسُ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا خَطِيبًا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَشْكُوا عَلِيًّا فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأُخَيْشِنٌ فِي ذَاتِ اللَّه ... وغيرها.
جزاكم الله خيراً،
وهذا للفائدة:
قال شيخ الإسلام في المجموع (3/ 334): وقريب من ذلك قول بعض التابعين في صفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال إن كان الله في صدري لعظيما وإن كنت بذات الله لعليما أراد بذلك أحكام الله
فإن لفظ الذات في لغتهم لم يكن كلفظ الذات في اصطلاح المتأخرين بل يراد به ما يضاف إلى الله كما قال خبيب رضي الله عنه ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ...
ومنه الحديث لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات كلها في ذات الله ومنه قوله تعالى فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وهو عليم بذات الصدور ونحو ذلك فإن ذات تأنيث ذو وهو يستعمل مضافا يتوصل به إلى الوصف بالأجناس فإذا كان الموصوف مذكرا قيل ذو كذا وإن كان مؤنثا قيل ذات كذا كما يقال ذات سوار فإن قيل أصيب فلان في ذات الله فالمعنى في جهته ووجهته أي فيما أمر به وأحبه ولأجله ...
وقال أيضاً (6/ 341): فلما وجدوا الله قال فى القرآن تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك ويحذركم الله نفسه و كتب على نفسه الرحمة وصفوها فقالوا نفس ذات علم وقدرة ورحمة ومشيئة ونحو ذلك ثم حذفوا الموصوف وعرفوا الصفة فقالوا الذات وهى كلمة مولدة ليست قديمة وقد وجدت فى كلام النبى والصحابة لكن بمعنى آخر مثل قول خبيب الذى فى صحيح البخاري: وذاك فى ذات الاله وان يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ...
وفى الصحي عن النبى قال لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات كلهن فى ذات الله وعن أبى ذر كلنا أحمق فى ذات الله وفى قول بعضهم اصبنا فى ذات الله والمعنى فى جهة الله وناحيته أى لأجل الله ولابتغاء وجهه ليس المراد بذلك النفس ونحوه فى القرآن فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وقوله عليم بذات الصدور أى الخصلة والجهة التى هى صاحبة بينكم وعليم بالخواطر ونحوها التى هى صاحبة الصدور
فاسم الذات فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة والعربية المحضة بهذا المعنى ثم اطلقه المتكلمون وغيرهم على النفس بالاعتبار الذى تقدم فانها صاحبة الصفات فاذا قالوا الذات فقد قالوا التى لها الصفات
وقد روى فى حديث مرفوع وغير مرفوع تفكروا فى آلاء الله ولا تتفكروا فى ذات الله فان كان هذا اللفظ أو نظيره ثابتا عن النبى وأصحابه فقد وجد فى كلامهم اطلاق اسم الذات على النفس كما يطلقه المتأخرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:32]ـ
السؤال:
فى أحد أبيات المتنبى الذى يقول فيه:
كأنك شمس والملوك كواكب ........... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
أريد أن أعرف ما سر قوله منهن ولم يقل منهم وإذا قلنا إن جمع التكسير للمذكر يأخذ فعلا مؤنثا كمثلا قوله تعالى (إذا الكواكب انتثرت) فلا نستطيع القول بأنه يخذ ضمير المؤنث (هن) لقوله تعالى (لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم)
الجواب:
= الجمع لغير العاقل يصح أن يشار إليه بضمير الواحد المؤنث، وبضمير الجمع المؤنث، فالأول مشهور كما قال تعالى: {والأنعام خلقها}، والثاني أقل؛ قال تعالى: {قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك}، فـ (أربعة) تقال لمذكر؛ لأن العدد يخالف المعدود، وقال تعالى: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا}، والأصنام جمع صنم وهو مذكر.
= (منهم) في الآية عائد على أهل النار وليس على الأبواب، كما يُعلم بالنظر في تفسير الطبري وغيره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:36]ـ
السؤال:
ما تصغير زينب وسعاد؟؟؟ وهل ترجع تاؤهما في التصغير؟؟ ولو لا يرجع فلم؟؟
النحاة يعدون العقرب مؤنثا؛ ويقولون بأن الحرف الأربع يضارع تاء التانيث.
هل لنا أن نقول بأن جعفر اسم مؤنث لأن الحرف الرابع يشابه تاء التأنيث كالعقرب؟؟؟؟ لم لا؟؟
الجواب:
تصغير (زينب) (زُيَيْنِب)، وتصغير (سعاد) (سُعَيِّد)، وتصغير (عقرب) (عُقَيْرِب)، وتصغير (جعفر) (جعيفر)
والنحاة يقولون: إن الحرف الرابع من (عقرب) ينزل منزلة تاء التأنيث، وليس معنى ذلك أنهم يرون أنه مؤنث، وإنما المراد أن الرباعي ثقيل كما أن فيه الثلاثي المزيد فيه تاء التأنيث ثقيل، فالجامع بينهما هو الثقل وليس التأنيث، فتنبه.
ولذلك فلو عرض للاسم تغيير كأن تصغره ترخيما فإنك ترجع التاء، فتقول في تصغير زينب (زُنَيْبَة)، وفي تصغير سعاد (سُعَيْدَة)؛ لأن عارض الثقل - وهو الحرف الرافع - زال.
والنحاة يلجئون لهذه التعليلات ليطرد لهم ما وضعوه من أصول وضوابط وعلل، وفي أغلب الأحيان لا ينبني على هذه العلل عمل، وإنما العبرة في ذلك بما سمع عن العرب؛ فالأمر كما قال الفرزدق: (علينا أن نقول وعليكم أن تعتلوا)
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:37]ـ
السؤال:
ما معنى قول النحاة بأن " هند " و "دعد " وغيرهما من الأسماء التي على ثلاثة أحرف وأوسطها ساكن منصرفة؛ لأن حروفها قليلة وأسطها ساكن فخف الاسم بذلك فيصرف.
وسقَََر لا ينصرف لأنها متحركة الأوسط فثقلها سبب منع صرفها.!!!!!
السؤال: ما هي الخفة فيها؟؟؟ وما العلاقة بين هذه الخفة و عدم الانصراف؟؟؟!!!
الجواب:
السكون عند النحويين أخف من الحركة، ولذلك يسمون السكون أحيانا تخفيفا، ويسمون الحركة تثقيلا، كما في قولهم (عُسْر وعُسُر بالتخفيف والتثقيل) أي بالسكون والتحريك.
والمنع من الصرف إنما نطق به تخفيفا؛ لأن الفتحة أخف من الجر مع التنوين، فإذا كان الاسم ثقيلا ناسبه التخفيف، أما إن كان خفيفا فلا يحتاج إلى تخفيف، فلذلك صرفوا مثل (هند) و (دعد)
وهذه كلها علل عقلية نظرية من وضع النحاة، ولا يتعلق بها عمل أو حكم لغوي، والعبرة أولا وأخيرا بالسماع، ولذلك تجدهم يضطربون أحيانا في تعليل ما شذ من هذا الباب، كتعليل منع صرف (أشياء) مع صرف ما يماثلها، وتعليل صرف (سلاسلا) مع ثقلها.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:39]ـ
السؤال:
لماذا كسرت (حاء) كما في قوله نعالى: ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)).
وفتحت كما في قوله تعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ))
الجواب:
هما لغتان صحيحتان فصيحتان، وبهما قرئ في الآية الأولى، واتفق السبعة على الفتح في الآية الثانية.
ولعل الذي سوغ تقديم الكسر في الآية الأولى أن ما قبلها مكسور، بخلاف الثانية فما قبلها ليس مكسورا.
وبعضهم يفرق بين الفتح والكسر بأن الفتح مصدر والكسر اسم، وهو خلاف نظري؛ لأن الاسم والمصدر يتعاقبان كثيرا في كلام العرب.
وهذا يشبه قوله تعالى: {سلام هي حتى مطلَعِ الفجر} مع قوله تعالى: {حتى إذا بلغ مطلِعَ الشمس}
وذلك لأن الانتقال إذا كان في كلمتين فإنه يكون أسهل إذا كان من كسر إلى كسر أو من فتح إلى فتح، أما في كلمة واحدة فإن الانتقال من كسر إلى فتح أو من فتح إلى كسر أسهل.
ولذلك فتحت نون (من) في {فاستعذ بالله مِنَ الشيطان}، وكسرت نون (عَنْ) في {ولا تجادل عَنِ الذين يختانون أنفسهم}
ولذلك ينص علماء اللغة على أنه لا تجتمع أربع فتحات في كلمة واحدة مع أنها كثيرة في كلمتين، ولا تجتمع كسرات متوالية في كلمة واحدة مع أنها كثيرة في كلمتين، وهذا يدل على الفرق بين تصرفهم في الكلمة الواحدة وتصرفهم في الكلمتين.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:42]ـ
السؤال:
هل يصح جمع فَهْم على أفهام أو فهوم؟
الجواب:
جمع فَعْل على فعول مطرد، أما (أفهام) فالإشكال عليه من وجهين:
الأول: أن الفهم مصدر؛ والمصدر لا يجمع عند جمهرة اللغويين.
الثاني: أن فَعْلا لا يجمع على أفعال؛ نص عليه سيبويه وتبعه جل المتأخرين.
والجواب عن الأول أن المصدر خرج عن المصدرية إلى الاسمية ليدل على فهم معين لفرد معين في وقت معين؛ وبذلك جرى استعمال الشعراء والأدباء.
والجواب عن الثاني من وجهين:
الأول: أن (الفهم) يجوز فيه فتح الهاء، بل نص بعضهم على أنه أفصح.
الثاني: أن بعض النحويين (أظن من الكوفيين) جوز جمع فَعْل على أفعال إذا كانت عينه حرف حلق كما هنا.
ومما ورد من ذلك عند الشعراء:
قول أبي تمام:
تصدا بها الأفهام بعد صقالها ............... وترد ذكران العقول إناثا
وقول المتنبي:
وليس يصح في الأفهام شيء ............... إذا احتاج النهار إلى دليل
وقول أبي الفتح البستي:
أفهام أهل الفهم إن قستها ................ دوائرٌ فهمك فيها نقط
وكل هؤلاء بعد عصور الاحتجاج، ولم أقف على شاهد لهذه الكلمة من عصور الاحتجاج.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:42]ـ
وللفائدة:
نقل ابن درستويه في شرح الفصيح - كما في المزهر - عن بعض أهل اللغة أن كل ما كان ثانيه حرف حلق يجوز تسكينه وتحريكه، نحو شعْر وشعَر ونهْر ونهَر.
وذكر ابن السيد البطليوسي في شرح أدب الكاتب أن هذا موقوف على السماع.
فإن كانت عين (فَعْل) الساكنة حرف حلق جاز فيه التحريك على قول هؤلاء، ومن ثم ينطبق عليه قياس قول النحويين في جمع فَعَل على أفعال.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:42]ـ
وهذا ما وجدتُه في مسودتي مورخا في 1414هـ - ولينظر في أخطائه؛ لأني كتبتُه في غرور الشباب:
((------------------------ القياس والسماع ------------------------
يظن كثيرون من المعاصرين أن كل شيء ورد له في اللغة أمثلة كثيرة فإنه يقاس عليه واختلفوا في عدد الأمثلة المراد لإباحة القياس فيرى أكثرهم كمحمد خليفة التونسي وأنستاس الكرملي والمجمع اللغوي أن مائة مثال قاطعة في جعل هذا الأمر قياسيا.
قال محمد خليفة التونسي: (وهل يلزم أكثر من هذا العدد لإثبات قاعدة لغوية، ولو كانت خارجة ن قاعدة أشيع وأكثر منها أمثلة؟!).
وهذا الاستفهام من هذا الكاتب إنما قاله على وجه التعجب، وإنما ينبغي أن نتعجب نحن من كلامه هو؛ لأنه كلام من لا علم له باللغة، فكيف يصدر من مشهود له بالتبحر مثله؟!
والذي قاله لم يقل به أحد من أهل اللغة بل لا أظن عاقلا يقرأ هذا الكلام ويراه منطقيا!
وبيان ذلك أن كلامه متناقض لأن القاعدة هي ضابط يضعه أهل اللغة استقراء من اللغة بحيث يجعلوننا نطبقه على الألفاظ دون بحث مثل رفع المثنى بالألف فإنك إذا قلت الرجلان لا تنتظر سماعا لتقوله، وكذلك إذا نصبته بالياء، فإذا فرضنا أنه ورد عن العرب مائة كلمة نصب فيها المثنى بالألف فهل يعقل أن يثبت العلماء من ذلك قاعدة تنص على أن المثنى ينصب بالألف؟! فإذا فعلوا ذلك فكيف سيطبق مطبق القاعدة الأولى؟! وهي في تلك الحالة ليست بقاعدة لأنها مخالَفة بغيرها، فليقل لي أي قائل: أي القاعدتين نطبق، أو كيف نطبقهما معا؟!
والذي أدى به إلى هذا القول العجيب المخالف للعقل والنقل هو أنه لم يعرف الأصل قبل الفصل، فطلب الفرع دون أسه، وإنك:
لن تدرك الفرع الذي رمته ............... إلا ببحث منك عن أسه
ولو بحث عن الآساس لعرف أن الإجماع حجة ولعرف كيف يعرف الإجماع، ولعرف أن كلامه مخالف للإجماع.
وإنك لتعجب من هذا الباحث في هذا الموضع فإذا تأملت بحوثه الأخرى رأيته يقيس على عشرة أمثلة وعلى أقل بل على مثال واحد ورد في اللغة لا يعرف له نظير!!
قالوا:
(فلم أتعب العلماء أنفسهم في تأصيل الأصول وتقعيد القواعد وضبط المعارف الصرفية، ولم أضاعوا أوقاتهم في حصر أوزان الكلام وأنواع جموع القلة والكثرة ولم قالوا: إن قياس كذا أن يجمع على كذا وكذا على كذا، ولست واجدا أي كتاب من كتب النحو إلا وفيه ذلك، قال ابن جني: فليت شعري أذكروا هذا ليعرف وحده أم ليعرف ويقاس عليه غيره؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو لم نقس على ما ذكروه لكان علينا أن نرجع للسماع في كل كلمة وفي ذلك من الإعنات ما فيه، والمعجمات لم تحصر لنا الكلم وأصحابها ((لم يتعرضوا غالبا ... للنص على الجموع القياسية اكتفاء بأقيسة النحو والصرف)) كما قال عباس أبو السعود في [أزاهير الفصحي])
وهذا القول يرحمك الله – لولا علمي بمقدار قائله – لقلت إنه لا يصدر إلا عن جاهل، وذلك لأن من تصفح عشر مواد فقط من (لسان العرب) مثلا يستيقن أن أصحاب المعجمات لا يفعلون ذلك بل يذكرون الجموع قياسية كانت أو شاذة، هذا ما لا يفكرون فيه مطلقا، وكيف يظن ظان أنهم لا يتعرضون في غالب الأحيان للجموع القياسية اكتفاء بأقيسة النحو والصرف مع أن هذه الأقيسة أصلا إنما أخذت في أول الأمر مما نصوا عليه فكيف انقلب الأمر وانعكس وصار الفرع أصلا لما كان له أصلا؟!
وأنت لا بد واجد في المعاصرين الكثيرين الذين يتبجحون بما قاله ابن جني في الخصائص تحت عنوان (في اللغة المأخوذة قياسا).
ولو فرضنا أن كل ما قاله ابن جني صحيح بالمعنى الذي فهموه فكيف نسوا بقية أهل اللغة وأخذوا قوله هو فقط، وكأنهم يتبعون ما تهوى أنفسهم، وقد وجدت بعضهم يتناقض فيقول إنه من المعجبين بابن جني لعبقريته ثم يصفه بما يشبه الحمق ويتهكم عليه.
ويرى عباس حسن في النحو الوافي أن ورود ثلاثين مثالا مسموعة فوق الكثير المبالغ فيه مما يطلب للقياس عليه!!!
وهذا أعجب العجب ولكن الأمر كما قال الطائي:
ولكنها الأيام قد صرن كلها .............. عجائب حتى ليس فيها عجائب
وليس كل شيء يقاس عليه وإن وردت له أمثلة كثيرة، ففي الأمر بيان وتفصيل وليس مفتوحا هكذا لكل من ظن شيئا فأثبته قاعدة كالذي يهدم بيتا لإصلاح جدا أو يدك بلدة لإنشاء طريق.
وهاهنا أمثلة حاولتُ جمعها بجهدي ذكرتُ فيها بعض الأمور التي ورد لها عن العرب أمثلة كثيرة ومع ذلك لا يقاس عليها حتى عند المعاصرين المدعين، فانظر مثلا لتصريف الأفعال وعُدَّ ما ورد على مثال باب (نصر) أو (قطع) أو (طرب) أو (دخل) أو (نما) أو ... أو ... إلخ تجدها مئات ومع ذلك لا يقاس عليها بلا خلاف.
وانظر مثلا لما ورد عن العرب من التعاقب في باب (السين والشين) أو (الباء والميم) أو (الألف والياء) أو (التاء والثاء) أو (الفاء والثاء) أو (الجيم والحاء) أو (الحاء والخاء) أو (الراء واللام) أو (السين والصاد) أو (الميم والنون) ... إلخ.
تجدها كثيرة ومنها ما هو كثير جدا بل منها ما جعل قياسيا في أحوال، لكن هل قال أحد بقياسية شيء من ذلك بإطلاق؟! الجواب لا.
وانظر مثلا لما ورد عن العرب (بالفتح والكسر) أو (بالفتح والضم) أو (بالضم والكسر) أو (بالكسر والتحريك) أو (بالضم والتحريك) أو (بالفتح والتحريك) أو (بالتثليث) أو بغير ذلك ومنها ما هو كثير جدا جدا، فالمثلث مئات الألفاظ وبعض ذلك جعله بعضهم قياسيا في مواطن لكن لم يقل أحد إن ذلك يقاس عليه بإطلاق! فعلم أن قياسيته ليست لوروده بكثرة.
وانظر مثلا لما ورد عن العرب في باب (فَعَلَ وأفعل) باتفاق المعنى تجده بالمئات، ومع ذلك أجمعوا على أنه غير قياسي بل أفردوه بالتصنيف وخطئوا العامة في كثير مما يدخل في بابه وآخرهم اليازجي وعباس أبو السعود.
وانظر مثلا لما ورد عن العرب في الأوزان المختلفة، هل يقاس على تلك الأوزان؟ الجواب أن جلها لا يقاس عليه، مثل (فَيْعَل) كفيصل و (فاعول) كناقوس و (فيعول) كقيصوم و (فُعالة) كثمالة و (فَعَالية) كرفاهية، إلى آخر لذلك، وقد أوصلها العلماء لفوق الألف من الأوزان.
وقد جمعتُ ما يفوق الثلاثين مثالا جُمِعَ فيها (فعيل) على (فعائل) وكل اللغويين والنحاة يعدون ذلك شاذا.
وقد جمعتُ ما يفوق العشرين مثالا من باب تعدي (فَعَل) ولزوم (أَفْعَل) وكل من ذكره عده من غرائب الشواذ.
وقد ذكروا أن جمع الاسم بالواو والنون مشروط بكونه من المذكر العاقل مع أن ما ورد يخالف ذلك فوق المائة، وقد ذكر ابن مالك - ولم يخالفه فيما أعلم أحد - أن ذلك شاذ لا يقاس عليه.
وقد قال عباس أبو السعود في الفيصل وعباس حسن في النحو الوافي: إن (فعيلة) إذا كانت بمعنى (مفعولة) لا تجمع على (فعائل)، مع أني جمعتُ من ذلك ما يناهز الثلاثين مثالا التي هي فوق الكثير المبالغ فيه لما يطلب للقياس عند الأستاذ عباس حسن!!
وباب (فاعل بمعنى مفعول) من اللغويين من نفاه مؤولا ما ورد منه، وأكثر اللغويين على إثباته شذوذا واستغرابا، وأبعدَ الدكتور (أحمد الحوفي) فجعل منه قياسيا وصوب على أساسه من شائع القول ما شاء ويكفيه ردا أن ذلك مما أجمع العلماء على بطلانه، مع أنني تتبعتُ وجمعتُ فوق الثلاثين مثالا منه.
وأما كلام العلماء في كتب النحو والصرف بأن باب كذا قياسه كذا وكذا فليس المراد منه أن أستعمل كلامهم في إبطال النقل والسماع من العرب، وإنما فعلوا ذلك لأمور:
أولا: تيسير المعرفة بجمع النظير إلى نظيره وضم كل مشاكل لأخيه.
ثانيا: معرفة حكمة العرب في كلامها؛ يعرف هذا من تأمل كلام سيبويه والخليل خصوصا، وتأمل كلام البصريين عموما.
ثالثا: معرفة الكلام إذا لم يرد بعضُه عن العرب، كأن يرد عن العرب واحد ولا يرد جمعه، أو جمعٌ ولا يرد واحده، أو نحو ذلك فحينئذ نحتاج لهذه القواعد التي أنتجها علماؤنا بالاستقراء لجمهور كلام العرب.
واعلم أن فيصل التفرقة في هذه المسألة أن تعلم أن العرب لم يضعوا لنا شيئا من هذه القواعد، وإنما استقرأ العلماء كلامهم وعرفوا مهيع كلامهم في كل باب، فنظموا ما انتظم منها في سلك واحد ليُعلم ما شذ عنه فيحفظ فيكون أَيْسَرَ على المتعلم، وأَحْكَمَ في علم العالم،
والله أعلم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 08:25]ـ
السؤال:
لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثان كما أن هناك مفعول ثان، مثال يوضح سؤالى:
(ضرب زيد وعمرو الكرة) لماذا نعرب عمرا هنا معطوفا ولا نعربه فاعلا ثانيا قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال" "المال" مفعول ثان. أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لكن ما السبب؟؟
الجواب:
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين.
فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ.
وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة)
بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء.
والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها
وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟
وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب.
فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا.
أخي أبا مالك العوضي
مما علق بالبال، قبل حصول البلبال: أن النحاة أجازوا: ضارب زيدٌ عمرو (برفعهما). و لهم في ضبطهما أوجه أخر. فما المانع من وجود فاعلَين. فتأمل أخي. و الموضوع مبسوط في المطولات
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:06]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك
وأستأذنك في السؤال، والتعقيب؟
وأبدأ في التعقيب قبل النسيان:
نسمع من بعض الأشياخ أن دخول كلمة: عبارة، منشؤها من كلام الأشاعرة المتكلمين بأن القرآن عبارة عن كلام الله، ثم دخلت في التعريفات الأصولية والفقهية.
وأذكر كلاما - ربما للشيخ علي الطنطاوي في أصل قولهم: ضرب أخماسا لأسداس، أن الأخماس أصابع كل كف، والأسداس الجهات الست، فكأنه لحيرته يضرب كفه بالأخرى، وينظر في كل الجهات ...
وأما الأسئلة بعد أخذ إذنك ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:08]ـ
يا شيخنا كفاكم تواضعا، حتى لا يظن أحد القراء أنك تعني ما تقول (ابتسامة)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 04:55]ـ
اعذؤني، فقد أخذت من قرائن الأحوال إذنك لي بالسؤال:
1 - يصحح بعض أشياخنا كلمة: خصم بأن الصواب حسم، لأن المقام ليس مقام خصومة ... فرد شيخ آخر بقوله: الصواب استنزال، لأن الحسم القطع، في قولنا: اخصم من إجازته يوما، وكذا خصم الأوراق التجارية، فأي الفريقين أحق بالصواب؟
2 - كما سمعت من أحد العلماء قوله: إن قولك" على النحو التالي، وفيما يلي، لحن، والصواب فيما يأتي، وعلى النحو الآتي .. لأن المعنى في الأول: على النحو التالي للجملة القادمة- كذا قال، ولم أقنع بقوله، فما قولكم دام فضلكم؟
3 - في قول بعض الباحثين: التعريف اللغوي والصطلاحي، والفقهي والقانوني، يصوب أحد شيوخنا ذلك بأن النسبة لا وجه لها، وأن الصواب: لغة فقها اضطلاحا ...
4 - في مصطلح: العلاقات الدولية، أحد شيوخنا يقول بأن الصواب: العلائق، وقد ذكرت له أنني وجدت الآتي: العلاقات جمع علاقة بفتح العين، وهو جمع مؤنث سالم، ومسموع عن العرب،
قال ذو الرمة:
وَقَد زَوَّدَت مَيٌّ عَلى النَأي قَلبَهُ ....... عَلاقاتِ حاجاتٍ طَويلٍ سَقامُها
وتجمع علاقة على علائق، وهو أكثر استعمالا، وأنشدوا عليه قول الفرزدق:
حَمَّلتُ مِن جَرمٍ مَثاقيلَ حاجَتي ...... كَريمَ المُحَيّا مُشنَقاً بِالعَلائِقِ
وفي العلائق قال جرير:
لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِقٌ ....... أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما
وقال قيس بن ذَرِيح:
تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ ....... وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ
فقال: الأفصح علائق، فما معيار الأفصح، هل كثرة الشواهد هي المعيار؟
5 - المشهور عدم صحة قولنا: نفس العقد، وأن الصواب العقد نفسه، إلا أنني وجدت كثيرا من العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله يستعلون هذا الأسلوب، فهل هو سائغ، أم أنه لحن بكل حال؟
6 - إذا كان اللفظ مذكرا، وجمع جمعا مؤنثا سالما، فكيف يكون حاله مع العدد، والإشارة والغيبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 05:15]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
قبل الجواب أحب أن أقدم قاعدة تمهيدا للموضوع؛ لأن الكلام في الخطأ والصواب اللغوي طويل الذيل، وعلى امتداد عصور أهل العلم الذين تكلموا في هذا الباب من القرن الثاني الهجري حتى الآن لم أقف على من وضع كتابا في التأصيل والتقعيد الذي يُبنى عليه القول بأن هذا صواب أو هذا خطأ؛ إلا بعض الرسائل لبعض المعاصرين ولكنها ليست محررة ولا مستوعبة على ما فيها من فوائد.
وهذه القاعدة هي: أن هناك فرقا بين الخطأ في المبنى والخطأ في المعنى، فالأول يسهل الحكم عليه بأنه خطأ، والثاني يصعب ذلك؛ لأن الأول خطأ في الحروف أو في الشكل وهذا مبني على النقل المحض فلا إشكال في رده إلى الصواب.
وأما الثاني فهو صواب في اللفظ ولكنه خطأ في الاستعمال أو في المعنى، وهذا يدخله ضروب من البلاغة والمجاز والاستعارة والكناية والتضمين وغير ذلك من المسائل التي قد تشهد لصحة الاستعمال، فيصعب الحكم عليها بالخطأ.
مثال الأول قولهم (فَشَلَ) بفتح الشين، فهذا خطأ واضح؛ لأن المذكور في كتب اللغة هو كسر الشين فقط.
ومثال الثاني قولهم (فشل) أيضا بمعنى أخفق، فهذا المعنى غير موجود في المعجمات، ولكن كثيرا من المعاصرين أجازوه بضرب من المجاز أو الاستعارة، وإن كنت لا أوافقهم على ذلك لأنها مجازات بعيدة جدا، ولكن هذا لا يمنع من أن يأتي أحدٌ فيذكر مجازا قريبا محتملا يكون شاهدا لصواب العبارة، فأنا أحكم عليها بالخطأ ولكني لا أستطيع أن أقطع بذلك، بخلاف النوع الأول.
وكذلك فكون هذا المجاز أو هذه الاستعارة قريبة أو بعيدة، وكونها متكلفة أو غير متكلفة هذه أمور تختلف فيها وجهات النظر، وهي راجعة في الحقيقة إلى السليقة أو الملكة اللغوية التي فسدت عند كثير من المعاصرين، فلا يصح أن ينبني عليها حكم أصلا.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 10:21]ـ
جزاك الله خيرا
إجابة مختزلة، وقاعدة ذهبية
ونرغب في التطبيق على الاستفسارات - حفظك الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, صباحاً 11:16]ـ
معذرة شيخنا الفاضل على اقتضاب الجواب، وهذا جهد المقل.
1 - يصحح بعض أشياخنا كلمة: خصم بأن الصواب حسم، لأن المقام ليس مقام خصومة ... فرد شيخ آخر بقوله: الصواب استنزال، لأن الحسم القطع، في قولنا: اخصم من إجازته يوما، وكذا خصم الأوراق التجارية، فأي الفريقين أحق بالصواب؟
لم يتبين لي في هذه المسألة شيء
2 - كما سمعت من أحد العلماء قوله: إن قولك" على النحو التالي، وفيما يلي، لحن، والصواب فيما يأتي، وعلى النحو الآتي .. لأن المعنى في الأول: على النحو التالي للجملة القادمة- كذا قال، ولم أقنع بقوله، فما قولكم دام فضلكم؟
هذه التخطئة مبنية على أمرين:
- الأول: أن في العبارة محذوفا - الثاني: أن هذا المحذوف هو (للجملة القادمة)
وكلا الأمرين ممنوع، أما الأول فلأن المتكلم لا ينوي محذوفا، فلم نحمل كلامه ما لا يحمله؟
وأما الثاني فهو أن مثل هذا التقدير وارد أيضا على قوله (فيما يأتي) فتقدر (فيما يأتي بعد الجملة القادمة) و (على النحو الآتي بعد الجملة الآتية)، وكون (تلا) يتعدى باللام، و (أتى) يتعدى بـ (بعد) لا يؤثر في المسألة؛ فاختلاف الأفعال في حروف التعدية لا يؤثر في اختلاف الأحكام.
ثم إننا لو سلمنا الأول فيكفي القدح في التقدير الثاني، فإننا نقدر شيئا آخر هو أقرب لكلام المتكلم، وهو قوله (التالي لقولي هذا نفسه)، وهذا هو المفهوم بادي الرأي من الكلام فهو أولى بالتقدير.
3 - في قول بعض الباحثين: التعريف اللغوي والصطلاحي، والفقهي والقانوني، يصوب أحد شيوخنا ذلك بأن النسبة لا وجه لها، وأن الصواب: لغة فقها اضطلاحا ...
هذا الكلام عجيب جدا؛ فإن بعض أهل اللغة طعن في قولهم (لغة وفقها واصطلاحا) لأنها لم تثبت عن العرب ولا ما يشابهها، وتجد كلاما عنها في أواخر الأشباه والنظائر للسيوطي، وأظن ابن هشام صنف فيها تصنيفا، أو ابن عابدين في الألفاظ الغريبة ... لا أذكر، فليحرر.
أما قولنا (اللغوي) و (الاصطلاحي) و (الفقهي) فهو من باب المنسوب وهو كثير في كلام العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغاية ما يمكنه قوله أن يكون قولنا (لغة وفقها واصطلاحا) صوابا كما أن قولنا (اللغوي ... إلخ) صواب، فإنه من المعلوم قطعا أن كون بعض الألفاظ صوابا لا يمنع من أن يكون غيرها صوابا فيلزمه أن يذكر دليلا على خطأ العبارات الأولى، والذي أراه أنها صحيحة بالاتفاق، ولا إشكال فيها.
4 - في مصطلح: العلاقات الدولية، أحد شيوخنا يقول بأن الصواب: العلائق، وقد ذكرت له أنني وجدت الآتي: العلاقات جمع علاقة بفتح العين، وهو جمع مؤنث سالم، ومسموع عن العرب،
قال ذو الرمة:
وَقَد زَوَّدَت مَيٌّ عَلى النَأي قَلبَهُ ....... عَلاقاتِ حاجاتٍ طَويلٍ سَقامُها
وتجمع علاقة على علائق، وهو أكثر استعمالا، وأنشدوا عليه قول الفرزدق:
حَمَّلتُ مِن جَرمٍ مَثاقيلَ حاجَتي ...... كَريمَ المُحَيّا مُشنَقاً بِالعَلائِقِ
وفي العلائق قال جرير:
لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِقٌ ....... أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما
وقال قيس بن ذَرِيح:
تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ ....... وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ
فقال: الأفصح علائق، فما معيار الأفصح، هل كثرة الشواهد هي المعيار؟
اختلف أهل اللغة في المراد بقولهم (أفصح)، مع اتفاقهم على أن (الأفصح) لا يستلزم أن يكون خلافه ضعيفا أو خطأ، والمشهور عندهم أن الأفصح هو الأكثر دورانا في كلامهم، فإذا اتفق اللفظان في كثرة الدوران فالأفصح هو الأكثر تبيانا للمعنى ودلالة عليه.
وكون هذه اللفظة أو تلك أكثر في كلام العرب يحتاج إلى نص من أئمة اللغة أو إلى استقراء، وهو نادر في أيامنا هذه.
وأما بخصوص مسألتنا هذه فيمكن أن يقال: (العلاقات) جمع قلة، و (العلائق) جمع كثرة، فيستعمل كل منهما في موطنه فلا نحتاج أصلا لكلام عن فصيح وأفصح.
5 - المشهور عدم صحة قولنا: نفس العقد، وأن الصواب العقد نفسه، إلا أنني وجدت كثيرا من العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله يستعلون هذا الأسلوب، فهل هو سائغ، أم أنه لحن بكل حال؟
هذه مسألة خلافية بين علماء اللغة، والأكثرون على الجواز، وهي مذكورة في كتب النحو.
6 - إذا كان اللفظ مذكرا، وجمع جمعا مؤنثا سالما، فكيف يكون حاله مع العدد، والإشارة والغيبة
هذا إنما يرد على غير العاقل كما هو واضح، كما تقول (مجلد) (مجلدات)، وجماهير النحويين على أن العبرة في العدد إنما هي بالمفرد، فتقول: (سبعة مجلدات) كما تقول: (خمسة عشر مجلدا)، وذهب الكسائي إلى جواز اعتبار الجمع، ومن ذلك الحديث المشهور الضعيف (نهى عن الصلاة في سبع مواطن)، ولذلك شواهد أخر، وأما البصريون فيجعلون هذه الشواهد من باب التضمين.
وأما الإشارة فتقول: (هذه مجلدات) و (هؤلاء مجلدات) والأول أشهر.
وأما الغيبة فتقول: (هي مجلدات) و (هنّ مجلدات) وكلاهما فصيح.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 04:24]ـ
جوابك مشكور
أسأل الله أن يجزيك خيرا
وعند اكتمالها: أقترح أن تسمى: القول المليح في أجوبة الشيخ ...
أو
الحلل العوضية على الأسئلة النجدية
أدام الله نفعك
وأبقى ذكرك
وشرح صدرك
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:05]ـ
لاحظت ان الإمام ابن تيمية رحمه الله وغيره من علماء الإسلام يستعملون الصيغة الآتية:
وسواء---أو --
والمشهور الآن أن هذا لحن والصواب استعمال أم، وبه جاء القرآن
فهل استعمال أو يحتمل وجها للصواب
أدامك الله مسددا موفقا
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:06]ـ
وعبارة الإمام ابن تيمية رحمه الله:
والأصل الثاني أن الشرط المخالف لكتاب الله إذا لم يرضيا إلا به فقد التزما ما حرمه الله، فلا يلزم كما لو نذر المعصية، وسواء كانا عالمين أو جاهلين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jul-2007, مساء 12:26]ـ
إنما يلزم ذلك يا شيخنا الفاضل عند استعمال همزة التسوية أو كان السياق يدل على معناها، كقوله تعالى: {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم}، أما إن كان السياق لا يدل على ذلك فلا يلزم، بل يجوز استعمال (أو) ويجوز استعمال (الواو) أيضا، كما في قوله تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}، {سواء العاكف فيه والباد}، والمعنى: العاكف والباد سواء أي مستويان؛ لأن (سواء) مصدر يطلق على المفرد والمثنى والجمع، فـ (سواء) في كلام شيخ الإسلام مرفوعة، كما في قوله تعالى: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به}.
ويكون تقدير كلام شيخ الإسلام (كونهما عالمين أو جاهلين سواء)، ومن المعلوم أن (أو) تكون أحيانا بمعنى الواو كما قال ابن مالك:
وربما عاقبت الواو إذا ........... لم يلف ذو النطق للبس منفذا
ومن أصرح الآيات في صحة العبارة قوله تعالى: {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم}.
والله أعلم.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[02 - Sep-2007, صباحاً 11:36]ـ
فإنك شمس و الملوك كواكب .... الخ
أليس للنابغة؟
...........................
وردت في كلامك (أبا مالك) كلمة: لفظة، و أذكر أني رأيت بعض أهل العلم قال إنها ليست صحيحة فما قولك؟
..........................
ذكرني أول الموضوع عند ذكر مارية سؤالا لم أزل أبحث عن جوابه و هو ضبط قولنا (مارية سرية رسول الله صلى الله عليه و سلم) سُرِّيَّة أو سَرِيَّة؟
و الله يجزل الثواب لنا و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Sep-2007, مساء 01:53]ـ
(سُرِّيّة)
وأما (لفظة) فأُراها مستعملة عند أهل العلم، فلعل من خطأها جنح إلى استقباحها؛ لأنها من (اللفْظ) أي الطرح.
ولا أرى وجها لتخطئتها، ولا فرق بين تخطئتها وتخطئة (لفظ - ألفاظ - يلفظ).
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[12 - Sep-2007, صباحاً 11:46]ـ
هلا سميت لي مرجعا ضبط (سُرِّية) هكذا؟
و أين أجد النص على جواز (هُوَّ) في الشعر؟ وهل تجوز نثرا؟
حفظك الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Sep-2007, مساء 04:03]ـ
ضبط (سرية) موجود في معظم كتب اللغة؛ تهذيب اللغة، ولسان العرب، وطلبة الطلبة، والمغرب، والمصباح المنير وغيرها.
وأما تشديد الواو من (هو) والياء من (هي) فهي لغة لبعض العرب كما في التهذيب وتوابعه.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[27 - Sep-2007, مساء 12:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
إذن فهي في النثر جائزة
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 08:20]ـ
زادك الله من فضله،
هل يمكن قول رسائل خمسة عشر أوخمس عشر لان العدد تأخر
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[28 - Sep-2007, صباحاً 11:52]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام
السؤال:
ما طريقة ترتيب (مقاييس اللغة) لابن فارس، وكيف يبحث فيه؟
الجواب:
الناظر بدأة ذي بدء في (مقاييس اللغة) يحسبه جرى على طريقة الترتيب بحسب أوائل الحروف، كصنيع الزمخشري في أساس البلاغة والفيومي في المصباح المنير، ولكن الحقيقة أن ترتيبه أعقد من هذا، كما قال العلامة عبد السلام هارون في مقدمة تحقيقه:
((جرى ابن فارس على طريقة فاذَّةٍ بين مؤلفي المعجم، في وضع معجميه: المجمل والمقاييس. فهو لم يرتّب موادهما على أوائل الحروف وتقليباتها كما صنع ابن دريد في الجمهرة، ولم يطردها على أبواب أواخر الكلمات كما ابتدع الجوهري في الصحاح، وكما فعل ابن منظور والفيروزاباديّ في معجميهما، ولم يَنْسُقْها على أوائل الحروف فقط كما صنع الزمخشري في أساس البلاغة، والفيومي في المصباح المنير. ولكنه سلك طريقاً خاصَّاً به، لم يفطن إليه أحد من العلماء ولا نَبَّه عليه. وكنت قد ظننت أنه لم يلتزم نظاماً في إيراد المواد على أوائل الحروفِ، وأنه ساقها في أبوابها هملاً على غير نظام. ولكنه بتتبُّع المجمل والمقاييس ألفَيْته يلتزم النظام الدقيق التالي:
1 ـ فهو قد قسم مواد اللغة أوَّلاً إلى كتب، تبدأ بكتاب الهمزة وتنتهي بكتاب الياء.
2 ـ ثم قسم كل كتاب إلى أبواب ثلاثة أولها باب الثنائي المضاعف والمطابق، وثانيها أبواب الثلاثي الأصول من المواد، وثالثها بابُ ما جاء على أكثر من ثلاثة أحرفٍ أصلية.
3 ـ والأمر الدقيق في هذا التقسيم أن كل قسم من القسمين الأوَّلين قد التُزم فيه ترتيب خاص، هو ألا يبدأ بعد الحرفِ الأوَّل إلا بالذي يليه، ولذا جاء بابُ المضاعف في كتاب الهمزة، وباب الثلاثي مما أوله همزة وباء مرتباً ترتيباً طبيعياً على نسق حروفِ الهجاءِ.
ولكن في "باب الهمزة والتاء وما يثلثهما"، يتوقع القارئ أن يأتي المؤلف بالمواد على هذا الترتيب: (أتب، أتل، أتم، أتن، أته، أتو، أتي)، ولكن الباء في (أتب) لا تلي التاء بل تسبقها، ولذلك أخرها في الترتيب إلى آخر الباب فجعلها بعد مادة (أتي).
وفي باب التاء من المضاعف يذكر أوَّلاً (تخ) ثم (تر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى التاء والباء (تب)، لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الخاء.
وفي أبواب الثلاثي من التاء لا يذكر أولاً التاء والهمزة وما يثلثهما، بل يؤخر هذا إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بباب التاء والجيم وما يثلثهما، ثم باب التاء والحاء وما يثلثهما، وهكذا إلى أن ينتهي من الحروف، ثم يرجع أدراجه ويستأنف الترتيب من باب التاء والهمزة وما يثلثهما؛ وذلك لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الجيم. وتجد أيضاً أن الحرفَ الثالث يراعى فيه هذا الترتيب، ففي باب التاء والواو وما يثلثهما يبدأ بـ (توي) ثم (توب) ثم (توت) إلى آخره، وذلك لأن أقرب الحروفِ التي تلي الواو هو الياء.
وفي باب الثاء من المضاعف لا يبدأ بالثَّاء والهمزة ثم بالثَّاء والباء، بل يُرْجئ ذلك إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بالثَّاء والجيم (ثج) ثم بالثَّاء والراء (ثر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يستَأنف الترتيب بالثَّاء الهمزة (ثأ) ثم بالثَّاء والبَاء (ثب).
وفي أبواب الثلاثي من الثَّاء لا يبدأ بالثَّاء والهمزة وما يثلثهما ثم يعقّب بالثَّاء والباء وما يثلثهما، بل يدع ذلك إلى أواخر الأبواب؛ فيبدأ بالثَّاء والجيم وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى الأبواب التي تركها. وتجد أيضاً أن الحرف الثَّالث يراعى فيه الترتيب، ففي باب الثَّاء واللام وما يثلثهما يكون هذا الترتيب (ثلم، ثلب، ثلث، ثلج) … الخ.
وفي باب الجيم من المضاعف يبدأ بالجيم والحاء (جح) إلى أن تنتهي الحروف (جو) ثم ينسقُ بعد ذلك؛ (جأ، جب).
وفي أبواب الثلاثي من الجيم يبدأ بباب الجيم والحاء وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يذكر باب الجيم والهمزة وما يثلثهما، ثم باب الجيم والباء، ثم الجيم والثاء، مع مراعاة الترتيب في الحرف الثالث، ففي الجيم والنون وما يثلثهما يبدأ أوّلاً بـ (جنه) ثم (جني) ويعود بعد ذلك إلى (جنأ، جنب، جنث) الخ.
هذا هو الترتيب الذي التزمه ابن فارس في كتابيه "المجمل" و"المقاييس". وهو بِدْع كما ترى))
أحسن الله إليك
وثم تنبيه وهو أنه وإن كان الترتيب السابق هو الأصل وهو الواضح من كتابه إلا أنه قد خالفه في كثير من المواضع فوضع بعض المواد في غير موضعها اللائق بها حسب هذا الترتيب كما نبه على ذلك محقق كتابه المجمل وبين أنه خالف الترتيب كذلك في المجمل.
وعليه فإذا لم يجد الباحث مادة في الموضع اللائق بها فليس له أن يبادر بنفي وجودها منه أو الزعم بأنها فاتته بل عليه أن يجتهد في البحث حتى يصل إلى مقصوده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخلال]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 01:38]ـ
باركَ الله بك أخي أبا مالك على هذه الدرر
الأصل في دخول التاء على الاسم أن تكون للتفريق بين المذكر والمؤنث، وخصوصا في المنسوب، و (تَيْم) قبيلة، والنسب إليها (تيمي) في المذكر و (تيمية) في المؤنث،
هذا يؤكد ما كنت أظنه حينما رأيتُ أحد المؤلفين في الفقه يقول: {الملكية لغة نسبة إلى الملك}
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 02:30]ـ
زادك الله من فضله،
هل يمكن قول رسائل خمسة عشر أوخمس عشرة لأن العدد تأخر
وفقك الله، لم أقف على من نص على ذلك، ولكن مقتضى قولهم أن ذلك جائز.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 06:29]ـ
= السؤال من شيخنا الفاضل (ماهر الفحل) تواضعا منه:
في مسند الإمام أحمد: ( ... أليس بيوم النحر؟ قلنا: نعم ... ) من طريق يحيى بن سعيد عن قرة بن عبد الرحمن عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه.
الإشكال في استعمال (نعم) في جواب (أليس)
= الجواب من تلميذه الضعيف:
وفقكم الله وسدد خطاكم يا شيخنا الكريم
والله هذا شرف لي أن تخصوني بهذا الأمر وإن لم أكن أهلا له.
ولا يسعني إلا التطفل على أهل العلم، وتكلف تعاطي الجواب، إذ لم يكن بد من امتثال أمركم، وما على المحسنين من سبيل.
المعروف في اللغة أن (بلى) تختص بجواب النفي وتثبته، وأن (نعم) لتصديق الخبر نفيا كان أو إثباتا.
وهذا من المتواتر في اللغة، وشواهده لا تحصى، فلا يحتاج لنقل، ومن المشهور عن ابن عباس في قوله تعالى: {ألست بربكم قالوا بلى} قوله: لو قالوا (نعم) لكفروا.
وقد وردت شواهد قليلة جدا ظاهرها استعمال (نعم) في موطن (بلى)، وقد استعملها سيبويه نفسه في الكتاب، ولحنه ابن الطراوة في ذلك.
واختار أكثر النحويين أن هذا خطأ، وردوا ما ورد من هذه الشواهد.
وبعضهم تأول الشواهد الواردة في ذلك بما يخرجها عن ظاهرها جريا على المشهور.
وبعضهم انتصر لسيبويه فأجازها حملا على المعنى إن لم يحصل في الكلام لبس.
ولو سلمنا بالقول الأخير فغايته أن يكون ذلك لغة جائزة في الجملة وليست بالفصيحة.
وأما الحديث المذكور فلا شك أنه من تغيير النساخ، ولا أقول من تغيير الرواة، بل من تغيير النساخ؛ لأن الحديث معروف من رواية ابن سيرين بلفظ (بلى)، ومعروف من رواية (قرة) عنه بلفظ (بلى)، ومعروف من رواية (يحيى بن سعيد) عن قرة بلفظ (بلى)، وهذه الألفاظ موجودة في الصحيحين وغيرهما.
بل إن الروايات الأخرى للحديث في المسند نفسه من غير طريق (يحيى بن سعيد) كلها بلفظ (بلى).
ومعلوم أن الإمام أحمد لم يكن يحدث إلا من كتاب، فمن المستبعد جدا أن يكون هذا التغيير من الإمام أحمد نفسه، وكذلك من المستبعد أن يكون من ابنه عبد الله؛ لأنه كان يروي من كتاب أبيه.
فالذي يترجح لي - والله أعلم - أن هذا الخطأ وقع من النساخ الذين نسخوا المسند، وليس من الرواة المتقدمين.
والشراح - رحمهم الله تعالى - لهم في مثل هذا الموطن مسالك:
= فبعضهم يذهب لتصويب الرواة والنساخ مطلقا، ويبحث عن مسوغ لكل لفظة مهما كان ما خالفها من الروايات بعيدا، إحسانا للظن بهم، وهذه طريقة إمام النحو جمال الدين ابن مالك وتلميذه الإمام النووي ومن تبعهم كالقاري.
= وبعضهم يذهب لتخطئة الرواة مطلقا في كل ما خالف المشهور من العربية حتى لو اتفق الرواة على هذه اللفظة، وهذه طريقة أبي البركات الأنباري والعكبري وابن الجوزي والسيوطي.
= وبعضهم يتوسط فينظر في اختلاف الرواة فحيث اتفقوا حكم بصحة اللفظة؛ لأن طرق إثبات اللغة ليست بأقوى من هذه الأسانيد الصحيحة، وحيث اختلف الرواة حكم بأن هذا من تصرف الرواة، وهذه طريقة الحافظ ابن حجر وغيره.
وهذه الطريقة الأخيرة هي الطريقة المرضية التي لا يسوغ غيرها في نظري.
والبحث من فروع المسألة الطويلة الذيل، وهي الاحتجاج بالحديث النبوي في اللغة والنحو، وقد ناقشها من قبلُ شيخنا (الفهم الصحيح) في موضوع مفرد هنا في الملتقى، وأفردها بالتصنيف جماعة منهم خديجة الحديثي، ومحمود فجال وغيرهم.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 11:31]ـ
وفيما يتعلق بذكر الفضل لأهله؛ فقد ذكرت السؤال والجواب في كتابي " الجامع في العلل والفوائد " يسر الله إتمامه وطبعه، آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Dec-2007, مساء 08:27]ـ
هذا من علو أدبكم يا شيخنا الفاضل، وفقك الله وسدد خطاك، ونفعنا بك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
سؤال من شيخنا المسيطير:
(الرجل الإنسان) هل يمدح الرجل بكونه إنسانا؟
الجواب:
أجاب المشايخ الكرام هاهنا بما لا مزيد عليه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116359
وأراد العبد الفقير أن يلحق نفسه بركبهم وإن لم يكن من شكلهم فقال:
قال الطوفي في [الإكسير] وأصله عند ابن الأثير:
((أما حذف الصفة، فإنما يحسن إذا ساوق الكلام ما يدل عليها من تعظيم أو تفخيم ونحوه، فيجوز: كان زيد والله رجلا، واعتبرت عمرا فوجدته إنسانا، أي رجلا فاضلا، وإنسانا كاملا، لدلالة الحال على تعظيمك له، ولزوم تحصيل الحاصل من تقدير عدم إرادة الصفة، ولهذا لو قلت: رأيت رجلا، أو كان زيد رجلا ولم يقترن به شيء من ذلك لم يفد))
وهذا نص ابن الأثير في المثل السائر:
(( .... وأنت تحس هذا من نفسك إذا تأملته، وهو أن يكون في مدح إنسان والثناء عليه فتقول: كان والله رجلا، أي رجلا فاضلا، أو شجاعا أو كريما، أو ما جرى هذا المجرى من الصفات، وكذلك تقول: سألناه فوجدناه إنسانا، أي إنسانا سمحا أو جوادًا، أو ما أشبهه، فعلى هذا ونحوه تحذف الصفة، فأما إن عريت عن الدلالة عليها من اللفظ أو الحال فإن حذفها لا يجوز))
فالعبرة بما دل عليه سياق الكلام من الدلالة على الصفة المحذوفة، وسياق الكلام المعاصر في مثل العبارة التي نقلها شيخنا المسيطير يدل على أن المراد (الرحيم) أو (الرؤوف) أو (العطوف) أو نحو ذلك.
المقصود أن أصل الكلام: (إنسان رحيم) (إنسان رءوف) ... إلخ، ثم كثر الاستعمال حتى صار ذكر (الإنسان) كافيا في بيان الصفة؛ إذ المراد أشهر الصفات وأسرعها ورودا إلى الذهن عند ذكر الإنسان.
كما نقول: (فلان الرجل)، فليس المراد الوصف بالذكورة، وإنما المقصود الوصف بأخص صفات الرجل وهي النجدة والشجاعة ونحو ذلك.
وكما نقول: (فلان الحر)، فليس المراد أنه ليس عبدا، وإنما المقصود الوصف بأخص صفات الحر، وهي الأنفة والمروءة والتنزه عن السفاسف، ونحو ذلك.
فكذلك نقول: (فلان الإنسان)، فليس المراد التحرز من كونه حيوانا!! لأن هذا مفهوم بداهة أو هو تحصيل للحاصل، وإنما المراد أخص صفات الإنسان، وهذه الصفات قد تختلف من عصر لعصر، وقد شاع في عصرنا أن المراد من ذلك الرحمة والسماحة ونحو ذلك.
وكذلك في النفي، نقول: (فلان ليس بإنسان)، أي هو فاقد للصفات المستحسنة في الإنسان من نحو العقل والرحمة ونحو ذلك.
ونقول: (هذا ليس بشيء)، أي ليس بشيء ذي قيمة، أو ليس بشيء جيد، أو غير ذلك مما يدل عليه السياق، وليس المراد - كما هو واضح - أنه ليس بشيء مطلقا.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 04:57]ـ
واستشكل بعض الإخوة إنكار ابن هشام اللخمي صحة ضم الطاء في (الطهور)
والجواب باختصار:
هذه مسألة خلافية مشهورة
فالمعروف عن البصريين أنه بالفتح اسم ومصدر، وهو المذكور عن أبي عمرو والخليل وسيبويه وأبي عبيد والأصمعي وغيرهم
والمعروف عن الكوفيين أنه بالفتح اسم وبالضم مصدر، وهو المذكور عن ثعلب وابن الأنباري وغيرهم.
والكوفيون لا ينكرون الأول، ولكنهم يزيدون لغة الضم في المصدر وهي التي لا يعرفها جمهرة البصريين.
والمشهور في كتب الحديث وشروحها الضم في المصدر والفتح في الاسم
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:00]ـ
سؤال من شيخنا الفاضل (خزانة الأدب)
الهمزة المتطرفة المكتوبة فوق الألف (كهمزة سبأ) هل تنقلب إلى همزة سفلى في حالة الجر (من سبإ)، أم توضع الكسرة تحتها فقط؟
الجواب باختصار:
هذا وجه معروف في الرسم معمول به عند بعض كبار المحققين.
ولكنه مهجور في أيامنا هذه.
أذكر - إن لم أكن واهما - أني وقفت عليه لمحمود شاكر وعبد السلام هارون وعبد الفتاح أبو غدة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:03]ـ
السؤال:
هل يقتصر توكيد فعل الأمر العتل الآخر بنون التوكيد الخفيفة؟ أم أن توكيده يتم بنون التوكيد الثقيلة أيضا
الجواب:
لم يقل أحد - فيما اطلعت عليه - إنه لا يصح توكيد المعتل بنون التوكيد الثقيلة، قال ابن مالك رحمه الله:
.............................. .............. وإن يكن في آخر الفعل ألف
فاجعله منه رافعا غير اليا ............ والواو ياء كـ (اسعَيَنَّ سعيا)
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:04]ـ
السؤال:
هل هناك فرق في قوة التوكيد بين النون الثقيلة والنون الخفيفة؟
الجواب:
الاستعمال والاستقراء لكلام العرب لا أراه يفيد هذا الفرق، وإن كان قد قال به بعض العلماء.
قال سيبويه في الكتاب (3/ 509):
((وزعم الخليل أنهما توكيد كما التي تكون فصلا، فإذا جئت بالخفيفة فأنت مؤكد، وإذا جئت بالثقيلة فأنت أشد توكيدا)).
وقال الشاطبي في المقاصد الشافية (5/ 565):
((الشديدة أشد تأكيدا من الخفيفة على ما نقل سيبويه عن الخليل وهو رئيس أهل اللغة)).
وقال السيوطي في الإتقان (ص 1642 - طبعة المجمع):
((نون التوكيد الشديدة بمنزلة تكرير الفعل ثلاثا، والخفيفةُ بمنزلة تكريره مرتين))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:08]ـ
السؤال:
هل ورد في السنة أو في كلام العرب حتى عصور الاستشهاد استخدام عبارة كيف حالك؟ علما بأن الكلمتين بمعنى واحد _ فالكيف بمعنى الحال _ فيكون هناك تكرار لا فائدة له كما يزعم البعض وجزيتم خيرا
الجواب:
(أولا) الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.
ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).
(ثانيا) قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟
(ثالثا) أقول: ليس شرطا في ثبوت صحة تركيب الكلام أن يثبت بعينه عن العرب الفصحاء؛ إنما هذا شرط صحة المفردات، أو التراكيب العامة، وليس لك أن توجب على الناس أن يأتوا بكل تركيب من مبتدأ وخبر مثلا مسموعا عن العرب بعينه، هذا ما لا يقوله أحد من أهل اللغة. أعني أنك لو نقلت عن العرب (كَتَبَ) ونقلت عن العرب (الرَّجُل) وكان معلوما من كلام العرب أن الفعل يأتي بعده الفاعل، فلك أن تقول: (كَتَبَ الرَّجُل) بغير سماع من العرب.
(رابعا) (كيف) اسم موضوع للاستفهام، ويعرب خبرا، وله الصدارة في الكلام، فقولك (كيف الحال) يجاب عنه بـ (الحال جيد) مثلا، فهي جزء لا غنى عنه لتمام الكلام. ولو قرأت أي كتاب من كتب النحو لما وجدت شيئا مما ادعاه هذا المدعي.
(خامسا) هذه العبارة (كيفَ حالُك) وردت في كلام العرب الفصحاء مرارا لا يحصيها إلا الله عز وجل.
ولو تصفحت كتابا من كتب التواريخ أو قصص الخلفاء لرأيتها عشرات المرات.
كما في قصة المهدي مع المفضل الضبي، وكما في قصة هشام بن عبد الملك مع حماد الراوية.
وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: كيف حال مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصْنعَ به.
وقيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه.
وقد وردت أيضا في كلام القاضي شريح، في قصته المشهورة مع زوجته زينب، رواها بسنده الجريري في الجليس الصالح الكافي.
(سادسا) أقول أيضا: إن هذا الكلام لو كان له أصل لما تعاقَب العلماء بلغة العرب على نقل مثل هذا التعبير في كتبهم بلا نكير؛
قال الأصمعي: قيل لبعض الصالحين: كيف حالُك؛ قال: كيف حالُ من يَفْنَى ببقائه، ويَسْقَم بسلامَتِه، ويُؤتى من مَأمنه.
ونقل أبو العباس ثعلب في مجالسه عن ابن الأعرابي قال: حضرت مجوسيا الوفاةُ، فقال له قائل: كيف حالك؟ قال: " كيف حال من يريد سفرًا بلا زاد، ويرد على حكمٍ عدل بلا حجة ".
وأزيدك هنا فائدة ذكرها الإمام النووي في شرح مسلم؛ قال النووي: يستحب أن يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا.
والله أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:15]ـ
السؤال:
هل يجوز جمع (وقف) على (وقوفات) و (فرق) على (فروقات)؟ ومثله (شروحات) و (خصومات) ... إلخ؟
الجواب:
الوقف والشرح والخصم ونحو ذلك مصادر، وجمع المصدر سماعي عند أكثر العلماء، فإن سمع علل باختلاف الأنواع مع بقائه على أصل السماع كما نص الفيومي في المصباح.
ولو افترضنا أن جمع المصدر سائغ، أو أن كلمة (وقف) اسم وليست مصدرًا، فحينئذ يقال في الجمع (وقوف)، و (أوقاف).
وأما (وقوفات) فهي جمع الجمع، وأكثر أهل العلم على أن جمع الجمع مقصور على السماع.
والذين أجازوه قياسا خصوه بجموع القلة، و (وقوف) جمع كثرة.
والمجمع القاهري أجازه عند الحاجة.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:20]ـ
السؤال:
هل لمصطلح (محاضرة) أصل، وينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24750
الجواب من العبد الضعيف الفاني:
(المحاضرة) تطلق في اصطلاح أهل العلم على ما يسميه أهل الحديث (المذاكرة) أو ما يسمى المدارسة أو المباحثة أو المناقشة أو المطارحة، فكل هذا معناه متقارب.
وهذا الوزن (فاعَلَ) مشهور في لغة العرب لما كان من اثنين، ولذلك فالمحاضرة وما شابهها من الألفاظ تقتضي اثنين أو أكثر، كأن كل واحد منهما يُحضِر حجته، أو يَحضُر بفائدته.
وهذا المعنى يختلف عن الاستعمال الدارج المعاصر الذي هو (الدرس) أو (التحديث) أو (المجلس) أو (الإملاء) أو (التعليم) أو نحو ذلك.
فهذه هي الألفاظ المستعملة كما قال الآمدي:
تصدر للتدريس كل مهوس .............. إلخ
وقال ابن عرفة:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة .............. إلخ
وقال الصنعاني:
كأنا إذا ما مجلس العلم ضمنا .............. إلخ
وأما المحاضرة بالمعنى المعاصر فهي مستحدثة، كما قال علي الجارم:
سعدت مصر بالجهابذ في الطب ........... فكم من (مُحاضِر) ومعيد
وللفائدة: جاء في مقدمة تحقيق المجالسة لمشهور:
((أما المحاضرات فهي جمع محاضرة، وهي تدل على ما يلقيه المعلم على طلبته في أي فرع من فروع المعرفة، وفي أي مكان، والواقع أن الأصل اللغوي لهذه الكلمة لا يدل بشكل مباشر على هذا المعنى.
ومع هذا فقد عرف العرب المحاضرة بمعنى المساجلة الشعرية بين شاعرين، وبمعنى المجادلة في مجلس الخصومة وبمعنى التحدث في المجلس بالطرف والنوادر، فإذا حسن مجلس شخص ما وظرف فهو حسن المحاضرة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 05:27]ـ
السؤال:
ما رأيكم في حفظ منظومة (اللؤلؤة في النحو) للسرمري؟
الجواب:
(اللؤلؤة في العربية) لجمال الدين السُّرَّمَرِّي
الإشكال في هذه المنظومة أنها ليست مشهورة عند أهل العلم، فستشعر أنك غريب عن استشهاداتهم؛ لأن الأكثرين يستشهدون بالألفية ونحوها، فإن اكتفيت بحفظ هذه المنظومة كان حفظك ناقصا، وإن حفظت غيرها اختلطت عليك المنظومات وتداخلت.
وكذلك فإذا أردت حفظ غيرها كالألفية فإنها تغنيك عنها تماما.
فالخلاصة التي أنصح بها أنك يمكنك أن تدرس هذه المنظومة مع شرحها، ولكن اجعل الحفظ للمنظومات المشهورة كالألفية.
وللفائدة:
اللؤلؤة منظومة نحوية مختصرة من بحر البسيط على قافية اللام المفتوحة، على نمط لامية الأفعال لابن مالك.
وهي سهلة الألفاظ سلسة القياد، يسيرة الفهم، وقريبة الحفظ أيضا لأن أبياتها قليلة، نحو مائة وستين بيتا.
وهي لا تحتاج غالبا لشيخ، فيمكنك دراستها وحدك، مع الاستعانة بشرحها الوحيد الموجود وهو شرح الناظم نفسه، وهو شرح مختصر سلس القياد أيضا، وسهل الفهم.
والناظم يتخلل شرحَه أحيانًا بعضُ الاستطرادات المفيدة والفوائد اللطيفة التي تخفف من حدة المادة العلمية، كالقصة التي حكاها عن الخليفة المعتضد، وما حكاه عن شيخه الزريراني، وما حكاه عن الحجاج بن يوسف، وما حكاه عن هارون الرشيد.
كما يظهر في الشرح بعض الفوائد الحديثية؛ لأن ذلك كان من صناعة الناظم أيضا كما في إشارته لحديث ابن مسعود (أنت أبا جهل)، وحديث أم هانئ (قاتلٌ رجلاً قد أجرتُه)
والمؤلف له أحيانا فوائد وإشارات لطيفة جدا، كالفائدة التي ذكرها عن الخلط الذي يقع لكثير من الناس في الفاعل والمفعول بعد الفعل في نحو (يلزم كذا)، وكالفائدة التي ذكرها عن الفرق بين المخاطَب والمخاطب عنه في نحو {فذلكن}.
وهناك بعض الأخطاء العجيبة التي وقع فيها المؤلف، ويبدو أنها من العجلة أو نحو ذلك، كقوله إن من علامات الاسم النفع والضر!! وكإشارته إلى إن {قل للمؤمنين يغضوا} مجزوم بالسكون!!
والله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 04:36]ـ
أحسن الله اليك شيخنا الكريم عندى سؤال
حيث أن الخلاف فى كينونة السنة مصدرا من مصادر اللغة أم ليست مصدرا هو من جهة عجمية بعض الرواة لا من جهة النبى صلى الله عليه وسلم اذ هو أفصح من نطق بالضاد
فسؤالى اذا كان رواة الحديث ليس فيهم أعاجم فهل يقال هذا الحديث مجمع على أنه مصدر ويحتج به فى اللغه؟
وكيف يكون الخلاف من جهة عجمة الرواة والمعلوم لدى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى الا اذا كان الراوى عالما بمعانى الالفاظ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 04:49]ـ
حيث أن الخلاف فى كينونة السنة مصدرا من مصادر اللغة أم ليست مصدرا هو من جهة عجمية بعض الرواة لا من جهة النبى صلى الله عليه وسلم اذ هو أفصح من نطق بالضاد
فسؤالى اذا كان رواة الحديث ليس فيهم أعاجم فهل يقال هذا الحديث مجمع على أنه مصدر ويحتج به فى اللغه؟
وكيف يكون الخلاف من جهة عجمة الرواة والمعلوم لدى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى الا اذا كان الراوى عالما بمعانى الالفاظ؟
وفقك الله
أولا: إذا قلنا لا يجوز رواية الحديث بالمعنى إلا للعالم بالألفاظ، فهل معنى هذا أن يكون الكلام صحيحا من جهة التركيب؟ الجواب لا؛ لأن اللحن لا يدل على فساد المعنى، كما لو قلت: (ضربتُ محمدٌ) و (جاء محمدًا) فالمعنى مفهوم وإن كان في الكلام لحن.
ثانيا: المسألة ليست راجعة لوجود أعاجم فقط، بل مهما كان الراوي من غير عصور الاحتجاج أمكن أن يقع اللحن في كلامه، ولكن تخصيص الأعاجم بالذكر في كلام من منع الاحتجاج بالحديث لكثرتهم في رواة الحديث، والعبرة بالكثرة ولا يلتفت للشاذ.
ثالثا: مسألة عدم الاحتجاج بالحديث فيها تفصيل، وعلماء النحو يفصلون في الاحتجاج بما ورد عن العرب أيضا فليس الأمر مخصوصا بالحديث، وإنما وقع التنصيص على الحديث لأن الرواة لم تكن عنايتهم مصروفة لنقل الألفاظ، وإنما كانت منصرفة لنقل المعاني والأسانيد، أما المعاني فلأنها هي المطلوبة في العمل، وأما الأسانيد فلتثبيت النقل ومعرفة صحته.
وعلماء النحو كثيرا ما ينكرون بعض المنقولات من غير الحديث؛ نظرا لأنها شذت عن الجادة، أو لأنها لم تجئ من طرق العلماء المعروفين، أو عن أعراب مجهولين لا يُدرى ما دخل عليهم من فساد بسبب الاختلاط بالحضر أو غير ذلك.
رابعا: إذا فرضنا ورود حديث من طريق س عن ص عن ع مرفوعا، والرواة عن (س) عدد كبير، وكان (س) هذا عربيا فصيحا لا يلحن، فإن الحديث حينئذ يحتج به من جهة صدوره من (س) الذي هو عربي فصيح، وليس من جهة أنه حديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك إذا فرضنا ورود اللفظة محل الخلاف في عدد من الروايات التي اختلفت مخارجها وتنوع رواتها، فإنها حينئذ يشد بعضها بعضا؛ لبعد احتمال تغيير الرواة حينئذ.
مثال ذلك تكرار كلمة (بين) في مثل قولنا (بين محمد وبين أخيه) فقد منع من ذلك بعض أهل اللغة، والصواب جوازه، وقد أحصيت نحوا من ثلاثين موضعا في الصحيحين تشتمل على هذا الاستعمال، فيبعد جدا أن يكون ذلك من تغيير الرواة.
فالأمر مرجعه أولا وأخيرا إلى القرائن التي تفيد صحة المروي أو خطأه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 05:54]ـ
الجواب:
(أولا) الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.
ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).وفقك الله. مقصود ذلك القائل أن كيف فيها معنى الحال، فلا يرد عليه ما ذكرتم.
ومثال ذلك (متى) مع (الزمان)، و (أين) مع (المكان)
ألا توافق أنه من العي قول القائل: متى زمان نصر الله؟ و أين مكان شركائكم؟
ولا يقتضي ذلك أن يقال بدلا من: إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (أينا شرقيا)
ولا أن يقال بدلا من: هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا (هذا متاك)
ولا يقال: زمان الساعةُ؟ بمعنى (متى الساعةُ؟)
وليس معنى ذلك أني أقول بذلك ولا العكس.
لكن ذلك لبيان عدم صحة ما أوردتموه على هذا القائل.
والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 06:06]ـ
(ثانيا) قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟ وهذه أيضا رمية بغير رامٍ.
فالعبارة ستصح بحذف (حال) ووضع المضاف إليه بدلا منها
فقولك: كيف حالك؟
تصبح: كيف ك؟
ولأن ضمير المخاطب هنا صار منفصلا مرفوعا يؤتى بما يناسب ذلك
فيقال: كيف أنت؟
وهذه الجملة أشهر من أن يستشهد لها.
ومع ذلك سأستشهد:
في صحيح مسلم: قال رسول الله (ص) لأبي ذر: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء ... ولم يقل (كيف حالكَ؟)
وفي صحيح البخاري قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعائشة ابنته رضي الله عنها: كيف أنتِ يا بنية؟ ولم يقل (كيف حالكِ؟)
وفي صحيح مسلم: قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لحنظلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كيف أنت يا حنظلة؟ ولم يقل: (كيف حالك؟)
وغير ذلك كثير
فهل لديكم شواهد من الشعر العربي الأصيل أو السنة الثابتة الصحيحة على مقولة: كيف حالك؟
فالنقولات المذكورة غير كافية للرد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 06:18]ـ
وفقك الله. مقصود ذلك القائل أن كيف فيها معنى الحال، فلا يرد عليه ما ذكرتم.
ومثال ذلك (متى) مع (الزمان)، و (أين) مع (المكان)
ألا توافق أنه من العي قول القائل: متى زمان نصر الله؟ و أين مكان شركائكم؟
ولا يقتضي ذلك أن يقال بدلا من: إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (أينا شرقيا)
ولا أن يقال بدلا من: هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا (هذا متاك)
ولا يقال: زمان الساعةُ؟ بمعنى (متى الساعةُ؟)
وليس معنى ذلك أني أقول بذلك ولا العكس.
لكن ذلك لبيان عدم صحة ما أوردتموه على هذا القائل.
والله أعلم.
وفقك الله، لو كان مقصوده ما ذكرتم لم يتم له الاحتجاج به، فلا يصلح إيراده، ولا خلاف أن كيف فيها معنى الحال، ولكن النقاش في أن ذلك: هل يمنع من قولنا (كيف حالك)؟
فلو قلت لك: (أين مكانك الآن؟) لم يكن ذلك خطأ، كما ورد في الأثر (أين مكان جبريل من الله)، وكما قال الشاعر:
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني .............. وأين مكان البعد إلا مكانيا
وكذلك لو قلت لك: (متى وقتُ رحيلك؟) لم يكن فيه خطأ، كما جاء في كلام ابن عباس في تاريخ الطبري (ولا يدري المسلمون متى وقت الحج)، وكما قال الشاعر:
بادر بما تدري فما ............. تدري متى وقت الرحيل
ونظم الدليل هكذا:
(إما أن يكون هذا القائل يقصد ما ذكرتُ أنا أو يقصد ما ذكرتم
فإن كان يقصد ما ذكرتم لم يكن له فيه حجة، وإن كان يقصد ما ذكرت أنا كان باطلا بالوجه الذي ذكرتُه.)
وإنما لم يُذكر الوجه الأول في كلامي لأنه لا يحسن حمل قول القائل على ما لا حجة فيه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 06:24]ـ
وهذه أيضا رمية بغير رامٍ.
فالعبارة ستصح بحذف (حال) ووضع المضاف إليه بدلا منها
فقولك: كيف حالك؟
تصبح: كيف ك؟
ولأن ضمير المخاطب هنا صار منفصلا مرفوعا يؤتى بما يناسب ذلك
فيقال: كيف أنت؟
وهذه الجملة أشهر من أن يستشهد لها.
ومع ذلك سأستشهد:
في صحيح مسلم: قال رسول الله (ص) لأبي ذر: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء ... ولم يقل (كيف حالكَ؟)
وفي صحيح البخاري قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعائشة ابنته رضي الله عنها: كيف أنتِ يا بنية؟ ولم يقل (كيف حالكِ؟)
وفي صحيح مسلم: قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لحنظلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كيف أنت يا حنظلة؟ ولم يقل: (كيف حالك؟)
وغير ذلك كثير
فهل لديكم شواهد من الشعر العربي الأصيل أو السنة الثابتة الصحيحة على مقولة: كيف حالك؟
فالنقولات المذكورة غير كافية للرد.
وفقك الله، المراد الرد على الدليل المذكور، وليس عن مطلق تصحيح العبارة، فلو كان في العبارة تكرار كما زعم لكان قولنا (حال أنت) صحيحا كقولنا (كيف أنت)، وهو باطل اتفاقا فسقط دليله.
وأما أن النقولات المذكورة غير كافية، فلا أدري كيف قلت ذلك؛ فيبدو أنك لم تتأمل الشواهد المذكورة؛ فالنقل شبيه بالمتواتر فتأمل، وكثير مما ذكرتُه من عصور الاحتجاج.
ولا يلزم النقل من الكتاب والسنة أصلا لإثبات كلام العرب، إذ لم يقل به أحد.
وكذلك فالعبارة مشهورة جدا عند العلماء في عصور ما بعد الاحتجاج، ولو كانت خطأ لأنكرها واحد على الأقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 06:30]ـ
وأما ورود (كيف أنت) فلا يمنع من صحة (كيف حالك)، وهذا لا نزاع فيه، ولو كان ذلك دليلا على منعها، لكان دليلا على منع استعمال (كيف) مع غير (أنت) مطلقا، ولا يقول بهذا أحد.
هذا بافتراض عدم الورود في الحديث والآثار، فما بالك وهو كثير فيها؟
وفي سنن ابن ماجه مرفوعا (يا جبريل كيف حالنا في صلاتنا إلى بيت المقدس)
وفي المستدرك مرفوعا أيضا (كيف أنتم كيف حالكم) فجمع بينهما!
وليس النقاش عن صحة السند؛ وإنما عن الصحة اللغوية، فلو كان خطأ من جهة اللغة لذكروا ذلك.
وغير ذلك من الروايات الموقوفة على الصحابة، وأقوال التابعين، والأئمة المتبوعين كثير.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:05]ـ
فلو كان في العبارة تكرار كما زعم لكان قولنا (حال أنت) صحيحا كقولنا (كيف أنت)، وهو باطل اتفاقا فسقط دليله. لعل محاورك أخطأ في التعبير عن مراده فليس مقصود التكرار بمعنى ترادفهما ولكن المقصود الاستغناء عن ذكر الحال بوجود (كيف) كالاستغناء عن ذكر الزمان بوجود (متى) وعن ذكر المكان بوجود (أين)
فمقتضى القياس -عنده- أنه كما كان عيا قولك: متى زمان كذا؟ و أين مكان كذا؟ بل الفصيح أن تقول: متى كذا؟ و أين كذا؟ فكذلك من العي قولك: كيف حال كذا؟ والفصيح أن تقول: كيف كذا؟
وأنا هنا أورد تصور القائل وليس شرطا أن أكون متبنيا له كما نبهت منذ البداية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:09]ـ
وفقك الله
النقاش إنما هو في الجواز اللغوي، وليس في الفصيح والأفصح، وهو لم يزعم أن كذا أفصح من كذا، وإنما زعم أن قولنا (كيف حالك) لحن لا يجوز في كلام العرب.
فهذا هو الخطأ في كلامه.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:14]ـ
بارك الله لك
أليس قول القائل: أين مكان كذا؟ يعتبر لحنا
وقول الآخر: متى زمان كذا؟ يعتبر لحنا
إذا وافقت على ذلك فيلزمك اعتبار: كيف حال كذا؟ لحنا، أو توجد فرقا جليًّا بينها
أو تقبلها جميعا وحينئذ يلزمك شواهد للثلاثة معا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:23]ـ
أحسن الله إليك
ليس لحنا اتفاقا، ويبدو أنك لم تقرأ المشاركة 114 ففيها الشواهد على ما تطلب.
وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه المحاورات النافعة، ولا تحرمنا من مثلها في باقي المسائل.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:42]ـ
وفقك الله يا شيخنا
بالفعل لم أرَ المشاركة ولكن الشواهد عندي مثلها كثير.
وإنما أردت أن تستبين المسألة.
فعندما يعرف منشأ الخطأ يسهل ردّه
وأظنك تتفق معي أن الثلاث يخرجون من مشكاة واحدة.
وعندئذ فورود دليل لواحدة منها كافٍ عن الأخريين.
وبهذا يظهر خطأ من خطّأ واحدة وأثبت الأخرى.
وكنت أنتظر للنهاية لأورد الأدلة التي تدل على صحة المقولة بصحة إحدى أختيها.
وهذا بعض ما كان في جعبيتي:
قال عمر بن أبي ربيعة:
وتقلبت في الفراش، ولا تعـ ... ـرف إلا الظنون أين مكاني
وقال أبو نواس:
فلو تسأل الأيام ما اسمي لما درت ... وأين مكاني، ما عرفن مكاني
وقول ابن حيوس:
لو لم تفز بهم العفاة لما درى ... متطلب المعروف أين مكانه
وقوله أيضا:
ما في طريق المجد غيرك مهتد ... كل سواك يقول أين مكانه
وغيرها كثير، لكن فيما ذكرت كفاية لمن يفهم بالإشارة
وهذا كاف في إلجام المجادل، وحاسم لمادة الخلاف.
مش كده ... ولّا إيه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 07:46]ـ
شكر الله سعيك يا أستاذنا الفاضل، وفي انتظار مطارحاتكم المفيدة.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 08:21]ـ
سؤال من شيخنا المسيطير:
(الرجل الإنسان) هل يمدح الرجل بكونه إنسانا؟
الجواب:
قال الطوفي في [الإكسير] وأصله عند ابن الأثير:
((أما حذف الصفة، فإنما يحسن إذا ساوق الكلام ما يدل عليها من تعظيم أو تفخيم ونحوه، فيجوز: كان زيد والله رجلا، واعتبرت عمرا فوجدته إنسانا، أي رجلا فاضلا، وإنسانا كاملا، لدلالة الحال على تعظيمك له، ولزوم تحصيل الحاصل من تقدير عدم إرادة الصفة، ولهذا لو قلت: رأيت رجلا، أو كان زيد رجلا ولم يقترن به شيء من ذلك لم يفد))
وهذا نص ابن الأثير في المثل السائر:
(يُتْبَعُ)
(/)
(( .... وأنت تحس هذا من نفسك إذا تأملته، وهو أن يكون في مدح إنسان والثناء عليه فتقول: كان والله رجلا، أي رجلا فاضلا، أو شجاعا أو كريما، أو ما جرى هذا المجرى من الصفات، وكذلك تقول: سألناه فوجدناه إنسانا، أي إنسانا سمحا أو جوادًا، أو ما أشبهه، فعلى هذا ونحوه تحذف الصفة، فأما إن عريت عن الدلالة عليها من اللفظ أو الحال فإن حذفها لا يجوز))
فالعبرة بما دل عليه سياق الكلام من الدلالة على الصفة المحذوفة، وسياق الكلام المعاصر في مثل العبارة التي نقلها شيخنا المسيطير يدل على أن المراد (الرحيم) أو (الرؤوف) أو (العطوف) أو نحو ذلك.
المقصود أن أصل الكلام: (إنسان رحيم) (إنسان رءوف) ... إلخ، ثم كثر الاستعمال حتى صار ذكر (الإنسان) كافيا في بيان الصفة؛ إذ المراد أشهر الصفات وأسرعها ورودا إلى الذهن عند ذكر الإنسان.
كما نقول: (فلان الرجل)، فليس المراد الوصف بالذكورة، وإنما المقصود الوصف بأخص صفات الرجل وهي النجدة والشجاعة ونحو ذلك.
وكما نقول: (فلان الحر)، فليس المراد أنه ليس عبدا، وإنما المقصود الوصف بأخص صفات الحر، وهي الأنفة والمروءة والتنزه عن السفاسف، ونحو ذلك.
فكذلك نقول: (فلان الإنسان)، فليس المراد التحرز من كونه حيوانا!! لأن هذا مفهوم بداهة أو هو تحصيل للحاصل، وإنما المراد أخص صفات الإنسان، وهذه الصفات قد تختلف من عصر لعصر، وقد شاع في عصرنا أن المراد من ذلك الرحمة والسماحة ونحو ذلك.
وكذلك في النفي، نقول: (فلان ليس بإنسان)، أي هو فاقد للصفات المستحسنة في الإنسان من نحو العقل والرحمة ونحو ذلك.
ونقول: (هذا ليس بشيء)، أي ليس بشيء ذي قيمة، أو ليس بشيء جيد، أو غير ذلك مما يدل عليه السياق، وليس المراد - كما هو واضح - أنه ليس بشيء مطلقا.
والله تعالى أعلمومثله وقرينه المدح للجماعة بكونهم: ناسا
كما قال تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}
فالمعنى كما آمن الناس الكاملون.
وإلا فلفظ الناس قد يرد ويراد به غير المسلمين:
{الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}
ولم أذكر الآية السابقة للتي أوردتها في سورة البقرة لما فيها من معنى التبعيض {ومن الناس من يقول} فلا يتحقق فيها شرط الإطلاق
وهذه المعاني ما زالت مستخدمة حتى في لغة العامة.
فيقولون: كُلْ زي الناس، اقعد زي الناس، امشِ زي الناس.
والمقصود الكاملين أو العاقلين أو غير ذلك من صفات المدح
والله الموفق.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:56]ـ
السؤال:
هل يجوز أن يتسمى الذكور بـ (تيمية)، أو هي مؤنثة لدخول تاء التأنيث عليها؟
الجواب:
الأصل في دخول التاء على الاسم أن تكون للتفريق بين المذكر والمؤنث، وخصوصا في المنسوب، و (تَيْم) قبيلة، والنسب إليها (تيمي) في المذكر و (تيمية) في المؤنث، وهو قياس مطرد في القياس للأماكن والبلدان كـ (مغربي) و (سعودي) و (مصري) ... إلخ. ولا يقال (مغربية) ولا (سعودية) ولا (مصرية) ويراد بها المذكر فيما أعلم. هذا الجواب غير موافق للسؤال.
فالسؤال عن (تيميَة) بتخفيف المثناة التحتانية وهو المشهور، والجواب عن (تيميّة) بياء النسبة.
فهل عندكم ما يمنع تسمية المذكر بالأول؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 11:58]ـ
من قال إن السؤال وقع عن (تيمية) بالتخفيف؟
ومن قال إنه هو المشهور؟ بل من قال إنه جائز أصلا؟
شيخ الإسلام (ابن تيميّة) بالتشديد
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:13]ـ
سألته عن اسم تيمية ما معناه، فقال: حج أبي أو جدي، انا أشك أيهما، قال: وكانت امرأته حاملا، فلما كان بتيماء رأى جويرية قد خرجت من خباء، فلما رجع إلى حران وجد امرأته قد وضعت جارية، فلما رفعوها إليه قال: ياتيمية، ياتيمية، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء، فسمي بها، أو كلاما هذا معناه.
وتيماء: بفتح التاء المثناة من فوقها وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الميم وبعدها همزة ممدودة، وهي بليدة في بادية تبوك إذا خرج الإنسان من خيبر إلها تكون على منتصف طريق الشام، وتيمية منسوبة إلى هذه البليدة، وكان ينبغي أن تكون تيماوية، لأن النسبة إلى تيماء تيماوي، لكنه هكذا قال واشتهر كما قال. أنا لم أقصد الصواب من الخطأ وإنما قصدتُ ما هو مشهور وهو واضح في كلامي.
وما زال السؤال قائما:
هل لديكم ما يمنع من تسمي الذكر بما هو مشهور على الألسنة؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:21]ـ
ومن قال إنه هو المشهور؟ بل من قال إنه جائز أصلا؟ وفقك الله يا شيخنا، أتنكر أن هذا الخطأ هو المشهور؟ وأما جوازه فيكون من باب الأسماء المرتجلة وهو كثير ولا قياس فيه ولا قاعدة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:36]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
إن كنت تسلم بأنه خطأ من العامة، فلا يمكن أن يكون هذا من باب العلم المرتجل؛ لأن الخطأ المقصود ليس في أن يسمي الرجل ابنه (تيميَة) بالتخفيف، فهذا هو الذي قد يقال عنه (علم مرتجل).
وإنما الخطأ في أنهم يطلقون هذا الاسم على علم معين، ففي هذه الحالة يكون خطأ من أخطاء العوام في نسبة أهل العلم، وليس من الأعلام المرتجلة، كما يقولون (أبو نَعِيم) و (سُفَيْنَة) و (لُبَيْد) وغير ذلك من أخطائهم في أسماء الأعلام.
أرجو أن أكون وفقت في توضيح الفرق.
ثم إن تسمية الرجال بالأسماء المختصة بالإناث غير ممنوعة أصلا، وإنما السؤال وقع عن هذا الاسم هل هو موضوع للذكور أو الإناث، هذا ما فهمته من السؤال، بناء على الشق الثاني منه، فتأمل.
وأما تسمية الذكور بأسماء الإناث وتسمية الإناث بأسماء الذكور فليس ممنوعا لغة ولا نحوًا، بل هو شائع كثير في تمثيل النحويين، يقولون: ماذا لو سمينا رجلا بـ (أسماء) و (زينب)، وماذا لو سمينا الأنثى باسم (زيد) و (عمرو)؟
قال ابن مالك:
فوق الثلاث أو كجُور أو سقر ............ أو (زيد) اسم امرأة لا اسم ذكر
فهذا لم يقع السؤال عنه فيما أحسب، وإنما وقع عن أصل الاسم أهو مما وضع للذكور أو للإناث.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 01:00]ـ
أحسنتم بارك الله لكم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 01:16]ـ
(أبو نَعِيم) وفقكم الله.
لا شك أنّكم لا تقصدون عدم وجود هذه الكنية.
وإلا فهناك: أبو النَّعيم رضوان النحوي.
والألف واللام تحذف من مثل هذه الكنية كثيرا فيقال: أبو النَّعيم و أبو نَعيم.
كما يقال في كنية ابن عباس: أبو العباس و أبو عباس
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 01:26]ـ
السؤال:
لماذا لا يكون فى اللغة فاعل ثان كما أن هناك مفعول ثان، مثال يوضح سؤالى:
(ضرب زيد وعمرو الكرة) لماذا نعرب عمرا هنا معطوفا ولا نعربه فاعلا ثانيا قياسا على قولنا فى "أعطى زيد الفقراء المال" "المال" مفعول ثان. أعلم أن هذا لم يقل به أحد من النحاة لكن ما السبب؟؟
الجواب:
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالين.
فهذه الواو تفيد التشريك بين الفاعلين فلا يصح أن يقال لأحدهما فاعل أول وللآخر فاعل ثانٍ، والدليل على ذلك أنك تستطيع أن تقدم أحدهما وتؤخر الآخر بغير أن يتغير المعنى، فتقول: ضرب زيد وعمرو الكرة، وتقول: ضرب عمرو وزيد الكرة، والمعنى في كلتا الجملتين واحد، فثبت بذلك أن الفاعلين في مرتبة واحدة، فلا يقال لأحدهما أول ولا للآخر ثانٍ.
وسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، فالتقدير في قولك (ضرب زيد وعمرو الكرة) هو (ضرب زيد الكرة وضرب عمرو الكرة) والدليل على ذلك أن الضرب الذي صدر من زيد بخلاف الضرب الذي صدر من عمرو، فالضرب صادر من كليهما، والكرة مضروبة من كليهما، بحيث يصح أن يقال (ضرب زيد الكرة) وأن يقال (ضرب عمرو الكرة)
بخلاف المثال الآخر، وهو أعطى زيد الفقراء المال، فإن الفاعل واحد والفعل واحد، فزيد هو المعطي، ولم يتكرر منه الإعطاء، والفعل أعطى واحد، ومعنى الإعطاء في نفسه يقتضي مسلما ومسلما إليه، فالمسلم المال والمسلم إليه الفقراء.
والدليل على ذلك أن التعدي واللزوم من صفات الفعل لا من صفات الفاعل ولا المفعول، فهناك فعل لازم لا يتعدى لأي مفعول، وهناك فعل يتعدى لمفعول واحد، وهناك فعل يتعدى لمفعولين، وهناك فعل يتعدى لثلاثة مفاعيل، فثبت أن الفعل هو الذي يتعلق بعدد المفاعيل، وليست المفاعيل نفسها
وأنت إذا حاولت أن تعرب (عمرا) فاعلا ثانيا، فماذا يا ترى سيكون نصيب الواو من الإعراب؟؟
وإذا حاولت حذفها من الجملة عاد الأسلوب غريبا خارجا عن مهيع كلام العرب.
فجعل (عمرو) فاعلا ثانيا يقتضي أن تكون الواو فضلة وقد أثبتنا أنها عمدة في الجملة، فمن ثم لا يصح اعتبار (عمرو) فاعلا ثانيا. فما المخرج من قولنا: ضارب زيد عمرا.
فلا الواو موجودة، والمضاربة حدثت من كليهما.
نريد مخرجا علميًّا. وقد قيل إن بعض النحاة أجاز: ضارب زيد عمرو. برفعهما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 10:36]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وكل مشايخنا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 12:34]ـ
فما المخرج من قولنا: ضارب زيد عمرا.
فلا الواو موجودة، والمضاربة حدثت من كليهما.
نريد مخرجا علميًّا. وقد قيل إن بعض النحاة أجاز: ضارب زيد عمرو. برفعهما
قولنا (ضارب زيد عمرا) ليس فيه إلا فاعل واحد اتفاقا، فالعبارة خارجة عما نحن فيه.
وأما أن المضاربة حدثت من كليهما فنقول:
دلالة اللفظ ثلاثة أنواع دلالة مطابقة ودلالة تضمن ودلالة التزام، كما قال الناظم:
دلالة اللفظ على ما وافقه ............... يدعونها دلالة المطابقة
وجزئه تضمنا، وما لزم ............... فهو التزام إن بعقل التزم
فهذه الجملة (ضارب زيد عمرا) تدل بالمطابقة على وقوع الضرب من زيد على عمرو، وتدل بالالتزام على وقوع الضرب من عمرو على زيد، والإعراب إنما يكون على دلالة المطابقة وليس على دلالة الالتزام؛ لأننا عندما نقول: (ضرب زيد عمرا) لا نقول: إن (عمرا) فاعل لفعل محذوف تقديره (انضرب)، مع أن هذا هو المفهوم من العبارة، ولكنه مفهوم بدلالة الالتزام، أما صريح العبارة فليس فيه تعرض لهذا المعنى.
وكذلك إذا قلت: (سلمت عليك) معناه بدلالة المطابقة صدور التسليم مني لك، ومعناه بدلالة الالتزام أنك أنت أيضا سلمت علي، ولكن لا يقول أحد إن (الكاف) فاعل مجرور هنا!
وكذلك إذا قلت: اشتريتُ من زيد طعاما، فمعناه أن زيدا باعك طعاما، ومع ذلك لا يقول أحد: إن زيدا فاعل لفعل محذوف تقديره باع!
وأما أن بعض النحويين أجاز (ضارب زيد عمرو) فليس معناه أن كليهما فاعل لفعل واحد، وإنما قدروا فعلا آخر للفاعل الآخر، فيكون التقدير (ضارب زيد ضارب عمرو).
وهذ كقولك (جاء زيد، محمد، علي) أي جاء كل منهم، فكأنك تقدر فعلا لكل فاعل منهم، ولكنك حذفته اختصارا لدلالة ما سبق عليه.
ويمكن أيضا أن تقدر واو العطف، فقد ذكر العلماء أنها تحذف إذا فهم المعنى من غير لبس.
والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:20]ـ
فهذه الجملة (ضارب زيد عمرا) تدل بالمطابقة على وقوع الضرب من زيد على عمرو، وتدل بالالتزام على وقوع الضرب من عمرو على زيدهذا غير صحيح لأن الفعل ضارب يختلف عن جميع ما ذكرته لأنه على وزن فاعل وتسمى أفعال المشاركة
قال المبرد في المقتضب:
ومعنى فاعَل إذا كان داخلا على فعَلَ أن الفعل من اثنين، أو أكثر وذلك؛ لأنك تقول: ضربت، ثم تقول: ضاربت. فتخبر أنه قد كان إليك مثل ما كان منك وكذلك شاتمت. ا.هـ
فهو يدل على حصول المضاربة من زيد وعمرو بدلالة المطابقة لا الالتزام
أم ضرب زيد عمرا ففعل زيد هو (ضرب) وفعل عمرو (انضرب) وعرفناه بالالتزام
وكذلك باع زيد عمرا ثيابا ففعل أحدهما البيع والآخر الشراء بدلالة الالتزام
فكل ذلك بعيد عن مثالنا
وفقكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:33]ـ
لا يا شيخنا الفاضل، لم يقل بهذا أحد فيما أعلم، وإن أردتَ أن تعرف صحة كلامي، فأعرب هذه الجملة (ضارب زيد عمرا)، فلا أعرف أحدا أعربها على أن كلا (زيد) و (عمرو) فاعل، بل هي تعرب بالإجماع (زيد: فاعل) و (عمرو: مفعول به).
ولو كان هذا الفعل دالا على ذلك بالمطابقة ما تخلفت هذه الدلالة، كما في قوله تعالى: {قاتلهم الله}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (فإن سابه أحد أو قاتله)، وقول العرب (عاصيت عذالي)، وهو كثير في كلامهم.
وتقول العرب: سابقت فلانا فسبقته، وصارعته فصرعته، وفاخرته ففخرته، والمقصود من كل ذلك (حاولت بذل جهدي في المسابقة والمصارعة والافتخار حتى سبقت وصرعت وفخرت)، فالفعل دال على صدور هذا الجهد من الفاعل، وإنما فُهِم من الكلام بدلالة الالتزام (أو التضمن) أن الشخص الآخر فعل نظير هذا الفعل.
ومن الأدلة على ذلك أيضا أن العرب تفرق بين قولنا (صارعته فصرعته)، وقولنا (صارعني فصرعته)، فالأول معناه أن التهمم والطلب والمناشدة كان مني، والثاني معناه أن التهمم والطلب والمناشدة كان منه، وإن كنت قد صرعته في الحالتين ولكن بين العبارتين هذا الفرق في المعنى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 01:55]ـ
فأعرب هذه الجملة (ضارب زيد عمرا)، فلا أعرف أحدا أعربها على أن كلا (زيد) و (عمرو) فاعل، بل هي تعرب بالإجماع (زيد: فاعل) و (عمرو: مفعول به).وفقكم الله
وهل تظن أنني أقول بأن عمرا من قولنا: ضارب زيد عمرا تعرب فاعلا أبدا حتى تورد عليّ ذلك.
إنما أردت أن أبين أن تعليلك لعدم إعراب عمرو في قولنا: ضرب عمرو وزيد الكرة هو وجود الواو ودلالة العطف
وهذه الجملة لا وجود للعطف فيها وعمرو قد قام بنفس الفعل الذي قد قام به زيد ومع ذلك أعرب مفعولا.
فأنا الذي أوجه لك السؤال: لماذا أعرب مفعولا؟
فلا تجب بالسؤال نفسه.
فكما عللت عدم إعراب عمرو في: ضرب زيد وعمر الكرة فاعلا بقولك:
الجواب:
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالينوسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، وكلا السببين لا وجود لهما في مثالنا.
فيلزمك أن تورد سببا علميا لإعراب عمرو مفعولا وليس فاعلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 02:08]ـ
وفقك الله
أنا أفرق بين جملتين معينتين، ولا يلزم أن يكون هذا التفريق هو نفسه في كل شيء في الوجود، فتأمل!
فمثلا إذا قلنا (أعطى زيد الفقراء والنساء) فالواو هنا تمنعنا من أن نقول (المساكين) مفعول به ثان لوجود الواو، أما إذا قلنا: (أعطى زيد الفقراء النساء) فحينئذ نقول: مفعول به ثان، فالمقصود التفرقة بين هذين المثالين بعينهما، وليس مطلق التفرقة بين كل العبارات المستعملة في الكلام حتى يلزمني ما تقول.
والسؤال كان عن شيء معين، وهو إعراب الكلمة فاعلا ثانيا كما أعربناها في المثال الآخر مفعولا ثانيا، فهذا هو ما وقع السؤال عنه، والجواب المطابق للسؤال.
فليس المقصود التعليل، وإنما المقصود التفريق.
والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 02:48]ـ
وهل يعبر عن التفريق بقول: السبب هو كذا
أليس هذا التعبير صريحا في التعليل؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Dec-2007, صباحاً 03:57]ـ
نقل ابن جني في الخصائص قول أبي إسحاق في رفع الفاعل ونصب المفعول:
(إنما فعل ذلك للفرق بينهما، ثم سأل نفسه فقال: فإن قيل: فهلا عكست الحال فكانت فرقاً أيضاً؟ قيل: الذي فعلوه أحزم، وذلك أن الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد، وقد يكون له مفعولات كثيرة، فرفع الفاعل لقلته، ونصب المفعول لكثرته، وذلك ليقل في كلامهم ما يسثقلون، ويكثر في كلامهم ما يستخفون.) ا. هـ.
ولهذا إذا جاء الفاعل مثنى أو جمع بعد الفعل جردوه من الضمير؛ حرصا على أن لا يكون في الجملة أكثر من فاعل.
وفي هذا يقول ابن مالك:
وجرد الفعل إذا ما أسندَ **** لاثنين أو جمع كفاز الشُّهدا
أي اجعل الفعل مجردا إذا أسندته لمثنى أو جمع، فقل "فاز الشهداء"، ولا تقل: "فازوا الشهداء".
وحتى ما ورد خلاف ذلك أوّلوه كما في لغة (يتعاقبون فيكم ملائكة) المسماة (أكلوني البراغيث)
بل إن نظرية تشومسكي تقوم على أن اللغات الإنسانية جميعا لغة واحدة على مستوى البنية العميقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستدل على ذلك -من جملة ما استدل- بأنه لا توجد لغة تحتوي فيها الجملة الفعلية على أكثر من فاعل واحد.
فمن قال: إن في الجملة أكثر من فاعل فقد خالف اللغات الإنسانية كلها.
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيكما كم انتفعت بهذه المناقشة العلمية
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - Feb-2008, صباحاً 06:01]ـ
جزاك الله خيرا، أستاذنا الفاضل أبا مالك على هذه الدرر.
لدي إضافات صغيرة على بعض دررك الجميلة:
السؤال
هل يصح لغة أن يقال (في ذات الله)
الجواب
نعم، يصح ذلك، وهو معروف في أشعار الصحابة
قلت:
الذي ورد في الشواهد التي ذكرت وغيرها إضافته إلى لفظ الإله، وقد ذكر ذلك الشيخ العلامة محمد سالم بن عدود في جملة العقائد الذي جعله مقدمة لنظم التسهيل والتكميل؛ وذلك في قوله:
يُمَرُّ ما في وَصْفِهِ جاء منَ الْـ .... ـوَحْيِ كما يَفْهَمُ من فيهم نَزَلْ
من غيرِ ما تَكْيِيفٍ اَو تمثيلِ .... له ولا تحريفٍ اَو تأويلِ
يُقال نفسُه كما قال: "كتب .... ربُّكم .. " الآيةَ، أمَّا من نَسَبْ
ذاتاً له فقد عَنى التي لهْ .... ملَّتَه شِرْعتَه سبيلَهْ
والأصلُ أن تُضاف للإلهِ .... -لا للضمير- أو للفظ اللهِ
كمثل ما قال خُبيبٌ إذْ صُلِبْ .... وقالَ نابغةُ ذبيانَ الذرِبْ
لأنها تأنيثُ ذي الملتَزَمِ .... فيه الإضافةُ لغير العَلَمِ
من ظاهرٍ قال ابنُ مالك -وقدْ .... ذَكَرَ ما يَلزَم ذو في ذا الصدَدْ-
(ذو ذاتُ أنثاهُ، ذواتُ الجمعُ .... وَجَرَيَانَ الأصل يَجْري الفرعُ)
نَعمْ أتتْ مضافةً لله .... في كذَبَاتِ القانت الأواهِ
وهْو شذوذٌ ونظيرُه ذو .... بَكّةَ مما شأنُه الشذوذُ
وقوله: "كذبات القانت الأواه" فيه إشارة إلى ما جاء في الحديث من قصة إبراهيم -عليه السلام-: أنه كذب ثلاث كذبات، قال: اثنتين منها في ذات الله.
.............................. .............................. ....
السؤال:
هل يقال (رسائل خمس) أو (رسائل خمسة)
الجواب:
العدد إذا تأخر جاز فيه الأمران
قلت: وقريب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذاك صيام الدهر" حيث جاء العدد "ستا" موافقا لصيغة التأنيث، ولو قال "ستة" لصح أيضا؛ وذلك لأن المعدود هنا غير مذكور لفظا وإن كان مفهوما من السياق.
وإنما قلت: "قريب"، ولم أقل: "مطابق"، لأن الأمثلة التي ذكرها أبو مالك ذُكر فيها المعدود متقدما فاستُغني عن إعادته. أما المثال التي أتيتُ به في الحديث فلم يُذكر فيه المعدود، وإنما قُدر.
ـ[الإسحاقي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 02:32]ـ
عندما تفعل خطأ، كيف يكون الاعتذار؟ هل (أنا آسف) كلمة صحيحة؟ أو (معذرة)؟ أو (عفوا)؟
الجواب:
كل ذلك صحيح إن شاء الله، والأسف الندم، فالتعبير بـ (أنا آسف) اعتذار صريح، أما قولنا (معذرة) و (عفوا) فهو من باب التعبير عن الفعل بالمصدر، والمعنى (اعذِرْ معذرة) و (اعفُ عفوا)، ومن ذلك قوله تعالى: { ... فضَرْبَ الرقاب} أي اضربوا الرقاب، ومنه قول الشاعر:
فصبرا في مجال الموت صبرا ................. فما نيل الخلود بمستطاعِ
السلام عليكم ...
هذا نص جوابكم، أدام الله فضلكم.
ولكن سمعت من بعض مشايخنا أن الإجابة بالمصدر أحسن وأفصح من المشتقات فقولك إمتياز أفصح من ممتاز ... وهلم جرا. وآسف اسم فاعل ...
فهل هذا المقال له حظ من النظر؟ وما رأيكم في تفضيل الإجابة بالمصدر على المشتق؟
دمتم بود.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 06:56]ـ
ربما يكون وجه هذا القول أن المصدر يدل على المعنى بغير اقتران بزمن أو قيد إضافي، بخلاف الفعل والمشتقات، فيكون أعم في المعنى.
والله أعلم.
ـ[الإسحاقي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:26]ـ
ما شاء الله أستاذي، ما كنت أظن أنكم ستجيب.
شكر الله لكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:26]ـ
(السؤال)
نقول: تبدل الكفر بالإيمان .. فهل لـ"بدّل" حكم "تبدّل" و"استبدل"؟
يعني هل نقول: بدّل الكفر بالإيمان؟؟ , إذ ظاهر المعنى على خلاف الدلالة والمراد؟ وهل لها قاعدة تحكمها؟
(الجواب)
نعم يا أخي الكريم؛ تستعمل (بدل) استعمال (تبدل) و (استبدل)، كما في قوله تعالى: {وبدلناهم بجنتيهم جنتين}، فدخلت الباء على المتروك كما هي الجادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن الأكثر استعمالا في (بدل) أن تكون متعدية لمفعوليها بغير حرف، كما في قوله تعالى: {بدلوا نعمة الله كفرا} {ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة}، وحينئذ فيمكنك أن تقول: بدل الإيمان كفرا.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 06:45]ـ
السؤال:
ما دليل الصرفيين على كثرة التحولات التى تصيب الكلمة حتى تصل إلى الشكل النهائى؟ مثال ذلك المراحل التى تمر بها كلمة منايا (منايىُ-منائىُ-مناءىُ-مناءا-منايا) ولم لا يقال إنها وردت هكذا بلا نوع من التحول؟
الجواب:
أولا: أمثال هذه المسائل لا ينبني عليها عمل، ولها فوائد أخرى منها التيسير، ومنها طرد الباب وغير ذلك.
ثانيا: الاعتراض على الصرفيين في هذه المسألة إما أن يكون ممن يجيز التعليل في كلام العرب عموما ولكنه يستشكله في هذه المسألة، فهذا الكلام معه سهل؛ لأن موافقته على بعض العلل يجعله مضطرا للموافقة على الباقي، أو على الأقل مضطرا للإتيان بعلة أخرى مناسبة.
وإما أن يكون الاعتراض من أمثال ابن مضاء ومن وافقه ممن لا يجيزون التعليل مطلقا في كلام العرب، وفي هذه الحالة يكون الكلام معه في إثبات أصل التعليل الذي أنكره مطلقا في الشرع واللغة، ولا شك أن أصل التعليل في كلام العرب ثابت لا يمكن إنكاره، وهو قول أئمة اللغة الكبار المشهورين ولا يعرف لهم مخالف من طبقتهم، كمثل طبقة الخليل وأبي عمرو، وطبقة شيوخهم أيضا من أمثال ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر، وطبقة تلاميذهم أيضا من أمثال يونس وسيبويه والكسائي وغيرهم.
واستمر هذا القول في أئمة اللغة بغير نكير من أحد منهم حتى جاءت فئة الظاهرية التي وجدت في كلام النحويين ما يستنكر، ونحن لا ننكر أن في كلام النحويين ما يستنكر، ولكن الإنكار يرجع إلى الفروع لا إلى الأصول، فما أنكر على بعضهم نجد صوابه عند آخرين من طبقتهم، أما أن يُنكر على جميعهم فهذا لا يسوغ ولا يقوله من له قدم في الفن أصلا.
فإن كان المقصود بيان الدليل على كثرة التحولات مطلقا سواء في هذه الكلمة أو في غيرها، فالدليل من أيسر ما يكون؛ لأن أمثال هذه التحولات نجدها عيانا في كلامنا العامي، فالذي يوافق عليها في كلام نفسه ويمنعها في كلام العرب ينكر المحسوس، ومن ينكر المحسوس لا يستحق المناظرة.
أما إن كان ينكر بعض هذه التحولات دون بعض، فحينئذ يسهل الكلام معه؛ لأنه حينئذ سوف يخرج من تعليل إلى تعليل، فلا يضر الاختلاف في ذلك، كما قال الخليل بن أحمد: إنما أنا كرجل حكيم ... فجائز أن تكون العرب نطقت بهذا الكلام للعلل التي ذكرتُها، وجائز أن تكون تكلمت به لعلة أخرى، فمن جاء بعلة أقوى مما عللت به قبلنا ذلك منه. أو كما قال رحمه الله.
وهذه الطريقة في التعليل عند النحويين تشبه طريقة الفقهاء في ضوابط الأبواب الفقهية، فهم يضعون الضابط بناء على استقراء مسائل الباب، فإن وجدوا شيئا قد خرج عن هذا الضابط حاولوا أن يجدوا له تعليلا يعود به إلى أصله ليطرد لهم الباب.
وأساس المسألة باب كبير في جميع مباحث العلم هو باب (الأصل)، فقد اتفق الجميع (إلا من لا يعتد به) على أن الاستقراء من أقوى ما يحتج به في تقعيد القواعد وتأصيل الأصول في جميع العلوم، ولما كان الاستقراء التام شبيها بالمستحيل في معظم المسائل، كان التقعيد باتفاقهم مبنيا على الأكثر والأغلب، هذا إذا كانت الأكثرية واضحة، وما جاء مخالفا لهذا الأصل فإنه يقبل ولكنه يحفظ ولا يقاس عليه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 06:48]ـ
السؤال:
هل يأتي وزن (افتعل) للطلب؟
الجواب:
لا أذكر أني قرأت أن (افتعل) تأتي للطلب، ولكنهم ذكروا أن (استفعل) تأتي بمعنى (افتعل)، فلعل المقصود هو هذا. وقد يكون الطلب المقصود هو السعي والاجتهاد، فإن (افتعل) تأتي للاجتهاد في طلب الشيء، كما في (احتفر) و (اكتسب) ونحوها.
قال سيبويه: وتقول استخرجته أي لم أزل أطلبه حتى خرج وقد يقولون اخترجته.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 07:00]ـ
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفعل في اللغة: الحَدَث - وفي اصطلاح النحويين: كلمة دلَّتْ على معنى في نفسها، واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ـ التي هي الماضي، والحال، والمستقبل * * * السؤال: كلنا يعلم أن مثلاً كلمة أمس دلت على معنى في نفسها واقترنت بالزمن الماضي وكذلك كلمة غد دلت على معنى في نفسها واقترنت بالزمن المستقبل و هما اسمان لا فعلان. أفلا يجب علينا أن نعرف الفعل بأنه كلمة دلت على معنى في نفسها، ودلت على حدث مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة؟
الجواب:
الإشكالات الواردة على التعريفات كثيرة، وإذا فهم المعنى كفى في المراد، والعلماء المتقدمون لم يكن من شغلهم التدقيق في الحدود مثل المتأخرين، ولما أكثر المتأخرون من الاعتراضات وعلى الحدود والرد على هذه الاعتراضات كثر ما لا فائدة فيه عندهم، ولذلك ينصح غير واحد من أهل العلم كالشاطبي رحمه الله بالاشتغال بكتب المتقدمين، وابن مالك رحمه الله قال في باب (كان) من الألفية: وقد تزاد كان في حشو كـ (ما .................. كان أصحَّ علم من تقدما)
فأحسن التمثيل بهذا المثال، وما أحسن أمثلته في كثير من المواضع.
المهم .. ندخل في الموضوع اعلم يا أخي أن مراد العلماء بقولهم في الفعل إنه (ما دل على معنى مقترن بزمن) أي أن للفعل دلالتين باعتبارين؛ فله دلالة باعتبار حروفه، وله دلالة باعتبار وزنه، فدلالته باعتبار الحروف هو المعنى المراد، ودلالته باعتبار الوزن هو الزمن المقصود.
أما كلمة (أمس) و (غد) ونحو ذلك، فدلالتها على الزمن الماضي أو المستقبل هي بعينها دلالة اللفظ، فهذا اللفظ موضوع لهذا المعنى، فليس في الكلمة معنيان مقترنان حتى نقول إن الكلمة دلت على معنى مقترن بزمن، بل إن الكلمة دلت على معنى، وهذا المعنى نفسه هو الزمن المخصوص.
وكذلك قولنا (الجمعة) (السبت) (الأحد) ... إلخ، كل ذلك يدل على زمن، ولكن دلالته على الزمن هي بعينها دلالة الكلمة على معناها، فلا يوجد معنا دلالتان مختلفان البتة.
أما الفعل ففيه دلالتان منفصلتان تماما؛ فإذا قلت مثلا: (خرج) فهذه الكلمة تدل بحروفها على معنى (الخروج)، وتدل بصيغتها (وزنها) على الزمن الماضي، فدلالة الكلمة على الزمن الماضي لا تختص بهذه الحروف (خ ر ج)، وإنما تختص بأن الكلمة على وزن (فَعَلَ). فإذا قلت: (يخرج) دلت الكلمة على معنيين أحدهما معنى الخروج نفسه كما سبق؛ لأنه يتعلق بالحروف الأصلية في الكلمة، ودلت على معنى الاستقبال بصيغتها (وزنها) لأن معنى الاستقبال لا يختص بهذه الحروف، وإنما يختص بأن الكلمة على وزن (يفعل).
أرجو أن يكون قد اتضح المراد، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.
ـ[إبراهيم الشمسان]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 03:38]ـ
لعل هذا الفتح خاص بالحرف (مِن) إذا تلاه معرف بأل وأما غيره فتكسر النون منه (مِنِ ابْنِك)، وتقول (لم يستطِعِ النهوض).
كتبه أبوأوس إبراهيم الشمسان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 01:58]ـ
مرحبا بك شيخنا الفاضل، وجزيت خيرا.
ونرجو أن لا تحرمنا فوائدك.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 12:28]ـ
أخي الكريم أبا مالك العوضي
أود شكرك على ما تقوم به من جهد عظيم وعمل دؤوب أسأل الله أن يديم عليك فضله وإحسانه فإن لك من اسمك نصيب كما أود تهنئتكم وجميع الأعضاء بحلول عيد الفطر أسأل الله أن يتقبل من الجميع عملهم.
أرجو إفادة أخيكم حول:
1 ـ (ثُم) هل هي للترتيب دوما أو يمكن ورودها من غير إفادة الترتيب، مع ذكر المثال من الكتاب أو السنة إن وجد.
2 ـ استفسار متعلق بالرسم ما صحة رسم كلمة (كتابا) مثلا من غير ألف التنوين هكذا (كتابً) حيث ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح والشيخ شاكر في تعليقاته على المسند، فإذا رأيتم جواز هذا الرسم فهل ترون لزوم وضع التنوين عوضا عن الألف.
3 ـ ضبط كلمة خراش في قوله: تكاثرت الظباء على خراش، أهي بضم الخاء أم كسرها.
أعانكم الله ووفقكم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Oct-2008, مساء 05:09]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم يا أخي الفاضل
1 - (ثم) للترتيب والتراخي، وإذا وردت لغير ذلك فعلى خلاف الأصل، ومن الأمثلة التي ذكرها أهل العلم في ذلك -وإن كانت تحتمل النقاش- قوله تعالى: {ثم الله شهيد على ما يفعلون} {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} {ثم كان من الذين آمنوا}.
2 - رسم المنصوب بغير ألف هو وجه قديم في الرسم، فالأفضل أن يقتصر فيه على ما ورد، ولا يحسن أن نستعمله نحن الآن؛ لأنه يسبب اللبس، ولا يلزم وضع التنوين؛ لأن أكثر الكتب القديمة لم تكن مشكولة.
3 - (خراش) بكسر الخاء.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:14]ـ
استفدت فوائد جمة، جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 05:19]ـ
آمل أن أرى جوابكم هنا عن إشكال وقع لبعض الإخوة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=146057#post14 6057
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:23]ـ
السؤال:
ما معنى قولهم في المثل (دونه خرط القتاد)
الجواب:
القتاد: نوع من الأشجار له أشواك كالإبر.
الخرط: أن تزيل ورق الشجر بكفيك.
فـ (خرط القتاد) معناه: إزالة هذه الأشواك التي تشبه الإبر باستعمال الأكف!!
ولا شك أن هذا الأمر غاية في الألم؛ فلا يستطيع أحد أن يصبر عليه.
فإذا أردنا أن نبالغ في صعوبة شيء ما، أو أنه بعيد جدا، قلنا: (دونه خرط القتاد) أي أن خرط القتاد دونه أي أقل منه في الصعوبة!
فإذا كان خرط القتاد - على ما فيه من ألم شديد - أقل من هذا الأمر، فما بالك به؟
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:25]ـ
السؤال:
لماذا لا يدرس الطالب النحو الكوفي أو البصري أول طريق الطلب، ثم إذا أتقن النحو على أحد المذهبين، ترك وما يختار حتى لا يتشتت منذ اللحظة الأولى؟
الجواب:
أولا: معظم مسائل الخلاف بين المذهبين مسائل نظرية لا ينبني عليها عمل، ولو تصفحت مثلا كتاب الإنصاف لأبي البركات الأنباري لوجدته ذكر نحو مائة وعشرين مسألة، لا تكاد تجد إلا عشرها فقط مما ينبني عليه عمل، والباقي خلاف نظري، مثل: رافع المبتدأ هل هو الابتداء أو الخبر؟ خبر إن مرفوع بالأصالة أو بـ (إن)؟ اسم كان مرفوع بالأصالة أو بـ (كان)؟ وهكذا.
ثانيا: معظم علماء النحو ينحو منحى البصريين، وقد يأخذ من أقوال الكوفيين، ولكن يكون الغالب عليه النهج البصري، فلن تجد أصلا في أهل العلم حاليا من يدرسك النحو الكوفي وحده ومن يدرسك النحو البصري وحده.
ثالثا: الخلاف بين المذهبين ليس بكبير بالنظر إلى كلام العرب، وأصول اللغة في معظمها من المتفق عليه، ولذلك فإن طالب العلم يمكنه أن يكتفي بمسائل الوفاق، والمشهور من مسائل الخلاف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:35]ـ
السؤال:
هل يصح أن يقال (اللهم إلا كذا) لتقليل المستثنى؟
الجواب:
ينظر هنا: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19633
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 07:36]ـ
السؤال:
هل يصح استعمال (العائلة) و (الأسرة) بالمعنى الشائع؟
الجواب:
ينظر هنا: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19086
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 09:29]ـ
للفائدة
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 12:21]ـ
السلام عليكم أخي أبا مالك ورحمة الله وبركاته ..
قرأت كتاب الانصاف لابن الأنباري، فوجدت أن المسألة النحوية إذا كانت متأرجحة بين الجواز والمنع، فإن الكوفيين يقولون بالجواز في الغالب و البصريون يقولون بعدمه ..
وأحسب أن هذا الخلاف مبني على المصادر وموقف المدرستين منها.
فالكوفيون في نظري أشد التزاماً بالنصوص، كلما وجدوا نصاًّ ولو شاذّاً أو غريباً، استخلصوا منه قاعدة، بينما يلجأ البصريون إلى القياس واعتبار المشهور من كلام العرب.
والذي تعجبت له- إن صح تحليلي- مخالفة نحاة الكوفة فقهاءَها في التعامل مع النصوص، إذ المعروف عن فقهاء الكوفة الإكثار من القياس وعدم اعتبار النص الفرد ولاسيما إذا كان مخالفاً للآية أو المتاوتر من الأحاديث. فأقول ليت شعري كيف أنجبت هذه البلدة صنفين من العلماء لكل واحد منهما وجهته.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 01:06]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لا يصح أن يقال إن الكوفيين أشد التزاما بالنصوص؛ لأن النصوص لا خلاف فيها بين أهل العلم.
وإنما الخلاف في القياس عليها، وقد أجمع الفريقان على أنه ليس كل مسموع يقاس عليه، ولكن اختلفوا في قدر ما يصح القياس عليه من المسموع.
فالكوفيون يقيسون على السماع القليل، والبصريون لا يقسيون إلا على السماع الكثير.
وطريقة البصريين هي الصحيحة؛ لأنه لا معنى لوضع قاعدة على القليل مع وجود الكثير بخلافه.
فإما أن تضع القاعدة على السماع الكثير، وإما أن لا تضع قاعدة أصلا.
ومن أراد مزيد إيضاح لهذا فعليه بتأمل كلام العلامة الشاطبي في شرحه على ألفية ابن مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 01:07]ـ
السؤال:
هل تحدث العلماء الأوائل عن الوظيفة البلاغية للأحرف الزائدة في النظم خاصة في القران الكريم، أم أنه لم يسبق الرافعي أحد حينما تحدث عنها في كتابه الإعجاز؟
الجواب:
ينظر هنا: http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CategoryID =4&CounselID=517
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 01:08]ـ
السؤال:
لماذا نقرأ الألف الواقعة في أول لفظ الجلالة (الله) عندما يسبقها حرف النداء على أنها ألف أو همزة القطع علماً أنها ألف أو همزة الوصل؟ أي و كأنها تكتب على الشكل التالي: يا ألله.
الجواب:
ينظر هنا: http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CategoryID =4&CounselID=580
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 01:09]ـ
السؤال:
تاء التأنيث المتحركة التي تدخل على الأسماء مثل شجرة وطالبة ومعاوية .... لماذا تسبق دائمًا بحرف مفتوح؟
الجواب:
ينظر هنا: http://www.alukah.net/Counsels/CounselDetails.aspx?CategoryID =4&CounselID=535
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 01:42]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الكريم،
نحن متفقان في هذه المسألة وهو قصر عبارة مني.
فالذي قصدته أن البصريين يشترطون حشد الشواهد الكثيرة ليتم لهم القياس وأما الكوفيون فيقيسون على كل شاذ وغريب وهم بعدُ أوسع روايةً كما ذكر ذلك السيوطي وغيره.
وربما كان سبب اتساعهم في الرواية ما ارتضوه من مذهبهم في القياس.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 12:22]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
العبرة ليست بكثرة الشواهد في نفسها، وإنما في كثرتها النسبية، بدليل أنهم يقيسون على الشاهد الواحد أحيانا إذا لم يكن في الباب غيره، وقد يتركون القياس على عشرات الشواهد إذا عارضها ألوف.
وأنا أعلم أن لا خلاف بيننا، ولكن أردت التوضيح للقراء.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 02:34]ـ
السؤال:
سمعت بعض الناس يقول: لا يجوز أن يقول القائل (حياكم الله وبورك فيكم) لأنه لا يصح عطف المبني للمجهول على المبني للمعلوم.
فهل هذا القول صحيح؟
الجواب:
هذا لا أصل له فيما أعلم، إذ لم أطلع على قول لأحد من أهل العلم اشترط فيه أن يعطف المبني للمعلوم على المبني للمعلوم والمبني للمجهول على المبني المجهول.
نعم قد يقال إن هذا فيه مناسبة بين العبارات، والمناسبة مطلب بلاغي لا ينكر، ولكن اشتراط ذلك ووسم من يتركه باللحن بعيد.
وفي القرآن الكريم {إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء}، فعطف المجهول على المعلوم.
وفيه أيضا {ونفخ في الصور ففزع من في السموات}، فعطف المعلوم على المجهول.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 03:06]ـ
السؤال:
قال أحمد إبراهيم عبد المولى فى تقريبه لكتاب أوضح المسالك ص 38 طبعة ابن عفان
إذا كان حرف العلة بدلا من همزة كيقرا ويقرى ويوضؤ فإن كان الإبدال بعد دخول الجازم فهو إبدال قياسى ويمتنع حينئذ الحذف لاستيفاء الجازم مقتضاه وإن كان قبله فهو إبدال شاذ ويجوز مع الجازم الإثبات والحذف بناء على الاعتداد بالعارض وعدمه وهو الأكثر.
نريد شرح الكلام بالأمثل.
الجواب:
الأفعال المهموزة يجوز تسهيلها عند العرب فتقول: (يقرا) في (يقرأ) - (يقري) في (يقرئ) - (يوضو) في (يوضؤ)، وانظر خاتمة المصباح المنير.
وهذا التسهيل يسمى (تخفيفا) ويسمى (إبدالا) أيضا؛ لأن الأمر كما لو أنك أبدلت حرفا بحرف، وإن كان الأشهر أنه تسهيل لا إبدال.
هذا توصيف ما قالته العرب.
ثم نظر النحويون في حكم دخول الجازم على هذه الأفعال فوجدوا أنها يتنازعها أمران:
الأول: أن تعامل معاملة المهموز؛ لأن الهمزة هي الأصل وحرف العلة بدل
الثاني: أن تعامل معاملة المعتل؛ بناء على أنه هو المنطوق به، ولا عبرة بالأصل
ثم نظر النحويون أيضا إلى مسألة نظرية أخرى، وهي (هل الجازم دخل قبل التسهيل أو بعد التسهيل؟) وهي مسألة غير واقعية؛ لأن المتكلم يتكلم بالجازم مع الفعل فلا هو قبله ولا بعده في الواقع، ولكنهم يتكلمون عن المسألة نظريا.
فإذا اعتبرنا - تأمل (اعتبرنا) - أن الجازم دخل قبل الإبدال، فحينئذ نقول: (لم يقرأ) ثم نسهلها إلى (لم يقرا) فلا نحذف الألف حينئذ؛ لأننا سهلنا الألف بعد استيفاء الجازم حقه، ولا يصح أن يجزم مرتين، ويكون الفعل مجزوما بسكون مقدر على الهمزة المنوية المبدلة ألفا!!
وإذا اعتبرنا - تأمل (اعتبرنا) - أن الجازم دخل قبل الإبدال، فحينئذ نقول: (يقرأ) ثم نسهلها إلى (يقرا) ثم ندخل الجازم فنقول: (لم يقرَ) بحذف الألف لأنه صار شبيها بالمعتل، أو نقول: (لم يقرا) لأن هذا الإبدال من همزة إلى ألف إبدال عارض فلا يعتد به؛ لأنه ليس شبيها بالمعتل من كل وجه.
وعدم الاعتداد بالعارض هو الأكثر؛ لأنه كاسمه (عارض)؛ فنقول: (لم يقرا) بإثبات الألف، فيتوافق مع الوجه الأول.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 03:59]ـ
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا لا يدرس الطالب النحو الكوفي أو البصري أول طريق الطلب، ثم إذا أتقن النحو على أحد المذهبين، ترك وما يختار حتى لا يتشتت منذ اللحظة الأولى؟
الجواب:
أولا: معظم مسائل الخلاف بين المذهبين مسائل نظرية لا ينبني عليها عمل، ولو تصفحت مثلا كتاب الإنصاف لأبي البركات الأنباري لوجدته ذكر نحو مائة وعشرين مسألة، لا تكاد تجد إلا عشرها فقط مما ينبني عليه عمل، والباقي خلاف نظري، مثل: رافع المبتدأ هل هو الابتداء أو الخبر؟ خبر إن مرفوع بالأصالة أو بـ (إن)؟ اسم كان مرفوع بالأصالة أو بـ (كان)؟ وهكذا.
ثانيا: معظم علماء النحو ينحو منحى البصريين، وقد يأخذ من أقوال الكوفيين، ولكن يكون الغالب عليه النهج البصري، فلن تجد أصلا في أهل العلم حاليا من يدرسك النحو الكوفي وحده ومن يدرسك النحو البصري وحده.
ثالثا: الخلاف بين المذهبين ليس بكبير بالنظر إلى كلام العرب، وأصول اللغة في معظمها من المتفق عليه، ولذلك فإن طالب العلم يمكنه أن يكتفي بمسائل الوفاق، والمشهور من مسائل الخلاف.
بوركت أبا مالك ..
للمناسبة , فقد ذكر الزيات في تاريخه ما نستطيع أن ندخله ضمن الأسباب:
((ولم يشتغل به [أي النحو] الكوفيون إلا بعد ذيوعه بالبصرة وما جاورها , أخذوه عن البصريين وجاروهم في تلقينه وتدوينه , ونافسوهم في تحصيله وتفصيله. واشتدّ الحجاج واللجاج بين الفريقين حتى كان لكل منهما مذهبٌ يؤيده ويعضده , ومنشأ الخلاف بينهما أن البصريين يقدمون السماع: فلا يرون القياس إلا في حال تضطرهم , ويتشددون في الرواية , فلا يأخذون إلا عن الفصحاء الخُلّص من صميم العرب لكثرة هؤلاء بالبصرة , وقربها من عامر البادية.
أما الكوفيون فلخلاطهم أهل السواد والنبط يعتمدون في أكثر المسائل على القياس , ولا يتحرجون في الأخذ عن أعراب لا يؤمن البصريون بفصاحة لغتهم.
فأهل البصرة أوسع دراية , وأوثق رواية , ولكن العباسيين آثروا الكوفيين عليهم لالتجائهم إليهم , ولقرب الكوفة من بغداد وتشيعهم لبني هاشم. فانتشر مذهبهم في حاضرة الخلافة , ولولا الغرض السياسي ما كان لهم شأن يذكر ولا قول يؤثر. وظل الجدل بين الفريقين على أشده حتى تخرب المصران , فجلا علماؤهم إلى بغداد , ونشأ مذهب البغداديين خليطاً من المذهبين , كما نشأ مذهب الأندلسيين حينما عبر النحو إلى الأندلس.
وما ابتدأ القرن الرابع حتى انقرضت فرسان المذهبين , وضعفت أنصار الفئتين , فانقطع النزاع , وانحسم الجدال , وجرى المؤلفون على المذهب البصري فبسطوه وشرحوه , واقتصروا من المذهب الكوفي على ذكر الخلاف)).
[تاريخ الأدب العربي , الطبعة العاشرة , دار المعرفة , 267]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:04]ـ
وفيك بارك الله يا أخي الكريم
ولكن أحب أن أنبه أن هذا الكلام فيه أخطاء واضحة، ولكنها ليست بمستغربة؛ لأنها تمثل اتجاها سائرا شائعا عند المعاصرين مع وضوح خطئه.
وأمثال الزيات من متقدمي هذا العصر قد يكون لهم عذر في مثل هذا لقلة المصادر المتاحة، بخلاف ما عليه الحال الآن.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:07]ـ
إذن؛ لو توضح لنا الأخطاء التي فيه.
وتذكر لنا من نثق في صحة خبره , وتاريخه.
أسأل الله أن يبارك فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:16]ـ
أولا: التعميمات غير المنضبطة؛ مثل أن البصريين يقدمون السماع.
ثانيا: الاتهامات المتسرعة؛ مثل أن الكوفيين متشيعون لبني هاشم.
ثالثا: التهويل الزائد؛ مثل أن الخلاف بين الفريقين كان على أشده.
ونحو ذلك.
وأما الثقة في صحة الأخبار، فلاحظ أن الزيات لم يذكر أخبارا أصلا، وإنما ذكر رأيه الذي استنتجه من ملاحظة الأحداث، أو أنه قلد فيه غيره، لا يهم، المهم أن هذا رأي وليس نقلا للأخبار.
وقد كان البصريون يأخذون عن قلة من الكوفيين، وكان الكوفيون يأخذون عن البصريين، كما أنك لا بد واجد من أعلام الفريقين من يوافق الفريق الآخر في بعض المسائل.
فالتهويل والتعميم والتسرع في مثل هذه المسائل الكبار هو الذي يؤدي إلى نتائج خاطئة.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:34]ـ
بوركت إضافتك.
ومن هم الذين نثق في "آرائهم" إذن؟ ..
وبمَ تنصح قارئ تاريخ الأدب واللغة؟ ..
وأي المصادر تفضل؟ ..
أثقلنا عليك فعذراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 04:50]ـ
الذين تثق في أقوالهم في أي فن من الفنون هم الأئمة المستقرئون الذين أفنوا أعمارهم في هذا الفن واعتمد الناس عليهم وكان لهم قدم صدق فيمن بعدهم.
وكل يؤخذ من قوله ويرد، ومع هذا فلا يخرج عن اتفاقهم، ويلزم الرجوع إليهم عند الاختلاف.
وكثيرا ما تشيع بين المعاصرين حقائق مغلوطة ناتجة من مثل هذه التعميمات، وهذا مثال على ذلك:
http://www.alukah.net/articles/1/6769.aspx
أنصح بقراءة كتاب طبقات النحويين للزبيدي، وكتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي (على هنات فيه)، وانظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37403
وطالب العلم العاقل يعرف كيف يضع الأخبار مواضعها، فلا يصح مثلا أن يستنبط من هجاء الأقران قاعدة عامة للتأريخ، ولا يصح أن يؤخذ بخبر مخالف لأصول العلم المتفق عليها حتى لو كان صحيحا في ظاهره، ولا يصح أن تؤخذ الأخبار المخالفة لمجاري العادات على أنها مسلمات، والقارئ الذي يحيد عن هذه الأصول تراه يخبط في آرائه وأقواله ويحكم بما لا يصح في عقل ولا دين.
- فتراه مثلا يصدق الأخبار التي تروى أن فلانا من النحويين كان لوطيا!
- وأن فلانا من اللغويين كان سكيرا فاسقا!
- وأن فلانا من الأئمة القراء كان كذابا!
وقد أشار الشيخ محمود شاكر إلى شيء من هذا في كتبه ومقالاته، يعني مثلا ترى طه حسين (مقلدا لبعض المستشرقين) يأتي إلى بعض الأخبار التي قد توحي بأن بعض الأشعار الجاهلية مدسوسة فيستدل بذلك على أننا لا يمكن أن نثق في أن هذا الشعر الذي بين أيدينا شعر جاهلي، ثم يتدرج من هذا إلى أن ينكر الشعر الجاهلي جملة وتفصيلا!
مثال آخر:
إذا سمعت أن الكوفيين يقدمون القياس وأن البصريين يقدمون السماع فلا تأخذ هذا الكلام مطلقا هكذا حتى تنظر وتبحث بنفسك عن المقصود بالسماع والقياس هنا، وعن تحقيق هذه المقولة، وهل فعلا يحصل هذا في آحاد المسائل النحوية المعروفة؟
والشاطبي في شرحه على ألفية ابن مالك له إشارات رائعة في مثل هذه الأمور، ولكنها منثورة في أثناء كتابه.
والله المستعان.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - Aug-2009, مساء 01:22]ـ
ماشاء الله!
لله درك، زادك الله علمًا وتقى ونورًا.
سؤال:
هل يجوز أن أقول:سبق وأن حدثتك، أو أقول: سبق أن حدثتك؟
أو الأصح أن أقول: سبق وحدثتك؟
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 12:31]ـ
آمين وإياك يا أخي الفاضل
الصواب (سبق أن حدثتك).
لأن (سبق) فعل فلا بد له من فاعل، و (أن) وما بعدها في تقدير مصدر، فاعل.
والله أعلم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 12:35]ـ
أحسن الله إليك يا أبا مالك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Aug-2009, صباحاً 12:49]ـ
آمين وإياك يا أخي الفاضل
وللفائدة فقد ذكر هذه المسألة: مصطفى جواد في (قل ولا تقل) ولم يتعقبه أحد ممن رأيته صنف في تعقبه.
وكذلك الزعبلاوي في مقالاته التي جمعت في (معجم أخطاء الكتاب).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2009, صباحاً 08:17]ـ
السؤال:
ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أن استعمال (بل و) خطأ، على انتشاره في كلام العلماء المتأخرين، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
هذا الاستعمال صواب، وإن كان من الشائع عند كثير ممن تكلم في الأخطاء اللغوية أنه خطأ.
وبيان ذلك أن المتكلم بهذا الأسلوب لا يمكن أن يقصد عطف الحرف على حرف، بل هذا العطف يفسد المعنى.
فإن الذي يقول مثلا: (حصل فلان على الماجستير بل وعلى الدكتوراه)؛ إنما يقصد أنه حصل عليهما معا، لا يقصد الإضراب عن الأول وإثبات الثاني.
ولذلك فلا يصح أن تصوب العبارة السابقة بقولنا (حصل فلان على الماجستير بل على الدكتوراه) لأن المعنى يختلف تماما.
وإنما جاز هنا استعمال (بل و) لأن هناك محذوفا مقدرا، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه؛ لأنه من القبيح في بلاغة المتكلم أن يعيد ما ذكر قريبا إن كان ما بعده يغني عنه.
فمعنى الكلام (حصل فلان على الماجستير، بل على الماجستير والدكتوراه)، وهذا المعنى واضح من الكلام لا يقال إنه تقدير متكلف.
ولذلك فقد شاع عند أهل العلم قديما وحديثا استعمال (بل و) بغير نكير من أحد منهم، فليس هو استعمالا معاصرا أو مستحدثا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلماء عندما منعوا دخول حروف العطف على بعض قصدوا الدخول الحقيقي الذي لا يكون فيه تقدير لما بينهما؛ ولذلك فليس بخطأ أن تقول مثلا: (قلت له افعل هذا ثم ذاك، بل ثم ذاك).
والشيخ عبد الفتاح أبو غدة لم يتفرد بهذا الإنكار، فهو إنكار شائع عند المعاصرين، فقد أنكره (إبراهيم السامرائي) و (صاحب أبو جناح) و (يحيى المعلمي) و (عبد الفتاح سليم) وغيرهم، نحو إنكار (إبراهيم اليازجي) و (شاكر شقير).
وأكثر هؤلاء متخصصون في العربية بخلاف أبي غدة.
ولكني أتعجب من أبي غدة أكثر من هؤلاء؛ لأن اطلاع هؤلاء على تراث الأمة وكلام أهل العلم ليس كاطلاعه، فمن المؤكد أنه قد قرأ هذا الاستعمال كثيرا في كلام أهل العلم، ولكن الذي يبدو لي أن أبا غدة متشدد في باب الأغلاط اللغوية.
وأما العلماء الذين استعملوا هذا الاستعمال؛ فمنهم: ابن حزم، والإمام النووي، وابن خلدون، والقرافي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر، والحافظ ابن رجب، وابن القيم، وابن كثير، وابن الرفعة، وابن اللحام، والشنقيطي وغيرهم كثير جدا.
واستعملها أيضا من اللغويين: الراغب الأصفهاني، وأبو حيان النحوي، والفيروزآبادي صاحب القاموس، والسمين الحلبي، وابن هشام، وغيرهم.
وأبو البركات الأنباري كثيرا ما يقول في الإنصاف (وبل) بتقديم الواو!! ولم يعلق عليه الشيخ محمد محيي الدين مرة واحدة.
ولا يقال هنا إن كل هؤلاء من المتأخرين فلا يحتج بكلامهم؛ لأننا نقول: هذا الاستعمال شائع عندهم، فلو كان خطأ لما جاز في مجاري العادات أن يجتمعوا على إقرار ذلك، فما بالنا لم نر أحدا أنكره إلا من المعاصرين؟
ويلزم من يطرد المنع في هذا الباب أن يمنع قولنا (بل والله) ونحوه، ولا أظن في جوازه خلافًا.
ومن هذا الباب أيضا قولهم (أو و) كما قال الحافظ العراقي في ألفية السيرة:
وبعد هجرة كذا للقدس ............. عاما وثلثا أو ونصف سدس
فالخلاصة أن الذي ينكر هذا الاستعمال ينكره من باب منع دخول حروف الجر على بعض، فنقول: هذا المنع لم يسمع عن العرب، وإنما ذكره علماء النحو، ويقصدون به منع الدخول في اللفظ والتقدير معا؛ لأن هؤلاء العلماء أنفسهم يستعملون مثل هذه الاستعمالات كثيرا (بل و - وبل - ثم و - أو و .... إلخ)، فالذي يمنع من ذلك فإما أن يقول: إنهم تناقضوا فاستعملوا ما أنكروه وإما أن يقول: أخطأنا في فهم كلامهم، والثاني أولى بلا شك.
وهذا لا يمنع من أن يكون هذا الاستعمال خطأ في بعض الأحيان، وذلك إذا لم نستطع أن نقدر ما يصلح به الكلام، كأن يقال: (هذا مستحب بل وواجب)، أو (هذا رجل بل وامرأة)، أو (هذه سيارة بل وطيارة)، فهذا خطأ، ولكنه خطأ من باب تناقض الكلام لا من باب الخطأ في التركيب أو الإعراب.
وهذه بعض الأبيات التي وقفت عليها في ذلك، وكلها بعد عصور الاحتجاج:
ويحك بل ويبك بل وويكا ................ إن يديك قد جنت عليكا
لا تصغيا في الهوى لمن عذلا ................ بل واسقياني سقيتما نهلا
سأكتم سري بل وأحفظ سره ................... ولا غرو إني ما حييت كتوم
سلالة أمجاد كرام أماثل ................. وأنكى مضر بل وأعظم نافع
ويا من يزجي الفلك في البحر لطفه ................. وهن جوار بل وهن رواكد
والله أعلم.
ـ[المستوى]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 07:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفادني الموضوع تماما وأردت السؤال عن أمر نحوي لغوي
كلنا نعرف أن القاعدة تقول أن تمييز العدد (100+ 1000) المائة والألف ومضاعفاتها يكون مفرد مجرور للإضافة فلم ورد جمعا في قوله تعالى في سورة الكهف (ثلاثمائة سنين وازدادو تسعا) وشكرا لكم
ـ[فتح البارى]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 03:33]ـ
السؤال:
ذكر الشيخ عبد الفتاح أبو غدة أن استعمال (بل و) خطأ، على انتشاره في كلام العلماء المتأخرين، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
هذا الاستعمال صواب، وإن كان من الشائع عند كثير ممن تكلم في الأخطاء اللغوية أنه خطأ.
وبيان ذلك أن المتكلم بهذا الأسلوب لا يمكن أن يقصد عطف الحرف على حرف، بل هذا العطف يفسد المعنى.
فإن الذي يقول مثلا: (حصل فلان على الماجستير بل وعلى الدكتوراه)؛ إنما يقصد أنه حصل عليهما معا، لا يقصد الإضراب عن الأول وإثبات الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فلا يصح أن تصوب العبارة السابقة بقولنا (حصل فلان على الماجستير بل على الدكتوراه) لأن المعنى يختلف تماما.
وإنما جاز هنا استعمال (بل و) لأن هناك محذوفا مقدرا، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه؛ لأنه من القبيح في بلاغة المتكلم أن يعيد ما ذكر قريبا إن كان ما بعده يغني عنه.
فمعنى الكلام (حصل فلان على الماجستير، بل على الماجستير والدكتوراه)، وهذا المعنى واضح من الكلام لا يقال إنه تقدير متكلف.
ولذلك فقد شاع عند أهل العلم قديما وحديثا استعمال (بل و) بغير نكير من أحد منهم، فليس هو استعمالا معاصرا أو مستحدثا.
والعلماء عندما منعوا دخول حروف العطف على بعض قصدوا الدخول الحقيقي الذي لا يكون فيه تقدير لما بينهما؛ ولذلك فليس بخطأ أن تقول مثلا: (قلت له افعل هذا ثم ذاك، بل ثم ذاك).
والشيخ عبد الفتاح أبو غدة لم يتفرد بهذا الإنكار، فهو إنكار شائع عند المعاصرين، فقد أنكره (إبراهيم السامرائي) و (صاحب أبو جناح) و (يحيى المعلمي) و (عبد الفتاح سليم) وغيرهم، نحو إنكار (إبراهيم اليازجي) و (شاكر شقير).
وأكثر هؤلاء متخصصون في العربية بخلاف أبي غدة.
ولكني أتعجب من أبي غدة أكثر من هؤلاء؛ لأن اطلاع هؤلاء على تراث الأمة وكلام أهل العلم ليس كاطلاعه، فمن المؤكد أنه قد قرأ هذا الاستعمال كثيرا في كلام أهل العلم، ولكن الذي يبدو لي أن أبا غدة متشدد في باب الأغلاط اللغوية.
وأما العلماء الذين استعملوا هذا الاستعمال؛ فمنهم: ابن حزم، والإمام النووي، وابن خلدون، والقرافي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر، والحافظ ابن رجب، وابن القيم، وابن كثير، وابن الرفعة، وابن اللحام، والشنقيطي وغيرهم كثير جدا.
واستعملها أيضا من اللغويين: الراغب الأصفهاني، وأبو حيان النحوي، والفيروزآبادي صاحب القاموس، والسمين الحلبي، وابن هشام، وغيرهم.
وأبو البركات الأنباري كثيرا ما يقول في الإنصاف (وبل) بتقديم الواو!! ولم يعلق عليه الشيخ محمد محيي الدين مرة واحدة.
ولا يقال هنا إن كل هؤلاء من المتأخرين فلا يحتج بكلامهم؛ لأننا نقول: هذا الاستعمال شائع عندهم، فلو كان خطأ لما جاز في مجاري العادات أن يجتمعوا على إقرار ذلك، فما بالنا لم نر أحدا أنكره إلا من المعاصرين؟
ويلزم من يطرد المنع في هذا الباب أن يمنع قولنا (بل والله) ونحوه، ولا أظن في جوازه خلافًا.
ومن هذا الباب أيضا قولهم (أو و) كما قال الحافظ العراقي في ألفية السيرة:
وبعد هجرة كذا للقدس ............. عاما وثلثا أو ونصف سدس
فالخلاصة أن الذي ينكر هذا الاستعمال ينكره من باب منع دخول حروف الجر على بعض، فنقول: هذا المنع لم يسمع عن العرب، وإنما ذكره علماء النحو، ويقصدون به منع الدخول في اللفظ والتقدير معا؛ لأن هؤلاء العلماء أنفسهم يستعملون مثل هذه الاستعمالات كثيرا (بل و - وبل - ثم و - أو و .... إلخ)، فالذي يمنع من ذلك فإما أن يقول: إنهم تناقضوا فاستعملوا ما أنكروه وإما أن يقول: أخطأنا في فهم كلامهم، والثاني أولى بلا شك.
وهذا لا يمنع من أن يكون هذا الاستعمال خطأ في بعض الأحيان، وذلك إذا لم نستطع أن نقدر ما يصلح به الكلام، كأن يقال: (هذا مستحب بل وواجب)، أو (هذا رجل بل وامرأة)، أو (هذه سيارة بل وطيارة)، فهذا خطأ، ولكنه خطأ من باب تناقض الكلام لا من باب الخطأ في التركيب أو الإعراب.
وهذه بعض الأبيات التي وقفت عليها في ذلك، وكلها بعد عصور الاحتجاج:
ويحك بل ويبك بل وويكا ................ إن يديك قد جنت عليكا
لا تصغيا في الهوى لمن عذلا ................ بل واسقياني سقيتما نهلا
سأكتم سري بل وأحفظ سره ................... ولا غرو إني ما حييت كتوم
سلالة أمجاد كرام أماثل ................. وأنكى مضر بل وأعظم نافع
ويا من يزجي الفلك في البحر لطفه ................. وهن جوار بل وهن رواكد
والله أعلم.
أذكر أني سمعتُ الشيخَ الحازمي يقول مثل هذا في شرحه للورقات عند بيت:
وليس في المباح مِن ثوابِ ...... فعلا وتركا بل ولا عقابِ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الفاضل
ـ[فتح البارى]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:26]ـ
السلام عليكم
بعد أن قرأتُ ردي السابق خشيتُ أن يُفهمَ من كلامي أن الشيخ الحازمي يقول بالجواز.
أنا أردتُ أن أذكر أنه يقول بالمنع مثل الذين ذكرهم أبو مالك.
فعلى ما أذكر أنه قال: (تسمع ولا يقاس عليها).
وأعتذر على تطفلي ..
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 09:09]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لم يقل أحد من هؤلاء الذين ذكرتهم إنها تسمع ولا يقاس عليها، والمسألة لا تحتمل هذا القول، فإما الجواز وإما عدم الجواز.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 09:49]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
رجعتُ إلى كلام الشيخ الحازمي فوجدتُه قال (في الشرح الموسع، الشريط الثاني عشر، الدقيقة 38): (القياس المطرد في لغة العرب أنَّ الواو لا تزاد بعد بل، سمع في فصيح الكلام من قول عليّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: [بل ولما ينال الناسَ من الخير] ولكن هذا خلاف القياس، يسمع ولا يقاس عليه .. ) اهـ
فأرجو توضيح الفرق بين هذا وبين القول بعدم الجواز؟
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 09:58]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المسألة التي معنا: استعمال واو العطف بعد (بل)، فلا تسمى (واو العطف) حينئذ زائدة؛ لأنها مقصودة في الكلام.
وأما ما ورد عن علي رضي الله عنه فالوارد مثله كثير جدا في كلام الأدباء والشعراء والعلماء.
ولكن ثبوته عن عصور الاحتجاج فيه نظر، ولا سيما عن علي رضي الله عنه، والنص الذي ذكره الشيخ من كتاب نهج البلاغة، ومعلوم أن كثيرا مما فيه مكذوب، فضلا عن أن يكون ثابت اللفظ.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 10:07]ـ
للفائدة:
جاء في كتاب د. مكي الحسني (نحو إتقان الكتابة باللغة العربية):
"قد تزاد الواو بعد (بل) فتفيد هذه الأداة الجديدة (بل و) الاستدراك مع الإضافة. وقد استعملها الأقدمون منذ القرن الثاني الهجري، وتتابع استعمالها في كل القرون اللاحقة حتى أيامنا هذه، فهي -خلافا لما في المعجم الوسيط- ليست من كلام المحدثين، جاء في ديوان أبي نواس (توفي سنة 195 تقريبا):
ما حجتي فيما أتيت وما ..... قولي لربي بل وما عذري؟
واستعملها ابن الرومي، وابن سينا، وابن رشد، والآمدي، وابن خلدون، وابن الجزري، وكثير غيرهم".
قلت: كلامه لا غبار عليه إلا العبارة المعلمة بالحمرة فتعوزها الدقة؛ إذ ليست هذه أداة جديدة بل أداتان لكل منهما معناه الحاصل، وليست الواو فيها زائدة، هو لا يعني الزيادة التي معناه كون دخول الشيء كخروجه، فالخلاف لفظي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 10:08]ـ
يبدو أن كلام الشيخ حفظه الله مأخوذ من موسوعة الحروف لإيميل يعقوب، ولا يخفى ما لديه من أخطاء.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 03:28]ـ
علم ٌ غزير من الأستاذ / أبي مالك.
حفظك الله وبارك فيك , ونسأل الله أن يرزقنا الخير على أيديكم!
ـ[أمير الضاد]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم
بوركت يا أستاذ الجلس أبا مالك، فوائد لا غبار عليها واقعية تدخل لب حياتنا العلمية.
دمت وفيًا
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 11:45]ـ
الأخ أبا مالك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وجزاكم الله عنا الجزاء الأوفى.أما بعد فإن ما أسلفته من تحريك الساكن الأول بالفتح عندما يسبق بحرف مكسور ينتقض بنحو قولهم: (مِنِ ابنك). والتعليل هنا يكون بالآتي: عندما يلتقي الساكنان-والأول منهما حرف صحيح-يُتخلص بتحريك الأول، ويكون التحريك بالكسر، إلا إن كان الأول منهما نون (مِن) الجارة والثاني لام (ال) أوماينقلب عنها من الحروف الشمسية فإنه يحرك بالكسر. وأرجو الله أن يحفظك دخراً للعربية وأهلها. وكتبتهابالدال لأن جهازي لايرسم أختها المنقوطة، فهي تظهر (\) هك\ا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 12:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين وإياك يا أخي الفاضل
ويكون التحريك بالكسر، إلا إن كان الأول منهما نون (مِن) الجارة والثاني لام (ال) أوماينقلب عنها من الحروف الشمسية فإنه يحرك بالكسر.
لعلك تقصد بالفتح.
والضابط الذي تفضلت بذكره لا يظهر لي أنه محيط بالباب.
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:25]ـ
نعم يا أبا مالك الموضع الثاني بالفتح كما قلت، وهو سبق قلم. وهو مطرد نقول: مِنَ الرجل، على النحو الدي أسلفتُ لأنهم يفردون مايكثر دوره على ألسنتهم بأحكام خاصة يباين بها نظائره،ونون (من) كثر ملاقاتها للام (ال) ... فأفردوها بالتحريك بالفتح.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:50]ـ
سأجمعهن عن قريب في ملف وورد
إن شاء الله
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 02:48]ـ
الأخ أبا مالك: وفقه الله.
ها هنا سؤالان:
1/قولهم "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى" أرجو أن تحدثنا عن هذه المقولة؛ من حيث قائلها، ومعناها، ومدى صحتها، وأمثلتها -خاصة من القرآن-.
2/كلمة (سواء)، هل هي مصدر؟ وكيف يكون إعرابها إذا جاءت في سياق الكلام؟
شكر الله لك.
ـ[أيمن عبد الفتاح غازي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم أخي أبا مالك الكريم جهدك رائع .... ولكن كلمة (الطابور) بالطاء أم بالتاء؟ أشكرك.
ـ[أيمن عبد الفتاح غازي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 10:07]ـ
أخي الكريم: مجيء الواو بعد (بل) استخدام المحدثين وذلك من الخطأ لمجيء حرفي عطف متتالين ......... وكلام (ابن خلدون - ابن الرومي - ابن سينا - ابن رشد) وغيرهم ليس حجة وذلك لأنهم غير متخصصين في اللغة. فمثلا نقول (بل كسلت النفس) ولا نقول (بل و كسلت النفس) أشكرك.
أخوك أيمن عبد الفتاح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:05]ـ
أخي الكريم: مجيء الواو بعد (بل) استخدام المحدثين وذلك من الخطأ لمجيء حرفي عطف متتالين ......... وكلام (ابن خلدون - ابن الرومي - ابن سينا - ابن رشد) وغيرهم ليس حجة وذلك لأنهم غير متخصصين في اللغة. فمثلا نقول (بل كسلت النفس) ولا نقول (بل و كسلت النفس) أشكرك.
أخوك أيمن عبد الفتاح
وفقك الله وسدد خطاك
يبدو أنك لم تتأمل ما ذكرتُه يا أخي الفاضل، فقد أجبت عن كل هذه الشبهات بما فيه الشفاء إن شاء الله.
وأعجب من قولك عن هؤلاء العلماء إنهم غير متخصصين في اللغة، فإن كانت العبرة بالتخصص في اللغة فقد جاء هذا الاستعمال في كلام كثير من علماء اللغة المتخصصين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... راجع-بارك الله فيك- ما كتبه الشيخ العلامة محمد الخضر الحسين أحد شيوخ الجامع الأزهر -رحمه الله-حول شروط الاحتجاج بالحديث في إحدى مقالاته المجموعة في كتاب (مقالات في اللغة والأدب).
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:13]ـ
أحسن الله اليك شيخنا الكريم عندى سؤال
حيث أن الخلاف فى كينونة السنة مصدرا من مصادر اللغة أم ليست مصدرا هو من جهة عجمية بعض الرواة لا من جهة النبى صلى الله عليه وسلم اذ هو أفصح من نطق بالضاد
فسؤالى اذا كان رواة الحديث ليس فيهم أعاجم فهل يقال هذا الحديث مجمع على أنه مصدر ويحتج به فى اللغه؟
وكيف يكون الخلاف من جهة عجمة الرواة والمعلوم لدى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى الا اذا كان الراوى عالما بمعانى الالفاظ؟
راجع -بارك الله فيك - ماكتبه الشيخ العلامة محمد الخضر حسين أحد شيوخ الأزهر حول شروط الاستشهاد بالحديث. تجد مقالته في كتابه (مقالات في اللغة و الأدب).
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 01:37]ـ
للفائدة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 10:49]ـ
السؤال:
هل يتعدد التمييز، وإن كان لا يتعدد فما توجيه قولهم: (اشتريت سبعة عشر إردبا قمحا).
الجواب:
التمييز لا يتعدد بخلاف الحال كما ذكر ابن هشام في مغني اللبيب.
والعبارة المذكورة فيها (إردبا) وهي تمييز للعدد، و (قمحا) وهي تمييز للإردب، فقد يقال إن التمييز تعدد هنا.
فالجواب أن المقصود منع تعدد التمييز لعامل واحد؛ كأن يقال مثلا: (طاب زيد نفسًا والدًا) أو (اشتريت سبعة عشر إردبا قفيزا) أو نحو ذلك، أما إذا كان كل تمييز لعامل مختلف فلا إشكال في ذلك؛ لأن تعدد العوامل كتعدد الجمل، فكأن كل تمييز في جملة مفردة وهو جائز اتفاقا.
وفي المثال المذكور (إردبا) تمييز لعامل و (قمحا) تمييز لعامل آخر.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 10:56]ـ
السؤال:
هل الأفصح استعمال الثلاثي (قَسَمَ) أو المضعف (قَسَّم)، وأيهما أشهر في اللغة، وهل يصح استعمال المضعف في الاثنين؟
وهل هناك أصل لما قاله بعضهم من أن الثلاثي للمحسوسات والرباعي للمعنويات، وهل القسمة مصدر الثلاثي؟
الجواب:
كلاهما فصيح مسموع؛ قال تعالى: {فالمقسمات أمرا}، وقال تعالى: {أهم يقسمون رحمة ربك}.
والرباعي مشهور جدا في كلام العرب فلا يصح أن يقال إن الثلاثي هو الأقرب للغة.
قال لبيد في معلقته:
وإذا الأمانة قسمت في معشر .......... أوفى بأوفر حظنا قسامها
وقال عمرو بن كلثوم في معلقته:
على آثارنا بيض حسان ............ نحاذر أن تقسم أو تهونا
وقال الأسود بن يعفر:
تقسم ما فيها فإن هي قسمت .......... فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكري
وكلاهما يستعمل في المحسوسات والمعنويات.
ومصدر الثلاثي هو القَسْم، أما القسمة فاسم مصدر؛ قال في موطأة الفصيح:
وقل نصيب يا فتى وقِسْم .......... فإن أردت مصدرا فقَسْم
والتضعيف في عين الثلاثي يأتي في كلام العرب لأغراض متعددة؛ للتكثير والتعدية مثلا، وأحيانا يأتي للتنويع من غير زيادة معنى؛ كما قال ابن زين في زياداته على اللامية:
كثر بـ (فَعَّل) صير اختصر وأزل ........ وافق تفعل أو وافق به فعلا
وأما قول من قال: (لا يقال قسّمته نصفين) فهو غير صحيح؛ إذ من الشائع في كلام أهل العلم قولهم: (يمكن تقسيم كذا إلى قسمين)، وقد قال الأعشى:
قسّمتها قسمين كل ........... موجه يرمى بها
والله أعلم.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 09:11]ـ
وفقك الله شيخنا الفاضل أبا مالك و زادك من فضله
1 - أجوبة و جوابات جمع ل (جواب) ما حظّ هذين الجمعين من السماع و القياس؟
2 - ولم اخترت لعنوانك (جوابات) مع أن (أجوبة) هو الشائع استعمالا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:41]ـ
1 - كلاهما صواب يا شيخنا الفاضل كما في المصباح المنير.
ولعل من جمعه على السلامة نظر لبقائه على المصدرية، ومن جمعه تكسيرا نظر لتحوله إلى الاسمية.
2 - اخترت الجوابات لسببين: الأول أن هذا الجمع أشهر عند المتقدمين، والثاني إظهار هذا الجمع للقارئ لأنه قد يخفى دون الأول.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 09:06]ـ
بارك الله فيك على الافادة أخي الفاضل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 10:56]ـ
السؤال:
الذي أعرفه, أنّ الأوزان المشهورة للمبالغة خمسة (فعّال-مِفْعَال-فَعُول-فَعِيل-فَعِل)
ولكن قال لي أحد الإخوة: إنّ (فَعْلان) أيضا يأتي للمبالغة, مثل (الرحمن).
ونقل لي هذا الكلام: "قال ابن الأَثير: هو -أي: رَبَّانِيّ- منسوب إِلى الرَّبِّ بزيادة الأَلف والنون للمبالغة".
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من الاقتصار على أوزان المبالغة الخمسة (فعال - مفعال - فعيل - فعول - فعل) أنها هي التي تعمل عمل اسم الفاعل، لا أنه لا يوجد غيرها للمبالغة.
ولم يقل أحد من أهل العلم إن الصيغ الدالة على المبالغة مقتصرة على هذه الأوزان الخمسة فقط.
بل الصيغ كثيرة منها:
- إضافة التاء في وصف المذكر نحو (راوية - فروقة - إمعة).
- وزن فِعِّيل؛ نحو: فسيق، سكير.
- وزن فِعِّيلَى في المصادر خاصة؛ نحو حثيثى من الحث، خصيصى من الخصوص.
- وزن فعلان؛ نحو غضبان للممتلئ غضبا.
- وزن تَفعال في مصادر الثلاثي؛ نحو تسيار، وتذكار.
- النعت بالمصادر للمبالغة؛ كقولهم: فلان عدل.
- زيادة ياء النسب للمبالغة؛ كقولهم: أحمري وأسودي.
- زيادة الميم للمبالغة؛ كقولهم: زرقم وستهم وابنم.
- وزن فُعَلَة؛ نحو همزة ولمزة للكثير الهمز واللمز.
- وزن فُعَل المعدول من فاعل؛ ويقال: إن كل صيغة معدولة عن أصلها فهي للمبالغة.
- وزن (افعوعل) و (افعالّ) في الأفعال؛ نحو احلولى، واخضارّ.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:10]ـ
شيخنا أبا مالك.
بارك الله فيك ونفع بك، وكل عام أنتم بخير.
ذكركم للمصادر نحو: حثيثى وخصيصى، ومثلهما هجيرى وخليفى.
وكذلك: تسيار وتذكار.
هل هو ملحق بالنعت بالمصادر للمبالغة؛ كقولهم: فلان عدل؟؟
وقولكم: وزن (افعوعل) و (افعالّ) في الأفعال؛ نحو احلولى، واخضارّ ..
هل هذا توسع في مفهوم صيغ المبالغة، التي أفهم أنها تقريبًا الفاعل مع تكرر وقوع الفعل منه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:15]ـ
آمين وإياكم يا شيخنا الفاضل
المصادر المذكورة للمبالغة ليست من باب النعت بالمصادر؛ لأن النعت بالمصدر يستعمل في الوصف، أما المصادر المذكورة للمبالغة فهي باقية على مصدريتها؛ فلا نقول: فلان تسيار وتذكار، ولو قيل لكان فيه مبالغة من وجهين.
وأما مفهوم المبالغة فهو غير مقصور على الفاعل؛ وإنما هذا اصطلاح عند النحويين؛ لما له من أحكام تقتضي التخصيص، أما المبالغة فقد تكون في الفعل والمصدر كما تكون في الفاعل والمفعول.
وكلمة (صيغة) أعم من أن تكون متعلقة باسم الفاعل؛ فللمصادر صيغ وللأفعال صيغ كما لا يخفى عليكم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:22]ـ
وأما مفهوم المبالغة فهو غير مقصور على الفاعل؛ وإنما هذا اصطلاح عند النحويين؛ لما له من أحكام تقتضي التخصيص، أما المبالغة فقد تكون في الفعل والمصدر كما تكون في الفاعل والمفعول.
وكلمة (صيغة) أعم من أن تكون متعلقة باسم الفاعل؛ فللمصادر صيغ وللأفعال صيغ كما لا يخفى عليكم.
أرجو الاستفادة.
إذًا في اصطلاح مَن تكون كلمة (صيغ المبالغة) في الفعل والمصدر والمفعول؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:24]ـ
أظن أن هناك تحريرات للمصطلحات.
نقول في الجمع مثلا: صيغة منتهى الجموع ...... للدلالة على شيء.
ونقول: جمع الكثرة ..... للدلالة على شيء.
ونقول: جمع الجمع .... للدلالة على شيء.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:25]ـ
أرجو الاستفادة.
إذًا في اصطلاح مَن تكون كلمة (صيغ المبالغة) في الفعل والمصدر والمفعول؟
في الاصطلاح اللغوي العام.
ولذلك تجد الصرفيين يقولون: إن صيغة كذا من صيغ الأفعال للمبالغة، وصيغة كذا من صيغ المصادر للمبالغة.
وتجد اللغويين يقولون: إن صيغة كذا من صيغ الأسماء للمبالغة.
وقد تجد مثل هذا أيضا عند النحويين أيضا في غير باب ما يعمل عمل اسم الفاعل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:30]ـ
وأظن ان السائل لم يخرج بما ذكره (الرحمن) عن المعنى المفهوم من اصطلاح النحاة.
لكن لا شك أنكم أضفتم فوائد أخرى، وإن لم تكن في لبّ السؤال.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:34]ـ
وأظن ان السائل لم يخرج بما ذكره (الرحمن) عن المعنى المفهوم من اصطلاح النحاة.
السائل اختلط عنده مفهوم المبالغة العام بمفهوم المبالغة الخاص في الصيغ الخمس، فظن أن صيغ المبالغة مقصورة على هذه الخمس فقط، لأنه رأى النحويين لا يذكرون غيرها في بابها، فحسب أن الاقتصار عليها من باب حصر صيغ المبالغة مطلقا، وهذا غير صحيح، وإنما هو من باب حصر صيغ المبالغة التي تعمل عمل اسم الفاعل.
ووزن (فعلان) لا يدخل في هذا الاصطلاح؛ لأنه لا يعمل عمل فعله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:27]ـ
ومن باب الضبط لتسهيل الحفظ يمكن تقسيم أوزان المبالغة إلى:
- المبالغة في الفاعل: وقد جعلها بعضهم أحد عشر وزنا: الخمسة المعروفة، ثم فِعِّيل و مِفْعيل و فَعَّالة و فُعَّال وفُعُّول وفَيعول، وفي بعضها نظر، ويمكن أن يزاد فيها: فاعول، وفُعَلة (بفتح العين)، وفُعَال (بتخفيف العين).
- المبالغة في المفعول: مثل رجل رُحْلة (بسكون الحاء) للذي يُرحل إليه كثيرا، وناقة أمون أي مأمونة.
- المبالغة في المصدر: مثل تَفعال وفِعِّيلى وفِعَّال.
- المبالغة في الفعل: مثل افعالّ وافعوعل.
ـ[خالد الفقي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول:
أيهما أصح قولنا (الرئيس متواجد الآن في قصره) أم (الرئيس موجود الآن في قصره)
السؤال الثاني:
أيهما صحيح لغويا قولنا (من ثَمَّ) أم (وثُمَّ)
خالص التحية والتقدير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 12:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - موجود
2 - من ثَم
ـ[فائز الهاروني]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:28]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر
ـ[فائز الهاروني]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:32]ـ
السؤال:
هل يقال (رسائل خمس) أو (رسائل خمسة)
الجواب:
العدد إذا تأخر جاز فيه الأمران احتجاجا بقول الشاعر:
وقائع في مضر تسعة .............. وفي وائل كانت العاشرة
موضع الشاهد قوله (تسعة) مع أن الموصوف (وقائع) مؤنث
قال الشيخ محيي الدين عبد الحميد في حاشية الإنصاف:
"… وفي هذه الحال يتنازعك أصلان: أحدهما اصل العدد ومعدوده الذي بينّاه، وثانيهما أصل النعت ومنعوته وهذا يستلزم تأنيث النعت إذا كان منعوته مؤنثاً، وتذكير النعت إذا كان منعوته مذكراً وأنت بالخيار بين أن تستجيب لي الأصلين، نعني أنه يجوز لك أن تراعي قاعدة العدد والمعدود فتذكّر اسم العدد مع المعدود المؤنث فتقول: الرجال العشرة. ويجوز لك أن تراعي قاعدة النعت مع منعوته فتذكّر اسم العدد مع المنعوت المذكر فتقول: الرجال العشر، وتؤنث مع المؤنث فتقول: النساء العشرة. وعلى هذا يكون قول الشاعر:
............. وقائع في مضر تسعة ..................
قد جاء على أحد الطريقين الجائزين له، وهو طريق النعت مع منعوته".
قلت: وبعض أهل العلم حمل (تسعة) في قول الشاعر على التضمين، وذلك أن الوقائع بمعنى الأيام وهي مذكرة فيجيء العدد مؤنثا على المهيع.
ومن شواهد مراعاة قاعدة العدد والمعدود قوله تعالى: (وليال عشر) وقوله: (في ظلمات ثلاث) فذكر العدد لان المعدود الموصوف بالعدد مؤنث، وهو: ليال جمع ليلة، وظلمات جمع ظلمة. وقوله: (وكنتم أزواجا ثلاثة) فأنث العدد لان المعدود الموصوف بالعدد مذكر وهو: أزواج جمع زوج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جاسر محمد]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيكم لقد استفدت كثيرا(/)
(فائدة): في ضبط السَّلَمِيّ:
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[28 - Mar-2007, مساء 02:51]ـ
(فائدة): في ضبط السَّلَمِيّ:
السَّلَمِيُّ نِسْبَةٌ لِسَلِمَهْ ******** بَطْنٌ مِنَ الأَنصَارِ أَهْلِ الْمَكْرَمَهْ
وَهْيَ بِكَسْرِ اللاَّمِ لَكِنِ النَّسَب ******** فَتَحَهُ النُّحَاةُ وَفْقًا لِلْعَرَبْ
وَالْكَسْرُ لِلْمُحَدِّثِينَ نُسِبَا ******** فَإِنْ يَصِحَّ فَالصَّوَابَ جَانَبَا
كتبه: الشيخ / محمد بن علي آدم الأثيوبي.
خويدم العلم بمكة " شرفها الله "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Apr-2007, مساء 07:28]ـ
جزاك الله خيرا
ويا ليتك تتحفنا بمزيد من درر الشيخ الأثيوبي
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم تركي الفضلي المكي بارك الله فيكم وفي جهدكم على هذا العمل الصالح وأسألك المزيد من الفوائد جزاكم الله خيرا(/)
{مالفرق بين [والله - وبالله - وتالله] البلاغي - بسرعة لو سمحتم
ـ[أبو فراس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 12:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيوخنا الأفاضل
سجلت في منتداكم المبارك وبضاعتي مزجاة فليس عندي ما أضيفه لكم وكان هدفي الاستفادة من علمكم وسؤالكم عما أشكل علي وسؤالي الذي أرجو الإجابة عنه سريعا هو
{مالفرق بين [والله - وبالله - وتالله] البلاغي
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 03:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
هنا في الرابط أخي أبا فراس ما يتعلق بالتاء:
http://www.islamiyyat.com/lamasat-aya.htm#67
67- ما دلالة القسم بحرف التاء في القرآن الكريم؟
التاء حرف قسم مثل الواو لكن التاء تكون مختصّة بلفظ الجلالة (الله) وتستعمل للتعظيم وقد وردت في القرآن الكريم خمس مرات ثلاثة في سورة يوسف (قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ {73} قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ {85} قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ {91}) ومرتين في سورة النحل (وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ {56} تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {63}). أما الواو فهي عادة تستخدم مع غير لفظ الجلالة مثل الفجر والضحى والليل والشمس وغيرها مما يقسم الله تعالى به في القرآن الكريم. والتاء في أصلها اللغوي مُبدلةٌ من الواو.
وهنا بيان الوجه البلاغي للتاء:
http://216.239.59.104/search?q=cache:4Y3K0zuQHZQJ:ww w.alefyaa.com/index.asp%3Ffname%3Dnews%255C2 006%255C02%255C12-02%255C605.htm%26storytitle%3D +%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%85+%D8% A7%D9%84%D9%86%D8%B9%D9%8A%D9% 85%D9%8A+%D8%AA%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87&hl=ar&ct=clnk&cd=5&gl=sa
( التاء) وهي من الحروف الاحادية التي تفيد القسم وتعد من حروف المعاني، فهي جارة في العمل وتختص بلفظ الجلالة ولا تجر غيره ظاهرا او مضمرا، وفيها معنى التعجب، نحو قوله تعالى (قالوا تالله تفتا تذكر يوسف حتى تكون حرضا) يوسف /85 وقوله تعالى (وتالله لأكيدن اصنامكم بعد ان تولوا مدبرين) الانبياء /57
الله يكرمك حبيبي، وجزاك الله خيراً
ـ[أبو فراس]ــــــــ[29 - Mar-2007, مساء 03:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي حمد على الرد
ألف شكر
ـ[أبو فراس]ــــــــ[30 - Mar-2007, مساء 11:21]ـ
أشكر لك الإضافة القيمة أخي العزيز حمد لا حرمك الله الأجر(/)
«شرح الدرة اليتيمية» لفضيلة الشيخ عمر الحركان [دروس في النحو]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Apr-2007, مساء 07:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
«شرح الدرة اليتيمية»
لفضيلة الشيخ عمر بن حمد الحركان - حفظه اللهُ ورعاه -
[دروس في النحو]
الدَّرْسُ الأَوَّلُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33610
الدَّرْسُ الثَّانِيُّ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33670
الدَّرْسُ الثَّالِثُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33880
الدَّرْسُ الرَّابِعُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34167
الدَّرْسُ الخَامِسُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34429
الدَّرْسُ السَّادِسُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34689
الدَّرْسُ السَّابِعُ:
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34951
جزى اللهُ الشَّيْخَ عُمَرَ خيرًا وبارك في جهوده.
.... يتبع -إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى-.
ـ[الصحاري]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 10:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 02:11]ـ
شكر الله لكم ورفع قدركم وتسر عيبكم
ـ[صالح السويح]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
بارك الله فيك
ـ[همع الهوامع]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 07:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مذكوري]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 03:32]ـ
بارك الله فيك(/)
مذاكرة الحذاق بفوائد ومسائل من علم الاشتقاق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:36]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛
فإن (علم الاشتقاق) من العلوم التي تكاد تكون مهجورة في هذا الزمان، فلا نكاد نسمع عن طالب يدرُسُه، ولا نكاد نرى شيخا يُدَرِّسُه، ولا يوجد له إلا القليل من الكتب ما يؤسِّسُه.
مع أنك كثيرا ما تسمع المشايخ في الدروس والمحاضرات يقولون: إن علوم العربية اثنا عشر علما، جمعها الناظم في قوله:
نحو وصرف عروض ثم قافية ................ وبعدها لغة قرض وإنشاء
خط بيانٌ معانٍ مع محاضرة ................ و (الاشتقاق) لها الآداب أسماء
ونظمها آخر فقال:
خُذْ نَظْمَ آدابٍ تَضَوَّعَ نَشْرُها ................ فطوى شذا المنثور حين تَضُوعُ
لُغَةٌ وصَرْفٌ و (اشتقاقٌ) نَحْوُها ................ عِلْمُ الْمَعَانِي بِالْبَيَانِ بَدِيعُ
وعَرُوضُ قَافِيَةٌ وإِنْشَا نَظْمُها ................ وكتابةُ التاريخِ ليسَ يَضِيعُ
وكثير من إخواننا لا يدرسون من هذه العلوم إلا النحو، ومن زاد فإنه يزيد الصرف، ومن تعمق فإنه يضيف إليها شيئا من علوم البلاغة النظرية، والقليل من يدرس الباقي.
وكثيرا ما كنتُ أفكر في هذا الموضوع، وأقول: لعل الله ييسر من يتحفنا بمسائل ومباحث علم الاشتقاق وغيره من علوم اللغة التي صارت كالمهجورة.
وأخيرا عقدتُ العزم على أن أعرض ما عندي؛ لأحفز الإخوة الكرام لعرض ما عندهم.
وكم مر عليَّ من السنين التي افتقدتُ فيها الأخَ الناصحَ والصديقَ الموافقَ، وكما قال الإمام النووي رحمه الله: (مُذاكَرَةُ حاذِقٍ في الفنِّ ساعةً أفضلُ من المطالعةِ ساعاتٍ بل أيامًا).
ومن أفضل من إخوة كرام هنا جمعني بهم الحب في الله، والبحث عن الحق؟!
أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
إنه أكرم مسئول، وأعظم مأمول!
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:38]ـ
سمعت الشيخ محمد الحسن الددو حفظه الله يقول [من شريط]:
قال أبو العباس المَقَّرِي [تحرفت في بعض الكتب إلى المَعَرِّي فلتصحح]:
من رام فنا فليقدمْ أولا ...................... علما بحَدٍّ ثم مَوْضُوعٍ تلا
وواضع ونسبةٍ وما استمد ...................... منه وفَضْلِه وحُكْم يُعتَمدْ
واسمٍ وما أفاد والمسائل ...................... فتلك عَشْرٌ للمُنى وسائلْ
وبعضهم منها على البعضِ اقتصرْ ...................... ومن يكن يدري جميعَها انتصرْ
وهذه هي المبادئ العشرة التي درج المتأخرون على تقديمها بين يدي دراسة العلوم، وقد كنتُ كتبتُ مبحثا في أن (كون هذه الأمور العشرة مبادئ لدراسة العلوم) فيه نظر، وخاصة عند المبتدئين، وذلك لأمور كثيرة لا مجال لذكرها الآن.
وهي وجهة نظر قد أكون مخطئا فيها.
ومع ذلك فلا يسعنا أن نتخلف عن ركب أئمتنا المتأخرين الذين هذبوا وقسموا ورتبوا؛ فصار كل نظير بجنب نظيره، وكل إلف مضموما إلى مؤالفه، فقعدوا القواعد وأصلوا الأصول، فعلى ذلك نقول:
---------- (المبادئ العشرة لعلم الاشتقاق) ----------
= الاسم: علم الاشتقاق أو مقاييس اللغة، والأول هو المشهور في كتب المصنفين، ولكن الثاني أقرب إلى المراد، وبذلك سمى ابن فارس كتابه.
= الحد: علم بدلالات كلام العرب التي يعرف بها الأصل الذي ترجع إليه الألفاظ.
وهذا حد أقرب إلى الرسم؛ لأني لا أهتم كثيرا بالحدود وما عليها من اعتراضات وجوابات.
= الموضوع: معرفة دلالات الألفاظ وارتباطها ببعض، وذلك بالرجوع إلى أصول معانيها المستنبطة من قياس دلالات الألفاظ المتماثلة المادة.
= الثمرة: التعمق في فهم كلام العرب، ومن ثَمَّ في فهم كلام الشارع، وكثيرا ما تجد المفسرين يشيرون إشارات عابرة إلى أمثلة من هذا العلم، وكثير من المصنفين في العلوم يشيرون أيضا إليه إشارات عابرة عند شرح بعض الاصطلاحات وبيان وجه الاشتقاق فيها.
= الواضع: يعد ابن دريد أول من أفرده بتصنيف يشتمل على كثير من أصوله، وابن فارس هو باري قوسه بكتابه مقاييس اللغة، وكذلك بعض المحاولات والمنثورات قبلهما خاصة من قبل الخليل بن أحمد.
= الحكم: فرض كفاية؛ كما قرر أهل العلم أن علوم الآلة جميعا فروض كفاية.
= فضله: ما ساعد على فهم النصوص الشرعية فلا شك أنه علم فاضل، ولذلك يكثر دورانه في كتب التفسير، والاستنباطات في الخلافات الفقهية.
= نسبته: من علوم اللغة العربية مع الإعمال العقلي، ويمكن عده جزءا من علم (فقه اللغة)، وفيه اشتراك مع (علم التصريف) في بعض المباحث من وجه، والفرق بينهما أن علم التصريف يبحث في الأوزان الظاهرة ودلالة كل وزن، أما الاشتقاق فيبحث في الدلالة الباطنة وارتباط المعاني في المادة الواحدة.
= استمداده: كلام العرب وأحوالهم وإشاراتهم التي يستفاد منها القرائن التي تدل على اتفاق ألفاظ المادة في اللغة.
= مسائله: الأسماء (أعلاما كانت أو غيرها) والكلمات والمواد العربية والبحث في الأصول المعنوية التي ترجع إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:39]ـ
بعض مسائل هذا العلم مذكورة باستفاضة في العلوم الأخرى فلا نطيل بذكرها؛
كمسألة اشتقاق (الاسم)؛ فهو من السُّمُو عند البصريين ومن السِّمَة عند الكوفيين.
وكذلك مسألة اشتقاق المصدر من الفعل عند الكوفيين، أو الفعل من المصدر عند البصريين.
وكذلك مسألة اشتقاق اسم (الله)، ناقشها كثير من الشراح عند كلامهم على البسملة.
قال أبو بكر بن دريد في < الاشتقاق >:
((فأما اشتقاق اسم الله عز وجل فقد أقَدَم قومٌ على تفسيره، ولا أحبُّ أن أقول فيه شيئًا))
وقال أبو بكر الصولي في < أدب الكتاب >:
((و (الله) - تبارك اسمه - اسم خاص للمعبود جل وعلا، لا يسمى به سواه. قال الله تعالى: {هل تعلم له سميًّا}. قال المفسرون: لا يعلم من تسمى الله إلا الله عز وجل، ولا يعرف لهذا الاسم اشتقاق من فعل. ولا أحب ذكر ما قاله النحويون فيه لأنه تكلف لا يضر تركه))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:40]ـ
قال ابن فارس في كتابه في فقه اللغة المسمى بـ (الصاحبي) [ونقله السيوطي في المزهر]:
((أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياسًا وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجن مشتق من الاجتنان، وأن الجيم والنون تدلان أبدا على الستر؛ تقول العرب للدرع: جُنة، وأجنَّه الليل، وهذا جنين أي هو في بطن أمه أو مقبور. وأن الإنس من الظهور؛ يقولون: أنست الشيء أبصرته، وعلى هذا سائر كلام العرب، علم ذلك من علم وجهله من جهل ... وليس لنا اليوم أن نخترع، ولا أن نقول غير ما قالوه، ولا أن نقيس قياسًا لم يقيسوه؛ لأن في ذلك فساد اللغة وبُطلانَ حقائقها)).
وقال ابن فارس أيضا في مقدمة معجمه الفذ (مقاييس اللغة):
((إن للغة العرب مقاييسَ صحيحة، وأصولا تتفرع منها فروع، وقد ألف الناس في جوامع اللغة ما ألفوا، ولم يعربوا في شيء من ذلك عن مقياس من تلك المقاييس، ولا أصل من الأصول، والذي أومأنا إليه باب من العلم جليل، وله خطر عظيم)).
(تنبيه)
قد يَستشكِلُ بعضُ الإخوة - مع ما تقدم من تقرير ثبوت المقاييس في اللغة - اتفاقَ أكثر أهل اللغة والنحو على أن اللغة لا تثبت قياسا، وهذا منصوص عليه عندهم، ويشبه الإجماع عندهم.
وهذا لا إشكال فيه بحمد الله تعالى؛ لأن المقصود مما تقدم بالقياس إنما هو إظهار العلاقة بين الألفاظ الثابتة عن العرب، وضم النظير إلى نظيره ومؤالفة الشبيه إلى شبيهه، وأما منع القياس في اللغة فالمقصود به إنشاء كلمات أو إطلاقات جديدة لم ترد سماعا عن العرب، ومثال ذلك أننا نعرف بدلالة الاشتقاق أن القارورة سميت بذلك لأن الماء يستقر فيها، ومع ذلك لا يصح أن نسمي البيت قارورة لأن الناس يستقرون فيه.
وقد حُكِيَ عن الزجاج كلامه في الاشتقاق، وهذه مناظرة بينه وبين يحيى بن علي المنجم:
المنجم: من أي شيء اشتق الجرجير؟
الزجاج: لأن الريح تجرجره
المنجم: وما معنى تجرجره؟
الزجاج: تجرره ومن هذا قيل للحبل الجَرير؛ لأنه يجر على الأرض
المنجم: والجرة لم سميت جرة
الزجاج: لأنها تجر على الأرض
المنجم: لو جرت على الأرض لانكسرت!! والمجرة لم سميت مجرة
الزجاج: لأن الله جرها في السماء جرا
المنجم: فالجرجور الذي هو اسم المائة من الإبل لم سميت به؟
الزجاج: لأنها تجر بالأزِمَّة وتقاد
المنجم: فالفصيل المجر الذي شق طرف لسانه لئلا يرضع أمه، ما قولك فيه
الزجاج: لأنهم جروا لسانه حتى قطعوه
المنجم: فإن جروا أذنه فقطعوها تسميه مجرا
الزجاج: لا يجوز ذلك
المنجم: قد نقضت العلة التي أتيت بها على نفسك ومن لم يدر أن هذا مناقضة فلا حس له.
قلت: هذا الكلام لا يلزم الزجاج ولا نقض فيه؛ لأنه إنما اعتل لكلام العرب، وأظهر ما ترجح لديه من أسباب الاشتقاق، ولم يزعم أنه بذلك يجوز اشتقاق ألفاظ جديدة بناء على العلة؛ لأنها ليست علة بالمعنى الأصولي، بل قد تكون حكمة، وقد تكون جزءَ علة، وقد تكون معارضة في ألفاظ أخرى بعلل أخرى أقوى منها، فالخلاصة أن كلام المنجم لا يلزم أهل العلم ولم يدعِ الزجاج أصلا ذلك كما يتضح من آخر كلامه، والله تعالى أعلم.
ولهذا تجد ابن فارس في مقاييسه كثيرا ما يقول: ولا أدري ما اشتقاقه.
أو يقول: هذا مما وضع وضعا ولم يُعرف له اشتقاق.
ويقول أيضا:
((والأصل في هذه الأبواب أنَّ كلَّ ما لم يصحَّ وجهُه من الاشتقاق الذي نذكره فمنظورٌ فيه، إلاّ ما رواه الأكابر الثقات)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:41]ـ
هذا مثال يدخل في علم الاشتقاق استللته من كتاب (الكفاية في علم الرواية) للخطيب البغدادي لأحث إخواننا من أهل الحديث على المشاركة.
قال الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي رحمه الله:
((حدثني محمد بن عبيد الله المالكي أنه قرأ على القاضى أبى بكر محمد بن الطيب: قال لا خلاف بين أهل اللغة في أن القول (صحابي) مشتق من الصحبة وأنه ليس بمشتق من قدر منها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا كما أن القول (مكلم) و (مخاطب) و (ضارب) مشتق من (المكالمة) و (المخاطبة) و (الضرب) وجارٍ على كل من وقع منه ذلك قليلا كان أو كثيرا، وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال، وكذلك يقال: صحبت فلانا حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم (المصاحبة) بقليل ما يقع منها وكثيره وذلك يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار، هذا هو الأصل في اشتقاق الاسم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:42]ـ
وهذا كلام نفيس للإمام الجليل (الخليل بن أحمد) عن علل النحو، ولكنه ينطبق أيضا على علم الاشتقاق؛ ذكره أبو القاسم الزجاجي في (إيضاح علل النحو) قال:
(( ... وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد رحمه الله سئل عن العلل التي يعتل بها في النحو، فقيل له: عن العرب أخذتَها أم اخترعتها من نفسك؟ فقال:
إنَّ العربَ نطقت على سجيتها وطباعها، وعرَفتْ مواقعَ كلامها، وقام في عقولِها عِلَلُه، وإن لم ينقل ذلك عنها، واعتللتُ أنا بما عندي أنَّهُ عِلةٌ لما عللته منه، فإن أكن أصبتُ العلةَ فهو الذي التمستُ، وإن تكن هناك علةٌ غيرُ ما ذكرتُ فالذي ذكرتُه محتمل أن يكون علة، ومَثَلِي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارًا محكمةَ البناءِ عجيبةَ النظمِ والأقسام، وقد صحت عنده حكمةُ بانيها بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة، فكلما وقفَ هذا الرجل في الدار على شيء منها قال: إنما فعل هذا هكذا لعلةِ كذا وكذا، ولسبب كذا وكذا، لِعِلَّةٍ سنحت له وخطرت بباله محتملة أن تكون علة لتلك، فجائز أن يكون الحكيم الباني للدار فعل ذلك للعلة التي ذكرها هذا الذي دخل الدار، وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة، إلا أن ما ذكره هذا الرجل محتمل أن يكون علة لذلك، فإن سنحَتْ لغيري علةٌ لما علَّلْتُه من النحو هي أليقُ مما ذكرتُه بالمعلول فليأتِ بها)).
قال الزجاجي معلقا:
((وهذا كلام مستقيم وإنصاف من الخليل رحمة الله عليه)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:46]ـ
(هل المقصود بالاشتقاق أسبقية المشتق منه على المشتق؟)
هذا قال به كثير من أهل العربية، واحتج به بعضهم في النقاش في مسألة اشتقاق الفعل من المصدر أو عكسه، بل احتج به السهيلي في نتائجه على أن اسم (الله) غير مشتق؛ لأنه لا مادة سابقة عليه يشتق منها!
وأجاب ابن القيم في البدائع بأن هذا الفهم غير صحيح، بل المقصود من الاشتقاق التلاقي في اللفظ والمعنى، وليس المقصود أنها فرع عليها ومتولدة منها.
ومما يؤيد ما ذكرتَه الحديث القدسي المشهور ((قال الله: أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي))، ومع ذلك تجد أهل العلم أحيانا يقولون: الرحمن مشتق من الرحمة!
قال الزمخشري: ((معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين فصاعدا معنى واحد)).
وبهذا الجمع ينحل لك كثير من الإشكالات التي تجدها في كلام أهل العلم بأن كذا مشتق من كذا، فلا يلزم من ذلك أنهم يعنون أسبقية أحد اللفظين على الآخر، بل المراد أنه ينتظمهما معنى واحد كما أشار الزمخشري.
ولذلك تجد أهل العلم أحيانا يشيرون إلى أن اللفظ المحسوس مشتق من المعنى العقلي، وأحيانا يشيرون إلى أن المعنى العقلي مشتق من اللفظ المحسوس، ويشعر القارئ بدأة ذي بديء أن هذا من التناقض والتعارض.
= كما ذكروا مثلا أن اشتقاق آدم من أديم الأرض، مع أنهم ذكروا أن النار مشتقة من نار ينور إذا تحرك واضطرب.
= وذكروا أن المراء مشتق من مري الناقة، مع أنهم ذكروا أن المشاجرة مشتقة من الشجرة لاشتجار أغصانها.
= وذكروا أن البعوض مشتق من البَعْض وهو القطع، مع أنهم قالوا: قردوس (قبيلة) مشتق من القردسة وهي الصلابة!
فهذه الأقوال ظاهرها التعارض، ولكن يجمع بينها ما سبق ذكره، وهو أن المراد بالاشتقاق أن كلا اللفظين يرجعان إلى أصل ومعنى ينتظمهما معا فيندرجان في سلك واحد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:46]ـ
وكثيرا ما تجد أهل العلم يتطرقون بتوسع شديد لمسائل الاشتقاق في غير مظنتها، وهذه مُثُلٌ من ذلك:
= (ق و ل) في مقدمة الخصائص لابن جني
= (ح ر ف) في مقدمة سر الصناعة لابن جني
= (ع ر ب) ذكر الوزير المغربي في أوائل (أدب الخواص) فيها ثلاثة عشر قولا!
= (ع ج م) في مقدمة سر الصناعة أيضا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:47]ـ
(أقسام الاشتقاق)
= الاشتقاق الأصغر:
وهو الاشتقاق في المادة الواحدة، وهو المشهور عند الإطلاق، وفيه صنفت الكتب المصنفة؛ كالاشتقاق لابن دريد، ومقاييس اللغة لابن فارس وغيرها.
= الاشتقاق الكبير:
وهو الاشتقاق في المادة وتقليباتها، كما صنع ابن جني في مقدمة الخصائص إذ أرجع معاني (ق و ل) وجميع تقليباتها الستة إلى معنى واحد!
= الاشتقاق الأكبر:
وهو الاشتقاق في المواد المتقاربة الحروف، وهو المثال الذي ذكره الرافعي، وهذا يقل ذكره عند أهل العلم، وممن أسرف فيه وأكثرَ: العلامةُ (أنستاس الكرملي) في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها وارتقاؤها).
= الاشتقاق الكُبَّار:
وهذا من زيادات المعاصرين، ويطلقونه على نحت كلمة من كلمتين أو أكثر، والقدماء يجعلون النحت نوعا على حياله، كما في المزهر للسيوطي وغيره.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:48]ـ
وقد ذكر ابن الأنباري في [لمع الأدلة في أصول النحو] أن النحو مبني على القياس، ولا يتأتى أن يكون كله نقلا؛
ثم قال:
(( ... بخلاف اللغة، فإنها وضعت وضعا نقليا لا عقليا، فلا يجوز القياس فيها، بل يقتصر على ما ورد به النقل، ألا ترى أن (القارورة) سميت بذلك لاستقرار الشيء فيها، ولا يسمى كل مستقر فيه قارورة، وكذلك سميت (الدار) دارا لاستدارتها ولا يسمى كل مستدير دارا))
فهذا الكلام يضاف لما سبق تقريره من أن المراد بالاشتقاق معرفة الأصول والارتباط بين الكلمات، وليس المراد منه إنشاء كلمات جديدة أو معاني مخترعة لألفاظ معروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:50]ـ
ومن مسائل هذا العلم: اشتقاق لفظ (القرآن)، وفيه خمسة أقوال:
الأول = أنه مشتق من (قرأ) بمعنى تلا، ويكون على هذا مصدرا بمعنى القراءة.
الثاني = أنه مشتق من القَرْء بمعنى الجمع؛ تقول: قرأت الماء في الحوض أي جمعته؛ لجمعه الآيات والسور في كتاب واحد.
الثالث = أنه مشتق من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه؛ لقِران الآيات والسور فيه.
الرابع = أنه مشتق من القرائن؛ لأن الآيات والقصص يشبه بعضها بعضا، فهي أشباه ونظائر.
الخامس = أنه اسم علم غير مشتق من شيء كالتوراة والإنجيل.
والقول الأول قول أكثر العلماء
والقول الثاني قول الزجاج
والقول الثالث قول الأشعري
والقول الرابع قول الفراء
والقول الخامس قول الشافعي
والأرجح من بين هذه الأقوال هو الأول والله أعلم؛ لأن قراءة التسهيل يمكن ردها إلى قراءة الهمز بخلاف العكس، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:51]ـ
ومن فوائد هذا العلمِ أيضا:
تصَرُّفُ المتكلم البليغ في مناحي كلامه بما يزيدُه بهاءً وحلاوة، ويهبه جمالا وطلاوة، وهو قريب من التجنيس، فينظر في اللفظ وما يقاربه معنى، وفي الكلم وما ينتمي إليها أصلا.
ومن ذلك في كتاب الله:
= {فأقم وجهك للدين القيم}
= {وإن يردك الله بخير فلا راد لفضله}
= {ليريه كيف يواري سوءة أخيه}
وفي الحديث ((أَسْلَمُ سالمها الله، وغِفَار غفر الله لها، وعُصَيَّة عصت الله ورسوله)).
ومن ذلك قول أبي تمام:
وأنجدتم من بعد إتهام داركم ............ فيا دمع أنجدني على ساكني نجد
فإنه لولا معرفته باشتقاق (نجد) ما طاوعه مثل هذا البيت.
ومن ذلك قول صفي الدين الحلي:
لم يلق مرحبُ منهُ مرحبًا ورأى ............. ضدَّ اسمه عند حد الحصن والأُطُمِ
ومن ذلك قول ابن معصوم:
لم تُبْقِ بدرٌ لهم بدرًا وفي أُحُدٍ ............... لم يبقَ من أَحَدٍ عند اشتقاقهم
ومن ذلك قول الشاعر:
أردى (أبا لهب) نصفُ اسمه أبدا ............... لفِعْلِ أوله عن واضح اللقم
وقريب من هذا الباب قول أبي نواس:
عباس عباس إذا احتدم الوغى .............. والفضلُ فضلٌ والربيعُ ربيعُ
وقريب من هذا الباب قول خالد بن صفوان:
((هشمتك هاشم، وأمَّتك أمية، وخزمتك مخزوم))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:52]ـ
قال الصفدي في < نكت الهميان >:
((قد تتبعت أفراد وضع اللغة العربية، فرأيت العين المهملة والميم، كيفما وقعتا في الغالب وبعدهما حرف من حروف المعجم، لا يدّل المجموع إلا على ما فيه معنى الستر أو ذهاب الصواب على الرأي)).
ثم شرح ذلك مفصلا على تراجم المواد المختلفة، وأشكل عليه بعض المواد التي تدل على طول، فقال:
(( ... ولا بدّ للفرس إذا طال، أن يكون فيه بعض التواء، وذهاب على غير استواء. وكذلك الطريق إذا طالت)).
وقال ابن فارس في مقاييسه:
(عمت): ((العين والميم والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على التباسِ الشيء والتوائه))
(عمج): ((العين والميم والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على التواءٍ واعوجاج))
(عمد): ((العين والميم والدال ... ترجع إلى ... الاستقامة في الشيء، منتصبا أو ممتدا))
(عمر): ((العين والميم والراء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على بقاءٍ وامتداد زمان، والآخر على شيءٍ يعلو))
(عمس): ((العين والميم والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على شدّة في اشتباهٍ والتواءٍ في الأمر))
(عمش): ((العين والميم والشين كلمتانِ صحيحتان، متباينتان جدَّاً. فالأولى ضعفٌ في البصر، والأخرى صلاحٌ للجسم))
(عمي): ((العين والميم والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سَترٍ وتغطية))
(عمه): ((العين والميم والهاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على حَيرة وقِلّة اهتداء))
ومما ذكره الصفدي:
(عمق): ((العمق بفتح العين وضمها قعر البئر والفج والوادي. قيل فيه ذلك لما واستتر عن العين))
(عمل): ((اعتمل الرجل إذا اضطرب في العمل ... قيل فيه ذلك لأن الاضطراب حركة على غير استواء))
(عمم): ((عمم العمامة ما يوضع على الرأس، وهي تستره. واعتم النبت إذا اكتهل أي ستر الأرض))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:52]ـ
ومما يفيد أيضا أنهم كانوا يعرفون الاشتقاق قول حسان بن ثابت (ويروى لأبي طالب):وشقَّ له من إِسْمِه ليُجِلَّه ............... فذو العرش محمودٌ وهذا مُحمَّدُ
وقول الكميت بن زيد الأسدي: ومِن غَدرِه نَبَزَ الأولو ............... ن - إذ لقَّبوه - الغَدِيرَ الغديرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:10]ـ
قال ابن الأزرق في كتابه الرائع الممتع < روضة الأعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام >:
((المثال الأول [يعني من الأخطاء الواقعة بسبب الجهل باللغة] ما يروى عن النَّظَّام أنه كان يقول: إذا آلى المرء بغير اسم الله تعالى لم يكن موليا، قال: لأن اليلاء مشتق من اسم الله.
وليس كذلك لأن الإيلاء من الألية وهي اليمين يقال: آلى الرجل يولي إيلاء أي حلف وأقسم))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:11]ـ
(للفائدة من كتاب المثل السائر)
النوع السادس والعشرون (في الاشتقاق)
اعلم أن جماعة علماء البيان يفصلون الاشتقاق عن التجنيس، وليس الأمر كذلك، بل التجنيس أمر عام لهذين النوعين من الكلام، وذاك أن التجنيس في أصل الوضع من قولهم: جانس الشيء الشيء، إذا ماثله وشابهه، ولما كانت الحال كذلك ووجدنا من الألفاظ ما يتماثل ويتشابه في صيغته وبنائه علمنا أن ذلك يطلق عليه اسم التجنيس، وكذلك لما وجدنا من المعاني ما يتماثل ويتشابه علمنا أن ذلك يطلق عليه اسم التجنيس أيضا، فالتجنيس إذن ينقسم قسمين: أحدهما تجنيس في اللفظ، والآخر تجنيس في المعنى، فأما الذي يتعلق باللفظ فإنه لم ينقل عن بابه ولا غير اسمه، وقد تقدم باب الصناعة اللفظية، وأما الذي يتعلق بالمعنى فإنه نقل عن بابه في التجنيس، وسمي الاشتقاق: أي أحد المعنيين مشتق من الآخر.
وهو على ضربين: صغير وكبير؛ فالصغير: أن تأخذ أصلا من الأصول فتجمع بين معانيه، وإن اختلفت صيغه ومبانيه، كترتيب (س ل م)، فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه، نحو (سلم) و (سالم) و (سلمان) و (سلمى)، والسليم اللديغ أطلق عليه ذلك تفاؤلا بالسلامة.
والأصل في ذلك أن يضع واضع اللغة اسما أولاً لمسمى أول، ثم يجد مسمى آخر أو مسميات شبيهة بالمسمى الأول فيضع لها اسما كالاسم الأول، كقوله (ضرير) اسم للأعمى، و (الضر): ضد النفع، و (الضراء): الشدة من الأمر، و (الضر) بالضم: الهزال وسوء الحال، و (الضرر): الضيق، و (الضرة): إحدى الزوجتين، فإن هذه المسميات كلها تدل على الأذى والشر، وأسماؤها متشابهة لم تخرج عن الضاد والراء، إلا أنا الآن لا نعلم ما هو الأول منها حتى نحكم على الثاني أنه مشتق منه، لكن نعلم في السليم اللديغ أنه مشتق من السلامة، لأنه ضدها، قيل: من أجل التفاؤل بالسلامة، وعلى هذا جاء غيره من الأصول، كقولنا: (هشمك هاشم)، و (حاربك محارب)، و (سالمك سالم)، و (أصاب الأرض صيب)، فهذه الألفاظ كلها لفظها واحد ومعناها واحد، أما هاشم فإنه لم يسم بهذا الاسم إلا لأنه هشم الثريد في عام محل فسمي بذلك، وأما محارب فإنه اسم فاعل من حارب فهو محارب، وأما سالم فمن السلامة، وهو اسم فاعل من سلم، وأما الصيب فهو المطر الذي يشتد صوبه: أي وقعه على الأرض، ولا يقاس على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله، وعصية عصت الله " فإن (أسلم) و (غفار) و (عصية) أسماء قبائل، ولم تسم أسلم من المسالمة، ولا غفار من المغفرة، ولا عصية من تصغير عصا، وهذا هو التجنيس، وليس بالاشتقاق، والنظر في مثل ذلك يحتاج إلى فكرة وتدبر كي لا يختلط التجنيس بالاشتقاق.
ومما جاء من ذلك شعرا قول البحتري: أمحلتي سلمى بكاظمة اسلما
وكذلك قول الآخر: وما زال معقولا عقالٌ عن الندى ........ وما زال محبوسا عن الخير حابسُ
وربما ظن أن هذا البيت وما يجري مجراه تجنيس، حيث قيل فيه: معقول وعقال، ومحبوس وحابس، وليس الأمر كذلك، وهذا الموضع يقع فيه الاشتباه كثيراً على من لم يتقن معرفته. وقد تقدم القول أن حقيقة التجنيس هي: اتفاق اللفظ واختلاف المعنى وعقال ومعقول وحابس ومحبوس اللفظ فيهما واحد والمعنى أيضاً واحد، فهذا مشتق من هذا: أي قد شق منه. وكذلك ورد قول عنترة: لقد علم القبائل أن قومي ........ لهم حد إذا لبس الحديد
فإن حدا وحديدا لفظهما واحد ومعناهما واحد.
وأما الاشتقاق الكبير فهو: أن تأخذ أصلا من الأصول فتعقد عليه وعلى تراكيبه معنى واحدا يجمع تلك التراكيب وما تصرف منها وإن تباعد شيء من ذلك عنها رد بلطف الصنعة والتأويل إليها.
ولنضرب لذلك مثالا، فنقول: إن لفظة (ق م ر) من الثلاثي لها ست تراكيب، وهي: (ق ر م)، (ق م ر)، (ر ق م)، (ر م ق)، (م ق ر)، (م ر ق)، فهذه التراكيب الست يجمعها معنى واحد، وهو القوة والشدة، فالقرم: شدة شهوة اللحم، وقمر الرجل: إذا غلب من يقامره، والرقم: الداهية، وهي الشدة التي تلحق الإنسان من دهره، وعيش مرمق: أي ضيق، وذلك نوع من الشدة أيضا، والمقر: شبه الصبر، يقال: أمقر الشيء، إذا أمر، وفي ذلك شدة على الذائق وكراهة، ومرق السهم، إذا نفذ من الرمية، وذلك لشدة مضائه وقوته.
واعلم أنه إذا سقط من تراكيب الكلمة شيء فجائز ذلك في الاشتقاق، لأن الاشتقاق ليس من شرطه كمال تركيب الكلمة، بل من شرطه أن الكلمة كيف تقلبت بها تراكيبها من تقديم حروفها وتأخيرها أدت إلى معنى واحد يجمعها
فمثال ما سقط من تركيب الثلاثي لفظة (و س ق) فإن لها خمس تراكيب، وهي: (و س ق)، (و ق س)، (س و ق)، (ق س و)، (ق و س)، وسقط من جملة التراكيب قسم واحد، وهو (س ق و)، وجميع الخمسة المذكورة تدل على القوة والشدة أيضا، فالوسق من قولهم: استوسق الأمر: أي اجتمع وقوي، والوقس: ابتداء الجرب، وفي ذلك شدة على من يصيبه وبلاء، والسوق: متابعة السير، وفي هذا عناء وشدة على السائق والمسوق، والقسوة: شدة القلب وغلظه، والقوس معروفة، وفيها نوع من الشدة والقوة، لنزعها السهم وإخراجه إلى ذلك المرمى المتباعد.
واعلم أنا لا ندعي أن هذا يطرد في جميع اللغة، بل قد جاء شيء منها كذلك، وهذا مما يدل على شرفها وحكمتها، لأن الكلمة الواحدة تتقلب على ضروب من التقاليب، وهي مع ذلك دالة على معنى واحد، وهذا من أعجب الأسرار التي توجد في لغة العرب وأغربها، فاعرفه.
إلا أن الاستعمال في النظم والنثر إنما يقع في الاشتقاق الصغير دون الكبير، وسبب ذلك أن الاشتقاق الصغير تكثر الألفاظ الواردة عليه، والاشتقاق الكبير لا يكاد يوجد في اللغة إلا قليلا، وأيضا فإن الحسن اللفظ الذي هو الفصاحة إنما يقع في الاشتقاق الصغير، ولا يقع في الاشتقاق الكبير، ألا ترى إلى هذين الأصلين الواردين ههنا، وهما (ق ر م) و (و س ق) إذا نظرنا إلى تراكيبهما وأردنا أن نسبكهما في الاستعمال لم يأت منهما مثل ما يأتي في الاشتقاق الصغير حسنا ورونقا، لأن ذاك لفظه لفظ تجنيس، ومعناه معنى اشتقاق والاشتقاق الكبير ليس كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:12]ـ
(للفائدة من كتاب المثل السائر)
النوع السادس والعشرون (في الاشتقاق)
اعلم أن جماعة علماء البيان يفصلون الاشتقاق عن التجنيس، وليس الأمر كذلك، بل التجنيس أمر عام لهذين النوعين من الكلام، وذاك أن التجنيس في أصل الوضع من قولهم: جانس الشيء الشيء، إذا ماثله وشابهه، ولما كانت الحال كذلك ووجدنا من الألفاظ ما يتماثل ويتشابه في صيغته وبنائه علمنا أن ذلك يطلق عليه اسم التجنيس، وكذلك لما وجدنا من المعاني ما يتماثل ويتشابه علمنا أن ذلك يطلق عليه اسم التجنيس أيضا، فالتجنيس إذن ينقسم قسمين: أحدهما تجنيس في اللفظ، والآخر تجنيس في المعنى، فأما الذي يتعلق باللفظ فإنه لم ينقل عن بابه ولا غير اسمه، وقد تقدم باب الصناعة اللفظية، وأما الذي يتعلق بالمعنى فإنه نقل عن بابه في التجنيس، وسمي الاشتقاق: أي أحد المعنيين مشتق من الآخر.
وهو على ضربين: صغير وكبير؛ فالصغير: أن تأخذ أصلا من الأصول فتجمع بين معانيه، وإن اختلفت صيغه ومبانيه، كترتيب (س ل م)، فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه، نحو (سلم) و (سالم) و (سلمان) و (سلمى)، والسليم اللديغ أطلق عليه ذلك تفاؤلا بالسلامة.
والأصل في ذلك أن يضع واضع اللغة اسما أولاً لمسمى أول، ثم يجد مسمى آخر أو مسميات شبيهة بالمسمى الأول فيضع لها اسما كالاسم الأول، كقوله (ضرير) اسم للأعمى، و (الضر): ضد النفع، و (الضراء): الشدة من الأمر، و (الضر) بالضم: الهزال وسوء الحال، و (الضرر): الضيق، و (الضرة): إحدى الزوجتين، فإن هذه المسميات كلها تدل على الأذى والشر، وأسماؤها متشابهة لم تخرج عن الضاد والراء، إلا أنا الآن لا نعلم ما هو الأول منها حتى نحكم على الثاني أنه مشتق منه، لكن نعلم في السليم اللديغ أنه مشتق من السلامة، لأنه ضدها، قيل: من أجل التفاؤل بالسلامة، وعلى هذا جاء غيره من الأصول، كقولنا: (هشمك هاشم)، و (حاربك محارب)، و (سالمك سالم)، و (أصاب الأرض صيب)، فهذه الألفاظ كلها لفظها واحد ومعناها واحد، أما هاشم فإنه لم يسم بهذا الاسم إلا لأنه هشم الثريد في عام محل فسمي بذلك، وأما محارب فإنه اسم فاعل من حارب فهو محارب، وأما سالم فمن السلامة، وهو اسم فاعل من سلم، وأما الصيب فهو المطر الذي يشتد صوبه: أي وقعه على الأرض، ولا يقاس على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله، وعصية عصت الله " فإن (أسلم) و (غفار) و (عصية) أسماء قبائل، ولم تسم أسلم من المسالمة، ولا غفار من المغفرة، ولا عصية من تصغير عصا، وهذا هو التجنيس، وليس بالاشتقاق، والنظر في مثل ذلك يحتاج إلى فكرة وتدبر كي لا يختلط التجنيس بالاشتقاق.
ومما جاء من ذلك شعرا قول البحتري: أمحلتي سلمى بكاظمة اسلما
وكذلك قول الآخر: وما زال معقولا عقالٌ عن الندى ........ وما زال محبوسا عن الخير حابسُ
وربما ظن أن هذا البيت وما يجري مجراه تجنيس، حيث قيل فيه: معقول وعقال، ومحبوس وحابس، وليس الأمر كذلك، وهذا الموضع يقع فيه الاشتباه كثيراً على من لم يتقن معرفته. وقد تقدم القول أن حقيقة التجنيس هي: اتفاق اللفظ واختلاف المعنى وعقال ومعقول وحابس ومحبوس اللفظ فيهما واحد والمعنى أيضاً واحد، فهذا مشتق من هذا: أي قد شق منه. وكذلك ورد قول عنترة: لقد علم القبائل أن قومي ........ لهم حد إذا لبس الحديد
فإن حدا وحديدا لفظهما واحد ومعناهما واحد.
وأما الاشتقاق الكبير فهو: أن تأخذ أصلا من الأصول فتعقد عليه وعلى تراكيبه معنى واحدا يجمع تلك التراكيب وما تصرف منها وإن تباعد شيء من ذلك عنها رد بلطف الصنعة والتأويل إليها.
ولنضرب لذلك مثالا، فنقول: إن لفظة (ق م ر) من الثلاثي لها ست تراكيب، وهي: (ق ر م)، (ق م ر)، (ر ق م)، (ر م ق)، (م ق ر)، (م ر ق)، فهذه التراكيب الست يجمعها معنى واحد، وهو القوة والشدة، فالقرم: شدة شهوة اللحم، وقمر الرجل: إذا غلب من يقامره، والرقم: الداهية، وهي الشدة التي تلحق الإنسان من دهره، وعيش مرمق: أي ضيق، وذلك نوع من الشدة أيضا، والمقر: شبه الصبر، يقال: أمقر الشيء، إذا أمر، وفي ذلك شدة على الذائق وكراهة، ومرق السهم، إذا نفذ من الرمية، وذلك لشدة مضائه وقوته.
واعلم أنه إذا سقط من تراكيب الكلمة شيء فجائز ذلك في الاشتقاق، لأن الاشتقاق ليس من شرطه كمال تركيب الكلمة، بل من شرطه أن الكلمة كيف تقلبت بها تراكيبها من تقديم حروفها وتأخيرها أدت إلى معنى واحد يجمعها
فمثال ما سقط من تركيب الثلاثي لفظة (و س ق) فإن لها خمس تراكيب، وهي: (و س ق)، (و ق س)، (س و ق)، (ق س و)، (ق و س)، وسقط من جملة التراكيب قسم واحد، وهو (س ق و)، وجميع الخمسة المذكورة تدل على القوة والشدة أيضا، فالوسق من قولهم: استوسق الأمر: أي اجتمع وقوي، والوقس: ابتداء الجرب، وفي ذلك شدة على من يصيبه وبلاء، والسوق: متابعة السير، وفي هذا عناء وشدة على السائق والمسوق، والقسوة: شدة القلب وغلظه، والقوس معروفة، وفيها نوع من الشدة والقوة، لنزعها السهم وإخراجه إلى ذلك المرمى المتباعد.
واعلم أنا لا ندعي أن هذا يطرد في جميع اللغة، بل قد جاء شيء منها كذلك، وهذا مما يدل على شرفها وحكمتها، لأن الكلمة الواحدة تتقلب على ضروب من التقاليب، وهي مع ذلك دالة على معنى واحد، وهذا من أعجب الأسرار التي توجد في لغة العرب وأغربها، فاعرفه.
إلا أن الاستعمال في النظم والنثر إنما يقع في الاشتقاق الصغير دون الكبير، وسبب ذلك أن الاشتقاق الصغير تكثر الألفاظ الواردة عليه، والاشتقاق الكبير لا يكاد يوجد في اللغة إلا قليلا، وأيضا فإن الحسن اللفظ الذي هو الفصاحة إنما يقع في الاشتقاق الصغير، ولا يقع في الاشتقاق الكبير، ألا ترى إلى هذين الأصلين الواردين ههنا، وهما (ق ر م) و (و س ق) إذا نظرنا إلى تراكيبهما وأردنا أن نسبكهما في الاستعمال لم يأت منهما مثل ما يأتي في الاشتقاق الصغير حسنا ورونقا، لأن ذاك لفظه لفظ تجنيس، ومعناه معنى اشتقاق والاشتقاق الكبير ليس كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:13]ـ
س: هل توجد منظومة في علم الاشتقاق؟
ج: بحسب علمي لا توجد منظومة في علم الاشتقاق، إلا منظومة للسبكي، اسمها (لمعة الإشراق في أمثلة الاشتقاق)، ولكنها ليست في علم الاشتقاق بالمعنى المذكور هنا، ولكنها في أوزان المشتقات، وللسيوطي شرح عليها، رحم الله الجميع.
وعلم الاشتقاق أقرب أن يكون من علوم الملكة والمرانة والسليقة من كونه من علوم المتون المختصرة.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:14]ـ
قال ابن الوزير اليماني في < ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان >
((والبلاغة مشتقة من بلوغ المتكلم بكلامه إلى بيان مراده ووضوح مقصده وتخليصه من نقص الخطأ والتقصير عن إصابة الشواكل ولصق المفاصل))
وهذه فائدة نفيسة ضاربة بأطنابها بين علمي البلاغة والاشتقاق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:14]ـ
س: ماذا عن كتاب الاشتقاق لعبد الله أمين، وكتاب العلم الخفاق للقنوجي؟
ج: أما (العلم الخفاق) فلم يعدُ أن يكون ناقلا ما في كتاب شيخه الشوكاني (نزهة الأحداق)، مع ضم ما وقف عليه في بقية الكتب كالمزهر وغيره، بغير ترتيب ولا تهذيب.
وأما (الاشتقاق) لعبد الله أمين؛ فجل مسائله من علم التصريف، وليس لها علاقة بعلم الاشتقاق بالمعنى المذكور هنا.
والخلط بين الاشتقاق والتصريف قديم، ولذلك تجد كثيرا من الباحثين يخطئون في تعداد المراجع في هذا الفن لمجرد أنها تسمى باسم (الاشتقاق) أو نحوه!
وهذا الخلط ليس عيبا؛ لأنه لا يعدو أن يكون اختلافا في الاصطلاح، ولكنه مما ينبغي التنبيه عليه حتى لا يشكل على طلاب العلم.
وينظر ما هنا كمثال على هذا الخلط:
http://www.iu.edu.sa/Magazine/107/7.htm
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 05:18]ـ
ما شاء الله، ما شاء الله، شيخنا الفاضل أبا مالك.
لما قرأت موضوعك تذكرت قول ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 166):
الألفاظ مشاكلة للمعاني التي هي أرواحها يتفرّس الفطن فيها حقيقة المعنى بطبعه وحسه كما يتعرّف الصادق الفراسةِ صفات الأرواح في الأجساد من قوالبها بفطنته. وقلت يوماً لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - قدس الله روحه -: قال: ابن جني مكثت برهة إذا ورد علي لفظ آخذ معناه من نفس حروفه وصفاتها وجرسه وكيفية تركيبه، ثم أكشفه، فإذا هو كما ظننته أو قريباً منه، فقال لي رحمه الله: وهذا كثيراً ما يقع لي. اهـ
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 07:42]ـ
= الاشتقاق الأكبر:
وهو الاشتقاق في المواد المتقاربة الحروف، وهو المثال الذي ذكره الرافعي، وهذا يقل ذكره عند أهل العلم، وممن أسرف فيه وأكثرَ: العلامةُ (أنستاس الكرملي) في كتابه (نشوء اللغة العربية ونموها وارتقاؤها).]
من أكثر من رأيته وله بهذا النوع من الاشتقاق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فهو أولى بالذكر
فانظر لتلك المقتطفات من كلامه:
التَّأْوِيلَ مَصْدَرُ أَوَّلَهُ يُؤَوِّلُهُ تَأْوِيلًا مِثْلَ حَوَّلَ تَحْوِيلًا وَعَوَّلَ تَعْوِيلًا. وَأَوَّلَ يُؤَوِّلُ تُعَدِّيهِ آلَ يَئُولُ أَوْلًا مِثْلَ حَالَ يَحُولُ حَوْلًا. وَقَوْلُهُمْ: آلَ يَئُولُ أَيْ عَادَ إلَى كَذَا وَرَجَعَ إلَيْهِ وَمِنْهُ " الْمَآلُ " وَهُوَ مَا يَئُولُ إلَيْهِ الشَّيْءُ وَيُشَارِكُهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ " الْمَوْئِلُ " فَإِنَّهُ مِنْ وَأَلَ وَهَذَا مِنْ أَوِلَ. وَالْمَوْئِلُ الْمَرْجِعُ
تَفْسِيرُ " الصَّمَدِ " بِأَنَّهُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ ... وَعَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ: هُوَ الْمُصْمَتُ. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: كَأَنَّ الدَّالَ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ مُبْدَلَةٌ مِنْ تَاءٍ والصمت مِنْ هَذَا. قُلْت: لَا إبْدَالَ فِي هَذَا وَلَكِنَّ هَذَا مِنْ جِهَةِ الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ تَسْمِيَتُهُمْ لِمَا يَدْخُلُ فِي فَمِهَا صِمَامٌ فَإِنَّ هَذِهِ الْمَادَّةَ فِيهَا مَعْنَى الْجَمْعِ وَالسَّدِّ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: صِمَامُ الْقَارُورَةِ سِدَادُهَا وَالْحَجَرُ الْأَصَمُّ الصُّلْبُ الْمُصْمَتُ وَالرَّجُلُ الْأَصَمُّ هُوَ الَّذِي لَا يَسْمَعُ لِانْسِدَادِ سَمْعِهِ وَالرَّجُلُ الصِّمَّةُ الشُّجَاعُ وَالصِّمَّةُ الذَّكَرُ مِنْ الْحَيَّاتِ وَصَمِيمُ الشَّيْءِ خَالِصُهُ حَيْثُ لَمْ يَدْخُلُ إلَيْهِ مَا يُفَرِّقُهُ وَيُضْعِفُهُ يُقَالُ صَمِيمُ الْحَرِّ وَصَمِيمُ الْبَرْدِ وَفُلَانٌ مِنْ صَمِيمِ قَوْمِهِ وَالصَّمْصَامِ: الصَّارِمُ الْقَاطِعُ الَّذِي لَا يَنْثَنِي وَصَمَّمَ فِي السَّيْرِ وَغَيْرِهِ أَيْ مَضَى وَرَجُلٌ صُمٍّ أَيْ غَلِيظٌ. وَمِنْهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ الصَّوْمُ فَإِنَّ الصَّوْمَ هُوَ الْإِمْسَاكُ
السَّيِّدُ مِنْ السُّؤْدُدِ وَالسَّوَادِ وَهَذَا مِنْ جِنْسِ السَّدَادِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ فَإِنَّ الْعَرَبَ تُعَاقِبُ بَيْنَ حَرْفِ الْعِلَّةِ وَالْحَرْفِ الْمُضَاعَفِ
وَالصَّبَابَةُ وَالصَّبُّ مُتَّفِقَانِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
وَمَلَاك مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَأْلُك وَالْمَلْأَك بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ وَاللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهُوَ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ الْأَلُوكَةُ بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَبْلِغْ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا * * * أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي
وَهَذَا بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ. لَكِنَّ الْمَلَكَ هُوَ بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهَذَا أَجْوَدُ فَإِنَّ نَظِيرَهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ لَاكَ يَلُوكُ إذَا لَاكَ الْكَلَامَ
وَالْأَلْفَاظُ الْعِبْرِيَّةُ تُقَارِبُ الْعَرَبِيَّةَ بَعْضَ الْمُقَارَبَةِ كَمَا تَتَقَارَبُ الْأَسْمَاءُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ
وهناك غير ذلك كثير تركته خشية الإطالة.
وما تركتُ أكثر مما ذكرتُ.
فرحمه الله رحمة واسعة إذا تكلم في فن ظن من يسمعه أنه لا يحسن غيره.
والله إني لأحبه وأتقرب إلى الله بحبه هو وغيره من أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
واللهَ أسأل أن يجمعني بهم وإن لم أبلغ قلامة ظفر أحدهم لكني أؤمن بقول الصادق المصدوق (ص): (المرء مع من أحب)
ـ[سالم عدود]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 06:04]ـ
جزاك الله خيرا
شيخنا الحبيب هل لعلم الاشتقاق علاقة باصول الفقه؟ ممكن التبيين بشيء من البسط مع ذكر امثلة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jan-2008, صباحاً 07:31]ـ
أكثر كتب الأصول تتعرض لبعض مباحث الاشتقاق، ولكن ذلك لا يغني عن مراجعة كلام أهل اللغة؛ لأن الأصوليين يتعرضون لهذه المباحث بطريقة قد تخالف طريقة اللغويين، ولا سيما في مثل شروح ابن الحاجب.
وأما التفصيل والبسط والأمثلة، فأمهلني قليلا، وادع لأخيك بالبركة في الوقت.
ـ[سالم عدود]ــــــــ[26 - Jan-2008, صباحاً 05:40]ـ
للرفع
ـ[بن هزاع]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ابتسامة)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 09:05]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الطناحى]ــــــــ[24 - Feb-2008, صباحاً 12:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أزيدكم على ما تقدم من كلام الإخوة بعض المصنفات فى علم الاشتقاق فللزجاجى كتاب اشتقاق أسماء الله تعالى نشرته مؤسسة الرسالة، ولابن سيده فى المخصص باب طويل فيه، و الاشتقاق لأبى بكر بن السراج (نشر فى بغداد 1973 بتحقيق محمد صالح التكريتى، واشتقاق الأسماء للأصمعى حققه ونشره د / رمضان عبد التواب فى القاهرة 1980، وللشيخ عبدالقادر المغربى الاشتقاق والتعريب وهو من الكتب الرائدة فى معالجة الموضوع فى العصر الحديث أعيد نشره عام 1947.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستخلص هذا العلم من كتب الأقدمين وبوبه وهذبه وأضاف إليه رؤية جديدة مستوعبة الأستاذ الدكتور محمد حسن جبل فى كتابه علم الاشتقاق دراسة نظرية وتطبيقية من نشر مكتبة الآداب بالقاهرة وأهم ما فى هذا الكتاب فى رأيى تفرقته الدقيقة بين ما سُمِّى أنواع الاشتقاق فالاشتقاق الصحيح هو الأصغر وهو عنده: استحداث كلمة أخذا من كلمة أخرى للتعبير بها عن معنى يناسب معنى الكلمة المأخوذ منها مع التماثل بين الكلمتين فى الحروف الأصلية وترتيبها.
ونقد الشيخ الدكتور إقحام الإبدال والتقليب والنقل المكانى والنحت ضمن مفهوم الاشتقاق وخلاصة ما انتهى إليه أن يقصر المفهوم الاصطلاحى للاشتقاق على الصغير أو الأصغر، وتخرج بقية الظواهر الأخرى من دائرة الاشتقاق؛ لأن الإبدال اللغوى تتحد فيه الكلمتان فى المعنى تمام الاتحاد، ولا تفيد الصورة الثانية (المبدلة) معنى جديدا، والاشتقاق يباين الإبدال فى هذا؛ لأن الكلمة المشتقة تفيد معنى جديدا على معنى مأخذها.
أما القلب أو التقليب فلم يطبق ابن جنى فكرته إلا على تراكيب معدودات أثبت فيها بكثير من التكلف العلاقة المعنوية التى تربط بين التقاليب، والاشتقاق يباين هذا أيضا؛ لأنه يطرد فى جميع اللغة مع سهولة الربط بين المشتق والمأخذ، وأما النحت فيختلف عن الاشتقاق لأنه فى الحقيقة ضرب من اختصار كلمتين أو أكثر لا من كلمة واحدة كالاشتقاق ومفهوم الاشتقاق الاصطلاحى لا ينطبق عليه أضف إلى هذا أن القدماء عرفوا النحت وذكروا أمثلته ولم ينعتوه بالاشتقاق البتة. وبهذا ترى أن هذا الرأى يحدد بدقة ماهية الاشتقاق وتحديد مصطلحات الظواهر العلمية بدقة أمر تأخذ به الدراسات اللغوية فى عصرنا.
وأعود فألخص لكم الموضوع إجمالا فأقول:
الاشتقاق وتعليل التسمية ودوران المادة على معنى واحد مباحث ثلاثة تبرهن على وجود علاقة معنوية ولفظية بين استعمالات أى تركيب من جهة، وتبرهن على إحكام هذه اللغة ودقتها من جهة أخرى.
ففى الاشتقاق تتضح العلاقة المعنوية التى تربط بين اللفظ المشتق ومأخذه، وفى تعليل التسمية تتضح الصلة بين الاسم وبعض استعمالات التركيب الذى أخذ منه الاسم، وفى الدوران يحدثك المعنى المشترك الذى يجمع كل استعمالات التركيب عن نفسه.
وشكرى لكم جزيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محبكم فى الله.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 12:54]ـ
هل علم الاشتقاق له علاقة بالابدال والاعلال في باب الصرف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 06:42]ـ
نشر البحث مطولا في موقع رسالة الإسلام:
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=142&aid=1566
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 10:23]ـ
قام الأخ صفاء الدين العراقي مشكورا برفع كتاب "العلم الخفاق من علم الاشتقاق" هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=353940&posted=1#post353940)، وقام الأخ الشك العلمي برفع كتاب بلغة المشتاق للفاداني هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49426)، فجزاهما الله خيرا، وفي انتظار كتاب نزهة الأحداق.
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 06:57]ـ
قيل أن التفسير من سفر وقيل من فسر وهما يلتقيان في الاشتقاق الأكبر
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:06]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:54]ـ
بعض مسائل هذا العلم مذكورة
طبعا بحث متميزكعادة الأستاذ الفاضل
لكن
لا أظنك إلا متعمدا أن تقول مذكورة
وتعلم لا شك أن الصواب
بعض مسائل هذا العلم مذكور
كما هو الاستعمال القرآني
في مثل قوله تعالى:
{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً} الكهف33
كمسألة اشتقاق (الاسم)؛ فهو من السُّمُو عند البصريين ومن السِّمَة عند الكوفيين
مثل هذا البحث انقرض من الدرس اللغوي
فقد اثبتت المقارنات السامية أن كلا الرأيين خطأ
وأن الصواب
أنه اسم جامد في أصل وضعه اللغوي
وهو من الأصول الثنائية للغات السامية
ومعروف في جميع اللغات السامية
غير أنه فيها بالشين لا السين
كما في العبرية شيم
وكذلك مسألة اشتقاق المصدر من الفعل عند الكوفيين، أو الفعل من المصدر عند البصريين
وهذا أيضا
فقد أثبت الدرس اللغوي الحديث أن أصل الاشتقاق هو (الأصل الحسي: المادي) ثم يشتق منه الأصل (المعنوي: الروحي: المجرد) وهو المصدر، ثم يشتق منه الفعل
فمثلا:
الأناقة اشتقت من الناقة، ثم اشتق منها الفعل تأنق
الجمال اشتق من الجمل، ثم اشتق منه الأفعال: جمُل- تجمل
الثورة مشتقة من الثور، ثم اشتق منها الفعل ثار
وهكذا
الصبر من الصبار والعظمة من العظم والخيلاء من الخيل والحصانة من الحصان
والجود من الجواد والغنيمة من الغنم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 01:38]ـ
بارك الله فيكم.(/)
التقعير والتقعيب والتشديق والتمطيط والجهورة والتفخيم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:55]ـ
قال أبو علي القالي:
التقعير أن يتكلم بأقصى قعر فمه، يقال: قَعَّر في كلامه تقعيرا، وهو مأخوذ من قولهم: قَعَّرْتُ البئر وأقعرتها، إذا عظمتَ قعرها، وإناء قعران إذا كان عظيم القعر، فكأن المقعِّر الذي يتوسع في الكلام ويتشدق، ويجوز أن يكون من قولهم: قَعَرْتُ النخلة فانقعرتْ، إذا قلعتها من أصلها فلم تُبْقِ منها شيئا، فيكون معنى المقعر من الرجال الذي لا يبقي غاية من الفصاحة والتشدق إلا أتى عليها.
وقال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة:
ونستحب له – يعني للكاتب – أن يدع في كلامه التقعير والتقعيب.
قال أبو علي القالي:
التقعيب أن يصيِّر فمه عند التكلم كالقَعْب، وهو القدح الصغير، وقد يكون الكبير.
قلت:
خلاصة القول في التقعير أو التقعر اصطلاحا أن يحتوي الكلام على ما ينفر السامع لغرابته وكونه حوشيا وحشيا ليس بسلس في الأذن ولا يسرع الذهن إلى فهمه، بل هو حال مروره بالذهن كمن يشرب الشراب {يتجرعه ولا يكاد يسيغه}، ولا خلاف بين فقهاء البلغاء وفصحاء الأدباء أن هذا التقعير منافٍ للبلاغة ناءٍ عن الفصاحة، إذ الفصاحة على التحقيق: معنى لطيف في لفظ رشيق، فمتى كان المعنى سيئا لم يكن الكلام بليغا، وإن لبس ثوبا من محاسن الألفاظ، ومتى كان اللفظ شائنا لم يكن لمعناه وقع على القلوب ولا تأثير على النفوس، وإن كان معناه حسنا،
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من البيان لسحرا))
وقال العلماء: حسن السؤال نصف العلم،
وقال الحكماء: ((يبلغ المرء بالمقال ما لا يبلغ بالفَعَال))، ولذلك أيضا كانت سقطات اللسان مُهْلِكة دونَها زلة الرِّجْل، وهذا بحث له موضع آخر.
وأصحاب التقعير إن لحنوا كانوا في الغاية من القبح،
كما قال الجاحظ: ((ثم اعلم أن أقبح اللحن لحن أصحاب التقعير والتقعيب والتشديق والتمطيط والجهورة والتفخيم)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
ومن ملح صفي الدين الحِلِّي:
إنما الحيزبون والدردبيس ............... والطخا والنقاخ والعلطبيس
لغة تنفر المسامع منها ............... حين تروى وتشمئز النفوس
وقبيح أن يذكر النافر الوحْـ ............... ـشي منها ويترك المأنوس
أين قولي: هذا كثيب قديم ............... ومقالي: عقنقل قدموس
خل للأصمعي جوب الفيافي ............... في نشاف تخف فيه الرءوس
إنما هذه القلوب حديد ............... ولذيذ الألفاظ مغناطيس
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:58]ـ
من أخبار المتقعرين قول يحيى بن يعمَر لرجل خاصمته امرأته عنده: ((أأن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها؟)).
يعني أبسبب أن سألتك ثمن فرجها – يعني مهرها أو نحوه – وثمن نكاحك لها، شرعت تماطلها، وتسعى في بطلان حقها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:59]ـ
ومنها:
قول عيسى بن عمر ساعة ضربه يوسف بن عمر بن هبيرة بالسوط: ((والله إن كانت إلا أُثَيَّابًا في أسيفاط قبضها عشاروك)).
الأثياب: تصغير الثياب، والأسيفاط تصغير الأسفاط جمع سَفَط وهو الذي تعبأ فيه الأشياء، والعشار: جامع الزكاة يأخذ العشر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 04:59]ـ
ومنها:
قوله أيضا – وهو ممن اشتهر بشدة التقعير في كلامه -: أتيت الحسن البصري مجرمزا حتى اقعنبيت بين يديه، فقلت: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى {والنخل باسقات لها طلع نضيد}، فقال: هو الطِّبِّيع في كُفُرَّاه، ولعمري إن الآية لأبين من تفسيره.
المجرمز: المسرع، واقعنبى: جلس غير مستقر، والطبيع: الطلع بعينه، والكفرى: غشاء الطلع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
ومنها:
ما روي أن رجلا من المتقعرين مرضت أمه، فأمرته أن يصير إلى المسجد ويسأل الناس الدعاء لها، فكتب في حيطان المسجد: ((صِينَ وأُعين رجل دعا لامرأة مقسئنة عليلة، بُليت بأكل هذا الطرموق الخبيث أن يمن الله عليها بالاطرغشاش والابرغشاش))، فما قرأ أحد الكتاب إلا لعنه وأمه.
صين وأعين: مبني للمفعول أي صانه الله وأعانه، والمقسئنة: العجوز جدا، والطرموق: الطَّفْل، والاطرغشاش والابرغشاش: كلاهما الشفاء والبرء من المرض.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
ومنها:
ما حُكِيَ عن أبي علقمة النحوي – وكان نحوا من عيسى بن عمر في التقعر – وكان يعتريه هيجان في بعض الأوقات، فهاج به في بعض الطريق، فسقط إلى الأرض مغشيا عليه، فاجتمع الناس حوله، وظنوه مجنونا، فجعلوا يقرءون في أذنه، ويعضون على إبهامه، فلما ذهب ما كان به، فتح عينيه فنظر إلى الناس يزدحمون عليه، فقال: ((ما لكم تتكأكئون عليَّ كأنما تتكأكئون على ذي جِنَّة، افرنقعوا عني))، فقال رجل منهم: إنه شيطان يتكلم بالهندية.
تتكأكئون: أي تجتمعون وتنحنون، وذو الجنة: المجنون، وافرنقع عن الشيء: زال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
وهاج بأبي علقمة الدم، فأتوه بحجام، فقال للحجام: ((اشدد قصب الملازم، وأرهف ظبات المشارط، وأسرع الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطك وخزا، ومصك نهزا، ولا تكرهن أبيا، ولا تردن أتيا))، فوضع الحجام محاجمه في جونته ثم مضى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
ومن طريف أخبار المتقعرين أن الجرجرائي كان له كاتب يتقعر في كلامه، فدخل الحمام في السحر فوجده خاليا: فقال لبعض الخدم: ناولني الحديدة التي تمتلخ بها الطؤطؤة من الإخقيق، فلم يفهم قوله، وعلم بهيئة الحال أنه يطلب ما يزيل به الشعر عن عانته، فأخذ كستبان النورة فصبه عليه، فخرج وشكا به إلى صاحب المدينة، فأمر بالخادم إلى السجن، فوصل الأمر بالجرجرائي فضحك واستطرف ما جرى، وأمر بالخادم فأطلق، وألحقه بجملة أتباعه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
ومنها ما روي أن رجلا سأل خادمه: ((أصقعت العتاريس؟)) فقال له الخادم: ذق ليطم، فقال له: وما ذق ليطم؟ فقال: وأنت ما صقعت العتاريس؟ قال: أعني أصاحت الديكة؟ قال: وأنا أعني لم تصح!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:00]ـ
ومنها ما روي عن أم الهيثم – وكانت أعرابية فصيحة كان يسألها علماء اللغة – أنها مرضت فذهبوا يعودونها، فقالوا: يا أم الهيثم كيف تجدينك؟ فقالت: ((كنت وحمى بالدكة، فحضرت مأدبة، فأكلت جبجبة، من صفيف هلعة، فاعترتني زلخة))، فقالوا: يا أم الهيثم أي شيء تقولين؟ قالت: أو للناس كلامان؟ والله ما كلمتكم إلا بالعربي الفصيح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:01]ـ
ومنها أن الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط سئل عن معنى قول علي بن أبي طالب لكاتبه: ((ألصق روانفك بالجبوب، وخذ المِصْطَر بشناترك، واجعل حندورتيك إلى قَيْهَلي؛ حتى لا أنغي نغية إلا أودعتها بحماطة جلجلانك)).
فقال: ((معناه: ألزق عضرطك بالصلة، وخذ المزبر بأباخسك، واجعل جحمتيك إلى أثعباني؛ حتى لا أنبس نبسة إلا وعيتها بلمظة رباطك)).
ألصق وألزق لغتان من باب تعاقب الزاي والصاد، وقد سبق الكلام على التعاقب، الروانف والعضرط: المقعدة، الجبوب والصلة: الأرض، المصطر والمزبر: القلم، الشناتر والأباخس: الأصابع، الحندورتان والجحمتان: العينان، الأثعبان والقهيل: الوجه، أنغي وأنبس: أتكلم، النغية والنبسة: الكلمة، حماطة الجلجلان ولمظة الرباط: سويداء القلب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:01]ـ
ومنها ما روي عن أبي علقمة أنه ذهب إلى الطبيب، فقال له: ((أيها الطبيب نفع الله بك، إني طسأت طسأة فأوجعت مني ما بين الداية إلى منتهى العنق، فما زال يربو وينمو حتى أنبت الحراشيف، فهل من دواء؟))، فقال: ((خذ شبقا وشبرقا، ثم زهزقه وزهزقه واخلطه بماء روث واشربه))، قال: أنا لم أفهم شيئا، قال: لعن الله أقلنا إفهاما لصاحبه!!.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:01]ـ
ومنها ما روي عن أبي علقمة أنه مر يوما على عبد حبشي وصقلبي، فإذا الحبشي قد ضرب بالصقلبي الأرض، فأدخل ركبتيه في بطنه وأصابه في عينه، وعض أذنيه وضربه بعصا، فشجه وأسال دمه، فقال الصقلبي لأبي علقمة: اشهد لي، فمضوا إلى الأمير، فقال الأمير: بم تشهد؟ فقال: ((أصلح الله الأمير، بينما أنا أسير بكودني، إذ مررت بهذين العبدين، فرأيت الأسحم قد مال على الأبقع، فحطأه على فدفد، ثم ضغطه برخفتيه في أحشائه، حتى ظننت أنه تدعج جوفه، وجعل يلج بشناتره في جحمتيه يكاد يفقؤهما، وقبض على صنارتيه بميرمه، وكاد يحذهما، ثم علاه بمنسأة كانت معه ففجغه بها وهذا أثر الجريان عليه بينا)).
فقال الأمير: والله ما فهمت مما قلت شيئا.
فقال أبو علقمة: قد فهمناك إن فهمت، وأعلمناك إن علمت، وأديتُ إليك ما علمتُ، وما أقدر أن أتكلم بالفارسية، فجهد الأمير في كشف الكلام حتى ضاق صدره، ثم كشف الأمير رأسه، وقال للصقلبي: شجني خمسا وأعفني من شهادة هذا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:01]ـ
ومنها ما يحكيه يونس بن حبيب أن جبلة بن عبد الرحمن كان يخرج إلى طباخه الرقاع يستدعي بها الطعام وفيها الألفاظ الغربية الحوشية فلا يدري الطباخ ما فيها حتى يمضي إلى (ابن إسحاق) و (يحيى بن يعمر) وغيرهما يفسرون ما فيها من الألفاظ، فإذا عرف الطباخ ما فيها أتاه بما استدعاه، فقال له يوما: ((ويحك إني أصوم معك!))، فقال له الطباخ: سهل كلامك حتى يسهل طعامُك، فيقول: يا ابن اللخناء، أفأدع عربيتي لعيك؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
وسأل جعفر بن سليمان أبا المخش عن ابنه المخش، وكان جزع عليه جزعا شديدا، فقال: صف لي المخش، فقال: ((كان أشدق خرطمانيا سائلا لعابه كأنما ينظر من قلتين، وكأن ترقوته بوان أو خالفة، وكأن منكبه كركرة جمل ثفال، فقأ الله عيني إن كنت رأيت قبله أو بعده مثله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
وكتب يحيى بن يعمر على لسان يزيد بن المهلب للحجاج: ((إنا لقينا العدو، فقتلنا طائفة وأسرنا طائفة، ولحقت طائفة بعراعر الأودية وأهضام الغيطان، وبتنا بعرعُرة الجبل، وبات العدو بحضيضه))، فقال الحجاج: ما للمهلب وهذا الكلام؟ فقيل له: إن معه يحيى بن يعمر، فأمر بأن يحمل إليه، فلما أتاه قال: أين ولدتَ؟ قال: بالأهواز، قال: فأنى لك هذه الفصاحة؟ قال: أخذتها عن أبي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
وقال أبو علقمة النحوي للطبيب: ((يا آسي، إني رجعت إلى المنزل وأنا سَنِق لَقِس، فأتيت بشنشنة من لوية ولكيك وقطع أقرن قد غدرن هناك من سمن ورقاق شرشصان وسقيط عطعط، ثم تناولت عليها كأسا)).
قال له الطبيب: ((خذ خرفقا وسفلقا وجرفقا)).
قال: ويلك أي شيء هذا؟
قال: وأي شيء قلت؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
وكان غلام يتقعر في كلامه، فأتى أبا الأسود الدؤلي يلتمس بعض ما عنده، فقال له أبو الأسود: ما فعل أبوك؟ قال: أخذته الحمى فطبخته طبخا وفنخته فنخا، وفضخته فضخا، فتركته فرخا، فقال أبو الأسود: ما فعلت امرأته التي كانت تشاره وتجاره وتهاره وتضاره وتزاره وتماره؟ قال: طلقها، فتزوجت غيره، فرضيت وحظيت وبظيت، قال أبو الأسود: وما بظيت يا بني؟ قال الغلام: حرفٌ من اللغة لم يبلغْك، قال: يا بني ما لم يبلغ عمَّك فاستره كما تستر الهرة خرأها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:02]ـ
وقال الأصمعي: جاء عيسى بن عمر يوما إلى أبي عمرو بن العلاء فقال: ((مررت بقنطرة مرة فلقيني بعيران مقرونان في قَرَن، فما شعرت شعرة حتى وقع قرانهما في عنقي، فلُبِجَ بي، فافرنقع عني والناس قيام ينظرون))، فكاد أبو عمرو ينشق غيظا من فصاحته!!.
قال الأصمعي: جاءت جارية من العرب إلى قوم منهم فقالت: ((تقول لكم مولاتي: أعطوني نَفْسًا أو نفسين أمعس به منيئتي فإني أفدة)).
قال أعرابي – وذكر قوما أغاروا عليهم – ((احتثوا كل جمالية عيرانة فما زالوا يخصفون أخفاف المطي بحوافر الخيل حتى أدركوهم بعد ثالثة، فجعلوا المُرَّان أرشية الموت، فاستقوا بها أرواحهم)).
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 05:52]ـ
غفر الله لك يا أبا مالك
قرأت بعض المشاركات فتعب بطني (ابتسامة)
ولعلي أكمل الباقي لاحقاً
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[06 - Apr-2007, صباحاً 03:54]ـ
احسن الله إليك وزادك من فضله
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:27]ـ
شكر الله لكم أيها الحبيب المفيد ..
ويذكرون أنه كان رجل من التجار له ولد يتقعر في كلامه، ويستعمل الغريب؛ فجفاه أبوه استثقالاً له وتبرماً به، ومما كان يأتي به، فاعتل أبوه علةً شديدة أشرف منها على الموت.
فقال: أشتهي أن أرى ولدي.
فأحضروهم بين يديه وأخر هذا ثم أخر حتى لم يبق سواه.
فقالوا له: ندعو لك بأخينا فلان؟
فقال: هو والله يقتلني بكلامه!
فقالوا: قد ضمن ألا يتكلم بشيء تكرهه؛ فأذن له.
فلما دخل قال: السلام عليك يا أبت، قل أشهد أن لا إله إلا الله، وإن شئت قل أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقد قال الفراء: كلاهما جائز، والأولى أحب إلى سيبويه. والله يا أبتي ما شغلني غير أبي علي، فإنه دعاني بالأمس، فأهرس وأعدس، وأرزز وأوزز، وسكبج وسبج، وزربج وطبهج، وأبصل وأمصل، ودجدج وافلوذج ولوزج.
فصاح أبوه العليل: السلاح السلاح، صيحوا لي بجارنا الشماس لأوصيه أن يدفنني ( ... ) وأستريح من كلام هذا البندق.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:30]ـ
وقصة سردها الشيخ المفيد أبومالك ذكرها بعضهم بتصرف آخر وهي خبر أبي علقمة، يذكرون أنه هاج بأبي علقمة النحوي دم فأتوه بحجام؛ فقال له: اشدد قصب المحاجم، وأرهف ظبات المشارط، وأسرع الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطك وخزاً، ومصك نهزاً، ولا تكرهن أبياً، ولا تردن أتياً.
فقال الحجام: ابعث خلفي عمرو بن معديكرب، وأما أنا فلا طاقة لي بالحرب!!
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:31]ـ
وقال أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن اليتيم: كنت أماشي أبا جعفر بن النحاس حتى وقفنا على بائع تمر، فقال له أبو جعفر: كيف تبيعني؟
قال: ثلاثة ونص بدرهم.
قال له: قل ثلاثة ونصف بدرهم.
قال: ثلاثة ونصف بدرهم.
فقال له: قل ثلاثة ونصف بالكسر.
فضجر وقال: ونصف، أفرغ لسانك فنحن في بيع وشراء لسنا في نحو.
قال: فاجعله أربعة؟
قال: أفعل يا بغيض!
فوزن له بدرهم؛ فقال له أبو جعفر: أدر الصنجة من الكفة إلى الكف.
فقال: أنا أعرف ابن النحاس فإنه أحمقكم، قال ابن اليتيم فقلت له: أبيت أن تنصرف إلا مصفوعاً.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[11 - Apr-2007, مساء 05:40]ـ
وفي أق من نحو ما سبق قال بعضهم:
إن شئت أن تصبح بين الورى = بين شتام ومغتاب
فكن عبوساً حين تلقاهم = وحدث الناس بإعراب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد البُصري]ــــــــ[27 - Feb-2008, صباحاً 09:36]ـ
رائع أخي أبو مالك
لدي تعقيب وليس تقعيب (ابتسامة)
في الأبيات المليحة لصفي الدين الحلي وقصتها أن رجلاً قرأ ديوان الحلي فاستطرفه وأعجبه وقال:
ليس في هذا الديوان عيبًا إلا خلوه من الألفاظ الغريبة .. فكتب الحلي هذه الأبيات.
ولعلي أضيف بعض الأبيات وموقعها بعد البيت الأول:
والغطاريس والشقحَب والصَّقْبُ والحرْبصيص والعيطموس
والحراجيج والعفنقس والعفلق والطِرِفسان والعسطوس
أيضًا هُناك قصيدة طويلة لضياء الدين القوصي تحوي عددًا كبيرًا من غريب الكلام وحوشيّه!
تجدها في كتاب فوات الوفيات [كما ذكر الكرمي في برنامجه قول على قول] ولم أطلع على هذه القصيدة:)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:15]ـ
بارك الله فيكم
/// قال ابن عقيل كان شيخنا أبو القاسم بن برهان الأسدي يقول لأصحابه: إياكم والنحو بين العامة فإنه كاللحن بين الخاصة.
قال ابن عقيل: وتعليل هذا أن التحقيق بين المحرفين ضائع وتضييع العلم لا يحل ولهذا روي حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب على الله ورسوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا عمير ما فعل النغير ولعب مع الحسن والحسين وإنما نسب المعلمون للحماقة لمعاملتهم الصبيان بالتحقيق.
/// وقف نحوي على صاحب بطيخ فقال بكم تلك وذانك الفاردة فنظر يمينا وشمالا ثم قال اعذرني فما عندي شيء يصلح للصفع.
/// قال أبوحمزة المؤدب حدثنا أحمد بن محمد القزويني وكان شاعرا أنه دخل سوق النخاسين بالكوفة فقعد إلى نخاس فقال يا نخاس اطلب لي حمارا لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري إذا خلا في الطريق تدفق وإذا كثر الزحام ترفق.
فقال له النخاس بعد أن نظر اليه ساعة دعني إذا مسخ الله القاضي حمارا اشتريته لك.
/// وعن إسحاق بن محمد الكوفي قال جاء أبو علقمة إلى عمر الطبيب فقال أكلت دعلجا فأصابني في بطني سجح فقال خذ غلوص وخلوص فقال أبو علقمة وما هذا قال وما الذي قلت أنت كلمني بما أفهم قال أكلت زبدا في سكرجة فأصابني نفخ في بطني فقال خذ صعترا.
/// قال حدثنا أبو عثمان عن أبي حمزة المؤدب قال دخل أبو علقمة النحوي سوق الجرارين بالكوفة فوقف على جرار فقال أجد عندك جرة لا فقداء ولا دباء ولا مطربلة الجوانب ولتكن نجوية خضراء نضراء قد خف محملها وأتعبت صانعها قد مستها النار بألسنتها، إن نقرتها طنت وإن أصابتها الريح رنت.؟
فرفع الجرار رأسه إليه ثم قال له: النطس بكور الجروان أحر وجكى والدقس باني والطبر لري شك لك بك.
ثم صاح الجرار يا غلام شرج ثم درب وإلى الوالي فقرب يا أيها الناس من بلي بمثل ما نحن فيه؟!
وأنشد لثعلب:
إن شئت أن تصبح بين الورى ما بين شتام ومغتاب
فكن عبوسا حين تلقاهم وكلم الناس بإعراب
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 09:21]ـ
قال شهاب الدين القوصي: أنشدنا ضياء الدين القناوي سنة تسعين وخمسمائة قصيدته اللغوية التي نظمها ووسمها باللؤللؤة المكنونة واليتيمة المصونة في الأسماء المذكرة وهي:
وصفت الشعر من يفهم ... يخبرني بما يعلم
يخبرني بألفاظٍ ... من الإعراب ما الدهثم
وما الإقليد والتقلي ... د والتهنيد والأهتم
وما النهاد والأهدا ... م والأسمال والعيهم
وما الالغاد والإخرا ... د والأقراد والمكدم
وما الدفراس والمردا ... س والقداس والأعلم
وما الأوحاص والأدرا ... ص والقراص والأترم
وما اليعضيد واليعقي ... د والتدمين والأرقم
وما الإنكال والأنكا ... ث والعلام والأفضم
وما الأوغال والأوغا ... د والأوغاب والأفصم
وما المنهوس والملسو ... س والملهوس والأثلم
وما الأوقاش والأوشا ... ب والأوباش والضيهم
وما الإيهات والرمي ... ت والضفنان والأورم
وما الجرفاس والدروا ... س والبرشاع والموصم
وما الأدمار والعوا ... ر والمسعاد والأدلم
وما الضربان والقدما ... ن والميدان والديلم
وما اليؤيؤ والضئضى ... ء والهلباجة الخوعم
وما المعرور والقدمو ... س والعتراد والأرشم
وما الإذعان والإفرا ... ن والأفدان والمنهم
وما الذيفان والمأفو ... ن والذيال والأريم
وما الإعداق والاعذا ... ق والأوزام والضرغم
(يُتْبَعُ)
(/)
وما الشماذ واللوا ... ذ والملاذ والجهضم
وما الهدام والأسدا ... م والأرزام والأدسم
وما الأخطال والأكرا ... ز والأشراط والأدرم
وما الزعرور والمنزو ... ر والشعرور والأعصم
وما الدقرور والصعرو ... ر والقيدور والميتم
وما التعريس والتغوي ... ر والشنتير والأشرم
وما الإذعاف والإترا ... ف والقعدود والمصرم
وما الحيطان والبدا ... ن والصيران والمرزم
وما الدعداع والمذيا ... ع والاقذاع والخلجم
وما الإصرام والأخلا ... م والأوخام والميلم
وما الصردان والصرفا ... ن والصرغان والأسحم
وما الأعشار والتقصا ... ر والأشصار والأقرم
وما الأعفاج والأمرا ... ص والشريان والأطخم
وما الأرماس والأكرا ... س والعسقد والمنجم
وما الصريع والتمرا ... د والشملال والأرثم
وما الغضروف والشرسو ... ف والهليوف والغيلم
وما الأنداح والقلا ... ص والإكراء والمقرم
وما الدلفاء والقمدا ... ء والحلفاء والأخطم
وما الساعور والصاقو ... ر والأشروع والأضجم
وما الإبداء والاعدا ... ء والأكناف والأهيم
وما الظنبوب والعلجو ... م والجعبوب والأشيم
وما الزعراء والطخيا ... ء والفوهاء والديسم
وما اللخصاء والخوصا ... ء والخيصاء والمرزم
وما الحوقاء والحلجا ... ء والعضباء والأختم
وما الهلباء والسكا ... ء والكبساء والأصلم
وما المرطاء والمعطا ... ء والحصاء والأغتم
وما النزعاء والوطبا ... ء والهدباء والمخدم
وما الدعجاء والملجا ... ء والشجراء والميسم
وما اللمياء والحوا ... ء والقماء والقهقم
وما الجلهاء والجلا ... ء والجلحاء والشجعم
وقد أنبأت في شعري ... بألفاظي الذي تفحم
فعارضت السجستاني ... في قولي ولم أعلم
فضاعفت قوافيه ... على مثل الذي نظم
على أني امتطيت الصع ... ب في قولي ولم أحجم
رحلت العيس في البيدا ... أقول الشعر في القطلم
فإن كنت الذي في قو ... له يأتي بما يزعم
فأخبرني بأوصافي ... عساني منك أن أعلم
فهذا الشعر لا يدريه ... إلا عالم همم
يرم الرث إن يحبب ... وإن شا ينقض المبرم
وختم هذه الأبيات بأبيات غزلية على وزنها. اهـ فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي (2/ 111).
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 08:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أبا مالك، وأضحك الله سنك.
ومنها:
ما روي أن رجلا من المتقعرين مرضت أمه، فأمرته أن يصير إلى المسجد ويسأل الناس الدعاء لها، فكتب في حيطان المسجد: ((صِينَ وأُعين رجل دعا لامرأة مقسئنة عليلة، بُليت بأكل هذا الطرموق الخبيث أن يمن الله عليها بالاطرغشاش والابرغشاش))، فما قرأ أحد الكتاب إلا لعنه وأمه.
صين وأعين: مبني للمفعول أي صانه الله وأعانه، والمقسئنة: العجوز جدا، والطرموق: الطَّفْل، والاطرغشاش والابرغشاش: كلاهما الشفاء والبرء من المرض.
قرأتُ هذه القصة منذ سنوات في أحد كتب الأدب لا أذكر أهو البيان والتبيين أو غيره (؟ وليت من يعرف مكان القصة يدلني عليه) وحفظتها منه لطرافتها عندي، والذي فيه (من حفظي ولعل فيه غلطاً):
صِينَ امرُؤٌ ورُعِيَ دعا لامرأة إنْقَحْلَةٍ مُقْسَئِنَّة، بُلِيَتْ بأكل الطُّرْموق، فأصابَها منه الاسْتِمْصالُ أن يُمَنَّ عليها بالاطْرِغْشَاش.
وجزاك الله خيراً على هذه الفائدة التي ذكرتني باستشكال تفسير الطرموق في القصة بالطين، والذي في القاموس وغيره أنه الخفاش!
وعلى ذكر التقعير وخطاب العامة بالإعراب:
وقَفَ نَحْوِي على زَجَّاج فقال: بكَمْ هاتان القنِّينَتان اللتان فيهما نُكتَتَان خَضْرَاوَان؟ فقال: الزَّجَّاج (مُستعيذاً): " مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ":).
ويُذكَرُ في ترجمة الإمام العلامة المحقق أبي محمد بن بري رحمه الله أنه كان يترك الخطاب بالاعراب على جلالة قدره وحسن عباراته في تصانيفه.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 09:23]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 06:24]ـ
جزاك الله خيرا
تخمة من الفوائد المضحكة(/)
[فائدة مهمة]: في إعراب أسْماء الشرط والاستفهام:
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[05 - Apr-2007, مساء 11:00]ـ
[فائدة مهمة]: في إعراب أسْماء الشرط والاستفهام:
(اعلم): أن أسماء الشرط والاستفهام إذا وقعت على زمان أو مكان، فهي في محلّ نصب على الظّرفِيّة لفعل الشرط، إذا كان كان تامّا، نحو قوله [من الطويل]:
مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ
وقوله [من البسيط]:
أَيَّانَ نُؤْمِنْكَ تَأْمَنْ غَيْرَنَا وَإِذَا ... لَمْ تُدْرِكِ الأَمْنَ مِنَّا لَمْ تَزَلْ حَذِرَا
وقوله [من الخفيف]:
حَيْثُمَا تَسْتَقِم يُقَدِّرْ لَكَ اللَّـ ... ــهُ نَجَاَحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ
وظرف لخبره إذا كان ناقصاً، كـ {أينما تكونوا يدر ككم الموت} الآية [النساء: 78]
فـ " أينما " ظرف متعلق بمحذوف خبر [تكونوا] الذي هو فعل الشرط، و {يدر ككم}
جوابه، وإن وقعت على حَدَث، فَمَفْعُول مطلقٌ لفعل الشرط كـ، " أيَّ ضَرْبٍ تَضْرِبْ أَضْرِبْ " أو على ذات، فإن كان فعلُ الشرط لازماً، نحو " من يقم أضربه " فهي مبتدأ، وكذا إذا كان متعديا واقعاً على أجنبيّ منها {من يعمل سواءً يُجز به}، وخبره إما جملة الشرط، أو الجواب أو هما معاً، أقوال، فإذا كان متعدياً وسُلِّط على الأداة، فهي مفعوله، نحو {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} و " من يضرب زيدٌ أضربه "، وإن سُلّط على ضميرها، أو على ملابسه، فاشتغال، نحو من يضربه، أو من يضرب أخا ريدٌ أضربه، فيجوز، فيجوز في " من " كونها مفعولاً لمحذوف يُفسّره فعل الشرط، أو مبتدأ، وفي خبره ما مرّ.
وإنما كان العامل في الأداة هو فعل الشرط لا الجواب عكس " إذا "؛ لأن رتبة الجواب مع متعلّقاته التأخير عن الشرط، فلا يعمل في متقدم عليه، ولأنه قد يقترن بالفاء، أو " إذا " الفجائية، وما بعدهما لا يعمل فيما قبلهما، واغتُفِرَ ذلك في " إذا " لأنها مضافة لشرطها، فلا يصلح للعمل فيها، ذكر هذا التحقيق الخضري رحمه الله في " حاشيته " (1)
وقد نظمت هذه القاعدة، فقلت:
يَا أَيُّهَا النِّحْرِيرُ يَا لَبِيبُ إِن ****** أَرَدْتَ إِعْرَابَ الشُّرُوطِ فَاسْتَبِنْ
إِنِ الأَدَاةُ وَقَعَتْ زَمَاناً اوْ ****** مَكَاناً النَّصْبَ لَهَا ظَرْفاً رَأَوْا
لِفِعْلِ شَرْطِهَا إِذَا تَمَّ وَإِنْ ****** نَقَصَ بِالْخبرِ نَصْبَهَا أَبِنْ
وَإِن عَلى الحدَثِ دَلَّتْ تُعْرَبُ ... مَفْعُولَ مُطْلَقٍ لِشَرْطٍ يَصْحَبُ
وَإِنْ عَلَى ذَاتٍ تَقَعْ وَالشَّرْطُ قَدْ ** لَزِمَ قُلْ مُبْتَدَأٌ أَوْ إِنْ وَرَدْ
لأَجْنَبيٍّ قَدْ تَعَدَّى وَ الْخَبَرْ **** الْشَّرْطُ أَوْ جَوَابُهُ أَوْ ذَانِ قَرّْ
وَإِنْ عَلَى الأَدَاةِ قَدْ تَسَلَّطَا ***** تُعْرَبُ مَفْعُولاً لَهُ فَلْتَضْبِطَا
وَإِنْ عَلَى الضَّمِيرِ أَوْ مُلاَبِسِهُ **** فَبَابُ الاشْتِغَالِ جَاءَ يَكْتَسِهْ
وَهكَذَا أَدَاة الإِسْتفْهَامِ ******** مثْلُ أَدَاةِ الشَّرْطِ بِالتَّمَاْمِ
وَإِنَّماَ أُعْمِلَ فِعْلُ الشَّرْطِ فِي ***** أَدَاتِهِ دُونَ الْجَوَابِ فَاعْرِفِ
لِكَوْنِهِ مُؤَخَّراً عَنْهُ فَلاَ ******** يَعْمَلُ فِيْمَا قَبْلَهُ فَلْتَعْقِلاَ
وَقَدْ يَجِي مُقْتَرِناً بِالْفَاءِ أَوْ ***** " إِذَا " وَمَا يَلي لِذََيْنِ قَدْ أَبَوْا
عَمَلَهُ فِيمَا مَضَى وَاغْتُفِرَا ****** ذَلِكَ فِي " إِذَا " لأجْلِ مَا عَرَا
مِنَ الإِضَافَة لِشَرْطِهَا فَلاَ ****** يَعْمَلُ فِيْهَا عِنْدَ كُلِّ النُّبَلاَ
فَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّهْ ******* قَرَّبْتُهَا لِراَغِبٍ ذِي هِِمَّهْ(/)
الرَّطانة
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[07 - Apr-2007, صباحاً 09:37]ـ
"] (الرَّطانة) [/ COLOR]
لقد نبتت في المسلمين نابتة ذليلة مستعبدة، هُجَّيْراها وديدنها: التشبه بالكفار في كثير من الأمور، مع الاستخذاء والاستعباد لهم.
وتصديق ذلك في الحديث: (لتتبعن سَنَن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
وتتمثل هذه التبعية الماسخة، في جوانب شتى، يطول تعدادها، وما يعنى هنا هو (الرطانة) (1): الكلام بالأعجمية.
لقد كان حقاً على المسلمين – مهما كانت أصولهم وأجناسهم – أن يبوؤا لغةَ القرآن مبوأَ صدق؛ (لأن تفهمها من الديانة) (2)، إذ هي أداة العلم،ومفتاح التفقه في الدين، (وشعار الإسلام وأهله) (3)، فهي خير اللغات والألسنة (4)، (و أوسعها مذهباً وأكثرها ألفاظاً) (5).
إن المتحدث بلغة الأعاجم – من غير حاجة – يُظهر من نفسه الفخر والعجب، حتى إنه ليورد في ثنايا حديثه كلمات يتراطن بها ليُظهر معرفته وتميزه،
وقد شاع بين الناس كثير من كلمات الرطانة، وهي سلسلة طويل ذرعها
منها:/
أوكي= تأكيد
تليفون= هاتف
موبايل = محمول
برنت= قائمه
بوردنق باص= بطاقة صعود الطائرة
كمبيوتر (6) = حاسوب
لابتوب = حاسوب محمول
سيدي = قرص للكتابه
باجورة= ظلة المصباح (7)
برواز= إطار
حرف تي، دايركت، يوتيرن، ... إلخ (8).
هذا، وقد عُدَّت الرطانة من نقصان المروءة (9)؛ لما أخرج ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) 5/ 300 ط. دار الكتب العلمية، ومالك في المدونة 1/ 62، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال:" ما تكلم الرجل بالفارسية إلا خَبّ (صار خداعاً)، ولا خَبّ إلا نقصت مروءته".
وقد أورد الأثر شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الاقتضاء)) 1/ 465
وجاء في ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة 1/ 412 – 413، و ((نثر الدر)) للآبي ص132: قول الأصمعي: (ثلاثة تحكم لهم بالمروءة حتى يُعرفوا: رجل رأيته راكباً،أو سمعته يُعرب، أو شممت منه رائحة طيبة؛ وثلاثة تحكم عليهم بالدناءة حتى يعرفوا: رجل شممت منه رائحة نبيذ في محفل، أو سمعته يتكلم في مصر عربي بالفارسية، أو رأيته على ظهر الطريق ينازع القدر).
وإليك شذارتٌ مُذْهِبة، وثمرات يانعة، من يراع الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني – رحمه الله – (728هـ) في عرض وتحرير بياني، عن الرطانة وحكمها، ساقه في كتابه الفريد – الذي لم يسبق إليه – وهو: ((اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم))، 1/ 461 – 470، ومما قال – رحمه الله – بعدما أورد كلام الإمام أحمد – رحمه الله – في أسماء الشهور بالفارسية:
(فما قاله الإمام أحمد من كراهية هذه الأسماء، له وجهان:
أحدهما: إذا لم يعرف معنى الاسم جاز أن يكون معنى محرم، فلا ينطق المسلم بما لا يعرف معناه ...
الثاني: كراهيته أن يتعود الرجل النطق بغير العربية؛ فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعار الأمم التي بها يتميزون ... ).
وقال – رحمه الله – 1/ 463: (وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس والشهور، كالتواريخ ونحو ذلك فهو منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب، وأما مع العلم به فكلام أحمد بَيِّن في كراهيته أيضاً؛ فإنه يكره: آذرماه (10)، ونحوه، ومعناه ليس محرماً ... ).
وقال: (فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها، وأن يتكلم بها، خالطاً لها بالأعجمية، وهذا الذي قاله الأئمة، مأثور عن الصحابة والتابعين ... ).
وقال: (ونَقَل عن طائفة منهم أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية ...
وفي الجملة، فالكلمة بعد الكلمة من العجمية، أمرها قريب، وأكثر ما يفعلون ذلك، إما لكون المخاطب أعجمياً، أو قاد اعتاد العجمية؛ يريدون تقريب الأفهام عليه (11)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص – وكانت صغيرة وقد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها – فكساها النبي صلى الله عليه وسلم خميصة، وقال: (يا أم خالد! هذا سنا) والسنا بلغة الحبشة: الحسن. (البخاري 5845وانظر الفتح 6/ 183ـ185)
وروي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال لمن أوجعه بطنه: (أشكم بدرد)، وبعضهم يرويه مرفوعاً، ولا يصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية، التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن، حتى يصير ذلك عادةً للمصر وأهله، أو لأهل الدار للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب أن هذا مكروه، فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه، كما تقدم، ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر – ولغة أهلها رومية، وأرض العراق – ولغة أهلها فارسية، وأهل المغرب – ولغة أهلها بربرية – عوّدوا أهل هذه البلاد العربية، حتى غلبت على أهل هذه الأمصار، مسلمهم وكافرهم، وهكذا كانت خراسان قديماً، ثم إنهم تساهموا في أمر اللغة، واعتادوا الخطاب بالفارسية، حتى غلبت عليهم؛ وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم، ولا ريب أن هذا مكروه، إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية، حتى يتلقنها الصغار في المكاتب، وفي الدور؛ فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام، في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى، فإنه يصعب (12).
واعلم أن اعتياد اللغة، يؤثر في العقل والخلق والدين، تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة، من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية.
ثم أورد – رحمه الله – قول عمر – رضي الله عنه – في كتابه إلى أبي موسى: تفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن، فإنه عربي.
وفي حديث آخر له: تعلموا العربية فإنها من دينكم.
وهذا الذي أمر به عمر – رضي الله عنه – من فقه العربية، وفقه الشريعة، يجمع ما يُحتاج إليه؛ لأن الدين فيه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو فقه أعماله.
وقد ذكر – رحمه الله – من مفاسد التشبه 1/ 80:
(أن المشاركة في الهدي الظاهر؛ تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين؛ يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس.
ومنها: أن مشاركتهم في الهدي الظاهر، توجب الاختلاط الظاهر؛ حتى يرتفع التميز ظاهراً بين المهديين المرضيين، وبين المغضوب عليهم والضالين.
وقال – رحمه الله – 1/ 488:
(إن المشابهة في الظاهر، تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة) أ. هـ المراد نقله من كلام شيخ الإسلام.
ومع كل ما سبق، فليس هناك حرج في دراسة لغة الأعاجم، للحاجة إليها في الأمور الدنيوية، وفي الدعوة إلى الله عز وجل، بل إنها من فروض الكفايات، كما ذكر مثل ذلك الشيخ العلامة ابن سعدي – رحمه الله – في الفتاوى، وإنما الكلام على استعمال العرب المسلمين فيما بينهم كلمات أجنبية لاحاجة لها، ويمكن أن يستعاض عنها بكلمات عربية، كما سبق التمثيل لذلك.
هذا، وقد بحث الموضوع من المعاصرين:
عبد الرحمن آل عثمان، كما في مجلة البيان عدد (152) ربيع الآخر 1421هـ ص8– 15، وهو بحث محرر، وقد ذكر فائدة لطيفة: (من عادة العرب إذا نطقوا بلفظة أعجمية؛ أنهم يُلْقونها على طريقتهم في النطق، من غير تكلف، ودون ترقيق في اللفظ، فضلاً عن نبرة الصوت، وقاعدتهم في ذلك (أعجمي فالعب به). كما قرر ذلك بعض المتقدمين من أئمة اللغة، وهذا خلاف ما شاع في أوساط المثقفين، من تمحُّل في إخراج اللفظة، مصحوبة بنبرتها الأعجمية.) أ. هـ
وبحثه أيضاً: جميل بن حبيب اللويحق، في رسالته الجامعية (التشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي) ص525– 530،
وفي التشبه عموماً؛ يرجع إلى كتاب:
1. الإيضاح والتبيين، فيما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين للشيخ:
حمود بن عبدالله التويجري ت1413هـ – رحمه الله –.
2. السنن والآثار، في النهي عن التشبه بالكفار. لسهيل الغفار.
3. حكم الجاهلية. لأحمد شاكر ص238.
4. من تشبه بقوم فهو منهم. د. ناصر العقل.
5. وحي القلم. للرافعي. 2/ 296.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتبه:/ إبراهيم بن عبدالله المديهش
الرياض
13/ 6/1421هـ
ثم طبع في عام 1427هـ كتابٌ فريدٌ في بابه، للشيخ د. أحمد بن عبدالله الباتلي ـ وفقه الله ـ بعنوان ((الأحاديث والآثار الواردة في فضل اللغة العربية وذم اللحن،رواية ودراية)) ط. كنوز أشبيليا، مجلد (276) صفحة
فليُرجع إليه للأهمية
الهوامش
1. الرِّطانة، بكسر الراء المهملة، وفتحها، ومعناها: الكلام بالأعجمية، رطن له وراطنه: كلَّمه بها، وتراطنوا: تكلموا بها، تقول: رأيت أعجميين يتراطنان، وهو كلام لا يفهمه العرب. ينظر:/ اللسان 13/ 181،القاموس ص1549،النهاية لابن الأثير2/ 233 مختار الصحاح ص246
2. سيأتي كلام شيخ الإسلام: أن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب.
3. اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية 1/ 462.
4. فقه اللغة للثعالبي ص25.
5. الرسالة للشافعي ص42، وينظر أيضاً: المزهر في علوم اللغة للسيوطي 1/ 64، والصاحبي لابن فارس ص16، وأدب التخاطب للعدوي ص40.
6. ينظر: اللغة والناس، يوسف الصيداوي ص7 إلى ص11. مهم جداً.
7. ينظر: معجم الأغلاط اللغوية للعدناني.
8. هذه الكلمة اختصار لكلمة (إلى آخره)، وهذا الاختصار يسمى في اللغة (النحت)، ينظر: المزهر في علوم اللغة للسيوطي.
9. هذه الفائدة من كتاب (المروءة وخوارمها)، للشيخ: مشهور حسن سلمان ص105 – 106.
10. من الشهور بالفارسية.
11. لعلها (إليه).
12. كذا، ولعله سقطت كلمة: (عليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 03:57]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم أخي إبراهيم .. مقال جداً رائع
ولي سؤال: هل كانت لغة أهل العراق الفارسية؟ ومتى كان ذلك؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - Apr-2007, مساء 07:46]ـ
شكرا لكم ... وبارك الله فيكم ...
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 07:19]ـ
المشايخ الفضلاء، حسان الرديعان و عبدالرحمن السديس
أحسن الله إليكم،وجزاكم خيراً على مروركم،،
الشيخ حسان ـ لازلتَ موفقاً ـ ((تأخرتُ في الإجابة لما علِمتَ من العذر)) ............
بالنسبة إلى لسان أهل بغداد،بالنظر السريع إلى مقدمة الخطيب ت463هـ لتاريخ مدينة السلام " بغداد" لم أجد شيئاً، وظني أنها وردت في بعض فصولها، وقد وجدت إحالة إليه في الكتاب الآتي:
(العامة في بغداد في القرنين الثالث والرابع الهجري) للدكتور فهمي سعد دراسة موسعة عن بغداد، ويقع 600 صفحة
أشار ص20 أن الخطيب ذكر أن النبط ـ سكان السواد قبل فارس ـ هم الذين استنبطوا الأرض وعمروا السواد،وحفروا الأنهار العظام ...... وأن الفرس حفروا الأنهار الصغار مثل:كوثا،والصراة، وكل سيب العراق ...
ثم قال الباحث ص 21: / ... يدلنا ذلك على أن أرض بغداد عريقة في القدم بل وتذهب المصادر التي بحثت في اسم بغداد إلى أنه اسم لقرية قديمة،بعضها يشير إلى أنه فارسي الأصل فيما تقول مصادر أخرى بأصله الآرامي ((تاريخ بغداد 1/ 58ـ62،الأعلاق لابن رسته ص18))
إلا أن المنصور رفض تسمية المدينة باسمها القديم وسماها مدينة السلام تيمنا بجنة الخلد وكان هذا هو الاسم الرسمي الذي يذكر في الوثائق وعلى المسكوكات والأوزان.
ويروي المصنفون أن المنصور أقام مدينته في موضع كانت تقوم قرية للفرس عُرفت بسوق بغداد يقام بها في كل سنة سوق عظيمة ((ابن الجوزي في مناقب ص6،تاريخ بغداد 1/ 25
ثم نقل الباحث عن بعض المصادر، القرى العامرة، قبل انشاء بغداد من قبل المنصور،وذكر الدير الموجودة فيها
مع وجود مقبرة قديمة للمجوس في الجانب الشرقي لبغداد ((بغداد لابن الفقيه ص58،معجم البلدان 3/ 283))
وتحدث الباحث في فصل مستقل ص 39 عن سكان بغداد الأوائل وذكر كثرة الخراسانيين حتى اعتبروا بغداد خرسان العراق
وفي بغداد عند انشائها ثلاث قبائل عربية من مضر وربيعة ((الطبري 8/ 38)) ويذكر اليعقوبي أن العديد من العرب من مدن البصرة والكوفة وواسط قد انتقلوا إلى بغداد ومنهم من وجوه العرب ومياسير تجارهم ((معجم الأدباء ط. مارغليوث 5/ 190))
الشيخ حسان، هذه إشارات يسيرة ليست جواباً مباشراً ويحتاج الجواب إلى مختص في تاريخ العراق وأذكر أن كركيس عواد من أعظم المهتمين بذلك مع العناية بفهرسة مخطوطاته والمؤلفات فيه كما في كتابه (الذخائر الشرقية) 7 مجلدات تقريباً
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 07:30]ـ
بارك الله فيك على الإفادة ..
والذخائر الشرقية عندي لعلي أنشط وأراجع فيها شيئًا من ذلك.
ومثلك لا يخفى عليه حساسية نسبة العراق إلى فارس خصوصا في هذه الظروف الأخيرة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 - Apr-2007, مساء 11:39]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم المديهش، وفقه الله.
تطرقت لموضوع له شُعب، وأردت المشاركة بما تيسر.
قلت وفقك الله:
إن المتحدث بلغة الأعاجم – من غير حاجة – يُظهر من نفسه الفخر والعجب، حتى إنه ليورد في ثنايا حديثه كلمات يتراطن بها ليُظهر معرفته وتميزه.
وقد اشتهر في علم اللغويات (اللسانيات) ما يسمى بـ (الاحتواء اللغوي) [1] وهو الميل إلى إظهار المعرفة بلغة ما لغرض الحصول على مكانة أو احترام، وبعضهم يسميه (إظهار الامتياز) [2]، والمقصود أن كثيراً من الناس لا تكاد تتيسر أمورهم حتى يرشوا المسؤولين لا أقول ببعض المال وإنما بإظهار بعض المعرفة باللغة الأعجمية فيحصلون على المكانة والحفاوة ولو كان ذلك مجرد قشرة تخفي تحتها خواء علمياً وفقراً معرفياً بمتطلبات التخصص.
وذكرت وفقك الله:
وقد شاع بين الناس كثير من كلمات الرطانة، وهي سلسلة طويل ذرعها
منها:/
أوكي= تأكيد
تليفون= هاتف
موبايل = محمول
برنت= قائمه
بوردنق باص= بطاقة صعود الطائرة
كمبيوتر (6) = حاسوب
لابتوب = حاسوب محمول
سيدي = قرص للكتابه
باجورة= ظلة المصباح (7)
برواز= إطار
حرف تي، دايركت، يوتيرن، ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا صحيح، ولكن بودي لو حصل التنبيه على أن دلالة معنى الرطانة - كما هو واضح من التعريف - لا تقتضي التلازم بين التلفظ ببعض الكلام الأعجمي من جهة و دوافع الخيلاء والفخر من جهة أخرى. فالرطانة هي مجرد التحدث بها أو تطعيم الكلام العربي ببعضها، وهذا قد يحصل بقصد أو غير قصد، وأعني بهذا أن كثير من المسلمين العرب الآن يتفوهون بكثير مما ذكرت أعلاه ولا علم لهم بأصلها أأعجمية أم عربية، حتى يبُيّن لهم المُطّلع على الأمر حقيقة الأمر. وبهذا الاعتبار لا ينطبق عليهم كثير مما تطرق له شيخ الاسلام من الميل لاستعمال لغة الأعاجم - وهذا لا بد فيه من قصد ليحصل أثر التشبه [3]- وما يورثه من مشابهة أهلها. ولكن يبقى أن لها أثر آخر وهو إضعاف مرونة اللسان العربي و حقن الفتور في التراكيب العربية الأصيلة، وهذا أثر يستتبع ظاهرة تسمى "التعاقب الصوتي" والتي هي استيراد الترتيب الصوتي للتركيب الأعجمي وإلباسه التركيب العربي [4] [5].
وقد عُدَّت الرطانة من نقصان المروءة (9)؛ لما أخرج ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) 5/ 300 ط. دار الكتب العلمية، ومالك في المدونة 1/ 62، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال:" ما تكلم الرجل بالفارسية إلا خَبّ (صار خداعاً)، ولا خَبّ إلا نقصت مروءته".
وقد أورد الأثر شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الاقتضاء)) 1/ 465
وجاء في ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة 1/ 412 – 413، و ((نثر الدر)) للآبي ص132: قول الأصمعي: (ثلاثة تحكم لهم بالمروءة حتى يُعرفوا: رجل رأيته راكباً،أو سمعته يُعرب، أو شممت منه رائحة طيبة؛ وثلاثة تحكم عليهم بالدناءة حتى يعرفوا: رجل شممت منه رائحة نبيذ في محفل، أو سمعته يتكلم في مصر عربي بالفارسية، أو رأيته على ظهر الطريق ينازع القدر).
أقول: بارك الله فيك على هذه النقولات. ولكن يلاحظ أن المحذور هنا خُصّ بالفارسية - ولعل في ذلك سرٌّ يحتاج لبحث [6]- فلمَ لم يجعلوا الرومية أو السريانية أو الحبشية كذلك؟
كانت هذه كلمات وخواطر، وأحب أن أشير إلى ان الدراسات اللغوية لتفاعل اللغات قد أخذت أبعاداً مديدة والاقتصار على كتب الأوائل مفيد ولكنه لا يكفي، كما لا يخفاكم.
============================== ==
[1] accomodation
[2] prestige
[3] وذلك أن الأثر النفسي للقول وكذلك الفعل ينتفي بانتفاء القصد (إنما الأعمال بالنيات) وبعض شرّاح الحديث هذا جعلوا التقدير (إنما اعتبار الأعمال بالنيات) أي حصول الأعمال ليكون لها وجود يعتبر. ولكن يمكن أن يقال: الأخطر أن يتحول التشبه من عملية واعية إلى عملية لا واعية، وهو المعنى المشار إليه في حديث السنن وجحر الضب، فأكثر المقلدين المتشبهين من أمة محمد لا يعلم أنه متّبع تابع!
[4] phonotactic sequencing ، انظر (معجم المصطلحات اللغوية) د. رمزي بعلبكي، ط. دار العلم للملايين، ص 378.
[5] ومن الأمثلة (القبيحة) على ذلك لوحات المحال التجارية لدينا التي تكتب اسم المحل الأعجمي بالحرف العربي: مثال: pumpkin patch = بمبكن باتش، والأقبح كتابة اسم المحل العربي بالحرف الأعجمي (محل أبو فهد) = mahal abu fahad !!
[6] علينا أن نستحضر أثر استيحاش ونفور ثقافات وأمم معينة من بعضها البعض، ربما لأسباب تاريخية محضة، كتحصن الفرنسيين ضد الدخيل الأمريكي، أو أسباب دينية، كبغض المسلمين للفرس لأنهم أهل وثنية وميلهم للروم لأنهم أهل كتاب، وهذا الأخير له تعلق بموضوعنا هنا.(/)
فوائد ونوادر وملح من كتاب تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[09 - Apr-2007, مساء 10:01]ـ
فوائد ونوادر وملح من كتاب " تهذيب الأسماء واللغات " للإمام النووي
(1/ 2)
المجلس الأول:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..... أما بعد:
ومما لا شك فيه أن من العلماء الأعلام الإمام محي الدين أبي زكريا النووي، الذي سمعته شرقت وغربت، وبعدت وقربت.
قال السيوطي: أثنى عليه الموافق والمخالف وقبل كلامه النائي والآلف وشاع ثناؤه الحسن بين المذاهب. ونشرت له راية مجد تخفق في المشارق والمغارب من سلك منهاجه أيقن بروضة قطوفها دانية، ومن تتبع آثاره فهو مع الصالحين في رياض عيونها جارية، ومن لزم أذكاره ومهذب أخلاقه فالخير فيه مجموع، ومن أستقى من بحره ظفر بأروى وأصفى ينبوع فيه ثبت الله أركان المذهب والقواعد وبين معمات الشرع والمقاصد فطابت منه المصادر والموارد وعذبت مناهله للصادر والوارد.
فهذا العَلم رزقت مصنفاته القبول بين أوساط الناس قرناً بعد قرن عالمهم وعامهم حتى طالت بكتبه الركبان. فهو إما نهب مدى الآفاق ذكره وحلو اسمه وذكر تصنيفه وعلمه.
مَنْ منا لا يعرف كتابه " رياض الصالحين " الذي قل إمام من أئمة المساجد في مشارق الأرض ومغاربها إلا وقد قرأه على المصلين، حتى أنه ذُكر عن فضيلة الشيخ محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ أنه تمنى أن يكون له كتاب مثل هذا الكتاب من حيث القبول والنفع.
وما ذاك إلا لحسن نية النووي وصدقه.
ومن كتبه الفذة التي جمعت بين الأصالة والتحقيق، والجودة والابتكار، وبين الاختصار والإلمام، وجمعت طارف كل فضل وتليده، مما يدل على تبحره في علوم شتى بدأ بعلم الحديث ورجالته، وانتهاء بعلم الفقه وأصوله مروراً بعلم اللغة ومشتقاته.
وليس على الله بمستنكر أن يجمع العلم في واحد
وهذا المصنف التي سوف نبحر بين طياته للنهل من علمه مما فتح الله عليه، هو " تهذيب الأسماء واللغات ".
فقد سطر فيه من ملح ونكت، ونوادر علوم شتى: علم اللغة والتراجم والأنساب، وغيرها.
فعند تسطيره لترجمة أحد الأعلام يعطيك الخلاصة وزبد في الترجمة، وما للراوي من رواية، وفضل، وقل ترجمة إلا ويعطيك نادرة من نوادر العلم وملحه مما يتعلق بصاحب الترجمة، فهو مصنف جمع فوائد ونوادر وملح عزيزة يصعب عليك أن تجدها في مظانها، فأهيب كل طالب علم، ومحبي القراءة إلى قراء هذا المصنف " تهذيب الأسماء واللغات ". وهذا ما سوف نراه قيمة هذا الكتاب في هذا الجمع المتواضع الذي بين يديك.
ومن خلال قراءة هذا الكتاب تحصل من خلال التقيد والتسجيل فوائد وشوارد ونوادر أحببت جمعها في موضع واحد ليسهل الرجوع إليها، والنظر فيها بين الفينة والأخرى.
وقبل الشروع في ذكر هذه الفوائد والنوادر والملح نشرع بذكر مقدمات لها تعلق بهذا المصنف الجليل.
• موضوع هذا الكتاب (1/ 3):
فهو كتاب يبحث في الألفاظ، والمباحث اللغوية، وتراجم الأعلام، الموجودة في " مختصر " أبي إبراهيم المزني و" المهذب " و" التنبيه " و" الوسيط " و" الوجيز" و" الروضة " وهو الكتاب الذي اختصره من شرح الوجيز للإمام أبي القاسم الرافعي رحمه الله.
• منهج النووي في هذا الكتاب:
رتب الكتاب على قسمين (1/ 4):
القسم الأول: في الأسماء، وقسمه إلى ضربين: الضرب الأول في الذكور، وفيه ثمانية أبواب.
وأما الضرب الثاني في الإناث. وفيه سبعة أبواب. ورتب الجميع على حروف المعجم.
القسم الثاني:
في اللغات ورتب ذلك على حروف المعجم.
و عند ترجمته للعلم يذكر موضعه في الكتب الستة الأنفة الذكر، ويذكر كم له من حديث إن كان ثمة له رواية، وكم له في الصحيحين.
وإلى الشروع في ذكر الفوائد والشوارد والنوادر والملح مستعيناً في ذلك على الله ?:
• فائدة التسهيل حال التصنيف (1/ 5):
قال: فأردت التسهيل في هذا المصنف؛ فإن خير المصنفات ما سهلت منفعته، وتمكن منها كل أحد.
• فصل في معرفة أسماء الرجال (1/ 10):
قال: اعلم أن لمعرفة أسماء الرجال وأحوالهم وأقوالهم ومراتبهم فوائد كثيرة:
منها: معرفة مناقبهم وأحوالهم فيتأدب بآدابهم، ويقتبس المحاسن من آثارهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: مراتبهم وأعصارهم فينزلون منازلهم، ولا يقصر بالعالي في الجلالة عن درجته ولا يرفع غيره عن مرتبته، وقد قال الله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم) " يوسف: 76 ".
ومنها: أنهم أئمتنا وأسلافنا كالوالدين لنا. وأجدى علينا في مصالح آخرتنا التي هي دار قرارنا وانصح
لنا فيما هو أعود علينا فيقبح بنا أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم.
ومنها: أن يكون العلم والترجيح بقول أعلمهم وأورعهم إذا تعارضت أقوالهم.
ومنها: بيان مصنفاتهم، وما لها من الجلالة وعدمها والتنبيه على مراتبها، وفي ذلك إرشاد للطالب إلى تحصيلها وتعريف له بما يعتمده منها وتحذيره مما يخاف من الاغترار به وغير ذلك.
• فوائد في الألقاب (1/ 12):
يحرم تلقيب الإنسان بما يكرهه سواء كان صفة له كالأعمش، وسواء كان صفة لأبيه أو أمه أو غير ذلك مما يكرهه. واتفقت العلماء على جواز ذكره بذلك على سبيل التعريف لمن لا يعرفه إلا بذلك فكثير من أئمة وعلماء مشهورون بهذه الألقاب في كتب الحديث وغيرها ولا يعرفهم أكثر الناس إلا بالألقاب.
• فائدة في علم الأنساب (1/ 13):
عادة الأئمة الحذاق المصنفين في الأسماء والأنساب أن ينسبوا الرجل النسب العام، ثم الخاص ليحصل في الثاني فائدة لم تكن في الأول، فيقولون: مثلاً فلان بن فلان القريشي الهاشمي؛ لأنه لا يلزم من كونه قرشياً كونه هاشمياَ، ولا يعكسون فيقولون: الهاشمي القرشي فإنه لا فائدة في الثاني حينئذ فإنه يلزم من كونه هاشمياً كونه قرشياً.
فإن قيل: فينبغي ألا يذكروا القريشي بل يقتصروا على الهاشمي:
فالجواب: أنه يخفى على بعض الناس كون الهاشمي قرشياً، ويظهر هذا الخفاء في البطون الخفية كالأشهل من الأنصار، فيقال: الأنصاري الأشهلي، ولو اقتصروا على الأشهلي لم يعرف كثير من الناس أن الأشهلي من الأنصار أم لا؟ وكذا ما أشبهه، فذكروا العام ثم الخاص لدفع هذا الوهم وقد يقتصرون على الخاص وقد يقتصرون على العام وهذا قليل ثم إنهم قد ينسبون إلى البلد بعد القبيلة فيقولون: القريشي المكي أو المدني وإذا كان له نسب إلى بلدين بأن يستوطن أحدهما ثم الآخر نسبوه غالبا إليهما وقد يقتصرون على أحدها وإذا نسبوه إليهما قدموا الأول فقالوا: المكي الدمشقي والأحسن المكي ثم الدمشقي.
• تعريب الصحابي (1/ 14):
حد الصحابي في ذلك مذهبان، أصحهما وهو مذهب البخاري وسائر المحدثين، وجماعة من الفقهاء وغيرهم أنه كل مسلم رأى النبي ? ولو ساعة وإن لم يجالسه ويخالطه.
• بداية التاريخ الهجري (1/ 20):
ابتدأ التاريخ في الإسلام من هجرة رسول الله ? من مكة إلى المدينة، وهذا مجمع عليه وأول من أرخ بالهجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة سبع عشرة من الهجرة.
• مكانة العلماء وعدالتهم (1/ 21):
قال في الحديث " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".
وهذا إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بصيانة العلم وحفظه وعدالة ناقليه، وأن الله تعالى يوفق له في كل عصر خلفاء من العدول يحملونه وينفون عنه التحريف وما بعده فلا يضيع، وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر، وهكذا وقع ولله الحمد، وهذا من أعلام النبوة، ولا يضر مع هذا كون بعض الفساق يعرف شيئًا من العلم، فإن الحديث إنما هو إخبار بأن العدول يحملونه لا أن غيرهم لا يعرف شيئًا منه، والله أعلم.
• درجة الصلة بين الشيخ وتلميذه، وفضل الشيخ على التلميذ (1/ 22):
قال: من المطلوبات المهمات، والنفائس الجليلات، التي ينبغي للمتفقه والفقيه معرفتها، وتقبح به جهالتها، فإن شيوخه في العلم آباء في الدين، وصلة بينه وبين رب العالمين، وكيف لا يقبح جهل الإنسان والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب، مع أنه مأمور بالدعاء لهم، وبرهم، وذكر مآثرهم، والثناء عليهم، وشكرهم.
• فضل قبيلة قريش (1/ 44):
تظاهرت الأحاديث الصحيحة في فضل قريش وانعقد الإجماع على تفضيلهم على جميع قبائل العرب وغيرهم، وفي الصحيحين عن رسول الله ? قال (الأئمة من قريش)، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله ? قال (الناس تبع لقريش في الخير والشر).
• فائدة في قبيلة جديلة (1/ 164):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تحت ترجمة الحسين بن حريث الجدلي، قال العلماء في العرب ثلاث قبائل تسمى كل واحدة جديلة:
إحداها من أسد وهو عبد القيس بن أفصى بالفاء والصاد المهملة ابن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
والثانية: من طيء وهو جديلة بن سبيع بضم السين ابن عمرو.
والثالثة: جديلة بن قيس عيلان بالعين المهملة، وقد ذكر هذه الثالثة أئمة الأنساب أبو عبيدة معمر وابن حبيب والزبير بن بكار، ونقله من الأئمة الحفاظ المتقدمين والمتأخرين أبو نصر بن ماكولا وهذا الحسين بن الحارث منسوب إلى هذه الثالثة.
• نادرة فيمن ترك الترجيع في الأذان (1/ 165):
نقل الإمام أحمد البيهقي عن الشافعي قولاً: أنه إذا ترك الترجيع في الأذان لا يصح أذانه، قال: هذا القول الغريب، والمذهب الصحيح أن الأذان لا يبطل بتركه، ولكن يتأكد المحافظة عليه وقد أوضحته بدلائله في شرح المهذب.
• تحديد الأسماء المطلقة في بعض الكتب (1/ 165):
قال: واعلم أنه متى أطلق القاضي في كتب متأخري الخراسانيين كالنهاية والتتمة والتهذيب وكتب الغزالي ونحوها فالمراد القاضي حسين، ومتى أطلق القاضي في كتب متوسط العراقيين فالمراد القاضي أبو الباقلاني الإمام المالكي في الفروع، ومتى أطلق في كتب المعتزلة، أو كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة فالمراد به القاضي الجبائي.
• الوحيد الذي ولد داخل الكعبة (1/ 166):
قال عن حكيم بن حزام، قالوا: ولد حكيم في جوف الكعبة، ولا يعرف أحد ولد فيها غيره.
وأما ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد فيها فضعيف عند العلماء.
وعاش حكيم ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام، ولا يشاركه في هذا أحدا إلا حسان بن ثابت.
* بيت من الشعر يجمع الفقهاء السبعة (1/ 172):
ألا كل من لا يقتدى بأئمة فقسمته
ضيزى عن الحق خارجة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم
سعيدا أبو بكر سليمان خارجة
فهم عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وخارجه بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.
• إبطال نسبة كتاب " العين " للخليل أحمد (1/ 178):
وصنف كتباً، وبعض العلماء ينسبون كتاب " العين " إليه، وبعضهم ينكر ذلك ويقول: كانت مقطعات جمعها الليث بن المظفر بن نصر بن يسار صاحب الخليل وزاد فيها ونقص ونسبها إلى الخليل وهو بريء منها، واتفقوا على كثرة الأغاليط في كتاب " العين " وكثيرا مما ينقل الأزهري في " تهذيب اللغة " عن العين من الأغاليط، ويقول: هذا من عدد الليث وسأذكر جملاً من ذلك في قسم اللغات إن شاء الله تعالى.
وقال: قال أهل التواريخ والأنساب: لم يسم أحد بعد نبينا ? أحمد قبل أبي الخليل هذا
، واعلم أن في العلماء والرواة ستة يسمى كل واحد منهم الخليل بن أحمد، أولهم عبد الرحمن هذا وكان الخليل زاهدا متقللاً من الدنيا منقطعا إلى العلم.(/)
ما معنى: (ما) في هذه الآيات الكريمات؟
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Apr-2007, مساء 05:59]ـ
((أثُمّ إذا ما وقع آمنتم به)) يونس
((حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم ... ))
((فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه .. )))
ذهب الزمخشري إلى معنىً من معاني التأكيد في الآية الثانية، واعترض عليه أبو حيان الأندلسي.
فما رأيكم، ما معناها؟
لم أعرفه إلى الآن
ـ[حمد]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 01:55]ـ
هل هي الإبهامية؟
التي توغِل في إبهام الفعل بعدها، أي: على أيّ حالٍ لوقوع هذا الفعل المذكور: حصل كذا وكذا.
فتفيد معنى التأكيد؟
وأيضاً: ((ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلتَ ... ))
((وإذا ما غضبوا هم يغفرون))
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 01:00]ـ
بارك الله فيكم
" ما " بعد إذا صلة وزائدة في مسمى النحويين
وكان شيخنا ابن عثيمين كثيرا ما ينشد
يا طالبا خذ فائدة .... " ما " بعد "إذا" سمْ زائدة
وهي تفيد التأكيد والتكرار
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 06:16]ـ
درة التنزيل وغرة التأويل ص 136 (الآية الثانية من سورة فصلت):
........ الجواب أن يقال: أنه إذا قصد توكيد معنى الشرط الذي تضمّنه (إذا) لقوة معنى الجزاء: استعملت (ما) بعدها، وإذا لم يقصد ذلك لقرب معنى الجزاء من الشرط: لم يستعمل (ما) بعدها ... إلخ
يراجَع النص ففيه إسهاب أكثر.
وهو يريد أن يبيّن أنّ توكيد معنى الشرط مرتبط ببُعد معنى الجزاء عنه. فاحتيج إلى التوكيد.(/)
هل يصح استعمال:" حيث" للتعليل؟
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 01:55]ـ
الإخوة الكرام:
يكثر استعمال الكتبة وأهل العلم المتأخرون للظرف:" حيث" في مقام التعليل، وينحتون منه اسما، فيقولون: حيثيات الحكم، فهل ما جرى عليه المألفون سائغ في لغة العرب؟
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 04:26]ـ
ذكر العلامة تقي الدين الهلالي _ رحمه الله تعالى _ في كتابه (تقويم اللسانين) ما مفاده
26 - استعمال [[حيث]] للتعليل:
يقال مثلا: لم ينجح فلان في الإمتحان حيث لم يكن مواظبا على حضور الدروس , والصحيح أن يقال: لأنه لم يكن مواظبا .. الخ
ومن ذلك قول القضاة: وحيث ان المدعَى عليه ثبتت براءته بشهادة الشهود , وحيث أن المدعِي لم يأت ببينة تشهد له , ثم يستمر على هذا الشكل يعطف [[حيث]] على مثلها حتى يمل القارئ والسامع.
وصواب ذلك ان يقول: ولما ثبتت براءة المدعي عليه بشهادة العدول , ولم يات المدعي ببينة ....
وبيان ذلك ان [[حيث]] ظرف مكان. يقال: اجلس حيث يليق بك ان تجلس , أي في الموضع الذي يليق بك ان تجلس فيه.
قال الراغب: [[حيث]] عبارة عن مكان مبهم يُشرح بالجملة التي بعده نحو قوله تعالى: [[وحيث ما كنتم]] [[ومن حيث خرجت]] اه
وذكر تقي الدين امورا جليلة ومباحث نفيسة في موارد [[حيث]] , فالله يرحمه.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 04:57]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وشوقتني لاقتناء هذا الكتاب
ـ[محمد كالو]ــــــــ[22 - Apr-2007, مساء 08:47]ـ
حيث وحيثيات
الحقيقة أن استعمال النحت من (حيث) سائغ عند العلماء قديماً وحديثاً فقد ذكر هذا النحت نصير الدين الطوسي و صديق حسن خان وإليك ما قالاه في كتبهما:
النص الأول:
وإلى هذا المعنى أشار الشيخ بقوله: ومعلوم أن الاثنين إنما يلزمان من واحد من حيثيتين وتكثر الاعتبارات والجهات ممتنع في المبدء الأول لأنه واحد من كل جهة متعال عن أن يشتمل على حيثيات مختلفة واعتبارات متكثرة كما مر، وغير ممتنع في معلولاته. فإذن لم يمكن أن يصدر عنه أكثر من واحد، وأمكن أن يصدر عن معلولاته. شرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا، نصير الدين الطوسي الصفحة: 312
النص الثاني:
والجواب الصحيح أن يقال: صدور الأفعال التي لا تنحصر عن فاعل واحد إنما يكون بحسب حيثيات غير منحصرة فيه. واختلاف القوابل لا يمكن أن يكون سبباً لكون الفاعل في نفسه بحيث يمكن أن تصدر عنه تلك الأفعال المتكثرة؛ بل إنما هو سبب لتعين كل فعل من تلك الأفعال الممكنة الصدور لكل مادة، وتخصيص كل مادة دون غيره. فإذن فاعل هذه الصور والقوى مشتمل على حيثيات غير منحصرة. والأول تعالى عن ذلك. فإذن هو جوهر من العقليات متأخر الوجود عما يقرب من المبدء الأول بحيث يمكن اشتماله على أمثال تلك الحيثيات. شرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا، نصير الدين الطوسي الصفحة: 319
أما صديق حسن خان فقد قال:
وفرقوا بين الكل والجزء وبين الكلي والجزئي بامتناع حصول الأول في جزء وحمله عليه، وبارتفاعه وتوقفه بارتفاعه على جميعها وإنخفاظ وحدته الشخصية مع كثرتها دون الثاني، وكمال الوحدة لمن لا ماهية لفعليته، ولا صفة انضمامية لذاته، ولا تعدد حيثيات متقدمة لتمامه ثم للمفارقات ثم للنفوس.
أبجد العلوم صديق حسن خان الصفحة: 127
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[23 - Apr-2007, صباحاً 07:18]ـ
بارك الله في جهودكم أخواني في الله
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 02:17]ـ
لا أظن أن استعمال الطوسي، والعلامة صديق حسن خان دليل على فصاحتها، والله أعلم.
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 06:27]ـ
حيث ظرف مكان كحين للزمان وقد تستخدم للزمان.
لكن قد يتجوز في استعمالها فيكون التعبير من حيث كذا بمعنى من مكان أو جهة كذا. فحيثيات بهذا الاعتبار تجوز ولعله موهم غير جيد إن لم يكن له ما يقتضيه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Apr-2007, مساء 07:39]ـ
الحقيقة أن استعمال النحت من (حيث) سائغ عند العلماء قديماً وحديثاً فقد ذكر هذا النحت نصير الدين الطوسي و صديق حسن خان
نصير الطوسي هذا المسمى بالخواجة من أخبث عباد الله، وهو أعجمي، قال ابن القيم:
.. كما قاله أفضل متأخريهم عندهم، وأجهلهم بالله وأكفرهم نصير الكفر والشرك الطوسي ..
الصواعق المرسلة 3/ 991
وفي 3/ 1077:
وكان مشار هذه الفرقة وعالمها الذي يرجعون إليه زعيمها الذي يعولون عليه شيخ شيوخ المعارضين بين الوحي والعقل وإمامهم في وقته نصير الكفر والشرك الطوسي فلم يعلم في عصره أحد عارض بين العقل والنقل معارضته فرام إبطال السمع بالكلية وإقامة الدعوة الفلسفية وجعل الإشارات بدلا عن السور والآيات وقال هذه عقليات قطعية برهانية قد عارضت تلك النقليات الخطابية واستعرض علماء الإسلام وأهل القرآن والسنة على السيف فلم يبق منهم إلا من أعجزه قصدا لإبطال الدعوة الإسلامية وجعل مدارس المسلمين وأوقافهم للنجسة السحرة والمنجمين والفلاسفة ..
وفي 3/ 1122:
.. ثم إمامهم في زمانه نصير الكفر والشرك الطوسي وما جرى على المسلمين منه من قتل خليفتهم وعلمائهم وعبادهم، وإذا اعتبرت أحوال القوم رأيت عوام اليهود والنصارى أقل فسادا في الدين والدنيا من أئمة هؤلاء المعارضين لنصوص الأنبياء بعقولهم ..
فهو كلامه لا يستحق أن يورد.
وصديق خان رحمه الله أعجمي ليس من أهل اللسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[26 - Apr-2007, صباحاً 03:54]ـ
شكراً أخي الأستاذ عبد الرحمن السديس على هذا التوضيح والبيان حول نصير، فوالله لأول مرة أسمع بهذا الكلام عنه، وبمجرد ما بحثت عن لفظ (حيثيات) جاءت النتيجة هكذا فأحببت أن أورد الكلام، فكانت الفائدة أن سمعنا بهذا الكلام الجميل من حضرتك، وشكراً لك مرة أخرى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 08:40]ـ
(حيث) تستعمل في كلام العرب للدلالة على المكان مطلقا كان أو مقيدا، تقول: اجلس حيث شئت، واخرج من حيث دخلت، وتستعار للدلالة على المكان المعنوي، كأن تقول: (تأمل حيث ذهب بك الخيال)، و (اكتب حيث سنح الخاطر)، ومن ذلك قول الجاهلي:
قروم نمتنا في فروع قديمة ............... بحيث امتناع المجد أن يتنفلا
وقول الحطيئة:
فلم أشتم لكم حسبا ولكن .............. حدوت بحيث يستمع الحداء
وقول عمرو بن معدي كرب:
كأن الإثمد الحاري فيها ............ يسف بحيث تبتدر الدموع
وقول الراعي:
فأولى أن يظل العبد يطفو ............ بحيث ينازع الماء السحابا
وقول الفرزدق:
نمى بك من فرعي ربيعة للعلى ............ بحيث يرد الطرف للعين ناظره
وقول بشار بن برد:
لعلك تسمعين غدا مقالي ............ بحيث صبا الفؤاد إلى سعاد
وقول العريان البصري:
بحيث إن شئت أن ترى قمرا ............ يسعى عليهم بالكأس ذا نطف
وغيره كثير.
وتستعمل في المكان المعنوي مع (إن)، وذلك في كلام أهل العلم كثير جدا؛ قولهم (حيث إن كذا) ومن هنا اكتسبت (حيث) صفة التعليل، وليست بصفة أصلية فيها، ولكنها تشبه المكان المعنوي، ولا أعلم أحدا أنكر استعمال أهل العلم (حيث إن).
قال ابن عنين:
ولا بد أن أسعى لأفضل رتبة ............ وأحمي عن عيني لذيذ منامي
وأقتحم الأمر الجسيم بحيث أن ............ أرى الموت خلفي تارة وأمامي
وأما قولهم (حيثيات) فهي نسبة صحيحة لـ (حيث) والمراد النسبة لهذا التسمية الموضوعة اصطلاحا؛ قال العراقي في الألفية:
وليس في أفراده النسبية ............ ضعف لها من هذه الحيثية
والله تعالى أعلم(/)
أسماء بعض اللغويين الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - Apr-2007, مساء 09:39]ـ
1.الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ت:175هـ من مؤلفاته (كتاب العين، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب النقط والشكل)
2. سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر، ت:180هـ من مؤلفاته (الكتاب)
3. الكسائي، علي بن حمزة بن عبد الله، ت:189هـ من مؤلفاته (معاني القرآن)
4. النضر بن شميل بن خرشة النحوي، ت:203هـ
5. الأصمعي، عبدالملك بن قريب، ت:213هـ من مؤلفاته (الأضداد،)
6. أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي، ت:224هـ من مؤلفاته (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن، غريب الحديث، فضائل القرآن، الأمثال، الأموال، الإيمان ومعالمه وسننه واستكماله ودرجاته، الخطب والمواعظ، السلاح، الطهور)
7. ابن الأعرابي، محمد بن زياد، ت:231هـ من مؤلفاته (النوادر، الأنواء، الخيل، تاريخ القبائل، الألفاظ)
8. ابن قتيبة الدينوري، عبدالله بن مسلم، ت:276هـ من مؤلفاته (أدب الكاتب، الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة، المسائل والأجوبة في الحديث والتفسير، المعاني الكبير في أبيات المعاني، تأويل مختلف الحديث، تأويل مشكل القرآن، تفسير غريب القرآن، عيون الأخبار، غريب الحديث، الميسر والقداح) وغيرها كثير يفوق الستين
9. إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي، ت:285هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، إتباع الأموات، ذم الغيبة، سجود القرآن، رسالة في أن القرآن غير مخلوق، إكرام الضيف)
10. ثعلب، أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني، ت:291هـ من مؤلفاته (معاني القرآن، مجالس ثعلب، الفصيح)
11. ابن الحداد سعيد بن محمد بن صبيح المغربي، ت:302هـ من مؤلفاته (توضيح المشكل في القرآن، المقالات، الاستيعاب، الأمالي، عصمة المسلمين، العبادة الكبرى والصغرى، الاستواء)
12. ابن دريد، محمد بن الحسن الأزي، ت:321هـ من مؤلفاته (جمهرة اللغة، الاشتقاق، ديوان شعر، السرج واللجام، الملاحن)
13. نفطويه، إبراهيم ين محمد بن عرفة، ت:323هـ من مؤلفاته (التاريخ، الرد على من قال بخلق القرآن، مسألة سبحان)
14. ابن الأنباري، أبو بكر محمد بن القاسم، ت:328هـ من مؤلفاته (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، الزاهر في معاني كلام الناس، الأضداد، الرد على من خالف مصحف العامة، مشكل القرآن)
15. النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ت:328هـ من مؤلفاته (معاني القرآن الكريم، اشتقاق أسماء الله، إعراب القرآن، الناسخ والمنسوخ في كتاب الله، القطع والائتناف)
16. غلام ثعلب، محمد بن عبد الواحد الزاهد، ت:345هـ من مؤلفاته (غريب الحديث، فاءت الفصيح، فضائل معاوية، ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، المداخل أو المداخلات)
17. الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، ت:370هـ من مؤلفاته (تهذيب اللغة، الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي)
18. الزبيدي، أبو بكر محمد بن الحسن، ت:379هـ من مؤلفاته (طبقات النحويين واللغويين، لحن العوام، مختصر العين، الانتصار للخليل، هتك ستور الملحدين)
19. أحمد بن فارس بن زكريا، ت:395هـ من مؤلفاته (مأخذ العلم، المجمل في اللغة، تمام فصيح الكلام، معجم مقاييس اللغة، الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب، الحجر، حلية الفقهاء)
20. بديع الزمان الهمذاني، أحمد بن الحسين، ت:398هـ من مؤلفاته (المقامات، رسائل بديع الزمان الهمذاني)
مستفادة من كتاب: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري))
رسالة دكتوراة لمحمد الشيخ عليو محمد طبعة دار المنهاج 1427هـ
http://www.dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=33
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[23 - Apr-2007, مساء 05:15]ـ
أحسنتم وإن كان بعض من ذكر ليس ممن عرف بمتانة الديانة.
ـ[رائد]ــــــــ[25 - Apr-2007, مساء 10:06]ـ
ومنهم أيضا:
- محمد بن إدريس الشافعي
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 12:12]ـ
بارك الله بكم
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 02:52]ـ
ابو هلال العسكري صاحب الفروق اللغوية ليس منهم.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذه مشكلة.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 06:46]ـ
وفقكم الله
أسماء بعض اللغويين الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقادقد تعجبت وأنا أقرأ الأسماء حتى النهاية من عدم وجود أساطين النحو ممن عرفوا بحسن الديانة وسلامة المنهج وصحة العقيدة مثل ابن هشام مثلا، حتى رأيت في آخر البحثمستفادة من كتاب: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري)) فعلمت أن عنوانكم أوسع بكثير من نقلكم.
ومن أهم شروط العنوان أن يدل على محتواه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 07:33]ـ
قد تعجبت وأنا أقرأ الأسماء حتى النهاية من عدم وجود أساطين النحو ممن عرفوا بحسن الديانة وسلامة المنهج وصحة العقيدة مثل ابن هشام مثلا
هل تعني ابن هشام صاحب مغني اللبيب؟؟
أليس أشعريا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 09:41]ـ
هل تعني ابن هشام صاحب مغني اللبيب؟؟
أليس أشعريا؟
العلامة ابن هشام ليس أشعريا شيخنا الكريم , و قد ذكره الإمام يوسف بن عبدالهادي في طبقات المجانبين للأشعرية في كتابه " جمع الجيوش و الدساكر على ابن عساكر "
و قد كان شافعيا فتحنبل في آخر حياته , و كان يجل شيخ الإسلام رحمه الله و ذكر عنه مبحثا نحوياً في كتابه شذور الذهب - إن لم أكن واهما - و قد كان كثير المخالفة لأبي حيان حتى وصفه ابن حجر بأنه كان شديد الانحراف عنه و لا أدري هل كانت هذه المخالفة و الإنحراف عنه بسبب المخالفة في العقائد و ما كان بين أبي حيان و شيخ الإسلام أم لا!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:16]ـ
جزيت خيرا شيخنا الفاضل
ولكن أسماء العلماء التي يذكرها ابن المبرد فيها بعض التجوز أحيانا، فقد ذكر الخطابي، والحاكم، وأبا الوفاء بن عقيل، وابن الجوزي، وغيرهم.
وابن هشام ذكر قوله تعالى {وجاء ربك} فقال: أي أمر ربك، كما في أوضح المسالك.
ومما يشير إلى أن ابن المبرد لم يضبط هذا الأمر أنه ذكر اسم ابن هشام خطأ، فقال: (عبد الله بن محمد بن هشام)، والصواب (عبد الله بن يوسف بن أحمد .... )
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و نفع بعلمكم
لا يخفى عليكم أنه حتى المؤولة من الحنابلة كابن الجوزي لا يصح أن يقال عنهم أنهم أشاعرة خصوصا ان ابن الجوزي له كلام متناثر في ذم أبي الحسن الأشعري وانه أظهر مقالة خبطت عقائد الناس وأوجبت الفتن المتصلة و أن الشافعية تركت معتقد الشافعي رضي الله عنه ودانوا بقول الأشعري ... ألخ كلامه في المنتظم من ذم للأشاعرة
و كذلك ابن عقيل: فقد صحت توبته - و إن شكك فيها الموفق ابن قدامة رحمه الله و لكن لنا الظاهر و الله يتولى السرائر - و له المقالات في الرد على الأشاعرة ما هو معروف مشهور
أما الحاكم: فهو سلفي العقيدة و قد حاول ابن السبكي جرّه الى المعتقد الأشعري و لكنه لم يأت بجديد و كل كلامه تهويلات مردودة عليه جملة و تفصيلا و يكفي ان الحاكم وصف مقولة شيخ مشايخه ابن خزيمة رحمه الله في العلو بأنها من دقيق فهمه أو كما قال
و راجع هذا الرابط لأخينا فيصل:
http://www.muslm.net/vb/showpost-p_1526109-postcount_9.html
أما الخطابي: فقد آب في آخر حياته و صنف الغنية عن الكلام و أهله و قد رجّح الحافظ ابن رجب في فتح الباري أنه ترك عقيدة الكلام فربما لهذا ذكره ابن المبرد في جيوشه
بقي أن يقال: أن هدف ابن المبرد هو ذكر جماعات من أهل العلم ممن جانبوا الأشاعرة و ان زلت قدمهم في موضع أو موضعين و ما ذكره ابن هشام هنا زلة منه و لكن لا يعني ان هذا منهج عام له في مسائل الصفات و لم أتتبع كلامه في هذا و الله أعلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 12:11]ـ
مستفادة من كتاب: ((مناهج اللغويين في تقرير العقيدة إلى نهاية القرن الرابع الهجري))
رسالة دكتوراة لمحمد الشيخ عليو محمد طبعة دار المنهاج 1427هـ
http://www.dorar.net/weekly_tip.asp?tip_id=33
بارك الله فيكم
1. الرابط لا يعمل
2. هل أجد الرسالة على النت؟
أو يتكرم أحد الأعضاء برفعه لنستفيد منه إذا لم يكن له وجود على النت.
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 03:41]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وعندي سؤال جزاكم الله خيرا - هل تراجع أبو الحسن الأشعري في عقيدته تلك وألف رسالة باسم الا بانة وهل هي مطبوعة بارك الله فيكم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:01]ـ
جزيت خيرا شيخنا الفاضل
ولكن أسماء العلماء التي يذكرها ابن المبرد فيها بعض التجوز أحيانا، فقد ذكر الخطابي، والحاكم، وأبا الوفاء بن عقيل، وابن الجوزي، وغيرهم.
وابن هشام ذكر قوله تعالى {وجاء ربك} فقال: أي أمر ربك، كما في أوضح المسالك.
ومما يشير إلى أن ابن المبرد لم يضبط هذا الأمر أنه ذكر اسم ابن هشام خطأ، فقال: (عبد الله بن محمد بن هشام)، والصواب (عبد الله بن يوسف بن أحمد .... ) ابن هشام معظم لشيخ الإسلام جدا وقد تحنبل في آخر أمره، وكان يتكلم في باب العقائد بكلام شيخ الإسلام ما وقف عليه، وما ذكرته عنه من تأويل راجع إلى ورود ذلك التأويل عن الإمام أحمد نفسه في هذه الآية خصوصا، وليس معنى وروده صحته وإن كان كثير من الحنابلة يصححونها ويجعلون التأويل في مثلها رواية عن الإمام كالقاضي أبي يعلى وابن الجوزي وغيرهما!
وقد وضعت قديما بحثا كاملا فيما روي عن الإمام أحمد مما ظاهره التأويل ومدى صحته وتوصلت فيه لنتائج طيبة؛ لكنه فُقِد في أيام محنتي في الإسكندرية مع ما فُقِد منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، ومن ذلك الحين لم أنشط لإعادة صياغته، ولعل هذه المشاركة تكون سببا لذلك إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:16]ـ
وهل لديكم محنة في الاسكندرية؟؟
ما هو ملخصها؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 01:32]ـ
وهل لديكم محنة في الاسكندرية؟؟
ما هو ملخصها؟ هذا أمر مضى عليه خمسة عشر عاما تقريبا، والحمد لله نجوت منها بعد حين، وفرّج الله كربي وفكّ أسري، فلِمَ السؤال؟
ـ[عبد الوهاب أحد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 04:57]ـ
للاستفادة من التاريخ لا غير ..
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 06:25]ـ
للاستفادة من التاريخ لا غير .. وفقك الله
ليس من الحكمة وضع مثل هذه الأمور على المنتديات
ويكفي فيها الإشارة
والله الموفق
ـ[جعفر قاسم]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 08:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" أسماء بعض اللغويين الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد إلى نهاية القرن الرابع الهجري " أم " أسماء أكثر اللغويين إلى نهاية القرن الرابع الهجري من دون التفات إلى مذهبه؟ "
ما أدري و سوف إخال أدري ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 11:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل هؤلاء أكثر اللغويين إلى نهاية القرن الرابع يا أخي؟!!!!
لعلك نسيت أن تراجع كتب التراجم ففيها أضعاف أضعاف هؤلاء.
ـ[جعفر قاسم]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 08:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
ما نسيت و لكن كلما راجعتها رأيت الأمر خلاف هذا كثيرا فهل قولي " أسماء أكثر اللغويين إلى نهاية القرن الرابع الهجري من دون التفات إلى مذهبه؟ " ليس إلا حمل فعل مسلم على الصحة؟! أظن أنا مأمورون به! و إن أبيتم، أصحح التعبير:" أسماء بعض اللغويين أو إلى نهاية القرن الرابع الهجري من دون التفات إلى مذهبه! " فما الفائدة فيه؟!
... " ما أدري و سوف إخال أدري ... "
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 04:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 04:22]ـ
التأويل في قوله "وجاء أمر ربك" أهون من غيره .. إذ له احتمال وإن كان ضعيفا
بسبب ورود آيات أخر فيها إسناء المجيء أو الإتيان للأمر كقوله تعالى"إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود "
فكأن من حملها على هذا من أهل السنة جعلها من تفسير القرآن بالقرآن
والله أعلم(/)
العلامة صالح الفوزان: «بادروا اللغة العربيّة قبل انقراضها»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Apr-2007, مساء 08:22]ـ
صاحب الفضيلة شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه اللهُ ورعاه -:
«بادروا اللغة العربيّة قبل انقراضها»
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما كتبه الشيخ الأديب الكبير عبد الله بن إدريس - حفظه الله - في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 7 - 4 - 1428هـ بعنوان: (القرار الصدمة)، تعليقاً على قرار وزارة التربية والتعليم الذي يُجيز للمدارس الأهلية تدريس المواد الدراسية فيها باللغة الإنجليزية أو أي لغة أجنبية باستثناء مادتي الدين واللغة العربية. وإن ما يسبِّبه هذا القرار غير المتروِّي من حصار للغة العربية وإضعاف لها؛ مما يؤول إلى انقراضها، ولا سيما إذا نشِّئ أبناء العرب والمسلمين على اللغات الأجنبية.
إن هذه الخطوة الجريئة من وزارة التربية والتعليم لهي مثار العجب من جهة يؤمل فيها أن تكون حارسة وراعية للغة القرآن الكريم والسنة النبوية. وإذا انضاف إلى هذه الخطوة انحسار تعليم اللغة العربية في دور العلم وحلق المساجد التي كانت المعقل الحصين لهذه اللغة الكريمة التي كانت محلّ اهتمام العلماء والمربّين في عصور الأمة الإسلامية إلى إبان الحملة الفرنسية على مصر التي نتج عنها كثير من التغريب الذي شمل اللغة العربية حتى رثاها شاعر النيل حافظ إبراهيم بقصيدته المشهورة، وامتد هذا الغزو إلينا في بلادنا متمثلاً في تشجيع اللغة العامية والشعر النبطي الذي صار له الآن صولة وجولة ومنتديات وأمسيات. وأسوأ منه الشعر الحر والشعر الحداثي الذي لا تفرق بينه وبين الهذيان.
إنني أضم صوتي إلى صوت الشيخ الأديب عبد الله بن إدريس - حفظه الله - بالمبادرة إلى إنقاذ اللغة العربية التي هي الآن تحت الإنعاش، وهي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم: ?بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ? [سورة الشعراء الآية 195]،
? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? [سورة يوسف الآية 2]، واللغة التي نطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي اللغة التي كتبت بها كتب الفقه، وهي اللغة التي لا يمكن فهم القرآن والسنّة النبوية إلاَّ بواسطتها؛ لأنهما نزلا بها. كيف ينشأ شباب الإسلام على لغة غيرها تبعدهم عن كتاب الله وسنّة رسوله؟! ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، وقد ذكر العلماء - رحمهم الله - أن من التشبُّه بالكفار التخاطب بلغتهم من غير حاجة.
فالواجب على المسلمين عموماً - وعلى وزارة التربية والتعليم خصوصاً - الاهتمام باللغة العربية وإحياؤها والعمل على بقائها وتقويتها. ومن أعظم مهام الوزارة الاهتمام بهذا الجانب العظيم والرجوع عن قرارها الذي روَّع المسلمين.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه/ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء
المصدر: ((صحيفة الجزيرة)) الخميس 09 ربيع الثاني 1428 هـ العدد 12628
http://www.al-jazirah.com/96679/rv5d.htm
ـ[ظاعنة]ــــــــ[27 - Apr-2007, صباحاً 12:30]ـ
مشكلتنا أننا نخجل من لغتنا، ونظن الحضارة فى لغة العجم ..
بارك الله فى الشيخ وأطال فى عمره على طاعته ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - May-2007, مساء 06:24]ـ
جزاكنّ اللّه خيرًا.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[24 - May-2007, صباحاً 05:41]ـ
كم فرحت بوجود مركز في الرياض يدعوا للتحدث بالعربية الفصحى وفكرته تطبيق برنامج التحدث بالفصحى على طلاب المدارس الابتدائية ورياض الأطفال وقد طُبق البرنامج في المملكة ونجح فعلا -وإن لم تتبنه كل المدارس-كما أنه طبق فيبعض المدارس الابتدائية ورياض الأطفال في سوريا ولبنان ونجح وصار الطالب يتحددث بالعربية دون إدراك القاعدة النحوية فيرفع وينصب ويجر ولو سألته عن سبب ذلك لما درى ويقوم المركز بتدريب المعلمين أولا في جميع المواد على التحدث بالعربية الفصحى ويرسل المركز مشرفين ليروا تفاعل المعلم وطلابه مع البرنامج فذكرني هذا المركز ببادية بني سعد مع الفارق طبعا فإنها خرَّجت أفصح خلق الله الذي علمه ربه سبحانه فهيأ له أسباب العلم صغيرا ونبيا وأسباب العبادة نبيا وقبل النبوة صلى الله عليه وسلم فجزى الله خير الجزاء الشيخ الفوزان على ما ذكر حيث أن هذا الشيخ الجليل قد أدرك خطورة هذا الأمر ولا أظنه خرج عن الوزارة عن سوء نية وأضرب على التحدث بالفصحى مثالا حصل معي: كنت إدرس في إحدى الثانويات وأُلزِم طلابي بالتحدث بالعربية خلال مادَّتيَّ اللغة العربية والتربية الإسلامية بفروعها في إحدى القرى وإذا ما لحن الطالب صوبت له وبينت له العلة على قلة بضاعتي ومضى على تدريسي في تلك القرية أربع سنوات فكنت في محل أشتري حاجة فأمسك بكتفي شاب فالتفتُّ فإذا به ليس غريب المعالم لكن الذاكرة إذ ذاك خانت فلت من المعذرة أخي فإني لا أتذكرك فقال أنا فلان تلميذك في الثالث الثانوي في المدرسة الفلانية فقل قد تغيرت معالمك ونبت الشعر في لحيتك وشاربك فقال أما تذكر إذ كنت تدربن وزملائي على النطق بالفصحى فقلت هذا ديدني إلى الآن وأشهد أنك كنت من أفصح الطلبة أنجبهم فقال كنت خلال العطلة أتابع المذيعين فأجد لهم أخطاء جسيمة بعضهم يعود فيصحح وبعضهم يتابع نشرته الإذاعية فلما فُتح باب التسجيل في الكلية لي سجلت طالبا في قسم الإعلام وأنا الآن أفصح من بعض مدرِّسيَّ في السنة الثالثة _أو قال الرابعة لا أذكر_ بفضل الله ثم بفضل التحدث بالفصحى.(/)
لقط الفوائد من كتاب (ليس في كلام العرب) لابن خالويه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد، فهذا
(كتاب ليس في كلام العرب)
تأليف: أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (المتوفى سنة 370هـ)
تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار
الناشر: المكتبة الجامعية 2004
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
هذا الكتاب من أمتع الكتب في لغة العرب، ومن أنفعها كذلك، وهو من تلك البابة التي يقال فيها: (لم يسبقه إلى مثله سابق، ولم ينسج على منواله ناسج)، وقد كنت أفردتُ هذا المبحث بموضوع، ولكنه فقد مع ما ضاع في الملتقى.
ويبدو لي أن الكتاب ناقص، أو هو مختصر أو منتقى من الكتاب الأصلي؛ لعدة أسباب:
= أولا: ينقل بعض العلماء عنه ما لا يوجد فيه
= ثانيا: يصفه السيوطي بأنه كتاب كبير في مجلدات، والمطبوعة التي معنا صغيرة في نحو مائتي صفحة.
= ثالثا: يظهر في بعض عباراته أنه تعليق وانتقاء
= رابعا: يظهر في بعض عباراته أنه مسودة من مسودات المؤلف
= خامسا: ذكر فيه أشياء وأحال على مواضع أخرى من الكتاب وهي غير موجودة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
وطبعة الكتاب سيئة جدا، تكاد تكون أسوأ طبعة رأيتُها في حياتي؛
وذلك لكثرة الأغلاط الإملائية والطباعية، والحروف الزائدة والحروف الناقصة، والكلمات الممحوة، والإحالات الخاطئة، إلى غير ذلك من أوجه الأخطاء التي لم أرها مجتمعة هكذا من قبل!
ولذلك فقد صححتُ الكلام بقدر الاستطاعة بغير أن أشير لمواضع الخطأ؛ اختصارا.
..........................
(ص 22) ... ولم يحك سيبويه إلا حرفا واحدا، وهو أبى يأبى لأنه بلا خلاف، والبواقي مختلف فيها.
[قلت: هذه فائدة في معرفة طريقة سيبويه كما سيأتي ص 52]
(ص 23) فأما المصادر فإنها تطرد على الفِعال في باب فاعَلَ نحو ضارب مضاربة وضرابا
(ص 27) ... وإنما جاز ذلك لأنهم بنوا (يذر) على (يدع) إذ كان لا ينطق منهما بفَعَل ولا فاعل ولا مفعول، ولا مصدر فاعرف ذلك.
(ص 29 – 30) ليس في كلام العرب اسم على مَفْعُل ... ووجدت في القرآن حرفا؛ قرا عطاء {فنظرة إلى مَيْسُرِهِ} الهاء هاء كناية [يعني هاء الضمير]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
(ص 34) ليس في كلام العرب مصدر على عشرة ألفاظ إلا مصدرا واحدا وهو لقيت ...
[قلت: ذكر ابن القطاع ثمانية أفعال لها أربعة عشر مصدرا! وأما مصادر (لقي) فأوصلها العدناني في معجم الأغلاط إلى ثمانية عشر!]
(ص 40 - 41) ومن غريب ما يسمى بالفعل قولهم: تركته بوادي إصمت وبأطرقا أي قفر وحش؛ كان ثلاثة نفر [يعني سَفْرا] فلما بلغوا هذا الموضع قال أحدهم لصاحبيه: أطرقا، أي اسكتا، فسمي الموضع أطرقا.
(ص 44) ليس في كلام العرب إتباع بخمسة أحرف إلا في كلمة واحدة: مال كثير بثير غمير مرير بجير بذير، وقيل مجير. فأما الثلاث والاثنان فكثير ...
(ص 52) ولم يحك سيبويه إلا حرفا واحدا، إبل وحده لأنه بلا خلاف، والباقية مختلف فيهن.
[قلت: ينظر ما سبق ذكره ص 22]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
(ص 61) ليس في كلام العرب أفعل فهو فعول إلا ثلاثة أحرف أنتجت الناقة فهي نتوج، وأشصت فهي شصوص قل لبنها، ومنه الشصاصاء أي الجدب والقحط، وأعقت الفرس فهي عقوق أي حملت، وحرف رابع قد ذكرته بعد.
[قلت: يقصد ما سيأتي ص 148]
(ص 67) وكل فَعِيل جائز فيه ثلاث لغات: فَعِيل وفُعَال وفُعَّال: رجل طويل، وإذا زاد طوله قلت: طُوَال، وفي القرآن {إن هذا لشيء عجاب} وعُجَاب وفيه أيضا {ومكروا مكرا كُبَارا} وكُبَّارا، قرأه ابن محيصن المكي
(ص 71) والأمَّات جمع أم مما لا يعقل، وأمهات مما يعقل، وقد يجوز أمَّات فيمن يعقل
(ص 74) ليس في كلام العرب واحد يوصف بجمع إلا ... فأما الواحد يؤدي عن الجمع فكثير مثل قوله تعالى: {ختم على قلوبهم وعلى سمعهم} {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} وكقوله {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} يريد الأطفال، وقال: {والملك على أرجائها} يريد الملائكة ... وهو كثير في كلام العرب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
(ص 80) وفيه من العربية أن النون قد تخفى عند الواو ولا تظهر، وقد ظهرت في صنوان وقنوان ففيه جوابان؛ قال أهل البصرة: أظهر ولم يدغم لئلا يلتبس فِعْلال بفِعَّال، وقال أهل الكوفة: ليس سكون النون لازما إذ كان يتحرك في صُنَيّ إذا صغر وهو في الجمع أصناء
(ص 81) أجمع أهل النحو على أنه ليس في كلام العرب لقَرْيَة وقُرًى نظير؛ لأن ما كان على فَعْلة من ذوات الواو والياء جمع بالمد كرَكْوة ورِكاء وشَكْوة وشِكاء، إلا ثعلبا فإنه زاد حرفا آخر نَزْوة ونُزًى، وهذان نادران لا ثالث لهما في كلام العرب
(ص 88) وسئل ابن دريد عن تفسير [هيدكر] فقال: لا أعرفه، ولكني أعرف الهيدكور وهو الشاب الناعم
(ص 89) وذلك لأنهم سموا كل ثلاث ليال باسم فقالوا ثلاث غُرَر وثلاث نُفَل وثلاث تُسَع وثلاث عُشَر وثلاث بيض وثلاث دُرَع وثلاث ظُلَم وثلاث حنادس وثلاث دآدئ وثلاث محاق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:10]ـ
(ص 91 - 92) ليس في كلام العرب جَمْع جُمِع ست مرات إلا الجمل فإنهم جمعوا الجمل أَجْمُلا ثم أَجْمالا ثم جِمالا ثم جِمالة ثم جِمالات جمع الجمع؛ لأن أكثر ما يكون الجمع مرتين أو ثلاثا، وهذا ست مرات فهو نادر، يقولون: نَعَم وأنعام وأناعيم، وقوم وأقوام وأقاوم وأقاويم، لا يجاوزون ذلك.
ليس في كلام العرب اسم [جُمِع] على ألفاظ مختلفة إلا الناقة؛ فإنهم قالوا ناقة ثم جمعوها ناقات ونُوقًا ونَاقًا وأيانِقَ ونِياقًا وأَيْنُقًا وأَوْنُقًا سبع مرات وسبعة ألفاظ؛ لأنهم يمارسون هذين النوعين [يعني الجمل والناقة] كثيرا فينطقون بها على ألفاظ مختلفة
(ص 93) هذا الذي كتبته [يعني أن (وعد) تستعمل في الخير] إجماع من البصريين والكوفيين، لا أعلم خلافا فيه غير أني وجدت في القرآن حرفا (يعد) في الشر على الإطلاق، وهو قوله {فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} هذا قول أهل الجنة لأهل النار
[قلت: ليس هذا صريح الدلالة فيما أراد؛ لاحتمال أن يكون خرج مخرج الاستهزاء بهم، كقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}، ولاحتمال أن يكون بمعنى وجدتم ما وعد الصالحينَ، لأنه حذف المفعول، كما قالوا: {ما لنا لا نرى رجالا ... }؛ لا سيما مع مخالفة ما ذكره من الإجماع، والله أعلم]
(ص 95) والتصغير جرى في كلام العرب على ثلاثة أوجه: تصغير التحقير والتقريب والمدح
(ص 95) ومن ذلك أخذ اللغز في الكلام لأنه [أي صاحب اللغز] يعمِّي كلامه كما يعمي اليربوع على صائده يحفر جحرا وراء جحر يعميه
(ص 96) والرهدل مثل الرهدن؛ العرب تقلب اللام نونا والنون لاما لقربهما من الفم واللسان
(ص 97) ليس أحد يقول (يَسْتَعُور يَفْتَعُول) إلا ابن دريد؛ لأنه عند النحويين ليس ذلك في كلام العرب، وإنما هو عندهم فَعْلَلُول مثل عَضْرَفوط: ذكر العظاء، ويَسْتَعُور تفسيره البلد البعيد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:11]ـ
(ص 100) وطامر بن طامر من لا يعرف ولا يعرف أبوه، ومثله: صلمعة بن قلعمة، وهيّ بن بيّ، وهيان بن بيان
(ص 103) جَنذوة: الجرميُّ ضمَّه وجَعَله فُعلوة من جذوت، وشبيه به صفة على فِعْلَلُول قِرْطَبُون والمبرِّدُ فَتَحَه وقال: ما عَرَفَ أحدٌ تفسيرَه
(ص 104 - 105) ليس في كلام العرب ولا في شيء من العربية ما رجع من معناه إلى لفظه إلا في حرف واحد استخرجه ابن مجاهد من القرآن ... فرجع بعد الجمع إلى التوحيد ... {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} ... ومن المذكر إلى المؤنث، ومن لفظه إلى معناه، ولا يرجع من معناه إلى لفظه إجماعا من النحويين، وكان ابن الخياط يتعجب من ذكاء ابن مجاهد كيف استخرج هذا الحرف بفطنته وحدةِ أصغَرَيْهِ.
قال الله عز وجل {ومن يقنت منكن لله ورسوله} فذكَّر على لفظ (من) وهو يريد نساء النبي، ثم قال: {وتعمل صالحا} فأنَّث، ولو قال: (تقنت ويعمل صالحا) لم يَجُزْ، وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن} فوحَّد وذكر على لفظ (من) ثم قال: {ولا خوف عليهم} فجمع ورجع من لفظ (من) إلى معناه، ولا يجوز (بلى من أسلموا) ثم يقول (وهو محسن)، وهذا دقيق حسن.
(ص 107) لأن فعولا لا يكون إلا على ضربين؛ إما مصدرا مثل دخل دُخُولا وجلس جلوسا، أو جمعا مثل قوم جُلوس وقوم قُعود، على أن أبا عمرو بن العلاء حكى على وجهه القُبول والوُلوع والسُّحور والفُطور
(ص 109) وقد يجيء المصدر على غير المصدر؛
[الصواب الصدر كما بينته في الأخطاء المكرورة عند المحققين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84206)]
عذبته عذابا والوجه تعذيبا، وأعطيته عطاء والوجه إعطاء، وأقرضته إقراضا وهو الوجه وقرضا وفي حرف ابن مسعود {وأنزلت الملائكة إنزالا} ولم يقل تنزيلا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:11]ـ
(ص 112) وأما جمع المرأة فزعم ثعلب أن (النسوة) عدد قليل، و (النساء) عدد كبير
(ص 112) سألت نِفْطَوَيه عن الحِنَّوت فلم يعرفه فسألت أبا عُمَر فقال: الحنوت الخسيس ... فلزمت أبا عمر إلى أن خرجت من بغداد
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص 115) ولم نجد فَعُولا جمع على خمسة ألفاظ إلا عمودا؛ فإنهم جمعوه على عَمَد وعُمُد وعُمْد وأعمدة وعِماد، وقد قرئ في {عَمَد ممددة} وعُمُد وعُمْد
(ص 117) تقول العرب: حَصْرَمَ: بخل، وحَضْرَمَ: لحن، وخَضْرَمَ: خلط، ومنه المخضرم الذي أدرك الجاهلية والإسلام
(ص 119) وإِرْبِعاء لغة في الأربعاء
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:11]ـ
(ص 121) ليس في كلام العرب فُعِّيل إلا حرفين مُرِّيق وهو أعجمي في الأصل، وكوكب دُرِّيّ وقال الفراء إنه منسوب إلى الدُّرّ، فقد صح ما قال سيبويه إنه ليس في الكلام فُعِّيل [يعني بعد الجواب عن هذين اللفظين]
(ص 124) والحرف الثاني قلب فيه الجيم ياء: الشِّيَرَة يريدون الشجرة؛ فلما قلبوا الجيم ياء كسروا أولها لئلا ينقلب الياء ألفا فتصير شاذة، وهذا حسن فاعرفه
(ص 129) وليس في كلام العرب واوٌ صحت رابعة إلا قولهم: المِذْرَوَان ... والمذروان ثلاثة أشياء: طرفا القوس، وفودا الرأس، وطرفا الأليتين
(ص 130) وقد تصح الواو بعد الألف مثل الغباوة
...
فزعم سيبويه أن الفُلْك الواحد يجمع على أفلاك، كما أن أُسْدًا يجمع على آساد، ثم جمعوا أسدا [كذا والصواب آسادا] على أُسْد، فوجب أن يجمع فُلْك على فُلْك، وهذا شبيه بالسحر إذا تأمله الإنسان، ويحسن [كذا] ما يفطن له
(ص 135) ولِساعاتِ الليل مائةٌ وخمسة وثلاثون اسما قد أفردنا لها كتابا
... [قلت: قد أشرت لذلك في موضوع من عجائب الاتفاقات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84233)]
ولم نجد في كلام العرب فَعِّيلة إلا سَكِّينة لغة في السَّكِينة
(ص 136) وكذلك فَعِّيل ليس في كلامهم إلا شيء روي عن نصر بن عاصم أنه قرأ {كأنها كوكب دَرِّيّ} فأما فِعِّيل بالكسر فكثير نحو سِكِّيت
(ص 137) وأهل النحو يزعمون أن زِوَرًّا وجِوَرًّا فِعَلّ لا فِوَعْل
(ص 139) ليس في كلام العرب اسم ولا صفة على فَعَّل إلا قليل، فلذلك لم يصرف الاسم إذا جاء على فَعَّل لأنه يشبه الفعل قَطَّع وكَلَّم
...
وشَلَّم اسم بيت المقدس وله سبعة عشر اسما قد ذكرتها بعد [لم تذكر في هذه النسخة]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:11]ـ
(ص 140) ليس أحد جعل الطريم السحاب إلا رؤبة فإنه قال:
في مكفهر الطريم الشرنبث
[قلت: فائدة في انفرادات بعض العرب ببعض الكلم]
...
وهميغ الموت الوحي بالغين معجمة عن الناس كلهم إلا الخليل فإنه يقول: هميع بالعين غير معجمة
[قلت: فائدة في انفرادات بعض أهل العلم]
(ص 141) وجيفر اسم رجل روى عن ابن عقدة
...
والصيدن الثعلب لم يجئ إلا في شعر كثير، قال الأصمعي: ليس بشيء
[قلت: فائدة في انفرادات بعض العرب]
(ص 142) لأن أمسِ يقع قبل كل يوم أنت فيه لا يخص يوما بعينه، فصار مبهما فزال الإعراب عنه، والتقى في آخره ساكنان الميم والسين فكُسِر لالتقاء الساكنين. وقال آخرون: إنما بني أمس على الكسر لأن العرب لا تكاد تنطق به إلا مع الباء: كان فلان بالأمس، وفعل فلان بالأمس كذا، قال الله تعالى: {وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس} فلما نزعوا الباء تركوه على نية الباء
(ص 147) وللجراد ستون اسما، وقد بينته فيما بعد
[قلت: لم يذكر في هذا الكتاب]
... وقد جمعوا عبدا على أعبُد وعِبْدان وعُبْدان وعِبَاد ومَعْبُوداء وعِبِدَّى مقصور وعِبِدَّاء ممدود وعُبُد. كل ذلك قد جاء عنهم
(ص 148) [أحفدت المرأة] فهي حَفُود: أسقطت مثل أخدجت وأشصت فهي شَصُوص: قل لبنها، وأنتجت فهي نَتُوج، وأعقت الفرس فهي عَقُوق. وقد مر هذا الباب قبل هذا وإنما أعدته لزيادة حَفُود
[قلت: يقصد ما سبق ذكره في (ص 61) وهذا يدل على أن ابن خالويه كان يزيد في الكتاب كلما وقف على شيء جديد، وربما يفسر هذا خلو هذه النسخة من أشياء كثيرة منسوبة إليه]
(ص 149) ورجل ميّت في الحال، ومائت بعد قليل، ومريض في الحال ومارض بعد قليل، وغضبان في الحال وغاضب عن قليل، وظريف في الحال وظارف بعد قليل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:11]ـ
(ص 150) ليس في كلام العرب فُعْلَة إلا مفعول، ولا فُعَلَة إلا فاعل
(ص 151 - 151) ليس في كلام العرب فاعل بمعنى مفعول إلا ... وقد يجيء مفعول بمعنى فاعل ... وهذه كلها مَجَازٌ مُحْتَمَلٌ في الكلام ... ومثله أدخلت القلنسوة رأسي، وإنما هو أدخلت رأسي في القلنسوة.
(ص 153) يقال لشاطئ النهر هما جَلْهَتا الوادي وجُلْهُمتاه وحافَتَاه وسِيفَاه وضِيفاه وصَنَفَتاه وحَدّاه ومِلْطَاطاه وجِيزاه وعُدْوتاه وشَطَّاه وشاطئاه
(ص 156) لأن (فُعَل) في كلام العرب على ثلاثة أوجه:
إن كان معدولا عن (فاعل) لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة فتقول: مررت بعُمَرَ وعُمَرٍ آخر، يستدل على عدله وتعريفه؛ لأنه يحسن أن تقول: العمر.
والثاني: أن يكون فُعَل اسما واحدا غير معدول مثل صُرَد ولُغَز وجُرَذ والجميع جِرْذان ولِغْزان وصِرْدان، وهذا ينصرف في كل حال.
والثالث أن يكون فُعَل جمعا لفُعْلَة مثل زُمَر وغُرَف وقُبَل جمع قُبْلة وزُمْرة وغُرْفة.
(ص 158) ... ومَتْيُوساء ومَعْبُوداء ومَعْيُوراء ومَشْيُوخاء جمع تَيْس وعَبْد وعَيْر وشَيْخ
(ص 159) ويجمع الفُلْك فُلْكا والِهجَانُ هجانا، وهذا من مخبآت سيبويه
[يشير إلى ما سبق ذكره ص 130]
... وقوم وُدَدَاء بالإظهار ولا نظير له
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:12]ـ
(ص 159 - 160) ليس في كلام العرب (فاعل) تجمع إلا على ما جمعته لك في هذا الباب:
(فاعل وفاعلون) كاتب وكاتبون،
و (فاعل وفُعَّال) كاتب وكتاب،
و (فاعل وفَعَلَة) كاتب وكتبة،
و (فاعل وفُعَّل) كاتب وكتب،
و (فاعل وفَعَالة) صاحب وصحابة،
و (فاعل وفُعْل) ناقة حائل والجمع حول،
و (فاعل وفُعْلان) صاحب وصحبان،
و (فاعل وفُعَالة) [كذا ولم يمثل له، ولم أقف على هذا الجمع]،
و (فاعل وفُعْلَل) نحو ناقة حائل وحولَل، وعُوطَط تعتاط رحمها سنين لا تحمل،
و (فاعل [وفِعْل)] ناقة عائط ونوق عِيط بكسر أوله لئلا ينقلب الواو ياء [كذا ولعل الصواب لئلا ينقلب الياء واوا]،
و (فاعل وفَعَل) غائب وغَيَب،
و (فاعل وفَعِيل) عازب وعزيب،
و (فاعل وفَوَاعِل) حاجب وحواجب،
و (فاعل وفواعيل) خاتم وخواتيم،
و (فاعل وفُعُول) جالس وجلوس،
و (فاعل وأفاعل وأفاعيل) باطل وأباطل وأباطيل، ويكون أباطيل جمع أبطولة،
و (فاعل وفُعَلاء) شاعر وشعراء؛ فأما عالم وعلماء فإنك تجعل علماء جمعا لعليم،
و (فاعل وأَفْعِلَة) واد وأودية،
و (فاعل وفُعَلَة) قاض وقضاة والأصل قُضَيَة، فانقلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها،
و (فاعل وفَعْلَى) فاسد وفَسْدى ورائب ورَوْبَى: خُثْر الأنفس، وروبى حمقى، وهالك وهلكى،
و (فاعل وفُعُل) شارف وشرف للناقة.
[قلت: ذكر ابن خالويه نفسه في (إعراب ثلاثين سورة) أن جموع فاعل نيف وثلاثون، وأحال على موضع آخر، ولعله يقصد هذا الكتاب، ولكن المذكور هنا اثنان وعشرون فقط، فيبدو أن الباقي سقط من هذه النسخة، وقد وفقني الله عز وجل فأكملتها خمسة وثلاثين ولله الحمد في أحد بحوثي، وأود الإشارة إلى أن أبا بكر ابن دريد قد سبق إلى هذا الباب في الجمهرة، ولكنه ذكر أربعة عشر جمعا فقط]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:12]ـ
(ص 161 - 168) باب استقصاء التثنية
[قلت: هذا الباب نقلته كاملا لفائدته العظيمة]
ليس في كلام العرب أنواع التثنية إلا ما ذكرتُ، وما أعلم أحدا جمعه ولا فرَّعه نحو مائة وجه:
فأول ذلك أن كل اسم إذا أردنا تثنيته معرفة كان أو نكرة، مذكرا كان أو مؤنثا، عربيا أو أعجميا، جمادا أو حيوانا فإنه يكون بالرفع بألف ونون مزيدتين في آخره، وبياء ونون في النصب والجر: هذان رجلان، ورأيت رجلين، وفرسان وفرسين، والزيدان والزيدين، وهذا معروف.
ومن التثنية ما لا يفرد واحده، وهما المِذْرَوَان: فودا الرأس، شاب مِذْرَوَاه، والمذروان طرفا الأليتين.
ومنها تثنية واحدة فإذا أفردت كان لها ستة ألفاظ، وهي هاتان المرأتان بالتاء، فإذا أفردت قلت: هذي المرأة، وذي المرأة وهذه وهاتا وتا وذه، كل ذلك محكي، وينشد:
فهذي سيوف يا صدي بن مالك ......... كثير ولكن أين للسيف ضارب
ومنها أن تكون التثنية في الرفع والنصب والجر على حال واحدة لغة بلحارث بن كعب: جلست بين يداه ورأيت الزيدان، كما قال:
تزود منا بين أذناه ضربة ......... دعته إلى هابي التراب عقيم
ومنها تثنية جاءت نونها مفتوحة مررت بالزيدينَ، أنشد الفراء:
على أحوذيينَ استقلت عشية ......... وما هي إلا لمحة فتغيب
وروى ابن مجاهد عن أبي عمرو {أتعدانَني أن أخرج} وأنشد:
أعرف منها الجيد والعينانا ......... ومنخران أشبها ظبيانا
ومنها نون تثنية تشبه الجمع، وذلك تثنية صِنْوان وقِنْوان الواحد صِنْو وقِنْو، والتثنية قِنْوانِ وصنوانِ، والجمع صنوانٌ وقنوانٌ؛ لا فرق بين التثنية والجمع إلا ضمة وكسرة في الدَّرْج، فإذا وقفت استويا.
ومنها تثنية حذفت نونها، وهي (الشعر للأخطل وعنى عمرا ومرة بن كلثوم):
أبني كليب إن عمَّيَّ اللَّذَا ......... قتلا الملوك وفككا الأغلالا
يريد اللذان.
ومنها نون تثنية مشددة، وذلك في المبهمات خاصة (هذانّ) و (اللذانّ) و (هاتينّ) لغة أهل مكة.
ومنها تثنية قد أفردتها العامة خطأ: الجَلْم والمقراض، إنما هما الجلمان والمقراضان، وكذلك الكلبتان؛ لأن الكلبة الواحدة والمقراض الواحد لا يقطع ولا الجلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها تثنيةٌ هما فردان وتتوهم العامة أنه جمع، وذلك (زوجان) وهما فردان، والعامة تقدر أن الزوج اثنان، قال الله عز وجل: {احمل فيها من كل زوجين اثنين}، فالرجل زوج المرأة والمرأة زوج الرجل؛ قال الله تعالى لآدم عليه السلام: {اسكن أنت وزوجك الجنة} وربما قيل للمرأة: زوجة بالهاء توكيدا للتأنيث ورَفْعا للَّبْس، كما قالوا: فرس للذكر والأنثى، وربما قالوا: فرسة.
ومنها لفظ (كلتا)، قال أهل الكوفة: إنه تثنية، وقال أهل البصرة هو واحد، وهو قولك: كلتا المرأتين قامت، قالوا: الواحد كلتا [كذا والصواب كلت] وقال أهل البصرة: أخطأوا لأنك تقول: كلتا المرأتين قامت، ولا تقول قامتا، وقال الله تعالى: {كلتا الجنتين آتت} ولأن الشاعر قال:
في كلتِ رجليها سلامى واحدة ......... كلتاهما قد قرنت بزائدة
وهذا الشاعر إنما اضطر فحذف الألف ولأنهم رأوه مع المكني [يعني الضمير] تصيرُ ألفُه ياءً، تقول: جاءتني كلتاهما، ورأيت كلتيهما، وهذا إنما هو مثل لَدَى وعَلَى وإِلَى، يكون مع الظاهر ألفا، ومع المكني ياء، نحو قولك: عليك ولديك وإليك
ومنها ما يفرق بين المذكر والمؤنث في الواحد ويستويان في التثنية، وهو قولك: هما قاما، ثم تقول: هي وهو، كذلك أنتِ وأنتَ، ثم تقول: أنتما لهما.
ومنها تثنية يكون لفظها والجمع سواء وذلك قولك: أنا ثم تقول: نحن للجمع والاثنين، وكذلك تقول: ضربتُ، ثم تقول: ضربنا ومرينا [كذا ولعل الصواب ضربنا أيضا] فيستوي الجمع والتثنية وكذلك يستوي المؤنث والمذكر في الأمر إذا ثنيته، فتقول: اضرب يا رجل واضربي يا امرأة، فإذا ثنيت تقول فيهما: اضربا.
ومن ذلك تثنية بلا جمع، وهو قولك: هذان بشران، ولا يجمع والواحد بشر، وقال الله تعالى: {أنؤمن لبشرين مثلنا}
ومنه ما يجمع وأنت تريد التثنية، وذلك إذا كان سِيَّان [رجح المحقق أنها (شيئان) ولكن يظهر لي أن ما هنا صواب] من شيئين أو ما في البدن من جارحة واحدة: ضربتُ رأسَ زيد، وضربتُ رُءُوسَ الزيدين، وبقرتُ بطنَه وبُطُونهما، ولا تقل بطنيهما، وقال الله تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} ولم يقل قلباكما، وربما ثناه الشاعر كما قال:
فتخالسا نَفْسَيْهما بنوافذ ......... كنوافذ العُبُط التي لا ترقع
ونحو قوله:
هما نفثا في في من فَمَوَيْهما ......... على النابح العاوي أشد رجام
وأحسبه ذهب بالفموين إلى الشفتين، كما قالوا: مات حتف أَنْفَيْهِ، ذهب إلى المنخرين، فإن أضفت ذلك إلى واحد ثم ثنيته جاز أن تقول: أخذت خَاتَمَيْه، وما جعل الله لرجل رأسين، ولا تقول: رُءُوسًا هنا؛ لأنك أضفته إلى واحد، وقال الله تعالى: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}.
ومنها ما ثني وهو جمع، تقول: مر بنا إِبِلانِ أسودان وغَنَمانِ، وقال الله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} ولم يقل: كُنَّ، وهي سبع سماوات وسبع أرضين.
ومنها ما يثنى وهو واحد، تقول: يا غلام اضربَا زيدا، ويا زيدُ اسفعَا بيده، ويا حَرَسِيّ اضربَا عنقَه.
ومنها ما يؤكَّد ولم يخافوا لبسا، وهو قولهم: مررت برجلين كليهما، وقال الله تعالى: {لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد}
ومنها ما لفظه كلفظ التثنية، واختلف النحويون فيه، وذلك قولهم: لَبَّيك، وحَنانَيْك وحَوالَيْك، كذا بين ظهرانَيْهم وظهرَيْهم، فمن زعم أنه مثنى قال: أنا مقيم مُلِبٌّ إلبابا وإجابةً بعد إجابة، وسعديك إسعادا بعد إسعاد، ومن زعم أنه غير مثنى قال: إنما هو لَبَّبْك فاستثقلوا ثلاث باءات فقلبوا آخرهن ياء.
ومنها ما تُحذف الياء منه في التثنية لطول الاسم، فيقال في تثنية قَرْقَرَى: قَرْقَرَان.
ومنها ما يَجْمع لفظين مختلفين فيُجعلان على لفظ واحد نحو قولهم: سُنَّة العمرين، يريدون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، والخُبَيْبان يريدون أبا خبيب ومصعبا أخاه، وكذلك الزَّهْدَمان، يريدون زَهْدما وكَرْدما أخاه، والقمران الشمس والقمر، وهو كثير وقد أفردنا له كتابا [نعم وقد أفرده جمع من العلماء]، ويقال للأم والأب: الأبوان، وكذلك الأب والخالة، قال الله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: {ورفع أبويه على العرش} يعني أباه وخالته؛ لأن أمه شراحيل كانت قد ماتت، وقولهم: شاور نفسَيْه أي إرادتيه أيفعل أم لا.
ومن التثنية ما يذكر واحدا والمراد اثنان، نحو قوله تعالى: {سرابيل تقيكم الحر} يريد الحر والبرد، فاجتزأ بأحدهما لأنه معلوم أن ما وقى الحر وقى البرد، وقال الشاعر:
وما أدري إذا يممتُ أرضا ......... أريدُ الخير أيهما يليني
يريد الخير والشر، وقد فسره بالبيت الذي بعده:
أألخير الذي أنا أبتغيه ......... أم الشر الذي هو يبتغيني
أي لا يألو جهدا في طلبي.
ومن التثنية ما يذكر اثنين ثم يعود الضمير إلى أربعة أوجه: إما عليهما، وإما على الأهم، وإما على الأقرب، وإما على الأشرف؛ فأما ما عاد عليهما فقوله عز وجل: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما}، وعلى الأهم قوله تعالى: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها}؛ لأن التجارة كانت أحب إليهم، وعلى الأقرب قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة}، وعلى الأشرف قوله جل اسمه {والله ورسوله أحق أن يرضوه}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:12]ـ
(169) ليس أحد ذكر تفاوت الأمر تفاوُتا وتفاوَتا وتفاوِتا إلا أبو زيد وهاتان نادرتان، والمعروف تفاوُتا.
(170) المصدر إذا كان على فُعول فهو بالضم جلس جلوسا، وقعد قعودا إلا أحرف جاءت مفتوحة، وقد يجوز الضم فيهن على الأصل ... والوضوء بالفتح الماء وبالضم المصدر، وهذا قياس مطرد.
... وحرف آخر ذكره سيبويه أنك إذا سميت رجلا بالباء من اضرب قلت: اِبٌ، وخطأه سائر الناس، وقد ذكرته بأبين من هذا.
[قلت: يضاف لمبحث أخطاء سيبويه الثمانين]
(175) ليس في كلام العرب فاعل وجمعه فُعَلاء إلا شاعر وشعراء - قال: وإنما جاز أن يجمع شاعر على شعراء، وفُعَلاء جمع فَعِيل لا فاعل؛ لأن من العرب من يقول: شعُر الرجل إذا قال شعرا، كما يقال: شعَر. ومن قال شعُر فالقياس أن يجيء الوصف على فَعِيل، فتجنبوا ذلك لئلا يلتبس بشَعِير، ثم أتوا بالجمع على ذلك الأصل، وهذا دقيق جدا فاعرفه، لأني ما أعلم استخرجه أحد - وعاقل وعقلاء وصالح وصلحاء، وأما علماء فليس جمعا لعالم ولكنهم قالوا: رجل عالم وعليم وعلامة، فعلماء جمع عليم.
(176) ليس في كلام العرب فَعَلٌ على أفعِلة إلا حرفان: خال وأخولة، حكاها أبو جعفر الرؤاسي: هؤلاء أخولتي، وحكى غيره: حال وأحولة.
... وإن كان جمع فاعل على فَعَلَة قياسا مطردا
... وقال الرؤاسي وكان ثقة مأمونا أستاذ الفراء ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:13]ـ
(180) ... وهذا الباب أُحْكِمَ في كتاب الأفق
[قلت: ينظر ما هذا الكتاب فلم أقف عليه في مصنفات ابن خالويه]
(182) وفلان قُدْوَةٌ في الخير ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث
(183) وهو عَيْنَة قومه مثل عَيْمة، ولا يثنى ولا يجمع.
.....................
قلت: انتهى ما علقته من الفوائد في هذا الكتاب، وهو كله فوائد، وقد تحسرتُ حقيقة لأن الجزء الأكبر منه مفقود.
ـ[أبو عبد الرحمن المصري]ــــــــ[13 - Oct-2007, صباحاً 02:58]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[30 - Oct-2007, مساء 07:36]ـ
(180) ... وهذا الباب أُحْكِمَ في كتاب الأفق
[قلت: ينظر ما هذا الكتاب فلم أقف عليه في مصنفات ابن خالويه]
(182) وفلان قُدْوَةٌ في الخير ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث
(183) وهو عَيْنَة قومه مثل عَيْمة، ولا يثنى ولا يجمع.
قلت: انتهى ما علقته من الفوائد في هذا الكتاب، وهو كله فوائد، وقد تحسرتُ حقيقة لأن الجزء الأكبر منه مفقود.
أخي الفاضل أبو مالك جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد الفرائد
وأنتم إلى ابن مالك أقرب منكم إلى أبي مالك (ابتسامة)
رفع الله قدركم وزادكم من فضله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 11:50]ـ
[قلت: ذكر ابن خالويه نفسه في (إعراب ثلاثين سورة) أن جموع فاعل نيف وثلاثون، وأحال على موضع آخر، ولعله يقصد هذا الكتاب، ولكن المذكور هنا اثنان وعشرون فقط، فيبدو أن الباقي سقط من هذه النسخة، وقد وفقني الله عز وجل فأكملتها خمسة وثلاثين ولله الحمد في أحد بحوثي، وأود الإشارة إلى أن أبا بكر ابن دريد قد سبق إلى هذا الباب في الجمهرة، ولكنه ذكر أربعة عشر جمعا فقط]
وينظر هنا لتمام الجموع التي لم يذكرها ابن خالويه:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10729
والحمد لله رب العالمين(/)
اللطائف والإشارات في مهمات المنظومات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:14]ـ
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل العرب والعجم، وعلى آله وصحبه مصابيح الظلم، وينابيع الحكم.
أما بعد
فإن الناظر في المتون المنظومة يجد بين الفينة والأخرى لطيفة باهرة أو إشارة عابرة ليس لها كبير تعلق بالموضوع، يأتي بها الناظم إتماما للنظم، ولكنها تكون أشبه ما تكون بالحكم الدائرة والأمثال السائرة.
ومما يحضرني من ذلك:
قول ابن مالك في اللامية:
(وقد ...... يحوي التفاصيل من يستحضر الجملا)
وقول الشاطبي في حرز الأماني: ( .... فادر الأصول لتأصلا)
وقول السيوطي في ألفية الحديث:
( ..... وكم إمام جنحا)
وقول ابن مالك في الألفية:
( ....... فما أبيح افعل ودع ما لم يبح)
وقول ابن مالك في الألفية أيضا:
( .. ما ........ كان أصح علم من تقدما)
وقول الرحبي:
( ........... فاحفظ فكل حافظ إمام)
وقول الحريري في الملحة:
( ........... فقس على قولي تكن علامة)
وقول صاحب مراقي السعود:
( ......... فلا تضق لفقد فرع ذرعا)
وقول ابن أبي الحديد في نظم الفصيح:
( ....... فاعجب لشيء نثره كنظمه)
.
..
أكملوا بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:15]ـ
ومما زاده بعض الإخوة
وقال الشاطبي في حرز الأماني:
....................... فَزَاحِمْ بِالذَّكاءِ لِتَفْضُلاَ
وقال الرحبي في منظومة الفرائض:
.............................. فَلاَ تَكُنْ عَن الْعُلُومِ قَاعِدا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:16]ـ
.......... وقول الشاطبي أيضا:
( .......... وعند صليل الزيف يصدق الابتلا)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 12:09]ـ
أحسن الله إليكم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في منظومته في القواعد والأصول
وبعد فالعلم بحور زاخره ******** لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكن في أصوله تسهيلا ********* لنيله فاحرص تجد سبيلا
واغتنم القواعد الأصولا ********فمن تفته يحرم الوصولا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Apr-2007, مساء 12:10]ـ
وقال ابن الوردي في البهجة
والعمر عن تحصيل كل علم ****** يقصر فابدأ منه بالأهم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Apr-2007, مساء 02:42]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
وليس المقصود ما يذكر في المقدمات؛ فإنه لا تكاد تخلو منه منظومة، وإنما المقصود ما يأتي عرضا لتتمة البيت أو نحو ذلك.
وجزاك الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:31]ـ
هل المنظومة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي أذكرها أنها لأحد تلامذته نظم بها كتابه القواعد المثلى ولا أعلم للشيخ رحمه الله نظما ولعل طلابه يفيدوننا بذلك.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 08:07]ـ
وإنْ تجدْ عيباً فسدّ الخللا ........ جلَّ من لا عيبَ فيهِ وعلا
وهو للحريري في مليحتهِ " الملحةِ ".
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 08:08]ـ
وللرحبي في درّتهِ " الرحبيّةِ ":
والثلثانِ وهما التمامُ .......... فاحفظْ فكلُّ حافظٍ إمامُ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - May-2007, صباحاً 01:08]ـ
وللرحبي في درّتهِ " الرحبيّةِ ":
والثلثانِ وهما التمامُ .......... فاحفظْ فكلُّ حافظٍ إمامُ
يا شيخنا الفاضل هذا مذكور في المشاركة الأولى فتأمل!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 08:07]ـ
وقال الرحبي أيضا:
......................... * * * فافهم فليس الشك كاليقين
وقال أيضا:
......................... * * * فلا تكن عن العلوم قاعدا
وقال أيضا:
......................... * * * فاعلم فخير أمة علامها
وقال أيضا:
......................... * * * فاحفظ ودع عنك الجدال والمرا
ـ[أحمد بن عبد الهادى]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 01:29]ـ
هل المنظومة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي أذكرها أنها لأحد تلامذته نظم بها كتابه القواعد المثلى ولا أعلم للشيخ رحمه الله نظما ولعل طلابه يفيدوننا بذلك.
السلام عليكم ... الاخ الذى يسأل: هل للعلامة العثيمين منظومة؟
أقول نعم ,بارك الله فيك و نفعنى و إياك بعلمه و رحمه الله رحمة واسعة و أسمها منظومة فى أصول الفقه و قواعد فقهية و هى من نظمه رحمه الله و هى مكونه من 102 بيت والله المستعان:) و هذة الأبيات المذكورة أنفاً من تلك النظومة و هى الأبيات رقم 5 - 6 - 7 و جزاكم الله خيراً:)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 02:38]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 02:39]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 04:07]ـ
سُئِلَ شَيْخُ الإسلام ابنُ تيميّة رَحِمَهُ اللَّهُ:
مَاذَا يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي رَجُلٍ * * * آتَاهُ ذُو الْعَرْشِ مَالًا حَجَّ وَاعْتَمَرَا
فَهَزَّهُ الشَّوْقُ نَحْوَ الْمُصْطَفَى طَرَبًا * * * أَتَرَوْنَ الْحَجَّ أَفْضَلَ أَمْ إيثَارَهُ الفقرا؟
أَمْ حَجَّةً عَنْ أَبِيهِ ذَاكَ أَفْضَلُ أَمْ * * * مَاذَا الَّذِي يَا سَادَتِي ظَهَرَا؟
فَأَفْتُوا مُحِبًّا لَكُمْ فديتكمو * * * وَذِكْرُكُمْ دَأَبَهُ إنْ غَابَ أَوْ حَضَرَا
فَأَجَابَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
نَقُولُ فِيهِ بِأَنَّ الْحَجَّ أَفْضَلُ مِنْ * * * فِعْلِ التَّصَدُّقِ وَالْإِعْطَاءِ للفقرا
وَالْحَجُّ عَنْ وَالِدَيْهِ فِيهِ بِرُّهُمَا * * * وَالْأُمُّ أَسْبَقُ فِي الْبِرِّ الَّذِي ذَكَرَا
لَكِنْ إذَا الْفَرْضُ خَصَّ الْأَبَ كَانَ إذًا * * * هُوَ الْمُقَدَّمَ فِيمَا يَمْنَعُ الضَّرَرَا
كَمَا إذَا كَانَ مُحْتَاجًا إلَى صِلَةٍ * * * وَأُمُّهُ قَدْ كَفَاهَا مَنْ بَرَا الْبَشَرَا
هَذَا جَوَابُك يَا هَذَا مُوَازَنَةً * * * وَلَيْسَ مُفْتِيك مَعْدُودًا مِنْ الشعرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 05:26]ـ
قال الشاطبي: فاقتس لتنضلا
وقال ابن مالك: كما كان أصح علم من تقدما
وقال الشاطبي: فاعلم لتعملا
وقال الشاطبي: فافهم محصلا
وقال الشاطبي: وكن متأملا
وقال ابن الجزري: ومالك حز فز
وقال ابن مالك: وحذف ما يعلم جائز (جرى مجرى المثل عند الشناقطة)
وقال العراقي: لا تصغ لابن حزم المخالف (في إباحته للغناء، وأطلقها بعضهم)
وقال ابن مالك: وفي اختيار لا يجئ المنفصل* إذا تأتى أن يجئ المتصل (يستشهد به على تفضيل الأكل باليد على الأكل بالملعقة).
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 06:04]ـ
يا شيخنا الفاضل هذا مذكور في المشاركة الأولى فتأمل!
وقال الرحبي أيضا:
......................... * * * فلا تكن عن العلوم قاعدا
يا شيخنا الفاضل هذا مذكور في المشاركة الثانية فتأمل! فقد ذكرتها مرتين.
(ابتسامة).
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:57]ـ
قال الشاطبي رحمه الله:
................... ... وكم لو وليتٍ تورث القلب أنصلا
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 11:51]ـ
نظم حرز الأماني يحتوي على فوائد كثيرة وأكثرها في الخطبة ولكنها ليست على شرط الموضوع، ومن غير الخطبة قوله:
...................... ** ........ فاعلمه واعملا
وقوله:
.................. ** وما خاب ذو جد إذا هو حسبلا
وقوله:
ومن شغل القرآن عنه لسانه ** ينل خير أجر الذاكرين مكملا
وقال ابن مالك في المالكية:
................... ** ........ و ألغ الترددا
ـ[مصطفى بن محمد]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 07:23]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 02:28]ـ
قال ابن عاشر في تعريف الحكم الشرعي:
الحكم في الشرع خطاب ربنا ... المقتضي فعل المكلف افطنا
وقال الناظم:
والمكثرون بحرهم أنس **** عائشة وجابر المقدس
صاحب دوس وكذا ابن عمرا ... رب قني والمكثرين الضررا
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 04:21]ـ
قول ابن مالك في ألفيته:
فَارفَع بِضَمّ و انصِبَن فَتحا و جُر ....... كَسرا كذِكرُ اللهِ عبدَهُ يَسُر
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 10:14]ـ
قال العراقي و عنه نقل السيوطي في " ألفيتيهما ":
فاعن به و لا تخض بالظن # # # ولا تقلد غير أهل الفن
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 10:18]ـ
وقال الأخضري في السلم المنورق:
إذ قيل كم مزيف صحيحا # # # لأجل كون فهمه قبيحا
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 10:22]ـ
صدق رسول الله
إن من الشعر لحكمة
وفائدة طيبة بارك الله فيك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - Apr-2010, مساء 12:48]ـ
موضوع نفيس أخي الحبيب أبا مالك. . بارك الله فيكم.(/)
من العجائب في اللغة العربية
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:18]ـ
من العجائب في اللغة العربية
كلمات ترد اسما وفعلا وحرفا، وهي أكثر من عشرين كلمة
وأبدأ معكم بـ (على)
- حرف جر كما في قولك: وقفت عليه
- اسم بمعنى فوق كما في قول العرب: مررت من عليه، لأن حروف الجر لا تدخل على بعضها
- فعل بمعنى ارتفع، كما في قولك: إذا ما علا المرء رام العلا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:18]ـ
ومن ذلك (في):
- حرف جر معروف كما في قولك: في البيت.
- اسم بمعنى الفم، كما في الحديث: تخرج من في السقاء
- فعل أمر للمؤنث من الوفاء: في موعدي يا هند
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
قال الجمال السُّرَّمَرِّي:
إذا طارح النحويُّ أيةُ كِلْمَة .......... هي اسم وفعل ثم حرف بلا مرا
فقل هي إن فكرت في شأنها (على) .......... و (في) ثم (لما) ظاهر لمن اقترا
غدت من (عليه) قد (علا) قدر خالد .......... (على) قدر عمرو بالسماحة في الورى
وقل قد سمعت اللفظ من (في) محمد .......... (وفي) موعدي يا هند لو كنت (في) الكرى
و (لما) رأى الزيدان حالي تحولت .......... إلى شعث (لما) فـ (لما) أخف عرى
مواردها تنبي بما قد ذكرته ......... وإن لم أصرح بالدليل محررا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
ذكر الجمال السرمري كما سبق ثلاث كلمات فقط،
ثم جاء السيوطي فأوصلها إلى عشرين كلمة!! وذلك في كتابه العظيم [الأشباه والنظائر]
ونظمها فقال:
وردت في النحو كِلْمات أتت * * * تارة حرفا وفعلا وسُما
وهي (من) و (الهاء) و (الهمز) و (هل) * * * (رب) و (النون) و (في) أعني فما
(عل) (لما) و (بلى) (حاشا) (إلى) * * * و (على) و (الكاف) فيما نظما
و (خلا) (لات) و (ها) فيما رووا * * * و (إلى) (أَنَّ) فرَوِّ الكلما
وترك (حتى) فلم ينظمها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
- (لما):
اسم ظرف في قولك: (لما جاء)، وحرف نفي جازم بمعنى (لم)، وفعل ماض للمثنى من (لمَّ المتفرق).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
- (مِنْ):
حرف جر واضح، واسم بمعنى (بعض) في قوله تعالى: {فأخرج به من الثمرات} وفعل أمر من (مان) أي كذب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
- (الهمزة):
حرف استفهام، واسم في قول من قال: حروف النداء أسماء أفعال، وفعل أمر من (وَأَى) أي وعد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:19]ـ
- (الهاء):
اسم ضمير واضح، وحرف في قولهم: (إياه)، وفعل أمر من (وهى) يهي أي ضعف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
- (هل):
حرف استفهام، واسم فعل في قولهم: (حيهل)، وفعل أمر من (وهل) يهل، أي سها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
- (ها):
حرف تنبيه، واسم فعل بمعنى خذ، وزجر للإبل بالمد والقصر، وفعل أمر من (هاء) يهاء، أي فرح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
- (حاشا):
حرف استثناء، ومصدر بمعنى التنزيه، ولهذا نونه بعضهم، وفعل ماض بمعنى (أستثني).
- (رَبَّ):
بفتح الراء لغة في (رب) حرف جر، واسم بمعن (سيد)، وفعل ماض بمعنى (ربى) وأصلح.
- (النون):
نون الوقاية حرف، ونون النسوة ضمير اسم، وفعل أمر من (ونى) يني أي فتر.
- (الكاف):
حرف جر، واسم لدخول الكاف عليها شذوذا في الشعر، وفعل أمر من (وكى) يكي.
- (عل):
حرف لغة في (لعل)، واسم للقراد المهزول والشيخ المسن، وفعل ماض أي سقى مرة بعد مرة.
- (بلى):
حرف جواب، واسم مقصور من البلاء أو هو لغة فيه، وفعل ماض بمعنى (اختبر).
- (أن):
حرف توكيد، ومصدر من الأنين، وفعل ماض من (الأنين) أيضا.
- (ألا):
حرف استفتاح، واسم بمعنى (نعمة) مفرد آلاء، وفعل ماض بمعنى (قصَّر) أو (استطاع).
- (إِلَى):
حرف جر واضح، واسم بمعنى (نعمة) مفرد آلاء أيضا، وفعل أمر للمثنى من (وأل) أي لجأ.
- (خلا):
حرف استثناء، وفعل ماض كما في قوله تعالى {وإذا خلا بعضهم إلى بعض .. }، واسم للرطب من الحشيش وكذا مقصور من الخلاء.
- (لات):
حرف نفي بمعنى (ليس)، واسم للصنم، وفعل ماض بمعنى (صرف).
- (حتى):
حرف جر وغاية، واسم علم لامراة، وفعل ماض للمثنى من الحت وهو القشر.
وهذا آخر ما ذكره السيوطي، كما أسلفت وعددها عشرون لفظة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
واستدركت عليه ما يأتي:
- (عدا): حرف جر واستثناء، وفعل بمعنى (جرى)، وينصب في الاستثناء أيضا مصدرا بـ (ما)، واسم مقصور من العَدَاء.
- (مذ): حرف جر، واسم ظرف كـ (منذ)، وفعل أمر من (ماذ) أي كذب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:20]ـ
ومن عجائب اللغة العربية أيضا
((((((المترادفات الكثيرة والأسماء المختلفة للشيء الواحد))))))
ويحكى أن ابن خالويه قال: أحفظ للسيف خمسين اسما
فقال له أبو علي الفارسي: ما أحفظ له إلا اسما واحدا
فقال له ابن خالويه: فأين المهند؟ و ... و
فقال له أبو علي: هذه صفات، وكأن الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة؟!!!
ولسنا بصدد مناقشة هذا الأمر الآن، وبغض النظر عن مذهب الفارسي ومذهب ابن خالويه
ولكن الواقع الذي نراه في لغتنا أنك فعلا تجد الأسماء الكثيرة (أو الصفات الكثيرة) للشيء الواحد
فقد صنف ابن خالويه كتابا في أسماء الأسد يحتوي على خمسمائة اسم
وزاد عليه من جاء بعده حتى أوصلوها إلى الألف أو يزيد
وصنف ابن خالويه أيضا كتابا في أسماء الحية أوصلها لمائتي اسم
والعسل له ثمانون اسما أفردها الفيروزآبادي بمصنف
والعادة لها أكثر من مائة اسم أفردها الصغاني بمصنف وكذلك أفردها الفيروزآبادي بمصنف
وأسماء الخمر أفردها كثيرون بالمصنفات
وذكر أبو العلاء المعري أن للكلب سبعين اسما، حاول السيوطي جمعها في مصنف فلم يدرك إلا ستين وشيئا
ولابن خالويه أيضا رسالة في أسماء الريح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Apr-2007, صباحاً 02:21]ـ
ومن عجائب اللغة العربية أيضا ...
... أنها حمالة أوجه بحيث تسمح للمضطر أن يُعَرِّض، وللشاعر أن يجانس ويطابق، وللمتكلم أن يحسن ويقبح، وما كتاب أبي منصور منكم ببعيد (تحسين القبيح وتقبيح الحسن)
سئل ابن الجوزي أيام ظهور الشيعة: أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال: أفضلهما الذي بنتُه تحتَه، وهذه العبارة تحتمل الاثنين، وفيها عبقرية فذة.
وسئل أحد السلف في فتنة خلق القرآن، فعد على أصابعه: التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، ثم أشار إلى أصابعه وقال: أشهد أن هذه الأربعة مخلوقة!
قال أبو الفتح البستي:
خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بعُرْفٍ كما ............ أمِرْتَ وأَعرِضْ عنِ الجاهِلينْ
ولِنْ في الكَلامِ لِكْلِّ الأنامِ ............ فُمستَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاهِ لِينْ
وقال أيضا:
إذا ملك لم يكن ذا هبة ......... فدعه فدولته ذاهبة
وقال بعضهم:
نَمْ لَهْ ...... فإنه لا يساوي نَمْلَة
ـ[ظاعنة]ــــــــ[28 - Apr-2007, مساء 12:51]ـ
ولا تنس: " أموت وفى نفسى شىء من حتى " ..
(فجتى) كما هو معروف: ترفع وتنصب وتجر ..
أحسن الله إليك ..
ـ[لامية العرب]ــــــــ[29 - Apr-2007, صباحاً 04:33]ـ
ماأطيب عبق تلك النفائس
حفظ الله العوضي ماأروع ذلك الإنتقاء
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 06:46]ـ
(في) وأشباهها مما اتفقت لفظا ورسما تستروحها نفسي
أما (على) وأخواتها مما اتفقت لفظا واختلفت رسما (علا) فهي في مرتبة ثانية.
وأما الحروف (الهاء) وصواحبها مما تختلف فتحا وكسرا وضما فلا تستهويني.
ومن الممكن محاولة إيجاد الكثير منها.
فيمكن أن أستدرك عليكما مثلا:
(التاء) حرف تانيث، واسم (تاء الفاعل)، وفعل أمر من (تأى) بمعنى سبق.
مش كده ولا إيه!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 07:08]ـ
باب الاستدراك مفتوح يا شيخنا الفاضل، و (ما حوى العلم جميعا أحد .... )
وإن كنت أرى في هذا الاستدراك نظرا؛ لأن الأمر من (تأى) (اتأ)، مثل (نأى) (انأ)، ولا يقاس على (رأى)؛ لأنه شاذ.
ـ[أبو عمرو الصيدلانى]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 02:40]ـ
بارك الله فيكم
ما أمتعها لغة!
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[14 - Feb-2008, صباحاً 03:01]ـ
الله الله
ماهذه الدرر .. طيب الله أنفاسك أبا مالك،،
ـ[أم البررة]ــــــــ[16 - Feb-2008, مساء 10:33]ـ
شكر الله طرحكم المبارك، وائذنوا لي ببعض الأسئلة:
- (مِنْ):
حرف جر واضح، واسم بمعنى (بعض) في قوله تعالى: {فأخرج به من الثمرات} وفعل أمر من (مان) أي كذب.
أليست (من) في الآية الكريمة تبقى حرفًا مع اختلاف معناها، وألا يعد ذلك من سعة العربية أيضًا؟
- (حتى):
حرف جر وغاية، واسم علم لامراة، وفعل ماض للمثنى من الحت وهو القشر.
عفوًا هل يعد هذا ضابط للحكم على اسمية الكلمة؟
وإلا فقد يُسمى ما وسعت عربيتنا به من حروف أو أفعال وإن كان الأصل خلافه؟
أم أن ذلك مقيد مثلاً بثبوت وروده عن العرب ـ أعني العلمية ـ؟
ـ[الجواد المغربي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من سعة العربية كذلك:
- قولهم: بِر وبَر وبُر؛ ولكل منها معناها.
- قلولهم: سَرعان وسِرعان وسُرعان؛ ولا فرق بينها.
- قولهم: لسِق ولزِق ولصِق. ولا فرق بينها
- ....
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:36]ـ
ومن عجائب اللغة العربية أيضا ...
... أنها حمالة أوجه بحيث تسمح للمضطر أن يُعَرِّض، وللشاعر أن يجانس ويطابق، وللمتكلم أن يحسن ويقبح، وما كتاب أبي منصور منكم ببعيد (تحسين القبيح وتقبيح الحسن)
سئل ابن الجوزي أيام ظهور الشيعة: أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال: أفضلهما الذي بنتُه تحتَه، وهذه العبارة تحتمل الاثنين، وفيها عبقرية فذة.
وسئل أحد السلف في فتنة خلق القرآن، فعد على أصابعه: التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، ثم أشار إلى أصابعه وقال: أشهد أن هذه الأربعة مخلوقة!
قال أبو الفتح البستي:
خُذِ العَفْوَ وأمُرْ بعُرْفٍ كما ............ أمِرْتَ وأَعرِضْ عنِ الجاهِلينْ
ولِنْ في الكَلامِ لِكْلِّ الأنامِ ............ فُمستَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاهِ لِينْ
جزاكم الله خيرا.
لكن هذه الأمثلة لا تختص بالعربية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:48]ـ
أليست (من) في الآية الكريمة تبقى حرفًا مع اختلاف معناها، وألا يعد ذلك من سعة العربية أيضًا؟
لعلي أخطأت في ذكر المثال، والمثال الصحيح مثل ما ذكر السرمري في الأبيات السابقة.
عفوًا هل يعد هذا ضابط للحكم على اسمية الكلمة؟
وإلا فقد يُسمى ما وسعت عربيتنا به من حروف أو أفعال وإن كان الأصل خلافه؟
أم أن ذلك مقيد مثلاً بثبوت وروده عن العرب ـ أعني العلمية ـ؟
نعم يبدو أن الاحتمال الأخير هو الصحيح، والكلام منقول عن السيوطي وليس من إنشائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 03:49]ـ
جزاكم الله خيرا.
لكن هذه الأمثلة لا تختص بالعربية.
نعم قد يكون هذا صحيحا، ولم أقصد أن العربية تختص بكل ما سبق ذكره.
وعلى أي حال، فالعربية أرحب مجالا، وأوسع طرقا، وأكثر ألفاظا.
ـ[مراد]ــــــــ[18 - Feb-2008, صباحاً 07:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم هناك كلمات كثيرة في اللغة العربية تجمع بين العلمية والفعلية وكذلك بين الوصفية والفعلية
ومثال الأولى يزيد بن معاوية ويزيد الإيمان بالطاعة حيث جاء يزيد في الأولى اسماً وفي الثانية فعلاً فجمع بين الإسمية والفعلية
ومثال الثانية أسعد بن مراد ومراد أسعد من عمر. حيث أن أسعد الثانية اسم تفضيل وصفة لمراد فيكون جامع للوصفية والفعلية
وإليكم هذه النكتة جمع ابن النحاس أسباب المنع من الصرف وهي تسعة علل في البيت التالي
اجمع وزن عادلاً أنث بمعرفة ــــــ ركب وزد عجمةً فالوصف قد كملا
ابن هشام نسب البيت لابن النحاس في شرحه لقطر الندى وبل الصدى
وزن المدرجة في البيت يقصد بها هذه الأسماء التي تجمع بين الإسمية أو الوصفية والفعلية
حيث أنها تأتي على الوزنين
فهي ممنوعة من الصرف لا تنون
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 03:35]ـ
بحثٌ رائع حقا ولله الأمر من قبل ومن بعد ومن عجائب اللغة أيضاً أنك إذا قلبت مادة نقش مثلاً إلى قشن ومن قشن إلى شقن هكذا تعطيك مواد أكثر ومدلولات لا مثيل لها ومن أراد فليطالع الفارياق للشدياق
ـ[ايمان التلمسانية]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكـ وبارك الله فيك ـــرا لك موفق بإذن الله ... */
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 04:09]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أمتعتنا
ـ[معروفي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 10:20]ـ
مثلثات قطرب مع الشرح
يا مولعا بالغضبِ ... والهجر والتجنبِ ... هجرك قد برح بي ... في جده واللعبِ
إن دموعي غَمر ... وليس عندي غِمر ... فقلت يا ذا الغُمر ... أقصر عن التعتبِ
بالفتح ماء كثرا ... والكسر حقد سترا ... والضم شخص ما درى ... شيئا ولم يجرب
بدا فحيا بالسَّلام ... رمى عذولي بالسِّلام ... أشار نحوي بالسُّلام ... بكفه المخضبِ
بالفتح لفظ المبتدي ** والكسر صخر الجلمد ... والضم عرق في اليد ... قد جاء في قول النبي
تيم قلبي بالكَلام ... وفي الحشا منه كِلام ... فصرت في أرض كُلام ... لكي أنال مطلبي
بالفتح قول يفهم ... والكسر جرح مؤلم ... والضم أرض تبرم ... لشدة التصلب
ثبت بأرض حَرَّة ... معروفة بالحِرة ... فقلت يا ابن الحُرة ... إرث لما قد حل بي
بالفتح للحجارة ... والكسر للحرارة ... والضم للمختارة ... من النسا في الحجب
جد فالأديم حَلْم ... وما بقي لي حِلْم ... وما هنا ني حُلم ... مذ غبت يا معذبي
بالفتح جلد نقبا ... والكسر عفو الأدبا ... والضم في النوم هبا ... حلم كثير الكذب
حمدت يوم السَّبت ... إذ جاء محذي السِّبت ... على نبات السُّبت ... في المَهْمَهِ المستصعب
بالفتح يوم وإذا ... كسرته فهو الحذا ... والضم نبت وغذا ... إذا مشى في الربرب
خدد في يوم سَهام ... قلبي بأمثال السِهام ... كالشمس ترمي بالسُهام ... بضوءها واللهب
بالفتح حر قويا ... والكسر سهم رميا ... والضم نور وضيا ... للشمس عند المغرب
دعوت ربي دَعْوة ... لما أتى بالدِعوة ... فقلت عندي دُعوة ... إن زرتني في رجب
بالفتح لله دعا ... والكسر في الأصل ادعا ... والضم شئ صنعا ... للأكل عند الطرب
ذلفت نحو الشَرب ** فلم أدر عن شِرب**فانقلبوا بالشُرب ** ولم يخافوا غضبي
بالفتح جمع الأشربه ** والكسر ماء شربه**والضم ماء العنبه ** عند حضور العنب
رام سلوك الخَرق ** مع الطريق الخِرق**إن بيان الخُرق ** عند ركوب السبب
بالفتح أرض واسعه ** والكسر كف هامعه**والضم شخص ما معه ** شيء من التهذب
زاد كثيراً في اللَحا ** من بعد تقشير اللِحا**لما رأى شيب اللُحا ** صرم حبل النسب
بالفتح قول العذل **والكسر لحي الرجل**والضم شعرات تلي ** لحي الفتى والأشيب
سار مجداً في المَلا ** وأبحر الشوق مِلا**ولبسه لين المُلا ** فقلت يا للعجب
بالفتح جمع البشر ** والكسر ماء الأبحر**والضم ثوب العبقري ** مرصع بالذهب
(يُتْبَعُ)
(/)
شاكلني بالشَكل ** تيمني بالشِكل**وغلني بالشكل ** في حبه واحزب
بالفتح مثل المثل ** والكسر حسن الدل**والضم قيد البغل ** خوف من التوثب
صاحبني في صَرة ** في ليلة ذي صِرة**وما بقي في صُرتي ** خردلة من ذهب
بالفتح جمع الوفد ** والكسر كثر البرد**والضم صر النقد ** في ثوبه بالهدب
ضمنته بنت الكَلا **بالحفظ منى والكِلا**فشج قلبي والكُلا ** عمداً ولم يراقب
بالفتح بنت للكلا ** والكسر حفظ للولا**والضم جمع للكلا من كل حي ذي أب
طرحني بالقَسط ** ولم يزن بالقِسط** في فيه عرق القُسط ** والعنبر المطيب
بالفتح جور في القضا ** والكسر عدل يرتضي**والضم عود قبضا ** رخاوة للعصب
ظبي ذكي العَرف ... وآخذ بالعِرف ... وأمرٌ بالعُرف ... سام رفيع الرتب
بالفتح عرف طيب ... والكسر صبر يندب ... والضم قول يجب ** عند ارتكاب الريب
عالٍ رفيع الجَد ... أفعاله بالجِد ... والضم بعض القلب ... كان لبعض العرب
غنى وغنته الجَوار ... بالقرب مني والجِوار ... فاستمعوا صوتالجُوار ** ثم انتنوا بالطرب
بالفتح جمع جاريه ... والكسر جار داريه ... والضم صوت الداعيه ** بويلها والحرب
فأمّ قلبي أَمَّه ... عند زوال الإِمَّه ... فاستمعوا يا أُمه ... بحقكم ما حل بي
بالفتح شبح الراس ... والكسر ضد الباس ... والضم جمع الناس ... من عجم أو عرب
قولوا الأطيار الحَمام * يبكينني حتى الحِمام**أما ترى يا ابن الحُمام ** ما في الهوى من طرب
بالفتح طير يهدر ** والكسر موت يقدر**والضم شخص يذكر ** بالاسم لا باللقب
كأن ما بي لَمَّة ... مذ شاب شعر اللِمة ... وما بقي لي لُمة ... ولا نقي من نصب
بالفتح خوف الباس ... والكسر شعر الراس ... والضم جمع الناس ... ما بين شخ وصبي
لما أصاب مَسكي ... فاح عبير المِسك ... فكان منه مُسكي ... وراحتي من تعب
بالفتح ظهر الجلد ... والكسر طيب الهند ... والضم ما لا يبدي ... من راحة المستوهب
مَلَت دموعي حَجْري ... وقل فيه حِجري ... لو كنت كابن حُجر ... لضاق فيه أدبي
بالفتح حجر الرجل ... والكسر جمع العقل ... والضم اسم النقل ... لرجل منتسب
ناول برد السَّقْط ... من فيه عين السِّقط ... فلاح رمل السُّقط ... وميضه كالشهب
بالفتح ثلج وبرد ... والكسر نار من سند ... والسقط بالضم الولد ... قبل تمام الأرب
وجدته كالقَمَّة ... في جبل ذي قِمة ... مطرح كالقُمة ... فقلت هذا مطلبي
بالفتح أخذ الناس ... والكسر أعلى الراس ... والضم للإنكاس ... من المكان الخرب
هذي علامات الرَّقَاق ... فانظر إلى أهل الرِّقاق ... هل ينطقوا قبل الرُّقاق ... بالصدق أم بالكذب
بالفتح رجل متصل ... والكسر خبز قد أكل ... والضم أرض تنفصل ... على أمام النصب
لا تركنن للصَّل ... ولا تثق بالصِّل ... واحذر طعام الصُّل ... وانهض نهوض المجدب
صوت الحديد صرصرا ... وحية إن كسرا ... والماء إن تغيرا ... بضمها لم يشرب
يسفر عن عين الطَّلا ... وجنة تحكي الطِّلا ... وجيده من الطُّلا ... غيدا ولم تحتجب
بالفتح أولاد الظِّبا ... والكسر خمر شُربا ... والضم جيد ضُربا ... بحسنه جيد االظبي
أتيته وهو لَقا ... فبش بي عند اللِقا ... وقال أطعمني لُقا ... فذاك أقصى إربي
بالفتح كنس المنزل ... والكسر للحرب قلي ... والضم ماء العسل ... عقدته باللهب
دياره قد عمرت ... ونفسه قد عمرت ... ورأسه قد عمرت ... من بعد رسم خرب
بالفتح فيه سكنا ... وكسرها نال الغنى ... والضم مهما أمعنا ... في حرثه المجرب
صاحبني وهو رَشا ... كصحبة الدلو الرِّشا ... حاشاه من أخذ الرُّشا ... في الحكم أو للريب
بالفتح للغزال ... والكسر للحبال ... والضم بذل المال ... للحاكم المستكلب
الريق منه كالزَّجاج ... ولحظه يحكي الزِّجاج ... والقلب مني كالزُّجاج ... واد سريع العطب
بالفتح للقرنفل ... والكسر زج العسل ... والضم ذاك الشغل ... من الزجاج الحلبي
ذلفت نحو الشَّرْبِ ... فلم أدر عن شِربي ... فانقلبوا بالشُّرب ... ولم يخافو غضبي
بالفتح جمع الأشربة ... والكسر ماء شربه ... والضم ماء العنبة ... عند حضور العنب
رام سلوك الخَرْقِ ... مع الطريق الخِرق ... إن بيان الخُرق ... عند ركوب السبب
بالفتح أرض واسعة ... والكسر كف هامعة ... والضم شخص ما معه ... شئ من التهذب
(يُتْبَعُ)
(/)
زاد كثيرا في اللَّحَى ... من بعد تقصير اللِحى ... لما رأى شيب اللُحى ... صرم حبل النسب
بالفتح قول العذل ... والكسر لحي الرجل ... والضم شعرات تلي ... لحي الفتى والأشيب
سار مجدا في الملا ... وأبحر الشوق ملا ... ولبسه من الملا ... فقلت يا للعجب
بالفتح جمع البشر ... والكسر ماء الأبحر ... والضم ثوب العبقري ... مرصع بالذهب
شاكلني بالشكل ... تيمني بالشكل ... وغلني بالشكل ... في حبه والحزب
بالفتح مثل المثل ... والكسر حسن الدل ... والضم قيد البغل ... خوفا من التوثب
صاحبني في صرتي ... في ليلة ذي صرة ... وما بقي في صرتي ... خردلة من ذهب
بالفتح جمع الوهد ... والكسر كثر البرد ... والضم صر النقد ... في ثوبه بالهدب
ضمنته نبت الكلا ... بالحفظ مني والكلا ... فسد قلبي والكلا ... عمدا ولم يراقب
بالفتح نبت للكلا ... والكسر حفظ للولا ... والضم جمع للكلى ... من كل حي في
صارحني بالقسط ... ولم يزن بالقسط ... في فيه عرق القسط ... وعنبر المطيب
بالفتح جار في القضا ... والكسر عدل يرتضى ... والضم عود قبضا ... رخاوة للعصب
ظبي ذكي العرف ... وآخذ بالعرف ... وآمر بالعرف ... سام رفيع الركب
بالفتح عرف طيب ... والكسر صبر يندب ... والضم قول يعجب ... عند ارتكاب الريب
عال رفيع الجد ... أفعاله بالجد ... لقيته بالجد ... كالمعطل المخرب
بفتحها أب الأب ... والكسر ضد اللعب ... والضم بعض القلب ... كان لبعض العرب
غنى وغنته الجوار ... بالقرب مني والجوار ... فاستمعوا صوت الجوار ... ثم انثنوا بالطرب
بالفتح جمع جارية ... والكسر جار داريه ... والضم صوت الداعية ... بويلها والحرب
فأم قلبي أمة ... عند زوال الإمة ... فاستامعوا يا أمة ... بحقكم ما حل بي
بالفتح شيب الرأس ... والكسر ضد الباس ... والضم جمع الناس ... من عجم أو عرب
قولوا لأطيار الحمام ... يبكينني حتى الحمام ... أما ترى يا ابن الحمام ... ما بالهوى من طرب
بالفتح طير يهدر ... والكسر موت يقدر ... والضم شخص يذكر ... بالاسم لا باللقب
ورث ضعفا بالقرى ... منها معان بالقرى ... وذاك في غير القرى ... فكيف عند العرب
بالفتح ظهر الوهد ... والكسر طعم الوفد ... والضم جمع البلد ... كمكة أو يثرب
من لي بأصل الظلم ... أو اصطياد الظلم ... ما عنده من ظلم ... ولا مقال الكذب
بالفتح للأسنان ... وللنعام الثاني ... والظلم للإنسان ... مجلبة للغضب
كالقطر جود كفه ... والقطر سيل حتفه ... والقطر ماء أنفه ... وخده للذهب
بالفتح ضيف سكبا ... والكسر صهر ذو إبا ... والضم عود جلبا ... من عدن في المركب
لما رأيت دله ... وهجره ومطله ... رضيت من حبي له ... مثلثا لقطرب
وابن زريق نظما ... شرحا لما تقدما ... فربما ترحما ... عليه أهل الأدب
أديت فيه واجبي ... في خدمة المخالب ... أحمد ذي المواهب ... وذي الوجارالطيب
من جاءه وأمله ... ينال منه أمله ... يسعد من قد وصله ... من أهل علم الأدب
إما لبحث بحثه ... أو لاختراع أحدثه ... في شرح ذي المثلثة ... بلفظه المهذب
مصليا مسلما ... على النبي كلما ... رقرق برق أو هما ... بالودق مجري السحب
__________________
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 10:57]ـ
....
- فعل أمر للمؤنث من الوفاء: في موعدي يا هند
بارك الله فيكم .. موضوع رائع
وهذا التخصيص للمؤنث لفتة جميلة لأن الأمر للمذكر يكتب ((فِ)) ووزنها ((عِ)):)(/)
الواو التي حقها أن تكتب بماء العينين!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 01:48]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه فائدة طريفة:
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان 6/ 183
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه {خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} (102) سورة التوبة.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات: وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة،
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم،
ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أخد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}.
واختلف أهل العلم في سبب تقديم الظالم في الوعد بالجنة على المقتصد والسابق، فقال بعضهم: قدم الظالم لئلا يقنط، وأخر السابق بالخيرات لئلا يعجب بعمله فيحبط.
وقال بعضهم: قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم. كما قال تعالى: {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} [ص: 24].
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/ 64 و 4/ 1635 ط: الأولى.
ـ[أحمد محمد أحمد حسين]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل الأخوة المشاركين فى هذا المنتدى المبارك بإذن الله تعالى
أحمد الله الذى أعاننى على الإنضمام إليكم وأسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنى بكم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - May-2007, صباحاً 02:30]ـ
وقال بعضهم: قدم الظالم لنفسه؛ لأن أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم لأن الذين لم تقع منهم معصية أقل من غيرهم. كما قال تعالى: {إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} [ص: 24].
وذكره معناه في العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير 1/ 64 و 4/ 1635 ط: الأولى.
اليس ما تحته خط من العصمة.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 05:31]ـ
ربنا ظامنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
يااااكريم ارحمنا برحمتك وتجاوز عنا وثبتنا على الحق
اللهم ارزقنا خشيتك واتباع هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ............ امين
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - May-2007, صباحاً 06:13]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - May-2007, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
أخي زين العابدين وفقك الله
لعله أريد معصية لم يُتب منها
أو كبيرة.
والله أعلم.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 12:08]ـ
شكرا شيخنا عبد الرحمن.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 11:31]ـ
أبا عبدالله ..
هذه الواو تكتب بماء العينين
وهي ـ في الوقت ذاته ـ تُجْري ماء العينين ..
نسأل الله من فضله.
سبحان الله!!
قبل ما أقرأ كلام الشنقيطي
ـ ومنذ زمن ـ
تجيش في النفس أشياء وأشياء عند قراءة هذه الآيات
فجاء كلام الشنقيطي على ما في النفس وزيادة
فلا حرمك الله أجر ذلك ..
وجمعنا بك وبالشيخ وبمن نحب
في جنات ونهر،في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
إن ربي لطيف لما يشاء
إنه هو العليم الحكيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 03:02]ـ
آمين
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو حماد]ــــــــ[10 - May-2007, مساء 07:29]ـ
فائدة جليلة القدر، رحم الله الإمام وجمعنا به في الفرودس الأعلى.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[11 - May-2007, مساء 11:58]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد العامري]ــــــــ[12 - May-2007, صباحاً 01:14]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن.
وهذا الرابط لمن أراد أن يستمع للشيخ _رحمه الله_ يذكر هذه (الواو):
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=31669&scholar_id=83&series_id=1720(/)
ما هو النرد؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 08:28]ـ
السلام عليكم
هل يصح أن يفسر النرد بزهر الطاولة أو كعاب الدومينو؟؟
من يرجع إلى المعنى اللغوي له في القاموس المحيط أو في نيل الأوطار يشكل عليه هذا التفسير
أرجو من عنده علم في بيان حقيقة النرد يتحفنا به؟؟ وهل يصح أن يطلق النرد على زهر الطاولة أو الدومينو ولماذا؟؟
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - May-2007, صباحاً 11:37]ـ
تكلم عن حقيقة النرد وطريقة وسبب تأليفه: ابن خلكان في وفيات الأعيان، والدميري في حياة الحيوان بما لا أظنك تجده عند غيرهما.
فابحث عنه بواسطة الموسوعات.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 01:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
سأبحث إن شاء الله
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 06:59]ـ
راجعت كلام ابن خلكان فوجدته مشابها لما في نيل الأوطار ولا يدل على أنه يطلق على زهر الطاولة أو كعب الدومينو
لم أعثر على حياة الحيوان للدميرى
فهل عندك أخي الفاضل نص كلامه
وهل كلامه يحل الإشكال الذي أسأل عنه
بارك الله فيك
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - May-2007, مساء 09:37]ـ
تعريفُ النردِ:
عرفها صاحبُ " المعجم الوسيط " (2/ 912) فقال: " النردُ لعبةٌ ذاتُ صندوقِ وحجارةٍ وفصين تعتمدُ على الحظِ، وتنقلُ فيها الحجارةُ على حسبِ ما يأتي به الفصُ " الزهرُ " وتعرفُ عند العامةِ بالطاولةِ ".ا. هـ.
وقال ابن منظور في " لسان العرب " (3/ 421): " النردُ معروفٌ: شيءٌ يلعبُ به، فارسي معرب، وليس بعربي، وهو النردشير، فالنردُ اسمٌ عجمي معربٌ، وشير بمعنى حلو ".ا. هـ.
وقال الزبيدي في " تاج العروس " (9/ 219): " يقالُ: " النردشير "، إضافةً إلى واضعهِ أرد شير بن بابك من ملوكِ الفرسِ، وقوله: " شير بمعنى حلو " وهمٌ، فالحلو شيرين كما هو معروفٌ عندهم ".ا. هـ.
وعرفها علي حسين يونس في " الألعاب الرياضية ... أحكامها وضوابطها في الفقه الإسلامي " (ص 252) فقال: " لعبةٌ ذاتُ صندوقٍ وحجارةٍ وفصين " مكعبين صغيرين " تعتمدُ على الحظِ، وتنقل فيها الحجارةُ على حسبِ ما يأتي به الفصُ، وهي المعروفةُ في أيامنا بـ " طاولة الزهر ".
ويقالُ لها " الطبلُ " و " الكعابُ " و " الأرنُ " و " النردشير " و " الكوبةُ ".
وهي معروفةٌ منذُ القدمِ ... وترتبط هذه اللعبة ارتباطاً كبيراً بالمقاهي الشعبيةِ وغيرها. حيثُ تكثر ممارستها من قبل العاطلين عن العملِ أو من يرغب بـ " إضاعةِ وقتهِ " أو ملءِ وقتِ فراغهِ، كما لا تخلو في الكثيرِ من الأحيانِ من المقامرةِ، بحيث تؤدي في كثيرٍ من الأحيانِ إلى حدوثِ النزاعاتِ والخصوماتِ وغيرها من المشاكلِ ".ا. هـ.
http://saaid.net/Doat/Zugail/308.htm
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - May-2007, صباحاً 08:17]ـ
أخي الفاضل
أنا لا أنكر أن هناك من فسر النرد بزهر الطاولة أو كعاب الدومينو
لكن المشكلة عندي أن هذا التفسير حادث أي في هذا العصر مثل المعجم الوسيط أو كما أشرت أخي الفاضل إلى كتاب الألعاب الرياضية ... أحكامها وضوابطها في الفقه الإسلامي فهذا تفسير حادث بينما النرد كما نقل في القاموس المحيط وغيره لعبة قديمة لها مواصفات معينة راجع تفسيرها في نيل الأوطار بينما الطاولة لعبة محدثة لم تكن معروفة في الماضي فكيف نفسر النرد بزهر الطاولة؟؟
فأنا لا أنكر أن هناك من عرف النرد بزهر الطاولة بل الإشكال عندي أن لعبة الطاولة لعبة محدثة بينما النرد لعبة قديمة ومن قرأ تفسير النرد في نيل الأوطار تجده لا ينطبق على زهر الطاولة فكيف نفسر النرد بزهر الطاولة؟؟؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 02:10]ـ
الأخ مجدي بارك الله فيك إذا توصلت لجديد أفدنا ..
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[06 - Jun-2007, مساء 02:56]ـ
الأخ الفاضل ابن العدوي ناقشني في هذا الموضوع على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100009&highlight=%C7%E1%E4%D1%CF
وبصراحة أعجني كلامه واقتنعت به
لكن بقي الإشكال في الدومينو والكوتشبنة(/)
هل "بابا" لغة أعجمية أم عربية صحيحة؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - May-2007, مساء 10:56]ـ
أحسن الله إليكم
قال ابن منظور في اللسان في مادة "بأبأ":
" ... وبأْبأْتُ به قلتُ له بَابَا وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا .... "
ونحوه في مقاييس ابن فارس وسر صناعة الإعراب لابن جني
ويترتب على ذلك مسألة:هل مناداة الابن أباه والأب ابنه بـ "بابا" من التشبه بالغرب فيكون حراما أم لا؟؟
وهل هو من الرطانة بلغة المشركين فيمنع منه إلا للحاجة أم لا؟؟
وقد انتشر بين أوساط الطلبة عندنا أنها لغة أعجمية فرتبوا عليها ما ذكرته
ما قولكم بارك الله فيكم
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 03:07]ـ
قال الجاحظ:والميم والباء أوّلُ مايتهيّأ في أفواه الأطفال، كقولهم: ماما، وبابا؛لأنهما خارجان
من عمل اللسان،وإنما يظهران بالتقاء الشفتين.
البيان والتبين 1/ 62
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 04:36]ـ
الذي يظهر - والله أعلم - أنها عربيَّة، ذكرت في المعاجم العربية، ذكرها غير واحد من الأئمة، منهم الإمام الراغب - رحمه الله - في كتابه مفردات ألفاظ القرآن، قال - رحمه الله - في مادة " أبا "،ص:58: (قولهم: بأبأ الصبي، هو حكاية صوت الصبي إذا قال: بابا).
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Aug-2007, صباحاً 09:40]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
وفي فتاوى اللجنة:
الفتوى رقم (8867)
س: تسأل عن حكم مناداة أمها بلفظ (ماما)، وحكم طاعتها في خلع الحجاب ونحوه.
ج: لا شيء في مناداة الأم بلفظة (ماما)، إلا إذا كرهتها الأم فتنادى بأحب الأسماء إليها. ولا يجوز طاعة الأم في كشف الوجه
(الجزء رقم: 25، الصفحة رقم: 175)
والتبرج في الملابس ونحوها؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ورأيت بعض المشايخ يحرمها بناءً على أنها أعجمية كالشيخ محمد جميل زينو وغيره
وحيث ثبت أنها كلمة عربية لم يكن للتحريم وجه
والله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 08:37]ـ
ولكن الذين ينادون آباءهم وأمهاتهم بلفظة (بابا) و (ماما) اما قلدوا بذلك آباءهم فيما شاع بينهم وصار عرفا متبوعا في بلادهم وكأنه أصبح في نظرهم لفظا معربا أو عربيا لا يجدون فيه غرابة، واما كانوا من الذين علموا أن أصل ذلك في بلادنا كان نقلا عن الغزاة الانجليز والفرنجة ونحوهم لما دخلوا به الينا، وما كان الناس قبل ذلك يقولون الا أبي وأمي العربية * ولكنهم استمروا في مناداة آبائهم بها تحسبا من فتنة تغييرهم لذلك في بيوت آبائهم، حتى اذا ما من الله عليهم هم بالولد جعلوه يناديهم بأبي وأمي، وليس بابا وماما .. فالذين حرموها لأنها مشابهة للكفار نناقشهم فيما اذا كانت الكلمة اليوم مما يختص به الكفار حقا أو هي على هذا اللفظ في لغاتهم! بل انها ومع مشابهتها لما في لغاتهم الا أنها ليست هي هي ألفاظهم، والذين قلدوا فيها قلدوا فيها آباءهم وأهليهم المسلمين اذ وجدوها عرفا شائعا في بلادهم، ولم يتشبهوا فيها بالكفار! فهل يقال لهؤلاء دعوه فهو حرام لأنه من التشبه المحرم؟ فان قلنا أنه حتى والحال كذلك هو من التشبه المحرم ولا فرق، وجب علينا الحكم عليه بذلك دون الالتفات الى اكتشافنا لوجود أصل عربي قديم للكلمة، لأن الذين يستخدمونها أكثرهم لا علم لهم بهذا الأمر أصلا وانما اتبعوا سنة الآباء وقلدوا في هذه كما قلدوا في غيرها من الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبوجود هذا الأصل في كتب اللغة، يكون نهاية الأمر أن نسكت عن (بابا) و (ماما) هذه ولا ننكر على أصحابها ولا نناقشهم فيها، ويحسن أن ننشر هذا الكلام في الاخوة الذين يقعون أحيانا في مشاحنات مع آبائهم اذ يقررون بين عشية أو ضحاها ألا ينادوا آباءهم وأمهاتهم - وقد اعتادوا منهم طوال حياتهم على بابا وماما - الا بأبي وأمي، ويحاولون بلا جدوى - ولا بينة ولا دليل - اقناعهم بأنها حرام وبأنها تقليد للكفار! فنقول لهؤلاء رفقا بأهليكم ومهلا، فلكم أن تواصلوا مناداة أهليكم بهذه الكلمات إذ الأمر قد صار من عرف المسلمين في زماننا، مناداة الأب والأم بهذه الألفاظ في أكثر بلاد المسلمين فلا يستقل به الكفار ولا يقال أنه علامة عليهم يتميزون بها، زد على ذلك ما ترونه الآن من موافقة لهذا الأصل العربي!
ومما يناسب الاشارة اليه في هذا المقام هو أن البلوى قد عمت في بعض بلاد المسلمين بألفاظ ليست من العرف اللغوي، بل هي مما يتعمد أصحابه مشابهة الكفار تعمدا وهو مما يميزهم في لغاتهم، ففيهم من يقول لأبيه (دادي) و PAPA بنطقها الانكليزي، ولأمه (مامي) و Mamma بتشديد الميم الوسطى وهو اللفظ الافرنجي الذي لا يخفى أنه من لغات الافرنج، لا مما شاع في كلامنا! فهؤلاء من لا مرية في نزول حكم التشبه عليهم، ولو تأملت فيهم لوجدتهم يتشبهون بالكفار فيما هو أكثر وأخطر من ذلك، والله المستعان!
------------------
* = وهذا أمر يفتقر فيه الى دليل في الحقيقة، فلا أدري بأي شيء كان المسلمون في مختلف بلاد المسلمين ينادون آباءهم قبل دخول الفرنجة اليهم وتعرضهم بذلك للافتتان بهم وبعاداتهم وأنماط حياتهم! فالعجمة واقعة على ألسنة عامة المسلمين في لهجاتهم منذ قرون بعيدة، وكلما تباعدت الأزمان زادت تلك العجمة وزاد البعد عن ألفاظ العربية وزاد دخول وتسرب ألفاظ الى لسان الناس لم تكن من قبل منه كما هو معلوم، فاذا ما كثر استعمالهم لها، أصبحت من لسان العامة، لا بالضرورة من تقليد الكفار في ألسنتهم! فالأمر يحتاج الى تأمل دقيق .. اذ لا يمكن لنا أن نميز متى بالتحديد دخلت تلك الألفاظ (بابا) و (ماما) الى بلادنا المسلمة أول دخلوها، بل ربما كان وجود هذا الأصل العربي في كتب أهل اللغة دالا على أنها لم تأتنا من الخارج أصلا وانما بقيت مبثوثة فينا منذ أن دخلت ألسنة العرب الى بلادنا وفتحتها بالاسلام .. (أعني بلاد المسلمين التي لم يكن أصل لسانها العربية، فهذه هي التي يلاحظ فيها فشو هاتين الكلمتين)، وأقول لا يمكن لنا أن نحدد بداية ذلك لأننا مهما عثرنا على نص قديم فيه دلالة على وجود تلك الكلمة على ألسنة العامة، أمكن أن يكتشف بعد نص أقدم منه! فالذين يتكلفون من أهل التواريخ ومباحث اللغة - وأعني المتأخرين خاصة والمنتسبين الى الثقافة والفكر ونحوه - ما يسمونه دليلا على أول دخول للفظة كذا الى اللغة الفلانية هؤلاء يتوهمون الدلالة فيما لا دليل فيه! هذا يكثر في كتباتاهم ومصنفاتهم جدا ولا ندري أنى لهم الاستدلال عليه! ان عدم العلم لا يعني العدم!
فحاصل ذلك أننا لا يمكننا أن نحدد متى بالتحديد كان أول دخول لفظة ما الى لسان قوم بعينهم، الا ان جاءتنا أخبار ممن يوثق في خبره ويعتبر بكلامه بأن فلانا هو أول من نشرها في الناس وكانت اذ ذاك غريبة عليهم، ثم شاعت بعد ذلك، وهذا أمر من الندرة والتعذر بمكان، ولا أعلم له - في حدود علمي - مثالا! بل ومن المستحيل أن يتمكن المنقول عنه القول ببداية دخول لفظة ما الى كلام الناس، من أن يثبت أن كل الناس كانوا يستغربونها كما استغربها هو ومن وافقه في زمانه! فالذين يؤرخون لأصول الألفاظ ومنابعها أكثر كلامهم يقوم على النقولات التي لا سند يعتبر لها، ولهم استدلالات شديدة العجب، والله أعلم وأحكم.
والخلاصة أنه ان استطعت يا من تدعي أن لفظة بابا وماما هذه ما صار الناس يتلفظون بها الا تقليدا للكفار، ان استطعت أن تثبت متى كان بداية دخولها الى ألسنتنا في بلادنا، وأنها لم تكن شائعة بيننا قبل ذلك، وأن ذلك كان بسبب رطانة الكفار بها فيما بيننا، أو من افتتنوا بهم في زمان من الأزمنة المتأخرة، فتعال وهات ما عندك وأفدنا! والا فالقول بأنها تقليد لهم لا أرض له يقف عليها! ولا يكفي أن يقال أن مشابهة مخارجها اللغوية للغات الكفار دليل على ذلك فمن السهل اخراج ما يشابهها من كتب أهل اللغة العربية! وحتى وان اتفقنا على أنها كانت في مبتدأ استعمال الناس لها مأخوذة من لسان أعجمي، فمن منهم اليوم اذا ما قالها استشعر فيها عجمة أو تصور أنه بذلك يكون مقلدا للكفار؟؟!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 08:56]ـ
ملاحظة أخرى عنت لي وأنا أتأمل النقل الذي تفضل بسوقه الينا الشيخ الفاضل، أن الظاهر منه أنه في مداعبة الصبية الصغار والأطفال الذين هم في مبتدأ التعرف على ألفاظ اللغة ودون سن اخراج الألفاظ على وجهها الصحيح .. فكأنما يشير المصنف في تعليقه على تلك البأبأة الى كونها من جنس ما يخرج من الصبية الصغار من أصوات ليست هي الكلام الصحيح ولكنها قريبة منه، كمثل قول الصبي غير المميز: "فاحا" يريد "تفاحة" وما أشبه ذلك! فهو في مرحلة تعلم النطق .. هذا ما استشعرته من قول صاحب النقل: " وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا "، فلا يظهر لي أن ذلك دليل على أن غير الصبية - الرجال البالغين - كانوا هم أيضا "يبأبئون" آباءهم ويقولون لهم "بابا" .. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 10:01]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ملاحظة أخرى عنت لي وأنا أتأمل النقل الذي تفضل بسوقه الينا الشيخ الفاضل، أن الظاهر منه أنه في مداعبة الصبية الصغار والأطفال الذين هم في مبتدأ التعرف على ألفاظ اللغة ودون سن اخراج الألفاظ على وجهها الصحيح .. كفأنما يشير المصنف في تعليقه على تلك البأبأة الى كونها من جن ما يخرج من الصبية الصغار من أصوات ليست هي الكلام الصحيح ولكنها قريبة منه، كمثل قول الصبي غير المميز: "فاحا" يريد "تفاحة" وما أشبه ذلك! فهو في مرحلة تعلم النطق .. هذا ما استشعرته من قول صاحب النقل: " وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا "، فلا يظهر لي أن ذلك دليل على أن غير الصبية - الرجال البالغين - كانوا هم أيضا "يبأبئون" آباءهم ويقولون لهم "بابا" .. والله أعلم.
الثابت عندنا والله تعالى أعلم أن اللغة الفصيحة أن يقول الرجل لأبيه يا أبت
أمثلة:
1 - يوسف 4 - 99
2 - مريم 42 - 43 - 44 - 45
3 - الصافات 102
فإذا كان البالغون يبأبئون آباءهم، بعد ما بينه الإخوة الأفاضل، فأقصى شأنه أن يكون نقصا من الفصاحة، ولا ينبغي أن يقال أنه تشبه بالإنجليز والفرنجة:
فأما الانجليز فإن الصبي ينادي أباه Daddy أو على الاختصار Dad
وأما الفرنجة فإن الصبي ينادي أباه Papa على قدر علمي بالفرنسة، وليتفضل إخواننا المغاربة بالتصحيح،
وما أدري لعل الفرنجة أخذوا منا أثناء الحروب الصليبية، مع ما أخذوا من الكلمات
والله تعالى أعلم
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:20]ـ
أنا مع الأخ أبي الفداء
فليس المقصود فيما ورد من نصوص أن هناك كلمة عربية هي كلمة (بابا) ومعناها (أبي)، ولا كلمة هي (ماما) ومعناها (أمي)، بل المقصود - والله أعلم - حكاية صوت الطفل بهما، ولو كان المقصود غير ذلك لأصل أصحاب المعاجم وكتب اللغة الكلمتين وبينوا أصلهما، وكيف صارتا هكذا (بابا) و (ماما)، فهما يشبهان صوت الضحك والبكاء وما شابههما من الأصوات التي تشترك فيها جميع الألسن، وليستا كلمتين عربيتين فصيحتين.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:44]ـ
فائدة جميلة أخي الكريم (أمجد الفلسطيني) ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 02:57]ـ
هذا من حكاية الصوت بيقين ..
وعربية الكلمة لا تثبت بمجرد ننص صاحب معجم ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 08:39]ـ
الشيخ امجد الفلسطيني جزاك الله كل خير على هذه الفائدة
ولك هل المشركين ينادون ابائهم (بابا)؟!! انا شخصياً لم يسبق لي وان سمعت احد غير العرب يقول (بابا)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 08:55]ـ
تلك الكلمة والله أعلم أعجمية وهي إذ تحكى على لسان الأطفال إما لصغرهم وإما لعدم اكتمال آلة النطق لديهم، والكلمة في الفرنسية هي: (pَ ere) ، وفي الإنجليزية ( Father) ، وفي الألمانية ( Vater) ، و في الإسبانية ( Ayah) ، ووردت في كتابات الفلاسفة كأرسطو وغيره باليونانية (???????)، وفي لغة بني إسرائيل (اليهود): (??)
ومن الاستقراء يدرى أن الكلمة غير عربية، وهي إذ تحكى تحكى على لسان الأطفال وبالجملة هي من اللطائف، والحق مع من سار إلى أنها أعجمية لعدم ورودها على لسان ثقة من أهل الاحتجاج والله أعلم.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 04:55]ـ
تلك الكلمة والله أعلم أعجمية وهي إذ تحكى على لسان الأطفال إما لصغرهم وإما لعدم اكتمال آلة النطق لديهم، والكلمة في الفرنسية هي: (pَ ere) ، وفي الإنجليزية ( Father) ، وفي الألمانية ( Vater) ، و في الإسبانية ( Ayah) ، ووردت في كتابات الفلاسفة كأرسطو وغيره باليونانية (???????)، وفي لغة بني إسرائيل (اليهود): (??)
ومن الاستقراء يدرى أن الكلمة غير عربية، وهي إذ تحكى تحكى على لسان الأطفال وبالجملة هي من اللطائف، والحق مع من سار إلى أنها أعجمية لعدم ورودها على لسان ثقة من أهل الاحتجاج والله أعلم.
السلام عليكم ورحمة الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه من التوافقات اللغوية العتيقة في اللغات القديمة، قبل ظهور الفرنسية والإنجليزية وغيرهما من اللغات المتأخرة. ففي اللغات السامية تظهر الصيغة الفصيحة هكذا:
الأكادية: أَبو
الكنعانية: أَب
الآرامية: أبا
قال في اللسان: ((والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء. فالذاهب منه واوٌ، لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ .. والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب)).
قلتُ: وعندنا في الريف المصري ينادي الواحد أباه بـ ((آبا)). ومِن تصرّفات اللهجات العربية إسقاط الهمزة الأولى، كقولهم: ((بُوك)) و ((بَيَّك)) أي ((أبوك)). فمدار الكلمة على صوت الباء المتحرّك، وبه يُفهم تصرّفات لغة الطفولة في كلمة ((بابا))، وهي الظاهرة التي أثبتها عدد من علماء اللغة.
أما القول بأن هذه الصيغة دخلت العربية من اللغات الأخرى فبعيد:
(1) لأن التأثيل يُظهِر أنها أصيلة في اللغة وليست دخيلة.
(2) من الناحية التاريخية، الصيغة العربية أقدم من اللغات الأوربية الحديثة.
ففي معجم التأثيل اللغوي الإنجليزي، كلمة papa:
father, 1681, from Fr. papa, from L. papa, originally a child's word, cf. Gk. pappa (voc.) o father, pappas father
( المصدر ( http://www.etymonline.com/index.php?term=papa))
فالكلمة لم تظهر في الإنجليزية إلا في أواخر القرن السابع عشر، وأخذوها عن الفرنسية. ثم هي ليست أصيلة في الفرنسية بل أخذوها عن اللاتينية. ثم هي ليست في اللاتينية صيغة فصيحة بل صيغةٌ طفوليةٌ، لأن الكلمة الفصيحة التي تعني أباً هي pater. والكلمة مطابقة للصيغة الطفولية اليونانية ????? أما الكلمة الفصيحة التي تعني أباً فهي ???????.
فظَهَر أن هذه الصيغة من التوافقات اللغوية، لا سيما وأن الطفل حينما يبدأ في نطق الأصوات يبدأ بأسهل الأصوات مخرجاً، وهي ظاهرة عامة بين اللغات الإنسانية، ولا تزال ملامحها قائمة في لهجاتنا المعاصرة.
هذا والله أعلى وأعلم
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 07:14]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 02:35]ـ
من الجميل جدا مناقشة الأمر لغويا ومحاولة تأصيل الكلمة، لكن من العجيب إدخال الحرام والحلال هنا، ومع افتراض أن الكلمة أعجمية فما علاقة ذلك بالتشبه بالكفار؟؟ إنني أتعجب ممن يحرم أو حتى يكره ذلك، وأتعجب أكثر من الإخوة الذين يصممون على الإصرار على تعليم أبنائهم مناداتهم بأبي ولا أدري سببا لذلك التصميم فإن كان لتعويدهم على العربية فلماذا تلك الكلمة بالذات دون غيرها من الكلمات الأعجمية الكثيرة التي دخلت العربية وغزت ألستنا، ومن منا يقول هاتف وحاسوب وطبيب؟ قليل جدا وأكثر الناس يقولون تليفون وكمبيوتر ودكتور وهي كلمات دخيلة على العربية ولا حرج مطلقا من ناحية الشرع في استخدامها ومن يقول إن هذا تشبه فقد تشدد وتنطع، ونسي الفرق الرهيب بين حياة السلف البسيطة جدا وحياتنا المعقدة جدا، وهل انتشار اللغات أيام السلف الصالح كعصرنا الآن؟ وهل كانوا قديما يدرسون في مدارسهم الإنجليزية والفرنسية كما نفعل نحن الآن؟
يجب ملاحظة شيء أخير أنه عندنا في مصر عندما يكبر أبناء الإخوة الذين يقولون يا أبي أو يا أبت يصابون بالحرج وسط أقرانهم ويشعرون أنهم غرباء ثم لا يلبثوا أن يتركوا ذلك دفعا للإحراج! وكل هذا لأجل ماذا؟؟ لا أدري
وأخيرا أنصح كل الإخوة الذين يقرءون كلامي أن يعلموا أبناءهم الكلمة المنتشرة في ثقافتهم سواء أكانت بابا أو بابي أو دادي أو أبويا أو أبوي أو آبا كما في صعيد مصر ولا حرج شرعا أبدا ولا تلتفتوا لمن يحرم، ومن دقق النظر لتلك الفتوى التي تحرم قول بابا سيدرك تماما أن كثيرا من كلام المسلمين سيكون محرما ويلزم منها تأثيم كل من يقول كمبيوتر وتليفون ودكتور وبترول وفازه وفيلا وأوكي وبليز ويس ونو إلخ
وآسف على الإطالة
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[10 - Jan-2010, صباحاً 01:58]ـ
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1697&highlight=%C8%C7%C8%C7
ـ[عبدالعزيز المقبل]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 02:19]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر واسع ويوجد كلمات لو قمنا بإحصاءات لها لربما بلغة الآلف أو المئات على أقل تقدير
الأمر يحتاج إلى معالجة من المجتمع بشكل أساس
وهو بالتدريج وهذا رأي الشخصي والله أعلم
ـ[محب الهدى]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 07:51]ـ
موضوع طيب ومفيد
اثناء بحثي عن هذه الكلمة ظهرت لي هذه المفردة - ماما - في اتجاه آخر فقلت من باب الفائدة او المشاكلة ...
في تهذيب اللغة
مه
قال الليث: المَهْمَهُ الخَرْقُ الأملس الواسع. وقال ابن شميل المَهْمَهُ الفلاة بعينها لاماءُ بها ولاأنيس. وأرض مَهَامهُ: بعيدة. وقيل: المَهْمَهُ البلد المُقْفِرُ ويقال مَهْمَهةٌ وأنشد:
في شبه مَهْمهةٍ كأنَّ صُوَيَّها ... أيْدى مخالعة تكفُّ وتنهدُ
وقال الليث: مَهْ زجْرٌ ونهى. وتقول: مَهْمَهت أي قلت له: مَهْ مَه. وأما مَهْما فإن النحويين زعموا أن أصل مهما: ماما، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ، فما الأولى هب ماء الجزاء، وما الثانية هي التي تزاد تأكيداً لحروف الجزاء مثل أينما ومتى وكيفما، والدليل على أنه ليس شئ من حروف الجزاء إلاّ و " ما؟ تزاد فيه. قال الله) وإما تثقفنَّهم في الحرب (الأصل إن تثقفهم: وقال بعض النحويين في مهما: جائز أن يكون مَهْ بمعنى الكَفّ، كما تقول مَهْ أي كُفّ، وتكون ماللشرط والجزاء، كأنهم قالوا: اكْفُفْ، ماتأتنا به من آية، والقول الأول أفْيس، قال أبو بكر ابن الأنباري في مهما: قال بعضهم معنى مه كُفّ ثم ابتدأ مجازياً وشارطاً، فقبال: مايكن من الأمر فإنى فاعل، فَمَهْ في قوله منقطع من " ما ".
وفي كتاب العين
ه: زجر ونهي.
ومهمهت قلت له: مه مه.
والمهمه: الخرق الواسع الاملس.
[وأما " مهما " فإن أصلها: ماما، ولكن أبدلوا من الالف الاولى هاء ليختلف اللفظ.
وفي الجنى الداني في حروف المعاني
الرابع: ألا يتقدم غير ظرف، أو جار ومجرور، من معمول خبرها. فإن تقدم غيرهما بطل العمل، نحو ما طعامك زيد آكل. وأجاز ابن كيسان نصب آكل ونحوه، مع تقديم المعمول.
وزاد بعضهم شرطين آخرين: أحدهما ألا تؤكد بمثلها. فإن أكدت، نحو: ماما زيد قائم، وجب الرفع. قال ابن أصبغ: عند عامة النحويين، وأجازه جماعة من الكوفيين. قلت: وصرح ابن مالك بعملها، في هذه الصورة. ولم يحك في ذلك خلافاً. وأنشد، على العمل، قول الراجز:
لا ينسك الأسى تأسياً، فما ... ما من حمام أحد معتصما
وفي لسان العرب
(مأمأ) المَأْمَأَةُ حِكايةُ صَوْتِ الشاةِ أَو الظَّبْي إِذا وصَلَتْ صَوْتَها
وفيه
مهم) النهاية لابن الأثير وفي حديث سَطيح أزْرَقُ مَهْمُ النابِ صَرّارُ الأذُنُ قال أي حديد الناب قال الأزهري هكذا روي قال وأَظنه مَهْوُ الناب بالواو يقال سَيْفٌ مَهْوٌ أي حديدٌ ماضٍ قال وأََورده الزمخشري أزْرَقُ مُمْهى النابِ وقال المُمْهى المُحَدَّدُ من أَمْهَيْتُ الحَديدةَ إذا حَدَّدْتَها شبَّه بَعيرَه بالنَّمِر لزُرْقة عينيه وسرعة سيره وفي حديث زيد بن عَمْرو مَهْما تُجَشِّمْني تَجَشَّمْتُ قال ابن الأثير مهما حرف من حروف الشرط التي يُجازَى بها تقول مهما تَفَعَلْ أَفْعَلْ قيل إن أَصلها مَامَا فقلبت الألف الأُولى هاء وقد تكرر في الحديث
وفي تاج العروس
وقال أبو النجم من بعدها ما وبعد ما بعدمت * صارت نفوس القوم عند الغلصمت * وكادت ان تدعى امت اراد بعد ما ابدل الالف هاء فلما صارت في التقدير وبعدمه اشبهت الهاء التأنيث في نحو مسلمة وطلحة واصل تلك انما هو التاء فشبه الهاء في بعدمه بها التأنيث فوقف عليها بالتاء كما وقف على ما اصله التاء بالتاء في الغلصمت هذا قياسه وحكى ثلعب مويت ماء حسنه كتبتها والماء الميم ممالة ولا الف ممدودة واصوات الشاة نقله الجوهري هنا ووقد تقدم في حرف الهاء وابن ماما مدينة قال
ياقوت هكذا في كتاب العمر اني ولم يزد * مهمة * وفيها فوائد الاولى قوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفى لهم قال ابن فارس يمكن ان تكون بمعنى الذي وتكون نصبا بتعلم نفس ومن جعلها استفهاما وقراما اخفى بسكون الباء كان ما نصابا باخفى قال الفراء إذا قري ما اخفي ..
وفي مفتاح العلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وما نحو ما تصنع أصنع وتدخل عليها عند قوم ما الإبهامية فتصير ماما فتستشبع فيجعل مهما وعند آخرين تدخل على مذ وإذا في الشعر وإذما، وبسط الكلام في معاني هذه الأسماء موضعه علم المعاني، ولمعنى الشرط في إذا دون إذ حمل الرفع في نحو " إذا السماء انشقت " على نحو ما حمل في إن ذو لوثة لأنا ونظائره، ولنقتصر من النوع الاسمي على هذا القدر وإلا فإن خيط الكلام فيه مما لا يكاد ينقطع.
****************
اما بابا
لسان العرب
(بأبأ) الليث البَأْبَأَةُ قولُ الإِنسان لصاحبهِ بِأَبي أَنْتَ ومعناهُ أَفْدِيكَ بِأَبي فيُشتقُّ من ذلك فعل فيقال بَأْبَأَ بِهِ قال ومن العربِ من يقول وابِأَبَا أَنتَ جعلوها كلمةً مبنِيَّةً على هذا التأْسيس قال أَبو منصور وهذا كقوله يَا وَيْلَتَا معْناهُ يا وَيْلَتي فقلبَ الياءَ أَلفاً وكذلكَ يا أَبَتا معناهُ يا أَبَتِي وعلى هذا توجه قراءة من قرأَ يا أَبَتَ إِني أَراد يا أَبتا وهو يريد يا أَبَتي ثم حذفَ الأَلفَ ومن قالَ يَا بِيَبَا حوَّلَ الهمزة ياءً والأَصل يَا بِأَبَا معناه يَا بِأَبِي والفعل من هذا بَأْبأَ يُبَأْبِئُ بَأْبَأَةً وبَأْبَأْتُ الصبيَّ وبَأْبأْتُ به قلتُ له بأَبي أَنتَ وأُمي قال الراجز وصاحِبٍ ذِي غَمْرةٍ داجَيْتُه بَأْبَأْتُهُ وإِنْ أَبَى فَدَّيْتُه حَتَّى أَتى الحيَّ وما آذَيْتُه وبأْبَأْته أَيضاً وبأْبأْتُ به قلتُ له بَابَا وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا وقال الفَرَّاءُ بَأْبأْتُ بالصبيِّ بِئْباءً إِذا قلتُ له بِأَبي قال ابنُ جِنِّي سأَلت أَبا عليّ فقلتُ له بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ بَأْبأَةً إِذا قلتُ له بابا فما مثالُ البَأْبَأَةِ عندكَ الآن؟ أَتزنها على لفظها في الأَصل فتقول مثالها البَقْبَقَةُ بمنزلة الصَّلْصَلةِ والقَلْقَلةِ؟ فقال بل أَزِنُها على ما صارَت إليه وأَترك ما كانت قبلُ عليه فأَقولُ الفَعْلَلة قال وهو كما ذكر وبه انعقادُ هذا الباب وقال أَيضاً إِذا قلت بأَبي أَنتَ فالباء في أَوَّلِ الاسمِ حرفُ جر بمنزلة اللامِ في قولكَ للّه انتَ فإِذا اشتَقَقْتَ منهُ فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتِياًّ اسْتَحَالَ ذلك التقدير فقلت بَأْبَأْتُ به بِئباءً وقد أَكثرت من البَأْبأَة فالباء الآن في لفظِ الأصل وإِن كان قد عُلم أَنها فيما اشْتُقَّت منهُ زائدةٌ للجَرِّ وعلى هذا منها البِأَبُ فصارَ فِعْلاً من باب سَلِسَ وقَلِقَ قال يا بِأَبِي أَنْتَ ويا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بمنزلةِ الضِّلَعِ والعِنَبِ وَبَأْبَؤُوه أَظْهَروا لَطافَةً قال
إِذا ما القبائِلُ بَأْبَأْنَنا ... فَماذا نُرَجِّي بِبئْبائِها؟
وكذلك تَبأْبؤُوا عليهِ والبَأْباءُ ممدودٌ تَرْقِيصُ المرأَة ولدَها والبَأْباءُ زَجْرُ السِّنَّوْر وهو الغِسُّ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي لرجلٍ [ص 26] في الخَيْل
وهُنَّ أَهلُ ما يَتمازَيْن ... وهُنَّ أَهلُ ما يُبَأْبَيْن .........
وفيه
(يأيأ) يَأْيَأْتُ الرَّجلَ يَأْيَأَةً ويَأْياءً أَظْهَرْتُ إِلطافَه وقيل إِنما هو بَأْبَأَ قال وهو الصحيح وقد تقدَّم ويَأْيَأَ بالإِبلِ إِذا قال لها أَيْ ليُسَكِّنَها مقلوب منه ويَأْيَأَ بالقَوْمِ دعَاهُم واليؤْيُؤُ طائرٌ يُشبِهُ الباشَقَ مِن الجَوارِحِ والجمع اليَآيِئُ
وجاءَ في الشعر اليَآئِي قال الحسن بن هانئ في طَرْدِيَّاتِه
قَدْ أَغْتَدي والليلُ في دُجاهُ ... كَطُرَّة البُرْدِ عَلى مَثْناهُ
بِيُؤْيُؤٍ يُعجِبُ مَنْ رَآهُ ... ما في اليَآئِي يُؤْيُؤٌ شَرْواهُ
وفيه
(موم) المَوْماةُ المَفازةُ الواسعة المَلْساء وقيل هي الفلاة التي لا ماءَ ولا أَنِيسَ بها قال وهي جماع أَسماء الفَلَوات يقال عَلَوْنا مَوْماةً وأرضٌ مَوْماةٌ قال سيويه هي
(يُتْبَعُ)
(/)
(* كذا بياض بالأصل) ولا يجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير يعني نحو الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ والجمع مَوامٍ وحكاها ابن جني مَيامٍ قال ابن سيده والذي عندي في ذلك أنها مُعاقَبة لغير علّة إلا طلبَ الخفَّة التهذيب والمَوامِي الجماعةُ والمَوامِي مثلُ السَّباسِب وقال أبو خَيْرة هي المَوْماءُ والمَوْماةُ وبعضهم يقول الهَوْمةُ والهَوْماةُ وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ وقال المبرد يقال لها المَوْماةُ والبَوْباةُ بالباء والميم والمُومُ الحُمَّى مع البِرْسامِ وقيل المُومُ البِرْسامُ يقال منه مِيمَ الرجلُ فهو مَمُومٌ ورجل مَمُومٌ وقد مِيمَ يُمامُ مُوماً ومَوْماً من المُومِ ولا يكون يَمُومُ لأنه مفعولٌ به مثل يُرْسِمَ قال ذو الرمة يصف صائداً إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً منْ سَنابِكِها أَو كانَ صاحِبَ أَرضٍ أَو به المُومُ فالأَرض الزُّكامُ والمُومُ البِرْسامُ والمُومُ الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ وقال الليث قيل المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ ومعناه أن الصيّاد يُذْهِبُ نَفَسَه إلى السماء ويَفْغَر إليها أبداً لئلا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ وشُبِّهِ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأن البِرْسامَ مُفْغِر والزكام مُفْغِر والمُومُ بالفارسية الجُدَرِيّ الذي يكون كله قُرْحة واحدة وقيل هو بالعربية ابن بري المُومُ الحُمَّى قال مُلَيح الهذلي بهِ مِن هَواكِ اليومَ قد تَعْلَمِينَه جَوًى مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وفي حديث العُرَنِيِّين وقد وقع بالمدينة المُومُ هو البِرْسامُ مع الحُمَّى وقيل هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِيّ والمُومُ الشَّمَعُ معرَّب واحدته مُومة عن ثعلب قال الأَزهري وأَصله فارسي وفي صفة الجنة وأَنهار من عَسَلٍ مُصَفَّى من مُومِ العسَلِ المُومُ الشَّمَعُ معرّب والمِيمُ حرفُ هجاءٍ وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائداً وقول ذي الرمة كأَنَّها عَيْنَها منها وقد ضَمَرَتْ وضَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضا مِيمُ قيل له من أَين عرفت المِيمَ؟ قال والله ما أَعرفها إلاّ أَني خرجت إلى البادية فكتب رجلٌ حرفاً فسأَلتُه عنه فقال هذا المِيمُ فشبَّهتُ به عينَ الناقة وقد مَوَّمَها عَمِلَها قال الخليل الميمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت في اضطرار الشعر جاز قال الراجز تخال منه الأَرْسُمَ الرَّواسِما كافاً ومِيمَيْنِ وسِيناً طاسِما وزعم الخليل أَنه رأَى يمانيّاً سئل عن هجائه فقال بابا مِمْ مِمْ قال وأَصاب الحكاية على اللفظ ولكن الذين مدُّوا أَحسنوا الحكاية بالمَدَّة قال والمِيمانِ هما بمنزلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْنِ قال وكان الخليل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إِذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت قال والميم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هي التي في حَيِّزَيْنِ حَيِّز الفاء والآخر حيِّز اللام وجعلها في التأْليف الحرفَ الثالث للفاء والباء وهي آخر الحروف من الحيِّز الأَول قال وهذا الحيِّز شفويٌّ النهاية لابن الأَثير وفي كتابه لوائل بن حُجْر مَنْ زنى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب فقلب النون مِيماً أَما مع بِكْر ملأَنَّ النون إِذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب ميماً في النطق نحو عَنْبر وشَنْباء وأَما مع غير الباء فإِنها لغة يمانية كما يبدلون الميم من لام التعريف ومَامةُ اسم ومنه كعب بن مامة الإِيادِيّ قال أَرضٌ تخيَّرَها لِطِيبِ مَقيلِها كعبُ بنُ مامةَ وابنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سيده قضينا على أَلف مامةَ أَنها واو لكونها عَيْناً وحكى أَبو علي في التذكرة عن أَبي العباس مامة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ كذا حكاه بالتخفيف قال وهو عنده فُعَال قال فإِذا صحّت هذه الحكاية لم يُحْتَجْ إِلى الاستدلال على مادة الكلمة ومامةُ اسم أُمّ عمرو بن مامةَ ...
وفي تاج العروس
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ: ومن العَرَبِ من يقول: وا بِأَبَا أَنتَ جعلوها كلمةً مبنيَّةً على هذا التأسيس. قالَ أَبو منصورٍ: هذا كقوله: يا وَيْلَتا معناه: يا وَيْلَتي فقُلِبت الياءُ أَلفاً وكذلك يا أَبَتا معناه يا أَبَتي ومن قالَ: يا بِيَبَا حوَّلَ الهمزةَ ياءً والأَصل يا بِأَبَا معناه يا بِأَبي. وبَأْبَأْتُهُ أيضاً وبَأْبَأْتُ به: قلت له: بَابَا. وقالوا: بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوه إذا قالَ له: بَابَا. وبَأْبَأَه الصَّبِيُّ إذا قالَ له: بَابَا. وقال الفَرَّاء: بَأْبأْتُ الصبيَّ بِئْباءً إذا قلْت له: بأَبي. وقال ابن جِنِّي: سأَلتُ أَبا عليٍّ فقلتُ له: بَأْبأْتُ الصبيَّ بَأْبَأَةً إذا قلت له: بَابَا فما مِثال البَأْبَأَةِ عندكَ الآن؟ أَتَزِنُها على لَفْظِها في الأَصل فتقول: مِثالُها البَقْبَقَة فقال: بل أَزِنُها على ما صارتْ إليه وأَترك ما كانت قبلُ عليه فأَقول: الفَعْلَلَة. قالَ: وهو كما ذَكَر وعليه انعقادُ هذا الباب. والبُؤْبُؤُ كهُدْهُدِ وفي نسخة كالهُدهد قالوا: لا نَظير له في كلام العرب إِلاَّ جُؤْجُؤ ودُؤْدُؤ ولُؤلُؤ لا خامس لها وزاد المصنِّف: ضُؤْضُؤ وحكى ابن دِحْيَة في التنوير سُؤْسُؤ: الأَصلُ كما في الصحاح وقيل: الأَصلُ الكَريمُ أَو الخَسيسُ وقال شَمِر: بُؤْبُؤُ الرجلِ: أَصلُه. وأَنشد ابنُ خالَوَيه لجرير:
" في بُؤْبُؤِ المَجْدِ وبُحبوحِ الكَرَمْ وأمَّا أَبو عليٍّ القالي فأَنشده:
" في ضِئْضِئِ المجد وبُؤْبُوءِ الكَرَمْ وعلى هذه الرواية يَصحُّ ما ذكره من أنَّه على مثال سُرْسُور بمعناه قال: وكأَنهما لُغتان. والبُؤْبُؤُ: السَّيِّدُ الظَّريفُ الخفيفُ. والأُنْثى بهاءٍ نقله ابنُ خالَوَيه. وأَنشد قول الراجز في صِفة امرأةٍ:
" قدْ فاقَتِ البُؤْبُؤَ والبُؤَيْبِيَهْ والجِلْدُ منها غِرْقِئُ القُوَيْقِيَهْ والبُؤْبُؤُ: رأسُ المُكْحُلَةِ وسيأتي في يُؤْيُؤ أنه مصحَّف منه. والبُؤْبُؤُ: بَدَنُ الجَرادَةِ بلا رأْسٍ ولا قوائمَ. وإِنسانُ العَيْنِ وفي التهذيب: عَيْنُ العَيْنِ. وهو أَعَزُّ عليَّ من بُؤْبُؤِ عيني. والبُؤْبُؤُ: وَسَطُ الشيء كالبُحْبوحِ. وكَسُرْسورٍ ودَحْداح الأَخير من المُحكم: العالِمُ المُعَلِّمُ. وتَبَأْبَأَ تَبَأْبُؤاً: عَدا نقله أَبو عُبيد عن الأُمويِّ. وممَّا يستدرك عليه: بَأْبَأَ الرجلُ: أَسرَع نقله الصَّغانيُّ عن الأَحمر. والبَأْبَاءُ: زَجْرُ السِّنَّوْرِ. قاله الصَّغانيُّ
وفيه
وبَابَا: مَوْلًى لِلْعبَّاسِ بن عبْدِ المُطَّلبِ الهاشِمِيِّ
وبابا أَيْضاً موْلًى لعائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ رَضِيَ اللهُ عنْهُمَا. وعبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَابَا أَو بأْبَاهُ بزِيادةِ الهَاءِ وعبْدُ اللهِ بْنُ بَابَا أَو بابَى بإِمالَةِ الباءِ إلى الياءِ أَو هو بَابَيْه بالهاءِ تَابِعِيُّون
وبابُويةُ جَدُّ أَبِي الحسَن عليِّ ابْنِ مُحَمَّدِ بْن الأَسْوَارِيِّ بالفَتْحِ ويُضَمُّ إلى أَسْوارِيَّةَ: قَرْيةٍ من أَصْبهَانَ أَحدُ الأَغْنِيَاءِ ذُو وَرعٍ ودينٍ روَى عنِ ابنِ عِمْرانَ مُوسَى بن بَيان وعنه أَحْمَدُ الكَرَجِيُّ قَالَهُ يَحْيَى كَذَا فِي المُعْجَم لياقوت
وفيه
فحملت برة واحتملت فجاز كان أصله اننا فكثرت النونات فحذفت احداها وأنى كحتى قرية بواسط منها أبو الحسن على بن موسى بن بابا ذكره المالينى رحمه الله ..
وسامحوني على الاطالة ولكني نقلتها لعل اهل النظر يجدون فيه كبير فوائد لا فائدة يغدقون عليها من حياضها ...
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[16 - Jan-2010, صباحاً 09:36]ـ
للأستاذ الدكتور محمد حسان الطيان عضو مجمع اللغة العربية بدمشق
ورئيس قسم اللغة العربية بالجامعة المفتوحة بالكويت
مقالة بعنوان: (الشاعر الأميري ... وكلمة "بابا")
ناقش فيها لفظة (بابا) وهل هي عربية أو أعجمية!
وقد نشرت مقالته في موقعنا الألوكة وهي على هذا الرابط:
[ http://www.alukah.net/articles/1/502.aspx]
وسأقتطع منها هذه الفقرات:
ومع ذلك فقد أنكر قوم على شاعرنا استعماله كلمة "بابا" في هذه القصيدة, وذهبوا في ذلك كل مذهب.
إذ كيف يجوز لفصيح مثله أن يستعمل كلمة عامية؟؟
بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطَنَ بكلمة أعجمية؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟
كان من سوالف الأقضية أني حضرت حفلا بهيجاً .. ضمَّ ثلَّةً من العلماء والأعيان والأفاضل، وتقاطَرَ فيه الخطباء يتحفوننا بأفانينَ من القول والوعظ والإرشاد، وكان منهم خطيب فاضل أديب* ( http://www.alukah.net/articles/1/502.aspx#_ftn1) استهلَّ كلمته وما أحسن ما استهلها بقصيدة الأميري هذه, وما إن وصل الخطيب إلى كلمة بابا في القصيدة حتى همس لي صاحبي بالجَنْبِ في أذني يسأل مستنكراً: أليست كلمة بابا أعجمية؟ فأشرت إليه أن لا، وتابعت الاستماع مستمتعاً بالقصيدة والخطبة، ثم بدا لي أن أنبِّه على أصالة هذه الكلمة في العربية فقمت شِبْهَ خطيب, وعلّقت على الأستاذ الأديب, مبيناً أن كلمة بابا عربية الأصل كريمة النِّجار والمَحْتِد مستدلاً بما جاء في المعاجم العربية من أنه: (بأبأ الصبيُّ إذا قال بابا). وكثر الهمس والتعليق، وتعدّى صاحبي بالجَنب إلى أصيحابٍ جُنُبٍ, بل إلى أساتذة أجلاء, ما كانوا ليوافقوني على ما ذهبت إليه بعد أن أتى عليهم حين من الدهر يسمعون هذه الكلمة تتردد على ألسنة أعجمية أو ترطَن بها ألسنة عامية لا عهد لها بالفصحى وأهلها.
وأدركت لتوّي أن ما سقته من حديث المعاجم في تلك العجالة لم يُجْدِ عندهم نفعاً, ولم يجِدْ لديهم مقنعاً، في أصل كلمة غَبَر على الناس زمان يعتقدون فيه أنها أعجمية تسرّبت إلينا من اللغة الفرنسية ( papa) أو من غيرها, بل لقد نادى بعض الخواصّ بإلغاء تعليمها لأطفالنا في مراحل تعليمهم الأولى لما تحمله من أوضار العجمة!
وإن تعجَبْ فعجَبٌ أمرُ مَن يُنكرُ وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يُعجزه استخراجُها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أوتحت أيِّ أصلٍ تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم اللسان لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلامَ التالي:
( ... وبأبأتُهُ أيضاً، وبأبأتُ بِهِ قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبيُّ إذا قال له بابا. وقال الفرّاء: بأبأتُ بالصبيِّ بِئْباءً إذا قلت له: بِأَبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلتُ له: بأبأتُ الصبيَّ بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثالُ البأبأةِ عندك الآن؟ ... ) [لسان العرب (بأبأ)].
وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في قاموسه والزبيدي في تاجه، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط].
ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري (119 - 215هـ وهو المعنيُّ بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة):
(قال العنبريّون بأبأ الصبيُّ أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبيُّ أمه فهو يُمأمئُها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبيَّ دأدأةً إذا سكتُّه تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254].
وجاء في رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ):
(ومنه أن تجيءَ اللفظة يُرادُ بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاقِ وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص31].
وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة):
(بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبيُّ أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/ 133].
ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول, وطالبوني بنصٍّ عربي قديم وردت فيه لفظة بابا على نحو صريح لا لبسَ فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّبُ وأنقِّرُ في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعِمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله.
وربَّ رميةٍ من غير رام، فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها:
وكانتْ جارةً للحُو رِ في الفردوس أحقابا
فأمسَتْ وهْيَ في الدنيا وما تألفُ أترابا
لها لُعَبٌ مصفَّفَةٌ تُلقبُهُنَّ ألقابا
تنادي كلّما رِيعت مِن الغِرّةِ يا بابا
[جاءت في الأصل: (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص16، 18].
وما كان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه, لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله, ولما التأم المجلس سألته عن كلمة بابا وأصالتها في العربية, فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي - وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله - إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجا بذكر الجاحظ لها في البيان والتبيين, غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه, ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف, فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم!
ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خِصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق و التوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين في علم اللسانيات الحديث والقديم أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/ 46 - 47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18).
دع ذا وتدبَّر معي بنية لفظة بابا تجدها تعتمد على حرف الباء، وهو حرف شفوي سهل النطق طيّع المخرج، ولذا سارع الطفل إلى ترديده والمَذْلِ به، فكان أول الحروف تردداً بين شفتيه وكذا حرف الميم، وقد علَّل علماء الصوت ذلك بأن الطفل يرى حركة الشفتين حين يسمع هذه الأصوات من أمه أو أبيه، في حين ذهب الدكتور إبراهيم أنيس إلى أن عضلات النطق بهذه الأصوات هي نفس العضلات التي يستخدمها في الرضاعة [الأصوات اللغوية 216 - 217 وانظر كتاب الألسنية ولغة الطفل العربي لجورج كلاس ص80. وفقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد ص131] يستوي في ذلك الطفل العربي مع الأعجمي، والتركي مع البربري، فلا غرو بعد ذلك إن وجدت هذه اللفظة في كثير من اللغات العالمية، ولا ضير على العربية إن اشتركت في استعمال لفظ ما مع غيرها من اللغات.
جاء في تكملة المعاجم العربية لدوزي: (وبابا بالبربرية والتركية: الأب (ابن بطوطة 2/ 416) وكذلك هي في لغة الفولة أو الفولان أو فلان (هجسون) وكذلك في العربية (شيرب لغة العرب 32، ومحيط المحيط)). [معجم دوزي 1/ 225 - 226].
على أن ما يدور في فلك بحثنا هذا هو التأكيد على أن أسلافنا العرب الفصحاء الذين عنهم أخذت اللغة حاكَوا أطفالهم فيما تردد بين شفاههم كما تؤكد معظم النقول السابقة، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يحاكوا ما هو أقلُّ من الطفل منزلةً وفصاحةً، وهي الأنعام والسوائم على اختلاف أنواعها؟ بلى فقد حاكَوا صوتَ الغراب فقالوا: غاقِ، ودعَوا الحمارَ للشرب فقالوا: سَأْ. ومن أمثلتهم: (قفِ الحمار على الردهة ولا تقل له سَأْ) [جمهرة اللغة 3/ 293. والرواية في مجمع الأمثال 2/ 94 (قرِّبِ الحمار من الردهة ... ) يضرب للرجل يعلم ما يصنع]، وزجروا البغل فقالوا: عَدَسْ، وعليه شاهد النحاة المشهور:
عَدَسْ، ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ أمنتِ وهذا تحملينَ طليقُ
[انظر في أسماء الأصوات: شرح المفصل 4/ 15 وشرح الكافية 2/ 79 وجامع الدروس العربية 1/ 192 والنحو الوافي].
بل لقد تعدَّوا ذلك إلى تسميةِ صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه، فسمَّوا الغرابَ غاقِ، والبغلَ عَدَسْ، وعلى ذلك قول الشاعر:
إذا حملتُ بدني على عَدَسْ
على الذي بين الحمارِ والفَرَسْ
فلا أبالي مَنْ غزا ومَنْ جَلَسْ
[جامع الدروس العربية 1/ 163، وشرح المفصل 4/ 79]. وزادوا فألحقوا أسماء الأصوات بأشرف الكلمات أي بالأسماء ليكون أدل على دخولها في ظاهر أقسام الكلمات فصرفوها تصريفَ الأسماء [انظر شرح الكافية 2/ 81].
ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين, كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[20 - Jan-2010, مساء 05:05]ـ
الله ينور دربك يا أبا أحمد، ليت من يصر على تخطئتها يعي هذا الكلام
وشكرا مرة أخرى يا بابا
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 05:13]ـ
نقاش رائع واصلوا بارك الله فيكم.
ـ[مؤيد اللبان]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 01:22]ـ
جزاك الله خيراعلى اثارة هذا السؤال
ـ[رعد الصباح]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 11:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالي و بركاته
الثابت عندنا والله تعالى أعلم أن اللغة الفصيحة أن يقول الرجل لأبيه يا أبت
أمثلة:
1 - يوسف 4 - 99
2 - مريم 42 - 43 - 44 - 45
3 - الصافات 102
فإذا كان البالغون يبأبئون آباءهم، بعد ما بينه الإخوة الأفاضل، فأقصى شأنه أن يكون نقصا من الفصاحة، ولا ينبغي أن يقال أنه تشبه بالإنجليز والفرنجة:
فأما الانجليز فإن الصبي ينادي أباه daddy أو على الاختصار dad
وأما الفرنجة فإن الصبي ينادي أباه papa على قدر علمي بالفرنسة، وليتفضل إخواننا المغاربة بالتصحيح،
وما أدري لعل الفرنجة أخذوا منا أثناء الحروب الصليبية، مع ما أخذوا من الكلمات
والله تعالى أعلم
سلمت يداك أخي بارك الله فيك و في الأخوة علي هدا الطرح الموفق و الدي يناقض آراء المدعين بإزاحة الكلمة و لكن الأرجح أن هده البأبأ تكون عند الطفل الغير بالغ الدي يتعلم الأصوات فيكررها و الله أعلم
ـ[حسام الدين أبو عبد الرحمن]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 09:39]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
فلعله قد اتضح لنا الحق بعد كل هذه المناقشات المتنوعة و التي عمت بالفوائد واللطائف فنشكر صاحب إشارة البدء و المشاركين، ثم أتحفكم بهذه اللطيفة الحديثية و التي أوردها ابن حبان رحمه الله في مقدمة كتاب المجروحين من المحدثين حيث قال:حدثني ابن زهير بتستر قال: حدثنا عيسى بن شاذان قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: كان صبيان و فقراء الحي يسمون شعبة "بابا بابا"من كثرة ما كان يعطيهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Feb-2010, مساء 11:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
فائدة لطيفة جدا بارك الله فيك
ـ[الجباري]ــــــــ[09 - Feb-2010, صباحاً 12:12]ـ
مسك الختام في قضية بابا و ماما أنها
- من مناداة الصبيان و ينبغي للكبار ان يترفعوا عن هذا النداء، لأن العرب قديما و الى عهد قريب جدا كانوا يدعون والديهم أبي و أمي، و بذلك وصلتنا الأخبار عن القرآن و احاديث المصطفى المختار، وتراث العرب شعرا ونثرا .. فقد استعمل القرآن الكريم لفظ " أبت" مرات، وذكر في الحديث مثلها ...
- ان الناس في بلدنا (المغرب) انما سمحوا لأبنائهم بمناداتهم بابا و ماما، تاسيا بالغربيين - لا محالة و لا شك البتة، وقد تأثرنا في منطقتنا (طنجة) شمال المغرب بالإسبان، و اولادهم ينادونهم papa و mama و تأثر باقي المغاربة بالفرنسيين، و صبيانهم يقولون في النداء للأب papa وللأم maman ، بزيادة n على الإسبانية و الإيطالية ... و ضعفاء المسلمين مولعون بتقليد الأجنبي في كل شيئ حتى في الأسماء و الفاظ الدعاء ... بعد ان قلدوهم في المأكل و المشرب و الملبس .. فليس غريبا بعد هذا ان تكون اللفظتان غربيتين، ونحن نستعمل اليوم مئات الكلمات في كلامنا اليومي، و نخجل و لا نستغرب من ذلك ... فلله من قبل و من بعد .. و قريبا قالوا: وكم عز قوم بعز لغات .. ونقول اليوم: كم ذل قوم بذل لغات(/)
سؤالٌ نحْوي، في مسألةٍ لطيفةٍ، وجائزةٌ فوريّةٌ لمن يجيبُ عنها
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 12:17]ـ
سنَّ بعضُ إخواني من المشرفينَ – متّعهم الله بالعافيةِ ووصلهم بالرّضا - سُنّةً حسنةً في هذا المجلسِ المباركِ، عندما وضعوا شيئاً من الأسئلةِ العلميّةِ النافعةِ المشتملةِ على غموضٍ في مسلكِ الجوابِ، ترويضاً للذهنِ، وحثّاً على النظرِ والتأمّلِ وإعمالِ الفكرِ، مع التعوّدِ على البحثِ في أسفارِ العلمِ ودواوينِ المعرفةِ، وهذه من أدواتِ العقلِ الوقّادِ، والذهنِ اللمّاحِ، ومن مواردِ النبوغِ، ومظانِّ البلوغِ.
ومن هذا المنطلقِ، أحببتُ مشاركتهم، والتطفّلَ على موائدهم، بطرحِ سؤالٍ مشتمل على مسألةٍ دقيقةٍ من مسائلِ النحوِ، لم يُشر إليها أحدٌ من أئمة النحاةِ، إلا عالماً واحدَ جسر على القولِ فيها، وخاضَ فيما أحجمَ عنهُ من سبقهُ، مع أنّهم علّلوا بمثلِ تعليلهِ، وأوضحوا قريباً من إيضاحهِ، غير أنهم غمغموا وأسرّوا، بينما دوّى هو بها وصرّحَ عنها.
والسؤالُ هو: كم وجهاً يحتملهُ إعرابُ هذه الجملةِ: " بنى زيدٌ بيتاً "، مع التعليل والتوجيهِ.
وهناك عددٌ من المؤلفاتِ النافعةِ، يحقُّ لأوَّلِ من يُجيبُ الجوابَ الصحيحَ أن يختارَ أحدها، أمّا إن كانت موجودةً لديهِ سلفاً فله حقُّ اختيارِ غيرها بنفس قيمتها، والكتبُ هي:
1 - الإنصافُ، والشرحُ الكبيرُ، بتحقيق الشيخ الدكتور عبدالله التركي.
2 - البدايةُ والنهايةُ، بتحقيقه أيضاً.
3 - تفسير القرطبيِّ، بتحقيقهِ كذلكَ.
4 - مصنّفُ ابن أبي شيبةَ، بتحقيقِ الدكتور محمّد عوّامة.
ولعلّي أجعلُ المدّة خمسة أيامٍ، إن رأيتم ذلك، والأمر إليكم.
تنبيهٌ: يمنعُ مشاركةُ المشرفين:) أليس كذلك؟.
مع تمنيّاتي للجميعِ بالتوفيقِ.
والله يحفظكم ويرعاكم.
أخوكم: فتى.
ـ[جود]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 12:50]ـ
الأستاذ الفاضل فتى:
لم أتمكن من الرجوع للمصادر التي وضعتها وتبادر إلى ذهني أن لها ثلاثة أوجه:
الأول الوارد في السؤال بنى زيد بيتا فعل وفاعل ومفعول به
والوجه الثاني أن يبنى الفعل للمجهول فتكون الجملة بُني بيتُ زيد فبيت نائب فاعل وزيد مضاف إليه
الوجه الثالث: أن نجعل فاعل بنى مستترا فتكون الجملة بنى بيت زيد وبيت مفعول به وزيد مضاف إليه
والله أعلم
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 01:07]ـ
أختي الكريمة جود: الظاهر من السياق أن الكتب المذكورة هي جوائز المسابقة، وليست مراجعها، فتنبهي بارك الله فيك.
ـ[إبراهيم الدبيان]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 01:25]ـ
هل أستطيعُ طلبَ المساعدةِ من أحد، أم يجبُ أن تكونَ الإجابة مني فقط؟!
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 06:49]ـ
أنا إجباتي مثل إجابة أبو مالك العوضي، ولكني سبقته في وضع هذه المشاركة؛ فالنتيجة: أنَّ الجائزة لي.
انتهت المسابقة!
:)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 08:37]ـ
الأفضل أن ترسل الإجابة على الخاص لفتى، ولاتكتب في الموضوع نفسه حتى تعطى فرصة للإخوة للبحث والمراجعة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - May-2007, صباحاً 10:23]ـ
أنا إجباتي مثل إجابة أبو مالك العوضي، ولكني سبقته في وضع هذه المشاركة؛ فالنتيجة: أنَّ الجائزة لي.
انتهت المسابقة!
:)
إذن فقد خسرتَ الجائزة يا شيخنا (ابتسامة)، وذلك لسببين:
- الأول: أن حظي السيء (أقصد الحسن) أنني أحد المشرفين
- الثاني: أنني حقا لا أعرف الجواب (ابتسامة)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 02:20]ـ
والسؤالُ هو: كم وجهاً يحتملهُ إعرابُ هذه الجملةِ: " بنى زيدٌ بيتاً "، مع التعليل والتوجيهِ.
أخشى أن يكون الجواب مثل هذا (مبتسم):
قال السيوطي في بغية الوعاة ـ في ترجمة شيخه الكافيجي ـ: لأزمته أربع عشرة سنة، فما جئته من مرة إلا وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك، قال لي يوما ما إعراب زيد قائم؟!
فقلت: قد صرنا في مقام الصغار ونسأل عن هذا!
فقال لي: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا!
فقلت: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها فكتبتها منها.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 02:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بما أنّ الشيخ أبا مالك لا يعرف الجواب
فسأذكرُ له وجهاً واحداً:) مساعدة له وتقريباً للجواب ليكمل هو المشوار من بعدي:) ثم نتقاسم الجائزة:) الوجه هو:
بنى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدّر على الألف منع منظوره التعذّر
زيدٌ: فاعلٌ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
بيتاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وشكراً
ـ[نور الفجر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 04:35]ـ
سنُّ بعضُ إخواني من المشرفينَ – متّعهم الله بالعافيةِ ووصلهم بالرّضا - سُنّةً حسنةً في هذا المجلسِ المباركِ
أخي فتى الأدغال
بما أنك تسأل في مسألة دقيقة في النحو .. أجدني أتأمل حروف وسطور كلماتك ..
فهل كلمة (سنُّ) هذه لها وجه في اللغة أيضا .. أفدنا ..
ولعلها خطأ مطبعي ..
والصحيح: سنَّ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتعلم]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 04:57]ـ
أخي فتى الأدغال
بما أنك تسأل في مسألة دقيقة في النحو .. أجدني أتأمل حروف وسطور كلماتك ..
فهل كلمة (سنُّ) هذه لها وجه في اللغة أيضا .. أفدنا ..
ولعلها خطأ مطبعي ..
والصحيح: سنَّ ..
لا شك أنه مطبعي، والتجافي عن مثله من سَنَن الكرام.
ـ[نور الفجر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 05:22]ـ
لا شك أنه مطبعي، والتجافي عن مثله من سَنَن الكرام.
أخي الكريم:
والله أنا من المعجَبين بالشيخ فتى الأدغال، وأسأل الله أن يوفقه، وأحببتُ المزحَ معه .. فإن كان هذا المزح قاسيا فأعتذر عن ذلك.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 06:07]ـ
بما أن الجوائز ثمينة، فلا أظن الإجابة سهلة، خاصة بعد أن قال أبو مالك (لا أعلم)!!!
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:01]ـ
أخي الكريم:
والله أنا من المعجَبين بالشيخ فتى الأدغال، وأسأل الله أن يوفقه، وأحببتُ المزحَ معه .. فإن كان هذا المزح قاسيا فأعتذر عن ذلك.
التنبيه على الخطأ مطلوب، ولا أظنه يغضب أحداً، لهذا جرى تعديله من قبل الإشراف لأنه كما يبدو خطأ طباعي.
ـ[أبو حماد]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 07:09]ـ
تنبيه: معرف " فتى الأدغال " فيه مشكلة، والمشرف الفني يعمل على إنهائها، وهذا ما فسر عدم مداخلته حتى الآن، أحببت ذكر هذا للإخوة حتى يكونوا على بينة ولا يقع في قلبهم شيء.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:09]ـ
- الثاني: أنني حقا لا أعرف الجواب (ابتسامة)
دب اليأس فينا بعد جواب شيخنا أبامالك نور الله قلبه
فتى الأدغال
بارك الله فيكم، وأعلى بين الصالحين درجتكم
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:38]ـ
أخيراً فكّوا قيدي - فكَّ اللهُ قيودهم وأعلى منازلهم -، فقد كنتُ أسيراً للحرمانِ، ولا أدري لمَ عتِبَ عليَّ البرنامجُ، فقد كنتُ ودوداً معهُ إلى الغايةِ (ابتسامة).
أختنا الكريمة جود:
أهلاً بك مُشاركةً في المسابقةِ، جزاكِ اللهُ خيراً، ولن أعلّقَ على جوابكِ حتى أستحثَّ الهممَ على المشاركةِ، غير أنّي أنبّهكِ إلى أمر المراجعِ، فالكتبُ المشارُ إليها هي جوائزُ المسابقةِ، وأمّا مرجعُ الجوابِ فهو كتابٌ من كتبِ النحوِ المُتقنةِ، لإمامٍ عالمٍ فذٍّ، لا تزالُ مختصراتهُ تُدرّسُ إلى الآنَ، ومطوّلاتهُ هي الغايةُ كذلكَ، وكتابهُ عمدةٌ في بابهِ، وإن كانت مطوّلاتُ هذه الفنِّ أشارتْ إلى الجوابِ تلميحاً لا تصريحاً.
حبيبنا القديرَ إبراهيم الدبيّان:
أهلاً بكَ ومرحباً، أسعدني رؤية اسمكَ ومشاهدةُ تعقيبكَ، أحسن اللهُ إليكَ، وأمّا الجوابُ فلك خياراتُ الاستعانةِ بمن شئتَ، بما فيهم العلامة " google "، المهم أن تُجيبَ وتتحفنا بمشاركتكَ.
ـ[أم المثنى]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سألت وكان الجواب فعل وفاعل ومفعول به
ومازال البحث جاريا بمواقع اللغة والأدب
جميل البحث العلمي لبعض الفوائد
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 08:46]ـ
حبيبنا الشيخَ عبدَالله المزروعَ:
شرّفني تعقيبُكَ شرّفك الله بطاعتهِ وأكرمكَ برضاهُ، وجوابُكَ هذا جوابُ عارفٍ بالحيلِ، وعلى أنّهُ إحالةٌ على مليءٍ، وتوجيهٌ إلى ضليعٍ، غيرَ أنَّ أباك مالكٍ آثرَ لزومَ الصمتِ لمكانِ الشرطِ القاصمِ للظهرِ، وإلا لكان هو من أوائلِ من سوف يظفرُ بها إن لم يكن أوّلهم.
الأخَ الحبيبَ عبدَالله العليَّ:
أهلاً بكَ ومرحباً، وأشكرك على تفضّلكَ بالتعقيبِ والمُشاركةِ، أمّا الأجوبةُ فلا يمنعُ من وجهةِ نظري أن تُضافَ إلى الردودِ مباشرةً، حتى تتحرّكَ الهممُ وتتوافرُ الدواعي للمشاركةِ، ثمَّ إنّني لن أعقّبَ بحرقِ السؤالِ حتى أرى قدراً جيّداً من الأجوبةِ، وسوف أحاولُ التلميحَ ما أمكنني ذلك، حتى إذا عجزتم صرّحتُ واللهُ المستعانُ.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 10:10]ـ
سامحك الله يا فتى!
لقد أصبت بالإحباط.
أنا بانتظار الإجابة على أحر من الجمر.
ـ[أم المثنى]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 10:17]ـ
أظن الجواب في متن الآجرومية
هناك شرح للمتن في موقع الأكاديمية العلمية مع الدكتور / حسن الحفظي
نقحوه جيدا
ـ[أم المثنى]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:38]ـ
عفوا للتصحيح الدكتور محمد السبيهين شرح متن الآجرومية!!
أعلنت عجزي بإنتظار الجواب لعدم تفرغي للبحث الكامل
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 - May-2007, مساء 11:44]ـ
ما دام أن شيخنا أبا مالك لم يعرف الإجابة (وإن كنت في شك من ذلك) فما علي إن أخطأت!!
وأرجو من الشيخ فتى الأدغال أن يستخدم معي الأسلوب التربوي في زمننا في رد الجواب! (!!)
بيتا: مفعول به وهو الذي لا شك فيه
ويمكن أن يكون نائبا عن المفعول المطلق أو قد يقال صفة لمصدر محذوف
ويمكن أن يكون مع ضعف شديد: مفعولا لأجله
والله تعالى أعلم وخذني على مهل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 12:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنى زيد بيتا
لا أعرف لها إلا الإعراب المعتاد وهو فعل وفاعل ومفعول به \
لكن هل لنا ان نقدر بعض المحذوفات؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعياني البحث في كل المصادر ********* فلا المخطوطات أفادت و لا الشاملة
فليت زيد لم يبن بيتا ****** و كان قد أراحنا من هذه المعضلة
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 01:59]ـ
ما دام أن شيخنا أبا مالك لم يعرف الإجابة (وإن كنت في شك من ذلك) فما علي إن أخطأت!!
وأرجو من الشيخ فتى الأدغال أن يستخدم معي الأسلوب التربوي في زمننا في رد الجواب! (!!)
بيتا: مفعول به وهو الذي لا شك فيه
ويمكن أن يكون نائبا عن المفعول المطلق أو قد يقال صفة لمصدر محذوف
ويمكن أن يكون مع ضعف شديد: مفعولا لأجله
والله تعالى أعلم وخذني على مهل
جئت على قريبٍ من الجرح أيّها الشيخُ الجليلُ:)، وأمّا الشيخُ أبو مالكٍ فهو يتظاهرُ ذلك ليشحذَ الهممَ نحو البحثِ والمنافسةِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بنى زيد بيتا
لا أعرف لها إلا الإعراب المعتاد وهو فعل وفاعل ومفعول به \
لكن هل لنا ان نقدر بعض المحذوفات؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وعليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
أختنا الكريمة:
كلُّ شيءٍ جائزٌ، لكن على كلٍّ فالمسألةُ لا علاقةَ لها بالتقديرِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:03]ـ
سامحك الله يا فتى!
لقد أصبت بالإحباط.
أنا بانتظار الإجابة على أحر من الجمر.
يا حبيبنا العامري:
لا تَحبطْ، ولا تُحبط، المسألةُ سهلةٌ، وهي على كونها من نوادرِ المسائلِ، إلا أنها في كتابٍ شهيرٍ جدّاً، لعالمٍ ذلّلَ سبلَ الألفيّةِ، ونبغَ حتى اشتهرَ عندَ علماءِ المغربِ، فذكروه بالمدحِ والثناءِ والعلمِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعياني البحث في كل المصادر ********* فلا المخطوطات أفادت و لا الشاملة
فليت زيد لم يبن بيتا ****** و كان قد أراحنا من هذه المعضلة
وعليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
بل تُفيدُ، بل تُفيدُ!، لكن حرّك ذهنكَ، وتأمّلْ في المسألةِ، وانظرْ في جوابِ الشيخِ المقرئ، وحمى حول حماهُ، وهذّب وروّض ونقّح وزدْ وانقصْ، وزاحمْ فعسى تحظى بفُرجة!.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 02:09]ـ
أخشى أن يكون الجواب مثل هذا (مبتسم):
قال السيوطي في بغية الوعاة ـ في ترجمة شيخه الكافيجي ـ: لأزمته أربع عشرة سنة، فما جئته من مرة إلا وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك، قال لي يوما ما إعراب زيد قائم؟!
فقلت: قد صرنا في مقام الصغار ونسأل عن هذا!
فقال لي: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا!
فقلت: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها فكتبتها منها.
مرحباً بحبيبنا وشيخنا.
بعد قراءةِ تعلقيكَ وما جادتْ به أناملُكَ، أصبحتُ مطرقاً رأسي، أخشى أن يأتيني بعضُهم فيذكرَ وجوهاً تشدهني وتُصيبُني بالوجومِ، لعدمِ معرفتي بها ووقوفي عليها!.
رحمَ اللهُ أولئكَ، والمصنّفُ الذي أتى على هذه الفائدةِ واختار ذلك الوجهَ في الإعرابِ عالمٌ جليلٌ نبيهٌ، بل هو معدودٌ في أئمةِ النحْوِ الذين إذا ذُكرَ النحْو ذُكروا معهُ، ولولا تقدّمهُ وبلوغهُ ونبوغهُ وإلا لما جسرَ على القولِ في هذهِ المسألةِ، ولا خالفَ من سبقهُ من العلماءِ وأهلِ الدّرايةِ بالنحْوِ، مع أنهم وافقوهُ في علّةِ الجوابِ، لكنّهم لم يجرأوا على مثلِ قولهِ وتصريحهِ.
حفظكم اللهُ وبارك فيكم.
ـ[صالح الجزائري]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أن الجواب في شرح المكودي للألفية أو الأجرومية
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 05:16]ـ
تنبيهٌ: يمنعُ مشاركةُ المشرفين:) أليس كذلك؟.
بلى .. نفع الله بكم
والحمد لله أني لا أعرف الجواب
ولو كنت أعرفه لزادت حسرتي (ابتسامة)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 07:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الله التوفيق
الوجه الأول هو المعروف المشهور بيتا مفعولا به منصوب بالفتحة
الوجه الثاني بيتا تمييز مفسر النسبة غير محول منصوب بالفتحة
والله أعلم
ـ[الباجي]ــــــــ[26 - May-2007, صباحاً 11:51]ـ
وفقكم الله.
لعلك تقصد ما هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=185187&postcount=1
وقد أورد تفصيل ذلك العلامة ابن هشام في مغنيه في باب < ذكر أمور جرت على ألسنة المعربين والصواب خلافها > السادس عشر منه ... ونقل عن الجرجاني وابن الحاجب أنهما يعربان المنصوب فيما يشبه المثال الذي ذكرته مفعولا مطلقا ... والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 03:38]ـ
أشكر أخانا فتى الأدغال وأخانا الباجي على تقريب الجواب
الأوجه في إعراب (بيتاً):
1 - مفعول به. وجهه ظاهر أن البيت وقع عليه فعل البناء فيكون مفعولا به.
2 - مفعول مطلق. ووجهه أنّ البيت لم يقع عليه فعل البناء بل هو ذات البناء المبني فيكون مفعولا مطلقا لا مفعولا به. (المفعول به ما كان موجوداً قبل الفعل الذي عمل فيه، ثم أوقعَ الفاعل به فعلاً، والمفعول المطلق ما كان الفعل العامل فيه هو فعلُ إيجادِه،).
ـ[أبو مازن]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
.... فهل كلمة (سنُّ) هذه لها وجه في اللغة أيضا .. أفدنا ..
ولعلها خطأ مطبعي ..
والصحيح: سنَّ ..
لا شك أنه مطبعي، والتجافي عن مثله من سَنَن الكرام.
التنبيه على الخطأ مطلوب، ولا أظنه يغضب أحداً، لهذا جرى تعديله من قبل الإشراف لأنه كما يبدو خطأ طباعي.
الإخوة الكرام: ((نور الفجر))! و ((المتعلم))! و ((أبو حماد))!
أراكم قد تسرعتم جميعا! من خطّأ ومن صوّب وغيّر!!
وإن لهذه الكلمة التي سطرتها يمين الفتى- وهي: ((سنُّ بعضُ إخواني)) - لوجهًا في اللغة!
وإن أحببتم ذكرته أو جعلته مسألة تفكرون فيها!
:) (عليكم أن تقولوا وعلى اللغويين أن يؤولوا)!:)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[26 - May-2007, مساء 11:37]ـ
أشكر أخانا فتى الأدغال وأخانا الباجي على تقريب الجواب. بل ربما على تلقين الجواب
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:23]ـ
بلى .. نفع الله بكم
والحمد لله أني لا أعرف الجواب
ولو كنت أعرفه لزادت حسرتي (ابتسامة)
أهلاً بحبيبنا وأُستاذِنا، وشكراً لك على تواضعكَ الجمِّ.
أمّا المشرفونَ فلا حظَّ لهم منها، ولكن لا بأسَ أن يُساهموا بالتعقيبِ لرفعِ الموضوعِ:).
ولو أنَّ الباب مفتوحٌ للمشرفينَ لما تركَ جائزةً تتهادى إلا ظفروا بها، ما شاء اللهُ تباركُ اللهُ، فهم أنجم في المعرفةِ، وأقمارٌ في البحثِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:25]ـ
إذن فقد خسرتَ الجائزة يا شيخنا (ابتسامة)، وذلك لسببين:
- الأول: أن حظي السيء (أقصد الحسن) أنني أحد المشرفين
- الثاني: أنني حقا لا أعرف الجواب (ابتسامة)
أيها الشيخُ الجليلُ أما واللهِ إنَّ الصيدَ كلهُ في جوفِ الفرى!.
بوركتَ وبوركَ علمُك وتواضعكَ، ورزقني اللهُ وإيّاك القبولَ والإخلاصَ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 12:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أن الجواب في شرح المكودي للألفية أو الأجرومية
وعليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
لقد أبعدتَ النُّجعةَ يا حبيبنا!، فالمكّوديُّ ليسَ من أئمّةِ اللغةِ الكبارِ، وأمّا صاحبُنا فهو بحرٌ لا تُكدّرهُ الدلاءُ، فلا يُذكرُ النحْوُ إلا وذكرهُ حاضرٌ في طبقةِ مؤلفيهِ الأولى.
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 09:23]ـ
قد ينصب الفاعل ويرفع المفعول إذا أمن اللبس، وقد ورد عن العرب قولهم خرق الثوب المسمار،
وقولهم كسر الزجاج الحجر.
وقال الأخطل:
مثلُ القنافِذِ هذّاجونَ قد بلغت ... نجرانُ أو بلغت سوآتهم هجَرُ
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 09:28]ـ
وربما نصبوا الفاعل والمفعول جميعاً
كما قال الراجز:
قد سالم َ الحيّات منه ُ القَدَما ... الأفعُوانَ والشجاعَ الشجعَما
ـ[آل عامر]ــــــــ[27 - May-2007, صباحاً 09:30]ـ
وربما رفعوهما جميعاُ، كما قال الشاعر:
إنّ من صاد عقعقاً لمشومُ ... كيف من صادَ عقعقان وبُومُ
ـ[أم المثنى]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 08:11]ـ
هنا الجواب ربما!!
http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=12215
أو أن اعرابها على البدلية أو النعت!!
جزيت خيرا أعملت عقولنا!!
ـ[الوفاء]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 09:20]ـ
السلام عليكم
أظنها تكون أيضا منصوبة على نزع الخافض وذلك إذا كانت (بنى) بمعنى تزوج
فأصل الكلام
بنى زيد على أهله في بيتٍ
وصارت الجملة
بنى زيدُ بيتا أي في بيت
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم
انا اعتقد بأنه لايحتمل غير وجه واحد فقط في الإعراب, وهو:
فعل وفاعل ومفعول به .. لاغير.
والسبب خلو الجملة من القرائن التي تصرفه إلى وجه آخر ..
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 08:48]ـ
أما أنا فقليل البضاعة في هذا الفن، فلأنتظر جواب شيخنا فتى الأدغال سدده الله
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:00]ـ
وفقكم الله.
لعلك تقصد ما هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=185187&postcount=1
وقد أورد تفصيل ذلك العلامة ابن هشام في مغنيه في باب < ذكر أمور جرت على ألسنة المعربين والصواب خلافها > السادس عشر منه ... ونقل عن الجرجاني وابن الحاجب أنهما يعربان المنصوب فيما يشبه المثال الذي ذكرته مفعولا مطلقا ... والله أعلم.
أصبتَ كبدها وكُلاها وكرْشها:)، سبقتهم بها يا عُكّاشة، رضي اللهُ عنكَ وأرضاكَ، وجعل الجنّةَ مثوانا ومثواكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:02]ـ
أشكر أخانا فتى الأدغال وأخانا الباجي على تقريب الجواب
الأوجه في إعراب (بيتاً):
1 - مفعول به. وجهه ظاهر أن البيت وقع عليه فعل البناء فيكون مفعولا به.
2 - مفعول مطلق. ووجهه أنّ البيت لم يقع عليه فعل البناء بل هو ذات البناء المبني فيكون مفعولا مطلقا لا مفعولا به. (المفعول به ما كان موجوداً قبل الفعل الذي عمل فيه، ثم أوقعَ الفاعل به فعلاً، والمفعول المطلق ما كان الفعل العامل فيه هو فعلُ إيجادِه،).
حبيبنا الشيخَ عامراً: حللتَ أهلاً، ووطئتَ سهلاً، غير أنَّ عكّاشةَ (الباجيَّ) ضربَ بسهمهِ فأدمى كبدَ الحقيقةِ وأصابها، فهو لم يُقرّبْ، بل وقع على الحمى ورتعَ فيهِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:04]ـ
أما أنا فقليل البضاعة في هذا الفن، فلأنتظر جواب شيخنا فتى الأدغال سدده الله
كُلّنا في هذا يا حبيبنا مزجيّو البضاعةِ، قليلو الحظِّ، إلا أنَّ البُغيةَ في الإفادةِ دعتْ إلى المذاكرةِ والمناقشةِ.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:06]ـ
السلام عليكم
انا اعتقد بأنه لايحتمل غير وجه واحد فقط في الإعراب, وهو:
فعل وفاعل ومفعول به .. لاغير.
والسبب خلو الجملة من القرائن التي تصرفه إلى وجه آخر ..
محاولةٌ جيّدةٌ أيّتها الفاضلة، لكن السيف سبقَ العذلَ، وحلّقَ بها (الباجيُّ) رفع اللهُ قدرهُ، وأعلى منزلتهُ، ورضيَ عنهُ وأرضاهُ.
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:11]ـ
مبروك أخي الكريم - الباجي - على الفوز ونسأل الله تعالى أن تكون عوناً لك على طاعة الله.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:21]ـ
لقد وقع في خاطري أنَّ الشيخ الكريم أبا عبدالله (الباجي) سيأتي بها
شكر الله لأخينا الشيخ فتى الأدغال، ولجميع الأحباب
وجعل هذه المباحثة في ميزان الحسنات
ـ[نوفاني]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 01:24]ـ
مسابقة جميلة .. !
ظننتُ الجواب بعيداً وطويلاً وصعباً ..
فإذا به أيسر ماقد يخطر على البال،
هذا رائع
ـ[وسم المعاني]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 02:21]ـ
مبارك أخي الكريم - الباجي - على الفوز ونسأل الله تعالى أن تكون عوناً لك على طاعة الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 04:37]ـ
أحسن الله إليكم
ولكني لا أظن شيئا من الكتب المذكورة في الجوائز تخلو منه مكتبة شيخنا الكريم الباجي (ابتسامة)
(همسة في أذن شيخنا الباجي):
بما أن الكتاب عندك فأعطني النسخة الزائدة (ابتسامة)
ـ[خالد العامري]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 05:29]ـ
أحسن الله إليكم
ولكني لا أظن شيئا من الكتب المذكورة في الجوائز تخلو منه مكتبة شيخنا الكريم الباجي (ابتسامة)
(همسة في أذن شيخنا الباجي):
بما أن الكتاب عندك فأعطني النسخة الزائدة (ابتسامة)
لعل أخانا فتى يستنفذ ما في القائمة من كتب بوضع أسئلةٍ أخرى (ابتسامة).
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:33]ـ
حبيبنا الشيخَ عامراً: حللتَ أهلاً، ووطئتَ سهلاً، غير أنَّ عكّاشةَ (الباجيَّ) ضربَ بسهمهِ فأدمى كبدَ الحقيقةِ وأصابها، فهو لم يُقرّبْ، بل وقع على الحمى ورتعَ فيهِ.
حبيبنا وشيخنا فتى الأدغال -رفع الله شأنكم- أما واللهِ إنّ قولكم: حبيبنا ..... عامراً: حللتَ أهلاً، ووطئتَ سهلاًأحب إليّ من الجائزة ومثلها معها
ونهنئ الشيخ الباجي على الجائزة القيمة أسأل الله أن ينفعه بها
ـ[الباجي]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 07:07]ـ
جزاكم الله خيرًا ... وأحسن إليكم ... وكل ذلك من بركة مجالسة طلبة العلم وفقهم الله ... وإلا فأخوكم ليس في العير ولا النفير ... والدليل فيما يأتي:
(همسة في أذن شيخنا الباجي):
بما أن الكتاب عندك فأعطني النسخة الزائدة (ابتسامة)
ليس شئ أحب إلي من ذلك أيها العزيز الغالي ... ولكن سبقت كلمة لأحد مشايخي أن تكون الهدية له (مصنف ابن أبي شيبة) ... أتدري لماذا يا أبا مالك لأنه هو من أجاب على السؤال حقيقة ولستُ أنا ... (وهذا سر بيننا فلا تفضحنِّي يا أبا مالك رجاءا).
المعول الآن - بعد الله سبحانه - على قول أخينا:
لعل أخانا فتى يستنفذ ما في القائمة من كتب بوضع أسئلةٍ أخرى (ابتسامة).
ـ[أبو حماد]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 12:10]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
مبارك عليك أخي (الباجي)، ولا تنس أن تضرب لنا معك بسهم، وذاك بأن تجود بمجلد من تيك المجلدات، حتى لو كان الفهرس (ابتسامة).
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 01:55]ـ
تحية للجميع
بالمناسبة
أذكر أن الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله أعرب السموات (خلق الله السموات) مفعولا مطلقا
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 11:26]ـ
هذه تعليلاتُ بعضِ الأئمّةِ، وتفريقُهم بين المفعولُ المطلقِ، وبينَ المفعولِ بهِ، من جهةِ المعنى:
قال ابنُ يعيش في " شرح المفصّل ": " قد تقدم القول أنَّ المصدرَ هو المفعولُ في الحقيقةِ، فإذا قلتَ قامَ زيدٌ، وفعلَ زيدٌ قياماً، كانا في المعنى سواءً، ألا ترى أنَّ القائلَ إذا قالَ: من فعل هذا القيامَ؟، فتقولُ: زيدٌ فعلهُ، والمفعولُ بهِ ليس كذلكَ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم يصحَّ تعبيرهُ بأن تقولَ: فعلتُ زيداً، لأنَّ زيداً ليسَ ممّا تفعلهُ أنتَ، وإنّما أحللتَ الضربَ بهِ " انتهى 1/ 124.
وقال عبدُ القاهرِ الجرجانيُّ في كتاب " المقتصدِ ": " ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: قمتُ قياماً، كنتَ قد أخرجتَ القيامَ من العدمِ إلى الوجودِ، وفعلتهُ على الحقيقةِ، وليس كذلك سائرُ المفعولاتِ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم تكنْ قد أخرجتَ من العدمِ إلى الوجودِ شيئاً من زيدٍ، وإنّما هو خلقُ اللهِ تعالى البتّةَ، وإنّما أوقعتَ بهِ أمراً، ولذلك قيلَ: المفعولُ بهِ، ألا ترى أنّكَ عملتَ بهِ الضربَ، ويعلمُ ضرورةً أنَّ المفعولَ على الحقيقةِ ما أخرجهُ الفاعلُ من العدمِ إلى الوجودِ، والمصدرُ بهذهِ الصفةُ، وإذا كان كذلك سُمّيَ المطلقَ " انتهى 1/ 580.
فهذان إمامان من أئمّةِ اللغةِ والنحْوِ، سبقا ابنَ هشامٍ في تعليلِ المفعولِ المطلقِ، غيرَ أنّهما قيّداهُ بالمصدرِ، وأمّا ابنُ هشامٍ فقد طرد أصلهما، وأعملَ قولهما بإطلاقٍ، وألزمَ النحاةَ بهِ، بل خطّأهم في إعرابَ مثلِ ما أوردتهُ من العبارةِ الواردةِ في السؤالِ على أنَّ " بيتاً " مفعولٌ به، فقالَ في " مغني اللبيبِ ": قولُهم في نحْوِ: ((اللهُ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ))، إنَّ السمواتِ مفعولٌ بهِ، والصوابُ أنّهُ مفعولٌ مطلقٌ، لأنَّ المفعولَ المطلقَ ما يقعُ عليهِ اسمُ المفعولِ بلا قيدٍ، نحْوَ قولكَ: ضربتُ ضرباً، والمفعولُ بهِ ما لا يقعُ عليهِ ذلكَ إلا مقيّداً بقولكَ: " بهِ "، كضربتُ زيداً، وأنتَ لو قلتَ: السموات مفعولٌ، كما تقولُ: الضربُ مفعولٌ، كان صحيحاً، ولو قلتَ: السمواتُ مفعولٌ بهِ، كما تقولُ: زيدٌ مفعولٌ بهِ، لم يصحَّ ".
ثمَّ قالَ: " إيضاحٌ آخرُ: والمفعولُ بهِ ما كانَ موجوداً قبل الفعلِ الذي عمِلَ فيهِ، ثمَّ أوقعَ الفاعلُ بهِ فعلاً، والمفعولُ المطلقُ ما كانَ العاملُ فيهِ هو فعلُ إيجادهِ ... وكذا البحثُ في " أنشأتُ كتاباً "، و " عملَ فلانٌ خيراً " و " آمنوا وعملوا الصالحاتِ " انتهى 6/ 578 - 581.
يبقى سؤالٌ: هل هذه المسألةُ من رواسبِ أقوالِ الأشاعرةِ وغيرهم من أهلِ الكلامِ، الذين يقولونَ أنَّ الخلقَ هو المخلوقُ؟!، أم هو وجهٌ نحْوي سائغٌ، باعتبارِ أصل العلّةِ في التفريقِ بين إيجادِ الفعلِ من العدمِ كما هو الحالُ في المفعولِ المطلقِ، وبين لحوقِ أثرِ الفعلِ بهِ وهو المفعولُ بهِ؟!.
يحتاجُ إلى بحثٍ يليقُ بهِ، وتحريرٍ مفصّلٍ، ولعلَّ الإخوةَ ينشطونَ في ذلك، حتّى تكملَ الفائدةُ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 12:48]ـ
شيخنا الكريم (فتى الأدغال)
هل وصلتك رسالتي؟
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 02:07]ـ
شيخنا الكريم (فتى الأدغال)
هل وصلتك رسالتي؟
حبيبنا القديرَ الشيخَ أبا مالكٍ:
وصلتني رسالتُك وصلكَ اللهُ بطاعتهِ، وحاولتُ الردَّ عليكَ غيرَ أنَّ بريدَك فاجأني بعدم قبولهِ للرسائلِ الخاصةِ، فانثنيتُ عنهُ مملوءً حسرةً وألماً، على أنّني حين وضعتُ السؤالَ كانت مراعاةُ ذلك حاضرةً عندي، غيرَ أنَّ البحثَ يحتاجُ إلى تنقيحٍ، فما علّلَ بهِ أئمّةُ النحْوِ للتفريقِ بين المفعولِ المطلقِ والمفعولِ بهِ مشهورٌ معروفٌ، وهو تعليلٌ لهُ حظّهُ من النظرِ، فجسرَ ابنُ هشامٍ على القولِ بصريحِ العبارةِ، ومن هنا أتى المبحثُ العقديُّ: هل هذا من رواسبِ علمِ الكلامِ، أم هو ملحظٌ وتعليلٌ لهُ ما يؤيدهُ من جهةِ النظرِ؟!، لهذا طلبتُ من الإخوةِ البحثَ والتعمّقَ، خاصّةً ما ذكرهُ ابنُ هشامٍ من كون المفعولِ المطلقِ عرضاً وجوهراً، أو أحداثاً وذواتٍ، وليسَ كما يذكرهُ علماءُ النحْوِ أنها أعراضٌ وأحداثٌ فحسب، بخلاف المفعولِ بهِ فإنه ذواتٌ وجواهرُ.
ولهذا فالمسألةُ تحتاجُ إلى بحثٍ يليقُ بها ويستحقّها، وأنتم بمشاركةِ الإخوةِ الآخرينَ أهلٌ ذلكَ، ومن فرسانِ تلك المسالكِ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:26]ـ
سبحان الله!
لم أحسب أن عندي مشكلة في استقبال الرسائل؛ لأني استقبلت رسائل كثيرة من الأعضاء!
عموما، هلا حاولت مرة أخرى، وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[29 - May-2007, مساء 04:59]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
على ذكر ابن هشام الجوهرَ والعرضَ
أود أن أقف على نصوص صريحة تُشرف بي على اعتقاد ابن هشام رحمه الله
وقد وقفت على كلامه الشديد اللاذع الفاضح مسالكَ مُلحد آل حاتم
ووقفت على من عدّه من أهل السنة المنابذين للكلام وأهله
لكنني أريد تحصيل ثلج اليقين من سلفيته ونقاوة اعتقاده
فهل من مفيد متفضّل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 12:48]ـ
الشيخ الكريم ابن السائح وفقه الله
قد يكون في ذا إشارة
في أوضح المسالك 3/ 149:
فصل: يجوز حذف ما علم من مضاف ومضاف إليه. ...
نحو: (وجاءَ ربكَ) أي: أمر بك.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 09:45]ـ
أخي الشيخ الكريم عبد الرحمن
جزاك الله خيرا ووفقك وبارك في جهودك
أحسنت وأجدت وأفدت
وأرجو أن أقف على أمثلة فيها إثباته صفات الرب جل جلاله
وكم من عالم تراه مثبتا لأكثر الصفات
لكنه يزل بتأويل! صفة أو أكثر
وهذا مجرد رجاء:)
وإلا فالعمدة على النصوص التي سيتكرم به إخواننا الباحثون
ـ[الباجي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 10:08]ـ
...
ولهذا فالمسألةُ تحتاجُ إلى بحثٍ يليقُ بها ويستحقّها، وأنتم بمشاركةِ الإخوةِ الآخرينَ أهلٌ ذلكَ، ومن فرسانِ تلك المسالكِ.
مما يحسن ذكره هنا أن الحافظ السيوطي - رحمه الله - في الأشباه والنظائر النحوية أورد جوابين على كلام الجرجاني أحدهما للتاج التبريزي والآخر للشمس الأصفهاني ... أظن فيهما شيئا من الوجاهة ... فلعل بعض إخواننا يسبق إلى نقلهما ...
ـ[الباجي]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 11:07]ـ
...
وقفت على من عدّه من أهل السنة المنابذين للكلام وأهله
لكنني أريد تحصيل ثلج اليقين من سلفيته ونقاوة اعتقاده
فهل من مفيد متفضّل
لعل ما اشتهر في ترجمته من أنه تفقه للشافعي - رحمه الله - ثم تحنبل قبل وفاته بخمس سنين وحفظ مختصر الخرقي في أربعة أشهر = دلالة على مجانبته للكلام وأهله، وسلامة معتقده ... فما أظنه حنبليا من اتبع الإمام المبجل - رحمه الله - في الفرع وخالفه في الأصل وفقكم الله.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 12:41]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
توجيه جيد
وقد تقدمت الإشارة إلى وقوفي على نص على مجانبته الكلامَ وأهلَه
ووقفت على من عدّه من أهل السنة المنابذين للكلام وأهله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - May-2007, صباحاً 03:55]ـ
أحسن الله إليكم
وكم من عالم تراه مثبتا لأكثر الصفات
لكنه يزل بتأويل! صفة أو أكثر
أحسنتم هذا صحيح لا شك فيه، ولذا تحفظت وقلت:
قد يكون في ذا إشارة.
ولعله لا يخفاكم أن مجانبة الكلام وأهله = لا تعني سلفيته وسلامة اعتقاده، فهناك جموع من العلماء عندهم تعظيم مجمل للسنة، وبعد عن الخوض في الكلام؛ لكنهم وقعوا في التأويل، ولم يكن لهم تحقيق في باب العقائد، خصوصا الصفات، ومثال ذلك: العلامة الخطابي له كتاب: «الغنية عن الكلام وأهله»، والحافظ السيوطي له «صون المنطق والكلام عن علم المنطق والكلام» وفي هذه الكتب ذم للكلام وتعظيم للسنة والاتباع ... ومع ذلك وقعوا في التأويل، وغيره من المخالفات لمنهج أهل السنة.
وقول الشيخ الفاضل الباجي أسعده الله: (فما أظنه حنبليا من اتبع الإمام المبجل - رحمه الله - في الفرع وخالفه في الأصل).
نعم هذا الذي ينبغي، لكن الواقع يخالفه فقد دخل بعض علماء الحنابلة في شيء مذاهب الأشاعرة، ووقع لبعضهم تخليط في الصفات والقدر والتصوف، وعدم تحقيق لمذهب السلف، وأمثلة ذلك كثيرة.
ـ[بدور]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 02:02]ـ
بنى: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهره على آخره.
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهره على آخره.
:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 02:09]ـ
بنى: فعل ماض مبني على الفتح.
زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهره على آخره.
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة الظاهره على آخره.
:)
بارك الله فيك
طارت الطيور بارزاقها (ابتسامة)
يُنظر المشاركة رقم (34) و (48)
ـ[الباجي]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:32]ـ
... ...
وقول الشيخ الفاضل الباجي أسعده الله: (فما أظنه حنبليا من اتبع الإمام المبجل - رحمه الله - في الفرع وخالفه في الأصل).
نعم هذا الذي ينبغي، لكن الواقع يخالفه فقد دخل بعض علماء الحنابلة في شيء مذاهب الأشاعرة، ووقع لبعضهم تخليط في الصفات والقدر والتصوف، وعدم تحقيق لمذهب السلف، وأمثلة ذلك كثيرة.
أنار الله بصرك وبصيرتك أيها الفاضل.
لم يكن ما ذكرتَ غائبا عن بالي أعزك الله ... ولكن نحسن الظن ... ونقول: إن التحول له دلالة إيجابية ... مع ما ينضم إليه من الشهادة التي حفظ مضمونها الفاضل ابن السائح ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 03:59]ـ
(وإلا فالعمدة على النصوص التي سيتكرم به إخواننا الباحثون). قاله ابن السائح.
لعل النص الذي تفضل به أبو عبدالله السديس نص نادر
فقد تُرجِم لابن هشام في الموسوعة المعاصرة " موسوعة القراء و .... " الخ
ولم تقف هذه الموسوعة إلا على هذا النص
وقد يقول قائل إن هذه الموسوعة فيها فقر وضعف في تحرّي النصوص واستقرائها استقرائيا جيدا مع فَهم وضبط
ولذا قد يفوتها الكثير
أقول
صحيح
وفيها أشياء أخرى ... لا أخرج بها عن الموضوع
المهم
يبقى ما أشكل به الشيخ عبد الرحمن قائما
فالتحول تحول مذهبي
وليس تحول عقدي -في باب الأسماء والصفات-
واليقين لا يزول بالشك
صراحة
كلام الشيخ عبدالرحمن دَخَل دماغي:)
ابن المنير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[02 - Jun-2007, مساء 09:57]ـ
ولعله لا يخفاكم أن مجانبة الكلام وأهله = لا تعني سلفيته وسلامة اعتقاده، فهناك جموع من العلماء عندهم تعظيم مجمل للسنة، وبعد عن الخوض في الكلام؛ لكنهم وقعوا في التأويل، ولم يكن لهم تحقيق في باب العقائد، خصوصا الصفات، ومثال ذلك: العلامة الخطابي له كتاب: «الغنية عن الكلام وأهله»، والحافظ السيوطي له «صون المنطق والكلام عن علم المنطق والكلام»
جزاكم الله خيرا ونفع بفوائدكم
حين قلت:
وكم من عالم تراه مثبتا لأكثر الصفات
لكنه يزل بتأويل! صفة أو أكثر
لم أقصد أمثال الخطابي والسيوطي ممن كان يتهج نهج الكلابية ومن نحا نحوهم
بل قصدت الذين كانت أصولهم أصول أهل السنة في الجملة لكنهم زلوا في مواضع نادرة
كأبي عمر النمري ونحوه
أما الخطابي فقد كان كلابيا خالصا
وصنف الأعلام والمعالم وهو على كلابيته
ثم ألف في آخر عمره كتاب الغنية عن الكلام وأهله
وقد أشار إلى بعض هذا الحافظ ابن رجب في الفتح 7/ 236 - 239
أما السيوطي فقد كان أبعد عن الحق في باب الصفات
وكان أشعريا
وصنف الصون انتصارا لمن أفتوا بتحريم الاشتغال بما سمّوْه المنطق
والحاصل أنني أشرت إلى من كان منهجهم العام إثبات صفات الباري تبارك وتعالى لكنهم غلطوا فتأولوا قليلا من الصفات
ولم أقصد قط من سار على منهج ابن كلاّب
وبارك الله في جميع الإخوة الذين شاركوا وأفادوا وأثرَوُا البحث
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 02:19]ـ
1. بنى زيدٌ بيتاً.
بنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.
زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
بيتاً مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
2. بِنَا زيدٍ بيتٌ.
بنا: أصلها (بناء) مصدر (بنى)، ثم قصر الممدود فأصبح (بنا) -سواء بقيت في الصورة على الألف الطويلة أو الألف على صورة الياء (بِنى) - وبالتالي فهي مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف.
زيد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
بيت: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
3. بُنَيَّ زِيدَ بيتاً.
بني: وأصلها (ابني) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
زيد: فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) يعود على (بني).
بيتا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وجملة (زيد بيتا) في محل رفع خبر المبتدأ.
4. بُنَيَّ زِيدَ بيتٌ.
بني: وأصلها (يا ابني) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
زيد: فعل ماض مبني على الفتح مبني للمجهول.
بيت: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
بمعنى (يا بني زيد بيت في القصيدة).
بتاريخ 21/ 5/1428هـ
ـ[علي بن عبد العزيز]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 12:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم , وإياه نحمد وإليه نحفد وعليه نتوكل وبه نستعين , وبعد:
فهذه نقوشي البكر في هذا المكان الطيب , أسأل الله - عز وجل - أن أفيد وأستفيد. وفي الحقيقة لقد استفزتني هذه المسألة اللطيفة التي تفضل بها أخي الكريم فتى الأدغال , وسأحاول أن آتي من عندي بوجهٍ من الإعراب أحسبه وجيهًا والله - عز وجل - أعلى وأعلم. ولا أدري إن كان الإخوة الكرام قد ذكروه ضمن ما ذكروا من أوجهٍ أم لا.
فيجوز أن نعرب الجملة مبتدأ وخبره , وذاك إذا اعتبرنا كلمة (بنى) علمًا مركبًا تركيبًا إسناديًا , مثله مثل: (شاب قرناها) , و (قالي قلا) , و (جلا) - على تأويل بعضهم - في قول الشاعر:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... الخ.
و (يزيدُ) في قول الآخر:
نبئت أخوالي بني يزيدُ .. .. الخ.
فيكون الإعراب:
بنى: مبتدأ مرفوعٌ بضمةٍ مقدرةٍ منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
زيد: فعل ماضٍ مبني على الفتح مبني لما لم يسم فاعله , لا محل له من الإعراب. ونائب الفاعل ضميرٌ مستترٌ جوازًا تقديره: هو , عائدٌ على المبتدأ.
بيتًا: مفعولٌ به منصوبٌ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والجملة الفعلية من الفعل ونائب الفاعل في محل رفعٍ خبر المبتدأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ما لدي , والله أعلم. وفقنا الله جميعًا وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا , اللهم آمين.
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:57]ـ
سنَّ بعضُ إخواني من المشرفينَ – متّعهم الله بالعافيةِ ووصلهم بالرّضا - سُنّةً حسنةً في هذا المجلسِ المباركِ، عندما وضعوا شيئاً من الأسئلةِ العلميّةِ النافعةِ المشتملةِ على غموضٍ في مسلكِ الجوابِ، ترويضاً للذهنِ، وحثّاً على النظرِ والتأمّلِ وإعمالِ الفكرِ، مع التعوّدِ على البحثِ في أسفارِ العلمِ ودواوينِ المعرفةِ، وهذه من أدواتِ العقلِ الوقّادِ، والذهنِ اللمّاحِ، ومن مواردِ النبوغِ، ومظانِّ البلوغِ.
ومن هذا المنطلقِ، أحببتُ مشاركتهم، والتطفّلَ على موائدهم، بطرحِ سؤالٍ مشتمل على مسألةٍ دقيقةٍ من مسائلِ النحوِ، لم يُشر إليها أحدٌ من أئمة النحاةِ، إلا عالماً واحدَ جسر على القولِ فيها، وخاضَ فيما أحجمَ عنهُ من سبقهُ، مع أنّهم علّلوا بمثلِ تعليلهِ، وأوضحوا قريباً من إيضاحهِ، غير أنهم غمغموا وأسرّوا، بينما دوّى هو بها وصرّحَ عنها.
والسؤالُ هو: كم وجهاً يحتملهُ إعرابُ هذه الجملةِ: " بنى زيدٌ بيتاً "، مع التعليل والتوجيهِ.
وهناك عددٌ من المؤلفاتِ النافعةِ، يحقُّ لأوَّلِ من يُجيبُ الجوابَ الصحيحَ أن يختارَ أحدها، أمّا إن كانت موجودةً لديهِ سلفاً فله حقُّ اختيارِ غيرها بنفس قيمتها، والكتبُ هي:
1 - الإنصافُ، والشرحُ الكبيرُ، بتحقيق الشيخ الدكتور عبدالله التركي.
2 - البدايةُ والنهايةُ، بتحقيقه أيضاً.
3 - تفسير القرطبيِّ، بتحقيقهِ كذلكَ.
4 - مصنّفُ ابن أبي شيبةَ، بتحقيقِ الدكتور محمّد عوّامة.
ولعلّي أجعلُ المدّة خمسة أيامٍ، إن رأيتم ذلك، والأمر إليكم.
تنبيهٌ: يمنعُ مشاركةُ المشرفين:) أليس كذلك؟.
مع تمنيّاتي للجميعِ بالتوفيقِ.
والله يحفظكم ويرعاكم.
أخوكم: فتى.
------------------------------------------
ربما يكون لها وجهان:
الوجه الأول:
بنى: فعل ماضي مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر.
زيدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
الوجه الثاني:
بنى: فعل ماضي مبني على الفتح المقدرمنع من ظهور التعذر على الألف.
زيدُ: بدل مرفوع لفاعل محذوف تقديره " العمال " وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. لإن الفاعل الحقيقي هم العمال وليس زيد أي أن الجملة: بنى العمال بيتا بأمر زيد.
هذا إجتهاد مني ............. ولكم خالص الشكر.
ـ[الحمادي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 07:30]ـ
الإخوة الأفاضل
محب سيبويه .. علي بن عبدالعزيز .. توتة2
قد أجيب عن هذا السؤال في المشاركة رقم (34) ويُنظر المشاركة (48)
وقد أرسلت الجائزة للفائز بها، وهو أخونا الباجي نفع الله به
ولعله يعلن عن مسابقة أخرى خلال الأيام القريبة بمشيئة الله
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 08:07]ـ
ربما يكون لها ثلاث أوجه:
الوجه الأول:
بنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر.
زيدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهره على آخره.
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
------------------------------
الوجه الثاني:
بنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر على الألف.
زيدُ: فاعل مرفوع " نحويا " وعلامة رفعه الضمة الظاهره على آخره.وقلت نحويا لأن زيد ليس هو من بنى البيت وإنما بناه العمّال
بيتا: مفعول به منصوب "نحويا " وعلامة نصبه الفتح الظاهر على آخره.
--------------------------------------
الوجه الثالث:
بنى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره التعذر على الألف.
زيدُ: بدل مرفوع من فاعل محذوف تقديره" البناة أو العمّال" وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره.
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
---------------------------------------------------
والواقع أن زيد ليس هو من بنى البيت وإنما بنى البيت العمال تفاعلا مع زيد و بأمر منه.
هذا اجتهاد مني و أرجو أن تكون الإجابة صحييييييييييييييييييحة
أنا بانتظار الرد من صاحب السؤال " فتى الأدغال "
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 10:03]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ألف في آخر عمره كتاب الغنية عن الكلام وأهله، وقد أشار إلى بعض هذا الحافظ ابن رجب في الفتح 7/ 236 - 239
أحسن الله إليك شيخنا الكريم
قصدي أن هذا الذي وَصَفَ العلامة ابن هشام بأنه: مجانب للكلام، وأنه من أهل السنة = لا يستفاد منه أنه سلفي العقيدة، فمجانبة الكلام وذمه واقع من جموع ممن هو على مخالفة في الاعتقاد لمنهج أهل السنة سواء كان ممن تأثر بابن كلاب، أو الأشعري أو غيرهم.
وليس قصدي كلامكم أنتم، وقد أحسنتم في عدم الاعتماد على كلامه.
وليس قصدي من التعليق نفي السنة عن هذا الفاضل، وإنما التنبيه على أن مثل هذا الوصف ليس كافيا في نسبة من وصف به إلى السنة لاشتراك كثير ممن وقع في البدع في هذه الصفة.
أما إشارة الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ إلى رجعوه ففيه نظر.
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في الدرء 7/ 294: [بعد نقل من الغنية]
قلت: وهذا الذي ذكره الخطابي يبين أن طريقة الأعراض من الكلام المذموم الذي ذمه السلف والأئمة وأعرضوا عنه، كما ذكر ذلك الأشعري وغيره وأن الذين سلكوها سلكوها لكونهم لم يسلكوا الطرق النبوية الشرعية، فمن لم يسلك الطرق الشرعية احتاج إلى الطرق البدعية بخلاف من أغناه الله بالكتاب والحكمة، والخطابي ذكر أن هذه الطريقة متعبة مخوفة فسالكها يخاف عليه أن يعجز أو أن يهلك، وهذا كما ذكره الأشعري وغيره ممن لم يجزموا بفساد هذه الطريقة، وإنما ذموها لكونها بدعة أو لكونها صعبة متعبة قد يعجز سالكها، أو لكونها مخوفة خطرة لكثرة شبهاتها، وهكذا ذكر الخطابي في كتاب (شعار الدين) ما يتضمن هذا المعنى، ولهذا كان من لم يعلم بطلان هذه الطريقة أو اعتقد صحتها = قد يقول ببعض موجباتها، كما يقع مثل ذلك في كلام الخطابي وأمثاله مما يوافق موجبها، وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم، كما هو مذكور في غير هذا الموضع.
وقال في بيان تلبيس الجهمية 2/ 156: [بعد نقل من الغنية]
قلت: وهذا الكلام يشبه ما ذكره أبو الحسن الأشعري في رسالته [إلى أهل الثغر] ومضمون ذلك أن هذه الطريقة محدثة مبتدعة مستغنى عنها منهي عن سلوكها لذلك، وليس فيه بيان أنها باطلة، ولكون أمثال هؤلاء لا يعتقدون بطلانها في الباطن، وإن نهوا عن سلوكها = وقع منهم أقوال مبنية على بعض مقدماتها، وإن خالفت النصوص والمعقول، والذي عليه حذاق الأئمة والعلماء: أنها طريقة باطلة كما يقول ذلك طوائف من أهل الكلام والفلاسفة.
وعذرا على الخروج عن موضوع الجائزة!
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 11:01]ـ
أشكرك مشرفنا المتميز الحمادي، وإجابتي عن السؤال النحوي جاءت متأخرة وبطريقة مختلفة، فهي أقرب إلى الإجابة عن الألغاز -وهذا ما ظننته-.
(وأرجو أن أرى مسابقة قريبا لعلي أحظى بالجائزة):)
أكرر شكري
ـ[دار تميم]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 02:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نور الفجر يالله الدزدااااااة اخونا كاتب سن بالفتح مو بالكسر
تاكدي خيتي
:)
ـ[ابوا الاسامة]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 01:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
مسابقتك جداا سهلة والجواب هو
بنى: فعل ماضي مبني على الفتحة
زيد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الضاهره على اخره
بيتا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الضاهره على آخره
وشكرا على المسابقة الجميلة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 12:48]ـ
وليس قصدي من التعليق نفي السنة عن هذا الفاضل، وإنما التنبيه على أن مثل هذا الوصف ليس كافيا في نسبة من وصف به إلى السنة لاشتراك كثير ممن وقع في البدع في هذه الصفة.
جزاك الله خيرا أستاذنا الكريم ونفع بفوائدك
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[14 - Jun-2007, صباحاً 10:11]ـ
هذه تعليلاتُ بعضِ الأئمّةِ، وتفريقُهم بين المفعولُ المطلقِ، وبينَ المفعولِ بهِ، من جهةِ المعنى:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابنُ يعيش في " شرح المفصّل ": " قد تقدم القول أنَّ المصدرَ هو المفعولُ في الحقيقةِ، فإذا قلتَ قامَ زيدٌ، وفعلَ زيدٌ قياماً، كانا في المعنى سواءً، ألا ترى أنَّ القائلَ إذا قالَ: من فعل هذا القيامَ؟، فتقولُ: زيدٌ فعلهُ، والمفعولُ بهِ ليس كذلكَ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم يصحَّ تعبيرهُ بأن تقولَ: فعلتُ زيداً، لأنَّ زيداً ليسَ ممّا تفعلهُ أنتَ، وإنّما أحللتَ الضربَ بهِ " انتهى 1/ 124.
وقال عبدُ القاهرِ الجرجانيُّ في كتاب " المقتصدِ ": " ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: قمتُ قياماً، كنتَ قد أخرجتَ القيامَ من العدمِ إلى الوجودِ، وفعلتهُ على الحقيقةِ، وليس كذلك سائرُ المفعولاتِ، ألا ترى أنّكَ إذا قلتَ: ضربتُ زيداً، لم تكنْ قد أخرجتَ من العدمِ إلى الوجودِ شيئاً من زيدٍ، وإنّما هو خلقُ اللهِ تعالى البتّةَ، وإنّما أوقعتَ بهِ أمراً، ولذلك قيلَ: المفعولُ بهِ، ألا ترى أنّكَ عملتَ بهِ الضربَ، ويعلمُ ضرورةً أنَّ المفعولَ على الحقيقةِ ما أخرجهُ الفاعلُ من العدمِ إلى الوجودِ، والمصدرُ بهذهِ الصفةُ، وإذا كان كذلك سُمّيَ المطلقَ " انتهى 1/ 580.
فهذان إمامان من أئمّةِ اللغةِ والنحْوِ، سبقا ابنَ هشامٍ في تعليلِ المفعولِ المطلقِ، غيرَ أنّهما قيّداهُ بالمصدرِ، وأمّا ابنُ هشامٍ فقد طرد أصلهما، وأعملَ قولهما بإطلاقٍ، وألزمَ النحاةَ بهِ، بل خطّأهم في إعرابَ مثلِ ما أوردتهُ من العبارةِ الواردةِ في السؤالِ على أنَّ " بيتاً " مفعولٌ به، فقالَ في " مغني اللبيبِ ": قولُهم في نحْوِ: ((اللهُ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ))، إنَّ السمواتِ مفعولٌ بهِ، والصوابُ أنّهُ مفعولٌ مطلقٌ، لأنَّ المفعولَ المطلقَ ما يقعُ عليهِ اسمُ المفعولِ بلا قيدٍ، نحْوَ قولكَ: ضربتُ ضرباً، والمفعولُ بهِ ما لا يقعُ عليهِ ذلكَ إلا مقيّداً بقولكَ: " بهِ "، كضربتُ زيداً، وأنتَ لو قلتَ: السموات مفعولٌ، كما تقولُ: الضربُ مفعولٌ، كان صحيحاً، ولو قلتَ: السمواتُ مفعولٌ بهِ، كما تقولُ: زيدٌ مفعولٌ بهِ، لم يصحَّ ".
ثمَّ قالَ: " إيضاحٌ آخرُ: والمفعولُ بهِ ما كانَ موجوداً قبل الفعلِ الذي عمِلَ فيهِ، ثمَّ أوقعَ الفاعلُ بهِ فعلاً، والمفعولُ المطلقُ ما كانَ العاملُ فيهِ هو فعلُ إيجادهِ ... وكذا البحثُ في " أنشأتُ كتاباً "، و " عملَ فلانٌ خيراً " و " آمنوا وعملوا الصالحاتِ " انتهى 6/ 578 - 581.
ألا يلزم من هذا الكلام (لاسيما كلام ابن هشام في النقل قبل الأخير) كون إعراب ((بيتاً)) في سؤالكم بأنه ((مفعول به)) غير صحيح، فيكون للإعراب وجه واحد أنه ((مفعول مطلق))؟!!!
ولو تكرمت سؤال آخر شيخنا الحبيب: قولك: ((غيرَ أنّهما قيّداهُ بالمصدرِ، وأمّا ابنُ هشامٍ فقد طرد أصلهما، وأعملَ قولهما بإطلاقٍ)) ما وضح لي تماماً، فهلا تكرمت بشرح الفرق بين تقييده بالمصدر ومذهب ابن هشام في إعمال القول بإطلاق؟!!!
وجزاكم الله خيراً، واعذروني لقلة علمي وفهمي
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 05:12]ـ
ألا يلزم من هذا الكلام (لاسيما كلام ابن هشام في النقل قبل الأخير) كون إعراب ((بيتاً)) في سؤالكم بأنه ((مفعول به)) غير صحيح، فيكون للإعراب وجه واحد أنه ((مفعول مطلق))؟!!!
ولو تكرمت سؤال آخر شيخنا الحبيب: قولك: ((غيرَ أنّهما قيّداهُ بالمصدرِ، وأمّا ابنُ هشامٍ فقد طرد أصلهما، وأعملَ قولهما بإطلاقٍ)) ما وضح لي تماماً، فهلا تكرمت بشرح الفرق بين تقييده بالمصدر ومذهب ابن هشام في إعمال القول بإطلاق؟!!!
وجزاكم الله خيراً، واعذروني لقلة علمي وفهمي
أهلاً بالحبيبِ.
لا شكَّ أنَّ ابن هشامٍ - رحمهُ اللهُ - اختارَ كونها مفعولاً مطلقاً بإطلاقٍ، فهذا وجهٌ آخرُ، وخالفهُ الجمهورُ فأعربوها مفعولاً بهِ، فصار للإعراب من هذا الوجهِ قولانِ.
أمّا الفرقُ بين كلامِ ابن هشامٍ - رحمهُ اللهُ - ومخالفيهِ فهم يرون أنَّ المفعولَ المطلقَ لا بدَّ أن يكونَ مصدراً من المصادرِ، مثالُ ذلكَ أن تقولَ: ضربَ زيدٌ ضرباً، وأكلَ عمروٌ أكلاً، وهلمّا جرّا، وهم لا يجوّزون وقوعَ المفعولَ المطلقِ في غيرِ المصدرِ، وهذا ما خالفهم فيه ابنُ هشامٍ، فرأى أن المصدر وغيرهُ ممّا يدلُّ على الفعلِ دون قيدٍ فإنه يعرب مفعولاً مطلقاً، فسواءٌ عندهُ: أكلَ زيدٌ أكلاً، وبنى زيدٌ بيتاً، فكلا المنصوبين الواقعين بعد الفاعلِ يعربانِ مفعولاً مطلقاً.
أرجو أن يكون الجوابُ ظاهراً لكَ.
ـ[يوسف الجوارنة]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 10:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله فيك ... الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قإن الجملة تحتمل توجيهين: الأول: فعل وفاعل ومفعول به، وهو مذهب جمهور النحويين طردًا للباب على وتيرة واحدة.
الثاني: فعل وفاعل ومفعول مطلق، وذلك لأنّ هذا الفعل عام، والبيت تمّ إنشاؤه من العدم لم يقع عليه فعل الفاعل، ومثل الجملة قولك: أنشأت كتابًا، وخلق الله السمواتِ ... وهو مذهب الأصوليين ومنهم الإمام تقي الدين السبكي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام: ((نور الفجر))! و ((المتعلم))! و ((أبو حماد))!
أراكم قد تسرعتم جميعا! من خطّأ ومن صوّب وغيّر!!
وإن لهذه الكلمة التي سطرتها يمين الفتى- وهي: ((سنُّ بعضُ إخواني)) - لوجهًا في اللغة!
وإن أحببتم ذكرته أو جعلته مسألة تفكرون فيها!
:) (عليكم أن تقولوا وعلى اللغويين أن يؤولوا)!:)
عفوًا إن جئتُ متأخِّرًا، و لكن هذه المشاركة استوقفتني و لم أرَ مَن عقَّب عليها بشيء!!!
فهلاَّ تكرم أخونا بذكر ما أشار به مشكورًا؟(/)
ما هو إعراب هذا الضمير الوارد في كتاب الله تعالى (بدون الرجوع إلى كتب إعراب القرآن)
ـ[نور الفجر]ــــــــ[27 - May-2007, مساء 11:33]ـ
أحبتي الكرام:
قد يفهم البعضُ قواعدَ النحو دون التأمل في المضمون والتعريف، كما هو الحال في علم الفرائض، وقد سألتُ أحدَ المهتمين بعلم الفرائض عن مسألة وهي: هالك عن زوج وزوجة وابن، فأعمل قواعدَ تقسيمِ الميراث دون النظر إلى المضمون، فقال: للزوج الربع وللزوجة الثمن والباقي للابن .. وهذا التقسيم من حيث ذات القواعد صحيح .. لكن مَن الذي مات؟! .. لاأحد .. فكيف يتم التوريث والتقسيم ..
===============
ونعود إلى موضوعنا ..
قال تعالى في سورة المطففين: " وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون ... "
المطلوب: إعراب الضمير في الآية .. ؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 05:21]ـ
الخطأ في مسألة الميراث وارد على السؤال أيضا؛ لأنه قال (هالك عن ... )، وهذا غير موجود، فإذا كان السؤال خطأ لا يلام المجيب، وإذا كان السؤال افتراضا فالجواب افتراض كذلك.
وأما (كالوهم أو وزنوهم)، ففيه أوجه:
- الأول: أن يكون مفعولا به، وهذا بناء على أنه يجوز في الفعل التعدي بالحرف وبنفسه، وهذا كثير في الأفعال عند العرب.
- الثاني: أن يكون منصوبا على نزع الخافض، والتقدير (وزنوا لهم) (كالوا لهم)، وهذا بناء على أن الأصل في الفعلين التعدي بالحرف، وأن حذفه فرع.
- الثالث: أن يكون مرفوعا توكيدا لضمير الفاعل، وهذا الوجه محتمل عند أبي حيان، وباطل عند الزمخشري.
والمقصود بالمفعول فيما سبق المفعول الأول؛ لأن المفعول الثاني محذوف، والتقدير نحو (وزنوا لهم الموزونات وكالوا لهم المكيلات)
والله أعلم
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[28 - May-2007, صباحاً 07:37]ـ
الخطأ في مسألة الميراث وارد على السؤال أيضا؛ لأنه قال (هالك عن ... )، وهذا غير موجود، فإذا كان السؤال خطأ لا يلام المجيب، وإذا كان السؤال افتراضا فالجواب افتراض كذلك.
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم أبا مالك والصواب أن يقال على سبيل الإلغاز اكتب هذه المسألة وحلها زوج، زوجة، ابن.
وهذا اختبار وارد عن أهل العلم بهذا الأسلوب ولئلا يقع السائل بالكذب ونعتذر للأخ نور الفجر أنه يريد ما قلت لكنه رواه بالمعنى هنا فخانه التعبير.
ـ[أبت]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - Jan-2008, مساء 10:49]ـ
فائدة:
إذا كان القارئ يرى أن الضمير هنا مرفوع توكيدا لضمير الفاعل فإنه يُنبِر الواو وهاء الضمير بمعنى أنه يرفع بهما صوته مميزاً
ويسميه بعض القراء تخليصا.
وهذا لا أستطيع تقريبه لأنه لا يعرف إلا بالتلقي.
وإذا كان القارئ يرى غير ذلك فيقرأها قرأة طبيعية دون رفع الصوت ولكن يحقق الحركات.
ـ[أيمن عبد الفتاح غازي]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 01:28]ـ
الضمير مفعول به أو منصوب على نزع الخافض باختصار
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 08:35]ـ
ونعود إلى موضوعنا ..
قال تعالى في سورة المطففين: " وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون ... "
المطلوب: إعراب الضمير في الآية .. ؟
معذرة!
أنت جعلت الهاء وحدها باللون الأحمر دون الميم وأظن - وبعض الظن إثم- أن الضمير ليس الهاء وحدها ولكن (هم) كلها فلا إعراب للضمير المزعوم!!
وهذا بناء على مقدمتك الشيقة عن الفرائض والله أعلم
ـ[أبو يعلى محمود الجمل]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 10:25]ـ
أحبتي الكرام:
قد يفهم البعضُ قواعدَ النحو دون التأمل في المضمون والتعريف، كما هو الحال في علم الفرائض، وقد سألتُ أحدَ المهتمين بعلم الفرائض عن مسألة وهي: هالك عن زوج وزوجة وابن، فأعمل قواعدَ تقسيمِ الميراث دون النظر إلى المضمون، فقال: للزوج الربع وللزوجة الثمن والباقي للابن .. وهذا التقسيم من حيث ذات القواعد صحيح .. لكن مَن الذي مات؟! .. لاأحد .. فكيف يتم التوريث والتقسيم ..
===============
ونعود إلى موضوعنا ..
قال تعالى في سورة المطففين: " وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون ... "
المطلوب: إعراب الضمير في الآية .. ؟
جزيت خيراً
الإعراب في نظري يحتمل شيئين
الأول: وإذا كالوا وإذا وزنوا _ أي المنافقين _ هم يخسرون , فيخسرون جواب إذا وَهم ضمير عائد على الواو لا محل له من الإعراب وربما صح إعرابه مبتدا والجملة في محل جواب
الثاني: أن يكون الضمير هم في محل نصب للفعلين كالوا ووزنوا وهو عائد على الناس
وأرجو العذر فقد عملتُ بالشرط فإن أخطاتُ فأفيدونا وإن أصبت فبتوفيق من الله.
أبو يعلى
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[28 - Mar-2010, صباحاً 11:17]ـ
معذرة!
أنت جعلت الهاء وحدها باللون الأحمر دون الميم وأظن - وبعض الظن إثم- أن الضمير ليس الهاء وحدها ولكن (هم) كلها فلا إعراب للضمير المزعوم!!
وهذا بناء على مقدمتك الشيقة عن الفرائض والله أعلم
ملاحظة طيبة, ولكن يعكر عليها أن من المعربين من يعد الهاء هي الضمير, والميم لجمع الذكور, والنون لجمع الإناث, والذي أراه في الإعرب أنها منصوبة على نزع الخافض, ولكن يبقى السر في المقدمة التي تفضل بها الأخ صاحب الموضوع, وعلاقته في بالإعراب المطلوب.(/)
أحكام الهمزة
ـ[معاذ]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الكرام: لا شك أن الكثير من الإخوة طلبة العلم - و أنا منهم - يقع لهم شيء من اللبس أحيانا؛ عند كتابة الهمزة، و ضبط قواعدها متى تكون على السطر و متى تكون على الياء ....
و بما أن الموقع به الكثير من المشايخ الفضلاء ممن لهم تخصص في اللغة العربية كالشيخ الفاضل: أبو مالك العوضي نفع الله به و الأخ فتى الأدغال و غيرهم، فحبذا لو تكرم أحد هؤلاء الأفاضل بذكر هذه القواعد مع الامثلة.
و بارك الله فيكم
ـ[معاذ]ــــــــ[28 - May-2007, مساء 06:17]ـ
و هذه بعض القواعد لعل بعض الإخوة المشايخ يزيدونها توضيحا و يزيدون عليها
الهمزة أول حروف الهجاء، تقبل الحركات وهي إما: أول الكلمة أو متوسطة أو متطرفة.
(أ) الهمزة أول الكلمة:
تكتب الهمزة أول الكلمة ألفاً وهي:
- همزة وصل: ألف زائدة للتخلص من النطق بالساكن في أول الكلمات، تقرأ أول الكلام وتسقط في وسطه.
مواضعها:
(1) في الأفعال: أمر الثلاثي المبدوء بهمزة: اضرب، ماضي وأمر ومصدر الخماسي: اندحَرَ، اندحِرْ، اندحار، ماضي وأمر ومصدر السداسي: استقبلَ، استقبلْ، استقبال.
(2) في الأسماء: ابن، ابنة، ابنم، ابنان، ابنتان، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، اسم، است، امرآن، امرأتان، اسمان، ايمن.
(3) في ال التعريف: القاضي.
- همزة قطع: همزة تأتي أول الكلمة ووسطها، وهي تقرأ وتكتب ولا تسقط في درج الكلام. تقبل جميع الحركات.
مواضعها:
(1) في الأفعال: ماضي الثلاثي ومصدره: أكل، أكلا، ماضي الرباعي وأمره مصدره: أضربَ، أضرِبْ، إضراب.
(2) في الأسماء: في جميع الأسماء عدا المذكورة في همزة الوصل.
(3) في الحروف: جميعها عدا ال التعريف.
(ب) الهمزة في وسط الكلمة:
تكتب الهمزة في وسط الكلمة على حرف يناسب حركتها وحركة الحرف قبلها.
الكسرُ أقوى الحركات وتناسبه النبرة، يليه الضم وتناسبه الواو، يليه الفتح وتناسبه الألف، ثم السكون أضعف الحركات، وتناسبه أن تكتب مفردة: فئات، خؤون، رأس.
حالات أخرى خاصة:
- الهمزة المفتوحة المسبوقة بألف ساكنة تكتب على السطر: قراءة.
- الهمزة المفتوحة أو المضمومة المسبوقة بواو ساكنة تكتب على السطر: ضوءه.
- الهمزة المفتوحة أو المضمومة أو المكسورة المسبوقة بياء ساكنة تكتب على نبرة: فيْئهِ.
(ج) الهمزة آخر الكلمة:
تكتب الهمزة في آخر الكلمة على حرف يناسب حركة الحرف قبلها. الكسر تناسبه الياء، الضم يناسبه الواو، الفتح يناسبه الألف، السكون على السطر مفردة: مُبْطِىء، جَرُؤَ، يتباطأُ، عبء. وإذا نونت بالنصب بعد حرف ساكن يقبل الاتصال مع ما قبله كتبت على نبرة: شيئاً، وإلا كتبت مفردة: جزءا.
منقول(/)
العربية في حياتنا
ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[29 - May-2007, صباحاً 11:44]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد فإنَّ من أهمِّ القضايا المعاصرة التي ينبغي أنْ يلتفت إليها الواعون من أبناء الأمة موقع اللغة العربية من حياتنا، وشعورنا نحوها، ودرجة حبِّنا لها واعتزازنا بها، ويترجم عن ذلك كله مدى حرصنا على تعلمها وإتقانها.
وهو موضوع يحتاج إلى كثير من المراجعات، ولعلَّ طرحَه - بوجهٍ عام - ليس جديدًا، لكنَّ طرحَه في هذا المجلس الطيب له دلالته الخاصة، إذْ يلفت الانتباه إلى أنَّ قضية اللغة ليست قضية تاريخية، بل هي قضية معاصرة لها آثارها المباشرة على حياتنا اليومية، وفي بداية تناول هذه القضية أودُّ أنْ أضع ثلاثَةَ مبادِئ تمثِّلُ منطلقاتِ الاهتمام بهذا الموضوع:
1 - لا أمَّةَ بلا هُوِيَّةٍ.
2 - لا هُوِيَّةَ بلا لُغَةٍ.
3 - لا لُغَةَ لأمَّتِنا إلا العربية.
وأكتفي الآن بأن أضع أمامَ إخواني بعضَ مقولاتٍ لبعض كبار العلماء يظهر فيها مدى تقديرهم لشأن العربية، مما يحفز على مناقشة الموضوع، ولنا _ إن شاء الله تعالى _ عودٌ إليه:
* قال الإمام الشافعي [ت204هـ]: «(167) فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جَهْدُه؛ حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، ويتلوَ به كتابَ الله، وينطقَ بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، وأُمِرَ به من التسبيح والتشهد وغير ذلك. (168) وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان مَنْ خَتَمَ به نُبُوَّتَه وأنزل به آخر كتبه ـ كان خيرا له، كما عليه يتعلمُ الصلاة والذكر فيها، ويأتي البيتَ وما أمر بإتيانه، ويَتَوَجَّهُ لما وُجِّه له، ويكونُ تَبَعًا فيما افْتُرِضَ عليه ونُدِبَ إليه لا متبوعًا» [الرسالة ص 48، 49]
* قال شعبة [ت 160هـ]: «مثل الذي يتعلم الحديث ولم يتعلم العربية كالرأس بلا برنس» [الصعقة الغضبية ص248]، وقد روي أيضًا: «مثل الذي يتعلم الحديث ولا يتعلم النحو مثل البرنس لا رأس له»، وقال أيضًا: «مثل صاحب الحديث الذي لا يعرف العربية مثلُ الحِمار عليه مخلاةٌ لا علف فيها»، وقال حماد بن سلمة [ت 167هـ]: «من طلب الحديث َ ولم يتعلم العربية فهو مثْلُ الحِمار تُعَلَّقُ عليه المخْلاةُ ليس فيها شعيرٌ» [الصعقة الغضبية ص249].
* كان أيوب السَّختياني [ت 131هـ]ـ من صغار التابعين، ثقة ثبت حجة، قال عنه شعبة: ما رأيت مثلَه ـ كان إذا لحن قال: «أستغفر الله» [انظر الصعقة الغضبية ص 251].
* يقول الطوفي [ت 716هـ] رحمه الله تعالى: «ثم إنا قد ابتلينا بجهال متعلمي زماننا، وعجزة متمزهديهم، إذا ذكر الأدب بحضرتهم ينفضُ أحدهم كمه ويكلح وجهُه ويقول: معرفةُ مسألةٍ من الحلال والحرام أحبُّ إليَّ من كتاب سيبويه، ويتغالى في التمزهد ويبالغ في التقشف عجزًا منه وزهدًا من العلم فيه، ولو نظر ببصيرته التي لم ينورْها الله تعالى، وتأيَّدَ في أمره ـ لم قال ذلك، فإنَّ المسألة التي يشير إليها من الحلال والحرام، إنما نشأت عن البحث عن معاني الكتاب والسنة، وتحقيق ألفاظهما، وتنقيح المراد بهما، وطريقُ ذلك العربيةُ وغيرُها من المواد» [الصعقة الغضبية ص267].
ـ[شموخ الشامخ]ــــــــ[30 - May-2007, مساء 05:16]ـ
شكرالله لك وأحسن إليك في برك بأمك اللغة العربية
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 08:56]ـ
جزاكم الله خيرا .... نقولات طيبة.
وإليكم هذه المادة
http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=17&PHPSESSID=4d7f81fa1b8faaec6e2c 58f84c0de7f8
http://www.dedew.net/index.php?A__=11&linkid=18
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 01:44]ـ
نفع الله بك أخي الحبيب
إن اللغة اليوم تشهد صراعا داميا وحربا طاحنة من أبنائها - المنتسبين إليها - قبل أعدائها
فهلم إلى نصرة اللغة بدرسها وسبر أغوارها ما أمكن واستعمالها
اللغة تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال(/)
القول الفصل في إثبات عدم جواز تعريف (غير) بـ (أل)
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 10:28]ـ
القول الفصل في عدم جواز تعريف (غير) بـ (أل)
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فإن الناظر في كلام الكُتَّابَ المعاصرين وبعض المتأخرين يجد أنهم يُدْخِلُون اللام على كلمة (غير) كثيراً مع مخالفة ذلك لكلام الله عزوجل، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام العرب المنثور والمنظوم؛ ولتحرير رجحان ذلك من عدمه لابد من ذكر مقدمتين وبيان خلاف العلماء في إدخال (أل) على (غير)
المقدمة الأولى: مذاهب العلماء في جواز تعريف (غير)
للعلماء مذهبان في ذلك:
الْمذهب الأول: أن (غير) لا تتعرف مطلقاً، قال ابن السراج في كتابه الأصول في النحو: ((واعلم أن من الأسْماء مضافات إلى معارف، ولكنها لا تتعرف بها لأنها لا تَخص شيئا بعينه، فمن ذلك: (مثلك، وشبهك، وغيرك) تقول: (مررت برجلٍ مثلِك، وبرجلٍ شبهِك، وبرجلٍ غيرِك)، فلو لَم يكنَّ نكرات ما وصف بهن نكرة، وإنَّما نكَّرهنَّ معانيهن، ألا ترى أنّك إذا قلت: (مثلك) جاز أن يكون مثلك في طولك، أو لونك، أو في علمك، ولن يُحاط بالأشياء التي يكون بها الشيء مثل الشيء؛ لكثرتها، وكذلك (شبهك)، وأما (غيرك) فصار نكرة؛ لأنَّ كل شيء مثل الشيء عداك فهو (غيرك).)) ([1]).
ومِن أدلة بقاء (غير) على التنكير وإن أُضيفت إلى الْمعارف كثرة وجوه الْمغايرة، ودخول (رُبّ) عليها، ومَجيئها نعتاً لنكراتٍ، ففي قول الله تبارك وتعالى: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: 29] أضيفت (غير) إلى الضمير مع وقوعها نعتاً لكلمة (إِلَهاً) النكرة.
ويعضد هذا قول سيبويه في الكتاب: ((و (غير) … ليس باسم متمكن، ألا ترى أنّها لا تكون إلا نكرةً ولا تْجمع ولا تدخلها الألف واللام.)) ([2]).
الْمذهب الثاني: أنّ (غير) تتعرف إذا وقعت بين ضدين، وهذا الْمذهب قال به جمع من علماء النحو والتفسير والقراءات واللغة والحديث ([3]).
ومن أمثلة ذلك وقوع كلمة (غير) بين الْمُنعَم عليهم، والْمغضوب عليهم فتعينت الْمغايرة في قول الله سبحانه وتعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]
فـ (غَيرِ) في الآية لَمَّا وقعت بين ضدين تعينت أوجه الْمغايرة فصح وقوعها نَعْتاً لكلمة (الذين) الْمعرفة.
المقدمة الثانية: الخلاف في جواز قطع (غير) عن الإضافة
لا شك أنّ التزام العلماء بذكر كلمة (غير) في باب الإضافة دليل على لزومها للإضافة، ولا خلاف بينهم في ذلك، وأسلوب القرآن الكريم والعرب يُعضِّدُ ذلك، ولكن الخلاف بينهم في جواز قطعها عن الإضافة لفظاً ومعنىً، ولَهم في ذلك مذهبان:
الْمذهب الأول: أن كلمة (غير) ملازمة للإضافة مطلقاً، وهو مذهب جمهور العلماء؛ لأنّ الإضافة هي الأصل، وما خالفها يعد عارضاً، قال مكي في مشكل إعراب القرآن: (((غير) اسم مبهم إلا أنه أُعْرِبَ للزومه الإضافة.)) ([4])، وهذا الْحكم ثابت لبقية أخواتها؛ لعدمِ مَجيئها في نصٍ صحيح مُحتجٍ به غير مضافة بهذا المعنى، سواء كانت الإضافة لفظية أو معنوية، بدليل قول ابن يعيش في شرح المفصل في حديثه عن الأسْماء المتوغلة في الإبهام: ((فهذه الأسْماء كلها تلزم الإضافة ولا تفارقها، وإذا أفردت كان معناها على الإضافة؛ ولذلك لا يَحسن دخول الألف واللام عليها فلا يقال: (الْمثل، ولا الشبه …)؛ لأنَّ ذلك كالْجمع بين الألف واللام ومعنى الإضافة من جهة تضمنها معنى الإضافة فيها كالْملفوظ بها، وذلك من قِبل أنَّ (مثلا) يقتضي مُمَاثِلاً وشبهاً يقتضي مشبها به، وكذلك سائرهما من نحو: (قيد) …)) ([5])، وإلى هذا أشار ابن مالك فقال:
قَبلُ كَغَيرُ بَعدُ حَسبُ أوَّلُ وَدُونُ والجِهَاتُ أيضاً وَعَلُ ([6])
فابن مالك قاس (غير، وحسب) على (قبل، وبعد، والْجهات الست) التي لا تنفك عن الإضافة معنىً، كما هو معلوم في باب الإضافة ـ فثبت بذلك عدم صحة قطع (غير) وأخواتها عن الإضافة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المذهب الثاني: أن كلمة (غير) يَجوز قطعها عن الإضافة، وهذا ما يُفهَمُ من قول الفخر الرازي: ((إذا قلت: (غير زيد) صار في غاية الإبهام فإنه يتناول أموراً لا حصر لها، وأما إذا قطعته عن الإضافة ربما تقول: (الغير والمغايرة) من باب واحد، وكذلك التغير فتجعل الغير كأسْماء الأجناس.)) ([7]).
والراجح ـ والله تعالى أعلم ـ أن كلمة (غير) لا تُقطع عن الإضافة إذا كانت بالْمعنى الذي تقدم تقريره إلا بدليل سَماعي يُخرِجُها عن قياسها، وهو الإضافة، وما ورد منها في القرآن الكريم يُؤيد ذلك، كما يؤيده حصر النحاة هذه النكرات مع (قبل، وبعد).
أمّا قول علماء اللغة: (الغَيْر) فلم يُطَّلَع على دليل مسموع من كلام العرب يُعضّد ذلك إذا كانت هذه الكلمة تدل على معنى الْمغايرة.
ـ الْخلاف في تَجويز دخول (أل) على كلمة (غير)
اختلف العلماء في جواز دخول (أل) على كلمة (غير)، بناء على اختلافهم في جواز قطعها عن الإضافة، فمَن مَنَع قطعها عن الإضافة منع دخول (أل) عليها، ومَنْ أجاز قطعها عن الإضافة لفظاً ومعْنىً أجاز إدخال (أل) عليها، إذا علم هذا بان أن الخلاف بينهم منحصر في مذهبين:
الْمذهب الأول: الْمنع، وهو مذهب جمع مِن علماء اللغة، والنحو، والتفسير ([8])، وهو ما صرّح به سيبويه فقال: ((و (غير) … ليس باسم متمكن ألا ترى أنها لا تكون إلا نكرة، ولا تُجمع ولا تدخلها الألف واللام، وكذلك (حَسْبك).)) ([9]).
ولعل منع دخول (أل) على كلمة (غير) ينطبق على شبيهاتها من النكرات الْمتوغلة في الإبهام؛ بدليل قول سيبويه ـ هنا ـ: (وكذلك (حَسْبك).)، وقول ابن يعيش في كتابه شرح المفصل: ((فهذه الأسْماء كلها تلزم الإضافة ولا تفارقها، وإذا أفردت كان معناها على الإضافة؛ ولذلك لا يحسن دخول الألف واللام عليها فلا يقال: (المثل، ولا الشبه) …)) ([10])، وقول الصبان في حاشيته على شرح الأشموني: ((ينبغي أن هذه الكلمات كما لا تتعرف بالإضافة إلا فيما استثنى لا تتعرف بـ (أل) ـ أيضاً ـ؛ لأن المانعَ من تعريفها بالإضافة مانع من تعريفها بـ (أل).)) ([11]).
الْمذهب الثاني: جواز دخول (أل) على (غير)، وقد صرَّح به الفخر الرازي فِي التفسير الكبير فقال: ((إذا قلت: (غير زيد) صار في غاية الإيهام فإنه يتناول أموراً لا حصر لها، وأمَّا إذا قطعته عن الإضافة ربّما تقول: (الغير، والْمغايرة) مِن باب واحد، وكذلك التغير فتجعل الغير كأسْماء الأجناس)) ([12]).
الراجح ـ والله تعالى أعلم ـ منع دخول (أل) على (غير) وشبيهاتها من النكرات؛ لعدة أوجه:
الوجه الأول: عدم مجيء ذلك في نص مسموع صحيح مُحتج به.
الوجه الثاني: ملازمة كلمة (غير) للإضافة لفظاً أو معنىً ـ كما عُلِمَ ـ وهذا يَمنع قطعاً دخول (أل) عليها؛ لأن الإضافة لا تَجتمع مع (أل) التعريف، ثم إنه حتى وإن سُلِّمَ بِجواز ذلك فذلك مشروط بكونها مضافة إضافة لفظية لا تستفيد تعريفاً ولا تخصيصاً.
قال سيبويه: ((واعلم أنَّه ليس في العربية مضافٌ يَدخل عليه الألفُ واللام غيرُ الْمضاف إلى الْمعرفة في هذا الباب وذلك قولك: (هذا الحَسَنُ الوجهِ) أدخلوا الألفَ واللام على (حسنِ الوجهِ)؛ لأنه مضافٌ إلى معرفة لا يكون بها معرفةً أبداً فاحتاجَ إلى ذلك حيث مُنعَ ما يكون في مثله ألبتَّةَ ولا يُجاوَزُ به معنى التنوين.)) ([13]).
الوجه الثالث: أنّ ما يستدل به بعضهم على جواز دخول (أل) على كلمة (غير) لا يرتفع إلى مرتبة الدليل الراجح؛ إما لكونه دليلاً لا ينهض لذلك، أو لكونه مُختلفاً فيه.
ـ أدلة مُجِيزِي دخول (أل) على (غير) وأخواتها
قد يقول قائل: هناك أدلة يَجوز الاستدلال بها على جواز دخول (أل) على كلمة (غير)، وسأتناول هذه الأدلة واحداً تِلْوَ الآخر مبيناً ما لَها، وما عليها.
الدليل الأول: جواز نيابة (أل) عن الْمضاف إليه
وهذا الدليل ليس بِمُسَلَّمٍ على إطلاقه؛ لثلاثة أسباب:
السبب الأول: خلاف العلماء في جواز ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعلماء مختلفون في جواز نيابة (أل) عن المضاف إليه، قال الفراء في كتابه معاني القرآن عقب قول الله تبارك وتعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص: 50]: ((تُرفَعُ (الأبواب)؛ لأنّ الْمعنى: مفتحة لهم أبوابها، والعرب تَجعل الألف واللام خَلَفاً من الإضافة فيقولون: مررت على رجلٍ حسنةٍ العينُ قبيحٍ الأنفُ، والْمعنى: حسنةٍ عينُه قبيحٍ أنفُه .. )) ([14])، وقد نقل أبوحيان في البحر المحيط ([15]) جوازه عن عامة الكوفيين، ومنعه عن البصريين، وقال به من البغداديين الزمخشري في الكشاف فإنّه قال عقب قول الله سبحانه وتعالى: {َإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 41]: ((والْمعنى: فإنَّّ الْجحيم مأواه كما تقول للرجل: (غض الطَّرْفَ تريد طرفك).)) (4).
وما دامت المسألة خلافية فلا تصح أن تكون نصّاً في جواز نيابة (أل) عن المضاف إلى (غير) وأمثالها مع وجود الفارق بينها وبين ما مُثِّل به فهذه ملازمة للإضافة، وتلك غير ملازمة لَها.
السبب الثاني: خلاف مُجيزي نيابة (أل) عن المضاف إليه في ماهيته.
فالكوفيون أجازوا نيابة (أل) عن المضاف إليه الواقع ضميراً غائباً فحسب، ولهذا قال ابن هشام الأنصاري: ((والمعروف من كلامهم إنما هو التمثيل بضمير الغائب)) ([16])، بينما أجاز الزمَخشري أن يكون المضاف إليه اسْماً ظاهراً فقد قال عقب قوله تبارك وتعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31]: ((أي: أسْماء الْمسميات فحذف الْمضاف إليه؛ لكونه معلوما مدلولاََ عليه بذكر الأسْماء؛ لأنّ الاسم لا بد له مِن مسمى، وعوض منه اللام)) ([17]).
إذا عُلم هذا بان عدم صحة القول بجواز دخول (أل) على (غير) ـ مطلقاً ـ اعتماداً على هذا القول؛ لاختلاف مُجِيزِي نيابة (أل) عن الْمضاف إليه في صحة تلك النيابة.
السبب الثالث: خلاف العلماء في ماهية (أل) النائبة عن المضاف إليه
اختلف العلماء في ماهية (أل) النائبة عن الْمضاف إليه على قولين، فالزمخشري يرى أنها للتعريف ([18])، بينما يرى ملك النحاة ([19]) أنها للمعاقبة جاء في كتاب تهذيب الأسْماء واللغات نقلا عنه: ((قال: وعندي أنه تدخل اللام على (غير، وكل، وبعض) فيقال: (فعل الغير ذلك، والكل خير من البعض)، وهذا؛ لأن الألف واللام هنا ليستا للتعريف ولكنها المعاقبة للإضافة)) ([20]).
وعلى هذا فخلاف العلماء في ماهية (أل) النائبة عن المضاف إليه يُضعِف القول بإفادة (أل) التي أُدخِلت على (غير) معنى التعريف.
السبب الرابع: أنّ كلَّ ما مثل به العلماء في هذه المسالة إنما هو من باب الأسْماء التي لا تلازم الإضافة، وعلى هذا فلا يَجوز قياس (غير) وأمثالها على ما مثّل به العلماء في هذه الْمسالة.
إذا عُلِم هذا بان أنَّ الْخلاف الْمتشعب في مسائل نيابة (أل) عن المضاف إليه يدل على عدم قوة القول بِجواز دخول (أل) على (غير) وأمثالها اعتماداً على هذه الْمسألة، ويشهد لذلك ـ أيضاً ـ عدم الاطلاع على شاهد في كتب الزمخشري التي اطلعت عليها دخلت فيه (أل) على (غير) مع تقَدُّم تَجويزه لنيابة (أل) عن الْمضاف إليه مطلقاً فدل ذلك على أنَّ تَجويزَه عامٌ في الأسْماء التي لَم تُلازم الإضافة، أما الأسْماء الْملازمة للإضافة لفظاً أو معنى فيمنعها لزوم الإضافة من دخول (أل) عليها.
الدليل الثاني: حمل (غير) على الضد
وهذا الدليل استدل به النَّوَوِّي في كتابه تهذيب الأسْماء واللغات على جواز دخول (أل) على (غير) فقال: ((ثم إِنّ الغير يحمل على الضد، والكل يحمل على الجملة، والبعض يحمل على الجزء فصلح دخول الألف واللام ـ أيضا ـ من هذا الوجه، والله تعالى أعلم.)) ([21]).
فهو ـ هنا ـ أجاز دخول (أل) على (غير) بِحملها على مرادفها (الضد)، وهذا ليس بِمُسَلَّمٍ على إطلاقه؛ لأنَّ (غير) وإن كانت تدل على معنى من معاني (الضد) فهي تدل على ضدية خاصة تتمثل في معايرة مِن عدة أوجه للاسم الذي قبلها، وهذا ما لا تدل عليه كلمة (الضد) ـ والله تعالى أعلم ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثالث: الاستناد إلى قول العلماء
عُلِمَ أنّ بعض العلماء منع دخول (أل) على (غير)، ولكن بعضهم وإن منع ذلك لَم يلتزم بذلك، وبعضهم أجاز ذلك إما بفعله، وإما بقوله اعتماداً على مَجموع الأدلة السابقة، أو على واحدٍ منها.
فالناظر في مصنفات العلماء في مختلف فنون العلم يَجد أنهم أدخلوا (أل) على (غير)، إلا أنه قليل عند علماء اللغة، كثير عند غيرهم، فمثال مَجيئه في معاجم اللغة ما جاء في الصحاح: ((الوَسيلَةُ: ما يتقرَّب به إلى الغير)) ([22])، ومثال مَجيئه في كتب الفقه ما جاء في مواهب الجليل: ((تعيّن ذلك الغير لأجله)) ([23])، ومثال مَجيئه في كتب التفسير ما جاء في تفسير ابن كثير: ((كأكل مال الغير للمضطر)) ([24])
، ومثال مَجيئه في كتب أصول الفقه ما جاء في الْمعتمد: ((حكاية عن الغير)) ([25]).
وما تقدّم إيراده إنّما هو من باب ضرب المثال لا الْحصر، وإلا فالأمثلة أكثر مِن أن تُحْصَى، وهنا مسألة مفادها هل يجوز الاستشهاد بكلام العلماء في اللغة أم لا؟
وللجواب عن ذلك يُقال ظاهر قول السيوطي: ((أجمعوا على أنه لا يحتج بكلام الْمُولِّدين والْمُحْدِثِين في اللغة والعربية.)) ([26]) يُفهم منه الإجْماع على عدم الاحتجاج بكلام المولدين، كما يُفهَم منه دخول العلماء في ذلك؛ لكونهم في عصور الْمولدين، لكن في الكشاف ما يقتضي جواز الاستشهاد بكلامهم في اللغة، قال الزمَخشري: ((وجاء فِي شعر حَبِيب بن أَوْس ([27]) ... وهو وإن كان مُحدثاً لا يُستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية فاجعل ما يقوله بِمنزلة ما يرويه، ألا ترى إلى قول العلماء الدليل عليه بيت الْحماسة فيقتنعون بذلك؛ لوثوقهم بروايته وإتقانه.)) ([28]).
قول الزمخشري ـ هذا ـ جعله بعضهم دليلاً على جواز الاستشهاد بكلام العلماء وإن كان مخالفاً لقواعد العربية، والراجح ـ والله أعلم ـ عدم قوة ذلك؛ لأنّ في قول الزمخشري: (فاجعل ما يقوله ِبمنزلة ما يرويه) ما يدل على أنَّ ما يقوله العالِم الأصل فيه أن يكون موافقاً لما يرويه من اللغة، فإذا خالف قولُه روايتَه بطُل الاحتجاج به كما يبطُل الاحتجاج بفعله إن كان مُخالفاً لعِلمه،فالاحتجاج بقول العالم مقبولٌ ما دام موافقاً لما يرويه من اللغة.
ولو سُلِّمَ أنّ الزمخشري يرى صحة الاستشهاد بكلام العلماء فإنّ المحققين من العلماء ردوا ذلك، ومن ذلك قول البغدادي في خزانة الأدب: ((واعْتُرِضَ عليه بأن قبول الرواية مبني على الضبط والوثوق، واعتبار القول مبني على معرفة أوضاع اللغة العربية، والإحاطة بقوانينها، ومِن الْبَيِّنِ أنَّ إتقان الرواية لا يستلزم إتقان الدراية.)) ([29]).
ثُمّ إنّ الزمخشري لو كان مُجِيزاً للاستشهاد بكلام العلماء وإن كان مخالفاً للمنقول عن العرب لشُوهِدَ ذلك في كتبه، وخاصة في هذه الْمسألة فقد سبقه جمعٌ مِن العلماء بإدخال (أل) على (غير) وأشباهها، لكنه ما تبعهم في ذلك، وقدتتبعَّت بعض كتبه الْمطبوعة في اللغة، والنحو، والتفسير، وما وجَدَت فيها شاهدٌ يدل على إدخاله (أل) على (غير) فدلّ ذلك على عدم جواز الاستشهاد بقوله على الاستشهاد بكلام العلماء الْمخالف لقواعد العربية.
كما يشهد لذلك رد الشِّهَاب الْخَفَاجِي ([30]) لدليل من استدل بفعل العلماء في إدخال (أل) على (غير) فقال: ((إذا لم يكن دخول اللام عليه ([31]) مرضياً للأدباء، وهم علماء العربية، ومنهم علماء اللغة كيف يتأتى استشهاده به؟)) ([32]).
وعدّ الْحريريُّ إدخالَ (أل) على (غير) مِن أوهام الْخواص ([33])، ولا شكّ أنّ مراده بالخواص في كتابه العلماء؛ لأن مراده تنبيه العلماء إلى بعض الأخطاء اللغوية التي يقعون فيها، وقد ألف العلماء كثيراً من الكتب التي تصحح أخطاء العلماء الأسلوبية واللغوية منها: كتاب درة الغواص في أوهام الخواص، وكتاب تصحيح التصحيف وتحرير التحريف، وكتاب غلط الفقهاء، وكتاب غلط المحدثين، وغيرها، ولا شكّ أنّ هذه الكتب لا تعد انتقاصاً مِن حقِّ العلماء، بل هي من باب بيان الصحيح من الْخطأ، ثُم إنّ هذه الكتب هي من باب حفظ لغة القرآن الكريم التي وعد الله بِحفظه، قال الله جل وعلا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]، ولا ريْبَ أنّ مِن حفظ القرآن الكريم حِفظَ لغتِه التي نزل بها مِن كل لَحْنٍ وتَحريف، وقد يسّر الله جل وعلا لذلك جهابذةً قاموا بذلك خير قيام، ولا يَجوز مسايرة اللهجات فيما لَحَنَتْ فيه باسم التطور؛ لأنّ هذا مِن الإعانة على إفشاء اللحن في لغة القرآن الكريم.
يُعلمُ مِما تقدّم أن الْأَوْلَى عدم إدخالِ (أل) على (غير) وأشباهها؛ لأنّ أدلة مُجيزي ذلك إمّا مُتوهّمَة، أو مرجوحة، أو مُختَلَفٌ فيها، والسلامة الالتزام بِما ورد عن العرب في ذلك، وما سُمّيَ هذا العلم بـ (النحو) إلا لكون الْمراد منه قصد سَمْتِ العرب في طريقة كلامهم، ومن ذلك هذه المسألة، ثُم إنّ في إجازة ذلك تعارضاً للقياس مع السماع، والقاعدة عند العلماء أنه متى تعارضا قُدَّم السماع على القياس، قال ابن جني في الخصائص: ((بابٌ في تعارض السماع والقياس إذا تعارضا نطقت بالمسموع على ما جاء عليه ولم تقسه في غيره)) ([34])؛ لأنّ المسموع أقوى حجة؛ لنقله عن أصحاب اللغة؛ ولكون القياس يرِد فيه الوهم، والشك، والاختلاف بين العلماء، وزد على ذلك كونه في بعض المسائل قياساً مع الفارق، فأنت ترى أنّ النكرات المتوغلة في الإبهام ملازمة للإضافة لفظاً أو معنىً، ومِنْ ثَمّ فقياسها على نكرات غير متوغلة في الشيوع، وليست ملازمة للإضافة إنَّما هو من باب التكلف؛ لِمخالفتها لَها معنىً واستعمالاً.
ثُمّ إنَّ القاعدة عند العلماء أنّ المجمع عليه أولى من المختلف فيه، قال السيوطي في الاقتراح في علم أصول النحو: ((إذا تعارض مجمعٌ عليه ومختلَفٌ فيه، فالْأَوّل أوْلى.)) ([35])، وهذا ينطبق على الخلاف ـ هنا ـ؛ لأنّ من الْمجمع عليه أن الأصل عدم دخول اللام على (غير) وأمثالها؛ لأنها مِما لزم الإضافة، وعدم سماع نص مُحتجٍ به عن العرب يخالف ذلك يُؤيدُ ذلك، بينما دخول (أل) عليها مختَلفٌ فيه، وعلى ما نصت عليه هذه القاعدة فالأوْلَى تقديم الْمجمَعِ عليه، وهو امتناع (أل) من دخول هذه النكرات.
كما أنّ مِن قواعد العلماء أنّ ((مَن تَمَسَّك بالأصل خرج عن عهدة المطالبة بالدليل، ومَن عَدَلَ عن الأصل افتقر إلى إقامة الدليل؛ لعدوله عن الأصل، واستصحاب الْحال أحد الأدلة الْمعتبرة.)) ([36])، فـ (غير) وأمثالها الأصل فيها لزوم الإضافة لفظاً أو معنىً، ومَن ادعى مفارقتها لِهذا الأصل فليأتِ بدليلٍ عن العرب الْمحتج بكلامهم، وإلا وجب عليه التمسك بلزومها للإضافة، وامتنع من إدخال (أل) عليها.
حرره التلميذ: حامد الأنصاري
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ـ الأصول في النحو:1/ 153.
([2]) ـ الكتاب:3/ 479.
([3]) ـ كالفراء في معاني القرآن:1/ 7، والطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن:1/ 77، ومكي في مشكل إعراب القرآن:1/ 72، والزمخشري في المفصل:117، وابن عطية في المحرر الوجيز:1/ 76، والعكبري في المتبع في شرح اللمع:2/ 403، وإملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات:1/ 8، وابن يعيش في شرح المفصل:1/ 502، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن:1/ 151، وابن القيم في بدائع الفوائد:2/ 263، والعيني في عمدة القاري:1/ 306، والشهاب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي:1/ 212، والآلوسي في روح المعاني:1/ 94.
([4]) ـ مشكل إعراب القرآن:1/ 72.
([5]) ـ شرح المفصل:1/ 508.
([6]) ـ ألفية ابن مالك:51.
([7]) ـ التفسير الكبير:28/ 222.
([8]) ـ كسيبويه في الكتاب:3/ 479، والحريري في درة الغواص في أوهام الخواص:51، وابن يعيش في شرح المفصل:1/ 508، وأبي حيان في البحر المحيط:1/ 28، والفيومي في المصباح المنير:2/ 458، وابن عادل الْحنبلي في أحد قوليه في اللباب في علوم الكتاب:1/ 221، والخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل:1/ 52.
([9]) ـ الكتاب:3/ 479.
([10]) ـ شرح المفصل:1/ 508.
([11]) ـ حاشية الصبان:2/ 244.
([12]) ـ التفسير الكبير:28/ 222، وبِمثله قال ابن عادل في أحد قوليه في اللباب في علوم الكتاب:1/ 221.
([13]) ـ الكتاب:1/ 199 ـ 200.
([14]) ـ معاني القرآن للفراء:2/ 408.
([15]) ـ ينظر: البحر المحيط:1/ 113.
(4) ـ الكشاف:4/ 698.
([16]) ـ مغني اللبيب:1/ 78.
([17]) ـ الكشاف:1/ 154 ـ 155.
([18]) ـ ينظر: الكشاف:4/ 698.
([19]) ـ هو أبونزار الحسن بن صافي الملقب بملك النحاة (489 هـ ـ 568 هـ)، من شيوخه: عبدالقاهر الجرجاني، له: الحاوي في النحو، والمقتصد في التصريف. ينظر: معجم الأدباء:2/ 493، وبغية الوعاة:1/ 504.
([20]) ـ تهذيب الأسْماء واللغات للنووي:3/ 246.
([21]) ـ تهذيب الأسْماء واللغات:3/ 246.
([22]) ـ الصحاح:3/ 246.
([23]) ـ مواهب الجليل:2/ 291.
([24]) ـ تفسير القرآن العظيم:1/ 455.
([25]) ـ المعتمد:2/ 79.
([26]) ـ الاقتراح في علم أصول النحو:70.
([27]) ـ هو أَبوتَمّام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي (188هـ ـ 231 هـ)، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. ينظر: الأغاني:16/ 414، ونزهة الألباء:109.
([28]) ـ الكشاف:1/ 119.
([29]) ـ خزانة الأدب:1/ 4.
([30]) ـ هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري الحنفي (979 هـ ـ 1069 هـ)، من تلاميذه: البغدادي صاحب خزانة الأدب، من تصانيفه: عناية القاضي وكفاية الراضي، وشرح درة الغواص في أوهام الخواص. ينظر: كشف الظنون:1/ 699، وهدية العارفين:1/ 160.
([31]) ـ الضمير عائد على (غير).
([32]) ـ حاشية الشهاب:1/ 217.
([33]) ـ ينظر: درة الغواص في أوهام الخواص:51.
([34]) ـ الخصائص:1/ 117.
([35]) ـ الاقتراح في علم أصول النحو:194.
([36]) ـ الإنصاف في مسائل الخلاف:1/ 300.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - Jun-2007, صباحاً 11:06]ـ
بارك الله فيك ..
بحث مميز.
ـ[آل عامر]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 12:28]ـ
بورك لك وفيك وجزيت خيرا على هذه البحث الماتعة!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 01:26]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، ولي بعض الملاحظات اليسيرة التي لا تنقص من قيمة هذا المبحث القيم
أولا:
استند البحث استنادا أساسيا إلى عدم ورود ذلك في كلام العرب المحتج بهم
فإذا وجد مثل ذلك في كلام العرب فأظن أن وجهة نظر الكاتب ستتغير
ثانيا:
استند البحث أيضا إلى قاعدة (الأولى كذا وكذا)، ومعلوم أن قاعدة الأولى هذه لا يصح استعمالها في الجزم والقطع بأن هذا هو (القول الفصل في إثبات عدم جواز ... إلخ)؛ لأن غايته أن يكون القول الآخر خلاف الأولى، والفرق واضح بين (خلاف الأولى) و (ما لا يجوز قطعا)
ثالثا:
اعتمد الباحث أيضا على عدم جواز الجمع بين (أل) و (الإضافة)، وهذا صحيح، ولكنه مخصوص بألا تكون (أل) زائدة، فإذا قدر أن العلماء المجيزين لدخول (أل) على (غير) يجعلونها زائدة، فحينئذ يسقط هذا الدليل.
كتبت هذا على عجل، وقد كنت كتبت مسودات قديمة عن هذه المسألة، فسأعاود النظر فيها ثم أرجع إن شاء الله تعالى.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فيا أبامالك العوضي شكرا لك ... بارك الله فيك ... على الملاحظات التي أبديتها على ما كتبته عن امتناع إدخال (أل) على كلمة (غير) وسأجيب على ما أوردته من إشكالات على عجل، وسيأتي المزيد فيما بعد إن يسر الله ذلك
فأما الإشكال الأول فيرد عليه أنك لم تُورِد شاهدا صحيحا من عصور الاستشهاد المعلومة عند المحققين يدل على دخول (أل) على كلمة (غير) وإلى أن تورده فأنا على رأيي.
وأما الإشكال الثاني فيرد عليه أن قاعدة (الأولى كذا وكذا) إنما ذكرتها تأدبا مع العلماء الذين أدخلوا (أل) على كلمة (غير) وإلا فإنه من المعلوم أن اللغة سماعية والأصل فيها الاتباع لا الابتداع إلا بدليل صحيح عن العرب المحتج بهم في كلامهم يؤيد كلام العلماء.
وأما الإشكال الثالث فيرد عليه أن تقدير زيادة (أل) عند العلماء المدخلين (أل) على كلمة (غير) يحتاج إلى دليل صريح عنهم في القول بزيادتها، ولم أطلع عليه حتى الآن.
وبارك الله فيك على إثراء البحث بهذه الإشكالات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 02:41]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
أولا: الدليل السماعي سآتيك به إن شاء الله ليلا؛ لأني في العمل الآن
ثانيا: أنت ذكرت أن تقديم المجمع عليه أولى من المختلف فيه، وهذا لا علاقة له بالتأدب مع العلماء
ثالثا: كون تقدير زيادة (أل) يحتاج إلى دليل كلام سليم، ولكن هذا الكلام أيضا وارد على كلام أهل العلم الذين يجعلون (غير) ملازمة للإضافة، فهذا الكلام أيضا يحتاج إلى دليل، والدليل في الموضعين واحد، وهو مجرد الكلام النظري.
رابعا: جزاك الله خيرا على مثل هذه المناقشات التي افتقدتها منذ أكثر من خمس عشرة سنة (ابتسامة)
ـ[أبو حماد]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 04:50]ـ
أحسنتَ جزاك الله خيراً.
ذكر الطناحي رحمه الله في إحدى مقالاته أنه وجد كلمة " غير " وقد دخلت عليها " أل " وذلك في كتاب " ديوان المعاني " لأبي هلال العسكري، وأحال على 2/ 98، وللأسف فليست عندي هذه الطبعة، فما لدي هو طبعته الجديدة التي حُققت في دار الغرب، وفي المقالة إحالات أخرى، ومن أرادها فهي في مقالاته 1/ 204 طبعة دار البشائر الإسلامية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 04:56]ـ
نعم، وردت في موضعين من ديوان المعاني
ولكنْ أبو هلال العسكري أصلا متأخر (متوفى سنة 395) فلا يحتج بكلامه في اللغة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Jun-2007, مساء 11:11]ـ
الأخ الكريم (حامد الأنصاري)
رجعت إلى مسوداتي التي كتبتها منذ نحو خمس عشرة سنة عن هذه المسألة، فوجدت هذين الشاهدين على جواز (الغير):
الأول: قول ابن المقفع في كليلة ودمنة: ((ونفع النفس بضر الغير))
الثاني: قول الشافعي في الرسالة: ((إذ لم يؤمر بترك ذلك الغير))
ولكي يصح الاحتجاج بهذين الشاهدين لا بد من إقامة الدليل على الاحتجاج بكلام ابن المقفع وكلام الشافعي.
وعندي مبحث في كل من الأمرين، ولكني لا أفرغ لنقله، وخلاصته ما يلي:
- شهد الأصمعي لابن المقفع بالفصاحة وأنه قرأ كل كتبه فلم يجد فيها لحنا إلا واحدا فقط، وحتى هذا الواحد قد ذهب جمع من أهل اللغة إلى صحته.
- شهد جمع كبير من العلماء للشافعي بالفصاحة وبأن كلامه حجة في اللغة، وعددهم يقارب الثلاثين.
(فائدة)
ذكر محمد خليفة التونسي في مجلة العربي أنه كتب مقالا يثبت فيه صحة (الغير)، وأحال على العدد (309) من مجلة العربي، ولكني لم أقف على هذا العدد، فلو تكرم بعض الإخوة وخاصة من الكويت بالنظر في هذا العدد، وإرفاق المقال نكون له من الشاكرين.
(فائدة أخرى)
قال الشاطبي في حرز الأماني:
وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ............... وبعد ذكا و (الغير) كالحرف أولا
احتج ابن الحنبلي بهذا البيت في (سهم الألحاظ إلى وهم الألفاظ) على جواز (الغير)، بناء على أن الشاطبي كان إماما علما في اللغة، وهذا الاحتجاج فيه نظر؛ لأن الشاطبي متأخر (متوفى سنة 590)، ولكن الفائدة منه أن يُنظر في شروح الشاطبية فقد يوجد في كلام بعض الشراح فوائد.
وفقكم الله وسدد خطاكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 09:02]ـ
أبا مالك!
عندما أقرأ لك في مجال اللغة ينشرح صدري
أبشر أخي أنت على جادة أهل العلم ...
ولي استفسار لكم
هل يقتصر نظر الباحث في كلام إمام متأخِّر من أئمة اللغة، بأنه كلامه لا يُحتَج به؛ لكونه متأخر وكفى؟
أم أنه يجب على الباحث حينئذ أن يقرّر (بينه وبين نفسه): لابد وأن يكون لهذا العالم حجة معتبرة.
وعند استفراغ وسعه في البحث، ثم عدم وجدانه حجة لذاك الإمام، يقول:
(لم أجد حجّة معتبرة لقول الإمام الفلاني المتأخّر؛ فكأنّ كلامه لم يكنْ إلى حين الوقوف على حجة معتبرة)؟
وتحياتي وتقديري لأخي حامد الأنصاري على بحثه الماتع.
وأعتذر إن خرجت عن الموضوع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 10:39]ـ
بشرك الله بالخير يا أستاذي الكريم
وأسأل الله أن يهدينا إلى سواء الصراط، وأن يلهمنا رشدنا، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.
وأما ما ذكرته أخي الكريم من استفسار واستشكال، فهو كلام مهم جدا، وينبغي فهمه فهما جيدا حتى لا يقع الدارس في الغلط
فإن الناظر في طريقة أهل العلم تجاه جواب سؤالك يظهر له بادئ بدء أن فيها شيئا من التناقض، فأحيانا تجد الواحد منهم يطلق القول بأن فلانا متأخر ولا يحتج به مهما كان علمه واطلاعه على كلام العرب، وأحيانا تجد بعض العلماء يحتج بكلام بعض المتأخرين الذين لا يحتج بهم بإجماع أهل اللغة.
والخلط بين الأمرين أوقع كثيرا من المعاصرين في الإشكال، حتى أوقع أصحاب المجمع اللغوي القاهري في التناقضات الواضحة التي لا تليق بأدنى طلبة العلم، فتراهم يجوزون بعض الأساليب (لأنها وردت في كلام بعض الأدباء من القرن الثامن!!!) ثم يمنعون من أساليب أخرى وردت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم وأقرها أهل اللغة بالإجماع!! حتى جعلوها لغة لبعض العرب وعليها من شواهد العرب الجاهلية أكثر من عشرة!!!
فأي تناقض أعظم من هذا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 10:40]ـ
وجواب هذه الشبهة يا أخي الكريم أن يقال:
الأصل أن كلام المتأخر لا يحتج به، وهذا الأصل متفق عليه بين علماء النحو كما ذكر السيوطي في الاقتراح وغيره، ومعنى
هذا الكلام أنه لا يصح أن تستدل على مخالفك في الرأي بقول لأحد المتأخرين إذا كان هو يذهب لخلاف قولك.
ولكن هذا لا يمنع من الاستئناس (لاحظ الاستئناس) بقول بعض المتأخرين ممن عرفوا بالتبحر في اللغة والبعد عن اللحن من أمثال (الجاحظ) و (المبرد) و (أبي العلاء المعري) و (الوزير المغربي) و (أبي حيان التوحيدي) و (الحريري) و (الزمخشري).
وهذا الاستئناس قد يصير قرينة قوية (أو دليلا) على تصويب الاستعمال في حالة واحدة وهي أن لا يعرف عن أحد من العلماء أنه خطأ هذا الاستعمال، فحينئذ يكون استعمال هذا العالم المتبحر مضافا إليه الإجماع السكوتي بين أهل العلم قرينة قوية (أو دليلا) على صحة هذا الاستعمال.
وهذا الكلام هو معنى قول الزمخشري عندما احتج بكلام أبي تمام وقال (فاجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه).
وقد قرر هذا الأصل العلامة ابن السيد البطليوسي في شرحه على أدب الكاتب عندما احتج ببيت للمتنبي (مع أنه متأخر لا يحتج به بالإجماع)، فقال البطليوسي: ولكن في كلامه حجة من جهة أخرى، وهي أن الناس عنوا بانتقاد شعره، فلما لم يقع منهم كلام على هذا البيت علم أنه ليس عندهم فيه أصل.
فالبطليوسي لم يحتج بكلام المتنبي منفردا، وإنما احتج به ضاما إليه الإجماع السكوتي من أهل العلم في عدم انتقاد هذا البيت، لأنه من المعروف أن المتنبي كان له نقاد كثيرون حريصون على بيان أدنى ما في كلامه من أخطاء، ولديوانه شراح كثيرون، فالناس فعلا عُنوا بانتقاد شعره، فلو كان هذا الكلام خطأ لكان بعيدا جدا في العادة أن يخفى على هؤلاء جميعا ويسكتوا عنه.
وقد احتُج بنحو هذا الاحتجاج في إثبات الصحة باستعمال للقاضي عياض في كتاب (الشفا)، مع أنه متأخر جدا، إلا أن الناس عنوا بشرح هذا الكتاب وبيان ما فيه، فكثرت عليه الشروح جدا حتى صار يستظهره بعض أهل العلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jun-2007, صباحاً 10:40]ـ
فالخلاصة يا شيخنا الفاضل أن استعمال العالم بانفراده ليس بحجة لا سيما في المسائل التي اختلف فيها أهل العلم واشتهر فيها الخلاف، فحينئذ لا يصير كلامه فيها حجة على الفريق المخالف؛ لأنه قد يكون ممن يقولون بالجواز، فإذا احتججت بكلامه صرت كأنك تحتج بالشيء على نفسه، وهو باطل في المناظرة باتفاق.
ولكن هذا الاستعمال قد يكون قرينة قوية أو حجة إذا انضم إليه قرائن أخرى، ومن هذه القرائن الإجماع السكوتي من علماء اللغة على عدم تخطئة هذا الكلام، ومن هذه القرائن أيضا أن يكون هذا الاستعمال منتشرا انتشارا كبيرا عند أهل العلم حتى لو لم يكونوا من المتبحرين في اللغة.
ولهذا السبب فقد رجحتُ تصويب قولهم (طبيعي) مع أنه مخالف للقاعدة النحوية المعروفة في النسب، وذلك لأني لم أقف على عالم واحد فقط لا في القديم ولا في الحديث نسب إلى الطبيعة بقوله (طَبَعي)، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا الاستعمال لم ينكره أحد في أي عصر من العصور دل ذلك دلالة قوية على أنه استعمال صحيح، وتكون القاعدة النحوية أغلبية.
ويُنظر في هذه المسألة كتاب مفرد فيها، وهو (بين الاستئناس والاحتجاج في الشعر العربي) للدكتور محمد أحمد علي سحلول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المنير]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 12:35]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل:
نَجِيحٌ مَلِيحٌ أخو مأقِطٍ * نِقابٌ يُحَدَّث بالغائبِ
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[05 - Jun-2007, مساء 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك يا أخ مالك العوضي على ما أرودته من جواب آخر على مسألة امتناع إدخال {أل} على غير، وما أوردته شاهدا لتعضيد دخولها عليه لا أراه مسلما لك من وجهين:
الوجه الأول: قولك: الأول: قول ابن المقفع في كليلة ودمنة: ((ونفع النفس بضر الغير)) لا يرد على ما تقدم لعلمك بأن المقفع ليس ممن يحتج بكلامه في اللغة لكونه ليس من عصور الاستشهاد في اللغة، وقولك: {شهد الأصمعي لابن المقفع بالفصاحة وأنه قرأ كل كتبه فلم يجد فيها لحنا إلا واحدا فقط، وحتى هذا الواحد قد ذهب جمع من أهل اللغة إلى صحته.} يرد عليه أن الأصمعي هو نفسه القائل: ختم الشعر بابن هرمة، وقوله عده العلماء فصلا بين ما يحتج به لغة وما لا يحتج به، وهو وإن أثنى على فصاحة ابن المقفع فلا تعني مقالته إقراره لإدخال {أل} على كلمة: {غير}، وقد تهم عينه عن العبارة المنقولة عن ابن المقفع، ثم إن المطلع على كتب المصنفين يجد أن نساخها حرفت بعض ألفاظها من غير قصد، وقد يكون ما نقلت عنه عن ابن المقفع منه، والعلماء قطعوا دابر الاستشهاد بمن بعد ابن هرمة؛ لأن فتحهم له سيفتح عليهم بابا لا يغلق، وشاهد دلك أنهم شنعوا على سيبويه إيراده بيت بشار بن برد في كتابه شاهدا لمسألة في العربية، وقالوا إنما أورده خوفا من سلاطة لسانه
وأظن أن ابن المقفع متعاصرمع بشار بن برد فكلاهما في عصر العباسيين، وما قلته آنفا يقال فيما نقلته عن الإمام الشافعي، وإن كنت لا أكتمك القول بإني كتبت الرد عجلا على النت وسأراجع العبارتين المنقولتين عن الشافعي وابن المقفع للتأكد منهما لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
الوجه الثاني: أن قولك: قال الشاطبي في حرز الأماني:
وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ............... وبعد ذكا و (الغير) كالحرف أولا
احتج ابن الحنبلي بهذا البيت في (سهم الألحاظ إلى وهم الألفاظ) على جواز (الغير)، بناء على أن الشاطبي كان إماما علما في اللغة، وهذا الاحتجاج فيه نظر؛ صدقت في قولك: فيه نظر: لأن رد العلماء لاستشهاد سيبويه ببيت بشار بن برد دليل على رد من تأخر عنه من باب أولى هذا من جهة ومن جهة أخرى فالعلماء نصوا على الشاعر يجوز له ما لا يجوز لغيره ومع ذلك فأنت ترى أن فحول شعراء الجاهلية ما ألجأتهم ضرورة الشعر لذلك، ولو كان للشاطبي سلف في إدخاله {أل} على كلمة: {الغير} مممن يحتج بشعره لقبلنا كلامه، وأذكرك بقول مالك: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وعلى كل فالبحث ممتع معكم فجزاكم الله خيرا على هذا التواصل الذي استفدت منه والله يعلم بذلك فهذا من طرق تحصيل العلم التي أخشى أن تنقرض، وعلى كل فيا حسرتاه فأنا لا أستطيع المواصلة معكم على النت لأني لا أدخله إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، والله المعين.
مع تحيات التلميذ: حامد الأنصاري.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 09:34]ـ
عودا على بدء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك على هذا التواصل يا أبا مالك العوضي
ذكرت فيما سبق دليلين على جواز إدخال (أل) على كلمة: (غير)
الأول: قول الشافعي في الرسالة: (وهو لا يؤثر على رضوان الله شيئا والعفو لا يحتمل إلا معنيين عفو عن تقصير أو توسعه والتوسعة تشبه أن يكون الفضل في غيرها إذ لم يؤمر بترك ذلك الغير الذي وسع في خلافها) ()
ويرد عليه أن المحقق قال إ ن عبارة الشافعي وجدت في نسخ أخر بلفظ: (إذ لم يؤمر بترك ذلك لغير التي وسع في خلافها).
(يُتْبَعُ)
(/)
واحتمال لفظة (غير) في النسخ يجعل الأمر محتملا، والاحتمال لا يكون نصاً في مسألة لا سلَف للناس فيها ممن يُحتج به في لغته، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط الاستدلال به، قال السيوطي في الاقتراح: ((إذا دخل الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال.)) ()
أما قول العلماء في الشافعي: (كان الشافعي حجة في اللغة) () فهو داخل في قول الزمخشري: (فاجعل ما يقوله بِمنزلة ما يرويه) ()؛ لأن ما يقوله العالِم الأصل فيه أن يكون موافقاً لما يرويه من اللغة، وخاصة إذا شهد له أقرانه بجلالته في اللغة، فإذا خالف قولُه روايتَه بطُل الاحتجاج به كما يبطُل الاحتجاج بفعله إن كان مُخالفاً لعِلمه، فالاحتجاج بقول العالم مقبولٌ ما دام موافقاً لما يرويه من اللغة.
الثاني: قول ابن المقفع في كليلة ودمنة الذي أوردته وجدته في نسخة الشاملة بهذا اللفظ: (فمن نظر في هذا فليعلم أن من أراد منفعة نفسه بضر غيره بالخلابة والمكر فإنه سيجري على خلابته ومكره.)
وهو على هذا يرد عليه ما ورد على القول الأول
الثالث: ما أوردته عن الشاطبي وجدته في مواضع من الشاطبية منها قوله فَزَادَهُمُ الأُولَى وَفِي الْغَيْرِ خُلْفُهُ وَقُلْ (صُحْبَةٌ) بَلْ رَانَ وَاصْحَبْ مُعَدَّلاَ
وقوله:
وَجُزْءاً وَجُزْءٌ ضَمَّ الإِسْكَانَ (صِـ) ـفْ وَحَيْثُماَ أُكْلُهَا (ذِ) كْراً وَفي الْغَيْرِ (ذُ) و (حُـ) ـلاَ
وقوله:
يَضِرْكُمْ بِكَسْرِ الضَّادِ مَعْ جَزْمِ رَائِهِ (سَماَ) وَيُضَمُّ الْغَيْرُ وَالرَّاءَ ثَقَّلاَ
وكلها مواضع أدخل فيها الشاطبي (أل) على كلمة: (غير)، والشاعر أجازه العلماء من الضرورات ما لم تجزه لغيره، مع أنه لا سلَف له فيما نظمه الشعراء المحتج بهم في اللغة، هذا إن أجيز تسمية ذلك بالضرورة، وهب أنا سلمنا بذلك فما يجوز ضرورة في الشعر لا يجوز في النثر، فبحور الشعر تُوجِب على الشاعر ما لا يجوز للناثر. وإقرار الحنبلي له في سهم الألحاظ له على ذلك لم أطلع عليه في النسخة المتوفرة عندي، ويرد عليه قول الحريري في درة الغواص: (- ويقولون فعل الغير ذلك - فيدخلون على غير آلة التعريف والمحققون من النحويين يمنعون من إدخال الألف واللام عليه لأن المقصود في إدخال آلة التعريف على الاسم النكرة أن تخصصه بشخص بعينه فإذا قيل الغير اشتملت اللفظة على ما لا يحصى كثرة ولم تتعرف بآلة التعريف كما أنه لا يتعرف بالإضافة فلم يكن لإدخال الألف واللام عليه فائدة ولهذا السبب لم تدخل الألف واللام عليه فائدة) ()
ومع هذا ألا ترى معي أن ما حررته آنفا عن مجمع اللغة العربية أنه يتقرر فيما خالف فيه العلماء مسلمات لغة العرب.
والله تعالى أعلى وأعلم.
اعتذر عن عدم وجود الهوامش المقتبس منها فالعلة من الجهاز، وإلا فالأصل المكتوب على الوورد فيه هوامشه
مع تحيات حامد الأنصاري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - Jun-2007, مساء 11:31]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
اطلعت اليوم سريعا على مقال (محمد خليفة التونسي) الذي أحال عليه في مجلة العربي فوجدته - كعادته - أجازها بغير دليل على الإطلاق سوى مجرد الدعوى!! ولكنه خصص الجواز بأن تكون بمعنى (ضد)، وهذا الكلام مبني على صحة قياسية التضمين، وهي مسألة كثر الكلام فيها بين المعاصرين، والأكثرون من المعاصرين يجوزونه قياسا، وهو خطأ محض مبني على الخلط في فهم كلام أهل العلم في هذه المسألة، وقد ذكر ابن السيد البطليوسي في شرح الاقتضاب إجماع الكوفيين والبصريين على أن التضمين سماعي.
أخي الكريم حامدا الأنصاري
لم أفهم قولك (ويرد عليه قول الحريري ... إلخ)؛ فإن كلام الحريري ليس فيه شيء متعلق بكلام ابن الحنبلي، وكذلك فابن الحنبلي متأخر عن الحريري بزمن.
وأيضا لم أفهم قولك (ومع هذا ألا ترى معي أن ما حررته آنفا عن مجمع اللغة العربية أنه يتقرر فيما خالف فيه العلماء مسلمات لغة العرب)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[08 - Jun-2007, صباحاً 12:33]ـ
محاورة نافعة، بديعة ماتعة
شكر الله لكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 03:14]ـ
الأخ الكريم الباحث الفاضل (حامد الأنصاري)
لا بد من تقرير قاعدة مهمة في هذا البحث قبل الحكم بالخطأ والصواب، وهي (هل يشترط في كل لفظ لإدخال "أل" عليه أن يسمع من العرب كذلك؟)، يعني إذا سمعت من العرب "سماء" "أرض" "طعام" "رجل" "طويل" ... إلخ فهل يشترط أن أسمعها أيضا معرفة بـ"أل" حتى أستطيع أن أستعملها معرفة؟
فإن كان الجواب بـ"نعم"، فيكون الاعتراض بكثير من الكلم الذي سمع عن العرب معرفا فقط أو منكرا فقط، ومع ذلك لم يختلف أهل العلم في إدخال "أل" عليه أو حذفها منه.
وإن كان الجواب بـ"لا" فيكون السؤال: إذن يكون الذي ينكر استعمال (الغير) هو المطالَب بالدليل؛ لأن المجيز يكون جاريا على الأصل المذكور في القاعدة السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذا التواصل الذي سعدت به جدا
أخي أبا مالك العوضي ملكك الله زمام التقوى، وزادك الله علما
أولا: لم أفهم قولك (ويرد عليه قول الحريري ... إلخ)؛ فإن كلام الحريري ليس فيه شيء متعلق بكلام ابن الحنبلي، وكذلك فابن الحنبلي متأخر عن الحريري بزمن.
فيرد عليه أن سهم الألحاظ هو تذييل وحاشية على درة الغواص للحريري بنص الحنبلي حيث قال في مقدمة الكتاب: (أما بعدُ فيقولُ الفقيرُ الواهي والحقيرُ اللاهي مَنْ هو المقصورُ على القصورِ الجَلِي محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحنبليّ الحلبيّ مولداً الربعيّ مَحْتِداً القادريّ مَشْرَباً الحنفيّ مَذْهَباً صِينَ عن سَهْمِ الوَهْمِ ولا شِينَ بشيءٍ من سَيِّئٍ الفَهْمِ لمّا احتجَّ أهلُ الأدبِ وطمحَ نظرُ مَنْ تأدَّبَ إلى كتابِ (دُرَّة ِ الغَوّاصِ في أوهامِ الخَوَاصِ) للأديب الأصمعيّ والأريبِ الألمعيّ أبي محمد القاسم بن عليّ الرَبعيّ كُسِيَ في دارِ النعيم حريراً ولا برحَ طَرْفُهُ في مقامِ التنعمِ بها قَرِيراً لِما أَنّهُ في عقدِ الفنونِ الأدبية ِ دُرَّة وفي علومِ العربية ِ غُرَّة تميلُ إليه النفوس بالمَرَّة وتَطْمَحُ إليهِ الأنظارُ لما أَنَّهُ قرَّة وإنْ كانَ للمَهَرَة ِ في مضمار القدح في مُهْرَة وللأذكياءِ في
هيجاءِ البحثِ فيهِ سَيْفٌ ذو شُهْرَة أَحْبَبْتُ أنْ أُذَيِّلَهُ تذييلاً وأَضمَّ إلى استعارتِهِ المكنية ِ مني تخييلاً فشمرَّتُ الذَّيْلَ ووضعتُ بإذنِ اللهِ تعالى هذا الذَّيْلَ تذكرة ً لإخواني وتبصرة ً لجلة ِ خلاّني وسمّيْتُهُ (سَهْمَ الألحاظ في وَهْم الألفاظ) إذْ كانَ صَرْفُ هذا السَهْمِ إلى طَرْفِ هذا الوَهْمِ حيثُ لا حصول للإصابة ِ في حيزِ الوصولِ والإصابة ِ واللهَ أسألُ وإنَّ سواهُ لن يُسأَلَ أنْ ينفعَ بهِ القاصي والداني والمثري والعاني وأن لا يجعله مَطْمَحَ أنظارِ القادِحين ولا مطرحَ أَعْراضِ ما لهم ولو مِن بعدِ حِين ولكن مظنّة لمقبولِ النقول بل مئينة لقبولِ ذوي العقول ما نقول وسبباً للدعاءِ الجميلِ في العاجِلة ِ وطريقاً إلى الجزاءِ الجليلِ في الآجِلة ِ إنّهُ على كل شيءٍ قديرٌ وبالإجابة ِ معينٌ وجديرٌ.)
الثاني: قولك: وأيضا لم أفهم قولك (ومع هذا ألا ترى معي أن ما حررته آنفا عن مجمع اللغة العربية أنه يتقرر فيما خالف فيه العلماء مسلمات لغة العرب) مرادي من ذلك أنك قررت في أول هذه الصفحة أن تجويز مجمع اللغة العربية لأمور ذكرها متأخروالعلماء وبنوا عليها قواعد لا أساس لبعضها من الصحة وردك عليهم ذلك، قولك فيهم هذا يتقرر في كل عالم بعد عصور الاحتجاج خالف قوله قياس العربية.
الثالث: قولك: وهي (هل يشترط في كل لفظ لإدخال "أل" عليه أن يسمع من العرب كذلك؟)، يعني إذا سمعت من العرب "سماء" "أرض" "طعام" "رجل" "طويل" ... إلخ فهل يشترط أن أسمعها أيضا معرفة بـ"أل" حتى أستطيع أن أستعملها معرفة؟
طبعا الجواب: لا، وتقرير ذلك أن العلماء إنما منعوا إدخال (أل) على الاسماء الملازمة للإضافة لفظا ومعنى، وملازمتها لذلك دليل على عدم جواز دخول (أل)؛ لأنه لا تجتمع الإضافة و (أل) على اسم واحد في العربية إلا في مسألة واحدة بشرط معروف في باب الإضافة اللقظية.
مع تحيات: حامد الأنصاري.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 12:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله وسدد خطاك، وجعل الجنة مثواي ومثواك
أنا أعرف أن كتاب ابن الحنبلي متعلق بدرة الغواص، وله أيضا كتاب آخر في تعقب الدرة كاملة، وذلك أيضا لا يبين الإشكال في كلامك، فإن كون كتاب ابن الحنبلي متعلقا بدرة الغواص لا يبيح لي أن أقول (يرد عليه قول الحريري كذا وكذا)، فكأنك تعترض على قول عالم بقول آخر، وهذا لا يصح، وحتى إن صح فلا يقال فيه (يرد عليه كذا وكذا)، وإنما يقال ذلك إن كان في كلام الحريري تضعيف لوجه الاستدلال الذي ذكره ابن الحنبلي، وهذا غير موجود.
وأما أن ما قررتُه عن مجمع اللغة يتقرر فيما خالف فيه العلماء مسلمات لغة العرب، فهذه مصادرة على المطلوب، فالمسألة خلافية كما هو معلوم لديك، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يقال: إن ذلك من مسلمات لغة العرب.
وأما جوابك عن مسألة دخول (أل) على الأسماء، فهو أيضا مصادرة على المطلوب؛ لأن المجيزين لا يقولون بأنها ملازمة للإضافة، وكذلك فقولك (ملازمة للإضافة) هي دعوى محضة ليس عليها دليل، وإن قال بها عدد من أهل العلم.
وحتى إن افترضنا أن هذه الدعوى صحيحة، فقد رددتُ عليها سابقا بأنها لا تمنع من دخول (أل) إذا كانت (أل) زائدة، ولا فرق بين دعوى الزيادة ودعوى الملازمة للإضافة.
وجزاك الله خيرا على هذه المحاورات المفيدة، وانتظر محاورة أخرى قريبا في مسألة أخرى من مسائل اللغة (ابتسامة)
(تذييل) ما قولك في تعريف (كل) و (بعض) بـ (أل)، فهي مسألة شديدة التعلق بما نحن فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 10:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على التواصل يا أبا مالك
ولما أوردته هنا أيضا أجوبة أخرى بارك الله فيك
الجواب الأول: فكأنك تعترض على قول عالم بقول آخر، وهذا لا يصح، وحتى إن صح فلا يقال فيه (يرد عليه كذا وكذا)، وإنما يقال ذلك إن كان في كلام الحريري تضعيف لوجه الاستدلال الذي ذكره ابن الحنبلي، وهذا غير موجود.
يرد عليه أن العالم من واجبه أن يعترض على ما لا يرى عليه دليلا يستنده ولا عبرة بقائله أيا كان ما دام مخالفا لاعتقاده، وإلا فعلى هذا نسلم للمخالف أي قول يقوله، وأنت أعلم مني بأنه لا عبرة لقول المخالف إلا إذا كان له دليل معتبر.
والحنبلي لم أر تجويزه لإدخال (أل) على كلمة (غير) في سهم الألحاظ، ولكن إجازته له بناء على قول الشاطبي في الشاطبية لا دليل عليه لأنه ليس ممن يحتج به لغة، ومِن ثَمَّ فقول الحريري المتقدم عليه وارد عليه إلا إذا بدليل يَرُد به مقالة الحريري.
الجواب الثاني: قولك: وأما أن ما قررتُه عن مجمع اللغة يتقرر فيما خالف فيه العلماء مسلمات لغة العرب، فهذه مصادرة على المطلوب، فالمسألة خلافية كما هو معلوم لديك، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يقال: إن ذلك من مسلمات لغة العرب.
يرد عليه أنه يجب عليك أن تفرق به العرب الأقحاح أنفسهم كاختلافهم في كون (هلم) اسم فعل أمر في نحو قوله تعالى: (قل هلم شهداءكم)، أم فعل أمر في نحو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده) في مرض موته فاللغة الأولى حجازية، والأخرى تميمية فهذا خلاف مسلم به لأنه وارد عن قبيلتين لا مراء في قبول لغتهما
أما خلاف العلماء فهذا تطبق عليه قواعد البحث فما كان معتبرا لدليله قبلناه وإلا فلا
الجواب الثالث: قولك: وأما جوابك عن مسألة دخول (أل) على الأسماء، فهو أيضا مصادرة على المطلوب؛ لأن المجيزين لا يقولون بأنها ملازمة للإضافة، وكذلك فقولك (ملازمة للإضافة) هي دعوى محضة ليس عليها دليل، وإن قال بها عدد من أهل العلم. وحتى إن افترضنا أن هذه الدعوى صحيحة، فقد رددتُ عليها سابقا بأنها لا تمنع من دخول (أل) إذا كانت (أل) زائدة، ولا فرق بين دعوى الزيادة ودعوى الملازمة للإضافة.
يرد على هذا اتفاق المتقدمين على لزوم (غير) وأخواتها في الإضافة، وما ورد عن العرب في ذلك يؤيد قولهم ومن خالفهم لُزِمَ بالدليل، وطولب به
أما القول بزيادة (أل) فهذا ما علمت له سلفا فلا بد لك من دليل خاص في هذه المسألة تؤيد به رأيك وإلا لزمك التمسك بالأصل وهو عدم الزيادة.
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة) وبارك الله فيك مرة أخرى على هذا الحوار المفيد.
مع تحيات حامد الأنصاري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 03:07]ـ
سبحان الله!!
أنت نفسك حكيت أن العلماء اختلفوا في قطعها عن الإضافة، ثم تقول هنا اتفقوا على لزومها للإضافة؟!!
وأما ما ذكرته في التفريق بين ما سمع عن العرب وبين ما قاله العلماء فكلام عجيب أرجو أن تنظر فيه مرة أخرى، فإن هذه المسألة (الملازمة للإضافة أو قطعها) مسألة نظرية أصلا لم يتكلم فيها العرب، وإنما اختلف فيها النحويون.
وعلى كل حال فليست من مسلمات لغة العرب اتفاقا؛ لأن (المسلمات) هي التي يسلم بها الموافق والمخالف، وهذا غير موجود هنا.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 07:55]ـ
للفائدة أيضاً يراجع كتاب "تصحيحات لغوية" عبد اللطيف أحمد الشويرف ص 73 - 77 ط الدار العربية للكتاب1997م.
وجزاكم الله خيراً على المناقشة الممتعة.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 10:43]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فقد ذكرت في إشكالات أمس يا أبا مالك العوضي أنه هل يجوز إدخال (أل) على لفظة (كل، وبعض)، وأُنْسِِِيتُ أَنْ أجيبَ عن ذلك حينها، وهأنذا أسطر لك عجلا ما أعلمه من ذلك والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول مستعيناً بالله جل وعلا لا أعلم في كتاب الله الكريم ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم عند المحتجين بها في اللغة، ولا في كلام العرب المحتَج بهم في اللغة نثرِه ونظمِه دليلا يدل على جواز إدخال (أل) على لفظة (كل) بل هي إما مضافة في نحو قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ?لْقِيَـ?مَةِ فَرْداً} [سورة مريم 19/ 95]، أومنونة في نحو قوله جل جلاله: {وَقَالُواْ ?تَّخَذَ ?للَّهُ وَلَدًا، سُبْحَـ?نَهُ" بَل لَّهُ مَا فِي ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ" كُلٌّ لَّهُ قَـ?نِتُونَ} [سورة البقرة 2/ 116]، ويؤيد هذا القول قول الزَّبيدي في تاج العروس (مادة كلل) نقلا عن الأصمعي وغيره: ((ويُقال: كُلٌّ وبَعْضٌ مَعرِفتانِ، ولم يَجئْ عن العربِ بالأَلِفِ واللامِ، وهو جائزٌ، لأَنَّ فيهما معنى الإضافَةِ أَضَفْتَ أَو لمْ تُضِفْ، هذا نَصُّ الجَوْهَرِيّ في الصحاحِ، وفي العُبابِ: قال أَبو حاتِمٍ: قلتُ للأَصْمَعِيِّ في كتابِ ابنِ المُقَفَّعِ: العِلْمُ كثيرٌ، ولكنَّ أَخْذَ البعضِ أَوْلَى من تَرْكِ الكُلِّ، فأَنكَرَهُ أَشَدَّ الإنكارِ، وقال: الأَلِفُ واللاّمُ لا تَدخُلانِ في بعضٍ وكُلٍّ، لأَنَّهما مَعرِفَةٌ بغير أَلِفٍ ولامٍ، قال أَبو حاتِمٍ: وقد استعملَه النّاسُ حتّى سيبويهِ والأَخْفَشُ في كتابيهِما لِقِلَّةِ علمِهما بهذا النَّحْوِ ([1])، فاجْتَنِبْ ذلكَ، فإنَّه ليس من كلام العرَبِ، وكان ابنُ دُرُسْتَوَيْهِ يُجَوِّزُ ذلك، فخالَفَهُ جميعُ نُحاةِ عصرِهِ، وقد ذُكِرَفي ب-ع-ض، قال: والذي يُسامِحُ في ذلكَ من المُتأَخِّرينَ يقول: فيهما معنى الإضافَةِ أَضَفْتَ أَو لم تُضِفْ)).
ونقل عن الأزهري في مادة (بعض) قوله: ((قُلتُ: وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ في بَعْضِ وكُلٍّ، وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ. قال شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عن المُضَافِ إِليْه، أَو غيْر ذلِكَ، وجَوَّزَهُ بَعْضٌ. على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ، وهو يَدْخُلُ عَليْه "أل" فَكَذَا ما قَامَ مَقَامَه، وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ.))
وتأمل في عبارة الزبيدي الأخيرة فإن فيها رداً على مجوزي دخول (أل) على (كل، وبعض)، وللأمانة العلمية فإني قد اطلعت على بيت فرد جاهلي يقال له البرّاق ([2]) أدخل فيه
(أل) على كلمة (بعض)، وهو قوله:
أَمّا إِيادٌ فَقَد جاءَت بِها بِدَعاً في ما جَنى البَعضُ إِذما البَعضُ راضيها
وهو بيتٌ فرد لم أطلع له على نظير في كلام العرب المحتَجُّ بهم، ومِن ثَمَّ فالأوْلَى اتباع الشائع في كلام العرب الذي أيده القرآن الكريم، وعده من باب الشاذ الذي يُحْفظ ولا يُقاس عليه، ومَن جعله تُكأَةً لإدخال (أل) على كلمة (بعض) فقد خالف الأوْلى على أن يُراعي إدخال ذلك ـ على استحياء ـ في (بعض) دون (كل).
والله تعالى أعلى وأعلم.
مع تحيات: حامد الأنصاري
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ـ هذه العبارة المراد بها: قلة علمهما بهذه المسألة خاصة، وإلا فمَن أنحى من سيبويه وتلميذه الأخفش.
([2]) ـ هو البرّاق بن روحان بن أسد بن بكر بن مرة، من بني ربيعة. شاعر جاهلي مشهور من أهل اليمن ومن شعراء الطبقة الثانية وشهرته وإقامته في البحرين، ويعد من شجعان الجاهليين، ومن ذوي السيادة فيهم وكانت بينه وبين طيء وقضاعة حروب انتهت بظفره وظهور قومه، وهو من أقارب المهلهل وكُليب، وكان أكثر شعره في وصف حروبه.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[13 - Jun-2007, صباحاً 11:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن قولك شكرا لك ... بارك الله فيك ... على التواصل وعلى فكرة انظر فيما كتبته الآن، وهو إزالة الإشكال عن مسائل يتوهم فيها الإشكال، لعلي أستفيد منكم
جوابا عن قولك: (أنت نفسك حكيت أن العلماء اختلفوا في قطعها عن الإضافة، ثم تقول هنا اتفقوا على لزومها للإضافة؟!!) أقول ليس كل خلاف في المسألة يعد خلافا معتبراً، ولا اعتبار لقول القائلين بقطعها عن الإضافة لعدم وجود الدليل المخالف لأصل المسألة، فتأمل.
وللجواب عن قولك: (وأما ما ذكرته في التفريق بين ما سمع عن العرب وبين ما قاله العلماء فكلام عجيب أرجو أن تنظر فيه مرة أخرى، فإن هذه المسألة (الملازمة للإضافة أو قطعها) مسألة نظرية أصلا لم يتكلم فيها العرب،) أقول هذه النظرية ما قعدها العلماء إلا بعد استقرائهم لكلام العرب فوجدوا أن هذه الأسماء ملازمة للإضافة، وإن شئت الدليل فانظر في شروح قول ابن مالك:
قَبلُ كَغَيرُ بَعدُ حَسبُ أوَّلُ وَدُونُ والجِهَاتُ أيضاً وَعَلُ
وللجواب عن قولك: (وعلى كل حال فليست من مسلمات لغة العرب اتفاقا؛ لأن (المسلمات) هي التي يسلم بها الموافق والمخالف، وهذا غير موجود هنا.) أقول هل سلم بعض العلماء بقطعيات القرآن الذي نزل من فوق سبع سماوات فلا تجعل قول المخالف سيفا مسلطا على بدهيات العلم.
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jun-2007, مساء 03:00]ـ
وفقك الله أخي الأنصاري
أراك واسع الاطلاع على كلام أهل العلم، إلا أن عندك بعض الخلط في الأصول العلمية، فأنت تخلط بين (الشائع في كلام العرب في مقابلة النادر)، وبين (الصواب في مقابلة الخطأ)
فلا يصح أن تحكم على شيء من كلام العرب بأنه خطأ لأنه نادر أو قليل الاستعمال، بل يقال في ذلك: (نادر) أو (قليل الاستعمال)، ولا يقال: (خطأ) أو (لحن) كما تفعل.
وكذلك تخلط بين (لا دليل عليه) وبين (أجمعوا عليه)، مع أن الفرق شاسع بينهما؛ لأن ما لا دليل عليه هذا شيء من وجهة نظرك أنت ولا تلزم المخالف، أما (ما أجمعوا عليه) فهو شيء يلزمك ويلزمني ويلزم الجميع؛ لأنه حجة ملزمة.
وكونك لا تعده خلافا معتبرا فهو مصادرة على المطلوب؛ لأنك في معرض المناظرة مع المخالف، فإذا أنت ابتدأته بقولك (خلافك غير معتبر) فلا معنى للمناظرة أصلا.
أما قولك (لا دليل عليه) فهو اعتراض على المخالف، وليس حجة ملزمة له، فتأمل الفرق بينهما.
وأما قولك (هذه النظرية ما قعدها العلماء إلا بعد استقرائهم لكلام العرب) فهو كلام عام لا يقال في معرض الاحتجاج، ويسلم لك الاحتجاج به إذا كانوا أجمعوا عليه، أما إذا اختلفوا فيه فليس قول بعضهم حجة على قول بعض ولو كانوا الجمهور!
فتأمل في هذه المواضع يا أخي الكريم جيدا وتبصر؛ فإن الخلط في الأصول لا ينبغي لطالب العلم؛ لأنه أصعب من الخلط في الفروع.
= أولا: الخلط بين (لا دليل عليه) و (أجمعوا عليه)
= ثانيا: الخلط بين (نادر أو قليل) و (خطأ أو لحن)
= ثالثا: الخلط بين (الاحتجاج بكلام العرب) و (استقراء الأئمة من كلام العرب)
= رابعا: الخلط بين (الجمهور) و (الإجماع)
وكونك لم تطلع إلا على بيت (فرد) (شاذ) (نادر) في الباب فذلك لا يدل على أنك أحطت به علما أو استوعبته بحثا
قال عمرو بن الأهتم:
فَدَعهُ وَصَرمُ الكُلِّ أَهونُ حادِثٍ ............... وَفي الأَرضِ لِلمَرءِ الجَليدِ مَذاهِبُ
وقال سحيم:
رأيت الغني والفقير كليهما ............... إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
هذا مع ورودها في كلام ابن المقفع والشافعي أيضا.
واعلم أن الجمهور خالفوا الأصمعي في هذه المسألة بخلاف مسألة (غير).
وفي الختام أرجو منك أن تراجع كتاب (شرح الكافية الشافية) لابن مالك، أو (همع الهوامع) للسيوطي، وتنظر إلى عدد المواضع التي احتج فيها أحدهما على إثبات قاعدة نحوية ببيت واحد لا نظير له في كلام العرب.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على التواصل يا أبا مالك العوضي
أولا: قول عمرو بن الأهتم:
فَدَعهُ وَصَرمُ الكُلِّ أَهونُ حادِثٍ ............... وَفي الأَرضِ لِلمَرءِ الجَليدِ مَذاهِبُ
الرواية الصحيحة هي: (الكَلّ) ـ بالفتح ـ انظر في ذلك الحماسة البصرية، واحتمال الدليل للأمر يُرجعه للأصل، وهو عدم التعريف بـ (أل)
وأما بيت سحيم:
رأيت الغني والفقير كليهما ............... إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
فسأراجعه فيما بعد لأني كتبت هذا على النت
ثانيا: أنا لم أُنكر جواز الاستشهاد بالبيت الفرد، وإنما على الباحث أن يعمل بالشائع المعمول به في لغة العرب.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[طلب العلم فريضة]ــــــــ[15 - Jun-2007, مساء 05:41]ـ
أشكرك أخي على هذا المجهود الطيب
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:31]ـ
عودا على بدء
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فقد ذكرت يا أبا مالك أن رد استعمال لفظة: (الكل، والبعض) مذهب تفرد به الأصمعي، وهذا يرد عليه قول المعري في رسالة الغفران: ((وقد سمعت في أشعار المحدثين: إليّ وعليّ، ونحو ذلك، وهو دليل على ضعف المنَّة وركاكة الغريزة؟
وكذلك قوله: الكلّ، وإدخاله الألف واللامّ مكروه. وكان أبو علي يجيزه ويدعي إجازته على سيبويه، فأما الكلام القديم فيفتقد فيه الكل والبعض، وقد أنشدوا بيتاً لسحيم:
رأيت الغنيّ والفقير كليهما إلى الموت يأتي الموت للكل معمدا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بيت سحيم الذي أورده المعري فقد اطلعت عليه بلفظ آخر، وهو:
رَأَيتُ الغَنيَّ والفَقيرَ كِلَيهِما إِلى المَوتِ يأَتي مِنهُما المَوتُ مَعمِدا
واحتمال ألفاظ البيت لمثل هذا لا يُعَضِّد تأييد استعمال لفظة: (الكل) التي افتُقِدت في كلام العرب الأقحاح، ثم إن استعمال الشاعر للفظتي (الغني والفقير) لا يؤيد عودة لفظة (الكل) إليها لأنها لتأكيد معنى الجمع الذي تٌوهِّم فيه عدم الشمول لا معنى المثنى، فتأمل ذلك يرحمك الله
وأما بيت عمرو بن الأهتم فقد ورد في أبيات ذُكرت في الحماسة البصرية، ومَن تأملها بان له أن معنى البيت الأخير منها هو: أن مقاطعة (الكَلِّ) وهو الرجل الثقيل الذي لا يُعاشَر أهون حوادث الدهر؛ لأنّ الله جعل في الأرض للمرء الجلد مذاهب أخر تغنيه عن ذلك الصاحب الذي لم يعد يروم وده، وهذا كقول الشنفرى:
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وإلا فمن يستطيع مقاطعة كل الناس فالإنسان مجبول على الأنس بغيره، وإليك الأبيات الدالة على ما بدا لي ـ والله تعالى أعلم ـ
أَلَمْ تَرَ ما بَيْنِي وَبَيْنَ ابنِ عامِرٍ مِن الوُدِّ قد بالَتْ عليه الثَّعالِبُ
وَأَصْبَحَ باقِي الوُدِّ بَيْنِي وبَيْنَهُ كأَنْ لَمْ يَكُنْ، والدَّهْرُ فِيه العَجائِبُ
فقلتُ: تَعَلَّمْ أَنَّ وَصْلَكَ جاهِداً وهَجْرُكَ عِنْدِي شِقُّهُ مُتَقَارِبُ
فما أنا بالباكِي عليكَ صَبابَةً ولا بالذي تَأْتِيكَ مِنِّي المَثالِبُ
إذا المرءُ لم يُحْبِبْكَ إلاّ تكَرُّهاً بَدا لك مِن أَخْلاقِهِ ما يُغالِبُ
فدَعْهُ، وصَرْمُ الكَلِّ أَهْوَنُ حادِثٍ وفي الأرضِ للمَرْءِ الجَلِيدِ مَذاهِبُ
ثم إن اللغة مراتب: أعلاها ما كان في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، ودون ذلك مراتب بعضها دون بعض إلى أن تصل إلى عامية العامية، ولا أظن عاقلا يقول إن مخالفة الشائع من كلام العرب من باب الأفصح، وطالب العلم يروم بعلمه الرتب العليا
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:48]ـ
ثم إن اللغة مراتب: أعلاها ما كان في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، ودون ذلك مراتب بعضها دون بعض إلى أن تصل إلى عامية العامية، ولا أظن عاقلا يقول إن مخالفة الشائع من كلام العرب من باب الأفصح، وطالب العلم يروم بعلمه الرتب العليا
والله تعالى أعلى وأعلم.
عليك أن تحرر محل النقاش، فالكلام هنا عن (الجواز) وليس عن (الفصاحة)، فتأمل!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 08:49]ـ
أما بعد فقد ذكرت يا أبا مالك
لا أدري أتقصد (ذكرتَ) أم (ذكرتُ)
ولكن سياق كلامك يشير إلى أنك تقصدني، مع أني لم أذكر ذلك!!
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أبا مالك ألست القائل فيما تقدم ذكره:
واعلم أن الجمهور خالفوا الأصمعي في هذه المسألة بخلاف مسألة (غير). في إدخال (أل) على (كل)، والبيتان اللذان أوردتهما شاهدا على جواز ذلك رويابعدة ألفاظ، وهي محتملة لما ذكرته آنفا، ومن ثم يضعف الاستدلال بها في مثل هذا المقام.
والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jun-2007, مساء 09:12]ـ
هل قولي (الجمهور خالفوا الأصمعي) يساوي (تفرد بذلك الأصمعي)؟!!
وهل لديك شك في أن الجمهور خالفوا الأصمعي في ذلك؟! وماذا تفهم من قول أبي منصور الأزهري الذي تفضلتَ بنقله؟
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[17 - Jun-2007, مساء 10:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على التواصل يا أبا مالك
أما قولك: هل قولي (الجمهور خالفوا الأصمعي) يساوي (تفرد بذلك الأصمعي) طبعا لا، ولكن تشم منه رائحة القول بأن الجماهير قالوا بجواز الأمر
وأما قولك:وهل لديك شك في أن الجمهور خالفوا الأصمعي في ذلك؟! لدي شك لأن جمهور مصنفي النحو وإن أدخل بعضهم اللام على كل في عباراتهم لكنهم لم يصرحوا بجوازه؛ لاحتياج الأمر إلى أدلة تقويه عمن يُحتج به من العرب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قولك: وماذا تفهم من قول أبي منصور الأزهري الذي تفضلتَ بنقله؟ أفهم منه أنه صرخ بجواز الأمر عن النحاة ولكن يبقى الأمر كما تقدم لا بد من أدلة منقولة عن مجيزي الأمر تؤيد قولهم وإلا فلا
وكما قلت أنت آنفا الأمر هنا أهون من أمر كلمة غير فالأمر هنا واسع إن شاء الله وإن كان اللائق بالطلب أن يتبع ما عليه السلف في الأمر.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 07:23]ـ
مقام الترجيح يختلف عن مقام العزو كما هو معلوم لديك إن شاء الله
فأنا أتكلم عن مقام العزو، وهذا هو المفهوم من كلام أبي منصور الأزهري وغيره من أهل العلم.
ولكن المفهوم من كلام غيره أن الجمهور على المنع، كما هو ظاهر قول أبي الطاهر في قاموسه المحيط.
وكذلك ما قاله الخضري في حاشيته على ابن عقيل: إدخال أل عليهما لحن عند الجمهور.
فاختلفوا في النسبة إلى الجمهور أيضا في هذه المسألة كما يختلف الفقهاء في كون بعض المسائل هي قول الجمهور.
وقد كنتُ كتبت قديما مبحثا في (الكل والبعض)، سأوافيكم به قريبا إن شاء الله.
(تذييل)
ذكر عباس أبو السعود في أزاهير الفصحى بيتا آخر شاهدا على جواز (البعض)، وهو قول المجنون:
لا يذكر البعض من ديني فينكره ........... ولا يحدثني أن سوف يقضيني
ولم أجده في ديوانه، وأظن أنه محرف، والله أعلم.
ثم بحثت في الموسوعة الشعرية فوجدت الرواية (لا يبعد النقد من حقي ... )
وكذلك ذكر د. عبد الرحمن محمد إسماعيل في مجلة المجمع مقالا عن هذه المسألة، واستشهد بقول المرقش الأصغر:
شهدت به عن غارة مسبطرة ......... يطاعن بعض القوم والبعض طوحوا
قلت: وهذه رواية أبي زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب، ولكن الرواية المشهورة في كتب الأدب (يطاعن أولاها فنام مصبح)
واستشهد بعضهم أيضا بقول الخريمي:
إذا ما مات بعضك فابك بعضا .......... فإن البعض من بعض قريب
قلت: وهو بعد عصر الاحتجاج فلا يحتج به.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:00]ـ
أذكر في باب الحج عن الغير قال ابن عابدين: خطأ مهجور خير من صواب مغمور، فهل يسلم له في باب الانتقاد، وخصوصا إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، وبين فصيح وأفصح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:25]ـ
حياك الله شيخنا الفاضل، وجزاكم الله خيرا
أذكر في باب الحج عن الغير
لم يذكره في باب الحج، وإنما ذكره في كتاب الدعوى.
قال ابن عابدين: خطأ مهجور خير من صواب مغمور
صواب العبارة (خطأ مشهور خير من صواب مهجور)
فهل يسلم له في باب الانتقاد، وخصوصا إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، وبين فصيح وأفصح.
إذا كان الأمر دائرا بين صواب وأصوب، أو بين فصيح وأفصح فلا نزاع بين العلماء كافة أنه لا ينتقد ولا يخطأ، ولكن النزاع هنا ليس كذلك.
وابن عابدين في باب (الحج عن الغير) ذكر بحثا لطيفا في تصحيح إدخال (أل) على (غير).
وأما هذه العبارة (خطأ مشهور خير من صواب مهجور) فهي من الخطأ المشهور (ابتسامة)
لأنه لا نزاع بين أهل العلم أن كلام العامة مثلا أشهر من كلام الخاصة، ولا نزاع بينهم أيضا أن استعمال كلام العامة ليس خيرا من استعمال كلام أهل العلم.
ولكن يبدو أنهم أرادوا بهذه العبارة - والله أعلم - أن استعمال الخطأ المشهور أولى من جهة تفهيم الناس وتبيين الكلام لهم، ولذلك تجد بعض أهل العلم يحذر من استعمال الإعراب مع العامة، وفي أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي أخبار لطيفة في هذا الباب.
فالخيرية المذكورة في العبارة خيرية مقيدة، وليست خيرية مطلقة، بدليل ما ذكرنا من أن هذا الإطلاق غير مراد لهم.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 05:28]ـ
سؤال للأخ (حامد الأنصاري):
قولك ( .... إثبات عدم جواز .... )
هل ورد عن العرب استعمال (إثبات) بالمعنى المذكور؟
وهل ورد عنهم استعمال (جواز) بالمعنى المذكور؟
وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (إثبات عدم)؟
وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (عدم جواز)؟
وهل يمكن إثبات العدم؟
المطلوب ذكر الشواهد، وليس كلام المعجمات.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:45]ـ
نقاش مفيد
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل:
نَجِيحٌ مَلِيحٌ أخو مأقِطٍ * نِقابٌ يُحَدَّث بالغائبِ
جَوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مأْقِط، نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائِبِ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 07:54]ـ
(يحدَّث) بالبناء للمفعول، من بابة (إن يكن في أمتى محدَّثون)
وما ذكره الأخ الكريم (ابن المنير) هو الرواية المشهورة، والبيت لأوس بن حجر.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 11:12]ـ
أما لماذا انتقيت يُحدَّث
وتركت يُحدِّث
فقد أجاب أبو مالك، وأنعم به ..
وهناك وجه آخر ...
أما لماذا انتقيت نَجِيحٌ مَلِيحٌ
وتركت جَوادٌ كَرِيمٌ
ففيه نكتة لا تحفى على لبيب ...
أما التنصيص على صاحب البيت، فليس بلازم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 08:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... يا أبا مالك العوضي على هذا الحوار المفيد
أولا: الشواهد التي أوردتها دليلا على صحة دخول اللام لكلمتي: (كل، وبعض) جُزيت عليها خيراً، ولا أكتمك القول فإني لم أطلع عليها قبلاً، ولكن يرد عليه احتمال ألفاظها لما ذكرته ـ بارك الله فيك ـ حال نقلك لها، ومِن ثَمَّ فلا تكون نصاً في المسألة.
ثانياً: تعارض النقل عن الجمهور بين الأزهري والخضري في حاشيته على شرح ابن عقيل في دخول اللام على كلمتي: (كل، وبعض) هو مِن باب خلاف الفهم بين المصنفين لكلام سابقيهم من العلماء، والمعتبر في ذلك قوة الدليل عند التعارض، والخضري إنما لَحّن ذلك بناء على عدم اطلاعه على دليل عن العرب المحتج بهم يؤيد ذلك، وعدم تقرير جواز ذلك في مصنفات النحاة المتقدمين والمتأخرين فيه تعضيد لذلك.
ثالثاً: قولك ( .... إثبات عدم جواز .... ) هل ورد عن العرب استعمال (إثبات) بالمعنى المذكور؟ وهل ورد عنهم استعمال (جواز) بالمعنى المذكور؟، وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (إثبات عدم)؟، وهل ورد عنهم استعمال هذه الإضافة (عدم جواز)؟، وهل يمكن إثبات العدم؟
يجاب عنه بأن العرب لم تستخدم هذه العبارة بهذا السياق، وإنما استخدمها العلماء في اصطلاحاتهم العلمية كقول الزمخشري في المفصل: (عدم جواز الجمع بين إن وأن)، وقول البغدادي في الخزانة: (وقد غفل صاحب اللباب فيما علقه عليه عن عدم جواز العطف على ضمير الشأن، فقال: شرك بالنصب عطف على اسم ليت ضمير الشأن.)، وقول الحسيني في نزهة الخواطر: (والحق الصريح في إثبات عدم قبول التوبة لساب النبي صلى الله عليه وسلم)، وقول المرزوقي في الأزمنة والأمكنة: (لأن نفي النفي إثبات)
وما أوردته ـ هنا ـ ليس من باب مسألتنا الآنفة الذكر؛ لأن كلمة: (جواز، وعدم، وإثبات) ألفاظها ثابتة في كلام العرب قطعاً كقول تميم بن أبي المخضرم:
يَعْدُو النِّجَادَ إِذَا تَغَمَّرَ شُرْبَهُ غَلَساً وذلِكَ مِنْ جَوَازِ النَّاهِلِ
وقول مهلهل بن ربيعة:
لَيسوا بِأَكفائِنا الكِرامِ وَلا يُغنونَ مِن عَيلَةٍ وَلا عَدَمِ
وقول راشد اليشكري:
وَيَأوي إِلَيهِ المُستَجيرُ مِنَ الرَدى وَيَأوي إِلَيهِ المُستَعيضُ مِنَ العَدَم
وأما كلمة (إثبات) فثابتة من جهة ثبوت فعلها القياسي (أثبت) في كلام العرب في نحو قول الخنساء:
سَأَبكِيهِما وَاللَهِ ما حَنَّ والِهٌ وَما أَثبَتَ اللَهُ الجِبالَ الرَواسِيا
ولدخول مصدره تحت قاعدة ابن مالك في ألفيته:
وَغَيرُ ذِى ثَلاَثةٍ مَقِيسُ مَصدَرِهِ كَقُدِّسَ التَّقدِيسُ
وَزَكَّهِ تَزكِيَةً وَأجمِلاَ إجمَالَ مَن تَجمُّلاً تَجَمَّلاَ
ولعدم إنكاره على أبي تمام في قوله:
أَنزَلَتهُ الأَيّامُ عَن ظَهرِها مِن بَعدِ إِثباتِ رِجلِهِ في الرِكابِ
مع كثرة خصومه ولجاجتهم في الرد عليه كصنيعهم مع المتنبي، وأما إسنادها لغيرها إسناداً إضافياً أو تركيبياً فلا يؤخذ عن العرب؛ لأن الإسناد الراجح فيه كونه عقلياً لا وضعياُ هذا إن سلمنا بأن اللغة وضعية مع ضعف أدلة قائليه.
وتوضيح ذلك أن يُقال: إن العرب ثبت عنهم مثلاَ لفظ: (زيد)، ولفظ: (جاء)، ولكن لم تقيدك بمجيئهما بإسناد معين، فإن شئت قلت: (جاء زيد، أو جاء عمرو، أو جاء خالد، وهلم جرا)، ولو صح عنهم لفظ: (الكل) لصح لنا أن نقول: (جاء الكل، وسمعت البعض)، ولا نكير عليك في ذلك لثبوت اللفظ المستخدم في الإسناد عن العرب ووكلت إلى عقلك وسياق الكلام أمر الإسناد، ولو لم نقرر ذلك لقلنا: إن جل الجمل التي تكلم بها الناس بعد عصور الاحتجاج مخالفة لكلام العرب؛ لأنها لم ترد عنهم بسياقاتها
ويدلك على ذلك أن أهل اللغة إنما يهتمون بصحة اللفظ عن العرب لا بصحة الجملة المكونة من تلك الألفاظ، وأهل النحو يهتمون بضبط الجملة وفق قانون العربية رفعا ونصباً وجراً لا من جهة إسناد لفظ معين إلى لفظ آخر.
وسامحوني على دعم الرد السريع لقلة دخولي للنت ولصعوبة فتح موقعكم في الصالات التي يضعف فيها الخط
والله تعالى أعلى وأعلم
مع تحيات الطالب: حامد الأنصاري
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[08 - Apr-2009, صباحاً 07:32]ـ
موضوع مهم وجميل جزى الله كاتبه " حامد الأنصاري "خير الجزاء ...
ومما زاده رونقا وجمال هو إضافات الإخوة وخصوصا أخي "أبو مالك العوضي"
لا حرمنا الله علمه:)(/)
مِمَّ يُستثنى الفرد في الاستثناء المنقطع؟
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 06:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تكلم ابن القيم وذكر ممّ استثني الفرد في الاستثناء المنقطع:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2266
ولكنني لم أستطع تطبيق قاعدته على بعض الآيات، مثل قوله سبحانه:
((وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِى عَنْهُمْ مِّنَ اللَّهِ مِن شَىْءٍ إِلاَّ حَاجَة ً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا))
أفيدونا يا إخوة، ممّ يُستثنى الفرد في الاستثناء المنقطع -على الأصحّ-؟
وهل نستطيع أن نطبّق قاعدة ابن القيم على هذه الآية الكريمة؟
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 06:51]ـ
الحمد لله، وجدت جواباً قوياً
قال أبو بكر الصيرفي: يجوز الاستثناء من غير الجنس , ولكن بشرط , وهو أن يتوهم دخوله في المستثنى منه بوجه ما , وإلا لم يجز
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[10 - Jun-2007, صباحاً 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاستثناء في لغة العرب يصح من جنس المستثتنى منه ويسمى متصلانحو قوله تعالى: (فشربوا منه إلا قليلا منهم)، كما يصح من المستثنى منه إذا اتحدا في الصفة دون الجنس نحو ويسمى منقطعا، وإن كنت أرى أنه من باب المتصل أيضا قوله تعالى: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس)، فإبليس استثني من الملائكة مع انه ليس من جنسهم لإيمانه كإيمانهم لما أمروا بالسجود
وسيأتي مزيد بحث إن يسر الله ذلك.
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 01:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخوي العزيزين ... هذه أولا.
ثم قد استظهر العلامة ابن القيم - رحمه الله - في بدائع الفوائد 3/ 936 " نسخة الشيخ علي العمران " بعد ذكره الخلاف في المسألة: أنه ليس من شرط الاستثناء المنقطع دخول المستثنى في المستثنى منه وهو رأي الأكثرين ... ثم ذكر أمثلة عدة تضمنت بحوثا رائقة.
أما العلامة القرافي في عقد المنظوم في الخصوص والعموم فيقول في الباب العشرين منه الذي قصره على المخصصات المتصلة 2/ 293 - 294 ... أثناء فوائد جمعها: (الأولى: أنك لا تجد أحدا إلا يقول: المنقطع أنه المستثنى من غير الجنس، والمتصل هو المستثنى من الجنس، هذا هو المسطور في كتب الأدباء والنحاة والأصوليين، وهو غلط في القسمين ... ) ... ثم بعد أن بين وجه ذلك من خلال مثال ذكره ... قال: ( ... بل الحق أن يقول: المتصل أن تحكم على جنس ما حكمت عليه أولا بنقيض ما حكمت به أولا، فلا بدّ في المتصل من هذين القيدين، ومتى انخرم أحدهما صار منقطعا، إما بأن يحكم على غير الجنس، نحو: رأيت القوم إلا ثوبا، أو بغير النقيض، فيكون المنقطع متنوعا إلى نوعين، والمتصل نوع واحد، ويكون المنقطع كنقيض المتصل، فإن نقيض المركب بعدم أجزائه).
وشرح كل ذلك مع الأمثلة على المشايخ الكرام ... وخاصة أبا مالك وفقه الله الذي يبدو أنه شغل عنا بأمر جلل يسر الله أموره.
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:02]ـ
جزاكم الله خيراً،
أفدتموني
وهذا تعريف أضيفه:
الاستثناء المنقطع: هو استثناءُ تابعٍ لأفراد جنس المستثنى منه، لا استثناء الفرد نفسه.
مثل: (رأيت الصيادين إلا شباكهم)
بقي يا إخوة: التطبيق على عدة آيات كريمة ليثبت التعريف المختار مما ذُكِر.
أكرمكم الله
ـ[الباجي]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:08]ـ
وإياك ..
نسيت أن أذكر لك أن العلامة الطاهر ابن عاشور ذكر في تفسيره التحرير والتنوير ما معناه: أن الاستثناء في آية سورة يوسف = منقطع، لأن الحاجة في نفس يعقوب - عليه السلام - ليست بعضا من الشئ المنفي إغناؤه عنهم من الله، وتقدير الكلام عنده: لكن حاجة في نفس يعقوب - عليه السلام - قضاها ... أي: أنفذها نصيحة لأبنائه.
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Jun-2007, مساء 03:54]ـ
جزاك الله خيراً أخي الباجي
إضافة:
الاستثناء المنقطع: هو استثناءُ تابعٍ لأفراد جنس المستثنى منه، لا استثناء الفرد نفسه.
والفرق بينه وبين (لكن) –على هذا التعريف-
أنّ (لكن): استدراك شيء لم يوجد في الذهن حين ذِكْر المستدرك عليه.
أما (إلا) هنا: فهي استثناء شيء تابعٍ - ذهنياً أو حكماً - للمستثنى منه.
ولكن، هل المذكور هو أصح تعريف للمنقطع؟(/)
سؤال نحوي
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[08 - Jun-2007, مساء 07:38]ـ
يقول النحاة: (إن النون في المثنى والجمع على حده بمنزلة التنوين من الاسم المفرد)، ونجد في بعض المسائل حذف التنوين من الاسم المفرد، في حين أن النون في قسيميه لا تحذف ومن ذلك:
1. في نداء النكرة المقصودة نقول: (يا مسلمُ) بحذف التنوين مع أننا نقول: (يا مسلمان)، و (يا مسلمون) بإثبات النون.
2. في باب (لا) النافية للجنس نقول: (لا رجلَ في الدار) فيبنى على ما ينصب به مع حذف التنوين، في حين أننا نقول (لا رجلين في الدار) فيبنى على ما ينصب به مع إثبات النون.
فكيف ذلك؟
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.
ـ[حسام السمنودي]ــــــــ[09 - Jun-2007, صباحاً 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلا من حاشية شرح ابن عقيل للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد ج1 ص (70 - 71)
(1) اعلم أنهم اتفقوا على زيادة نون بعد ألف المثنى ويائه وبعد واو الجمع ويائه،
واختلف النحاة في تعليل هذه الزيادة على سبعة أوجه.
الاول - وعليه ابن مالك - أنها زيدت دفعا لتوهم الاضافة في " رأيت بنين كرماء " إذ لو قلت " رأيت بني كرماء " لم يدر السامع الكرام هم البنون أم الآباء؟ فلما جاءت النون علمنا أنك إن قلت " بني كرماء " فقد أردت وصف الآباء بالكرم وأن بني مضاف وكرماء مضاف إليه، وإن قلت " بنين كرماء " فقد أردت وصف الابناء أنفسهم بالكرم وأن كرماء نعت لبنين، وبعدا عن توهم الافراد في " هذان " ونحو " الخوزلان " و " المهتدين "، إذ لولا النون لالتبست الصفة بالمضاف إليه على ما علمت أولا ولالتبس المفرد بالمثنى أو بالجمع.
الثاني أنها زيدت عوضا عن الحركة في الاسم المفرد، وعليه الزجاج.
والثالث: أن زيادتها عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وعليه ابن كيسان، وهو الذي يجري على ألسنة المعربين.
والرابع: أنها عوض عن الحركة والتنوين معا، وعليه ابن ولاد والجزولي.
والخامس: أنها عوض عن الحركة والتنوين فيما كان التنوين والحركة في مفرده كمحمد وعلي، وعن الحركة فقط فيما لا تنوين في مفرده كزينب وفاطمة، وعن التنوين فقط فيما لا حركة في مفرده كالقاضي والفتى، وليست عوضا عن شئ منهما فيما لا حركة ولا تنوين في مفرده كالحبلى، وعليه ابن جنى.
والسادس: أنها زيدت فرقا بين نصب المفرد ورفع المثنى، إذ لو حذفت النون من قولك " عليان " لاشكل عليك أمره، فلم تدر أهو مفرد منصوب أم مثنى مرفوع، وعلى هذا الفراء.
والسابع: أنها نفس التنوين حرك للتخلص من التقاء الساكنين.
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 06:01]ـ
أحسنت حسام وشكرا لك.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 09:43]ـ
ما أعجب علم النحو!
بل ما أعجب لسان العرب!!!
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 01:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ويبدو أن دفع اللبس هو الأصل في علة دخول النون حتى لا يلتبسا بالمضاف وهذه العلة عليها مدار كثير من كلام العرب ألا وهي: " منع اللبس ".
علمني الله وإياكم ما ينفعنا
ـ[النهشلي]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 08:18]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أقسام " أي " في اللغة العربية.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 12:53]ـ
"أي" في اللغة العربية تأتي على أربعة أوجه .... :
1 - أن تكون استفهامية، وفي هذه الحالة تلزم صدر الجملة، وتكون معربة.مثاله: قوله تعالى {أيكم زادته هذه إيمانا}.
2 - أن تكون شرطية، وتكون في الصدر، وتكون معربة. مثاله قوله تعالى: {أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى}.
ويمكن أن يفرق بينها وبين التي قبلها في أن الغالب أن يأتي بعدها فعل مضارع مجزوم، وقد يقترن جوابه بالفاء.
3 - أن تكون موصلة لما فيه أل، وتكون في هذه الحال مبنية على الضم.
مثاله قوله تعالى: {يا أيها النبي ... }.
4 - أن تكون موصولة، ولها خصائص:
أ- أن يتقدمها عاملها، والسر في ذلك – كما ذكره السيوطي في " الأشباه والنظائر " – أن العرب أرادت أن تظهر معنى " أي " الموصولة لأول وهلة.
ب- أن يكون عاملها فعلا مضارعا لا غير.
ج- حالتها الإعرابية: لها أربع صور: ثلاث معربة، وواحدة مبنية:
1 - أن تقطع عن الإضافة ويُذكر صدر صلتها.
2 - أن تقطع عن الإضافة ولا يذكر صدر صلتها.
3 - أن تُضاف ويذكر صدر صلتها.
4 - أما صورة بنائها: فإنها تُبنى على الضم في حال إضافتها وعدم ذكر صدر صلتها.
والله الموفق.
ـ[أحمد أبو إبراهيم]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 12:52]ـ
أرجو العمدة لابن رشيق
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[24 - Jul-2007, صباحاً 04:57]ـ
/
الفاضل ..
علي ..
جزاكُم اللهُ خيْراً ..
ونفعَ بكُم ..
أخي الكريم ..
/
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 09:16]ـ
وإياكم، وجزاكم الله خيرا.
أما ما يسأل عنه الأخ فليس عندي.(/)
محمد إقبال .. الشاعر العجيب!
ـ[محب سيبويه]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 06:12]ـ
يقال أن إقبال لم ينظم بالعربية وأن جميع شعره العربي مترجم فكيف إذن:
1. ينسب له تلك الروعة الشعرية في القصائد العربية التي بين أيدينا، ونحن نعلم أن الشعر العربي وروعته ليست -فقط- في معانيه، بل إن اللفظ له أهمية جلى، ولذا نجد بعض الشعراء العرب يفوق بعضا في الجرس والإيقاع وجودة اختيار الوزن والقافية والمحسنات البديعية اللفظية المختلفة.
2. نجد في بعض شعر إقبال غير المترجم أنه يسير على نسق الشعر العربي ونظامه، فنراه يأتي بذلك الشعر في شطرين (صدر وعجز)، كما أن أبياته تنتهي بحرف واحد وهو ما يوافق حرف الروي في الشعر العربي؟
ـ[آل عامر]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 09:22]ـ
غريب!!
فقد عين أستاذاً للغة العربية في الكلية الشرقية بالاهور وضل بها أستاذاً اربع سنوات
ويقول خليل الرحمن في كتابه محمد إقبال ..
ولكن الفضل في إيقاد قريحة اقبال الشعرية يرجع إلى أستاذه المولوي السيد مير حسن الذي درس لاقبال آداب
العربية والفارسية والأردية فكان يشرح بيتا من الفارسية أو العربية .....
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - Jun-2007, مساء 09:59]ـ
يستغرب الباحث عندما يعلم أن إقبالاً لم ينظِمِ الشعرَ بالعربية مع أنه تعلَّم العربيةَ، فقد كان عالماً بآدابها، كما أنه مارس تعليم اللغة العربية لطلابه، أما اللغةُ الفارسية فقد كتب بها كثيراً من أشعاره، مع أنها لم تكن لغتَه الأم!!
طليعة مقال في الألوكة:
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=902
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 01:04]ـ
حقا يحار المرء!
من هو العجيب؟ إقبال؟ أم من ترجم له؟!!
ـ[ابو يمان]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 03:44]ـ
أخي آل عامر شكرا على التعقيب ولكن الأفضل أن تقول وبقي بدل (وضل) أرجو أن تتقبل نصحي ولك اشكر
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - Feb-2008, مساء 09:40]ـ
أعتقد أنه كان يتقن اللغة العربية , و أذكر أنني قرأت أنه كان حافظا للقرآن الكريم ...
ـ[محب الأدب]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 01:06]ـ
إقبال لم ينظم قصائده بالعربية ...
بل ترجمها إلى العربية الشاعر اليمني " محمد محمود الزبيري "
حيث كان سفيراً لليمن في باكستان
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - Feb-2008, مساء 11:45]ـ
(إقبال لم ينظم قصائده بالعربية ...
بل ترجمها إلى العربية الشاعر اليمني " محمد محمود الزبيري ")
لعل الأشعار المترجمة هي الأشعار غير العربية فقط ...
و هل من المقطوع به أنه لم ينظم باللغة العربية؟
ـ[الحافظ محمد ابراهيم]ــــــــ[06 - Feb-2008, صباحاً 08:40]ـ
كان إقبال يدرس العربية في كورمنت كالج لاهور حسب دستور زمنه هو تعلم العربية والفارسية والأردوية
ـ[أبو علي المغربي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:45]ـ
السلام عليكم ,
هل تعرفون من يكون محمد إقبال؟ أم ترى إخواني لا يعرفونه؟
ـ[أبو علي المغربي]ــــــــ[06 - Feb-2008, مساء 03:51]ـ
هذا كلام للشيخ سليمان بن صالح الخراشي ........... يا حبذا لو تطالعوه:
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=74(/)
إزالة الإشكال عن مسائل يُتوهم فيها الإشكال
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[12 - Jun-2007, صباحاً 11:00]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فهذه سلسلة أردت في تحريرها إزالة الإشكال عن مسائل يُتوهم فيها الإشكال، والله أسأل أن يعينني على ما أردت فهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل
المسألة الأولى: الفرق بين اللام الاستغراقية والعهدية الذهنية
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فاستجابة لوعد قطعته لسائل أشكل عليه الفرق بين (أل) الاستغراقية، و (أل) العهدية الذهنية أحببت أن أكتب هذا المبحث ليستفيد منه عموم طلبة العلم لعل الله جل وعلا يجعل ذلك ذخرا لنا يوم الدين.
فأقول مستعيناً بالله:
العلماء على أن الاسم المُحَلَّى بـ (أل) من الْمعارف قال سيبويه في الكتاب: ((فالمعرفة خمسة أشياء: الأسماء التي هي أعلام خاصة، والمضاف إلى المعرفة إذا لم ترد معنى التنوين، والألف واللام، والأسماء المبهمة والإضمار.)) ()، ولم أطلع على أحدٍ خالَف سيبويه في عده الاسم المُحَلَّى بـ (أل) من المعارف، وأقوال المتقدمين والمتأخرين تدل على إجماعهم على ذلك ـ والله تعالى أعلم ـ.
ومن المعلوم أن حد المعرفة عند العلماء: هو ما دلّ على شيء بعينه.
لكن يُشْكِلُ على بعض طلبة العلم أنّ الاسم المُحَلَّى بـ (أل) مع أنّ العلماء عدوه معرفة إلا أن علماء الأصول عدوا: المعرف بـ (أل) الجنسية منه مفرداً كان أم جمعاً من ألفاظ العام () كلفظة: (الإنسان) من نحو قول الله تبارك وتعالى: (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) [النساء: 28]، ولفظة: (المتقين) من قول الله جل جلاله: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ) [المرسلات: 41]
والعام لغة: ((عبارة عن إحاطة الأفراد دفعة)) ()
واصطلاحاً: ((هو اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له بحسب وضع واحد، كقولنا: (الرجال) فإنَّه مستغرق لجميع ما يصلح له.)) ()، وقيل: هو ((كلُّ لفظٍ عم شيئين اثنين فصاعداً على وجهٍ واحدٍ لا مزيةَ لأحدِهما على الآخر.)) ().
ويُذهِب هذا الإشكال قول العكبري في اللباب: ((والْمعرفة ما خصَّ الواحد بعينه إمّا شخصاً من جنس كـ (زيد، وعمرو)، وإمّا جنسا كـ (أسامة) للأسد، و (ابن قترة) لضرب من الحيات.)) ().
وتوضيح هذا أن يُقال: إن هذا المعين إما أن يكون جنساً، ووجه تعينه تميزه عن بقية الأجناس الأخرى، وإما أن يكون واحداً من الجنس، ووجه كونه معرفة تَميزه عن بقية أفراد الْجنس، ذلك أنّ التعيُّن في الاصطلاح هو: ((ما به امتياز الشيء عن غيره بحيث لا يشاركه فيه غيره.)) ().
وهذا الشيء الْمميز عن غيره إما أن يكون جنساً شاملاً لِجميع أفراده؛ لكنَّه متميزٌ عن بقية الأجناس، وإما أنْ يكون فرداً معيناً لا يختلط بغيره من أفراد الجنس.
ومَن تأمل أحوال (أل) بان له أنّها لا تكون عهدية خارجية () دالة على شخص معين إلا بقرينة لفظية أو معنوية، كقرينة صرف كلمة (الرسول) إلى العهدية في قوله تبارك وتعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً) [المزّمِّل: 16]، فكلمة (فرعون) قرينة على كون (الرسول) موسى عليه السلام؛ لكونه مُرسَلاً إليه وقومه، وإلا كانت (أل) جنسية تدل على تعيين الْجنس، وعليه فالأصل في (أل) تعريف الْجنس لا تعريف الشخص؛ لاحتياجه لقرينة تدل عليه.
والعلماء قاطبة متفقون على كون الْمعرَّف بـ (أل) معرفة لفظاً ومعنىً إذا وُجِدت فيه قرينة مِن قرائن العهدية الْمشَخِّصة له،كلفظة (الفيل) من قوله تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) [الفيل: 1] فـ (الفيل) ـ هنا ـ معهود معروف؛ لأنّ قرينة القصة تدل على أنّه (الفيل) الذي جيء به؛ لِهدم الكعبة فعاقب الله جلّ وعلا فَعَلَةَ ذلِك بِما ذُكِرَ في سورة الفيل.
واتفقوا على كونِ الْمعرَّف بـ (أل) الْجنسية معرفةً لفظاً واختلفوا في كونه معرفة معْنىً على مذهبين: ـ
المذهب الأوَّل: أنه مَعْرِفةٌ لفظاً ومعنىً، وهو مذهب جمهور علماء النحو والأصول واللغة كما نقل ذلك أبوالْوَلِيد الْبَاجِي في إحكام الفصول ().
(يُتْبَعُ)
(/)
المذهب الثاني: أنه معرفةٌ لفظاً ونكرةٌ معنىً، وقد حكاه النَّحَّاس عن بعضهم فقال: ((سبيل الألف واللام أنْ يدخلا في النكرة فلا يُغَيَّرُهَا عن حالها)) ()، وصرَّح به ابن مالك في شرح التسهيل بقوله: ((فإِنَّه مِن قبل اللفظ معرفة، ومِنْ قبل الْمعنى نكرة لشياعه.)) ().
والراجح ـ والله أعلم ـ مذهب مَنْ قال: إنَّه معرفة معنىً ولفظاً مِن عدة أوجه:
الوجه الأول: أنَّ قولَ النحاة: إِنَّ (أل) حرف تعريف عام لِمعانيها، ومِن تلك الْمعاني دلالتها على الْجنس؛ لأنه يراد بها تعريف الْجنس وتَمييزه عن غيره مِنَ الأجناس، وقد تقدّم أنّ ذلك تعيينٌ.
ويؤيد ذلك قول علاء الدين البخاري الحنفي () الأصولي في كتابه كشف الأسرار: ((وَلِأَنَّ هَذِهِ اللَّامَ لِلتَّعْرِيفِ لُغَةً وَالتَّعْرِيفُ يُحَصِّلُ تَمْيِيزَ الْمُسَمَّى عَنْ أَغْيَارِهِ وَهُوَ تَارَةً يَكُونُ تَمْيِيزَ الشَّخْصِ عَنْ سَائِرِ الْأَشْخَاصِ الْمُشَارِكَةِ لَهُ فِي الدُّخُولِ تَحْتَ النَّوْعِ وَلَمْ يَحْصُلْ هَذَا التَّعْرِيفُ إلَّا بَعْدَ سَبْقِ عَهْدٍ بِهَذَا الشَّخْصِ ذِكْرًا أَوْ مُشَاهَدَةً، وَتَارَةً يَكُونُ تَمْيِيزَ النَّوْعِ عَنْ سَائِرِ الْأَنْوَاعِ الْمُسَاوِيَةِ لَهُ فِي دُخُولِهِ تَحْتَ الْجِنْسِ كَمَا يُقَالُ مَا كَانَ مِنْ السِّبَاعِ غَيْرُ مَخُوفٍ فَهَذَا الْأَسَدُ مَخُوفًا فَإِنَّ اسْمَ الْأَسَدِ وَاقِعٌ عَلَى كَمَالِ نَوْعِهِ لَا عَلَى شَخْصٍ مِنْ أَشْخَاصِهِ لِانْعِدَامِ سَبْقِ الْعَهْدِ وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ التَّعْرِيفِ أَبْلَغُ مِنْ التَّعْرِيفِ لِلشَّخْصِ لِبَقَاءِ الِاشْتِرَاكِ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ النَّوْعِ فِي التَّسْمِيَةِ فِي تَعْرِيفِ الشَّخْصِ وَانْقِطَاعِ ذَلِكَ فِي النَّوْعِ وَاخْتِصَاصِهِ بِالِاسْمِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْوَاعِ.)) ()
الوجه الثاني: اتفاق الأصوليين على كون الْمعرف بـ (أل) الْجنسية من ألفاظ العموم، ولا دلالة له على العموم إلا باستيعابه لِجميع أفراد جنسه دفعة واحدة، وهو على هذا مناقضٌ لِمَعْنَى النكرة؛ لأنَّ عمومَها بدليٌ، وألفاظ العموم عمومها استيعابي شمولي.
فكلا المعنيين اللغوي والاصطلاحي لـ (العام) عند الأصوليين الذي تقدم آنفا يدل على استغراقه وشموله لجميع أفراد جنسه دفعة واحدة بعكس النكرة فهي تدل على فردٍ ما منتشرٍ في جنسه.
فشتان بين معنى مصطلح (النكرة)، ومعني مصطلح (العام)، فالمصطلح الأول يدل على الشيوع المنتشر في جنسه، والمصطلح الآخر يدل على الشمول المستغرق لجنسه؛ ولذا فالأوْلَى أن يُطلقَ على (النكرة) معنى الشيوع؛ لدلالته على الانتشار في الجنس لغةً واصطلاحاً، وأنْ يُطلَقَ على معنى (العام) العموم؛ لدلالته على الشمول لجنسه لغة واصطلاحاً.
ولكن سَمَّى بعضهم شيوع النكرة عموماً، كقول ابن السراج: ((كل اسم عم اثنين فما زاد فهو نكرة)) ()،وكقول عبدالقاهر الجرجاني: ((النكرة ما عَمَّ شيئين فأكثر)) () فالتبسَ ذلك على بعضهم فخلطوا بين مثلِ قول ابن السراج، والجرجاني، وبين عموم (العام) ـ مِما اضطر بعض العلماء إلى التفريق بين عموم (النكرة)، وعموم (العام).
فقد نبَّهَ أبوحيان النحوي الأندلسيّ على ذلك فقال في البحر المحيط: ((وتنكير (مرَضٌ) مِن قول الله جل وعلا: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) لا يدل على أنَّ جميع أجناس الْمرض في قلوبهم، كما زعم بعض الْمفسرين؛ لأنَّ دلالةَ النكرة على ما وُضِعَتْ له إنَّما هي دلالة على طريقة البدل؛ لأنها دلالة تنتظم كل فرد على جهة العموم)) () عقب قول الله سبحانه: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) [البقرة:10]
ومن ذلك ـ أيضا ـ قول الشوكاني في إرشاد الفحول: ((والفرق بين عموم الشمول وعموم البدل أنَّ عمومَ الشمول كُلِّيٌ يحكم فيه على كل فرد، وعموم البدل كُلِّيٌ مِنْ حيث إِنَّهُ لا يَمنع تصور مفهومه من وقوع الشركة فيه، ولكن لا يحكم فيه على كل فرد، بل على فردٍ شائعٍ في أفرادِه يتناولها على سبيل البدل ولا يتناول أكثر من واحد منها دفعة.)) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عُلِمَ هذا بان أنَّ عمومَ البدلِ شُيوعٌ، وهو عموم النكرة، وأنَّ عمومَ الشمول استغراقٌ، وهو عمومُ ألفاظ العام، ولا تَرَادُفَ بينهما، بل بينهما عمومٌ وخصوصٌ.
الوجه الثالث: لو سُلِّمَ بدلالة الْمعرف بـ (أل) الْجنسية على الشيوع ـ فإنَّه شيوعٌ مقيدٌ؛ لِمخالفته لِمعنى الشيوع الْمطلق، فهذا شيوعٌ شامل لِجنسه، وشيوع الْمطلق بدليٌ يدل على فردٍ منتشرٍ في جنسه.
الوجه الرابع: جَرَيان الأحكام اللفظية النحوية على المعرف بـ (أل) الجنسية من صلاحية كونه مبتدأً بلا خلافٍ، وصحة مجيء الْحال منه، وتعداده في عداد الْمعارف، وغير ذلك مِن أحكامه دليل على كونه معرفة معنىً كغيره من الْمعارف؛ إذْ كيف يقع موقعها، ويَحُوزُ رتبتها، ومعناه مُخالف لِمعناها، ثُمّ إِنَّ الأحكام النحوية لا تُبنى على اللفظ دون المعنى، بل هما متلازمان.
الوجه الْخامس: أَنَّ جَعْلَ الْمُعَرَّف بـ (أل) الْجنسية معرفة لفظاً نكرة معنىً مُبطِلٌ لتقسيم الاسم إلى نكرة، ومعرفة، ويَجعل أقسام الاسم أربعة: ما هو نكرة لفظاً ومعنىً، وما هو نكرة لفظاً معرفة معنىً، وما هو معرفة لفظاً ومعنىً، وما هو معرفة لفظا نكرة معنىً، ولا قائلَ بهذا، وهو مُلْزَمٌ على جعل ابن مالك الْمعرف بـ (أل) الْجنسية معرفة لفظاً نكرة معنىً، مع أنه نفسه قال في التسهيل: (الاسم: معرفة، ونكرة) ().
فإذا رَجُحَ تعريف الْمُعَرَّف بـ (أل) الْجنسية معنىً ولفظاً فلْيُعْلَمْ أنَّ الأصوليين اختلفوا في استغراقه لجنسه على مذهبين:
المذهب الأول: أن المعرف بلام الجنس مفيد للاستغراق والْعُمُومُ، وَعليه جُمْهُورُ الْأُصُولِيِّينَ وَأَهْلِ اللُّغَة () ِ؛ لِأَنَّ الْعُلَمَاءَ أَجْمَعُوا عَلَى إجْرَاءِ قَوْله تَعَالَى. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) [المائدة: 38]. وَقَوْلِهِ عَزَّ اسْمُهُ: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي}) [النور: 2].عَلَى الْعُمُومِ
المذهب الثاني: أن المعرف بلام الجنس لا يفيد الاستغراق، وهذا المذهب حكاه علاء الدين عبد العزيز بن احمد محمد البخاري الحنفي في كشف الأسرار عن بعض مشايخه المتأخرين، و أَبِي عَلِيٍّ الْفَسَوِيِّ () في قوله: ((فَقَالَ بَعْضُهُمْ إنَّ ذَلِكَ يُنْبِئُ عَنْ أَنَّ هَذَا الْجِنْسَ مُرَادٌ وَلَا يَدُلُّ عَلَى الِاسْتِغْرَاقِ بَلْ هُوَ يَحْتَاجُ إلَى دَلِيلٍ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عَلِيٍّ الْفَسَوِيِّ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ.)) ()، وهو مذهب القائلين بأنَّ المعرف بلام الجنس معرفةٌ لفظاً ونكرةٌ معنىً؛ لإرادتهم البعضية فيه.
الراجح ـ والله أعلم ـ من هذين المذهبين هو مذهب القائلين بدلالة المعرف بلام الجنس على الاستغراق للأدلة المتقدمة في ترجيح كونه معرفة معنى ولفظاً فلْتُتَأَمَّل.
فإذا رَجُحَت دلالة المعرف بلام الجنس على الاستغراق فلْيُعلَم أنّ العلماء اختلفوا في اللام الدالة على العهد الذهني بناء على اختلافهم في دلالة المعرف بلام الجنس هل هي دلالة عموم وشمول، أم هي دلالة شيوع بدلي موافق لمعنى النكرة، وسر ذلك أن مصطلح (العهد الذهني) اصطلاح بلاغي في معنى المعرف بلام الجنس، ودليل هذا قول ابن عاشور في التحرير والتنوير عقب قول الله جل وعلا: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]: ((فالتعريف في قوله: {اليَمّ} هنا تعريف العهد الذهني عند علماء المعاني المعروف بتعريف الجنس عند النحاة.)) ()
فإذا علمت هذا بان لك أنه لا فرْقَ بين لام الجنس، ولام العهد الذهني؛ لتردافهما غير أنّ الأول اصطلاح نحوي أصولي، والثاني اصطلاح بلاغي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا قولك: (شربت الْماء)، ونَحوه فهو محمولٌ على معنى البعضية الذي لا يتنافى مع معنى النكرة، كما صرّح بذلك بعض علماء الأصول والبيان والتفسير ()؛ لأن الْمراد: (شربت بعض الْماء) إذا كان السياق يدل على ذلك، وإلا دلت (ألْ) على معنى الْجنسية الذي يفيد الاستغراق إذا لَم تكن هناك قرينة تدل على العهدية.
والله تعالى أعلى وأعلم وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
حرره الطالب: حامدالأنصاري في يوم الأحد الموافق 11 ـ 6 ـ 2007ف.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ـ الكتاب:2/ 5.
([2]) ـ ينظر: اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي:26، والمستصفى من علم الأصول للغزالي:225
([3]) ـ التعريفات للجرجاني:203.
([4]) ـ المحصول للرازي:2/ 513 ـ 514.
([5]) ـ المعونة في الجدل لأبي إسحاق الشيرازي:28.
([6]) ـ اللباب في علل الإعراب والبناء للعكبري:1/ 472 ـ 473.
([7]) ـ التعريفات:87.
([8]) ـ دليل هذا قول الشوكاني في إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم الأصول - الشاملة (ج 1 / ص 257): (ومن أمعن النظر وجود التأمل علم أن الحق الحمل على الاستغراق إلا أن يوجد هناك ما يقتضي العهد وهو ظاهر في تعريف الجنس)، أما قول صاحب التلويح على التوضيح - الشاملة (ج 1 / ص 184): ((الْأَصْلُ أَيْ الرَّاجِحُ هُوَ الْعَهْدُ الْخَارِجِيُّ لِأَنَّهُ حَقِيقَةُ التَّعْيِينِ، وَكَمَالُ التَّمْيِيزُ ثُمَّ الِاسْتِغْرَاقُ لِأَنَّ الْحُكْمَ عَلَى نَفْسِ الْحَقِيقَةِ بِدُونِ اعْتِبَارِ الْأَفْرَادِ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ جِدًّا)) فيرد عليه احتياج الْعَهْدِ الْخَارِجِيِّ إلى قرينة تدل عليه، وما دلَّ على ماهيته مِن غير قرينة أصلٌ لِمَا يدل عليها بقرينةٍ.
([9]) ـ ينظر: إحكام الفصول في أحكام الأصول للباجي:2/ 238.
([10]) ـ إعراب القرآن للنحاس:3/ 336.
([11]) ـ شرح التسهيل:1/ 116.
([12]) هو علاء الدين عبد العزيز بن أحمد محمد البخاري الحنفي (ت 730 ه). فقيه، أصولي. من تصانيفة: كشف الاسرار في شرح أصول البزدوي، وشرح الهداية في فروع الفقه الحنفي إلى باب النكاح. ينظر: إيضاح المكنون:2/ 355، ومعجم المؤلفين:5/ 242.
([13]) ـ كشف الأسرار - الشاملة (ج 2 / ص 395 ـ 396)
([14]) ـ الأصول في النحو:1/ 148.
([15]) ـ أسرار البلاغة:226.
([16]) ـ البحر المحيط في التفسير:1/ 59.
([17]) ـ إرشاد الفحول:200.
([18]) ـ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد:21
([19]) ـ ينظر:المحصول:4/ 73، والمنخول من تعليقات أهل الأصول:1/ 216، و كشف الأسرار - الشاملة (ج 2 / ص 394)
([20]) ـ أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي النحوي؛ ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد، ودخل إليها سنة سبع وثلثمائة، وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس، ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة ابن بويه وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو، وصنف له كتاب الإيضاح، والتكملة في النحو. ينظر: وفيات الأعيان:2/ 82، والأعلام:2/ 179.
([21]) ـ كشف الأسرار - (ج 2 / ص 394)
([22]) ـ التحرير والتنوير - الشاملة (ج 5 / ص 435)
([23]) ـ ينظر:شرح الْمَحَلِِّي على متن جمع الجوامع:1/ 278، وروح المعاني:1/ 94، وحاشية البناني:1/ 278.
ـ[فتى الأدغال]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 04:11]ـ
جميلٌ ورائعٌ!، أيّدكَ اللهُ بتأييدهِ وفتحَ عليكَ من معارفهِ!.
ـ[فهدالغيهب]ــــــــ[12 - Jun-2007, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
بحث متميز
واسمح لي بنقله لأحد المنتديات الصديقة.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[14 - Jun-2007, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لك ما تريد يا فهد
ـ[لعريف محمد]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
أخي, والله لا زال الإشكال قائما رغم هذا الجهد المبذول المشكور. فأنا أعلم أن (ال) عهدية للعهد الذكري أو للعهد الحضوري أو للعهد الذهني أو جنسية إستغراقية لجميع أفراد الجنس أو إستغراقية لجميع خصائص الجنس او جنسية لبيان الحقيقة او زائدة او موصولة, و حسب علمي المتواضع اظن أن المعرف ب (ال) العهدية هو المعرف لفظا لاقترانه بها والمعرف معنى لدلالته على معين, طبعا أنا لا أسوق هذا إعتراضا على كلامك ولكن طلبا للتوضيح أكثر لأن هذا الموضوع يلتبس علي كثيرا بما أجده من تضارب أقوال النحاة فيه.(/)
الأشاعرة أم الأشعرية؟
ـ[النجدي]ــــــــ[16 - Jun-2007, صباحاً 01:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني المشايخ الفضلاء ..
دار بيني وبين أحد الإخوة نقاش في نسبة الأشاعرة والأشعرية، ونسبة كل منهما؟ وودت أن تتحفونا بالفرق بينهما، وأيهما أصح؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 07:58]ـ
(الأشعرية) نسبة إلى أبي الحسن (الأشعريّ) رحمه الله، والنسب إلى ما آخره ياء مشددة يكون هو هو لفظا لا تقديرا.
فالنسب إلى (الأشعريّ) أيضا (أشعرية)، وفي المؤنث (أشعريّة)، ويطلق المؤنث على الجماعة بتقدير (الطائفة الأشعرية) أو (الجماعة الأشعرية).
وأما الأشاعرة، فالأصل فيها (أشاعر) جمع (أشعر)، و (أشعر) أصلها (أشعري) خففت ياء النسب ثم حذفت كما تحذف ياء المنقوص؛ كقولك: (كوفٍ وبصرٍ) في (كوفيّ وبصريّ).
ثم جمع (أشعر) على أشاعر، وعوض من الياء المحذوفة تاء فصارت (أشاعرة).
هذا تخريج الكلمة على قياس كلام العرب، وإن لم تكن مسموعة، لأن القياس على مثل ما سبق فيه نظر.
ـ[أبوالبراء الجزائري]ــــــــ[24 - Jan-2010, صباحاً 01:09]ـ
أسأل الله أن يغفر لك وأن يجزيك خيرا على هذه الفائدة(/)
ما الفرق بين النفس و الروح؟
ـ[حمدان الحارثي]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
س/ ما الفرق بين النفس و الروح؟ مع الإستدلال؟! (ابتسامة)
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - Jun-2007, صباحاً 11:42]ـ
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}: المراد الروح، والروح إذا كانت في الجسد يطلق عليها نفس.
وقوله تعالى " {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} والمقبوض هو الروح
ويقال:خرجت نفس فلان أي روحه.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[18 - Jun-2007, مساء 12:39]ـ
الفصل الأول: تأمل يا أخي وفقني الله وإياك هذا الحديث وما قبله من الأحاديث ترشدك إلى أن الروح والنفس شيء واحد، وأنه جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة يجذب ويخرج، وفي أكفانه يلف ويدرج، وبه إلى السماء يعرج، لا يموت ولا يفنى وهو ممّا له أول وليس له آخر، وهو بعينين ويدين، وأنه ذو ريح طيب وخبيث. وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض.
فصل: في قوله عليه السلام: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر». وقوله: «فذلك حين يتبع بصره نفسه» ما يستغنى به عن قول كل قائل في الروح والنفس، وإنهما اسمان لمسمى واحد، وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى.
التذكرة في أحوال الموتى - أبو عبد الله القرطبي
قلت: أما الروح التي تتوفى وتقبض فهي روح واحدة، وهي النفس. وأما ما يؤيد الله به أولياءه فهي روح أخرى غير هذه الروح كما قال تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمانَ وأيدهم بروح منه}.
الروح -ابن القيم الجوزية
وروى أحمد بن حنبل، وابن ماجه. عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا حضرتم موتاكم فاغمضوا البصر؛ فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً، فإنه يؤمن على ما يقول أهل البيت».
ودلائل هذا الأصل وبين مسمى «الروح والنفس» وما فيه من الاشتراك كثير لا يحتمله هذا الجواب، وقد بسطناه في غير هذا الموضع.
مجموع فتاوى ابن تيمية
وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لما استيقظوا: (أي بلال)، فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ – بأبي [أنت] وأمي يا رسول الله – بنفسك.
وفيه: دليل لمن لا يفرق بين الروح والنفس؛ فإنه أقر بلالاً على قوله: إن الله أخذ بأنفسهم، مع قوله: (إن الله قبض أرواحنا).
وقد قيل: إن ذاتهما واحدة وصفاتهما مختلفة، فإذا اتصفت النفس بمحبة الطاعة والانقياد لها نهى روح، وإن اتصفت بالميل إلى الهوى المضر والانقياد لها فهي نفس.
فتح الباري شرح صحيح البخاري-ابن رجب
ـ[أم المثنى]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 02:52]ـ
بارك الله فيكم
أنصحك بقراءة كتاب الروح لإبن القيم
جزيتم خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - Jun-2007, مساء 10:43]ـ
أنا أعرف الكاتب محمد جلال القصاص ـ وهو معروف ـ، يعمل بجواري هنا،وقد حدثني كثيرا عن النفس الإنسانية، وكيف أنها شيء آخر غير الروح، وأطلعني على اشياء في هذا المضوع. ربما آتيكم بها. يوم أو يومين، فقط اذهب إليه.
لكن النفس ليست هي الروح، هذا ما فهمته منه.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا
http://www.nouralhaq.net/?section=menu&MenuID=37&SubID=111&action=read
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 12:52]ـ
-------------
وهذا نص ما في الرابط الذي أحال الأخ عليه.
قراءة في كتاب ماهية النفس.
10/ 05 / 2007
محمد جلال القصاص
قراءة في كتاب ماهية النفس
للباحث / أحمد كرار أحمد الشنقيطي
مم يتركب الإنسان؟
حين تتوجه بهذا السؤال لأحدهم كأنك لطمته أو فجعته، فتجده مدهوشا يبحلق ولا يتكلم. وكثيرون تمتلئ أفواههم بالكلمات، وتتزاحم على شفاههم العِبارات، ولا يخرج أيٌ منها حيرة أو خجلا.!!
مم يتركب الإنسان؟!
علم النفس الحديث ــ واسمه علم النفس ــ يتكلم بأن الإنسان أحادي التركيب، شيء واحد، هو ما تراه العين من أعضاء، وما يتكلم عنه علم التشريح في الطب من أجهزة داخلية يحتويها جسد الإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحين تسأل علمَ النفس عن الأمراض النفسية، وعمليات التفكير والحب والكره، والبخل والكرم، والشجاعة والمروءة التي هي الإنسان، فإنه يسندها إلى تراكيب في الجسم المرئي.
ويأبى العقل هذا الكلام.
إذا أن التركيب التشريحي للإنسان واحد، ومع ذلك توجد اختلافات فردية بيِّنة بين شخص وآخر. فلسنا جميعا سواء. في الشجاعة والكرم وحسن الخلق مع أن التركيب التشريحي واحد. أليس كذلك؟!
بالطبع هو كذلك.
وقديما كان فلاسفة اليونان يقولون بأن تركيبة الإنسان ثنائية. . . كانوا يعتقدون أن في داخل جسد الإنسان شيء خفي؛ مرةً يسمونه النفس، و مرةً يسمونه العقل، ومرةً يسمونه الذات، وغير ذلك، ويعتقدون أن هذا الكائن الخفي هو السبب في وجود الوعي والإدراك، وهو السبب في حياة البدن وغيابه يعني الموت.
وحين نزل القرآن الكريم من الله رب العالمين على رسوله الأمين، تكلم القرآن عن النفس وخاطبها خطابا باعتبار أنها كيان مستقل، وذكر أن منها أنواعا (باعتبار أحوالها المختلفة في الشخص الواحد أو في شخص وشخص). . مطمئنة. . وأمارة ... ولوَّامة ... ، وتكلم عن شيء آخر هو الروح، واختلاف الأسماء يدل ولا شك على اختلاف الماهيات.
وفقهاء المسلمين، تكلموا عن أن تركيبة ثنائية للإنسان، روح (وهي النفس عندهم) وجسد.
وهم في هذا لا يتبعون المتفلسفة من اليونانيين ومن قاربهم من فلاسفة العرب، وإنما نظروا إلى وضع كلمة (روح) و (نفس) في حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ــ فظنوا وجود الترادف بينهما. ولذا شاع بينهم أن النفس والروح شيء واحد. ودعم هذا القول أن اللغة العربية كانت ولا زالت تعتبر النفس هي الروح، وتفسر كل منهما بالآخر.
وذاد من يقينهم بأن النفس هي الروح وجود رؤية قديمة متوارثة عند الناس بأن أفعال الإنسان تنقسم إلى قسمين: مادية و معنوية. ومثلُ ذلك أيضا تصنيف هوية الإنسان إلى نوعين: جسدي و روحاني. و هذا التقسيم الثنائي الذي تغلغل في ذهن الإنسان فرض على الناس قناعة مسلمة بثنائية التكوين البشري.
ولم يَطُلْ وقوف سلفنا الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ عند الكلام على ماهية النفس، ولم يطل بحثهم حولها، ذلك أنها لم تكن من القضايا الفقهية أو العقدية الأساسية التي عُنوا بها، وكتب من كتب منهم في النفس وهو يعالج بعض الجوانب القليلة من أقوال المتكلمين التي لا تتفق مع الكتاب والسنة، مثل الحياة البرزخية، ونعيم القبر وعذابه.
ويطرح كاتب هذا البحث ــ أحمد كرار أحمد الشنقيطي حفظه الله ــ نظرة أخرى لتركيبة الإنسان، غير النظرة الأحادية (نظرة علم النفس الحديث)، والنظرة الثنائية (نظرة اليونانيين وفقهاء المسلمين على اختلاف ما بينهما من رؤى)، وهي: النظرة الثلاثية.
فالإنسان يتركب من ثلاثة أشياء، بدن. . . وروح. . . ونفس. معتمدا في دراسته على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بما فهمه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم. وهاأنذا أعرض ملخصا لما قدمه الباحث ـ أحمد كرار أحمد الشنقيطي ـ من أدله على بحثه القيِّم والله أسال أن يبارك في كلماتي هذه وأن ينفع بها.
والتصور الذي يطرحه الشيخ ـ حفظه الله ـ هو أن الإنسان عبارة عن بدن بمثابة الآلة، والروح هي التي تعطي الحياة لهذا البدن، ولا يعلم كنهها إلا الله، والنفس ــ وهي الفاعل الرئيسي في الإنسان ــ هي التي تسوق البدن إلى حيث تريد، فأمَّارة ترتع في وحل الشهوات والشبهات، أو مطمئنة تسموا بالذكر والصلوات وسائر القربات. أو لوّامة بين هذا وذاك.
وهذه أهم أدلته باختصار:
أولا: اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى.
فعندنا روح، وعندنا نفس، وعندنا بدن. هؤلاء ثلاثة.
كل منهما غير الآخر. ذلك أن من مسلمات اللغة أن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى. ولا بد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: قول الله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42]. وقول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ) [الأنعام: 60 ـ 61]
في هذه الآيات يخبرنا الله تعالى أنه يتوفى النفس الإنسانية في حالتين:
1) وفاة عند النوم: وفي هذه الحالة، يتوفى الله النفس عند نومها، ثم يرسلها، أي يطلقها، عند استيقاظها لتعود إلى الجسد وتبقى فيه إلى أجل مسمّى
2). وفاة عند الموت وانتهاء العمر: وفي هذه الحالة يتوفى الله النفس و يمسكها عنده ولا يردها إلى البدن.
ونفهم من كل ذلك أن النفس تخرج من الجسد وتنفصل عنه عند النوم ثم تعود إليه عند اليقظة. والدليل على مفارقة النفس للجسد عند النوم أن الله سبحانه وتعالى جمع ذكر وفاة الموت ووفاة النوم في لفظ واحد ولم يميز بينهما إلا بالإمساك في الأولى والإرسال في الثانية.
ومما يدل على انفصال النفس و غيابها عن الجسد عند النوم هو غياب العقل و التمييز وسائر الملكات البشرية و حتى الحيوانية منه عند النوم وسكون حركة الجسد الاختيارية لدى النائم. وكل هذه من خصائص النفس لأن البدن جسم مادي لا يعي.
ويبقى جسد النائم حيّا تتنفس رئتاه وينبض قلبه و يظل محتفظا بسائر مظاهر الحياة الجسمانية أو البيولوجية. وهذا يعني أن غياب نفس الإنسان و انفصالها في حال منامه لا يؤثر على حياة الجسد العضوية ولا ينقص منها، وبالتالي أن النفس ليست هي مصدر الحياة العضوية في الجسد. و لو كانت لمات الجسد بمجرد غيابها عنه.
أليس كذلك؟
إذا: لا بد من وجود ماهية ثالثة في الجسد هي التي تبعث فيه الحياة وهي التي تظل باقية فيه ولا تفارقه في النوم أو اليقظة و تلك الماهية هي الروح.
وفي هذا دلالة واضحة على أن الروح شيء غير النفس. فتدبر.
ثالثا: قول الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس: 36]
تكلم أهل التفسير ـ بن كثير وغيره ـ أن هذه الآية تبين أن الأزواج ثلاثة.
• النبات
• المخاطبين في الآية أي جنس العقلاء من ذكر وأنثى
• مخلوقات أخرى شتّى لا يعرفها الناس.
وهذا الكلام فيه نظر، فننحن إذا تمعّنا في الآية سنجد أنها تقول) الأزواج كلها)، والمفسرون سمّوا نوعين فقط العقلاء والنباتات، ووضعوا الحيوانات ودواب الأرض تحت مما لا يعلمون. وكثير من أزواج الحيوانات نعلمه، فهذا القول لا يستقيم مع سياق الآية نفسه!!
وبإعادة النظر في الآية عدّة مرات وبالاستعانة بمعاني الألفاظ في القرآن الكريم يمكننا فهم الآية فهما آخر.
قول الله تعالى: (كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ) [المعارج: 39] وقول الله تعالى في سورة [الطارق: 5] (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)، المعنى في هاتين الآيتين يدفعنا دفعا رفيقا إلى الإحساس بنفس ذلك المعنى في الآية التي نتحدث عنها. أي أن كلمة (مما) في قوله تعالى (سبحان الذي خلق الأزواج) و الكلمتين (مما) و (مم) في الآيتين المذكورتين إنما تشير كلها إلى العناصر التي أنشأ الله منها هذه الأزواج. و بالتالي أن الآية المذكورة إنما تسرد تصنيفا للعناصر أو المكونات التي خلق الله منها جميع الأزواج بأنواعها كلها. و أن هذه العناصر هي: ما تنبته الأرض، والأنفس، وما لا يعلمون.
فالأجساد. .كل الأجساد أجساد الحيوانات والإنسان والنباتات تخرج مما تنبت الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل نوع من المخلوقات لا ينشأ إلا من جنس نوعه فإن نفس الإنسان لا تنشأ إلا من نفس إنسان آخر كما في قوله تعالى {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وهذه النفس الواحدة وهي نفس آدم عليه السلام خلق منها نفسا ثانية هي نفس حواء كما قال تعالى (و خلق منها زوجها) ثم خلق من تزاوج النفسين أنفسا كثيرة هي أنفس ذرية آدم كما قال تعالى: (وبث منهما رجالا كثيرا و نساء). و نلاحظ أن الآية لا تقول "خلقكم من إنسان واحد" بل من نفس واحدة، ذلك لأن النفس هي أنفس ما في الإنسان فهي الكائن العاقل المخاطب أما البدن – الذي يتولد أيضا من أبدان الوالدين - فهو تابع للنفس. و لذلك كان توالد الأنفس أهم من توالد الأبدان. و لذلك فإن قوله تعالى (ومن أنفسهم) في الآية التي نتحدث عنها معناه أن أحد عناصر تكوين الأزواج مستخرج من أنفس الأزواج ذاتها، كما قال في الآية (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا) مما يدل على أن الأنفس إنما تتناسل من الأنفس. و نفهم من هذا الجزء من الآية وهو قوله تعالى (من أنفسهم) أن النفس هي العنصر الثاني من عناصر تكوين الأزواج.
و لو أن نص الآية كان (مما تنبت الأرض و من الأنفس) لما علمنا المصدر الذي تأتي منه نفس الجنين ولكن الضمير (هم) في كلمة (أنفسهم) بيّن لنا أن أنفس الأجنة إنما تنشأ من أنفس الأزواج ذاتها وليست من خارجها.
و الضمير المذكور في كلمة (أنفسهم) يمكن أن يخص الذكور والإناث بمعنى، و يمكن أن يخص الذكور وحدهم بمعنى آخر.
أما اختصاصه بالجنسين فيستند إلى أن ضمير الجمع إذا كان مذكرا يمكن أن يجمع الجنسين ذكورا وإناثا مثل قوله تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} والمؤمنون فيهم الذكور والإناث. و المعنى الذي تفيده كلمة (أنفسهم) عندما نعتبرها موجهة إلى الجنسين هو أن نفس الولد مركّبة من نفس الأب و من نفس الأم. أي أن الأم أيضا تهب من نفسها لولدها. أنظر قوله تعالى {وبث منهما رجالا كثيرا و نساء}. أي بث من النفسين -لا من نفس الأب فقط - نفسا ثالثة هي نفس الابن. و الدليل على ذلك أننا نرى الولد يرث من صفات أبيه النفسية و كذلك من صفات أمه النفسية، تماما كما يرث من صفاتهما البدنية على درجات متفاوتة. ومن هنا ينشأ التشابه في السمات النفسية و البدنية بين الولد ووالديه.
و العنصر الثالث من عناصر تكوين الأزواج هو العنصر الذي لا نعلم عنه شيئا، وهو الروح التي أكّد جهل الناس بها قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) [الإسراء: 85]
رابعا: هذه المفردات (جسم) و (بدن) و (جسد) و (بشر)
إن كلمة (جسم) كلمة عامة تشمل كل ما يتحيز في المكان أي كل ما له طول و عرض و ارتفاع.
أما كلمة (بدن) فتدل على جسم لا روح فيه ولا نفس. وقد وردت الكلمة في القرآن في موضع واحد فقط في قوله تعالى لفرعون {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92] و من المعروف أن نفس فرعون و روحه في البرزخ تعرضان على النار غدوا وعشيّا، والذي بقى هو بدنه يشاهده الناس.
وأما كلمة (جسد) فتعنى البدن الذي فيه روح و لكن ليس فيه نفس كما هو حال النائم. و المعروف أن النائم لا يأكل و لا يشرب ولا يتكلم و ذلك لغياب النفس التي تدفع الجسد للقيام بهذه الوظائف. انظر إلي قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) [الأنبياء: 8] أي أجساما فيها الروح ولكن ليس فيها النفس. وقوله تعالى (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ) [الأعراف: 148] و كذلك قوله تعالى (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ) [طه: 88] لا يأكل و لا يشرب و لا يتكلم، ولكن يصدر أصواتا (خوار) كحال النائم. . و قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ)
(يُتْبَعُ)
(/)
[ص: 34] مطروحا في كرسيه لا يستطيع أن يفعل شيئا أو يحرك عضوا أو يأمر بشيء وهو وضع يشبه حال النائم الذي غابت نفسه عن جسده. من كل ذلك يمكننا أن نفهم أن (الجسد) هو الجسم الحيواني الذي فيه روح و لكنه لا يأكل و لا يتحرك و لا يتكلم والسبب في ذلك عدم وجود النفس فيه. ولو كانت النفس هي الروح لكان عجل السامري يستطيع أن يفعل كل تلك الأشياء مثله مثل غيره من الحيوان لأنه كان حيا فيه روح.
وأما كلمة (بشر) فمعناها الإنسان المركب من بدن و روح و نفس، فهو لذلك حي متحرك حركة قاصدة. انظر قوله تعالى {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [المؤمنون: 33] و اشتهاء الطعام و أكله من وظائف النفس. وقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ) [الروم: 20] أي مكتملون بدنا و روحا و نفسا. و الانتشار في الأرض سببه الحركة القاصدة و هي من وظائف النفس. أما قوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) [الأنبياء: 34] فهو ينفي خلود الإنسان بصورته البشرية أي بكامل تكوينه البشري من بدن و نفس و روح. وأما الصورة غير البشرية المكونة من نفس فقط فهي، مع أنها تموت و تحيى، إلا أنها تظل بعد خلقها خالدة ما شاء الله حيث يتواصل وجودها في الدنيا حينا مع البدن وحينا متوفاة عند النوم، ثم في البرزخ مع الروح و بدون البدن فتكون حية حياة برزخية، ثم في الآخرة حيث يعود إليها البدن فتكتمل مكونات الإنسان عند الحشر لتمتد حياته في جنة أو نار.
من هذا الدليل نستطيع أن نتصور كيف يمكن أن تكون الروح موجودة في الجسد بينما تكون النفس غير موجودة، فيكون الجسد حيا يتنفس ولكنه لا يأكل و لا يتكلم و لا يفهم و لا يتحرك حركة قاصدة كما هو في قصة العجل (عجل السامر)، و كما هو الحال نفسه عند الإنسان النائم والمغشيّ عليه.
وكذلك نستطيع أن نتصور أيضا وجود بدن فيه نفس ولكن ليس فيه روح كما هو حال آدم عليه السلام قبل نفخ الروح فيه حيث يقول الله تعالى (فإذا سويته و نفخت فيه من روحي) وكما هو حال الجنين في الرحم في الأشهر الأولى قبل أن تنفخ فيه الروح.
وكذلك نستطيع أن نتصور وجود نفس فيها الروح و لكن بدون البدن المادي و هي حالة الإنسان في البرزخ.
و هكذا فإن الخلاصة من كل ذلك هي أن الروح شيء و النفس شيء آخر.
خامسا: أثر الروح في المادة
إذا تمعنا في نصوص القرآن و الحديث فسوف نلاحظ أن الروح إذا دخلت في أي جسم لتحييه فإنها تتسبب في تغيير التركيب المادي لذلك الجسم. فعندما دخلت الروح في جسم آدم عليه السلام جعلت الطين يتحول إلى لحم وعظم. و كذلك عيسى ـ عليه السلام ـ عندما كان ينفخ في الطين الذي كهيأة الطير كان ذلك يجعل الطين يتحول إلى لحم و عظم فيصير طيرا بإذن الله، و كذلك الحال أيضا في قصة عجل السامري الذي دخلت الروح فيه فتحول جسمه من ذهب و فضة إلى لحم و عظم و دم.
و بناء على هذه الملاحظة فإننا نستطيع أن نستنبط أن الجسم الميت تتغير مادته عندما تدخل الروح فيه. فالجني الذي كان بدنه في الأصل مخلوقا من مارج من نار فإن دخول الروح فيه يجعل بدنه يتحول من نار إلى شيء آخر لا نعلم كنهه. و الدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نرى الضوء الصادر من الجن ولا نحس بالحرارة الصادرة منهم مع أنهم مخلوقون أساسا من نار. و السبب في ذلك كما قلنا أن أجسامهم قد تحولت من نار إلى شيء آخر غير معلوم لنا كما تحولت طينة آدم إلى لحم و دم. وكذلك الأمر مع الملائكة الذين هم مخلوقون من نور فإن أبدانهم تتحول من نور إلى مادة أخرى لا نعلمها و لهذا السبب فنحن لا نستطيع أن نرى النور الذي نفترض أنه يصدر عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و نلاحظ في مقابل ذلك أنه عندما تخرج الروح من جسم حي فإن التركيب المادي لذلك الجسم يتبدل و يعود إلى حالته الأولى التي كان عليها قبل أن تدخل فيه الروح. فإن كان أصله من تراب، مثل الإنسان، عاد وتحول إلى تراب. وإن كان أصله من نار، مثل الجني، عاد و تحول إلى نار تحترق، و إن كان أصله من ذهب وفضة، مثل عجل السامري، عاد أيضا إلى أصله.
وقد علمنا من الدليل الأول أن النفس يتوفاها الله سبحانه و تعالى فتخرج من الجسد عند النوم ثم تعود إليه عند اليقظة. ولكننا نلاحظ أن دخولها و خروجها صباحا و مساء كل يوم لا يحدث أي تغيير في طبيعة الجسد ومعنى ذلك أنها ليست هي الروح.
و نستطيع أن نستفيد من هذه المعلومة و نستعين بها في حل الإشكال الذي نجده في كتب التفسير حول كيفية موت عجل السامري.
في العدد السابق، عرض الكاتب الجزء الأول من كتاب (ماهية النفس) للباحث / أحمد كرار أحمد الشنقيطي ـ السودان، وذكر فيه نظرة علم النفس وقدماء الفلاسفة وفقهاء المسلمين حول تركيبة الإنسان، فيما أسماه النظرة الأحادية والثنائية للإنسان، ثم عرض ما توصل إليه الباحث من أن الإنسان ثلاثي التركيب. . جسم. . . ونفس. . . وروح. مقدما بين يدي ذلك خمس من الأدلة على هذا القول. ويكمل الكاتب تقديمه لهذا البحث القيم فيقول:
وهذه بعض الأمور التي مثلت إحدى المعضلات عند كلِّ من تكلم في الروح والنفس، والموت، وعذاب القبر ونعيمه، تبين صحة ما ذهب إليه الباحث، أعرضها باختصار كدليل على صحة النظرة الثلاثية.
أولها تحت هذا السؤال:
تموت النفس أم لا تموت؟
بنص القران الكريم تموت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [الأنبياء: من الآية 35]
وهناك آيات أخرى تتكلم بأن نفرا ممن يموتون أحياء (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) [البقرة: 154] {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]
ونعيم الناس .. . كل الناس وعذابهم بعد الموت ثابت لا شك فيه. وهذا يعني أن هناك حياة فيها تلذذ بالنعيم، وعذاب أليم.
فكيف؟
أصحاب النظرة الثنائية، الذين تكلموا بأن الإنسان نفس وروح فقط وقفوا في حيرة عجيبة، وعرضوا سؤالا: الموت للبدن وحده أم للنفس (التي هي الروح عندهم) والبدن معا؟
وتكلموا جميعهم، وطال كلامهم فطائفة قالت: الأرواح تذوق الموت لأنها نفس والله يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [الأنبياء: من الآية 35] والله يقول: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 27]. والملائكة تموت فمن باب أولى النفس.
وطائفة قالت: لا تموت الأرواح فقد خلقت للبقاء و إنما تموت الأبدان. واستدلوا بما ورد في نعيم القبر وعذابه، واشتد الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ فقال: "كل من يقول إن الروح يموت ويفنى فهو ملحد."
وخطَّ ابن القيم طريقا وسطا بين الطائفتين محاولا التوفيق فقال: (موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها و خروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، و إن أريد أنها تعدم و تضمحل و تصير عدما محضا فهي لا تموت بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب)
فالخلاصة أنهم يقولون أن النفس تموت حتما بنص القرآن و لكنها في الحقيقة لا تموت بالمعنى المعروف للموت. بل إن موتها هو مجرد انتقالها من مكان إلى مكان.
وهذا الكلام مردود لأن موت الشيء ليس هو مجرد حدوث تغير في المكان بل هو حدوث تغيرات جذرية في خصائص الشيء ذاته وهذه التغيرات هي التي تميز بين الشيء الحي و الشيء الميت.
هم في حيرة وعجز عن اتخاذ موقف حاسم في هذا الصدد. فلا يمكنهم القول بأن النفس تموت حقيقة لأن النفس عندهم هي الروح و الروح من أمر الله و لذلك فهي لا تموت. ولا يمكنهم القول بأن النفس تموت حقيقة لأن يتعارض مع صريح القرآن وصحيح السنة النبوية المطهرة. و هي إذا قالت أن النفس لا تموت تكون قد أخطأت لأن ذلك يخالف نص القرآن.ولذلك كانت النظرة الثنائية مضطرة إلى البحث عن حل وسط يقع في منتصف الطريق بين القولين الصحيحين و كأنه يوفق بينهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتفسير النظرة الثلاثية مريح، يتوافق مع النص الصريح، ولا يتعارض مع العقل الصحيح.
النظرة الثلاثية تتكلم عن أربع حالات تتواجد في الإنسان:
الحالة الأولى: البدن و النفس مجتمعان و معهما الروح تبعث فيهما الحياة. و هذه الحالة تتحقق في حياة الإنسان المستيقظ في الدنيا.
الحالة الثانية: الروح داخل البدن تبعث فيه الحياة، أما النفس فقد توفيت لأنها فارقت البدن و بالتالي فهي قد انفصلت عن الروح و هذه الحالة تتحقق عند النوم و في المرحلة الأولى من الموت.
الحالة الثالثة: الروح منفصلة عن البدن و عن النفس فيموت البدن و تموت النفس. هذه الحالة تتحقق في المرحلة الثانية من موت الإنسان.
الحالة الرابعة: الروح متصلة بالنفس تمدها بالحياة، وبالتالي تتعذب وتتألم. أما البدن فهو منفصل عنها ولذلك يكون ميتا ثم يتحول إلى تراب. و هذه الحالة تتحقق في البرزخ بعد الوفاة و إلى أن تقوم الساعة.
وثانيها تحت هذا السؤال:
هل تعود الروح إلى بدن الميت فيحيا حياة كاملة ويجلس كما كان في الدنيا لسؤال الملكين؟
سؤال الملكين (منكر ونكير) وردُّ الميتِ عليهما ـ ثبتنا الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ معلوم من الدين بالضرورة. ولكن هل يعود الميت إلى حياته الكاملة فينتصب في التراب كما كان في الدنيا. أم ماذا؟!
احتار أصحاب النظرة الثنائية ذات الحيرة الأولى، فطائفة منهم قالت تعود الروح للبدن فيحي حياة كالتي في الدنيا. والسؤال يكون للبدن وفيه الروح.
ومنهم من قال أن الروح لا تعود للبدن إلا يوم القيامة عند البعث والسؤال في القبر يكون للروح (التي هي النفس عندهم).
وحاول ابن القيم ـ الذي يروي هذه الآراء في كتابه الروح ـ التوفيق باتخاذ طريق وسط بين النظرتين. فقال بأن النفس (التي هي الروح عنده) تعود إلى البدن ولا تتسبب في حياة البدن الحياة الكاملة بالصورة المعروفة في الدنيا. وهي نظرة يحكمها محاولة التوفيق بين النظرتين السابقتين.
ومعلوم أن البدن بعد الموت ليس له أي اعتبار وأن المرء يأتي يوم القيامة في الجنة أو النار ببدنٍ آخر غير الذي كان عليه في الدنيا، فهيئة أهل الجنة كلهم على هيئة أبيهم آدم، والكافر في النار يضخم حتى يصير ضرسه كجبل أُحد.
والبدن بعد الموت يصبح سوءة يجب التخلص منها بدفنها في الأرض، وتدبر يقول الله تعالى (فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ) [المائدة: 31] فقد أصبح جسد أخيه سوءة، وبعد الدفن يتلاشى الجسد و يتحلل في القبر و يخرب خرابا تاما. وتنقطع صلته بالنفس والروح ولا تكون له علاقة بالحياة البرزخية، ولا تعود إليه الحياة بأي صورة من الصور.
ولا يخفى أن سبب هذا الاضطراب هو أنها نظرة ثنائية ليس عندها سوى الروح (النفس) والبدن.
أما النظرة الثلاثية فهي تتكلم بأن في القبر تعود الروح للنفس حيث يضع الملكين الروح والنفس ـ مجتمعين ـ بين البدن والكفن. . . خارج البدن وليس في داخلة، وقد أورد بن القيم في كتاب الروح حديثا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يؤيد هذا فيه (فيهبطون به على قدر فراغهم من غسله و أكفانه فيدخلون ذلك الروح بين جسده و أكفانه)
وهذه الحالة (دخول الروح في النفس وإعادة الحياة إليها) هي التي تبقى منعمة أو معذبة إلى يوم القيامة، حتى يبعثها الله ويركبها في بدنٍ يتناسب مع حالها إن سعيدة أو شقية.
وثالثها: في هذا السؤال:
ما الفرق بين وفاة النائم ووفاة الميت، والاثنين وفاة كما نصَّ القرآن الكريم؟
حاول بن القيم في كتاب (الروح) أن يسلك طريق وسطا يوفق به بين الأطراف فقال أن الروح ـ وهي النفس عنده ـ تخرج من الجسد خروجا غير كامل، فإذا مات خرجت منه كلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأول ما ينفي صحة هذا القول هو أن التوفي و الاستيفاء معناه الاسترداد الكامل. وقولك استوفيت الدين و توفيت حقوقي أي انك استرددت دينك أو حقك كاملا. بدليل أن الله جل و علا جمع في الآية) الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها (بين وفاة النوم و وفاة الموت في لفظ واحد مما يدل على أنهما متطابقان من جهة أن وفاة النفس في الحالين هي وفاة كاملة. كما أن النبي صلى الله عليه و سلم أقسم و قال (والله لتموتن كما تنامون) وهذا الحديث دليل ساطع على أن وفاة النفس في النوم ووفاتها في الموت تتطابقان تطابقا كاملا. ومعلوم أن وفاة الموت لا يبقى بعدها في البدن جزء أو خيط أو شعاع من النفس، بل إن الملائكة تأخذ النفس بجملتها كما ينص على ذلك الحديث الشريف. فالنظرة الثنائية تثبت وفاة النفس في النوم و لكنها تقول أنها وفاة غير كاملة.
أما إذا أخذنا بالنظرة الثلاثية فإننا نستطيع أن نقبل خروج النفس أثناء النوم من الجسد خروجا كليا و انفصالها عنه انفصالا تاما و هو معنى الوفاة. ومع ذلك يظل الجسد حيا لأن الروح تظل باقية فيه لحفظ الحياة.
وقد عقد الباحث بابا في آخر بحثه تكلم فيه مادة النفس وهيأة النفس وموضعها وأشياء أخرى، إلا أنه نوه في بداية بحثه وفي بداية هذا الباب على أن مادة هذا البحث لا زالت محل بحث وقابلة للتعديل. لذا آثرت أن أمسك عنها.
التحرير:
ـ إثبات ثلاثية التركيب للإنسان (نفس وروح وبدن) لطمه لعلم النفس الحديث الذي لا يعرف من الإنسان إلا ما يظهر للعينين، وهذه الخطوة حرية بأن يقف علمائنا ومفكرونا موقف المستريب من هذا العلم ويحاولوا إعادة قراءة ثوابته من جديد. وبحول الله وقوته سنحاول على صفحات الشريعة ـ في هذه الزاوية ـ عرض ما هو جديد في هذا الإطار والله المستعان.
ـ فيه توضيح وفهم كثير من آيات القرآن الكريم مثل الآيات التي تتكلم عن (عجل السامري)، والآيات التي تتكلم عن الوفاة (وفاة المسيح عليه السلام ـ وهي إحدى المعضلات التي تشبث بها اللاهوتيون ــ ووفاة النائم.
ـ اكتشاف النفس ككيان مستقل يتحكم هو في البدن تحكم السائق في السيارة مثلا، من شأنه أن يعطي بعدا أعمق في عملية التربية، إذ أن كثيرين ينصرفون للبدن، وكثيرون ينصرفون في عملية التربية للسلوك الخارجي. ومعرفة أن هناك نفس عاقلة مُتحَكِمة تُخَاطب وتقوَّم من شأنه أن يُعلي من عملية تصحيح المفاهيم والنظريات الحديثة في هذا السياق، وكلها إسلامية.
ـ كما أن للأمر ارتباط بالدرسات العقدية وخاصة قضية ارتباط الظاهر بالباطن، فمن أمحل المحال أن يكون المرء مصدق بشي محب له (وهذه من خصائص النفس) ثم لا يمتثل، أو. . . من أمحل المحال أن تكون النفس مطمئنة. . مخبتة ويكون البدن عاصيا، إذ أن البدن ما هو إلا آله تنفذ ما تمليه عليه النفس.
ـ وفيه تفسير لكثير من مواقف الشجاعة والإقدام في التاريخ. فالأمر لا يتعلق بالبدن.
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 09:54]ـ
قول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ..... )
الحرمان من النوم يؤدي الموت!
http://yasminaly.jeeran.com/archive/2008/9/665036.html
http://forums.naseej.com/showthread.php?t=140418(/)
سبق قلم عن لسان العرب في كلام الحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2007, مساء 11:33]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الدرر الكامنة)، وتبعه السيوطي في (بغية الوعاة)، وتبعهما الزبيدي في (تاج العروس) أن ابن منظور استقى مادة لسان العرب من هذه المراجع الأربعة:
= تهذيب اللغة للأزهري
= المحكم لابن سيده
= الصحاح للجوهري
= الجمهرة لابن دريد
وهذا خطأ من أوجه:
الأول: أن ابن منظور نفسه نص في مقدمة اللسان على أن مراجعه خمسة وليست أربعة، وذكر أنه لم يخرج عن هذه الأصول الخمسة.
الثاني: أن الجمهرة ليست من هذه الأصول الخمسة التي ذكرها.
الثالث: أن من أصوله التي رجع إليها ولم يذكروها:
= حاشية ابن بري على صحاح الجوهري
= النهاية في غريب الحديث لابن الأثير
وفي هذا الرابط نقاش حول هذه المسألة:
http://alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=22697
قال عبد الستار فراج في مقدمة تحقيق (تاج العروس):
((وقد سها بعض المؤلفين فقالوا إن الجمهرة من مراجع ابن منظور في لسان العرب. ذكر ذلك في بغية الوعاة والدرر الكامنة، وتبعهما الزبيدي في مقدمة التاج، كما وهم مؤلفون محدثون فنقلوا هذا دون تمحيص.
فصاحب اللسان نفسه في مقدمته لم يذكره في مراجعه، والذي يرد من ذكر لابن دريد في اللسان إنما جاء عن طريق المحكم لابن سيده، وقد كانت الجمهرة من مراجعه)).
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 01:50]ـ
شكر الله لك ياأبا مالك هذه الفائدة، ونحن في انتظار غيرها من فيض فوائدك.
ـ[آل عامر]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 02:21]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم وزادك من فضله
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[31 - Oct-2007, مساء 07:12]ـ
للرفع - بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Nov-2007, صباحاً 06:56]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد احتج بعضهم على صحة كلام ابن حجر بأن ابن منظور نقل بعض المواد عن ابن دريد، ولا توجد في التهذيب ولا في الصحاح.
وهذا الاستدلال -إن صح- فيه نظر؛ لأننا أصلا إذا نظرنا إلى المواد التي نقلها ابن منظور عن التهذيب والصحاح نجد تفاوتا في النقل أحيانا بتقديم أو تأخير أو تغيير أو نقص أو زيادة، فلا يشترط أن تكون النسخ التي بين أيدينا من الصحاح والتهذيب هي بعينها التي كانت بين يدي ابن منظور حال نقله منها.
وأيضا فإن مطبوعة التهذيب فيها نقص كبير استدرك جزءًا منه بعضُ الباحثين في مجلد.
وما زال صحاح الجوهري بحاجة إلى طبعة محققة، برغم ما يشاع عن طبعة عطار من جودة.
وعلى أية حال فهذه المواضع من الندرة بحيث لا يمكن أن يبنى عليها أصل، لا سيما مع التصريح الواضح في كلام ابن منظور في مقدمة كتابه أنه لم يخرج عن هذه الأصول الخمسة.
والله أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 08:08]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة التي اختصرت الجهد والوقت.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:15]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ولكن هل إلتزم ابن منظور في اللسان بنقل جميع ما في الكتب الخامسة التي نبه عليها
حيث ذكر الشيخ/ سعد آل حميد في كتابه (طرق تخريج الحديث): أن تهذيب اللغة يعتبر من مصادر التخريج الأصلية، عكس لسان العرب، حيث اللسان ليس به أسانيد
وقد تأكدت من كلام الشيخ سعد بنفسي
فلماذا حذف الأسانيد ابن منظور؟
وهل حذف ابن منظرو شيء آخر؟
وهل زاد ابن منظور من عنده؟
ولو وضحت منهج ابن منظور بشكل عام نكون لك شاكرين
ومعذرة فقد أثقلت عليك شيخنا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:26]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
لست أهلا للجواب عن هذه السؤالات، وإنما يسأل عنها أهل العلم المتخصصون.
وسوف أتكلف لك الجواب بما عندي، حتى يتيسر لك جواب أهل العلم.
أما اختصار الأسانيد، فيا ليت ابن منظور اختصر الأسانيد فقط!! ولكنه مع الأسف لا يميز كلام كل واحد من هؤلاء الخمسة عن الآخر في كثير من الأحيان، ونحن نعلم أن بينهم تفاوتا كبيرا في الثقة والإتقان، فليس كلام الجوهري ككلام أبي منصور الأزهري، ولذلك فأنت لا تستطيع أن تعرف إذا قرأت في اللسان من أين جاء بهذا الكلام؟!! أهو من الصحاح أم من التهذيب أم من المحكم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شك أنه أحيانا ينص ويقول: قال الجوهري، قال ابن سيده، قال الأزهري، ولكنه في أحيان كثيرة جدا يخلط الكلام ولا يميز كلام كل واحد منهم من الآخر، ولذلك نص أهل الاختصاص كالدكتور رمضان عبد التواب وغيره أن لسان العرب لا يغني عن هذه الكتب الخمسة، بل إن هذه الكتب الخمسة أيضا لا تغني عن الأصول التي رجعت إليها، فصدق قول من قال: لا يغني كتاب عن كتاب.
وأما سبب حذف ابن منظور لهذه الآثار بالأسانيد، فلأن الأزهري يسوقها من باب الاستطراد الفقهي، فليست من موضوع كتابه، ولذلك يحذفها ابن منظور كاملة، وليس السند وحده؛ لأن اهتمامه كان منصبا على المسائل اللغوية فقط.
ويحذف كثيرا أيضا أسانيد الأزهري اللغوية.
وأما زيادات ابن منظور على هذه الكتب فهي قليلة جدا، لا تكاد تذكر، ومع ذلك فجل هذه الزيادات ليست في موضوع اللغة!! وإنما هي تنبيهات على كلام بعض أهل العلم، كمثل تنبيهه على من قال (العرب تبدأ بالأخس) وكذلك فقد استطرد في موضع من المواضع بذكر نسبه هو، ونحو ذلك.
ومنهج ابن منظور قد بينه هو باختصار في مقدمة كتابه، فذكر أنه لم يضَن على القرطاس، وكان من نتيجة ذلك أن صار كتابه ضخما للغاية ومليئا بالتكرار الممل، والمخل أيضا أحيانا، وذلك أن الكلام قد تجده متناقضا في كثير من الأحيان، فمثلا في مادة (عير) يذكر أن قولنا (عيره بكذا) خطأ، وبعدها بقليل يذكر أنه صواب! وسبب ذلك أنه ينقل عن كتب مختلفة ولا يميز بينها.
وكذلك فقد تجده ينسب بيتا من الشعر لشاعر في موضع، ولشاعر آخر في موضع آخر!
وكذلك فقد تجده يورد بيتا من الشعر برواية معينة في موضع، ويورده برواية أخرى في موضع آخر، وهكذا.
وكذلك فقد تجده ينص على مسائل لغوية متعلقة بمواد أخرى، ولا تجده ينص عليها في المواد الأخرى!!
وكل ذلك ليس من ابن منظور، ولكنه تبع فيه أصحاب هذه الكتب المذكورة.
وأفضل طبعات اللسان - في رأيي - طبعة دار المعارف، وعيبها الكبير الوحيد - في نظري - أنها غيرت ترتيب الكتاب على أوائل الحروف بدلا من أواخره كما هو ترتيبه الأصلي.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل فقد وفيت وكفيت
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 02:14]ـ
وقد نبه على هذا أيضا الدكتور علي جواد الطاهر في آخر صفحة من كتابه (فوات المؤلفين) [ص 403]
كما نبه على مسألة أخرى مهمة، وهي قول الباحثين عند النقل عن اللسان (قال ابن منظور)!
قال (ص 281):
"ويقول ... قال ابن منظور، ومعلوم جيدا أن ابن منظور لم يقل شيئا وإنما جمع ما تفرق في خمسة كتب سبقت، وسمى حاصلها لسان العرب ولذا حسن -ووجب- أن نقول: جاء في لسان العرب، ولا نقول: قال ابن منظور".
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 11:44]ـ
ما رأيك بطبعة دار صادر؟(/)
ما هي البحوث المنشورة حول: «كاد»؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 07:07]ـ
ما هي البحوث المنشورة حول: «كاد»؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jun-2007, مساء 08:25]ـ
منها بحث تحقيق مخطوطة لابن كمال باشا في مجلة كلية دار العلوم المصرية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Jun-2007, مساء 08:14]ـ
نفع الله بك أخي الفاضل أمجد
هل العدد متوفر لديك؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:07]ـ
رقم العدد (27) واسم المحقق رباح اليمني مفتاح والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Jun-2007, مساء 05:57]ـ
جزيت خيرا
ـ[عادل الجهني]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تريد بعد كلام ابن هشام في مغني اللبيب والسمين الحلبي في الدر المصون؟!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 08:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد شوقي عبد الرحمن]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 12:55]ـ
يوجد بحث للدكتور طارق النجار بكلية التربية جامعة عين شمس جمع فيه كاد كلها إلى آخرها بكل ما فيها ونشرها في كتب اسمه "فقه النحو" كتاب قيم جدًّا
ـ[إبراهيم الشمسان]ــــــــ[11 - May-2008, صباحاً 03:22]ـ
وهناك بحث كتبه الدكتور محمد الباتل الحربي عنوانه (كاد واتصال خبرها بأن في التراث)،في مجلة جامعة الملك سعود، الآداب (1)، مج7،عام 1995م. وبحث كتبه الدكتورمحمد بن عمار درين عنوانه (كاد عند القدمى والمحدثين دراسة في الأحكام والدلالة) في مجلة الدراسات اللغوية مجلدها التاسع العدد الرابع.
كتبه أبوأوس إبراهيم الشمسان(/)
هل تعلم اللغة العربية فرض عين؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:12]ـ
هل تعلم اللغة العربية فرض عين؟
ومذا قال أهل العلم
ـ[وعد بنت عبدالله]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:53]ـ
/
طِبتُمْ ومجالِسكُمْ بـ ذِكْرِ الله ..
/
الفاضل ..
عبدالله ..
لَعلَّ الحُكُم يُزوِّدُكُم به أسَاتذتي ..
فـ لا يُفتَى ومالك في المدينة!!
أما ماقال أهل العلم فـ إليكم ما بـ حَوْزتي أسألُ اللهَ أن ينفعَ به:
قال شيخ الإسلام:
ولا بد في تفسير القرآن والحديث من أن يعرف ما يدل على مراد الله ورسوله من الألفاظ وكيف يفهم كلامه، فمعرفة العربية التي خوطبنا بها مما يعين على أن نفقه مراد الله ورسوله بكلامه، وكذلك معرفة دلالة الألفاظ على المعاني، فإن عامة ضلال أهل البدع كان بهذا السبب، فإنهم صاروا يحملون كلام الله ورسوله على ما يدَّعون أنه دال عليه، ولا يكون الأمر كذلك.
/
سُئِلَ والدي فضيلة الشيخ د. عبدالله بن جبرين حفظهُ الله عن استفهامكُم فقال:
يجب عليه تعلم ما يلزمه في الإسلام لفظاً ومعنى كالتكبير والفاتحة والتسبيحات .. الواجبة في الصلاة وغيرها.
والله أعلم.
/
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 05:53]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل من مزيد
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 08:16]ـ
قال الشّيخ محمّد الحسن الددو الشنقيطيّ:
القدر الواجب تعلمه من اللغة على الأعيان
إن الله سبحانه وتعالى قد فرض على كل من آمن به تعلم جزء من العربية، وبهذا تكون العربية فرض عين على كل إنسان بقدر ما يقيم به ألفاظ الفاتحة، وبقدر ما يتقن به التكبير والتشهد والسلام في الصلاة، فهذا القدر من العربية فرض عين على كل مسلم، ولا يسع مسلماً جهله. وهذا القدر اختلف الناس في تحديده؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20]، والناس تتباين رؤاهم في تحديد هذا القدر الذي هو أقل ما يخاطب به الإنسان من تعلم العربية، فقال قوم: لا بد أن يصل إلى مستوى يفهم به ألفاظ الفاتحة، وألفاظ التشهد، وألفاظ الدعاء المأمور به على سبيل الوجوب، وكذلك ألفاظ الأذكار التي تجب مرة في العمر بالتهليل والاستغفار، والتسبيح والتحميد وغير ذلك، فيجب عليه أن يتعلم معانيها بالعربية، وهذا القول هو الراجح، ومن القائلين به مالك و الأوزاعي و سفيان الثوري، وغيرهم من كبار علماء السلف، فرأوا أنه يجب على الإنسان المسلم أن يتعلم معاني هذه الكلمات؛ لأنه لو قال: لا إله إلا الله دون أن يفقه معناها، فيمكن أن تلقن هذه الكلمة لأي إنسان، ولا يلزم بمقتضياتها، ولذلك فإن شهادة أن لا إله إلا الله لها أربع مقتضيات، من لم يحقق هذه المقتضيات الأربع فليس شاهداً أن لا إله إلا الله: فالمقتضى الأول: هو العلم بمعناها. والمقتضى الثاني: هو مقتضى القول: أن ينطق بذلك؛ لأنها مشروطة على القادرين، فلا يدخل الإنسان الإيمان وهو قادر على النطق إلا إذا نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. المقتضى الثالث: هو أن يلتزم بحقوقها التي يقاتل عليها من تركها: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها). المقتضى الرابع: هو الإلزام بها، وهو أن يسعى الإنسان لنشر لا إله إلا الله، وتوسيع دائرة القائلين بها، وإلزام الناس بها. فهذه المقتضيات الأربع هي مقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله، وقد توسع بعض المتأخرين من المتكلمين في هذا الباب، فقد ذكر عليش في شرحه لأم البراهين في العقائد الأشعرية للسنوسي: أن من لم يفهم ما تتناوله شهادة أن لا إله إلا الله من العقائد، وهو خمسٌ وستون عقيدة على مقتضى عد المتكلمين؛ فإنه لم يؤد مقتضياتها. وهذا تشدد ومبالغة لا محالة، ولكنه يدلنا على أهمية فهم شهادة أن لا إله إلا الله، فإذا كان بعض أهل العلم يرون أنك إذا لم تحقق مقتضياتها جميعاً وهي خمسٌ وستون عقيدة، فمعنى ذلك أنك لم تفهمها؛ فهذا يدلنا على أهمية تعلم اللغة التي يفهم بها معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وإن الذي يدعو وهو لا يفهم ما يدعو به، أو يثني على الله وهو لا يفهم معنى ما يثني به، لا يمكن أن ينال أجر ما يقول؛ لأن الصلاة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ثلثها ربعها ... )، حتى انتهى إلى العشر؛ لأنه لا يكتب له منها إلا ما عقل ووعى، ومن هنا فإن على الإنسان أن يتفهم ويتدبر ما يقول، ولهذا قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، وقال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، وهذا الخطاب ليس للعرب وحدهم، بل لجميع من آمن بهذا القرآن. ونحن مع القول الأول المسهل الذي يقتضي أقل نسبة، وهي ما يكون الإنسان به فاهماً لمقتضى ما يقول من شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ومحباً لما سوى ذلك، وعالماً أنه كلام الله، ومصدقاً به على سبيل الإجمال، لا على سبيل التفصيل. فهذا القول لاشك أنه أسهل وأيسر، وهو الراجح من ناحية الاستدلال، لكن مع هذا لا نهمل الأقوال الأخرى، ولا نعتدي على أقوال أهل العلم، فلهذا لا بد أن يعلم كل إنسان أن من واجباته العينية أن يتعلم جزءاً من العربية، يفهم به معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ويقيم به حروف الفاتحة ويفهم معاني ألفاظها، ويقيم به حروف ألفاظ التعبدات في الصلاة، وغيرها من الواجبات العينية، فهذا القدر لا خلاف في وجوبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Jun-2007, مساء 08:50]ـ
قال شيخُ الإسْلام ابنُ تيميّةَ ـ رحمهُ اللَّهُ ـ في الفتاوى:
(معلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية ... )(/)
إعراب: أنفق بلالا .....
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 08:43]ـ
أورد بعض أهل العلم هذا الحديث بلفظ: " أنفق بلالا "، وبعضهم أورده بلفظ: " أنفق بلال ".
- فعلى اللفظ الثاني، يكون " بلال " منادى مبني على الضم في محل نصب.
لكن كيف يكون إعرابه على اللفظ الأول، هل هو لأجل تناسب اللفظ، لأن تمام الحديث هو: " ولا تخش من ذي العرش إقلالا "؟؟
ـ[الأصيل]ــــــــ[25 - Jun-2007, مساء 11:56]ـ
نعم لأجل تناسب اللفظ والإتباع أنفق بلالا .... إقلالا ولذلك أمثلة أيضا في القرآن كقوله تعالى: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا) في قراءة من نون الجميع كما قال السيوطي في الأشباه والنظائر.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 12:10]ـ
لا أعتقد أن تناسب اللفظ وحده سبب النصب ..
لا بد أن يكون هناك علة إعرابية.
بلالا:منصوب على الإغراء بفعل محذوف تقديره: أعنى بلالا.
والإغراء هو نصب الاسم بفعل محذوف يفيد الترغيب أو التشويق أو التحذير أو التخصيص أو الحث أو الإغراء، مثل قوله تعالى: " فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها " أى: أحذركم ناقة الله.
ومثله قول الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له:::: كغاد إلى الهيجا بغير سلاح
أى: الزم أخاك.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 12:39]ـ
لا أعتقد أن تناسب اللفظ وحده سبب النصب ..
لا بد أن يكون هناك علة إعرابية.
بلالا:منصوب على الإغراء بفعل محذوف تقديره: أعنى بلالا.
والإغراء هو نصب الاسم بفعل محذوف يفيد الترغيب أو التشويق أو التحذير أو التخصيص أو الحث أو الإغراء، مثل قوله تعالى: " فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها " أى: أحذركم ناقة الله.
ومثله قول الشاعر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له:::: كغاد إلى الهيجا بغير سلاح
أى: الزم أخاك.
قولك: أعني بلالا أظنك تقصدين الاختصاص لا الإغراء
أعتقد أن الحديث لا يصح أن يحمل لا على الاختصاص و لا على الإغراء لأن الإغراء يكون الاسم المنصوب هو المحذر منه أو المشوق فيه و هكذا فمثلا قوله تعالى: {ناقة الله} فالناقة هي المحذرمنها أن تمس بسوء
و الشاعر: يريد أن يحث الذي يخاطبه بأن يلزم أخاه فقوله [أخاك] منصوبة لأنه المرغب فيه و الله أعلم
و كذلك الاختصاص لا يمكن حمل الحديث عليه لأن الغرض من الاختصاص هو بيان من هو المقصود بالحكم كأن يقال مثلا
نحن - المسلمين - لا زلنا لا نعرف قدر العلماء
فكلمة المسلمين جاءت لبيان من المقصود بكلمة نحن
طبعا المثال يساق لترغيب الشباب في احترام اعلماء
فيبقى القول بالتناسب هو المناسب و الله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:12]ـ
القول بالتناسب .. لا يخلو من هدم لقواعد العربية ..
إذ هو حجة أشبه بمسلك العاجز عن تخريج الأمر ..
أفكلما جاء تناسب .. جاز الخُلف؟ .. وما الضابط إذن؟
أرى أن لغة العرب منزهة عن ذلك وبخاصة ألفاظ الشريعة التي جاء بها الوحي
والقول بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء ..
فهو دعوة للفقراء أن يجودوا بأموالهم وإن كانوا محاويج .. أي بقدر ما يناسب حالهم
ويجوز أن تكون بِلال اسم بمعنى البِلة ..
يقال بلّ رحمه بلالا .. أي وصلها
فتكون حالا
وقد يقال إن نصبه ناب مناب المصدر
كأنه قال: أنفق إنفاقا .. ثم حذف المصدر .. واعتاض عنه بذكر اسمه
والله أعلم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:38]ـ
والقول بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء ..
فهو دعوة للفقراء أن يجودوا بأموالهم وإن كانوا محاويج .. أي بقدر ما يناسب حالهم
وقد يقال إن نصبه ناب مناب المصدر
كأنه قال: أنفق إنفاقا .. ثم حذف المصدر .. واعتاض عنه بذكر اسمه
والله أعلم
أخي الكريم أبا القاسم حياك الله
قولك: [أنفق و أخص بلالا] اعلم أن المخاطب بهذا الحديث هو بلال رضي الله عنه لاغيره فيكون تقدير [أخص بلالا] لغوا لا فائدة منه فينبغي تنريه كلام النبي صلى اله عليه و سلم منه فالكلام كان خاصا ببلال من البداية فيكون على تقديرك [انفق بلال أخص بلالا]
أما قولكم نائب مناب المصدر المحذوف فأنا لا أعلم على قلة بضاعتي أن الفاعل ينوب مناب المصدر
نعم قد ينوب وصفه عدده آلته لكن فاعله فلا أعرف هذا
فإن كان الأمر كما قلت فأتنا بدليله من كلام أهل العلم فنستفيد منك و نكون لك من الشاكرين
و أما التناسب فليس فيه هدم لقواعد اللغة بارك اله فيكم لا سيما و قد قال به أهل العلم يخريجا لبعض الشواهد و الله أعلم
أنا في أنتاظركم بارك الله فيكم و اعلم أننا نتناقش لنتعلم وفقك الله لكل خير
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:54]ـ
أخي المكرم ..
كون بعض أهل العلم قال به .. لايصح حجة بحال فلطالما قالوا أشياء غير محررة .. أعني بعضهم
ويبقى السؤال ماثلا .. ما الضابط؟
أما كون الكلام موجها له .. فلا ينفي أن يعبر بمزيد تخصيص ..
فلقائل أن يقول لك وهو يوجه كلامه إليك: أنفق وأخصك أنت! .. أو وأوليك مزيد عناية
أو يعبر باسمك .. لا أرى مانعا البتة .. وليس فيه لغو .. لقيام مسوّغ لهذا التخصيص .. كما سبق
أما النائب .. فالمقصود أن بلال جرت مجرى الوصف ..
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 01:59]ـ
أخي أبا القاسم لقد حان عندنا وقت الصلاة فأستسمحكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:20]ـ
لم يذكر السيوطي في عقود الزبرجد - نقلا عن الطيبي - إلا وجه التناسب، من باب آتيك بالغدايا والعشايا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:33]ـ
القول بالتناسب .. لا يخلو من هدم لقواعد العربية ..
إذ هو حجة أشبه بمسلك العاجز عن تخريج الأمر ..
أفكلما جاء تناسب .. جاز الخُلف؟ .. وما الضابط إذن؟
أرى أن لغة العرب منزهة عن ذلك وبخاصة ألفاظ الشريعة التي جاء بها الوحي
والقول بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء ..
فهو دعوة للفقراء أن يجودوا بأموالهم وإن كانوا محاويج .. أي بقدر ما يناسب حالهم
ويجوز أن تكون بِلال اسم بمعنى البِلة ..
يقال بلّ رحمه بلالا .. أي وصلها
فتكون حالا
وقد يقال إن نصبه ناب مناب المصدر
كأنه قال: أنفق إنفاقا .. ثم حذف المصدر .. واعتاض عنه بذكر اسمه
والله أعلم
يا أخي الفاضل، لا ينبغي أن تقول هذا الكلام، فهو أشبه برمي أهل العلم بالجهل، وأين نحن منهم أصلا؟!
وإذا كنت ترى أنهم يقولون أشياء غير محررة، فهل ترى أن مجرد قولك (أرى .. أرى .. ) كاف في الرد عليهم؟!
هل تستطيع أن تنقل عن أحد من أهل العلم بكلام العرب أنه قال: إن القول بالتناسب -هكذا مطلقا! - مسلك العاجز؟!
وإذا كنت تسأل عن الضابط، فنحن نسألك أيضا عن الضابط فيما ذكرت من أوجه؟
وأما قولك (بتقدير أنفق وأخص بلالا .. وجيه .. لأن بلالا من الفقراء .. ) فهو كلام واضح الفساد
هل يصح أن أقول: (علم الناس يا فلان، فأنت من الجهلاء؟)؟!
أو (صل إماما بالناس يا فلان، لا سيما وأنت لا تفقه أحكام الصلاة)؟!
وهل تستطيع أن تنقل عن أحد من أهل العلم أنه ذكر أن الاسم العلم ينوب مناب المصدر؟!
وغاية الأمر فيمن أراد تخطئة أهل العلم في كلامهم أن يقول: (قالوا كذا، وكلامهم على العين والرأس، ولكني أميل إلى كذا وكذا).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:46]ـ
كون بعض أهل العلم قال به .. لايصح حجة بحال فلطالما قالوا أشياء غير محررة .. أعني بعضهم
كونهم قالوا أشياء غير محررة أحيانا، هذا صحيح، ولكنا عرفناه من كلام غيرهم من أهل العلم المعروفين بالتحرير، ولم نخترعه من عند أنفسنا!
فهلا نقلت لنا كلام أهل التحرير في هذه المسألة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 02:56]ـ
لا يلزمني اتهامكم لي بانتقاص أهل العلم ..
هذا استنتاج .. غير صحيح ..
وكثيرا ما نسمع عبارات فيها اتهام صريح لكبار أهل العلم .. بالقول الفاسد .. وغيرها .. أعني في هذا المنتدى .. فهذا أولى بالانتقاد ..
كالذي يقال في حق ابن حزم والشوكاني وغيرهما
أما مثالك الذي ضربته .. فمع احترامي لعلمك .. ليس دقيقا
لأن الجاهل .. لا يتأتى منه تعليم الناس
أما الكرم .. والإنفاق .. فمتصور من الفقير ..
وكما قال صلى الله عليه وسلم:سبق درهم مئة ألف درهم
ثم لا أرى مسوغا لحدتك علي يا شيخ أبا مالك .. وقد لمست منك الرفق من قبل .. فهوّن عليك
فهذه قضية لغوية .. وإذا قلت: أرى .. فليس معناه أني أعلم .. وأفقه .. إلخ
والله المستعان
ولو كانت المناسبة هي الوجه .. لوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: أنفق بلال .. ولا تخش من ذي العرش الإقلال
أما نؤول الخروج عن سنن العربية الثابتة بالاستقراء .. بمجرد ادعاء التناسب .. فغير صحيح وغير منضبط ..
وعليه لايصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 03:09]ـ
أما قولك عن الفاعل .. فليس الفاعل هو النائب ..
ولكني جوّزت أن تكون بلال .. بمعنى البِلّة ..
وعليه يكون المعنى أنفق إنفاق بلّة .. أي إنفاقا نديّا ..
فاستعمل هذا لمناسبة اسمه .. كأنه ضرب عصفورين بحجر واحد
ومهما بدا لك الأمر فيه تكلف ..
فهو أولى عندي .. -أنا الجاهل- من القول بالتناسب
وإلا فإن سمعتني أقول لك في مقطوعة أدبية .. متغزلا فيك:
أبا مالكا .. أحبكا .. في الله الذي خلقكا
فلا تعترض .. لأني سأجيبك .. بالتناسب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:03]ـ
يا أخي الكريم
لو فتحنا الباب لكل من يريد أن يتكلم بما يشاء، فلن يكون هناك ضوابط للعلم مطلقا؟!
وأنت تتكلم في مسألة بغير أن تؤيد كلامك بالنقل عن أهل العلم، وليس هذا من الإنصاف.
وأما وصف كلام بعض أهل العلم بأنه فاسد أو نحو ذلك، فأنا لم أقل إنه خطأ مطلقا، وإنما أعني أنه يجب أن يكون مبنيا على علم، وليس هكذا إرسالا للكلام على عواهنه، وأنت أوردت أوجها وأنا سألتك عنها فإما أن تجيب عن الإيرادات وإما أن ترجع عنها.
وإذا كنت لا تعرف وجها للقول بالتناسب، فهذه ليست مشكلة أهل العلم، فهو قول مشهور جدا عندهم، فكونك لا تستسيغه ليس حجة ترد بها قولهم.
وأنا لا أحتد على أحد إلا إذا لمحت من كلامه تنقصا لأهل العلم، وأما كلامي عن ابن حزم والشوكاني وغيرهما فكل كلمة قلتها لم أسبق إليها فأنا راجع عنها وأستغفر الله.
وقد قال أبو حيان في تذكرته:
(( ... يزيلون اللفظ عما هو به أولى لأجل التوافق والازدواج نحو أنفق "بلالا ولا تحش من ذى العرش إقلالا" وارجعن مأزورات غير مأجورات)).
وإذا لم يكن أبو حيان من أهل التحرير في العربية، فلا يوجد فيهم محرر!
وقد حكى السيوطي في همع الهوامع القول بالتناسب في هذا الحديث، وذكر له نظائر، ثم قال:
(( .... ونظائر ذلك في الحديث والكلام الصحيح كثير لا يمكن استيعابه)).
وأما قولك: (لا يصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب .. ) فيدل على أنك لم تفهم مقصود أهل العلم؛
فهم يعللون بذلك ما ورد فقط مع اتفاقهم على أنه لا يقاس عليه، فافهم ذلك وتدبره، فإنه يفيدك في كثير من المواضع.
ثم إن هذا الكلام لازم لك أيضا في الأوجه التي ذكرتها، فقد وقعت فيما فررت منه؛ لأنه على كلامك يجوز أن يقال: (أنفق بلالا) بغير أن يكون في الكلام ازدواج، فصار قولك أكثر تساهلا من كلام هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:16]ـ
أما مثالك الذي ضربته .. فمع احترامي لعلمك .. ليس دقيقا
لأن الجاهل .. لا يتأتى منه تعليم الناس
أما الكرم .. والإنفاق .. فمتصور من الفقير ..
وكما قال صلى الله عليه وسلم:سبق درهم مئة ألف درهم
أتمنى أن تعيد النظر في كلامك، فليس الكلام هنا عن التصور وعدمه، وإنما الكلام عن تناسب الألفاظ، فقد يصح أن أقول للفقير: سبق درهمك درهم الغني، ولكن لا يصح في بلاغة البلغاء أن أقول له: (أنفق يا فقير لأنك فقير)
ولو كانت المناسبة هي الوجه .. لوسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: أنفق بلال .. ولا تخش من ذي العرش الإقلال
هذا غير صحيح؛ لأن أوجه الكلام لا تحصى، ولا يصح أن تلزم المتكلم أن يقول ما تريد؛ ذكرتني ببعض الناس قلت له: إن الباء قد ترد بمعنى (من) كما في قوله تعالى: {عينا يشرب بها}، فقال لي: وهل كان رب العباد عاجزا عن أن يقول: {عينا يشرب منها}؟!!
ثم إن التنكير في السياق مقصود، ليدل على العموم، أما التعريف فلا يفيد ذلك، فتأمل.
أما نؤول الخروج عن سنن العربية الثابتة بالاستقراء .. بمجرد ادعاء التناسب .. فغير صحيح وغير منضبط ..
سبحان الله، وأين هذا الاستقراء يا أخي الفاضل؟!
أهل العلم الذين أنكرت عليهم هم أهل الاستقراء، وهم الذين قالوا - بناء على هذا الاستقراء - إن التناسب كثير في كلام العرب، فهل أنت من أهل الاستقراء لكي تخالفهم؟!
إما أن تكون من أهل الاستقراء، وإما أن تنقل عمن هم من أهل الاستقراء.
أما أن تلقي الكلام هكذا، فغير مقبول في الميزان العلمي.
وقولك (غير منضبط) لا يلزمهم، لما سبق ذكرُه أن المقصود أنه يسمع ولا يقاس عليه.
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:20]ـ
وأما قولك: (لا يصح لأي امريء أن يخطئني في أشياء كثيرة إذا تعللت بالتناسب .. ) فيدل على أنك لم تفهم مقصود أهل العلم؛
فهم يعللون بذلك ما ورد فقط مع اتفاقهم على أنه لا يقاس عليه، فافهم ذلك وتدبره، فإنه يفيدك في كثير من المواضع.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبا القاسم حياك الله
يجب أن تفرق بين ما يذكره العلماء لتخريج الشواهد من كلام العرب و بين ما نتكلم به نحن و قد سبقني إلى هذا التنبيه الأخ أبو مالك فجزاه الله الجميع خيرا
و هذه القواعد التي تخرج بها الشواهد كالتناسب و المجاورة و غيرها إنما يذكرها العلماء للصيانة قواعد اللغة لا هدمها
فإذا جاءك من يحاول الطعن في اللغة و قواعدها وقال لك كيف تقولون مثلا أن الخبر مرفوع وقد ورد من كلام العرب أنه يأتي مجرور و ذلك في قولهم: جحر ضب خرب بجر خرب
فتقول ما كما قال الغلاييني رحمه الله مثلا:
وقد يُجرُّ ما حقهُ الرفعُ أو النصبُ، لمجاورتهِ المجرورَ، كقولهم "هذا جُحرُ ضَبٍّ خَرِبٍ"، ومنه قولُ امرئ القيس
*كَأَنَّ ثَبيراً، في عَرانِينِ وَبْلِهِ * كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ*
ويُسمّى الجرَّ بالمُجاورة. وهو سَماعيٌّ أيضاً.
فما رأيك هل هدمنا القواعدأم صنّاها و تنبه إلى قوله أن هذا سماعي.
و الله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:30]ـ
أرجو التكرم بأن لا تلزمني بأشياء كانتقاص العلماء ونحوهم
ولن أردّ عليك بلوازم أخرى من كلامك .. حتى لا يسطيل الجدال.
لكن هذه قناعتي .. ولا يلزمني التسليم بما أوردته .. لا شرعا ولا عقلا
وحيثما وجدت تخريجا مقبولا .. فلا يلزمني أن آخذ بقول من قال من لم تقم عندي بينة عليه
أما قولك إني لم أفهم .. فشكرا لك .. وجزاك الله خيرا
لكن أبشرك .. بأني لم أنس ما ذكرتني به .. فقاعدة التناسب عندي باطلة .. (على الأقل حتى الساعة)
ونحن لا نعلم عالما في العربية من المعتبرين ينفي المجاز ..
ومع ذلك .. وجدناك تأخذ بقول شيخ الإسلام .. وتنتصر له ..
(وأنا كذلك أؤيد ماذهب إليه الإمام ابن تيمية)
فهذه ليست حجة ..
لغة العرب .. مما يتسع فيها النظر .. والتفسير .. والتأويل .. وحم ل المحامل .. والوجوه
وقد رأينا العلماء الذين تتهمني بانتقاصهم .. يتكلفون إيجاد العلل التي ما أنزل الله بها من سلطان .. وربما تخاصموا من أجل تقريرها ..
أما قولك .. أني أجزت أن يقال: أنفق بلالا ..
فليس من التساهل بل هو متناسق .. مع ما خرّجته ..
وشكرا لك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:37]ـ
أتمنى أن تعيد النظر في كلامك، فليس الكلام هنا عن التصور وعدمه، وإنما الكلام عن تناسب الألفاظ، فقد يصح أن أقول للفقير: سبق درهمك درهم الغني، ولكن لا يصح في بلاغة البلغاء أن أقول له: (أنفق يا فقير لأنك فقير)
لا يقال أنفق لأنك فقير .. ولكن:لا تظن أن فقرك يمنعك من ذلك .. فأكد عليه لحصول مظنة الغفلة عنها بشبهة سقوط استحباب النفقة عنه
وهذا يشبه قول الله"ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب" .. فكأنه سوى بين الكفرة والمسلمين في عدم المحاباة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:42]ـ
ثم إن التنكير في السياق مقصود، ليدل على العموم، أما التعريف فلا يفيد ذلك، فتأمل.
هذا صحيح .. أعني إفادة التنكير العموم ..
لكنه إذا قصد المناسبة .. فأحرى به أن يقدّم المشهور على النادر .. الذي تسميه مناسبة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:45]ـ
سبحان الله، وأين هذا الاستقراء يا أخي الفاضل؟!
المقصود أن القواعد العربية مشتقة من استقراء كلام العرب
فإذا جاء ما يتوهم فيه المخالفة .. لايقال بالمناسبة ..
بل الأولى السير على القواعد ذاتها .. وهذا أمر معقول بالبداهة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:47]ـ
أما الشواهد الشعرية أخي الجزائري .. فلا ترقى لمستوى الاستدلال ..
لأن للشاعر ما لغيره من الرخص .. كما هو معلوم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 04:58]ـ
ولا يعرف الشوق إلا من يكابده
أعلم يقينا أنك أعلم مني بمراحل ومفاوز ..
ولا يمنع هذا من إبداء قناعتي والانتصار لها بما عندي من حجج
فكم من صغير رد على كبير وكان مصيبا ..
والله المستعان
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Oct-2007, مساء 10:29]ـ
أخي أبا القاسم
إلى الآن أنت تتكلم من رأسك، والوساوس والخطرات لا يمكن الإحاطة بها، فليست من العلم في شيء.
وأنا لا أستنكف عن قبول الحق، ولكن إذا كان مستندا إلى الأصول المعتبرة عند أهل العلم.
لن أرد على الموضوع بعد ذلك إلا إذا أتيتني بنقول عن أهل العلم تؤيد كلامك.
أما مسألة ابن تيمية والمجاز، فكلامك يدل على أنك لم تقرأ حجج الفريقين، ولا أدري كيف تؤيد قول ابن تيمية في المسألة مع أنك لا تعرف أحدًا يقول بقوله، علام بنيت قناعتك إذن بصحة كلامه؟! عجيب والله!
لا أتصور أنك قرأت كلام ابن تيمية في المسألة؛ لأنك لو كنت قرأته لرأيت فيه قوله إنه لا يُعرف عالم معتبر من علماء العربية الأوائل قسم هذا التقسيم.
ـ[شلاش]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 12:21]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخوة الأفاضل رفقاً رفقاً , فالمسألة برمتها لا تستحق هذا الاحتقان بين الأخوة.
أولاً: أخي محمد الآمين
قياس المناسبة على المجاورة بعيد , وذلك أنهم عللوا تخريج المجاورة بأن العرب كرهت الخروج من حرفٍ مجرور إلى مرفوع , والمناسبة ليست كذلك.
أيضا: هل العرب تلجأ إلى المناسبة أو أنها من محسنات القول؟؟
أيضا: ما هو الضابط لهذا المحسّن؟؟ هل هو السمع والذوق؟؟.
أم أنها تخريج لأمرٍ خالف القياس؟؟
ثانياً: أخي أبا مالك ... هوّن عليك فالخطب يسير , والحجة في اللغة السماع والقياس
وأبو القاسم طالب بالدليل من السماع أو بالقياس وضابطه.
ثالثاً: أن هذا اللفظ لا يصح ولا يثبت عن النبي (ص).
واللفظ الصحيح: ((أنفق بلال)) و ((أنفق يا بلال)) , كما صححه الشيخ الألباني -رحمه الله-
في (صحيح الجامع) (1512).
رابعاً: قال السخاوي -رحمه الله- (المقاصد الحسنة) (179):وما يحكى على لسان كثيرين في لفظ هذا الحديث , وأنه ((بلالا)) ويتكلفون في توجيهه لكونه نهياً عن المنع وبغير ذلك , فشئ لم أقف له على أصل. ا. هـ
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 12:29]ـ
أخي شلاش أحسن الله إليك في الدنيا و الآخرة
أنا لم أقس شيئا على شيئ و إنما أحببت أن أذكر ما أعتقده صوابا أن مثل هذه القواعد لا تهدم لغة و الله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2007, صباحاً 01:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي شلاش .. ولقد كنت أهم أن أقول بمقالتك أعني في صحة الحديث .. لكن لما رأيت إزراء بي .. واتهاما لي .. بينت رأيي
حضرة الشيخ أبا مالك ..
لقد قرأت قول ابن تيمية .. ومازلت في دراسة لهذه القضية ..
أما قوله في رسالته عن المجاز .. فهو نفى ذلك عن سيبويه والشافعي ونحوهما .. نفى تقسيم هؤلاء
لكن علماء العربية والبلاغة بعامة الذين فرّعوا وشققوا وشرحوا كلام الأقدمين .. وعليهم المعوّل في استمداد النحو عبر الأعصار .. مطبقون على إثبات المجاز ..
ولهذا بالغ بعضهم في النكير على ابن تيمية في هذا حتى أزروا به .. كما تعلم
وهذا لم يمنعه من إثبات رأيه المبني على حججه التي رآها ..
بل قال لأبي حيان: يفشر سيبويه! .. أكان نبي النحو؟
لقد أخطأ سيبويه في ثمانين موضعا من كتابه ما تفقهها أنت ولا هو
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 05:08]ـ
ههنا أصل بديهي لو اعتبره النحاة لاستراحوا وأراحوا!
فالقاعدة النحوية لا يجوز تطبيقها بأثر رجعي، كالقاعدة القانونية!
وعندما يقول النحاة في القرن الثاني: الفاعل مرفوع، فمعنى ذلك أن هذا هو الغالب على كلام العرب، وأنه هو الذي ينبغي أن يلتزم به الناس في المستقبل، وأن من لا يلتزم بها فهو مخطئ، ولا يُبحث له عن تخريج، ولا يقال عنه شاذّ. وليس معناه أن كل فاعل مرفوع منذ وُجدت العربية إلى تلك اللحظة، ولا أن من نصب فاعلاً قبل عصر التقنين قد ارتكب هفوة كبرى، بل يقال عنه إن صنيعه شاذّ، يحفظ ولا يقاس عليه.
ومثاله: أننا نكتب كلمة (الصلاة) هكذا، وليس لنا أن نعترض على كتابة القدماء لها (الصلوة)، ولا يلزمنا أن نبحث لذلك الإملاء عن تخريج أو مسوِّغ.
ولا يخفى أن تخريج الشذوذ بالإتباع والمجاورة ومراعاة التناسب والسجع وحرف الرويّ ... إلخ، هو تخريج وجيه، ولا يتنافى مع نظرية الشذوذ. ولكن معضلة بعض النحاة أنهم يضيقون ذرعاً بالشذوذ من أصله، ويريدون أن يكون كلام القدماء جارياً على القاعدة في جميع الأحوال؛ فلذلك يبحثون للشذوذ عن مسوِّغ يضعه ضمن القاعدة، وربما أعادوا صياغة القاعدة أو توسَّعوا في تفاصيلها وشروطها لتتسع للشذوذ، وربما وضعوا له قاعدة خاصة!
وأذكر أن بعضهم ذكر تخريجاً لكتابة قوله تعالى {والسماء بنيناها بأييد} بياءين: أن الياء الثانية مقصودة للدلالة على مزيد القوّة أو كما قال!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[27 - Oct-2007, مساء 09:03]ـ
قال السيوطي في همع الهوامع (3/ 251):
وقوله فيما رواه البزار في مسنده وغيره: أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا
نون المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا انتهى(/)
في لساني عقدة فأريد حفظ هذا الكتاب لحلها ما رأيكم؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Jun-2007, مساء 11:53]ـ
أحسن الله إليكم
إذا عزمت على كتب مقدمة لبحث أو إنشاء رسالة لصاحب أو نحو هذا ذهبت عني ألفاظ المعاني _ أقصد المعاني الموجودة في ذهني _ كل مذهب وتشردت مني وتفرقت عليّ
فتراني أجلس في كتابة مقدمة بحث مدة تزيد على كتابة البحث نفسه بعد عصر للذهن وتكلف شديد
وإذا كتبت رسالة أو قمت بتحضير كلمة ألقيها في المسجد كان الأمر كذلك
البحث أمره سهل لأنه في الغالب علمي بحت ما عليك إلا جمع المعلومات وتنقيحها وتربط بينها بكلمة أو كلمتين حتي يستقيم المعني ويتم المبني
ولم أجرب كتابة أبحاث غير علمية
أما المقدمة أو الرسالة فتحتاج إلى ثروة لغوية
فلما رأيت حالي كذلك ورأيت حال غيري يجول في ميادين الفصاحة ويختار من الألفاظ ما يشاء ويدع منها ما يشاء ويتفنن في الأساليب والبلاغة
عزمت على إثراء لغتي وحل عقدتي
وكنت قد قرأت في ترجمة الأديب البشير الإبراهيمي أن سبب ما يتمتع به من فصاحة وثروة لغوية هو حفظه:
لكتاب عبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الموسوم بالألفاظ
وكتاب الفصيح وإصلاح المنطق على ما أظن
فما رأيكم أريد أن أحفظ كتاب الهمذاني
مبدئيا
أم أحفظ تهذيبة لقدامة البغدادي
وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فبما تنصحون لحل عقدة الألسنة وإثراء اللغة؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 12:07]ـ
وفقكم الله
من أعظم ما يثري لغة الكاتب كثرة قراءته في كتب البلغاء، فاجعل لك نظرا في كتبهم = فستجد أنك مع الوقت تحاكيهم وأنت لا تشعر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 05:41]ـ
بعض أهل العلم ينصح بحفظ مقامات الحريري
وبعضهم ينصح بحفظ ديوان المتنبي
وعلى غرار ما تفضلتَ بذكره كان أحد الأدباء المصريين فصيحا بليغا منطلق اللسان، وذكروا أن السبب في ذلك حفظه للعقد الفريد.
ويحكون عن أحمد شوقي أنه كان يحفظ معظم صحاح الجوهري!
وعن المتنبي أنه كان يحفظ الجمهرة لابن دريد
وقد نصح (الرافعي) أبا رية في رسالة بأن يقرأ عشرين سنة (ابتسامة) حتى ترسخ عنده الملكة الأدبية والأسلوب الفريد.
أظن - والله تعالى أعلم - أنك لو قرأت مطولات شيخ الإسلام فستنحل عقدة لسانك؛ مثل (درء التعارض) و (بيان تلبيس الجهمية) و (مجموع الفتاوى)، و (منهاج السنة).
(تذييل)
كتب أبي محمد بن حزم أيضا تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان، ولكنها لها تعقيدات أخرى (ابتسامة).
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Jun-2007, صباحاً 11:51]ـ
أخي الفاضل لحل هذه المشكلة خطوتان:
الأولى: تنمية الثروة اللغوية لديك وذلك بإدمان القراءة في كتب أهل العلم الذين ملكوا ناصية البيان، وهم كثرٌ والحمد لله، وكلما مر بكم تعبير رائق أو تصوير بديع يمكنك تسجيله وحفظه. وأيضًا ليس أفضل من حفظ القرآن واستحضاره، وحفظ ألفاظ الحديث النبوي فهي أعلى درجات البيان.
الثانية: التدريب على الإلقاء والكتابة، تكتب كثيرًا كلما عنت لك فكرة عبر عنها بالكتابة ثم انظر وعدل وحدد مواطن الخلل وحاول تحاشيها فيما بعد، أحسب أنك مع الوقت ستكون في الخطابة (قس بن ساعدة)، وفي حسن التصنيف وروعة البيان الجاحظ أو أبا حيان أو حتى أقل شيء، تكون مثل عبد القاهر الجرجاني صاحب أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز. (ابتسامة).
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 08:23]ـ
بارك الله في كاتب الموضوع وفي المداخلين ...
لكن فضلا لا أمرا ...
ما هو الكتاب الذي ترونه نافعا لمثل هذه المعضلة؟
كتاب واحد فقط (ابتسامة).
لا أشك بأن كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم هي في أعلى درجات البيان.
لكن لابد أن هناك كتب تدلك على طريقة الاستفادة منهما.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 10:33]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
من أعظم ما يثري لغة الكاتب كثرة قراءته في كتب البلغاء، فاجعل لك نظرا في كتبهم = فستجد أنك مع الوقت تحاكيهم وأنت لا تشعر
صحيح وكذا هو في باقي العلوم فمن أكثر من قراءة كتب الأصوليين تكلم بلغتهم وشابههم في تفكيرهم وكذا في الفقه ونحو ذلك
لكن هذا لا يصلح لي في هذه المرحلة فأنا غير متفرغ للقراءة في كتب الأدب وفنون البلاغة
سأتفرغ لها في يوم من الأيام وأخصص لها خمسة أشهر أو أقل أو أكثر وإن كنت أقرأ فيها قراءة خفيفة غير منهجية متقطعة
فأنا الآن متفرغ لبعض العلوم فأريد كتاب يسعفني في هذه المرحلة يثري لغتي ويحل عقدتي
بارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 10:55]ـ
أظن - والله تعالى أعلم - أنك لو قرأت مطولات شيخ الإسلام فستنحل عقدة لسانك؛ مثل (درء التعارض) و (بيان تلبيس الجهمية) و (مجموع الفتاوى)، و (منهاج السنة).
لم يظهر لي وجهه
فكلام أبي العباس علمي بحت بخلاف تلميذه ابن القيم وكذا التاج السبكي وغيرهما فقد مزجوا بين المادة العلمية وجملوها بالأسلوب الأدبي وهو مما يزيد في إقناع القاريء بأفكار الكاتب
وأبو العباس كان قادرا على هذا الفعل لا شك في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 10:58]ـ
قال الصاحب بن عباد في الهمذاني وكتابه الألفاظ الكتابية " لو أدركته لأمرت بقطع يده ولسانه لأنه جمع شذور العربية الجزلة المعروفة في أوراق يسيرة فأضاعها في أفواه صبيان المكاتب ورفع عن المتأدبين تعب الدرس والحفظ والمطالعة"
وقال عنه ألوسي زاده " الكتاب الجليل الذي ليس في بابه مثله ويحتاج إليه كل كاتب نبيل وأديب يطلب التفنن في الأقاويل"
وجاء في تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان: " وهو مما يستعان به في تنميق العبارة وضبط معناها لاحتوائه على مترادفات بين الجمل الفصيحة كل منها مجموع في باب خاص ... "
وفي رأي أن من أكثر ما يعين على الفصاحة وحل عقد الألسنة وإثراء اللغة حفظ المترادف من كلام العرب
قال السيوطي في المزهر وهو يتكلم عن المترادف:
"وله فوائد منها: أن تكثر الوسائل - أي الطرق - إلى الإخْبارِ عما في النفس فإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطقُ به وقد كان بعضُ الأذكياء في الزمن السالف ألْثَغ فلم يُحْفظ عنه أنه نطَق بحرف الراء، ولولا المَترادِفات تعينُه على قَصْده لما قدَر على ذلك
ومنها: التوسُّع في سلوك طرُقِ الفصاحة، وأساليب البلاغة في النَّظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحدَ قد يتأتَّى باستعماله مع لفظ آخر السَّجْعُ والقافيةُ والتَّجْنِيسُ والتَّرصِيعُ، وغير ذلك من أصناف البديع، ولا يتأتَّى ذلك باستعمال مُرادفه مع ذلك اللَّفظ"
وكتاب عبد الرحمن بن عيسى أفضل ما ألف في المترادف والله أعلم
والمقامات للحريري من هذا القبيل
ـ[أبو حماد]ــــــــ[27 - Jun-2007, مساء 11:54]ـ
هذا الموضوع يحتاج إلى كتابة من نوع خاص.
لكن في الجملة فإن كتابي الهمداني الألفاظ الكتابية واليازجي نجعة الرائد يفيدانك في نوع خاص من أنواع الإنشاء وهو التفريع والتنويع، وأما المرسل أو المسجوع وغيرها فإنها لن تقوي ملكتك، بل تجعلك أسيراً للمتردافات.
لهذا فإن أفضل كتاب يُنصح فيه لتغذية ملكة الفصاحة والبيان كتاب البيان والتبيين للجاحظ، فهو بحق معلمة فريدة ومدرسة فذة لكل من أراد امتلاك ناصية البيان والبلاغة والفصاحة، ولو زدت عليه المثل السائر لابن الأثير فقد أصبت خيراً عظيماً، لأنه يعلمك أصول البيان وطرق الفصاحة، المهم في هذا الباب عدم استعجال الثمرة مع الحرص على الصبر والمصابرة وضبط النفس وحسن التأسي بأولئك الأعلام والسير على نهجهم في الكتابة والحديث إلى أن تستقل بأسلوب خاص بك وحدك.
ومن وجهة نظري فإن أعظم ناثرين في مسيرة النثر العربي هما الجاحظ وأبو حيان التوحيدي، وكتب ذين لا مزيد عليهما في الفصاحة والبلاغة، فاحرص على إدمان النظر فيهما وحفظ ما أمكن منهما.
ـ[جابر_عبدالرحمن_العتيق]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 12:54]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
أبو حماد
ملخص الكلام:
1 - البيان والتبيين للجاحظ.
2 - المثل السائر لابن الأثير.
أليس كذلك؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2007, صباحاً 02:57]ـ
ما شاء الله يا أخي أمجد
ما دام هذا أسلوبك فأنت غير محتاج إلى الدرس والحفظ إلا كحاجة سائر الإخوان:)
أنصح نفسي وإخواني بالقراءة لمن جمع سلاسة الأسلوب وجزالة الألفاظ وهم كثر:
فمن المتقدمين: الإمام الشافعي والجاحظ وابن حزم وابن رشيق صاحب زهر الآداب وابن القيم
ومن المعاصرين: الرافعي والإبراهيمي وأحمد شاكر والطنطاوي والطناحي، وغيرهم، رحمهم الله
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 09:44]ـ
.......
كتب أبي محمد بن حزم أيضا تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان، ولكنها لها تعقيدات أخرى (ابتسامة).
صدقت أيها الشيخ الفاضل في قولك ((تساعد كثيرا على حل عقدة اللسان؛ لفصاحته وامتلاكه زمام البيان))
أما ((ولكنها لها تعقيدات أخرى)) فهذا غير صحيح فكتاباته تُعَلم كيف يكون الدفاع عن الحق والاستماتة في ذلك مهما كلفنا .. فالإمام ابن حزم لم يكن يكتب في منتديات حوار ينسخ ويلصق من أقراص وبرامج الكتب ولا يعي ما يقوله! بل كتب كتبه وراجعها واستدرك عليها .. ولم يطعن في إمام من أئمة الاجتهاد أو غيرهم .. ومن ادعى غير هذا فليذكر الموضع الذي طعن به في أحد من هؤلاء لنراه ونكشف ما فيه إن كان حقاً هو طعن وشتم وسب أو غيره .. وهناك فرق بين أن أصف القول بأنه باطل أو فاسد أو جنون أو هوى .. وبين أن أصف قائله بذلك .. ومن أدرك هذا ارتاح وأمن من هذه التهمة الباطلة وحفظ لسانه وصحيفته.
راجع مشكوراً http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1361
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[16 - Jul-2007, صباحاً 06:56]ـ
إن معقود اللسان يصبح بالنية ومراعاة الإخلاص ناثراً من فيه جواهر البلاغة الآسرة للناس كما قال أحدهم "كن صحيحاً في السر تكن فصيحاً في العلانية"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 02:20]ـ
أنصحك أخي أمجد بالآتي:
1ـ قراءة البيان والتبيين للجاحظ، مع الانتباه لانحرافاته وما يحشو به كتبه من انحرافات فكرية، فهو معتزلي المنهج كما تعلم.
2ـ قراءة عيون الأخبار لابن قتيبة، وقد سماه شيخ الإسلام ابن تيمية بخطيب أهل السنة والجماعة، كما سمَّى الجاحظ بخطيب المعتزلة.
3ـ قراءة كتاب: وحي القلم للرافعي، وكتب المنفلوطي الكثيرة.
4ـ من الكتب الرائعة التي تعطيك ثروة لغوية واسترسال في الكلام ومعرفة المرادفات كتاب (في ظلال القرآن) للأستاذ المفكر الأديب المسلم: سيد قطب ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ وعلى كتابه بعض الأخطاء، مثلك لا تخفى عليه!
5ـ أنصحكم بقراءة الكتب الفكرية والثقافية ومن الكتاب الجيدين في ذلك (سيد قطب ـ محمد قطب ـ عبدالكريم بكار ـ محمود شاكرـ أبو الحسن الندوي ـ المودودي ـ جمال سلطان) في هذه الكتب خير كثير وكبير، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
رعاك الله ووفقك!!
ـ[محمد العفالقي]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 05:08]ـ
أنصحك بحفظ كتاب الله ففيه اللغة والحكمة والحكم والفائدة العظماء بلا ريب فإن كنت حفظته فعليك بكلام أفصح العرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم فهو كذلك.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 05:25]ـ
علاوةً على ما ذكره الإخوة أعلاه:
فالسماع - أيضًا - أخي الكريم / أمجد له فوائد كثيرة.
وهناك من الدعاة والعلماء من يُحسن صياغة الشعر، أو حتى نقله، ويُعارضه، ويُحسن - أيضًا - سجع النثر في المُقدِّمات وغيرها.
ومن أفضل الدعاة الذين استفدتُ منهم في مجال الأدب عمومًا، والشِّعر والنثر على وجه الخصوص، وحبَّبني في النظر لكتب الأدب / الشيخ علي بن عبد الخالق القرني - حفظه الله تعالى -؛ فلو سمعتَ أشرطتَه كلَّها = تجدُ هذا الأمر مُتمثِّلًا فيه، عجيبٌ في سرعة إلقاءه واستحضاره الأبيات الشِّعرية، مع اعتقادي أنَّه ينظم الشِّعر مثل قسيمه - ولعلَّ بينهما قرابة - الشيخ / عائض القرني - حفظه الله -، وهذا كتبه في الشِّعر معروفة، ومنشورة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Aug-2007, مساء 09:59]ـ
بارك الله فيكم جميعا على هذه الفوائد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 07:41]ـ
من المتأخرين
جزالة الألفاظ ووعورتها (الرافعي)
سلاسة الألفاظ وحسن التصوير (الطنطاوي)
وبينهما وسط وااااسع (أبوفهر، المنفلوطي، البشير الإبراهيمي، محمد الخضر حسين،الطاهر بن عاشور، أحمد أمين .... إلخ)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 10:43]ـ
وما رأي الأخوة الأفاضل في: المخصص لابن سِيْدَه،وفقه اللغة للثعالبي
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 03:58]ـ
ومن أحلى المعاصرين أسلوباً - على ضلال وعمى - طه حسين، لا سيما في مذكراته: الأيام
ـ[محمدالثمالي]ــــــــ[30 - Aug-2007, صباحاً 08:15]ـ
كتاب الرسالة للشافعي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 08:50]ـ
عليك بكتابي الجاحظ (الحيوان، والبيان والتبيّن) وكتابي محمود شاكر (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، والمتنبي)، وأضف إليهما أباطيل وأسمار
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 - Aug-2007, مساء 08:56]ـ
[ quote= رمضان أبو مالك;44891]، وحبَّبني في النظر لكتب الأدب / الشيخ علي بن عبد الخالق القرني - حفظه الله تعالى -؛ فلو سمعتَ أشرطتَه كلَّها = تجدُ هذا الأمر مُتمثِّلًا فيه، عجيبٌ في سرعة إلقاءه واستحضاره الأبيات الشِّعرية، quote]
صدقت في فصاحة الشيخ وروعة كلامه
وللمعلومية الشيخ لايلقي ارتجالا بل يقرأ من الأوراق، وهذا ليس بعيب أبدا
حفظه الله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Nov-2007, مساء 09:43]ـ
وعلى غرار ما تفضلتَ بذكره كان أحد الأدباء المصريين فصيحا بليغا منطلق اللسان، وذكروا أن السبب في ذلك حفظه للعقد الفريد.
ويحكون عن أحمد شوقي أنه كان يحفظ معظم صحاح الجوهري! ........
ومثله: إبراهيم عبد القادر المازني أديب معاصر متوفى
حفظ في صباه (الكامل لابن المبرد) غيباً وكان ذلك سر الغنى في لغته
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:17]ـ
لابن خلدون تقرير ماتع يفيدنا جميعا، ذكره في مقدمته. أنقله بتمامه لنفاسته قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ وجودتها بجودة المحفوظ
قد قدمنا أنه لا بد من كثرة الحفظ، لمن يروم تعلم اللسان العربي، وعلى قدر جودة المحفوظ وطبقته في جنسه وكثرته من قلته، تكون جودة الملكة الحاصلة عنه للحافظ. فمن كان محفوظه من أشعار العرب الإسلاميين شعر حبيب أو العتابي أو ابن المعتز أو ابن هانىء أو الشريف الرضي، أو رسائل ابن المقفع أو سهل ابن هارون أو ابن الزيات أو البديع أو الصابىء، تكون ملكته أجود وأعلى مقاماً ورتبة في البلاغة، ممن يحفظ أشعار المتأخرين مثل شعر ابن سهل أو ابن النبيه أو ترسل البيساني أو العماد لأصبهاني، لنزول طبقة هؤلا عن أولئك. يظهر ذلك للبصير الناقد صاحب الذوق. وعلى مقدار جودة المحفوظ أو المسموع، تكون جودة الاستعمال من بعده، ثم إجادة الملكة من بعدهما. فبارتقاء المحفوظ فى طبقته من الكلام، ترتقي الملكة الحاصلة لأن الطبع إنما ينسج على منوالها، وتنمو قوى الملكة بتغذيتها. وذلك أن النفس، وإن كانت في جبلتها واحدة بالنوع، فهي تختلف في البشر بالقوة والضعف في الإدراكات.
واختلافها إنما هو باختلاف ما يرد عليها من الإدراكات والملكات والألوان التي تكيفها من خارج. فبهذه يتم وجودها، وتخرج من القوة إلى الفعل صورتها. والملكات التي تحصل لها إنما تحصل على التدريج كما قدمناه. فالملكة الشعرية تنشأ بحفظ الشعر، وملكة الكتابة بحفظ الأسجاع والترسيل، والعلمية بمخالطة العلوم والإدراكات والأبحاث والأنظار، والفقهية بمخالطة الفقه وتنظير المسائل وتفريعها وتخريج الفروع على الأصول، والتصوفية الربانية بالعبادات والأذكار وتعطيل الحواس الظاهرة بالخلوة والانفراد عن الخلق ما استطاع، حتى تحصل له ملكة الرجوع إلى حسه الباطن وروحه، وينقلب ربانياً وكذا سائرها. وللنفس في كل واحد منها لون تتكيف به، وعلى حسب ما نشأت الملكة عليه من جودة أو رداءة تكون تلك الملكة في نفسها، فملكة البلاغة العالية الطبقة في جنسها إنما تحصل بحفظ العالي في طبقته من الكلام، ولهذا كان الفقهاء وأهل العلوم كلهم قاصرين في البلاغة، وما ذلك إلا ما يسبق إلى محفوظهم، ويمتلىء به من القوانين العلمية والعبارات الفقهية الخارجة عن أسلوب البلاغة والنازلة عن الطبقة، لأن العبارات عن القوانين والعلوم لا حظ لها في البلاغة، فإذا سبق ذلك المحفوظ إلى الفكر وكثر وتلونت به النفس جاءت الملكة الناشئة عنه في غاية القصور وانحرفت عباراته عن أساليب العرب في كلامهم. وهكذا نجد شعر الفقهاء والنحاة والمتكلمين والنظار وغيرهم ممن لم يمتلئ من حفظ النقي الحر من كلام العرب.
أخبرني صاحبنا الفاضل أبو القاسم بن رضوان كاتب العلامة بالدولة المرينية قال: ذاكرت يوماً صاحبنا أبا العباس بن شعيب كاتب السلطان أبي الحسن، وكان المقدم في البصر باللسان لعهده فأنشدته مطلع قصيدة ابن النحوي ولم أنسبها له وهو هذا:
لم أدر حين وقفت بالأطلال ... ما الفرق بين جديدها والبالي
فقال لي على البديهة: هذا شعر فقيه، فقلت له ومن أين لك ذلك؟ قال من قوله: ما الفرق؟ إذ هي من عبارات الفقهاء، وليست من أساليب كلام العرب، فقلت له: لله أبوك، إنه ابن النحوي.
وأما الكتاب والشعراء فليسوا كذلك، لتخيرهم في محفوظهم ومخالطتهم كلام العرب وأساليبهم في الترسل، وانتقائهم له الجيد من الكلام.
ذاكرت يوماً صاحبنا أبا عبد الله بن الخطيب، وزير الملوك بالأندلس من بني الأحمر، وكان الصدر المقدم في الشعر والكتابة فقلت له: أجد استصعاباً علي في نظم الشعر متى رمته، مع بصري به وحفظي للجيد من الكلام، من القرآن والحديث وفنون من كلام العرب، وإن كان محفوظي قليلاً. وإنما أتيت، والله أعلم بحقيقة الحال، من قبل ما حصل في حفظي من الأشعار العلمية والقوانين التأليفية. فإني حفظت قصيدتي الشاطبي الكبرى والصغرى في القراآت والرسم واستظهرتهما، وتدارست كتابي ابن الحاجب في الفقه والأصول وجمل الخونجي في المنطق وبعض كتاب التسهيل وكثيراً من قوانين التعليم في المجالس، فامتلأ محفوظي من ذلك، وخدش وجه الملكة التي استدعيت لها بالمحفوظ الجيد من القرآن والحديث وكلام العرب، فعاق القريحة عن بلوغها، فنظر إلي ساعة متعجباً ثم قال: لله أنت، وهل يقول هذا إلا مثلك؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويظهر لك من هذا الفصل، وما تقرر فيه سر آخر، وهو إعطاء السبب في أن كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية، في منثورهم ومنظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ونصيب وغيلان في الرمة والأحوص وبشار، ثم كلام السلف من العرب في الدولة الأموية وصدراً من الدولة العباسية، في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم للفلوك أرفع طبقة في البلاغة بكثير من شعر النابغة وعنترة وابن كلثوم وزهير وعلقمة بن عبدة وطرفة بن العبد، ومن كلام الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم. والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة.
والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث، اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثليهما، لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم، فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة عن ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية، ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها، فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة وأصفى رونقاً من أولئك، وأصفى مبنى وأعدل تثقيفاً بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلاغة.
ولقد سألت يوماً شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا، وكان شيخ هذه الصناعة، أخذ بسبتة عن جماعة من مشيختها من تلاميذ الشلوبين، واستبحر في علم اللسان وجاء من وراء الغاية فيه، فسألته يوماً: ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين، ولم يكن ليستنكر ذلك بذوقه، فسكت طويلاً ثم قال لي: والله ما أدري! فقلت له: أعرض عليك شيئاً ظهر لي في ذلك، ولعله السبب فيه. وذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجباً، ثم قال لي: يا فقيه هذا كلام من حقه أن يكتب بالذهب. وكان من بعدها يؤثر محلي ويصيخ في مجالس التعليم إلى قولي ويشهد لي بالنباهة في العلوم. والله خلق الإنسان وعلمه البيان.
ـ[أبو يوسف العتيبي]ــــــــ[10 - Nov-2007, مساء 10:57]ـ
نصحني أحد المهتمين باللغة بكتاب " الصاهل والشاحج" للمعري.
فما رأيكم؟
ـ[سالم عدود]ــــــــ[04 - Dec-2007, صباحاً 11:31]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 12:01]ـ
بارك الله فيكم على هذه النصائح الثمينة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - Dec-2007, مساء 02:16]ـ
لا تجزع أخي الفاضل أمجد، فقد اشتكى بنحو مما اشتكيت منه شيخ الإسلام مصطفي صبري، تجده في "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين" ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 10:44]ـ
قال العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي:
ثم نظرت في الكتب التالية وحفظتها من أجل معرفة المفردات اللغوية:
كفاية المتحفظ
فقه اللغة للثعالبي
الألفاظ الكتابية للهمذاني
نظام الغريب .... وغير ذلك ثم بعدها:
إصلاح المنطق
تهذيب الألفاظ .... وغيرها
وقد حفظت في تلك الأيام المعلقات العشر وعدة قصائد أخرى تعد من أجود القصائد العرببية وتبلغ في رتبتها مرتبة المعلقات أما المجاميع الأدبية والدواوين الشعرية التي حفظت معظمها فهي:
ديوان المتنبي
ديوان الحماسة (كلاهما كاملا)
جمهرة أشعار العرب
المفضليات
نوادر أبي زيد
الكامل لابن المُبَرِّد
البيان والتبين
أدب الكاتب مع شرحه الاقتضاب. ا. هـ من كتاب محمد عُزَير الذي جمع فيه أغلب مقالات الميمني (22/ 1)
وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري
رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية
وهكذا فلتكن الهمم ....
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:06]ـ
وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ:
الغريب المصنف لأبي عبيد
وإصلاح المنطق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ
وهو_العلامة الميمني_ يرى على طالب علم الأدب أن يحفظ:
الغريب المصنف لأبي عبيد
وإصلاح المنطق
كان أبو بكر الأبيض يحفظ الغريب المصنف، ولما سئل عن ذلك ذكر أنه قيد نفسه بالحديد حتى حفظه!! وأنشد لنفسه:
ريعت عجوزي إذ رأتني لابسا ............ حلق الحديد وإنه ليروعُ
شدت على حيزومها وتمثلت ............ أمثالها وفؤادها مصدوعُ
قالت هبلت؟! فقلت لا بل همةٌ ............ هي عنصر العلياء والينبوعُ
سن الفرزدق سنة فتبعه ............ إني لما سن الكرام تبوعُ
يشير إلى أن الفرزدق كان قد قيد نفسه بالحديد أيضا حتى حفظ القرآن.
وممن كان يحفظ الغريب المصنف أيضا أبو القاسم ابن سيده صاحب المحكم والمخصص.
وكان آية في الحفظ والذكاء، مع أنه كان أعمى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Nov-2008, مساء 07:20]ـ
وكان الشيخ الميمني يحفظ 100000بيت شعري
ذكر ذلك د. شاكر الفحام في مقدمة (بحوث وتحقيقات للعلامة عبد العزيز الميمني) وأحال على مجلة المجمع العلمي الهندي المجلد العاشر ص 8.
وقد كنت قرأت قديما -منذ نحو ثماني عشرة سنة- عبارة ذكرها الميمني في تحقيقه لكتاب الفاضل للمبرد، ولم أستطع فهمها في حينها، حتى اطلعت على هذه البحوث والتحقيقات.
قال في تحقيقه للفاضل: كذا، والذي في حفظي كذا وكذا!! [أو معناه]
فلما قرأت ما في (بحوثه وتحقيقاته) قلت: ليس من المستغرب لمن يحفظ مائة ألف بيت أن يحيل على حفظه!
رحمه الله مع أن لغته الأصلية هي الفارسية
لغته الأصلية هي الأردية، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[25 - Nov-2008, صباحاً 01:52]ـ
موضوع مهم .. فبارك الله فيكم على هذه الفوائد الطيبة.
بالمناسبة .. ما هي افضل طبعة لكتاب الجاحظ البيان والتبيين؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 06:50]ـ
فيما أعلم الطبعة التي بتحقيق الشيخ عبد السلام هارون
ـ[أبومنصور]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 12:45]ـ
بارك الله فيك اخي امجد وجزاك الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Nov-2008, صباحاً 05:23]ـ
فيما أعلم الطبعة التي بتحقيق الشيخ عبد السلام هارون
هو كذلك يا شيخ أمجد، وهو من مطبوعات مكتبة الخانجي بالقاهرة.
ويحضرني في موضوعك هذا عبارة نافعة أيضًا قالها ابن خلدون في مقدمته الشهيرة (ص 1277 - 1278/ طبعة علي عبد الواحد وافي): ((وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم، أنَّ أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي: "أدب الكتّاب"، لابن قتيبة، وكتاب "الكامل"، للمبرد، وكتاب "البيان والتبيين"، للجاحظ، وكتاب "النوادر"، لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها وكتب المُحدَثين في ذلك كثيرة)).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 03:30]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المحاورة الممتعة، وهذا هو الظن بموضوع يجتمع فيه هذا الجمع الطيب من المشايخ والفضلاء، لله درهم،،،
وهذه مشاركة متواضعة أضعها هنا للفائدة، وكما قال - تعالى -: (ليُنفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فليُنفق مما آتاه الله لا يُكلِّف الله نفسا إلا ما آتاها)،،،
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه االله -: (كنت حفظت في عنفوان هذه الفترة بإرشاد عمي كتاب كفاية المتحفظ للأجدابي الطرابلسي، وكتاب الألفاظ الكتابية للهمداني، وكتاب الفصيح لثعلب، وكتاب إصلاح المنطق ليعقوب السكيت، وهذه الكتب الأربعة هي التي لها معظم الأثر في ملكتي اللغوية) الآثار (5/ 274).
وإذ جركم الحديث إلى ذكر العلامة عبد العزيز الميمني - رحمه االله -، يحسن أن أنقل لكم ما كتبه الشيخ الإبراهيمي عنه؛ حيث قال فيه ما نصه: (وأخي الميمني - ولا أحابيه - يرجع مع سعة الاطلاع إلى ذهن مشرق، ورأي في تصحيح النصوص سديد، وحافظة هي رأس المال لمن يتعاطى هذه الصناعة، وحظ من لغة العرب مفرداتها وأساليبها يندر أن يتاح لمن نشأ مثل نشأته، فهذه هي الأصول التي بوأته بين علمائنا المنزلة التي اعترف بها كل منصف، والمنصفون هم الناس وإن قلوا ... ) والكلام طويل وفيه فوائد وفرائد راجعه في الآثار (4/ 381).
ـ[صالح غيث]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 03:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشكلة نعاني منها جميعا، والطريق الذي أراه لحلها هو:
حاول حفظ أكبر قدر من الأمثال والحكم
احفظ رسالة أبيات الاستشهاد (أظنها من تأليف ابن فارس) تجدها مطبوعة ضمن نوادر المخطوطات لعبد السلام هرون، وهي صغيرة في حجمها وسهل حفظها.
أكثر من التمثيل بأبيات الشعر وخاصة شعر المتنبي.
سوف تجد بعدها أن بديهتك قد نمت وحينها قم بتنميتها بالطريقة نفسها، ... وفقكم الله
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 05:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نصحنا بما قدمه أحد الأخوة رعاه الله هنا:
قال الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه االله -: (كنت حفظت في عنفوان هذه الفترة بإرشاد عمي كتاب كفاية المتحفظ للأجدابي الطرابلسي، وكتاب الألفاظ الكتابية للهمداني، وكتاب الفصيح لثعلب، وكتاب إصلاح المنطق ليعقوب السكيت، وهذه الكتب الأربعة هي التي لها معظم الأثر في ملكتي اللغوية) الآثار (5/ 274).
وفصيح ثعلب من كتب الأهداف العزيزة لأخوتنا في موريتانيا كما بلغني.
ثم لا أنسى أن أضيف للأخ ملازمة أهل العلم من الفحول هذه هي من بين أفضل ما رأيت ولها تأثيرات جد عظيمة على الملكات تطبيقيا.
شكرا لكل من ساهم هنا.
تحياتنا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:03]ـ
وهذا رأي الرافعي لمن أراد أن يملك ناصية الأدب والبلاغة:
قال في رسائله ص15:
" .... إنك تريد امتلاك (ناصية الأدب) كما تقول
فينبغي أن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية وهي ما لا يعرف إلا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا فإن ظهر عليك أثرها وإلا كنت أديبا كسائر الأدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد فإذا رغبت في أقرب الطرق إلى ذلك فاجتهد أن تكون مفكرا منتقدا وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ وادرس ما تصل إليه يدك من كتب الاجتماع والفلسفة الأدبية في لغة أوربية أو ما عرب منها واصرف همك من كتب الأدب العربي بادىء ذي بدء إلى كليلة ودمنة والأغاني ورسائل الجاحظ وكتاب الحيوان والبيان والتبيين له وتفقه في البلاغة بكتاب المثل السائر وهذا الكتاب وحده يكفل لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبي وقد كنت شديد الولوع به
ثم عليك بحفظ الكثير من ألفاظ كتاب نجعة الرائد لليازجي والألفاظ الكتابية للهمذاني وبالمطالعة في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي والعقد الفريد لابن عبد ربه وكتاب زهر الآداب الذي بهامشه
وأشير عليك بمجلتين تعتني بقراءتهما كل العناية (المقتطف والبيان) وحسبك (الجريدة) من الصحف اليومية والصاعقة من الأسبوعية ثم حسبك ما أشرت عليك به فإن فيه البلاغ كله ولا تنس شرح ديوان الحماسة وكتاب نهج البلاغة فاحفظ منهما كثيرا
ورأس هذا الأمر بل سر النجاح فيه أن تكون صبورا وأن تعرف أن ما يستطيعه الرجل لا يستطيعه الطفل إلا متى صار رجلا وبعبارة صريحة إلا من انتظر سنوات كثيرة
فإن دأبت في القراءة والبحث وأهملت أمر الزمن طال أو قصر انتهى بك الزمن إلى يوم يكون تاريخا لمجدك وثوابا لجدك والسلام عليكم ورحمة الله"
وله كلام آخر سأنقله لاحقا إن شاء الله(/)
(خاطرة) طالب العلم والاستدراج اللغوي ...
ـ[ابن المنير]ــــــــ[29 - Jun-2007, مساء 07:40]ـ
(خاطرة) طالب العلم والاستدراج اللغوي ...
نقرأ في مقدمة كتاب قد عني ببحث مسألة حديثية (إستهلاك محلي)
ونقرأ في آخر (يعزف على وطر)
ونقرأ في بعض مشاركات إخواننا (تعتيم إعلامي)
وهكذا
فهل طالب العلم الجاد إذا ما استعمل هذه المصطلحات المعاصرة الصحفية يكون قد خدش حياء العلم
وآلم سيبويه في مضجعه ...
أم نقول: إن الأمر يسير (ومشِّي حالك)؟!
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[30 - Jun-2007, صباحاً 09:18]ـ
اللغة العربية لها أصول وجذور، والأصل يبقى كما كان رغم دول المتغيرات عليه، وعوامل التغيير المستمرة، من التغريب، والتحديث، فإن اللغة العربية جمالها ورونقها في أصلها الذي كان عليه الأوائل، وفقك الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 07:50]ـ
لعلك تقصد (يعزف على وتر)!
والأمر يختلف باختلاف المقام يا شيخنا، فإن لكل مقام مقالا، وانظر مثلا لطريقة العلامة محمود شاكر في مقالاته، فهو يستعمل ألفاظا وتعبيرات في الذروة من القوة والفصاحة، ولكنه لا يخلي موضوعه أحيانا من بعض إشارات لمثل ما تفضلتم به من باب التنكيت والتبكيت.
وكذلك الرافعي في كتبه ولا سيما سفوده الشهير الذي (لهلب فيه العقاد على نار هادية)!!
وآخر كلامي مثال على ما تقدم.(/)
برنامج علمي عملي في علم العربية
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 03:48]ـ
هذا برنامج علمي عملي في علم العربية، استفدته من كتابي: (الجوهر النقي في تبيان كيفية الطلب والتلقي) نسألة الله أن ينفع به.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 04:07]ـ
من أحسن ما يبدأ به علم النحو: (متن الآجرومية).
وهو متن مفيد، فيه بركة، فينصح بحفظه.
من شروحه:
1ـ شرح المكودي.
2ـ شرح الكفراوي
3ـ التحفة السنية، للعلامة محمد محيي الدين عبد الحميد.
4ـ شرح الشيخ ابن عثيمين (سمعي، ومقروء).
ثم يدرس الطالب (متن قطر الندى) لابن هشام.
من شروحه:
1ـ شرح ابن هشام نفسه.
2ـ شرح الشيخ عبد الله الفوزان.
ثم يدرس الطالب (متن الألفية) لابن مالك.
وهي خلاصة علم النحو.
من شروحها:
1ـ شرح ابن عقيل. وهو من أنفع شروحها، وأوضحها.
2ـ شرح المكودي. وهو على اختصاره، يتميز بسهولة عبارته.
3ـ شرح الشيخ عبد الله الفوزان. وهو نفيس.
4ـ شرح الشيخ ابن عثيمين (لم يكتمل).
ولا يفوت الطالب النظر في كتاب (الأساليب الإنشائية في النحو العربي) للعلامة عبد السلام هارون، وكذلك كتاب (مغني اللبيب) لابن هشام. وهو كتاب لا غنى عنه لطالب العلم.
وإذا أراد الطالب التبحر في هذا الفن، فعليه بـ (الكافية) لابن الحاجب و (شرحها) للرضي، مع (خزانة الأدب) للبغدادي.
وكذلك (الكتاب) لسيبويه، وهو الكتاب الأساس في علم النحو، وكتاب (الأصول في النحو) لابن السراج، وغيرها من كتب الأئمة المتقدمين.
هذا التدرج الذي ذكرته حسب الطريقة المتبعة عند أهل العلم قبل هذا العصر.
وهناك تدرج عصري: يبدأ الطالب بـ (النحو الواضح) بمرحلتيه (الابتدائية، والثانوية)، ثم (الموجز في قواعد اللغة العربية) للعلامة سعيد الأفغاني، ثم (جامع الدروس العربية) للغلايني و (قواعد اللغة العربية) للهاشمي. وهذا تدرج محمود، يأتي على المقصود.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Jun-2007, مساء 05:05]ـ
ثم يدرس الطالب (متن الألفية) لابن مالك.
وهي خلاصة علم النحو.
من شروحها:
1ـ شرح ابن عقيل. وهو من أنفع شروحها، وأوضحها.
2ـ شرح المكودي. وهو على اختصاره، يتميز بسهولة عبارته.
3ـ شرح الشيخ عبد الله الفوزان. وهو نفيس.
4ـ شرح الشيخ ابن عثيمين (لم يكتمل).
يضاف:
الشَّرح المُيَسَّر على ألفيّة ابن مالك
للدكتور عبدِ العزيز بنِ علي الحربيّ ـ حفظه اللَّهُ تعالى ـ
شرح ممتاز متخصر مفيد جدًا.
ـ[ظاعنة]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 12:57]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 01:19]ـ
هذا برنامج علمي عملي في علم العربية، استفدته من كتابي: (الجوهر النقي في تبيان كيفية الطلب والتلقي) نسألة الله أن ينفع به.
هل من تعريف بهذا الكتاب، والمؤلف، والناشر
ـ[أبوأحمد]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 10:04]ـ
هذا عمل طيب يا أخي ولكنني أفضل أن يدرس الطالب النحو على يدي أستاذ إن تيسر له لأن المقام له دور إيجابي في هذا الجانب
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:37]ـ
هل من تعريف بهذا الكتاب، والمؤلف، والناشر
أهلاً ومرحباً بك أخي الفاضل في هذه المشاركة.
وهذا الكتاب كما هو ظاهر رسمه، جمعه كاتب هذه الحروف من مصادر شتى، وزاد عليه من اجتهاده الشخصيِّ فوائد تَقَرُّ بها عين الناظر.
وهو منضد، ينتظر تسليمه إلى إحدى دور النشر، يسر الله إخراجه بمنه وكرمه.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:42]ـ
فائدة: ينبغي على الطالب تطبيق ما درسه من قواعد النحو؛ وأحسن طريقة أن يأخذ كتاباً أو قطعة طويلة منه، ويشكلها بالقلم، ثم يراجع أستاذه فيما أشكل عليه؛ وليدله على الصواب في مواطن اللحن.
ومما يُرْبي ملكة الإعراب أيضاً قراءة كتاب (التطبيق النحوي) لعبده الراجحي = وقراءة كتب إعراب القرآن والحديث.
ومن أشهرها كتابا أبي البقاء العكبري: (التبيان في إعراب القرآن) و (إعراب الحديث النبوي).
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:43]ـ
يكفي في هذا الفن كتاب: (دروس التصريف) لعلامة العربية محمد محيي الدين عبد الحميد. وهو كتاب جامع لشتات هذا الفن، مع سهولة في العبارة، ووضوح في البيان.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 04:51]ـ
من أحسن ما يبدأ به الطالب كتاب (دروس البلاغة) لحفني ناصف وزملائه.
من شروحه:
- شرح الشيخ ابن عثيمين (سمعي).
ثم يدرس الطالب كتاب (البلاغة) لعبد العزيز العتيق. وهو مفتاح كتب البلاغة.
ثم يدرس (جواهر البلاغة) لأحمد الهاشمي.
ثم يدرس (المثل السائر) لابن الأثير، وكتابي عبد القاهر الجرجاني (دلائل الإعجاز) و (أسرار البلاغة).
ـ[أبو فراس]ــــــــ[08 - Jul-2007, مساء 05:13]ـ
أعتقد أن أفضل الكتب في علوم البلاغة وعمدتها وقبل أن يقرأ الطالب كتابي الإمام عبد القاهر هو كتاب (الإيضاح) للخطيب القزويني ومن أجمل وأفضل شروحه في نظري (بغية الإيضاح) لعبدالمتعال الصعيدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:01]ـ
أعتقد أن أفضل الكتب في علوم البلاغة وعمدتها وقبل أن يقرأ الطالب كتابي الإمام عبد القاهر هو كتاب (الإيضاح) للخطيب القزويني ومن أجمل وأفضل شروحه في نظري (بغية الإيضاح) لعبدالمتعال الصعيدي
المسألة اجتهادية؛ فما تراه أنت مناسباً، نرى غيره أنسب.
وأرجو أن تراجع كتاب (علم البيان، المعاني، البديع) لعبد العزيز العتيق، ففيه دراسة لطريقة المتأخرين في التأليف في علوم البلاغة، وهي طريقة تقليدية جامدة، بعَّدت هذا العلم عن الأفهام، والله المستعان.
وأما كتاب (المثل السائر)؛ فهو من الكتب المطولة في هذا الفن، وقد امتدحه علامة الأدب في العصر الحديث: الشيخ مصطفى الرافعي، فقال: (وَتَفَقَّهْ فِي الْبَلاغَةِ بِكَتَابِ «المثَلُ السَّائِرُ» وَهَذَا الْكِتَابُ وَحْدَهُ يَكْفَلُ لَكَ مَلَكَةً حَسَنَةً فِي الانْتِقَادِ الأَدَبِيِّ، وَقَدُ كُنْتُ شَدِيدَ الْوَلُوعِ بِهِ) انتهى من (رسائل الرافعي).
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:06]ـ
من الكتب المفيدة في الإملاء والترقيم:
1ـ (الإملاء والترقيم في الكتابة العربية) لعبد العليم إبراهيم.
2ـ (قواعد الإملاء) لعبد السلام هارون.
3ـ (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية) لأحمد زكي باشا.
4ـ (المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية) لنصر الهوريني (ت:1292). وهو من أوسع ما ألف في علم الخط.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:08]ـ
وأما كتاب (المثل السائر)؛ فهو من الكتب المطولة في هذا الفن، وقد امتدحه علامة الأدب في العصر الحديث: الشيخ مصطفى الرافعي، فقال: (وَتَفَقَّهْ فِي الْبَلاغَةِ بِكَتَابِ «المثَلُ السَّائِرُ» وَهَذَا الْكِتَابُ وَحْدُهُ يَكْفَلُ لَكَ مَلَكَةً حَسَنَةً فِي الانْتِقَادِ الأَدَبِيِّ، وَقَدُ كُنْتُ شَدِيدَ الْوُلُوعِ بِهِ) انتهى من (رسائل الرافعي).
وَحْدَه ........... الوَلوع
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:28]ـ
من المصنفات المفيدة في اللغة: (كتاب العين) للخليل بن أحمد الفراهيدي، و (المحكم والمحيط الأعظم) لابن سيده، و (معجم مقاييس اللغة) لابن فارس، و (القاموس المحيط) للفيروزأبادي، و (لسان العرب) لابن منظور، و (تاج العروس في شرح القاموس) للزبيدي. وهو أوسع معجم في اللغة العربية.
وقد صدر عن مجمع اللغة العربية: (المعجم الوسيط) و (المعجم الوجيز). والأول لا غنى عنه لطالب العلم.
وهناك (المختار من صحاح اللغة للرازي) حرره وتوسع فيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، ومحمد عبد اللطيف السبكي. وهذا المعجم لا ينبغي أن يفارق جيبك.
كما أن هناك كتاباً مفيداً في استدراك ما فات أصحاب المعاجم العربية، وهو: (الاستدراك على المعاجم العربية في ضوء مئتين من المستدركات الجديدة على لسان العرب وتاج العروس) للأستاذ محمد جبل.
وللمستشرق دوزي: (تكملة المعاجم العربية) طبع منه أحد عشر جزءًا.
ويلتحق بالمعاجم العربية:
كتاب (فقه اللغة) للثعالبي، و (الفروق في اللغة) لأبي الهلال العسكري، و (الزاهر في معاني كلمات الناس) للأنباري، و (خرائد الفرائد في الأمثال) للخويي، و (معجم المصطلحات والتراكيب والأمثال المتداولة) لمحمد بن عقيل موسى الشريف، و (معجم الأخطاء الشائعة) للعدناني، و (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) لليازجي، و (معجم علوم اللغة العربية) لمحمد الأشقر. وهذه الكتب ذات فائدة كبيرة لطالب العلم.
وينبغي الاهتمام بالمؤلفات المختصة بغريب القرآن والحديث؛ كـ (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، و (غريب القرآن) لابن قتيبة، و (المفردات) للراغب الأصفهاني، و (غريب الحديث) للقاسم بن سلام، و (غريب الحديث) للحربي، و (غريب الحديث) للخطابي، و (غريب الحديث) لابن قتيبة، و (الفائق في غريب الحديث) للزمخشري، و (المجرد للغة الحديث) لابن اللباد، و (النهاية في غريب الحديث والأثر) لابن الأثير، وهو أجمعها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 04:31]ـ
وهناك (المختار من صحاح اللغة للرازي) حرره وتوسع فيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، ومحمد عبد اللطيف السبكي. وهذا المعجم لا ينبغي أن يفارق جيبك.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل من فائدة عن عمل هؤلاء على المختار، فأول مرة أسمع به
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 02:57]ـ
هل من فائدة عن عمل هؤلاء على المختار، فأول مرة أسمع به
كتاب (المختار من صحاح اللغة للرازي) الذي حرره وتوسع فيه: محمد محيي الدين عبد الحميد، ومحمد عبد اللطيف السبكي = قد أتموا تصنيفه لعشرخلون من ربيع الثاني سنة 1353 هـ (22 من شهريوليه سنة 1934م)، وطبع في المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها الحاج مصطفى محمد.
ويتلخص عملهما في «المختار» كالتالي:
1ـ ترتيب مواده على الحرفين الأول والثاني،دون حذف شيء منه.
2ـ ضبط مفرداته ضبطاً تاماً.
3ـ تحقيقه تحقيقاً دقيقاً بالرجوع إلى أصله وإلى أمهات اللغة.
4ـإضافة زيادات ذات بال من الكتب الموثوق بها تبلغ مقدار نصف المختار،ولا تخلو هذه الزيادات عن واحد من أربعة أنواع:
الأول: زيادة مادة برأسها يكون الرازي قد أغفلها بتة.
الثاني: زيادة بعض المفردات في مادة من المواد يكون الرازي قد بوب لها وجاء ببعض مفرداتها، فكان ما زيد عليه مما تركه من مفرداتها مما لا يستغنى عنه.
الثالث: زيادة نصِّ أشار الرازي إليه ولم يذكره،كأن يقول: وهو في الحديث،أو يقول: وقد ورد في بيت من الشعر، أو نحو ذلك. وحينئذ يؤتى بالحديث أو بالشعر الذي أشار إليه.
الرابع: زيادة ضبط في فعل أو اسم على ضبط آخر ذكره الرازي.
وقد وضعت كل زيادة بين معقوفين،وأرشد إلى مصدرها بالرمز إليه.
فأم االزيادات فهي مأخوذة عن: «لسان العرب»، و «أساس البلاغة»، و «النهاية»، و «القاموس»، و «الصحاح»، و «المجمل»، «وتاج العروس»، و «المصباح المنير»، و «محيط المحيط» للبستاني. وهذا الأخير لم يؤخذ عنه شيئاً إلا ما وافق فيه واحداً من الكتب السابقة.
وقد دعموا «المختار» بصور الكثير من أنواع الحيوان والنبات وأجزائهما.
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 02:59]ـ
قال العلامة مصطفى الرافعي في نصيحته لمن أراد امتلاك (ناصية الأدب):
«ينبغي أَن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية، وهي ما لا يعرف إلَّا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا، فإن ظهر عليك أثرها، وإلَّا كنت أديباً كسائر الأُدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد. فإذا رغبت في أَقرب الطُّرق إلى ذلك = فاجتهد أن تكون مفكِّراً منتقداً، وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ .. واصرف همَّك من كتب الأدب العربي بادىء ذي بدء إلى «كليلة ودمنة» و «الأغاني» (1) و «رسائل الجاحظ» و «كتاب الحيوان» و «البيان والتَّبيين» له، وتفقَّه في البلاغة بكتاب «المثل السَّائر» وهذا الكتاب وحده يكفل لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبيِّ، وقد كنت شديد الولوع به.
ثم عليك بحفظ الكثير من ألفاظ كتاب «نجعة الرائد» لليازجي، و «الألفاظ الكتابية» للهمذاني، وبالمطالعة في كتاب «يتيمة الدهر» للثعالبي، و «العقد الفريد» لابن عبد ربه، وكتاب «زهر الآداب» الَّذي بهامشه.
ورأس هذا الأمر بل سر النجاح فيه أن تكون صبوراً، وأن تعرف أن ما يستطيعه الرَّجل لَا يستطيعه الطفل إلَّا متى صار رجلاً، وبعبارة صريحة إلَّا من انتظر سنوات كثيرة.
فإذا دأبت في القراءة والبحث وأهملت أمر الزَّمن طال أو قصر انتهى بك الزَّمن إلى يوم يكون تاريخاً لمجدك وثواباً لجدك» (2).
وقال أيضاً: «الإنشاء لَا تكون القوَّة فيه إلَّا عن تعب طويل في الدَّرس وممارسة الكتابة والتقلُّب في مناحيها والبصر بأوضاع اللُّغة، وهذا عمل كان المرحوم الشَّيخ عبده (3) يقدر أنَّه لا يتم للإنسان في أقل من عشرين سنةً. فالكاتب لَا يبلغ أن يكون كاتباً حتَّى يقطع هذا العمر في الدرس وطلب الكتابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أوصيتك فإنِّي أوصيك أن تكثر من قراءة القرآن ومراجعة الكشاف (تفسير الزمخشريِّ) (4)). ثم إدمان النظر في كتاب من كتب الحديث كالبخاري أو غيره، ثم قطع النفس في قراءة آثار ابن المُقَفَّع («كليلة ودمنة» و «اليتيمة» و «الأدب الصَّغير»)، ثم «رسائل الجاحظ»، و «كتاب البخلاء»، ثم «نهج البلاغة» (5) ثم إطالة النَّظر في «كتاب الصِّناعتين» للعسكريِّ و «المثل السائر» لابن الأثير، ثم الإكثار من مراجعة «أساس البلاغة» للزمخشري. فإن نالت يدك مع ذلك «كتاب الأغاني» أو أجزاء منه و «العقد الفريد»، و «تاريخ الطَّبري» فقد تمت لك كتب الأسلوب البليغ.
اقرأ القطعة من الكلام مراراً كثيرة ثم تدبرها وقلب تراكيبها ثم احذف منها عبارة أو كلمة وضع من عندك ما يسد سدّها ولا يقصِّر عنها واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترقَّ إلى درجة أخرى؛ وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها وبمثل أسلوبها، فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها ثم غيرها حتَّى تأتي قريباً من الأصل أو مثله.
اجعل لك كل يوم درساً أو درسين على هذا النحو، فتقرأ أولاً في كتاب بليغ نحو نصف ساعة، ثم تختار قطعة منه فتقرؤها حتَّى تقتلها قراءة، ثم تأخذ في معارضتها على الوجه الذي تقدَّم (تغيير العبارة أولاً ثم معارضة القطعة كلها ثانياً)، واقطع سائر اليوم في القراءة والمراجعة. ومتى شعرت بتعب فدع القراءة أو العمل حتَّى تستجم ثم ارجع إلى عملك ولا تهمل جانب الفكر والتَّصور وحسن التَّخييل.
هذه هي الطَّريقة، ولا أرى لك خيراً منها، وإذا رزقت التوفيق فربما بلغت مبلغا في سنة واحدة .. » (6).
ودونك كتب الأدب المهمة:
* «أدب الكاتب» لابن قتيبة.
* وله: «عيون الأخبار».
* و «المعارف».
* «النَّوادر» لأبي علي القالي.
* وله: «الأمالي».
* «الكامل» لابن المُبَرَّد.
* «البيان والتَّبيين» للجاحظ (7).
* «لباب الآداب» للأمير أسامة بن منقذ.
* «صبح الأعشى» للقلقشنديِّ.
* «شرح أدب الكاتب» للجواليقيِّ
* «الاقتضاب في شرح أدب الكتاب» لابن السيد البَطَلْيَوْسِيِّ.
* «العقد الفريد» لابن عبد ربه.
* «معجم الأدباء» للحموي.
* «جواهر الأدب» للهاشمي.
* «وحي القلم» للرافعي.
* «جمهرة مقالات الأستاذ محمود محمد شاكر».
* وله: «أباطيل وأسمار».
* و «نمط صعب، ونمط مخيف».
* و «مداخل إعجاز القرآن».
* و «قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلَّام».
* و «القوس العذراء».
* و «رسالة في الطَّريق إلى ثقافتنا».
* و «ديوان الشعر».
* «في اللُّغة والأدب: دراسات وبحوث» لمحمود الطناحي.
ــــــــــــــــــــ
(1) ولا ينصح بهذا الكتاب ولا سيما للطالب المبتدىء؛ فقد ملأه بكل منكر وقبيح، وأتى بالعجائب، ولا غرابة في ذلك، فقد كان أبو الفرج شيعياً.
وعلى كلِّ؛ ينبغي عليك الحذر والانتباه خلال قراءتك كتب الأدب، ولا أنفع من كتب أديب أهل السنة الإمام ابن قتيبة.
(2) (رسائل الرافعي): (ص/15 - 16). وانظر مقاليه في (وحي القلم): (الأدب والأديب) و (سر النبوغ في الأدب). وانظر أيضاً: مقال الشيخ محمود شاكر: (الطريق إلى الأدب) بجزأيه ضمن (جمهرة مقالاته): (2/ 815 - 827).
(3) بل الهالك الماسوني ـ عليه من الله ما يستحق ـ.
(4) مع الحذر من تأويلاته الاعتزالية.
(5) وجل هذا الكتاب مكذوب على علي بن أبي طالب!!
(6) «رسائل الرافعيِّ»: (ص/40 - 41).
(7) قال ابن خلدون: «وسمعنا من شيوخنا في مجلس التَّعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين؛ وهي: «أدب الكاتب» لابن قتيبة، و «كتاب الكامل» للمُبَرَّد، و «كتاب البيان والتَّبيين» للجاحظ، و «كتاب النوادر» لأبي علي القالي البغدادي؛ وما سوى هذه الأربعة فتبع لها، وفروع منها» اهـ.وانظر: مقالة الرافعي في «وحي القلم»: «رأي جديد في كتب الأدب القديمة».
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:00]ـ
أولاً: ذكرتُ في كتابي «الجوهر النقي» ضرورة التلقي عن الأشياخ مباشرةً، وعدم الاكتفاء بالمطالعة الحرة، ولا يُستثنى من ذلك إلا من فقد المعلم؛ فيستعين بالشروحات السمعية، وبالكتب العصرية التي قصد أصحابها تقريب العلوم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: كان القصد من وراء تأليف كتاب (الجوهر النقي) هو تحصيل آلة الاجتهاد في علم الشرع؛ ولا شك أن اللغة من علوم الوسائل التي يستعان بها على بلوغ هذه الغاية، وفيما ذكرته في التدرج النحوي مثلاً: (الآجرومية، ثم قطر الندي، ثم الألفية، ثم الأساليب الإنشائية ومغني اللبيب) كفاية، وجاء قولي: (ومن أراد التبحر في هذا الفن ... ) إلخ من باب الاستطراد، والفائدة.
وكذلك إرشادي في الصرف إلى كتاب (دروس التصريف)؛ وليس في الاقتصار على هذا الكتاب إجحاف؛ لأنه لا يحتاج الطالب المتصور البلوغ إلى درجة الاجتهاد أكثر من هذا الكتاب؛ ورحم الله الشوكاني إذ يقول: «ويختلف الانتفاع بالعلوم باختلاف القرائح والفهوم، فقد ينتفع من هو كامل الذكاء، صادق الفهم، قوي الإدراك بالقليل ما لا يقتدر على الانتفاع بما هو أكثر منه كثيرٌ من جامدي الفهم، راكدي الفطنة» اهـ.
ولم أقصد تثقيف الطالب المتصور التبحر في هذا الفن؛ فهذا ينبغي عليه أن يضم إلى كتاب (دروس التصريف) كتباً أخرى؛ لا سيما (الشافية) لابن الحاجب، وشرحها للرضي، قال الشوكاني في «أدب الطلب» في الطبقة الأولى من الطلبة المتصورين التبحر في جميع العلوم: «ولا يكون عالماً بعلم الصرف كما ينبغي إلا بعد أن تكون الشافية من محفوظاته، لانتشار مسائل فنِّ الصرف، وطول ذيل قواعده، وتشعب أبوابه. ولا يفوته الاشتغال بشرح الرضي على الشافية .. فإن فيه من الفوائد الصرفية ما لا يوجد في غيره» اهـ.
والمقصود أن التبحر في علوم اللغة؛ ليس ضرورياً لمن أراد بلوغ درجة الاجتهاد الشرعي؛ إذ الغاية من علوم اللغة باختصار: (ما لا يسع الأصولي جهله). ولا أريد أن يشتغل الطالب بعلوم الوسائل عن العلوم المقصودة أصالةً، فإن العمر قصير، ولله درّ الشاعر إذ يقول:
إنما العلم بحر زاخر فخذ من كل شيء أحسنه
ثالثاً: وكذلك الحال في المعاجم اللغوية؛ فلا يحتاج الطالب غير هذه المعاجم المشهورة، وأما طريقة التعامل معها فهي مبثوثة في مقدماتها؛ فلا داعي لنقلها، وتكرارها، وليس موضوع كتابي (الجوهر النقي) دراسة المعاجم اللغوية: مزاياها، ومناهجها ... إلخ، مما يتسع له كتاب مستقل. وانظر إلى صنيع الشوكاني في «أدب الطلب» ـ وهو نفس موضوع كتابي ـ عندما تكلم على علم اللغة في برنامج الطبقة الأولى من طلبة العلوم قال: «ثم ينبغي له أن يكبَّ على مؤلفات اللغة، المشتملة على بيان مفرداتها كـ «الصحاح»، و «القاموس»، و «شمس العلوم»، و «ضياء الحلوم»، و «ديوان الأدب»، ونحو ذلك من المؤلفات المشتملة على بيان اللغة العربية عموماً، أو خصوصاً، كالمؤلفات المختصة بغريب القرآن، والحديث» اهـ. فهل قصَّر الشوكاني عندما أغفل كيفية التعامل مع هذه المعاجم؟! أم كان موضوع كتابه لا يتسع لذلك؟! أم أنه لم يذكر برنامجاً واضحاً؟!
رابعاً: لا تلزم العلوم اللغوية الأخرى ـ كالشعر، والعروض والقوافي ـ لتحصيل الاجتهاد؛ ولما ذكر الشوكاني في «أدب الطلب» علوم النحو والصرف والبلاغة والمنطق والمناظرة واللغة وأصول الفقه وأصول الدين والتفسير والحديث والجرح والتعديل = قال: «فإذا أحاط الطالب بما ذكرناه من العلوم؛ فقد صار حينئذ من الطبقة العالية من طبقات المجتهدين، وكملت له جميع أنواع علوم الدين، وصار قادراً على استخراج الأحكام من الأدلة متى شاء، وكيف شاء.
ولكنه ينبغي له أن يطلع على علوم أخرى، ليكمل له ما قد حازه من الشرف، ويتم له ما قد ظفر به من بلوغ الغاية».
وذكر علم الفقه، والشعر، وكتب الترسل، وعلم العروض والقوافي، وغيرها.
خامساً: وقد يقول قائل: اذكر لي من كل فن من فنون اللغة ما يكفي طالب العلم غير المتخصص باللغة؟
فأقول: تختلف وجهات النظر من واحد إلى آخر، فليست هذه المسألة مما لا يسوغ فيه الخلاف وتعدد الآراء!!
والحالة التقريبية في نظري: أن تدرس في علم النحو والصرف (الموجز في قواعد اللغة العربية) للأفغاني، فقد اشتمل هذا الكتاب على ما يحتاجه الطالب من مسائل النحو والصرف والإملاء، ولم يترك شيئاً ذال بال كما قال مؤلفه.
وفي البلاغة؛ يكفيك «دروس البلاغة» لحفني ناصف وزملائه، وإذا أردت الترقي أكثر من ذلك فكتاب «جواهر البلاغة» للهاشمي.
وفي الإملاء والترقيم؛ يكفيك «قواعد الإملاء» لعبد السلام هارون، أو «الإملاء والترقيم في الكتابة العربية» لعبد العليم إبراهيم.
وفي اللغة؛ يكفيك «المعجم الوسيط»، و «المفرادت» للراغب الأصفهاني، و «النهاية» لابن الأثير.
وفي الأدب؛ يكفيك «جواهر الأدب» للهاشمي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:03]ـ
* «الكامل» لابن المُبَرَّد.
الكامل للمبرد
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:06]ـ
سئلت عن هذا الكتاب في ملتقى أهل الحديث؛ فأحببت نقل الجواب عليه
، فأقول:
لا شك أن كتاب (النحو الوافي) معلمة نحوية، وفيه فوائد لا تنكر، ولكن على الناظر فيه التنبُّه إلى أمرٍ هام؛ وهو: أن مؤلفه لاعتداده بنفسه، يجتهد في مسائل النحو، ويتوسع في القياس والاشتقاق، وعنده جُرأَةٌ عظيمةٌ في تخطئة أئمة النحو المتقدمين، وهذا العلم مبني على السماع، ولا يجوز التوسع بالقياس فيه.
وينبغي على الطالب أن يعوِّلَ على كتب أئمة النحو المتقدمين؛ لأنهم أهل اللسان العربي.
ولا يصلح هذا الكتاب في الدراسة المنهجية، لما ذكرت، ولأنه لم يُقرِّبْ أبواب النحو ومسائله؛ فجرى في ترتيبها على غير المنهج المألوف ..
وإنما يصلح هذا الكتاب كمرجع فقط، يستفيد منه الطالب فيما أجاد فيه من البحوث، وفي البرنامَج المذكور كفاية، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:09]ـ
أخي الكريم
كلامك لا يخلو من نظر، فتأمل!!
علوم العربية هي من أهم الأشياء للمجتهد، إن لم نقل هي أهم الأشياء على الإطلاق؛ لأن معظم اختلافات أهل العلم هي اختلافات في الفهم، وليست اختلافات في وصول الدليل، وفهم الدليل مبني على فهم اللغة التي جاء بها.
وليس الشوكاني معصوما في كلامه، وأراك قلدته تقليدا في هذا الباب.
وقد ذكر الشاطبي في الموافقات أن المجتهد يلزمه أن يكون متبحرا في اللغة تبحرا بحيث يكون أقرب لحال أهلها الذين يفهمون الكلام بالسليقة.
وفي الحقيقة يبدو أن معظم ما ذكرته يخلو من الموازنة بين الكتب، فإن كل فن من هذه الفنون يستغرق العمر ولا يكفيه، فكونك تقول: (هذا الكتاب أو ذاك أفضل كتب الفن) أو (يغني عن غيره) أو (لم يترك شيئا مهما) هذه عبارات عامة جدا لا يصلح إطلاقها هكذا بغير تبحر، فبالله عليك كم كتابا من كتب الصرف ينبغي أن تدرس حتى نعرف أن هذا الكتاب يغني عن غيره؟!
وأما أن الشعر والقوافي لا يلزم المجتهد ففيه نظر!!
أوليس معرفة كلام العرب من أهم ما يلزم المجتهد؟!
أوليس معظم كلام العرب الذي وصلنا قد وصلنا شعرا؟!
فكيف يتعامل المجتهد مع هذا الشعر إن لم يكن على علم بالعروض والقوافي؟!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:15]ـ
وقد صدر عن مجمع اللغة العربية: (المعجم الوسيط) و (المعجم الوجيز). والأول لا غنى عنه لطالب العلم.
بل هو من أضر الكتب على طالب العلم!!
لأنه مبني على التيسير والتطور اللغوي بما يناسب العصر ويقرب الأمر على العامة.
وهو أولى بالنقد الذي ذكرتَه عن (النحو الوافي) منه بمراحل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:18]ـ
والمقصود أن التبحر في علوم اللغة؛ ليس ضرورياً لمن أراد بلوغ درجة الاجتهاد الشرعي؛ إذ الغاية من علوم اللغة باختصار: (ما لا يسع الأصولي جهله). ولا أريد أن يشتغل الطالب بعلوم الوسائل عن العلوم المقصودة أصالةً، فإن العمر قصير، ولله درّ الشاعر إذ يقول:
إنما العلم بحر زاخر فخذ من كل شيء أحسنه
من قال إن هذه هي الغاية من علوم اللغة؟!!
ومن قال إن علم الأصول أهم من علوم اللغة؟!!
إنما العلم كبحر زاخر .......... فاتخذ من كل شيء أحسنه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 03:21]ـ
هلا تفضلت بذكر بقية البرنامج في باقي علوم الاجتهاد؟
أو على الأقل في علم واحد منها، وليكن (الفقه) أو (الأصول) أو (الحديث)
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 04:57]ـ
من قال إن هذه هي الغاية من علوم اللغة؟!!
ومن قال إن علم الأصول أهم من علوم اللغة؟!!
إنما العلم كبحر زاخر .......... فاتخذ من كل شيء أحسنه
أنت ما تنبهت ـ بارك الله فيك ـ إلى قولي: (والمقصود أن التبحر في علوم اللغة؛ ليس ضرورياً لمن أراد بلوغ درجة الاجتهاد الشرعي؛ إذ الغاية من علوم اللغة باختصار: (ما لا يسع الأصولي جهله)؟ حيث تكلمت على الاجتهاد في علم الشرع، ويتبع ذلك أصول الفقه (آلة الاستنباط من الكتاب والسنة) ولم أقصد التخصص في علوم اللغة.
وينبغي أن تعلم أن الاجتهاد: هو القدرة على الاستنباط من نصوص الكتاب والسنة؛ ومن درس ما ذكرتُه من الكتب في النحو والصرف والبلاغة = فقد ملك آلة الاستنباط والاستدلال.
وما أصول الفقه إلا مباحث من علوم اللغة، نظمها أهل الأصول، وقعدوها، وتوسعوا فيها، وأنزلوها منزلة التطبيق العملي على النصوص الشرعية.
الاجتهاد ليس صعباً، ولا مستحيلاً كما يصوره الكثير!!
فقولي إذاً: (إذ الغاية من علوم اللغة باختصار: (ما لا يسع الأصولي جهله) أي بالنسبة للأصولي أو المجتهد في علم الشرع. ولم أقصد المتخصص في اللغة، فتنبه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 05:00]ـ
هذا واضح من كلامك يا أخي الكريم، ولا يحتاج لتنبيه، وهو بعينه ما أنكرتُه!
ـ[أبو إبراهيم المكي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 05:09]ـ
هذا واضح من كلامك يا أخي الكريم، ولا يحتاج لتنبيه، وهو بعينه ما أنكرتُه!
على كل حال؛ جزاك الله خيراً على تفاعلك معي، والمسألة ليست عقيدة أو مما لا يسوغ الخلاف فيها، وقد وافقني على رأيي مشايخ كبار، بلغوا من العلوم الشرعية واللغوية مبلغاً عظيماً، بل بلغوا درجة الاجتهاد والإفتاء. وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه. والسلام عليكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 05:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس المقصود من كلامي أنك خالفت عقيدة أو مسألة قطعية يا أخي الكريم، وإنما المقصود مناقشة المسألة لتظهر وجهات النظر المختلفة، فهذا هو السبيل لظهور الحق في مسائل الاختلاف، وأظنك عرضت هذا الموضوع أصلا لتستفيد من مناقشات الإخوة، ولا أظنك عرضت هذا الموضوع ليكون كلمة الحق التي لا تنقد ضربة لازب.
ويا ليتك تتفضل بذكر كلام المشايخ والعلماء الكبار الذين بلغوا درجة الاجتهاد بما يدل على المعنى الذي ذكرته.
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العلا]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل اطلعت على كتاب (أثر القوانين الصوتية ... ) لفوزي الشايب في الصرف، والحركات الطويلة لزيد خليل القرالة، أبحاث في اللغة العربية لداود عبده، فهلا أفدتمونا بمزيد من الكتب التي تعالج صرف اللغة العربية دراسة صوتية حديثة مما شاكل هذه الكتب؟ *
جزاكم الله خيرا.
ـ[ادريس امين]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 01:09]ـ
المرجو من الاخوة الفضلاء تزويدنا بملخص لمحتوى كتاب مباحث في علوم القران للدكتور الراحل صبحي الصالح رحمه الله
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:09]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
ما ضابط الاسم في لغة العرب؟
ـ[ابن الحاج]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:24]ـ
كيف تحكم العرب على هذا اللفظ بالاسمية (لاأقصد علامات الاسم التي ذكرها النحاة)؟ أعني إذا قالت العرب: زيد جواد ماجد كريم، هل الصفات التي بعد كلمة زيد تعد أسماء؟ إذا لم تكن تعد أسماء فلماذا عدت في أسماء الله تعالى؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - Jul-2007, مساء 08:57]ـ
نعم يا أخي الكريم تعد هذه الصفات أسماء في لغة العرب، ما الإشكال في ذلك؟
ـ[ابن الحاج]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 03:38]ـ
الإشكال يا أخي الكريم بأن العرب تجعل هذه صفات ـ فيما يظهر لي ـ ولا تجعلها أعلاما، فهي لا تنقلها من الوصفية إلى العلمية، والفرق بينهما ظاهر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Jul-2007, صباحاً 10:44]ـ
هذا صحيح، وما زال السؤال واردا: أين الإشكال؟
الصفة والعلم كلاهما من الأسماء عند العرب، فما الإشكال بالضبط؟(/)
إتحاف الأنيس بخلاف العلماء في دلالة (لا) النافية على الوحدة أو الجنس
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:04]ـ
إتحاف الأنيس بخلاف العلماء في دلالة (لا) النافية على الوحدة أو الجنس
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فاستجابة لوعد قطعته في طرح المسائل المشكلة في العربية فهذا بحث في خلاف العلماء في دلالة النكرة بعد (لا) النافية على نفي الجنس أو الوحدة أحببت أن أكتب هذا المبحث ليستفيد منه عموم طلبة العلم لعل الله جل وعلا يجعل ذلك ذخرا لنا يوم الدين.
من قواعد علماء اللغة والأصول أنّ النكرة في سياق النفي من ألفاظ العموم ([1])، لكن وإن كان هذا القول موافقاً لقول علماء اللغة في الدلالة على عموم النكرة متى وقعت بعد أداة من أدوات النفي إلا أنّ بعضهم له في ذلك ثلاثة مذاهب:
الْمذهب الأول: التفريق بين كون النكرة بعد (لا) النافية للجنس، وبين كونها بعد (لا) العاملة عمل ليس، فمع (لا) النافية للجنس تكون النكرة نصاً في الدلالة على استغراق الجنس، ومع (لا) العاملة عمل (ليس) تحتمل النكرة استغراق الجنس وعدمه، وهو الدلالة على الوحدة، وقال بهذا جمعٌ من علماء النحو، والأصول، والتفسير ([2]).
المذهب الثاني: عدم التفريق، وهو مفهوم قول الأصوليين؛ لعموم قولهم: النكرة في سياق النفي من ألفاظ العموم، وصرّح بهذا بعض النحاة والأصوليين ([3]).
الْمذهب الثالث: أن (لا) العاملة عمل (ليس) لا تأتي إلا لنفي الوحدة، وهذا الْمذهب قال به الحريري في درة الغواص ([4]).
الراجح ـ والله تعالى أعلم ـ الْمذهب الثاني؛ لعدة أوجه:
الوجه الأول: وقوع النكرة في سياق النفي يقتضي العموم مطلقاً، والتفريق بين أدوات النفي في ذلك فيه تكلفٌ لا يخفى، ولهذا قال الشوكاني: ((وقد فرق بعضهم بين حروف النفي الداخلة على النكرة بفرق لا طائل تحته.)) ([5]).
الوجه الثاني: أن قولهم: إن النكرة الواقعة بعد (لا) العاملة عمل (ليس) تَحتمل الاستغراق وعدمه، هذا أمرٌ راجعٌ لقصد الْمتكلم فقد يُرادُ بالنكرة بعد (لا) النافية للجنس ـ أيضاً ـ هذا الْمعنى، ولِهذا قال ابن أمير حاج ([6]): (((لا رجلَ) ـ بالتركيب ـ غاية أمره أنَّ دلالته على الاستغراق أقوى مِن دلالة (لا رجلُ) ـ بالرفع ـ، وفي كل منهما يَجوز أن يعتبر فِي نفي الْجنس قيد الوحدة فيقال: (بل رجلان).)) ([7])، ونقَل الزَّرْكَشِيّ فِي كتابه البرهان عن ابن الْحاجب قوله: ((ما قاله الزمَخشري لا يستقيم، ولا خلاف عند أصحاب الفهم أنه يستفاد العموم منه كما في الْمبنية على الفتح، وإن كانت الْمبنية أقوى في الدلالة عليه إما لكونه نصاً، أو لكونه أقوى ظهوراً، وسبب العموم أنها نكرة في سياق النفي فتعم.)) ([8]).
وعلى هذا فقرينة السياق هي التي تجعل النكرة دالة على الْجنس، أو الوحدة بعد النفي، فمَن أراد بالنفي نفي الفرد، كانت النكرة عنده تدل على ذلك، ومَن أراد بالنفي نفي الْجنس كانت النكرة تدل عنده على ذلك.
الوجه الثالث: دلالة النكرة على الوحدة يقتضي معنى البعضية الْمنافي لِمعنى العموم، ومِن ثَمَّ فدلالة النكرة على الوحدة يَحتاج إلى قرينةٍ خاصةٍ تدل عليه في سياق الكلام؛لِمخالفتها للأصل الذي تدل عليه النكرة الواقعة بعد النفي.
الوجه الرابع: أنّ مجيء آياتٍ كثيرة في كتاب الله عزوجلّ بقراءات متواترة وردت النكرة في بعضها منصوبة بعد (لا) النافية للجنس، ووردت النكرة في بعضها الآخر مرفوعة بعد (لا) العاملة عمل (ليس) يقتضي أن تدل فيها النكرة على العموم؛ لأنه يستحيل التضاد بين القراءات، قال أبوعمروٍ الداني: ((وجملة ما نعتقده من هذا الباب …أن هذه الأحرف السبعة المختلف معانيها تارة وألفاظها تارة مع اتفاق المعنى ليس فيها تضاد ولا تناف للمعنى ولا إحالة ولا فساد.)) ([9]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن شواهد ذلك ـ مثلاً ـ قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة: 197]، فقد اختلف القراء السبعة في قراءة (رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ)، قال ابن مجاهد: ((قرأ ابن كَثِير ([10]) وأبو عمرو: (رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ) ـ بالضم فيهما والتنوين ـ، وقرأ الباقون: (فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ) ـ بالنصب بغير تنوين ـ، ولَم يَختلفوا فِي نصب اللام فِي (& eth; جِدَالَ) من قوله: (وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) في نفس الآية.)) (4).
فأنت تَجد ـ هنا ـ أنّ القراء الخمسة قرأوا (رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ) على أنهما اسما (لا) النافية للجنس، وقرأ ابن كثير، وأبوعمرو البصري (رَفَثٌ وَلاَ فُسُوقٌَ) على أنهما اسْما (لا) العاملة عمل (ليس)، وكلا القراءتين تدل على عموم منع الرفث، والفسق، ولا يجوز أن يُقال على قراءة الرفع: إنّ النكرة تدل على الوحدة؛ لأنّ هذا يُفهم منه أن الممنوع بعض الرفث والفسق، ويدل على أنّ القراءتين معناهما واحدٌ اتفاق القراء السبعة على فتح (& eth; جِدَالَ)، وهي بلا شك معطوفة على الرفث والفسق على كلا القراءتين مما يمنع دلالة قراءة الرفع على الوحدة، ويُوجِبُ نفي الجنس، والدليل ما جاء في حجة القراءات: ((النفي به أعم والمعنى عليه؛ لأنه لم يرخص في ضرب من الرفث والفسوق كما لم يرخص في ضرب من الجدال.)) ([11]).
ومن شواهد ذلك ـ أيضاً ـ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 254] فقد قرأ ابن كثير، وأبوعمروٍ البصري: (لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ) ـ بالنصب ـ في كل ذلك ـ بلا تنوين ـ، بينما قرأ بقية السبعة بالرفع ([12])، وعلى كلا القراءتين يقتضي الْمعنى نفي جنس الفداء والْخلة والشفاعة عن غير الله عزوجل يوم القيامة، ولو حُمِلتُ قراءة الْجمهور على الوحدة لَما أفادت نفي جنس المذكورات في الآية، بل نفي بعضها، وهذا لا يصح، ويؤيد هذا قول الزركشي: ((قُرِئ ـ بالرفع والنصب فيهما ـ، والْمعنى فيهما واحد.)) ([13]) فهو ـ هنا ـ لَم يفرق بين دلالة النكرة مع اختلاف ألفاظ القراءتين؛ لأن الْمعنى يقتضي ذلك، ولأن النفي يقتضي العموم مطلقاً.
كما أنّ مِن الْمُسَلَّمِ به أنّ القراءات وإن اختلفت ألفاظها فهي تفسر بعضها بعضاً، وهذا ما يدل عليه عدم تناقضها.
يُعلمُ مِما تقدّم أنّ الأصل دلالة كل نكرة وقعت بعد نفي على العموم، ولا تدل على الوحدة إلا بدليل خارجي.
وما ورد في القرآن الكريم مِما اختلف العلماء في عموم نكرته أو وحدته الراجح فيه أنه متى وردت قراءة أخرى فيه تدل على عمومٍ اتُفِقَ عليه بين العلماء وجب الْمصير إلى الدالة على العموم؛ لاتفاق العلماء على دلالتها على الجنس؛ ولأن الأصل فيما وقع بعد النفي العموم؛ ولأنّ القراءات يُفسِّر بعضها بعضاً، ولا يُصَار إلى غيره إلا بدليل ـ والله تعالى أعلم ـ.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
حرر في يوم 06/ 07 /2007
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ـ ـ ينظر: البرهان في أصول الفقه:1/ 232.
([2]) ـ كالزمخشري في الكشاف:1/ 76، وابن مالك في شرح التسهيل:2/ 53، والقرافي في الذخيرة:1/ 88، تح: محمد حجي، دار الغرب، بيروت، لبنان، د. ط، 1414هـ/1994م، وابن عقيل في شرحه على ألفية ابن مالك:2/ 5، وابن هشام في شرح شذور الذهب:272، والأسنوي في التمهيد:1/ 320، والزركشي في معنى لا إله إلا الله:92، والآلوسي في روح المعاني:13/ 223.
([3]) ـ كابن هشام في المسائل السفرية:14، تح: د ـ حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط/1، 1403هـ/1983م، وابن أمير حاج في التقرير والتحبير:1/ 242 ونقله عن علماء الأصول واللغة، والشوكاني في إرشاد الفحول:208 ونقله عن سيبويه.
([4]) ـ ينظر: درة الغواص في أوهام الخواص:238.
([5]) ـ إرشاد الفحول:208
([6]) ـ هو محمد ابن أمير حاج الحلبي الحنفي (825 هـ ـ 879 هـ)، أصولي، مفسر، من كتبه: ذخيرة القصر في تفسير سورة والعصر، والتقرير والتحبير. ينظر: الضوء اللامع:9/ 210، وشذرات الذهب:4/ 328.
([7]) ـ التقرير والتحبير:1/ 242.
([8]) ـ البرهان في علوم القرآن:4/ 352.
([9]) ـ الأحرف السبعة:60.
([10]) ـ هو أبوسعيد عبدالله بن كثير المكي المقرئ التابعي (45 هـ ـ 126 هـ)، أحد القراء السبعة، قرأ على عبدالله بن السائب، ومجاهد، وروى عنه: قنبل، والبزي. ينظر: الفهرست:42، ومعرفة القراء الكبار:1/ 86.
(4) ـ السبعة في القراءات:180.
([11]) ـ حجة القراءات:129.
([12]) ـ ينظر: السبعة في القراءات:187.
([13]) ـ البرهان في علوم القرآن:4/ 352.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 - Jul-2007, مساء 10:29]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 12:42]ـ
أهلاً بضالة الكرام الأخ الفاضل / حامد الأنصاري
جعل الله للخير عليكم دليلاً ****** ولا جعل للشر إليكم سبيلاً
لعل الله جل وعلا يجعل ذلك ذخرا لنا يوم الدين.
.
أسأل الله لك ذلك إنه كريم جواد
حرر في 22/ 6/1428 هـ
ـ[أبو حماد]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:11]ـ
جعلها الله لك ذخراً، وكتب لك بها أجراً، ووضع عنك بها وزراً، أجدت وأفدت.
ـ[ابن المنير]ــــــــ[07 - Jul-2007, صباحاً 10:16]ـ
الأخ الكريم، جزاك الله خيرا
ثم ما رأيك في هذا التعديل اليسير غير الملزم لعنوان موضوعك:
(اتحاف الإنس بخلاف العلماء في دلالة (لا) النافية على الوحدة أو الجنس).
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ابن المنير عنوانك: (اتحاف الإنس بخلاف العلماء في دلالة (لا) النافية على الوحدة أو الجنس). أجود لا عدمت ملاحظاتكم
ـ[ابن المنير]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ...
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 10:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: زادك الله نورا(/)
متى يكون المضارع ماضيا، ومتى يكون الماضي مضارعا؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 06:36]ـ
سؤال للإخوة الأكارم لتنشيط الأفكار وتفتيق الأذهان (ابتسامة)
متى يكون الفعل المضارع ماضيا، ومتى يكون الفعل الماضي مضارعا؟
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 06:46]ـ
هذا جواب أردت به السبق الصحفي فقط (ابتسامة)، ولم أتحر فيه الدقة، ولذلك فلعل غيره من الأجوبة يكون أصح منه.
المضارع يكون ماضياً إذا سبقته (لم).
والماضي يكون مضارعاً إذا سبقه بعض أدوات الشرط، نحو (إن زرتني أكرمتك).
هذا ما عندي الآن وأحسب أن سؤالك أصعب من ذلك!.
وفقك الله أبا مالك إلى ما فيه نفع إخوانك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 06:51]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل
لقد جئت بها على وجهها، وأصبت كبدها، ما شاء الله
وأنا قصدت من ذلك أن يكون فتحا لباب المحاضرة والإلغاز والتناوب في السؤال والجواب بين الإخوة، فلا تحرمنا من لغز سهل يسير (ابتسامة)
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 06:54]ـ
بارك الله فيك يا أبا مالك؛ وموضوعك هذا يذكرني بموضوع أراه طريفاً جداً ونافعاً جداً، وأنت أولى به أن تفتتحه من كثير من إخواننا الفضلاء، وهو (إِغراب الإعراب) أو (شواذ النحو) أو ----.
ومن أمثلة ما أقصده: الإعراب على تناسي المحذوف، ولغة أكلوني البراغيث، والمجاورة، وغير ذلك كثير، وهو كل ما خالف المشهور من طريقة الإعراب؛ وأظن أن في مثل (إعراب القراءات الشواذ) للعكبري و (الدر المصون) للسمين الحلبي ومطولات كتب النحو معيناً لهذا الموضوع لا ينضب.
أتمنى أن يسمح وقتك الثمين - بارك الله فيه - بشيء من ذلك، والله الموفق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 07:57]ـ
شكر الله لكم شيخنا الكريم
ونحن نبذل الجهد الجاهد في اللَّحاق بركب طلبة العلم في معرفة المبادئ وأوائل المسائل، فضلا عن التعمق في الإغراب وشواذ المسائل
ومن باب الإلغاز والإفادة:
- أسأل عن فعل منسوب لجمع النساء ورد في القرآن الكريم، وإذا نسبته إلى جمع الرجال فلن يختلف.
- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف.
- وأسأل أيضا عن كلمة وردت مرتين في القرآن بمعنيين مختلفين أحدهما جمع والآخر مفرد.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 05:36]ـ
أما الفعل فهو (يعفون)، قال تعالى: (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير).
وأما السؤالان الآخران فنظرة إلى ميسرة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل، ما شاء الله
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 02:13]ـ
(والقواعد من النساء اللتي لا يرجون ..... ) (وقال نسوة ..... )
ما رأي مشايخنا الكرام
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 03:02]ـ
أحسنت يا أخي الفاضل، وإن كان هذا غائبا عن ذهني ولكنه صحيح، بل هو أولى؛ لأنه مذكور في القرآن للذكور أيضا {وترجون من الله ما لا يرجون}
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 03:32]ـ
وهذا سؤال آخر عجيب
وزن من الأوزان للفعل المضارع صيغته واحدة في المبني للمعلوم والمبني للمجهول (واضح أنه متصل بضمير)
ـ[ابو جوهر]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 04:25]ـ
الفعل يهرعون الوارد في سورة هوديحكي قصة لوط"وجاءه قومه يهرعون اليهومن قبل كانوا"
أليس كذلك؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 07:41]ـ
- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف.
أصحاب الجنة
أصحاب النار
ما رأيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 01:48]ـ
الأخ أبو أنس السندي
الجمع نفسه هو الذي ورد بمعنيين مختلفين، وليس بإضافتين مختلفتين، فتأمل
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 04:26]ـ
- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف.
- وأسأل أيضا عن كلمة وردت مرتين في القرآن بمعنيين مختلفين أحدهما جمع والآخر مفرد.
لعلكم تقربون الإجابة؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 06:33]ـ
- الكلمة الأولى على وزن (أفعال)
- الكلمة الثانية على وزن (أفعلة) في الجمع وعلى وزن (فاعلة) في المفرد، ومع ذلك فالكلمتان متطابقتان (ابتسامة)
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 07:13]ـ
"وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ" النمل: 35
"إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" القيامة: 23
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 09:55]ـ
هل يمكن أن تأتي (ناظرة) على وزن (أفعلة)؟؟؟
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 10:33]ـ
هل يمكن أن تأتي (ناظرة) على وزن (أفعلة)؟؟؟
الجواب: لا أعلم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 11:16]ـ
وفقكم الله
عندما يذكر أهل العلم وزن الكلمة فإنهم يقابلون الحروف الأصلية بحروف (ف ع ل)، وأما الحروف الزائدة فتكون كما هي
فإذا أردنا أن نعرف وزن (ناظرة) فإننا نعرف أنها من مادة (ن ظ ر)، فإذا قابلنا بين هذه الأحرف وجدناها لا بد أن تكون على وزن (فاعلة)، أما وزن (أفعلة) فلا بد أن يبدأ بحرف الألف الزائد.
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 01:59]ـ
شكر الله لكم شيخنا الكريم
ومن باب الإلغاز والإفادة:
- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف.
- وأسأل أيضا عن كلمة وردت مرتين في القرآن بمعنيين مختلفين أحدهما جمع والآخر مفرد.
جواب الأول: أقلام
و أنظرني حتى آتيك باليقين في الثاني، و أُراني قد عرفته، و لكن رب عجلة تهب ريثا
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 02:52]ـ
جواب الأول: أقلام
و أنظرني حتى آتيك باليقين في الثاني، و أُراني قد عرفته، و لكن رب عجلة تهب ريثا
و جواب الثاني:
آنية. قولا واحدا. و حمدا لك ربي على ما أنعمت و أوليت
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 03:05]ـ
سيدي أبا مالك العوضي، سلام الله عليك و رحمته و بركاته
أرجو أن تكون هذه المشاركة أول ما قاد المودة بيننا، و أملي في دوام الوصال و الاتصال؛ فأنا - علم الله - أحبكم فيه و له. إن المعارف بين أهل التهى ذمم
سيدي، ما كانت العربية لساني، و لا الاسلام سربالي، و لكن:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيت من الاسلام سربالا
(اتظر الخلاف في قائل البيت في ديوان لبيد بتحقيق العلامة إحسان عباس)
فأرجو أن تأخدوا بيدي، فأكونَ لكم شاكرا، و أكن من المخلصين الداعين لكم
و دمتم للحافظ ودكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 03:21]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولست سيدك يا أخي الكريم، ويكفيني أن أكون أخاك (ولو الصغير)
أما جوابك الثاني فهو صحيح، وبارك الله فيك، وبيانه أنه ورد في قوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية}، وهذا جمع (إناء)، فوزنه (أفعلة)، وورد في قوله تعالى: {تسقى من عين آنية}، وهذا وصف للعين، فهو بوزن (فاعلة)، قالوا: بمعنى حارة.
وأما جوابك الأول فهو محتمل للصحة أيضا، وإن كنت لم أقصده (ابتسامة).
وبيانه أنه ورد في قوله تعالى: {يلقون أقلامهم} أي سهامهم، وفي قوله تعالى: {من شجرة أقلام}، والمراد بها المستعملة في الكتابة، ولكن يعكر على هذا الجواب أن المعنى العام في الموضعين واحد، وهو أن الأقلام المتخذة للكتابة والمتخذة للاستهام كانت تؤخذ من أصل واحد عندهم، وإنما اختلافها في الاستعمال.
والجواب الصحيح هو (أسفار)، فقد وردت في قوله تعالى: {باعد بين أسفارنا} جمعا لـ (سَفَر)، ووردت في قوله تعالى: {يحمل أسفارا} جمعا لـ (سِفْر).
وكان ينبغي لي أن أقيد السؤال بأن أقول: (ومفرد كل منهما بوزن مختلف) أو نحو ذلك.
وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 05:29]ـ
حمضونا أكثر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 06:22]ـ
هذا ليس إحماضا يا أخي الكريم، بل هو من صميم العلم، فكتاب الله عز وجل وعلومه أعلى ما يُطلب وأنفس ما يُتعلم.
إلا أن تكون تعني بالإحماض أن هذه المسائل من دقيق العلم لا من جليله.
وإذا أردت إحماضا - بمعنى دقيق المسائل - فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال (ابتسامة)
وأتنا بفعل ألحق به ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمذكر، وحذف منه ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمؤنث!!
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 12:56]ـ
فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال (ابتسامة)
جزاكم الله خيرا
رغم الغلط الذي أقع فإني أحاول لعلي أصيب فتحملوني بارك الله فيكم (ابتسامة)
لعلها (ملائكة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأتنا بفعل ألحق به ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمذكر، وحذف منه ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمؤنث!!
لعلكم توضحون هل هو ضمير رفع أو نصب؟ (ابتسامة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:16]ـ
الأقوال في (ملائكة) ثلاثة فيما أذكر، فلعلك تفيدنا أكثر
والفعل المقصود كما في مثل قولنا (ضرب النساء - ضربت الرجال)
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 06:03]ـ
الأقوال في (ملائكة) ثلاثة فيما أذكر، فلعلك تفيدنا أكثر
والفعل المقصود كما في مثل قولنا (ضرب النساء - ضربت الرجال)
قالت الأعراب آمنا ........ سورة الحجرات
وقال نسوة في المدينة ...... سورة يوسف
أما الكلام عن الملائكة فهذا ما وقفت عليه وأنتم أعلم مني بهذا الفن
قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط (1/ 169 ترقيم الشاملة) (1/ 284 pdf)
( الملك: ميمه أصلية وهو فعل من الملك، وهو القوة، ولا حذف فيه، وجمع على فعائله شذوذاً، قاله أبو عبيدة، وكأنهم توهموا أنه ملاك على وزن فعال، وقد جمعوا فعالاً المذكر، والمؤنث على فعائل قليلاً. وقيل وزنه في الأصل فعأل نحو شمأل ثم نقلوا الحركة وحذفوا، وقد جاء فيه ملأك، فيحتمل أن يكون فعأ، وعلى هذا تكون الهمزة زائدة في فاء الكلمة وعينها، فمنهم من قال: الفاء لام، والعين همزة، من لاك إذا أرسل، وهي لغة محكية، فملك أصله ملأك، فخفف بنقل الحركة والحذف إلى فعل، قال الشاعر:
فلست لإنسى ولكن لملأك ... تنزل من جو السماء يصوب
فجاء به على الأصل، وهذا قول أبي عبيدة، واختاره أبو الفتح، وملائكة على هذا القول مفاعلة. ومنهم من قال الفاء همزة، والعين لام من الألوكة، وهي الرسالة، فيكون على هذا أصله مألكاً، ويكون ملأك مقلوباً، جعلت فاؤه مكان عينه، وعينه مكان فائه، فعلى هذا القول يكون في وزنه معلاً. ومنهم من قال: الفاء لام، والعين واو، ومن لاك الشيء: أداره في فيه، وصاحب الرسالة يديرها في فيه، فهو مفعل من ذلك، نحو: معاذ، ثم حذفوا العين تخفيفاً. فعلى هذا القول يكون وزنه معلاً، وملائكة على القول مفاعلة، والهمزة أبدلت من واو كما أبدلت في مصائب. وقال النضر بن شميل: الملك لا تشتق العرب فعله ولا تصرفه، وهو مما فات علمه، انتهى. والتاء في الملائكة لتأنيث الجمع، وقيل: للمبالغة، وقد ورد بغير تاء، قال الشاعر:
أنا خالد صلت عليك الملائك ...... ) ا. هـ
ما رأيكم .... ؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 12:53]ـ
أبا مالك
حفظك الله و رعاك ما زلنا نستفيد منك،
لعمرُك ما إنْ أبو مالك بوانٍ و لا بضعيفٍ قُواه ....
أبو مالك قاصرٌ فقرَه على نفسه و مُشِيعٌ غِناه
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
((فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال؟))
لعلها كلمة (أشياء) في قول الله عز وجل: ( ... لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم .. )
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[29 - Aug-2007, مساء 02:42]ـ
وأتنا بفعل ألحق به ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمذكر، وحذف منه ضمير التأنيث مع أنه منسوب للمؤنث!!
" وقال نسوة " "قالت الأعراب"
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 08:42]ـ
أحسنت يا أبا المقداد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Sep-2007, مساء 08:45]ـ
لعلها كلمة (أشياء) في قول الله عز وجل: ( ... لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسؤكم .. )
الذي أعرفه أن (أشياء) اختلف فيها على ثلاثة أقوال!
ـ[لامية العرب]ــــــــ[04 - Sep-2007, صباحاً 08:28]ـ
- وأسأل أيضا عن جمع من جموع القلة ورد مرتين في القرآن كل منهما بمعنى مختلف
أثقال
النحل (آية:7): وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤوف رحيم
الزلزلة (آية:2): واخرجت الارض اثقالها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Sep-2007, مساء 03:29]ـ
سبق جواب هذا السؤال في المشاركة (23)
والأثقال في الآيتين كلمة واحدة، وإنما الاختلاف من حيث الإضافة (أثقالكم) (أثقالها).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 11:12]ـ
فأتنا بكلمة وردت في القرآن واختلف في وزنها على أربعة أقوال (ابتسامة)!!
لعله: جِبريل و جَبريل و جَبرئلّ و جبرائيل و جبراييل و جبرئيل و جبرئِل (بتخفيف اللام) و جِبرين و جَبرين:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 01:05]ـ
وفقك الله يا أخ نضال!
الكلمة واحدة، ولكن الخلاف إنما هو في وزنها فقط!!
يعني مثلا كلمة (آنية) ما وزنها؟
إن قصدنا قوله تعالى: {تسقى من عين آنية} فوزنها (فاعلة)
وإن قصدنا قوله تعالى: {يطاف عليهم بآنية} فوزنها (أفعلة)
هذا للتوضيح فقط، وليست هذه الكلمة.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:21]ـ
ما وزن (معين) في قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين)، وفي قوله: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 03:39]ـ
فيها قولان:
- (معين) من (م ع ن) فوزنها (فعيل).
- (معين) من (ع ي ن) فوزنها (مفعول)، مثل (مقيل من قيل) و (مهين من هين).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:44]ـ
وفقك الله يا أخ نضال!
الكلمة واحدة، ولكن الخلاف إنما هو في وزنها فقط!!
يعني مثلا كلمة (آنية) ما وزنها؟
إن قصدنا قوله تعالى: {تسقى من عين آنية} فوزنها (فاعلة)
وإن قصدنا قوله تعالى: {يطاف عليهم بآنية} فوزنها (أفعلة)
هذا للتوضيح فقط، وليست هذه الكلمة.
من الأسماء أم الأفعال؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 05:48]ـ
من الأسماء؛ لأن الخلاف في أوزان الأفعال قليل عادة.
وخذ هذا المثال:
كلمة (مدينة) اختلف في وزنها على ثلاثة أقوال:
- فعيلة
- مفعولة
- مفعلة
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 06:41]ـ
من الأسماء؛ لأن الخلاف في أوزان الأفعال قليل عادة.
وخذ هذا المثال:
كلمة (مدينة) اختلف في وزنها على ثلاثة أقوال:
- فعيلة
- مفعولة
- مفعلة
كيف يكون وزنها: مفعولة؟
ما أعلمه في وزن (مفعولة) منها (مديونة) ثم:
إما أن يكون المحذوف (واو مفعول) فيكون وزنها (مفعِلة) وهو قول الخليل
وإما أن يكون المحذوف (عين الفعل) فيكون وزنها (مفِيلة) وهو قول سيبويه
وانظر الأصول في النحو لابن السراج (3/ 283)
ولعل الشيخ أبا مالك يفيدنا في هذا الأمر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 06:53]ـ
وفقك الله يا شيخنا الفاضل
المقصود أصل الوزن، وليس ما أصابه بسبب الإعلال.
وقولنا (مديونة) خلاف الأفصح من كلام العرب، والأفصح (مدينة) يقال: فلان مدين لي بكذا، وفلانة مدينة لي بكذا
كما يقال: باعه فهو مبيع وكاله فهو مكيل، ويجوز (مبيوع) (مكيول)، ولكن الأول أشهر وأعرف.
والقول بأن (المدينة) وزنها (مفعولة) هو قول أبي العباس المبرد رحمه الله، وهو يقصد - كما قلت - أصل الوزن.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وأنا لم أقصد أن مديونة هي الفصحى بدليل قولي بعدها:
ثم إما أن يكون المحذوف .... الخ
مع أن بعض العرب نطق به كما ذكر ابن السراج تبعا لغيره
ولو تكلمنا عن الأصل فيكون وزن (مفعِلة) و (مفِيلة) واحدا لأن كليهما أصله (مفعولة)
أم أنكم تقصدون بالوزن الثالث: (مفعَلة) بفتح العين؟
لعلكم توضحون لنا بارك الله فيكم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 07:26]ـ
وهذا سؤال آخر عجيب
وزن من الأوزان للفعل المضارع صيغته واحدة في المبني للمعلوم والمبني للمجهول (واضح أنه متصل بضمير) لماذا يشترط أن يكون متصلا بضمير؟
كل ما كان على وزن (يُفاعِل)، (يُفاعَل) وهو مضعف مثل (يُوادّ) و يُحادّ) و (يُحاجّ) و .....
فصيغته واحدة في المبني للمعلوم والمبني للمجهول، ولا يظهر الفرق إلا بفك التضعيف أو من السياق.
أم تقصدون فعلا معينا ورد في القرآن؟
نرجو التوضيح أيضا.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 08:56]ـ
لغز نحوي في الاعراب بشرط عدم الرجوع للمراجع وإنما حسب الموجود في أذهانكم:
اعرب كلمة "شهيدا" في قوله تعالى"وكفى بالله شهيدا"؟
والجوجل ممنوع أيضا من تفتيشه؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 11:11]ـ
لغز نحوي في الاعراب بشرط عدم الرجوع للمراجع وإنما حسب الموجود في أذهانكم:
اعرب كلمة "شهيدا" في قوله تعالى"وكفى بالله شهيدا"؟
والجوجل ممنوع أيضا من تفتيشه؟
هل الجواب تمييز أو حال؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 08:27]ـ
هذه استشارة وليس جواب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 10:49]ـ
ولو تكلمنا عن الأصل فيكون وزن (مفعِلة) و (مفِيلة) واحدا لأن كليهما أصله (مفعولة)
وفقكم الله يا شيخنا الفاضل.
لا يلزم أن تكون (مفعِلة) أصله مفعولة، بل هي أصل في الأوزان وإن كانت قليلة.
ـ[أبو -الطيب]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 12:45]ـ
عفوًا لاحظت أنَّ الكسرة كتبت تحت العين في (مَفِعْلَة) أكثر من مرة والذي أعرفه أنَّها تحت الفاء، والعين ساكنة لأنَّ النقل حدث بعد الحذف ومن ثَمَّ فحقه أن يُراعى في الميزان.
ولي تعليق أرجو أن يكون خفيفًا على قلوبكم بخصوص عنوان الموضوع (متى يكون المضارع ماضيا، ومتى يكون الماضي مضارعا؟) إذ هو مبني على أساس أن مصطلح (المضارع) يدل على زمن كشأن قسيمه (الماضي)، ولعل هذا تسرب مما شاع من أن حيثية التقسيم هي الزمن، والحق الذي لا أشك في أنَّ الأستاذ أبا مالك يعرفه هو أنَّ المضارعة تعني مشابهة الاسم، ومن ثم فالماضي وإنْ دلَّ على الاستقبال فإنَّه لا يكون مضارعًا.
ـ[أبو عبيدة الشامي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يكون المضارع ماضياً أيضاً إذا سبق بلما، وكان وتصريفاته ...
كان يأكل الطعام ...
وأدوات الشرط أيضاً إن جاء بعدها " كان " يحمل معنى الماضي ...
ولكن السؤال هنا: ما الفرق في الاستعمال بين الفعل الماضي وبين النفي بلم لصيغة المضارع؟
وجزاكم الله خيراً ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل مفتاح]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بسم الله الرحمن الرحيم، يمكن أن يكون الجواب كذلك بلاغيا: فقد يرد اللفظ ماضيا ومعناه مضارع وذلك لتحقق الوقوع: [ونفخ في الصور] أي: [ينفخ]، ويأتي العكس، وذلك استحضارا للصورة: [والله الذي أرسل الياح فتثير سحابا]، ولم يقل: [فأثارت]. و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[الشّك العلمي]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 07:43]ـ
الآية [والله الذي أرسل الرّياح فتثير سحابا].
وفقكم الله بما فيه الخير.(/)
ما تقدير قول: (ياحبي لفلان).
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 07:44]ـ
الإخوة الأكارم /
(يا حبي لربي اللي خلاّنا مسلمين)
هذه عبارة نُقلت عن إحدى كبيرات السن من القريبات - حفظها الله -.
وهي عبارة تأملتُها في معناها فوقفت معها كثيرا، وعلمت أننا في نعمة ..... لا نعرف قدرها!! ..... لكن يعرف قدرها من حُرمها .... والله المستعان.
أسأل الله أن يعيننا على شكر نعَمه.
ثم تأملتها - لغة - فوقفتُ معها أيضا .... وأشكل عليّ تقدير هذه العبارة:
(يا) (حبي)
قلبتُها، ثم قلبتُها، ثم قلبتُها ..... فلم يظهر لي ما يشفي الغليل.
وهي عبارة قلّ أن يمرّ ببعض الناس يوما إلا ويذكرونها .... أقصد نداء الحب .... فيقولون:
- ياحبي لـ (ربي).
- ياحبي لـ (للرسول صلى الله عليه وسلم).
- ياحبي لـ (لوالديّ.)
- ياحبي لـ (قلبي).
- ياحبي لـ (بيتي).
- ياحبي لـ (حلالي).
- ياحبي لـ (لعيالي).
- ياحبي لـ (كتبي).
- ياحبي لـ (للألوكة).
إلى ... آخره.
فما رأيكم؟.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jul-2007, مساء 09:17]ـ
( .......... يا حبي للمسيطير ........... ابتسامة)
وفقك الله يا شيخنا
هذا طريق معروف، ومهيع مشهور في كلام العرب، ينادون ما لا ينادى في الحقيقة لإظهار الاهتمام وتنبيه السامع.
قال تعالى: {يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} {يا ليتنا نرد ولا نكذب} {يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} {يا حسرة على العباد} {يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا} {يا ليتني مت قبل هذا} ... إلخ
ومثل ذلك في كلام الناس (يا سبحان الله) (يا عقول العالمين) وما أشبه ذلك
وللنحويين في هذا الباب ثلاث مسالك:
المسلك الأول: أن يقدر المنادى المحذوف كأن يقال: (يا قوم ليتني)
المسلك الثاني: أن يقدر في الكلام ما يصلح أن يجعله نداء على الجادة، كأن يقال: (يا حسرة احضري فهذا أوانك)
المسلك الثالث: أن يخرج بالكلام عن ظاهره من النداء إلى التنبيه، فتكون (يا) للتنبيه لا للنداء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 02:49]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
وأنا كذلك بـ (حبكم) في الله .... (سؤال خارج الموضوع: ما وجه دخول الباء على "بحبكم")؟.
شيخنا المبارك /
جواب سؤالي .... يندرج تحت أي مسلك؟.
توضيح /
- صفة النطق لما ذُكر أعلاه (يا حُبّيل فلان) .... فهي مدغمة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 03:09]ـ
كلها يمكن تقديرها، وإن كان الأقرب المسلك الثاني أو الثالث يا شيخنا الفاضل
وأما الباء في (بحبكم)، فهي للمصاحبة (ابتسامة)
أسأل الله لك السلامة والغنيمة
ـ[احمد291000]ــــــــ[12 - Jul-2007, مساء 02:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.هل هى (بحبكم) أو (بأحبكم)؟
ـ[لامية العرب]ــــــــ[18 - Jul-2007, مساء 08:32]ـ
التقدير
يالله ماأشد حبي لفلان
وإنما ذكرت على صورة (ياحبي لفلان) من باب الإختصار <<<مجرد اجتهاد في الرأي
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[27 - Jul-2007, صباحاً 03:20]ـ
(يا حبي للمسيطير)!
هذه كلمة قصيمية (قحة)، وأكثر استخدامها يكون بالضمير (يا حبي لك)،،
وتستخدم للبوح عن الحب، أو لشدة الترجي [وقد رأيت شاباً في بريدة مسكته الشرطة، وهو يصيح: (ياحبي لك) لا تعطين مخالفة!] .....
أما التقدير فقد كفانا أبو مالك.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 07:28]ـ
لعل تقديرها:
(يا) قوم! والله الذي لا إله إلا هو لا يعلم مقدار (حبي لكم) إلا هو.
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[30 - Jul-2007, مساء 11:30]ـ
موضوع جميل بوركت ياشيخ سامي على ما تتحفنا به بين الفينة والآخرى
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 10:14]ـ
أتوقع والله أعلم أن (يا) للتنبيه وكذلك لبيان عظم الحب كما في رد لامية العرب ..
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 07:53]ـ
سؤال:
كيف أصنع مع هذه (ياه ما أجمل القمر)؟
هذه ياء + هاء = ( .... .... ..... )(/)
وهو الفرق بين عباد الله وعابدين؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[12 - Jul-2007, صباحاً 11:51]ـ
وهو الفرق بين عباد الله وعابدين؟
عابد وعباد
ـ[عبدالله]ــــــــ[07 - Aug-2007, مساء 10:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
فائدة في ضبط (من) وَ (عن).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 04:50]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإنني أرى في كثير من الكتب المحققة اضطراباً في ضبط (من) وَ (عن) إذا أتى بعدهما ساكن، كمثل: عن ابن عمر ... فبعضهم يضبطها: بالتسكين، والآخر بالتحريك، وبعضهم تجده مضطرباً فمرةً هكذا ومرةً هكذا!
فوقعت عيني على كلام للنووي – رحمه الله – في كتابه: رؤوس المسائل وتحفة طلاب الفضائل (ص 84) حيث قال:
مسألة في حرف (مِنْ) و (عَنْ) إذا لقيهما ساكن وهما حرفان تكرر استعمالهما.
فأما مِنْ: فإنْ كان بعدها اسم معرف بالألف واللام فاللغة الفصيحة المختارة: فتح النون، والكسر لغة قليلة.
فالأول مثل قولك: قبضت مِنَ المال ألفاً، ومِنَ الرجل مائةً، ومِنَ القوم عشرين.
والثاني: قبضت مِنِ ابنك.
وأما عَنْ: فاللغة الفصيحة: كسرها إذا لقيها ساكن مطلقاً، وفيها لغة بضم النون مطلقا ولا تكسر اهـ.
ولعل الشيخ العوضي يفيدنا أكثر:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيكم شيخنا على هذا التواضع
وضابط ما ذكره الإمام النووي أن حركة النون في هذه الأمثلة تكون مخالفة لحركة الحرف قبلها، كما في قوله تعالى: {مِنَ الشيطان الرجيم}، و {عَنِ القرية}، ويجوز الوجهان خارج القرآن، ولكن هذا هو الأفصح؛ لأن تتابع الحركات المتماثلة ثقيل والعرب تتجنبه عادة، ولذلك فتحوا الباء من (إبَلي) في النسبة إلى الإبل كراهة لتوالي الكسرات، وكذلك فتحوا الميم من (نمري) في النسبة إلى النمر لكراهة ذلك، ولذلك أيضا قرئ قوله تعالى: {مطلَعِ الفجر} بفتح اللام لأن العين مكسورة، في حين قرئ قوله تعالى: {مطلِعَ الشمس} بكسر اللام لأن العين مفتوحة.
وبعض المعاصرين يضبط أمثال هذه الكلمات بالسكون اعتبارا للوقف وأصل الكلمة، ولكن المحققين المشهورين يضبطونها بالتحريك بناء على الوصل.
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 01:50]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Jul-2007, مساء 08:21]ـ
ومما يصلح أن يضم إلى ما ذكر:
أحوال (أوْ) العاطفة
قال الله تعالى:
{فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (196) سورة البقرة.
هذه قراءة القراء العشرة لـ «أوْ» هنا.
لاحظ أنه جاء بعدها متحرك = فسكنت، وأمثلته في القرآن كثيرة جدا.
أما إن جاء بعدها معرف بأل = فتكسر: «أوِ».
أمثلة:
قال الله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ} (31) سورة النور.
وقال الله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ} (31) سورة النور.
وقال الله تعالى: {أَوِ الْخَوْفِ} (83) سورة النساء.
وقال الله تعالى: {أَوِ الْوَالِدَيْنِ} (135) سورة النساء.
وقال الله تعالى: {أَوِ الْحَوَايَا} (146) سورة الأنعام.
وقال الله تعالى: {أَوِ الْقَتْلِ} (16) سورة الأحزاب.
كلها مكسورة في قراءة القراء العشرة.
وليس في القرآن غيرها فيما أحسب.
وأما إذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل، وبعده مضموم= فيجوز الكسر والضم:
مثاله:
قال الله تعالى: {أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} (66) سورة النساء.
وقال الله تعالى: {نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (3) سورة المزمل.
وقال الله تعالى: {أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ} (110) سورة الإسراء.
وهذه قراءة عاصم وحمزة.
أما بقية القراء العشرة فبالضم.
{أَوُ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم} (66) سورة النساء.
{نِصْفَهُ أَوُ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا} (3) سورة المزمل.
{أَوُ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ} (110) سورة الإسراء.
وليس في القرآن غيرها فيما أظن.
وأما إذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل وبعده مكسور = فتكسر الواو
مثاله:
قال الله تعالى: {أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعًا} (71) سورة النساء.
وهذه قراءة القراء العشرة.
وليس في القرآن إلا هذا الموضع.
وإذا جاء بعدها ساكن غير معرف بأل وبعده مفتوح = فتكسر الواو أيضا:
أمثلة:
قال الله تعالى: {أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} (13) سورة الملك.
وقال الله تعالى: {أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} (167) سورة آل عمران.
وقال الله تعالى: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ} (9) سورة يوسف.
قال الله تعالى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} (158) سورة البقرة.
قال الله تعالى: {أَوِ امْرَأَةٌ} (12) سورة النساء.
وهذه قراءة القراء العشرة.
ولم أجد في كتاب الله غيرها.
أما «أوَ» المفتوحة الواو كما في قوله تعالى:
{أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} (100) سورة البقرة
وغيرها كثير.
فهذه قد اختلف النحاة فيها، قال أبو حيان في البحر المحيط:
وقرأ الجمهور: {أوَ كلما}، بفتح الواو. واختلف في هذه الواو،
فقيل: هي زائدة، قاله الأخفش.
وقيل: هي «أوْ» الساكنة الواو، وحركت بالفتح، وهي بمعنى بل، قاله الكسائي.
وكلا القولين ضعيف.
وقيل: واو العطف، وهو الصحيح.
وليعذرني أبو مالك على التطفل، وإن كان فيما ذكرت غلط أو نقص = فليسده مشكورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2007, صباحاً 01:28]ـ
جزاكُمُ اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:42]ـ
وهناك حالة لـ (أو) تكتب مفتوحة، وذلك إذا جاء بعدها همزة قطع أسقطت للوزن، وهو كثير في ألفية ابن مالك، كما في قوله:
وَابْنِ أوَ اعْرِبْ مَا كَإذْ قَدْ أُجْريا ... واخْتَرْ بِنا مَتْلُوِّ فعلٍ بُنِيا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:47]ـ
هذا يسمى نقل الحركة، وهو غير مخصوص بالواو، بل عام في كل الحروف الساكنة المتبوعة بهمزة من كلمة أخرى، كما في قوله تعالى: {قدَ افلح المؤمنون} بنقل الحركة إلى الدال.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 02:51]ـ
جزاك الله خيراً على التصحيح والفائدة.
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[30 - Jul-2007, صباحاً 11:27]ـ
لكن شيخنا الفاضل لم لا تضاف هذه الحالة مع ما سبق علماً أن بعض الحالات السابقة تشترك فيها (أو) مع غيرها؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Jan-2008, صباحاً 09:31]ـ
احسن الله اليكم ياشيخ عبدالله
ـ[العرب]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 11:04]ـ
جزاك الله خيراً(/)
هذه في العربية [من من من من من] فضله فمن يأتي بها؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - Jul-2007, صباحاً 07:06]ـ
لا أظن أنه يوجد في اللغة العربية سوى هذه، على هذا التتالي، فمن يعرفها؟
وجائزته الدعاء.
فنحن في زمن الجوائز (ابتسامة).
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 03:13]ـ
لا أظن أنه يوجد في اللغة العربية سوى هذه، على هذا التتالي، فمن يعرفها؟
وجائزته الدعاء.
فنحن في زمن الجوائز (ابتسامة).
أظن الجواب:
مَنٌّ مِنْ مَنِّ مَنْ مَنَّ
و الله أعلم
(و أظنني قرأت هذا اللغز في كتاب الامداد شرح منظومة الاسناد لشيخنا العلامة أكرم عبد الوهاب)
ـ[موتمباي رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 03:15]ـ
و لا تنسنا من الجائزة أخي عبد المحسن (ابتسامة) و لك بمثلها. أفترضى؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Jul-2007, صباحاً 05:36]ـ
رحمك الله قد رضيت قد رضيت:)
أحسنت بجوابك وفقك الله فنقول: [هذا مِنْ مَنّ مَن مَنّ مِنْ فضله](/)
ضع كل مالديك شروحات النحو
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من الاخوان التكرم بوضع كل مالديهم من شروحات النحو
ملفات صوتيه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 10:44]ـ
للرفع ,,,,,,,
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Jul-2007, مساء 10:27]ـ
للخفض بدلا من الرفع
(إبتسامة)
ـ[أبو عمرين]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 12:59]ـ
الإخوة الكرام في المجلس العلمي، تكرما نريد تصوير كتب مهمة من كتب النحو:
ـ التذييل والتكميل لأبي حيان بتحقيق د. هنداوي (6أجزاء)
ـ شرح كتاب سيبويه للسيرافي بتحقيق د. رمضان وآخرين (6أجزاء أو أكثر)
ـ المقاصد الشافية للشاطبي تحقيق جامعة أم القرى.
ـ البسيط في شرح الجمل لابن أبي الربيع تحقيق د. عياد الثبيتي طبع دار الغرب.
ـ الكافي في شرح الإيضاح لابن أبي الربيع تحقيق د. الحفيان طبع الرشد.
ـ المغني في النحو لابن هشام بتحقيق د. الخطيب، الكويت.
ـ المغني في النحو لابن فلاح اليمني، ط العراق.
التخمير شرح المفصل للخوارزمي تحقيق د. العثميني ط \ار الغرب.
ـ الإقليد شرح المفصل للجندي طبع جامعة الإمام.
ـ شرح الكافية للرضي طبع جامعة الإمام.
ـ البديع لابن الأثير في النحو طبع جامعة أم القرى.
وجزاكم الله خيراً.
ـ
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 03:58]ـ
على موقع طريق الإسلام شرحان للآجرومية، للشيخ عبد الكريم الخضير، وللشيخ محمد بن صالح العثيمين.
شرح الشيخ عبد الله الفوزان ( http://www.islamlight.net/alfuzan/index.php?option=com_sound&catid=1481&Itemid=46&userid=88)
شرح الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد ( http://islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1804)
شرح الشيخ عبد الرحمن بن عوف كوني ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83267)
شرح الشيخ أحمد بن عمر الحازمي (لم يكتمل) ( http://www.alhazmy.net/articles_sound.aspx?id=145&first=0&t2=)
نفعك الله بها.
ـ[أم معين]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 06:02]ـ
أحسنت
وفقك الله
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Jul-2007, مساء 10:38]ـ
بارك الله فيكم ابا أدهم ,, ماهكذا
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:15]ـ
شرح ألفية ابن مالك
سبعون شريطا بصوت الشيخ ابن عثيمين أسكنه الله الفردوس الأعلى
للاستماع أو التحميل اضغط على هذا الرابط
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_193.shtml
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:16]ـ
شرح متن الآجرومية الجزء الأول
أحد عشر شريطا بصوت الشيخ ابن عثيمين أسكنه الله الفردوس الأعلى
للاستماع أو التحميل اضغط هنا
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_188.shtml
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:16]ـ
شرح متن الآجرومية الجزء الثانى
ستة عشر شريطا بصوت الشيخ ابن عثيمين أسكنه الله الفردوس الأعلى
للاستماع أو التحميل اضغط هنا
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_189.shtml
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:17]ـ
شرح الدرة اليتيمية
ستة شُرُطٍ بصوت الشيخ ابن عثيمين أسكنه الله دار السلام
للاستماع أو التحميل اضغط هنا
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_192.shtml
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:17]ـ
وهذا شرح متن الآجرومية للشيخ عبدالكريم الخضير 8 أشرطة
للاستماع أو التحميل
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2306
ـ[نجيب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 07:22]ـ
عنوان المادة شرح لامية الأفعال
الشيخ عبد الرحمن بن عوف كوني
الشريط (1)
الوجه الأول ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/1.wma)
الوجه الثاني ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/2.wma)
الشريط (2)
الوجه الأول ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/3.wma)
الوجه الثاني ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/4.wma)
الشريط (3)
الوجه الأول ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/5.wma)
الوجه الثاني ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/6.wma)
الشريط (4)
الوجه الأول ( http://www.sahab.fm/voice/wma/konni/0003/7.wma)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 10:00]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شرح الأجرومية للشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن السبيهين.
هنا. ( http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=49&lang=Ar)
والبقية هنا. ( http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=47&lang=Ar)
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 10:06]ـ
الدروس مفرغة كتابياً.
هنا. ( http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=468&lang=Ar)
وهنا. ( http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=446&lang=Ar)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Sep-2007, مساء 10:13]ـ
أحسن الله اليكم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 02:49]ـ
ـ المغني في النحو لابن فلاح اليمني، ط العراق
المغني؛ لابن فلاح اليمني (680) المطبوع منه جزءٌ يشكل الثلث أو الربع .. طبعه د/ عبد الرزاق السعدي ..
وقد تمَّ بحمد الله تحقيقُ الكتابِ كاملاً .. ولعلَّ الله ييسر طبع الكتاب كاملاً ..
بتحقيق اثنين من الدكاترة، ثالثهم الدكتور السعدي السالف ذكرُه ..
والكتاب - كما قال لي أحد المعتنين بالنحو -، قلَّ أن يوجد له مثيل!
وقال لي: لم أرَ أوسع منه في النحو!
مع أنَّ ترجمة ابن فلاحٍ لم تكن منتشرة، شأنُه شأنَ ابن آجرُّوم!
عنوان المادة شرح لامية الأفعال
الشيخ عبد الرحمن بن عوف كوني
الشريط (1)
الوجه الأول
الوجه الثاني
الشريط (2)
الوجه الأول
الوجه الثاني
الشريط (3)
الوجه الأول
الوجه الثاني
الشريط (4)
الوجه الأول
هل هذا شرحٌ لللاّميَّة كاملٌ؟
ـ[محب العربية]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:56]ـ
إخواني أردت أن أسأل عن كتاب صدر منذ فترة قريبة وهو:
الإقناع في النحو
(شرح مبسط لألفية ابن مالك)
تأليف: أحمد بن سيد بن حامد آل برجل
طبع في مجلدين عن دار القبس
فهل اطلع أحدكم عليه، وما رأيكم فيه؟
ـ[محمود]ــــــــ[23 - Feb-2008, مساء 08:34]ـ
المغني؛ لابن فلاح اليمني (680) المطبوع منه جزءٌ يشكل الثلث أو الربع .. طبعه د/ عبد الرزاق السعدي ..
وقد تمَّ بحمد الله تحقيقُ الكتابِ كاملاً .. ولعلَّ الله ييسر طبع الكتاب كاملاً ..
بتحقيق اثنين من الدكاترة، ثالثهم الدكتور السعدي السالف ذكرُه ..
والكتاب - كما قال لي أحد المعتنين بالنحو -، قلَّ أن يوجد له مثيل!
وقال لي: لم أرَ أوسع منه في النحو!
مع أنَّ ترجمة ابن فلاحٍ لم تكن منتشرة، شأنُه شأنَ ابن آجرُّوم!
؟
أين سيطبع المغني بارك الله فيكم
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[25 - Feb-2008, مساء 11:34]ـ
للرفع
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 - Feb-2008, صباحاً 12:11]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[احمد موسى]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 09:41]ـ
http://www.alhazmy.net/articles_sound.aspx?id=2&first=1&links=False
من موقع الشيخ احمد الحازمي ويحتوي على
الدرة اليتيمة
نظم الآجرومية
ملحة الإعراب
قطر الندى (لم يكتمل)
ألفية ابن مالك
شرح المكودي على ألفية ابن مالك
متن البناء
نظم المقصود
نظم قواعد الإعراب
الجوهرالمكنون
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 11:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الحكيم علي]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 10:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واصلوا وصلكم الله بمنه وكرمه
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:49]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شرح الآجرومية " وليد ادريس المنيسى "
شرح " مختصر شذا العرف "
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على موقع اسلام واى (ابتسامة)(/)
التحدث بأكثر من لهجة
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 10:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أسعد الله أوقاتكم، و عمرها بالطاعات ..
بين يدي قضية لا أعرف كيف أعنون لها، و لا بم تسمى، و لا مكان تباحثها ..
القضية هي:
هل يصح الجمع في كلام متصل بين أكثر من لهجة أو لغة؟
مثال ذلك:
قول الشاعر:
أعرف منها الأنف و العينانا ... و منخرين أشبها ظبيانا
حيث إنه في (العيانا) جعلها منصوبة على لغة من يلزم المثنى الألف.
و في (منخرين) جهلها منصوبة بالياء على لغة جمهرة العرب.
السؤال - بغض النظر عن صحة رواية هذا البيت -:
هل يصح مثل هذا الأسلوب؟
و ما موارد بحثه عند النحاة؟
جزاكم الله كل خير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 11:27]ـ
/// بالنسبة لأمثال هذا البيت فقد يُقال إنَّه يجوز في الشِّعر ما لا يجوز في غيره.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 11:36]ـ
أظن أن الذي يفيدك فيه أكثر الحبيب اللبيب
أنت لها يا أبا مالك وفقك الله
نحن في انتظارك
وفي بقية الإخوان خير كذلك
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - Jul-2007, صباحاً 11:56]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:12]ـ
الجمع بين اللغتين كثير جدا في كلام العرب، وقد أفردته بمبحث في ملتقى أهل الحديث
أمهلوني حتى أبحث عن الرابط
ـ[هالة]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:36]ـ
في إنتظار بحث الفاضل: أبو مالك العوضي
فهذه المسألة مهمّة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 03:39]ـ
ها هو ذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68267
ولكن يبدو أنني لم أضعه كاملا، فنظرة إلى ميسرة حتى أراجع مسوداتي
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - Jul-2007, مساء 09:56]ـ
بارك الله فيك أبا مالك
و لكن كثيراً من الشواهد المذكورة لا تنطبق على ما نحن بصدده؛ إذ هي أوجه صحيحة، لا إشكال في استعمالها مثل الثلاثي و الرباعي، و نحوها
و إنما عنيت - و قصر عنه أسلوبي - ما كان كالمثال المذكور؛ لأنه إما أن يكون ممن يرى النصب بالياء أو الألف و لا يمكن أن يجمع بينهما ..
عموما .. بارك الله لك في علمك .. و نفع بك ..
ـ[العيدان]ــــــــ[17 - Jul-2007, صباحاً 02:30]ـ
قال الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد:
هذا و اعلم أن أكثر النحاة يروون في بيت الشاهد الذي نحن بصدده: (و منخرين) على أنه منصوب بالياء نيابة عن الفتحة ... و نحن نستبعد كل الاستبعاد أن يقول الشعر في أول البيت (و اليعنانا) بالألف في موضع النصب، ثم يقول في نفس البيت (و منخرين) بالياء، و قد نص العلماء على أنه يكاد يكون من المحال أن يأتي العربي في بيت واحد بلغتين من لغات العرب في كلمة واحدة أو فيما يشابهها. ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 03:47]ـ
لو تكرمت بتخريج كلام الشيخ محمد محيي الدين
وكلامه رحمه الله عجيب جدا، وهو أعجب إذ يصدر منه هو؛ لأنه لا يخفى عليه أن أكثر العلماء قد احتجوا بهذا البيت وما شابهه على ذلك، وقوله (أكثر العلماء) من أعجب العجب؛ لأن أكثر العلماء على عكس ذلك، إلا أن يكون في كلام الشيخ محيي الدين ما لم أفهمه.
ـ[العيدان]ــــــــ[17 - Jul-2007, مساء 08:27]ـ
عزيزي أبا مالك ..
يبدو أن محل ما اوردت من شواهد تخالف ما انا أقصد؛ إذ قصدي بعبارة أوضح: (التلفيق بين اللغات في سياق واحد) بمثل هذا الشاهد، و هذا ما لا يتوارد على الأمثلة المذكورة في مشاركتك ..
بالنسبة لكلام الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد فهو في عدة السالك، المطبوع بهامش أوضح المسالك (1/ 60 - 61)، و أسوقه إليك بنصه:
- (هذا و اعلم أن أكثر النحاة يروون في بيت الشاهد الذي نحن بصدده: (و منخرين) على أنه منصوب بالياء نيابة عن الفتحة كلغة جمهرة العرب و نحن نستبعد كل الاستبعاد أن يقول الشعر في أول البيت (و العينانا) بالألف في موضع النصب، ثم يقول في نفس البيت (و منخرين) بالياء، و قد نص العلماء على أنه يكاد يكون من المحال أن يأتي العربي في بيت واحد بلغتين من لغات العرب في كلمة واحدة أو فيما يشابهها، فإن العربي القح لا يتكلم بغير لغة قبيلته، و إنما يفعل ذلك الذين يتعلمون العربية، و لبيست لغتهم، و لأن هذا البذي أنكره هو رواية أكثر النحاة نص ابن هشام على أنه:مصنوع، و نحن نستبعد على أنه مصنوع، و نحيلك على رواية أبي زيد و هو من الثقات التي آثرناها في صدر الكلام على هذا البيت فقد اطردت فيها المثنيات على مساق واحد بالألف).
ـ[العيدان]ــــــــ[20 - Jul-2007, مساء 11:41]ـ
هل من مفيد
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:37]ـ
ما المانع من الجمع
فقد يقول شاعر تميمي، وتأثر بلغة بني أسد بيتا من الشعر يجمع بين لغتين في موطن واحد
ونرى الآن رجلا من المغرب، ويعيش زمنا في مصر، فيجمع بين لهجتين
فالجواز العقلي يقتضيه
والمانع منتف عنه
ودليله الوقوع
ولا أقوى من دليل الوقوع كما يقول أهل الأصول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 01:38]ـ
نسيت أن أستغفر من الافتيات على أبي مالك العوضي، فأنت المسؤول، وأستغفر الله من الفضول
ـ[العيدان]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 02:52]ـ
عزيزي عبدالعزيز ..
الجواز العقلي خارج عن محل النزاع ..
الوقوع:
هل ثبت هذا البيت، لم يثبت بهذه اللفظة كما نقلت لك عن الشيخ محي الدين ..
سؤالي:
- هل نص أحد على الجواز؟
- هل لهذا البيت نظائر؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 03:27]ـ
أخي الكريم
سبب الإشكال عندك أنك تدعي أمرين:
= الأول: أن العربي لا بد أن يرى النصب بالياء أو بالألف
= الثاني: أن الأمثلة التي ذكرتُها أنا ليست من هذا الباب لأنها أوجه صحيحة
وأنا أقول لك:
الوجه الأول مثل الوجه الثاني تماما، فإن كنت تدعي أن العربي لا يمكن أن يجمع بينهما، فأنا أدعي مثله في الأبيات الأخرى، وإن كنت تدعي في الوجه الثاني أنها أوجه صحيحة فلا إشكال في الجمع بينها، فأنا أدعي مثل ذلك في الوجه الأول، فلا وجه للتفريق بينهما، فمن المعلوم أن كون الكلمة يصح فيها الثلاثي والرباعي مثلا لا يتعارض مع كون هذه الكلمات لغات قبائل مختلفة، كما يقول أهل اللغة كثيرا: الضم لغة كذا والفتح لغة كذا، أو الثلاثي لغة كذا والرباعي لغة كذا، فهي لغات قبائل مختلفة.
وهذا ليس بشرط، ولكنه هو المشهور عندهم، ولذلك يقولون: لغة قريش، لغة تميم، لغة نجد ... إلخ، كما يقولون: في هذه الكلمة ثلاث لغات ... سبع لغات ... عشر لغات، فاستعملوا كلمة (لغة) في الموضعين، فإن كانوا يقصدون معنيين مختلفين كان الظن بهم أن يبينوا ذلك، والله أعلم.
وكلام الشيخ محيي الدين رحمه الله متعقب بكلام غيره من أهل العلم كابن جني، وقد نقلت نصه في الرابط السابق.
وقد وجدنا أهل العلم ذكروا في كثير من ألفاظ القرآن أنها بلغة تميم أو بلغة نجد أو بلغة الحجاز أو بلغة كذا أو بلغة كذا، وهذا مشهور معروف في كتب اللغة وكتب التفسير، ومثل ذلك كثير في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فأنت ترى أن المتكلم واحد، ومع ذلك فاللغات المستعملة مختلفة، فلا مانع أن يجمع المتكلم الواحد في كلامه بين لغات مختلفة.
وقد تكلم أهل العلم على مسألة الجمع بين القراءات في القرآن وأجازوها بشروط، والقراء السبعة أنفسهم وغيرهم كانوا يتخيرون من القراءات التي يسمعونها ولا يتقيدون بلغة واحدة.
فمثلا قوله تعالى: {إن هذان لساحران} إن قيل: إن هذا على لغة من يلتزم الألف في التثنية، فمن المعلوم أن هذا الالتزام لم يأت في القرآن إلا في هذا الموضع، فكيف نقول إنه لا يجوز الجمع بين اللغتين، فقد جمع الله عز وجل بين اللغتين في القرآن.
وقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم} إن قيل: إن هذا على لغة (أكلوني البراغيث)، فمن المعلوم أن هذه اللغة لم تلتزم في القرآن.
وقوله تعالى: {ويخلد فيه مهانا} بزيادة ياء في (فيه) على قراءة حفص، من المعلوم أن هذا هو الموضع الوحيد عند حفص على هذه اللغة، ولم يلتزمها حفص، ومثله قوله تعالى: {ومن عاهد عليهُ الله} بضم هاء (عليه).
ومن ذلك قول الشاعر:
فظلت لدى البيت العتيق أخيلهُو ومطواي مشتاقان لهْ أرقان
فجمع بين اللغتين في تسكين الهاء وإشباعها واوا، قال ابن جني: جمع بين اللغتين .... وهو في لغة أزد السراة كثير.
ومثال آخر، وهو الكلمات التي تأتي على وزن (فَعِلة) بفتح فكسر، فمن المعلوم أن بعض العرب يلتزم فيها التخفيف بتسكين العين، وبعض العرب يجعلها بكسر الفاء مع تسكين العين، ومعلوم أن هذه لغات مختلفة لأقوام مختلفين، ومع ذلك لم أر أحدا خطأ ابن مالك في قوله:
واحده (كلمة) والقول عم ............ و (كِلْمة) بها كلام قد يؤم
فجمع بين اللغتين.
ومن المعلوم أن الكلمات التي على وزن (فُعُل) عند العرب منهم من يثقلها بضمتين، مثل (عُسُر) (عُمُر) (عُشُر) .. إلخ، ومنهم من يخففها بالتسكين، وهي لغات مختلفة لقبائل مختلفة، ومع ذلك لم نر أحدا خطأ الشاعر في قوله:
هو الجواد يعد البُخْل من جُبُن ........... وهو الشجاع يعد الجُبْن من بُخُل
فجمع بين اللغتين في الكلمتين.
والموضوع يقتضي بسطا أكثر من ذلك، ولكني لم أتفرغ للبحث فيه، فلعل الوقت يسعف في مرة قادمة إن شاء الله تعالى.
ـ[العيدان]ــــــــ[21 - Jul-2007, مساء 09:40]ـ
بارك الله فيك أبا مالك ..(/)
الفوائد المنتقاة من (تأويل مشكل القرآن) لابن قتيبة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:53]ـ
(تأويل مشكل القرآن) لابن قتيبة
من الكتب الممتعة لابن قتيبة، كعادته في كتبه جميعا، رحمه الله
كنت أنتقر بعض العبارات التي تعجبني في أثناء القراءة، أحببت أن أشارك بها في هذا الملتقى المبارك
وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه من أوائل الكتب التي اهتمت بعلم الوجوه والنظائر، وكذلك علم الاشتقاق وأصول الكلم، سابقا ابن فارس وابن جني وغيرهما، ويبدو لي - والله أعلم - أنه استفاد ذلك من الخليل رحمه الله.
وكذلك اهتم ابن قتيبة بحروف المعاني في القرآن، وبالألفاظ المشكلة
وكذلك اهتم بكثير من أبواب البلاغة كالمجاز والكناية والإضمار، وهذا مفيد جدا لمن أراد أن يدرس تطور علم البلاغة قبل الجرجاني؛ لأن جميع كتب البلاغة التي جاءت بعده تقريبا جرت على طريقته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:54]ـ
ص 12
وإنما يعرف فضل القرآن من كثُر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات؛ فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب خِصِّيصى من الله لما أرهصه في الرسول وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب فجعله علمه كما جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه
ص 13
فالخطيب من العرب إذا ارتجل كلاما في نكاح أو حمالة أو تحضيض أو صلح أو ما أشبه ذلك لم يأت به من واد واحد، بل يفتنّ، فيختصر تارة إرادة التخفيف ويطيل تارة إرادة الإفهام، ويكرر تارة إرادة التوكيد ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر السامعين ويكشف بعضها حتى يفهمه بعض الأعجمين، ويشير إلى الشيء ويكني عن الشيء.
وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال وقدر الحفل وكثرة الحشد وجلالة المقام
ثم لا يأتي بالكلام كله مهذبا كل التهذيب ومصفى كل التصفية بل تجده يمزج ويشوب ليدل بالناقص على الوافر وبالغث على السمين ولو جعله كله نجرا واحدا لبخسه بهاءه وسلبه ماءه.
ص 14
ولها [يعني العرب] الإعراب الذي جعله الله وشيا لكلامها وحلية لنظامها وفارقا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين كالفاعل والمفعول لا يفرق بينهما إذا تساوت حالاهما في إمكان الفعل أن يكون لكل واحد منهما إلا بالإعراب
ص 17
وقد يكتنف الشيء معان فيشتق لكل معنى منها اسم من أسماء ذلك الشيء كاشتقاقهم من البطن للخميص مبطّن وللعظيم البطن إذا كان خلقة بطين فإذا كان من كثرة الأكل قيل مبطان وللمنهوم بطن وللعليل البطن مبطون.
ويقولون وجدت الضالة ووجدت في الغضب ووجدت في الحزن ووجدت في الاستغناء ثم يجعلون الاسم في الضالة وجودا ووجدانا وفي الحزن وجدا وفي الغضب موجدة وفي الاستغناء وُجدا
ص 17
وللعرب الشعر الذي أقامه الله تعالى لها مقام الكتاب لغيرها / وجعله لعلومها مستودعا ولآدابها حافظا ولأنسابها مقيدا ولأخبارها ديوانا لا يرثّ على الدهر، ولا يبيد على مر الزمان.
وحرسه بالوزن والقوافي وحسن النظم وجودة التحبير من التدليس والتغيير فمن أراد أن يحدث فيه شيئا عسر ذلك عليه ولم يخف له كما يخفى في الكلام المنثور
ص 20
وللعرب المجازات في الكلام، ومعناها طرق القول ومآخذه ففيها الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير والحذف والتكرار والإخفاء والإهار والتعريض والإفصاح والكناية والإيضاح ومخاطبة الواحد مخاطبة الجمع والجميع خطاب الواحد والواحد والجميع خطاب الاثنين والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم وبلفظ العموم / لمعنى الخصوص، مع أشياء كثيرة ستراها في أبواب المجاز إن شاء الله.
وبكل هذه المذاهب نزل القرآن، ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله تعالى بالعربية؛ لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب.
ص 33
وقد غلط في تأويل هذا الحديث قوم فقالوا: السبعة الأحرف وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج.
وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة.
وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال
/ وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل
....
وإنما تأويل قوله صلى الله عليه وسلم نزل القرآن على سبعة أحرف على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن
ص 35
والحرف يقع على المثال المقطوع من حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة ويقع الحرف على الكلمة بأسرها، والخطبة كلها والقصيدة بكمالها.
ص 36
وقد تدبرت وجوه الخلاف في القراءات فوجدتها سبعة أوجه
أولها الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها ....
والوجه الثاني أن يكون الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات / بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتاب ........ /
والوجه الثالث أن يكون الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولا يزيل صورتها ........
والوجه الرابع أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها ...
والوجه الخامس أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها ...
والوجه السادس أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير ....
/ والوجه السابع أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان ....
ص 39
والأسدي يقرأ تِعلمون وتِعلم وتِسود وجوه وألم إِعهد إليكم
والتميمي يهمز والقرشي لا يهمز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:54]ـ
ص 39
ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه / ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان وقطع للعادة فأراد الله برحمته ولطفه أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات كتيسيره عليهم في الدين حين أجاز لهم على لسان رسوله صلى الله عليه أن يأخذوا باختلاف العلماء من صحابته في فرائضهم وأحكامهم وصلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم وطلاقهم وعتقهم وسائر أمور دينهم.
ص 42
كل ما كان منها موافق لمصحفنا غير خارج من رسم كتابه جاز لنا أن نقرأ به وليس لنا ذلك فيما خالفه لأن المتقدمين من الصحابة والتابعين قرأوا بلغاتهم وجروا على عادتهم وخلّوا أنفسهم وسوم طبائعهم فكان ذلك جائزا لهم ولقوم من القراء بعدهم مأمونين على التنزيل عارفين بالتأويل فأما نحن معشر المتكلفين فقد جمعنا الله بحسن اختيار السلف لنا على مصحف هو آخر العرض وليس لنا أن نعدوه كما كان لهم أن يفسروه وليس لنا أن نفسره.
ولو جاز لنا أن نقرأه بخلاف ما ثبت في مصحفنا لجاز أن نكتبه على الاختلاف والزيادة والنقصان والتقديم والتأخير وهناك يقع ما كرهه لنا الأئمة الموفقون رحمة الله عليهم.
ص 49
ولو أن رجلا كتب في المصحف سورا وترك سورا لم يكتبها لم نر عليه في ذلك وَكْفا إن شاء الله تعالى
ص 51
وكان الحجاج وَكَل عاصما وناجية بن رمح وعلي بن أصمع بتتبع المصاحف وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفا لمصحف عثمان ويعطوا صاحبه ستين درهما.
ص 59
منهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين.
لم أر فيمن تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه
[ذكر المحقق أنه يقصد حمزة الزيات]
ص 86
القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها ومذاهبها في الإيجاز والاختصار والإطالة والتوكيد والإشارة إلى الشيء وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا اللقن وإظهار بعضها وضرب الأمثال لما خفي.
ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل لبطل التفاضل بين الناس وسقطت المحنة وماتت الخواطر
ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة ومع الكفاية يقع العجز والبلادة.
....
وكل باب من أبواب العلم من الفقه والحساب والفرائض والنحو فمنه ما يجل ومنه ما يدق ليرتقي المتعلم فيه رتبة بعد رتبة حتى يبلغ منتهاه ويدرك أقصاه ولتكون للعالم فضيلة النظر وحسن الاستخراج ولتقع المثوبة من الله على حسن العناية.
ص 87
ولو كان كل فن من العلوم شيئا واحدا لم يكن عالم ولا متعلم ولا خفي ولا جلي؛ لأن فضائل الأشياء تعرف بأضدادها فالخير يعرف بالشر والنفع بالضر والحلو بالمر والقليل بالكثير والصغير بالكبير والباطن بالظاهر.
وعلى هذا المثال كلام رسول الله صلى الله عليه وكلام صحابته والتابعين وأشعار الشعراء وكلام الخطباء ليس منه شيء إلا وقد يأتي فيه المعنى اللطيف الذي يتحير فيه العالم المتقدم ويقر بالقصور عنه النقاب المبرز.
ص 90
وقال المازني سألت الأخفش عن حرف رواه سيبويه عن الخليل في باب من الابتداء يضمر فيه ما بني على الابتداء وهو قوله ما أغفله عنك شيئا أي دع الشك، ما معناه؟
قال الأخفش: أنا مذ ولدت أسأل عن هذا
وقال المازني سألت الأصمعي وأبا زيد وأبا مالك عنه فقالوا: ما ندري ما هو
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:54]ـ
ص 122
ولم تكن العرب طرا مع أفهامها وألبابها لتتواطأ على تخيل وظنون ولا كلها أسمعه الخوف وأراه الجبن، فهذا أبو البلاد الطهوي وتأبط شرا وهما من مردة العرب وشياطين الإنس يصفان الغول ويحليانها ويساورانها
وهذا أبو أيوب الأنصاري يأسرها
/ وهذا عمر رضي الله عنه يصارع الجني
وما جاء في هذا أكثر من أن نحيط به
ص 150
والعرب تقول: أخي وأخوك أينا أبطشُ يريدون أنا وأنت نصطرع فننظر أينا أشد؟ فيكني عن نفسه بأخيه لأن أخاه كنفسه.
ص 172
وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفن / وينسبها فيه إلى الإفراط وتجاوز المقدار، وما أرى ذلك إلا جائزا حسنا على ما بيناه من مذاهبهم
كقول النابغة في وصف سيوف:
تقد السلوقي المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر أنها تقطع الدروع التي هذه حالها والفارس حتى تبلغ الأرض فتوري النار إذا أصابت الحجارة
وقول النمر بن تولب في صفة سيف:
تظل تحفر عنه إن ضربت به بعد الذراعين والساقين والهادي
يقول: رسب في الأرض بعد أن قطع ما ذكر، واحتاج أن يحفر عنه ليستخرجه من الأرض
ص 219
وهذا قول الفراء [يعني لا يخاف لدي المرسلون بل غيرهم الخائف إلا من ظلم] وهو يبعد؛ لأن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما يظهر، وليس في ظاهر هذا الكلام على هذا التأويل دليل على باطنه.
ص 229
والعرب تقول: عددتك مائةً أي عددت لك، وأستغفر الله ذنبي، قال الشاعر:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
وشبعت خبزا ولحما، وشربت ورويت ماء ولبنا وتعرضت معروفك، ونزلتك ونأيتك، وبت القوم، وغاليت السلعة، وثويت البصرة، وسرقتك مالا، وسعيت القوم، واستجبتك.
ص 336
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحدة فغيروا منها حرفا ثم أتبعوها الأولى.
/ كقولهم عطشان نطشان، كرهوا أن يقولو: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا.
وكذلك قولهم: حسن بسن، كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء، وشيطان ليطان في أشباه له كثيرة.
ص 248
والباء تزاد في الكلام والمعنى إلقاؤها
كقوله تعالى: {تَنْبُت بالدهن}
[كذا ضبطها المحقق!! وينظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84206 ]
ص 257
خبرني غير واحد عن الأصمعي أن أبا عمرو بن العلاء وأبا سفيان بن العلاء أسماؤهما كناهما.
وربما كان للرجل الاسم والكنية فغلبت الكنية على الاسم فلم يعرف إلا بها، كأبي سفيان وأبي طالب وأبي ذر وأبي هريرة.
ولذلك كانا يكتبون (علي بن أبو طالب) و (معاوية بن أبو سفيان) لأن الكنية بكمالها صارت اسما، وحظ كل حرف الرفع ما لم ينصبه أو يجره حرف من الأدوات أو الأفعال، فكأنه حين كني قيل: أبو طالب ثم ترك ذلك كهيئته وجعل الاسمان واحدا.
ص 294
وقوله {الآن حصحص الحق ... } هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
ص 302
يستعيرون الكلمة فيضعونها مكان الكلمة لتقارب ما بينهما أو لأن إحداهما سبب للأخرى، فيقولون للمطر سماء؛ لأنه من السماء ينزل، ويقولون للنبات ندى لأنه بالندى ينبت
ص 302
كذلك يستعيرون الحرف في الكلمة مكان الحرف فيقولون: مدهته بمعنى مدحته؛ لأن الحاء والهاء يخرجان جميعا من مخرج واحد / ويقولون للقبر جدث وجدف، ويقولون: ثوم وفوم ومغاثير ومغافير لقرب مخرج الفاء من الثاء.
ص 309
وقد كان قوم من المفسرين يفسرون بعض هذه الحروف فيقولون: طه يا رجل، ويس يا إنسان، ونون الدواة، وقال آخر: الحوت
وحم قضي والله ما هو كائن /
وقاف جبل محيط بالأرض.
وصاد بكسر الدال من المصاداة وهي المعارضة.
وهذا ما لا نعرض فيه؛ لأنا لا ندري كيف هو ولا من أي شيء أخذ، خلا صاد وما ذهب إليه فيها.
ص 313
وكل من تحير في أمر قد اشتبه عليه واستبهم أخرجه من الحيرة فيه أن يسأل ويناظر ثم يفكر ويعتبر.
ص 317
وأسماؤها [يعني الأنواء] عندهم الشَّرَطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك والغفر والزبانى والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية وفرغ الدلو المقدم وفرغ الدلو المؤخر والرشا وهو الحوت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:55]ـ
ص 336
{فقال هذا ربي} يريد أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرفهم خطأهم وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظم ما عظموا وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكل من تابعك على هواك وشايعك على أمرك كنت به أوثق وإليه أسكن وأركن فأنسوا واطمأنوا.
ص 337
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذا الحواري حين ورد على قوم يعبدون (بدا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله وأراهم الاجتهاد في دينهم فأكرموه وفضلوه وائتمنوه وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدو لهم خافه الملك على مملكته فشاور الحواري في أمره فقال: الرأي أن ندعو إلهنا – يعني البد – حتى يكشف ما قد أظلنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنا نرشحه. فاستكفوا حوله يتضرعون إليه ويجأرون وأمر عدوهم يستفحل وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: ههنا إله آخر أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه، فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ص 346
وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى فاعلموا أنا نقدر على رد السلاميات على صغرها، ونؤلف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر.
ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل
ص 374
وأكثر ما تأتي الأسماء من فَعِلَ يفعَل على فَعِل كقوله وجل يوجل فهو وجل وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على فاعل نحو علم يعلم فهو عالم
وربما جاء منه على فعل وفاعل نحو صدي يصدى فهو صد وصاد.
كذلك تقول: عبِدَ يعبَد فهو عبِد وعابد، قال الشاعر:
وأعبَد أن تُهجى تميمٌ بدارم
ص 402
يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوبا، ويحملهم التنزيه لهم صلوات الله عليهم على مخالفة كتاب الله جل ذكره واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة التي لا تخيل عليهم أو على من علم منهم أنها ليست لتلك الألفاظ بشكل ولا لتلك المعاني بلِفق.
ص 403
فنحن نقول: عصى وغوى كما قال الله تعالى، ولا نقول: آدم عاص ولا غاو؛ لأن ذلك لم يكن عن اعتقاد متقدم ولا نية صحيحة كما تقول لرجل قطع ثوبا وخاطه قد قطعه وخاطه، ولا تقل: خائط ولا خياط حتى يكون معاودا لذلك الفعل معروفا به.
ص 406
والمفاعلة تكون من اثنين ...
وقد تكون المفاعلة من واحد فتقول: غاضبت من كذا أي غضبت، كما تقول: سافرت وناولت وعاطيت الرجل وشارفت الموضع وجاوزت وضاعفت وظاهرت وعاقبت.
ص 426
في هذه السورة [الجن] إشكال وغموض: بما وقع فيها من تكرار (إن) واختلاف القراء في نصبها وكسرها، واشتباه ما فيها من قول الله تعالى وقول الجن، فاحتجنا إلى تأويل السورة كلها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:55]ـ
ص 485
الرُوح والرِيح والرَوح من أصل واحد اكتنفته معان تقاربت فبُني لكل معنى اسم من ذلك الأصل وخولف بينها في حركة البنية.
والنار والنور من أصل واحد، كما قالوا: المَيْل والميَل وهما جميعا من مال، فجعلوا الميَل بفتح الياء فيما كان خلقة فقالوا: في عنقه ميَل وفي الشجرة ميل وجعلوا الميْ بسكون الياء فيما كان فعلا فقالوا: مال عن الحق ميلا وفيه ميل علي أي تحامل.
وقالوا: اللسَن واللسْن واللِسن، وهذا كله من اللسان، فاللسَن جودة اللسان، واللسْن العذل واللوم، ويقال: لسنت فلانا لسْنا أي عذلته وأخذته بلساني، واللِسن اللغة يقال لكل قوم لسن.
وقالوا: حَمل الشجرة بفتح الحاء وحَمْل المرأة بفتح الحاء، وقالوا لما كان على الظهر حِمل والأصل واحد.
ص 531
وجرُّ العرب بها [الآن] يفسد عليه هذا المذهب؛ لأنهم إذا جروا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزيادة، وإنما هي (لا) زيدت عليها الهاء، كما قالوا: ثم وثمة.
وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر (العاطفون تحين ما من عاطف): إنما هو (العاطفونه) بالهاء، ثم تبتدئ فتقول: (حين ما من عاطف) فإذا وصلته صارت الهاء تاء. وكذلك قوله: (وصلينا كما زعمته) ثم تبتدئ فتقول: لاتا، فإذا وصلته صارت الهاء تاء، وذهبت همزة الآن.
قال: وسمعت الكلابي ينهى رجلا عن عمل فقال: حسبك تلان. أراد حسبكه الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء.
ص 543
أو
... وربما كانت بمعنى واو النسق
كقوله: {فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا} يريد عذرا ونذرا. وقوله {لعله يتذكر أو يخشى} وقوله {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكره.
ص 556
تعال
(يُتْبَعُ)
(/)
....... ثم إن العرب لكثرة استعمالهم إياها صارت عندهم بمنزلة هلم، حتى استجازوا أن يقولوا للرجل وهو فوق شرف: تعال، أي اهبط، وإنما أصلها الصعود
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:56]ـ
ومن كلامه الذي ينتمي لعلم الاشتقاق:
ص 139
وأصل هذا أن من عثر بشيء وهو غافل نظر إليه حتى يعرفه فاستعير العثار مكان التبين والظهور، ومنه يقول الناس: ما عثرت على فلان بسوء قط أي ما ظهرت على ذلك منه.
ص 344
وأصل التزكية الزيادة ومنه يقال: زكا الزرع يزكو إذا كثر رَيعه وزكت النفقة إذا بورك فيها، ومنه زكاة الرجل عن ماله؛ لأنها تثمر ماله وتنميه. وتزكية القاضي للشاهد منه؛ لأنه يرفعه بالتعديل والذكر الجميل.
ص 351
وأصل الهَزْم الكسر، ومنه قيل للنقرة في الأرض هَزْمة أي كسرة، وهزمت الجيش أي كسرتهم، وتهزمت القربة أي انكسرت.
ص 416
وأصل الفيء الرجوع
.......
وأصل السجود التطأطؤ والميل
ص 441
أصل قضى حَتَم
........
ثم يصير الحتم بمعان
........ / ....... وهذه كلها فروع ترجع إلى أصل واحد
ص 443
أصل هدى أرشد
ص 445
أصل الأمة الصنف من الناس والجماعة
........
ثم تصير الأمة الحين .... كأن الأمة من الناس القرن ينقرضون في حين فتقام الأمة مقام الحين
ثم تصير الأمة الإمام والرباني ... لأنه ومن اتبعه أمة فسمي أمة لأنه سبب الاجتماع
وقد يجوز أن يكون سمي أمة لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة، ومن هذا يقال: فلان أمة وحده، أي هو يقوم مقام أمة.
/
.......
والأمة الدين ........ والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد أمة فتقام الأمة مقام الدين
ص 452
ولا أرى أصل هذا الحرف [القنوت] إلا الطاعة؛ لأن جميع هذه الخلال من الصلاة والقيام فيها والدعاء وغير ذلك يكون عنها.
ص 464
السبب أصله الحبل
ثم قيل لكل شيء وصلت به إلى موضع أو حاجة تريدها سبب
ص 467
أصل الظلم في كلام العرب وضع الشيء في غير موضعه
ص 484
الحرج أصله الضيق. ومن الضيق الشك، كقول الله تعالى: {فلا يكن في صدرك حرج منه} أي شك؛ لأن الشاك في الشيء يضيق صدرا به.
ص 495
وهذا [يعني الكرم] وإن اختلف فأصله الشرف
ص 502
الأخذ أصله باليد ثم يستعار في مواضع
فيكون بمعنى القبول ....
ويكون بمعنى الحبس والأسر ....
/ والأخذ التعذيب
ص 507
وأصل الخلق التقدير
ص 508
الرجم أصله الرمي ... ثم يستعار فيوضع موضع القتل .......
ويوضع موضع الشتم؛ لأن الشتم رمي ....
ويوضع موضع الظن ...
والرجم اللعن والطرد ...
ص 510
وأصل هذا كله [يعني السعي] المشي والإسراع
ص 515
وهذا كله وإن اختلف فأصله واحد [يعني الأمر]
ويكنى عن كل شيء بالأمر؛ لأن كل شيء يكون فإنما يكون بأمر الله، فسميت الأشياء أمورا؛ لأن الأمر سببها
ص 551
ويقال: فلان جارم أهله أي كاسبهم وجريمتهم.
ولا أحسب الذنب سمي جرما إلا من هذا؛ لأنه كسب واقتراف.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 12:56]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
جزاكم الله خيراً أبا مالك
درر ثمينة، وانتقاءات سمينة
نفع الله بكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:14]ـ
جزاكم الله خيراً أبا مالك
درر ثمينة، وانتقاءات سمينة
نفع الله بكم
آمين
ونتمنى لو أن كل من قرأ كتاباً أملى علينا ما ينتقيه من فوائده، فنرى أن وقتنا أضيق من أن نقرأ كل ما نرغب في قراءته، وكم من كتاب قرأناه قديماً، ونحن اليوم نحتاج إلى إعادة قراءته، لأسباب كثيرة.
وفقكم الله إلى تقريب علوم الشريعة وخدمتها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 05:28]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحمادي
شيخنا محمد خلف سلامة
كأنك قلت ما كان في صدري، ولهذا أفرح إذا وجدت بعض إخواني لخص شيئا مما قرأ أو انتقى من زبدته ما يرتضيه.
وقد سرتُ على هذه الطريقة في كتاب ليس لابن خالويه في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85490
وسار عليها الشيخ عصام البشير في كتاب الطناحي في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79431
وسار عليها عدد من الإخوة في ملتقى أهل الحديث وغيره.
وقد منَّ الله علي بقراءة (بيان تلبيس الجهمية) طبعة المجمع كاملا، وما بقي إلا تسطير الفوائد المنتقاة.
وأتمنى أن أرى رأيكم فيما انتقيته من هذا الكتاب النفيس الذي لم يصنف مثله في هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=36389(/)
فوائد منتقاة من (شرح اللؤلؤة في النحو) لجمال الدين السرمري
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:00]ـ
(اللؤلؤة في النحو)
منظومة مختصرة للعلامة جمال الدين أبي المظفر يوسف بن محمد السُّرَّمَرِّي الحنبلي المتوفى سنة 776
أبياتها نحو مائة وستين بيتا من بحر البسيط.
وقد شرحها الناظم شرحا مختصرا، لعله الشرح الوحيد لهذه المنظومة.
ويمكن تحميل النظم من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91208
وهذه فوائد منتقاة من هذا الشرح، أسأل الله أن ينفع بها.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:04]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2007, مساء 06:06]ـ
5
والحمد أعم من الشكر لأن الشكر يكون في مقابلة إحسان والحمد بغير ذلك فالله تعالى محمود على السراء والضراء.
وقيل الشكر أعم من الحمد من وجه والحمد من الشكر من وجه
عموم الشكر أن الحمد لا يستعمل إلا في القول، والشكر لا [كذا] يستعمل في القول والعمل، تقول: سجدت شكرا لله تعالى والسجود عمل.
/ ووجه عموم الحمد أنك قد تحمد الرجل على شجاعته وعمله، وإن لم تنتفع بذلك، كما تحمد الطبيب الحاذق وإن لم تنتفع بطبه، ولم تستطبه، وقد يكون في مقابلة إحسان فهو أعم من هذا الوجه
19
وإنما كان شأن القوم هذا [يعني مجانبة اللحن] لأن الغالب عليهم معرفة العربية، وكان اللاحنون قليلا، فأما في زماننا هذا فالتكلم بالنحو بين العوام مجلبة للهوان والشر، فليتق التكلم به مع غير أهل العلم به
21
قلت: ولقد كان شيخنا الإمام العلامة تقي الدين أبو بكر عبد الله الزريراني يكلم الناس غالبا بلسان العوام في المفاوضة والأخذ والعطاء ونحو ذلك حتى إنه كان يفخم الراء فلا يفخمها على عادة العوام ببغداد، فإذا تكلم في الفقه والعلوم، والدروس ونحوها فما رأيت أحدا أفصح منه، فإن لكل مقام مقالا.
26
وأرجو لمن حفظ هذه المقدمة وفهمها ألا يحتاج معها إلى كثير مهم في هذا الفن، فإنها اشتملت على جل المقاصد واحتوت على وسائط القلائد.
34
إذا طارح النحوي ... إلخ
35
ومن علامات الاسم إسناد النفع والضر إليه فكل ما ضر ونفع فهو اسم
[هذا وهم من المؤلف، فليس إسناد النفع والضر بخاصة تختلف عن إسناد الوصف أو المدح أو الذم أو القوة أو الضعف أو غير ذلك.
ثم وقفت على من سبق المؤلف لهذا القول وهو أبو الحسن الأخفش الأوسط كما نقل ذلك ابن السيد في إصلاح الخلل]
49
وقد تشدد الواو من (هو) قال الشاعر:
وإن لساني شهدة يشتفى بها ............ وهوَّ على من صبه الله علقم
55
ألا ترى / أنك إذا قلت (ما رأيت الهلال) بنصب الهلال كنت نافيا لرؤيته، ولو رفعته كنت مثبتا لها، أي الذي رأيت هو الهلال
وكذلك لو قلت (ما أخذت منك درهما) كنت بالنصب جاحدا، ولو رفعت كنت مقرا، أي الذي أخذته منك درهم، فلولا الإعراب لالتبس الإقرار بالنفي، وهذا ظاهر واضح)
59
وهنا قاعدة، وهي أن الحرف والفعل في الأصل غير متمكنين، وكل ما ناسب من الأسماء ما لا تمكن له في / الأصل بني، ولا يحتاج لتفصيل، فتقول: علة البناء في الأسماء إما شبه الحرف، أو كونه اسما للفعل كـ (إيه، ونزال، وهلم ونحو ذلك) والله تعالى أعلم.
62
والنصب والجر لا يوجدان حتى يتقدم الرفع كقولك (ضرب زيد عمرا ومررت بزيد)
66
والنحب النذر قال تعالى: {فمنهم من قضى نحبه} أي ما كان نذر من القتال حتى يقتل
67
الفتح أخف الحركات
71
ولك أيضا أن تدغم كما سبق وأن تظهر فإن أظهرت أسكنت آخره، فقلت: اغضض بصرك واكفف يدك، قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} وقال: {اغضض من صوتك} على اللغتين جميعا.
[هذا خطأ من المؤلف، فالأول مجزوم بحذف النون!]
73
لكن تقف على المنصوب وحده بالألف بدلا من التنوين وليس كذلك الوقف على المجرور والمرفوع؛ لأن المجرور لو وقف عليه بالياء لالتبس بياء الإضافة، كقولك: مررت بغلام، فلو أثبت فيه الياء لظن أن الغلام ملكك.
(يُتْبَعُ)
(/)