وقد رجح القرطبي ([131]) أن ظاهر القرآن مع من جواز الابتداء بالسلام عليهم لعموم النصوص فقال (وجوز تحية الكافر وأن يبدأ بها ـ بعض السلف ـ قيل لابن عيينة: هل يجوز السلام على الكافر؟ قال: نعم! قال الله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة: 8] وقال: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم} [الممتحنة: 4] الآية، وقال إبراهيم لأبيه: {سلام عليك} قلت: الأظهر من الآية ما قاله سفيان بن عيينة). ([132])
ثم لم يجد القرطبي ما يدفع به هذا القول إلا حديث سهيل حيث قال (وفي الباب حديثان صحيحان: روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه) خرجه البخاري ومسلم ـ كذا قال القرطبي وهو وهم فإن البخاري لم يخرجه ـ وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد: (أن النبي صلى الله عليه وسلم ... مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال: لا تغبروا علينا!
فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم).فالأول يفيد ترك السلام عليهم ابتداء لأن ذلك إكرام والكافر ليس أهله، والحديث الثاني يجوز ذلك، قال الطبري: ولا يعارض ما رواه أسامة بحديث أبي هريرة فإنه ليس في أحدهما خلاف للآخر، وذلك أن حديث أبي هريرة مخرجه العموم، وخبر أسامة يبين أن معناه الخصوص، وقال النخعي: إذا كانت لك حاجة عند يهودي أو نصراني فابدأه بالسلام. فبان بهذا أن حديث أبي هريرة (لا تبدؤوهم بالسلام) إذا كان لغير سبب يدعوكم إلى أن تبدؤوهم بالسلام من قضاء ذمام أو حاجة تعرض لكم قبلهم أو حق صحبة أو جوار أو سفر. قال الطبري: وقد روي عن السلف أنهم كانوا يسلمون على أهل الكتاب، وفعله ابن مسعود بدهقان صحبه في طريقه، قال علقمة: فقلت له يا أبا عبد الرحمن أليس يكره أن يبدؤوا بالسلام؟! قال: نعم ولكن حق الصحبة ([133])، وكان أبو أمامة إذا انصرف إلى بيته لا يمر بمسلم ولا نصراني ولا صغير ولا كبير إلا سلم عليه فقيل له في ذلك فقال: أمرنا أن نفشي السلام. وسئل الأوزاعي عن مسلم مر بكافر فسلم عليه فقال: إن سلمت فقد سلم الصالحون قبلك، وإن تركت فقد ترك الصالحون قبلك، وروي عن الحسن البصري أنه قال: إذا مررت بمجلس فيه مسلمون وكفار فسلم عليهم) ([134]) انتهى كلام القرطبي.
وكذلك يجب الرد على من سلم من المشركين على القول الراجح وبه قال الجمهور، قال القرطبي (العاشرة: واختلف في رد السلام على أهل الذمة هل هو واجب كالرد على المسلمين وإليه ذهب ابن عباس والشعبي وقتادة تمسكا بعموم الآية وبالأمر بالرد عليهم في صحيح السنة). ([135])
كما لا يقتصر في الرد على (وعليكم) إلا في حالتين فقط:
الأولى: في حالة الحرب، فلا يجابون ـ إذا ابتدؤوه ـ بقول (وعليكم السلام)، لأنه أمان يترتب عليه ما يترتب على الأمان من أحكام، وهو ينافي حال الحرب معهم، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة بني قريظة: (إني راكب إلى يهود فمن انطلق معي منكم فلا تبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا وعليكم فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم).
وهذا ما دل عليه حديث أبي بصرة وأبي عبد الرحمن الجهني وحديث الثوري عن ابن دينار عن ابن عمر عند البيهقي مطولا مفصلا.
فلا يبدؤون بالسلام ولا يرد عليهم بالسلام لكونه أمانا ينافي حال الحرب.
الثانية: إذا سلموا بصيغة الدعاء بالشر كقولهم (السام عليكم)، فيرد عليهم بلفظ (وعليكم)، على سبيل المجازاة بلا فحش ـ كما قال صلى الله عليه وسلم ـ في رواية سفيان بن عيينة عن ابن دينار ـ: (إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليك! فقل وعليك! وقال مرة ـ أي سفيان أو شيخه ـ: (إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم، فإنهم يقولون السام عليكم).
وأصرح منها رواية سفيان الثوري ـ عند ابن أبي شيبة ـ عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن اليهود إذا لقوكم وقالوا السام عليكم فقولوا لهم وعليكم).
وهذا ما دل عليه حديث عائشة وجابر وأنس وعبد الله بن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما عدا ذلك، فإذا حيوا بتحية طيبة، فالمأمور به بنص الكتاب الرد بالأحسن وهو الأفضل كما يفيده تقديم ذلك في سياق الآية ([136]) أو ردها كما هي، وعدم الاقتصار على ما هو دونها كما هو ظاهر قوله تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ([137]).
وهذا قول ابن عباس قال: ردوا السلام على من كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ذلك بأن الله يقول {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. ([138])
وكذلك يدخل في عموم الآية إذا قال المشرك (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) وجب الرد بمثل ذلك، كما صح عن ابن عباس أيضا: قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك قلت: وفيك وفرعون قد مات. ([139])
وقد أورده البخاري في الأدب المفرد في باب (كيف يدعو للذمي)، فمقصود ابن عباس بيان مشروعية الدعاء لغير المسلم بالبركة والخير، كما ورد عن ابن عمر وعقبة بن عامر في أنهما دعيا لذمي (أكثر الله مالك وولدك)، وهي البركة الدنيوية!
قال ابن القيم (فصل: كيف نرد عليهم إذا تحقق لدينا أنهم قالوا السلام عليكم؟ فلو تحقق السامع أن الذمي قال له (سلام عليكم) لا شك فيه فهل له أن يقول (وعليك السلام) أو يقتصر على قوله (وعليك)؟ فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له (وعليك السلام) فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها} فندب إلى الفضل وأوجب العدل، ولا ينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه إنما أمر بالاقتصار على قول الراد (وعليكم) بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم وأشار إليه في حديث عائشة رضي الله عنها فقال (ألا ترينني قلت وعليكم لما قالوا السام عليكم)؟ ثم قال (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم) والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه، قال تعالى {وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول} فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي (سلام عليكم ورحمة الله) فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه) ([140]) انتهى كلامه.
فالدعاء لغير المسلمين بالخير والصلاح والرزق والبركة جائز كما في قوله تعالى في شأن الوالدين وإن كانا مشركين {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} ([141])
قال الطبري (وقد تأول قوم قول الله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} ([142]) الآية أن النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم لقوله: {من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} وقالوا: ذلك لا يتبينه أحد إلا بأن يموت على كفره وأما وهو حي فلا سبيل إلى علم ذلك فللمؤمنين أن يستغفروا لهم.
ذكر من قال ذلك: حدثنا سليمان بن عمر الرقي حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عن الشيباني عن سعيد بن جبير ([143]) قال: مات رجل يهودي وله ابن مسلم لم يخرج معه فذكر ذلك لابن عباس فقال: كان ينبغي له أن يمشي معه ويدفنه ويدعو له بالصلاح ما دام حيا فإذا مات وكله إلى شأنه! ثم قال: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} لم يدع.
حدثنا ابن وكيع قال حدثنا فضيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال: مات رجل نصراني فوكله ابنه إلى أهل دينه فأتيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال: ما كان عليه لو مشى معه وأجنه واستغفر له؟ ثم تلا: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} الآية) ([144]).
وقال الحافظ ابن حجر (أخرج أبو داود وصححه الحاكم ([145]) من حديث أبي موسى الأشعري قال كانت اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول يرحمكم الله فكان يقول (يهديكم الله ويصلح بالكم) قال بن دقيق العيد إذا نظرنا إلى قول من قال من أهل اللغة أن التشميت الدعاء بالخير دخل الكفار في عموم الأمر بالتشميت، وإذا نظرنا إلى من خص التشميت بالرحمة لم يدخلوا، قال ولعل من خص التشميت بالدعاء بالرحمة بناه على الغالب لأنه تقييد لوضع اللفظ في اللغة. قلت ـ أي ابن حجر ـ وهذا البحث أنشأه من حيث اللغة، وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية
(يُتْبَعُ)
(/)
وإصلاح البال، وهو الشأن، ولا مانع من ذلك بخلاف، تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار) ([146]) انتهى.
وهذا فيه نظر أيضا فإن الرحمة قد تكون أيضا دنيوية، كالدعاء بصلاح البال لغير المسلم إذا عطس، وقد أمر القرآن بالدعاء للوالدين بالرحمة وإن كانا مشركين ماداما حيين، قال القرطبي في آية {وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا} (وقيل: ليس هذا موضع نسخ فهو دعاء بالرحمة الدنيوية للأبوين المشركين ما داما حيين، كما تقدم، أو يكون عموم هذه الآية خص بتلك لا رحمة الآخرة، لاسيما وقد قيل إن قوله {وقل رب ارحمهما} نزلت في سعد بن أبي وقاص فإنه أسلم فألقت أمه نفسها في الرمضاء متجردة فذكر ذلك لسعد فقال: لتمت فنزلت الآية، وقيل: الآية خاصة في الدعاء للأبوين المسلمين، والصواب أن ذلك عموم) ([147]) انتهى.
بل إن الدعاء لهم بلفظ (يهديكم الله ويصلح بالكم)، قد يكون أفضل من يرحمكم الله أو يغفر الله لكم، قال ابن عبد البر (واختار الطحاوي قوله (يهديكم الله ويصلح بالكم) لأنه أحسن من تحيته ـ أي قول المشمت يرحمكم الله أو يغفر الله لكم ـ لأن حال من هدي وأصلح باله فوق المغفور له). ([148])
وقال الحافظ ابن حجر (وقد أخذ به الطحاوي من الحنفية واحتج له بقول الله تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} قال والذي يجيب بقوله (غفر الله لنا ولكم) لا يزيد المشمت على معنى قوله (يرحمك الله) لأن المغفرة ستر الذنب، والرحمة ترك المعاقبة عليه، بخلاف دعائه له بالهداية والإصلاح فإن معناه أن يكون سالما من مواقعة الذنب صالح الحال فهو فوق الأول فيكون أولى).
والمقصود أن الرد بالمثل على من سلم من المشركين وقال (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) يقتضي أن يقول الراد (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، ولا يحتج بحديث اليهود وتعاطسهم عند النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لهم (يهديكم الله ويصلح بالكم)، فهذه سنة في تشميت غير المسلمين، بالدعاء لهم بالهداية وصلاح الحال، وهو الدعاء نفسه الذي يقوله العاطس المسلم لمن شمته من المسلمين، حين يقول (يرحمك الله) فيجاب بلفظ (يهديكم الله ويصلح بالكم)، فلا يقاس عليها السلام المأمور فيه بنص الكتاب برده بأحسن منه أو بمثله.
خاتمة البحث
وختاما فقد درس الباحث دراسة حديثية نقدية حديث سهيل (لا تبدؤوا المشركين بالسلام) وهو راو مختلف فيه فمن الأئمة من وثقه كأحمد ومسلم الذي أخرج له فعيب عليه أخراج حديثه ـ كما ذكره الحاكم ـ ومن الأئمة من ضعفه وترك الاحتجاج به كابن معين وأبي حاتم والبخاري ولم يخرج له في صحيحه احتجاجا وعاب الدارقطني عليه ذلك أيضا.
ولا خلاف بأن ترك من تركه إنما سببه كثرة ما وقع في حديثه من خطأ واختلاف بسبب سوء حفظه لعلة أصابته، فحين يأتي الباحث لدراسة حديث من أحاديث هذا الضرب من الرواة المختلف فيهم ويجد في بعض حديثه خللا ما فإنه وإن رجح صدقه وعدالته ـ موافقة لم وثقوه وصححوا حديثه ـ فإنه كذلك وكما تقتضيه الدراسة النقدية الموضوعية رجح كونه أخطأ ووهم واضطرب في هذا الحديث الذي وقع فيه خلل ـ موافقة لمن تكلموا فيه وتركوه واتقوا حديثه ـ فاحتاج الباحث أولا إلى إثبات وقوع الخلل في الرواية وذكر ما فيها من علة حينئذ، وهو ما يقتضي إبراز جانب الضعف في الراوي الذي يظهر من خلاله عدم استبعاد وقوع الوهم منه ثم لما أبان عن ذلك، احتاج إلى التوفيق بينه وبين الأحاديث الأخرى بالقدر الذي وافقها فيه ليثبت أنه وإن وقع في حديثه خلل جزئي، إلا أنه له أصل صحيح يرجع إليه لدفع الوهم الكلي، فتنزل الباحث في دراسته النقدية مع كلا الفريقين سواء من وثقوه أو من ضعفوه.
فإن قيل هو ثقة مخرج في صحيح مسلم، قيل على فرض الاحتجاج به فليس هو من الأئمة المتفق عليهم بل غايته ثقة متكلم فيه حتى قال في التقريب (صدوق تغير حفظه) فليس مثله من يقوى على التفرد حتى على قواعد من وثقوه!
وإن قيل هو ضعيف لا يحتج به أصلا قيل فإن حديثه هذا له شواهد صحيحة تقويه وترفع من درجته برده إليها وعرضه عليها!
ومعلوم عند أهل الفن أنه ليس كل علة توجب ضعف الحديث ولا كل اضطراب واختلاف يوجب رده، وقد ظهر للباحث أن هذا الحديث فيه ثلاث علل:
1 ـ ضعف في حفظ سهيل يوجب التثبت وتجنب ما قد يقع في روايته من الخطأ والوهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ وتفرد يوجب التوقف حتى توجد المتابعات والشواهد التي تدل على أن للحديث أصلا.
3 ـ واختلاف واضطراب يوجب جمع رواياته للوقوف على الصحيح منها.
ولذلك قام الباحث بما يلي:
1 ـ جمع أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ورجح كونه عدلا صدوقا يخطأ في الرواية ما يوجب التأكد من عدم وقوع شيء من الوهم في حديثه هذا.
2 ـ كما جمع الباحث روايات حديث سهيل فإذا أصحابه الحفاظ الأثبات يختلفون عليه في لفظه تارة يقول (اليهود) وتارة يقول (أهل الكتاب) وتارة يقول (المشركين) وهذا الخلاف من سهيل نفسه لا من أصحابه، ولا يمكن الجمع بينه لما بينها من التغاير والتباين كما بين العام والخاص، لا كما بين الألفاظ المترادفة وخلاف التنوع، ما يوجب التوقف في هذا اللفظ حتى يأتي ما يرجح أحد هذه الألفاظ.
3 ـ كما قام الباحث بالبحث عن متابعاته وشواهده، فوقف فيه على نكارة وتفرد، فلم يتابع سهيل أحد على روايته لا عن أبيه ولا عن أبي هريرة ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ العام المطلق، وليس مثله من يقبل منه هذا التفرد، حتى قال أبو حاتم ويحيى بن معين (لا يحتج به)، ولم يخرج له البخاري احتجاجا، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في غرائب حديثه ومناكيره، خاصة لفظ (اضطروهم إلى أضيق الطريق) هكذا على سبيل العموم والإطلاق.
4 ـ ثم جمع الباحث شواهد الحديث ـ حديث أبي بصرة والجهني وابن عمر ـ فإذا كلها في قصة طويلة تفسر الاختصار في حديث سهيل واتفقت مع حديث سهيل بلفظ (إذا لقيتم اليهود فلا تبدؤوهم بالسلام) وزادت عليه بإيراد القصة وقوله (إنا غادون غدا) وزادت كذلك (وإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم).
فصح هذا القدر من حديث سهيل وهو القدر الذي وافق فيه الأحاديث الأخرى وثبت عدم صحة لفظة (المشركين) ولا لفظة (أهل الكتاب) وأنها من تصرف سهيل ولم يتابع عليها ولا شاهد لها فكانت روايته التي رواها عنه وكيع عن الثوري بلفظ (اليهود) هي الموافقة للأحاديث الأخرى.
فثبت أن ن هذا الحديث جاء في سياق قصة تكشف عن معناه، وأنه ليس على عمومه، ولا على إطلاقه، وأن سهيل اختصره فأخل فيه، أو نسيه، أو أنه هو أو أبوه اجتهد في قياس أهل الكتاب والنصارى الذين كان يجدهم في الشام على اليهود الذين ورد فيهم الحديث، أو حمل الحديث على عمومه اجتهادا منه، بينما رواه أبو بصرة الغفاري وأبو عبد الرحمن الجهني وعبد الله بن عمر، في سياق خروج النبي صلى الله عليه وسلم لحصار بني قريضة، فنهى أصحابه عن ابتدائهم بالسلام، وأمرهم أن يقتصروا بالرد على (وعليكم)، حتى لا يكون أمانا يمنع من حربهم، كما أمرهم بالتضييق عليهم في الطريق للسبب ذاته وهو أنه جاء لحربهم.
رابعا: كما إنه جاءت أحاديث صحيحة عامة عن جماعة من الصحابة منهم البراء بن عازب وعبدالله بن سلام وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة الباهلي تأمر بإفشاء السلام على العالم من يعرف ومن لا يعرف، وهي موافقة لظاهر الآيات القرآنية.
خامسا: إن السنة الفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم جاءت موافقة لسنته القولية فثبت عنه أنه جاء لمجلس فيه أخلاط من المشركين واليهود والمسلمين وسلم عليهم أجمعين ودعاهم إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن.
سادسا: وكذلك ثبت عن جماعة من الصحابة كابن مسعود وأبي أمامة الباهلي وروي عن فضالة بن عبيد وأبي الدرداء وابن عباس أنهم كانوا يبتدئون بالسلام غير المسلم، أو يسلمون على كل أحد يمرون به مسلما كان أو غير مسلم، أخذا منهم بعموم النصوص القرآنية والنبوية، وقد ذهب إلى جواز ذلك النخعي وابن عيينة والأوزاعي ـ وأقر القرطبي أنه هو الظاهر من النصوص القرآنية، لولا وجود حديث سهيل هذا ـ ووافقهم إسحاق بن راهويه والطبري فيما إذا كان هناك سبب يقتضي ابتداءهم بالسلام كصحبة وحاجة وجوار وسفر ونحوها من الأسباب، والراجح الجواز مطلقا لعموم الأدلة، وإنما يمنع ابتداؤهم بالسلام في حالة الحرب فقط.
سابعا: وإن المشروع في الرد على من حيّا وسلم مسلم كان أو غير مسلم الرد بأحسن أو بمثل ما سلم وحيا به، لعموم قوله تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامنا: وإن الاقتصار في الرد على غير المسلمين بقول (وعليكم) إنما هو في حالين الأولى حال الحرب حتى لا يكون ذكر السلام أمانا، والثانية في حال الإساءة والدعاء بالشر في التحية، فيقتصر في الرد على (وعليكم)، ولا يزاد على ذلك، وهذا من أدب الإسلام وهديه ورفقه بالخلق.
تاسعا: كما إن من سلم من غير المسلمين بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجب الرد عليه بمثل ما قال، كما رجحه ابن القيم، لظواهر النصوص القرآنية.
عاشرا: إن هذه الآداب القرآنية والنبوية هي من محاسن الإسلام ورحمته بالإنسانية، ورفقه بالخلق كافة، ومن كمال الشريعة المطهرة التي جاءت بالعدل والقسط والبر والرحمة في تنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم.
المراجع والمصادر
الأدب المفرد: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة سنة 1409هـ، البشائر، بيروت.
الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ترتيب ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط الطبعة الثانية، 1414 - 1993، مؤسسة الرسالة – بيروت.
أحكام أهل الذمة: محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق: يوسف أحمد البكري - شاكر توفيق العاروري، الطبعة الأولى، 1418 – 1997، رمادى للنشر - دار ابن حزم - الدمام – بيروت.
الاستذكار: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: سالم محمد عطا ومحمد علي معوض الطبعة الأولى 1421 – 2000، دار الكتب العلمية – بيروت.
إعلام الموقعين:محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد طبعة دار الفكر، بيروت.
الإلزامات والتتبع: الدارقطني، تحقيق مقبل الوادعي، دار الكتب العلمية، بيروت.
التاريخ الكبير: محمد بن إسماعيل البخاري، ط سنة 1361هـ، إدارة المعارف العثمانية، الهند.
التحرير والتنوير: الطاهر بن عاشور، طبعة أولى مصورة.
تحفة الأشراف: أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، ط2 سنة 1403هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
تفسير ابن كثير:أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير، طبعة سنة 1413هـ، دار المعرفة، بيروت.
تفسير القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن ـ محمد بن أحمد بن فرح القرطبي، طبعة سنة 1405هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
تفسير الطبري ـ جامع البيان ـ: محمد بن جرير الطبري، الطبعة الأولى سنة 1412هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
التقريب: أحمد بن علي ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3 سنة 1411هـ، دار الرشيد، سوريا.
التقييد والإيضاح: زين الدين العراقي، تحقيق عبد الرحمن عثمان، ط 1969، المكتبة السلفية، المدينة المنورة.
التمهيد: يوسف بن عبد البر، طبعة ثانية سنة 1402هـ، وزارة الأوقاف المغربية.
تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، الطبعة الأولى، 1404 - 1984، دار الفكر، بيروت.
تهذيب الكمال: المزي، تحقيق بشار عواد، ط1 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
توجيه النظر: طاهر الجزائري، تحقيق أبو غدة، ط1 سنة 1416، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب.
توضيح الأفكار: الصنعاني، تحقيق صلاح عويضه، ط 1 سنة 1417، الكتب العلمية، بيروت.
الثقات: ابن حبان، ط1 سنة 1393هـ، دائرة المعارف العثمانية، الهند.
الجامع الصحيح المختصر: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق مصطفى البغا، الطبعة الثالثة 1400 – 1987، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت.
جامع التحصيل: العلائي، تحقيق حمدي السلفي، ط2 سنة 1407، عالم الكتب، بيروت.
الجامع: الترمذي، تحقيق أحمد شاكر، وكمال الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت.
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، تحقيق المعلمي، ط1 سنة 372هـ دائرة المعارف العثمانية، الهند.
حلية الأولياء: أبو نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت.
الدر المنثور:جلال الدين السيوطي، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت.
ذخيرة الحفاظ: ابن طاهر المقدسي، تحقيق الفريوائي، ط 1 سنة 1419، السلف، الرياض.
الرفع والتكميل: عبد الحي اللكنوي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة، ط 3 سنة 1407، مكتب المطبوعات، حلب.
زاد المعاد في هدي خير العباد: محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق:شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط، الطبعة الرابعة عشر، 1407 – 1986، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة سنة 1398هـ، المكتب الإسلامي ـ بيروت.
سلسلة الأحاديث الضعيفة: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة سنة 1398هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
السنن:سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني،، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
السنن:محمد بن يزيد بن ماجه، تحقيق فؤاد عبد الباقي، طبعة أولى، المكتبة الإسلامية اسطنبول.
السنن الصغرى: أحمد بن شعيب النسائي، بعناية عبد الفتاح أبو غدة، ط2 1409هـ البشائر، بيروت.
السنن الكبرى: أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق البنداري، ط1 سنة 1411هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
السنن الكبرى: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الطبعة الأولى، دائرة المعارف العثمانية، تصوير دار المعرفة، بيروت.
سؤالات الحاكم للدارقطني: الحاكم، تحقيق موفق عبد القادر، ط 1 سنة 1404، دار المعاف، الرياض.
سؤالات السلمي للدارقطني: السلمي، تحقيق طلال الحيان، ط 1 سنة 1995.
سير أعلام النبلاء:محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق جماعة، ط9 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
شرح سنن أبي داود: بدر الدين العيني، ط 1 سنة 1420 هـ، مكتبة الرشد، الرياض.
شرح علل الترمذي: ابن رجب، نور الدين عتر، ط 1 دمشق.
شعب الإيمان: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول
الطبعة الأولى، 1410 دار الكتب العلمية – بيروت.
صحيح مسلم بن الحجاج بشرح محي الدين النووي: ط3 سنة 1404 نشر دار إحياء التراث العربي بيروت.
صحيح مسلم:مسلم بن الحجاج، ترقيم عبد الباقي، ط1، المكتبة الإسلامية، استانبول.
صيانة صحيح مسلم: ابن الصلاح، تحقيق موفق عبد القادر، ط2 سنة 1408، دار الغرب، بيروت.
ضعيف الأدب المفرد: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى سنة 1994م، دار الصديق.
الطبقات: محمد بن سعد، تحقيق محمد عبدالقادر، ط1 سنة 1410هـ دار الكتب العلمية، بيروت.
طبقات المدلسين: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عاصم بن عبدالله القريوتي، الطبعة الأولى، 1403 – 1983، مكتبة المنار – عمان.
علوم الحديث: ابن الصلاح، ط 1 سنة 1984م، مكتبة الفاربي.
الفوائد: تمام بن محمد الرازي أبو القاسم، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى، 1412، مكتبة الرشد – الرياض.
فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محب الدين الخطيب، ترقيم عبد الباقي ط1 سنة 1410هـ نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
الكاشف: محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق عوامة، الطبعة الأولى سنة 1416هـ، دار القبلة، جدة.
الكامل في الضعفاء: عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق سهيل زكار، ط3 سنة 1409، دار الفكر، بيروت.
كشف المشكل: ابن الجوزي، تحقيق علي البواب، ط 1 سنة 1418، الوطن، الرياض.
لسان الميزان: أحمد بن علي ابن حجر، ط1 دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
المجروحين: محمد بن حاتم بن حبان، تحقيق محمود زايد، ط2 سنة 1402هـ دار الوعي، حلب.
مسائل الأمام أحمد وإسحاق بن راهويه: رواية إسحاق بن منصور، تحقيق خالد الرباط وجماعة، ط1 1425 هـ دار الهجرة ـ الرياض.
مجمع الزوائد:أبو بكر الهيثمي، الطبعة الثالثة سنة 1402هـ، الكتاب العربي، بيروت.
مجموع الفتاوى: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، جمع ابن القاسم، طبعة سنة 1412هـ عالم الكتب، الرياض.
المستدرك على الصحيحين: محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، ترقيم: مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، 1411 - 1990 دار الكتب العلمية، بيروت.
المستدرك: محمد بن عبدالله الحاكم ط1 سنة 1335هـ دائرة المعارف العثمانية.
المسند: أحمد بن حنبل، ط3، تصوير المكتب الإسلامي.
المسند: أحمد بن حنبل، تحقيق أحمد شاكر، ط1 سنة 1377هـ، دار المعارف، القاهرة.
المسند: علي بن الجعد، تحقيق عامر أحمد، ط 1 سنة 1410، مؤسسة دار نادر، بيروت.
مسند الشاميين: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق:حمدي بن عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى، 1405 – 1984، مؤسسة الرسالة – بيروت.
مسند أبي يعلى: أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي، تحقيق:حسين سليم أسد، الطبعة الأولى، 1404 – 1984، دار المأمون للتراث – دمشق.
(يُتْبَعُ)
(/)
المصنف: أبو بكر بن أبي شيبة، تحقيق كمال الحوت، طبعة أولى سنة 1988م بيروت.
المصنف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ط1 سنة 1982م المكتب الإسلامي، بيروت.
المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق محمود الطحان، الطبعة الأولى سنة 1405هـ، المعارف، الرياض.
المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد، ط2، وزارة الأوقاف العراقية.
الموطأ: مالك بن أنس، تحقيق عبد الباقي، طبعة سنة 1406هـ، دار إحياء التراث العربي.
الموضوعات: ابن الجوزي، ط دار المعرفة، بيروت.
النكت على ابن الصلاح: بدر الدين الزركشي، تحقيق زين العابدين فريج، ط 1 سنة 1419 هـ، دار أضواء، الرياض.
النكت على ابن الصلاح: ابن حجر، تحقيق ربيع المدخلي، ط1 سنة 1404 هـ، مركز البحث العلمي، المدينة المنورة.
([1]) فتح الباري 11/ 39.
([2]) أحمد في المسند2/ 444 عن وكيع وأبي نعيم، والبخاري في الأدب المفرد ح رقم 1111 عن أبي نعيم.ومسلم في الصحيح ح رقم 2167 من طريق وكيع.
([3]) المصنف ح رقم 9837.
([4]) أحمد في المسند 2/ 525.
([5]) ابن السني في عمل اليوم والليلة ح رقم 240 كرواية عبد الرزاق، والبيهقي في شعب الإيمان ح رقم 9381 كرواية يحيى بن آدم وأبي نعيم.
([6]) البيهقي في السنن الكبرى 9/ 203.
([7]) مسند الطيالسي ح رقم 2424.
([8]) أحمد في المسند 2/ 346 ح 8542.
([9]) أحمد في المسند 2/ 459 ح 9921.ومسلم في صحيحه ح رقم 2167 عن محمد بن المثنى عنه.
([10]) أبو داود في السنن ح رقم 5205.
([11]) الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 341.
([12]) ابن حبان كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ح رقم 501.
([13]) ابن السني في عمل اليوم والليلة ح رقم 240.
([14]) ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/ 246 وإسناده صحيح إلى شعبة.
([15]) صحيح مسلم ح رقم 2167، والترمذي في السنن ح رقم 2700 وقال (حسن صحيح).
([16]) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ح رقم 500.
([17]) صحيح مسلم ح رقم 2167.
([18]) البيهقي في السنن الكبرى 9/ 203 ح 18506 ورواه أيضا في الآداب ح رقم 669.
([19]) عبد الرزاق في المصنف ح رقم 9837 وقرنه بالثوري وساق لفظ الثوري، وأحمد في المسند 2/ 266 عن عبد الرزاق عن معمر وحده وهذا لفظه.
([20]) البخاري في الأدب المفرد ح رقم 1103.
([21]) فوائد تمام ح رقم 909 من طريق إسماعيل بن عياش ويزيد بن يوسف كليهما عن يحيى بن سعيد، وإسماعيل في حديثه عن غير الشاميين ضعف وقد صحح الإمام أحمد حديثه عن يحيى بن سعيد كما في تهذيب التهذيب 1/ 282 (قال عبد الله بن أحمد سئل أبي عنه فقال نظرت في كتابه عن يحيى بن سعيد أحاديث صحاح، وفي المصنف يعني مصنف إسماعيل أحاديث مضطربة ... وقال دحيم إسماعيل في الشاميين غاية وخلط عن المدنيين وكذا قال البخاري والدولابي ويعقوب بن شيبة وقال ابن عدي إذا روى عن الحجازيين فلا يخلو من غلط إما أن يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا يرفعه وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم وهو في الجملة ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة)، وقد توبع في حديثه هذا، كما صرح بالسماع، فزال ما يخشى من التدليس والوهم.
([22]) الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 341.
([23]) علي بن الجعد في المسند ح رقم 2672.
([24]) صحيح مسلم ح رقم 2167.
([25]) علوم الحديث النوع السادس عشر.
([26]) مقدمة فتح الباري ص366.
([27]) مقدمة فتح الباري ص 346.
([28]) الجرح والتعديل 4/ 246.
([29]) الجرح والتعديل 4/ 246.
([30]) ميزان الاعتدال 2/ 244.
([31]) مقدمة فتح الباري ص 408.
([32]) تقريب التهذيب رقم 2675.
([33]) انظر سؤلات الحاكم للدارقطني رقم 263.
([34]) سير الأعلام للذهبي 5/ 460، وسؤلات السلمي للدارقطني رقم 154.
([35]) العلل 10/ 179.
([36]) العلل ح رقم 3259.
([37]) العلل 10/ 162.
([38]) العلل 4/ 86.
([39]) العلل 10/ 280.
([40]) الكامل في الضعفاء 3/ 449.
([41]) الكامل في الضعفاء 1/ 2.
([42]) فتح الباري 1/ 429.
([43]) النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 157.
([44]) ح رقم 2240.
([45]) سير أعلام النبلاء 5/ 459.
([46]) ذخيرة الحفاظ 3/ 1662.
([47]) الموضوعات 3/ 111.
(يُتْبَعُ)
(/)
([48]) الرفع والتكميل ص 200.
([49]) شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 57.
([50]) التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح 1/ 104.
([51]) شرح علل ابن رجب 1/ 243.
([52]) توجيه النظر إلى أصول الأثر 1/ 514.
([53]) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 1/ 155.
([54]) مقدمة الصحيح 1/ 2.
([55]) توضيح الأفكار 1/ 123.
([56]) صيانة صحيح مسلم 72.
([57]) انظر الإلزامات والتتبع للدارقطني تعليق المحقق ص 213.
([58]) الاستذكار 8/ 467.
([59]) البخاري في صحيحه ح رقم 5881 كتاب الأدب باب إفشاء السلام، ومسلم في صحيحه ح رقم 2066.
([60]) الترمذي ح رقم 2485 وقال (حديث صحيح)، وابن ماجه ح رقم 3251 واللفظ له، وصححه الحاكم 4/ 176ح رقم 7277.
([61]) البخاري في صحيحه ح رقم 12، ومسلم ح رقم 39.
([62]) سورة القصص آية 55 ..
([63]) سورة الزخرف آية 89.
([64]) جامع البيان 11/ 220 تفسير أية 89 من سورة الزخرف.
([65]) آية 89.
([66]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 259 وإسناده صحيح.
([67]) ابن أبي في المصنف 5/ 249 ورجاله رجال الصحيح إلا أن سماع يزيد بن هارون من المسعودي بعد اختلاطه غير أن يحي بن معين صحح حديثه عن عون وهذا منها كما في الكواكب النيرات رقم 35.
([68]) انظر فتح الباري 11/ 39.
([69]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 249 و5/ 247، وعنه ابن ماجه في السنن ح رقم 3693 وقال البوصيري:إسناده صحيح رجاله ثقات. وهذا إسناد صحيح فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن أهل بلده وثقات شيوخه كمحمد بن زياد وشرحبيل بن مسلم صحيحة يحتج بها، كما في تهذيب التهذيب 1/ 282.
([70]) الطبراني في المعجم الكبير 8/ 111، وفي مسند الشاميين ح رقم 821 بأسانيد صحيحة إلى إسماعيل وبقية حدثني محمد بن زياد، وقد صرح بقية بالسماع فزال ما يخشى من تدليسه.
([71]) البيهقي في شعب الإيمان 6/ 425، وحلية الأولياء 6/ 112 بأسانيد صحيحة إلى بقية وقد صرح بالسماع فزال ما يخشى من تدليسه.
([72]) الطبراني في المعجم الكبير 8/ 109، والأوسط ح رقم 3210 وقال (تفرد به عمرو)، ومسند الشاميين ح رقم 817 عن بكر بن سهل الدمياطي عن عمرو بن هاشم البيروتي عن إدريس بن زياد به، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 63 و69 (رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه وعمرو بن هاشم البيروتي وثق وفيه ضعف) وقال أيضا (رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي وقال غيره مقارب الحديث)، ورواه أيضا البيهقي في شعب الإيمان 6/ 436، وقال ابن عدي في الكامل رقم 740 عن عمرو بن هاشم البيروتي (عمرو ليس به بأس ولم أر للمتقدمين فيه كلام وقد تكلموا فيمن هو أمثل منه بكثير)، قلت والصحيح أنه لا يثبت مرفوعا قوله (تحية لأهل ملتنا وأمانا لأهل ذمتنا)، والصواب وقفه على أبي أمامة قوله، فقد ذكره ابن عبد البر فقال (روى الوليد بن مسلم عن عروة بن رويم قال رأيت أبا أمامة يسلم على كل من لقي من مسلم وذمي ويقول هي تحية لأهل ملتنا وأمان لأهل ذمتنا واسم من أسماء الله نفشيه بيننا) وهذا أصح إسنادا.
([73]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 259.وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([74]) البيهقي في شعب الإيمان 6/ 463 أثر رقم 8909، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([75]) الطبراني في المعجم الكبير 9/ 193، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 83 (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن تميم بن سلمة لم يدرك ابن مسعود)، وقد صح عن ابن مسعود من طرق أخرى.
([76]) ابن أبي شيبة المصنف 5/ 249، عن إسماعيل بن عياش، وهذا الأثر من رواية ابن عياش عن ابن عجلان المدني، وفيها ضعف، وتتقوى بشواهدها.
([77]) عبد الرزاق في المصنف 10/ 386 عن معمر عن أبي إسحاق السبيعي عن صلة به، وابن أبي شيبة في المصنف 6/ 172 عن وكيع عن الثوري عن أبي إسحاق به وإسناده صحيح، وانظر فتح الباري 1/ 82 ح رقم 28 حيث أورده البخاري معلقا عن عمار.
([78]) ابن أبي شيبة المصنف 5/ 248 عن وكيع عن الثوري عن الدهني به، ورجال إسناده رجال الصحيح إلا أنه فيه راو مبهم.
([79]) أبو داود في السنن ح رقم 5205.
([80]) أحمد في المسند 2/ 346 ح 8542.
([81]) بهجة المجالس ص 160.
([82]) شعب الإيمان 7/ 44.
([83]) الجامع لأحكام القرآن 5/ 6.
([84]) التمهيد 1/ 275.
(يُتْبَعُ)
(/)
([85]) الفجر الساطع على الصحيح الجامع 7/ 87.
([86]) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين 2/ 297.
([87]) فتح الباري 10/ 604.
([88]) شرح سنن أبي داود 6/ 169.
([89]) كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 454.
([90]) عمدة القاري 12/ 143.
([91]) أحمد 2/ 381، والحاكم 2/ 670 وقال (صحيح على شرط مسلم) كلاهما بلفظ (صالح الأخلاق)، والبيهقي 10/ 191، بلفظ (مكارم الأخلاق).
([92]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 250، وعنه ابن ماجه في السنن ح رقم 3699، عن ابن نمير عن ابن إسحاق به، وأحمد في المسند 4/ 143 عن ابن أبي عدي و4/ 233 عن يزيد بن هارون وابن أبي عدي عن ابن إسحاق حدثني يزيد به، قال أحمد: خالفه عبد الحميد بن جعفر وابن لهيعة قالا عن أبي بصرة. قال ثنا أبو عاصم عن عبدالحميد بن جعفر قال أبو بصرة!
وأبو يعلى في مسنده ح رقم 936 عن أبي خيثمة عن ابن نمير به وفيه قال أبو عبد الرحمن الجهني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني راكب غدا إلى يهود)، والطبراني مسند الشاميين ح رقم 743 من طرق عن عبد الرحيم بن سليمان وابن نمير وعلي بن مسهر ويونس بن بكير وشريك بن عبد الله كلهم عن ابن إسحاق به، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 341 ح 6737 و6738 وإسناده حسن عن عبد الأعلى وعبد الرحيم بن سليمان عن ابن إسحاق به.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه (في إسناده ابن إسحاق وهو مدلس. وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف، وليس له شيء في بقية الكتب الستة)، وتعقبه الألباني في إرواء الغليل 5/ 111 بقوله (قد صرح ـ أي ابن إسحاق ـ بالتحديث عند الإمام أحمد في إحدى روايتيه عنه فزالت شبهة تدليسه وإنما علته الاختلاف عليه ومخالفته لغيره) وقد رجح الحافظ في الفتح 11/ 44 أن المحفوظ رواية من رواه من حديث أبي بصرة الغفاري لا الجهني.
قلت ولا يبعد أن يكون ابن إسحاق قد سمعه من ابن أبي حبيب على الوجهين من حديث الجهني ومن حديث الغفاري كما صح عنه، فقد كان ابن إسحاق واسع الرواية، وهو أعلم الناس بالمغازي والسير وهذا الحديث منها ـ وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب 9/ 34 ـ ولهذا رجح أبو داود كلا الوجهين فقد قال بعد حديث أنس في الباب ح رقم 5207 (وكذلك رواية عائشة وأبي عبد الرحمن الجهني وأبي بصرة الغفاري).
فالحديث إسناده حسن إلى الجهني، رجاله رجال الشيخين إلا ابن إسحاق فمن رجال مسلم.
([93]) البخاري في الأدب المفرد ح رقم 1101 و ح رقم 1102، وصححه الألباني، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ح رقم 2162 ولفظه (إني منطلق غدا إلى يهود).
([94]) أحمد في المسند 6/ 398، وفي إسناده ابن لهيعة وقد توبع، والحديث صحيح.
([95]) الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 341 ح 6740 و6741 من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في المعجم الكبير ح رقم 2164 من طريق أسد بن موسى، وابن لهيعة صحح له الأئمة أحاديث العبادلة عنه ومنهم ابن وهب.
([96]) أحمد في المسند 6/ 398، عن وكيع به وإسناده حسن، والحديث صحيح.
([97]) الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 341 ح 6741، والطبراني في المعجم الكبير ح رقم 2162، والبيهقي في شعب الإيمان ح رقم 8904، بإسناد صحيح إلي عبد الحميد بن جعفر به.
([98]) البيهقي في السنن الكبرى 9/ 203 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان، قال الألباني في إرواء الغليل 5/ 111 (بإسناد صحيح على شرط الشيخين وقد عزاه إليهما البيهقي عقبه ويعني أصل الحديث كعادته وإلا فليس عندهما (فلا تبدؤوهم بالسلام).
([99]) الجامع الصحيح ح رقم 5902.
([100]) الجامع الصحيح ح رقم 6529.
([101]) صحيح مسلم ح رقم 2164.
([102]) المصنف 5/ 250، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([103]) المسند 2/ 9، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([104]) المسند 2/ 58، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([105]) الاستذكار 8/ 467.
([106]) مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه 1/ 87.
([107]) أحكام أهل الذمة 3/ 1326.
([108]) زاد المعاد 2/ 338.
([109]) الجامع الصحيح كتاب الاستئذان ح رقم 5899.
([110]) شعب الإيمان 6/ 464.
([111]) المصنف 10/ 392 وإسناده على شرط الصحيحين.
([112]) انظر فتح الباري 11/ 39، وشرح النووي 14/ 145.
(يُتْبَعُ)
(/)
([113]) البخاري ح رقم 3148، ومسلم ح رقم 2841.
([114]) البخاري في الأدب المفرد أثر رقم 1115.
([115]) إرواء الغليل 5/ 114، وانظر تهذيب التهذيب 6/ 240 والتقريب رقم 4001 في ترجمة عبد الرحمن بن محمد حيث نقل توثيق النسائي وابن حبان له فليس هو مجهول الحال على الصحيح، وانظر الاختلاف في شأنه في تهذيب الكمال 17/ 393. ورواه ابن سعد في الطبقات 8/ 166، وإسناده على شرط مسلم، وفيه العمري متكلم في حفظه. والبيهقي في شعب الإيمان 6/ 462 من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر وإسناده صحيح، ومن طريق ابن وهب عن السري بن يحيى عن سليمان التيمي به ورجاله ثقات غير أن التيمي لم يسمع من ابن عمر، وانظر تهذيب التهذيب 4/ 176.
([116]) المصنف 10/ 392.وهذا إسناد صحيح إلى قتادة إلا إنه لم يسمع من ابن عمر غير أنه يتقوى بما سبق، وانظر جامع التحصيل رقم 633.
([117]) البخاري في الأدب المفرد ح رقم 1112 حدثنا سعيد بن تليد قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عاصم بن حكيم أنه سمع يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 203 من طريق ابن وهب به. وقال الألباني في تعليقه على الأدب المفرد، وفي إرواء الغليل 5/ 114 (إسناد حسن).
([118]) المسند2/ 9 وإسناده على شرط الصحيحين.
([119]) البخاري في الجامع الصحيح ح رقم 2777 و5678، ومسلم ح رقم 2165.
([120]) البخاري في الجامع الصحيح ح رقم 5683.
([121]) صحيح مسلم ح رقم 2165.
([122]) البخاري في الجامع الصحيح ح رقم 5627.
([123]) أحمد في المسند 3/ 289 وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([124]) المسند 5/ 410 رقم 3089، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([125]) سورة النساء آية 86.
([126]) جامع البيان للطبري 4/ 190 سورة النساء آية 86.
([127]) المسند 3/ 99 وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([128]) المسند 3/ 115 وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
([129]) انظر طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر رقم 92.
([130]) المسند 3/ 113 وإسناده ضعيف قال الألباني في الإرواء 5/ 116 (حميد هذا مجهول) وهو كما قال.
([131]) الجامع لأحكام القرآن 11/ 103.
([132]) الجامع لأحكام القرآن 11/ 103.
([133]) رواها البيهقي في شعب الإيمان ح رقم 8910، وفي الإسناد شريك بن عبدالله وفيه ضعف، والروايات الصحيحة ليس فيها (نعم) ولا (بلى).
([134]) الجامع لأحكام القرآن 11/ 103.
([135]) الجامع لأحكام القرآن 5/ 283.
([136]) سورة النساء آية 86.
([137]) وانظر التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ص 997.
([138]) البخاري في الأدب المفرد رقم 1107 وقال الألباني في تعليقه عليه (حسن)، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 250 من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس نحوه.
([139]) البخاري في الأدب رقم 1113، وقال الألباني في تعليقه عليه صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير 10/ 262.
([140]) أحكام أهل الذمة 1/ 426.
([141]) سورة الإسراء آية 24.
([142]) سورة التوبة 114.
([143]) وإسناده صحيح.
([144]) جامع البيان 6/ 490.
([145]) أبو داود في السنن ح رقم 5038، والحاكم في المستدرك 4/ 298 وصححه.
([146]) فتح الباري 10/ 604 ح رقم 5867.
([147]) الجامع لأحكام القرآن 10/ 207.
([148]) التمهيد 17/ 332، والاستذكار 8/ 482.(/)
أثر فيه نظر دراسة نقدية حديثية تفسيرية لحديث (إن يأجوج يحفرون السد) -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:39]ـ
بقلم
حاكم عبيسان المطيري
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ... أما بعد،،،
فهذا بحث حديثي تفسيري تناولت فيه دراسة حديث أبى هريرة رضى الله عنه (إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد) دراسة إسنادية ومتنية، ولم آلو جهدا فى تحريره وتوضيح مشكله وكشف غامضه، وبيان علله، وإنما حداني إلى استفراغ الوسع في الاشتغال به ما نتج عن الحكم لهذا الحديث بالصحة من نتائج سيئة يمكن إيجازها بما يلى:
(1) اعتقاد كثير من المسلمين عقيدة باطلة مصادمة للأدلة النقلية والعقلية والحسية فى هذا الموضوع بناء على هذا الحديث.
(2) إبطال هذا الحديث للنبوءة التى أخبر بها النبى صلى الله عليه وسلم وثبتت بالأحاديث الصحيحة (ويل للعرب من شر قد اقترب) وقد وقعت هذه المعجزة الخبرية سنة (656هـ) على وفق ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم، وهى من دلائل النبوة مثل فتح القسطنطينيه ونحوها من الأخبار المستقبليه والتى اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت على وفق ما أخبر، وقد أفضى الحكم لهذا الحديث بالصحه إلى تفريغ حديث هذه النبوءة العظيمة من معناه ودلائله.
(3) طغيان مدلول هذا الحديث على أذهان كثير من علماء التفسير وشراح الحديث حتى صارت تفسيراتهم وشروحهم للآيات والأحاديث الواردة فى هذا الموضوع دائرة فى فلك هذا الحديث.
وهكذا صار هذا الحديث سبب شيوع عقائد إسطورية خرافية يُقدح بسببها فى الإسلام والسنة وتورث الشك والاضطراب فى قلوب أهل الإيمان أن يثبت فى دينهم ما تحيله الأدلة العقلية والآثار الحسية.
والله أسأل أن يوفق لبيان الحق ودفع الشبهة إنه ولى ذلك والقادر عليه والحمد الله رب العالمين.
حديث قتادة، عن أبى رافع، عن أبى هريرة، مرفوعا: (إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم: ارجعوا! فسنحفره غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذى عليهم ارجعوا! فستحفرونه غدا - إن شاء الله تعالى - واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس).
اولا:تخريج الحديث:
(1) الترمذي فى التفسير (5/ 293) حديث رقم (3153) عن محمد بن بشار، عن هشام بن عبد الملك، عن أبى عوانة، عن قتادة به. وقال: (حسن غريب وإنما نعرفه من هذا الوجه).
(2) ابن ماجه فى الفتن (2/ 1364) حديث رقم (4080) عن أزهر بن مروان، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتاده (ثنا) أبو رافع به.
(3) أحمد فى المسند (2/ 510) عن روح بن عبادة، عن سعيد، عن قتادة (ثنا) أبو رافع به.
(4) الموصلى فى المسند (11/ 321) حديث رقم (6436) عن أحمد بن المقدام، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، أن أبا رافع (حّدث) عن أبى هريرة به.
(5) ابن جرير الطبرى فى تفسيره (8/ 283) حديث رقم (23331) عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة به.
(6) ابن حبان فى صحيحه كما فى الإحسان (15/ 242) حديث رقم (6829) عن أحمد بن يحي، عن أحمد بن المقدام، عن المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن أبى رافع (حّدثه) به.
(7) الحاكم فى المستدرك (4/ 534) حديث رقم (8501) عن محمد بن صالح بن هانئ، عن محمد بن يحي الذهلى، عن أبى الوليد الطيالسى، عن أبى عوانه، عن قتادة، عن أبى رافع به.
ثانيا: دراسة الحديث والحكم عليه:
الحديث رجال إسناده أئمة ثقات، وقد حسنه الترمذى واستغر به، وصححه ابن حبان، والحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى، ومن المعاصرين العّلامة المحقق محي السنة ناصر الدين الألبانى فى السلسلة الصحيحة (4/ 313) حديث رقم (1735) والحديث مع أن إسناده ظاهره الصحة، غير أنه مسلسل بالعلل المانعة له من الحكم بذلك، ومن هذه العلل:
(1) الانقطاع:
فالحديث بهذا اللفظ مداره على قتادة بن دعامة، يرويه عن أبى رافع نفيع الصائغ، وقد نص الآئمة على أن قتادة لم يسمع من أبى رافع شيئا، بل لم يلقه.
وممن نص على ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أ) شعبة بن الحجاج: فقد قال الإمام أحمد كما فى علل المّروذي (ص /197) (قال شعبة: لم يلق قتادة أبا رافع، إنما كتب عن خلاس عنه).
ـ وكذا رواه عبد الله عن أبيه فى العلل (1/ 528)، وعنه ابن أبى حاتم فى المراسيل (ص /170)، وقال ابن رجب فى شرح العلل (2/ 790): (وكان شعبة ينكر سماع قتادة من أبى رافع)، وفى جامع التحصيل للعلائي (ص /255) (قال شعبة: لم يسمع قتادة من ابى رافع شيئا).
ــ وشعبة تلميذ قتادة، واعلم الناس به فيما سمع وما لم يسمع، وكان يوقفه على السماع.قال على بن المديني: (أصحاب قتادة ثلاثة:، سعيد، وهشام، وشعبة، فأما سعيد فأتقنهم، وأما هشام فأكثرهم، وأما شعبة فأعلمهم بما سمع وما لم يسمع) رواه المقدمى فى التاريخ (ص/ 202)، ورواه البسوي فى المعرفة والتاريخ (2/ 141) عن محمد بن عبد الرحيم عنه واللفظ له وروى نحوه الحاكم فى معرفة علوم الحديث (ص/ 104)، ومن طريقه الخطيب فى تاريخ بغداد (9/ 265).
ــ وقال البرديجي كما فى شرح ابن رجب لعلل الترمذي (2/ 696): (أصح الناس رواية عن قتادة شعبة، كان يوقف قتادة على الحديث).
ــ وروى الطيالسي كما فى مقدمة الجرح والتعديل (1/ 128) عن شعبة قوله: (كنت أعرف إذا جاء - يعنى إذا حّدث قتادة - ما سمع مما لم يسمع).
وشعبة أعلم أهل عصره بهذا الفنّ، وهو الحكم فى معرفة متصل الأسانيد ومنقطعها، وما سمع الرواه من شيوخهم وما لم يسمعوا. فهذا الدارقطني ينفى كما فى العلل (8/ 249) سماع الحسن من أبى هريرة محتجا بقول شعبة، فقيل: إن الحسن بن هارون يقول: سمع منه، فقال: (شعبة أعلم). هذا مع أن الحسن من شيوخ شيوخه، فما بالك بشيخه الذي اختص بمعرفة ما سمعه من الحديث وما دلسه.
(ب) الإمام أحمد بن حنبل: فقد روى البسوي فى المعرفة والتاريخ (2/ 141) عنه قوله فى قتادة: (ولم يسمع من أبى رافع)، وكذا روى ابن أبى حاتم فى المراسيل (ص /172) قوله: (لم يسمع قتادة من أبى رافع)، وروى عنه فى (ص / 170) قوله: (أدخل بينه وبين أبى رافع: خلاس، والحسن)، وكذا هو فى العلل ومعرفة الرجال، رواية عبد الله بن أحمد (1/ 528)، وقال ابن رجب فى شرح العلل (2/ 790): (وقال أحمد: لم يسمع قتادة من أبى رافع، نقله عنه الأثرم).
(ج) الامام يحي بن معين: فقد نقل العلائى فى جامع التحصيل (ص / 255) قوله: (لم يسمع قتادة من أبى رافع).
(د) الامام أبو داود السجستانى: حيث روى له حديثا واحدا فى الأدب (5/ 376) حديث رقم (5190) بهذا الإسناد، ثم قال: (قتادة لم يسمع من أبى رافع شيئا).
فهؤلاء أربعة من الأئمة فى هذا الفنّ - وهم الحكم فيه، وإليهم المرجع - نصوا على عدم سماعه منه، بل قال أعلم الناس فيه: شعبة: إنه لم يلقه أصلا، وقد نقل أقوالهم العلائى وأقرَّهم على ذلك، ولم يتعقبهم بشئ كما هى عادته، وقال ابن رجب فى شرح العلل (2/ 789): (ولم يسمع قتادة من أبى رافع شيئا) ولم أجد من نص على سماعه منه.
اعتراض ونقضه:
فإن قيل: فقد روى البخاري فى صحيحه فى كتاب التوحيد (13/ 2745) حديث رقم (7115) قال: حدثني محمد بن أبى غالب، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا معتمر، سمعت أبى يقول: حدثنا قتادة: أنّ أبا رافع (حدثه): أنّه سمع أبا هريرة رضى الله عنه الحديث (إن الله كتب كتابًا).
فالجواب من وجوه:
(1) أن شيخ شيخ البخاري فى هذا الحديث هو محمد بن إسماعيل بن أبى سَميْنَة، لم يخرّج له البخارى شيئاً إلاّ فى هذا الموضع، كما نص عليه الحافظ فى الفتح (13/ 644)، وهو وإن كان ثقة إلاّ أنّه متكلّم فيه من قبل حفظه، فقد قال عنه يحي بن معين كما فى سؤلات ابن الجنيد (ص/210): (ابن أبى سمينة البصري وشباب وعبيد الله بن معاذ ليسوا أصحاب حديث ليسوا بشئ)، وروى عنه أبو داود فى الصلاة باب ما يقطع الصلاة (1/ 453) حديث (704) حديثا منكرا ثم قال: (فى نفسى من هذا الحديث شئ: كنت أذاكر به إبراهيم وغيره، فلم أر أحداً جاء به عن هشام ولا يعرفه، وأحسب الوهم من ابن أبى سمينة)، وقال أبو داود أيضاً: (وأحسبه وهم، لأنّه كان يحدثنا من حفظه).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) أنّ الموصلي روى هذا الحديث فى المسند (11/ 316) حديث رقم (6432) قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة، حدثنا معتمر بن سليمان، سمعت أبى يقول: حدثنا قتادة: أنّ أبا رافع (حّدث): أنه سمع أبا هريرة، فذكر حديث (إن الله كتب كتاباً).
ــ فقد حفظه عنه الإمام الحافظ أحمد بن علي الموصلي بلفظ (حدّث)، بينما رواه عنه البخاري بواسطة محمد بن أبى غالب بلفظ (أن أبا رافع حدثه)، فإمّا أنه اضطرب فى روايته، أو الوهم ممن دونه.
ــ ورواية الموصلي أشبه بالصواب لعلوها ولما سيأتى من بيان.
(3) وقد روى البخاري هذا الحديث عن خليفه بن خياط، عن معتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن أبى رافع. بالعنعنه بين قتادة وأبى رافع، ثم اتبعه بحديث ابن أبى سمينة.
ــ وكذا رواه أحمد فى المسند (2/ 381) عن علي بن بحر، عن معتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن أبى رافع معنعنا.
وعليه فلا يفرح بتصريحه بالسماع فى هذا الحديث عند البخاري بين قتادة وأبى رافع،إذ ثبت أنّه كان يحّدث من حفظه كما قال أبو داود عنه، وليس هو بالحافظ، كما قال يحي بن معين بل قال عنه: (ليس بشئ)، وقد اضطرب فى روايته هذه فتارة يقول: (حَّدثه)، وتارة يقول (حدَّث): وهو الصواب كما سيأتى تفصيله، وقد خالفه أصحاب معتمر فرووه بالعنعنة بين قتادة وأبى رافع.
ــ وقد قال يحي بن معين كما فى رواية ابن محرز عنه فى معرفة الرجال (1/ 53): (ليس الحافظ عندنا إلاّ من كان فى كتابه: (حدثنا)، فيقول: (حدثنا) فإذا لم يكن فى كتابه: (حدثنا) وقال: (حدثنا) فليس بشي).
ــ وقال ابن رجب فى شرح العلل (2/ 593): (وكان أحمد يستنكر دخول التحديث فى كثير من الأسانيد، ويقول: هو خطأ يعنى: ذكر السماع)
(4) ثم إنّ سليمان التيمي والد المعتمر مع إمامته وجلالة قدره مُتكلَّم فى روايته عن قتادة، فقد نقل ابن رجب فى شرح العلل (2/ 788) قول أبى بكرالأثرم فيه: (كان لا يقوم بحديث قتادة، لم يكن من الحفاظ من أصحاب قتادة)، وذكر من أوهامه أنه روى عن قتادة أنّ أبا رافع حدثه، وقتادة لم يسمع من أبى رافع شيئا، وقد عرض الأثرم هذا القول على الإمام أحمد فأقرَّه عليه، وهذا دليل على أنّ الإمام أحمد قد اطلع على ما وقع فى رواية التيمي من تصريح بالسماع بين قتادة وأبى رافع ولم يقنع به، فلا يقال: إنّ البخاري اطلَّع وعلم ما لم يعلمه غيره.
- فإن قيل: وكيف يخرَّج البخاري هذا الإسناد مع انقطاعه؟
فالجواب ما ذكره الحافظ ابن حجر فى الهدي (ص/ 502) فى ردَّه على من انتقد إخراج البخاري بعض الأسانيد المنقطعه، حيث قال فيما كان الانقطاع فيه ظاهراً: (فمحصل الجواب عن صاحب الصحيح: أنه إنما أخرج مثل ذلك فى باب ماله متابع وعاضد، أو ما حفته قرينة فى الجملة تقويه، ويكون التصحيح وقع من حيث المجموع).
وهو كذلك فى هذا الحديث:
ـ فقد روى البخاري حديث أبى هريرة: (إنّ الله كتب كتاباً) ـ فى بدء الخلق (3/ 1166) حديث رقم (3022) من طريق أبى الزناد عن الأعرج عنه.
ـ وفى التوحيد (6/ 2694) حديث رقم (6969) من طريق الأعمش عن أبى صالح عنه
. ورواه مسلم فى التوبه، باب فى سعة رحمة الله تعالى، (4/ 2107) حديث رقم (2751) من طريق الأعرج وعطاء بن ميناء عن أبى هريرة به 0
فالحديث ثابت بلاشك عن أبى هريرة، فأخرج البخاري رواية قتادة عن أبى رافع لجلالة وفخامة هذا الإسناد ــ مع ما فيه من انقطاع يسير ــ لوجود المتابعات والعواضد. ولم يعتمد فى ذلك على ما وقع من تصريح بالسماع فى رواية ابن أبى سمينة والدليل على ذلك:
(1) أنّه قدَّم رواية خليفة بن خياط المعنعنة على رواية ابن أبى سمينة المصرح فيها بالسماع. واتبعها بهذه استئناسا لا احتجاجا.
(2) أنّه تحايد عن هذا الإسناد مع جلالته ونبل رجاله فلم يخرج إلاّ هذا الحديث، وآخر معلقا فى الاستئذان باب إذا دعى الرجل (5/ 2305): (قال سعيد، عن قتادة، عن أبى رافع، عن أبى هريرة).
وقال الحافظ المنذري فى مختصر السنن (8/ 64) معللا تعليق البخاري له: (ذكره تعليقا لأجل الانقطاع فى إسناده).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو ثبت عند البخاري صحة سماع قتادة من أبى رافع لخرَّج حديثه عنه، فقد أخرج لقتادة، وكذلك أخرج لأبى رافع، فكلاهما من رجاله، إلاّ أنه تحايد عنه كما تحايد مسلم والنسائى فلم يخرّجا بهذا الإسناد شيئا مع جلالته، هذا مع عناية مسلم بجمع طرق الحديث الواحد حتى ينزل إلى روايات الضعفاء فى المتابعات، وكذا لم يُخرِّج أبو داود بهذا الإسناد إلاّ حديثا واحداً، ونص على انقطاعه، وخرَّج ابن ماجه بهذا الإسناد حديثا واحداً وهو الحديث الذى معنا، وخرَّج الترمذي حديثين أحدهما هذا الحديث، والثاني قال عنه: (حسن صحيح) وكأنه لمتابعاته وشواهده.
فليس فيى الكتب السته سوى أربعة أحاديث بهذا الإسناد، ثم على فرض أن البخاري والترمذي يصححان سماع قتادة من أبى رافع، فليس قولهما بأولى من قول شعبة وأحمد ويحي وأبى داود، خاصة أنّ هؤلاء نصوا على عدم السماع، بل قال شعبة،: إنّه لم يلقه، فتقليدهم - إن صح أنه تقليد - أولى من تقليد غيرهم.
قال الحافظ فى النكت (2/ 726) في نحو هذا (وبهذا التقرير يتبين: عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم، بما يوجب المصير إلى تقليدهم فى ذلك، والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك، إنما مشى فيه على ظاهر الإسناد، كالترمذي وكأبى حاتم ابن حبان فإنه أخرجه فى صحيحه، وهو معروف بالتساهل فى باب النقد).
(2) التدليس:
فعلى فرض أنّ قتادة سمع من أبى رافع فى الجملة، فإنّه معروف بالتدليس،فقد قال عنه العلائى فى جامع التحصيل (ص/ 254) احد المشهورين بالتدليس) فلا بد أن يصرح بالسماع من أبى رافع فى هذا الحديث، وقد رواه عن قتادة:
(أ) أبو عوانه، عند الترمذي والحاكم معنعناً.
(ب) شيبان النحوي، عند أحمد معنعناً.
(ج) حماد بن سلمه، عند عبد بن حميد معنعنا، كما يظهر من كلام الحافظ فى الفتح (13/ 135). ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 285) باسناد صحيح عن حماد عن قتادة عن ابي رافع معنعا موقوفا.
(د) سعيد بن أبى عروبة، ورواه عن سعيد:
(1) يزيد بن زريع، عند ابن جرير الطبرى معنعناً.
(2) عبد الأعلى بن عبد الأعلى عند ابن ماجه وفيه: (ثنا أبو رافع) وهو تصحيف، فقد ذكر ابن كثير فى تفسيره (3/ 110) اسناد ابن ماجه وفيه: (عن قتادة قال: حدَّث أبو رافع)، وذكره أيضا فى البداية (2/ 103) فقال: (رواه ابن ماجه من حديث سعيد عن قتادة إلاّ أنّه قال: حدَّث (1) أبو رافع)، وكذا نبّه الحافظ ابن حجر فى الفتح (13/ 135) فى كتاب الفتن باب يأجوج ومأجوج فقال: (وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبى عروبة عن قتادة قال: (حدَّث أبو رافع)) وأشار إلى هذه الصيغة المزي فى تحفة الأشراف (10/ 392) بعد رواية ابن ماجة. ثم وقفت على نسخة مصورة لسنن ابن ماجة في مركز البحث العلمي في جامعة ام القرى تحت رقم (625) عن الاصل المحفوظ بمكتبة جارالله بتركيا تحت رقم (290) وهى بخط الشيخ المحدث أحمد بن عبدالخالق القرشي الشافعي وتاريخ نسخها سنة (610) وفيها (حدث أبو رافع) وكذا وجدته في سنن ابن ماجة تحقيق الأعظمي فثبت يذلك أن ما في طبعة عبدالباقي وكذا ما وقع في سنن ابن ماجة بشرح السندي هو تصحيف وتحريف فليصحح.
(3) روح بن عبادة، عند أحمد فى المسند، وفيه تصريح قتادة بالسماع. ولاشك أنّ رواية سعيد بن ابى عرواية هى كما رواها حفاظ أصحابه بلفظ (عن) أو (حدَّث)، وأما رواية روح عنه بلفظ (ثنا) فوهم أو تصحيف للأتي:
1 - أن يزيد بن زريع وعبد الأعلى ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط بلا خلاف، كما فى الكواكب النيرات (ص/ 195ــ 197)، وروح بن عباده مختلف فى سماعه منه، فقد قال الطحاوي في مشكل الآثار: (وسماع روح من سعيد انما كان بعد اختلاطه) ونص الحافظ ابن حجر فى هدي الساري (ص /570) على أنّه سمع منه بعد الاختلاط. واما قوله عن نفسه أنه سمع من سعيد قبل الهزيمة كما في سؤالات الآجري (ص/ 244) وقد اعقبه ابو داود بقوله (كذا قال روح!) فكأنه لم يقنع بهذا من روح لاحتمال انه وهم في تحديد سماعه من سعيد ومثله قوله عن نفسه كما في تهذيب التهذيب (2/ 295): (سمعت من سعيد قبل الاختلاط ثم غبت، وقدمت، فقيل لي: انه اختلط).
فالجواب عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
اولا: انه بنى قوله هذا على ظنه ان سعيدا انما اختلط بعد الهزيمة وفي هذا اختلاف بل ذهب يزيد بن زريع وهو من اثبت الناس في سعيد الى انه اختلط في الطاعون سنة (133) هـ اي قبل الهزيمة
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) وقع فى المطبوع (حديث) والصحيح (حدَّث)
بعشر سنين او اكثر. وجمع الحافظ ابن حجر في التهذيب (4/ 66) بين القولين تبعا لأبي بكر البزار ان الاختلاط ابتدأ سنة (133) هـ ثم استمر ولم يستحكم الا سنة الهزيمة.
ثانيا: وقد كان روح من صغار اصحاب سعيد فلم يشعر بتغير سعيد وانما ادركه يزيد بن زريع وشعر به لمعرفته بحال سعيد وضبطه في اول امره وآخره وهو المقدم في اصحاب سعيد ولم يشعر روح في قدومه الثاني باختلاطه حتى اخبر بذلك، وانما كان السبب في ذلك صغر سنه وانما يعرف تغير الشيخ من سمع منه في اول امره وآخره من كبار اصحابه.
2 - أنه لاخلاف فى أنّ روحاً من صغار أصحاب سعيد بن أبى عروبة، وأنّ سماعه منه كان بأخرة، سواء كان قبل أو بعد الاختلاط.
- وقد قال ابن حبان فى ثقاته (6/ 360): (وأحب إلي أن لايحتج به إلاّ بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه، مثل: ابن المبارك، ويزيد بن زريع، وذويهما، ويعتبر برواية المتأخرين عنه دون الاحتجاج).
- وقد اختلط سعيد سنة (133) هـ أو (145) هـ، وتوفى سنة (156) هـ أو (157) هـ بينما توفى روح بن عباده سنة (205) هـ او (207) هـ، فبين اختلاط سعيد ووفاة روح أكثر من ستين سنة على القول الثاني في الاختلاط او سبعين سنه على الأول.
- وإذا كان وكيع بن الجرَّاح وهو من كبار التاسعة وتوفى سنة (196) هـ وله سبعون سنة - كما فى التقريب (ص /581) -ومع هذا فقد نص الأئمة على أن سماعه من سعيد بأخرة، ومثله المعافى بن عمران - كما فى الكواكب النيرات (ص/ 193) وشرح علل الترمذي (ص /747) ــ فمن باب أولى روح بن عبادة.
- وقد قال الإمام أحمد عن سماع بعض أصحاب سعيد بأنّه (جيّد)، وأنّ السهمى فوقهم، ثم سئل عن روح فقال: (حديثه عنه صالح) - كما فى شرح علل الترمذي ((2/ 744) ثم سئل عن الخفاف فقال (ما اقربه منه، الا انه كان عالما بسعيد) ولايخفى ما فى هذه العبارة من غض لدرجة روح عن أولئك. مع ان هناك طبقة هي ارفع واجل شانا من هذه الطبقة التى فضلها على روح وهم كبار اصحاب سعيد مثل يزيد بن زريع وابن المبارك ولا شك ان في تقريب حال روح في سعيد من حال الخفاف ــ والذي قالوا عنه ان سماعه من سعيد بأخرة بل وتفضيل الخفاف عليه في سعيد بكونه عالما به راوية لكتبه ــ حطا من درجة روح في روايته عن سعيد.
3 - ثم إن روح بن عبادة مع كونه ثقة، متُكلّم فيه، حتى قال فيه النسائى كما فى تاريخ بغداد (8/ 402): (أبو محمد روح بن عبادة القيسي ليس بالقوي)، وكذا نقل عنه الذهبي فى السير (9/ 406)، ونقل أيضا قول أبى حاتم الرازي فيه: (روح لايحتج به) والصحيح أنّه ثقة غير أنّه ربما وهم.
4 - أن الإمام أحمد روى هذه الرواية عن روح، ومع ذلك لم يعتد بها، بل نصّ على عدم سماع قتادة من أبى رافع، فإمَّا أنّه عدَّها من أوهام روح أو سعيد بن أبى عروبة، أو أنّ ما فى المسند تصحف وتحرَّف.
(هـ) سليمان التيمي عن قتادة: ورواها عن سليمان: ابنه المعتمر، وعن المعتمر: أحمد بن المقدام، وعن ابن المقدام: الحافظ الموصلي فى المسند، ولفظه: (أنّ أبا رافع حدّث عن أبى هريرة).
ــ ورواه ابن حبان فى صحيحه، عن أحمد بن يحي بن زهير، عن ابن المقدام، ولفظه: (أنّ أبا رافع حدَّثه عن أبى هريرة).
والراجح رواية الموصلي للأتى:
1 - أنّه يروي عن ابن المقدام مباشرة، وهو شيخه، بينما يرويه ابن حبان بواسطة، والإسناد العالي أرجح من النازل، إذ كلما نزل الإسناد، زاد احتمال وقوع الوهم خاصة فى صيغ الأداء.
2 - أنّ صيغة (حدَّث) لايضبطها إلاّ الحفاظ الأثبات، بينما صيغة (حدثنا) أو (حدَّثه) جادة تسبق إليها الأوهام، فلا يبعد على الثقة لزومها 0
فإذا ثبتت صيغة (حدَّث) فى هذا الإسناد، كما فى رواية عبد الأعلى عن سعيد بن أبى عروبة - وهو من أعلم الناس بقتادة-عن قتادة، وكما فى رواية سليمان التيمي، عن قتادة 0
(يُتْبَعُ)
(/)
فهي صريحة فى عدم سماع قتادة من أبى رافع هذا الحديث على فرض أنّه سمع منه فى الجملة - فقد نص شعبة بن الحجاج على أنها من صيغ قتادة التى يستخدمها فيما لم يسمع من الحديث.
فقد روي ابن مهدى (كما فى معرفة الرجال رواية ابن محرز (1/ 210) وتاريخ الدارمي (ص/ 192) عن شعبة قوله: (كنت أتفقد فم قتادة، فإذا قال (حدّثنا) و (سمعت) حفظته، وإذا قال (حدّث) تركته)، وكذا رواه ابن ابى حاتم فى مقدمة الجرح والتعديل (1/ 161 و 169).
- وروى الطيالسي (كما فى تاريخ أبى زرعة الدمشقي (1/ 456) عن شعبة نحوه، وفيه: (وإذا جاء مالم يسمع يقول: قال أبو قلابة، وقال سعيد بن جبير)، وكذا رواه البسوي فى المعرفة (3/ 209) من طريق الطيالسي، والخطيب فى الكفاية (ص /401) من طريق ابن مهدي والطيالسي عن شعبة نحوه.
- ورواه عبد الله بن أحمد فى العلل (3/ 242) من طريق الطيالسي نحوه، وفى آخره: (وإذا حدّث مالم يسمع قال (حدّث) سليمان بن يسار (وحدَّث) أبو قلابة).
- ولا خلاف بين اهل الفنَّ في أن صيغة (حدَّث) محمولة على الانقطاع فى عبارات المدلسين عامة 0 قال العلاّمة المحقق عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى فى خاتمة الجزء الرابع من سنن البيهقى (ص / 43) عن هذه الصيغة: (مثل ذلك محمول على الانقطاع عند الخطيب، واختاره الحافظ ابن حجر، ومن خالف فيه، فإنه موافق على أنّه محمول على الانقطاع فى عبارات المدلسين).
- وقد روى أبو زرعه الدمشقي حديثا من طريق الزهري عن أبى سلمة معنعنا، فأعجبه الحديث، ثم وجد فى بعض أسانيده. قال الزهري: (حدَّث أبو سلمة)،
- فقال أبو زرعة كما فى تاريخه (1/ 503): (علمت أنه لا أصل للحديث عن أبى سلمة إذ فيه هذه العلَّة). فجعل هذه الصيغة علة يقدح بسببها في صحة الحديث.
- وهكذا كشفت رواية من روى هذا الحديث بلفظ: (حدّث) أبو رافع عن علَّة هذا الحديث على فرض أنّ قتادة سمع من أبى رافع فى الجملة ومن رواه بلفظ العنعنة سَلِمَ، ومن رواه بلفظ التحديث وَهمَ.
ومما يقوي ذلك وهو ان قتادة لم يسمع هذا الحديث من ابي رافع على فرض أنه سمع منه في الجمله: قول الحافظ فى النكت الظراف (10/ 392) عن هذا الحديث (قلت: أخرجه ابن مردويه، عن أبى بكر الشافعي، عن محمد بن يونس، عن هشام بن عبد الملك، عن أبى عوانة، عن قتادة، عن خلاس، عن أبى رافع.أدخل بينهما رجلا.
وأخرجه من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، فقال: عن صاحب له، عن أبى سعيد الخدري).
وسعيد بن يونس الكديمي ضعيف كما فى التقريب (ص / 515) - وسعيد بن بشير من أصحاب قتادة، قال عنه الذهبي فى الكاشف (1/ 432) (سعيد بن بشير البصري الحافظ قال البخاري: يتكلمون فى حفظه، وهو يحتمل، وقال دحيم: ثقة كان مشيختنا يوثقونه).
وهذه الروايات تصلح قرينة على عدم سماع قتادة هذا الحديث من أبى رافع مع ما تقدم، وإن كانت لاتنهض بمفردها فى إثبات ذلك، وهذا كلّه على فرض أنه سمع منه،
ولهذا قال الحافظ فى الفتح (13/ 135) (إلاّ أن قتادة مدلس وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة، أخرجه ابن مردويه)، ثم قال: (لكن وقع التصريح فى رواية سليمان التيمي عند قتادة بأن أبا رافع حدَّثه، وهو فى صحيح ابن حبان).
ولو أطلعّ -رحمه الله تعالى على رواية الموصلي والتى فيها (حدَّث) أيضاً، لما استدرك على نفسه، ولعلم أنّ ما وقع فى بعض الروايات إنما هو وهم أو تصحيف.
ويستفاد من عبارة الحافظ هذه: أنّه لم يقع تصريح بالسماع فى رواية عبد الأعلى عن سعيد عند ابن ماجه، وروح عن سعيد عند أحمد، وإلاّ لاستدل بها، إذ أنّ سعيد بن أبى عروبة أثبت وأعلم بقتادة من سليمان التيمي، بل الأخير متكلم فى روايته عن قتادة كما سبق ذكره وسنن ابن ماجه ومسند أحمد أقرب تناولا، وأجلُّ شأناً من كتاب ابن حبان.
(3) الاختلاف فى رفعه ووقفه:
فقد روى عبد بن حميد ــ كما فى الفتح (13/ 135) من طريق عاصم، عن أبى صالح، عن أبى هريرة، نحوه موقوفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الحافظ فى المطالب العالية (4/ 362) عن أبى هريرة قال (يأجوج ومأجوج يحفرون كلَّ يوم) وعزاه لمسند أبى يعلى، وقال البوصيري كما فى الحاشية (رواه أبو يعلى موقوفاً).وهو في المسنده الكبير كما في المطالب المسندة (193/ا المحمودية) قال انبأنا عبدالله بن معاوية انبأنا حماد بن سلمة أنا عاصم عن ابي صالح عن ابي هريرة موقوفا.
ــ ومن طريق ابي يعلى الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ق52/ ا).
ــ ورواه العقيلي في الضعفاء (2/ 285) قال: ثنا علي بن عبدالعزيز، قال ثنا حجاج (هو ابن منهال) قال ثنا حماد، عن عاصم. عن ابي صالح، عن ابي هريرة قال: (يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم السد) وقال: (حديث حجاج اولى).
قلت: وهذا اسناد صحيح رجاله أئمة ثقات.
وبهذه الرواية الموقوفة استدل العقيلي على ضعف من روى هذا الحديث عن حماد عن عاصم مرفوعا.
ولاشك أنّ أبا صالح ذكوان السمَّان أعلم بأبى هريرة، وأحفظ لحديثه من أبى رافع الصائغ، والذى ليس له فى المسند عن أبى هريرة سوى أحاديث معدودة لاتتجاوز الأربعين حديثا. بينما يروي عنه ابو صالح مئات الأحاديث.
فإذا اختلفا على أبى هريرة فى رفع أوقف حديث، كان القول فيه قول أبى صالح السَّمَّان، لمزيد اختصاصه بأبى هريرة، وعلمه بحديثه.
هذا على فرض أن رواية أبى رافع صحيحة إليه، وإلاّ فالصحيح أنّ الطريق إليه ليست تصفو، كما سبق تفصيله. بينما رواية ابي صالح الموقوفة صحيحة عنه.
(4) أنه أشبه بحديث كعب الأحبار:
فهذا الحديث الذى يرويه أبو هريرة يرويه أيضا كعب الأحبار بألفاظه وحروفه من قصصه واسرائيلياته، لم يخرم منه حرفا واحدا مع طوله.
ــ فقد رواه عبد الرزاق فى تفسيره (2/) عن معمر، عن أيوب، عن أبى،الضيف عنه به.
ــ وعنه: نعيم بن حماد فى الفتن (2/ 589).
ــ ورواه الطبري فى تفسيره (9/ 85) من طريق حميد بن هلال، عن أبى الضيف، عنه به.
ــ وأبو نعيم فى الحلية (6/ 23) من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد، به نحوه.
ــ وقد قال الحافظ ابن كثير فى تفسيره (3/ 111) عن حديث قتادة، عن أبى رافع: (ولكن هذا قد روى عن كعب الأحبار، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كان كثيرا ما يجالسه، ويحدثه، فحدَّث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه، والله أعلم)
ــ وقال أيضا (ص /110) عن حديث قتادة: (إسناده جيد قوي، ولكن متنه فى رفعه نكارة)
وهذا القول من ابن كثير مبنى على صحة رواية الرفع والتى ثبت بنص الأئمة انقطاعها وضعفها ـ كما سبق ذكره ـ، فلم يبق سوى رواية أبى هريرة الموقوفة، ورواية كعب الموقوفة عليه من قصصه واسرائيلياته.
ويظهر أن قتادة قد سمعه من بعض الضعفاء يحدث به عن أبى رافع، عن أبى هريرة، مرفوعاً فدلسه.
أو يكون أبو رافع على فرض ثبوته عنه، سمعه من أبى هريرة، فظنَّ أنّه مرفوع إلى النبى صلى الله عليه وسلم.
وقد روى مسلم فى التمييز (ص /175) عن بسر بن سعيد قوله: (اتقوا الله، وتحفظوا من الحديث، فوالله! لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب الأحبار ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله صلىالله عليه وسلم).
وقد وجدت له نظيراً فقد روى أبو داود فى الحج باب فى الجراد للمحرم (2/ 429)
حديث رقم (1853) من طريق ميمون بن جابان، عن أبى رافع، عن أبى هريرة مرفوعا: (الجراد من صيد البحر).
ــ و (ص/430) حديث رقم (1855) من طريق ميمون، عن أبى رافع، عن كعب، قال (الجراد من صيد البحر).
فكل ما سبق ذكره يرجح كون الحديث من قصص كعب الأحبار، وأن أبا هريرة إنما يرويه موقوفا، كما حفظه عنه أبو صالح، وأنّ رواية أبى رافع لا تصح عنه، وعلى فرض صحتها عنه، فقد وهم هو أو الراوي عنه فى رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو موقوف على أبى هريرة من قصصه التى يستفيدها من كعب الأحبار، كما أشار إليه الحافظ ابن كثير احتمالا، وثبت بما تقدم يقيناً.
وكان كعب الأحبار كثيرا ما يحدث عن الفتن وأشراط الساعة كما فى الحلية (6/ 23)، ومصدره فى ذلك كتب بنى إسرائيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى أبو زرعه الدمشقي فى تاريخه (2/ 545) بسند صحيح عن معاويه رضى الله عنه قوله فى كعب: (إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنّا لنبلو عليه الكذب) أي الخطأ كما هى لغة قريش.
خامسا: مصادمة للأدلة النقلية:
(أ) فالحديث بهذا اللفظ يعارض ماثبت فى الصحيحين من حديث أبى هريرة نفسه رضى الله عنه مرفوعا: (فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وعقد بيده تسعين)
ـ رواه البخارى فى الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، (3/ 1221) حديث رقم (3169)
ولفظه: (فتح الله من ردم).
ـ ومسلم فى الفتن، باب اقتراب الفتن (4/ 2207) حديث رقم (2881) واللفظ له.
ـ ومن حديث زينب بنت جحش رضى الله عنها مرفوعا: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلَّق بإصبعه الإبهام والتى تليها)
ـ رواه البخاري فى الباب (3168)، ومسلم فى الباب (2880).
ـ ففي هذين الحديثين إخبار عن انفتاح الردم فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم.
فإن كان على قول من يقول: (أن هذا إشارة إلى فتح أبواب الشر والفتن، وأن هذه استعارة محضة، وضرب مثل فلا إشكال) كما قاله ابن كثير فى البداية (2/ 102).
وإن كان ذلك عن أمر حسي واقعي، فهو مصادم لظاهر الحديث الذي معنا، إذ فيه أنهم يحفرون، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس تركوه فعاد أشد ما كان.
ففيه نفي أن يكون الردم قد انفتح، بل إنه يعود كل يوم بعد حفرهم أشد ما كان قبل الحفر، حتى أنهم لايرون شعاع الشمس.
(ب) وفى حديث زينب أنه سيلحق العرب خاصة من هذا البلاء العظيم ما قد اقترب أوانه، ولا شك أن فى تخصيص العرب بالذكر دون غيرهم، وتقريب ماسيقع لهم، دليل على أنه سيلحقهم من شرَّهم بلاء مخصوص قبل بعثهم على الأمم كافة، إذا أن خروجهم الأخير سيكون دماراً للانسانية كلَّها، لاينجو منه إلاّ عيسي ومن معه من المؤمنين، كما جاء فى صحيح مسلم فى الفتن (4/ 2250) حديث رقم (2137) من حديث النواس بن سمعان رضى الله عنه. وغيره كما عند ابن ماجة.
ولاشك أن ذلك يعارض ماجاء فى الحديث الذى معنا والذى فيه أنهم لايفتحون الردم إلاّ عندما يريد الله بعثهم على الأمم كافة.
ففي حديث زينب تحذير للعرب من شرَّ قد اقترب، وعندما سألته زينب: أنهلك وفينا الصالحون؟ يا رسول الله! قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن ماسيصيب العرب منهم سيهلك فيه الصالحون، بينما فى خروجهم وبعثهم الأخير على أهل الأرض يأمر الله رسوله عيسى عليه السلام أن يحرَّز المؤمنين إلى الطور والى حصونهم فيسلم الصالحون، كما في حديث النواس بن سمعان رضى الله عنه وغيره.
(ج) كما أن لفظ حديث قتادة هذا مصادم لظاهر القرآن وقد ذكر ابن كثير فى تفسيره (3/ 110) بعض مافيه من مشكل يعارض ظاهر القرآن وقال إنّ (فى رفعه نكارة).
ولعلَّ أشكل مافيه قوله: (يحفرون كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس فيعيده الله أشد ما كان).
ففيه أنهم لايرون شعاع الشمس بسبب هذا السد وظاهر القرآن: أنّ ذا القرنين إنما جعل بين الجبلين سداً يحجز هؤلاء المفسدين عمن دون السدَّ من المستضعفين، ولو فعل ذو القرنين ماهو أعظم شأنا من ذلك، لنزل القرآن به، إذ القصة ونزول الآيات انما كان بسبب سؤال اليهود أو المشركين النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلو فات ذكر أهم مافيها، وأعظم أخبارها، لاستدركوه على النبى صلى الله عليه وسلم، فلما لم يذكر من أفعال ذى القرنين إلاّ بناء السد، عُلم أنه لم يقع منه ما هو أخطر شأناً منه.
وبناء السد لايقتضى حجب شعاع الشمس عنهم كماهو ظاهر حديث قتادة.
(د) وكذلك يشكل على حديث قتادة:
ـ مارواه الإمام أحمد فى المسند (5/ 271).
ـ وابن أبى عاصم فى الآحاد والمثاني (6/ 190) عن أبى بكر بن أبى شيبة.
ـ كلاهما: أحمد وأبن أبى شيبة عن محمد بن بشير، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن خالته قالت: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إنكم تقولون لا عدو! ولاتزالون تقاتلون عدواً حتى تقاتلون يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه، صغار العيون، صهب الشعاف، من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ــ قال الهيثمي فى المجمع (8/ 6): (رواه أحمد والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح). وهو كما قال فمحمد بن بشر العبدي، ثقة حافظ، روى له الجماعة - كما فى التقريب (ص 469) و محمد بن عمرو، عن خالد بن حرملة. إسناد على شرط مسلم.
ـ وروى البخاري فى صحيحه فى الجهاد، باب قتال الترك (3/ 1070) حديث رقم (2769) عن عمرو بن تغلب رضى الله عنه مرفوعا: (إن من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال الشعر، وإن من أشراط الساعة: أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة).
ـ وروى البخاري بعده (3/ 1071) حديث رقم (2770) عن أبى هريرة رضى الله عنه مرفوعا: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين حمر الوجوه، ذُْلف الأنوف، كأن وجوههم المجانُّ المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر).
ـ ورواه مسلم فى الفتن (4/ 2233) حديث رقم (2912) من طرق عن أبى هريرة رضى الله عنه نحوه.
ففي هذه الأحاديث الصحيحة: أن المسلمين يقاتلون يأجوج ومأجوج، وهم طائفة من الترك كما قال ابن كثير فى البداية (2/ 101) والملاحم (ص /200 ـ 201) وكما جاء فى بعض الروايات، ووصفهم النبى صلى الله عليه وسلم أنهم: عراض الوجوه، صغار العيون، ذلف الأنوف (أى فطس الأنوف) صهب الشعاف (أى الشعور)، حمر الوجوه، كأن وجوههم المجانّ المطرقة (وهى التروس التى تطوق بالجلود).
يلبسون الشعر، وينتعلون الشعر. قال القرطبي فى تفسيره (11/ 58): (نعت النبى صلى الله عليه وسلم الترك كما نعت يأجوج ومأجوج) وكل هذه الأوصاف تنطبق تماما على الجنس التتاري والصيني.
وقد تحقق ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم، وهذه من معجزاته ونبواته التى أخبر عنها، فوقعت كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
حيث تحركت القبائل التتارية من موطنها، واكتسحت العالم المعمور كلّه تقريبا شرقا وغربا وجنوباً، ودمَّروا الحضارة الانسانية فترة من الزمن، وارتكبوا من الجرائم والإفساد فى الأرض ما لا تعرفه البشرية فى تاريخها من قبل، وقد قاتلوا المسلمين، ودخلوا بغداد، وسقطت سنة (656) هـ وقتلوا الخليفة العباسي والعلماء والصلحاء وأسرفوا فى القتل حتى بلغ القتلى مليونى نفس، كما ذكر ابن كثير فى البداية (13/ 215).
وهذا ما لايعرف المسلمون والعرب مثله من قبل، ولم يحلَّ بهم من الذلَّ والهوان والقتل مثل ما حلَّ بهم على أيدي التتار.
وقد قال القرطبى فى تفسيره (11/ 58) وهو معاصر لهذه الأحداث: (وقد خرج منهم فى هذا الوقت أمم لايحصيهم إلاّ الله تعالى، ولايرّدهم عن المسلمين إلاّ الله تعالى، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج، أو مقدمتهم).
ويظهر أن هذه الأحداث هى التى قال فيها النبى صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب: فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وعقد بيده تسعين.
وكلُّ هذه الأحاديث تصادم حديث قتادة، والذى فيه أنهم لايخرجون ولا ينفتح السد إلاّ عندما يبعثهم الله عز وجل على الناس فى آخر الزمان، وقد ثبت فى حديث النواس بن سمعان رضى الله عنه فى صحيح مسلم أن الله يأمر عيسى ومن معه من المؤمنين عند ذلك أن ينحازوا إلى الطور والى حصونهم كما عند ابن ماجة، فلا يقع بينهم وبين المسلمين قتال،وإنما قتالهم مع باقي أهل الأرض.
بينما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم كما فى الأحاديث الصحيحة السابقة: أن المسلمين يقاتلون يأجوج ومأجوج، وهذا إنما هو فى خروجهم الأول والذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم (شر قد اقترب)، وأخبر أنه يهلك فيه الصالحون،إذا كثر الخبث. والظاهر أن ذلك ما حلَّ بالمسلمين سنة (656) هـ على يد التتار.
وفى تلك الحقبة من تاريخ المسلمين كثر الخبث، فتسلط عليهم عدوهم، وهلك بسبب ذلك كثير من العلماء والصالحين. وما منع أكثر العلماء من اعتقاد ان ما جري سنة (656) هـ هو المقصود بحديث (ويل للعرب) الا حديث أبي رافع هذا اذ فيه أنهم لا يخرجون الا في آخر الزمان قبل قيام الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(هـ) أن ظاهر القرآن وصريح الأحاديث الصحيحة: أنهم من ذرية آدم ومن ذرية نوح، كما عليه عامة العلماء، ولاينبغى الخلاف فى ذلك كما نبه عليه الحافظ ابن كثير فى تفسيره (3/ 109) وفى البدايه (2/ 101) وكذا الحافظ ابن حجر فى الفتح (13/ 131) فهم بشر مكلَّفون، يعيشون على هذه الأرض، كما يعيش سائر ذرية آدم، وقد كانوا قبل ذى القرنين يفسدون فى الأرض بالقتل والسلب.
والثابت تاريخيا وجغرافيا أنهم فى شمال شرقى الأرض، والأقرب أنهم التتار ومن وراءهم من شعوب الشرق، وقد شكى الناس شرّهم إلى ذى القرنين، فعمل سداً بين جبلين يكون حاجزا طبيعيا يمنعهم من الشعوب التى دون السدّ، فقضيتهم ليست قضية غيبية كما هو ظاهر الأدلة النقلية وكما نص عليه السعدى رحمه الله تعالى بل قضية تاريخية مشاهدة لمن عاصرها وشاهد آثارها، وإنما بَعْثُهم وخروجهم على اهل الأرض قبل قيام الساعة هو القضية الغيبية التى لايعلم متى يحين وقتها إلا الله عز وجل.
(و) أن بعثهم وخروجهم لا يفهم منه أنهم محجوزون عن العالم، أو فى مكان لا يعلمه أحد، إذ لا دلالة فى هذه الألفاظ على ذلك، بل بعثهم وتحريكهم هو أزُّهم، كما فى قصة بني اسرائيل (بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد) (الاسراء / 5). كما قال العلامة السعدي.وكذا ما جاء فى الأحاديث الصحيحة: (يخرج يأجوج ومأجوج) ليس فيه أنهم فى معزل عن العالم، وإنما مثله مثل قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) " آل عمران 110 " مع أنّ العرب موجودون قبل خروجهم وحملهم رسالة الإسلام للعالمين.
(ز) كما لايوجد نص صريح فى أن السد سيكون حاجزا يمنعهم عن أمم الأرض إلى وقت بعثهم وخروجهم، وإنما ظاهرها أنّ هذاً السدّ سيمنعهم من الإفساد فى الأرض فى تلك الفترة، وقوله تعالى: (فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) [الكهف/97] قال ابن كثير فى البداية (2/ 102): (أي فى ذلك الزمان لأن هذه صيغة خبر ماض فلا ينفى وقوعه فيما يستقبل)، ويؤيد ذلك ما جاء فى الصحيحين: (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج).
وأما الآيات بعدها: (فإذا جاء وعد ربى جعلّه دكاء وكان وعد ربى حقا * وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض ونفخ فى الصور فجمعناهم جمعاً * وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) [الكهف/98 - 100].
* فقد اختلف المفسرون فى تأويلها:
قال القرطبي فى تفسيره (11/ 63): (فإذا جاء وعد ربى) أي يوم القيامة، وقيل: وقت خروجهم).
وكذا ذكر القولين البيضاوي فى تفسيره (ص/ 401)، والشوكانى فى فتح القدير (3/ 313).
وكذا اختلفوا فى تأويل قوله تعالى: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض) على ثلاثة أقوال:
(1) أى تركنا الخلائق يوم القيامة يموج بعضهم فى بعض.
(2) وقيل: تركنا يأجوج ومأجوج يموج بعضهم فى بعض بعد بناء السد.
(3) وقيل: تركنا يأجوج ومأجوج يموجون فى الدنيا بعد فتح السد.
قال القرطبي فى تفسيره (11/ 95): (فهذه ثلاثة أقوال، أظهرها أوسطها، وأبعدها أخرها، وحَسُنَ الأول لأنه تقدَّم ذكر القيامة فى تأويل قوله تعالى (فإذا جاء وعد ربى)).
وقد ذكر ابن جرير فى تفسيره (8/ 289) القول الأول، وذكر ابن كثير فى تفسيره (3/ 111) القول الأول والثالث، وذكر الشوكاني (3/ 315) الأقوال الثلاثة، وقال السعدي فى تفسيره (5/ 79) عن الضمير فى (وتركنا بعضهم): (يحتمل أن الضمير يعود إلى يأجوج ومأجوج، وأنهم إذا خرجوا على الناس من كثرتهم واستيعابهم للأرض كلها يموج بعضهم ببعض ويحتمل أن الضمير يعود إلى الخلاق يوم القيامة من الأهوال والزلازل العظام بدليل قوله [وتركنا بعضهم] إلى [لايستطيعون سمعا]).
وعليه فليس فى نصوص القرآن والسنة مايدل دلالة صريحة على أنّ السد سيكون مانعا لهم من الخروج إلى يوم بعثهم، وإنما سيكون مانعا لهم فى تلك الفترة الزمنية، ثم يقدر الله عز وجل بعد ذلك من الأسباب والموانع الصارفة لهم من الخروج على الناس حتى يأتى ذلك اليوم الموعود حيث يبعثهم الله عز وجل على أهل الأرض قبل قيام الساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤكد هذا الفهم وهو أن السد لن يكون حاجزا لهم إلا فى تلك الفترة ما ثبت بالحس والمشاهدة حيث تم اكتشاف الأرض كلها، وأصبحت الكرة الأرضية كقرية صغيرة لايخفى من أمرها شئ، ولم تعد الجبال تمنع من التنقل والارتحال، فدل ذلك على أن المعنى فى قوله تعالى: (فما استطاعوا أن يظهره وما استطاعوا له نقبا) أى أولئك القوم فى ذلك الزمان كما قال ابن كثير.
قال العلامة السعدي فى رسالته فى الموضوع (فلو فرض على وجه المحال وجود أمة عظيمة جداً أكثر من المعروفين الأن على وجه الأرض من أمم الأدميين بأضعاف مضاعفة وأنهم الآن على وجه الأرض، ولم يطلع الناس عليهم - مع أن الأرض التى يمكن الأدميون السكن فيها قد اكتشفت شبراً وذراعاً لكان هذا ما تحيله العقول، وتنكره الحواس، فينزه الشرع أن يخبر بمثل هذه الأمور).
ويؤكده من الأدلة النقلية حديث خالد بن حرملة (تقاتلون يأجوج ومأجوج) وحديث (ويل للعرب من شر قد اقترب) فثبت بهذه الأحاديث الصحيحة أن المسلمين سيقاتلون يأجوج ومأجوج، وأنه سيحلُّ بالمسلمين والعرب منهم خاصة شرُ عظيم، يهلك فيه الصالحون وهو والله أعلم ما وقع لهم سنة (656) هـ على يد التتار.
ولاشك أن هذا غير خروجهم فى آخر الزمان، إذ يتحصن المؤمنون فى حصونهم ولايحصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج قتال أصلا.
فثبت بذلك ان خروجهم، وانفتاحهم، وانبعاثهم على أهل الأرض قبل قيام الساعة ليس بسبب انهدام السدّ، إذ ثبت بالأدلة النقلية، والعقلية، والحسية، الأنفة الذكر بطلان هذا التصور، وثبت انهم سيخرجون خروجا جزئيا قبل ذلك الخروج الأخير والذى هو من علامات الساعة، وإنما يكون خروجهم ذلك بأسباب قدرية كونية يهيؤها الله عز وجل، تكون الباعث على خروجهم وانفتاحهم على أهل الأرض فيحلُّ بأهل الأرض ما أخبر به النى صلى الله عليه وسلم كما ثبت بالأحاديث الصحيحة.
سادسا مصادمته للأدلة الحسية والعقلية:
وقد كان للعلاَّمة المحقق السلفي عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمة الله تعالى بحث فى هذه القضية فى رسالة خاصة (1) من المناسب نقلها كاملة لما فيها من فوائد جليلة تزيد الموضوع جلاءً ووضوحا، وهذا نصها:
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) نقلتها من كتاب (الصين) للشيخ/ عبد العزيز المسند ط 1 سنة 1410 هـ وقد ضَّمن كتابه هذا فوائد علمية تاريخية وجغرافية مهمة. عن مكان سد ذي القرنين والشعوب التي وراءه الى غير ذلك من الفوائد العلمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهذا توسع منه رحمة الله تعالى والصحيح أنهم أمم وشعوب شمال وشرق آسيا وقد وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بأوصاف تطابق تماما الصفات الخلقية لهذا الجنس البشري كما ثبت فى الصحيحين كما تقدم ثم أكثر هذه الشعوب التى ذكرها هى فى الغرب ومن ذرية سام بنى نوح بينما كالمتفق عليه بين علماء التفسير والتاريخ والأنساب أن يأجوج ومأجوج فى الشرق وهم من ذرية يافث بن نوح وهذا ماسينقله المؤلف عنهم بعد قليل 0
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(2) وفى كونهم الإفرنج نظر كما سبق ذكره.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(3) وهذا مبنى على أن السد سيكون حاجزا لهم عن الخلق إلى وقت خروجهم وهذا القول لا دليل صريحاعليه وإنما هو مانع لهم فى تلك الفترة وإنما يهيئ الله الأسباب المانعة لهم عن الخروج إلى أن يأذن الله لهم بذلك بتهيئ الأسباب الدافعة لهم على الخروج، بدليل أنه ثبت فى الأحاديث الصحيحة أنهم سيقاتلون المسلمين عامة والعرب خاصة وهذه الحوادث قبل خروجهم الأخير على الخلق كافة فيعلم منه أن السد لم يعد مانعا لهم منذ تلك الحوادث وقد سبق تفصيل القول فيه أنفا 0
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(4) الصحيح ترك تأويل ماجاء فى حديث النواس بن سمعان رضى الله عنه فى صحيح مسلم وغيره من الأحاديث الصحيحة بل تحمل على ظاهرها إذ لامانع من ذلك ولاقرينة صارفة عن الحقيقة 0
والذى دفع المؤلف رحمة الله تعالى إلى ذلك أمران وهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أ) اعتقاده أن هذا الخروج الذى حصل من هذه الأمم هو المقصود فى قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون)، وكذا هو المقصود فى الأحاديث الصحيحة ومادام ذلك قد تحقق فى هذا العصر فيلزم تأويل هذه النصوص لتكون مطابقة للواقع، والصحيح أن خروجهم وانبعاثهم وانفتاحهم الأخير على أهل الأرض لم يقع بعد بل وقوعه قبل قيام الساعة وهو من علاماتها ولن يكون حينئذ حضارة مادية كما هو حاصل فى هذا العصر بل سيكون حالهم كما وصفه النبى صلى الله عليه وسلم فى الأحاديث الصحيحة0
(ب) اعتقاده أن السبب المانع لهم عن الخروج هو السد ومادام قد ثبت بالحس والمشاهدة أن السدود والجبال لم تعد مانعة وحاجزة بين الأمم والشعوب فى هذا العصر فيعلم منه أن السد قد انهدم ومن ثم حصل الخروج وعليه تأول النصوص لتطابق الواقع والصحيح أنه لا تلازم بين انهدام السد وخروجهم الأخير بل ثبت فى الصحيح أنهم يقاتلون المسلمين قبل ذلك كما سبق تفصيله0
وبناء على ماتقدم ذكره من:
(1) عدم سماع قتادة من أبى رافع، بل وعدم لقياه له، كما نص عليه شعبة، ومِنْ نصَ الأئمة على انقطاع هذا الإسناد وهم الإمام أحمد ويحي بن معين وأبو داود وأبو بكر الأثرم من المتقدمين، والمنذري والعلائي وابن رجب من المتأخرين 0
(2) وأنّ من صحح هذا الإسناد إمّا أنّه مشى على ظاهر ماوقع له من أسانيد فيها تصريح بالسماع، وتساهل فى قبولها، كما فعل الترمذي وابن حبان، أو أخرج هذا الإسناد لوجود المتابعات والقرائن، واحتمل مافيه من انقطاع لذلك كما فعل البخاري 0
(3) وقد ثبت أن ماوقع من تصريح بالسماع بين قتادة وأبى رافع ماهى إلاّ أوهام أو تصحيفات كما سبق تفصيله 0
(4) وأن قتادة مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وضبط عنه بعض الحفاظ صيغة (حدّث أبو رافع) 0
(5) وهذه الصيغة نص شعبة على أنّ قتادة يستخدمها فيما لم يسمع من الحديث، وإن كان عن شيوخه الذين سمع منهم، واتفق أهل الفنّ على أن هذه الصيغة محمولة على الانقطاع فى روايات المدلسين، وقتادة من مشاهيرهم 0
(6) وقد خولف أبو رافع فى إسناده فرواه من هو احفظ وأعلم وأثبت فى أبى هريرة منه، فرواه موقوفا من قول أبى هريرة رضى الله عنه 0
(7) وقد جاء هذا الحديث عن كعب الأحبار من قصصه وإسرائيلياته كما رواه أبو هريرة، لم يخرم منه حرفاً مع طوله 0
(8) وثبت أن كعب الأحبار كان يحدث بالقصص عن كتب بنى إسرائيل فى عصر الصحابة، وكان بعض الصحابة يأخذ عنه هذه القصص يحدَّث بها الناس، لما علم من إذن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك حيث قال: (وحدَّثوا عن بنى اسرائيل ولاحرج) 0
(9) كما ثبت أن أبا هريرة كان يأخذ عن كعب الأحبار بعض هذه القصص فيحدث بها الناس 0
(10) وكذلك ثبت أن بعض الرواة عن أبى هريرة يهم فى حديث أبى هريرة فيجعل حديثه عن كعب مرفوعاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم 0
(11) وأن هذا الحديث بهذا اللفظ مصادم لظاهر القرآن والأحاديث الصحيحة 0
(12) كما أنه مصادم للأدلة الحسية والأدلة العقلية 0
كل ذلك يجعل من الحكم لهذا الحديث بالصحة حكما غير صحيح، بل هو حديث باطل لا أصل له مرفوعا، وإنما هو موقوف على أبى هريرة رضى الله عنه أخذه عن كعب الأحبار مما يقصه من اسرائيلياته التى اشتهر بها. بل ان بعض هذه العلل كاف واحدة للحكم على هذا الحديث بهذا الحكم فما بالك اذا اجتمعت كلها في حديث واحد وانظر ما كتبه العلامة المعلمي في مقدمة تحقيقة للفوائد المجموعة (ص/ 11)
وهذا الحكم إنما هو مأخوذ من نص الأئمة، والذين نصوا على انقطاع هذا الإسناد، وهم الحكم فى معرفة صحيح الحديث من سقيمه، ومأخوذ من قواعدهم التى أصَّلوها، وأصولهم التى قعدوها، لمعرفة الأحاديث الصحيحة من الموضوعة والضعيفة 0
وقد سبق الترمذي إلى استغراب هذا الحديث من هذا الوجه، وأنكر رفعه الحافظ ابن كثير، ونقل فى البداية (2/ 103) عن بعضهم أنّ رفعه غير محفوظ 0
فلم ابتدع هذا الحكم غير أنّ ما أجمله هؤلاء الأئمة، اجتهدت فى تفصيله وتوضيحه ليعلم القارئ الكريم أن أئمتنا الحفاظ رحمهم الله تعالى لم يتركوا لقائل أن يقول فى هذا العلم بهواه، بل سبق منهم الحكم على أفراد كثيرة، وما لم يحكموا عليه: وضعوا القواعد لمن بعدهم ليتوصلوا إلى الحكم الصحيح فيه، فما لم يكن لهم فيه نص، قيس ما كان مثله عليه، وليس للأهواء مدخل فى هذا العلم الشريف، وإنما هى الأدلة والبراهين، فمن أقامها، لزم قبول قوله، وإلا ردَّت إليه بضاعته، وكان اتباع من مضى أولى من متابعتة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.(/)
الإسعاد في نقد أحاديث الخضاب بالسواد -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:42]ـ
الإسعاد
في نقد أحاديث الخضاب بالسواد
بقلم
د. حاكم المطيري
كلية الشريعة - جامعة الكويت
m
الحمد لله رب العالمين، وصل اللهمَّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذه دراسة حديثية نقدية للأحاديث الواردة في تحريم الخضاب بالسواد، خاصة حديث ابن عباس مرفوعًا: «يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة»؛ إذ هو من الأحاديث القليلة التي اختلف فيها نظر الأئمة إلى حد التناقض: بين من يحكم له بالصحة على شرط الشيخين، ومن يحكم عليه بالوضع!!
وقد اقتضت دراسة هذا الحديث دراسة شواهده الواردة في هذا الباب، خاصة ما جاء في حديث جابر في صحيح مسلم في قصة أبي قحافة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «جنبوه السواد»، وغيره من الروايات التي يمكن ادعاء صلاحيتها في الشواهد.
فجاءت الدراسة شاملة لكل الأحاديث الواردة في هذا الموضوع، وهي: حديث ابن عباس، وحديث أبي هريرة، وحديث أنس، وحديث أسماء بنت أبي بكر.
والله الموفق للصواب.
* * *
· حديث ابن عباس: «يكون قوم في آخر الزمان، يخضبون بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة» ([1]).
دراسة الإسناد:
اختلف الأئمة في الحكم على هذا الحديث اختلافًا شديدًا إلى حد التناقض؛ فقد أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" ([2])، وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة"، وقال: (قال القزويني: موضوع) ([3])، ولم يتعقبه الشوكاني ولا المحقق الشيخ المعلمي بشيء.
وقد صححه الضياء المقدسي في "المختارة" ([4])، وقال الحافظ ابن حجر: (إسناده قوي) ([5]). وهو كما قال، إلا أن له علة؛ قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبدالكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري). واستدرك عليه الحافظ ابن حجر فقال: (أخطأ في ذلك؛ فإن الحديث من رواية عبدالكريم الجزري الثقة المخرج له في الصحيح) ([6])، وهو الظاهر، وإن كانت أكثر الروايات قد ذكرت عبدالكريم مهملاً غير منسوب، وقد قال الذهبي: (وقد مات هو - أي ابن أبي المخارق - وعبدالكريم الجزري الحافظ في عام سبعة وعشرين ومائة، واشتركا في الرواية عن سعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، وروى عنهما الثوري، وابن جريج، ومالك، فقد يشتبهان في بعض الروايات) ([7]).
وعبيد الله بن عمرو الرقي الراوي عن عبدالكريم اشتهر بالرواية عن الجزري وأكثر عنه، وعُرف به ([8])، فالأصل أنه إذا روى عن عبدالكريم مهملاً أن يكون المقصود هو الجزري لا البصري، وإن كان قد روى أيضًا عن البصريين من طبقة ابن أبي المخارق كما في ترجمته ([9]).
إلا أنه يشكل على استدراك الحافظ أن الطبراني رواه في الأوسط من طريق هشام الدستوائي، عن عبدالكريم أبي أمية، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعًا: «يكون في آخر الزمان قوم يسودون أشعارهم، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة» ([10]).
وعبدالكريم أبو أمية ابن أبي المُخارق، ضعيف من السادسة ([11]).
فالحديث ضعيف، إلا أنه يفيد أن لقول ابن الجوزي وجهًا من أن المهمل هو أبو أمية.
فثبت بهذا الإسناد البصري أن عبدالكريم بن أبي المخارق البصري يروي هذا الحديث، وهشام الدستوائي ثقة حافظ، وقد روى عن عبدالكريم بن أبي المخارق ([12])، ولم يعرف بالرواية عن عبدالكريم الجزري، كما أن عبدالكريم بن أبي المخارق يروي عن مجاهد ([13]).
فثبت بذلك وجهة ما ذكره ابن الجوزي من أن عبدالكريم هو ابن أبي المخارق، وقد نظرت في رواية عبيدالله بن عمرو الرقي، فإذا عامة الروايات عند تذكر عبدالكريم مهملاً؛ كذا رواه أحمد، وابن سعد، والموصلي، وأبو داود، والنسائي ([14])، والطبراني، والبيهقي.
وإنما جاء منسوبًا في رواية الطحاوي والبغوي، والظاهر من سياق رواية البغوي أن نسبته استظهار من أحد رواة الإسناد؛ إذ قال: (عن عبدالكريم هو الجزري) فالظاهر أن من نسبه استظهر ذلك؛ لكون الراوي عنه هو عبيدالله بن عمرو لا أنه منسوب في أصل الرواية، إلا أن عبيد الله يروي عن البصريين أيضًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يؤيد هذه الرواية عن مجاهد ما رواه معمر في "جامعه" ([15])، عن خلاد بن عبدالرحمن، عن مجاهد، قال: «يكون في آخر الزمان قوم يصبغون بالسواد، لا ينظر الله إليهم». مما يؤكد أن للحديث أصلاً عن مجاهد، كما جاء في رواية هشام، إلا أن الصواب وقفه على مجاهد، كما رواه خلاد بن عبدالرحمن، لا وصله ورفعه عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه عبدالكريم بن أبي المخارق فوهم على مجاهد، ولزم الجادة لكثرة ما يرويه مجاهد عن ابن عباس، فظن هذا الحديث منها؟! كما وهم مرة أخرى فرواه عن ابن جبير عن ابن عباس تارة موقوفًا وتارة مرفوعًا؟! ([16]).
وهذا اضطراب من ابن أبي المخارق فيما يبدو؛ فتارة يرويه عن مجاهد عن ابن عباس، كما رواه عنه هشام. وتارة يرويه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، كما رواه عبيدالله بن عمرو.
ثم على فرض صحة ما رجحه ابن حجر من أن عبدالكريم هو الجزري، فإن هذا لا يقضي للحديث بالصحة؛ للتالي:
1 - أن الجزري وإن كان ثقة، إلا أنه متكلم فيه، فقد قال عنه يحيى بن معين: "عبدالكريم عن عطاء رديء" ([17]).
وقال عنه يعقوب بن شيبة: "إلى الضعف ما هو، وهو صدوق ثقة" ([18]).
وقال عنه أبو أحمد الحاكم: "ليس بالحافظ عندهم" ([19]).
وقال فيه ابن حبان: "كان صدوقًا، ولكنه كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المناكير، فلا يعجبني الاحتجاج بما انفرد به من الأخبار، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير، وهو ممن أستخير الله فيه" ([20]).
وقال عنه ابن عدي: "أحاديثه عن عطاء رديئة". وقال أيضًا: "لعبدالكريم أحاديث صالحة مستقيمة يرويها عن قوم ثقات، وإذا روى عنه الثقات فحديثه مستقيم" ([21]).
وهذه الأقوال تقتضي التحري فيما انفرد به من الأخبار؛ إذ ربما حكم الأئمة على حديث الثقة المتفق على توثيقه بأنه منكر، إذا تفرد به ولم يتابع عليه عن إمام من الأئمة الذين جمع الحفاظ حديثهم؛ كقتادة والزهري وسعيد بن جبير ([22]). فمن باب أولى إذا كان الثقة متكلمًا فيه كالجزري، وقد تفرد بهذا الحديث عن كل أصحاب سعيد بن جبير، ثم عن كل أصحاب ابن عباس!! وابن حبان وإن كان متساهلاً في توثيق المجاهيل لقاعدته التي التزم بها في تعريف العدل، فإنه في جرح المعروفين - من الرواة والعلماء المشاهير - ذو نظر بالغ ونقد ثاقب ([23]).
وقد وافقه على تضعيف الجزري مطلقًا أو مقيدًا: يحيى بن معين، ويعقوب بن شيبة، وأبو أحمد الحاكم، وابن عدي، فلم يتفرد ابن حبان في حكمه هذا، وإن كان أكثرهم تشددًا. وكل ذلك كاف للحكم على الحديث بأنه منكر، وإن كان قوي الإسناد؛ إذ ليس كل ما صح سندًا صح متنًا.
2 - أن عبيد الله بن عمرو الرقي الراوي عن عبدالكريم ثقة ربما أخطأ ([24])، وقد قال عنه ابن حجر: "ثقة فقيه ربما وهم" ([25])، ولم يتابع على روايته عن عبدالكريم، ولا عن سعيد بن جبير، ولا عن ابن عباس، ولا عن أحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم!!
وقد قال أبو بكر البرديجي الحافظ: (إن المنكر هو الذي يحدث به الرجل عن الصحابة، أو عن التابعين عن الصحابة، لا يعرف ذلك الحديث - وهو متن الحديث - إلا من طريق الذي رواه، فيكون منكرًا).
قال ابن رجب بعد عبارة البرديجي: (ذكر هذا الكلام في سياق ما إذا انفرد شعبة أو سعيد بن أبي عروبة أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا كالتصريح بأن كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة ولا يعرف المتن من غير ذلك الطريق فهو منكر، كما قاله الإمام أحمد في حديث عبدالله بن دينار) ([26]).
فإذا كان هذا حال ما انفرد به أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أنس في نظر البرديجي، فكيف بما انفرد به عبيد الله بن عمرو عن عبدالكريم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس؟!! لا شك بأنه أحق باسم المنكر.
3 - أنه رواه تارة مرفوعًا وتارة موقوفًا، وقد رواه ابن الجوزي في الموضوعات بإسناد صحيح عن عبدالجبار بن عاصم عن عبيدالله بن عمرو به، موقوفًا على ابن عباس لم يرفعه ([27]). وعبدالجبار ثقة باتفاق ([28]). وقد أراد ابن الجوزي إعلاله بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال الحافظ ابن حجر: "وإسناده قوي، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه" ([29]). وهذه علة توهن الحديث عند بعض الأئمة قديمًا، فإن منهم من يعل المرفوع بالموقوف والمسند بالمرسل مطلقًا ([30]). وهذا الاختلاف هو من عبيدالله بن عمرو فيما يبدو.
وأما قول الحافظ ابن حجر: "وعلى تقدير ترجيح وقفه فمثله لا يقال بالرأي، فحكمه الرفع" ([31]) - فغير مسلم له فيه؛ إذ الحديث منكر من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، فلا يثبت مرفوعًا ولا موقوفًا ولا مقطوعًا.
وإنما يثبت عن مجاهد مقطوعًا عليه.
ثم على فرض صحة وقفه على ابن جبير أو ابن عباس، فلا يبعد أن يكون قد بلغه عن أهل الكتاب، فقد جاء عن الزهري قال: "مكتوب في التوراة: ملعون من غيرها بالسواد. يعني اللحية" ([32]). ومثله ما ثبت عن مجاهد قال: "يكون في آخر الزمان قوم يصبغون بالسواد لا ينظر الله إليهم"، أو قال: "لا خلاق لهم" ([33])، لا يقال بأن له حكم الرفع بدعوى أن مثله لا يقال بالرأي؛ إذ احتمال أخذه عن أهل الكتاب وارد كما جاء عن الزهري، وإلا لرفعه مجاهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يسنده إلى من سمعه منه، أما أن يرسله ولا يرفعه فلا يكون لمثله حكم الرفع؛ لشيوع الأخذ عن أهل الكتاب في ذلك العصر، ولا يبعد أن يكون عبدالكريم الجزري - وهو من تلاميذ مجاهد - قد سمعه من مجاهد ([34])، فوهم على سعيد بن جبير أو دلسه عنه.
4 - أن كل من روى هذا الحديث رواه بالعنعنة في كل طبقات الإسناد، لم يصرح فيه بالسماع، فقد رواه الناس عن عبيدالله بن عمرو، عن عبدالكريم، عن سعيد، عن ابن عباس معنعنًا، ولم أقف على رواية واحدة فيها تصريح بالسماع مع كثرة الرواة عن عبيدالله بن عمرو، مما يثير الشك في احتمال وقوع التدليس في الإسناد، وعبدالكريم الجزري ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل" وروى عن علي بن المديني قوله عنه: إنه لم يسمع من البراء ([35]).
والبراء هو ابن زيد البصري، ابن بنت أنس بن مالك، ولم يرو عنه سوى عبدالكريم الجزري ([36]).
وهذا وصم له بالتدليس من علي بن المديني؛ إذ إن الجزري أدرك أنس بن مالك ورآه ([37]). فالظاهر أنه عاصر وأدرك حفيده البراء بن زيد من باب أولي، فتكون روايته عنه حينئذ من باب التدليس، إذ لم يثبت له منه سماع كما نص على ذلك ابن المديني.
وقد قال المحقق المعلمي: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة؛ فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقًا، حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست قادحة مطلقًا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر، فمن ذلك إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع، هذا مع أن الراوي غير مدلس) ([38]). ثم ذكر أمثلة من تصرف البخاري وابن المديني وأبي حاتم في الإعلال بعدم التصريح بالسماع، مع أن الراوي لم يعرف بالتدليس.
فكيف إذا كان الراوي قد وُصم بالتدليس كالجزري وإن لم يذكر في المدلسين؛ إذ لم يشتهر به ولم يكثر منه.
وعلى كل حال، فإن العنعنة في حديث منكر نحو هذا الحديث توهن من قوته، على فرض أنه ليس في رجاله مدلس؛ إذ عدها بعض أهل الحديث من قبيل المنقطع، وإن كان الجمهور على خلاف ([39]).
5 - أن أيوب السختياني سأل سعيد بن جبير عن صبغ اللحية بالوسمة، فقال: "يعمد أحدكم إلى نور جعله الله في وجهه فيطفئه".
رواه عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، قال: سمعت سعيد بن جبير ([40]).
وهذا إسناد مسلسل بالأئمة الحفاظ الأثبات، فلو كان الحديث الذي رواه عبدالكريم عن سعيد بن جبير محفوظًا عن ابن جبير، لما عدل سعيد عن الاحتجاج به - حين سأله أيوب عن صبغ اللحية بالسواد - إلى قوله: "يعمد أحدكم إلى نور .. "، ولذكر له حديث: «يكون قوم آخر الزمان .. »؛ لما فيه من الوعيد الشديد الدال على حرمة هذا الفعل، وأنه من الكبائر.
وقد رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن حماد بن زيد، عن أيوب، سمعت سعيد بن جبير وسئل عن الخضاب بالوسمة فكرهه، فقال: يكسو الله العبد في وجهه النور ثم يطفئه بالسواد ([41]).
6 - أن محمد بن الحنفية سئل عن الخضاب بالوسمة فقال: "هي خضابنا أهل البيت". وكان هو يختضب بالسواد ([42]).
وبعيد أن يروى ذلك عن أهل البيت - وابن عباس فقيههم - لو كان حديث عبدالكريم عن سعيد عن ابن عباس محفوظًا عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت عن الحسن والحسين - رضي الله عنهما - أنهما كانا يصبغان بالسواد ([43]). وهذا يؤكد صحة ما جاء عن ابن الحنفية، من نسبته الخضاب بالسواد إلى أهل البيت. وكذا كان علي بن عبدالله بن عباس يخضب لحيته بالسواد ([44]).
فكيف يتواطأ أهل البيت على فعل ما فيه مثل هذا الوعيد الشديد، وراويه هو ابن عباس فقيه أهل البيت ثم لا ينهاهم ولا يخبرهم بهذا الوعيد وهو بين ظهرانيهم؟!
فاجتمع في حديث ابن عباس هذا ست علل إسنادية، هي:
أ) تفرد راويه في روايته عن إمام كبير وهو سعيد بن جبير، مع كثرة أصحابه الذين حفظوا حديثه ورووا عنه.
ب) وعدم وجود متابع له عن ابن عباس مع كثرة أصحابه الذين رووا عنه، ولا شاهد له عن أحد من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج) وضعف في راوي الحديث عبدالكريم الجزري، خاصة فيما انفرد به من المناكير عن الرواة المشاهير، وهذا الحديث أحدها؛ إذ لا يُروى ولا يعرف هذا الحديث لا عن سعيد بن جبير، ولا عن ابن عباس، ولا عن أحد من الصحابة الآخرين عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من طريق عبدالكريم، بل ولم يروه عن عبدالكريم إلا عبيد الله بن عمرو الرقي، فيما وقفت عليه من الروايات، وهذا أشد أنواع المنكر نكارة، حيث لا يعرف من حديث أحد من الصحابة إلا عن ابن عباس، ولا يعرف من حديث أحد من التابعين إلا عن سعيد بن جبير، ولا يعرف من حديث أحد من أتباع التابعين إلا عن عبدالكريم الجزري، ولا يرويه أحد من أتباعه إلا عبيدالله بن عمرو ([45])!! وهذا كله على فرض أن عبدالكريم هو الجزري كما يرى الحافظ ابن حجر، لا عبدالكريم البصري الضعيف كما يراه ابن الجوزي.
د) كما لم يُصرح فيه بالسماع في أي من طبقات الإسناد في جميع روايات هذا الحديث، مع وصم ابن المديني لعبدالكريم بالتدليس في روايته عن البراء بن زيد البصري مع عدم سماعه منه.
هـ) الاختلاف على راويه وقفًا ورفعًا، مع ما قيل فيه بأنه ربما وهم، مما يثير الشك في ضبطه لهذا الحديث.
و) تردد الاسم المهمل بين عبدالكريم الجزري الثقة، والبصري الضعيف، دون قيام دليل قاطع على أيهما الراوي لهذا الحديث، مما يورث الشك في صحته. هذا على فرض عدم وجود دليل خارجي يرجح أحدهما، فكيف وقد روى هشام الدستوائي ما يرجح أنه عن عبدالكريم بن أبي المخارق البصري؟!
ز) كما أنه يعارض ما جاء عن أهل البيت - وابن عباس فقيههم - من أن خضابهم السواد، وقد ثبت ذلك عن الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية، ونسبه إلى أهل البيت.
وكذلك في الحديث علتان في المتن توجبان التوقف فيه:
الأولى: أنه يعارض ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين:
· قال: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» ([46]). وفي رواية: «غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود والنصارى» ([47]). فأمر بالتغيير مطلقًا ولم يستثن شيئًا من الأصباغ. وقد كان هذا الأمر بالخضاب وصبغ الشيب متأخرًا، كما قال الطحاوي: "في هذه الآثار إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن اليهود والنصارى كانوا لا يخضبون، فعقلنا بذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان في البدء على مثل ما كانوا عليه؛ لما قد ذكرناه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيما لم يؤمر فيه بشيء يحب موافقة أهل الكتاب على ما هم عليه منه؛ فكان صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى أحدث الله عز وجل له في شريعتهما يخالف ذلك من الخضاب؛ فأمر به، وبخلاف ما عليه اليهود والنصارى من تركه، وعقلنا بذلك أن جميع ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في الأمر باستعمال الخضاب متأخر عن ذلك) ([48]).
ويؤكده أن راوي هذا الحديث هو أبو هريرة، وهو متأخر الإسلام؛ إذ هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر، في السنة السابعة من الهجرة ([49]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر الصحابة بصبغ الشيب ومخالفة أهل الكتاب الذين لا يصبغون، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يبين لهم ما الصبغ الجائز من الصبغ الممنوع، ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز، فقد أمر صلى الله عليه وسلم بالصبغ وتغيير الشيب مطلقًا، وهذا بإطلاقه يشمل جميع أنواع الصبغ بما فيها الوسمة وهي السواد. ولا يقال بأن هذا التعارض بين حديث ابن عباس هذا وحديث أبي هريرة يزول بحديث جابر مرفوعًا: «غيروا، وجنبوه السواد»، بدعوى أن هذا يقيد حديث أبي هريرة ويوافق حديث ابن عباس؛ إذ هذا الحديث إنما قاله صلى الله عليه وسلم عام الفتح في حق أبي قحافة عندما جيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأن رأسه ثغامة (*) بيضاء.
· فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد» ([50])، وفي رواية: «غيروا هذا بشيء» ([51])، وفي رواية: «غيروا، أو اخضبوا» ([52])، وفي رواية: «غيروه، وجنبوه السواد» ([53]).
فلا يقوى مثل هذا الحديث - الذي هو حادثة عين - على تخصيص عموم حديث أبي هريرة لو صح، فكيف وقد اضطرب راويه - وهو أبو الزبير المكي - في روايته؛ فتارة يقول: «غيروا هذا بشيء» مطلقًا، وتارة يقول: «غيروه وجنبوه السواد»، وقد رواه عنه بالإطلاق دون لفظ: «وجنبوه السواد»:
1 - زهير بن معاوية أبو خيثمة؛ كما عند مسلم وأحمد. وقد صرح زهير بالسماع من أبي الزبير عند أحمد، وفي روايته: (قال زهير: قلت لأبي الزبير: أقال جنبوه السواد؟ قال: لا)، وكذا رواه علي بن الجعد في مسنده، وأبو داود الطيالسي ([54]).
2 - عزرة بن ثابت كما عند النسائي بإسناد صحيح، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن أبي قحافة: «غيروا أو اخضبوا».
وكذا رواه الحاكم من طريق عزرة بلفظ: «اخضبوا لحيته» ([55]).
وقد رواه عن أبي الزبير بزيادة: «وجنبوه السواد» كل من:
1 - ابن جريج: كما عند مسلم إلا أنه لم يصرح فيه بالسماع، ولم أقف على تصريح بالسماع له من أبي الزبير في جميع المصادر التي روته من طريق ابن جريج، بل رواه عنه معنعنًا وهو مشهور بالتدليس، وقد أورد مسلم روايته في المتابعات بعد رواية زهير بن معاوية ([56]).
2 - ليث بن أبي سليم: كما عند أحمد، وابن ماجه، ومعمر في الجامع، وابن أبي شيبة. إلا أن ليثًا شديد الضعف مع صلاحه وصدقه في نفسه ([57])، وقد أجمل فيه الحافظ ابن حجر القول فقال: "صدوق اختلط جدًا، ولم يتميز حديثه فترك" ([58]). وقد وهم الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - فظن ليثًا هذا هو ابن سعد، وهو لا يروي عن أبي الزبير إلا ما كان قد سمع من جابر، ولهذا صححه الشيخ الألباني ([59]). والصحيح أن الراوي هو ليث بن أبي سليم المتروك ([60]).
3 - الأجلح بن عبدالله عن أبي الزبير عن جابر: كما عند الموصلي والطبراني ([61])، وقال: (لم يروه عن الأجلح إلا شريك). وفيه علل:
أ) ضعف الأجلح ([62]).
ب) وضعف في شريك بن عبدالله ([63]).
ج) عنعنة شريك وهو مدلس ([64]).
4 - أيوب عن أبي الزبير عن جابر:
كذا رواه أبو عوانة ([65])، عن أحمد بن إبراهيم، عن عبدالرحمن بن المبارك، عن عبدالوارث بن سعيد، عن أيوب، عن أبي الزبير، به؛ كما رواه ابن جريج.
وهو غريب جدًا من هذا الطريق، فلم أقف عليه من حديث أيوب - مع إمامته وكثرة الرواة عنه - إلا عند أبي عوانة، ولم أجد من تابع أحمد بن إبراهيم على روايته عن عبدالرحمن بن المبارك، ولا من تابعه على روايته عن عبدالوارث بن سعيد، ولا عن أيوب؟!! وليس أحمد بن إبراهيم ممن يحتمل منه مثل هذا التفرد عن هؤلاء الأئمة.
وعلى كل، فليس فيه تصريح بالسماع بين أبي الزبير عن جابر، بل ثبت عنه أنه لم يسمع من جابر زيادة (وجنبوه السواد).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الأمر كذلك فالراجح عن أبي الزبير هو ما رواه عنه أبو خيثمة زهيربن معاوية وعزرة بن ثابت، وكلاهما ثقة ثبت، وقد صرح زهير بالسماع من أبي الزبير وقد سأله عن الزيادة: «وجنبوه السواد» فأنكرها ونفاها؛ فثبت بذلك أن رواية ابن جريج في صحيح مسلم مدلسة، وقد تكون بلغته عن ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، فدلسها ابن جريج عن أبي الزبير، أو يكون أبو الزبير إنما يرويها عن جابر بالعنعنة تدليسًا، فلما أوقفه زهير وسأله عن سماعه لهذه اللفظة نفاها، ولعله لهذا السبب قدم مسلم رواية زهير، ثم أورد رواية ابن جريج بعدها في المتابعات.
وعلى كل، فالصحيح عن أبي الزبير ما رواه زهير وعزرة، وهي الرواية الموافقة لحديث أبي هريرة في الصحيحين بلفظ الإطلاق، وأما الزيادة: «وجنبوه السواد» فلا تثبت عن أبي الزبير عن جابر، وقد نص أبو الزبير نفسه أنها ليست من حديثه، وهذا وحده كاف في إثبات بطلانها وعدم صحتها، وإن كانت في صحيح مسلم.
ثم إنه على فرض صحتها عنه فقد تكلم الأئمة في أبي الزبير، واشترطوا لقبول حديثه تصريحه بالسماع لكونه معروفًا بالتدليس، ولم يصرح ههنا بالسماع في كل الروايات عنه ([66]).
وعليه، ففي حديث ابن جريج عن أبي الزبير في صحيح مسلم علل، هي:
1 - عنعنة ابن جريج عن أبي الزبير، وهو مدلس لا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالسماع ([67]).
2 - تفرد ابن وهب المصري في رواية هذا الحديث عن ابن جريج؛ إذ كل من رواه من طريق ابن جريج إنما رواه عن ابن وهب عنه، وقد تكلم يحيى بن معين في روايته عن ابن جريج، وقال: (ليس بذاك في ابن جريج، وكان يستصغره) ([68]).
3 - عنعنة أبي الزبير عن جابر، ولم يصرح بالسماع وهو مدلس.
4 - الاختلاف على أبي الزبير في لفظ هذا الحديث.
5 - نفي أبي الزبير نفسه زيادة لفظ: «وجنبوه السواد»، وهي أقوى هذه العلل، وهي التي كشفت تدليس ابن جريج لهذا الحديث عن أبي الزبير، وأنه لم يسمعه منه، أو سمعه منه دون هذه الزيادة ودلسها عنه؛ ولهذا أوردها مسلم في المتابعات، وتجنب أحمد روايتها من حديث ابن جريج، وأخرج رواية زهير التي فيها تصريح أبي الزبير بنفي هذه الزيادة.
· دراسة شواهد حديث جابر: «وجنبوه السواد»:
1 - حديث عبدالعزيز بن أبي رواد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة مرفوعًا:
«غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، واجتنبوا السواد» ([69]).
وهو من مناكير ابن أبي رواد، وقد أورده ابن عدي في "الكامل" على أنه منها ([70]). وعبدالعزيز متكلم فيه؛ قال عنه علي بن الجنيد: "كان ضعيفًا وأحاديثه منكرات" ([71]). وقال ابن حبان: "يحدث على الوهم والحسبان، فسقط الاحتجاج به" ([72]).
وقد انفرد ابن أبي رواد بهذه الزيادة: «واجتنبوا السواد»؛ إذ لم يتابعه على روايتها أحد ممن روى هذا الحديث عن أبي هريرة، كما لم أجد من تابعه على روايته هذا الحديث عن محمد بن زياد، فثبت صحة صنيع ابن عدي حين أورد هذا الحديث من مناكيره فمثله لا يكون شاهدًا؛ إذ المنكر أبدًا منكر.
وقد روى الطبراني من طريق أبي غسان النميري، عن أبي سفيان المديني، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة قصة أبي قحافة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم عن شيبه: «غيروه، وجنبوا السواد» ([73])، وقال: "لم يروه عن داود إلا أبو سفيان".
وداود ضعفه شعبة بن الحجاج، ويحيى بن معين في إحدى الروايتين عنه. وقال تارة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق ([74]).
فاجتمع في هذا الحديث:
1 - جهالة في أبي غسان النميري، الراوي عن أبي سفيان.
2 - وتفرده بهذا الإسناد.
3 - وضعف في داود بن فراهيج.
4 - وعدم متابعة أحد من أصحاب أبي هريرة مع كثرتهم له في روايته هذا الحديث من قصة أبي قحافة؛ فالحديث منكر.
2 - حديث هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - لما جيء بأبي قحافة إليه عام الفتح -: «غيروهما - أي رأسه ولحيته - وجنبوه السواد» ([75]).
وهشام بن حسان مدلس، وقد جعله ابن حجر في المرتبة الثالثة في المدلسين ([76])، وهم من أكثروا من التدليس، فلم يحتج الأئمة إلا بما صرحوا فيه بالسماع ([77]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يصرح هشام بالسماع في جميع الروايات عنه، بل رواه معنعنًا. وقد رواه هكذا: (سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرًا، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم.
قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بمكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غيروهما، وجنبوه السواد».
والجزء الأول من الحديث ثابت عن أنس في الصحيحين من طرق كثيرة، منها: حديث ثابت أن أنسًا سئل: خضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: "لم يبلغ شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخضب. . . ولكن أبا بكر كان يخضب بالحناء، وكان عمر يخضب بالحناء) ([78]).
كما رواه عاصم الأحول وأيوب السختياني كلاهما عن محمد بن سيرين ([79])، بنحو حديث ثابت عن أنس. وكذلك رواه عبدالله بن إدريس وروح بن عبادة، كلاهما عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، ولفظه: (سئل أنس بن مالك: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه لم يكن رأى من الشيب إلا - كأنه يقلّله - وقد خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم) ([80]). فلم يذكر أحد ممن رواه عن هشام بن حسان، ولا ممن رواه عن ابن سيرين، ولا ممن رواه عن أنس، الزيادة التي جاءت في آخره وهي: (قال: وجاء أبو بكر بأبيه. . . إلخ) مما يثير الشك في صحتها، والظاهر أن هشام بن حسان روى الجزء الأول عن ابن سيرين عن أنس، ثم ذكر الزيادة في آخره وفصلها عن أول الحديث؛ ولهذا قال الراوي عنه - وهو محمد بن سلمة الحراني - في آخره: (قال: وجاء أبو بكر بأبيه. . . إلخ). وهذا يشعر بأن هذه الزيادة ليست متصلة بالحديث، ويبدو أن هشام بن حسان أو الراوي عنه قد دلسها، والمقصود بقول الراوي: (قال: وجاء. . . إلخ) هو هشام بن حسان.
ومما يؤكد أن هذه الزيادة ليست عند محمد بن سيرين: ما رواه ابن أبي شيبة عن إسماعيل بن علية عن ابن عون قال: (كانوا يسألون محمدًا عن الخضاب بالسواد، فقال: لا أعلم به بأسًا) ([81]). وهذا إسناد مسلسل بالأئمة الحفاظ الأثبات. فكيف يقول محمد بن سيرين بأنه لا يعلم بالخضاب بالسواد بأسًا، وهو يروي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن شيب رأس أبي قحافة ولحيته: «غيروهما وجنبوه السواد»؟!
وقد قال ابن رجب في شرح العلل: (قاعدة: في تضعيف حديث الراوي إذا روى ما يخالف رأيه) ([82])، وقد ذكر عن أحمد وأكثر الحفاظ أنهم كانوا يعلون الأحاديث بمثل هذا.
وعلى هذا، فهشام بن حسان معروف بالتدليس، ولم يصرح بالسماع في هذه الرواية التي فيها هذه الزيادة، وهذا وحده كاف في تضعيفها، فكيف وقد ثبت عن محمد بن سيرين ما يعارضها؟! كما لم يتابع أحد محمد بن سلمة الحراني على روايتها، لا عن هشام بن حسان، ولا عن محمد بن سيرين، ولا عن أنس بن مالك ([83])، وهذا كاف للحكم على هذه الزيادة في حديث محمد بن سيرين بأنها منكرة.
نعم، رواه سعد بن إسحاق عن أنس مرفوعًا: «غيروا الشيب، ولا تقربوا السواد» ([84]). وقد تفرد بروايته ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن سعد، به. وفيه ثلاث علل:
أ) ضعف عبدالله بن لَهِيعة ([85]).
ب) وعنعنته وهو مشهور بالتدليس ([86])، وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الخامسة، وهي أضعف المراتب، وهم من جمعوا مع ضعفهم التدليس، فلا يقبل ما صرحوا فيه بالسماع حتى يتابعوا إن كان ضعفهم خفيفًا ([87]).
ج) وتفرده بهذا الإسناد وهذا اللفظ، وهو من مناكيره فلا يصلح متابعًا لمنكر مثله، ولا يتقوى أحدهما بالآخر.
3 - الشاهد الثالث: ما رواه عبدالرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق من حديث أسماء بنت أبي بكر، وفيه: «وجنبوه السواد» ([88]). وقد رواه الحفاظ عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير، عن أبيه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر الصديق في قصة إسلام أبي قحافة عام الفتح، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهم: «غيروا هذا من شعره» ([89])، أي الشيب، وليس فيه: «وجنبوه السواد».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رواه عبدالرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن إسحاق، به. وزاد في روايته: «وجنبوه السواد» وتفرد بهذه الزيادة، وليست هي عند ابن هشام في "مختصر السيرة"، ولا عند ثقات أصحاب محمد بن إسحاق. والمحاربي قال عنه الحافظ في التقريب: "لا بأس به وكان يدلس" ([90])، وقد رواه معنعنًا، فهي زيادة منكرة.
4 - الشاهد الرابع: حديث عباد بن عباد عن معمر عن الزهري، رفعه:
أنا أبا بكر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبيه يوم الفتح وهو أبيض الرأس واللحية، كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا تركت الشيخ حتى أكون أنا آتيه»، ثم قال: «اخضبوه، وجنبوه السواد» ([91]).
وهذا حديث مرسل، وفيه علة أيضًا، فقد رواه عبدالرزاق في الجامع ([92]) عن الزهري مرسلاً مطولاً، وفيه: "وأمر بأن يغيروا شعره"، وليس فيه زيادة «اخضبوه وجنبوه السواد»؟!
فثبت أن هذه الزيادة ليست في جامع معمر - رواية عبدالرزاق - وأنها من أوهام عباد بن عباد الراوي عن معمر، فإنه وإن كان ثقة إلا أنه يهم أحيانًا، حتى قال فيه أبو حاتم: (لا بأس به، قيل له: يُحتج بحديثه؟ قال: لا) ([93]). ولهذا اعتذر ابن حجر عن تخريج البخاري له بقوله: "ليس له في البخاري سوى حديثين أحدهما في الصلاة بمتابعة شعبة وغيره، والثاني في الاعتصام بمتابعة إسماعيل بن زكريا) ([94]).
كما لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة شيئًا عن معمر بن راشد ([95]).
ومما يؤكد عدم صحة هذه الزيادة عن معمر عن الزهري: ما ثبت عن الزهري نفسه أنه كان يصبغ بالسواد ولا يرى به بأسًا كما رواه معمر عنه ([96]).
بل إن هذا اللفظ الذي رواه عباد بن عباد عن معمر عن الزهري مرسلاً، مطابق للفظ حديث معمر عن ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر، قال: (أتي بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كأن رأسه ثغامة بيضاء. . .) ([97]). فالظاهر أنه خلط بين حديث معمر عن ليث الذي فيه هذا اللفظ، وحديث معمر عن الزهري مرسلاً الذي ليس فيه سوى قوله (وأمر بأن يغيروا شعره). فثبت بذلك أنه من أوهامه، وأنه لا أصل له عن الزهري بهذه الزيادة، ولم يتابع عليها من حديث الزهري، ولهذا عزاها في كنز العمال إلى الحارث وحده ([98]). ويحتمل أن الوهم من معمر نفسه، فقد ضعف الأئمة رواية أهل البصرة عنه - وعباد بصري - لكونه كان يحدث من حفظه فيخلط، بخلاف روايته في اليمن حيث كان يراجع كتبه ([99]).
· وعليه فزيادة لفظ: «واجتنبوا السواد» لا تثبت: لا من حديث جابر بن عبدالله؛ إذ نفاها أبو الزبير نفسه، ولا من حديث أبي هريرة؛ وقد أوردها ابن عدي في مناكير ابن أبي رواد، ولا من حديث أنس، ولا من حديث أسماء، وأن الصحيح المحفوظ من حديث أبي هريرة وجابر وأسماء الأمر بتغيير الشيب وصبغه مطلقًا، دون استثناء السواد.
· وقد روى نافع بن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً: «غيروا، ولا تشبهوا باليهود» ([100])، وكان نافع يصبغ بالسواد ([101]). فحمل الحديث على عمومه.
· كما روى ابن جريج عن الزهري مرسلاً، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «غيروا بالأصباغ»، قال ابن شهاب: «وأحبها إليَّ أحلكها» ([102]).
ورواه معمر عن الزهري قال: «أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأصباغ». فأحلكها أحب إلينا، يعني أسودها ([103]). والزهري هو راوي حديث أبي هريرة: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم» ([104]). وكان الزهري يصبغ بالسواد ([105]).
فقد حمل الزهري الأمر بالصبغ على عمومه، ولم يستثن السواد من الأصباغ، بل كان يستحبه ويقدمه عليها، وهذا يرجح عدم صحة الاستثناء الوارد في حديث أبي هريرة - كما في رواية ابن أبي رواد المنكرة - وكذا عدم ثبوت هذا الاستثناء عن النبي صلى الله عليه وسلم في نظر الزهري، وإلا لما خالفه.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:44]ـ
وقد أخذ بهذا العموم جماعة من الصحابة، منهم:
سعد بن أبي وقاص ([106])، وعقبة بن عامر ([107])، وجرير بن عبدالله ([108])، وعمرو بن العاص ([109])، والحسين بن علي، والحسن بن علي ([110]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال مالك عن صبغ الشعر بالسواد: "لم أسمع في ذلك شيئًا معلومًا، وغير ذلك من الصبغ أحب إليَّ، وترك الصبغ كله واسع إن شاءالله، ليس على الناس فيه ضيق" ([111]). وهذا القول هو أعدل الأقوال وأرجحها.
وأصح الأحاديث في هذا الباب هو حديث الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم» ([112]). ورواه عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أيضًا:
1 - ابنه عمر بن أبي سلمة: عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: «غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود» ([113]).
2 - محمد بن عمرو بن علقمة: عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة مرفوعًا: «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى» ([114]).
كما تابع أبا سلمة بن عبدالرحمن على روايته عن أبي هريرة: سليمان بن يسار؛ رواه عنه الزهري ([115]).
فهذا الحديث محفوظ عن أبي هريرة، وله شواهد في تغيير الشيب مطلقًا بلا استثناء؛ كحديث عائشة مرفوعًا: «غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود» ([116]). وكان أبو سلمة بن عبدالرحمن - راوي الحديث عن أبي هريرة - يصبغ بالسواد. وكذا الزهري وهو راويه عن أبي سلمة، وكذا نافع بن جبير المدني ([117]). وهؤلاء هم علماء المدينة، فلو كان الاستثناء ثابتًا عندهم عن أبي هريرة أو جابر أو أسماء - وكلهم من أهل المدينة - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - لما فاتهم، ولما خالفوه. وقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (تمسك به [أي حديث الأمر بتغيير الشيب مطلقًا] من أجاز الخضاب بالسواد، وقد تقدمت مسألة استثناء الخضاب بالسواد لحديثي جابر وابن عباس) ([118]). وقد ثبت عدم صحة حديث ابن عباس وأنه حديث منكر، كما ثبت عدم صحة الزيادة الواردة في حديث جابر في صحيح مسلم، وأن الصحيح عنه بدونها، فلم يبق ما يمكن الاحتجاج به، اللهم إلا بعض الأحاديث المرسلة والمعضلة كحديث:
1 - عمرو بن شعيب، أن عمرو بن العاص حدّث؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهى عن خضاب السواد» ([119]).
وإسناده ضعيف، فإنه من رواية المثنى بن الصبَّاح، وهو ضعيف اختلط بأخرة، كما قال عنه الحافظ ابن حجر ([120]).
كما أنه منقطع بل معضل؛ إذ عمرو بن شعيب لم يسمع من جد جده عمروبن العاص، وإنما يروي عن أبيه عن جده عن عبدالله بن عمرو بن العاص. وقد قال أبو زرعة الرازي: (عامة المناكير التي تروى عنه إنما هي عن المثنى بن الصبَّاح، وابن لَهِيعة، والضعفاء. . .) ([121]).
فهذا الحديث من مناكير ابن الصبَّاح عنه، فلا يفرح به.
2 - المحاربي، عن ليث بن أبي سُليم، عن عامر الشعبي مرفوعًا: «إن الله لا ينظر إلى من يخضب بالسواد» ([122]). وعبدالرحمن المحاربي، قال عنه الحافظ: (لا بأس به وكان يدلس) ([123]). وقد رواه بالعنعنة. وليث اختلط جدًا فترك حديثه ([124]). فاجتمع في هذا الحديث عنعنة المحاربي وهو مدلس، وإرسال الشعبي، وضعف شديد في ليث.
3 - موسى بن دينار عن مجاهد قال: (رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً أسود الشعر قد رآه بالأمس أبيض الشعر، قال: من أنت؟ قال: أنا فلان. قال: بل أنت شيطان) ([125]). وموسى بن دينار متهم بالكذب ([126]). فالحديث متروك.
4 - وروى العَرْزَمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعًا: «من غيَّر البياض سوادًا، لم ينظر الله إليه يوم القيامة». والعَرْزَمي قال عنه الحافظ: (متروك) ([127]).
فهذا كل ما ورد في هذا الباب من أحاديث النهي عن السواد، كلها بين منكر أو متروك، وأحسنها حالاً حديث أبي قحافة مع ضعفه.
وقد قال الشيخ الألباني: (الحديث [حديث أبي قحافة] حجة على الزهري وغيره. . لا سيما وهناك حديثان آخران هما أدل على العموم من هذا؛ الأول: عن ابن عباس .. والثاني: عن أبي الدرداء مرفوعًا: «من خضب السواد سود الله وجهه يوم القيامة» ([128]). وقد ذكر أن حديث أبي الدرداء ضعيف، بل قال أبو حاتم كما في "العلل": (حديث موضوع) ([129]). فلم يبق إلا حديث ابن عباس، وقد ثبت أنه حديث منكر، فلا يمكن الاحتجاج به، ولا يقوى على تخصيص عموم الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها الأمر بالتغيير والصبغ مطلقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تأول بعض العلماء حديث ابن عباس بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قوم هذه صفتهم، وحملوا حديث جابر في قصة أبي قحافة على من صار شيبه مستبشعًا كشيب أبي قحافة ([130]).
والصحيح أن التأويل فرع التصحيح، والحديثان كلاهما غير صحيح؛ أما حديث ابن عباس فمنكر أصلاً، وأما حديث جابر فصحيح دون هذه الزيادة، ولا تكاد هذه الزيادة تثبت من وجه صحيح تقوم به الحجة.
نعم، جاء عن أبي هريرة موقوفًا عليه - وقد سئل عن الخضاب بالوسمة - "لا يجد المختضب بها ريح الجنة" ([131]). إلا أن إسناده ضعيف؛ إذ هو من رواية موسى بن نجدة، وهو مجهول كما قال الحافظ في التقريب ([132]).
كما كره بعض التابعين الخضاب بالسواد، وهو ثابت عن عطاء بن أبي رباح، فقد سئل عن الخضاب بالوسمة. فقال: (هو مما أحدث الناس، قد رأيت نفرًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أحدًا منهم يختضب بالسواد) ([133]). إلا أن من علم حجة على من لم يعلم، فقد ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يخضبون بالسواد ([134]). وترك بعض الصحابة الخضاب بالسواد لا يصلح دليلاً على حرمته أو كراهته، بخلاف اختضاب من اختضب بالسواد منهم، فإنه دليل ظاهر على جوازه عندهم، إن لم يكن مستحبًا؛ لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «غيروا الشيب»، و «اصبغوا»، كما كره الخضاب بالسواد من التابعين: مجاهد ([135]). إلا أنه علل كراهيته له بما يدل على أنه ليس عنده فيه شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «أول من خضب به فرعون»، وهذا يشبه أن يكون مأخوذًا من جهة أهل الكتاب. وجاء عن مكحول أنه كره الخضاب بالوسمة، وقال: (خضب أبو بكر بالحناء والكتم) ([136]). فلو كان عنده حديث مرفوع لما عدل عنه واحتج بفعل أبي بكر، وأنه كان يخضب بالحناء لا بالوسمة.
وقد سئل فرقد السبخي عن الصباغ بالسواد، فقال: (بلغنا أنه يشتعل في رأسه ولحيته نار، يعني يوم القيامة) ([137]).
وفرقد قال عنه الحافظ: (صدوق ليّن الحديث كثير الخطأ) ([138])، ولم يرفع الحديث، وقد أرسله بلاغًا.
فثبت بذلك:
1 - أن الأحاديث المرفوعة التي فيها الأمر بتغيير الشيب بالصبغ مطلقًا دون استثناء شيء من الأصباغ - أصح بلا خلاف؛ إذ بعضها في الصحيحين كحديث أبي هريرة المحفوظ عنه والمتفق على صحته، بخلاف أحاديث الاستثناء إذ هي بين منكر أو معلول.
2 - أن الآثار الموقوفة على الصحابة التي تدل على جواز الصبغ بالسواد، قد جاءت عن ستة من الصحابة، وأسانيدها بين صحيح وحسن لذاته أو لغيره. بينما لم يرو عن أحد منهم النهي عن ذلك إلا عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف.
3 - أن الآثار المقطوعة عن التابعين - مع عدم حجيتها - أكثرها على جواز الصبغ بالسواد، وعليه كبار علماء المدينة وحفاظ السنة كأبي سلمة بن عبدالرحمن، والزهري، ونافع بن جبير، وموسى بن طلحة ([139])، وعروة بن الزبير ([140])، وعمر بن أبي سلمة قاضي المدينة ([141])، حتى قال مالك - إمام دار الهجرة -: (لم أسمع في ذلك شيئًا معلومًا). وكان أبو قلابة يخضب بالوسمة، وكذلك قال إمام التابعين في البصرة محمد بن سيرين: (لا أعلم به بأسًا). وكان الحسن البصري لا يرى بالخضاب بالسواد بأسًا. وهو مذهب إمام التابعين في الكوفة إبراهيم النخعي، فقد قال: (لا بأس بالوسمة) ([142]). وإنما كرهه من التابعين مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء، ومكحول.
وقد نقل ابن جرير الطبري إجماع السلف على أن تغيير الشيب ليس واجبًا بل هو مستحب عند من قال به، كما أن صبغ الشعر والشيب - بما في ذلك الصبغ بالسواد - ليس محرمًا عند من كرهه: (لإجماع سلف الأمة وخلفها على أن النهي عن ذلك لو كان على وجه التحريم، أو لو كان الأمر - فيما أمر به من ذلك - على وجه الإيجاب، لكان تاركو التغيير قد أنكروا على المغيِّرين، أو كان المغيِّرون قد أنكروا على تاركي التغيير، ولكن الأمر كان في ذلك كالذي وصفت، فلذلك ترك بعضهم النكير على بعض) ([143]). وكذلك قال ابن الجوزي، فقد قال: (اعلم أنه خضب جماعة من الصحابة بالسواد، وخلق كثير من التابعين، وإنما كرهه قوم لما فيه من التدليس، فأما أن يرتقي إلى التحريم - إذ لم يدلس - فيجب فيه هذا الوعيد، فلم يقل بذلك أحد) ([144]).
(يُتْبَعُ)
(/)
واختاره ابن القيم حيث قال: (الخضاب بالسواد المنهي عنه خضاب التدليس؛ كخضاب شعر الجارية، والمرأة الكبيرة تغر الزوج، والشيخ يغر المرأة بذلك، فإنه من الغش والخداع، فأما إذا لم يتضمن تدليسًا ولا خداعًا فقد صح عن الحسن والحسين -رضي الله عنهما - أنهما كانا يخضبان بالسواد. ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب (تهذيب الآثار)، وذكره عن عثمان بن عفان، وعبدالله بن جعفر، وسعد بن أبي وقاص، وعقبة بن عامر، والمغيرة بن شعبة، وجرير بن عبدالله، وعمرو بن العاص، وحكاه عن جماعة من التابعين منهم: عمرو بن عثمان، وعلي بن عبدالله بن عباس، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وعبدالرحمن بن الأسود، وموسى بن طلحة، والزهري، وأيوب، وإسماعيلبن معد كرب. . .) ([145]).يوب
· وكل ما سبق ذكره من الأحاديث والآثار إنما هي في الرجال، ولم يأت شيء منها في شأن النساء، إلا ما جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سُئلت عن تسويد المرأة شعرها، فقالت: (وددت أن عندي شيئًا أسوِّد به شعري) ([146]).
وكذا جاء عن قتادة قال: (رُخِّص في صباغ الشعر بالسواد للنساء) ([147]).
وهذا الأثر الصحيح، وإن كان مقطوعًا موقوفًا على قتادة من قوله لم يرفعه، إلا أنه يحتمل أن يكون له حكم الرفع، فإن لفظ (رُخِّص) مبني للمجهول، وفعل لما لم يسم فاعله، فيحتمل أنَّ من رخص بذلك هم الصحابة، أو النبي صلى الله عليه وسلم، ويرجح الثاني كون الرخصة حكمًا شرعيًا، وهذا مثل قول: (أُمر بكذا)، و (نُهي عن كذا)، إذا صدر عن التابعي، فقد قيل: هو مرسل مرفوع.
وقيل: بل موقوف على الصحابة ([148]).
وعلى كلٍّ، فأثر عائشة، وهذا الأثر عن قتادة، كافيان في إثبات جواز الصبغ بالسواد للنساء، إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم - أصلاً - ولا أصحابه ما يخالف ما جاء عن عائشة وقتادة في شأن النساء. وإذا ثبت عدم صحة أحاديث النهي عن السواد في حق الرجال، ورجحان أحاديث إباحة الصبغ مطلقًا عليها، فالنساء من باب أولى؛ إذ دخولهن في الحكم - عند من يقول بكراهة الصبغ بالسواد للرجال والنساء على حد سواء - إنما هو بالتبع لا أصالة، إذ المخاطب في الأحاديث هم الرجال. ولهذا فرق بعض من قالوا بالكراهة بين الرجال والنساء، فأجازوا لهن الصبغ بالسواد دون الرجال ([149]). والله أعلم.
* * *
المصادر والمراجع
· الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، ابن بلبان، تحقيق الأرنؤوط ط1 سنة1408هـ، الرسالة - بيروت.
· الإصابة، ابن حجر، ط1، سنة 1328 هـ، السعادة - مصر.
· تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، تصوير دار الكتب العلمية - بيروت.
· تعريف أهل التقديس، ابن حجر، تحقيق أحمد علي، ط1، سنة 1413هـ، الرياض.
· التقريب، ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3، سنة 1411 هـ، الرشيد - سوريا.
· التمهيد، ابن عبدالبر، تحقيق جماعة، ط2، سنة 1402 هـ، الأوقاف المغربية.
· تهذيب التهذيب، ابن حجر، ط1 سنة 1321 هـ، دائرة المعارف العثمانية - الهند.
· تهذيب السيرة النبوية، ابن هشام، تحقيق جماعة، ط2، سنة 1375 هـ، البابي - مصر.
· الجامع، الترمذي، تحقيق أحمد شاكر، دار الكتب العلمية - بيروت.
· الجامع، معمر بن راشد، في آخر مصنف عبدالرزاق.
· جامع التحصيل، العلائي، تحقيق حمدي عبدالمجيد، ط2، سنة 1407 هـ، عالم الكتب - بيروت.
· الجامع الصحيح، البخاري، مع فتح الباري.
· الرفع والتكميل، للكنوي، تحقيق أبو غدة، ط3، سنة 1407هـ، البشائر، بيروت.
·
· روايات المدلسين، عواد الخلف، ط1، سنة 1421 هـ، البشائر - بيروت.
· سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، ط4، سنة 1398 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
· شرح العلل، ابن رجب، تحقيق همام عبدالرحيم، ط1، سنة 1407 هـ، المنار - الأردن.
· صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، بعناية فؤاد عبدالباقي، ط1، المكتبة الإسلامية - إستنبول.
· الطبقات، ابن سعد، تحقيق محمد عبدالقادر، ط1 سنة 1410 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
· العلل، ابن أبي حاتم، ط سنة 1405 هـ، تصوير دار المعرفة - بيروت.
· علوم الحديث، ابن الصلاح، تحقيق نور الدين عتر، ط1، 1406 هـ - دار الفكر - دمشق.
· الكامل في الضعفاء، ابن عدي، تحقيق سهيل زكار، ط3، سنة 1409 هـ، دار الفكر - بيروت.
· المجروحين، ابن حبان، تحقيق محمود زايد، ط2، سنة 1402 هـ - الوعي - حلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
· مختصر السنن، المنذري، تحقيق أحمد شاكر والفقي، مكتبة السنة المحمدية - مصر.
· المراسيل، ابن أبي حاتم، تحقيق قوجاني، ط2، سنة 1402 هـ، الرسالة - بيروت.
· المستدرك، الحاكم، ط1 سنة 1335 هـ، دائرة المعارف العثمانية - الهند.
· المسند، أحمد بن حنبل، ط3، تصوير المكتب الإسلامي عن الطبعة الميمنية.
· المسند الجامع، بشار عواد، ط1، سنة 1413 هـ، دار الجيل، بيروت.
· المصنف، ابن أبي شيبة، تحقيق كمال الحوت، ط1، سنة 1409 هـ - بيروت.
· المصنف، عبدالرزاق، تحقيق الأعظمي، ط2، سنة 1403 هـ، المكتب الإسلامي - بيروت.
· المعجم الأوسط، الطبراني، تحقيق الطحان، ط1 سنة 1405 هـ، المعارف - الرياض.
· المعجم الصغير، الطبراني، تحقيق كمال الحوت، ط1 سنة 1406 هـ، الثقافية - بيروت.
· الموطأ، مالك، تحقيق فؤاد عبدالباقي، ط 1406 هـ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
· النكت على ابن الصلاح، ابن حجر، تحقيق ربيع بن هادي، ط2، سنة 1408هـ، الرياض.
· شرح السنة، البغوي، تحقيق الشاويش والأرنؤوط، ط2 سنة 1983، بيروت.
· السنن الكبرى، البيهقي، ط1 دائرة المعارف العثمانية، تصوير دار المعرفة - بيروت.
· شعب الإيمان، البيهقي، تحقيق محمد زغلول، ط1 سنة 1410 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
· شرح مشكل الآثار، الطحاوي، تحقيق الأرنؤوط، ط1 سنة 1415 هـ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
·
· الفوائد المجموعة، الشوكاني، تحقيق المعلمي، ط3 سنة 1987 م، المكتب الإسلامي - بيروت.
· مجمع البحرين، الهيثمي، تحقيق عبدالقدوس نزير، ط1 سنة 1413 هـ، دار الرشد - الرياض.
· مجمع الزوائد، الهيثمي، ط3 سنة 1402 هـ، تصوير دار الكتاب العربي - بيروت.
· معجم الطبراني الكبير، الطبراني، تحقيق حمدي عبدالمجيد، ط2، وزارة الأوقاف العراقية.
· مسند أبي يعلى الموصلي، تحقيق حسين أسد، ط1 سنة 1992م، دار الثقافة العربية - دمشق.
· الموضوعات، ابن الجوزي، تحقيق عبدالرحمن عثمان، ط2 سنة 1403 هـ، دار الفكر، بيروت.
· المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم، الضياء المقدسي، تحقيق الدهيش، ط1 سنة 1990م، النهضة - مكة المكرمة.
· غاية المرام، الألباني، ط 3، سنة 1985، المكتب الإسلامي - بيروت.
· تاج العروس، الزبيدي، ط1 سنة 1306 هـ، القاهرة. نسخة مصورة.
· تدريب الراوي، السيوطي، تحقيق أحمد عمر هاشم، ط1، سنة 1989م، دار الكتاب العربي - بيروت.
· ألفية السيوطي، شرح أحمد شاكر، ط 2، سنة 1979، دار التراث - القاهرة.
· مسند علي بن الجعد، تحقيق عبدالمهدي عبدالهادي، ط1 سنة 1985، الفلاح - الكويت.
·
· التقييد والإيضاح، العراقيِ، تعليق محمد راغب الطباخ، تصوير مؤسسة الكتب الثقافية.
· تهذيب الآثار، ابن جرير، الجزء المفقود - تحقيق علي رضا، ط1 سنة 1995م، دار المأمون للتراث - دمشق.
· زاد المعاد، ابن القيم، تحقيق الأرنؤوط، ط 23 سنة 1989، الرسالة - بيروت.
· لسان الميزان، ابن حجر، ط1 - تصوير دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
· الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم، ط1 سنة 1372 هـ، دائرة المعارف العثمانية.
· تاريخ الإسلام، الذهبي، تحقيق عمر تدمري، ط1 سنة 1992م، دار الكتاب العربي، بيروت.
· الباعث الحثيث، أحمد شاكر، ط 3 سنة 1979، دار التراث - القاهرة.
· أدب الاستملاء، السمعاني، أحمد محمود، ط1 سنة 1993، المحمودية - جدة.
· فوائد الحنائي، نشر الحداد، دار تيسير السنة 1990م، القاهرة.
· بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، الهيثمي، تحقيق حسين الباكري، ط2 سنة 1992م، مركز خدمة السنة - المدينة النبوية.
· كنز العمال، الهندي، البكري والسقا، ط1 1989م، مؤسسة الرسالة.
· منتخب كنز العمال، الهندي، بحاشية مسند أحمد، ط. الميمنية.
([1]) تخريج الحديث:
1 - ابن سعد في الطبقات 1/ 340.
2 - وأحمد في المسند 1/ 273.
3 - وأبو داود في السنن، ح رقم (4212).
4 - والنسائي في المجتبى 8/ 138، ح رقم (5075).
5 - والموصلي في المسند 4/ 471.
6 - والطحاوي في شرح مشكل الآثار 9/ 314.
7 - والطبراني في المعجم الكبير 11/ 350.
8 - والبغوي في شرح السنة 12/ 92.
9 - والبيهقي في السنن 7/ 311، وفي شعب الإيمان 5/ 215 - 216.
10 - وابن الجوزي في الموضوعات 3/ 55
كلهم من طرق عن عبيدالله بن عمرو الرقي، عن عبدالكريم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
([2]) 3/ 55.
([3]) ص 438، ح رقم 1421.
([4]) انظر: المختارة 10/ 233، والقول المسدد للحافظ ابن حجر ص 48، وذكر أن ابن حبان والحاكم صححاه. ولم أقف على هذا الحديث في صحيح ابن حبان ولا في مستدرك الحاكم!!
([5]) الفتح 6/ 499، وصححه الشيخ الألباني على شرط الشيخين كما في غاية المرام ص 84، ح رقم 106. وفيه نظر، فإن شرطهما على الرأي الراجح - كما حققه الحافظ ابن حجر - (أن يحتجا برجاله على صورة الاجتماع سالمًا من العلل). فلا يدخل في شرطهما ما احتجا برواته على صورة الانفراد، ولا ما احتجا بجميع رواته على صورة الاجتماع إذا لم يسلم من علة - كما في النكت على ابن الصلاح 1/ 314 - 317 - ولم يخرج الشيخان عن الجزري عن سعيد بن جبير شيئًا، وإن احتجا بكل منهما على سبيل الانفراد. وكذلك أيضًا لم يخرّج البخاري شيئًا من رواية عبيدالله الرَّقي عن الجزري - كما في ترجمة الجزري في تهذيب الكمال 18/ 253 - 254 - وعليه فلا يقال بأن هذا الحديث على شرطهما - على الرأي الراجح - بل يقال: ورجاله رجال الصحيحين، إلا أنه معلول؛ ولهذا تنكب الشيخان عن إخراجه.
([6]) القول المسدد ص 48، ح رقم 9.
([7]) ميزان الاعتدال 2/ 647.
([8]) تهذيب الكمال 19/ 139، وانظر مختصر المنذري لسنن أبي داود 6/ 108.
([9]) تهذيب الكمال 19/ 137 - 138.
([10]) كما في مجمع البحرين 7/ 191، ومجمع الزوائد 5/ 161 وقال الهيثمي: (إسناده جيد)!! والحديث (الجيد) وكذا (القوي) ما تردد بين الصحيح والحسن لذاته. كما قال السيوطي في الألفية ص 19، وتدريب الراوي 1/ 143.
([11]) التقريب رقم (4156).
([12]) تهذيب الكمال 18/ 261.
([13]) تهذيب الكمال 18/ 260.
([14]) وقد نص المنذري في مختصره 6/ 108 على أن أبا داود والنسائي لم ينسباه، وما وقع في بعض نسخ أبي داود هو من بعض الرواة فيما يظهر.
([15]) كما في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 155، وإسناده صحيح إلى مجاهد.
([16]) انظر الموضوعات 3/ 55.
([17]) الكامل في الضعفاء 5/ 342، وتهذيب الكمال 18/ 256.
([18]) تهذيب الكمال 18/ 256.
([19]) ميزان الاعتدال 2/ 645.
([20]) المجروحين 2/ 146. وهذا يرجح عدم صحة ما ذكره ابن حجر من أن ابن حبان صحح هذا الحديث.
([21]) الكامل 5/ 342.
([22]) المنكر من الحديث - عند أكثر المتقدمين -: ما تفرد به ثقات الشيوخ ومن دونهم دون الحفاظ الأثبات، إذا لم يتابع من تفرد به، ولا يعرف الحديث إلا من طريقه. أما عند أكثر المتأخرين فالمنكر ما خالف الضعيف فيه الثقة أو المقبول. انظر حد المنكر في شرح العلل، لابن رجب 2/ 652 - 659. والنكت على ابن الصلاح 2/ 674، وألفية السيوطي ص 37.
([23]) انظر الرفع والتكميل للكنوي ص 335 - 339.
([24]) انظر تهذيب الكمال 19/ 138 - 139.
([25]) التقريب رقم 4327.
([26]) شرح العلل 2/ 653.
([27]) الموضوعات 3/ 55.
([28]) تاريخ بغداد 11/ 111، ونقل توثيق يحيى بن معين والدارقطني له.
([29]) فتح الباري 6/ 499.
([30]) والراجح أن هذا ليس مطردًا، وإنما يحكم تارة للمرسل وتارة للمسند بحسب القرائن والمرجحات، كما رجحه المحققون، وهو مذهب الأئمة المتقدمين، فحيثما رجحوا المرسل أو الموقوف فالموصول أو المرفوع معلول مردود، وحيثما رجحوا الوصل والرفع فهي زيادة ثقة مقبولة. انظر شرح العلل 2/ 638، والنكت على ابن الصلاح 2/ 604 و 695.
([31]) فتح الباري 6/ 499.
([32]) ابن سعد في الطبقات 1/ 304. وإسناده حسن لولا أنه عن رجل عن الزهري، ففيه راوٍ مبهم لم يُسَم.
([33]) جامع معمر في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 155 بإسناد صحيح.
([34]) انظر تهذيب الكمال 27/ 231.
([35]) ص 134 رقم 483، وأيضًا جامع التحصيل للعلائي ص 229 رقم 466.
([36]) تهذيب الكمال 4/ 34.
([37]) تهذيب الكمال 8/ 253.
([38]) مقدمته لكتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 11. وهذا الصنيع من الأئمة دليل على مدى التلازم بين المتن والإسناد، وأن نكارة المتن يلزم منها وجود خلل في الإسناد وإن كان ظاهره الصحة، كوهم من الراوي وإن كان ثقة، إذ إن وقوع الخلل في المتن إنما هو من قِبَل رواته لا من جهة الشارع المعصوم، كما هو معلوم، فوجب البحث عن علة وإن لم تكن في الأصل قادحة تُجعل سببًا لرده.
([39]) علوم الحديث لابن الصلاح ص 61.
(يُتْبَعُ)
(/)
([40]) جامع معمر في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 154. والوسِْمة بكسر السين وتسكينها: نبت يخضب بورقه الشعر أسود. كما في النهاية في غريب الحديث 5/ 185، وهو صبغ يجعل الشعر أسود حالكًا كما في زاد المعاد 4/ 368.
([41]) المصنف 5/ 184.
([42]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 184، من طريقين صحيحين عن عبدالأعلى بن عامر قال: سألت ابن الحنفية .. وعبدالأعلى قال عنه في التقريب رقم 3732: (صدوق يهم).
([43]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 183 بإسناد صحيح عن قيس مولى خباب قال: دخلت على الحسن والحسين وهما يخضبان بالسواد. ورواه علي بن الجعد في مسنده ح رقم (2217)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار 9/ 315، والطبراني رقم (2788) من طريق الشعبي قال: دخلت على الحسين بن علي وهو يحتجم في رمضان وقد اختضب بالسواد. وإسناده صحيح لغيره، ورواه معمر في الجامع كما في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 155، 156 عن الزهري قال: كان الحسن بن علي يخضب بالسواد، وكان الحسين بن علي يخضب بالسواد. وروى ابن جرير في تهذيب الآثار - مسند الزبير - ص 468 - 470 من طرق كثيرة - بعضها صحيح - أن الحسن والحسين كانا يخضبان بالسواد.
([44]) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار - مسند ابن الزبير - ص 476 وإسناده مقبول. وهو من رواية ميمون بن زيد البصري، وقد قال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل 8/ 239: (لين الحديث). وذكره ابن حبان في الثقات 9/ 173 وقال عنه: (روى عنه عمرو بن علي وأهل البصرة، يخطيء) فمثله يُقبل منه مثل هذه الآثار المقطوعة عن التابعين، إذ هو في نفسه عدل غير متهم، وإنما يخشى عليه الخطأ في رواية الحديث، ولهذا لينه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في ثقاته وعرفه، وعرف سبب لينه وهو كونه يخطئ. وقد روى هذا الأثر عن عيسى بن سنان، وعيسى صدوق في نفسه فيه لين من جهة حفظه وقد ضعفه جماعة، ووثقه يحيى بن معين - في رواية - وقال العجلي: لا بأس به. وقال ابن خراش: صدوق. كما في تهذيب الكمال 2/ 608. وزال ما يخشى من وهمه بروايته هذا الأثر مباشرة عن علي بن عبدالله بن عباس مشاهدة، ولفظه: (كان علي بن عبدالله بن عباس معنا بالشام وكانت له لحية طويلة يخضبها بالسواد).
فالخطأ إنما يخشى عليه في روايته للحديث لا فيما يخبر به عن مشاهدة ومباشرة. فلا معنى لقول محقق تهذيب الآثار - مسند ابن الزبير -: (مقطوع ضعيف الإسناد) وإنما يصح هذا الحكم لو كان هذا الأثر حديثًا مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
([45]) انظر مقدمة ابن حبان 1/ 155، 157 في ضرورة الاعتبار لما انفرد الراوي بروايته عن الأئمة، فإن توبع متابعة تامة أو قاصرة، وإلا ثبت أن الحديث لا أصل له. والاعتبار هو هيئة التوصل للمتابعات والشواهد، وسبر طرق الحديث لمعرفتهما. والمتابعات ما جاء من طرق أخرى عاضدة عن نفس الصحابي، فإن كانت عن صحابي آخر فهي شواهد للحديث.
والمتابعات التامة ما كانت عن شيخ الراوي المنفرد بالرواية، فإن كانت عمن فوقه فهي القاصرة. انظر الباعث الحثيث ص 50 - 51.
([46]) رواه البخاري، ح رقم (5899)، ومسلم ح رقم (2103)، من حديث أبي هريرة.
([47]) رواه أحمد في المسند 2/ 261، 499 بإسناد حسن من حديث أبي هريرة.
([48]) شرح مشكل الآثار 9/ 297 - 298.
([49]) الإصابة 4/ 206، 207.
(*) والثغامة: واحدة الثغام، وهو نبت أبيض الزهر والثمر، ويشبه به الشيب. انظر: تاج العروس (31/ 355).
([50]) رواه مسلم، ح رقم 2102 من حديث جابر.
([51]) المصدر السابق، وكلا الروايتين عن أبي الزبير عن جابر.
([52]) النسائي 8/ 185 بإسناد صحيح عن أبي الزبير عن جابر.
([53]) معمر في الجامع كما في آخر المصنف 11/ 154 عن ليث بن أبي سليم عن أبي الزبير. وابن أبي شيبة في المصنف 5/ 182 عن ابن علية عن ليث، وأحمد في المسند 3/ 316، 322. وابن ماجه، ح رقم 3624.
(يُتْبَعُ)
(/)
([54]) في المسند 3/ 338 عن حسن بن موسى وأحمد بن عبدالملك كلاهما قالا: ثنا زهير - قال أحمد بن عبدالملك: ثنا زهير ثنا أبو الزبير به، ولفظه: «غيروا هذا الشيب». قال حسن: قال زهير: قلت لأبي الزبير: أقال جنبوه السواد؟ قال: لا. وكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ح رقم (1753) عن زهير قال: قلت له: أحدثك جابر به؟ قال: لا؟! وكذا هو في مسند علي بن الجعد 2/ 954 من طريق شبابة نا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن أبي الزبير به بلفظ (غيروا هذا). قال زهير: فقلت لأبي الزبير: (وجنبوه السواد؟ قال: لا). فثبت برواية هؤلاء الحفاظ الأربعة (الطيالسي وحسن بن موسى وأحمد بن عبدالملك وشبابة) عن زهير بطلان هذه الزيادة وعدم صحتها من حديث أبي الزبير عن جابر.
([55]) المستدرك 3/ 245.
([56]) وبهذا اعتذر د. عواد الخلف لمسلم عن تخريجه هذا الحديث عن ابن جريج معنعنًا ولم يعثر على تصريح بالسماع له من أبي الزبير في كتابه (روايات المدلسين في صحيح مسلم) ص 229، مع شدة عنايته في البحث والتحري في أطروحته هذه.
والحديث رواه من طريق ابن جريج عن أبي الزبير معنعنًا مسلم (2102)، وأبو داود (4204)، والنسائي 8/ 138، والطحاوي في مشكل الآثار (3683)، وأبو عوانة 2/ 74، وابن حبان (5471)، والحاكم 3/ 244، والبيهقي 7/ 310 كلهم من طريق ابن وهب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر به.
([57]) انظر تهذيب الكمال 24/ 279 وما بعده.
([58]) التقريب رقم (5685).
([59]) غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ص 83 رقم 105.
([60]) وانظر حاشية شرح مشكل الآثار 9/ 302، وحاشية ابن حبان 12/ 285 حيث استدرك الشيخ المحقق شعيب الأرنؤوط هذا الوهم الذي وقع فيه الشيخ الألباني.
([61]) مسند الموصلي ح رقم (1819)، و المعجم الصغير للطبراني، ح رقم (474).
([62]) انظر تهذيب الكمال 2/ 277.
([63]) قال في التقريب رقم (2787): (صدوق يخطئ كثيرًا).
([64]) تعريف أهل التقديس ص 119 رقم 56.
([65]) مسند أبي عوانة 2/ 75. وشيخه أحمد بن إبراهيم القوهستاني ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 9 - 10 ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً عن أحد من الأئمة، ولم يزد فيه على قوله: (أحاديثه مستقيمة حسان، تدل على حفظه وتثبته)، وتوفي سنة 267 هـ، ولهذا قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام في وفيات هذه الطبقة، ص 39: (وُثِّق) إذ لم يجد إلا عبارة الخطيب هذه وليست نصًا في توثيقه، بل هي وصف لحال أحاديثه بعد سبرها. وقول الخطيب عنها (حسان) أي غرائب؛ لأنها تستحسن أكثر من المشهور والمعروف كما هو اصطلاح المحدثين قديمًا. انظر الجامع لأخلاق الراوي 2/ 101، وأدب الإملاء 2/ 308 ولا شك أن هذا من حسان حديثه وغرائبه!!
([66]) انظر روايات المدلسين في صحيح مسلم ص 323 وص 358. ولم يعثر الباحث د. عواد الخلف على تصريح له بالسماع من جابر في هذا الحديث، واكتفى بالاحتجاج بتخريج ابن حبان له في صحيحه، بدعوى أنه لا يخرج من حديث المدلسين إلا ما صرح فيه بالسماع، مع أن هذا حكم أغلبي، فقد يظن ابن حبان صحة تصريح بعض الرواة بالسماع ويكون وهمًا من الراوي.
([67]) انظر روايات المدلسين ص 229 حيث لم يقف المؤلف على تصريح بالسماع هنا.
([68]) انظر الكامل في الضعفاء 4/ 202 وحاشية تهذيب الكمال 16/ 283.
([69]) رواه البيهقي 7/ 311.
([70]) الكامل في الضعفاء 5/ 291.
([71]) تهذيب التهذيب 6/ 339.
([72]) تهذيب التهذيب 6/ 338، ولفظ كتاب المجروحين 2/ 136: (غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به. . . ومن حدث على الحسبان وروى على التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به وإن كان فاضلاً في نفسه).
([73]) انظر مجمع البحرين 7/ 190، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 161: (فيه داود بن فراهيج، وثقه يحيى وغيره، وضعفه جماعة، وفيه من لم أعرفهم).
([74]) الجرح والتعديل 3/ 422.
([75]) رواه أحمد 3/ 160، والموصلي رقم (2831)، وابن حبان 12/ 286، والحاكم 3/ 244 وقال: على شرط الشيخين - ولم يذكر هذا اللفظ - كلهم عن محمد بن سلمة عن هشام عن ابن سيرين، به. وقد قال الشيخ الألباني في الصحيحة، ح رقم (496): (إسناد صحيح على شرط مسلم).
([76]) تعريف أهل التقديس ص 157 رقم 110.
([77]) مقدمة تعريف أهل التقديس ص 63.
(يُتْبَعُ)
(/)
([78]) البخاري، ح رقم (5895) مختصرًا، ومسلم، ح رقم (23411)، وأحمد في المسند (3/ 227) واللفظ له.
([79]) رواه البخاري، ح رقم (5894)، ومسلم (2341).
([80]) مسلم، ح رقم (2341)، وأحمد 3/ 206. وكذا رواه الحنَّائي في فوائده جزء 5 رقم 6 من طريق وهببن جرير ثنا هشام، بن حسان به. كما رواه الجماعة، وليس فيه هذه الزيادة.
([81]) المصنف 5/ 183. وإسناده صحيح.
([82]) شرح العلل 2/ 888.
([83]) قد روى هذا الحديث عن أنس مختصرًا ومطولاً بدون هذه الزيادة: قتادة، وثابت البُناني، وحميد الطويل، وموسى بن أنس، انظر: المسند الجامع، بشار عواد 2/ 134 - 138.
([84]) أحمد في المسند 3/ 247، والطبراني في الأوسط، كما في مجمع البحرين 7/ 189 وقال: (لم يروه عن سعد إلا ابن لهيعة).
([85]) انظر ميزان الاعتدال 2/ 475 - 483.
([86]) تعريف أهل التقديس ص 177 رقم 140.
([87]) انظر: المقدمة ص 63.
([88]) رواه ابن سعد 6/ 8، والطحاوي في شرح المشكل 9/ 302. وإسناده ضعيف لعنعنة المحاربي وهو مدلس.
([89]) سيرة ابن هشام 4/ 84، وأحمد في المسند 6/ 349 - 350، والطبراني 24/ 89، وابن حبان 16/ 187 - 188، والحاكم 3/ 46، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. وقال الشيخ الألباني في الصحيحة 1/ 815: (إسناده حسن).
([90]) التقريب، رقم (3999).
([91]) رواه الحارث بن أبي أسامة - كما في بغية الباحث - ح رقم (581).
([92]) منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5/ 239 وعزاه إلى (عب) أي عبدالرزاق في الجامع لمعمر، والجامع مطبوع جزء منه في آخر المصنف، وليس هذا الحديث فيه، فالظاهر أنه في الأجزاء المفقودة من جامع معمر رواية عبدالرزاق.
([93]) الجرح والتعديل 6/ 83، وانظر تهذيب الكمال 14/ 130 - 131.
([94]) هدي الساري ص 412.
([95]) انظر تهذيب الكمال 14/ 129.
([96]) الجامع - مصنف عبدالرزاق - 11/ 154 - 155.
([97]) المصدر السابق.
([98]) كنز العمال 6/ 688.
([99]) انظر شرح علل الترمذي 2/ 762 فيمن ضُعف حديثه في بعض الأماكن دون بعض، فذكر معمر بن راشد إذ حدث في البصرة ولم تكن كتبه معه فخلط في حديثه، وهذا الحديث منها بلا شك.
([100]) ابن سعد 3/ 142، ونافع من علماء التابعين في المدينة من شيوخ الزهري. انظر تهذيب الكمال 29/ 274.
([101]) مصنف ابن أبي شيبة 5/ 183، وانظر تهذيب الكمال 29/ 275.
([102]) رواه ابن سعد1/ 340عن عبدالوهاب بن عطاء عن ابن جريج. وإسناده حسن إلا أنه مرسل.
([103]) جامع معمر في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 154.
([104]) البخاري مع الفتح 10/ 354.
([105]) جامع معمر 11/ 155 قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد.
([106]) رواه الحاكم في المستدرك 3/ 496. وانظر الفتح 10/ 354، وشرح السنة 12/ 94.
([107]) ابن سعد 4/ 256، وابن أبي شيبة 5/ 184، والطحاوي في شرح المشكل 9/ 314، وابن جرير في تهذيب الآثار - مسند الزبير - ص 473، وابن عبدالبر في التمهيد 21/ 85، كلهم من طرق عن الليث بن سعد وابن لهيعة عن أبي عشانة، قال: كان عقبة بن عامر يخضب بالسواد ويقول:
نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في الأعلى إذا فسد الأصل
وهذا إسناد صحيح. قال ابن عبدالبر: هو بيت محفوظ له. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 162: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عشانة وهو ثقة). وكذا رواه ابن جرير أيضًا ص 474 من طريق آخر عن عقبة وهو حسن في المتابعات.
([108]) انظر فتح الباري 10/ 354، ومجمع الزوائد 5/ 162.
([109]) مستدرك الحاكم 3/ 454، والبيهقي 7/ 311 من طريقين مختلفين، وفي رواية الحاكم: أنه دخل على عمر بن الخطاب وقد خضب لحيته بالسواد فلم يعب ذلك عليه، وفي رواية البيهقي أنه عزم عليه أن يغسله. وكلا الروايتين في القوة سواء. وانظر مجمع الزوائد 5/ 162.
([110]) انظر ما سبق عن الحسن والحسين، وأيضًا شرح السنة 12/ 94، وفتح الباري 10/ 354. وأيضًا التمهيد 21/ 83 - 85، ومجمع الزوائد 5/ 162 - 163.
(يُتْبَعُ)
(/)
([111]) الموطأ 2/ 950، وإنما ذكرت قول مالك هنا لفائدته الحديثية، وهو أن الاستثناء أو النهي عن السواد غير معلوم لدى أهل المدينة ولم يسمع به إمام دار الهجرة، مع أن أبا هريرة وجابرًا وأسماء من أهل المدينة، بل كانوا يستحبون الصبغ بالسواد كما قال الزهري. ولست بصدد بحث آراء الفقهاء وعرضها في هذه المسألة، وإنما أذكر من أقوالهم ما يفيد الدراسة الحديثية.
([112]) رواه البخاري رقم (3462) و (5899)، ومسلم رقم (2103).
([113]) رواه الترمذي رقم (1752) وقال: (حسن صحيح)، وأحمد 2/ 229، 356، 387.
([114]) رواه أحمد في المسند 2/ 261، 499، وصححه ابن حبان 12/ 287.
([115]) رواه البخاري ح رقم (5899)، ومسلم (2103).
([116]) رواه الطحاوي في المشكل 9/ 289، والطبراني في الأوسط رقم (1252). واختلف فيه وصلاً وإرسالاً.
([117]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 183 وابن جرير في تهذيب الآثار - مسند الزبير - ح رقم (894) عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، بإسناد صحيح. ورواه ابن أبي شيبة 5/ 183 عن نافع بن جبير، وفي إسناده عبدالله بن عبدالرحمن بن موهب المدني. قال الحافظ في اللسان 3/ 803: (ضعفه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في الثقات)، إلا أنه هو الراوي عن نافع هنا مباشرة حيث قال: (رأيت نافع بن جبير يختضب بالسواد) فزال ما يخشى عليه من الوهم في الرواية، إذ لم يخرج عن حد العدالة وإن كان ضعيفًا في الرواية، ولهذا ذكره ابن حبان في الثقات.
([118]) الفتح 10/ 354 و 6/ 499.
([119]) ابن سعد في الطبقات 1/ 340.
([120]) التقريب رقم (6471).
([121]) الجرح والتعديل 6/ 239، وتهذيب الكمال 22/ 71.
([122]) ابن سعد 1/ 340.
([123]) التقريب رقم (3999).
([124]) التقريب رقم (5685).
([125]) ابن سعد 1/ 340.
([126]) الجرح والتعديل 8/ 142.
([127]) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده - كما في بغية الباحث - ح رقم (580).
([128]) غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ص 84 ح رقم (106).
([129]) العلل 2/ 299.
([130]) انظر شرح مشكل الآثار 9/ 314، والموضوعات لابن الجوزي 3/ 55، وفتح الباري 10/ 354 - 355.
([131]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 184.
([132]) التقريب رقم (7020).
([133]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 184، وابن سعد في الطبقات 1/ 341 من طرق عن عبدالملك بن أبي سليمان عنه، وإسناده صحيح.
([134]) انظر هذه الدراسة ص 21 - 22.
([135]) كما في مصنف ابن أبي شيبة 5/ 184، ومصنف عبدالرزاق 11/ 155 بأسانيد صحيحة عنه.
([136]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 184 وإسناده صحيح.
([137]) مصنف عبدالرزاق 11/ 156 عن معمر أن رجلاً سأل فرقدًا السبخي.
([138]) التقريب رقم (5384).
([139]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 183 بإسناد صحيح عنه. وكذا رواه ابن جرير - مسند الزبير - ص 478 من ثلاثة طرق عنه.
([140]) ابن جرير في تهذيب الآثار مسند الزبير ص 479 بإسناد حسن.
([141]) المصدر السابق ص 481 بإسناد صحيح.
([142]) ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 183، وابن جرير ح رقم (873) و (866) و (896) و (897) و (883)، بأسانيد صحيحة عنهم جميعًا.
([143]) تهذيب الآثار - مسند الزبير - ص 518.
([144]) الموضوعات 3/ 55.
([145]) زاد المعاد 4/ 368.
([146]) رواه ابن سعد في الطبقات 8/ 353 عن هشام الطيالسي وعارم بن الفضل، وابن جرير في تهذيب الآثار ح رقم (856) من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، قال: أخبرتنا أم شبيب، قالت: سألنا عائشة، وهذا إسناد مسلسل بالأئمة الحفاظ. وأم شبيب هذه هي العبدية البصرية. ذكرها ابن سعد في طبقاته في التابعيات اللائي روين عن أمهات المؤمنين، وأورد لها حديثها هذا عن عائشة، ورواية حماد بن سلمة عنها تقوي حالها فيقبل منها مثل هذه الآثار الموقوفة.
([147]) رواه معمر في جامعه - كما في آخر مصنف عبدالرزاق 11/ 155 - عن قتادة به، وهذا إسناد صحيح، مسلسل بالأئمة الحفاظ.
([148]) انظر كلام العراقي على هذه المسألة في التقييد والإيضاح ص 54.
([149]) انظر فتح الباري 10/ 355.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 08:05]ـ
أحسن الله جزاء كاتب البحث وناقله.وليس بعد هذا البيان بيان،وبمثله يكتفي من القى السمع وهو شهيد.(/)
ألفاظ التعديل عند العجلي في كتابه الثقات -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:50]ـ
د. حاكم المطيري
أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة ـ جامعة الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه دراسة حديثية في ألفاظ التعديل التي يستخدمها الإمام العجلي في كتابه (الثقات) سوى لفظ ثقة – وما فوقه من ألفاظ التوثيق – الذي هو أكثر ألفاظه شيوعاً في كتابه المذكور، والغرض من هذه الدراسة معرفة مدلولات ألفاظ التعديل عنده، ومن ثم معرفة مدى تحريه للدقة عند إصداره لهذه الأحكام، ليظهر لنا بعد ذلك إن كان متساهلاً أم لا، وما مدى تساهله مقارنة لأحكامه بما حرر الحافظ ابن حجر في تقريبه.
هذا وقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاثة مباحث:
1 - المبحث الأول: في حصر ألفاظ التعديل عند ابن العجلي – سوى لفظ ثقة– مع ذكر تراجمها.
2 - المبحث الثاني: في بيان مراتب هذه الألفاظ مع دراستها دراسة تحليلية مقارنة مع أحكام الحافظ ابن حجر.
3 - المبحث الثالث: في معرفة مدى تساهل العجلي في أحكامه.
المبحث الأول: في حصر ألفاظ التعديل غير لفظة ثقة مع ذكر تراجمها:
(1) لا بأس به: وهو أكثر ألفاظ التعديل شيوعاً في كتاب العجلي بعد لفظ (ثقة)، وقد استخدمها المؤلف مطلقة تارة، ومقيدة تارة أخرى إما بوصف يفيد زيادة تعديل، أو بوصف يفيد زيادة تليين، وهذه أسماء الرواة الذين أطلق عليهم هذا اللفظ (لا بأس به) مطلقاً أو مقيداً في موضع واحد أو موضعين:
1. أصبغ بن الفرج [1].
2. الأحوص بن حكيم [2].
3. بكير بن يونس بن بكير [3].
4. بكير بن عامر [4].
5. تليد بن سليمان [5].
6. ثابت بن ثوبان [6].
7. ثوير بن فاخته [7].
8. جميع بن عمير [8].
9. جندل بن والق [9].
10. حبال بن رفيدة [10].
11. حريث بن السائب [11].
12. خالد بن أبي كريمة [12].
13. خلف بن تميم [13].
14. داود بن يزيد الأودي [14].
15. ذواد بن علية [15].
16. رباح بن زيد [16].
17. رباح بن خالد [17].
18. رباح بن أبي معروف [18].
19. زياد بن أبي زياد الجصاص [19].
20. سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم العوفي [20].
21. سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف [21].
22. سعيد بن سلام [22].
23. السكن بن إسماعيل [23].
24. سليمان بن كثير العبدي [24].
25. سنان البرجمي [25].
26. شجاع بن الوليد [26].
27. عاصم بن عبيد الله بن عاصم [27].
28. عباد بن منصور [28].
29. عبد الله بن الأسود [29].
30. عبد الله بن جعفر بن عمر بن الخطاب [30].
31. عبد الله بن رافع الحضرمي [31].
32. عبد الله بن كليب [32].
33. عبد الجبار بن العباس [33].
34. عبد الحميد بن بهرام [34].
35. عبد ربه بن نافع الحناط [35].
36. عبد الرحمن بن ثوبان [36].
37. عبد الرحمن بن محمد المحاربي [37].
38. عبيد الله بن أبي جعفر المصري [38].
39. عبيد بن طفيل [39].
40. عبيد بن عبد الرحمن [40].
41. عبيدة بن حميد [41].
42. عثمان بن أبي عاتكة [42].
43. علي بن الحكم [43].
44. علي بن زيد بن جدعان [44].
45. علي بن المبارك [45].
46. عمر بن راشد اليمامي [46].
47. عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن [47].
48. عمر بن عبيد الطنافسي [48].
49. عمرو بن هرم [49].
50. عيسى بن سنان [50].
51. فرقد السبخي [51].
52. الفضل بن مبشر [52].
53. فهد بن عوف [53].
54. قابوس بن طبيان [54].
55. قراد بن عبد الرحمن بن غزوان [55].
56. قريش بن أنس [56].
57. قزعة بن سويد [57].
58. قيس بن حفص [58].
59. كثير بن نافع النواء [59].
60. ليث بن أبي سليم [60].
61. محمد بن الحسن الأسدي [61].
62. محمد بن دينار [62].
63. محمد بن طلحة اليامي [63].
64. مبارك بن فضالة [64].
65. مطر الوراق [65].
66. المنذر بن ثعلبة [66].
67. موسى بن أيوب الغافقي [67].
68. وحشي بن حرب [68].
69. الوليد بن شجاع [69].
70. يحيى بن أبي حبة [70].
71. يزيد بن أبي حكيم [71].
72. محمد بن يزيد الرفاعي [72].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد بلغ عدد الرواة الذين وصفهم بـ (لا بأس به) مطلقاً تسعة وأربعين راوياً (49)، وبلغ عدد الرواة الذين وصفهم بـ (لا بأس به ثقة) سبعة رواة (7)، وبلغ عدد الرواة الذين وصفهم بـ (لا بأس به جائز الحديث) خمسة رواة (5)، وعدد من وصفهم بـ (لا بأس به صدوق) ثلاثة رواة (3)، وعدد من وصفهم بـ (لا بأس به صويلح) راو واحد (1)، وعدد من وصفهم بـ (لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي) ثلاثة رواة (3)، وعدد من وصفهم بـ (لا بأس به وفيه ضعف) راو واحد (1)، وراو واحد قال عنه (لا بأس به وبعض الناس يضعفونه) واستخدم وصف (لا بأس به وكان يدلس) مرتين.
(2) صدوق: وقد استخدمها العجلي في كتابه مطلقة ومقيدة، وهذه أسماء من أطلق عليهم هذا اللفظ:
1. إبراهيم بن عيينة [73].
2. حباب بن علي العنزي [74].
3. رباح بن زيد [75].
4. عبد الله بن رجاء [76].
5. عمر بن عبيد الطنافسي [77].
6. عمران بن عيينة [78].
7. فضل بن مرزوق [79].
8. محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [80].
9. محمد بن عيينة [81].
10. محمد بن القاسم الأسدي [82].
11. محمد بن ماهان [83].
12. مطر الوراق [84].
13. مندل بن علي [85].
14. بشر بن حرب [86].
وقد بلغ عدد من وصفهم بلفظ (صدوق) مطلقاً ستة رواة (6)، وعدد من وصفهم بلفظ (صدوق لا بأس به) ثلاثة رواة (3)، وعدد من وصفهم بلفظ (صدوق جائز الحديث) ثلاثة رواة (3)، وعدد من وصفهم بلفظ (صدوق الحديث) راو واحد (1).
وقد أطلق وصف (ثقة) على أحد من وصفهم بـ (صدوق جائز الحديث)، كما وصف أحد الرواة بـ (ضعيف الحديث وهو صدوق).
(3) جائز الحديث: وقد استخدم هذا الوصف تارة مطلقاً، وتارة مقيداً بوصف تمتين أو وصف تليين في موضع واحد أو موضعين، وهذه أسماء الرواة الذين أطلق عليهم هذا اللفظ:
1. إبراهيم بن المهاجر [87].
2. الأجلح الكندي [88].
3. إسرائيل بن يونس [89].
4. حبان بن علي العنزي [90].
5. حجاج بن أرطأة [91].
6. زهير بن محمد المكي [92].
7. سعيد بن سنان [93].
8. سليمان بن كثير [94].
9. سماك بن حرب [95].
10. شعبة بن دينار [96].
11. صالح بن رستم [97].
12. الضحاك بن عثمان [98].
13. عباد بن منصور [99].
14. عبد الله بن الأسود [100].
15. عبد الله بن محمد بن عقيل [101].
16. عطاء بن السائب [102].
17. عمرو بن محمد العنقزي [103].
18. فضل بن مرزوق [104].
19. ليث بن أبي سليم [105].
20. مبارك بن فضالة [106].
21. مجالد بن سعيد [107].
22. مندل بن علي [108].
23. منصور بن عبد الرحمن [109].
24. هشام بن سعد [110].
25. يزيد بن أبي زياد [111].
26. يزيد بن عطاء [112].
27. طلحة بن نافع [113].
28. عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي [114].
وقد استخدم العجلي هذا اللفظ عشر مرات (10) مطلقاً، وست مرات (6) مقيداً بوصف (ثقة)، وخمس مرات (5) مقيداً بوصف (لا بأس به)، وثلاث مرات (3) مقيداً بوصف (صدوق)، ومرتين (2) مقيداً بوصف (ليس بالقوي)، ومرة بوصف (حسن الحديث)، ومرة بوصف (ضعيف يكتب حديثه).
([1]) برقم 112، كما قال عنه في موضع آخر (ثقة).
([2]) برقم 50.
([3]) برقم 174. وزاد وبعض الناس يضعفونه.
([4]) برقم 177.
([5]) برقم 184، وزاد: وكان يتشع ويدلس.
([6]) برقم 189.
([7]) برقم 201، وقال: (هو وأبوه لا بأس بهما) وقال مرة (يكتب حديثه وهو ضعيف).
([8]) برقم 228، وزاد: يكتب حديثه وليس بالقوي.
([9]) برقم 233.
([10]) برقم 253.
([11]) برقم 282.
([12]) برقم 393.
([13]) برقم 409.
([14]) برقم 429، وقال مرة: يكتب حديثه وليس بالقوي.
([15]) برقم 435.
([16]) برقم 441، وزاد: رجل صدق، نقلاً عن يحيى بن معين.
([17]) برقم 443، ولفظه: لم يكن به بأس، نقلاً عن يحيى بن معين.
([18]) برقم 444.
([19]) برقم 508.
([20]) برقم 557.
([21]) برقم 558، وقال مرة: ثقة.
([22]) برقم 599.
([23]) برقم 635، وزاد: ثقة.
([24]) برقم 762، وزاد: جائز الحديث.
([25]) برقم 687.
([26]) برقم 718.
([27]) برقم 812.
([28]) برقم 842، وزاد: يكتب حديثه، وقال مرة: جائز الحديث.
([29]) برقم 851، وزاد: جائز الحديث يكتب حديثه.
([30]) برقم 865، ولفظه: ليس به بأس.
([31]) برقم 880، وزاد: ثقة.
([32]) برقم 995.
([33]) برقم 1004، وزاد: صويلح.
([34]) برقم 1008.
([35]) برقم 1014.
([36]) برقم 1024.
([37]) برقم 1075.
(يُتْبَعُ)
(/)
([38]) برقم 1152.
([39]) برقم 1181.
([40]) برقم 1182.
([41]) برقم 1194.
([42]) برقم 1211.
([43]) برقم 1294.
([44]) برقم 1298، وقال مرة: يكتب حديثه ليس بالقوي.
([45]) برقم 1309، وقال مرة: ثقة.
([46]) برقم 1340.
([47]) برقم 1349.
([48]) برقم 1357، وزاد: صدوق.
([49]) برقم 1414، وزاد: ثقة.
([50]) برقم 1462.
([51]) برقم 1477.
([52]) برقم 1482.
([53]) برقم 1492.
([54]) برقم 1493.
([55]) برقم 1515، نقلاً عن يحيى بن معين، بلفظ: ليس به بأس.
([56]) برقم 1519، نقلاً عن يحيى بن معين، بلفظ: ليس به بأس.
([57]) برقم 1521، وزاد: وفيه ضعف.
([58]) برقم 1528.
([59]) برقم 1540.
([60]) برقم 1567، وزاد: جائز الحديث.
([61]) برقم 1588.
([62]) برقم 1592.
([63]) برقم 1610، وقال مرة: ثقة.
([64]) برقم 1681 وفي تهذيب التهذيب نقلاً عن العجلي: ليس بالقوي جائز الحديث.
([65]) برقم 1736، وقال مرة: صدوق.
([66]) برقم 1789.
([67]) برقم 1813.
([68]) برقم 1936.
([69]) برقم 1941، وزاد: رأيته يأخذ الحديث أخذاً رديئاً.
([70]) برقم 1973، وزاد: كان يدلس.
([71]) برقم 2011، نقلاً عن يحيى بن معين.
([72]) برقم 2277.
([73]) برقم 33.
([74]) برقم 255، وزاد: جائز الحديث.
([75]) برقم 441، وزاد: لا بأس به، نقلاً عن يحيى بن معين.
([76]) برقم 884.
([77]) برقم 1357، وزاد: لا بأس به.
([78]) برقم 1428.
([79]) برقم 1488، وزاد: جائز الحديث، وقال مرة ثقة.
([80]) برقم 1618، وزاد: ثقة.
([81]) برقم 1632.
([82]) برقم 1636.
([83]) برقم 1642.
([84]) برقم 1736، وقال مرة: لا بأس به.
([85]) برقم 1788، وقال مرة: جائز الحديث.
([86]) برقم 154، ولفظه (ضعيف الحديث وهو صدوق).
([87]) برقم 40.
([88]) برقم 48، ولفظه: (جائز الحديث وليس بالقوي في عداد الشيوخ)، وقال مرة: ثقة.
([89]) برقم 80، وقال مرة: ثقة.
([90]) برقم 255، وزاد: صدوق.
([91]) برقم 264.
([92]) برقم 503.
([93]) برقم 598.
([94]) برقم 672، وزاد: لا بأس به.
([95]) برقم 680، وزاد: لم يترك حديثه أحد ولم يرغب عنه أحد.
([96]) برقم 729.
([97]) برقم 748.
([98]) برقم 773.
([99]) برقم 842، وقال: لا بأس به يكتب حديثه.
([100]) برقم 851، وزاد: لا بأس به يكتب حديثه.
([101]) برقم 963، وزاد: ثقة.
([102]) برقم 1237، وقال مرة: ثقة.
([103]) برقم 1406، وزاد: ثقة.
([104]) برقم 1488، وزاد: صدوق، وقال مرة: ثقة.
([105]) برقم 1567، وزاد: لا بأس به.
([106]) برقم 1681، نقلاً عن ابن حجر عن العجلي أنه قال عن مبارك: ليس بالقوي جائز الحديث. وقد قال عنه أيضاً: لا بأس به.
([107]) برقم 1685.
([108]) برقم 1788، وقال مرة: صدوق.
([109]) برقم 1794.
([110]) برقم 1900، وزاد: حسن الحديث.
([111]) برقم 2019، وزاد: كان بآخره يتلقن.
([112]) برقم 2027.
([113]) برقم 2161، وزاد: وليس بالقوي.
([114]) برقم 1018، ولفظه: (ضعيف جائز الحديث يكتب حديثه).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 08:13]ـ
المبحث الثاني: في بيان مراتب هذه الألفاظ عند العجلي مع دراستها دراسة تحليلية مقارنة مع أحكام الحافظ ابن حجر في تقريبه:
يظهر من دراسة هذه الألفاظ أن ما قيده بوصف (ثقة) أعلى مما سواه من الألفاظ، فقد أطلق وصف (لا بأس به ثقة) على:
1. أصبغ بن الفرج: فقد وصفه بـ (لا بأس به)، وقال في موضع آخر (ثقة).
2. سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: قال عنه (لا بأس به)، وقال مرة (ثقة).
3. السكن بن إسماعيل.
4. عبد الله بن رافع الحضرمي.
5. علي بن المبارك: قال عنه مرة (لا بأس به)، ومرة (ثقة).
6. عمرو بن هَرِم.
7. محمد بن طلحة اليامي: قال عنه مرة (لا بأس به)، ومرة (ثقة).
وبمقارنة هذه الأحكام مع ما في التقريب نجد أن خمسة من هؤلاء الرواة هم من الثقاة وهم:
1. أصبغ بن الفرج [1].
2. سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن [2].
3. عبد الله بن رافع الحضرمي [3].
4. علي بن المبارك [4].
5. عمرو بن هَرِم [5].
كما نجد أن الباقين هم من الثقاة الذين خفّ ضبطهم وهم:
1. السكن بن إسماعيل، وقد قال عنه في التقريب (صدوق) [6].
(يُتْبَعُ)
(/)
2. محمد بن طلحة اليامي، وقد قال عنه في التقريب (صدوق له أوهام) [7].
كما أطلق وصف (ثقة جائز الحديث) على:
1. الأجْلَح الكندي: قال عنه مرة (جائز الحديث)، ومرة (ثقة).
2. إسرائيل بن يونس: قال عنه مرة (جائز الحديث)، وقال عنه مرة (ثقة).
3. عبد الله بن محمد بن عقيل.
4. عطاء بن السائب: قال عنه مرة (جائز الحديث)، وقال مرة (ثقة).
5. عمرو بن محمد العنقزي.
6. فضل بن مرزوق.
قال عنه مرة (جائز الحديث صدوق)، وقال مرة (ثقة).
وبمقارنة هذه الأحكام بما في التقريب نجد أن اثنين من هؤلاء الرواة وصفهم الحافظ بأنهم ثقات وهما:
1. إسرائيل بن يونس [8].
2. عمرو بن محمد العنقزي [9].
بينما وصف الأجلح الكندي بأنه (صدوق) [10]، ووصف عبد الله بن محمد بن عقيل بأنه (صدوق في حديثه لين) [11]، ووصف عطاء بن السائب بأنه (صدوق اختلط) [12]، ووصف فضيل بن مرزوق بأنه (صدوق يهم) [13].
أي ثقات خف ضبطهم أو تغيروا بأخرة.
كما يلاحظ أن (لا بأس به) مطلقة أعلى عند العجلي من لفظ (صدوق) و (جائز الحديث) مطلقتين أي دون زيادة وصف (ثقة) معهما.
فقد استخدم العجلي (لا بأس به) مطلقة في تراجم تسعة رواة، أطلق عليهم الحافظ في التقريب وصف (ثقة). وهم:
1. ثابت بن ثوبان [14].
2. رباح بن زيد [15].
3. سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم العوفي [16].
4. عبيد الله بن أبي جعفر المصري [17].
5. علي بن الحكم البصري [18].
6. قُراد عبد الرحمن بن غزوان [19].
7. قيس بن حفص [20].
8. المنذر بن ثعلبة [21].
9. الوليد بن شجاع [22].
كما أطلقه على حبال بن رُفيدة وقد قال عنه ابن معين (ثقة) [23].
كما أطلق العجلي لفظ (لا بأس به) مطلقاً على ثمانية رواة وصفهم الحافظ في التقريب بلفظ (صدوق) وهم:
1. خلف بن تميم [24].
2. عبد الله بن كليب [25].
3. عبد الجبار بن العباس [26]. وزاد العجلي (صويلح).
4. عبد الحميد بن بهرام [27].
5. عبيد بن طفيل [28].
6. عبيد بن عبد الرحمن [29].
7. عَبيده بن حُميد [30].
8. يزيد بن أبي حكيم [31].
كما استخدم العجلي (لا بأس به) أربعة عشر مرة (14) فيمن جاء وصفهم بالتقريب بـ (صدوق يهم) أو (صدوق يخطئ) أو (صدوق له أوهام) ... إلخ.
وهؤلاء الرواة هم:
1. جندل بن والق: قال عنه الحافظ (صدوق يغلط) [32].
2. حديث بن السائب: قال عنه الحافظ (صدوق يخطئ) [33].
3. خالد بن أبي كريمة: قال عنه الحافظ (صدوق يخطئ) [34].
4. رباح بن أبي معروف: قال عنه الحافظ (صدوق له أوهام) [35].
5. سنان البرجمي: قال عنه الحافظ (صدوق فيه لين) [36].
6. شجاع بن الوليد: قال عنه الحافظ (صدوق ورع له أوهام) [37].
7. عبد ربه بن نافع الحناط: قال عنه الحافظ (صدوق يهم) [38].
8. عبد الرحمن بن ثوبان: قال عنه الحافظ (صدوق يخطئ) [39].
9. عبد الرحمن بن محمد المحاربي: قال عنه الحافظ (لا بأس به وكان يدلس) [40].
10. عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن: قال عنه الحافظ (صدوق يخطئ) [41].
11. فرقد السبخي: قال عنه الحافظ (صدوق لين الحديث كثير الخطأ) [42].
12. قريش بن أنس: قال عنه الحافظ (صدوق تغير) [43].
13. محمد بن الحسن الأسدي: قال عنه الحافظ (صدوق فيه لين) [44].
14. محمد بن دينار: قال عنه الحافظ (صدوق سيئ الحفظ) [45].
كما أطلق العجلي هذا اللفظ عشر مرات (10) على من وصفهم الحافظ في التقريب بلفظ (ضعيف) وهؤلاء الرواة هم:
1. الأحوص بن حكيم [46].
2. بكر بن يونس [47].
3. بكير بن عامر [48].
4. تليد بن سليمان [49].
5. ذوّاد بن عُلْبة الحارثي [50].
6. زياد بن أبي زياد الجصاص [51].
7. عاصم بن عبيد الله [52].
8. عمر بن راشد اليمامي [53].
9. كثير بن نافع النواء [54].
10. يحيى بن أبي حيّة [55].
واستخدم هذا الوصف ثلاث مرات (3) لمن وصفهم الحافظ بـ (ليّن) أو (فيه لين) وهم:
1. عيسى بن سنان [56].
2. الفضل بن مبشر [57].
3. قابوس بن ظبيان [58].
وأطلقه مرة على من وصفه الحافظ بلفظ (لا بأس به) وهو عبد الرحمن بن محمد المحاربي [59].
ومرة على من وصفه الحافظ بأنه (مقبول) وهو موسى بن أيوب الغافقي [60].
ومرة على من وصفه الحافظ بأنه (مستور) وهو وحشي بن حرب [61].
ومرة على من وصفه الحافظ بأنه (ليس بالقوي) وهو محمد بن يزيد الرفاعي [62].
ومرة على من قال عن الحافظ بأنه (تركوه) وهو فهد بن عوف [63].
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن نحو ثلاثة أخماس 3/ 5 من أطلق عليهم العجلي وصف (لا بأس به) مطلقاً هم بين ثقة أو صدوق أو صدوق فيه ضعف، والباقي في درجة الضعيف يسير الضعف، وليس فيهم إلا راو واحد ضعفه شديد جداً هو فهد بن عوف.
كما يلاحظ أن وصف (صدوق) مطلقاً عند العجلي أدنى من وصف (لا بأس به)، إذ ليس في كل من أطلق عليهم العجلي هذا الوصف من وصفه الحافظ بـ (ثقة)، بل حكم على أربعة منهم بوصف (صدوق يهم أو له أوهام) وهم:
1. إبراهيم بن عيينة: قال عنه الحافظ: (صدوق يهم) [64].
2. عبد الله بن رجاء البصري: قال عنه الحافظ: (صدوق يهم) [65].
3. عمران بن عيينة: قال عنه الحافظ: (صدوق له أوهام) [66].
4. محمد بن عيينة: قال عنه الحافظ: (صدوق له أوهام) [67].
وقد استخدم العجلي لفظ (صدوق لا بأس به) لثلاثة من الرواة، وصف الحافظ أحدهم بلفظ (ثقة) وهو رباح بن زيد [68]. كما وصف أحدهم بلفظ (صدوق) وهو عمر بن عبيد الطنافسي [69]. ووصف أحدهم بلفظ (صدوق كثير الخطأ) وهو مطر الوراق [70].
وهذا يفيد أن (صدوق لا بأس به) عند العجلي أعلى من (صدوق) فقط.
كما استخدم العجلي وصف (صدوق) مع (جائز الحديث) لثلاثة من الرواة، وقد أطلق الحافظ على اثنين منهما وصف (ضعيف) وهما:
1. حِبّان بن علي العنزي [71].
2. مندل بن علي [72].
وأطلق على أحدهم وصف (صدوق يهم) وهو فضيل بن مرزوق [73].
مما يفيد أن (صدوق جائز الحديث) أدنى من (صدوق) وهذه أدنى من (صدوق لا بأس به).
كما يلاحظ أن العجلي أطلق وصف (جائز الحديث) مطلقاً على عشرة من الرواة، وصف الحافظ سبعة منهم بوصف (صدوق يهم) أو (صدوق سيئ الحظ) ... إلخ.
وهم:
1. إبراهيم بن المهاجر: قال عنه الحافظ: (صدوق لين الحفظ) [74].
2. حجاج بن أرطأة: قال عنه الحافظ: (صدوق كثير الخطأ) [75].
3. سعيد بن سنان: قال عنه الحافظ: (صدوق له أوهام) [76].
4. سماك بن حرب: قال عنه الحافظ: (صدوق روايته عن عكرمة مضطربة) [77].
5. شعبة بن دينار: قال عنه الحافظ: (صدوق سيئ الحفظ) [78].
6. صالح بن رستم: قال عنه الحافظ: (صدوق كثير الخطأ) [79].
7. الضحاك بن عثمان: قال عنه الحافظ: (صدوق يهم) [80].
وقال الحافظ عن واحد منهم وهو زهير بن محمد المكي (رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة) [81] ووصف الحافظ تاسعهم وهو يزيد بن عطاء بأنه (ليّن الحديث) [82]، ووصف عاشرهم وهو يزيد بن أبي زياد بـ (ضعيف) [83].
فليس في هؤلاء العشرة من وصف في التقريب بوصف (ثقة) أو (صدوق).
ويلاحظ أن وصف (جائز الحديث ثقة) أعلى مما عداه فقد أطلقه العجلي على:
1. إسرائيل بن يونس: وقال عنه الحافظ: (ثقة) [84].
2. عمرو بن محمد العنقزي: وقال عنه الحافظ: (ثقة) [85].
3. الأجلح الكندي: وقال عنه الحافظ: (صدوق) [86].
4. عبد الله بن محمد بن عقيل: وقال عنه الحافظ: (صدوق في حديثه لين) [87].
5. عطاء بن السائب: وقال عنه الحافظ: (صدوق اختلط) [88].
6. فضيل بن مرزوق: وقال عنه الحافظ: (صدوق يهم) [89].
ثم يأتي بعده وصف (جائز الحديث لا بأس به) فقد أطلقه العجلي على:
1. سليمان بن كثير العبدي: قال عنه الحافظ: (لا بأس به في غير الزهري) [90].
2. عباد بن منصور: قال عنه الحافظ: (صدوق) [91].
3. عبد الله بن الأسود: قال عنه الحافظ: (صدوق) [92].
4. ليث بن أبي سليم: قال عنه الحافظ: (صدوق اختلط فترك) [93].
5. مبارك بن فَضَالة: قال عنه الحافظ: (صدوق يدلس) [94].
ثم بعده وصف (جائز الحديث حسن الحديث) و (جائز الحديث صدوق) حيث أطلقهما العجلي على:
1. حبان بن علي العنزي قال عنه العجلي: (صدوق جائز الحديث) وقال عنه الحافظ: (ضعيف له فقه وفضل) [95].
2. مجالد بن سعيد: قال عنه العجلي: (جائز الحديث حسن الحديث) وقال عنه الحافظ: (ليس بالقوي) [96].
3. مندل بن علي: قال عنه العجلي: (جائز الحديث / صدوق) وقال عنه الحافظ: (ضعيف) [97].
4. هشام بن سعد: قال عنه العجلي: (جائز الحديث حسن الحديث)، وقال عنه الحافظ: (صدوق له أوهام) [98].
وعليه فأعلى المراتب هنا:
1. (جائز الحديث ثقة).
2. ثم (جائز الحديث لا بأس به).
3. ثم (جائز الحديث) و (جائز الحديث حسن الحديث) و (جائز الحديث صدوق).
وأما بالنظر إلى مجموع الألفاظ فترتيبها على النحو التالي:- 1. (ثقة لا بأس به).
2. ثم (ثقة جائز الحديث).
3. ثم (لا بأس به).
4. ثم (صدوق لا بأس به) و (جائز الحديث لا بأس به).
(يُتْبَعُ)
(/)
5. ثم (صدوق) و (صويلح لا بأس به).
6. ثم (جائز الحديث) و (جائز الحديث حسن الحديث) و (جائز الحديث صدوق).
مما سبق من حصر لمصطلحات العجلي في التعديل – سوى لفظ ثقة – ومقارنتها بأحكام الحافظ ابن حجر في التقريب يظهر ما يلي:
(1) أنه استخدم اثني عشر مصطلحاً، وهذه المصطلحات هي:
1. ثقة لا بأس به.
2. ثقة جائز الحديث.
3. لا بأس به.
4. صدوق لا بأس به.
5. جائز الحديث لا بأس به.
6. صويلح لا بأس به.
7. جائز الحديث.
8. صدوق جائز الحديث.
9. صدوق.
10. جائز الحديث حسن الحديث.
11. جائز الحديث ليس بالقوي.
12. لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي أو فيه ضعف.
(2) أنه لم يطلق مصطلح (ثقة لا بأس به) إلا على ثقة أو صدوق أو صدوق فيه ضعف، ولم يطلقه على من دون ذلك، فقد أطلق هذا الوصف على ثمانية من الرواة، منهم خمسة في المرتبة الثالثة – بحسب ترتيب التقريب – واثنان في الرابعة، وواحد في الخامسة.
وبمقارنة مصطلح (ثقة لا بأس به) بـ (ثقة جائز الحديث) يظهر بأن الأول أعلى من الثاني.
(3) كما أنه لم يطلق وصف (ثقة جائز الحديث) إلا على من كان ثقة أو صدوق أو صدوق فيه ضعف، وليس فيمن وصفهم بهذا الوصف وهم سبعة رواة من هو دون المرتبة الخامسة عند الحافظ ابن حجر بل هم بين الثالثة والخامسة بحسب مراتب التقريب [99]، منهم اثنان في الثالثة، وواحد في الرابعة، وأربعة في الخامسة.
(4) كما لم يطلق وصف (صدوق لا بأس به) على من هو دون الخامسة في ترتيب ابن حجر، فقد أطلق هذا الوصف على ثلاثة من الرواة، أحدهم من الثالثة، والثاني من الرابعة، والثالث من الخامسة.
(5) كما لم يطلق وصف (جائز الحديث لا بأس به) إلا على صدوق أو صدوق فيه ضعف، فقد أطلقه على أربعة من الرواة منهم اثنان من الرابعة، واثنان من الخامسة، بحسب ترتيب ابن حجر.
فيظهر أن (صدوق لا بأس به) و (جائز الحديث لا بأس به) متقاربان، والأول منهما أعلى قليلاً.
(6) ولم يستخدم مصطلح (صدوق) إلا أربع مرات وكل من أطلق عليهم هذا الوصف هم من أهل المرتبة الخامسة عند ابن حجر وهم من يشير إليهم بـ (صدوق يهم أو يخطئ ... إلخ).
(7) ولم يستخدم مصطلح (صويلح لا بأس به) إلا مرة واحدة، وأطلقه على من هو من أهل المرتبة الرابعة، وكأنه أعلى قليلاً من وصف (صدوق).
(8) كما لم يطلق مصطلح (جائز الحديث) إلا على تسعة رواة، أحدهم من الرابعة، وسبعة من الخامسة، وواحد من السادسة، ويظهر أن (جائز الحديث) عند العجلي هو من كان صدوقاً فيه ضعف، وهم أهل المرتبة الخامسة عند الحافظ في تقريبه وقد قال الحافظ عن أهل هذه المرتبة: (الخامسة من قصر عن الرابعة قليلاً وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغيّر بأخرة ... ) [100].
هذا ولم يذكر أحد من الأئمة الذين فصلوا في ألفاظ الجرح والتعديل ومراتبها لفظ (جائز الحديث) ولم يتعرض لها اللكنوي في (الرفع والتكميل) ولا التهانوي في (قواعد في علوم الحديث) ولا محققهما الشيخ أبو غدة مع عنايتهما وعنايته في هذا الباب.
وظاهر صنيع العجلي يرجح أن (جائز الحديث) إنما تطلق على الصدوق الذي فيه ضعف، وهي تعادل المرتبة الخامسة عند ابن حجر. ومما يؤكد ذلك أنه أطلق هذا الوصف على سماك بن حرب ثم زاد: (لم يترك حديثه أحد، ولم يرغب عنه أحد)، وقال: (كان سفيان الثوري يضعفه بعض الضعف) [101].
فدل هذا على أن (جائز الحديث) هو من فيه ضعف لا يفضي إلى ترك حديثه والرغبة عنه كما هو حال حديث الراوي شديد الضعف.
وقد قال أيضاً عن عباد بن منصور (جائز الحديث) وقال مرة (لا بأس به يكتب حديثه) [102].
وقال عن عبد الله بن الأسود: (جائز الحديث لا بأس به يكتب حديثه) [103]، فقوله: (لا بأس به يكتب حديثه) أي أنه من جملة من فيهم ضعف لا يترك حديثهم بسببه وهذه عبارة شيخه يحيى بن معين التي كثيراً ما يستعملها، وقد ذكر ابن عدي في الكامل هذه العبارة عن يحيى بن معين في أحد الرواة حيث قال عنه: (ليس به بأس يكتب حديثه) فقال ابن عدي: (وقول يحيى بن معين يكتب حديثه معناه أنه من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم) [104].
كما قال العجلي عن مبارك بن فضالة: (ليس بالقوي جائز الحديث) [105]، وكذا قال في طلحة بن نافع: (جائز الحديث وليس بالقوي) [106].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يرجح كون (جائز الحديث) هو ممن فيهم ضعف يسير من أهل الصدق وهم أهل المرتبة الخامسة.
(9) وأطلق وصف (صدوق جائز الحديث) على ثلاثة رواة، أحدهم من أهل المرتبة الخامسة، واثنان من أهل الثامنة عند ابن حجر، وهم من يشار إليهم بلفظ (ضعيف) [107].
(10) وأطلق وصف (جائز الحديث حسن الحديث) على اثنين، أحدهما من أهل المرتبة الخامسة، والثاني من أهل السادسة.
(11) كما لم يطلق لفظ (جائز الحديث ليس بالقوي) إلا على راو واحد هو عند الحافظ من أهل الثامنة. وكذا أطلق لفظ (ضعيف جائز الحديث يكتب حديثه) على راو واحد هو من أهل الثامنة عند ابن حجر.
(12) كما أن كل من قال فيهم (لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي) أو (لا بأس به يكتب حديثه وفيه ضعف) هم من أهل المرتبة الثامنة عند ابن حجر، فقد أطلقه العجلي على:
1. جميع بن عمير [108].
2. داود بن يزيد الأودي [109].
3. علي بن زيد بن جدعان [110].
4. قزعة بن سوير [111].
وكلهم ضعفاء وهذا موافق لما ذكره ابن عدي عن يحيى بن معين [112]، ويحيى هو شيخ العجلي فلا يبعد تأثره خطاه في استعمال هذا المصطلح فيمن كان من جملة الضعفاء ممن يكتب حديثهم للاعتبار.
ويدل على هذا أنه أطلق وصف (يكتب حديثه وليس بالقوي) على جماعة وهم:
1. أيوب بن عتبة [113]: وهو ضعيف [114].
2. ثواب بن عتبة [115]: وهو مقبول [116].
3. داود بن عمرو [117]: وهو صدوق يخطئ [118].
4. صالح بن أبي الأخضر [119]: وهو ضعيف يعتبر به [120].
5. صالح بن محمد [121]: وهو ضعيف [122].
6. عبد الرحمن بن إسحاق [123]: وهو صدوق [124].
7. عمرو بن دينار [125]: وهو ضعيف [126].
كما أطلق وصف (يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث) على حفص عمر الصنعاني [127]،، وقد قال عنه الحافظ: (ضعيف) [128].
وهذا كله يؤكد أن من قيل فيه (يكتب حديثه) فيه ضعف لا يخرجه عن حيز الاعتبار.
(13) أما وصف (لا بأس به) مطلقاً فقد توسع العجلي في استعماله، فقد أطلقه على عشرة من الثقات من أهل المرتبة الثالثة عند ابن حجر، وعلى ثمانية من أهل المرتبة الرابعة وهم من يشار إليهم بلفظ (صدوق)، وأطلقه على أربعة عشر راوياً من أهل المرتبة الخامسة، وهم من يوصفون بـ (صدوق يهم) أو (يخطئ) ... إلخ.
وعلى خمسة رواة من أهل المرتبة السادسة وهم من يوصفون بـ (مقبول) أو (لين) أو ليس بالقوي.
وعلى واحد من أهل السابعة وهم من يوصفون بـ (مستور).
وعلى عشرة رواة من أهل الثامنة وهم من يشار إليهم بلفظ (ضعيف).
وعلى واحد من أهل العاشرة.
إلا أن نسبة أهل المرتبة الثالثة وأهل المرتبة الرابعة والخامسة أكثر من ثلاثة أخماس العدد الإجمالي 3/ 5.
ولا إشكال في إطلاق العجلي وصف (لا بأس به) على من كان ثقة إذ هذه طريقة شيخه يحيى بن معين، وطريقة جماعة من الأئمة المتقدمين في إطلاقهم أحياناً وصف (لا بأس به) على الثقة [129].
كما لا إشكال في إطلاقه هذا الوصف على من دون الثقة كالصدوق والصدوق الذي فيه ضعف والمقبول إذ ربما أطلقه شيخه يحيى بن معين وغيره هذا الوصف على من فيه ضعف يسير ممن يكتب حديثه للاعتبار [130].
وإنما الإشكال هو في إطلاقه هذا الوصف على عشرة من الضعفاء وعلى راو متروك [131].
وبمراجعة تراجمهم في تهذيب التهذيب نجد ما يلي:
1. أن الأحوص بن حكيم وإن كان ضعيفاً إلا أن ابن المديني قال عنه مرة: هو صالح، ومرة: ثقة [132].
2. وبكر بن يونس: قد ذكر العجلي نفسه أن أكثر الناس يضعفونه، وأن ابن نمير كتب عنه ووثقه [133]. فكأنه توسط بين القولين فوصفه بـ (لا بأس به).
3. وبكير بن عامر: قال عنه أحمد بن حنبل مرة (صالح الحديث ليس به بأس) وقال مرة (ليس بالقوي) [134] وقد وثقه جماعة [135].
4. وتليد بن سليمان: قد قال عنه أحمد مرة: (لم نرى به بأساً) [136] وكذبه مرة، وقال عنه ابن عمار: (زعموا أنه لا بأس به) [137].
5. وذؤاد بن علبة: قد قال عنه ابن نمير: (كان شيخاً صالحاً صدوقاً) [138].
6. وزياد بن أبي زياد الجصاص: قال عنه البزاز: (ليس به بأس وليس بالحافظ) [139]، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما وهم [140].
7. وعاصم بن عبيد الله: قال فيه ابن عدي: (وقد روى عنه سفيان الثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم من ثقات الناس، وقد احتمله الناس وهو مع ضعفه يكتب حديثه) [141].
8. وعمر بن راشد اليمامي: قال عنه ابن عدي: (هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق) [142].
(يُتْبَعُ)
(/)
9. وكثير بن نافع: وهو ابن إسماعيل النواء، قد ذكره ابن حبان في ثقاته [143].
10. ويحيى بن أبي حية: قال عنه يزيد بن هارون: (كان صدوقاً ولكن يدلس) [144]، وقال أبو نعيم: (لم يكن به بأس إلا أنه كان يدلس) [145]، وكذا قال عنه يحيى بن معين، وقال عنه مرة: (ليس به بأس)، وقال مرة: (صدوق)، وقال مرة: (ضعيف) [146].
وقد نقل ابن حجر في تهذيبه عن العجلي نفسه أنه قال عنه: (ضعيف الحديث يكتب حديثه وفيه ضعف) [147].
فكل هؤلاء العشرة مع ضعفهم – وهو الراجح – إلا أن العجلي لم يتفرد بتقوية حالهم بل كلهم مختلف فيهم، لم يجمع الأئمة على ترك حديثهم.
وهم جميعاً في درجة من يكتب حديثه للاعتبار. وكذا هو حال من يقال فيه: (لا بأس به) عند كثير من الأئمة [148].
أما فهد بن عوف أبو ربيعة البصري: فقد قال عنه ابن عدي: (لم أر في حديثه منكراً لا يشبه حديث أهل الصدق) [149]، فهو وإن كان متروكاً كما قال الحافظ [150]، إلا أن عبارة ابن عدي تجعله من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم.
وعليه لا يمكن القول بأن العجلي متساهل في هذه الأحكام بل الظاهر أنه يراعي الخلاف الواقع في الراوي، وقد قال التهانوي: (إذا كان الحديث مختلفاً فيه: صححه أو حسنه بعضهم، وضعفه آخرون، فهو حسن وكذا إذا كان الراوي مختلفاً فيه وثقه بعضهم، وضعفه بعضهم فهو حسن الحديث) [151].
وراويه هو من يوصف بـ (صدوق) أو (لا بأس به) [152]، وقد قال ابن حبان في مقدمة كتابه (الثقات): (كل من أذكره في هذا الكتاب فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره إذا تعرى خبره عن خصال خمس ... ) [153].
وقال أيضاً: (كل من ذكرته في كتابي هذا ... فهو عدل يجوز الاحتجاج بخبره، لأن العدل من لم يعرف منه الجرح) [154]، فدل ذلك على أن الصدوق والعدل الذي لم يعرف بجرح حجة عند ابن حبان كخبر الثقة – وإن كان دونه – إذا توفرت فيه الشروط.
وهو ما يطلق عليه اسم الحسن عند المتأخرين.
وهذا ينافي قول من قال بأن خبر الصدوق لا يحتج به اتفاقاً وأنه إنما يكتب حديثه وينظر فيه [155].
والصحيح أن الصدوق إما أن يكون قليل الخطأ والوهم فهذا يحتج بحديثه وهم أهل المرتبة الرابعة عند ابن حجر وهؤلاء يحسن حديثهم وإن كان دون الصحيح [156].
وإما أن يكون الصدوق كثير الخطأ والوهم فهذا الذي لا يحتج به [157].
والمقصود أن العجلي قد راعى الخلاف في أولئك الرواة الذين أطلق عليهم وصف (لا بأس به) – وإن كان الراجح أنهم ضعفاء – إذ عامتهم وثّقوا من بعض الأئمة.
المبحث الثالث: في معرفة مدى تساهل العجلي في أحكامه:
لا خلاف في كون العجلي من أئمة الجرح والتعديل ومن نقاد الرواة وقد ذكره الذهبي فيمن يعتمد قولهم في هذا الفن [158]. إلا أن بعض المتأخرين وصفه بالتساهل خاصة في توثيق المجاهيل وشبهه بابن حبان المعروف بتساهله في توثيق مثل هؤلاء الرواة، فقد قال المحقق عبد الرحمن المعلمي في شأن العجلي: (توثيق العجلي وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع) [159]، وقال أيضاً: (والعجلي قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل من القدماء) [160].
وقد وافقه الشيخ الألباني فقال: (العجلي معروف بالتساهل في التوثيق كابن حبان تماماً فتوثيقه مردود إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم) [161].
وقد رد د. حاتم العوني هذا القول ونفى عن العجلي صفة التساهل [162].
وهذا ولا بد من تحرير محل النزاع ويتحرر فيما يلي:
(1) أن وصف إمام من الأئمة بالتساهل لا يخرجه من حيز أئمة النقد الذين يعتد بأقوالهم ويرجع إليهم في معرفة الرواة وأحوالهم، كما لا يقتضي ذلك إهدار أحكامهم، فقد اشتهر عن ابن حبان أنه متساهل في توثيق المجاهيل ممن ينص هو نفسه على أنه لا يعرفهم، لكونه يرى أن كل من لم يعرف بجرح فهو على العدالة، وقد نص ابن حجر على أن مذهب ابن حبان هذا مخالف لمذهب الجمهور [163].
ولهذا المنهج وبسببه وصف ابن حبان في التساهل [164].
(2) أن عبد الرحمن المعلمي ذكر أن العجلي كابن حبان في تساهله في توثيق المجاهيل من القدماء وليس مطلقاً أي أنه متساهل من هذه الحيثية.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) أنه قد لا يظهر التساهل فيمن اختلف فيه الأئمة جرحاً وتعديلاً، كما لا يظهر فيمن يصفهم العجلي بأنهم ثقات ويصفهم ابن حجر – مثلاً – بأنهم في درجة الصدوق أو الصدوق سيئ الحفظ أو كثير الوهم – وهم كثير في كتاب العجلي – إذ الصدوق في أدنى مراتب الثقات، فهو ثقة خف ضبطه أو في حفظه شيء، وقد يتفاوت اجتهاد الإمام الواحد في الراوي الواحد في مثل هذه المراتب لتقاربها.
وإنما يتجلى مدى تساهل الإمام في كثرة تفرده بتوثيق المجاهيل الذين لم يعاصرهم ولم يعرف من حالهم أكثر مما عرفه غيره من الأئمة، أو في كثرة تفرده في توثيقه لمن ضعفه الأئمة الآخرون.
وبالنظر في منهج العجلي يظهر جلياً بالاستقراء أنه يوثق كل تابعي لم يعرف بجرح ومن الأمثلة على ذلك:
م -- اسم الراوي--قول ابن حجر--قول العجلي
1 -
الجراح مولى أم حبيبة [165]
مقبول
تابعي ثقة
2 -
جرمي بن كليب [166]
مقبول
تابعي ثقة
3 - حاتم بن عدي [167]
مجهول
تابعي ثقة
4 -
رجاء بن أبي رجاء [168]
مقبول
تابعي ثقة
5 -
سليم بن عبد السلول [169]
مجهول
تابعي ثقة
6 -
صالح بن خيوان [170]
وثقه العجلي
تابعي ثقة
7 -
عباد بن عبد الله الأسدي [171]
ضعيف
تابعي ثقة
8 -
عبد الله بن سيدان [172]
مجهول
تابعي ثقة
9 -
عبد الرحمن الخولاني [173]
مجهول
تابعي ثقة
10 -
عمارة بن حديد [174]
مجهول
تابعي ثقة
11 -
عمرو بن بجدان [175]
لا يعرف حاله
تابعي ثقة
12 -
عمرو ذو مرّ [176]
مجهول
تابعي ثقة
13 -
قيس الخارفي [177]
مقبول
تابعي ثقة
14 -
محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص [178]
مقبول
تابعي ثقة
15 -
محمد بن قيس الهمداني [179]
مقبول
تابعي ثقة
16 -
محمد بن هدية [180]
مقبول
تابعي ثقة
17 -
مسلم بن يسار الجهني [181]
مقبول
تابعي ثقة
18 -
مشرع بن هاعان [182]
مقبول
تابعي ثقة
19 -
مصدع المعرقب [183]
مقبول
تابعي ثقة
20 -
مضارب بن حزن [184]
مقبول
تابعي ثقة
21 -
معاوية بن معتب [185]
مجهول
تابعي ثقة
22 -
منصور بن أبي منصور [186]
مجهول
تابعي ثقة
23 -
يزيد بن بلال [187]
ضعيف
تابعي ثقة
24 -
أبو الخطاب [188]
مجهول
تابعي ثقة
25 -
أبو سعيد الحبراني [189]
مجهول
تابعي ثقة
26 -
أبو هاشم الدوسي [190]
مجهول
تابعي ثقة
27 -
أبو ماجد الحنفي [191]
مجهول
تابعي ثقة
فهذا يؤكد صحة قول المعلمي من أنه متساهل في توثيق مجاهيل الرواة القدماء ممن تباعد بهم العهد ولم يعرفوا بجرح، ويظهر أن ابن حبان تأثر بطريقة العجلي هذه إذ أن العجلي هو أول من ألف كتاباً خاصاً في الثقات [192]، وهذا هو المذهب الذي ذكر ابن حجر أنه خلاف قول الجمهور.
ولا يقال هنا إن العجلي عرف من حال هؤلاء ما لم يعرفه الأئمة الآخرون، إذ كل هؤلاء هم من التابعين القدماء الذين تقادم بهم العهد ولم يعرفوا بجرح ولا تعديل.
كما لا يقال بأنه وثقهم لأنه نظر في حديثهم فرآه مستقيماً إذ بعض هؤلاء ليس له من الحديث إلا الحديث الواحد كأبي هاشم الدوسي قال عنه العجلي: (تابعي ثقة ليس يُروى عنه إلا حديث واحد) [193]؟!.
والراوي عنه هو أبو يسار القرشي وهو أيضاً مجهول، والحديث لا يثبت، فقد قال الدارقطني عن هذا الحديث الذي يرويه أبو يسار عن أبي هاشم عن أبي هريرة: (أبو هاشم وأبو يسار مجهولان ولا يثبت الحديث) [194].
ولو كان أبو يسار هذا ثقة معروفاً، لقيل ربما جعل العجلي روايته عن أبي هاشم تعديلاً له، فلم يبق من حجة يحتج بها لتبرير صنيع العجلي هذا وتوثيقه لأبي هاشم إلا كونه تابعياً لم يعرف بجرح.
ومذهبه هذا يدل على تساهل منه في التوثيق بقطع النظر عن كثرة أو قلة من وثقهم وفق هذا المنهج.
وأما الرواة الذين تفرد في توثيقهم مع تضعيف الأئمة لهم فهم:
1. إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة: قال عنه العجلي: (ثقة) [195]، وقد ضعفه الأئمة، واختلف فيه قول ابن معين [196].
2. أصبغ بن نباته: قال عنه العجلي: (ثقة) [197]، وقد تركه الأئمة [198].
3. باذام أبو صالح: قال العجلي: (ثقة) [199]، وقال ابن حجر: (ضعيف وثقه العجلي وحده) [200].
4. بحر بن سعد: قال عنه العجلي: (ثقة) [201]، وقال الذهبي: (لا يعرف، وقال البخاري: فيه نظر) [202].
5. بشير بن إسماعيل: قال العجلي: (ثقة) [203]، وذكره الذهبي في الميزان وقال: (مجهول) [204].
(يُتْبَعُ)
(/)
6. بكر بن قرواش: قال عنه العجلي: (ثقة) [205]، وقال الذهبي: (لا يعرف، والحديث منكر، قال ابن المديني: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث) [206].
7. حبة العرني: قال عنه العجلي: (تابعي ثقة) [207]، وقال الحافظ ابن حجر: (اتفقوا على ضعفه، إلا العجلي فوثقه، ومشاه أحمد، وقال صالح جزرة: وسط) [208].
8. حسين بن ميمون: قال عنه العجلي: (كوفي ثقة) [209]، وذكره البخاري في الضعفاء، وليس له سوى حديث واحد لا يتابع عليه، ولم يوثقه سوى العجلي [210].
9. حصين بن عمر: قال العجلي عنه: (ثقة) [211]، وهو متروك، اتفق الجميع على تركه [212].
10. الحكم بن عبد الملك: قال العجلي: (ثقة) [213]، وقد ضعفه الجميع [214].
11. سعيد بن ذي لعوة: وثقه العجلي [215]، واتفق الجميع على ضعفه، فلم يوثقه أحد قبل العجلي [216].
12. سليم بن عبد: قال العجلي: (ثقة) [217]، وقال الشافعي: سألت عنه أهل العلم فقالوا: إنه مجهول [218].
13. سليط بن شعبة الشبعاني:
14. وأبوه شعبة الشبعاني: وثقهما العجلي [219]. وذكرهما ابن حبان في ثقاته فقال: (لست أعرفه ولا أباه) [220].
15. عباد بن عبد الله الأسدي: قال عنه العجلي: (تابعي ثقة) [221]، وضعفه أحمد وابن المديني [222]، ولم يوثقه أحد قبل العجلي.
16. عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري: وثقه العجلي [223]، وضعفه أبو نعيم الفضل بن دكين وأبو زرعة الرازي [224].
17. عبد الله بن سيدان: وثقه العجلي [225]، وهو مجهول، وقد قال عنه البخاري: لا يتابع على حديثه [226].
18. عبد الرحمن البكراوي: وثقه العجلي [227]، وقال أحمد: طرح الناس حديثه، وقال أبو داود: تركوا حديثه، ولم يُتابع العجلي على توثيقه [228].
19. عطاء بن عجلان: وثقه العجلي [229]، وقد اتفق الجميع على ضعفه وترك حديثه [230].
20. المختار بن نافع: وثقه العجلي [231]، وقد اتفق الجميع على ضعفه، ولم يوثقه سوى العجلي [232].
21. أبو الأعين العبدي: وثقه العجلي [233]، وقد ضعفه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان ولم يوثقه سوى العجلي [234].
22. أبو ماجد الحنفي: وثقه العجلي [235]، وهو تابعي، وقد اتفقوا على ضعفه، ولم يوثقه أحد قبل العجلي [236].
أما الرواة الذين وثقهم العجلي مع أن الراجح كونهم ضعفاء فهم كثير [237].
وفي كل ما سبق ما يؤكد ما ذكره المعلمي من أن العجلي متساهل في التوثيق، خاصة في توثيق مجاهيل التابعين، وهذا يظهر بالتتبع والاستقراء وإن لم ينص على ذلك أحد من المتقدمين. إذ معرفة المتساهل من المتشدد في النقد، إنما تظهر بالتتبع والاستقراء لأحكام هؤلاء النقاد.
بقطع النظر عن كون هذا الاستنتاج منصوصاً عليه من كلام الأئمة المتقدمين أم غير منصوص عليه.
ولا شك أن الأحكام التي وافق فيها العجلي غيره من الأئمة كثيرة جداً بل أكثر أحكامه صحيحة، وكثير من أحكامه يحتاج إلى تحرير وضبط كتوثيقه لكثير ممن هم من أهل المرتبة الرابعة والخامسة والسادسة في ترتيب الحافظ ابن حجر وهم الصدوق والصدوق كثير الوهم والمقبول ومن في درجاتهم [238].
وإنما يجب التوقف والتثبت فيما خالف فيه غيره من أئمة الجرح والتعديل، وفيما تفرد به من توثيق المجاهيل ممن لم يدركهم وليس لهم من الروايات ما يمكن من خلال سبرها وعرضها على أحاديث الثقات معرفة مدى ضبطهم واستقامة روايتهم.
إلا أن فائدة توثيقه هي في أن من وثقهم من المجاهيل أقوى حالاً ممن لم يوثقهم أحد فلأحكامه ههنا قيمة واعتبار، فهم في درجة المقبول عند الحافظ ابن حجر، فتوثيق العجلي يرفع من شأن الراوي المجهول وإن لم يصل به إلى درجة الثقة الذي يحتج بخبره. والله تعالى أعلم.
نتائج البحث
(1) أن أشهر ألفاظ التعديل عند العجلي – سوى لفظ ثقة – هي (لا بأس به) و (صدوق) و (جائز الحديث) سواء مطلقة، أو مقيدة بلفظ يفيد زيادة تمتين، أو يفيد زيادة تليين.
(2) أن لفظ (ثقة لا بأس به) و (ثقة جائز الحديث) و (صدوق لا بأس به) هي لمن هم بين المرتبة الثالثة والخامسة عند ابن حجر أي بين ثقة وصدوق وصدوق فيه ضعف.
(3) وأن لفظ (لا بأس به صويلح) هو لمن كان في الرابعة عند ابن حجر وهو الصدوق.
(4) وأن لفظ (جائز الحديث لا بأس به) هو لمن كان في الرابعة والخامسة.
(5) كما أن لفظ (صدوق) هو لمن هو في الخامسة عند ابن حجر.
(6) ولفظ (جائز الحديث) هو لمن بين الرابعة والسادسة وعامتهم من أهل الخامسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
(7) ولفظ (جائز الحديث حسن الحديث) هو لمن بين الخامسة والسادسة.
(8) ولفظ (صدوق جائز الحديث) هو لمن هم بين الخامسة والثامنة.
(9) وأن لفظ (جائز الحديث ليس بالقوي) و (جائز الحديث ضعيف) و (لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي) و (لا بأس به يكتب حديثه وفيه ضعف) كلها لمن هم من أهل الثامنة.
(10) وأن لفظ (لا بأس به) هو أوسع هذه الألفاظ إذ هو لمن هم بين الثالثة والعاشرة؛ وأكثرهم ما بين الثالثة والخامسة.
(11) أن العجلي يوثق كل تابعي لم يعرف بجرح.
(12) كما أنه يتوسع في إطلاق لفظ الثقة على الصدوق والصدوق الذي فيه ضعف.
(13) كما توسع في إطلاق لفظ (لا بأس به) على جماعة من الضعفاء، وكأنه راعى الخلاف فيهم.
(14) كما أنه يتفرد بتوثيق جماعة ممن اتفق الأئمة على ضعفهم وترك حديثهم.
(15) أن فائدة توثيق العجلي للمجاهيل هي في تقويتها حال هؤلاء الرواة، وإن لم يصلوا إلى حد من يحتج بخبرهم إلا أنهم أحسن حالاً ممن لم يوثقه أحد.
(16) أنه يجب التثبت من حال من تفرد العجلي بتوثيقه، وكذا حال من خالفه فيه غيره من الأئمة، لما ثبت عنه بالاستقراء من أنه يتساهل في إطلاق لفظ الثقة على كثير ممن هم في درجة الصدوق الذي فيه ضعف.
المراجع والمصادر
أصول الجرح والتعديل، نور الدين عتر، ط3 سنة 1422هـ، اليمامة، الرياض.
الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر، ط1 سنة 1328، السعادة، مصر.
الأنوار الكاشفة، المعلمي، ط1، أنصار السنة، القاهرة.
الترغيب والترهيب، المنذري، تحقيق مصطفى عمارة، ط1 1987، الريان، دار الحديث، القاهرة.
التقريب: ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3 سنة 1411هـ، دار الرشيد، سوريا.
التنكيل: عبدالرحمن المعلمي، ط2 سنة 1406هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
الثقات: ابن حبان، ط1 سنة 1393هـ دائرة المعارف العثمانية.
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، تحقيق المعلمي، ط1 سنة 372هـ دائرة المعارف العثمانية.
الرفع والتكميل: اللكنوي، تحقيق أبو غدة، ط3 سنة 1407هـ، البشائر، بيروت.
السلسلة الصحيحة، الألباني، طبعة المكتب الإسلامي، ودار المعارف.
العلل، الدارقطني، تحقيق محفوظ السلفي، ط1، دار طيبة.
المجروحين: ابن حبان، تحقيق محمود زايد، ط2 سنة 1402هـ دار الوعي، حلب
الموقظة، الذهبي، تحقيق أبو غدة، ط2 سنة 1412هـ، دار البشائر، بيروت.
تعجيل المنفعة، ابن حجر العسقلاني، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت.
تهذيب التهذيب: ابن حجر، ط1 سنة 1325هـ، دائرة المعارف النظامية.
توثيق العجلي / الشريف حاتم العوني، بحث منشور بمجلة المشكاة، المجلد الأول – الجزء الثاني ص112 - 1416هـ.
جواب الحافظ المنذري، تحقيق أبو غدة، ط1 سنة 1411هـ، حلب.
ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، للذهبي، تحقيق أبو غدة، في مجموعة (أربع رسائل في علوم الحديث)، ط5 سنة 1990 دار البشائر، بيروت.
لسان الميزان: ابن حجر، ط1 دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
ميزان الاعتدال: الذهبي، تحقيق البجاوي، طبعة دار الفكر.
نصب الراية / الزيلعي، ط1 سنة 1983، المجلس العلمي، الهند.
([1]) انظر التقريب رقم 536.
([2]) انظر التقريب رقم 2227.
([3]) انظر التقريب رقم 3306.
([4]) انظر التقريب رقم 4787.
([5]) انظر التقريب رقم 5128.
([6]) انظر التقريب رقم 2459.
([7]) انظر التقريب رقم 5982.
([8]) انظر التقريب رقم 401.
([9]) انظر التقريب رقم 5108.
([10]) انظر التقريب رقم 285.
([11]) انظر التقريب رقم 3592.
([12]) انظر التقريب رقم 4592.
([13]) انظر التقريب رقم 5437.
([14]) انظر التقريب رقم 811.
([15]) انظر التقريب رقم 1873.
([16]) انظر التقريب رقم 2226.
([17]) انظر التقريب رقم 4281.
([18]) انظر التقريب رقم 4722.
([19]) انظر التقريب رقم 3977.
([20]) انظر التقريب رقم 5569.
([21]) انظر التقريب رقم 6885.
([22]) انظر التقريب رقم 7428.
([23]) انظر الجرح والتعديل 3/ 315 وليس هو من رجال التقريب.
([24]) انظر التقريب رقم 1727.
([25]) انظر التقريب رقم 3555.
([26]) انظر التقريب رقم 3741.
([27]) انظر التقريب رقم 3753.
([28]) انظر التقريب رقم 4380.
([29]) انظر التقريب رقم 4382.
([30]) انظر التقريب رقم 4408 وزاد (ربما أخطأ).
(يُتْبَعُ)
(/)
([31]) انظر التقريب رقم 7703.
([32]) انظر التقريب رقم 979.
([33]) انظر التقريب رقم 1180.
([34]) انظر التقريب رقم 1670.
([35]) انظر التقريب رقم 1875.
([36]) انظر التقريب رقم 2644.
([37]) انظر التقريب رقم 2750.
([38]) انظر التقريب رقم 3790.
([39]) انظر التقريب رقم 3820.
([40]) انظر التقريب رقم 3999.
([41]) انظر التقريب رقم 4910.
([42]) انظر التقريب رقم 5384.
([43]) انظر التقريب رقم 5543.
([44]) انظر التقريب رقم 5816.
([45]) انظر التقريب رقم 5870.
([46]) انظر التقريب رقم 290.
([47]) انظر التقريب رقم 754.
([48]) انظر التقريب رقم 759.
([49]) انظر التقريب رقم 797.
([50]) انظر التقريب رقم 1844.
([51]) انظر التقريب رقم 2077.
([52]) انظر التقريب رقم 3065.
([53]) انظر التقريب رقم 4894.
([54]) انظر التقريب رقم 5605.
([55]) انظر التقريب رقم 7537.
([56]) انظر التقريب رقم 5295 قال عنه (لين الحديث).
([57]) انظر التقريب رقم 5416 قال عنه (فيه لين).
([58]) انظر التقريب رقم 5445 قال عنه (فيه لين).
([59]) انظر التقريب رقم 3999.
([60]) انظر التقريب رقم 6946.
([61]) انظر التقريب رقم 7399.
([62]) انظر التقريب رقم 6402.
([63]) انظر لسان الميزان 2/ 509 في ترجمة زيد بن عوف أبي ربيعة ولقبه فهد.
([64]) انظر التقريب رقم 227.
([65]) انظر التقريب رقم 3312.
([66]) انظر التقريب رقم 5164.
([67]) انظر التقريب رقم 6213.
([68]) انظر التقريب رقم 873.
([69]) انظر التقريب رقم 4945.
([70]) انظر التقريب رقم 6699.
([71]) انظر التقريب رقم 1076.
([72]) انظر التقريب رقم 6883.
([73]) انظر التقريب رقم 5437.
([74]) انظر التقريب رقم 254.
([75]) انظر التقريب رقم 1119.
([76]) انظر التقريب رقم 2332.
([77]) انظر التقريب رقم 2624 وزاد (تغير بآخرة فكان ربما تلقن).
([78]) انظر التقريب رقم 2792.
([79]) انظر التقريب رقم 2861.
([80]) انظر التقريب رقم 2972.
([81]) انظر التقريب رقم 2049.
([82]) انظر التقريب رقم 7756.
([83]) انظر التقريب رقم 7717.
([84]) انظر التقريب رقم 401.
([85]) انظر التقريب رقم 5108.
([86]) انظر التقريب رقم 285.
([87]) انظر التقريب رقم 3592.
([88]) انظر التقريب رقم 4592.
([89]) انظر التقريب رقم 5437.
([90]) انظر التقريب رقم 2602.
([91]) انظر التقريب رقم 3142، وزاد (تغير بأخرة).
([92]) انظر التقريب رقم 3410.
([93]) انظر التقريب رقم 5685.
([94]) انظر التقريب رقم 6464.
([95]) انظر التقريب رقم 1076.
([96]) انظر التقريب رقم 6478.
([97]) انظر التقريب رقم 6883.
([98]) انظر التقريب رقم 7294.
([99]) انظر تقريب التهذيب ص74.
([100]) انظر ص74.
([101]) الثقات رقم 680.
([102]) الثقات رقم 842.
([103]) المصدق السابق رقم 851.
([104]) الكامل في الضعفاء 1/ 243، وانظر الرفع والتكميل ص225.
([105]) الثقات رقم 1681.
([106]) الثقات رقم 2161.
([107]) انظر مقدمة التقريب ص74.
([108]) رقم 228.
([109]) رقم 429.
([110]) رقم 1298.
([111]) رقم 1521.
([112]) انظر ما سبق ص 27.
([113]) رقم 136.
([114]) انظر التهذيب 1/ 408، والتقريب رقم 619.
([115]) رقم 198.
([116]) التقريب رقم 857.
([117]) رقم 425.
([118]) التقريب رقم 1804.
([119]) رقم 745.
([120]) التقريب رقم 2844.
([121]) رقم 753.
([122]) التقريب رقم 2885.
([123]) رقم 1017.
([124]) التقريب رقم 3800.
([125]) رقم 1378.
([126]) التقريب رقم 5025.
([127]) رقم 329.
([128]) التقريب رقم 1420.
([129]) انظر الرفع والتكميل ص 221 – 222، وقواعد في علوم الحديث للتهانوي ص250، وكذا حاشيتهما للشيخ أبو غدة.
([130]) انظر الكامل في الضعفاء 1/ 243.
([131]) انظر ما سبق ص 20.
([132]) تهذيب التهذيب 1/ 192.
([133]) ثقات العجلي رقم 174، وانظر تهذيب التهذيب 1/ 488.
([134]) انظر تهذيب التهذيب 1/ 491.
([135]) المصدر السابق.
([136]) المصدر السابق 1/ 509.
([137]) المصدر السابق 1/ 510.
([138]) المصدر السابق 3/ 221.
([139]) انظر تهذيب التهذيب (3/ 368).
([140]) الثقات 6/ 320.
(يُتْبَعُ)
(/)
([141]) الكامل 5/ 228.
([142]) الكامل 5/ 15.
([143]) الثقات 7/ 353، وانظر تهذيب التهذيب 8/ 411 و 425.
([144]) تهذيب التهذيب 11/ 202.
([145]) تهذيب التهذيب 11/ 202.
([146]) المصدر السابق.
([147]) المصدر السابق.
([148]) انظر أصول الجرح والتعديل، نور الدين عتر، ص145 – 146، ط3 1422هـ، دار اليمامة.
([149]) الكامل 3/ 210.
([150]) انظر ما سبق ص 20.
([151]) قواعد في علوم الحديث ص72.
([152]) انظر نصب الراية 1/ 18، وترغيب المنذري 1/ 37 في الراوي المختلف فيه جرحاً وتعديلاً وأن من الأئمة من يحسن حديثه.
([153]) 1/ 11 – 12.
([154]) 1/ 13 وهذا يشكل على من قال بأن من قيل فيه صدوق لا يحتج بخبره اتفاقاً؟!.
([155]) انظر أصول الجرح ص149.
([156]) انظر الموقظة للذهبي ص 31 – 32 في إطلاق الحسن على حديث الصدوق.
([157]) انظر ما كتبه أبو غدة في حاشية (جواب الحافظ المنذري) ص 49 – 52 حيث فصل في هذه المسألة وأبان عن وجه الصواب فيها.
([158]) ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل، الذهبي، رقم 286.
([159]) الأنوار الكاشفة ص68.
([160]) التنكيل 1/ 69.
([161]) السلسلة الصحيحة 2/ 218.
([162]) توثيق العجلي بحث منشور في مجلة المشكاة المجلد الأول– الجزء الثاني– 1416هـ ص112–122.
([163]) لسان الميزان 1/ 14 – 15.
([164]) انظر حاشية قواعد في علوم الحديث ص180، وحاشية الرفع والتكميل ص335.
([165]) ثقات العجلي رقم 213، والتقريب رقم 8012 واسمه عنده أبو الجراح.
([166]) ثقات العجلي رقم 216، والتقريب 920.
([167]) ثقات العجلي رقم 238، واللسان 2/ 146 لم ينص ابن حجر على أنه مجهول بل ذكر قول الدار قطني أنه لا يصح خبره وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 258 وسكت عنه وأورده الذهبي في الميزان 1/ 428.
([168]) ثقات العجلي رقم 475، والتقريب رقم 1922.
([169]) ثقات العجلي رقم 675، اللسان 3/ 110 وفيه قول الشافعي: سألت عنه أهل العلم فقالوا مجهول.
([170]) ثقات العجلي رقم 746، والتقريب رقم 2854.
([171]) ثقات العجلي رقم 840، والتقريب رقم 3136.
([172]) ثقات العجلي رقم 900، واللسان 3/ 298 وفيه قول اللالكائي عنه مجهول، وقول البخاري لا يتابع على حديثه.
([173]) ثقات العجلي رقم 1076، واللسان 3/ 435.
([174]) ثقات العجلي رقم 1324، والتقريب رقم 4841.
([175]) ثقات العجلي رقم 1367، والتقريب رقم 4992.
([176]) ثقات العجلي رقم 1418، والتقريب رقم 5142.
([177]) ثقات العجلي رقم 1538، والتقريب رقم 5599.
([178]) ثقات العجلي رقم 1613، والتقريب رقم 6037.
([179]) ثقات العجلي رقم 1638، والتقريب رقم 6244.
([180]) ثقات العجلي رقم 1655، والتقريب رقم 6362.
([181]) ثقات العجلي رقم 1724، والتقريب رقم 6654.
([182]) ثقات العجلي رقم 1728، والتقريب رقم 6679.
([183]) ثقات العجلي رقم 1729، والتقريب رقم 6683.
([184]) ثقات العجلي رقم 1735، والتقريب رقم 6698.
([185]) ثقات العجلي رقم 1749، تعجيل المنفعة ص407 وقال وثقه ابن حبان وهو مجهول.
([186]) ثقات العجلي رقم 1796، واللسان 6/ 101.
([187]) ثقات العجلي رقم 2006، والتقريب رقم 7696.
([188]) ثقات العجلي رقم 2136، والتقريب رقم 8080.
([189]) ثقات العجلي رقم 2156، والتقريب رقم 8126.
([190]) ثقات العجلي رقم 2274، والتقريب رقم 8424.
([191]) ثقات العجلي رقم 2237، والتقريب رقم 8334.
([192]) انظر مقدمة عبد العليم البستوي ص67.
([193]) رقم 2274.
([194]) العلل 11/ 231.
([195]) رقم 21.
([196]) انظر التهذيب 1/ 104.
([197]) رقم 113.
([198]) انظر تهذيب التهذيب 1/ 362.
([199]) رقم 138.
([200]) تهذيب التهذيب 1/ 416.
([201]) رقم 139.
([202]) الميزان 1/ 297.
([203]) رقم 160.
([204]) 1/ 331.
([205]) رقم 171.
([206]) الميزان 1/ 347.
([207]) رقم 256.
([208]) الإصابة 1/ 373.
([209]) رقم 314.
([210]) انظر تهذيب التهذيب 2/ 372 – 373.
([211]) رقم 319.
([212]) تهذيب التهذيب 2/ 385.
([213]) رقم 336.
([214]) انظر التهذيب 2/ 431.
([215]) رقم 587.
([216]) انظر لسان الميزان 3/ 27.
([217]) رقم 657.
([218]) اللسان 3/ 110.
([219]) رقم 655 و 730.
([220]) الثقات 6/ 447.
([221]) رقم 840.
([222]) التهذيب 5/ 98.
([223]) رقم 886.
([224]) انظر الميزان 2/ 422.
([225]) رقم 900.
([226]) انظر الميزان 2/ 437.
([227]) رقم 1058.
([228]) انظر التهذيب 6/ 227.
([229]) رقم 1239.
([230]) انظر التهذيب 7/ 208.
([231]) رقم 1694.
([232]) انظر التهذيب 10/ 69.
([233]) رقم 2081.
([234]) انظر اللسان 7/ 11.
([235]) رقم 2237.
([236]) انظر التهذيب 12/ 217.
([237]) كما في تراجم الرواة رقم 399 و746 و907 و1139 و1157 و1163 و1319 و1862 و2006؛ وانظر مقدمة المحقق عبد العليم البستوي لثقات العجلي 1/ 125.
([238]) انظر المصدر السابق 1/ 125.(/)
المطلوب والمسؤل أحوال وتعريف ل أم قتال وابن أم أنمار وهل هي كانت أسلمت أم لا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ، قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ السَّلَامَ، قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ، قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلَايَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ، وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ k قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ k رَسُولًا فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ k فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: " آنْتَ وَحْشِيٌّ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ؟ " قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا بَلَغَكَ، قَالَ: " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ " قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ k فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، قَالَ: فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ، قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ
المطلوب والمسؤل أحوال وتعريف ل أم قتال وابن أم أنمار وهل هي كانت أسلمت أم لا
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 10:27]ـ
من فضلكم أيهاالإخوة الأفاضل
والأساتذة الكرام(/)
(هل ثبت ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء)؟ بحث ماتع للشيخ أبي الحسن السليماني
ـ[مأرب]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، فهذا بداية بحث لشيخنا أبي الحسن السليماني وفقه الله في أذكار الصباح والمساء، ويُنشر من ذلك ما تم تبييضه أولاً بأول -إن شاء الله تعالى-
(هل ثبت ذِكْر آية الكرسي في أذكار الصباح والمساء)؟
عن أُبَيّ بن كعب –رضي الله عنه- أنه كان لهم جُرْنٌ فيه تمر، وكان يتعاهده، فوجده ينقص، فحرسه، فإذا هو بدابَّةٍ تشبه الغلام المحتلم، قال: فسلَّمتُ فرَدَّ السلام، فقلت: مَنْ أنت: أَجِنٌّ أم إنس؟ قال: جِنٌّ، قال: فناوِلْني يدك، فناوَلني يده، فإذا يدُ كَلْبٍ وشَعْر كَلْب، قال: هكذا خَلْق الجن؟ قال: لقد علمتِ الجنُّ ما فيهم أشدّ مني، قال له أُبَيّ: ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: بلغنا أنك رجل تحب الصدقة، فأحبَبْنا أن نصيب من طعامك، قال أُبيّ: فما الذي يجيرنا منكم؟ - وفي رواية: فما الذي يحرزنا منكم؟ - قال: هذه الآية، آية الكرسي، ثم غدا أُبَيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره، فقال: "صَدَق الخبيث".
-هذا الحديث هكذا، دون تصريح بأن آية الكرسي تُقرأ في أذكار الصباح والمساء، قد رواه كذلك: النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم10796) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (960) وابن حبان (3/ 63/برقم784) والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 28) والحارث في "مسنده" كما في "بُغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" للهيثمي (2/ 952/برقم1051) وكما في "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" للبوصيري (8/ 45/برقم7591) وأبو الشيخ الأصبهاني في "العظمة" (5/ 1650/برقم1092) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (2/ 765 - 766/برقم544) والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 108 - 109) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 462 - 463/برقم1197) كلهم من طريق الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير ثني ابن أُبَيٍّ أن أباه أخبره أنه كان لهم جُرْن ...... فذكره.
رواه عن الأوزاعي هكذا: مبشر بن إسماعيل، وهو صدوق، والوليد بن مسلم، وهو ثقة، والوليد بن مزيد، وهو ثقة ثبت، وهقل بن زياد كاتب الأوزاعي، وهو ثقة.
كلهم قالوا: (ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره) هكذا ولم يسموا هذا الابن، وقال ابن حبان بعد إخراجه الحديث في (3/ 65/برقم784): "اسم ابن أُبيّ هو الطفيل بن أُبي بن كعب" اهـ وسيأتي أن هناك من الرواة من سمَّاه محمد بن أُبي، ولم أقف على من سماه بالطفيل، ولذا تعقبه المقدسي في "الأحاديث المختارة" فقال: "والذي عندي أن هذا القول وهم من أبي حاتم ابن حبان – والله أعلم- فإن هذا الحديث لم نجده من رواية الطفيل بن أُبي عن أبيه، وإنما وجدناه من رواية محمد بن أُبي" اهـ.
وإذا رجحنا أنه محمد بن أبي؛ فقد وثقه ابن سعد وابن حبان، وكانت له رؤية، فحديثه مما يُحتج به.
- لكن يَرِد إشكالان: الأول من جهة السند، والثاني من جهة المتن:
أما الذي من جهة المتن؛ فليس في هذه الطريق ذِكْر الصباح والمساء، إنما هو ذِكْر عام يحفظ الله به من قاله، وهكذا كل روايات الأوزاعي في هذا الحديث، ليس فيها ذكر الصباح والمساء.
وأما الذي من جهة السند: فقد جاءتْ روايات أخرى فيها أن الرواي عن أُبَيٍّ هو ابنه عبد الله، والرواي عن عبد الله هو عبدة بن أبي لبابة:
فقد أخرج ابن أبي الدنيا في "هواتف الجن" (صـ136 - 137/برقم174): ثني الحسن بن الصبَّاح ثنا مبشِّر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبدالله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جُرْن فيه تمر ...... فذكره، وبدون ذِكْر الصباح والمساء أيضًا.
ولو نظرنا في تلامذة مبشِّر بن إسماعيل: وجدنا الذي روى عنه الرواية الأولى بدون تسمية الابن: هو عبد الحميد بن سعيد، وهو لا بأس به، والذين رووه عنه بتسمية الابن عبد الله اختلفوا: فمنهم من رواه بذكر عبد الله، والرواي عنه عبدة بن أبي لبابة لا يحيى بن أبي كثير، وهذا الراوي هو الحسن بن الصبَّاح، وهو صدوق يهم، فعبد الحميد أحسن حالاً منه، إلا أن الحسن بن الصبَّاح قد توبع من أحمد بن إبراهيم الدورقي –أحد الحفاظ- بذكر عبدة وتسمية الابن عبد الله، لكنه جعل الرواي عن عبدة بن أبي لُبابة يحيى بن أبي كثير، أخرجه أبو
(يُتْبَعُ)
(/)
يعلى الموصلي: أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحي بن أبي كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أُبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرين فيه تمر، فذكره بتمامه، انظر "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 37/برقم7592) ومن طريق أبي يعلى أخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 37/برقم1262) وذكر الحافظ في "النكت الظراف على تحفة الأشراف" (1/ 38) إخراج أبي يعلى له في "مسنده الكبير" عن الدورقي.
فبهذا يكون الراجح عن مبشر بن إسماعيل رواية الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة عن عبد الله بن أبي عن أبيه، أي بإدخال عبدة بن أبي لبابة بين يحيى بن أبي كثير وعبد الله بن أُبَيِّ بن كعب، إلا أن مبشر بن إسماعيل نفسه ليس في درجة هقل والوليدين الذين رَوَوْا الحديث عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وفيه: (ثني ابن أُبي أن أباه أخبره) فمبشر بن إسماعيل نفسه "صدوق" فقط، وقد خالفه الثقات، ويحيى وإن كان مدلسًا إلا أنه صرح هنا بالتحديث عن ابن أبي بن كعب، فلو رجحنا رواية الجماعة عن الأوزاعي جعلْنا رواية مبشر هذه شاذة، وليس مبشر في منزلة من يُقبل منه الحديث هنا على الوجهين، والله أعلم.
- ومن الإشكالات التي في السند أيضًا: ما رواه النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم1079) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (961): أنا أبو داود الطيالسي ثنا معاذ بن هانئ ثنا حرب بن شداد ثني يحيى ثنا الحضرمي بن لاحق التميمي ثني محمد بن أبي بن كعب، قال: كان لجدي جُرْن من تمر ..... فذكره، وفيه: إذا قُلْتَها حين تُصبح؛ أُجِرتَ منا إلى أن تمسي، وإذا قلْتَها حين تُمسي، أُجِرْتَ منا إلى أن تصبح، فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره خبره، قال: "صَدَق الخبيث".
فقول محمد بن أبي بن كعب: (كان لجدِّي جُرْن من تمر) وقوله في آخر الحديث: (فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيه إشكالان:
الأول: أننا حملنا الكلام على ظاهره، وأن الجَدَّ جدُّ محمد بن أبي بن كعب؛ فهو كعب بن قيس، ولم يذكره أحد في الصحابة، ولا يُعرف إسلامه، ولا يُتصور إبقاؤه على شركه في المدينة، فإن كان المراد أن محمدًا هذا هو حفيد أبي بن كعب – كما سيأتي بعد ذلك- فسيأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
الثاني: أن قوله: (فغدا أبي) هل المراد من ذلك: فغدا أُبَيّ أي أُبَيّ بن كعب؟ وسواء كان أبًا أو جَدًّا، أم المراد: فغدا أَبي" وهو أُبيّ ليسأل عما وقع في جرن أبيه كعب بن قيس؟ لكن هذا بعيد إذ لو كان والد أُبي مسلمًا لذُكر في الصحابة، ولو كان كافرًا لما أقره أحد على بقائه على الشرك بينهم، وأستبعد أن يكون المراد والد عمرًا والد محمد، لأنه ليس بصحابي، فالراجح الاحتمال الأول، والله أعلم.
وهذا سند فيه معاذ بن هانئ، وهو ممن يهم، وحرب بن شداد ثقة، والحضرمي لا بأس به.
- ومن نظر فيما سبق وما سيأتي وجد أن هناك خلافًا على الطيالسي: فقد رواه النسائي عنه بالوجه السابق، ورواه هارون بن عبد الله عن الطيالسي ثنا حرب بن شداد – دون ذِكْر معاذ بن هانئ- عن يحيى بن أبي كثير ثني الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أُبي بن كعب عن جَدِّه أُبَيّ، أنه كان له جَرين تمر ..... فذكره، وفيه ذكر الصباح والمساء.
أخرجه كذلك الحاكم في "المستدرك" (1/ 561 - 562) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (7/ 109) والبخاري مختصرًا في "التاريخ الكبير" (1/ 27) وفيه: (محمد بن أبي قال: كان لجدي – يعني أُبيًّا- جرين من تمر) والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" (صـ166 - 167) كما رواه البخاري، والشاشي في "مسنده" (3/ 338/برقم 1449) لكن دون ذكر الصباح والمساء، ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 269 - 270) لكن بذكر معاذ بن هانئ بين الطيالسي وحرب بن شداد، والتصريح بأن الرواي محمد بن أبي بن كعب، كما رواه البخاري، وأخرجه المقدسي في "المختارة" (4/ 34 - 35/برقم1261).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تأمل هذه المواضع علم أن الذي رواه عن الطيالسي بالتصريح باسم محمد بن عمرو بن كعب هو هارون بن عبد الله، وهو ثقة، لكنه خالف البخاري والنسائي وابن بشار، فكلهم قالوا: محمد بن أُبي بن كعب، لكن في روايتهم إشكال آخر، فقد ذكروا قوله: "كان لجدي جرين" مما يدل على أنه حفيد، فإن كان حفيدًا لأُبي فيكون بينه وبين أُبيّ أب له، وهذه الرواية سمته عَمرًا، وإن كان ابنًا لأُبي حفيدًا لكعب؛ فقد سبق أن كعبًا لم يُذْكر في الصحابة ...... الخ.
لكن على كل حال فالنفس لا تطمئن إلى ذكر عمرو بين محمد وأُبَي؛ لمخالفة هارون لهؤلاء الثلاثة الكبار، ولما هو معروف عن أولاد أُبَيّ، فالمعروف من أولاد أُبي: الطفيل – وبه يُكنى- ومحمد، وعبد الله، والأولان يُحتج بهما، والثالث لا يُحتج به.
بقي أن يقال: هل قوله: "كان لجدي جرين" محفوظ؟ في نفسي شيء للإشكالات السابقة، فهل هو سبق قلم أو خطأ آخر؟ الله أعلم، فإن الأمر جالب للحيرة، حتى قال شيخنا الألباني – رحمه الله تعالى- أثناء كلامه على الاختلاف في المراد بمحمد هذا؟: "وهذا اختلاف شديد، يقف الباحث أمامه حيران لا يستطيع الجزم بشيء منه! " اهـ من "الصحيحة" (7/ 740/برقم3245) وإن كان قد رجح – رحمه الله- رواية من قال: "محمد بن أبي بن كعب، قال: كان لجدي ... " ثم قال: "هذا رأيي، ولكني لم أجد في الحفاظ المتقدمين من احتفل به، مثل الحافظ المزي والعسقلاني؛ فإنهما لم يترجما في "التهذيب" إلا لمحمد بن أُبَيّ بن كعب، لأنه هو المسمَّى عند النسائي دون محمد بن عمرو بن أُبيّ كما تقدم، فقالا: (محمد بن أبي بن كعب الأنصاري، أبو معاذ المدني، ويقال: محمد بن فلان ابن أُبَي ... ) فأشارا بقولهما: (فلان) إلى (عمرو) وإلى أن ذكْره بين (محمد) و (أُبي بن كعب) لا يصح ..... " إلى أن قال: "والذي يتبين لي من هذا البحث –وقد طال أكثر مما كنت أتصور-: أنه لم يتبين لي أن (ابن أبي بن كعب) هو (محمد) الابن، أم (محمد) الحفيد؟! مع جزم العسقلاني بأنه الأول، وقد وثقه ابن سعد (5/ 76) وابن حبان، كما تقدم، والآخر لم يوثقه إلا ابن حبان" اهـ.
- وقد جاء الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد – قال: كان أبي بن كعب جد محمد– قال: كان لأبي جُرْن من طعام ........ وفيه ذِكْر الصباح والمساء.
أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 239/برقم10798) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (962) من طريق شيبان عن يحيى به، وكذا الشاشي في "مسنده" (3/ 340/1450) من طريق شيبان به.
ورواه البخاري مختصرًا في "التاريخ الكبير" (1/ 27 - 28) من طريق أبان عن يحيى، وفيه: (محمد بن أبي بن كعب أن أبيًّا) وكذا رواه الطبراني في "الكبير" (1/ 201/برقم541) من طريق أبان عن يحيى به، وفيه: (محمد بن أبي عن أبيه) مع ذكر الصباح والمساء، وكذا أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 192/690) من طريق أبان به، وكذا المقدسي في "المختارة" (4/ 33 - 34/برقم1260) من طريق أبان به، وشيبان ثقة صاحب كتاب، وفي روايته: (وكان أبي بن كعب جد محمد) وأبان ثقة له أفراد.
فالذي ينظر في هذا يجد أن قول شيبان أولى، لاسيما وقد تابعه حرب بن شداد كما سبق عند النسائي في "الكبرى" وفي "عمل اليوم والليلة" إلا أن ذكر الجد هنا مشكل لما سبق من كونه لا يصح حمله على والد أُبي، وهو كعب بن قيس الذي لم يعرف إسلامه أصلاً، ولو حملناه على حفيد أُبي؛ فالمزي والعسقلاني لم يرجحا ذلك، وهما حافظان، وأيضًا فلم أقف على ذكر رواية محمد بن عمرو بن أبي عن جَدِّه أُبي فيما تناولته يدي من كتب الرجال، مع أني لم أنشط للتوسع في بحث ذلك، أقول هذا للأمانة العلمية، فلعله لو توسع أحد رأى شيئًا آخر، وكذا لم أقف على نص يدل على رواية الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أُبي هذا، فلْيُنظَر ذلك، والذي في "التاريخ الكبير" للبخاري، و"الجرح والتعديل" للرازي، و"الثقات" لابن حبان كل ذلك يؤكد ما قلْتُه، فإنهم ذكروا رواية محمد بن عمرو بن أُبي عن أم الطفيل امرأة أبيّ، ولم يذكروا روايته عن أُبي، وقد سبق أن ذكر محمد بن عمرو بن أبي غير محفوظ، إنما الإشكال في الرواية التي ذكرت أن أبيًّا هو جدُّ محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، والأوزاعي ذكر أن الرواي عن أُبَيٍّ ابنه – وإن أبهم اسمه- وتابعه أبان بن يزيد العطار، إلا أن الأوزاعي مع إمامته فقد كان في حديثه عن يحيى بعض الأوهام، وأبان نفسه على ثقته فله أفراد، فالأمر لا يزداد إلا إغلاقًا، وإن كان صنيع بعض الحفّاظ كالمزي والعسقلاني يدل على أن الرواي هو محمد بن أُبي عن أبيه أُبي.
- وإذا نظرنا إلى من تكلم على الحديث ممن سبق من العلماء: رأينا ابن حبان أدخله في "صحيحه" دون ذكر الصباح والمساء، وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي مع ذكر الصباح والمساء، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 458): رواه النسائي والطبراني بإسناد جيد، ووثق رجاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 118) وصححه من المعاصرين شيخنا الألباني – رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (1/ 417/برقم662) مع ذكر الصباح والمساء، وإن كان قد حكم على زيادة الصباح والمساء في "الصحيحة" (7/ 743/برقم3245) بالشذوذ!! مع أننا لو نظرنا فيما سبق رأينا أن الذي لم يرو الصباح والمساء – دون اختلاف عليه- عن يحيى بن أبي كثير هو الأوزاعي فقط؛ وقد رواها عن يحيى بن أبي كثير مخالفًا للأوزاعي جماعة، فرووها عن يحيى بن أبي كثير، وهم: حرب بن شداد، وشيبان، وأبان، فهذه زيادة لا غبار عليها لو تخلصنا من إشكال ذكر الجد في الروايات السابقة، ولولا موقف المزي والعسقلاني ومن مشّى الحديث، وقُرْب وجوه الاختلاف في ذِكْر الجد وعمه؛ لكان لقول من لين الحديث لاحتمال الانقطاع بين محمد وجده أُبي بن كعب، ولعدم توثيق معتبر لمحمد، لولا صنيع الحافظين السابقين، وما سبق من تجاذب وتقارب بين الرواة المختلفين؛ لكان لمن ليّن الحديث وجه، وإن كان قد يقال: الرواي المضعَّف إذا روى حديثًا في قصة؛ فإن ذلك قد يدل على ضبطه، والله أعلم.
وعلى كل حال فالنفس إلى ثبوت الحديث بهذه الزيادة أميْل، لاسيما مع وجود شاهد، سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
- وللحديث شاهد دون ذكر قصة الجني من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- فقد جاء من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من قرأ حم المؤمن إلى [إِلَيْهِ المَصِيرُ] وآية الكرسي حين يصبح حُفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي حُفظ بهما حتى يصبح"
أخرجه الترمذي (5/ 8/برقم2879) وقال: هذا حديث غريب، والدارمي (4/ 2132/3429) بلفظ: "لم ير شيئًا يكرهه .... " والمروزي كما في "مختصر قيام الليل" (صـ167) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبي هريرة به، بإسقاط زرارة بن مصعب وأبي سلمة، والطبراني في "الدعاء" برقم (322) بلفظ: "من قرأ آية الكرسي وأول حم المؤمن عُصم ذلك اليوم من كل سوء"دون ذكر الصباح والمساء، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 325) ترجمة المليكي بلفظ الطبراني، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (76)، وبرقم (687) بلفظ الطبراني، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 464/1198) وفي تفسيره "معالم التنزيل" (1/ 269) والأصبهاني في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 233) وفيه: (عن ابن أبي مليكة عن زرارة به) والبيهقي في "الدلائل" (2/ 483)، (2/ 483 - 484) والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (صـ281) ترجمة أبي طاهر عبد الواحد بن إبراهيم الميداني الص**** برقم (502) والحافظ في "نتائج الأفكار" (3/ 273) وقال: وفي سياق المتن مخالفة تقدم بيانها في باب الدعاء عند الصباح!! اهـ، وأخرجه قبل ذلك في (2/ 421).
ومن نظر في ترجمة عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وجد من أهل العلم من تركه، كالبخاري، والنسائي، وابن خراش، وهناك من اكتفى بتضعيفه ومشّاه ولم يتركه، ومنهم أبو حاتم، وأحمد، وابن معين الذي قال: ضعيف، وإن كان يطلق ذلك أحيانًا في الجرح الشديد، وكذا مشاه آخرون كابن عدي، والبزار، وغيرهما، وهو الأحوط عندي، وإن كان في النفْس نوع تردد، لكن لم يظهر لي ترك المليكي في هذا الموضع.
- وعلى هذا فالحديث يصلح أن يستشهد به في ذكر آية الكرسي من جملة أذكار الصباح والمساء، وأما أوائل حم المؤمن فلا تثبت بهذا الحديث، ولو رجحنا ضعف حديث أُبيٍّ لضعف محمد حفيد أُبي، ولاحتمال الانقطاع بينهما؛ فتضعف قصة الجني فقط من حديث أُبيّ، ويبقى ذكر آية الكرسي – لهذا الشاهد- في أذكار الصباح والمساء، وأنها عاصمة – بإذن الله تعالى- من قرأها صباحًا ومساءً من الجن، والله تعالى أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
23/شوال/1431هـ
منقول من هنا مع زيادة ترتيب وتنسيق .... ( http://mareb.org/showthread.php?t=9648)
ـ[مأرب]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 10:32]ـ
ملحوظة: الذي يظهر أن الأرقام هنا ملخبطة، يظهر رقم الصفحة قبل رقم الجزء فإن كان أحد يستطيع إصلاحها فعل. وجزيتم خيرا.
ـ[ريما بنغازي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:22]ـ
نعم أنا معك في ملاحظتك مع التدقيق يعرف رقم الجزء من الصفحة ..... بورك علي النقل جزاك الله ألف خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مأرب]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 05:27]ـ
شكر الله لك هذا المرور الطيب، ونسأل الله تعالى أن يبارك في أعمار الجميع وأعمالهم وأن يقينا شر الفتن ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[شاهين]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 01:12]ـ
شكرا لك وبارك الله فيك(/)
زيادة (ومغفرته) في رد السلام
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 10:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سمعت الشيخ الألباني-رحمه الله- (في الشريط) يقول أحيانا في الرد "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته".
وأخبرني أخ لي في الله أن الشيخ ضعف الأثر الذي يحتوي على هذه الزيادة بعدما صححه، فأرجو من فضيلتكم أن تبينوا لي ما مدى صحة هذه المقولة؟ (مع الدليل أو المرجع إن أمكن)
جزاكم الله خيرا، وجعلكم مباركين أينما كنتم، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:36]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
هل من مجيب؟؟
أبشر
قال الشيخ العلامة عبد الله السعد حفظه الله وبارك في عمره ونفع به الإسلام والمسلمين
(حكم زيادة – ومغفرته – عند رد السلام لا تصح، جاءت عن محمد بن حميد الرازي عن إبراهيم المختار وكلاهما لا يحتج به وتفرد به المختار عن شعبة , وثبت عن ابن عباس في الموطأ أن السلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) نقلا عن رسالة ألف فتوى وفتوى للشيخ عبد الله السعد- بتصرف يسير-،تفريغ أحد الإخوة الأعضاء في هذا المنتدى، وقد سمعت بنفسي كلام الشيخ من أحد الأشرطة
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 08:59]ـ
أبشر
قال الشيخ العلامة عبد الله السعد حفظه الله وبارك في عمره ونفع به الإسلام والمسلمين
(حكم زيادة – ومغفرته – عند رد السلام لا تصح، جاءت عن محمد بن حميد الرازي عن إبراهيم المختار وكلاهما لا يحتج به وتفرد به المختار عن شعبة , وثبت عن ابن عباس في الموطأ أن السلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) نقلا عن رسالة ألف فتوى وفتوى للشيخ عبد الله السعد- بتصرف يسير-،تفريغ أحد الإخوة الأعضاء في هذا المنتدى، وقد سمعت بنفسي كلام الشيخ من أحد الأشرطة
الله يحفظك، أخيرا أحد يجيب، ولكن:
لم أر أحدا صحح هذه الزيادة سوى الشيخ الألباني، لذلك كان سؤالي: هل تراجع الشيخ أم لا؟
بارك الله فيك على الإجابة، ننتظر إجابة أخرى من فضلكم.
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 04:27]ـ
سؤالي: هل تراجع الشيخ أم لا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحيلكم على هذا الرابط ستجدون فيه نقاش حول
هذه الزيادة
هنا ( http://www.m-noor.com/showthread.php?t=3300)
وهذا أيضًا كلام نفيس في المسألة
هنا ( http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=9060)
وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[محب الألباني]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 02:21]ـ
الذين يزعمون أن الشيخ الألباني تراجع عن صحة زيادة: " ومغفرته ". في رد السلام فليأتونا بالموضع الذي تراجع فيه الشيخ؛ بل وجدت في أوآخر الضعيفة (5433) تصحيحه لهذه الزيادة:
(ثم روى في "الأدب المفرد" (ص 147،165) عن زيد بن ثابت: أنه كتب إلى معاوية - والظاهر أنه جواب كتاب من معاوية إليه -:
"والسلام عليك - أمير المؤمنين! - ورحمة الله وبركاته ومغفرته"، زاد في الموضع الأول: "وطيب صلواته".
قلت: إسناده صحيح. وسكت عنه الحافظ وعن الذي قبله. وذكر عن ابن دقيق العيد أنه نقل عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى: (فحيوا بأحسن منها) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدىء.
ثم ذكر بعض الأحاديث المرفوعة الصريحة في ذلك، ثم قال:
"وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت؛ قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على (وبركاته) ".
ومن تلك الأحاديث الصريحة: ما ذكره من رواية البيهقي في "الشعب" - بسند ضعيف - من حديث زيد بن أرقم:
كنا إذا سلم علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
قلت: وفاته أنه أخرجه البخاري أيضاً في "التاريخ"؛ كما كنت خرجته في "الصحيحة" (1449)، وذهبت هناك إلى تجويد إسناده؛ لأنه ليس في رجاله من ينظر فيه غير إبراهيم بن المختار الرازي، وهو وإن كان مختلفاً فيه؛ فقد اعتمدت على قول أبي حاتم فيه:
"صالح الحديث"؛ مع تشدده المعروف في التوثيق، لا سيما وقد وافقه على ذلك أبو داود، وهو مقتضى توثيق ابن شاهين وابن حبان إياه؛ إلا أن هذا قال:
"يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ليس من روايته عنه، بل من رواية محمد بن سعيد بن الأصبهاني عنه، كما ذكرته هناك؛ خلافاً لأحد الطلبة الأفاضل الذي كتب إلى يرجح أنه محمد ابن حميد؛ دون أيما دليل سوى أن كلاً منهما روى عن إبراهيم بن المختار، غير ملتفت إلى أن الأول من شيوخ البخاري يقيناً، والآخر لم يذكره أحد في شيوخه أو أنه روى عنه، مع تصريحهم بأنه تركه. وهذا ظاهره أنه حدث عنه مطلقاً لعلمه بشدة ضعفه، أو أنه تبين له ذلك بعد أن سمع منه. وأما أنه حدث عنه وصار من جملة شيوخه ثم تركه؛ فهذا مما لا يفهمه أحد له معرفة بهذا العلم؛ إلا أن ينص أحد أنه كان من شيوخه ثم تركه، فهذا ما لم يقله أحد؛ خلافاً لما رمى إليه المشار إليه بقوله:
"والبخاري قد أتى ابن (كذا بالضم ولعله سبق قلم) حميد ثم تركه"!
وجملة القول: أن الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن؛ لمخالفته لظاهر آية رد التحية بأحسن منها، والأحاديث والآثار الموافقة لها. والله تعالى أعلم.
ثم إن حديث الترجمة؛ قد أورده ابن علان في "شرح الأذكار" (5/ 291)؛ وقال - ولعله نقله عن "نتائج الأفكار" للحافظ ابن حجر -: "أخرجه أحمد في "الزهد"، ولم يخرجه في "المسند"؛ لضعف هشام بن لاحق عنده، وقد وثقه غيره".
قلت: وقد سبق بيان أن الراجح التضعيف، لا سيما وقد تركه الإمام أحمد؛ كم تقدم نقله عن جمع من الأئمة. ومع ذلك؛ فإنه لم يعجب الكاتب المشار إليه آنفاً؛ فإنه أخذ يحاول التشكيك في ثبوت ذلك عن الإمام أحمد في مقال له آخر، أرسله إلي بعد كتابه الأول، فقال:
"ولم أجد هذا القول مستفيضاً عن أحمد"!!
وهذا مما يدل الواقف على كلامه ونقده للأحاديث على أنه ناشىء في هذا المجال؛ - وهذا أقل ما يمكن أن يقال -، وإلا؛ فمتى كان شرطاً في قبول قول الإمام أن يكون مستفيضاً؟! ألا ترى أنه يمكن لمخالفه أن يعارضه بقوله هذا فيما مال هو إليه من الاعتماد على قول أحمد الآخر:
"لم يكن به بأس"؟! أليس في ذلك كله مخالفة صريحة لقول العلماء:
"الجرح مقدم على التعديل" بشرطه المعروف؟! وهل يمكن لأحد اليوم أن يصنف أقوال أئمة الجرح والتعديل من حيث روايتها عنهم، فيقول: هذا القول آحاد عن فلان! وهذا مستفيض عنه أو عن غيره! وهذا متواتر؟!
وللمشار إليه من مثل هذا النقد المخالف للعلماء أمور أخرى حول هذا الحديث وغيره، لا نطيل الكلام ببيان فسادها.
وقد كنت كتبت إليه بشيء من ذلك في الرد على كتابته الأولى إلي، كما سبقت الإشارة إلى ذلك قريباً، لذلك؛ لم أنشط للرد عليه في مقاله الآخر، لا سيما وقد تجاهل فيه ردي عليه المومى إليه ولو بكلمة واحدة، مع إعراضه عن كلام الحافظ الذي كنت نقلته إليه؛ ذهب فيه إلى شرعية الزيادة على " .. وبركاته" في رد السلام خلافاً للكاتب؛ فإنه أصر على عدم مشروعيتها في مقال آخر! فإنه بعد أن تكلم على حديث الترجمة بما عنده من علم؛ كشفت آنفاً عن بعضه! أخذ يسوق شواهد له تقويه بزعمه، تدل المبتدىء في هذا العلم أنه لم يصل فيه بعد إلى مقامه! فإنه بعد أن ساق حديث عائشة الذي بينت آنفاً شذوذه؛ أتبعه ببعض الآثار عن الصحابة، منها أثر ابن عباس وابن عمر المتقدمين، وهي لا تشهد للحديث مطلقاً؛ لأنها في رد الزيادة على " .. وبركاته" في ابتداء السلام، والحديث إنما هو في رده؛ كما لا يخفى على البصير.
وبدهي جداً: أن يخفى على مثله ما هو أدق من ذلك على الباحثين؛ فقد نقل من "شرح ابن علان للأذكار" (5/ 292) قول الحافظ في حديث عائشة المتقدم:
"هذا حديث حسن غريب جداً، قد أخرج لرواته في "الصحيح"؛ إلا أن ابن المسيب لم يسمع من عائشة".
فعقب عليه بقوله:
"وما أدري ما وجه قوله: "ابن المسيب لم يسمع من عائشة"؟! فلينظر "الأوسط" أو "مجمع البحرين" ... "!!
قلت: فخفي عليه أن (ابن المسيب) هذا ليس هو سعيد بن المسيب التابعي الجليل، وإنما هو العلاء بن المسيب، وهو علة الحديث؛ كما تقدم منقولاً من مصورة "المعجم الأوسط"، فهو معذور أن يخفى ذلك عليه؛ لأن كل مراجعه إنما هي من المطبوعات، فبالأولى أن يخفى عليه خطأ الحافظ في إعلاله بالانقطاع!
وكأنه لم يتنبه - الحافظ - لقول العلاء بن المسيب: "عن أبيه"، أو أنه لم يقع ذلك في نسخته من "الأوسط"، والظاهر الأول، وإلا؛ لأعله شيخه الهيثمي بالانقطاع لظهوره. والله أعلم.
والحقيقة: أن العلة إنما هي المخالفة والشذوذ من العلاء كما سبق بيانه، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في تمام كلامه السابق، ولأمر ما لم ينقله الكاتب! فقال الحافظ:
"وسيأتي حديثها بدون هذه الزيادة في (باب الحكم السلام) ".
يشير إلى رواية الشيخين المتقدمة من طرق.
ثم تبين لي أن في متن حديث الترجمة نكارة تؤكد ضعفه، وهي قوله في الرد على الرجل الأخير الذي انتهى سلامه إلى "وبركاته":
"وعليك"؛ وقوله في آخر الحديث:
"فرددناها عليك"؛ فإن السياق يقتضي أن يرد عليه بالمثل؛ أي: إلى قوله: "وبركاته"، وكون الرجل لم يدع مجالاً للزيادة عليه لا يستلزم أن يكون الرد بـ: "وعليك"؛ لأنه دون المثل، كما هو ظاهر من الآية الكريمة: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها). قال الحسن البصري في تفسيرها:
إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال: السلام عليك؛ فقل: السلام عليكم ورحمة الله، (أو ردوها): يقول: إن لم تقل له: السلام عليك ورحمة الله؛ فرد عليه كما قال: السلام عليكم؛ كما سلم، ولا تقل: وعليك.
أخرجه البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عنه؛ كما في "الدر" (2/ 188).
ولهذا؛ قال الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 456) - وتبعه صديق حسن خان في "نيل المرام" (ص 161) -:
"ومعنى قوله: (أو ردوها): الاقتصار على مثل اللفظ الذي جاء به المبتدىء، فإذا قال: السلام عليكم؛ قال المجيب: وعليكم السلام".
قلت: فثبت أن قوله في الحديث: "وعليك" منكر؛ لأنه دون الرد بالمثل، بله الرد بالأحسن.
فالحديث ضعيف سنداً ومتناً. هذا ما ظهر لي؛ (وفوق كل ذي علم عليم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 11:28]ـ
بارك الله فيكم(/)
هل يصح أثر أبي ذر الغفاري في الحريق حول بيته؟ وهل يستطيع أحدنا أن يحصن بيته؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 06:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الأثر أن الصحابي أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قيل له أدرك بيتك فإن منطقتك اندلع فيها الحريق, وملخص الأثر أنه لم يكترث لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه كلمات يقولها لتحصين بيته وعند رجوعهم, كانت كل البيوت محترقة إلا بيت أبي ذر رضي الله عنه.
هل يصح هذا الأثر؟
وهل هناك من صحيح السنة ما يحصن الإنسان فيه بيته أو سيارته أو حاسوبه أو غيرها من الممتلكات؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 09:48]ـ
الحديث رواه البيهقي في الدلائل
وضعفه الالباني في تحقيق الكلم الطيب
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 02:41]ـ
نعم
جزاك الله خير الجزاء, والصحابي هو أبو الدرداء وليس كما وهمتُ.
(ضعيف) عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك. فقال: ما احترق لم يكن الله ليفعل ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي و من قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح:
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت و أنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيء قدير و أن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
بقي الشطر الثاني من الإستفسار
هل ورد شيء في تحصين الممتلكات وبارك الله فيكم.
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:09]ـ
هل ورد شيء في تحصين الممتلكات كالسيارة أو المنزل أوالأجهزة الكهربائية كالمحمول -مثلاً- حتى لا يصاب بالعين؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 02:23]ـ
هل ورد شيء في تحصين الممتلكات كالسيارة أو المنزل أوالأجهزة الكهربائية كالمحمول -مثلاً- حتى لا يصاب بالعين؟
الدعاء بالحفظ اجمالا ومنه اللهم اسالك العافيه فى دينى ودنياى واهلى ومالى
ويمكن ان نستانس بالدعاء الماثور
اللهم اسالك خيره وخير ماجعل له واعوذ بك من شره وشر ماجعل له
مشاركتى من باب المدارسه فليتنبه القارىء
بارك الله فيكم
ـ[أشجعي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 01:09]ـ
اللهم اسالك العافيه فى دينى ودنياى واهلى ومالى
جزاك الله خير الجزاء
مشاركة طيبة أخي أبو معاذ
وأما الدعاء الثاني فلا أظن أنه يوافق مسألتي والله أعلم.
وجزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب.
ـ[أشجعي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:48]ـ
للرفع
هل من:
أخبار -آثار - أدعية
لتحصين الممتلكات
وبارك الله فيكم.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 01:28]ـ
اخى اشجعى ارجو ان تجد ماتريد فى هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=223549
ـ[أبا محمد]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 04:36]ـ
استودع الله سبحانه وتعالى ما تريد .... وتعود وتجده كما تركنه فالله إذا استودع شيء حفظه.
ـ[أشجعي]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 05:08]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخواي الحبيبان أبو معاذ وأبو محمد على معاونتكما الطيبة والمفيدة
ولا حرمكم الله الأجر.(/)
إعلام العِباد بمجالس العبَّاد!
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 02:36]ـ
بدأ الشيخ العلامة محدث المدينة عبدالمحسن العباد البدر
-البدر حقا نسبا ووصفا- -حفظه الله تعالى-
في شرح صحيح البخاري يوم أمس السبت 23 شوال 1431
في المسجد النبوي
وكان الدرس الأول عبارة عن ترجمة للإمام البخاري ومنهجه في صحيحه.
وهذا بعد أن أتم -حفظه الله- شرح كتب السنة الستة، وهو أول من يتم شرحها في مسجد رسول الله في هذين القرنين
بارك الله في شيخنا العباد واسأل الله أن ينفعنا بعلومه.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:51]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا , سبحان من وهبه تلك الحافظة وتلك العلوم وذلك التواضع الذي قل نظيره اسأل الله ان يطيل في عمر الشيخ على الطاعة وأن يختم لنا وله بالحسنى , الله الله في دروس الشيخ ياإخوة ففيها نفس السلف والله المستعان.(/)
تضعييف حديث: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 03:24]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
قال أبو يعلى في مسنده [رقم/1054]: (حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم).
-------------------
1054 - [صحيح]: أخرجه أبو داود [رقم/2608]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والطبراني في الأوسط [8/ رقم/ 8093]، والدارقطني في «الأفراد والغرائب/أفراده» [2/ 231/الطبعة التدمرية]، والطحاوي في المشكل [12/ 38]، والبيهقي في سننه [رقم/10131]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23]، وابن عبد البر في التمهيد [7/ 20]، وغيرهم من طريق حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي سعيد به ... بلفظ «ليؤمِّروا»، بدل: «فليؤمهم».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل»، وقال الدارقطني: «تفرد به حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان عنه».
قلتُ: وهذا إسناد قوي لولا أنه معلول؟ حاتم بن إسماعيل صدوق يهم وكتابه صحيح، وقد رواه كما مضى بإسناده عن أبي سعيد به ... ثم عاد ورواه مرة أخرى بذلك الإسناد نفسه ولكن قال: عن أبي هريرة به ... !! فجعله من «مسند أبي هريرة!» هكذا أخرجه أبو داود [رقم/2609]، ومن طريقه البيهقي في سننه [رقم/10129]، وفي الآداب [ص/ 265/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وأبو عوانة في صحيحه [4/ 514]، والبغوي في «شرح السنة» [11/ 22 - 23]، ورواه عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ فقال: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ r ، قَالَ: «إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَإِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فِي سَفَرٍ، فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». فجعله من «مسند ابن عمر»! هكذا أخرجه البزار في «مسند» [2/رقم/1673/كشف الأستار]، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، حَدَّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ به ...
قلت: وعبيس والراوي عنه صدوقان معروفان، ورواه حاتم بن إسماعيل مرة رابعة فقال: محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد كلاهما به ... !! هكذا ذكره الدارقطني في العلل [327 - 326/ 9]، ثم قال: «وخالفه يحيى القطان! فرواه عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة به مرسلا؟ وهو الصواب» ثم أخرجه – هو ومسدد في «مسنده» كما «إتحاف الخيرة» [5/ 35]- من طريقين صحيحين عن يحيى القطان عن ابنِ عَجلاَن، حَدَّثَنِي نافِعٌ، عَن أَبِي سَلَمَة، قال رَسُولُ الله r : « إِذا كانُوا ثَلاَثَةً فِي سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا عَلَيهِم أَحَدَهُم». لفظ الدارقطني.
قلت: ولا ريب أن طريق القطان هو الصواب، كما قاله الدارقطني،
وقد قال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الكبرى» بعد أن ساق طريق حاتم بن إسماعيل: «هذا يروى مرسلا عن أبي سلمة، والذي أرسله أحفظ»، ومال ابن القطان الفاسي إلى ترجيح المرسل أيضًا، فقال في بيان «الوهم والإيهام» [3/ 269]: «وهذا الحديث إنما يرويه أبو داود من طريق حاتم بن إسماعيل، عن ابن عجلان عن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وفي رواية: عن أبي سعيد الخدري وجعل أبا سعيد بدلا من أبي هريرة، ذكر الطريقين أبو داود، فأورد الدارقطني أن يحيى بن سعيد رواه عن ابن عجلان، فجعله مرسلا عن أبي سلمة، لم يذكر لا أبا هريرة ولا أبا سعيد، وقال: إنه الصواب، هذا والله أعلم لمكان يحيى بن سعيد القطان من الحفظ، والإتقان والتقدم في ذلك على حاتم بن إسماعيل وعلى غيره، وحاتم بن إسماعيل وإن كان ثقة فإنه فيما زعموا كانت فيه غفلة وكتابه صحيح، فإذا حدث من كتابه فحديثه صحيح، وهو عندهم في هذا المعنى أحسن من الدراوردي، فهذا والله أعلم هو الذي عنى أبو محمد – يعني عبد الحق - بقوله: إن الذي أرسله أحفظ».
تابع البقية: ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 03:24]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وقد سئل أبو حاتم الرازي وأبو زرعة عن الوجه الثاني والرابع عن حاتم بن إسماعيل؟ فقالا كما في «العلل» [رقم/225]: «والصّحِيحُ عِندنا، والله أعلمُ: عن أبِي سلمة، أنَّ النَّبِيَّ r، مُرسلٌ» وزاد أبو حاتم: «ورواهُ يحيى بن أيُّوب، عنِ ابنِ عَجلان، عن نافِعٍ، عن أبِي سلمة، أنَّ النَّبِيَّ r ، وهذا الصّحِيحُ , ومِمّا يقوِّي قولنا: أن مُعاوية بن صالِحٍ، وثور بن يزِيد، وفرج بن فضالة، حدثوا عنِ المهاصر بن حبيب، عن أبِي سلمة، عنِ النَّبِيِّ rهذا الكلام» وزاد أبو زرعة: «وروى أصحاب ابن عَجلان، هذا الحديث عن أبِي سلمة مرسلا» فسأله ابن أبي حاتم فقال: «قلتُ: من؟ قال: اللّيث، أَو غيره».
قلت: وقد توبع ابن عجلان على إرساله عن أبي سلمة، تابعه أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فِي سَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ» أخرجه ابن وهب في «الموطأ» [رقم/418]، ثم قال ابن وهب عقبه: «أخبرني مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ r بِهَذَا، وقَالَ: «هُوَ أَمِيرُهُمْ».
قلت: وقد روى ثَورُ بن يَزِيد هذا الحديث عن المهاصر بن حبيب فقال: عَن أَبِي سَلَمَة، عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ r إِذَا سَافَرْتُمْ فَلْيَؤُمَّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَكُمْ، وَإِذَا أَمَّكُمْ فَهُوَ أَمِيرُكُمْ». أخرجه البزار في «مسنده» [1/رقم/466/كشف الأستار]، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْقَطَّانُ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ به ...
قال البزار: «وَبِهَذَا اللَّفْظِ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ rإِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ بَعْضَ هَذَا، فَأَمَّا بِهَذَا اللَّفْظِ فَلا، وَلا رَوَى مُهَاصِرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ إِلا هَذَا».
قلت: والظاهر: أنه اختلف على ثور بن يزيد في سنده! فقد مضى في كلام أبي حاتم الرازي أن ثورًا رواه عن المهاصر عن أبي سلمة به مرسلا، وهكذا رواه وكيع عن ثور الشامي عن مهاجر بن حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن به نحوه مرسلا ... أخرجه ابن أبي شيبة [رقم/3457] حدثنا وكيع به ...
قلت: وتابعه على إرساله معاوية بن صالح وفرج بن فضالة عن المهاصر، وهذا هو المحفوظ عنه، ثم جاء عبد الملك بن مسلمة المصري وروى هذا الحديث فقال: ثنا نافع بن أبي نعيم القارئ عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله r قال: «إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم»! هكذا أخرجه أبو الشيخ في الطبقات [4/ 256]، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج قال ثنا مقدام بن داود قال ثنا عبد الملك بن مسلمة بن يزيد به ...
قلت: وهذا منكر عن نافع، وعبد الملك والراوي عنه شيخان ضعيفان ليسا بالحجة! والمحفوظ عن نافع أنه يرويه عن أبي سلمة به مرسلا به ... كما مضى. وقد وقع للإمام الألباني أغلاط في كلامه على هذا الحديث في «الإرواء» و «صحيح أبي داود»! وقد تعقبناه في «غرس الأشجار».
وللحديث شاهد من رواية عبد الله بن عمرو بلفظ: «لا يحل لثلاثة نفرٍ يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم» أخرجه أحمد [176/ 2]، وفي سنده ابن لهيعة! وحاله معلومة؟ ولم يكن ممن يساق خبره في صدد الاحتجاج به عند النقلة إلا على مذهب من لا يدرك أغوار الرجل بعد؟
وفي الباب آثار موقوفة عن عمر وأبي الدرداء وغيرهما، وهي أصح من المرفوع على التحقيق، كما شرحنا ذلك في «غرس الأشجار».
والصحيح المحفوظ في هذا الباب: هو حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» أخرجه الطيالسي [رقم/2152]- واللفظ له- ومسلم [رقم/672]، والنسائي [رقم/782،840]، والدارمي [رقم/1254]، وجماعة كثيرة، وهو يشهد للفظه هنا.
[تنبيه] وقع الحديث عند المؤلف بلفظ: «فليؤمهم أحدهم!» هكذا «فليؤمهم»، والواقع في سائر الرويات من نفس الطريق إنما هو بلفظ: «فليؤمِّروا» وهذا هو الصواب، فلعل الأولى وهم من بعض الرواة، اشتبه عليه بحديث أبي سعيد الآخر بلفظ: «إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» وسيأتي [برقم/ 1291]، هكذا استظهره الأستاذ حسين الأسد في تعليقه على «مسند المؤلف»، وهو استظهار جيد، فجزاه الله خيرًا، ولم ينتبه الإمام الألباني لهذا عندما تكلم على الحديث في «الصحيحة» [314/ 3]، وعزاه للمؤلف مثل لفظ الجماعة! والحديث حسنه النووي في «الرياض» [رقم/960]، وصححه الإمام الألباني، وقد عرفتَ ما فيه؟
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/1054].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 04:23]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
قال أبو يعلى في مسنده [رقم/1054]: (حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم عن ابن عجلان عن نافع عن أبي سلمة: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم).
-------------------
1054 - [صحيح]: أخرجه أبو داود [رقم/2608]، وأبو عوانة في صحيحه
حفظك الله ياشيخ وبارك فيك وفي علمك
لعلك تعيد النظر في تصحيح هذا الحديث بهذا اللفظ أيضا
فالحديث إنما يصح
بلفظ " إذا اجتمع ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم "
وبلفظ" إذا اجتمع ثلاثة أمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم " والأول أصح
وبلفظ" "إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم "
ونحوه
أما الخروج أو السفر فلا يصح في الحديث كما لم تصح الإمارة أيضا
والصحيح المحفوظ في هذا الباب: هو حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: «إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم» أخرجه الطيالسي [رقم/2152]- واللفظ له-
إنما دخل لفظ الحديث الآخر الضعيف هنا
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:15]ـ
أما الخروج أو السفر فلا يصح في الحديث كما لم تصح الإمارة أيضا
إنما دخل لفظ الحديث الآخر الضعيف هنا
/// بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن.
/// لعلك تشرح لنا: كيف لم يصح لفظ (السفر) في رواية قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد؟
/// وكيف دخلتْ في هذا الحديث الصحيح؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:31]ـ
/// بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن.
/// لعلك تشرح لنا: كيف لم يصح لفظ (السفر) في رواية قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد؟
/// وكيف دخلتْ في هذا الحديث الصحيح؟
قد عاودتُ النظر: فإذا لفظ (السفر) يشبه أن يكون غير محفوظ في حديث قتادة إن شاء الله.
فبارك الله فيكم.
وقد قلنا لكم في مكان آخر:
نبَّهنا بعض إخواننا إلى أن هذا الشاهد الصحيح ليس فيه لفظ: (السفر) - يعني ليس محفوظًا- الذي عند المؤلف! فلا يصح تقويته به على التحقيق. وقد رجعنا عن ذلك
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:41]ـ
/// بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن.
/// لعلك تشرح لنا: كيف لم يصح لفظ (السفر) في رواية قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد؟
لأن الحديث رواه الجمع من الثقات بل وكبار الثقاة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد بدون تلك الزيادة
ولم تأتي إلا من جه عن هشام ومن وجه آخر وافق الجماعة
وعليه فكلمة الخروج هي وكلمة السفر لاتصح في الحديث
/// وكيف دخلتْ في هذا الحديث الصحيح؟
تلك هي عادة الضعفاء إدخالهم ما شذ في روايات الثقاة في أحاديثهم لكي يهتم الرواة برواية ما عندهم
قد عاودتُ النظر: فإذا لفظ (السفر) يشبه أن يكون غير محفوظ في حديث قتادة إن شاء الله.
فبارك الله فيكم.
وقد قلنا لكم في مكان آخر:
أحسنت صنعا بارك الله فيك وزادك الله علما وفهما(/)
حديث بئر بضاعة (طلب مساعدة)
ـ[حسن المعربي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الأعزاء في هذا الموقع المبارك بارك الله فيكم قد أشكل عليا هذا الحديث كثيراً وقد بحثت عن صحة هذا الحديث فوجدت الشيخ الألباني رحمه الله قد صححه في
صحيح أبي داود والترمذي والنسائي
وهو حديث بئر بضاعة
عن أبي سعيد الخدري1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قيل يا رسول الله أن توضأ من بئربضاعة وهي بئريلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الماء طهور لا ينجسه شيءصحيح أبي داود ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 67
فكيف يكون كما ذكر وصفه أبي داود في كتابة
قال أبو داود سمعت قتيبة بن سعيد قال سألت قيّم بئر بضاعة عن عمقها؟ قال: أكثر ما يكون فيها الماء إلى العانة قلت فإذا نقص؟ قال دون العورة
ويقول في أخر الكلام ورأيت فيها ماءً متغير اللون
يعنى عمقها مايقارب المتر وعرضها مايقارب ستة أذرع
ويرمى فيها ((الحيض ولحوم الكلاب والنتن)) ((وعذر الناس)) كما في بعض الراويات
فتكون البئر حسب الوصف متغيره اللون والطعم والريح
فكيف نجمع بينه وبين
الماءطهورلا ينجسه شيء إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه
المصدر: مجموع فتاوى ابن عثيمين ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 259/ 11، 281
خلاصة حكم المحدث: [الاستثناء فيه ضعيف إلا أن العلماء أجمعوا على القول بمقتضاه]
أتمنى منكم مساعدتي في فهم أو شرح الحديث وتوضيحه وفي نفسي منه إشكالاً كثيراً
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:47]ـ
هذا والله أعلم أنه لما وقع الاجماع على الإستثناء كان معنى الحديث (أن هذا الماء مادام أنه لم يتغير بالنجاسة فهو باقٍ على طهارته وإذا تغير فهو نجس) وهذا الإشكال جعل البعض يقول بأنها بئر جارية يعني ان الماء يجري فيها وليس دائما وأنكر شيخ الإسلام أن يكون في المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماءا جاريا
راجع الفتاوى المصرية تجد كلاما جميلا
ـ[حسن المعربي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:12]ـ
وهذا الإشكال جعل البعض يقول بأنها بئر جارية يعني ان الماء يجري فيها وليس دائما وأنكر شيخ الإسلام أن يكون في المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ماءا جاريا
الإشكال في متن هذا الحديث كبير جداً فهي بئر وكما وصفها أبو داود عمقها مايقارب المتر وعرضها مايقارب ستة أذرع اى مايقارب ثلاثة أمتار فهي بئر صغيرة جداً ويلقى فيها الكلاب والحيض والنتن وعذر الناس فهي جمعت أكثر من نجاسة فلابد من تغير لونها وطعمها وريحها
شكراً الاخ السندي أتمنى ممن لديه علم أو بحث أن يساعدني في حل هذا الاشكال(/)
نصائح العلامة الألباني لطلبة علم الحديث النبوي الشريف
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 12:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله أجمعين – وبعد، فهذه نصائح العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، يقدِّمهما لطلبة العلم المشتغلين بالحديث النبوي، سيَّما من يكتب في مجال التصحيح والتضعيف.
والله الموفق.
النصيحة الأولى:-
قال العلامة الألباني: في مقدمة "السلسلة الضعيفة" (4/ 8): " أَنْصَحُ لِكُلِّ مَنْ يكتُبُ في مجال التَّصحيح والتَّضعيف أنْ يَتَّئِدَ، ولا يسْتَعْجِلَ في إصْدَارِ أحكامه على الأحاديث؛ إلاَّ بعدَ أنْ يَمْضِيَ عليه دَهْرٌ طويلٌ في دراسة هذا العلم؛ في أُصوله، وتَرَاجِم رِجاله، ومعرِفَةِ عِلَلِه؛ حتَّى يَشْعُرَ مِنْ نفسِهِ أنَّه تمكَّنَ من ذلك كُلِّهِ؛ نَظَراًوتطبيقاً، بحيْثُ يجَدُ أنَّ تحقيقَاتِهِ - ولو على الغالب - توافِقُ تحقيقاتِ الحُفَّاظِ المبرِّزِين في هذا العلم؛ كالذهبي، والزيلعي، والعسقلاني، وغيرهم. أنصحُ بهذا لكل إخواننا المشتغلين بهذا العلم، حتَّى لا يقعوا في مخالفة قول الله تبارك وتعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)
ولكي لا يَصْدُقَ عليهم المثل المعروف: «تَزَبَّبَ قبلَ أنْ يَتَحَصْرَمَ»! ولا يصيبُهُم ما جاء في بعضِ الحِكَمِ: «مَنِ استعجلَ الشَّيْءَ قَبْلَ أوانِهِ؛ ابْتُليَ بِحِرْمَانِه».ذاكراً - مع هذا - ما صح منقول بعض السلف: «ليس أحَدٌ بَعْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ إلاَّويُؤخذُ من قوله وُيترك إلاَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم» ".
النصيحة الثانية:- وقال أيضا في المصدر السابق (11/ 697):" ولهذا أنْصَحُ دائماًإخوانَنَا النَّاشئين في هذا العلم أنْ لا يتسرَّعُوا بنشْرِ مايُخَرِِّجُونَهُ أو يُحَقِّقُونَه، وإنمَّا يحتفظون بذلك لأنْفُسِهِم إلىأنْ يَنْضُجُوا فيه. والحقُّ والحقَّ أقولُ: إنَّ من فِتَنِ هذا الزَّمان حُبُّ الظُّهور، وحَشْرُ النَّفْسِ فيزُمْرَةِ المؤلِّفين، وخاصَّة في علم الحديث الذي عرَفَ النَّاسُ قَدْرَهُأخِيراً بعد أنْ أهمَلُوه قُروناً؛ ولكنَّهم لم يَقْدُرُوه حَقَّ قَدْرِهِ، وتوهَّمُوا أنَّ المرءَ بمجُرَّد أنْ يُحْسِنَ الرُّجُوعَ إلى بعض المصادرمن مصادره والنَّقْلَ منها؛ صارَ بإمْكَانِه أنْ يُعَلِّق وأنْ يُؤَلِّفَ! نسألُ اللهَ السلامةَ من العُجْبِ والغُرُور!! ".
النصيحة الثالثة:-
قال الشيخ الألباني في نهاية المجلد الثاني من "السلسلة الصحيحة" قسم الاستدراكات: " هذا؛ وبمناسبة ماابْتُلِينَا به من كثرة الشَّبَاب ـ وغيرهم ـ الَّذين يكتبون في هذا العلم، وهُم عنه غُرَبَاءُ مُفْلِسُون ـ كما يَقْطَعُ بذلك كل منصف وقف علىالنماذج الكثيرة من الأوهام، بل والجهالات المتقَدِّمَة على هذهالاستدراكات، وفي المقدمة أيضا في هذا المجلد وغيره ـ؛ فإنِّي أرى لِزَامًاعَلَيَّ أنْ أُذَكِّرَ و (الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فأقول:
إنِّي أنصحُ أولئك الكاتبين والنَّاقدين، ألاَّ يتسرَّعُوا بالكتابة ـ إنْ كانوا مُخْلِصين ـلمُجَرَّد أنَّهم ظنُّوا أنَّهُم أهلٌ لذلك، بَلْ علَيْهِم أنْ يتريَّثُوا، ويتَمَرَّسُوا فيه زَمَنًا طويلا، حتَّى يَشْعُروا في قَرَارَة أنْفُسِهِم أنَّهُم صَارُوا عُلَمَاءَ فيه، وذلك بأَنْ يُقَابِلُوا نَتَائِجَ كِتَابَاتِهِم وتَحْقِيقَاتِهِم بِأَحْكَامِ مَنْ سَبَقَنَا من الحُفَّاظوالنُّقَّاد في هذا العِلْمِ، فإذا غَلَبَ عليها مُوَافَقَتُهُم؛ كان ذلكمُؤَشِّرًا على أنَّهم قد سَلَكُوا سَبِيلَ المعرفة بهذا العلم. هذا أوَّلاً.
وثانيا: أنْ يَشْهَدَ لهُم بذلك بعْضُ أهْلِ العِلْمِ الصَّالحين المُعًاصِرين، بَعْدَ أنْ يَطَّلِعُوا على شَيْء ٍمِنْ كِتَابَاتِهم وتحقيقاتهم، ذاكريننصيحة الشاطبي المتقدمة (ص 713) فإنَّها صريحةٌ في أنَّه من اتِّبَاعِالهَوَى أنْ يَشْهَدَ المَرْءُ لِنَفْسِه بأنَّه عَالِمٌ!
وأنا ُأَقِّرُب هذا لِكُلِّ مُخْلِصٍ من طُلاَّبِ العِلْمِ بِلَفْتِ نَظَرِهِ إلى مثل قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)؛ فإنَّه يَدُلُّ بِفَحْوَى الخِطَاب على أنَّ المجتمعَ الإسلاميَّ مِنْ حَيْثُ العِلْمُ والجَهْلُ قسمان:
- أهْلُ الذِّكْرِ، وهم العلماء بالقرآن والسنة، وهم الأقَلُّون.
- والذين لا يعلمون، وهم الأكثرون، بنصِّ القرآن، وحُكْمِ المُشَاهدة، والواقع.
فإذا عُلِمَ هذا، فَلْيَنْظُرْ أولئك المُشَارُ إليهم: هل هم من الأقَلِّين، أم مِنَ الأكْثَرين؟
وحِينئذٍ عَلَيْهِم أنْ يَعُودوا إلى رُشْدِهم، ويَتُوبوا إلى ربِّهِم مِنْ حَشْرِهِمْ أنْفُسَهُمْ في زُمْرَةِ أهْلِ الذِّكْرِ. فإذا بدا لهم أنَّهم منهؤلاء، فعَلَيْهِم أنْ يَحْتَاطوا لِدِينِهِم، وأنْ يَسْأَلُوا أهْلَالذِّكْرِ حَقًّا، فَإِنْ شَهِدُوا لَهُمْ بذلك؛ حَمِدُوا اللهَ، وسَأَلُوهالمَزِيدَ مِنْ عِلْمِه؛ وإلاَّ فَهُمْ مِن المَغْرُورِين المُعْجَبِينبِأَنْفُسِهِم، الهَالِكِينَ بِشَهَادة نبيهم صلى الله عليه وسلم القائل: «ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ"، وهو القائل: " لَوْ لَمِْ تُذْنِبُوا لَخِفْتُ عَلَيْكُمْ ما هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ: العُجْبُ، العُجْبُ"!!
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (اهـ.
(الموضوع منقول بتصرف من: http://www.ahlalisnad.com/vb/showthread.php?t=680 )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريما بنغازي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:35]ـ
رحم الله الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني ونفع الله بعلمه الأمة(/)
الفرق بين عبارتي شرعا واصطلاحا
ـ[طالبة الدعوة]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم
إخواني أريد البحث عن الفرق بين إذا قيل شرعا أو قيل اصطلاحا فأين أجدها بارك الله فيكم،لأني أريد البحث من كتاب حتى يكون مرجعا، أرجو الرد سريعا، ولاحرمكم ربي الأجر
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:06]ـ
أظن من مظان ذلك شروح العثيمين رحمه الله
فهو يهتم في شروحه بمثل هذا
أعانك الله(/)
القول المليح في حديث عبد الله بن عمرو في التسبيح
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:38]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه والآل والصحب ومن ومن والاه أما بعد:
فهذا الحديث الثاني بعد حديث كعب بن عجرة من أحاديث التسبيح عقب الصلاة ووهو حديث عظيم جليل حقيق بأن يعرف ويشهر وكنت قد حررت القول فيه قديما فنشطت بحمد الله تعالى لنظر فيه وتهذيبه وإعادة صياغته وإضافة ما ينبغي إضافته فالحمد لله على تيسيره وعونه
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:40]ـ
هذا الحديث رواه عطاء بن السائب عن أبيهعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل قالوا وما هما يا رسول الله؟ قال يسبح أحدكم عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا في دبر كل صلاة فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى أحدكم إلى فراشه كبر الله وحمده وسبحه مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ قال ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعد هكذا وعد بأصابعه قالوايا رسول الله كيف لا نحصيها؟ قال يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فيقول له اذكر حاجة كذا وحاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر ويأتيه عند منامه فينومه ولم يذكر "
وفي رواية " وأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده وإذا أوى أحدكم إلى فراشه أو مضجعه سبح ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر أربعا وثلاثين "
ورواه عن عطاء جماعة كثيرة من أصحابه بل هو متواتر عنه وإليك رواياتهم
1/ سفيان الثوري
أخرجه عبد الرزاق في المصنف وعنه أحمد كما في نتائج الأفكار وإتحاف المهرة
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد والحربي في حديث سفيان والسري في حديث الثوري قالوا ثنا أبو نعيم
وأخرجه السري أيضا في حديث سفيان ثنا عبيد الله وقبيصة
وأخرجه البزار في المسند قال يوسف ناه مهران بن أبي عمر
وأخرجه السراج في مسنده ثنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة ثنا عبد الرحمن
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي ثنا أبو النضر عن الأشجعي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا أنبا العباس ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص ثمانيتهم قالوا ثنا سفيان عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الكبير الدعاء وابن حجر في نتائج الأفكار ومن طريق أبي نعيم أخرجه الطبري في التفسير والطبراني في الكبير وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة ورواية السراج مختصرة جدا
2/ محمد بن فضيل
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
وأخرجه ابن ماجة في السنن ثنا أبو كريب
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق ثنا العطاردي [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إسحاق بن إبراهيم قال محمد بن يزيد الرفاعي أربعتهم قالوا ثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب به
3/ شعبة بن الحجاج
أخرجه أحمد في المسند ثنا محمد بن جعفر
وأخرجه أبو داود في السنن ثنا حفص بن عمر
وأخرجه السراج في مسنده ثنا القاسم بن بشر بن معروف ثنا أبو داود
وأخرجه الطبراني في الكبير والدعاء ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو الوليد الطيالسي
وأخرجه الحاكم في المستدرك ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا عفان
وأخرجه البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله ثنا عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ستتهم قالوا ثنا شعبة عن عطاء بن السائب به
ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ورواية أبي داود وعفان وآدم مختصرة
4/ حماد بن زيد
أخرجه النسائي في الكبرى نا يحيى بن حبيب بن عربي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في مسند أبي حنيفة ثناه حبيب ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع أربعتهم قالوا ثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب به
ومن طريق يوسف القاضي أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار
فائدة:
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا ابن أبي عمران ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر فتكاب عليه أصحاب الحديث فقال لهم قد حدثتكم بحديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به أشهد لا حدثتكم شهرا
إسحاق بن أبي إسرائيل هو أبو يعقوب المروزي ثقة حافظ
والسند إليه صحيح ابن أبي عمران هو أحمد أبو جعفر الفقيه البغدادي وثقه ابن يونس
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) سقط من رواية الخرائطي السائب أبو عطاء وليس هو خلافا على سفيان لأن الخرائطي جمع فيه بين إسنادين إسناد سفيان عن عطاء وابن فضيل عن عطاء وقد سقط السائب من رواية ابن فضيل بعد تحويله السند وكل من أصحاب سفيان وابن فضيل رووه عنهما عن عطاء عن أبيه
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) سقط من سنده السائب أبو عطاء ولا أحسبه خلافا على ابن فضيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:45]ـ
5/ أيوب السختياني
أخرجه ابن حبان في الصحيح والطبراني في الدعاء قالا ثنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حماد بن زيد قال كان أيوب السختياني حدثنا عن عطاء بن السائب بحديث التسبيح قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب انطلقوا فاسمعوا منه حديث التسبيح
ومن طريق ابن حبان أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 267) وفي روايته كان أيوب حدثنا بهذا الحديث عن عطاء بن السائب فذكره بطوله
وإسناد الخبر صحيح تقدم
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل حدثني أبي حدثني إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد يقول أتينا أيوب فقال اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة اذهبوا إليه فاسألوه عن حديث أبيه في التسبيح
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا محمد بن علي بن داود قالا ثنا القواريري ثنا حماد بن زيد قال قدم علينا عطاء بن السائب البصرة فقال لنا أيوب ائتوه وسلوه عن حديث التسبيح قال القواريري يريد حديث أبيه عن عبد الله بن عمرو
ومن طريق عبد الله أخرجه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 267)
القواريري هو عبيد الله بن عمر البصري ثقة ثبت
وأخرج الحميدي في مسنده عن سفيان بعد ذكر الحديث قال سفيان: هذا أول شيء سألنا عطاء عنه وكان أيوب أمر الناس حين قدم عطاء البصرة أن يأتوه فيسألوه عن هذا الحديث
6/ حماد بن سلمة
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال
وأخرجه ابن السني نا أبو يعلى ثنا كامل بن طلحة وإبراهيم بن الحجاج السامي ثلاثتهم قالوا ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب به
7/ معمر بن راشد
أخرجه عبد الرزاق في المصنف وعنه عبد بن حميد في المسند عن معمر عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في الدعاء
تنبيه: قال عبد الرزاق: ثم ذكر مثل حديث الثوري إلا أنه لم يذكر قوله " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن "
وقال عبد بن حميد في روايته عن عبد الرزاق " قال ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعدهن هكذا بأصابعه "
8/ إسماعيل بن علية
أخرجه الترمذي في الجامع ثنا أحمد بن منيع
وأخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب
وأخرجه ابن جرير في التفسير والسراج في مسنده قالا ثنا يعقوب
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة أربعتهم قالوا ثنا إسماعيل بن علية ثنا عطاء بن السائب به
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصرا وفى الباب عن زيد بن ثابت وأنس وابن عباس رضي الله عنهم
9/ جرير بن عبد الحميد
أخرجه أحمد في المسند
وأخرجه البزار في المسند ثنا يوسف بن موسى
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة
وأخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ثنا أبي أربعتهم قالوا ثنا جرير عن عطاء بن السائب به
ومن طريق أحمد وابن راهوية أخرجه ابن فاخر الأصبهاني في موجبات الجنة ورواية البزار مختصرة
10/ سفيان بن عيينة
أخرجه الحميدي في مسنده
وأخرجه النسائي في السنن نا محمد بن عبد الله بن يزيد
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الوليد بن العباس المصري ثنا حامد بن يحيى البلخي ثلاثتهم قالوا ثنا سفيان بن عيينة ثنا عطاء بن السائب به
تنبيه: ورد في هذه الرواية " ثم قال سفيان إحداهن أربعا وثلاثين "
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:58]ـ
11/ مسعر بن كدام
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا المقدام بن داود نا عبد الله بن محمد بن المغيرة
وأخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ثناه أبو محمد ثنا حاجب ثنا الربيع ثنا عبد العزيز بن المغيرة قالا ثنا مسعر بن كدام عن عطاء بن السائب به
ومن طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة أيضا أخرجه الطبراني في الأوسط
قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة
أقول: قد رواه عنه عبد العزيز بن المغيرة كما تقدم وهو أبو عبد الرحمن الصفار البصري قال أبو حاتم صدوق لا بأس به وهو غير عبد الله بن محمد بن المغيرة فهذا أبو الحسن أصله كوفي سكن مصر قال أبو زرعة منكر الحديث يحدث عن مالك بن مغول بمناكير وضعفه غير واحد
12/ أبو بكر النهشلي
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني قالا ثنا أبو بكر النهشلي عن عطاء بن السائب به وليس في رواية الطحاوي عقد التسبيح
13/ أبو حنيفة النعمان
أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد ثنا سلمة بن عبد الجليل ثنا مروان بن ثوبان ثنا أبو حنيفة عن عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح
تنبيه: كذا ورد اسم أبي الراوي عن مروان ومروان ذكره البخاري في التاريخ الكبير وقال عن أبي حنيفة النعمان روى عنه سلمة بن الخليل البصري
أقول: سلمة بن عبد الجليل الوارد في هذا السند أحسبه الذي ذكره البخاري إلا أنه تصحف والله أعلم ولم أقف له على ترجمة
قال أبو نعيم: وتابعه (أبا حنيفة) على هذا الحديث الجم الغفير منهم الثوري وشعبة وأيوب فاختصروه وذكروا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده والباقون تابعوه في اللفظ وذكروه بطوله
أقول: سفيان وشعبة روايتهما غير مختصرة وإنما تابعوه على اللفظ كما سبق وكذا رواية أيوب فإني لم أقف على لفظها لكن حماد بن زيد أخبر عنه أنه حدثهم بحديث التسبيح فذكره بكامله كما نقله عنه الحافظ والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى برواية إسماعيل بن أبي خالد وفيها اختلاف فنظرة إلى ميسرة والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
14/ إسماعيل بن أبي خالد
رواه أبو خالد الأحمر عن إسماعيل ورواه عن إسماعيل جماعة فاختصره بعضهم فأخل بمعنى الحديث
1/ أسد بن موسى
أخرجه النسائي في الكبرى نا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا الربيع بن سليمان المرادي
وأخرجه الطبراني في الدعاء ثنا المقدام بن داود ثلاثتهم قالوا ثنا أسد بن موسى ثنا سليمان بن حيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " خير كثير من يعمله قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... "
قال البزار: ولا نعلم أسند إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث ولا رواه عن إسماعيل إلا أبو خالد
وقال الدارقطني في الغرائب - أطرافه -: غريب من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء تفرد به أبو خالد الأحمر عنه
سليمان بن حيان هو أبو خالد الأحمر صدوق لا بأس به له أوهام والسند إليه صحيح
أقول: قوله في أول الحديث " خير كثير من يعمله قليل " رواه بالمعنى وصوابه كما رواه أصحاب عطاء " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ... " وأحسب أن الوهم فيه من أبي خالد الأحمر لا من إسماعيل فإنه ثقة ثبت حافظ وأبو خالد يهم ويخطأ
تنبيه:
وأخرجه السلفي في المشيخة البغدادية من طريق أبي حفص بن شاهين ثنا الباغندي وابن أبي داود عن محمد بن عبد الله البرقي عن أسد بن موسى عن أبي خالد به مختصرا ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
أقول: هندي أن هذه الرواية مختصرة من الرواية الأولى وهما حديث واحد ورواية الجماعة الأتم عن أسد أصح ثم إن الرواية المختصرة مخلة بمعناه ولعل أبا خالد هو الذي كان يختصر هذا الحديث فإني وقفت عليه مختصرا عنه رواه عنه اثنان
1/ الحسين بن عبد الأول
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ثنا الحسن بن علي
أخرجه البزار في المسند نا إبراهيم بن عبد الله
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي
وأخرجه البيهقي في الشعب نا علي بن أحمد أنا أحمد بن عبيد نا تمتام ومحمد بن الفضل خمستهم قالوا ثنا الحسين بن عبد الأول نا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به
ومن طريق مطين الحضرمي أيضا أخرجه البيهقي في الشعب ولفظه " الخير كثير ومن يعمل به قليل "
تنبيه مهم: ورد اسم الحسين بن عبد الأول عند ابن أبي عاصم حسين الأحول فقال الشيخ في ظلال الجنة: وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين ...
أقول: هذا وهم لا يخفى على مثل الشيخ لو تأمله فإن حسينا هذا ليس بابن ذكوان يقينا ويبينه أمور
1/ شيخ ابن أبي عاصم الحسن بن علي الخلال لم يدرك حسينا المعلم فإن المعلم قديم الوفاة توفي سنة 145 وأقدم شيوخ الخلال وكيع المتوفى سنة 196 أو 197 وعبد الله بن نمير المتوفى سنة 199 وإبراهيم بن خالد الصنعاني المتوفى سنة 200 وإنما يروي الخلال عن بعض تلاميذ حسين المعلم وعن تلاميذ تلاميذه كحماد بن أسامة وروح بن عبادة ويزيد بن هارون ثم إن الخلال توفي سنة 242 ولم أقف على سنة ولادته وبين وفاته ووفاة المعلم 97 سنة
2/ حسين المعلم يروي عن عطاء بن أبي رباح ويحيى بن أبي كثير وعبد الله بن بريدة فما باله ينزل هنا فيروي عن أبي خالد الأحمر عن إسماعيل عن عطاء بن السائب وإنما الأصل أن يروي أبو خالد عنه وهذا هو الواقع فإنه من تلاميذه وقد خرج له مسلم عنه
3/ لم أقف على أحد لقب حسينا المعلم بالأحول
4/ وهو يبين بجلاء أن حسينا الأحول الوارد في سند ابن أبي عاصم هو الحسين بن عبد الأول نفسه ووجهه أن البخاري قال في التاريخ الكبير حسين بن عبد الأول أبو عبد الله النخعي الكوفي الأحول وقال ابن سعد في الطبقات حسين بن عبد الأول الأحول ويكنى أبا عبد الله وقال ابن حبان في الثقات حسين بن عبد الأول النخعي أبو عبد الله الكوفي الأحول فلقبوه جميعا بالأحول
5/ ويزيد الأمر توكيدا قول الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه خمسة أمور تبين متفرقة ومجتمعة أن حسينا الأحول هو غير ابن ذكوان المعلم بل هو الحسين بن عبد الأول الأحول والله أجل وأعلى وأعلم
وحسين بن عبد الأول قال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول تكلم الناس فيه وقال سألت أبا زرعة عنه فقال روى أحاديث لا أدري ما هي ولست أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه وفي سؤالات البرذعي وأملى علينا أبو زرعة في كتاب السير فقال ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن يزيد بن حميد عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك في الغلول ثم قال حدثت عن أبي خالد الأحمر قال إنسان في قلبي عليه شيء قلت من هو؟ قال الحسين بن عبد الأول وروى الخطيب في تاريخه بسنده عن عبدان الجواليقي قال قال يحيى بن معين كذابي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) زماننا أربعة الحسين بن عبد الأول ... وقال الآجري سألت أبا داود عن حسين بن عبد الأول فوهاه وضعفه
3/ أحمد بن عمران الأخنسي
أخرجه ابن عدي في الكامل وأبو الفضل الزهري في حديثه وأبو الشيخ في الأمثال والمخلص في حديثه
وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ثنا إبراهيم بن محمد بن الفاخر بن محمد بن يحيى الفقيه
وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو بكر الأصبهاني الحافظ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان
وأخرجه الخطيب في تاريخه أنا حمدان بن سلمان نا محمد بن عبد الرحمن بن العباس سبعتهم قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) ثنا أحمد بن عمران الأخنسي (سنة ثمان وعشرين وفيها مات) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) ثنا أبو خالد الأحمر عن إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء بن السائب به ولفظه " الخير كثير وقليل فاعله "
ومن طريق أبي حفص وهو ابن شاهين أخرجه السلفي في المشيخة البغدادية
قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن إسماعيل غير أبي خالد الأحمر
وقال السلفي: قال عمر (ابن شاهين): تفرد به أبو خالد عن إسماعيل وهو حديث حسن غريب حدث به القدماء عن أبي خالد
أحمد بن عمران الأخنسي هو أبو عبد الله الكوفي مختلف فيه ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول لم أكتب عنه وقد أدركته قلت ما حاله؟ قال شيخ قال وسمعت أبا زرعة يقول كتبت عنه قال وسئل أبو زرعة عنه فقال كتبت عنه ببغداد وكان كوفيا وتركوه وقال ابن أبي حاتم روى عنه أبو زرعة وقال العجلي أحمد بن عمران كوفي لا بأس به وذكره العقيلي في الضعفاء فقال حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول أحمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث
أقول: قول البخاري هذا ورد في التاريخ الكبير في ترجمة محمد بن عمران الأخنسي وفيها " كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش "
وذكر هذا الكلام عن البخاري ابن أبي حاتم عنه في خطأ البخاري قال ابن أبي حاتم محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش وإنما هو أحمد [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) بن عمران قد كتبت عنه سمعت أبي يقول كما قال وقال ابن عدي في الكامل أيضا محمد بن عمران الأخنسي كان ببغداد يتكلمون فيه منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري قال الشيخ ومحمد هذا لم يبلغني معرفته وإنما أعرف أحمد بن عمران الأخنسي كوفي وأحمد بن عمران هو ثقة وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالمتين عندهم وقال نا أبو العباس الثقفي قال سألت أبا يحيى يعني محمد بن عبد الرحيم البزاز عن أحمد بن عمران الأخنس فقال الله أعلم
تنبيه مهم: قول البخاري منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش يحتمل وجهين:
1/ أنه جملتان مستقلتان وهو ظاهر صنيع العقيلي إن كان نقل إليه كلام البخاري تاما فاختصره ووجه أن كلام البخاري أراد أن يبين حاله فقال منكر الحديث وأراد أن يبين بعض شيوخه فقال عن أبي بكر بن عياش وهذا سائغ في كلام العرب
2/ أنه جملة واحدة وأن نكارة حديثه عن أبي بكر بن عياش وحده ولم يتعرض لرواية غيره وإنما خص أبا بكر بالذكر لأن الأخنسي مكثر عنه والله أعلم
أقول: رواية أسد والحسين الأحول والأخنسي المختصرة " الخير كثير ومن يعمل به قليل " و" الخير كثير وقليل فاعله "أراها والله أعلم ليست حديثا مستقلا كما ظن بعض وسبب هذا اللبس أمران:
(يُتْبَعُ)
(/)
1/ أن أبا خالد الأحمر روى أول الحديث بالمعنى فقال " خير كثير من يعمله قليل " وهذا مبتدأ ووصفه لا خبره ثم بين هذا الخير في تتمة الحديث فقال " دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " الحديث وهذا خبر المبتدأ خير وقد بينا أن أصحاب عطاء رووه على الصواب
2/ اختصار الحديث ثم تحريف معناه بتغيير لفظه عند الاختصار فكان الحديث " خير كثير من يعمل به قليل دبر كل صلاة مكتوبة عشر تسبيحات ... " ثم صار بعد الاختصار " الخير كثير ومن يعمل به قليل أو وقليل فاعله " وهذا تحريف فاحش للحديث
وقد رواه أسد بن موسى وهو ثقة عن أبي خالد على الجادة وإن كان أوله روي بالمعنى إلا أنه لا يخل بمعنى الحديث ولم أر من حرر القول في هذا الحديث فإن يك ما وصلت إليه حقا وصوابا فالحمد لله وحده على تسديده وتوفيقه وإن تكن الأخرى فإني أستغفر الله الغفور وأنا راجع عن ذلك حيا وميتا والحمد لله رب العالمين
الخلاصة أن هذا الحديث المختصر بعض حديث أبي خالد عن إسماعيل عن عطاء بن السائب في التسبيح وقد بين ذلك أمران:
1/ رواية أسد بن موسى التامة عن أبي خالد كما سبق
2/ قول الطبراني بعد ذكر الرواية المختصرة: لم يرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا أبو خالد الأحمر ولا رواه عن أبي خالد إلا الحسين بن عبد الأول وأسد بن موسى
وهذا الحديث ثابت صحيح عن إسماعيل إلا أوله فإنه روي بالمعنى والرواية المختصرة منه منكرة والله أعلم
وقد خرج الشيخ الحديث المختصر وأراه لم يتبين علته فقال في ظلال الجنة: إسناده ضعيف رجاله كلهم ثقات إلا أن عطاء بن السائب كان اختلط ولا يدري سمعه منه إسماعيل قبل الاختلاط أم بعده وحسين الأحول هو الحسين بن ذكوان المعلم البصري المكتب ثقة من رجال الشيخين وكذلك الحسن بن علي وهو أبو علي الخلال وقد أخرجه جماعة من طريق أخرى عن أبي خالد الأحمر به نحوه وقد خرجته في الضعيفة
وقال في السلسلة الضعيفة: و إنما علة الحديث ممن فوقه (أبي خالد الأحمر) فإن عطاء بن السائب كان اختلط وإسماعيل بن أبي خالد متأخر الوفاة عنه بنحو عشر سنين فمن المحتمل أنه سمعه منه في اختلاطه وأحمد بن عمران الأخنسي أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال قال البخاري يتكلمون فيه وفي الميزان وقال أبو زرعة كوفي تركوه وتركه أبو حاتم فهو ضعيف جدا لكن متابعة حسين الأحول وهو ابن ذكوان المعلم إياه ترفع التهمة عنه فإن المعلم ثقة
أقول: إن الشيخ علق علة هذا الحديث بعطاء وهو براء من ذلك وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث في ترجمة أبي خالد الأحمر من الكامل والظاهر أنه صاحب الاختصار الموهم المخل بالمعنى وأهم ما فات الشيخ أن هذه الرواية المختصرة للحديث إنما هي بعض حديث عطاء في التسبيح ولو وقف الشيخ على رواية أسد بن موسى عن أبي خالد الأحمر وهي عند النسائي في الكبرى والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الدعاء لتبين له ذلك ولعلم أيضا أن عطاء لم يخطأ فيه ولا إسماعيل وإنما الخطأ فيه ممن هو دونهما وقد سبق بيان ذلك
ومما وهم فيه الشيخ أيضا جعله حسينا الأحول هو حسينا المعلم وقد بينا خطأ ذلك أيضا في ما سبق ومما لا يوافق عليه الشيخ أيضا حكمه على الأخنسي بأنه ضعيف جدا فأبو حاتم إنما ترك الكتابة عنه لكن لما سئل عنه قال شيخ وقد روى عنه سميه أبو زرعة وكان لا يروي إلا عن ثقة ووثقه ابن عدي وقال ابن حبان مستقيم الحديث وقال العجلي لا بأس به وقول البخاري بنكارة حديثه محتمل الإطلاق ومحتمل التقييد بأبي بكر بن عياش والله هادي الخلق إلى الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل
هكذا في المطبوع وصوابه كذابو زماننا بالواو لأنه مبتدأ مرفوع [1]
في رواية أبي الشيخ أخبرنا ابن منيع والصواب ابن بنت منيع وهو أبو القاسم البغوي [2]
قالها أبو الفضل الزهري [3]
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) قال الخطيب في تاريخه ومن الناس من يسميه محمدا وقال في موضع آخر وقد قيل اسمه أحمد بن عمران وذلك أشهر عندنا
قلت: ممن سماه محمدا في الرواة عنه أبو بكر بن أبي خيثمة في غير موضع من تاريخه
يتبع إن شاء الله براوية مالك بن مغول وغيره
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 03:17]ـ
15/ مالك بن مغول
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن شعيب نا الحسين بن عيسى
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين ثنا محمد بن شعيب ثنا الحسن بن علي الخلال قالا ثنا الفرات بن خالد ثنا مالك بن مغول سمعت عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح ورواية أبي الشيخ مختصرة
قال الطبراني: لم يرو هذين الحديثين عن مالك بن مغول إلا الفرات بن خالد ومحمد بن سابق
أقول: رواية محمد بن سابق لم أقف عليها
16/ عبد الله بن الأجلح
أخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب ثنا ابن الأجلح عن عطاء بن السائب به
17/ زائدة بن قدامة
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن عطاء بن السائب به
18/ أبو الأحوص
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري ثنا يوسف بن عدي ثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب به
19/ إبراهيم بن طهمان
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا يعقوب بن أبي عباد المكي ثنا إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب به
فائدة:
يعقوب بن أبي عباد هو يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال كان يسكن قلزم قدمت قلزم وهو غائب فلم أكتب عنه ومحله الصدق لا بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال العيني في مغاني الخيار وذكره ابن يونس في العلماء الذين قدموا مصر وقال بصري كان قد أقام بمكة وقدم إلى مصر وكان بالقلزم وحدث وكان ثقة وهذا الراوي لم يعرفه الهيثمي ولا الشيخ الألباني
20/ أبو إسحاق الحميسي
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا أبو إسحاق الحميسي عن عطاء بن السائب به
21/ ورقاء بن عمر
أخرجه الطبراني في الدعاء ثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد ثنا محمد بن فراس أبو هريرة الصيرفي ثنا أبو داود عن ورقاء بن عمر اليشكري عن عطاء بن السائب به
22/ موسى بن أعين
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني ثنا علي بن معبد ثنا موسى بن أعين ثنا عطاء بن السائب به
23/ أبو يحيى التيمي
أخرجه ابن ماجه في السنن ثنا أبو كريب ثنا أبو يحيى التيمي عن عطاء بن السائب به
أبو يحيى التيمي هو إسماعيل بن إبراهيم الأحول الكوفي ضعيف الحديث ضعفه ابن نمير وأبو حاتم وغيرهما
24/ أبان بن صالح
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط والطحاوي في شرح مشكل الآثار
وأخرجه أبو الحسن البزاز البغدادي في حديثه ثنا جعفر ثلاثتهم قالوا ثنا محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ ثنا محمد بن يوسف اليماني أبو حمة ثنا أبو قرة موسى بن طارق عن زمعة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبان وهو ابن صالح ثني عطاء بن السائب به وليس فيه عقد التسبيح
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة تفرد به أبو قرة
وقال أبو جعفر: وفي حديث أبي قرة هذا رؤية عبد الله بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح
أقول: ليس في ما ساقه الطحاوي من رواية أبي قرة ولا في رواية الطبراني وأبي الحسن عقد التسبيح فالله تعالى أعلم
25/ محمد بن شعيب
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن هارون ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا محمد بن شعيب عن عطاء بن السائب مختصرا ولفظه " رأيت النبي صلى الله عليه وسلمة يعقد التسبيح "
26/ عبد العزيز بن أبي رواد
أخرجه الطبراني في الأوسط ثنا محمد بن الأعجم الصنعاني ثنا حريز بن المسلم ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء بن السائب مختصرا كرواية محمد بن شعيب سواء
يتبع إن شاء الله تعالى برواية الأعمش وما فيها من خلاف
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 03:03]ـ
27/ سليمان الأعمش
وقد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش عثام بن علي ورواه عن عثام جماعة
1/ محمد بن عبد الأعلى 2/ والحسين بن محمد
أخرجه الترمذي في الجامع والنسائي في سننيه قالا ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
وأخرجه النسائي في سننيه ثنا الحسين بن محمد الذراع قالا ثنا عثام بن علي ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا ولفظه " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح "
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب وروى شعبة والثوري هذا الحديث عن عطاء بن السائب بطوله
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البغوي في شرح السنة: قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش عن عطاء بن السائب
3/ مسدد 4/ ومحمد بن أبي بكر المقدمي
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا معاذ نا مسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
5/ عبيد الله بن عمر القواريري
أخرجه أبو داود في السنن
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا معاذ قالا ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرةثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عثام بن علي
6/ محمد بن عبد الله بن بزيع
أخرجه البزار في المسند ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع نا عثام بن علي نا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
قال البزار: ولا نعلم أسند الأعمش عن عطاء بن السائب إلا هذا الحديث ولا رواه عن الأعمش إلا عثام بن علي
7/ يوسف بن عدي
أخرجه الطبراني في الدعاء وفي جزء من اسمه عطاء ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح ثنا يوسف بن عدي ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
8/ علي بن عثام بن علي العامري
أخرجه الحاكم في المستدرك وعنه البيهقي في الدعوات الكبير ناه أبو الطيب محمد بن أحمد بن الحسن الحيري ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا علي بن عثام بن علي العامري ثنا أبي ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
9/ أحمد بن المقدام
أخرجه السراج في مسنده
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قالا ثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
ومن طريق العجلي أخرجه البغوي في شرح السنة ولفظ الحديث " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح " زاد ابن حبان في روايته " بيده "
قال البيهقي في السنن: ورواه ابن الباغندي عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن عثام وقال في الحديث " يعقد التسبيح في الصلاة " ذكره شيخ لنا بخسروجرد يعرف بأبي الحسن علي بن عبد الله بن علي صحيح السماع عن الشيخ أبي بكر الإسماعيلي في أماليه لحديث الأعمش عن ابن الباغندي
أقول: ابن الباغندي هو محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الحافظ محدث العراق قال الدارقطنيهو مخلط مدلس يكتب عن بعض من حضره منأصحابه ثم يسقط بينه وبين شيخه ثلاثة وهو كثير الخطأ وذكر له الدارقطني أيضا حديثا أخطأ فيه ثم قالوكان كثير الغلط وله مثل هذا كثير وقال البرقاني سألت أبا بكر الإسماعيلي عن ابن الباغندي فقال لا أتهمه في قصد الكذب ولكنه خبيث التدليس ومصحف أيضا كأنه تعلم من سويد التدليس
أقول: هذا الحرف في الحديث " يعقد التسبيح في الصلاة " تفرد به ابن الباغندي ولم يروه أحد على كثرة من روى هذا الحديث وهو منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد خالف ابن الباغندي أبو العباس السراج وأبو جعفر التستري الثقتان الثبتان جبلا الحفظ فروياه عن أحمد بن المقدام بغير هذا الحرف والله أعلم
تنبيه: لعل ابن الباغندي اشتبه عليه هذا الحديث بما رواه نصر بن طريف عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد الآي في الصلاة
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا أحمد بن النضر العسكري
وأخرجه ابن عدي في الكامل نا القاسم بن الليث قالا ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري عن نصر بن طريف عن عطاء به
قال ابن عدي: وهذا عن عطاء غير محفوظ
أقول: أو لعل ابن الباغندي اشتبه عليه هذا الحديث بما رواه مالك بن فديك ثنا الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أنه كان يعد الآي في الصلاة ويعقد
أخرجه البيهقي في السنن نا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي ثنا أبو بكر الإسماعيلي نا أبو جعفر الحضرمي مطين ثنا مالك بن فديك ثنا الأعمش به
يتبع إن شاء الله تعالى برواية محمد بن قدامة عن عثام وما فيها من كلام
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 03:17]ـ
10/ محمد بن قدامة
أخرجه أبو داود في السنن [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إسحاق بن إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه البيهقي في الكبرى ثنا أبو الحسن نا الإسماعيلي ثنا عمر بن الحسن ثلاثتهم قالوا ثنا محمد بن قدامة ثنا عثام عن الأعمش عن عطاء بن السائب به مختصرا
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى والدعوات الكبير
قال أبو داود: قال ابن قدامة بيمينه اهـ
أقول: تابع أبا داود على هذا الحرف عمر بن الحسن ولم يرد في رواية الطحاوي
ومحمد بن قدامة هو ابن أعين أبو عبد الله المصيصي قال النسائي مصيصي لا بأس به وقال في موضع آخر صالح وقال البرقاني قلت لأبي الحسن الدارقطني محمد بن قدامة ثقة؟ قال نعم وقال مسلمة ثقة صدوق
تنبيه:
قال الحافظ في التهذيب: قال الخطيب بلغني أنه مات سنة سبع وثلاثين ومائتين وخلط ترجمته بالتي قبلها [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) وميز ابن أبي حاتم وغيره وهو الصواب ومن أدل دليل على ذلك أن أبا داود روى عن محمد بن قدامة عدة أحاديث وهو المصيصي وقد سبق أنه قال في الجوهري لم أكتب عنه شيئا قط وأيضا فان النسائي روى عن محمد بن قدامة وذكره في أسماء شيوخه فقال مصيصي لا بأس به وأما الجوهري فلم يدركه النسائي لأن رحلته كانت بعد الأربعين ومائتين
وقد روى ابن قدامة هذا الحديث على وجهين:
1/ وجه قد وافق فيه أصحاب عثام وهم ثمانية فقال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح "
2/ ووجه خالفهم فيه فزاد في الحديث " بيمينه " وقد تفرد بذلك
أقول: وهذا الحرف شاذ غير محفوظ لحال ابن قدامة فإنه متأخر الطبقة وليس بالحافظ الذي يحتمل منه مثل هذا التفرد ثم اختلاف قوله في الرواية فمرة يذكره وأخرى لا يذكرها وقد روى هذا الحديث أيضا عن شيخه عثام تسعة محمد بن عبد الأعلى والحسين بن محمد ومسدد والمقدمي والقواريري وابن بزيع ويوسف بن عدي وعلي بن عثام وأحمد بن المقدام وهم أحفظ وأثبت من ابن قدامة وأكثر ولم يذكروا هذا الحرف ثم إن هذا الحديث شارك الأعمش في روايته عن عطاء تسعة وعشرون راويا ولم يذكرها أحد منهم فأين هم جميعا عنها؟ ألا يدل هذا التفرد المطلق على أن زيادتها وهم وخطأ هذا ما ظهر لي والله أعلم
تنبيه: ممن حكم بشذوذ هذه الزيادة من المعاصرين العلامة الأديب المحدث بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى وقد خالفه بعض المعاصرين فصحح هذه الزيادة وعلى رأسهم العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى
أقول: هذا التصحيح عند هؤلاء جار على أساس أن هذه زيادة ثقة وهي مقبولة ولا يعد عندهم هذا من قبيل الشاذ لأن الشاذ ما خالف الثقة من هو أوثق منه والمخالفة عندهم لا تكون إلا إذا كانت الزيادة منافية لمعنى أصل الحديث أما إذا أمكن الجمع فتعتبر زيادة ثقة وعلى هذه الطريقة جرى كثير من المتأخرين في مسألة زيادة الثقات وطريقة أهل الحديث من المتقدمين في زيادة الثقات مخالفة لها إذ المعتبر فيها الحفظ والضبط وقد كتبت في هذه المسألة كتابات كثيرة ومن أحسنها ما نشره أخونا الفاضل محمد بن عبد الله السريع جزاه الله خيرا في ملتقى أهل الحديث في موضوع أسماه عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات
أقول: إني لا أعجب لمن صحح هذه الزيادة فإن طرائق أهل العلم في ذلك متباينة وباب الاجتهاد له مدخل في التصحيح والتضعيف لكن عجبي لا ينقضي من قول سليم الهلالي في عجالة الراغب: في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما: " أنه كان يعقد التسبيح بيمينه " وسندها صحيح رغم أنوف المخالفين وعليه فإن التسبيح باليدين كلتيهما - معا - مخالف للسنة فتنبه ولا تكن من الغافلين اهـ
أقول: هذا الكلام على وجازته فيه خطأ وجهالة
أما الخطأ فعزوه رواية " بيمينه " إلى الترمذي وهذه من كيس (علمه) المخروق فهذه الرواية عند أبي داود والحاكم فقط من طريق محمد بن قدامة وقد تفرد بها والترمذي إنما رواه عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني (فتنبه ولا تكن من الغافلين)
ومن خطأه أيضا جزمه أن التسبيح باليدين مخالف للسنة وهذا مبني على خطئه الثالث وهو تصحيحه لهذه اللفظة الشاذة جريا على مذهب المتأخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
أما جهالتة فما أقبحها وهي قوله " وسندها صحيح رغم أنوف المخالفين " ولعل كثيرا من الناس لا يعلم أنوف من هذه التي أراد إرغامها فاسمع ما قال في تخريج أحاديث الأذكار يتضح لك الأمر بجلاء: وقد شذ بعض أهل العلم في كتابه " لا جديد في أحكام الصلاة " فقرر أن التسبيح باليدين جائز دون حجة ولا برهان فتنبه ولا تكن من الغافلين اهـ
أقول: صاحب الكتاب هو العلامة الأديب المحدث بكر بن عبد الله أبو زيد [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) رحمه الله وقد زاد هنا فوصمه بالشذوذ وأنه يقرر حكما شرعيا بلا حجة ولا برهان
أقول: أما الشذوذ فلا فقد قرر الشيخ ما قرره بعض كبار علماء هذا العصر اللجنة الدائمة وعلى رأسهم العلامة ابن باز رحم الله الجميع
ففي فتاوى اللجنة الدائمة (ج 7/ 225) السؤال الثاني من الفتوى رقم (1637):
س2: هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبح الله عز وجل بيده اليمنى فقط أو باليد اليسرى في حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح بيده في حديث آخر كان صلى الله عليه وسلم يسبح بيمينه هل هذان الحديثان صحيحان أم لا؟
ج2: أمر الله تعالى في كتابه بالتسبيح وحثت السنة الثابتة عليه وبينت فضله مطلقا ومقيدا بزمن أو حال أما كونه باليد أو بأناملها ثم ساقوا الأدلة
ثم قالوا: والأمر في ذلك واسع ولا حرج في استعمال أنامل اليدين جميعا كما هو ظاهر من حديث يسيرة المتقدم ولكن استعمال أنامل اليد اليمنى في ذلك أفضل لما تقدم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وسئل فضيلة الشيخ (ابن عثيمين) عن عد التسبيح هل يكون باليد اليمنى فقط؟
فأجاب فضيلته بقوله: السنة أن يسبح باليمنى لأن هذا هو ما رواه أبو داود من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولكن لا ينبغي التشديد في هذا الأمر بحيث ينكر على من يسبح بكلتا يديه بل نقول إن السنة أن تقتصر على اليمين لأن هذا هو الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن ذلك أفضل وأكمل لأن اليمين تقدم في الأمور المحمودة واليسرى في الأمور الأخرى اهـ
أقول: الحديث لم يصح عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدم وإنما الصحيح المحفوظ أنه كان يسبح بيده وفي تأويل الحديث أوجه ليس هذا محل بسطها وقول الشيخ ابن عثيمين هذا من أحسن ما قيل في هذه المسالة والله أعلم
الشاهد أن هؤلاء كبار العلماء قالوا جميعا بقول بكر فأين الشذوذ؟ غير أن بكرا لا بواكي له فإنه لو قال بعض هذا في أمثال هؤلاء لقامت الدنيا ولم تقعد ورماه الناس عن قوس واحدة لكنا عرفنا سبب هذه العداوة فإن الرجل رحمه الله بعد وفاة الشيخين جلى مذهب السلف في باب الإيمان والكفر غاية الجلاء ونسف بإذن الله مذهب الإرجاء وأبان سوءته فانكشف بذلك سوءة جماعة كانوا منتسبين زورا إلى مذهب السلف وأهل الحديث وظهروا أنهم على طريقة أهل الإرجاء وما أقبحه بدعة فثارت حفيظتهم فناصبوه العداء ورموه بالتكفير وكل نقيصة بعد ما كانوا لا يلقبونه إلا بالعلامة السلفي لكن حالهم وحاله كقول الشاعر
كناطح صخرة يوما ليوهنا فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ثم أكر فأقول ليهنك الجهل والجهالة وقلة الحياء أبا أسامة وانظر إلى حالك اليوم وقد طعنت في أحد جلة العلماء إرجاء وسرقة وطوام أخرى وجفاك القريب قبل البعيد وعاداك الرفيق والصديق رحم الله عبدا عرف قدر نفسه فأقبل عليها فزكاها وأصلح اعتقادها ولا أزيد
أعود فأقول: وروى عبد الله بن فروخ عن الأعمش عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح ويعقد بيده "
أخرجه ابن حبان في الثقات ثناه الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى
وأخرجه ابن عدي في الكامل ثنا علي بن أحمد الجرجاني ثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب قالا ثنا ابن وهب [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) ثنا خلاد بن هلال التميمي عن عبد الله بن فروخ عن الأعمش به
قال ابن عدي: وهذا الحديث معروف بعثام وهو ابن علي عن الأعمش ومقدار ما ذكرت من الحديث لعبد الله بن فروخ غير محفوظة وله غير هذا من الحديث اهـ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) قرن أبو داود رواية ابن قدامة برواية القواريري وقال في آخرين
خلط الخطيب ترجمته بترجمة محمد بن قدامة الجوهري أبو جعفر البغدادي [2]
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) والله لقد أحببت هذا العالم الرباني مذ عرفته من عشرين سنة تقريبا والعجيب أني به عرفت بعض السلفيين من بلادنا العلامة البشير الإبراهيمي وكنت كلما ازددت له قراءة ازددت له حبا وعظم ذلك عندي كثيرا في موقفين حين تصدى لفتنة التصنيف وفتنة الإرجاء لله دره وأسأل الله الكريم أن يجعله في الفردوس الأعلى
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) في مطبوع الكامل حدثنا يحيى وأحسبه مصحفا عن عمي والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 07:46]ـ
" الخير كثير وقليل فاعله "
أقول:عندي أن هذه الرواية مختصرة من الرواية الأولى وهما حديث واحد ورواية الجماعة الأتم عن أسد أصح ثم إن الرواية المختصرة مخلة بمعناه ولعل أبا خالد هو الذي كان يختصر هذا الحديث فإني وقفت عليه مختصرا عنه رواه عنه اثنان ......
أحسنت زداك الله فطنة
وهذا من أهم فوائد جمع جميع طرق الحديث حيث يتبين بوضوح أن كثيرا من الأحاديث إنما هي أحاديث مختصرة بالمعنى لأحاديث رويت أيضا بالمعنى
مما يجعل البعض يظنها حديثا مستقلا
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 12:44]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن وأرجو أن تعمل نظرك الفاحص في هذا الحديث
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 12:43]ـ
ثم صار بعد الاختصار " الخير كثير ومن يعمل به قليل أو وقليل فاعله " وهذا تحريف فاحش للحديث
....
أحسنت زداك الله فطنة
وهذا من أهم فوائد جمع جميع طرق الحديث حيث يتبين بوضوح أن كثيرا من الأحاديث إنما هي أحاديث مختصرة بالمعنى لأحاديث رويت أيضا بالمعنى
مما يجعل البعض يظنها حديثا مستقلا
وذكرني هذا الحديث
بحديث عن ثابت عن أنس"الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون "
والذي رواه أثبت الناس في ثابت بل ومتابعة ثابت عليه بلفظ
" مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره "
ولا شك عندي أن لأصل في مثل هذه الأحاديث أنها حديث واحد مالم تأتي قرائن قوية على خلاف ذلك
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:33]ـ
28/ المسعودي
أخرجه السراح في مسنده ثني أبو يحيى أنا أبو المنذر ثنا المسعودي عن عطاء بن السائب مختصرا ولفظه " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن يعني التسبيح "
29/ شجاع بن الوليد
أخرجه قوام السنة في ترغيبه نا محمد بن أحمد بن علي السمسار أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا أحمد بن عيسى الكراجكي ثنا شجاع بن الوليد ثنا عطاء بن السائب به
30/ العوام بن حوشب
ورواه العوام بن حوشي عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: " من قال في دبر كل صلاة مكتوبة عشر تحميدات وعشر تسبيحات وعشر تكبيرات وإذا أراد أن ينام ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة وداوم عليهن دخل الجنة "
أخرجه النسائي في السنن نا أحمد بن سليمان ثنا يزيد نا العوام عن عطاء بن السائب به
أقول: وقفه العوام ورفعه غيره والعوام هو ابن حوشب أبو عيسى الواسطي ثقة ثبت صالح ولعل عطاء هو الذي وقف الحديث فإنه تغير بأخرة والصواب رواية الجماعة
يتبع إن شاء الله بالخلاصة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:37]ـ
لعله
فاتتك متابعة عبد الرحمن المسعودي لمن روى الحديث عن عطاء بن السائب
وهي في حديث السراج
أخي الكريم عبد الرحمن لا زلت مسددا لم تفتني متابعة المسعودي بحمد الله وإنما الواقع أني لم أرفع البحث كله
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:44]ـ
متابعة عبد الرحمن بن مهدي لمن روى الحديث عن شعبة
كما في حديث السراج
وروى هذا الحديث في المسند وقال وسمعته بدل وشعبة ويظهر انه تصحيف
أخي الكريم عبد الرحمن أخشى أن يكون التصحيف في حديث السراج لا في المسند لأنه لو كان له أصل من حديث ابن مهدي عن شعبة لم يرو في حديث السراج وحده بل تراه في دوواين شهيرة والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:51]ـ
قال السراج
ثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ ". يَعْنِي التَّسْبِيحَ.
بعيد أن تكون وسمعته -من حيث اللغة -والإستخدام المتعارف عليه
بل هي وشعبة كما بينت النسخة أو الرواية الأخرى
في ما يظهر
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 01:59]ـ
قلت شيخنا عبد الرحمن جزاك الله خيرا أي في ما فاتني: كذلك متابعة زياد بن أيوب لمن روى عن إسماعيل بن علية
كما في حديث السراج
وأخرج في الأ نوار في شمائل النبي المختار رواية أحمد ابن المقدام
قلت: أحسن الله إليك
ومما فاتني ولم تستدركه أخي الكريم متابعة زياد بن أيوب أيضا فيمن روى عن جرير والغريب أنها مقرونة في رواية ابن علية التي أشرت إليها
تنبيه مهم: هاتان المتابعتان لم تردا في المسند وأرجو أن تكون محفوظتين
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 02:02]ـ
قال السراج
ثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ ". يَعْنِي التَّسْبِيحَ.
بعيد أن تكون وسمعته -من حيث اللغة -والإستخدام المتعارف عليه
بل هي وشعبة كما بينت النسخة أو الرواية الأخرى
في ما يظهر
هذا محتمل بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 02:15]ـ
فأين مثل الإمام أحمد عن هذه الرواية الرفيعة جدا ألا يقوي هذا التصحيف والخطأ
ألم تقل حفظك الله
في حديث سفيان
وأخرجه السراج في مسنده ثنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة ثنا عبد الرحمن
فأين الإمام أحمد عن هذه الرواية الرفيعة جدا أيضا
.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 02:40]ـ
الخلاصة أن تسعة وعشرين راويا رووا عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل قالوا وما هما يا رسول الله؟ قال يسبح أحدكم عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا في دبر كل صلاة فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى أحدكم إلى فراشه كبر الله وحمده وسبحه مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمس مائه سيئة؟ قال ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعد هكذا وعد بأصابعه قالوا يا رسول الله كيف لا نحصيها؟ قال يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فيقول له اذكر حاجة كذا وحاجة كذا حتى ينصرف ولم يذكر ويأتيه عند منامه فينومه ولم يذكر "
وهذا حديث صحيح
عطاء بن السائب ثقة وثقه الأيمة لكنه اختلط وقد جمعت كلام الأيمة فيه وحاصل ذلك أن الرواة عنه أصناف
1/ منهم من روى عنه قبل اختلاطه كأيوب والسفيانين وشعبة وحماد بن زيد وزائدة وزهير بن معاوية لقدم هؤلاء وكان ينبغي أن يذكر معهم إسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي والأعمش ومسعر بن كدام لأن إسماعيل والتيمي من أقران أيوب وهم أكبر من روى عن عطاء والأعمش ومسعر كوفيان وهما من أقران الثوري وشعبة وأقدم وفاة منهما ولعلهم لم يذكروا في من روى عنه قبل الاختلاط لقلة ما أسندوه عنه
2/ ومنهم من روى عنه بعد اختلاطه كجرير وخالد بن عبد الله وعلي بن عاصم وإسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل وابن جريج
3/ ومنهم من روى عنه قبل وبعد الاختلاط كأبي عوانة وحماد بن سلمة على الصحيح لكن أبو عوانة اختلطت عليه فلم يميز بينها أما حماد بن سلمة فقد صرح ابن معين وابن الجارود أن أحاديثه عن عطاء مستقيمة جياد
4/ والباقي ممن روى عنه لم أقف على كلام فيهم كأبي الأحوص وعبد الله بن الأجلح ومعمر ونحوهم فيتوقف في حديثهم والله تعالى أعلم
وهذا الحديث رواه عن عطاء جمع كثير جدا من أصحابه ثلاثون راويا وهم صنفان:
1/ قدماء أصحابه الكبار الثقات والأسانيد إليهم صحيحة وهم عشرة أيوب والسفيانان والحمادان وشعبة وزائدة والأعمش ومسعر بن كدام وإسماعيل بن أبي خالد وعلى رواية هؤلاء المعتمد
2/ الباقي وكلهم روايتهم عنه إما بعد اختلاطه وإما أنهم لا يدرى متى رووا عنه وهم أصناف أيضا:
1/ ثقات والأسانيد إليهم صحيحة وهم اثنا عشر جرير وإسماعيل بن علية ومحمد بن فضيل ومعمر وأبو الأحوص وموسى بن أعين وأبو بكر النهشلي وعبد الله بن الأجلح وإبراهيم بن طهمان والمسعودي والعوام بن حوشب [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وورقاء بن عمر وهؤلاء توبعوا كما مضى
2/ ثقات أيضا لكن الأسانيد إليهم ضعيفة وهم أربعة مالك بن مغول وعبد العزيز بن أبي رواد وأبان بن صالح ومحمد بن شعيب
3/ صنف ضعيف والسند إليه صحيح وهو أبو يحيى التيمي
4/ صنف ضعف في الحديث وفي السند إليه ضعف وهو الإمام أبو حنيفة وأبو إسحاق الحميسي
والسائب أبو عطاء هو ابن مالك ويقال ابن يزيد ويقال ابن زيد الثقفي الكوفي ثقة وثقه ابن معين وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات
روايته عن عطاء موقوفة والصحيح الرفع كما مضى [1]
يتبع إن شاء الله بذكر لطيفتين وبعض التعقبات
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 02:22]ـ
لطيفتان:
1/ كان أيوب السختياني لمنزلة هذا الحديث عنده وثقة راويه يوصي أهل الحديث بسماعه فقد قال ابن حبان والطبراني ثنا أبو خليفة ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حماد بن زيد قال كان أيوب السختياني حدثنا عن عطاء بن السائب بحديث التسبيح قبل أن يقدم علينا عطاء البصرة فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب انطلقوا فاسمعوا منه حديث التسبيح
وإسناده صحيح تقدم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن أبي حاتم حدثني أبي ثني إبراهيم بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد يقول أتينا أيوب فقال اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة اذهبوا إليه فاسألوه عن حديث أبيه في التسبيح
وقال عبد الله بن أحمد ومحمد بن علي بن داود ثنا القواريري ثنا حماد بن زيد قال قدم علينا عطاء بن السائب البصرة فقال لنا أيوب ائتوه وسلوه عن حديث التسبيح قال القواريري يريد حديث أبيه عن عبد الله بن عمرو
أقول: مقتضى توثيق أيوب لعطاء ووصيته أهل الحديث بسماع هذا الحديث منه ثبوت الحديث عنده وقبوله له وهذا الذي فهمه النووي فقال في الأذكار: إسناده صحيح إلا أن فيه عطاء بن السائب وفيه اختلاف بسبب اختلاطه وقد أشار أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا
وقد تعقب الحافظ في نتائج الأفكار النووي في بعض ما قاله في هذا الحديث فقال (2/ 267): وقول الشيخ إن عطاء بن السائب مختلف فيه من أجل اختلاطه لا أثر لذلك لأن شعبة والثوري وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل وهذا من ذلك وأيد ذلك ما ذكره الشيخ عن أيوب
ثم ساق الحافظ بسنديه خبر أيوب الذي ذكرناه ثم قال (2/ 268): فدل هذا على أن عطاء حدث به قديما بحيث حدث به عنه أيوب وهو من أقرانه أو أكبر منه
أقول: قول الحافظ هذا يقتضي أيضا تصحيحه الحديث لذاته وهو الصحيح كما سبق وكما سيأتي ولكن يعكر على قوله هذا قوله بعد: لكن في كون هذا حكما من أيوب بصحة هذا الحديث نظر لأن الظاهر أنه قصد علو الإسناد لهم قال الحافظ ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان لكنه ثقة ولحديثه شاهد قوي بسند قوي فلذلك صححت الحديث
أقول: قول الحافظ لكن في كون هذا حكما من أيوب بصحة هذا الحديث نظر لأن الظاهر أنه قصد علو الإسناد لهم هو الذي فيه نظر فإن مقتضى توثيق أيوب لعطاء كما سبق ووصيته أهل الحديث بسماع حديث التسبيح منه لا يقصد به طلب علو الإسناد لهم فحسب وإنما يقصد به صحة الحديث عنده ودلهم على أخذ سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من معينها الأصلي فإن هذا عند أولئك القوم مقدم على شهوة العلو والله أعلم
وقول الحافظ أيضا ووالد عطاء الذي تفرد بهذا الحديث لم يخرج له الشيخان لكنه ثقة ولحديثه شاهد قوي بسند قوي فلذلك صححت الحديث يعارض قوله المتقدم الذي تعقب به النووي " وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قبل وهذا من ذلك " فمفاد القول الأول أنه إنما صحح الحديث لوجود شاهد قوي له ومفاد قوله الثاني أن الحديث صحيح لذاته لأن عطاء ثقة اختلط وقد تميز حديثه هذا لأن الثقات القدماء من أصحابه هم من رواه عنه
أقول: الصحيح من قولي الحافظ هو أن هذا الحديث صحيح لذاته صححه أيوب السختياني كما فهمه النووي وشرحناه وصححه غير أيوب أيضا كما سنبينه
يتبع إن شاء الله ببيان علةالشاهد القوي الذي أشار إليه الحافظ
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 02:53]ـ
وهذا الشاهد الذي به صحح الحافظ هذا الحديث ليس بقوي وسنده ليس بقوي كما قال الحافظ بل هو حديث شاذ غير محفوظ أعله الإمام النسائي
قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 269): أما الشاهد الذي أشرت إليه ففيما قرأت على العماد أبي بكر وساق السند إلى الحسن بن عرفة ثنا المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا حديث حسن من هذا الوجه ... قال النسائي خالفه شعبة وغيره في لفظه يريد الحديث الذي أخبرني أبو إسحاق وساق سنده إلى عبد بن حميد ثنا جعفر بن عون [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) ثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة وعفا عنه بها ألف خطيئة "
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم ... وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان اهـ
أقول: هذا هو الشاهد الذي صحح به الحافظ حديثنا وقد بينت شذوذه من جزء وخلاصته أن هذا الحديث رواه باللفظ الثاني عن موسى الجهني خمسة عشر راويا عبد الله بن نمير والثوري ويحيى بن سعيد وعمر بن علي ويعلى ومحمد ابنا عبيد ومروان بن معاوية وجعفر بن عون وعلي بن مسهر وأبو عوانة ويحيى بن زكريا والمحاربي وعبيد الله بن سعد ومندل بن علي وشعبة
وخالفهم المبارك بن سعيد وحده فرواه عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا ويسبح عشرا ويحمد عشرا فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان فإذا أوى إلى فراشه يكبر الله عز وجل أربعا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويسبحه ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان وألف في الميزان قال ثم قال وأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة؟ "
قال الحافظ: وتفرد المبارك بن سعيد باللفظ الأول وهو ثقة عند ابن معين وغيره فاحتمل أن يكون عند موسى الجهني بالإسناد المذكور حديثان
أقول: قد يصح احتمال الحافظ لو تفرد به المبارك لكنه لم يتفرد به بل خولف في هذا الحديث
قال النسائي في الكبرى خالفه يعلى بن عبيد رواه عن موسى الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة
أخبرنا أحمد بن سليمان ثنا يعلى ثنا موسى وهو الجهني عن موسى عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال " من قال في دبر كل صلاة عشر تسبيحات وعشر تكبيرات وعشر تحميدات في خمس صلوات فتلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا أخذ مضجعه مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يصيب في يوم ألفين وخمسمائة سيئة "
قال أبو عبد الرحمن (النسائي): موسى الثاني لا أعرفه
وقال المزي في التحفة: قال أبو عبد الرحمن النسائي والصواب حديث يعلى
وقال الحافظ نفسه في الأربعين المتباينة السماع: ورواه أيضا من طريق يعلى بن عبيد عن موسى الجهني عن موسى غير منسوب عن أبي زرعة بن أبي هريرة وقال الصواب حديث يعلى
أقول: قول النسائي هذا ليس في المطبوع من السنن
ورواية يعلى بن عبيد التي صوبها النسائي تبين بجلاء خطأ المبارك بن سعيد في روايته وأنه دخل عليه حديث في حديث وتبين أيضا خطأ الحافظ في اعتباره هذا الحديث شاهدا قويا
الخلاصة أن حديث عطاء بن السائب حديث صحيح لذاته لا يحتاج إلى شاهد ليصح وقد صححه أيوب السختياني كما شرحناه من توثيقه لعطاء ووصيته أهل الحديث بسماعه منه وهو الذي فهمه الإمام النووي أيضا خلافا للحافظ والله أعلم
في مطبوع النتائج جعفر بن عوف بالفاء وهو خطأ [1]
يتبع باللطيفة الثانية وتنبيهات وعذرا على تقطيع الموضوع
ـ[عبدالله الرباحي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 11:34]ـ
أخي الفاضل عدلان وفقك الله لمرضاته
أرجو أن يكون لك أجر من يذب الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كنت قديما قد بحثت حديث (من صلى لله أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق)
والحديث مشهور وقد رواه الترمذي وحسنه الألباني رحمهم الله
وقد جمعت حينها طرقه فوجدت وهما عظيما في أحد رواته تسبب في تحسين الحديث وهو حبيب بن أبي حبيب البجلي الإسكاف
وأشار إلى ذلك الترمذي في سننه حيث سماه شيخ الترمذي سلم بن قتيبة (حبيب بن أبي ثابت) مخالفا الثقاة الذين أهملوه
أو سموه حبيب بن أبي حبيب
ثم إني رأيت الدارقطني رحمه الله قد قال ذلك في العلل ونسب الرواية لحبيب الإسكاف وقال حديث موضوع
ثم وجدت ابن حجر في التلخيص الحبير قد وافق الدارقطني رحمهم الله
وقلت حينها لمن عارض في هذا بتحسين الألباني رحمه الله: أن الشيخ ناصر رحمه الله لم يستحضر قول هذين الجبلين الدارقطني
والعسقلاني وإلا لكان وافقهما أو رد عليهما كما هي عادته
وللأسف الشديد فقد كنت فقدت بحثي هذا ولعله خير سيق إليك أخي عدلان
أرجو أن يوفقك الله لدراسة الحديث ونشر ذلك فقد وقع في العمل بهذا الحديث كثير من طلبة العلم ناهيك عن العوام
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 01:19]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم عبد الله على حسن ظنك بأخيك وأسأل الله الكريم أن يحفظ لك ثواب جهدك في بحثك وأن يرزقك الصبر والاحتساب على ضياعه وأرجو الله الكريم أن يبارك في أوقاتي وأن يسددني ويعينني على تخريج الحديث الذي أشرت إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتأني]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:04]ـ
فائدة:
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا ابن أبي عمران ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر فتكاب عليه أصحاب الحديث فقال لهم قد حدثتكم بحديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به أشهد لا حدثتكم شهرا
إسحاق بن أبي إسرائيل هو أبو يعقوب المروزي ثقة حافظ
والسند إليه صحيح ابن أبي عمران هو أحمد أبو جعفر الفقيه البغدادي وثقه ابن يونس
السلام عليكم
نفع الله بك وجعلك مباركا أينما كنت
* احتمال
أليس في قول حماد رحمه الله إشارة إلى تصحيح الحديث؟
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 11:08]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم المتأني وزادك الله حلما وأناة
قلت أنا في آخر ما رفعت من الموضوع وقد قطعته لأسباب " يتبع باللطيفة الثانية وتنبيهات وعذرا على تقطيع الموضوع " وإليكها أخي الكريم
اللطيفة الثانية قال الطحاوي ثنا ابن أبي عمران ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر فتكاب عليه أصحاب الحديث فقال لهم قد حدثتكم بحديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به أشهد لا حدثتكم شهرا اهـ
إسحاق بن أبي إسرائيل هو أبو يعقوب المروزي ثقة حافظ
والسند إليه صحيح ابن أبي عمران هو أحمد أبو جعفر الفقيه البغدادي وثقه ابن يونس
وفي هذه القصة فوائد
1/ بيان منزلة حماد بن زيد عند أصحاب الحديث وإمامته بينهم
2/ تعظيم أصحاب الحديث أيمتهم ورغبتهم في الانتفاع بهم والحرص على مجالستهم والمسارعة إلى ذلك والتنافس عليه ووجهه من القصة قوله صلينا مع حماد بن زيد صلاة العصر فتكاب عليه أصحاب الحديث
3/ أمر أيمة الحديث بالمعروف ونهيهم عن المنكر ولو لم يكن المتروك واجبا
4/ تعظيمهم للسنن وحرصهم على العمل بالعلم ووجهه من القصة فقال لهم قد حدثتكم بحديث عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو في التسبيح فأيكم عمل به
5/ جواز عقوبة المستهين بالسنن زجرا له حتى تعظم السنن في عينه فيعمل بها ووجهه أشهد لا حدثتكم شهرا وهذا الحكم مأخوذ من النصوص الشرعية وفعل حماد تطبيق عملي له
6/ تصحيح حماد بن زيد حديث التسبيح ووجهه إنكاره على أصحاب الحديث ترك العمل به ولا يستقيم أن ينكر عليهم ترك العمل بحديث لا يراه ثابتا بل يزيد على إنكاره عقوبة لهم أشهد لا حدثتكم شهرا
هذه بعض الفوائد انقدحت في نفسي من هذه القصة والله تعالى أعلم وقد صحح هذا الحديث أيضا الترمذي في السنن وابن حبان وصحح ابن خزيمة بعضه وهو تصحيح للحديث أيضا وصححه البغوي أيضا وصححه الحافظ في نتائج الأفكار
بقي تنبيه به ينتهي البحث والحمد لله أولا وآخرا
ـ[المتأني]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 09:05]ـ
عذرا لم أتنبه لذلك
دمت موفقا
وزادك الله حلما وعلما وعملا
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 01:01]ـ
آمين وإياك أخي الكريم(/)
المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي - الجزء الثامن-الذي لم يرفع على الشبكة
ـ[المريجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اكرمني الله تعالى بالوقوف على الجزء الثامن من المعجم المفهرس الذي يحوي على الفهارس
قام بتأليفها كلا من
1 - ويم رافن
2 - يان يوست ويتكام
وقد قمت بالتصوير وها أنا ارفع مقدمة الجزء الثامن التي وضعها يان يوست
و الإرشادات التي وضعها ويم رافن
اللينكات من موقعين
1 -
http://www.mediafire.com/?v68zzefdagtc2pc
2-http://rapidshare.com/files/423227326/___________8_-______________________________ ___-______________.rar
و (في المرفقات أيضا)
والحمد لله على نعمه
كتب المريجي الأثري(/)
السيدة عائشه رضي الله عنها ونماذج من مروياتها في الصحيحين
ـ[احمد الصايم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 03:30]ـ
السيدة عائشه رضي الله عنها ونماذج من مروياتها في الصحيحين
O
الاهداء
الى قبس من بيت النبوة
الى من علمت الرجال قبل النساء
الى من نزلت براءتها من السماء
الى من بينت للعالم مكانة المرأة في الاسلام
الى حبيبة المحبوب (صلى الله عليه وسلم)
الى السيدة العفيفة
الى الحصان الرزان
الى السيدة عائشة رضي الله عنها
الشكر
اقدم شكري وامتناني الى كل من وقف دفاعا عن عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودافع ونافح عن امنا السيدة العفيفة عائشة رضي الله عنها، راجيا من الله العزيز الحكيم أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم , اِنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد سيد المرسلين , وعلى آلة وصحبه اجمعين.
الموضوع
الصفحة
الاهداء
3
الشكر
4
الفهرست
5
المقدمة
6 – 7
الفصل الاول
8 ــ11
المبحث الاول / اسمها ونسبها
9ــ 10
المبحث الثاني / مكانة عائلتها
11
الفصل الثاني
12 ــ 19
المبحث الاول / نشأتها وزواجها
13ــ 14
المبحث الثاني / محنة الافك
15 – 19
الفصل الثالث
20 – 25
المبحث الاول / فقهها
21 – 23
المبحث الثاني / روايتها للحديث
24 – 25
الفصل الرابع
26 – 29
المبحث الاول / فضائلها
27 – 28
المبحث الثاني / وفاتها
29
نماذج من مروياتها في الصحيحين
30 - 35
المصادر
36
الفهرست
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الوحي والكتاب , والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الناطق بالحق والصواب وعلى آله وصحبه وسلم.
اما بعد:
فان اهمية السنة النبوية لا تخفى على احد كونها المصدر الثاني للتشريع في الاسلام , لذا اهتم بها سلفنا الصالح بدأً من الصحابة ومن اتى بعدهم والى وقتنا الحاضر. لذلك رغبت ان يكون موضوع بحثي في الحديث النبوي الشريف وعلومه , وقد وقع اختياري على السيدة عائشة رضي الله عنها كونها من المكثرين لرواية الحديث من الصحابة رضي الله عنهم.
وقد جاء منهجي في البحث على النحو التالي:
الفصل الاول: المبحث الاول فتكلمت عن اسمها ونسبها ونسب عائلتها وعشيرتها بني تيم ونشأتها , منذ الولادة الى ان اتمت النشأة في بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم. والمبحث الثاني: فأتكلم فيه عن مكانة عائلتها ومكانة ابيها رضي الله عنه , وما قيل فيه وامها وما قيل فيها.
والفصل الثاني: فيكون من مبحثين , المبحث الاول تكلمت فيه عن نشأتها وزواجها , والمبحث الثاني: تكلمت فيه عن محنتها الكبرى الا وهي محنة الافك.
والفصل الثالث , فهو عن فقهها وروايتها للحديث. المبحث الاول: فقهها ونماذج من فتاواها وماقيل فيها رضي الله عنها ,والمبحث الثاني: روايتها للحديث , تكلمت عمن اخذت الحديث ومن هم تلاميذها.
والفصل الرابع: فهو عن فضائلها ووفاتها. المبحث الاول: ذكر بعض من فضائلها , وذكرت بعض ماقال فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما قال فيها بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعا. المبحث الثاني: فكان عن وفاتها وما وصت به.
وقد ختمت بحثي هذا ببعض من مروياتها في الصحيحين.
هذا وقد اعتمدت في بحثي على ما تيسر لي من المصادر والمراجع. ثم ختمت البحث بخاتمة ضمنتها اهم النتائج التي توصلت اليها فيه.
واخيراً اقول: هذا مبلغ جهدي وطاقتي , فان وفقت فمن فضل الله عليَ وان اخطأت فمن نفسي وحسبي اني بذلت ما في وسعي , وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبة وسلم.
الفصل الاول
المبحث الاول: اسمها , ونسبها , ونشأتها.
المبحث الثاني: مكانة عائلتها.
المبحث الاول
1 - اسمها ونسبها وكنيتها:
هي عائشة بنت ابي بكر الصديق [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn1) ( رضي الله عنهما) بن ابي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn2).
اما كنيتها , فهي ام عبد الله , وقد قيل في كنيتها اقوال منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن عائشة رضي الله عنها , قالت: اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله كنيت نساءك فكنني , قال: تكني بابن أختك عبد الله [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn3).
وقيل انها تكنت بذلك لانها ولدت من النبي (صلى الله عليه وسلم) ولداً فمات طفلاً [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn4) , وسبب كنيتها بهذا ان الرسول صلى الله علية وسلم كناها به5.
اما امها: هي ام رومان ابنة عامر بن عُويمر بن عبد شمس بن عتاب بن اذينة بن سُبيع بن دُهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة6. اسلمت قديما وبايعت وهاجرت مع اهل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , توفيت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة في ذي الحجة سنة ست من الهجرة 7.
ولِدت السيدة عائشة (رضي الله عنها) بعد المبعث باربع او خمس سنين8, في مكة.
وعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ طفولتها الباكرة , وانزلها من نفسه اعز منزل , وشاهدها تنمو بين عينيه ويتفتح صباها على ملاحة آخاذة وبديهة حاضرة , مع فصاحة في اللسان وشجاعة في القلب , وبلغ من اعزاز الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان يوصي امها بها [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn5) .
المبحث الثاني
2 - مكانة عائلتها:
لقد عُرف قوم سيدتنا عائشة رضي الله عنها – بنو تيم – بالكرم والشجاعة والامانة وسداد الرأي , كما كانو مضرب المثل في البر بنسائهم والترفق بهن وحسن معاشرتهن [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn6) .
ثم كان لوالدها الى جانب هذا الارث الطيب شهرة ذائعة في دماثة الخلق وحسن العشرة ولين الجانب , واجمع مؤرخو الاسلام على انه كان انسب قريش لقريش , واعلم الناس بها , وبما كان فيها من خير وشر [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn7) .
كما اجتمعت لابي بكر من تجارته مال كثير وحقق له الثراء والغنى واستقامة الخلق بروز شخصيته في المجتمع الجاهلي في مكة , وجاءه الثراء الذي سيسخره فيما بعد لخدمة دينه ونبيه. جاءه من تجارته بتجارة القماش [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn8) .
واقام الصديق, بمكان قريب من النبي (صلى الله عليه وسلم) بحي التجار في مكة, بعد زواجه من السيدة خديجة (رضي الله عنها) ولتشابهما في كثير من الصفات , نشأت بينهما صداقة ورفقة امتدت الى ان جاء الاسلام فزداها عمقاً ورسوخاً فجعلها أخوة صادقة في الله تعالى , حتى قال فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم):
((لو كنت متخذاً من امتي خليلاً لاتخذت ابا بكر , ولكن اخي وصاحبي)) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn9) .
واما امها ام رومان , فلها من الفضائل الكثير , حيث صبرت مع زوجها اثناء الدعوة في بداية امرها , ووقفت معه حين هاجر زوجها (رضي الله عنه) مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة , وبقيت ترعى ابنائها في صبر وحين توفيت دخل الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبرها واستغفر لها وقال: ((اللهم لم يخفَ عليك مالقيت ام رومان فيك وفي رسولك)) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn10).
الفصل الثاني
المبحث الاول: نشأتها وزواجها
المبحث الثاني: محنة الافك
المبحث الاول
نشاتها وزواجها
روى الطبراني بسندة [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn1) عن عائشة رضي الله عنها: انها قالت: لما توفيت خديجة رضي الله عنها , قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مضعون وذلك بمكة: أي يارسول الله , الا تتزوج؟ قال: ومن؟ قالت: ان شئت بكراً وان شئت ثيباً , قال: فمن البكر؟ قالت: بنت احب خلق الله اليك , عائشة بنت ابي بكر. قال ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة , امنت بك واتبعتك , قال: فاذهبي , فاذكريهما علي , فجاءت فدخلت بيت ابي بكر فوجدت , فقالت: ما ادخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: ارسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم , اخطب عليه عائشة , قالت: وددت , انتظري ابا بكر , فجاء ابو بكر , فذكرت له , فقال: وهل تصلح له
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي بنت اخيه؟ فرجعت , فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , قال: قولي له: (انت اخي في الاسلام , وابنتك تحل لي) قالت: فاتيت ابا بكر فذكرت له ذلك , فقال: انتظريني حتى ارجع , وقالت ام رومان اتجلو الموقف للخاطبة , ان المطعم بن عدي كان قد ذكر عائشة على ابنه (جبير) ولا والله ماوعد ابو بكر شيئاً قط فاخلف. فدخل ابو بكر على مطعم وعنده امرأته (ام جبير) وكانت مشركة فقالت العجوز: ياابن قحافة لعلنا ان زوجنا ابننا ابنتك , ان تصبئه وتدخله في دينك الذي انت عليه؟ فلم يرد عليها (ابو بكر) بل التفت الى زوجها فقال: ماتقول هذه؟ اجاب انها تقول ذلك (الذي سمعت). فخرج ابو بكر وقد شعر بارتياح , لما احله الله من وعده وعاد الى بيته فقال لخولة: ادعي رسول الله عليه الصلاة والسلام , فمضت خولة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فدعته , فجاء بيت صديقه ابي بكر , فأنكحه عائشة وهي يومئذ بنت ست او سبع سنين. ولم يشأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) ان ينتزع الصبية من ملاهي حداثتها او يثقل عليها اعباء الزوجية ومسؤولياتها بل تركت حيث هي في بيت ابيها تمرح لاهية مع والدتها وصواحبها واترابها [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn2).
بعد هجرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة , واستقراره فيها ارسل – زيد بن حارثة – رضي الله عنه , ليصحب بنات الرسول (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة ومعه رسالة من ابي بكر الى ابنه – عبد الله – يطلب فيها ان يلحق به مصطحباً زوجته ام رومان وابنتيه اسماء وعائشة [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn3) , واذ تم الاستقرار في المدينة وبنى المسجد وحجرات زوجاته , تحدث ابو بكر بعد الهجرة باشهر الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في اتمام الزواج الذي عقده بمكة منذ ثلاث سنوات , فلبى الرسول (صلى الله عليه وسلم) راضياً واسرع مع رجال ونساء من الانصار الى منزل ابي بكر حيث كان يقيم في بني حارث بن الخزرج [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn4) .
وتصف السيدة عائشة (رضي الله عنها) يوم عرسها فتقول: جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيتنا فاجتمع اليه رجال ونساء من الانصار , فجائتني امي , وانا في ارجوحة بين عذقين فانزلتني ثم سوت لي شعري ومسحت وجهي بشيء من ماء , ثم اقبلت تقودني , حتى اذا كنت عند الباب وقفت بي حتى ذهب بعض نفسي ثم ادخلتني , ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس على سرير في بيتنا فاجلستني في حجره وقالت: هؤلاء اهلك , فبارك الله لك فيهن وبارك لهن فيك [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn5) .
وادق من هذا ان يقال ان عائشة رضي الله عنها قد اكتمل نموها في هذا البيت ونضجت شخصيتها وتدرجت بين عيني الرسول (صلى الله عليه وسلم) من صبية يأتيها زوجها بصواحبها ليلعبن معها , او يحملها على عاتقه لتطل على نفر من الحبشة يلعبون الحراب [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn6) , الى شابة ناضجة مجربة.
المبحث الثاني
محنة الافك
الافك: الافك الكذب , و افك يافك بالكسر , ورجل افاك أي كذاب , والافك بالفتح مصدر , افكه أي قلبه وصرفه عن الشيء وبابه ضرب ومنه قوله تعالى ((اجئتنا لتأفكنا عما وجدنا عليه ابائنا)) [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn7). وأتفكت البلدة باهلها انقلبت والمؤتفكات , المدن التي قلبها الله تعالى على قوم لوط , والمؤتفكات ايضاً الرياح التي تختلف مهابها , والمأفوك المأفون وهو الضعيف العقل والرأي , وقوله تعالى ((يؤفك عنه من أفك)) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn8). قال مجاهد: يؤفن عنه افن [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn9) .
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا اراد سفر اقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهم معه فخرج بي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn10) . وكان ذلك عند خروج الرسول (صلى الله عليه وسلم) لغزو بني المصطلق , وحدث في السنة السادسة للهجرة , بعد زواج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من زينب بنت جحش رضي الله عنها.
قالت: وكان النساء اذ ذلك انما يأكلن العلق [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn11) , ولم يهجن اللحم فيثقل , وكنت اذا رُ حل لي بعيري , جلست في هودجي ثم يأتي القوم الذين يرحلون لي ويحملوني فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله ثم يأخذو برأس البعير فينطلقون به. قالت: فلما فرغ الرسول (صلى الله عليه وسلم) من سفره ذلك. وجه قافلاً حتى اذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات فيه بعض الليل , ثم اذن بالناس في الرحيل , فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد لي فيه جزع من ظفار , فلما فرغت انسل من عنقي ولا ادري , فلما رجعت الى الرحل , ذهبت التمسه في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل , فرجعت الى مكاني الذي ذهبت اليه فالتمسته حتى وجدته , وجاء القوم خلافي , الذين كانوا يرحلون لي البعير وقد فرغوا من رحلته فاخذوا الهودج وهم يضنون اني فيه كما كنت اصنع فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا اني فيه , ثم اخذوا برأس البعير , فانطلقوا به فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب , قد انطلق الناس [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn12) .
قالت: فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني , وعرفت ان لو افتقدت لرجع الي. قالت: فوالله اني لمضطجعة اذ مر بي صفوان ابن المعطل السلمي , وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس , فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي , وقد كان يراني من قبل ان يضرب علينا الحجاب , فلما رأني قال: أنا لله وأنا اليه راجعون , اضعينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)! وأنا متلفعة في ثيابي , قال: ماخلفك يرحمك الله؟ قالت: فما كلمته , ثم قرب البعير, فقال: أركبي , واستأخر عني , قالت: فركبت وأخذ برأس البعير , فانطلق سريعا , يطلب الناس , فوالله ماأدركنا الناس ,وما افتقدت حتى اصبحت , ونزل الناس , فلما اطمئنوا طلع الرجل يقود بي , فقال اهل الافك ماقالوا فأرتعج [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn13) العسكر , ووالله ما اعلم بشيء من ذلك [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn14) .
ثم قدمنا المدينة , فلم البث ان اشتكيت شكوى شديدة , ولا يبلغني من ذلك شيء , وقد انتهى الحديث الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والى ابوي , ولا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا ,الا اني قد انكرت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعض لطفه بي , كنت اذا اشتكيت رحمني , ولطف بي , فلم يفعل بي في شكواي تلك, فأنكرت ذلك منه , كان اذا دخل علي وعندي امي تمرضني ,قال: كيف بنتكم , لا يزيد على ذلك [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn15) .
قالت: حتى وجدت في نفسي , فقلت يارسول الله , حين رأيت مارأيت من جفائه لي: لو أذنت لي. فانتقلت الى امي , فمرضتني؟ قال: لا عليك. قالت: فانتقلت الى امي , ولا علم لي بشيء مما كان , حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة , وكنا قوما عربا , لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الاعاجم , تعافها وتكرهها , انما كنا نذهب في فسح المدينة , وانما كانت النساء يخرجن كل ليلة في هوائجهن , فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي ام مسطح بنت رُهم بن المطلب بن عبد مناف , وكانت امها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم , خالى ابي بكر الصديق رضي الله عنها. قالت: فوالله انها لتمشي معي اذ عثرت في مرطها [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn16) فقالت:تعس مسطح! ومسطح , قالت: قلت بئس لعمر الله ماقلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا , قالت: او ما بلغك الخبر يابنت ابي
(يُتْبَعُ)
(/)
بكر؟ قالت: قلت: وما الخبر؟ فاخبرتني بالذي كان من قول اهل الافك , قالت: قلت: او قد كان هذا؟ قالت: نعم والله لقد كان. قالت: فوالله ما قدرت على ان اقضي حاجتي , ورجعت , فوالله مازلت ابكي حتى ظننت ان البكاء سيصدع كبدي , قالت: وقلت لامي: يغفر الله لك , تحدث الناس بما تحدثوا به , ولا تذكرين لي من ذلك شيئا! قالت: أي بنيه , خفضي عليك الشأن , فوالله لقلما كانت أمرأة حسناء , عند رجل يحبها لها ضرائر , الا كثرن وكثر الناس عليها [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn17).
قالت: وقد قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , في الناس يخطبهم ولا اعلم بذلك فحمد الله , واثنى عليه , ثم قال: ايها الناس , ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق , والله ماعلمت منهم الا خيراً ويقولون ذلك لرجل والله ماعلمت منه الا خيرا , وما يدخل بيتا من بيوتي الا وهو معي.
قالت: وكان كُبِر [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn18) ذلك عند عبدالله بن ابي سلول , في رجال من الخزرج , مع الذي قال مسطح وحمنة بنت جحش , وذلك ان اختها , زينب بنت حجش رضي الله عنها , كانت عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , ولم تكن من نسائه امرأة تناصبني في المنزلة عنده غيرها , فاما زينب فعصمها الله تعالى بدينها , فلم تقل الا خيراً , واما حمنة بنت جحش , فاشاعت من ذلك ما اشاعت , تضادني لاختها , فشقيت بذلك.
فلما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تلك المقامة , قال اسيد بن حضير: يارسول الله ان يكونوا من الاوس نكفيكهم , وان يكونوا من اخواننا من الخزرج , فمر بأمرك , فوالله انهم لاهل ان نضرب اعناقهم , قالت: فقام سعد ابن عبادة , وكان قبل ذلك يُرى رجلاً صالحاً , فقال: كذبت لعمر الله , لا نضرب اعناقهم , اما والله ما قلت هذه المقالة الا انك قد عرفت انهم من الخزرج , ولو كانوا من قومك ما قلت هذا.
فقال اسيد: كذبت لعمر الله , ولكنك منافق , تجادل عن المنافقين , قالت: وتساور الناس , حتى كاد ان يكون بين هذين الحبيبين من الاوس والخزرج شر. ونزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فدخل علي [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn19) .
قالت: فدعا علي بن ابي طالب رضي الله عنه , واسامة بن زيد , فاستشارهما , فاما اسامة فاثنى علي خيراً وقاله , ثم قال: يارسول الله , اهلك ولا تعلم منهم الا خيراً , وهذا الكذب والباطل , واما علي فانه قال: يارسول الله ان النساء لكثير , وانك لقادر على ان تستخلف , وسل الجارية , فانها ستصدقك , فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , بريرة ليسألها , قالت: فقام اليها علي بن ابي طالب , فضربها ضرباً مبرحاً شديداً , ويقول: اصدقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , قالت: فتقول والله ما اعلم الا خيراً , وما كنت اعيب على عائشة شيئاً , الا اني كنت اعجن عجيني , فأمرها ان تحفظه , فتنام عنه , فتأتي الشاة فتأكله [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn20)
قالت: ثم دخل علي رسول (صلى الله عليه وسلم) , وعندي ابواي , وعندي امرأة من الانصار , وانا ابكي , وهي تبكي معي , فجلس , فحمد الله , واثنى عليه , ثم قال: ياعائشة انه قد كان ما قد بلغك من قول الناس , فاتقي الله , وان كنت قد قارفت سوءاً مما يقول الناس , فتوبي الى الله , فان الله يقبل التوبة عن عباده. قالت: فوالله ما هو الا ان قال لي ذلك , فقلص دمعي , حتى ما احس منه شيئاً , وانتظرت ابوي ان يجيبا عني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فلم يتكلما. قالت: وايم الله لانا كنت احقر في نفسي , واصغر شأنا من ان يتنزل الله في قرآنا يقرأ به في المساجد , ويصلى به , ولكني قد كنت ارجو ان يرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نومه شيئاً , , يكذب به الله عني , لما يعلم من براءتي , او يخبر خبراً , فاما قرآن ينزل في , فوالله لنفسي كانت احقر عندي من ذلك , قالت: فلما لم ار ابوي يتكلمان , قالت: قلت لهما: الا تجيبان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قالت: فقالا: والله ماندري ما نجيبه , قالت: والله ما اعلم اهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل ابي
(يُتْبَعُ)
(/)
بكر في تلك الايام. قالت: فلما استعجما علي , استعبرت فبكيت , ثم قلت: والله لا اتوب الى الله مما ذكرت ابداً. والله اني لاعلم لئن اقررت بما يقول الناس , والله يعلم اني منه بريئة , لاقولن ما لم يكن , ولئن انا انكرت ما يقولون لا تصدقونني. قالت: ثم التمست اسم يعقوب فلم اذكره , فقلت: ولكن سأقول كما قال ابو يوسف: ((فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون)) [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn21) . قالت: فوالله ما برح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجلسه حتى تغشاه من الله ماكان يتغشاه , فسجي بثوبه , ووضعت له وسادة من آدم تحت راسه , فأما انا حين رأيت من ذلك ما رأيت , فوالله ما فزعت ولا باليت , قد اني بريئة , ما سري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , حتى ظننت لتخرجن انفسهما , فرقاً من ان يأتي من الله تحقيق ما قال الناس , قالت: اثم سري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فجلس , وانه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات , فجعل يمسح العرق عن جبينه , ويقول: ((ابشري ياعائشة , فقد انزل الله براءتك)). قالت: قلت: بحمد الله. ثم خرج الى الناس فخطبهم , وتلا عليهم ما انزل الله عليه من القرآن في ذلك , ثم امر بمسطح بن اثاثة وحسان بن ثابت , وحمنة بنت جحش وكانوا ممن افصح بالفاحشة , فضربوا الحد [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn22) .
[/URL]1 . المعجم الكبير – الطبراني –باب ذكر ازواج الرسول صلى الله عليه وسلم – عائشة رضي الله عنها – حديث 18962
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref1)2. تاريخ الطبري: 3/ 177 , السيرة – 4/ 293
1.تاريخ الطبري: 3/ 177 - 178, الطبقات الكبرى:8/ 62 , البداية والنهاية: 3/ 346
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref3)2. الطبقات الكبرى 8/ 63 – البداية والنهاية 3/ 347
3. الطبقات الكبرى 8/ 63
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref5)4 . صحيح البخاري – كتاب النكاح – باب حسن المعاشرة – حديث: 4896
1. سورة يونس / 78
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref7)2 . سورة الذاريات / 9
3. مختار الصحاح – محمد بن ابي بكر الرازي – كتاب الالف – 1/ 8
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref9)4 . صحيح البخاري ــ كتاب الهبة ــ باب هبة المراه لغير زوجها ــ حديث: 2474. سيرة ابن هشام – 3/ 297
5. العلق بضم: جمع علقة وهي مافيه بلغة من الطعام / مختار الصحاح
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref11)6. السيرة: 3/ 298
1. ارتعج العسكر: تحرك واضطرب – مختار الصحاح
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref13)2. السيرة: 3/ 298, تاريخ الطبري: دار الكتب العلمية – بيروت – 2/ 112
3. السيرة: 3/ 299
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref15)4 . المرط: الكساء ــ مختار الصحاح
1.السيرة: 3/ 300
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref17)2 . الكُبِر: الاثم , ومعظم الشيء. مختار الصحاح.
3. صحيح البخاري – كتاب الشهادات – باب اذا عدل رجل احد فقال – لا نعلم الا خيراً – حديث: 2515. السيرة: 3/ 301
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref19)1 . صحيح البخاري – كتاب المغازي – باب حديث الافك – حديث: 3966. وانظر ايضا السيرة: 3/ 301
2. سور يوسف / 18
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref21)1. الطبري: 2/ 112 – 113 , وانظر , الطبقات الكبرى: 8/ 62 - 63 البداية والنهاية: 3/ 347
1.هو عبد الله بن عثمان بن عامر اسمه الحقيقي , يصغر الرسول بسنتين وستة اشهر , اول رجل دخل الاسلام , اول العشرة المبشرة بالجنة , تولى الخلافة وتوفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من جمادي الاخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref1)2 . الطبقات الكبرى - ابن سعد – دار صادر – بيروت – ج8 – ص 58.
3. الادب المفرد للبخاري - باب كنية النساء – حديث: 880
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref3)4 . الاصابة في تمييز الصحابة- ابن حجر العسقلاني –دار الجيل – بيروت –ج8 - ص 18
5. الاصابة - ج 8 – ص 18 6.الطبقات الكبرى - ج 8 – ص 78
7. الاصابة في تميز الصحابة – ج 8 – ص 16
8. نفس المصدر.
1. الطبقات الكبرى - ج 8 – ص 78
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref5)1. سيرة ابن هشام – مكتبة مصطفى البابي – مصر – ج3 - ص 267.
2. الطبقات الكبرى- ابن سعد ج 3 – ص 198.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref7)3 . السيرة = ج 3 – ص 268.
4. صحيح البخاري –كتاب فضائل الصحابة –باب فضل ابي بكر – حديث - 3477
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref10"] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref9)5 . الطبقات الكبرى – ابن سعد –ج3 – ص 199 - ولم اجد له في كتب الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيكم(/)
إخبار المنْتَوَى بحقيقة من روى كتبه عمر الحدوشي حفظه الله
ـ[توحيد 34]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 07:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إمداد السقاة بدلو الرواة)
وقال أيضاً في قصيدة أخرى نظم فيها فائدة حديثية مهمة بعنوان: (إمداد السقاة بدلو الرواة)، أو: (إخبار المنْتَوَى بحقيقة من روى) هذا نصها:
الحمد لله على شَتّى النِّعَمْ * ما قد بدا منْها وما منها اكْتَتَمْ
أزكى سلامي والصلا على النبيْ * نُورِ الهُدَى وَصفاً شِهابُ الأَدَبِ
قال أبو الفضل الذي يُسْمَى عُمَرْ * وقَولُـ ه سِِمْطُ لآلٍ ودُرَرْ
من خَلْفِ قُضْبانَ صِلاَدٍ قَاسيَه * بسِجْنِ تطوان البلادِ القَاصِيَهْ
أحْوَال جُمْهُورِ الرُواة أَرْبَعُ * منها اسْتَفِدْ، لاَ صُمَّ منك المَسْمَعُ
فَمِنْهُمو بما روى يُحْتَجُّ * وإنْ يُخالِفْهُ سِواهُ فَارْجُ
وإِنْ يَكُنْ يا صَاحِبِي جَزْماً ثِقَهْ * يُقالُ في حَديثِهِ ما أَصْدَقَهْ
وَهؤُلاَ مَشَاهِرُ الحُفَاظِّ * سُطُورُهمْ تَمْحُو قذَى الأَلْحاظِ
مِثْلُ الإِمامِ أَحْمَدْ وَالمَديني * ومن جَرَى مَجْراهُما في الدين
أَئِمَةٌ كِبَارٌ لَيْسَ سَهْلاَ * عَلَيْهِمو بأن تَرُدَّ قَوْلاَ
كأَنْ يَقولَ قائِلٌ قَدْ شَذَّا * ابنُ المَدينِي أحمد قد بذَّا
بِشَرْطِ أَنْ يَكونَ من يخالِفُ * لهُم مِنَ الحُفَاظِ ذاك عارفُ
فَعِنْدَهَا نَقُول زيدٌ وَهِمَا * وذاكَ عندَ الأكثَرينَ عُمِّمَا
من الرُّوَاةِ مَنْ بِهِ إذا انفَرَدْ * يُحْتَجُّ رغمَ تَرْكِهِ للْمُعْتَمَدْ
وهَؤُلاَ أَهْلُ الصَحِيحِ وَالْحَسَنْ * يُحْتَجْ بهِم عند التفرد فَلِنْ
لكنهم إنْ خالفوا من هُوَا * أوثق فَالرد عَليْهِمُ سَوَا [1] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn1)
من الرواة مَنْ إذا ما توبعَا * يُحْتَجْ بِهِ شَنِّفْ بذاك المَسْمَعا
أما إِذَا انفَرَدْ معَ المُخَالفَهْ * فليْس يُحْتَجُّ بِهِ يا عارِفَهْ
وهَؤُلاَ أَهْلُ الشَوَاهِدْ فَاعْلَمِ * كذا المُتَابَعاتِ فاحْفَظْ وافهَمِ
ومنهمو من بهْ وإن تُوبِعَ لا * يُحْتَجُّ خُذْهَا عِبْرَةً أوْ مَثَلاَ
أُولاَءِ أهْلُ التَّرْكِ والرَّدِّ كَذَا * ذِي الكِذْبِ أَكْثِرْ منهمو التَعَوُذا
كتبه عمر الحدوشي بالسجن المحلي بتطوان 30 شوال 1428 هـ
-------------
[1] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref1) سوا: أي عدل.
لا تنسوا الشيخ من دعائكم حفظكم الله جميعا.(/)
السيدة عائشه رضي الله عنها ونماذج من مروياتها في الصحيحين (القسم الثاني)
ـ[احمد الصايم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:51]ـ
الفصل الثالث
فقهها وروايتها للحديث
المبحث الاول: فقهها وما قيل فيها (رضي الله عنها)
المبحث الثاني: روايتها للحديث
أ – شيوخها (رضي الله عنها)
ب – تلامذتها (رضي الله عنها)
المبحث الاول
فقهها
تعد السيدة عائشة (رضي الله عنها) من افقة نساء النيا واعلمهن , فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين , وكان اصحاب رسول الله (صلى الله علية وسلم) يستفتونها فتفتيهم , وقد ذكر القاسم ابن محمد ان عائشة (رضي الله عنها) قد اشتغلت بالفتوى من خلافة ابي بكر الى ان توفيت [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn1) . ولم تكتف (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي (صلى الله عليه وسلم) وانما اجتهدت في استنباط الاحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب او السنة , فكانت اذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة , فان لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم , حتى قيل ان ربع الاحكام الشرعية منقولة عنها [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn2) . فها هي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعه [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn3) , مستدلة بقول الله تعالى: ((والذين هم لفروجهم حافظون. الا على ازواجهم او ماملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون)) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn4) .
وقد استقلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) ببعض الاراء الفقهية , التي خالفت بها اراء بعض الصحابة , ومن هذه الاراء:
1. جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر , قائلة ((لم يدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر)) [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn5) . وعلى الرغم من انه من المعلوم ان التنفل بعد صلاة العصر مكروه , فقال بعض الفقهاء ان التنفل بعد العصر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn6).
2. كما انها كانت ان عدد ركعات قيام رمضان احدى عشرة ركعة مع الوتر , مستدلة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn7) , وذلك عندما سالها ابو سلمة بن عبد الرحمن ((كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على احدى عشرة ركعة , يصلي اربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن , ثم يصلي اربعا فلا تسال عن حسنهن ولا طولعن , ثم يصلي ثلاثا. فقلت يارسول الله: اتنام قبل ان توتر؟ فقال: ((ياعائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي)) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn8) . فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة , لان فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn9) . وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها ورجاحة عقلها , حتى قال عنها عطاء: ((كانت عائشة افقة الناس واحسن الناس رايا في العامة)) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn10) .
قال ابو موسى الاشعري: ما اشكل على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ , فسالنا عنه الا وجدنا عندها منه علما. ولما اجابت في الغُسل من الاكسال , قال ابو موسى: لا اسال عنه احدا ابدا بعده هذا اليوم وقال عمر (رضي الله عنه): من خالف في ذلك بعد هذا , جعلته نكالا [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn11) .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال قبيصة بن ذويب: كان عروة ابن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة (رضي الله عنها) , وكانت عائشة , اعلم الناس بالحديث واعلم الناس بالقرآن , واعلم الناس بالسنة , ولقد قلت قبل ان تموت باربع سنين , لو ماتت عائشة (رضي الله عنها) لما ندمت على شيء الا كنت سألتها [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn12) .
وقال مسروق , وقد سئل عن عائشة (رضي الله عنها): هل كانت تحسن الفرائض؟ قال: لقد رأيت اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسألونها عن الفرائض [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn13).
وقال عروة: ما رأيت احدا اعلم بفقه ولا سنة ولا بطب ولا بشعر ,ولولم يكن لعائشة من الفضائل الا قصة الافك كفى بها فضلا وعلو ومجد. فانها نزل فيها من القرآن ما يتلى الى يوم القيامة [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn14) .
وقال عطاء بن ابي رباح: كانت عائشة (رضي الله عنها) افقه الناس , واعلم , واحسن الناس رأيا في العامة [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn15) .
وقال الزهري: لو جمع علم عائشة (رضي الله عنها) الى علم جميع امهات المؤمنين , وعلم جميع النساء لكان علم عائشة افضل [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn16) .
بعض من فتواها وفقهها:
تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): ان النبي (صلى الله عليه وسلم) , كان اذا اغتسل من الجنابة , بدأ فغسل بدنه , ثم يتوضأ , كما يتوضأ للصلاة , ثم يدخل اصابعه في الماء , فيخلل بهما اصول شعره , ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه , ثم يفيض الماء على جلده كله [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn17) .
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كأني انظر الى وبيص الطين , في مفرق النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو محرم [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn18) .
قالت: في مسألة التبليغ خلف الامام: كان الناس يأتمون بأبي بكر , وابو بكر يأتم بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا حدث في مرض موته (صلى الله عليه وسلم) [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn19) .
وقالت في مسألة الحمام: عن القاسم عن ابي امامة , قال: قال عمر بن الخطاب: لا يحل لمؤمن ان يدخل الحمام الا بمئزر , ولا يحل لمؤمنة ان تدخل الحمام الا من سقم , فأن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) , حدثتني , وهي على فراشها , قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على فراشي , او موضع مفرشي يقول: ((ايما مؤمنة وضعت خمارها في غير بيتها هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها تبارك وتعالى)) [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn20) .
وعنها رضي الله عنها , قالت: مثل التسبيح في دبر كل صلاة , مثل جلا الصائغ الحلي بعدما يفرغ منها [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn21) .
وعندما سألت عن خروج المرأة الى المسجد لحضور الجماعة مع الرجال , اجابت بالايجاب , وقالت: ان كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ,ليصلي الصبح , فينصرف النساء متلفعات بمروطهن , مايعرفن من الغلس [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn22) .
وعندما سالت عن الشرب في الوعاء المزفت , قالت: ((نهى عن الدُّباء , والمُزفت)) [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn23) .
المبحث الثاني
روايتها للحديث
كانت (رضي الله عنها) من كبار حفاظ السنة النبوية من الصحابة , فقد احتلت المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته , حيث انها اتت بعد ابي هريره , وابن عباس , وانس بن مالك , وابن عباس (رضي الله عنهم) [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn24) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنها امتازت عنهم بان معظم الاحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي (صلى الله عليه وسلم) , كما ان معظم الاحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعليه. ذلك ان احجرة المباركة اصبحت مدرسة الحديث الاولى , يقصدها اهل العلم لزيارة النبي (صلى الله عليه وسلم) وتلقي السنة من السيدة التي كانت اقرب الناس الى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فكانت لاتبخل بعلمها على احد منهم , ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn25) .
كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على الفاظ الحديث كما هي , وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له ((يا ابن اختي بلغني ان عبد الله بن عمرو مارٍّ بنا الى الحج فالقه فسئاله , فانه قد حمل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) علما ً كثيراً , قال عروة: فلقيته فسئالته عن اشياء يذرها عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان فيما ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اِن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً , ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم , ويبقى في الناس رؤوساً جهّالاً يفتونهم بغير العلم , فيَضلون ويُضلِّون. قال عروة: فلما حدثت عائشة بذلك اعظمت ذلك وانكرته , قالت: أحدثك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قات عروة: حتى اذا كان قابلٌ , قالت له: ان ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحة حتى تساله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم , قال فلقيته فسالته فذكرة لي نحو ما حدثني به في مرته الاولى , قال عروة: فلما اخبرتها بذلك قالت: ما احسبه الا قد صدق , أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)) [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn26) . ولذلك كان بعض رواة الحديث ياتون اليها ويسمعونها بعض الاحاديث ليتاكدوا من صحتها , كما انهم لو اختلفوا في امر ما رجعوا اليها [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn27) . ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة وفضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس , ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) الفعلية في بيته علية الصلاة والسلام.
شيوخها:
روت السيدة عائشه رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، الكثير الطيب، وروت عن ابيها، وعن عمر، وفاطمه، وسعد بن ابي وقاص، واسيد بن حُضير، (رضي الله عنهم اجمعين) [28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn28) .
تلاميذها:
وروى عنها من الصحابة: عمر وابنه عبد الله، و ابو هريره، وابو موسى , وابن عباس , وربيعه بن عمرو الجُرشي، وعبد الله بن عامر بن ربيعه، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وغيرهم، رضي الله عنهم اجمعين [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn29) .
ومن آل بيتها: اختها ام كلثوم، واخوها من الرضاعه عوف بن الحارث، وابن اخيها القاسم، وعبد الله بن محمد بن ابي بكر، واسماء بنت عبد الرحمن بن ابي بكر، وابنا اختها، عبد الله وعروة بن الزبير، من اسماء بنت ابي بكر، واخرون، (رضي الله عنهم اجمعين) [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn30).
ومن مواليها: ابو بكر، وذكوان، وابو يونس.
ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، عمرو بن ميمون، وعلقمه بن قيس، ومسروق والاسود بن يزيد، وابو سلمه بن عبد الرحمن، واخرون كثيرون [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn31) .
الفصل الرابع
فضائلها ووفاتها
المبحث الاول: فضائلها
المبحث الثاني: وفاتها
المبحث الاول
فضائلها
لقد كان للسيدة عائشة رضي الله عنها من الفضائل ما لا يحصى , فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , يطري عليها , ويمدحها , ونزل فيها من القرآن مانزل , ولقد وصفها وعدد فضائلها من الصحابة والتابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
1. ومن ذلك ما اخرجه البخاري بسنده , ان عائشة رضي الله عنها , قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يوما: (ياعائشة , هذا جبريل يقرئك السلام) , فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته , ترى ما لا ترى , تريد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftn32).
2. وعنها ايضا قالت: يارسول الله , من ازواجك في الجنة؟ قال: (اما انك منهن) , قالت: فخيل اليَ ان ذلك , انه لم يتزوج بكراً غيري2.
3. وما اخرجة احمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لقد رأيت عائشة في الجنة كأني انظر الى بياض كفيها , ليهون بذلك علي عند موتي) 3.
4. وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أ فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام , فكأنها فضلت على النساء)) 4
ما قاله الصحابة فيها رضي الله عنها:
1. قال الامام علي رضي الله عنه: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة5.
2. وما اخرجه الامام احمد بسنده عن عريب بن حميد , قال رأني عمار بن ياسر يوم الجمل جماعة , فقال: ماهذا؟ فقالوا: رجل يسب عائشة ويقع فيها , قال: فمشى اليه عمار , فقال: اسكت مقبوحاً منبوحا , اتقع في حبيبة رسول الله , انها لزوجته في الجنة) 6.
3. ومما قاله ابن عباس رضي الله عنه , عند زيارته لها في مرض موتها: (ابشري يأم المؤمنين فوالله ما بينك وبين ان يذهب عنك كل اذى ونصب , اوقال وصب وتلقى الاحبة محمداً وحزبه , او قال: اصحابه الا ان يفارق روحك جسدك , فقالت: وايضا , فقال ابن عباس: كنت احب ازواج رسول الله اليه , ولم يكن ليحب الا طيباً , وانزل برائتك من فوق سبع سماوات فليس في الارض , مسجد الا هو يتلى فيه اناء الليل واناء النهار , وسقطت قلادتك ليلة الابواء , فاحتبس النبي , في المنزل والناس معه في ابتغائها , او قال: في طلبها حتى اصبح القوم على غير ماء , فانزل ((فتيمموا صعيداً طيباً)) 1. فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبيلك , فوالله انك لمباركة , فقالت: دعني يابن عباس من هذا فوالله لوددت لو اني كنت نسياً منسياً) 2.
4. وقد (فرض عمر رضي الله عنه , لامهات المؤمنين , عشرة الاف وزاد عائشة الفين , وقال: انها حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 3.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1. سورة النساء / 43
2. فضائل الصحابة – احمد بن حنبل – مؤسسة الرسالة – بيروت: 2/ 329. وانظر ايضا: حلية الاولياء: 2/ 45.
3. الطبقات الكبرى – ابن سعد: 8/ 67
المبحث الثاني
وفاتها
وصيتها قبل وفاتها:
اوصت السيدة عائشة رضي الله عنها: اذا ماتت وكفنت ودلاها ذكوان فهو حر1.
كما قال عبد الله بن عبيد الله بن عمير: (اوصت عائشة ان لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء) 2.
كا اوصت: ان تدفن في البقيع ليلاً 3.
وفاتها:
لقد كانت وفاتها في سنة (58) هـ , واختلف العلماء , فبعضهم قال: قبل سنة وبعضهم قال: بعدها بسنة , والمشهور انها توفيت في سنة 58 هـ , واختلف في الشهر الذي توفيت فيه , فبعضهم يقول انها توفيت في رمضان وبعضهم يقول: في شوال , والاشهر والراجح هو في ليلة الثلاثاء , السابع عشر من رمضان سنة 58 هـ 4.
وصلى عليها ابو هريرة بعد صلاة الوتر , ونزل في قبرها خمسة هم عبد الله وعروة ابنا الزبير من اختها اسماء بنت ابي بكر , والقاسم وعبد الله ابنا اخيها محمد بن ابي بكر , وعبد الله بن عبد الرحمن بن ابي بكر , وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة 5
كما قال عثمان بن ابي عتيق: عن ابيه: (رأيت ليلة ماتت عائشة رضي الله عنها , حمل معها جريد في الخرق فيه النار ليلا , ورأيت النساء في البقيع كأنه عيد) 6.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الطبقات الكبرى – ابن سعد – 8/ 76.
2. نفس المصدر – 8/ 76.
3. البداية والنهاية – ابن كثير – مكتبة المعارف – بيروت – 8/ 94.
4. نفس المصدر – 8/ 94.
5. نفس المصدر – 8/ 94.
6. الطبقات الكبرى - ابن سعد – 8/ 77.
[/ URL]1 . السيدة عائشة – عبد الحميد محمود طهمار – دار القلم – لبنان: ص / 195.
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref1)2 . اعلام النساء – عمر رضا كحالة – مؤسسة الرسالة – لبنان: ص /106
3. المطالب العالية – الحافظ العسقلاني – كتاب الوليمة – باب المتعة – حديث: 1773. السيدة عائشة: ص 193.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref3)4 . سورة المعارج 29
5. صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافر – باب معرفة الركعتين – حديث: 1423. السيدة عائشة: 193
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref5)6 . السيدة عائشة: 195.
7. صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب صلاة الليل – حديث: 1257
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref7)8 . صحيح البخاري- كتاب الجمعة – باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وغيره – حديث: 1109
1.السيدة عائشة: ص /195
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref9)2 . طبقات الفقهاء – ابو اسحاق الشيرازي – دار العلم – بيروت: 1/ 29
3. طبقات الفقهاء: 1/ 29
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref11)4 . طبقات الفقهاء: 1/ 29
5.طبقات الفقهاء: 1/ 29. وانظر ايضا طبقات الحفاظ – ابو الفضل عبد الرحمن السيوطي – دار الكتب العلمية – بيروت – 1/ 16
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref13)6 . طبقات الفقهاء: 1/ 29
7. الطبقات الكبرى – ابن سعد – دار صادر – بيروت: 8/ 62
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref15)8 . نفس المصدر: 8/ 20.
9.صحيح البخاري – كتاب الغسل – باب الوصوء قبل الغسل – حديث: 244.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref17)1 . صحيح البخاري – كتاب الغسل – باب من تطيب واغتسل وبقي من اثر الطيب – حديث: 267
2. الفتاوي الكبرى – ابن تيمية – دار المعرفة – لبنان – مجلد الاول – ص 82.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref19)3 . مساوئ الاخلاق – الخرائطي – باب ما يكره من النساء من دخول الحمام – حديث: 780
4. صحيح البخاري – كتاب الاذان – باب الذكر بعد كل صلاة – حديث:821
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref21)5 . صحيح البخاري – كتاب الاذان – باب خروج المراة الى المساجد باليل والغلس – حديث: 843
6. مستخرج ابن عوانه – كتاب تحريم الخمر – بيان الاوعية المنهيه – حديث: 6483
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref23)1 . طبقات الحفاظ: 1/ 15.
2. طبقات الحفاظ: 1/ 16. وانظر ايضا السيدة عائشة – عبد الحميد محمود: ص 178.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref25)3 . صحيح مسلم – كتاب العلم – باب رفع العلم وقبضة وظهور الجهل والفتن في اخر الزمان – حديث: 4935
4. السيده عائشة: ص / 191
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref27)1 . الاصابة في تميز الصحابة – ابن حجر – دار الجيل – بيروت: 8/ 20.
2. الاصابة في تميز الصحابة – 8/ 20
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref29)3 . الاصابة في تميز الصحابة: 8/ 20.
4. الاصابة في تميز الصحابة: 8/ 20. وانظر ايضا طبقات الحفاظ – ابو الفضل عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي – دار الكتب العلميه – بيروت: 1/ 16.
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref32"] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=postthread&f=11#_ftnref31)1 . صحيح البخاري – كتاب مناقب الصحابة – باب مناقب عائشة – حديث: 3045
2. صحيح ابن حبان – كتاب اخباره (صلى الله عليه وسلم) عن مناقب الصحابة – حديث: 7205
3. مسند الامام احمد – فضائل الصحابة – فضائل عائشة رضي الله عنه – حديث: 1574
4. صحيح البخاري – كتاب فضائل الصحابة – باب فضل عائشة – حديث: 3582
5. طبقات الفقهاء – الشيرازي – دار القلم – بيروت – 1/ 29.
6. مسند الامام احمد – فضائل الصحابة – باب فضل عائشة ام المؤمنين – حديث: 1588
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:53]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
مشروع ترجمة نخبة الفكر إلى لغات متعددة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فبين أيديكم أيها الكرام مشروع ترجمة نخبة الفكر إلى لغات متعددة إسهامًا في نشر علم الحديث وتقريبه إلى جميع الأمة، ولما كان لهذا الكتاب من قبول بين أهل العلم وطلبته وتناوله بالشرح والتحرير والمناقشة أحببت أن أضع لبنة التأسيس لهذا المشروع، سائلا الله عز وجل أن ييسره ويذلل سبله ويهيئ له أفذاذا يتحملون المشاق ليخرج بصورة مشرقة ترضي الله أولا ثم تنال استحسانكم ثانيا.
خطوات المشروع:
1 - انتقاء طبعة مدققة متقنة باللغة العربية، مضبوطة بالشكل.
2 - اختيار اللغات المراد الترجمة إليها.
3 - مساهمة الأعضاء بأنفسهم أو بمن ينوب عنهم بالترجمة. (مفتوح لجميع الأعضاء)
4 - مراجعة الترجمة من قبل لجنة علمية خبيرة بالترجمة. (مفتوح لجميع الأعضاء)
5 - تسجيل صوتي لهذه الترجمات. (مفتوح لجميع الأعضاء)
6 - المشاركة بالترجمات ومناقشتها داخل هذا الموضوع. (مفتوح لجميع الأعضاء)
/// في انتظار مقترحاتكم وإسهاماتكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:56]ـ
من اللغات التي أقترح الترجمة إليها:
الإنجليزية - الفرنسية - الألمانية - الإسبانية - الأردية - لغات جنوب شرق آسيا: أندونيسيا وما حولها.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 05:54]ـ
ماشاء الله تبارك الله .. أحسن الله إليكم
والله الموفق
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 11:57]ـ
جيدٌ جيدٌ يا شيخ عبدالله.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
من جميل ما وقفت عليه:
أن محمد بن عمر القسطموني العثماني قام بترجمة تركية لها سنة 1216هـ في 39 ورقة.
أشار إلى ذلك الأخوين بلوط في معجم التراث الإسلامي (2996).
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 01:19]ـ
أنتظر إخواني للمشاركة بالترجمات أو الإفادة في ذلك.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 06:54]ـ
نخبة الفكر باللغة الإنجليزية ( http://www.islamhouse.com/tp/291283)(/)
معرفة علل الحديث وأنواعها للشيخ عمر الحدوشي حفظه الله
ـ[توحيد 34]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 02:11]ـ
http://www.d-alsonah.com/vb/images/smilies/bsmelah.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معرفة علل الحديث وأنواعها:
قال أبو عبد الله بن منده الحافظ-رحمه الله تعالى-: (إنما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفراً يَسيراً من كثير ممن يدعي علم الحديث، فأما شأن الناس ممن يدعي كثرة كتابة الحديث أو: متفقه في علم الشافعي وأبي حنيفة أو: متبع لكلام الحارث المحاسبي والْجُنيد وذي النون وأهل الخواطر. فليس لهم أن يتكلموا في شيء من علم الحديث إلا من أخذهُ عن أهله وأهل المعرفة. فحينئذ يتكلم بمعرفته) [1] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn1).
وقال عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله تعالى-: (معرفة الحديث إلهام، فلو قلت للعالم يعلل الحديث من أين قلت هذا لم يكن له حجة) [2] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn2).
ولا يفهم من قوله: (لم يكن له حجة): أنه يعلل بلا حجة ولا برهان. ولكن مقصوده أنه حصلت له ملكة قوية راسخة في هذا الفن حتى إنه بمجرد النظر في إسناد الحديث ومتنه تظهر له علة الحديث.
والشأن في ذلك كما قال الربيع بن خثيم-رحمه الله تعالى-: (إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه، وظلمة كظلمة الليل تنكره) [3] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn3).
قال ابن الجوزي-رحمه الله تعالى-: (الحديث المنكر يقشعر له جلد طالب العلم-قال شيخنا أبو الفضل: إن كان قلبه خالياً من الهوى-وينفر منه قلبه في الغالب، قال البُلقيني: وشاهد ذلك أن إنساناً لو خدم إنساناً آخر سنين، وعرف ما يحب وما يكره، فادعى أنه كان يكره شيئاً يعلم ذلك أنه يحبه، فبمجرد سماعه يبادر إلى تكذيبه).
وللعلامة ابن القيم في أول (المنار) أو: (نقد المنقول، والمِحك المميز بين المردود والمقبول)، جواب قيم كاسمه عن قول السائل: (هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن يُنظر في سنده؟).
فقال: (هذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعرف ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بدمه ولحمه، وصار له فيها ملكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول لله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وهديه، فيما يأمر به، وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة، بحيث كأنه مخالط للرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-كواحد من أصحابه لكرام، فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-وهديه، وكلامه، وأقواله وأفعاله، وما يجوز أن يخبر عنه وما لا يجوز، ما لا يعرف غيره، وهذا شأن كل متبع مع متبوعه، فإن للأخص به، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله، من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه، وما لا يصح، (ما) ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون (من) أقوالهم ونصوصهم، ومذاهبهم، وأساليبهم ومشاربهم، ما لا يعرفه غيرهم والله أعلم) [4] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn4).
ومن طريف ما جاء في ذلك: ما رواه ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: (جاءني رجلٌ من جِلَّة أصحاب الرأي، من أهل الفهم منهم، ومعه دفتر، فعرضه عليَّ. فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث. وقلتُ في بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر. وقلت في بعضه: هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح.
فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطتُ وأني كذبتُ في حديث كذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو؟ غير أني أعلم أن هذا الحديث خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب. فقال: تدعي الغيب؟ قلت: ما هذا ادعاء غيب.
قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يحسن مثل ما نحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف، ولم نقل إلا بفهم. قال: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟ قلت: نعم. قال: هذا عجب. فأخذ، فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إلي وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبو زرعة في تلك الأحاديث، فما قلت: إنه باطل قال أبو زرعة: هو كذب.
قلت: الكذب والباطل واحد. وما قلت: إنه كذب قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت: إنه منكر قال: هو منكر، كما قلت، وما قلت: إنه صحاح، قال أبو زرعة: هو صحاح. فقال: ما أعجب هذا! تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما.
فقلت: ذلك أنا لم نجازف، وإنما قلنا بعلم ومعرفة قد أوتينا. والدليل على صحة ما نقوله، بأن ديناراً مبهرجاً يحمل إلى الناقد، فيقول: هذا دينار مبهرج، ويقول لدينار جيد: هو جيد. فإن قيل له: من أين قلت إن هذا مبهرج؟ هل كنت حاضراً حين بهرج هذا الدينار؟ قال: لا.
فإن قيلله: فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا. (فإن) قيل له: فمن أين قلت: إن هذا مبهرج؟ قال: علماً رزقتُ. وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك. قلت له: فتحمل فص ياقوت إلى واحد من البصراء من الجوهريين، فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت.
فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت؟ هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قال: لا. قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجاً؟ قال: لا.
قال: فمن أين علمت؟ قال: هذا علم رزقتُ. وكذلك نحن رزقنا علماً لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأن هذا الحديث كذب وهذا منكر إلا بما نعرفه) [5] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn5).
وذكر الحاكم في (معرفة علوم الحديث) [6] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn6). بإسناده عن أبي زرعة وقال له رجل: (ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن واره –يعني محمد بن مسلم بن واره-وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميّز كلامنا على ذلك الحديث. فإن وجدت بيننا خلافاً في علته فاعلم أن كلاًّ منّا تكلم على مراده. وإن وجدتَّ الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال ففعل الرجل. فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام).
فابن مهدي يعرف العلة الخفية–كما يعرف الطبيب المجنون-[7] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn7) ( وسئل بعضهم كيف تعرف أن الشيخ كذاب؟ قال إذا روى: لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها. علمت أنه كذاب) [8] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn8).
وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله تعالى-: (لأن أعرف علة حديث، هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثاً ليست عندي) [9] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn9).
وقال إمام العلل علي بن المديني-رحمه الله تعالى-: (الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تعرف علته).
وقال الإمام أحمد-رحمه الله-: (الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً) [10] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn10).
ثم إن العلة قد تقع في الإسناد وحده، أو: في المتن وحده، أو: في كليهما فعلى هذا فالعلة تنقسم إلى ستة أقسام:
1 - العلة في الإسناد ولا تقدح مطلقاً.
2 - العلة في المتن دون الإسناد ولا تقدح مطلقاً.
3 - العلة في المتن واستلزمت القدح في الإسناد.
4 - العلة في الإسناد وتقدح فيه دون المتن.
5 - العلة في المتن وتقدح فيه وفي الإسناد معاً.
6 - العلة في المتن وتقدح فيه دون الإسناد [11] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn11).
وذكر الحاكم في: (علوم الحديث) [12] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn12) عشرة أجناس لعلل الأحاديث، ولخصها السيوطي في: (تدريب الراوي) [13] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn13) وإني أذكرها في هذه العجالة بدون ذكر الأمثلة وهي:
(1 - أن يكون السند ظاهره الصحة وفيه من لا يعرف بالسماع ممن روى عنه.
2 - أن يكون الحديث مرسلاً من وجهٍ رواه الثقات الحفاظ، ويُسنَد من وجهٍ ظاهره الصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي ويروي عن غيره لاختلاف بلاد رواته كرواية المدنيين عن الكوفيين.
4 - أن يكون محفوظاً عن صحابي ويروي عن تابعي يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحبته، بل: لا يكون معروفاً من جهته.
5 - أن يكون روي بالعنعنة وسقط منه رجل، دل عليه طريق آخر محفوظ.
6 - أن يختلف على رَجُل بالإسناد وغيره ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد.
7 - الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو: تجهيله.
8 - أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه، ولكنه لم يسمع منه أحاديث معينة، فإذا رواها عنه بلا واسطة، فعلتها أنه لم يسمعها منه.
9 - أن تكون طريق معروفة يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق فيقع من رواه من تلك الطريق بناءاً على الجادة في الوهم.
10 - أن يروى الحديث مرفوعاً من وجه، وموقوفاً من وجه).
ثم إن الحاكم لم يجعل هذه الأجناس لحصر أنواع العلل فإنه قال–بعد ذكر هذه الأنواع-: وبقيت أجناس لم نذكرها، إنما جعلتها مثالاً لأحاديث كثيرة معلولة، ليهتدي إليها المتبحر في هذا العلم، فإن معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم.
وقد يطلق بعض علماء الحديث اسم العلة في أقوالهم على الأسباب التي يضعف بها الحديث من جرح الراوي بالكذب أو: الغفلة أو: سوء الحفظ ونحو ذلك من أسباب الجرح الظاهرة فيقولون: هذا الحديث معلول بفلان مثلاً، ولا يريدون العلة المصطلح عليها لأنها إنما تكون بالأسباب الخفية التي تظهر من سبر [14] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn14) طرق الحديث.
قال ابن الصلاح: وقد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظة العلة في الأصل، لذلك نجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب، والغفلة، وسوء الحفظ، ونحو ذلك من أنواع الجرح.
ونقل ابن الصلاح أن الترمذي سمى النسخ علة من علل الحديث، ونقل السيوطي عن العراقي أنه قال: فإن أراد–يعني: الترمذي-أنه علة في العمل بالحديث فصحيح أو: في صحته فلا، لأن في الصحيح أحاديث كثيرة منسوخة.
وقال أحمد شاكر-رحمه الله تعالى-: والذي أجزم به أنه يريد أنه علة في العمل بالحديث فقط، ولا يمكن أن يريد علة في صحته.
وقد أطلق الحافظ أبو يعلى في كتابه: (الإرشاد) العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط قال: من أقسام الصحيح: ما هو معلول.
ثم قال: فأما الحديث الصحيح المعلول تقع من أنحاء شتى لا يمكن حَصْرُها، فمنها: أن يروي الثقات حديثاً مرسلاً ينفرد به ثقة مسنداً، فإن المسند صحيح وحجة، ولا تضره علة الإرسال ومثاله: حديث رواه أصحاب مالك كلهم في (الموطأ) عن مالك قال: بلغنا عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-قال: (للملوك طعامه وشرابه، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق) [15] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftn15).
وقال السيوطي-رحمه الله تعالى-في: (تنوير الحوالك): وصله مسلم من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن محمد بن عجلان، عن أبي هريرة –ورواه إبراهيم بن طهمان الخراساني، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني، عن مالك، عن محمد بن عجلان، عن أبي هريرة عن النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-خارج الموطأ-ومن أراد زيادة فائدة في موضوع العلة فعليه بالرجوع إلى كتب (علوم الحديث)، وكتب (العلل).
وسيأتي تعريف العلة، وأقسامها، باعتبار محلها وقدحها، وباعتبار أجناسها، وبم تدرك العلة؟، وما أُلِّف فيها في كتاب شيخنا هذا في: (ص:641/إلى:650/رقم:158/ 159 - من منشورات دار الكتب العلمية).
----------------
[1] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref1)- كما في: (شرح علل الترمذي) (ص:61/ 62). للحافظ ابن رجب.
[2] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref2)- ذكره الحاكم في: (معرفة علوم الحديث) (ص:112).
[3] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref3)- كما في: (تنزيه الشريعة (1/ 7).
(يُتْبَعُ)
(/)
[4] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref4)- انظر: (مقدمة الجرح والتعديل) (ص:349/ 351)، و (تحرير التقريب) (1/ 21/22)، و (الفتح الرباني) (4/ 1617/ وما بعدها) للشوكاني، و (مقدمة بيان الفجر الصادق) (ص:19/ 22). وانظر أيضا للمزيد (علوم الحديث أصيلها ومعاصرها) (ص:275/ 276).
[5] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref5)- انظر: (مقدمة الجرح والتعديل). (ص:349/ 351)، و (لغة المحدث منظومة في علم مصطلح الحديث) (ص: 134/ 135/136)، و (تحرير التقريب) (1/ 21/22)، و (الفتح الرباني) (4/ 1617/ وما بعدها للشوكاني)، و (مقدمة بيان الفجر الصادق) (ص:19/ إلى 22). بقلم شيخنا أبي الفضل.
[6] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref6)- كما في: (ص:112/ 113)
[7] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref7)- كما في: (تذكرة الحفاظ) للذهبي (1/ 331/ رقم:313 الطبقة السادسة)، و (شرح علل الترمذي) لابن رجب (175) و (كتاب العلل ومعرفة الرجال) (1/ 36). للإمام أحمد.
[8] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref8)- كما في: (تنزيه الشريعة) (1/ 6).
[9] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref9)- كما في: (مقدمة شرح علل) الترمذي (ص:15) و (معرفة علوم الحديث) (ص:112) للحاكم.
[10] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref10)- كما في: (مقدمة شيخنا أبي الفضل لكتاب: (البيان المشرق) (ص:24/ 25)، وكتابه: (إعلام الخائض بجواز مس المصحف للجنب والحائض) (ص:44)، و (نشر الإعلام) لفضيلة شيخنا العلامة محمد بوخبزة (ص:35)، بتحقيق فضيلة شيخنا أبي الفضل-فك الله أسره-.
[11] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref11)- كما في: (النكت لابن حجر 2/ 747)، و (توضيح الأفكار) للصنعاني (2/ 31/33)، وفي هذه المراجع أمثلة واضحة لكل قسم رجعها إن شئت الاستفادة.
[12] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref12)- كما في: (ص:113).
[13] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref13)- كما في: (ص:167).
[14] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref14)- يقال: يسبر المعاني بالمسبار، وهو: شيء من فتيل، أو: آلة توضع في الجرح ليتعرف غوره، وقد توسع فيها حتى شملت كل ما يتعرف به على الخفي الغامض: داءً أو: غيره.
[15] ( http://www.d-alsonah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=7#_ftnref15)- رواه الإمام مالك في: (الموطأ-الأمر بالرفق بالمملوك) (2/ 249).
من كتاب قناص الشوارد الغالية للشيخ عمر الحدوشي حفظه الله وفك الله اسره وجميع اسرى المسلمين.(/)
سؤال عن حديث " نعم هو الطهور ماؤه"
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 10:58]ـ
جاء في المسند 9099 و 8912 زيادة "نعم ................ " والحديث مشهور ولكن سؤالي عن الزيادة
فمن يفيدني بحكم المحدثين عليها جزاه الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:20]ـ
لا تعد هذه زيادة بالمعنى المعروف الذي تبادر إلى ذهنك حفظك الله ..
فلا يعدو الأمر مجرد اختلاف معنى تعبير رواية، فلا يلزم أن يروى الحديث بالنص اللفظي وفقك الله كما خرج من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللفظة صحيحة ثابتةٌ؛ أتت في محلها = إجابة على سؤال.
فقد يكون أحد الرواة أثبتها؛ وآخر اختصر الرواية فلم يوردها مكتفياً ببداهتها.
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:12]ـ
جزاك الله خيرا ,
لكن لماذا قال أهل العلم في مباحث هذا الحديث "لِمَ لم يجب النبي (ص) بنعم " كابن دقيق رحمه الله ـ على سبيل المثال ـ هل خفي عليهم الحديث , أو هو معلول عندهم؟ أتمنى إفادتي.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:41]ـ
أما كونه معلولاً عندهم؛ فلا .. بل قد صرحوا بصحته.
وأما كونهم خفي عليهم الحديث؛ فالأظهر لا .. إنما خفي عليك أنت رحمك الله المراد من مباحثاتهم المطروحة حول هذا الحديث.
بيان ذلك:
أن هذه المباحثات منهم كانت منصبةً على تقرير الجواب عن فرضية أمرٍ قد يتبادر السؤال عنها إلى الذهن عند البعض .. وهذه الفرضية هي السؤال الآتي:
(لم لم يجب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال السائل المستفتي بجوابٍ محددٍ مقتضبٍ _ بما أن سؤاله كان محدداً أيضاً في أمرٍ معين؛ وهو الوضوء من هذا الماء المسئول عنه _ بقوله: نعم؛ يجوز) فقط دون الزيادة في الجواب والتفريع .. بمعنى أن تكون الفتوى محصورة في محيط السؤال المسؤول عنه فقط لا تتجاوزه متفرعة أبدا.
فهم رحمهم الله تباحثوا في هذه الفرضية فقط لا في غيرها مما انقدح في ذهنك غفر الله لك.
بيان ذلك أيضاً:
أنه على فرض التسليم أنهم أرادوا في مباحثاتهم هذه الزيادة بما أعقبها من الجواب المفصل المفرع = لَما كان لِما عللوا به من تعليلات وجهاً في ذلك، بل تكون عليهم لا لهم.
فقد ذكر ابن دقيق العيد من التعليلات؛ قوله: (أنه يصير مقيداً بحال الضرورة؛ وليس كذلك).
أقول: وعلى فرض التسليم لما قد توهمت أنت حفظك الله فإنه يُرَدُّ على هذا التعليل من ابن دقيق العيد؛ فيقال:
وليس كذلك أيضاً .. فلا يلزم من الإجابة بنعم قصر الفتوى وتخصيصها بحالة معينة .. غاية الأمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن سؤال محدد يخص مسألة الطهارة للصلاة؛ أي: الوضوء من هذا الماء الغريب عليهم طبيعته وخاصيته، فكانت الإجابة محددة على قدر سؤال السائل ليريح باله المشغول؛ ثم زاد في الإجابة أيضاً ليخرج عليه الصلاة والسلام ما قد يعلق في الذهن مما قد أعل به ابن دقيق العيد عدم الإجابة بـ (نعم).
فبان _ مع التسليم بذلك _ أن علة تقييد الاستعمال لو أجاب بـ (نعم) بحال الضرورة = تعليل قاصر معلول.
فوضح أن المراد من مباحثاتهم هو تعليل قصر الإجابة بـ (نعم) فقط دون التفريع .. وعليه فيصدق الآن هذا التعليل ويصح. فتأمل
فتكون هذه الزيادة معقبة بالفتوى العامة بعدها = معروفة لديهم، فلذلك أعقب ابن دقيق العيد التعليل السابق بما يبين الأمر ويوضحه؛ فقال:
(وأيضاً فإنه يفهم من الاقتصار على الجواب بنعم؛ أنه إنما يتوضأ به فقط ولا يتطهر به لبقية الأحداث والأنجاس).
أتمنى أن يكون الأمر بان لك واتضح إن شاء الله.
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 01:05]ـ
جزاك الله خيرا (بل قد صرحوا بصحته) أليس التصريح بالتصحيح وإقامة الإسناد كان منصبا على إسناد مالك لا عن حسين عن أبي أويس عن صفوان أو قتيبة عن الليث عن الجلاح.
(إنما خفي عليك أنت رحمك الله المراد من مباحثاتهم المطروحة حول هذا الحديث) لا ورحمك الله كانت واضحة معروفة. وتبويب البخاري واضح في كتاب العلم.
(أتمنى أن يكون الأمر بان لك واتضح إن شاء الله) جزاك الله خيرا أتمنى حكما على الطريقين وعلى الروايتين نصا هل تعلم أحدا صححهما.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 08:10]ـ
أراك أخي العزيز قد شعّبت الحديث ومددته .. (ابتسامة)
على كلٍ أخي نعم هناك من الأئمة والعلماء من حكم بثبوت ذينك الطريقين، والكلام في تقرير ذلك وتفنيده يحتاج دراسةً وتخريجاً كاملاً شاملاً لجميع طرق الحديث وأقوال العلماء حوله .. وهذا يطول الآن بالنسبة لي جداً.
وأحيلك أخي الفاضل لينجلي عنك طرفٌ كبير مما يشغلك حول هذا الحديث إلى كلام الإمام العلامة الزيلعي في كتابه نصب الراية ج1/ص95 وما بعدها .. فانظره الآن لزاماً، فقد أجاد وأفاد.
فإن بقي شيء في خلدك لم يتضح فسيسهل الله تعالى دفعه بإذن الله بعد أن تحدده؛ ومن ثم ننظر فيه بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:13]ـ
جزاك الله خيرا ,
لكن لماذا قال أهل العلم في مباحث هذا الحديث "لِمَ لم يجب النبي (ص) بنعم " كابن دقيق رحمه الله ـ على سبيل المثال ـ هل خفي عليهم الحديث , أو هو معلول عندهم؟ أتمنى إفادتي.
نعم هي معلولة لا تثبث مطلقا في الحديث
و يُعذر من قالها بأنه روى الحديث بالمعنى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 09:58]ـ
كونها في بعض الطرق دون بعض لا يعني أنها معلولة .. بل لم أر من أهل العلم من وصفها بذلك أبدا.
بل هي زيادة أتت في محلها؛ ليست منكرةٌ ولا مقحمة ولا مزيدة بلا فائدة .. غايتها كما ذَكَرتَ أنت أخي عبد الرحمن _ وذكرناه سابقاً _ أنها روايةٌ بالمعنى.
فوصفها بأنها زيادة معلولة = فيه نظر .. فليست مما تُعَل، أو يُعَل بها الحديث.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْجُلاَحِ أَبِى كَثِيرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِى بُرْدَةَ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ نَاسًا أَتَوُا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّا نُبْعِدُ فِى الْبَحْرِ وَلاَ نَحْمِلُ مِنَ الْمَاءِ إِلاَّ الإِدَاوَةَ وَالإِدَاوَتَيْنِ لأَنَّا لاَ نَجِدُ الصَّيْدَ حَتَّى نُبْعِدَ، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: "نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ الطَّهُورُ مَاؤُهُ".
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِى أَبِى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَزْرَقِ الْمَخْزُومِىِّ، عَنْ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَحَدِ بَنِى عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَىٍّ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَاءَهُ نَاسٌ صَيَّادُونَ فِى الْبَحْرِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا أَهْلُ أَرْمَاثٍ وَإِنَّا نَتَزَوَّدُ مَاءً يَسِيرًا إِنْ شَرِبْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ وَإِنْ تَوَضَّأْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَشْرَبُ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ؛ فَهُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ".
وأذكر أن الإمامين البيهقي وابن عبد البر قد ناقشا الإمام البخاري حول هذه الطرق وجعلاها ثابتة صحيحة .. انظر التمهيد والاستذكار، ومعرفة السنن والآثار.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 12:21]ـ
حفظك الله يا أبا عصام
حديثي غير متوجه للحديث وطرقه وإنما حول الزيادة فقط وهل هي ثابتة أم لا
وكما تعلم مجرد ورودها لا يعني ثبوتها
وللحكم على اللفظ لا بد من مقارنة أسانيد الحديث وقوتها لمعرفة الصحيح من عدمه
ولما ذكر الدارقطني الإختلافات الكثيرة في طرق الحديث قال وأشبهها بالصواب قول مالك ومن تبعه
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 01:08]ـ
وأشبهها بالصواب قول مالك ومن تبعه
والله أعلم
قلت تبعه وإنما أعني تابعه
أقول وهذا على ما في روايته من كلام معلوم وما في نفس روايتنا من إختلاف في السند والمتن
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 02:01]ـ
وللفائدة أنقل لكم من موقع المحجة
تخريجا
للأخ عبد الحكيم عبد القادر
قال:ما نصه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا تخريج لحديث ماء البحر أضعه بين يدي الاخوة للفائدة، و أعتذر مسبقا على الإطالة بذكر رجال الأسانيد و ذلك لتعميم الفائدة و لعدم الإلتزام بالترتيب الزمني.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه و سلم فِي اَلْبَحْرِ: {هُوَ اَلطُّهُورُ مَاؤُهُ، اَلْحِلُّ مَيْتَتُهُ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث رواه الإمام مالك في موطئه صدّر به باب الطهور للوضوء (رقم 45 , ج1 ص 230) عن صفوان بن سُلَيْم، عن سعيد بن سلمة، من آل بني الأزرق، عن المُغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
و من طريقه أصحاب السنن الأربعة فرواه ابو داود (باب الوضوء بماء البحر رقم 83 صفحة 20) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك و الترمذي (باب ما جاء في ماء البحر أنه طهور رقم 69 ص 27 و قال هذا حديث حسن صحيح) عن قتيبة بن سعيد و كذلك النسائي (الوضوء بما البحر 332 ص 60) عن قتيبة و عن إسحاق بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن مالك و اخرجه بن ماجة (رقم 386، ص 85) عن هشام بن عمار شيخ البخاري و الطوسي في مستخرجه (ج1 ص 259) عن يحيى بن حكيم المقوم عن بشر بن عمر عن مالك و اخرجه البخاري من طريق بن يوسف عن مالك في تاريخه الكبير (ج3 ص 478) و رواه عن مالك الشافعي في الأم (1،ج2 ص 6) و الإمام احمد في المسند عن عبد الرحمن بن مهدي (7233 ج 12 ص 171) و منصور بن سلمة (8735 ج14 ص 349) كلاهما عن مالك و اخرجه بن حبان (1240 ج2 ص 456) عن الفضل بن الحباب عن القعنبي و بن ابي شيبة (1402 ج2 ص 109) عن حماد بن خالد الخياط عن مالك و بن خزيمة في صحيحه (111 ج1 ص 59) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي عن عبد الله بن وهب عن مالك و الدارمي (756 ج1 ص 567) عن محمد بن المبارك عن مالك و الدارقطني (80 ج1 ص 47) عن الحسين بن إسماعيل عن أحمد بن إسماعيل المدني و يعقوب بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن مهدي، و أحمد بن منصور عن القعنبي كلهم عن مالك و اخرجه الحاكم في المستدرك (491 ج1 ص 223) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهاب بن عطاء، و أبي بكر بن نصر عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القعنبي، كلهم، عن مالك و في معرفة علوم الحديث (ص 87) عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن الربيع بن سليمان عن الشافعي عن مالك و البيهقي في السنن الكبرى (رقم 1, ج1، ص5) من عدة طرق عن مالك و بن المنذر في الأوسط (ح 158 ج1 ص 247) عن محمد بن عبد الله بن الحكم عن ابن وهب و عن الربيع بن سليمان عن الشافعي كلاهما عن مالك و بن الجارود (43 ج1 ص 51) في المنتقى عن محمد بن يحيى عن بشر بن عمر عن مالك و الطحاوي (تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار الطحاوي 4468 ج 6 ص 401) في مشكل الآثار عن يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب عن مالك و أبو عبيد القاسم الخزاعي (231 ص 293) في كتاب الطهور عن إسحاق بن عيسى عن مالك و البغوي (281، ج2 ص 55) في شرح السنة عن أبي منصور محمد بن أسعد عن أبي محمد الحسين بن مسعود عن عن أبي الحسن الشيرزي عن زاهر بن أحمد عن أبي إسحاق الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك. و بن بشكوال (ج2 ص 555) في غوامض الأسماء المبهمة من طريق بن عبد البر ,فرواه عن أبي بحر الأسدي عن أبي عمر النمري عن سعيد بن نصر عن قاسم عن محمد بن وضاح عن يحيى عن مالك و في تاريخ بغداد (ج10 ص 187) و في تاريخ دمشق (ج20 ص 279،ج37 ص 316)
و الخطيب في المتفق و المفترق (ج2 ص 1068) و الجورقاني في الأباطيل (331 ص 189) عن عبد الملك بن مكي بن بنجير عن أبي منصور عبد الله بن الحسن بن حسكان عن أبي القاسم علي بن إبراهيم حامد البزار عن أبي بكر محمد بن يحيى الفقيه عن أبي خليفة عن القعنبي عن مالك و المزي في تهذيب الكمال من طريق هشام بن عمار عن مالك في ترجمة سعيد بن سلمة (ج 10 ص 481) و قال بن دقيق العيد أخرجه بن منده في كتاب الطهارة بالإتفاق و التفرد (الامام في معرفة أحاديث الأحكام: ج1 ص 98).
رجال السند:
صفوان بن سليم (ت. ك [تهذيب الكمال] رقم 2882 ج13 ص 184) بضم السين المدني الزهري مولاهم أبي عبد الله وقيل: أبو الحارث القرشي الزهري المدني مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
روى عن مولاه حميد بن عبد الرحمن بن عوف وعن ابن عمر وأنس وأبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن جعفر وأم سعد الجمحية ولها صحبة، وجماعة عنه، عنه يزيد بن أبي حبيب، وموسى بن عقبة، وابن جريج، وابن عجلان، ومالك، والليث، وعبد العزيز الدراوردي، والسفيانان، وخلق كثير آخرهم وفاة أبو ضمرة الليثي.
قال ابن سعد: كان ثقة، كثير الحديث، عابدا، وقال ابن المديني: ثقة. وعن أحمد بن حنبل قال: من الثقات، يستشفى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره. وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ثقة من خيار عباد الله الصالحين. وقال أبو حاتم والعجلي والنسائي: ثقة وقال المفضل بن غسان: كان يقول بالقدر. وقال يعقوب بن شيبة: ثبت ثقة مشهور بالعبادة، سمعت علي بن عبد الله يقول: كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم.
قال الواقدي وابن سعد وخليفة وابن نمير وعدة: مات صفوان سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
سعيد بن سلمة (ت. ك 2289 ج10 ص 480) بفتحتين المخزومي من آل الأزرق روى عن المغيرة بن أبي بردة و عن أبي هريرة هذا الحديث و عنه صفوان بن سليم و الجُلاح بن كثير بضم الجيم و سيأتي ذكره، وثقه النسائي و ذكره بن حبان في الثقات.
المغيرة بن أبي بردة (ت. ك 6123 ج28 ص 352) ويقال: ابن عبد الله بن أبي بردة من أوسط التابعين روى عن ابي هريرة رضي الله عنه و زياد بن نعيم الحضرمي و عنه يحيى بن سعيد الانصاري و صفوان بن سليم و الحارث بن يزيد و سعيد بن سلمة المخزومي و غيرهم.
وثقه النسائي و ذكره بن حبان في الثقات و قال ابو داود معروف، وقد ولي إمرة الغزو بالمغرب مات بعد المائة، قال في الإكمال أبو زرعة الرازي عن اسم أبي بردة والد المغيرة.
المتابعات:
تابع مالكا في رواية هذا الحديث، عبد الله بن عبد الله بن أويس (ت. ك 3361 ج15 ص 166) و هو بن عم مالك و صهره على اخته في المسند فوهم فيه رواه عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة عن ابي بردة بن عبد الله عن ابي هريرة،اخرجه الامام احمد (رقم 9099 ج15 ص 49) عن الحسين بن محمد بن بهرام التميمي عنه.
قال في التقريب (عبد الله بن عبد الله بن أويس) صدوق يهم.
و تابع مالكا عبد الرحمن بن إسحاق و إسحاق بن إبراهيم عند الحاكم في المستدرك و البيهقي في معرفة السنن.
اما الحاكم (492 ج1 ص 224) فاخرج الحديث عن أحمد بن إسحاق بن أيوب أبو بكر الضبعي عن عبد الله بن أيوب بن زاذان، عن محمد بن المنهال و عن أبي يوسف بن يعقوب، عن محمد بن أبي بكر، كلاهما عن يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن صفوان بن سليم و عن الكيليني بالري (المستدرك 493) (محمد بن صالح الكيليني رجال الحاكم للوادعي 1361)،عن سعيد بن كثير بن يحيى بن حميد بن نافع الأنصاري،عنإسحاق بن إبراهيم، عن صفوان بن سليم.
قال الحاكم " قد رويت في متابعات الإمام مالك بن أنس في طرق هذه الحديث عن ثلاثة ليسوا من شرط هذا الكتاب وهمعبد الرحمن بن إسحاق، و إسحاق بن إبراهيم المزني، و عبد الله بن محمد القدامي"
اما البيهقي (ج1 ص 5، 7) فعن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسين المقرئ الإسفراييني عن الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني عن يوسف بن يعقوب القاضي عن محمد بن أبي بكر عني زيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن صفوان بن سليم.
و اخرج طريق إسحاق بن إبراهيم من طريق الحاكم عن أبي علي الحسن بن علي الحافظ عن محمد بن صالح الكيليني.
عبد الرحمن بن إسحاق المدني (ت. ك 3755 ج16 ص 519) صدوق رمي بالقدر, يضعف من ناحية حفظه لكن يصلح للمتابعات.
إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصواف المدني (ت. ك 326 ج2 ص 363) لين الحديث يقبل حديثه في المتابعات ايضا.
و تابع صفوان بن سليم،الجلاح أبو كثير في المستدرك و عند البيهقي في السنن و في المسند عند الإمام احمد و في كتاب الطهور لأبي عبيد القاسم الخزاعي و عند الدارمي في سننه و الطحاوي في مشكل الاثار و في الكنى والأسماء للدولابي و عند البخاري في تاريخه.
اما الحاكم (494 ج1 ص 224) فرواه عن علي بن حمشاذ العدل عن عبيد بن عبد الواحد بن شريك عن يحيى بن بكر، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب،عن الجلاح أبو كثير عن ابن سلمة المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و البيهقي في معرفة السنن (475 ج1 ص 226) عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي عن أحمد بن عبيد الصفار عن عبيد بن شريك عن يحيى بن بكير عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح أبو كثير و اخرجه في السنن من طريق الحاكم السابقة الذكر (ج1 ص 6) لكنه ذكر عن يحيى بن بكيرو هو الصحيح و زاد طريقا اخرى في معرفة السنن (477 ج1 ص 227) عن الحاكم عن أبي الوليد حسان بن محمد الفقيه عن الحسن بن سفيان عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عنالجلاح، عن سعيد بن سلمة.
وفي مشكل الاثار (4473 ج6 ص 403) عن الربيع المرادي، عن شعيب بن الليث عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي كثير جلاح عن سعيد بن سلمة المخزومي عن المغيرة بن أبي بردة.
و رواه كذلك (4475 ج6 ص 405) عن أبي أمية، عن أحمد بن أبي شعيب الحراني عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عنالجلاح إلا انه قال عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة بن أبي برد.
و عند أبي عبيد القاسم الخزاعي (232 ص 294) عن أبي النضر، ويحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح أبي كثير عن سعيد بن سلمة و قال أبو عبيد القاسم الخزاعي (233 ص 295): ثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، بمثل هذا الإسناد إلا أنه قال: الجلاخ بالخاء مولى عبد العزيز بن مروان وخالف أبو الأسود أصحابه في هذا الاسم.
و في تاريخ البخاري (ج3 ص 478) من طريق عبد الله عن الليث عن يزيد بن ابي حبيب عنابي كثير جلاح عن سعيد بن سلم.
و من طريق بن وهب عن عمرو عن جلاح مولى عبد العزيز عن سعيد بن سلمة و من طريق بن سلام عن محمد بن سلمة عن ابن اسحاق عن يزيد بن ابي حبيب عن جلاح الا انه قال عن عبد الله بن سعيد عن المغيرة بن ابي بردة و قال البخاري قال سلمة حدثنا بن اسحاق عن يزيد عن اللجلاج عن سلمة عن المغيرة.
و من طريق يوسف بن راشد عن عبد الرحمن بن مغراء عن ابن اسحاق عن يزيد بن ابي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن مغيرة بن ابي بردة.
و عند الدولابي (1637 ج 2 ص 935) عن أحمد بن شعيب عن قتيبة بن سعيد عن الليث عنالجلاح أبي كثير، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، فاسقط يزيد بن ابي حبيب و سعيد بن سلمة.
و عند الدارمي (755 ج1 ص 566) عن الحسن بن أحمد الحراني عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه
و في المسند (8912 ج14 ص 486) قتيبة بن سعيد، عن ليث، عن الجلاح أبي كثير، عن المغيرة بن أبي بردة.
قال البيهقي في معرفة السنن (ج1 ص 228): قال البخاري: وحديث مالك أصح، و اللجلاج خطأ قال الشيخ أحمد: الليث بن سعد أحفظ من محمد بن إسحاق، وقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب، وتابعه على ذلك: عمرو بن الحارث، عن الجلاح، فهو أولى أن يكون صحيحا اهـ.
قلت محمد بن اسحاق مدلس و قد عنعن الحديث أما الجلاح أبو كثير (ت. ك 988 ج5 ص 177) صدوق احتج به مسلم اما الخلاف عن الليث فهو بين رواية قتيبة (ت. ك 4852 ج23 ص 523) و غيره و ان كان قتيبة ثقة إلا ان يحيى بن بكير (ت. ك 6858 ج31 ص401) اثبت الناس في الليث و قد تابعه هاشم بن القاسم أبو النضر الليثي (ت. ك 6540 ج30 ص 130) و هو ثقة و شعيب بن الليث (تهذيب الكمال 2755 ج12 ص 532) قال الحافظ ثقة نبيل فقيه و عبد الله بن صالح كاتب الليث (ت. ك 3336 ج15 ص 98) لازمه عشرين سنة و يعضض كل ذلك رواية عمرو بن الحارث قال الحافظ (ثقة فقيه حافظ).
تابع سعيد بن سلمة, يحي بن سعيد الأنصاري (ت. ك 6836 ج31 ص 346) إلا انه اختلف عليه فيه و الإضطراب منه فرواه عن المغيرة عن ابيه و عن المغيرة بن أبي بردة، عن رجل من بني مدلج، و عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه و سلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
حديثه في المستدرك (495 , 496 ج1 ص225) و عند ابي شيبة (1388 ج2 ص 106) و اخرجه الطحاوي (4471 ج6 ص 402) و البيهقي في معرفة السنن (ج1 ص 228 إلى 231) و في المسند و في مصنف عبد الرزاق (321 ج1 ص 94) و في كتاب الطهور لأبي عبيد القاسم الخزاعي (234 - 235 ص 296) و بن عبد البر في التمهيد (ج16 ص 219) و في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (6611) و في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم.
قال الامام احمد (23096 ج38 ص 184) حدثنا يزيد، أخبرنا يحيى، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني أنه أخبره، أن بعض بني مدلج أخبره، أنهم كانوا يركبون الأرماث في البحر للصيد، فيحملون معهم ماء للشفة فتدركهم الصلاة وهم في البحر، وأنهم ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن نتوضأ بمائنا عطشنا، وإن نتوضأ بماء البحر وجدنا في أنفسنا فقال لهم: " هو الطهور ماؤه، الحلال ميتته ".
قال البيهقي في المعرفة (ج1 ص 231): هذا الاختلاف يدل على أنه لم يحفظ كما ينبغي. وقد أقام إسناده مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد، عن يزيد، عن الجلاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث، عن الجلاح، كلاهما عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فصار الحديث بذلك صحيحا، كما قال البخاري في رواية أبي عيسى عنه. والله أعلم اهـ
قلت كذلك رواهعطاء بن السائب عن المغيرة بن عبدالله المدلجي عن بعض بني مدلج , أخرجه الخطيب في المتفق و المفترق (ج2 ص 1928) عن ابني بشران علي وعبدالملك عن حمزة بن محمد بن العباس بن الحارث عن محمد بن غالب عن أبي عمر الحوضي عن همام عن عطاء بن السائب عن المغيرة بن عبدالله المدلجي عن بعض بني مدلج.
رجال السند ثقات عبد الملك بن بشران (سير الاعلام، 303 ج17 ص 450 , تاريخ بغداد 5548، ج12 ص 188 , شذرات الذهب ج5 ص 151) الإمام المحدث, علي بن بشران (سير الاعلام 189، ج17 ص 311، تاريخ بغداد 6480 ج13 ص 580، شذرات الذهب ج5 ص 79) ثقة , حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد الدهقان العقبي (سير أعلام النبلاء، 292 ج15 ص 516، تاريخ بغداد 4259،ج9 ص 60, شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج4 ص 248)، ثقة اكبر شيخ لعبد الملك بن بشران , محمد بن غالب (لسان الميزان، 7295،ج7 ص 434) وثقه الدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات , حفص بن عمر أبو عمر الحوضي (ت. ك 1397، ج7 ص 26) من رجال البخاري ثقة ثبت.
و تابع سعيد بن سلمة, يزيد بن محمد (ت. ك 7046 ج32 ص 238) في المستدرك (497 ج1 ص 225) و عند البيهقي (486 ج1 ص 228) في معرفة السنن والآثار.
متابعات أخرى:
و اخرج الطحاوي (4472 ج6 ص 403) الحديث عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن حجاج بن رشدين، عن عبد الجبار بن عمر، عن عبد ربه بن سعيد، عن المغيرة بن أبي بردة، عن عبد الله المدلجي.
و فيه عبد الجبار بن عمر الأيلي (ت. ك 3695 ج16 ص 388) ضعيف.
اخرج الحديث كذلك الدارقطني و الحاكم من طريق إسحاق بن إبراهيم بن سهم عن عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
اما الدارقطني (82 ج1 ص 48) فرواه عن محمد بن إسماعيل الفارسي و اما الحاكم (498 ج1 ص 225) فعن أبي علي الحسين بن علي الحافظ عن أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس.
و هذا منكر: إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة من اسانيد البخاري و مسلم و لا يصح الحديث بهذا السند , آفته عبد الله بن محمد القدامي (المجروحين بن حبان 567 ج1 ص 533 , لسان 4399 ج4 ص 559) قال أبو نعيم: يروي عن مالك وإبراهيم بن سعد المناكير.
وقال الدرقطني: والقدامي متروك.
وقال الحاكم: روى عن مالك أنس وإبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حبان: كان يقلب له الأخبار فيجيب فيها، كان آفته ابنه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، ولعله أقلب له على مالك أكثر من مائة وخمسين حديثا فحدث بها كلها، وعن إبراهيم بن سعد الشيء الكثير، روى عن إبراهيم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" أخبرناه أحمد بن محسن بن هلال قولان بالمصيصة قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهم قال: حدثنا عبد الله بن ربيعة قال: حدثنا إبراهيم بن سعد في نسخة كتبناها عنه طويلة لمالك وإبراهيم بن سعد أكثرها مقلوبة.
و أخرج العقيلي في الضعفاء في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن (618 ج2 ص 132) و هو من شيوخ البخاري, الحديث من طريق أحمد بن إبراهيم عن سليمان بن عبد الرحمن عن محمد بن غزوان عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
قلت محمد بن غزوان (ميزان الإعتدال 8050 ج6 ص292) منكر الحديث.
و اخرج هذه الطريق الحاكم في المستدرك (499 ج1 ص 226) عن أبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ عن أبي بكر محمد بن محمد بن رجاء بن السندي عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن محمد بن غزوان.
و الدارقطني (81 ج1 ص 48) في سننه عن القاضي الحسين بن إسماعيل عن محمد بن عبد الله بن منصور الفقيه أبو إسماعيل البطيخي عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن عن محمد بن غزوا.
و أخرج كذلك العقيلي الحديث في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن (618 ج2 ص 132) عن إدريس بن عبد الكريم المقرئ عن الحكم بن موسى عن مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي عن عبد الله بن عامر، عن صفوان بن سليم، عن أبي هريرة.
و عند الدارقطني (78 ج1 ص 46) عن بن منيع عن محمد بن حميد الرازي عن إبراهيم بن المختار عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن سعيد بن ثوبان، عن أبي هند، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله " قال: إسناد حسن.
قلت إبراهيم بن المختار (ت. ك 240 ج2 ص 194) صدوق ضعيف الحفظ و محمد بن حميد الرازي (ت. ك 5167 ج25 ص 97) ضعيف.
قال ابن الملقن في البدر (ج1،ص 374): قلت: فِيهِ نظر؛ فإنَّ فِيهِ: مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، وَإِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار، أما الأول: فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي «سنَنه» فِي بَاب «فرض الْجدّة والجدتين»: لَيْسَ بِالْقَوِيّ. وَأما الثَّانِي: فَقَالَ أَحْمد بن عَلّي الأبَّار: سَأَلت زنيجًا أَبَا غَسَّان عَنهُ، فَقَالَ: تركته. وَلم يرضه، وَقَالَ ابْن معِين: لَيْسَ بِذَاكَ.اهـ
أخرج الحديث الشافعي في الأم (2،ج2 ص 6) , قال أخبرنا إبراهيم بن محمد عن عبد العزيز بن عمر عن سعيد بن ثوبان عن أبي هند الفراسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من لم يطهره البحر فلا طهره الله.
و قال البيهقي في السنن (3، ج1 ص 7): قال الشافعي رحمه الله وروى عبد العزيز بن عمر عن سعيد بن ثوبان عن أبي هند الفراسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من لم يطهره البحر فلا طهره الله. أنبأه أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ أنبأ أبو أحمد الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار ثنا عبد العزيز بن عمر فذكره: بمثله إلا أنه لم يقل الفراس.
و في معرفة السنن: (ج1 ص 232) أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو قال: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: وروى عبد العزيز بن عمر، عن سعيد بن ثوبان، عن أبي هند الفراسي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يطهره البحر فلا طهره الله»، أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا موسى بن زكريا قال: حدثنا إبراهيم بن مستمر قال: حدثنا أبو همام الخاركي قال: حدثنا عمر بن هارون، أن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبره، فذكره بمثله، ورويناه في كتاب السنن عن إبراهيم بن المختار، عن عبد العزيز بن عمر. اهـ
قال في فيض القدير (ج6 ص 225): "وقال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه سعيد بن ثوبان وأبو هند مجهولان".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (ت. ك 3464 ج18 ص 173) من رجال الشيخين صدوق يخطئ وسعيد بن ثوبان مجهول.
قال الألباني في الضعيفة (4657 ج10 ص186): أخرجه الدارقطني (ص 13)، والبيهقي (1/ 4) عن محمد بن حميد الرازي: أخبرنا إبراهيم بن المختار: أخبرنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن سعيد بن ثوبان عن أبي هند [الفراسي] عن أبي هريرة مرفوعاً. وقال الدارقطني: "إسناده حسن"!
قلت: وهذا منه عجيب؛ فإن الرازي هذا ء مع حفظه ء ضعيف، بل اتهمه أبو زرعة وغيره بالكذب.
وإبراهيم بن المختار؛ قال الحافظ:
"صدوق ضعيف الحفظ".
وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - وهو الأموي؛ مع كونه من رجال الشيخين - مضعف؛ قال الحافظ:
"صدوق يخطىء".
وسعيد بن ثوبان لا يعرف، لم يزد ابن أبي حاتم في ترجمته على قوله (2/ 1/ 9) "روى عن أبي بكر بن أبي مريم"!
وأبو هند الفراسي؛ لم أجد من ذكره.اهـ
من صحح الحديث:
صحح الحديث جمع كثير من العلماء بلغ ستة و ثلاثين عالما (بذل الإحسان ج2 ص 114). و ممن صحح الحديث الترمذي و نقل تصحيحه عن البخاري في علله (علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي،33 ص 41) و صححه بن المنذر و بن حبان و الحاكم و الطحاوي و البغوي و الخطابي و صححه بن عبد البر بتلقي العلماء له بالقبول , قال في التمهيد (ج16 ص 218) لا أدري ما هذا من البخاري - رحمه الله - ولو كان عنده صحيحا لأخرجه في مصنفه الصحيح عنده، ولم يفعل لأنه لا يعول في الصحيح إلا على الإسناد، وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده، وهو عندي صحيح؛ لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به، ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء، وإنما الخلاف في بعض معانيه على ما نذكر إن شاء الله. اهـ و أجيب عليه بأن البخاري لم يشترط تخريج كل الصحيح في كتابه و رجح تصحيحه بن منده و صححه بن خزيمة و البيهقي و عبد الحق و الدارقطني و النووي و بن دقيق العيد و بن تيمية و بن القيم و الذهبي وبن كثير و بن حجر و بن الملقن في البدر و العيني و الزيعلي و الصنعاني و الشوكاني و الألباني (الإرواء 9 ج2 ص 42) و قيل صححه بن حزم لكن رأيته ضعفه في المحلى (ج1 ص 221) قال: "وفي بعض هذا خلاف قديم: روينا عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة أن الوضوء للصلاة والغسل من ماء البحر لا يجوز ولا يجزئ، ولقد كان يلزم من يقول بتقليد الصاحب ويقول إذا وافقه قوله: " مثل هذا لا يقال بالرأي " أن يقول بقولهم ههنا. وكذلك من لم يقل بالعموم، لأن الخبر {هو الطهور ماؤه الحل ميتته} لا يصح. ولذلك لم نحتج به " اهـ و قد اشار إلى ذلك الالباني في صحيح سنن أبي داود (ج1 ص 146).
كما ضعف الألباني لفظ اغتسلوا في ضعيف الجامع (976 ج1 ص 139) من رواية الجلاح "اغتسلوا من البحر وتوضؤوا به فإنه الطهور ماؤه الحل ميتته" , قال: وقد صح دون قوله "اغتسلوا".
الحديث صحيح و حاصل ما يعل به اربعة أوجه كما قال بن دقيق العيد في الامام (الإمام ج1 ص 99):
أولها: الجهالة بسعيد بن سلمة و المغيرة بن أبي بردة قال الإمام الشافعي في سند هذا الحديث من لا أعرفه.
يجاب عليه بأنه روى عن سعيد، صفوان و الجلاح و عن المغيرة سعيد بن سلمة و يحيى بن سعيد فارتفعت الجهالة عنهما كما انه وثقهما النسائي، قلت كذلك روى عنه العطاء بن السائب.
ثانيا الإختلاف في اسم سعيد بن سلمة فقيل سعيد بن سلمة و قيل عبد الله بن سعيد و قيلة سلمة بن سعيد و أصحها سعيد بن سلمة لأنها رواية مالك و هو احفظ مع وجود من تابعه في ذلك.
ثالثا التعليل بالإرسال، ذكر ذلك بن عبد البر لأن يحيى بن سعيد ارسله و هو احفظ من صفوان بن سليم و اثبت من سعيد بن سلمة لكنه قد اختلف عن يحيى بن سعيد في هذا الحديث و رواية مالك اصح كما تقدم.
رابعا الاضطراب: و قد تقدم ذكر ترجيح رواية مالك و سلامتها، قال الدارقطني اشبهها بالصواب قول مالك و من تابعه عن صفوان بن سليم.
و للحديث شواهد منها
طريق جابر رضي الله عنه:
عن جابر بنحو حديث ابي هريرة
رواه الإمام احمد (15012 ج23 ص 257) عن أبي القاسم بن أبي الزناد عن اسحاق بن حازم عن عبيد الله بن مقسم عن جابر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و اخرجه من طريقه بن خزيمة في صحيحه (112 ج1 ص 59) و بن ماجة في سننه (388 ج1 ص 85) و بن الجارود في المنتقى (879 ج3 ص 168) كلهم عن محمد بن يحيى و الدارقطني (70 ج1 ص 43) في سننه عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي عن الفضل بن سهل الأعرج، و عن الفضل بن زياد القطان عن احمد و البيهقي في السنن (1195 ج1 ص 384) عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك عن أبي قلابة (عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم أبو قلابة الرقاشي الضرير الحافظ ت. ك 3556 ج18 ص 401) عن أحمد بن حنبل و (18966، ج9 ص 424) عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، عن يحيى بن محمد بن يحيى عن أحمد بن حنبل و بن حبان (1241 ج2 ص 457) في صحيحه عن محمد بن عبد الرحمن السامي و في الحلية (ج9 ص 229) عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن سالم الختلي عن محمد بن يحيى المروزي عن أحمد بن حنبل و في تاريخ بغداد (ج16 ص 574) عن عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وأحمد بن عبد الله المحاملي عن محمد بن أحمد بن الحسن الصواف عن عبد الله بن أحمد عن أبيه و في تهذيب الكمال (ج34 ص 192) عن أبي الحسن بن البخاري وأبي الغنائم بن علان وأحمد بن شيبان عن حنبل عن بن الحصين عن بن المذهبعن القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه.
و اخرجه الدارقطني (71 ج1 ص 43) ايضا من طريق العزيز بن أبي ثابت عن اسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن جابر عن ابي بكر الصديق فخالف ابا القاسم بن أبي الزناد إلا ان عبد العزيز بن أبي ثابت (ت. ك 3465 ج18 ص 178) متروك.
قلت سند الحديث حسن، عبيد الله بن مقسم القرشي (ت. ك 3688 ج19 ص163) ثقة، إسحاق بن حازم (ت. ك 348 ج2 ص 417) صدوق، أبو القاسم بن أبي الزناد (ت. ك 7573 ج134 ص 192) ليس به بأس.
و للحديث عن جابر طريق اخرى عن محمد بن علي بن شعيب عن الحسن بن بشر عن المعافى بن عمران، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر.
اخرجه الدارقطني (69 ج1 ص 42) و الحاكم (501 ج1 ص 227)، عن عبد الباقي بن قانع (صاحب معجم الصحابة) و الطبراني في المعجم الكبير (1759 ج2 ص 186) عن محمد بن علي بن شعيب السمسار إلا انه يخشى من تدليس بن جريح.
و كذلك اخرجه الدارقطني (68 ج1 ص 42) عن علي بن الفضل بن أحمد بن الحباب البزاز عن أحمد بن أبي عمران الخياط عن سهل بن تمام عن مبارك بن فضالة، عن أبي الزبير، عن جابر.
و مبارك بن فضالة (ت. ك 5766 ج27 ص180) مدلس ايضا.
قال بن السكن (الإمام في معرفة أحاديث الأحكام ج1 ص 107) حديث جابر اصح ما روي في الباب و خالف بن منده فقال لا يثبت و رجح بن دقيق العيد قول بن السكن.
طريق بن عباس رضي الله عنه
و عن ابن عباس رضي الله عنه "ماء البحر طهور" أخرجه احمد (2518 ج4 ص 314) من طريق حماد بن سلمة عن ابي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس و الحاكم (491 ج1 ص 223) عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد بن إسحاق الصغاني عن سريج بن النعمان عن حماد بن سلمة بسند مثله و صححه على شرط مسلم اما الدارقطني (77 ج1 ص 45) فرواه موقوفا عن ابي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد عن إبراهيم بن راشد عن سريج بن النعمان عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح عن موسى بن سلمة، عن ابن العباس و رجح وقفه
و هو كذلك موقوف في الاوسط رواه بن المنذر (ث161 ج1 ص 248) عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن حماد، عن قتادة، عن موسى بن سلمة، وأبي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس و عند ابن ابي شيبة (1393 ج2 ص 107) عن عبد الرحيم، عن ليث، عن ابن عباس، قال: " صيد البحر حلال وماؤه طهور" و عن عبدة، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن سنان بن سلمة، أنه سأل ابن عباس عن ماء البحر، فقال: " بحران لا يضرك من أيهما توضأت ماء البحر وماء الفرات (1392 ج2 ص 107) و اخرج بنحوه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن ابن عباس (324 ج 1 ص 95).
(يُتْبَعُ)
(/)
و عند الدارقطني (79 ج1 ص 46) كذلك موقوفا عن الحسين بن إسماعيل القاضي عن العباس بن محمد عن أبي عامر، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: " لقد ذكر لي أن رجالا يغتسلون من البحر الأخضر ثم يقولون: علينا الغسل من ماء غيره ومن لم يطهره ماء البحر لا طهره الله ".
رجح وقف الحديث بن الملقن (البدر ج1 ص 364).
طريق الفراسي رضي الله عنه
و عن ابن الفراسي عند بن ماجة (387 ج1 ص 85) عن سهل بن أبي سهل عن يحيى بن بكير عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي، قال: كنت أصيد، وكانت لي قربة أجعل فيها ماء، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " هو الطهور ماؤه، الحل ميتته " و اخرجه ابو عبيد القاسم (237 ص 297) عن ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن جعفر بن ربيعة، وعمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن أبي معاوية مسلم بن مخشي عن الفراسي و بن عبد البر في التمهيد (ج16 ص 219) عن خلف بن قاسم (تاريخ دمشق 2002،ج17 ص 13) قال عن أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي بمصر عن أبي الزنباع روح بن الفرج القطان عن يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن الفراسي".
قال الترمذي في علله (علل الترمذي الكبير بترتيب أبي طالب القاضي، 34 ص 41) سألت محمدا (يعني البخاري) عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر فقال هو مرسل ابن الفراسي لم يدرك النبي صلى الله عليه و سلم و الفراسي له صحبة. اهـ
و سواء كان عن الفراسي او عن ابنه فالسند ضعيف, مسلم بن مخشي لا يروي إلا عن بن الفراسي فعلى هذا الحديث يدور بين الانقطاع و الارسال.
طريق عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
و عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ميتة البحر حلال، وماؤه طهور.
اخرجه الدارقطني (74 ج1 ص 44) عن محمد بن إسماعيل، عن جعفر القلانسي، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن ابن عياش، حدثني المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده و ابو عبيد القاسم الخزاعي (236 ص 296) في كتاب الطهور عن محمد المروزي، عن الحكم بن موسى، عن هقل، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده و المثنى بن الصباح (ت. ك 5773 ج27 ص 203) ضعيف و عند الحاكم (502 ج1 ص 227) وقع الأوزاعي بدل المثنى،و هو غير محفوظ قاله الحافظ في التلخيص (تلخيص الحبير ج1 ص 12).
و عند أبي عبيد القاسم بن سلام الخزاعي (242 ص 300): عن عثمان بن صالح، وأبي الأسود، عن ابن لهيعة، عن بحير بن ذاخر، قال: سمعت عبد الله بن عمرو، يقول: " من لم يطهره ماء البحر فلا طهره الله عز وجل ".
فيه بن لهيعة ضعيف و بحير بن ذاخر المعافري: ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " (ج2 ص 138)، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1623 ج2 ص 411)، والذهبي في " تاريخ الإسلام " (ج7 ص 326) ولم يذكر فيه أحد جرحا ولا تعديلا و ذكره بن حبان في الثقات (ج4 ص 81).
طريق بن عمر رضي الله عنه
و عند الدارقطني (4709 ج5 ص 482) عن الحسين بن إسماعيل، عن أبي الأشعث، عن المعتمر، عن إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن عبد الرحمن بن أبي هريرة، أنه سأل ابن عمر قال: آكل ما طفا على الماء؟، قال: إن طافيه ميتة، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ماءه طهور، وميته حل "
و فيه إبراهيم بن يزيد ابو اسماعيل (تهذيب الكمال 267 ج2 ص 242) متروك
طريق على بن أبي طالب رضي الله عنه
و عن علي بن أبي طالب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " اخرجه الحاكم (500 ج1 ص 226) عن أبي سعيد أحمد بن محمد النسوي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب و الدارقطني (73 ج1 ص 44) عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك، عن معاذ بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي , في كلا السندين بن عقدة (أحمد بن محمد بن سعيد) ضعفوه و فيهما من لا يعرف
(يُتْبَعُ)
(/)
طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه
و عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سئل عن ماء البحر، فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته و هو موقوف رواه بن المنذر (159 ج1 ص 247) عن حاتم بن ميمون عن الحميدي،عن عبد الله بن رجاء، ومحمد بن عبيد، وأبو ضمرة عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينار و البيهقي (4،ج1 ص 7 , 18969 ج9 ص 424) عن أبي بكر أحمد بن الحسن القاضي عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينارو الدارقطني (72 ج1 ص 44) عن الحسين بن إسماعيل، عن حفص بن عمرو، عن يحيى بن سعيد القطان، ح و عن الحسين، عن سلم بن جنادة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، عن ابن نمير جميعا، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينارو أبي عبيد القاسم الخزاعي (238، ص 298) عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينار و بن ابي شيبة (1389 ج2 ص 106)
عن عبد الرحيم، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينار و بن حبان في المجروحين (ج1 ص 451) في ترجمة السري بن عاصم بن سهل الهمداني - فرواه مرفوعا و الصواب الوقف - عن الحسن بن رزيق البغدادي بمكة عن السري بن عاصم عن محمد بن عبيد عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار.
ظاهر إسناد الحديث الصحة أما طريق عبد العزيز بن أبي ثابت بن عبد العزيز عن إسحاق بن حازم الزيات مولى آل نوفل، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق فقد سبق ذكرها و عبد العزيز بن أبي ثابت متروك.
طريق أنس بن مالك رضي الله عنه
و عن أبان عن أنس بنحوه في مصنف الصنعاني (320 ج1 ص 94) و عند الدارقطني (85 ج1 ص 45) الا ان أبان بن أبي عياش (ت. ك 142 ج2 ص 19) متروك.
طريق عقبة بن عامر رضي الله عنه
و اخرج بن المنذر (ث 162 ج1 ص 248) عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد عن أبي الأسود، عن ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر، أنه قال: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
و أبي عبيد القاسم الخزاعي (240 ص 299) بسند مثله و فيه بن لهيعة فيه مقال.
طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عند عبد الرزاق في المصنف (ج1 ص 94 ص 95): عن معمر عن أيوب، عن أبي يزيد المدني قال: حدثني رجل، من الصيادين الذين يكونون في الجار، وكان أهل المدينة يرزقون من الجار، فوجد حبا منثورا فجعل عمر يلتقطه حتى جمع منه مدا، أو قريبا من مد، ثم قال: " ألا أراك تصنع مثل هذا، وهذا قوت رجل مسلم حتى الليل " قال: فقلت له: يا أمير المؤمنين، لو ركبت لتنظر كيف نصطاد؟ قال: فركب معهم فجعلوا يصطادون، فقال عمر: " تالله إن رأيت كاليوم كسبا أطيب أو قال: أحل "، ثم قال: " فصنعنا له طعاما، فقلت: يا أمير المؤمنين إن شئت سقيناك طعاما، وإن شئت ماء فإن اللبن أيسر عندنا من الماء إنا نستعذب من مكان كذا قال: فطعم، ثم دعا بالذي أراد، ثم قلنا: يا أمير المؤمنين، إنا نخرج إلى هاهنا فنتزود من الماء لشفتنا، ثم نتوضأ من ماء البحر فقال: "سبحان الله وأي ماء أطهر من ماء البحر؟ ".
و عن ابن التيمي، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، أن عمر بن الخطاب، سئل عن ماء البحر فقال: " أي ماء أطهر من ماء البحر؟ ".
و عند ابن ابي شيبة (ج1 ص 107) عن ابن علية، عن أيوب، عن أبي يزيد المدني، قال حدثني أحد الصيادين، قال لما قدم عمر أمير المؤمنين الجار يتعاهد طعام الرزق قال قلت يا أمير المؤمنين إنا نركب أرماثنا هذه فنحمل معنا الماء للشفة فيزعم أناس أن ماء البحر لا يطهر فقال وأي ماء أطهر منه.
و عن ابن علية، عن خالد، عن عكرمة، أن عمر، سئل عن ماء البحر، فقال: وأي ماء أنظف منه.
و عند بن المنذر في الأوسط (ث 160 ج1 ص 248) عن إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، أن عمر، سئل عن ماء البحر، فقال: " وأي ماء أطهر من ماء البحر.
و عند أبي عبيد القاسم الخزاعي (241 ص 300) عن هشيم، وإسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " وأي ماء أنظف من ماء البحر" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت في اسانيد الاحاديث انقطاع و روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع الغزو في البحر.
رواه بن سعد في الطبقات الكبرى: قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم قال: " كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص يسأله عن ركوب البحر، قال: فكتب عمرو إليه يقول: دود على عود، فإن انكسر العود هلك الدود، قال: فكره عمر أن يحملهم في البحر ". قال هشام: وقال سعيد بن أبي هلال: " فأمسك عمر عن ركوب البحر "
وابن المبارك في الجهاد: أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن ابن لهيعة قال: أخبرنا ابن هبيرة أن معاوية رحمه الله، كتب إلى عمر رضي الله عنه، يستأذنه في ركوب البحر، ويخبره أنه ليس بينه وبين قبرس في البحر إلا مسيرة يومين، فإن رأى أمير المؤمنين أن أغزوها، فيفتحها الله تبارك وتعالى على يديه، فسأل عن اعرف الناس بركوب البحر، فقيل له: عمرو بن العاص، كان يختلف فيه إلى الحبشة. فسأل عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، إن صاحبه منه بمنزلة دود على عود، إن ثبت يغرق، وإن يمل يغرق. فقال عمر رضي الله عنه: " والله ما كنت لأحمل أحدا من المسلمين على هذا ما بقيت ".
و أخرج الأصبهاني في معرفة الصحابة (4284) عن سليمان بن أحمد،عن الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر، عن عياش بن عباس، عن عبيد الله بن جرير، عن العركي، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته ".
و في مشكل الآثار للطحاوي (تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار الطحاوي 4474 ج 6 ص 405) عن الربيع بن سليمان المرادي عن أسد بن موسى عن حاتم بن إسماعيل بسند مثله.
و العركي بفتح المهملة و الراء بعدها كاف هو الملاح.
ــــــــــــــــــــــــ
المراجع
الموطأ برواياته الثمانية تحقيق: سليم بن عيد الهلالي مكتبة الفرقان 1424هـ.
سنن الترمذي، تحقيق مشهور بن حسن مكتبة المعارف الطبعة الأولى.
سنن ابي داود: تحقيق مشهور بن حسن مكتبة المعارف الطبعة الثانية.
سنن بن ماجة: تحقيق مشهور بن حسن مكتبة المعارف الطبعة الأولى.
سنن النسائي: تحقيق مشهور بن حسن مكتبة المعارف الطبعة الأولى.
سنن الدارقطني، تحقيق شعيب الأرنؤوط مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1424 هـ.
سنن الدارمي، تحقيق حسين سليم أسد، دار المغني الطبعة الأولى 1421 هـ.
مختصر الأحكام مستخرج الطوسي على جامع الترمذي: تحقيق أنيس بن أحمد بن طاهر الأندونوسي، مكتبة الغرباء الأثرية الطبعة الأولى 1415 هـ.
مسند الإمام أحمد، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1416 هـ.
مصنف ابن أبي شيبة، تحقيق محمد عوامة، دار القبلة، الطبعة الأولى 1427 هـ.
مصنف عبد الرزاق الصنعاني حبيب الرحمن الأعظمي.
التعليقات الحسان على صحيح بن حبان، محمد ناصر الدين الألباني،دار باوزير.
صحيح بن خزيمة، تحقيق د محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي.
المستدرك على الصحيحين، تحقيق مقبل بن هادي الوادعي، دار الحرمين الطبعة الأولى 1417 هـ.
معرفة علوم الحديث الحاكم، معظم حسين، دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1397 هـ.
السنن الكبرى للبيهقي، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية.
معرفة السنن و الآثار للبيهقي، تحقيق د عبد المعطي أمين، دار قتيبة للطباعة و النشر الطبعة الأولى 1411 هـ.
موسوعة التاريخ الكبير للبخاري، دار الكتب العلمية بيروت.
الأوسط لإبن المنذر، تحقيق صغير الأنصاري، دار طيبة الطبعة الأولى سنة 1405 هـ.
الأم الشافعي، تحقيق د رفعت فوزي عبد المطلب،دار الوفاء، الطبعة الأولى 1422 هـ.
الآحاد والمثاني ابن أبى عاصم.
غوث المكود (المنتقى بن الجارود)، أبي اسحاق الحويني، دار الكتاب العربي، الطبعة الأولى 1408 هـ.
تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار الطحاوي، تحقيق خالد محمود الرباط، دار بلنسية الطبعة الأولى 1420 هـ.
كتاب الطهور أبو عبيد القاسم الخزاعي، تحقيق مشهور حسن، مكتبة الصحابة الطبعة الأولى 1414 هـ.
شرح السنة البغوي، زهير الشاوش و شعيب الأرنؤوط، المكتب الإسلامي.
المعجم الكبير الطبراني، حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
سلسلة الأحاديث الضعيفة الألباني، مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1412 هـ.
إرواء الغليل في تخرج أحاديث منار السبيل للألباني، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى 1399 هـ.
صحيح سنن أبي داود الألباني، مؤسسة غراس الطبعة الأولى 1423 هـ.
صحيح الجامع الصغير و زياداته مع ضعيف الجامع الصغير و زياداته للألباني، المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة 1408هـ.
تهذيب الكمال، د بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية 1403 هـ.
الكنى والاسماء للدولابي، تحقيق نظر الفريابي، دار بن حزم الطبعة الأولى 1421 هـ.
الضعفاء العقيلي، تحقيق د عبد المعطي أمين، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى.
حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1409 هـ.
كتاب الجهاد عبد الله بن المبارك.
معرفة الصحابة الأصبهاني.
الامام في معرفة أحاديث الأحكام،ابن دقيق العيد، تحقيق سعد بن عبد الله آل حميد، دار المحقق.
البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير لإبن الملقن، تحقيق مصطفى أبو الغيط، دار الهجرة الطبعة الأولى 1425 هـ.
تلخيص الحبير لإبن حجر، تحقيق حسن بن عباس بن قطب، مؤسسة قرطبة الطبعة الأولى 1416 هـ.
التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام لخالد بن ضيف الله الشلاحي.
بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبو عبد الرحمن للحويني، مكتبة التربية الإسلامية الطبعة الأولى 1410 هـ.
مصباح الأريب في تقريب الرواة الذين ليسوا في تقريب التهذيب.
ميزان الاعتدال.
لسان الميزان ابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد الفتاح أبي غدة، مكتبة المطبوعات الإسلامية.
المجروحين بن حبان، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي الطبعة الأولى 1420 هـ.
فيض القدير شرح الجامع الصغير المناوي، دار المعرفة الطبعة الثانية 1391 هـ.
شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد،، مكتبة الثقافة الدينية 1424هـ.
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر،مكتبة ابن تيمية 1387 هـ.
المحلى بالآثار بن حزم، تحقيق محمد منير الدمشقي، إدارة الطباعة المنيرية.
الجرح و التعديل، الرازي، دار احياء الثرات العربي، الطبعة الأولى 1371 هـ.
تاريخ الإسلام الذهبي، تحقيق د عمر عبد السلام، دار الكتاب العربي الطبعة الثانية 1410 هـ.
تاريخ دمشق لإبن عساكر، تحقيق محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمروي، دار الفكر.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، تحقيق د بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1422 هـ.
الثقات بن حبان، مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة الأولى 1393 هـ.
المجروحين بن حبان، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، دار الصميعي الطبعة الأولى 1420 هـ.
غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال.
المتفق و المفترق للخطيب البغدادي، تحقيق د محمد صادق آيدن، دار القادري الطبعة الأولى 1417 هـ.
سير أعلام النبلاء الذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الحادية عشرة 1417 هـ.
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لإبن عماد، عبد القادر الأرنؤوط، دار بن كثير الطبعة الأولى 1406 هـ.
الأباطيل و المناكير و الصحاح و المشاهير، الحافظ أبوعبدالله بن إبراهيم الجورقاني الهمذاني، دار بن حزم الطبعة الأولى 1424 هـ.
تم بحمد الله يوم العاشر من شعبان لسنة 1430 هـ و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين(/)
السيدة عائشه رضي الله عنها ونماذج من مروياتها في الصحيحين (القسم الاخير)
ـ[احمد الصايم]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:21]ـ
الفصل الرابع
فضائلها ووفاتها
المبحث الاول: فضائلها
المبحث الثاني: وفاتها
المبحث الاول
فضائلها
لقد كان للسيدة عائشة رضي الله عنها من الفضائل ما لا يحصى , فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , يطري عليها , ويمدحها , ونزل فيها من القرآن مانزل , ولقد وصفها وعدد فضائلها من الصحابة والتابعين.
1. ومن ذلك ما اخرجه البخاري بسنده , ان عائشة رضي الله عنها , قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): يوما: (ياعائشة , هذا جبريل يقرئك السلام) , فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته , ترى ما لا ترى , تريد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1).
2. وعنها ايضا قالت: يارسول الله , من ازواجك في الجنة؟ قال: (اما انك منهن) , قالت: فخيل اليَ ان ذلك , انه لم يتزوج بكراً غيري2.
3. وما اخرجة احمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لقد رأيت عائشة في الجنة كأني انظر الى بياض كفيها , ليهون بذلك علي عند موتي) 3.
4. وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أ فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام , فكأنها فضلت على النساء)) 4
ما قاله الصحابة فيها رضي الله عنها:
1. قال الامام علي رضي الله عنه: لو كانت امرأة تكون خليفة لكانت عائشة5.
2. وما اخرجه الامام احمد بسنده عن عريب بن حميد , قال رأني عمار بن ياسر يوم الجمل جماعة , فقال: ماهذا؟ فقالوا: رجل يسب عائشة ويقع فيها , قال: فمشى اليه عمار , فقال: اسكت مقبوحاً منبوحا , اتقع في حبيبة رسول الله , انها لزوجته في الجنة) 6.
3. ومما قاله ابن عباس رضي الله عنه , عند زيارته لها في مرض موتها: (ابشري يأم المؤمنين فوالله ما بينك وبين ان يذهب عنك كل اذى ونصب , اوقال وصب وتلقى الاحبة محمداً وحزبه , او قال: اصحابه الا ان يفارق روحك جسدك , فقالت: وايضا , فقال ابن عباس: كنت احب ازواج رسول الله اليه , ولم يكن ليحب الا طيباً , وانزل برائتك من فوق سبع سماوات فليس في الارض , مسجد الا هو يتلى فيه اناء الليل واناء النهار , وسقطت قلادتك ليلة الابواء , فاحتبس النبي , في المنزل والناس معه في ابتغائها , او قال: في طلبها حتى اصبح القوم على غير ماء , فانزل ((فتيمموا صعيداً طيباً)) 1. فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبيلك , فوالله انك لمباركة , فقالت: دعني يابن عباس من هذا فوالله لوددت لو اني كنت نسياً منسياً) 2.
4. وقد (فرض عمر رضي الله عنه , لامهات المؤمنين , عشرة الاف وزاد عائشة الفين , وقال: انها حبيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 3.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
1. سورة النساء / 43
2. فضائل الصحابة – احمد بن حنبل – مؤسسة الرسالة – بيروت: 2/ 329. وانظر ايضا: حلية الاولياء: 2/ 45.
3. الطبقات الكبرى – ابن سعد: 8/ 67
المبحث الثاني
وفاتها
وصيتها قبل وفاتها:
اوصت السيدة عائشة رضي الله عنها: اذا ماتت وكفنت ودلاها ذكوان فهو حر1.
كما قال عبد الله بن عبيد الله بن عمير: (اوصت عائشة ان لا تتبعوا سريري بنار ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء) 2.
كا اوصت: ان تدفن في البقيع ليلاً 3.
وفاتها:
لقد كانت وفاتها في سنة (58) هـ , واختلف العلماء , فبعضهم قال: قبل سنة وبعضهم قال: بعدها بسنة , والمشهور انها توفيت في سنة 58 هـ , واختلف في الشهر الذي توفيت فيه , فبعضهم يقول انها توفيت في رمضان وبعضهم يقول: في شوال , والاشهر والراجح هو في ليلة الثلاثاء , السابع عشر من رمضان سنة 58 هـ 4.
وصلى عليها ابو هريرة بعد صلاة الوتر , ونزل في قبرها خمسة هم عبد الله وعروة ابنا الزبير من اختها اسماء بنت ابي بكر , والقاسم وعبد الله ابنا اخيها محمد بن ابي بكر , وعبد الله بن عبد الرحمن بن ابي بكر , وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة 5
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قال عثمان بن ابي عتيق: عن ابيه: (رأيت ليلة ماتت عائشة رضي الله عنها , حمل معها جريد في الخرق فيه النار ليلا , ورأيت النساء في البقيع كأنه عيد) 6.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الطبقات الكبرى – ابن سعد – 8/ 76.
2. نفس المصدر – 8/ 76.
3. البداية والنهاية – ابن كثير – مكتبة المعارف – بيروت – 8/ 94.
4. نفس المصدر – 8/ 94.
5. نفس المصدر – 8/ 94.
6. الطبقات الكبرى - ابن سعد – 8/ 77.
نماذج من مروياتها في صحيح البخاري
1. حدثنا عبد الله بن يوسف قال: اخبرنا مالك , عن هشام بن عروة , عن ابيه , عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها , ان الحارث بن هشام رضي الله عنه , سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , فقال: يارسول الله , كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس , وهو اشده علي , فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال , واحيانا , يتمثل لي الملك رجلا , فيكلمني فاعي مايقول). قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته يتنزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد , فيفصم عنه وان جبينه ليتفصد عرقا [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2).
2. حدثنا مُسدّد , قال: حدثنا اشعث بن سليم , عن ابيه , عن مسروق , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العيد) [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3).
3. حدثنا قتيبة قال: حدثنا سفيان , عن الزهري , عن عروة , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: ان النبي (صلى الله عليه وسلم) , صلى في خميصة لها , فقال: (شغلتني اعلام هذه , اذهبوا بها الى ابي جهم , واتوني بانبجانية) [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4).
4. حدثنا عمر بن حفص , قال: حدثنا الاعمش , عن ابراهيم , قال الاسود: كنا عند عائشة رضي الله عنها , فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها , قالت: لما وصى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , مرض الذي مات فيه , فحضرت الصلاة , فأذن , فقال: (مروا , ابو بكر فليصل بالناس) فقيل له: ان ابا بكر رجل اسيف , اذا قام في مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس , واعاد فاعادوا له , فاعاد الثالثة , فقال: (انكن صواحب يوسف , مروا ابا بكر فليصل بالناس). فخرج ابو بكر فصلى , فوجد النبي (صلى الله عليه وسلم) , من نفسه خفه , فخرج يهادي بين رجلين , كأني انظر رجليه تحطان من الوجع , فاراد ابو بكر ان يتأخر , فأومأ اليه النبي (صلى الله عليه وسلم) ان مكانك , ثم أُتي حتى جلس الى جنبيه [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5).
5. حدثنا بشر بن محمد , قال: اخبرنا عبد الله , اخبرنا معمر عن الزهري , قال: حدثنا عبد الله بن ابي بكر بن حزم , عن عروة , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل , فلم تجد عندي شيئا غير تمرة , فاعطيتها اياها , فقسمتها بين ابنيتها , ولم تأكل منها , ثم قامت فخرجت , فدخل النبي (صلى الله عليه وسلم) , فاخبرته , فقال: (من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)
6. حدثنا محمد بن المثنى , حدثنا يحيى , عن هشام , قال: اخبرني ابي , عن عائشة , ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , دخل عليها , وعندها امرأة قال: (من هذه؟) , قالت: فلانة , تذكر من صلاتها , (مه , عليكم بما تطيقون , فوالله لا يمل الله حتى تملوا). وكان احب الدين اليه مادام عليه صاحبه [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7) .
(يُتْبَعُ)
(/)
7. حدثنا محمد بن سلام , قال: اخبرنا عبده , عن هشام , عن ابيه , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , اذا امرهم , امرهم من الاعمال بما يطيقون , قالوا: انا ليس كهيئتك يارسول الله , ان الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر , فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه , ثم يقول: انّ اتقاكم واعلمكم بالله انا) [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8) .
8. حدثنا سعيد بن ابي مريم , قال: اخبرنا نافع بن عمر , قال: حدثني ابن ابي مليكة , ان عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) رضي الله عنها , كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه , الا راجعت فيه حتى تعرفه , وان النبي (صلى الله عليه وسلم) , قال: (من حوسب عذب) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9) , قالت: عائشة رضي الله عنها: فقلت: او ليس يقول الله تعالى ((فَسوفَ يُحاسَبُ حساباً يسيراً)) , قالت: فقال: (انما ذلك العرض , ولكن من نوقش الحساب يهلك) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10) .
9. حدثنا عبدالله بن يوسف , قال: اخبرنا مالك , عن هشام بن عروة , عن ابيه , عن عائشة رضي الله عتها ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , قال: (اذا نعس احدكم وهو يصلي فليرقد , حتى يذهب عنه النوم , فان احدكم اذا صلى وهو ناعس , لا يدري لعله يستغفر , فيسب نفسه) [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11) .
10. حدثنا عبدالله بن يوسف , قال: اخبرنا مالك , عن هشام بن عروة , عن ابيه , عن عائشة رضي الله عنها انها قالت: (اتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصبي , فبال على ثوبه , فدعا بماء فاتبعه [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12) اياه) [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13).
11. حدثنا علي بن عبدالله , قال: حدثنا سفيان , قال: حدثنا الزهري , عن ابي سلمة , عن عائشة رضي الله عنها , عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (كل شراب اسكر فهو حرام) [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14) .
12. حدثنا عبد الله بن يوسف , قال: اخبرنا مالك , عن صالح بن كيسان , عن عروة بن الزبير , عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها , قالت: (فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين فرضها , ركعتين ركعتين , في الحضر والسفر , فأقرت صلاة السفر , وزيد في صلاة الحضر) [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15).
13. حدثنا محمد بن سلام , قال: اخبرنا عبده , عن هشام بن عروة , عن ابيه , عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها , ان ام سلمة , ذكرت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) كنيسة , وانها بأرض الحبشة , يقال لها مارية , فذكرت له مارأت فيها من الصور , فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (اولئك قوم اذا مات فيهم العبد الصالح , او الرجل الصالح , بنو على قبره مسجداً , وصوروا فيه تلك الصور , اولئك شرار الخلق عند الله) [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16) .
14. حدثنا أدم , قال: حدثنا شعبة , قال: حدثنا الحكم , عن ابراهيم , عن الاسود , قال: سألت عائشة رضي الله عنها , ماكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة اهله – تعني خدمة اهله – فاذا حضرت الصلاة , خرج الى الصلاة) [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17) .
15. حدثنا قبيصة , حدثنا سفيان عن معاوية , بهذا , ومن حبيب بن ابي عمرة , عن عائشة بنت طلحة , عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها , عن النبي (صلى الله عليه وسلم) , سأله نساءه عن الجهاد , فقال: (نعم الجهاد الحج) [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn18).
نماذج من مروياتها في صحيح مسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
1. حدثنا يحيى بن يحيى التميمي , اخبرنا ابو الاحوص , عن اشعث عن ابيه , عن مسروق , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: انه كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يحب التيمن اذا تطهر , وفي ترجله اذا ترجل , وفي انتعاله اذا انتعل) [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn19).
2. حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة , وابو كريب , قالا: حدثنا عبد الله بن نمير , حدثنا ابن نمير , حدثنا ابي , حدثنا هشام , عن ابيه , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة , يوتر من ذلك بخمس , لا يجلس في شيء الا في أخرها) [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn20).
3. حدثنا يحيى بن يحيى , قال: قرأت على مالك , عن ابي النضر , مولى عمر بن عبيد الله , عن ابي سلمة بن عبد الرحمن , عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها انها قالت: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , يصوم حتى نقول لا يفطر , ويفطر حتى نقول لا يصوم , وما رأيت رسول (صلى الله عليه وسلم) , استكمل صيام شهر قط , الا رمضان وما رأيته في شهر اكثر منه صياما في شعبان) [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn21).
4. حدثنا هارون بن سعيد الايلي , واحمد بن عيسى , قالا: حدثنا ابن وهب , اخبرني مخرمة بن بكير , عن ابيه , قالا: سمعت يونس بن يوسف , يقول: عن ابن المسيب , قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , قال: (ما من يوم اكثر من يعتق الله فيه عبد من النار , من يوم عرفة , وانه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة , فيقول: ما اراد هؤلاء؟) [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn22).
5. حدثنا شيبان بن فروخ , حدثنا ابو عوانه , عن منصور , عن ابراهيم , عن مسروق , عن عائشة رضي الله عنها , كان اذا عاد مريضا يقول: (اذهب الباس , رب الناس , اشفه انت الشافي , لا شفاء الا شفاؤك , شفاء لا يغادر سقما) [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn23).
6. حدثنا زهير بن حرب , واسحاق بن ابراهيم , جميعا , عن جرير , قال: زهير , حدثنا جرير , عن منصور , عن ابراهيم , عن الاسود , قال: دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي بمنى , وهم يضحكون , فقالت: ما يضحككم؟ قالوا: فلان خر على طنب فسطاط , فكادت عنقه , او عينه ان تذهب , فقالت: لا تضحكوا , فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , قال: (ما من مسلم يشاك شوكة , فما فوقها , الا كتب له بها درجة , ومحيت عنه بها خطيئة) [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn24).
7. حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة , حدثنا وكيع , عن ابن جريج , عن ابن ابي مليكة عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم) [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn25).
8. حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة , حدثنا علي بن مهر , عن داود , عن الشعبي , عن مسروق , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , عن قوله عز وجل ((يَومَ تُبدلُ الارضُ غير الارض ِ والسماوات)) [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn26). فأين يكون الناس يومئذ؟ فقال: (على السراط) [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn27).
9. حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة , حدثنا عبد الله بن ادريس عن ابن جريج , حدثنا اسحاق بن ابراهيم , ومحمد بن رافع , جميعا عن عبد الرزاق , واللفظ لابن رافع , حدثنا عبد الرزاق , اخبرنا ابن جريج , قال: سمعت ابن ابي مليكة , يقول: قال ذكوان , مولى عائشة رضي الله عنها , سمعت عائشة تقول: سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , عن الجارية ينكحها اهلها , اتستأمر ام لا؟ فقال رسول (صلى الله عليه وسلم): (نعم , تستأمر) فقالت عائشة رضي الله عنها: فقلت له: فأنها تستحي , فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذلك اذنها , اذ هي سكتت) [28]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn28).
10. حدثنا ابو كريب , حدثنا ابو اسامة , وحدثني ابو معمر اسماعيل بن ابراهيم الهذلي , حدثنا على بن هاشم بن البريد , جميعا عن هشام بن عروة , عن عبد الله بن ابي بكر , عن عمرة , عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (يحرم من ارضاع ما يحرم من الولادة) [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn29).
11. حدثنا هارون بن معروف , حدثنا عبد الله بن وهب , قال: قال حيوة: اخبرني ابوحمزة , عن يزيد بن مسبط عن عروة بن الزبير , عن عائشة رضي الله عنها , ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ,امر بكبش اقرن يطافي سواد , ويبرك في سواد , وينظر في سواد , فأتى به ليضحي به , فقال لها: (ياعائشة , هلمي المدية) , ثم قال: (اشحذيها بحجر) ,ففعلت , ثم اخذها , واخذ الكبش , فاظجعه , ثم قال: (بأسم الله , اللهم تقبل من محمد , وآل محمد , ومن امة محمد , ثم ضحى به) [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn30).
12. حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير , حدثنا وكيع , وعبده , عن هشام بن عروة , عن ابيه , عن عائشة , ان امرأة , قالت: يارسول الله ,اقول ان زوجي اعطاني مالم يعطني , فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي نار) [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn31).
[/URL]1 . صحيح البخاري – كتاب مناقب الصحابة – باب مناقب عائشة – حديث: 3045
2. صحيح ابن حبان – كتاب اخباره (صلى الله عليه وسلم) عن مناقب الصحابة – حديث: 7205
3. مسند الامام احمد – فضائل الصحابة – فضائل عائشة رضي الله عنه – حديث: 1574
4. صحيح البخاري – كتاب فضائل الصحابة – باب فضل عائشة – حديث: 3582
5. طبقات الفقهاء – الشيرازي – دار القلم – بيروت – 1/ 29.
6. مسند الامام احمد – فضائل الصحابة – باب فضل عائشة ام المؤمنين – حديث: 1588
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1)1 . صحيح البخاري – كتاب بدء الوحي – حديث: 3043.
2. نفس المصدر – كتاب صفة الصلاة – باب الالتفات في الصلاة – 3117.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3)3 . نفس المصدر – كتاب صفة الصلاة – باب الالتفات في الصلاة – حديث: 366
4. نفس المصدر – كتاب الجماعة والامام – باب حد المريض ان يشهد الجماعة – حديث: 633
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5)1 . صحيح البخاري – باب اتقوا النار ولو بشق تمرة – حديث: 1352.
2. صحيح البخاري - كتاب الايمان – باب احب الدين الى الله عز وجل – حديث: 43
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref7)3 . صحيح البخاري – كتاب الايمان – باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (انا اعلمكم) – حديث: 20.
4. سورة الانشقاق - 8
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref9)5 . صحيح البخاري – كتاب العلم – باب من سمع شيئا فلم يفهمه فراجع فيه – حديث: 102.
6. صحيح البخاري – كتاب الوضوء – باب الوضوء من النوم – حديث: 208.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref11)1 . اتبعه الماء: صبه عليه مباشرة , مختار الصحاح
2. صحيح البخاري – كتاب الوضوء – باب بول الصبيان – حديث: 218.
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref13)3 . صحيح البخاري – كتاب الوضوء – باب لايجوز الوضوء بالنبيذ – حديث: 239
4. صحيح البخاري – كتا بالصلاة – باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء – حديث: 346
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref15)5 . صحيح البخاري – كتاب الصلاة – باب استقبال القبلة – حديث: 426
6. صحيح البخاري – كتاب الاذان – ابواب صلاة الجماعة – باب من كان في حاجة اهله – حديث: 655
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref17)7 . صحيح البخاري – كتاب الجهاد والسير – باب جهاد النساء – حديث: 2742
(يُتْبَعُ)
(/)
1. صحيح مسلم – كتاب الطهارة – باب التيمن في الطهور وغيره – حديث: 421
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref19)2 . صحيح مسلم – كتاب صلاة المسافر وقصرها – باب صلاة الليل – حديث: 1253
3. صحيح مسلم – كتاب الصيام – باب صيام النبي (صلى الله عليه وسلم) في غير رمضان – حديث: 2028
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref21)4 . صحيح مسلم – كتاب الحج – بابا فضل الحج والعمرة – حديث: 2479
5. صحيح مسلم – كتاب الاسلام – باب استحباب رقية المريض – حديث: 4156
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref23)1 . صحيح مسلم – كتاب البر والصلة والادب – باب ثواب المؤمن فيما يصيبه – حديث: 4769
2. صحيح مسلم – كتاب العلم – باب – الالد الخصم – حديث: 4927
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref25)3 . سورة ابراهيم - 48
4. صحيح مسلم – كتاب صفة القيامة والجنة – باب في البعث والنشور – حديث: 5105
5. صحيح مسلم – كتاب النكاح – باب استئذان الثيب في النكاح – حديث: 2622
6. صحيح مسلم – كتاب الرضاع – باب يحرم من الرضاع – حديث: 2694
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref27)
(http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref29)1 . صحيح مسلم – كتاب الاضاحي – باب استحباب الضحية – حديث: 3731
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref31"]2 . صحيح مسلم – كتاب اللباس والزينة – باب النهي عن التزوير في اللباس – حديث: 4066
المصادر
1. القرآن الكريم.
2. احكام النساء – ابن الجوزي – مكتبة الشرق الجديد – بغداد.
3. الاصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر العسقلاني – دار الجيل – بيروت.
4. اعلام النساء – عمر رضا كحالة
5. البداية والنهاية – ابن كثير.
6. تاريخ الطبري – الطبري – دار الكتب العلمية – بيروت.
7. حلية الاولياء – ابي نعيم.
8. سنن ابي داود.
9. السيدة عائشة – عبد الحميد محمود طهمار.
10. سيرة ابن هشام – ابن هشام – مكتبة مصطفى البابي – مصر
11. صحيح البخاري.
12. صحيح مسلم.
13. طبقات الحفاظ – ابو الفضل عبد الرحمن السيوطي – دار الكتب العلمية – بيروت.
14. طبقات الفقهاء – ابو اسحاق الشيرازي – دار العلم – بيروت.
15. الطبقات الكبرى – ابن سعد- دار صادر – بيروت.
16. الفتاوى الكبرى – ابن تيمية – دار المعارف – لبنان.
17. فضائل الصحابة – احمد بن حنبل – مؤسسة الرسالة – بيروت.
18. مختار الصحاح – محمد بن ابي بكر الرازي.
19. مساوئ الاخلاق – الخرائطي.
20. مستخرج ابن عوانه.
21. مسند الامام احمد.
22. المعجم الكبير – الطبراني.(/)
هل ثبتت قراءة المعوذات في أذكار الصباح والمساء؟ بحث لفضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني
ـ[مأرب]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 05:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(هل ثبتت قراءة المعوذات في أذكار الصباح والمساء؟)
رُوي ذلك من حديث عبد الله بن خُبيب الجهني – رضي الله عنه -:
فمن طريق أَسِيد بن أبي أَسيد البراد عن معاذ بن عبد الله الجهني عن أبيه أنه قال: خرجنا في ليلة مَطَر وظُلْمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليصلي بنا، فأدركناه، فقال: "أصليتم"؟ فلم أقل شيئًا، فقال: "قُلْ" فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قُلْ" فلم أقل شيئًا، ثم قال: "قُلْ" فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: "قُلْ: (قل هو الله أحد والمعوذتين) حين تُمسي وحين تُصبح ثلاث مرات؛ تكفيك من كل شيء".
أخرجه أبو داود برقم (5082) والنسائي في "المجتبى" برقم (5428) وفي "الكبرى" برقم (7860) والترمذي برقم (3575) وأحمد في "مسنده" برقم (226664) بقراءة السور مرتين - وعدها بعض المحققين مقحمة- وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 351) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21) مختصرًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 33 - 34) برقم (2572) وعبد بن حميد في "المنتخب" برقم (493) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (81) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630) برقم (4094، 4095) والبيهقي في "الدعوات الكبير" برقم (45) وابن الأثير في "أُسد الغابة" (2/ 585) ترجمة عبد الله بن خبيب برقم (2918) والمقدسي في "المختارة" (9/ 287 - 288) برقم (248، 249، 250) والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 451 - 452) والحافظ في "نتائح الأفكار" (2/ 345 - 346 دون ذكر ثلاث مرات).
وهذا إسناد ظاهره الحُسْن: فأَسيد بن أبي أسيد البراد قد وثقه ابن حبان وابن خلفون، وصحح حديثه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، فمثل هذا لا ينزل حديثه عن درجة الحُسْن، إلا أن الدارقطني قال: "يُعتبر به" وهذا معناه: أنه لا يُحتج به، ولو جمعنا بين هذا وذاك لقلنا: صدوق ربما وهم، أي أن الأصل في حديثه الحُسْن، حتى يظهر للناقد أنه وهم في حديث ما، فيُليِّن الحديث به لذلك، وهل هو كذلك هنا؟ أجيبُ عن ذلك بعد ذِكْر حال معاذ.
فأما معاذ بن عبد الله الجهني: فقد ترجمه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق ربما وهم" إلا أن من نظر في كلام أهل العلم فيه، كما في "تهذيب التهذيب" يرى أنه لا ينزل عن درجة: "صدوق" فقد وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وكون ابن حزم يقول: مجهول؛ فلا التفات إليه بعد توثيق من هم أعلم من ابن حزم بهذا الشأن، وكون الدارقطني يقول: "ليس بذاك" فلا يُغمز الرجل من أجل هذا، فإن الأكثر والأعلم على توثيقه، فإن لم يكن "ثقة" فلا أقل من أن يقال: "صدوق".
وعلى هذا فتحميل أَسِيد عهدة الوهم في إدخال هذا الحديث من جملة أذكار الصباح والمساء أولى من تحميل معاذ بن عبد الله بن خبيب، لاسيما وقد رواه عن معاذ بن عبد الله من هو أوثق من أسيد بدون هذه الزيادة:
فقد رواه زيد بن أسلم – وهو ثقة- عن معاذ بن عبد الله عن أبيه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طريق مكة، فأصبْتُ خُلْوة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فدنوتُ منه، فقال: "قُلْ" فقلتُ: ما أقول؟، قال: "قُلْ" قلت ما أقول؟ قال: "قل أعوذ برب الفلق" ثم قال: "قل أعوذ برب الناس" ثم قال: "ما تعوَّذ الناس بأفضل منهما" هكذا دون ذِكْر الصباح والمساء، ودون ذكر (قل هو الله أحد).
أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5426) وفي "الكبرى" برقم (7858) وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (صـ144 - 145) برقم (47/ 1) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21) وابن قانع في "معجم الصحابة" (9/ 3247) برقم (1006) والطبراني في "الأوسط" برقم (2796) وفي "الدعاء" برقم (677) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630) برقم (4096) والبغوي في "معجم الصحابة" (4/ 165) برقم (1677) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 347).
فزيد بن أسلم أوثق من أَسيد بن أبي أسيد، فروايته بدون ذِكْر الصباح والمساء، وبدون ذكر سورة (قل هو الله أحد) هي المعروفة عن معاذ بن عبد الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد توبع زيد على عدم ذِكْر الصباح والمساء من رواية عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال: بيْنا أنا أقود برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم راحلته في غزْوة؛ إذ قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، ثم قال: "يا عقبة قُلْ" فاستمعتُ، فقالها الثالثة، فقلتُ: ما أقول؟ فقال: (قل هو الله أحد) فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الفلق) وقرأتُ معه حتى ختمها، ثم قرأ: (قل أعوذ برب الناس) فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: "ما تعوّذ بمثلهن أحد".
أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5430) وفي "الكبرى" برقم (7846) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21 - 22) برقم (952).
وعبد الله بن سليمان الأسلمي "صدوق يخطئ" إلا أنه توبع من زيد بن أسلم على ذِكْر المعوذتين، ولعل من خطئه هنا زيادة (قل هو الله أحد) وقد جعل الحديث من مسند عقبة بن عامر لا من مسند عبد الله بن خبيب، وقد حصل وهم آخر منه: فروى الحديث عن معاذ عن عقبة دون ذكر أبيه أصلاً، وبدون ذكر الصباح والمساء أيضًا: أخرجه النسائي في "المجتبى" برقم (5431) وفي "الكبرى" برقم (7852) فهذا الاضطراب من عبد الله بن سليمان الأسلمي، إلا أن روايته – مع ما فيها- تتوافق مع رواية زيد بن أسلم الثقة، في ذكر المعوذتين وإطلاق الذِّكْر دون تقييده بالصباح والمساء.
هذا، وقد اختلفت كلمة الحافظ ابن حجر في هذا الحديث:
فحسّنه في "نتائج الأفكار" (2/ 345) بذكر الصباح والمساء، وقال مرة أخرى في (2/ 347): "والحديث معروف بعقبة بن عامر ..... وبسبب هذا الاختلاف توقفْتُ في تصحيحه" اهـ وقال في "النكت الظراف" (4/ 317): "وهو معروف بعقبة بن عامر" اهـ وقال في "الإصابة" (4/ 65): "ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين" اهـ.
قلتُ: أما ذكر عقبة في حديث عبد الله بن خبيب فلا تطمئن النفْس إلى ثبوته، لرواية زيد بن أسلم - وهو ثقة- ومتابعة أسيد بن أبي أسيد - وهو صدوق- على عدم ذكر عقبة، وخالفهما عبد الله بن سليمان الأسلمي – وهو صدوق يخطئ- فروايته منكرة، إلا أن الحديث في ذِكْر المعوذتين من حديث عقبة مشهور، بل ادعى بعضهم فيه التواتر، فإن حُمل كلام الحافظ عليه فلا إشكال.
وهاك حديث عقبة بن عامر: فقد جاء بلفظ: "ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن قط؟ (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) " وفي رواية: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقراءتهن دبر كل صلاة"، وفي بعض الروايات: "كلما نمت وقمت" وفي بعضها: "إذا نمت وإذا قمت" وفي بعضها مع ذِكْر قصة، وفي بعضها بدون القصة، وفي بعضها بذكر المعوذات، وغالبها مقتصر على المعوذتين، وفي بعضها بذكر سورة الفلق فقط، والحديث بهذه الروايات مفرقًا أخرجه:
مسلم في "صحيحه" برقم (814) وأبو نعيم في "مستخرجه على صحيح مسلم" برقم (1842، 1843، 1844) وأبو داود برقم (1462، 1463) والنسائي في "المجتبى" برقم (1336، 5433، 5434، 5435، 5436، 5437، 5438، 5439، 5440) وفي "الكبرى" برقم (1259، 7838، 7839،7840، 7842، 7843، 7844، 7845، 7847، 7848، 7849، 7851، 7855) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (889) والترمذي برقم (2902، 2903) والدارمي برقم (3482، 3483، 3484) وابن خزيمة برقم (534، 535، 536، 755) وابن حبان برقم (1842) والحاكم (1/ 253)، (2/ 540) والطيالسي في "مسنده" برقم (1003) وابن أبي شيبة في "مصنفه" برقم (29595) وأبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" (صـ145) برقم (47/ 3)، (صـ145) برقم (47/ 4) والحميدي في "مسنده" برقم (851) وأحمد في "مسنده" برقم (17296، 17299، 17303، 17322، 17341، 17342، 17350، 17366، 17370، 17378، 17392، 17417، 17418، 17452، 17455، 17792) وابن شبّة في "تاريخ المدينة" (3/ 1011مرتين، 1011 - 1012، 1012مرتين، 1012 - 1013) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (صـ322،326) وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/ 500) برقم (1312) وابن الضريس في "فضائل القرآن" (صـ122) برقم (286)، (288، 289) والرُّوياني في "مسنده" (1/ 150) برقم (160) وأبو يعلي الموصلي في "مسنده" برقم (1734، 1735، 1736) وابن المنذر في "الأوسط" برقم (1560) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 113 - 116) برقم
(يُتْبَعُ)
(/)
(122، 123، 124، 125، 126، 127) والخرائطي في "مكارم الأخلاق" برقم (454) والطبراني في "الكبير" (17/ 107) برقم (294، 811، 812)، (17/ 334 - 335) برقم (926) (17/ 345 - 346) برقم (951) وفي "مسند الشاميين" برقم (1968) وابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (122) وابن المقرئ في "المعجم" برقم (557) وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 261) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 394 من وجوه) وفي "الشُّعَب" برقم (2559، 2560، 2563، 2564، 2565، 2566) والبغوي في "شرح السنة" (4/ 479) برقم (1213) بذكر سورة الفلق، وفي "تفسيره" (4/ 728) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/ 81 - 82، 82) وابن الأحضر في "العمدة في مشيخة شُهدة" برقم (24) والمقدسي في "حديث عبد الله المقرئ مما وافق رواية أحمد في المسند" (صـ81) برقم (40) والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 458) ترجمة حُنين بن أبي حكيم، ومحمد بن الحسين البزار في "فوائده" كما في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 172) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 290،291، 292 مرتين).
ومن نظر في هذه المواضع وجد عددًا كبيرًا نحو خمسة عشر رجلاً يروونه عن عقبة دون ذِكْر الصباح والمساء.
ورواه على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة مطولاً في نجاة المؤمنين، وخير سُور أُنزلتْ، وفواضل الأعمال: أخرجه أحمد في "مسنده" برقم (17334) والرُّوياني في "مسنده" (1/ 146) برقم (157، 158) مقتصرًا على بعض مكارم الخلاق.
وعلى كل حال: ففي فضل قراءة المعوذتين أحاديث كثيرة، لكن المقصود في بحثنا هنا: النظر في ثبوت قراءة المعوذات أو المعوذتين في أذكار الصباح والمساء، ولم يصح من ذلك شيء عندي، والحديث قد حسّنه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "صحيح الترمذي" (3/ 182) برقم (2829) وجَوَّد سنده في تعليقه على "الكلم الطيب" (صـ69)، وقد رجَّحتُ ما ظهر لي حسب فهمي لقواعد أهل العلم، والعلم عند الله تعالى.
كتبه/ أبو الحسن السليماني
دار الحديث بمأرب
28/شوال/1431هـ
المرجع ( http://mareb.org/showthread.php?t=9686)(/)
ما درجة الأحاديث الآتية تابعوا معنا الحكم لشيخنا أبي إسحاق الحويني شفاه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:27]ـ
الحديث الأول: يسأل صاحبه عن صحة حديث (من أكل لحم جزورٍ فليتوضأ)
هذا الحديث لا أصل له، وله حكاية: أن رجلا أحدث في مجلس النبي ? واستحيا
أن يقوم فيتوضأ، فأراد النبي ? ألا يحرجه فأمر الجماعة كلهم أن يقوموا فيتوضئوا فقال النبي ? (من أكل لحم جزور فليتوضأ) وكان معظم الجلوس كانوا قد أكلوا لحم الجزور وهو الجمل يعني فقاموا وتوضئوا وتوضأ هذا الذي أحدث في وسطهم، ولم يشعر بشيء من الحرج.
طبعاً هذه الحكاية كلها لا أصل لها: الذي أذكره أن أبا عُبيد القاسم بن سلاَّم، روى هذا الحديث في كتاب له اسمه (كتاب الطهور) بسند منقطع، أي رواه عن مجاهد أن النبي ? وساق الحديث بنحوه، لكن رواة كتاب الطهور لأبي عُبيد فيها أن النبي ? أمر الرجل الذي أحدث أن يقوم فيتوضأ، فكأنما استحيا فقال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (أفلا نتوضأ يا رسول الله، فقال: قوموا توضئوا كُلُكُم) وطبعا مجاهد تابعي صغير لم يدرك رسول الله ?، وحتى الإسناد إلى مجاهد فيه راو ضعيف، أي أنه يُضعف بهذا الراوي ويُضعف بكونه مرسلاً أيضاً، ومع ضعف هذه الحكاية إلا أن الحكم صحيح، وهو أن من أكل لحم جزور يتوضأ، وذلك للحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر بن سمُرة رضي الله عنه، (أن رجلاً قال: يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، قال: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: لا، قال أنصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم، قال: أنصلي في معاطن الإبل؟ قال: لا)
والإمام النووي رحمه الله في كتاب المجموع الشرح المهذب قال: وهذا المذهب هو الأقوى دليلاً، وهو قول أحمد أن من أكل لحم جزور يلزمه أن يتوضأ لحديث جابر بن سَمُرَة وليس لهذا الحديث الذي لا أصل له.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:28]ـ
يسأل عن حديث (أن رجلاً قال للنبي ?: عندي امرأةٌ وهي من أحب الناس إلي وهي لا تمنع يد لامس، قال: طلقها، قال: لا أصبر عنها، قال: استمتع بها)
يقول هل هذا حديث صحيح؟
أقول هذا الحديث ضعفه أربعة من علماء الحديث الكبار، منهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام النسائي، والإمام أبو حاتم الرازي، والإمام أبو أحمد بن عدي , ولكن له سند لم يتعرضوا له، وهذا الإسناد رواه الإمام النسائي في سننه أيضاً، وأظنه خطئه وقال: الأصل هو مرسل.
الخلاصة: أن علماء الحديث المتقدمين ضعفوا هذا الحديث، وبعض علمائنا المتأخرين كابن كثير وابن القيم رحمة الله عليهما جودوا بعض أسانيد هذا الحديث، وتأولوا معناه فتأولوا قوله (لا ترد يد لامس) أي لا ترد يد سائل، وتُعُقِبَ هذا القول، بأنه لو كان الأمر كذلك، لقال (لا ترد يد ملتمس)، ملتمس: أي سائل، وذهب ابن كثير وابن القيم رحمة الله إلى أن المرأة لم تكن خائنة ولم تكن كما يُفهم من تبويب النسائي، لأنه روى هذا الحديث في سننه وقال: (باب تزويج الزانية)، فقالوا: أن المرأة لم تكن زانيةً لكن كانت ضعيفة النفس، يعني فيه بعض الناس يسمون ضعفهم هذا حياءً، وأنا لا أسميه حياءً، لأن النبي ? قال:" الحياء كله خير " وفي اللفظ الآخر "الحياء لا يأتي إلا بخير"، فهذه المرأة كأنها، كانت سجيتها ضعيفة وأن أحداً من الناس لو لمسها أو نحو ذلك يمنعها هذا الخجل وهذا الضعف أن تقول له لا، فجاء هذا الرجل وقال: (يا رسول الله إن إمرأتي لا ترد يد لامس) أي بهذا المعنى، لا أنها كانت زانية وإلا فالنبي ? لا يقر الرجل على أن يصل الرجال إلى امرأته ثم يتركهم! فهذا ديوس ولكن هذا هو المعنى الذي أظهره ابن القيم وابن كثير",فقال طلقها "، لماذا؟ لأن مثل هذه المرأة يُخشى ألا تصون عرضه، فقال:" إني لا أصبر عنها أو إني أخشى أن تتبعها نفسي"كما ورد في بعض روايات الحديث، فقال له:" استمتع بها."
يقول ابن كثير رحمه الله: إن عفتها أمر قائمٌ ومتحقق، وإن وقوع هذا الأمر منها أمرٌ محتمل، ومعروف أن الاحتمال لا يزيل الأمر الثابت، يعني لو هناك أمر فيه شك وهناك أمر ثابت، فالأمر الثابت وهو اليقيني هو الذي يمضي أما الأمر الآخر فهو الذي لا يُبني عليه، ولكن على أي حال، هذا الحديث كما قلت لكم عن علماء الحديث الكبار أنه لا يثبت.
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:28]ـ
سائلٌ يسأل:عن حديث معاذ بن جبل_ رضي الله عنه_ الذي فيه (أوصاني رسول الله ? بعشر كلمات، قال: لا تشرك بالله وإن قُتلت وحُرِّقت، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً فإن من ترك صلاة مكتوبةً متعمداً فقد برأت منه ذمة الله ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة .. إلى آخر هذا الحديث) لأن الحديث فيه طول.
درجة الحديث:وهذا الحديث لا يصح فقد رواه الإمام أحمد في مسنده ولكن لا يصح إسناد من أسانيد هذا الحديث، فأحمد على ما أذكر رواه بإسنادين وربما يكون أكثر، أنا عهدي بعيد رواه بإسناد عن أبي وائل شقيق ابن سَلمة روى بعض هذا الكلام، وروى الإسناد الآخر عن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفيل كلاهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه.
سبب الانقطاع: والإسناد هنا منقطع لأن عبد الرحمن بن جُبير بن نُفيل، لم يدرك معاذً، وكذلك أبو وائل شقيق ابن سَلمة لم يدرك معاذً، لأن معاذ بن جبل توفي في زمان عمر في طاعون عمواس العام الثامن عشر من الهجرة، إنما شقيق ابن سَلمة أبو وائل، من أقدم من لقي عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن مسعود توفي بعد سنة ثلاثين، أظنه سنة اثنين وثلاثين تقريبا أو في غضون هذه الفترة, إذن وفاة معاذ متقدمة فلم يلحقه واحد من هؤلاء وأعتقد أيضاً في معجم الطبراني الكبير أنه يرويه عن مكحول عن معاذ وطبعا مكحول متأخر جداً، يمكن أبو وائل شقيق أبو سَلمة متقدم عن مكحول الشامي أبي عبد الله ,فلا يصح إسناد هذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:29]ـ
ما درجة حديث: حديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا الحديث كنت اعتقده فترة من الفترات أنه حديث حسن، وقد حسَّنه جماعة من المتأخرين ولكن أنكره أبو أحمد ابن عدي وعنده حق في إنكاره، لأن هذا الحديث مداره على راوٍ اسمه عبد الله بن المؤمَل وهذا الراوي تفرد بروايته عن أبي الزبير عن جابر أن النبي ? قال (ماء زمزم لما شرب له) قاعدة عند علماء الحديث: (أن الضعيف أو سيء الحفظ إذا انفرد بحديث فحديثه منكر، مردود)، لا سيما إذا كان شيخه من المشاهير وله تلاميذ كُثر، يعني لما يكون أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس هذا من المشاهير، وله أصحاب كثيرون، عندما يأتي واحد ضعيف يتفرد عن مثل هذا الشيخ المشهور بمتن تدعوا الحاجة إلى حفظه، لأن الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا معناه كبير وأنا أعلم أن هناك جماعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين استعملوا هذا الحديث ,في باب الترغيب والترهيب كانوا يتساهلون حتى ربما كان الحديث ضعيفاً وهم يعلمون أنه ضعيف وقد يستعملون معناه. مثلاً: في هذا الحديث (ماء زمزم لما شرب له) هذا عبد الله بن المبارك: الذي يرويه عن عبد الله بن المؤمَل، لما روى هذا الحديث شرب من ماء زمزم وقال:" اللهم إني أشرب ماء زمزم لعطش يوم القيامة"، والحافظ بن حجر العسقلاني "شرب من ماء زمزم ليصل إلى رتبة الحافظ الذهبي في الرجال" يقول الشيخ حفظه الله: أن استعمالهم للحديث الضعيف لا يدل على صحته، لأن هناك بعض الناس وقع في هذا الباب، تصور أن استعمال العلماء لحديث ما، أن هذا يقويه، أو أن هذا دليل على صحته، لا، لا سيما في باب الترغيب والترهيب.
مثلاً: الإمام أحمد في مرضه قال لعبد الله ابنه: إإيتني بكتاب ليثٍ عن مجاهد، ليث ابن أبي سليم كان له عن مجاهد في الصحيفه، فقال: (اقرأ علي، فقرأ عبد الله، بدأ يقرأ الصحيفة حتى وصل إلى قول ليث عن مجاهد أنه كان يكره الأنين،_ يكره أنين المريض_ ويقول هو شكوى)، هذا قول مجاهد، يعني ليس حديثا مرفوعاً إلى النبي ? ومع ذلك لما سمع الإمام أحمد هذا الكلام عن مجاهد، فما أنَ إلى أن مات، مع أن ليث ابن أبي سُليم ضعيف الحديث، وأحمد بن حنبل ضعفه وهو يعلم أنه ضعيف ومع ذلك امتثل أحمد قول مجاهد في هذا المعنى ,فليس معنى استعمال العالم للحديث أنه فيه دلالة على صحته، فماء زمزم لما شرب له، من أفراد عبد الله بن المؤمَل، ولذلك جزم أحمد بن عدي رحمه الله في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال بضعف هذا الحديث لتفرد عبد الله بن المؤمَل به.
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:30]ـ
يسأل سائل:الأحاديث التي وردت في فضل الروضة الشريفة، التي بجانب قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
ج: ثبت عن النبي ? من حديث أبي هريرة وابن عمر وأم سَلمة وجابر وابن عباس وجماعة من الصحابة أنه ? قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) لكن هناك بعض الناس يفهم خطأ، يتصور أن الصلاة في الروضة لها فضلٌ زائد على الصلاة في المسجد، وهذا خطأ، لم يرد شيء من الأحاديث أعلمه أن النبي ? ذكر فضلاً للصلاة في الروضة، ولذلك، الناس الذين يذهبون ويتزاحمون تزاحما شديداً في الروضة ويكاد يؤذي بعضهم بعضاً بل يؤذي بعضهم بعضاً في سبيل أن يجد مكاناً في الروضة ليصلي، أقول أنه لا فضل للصلاة في هذا المكان على بقية المسجد، إنما كل الذي ورد أن النبي ? قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من ريا ض الجنة) ليس معنى أنه روضة من رياض الجنة أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة خارجها، يعني هذا لا علاقة له ببعضه.
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:30]ـ
يسأل سائل عنحديث (ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فدعوه ما استطعتم) هل هذا حديث صحيح أم لا، وما مناسبته وما معناه؟
أقول اللفظ الذي أورد السائل باطل، وأقصد بالبطلان أو النكارة ,آخره، إنما الصحيح منه (ما أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) فقط إلى ذلك، إنما (فاجتنبوه ما استطعتم) فذكر الاستطاعة في النهي باطلة، أولا من جهة الرواية، وثانياً من جهة الدراية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما من جهة الرواية: فهذا الحديث يرويه أبو هريرة _رضي الله عنه_ ويرويه عنه جماعات كثيرة، لكن هذا اللفظ رواه محمد ابن زياد عن أبي هريرة، ورواه عن محمد ابن زياد شعبة بن الحجاج والربيع بن مسلم والحسين بن واقد، هؤلاء الثلاثة رووا هذا الحديث بمناسبته وهو:عندما قال النبي ?: (يا أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت. فأعاد الرجل الكلام، فقال: أكل عام؟ فسكت، فأعاد الكلام قال: أكل عام؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ذروني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين كانوا من قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)
إذن هؤلاء الرواة رووا الحديث عن محمد بن زياد عن أبي هريرة بهذا، ورواه أيضا حماد بن سَلمة مثلهم، عن محمد بن زياد بهذا اللفظ إلى كلمة (فاجتنبوه) لا يوجد ما استطعتم هذه، حماد بن سلمة رواه كذلك ورواه عن حماد بهذا السياق دون ذكر الاستطاعة في النهي، رواه وكيع بن الجراح، رواه يونس ابن محمد المؤدِب، رواه عبد الرحمن بن مهدي، أما علي بن عثمان اللاحقي فخالف هؤلاء الثلاثة، فرواه عن حماد بن سلمة فذكر (الاستطاعة في النهي).
إذن علي بن عثمان اللاحقي هو الذي زاد هذه اللفظة:ووهم على حماد بن سلمة فيها، فليس هناك في أي طرق من طرق الحديث التي وقفت عليها وكنت جمعت طرق الحديث قديما منذ أكثر من عشر سنوات، وأنا لازلت أذكر أن علي بن عثمان اللاحقي هو الذي تفرد بذكر الاستطاعة في النهي (وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه ما استطعتم) قلت لكم: ذكر الاستطاعة في النهي منكرة أو باطلة، هذا من جهة الرواية،علي بن عثمان اللاحقي، نعم وثقه أبو حاتم الرازي، ولكن قال ابن خِراش أنه مختلف فيه، فمثله ترد زيادته إذا خالف الأئمة الكرام لا سيما كانوا كأمثال الوكيع بن الجراح وأمثال يونس بن محمد المؤدِب وأمثال عبد الرحمن بن مهدي وهؤلاء الثلاثة من شيوخ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
من جهة المعنى:، هذه الزيادة باطلة أيضا، لأنه لا يكون العبد ممتثلاً للنهي إلا إذا انتهى بالكلية وعلى الفور ,يعني اليوم مثلا: في صلاة الفريضة النبي ? يقول (صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلي جنب) هذه تشمل الفريضة وتشمل النافلة ,إذن الاستطاعة، في ترقي (إذا أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم) أمرنا النبي ? في صلاة الفريضة أن نصلي قياماً، والقيام ركن، فإذا كان العبد مطيقا للقيام وصلى قاعداً بطلت صلاته ,لو عجز العبد فعلاً عجزاً حقيقاً أن يصلي قائماً فقال عليه الصلاة والسلام (فإن لم تستطع فقاعداً)، ولو لا يستطيع قاعداً قال (فعلى جنب) إذن هنا تحقق فيه قول النبي ?: (إذا أمرتكم به من شيء فأتوا منه ما استطعتم) سواء كان كما قلت فرضاً أو كان نفلاً.
مثال: رجل يشرب الخمر والخمر حرام، فقلت له الخمر حرام، فقال لي: هذه الزجاجة سوف أشرب منها فقط شربتين وهذا الذي أستطيعه! فهل يُقبل؟ طبعا لا لا يكون ممتثلاً حتى يترك الخمر كلها لو شرب رشفة واحدة منها كان عاصياً ,فكذلك نقول النهي لا يكون العبد ممتثلا أبدا للنهي إلا إذا انتهى بالكلية، ولذلك ذكر النبي ? الاستطاعة في الأمر دون النهي. (إذن نخلص من هذا البحث إلى أن ذكر الاستطاعة في النهي منكرة أو باطلة).
ويقول نفس السائل أنه يريد أن يجلي معناه لأنني سمعت بعض الناس يقول: إذا استطعت ألا أصلي فلا جناح علي!!
لا طبعاً المسألة ليست كذلك، يعني إذا كان بعض الناس يتذرع بهذا الحديث إلى أن يترك المأمور به لأي عارض لا يُعد عذراً شرعياً، فهذا الحديث ليس حجة له بطبيعة الحال مثال: فرد يعمل في أي جهة عمل كورشة أو ما إلى ذلك، وأذن عليه المؤذن، هل يقول عذراً أنا مشغول وأريد أن أنهي هذا العمل ولا يهم الصلاة وأنا لا أستطيع؟!
طبعاً بداهة لا أحد مطلقاً يفهم الحديث هذا الفهم، إنما القصد أن يبادر المرء إلى فعل ما أُمر به فإن عجز فله الرخصة، وهذا هو الكلام السائر المتداول بين أهل العلم في كتبهم، ولكن ما يقوله هذا أنه يريد أن يتفلت من الأوامر والنواهي، فهذا طبعاً خارج تماماً عن فهم أي أحد من أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:31]ـ
يسال سائل:عن فضل قراءة سورة (ألهاكم التكاثر) وباقي سور القرآن؟
ج: طبعاً أنا نبهت في مرة سابقة عن هذا المعنى، وقلت: أن معظم الأحاديث التي وردت في فضائل سور القرآن الكريم لا تصح، إما ضعيفة وإما موضوعة وإما منكرة والذي صح من أحاديث وفضائل سور القرآن الكريم هو النذر اليسير والذي وضع هذه الأحاديث رجل يقال له: (نوح ابن أبي مريم،) وكان يلقب بنوح الجامع لأنه جمع كثيراً من أطراف العلم، حتى قال ابن حِبان فيه: (جمع كل شيء إلا الصدق)، وكان هذا الرجل يقضي عامة ليله في تأليف أحاديث من رأسه في فضائل سور القرآن الكريم، يقرأ السورة ثم يختار معنيً مناسباً ويضع حديثاً لفضل هذه السورة، سواء للسورة بكاملها أو لبعض آياتها، فلما علم الناس أنه فعل ذلك، سألوه عن هذا قال: (رأيت الناس انشغلوا بمغازي ابن إسحاق وبفقه أبي حنيفة عن كتاب الله، فوضعت هذه حسبةً لله،) يعني يكذب على النبي ? ثم يرجوا أن يُؤجر على هذا الكذب! فالأحاديث الواردة في فضل (ألهاكم التكاثر) وسورة الواقعة وما شابه هذه السور، كلها أحاديث لا تصح، إنما الذي صح كما قلت نذر يسير، فالذي صح مثلاً مما أذكره ليس على سبيل الاستيعاب:
(الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، وسورة الملك وآية الكرسي، وسورة الإخلاص والمعوذتان وسورة الزلزلة فيها أنها ربع القرآن)، تقريبا هذه هي الأحاديث التي صحت وربما كما قلت أن هناك أحاديث أخرى خاصة بفضائل بعض الآيات أو فضائل بعض السور ولكن لا أذكر هذا على سبيل الاستيعاب.
لكن على أي حال: النذر الموجود من الأحاديث الصحيحة قليل جداً لا يساوي هذا الذي ورد في كتب التفاسير التي لا يعرف أصحابها شيئاً عن الصحيح والضعيف، ونبهت على بعضها وأعيد التنبيه عليها مرة أخرى، ليحذرها من يكون عنده شيء من هذه التفاسير: تفاسير يُحذر منها: (تفسير أبي السعود، تفسير النسفي، تفسير الزمخشري، تفسير الفخر الرازي، تفسير الثعلبي، تفسير الخازن) وإن كان الخازن أمثلهم طريقة ولكن يوجد قدر لا بأس به من الأحاديث الساقطة، أما الكتب التي كانت تعتني بالأحاديث، فطبعاً على رأسها تفسير ابن كثير لأنه يعتني بنقد الروايات وطبعاً أستاذ الكل في هذا الباب هو (أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمة الله عليه) صاحب التفسير الكبير الذي يغترف منه كل مفسر جاء بعده، وكذلك تفسير (عبد بن حميد وتفسير ابن المنذر، تفسير ابن أبي حاتم تفسير ابن مردرويه،) كل هذه التفاسير المسندة التي يروى أصحابها الأحاديث التي يستخدمونها في تفسير الآيات بالأسانيد، وطبعا (تفسير البغوي ,) معالم التنزيل يوجد فيه قدر لا بأس به من الأسانيد.لكن من أنظفها وأفضلها (تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله)، ولذلك انتشر هذا الكتاب انتشارا واسعاً كبيراً، وهذا لا يعني أن كل الأحاديث التي وردت في تفسير ابن كثير صحيحة، لا، ابن كثير أيضاً يشتمل على أحاديث ضعيفة، لكن الكتب التي سميتها في الأول أصحابها لا يعرفون شيئاً عن الصحيح ولا عن الضعيف
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:31]ـ
سائل آخر: حديث (فر من المجزوم فرارك من الأسد) وكيف نجمع بينه وبين حديث (لا عدوى ولا طيرة)؟
ج: كلاهما حديث صحيح، أحدهما يثبت العدوى وهو (فر من المجزوم) والآخر (لا عدوى ولا طيرة)؟ ينفي العدوى.
خلاصة أقوال العلماء في الجمع بين هذين الحديثين: أنه لا عدوى تنتقل بذاتها، أي أنه ليس من الضروري أن يكون إنسان عنده مرض معدي، أنه لازم أي واحد يأتي بجواره يحمل نفس المرض، ولذلك لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام: (تكون عندي الإبل كالظباء فيجيء الجمل الأجرب في وسطها فيعديها) لما قال النبي ?: (لا عدوى)، فالرجل الأعرابي الجالس مع النبي عليه الصلاة والسلام فهم أن (لا عدوى) أن هذا فيه نفي للعدوى، فيستدل بالواقع على خلاف الكلام، فيقول له: أنا عندي الجمال تكون صحيحة سليمة، يأتي الجمل الأجرب فيعديها، فكيف لا عدوى؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: (فمن أعدى الأول؟) أول جمل أصابه الجرب من الذي أعداه؟ يريد أن يقول أنه لا عدوى تنتقل بذاتها إنما ينقلها الله سبحانه وتعالى، وهذا كما قلت ليس معناه أن كل مرض
(يُتْبَعُ)
(/)
معدي لابد أن يعدي من بجانبه.
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:32]ـ
يسأل سائلٌ: عن حديث (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
ج: هذا الحديث حسنه النووي وبعض العلماء المتأخرين، لكنه في الحقيقة حديث ضعيف أعلَّه علماء الحديث الكبار، هذا الحديث الذي وصله هو قُرة ابن عبد الرحمن يرويه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة، أن النبي ? قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) لكن قُرة ابن عبد الرحمن لم يكن بذاك القوي في الزهري، كان كما أوردوا كما أظن: قاله الأوزاعي: قُرة ابن عبد الرحمن أعلم بالزهري، فرد ابن حِبان هذه المقالة في كتاب الثقات، قال: أعلم بالزهري أي، هو أعلم بأحواله وأخباره لا أنه مُقدَّم في حديث الزهري، لا، كل مارواه قرة ابن عبد الرحمن عن الزهري لا يتجاوز ستين حديثاً، خالفه أصحاب الزهري في طائفة منها، إنما أصحاب الزهري الكبار، وبالعودة لكلامنا في علم المصطلح قديما قلنا: أن الطبقة الأولى من أصحاب الزهري:مالك ومعمر وابن عيينة ومحمد ابن الوليد، هؤلاء الأربعة، هم الطبقة الأولى من أصحاب الزهري ,قرة ابن عبد الرحمن في الطبقة الخامسة، ما الذي فعله قرة؟ رواه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة خالفه: مالك، مَعمر، عُبيد الله بن عمر، زياد ابن سعد وآخرون، فلست مستحضراً كل الذين رووه عن الزهري، عن علي بن الحسين أن النبي ?.مرسل، جاء علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب.إذن قرة خالفهم، رواه عن الزهري عن أبي سَلمة عن أبي هريرة، وأصحاب الزهري الكبار يروونه عن الزهري عن علي بن الحسين أن النبي ? قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) إذن الصواب في الحديث: الإرسال، وإن من صحح هذا الحديث أو حكم بحسنه، إنه واهم ولم يُعمِل قواعد علم الحديث في هذا الحديث.
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:33]ـ
يسأل سائل عن: حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ أن النبي ? قال (إنكم في زمانٍ من ترك منكم فيه عُشر ما أُمر به هلك، ويأتي زمان من عمل منهم بعُشر ما أُمر به نجا) هذا الحديث حديث منكر، أنكره الإمام النسائي، والإمام الترمذي رحمة الله عليه يرويه في سننه من حديث نُعيم بن حماد قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن زناد ابن أبي الأعرج عن أبي هريرة، واستغربه الترمذي، قال: هو غريب من حديث نُعيم.
لما روجع نُعيم بن حماد – وهو أحد العلماء الكبار من أصحاب السنة الذابين عنها ولكنه كان سيء الحفظ - لما روى هذا الحديث أنكروه عليه، فقال: إنني سمعته من ابن عيينة، كنا نمشي معه، يبدو في سوق من الأسواق، فرأى شيئاً أنكره فقال هذا الكلام، فالعلماء كالذهبي رحمه الله، قال: (هو صادق في نقل هذا الكلام عن سفيان ابن عيينة ولكنه وهم في جعله من كلام النبي ?)، فكأن سفيان ابن عيينه وهو يسير وجد شيئا منكراً، فوقف وأنكره وقال هذا الكلام (إنكم في زمانٍ من ترك منكم فيه عُشر ما أُمر به هلك، ويأتي زمان من عمل منهم بعُشر ما أُمر به نجا) فكأن سفيان ابن عيينة قال هذا الكلام من عنده، فاختلط على نُعيم بن حماد فظنه حديثاً فرفعه إلى النبي ?، والأقرب عندي في هذا أن يكون سفيان ابن عيينة ذكر الإسناد على اعتبار أنه سيروي حديثاً، فقال: عن أبي الزناد حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي ? قال، وفجأة وجد هذا الشيء المنكر فقال هذا الكلام، فظنه نُعيم ابن حماد كلام النبي ?، وإنما ساق سفيان ابن عيينة السند الأول ليذكر به حديثاً ما، وهذا يقع أحياناً لسيء الحفظ الذي لا ينتبه كما وقع على ثابت ابن موسى الزاهد عندما دخل على شرِيك ابن عبد الله ألنخعي في المسجد، وشرِيك يحدث فقال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان طلحة ابن نافع عن جابر_ رضي الله عنه_ أن النبي ? قال، ثم التفت شرِيك إلى باب المسجد فإذا ثابت ابن موسى الزاهد يقف على الباب، وواضح من هذا اللقب (ثابت ابن موسى الزاهد) واضح أنه كان زاهداً عابداً، فأراد شرِيك أن يداعبه فقال له (من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار) طبعا ثابت ابن موسى الزاهد واقف على باب المسجد وسمع الإسناد من شريك، وشريك كان يُملي الطلبة يقول لهم ماذا؟ حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي ?
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه قال – و لم يقل الحديث – فالتفت فوجد ثابت ابن موسى على الباب فقال له هاتين الكلمتين, فكان ثابت ابن موسى سمع هذا الإسناد، فخرج من المسجد يقول: حدثنا شريك، قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي ? قال: (من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار)!.طبعا هذا الكلام ليس كلام النبي ?، لكن لأن ثابت ابن موسى كان غافلاً عن ضبط الحديث فتوهم أن هذا هو كلام الرسول ?.
و أشار العراقي إلى هذا النوع من الأحاديث الموضوعة التي جاءت عن طريق غفلة الراوي، وليس كذب وألف، فيمكن الراوي المغفل يدخل عليه كلام ليس من كلام النبي ? فيعده العلماء موضوعاً.
ومما قال العراقي:
والواضعون بعضهم قد صنعا
من عندِ نفسهِ وبعضٌ وضعا
كلامّ بعضَ الحُكَما في المسندِ
ومنه نوعٌ وضعُهُ لم يُقصَدِ
مثلُ حديثُ ثابتٌ من كَثُرَت
صلاتهُ الحديثَ وهلةٌ سَرَت
يريد أن يقول: ومنه نوع وضعه لم يقصد مثل حديث ثابت الذي أقص لكم قصته الآن
ما قصد ثابت ابن موسى الزاهد أن يكذب على النبي ? ولا أن يؤلف كلاماً وينسبه للنبي ?، ولكن لغفلته تصور أن هذا هو الحديث كلاماً وينسه للنبي ? ولكن لغفلته تصور أن هذا هو الحديث فكانت وهلة منه وغفلة منه سرت ففشت في الناس وجاء سُرِّاق الأسانيد فركَّبوا عدة أسانيد لهذا الحديث حتى ظن بعض المتأخرين كالقُضاعي في مسند الشهاب، أنه حديث حسن لتعدد طرقه فضعف في مسند الشهاب والواقع أنه حديث باطل ,فهذا هو الذي حدث لنعيم ابن حماد، قال ابن عيينة كلاماً، بعدما ساق إسناداً يريد أن يحدث به حديثاً للنبي ?، لكنه توقف عن التحديث به لما رأى هذا المنكر، فأنكره وقال هذا الكلام، فظن نُعيم ابن حماد أن الكلام الذي قاله ابن عيينة هو الكلام الذي أراد أن يروي به،هذا الإسناد النظيف وهو: أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
فالحقيقة هذا الحديث حديث منكر وكما قلت لكم أن الترمذي نفسه استغربه والترمذي إذا أطلق الغرابة على سند من الأسانيد فإنه يعني الضعف،.
لأن الترمذي له مصطلحات يقول على الحديث: حسنٌ صحيح، حسنٌ صحيح غريب، صحيح صحيح غريب، حسن، حسنٌ غريب، غريب ,إذن عنده سبع مصطلحات، فالغرابة عنده قد تجامع الحسن أو الصحة فيقول: صحيح غريب حسنٌ غريب، حسنٌ صحيح غريب، لكنه إذا أفرد الغرابة بالذكر فهذا يعني أنه ضعيف. إذا قال هذا حديث غريب، يعني هذا حديث ضعيف
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:33]ـ
وسائلٌ يسأل: عن حديث معاذ بن جبل في القضاء، لما أرسله النبي ? إلى اليمن وقال له: (يا معاذ بم تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله عز وجل، قال: فإن لم تجد؟، قال: أقضي بسنة النبي ?، قال: فإن لم تجد؟، قال: أقضي برأيي ولا آلو –أي لا أقصر – فضرب النبي ? بيده على صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلى ما يحبه الله ورسوله)
هذا الحديث منكر، لا يصح، ويرويه أبو داود والإمام أحمد والطيالسي والعُقيلي وغيرهم من حديث الحارث ابن عمر عن أصحاب لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه عن معاذ أن النبي ? قال: وساق الخبر, الحارث ابن عمر هذا مجهول، وأصحاب معاذ كذلك، لا نعرف من هم.
وهذا الحديث ضعفه كثير من علماء الحديث، منهم الإمام البخاري والإمام الترمذي والعقيلي والدار قطني وابن حزم وابن طاهر وابن الجوزي والذهبي والسبكي والحافظ ابن حجر العسقلاني وآخرون، فأنا ذكرت عشرة من العلماء الذين ضعفوا هذا الحديث.
ثم هو بالنظر إلى ترتيب الكتاب مع السنة أيضا فيه نكارة لأنه يقول له: بم تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله ?.طبعاً أنت إذا علمت أن السنة مبينة لكتاب الله عز وجل لا يصح أن تأخذ القرآن وحده دون النظر في السنة، لو أن رجلا لا يعرف شيئاً عن السنة مطلقاً، وقرأ قول الله تبارك وتعالى: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ والدم? فإذن هذا يعني أنه سوف يحرم كل ميتة، وسيحرم كل الدماء ونحن نعلم أنه ورد في سنة النبي ?: قال (أُحل لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطِحال) فأحل لنا: صيغة رفع، أحل لنا أي من جهة التحليل؟ هي الرسول عليه ?، فلما يقول الصحابي: (أُحل لنا) هذا معناه له حكم الرفع، ميتتان ودمان، السمك والجراد والكبد والطِحال، فلو أن إنساناً
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يعرف شيئاً عن السنة لتورط في تحريم ميتة البحر مثل السمك مثلاً، أو في تحريم الدم مثل الكبد أو الطِحال وهما حلالان بسنة رسول الله ?، وأنتم تعلمون أن الله عز وجل عندما ذكر آية المحرمات ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ "في آخرها ?وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ? والسنة جاءت فحرمت أن يجمع الرجل بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها، فلا يحل لرجل أن يتزوج امرأة ويتزوج عمتها في نفس الوقت ويتزوج المرأة ويتزوج خالتها في نفس الوقت، مع أن صريح كتاب الله عز وجل يقول ?وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ? من دون ما ذكره الله سبحانه وتعالى من دون المحرمات وليس فيه ذكر الجمع بين المرأة وخالتها والمرأة وعمتها، وهلم جر، أي خذ من هذا الضرب كثيراً,.
فعندما يقول أحكم بكتاب الله فإن لم أجد فبالسنة، نقول: لا أنك إذا أردت أن تحكم بكتاب الله عز وجل لابد أن تستصحب السنة المبينة لكتاب الله تبارك وتعالى حتى لا يتورط الإنسان في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله على نحو ما ضربت مثلا الآن.
مصدر الفتوي: الشريط الثاني والأربعون فك الوثاق وكذلك كل مامرَّ من الفتاوي السابقة
__________________
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:34]ـ
كان لي جارٌ من العصاة، فكلمته يوماً عن حاله، فحاورني محاورة طويلة هالني بعض ما جاء فيها، وهو أنه مما سهلَّ عليه العصيان أنه قرأ حديثاً جاء به أن النبي r يستغفر للعصاة من أمته بعد موته، واستغفار النبي r مستجاب، فهل هناك حديث بهذا المعنى؟ وما صحته؟ وهل النبي r يعلم ما تعمل أمته
من بعده؟
والجواب: أنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، وهذا من الآثار السيئة للأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولو سلمنا صحة الحديث الذي قرأه هذا المشار إليه، لم يكن معناه كما فهمه، ولكن الأمر كما قيل:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
وآفته من الفهمِ السقيمِ
الحديث الذي اتكأ عليه هذا العاصي، فهو حديث منكرٌ. أخرجه البزار (1925 - البحر) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام". قال: وقال رسول الله r : " حياتي خير لكم، تُحدِثون ونُحدِثُ لكم، ووفاتي خيرٌ لكم تُعرَضُ عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير، حمدت الله عليه، وما رأيت من شر، استغفرت الله لكم".
قال البزار: "هذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
فهذا القدر من الحديث: "حياتي خير لكم ... إلخ" منكر ليس بثابت وبيان ذلك: أن جماعة من ثقات أصحاب سفيان الثوري رووا هذا الحديث عنه، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود بأوله حسبُ، ولم يذكر واحد منهم آخره.
فأخرجه النسائي (3/ 43)، وأحمد (1/ 452)، والخطيب في "المدرج" (ص 770) عن معاذ العنبري، والنسائي، وأبو يعلي (5213)، وابن أبي شيبة (2/ 517)، وابن حبان (914)، والخطيب (ص 769) عن وكيع بن الجراح، والنسائي (3/ 4)، والطبراني في "الكبير" (ج 10/ رقم 10529) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (2/ 215)، والدارمي (2/ 225) قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، وأحمد (1/ 387) قال: حدثنا عبد الله بن نمير، والنسائي في "اليوم والليلة" (66) عن ابن المبارك، وهو في "كتاب الزهد" (1028)، وأحمد (1/ 441) قال: حدثنا وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والهيثم بن كليب في "المسند" (825)، والخطيب (ص 867) عن زيد بن الحُباب
(يُتْبَعُ)
(/)
، والبزار (1923)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (21)، والخطيب (ص 767)، عن يحيى القطان، والهيثم بن كليب (826)، والطبراني (10530)، عن فضيل بن عياض والبيهقي في "الشعب" (1582)، وفي "الدعوات الكبير" (159)، والخطيب (ص 769)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 197) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 201) عن محمد بن كثير، والحاكم (2/ 421)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 205)، عن أبي إسحاق الفزاري، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (159)، والخطيب (ص 768)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 197)، عن عبد الله بن موسى، كلهم عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً بالفقرة الأولى من الحديث، دون قوله: "حياتي خير لكم ... إلخ".
فقد رأيت ـ أراك لله الخير ـ أن يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وابن المبارك، وعبد الرزاق بن همام، ومعاذ ابن معاذ العنبري، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن نمير، وزيد بن حباب، وعبد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل، وفضيل بن عياض، ومحمد بن كثير، وأبا إسحاق الفزاري وعدتهم أربعة عشر نفراً قد رووه عن الثوري، فلم يذكروا قوله: "حياتي خير لكم". وخالفهم عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فرواه عن الثوري بهذا الإسناد فذكره.
وقد علمنا من قول البزار أنه تفرد به عن الثوري، ولا يشك حديثيُّ ـ وهو المبتدئ ـ أن رواية عبد المجيد منكرة، فلو لم يكن فيه مغمزٌ، ربما احتمل منه، لكن تكلم فيه غير واحد من العلماء، منهم: الحميدي.
وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي يُكتب حديثه".
وقال الدار قطني: "لا يُحتج به، يُعتبر به".
وضعَّفه أبو زُرعة، وابن سعيد، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حبان، فتركه.
ووثقه آخرون، ولم يرو له مسلم إلا حديثاً واحداً في "كتاب الحج" (1229/ 179) مقروناً بـ "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلماً روى له محتجاً به، فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج.
وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريج، كما قال ابن معين، والدار قطني، وابن عدي وغيرهم. وحديثه هذا ليس عن ابن جريج، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري، فحريٌّ أن لا يقبل منه ما زاده عليهم،
لا سيما وقد رواه الأعمش، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن ابن مسعود مرفوعاً بالحديث الأول وحده.
أخرجه الحاكم (2/ 421) عن عثمان بن أبي شيبة، والطبراني في "الكبير"
(ج 10 / رقم 10528) قال: حدثنا هاشم بن مرثدٍ الطبراني، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 205) عن أبي سيار محمد بن عبد الله البغدادي، قالوا: ثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الأعمش بهذا.
ومحبوب بن موسى وثقه أبو داود، والعجلي.
وقال ابن حبان: "متقن فاضل".
وكذلك رواه حسين الخُلقاني، عن عبد الله بن السائب بهذا الإسناد
بالحديث الأول.
أخرجه البزار (1924)، والخطيب في "تاريخه" (9/ 104) من طريق سعيد بن الحسن بن علي قالا: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن حسين الخُلقاني بسنده سواء.
والخُلقاني ما عرفته ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=223026#_ftn1)) ، فليحرر، وبعد هذا التحرير تعلم خطأ مَن صحح إسناد هذا الحديث كالسيوطي في "الخصائص" (2/ 491) أو مَن جوَّده كالولي العراقي في "طرح التثريب" (3/ 297)، وأخف من قولهما
ـ وإن كان موهماً ـ قول الهيثمي في "المجمع" (6/ 24): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح". وكذلك قول شيخه العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 128): "رجاله رجال الصحيح"، إلا أن عبد المجيد بن أبي رواد وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين، والنسائي فقد ضعفه بعضهم".
وله شواهد لا يفرح بها، ذكرها شيخنا الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (975).
ومما يدل على نكارة هذا الحديث:، ما أخرجه البخاري في "أحاديث الأنبياء" (6/ 386 - 387، 478)، وفي "التفسير" (8/ 286، 437 - 438)، وفي "الرقاق" (11/ 377)، ومسلم (2860/ 58)، والنسائي (4/ 117)، والترمذي (2423)، وأحمد (1/ 223، 229، 235، 253)، والدارمي (2/ 233 - 234)، والطيالسي (2638)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 157) و (13/ 247) و (14/ 117)، وابن حبان (7347) وغيرهم من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس فذكر حديثاً، وفيه: "ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
فهذا الحديث دليل على أن النبي r لا يعلم أعمال أمته بعده.
ويدل على ذلك أيضاً: قول عيسى عليه السلام لرب العزة:} وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد {[المائدة: 117].
فهذا يدل على أن الأنبياء صلوات الله عليهم إذا ماتوا لا يعلمون من أمر أمتهم شيئاً، هذا والله أعلم.
المصدر: فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى (إقامة الدلائل على عموم المسائل) الجزء الأول الفتوى رقم (1)
([1]) قال الدار قطني في "العلل" (3/ 206): "ما نسبه أحد".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 10:35]ـ
-هل يجوز مسح الوجه باليدين بعد الدعاء؟
والجواب: أنه لم يصح في ذلك حديث مرفوع إلى النبي r ، وقد ورد هذا المعنى في أحاديث عن جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، وابن عباس، ويزيد بن سعيد الكندي رضي الله عنهم،
1 - أما حديث عمر t:
فأخرجه عبدُ بن حميد في "المنتخب" (39)، والترمذي (3386) قال: حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب وغير واحد والحاكم (1/ 536)، والذهبي في "السير" (11/ 67) عن نصر بن علي ومحمد بن موسى الحرشي، والطبراني في "الأوسط" (7053) عن محمد بن بكار العيشي، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (ج5 / ق 97/ 1) عن أبي قلابة الرقاشي قالوا: ثنا حماد بن عيسى، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال:" كان النبي r إذا رفع يديه في الدعاء، لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه."
قال الترمذي: "هذا حديث غريب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1374032#_ftn1)) لا نعرفه إلا من حديث حماد ابن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي هو ثقة، وثقه يحيى ابن سعيد القطان".
وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به:
حماد بن عيسى".
* قلت: ضعَّفه أحمد، وأبو حاتم، والدار قطني وغيرهم.
وقال ابن حبان والحاكم: "يروى أحاديث موضوعة على ابن جريج وغيره".
وقال الذهبي في "السير" بعد تخريجه الحديث:
"أخرجه الحاكم في "مستدركه" فلم يصب، وحماد ضعيف".
وقال العراقي في "المغني" (1/ 305): "سكت عليه الحاكم، وهو ضعيف".
وسبقه إلى تضعيفه النووي في "الأذكار" (ص 344).
2 - أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أخرجه ابن ماجه (1181 - 3866)، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (141)، والبغوي (5/ 204)، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 268) والحاكم (1/ 536)، والحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/ 616) وابن الجوزي في "الواهيات" (2/ 840) من طريق صالح بن حسان، عن محمد ابن كعب القُرظي، عن ابن عباس مرفوعاً: "إذا دعوت الله فادع بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك".
* قلت: وهذا سندٌ واهٍ.
وآفته صالح بن حسان.
قال البخاري: "منكر الحديث".
ولخص الحافظ حاله في "التقريب" فقال: "متروك".
وقال أبو حاتم: "حديث منكر".
نقله عنه ولده في "العلل" (2572/ 2/351).
وتابعه رجل مجهول عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس مرفوعاً وزاد في أوله شيئاً.
أخرجه أبو داود (1485)، والبيهقي (2/ 212) وفي "الدعوات الكبير" (ق39/ 1) من طريق عبد الملك بن محمد بن أيمن، عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدَّثه، عن محمد بن كعب به.
قال أبو داود: "رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلها واهية، وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضاً". أهـ
* قلت: وله علتان:
الأولى: ضعف عبد الملك هذا.
الثانية: جهالة الراوي عن محمد بن كعب.
وتابعه عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب به.
أخرجه ابن نصر (141) وقال: "عيسى بن ميمون ليس هو ممن يحتج بحديثه".
وقال النووي في "الأذكار" (ص 344): (في إسناده ضعف".
3 - أما حديث يزيد بن سعيد الكندي t :
فأخرجه أبو داود (1492)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6614) عن جعفر الغرياني والحسن بن سفيان وعلي بن طيفور قالوا: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبن لهيعة، عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن السائب بن يزيد، عن أبيه أن النبي r كان إذا دعا فرفع يديه، مسح وجهه بيديه.
قال الحافظ في "آمالي الأذكار": "فيه ابن لهيعة، وشيخه مجهول"، وخولف قتيبة في سياقه وفي إسناده.
خالفه سعيد بن أبي مريم قال: نا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع، عن حفص بن هاشم، أن خلاد بن السائب حدثه، عن أبيه أن رسول الله r كان إذا دعا جهل راحته إلى وجهه.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2590) ثنا محمد بن عوف،
نا ابن مريم بهذا.
فخالفه في إسناده فأسقط ذكر "والد السائب"، وفي متنه: لم يذكر
مسح الوجه.
وتابعه عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة قال: سمعت حفص بن هاشم يذكر أن خلاد بن السائب حدثه، هن أبيه مثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 7 / رقم 6625) قال: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، ثنا عمرة بن خالد.
ورواه يحيى بن إسحاق السيلحيني قال: ثنا ابن لهيعة، عن حبان بن واسع بن حبان، عن خلاد بن السائب أن النبي r كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه. أخرجه أحمد (4/ 56).
فخالف السيلحيني من تقدم في إسناده فأرسله.
ويحيى بن إسحاق من قدماء أصحاب ابن لهيعة وروايته عندي أولى، والاضطراب عندي من ابن لهيعة، ولعله غلط في إسناده فقال: "حفص
بن هاشم" وليس له ذكر في شيء من كتب التواريخ، ولا ذكر أحد أن
لابن عتبة ابناً يسمى حفصاً كما ذكر الحافظ في "التهذيب" في ترجمة "حفص بن هاشم".
فالصحيح: ضعف هذا الحديث، لشدة ضعف مفرداته، فقول الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 284): "إنه حديثٌ حسنٌ" غيرُ حسنٍ، هذا والله أعلم.
وقد اختلف أهل العلم في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
قال محمد بن نصر: "ورأيت إسحاق يستحين العمل بهذه الأحاديث، وأما أحمد بن حنبل، فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر؟ فقال: لم أسمع فيه شيئاً، ورأيت أحمد لا يفعله ...
وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء فأنكر ذلك وقال: ما علمت ... وسئل عبد الله ـ يعني ابن المبارك ـ عن الرجل يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه؟ فقال: كره ذلك سفيان ـ يعني الثوري".
* قلت: وأنكر ذلك البيهقي في "رسالته إلى أبي محمد الجويني"
(2/ 286 ـ مجموعة الرسائل المنيرية).
وقال العز بن عبد السلام: "لا يفعله إلا الجهال".
نعم .. أخرج البخاري في "الأدب المفرد" (609) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا محمد بن فُليح، قال: أخبرني أبي، عن أبي نعيم ـ وهو وهب ـ قال: "رأيت ابن عمر وابن الزبير يدعوان، يديران بالراحتين على الوجه".
وهذا الأثر حسَّنه الحافظ ابن حجر، وضعفه شيخنا الألباني، وهو محتمل للتحسين، فلا أرى أن يبده الذي يمسح وجهه بعد الدعاء، وإن كان الأفضل تركه، والله أعلم.
المصدر: فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمى (إقامة الدلائل على عموم المسائل) الجزء الأول الفتوى رقم (2)
([1]) قال النووي في "الأذكار" (ص 344): "أما قول الحافظ عبد الحق ـ يعني الأشبيلي ـ رحمه الله تعالى: إن الترمذي قال: إنه حديث صحيح، فليس في النُسخ المعتمدة من "الترمذي" أنه صحيح، بل قال: حديث غريب". أهـ
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 11:28]ـ
سلمك الله ياأم الظن , وسلمت يمينك , وجزاك الله خيراً , وأدعو أخواتنا الفضليات للتأسي بأختنا أم الظن في نشاطها حفظها الله , وحفظ جميع الأخوة والأخوات من كل سوء. آمين
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 05:04]ـ
سلمك الله ياأم الظن , وسلمت يمينك , وجزاك الله خيراً , وأدعو أخواتنا الفضليات للتأسي بأختنا أم الظن في نشاطها حفظها الله , وحفظ جميع الأخوة والأخوات من كل سوء. آمين
ولك بمثل مادعوت اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 01:16]ـ
مع احترامنا للشيخ شفاه الله كل الاحاديث ليس نتاج اجتهاد شخصى منه انما هو ناقل لائمة هذا الشأن وبركة العلم ان ينسب لأهله حتى لايفتن صغار طلاب العلم فى من يحبونهم من المشايخ
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 11:06]ـ
رد: ما درجة الأحاديث الآتية تابعوا عنا الحكم لشيخنا أبي إسحاق الحويني شفاه الله
3 - مات أبي عصر أحد الأيام، فأردت أن أُعجِل بدفنه تبعاً للسنة، فاعترض عليَّ بعض أرحامي، وقالوا: إن الدفن ليلاً مكروه، فهل هذا صحيح؟
والجواب: أن الدفن ليلاً جائزٌ، كما ذهب إليه عامة أهل العلم، واستدلوا على ذلك بأحاديث:
منها: حديث أبي هريرة t: أن إنساناً كان يَقُمُّ المسجد أسود فمات ـ أو ماتت ـ ففقدها النبي r فقال: "ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " قال: فقيل له: مات. قال: "فهلا آذنتموني به؟، فقالوا: إنه كان ليلاً. قال: "فدلوني على قبرها" قال: فأتى القبر فصلى عليها.
قال ثابت عند ذاك، أو في حديث آخر: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أحمد (2/ 353) والبيهقي (4/ 47) عن محمد بن إسحاق الصنعاني، قال: ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة.
وأخرجه البخاري في) الصلاة ((1/ 552، 554) قال: حدثنا سليمان بن حرب وأحمد بن واقد ـ فرقهما ـ وفي "الجنائز" (3/ 204) قال: ثنا محمد بن الفضل، ومسلم في "الجنائز" (956/ 71) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل الجحدري قالوا: ثنا حماد بن زيد بهذا، ولم يذكروا محل الشاهد.
وكذلك أخرجه أبو داود (3203)، وابن ماجة (1527)، وابن خزيمة (1299)، وأحمد (2/ 353)، والبيهقي (4/ 47) من طرق عن حماد
بن زيد.
ومنها: حديث أنس: t أن أسود كان ينظف المسجد فمات، فدفن ليلاً، وأتى النبي r فأُخبِرَ، فقال: "انطلقوا إلى قبره" فانطلقوا إلى قبره، فقال: "إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة، وإن الله ينورها بصلاتي عليها" فأتى القبر فصلى عليه، وقال رجل من الأنصار: إن أخي مات ولم تصلِّ عليه. قال: "فأين قبره؟ " فأخبره، فانطلق رسول الله r مع الأنصاري.
أخرجه أحمد (3/ 150)، والبزار (ج 2 / ق 76/ 1)، والدار قطني (2/ 77) عن أبي داود الطيالسي، ثنا أبو عامر الخزاز، عن ثابت،
عن أنس. وإسناده جيد، وأبو عامر اسمه: صالح بن رستم، وهو صدوق. وتابعه حماد بن زيد، فرواه عن ثابت، عن أنس نحوه دون ذكر
الدفن بالليل.
أخرجه البيهقي (4/ 46) وقال: "وقد رواه ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وهو محفوظ من الوجهين جميعاً".
ومنها: حديث جابر:tقال: رأى ناس ناراً في المقبرة فأتوها، فإذا رسول الله r في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر.
أخرجه أبو داود (3164) قال: حدثنا محمد بن حاتم بن ربيع، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 513) حدثنا فهد قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، أخبرني جابر ابن عبد الله.
ورواه أبو أحمد الزبيري، ثنا محمد بن مسلم بهذا دون قوله: "فإذا هو الرجل ... ". أخرجه الطحاوي أيضاً. وسنده لا بأس به في الشواهد.
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها: قالت:" ما علمنا بدفن رسول الله r حتى سمعنا صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء".
أخرجه أحمد (6/ 62)، وابن أبي شيبة (3/ 347)، والطحاوي (1/ 514)، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 397)، وقد وقع اضطراب في إسناده.
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها: أيضاً، قالت: دخلت على أبي بكر t فقال:" في كم كفنتم النبي r ؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله r ؟ قالت: يوم الاثنين. قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الاثنين. قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه به ردع من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما. قلت: إن هذا خَلَقٌ. قال: إن الحي أحق بالجديد من الميت، إنما هو للمهلة، فلم يُتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودفن قبل أن يصبح."
أخرجه البخاري في "الجنائز" (3/ 252)، وأبو يعلي (4451) والبيهقي (4/ 31) عن وهيب بن خالد.
وأحمد (6/ 123)، وأبو يعلي (4495)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"
(1/ ق 44/ 1)، والطحاوي (1/ 515) عن حماد بن سلمة.
وأحمد (6/ 40، 45، 118) عن ابن عيينة وأبي معاوية وعبد الرحمن بن مهدي ـ فرقها ـ، والبيهقي (3/ 399) عن أنس ابن عياض، كلهم عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة.
وفي رواية حماد بن سلمة: "فمات أبو بكر t ليلة الثلاثاء، فدفن ليلاً".
ومنها: حديث عائشة رضي الله عنها أيضاً قال:" دفن علي بن أبي طالب فاطمة رضي الله عنها ليلاً."أخرجه الطحاوي (1/ 514) عن معمر بن راشد وعقيل بن خالد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وإسناده صحيح.
قال الطحاوي: (فهذا عليٌّ t لم يرَ بالدفن في الليل بأساً، ولم ينكر ذلك أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما، ولا أحد من أصحاب رسول الله r ).
* قلت أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: فهذه الأحاديث والآثار قاضية بجواز الدفن ليلاً مطلقاً ولكن توقف بعض أهل العلم في هذا الإطلاق وقيدوه بالضرورة، واحتجوا بما رواه
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث، أن النبي rخطب يوماً فذكر رجلاً من أصحابه قُبِض فكُفِن في كفن غير طائل، وقُبِرَ ليلاً،
فزجر النبي r أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه، إلا أن يُضطر إنسان إلى ذلك. وقال النبي r : " إذا كفن أحدُكم أخاه فليُحسِّن كفنه".
أخرجه مسلم (943/ 49)، وأبو عوانة في المستخرج، ـ كما في
"إتحاف المهرة" (3/ 468) ـ والنسائي (4/ 33، 82) وابن الجارود في "المنتقى" (546)، وابن حسان (3103)، والبيهقي (3/ 403)، عن حجاج بن محمد المصيصي، وأبو داود (3148)، وأحمد (3/ 295)، وأبو عوانة في "المستخرج" ـ كما في الإتحاف (3/ 468) ـ والحاكم في "المستدرك" (1/ 368 - 369)، والبيهقي (3/ 403) عن عبد الرزاق، وهو في "المصنف" (6549) قالا: ثنا ابن جريج قال: أخبرنا أبو الزبير بهذا.
قال القاضي عياض في الإكمال (3/ 399): واختلف في تأويل نهيه ـ r ـ فقيل: للعلة التي ذكرت من قوله: "حتى يصلى عليه"، يعني: لئلا يفوته صلاته عليه هو ـ r ـ وصلاة الكثير من المسلمين وجماعتهم، لتناله بركة صلاته ـ r ـ ودعاء المسلمين وصالحيهم، بخلاف دفن الليل الذي إنما يحضره الخصوص والآحاد، وقيل: بل للعلة الأخرى المذكورة في الحديث، لقوله: "فكفن في كفن غير طائل"، وأنهم كانوا يفعلون ذلك بالليل لتُستَر إساءة الكفن، فنهى النبي r عن ذلك لهذه العلة، ويدل عليه قوله آخر الحديث: "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه" قال القاضي: العلتان بينتان في الحديث، والظاهر أن النبي r فصدهما جميعاً وعلل بهما، وقد قيل هذا، وتحسين الكفن مأمور به، وليس المراد به السرف فيه،
ولكن نظافته ونقاؤه، وكثافته، وستره، وتوسطه، وكونه من جنس لباسه في حياته غالباً، وهو الذي يقضى به عندنا على الورثة إذا تشاجروا
في ذلك". انتهى.
* وقلت: وسبقه إلى مثل هذا الطحاوي في (شرح المعاني)
(1/ 513 - 514) فذكر العلتين جميعاً.
ونظر في هذه المسألة شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله تعالى في كتابه الماتع (أحكام الجنائز) (ص 177 - 179) فقال:
"والحديث ـ يعني الذي رواه مسلم آنفاً ـ ظاهر الدلالة على ما ذكرنا، وهو مذهب أحمد رحمه الله في رواية عنه ذكرها في "الإنصاف" (2/ 547) قال: "لا يفعله إلا لضرورة، وفي أخرى عنه: يكره".
* قلت: والأول أقرب لظاهر قوله: (زجر) فإنه أبلغ في النهي من لفظ "نهى" الذي يمكن حمله على الكراهة، على أن الأصل فيه التحريم، ولا صارف له إلى الكراهة، لكن يشكل ما ذكرنا قوله في الحديث: "حتى يصلى عليه"، فإنه يدل بظاهره أيضاً على جواز الدفن ليلاً بعد الصلاة، لأنها هي الغاية من النهي، فإذا حصلت ارتفع النهي، لكن يرد عليه قوله: "إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" فإن اسم الإشارة فيه يعود إلى المنهي عنه وهو الدفن ليلاً لأسباب كثيرة كما سيأتي عن ابن حزم، ولكننا لا نتصور في وجه من الوجوه أن يضطروا لدفنه دون أن يصلوا عليه، ومما يزيده بعداً أن هذا المعنى يجعل قيد (الليل) عديم الفائدة، إذ الدفن قبل الصلاة، كما لا يجوز ليلاً، فكذلك لا يجوز نهاراً، فإن جاز ليلاً لضرورة جاز نهاراً من أجلها ولا فرق، فما فائدة التقييد بـ (الليل) حينئذٍ؟ لا شك أن الفائدة لا تظهر بصورة قوية إلا إذا رجحنا ما استظهرناه أولاً من عدم جواز الدفن ليلاً، وبيان ذلك: أن الدفن في الليل مظنة قلة المصلين على الميت، فنهى عن الدفن ليلاً حتى يصلى عليه نهاراً؛ لأن الناس في النهار أنشط في الصلاة عليه، وبذلك تحصل الكثرة من المصلين عليه، هذه الكثرة التي هي من مقاصد الشريعة وأرجى لقبول شفاعتهم في الميت.
قال النووي في (شرح مسلم): وأما النهي عن القبر ليلاً حتى يصلى عليه، فقيل: سببه أن الدفن نهاراً يحضره كثير من الناس ويصلون عليه
ولا يحضره في الليل إلا أفراد، وقيل: لأنهم كانوا يفعلون ذلك لرداءة الكفن، فلا يتبين في الليل، ويؤيده أول الحديث وآخره، قال القاضي: العلتان صحيحتان، قال: والظاهر أن النبي r قصدهما معاً، قال: وقد قيل غير هذا".
* قلت: فإذا عرف أن العلة قلة المصلين وخشية رداءة الكفن، ينتج من ذلك أنه لو صلى عليها نهاراً، ثم تأخر دفنه لعذر إلى الليل أنه لا مانع من دفنه فيه، لانتفاء العلة وتحقيق الغاية وهي كثرة المصلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فهل يجوز التأخر بدفن الميت في النهار تحصيلاً للغاية المذكورة؟
استحسن ذلك الصنعاني في (سبل السلام) (2/ 199)، ولست أرى ذلك لأن العلة المذكورة مقيدة بالليل فلا يجوز تعديتها إلى النهار لوجود الفارق الكبير بين الظرفين، فإن القلة في الليل أمر طبيعي، بخلاف النهار، فالكثرة فيه هي الطبيعي ثم إن هذه الكثرة لا حد لها فكلما تُؤخِّر بالميت زادت الكثرة ولذلك نرى بعض المُترفين الذين يحبون الظهور رياءً وسمعةً، ولو على حساب الميت قد يؤخرونه اليوم واليومين ليحضر الجنازة أكبر عدد ممكن من المشيعين، فلو قيل بجواز ذلك لأدى إلى مناهضة الشارع في أمره بالإسراع بالجنازة بعلة الكثرة التي لا ضابط لها.
بعد هذا يتبين لنا الجواب عن الإشكال الذي أوردته في قوله: "حتى يصلى عليه" إذ إنه ظهر أن المراد حتى يُصلىَ عليه نهاراً لكثرة الجماعة، كي تُبين أن اسم الإشارة في قوله: "إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك" يعود إلى الدفن ليلاً ولو مع قلة المصلين، لا إلى الدفن مع ترك الصلاة عليه إطلاقاً، فليتأمل فإنه حقيق بالتأمل.
ثم قال النووي في (شرح مسلم): وقد اختلف العلماء في الدفن في الليل فكرهه الحسن البصري إلا لضرورة، وهذا الحديث مما يستدل له به وقال جماهير العلماء من السلف والخلف: لا يكره، واستدلوا بأن أبا بكر الصديق t وجماعة من السلف دفنوا ليلاً من غير إنكار، وبحديث المرأة السوداء، والرجل الذي كان يقم المسجد فتوفي بالليل فدفن ليلاً وسأل النبي r فقالوا: توفِّي ليلاً فدفناه في الليل، فقال: "ألا آذنتموني" قالوا: كانت ظلمة، ولم ينكر عليهم، وأجابوا عن هذا الحديث أن النهي كان لترك الصلاة، ولم ينه عن مجرد الدفن بالليل، وإنما لترك الصلاة أو لقلة المصلين، أو عن إساءة الكفن أو عن المجموع
كما سبق.
قلتُ ـ الألباني ـ: والجواب الأول ـ وهو أن النهي كان لترك الصلاة ـ لا يصح؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن ثمة فرق بين الدفن ليلاً أو نهاراً كما سبق بيانه، بل الصواب أن النهي إنما كان للأمرين الذين سبقا في كلام القاضي، ولذلك اختار ابن حزم أنه لا يجوز أن يدفن أحد ليلاً إلا عن ضرورة، واستدل على ذلك بهذا الحديث، ثم أجاب عن الأحاديث الواردة في الدفن ليلاً، وما في معناها من الآثار بقوله في (المحلى)
(5/ 114 - 115): "وكل من دُفِنَ ليلاً منه r ومن أزواجه ومن أصحابه رضي الله عنهم فإنما كان ذلك لضرورة أوجبت ذلك من خوف الحر على من حضر ـ وهو بالمدينة شديد ـ أو خوفِ تغيُّرٍ أو غير ذلك مما يبيح الدفن ليلاً، ولا يحل لأحد أن يظن بهم رضي الله عنهم خلاف ذلك". ثم روى كراهة الدفن ليلاً عن سعيد بن المُسيِّب وأقول ـ الألباني ـ: ومن الجائز أن بعض من دفن ليلاً كانوا قد صلوا عليه نهاراً، وحينئذٍ
فلا تعارض على ما سبق بيانه، وذلك هو الواقع في حقه r ، فإنهم صلوا عليه يوم الثلاثاء ثم دفنوه ليلة الأربعاء كما ذكر ابن هشام في "سيرته" (4/ 314) عن ابن إسحاق، والله أعلم". انتهى
* قلتُ: وقد وردت أحاديث صريحة في النهي عن الدفن بالليل مطلقاً ولكنها لا تصح، منها حديث جابر مرفوعاً: "لا تَرمِسوا موتاكم، لا تدفنوا بليل".
أخرجه العقيلي (3/ 474 - 475) من طريق القاسم بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده، عن جابر مرفوعاً.
والقاسم واهٍ, وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (318) من طريق محمد ابن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبيه، عن جابر، وزاد: "قالوا: وما الرمس؟ قال: دفن الليل، فإنه يُترك ولا يُنظر في أمره".
ويُنظرُ: مَنْ محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل؟
والصحيح: ما قدمته من جواز الدفن بالليل, وهو مذهب جماهير العلماء ولم أقف على من كرهه من السلف الأول إلا عن الحسن البصري، وقد روى الطحاوي في (شرح المعاني) (1/ 513) عنه ما يدل على أن ذلك لعلة لا مطلقاً. فرُويَّ عن أشعث، عن الحسن أن قوماً كانوا يسيئون أكفان موتاهم، فيدفنونهم ليلاً، فنهى رسول الله r عن دفن الليل وهو مرسل كما ترى، والله أعلم.
نفس المصدر السابق الفتوي رقم (3)
****
ـ[أسامة آل عكاشة]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 05:39]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
مع احترامنا للشيخ شفاه الله كل الاحاديث ليس نتاج اجتهاد شخصى منه انما هو ناقل لائمة هذا الشأن وبركة العلم ان ينسب لأهله حتى لايفتن صغار طلاب العلم فى من يحبونهم من المشايخ
أخى ......
أشر على الموضع أكتب لك المصدر
بارك الله فيكم ...
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 11:06]ـ
4 - وقفت أثناء هذا الشهر على كتاب سماه صاحبه: "تبصير الأمة بحقيقة السنة" للدكتور إسماعيل منصور، أنكر فيه كثيراً من الأحاديث التي تلقاها العلماء بالقبول، واتهم بعض الصحابة كأبي هريرة t بأنه كان ينقل ما لا يفهم، وطعن على الإمام البخاري بقلة الفقه، وأورد أحاديث كثيرة صحيحة، فأنكرها وأبدى لها عللاً قد تدخل على بعض من لم يتعمق في دراسة العلوم الشرعية كحديث: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وكحديث موسى وملك الموت، وكحديث أن سليمان عليه السلام قال: "لأطوفن على مئة امرأة، كلهن يلدن فارساً يقاتل في سبيل الله" فإن كان وصلك هذا الكتاب فما الرأي فيه؟ وما الجواب عما قد يرد من شبهات حول هذه الأحاديث التي ذكرتها؟
والجواب: أن هذا الكتاب أرسله إليَّ بعض إخواننا في العام الذي صدر فيه (1416هـ)، وقد توقعت ما فيه من قبل أن أقرأه، لأنني خبير بصاحبه منذ أثار ضجة بمقالات له كان ينشرها في "جريدة النور" بعنوان: "تذكير الأصحاب بتحريم النقاب"، فأتى بما يأنف أن يتورط فيه طالب علم صغير، مع إعجاب بالرأي، وتسفيه أهل العلم الكبار، وإنما أغراه بذلك هوان أهل العلم على أنفسهم وعلى الناس، فكل من أراد أن يكتب شيئاً، ولو خالف مذهب جميع أهل العلم كتبه وأذاعه في الناس، وهو آمن تماماً أنه لن يؤاخذ، حتى اتسع الخرق على الراقع، وصار الذي يتجرأ ويرد على هؤلاء غرضاً لسهامهم، وكثيراً ما يفترون عليه، ويلصقون به الحكايات الكاذبة التي تجعل عرضه مضغة في الأفواه، وربما انتهى به الحال إلى السجن، والدين لابد له من حراس يقفون على حدوده يذودون عنه، ويدفعون عنه اعتداء المعتدين، حتى لا يطمع فيه أمثال هؤلاء الجهال،
والأمور كما قال النابغة:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتّقي مربض المستأسد الحامي
أما الكتاب الذي يستفهم عنه السائل فقد أرسل إليَّ بعض إخواني الجزء الأول منه، فرأيت صاحبه ينفي فيه السنة ـ إلا من حيث الجملة ـ وذكر في مطلع كتابه أن علماء المسلمين جميعاً، لا يستثنى منهم واحداً، قد غشّوا المسلمين، ولم يقوموا بواجب النصح، فلم يتوقف واحد منهم لمعرفة حقيقة السنة النبوية، وأنهم قدسوا الصحابة والتابعين، مع أنهم غير معصومين من الخطأ، وانفصل على أن السنة لم تُحفظ، ولا تثبُت إلا من حيث الجملة.
ثم يقول: إن ما ارتكبه علماء المسلمين جميعاً ـ لا يستثني منهم واحداً ـ جعل الحمل عليه ثقيلاً، فابتعثه الله عز وجل إلينا في القرن الخامس عشر، ليصحح لنا ما أخطأ فيه جميع العلماء، وقد ارتدى الرجل مُسُوح أهل العلم، وطالع بعض كتب في "الأصول"، فكأن الكلمة أعجبته، فصار يكررها كثيراً في كتبه ليرهب بها العوام، ممن قل حظهم من التفقه في دين الله عز وجل، وكبر معه الأمر حتى صدق أنه "أصولي"، فاضطره ذلك إلى مساورة جبال الحفظ والفهم، وظن أنه "رجل"! فهو رجل وهم رجال، فذكرني صنيعه بما حدث للشاعر "ثابت بن جابر" المعروف بـ "تأبط شراً"، فقد ذكر أبو الفرج في "كتاب الأغاني" (18/ 211) أن "تأبط شراً" لقي ذات مرة رجلاً من "ثقيف" يقال له: "أبو وهب"، وكان رجلاً أهوج، وعليه حُلةٌ جيِّدةٌ، فقال أبو وهب لتأبط شراً: بم تَغلِبُ الرجال يا ثابت وأنت كما أرى دميم وضئيل؟ قال: باسمي إنما أقول ساعة ألقى الرجل: أنا تأبط شراً، فينخلع قلبه، حتى أنال منه ما أردت! فقال له الثقفي: أبهذا فقط؟! قال: قطٌ. قال: فهل لك أن تبيعني اسمك؟ قال: نعم. فبم تبتاعه؟ قال: بهذه الحلة وبكنيتي! قال: له: أفعلُ. ففعلا. وقال تأبط شراً: لك اسمي ولي اسمك، وأخذ حلته وأعطاه طِمْرَيه ثم انصرف، فقال تأبط شراً يخاطب زوجة الثقفي:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها
تأبط شراً واكتنيت أبا وهبِ
فهبه تسمى اسمي وسماني اسمه
فأين له صبري على مُعظم الخطبِ
وأين له بأس كبأسي وسَوْرَتي
وأين له في كل فادحةٍ قلبي
(يُتْبَعُ)
(/)
فظن البيطري أنه بمجرد تزييه بزيِّ العلماء، وتكلمه ببعض عباراتهم، أنه منهم، فأربى بذلك على الثقفي!
ولأنه يعلم أن كثيراً من الناس يقف مبهوراً أمام كثرة المناصب والشهادات، دأب على كتابة "نياشيه" في كتبه، فيذكر تخرجه في كلية "الطب البيطري"، ثم ترقيه من رتبة "المعيد" إلى "الدكتوراه"، إلى تعيينه "بقرار وزاري"
ـ ويضعها بين قوسين كأنه "قرار سماوي" ـ عضواً باللجنة الفلانية،
ثم دراسته في كلية الآداب، ثم حصوله على دكتواره في "الفلسفة"
ـ هكذا كتبها عمداً ـ ثم حصوله على إجازة في القراءات ... إلخ، فلقد ظن الرجل أنه بهذه "الشهادات" قادر على محو علماء الأمة بجرة قلم، وقد علم القاصي والداني أن هذه الشهادات لا تُعطي صاحبها علماً، فضلاً عن الأدب، إنما تفتح له الباب حسب، وأما الرجل فإنه يقبع تحت خط الفقر في العلم والأدب معاً، وقد ذكرتني "نياشيه" صاحب القط فهل تعرفه؟
فقد حكوا أن رجلاً كان يحمل قطاً، فقابله رجل فقال له: ما هذا القط؟ وقابله ثانٍ فقال له: ما هذا الهر؟ وقابله ثالثٌ فقال له: ما هذا السِّنَّوْرُ؟ وقابله رابعٌ فقال: ما هذا السبع؟ وقابله خامس فقال: ما هذا السبع؟ وقابله خامسٌ فقال: ما هذا الخيطل؟ وقابله سادس: ما هذا الهِزَبْرُ؟ فقال الرجل: كل هذه الأسماء؟! لابد أن ثمنه كبير فذهب إلى السوق يُمنِّي نفسه بالغنى، فوقف يعرضه للبيع فكان ثمنه درهماً واحداً، فرماه على الأرض وقال: قاتلك الله، ما أكثر أسماءك وأقل غناءَك!!
تصدر للتدريس كلُ مُهوَّسٍ
بليدٍ تسمَّى بالفقيه المُدرِّسِ
فحُقَّ لأهلٍ العلمِ أن يتمثَّلوا
ببيتٍ قديمٍ شاع في كل مجلسِ
لقد هَزُلت حتى بدا من هُزَالها
كُلاها وحتى سامها كلُّ مُفلِسِ
أكثر "البيطري" من ذكر "المنهجية" و "الحياد العلمي"، وكرر كثيراً قوله "أيها القارئ المحايد" فهل تدري أيها القارئ ما معنى "الحياد"؟ إنه ترك الانتماء إلى السلف، فهُمْ عنده ناسٌ "مجرد ناس" لا فضل لهم؛
لأنهم يزعمون أن الانتماء داعيةُ "الانحياز"، وأنك إذا أحببتهم، وانتميت إليهم، فلن ترى عيوبهم، ولا أخطاءهم، ومن أثر ذلك أنك ستحاول إيجاد مخارج لكلامهم المنافي "للعقل السوي"!! وهذا "الحياد العلمي" هو الذي جعل "طه حسين" ينظر إلى القرآن المجيد على أنه كتابٌ أدبيٌّ، وينبغي أن نعرضه للنقد بهذا الاعتبار، لأنك لو اعتبرته من هند الله، فلابد أن تُذعِن له، وإذا مرَّ بك ما لم تستسغه، فلا مناص من أن تتهم نفسك، لأنه لا يتهم ربه إلا كافر!!
فلقد تطاول "البيطري" على أبي هريرة الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، وأحد المجتهدين في الفقه، فعامله على أساس أنه "رجلٌ" مجرد رجل.
فقد قال في كتابه (ص 398): "فقد كان أبو هريرة t يكثر من رواية الحديث عن رسول الله r ويسرده سرداً ككلام الناس، ويُكثر من رواياته العديدة في المجلس الواحد، فضلاً عن كونه (رحمه الله) كان غير ضابط لنقل الرواية، مما جعل السيدة عائشة رضي الله عنها تُنكِر ذلك عليه .. وكذلك أوهامه وظنونه التي وضعت المفاسد العظيمة في الدين (بحُسنِ نيةٍ منه رحمه الله) مما يجعلنا نفكر ألف مرة قبل أن نسلم لأية رواية
في الحديث، مهما كانت صحيحة لأي راوٍ من الرواة على وجه العموم، ولروايات أبي هريرة t ـ مهما كانت موثقة ـ على وجه الخصوص".
ثم أورد كلمة لعائشة رضي الله عنها، علَّقتْ بها على حديث حدث به أبو هريرة t ، قالت فيها: "أساء أبو هريرة سمعاً فأساء إجابةً". فعلق البيطري قائلاً: "وقد كان هذا يكفي أن يكف أبو هريرة t عن رواية الحديث كليةً بعد ذلك، أو ألا يؤخذ عنه الحديث بالمرة، لعدم ضبطه رحمه الله للرواية، لا أن يكون أكثر الرواة حديثاً على الإطلاق، فإن هذا من أعجب العجب".
وصرح بمثل هذا الكلام الهابط كثيراً في كتابه.
فإذا كان "البيطري" يتكلم هكذا عن الصحابة، فكيف عن آحاد العلماء؟
وأنا لن أدعك تفكر أو "تتخيل" طريقته في الكلام عن العلماء، فقد ذكر حديثاً رواه الإمام البخاري رحمه الله في "صحيحه" ثم علق عليه قائلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص 504): "ولابد أن نتنبه هنا إلى أن البخاري رحمه الله، كان فيما يبدو طيباً ـ البيطري يعني مغفلاً ـ وأميناً فيما ينقل، ولكنه رحمه الله ـ لم تكن له دراية كبيرة بدراسة الحديث!! إذ لو كانت له رحمه الله دراسة للحديث، وللمتن خصوصاً، لما أثبت هذه الرواية في "صحيحه"، ولكن يبدو أن الرجل (الفاضل) كان على الفطرة و (التلقائية) لدرجة أن تبلغ به السذاجة أن يروي مثل هذا الحديث المنافي لأبسط المبادئ و (الممكنات) العقلية في جميع العصور، وتلك هي المأساة الكبرى في أمتنا، وهي أخذ أحكام الدين تبعاً لشهرة الرجال، وصحة السند، ولتذهب المبادئ العقلية إلى الجحيم، مهما كانت هي مناط التكليف وأساس الإسلام" ..
ثم قال (ص 505): "كما أننا لا ننسى هنا ـ أيضاً ـ أن نُعيد ما سبق أن قررناه من قبل، من أن الصحابي الفاضل أبا هريرة t لم يكن من أهل العلم أو المعرفة، ولا من أهل الدراية برواية الحديث أو إثبات الأحكام، وإن كان أميناً فيما يعهد إليه به، وقد كان هذا كفيلاً بأن يمنعه t من رواية هذه الكثرة من روايات الحديث، لأنه رحمه الله استخف بالأمر، ومضى به على غير وجهه الصحيح، ولم يلتزم منهاج النبي r ، بحسنِ نيةٍ ولا شك!! فقام علينا ـ لذلك وغيره ـ عبء الدراسة المستفيضة لهذه الآلاف المؤلفة من رواياته في الحديث} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {. أ هـ
* قلتُ أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: انتهى كلام "البيطري" وذكره للآية الكريمة، في آخر كلامه، وذكرني بقصةٍ عجيبة، فقد حكوا أن امرأة قُتِلَ زوجها، فذهبت إلى قاتلٍ محترف، يستعين به الناس في قتل من يريدون مقابلَ أجرٍ يدفعونه، فجاءت المرأةُ إليه، وسألته أن يقتل فلاناً ـ قاتل زوجها ـ فقال لها: كم تدفعين؟ فبكت المرأة، وأخبرته أنها فقيرة وتنفق على أيتام، فرق قلب القاتل وقال: سأقتله لوجهِ الله} وإنَّ اللهَ لمعَ المحسنين {!! فانظر إلى هذا الورع الكاذب، واحمدِ الله الذي عافاك. ربما ساء ظنك ـ أيها القارئ ـ لأنني لم أقدم نموذجاً من فهم الرجل للنصوص حتى الآن، يُنادى عليه بالجهل الذي وصفته به في مطلع كلامي.
فأقول: حنانيك بل هداديك، فكل سطر في كتابه يحتاج إلى رد، لكنني سأكتفي بما أثاره حول الأحاديث الثلاثة التي ذكرها السائل في كلامه لتعلم قدر صاحب هذا الكتاب من الفهم.
أما الحديث الأول:
فذكر "البيطري" في كتابه (ص:503 - 504) أن البخاري روى عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسعٍ وتسعين امرأة ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله".
فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل: إن شاء الله. فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل. والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله عز وجل فرساناً أجمعين ... ".
فعلق "البيطري" قائلاً: "ونحن نترك للقارئ أن يقدر بمقتضى العقل السوي، الذي لا يختلف على حكمه إنسان واحد في الكون!! مدى صحة هذه المقولة الواردة في هذا الحديث الصحيح "للأسف"! وهي: "لأطوفن الليلة على مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس" حيث تصور لنا ما يأتي:
1 - أن ليلة واحدة يمكن أن تتسع لمجامعة مئة امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ وهذا هامٌ، فلينتبه إليه!!
2 - أن نبيناً من أنبياء الله تعالى، يمكن أن يعلن هذا القول على الناس، بهذا الأسلوب غير المهذب، وهم أكمل الناس خُلُقاً، وأوفرهم أدباً حتى يراجعه صاحبه في ذلك، كما دلت عليه ألفاظ الحديث.
3 - أن نبياً من أنبياء الله تعالى، يعرف أن النساء يلدن الذكور والإناث، ثم يشترط على الله تعالى أن يكون كل ما تضع هذه النساء ذكوراً، بأسلوب يحكم على الله سبحانه وتعالى بما يقول".
ثم ذكر البيطري" الكلام السابق ـ والذي نقلته ـ في شأن الإمام البخاري
رحمه الله.
والحقُ يُقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الرجل تعامل مع هذا النص "بغباءٍ شديد"، فهذا "العنين" يقيس قدرات نبيٍّ من أنبياء الله بقدراته، ويلفت الأنظار إلى هذا الاعتراض الذي أورده، برغم ضحالته وتفاهته، فأي نكارةٍ أن يكون في مقدور نبي أن يجامع مئة امرأة في ليلة واحدة، إذا كان مؤيداً من قبل الله تعالى، ومُعاناً على ذلك، ولا زال العجز عن إتيان النساء معرَّةً عند بني آدم، والقدرة على ذلك من تمام الرجولة وكمال الفحولة، وللأنبياء عليهم السلام تمام الكمالات، فلا ينكر على من أمكنه الله تعالى من رقاب الجن والطير أن يكون له هذا الشيء اليسير الذي هو موجودٌ الآن عند بعض بني آدم. هذا أولاً
ثانياً: أنه زعم أن كلمة "لأطوفن"، غير مهذبة، ونقول: كيف؟ وهي من ألطف الكنايات في الدلالة على هذا الفعل، وهي مثل قوله تعالى:} فلما تغشَّاها حملت حملاً خفيفاً {[الأعراف: 189]، لكن الرجل مصابٌ في ذوقه وفهمه، حتى يرى أن مثل هذه الكناية اللطيفة غير مهذبة، ثم أين في الحديث أن سليمان عليه السلام جمع الناس وأخبرهم أنه سيأتي نساءه الآن؟! ليس في الحديث إلا أنه قال ذلك، فإما قاله بصوتٍ عالٍ كأنه يحدث نفسه، فسمعه صاحبه، أو أنه فاتح صاحبه في ذلك، وعلى الوجهين فليس فيه ما يشين قائله. فلو قال قائل: إنني ما تزوجت إلا ليرزقني الله برجال يتفقهون في دين الله عز وجل، وينشرون السنة بين الخلق أفيعيبه ذلك؟ وهل ترى أيها القارئ ـ صاحب العقل السوي حقاً ـ أن هذا الكلام اشتراطاً على الله عز وجل من قريب أو من بعيد؟ لقد قال سليمان عليه السلام هذه المقالة على سبيل الرجاء والتمني، ولو سلمنا أنه اشترط ذلك على الله، فإن الأنبياء عليهم السلام لا يفعلون إلا شيئاً مأذوناً لهم فيه، وقد ثبت عن النبي r ثبوت الجبل الأشم أنه قال: "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، فالأنبياء أولى بذلك.
ثالثاً: أن صاحب سليمان كان ملكاً، كما ثبت ذلك في "الصحيح"، وهذا يكذب دعوى "البيطري" أن سليمان عليه السلام قال ذلك لأحد، والله أعلم.
ومجال القول مَهيَعٌ مُتَسِعٌ.
أما الحديث الثاني:
فإنه أعجب وأطم من سابقة، ولم أر قلة توفيق وسداد صاحبت أحداً مثلما صاحبت هذا البيطري.
فقال المسكين تحت عنوان: "أحاديث تخالف مقتضيات العقل السوي" (ص 497 وما بعدها): "من مرويات الحديث ما رواه البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن أبي هريرة t ، قال رسول الله r : " جاء ملك لموت إلى موسى بن عمران فقال له: أجب ربك. قال: فلطم موسى عين الملك ففقأها. قال: فرجع الملك إلى الله، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت، وقد فقأ عيني. فرد الله عليه عينه وقال: ارجع فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر".
قال: قال رسول الله r : " فلو كنت ثمَّ، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر".
علق البيطري على الحديث قائلاً: ونحن نلفت نظر القارئ ـ لا أكثر ـ إلى النقاط التالية:
1 - أن رسول الله r ـ بمقتضى هذه الرواية ـ يحدث أصحابه الأفاضل رضي الله عنهم بهذه القصة ليعلمهم ما فيها من الأحكام الشرعية!! فيا ترى ما هذه الأحكام؟
2 - أن موسى عليه السلام يأتيه ملك الموت ويبين له أنه جاء من عند الله تعالى، ومع ذلك يعتدي عليه! وهو يذكر لنا، لنعلم مدى استهانة نبيٍّ رسولٍ (من أولي العزم) بأمر إلهي يأتيه مع ملك قد تنزل من قبل الله تعالى بهذا الأمر!!
3 - أن الملك ضعيف البنية، لدرجة أن لطمة من يد موسى عليه السلام
تفقأ عينه!
4 - أن موعد الموت قابل للتأجيل تبعاً لظروف كل حالة، وليس كما قال الله سبحانه وتعالى:} فإذا جاء أجلُهُم لا يستأخرونَ ساعةً ولا يستقدمون {[النحل: 61].
5 - أن الملك الموكل بالأمر الإلهي يرجع إلى الله تعالى دون تنفيذ الأمر المكلف به، تبعاً لقدرات الإنسان المرسل إليه، فالاعتداء كلما كان قوياً على الملائكة، كلما حقق أعظم النتائج، حتى في تأجيل الموت نفسه!
6 - أن موسى عليه السلام استطاع أن يرد الإرادة الإلهية برد ملك الموت (وضربه وتأديبه)، فليست القاعدة عند الملائكة هي كما قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
} وما نتنزلُ إلا بأمرِ ربكَ {[مريم: 64]، وإنما هي مسألة غير منضبطة، والمهم أن تظهر قوة موسى عليه السلام ـ في الرواية ـ ولا يهم بعد ذلك الإساءة إلى القدرة الإلهية، والتدبير الإلهي! وبالتالي يصبح قوله تعالى:} حتى إذا جاء أحدَكُمُ الموت توفته رُسُلُنا وهم لا يُفَرِّطون {[الأنعام: 61] بلا معنى! وتصبح الملائكة مفرطين في الأمر الإلهي! لأن قدرتهم أقل من قدرة الإنسان!!
7 - أن موسى عليه السلام لم يستوعب الموقف، إذ فهم أن رده لملك الموت سينهي المسألة تماماً، بحيث لن يقدر ملك آخر أن ينزل إليه مرة ثانية! وتصور أنه بذلك يهرب من الموت!!
8 - أن موسى عليه السلام يكره لقاء الله تعالى إلى هذا الحد الذي يضرب فيه ملك الموت فيفقأ عينه لمجرد أنه قال له: (أجب ربك)!!
9 - أن موسى عليه السلام رجل طائش، لا يعرف كيف يضبط نفسه،
فهو عندما لا يريد الموت لا يلجأ إلى الدعاء والتضرع مثلاً (بفرض حدوث ذلك منه)، بل يستعمل يده مباشرة، حتى في مواجهة الملائكة، مما يجعلنا نتوقع منه عليه السلام أكثر من ذلك ـ بمقتضى هذه الرواية ـ يوم القيامة عند الحساب، بحيث يمكن أن نشهد عرضاً عظيماً، وصراعاً رائعاً، ربما يصرع فيه موسى عليه السلام ملكين أو أكثر فيطرحهم أرضاً بلكماته القوية، والخلائق تشهد ذلك في موقف الحساب!
10 - أن ملك الموت رجع مخاطباً الله تعالى بأسلوب التنبيه بقوله:
(إنك أرسلتني إلى عبدٍ لك لا يريد الموت)!! كأنه يريد أن ينبه الله (تعالى عن ذلك علواً كبيراً) إلى أن الإرسال في هذه المرة لم يكن على نحوٍ حكيم! إذ أن العبد المرسل إليه كان لا يريد الموت، فكيف حدث هذا من الله سبحانه؟
هكذا أيها القارئ، ولك ـ الآن ـ أن تقرر ما تشاء!!
لكننا نتساءل: تُرى من الذي دس علينا كل هذه الروايات الإجرامية، حتى يهدم فينا العقيدة الصحيحة، فتشقى أمتنا ـ بذلك ـ إلى يوم الدين؟ ترى من فعل هذا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل!
* قلتُ: فهذا كلامه كله، نقلته مع طوله وإملاله، لتعلم أيها القارئ هل قائله ممن أنعم الله عليهم بالعقل السوي، أم أنه مخبول؟!
ويحضرني الآن ما ذكره أهل الأدب أن خالد بن صفوان ـ الخطيب البليغ ـ كان في الحمام يوماً، فرآه رجل وابنه، فأراد الرجل أن يُري خالداً ما عنده من الفصاحة والبيان، فخاطب ابنه قائلاً: يا بُني ابدأ بيداك ورجلاك! ثم التفت إلى خالد كالمتباهي وقال: يا أبا صفوان هذا كلامٌ قد ذهب أهله! فقال له خالد: هذا كلامٌ لم يخلُقُ الله له أهلاً قط!!
و"البيطري" تابع لبعض المارقين في ترديد هذه الاعتراضات، لكنه أضاف إليها من سوء أدبه وركاكة أسلوبه.
وقد أجاب أهل العلم من هذا الحديث بجوابين:
الأول: ما ذكره الإمام العلم ابن حِبان البستي في "صحيحه" (6223) فقد قال: "ذِكْرُ خبرٍ شَنَّع به على منتحلي سنن المصطفى r من حُرِمَ التوفيق لإدراك معناه"، ثم روى الحديث وعقب قائلاً: "إن الله جل وعلا بعث رسول الله r معلماً لخلقه، فأنزله موضع الإبانة عن مراده، فبلَّغ r رسالته، وبين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة، علقها عنه أصحابه أو بعضهم، وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناه من لم يُحرَمِ التوفيق
لإصابة الحق".
وذاك أن الله جل وعلا أرسل ملك الموت إلى موسى رسالة ابتلاء واختبار وأمره أن يقول له: أجب ربك، أمرَ اختبار وابتلاء، لا أمراً يريد الله جل وعلا إمضاءه، كما أمر خليله إبراهيم ـ صلى الله على نبينا وعليه ـ بذبح ابنه أمر اختبار وابتلاء دون الأمر الذي أراد الله جل وعلا إمضاءه، فلما عزم على ذبح ابنه، وتله للجبين، فداه بالذبح العظيم.
وقد بعث الله جل وعلا الملائكة إلى رسله في صور لا يعرفونها، كدخول الملائكة على رسوله إبراهيم ولم يعرفهم حتى أوجس منهم خيفة، وكمجيء جبريل إلى رسول الله r وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام والإحسان ... فلم يعرفه المصطفى r حتى ولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكان مجيء ملك الموت إلى موسى عليه السلام على غير الصورة التي كان يعرفه موسى عليه السلام عليها، وكان موسى غيوراً، فرأى في داره رجلاً لم يعرفه، فرفع يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه التي في الصورة التي يتصور بها، لا الصورة التي خلقه الله عليها، ولما كان المصرح عن نبينا r في خبر ابن عباس، حيث قال: "أمني جبريل عن البيت مرتين"، فذكر الخبر، وقال في آخره: "هذا وقتك ووقت الأنبياء قبلك" .. كان في هذا الخبر البيان الواضح أن بعض شرائعنا قد تتفق ببعض شرائع من قبلنا من الأمم.
ولما كان من شريعتنا أن من فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، أو الناظر إلى بيته بغير أمره من غير جُنَاحٍ على فاعله، ولا حرج على مرتكبه؛ للأخبار الجمة الواردة فيه التي أمليناها في غير موضع من كتبنا ـ كان جائزاً اتفاق هذه الشريعة بشريعة موسى، بإسقاط الحرج عمن فقأ عين الداخل داره بغير إذنه، فكان استعمال موسى هذا الفعل مباحاً له، ولا حرج عليه في فعله.
فلما رجع ملك الموت إلى ربه وأخبره بما كان من موسى فيه، أمره ثانياً
بأمر آخر، أمر اختبار وابتلاء كما ذكرنا من قبل، إذ قال الله له: قل له: إن شئت فضع يدك على متن ثور، فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة، فلما علم موسى كليم الله ـ صلى الله على نبينا وعليه ـ أنه ملك الموت، وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل، وقال: فالآن.
فلو كانت المرة الأولى عرفه موسى أنه ملك الموت، لاستعمل ما استعمل
في المرة الأخرى عند تيقنه وعلمه به، ضد قول من زعم من أصحاب حديث حمالة الحطب ورعاة الليل، يجمعون ما لا ينتفعون به، ويرون ما لا يؤجرون عليه، ويقولون بما يبطله الإسلام، جهلاً منه لمعاني الأخبار، وترك التفقه في الآثار، معتمداً منه على رأيه المنكوس،
وقياسه المعكوس".
* قلتُ: ونقل الحافظ في "الفتح" (6/ 442) عن ابن خزيمة نحوه وهذا البيان من الحافظ الجليل ابن حبان رحمه الله يأتي على اعتراض "البيطري" من القواعد، وقد تَعرِضُ شبهة لآحاد الأذكياء فاتت على المعترض، وهي في قوله: "أجب ربك"، فقد يقول قائل: إن هذه الكلمة كانت كفيلة بأن يعرف موسى عليه السلام أنه مرسل من عند الله.
فقد أجاب ابن حبان (14/ 117) قائلاً: "هذه اللفظة (أجب ربك) قد توهم من لم يتبحر في العلم، أن التأويل الذي قلناه للخبر مدخول، وذلك في قول ملك الموت لموسى: (أجب ربك) بيان أنه عرفه، وليس كذلك، لأن موسى عليه السلام لما شال يده ولطمه، قال له: (أجب ربك)، توهم موسى أنه يتعوذ بهذه اللفظة، دون أن يكون رسول الله إليه، فكان قوله: (أجب ربك) الكشف عن قصد البداية في نفس الابتلاء والاختبار الذي أريد منه". انتهى
ثم قوله لموسى عليه السلام: (أجب ربك) معناه: سلم لي نفسك لأنتزع روحك، فهذا هو القتل، ودفع الصائل مشروع حتى لو أدى إلى قتله كما قرره العلماء، وقد قال النبي r : " من قتل دون أهله وماله فهو شهيد".
الجواب الثاني: أنه قد ثبت عن النبي r أنه قال: "إنه لم يُقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يُخيَّر". قالت عائشة: فلما نزل به ورأسه على فخذي غُشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: "اللهم الرفيق الأعلى". فقلتُ: إذن لا يختارنا ... الحديث.
أخرجه البخاري (8/ 136، 150، 255، 11/ 149، 357) ومسلم (2444/ 86)، وأحمد (6/ 296)، وأحمد (6/ 296)، وابن ماجة (1620)، وحماد بن إسحاق في "تركة النبي r" ( ص 52)، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 268 - 269)، من طريقين عن عروة عن عائشة.
وفي رواية لسعيد بن إبراهيم، عن عروة: "ما من نبي يمرض إلا خُيِّر بين الدنيا والآخرة ... ".
* قلتُ: فهذا الحديث صريح في أن كل نبي كان يخيره الله عز وجل بين الحياة والموت، وقد خُير نبينا r .
فروى الشيخان عن أبي سعيد الخدري t قال: خطب رسول الله r الناس وقال: "إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله". قال: "فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله r عن عبدٍ خُيِّرَ، فكان رسول الله r هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما جاء ملك الموت موسى عليه السلام في صورةٍ لا يعرفها، يقول له: "أجب ربك" ثم هو لم يُخَيَّرُ، وكانت آية لهم، فعل ما فعل.
فأي نكارة ـ يا عباد الله ـ في هذا الحديث الرائع، بعد هذا البيان المختصر لمعناه؟! ولكن الأمر كما قيل:
ومن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ
يجد مُرًّا به الماءَ الزُّلالا
أما الحديث الثالث:
قال "البيطري" (ص 463 - 465): "ما رواه البخاري رحمه الله بسنده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r : " أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" الحديث. وهو حديث مروي كذلك في صحيح مسلم (رحمه الله) بلفظ: "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" وليس فيه إقامة الصلاة
وإيتاء الزكاة. وهذا الحديث ـ في رأينا ـ مكذوب على رسول الله r ( دون أدنى شك)، وأن كان مروياً في صحيحي البخاري ومسلم (رضي الله عنهما) كما تبين؛ إذ القاعدة أن لا تلازم بين صحة السند وصحة الحديث، لكون صحة المتن شرطاً أساسياً لصحة الحديث (وقد سبق بيان ذلك)، ونحن سنبين ـ بمشيئة الله تعالى ـ من خلال دراسة المتن كيف أنه حديث مكذوب على رسول الله r .
وقبل أن نقدم الأدلة الدامغة على كذب هذا الحديث (وافترائه على رسول الله r ) ، نحب أن نلفت نظر المعترضين على ضرورة دراسة متون الأحاديث (مهما كانت واردة في الصحاح) إلى خطورة مثل هذا الحديث (خطورة عظيمة) على الإسلام حيث إنه كفيلٌ ـ لو صدقه المسلمون وعملوا به ـ بهدم الدين الإسلامي كليةً (من ألفه إلى يائه)، وصرف الأمة الإسلامية بالتالي عن طريق الرحمن إلى طريق الشيطان (والعياذ بالله سبحانه). وسبب ذلك ـ باختصار شديد ـ هو: أن الحديث سيعطي دلالة واضحة على أن الإسلام قد فُرِضَ على الناس بالقهر (لا بالرغبة) وبالسيف
(لا بالاختيار) وهذا هو الضد تماماً الذي يخالف الإسلام! فضلاً عن تسببه في أخذ الأمة الإسلامية إلى طريق منحرف (بعيد تماماً عن الدين الحق) يَفرِض عليها محاربة شعوب الأرض جميعاً (غير المسلمين) حتى يسلموا ويدخلوا ـ بالقهر والبطش والقتال ـ في سماحة الإسلام!! وهذا كفيل بهدم كيان الأمة تماماً لكونه يكلفهم ما لا طاقة لهم به (مما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى لهم وبالتالي فلن ينصرهم فيه) ويجعل منهم ـ بالتالي ـ جماعة سفاحين يقاتلون كل من يخالفهم في الشريعة (والعقيدة)! وهذا مما يُبغضه الله سبحانه وتعالى أشد البغض، ويُنَكِّل بفاعله أشد التنكيل (فلا تقوم لهم قائمة إلى يوم الدين) لأن ذلك اعتداء على منهاج الله سبحانه وتعالى باسم السنة النبوية ـ وتلك هي أهم مكامن الخطورة في هذا الحديث.
وإليك ـ أيها القارئ المحايد ـ الأدلة الشرعية (القاطعة) على كون هذا الحديث كذباً، وافتراءً على دين الله تعالى (دون أدنى عُذرٍ للمتن من تبرير أو تأويل)، والله المستعان، وهذه الأدلة". انتهى
* قُلتُ: ثُمَّ شقق الكلام وأطاله في طائل حتى استغرق هذا الحشو أكثر من عشرين صفحة مؤداها أن هذا الحديث يعارض عدة آيات في كتاب الله تعالى منه قوله تعالى:} لا إكْرَاهَ في الدِّيْنِ {، ومنها:} ولَو شَاءَ رَبُّكَ لآَمنَّ مَنْ في الأرضِ كُلَّهُمْ جَمِيعاً أفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يكونوا مُؤْمِنين {، ومنها:} قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرونَ لا أعْبُدُ ما تْعْبُدُونَ {، ومنها:} إنْ عَلَيْكَ إلاَّ البَلاغُ {.
وفي آياتٍ أخرى حشدها وجعل يفسرها ليدلك على أن هذا الحديث (الخرافي) ـ كما يسميه ـ يعارض القرآن.
والجواب عن هذا الخَطَل ـ متحاشياً الحشوَ ـ أن يقال:
إن الناسَ ثلاثةٌ: مسلمٌ وكافرٌ ومنافقٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فليس المسلمُ هو المقصود بالحديث بداهةً، ولمنافقُ ليس داخلاً فيه أيضاً لأنه أظهر الإسلام فلا سبيل لنا عليه، ولما أراد خالد بن الوليد t أن يقتل جدَّ الخوارج الذي قال للنبي r : اعدل يا محمد. قال له النبي r : " لا، لَعلَّهُ أن يكون يُصلِّي" قال خالد: وكم من مُصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله r : " إني لم أومر أن أُنقِّب عن قلوب الناس، ولا أشقَّ بطونهم". أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث علي بن أبي طالب t. فلم يبق من أقسام الناس إلا الكافر.
فكلمة: "الناس" في الحديث من العامِّ الذي يراد به الخصوص، وقد ورد هذا صريحاً فيما رواه أبو داود (2642)، والنسائي (7/ 75)، والدارقطني (1/ 232)، والبيهقي (3/ 92) عن يحيى ابن أيوب، قال: حدثني حميدٌ أنه سمع أنساً مرفوعاً: "أُمرتُ أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ... الحديث".
وجماهير أهل العلم كأبي حنيفة ومالك وأحمد وجماهير أصحابهم أن الكافر لا يُقتل لمجرد كفره، ولذلك لا يُقتل الصبيان، ولا النساء، ولا الرهبان أصحاب الصوامع، ولا الزَّمني إلا إذا أعانوا بالقول أو بالفعل، إنما يُقتل من انتصب لحرب المسلمين، ومَنَعَ تبليغ الإسلام إلى مَنْ ورائهم وما علمنا قطُّ أن النبي r أَكْرَهَ أحداً على الإسلام، أو قتله لمجرد أنه كافر، بل من سالمه أو هادنه أو دخل معه في حلفٍ كان يكف عنه.
وذهب الشافعي وبعض أصحاب أحمد إلى قتل كل كافر وجعل العلة الكفر، والقول الأول هو الصواب الذي ينصره الكتاب والسنة.
ويدل على ذلك ما رواه سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله r إذا أمَّرَ أميراً على جيش أو سرية أوصاهُ في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا باسم الله، قاتلوا من كفر بالله، في سبيل الله اغزوا وتغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال) فأيَّتُهُن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيءٌ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تُخفروا ذممكم وذمم أصحابكم، أهون من أن تُخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تُنزِلَهم على حكم الله،
فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا".
أخرجه مسلم (1731/ 2 - 3) وغيره.
ومجال القول واسع جداً لاسيما في رده على الحافظ ابن حجر، وقد استوفيت الرد عليه، وأبنت عن جهله وزغله في كتابي "الجهد الوفير في الرد على البيطري نافخ الكير" وقد كتبت منه مجلدةً، واللهُ أسألُ أن يُعينني على إتمامه على الوجه الذي يُرضيه عني.
وأُذكِّرُ "البيطري" أنه لن يكون أحسن حالاً من محمودٍ أبي رية والسيد صالح أبي بكر، ومن قبلهم غُلاةِ الروافضِ، فقد ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، وبقيت السنة النبوية شامخة، يُقرِّبها الأساطين دانية القطاف إلى
جماهير المسلمين.
وقد أطلق بعض الأذكياء على مثل "البيطري" وأشياعه لقب "المجددينات" فقال له سامعه: ما هذا الجمع الغريب؟ ما هو بجمع مذكر سالم، ولا هو جمع مؤنث سالم! فقال له: هذا "جمع مُخَنَّثٍ" سالم، فأقسم له سامعه أن اللغة العربية في أشد الحاجة إلى هذا الجمع، خصوصاً في هذه الأيام.
فهي والله فوضى ولا عُمَرَ لها! وقد أعطاني الكتاب بعض أفاضل إخواني وطلب مني أن أرد والتمس مني ذلك، وطلب إبطال ما هنالك، فلما انفصلتُ بتُّ ليلتي متفكراً، فقرع خاطري ما قاله أبو سفيان يوم أُحُد: أفيكم محمدٌ؟ أفيكم أبو بكر؟ أفيكم عُمر؟ فقال النبي r " لا تجيبوه". تعاوناً به، وتحقيراً لشأنه. فلما قال: اُعلُ هبل. فقال لهم رسول الله r :
" ألا تجيبوه؟ " قالوا: وما نقول؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل". فقال
أبو سفيان: لنا العُزّىَ ولا عُزى لكم. فقال لهم r: " قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم" فعلمتُ أن النبي r أمرهم أن يجيبوه إعلاء لجناب التوحيد، وإظهاراً لعزِّة من عبده المسلمون فحينئذٍ جرَّدتُ أسنة العزائم والردِّ، واستعنتُ على ردِّ أباطيله بالواحد الفرد، وليت مصنف هذا الهذيان، تَنكَّبَ عن ميدان الفرسان، ليسلم من أسنةِ ألسنتهم عِرضُه، وينطوي من بساط المشاجرة طوله وعرضه، ولم يسمع ما يضيق به صدره، ولم يَنهَتِكْ بين أفاصل الأمة ستره، وإن قد أبي إلا المهارشة والمناقشة، والمواحشة والمفاحشة، فليصبر على حزُ الغلاصم، وقطعُ الحلاقم، ونكز الأراقم، ونهش الضراغم، والبلاء المتراكم المتلاطم، ومتون الصوارم. فوالذي نفسي بيده ما بارز أهل الحقِّ قطُّ قِرنٌ، إلا كسروا قرنه، فقرع مِنْ نَدَمٍ سِنَّه، ولا ناجزهم خصم إلا بشروه بسوء منقلبه، وسدوا عليه طريق مذهبه لمهربه، ولا فاصحهم أحدٌ ـ ولو كان مثل خُطباءِِ إياد ـ إلا فصحوه وفضحوه، ولا كافحهم مقاتل ـ ولو كان من بقية قوم عاد ـ إلا كبوه على وجهه وبطحوه، هذا فعلهم مع الكُماةِ الذين وردوا المنايا تبرعاً، وشربوا كؤوسها تطوعاً، وسعوا إلى الموت الزُّؤام سعياً، وحسبوا طعم الحمام أرياً، والكُفَاةِ الذين استحقروا الأقران فلم يهُلهُم أمرٌ مَخُوفٌ، وجالوا في ميادين المناضلة واخترقوا الصفوف، وتجالدوا لدى المُجادلَةِ بقواطع السيوفِ.
والله غالبٌ على أمرِهِ ولكنَّ أكثر الناسِ لا يعلمون.
نفس المصدر السابق الفتوي رقم 4
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 10:24]ـ
-سمعت منكم في أثناء شرح "صفة الصلاة النبي r" للشيخ الألباني أنكم تنصرون النزول من الركوع إلى السجود على اليدين، ولكنني قرأت بحثاً لابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" ينصر النزول على الركبتين، وبحثه قوي جداً ويصعب رد أدلته، فما جوابكم عن ذلك؟
الجواب: أن بحث ابن القيم رحمه الله تعالى هذا قرأته قديماً وكنت على اقتناع كامل به، حتى وقعت لي واقعة اضطررت بسببها أن أبحث الموضوع، فإذا هو ضعيف برغم قوته الظاهرة فصنفت في الرد عليه جزءاً سميته: "نهي الصحبة عن النزول بالركبة"، فأنا أذكر خلاصته هاهنا ذاكراً كلام ابن القيم أولاً، ثم أعقب بردي عليه رحمه الله تعالى.
قال الإمام المحقق في "زاد المعاد" (1/ 222 - 231) في وصف صلاة
النبي r: " وكان r يضع ركبتيه قبل يديه، ثم يديه بعدهما، ثم جبهته وأنفه، هذا هو الصحيح الذي رواه شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر:" رأيت رسول الله r إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه". ولم يروِ في فعله ما يخالف ذلك. وأما حديث أبي هريرة يرفعه: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه". فالحديث ـ والله أعلم ـ قد وقع فيه وهمٌ من بعض الرواة، فإن أوله يخالف آخره، فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه، فقد برك كما يبرك البعير، فإن البعير إنما يضع يديه أولاً، ولما علم أصحاب هذا القول ذلك.، قال: ركبتا البعير في يديه لا في رجليه، فإذا هو برك وضع ركبتيه أولاً، فهذا هو المنهي عنه، وهو فاسدٌ لوجوه:
أحدهما: أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً، وتبقى رجلاه قائمتين، فإنه ينهض برجليه أولاً، وتبقى يداه على الأرض، وهذا هو الذي
نهى عنه r ، وفعل خلافه، وكان أول ما يقع منه r على الأرض الأقربُ منها فالأقرب، وأول ما يرتفع عن الأرض الأعلى فالأعلى.
وكان يضع ركبتيه أولاً، ثم يديه، ثم جبهته، وإذا رفع، رفع رأسه أولاً،
ثم يديه، ثم ركبتيه. وهذا عكس فعل البعير، وهو r نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات، فنهى عن بروكٍ كبروك البعير، والتفاتٍ كالتفات الثعلب، وافتراشٍ كافتراش السبع، وإقعاءٍ كإقعاء الكلب، ونقرٍ كنقر الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذنابِ الخيل الشُّمُسِ فهَديُ المصلي مخالف لهديِ الحيوانات.
الثاني: أن قولهم: رُكبتا البعير في يديه كلامٌ لا يُعقل، ولا يعرفه أهل اللغة وإنما الركبة في الرجلين، وإذا أطلق على اللتين في يديه اسم فعلى سبيل التعذيب.
الثالث: أنه لو كان كما قالوه، لقال: فليبرك كما يبرك البعير، فإن أول ما يمس الأرض من البعير يداه، وسر المسألة أنه من تأمل بروك البعير وعلم أن النبي r نهى عن بروكٍ كبروكِ البعير، علم أن حديث وائل بن حجر هو الصواب، والله أعلم.
وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله، ولعله: "وليضع ركبتيه قبل يديه" كما انقلب على بعضهم حديثُ ابن عمر: "إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فقال: "إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال". وكما انقلب على بعضهم حديث: "لا يزالُ يُلقى في النار فتقول: هل من مزيد ... " إلى أن قال: "وأما الجنة فُينشئُ الله لها خلقاً يسكنهم إياها". فقال: حتى رأيت أبا بكر بن أبي شيبة قد رواه كذلك، فقال ابن أبي شيبة: حدثنا محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: "إذا سجد أحدُكُم فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يَبرُك كبروك الفَحلِ".
ورواه الأثرم في "سننه" وأيضاً عن أبي بكرٍ كذلك، وقد رُويَ عن
أبي هريرة عن النبي r ما يُصدِّق ذلك، ويوافق حديث وائل بن حُجر، قال ابن أبي داود: حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا ابن فُضيل ـ هو محمد ـ عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة t أن النبي r كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه.
وقد روى ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث مصعب بن سعد، عن أبيه قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فأُمِرنا بالركبتين قبل اليدين. وعلى هذا فإن كان حديث أبي هريرة محفوظاً، فإنه منسوخ، وهذه طريقة صاحب "المُغني" وغيره، ولكن للحديث علتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
إحداهما: أنه من رواية يحيى بن سلمة بن كهيل، وليس ممن يُحتَّجُ به. قال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً لا يُحتج به. وقال ابن معين: ليس بشيء.
الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه هذا إنما هو قصة التطبيق، وقول سعد: كنا نصنع هذا فأُمِرنا أن نضع أيدينا على الركب، وأما قول صاحب "المُغني" عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأُمِرنا أن نضع الركبتين قبل اليدين، فهذا ـ والله أعلم ـ وَهَمٌ في الاسم، وإنما هو:"عن سعدٍ"، وهو أيضاً وَهَمٌ في المتن كما تَقَدَّم، وإنما هو في قصة التطبيق، والله أعلم.
وأما حديث أبي هريرة المتقدم، فقد علله البخاري، والترمذي، والدار قطني.
قال البخاري: محمد بن عبد الله بن حسن لا يُتابَع عليه.
وقال: لا أدري أسمِعَ من أبي الزناد، أم لا؟
وقال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه من حديث أبي الزِّناد إلا من هذا الوجه".
وقال الدار قطني: "تفرد به عبد العزيز الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن أبي الزناد" وقد ذكر النسائي عن قتيبة:
حدثنا عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي،
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي r قال: "يَعمِدُ أحدُكم في صلاته، فيبرُكُ كما يبرُكُ الجمل" ولم يزد. قال أبو بكر بن أبي داود: وهذه سنَّة تفرَّد بها أهل المدينة، ولهم فيها إسنادان، هذا أحدهما، والآخر عن عبيد الله، عن نافه، عن ابن عمر عن النبي r قلت: أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج، الدراوردي، عن عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه ويقول: كان النبي r
يفعل ذلك.
رواه الحاكم في "المُستدرك" من طريق محرز بن سلمة، عن الدراوردي، وقال: على شرط مسلم وقد رواه الحاكم من حديث حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس قال: "رأيتُ رسول الله r انحط بالتكبير حتى سبقت ركبتاه يديه. "
قال الحاكم: "على شرطهما، ولا أعلم له علة".
قلتُ ـ يعني ابن القيم ـ: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا الحديث منكر". انتهى
وإنما أنكره ـ والله أعلم ـ لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار، عن حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهولٌ لا ذكر له في الكتب الستة، فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين كما ترى.
وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة: فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب t أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، ذكره عنه عبد الرزاق، وابن المنذر، وغيرهما، وهو المروي عن ابن مسعود t ، ذكره الطحاوي، عن فهد، عن عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه، ثم ساق من طريق الحجاج بن أرطأة قال: قال إبراهيم النخعي: حُفِظَ عن عبد الله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقع على الأرض قبل يديه، وذكر عن ابن مرزوق، عن وهب، عن شعبة، عن مغيرة قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون!
قال ابن المنذر: وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فمن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه: عمر بن الخطاب t ، وبه قال النخعي، ومسلم ابن يسار، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو حنيفة وأصحابه،
وأهل الكوفة.
وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه، قال مالك: وقال الأوزاعي: أدركنا الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم. قال ابن أبي داود: وهو قول أصحاب الحديث. قلت: وقد رُوِىَ حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي، وهو إذا سجد أحدكم، فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه على ركبتيه".
قال البيهقي: فإذا كان محفوظاً، كان دليلاً على أن يضع يديه قبل ركبتيه عند الإهواء إلى السجود.
وحديث وائل بن حجر أولى لوجوه:
أحدها: إنه أثبت من حديث أبي هريرة، قال الخطابي، وغيره.
الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم، فمنهم من يقول فيه: وليضع يديه قبل ركبتيه، ومنه من يقول بالعكس، ومنهم من يقول وليضع يديه على ركبتيه، ومنهم من يحذف هذه الجملة رأساً.
الثالث: ما تقدم من تعليل البخاري والدار قطني وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: أنه على تقدير ثبوته، قد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ، قال ابن المنذر: وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ، وقد تقدم ذلك.
الخامس: أنه الموافق لنهي النبي r عن بروكٍ كبروكِ الجمل في الصلاة، بخلاف حديث أبي هريرة.
السادس: أنه الموافق للمنقول عن الصحبة، كعمر بن الخطاب، وابنه،
وعبد الله بن مسعود، ولم يُنقل عن أحدٍ منهم ما يوافق حديث أبي هريرة،
إلا عن ابن عمر رضي الله عنهما، على اختلاف عنه.
السابع: أن له شواهد من حديث ابن عمر وأنس كما تقدم، وليس لحديث أبي هريرة شاهد، فلو تقاوما لقُدِّم حديث وائل بن حجر من أجل شواهده، فكيف وحديث وائل أقوى كما تقدم؟!
الثامن: أن أكثر الناس عليه، والقول الآخر إنما يُحفظ عن الأوزاعي ومالك، وأما قول ابن أبي داود: إنه قول أهل الحديث، فإنما أراد به بعضهم، وإلا فأحمد والشافعي وإسحق على خلافه.
التاسع: أنه حديثٌ فيه قصةٌ محكيةٌ سيقت لحكاية فعله r فهو أولى أن يكون محفوظاً؛ لأن الحديث إذا كان فيه قصةٌ محكيةٌ، دل على أنه حفظ.
العاشر: أن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره، فهي أفعال معروفة صحيحة، وهذا واحد منها، فله حكمها، ومعارِضُهُ ليس مقاوماً له فيتعين ترجيحه، والله أعلم". انتهى كلامه
* قلتُ أي الشيخ حفظه الله: فليس هذا البحث ـ أيها الإمام ـ من لآلئ مبتكراتك، ولا من نفيس مخبآتك، وأن لم يخلُ ـ كعادتك ـ من حسن عرض الأدلة وترتيبها، فلذلك اغتر به خلقٌ، ظناً منهم أنه كسائرأبحاثك في استيفاء الحُجج، وتحرير المقام. ولا عجب أن يكون لك في قلوب من جاء بعدك من التبجيل والإكبار ما أنته له بأهلً، لِما عُرِفت به من كثرة الإنصاف في كلامك، واستيفاء الأدلة، مع الإتيان بوجوهٍ من الاحتجاج لم تُسبَق إليها، حتى عدك حافظ الديار المصرية ابن حجر العسقلاني الحسنة العظيمة لشيخ الإسلام ابن تيمية، والتي يرقى بها ابن تيمية إلى ذرى المجد، على فرض أن ليس له حسنة غيرك. فقال كما في "الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقي، قال الحافظ: "ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ
شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف، لكان غايةٌ في الدلالة على عظم منزلته". انتهى
وقد رأيتك ـ رضي الله عنك ـ لخصتَ مقاصد بحثِكَ في عشرة وجوه ختمت بها كلامك، فأنا أتتبعها واحدة تلو الأخرى، بشرط الإنصاف، وترك الاعتساف إن شاء الله تعالى.
الوجه الأول:
أنك نقلت عن الخطابي وغيره، أن حديث وائل بن حجر t والذي يقضي بتقديم الركبتين على اليدين، أثبت من حديث أبي هريرة t والذي يقضي بتقديم اليدين على الركبتين.
والجواب:
أن هذا القول لا يُسلَّمُ لقائله إلا بعد تفصيل الكلام على أحاديث الفريقين، وردها إلى قواعد أهل العلم بالحديث.
فأما حديث وائل بن حجر t :
فأخرجه أبو داود (838)، والنسائي (2/ 206 - 207) والترمذي في "سننه" (268)، وفي "العلل الكبير" (1/ 220)، وابن ماجة (882)، والدارمي (1/ 245)، وابن خزيمة (626)، وابن حبان (487)، والبزار في "مسنده" (ج2/ ق244/ 1)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والحاكم (1/ 266)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1259)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165) والدارقطني (1/ 345)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (ج4/ق98/ 20) ومن طريقه ابن جماعة في "مشيخته" (2/ 574)، والبيهقي (2/ 98، والخطيب في "موضح الأوهام" (2/ 433)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 133)، والحازمي
في "الاعتبار" (ص 160 - 161) من طريق عن يزيد بن هارون،
ثنا شريك النخعي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: كان رسول الله r إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض يرفع يديه قبل ركبتيه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 10:25]ـ
قال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحداً رواه مثل هذا عن شريك، قال: زاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: "العلل الكبير": "وروى همام بن يحيى، عن شقيق، عن عاصم بن كليب شيئاً من هذا مرسلاً، لم يذكر وائل بن حجر، وشريك بن عبد الله كثير الغلط والوهم".
وقال أبو القاسم البغوي: "لا أعلم حدَّث به عن شريك غير يزيد".
وقال النسائي ـ كما في "أطراف المزىّ" (9/ 90) ـ:
"لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون".
وكذلك قال البغوي.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا يزيد بن هارون، عن شريك".
وقال الدارقطني: "تفرد به: يزيد بن هارون، عن شريك، ولم يُحدِّث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به".
وقال البيهقي: "إسناده ضعيف".
وقال أيضاً: "هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنما تابعه همام
من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاري وغيره من الحُفاظ المتقدمين
رحمهم الله تعالى".
وقال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (2/ 68 - 69): "حديث غريب".
* قلتُ: وهذا القول منهم هو الذي تطمئن إليه نفس الناقد، لاستقامته على القواعد، وقد اتفقت كلمتهم على أن شريك بن عبد الله القاضي تفرد بهذا الحديث، وشريك سيء الحفظ، وسيء الحفظ إذا انفرد بشيء فلا يُحتج به، وهذا القدر متفق عليه عند العلماء.
فإن قيل: فما أنت قائل فيما ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 444) حيث قال في "ترجمة شريك": "وكان في آخر أمره يُخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين منه، الذين سمعوا منه بواسط، ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين منه بالكوفة، فيه أوهام كثيرة". انتهى
فهذا القول من ابن حبان رحمه الله يدل على أن سماع يزيد بن هارون
من شريك ـ وهذا الحديث منه، كان قبل أن يتغير حفظ شريك، فهذا يدل على ثبوت الحديث.
فالجواب:
أن الدار قطني لم يراعِ مثل هذا القيد هنا، وكلامه شاهد على ذلك. سلمنا به، لكن روى الخطيب في "الكفاية" (ص 361) عن يزيد بن هارون، قال: قدمت الكوفة، فما رأيت بها أحداً إلا يُدلِّس، إلا مسعر بن كدام، وشريكاً"، فهذا يدل على أن يزيد بن هارون أخذ منه في الكوفة أيضاً، فالصواب: هو التوقف في رواية يزيد، عن شريك، حتى يتميز ما حدَّث به في الكوفة، مما حدَّث به في غيرها.
أضف إلى ذلك ما ذكره الترمذي عن شيخه الحسن بن علي، عن يزيد ابن هارون، قال: "لم يروِ شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث".
فهذا القول يدل على أن رواية شريك، عن عاصم كانت قليلة، فلو كان مكثراً عنه لقيل: يُحتمل منه لمعرفته بحديثه، لكنه لم يروِ عنه إلا قليلاً، مع سوء حفظه، لذلك لم يحسن تحسين الترمذي لحديثه.
وأشد منه قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". وليس كذلك، لأن مسلماً ما خرج لشريك إلا في المتابعات، ومع ذلك فلم يُكثر عنه، ولم يُخرِّجُ له إلا سبعة أحاديث، وهاكها:
* الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الصلاة" (457/ 166) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك وابن عيينة، عن زياد بن عَلاقة، عن قطب بن مالك، سمع النبي r يقرأ في الفجر:} والنخلَ باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد {.
وقد رواه مسلم من حديث أبي عوانة وشعبة وابن عيينة كلهم، عن زياد
ابن علاقة.
* الحديث الثاني:
أخرجه في "كتاب الحج" (1358/ 451) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أخبرنا شريك، عن عمار الدّهني، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي r دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء.
وقد رواه مسلم قال حدثنا يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد كلاهما عن معاوية بن عمار الدهني، عن الزبير بهذا.
* الحديث الثالث:
أخرجه في "كتاب الرضاع" (1463/ 48) قال: حدثنا مجاهد ابن موسى، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن سودة لما كبرت جعلت يومها من رسول الله r لعائشة .. الحديث. وقد رواه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وعقبة ابن خالد، وزهير بن معاوية كلهم، عن هشام بن عروة.
* الحديث الرابع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه في "كتاب البيوع" (1550/ 121) قال: حدثني علي بن حجر، حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي r ، ولم يذكر لفظه وقد أخرجه الترمذي (1385)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) قالا: حدثنا محمود بن غيلان، والطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 10879) والبيهقي (6/ 134) عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قالا: ثنا الفضل بن موسى مثل إسناد مسلم بلفظ "أن الرسول r لم يحرم المزارعة، ولكن أمر أن يرفق بعضهم ببعض". وقد رواه مسلم عن حماد بن زيد، والثوري، وابن عيينة، وأيوب السختياني، وابن جريج كلهم عن عمرو بن دينار.
* الحديث الخامس:
أخرجه في "كتاب السلام" (2231/ 126) قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا شريك بن عبد الله، وهيثم بن بشير، عن يعلي بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي r " إنا قد بايعناك فارجع".
* الحديث السادس:
أخرجه في "كتاب الشعر" (2256/ 2) قال: حدثني أبو جعفر، محمد بن الصباح، وعلي بن حجر السعدي جميعاً، عن شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t ، عن النبي r ، قال: "أشعرُ كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطلٌ".
وأخرجه مسلم، عن سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل بن يونس كلهم، عن عبد الملك بن عمير بهذا.
* الحديث السابع:
أخرجه في "كتاب البر" (2548/ 3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن عمارة، وابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة t ، قال: جاء رجل إلى النبي r ، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي ... الحديث". وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه مسلم، عن جرير بن عبد الحميد، وفضيل بن غزوان،
عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بهذا.
وأخرجه عن محمد بن طلحة، ووهيب بن خالد، عن ابن شبرمة، عن أبي زرعة بهذا الإسناد.
قُلتٌ: فهذا كل ما لشريك النخعي عند مسلم، وقد رأيت أن مسلماً روى له إما متابعة، وإما مقروناً بغيره، وهذا يعني أن العمدة في الرواية على غيره، وأن الأمر ليس على ما قاله الحاكم. وقد خولف شريك النخعي في إسناده.
خالفه شقيق، وأبو الليث، وقال: حدثني عاصم بن كلسي، عن أبيه، عن النبي r فذكره مُرسَلاً.
أخرجه أبو داود (839)، والطبراني في "الأوسط" (ج2/ق62/ 2)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 99) من طرق، عن همام بن يحيى، ثنا شقيق بهذا. قال الطبراني:
"لم يُروَ هذا الحديث عن شقيق بن أبي عبد الله إلا همام".
وقد رواه عن همام هكذا:
"حفص بن عمر، أبو عمر الحوضي، وحجاج بن منهال، وعفان بن مسلم، وحبان بن هلال.
ورواه ابن أبي داود، عن أبي عمر الحوضي، ثنا همام، ثنا سفيان الثوري، عن عاصم بن كليب، عن أبيه مرسلاً.
أخرجه الطحاوي وقال: "هكذا قال ابن أبي داود من حفظه:
"سفيان الثوري"، وقد غلط والصواب: شقيق، وهو أبو الليث".
وهذا الوجه ضعيف، وشقيق هذا مجهول، كما قال الحافظ. قال الطحاوي: "لا يعرف". وكذلك قال الذهبي.
ولذلك نقل البيهقي عن عفان بن مسلم، قال: "هذا الحديث غريب" والأشبه من هذا الاختلاف رواية شريك.
وقد اُختُلِفَ على همام، فخالف جميع من تقدم ذكرهم: عباس بن الفضل الأزرق، قال: نا همام، نا شقيق أبو الليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، أن النبي r كان إذا سجد وقعت ركبتاه على الأرض قبل أن يقع كفاه، وإذا نهض، نهض على كفيه".
أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (ج5/ق72/ 1) من طريق أحمد بن منيع، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1258) قالا: نا هارون بن عبد الله، نا عباس بن الفضل بهذا قال البغوي: "لم أسمع لشنتم ذكراً إلا في هذا الحديث".
وقال ابن السكن: "لم يثبت وهو غير مشهور في الصحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرواية".
وهذه مخالفة واهية، وعباس هذا ضعفه ابن المديني جداً.
وقال البخاري وأبو حاتم: "ذهب حديثه".
وتركه أبو زرعة، بل قال ابن معين: "كذابٌ، خبيث".
وثمَّة اختلاف آخر على همام:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخرج أبو داود (839)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 166 - 167)، والبيهقي (2/ 99) من طريق حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد
بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النبي r فذكره".
وإسناده ضعيف لانقطاعه، وعب الجبار، لم يسمع من أبيه كما قال ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في آخرين.
وأقره الحافظ في "التلخيص" (1/ 254) ونَقَلَ عن ابن معين أنه قال: "مات أبوه وهو حملٌ". ووهَّاه المزِّيُ في "التهذيب" فقال: "وهذا القول ضعيفٌ جداً، فإنه قد صح عنه أنه قال: "كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، ولو مات أبوه وهو حملٌ، لم يقل هذا القول".
فتعقبه الحافظ في "التهذيب" (6/ 105) بقوله: "نص أبو بكر البزار على أن القائل: "كنت غلاماً ... إلخ، هو علقمة بن وائل، لا أخوه عبد الجبار". أهـ
ووجهٌ آخر من الاختلاف في سنده:
أخرجه البيهقي (2/ 99) من طريق أبي كريب، ثنا محمد بن حجر ثنا سعيد بن عبد الجبار، عن عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف النبي r ، ثم سجد، وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتيه. ومحمد بن حجر هذا قال عنه البخاري: "فيه بعض النظر". وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 511): "له مناكير".
وأمُّ عبد الجبار لا تُعرف.
وبالجملة: فليس لهذا الحديث وجهٌ يُثبت، وأمثل إسنادٍ له ما رواه شريك النخعي، وقد تقدم ذكر ضعفِهِ.
أما حديث أبي هريرة t ، والذي يقضي بتقديم اليدين قبل الركبتين فهو حديث مرفوع، ولفظه: قال رسول الله r : " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
أخرجه أبو داود (840)، والنسائي (2/ 207)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/139)، وأحمد (2/ 381)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) وفي "المشكل" (1/ 56 - 57)، والدارقطني (1/ 344 - 345)، وأبو سهل بن القطان في "حديثه" (ج4/ق26/ 1)، وتمام الرازي في "الفوائد" (720)، والبيهقي (2/ 99/100)، وابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 128 - 129)،
والبغوي في "شرح السنة" (3/ 134 - 135)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 158 - 159) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي،
ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج،
عن أبي هريرة مرفوعاً.
وقد رواه عن الدراوردي هكذا: "سعيد بن منصور ـ وأبو ثابت: محمد بن عبد الله، ومروان بن محمد".
وخالفهم أصبغ بن الفرج، ومُحرز بن سلمة العدني فروياه عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79، عمدة) معلقاً، ووصله أبو داود كما في "أطراف المزي" (6/ 156)، وابن خزيمة (1/ 318 - 319) والطحاوي في "الشرح" (1/ 254)، والدراقطني (2/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" كما في "التغليق" والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 160).
قال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"!.
وليس كما قال، فإن مسلماً لم يخرج شيئاً للدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، وقد تكلم العلماء في هذه الترجمة، وأشار أبو داود إلى ذلك كما نقله المزي في "الأطراف"، ويبدو أن رواية أبي داود لهذا الحديث وقعت في نسخة "ابن داسة" أو "ابن العبد" والله أعلم.
وغلط البيهقي هذه الرواية، فقال: "كذا قال عبد العزيز، ولا أراه
إلا وهماً". أي أنه وهم في رفعه، وهو الذي يترجح لي الآن، وكنت أميل قبل ذلك إلى صحة رفعه.
أما في التركماني فتعقب البيهقي فقال في "الجوهر النقي":
"حديث ابن عمر المذكور أولاً: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، وما علله به البيهقي من حديث المذكور، فيه نظر، لأن كلاً منهما معناه منفصل عن الآخر". انتهى
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 10:26]ـ
وانفصال أحد الحديثين عن الآخر من جهة المتن، إنما ينفع إذا سلم الإسناد، ولم يقف ابن التركماني عند الإسناد لا قليلاً ولا كثيراً سوى أن ابن خزيمة رواه في "صحيحه"، وهذا ليس بكافٍ في "التصحيح" كما لا يخفى لاسيما مع ثبوت العلة، فالراجح في هدا الحديث الوقفُ، وكأنه لهذا اقتصر البخاري رحمه الله على ذكر الموقوف، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالراجح الصحيح أن الحديث من "مسند أبي هريرة" ولذلك اقتصر عبد الحق الأشبيلي على إيراده في "الأحكام الصغرى" (1/ 243) وفي ذلك تصحيحٌ له عنده، كما هو معروف، لكن البخاري أعله بقوله: لا يتابع عليه ـ يعني محمد بن عبد الله بن حسن ـ، ولا أدري: أسَمِعَ من أبي الزناد أم لا؟
والجواب عن هذا التعليل: أن البخاري رحمه الله لم ينف السماع، إنما نفى علنه به، فحينئذٍ نقول: إن أبا الزناد كان عالم المدينة في وقته، وشهرة ذلك لا تحتاج إلى إثبات، ومحمد بن عبد الله مدني هو الآخر وقد وثقه النسائي، وابن حبان، ولا يُعلم عنه تدليس قط، وكان له من العمر قرابة الأربعين عاماً يوم مات أبو الزناد سنة (130هـ)، وبمثل هذه القرائن يقطع المرء بثبوت اللقاء، وقد فعل ذلك بعض أئمة الحديث
كابن حبان.
فقد نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 203 - 205) عن شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأبي حاتم الرازي قولهم: "لم يسمع مجاهد من عائشة". فرد عليهم ابن حبان في "صحيحه" (3021) قائلاً: "ماتت عائشة سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر،
فدلك هذا على أن من زعم أن مجاهداً لم يسمع من عائشة كان واهماً في
قوله ذلك".
وكذلك نفى نافٍ سماع مجاهد من أبي هريرة t ، فرد عليه ابن حبان في "صحيحه" (4603) قائلاً: "سمع مجاهد من أبي هريرة أحاديث معلومة بين سماعه فيها عمر بن ذر، وقد وهم من زعم أنه لم يسمع من أبي هريرة شيئاً؛ لأن أبا هريرة مات سنة ثمانية وخمسين في إمارة معاوية، وكان مولد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب، ومات مجاهد سنة ثلاثة ومائة، فدل هذا على أن مجاهداً سمع أبا هريرة". انتهى
وأنت ترى يرحمك الله أنه ليس في يد ابن حبان دليل إلا إثبات المعاصرة البينة. على الرغم من أنه قال: "إن عمر بن ذر روى عن مجاهد أحاديث قال فيها: حدثنا أبو هريرة أو سمعت ونحوها، إلا أنه لم يتكئ على هذا رغم قوته، لأنه يمكن أن يقول: أخطأ أحد رواة الإسناد في ذكر التصريح بالسماع، ولجأ إلى حجة هي أقوى بكثير من مجرد التصريح بالسماع،
ولا تكاد ترد إلا بحجة فالجة، ألا وهي المعاصرة البينة، هذا مع أن مجاهداً مكيٌ، وعائشة رضي الله عنها عاشت ودفنت في المدينة، فإذا اعتبرت هذا، ورجعت إلى مسألتنا رأيت أن أبا الزناد، ومحمد بن عبد الله كليهما مدني، وقد عاشا مع بعض طويلاً مع البراءة من التدليس، فأي قرينة أقوى من هذه؟ وقد تمسَّك بعضُ من عائد في هذا البحث بقول البخاري، فقلت له: أفما التقيا في المسجد النبوي قط على مدار ثلاثين عاماً، مع شهرة أبي الزناد في هذا المسجد المبارك؟ أفما التقيا في صلاة الجمعة على الأقل؟! فسكت لوضوح الإلزام.
فالصواب في هذا البحث: أن لقاء محمد بن عبد الله أبا الزناد ممكن جداً بل هو الراجح على ما قدمنا. وقد ذكر الدار قطني أن الدراودري تفرد به عن محمد بن عبد الله. والجواب: أن الدراوردي، واسمه: عبد العزيز بن محمد، فلم يتفرد إلا بالتفصيل، وإلا فقد تابعه عبد الله ابن نافع الصائغ، فرواه عن محمد بن عبد الله بن حسن، هن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً: "يعمد أحدكم في صلاته، فيبرك كما يبرك الجمل".
أخرجه أبو داود (841)، والنسائي (2/ 207)، والترمذي (269)، والبيهقي (2/ 100)، والمزي في "التهذيب" (25/ 471) عن قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الله بن نافع بهذا.
واستغربه الترمذي.
وإسناده جيدٌ، وعبد الله بن نافع، صدوق من حفظه بعض المقال، وكتابه صحيح، وروايته وإن كانت مجملة، إلا أن تفصيلها يعود إلى رواية الدراوردي قطعاً كما سيأتي بيانه في الوجه الخامس إن شاء الله تعالى.
يبقى القول بتفرد محمد بن عبد الله، عن أبي الزناد بهذا الحديث.
فاعلم أيها المسترشد ـ أن رواية الراوي لا تخرج عن ثلاثة أنواع:
إما أن يتابع، وإما أن يخالف، وإما أن يتفرد.
وكلامنا عن النوع الثالث، وهو التفرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي عليه أهل العلم أن المتفرد إذا كان ثقة جيد الحفظ وتفرد برواية أن مثله يُقبل حديثه، وقد سبق أن محمد بن عبد الله ثقة، ولم يطعن عليه أحد بغفلة، أو سوء حفظ فيحتمل لمثله، فحديثه يدور بين الصحة والحسن، وعلى أي تقدير فهو أقوى من حديث شريك النخعي، وهذا ظاهر في المقارنة بين الرجلين فشريك كثير الحديث كثير الغلط، ومحمد بن عبد الله قليل الحديث ثقة ويُحتمل لمثله. فكيف يقال بعد هذا: حديث وائل بن حجر أقوى من حديث أبي هريرة؟!
وسوف نتكلم عن شواهد الحديثين في الوجه السابع إن شاء الله.
الوجه الثاني:
قولك: "إن حديث أبي هريرة مضطرب المتن ... ".
فالجواب: أن الاضطراب هو أن يُروى الحديث على أوجه مختلفة متقاربة، ثم إن الاختلاف قد يكون من راوٍ واحدٍ، بأن رواه مرة على وجه، ومرة أخرى على وجه آخر مخالف له، أو يكون أزيد من واحد بأن رواه كل جماعة على وجه مخالف للآخر، والاضطراب موجب لضعف الحديث؛ لأنه يُشعرُ بعدم ضبط رواته. ويقع الاضطراب في الإسناد والمتن كليهما، ثم إن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات على الأخرى بحفظ راويها، أو كثرة صحبته، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالحُكمُ للراجحة ولا يكون الحديثُ مضطرباً. هذه هي القاعدة التي وضعها علماؤنا للحديث الذي يُتنازع في أنه مضطرب.
فإذا عُلِمَ ذلك، فإن الحديث الذي استدل به ابن القيم على وقوع الاضطراب في حديث أبي هريرة، حديثٌ ضعيفٌ جداً.
أخرجه ابن شيبة (1/ 263)، وأبو يعلي (ج11/ رقم 6540)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 255)، والبيهقي (2/ 100) من طريق محمد بن فُضيل، عن عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل".
وسنده ساقط، وعبد الله بن سعيد، قال أحمد: "مُنكر الحديث، متروك الحديث". وقال البخاري: "تركوه"، وتركه عمرو بن علي، والنسائي، والدارقطني أيضاً. وقال ابن معين والنسائي: "ليس بثقة" وقال الحاكم أبو أحمد: "ذاهب الحديث".
وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه الضعف عليه بين".
بل قال يحيى بن سعيد القطان: "جالسته، فعرفت فيه الكذب".
وقال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار، ويهم في الآثار حتى يسبق إلى قلب من يسمعها أنه كان المتعمد لها".
وضعفه أيضاً أبو داود، والجوزجاني، ويعقوب بن سفيان، والبزار، وابن الجوزي، وغيرهم.
وبالجملة .. فلم يُعدِّله أحد قط، وطعنوا فيه طعناً شديداً، فكيف يستدل بمثل هذه الرواية على إسقاط حديث أبي هريرة الذي رواه الأعرج؟!
ومن عجب، أن يستدل ابن القيم بهذا الحديث الساقط الإسناد على أن حديث الأعرج، عن أبي هريرة مقلوب، وقد رد دعوى القلب هذه
مُلاَّ علي القاري، فقال في "مرقاة المفاتيح" (1/ 552): "وقول ابن القيم: إن حديث أبي هريرة انقلب متنه على راوية راوٍ، مع كونها صحيحة". انتهى
الوجه الثالث:
قولك: "ما تقدم من تعليل البخاري، والدار قطني".
فالجواب: أن الدار قطني أعلى حديث شريك وضعفه، فقد قال: "تفرد به شريك، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به".
فلم تذكر هذا، وقد ذكرنا قبل ذلك من ضعف حديث شريك فلو تقاوما
لقُدِّم حديث أبي هريرة على حديث وائل بن حجر على نحو ما سبق ذكره، والحمد لله.
الوجه الرابع:
قولك: "على تقدير ثبوت حديث أبي هريرة، فقد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ ... ".
فالجواب: أن الذي ادعى النسخ هو ابن خزيمة، واحتج على ذلك بحديث منكر ضعيف جداً، أخرجه في "صحيحه" (1/ 319)، والبيهقي (1/ 100)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 162) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن مصهب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: "كنا نضع اليدين قبل الركبتين، فاُمِرنا بالركبتين قبل اليدين".
وإسناده ضعيف جداً.
وإبراهيم بن إسماعيل، قال ابن نمير، وابن حبان:
"في روايته عن أبيه بعض المناكير".
وقال العقيلي: "لم يكن يقيم الحديث".
وأبوه إسماعيل: "تركه الدارقطني، والأزدي".
وجدُّه: يحيى بن سلمة، تركه النسائي.
وقال أبو خاتم وغيره: "مُنكر الحديث".
وقال ابن معين: "لا يكتب حديثه".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ألمح ابن المنذر إلى رد كلام ابن خزيمة، فقال في "الأوسط" (3/ 167): وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ وقال هذا القائل: "حدثنا إبراهيم بن إسماعيل ... " وساق إسناد ابن خزيمة السابق.
وقال الحافظ في "الفتح" (2/ 291):
"وقد ادعى ابن خزيمة النسخ، ولو صح حديث النسخ لكان قاطعاً للنزاع، لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل، عن أبيه
وهما ضعيفان".
وقال الحازمي:
"أما حديث سعد، ففي إسناده مقال، ولو كان محفوظاً، لدل على النسخ، غير أن المحفوظ: حديث التطبيق، والله أعلم".
وقال النووي في "المجموع" (3/ 422):
"لا حجة فيه؛ لأنه ضعيف".
* قُلتُ: فنخلص من كلام هؤلاء العلماء إلى أن هذا الحديث وَهَمٌ غير محفوظ، وإنما المحفوظ هو ما رواه مصعب بن سعد، قال: "صليت إلى جنب أبي، فطبَّقتُ بين كفيَّ، ثم وضعتهما بين فخذيَّ، فنهاني أبي وقال: كنا نفعله فنهينا عنه وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب".
أخرجه البخاري (2/ 273)، ومسلم (535/ 29)، وأبو عوانة (2/ 182) وأبو داود (767)، والنسائي (2/ 185)، والترمذي (259)، وابن ماجة (873)، والدارمي (2/ 298)، وأحمد (1/ 182)، والطيالسي (207)، وعبد الرزاق (2/ 152)، وابن أبي شيبة (1/ 244) كلاهما في "المصنف"، والحميدي (79)، والهيثم بن كليب (ق14/ 1) كلاهما في "المسند" والدورقي في "مسند سهد" (ق9/ 2)، والبزار (97 ـ مسند سهد)،
وابن خزيمة (1/ 302)، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 230)، والبيهقي (2/ 83، 84)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 234) من طريقين، عن مصعب بن سعد، عن أبيه وقد اعترف ابن القيم بكل هذا الذي تقدم، ثم هو بعدُ يذكرُ دعوى النسخ!! وقد تبين ذلك أنها كسرابٍ بقيعة!
الوجه الخامس:
قولك: "أنه المتواتر لنهي النبي r عن بروك البعير ... "
فالجواب: أن ابن القيم وصف بروك البعير بقوله: إن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً ... إلخ" ونتساءل: كيف يقال: يضع يديه، ويداه موضوعتان على الأرض دائماً، إذ هو يمشي على أربع، فلو كانت يداه مرفوعتين عن الأرض مثل الإنسان، لساغ مثل هذا القول، وهذا بديهيٌ جداً، اضُطرِرت إلى تسطيره اضطراراً رفعاً للمغالطة، وحينئذٍ،
فالصواب أن يقال: إن أول ما يصل إلى الأرض من البعير إذا أراد أن يبرك .. ركبتاه، ولا نقول كما قال ابن القيم: إن أول ما يمس الأرض من البعير يداه! فإنه لا مدخل لليد ولا للرجل هنا؛ ولأن هذا القول مُلزمٌ مُفحِمٌ، حاد عنه ابن القيم رحمه الله فقال متخلصاً منه: "وقولهم: ركبة البعير في يده كلامٌ لا يعقل، ولا يعرفه أهل اللغة".
فأنت ـ أيها الإمام ـ سلَّمت أن البعير يبرك على ركبتيه، ولكنها ليست في يده، وأنكرت أن يعرف أهل اللغة ذلك، ولثقتك الكاملة في الإنكار، تبعك كل من تكلم في هذه المسألة.
والواقع أنك ـ رضي الله عنك ـ سهَّلت علينا الجواب بهذا الإنكار، إذ صار الحكم بيننا وبينك هم أهل اللغة، فهذا يعني: أن الرجوع إلى كلامهم رافعٌ للاختلاف من أُسِّه.
فسننقل كلامهم، ثم نتبعه بما حضرنا من الأحاديث الصحيحة التي تبين أن ركبة البعير في يده، وأن البروك لا يكون إلا على الركبة، وإنه لا يستساغ لا في اللغة، ولا في العرف أن يقال: فلان برك على يده!!
قال ابن سِيْدَةَ في "المحكم والمحيط الأعظم" (7/ 16):
"وكل ذي أربع: ركبتاه في يديه، وعرقوباه في رجليه".
وقال الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/ 216):
"وركبة البعير في يده، وركبتا البعير: المفصلان اللذان يليان البطن إذا برك، أما المفصلان الناتئان من خلفٍ فهما العرقوبان".
وقال ابن منظور في "لسان العرب" (14/ 236):
"وركبة البعير في يده".
وقال ابن حزم في "المُحلَّى" (4/ 129):
"وركبة البعير هي في ذراعيه".
وكلام أئمة اللغة من أصحاب "المعاجم" كثير، وفيما ذكرناه كفاية، لمن وفقه الله ونبذ التعصب لرأيه ظهرياً، فمناط الأمر هو الركبة، وليس لليد ـ يعني يد البعير ـ دخلٌ في البحث أصلاً، والله أعلم.
أما الدليل من السنة على أن ركبة البعير في يده، فهو:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أخرجه البخاري في "مناقب الأنصار" (7/ 239)، وأحمد (4/ 176)، وابن صاعد في مجلسين من الأمالي" (ق 238/ 1)، والحاكم (3/ 6)، والبيهقي في "الدلائل" (2/ 485 - 486) في قصة سراقة بن مالك لما تبع النبي r وأبا بكر في هجرتهم إلى المدينة، وفي هذا الحديث قال سراقة: "وساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ... "، يعني: لما دعا عليه رسول الله r .
أما الأدلة على أن البروك لا يكون إلا على الركبة فكثيرة، منها:
ما أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (125/ 199) وغيره من حديث
أبي هريرة t قال: لما نَزَلَت على رسول الله r : } للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وإن تُبدُوا ما في أنفُسِكُم أو تُخفوه يُحاسبكُم بهِ الله ... {
[البقرة: 284].
قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله r ، فأتوا رسول الله r ثم بركوا على الركب فقالوا ... الحديث".
ومنها:
ما أخرجه البخاري (1/ 187 - 188) وفي أكثر من موضع، وفي "الأدب المفرد" (1184)، ومسلم (2359/ 136)، وأحمد (3/ 162)، وعبد الرزاق (20796)، وأبو يعلي (ج6 / رقم 3601)، والخلعي في "الخلعيات" (ج11 / ق 95/ 1 - 2)، وابن حبان (106)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 298 - 299) من حديث أنس t قال: خرج رسول الله r حين زاغت الشمس، فصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن بين يدي الساعة أموراً عظاماً ... وذكر الحديث، وفيه: ثم أكثر رسول الله r أن يقول: "سَلُونِي" فبرك عمر t على ركبتيه وقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ r رسولاً ... الحديث".
وبوب عليه البخاري بقوله: "باب من برك على ركبتيه".
ومنها:
ما أخرجه أبو داود (4809)، وأحمد (4/ 180)، وابن أبي شيبة (12/ 505 - 506)، والطبراني في "الكبير" (ج 6 / رقم 5616 - 5618)، والحاكم (4/ 183) مختصراً من طرق عن هشام بن سعد، حدثني قيس
بن بشر التغلبي قال: أخبرني أبي أنه كان جليساً لأبي الدرداء بدمشق، وكان رجل من أصحاب النبي r يقال له: ابن الحنظلية، وكان رجلاً متوحداً، قلما يجالس الناس .. وفيه: أنه حدَّث أبا الدرداء بحديث سُرَّ له أبو الدرداء، وجعل يقول أنت سمعت هذا من رسول الله r ؟ وجعل يقول: نعم، حتى إني لأقول وهو يرفع إليه رأسه: ليبركن على ركبتيه ... الحديث.
وصححه الحاكم، وفيه نظرٌ لجهالة بشر التغلبي، وابنه قيسٌ أحسن
حالاً منه.
ومنها:
ما أخرجه أحمد (2/ 522)، والبزار (ج2/ق 238/ 1 - 2) من طريق عبد الله بن حسان قال: حدثتني القَلوصُ بنت عُليبة، وكانت تحت شهاب بن مدلج الكعبي بالبصرة، فساقت حديثاً، وفيه: فبرك (وفي رواية المسند: فجثا شهاب) على ركبتيه.
وسنده ضعيف.
وختاماً: أذكر ما قاله الطحاوي في "المشكل" حول هذا البحث، فقال رحمه الله (1/ 66) بعد ذكر حديث أبي هريرة المتقدم: "فقال قائلٌ: هذا كلام مستحيل؛ لأنه نهاه إذا سجد أن يبرك كما يبرك البعير، والبعير إنما ينزل على يديه، ثم أتبع ذلك بأن قال: "ولكن ليضع يديه قبل ركبتيه"، فكان في هذا الحديث مما نهاه عنه في أوله، قد أمره به في آخره. فتأملنا ما قال من ذلك، فوجدناه مجالاً، ووجدنا ما رُويِّ عن رسول الله r في هذا الحديث مستقيماً لا إحالة فيه، وذلك أن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك كل ذي أربع من الحيوان، وبنو آدم بخلاف ذلك؛ لأن ركبهم في أرجلهم لا في أيديهم، فنهى رسول الله r في هذا الحديث المصلي أن يخر على ركبتيه اللتين في رجليه، كما يخر البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يخر لسجوده على خلاف ذلك، فيخر على يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه بخلاف ما يخر البعير على يديه اللتين فيهما ركبتاه، فبان بحمد الله ونعمته أن الذي في هذا الحديث عن رسول الله r ، كلامٌ صحيح لا تضاد فيه، ولا استحالة فيه، والله نسأله التوفيق". انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
* قلتُ: فقد تبين بحمد الله تعالى بما لا يدع مجالاً للتوقف أو الشك أن ركبة البعير في يده، وأن البروك على الركبة، ونحن ومخالفونا في هذه المسألة متفقون على أن النبي r نهى عن بروك البعير، ثم اختلفنا كيف يبرك البعير، فلو تقاومت الأحاديث الواردة في هذا الباب وتساقطت لضعفها، ولم يبق بأيدينا نحن ولا مخالفينا أدلة مرفوعة لكان هذا الوجه كافياً في إثبات قولنا، وتوهين قول مخالفينا، ولله الحمد والمنة.
الوجه السادس:
قولك: "إنه الموافق للمنقول عن الصحابة كعمر بن الخطاب، وابنه،
وابن مسعود ... "
فالجواب: أنه لم يصح عن ابن عمر أصلاً كما يأتي أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه، والصواب عكس ذلك كما يأتي:
أما أثر عمر بن الخطاب t :
فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263)، وعبد الرزاق (2/ 176) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، أن عمر بن الخطاب كان يضع ركبتيه قبل يديه.
وإسناده منقطع بين إبراهيم النخعي، وعمر t وقد رواه عن الأعمش هكذا: "وكيع، ومعمر، والثوري".
وخالفهم يعلي بن عُبيد، فرواه الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر أنه كان يقع على ركبتيه.
أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165).
وتابعه حفص بن غياث، قال: ثنا الأعمش، ثنا إبراهيم، عن علقمة والأسود، قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه".
أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي بهذا الإسناد.
وإسناده صحيح.
ثم هذا الأثر مع صحته، فهو حجة لنا، وذلك أنه صريح الدلالة في أن عمر t كان يخر كما يخر البعير، فيضع ركبتيه قبل يديه، ونحن مأمورون بمخالفة البعير، فنضع اليدين قبل الركبتين، وهذا واضح جداً لا إشكال فيه والحمد لله.
فإن قُلتَ: كيف يبرك عمر t كما يبرك البعير وقد نهى النبي r عن ذلك؟
* قلتُ: لم يصله النهي، إذ لو علمه ما خالفه أبداً t.
أما أثر ابن مسعود t :
فأخرجه الطحاوي (1/ 256) من طريق حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطأة، قال: قال إبراهيم النخعي: حفظ ابن مسعود t أنه كانت ركبتاه تقعان على ا {ض قبل يديه.
وهذا إسنادٌ ضعيف ومنقطع، وابن أرطأة ضعيف، ومدلس أيضاً، وقد استخدم ما يدل على التدليس.
أما أثر ابن عمر فيأتي الكلام عنه، وأنه لا يصح.
فأين الآثار عن الصحابة التي تدل على أن الخرور للسجود يكون على الركبتين قبل اليدين؟ لم يصح إلا أثر عمر t وهو حجة لنا ولم يبق بأيدي مخالفينا من آثار الصحابة شيء!!
أما أثر ابن عمر رضي الله عنهما، والذي يشهد لحديث أبي هريرة t ،
فإنه صحيح.
أخرجه البخاري (6/ 78 - 79 عمدة القاري) معلقاً، ووصله أبو داود ـ كما في "أطرف المزي" (6/ 156) ـ وابن خزيمة في "شرح المعاني" (1/ 254)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 165)، والدارقطني (1/ 344)، والحاكم (1/ 226)، وأبو الشيخ في "الناسخ والمنسوخ" ـ كما في "التعليق" (2/ 327)، والبيهقي (2/ 100)، والحازمي في "الاعتبار"
(ص 160) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله
بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان النبي r يفعل ذلك.
ولا يصح رفع هذا كما تقدم تحقيقه في الوجه الأول، والصواب أنه موقوف على ابن عمر كما جزم بذلك البخاري في "تعليقه".
وحسَّن إسناده صاحبُ "عون المعبود" (3/ 71).
وقد خولف عبد الله بن عمر في متنه.
خالفه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فرواه عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يضع ركبتيه إذا سجد قبل يديه، ويرفع يديه إذا رفع ركبتيه أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 263) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أبي ليلى بهذا.
وهذه رواية مُنكَرة، وابن أبي ليلى كان رديء الحفظ، وقد خالف من هو أوثق منه، والله أعلم.
وأخرج ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (3799) قال: حدثنا عليُّ
بن الجهد، قال: أخبرني عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
(يُتْبَعُ)
(/)
بن الخطاب، عن أبي بكر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده ابن عمر أنه كان إذا توجه إلى القبلة يُسوي الحصى برجله قبل أن يُكبر، ثم يُكبر بعد، فإذا أراد أن يسجد أخرج يده من الثوب وأفضى بهما إلى الأرض، ثم يضع وجهه بينهما. وإسناده صحيح ورواته ثقات عن آخرهم، من رجال "التهذيب".
الوجه السابع:
قولك: "إن لحديث وائل شواهد، وليس لحديث أبي هريرة شاهد ... "
فالجواب: أن لحديث وائل شواهد، نعم لكنها ساقطة لا يُفرحُ بها، ولا يُقوي بعضها بعضاً، فلننظر فيها:
أولاً: حديث أنس t :
أخرجه الحاكم (1/ 226)، والدارقطني (1/ 345)، والبيهقي (2/ 99)، وابن حزم في "المحلى" (4/ 129)، والحازمي في "الاعتبار" (ص 159)، والضياء في "المختارة" (2310) من طريق العلاء بن إسماعيل العطار، قال: ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس t قال: "رأيت النبي r انحط بالتكبير فسبقت ركبتاه يديه".
قال الدارقطني، والبيهقي، وغيرهما: "تفرد به العلاء بن إسماعيل،
عن حفص بهذا الإسناد".
وقال الحافظ في "التلخيص" (1/ 254): قال البيهقي في "المعرفة":
"تفرد به العلاء وهو مجهول". وأقره ابن القيم رحمه الله.
أما الحاكم فقال: "صحيح على شرط الشيخين"!! كذا قال! وقد تقدم
ما يرده. ولذلك قال أبو حاتم الرازي: "حديثٌ مُنكر".
نقله عنه ولده في "العلل" (1/ 188).
ومما يدل على نكارته ما أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 256) من طريق عمر بن حفص بن غياث، قال: ثنا أبي، ثنا الأعمش،
حدثني إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود، قاللا: حفظنا
عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه، كما يخر البعير … وقد تقدم ذكره.
قال الحافظ في "اللسان" (4/ 183): "وخالفه ـ يعني العلاء ـ عمر بن حفص بن غياث، وهو من أثبت الناس في أبيه، فرواه عن أبيه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وغيره، عن عمر مرفوعاً عليه، وهذا هو المحفوظ". انتهى
سلمنا ثبوته، فليس فيه حجة لأمرين ذكرهما ابن حزم:
* الأول: أنه ليس في حديث أنس أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه وإنما فيه: الركبتان واليدان فقط، وقد يمكن أن يكون السبق في حركتهما،
لا في وضعهما.
* الثاني: أنه لو كان فيه وضع الركبتين قبل اليدين، لكان ذلك موافقاً لمعهود الأصل في إباحة ذلك، ولكان خبر أبي هريرة وارداً بشرعٍ زائدٍ، رافع للإباحة السالفة بلا شك، ناهيه عنها بيقين، ولا يحل ترك اليقين، لظن كاذب.
ثانياً: حديث سعد بن أبي وقاص t :
وقد تقدم الكلام عنه في الوجه الرابع والحمد لله، وهو ضعيف جداً.
* قلتُ: فهذه هي شواهد وائل بن حجر t ، والتي تَكثَّر بها ابن القيم رحمه الله، فأحال على غير ملئٍ، وحديثُ شريك مع ما تقدم من القول بضعفه، إلا أنه أحسنها، فهذه الشواهد ساقطة عن حد الاعتبار بها، ولا ينازع في هذا أحد من أهل العلم بالحديث، والحمد لله تعالى.
وحديث أبي هريرة له شاهد ثابت من فعل ابن عمر رضي الله عنهما، سلمنا أن ليس له شاهد، فهو يتأيد بما ذكرته في الوجه الخامس، وهذا الوجه لوحده، كافٍ في المسألة والحمد لله.
الوجه الثامن:
قولك: "وأكثر الناس عليه ... "
فالجواب: أنك ـ رضي الله عنك ـ أوردت هذه الحجة تبعاً، لا استقلالاً؛ لأنك من أكثر الناس تعظيماً للدليل، وأنت صاحب القول الرائق: "لا يضر الحديث الصحيح همل أكثر الأمة بخلافه".
وكتابك "إعلام الموقعين" فردٌ في بابه في هذا المعنى، وكذلك سائر كتبك رضي الله عنك.
وأذكر بهذه المناسبة فصلاً نافعاً، ذكره الشيخ جمال القاسمي رحمه الله في "قواعد التحديث" (في الثمرة الثالثة من ثمرات الحديث الصحيح)،
فقال رحمه الله (ص 91 - 92) في "حصول المأمول من علم الأصول"
ما نصه: "اعلم أنه لا يضر الخبر الصحيح عمل أكثر الأمة بخلافه؛
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن قول الأكثر ليس بحجة، وكذا عمل أهل المدينة بخلافه، خلافاً لمالك وأتباعه؛ لأنهم بعض الأمة، ولجواز أنهم لم يبلغهم الخبر، ولا يضره عمل الراوي له بخلافه، خلافاً لجمهور الحنفية وبعض المالكية، لأنَّا متعبدون بما يبلغ إلينا من الخبر، ولم نتعبد بما فهمه الراوي، ولم يأتِ مَن قدَّم عمل الراوي على روايته بحجة تصلح للاستدلال بها، ولا يضره كونه مما تعمُّ به البلوى، خلافاً للحنفية وأبي عبد الله البصري لعمل الصحابة بأخبار الآحاد في ذلك.
ولا يضره كونه في الحدود والكفارات خلافاً للكرخي من الحنفية، ولا وجه لهذا الخلاف، فهو خيرٌ عدلٌ في حكمٍ شرعيٍ، ولم يثبت في الحدود والكفارات دليل يخصها من عموم الأحكام الشرعية ولا يضره أيضاً كونه زيادة على النص القرآني، أو السنة القطعية خلافاً للحنفية، فقالوا إذا ورد بالزيادة كان نسخاً لا يقبل. والحق القبول؛ لأنها زيادة منافية للمزيد، فكانت مقبولة. ودعوى أنها ناسخة ممنوعة. وهكذا إذا ورد الخبر مُخصِصاً للعام من كتاب أو سنة، فإنه مقبول ويُبنى العام على الخاص، خلافاً لبعض الحنفية، وهكذا إذا ورد مقيداً لمطلق الكتاب أو السنة المتواترة، ولا يضره أيضاً كون راويه انفرد بزيادة فيه على ما رواه غيره، إذا كان عدلاً فقد يحفظ الفرد ما لا يحفظه الجماعة وبه قال الجمهور، وهذا في صورة عدم المنافاة وإلا فروايةُ الجماعة أرجحُ، ومثلُ انفراد العدلِ بالزيادةِ انفرادُهُ برفعِ الحديثِ إلى رسول الله r الذي وقفهُ الجماعةُ، وكذا انفرادُهُ بإسناد الحديث الذي أرسلوه، وكذا انفراده بوصلٍ الحديث الذي قطعوه، فإن ذلك مقبولٌ منه؛ لأنه زيادةٌ على ما ردوه، وتصحيح لما أعلوه،
ولا يضره أيضاً كونه خارجاً مخرج ضرب الأمثال".
ثم قال رحمه الله في "الثمرةِ الخامسة" (ص 94 - 96) لزومُ قبولِ الصحيح وإن لم يعمل به أحدٌ ـ قال الإمام الشافعيُّ t في رسالته الشهيرة: "ليس لأحدٍ دون رسول الله r أن يقول بالاستدلال، ولا يقول بما استحسن،
فإن القول بما استحسن شيءٌ يُحدِثُهُ لا على مثال سبق". وقال أيضاً:
"إن عمر بن الخطاب t قضى في الإبهام بخمس عشرة، فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم وفيه أن رسول الله r قال: "في كل إصبع مما هنالك عشرٌ من الإبل" صاروا إليه قال: ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم
ـ والله أعلم ـ حتى ثبت لهم أنه كتاب رسول الله r . وفي هذا الحديث دلالتان: إحداها: قبول الخبر.
والأخرى: أن يُقبَلَ الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عملٌ من أحد من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا. ودلالةً على أنه لو مضى أيضاً عملٌ من أحد من الأئمة ثم وُجِدَ عن النبي r خبرٌ يخالف عَمَلَهُ لتَرَكَ عمله لخبر رسول الله r. ودلالة على أن حديث رسول الله r يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده".
قال الشافعي: "ولم يقل المسلمون قد عمل فينا عمر بخلاف هذا من المهاجرين والأنصار ولم تذكروا أنتم أن عندكم خلافه، ولا غيركم، بل صاروا إلى ما وجب عليهم من قبول الخبر عن رسول الله r ، وترك كل عملٍ خالفه، ولو بلغ عمر هذا صار إليه إن شاء الله، كما صار إلى غيره مما بلغه عن رسول الله r ، بتقواه لله وتأديته الواجب عليه في اتباع أمر رسول الله r ، وعلمه بأن ليس لأحدٍ مع رسول الله r أمرٌ، وإن طاعة الله في اتباع أمر رسول الله r ".
وقال عَلمُ الدين الفُلاني في كتابه "إيقاظ الهمم": قال شيخ مشايخنا محمد حياة السندي: قال ابن الشحنة في "نهاية النهاية" وإن كان ـ أي ترك الحديث ـ لضعفه في طريقه، فينظر إن كان له طريقٌ غير الطريق الذي ضعفه به، فينبغي أن تُعتَبر فإن صح عُمِلَ الحديث، ويكون ذلك مذهبه ولا يخرج مُقلِّده عن كونه حنفياً بالعمل به، فقد صح أنه قال: "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، كذا قال بعض من صنف في هذا المقصود وقال في البحر: "وإن لم يَستفتِ ولكن بلغه الخبر، وهو قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "أفطر الحاجم والمحجوم" وقوله r : " الغيبة تفطر الصائم" ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=413003&posted=1#_ftn1)). ولم يعرف النسخ ولا تأويله، فلا كفارة عليه عندهما لأن ظاهر الحديث واجب العمل، خلافاً لأبي يوسف لأنه قال: "ليس للعامي العمل بالحديث لعدم عمله بالناسخ والمنسوخ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل ابن أبي العز في حاشية الهداية ذلك أيضاً عن أبي يوسف، وعلل بأن على العامي الاقتداء بالفقهاء، لهدم الاهتداء في حقه إلى معرفة الأحاديث قال: "في تعليله نظر، فإن المسألة إذا كانت مسألة النزاع بين العلماء وقد بلغ العامي الحديث الذي احتج به أحد الفريقين، كيف يقال في هذا الحديث إنه غيرُ معذورٍ؟ فإذا قيل: "هو منسوخ"، فقد تقدم أن المنسوخ ما يعارضه، ومن سمع الحديث فعمل به وهو منسوخ، فهو معذور إلى أن يبلغه الناسخ، ولا يقال لمن سمع الحديث الصحيح: لا تعمل به حتى تعرضه على رأي فلان أو فلان، وإنما يقال له: انظر هل هو منسوخ
أم لا؟ أما إذا كان الحديث قد اختُلِفَ في نسخه كما في هذه المسألة، فالعامل به في غاية العذر، فإن تطرق الاحتمال إلى خطأ المفتي أولى من تطرق الاحتمال إلى نسخ ما سمعه من الحديث" إلى أن قال: "فإذا كان العامي يُسوغُ له الأخذ بقول المفتي، بل يجب عليه مع احتمال خطأ المفتي، كيف لا يسوغ الأخذ بالحديث؟ فلو كانت سنة رسول الله r
لا يجوز العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان، لكان قولهم شرطاً في العمل بها، وهذا من أبطل الباطل، ولذا أقام الله الحجة برسول الله r ، دون آحاد الأمة، ولا يُفرضُ احتمال خطأ لمن عمل بالحديث وأفتى به بعد فهمه إلا وأضعافُ أضعافهِ حاصلٌ لمن أفتى بتقليد من لا يَعلمُ خطأه من صوابه، ويجوز عليه التناقض والاختلاف، ويقول القول ويرجع عنه، ويحكى عنه عدة أقوال، وهذا كله فيمن له نوع أهلية، وأما إذا لم يكن له أهلية ففرضه ما قال الله تعالى:} فاسألوا أهلَ الذِّكرِ إن كنتمْ لا تعلمون {وإذا جاز اعتماد المستفتىَ على ما يكتب له من كلامه أو كلام شيخه
وإن علا، فلأن يجوز اعتماد الرجل على ما كتبه الثقات من كلام
رسول الله r أولى بالجواز، وإذا قُدِّر أنه لم يفهم الحديث فكما إذا لم يفهم فتوى المفتي فيسأل من يعرفه معناه فكذلك الحديث". انتهى بحروفه
* قلتُ: وفي مقابل هذا القول: "إن أكثر الناس عليه" فقد حكى المروزي في "مسائله" بسندٍ صحيحٍ عن الأوزاعي، قال: "أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم".
ذكره شيخنا الألباني رحمه الله في "صفة الصلاة" (ص 83) والأوزاعي إمام أهل الشام. قال فيه مالك: "لا زال أهل الشام بخيرٍ ما بقي فيهم الأوزاعي" وكان سفيان الثوري يُجله ويُعظمه، وأخذ بلجام بغلته يسُلُّه من الزحام وهو يقول: "أوسعوا لبغلة الشيخ"، وعندما يقول مثله: "أدركت الناس" فهو لا يقصد أفناءهم قطعاً، إنما يقصد أهل العلم، فإذا اعتبرت ذلك، وعلمت أن أهل الشام وأهل المدينة كانوا على تقديم اليدين قبل الركبتين في الخرور إلى السجود، وهم من الكثرة بمكانٍ، لم يكن ابن القيم أسعد بهذا القول منا، والحمد لله.
ولذلك قال ابن أبي داود: "وهو قول أصحاب الحديث" ولا ينخرم قوله
بما استدركه عليه ابن القيم؛ لأن مقصوده أغلبهم ممن كانوا يسكنون الشام والحجاز.
الوجه التاسع:
قولك: "إنه ـ يعني حديث وائل ـ حديثٌ فيه قصةٌ محكية ... "
فالجواب:
إن هذا القول ينفع إذا ثبت الحديث، وقد تقدم بيان ضعفه، ثم أين هي القصة؟ إنما هو حكايةُ فعلٍ لا أكثر.
الوجه العاشر:
قولك: "إن الأفعال المحكية فيه كلها ثابتة صحيحة من رواية غيره"
فالجواب: أن هذا الوجه هو أعجب الوجوه كلها، والسبب في ذلك
أن الأفعال الصحيحة المحكية في حديث غيره من الصحابة في صفة صلاة النبي r ، لم تتعرض لهذا الحكم البتة، فمن الغريب جداً أن يستدل
ابن القيم رحمه الله على ثبوت النزول بالركبتين قبل اليدين بأنه ثبت رفع اليدين في تكبيرة الإحرام مثلاً!!
هذا وقد أطلتُ القول في هذا الحديث ورددت على سائر المصنفين في هذا الباب في "نهي الصحبة عن النزول بالركبة" بعد الإضافات الكثيرة إليه، ولعلي أدفعه إلى المطبعة قريباً إن شاء الله.
([1]) هذا حديثٌ مُنكر.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 10:42]ـ
س: ما القول في حديث " لا تصوموا يوم السبت "، وحديث " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاث ".
ج: أما حديث " لا اعتكاف ... " فأنا أعتقد أنه مُعلّ بالوقف، وحديث آخر من " لا تصوموا يوم السبت " آخر ما أنتهي إليه بحثي في كتاب الثمر الداني في الذب عن الألباني أنه حديث ضعيف علي وجه الإنصاف، والحديث هذا معل بالاضطراب.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 11:18]ـ
س: حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- سأل ربه أن يحي له أبويه فأحياهما فآمنا به ثم ماتا "، هل هذا حديث صحيح؟
ج: هذا حديث موضوع وكل الأحاديث التي وردت ف هذا المعني تدور ما بين الوضع والنكارة والبطلان والذي حمل لواء تصحيحها هو الحافظ جلال الدين السيوطي وقد صنف ثماني مصنفات في هذا الباب يريد أن يثبت صحة هذه الأسانيد وعلماء الحديث يبطلون هذه الأحاديث ويقولون في الصحيح ما يضادها كحديث أبي هريرة ف صحيح مسلم لما قال:" سَأَلْتُ رَبِّيَ أَنْ أَزُوْرَ قَبْرَ أُمِّيَّ فَأَذِنَ لِيَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَمَنَعَنِيْهَا "
من الشريط الثامن من الباعث الحثيث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:01]ـ
6 - سمعت من أحد خطباء المساجد يوم الجمعة حديثاً اقشعر بدني لما سمعته، وهو حديث: "الربا بضعٌ وسبعون باباً، أدناها الذي ينكح أمه في حجر الكعبة". فلما انتهت الخطبة راجعتُهُ، فذكر لي أن الشيخ الألباني صححه. فهل صحيح أن الشيخ صححه؟ وما قولكم في إسناده ومعناه؟
والجواب: أن شيخنا رحمه الله قواه في "الصحيحة" (1871) لكن قوله: "في حجر الكعبة" لم يصححه الشيخ ولا ذكر له في طرق الحديث الذي وقفت عليها، وهذا الحديث في نقدي باطلٌ، ومعناه منكر جداً،
وإليك البيان:
فقد ورد هذا الكلام في أحاديث جماعة من الصحابة، منهم: أبو هريرة، وابن عباس، وأنس، وعائشة، والأسود بن وهب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وعبد الله بن سلام، وعلي بن أبي طالب وعبد الله حنظلة رضي الله عنهم.
أولاً: حديث أبي هريرة t ، وله عنه طرق:
1) أبو سلمة، عنه:
أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (647)، والبغوي في "تفسيره" (1/ 344) عن أبي حامد بن المشرقي، قالا: ثنا أحمد بن يوسف السُّلمي ـ زاد ابن الجارود: وأبو داود: سليمان بن معبد ـ قالا: ثنا النضر بن محمد، قال: ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة t مرفوعاً: "الربا سبعون باباً أهونها عند الله كالذي ينكح أمه". والنضر بن محمد وثقه العجلي، وقال: "روى عن عكرمة بن عمار ألف حديث".
وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 535) وقال: "ربما تفرد". ولم يتفرد به، فتابعه عفيف بن سالم، فرواه عن عكرمة بن عمار بسنده سواء.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1913)، والدينوري في "المجالسة" (1590) قالا: ثنا الحسين بن عبد المجيب الجزري. والبيهقي في "الشعب" (4/ 394/5520) من طريق محمد بن غالب تمتام، قالا: ثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، ثنا عفيف لبن سالم، عن عكرمة عن عمار بهذا الإسناد وعنده: " ... أدناه عند الله عز وجل: الرجل يقع على أمه". وعفيف بن سالم وثقه ابن معين، وأبو حاتم، وزاد: "لا بأس به" وابن حبان (8/ 523) وزاد: "كان من العُبَّاد". وقال تلميذه محمد بن عبد الله بن عمار: "كان أحفظ من المعافى بن عمران".
وقال الدارقطني: "ربما أخطأ".
وقد تبين أنه لم يُخطئ في هذا الحديث لمتابعة النضر بن محمد المتقدمة وتابعه أيضاً: عبد الله بن زياد، قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بهذا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 1/95) قال: قال محمد، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 257)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1224) قال: حدثنا محمد بن العباس المؤدب، والبيهقي في "الشعب" (4/ 394 - 395/ 5521) عن محمد بن مسلم بن وارة قالوا: ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن زياد اليمامي بهذا.
قال البخاري: "عبد الله بن زياد، مُنكر الحديث".
وآفة هذا الإسناد من عكرمة بن عمار، فقد نص العلماء على أن في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراباً كثيراً.
قال أحمد: "أحاديث عكرمة، عن يحيى بن أبي كثير ضعافٌ
ليست بصحاح".
فقال له ابنه عبد الله: من عكرمة أو من يحيى؟ قال: "لا، الأمر من عكرمة".
وقال البخاري: "عكرمة مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، ولم يكن عنده كتاب وقد روى عنه سفيان الثوري". وكذلك نص على اضطراب روايته عن يحيى بن أبي كثير: يحيى القطان، وعليُّ بن المديني، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان في آخرين.
وقد عاب بعض النقاد على مسلم أنه أخرج هذه الترجمة.
والجواب عن مسلم من وجهين:
الأول: أن مسلماً رحمه الله يخرج من روايته من تكلم فيه ما لم ينكروه عليه، أو ما وافقه الثقات عليه، مما يدل على أنه حفظَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أنه لم يُخرج من هذه الترجمة إلا بضعة أحاديث، وفي المتابعات ليس منها حديثٌ في الأصول إلا حديثاً واحداً، وهو: ما أخرجه في "صلاة المسافرين" (200/ 770) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن حاتم، وعبد بن حميد، وأبو معن الرقاشي، قالوا: حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألتُ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: بأي شيء كان نبي الله r يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته:
"اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
وأخرجه أبو داود (767)، وابن خزيمة (1153)، وعنه ابن حبان (2600) قالا: ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، والنسائي في "المجتبى" (3/ 212/213)، وفي "الكبرى" (1/ 417/1322) قال: أخبرنا العباس بن عبد العظيم، والترمذي (3420) قال: حدثنا يحيى بن موسى وغير واحد، قالوا: ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
وأخرجه أبو داود (768) قال: حدثنا محمد بن رافع، وأحمد (6/ 156)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (374)، عن عباس بن محمد الدوري، قال ثلاثتهم: ثنا قُرادٌ بن نوح قال: أخبرنا عكرمة بن عمار بهذا.
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص 48) قال: حدثنا عبد الله بن الرومي، وأبو عوانة (2245)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (4/ 70 - 71) قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر ابن محمد، ثنا عكرمة بن عمار.
وأخرجه أبو عوانة (2245) قال: حدثنا الصنعاني، وأبو أمية، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (550)، وعنه أبو نعيم في "المستخرج" (1760) قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال ثلاثتهم: ثنا عاصم بن علي، ثنا عكرمة بن عمار.
وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 84/1272) قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا أبو حذيفة، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
* قُلتُ أي الشيخ أبي إسحاق حفظه الله: فهذا هو الحديث الذي أخرجه مسلم في "الأصول"، وقد ذكرنا في هذا الوجه الأول من الجواب الحامل لمسلم على ذلك أما بقية الأحاديث ففي المتابعات، ومنها:
1 - الحديث الأول:
أخرجه مسلم في "كتاب الإيمان" (135/ 215) قال: حدثني عبد الله بن الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة، وهو ابن عمار، حدثنا يحيى، حدثنا أبو سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله r : " لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟ ". قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصىً بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا، قوموا، صدق خليلي.
وأخرجه أبو عوانة (1/ 81)، وأبو نعيم (349) كلاهما في "المستخرج"، وابن مندة في "الإيمان" (363)، عن أحمد بن يوسف السلمي، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة بن عمار بهذا.
وله وجه آخر عن أبي سلمة: عن أبي داود (4722)، والنسائي في "اليوم والليلة" (661)، وابن أبي عاصم في "السُنُّة" (653)، وأخرجه أحمد (2/ 388)، والدارمي في "الرد على الجهمية" (ص 9) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة نحوه، وقد رواه مسلم عن محمد بن سيرين، ويزيد بن الأصم كلاهما عن أبي هريرة مرفوعاً.
ورواه بنحوه من حديث عروة بن الزبير، عن أبي هريرة.
2 - الحديث الثاني:
ما أخرجه مسلم في "الطهارة" (240/ 25) قال: حدثني محمد بن خاتم وأبو معن الرقاشي قالا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أو حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني سالم مولى المهري قال: خرجت أنا وعبد الرحمن بن أبي بكر في جنازة سعد بن أبي وقاص، فمررنا على باب حجرة عائشة، فذكر عنها، عن النبي r : " ويلٌ للأعقاب من النار".
3 - الحديث الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أخرجه مسلم في "الصيام" (1159/ 182) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الرومي، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا يحيى قال: انطلقت أنا وعبد الله بن يزيد، حتى نأتي أبا سلمة، فأرسلنا إليه رسولاً، فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجدٌ، قال: فكنا في المسجد حتى خرج إلينا، فقال: إن تشاءوا أن تدخلوا، وإن تشاءوا أن تقعدوا هاهنا. قال: فقلنا: لا بل نقعد هاهنا. فحدثنا، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: كنتُ أصومُ الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة. قال: فإما ذُُكرْتُ للنبي r وإما أرسلَ إليَّ فأتيته. فقال لي: "ألم أُخبرَ أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟ " فقلت: بلى يا نبي الله! ولم أُرد بذلك إلا الخير. قال: فإنَّ بحسبك أن تصوم من كل شهرٍ ثلاثة أيام" قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً". قال: "فصم صوم داود نبي الله عليه السلام فإنه كان أعبد الناس".
قال: قلت: يا نبي الله وما صوم داود؟ قال: "كان يصوم يوماً ويفطر يوماً" قال: "واقرأ القرآن في كل شهر" قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشرين". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشر" قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً".
* قلتُ: لم يتفرد عكرمة بن عمار بهذا الإسناد، فقد تابعه علي بن المبارك، والأوزاعي، وهشام الدستوائي، وحسين المعلم، وأبو إسماعيل القناد، وعمر بن عبد الواحد. وقد ذكرت تخريج رواياتهم في "تسلية الكظيم" (رقم 58).
4 - الحديث الرابع:
ما أخرجه مسلم في "صلاة المسافرين" (832/ 294) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، حدثنا شداد بن عبد الله، أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة (قال عكرمة: ولقِيَ شداد أبا أمامة ووائلة، وصحب أنساً إلى الشام، وأثنى عليه فضلاً وخيراً).
عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخباراً، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله r مستخفياً، جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: "أنا نبي" فقلت: وما نبيٌ؟ قال: "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوَحَّد الله لا يُشرَك به شيءٌ" قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: "حُرٌ وعبدٌ" (قال: ومعه يومئذٍ أبو بكر وبلالٌ ممن آمن به) فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟ ولكن ارجع إلى أهلك. فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني" قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله r المدينة، وكنتُ في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: "نعم، أنت الذي لقيتني بمكة؟ " قال: فقلت: بلى. ثم قلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة. قال: "صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذٍ يسجد لها الكفار، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفار". قال: فقلت: يا نبي الله فالوضوء، حدثني عنه. قال: "ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطابا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلا المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجله من أنامله مع الماء
(يُتْبَعُ)
(/)
، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه" فحدث عمرو بن عبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله r ، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، أنظر ما تقول، في مقام واحد يُعطىَ هذا الرجل؟ فقال: عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله r إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً (حتى عد سبع مرات) ما حدثت به أبداً، ولكني سمعته أكثر من ذلك.
* قلتُ: فهذا كل ما لعكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، في "صحيح مسلم" وهو عددٌ قليلٌ جداً كما رأيت، وهو إما متابعة أو مقروناً مع آخر.
فحاصل البحث .. أن إسناد أبي هريرة هذا مُعلٌ برواية عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، ومن علامة اضطراب عكرمة في إسناده أن أحمد بن إسحاق الحضرمي، رواه عن عكرمة بن عمار، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام قال: "الرِّبا سبعون باباً، أصغرُها كالذي ينكح أمَّهُ".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 258) قال: "حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي به. وأحمد هذا وثقه النسائي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وابن سعد، ويعقوب بن شيبة، وابن حبان، وقال النسائي مرَّةً: "لا بأس به". وقد خولف عكرمة في إسناده، ويأتي ذكره في حديث: "البراء بن عازب إن شاء الله تعالى".
وقد صحح المنذري في "الترغيب" (3/ 50) أنه من قول عبد الله ابن سلام t.
2 ) سعيد المقبري، عنه:
أخرجه ابن ماجة في "النجارات" (2274) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: "الربا سبعون حوباً أيسرها أن ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ".
قال البوصيري في "الزوائد" (2/ 197): "هذا إسناد ضعيف وأبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن، متفق على ضعفه".
* قلت: فإذا اتفق العلماء على تضعيفه، فحقُّ الإسناد أن يكون ضعيفاً جداً، ولكن أبا معشر لم يتفرد به، فتابعه عبد الله بن سعيد المقبري ـ وهو متروك ـ فرواه عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً: "الربا سبعون حوباً، أيسره كنكاح الرجل أمه، وأربى الربا عِرضُ الرجل المسلم".
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 561)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (173)، وفي "ذم الغيبة" (34) قال: حدثنا سويد ابن سعيد، قال: ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الله بن سعيد بهذا.
وأخرجه البزار في "مسنده" (ج2/ق178/ 2) قال: حدثنا الحارث بن الخضر العطار، نا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عبد الله بن سعيد بهذا الإسناد.
قال البزار: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ أحداً تابعه على روايته، عن المقبري، ولا تجده، عند أبي هريرة من غير هذا الوجه".
كذا قال: وقد تعقبته في "تنبيه الهاجد" رقم (1984):
3) أبو المغيرة، عنه:
يرويه فضيل بن عياض، عن ليث، عن أبي المغيرة، عن أبي هريرة قوله: "الربا سبعون باباً، أدناها مثل أن ينكح الرجل أمه". ذكره ابن أبي حاتم قي "العلل" (1132) ونقل عن أبيه، قوله: "هذا خطأ، إنما هو ليث، عن أبي المغيرة، واسمه: زيادٌ، عن أبي هريرة".
* قلتُ: وأبو المغيرة هذا ترجمه البخاري في "الكبير" (2/ 1/367) وسماه: "زياد بن أبي المغيرة"، وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 2/543) وسماه: "زياد بن المغيرة أبو المغيرة" روى عن أبي هريرة، روى عنه ليث بن أبي سليم.
قال الشيخ العلامة المعلمي اليماني في تعليقه على "الجرح والتعديل": "والظاهر أن ليثاً كان يضطرب في هذا الاسم، تارة يقول زياد بن المغيرة، وتارة زياد بن الحارث". انتهى
* قُلتُ: وليث بن أبي سليم ضعيف الحديث، وأبو المغيرة مجهولٌ على ما يظهر من ترجمته، والله أعلم.
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 225) عن حديث أبي هريرة: "هذا باطلٌ".
ثانياً: حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وله عنه طرق:
1) عمرو بن دينار، عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11216)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (2/ 229) قال: حدثنا ابن حنبل ـ يعني عبد الله ـ ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا أبو شهاب، عن أبي محمد الجزري، وهو حمزة النصيبي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله r :
" من أعان بباطلٍ ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله ليُذِلَّهُ أذله الله مع ما يدِّخرُ له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله كتاب الله وسنة نبيه، ومن تولى من أمراء المسلمين شيئاً فاستعمل عليهم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك،
وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله، فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ترك حوائج الناس، لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي إليهم بحقهم، ومن أكل درهمَ ربا فهو كثلاثٌ وثلاثين زنية، ومن نبت لحمُهُ من سُحتٍ فالنار أولى به".
قال الهيثمي في "المجمع" (5/ 212): "فيه أبو محمد الجزري حمزة النصيبي، ولم أعرفه، وبقية رجاله الصحيح". أهـ
كذا قال! وقال حمزة هذا هو ابن أبي حمزة، من رجال "التهذيب" (7/ 323 - 324) لكنه لا يساوي فلساً كما قال ابن معين. وقال أحمد: "مطروح الحديث"، وقال البخاري وأبو حاتم: "مُنكر الحديث".
زاد أبو حاتم: "ضعيف الحديث"، وتركه النسائي، والدار قطني. وقال ابن عدي مع توسطه: "عامة ما يرويه مناكيرٌ موضوعةٌ، والبلاء منه ليس ممن يَروي عنه، ولا ممن يروي هو عنهم". وقال نحوه ابن حبان.
2) عكرمة، عنه:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2944)، وفي "الصغير" (1/ 82)، وفي "مسند الشاميين" (63) قال: حدثنا إبراهيم بن متُّوية، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 328) قال: حدثنا أحمد بن عمير ابن جوصاء،
وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 248)، والأصبهاني في "الترغيب" (2086)، عن إبراهيم بن محمد بن الحسن ـ هو ابن متوية ـ قالا: ثنا سعيد
بن رحمة، ثنا محمد بن حِميَر، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً، فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن أكل درهماً من ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به". وهو عند الأصبهاني بأوله.
وقال أبو نعيم: "غريبٌ من حديث إبراهيم، تفرد به محمد بن حمير". وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً، وسعيد بن رحمة، قال: ابن حبان في "المجروحين": "يُروىَ عن محمد بن حمير ما لم يُتابَع عليه، روى عنه أهل الشام، لا يجوز الاحتجاج به لمخالفته الإثبات في الروايات".
وقد خالفه الوليد بن عتبة الدمشقي ـ أحد مشايخ أبي داود الثقات ـ فرواه عن محمد بن حمير، قال: ثنا إسماعيل بن عياش، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: "من أكل درهماً من ربا مثل
ستة وثلاثين زنية، ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به".
أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 243) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1226) قال: أنبأنا الحسين بن عبد الله القطان، بالرقََّة ثنا الوليد بن عتبة بهذا.
وهذا الوجه أولى مما رواه سعيد بن رحمة، لاسيما وقد توبع محمد بن حمير عليه. فرواه هشام بن عمار، قال: ثنا إسماعيل بن عياش،
عن حنش بهذا الإسناد مثل حديث عمرو بن دينار، عن ابن عباس والذي تقدم آنفاً.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/ 190) من طريق الحاكم قال: أنبأنا أبو الطيب محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن شهريار
ـ وهو نيسابوري ـ حدثنا هشام بن عمار بهذا الإسناد.
وتابعه أيضاً: يحيى بن عثمان، ثنا إسماعيل بن عياش بهذا مختصراً أخرجه البيهقي في "الشعب" (5518) وابن عساكر (17/ 225) والهروي في "ذم الكلام" (131).
وإسماعيل بن عياش متماسك إذا روى عن أهل الشام، وليست الرواية من ذالك، ولكن تابعه سليمان التيمي وهو ثقة ثبت، فرواه عن حنش بهذا الإسناد مختصراً، ليس فيه محل الشاهد.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج11/رقم 11539)، والحاكم (4/ 100)
قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قالا: ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا معتمر ابن سليمان التيمي، قال: سمعتُ أبي بهذا.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يُخرِّجاه"!!
فتعقبه الذهبي بقوله: "حنشٌ الرحبيُّ ضعيفٌ".
(يُتْبَعُ)
(/)
* قُلتُ: لو قال: "جدّاً" لطابق ذلك المذكور في ترجمته، فقد طعن فيه الأئمة طعناً شديداً.
فتركه أحمد، والنسائي، والساجي، والدارقطني، وقال النسائي مرة:
"ليس بثقة".
وقال البخاري: "أحاديثه مُنكرةٌ جداً، ولا يُكتب حديثه".
وقال أبو حاتم: "ضعيف، منكر الحديث" قيل له: كان يكذب؟
قال: "أسأل الله السلامة"!!
وضعفه ابن معين، وأبو زرعة الرازي، وابن عدي، والعقيلي، وابن المديني والجوزجاني، وابن حبان في آخرين.
وزعم أبو محصن أنه شيخُ صدقٍ!!
وهذه الشهادة لا تنفعه، مع طعن الأئمة فيه.
وقد توبع حنشٌ.
تابعه خصيف بن عبد الرحمن، فرواه عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: فذكره بطوله مثل حديث عمرو بن دينار، عن ابن عباس، وقد مرَّ آنفاً.
أخرجه الخطيب في "تاريخه" (6/ 76) من طريق إبراهيم بن عبد الله
بن أيوب، حدثنا محمد بن بكار بن الريان، حدثنا إبراهيم بن زياد القرشي، عن خُصيف بهذا الإسناد.
وإبراهيم بن زياد لا يُعرَفُ كما قال ابن معين، والذهبي.
وقال الخطيب: "في حديثه نُكرةٌ".
ومن كان مجهولاً، ومع ذلك يروي المناكير، فهو تالفٌ.
وخُصيف بن عبد الرحمن في حفظه مقال.
والحديث منكر، كما قال الذهبي في "الميزان" (1/ 546).
3) طاووس، عنه:
يرويه محمد بن رافع النيسابوري، عن إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن النعمان ـ يعني ابن الزبير ـ عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعاً: "الربا نيفٌ وسبعون باباً، أهون بابٍ من الربا مثل من أتي أمه في الإسلام، ودرهم أشد من خمسٍ وثلاثين زنية، وأشد الربا ـ أو أربى الربا ـ انتهاك عرض المسلم، أو انتهاك حرمته".
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1170) وسأل عنه أبا زرعة، فقال:
"هذا حديثٌ منكرٌ".
قُلتُ: وإبراهيم بن عمر الصنعاني مجهول الحال.
وله طريق آخر يأتي في "حديث البراء بن عازب" إن شاء الله تعالى.
ثالثاً: حديث أنس t :
أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (175)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1548)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1227) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم، قالا: ثنا محمد بن علي الحسن
بن شقيق، قال: سمعت أبي يقول: أخبرني أبو مجاهد، عن ثابت البُناني، عن أنس بن مالك، قال: خطبنا رسول الله r فذكر الربا وعظم شأنه،
قال: "إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيا الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم".
وهذا حديثٌ منكرٌ، وأبو مجاهد .. هو عبد الله بن كيسان المروزي ضعفه أبو حاتم الرازي، وقال النسائي: "ليس بالقوي".
وأورد له ابن عدي عن ثابت، عن أنس، ثم قال: "غير محفوظة". ووثقه ابن حبان والحاكم، فتَفرُّدُ مثله عن ثابت بأحاديث مما يعد منكراً في هذا الحديث، والله أعلم.
وله وجهٌ آخر منكر، يأتي في "حديث البراء بن عازب" إن شاء الله تعالى.
رابعاً: حديث عائشة رضي الله عنها:
وله عنها طريقان:
1 - مجاهد بن جبر، عنها:
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/ 74)، ومن طريقه ابن الجوزي (1231) قال: حدثنا أبو إسحاق بن جمزة، قال: حدثنا أبو علي، محمد بن أحمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيشون قال: حدثنا
عبد الغفار بن الحكم، قال: حدثنا سوارٌ بن مصعب، عن ليث، وخلف بن حوشب، عن مجاهد، عن عائشة مرفوعاً: "إن الربا يضعٌ وسبعون باباً، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث خلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
* قُلتُ: وسنده ضعيفٌ جداً.
وعبد الله بن محمد بن عيشون، ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (6/ 311)، وقال: "روى عن أبي قتادة الحراني، حدَّث عنه أبو عروبة الحراني ومكحول البيروتي ـ وهو محمد بن عبد الله ـ وابن صاعدٍ".
ونقل المحقق في الحاشية أن له تآليفَ مشهورة في الفقه والحديث، وغلب عليه الفقه.
وعبد الغفار بن الحكم، ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 420) وهو من رجال "التهذيب".
(يُتْبَعُ)
(/)
وسوار بن مصعب تركه النسائي وغيره، وقال البخاري: مُنكرُ الحديث". وقال أبو داود: "ليس بثقة". وقال ابن معين: "ليس بشيء". وليث هو ابن أبي سليم، ضعيف، لكنه متابعٌ من خَلَف بن حوشب، وهو صدوقٌ متماسكٌ، وسماع مجاهد من عائشة مختلف فيه، فنفاه شعبة، ويحيى القطان، وابن معين، وأثبته ابن حبان.
2 - ابن أبي مليكة، عنها:
أخرجه الدولابي في "الكنى" (1/ 114) معلقاً، ووصله العقيلي في "الضعفاء" (3/ 296) قال: "حدثنا إبراهيم بن عبد الله وأبو الحاكم في "الكنى" (1/ 423 - 424) من طريق أحمد ابن يحيى الصوفي قالا: حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال: حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا عمران بن أنس، أبو أنس، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة مرفوعاً: "لدرهم ربا أعظم حرجاً عند الله من سبعة وثلاثين زنية". وعند الدولابي: "تسعة وثلاثين". وزاد الدولابي: "إن أربى الربا استحلال عرض الرجل المسلم"، ثم قرأ قوله تعالى:} والذينَ يُؤْذُونَ المؤمنينَ والمؤمناتِ بغيرِ
ما اكتسبوا ... {إلى قوله تعالى:} مُبيِناً {[الأحزاب: 58].
وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ـ كما في "تفسير ابن كثير" (6/ 470) ـ قال: حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا أو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن عمر بن أنس بآخره.
ورواه أيضاً: زيد بن الحباب، عن عمران بن أنس بسنده سواء.
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1159) وعنده: " ... من سبع وثلاثين" وسأل أباه عنه، فقال: "هذا خطأ، رواه الثوري، وغيره عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة عن كعب، قوله".انتهى
* قُلتُ: وعمران بن أنس، قال البخاري: "منكر الحديث". وقال العقيلي: "عمران بن أنس، أبو أنس، عن ابن مليكة لا يتابع على حديثه، وهذا يروى من غير هذا الوجه مرسلاً، والإسناد قيه من طرق لينة".
وقال أبو أحمد الحاكم: "حديثه ليس بالمعروف".
أما رواية الثوري التي ذكرها أبو حاتم:
فأخرجها أحمد (5/ 225)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (29/ 289)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1223) قال: حدثنا وكيع، والدارقطني (3/ 16)، عن محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي في "الشعب" (5516) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن عساكر (29/ 289) عن أبي أحمد الزبيري كلهم عن سفيان الثوري
عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، عن كعب، قال: "لأن أزني ثلاثة وثلاثين زنية، أحبُ إلىَّ من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين أكلته ربا". وإسناده صحيح
ووقع في "مسند أحمد": "حنظلة" وهو خطأ قديم نبه عليه ابن عساكر.
ورواه ابن جريج، قال: حدثني ابن أبي مليكة، أنه سمع عبد الله بن حنظلة بن الراهب يحدث في الحجر عن كعب الأحبار، قال: "درهم ربا يأكله الإنسان في بطنه وهو يعلمه أعظم عليه في الإثم يوم القيامة من
ست وثلاثين زنية".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 258) قال: حدثنا محمد بن موسى البلخي، قال: حدثنا مكي بن إبراهيم، قال حدثنا ابن جريج بهذا وقال: "حديث ابن جريج أولى".
وقد صوَّب الدارقطني ـ وسبقه أبو حاتم الرازي ـ هذا الوجه أيضاً.
خامساً: حديث الأسود بن وهب، خال النبي r :
أخرجه ابن مندة في "الصحابة" (1/ 183) قال أخبرنا عسان بن أبي غسان القُلزمي بها، قال: حدثنا موسى بن عمر قال: حدثنا محمد بن العباس
بن خلف، قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدثنا صدقة بن
عبد الله، عن أبي معبد حفص بن غيلان عن زيد بن أسلم، قال: حدثني وهب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب، خال النبي r ، قال:
إن النبي r قال له: "ألا أنبئك بشيء عسى الله أن ينفعك به؟ " قال:
قلتُ بلى، علمني مما علمك الله. قال: "إن الربا أبواب، الباب منه عدل سبعين حوباً، أدناها فجرةٌ كاضطجاع الرجل مع أمه، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حقه".
قال الحافظ في "الإصابة" (1/ 78):
"ورواه ابن قانع في "معجمه" من طريق أبي بكر بن الأعين، عن عمرو
ابن أبي سلمة، فقال: عن وهب بن الأسود خال الرسول r ، ولم يقل:
"عن أبيه"، وأدخل بين "صدقة" و "زيد": "الحكم الأيلي، والحكم وصدقة ضعيفان". انتهى
* قلتُ: الذي رأيته في "معجم ابن قانع" (1/ 20) قال: حدثنا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحسين بن عبد الحميد الموصلي، نا محمد بن عمار الموصلي، نا القاسم
ـ يعني: الجرمي ـ عن صدقة، عن أبي مُعَيدٍ، أن وهب بن الأسود، حدثه عن أبيه الأسود بن وهب، عن رسول الله r فذكره وعنده: "وإن أربى الربا اعتباط المرء في عِرضِ أخيه المسلم بغير حق".
وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (1/ 273) من طريق أبي حميد الحمصي، ثنا يونس بن أبي يعقوب العسقلاني، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن أبي مُعيد، عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود عن أبيه الأسود بن وهب، عن النبي r فذكر آخره.
ورواه القاسم، عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي r استأذن عليه، فقال: "يا خال ادخل" فدخل، فبسط له رداءه ...
الحديث أخرجه ابن شاهين، وقال الحافظ في "الإصابة": "في إسناده عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وهو ضعيف".
وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 179)، وأبو نُعيم في "المعرفة" (5/ 2718) كلاهما في ترجمة: "وهب بن الأسود ابن خال النبي r
من طريق أبي بكر الأعين محمد بن أبي عَتَّاب، ثنا أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سلمة، عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعيد، عن زيد
بن أسلم، عن وهب بن الأسود ابن خال النبي r .
وهذا اضطرابٌ ظاهرٌ يسقط به الحديث، والله أعلم.
سادساً: حديث ابن مسعود t :
أخرجه الحاكم (2/ 37)، وعنه البيهقي في "الشعب" (5519) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق ـ زاد في "المستدرك": وأبو بكر بن بالويه ـ قالا:
ثنا محمد بن غالب، ثنا عمرة بن علي، ثنا ابن أبي عدي، ثنا شعبة، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله مرفوعاً: "الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا، عِرضُ الرجل المسلم".
قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
كذا قال! وقال تلميذه البيهقي، وهو أقعد منه: "هذا إسنادٌ صحيحٌ،
والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل لبعض رواته إسنادٌ في إسنادٍ".
* قلتُ: وكان الوهم من محمد بن غالب، وهو الملقب بـ "تمتام"، قال الدارقطني: "ثقة مأمون، إلا أنه يُخطئُ".
وقد خالفه ابن ماجة، فرواه في "سننه" (2275)، والبزار في "مسنده" (1935) قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا ابن أبي عدي بهذا الإسناد بلفظ: "الربا ثلاثة وسبعون باباً". زاد البزَّار: "والشرك مثل ذلك". ولم يذكرا بقية المتن المنكر. قال البزَّار: "وهذا الحديث لم نسمع أحداً أسنده بهذا الإسناد، إلا عمرو
بن علي".
وعمرو بن علي ثقة متقن مجود، ولكن رواه سفيان الثوري، عن زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال: "الربا بضعٌ وسبعون باباً، والشرك نحو ذلك".
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (80/ 315/15347)، والطبراني في "الكبير" (ج9/رقم 6908) عن أبي نعيم الفضل بن دكين قالا: ثنا الثوري بهذا، وليس عند الطبراني آخره. وهذا صحيح موقوف.
وأخرجه عبد الرزاق (15346) عن الثوري أيضاً، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، قال: "الربا بضعة وسبعون باباً، أهونهم كمن أتى أمه في الإسلام". وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وعمارة هو ابن عمير، وهو صحيح مرفوعاً كما مر من حديث شعبة دون هذه الزيادة المنكرة، والله أعلم.
وله إسنادٌ آخر موقوف يأتي ذكره في "عبد الله بن سلام" إن شاء الله تعالى.
وأخرجه الخلاَّل في "السنة" (1325) قال: حدثنا أبو عبد الله ـ يعني الإمام أحمد ـ قال: ثنا حجاج ـ هو محمد الأعور ـ قال: ثنا شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: "الربا بضعٌ وستون باباً، والشرك نحوٌ من ذلك".
وشريك النخعي سيء الحفظ، وأبو وائل ـ هو شقيق بن سلمة ـ وجعلها المحقق "وائل" وقال: في الأصل: عن أبي وائلٍ، وهو خطأ، والصواب: وائل، وهو ابن ربيعة". انتهى وليس ما فعله بجيد، وليس معنى أن الأثر قبله عن وائل بن ربيعة، أن يكون الذي بعده عن وائل بن ربيعة، وعاصم بن أبي النجود يروي عن وائل أيضاً، والله أعلم.
سابعاً: حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7151) قال:: حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، نا عمرُ بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن البراء بن عازب مرفوعاً: "الربا اثنان وسبعون باباً، أدنا مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه". وأخرجه ابن أبي شيبة ـ كما في "المطالب العالية" (11/ 879) قال: حدثنا معاوية بن هشام بهذا الإسناد.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير، إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروي عن البراء إلا بهذا الإسناد".
ومعاوية بن هشام وثقه أبو داود، والعجلي، وابن حبان، وقال:
"ربما أخطأ".
وقال أحمد: "كثير الخطأ".
وقال ابن معين: "صالحٌ، وليس بذاك".
وقد خالفه عبد الرزاق، فرواه في "مصنفه" (8/ 314/15345)
عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ من الأنصار، قال:
قال رسول الله r: " الربا أحدٌ وسبعون ـ أو قال: ثلاثةٌ وسبعون حوباً ـ أدناه مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم".
ورواه محمد بن يوسف الفريابي، عن عمر بن راشد، عن يحيى
بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن البراء بن عازب مرفوعاً: "الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه".
أخرجه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (916) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، نا الفريابي بهذا.
وسأل ابن أبي حاتم أباه، كما في "المراسيل" و "العلل" (1136) عن هذا الحديث، فقال: "هو مرسلٌ، لم يدرك يحيى بن إسحاق .. البراء، ولا أدرك والدهُ البراء". انتهى
* قلتُ: وكنت ذكرت في "غوث المكدود" (2/ 219) أنني لم أجد ترجمة ليحيى بن إسحاق، وهو ناتج عن تقصير في البحث، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/125) ونقل عن يحيى بن معين توثيقه.
وهذا الاختلاف من عمر بن راشد.
فقد قال أحمد: "لا يساوي حديثه شيئاً".
وقال مرَّةُ: "حديثه ضعيف ليس بمستقيم، حدث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير" وضعفه ابن معين. وقال النسائي: "ليس بثقة" وتكلم البخاري، وأبو داود، والحاكم في روايته عن يحيى بن أبي كثير، وليَّنهُ
أبو زرعة، ومشَّاه العجلي، وهذا أحد وجوه الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في إسناده. وقد تقدم أن عكرمة رواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ووجهٌ آخر من الاختلاف: فرواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس مرفوعاً: "الربا سبعون باباً، أهونه باباً منه الذي يأتي أمه في الإسلام وهو يعرفها، وإن أربى الربا خرق المرء عرض أخيه،
وخرق عرض أخيه أن يقول فيه ما يكره من مساويه، والبهتان أن يقول ما ليس فيه".
أخرجه الدارقطني في "الإفراد" ـ كما في "أطراف الغرائب" (1288) ومن طريقه ابن الجوزي " الموضوعات" (1228) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي، قال: حدثنا أبو فروه، عن يزيد بن محمد
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، عن يحيى
بن أبي كثير بهذا.
قال الدارقطني:
"غريب من حديث يحيى، عن أنس، وغريب من حديث الأوزاعي،
عن يحيى، تفرد به: طلحة بن زيد، عن الأوزاعي، تفرد به عنه: محمد بن يزيد بن سنان".
أما طلحة بن زيد، فتالفٌ يروي عن الأوزاعي المناكير، وأبو فروة: يزيد بن محمد بن سنان، ترجمه ابن حبان (9/ 276) وكذلك ذكره السمعاني في "الأنساب" (6/ 195) وأبوه: محمد بن يزيد بن سنان ليَّنَه النسائي، وضعفه أبو داود والدارقطني، وقال البخاري: "يروي عن أبيه المناكير".
وقال أبو حاتم: "هو أشد غفلة من أبيه".
ووثقه الحاكم، ومسلمة بن قاسم.
وقد خالفه عكرمة بن عمار، فرواه عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن ابن عباس قوله.
ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 372/1105) ونقل عن أبيه قال:
"هذا أشبه"، يعني من حديث عكرمة، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومن حديث محمد بن يزيد بن سنان، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أنس.
ثامناً: حديث عبد الله بن سلام t :
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الطبراني في "الكبير" (411 ـ جزء منه) قال: حدثنا المقدام ابن داود قال: حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي عيسى الخراساني: سليمان بن كيسان، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن سلام مرفوعاً: "الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة وثلاثين زنية يزنيها في الإسلام".
وقال: "إن أبواب الربا اثنان وسبعون حوباً، أدناها كالذي يأتي أمه في الإسلام".
* قلتُ: وابن لهيعة ضعيفٌ، وسليمان بن كيسان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 1/137 - 138) ولم يذكر فيه شيئاً وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 392).
وخالفه معمر بن راشد، فرواه عن عطاء الخرساني، أن عبد الله بن سلام قال: "الربا اثنان وسبعون حوباً، أصغرها حوباً كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهمٌ من الربا كبضعٍ وثلاثين زنية".
أخرجه البيهقي في "الشعب" (5514)، عن أحمد بن منصور الرمادي، قال: ثنا عبد الرزاق، وهذا في "مصنفه" (15344) قال: أخبرنا معمرٌ بهذا.
وعند البيهقي: "أشد من بضعٍ وثلاثين زنية". وزاد: قال: ويأذن له في القيام، البر والفاجر يوم القيامة، إلا آكل الربا فإنه لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".
هكذا رواه معمر موقوفاً.
* قلتُ: وهذا أشبه من المرفوع، وإن كان الموقوف لا يصح أيضاً، فقد سُئل ابن معين: عطاء الخُراساني لقيَ أحداً من أصحاب رسول الله r؟ قال: "لا أعلم". وقال أحمد: "لم يسمع من ابن عباس، ولا من ابن عمر شيئاً". وقال أبو زرعة: "لم يسمع من أنس".
فإذا كان الأمر كذلك، فلا يصح له سماعٌ من عبد الله بن سلام، فإن عبد الله بن سلام مات بالمدينة سنة (43هـ)، ومات ابن عباس سنة (68هـ)، وابن عمر سنة (73)، وأنس سنة (93)، فإذا كان لم يسمع من هؤلاء مع تأخر وفاتهم، فعدم سماعه من عبد الله بن سلام أولى، والله أعلم.
تاسعاً: حديث علي بن أبي طالب t :
أخرجه ابن شيبة في "المصنف" (6/ 561) قال: حدثنا ابن فُضيل، عن ليث، عن الحكم، عن عليِّ، قال: "لدرهمُ ربا أشد عند الله من ستٍ وثلاثين زنية". موقوفٌ.
وسنده ضعيفٌ جداً، وليث هو ابن أبي سُليم ضعيف، والحَكمُ بن عُتبة لم يُدرك علي بن أبي طالب، والله أعلم.
عاشراً: حديث عبد الله بن حنظلة t :
أخرجه أحمد (5/ 255)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/ 288)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 246)، والدارقطني (3/ 16) والبزار (3381 ـ البحر)، عن يحيى بن يزداد، قالا: ثنا حسين بن محمد، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن حنظلة t ، قال: قال رسول الله r : " درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلمُ أشدُّ من ستةٍ وثلاثين زنية". قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النبي r إلا عن عبد الله بن حنظلة عنه، وقد رواه بعضهم، عن ابن أبي مليكة، عن رجل، عن عبد الله
بن حنظلة". كذا قال! وفيما مضى يردُّ عليه. وهذا الوجه أحدُ وجوه الاختلاف على ابن أبي مليكة في إسناده كما مرَّ في حديث عائشة رضي الله عنها، والصحيح أنه عن كعب الأحبار كما مرَّ تحريره، والله أعلم.
ثم اعلم ـ أيها المسترشد ـ أن هذا الحديث باطلٌ، ولم يُصب من قَوَّاه، مثل السخاوي رحمه الله، فإنه ذكر طرقه في "الفتاوى الحديثة" (1/ 133) وقال: "الحديث لا يكون من شرط الصحيح، بل يكون حسناً؛ لأن له شواهد أخرى لا بأس بها".
كذا قال! وقد مرَّ بك طرق الحديث وشواهده، ولا يُقوِّي بعضُها بعضاً لشدة ضعفها.
وما أحسن ما قاله ابن الجوزي عقب ذكره الحديث في "الموضوعات": "واعلم أن مما يَرُدُّ صحة هذه الأحاديث، أن المعاصي إنما يُعلَمُ مقاديرها بتأثيرها، والزنا يُفسِدُ الأنسابَ، ويَصرِفُ الميراثَ إلى غير مستحقيه، ويؤثر من القبائح ما لا تؤثر لقمة ربا، لا تتعدى ارتكابَ نهيٍ، فلا وجهَ لصحة هذا". انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
* قُلتُ: فهذا ما انتهى إليه بحثي حول درجة هذا الحديث، وقد أثبتُ بالبرهان بطلانه، وأنه لا يصح إلا موقوفاً، وليس له حكم المرفوع، كما لا يخفى على أرباب هذه الصناعة، وأما شيخنا رحمه الله تعالى فهو العَلَمُ المُفرَدُ في هذا الفن، ولكن كلُّ أحدٍ يُؤخذُ من قوله ويترك إلا النبي r ، وما استفدنا هذه الفائدة إلا من شيخنا الألباني رحمه الله تعالى، فقد هز العقول، وأنار البصائر، وأنقذنا الله تعالى به من رانِ التقليد بغير دليل، فرحمةُ الله تعالى تتْرىَ عليه، وعلى سائر أهل العلم.
نفس المصدر السابق رقم 6
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 03:15]ـ
7 - ما درجة حديث أبي هريرة t عن النبي r :
" زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
والجواب: أن هذا حديثٌ ضعيفٌ.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5641)، والعقيلي في "الضعفاء" (4/ 192) قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: نا صالح بن زياد السوسي، قال: نا منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج، وطلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي r : " زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (9/ 172) قال: حدثني ابن ناجية، وابن المُقرِئ في "المعجم" (924) قال: حدثنا صالح بن الأصبغ قالا: ثنا صالح بن زياد السوسي أبو شعيب بهذا الإسناد.
غير أنه وقع عند ابن المقرئ:"طاووس" بدل "عطاء وأخشى أن يكون قد تصحَّفَ على الناسخ.
قال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديث عن ابن جريج، إلا منصور بن إسماعيل". وقال العقيلي: "منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، لا يتابع عليه". كذا قالا! ولم يتفرد به منصور بن إسماعيل، فتابعه عبد الله بن سالم، فرواه عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (ج4/ق80/ 1) قال: أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، نا عمر بن حفص الوصابي، نا بقية الوليد،
عن عبد الله بن سالم، عن ابن جريج بهذا.
وتابعه سعيد بن عمرو السكوني، قال: حدثنا بقية بن الوليد بهذا.
أخرجه الدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 114).
وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2545) من طريق بقية، ونقل عن أبيه
أنه قال: "هذا حديثٌ منكرٌ، إنما يرويه طلحة بن عمرو، عن عطاء،
عن النبي r ".
قال العقيلي: "ليس بمحفوظٍ من حديث ابن جريج، وإنما يعرف بطلحة بن عمرو، وتابعه قوم نحوه في الضعف".
وقال في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 225): "ولا يصح لمنصور عن
ابن جريج".
أما الوجه الأول: ففيه منصور بن إسماعيل، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يُغرِب"، وضعفه العقيلي كما رأيت.
والوجه الثاني: فيه عمر لن حفص الوصابي من شيوخ أبي داود، قال: ابن المواق: "لا يُعرفُ حاله"، وبقية بن الوليد مدلِّس، ولم يُصرِّح بتحديث، لا عن شيخه، ولا في كل طبقات السند، وعبد الله بن سالم هو أبو يوسف الحمصي، وثقه ابن حبان (7/ 36)، وقال الدارقطني: "من الأثبات". وقال النسائي: "ليس به بأسٌ". وقال عبد الله بن يوسف التنيسي: "ما رأيتُ أحداً أنبل في مروءته وعقله منه". وكذلك قال يحيى بن حسان التنسي، وابن جريج مدلِّسٌ وقد عنعنه.
فالإسناد ضعيفٌ جداً.
وأما حديث طلحة بن عمرو:
فأخرجه الطيالسي (2535) والحارث بن أبي أسامة (920 ـ زوائده) وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1526)، والخطابي في "العزلة" (ص 115)، والبيهقي في "الشعب" (8371)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) عن أبي عاصم النبيل، والحربي في "الغريب" (2/ 609) عن وكيع، والبزار (1922)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 322)، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 224 - 225) والقضاعي في
"مسند الشهاب" (629)، وابن الجوزي في "الواهيات" (1235)،
عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والطبراني في "الأوسط" (5641)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو الشيخ قي "الأمثال" (16) عن عثمان ابن عبد الرحمن، وابن عدي في "الكامل" (4/ 108) عن جرير بن حازم، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) عن معتمر بن سليمان، والقضاعي (631)، عن عمرو بن محمد العنقزي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 185)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (15)، عن النعمان بن عبد السلام، وابن الجوزي في "الواهيات" (1238)، عن أبي الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (110) عن علي بن مسهر، كلهم عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال البزار: "لا يُعلَمُ في: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، حديث صحيح".
وقال العقيلي (2/ 139):
"ليس في هذا الباب شيءٌ يَثبُتُ".
وقال ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 122):
"لا يصح من جهة النقل".
وقال البيهقي: "طلحة بن عمرو غير قوي، وقد روى هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها"!!
* قُلتُ: وإسناده ضعيف جداً، وطلحة بن عمرو متروك.
وتابعه ابن جريج فيما مضى، ولا يصح الطريق إليه.
وتابعه أيضاً محمد بن عبد الملك الأنصاري، فرواه عن عطاء بن
أبي رباح بهذا.
أخرجه ابن عدي (6/ 159) قال: حدثنا زيد بن عبد الله بن زيد، ثنا أحمد
بن محمد بن سيَّار، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الملك بهذا.
وابن عبد الملك ضعيفٌ جداً، كما قال ابن عدي، وكل أحاديثه مما
لا يتابعه الثقات عليه. ورواه الأوزاعي، عن عطاء مثله.
ولا يصح عن الأوزاعي. ومحمد بن خليد الذي يرويه عن عيسى بن يونس قال العقيلي (2/ 225): "يَضعُ الحديث" وكذلك قال ابن عدي.
قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 302، 303): "محمد بن خليد يقلب الأخبار، ويُسنِدُ الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وهذا الحديث هو حديث عيسى بن يونس، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، فجعل مكان طلحة: الأوزاعي".
ورواه يحيى بن أبي سليمان، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح بهذا.
أخرجه الخطيب في "تاريخه" (14/ 108)، وفي "الموضح" (2/ 10)
عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي حاتم في "العلل" (2431)، وابن عدي (7/ 2686)، والدارقطني في "فوائد أبي الطاهر الذهلي" (ج23/رقم 113)، والبيهقي في "الشعب" (8372) عن أبي سعيد مولى بني هاشم كليهما عن يحيى بن أبي يحيى بن أبي سليمان بهذا.
وقال أبو حاتم: "من الناس من يروي هذا الحديث، عن يحيى
بن أبي سليمان، عن رجل حدثه عن عطاء، وهذا الرجل الذي حدثه هو
طلحة ابن عمرو". وهذا الاضطراب من يحيى هذا، فقد ترجمه البخاري في "الكبير" (4/ 2/280)، وابن أبي حاتم (4/ 2/154 - 155)، ونَقلَ عن أبيه قال: "ليس بالقوي، مضطرب الحديث، يكتب حديثه".
ونقل ابن عدي عن البخاري قال: "منكر الحديث".
وأورد له ابن حبان في ترجمته (7/ 610) حديثاً منكراً، وهو ما رواه سعيد بن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي سليمان،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من حضر معصية فكرهها، فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فأحبها، فكأنه حضرها".
وأخرجه ابن عدي (7/ 2686)، والبيهقي (7/ 266) من هذا الوجه.
وقال البيهقي: "تفرد يحيى بن أبي سليمان وليس بالقوي".
وقال الذهبي في ترجمة "طلحة بن عمرو" (2/ 341): وتابعه يحيى بن أبي سليمان المكي، وهو دونه".
كذا قال: "المكي" بينما قال المزيُّ: "المدني".
وكذلك قال البخاري، وابن حبان.
أما الحاكم فقال: "من ثقات المصريين"! والقدْرُ الذي ذكره من ترجم له الحديث يدل على ضعفه، والله أعلم.
ورواه أيضاً: يزيد بن عبد الله القرشي، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
أخرجه ابن عدي (2/ 448) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم، ثنا مالك بن الخليل، حدثنا أبو علي الدارسي، ثنا يزيد بن عبد الملك بهذا، ورواه في إسناده: "ابن عمر".
وسنده واهٍ، وأبو علي الدارسي هو بشر بن عبيد.
قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الأئمة". وختم ترجمته بقوله: "وبشر بن عبيد الدارسي هذا، بيِّنُ الضعف أيضاً، ولم أجد للمتقدمين في كلاماً، ومع ضعفه أقل جُرماً من بشر بن إبراهيم الأنصاري؛ لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث، وضعها عليهم،، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروي عن ضعيف مثله، أو مجهول، أو محتمل، أو يروي عمن يرويه أمثالهم". انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه عثمان بن عبد الرحمن، قال: ثنا عطاء بهذا.
أخرجه بن عدي في "الكامل" (5/ 161) قال: حدثنا علي ابن إسماعيل بن أبي النجم، وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) قال: حدثنا عمرو بن الحسن الحلبي قالا: ثنا عامر بن سيار، ثنا أبو عمرو القرشي ـ عثمان بن عبد الرحمن ـ قال: حدثني عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً".
وعامر بن سيار ترجمه ابن حبان (8/ 502) وقال: "ربما أغرب". وعثمان بن عبد الرحمن، هو أبو عمرة البصري، قال ابن عدي: "منكر الحديث". وختم ترجمته بقوله: "عامة ما يرويه مناكير، إما إسناداً، وإما متناً". وناقضه الذهبي، فقال في "الميزان" (3/ 47): "وهم ابن عدي إنما هذا الوقاصي، لا الجُمحي".
وصدق الذهبي، لاسيما، وعامر بن سيار يقول: ثنا أبو عمرو القرشي وهذا ينطبق على الوقاصي، فكنيته: أبو عمرو، ونسبه ينتهي إلى
سعد بن أبي وقاص القرشي t ، والوقاصي أحد الهلكى.
وسماه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 282): "محمد بن عثمان
أبا عمرو القرشي".
وذكر الحديث في ترجمته، وغلطه الدارقطني فقال في "تعقباته على
ابن حبان" (ص 245): "قولُهُ: محمد بن عثمان خطأ، إنما هو عثمان بن عبد الله أبو عمرو الزهري الشامي، روى عنه عامر بن سيار وغيره".
كذا قال: "ابن عبد الله" والصواب أنه: "ابن عبد الرحمن" كما قال ابن عدي وغيره.
وله طرق عن أبي هريرة t :
1- الحسن البصري، عنه:
أخرجه ابن عدي (3/ 291) عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس والعقيلي (2/ 198) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد، وأبو نعيم في
"أخبار أصبهان" (2/ 217)، عن محمد بن زكريا قالوا ثنا سليمان بن كرَّان، ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
وسليمان بن كران ـ براءٍ مهملة آخره نون ـ ووقع عند العقيلي
وأبي نعيم "كرَّاز" آخره زاي، وهو وجهٌ في اسمه ـ وذكر الحافظ الذهبي في "الميزان" (2/ 221) أنه وقع في نسخه عتيقة لضعفاء العقيلي بالنون.
وصوب أبو الحسن بن القطان، وابن ماكولا (7/ 172) أنه "كراز"
براءٍ مثقلةٍ وزاي.
قال العقيلي: "الغالب على حديثه الوهم".
وأورد له ابن عدي حديثين ـ هذا أحدهما ـ ثم قال: "وهذا عن مبارك بهذا الإسناد، يرويه عنه سليمان بن كران ... وهذا الحديث يُحتمل عن مبارك بن فضالة، لأن مباركاً لا بأس به".
والحسن لم يسمع من أبي هريرة t :
2 ، 3- الأعرج وأبو يونس، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 146) قال: حدثنا عصمة ابن بجماك ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1381351#_ftn1)) بخاريُّ، حدثنا عيسى بن صالح المؤذن بمصر، ثنا روح ابن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن الأعرج، وأبي يونس، عن أبي هريرة مرفوعاً.
ثم رواه ابن عدي من طريق عيسى بن صالح مرة أخرى قال: ثنا روح بن صلاح، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً مثله.
قال ابن عدي: "وهذا الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف".
* قُلتُ: "توبع عيسى بن صالح على حديث ابن عمر.
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (87) قال: حدثنا أحمد بن يحيى ابن خالد، قال: نا روح بن صلاح بهذا الإسناد بلفظ:
"زوروا غبّاَ ... ". وقال: "لم يروِ هذا الحديث عن نافع، إلا يزيد بن أبي حبيب، ولا عن يزيد ابن لهيعة، تفرد به: روح بن صلاح".
وروح بن صلاح قال ابن عدي: "يقال له: ابن سيابة، ضعيف".
وكذلك ضعفه الدارقطني، ووثقه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات" وابن لهيعة سيء الحفظ، فالإسناد ضعيفٌ جداً.
4 - أبو سلمة، عنه:
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 115) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن الجارود، ثنا هلال بن العلاء، ثنا معمر بن مخلد السروجي، ثنا عبدةُ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً.
وعبد الرحمن بن محمد ترجمه أبو نعيم في موضع الحديث، ولم يذكر فيه شيئاً. ومعمر ـ ويقال: مُعَمَّرٍ بتشديد الميم ـ ابن خلدون السروجي من رجال "التهذيب" ووثقه النسائي، وترجمه ابن أبي حاتم (4/ 1/259)، ولم يذكر فيه شيئاً. وذكر أبو علي القشيري في "تاريخ الرقة" (ص 169): أنه مات بملطية سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وبقية رجاله معروفون،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو عندي غريب جداً، ولعل آفته ابن الجارود هذا، فلست أعرف من حاله شيئاً.
ورواه ابن عُلاثة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً مثله:
أخرجه العسكري ـ كما في "المقاصد" (ص 233).
وهذا حديثٌ منكر عن الأوزاعي.
وابن عُلاثة، هو: محمد بن عبد الله بن عُلاثة، قال الحاكم: "ذاهب الحديث، يروي عن الأوزاعي وغيره أحاديث موضوعة".
وكذلك قال ابن حبان:
وقال البخاري: "في حديثه نظر".
أما ابن معين فوثقه، وابن سعد، ومشاه ابن عدي، ولكنه لا يفيده في هذا الموضع؛ لأن روايته هنا عن الأوزاعي.
5 - إسماعيل بن وردان، عنه:
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1077)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (2/ 254) قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن علي الطبري، قال: حدثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني، نا عبد الله بن مطاع، ثنا عبد الملك الدماري، عن زهير الخراساني، عن إسماعيل بن وردان،
عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله r من بيت عائشة فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته، فالتفت إليَّ ثم قال: "يا أبا هريرة زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً".
وعبد الملك هو ابن محمد الدماري أبو هشام ويقال: أبو العباس وقال الذهبي: وقيل: ابن عبد الرحمن، أبو الزرقا الصنعاني، ويقال: هما شيخان رويا عن الأوزاعي، وروى عنهما عمرو بن عليّ".
وكذلك قال المزي في "التهذيب" (18/ 335 - 336).
وقال أبو زرعة الرازي: "منكر الحديث".
وقال أبو حاتم: "ليس بقوي".
كذا في "الجرح والتعديل" (2/ 2/356) ونقل عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: ثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الدماري وكان ثقة". ونقل المزي في "التهذيب" أن الفلاس قال في موضع آخر: "كان صدوقاً". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 386) وفرق البخاري وأبو حاتم بين أبي العباس
وأبي هشام. وزهير الشامي هو ابن محمد التميمي، وهو صدوق في نفسه، ولكن أهل الشام رووا عنه مناكير، كما قال أحمد، وابن معين، والبخاري، وهذه منها.
وإسماعيل بن وردان لم أجد له ترجمة، فليحرَّر، فلعله نُسِبَ إلى جده
والله أعلم.
6 - محمد بن سيرين، عنه:
أخرجه الخلعي في "الفوائد" كما في "المقاصد الحسنة" (ص 233)،
من طريق عون بن سنان الحكم، عن أبيه، عن يحيى بن عتيق،
عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً.
* قُلتُ: وقوله: "عون بن سنان بن الحكم" لعله خطأ من الناسخ، صوابه: عون بن الحكم بن سنان، وهو مترجم عند ابن حبان (8/ 516)، وأبوه ضعيفٌ، ولعله واهٍ. فقد قال البخاري: "عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس له كبير إسناد". وضعفه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم. وقال أبو حاتم: عنده وهمٌ كبيرٌ، وليس بالقوي، ومحله الصدق، ويُكتبُ حديثه".
واعلم أن لهذا الحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، منهم:
علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرة، وأبو ذر، وحبيب بن سلمة، ومعاوية بن حيدة، وجابر بن عبد الله، وعائشة، وأنس، وابن عباس، وأبو الدرداء رضي الله عنهم، ولا يصح حديثٌ واحدٌ من هذه الأحاديث، وقد تقدم عن ثلاثة من الحفاظ أنهم قالوا:
لا يثبت في هذا المعنى شيء. وقال حفاظ آخرون نفس مقالتهم، وقد جمع طرقه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في "جزء وتتبعها الحافظ ابن حجر في جزءٍ له سماه: "الإنارة بطرق غب الزيارة". كما قال السخاوي في "المقاصد" (ص 233) وقال: "وبمجموعها يتقوى الحديث. وكذا قال! مع أن ظاهر كلام الحافظ في "الفتح" (10/ 498 - 499) يخالف ذلك إذ قال: "وكان البخاري رَمَزَ بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً
تزدد حُبّاً". وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر،
وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي بزرة، وهبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حيدة، وقد جمعتها في جزء مفرد، وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور" والخطيب في "تاريخ بغداد" والحافظ بن محمد أبو محمد بن السقاء في "فوائده"
من طريق أبي عقيل يحيى ابن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب
بن أبي ثابت، عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وهو صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ وأغرب" قلت ـ يعني الحافظ ـ: واختلف عليه في رفعه ووقفه، وقد رفعه أيضاً يعقوب بن شيبة، عن جعفر بن عون، ورويناه في "فوائد أبي محمد بن السقاء" أيضاً عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن جده يعقوب. واختلف فيه على جعفر بن عون، فرواه عبد بن حميد في "تفسيره"، عنه عن أبي جناب الكلبي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير موقوفاً في قصة له مع عائشة.
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" من طريق عبد الملك بن أبي سليمان،
عن عطاء قال: "دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت: يا عبيد
بن عمير ما يمنعك أن تزورنا؟ قال: قول الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال عبيد بن عمير: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. فقال: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ، فذكرت الحديث في صلاته". انتهى
* قلتُ: فإذا كان أقوى طرقه باعتراف الحافظ قد وقع فيه من الاختلاف المؤثر ما قد رأيت، فما بالك بما غاب عنك، وقد مر بك حديث
أبي هريرة.
أما حديث عبد الملك بن أبي سليمان، والذي ذكره الحافظ:
فأخرجه ابن حبان (523 ـ موارد) قال: أخبرنا عمران بن موسى
وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" (200 - 201) قال: حدثنا الفريابي
ـ هو جعفر ـ قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن زكريا إبراهيم بن سويد النخعي، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمَّه! كما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً" قال: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه. قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله r ؟ قال فسكت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي قال: "يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي" قلتُ: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك. قالت: فقام وتطهر، ثم قام يُصلي، فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجرّهُ. قالت: وكان جالساً، فلم يزل يبكي r حتى بلَّ لحيته. قالت: ثم بكى حتى بلَّ الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي! وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آية، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها:} إنَّ في خلقِ السمواتِ ... {[آل عمران: 190] الآية كلها.
وليس عند أبي الشيخ محلُّ الشاهد منه، وسنده جيد.
ووقع في "مطبوعة ابن حبان" (620 ـ الإحسان): "رطانتكم" بدل "بطانتكم"، والذين نقلوا عن ابن حبان قالوا: الثاني.
وأخرج عبد بن حميد ـ كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 164)، وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص 190 - 191)، عن جعفر بن عون وابن أبي الدنيا في "التفكر والاعتبار" ـ كما في "ابن كثير" ـ، وفي "الإخوان" (105)، وابن مردويه في "تفسيره" عن حشرج بن نباتة الواسطي، والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 225)، والأصبهاني في "الترغيب" (1924)، عن حكيم
بن خذام، كلهم عن أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حية، عن عطاء بن أبي رباح قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير ومعنا عبد الله بن عمر على عائشة رضي الله عنها فقالت: ما منعك من إتياننا، فإنا نحب زيارتك وغشيانك؟ قال: لما قال الأول: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً"، فضرب عبد الله
بن عمر على فخذه وقال: دعونا من أباطيلكم. حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله r وذكر الحديث.
وأبو جناب الكلبي ضعيف مدلس، وقد صرح بالتحديث عند أبي الشيخ، ثم هو مُتَابَعٌ كما رأيت، لكنه جعل قوله: "دعونا من أباطيلكم" من قول
ابن عمر رضي الله عنهما. فهذا هو الصحيح في هذا الحديث، ورجحه العقيلي فقال: "هذا أولى" والله أعلم.
(تنبيه): تعقب البدر العيني في "العمدة" (22/ 145) كلام الحافظ المتقدم حيث قال: كان البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: "زُرْ غِبّاً تزدد حُبّاً". فقال العيني: قال بعضهم ـ وهو يعني الحافظ وساق كلامه ـ ثم قال: هذا تخمين في حق البخاري لأنه حديث مشهور، رُويَ عن جماعة من الصحابة ... وساق أسماءهم، ثم قال: ورواه الحاكم في "تاريخ نيسابور"، والخطيب في "تاريخ بغداد" بطريق قوي ... إلخ". انتهى
* قلتُ: وهذا اختصارٌ مُخِلٌّ لكلام الحافظ: "أقوى طرقه ما رواه الحاكم ... إلخ، وكلام الحافظ أدق بلا ريب، فقوله: "أقوى طرقه" لا تساوي "بطريق قوي" كما لا يخفى. فقوله: "أقوى طرقه" لا يستلزم منه أنه قويٌ، بل يحتمل أن يكون أخفه ضعفاً، كقول الناقد وأصح شيء في الباب كذا، وهذا لا يقتضي منه أن يكون صحيحاً ومع ذلك فقد وقع في هذا التخمين في مواضع من "شرحه" ذكرتُ نماذج منها في "صفو الكدر، في المحكمة بين العيني وابن حجر" وهو على وشك التمام، يسر الله ذلك بفضله ومَنِّهِ، وقد ظهر لي بجلاء ما بين الرجلين من التفاوت في صناعة الحديث، والنظر في علله والحكم على رجاله، وهذا الذي ذكرته كأنه محل إجماع بين كل العلماء الذين جاءوا بعدهما. فمن عجب أن يقول شيخ الجهمية، وإمام متعصبة الحنفية في العصر الحديث .. محمد زاهد الكوثري، وهو يقارن بين شرحي الحافظ والعيني يقول: "وليس الشهاب في كل حين بثاقب، بينما البدر ملتمع الأنوار من كل جانب" وهذه حذلقة لفظية لا طائل تحتها، إذ أن الشهاب لا يكون إلا ثاقباً، وهذا الكلام مني لا ينفي أن يكون لكتاب "البدر" بعض ما يميزه على كتاب "الشهاب"، وقد ذكرت بعضه في المصدر
نفس المصدر السابق
([1]) هو: عصمةُ بن أبي عصمة أبو عمرو البخاري، مترجم في "تاريخ دمشق" (42/ 285) ولم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 12:41]ـ
8 - دخلت مع بعض أضيافي مسجد البلدة بعد انقضاء صلاة العشاء، فأقيمت الصلاة فاعتزلنا بعض الأضياف وقال:
إن الجماعة الثانية في المسجد لا تجوز، وصلى منفرداً عنا،
فهل ما فعله صحيح؟
والجواب: إن كان قصد بعدم الجواز أن الصلاة باطلة، فهذا قولٌ ظاهر الخطأ لم يقل به أحدٌ من أهل العلم فيما أعلم، ويدل على ذلك قول
النبي r: " تفضل الصلاة في الجميع على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين". ورواه عن النبي r جمع من الصحابة كابن مسعود وأبي هريرة وأبي سعيد وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، وفي حديث ابن عمر: "سبعاً وعشرين" ولو قال النبي r : " لا تجزئ" لدل على البطلان، وإن قصد الكراهة فهذا أحد قولي العلماء وبه قال ابن عون، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حنيفة، ومالك، وابن المبارك، والشافعي، وعبد الرزاق بن همام صاحب "المصنف"، وأحمد في إحدى الروايات لكنه خصه بالحرمين.
والمذهب الآخر، وهو: جواز الجماعة الثانية وأنه لا كراهة فيها، وهذا قول أحمد وهو الصحيح عند الحنابلة، وإسحاق، وأبي يوسف ومحمد،
وداود بن علي، وأبي ثور، وهو قول جمهرة من علماء الحديث كالدارمي، وأبي داود، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان وابن المنذر، والحاكم، وابن حزم وغيرهم.
فقال الدارمي ومن يأتي ذكره بعد ما رووا حديث أبي سعيد الخدري t
عن النبي r وقد أبصر رجلاً يصلي وحده: "ألا رجل يتصدق على هذا
فيصلي معه".
قال الدارمي: باب صلاة الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة.
وقال أبو داود: باب الجمع في المسجد مرتين.
وقال الترمذي: باب الجماعة في مسجد قد صلى فيه.
وقال ابن خزيمة: باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي جُمع فيه مرة، ضد قول من زعم أنهم يصلون فرادى، إذا صُلِّي في المسجد
جماعة مرة.
وقال ابن حبان: ذكر الإباحة لمن صلى في مسجد الجماعة أن يصلي فيه مرة أخرى جماعة.
وقال ابن المنذر: ذكر الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي
جُمِع فيه.
قُلتُ: وهذا هو الصواب كما يأتي إن شاء الله تعالى.
وقد احتج القائلون بالمنع بأدلة منها:
1 - ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4601) قال: حدثنا عبدان بن أحمد، وأيضاً (6820) قال: حدثنا محمد بن هارون، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2398) قال: حدثنا محمد بن الفيض الغساني قال ثلاثتهم: ثنا هشام بن خالد الدمشقي، قال: نا الوليد بن مسلم قال: أخبرني أبو مطيع معاوية بن يحيى، عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن رسول الله r أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة، فوجد الناس قد صلوا، فمال إلى منزله فجمع بأهله فصلى بهم.
قال الطبراني: "لم يَروِ هذا الحديث عن خالد الحذاء إلا معاوية بن يحيى، ولا رواه عن معاوية إلا الوليد بن مسلم، تفرد به هشام بن خالد، ولا يُروى عن أبي بكرة إلا بهذا الإسناد".
وقال ابن عدي: "وهذا عن خالد الحذاء لا يرويه غير معاوية".
قالوا: ووجه الدلالة من الحديث أن النبي r لما فاتته الجماعة الأولى رجع إلى بيته وصلى بأهله جماعة، ولو جاز أن يصلي في المسجد مرة أخرى بعد جماعة الإمام، لما عدل عن المسجد لفضله، وفي العادة سيجد من يُصلي معه ممن كان يصحبه، أو من الماكثين في المسجد.
2 - ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعاً: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أن يجد عظماً سميناً لشهدها" يعني صلاة العشاء.
قالوا: ووجه الدلالة من هذا الحديث أن الجماعة الثانية لو كانت مشروعة لما حرق بيوتهم، ولجاز لهذا المتخلف أن يتذرع بذلك ويقول: سأصلي في الجماعة الثانية، فثبت بذلك أن وجوب الإتيان إلى الجماعة الأولى يستلزم كراهة الثانية في المسجد الواحد، ثم أن تكرار الجماعة في المسجد الواحد يؤدي إلى تقليل الجماعة الأولى وهذا غير مستحب.
3 - ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج9/رقم 9380) عن عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (ج2/رقم 3883) عن مَعْمَرٍ، عن حماد،
عن إبراهيم، أن علقمة والأسود أقبلا مع ابن مسعود إلى المسجد فاستقبلهم الناس قد صلوا، فرجع بهما إلى البيت فجعل أحدهما عن يمينه
(يُتْبَعُ)
(/)
والآخر عن شماله ثم صلى بهما.
قالوا: وهذا إسناد جيد.
ووجه الدلالة منه على المطلوب واضح.
قالوا: وكذلك ورد ذكر كراهة الجماعة الثانية في المسجد الذي صُلِّي فيه مرةً عن جماعة من التابعين منهم: الأسود بن يزيد، وسالم بن عبد الله ابن عمر، والحسن البصري، والقاسم بن أبي بكر، وأبو قلابة الجرمي
في آخرين.
* قُلتُ: هذا هو أظهر أدلة المانعين، وثمَّ معنى آخر أظهره الإمام الشافعي رحمه الله، ولم يطنب أحدٌ في ذكر المنع مثله رحمه الله تعالى.
فقال في "الأم" (2/ 292): "وكل جماعة صلى فيها رجل في بيته، أو في مسجد صغير، أو كبير قليل الجماعة أو كثيرها، أجزأت عنه، والمسجد الأعظم، وحيث كثرة الجماعة أحب إليَّ، وإن كان لرجلٍ مسجدٌ يُجمعُ فيه، ففاتته فيه الصلاة فإن أتى مسجد جماعة غيره، كان أحب إليَّ؛ وإن لم يأته وصلى في مسجد منفرداً، فحسنٌ، وإذا كان للمسجد إمامٌ راتبٌ ففاتت رجلاً أو رجالاً فيه الصلاة صلوا فُرادى، ولا أحب أن يصلوا فيه جماعة، فإن فعلوا أجزأتهم الجماعة فيه، وإنما كرهت ذلك لهم؛ لأنه ليس مما فعل السلف قبلنا، بل قد عابه بعضهم.
قال: وأحسب كراهة من كره ذلك منهم إنما كان لتفرق الكلمة، وأن يرغب رجل عن الصلاة خلف إمام جماعة فيتخلف هو ومن أراد عن المسجد في وقت الصلاة، فإذا قضيت دخلوا فجمعوا، فيكون في هذا اختلاف وتفرق كلمة، وفيهما المكروه. وإنما كره هذا في كل مسجد له إمام ومؤذن. فأما مسجدٌ بُني على ظهر الطريق، أو ناحية لا يؤذن فيه مؤذن راتب ولا يكون له إمام معلوم ويصلي فيه المارة، ويستظلون، فلا أكره ذلك فيه؛ لأنه ليس فيه المعنى الذي وصفت من تفرق الكلمة، وأن يرغب رجالٌ عن إمامة رجل، فيتخذون إماماً غيره.
وإن صلى جماعة في مسجد له إمام، ثم صلى فيه آخرون في جماعة بعدهم كرهت ذلك لهم، لما وصفت وأجزأتهم صلاتهم". انتهى
* قُلتُ: والجواب عن أدلتهم من حيث ترتيبها أن يقال:
أما الدليل الأول وهو: أن النبي r لما فاتته الصلاة صلى في بيته فلا يصح، ففي إسناده معاوية بن يحيى الأطرابلسي أبو مطيع، وقد وثقه غير واحد، وضعفه ابن معين في رواية، وأبو القاسم البغوي، والدار قطني، وأورد له ابن عدي هذا الحديث مما استُنكِرَ عليه، ولا جرم، فإن مثل
خالد بن مهران الحذاء في كثرة أصحابه الثقات، لا يحتمل لمثل معاوية
بن يحيى أن يتفرد عنه بخير، فإن هذا من علامة الحديث المنكر، ثم الوليد بن مسلم لم يصرح في كل طبقات السند، وكان من المشهورين بتدليس التسوية.
أما الدليل الثاني: فما أصحه من دليل، ولكن لا يتم الاستدلال به على المطلوب؛ لأنه لم يتذرع أحد أصلابه بأنه سيصلي في الجماعة الثانية، بل لعل هذا الفهم لم يخطر لأحد منهم على بال، ومن البين أن الذين قصدهم النبي r بهذا التحريق هم جماعة من المنافقين، كما أخرجه البخاري (2/ 141) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً: "ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيها لأتوها ولو حبواً، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شُعلاً من نار، فأحرق على من لم يخرج إلى الصلاة يعدُ".
وذكر الحافظ في "الفتح" (2/ 141) أنه وقع للكشميهني بدل "بعدُ": "يقدِرُ" أي: لا يخرجُ وهو يقدر على المجيء إلى المسجد. انتهى
أما لماذا همَّ النبي r على تحريق بيوتهم ولم يفعل؟
فالجواب: أن في هذه البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة مثل
النساء والصغار.
أما الدليل الثالث: وهو أثر ابن مسعود t فليس إسناده جيداً كما قلتم،
فإن فيه جماد بن أبي سليمان وهو كما قال أبو حاتم: "مستقيم في الفقه،
فإذا جاء الآثار شوش".
وكلام العلماء فيه يدل على أنه ليس بعمدةٍ في الحفظ.
وقد اختلف عليه، وخولف فيه.
أما الاختلاف عليه، فقد رواه حماد بن زيد، عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، عن ابن مسعود أنه صلى بعلقمة والأسود، فقام بينهما ولم يقل: إن ابن مسعود أتى المسجد فوجد الناس قد صلوا فرجع إلى البيت فصلى.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج9 / رقم 9383) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج، ثنا حماد، عن حماد بهذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا إسنادٌ منقطع بين إبراهيم النخعي، وابن مسعود، وهو محمولٌ على أن إبراهيم تلقاه عن علقمة أو الأسود، أو عنهما جميعاً.
وقد أخرجه الطبراني أيضاً (9382) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز،
ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي، عن علقمة،
أن ابن مسعود صلى به وبالأسود فقام بينهما.
أما أنه خولف فيه .. فقد خالفه الأعمش، فرواه عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا. قال: فقوموا فصلوا، فلم يأمرنا بأذان ولا إقامة. قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. قال فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال: فضرب أيدينا وطبق بين كفيه، ثم أدخلهما بين فخذيه. قال: فلما صلى قال: إنه سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها، ويخنقونها إلى شرق الموتى، فإذا رأيتموهم قد فعلوا ذلك، فصلوا الصلاة لميقاتها، واجعلوا صلاتكم معهم سُبحة، وإذا كنتم ثلاثة فصلوا جميعاً، وإذا كنتم أكثر من ذلك فليؤمكم أحدكم، وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه، وليجناً، وليطبق بين كفيه، فلكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول الله r فأراهم.
أخرجه ابن أبي شيبة (2303، 7673)، ومسلم (534/ 26)، وأبو داود (868)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1176)، والبيعقي (2/ 83)
عن أبي معاوية، ومسلم (534/ 27) وأبو نعيم (1178) عن جرير
بن عبد الحميد، ومسلم أيضاً.
وأبو عوانة (1803) عن علي بن مسهر، ومسلم (534/ 27) عن مقضل بن فضالة، والنسائي (2/ 50، 183 - 184) وأحمد (1/ 447) عن شعبة، والنسائي (2/ 49 - 50) وابن خزيمة (1636)، وابن حبان (1874)، والهيثم بن كليب في "المسند" (368)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1176) عن عيسى بن يونس، وعبد الرزاق في "المصنف" (ج2/رقم 3884)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (ج9 / رقم 9381) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (2554)، وأبو نعيم (1176) عن محمد بن فضيل، وأبو عوانة (1804) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 229) عن حفص بن غياث، وأبو عوانة (1805) عن زهير بن معاوية، كلهم عن الأعمش بهذا الإسناد.
وكذلك رواه منصور بن المعتمر، عن إبراهيم بهذا.
أخرجه مسلم (5340/ 28) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والبزار في "المسند" (1479 ـ البحر)، وابن صاعد في "مسند ابن مسعود" (ق 32/ 2)، وأبو نعيم (1178) عن محمد بن عثمان بن كرامة
وأبو عوانة (1806) قال: حدثنا أبو أمية ـ هو الطرسوسي ـ والطحاوي (1/ 229) قال: قنا علي بن شيبة، والهيثم بن كليب (367) عن سليمان
بن معبد، وقالوا: ثنا عبد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن منصور بهذا.
قال البزار: "لا نعلم رواه عن منصور بهذا الإسناد إلا إسرائيل".
* قلت: فقد رأيت أنه لم يقع في روايتهما ذكرٌ لإتيان ابن مسعود المسجد فوجد الناس قد صلوا فانصرف وصلى في بيته، وهو الشاهد الذي اتكأ عليه من منع تكرار الجماعة في المسجد، فتكون رواية حماد بن أبي سليمان منكرة، والله أعلم.
وقد ورد عن ابن مسعود ما يخالف ذلك.
فأخرج ابن أبي شيبة (7182) قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، أن ابن أبي مسعود دخل المسجد، وقد صلوا فجمع بعلقمة ومسروق والأسود.
وإسناده منقطع، وسلمة بن كهيل لم يلق أحداً من أصحاب النبي r إلا جُندُبَاً وأبا جُحيفة، كما قال عليِ بن المديني وابن معين، ووُلِدَ سلمة بن كهيل سنة (47)، وابن مسعود مات في خلافة عثمان.
وأما ما ذكروه عن الحسن البصري قال: كان أصحاب محمد r إذا دخلوا المسجد وقد صُلِّى فيه، صلوا فُرادى.
أخرجه ابن شيبة (7188) قال: حدثنا وكيع، عن أبي هلال، عن كثر، عن الحسن فذكره.
وهذا إسنادٌ ضعيف بل منكر .. وأبو هلال الراسبي محمد بن سليم
تَعرِفُ وتُنكِرُ. وقد رواه بإسناد صحيح عن الحسن من قوله.
أخرجه عبد الرزاق (3426) عن الثوري، وابن أبي شيبة
(7189، 7186) عن هيثم بن بشير، وإسماعيل بن عُليَّة، ثلاثتهم عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: يصلون فرادى، وعن عبد الرزاق: وحداناً، قال عبد الرزاق: وبه يأخذ الثوري، وبه نأخذ أيضاً.
فالصحيح: أنه من قول الحسن، وليس فيه ذكر أصحاب النبي r .
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم يبق إلا ما ذكروه عن بعض التابعين، فيعارضون بمثل عددهم وزيادة من التابعين مثل عُدي بن ثابت، وعطاء بن أبي رباح، ومكحول، وسلم بن عطية، وقتادة، بل نُقِل عن الحسن أنه كان لا يرى بأساً أن تُصلى الجماعة بعد الجماعة في مسجد الكلاء بالبصرة.
أخرجه ابن أبي شيبة (7176) قال: ثنا حفص، عن أشعث، عن الحسن، وهذا سند جيد.
بل أظهر الحسن علة لترك إقامة الجماعة الثانية:
فأخرج ابن أبي شيبة (7177) قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا منصور، عن الحسن قال: إنما كانوا يكرهون أن يجمعوا مخافة السلطان.
وهذا إسنادٌ صحيح. ووجه هذا الكلام عندي أن الذين كانوا يرغبون عن إمام المسجد هم أهل البدع والأهواء، فخشيَّ أهل السنة إن فعلوا ذلك أن يُظنَّ أنهم من أهل البدع فيوقعون بهم العقوبة.
فهذا يدل على أن أصل المسألة عند الحسن هو الجواز.
ثم وثقت على كلام لابن عبد البر رحمه الله بهذا المعنى، فقال في "الاستذكار" (4/ 64 - 65): "هذه المسألة ـ يعني الجماعة الثانية ـ لا أصل لها إلا إنكار أهل الزيغ والبدع، وألا يُتركوا وإظهار نحلتهم، وأن تكون كلمة السنة والجماعة هي الظاهرة؛ لأن أهل البدع كانوا يرتقبون صلاة الإمام، ثم يأتون بعده، فيجمعون لأنفسهم بإمامهم، فرأى أهل العلم
أن يُمنعوا من ذلك، وجعلوا الباب باباً واحداً، فمنعوا منه الكل، والأصل
ما وصفتُ لك". انتهى
يعني: من الجواز، وهذا يدلك على أن المنع كان سداً للذريعة.
ونقل ابن حزم في "المحلى" (4/ 237) قول مالك: "لا تُصلَّى فيه جماعة أخرى، أن لا يكون له إمامٌ راتبٌ، واحتج له مقلدوه بأنه قال هذا قطعاً لأن يفعل ذلك أهل الأهواء" ثم ردَّ على ذلك قائلاً: "ومن كان من أهل الأهواء لا يرى الصلاة خلف أئمتنا، فإنهم يصلونها في منازلهم ولا يعتدُّون بها في المساجد مبتدأة أو غير مبتدأة مع إمام من غيرهم، فهذا الاحتياط لا وجه له، بل ما حصلوا إلا على استعجال المنع مما أوجبه الله تعالى من أداء الصلاة في جماعة، خوفاً من أمر لا يكاد يوجد ممن لا يبالي باحتياطهم".انتهى
وقد أبدى البيهقي رحمه الله علة أخرى لكراهة الحسن فقال في "سننه الكبير" (3/ 70):
"كراهية الحسن البصري محمولة على موضع يكون الجماعة فيه بعد أن صُلِّيَ: تفرُّقُ الكلمة".
وقد بوَّب البيهقي على هذا الأثر وغيره بقوله: "باب الجماعة في مسجد قد صُلَّى فيه، إذا لم يكن فيها تفرق الكلمة" وكذلك قال في "المعرفة" (4/ 113).
* قُلتُ: وفي هذا بيان للعلة التي ذكرها الشافعي في كلامه وبنى عليها فتواه بكراهية الجماعة الثانية، وهي خشية أن تتفرق الكلمة، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، وهذا المعنى مفقود في زماننا هذا، وإن كان ملحوظاً في زمان السابقين، فنحن الآن في زمن تَركَ فيه كثيرٌ من الناس الصلاة، فقلَّ من الناس ـ بسبب الجهل والتفلت ـ من يلاحظ هذا المعنى الذي رآه الشافعي.
ولستُ أُنكِرُ أن تؤدي الإباحة إلى بعض ما كرهه الشافعي، وقد وقع التنبيه على هذا في كلام الشيخ المحدث النبيل أبي الأشبال أحمد شاكر، فقال في حاشيته على "سنن الترمذي" (1/ 431 - 432):
"والذي ذهب إليه الشافعي من المعنى في هذا الباب صحيحٌ جليلٌ، يُنبئ عن نظر ثاقب، وفهم دقيق، وعقل درَّاك لروح الإسلام ومقاصده، وأول مقصد للإسلام، ثم أجلُّه وأخطرُهُ: توحيد كلمة المسلمين، وجمع قلوبهم على غاية واحدة .. وهي إعلاء كلمة الله وتوحيد صفوفهم في العمل لهذه الغاية، والمعنى الروحي في هذا اجتماعهم على الصلاة، وتسوية صفوفهم فيها أولاً، كما قال رسول الله r : " لتُسَوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم"، وهذا شيء لا يدركه إلا من أنار الله بصيرته للفقه في الدين، والغوص على درره، والسمو إلى مداركه، كالشافعي وأضرابه، وقد رأى المسلمون بأعينهم آثار جماعتهم في الصلاة
(يُتْبَعُ)
(/)
واضطراب صفوفهم، ولمسوا ذلك بأيديهم، إلا من بطلت حاسته وطُمِسَ على بصره، وإنك لتدخل كثيراً من مساجد المسلمين فترى قوماً يعتزلون الصلاة مع الجماعة ـ طلباً للسنة كما زعموا ـ ثم يقيمون جماعات أخرى لأنفسهم، ويظنون أنهم يقيمون الصلاة بأفضل مما يقيمها غيرهم، ولئن صدقوا لقد حملوا من الوزر ما أضاع صلاتهم، فلا ينفعهم ما ظنوه من الإنكار على غيرهم قي ترك بعض السنن أو المندوبات، وترى قوماً آخرين يعتزلون مساجد المسلمين، ثم يتخذون لأنفسهم مساجد أخرى، ضراراً وتفريقاً للكلمة، وشقاً لعصا المسلمين، نسأل الله العصمة والتوفيق، وأن يهدينا إلى جمع كلمتنا، إنه سميع الدعاء.
وهذا المعنى الذي ذهب إليه الشافعي لا يعارض حديث الباب، فإن الرجل الذي فاتته الجماعة لعذرٍ، ثم تصدق عليه أخوه من نفس الجماعة بالصلاة معه ـ وقد سبقه بالصلاة فيها ـ هذا الرجل يشعر في داخلة نفسه كأنه متحدٌ مع الجماعة قلباً وروحاً، وكأنه لم تفته الصلاة. وأما الناس الذين يُجمِّعون وحدهم بعد صلاة جماعة المسلمين فإنما يشعرون أنهم فريق آخر، خرجوا وحدهم، وصلوا وحدهم.
وقد كان من تساهل المسلمين في هذا، وظنهم أن إعادة الجماعة في المساجد جائزة مطلقاً أن فشت بدعةٌ منكرةٌ في الجوامع العامة، مثل الجامع الأزهر والمسجد المنسوب للحسين عليه السلام وغيرهما بمصر، ومثل غيرهما في بلاد أخرى، فجعلوا في المسجد الواحد إمامين راتبين
أو أكثر، ففي الجامع الأزهر ـ مثلاً ـ إمام للقبلة القديمة، وآخر للقبلة الجديدة، ونحو ذلك في مسجد الحسين عليه السلام، وقد رأينا فيه
أن الشافعية لهم إمامٌ يصلي بهم الفجر في الغلس، والحنفيون لهم آخرٌ يصلي الفجر بإسفار، ورأينا كثيراً من الحنفيين من علماء وطلاب
وغيرهم ينتظرون إمامهم ليصلي بهم الفجر، ولا يُصلون مع
إمام الشافعيين والصلاة قائمة، والجماعة حاضرة، ورأينا فيهما
وفي غيرهما جماعات ُقام متعددة في وقتٍ واحدٍ، وكلهم آثمون،
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، بل قد بلغنا أن هذا المنكر كان في الحرم المكي، وأنه كان يُصلي فيه أئمة أربعة، يزعمون للمذاهب الأربعة، ولكنا لم نر ذلك، إذ أننا لم ندرك هذا العهد بمكة، وإنما حججنا في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وسمعنا أنه أبطل هذه البدعة، وجمع الناس في الحرم على إمام واحدٍ راتبٍ، ونرجو أن يوفق الله علماء الإسلام لإبطال هذه البدعة من جميع المساجد في شتى البلدان، بفضل الله وعونه، إنه سميعٌ مُجيبُ الدعاء". انتهى
* قُلتُ: فلو وقع في مجتمع من الناس، ما خشي منه الشافعي، فلا شك في كراهية الجماعة الثانية، ولكن أين زماننا من زمن أسلافنا، وحيث كان الإسلام هو الحاكم، ورأبته تظلل الممالك والدول، ويمشي الفرد بأمان الإسلام، أما في زماننا فقد أطلت البدعُ علينا من كل صوب وتهجموا على مصادرنا الأصلية، وأظهروا عُوارَها ـ زعموا ـ حتى بلغ السيل الرُّبى، والله المستعان. لكن ـ كما قُلتُ لك ـ قلَّ من يلحظ المعنى الذي خشيَّ الشافعي مغبته.
أما العلة الثانية التي وقعت في كلام الشافعي رحمه الله، وأسس عليها حكمه بكراهة الجماعة الثانية، فهي قوله: "وإنما كرهت ذلك لهم لأنه ليس مما فعل السلف قبلنا". انتهى
ولا شك أن التعليل بهذا قويٌ ومؤثرٌ، لكننا وجدنا من السلف قبلنا من فعل هذا، وقد نص الترمذي على ذلك فقال: "وهو قولُ غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي r وغيرهم من التابعين". انتهى
بل قد حدث هذا في زمان النبي r ، فقد روى سليمان الناجي، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: جاء رجل وقد صلى النبي r فقال: "أيكم يتَّجر على هذا؟ " فقام رجل فصلى معه.
أخرجه الترمذي (220)، وابن خزيمة (1932)، وابن أبي شيبة (2/ 320)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (4/ 238)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) عن عبدة بن سليمان، وأحمد (3/ 45) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وأحمد أيضاً (3/ 5)، وأبو يعلي (1057)، وابن حبان (2399) عن ابن أبي عدي، وعبد بن حميد في "المنتخب" (936)، والبيهقي (3/ 69) عن محمد بن يشر العبدي، كلهم عن سعيد بن
أبي عروبة، عن سليمان الناجي بهذا الإسناد.
قال ابن حزم: "لو ظفروا بمثل هذا، لطاروا به كل مطار".
يعني: لصحته وظهور دلالته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوبع سعيد بن أبي عروبة.
تابعه وهيب بن خالد، فرواه عن سليمان الناجي بسنده سواء.
أخرجه أبو داود (574)، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 67)، والحاكم (1/ 209)، والبيهقي (3/ 68 - 69) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، وأحمد (3/ 64)، والدارمي (1/ 258)، والبيهقي في "المعرفة" (5629) عن عفان بن مسلم والدارمي (1/ 258)،
وابن الجارود في "المنتقى" (330)، والبيهقي في "سننه" (3/ 68)،
وفي "المعرفة" (5628) عن سليمان بن حرب، والطبراني في "الصغير" (606، 665) عن عبد الله بن معاوية الجُمَحي، كلهم عن وهيب بن خالد، عن سليمان الناجي بهذا.
قال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسليمان الأسود هذا هو سليمان بن سحيم، وقد احتج به مسلم وبأبي المتوكل، وهذا الحديث أصلٌ في إقامة الجماعة في المساجد مرتين".
* قلتُ: كذا قال! وسليمان الناجي ليس هو ابن سحيم، ويقال: سليمان الأسود أبو محمد البصري كما ذكر البخاري في "علل الترمذي الكبير"
(ص 210)، وثقه ابن معين، وابن المديني، وأحمد بن صالح
في آخرين، ولم يحتج به مسلم، إنما احتج بمسلم بن سحيم، ولم يخرج له إلا حديثاً واحداً (479/ 207، 208) في مرض النبي r ، أما قول الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252) بأن سليمان الناجي
غير معروف فمردود بما سبق.
ورواه عن بن عاصم، قال: أخبرنا سليمان الناجي بهذا بلفظ:
صلى رسول الله r بأصحابه الظهر، قال: فدخل رجلٌ من أصحابه، فقال النبي r : " ما حبسك يا فلان عن الصلاة؟ " قال: فذكر شيئاً اعتل به. قال: فقام يُصلي، فقال رسول الله r : " ألا يتصدق رجلٌ على هذا فيصلي معه؟ قال: فقام رجلٌ من القوم فصلى معه.
أخرجه أحمد (3/ 85). وعليُّ بن عاصم تكلم فيه أحمد وغيره من النقاد، وأجمعُ كلامٍ فيه ما قاله يعقوب بن شيبة ـ فيما رواه عن الخطيب في "تاريخه" (11/ 446 - 447) قال: "سمعت عليُّ بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عليه كثرة الخطأِ والغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك، وتركه الرجوع عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدَّث به، من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الورَّاقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص، وقد كان رحمة الله علينا وعليه من
أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفاتٌ تُفسِده".انتهى
* قلتُ: وقد ورد أن الذي صلى مع هذا المتأخر: أبو بكر الصديق t .
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (28)، ومن طريقه البيهقي (3/ 69 - 70) قال: حدثنا محمد بن العلاء، نا هشيم ـ يعني ابن بشير ـ
نا خطيب بن زيد، عن الحسن قال: فقام أبو بكر فصلى معه، وقد كان صلى مع رسول الله r .
وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.
وثمة شواهد أخرى لحديث أبي سعيد t :
1- حديث أبي أُمامة t :
أخرجه أحمد (5/ 254) قال: حدثنا عليُّ بن إسحاق، وأيضاً (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، وأبو يعلي في "مسنده" كما في
"إتحاف الخيرة" (1746) عن محمد بن بكار، والطبراني في "الكبير"
(ج8 / رقم 7857) عن سريج بن النعمان، أربعتهم: ثنا ابن المبارك، ثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله ابن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن النبي r رأى رجلاً يصلي فقال: "ألا رجلٌ يتصدق على هذا فيصلي معه؟ "، فقام رجل فصلى معه، فقال
رسول الله r : " هذان جماعة".
وهذا سندٌ ضعيفٌ جداً، وعلي بن يزيد الألهاني متروك، وعبيد الله
بن زحر ليس بعُمدة.
وقال الطحاوي في "مختصر اختلاف العلماء" (1/ 252): "هذا إسنادٌ
لا تقوم الحجة بمثله". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 62 - 63) في ترجمة "عبيد الله
بن زحر": "منكر الحديث جداً، يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبرٍ: عبيد الله
بن زخر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم ... ".
* قُلتُ: بالغ ابن حبان، ولم أر أحداً من العلماء اتهم عبيد الله بن زحر بالوضع، والقاسم صاحب أبي أمامة t ، فحاشاه أن يضع الحديث، وآفة هذا الإسناد هو علي بن يزيد الألهاني فإنه ساقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تابعه من هو مثله في السقوط ألا وهو جعفر بن الزبير، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مثله.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 8 / رقم 7974) قال: حدثنا أحمد بن عمرو العمي النحاس البصري، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي وأبي، وعمر ابن إسحاق، ثنا الحسن بن دينار، عن جعفر بن الزبير بهذا.
والحسن بن دينار كذبه أحمد وابن معين، وتركه وكيع كما قال ابن حبان وكذلك تركه ابن مهدي وابن المبارك ويحيى بن القطان، وضعفه الدارقطني في "العلل" (1/ 276).
وخالفهما يحيى بن الحارث الذماري، فرواه عن القاسم بن عبد الرحمن قال: دخل رجلٌ المسجد ولم يدرك الصلاة، فقال رسول الله r : " ألا رجلٌ يتصدق على هذا فتتم له صلاته؟ "فقام رجلٌ فصلى معه، فقال النبي r : " وهذه من صلاة الجماعة".
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (26) قال: حدثنا أبو توبة، نا الهيثم ـ يعني: ابن حميد ـ عن يحيى بن الحارث بهذا مرسلاً.
وهذا مرسلٌ جيد الإسناد.
ويحيى بن الحارث الذماري ثقة.
وخالفه مسلمة بن عليُّ الخُشني، فرواه عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة مرفوعاً: "الاثنان فما فوقهما جماعة".
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6620 ـ طبع الطحان)، وفي "مسند الشاميين" (877)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2316) من طريقين عن مسلمة بن علي.
ومسلمة متروك الحديث، والمرسل أصح.
2 - حديث أنس t :
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1645) من طريق محمد بن عبد الله ـ هو الأنصاري ـ عن عباد بن منصور، قال: رأيت أنس بن مالك
دخل مسجداً بعد العصر وقد صلى القوم، ومعه نفرٌ من أصحابه فأمَّهم، فلما انفتل قيل له: أليس يُكرهُ هذا؟ فقال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى رسول الله r الفجر، فقام قائمٌ ينظر، فقال: ما لك؟ قال: أريد أن أصلي، فقال النبي r : " ألا رجل يصلي مع هذا؟ "، فدخل رجلٌ فأمرهم النبي r أن يصلوا جميعاً.
وعباد بن منصور ضعفه أكثر أهل العلم.
وله طريقٌ آخر:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7286) قال: حدثنا محمد بن العباس الأخرم، والدار قطني (1/ 276) قال: حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد قالا: ثنا عمر بن الحسن الأسدي، ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن رجلاً جاء وقد صلى النبي r ، فقام يُصلي وحده، فقال النبي r : " من يتَّجرُ على هذا فيصلي معه؟ ".
قال الطبراني: "لم يروه عن حماد بن سلمة إلا محمد بن الحسن الأسدي".
* قُلتُ: ومحمد بن الحسن توقف فيه الهيثمي في "المجمع" (2/ 46) فقال: "إن كان ابن زُبَالة فهو ضعيف". انتهى
وليس هو، بل محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي كما وقع عند الدارقطني، وقد تكلم جمع من النقاد فيه، فقال ابن معين في رواية:
"ليس بشيء" وضعفَّه الفسوي في "المعرفة" (3/ 56)، وقال العقيلي:
"لا يتابع على حديثه"، وكذلك ضعفه ابن حبان، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" والساجي، ووثقه آخرون من النقاد، فمثله لا يُحتمل له التفرد عن مثل حماد بن سلمة في كثرة أصحابه، فتجويد الزيلعي في "نصب الراية" (2/ 58) لإسناده غير جيد، والله أعلم.
وقد اختلف فيه على ثابت البُناني.
فرواه عنه حماد بن سلمة فجعله من "مسند أنس".
ورواه الحسن بن أبي جعفر، عن ثابت، عن أبي عثمان النهدي،
عن سلمان الفارسي t مثله.
أخرجه البزار (2538 ـ البحر)، وعنه الطبراني في "الكبير"
(ج6 / رقم 6140) من طريق أبي جابر محمد بن عبد الملك، ثنا الحسن
بن أبي جعفر بهذا.
وأبو جابر والحسن ضعيفان. والصحيح في هذا ما أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 220) قال: حدثنا هشيم وعبد الرزاق (3427، 3428) عن معمر والثوري ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان قال: دخل رجلٌ المسجد وقد صلى النبي r ، فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيقوم فيصلي معه؟ ".
وهذا مرسل صحيح الإسناد.
3 - حديث عُصمة بن مالك t :
أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج17 / رقم 479) قال: حدثنا أحمد بن رشد بن المصري، والدارقطني (1/ 277) عن إسحاق بن داود بن عيسى المروزي قالا: ثنا خالد بن عبد السلام الصدفي، نا الفضل بن المختار، عن عبيد الله بن موهب، عن عصمة بن مالك قال: كان رسول الله r قد صلى الظهر وقعد في المسجد، إذ دخل رجل يصلي، فقال رسول الله r : " ألا رجل يقوم فيتصدق على هذا فيصلي معه؟ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
والفضل بن المختار منكر الحديث.
4 - وأخرج أحمد (5/ 269) قال: حدثنا هشام بن سعيد، ثنا ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن الوليد بن أبي مالك، قال: دخل رجل المسجد، فصلى، فقال رسول الله r : " ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " قال: فقام رجل فصلى معه، فقال: رسول الله r : " هذان جماعة".
وهذا مرسل صحيح الإسناد.
والحاصل أنه لم يصح في هذا الباب مرفوعاً إلا حديث أبي سعيد الخُدري t وقد تقدم ذكر عدة مراسيل صحيحة الإسناد، مختلفة المخارج، يقوي بعضها بعضاً.
وممن صلى الجماعة الثانية من السلف: أنس بن مالك t .
أخرجه البخاري (1/ 131) معلقاً، ووصله أبو يعلي (4355) قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد، عن الجعد أبي عثمان قال: مرَّ بنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة، فقال: أصليتم؟ قال: قلنا: نعم، وذاك صلاة الصبح، فأمر رجلاً فأذن وأقام، ثم صلى بأصحابه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 321) والبيهقي (3/ 70) عن يونس ابن عبيد، وابن أبي شيبة (2/ 322) قال: ثنا إسماعيل بن عُليَّة، وعبد الرزاق (3416، 3417) عن معمر وجعفر بن سليمان، والبيهقي (3/ 70) عن أبي عبد الصمد العمي، كلهم عن أبي عثمان بهذا.
وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (4/ 68) من طريق سليمان
ابن حرب، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس فذكره وقال: "إنه دخل مسجد البصرة".
وإسناده صحيح جليل.
وأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (1/ 402 - 403) من طريق مبارك بن فضالة قال: كنت في مسجد الساج إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت وقد صلوا العصر، فقيل لهم: إنهم قد صلوا، فأذن ثابت، وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم.
وفي إسناده نظر.
وقال ابن حزم في "المحلى" (4/ 238): "وهذا مما لا يُعرّفُ فيه لأنس مُخالِفٌ من الصحابة رضي الله عنهم".
* قُلتُ: وأعله بعضهم بالاضطراب لاختلاف اسم المسجد، وهو محمولٌ على تعدد القصة لتعدد الرواة عن أنس، وقد صح مثل هذا من جماعة من التابعين مثل عطاء بن أبي رباح، وقتادة، وعدي بن ثابت، والحسن البصري، ومكحول .. وآخرين، وأسانيدها عند عبد الرزاق، وابن أبي شيبة وغيرهما.
* قُلتُ: ويضاف إلى ما تقدم ما فهمه البخاري رحمه الله تعالى إذ ذكر أثر أنس المتقدم تحت باب: "فضل صلاة الجماعة"، وأن الجماعة الثابتة ينطبق عليها اسم "صلاة الجماعة" فكل الأحاديث التي حضت على فضل صلاة الجماعة تشملها، وهذا خيرٌ من أن يصلي المرء وحده،
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:28]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 11:31]ـ
وجزاكم مثله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 10:47]ـ
-كنت في مجلس مع بعض الأفاضل، فجرى بيننا الحديث في مسائل علمية، فكان منها: أن خبر الواحد لا يصلح في باب الاعتقاد، وأن ذلك هو قول جماهير العلماء؛ لأنه خبر مظنونٌ والعقيدة لابد فيها من الخبر القطعي، وهذا لا يكون إلا قرآناً
أو حديثاً متواتراً، ثم قرأ علينا كلاماً من كتاب لأحد العلماء المتأخرين ذائع الصيت، واسمح لي أن أذكره لك بنصه؛ لأننا لما قرأناه لم ندرِ جواباً، واعفني من ذكر اسم العالم أو ذكر كتابه. قال هذا العالم:
"أما الزعم بأنه ـ يعني خبر الواحد ـ يفيد اليقين كالأخبار المتواترة، فهي مجازفة مرفوضة. وقد قال لي أحد المتمسكين بأن خبر الواحد يفيد اليقين: إن المدرس وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على التعليم وإن السفير وهو رجلٌ واحدٌ يؤتمن على أخبار دولته، وإن الصحافي في الحديث الذي ينقله يؤتمن على ما يذكره ... إلخ.
قلتُ: إن العنعنات التي تنقل بها المرويات ليست مثل ما ذكرت من وقائع! وإذا فرضنا جدلاً أنها مثلها من كل وجه، فإن اليقين لا يُستفاد من هذه الوقائع. فإن المدرس قد يُخطئ فيصحح نفسه أو يصحح له غيره! والسفير تراقبه دولته، وقد تراجعه فيما بلغ، وكذلك الأحاديث الصحافية، إن ما يحفها من قرائن النشر والإقرار أو الرد يجعل الثقة بها أقرب، ونحن مع تجري عدالة الشاهد لا نكتفي بشاهد واحد، وربما طلبنا أربعة شهداء حتى نطمئن إلى صدق الخبر، والشاهدان أو الأربعة ينشئون ظناً راجحاً، ولا ينشئون يقيناً ثابتاً، بيد أن حماية المجتمع لا تتم إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
بهذا الأسلوب، أسلوب قبول الظن الراجح، وهو ما قامت عليه الشرائع والقوانين في دنيا الناس ... إن العقائد أساسها اليقين الخالص ... ولا عقيدة لدينا تقوم على خبر واحد ... ". أهـ
فهذا الكلام الذي قرأه علينا صاحبنا، فما هو الجواب عنه؟
* قُلتُ: أما هذا الكلام الذي نقلته، فإني أعرف صاحبه واسم كتابه، وقد طُبع هذا الكتاب قرابة عشرين مرة، والله المستعان.
واعلم أيها السائل أن رد خبر الواحد في باب الاعتقاد بدعةٌ مُحدَثة في الإسلام، لا تُعرف عن واحد من أئمة الهدي من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وجملة كلامه يتلخص في ثلاثة مقاصد:
الأول: أن خبر الواحد ليس بحجة في العقيدة.
الثاني: أنه لا يفيد إلا الظن الراجح.
الثالث: أنه كشهادة الشاهد، فيطلب فيه العدد.
والجواب من وجوه:
الأول: أما خبر الواحد فهو ما لم يتواتر، سواء كان من رواية شخص واحد أو أكثر ... وقد تكلم العلماء السالفون كالشافعي رحمه الله وغيره بما فيه كفاية على حجة خبر الواحد وإفادته للعلم، ولم يفرقوا بين العقائد والأحكام، وكان من أدلتهم على أن الخبر الواحد حجة ما يلي:
1 - ما أخرجه البخاري (1/ 95، 502 ـ 8/ 171، 174 و13/ 232 فتح)، ومسلم (5/ 9، 10 نووي)، وأبو عوانة (2/ 81، 82)،
والنسائي (1/ 242 - 243 و 2/ 60 - 61)، والترمذي (340، 2962)
وابن ماجة (1010)، وأحمد (4/ 283، 288 - 289، 304) وغيرهم من حديث البراء بن عازب t وعلى آله وسلم كان أول ما قدم المدينة صلَّى قِبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه
أن تكون قبلته قِبل البيت، وأنه أول صلاة صلَّى .. صلاة العصر،
وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله r قِبَلَ مكة، فداروا كما هم قِبل البيت ... ".
وقد رواه كذلك ابن عمر رضي الله عنهما.
أخرجه البخاري (13/ 232 فتح)، ومسلم (5/ 10)، وأبو عوانة (1/ 394)، والنسائي (1/ 244 - 2/ 61)، والترمذي (2/ 170 ـ شاكر)،
والشافعي في "الأم" (1/ 94)، وفي "المسند" (ص 23)، وفي "الرسالة"
(ص 123 - 124، 406)، وابن خزيمة (1/ 225) وغيرهم عن مالك، وهو في "موطئه" (1/ 195/6) عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
* قُلتُ: والشاهد أن المسلمين كانوا على أمر مقطوع به، وهو القبلة
لما أخبرهم الواحد وهم يصلون بمسجد قُباء أن القبلة قد حُوِّلت إلى الكعبة
قبلوا خبره، وتركوا اليقين المقطوع به لديهم لأجل خبره، ولم يُنكِر عليهم
رسول الله r ، بل شُكِروا على ذلك.
فلولا حصول العلم بخبر الواحد لم يتركوا المقطوع به، لخبرٍ لا يفيد العلم.
2 - أن الله تبارك وتعالى قال:} يا أيُّها الذينَ آمنوا إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {وفي القراءة الأخرى} فَتَثَبَّتُوا {وهذا يدل على الجزم بقبول خبر الواحد، وأنه لا يحتاج إلى التثبيت، ولو كان خبره لا يفيد العلم لأمر بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يدل عليه أيضاً أن السلف الصالح وأئمة الإسلام لم يزالوا يقولون: قال رسول الله r كذا، وفعل كذا، وأمر بكذا، ونهى عن كذا، وهذا معلومٌ في كلامهم بالضرورة، وفي "صحيح البخاري" قال رسول الله r في عدة مواضع كثيرة من أحاديث الصحابة يقول فيها أحدهم: قال رسول الله، وإنما سمعه من صحابي غيره وهذه شهادة
من القائل، وجزمٌ على رسول الله r مما نسبه إليه من قول أو فعل،
فلو كان خبرُ الواحد لا يفيد العلم لكان شاهداً على رسول الله r وعلى آله وسلم بغير علم.
3 - قوله تعالى:} فَاسئَلوا أهلَ الذِّكرِ إن كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون {فأمر من
لا يعلم أن يسأل أهل الذكر، وهو أولوا الكتاب والعلم، ولو كانت أخبارهم لا تفيد العلم، لم يأمر بسؤال من لا يفيد خبره علماً، وهو سبحانه وتعالى لم يقل: سلوا عدد التواتر، بل أمر بسؤال أهل الذكر مطلقاً، فلو كان واحداً لكان سؤاله وجوابه كافياً.
4 - قوله تعالى:} وما كان المؤمنون لينقروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون {.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطائفة تقع على الواحد فما فوقه، فأخبر أن الطائفة تُنذِر قومهم إذا رجعوا إليهم، والإنذار: هو الإعلام مما يفيد العلم، وقوله تعالى:} لعلهم يحذرون {نظير قوله تعالى في آياته المتلوة:} لعلهم يتفكرون {،} لعلهم يعقلون {،} لعلهم يهتدون {وهو سبحانه وتعالى إنما يذكر ذلك فيما يحصل به العلم، لا فيما لا يفيد العلم.
5 - قوله تعالى:} يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته {، وقال تعالى:} ما على الرسول إلا البلاغ المبين {،
وقال الرسول r: " بلغوا عني ولو آية" وقال لأصحابه في الجمع الأعظم يوم عرفة: "أنتم مسؤلون عني فماذا أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك بلغت، وأديت، ونصحت. ومعلوم أن البلاغ هو الذي تقوم به الحجة على المبلغ، ويحصل به العلم. فلو كان خبر الواحد لا يحصل به العلم لم يقع به التبليغ الذي تقوم به حجة الله على العبد، فإن الحجة إنما تقوم بما يحصل به العلم،
وقد كان النبي r يرسل الواحد من أصحابه يُبلغ عنه، فتقوم الحجة
على من بلغه، وكذلك قامت الحجة علينا بما بلغنا العدول الثقات من أقواله وأفعاله وسنته، ولو لم يفد العلم لم تقم بذلك حجة ولا على من بلغه، واحداً كان أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو دون عدد التواتر، وهذا من أبطل الباطل. فيلزم من قال: إن أخبار رسول الله r لا تفيد العلم أحد أمرين: إما أن يقول: الرسول لم يبلغ إلا القرآن وما رواه عنه التواتر، وما سوى ذلك لم تقم به حجة ولا تبليغ، وإما أن يقول: إن الحجة والبلاغ حاصلان بما لا يوجب علماً، وإذا بطل هذا الأمران، بطل القول بأن أخباره r التي رواها الثقات العدول الحفاظ، وتلقتها الأمة بالقبول لا تفيد علماً، وهذا ظاهرٌ لا خفاء فيه.
6 - أن الرسل صلوات الله عليهم وسلامه كانوا يقبلون خبر الواحد ويقطعون بمضمونه، فقبله موسى من الذي جاء من أقصى المدينة قائلاً له:} إنَ الملأَ يأتمرونَ بكَ ليَقْتُلُوكَ {فجزم بخبره، وخرج هارباً من المدينة، وقبل خبر بنت مدين لما قالت له:} إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا {، وقبل خبر أبيها في قوله هذه ابنتي، وتزوجها بخبره. وقبل يوسف الصديق خبر الرسول الذي جاءه من عند الملك، وقال:} ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة {. وقبل النبي r خبر الآحاد الذين كانوا يخبرونه بنقض عهد المعاهدين له، وغزاهم بخبرهم، واستباح دماءهم وأموالهم، وسبى ذراريهم. ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم لم يرتبوا على تلك الأخبار أحكامها وهم يجوزون أن تكون كذباً وغلطاً، وكذلك الأمة لم تثبت الشرائع العامة الكلية بأخبار الآحاد، وهم يجوزون أن تكون كذباً على رسول الله في نفس الأمر، ولم يخبروا عن الرب تبارك وتعالى في أسمائه وصفاته وأفعاله بما لا علم لهم به، بل يجوز أن يكون كذباً وخطأً في نفس الأمر، وهذا مما يقطع ببطلانه كل عالم مستبصر.
7 - أخرج البخاري (10/ 36 - 37 و 13/ 232 فتح)، ومسلم (1980/ 9) عن مالك، وهو في "موطئه" (2/ 846 - 847/ 13) من طريق إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح، وأبا طلحة الأنصاري، وأبي كعب شراباً من فضيخٍ وتمرٍ، قال: فجاءهم آتٍ فقال: إن الخمر قد حُرِمت، فقال: أبو طلحة: يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها، فقمت إلى مهراسٍ لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت.
وله طرق أخرى عن أنس t .
ووجه الاستدلال .. أن أبا طلحة أقدم على قبول التحريم حيث ثبت به التحريم لما كان حلالاً، وكان يمكنه أن يرجئ ذلك حتى يأتي رسول الله r ويسأله شفاهاً، ثم إنك أكد ذلك القبول بإتلاف الإناء وما فيه وهو مالٌ، وما كان ليقدم على إتلاف المال بخبر من لا يفيده خبره العلم عن رسول الله r ، فقام خبر ذلك الآتي عنده وعند من معه مقام السماع من رسول الله r ، بحيث لم يشكوا ولم يرتابوا في صدقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - إن هؤلاء المنكرين لإفادة أخبار النبي r العلم، يشهدون شهادة جازمة قاطعة على أئمتهم بمذاهبهم، وأقوالهم أنهم قالوا، ولو قيل لهم: إنها لم تصح عنهم، لأنكروا ذلك غاية الإنكار وتعجبوا من جهل قائله! ومعلومٌ أن تلك المذاهب لم يَرْوِها عنهم إلا الواحد والاثنان والثلاثة ونحوهم، لم يروها عنهم عدد التواتر، وهذا معلوم يقيناً. فكيف حصل لهم العلم الضروري، والمقارب للضروري بأن أئمتهم ومن قلدوهم دينهم أفتوا بكذا، وذهبوا إلى كذا، ولم يحصل لهم العلم بما أخبر به أبو بكر وعمر بن الخطاب وسائر الصحابة عن رسول الله r ، ولا بما رواه عنهم التابعون وشاع في الأمة وذاع وتعددت طرقه وتنوعت، وكان حرصه عليه أعظم بكثير من حرص أولئك على أقوال متبوعيهم؟!
إن هذا لهو العجب العجاب، وهذا وإن لم يكن نفسه دليلاً، يلزمهم أحد أمرين: إما أن يقولوا: إن أخبار رسول الله r وفتاواه وأقضيته تفيد العلم، وإما أن يقولوا: إنهم لا علم لهم بصحة شيء نُقِلَ عن أئمتهم، وأن النقول عندهم لا تفيد علماً، وإما أن يكون ذلك مفيداً للعلم بصحته عند أئمتهم دون المنقول عن النبي r ، وهذا من أبين الباطل.
9 - أخرج البخاري (3/ 322، 357)، ومسلم (1078) وأبو داود (1584)، والنسائي (5/ 2 - 3)، والترمذي (625)، وابن ماجة (1783)، وأحمد (1/ 233)، والبيهقي (4/ 101) عن ابن عباس أن رسول الله r بعث معاذاً إلى اليمن فقال له: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب".
والشاهد أن رسول الله r أرسل رجلاً واحداً يبلغ شرائع الإسلام، وقد قامت الحجة على أهل الكتاب بهذا الرجل فلو كان مثل هذا البلاغ لا يفيد علماً، لم تقم الحجة على أي إنسان يبلغه عن الله تبارك وتعالى، أو عن رسوله r فيرده، وهذا واضحٌ لا خفاء فيه.
10 - قوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم {ووجه الاستدلال أن هذا أمرٌ لكل مؤمن بلغته دعوة الرسول r إلى يوم القيامة، ودعوته نوعان:
1 - مواجهة.
2 - ونوعٌ بواسطة المُبلِّغُ، وهو مأمورٌ بإجابة الدعوتين في الحالتين، وقد عُلم أن حياته في تلك الدعوة والاستجابة لها، ومن الممتنع أن يأمره الله تعالى بالإجابة لما لا يفيد علماً، أو يحييه بما لا يفيد علماً، أو يتوعده على ترك الاستجابة لما لا يفيد علماً بأنه إن لم يفعل، عاقبه وحال بينه وبين قلبه ـ معاذ الله أن يتفوه بهذا عاقل!
11 - قوله تعالى:} فليحذر الذين يُخالِفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليمٌ {، وهذا يهم كل مخالف بلغه أمره r إلى يوم القيامة، ولو كان ما بلغه لم يُفِدهُ علماً، لما كان متعرضاً بمخالفة ما لا يفيد للفتنة وللعذاب الأليم، فإن هذا إنما يكون بعد قيام الحجة القاطعة التي لا يبقى معها لمُخالفِ أمره عذرٌ.
12 - قوله تعالى:} يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول {(4/ 59).
ووجه الاستدلال: أنه تعالى أمَرَ أن يُردَّ ما تنازع فيه المسلمون إلى الله ورسوله، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى رسوله هو الرد إليه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته، فلولا أن المردود إليه يفيد العلم، ويفصل النزاع لم يكن في الرد إليه فائدة، إذ كيف يَرِدُّ حكم المتنازع فيه إلى ما لا يفيد علماً البتة، ولا يُدرى أحقٌ هو أم باطل؟! وهذا برهانٌ قاطعٌ
بحمد الله تعالى.
13 - قوله تعالى:} وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أن الله يريد أن يُصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون {(5/ 49 - 50).
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الاستدلال: أن كل ما حكم به رسول الله r فهو مما أنزل الله، وهو ذكرٌ من الله أنزله على رسوله، وقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظه، فلو جاز على حكمه الكذب والغلط والسهو من الرواة، ولم يقم دليلٌ على غلطه وسهو ناقله، لسقط ضمان الله وكفالته لحفظه، وهذا من أعظم الباطل، ونحن لا ندعي عصمة الرواة، بل نقول: إن الراوي إذا كذب أو غلط أو سها فلابد أن يقوم دليلٌ على ذلك، ولابد أن يكون في الأمة من يعرف كذبه وغلطه ليتم حفظه لحججه وأدلته ولا تلتبس بما ليس منها فإنه من حكم الجاهلية، بخلاف من زعم أن كل هذه الأخبار والأحكام المنقولة إلينا آحاداً كذِبٌ على رسول الله r ، وغايتها أن تكون كما قاله من لا علم عنده:
} إن نظُنُّ إلا ظناً وما نحن بِمُسْتَيقِنين {.
14 - ما أخرجه أبو داود (3660)، والترمذي (2656)، والنسائي في
"كتاب العلم ـ من الكبرى" ـ كما في "أطراف المزي" (3/ 206) ـ والدارمي (1/ 65 - 66)، وأحمد في "المسند" (5/ 183)، وفي "الزهد" (ص 33) وكثير غيرهم من حديث زيد بن ثابت مرفوعاً: "نضَّرَ الله امرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ... ".
قال الترمذي: "حديث حسن".
* قلتُ: بل هو صحيح، وله طرق عن زيد بن ثابت وشواهد عن ابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري في آخرين،
خرجت أحاديثهم في تخريج "الأربعون الصغرى" للبيهقي (ص 11 - 18). احتج بهذا الشافعي رحمه الله في تثبيت خبر الواحد، فقال في "الرسالة" (ص 402 - 403): "فلما ندب رسول الله r إلى استماع مقالته وحفظها وأدائها أمراً يؤديها ـ ولو امرؤ واحد ـ دل على أنه لا يأمر أن يؤدي عنه إلا بما تقوم به الحجة على من أدى إليه؛ لأنه إنما يؤدي عنه حلالٌ، وحرامٌ يُجتنب، وحدٌّ يقام، ومالٌ يؤخذ ويُعطى، ونصيحة في
دين ودنيا". أهـ
15 - ما أخرجه أبو داود (4605)، والترمذي (2663)، وابن ماجة (13)، وأحمد (6/ 8)، والشافعي في "الرسالة" (ص 295)، والطبراني في "الكبير" (1/ 316 - 317)، وابن حبان (98)، والحاكم (1/ 108، 109)، والحميدي (551) والآجري قي "الشريعة" (50) والبيهقي في
"المعرفة" (1/ 18)، والبغوي في "شرح السنة" (1/ 201 - 202) عن أبي رافع مرفوعاً: "لا ألْفَيَنَّ أحد منكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري يقول: لا ندري ما هذا؟ بيننا وبينكم القرآن، ألا وإني أؤتيتُ الكتاب ومثله معه".
قال الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ" وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووجه الاستدلال من هذا الحديث: أن هذا نهيٌ عام لكل من بلغه حديث صحيح عن رسول الله r أن يخالفه، أو يقول: لا أقبل إلا القرآن، بل هو أمرٌ لازمٌ وفرضٌ حتمٌ بقبول أخباره وسننه، وإعلامٌ منه r أنها من الله أوحاها إليه، فلو لم تُفد علماً لقال من بلغته: إنها أخبار آحاد لا تفيد علماً فلا يلزمني قبول ما لا علم بصحته، والله تعالى لم يكلفني العلم بما لم أعلم صحته ولا اعتقاده، بل هذا بعينه هو الذي حذر منه رسول الله r أمته ونهاهم عنه، ولما علم أن في هذه الأمة من يقوله حذرهم منه.
16 - قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 114): "لا خلاف بين كل ذي علمٍ من أخبار الدنيا مؤمنهم وكافرهم، أن النبي r كان بالمدينة، وأصحابه رضي الله عنهم مشاغيل في المعاش، وتعذر القوت عليهم لجُهدِ العيش بالحجاز،
وأنه عليه السلام كان يُفتي بالفتيا، ويحكم بالحكم بحضرة من حضره
من أصحابه فقط، وأن الحجة إنما قامت على سائر من لم يحضره عليه السلام بنقل من حضره، وهم واحد أو اثنان، وفي الجملة عدد لا يمتنع من مثلهم التواطؤ عند خصومنا، فإن جميع الشرائع إلا الأقل راجعة إلى هذه الصفة من النقل، وقد صح الإجماع من الصدر الأول كلهم، ومن بعدهم على قبول خبر الواحد، وهذا برهان ضروري، وبالضرورة نعلم أن النبي r لم يكن إذا أفتى بالفتيا، أو حكم بالحكم يجمع لذلك جميع أهل المدينة، ويرى أن الحجة بمن يحضره قائمة على من غاب، هذا لا يقدر على دفعه ذو حسٌ سليم، وبالله تعالى التوفيق". أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - ما أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث مالك قال: أتينا النبي r ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده نحواً من عشرين ليلة، وكان رسول الله r رحيماً رفيقاً، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا ـ أو قد اشتقنا ـ سألنا عمن تركنا بعدنا؟ فأخبرناه. قال: "ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي".
ووجه الاستدلال من هذا الحديث أن النبي r أمرهم أن يعلموا أهلهم ما قد علموه منه عليه الصلاة والسلام، فلو لم يكن خبرهم مما يقوم به الحجة، لم يكن لهذا الأمر معنى.
18 - قوله تعالى:} ولا تَقْفُ ما ليسَ لكَ بهٍ علمٌ {أي لا تتبعه ولا تعمل به، ولم يزل المسلمون من عهد الصحابة يقفون أخبار الآحاد ويعملون بها، ويثبتون لله تعالى الصفات، فلو كانت لا تفيد علماً لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم وأئمة الإسلام كلهم قد قفوا ما ليس لهم به علم، وهل يقول هذا إلا مجنون؟!
19 - أن خبر الواحد لو لم يفد علماً لم يُثبِت به الصحابة التحليل والتحريم والإباحة والفروض، ويُجعل ذلك دِيناً يُدان به في الأرض إلى آخر الدهر، فهذا الصديق t زاد في الفروض التي في القرآن فرضَ الجَدَّةِ، وجعله شريعة مستقرة إلى يوم القيامة يخبر به محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة فقط، وجعل ذلك الخبر في إثبات هذا الفرض حكم نص القرآن في إثبات فرض الأم، ثم اتفق الصحابة والمسلمون بعدهم على إثباته
بخبر الواحد.
وأثبت عمر بن الخطاب بخبر ابن مالك دية الجنين وجعلها فرضاً لازماً للأمة، وأثبت ميراث المرأة من زوجها بخبر الضحاك بن سفيان الكلابي وحده، وصار ذلك سرعاً عاماً مستمراً إلى يوم القيامة، وأثبت شريعة عامة في حق المجوس بخبر عبد الرحمن بن عوف وحده، وأثبت عثمان بن عفان شريعة عامة في سكنى المتوفي عنها زوجها بخبر فُريعة بنت مالك وحدها، وهذا أكثر من أن يُذكَر، بل هو إجماعٌ معلومٌ منهم، ولا يقال على هذا، إنما يدل على العمل بخبر الواحد في الظنيات، ونحن لا ننكر ذلك لأنا قد قدمنا أنهم أجمعوا على قبوله والعمل بموجبه، ولو جاز أن يكون كذباً أو غلطاً في نفس الأمر لكانت الأمة مجمعة على قبول الخطأ والعمل به، وهذا قدحٌ في الدين والأمة.
20 - أخرج الشيخان وغيرهما عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس
إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل. فقال ابن عباس: كذب عدو الله! أخبرني أُبيُّ بن كعب قال: خطبنا رسول الله r ... الحديث بتمامه. قال الشافعي في "الرسالة" (ص 442 - 443) معلقاً: "فابن عباس مع فقهه وورعه يثبت خبر أُبي بن كعب عن رسول الله r حتى يُكذِّب امرأً من المسلمين، إذ حدثه أبي بن كعب عن رسول الله r بما فيه دلالة على أن موسى بني إسرائيل صاحبُ الخضر". أهـ
فهذه عشرون دليلاً ذكرها ابن القيم وغيره على أن خبر الواحد يفيد العلم، والمقام يحتمل البسط، وفيما ذكرته كفاية لمن أراد الحق، وقد يقول الأستاذ الكاتب: أنت تُلزمني بما لا يلزم، فأنا أقول بأن خبر الواحد يُعمل به في الأحكام الشرعية، ولكن دعواي أنه لا يؤخذ به في العقيدة وليس فيما ذكرته ما يلزمني.
فأقول: بل فيه ما يلزمك، فانظر مثلاً في الدليل التاسع، وهو ذهاب معاذ بن جبل t إلى اليمن، فإنه ذهب يُعلِّمُ الناس العقيدة، وهذا واضح من قوله r : " فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"، فلو أعرض عنه رجلٌ من أهل الكتاب وأبى أن ينصاع له ومات، فإنه كافرٌ لا خلاف في ذلك لوصول البلاغ إليه، فإن المسلمين لا يختلفون في أن مسلماً ثقةً عالماً لو دخل أرض الكفر فدعا قوماً إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن وعلمهم الشرائع لكان لازماً لهم قبوله، ولكانت الحجة عليهم بذلك قائمة، وكذلك لو بعث الخليفة أو الأمير رسولاً إلى ملك من ملوك الكفر، أو إلى أمة من أمم الكفر يدعوهم إلى الإسلام ويعلمهم القرآن وشرائع الدين
ولا فرق، وما قال مسلمٌ قطٌ إنه كان حكم أهل اليمن أن يقولوا لمعاذ ولمن بعثه عليه الصلاة والسلام إلى كل ناحية معلماً ومفتياً ومقرئاً: نعم أنت رسول الله r ، وعقدُ الإيمان عندنا حقٌ، ولكن ما أفتيتنا به وعلمتناه من أحكام الصلاة ونوازل الزكاة وسائر الديانة عن النبي r ، وما أقرأتنا من القرآن عنه عليه الصلاة والسلام فلا نقبله منك، ولا نأخذه عنك؛ لأن الكذب جائزٌ عليك، ومتَوَهَمٌ منك حتى يأتينا لكل ذلك كوافٌّ وتواتر. بل لو قالوا ذلك لكانوا غير مسلمين، كما قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 112).
ثم إن الشافعي رحمه الله ـ كما في الدليل العشرين ـ احتج بخبر الواحد في مسألة علمية غيبية، وليست حكماً شرعياً.
واعلم أنه لا يُعلمُ في السلف قطٌ أحدٌ قال: إن خبر الواحد لا يُحتجُ به العقيدة، إنما قال ذلك بعض المتأخرين من أصحاب الكلام الذين لا عناية لهم بالسنة النبوية، وتبعهم في ذلك بعض الأصوليين. ونحن نطالب الأستاذ أن يأتي بنقلٍ صحيحٍ عن أحد الصحابة أو التابعين أو تابعيهم أو أحد الأئمة المتبوعين فرَّقَ هذا التفريق، ولن يجد إليه سبيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 10:48]ـ
وقد قال ابن حزم في "الإحكام" (1/ 118): "وقد ثبت عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وداود رضي الله عنهم أجمعين وجوب القول بخبر الواحد ... ".
وقد ختم الشافعي رحمه الله بحثه النفيس في تثبيت خبر الواحد وأنه حُجَّةٌ بقوله في "الرسالة" (ص 453): "وفي تثبيت خبر الواحد أحاديثُ يكفي بعضُ هذا منها. ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل، وكذلك حُكي لنا عمن لنا عنه من أهل البلدان". أهـ وقال أيضاً (ص 357): "ولو جاز لأحد الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يُعلم من فقهاء المسلمين أحدٌ إلا وقد ثبَّته ـ جاز لي، ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفته من أن ذلك موجودٌ على كُلِّهم". أهـ
وخلاصة القول: أنه لا يُعلم أحدٌ يُقتدىَ به من السلف فرق هذا التفريق الباطل، بل كانوا يأخذون بخبر الواحد في المسائل العلمية والعملية، بغير تفريقٍ بينهما.
وقال ابن القيم رحمه الله في "مختصر الصواعق" (2/ 412): "وهذا التفريق باطلٌ بإجماع الأمة، فإنها لم تزل تحتج بهذه الأحاديث في الخبريات العلميات، كما تحتج به في الطلبيات العمليات، ولاسيما والأحكام العملية تتضمن الخبر عن الله تعالى بأنه شرع كذا وأوجبه ورضيه ديناً، فشرعُهُ ودينه راجع إلى أسمائه وصفاته، ولم يزل الصحابة والتابعون وتابعوهم وأهل الحديث والسنة يحتجون بهذه الأخبار في مسائل الصفات والقدر والأسماء والأحكام، ولم ينقل عن أحدٍ منهم البتة أنه جوز الاحتجاج بها في مسائل الأحكام دون الإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته فأين سلف المفرقين بين البابين؟!
نعم، سلفهم بعض متأخري المتكلمين الذين لا عناية لهم بما جاء عن الله ورسوله وأصحابه، بل يصدون القلوب عن الاهتداء في هذا الباب بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، ويُحيلون على آراء المتكلمين وقواعد المتكلفين، فهُمُ الذين يُعرف عنهم التفريق بين الأمرين فإنهم قسموا الدين إلى مسائل علمية وعملية وسموها: أصولاً وفروعاً وقالوا: الحق في مسائل الأصول واحدٌ ومن خالفه فهو كافرٌ أو فاسقٌ وأما مسائل الفروع فليس لله تعالى فيها حكمٌ معينٌ، ولا يُتصور فيها الخطأ، وكل مجتهد مصيب لحكم الله تعالى الذي هو حكمه، وهذا التقسيم لو رجه إلى مجرد الاصطلاح لم يتميز ... قال: وادعوا الإجماع على هذا التفريق، ولا يحفظ ما جعلوه إجماعاً عن إمام من أئمة المسلمين، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين. وهذا عادةُ أهل الكلام، يحكون الإجماع على ما لم يقله أحدٌ من أئمة المسلمين، بل أئمة المسلمين على خلافه ... ثم قال: فنطالبهم بفرقٍ صحيحٍ بين ما يجوز إثباته بخبر الواحد من الذين وما لا يجوز، ولا يجدون إلى الفرق سبيلاً إلا بدعاوٍ باطلة ... ثم قال: (ص 420): فقال بعضهم: الأصوليات هي المسائل العلميات، والفروعيات هي المسائل العملية، والمطلوب منها أمران: العلم والعمل، والمطلوب من العلميات العلم والعمل أيضاً، وهو حب القلب وبغضه، وحبه للحق الذي دلت عليه وتضمنته، وبعضه للباطل الذي يخالفها، فليس العمل مقصوراً على عمل الجوارح، بل أعمال القلوب أصلٌ لعمل الجوارح، وعمل الجوارح تبعٌ. فكل مسألة علمية فإنه يتبعها إيمان القلب، وتصديقه وحبه، ذلك عمل، بل هو أصل العمل، وهذا مما غفل عنه كثيرٌ من المتكلمين في مسائل الإيمان، حيث ظنوا أنه مجرد التصديق دون الأعمال، وهذا من أقبح الغلط وأعظمه، فإن كثيراً من الكفار كانوا جازمين بصدق النبي r غير شاكين فيه، غير أنه لم يقترن بذلك التصديق ـ وهو عمل القلب ـ من حب ما جاء به، والرضا وإرادته، والموالاة والمعاداة عليه، فلا تمهل هذا الموضع فإنه مهمٌ جداً، به تعرف حقيقة الإيمان، فالمسائل العلمية عملية، والمسائل العملية علمية، فإن الشارع لم يكتفِ من المكلف في العمليات بمجرد العمل دون العلم، ولا في العلميات بمجرد العلم دون العمل". أهـ
* قُلتُ: وهذا كلامٌ يوزنُ مثله بالذهب، فكيف به! وهو شجىً في حلوق المخالفين، والحمد لله ربٌ على حسن توفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الناظر إلى جيل الصحابة، وكان عنده دراية بأحوالهم يعلم علماً ضرورياً أن هذا التفريق لم يكن عندهم البتة، ولعله لم يخطر ببال واحدٍ منهم، فإن هؤلاء الصحابة "كانوا يجزمون بما يُحدِّث به أحدهم عن رسول الله r ولم يقل أحدٌ منهم لمن حدثه: خبرك خبر واحد لا يفيد العلم حتى يتواتر ... وكان حديث رسول الله r أجلَّ في أعينهم وأصدق عندهم من أن يقولوا مثل ذلك. وكان أحدهم إذا روى لغيره حديثاً عن رسول الله r في الصفات تلقاه بالقول، وأعتقد تلك الصفة به على القطع واليقين كما اعتقد رؤية الرب، وتكليمه، ونداء الرب يوم القيامة بصوت يسمعه البعيد كما يسمعه القريب، ونزوله إلى سماء الدنيا كل ليلة، وضحكه وفرحه وإمساكه سماواته على إصبع من أصابع يده، وإثبات القدم له، من سمع هذه الأحاديث ممن حدث بها عن رسول الله r ، أو عن صاحب اعتقد ثبوت مقتضاها بمجرد سماعها من العدل الصادق، ولم يَرْتَبْ فيها، حتى إنهم ربما تثبتوا في بعض أحاديث الأحكام حتى يستظهروا بآخر، كما استظهر عُمر t برواية أبي سعيد الخدري على خبر أبي موسى، وكما استظهر أبو بكر t برواية محمد بن مسلمة على رواية المغيرة بن شعبة في توريث الجدَّةِ، ولم يطلب أحدٌ منهم الاستظهار في رواية أحاديث الصفات البتة، بل كانوا أعظم مبادرة إلى قبولها وتصديقها، والجزم بمقتضاها، وإثبات الصفات بها من المخبر لهم بها عن رسول الله r ، ومن له أدنى إلمام بالسنة والتفات إليها يعلم ذلك، ولولا وضوح الأمر في ذلك لذكرنا أكثر من مئة موضع .. فهذا الذي اعتمده نُفاة العلم عن أخبار رسول الله r خرقوا به إجماع الصحابة المعلوم بالضرورة، وإجماع التابعين، وإجماع أئمة الإسلام، ووافقوا به المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج الذين انتهكوا هذه الحرمة، وتبعهم بعض الأصوليين والفقهاء، وإلا فلا يعرف لهم سلفٌ من الأئمة بذلك، بل صرح الأئمة بخلاف قولهم"،
وانظر "مختصر الصواعق" (2/ 361 - 362) وما ذكرته كفايةٌ في الإجابة
عن الأمر الأول.
أما الوجه الثاني:
قوله: "إن خبر الواحد لا يفيد اليقين، بل الظن الراجح وهذا واضحٌ من قوله: "أما الزعم بأن خبر الواحد يفيد اليقين كالأخبار المتواترة، فهي مجازفة مرفوضة".
أقول: "قد نص كثير من أهل العلم على أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يفيد العلم والعمل معاً، أي: يفيد القطع "وممن نصَّ على ذلك: مالك والشافعي وأصحاب أبي حنيفة وداود بن عليّ وأصحابه كأبي محمد بن حزم، ونص عليه الحسين بن عليّ الكرابيسي، والحارث بن أسد المحاسبي.
قال ابن خوايز منداد في كتابه "أصول الفقه" وقد ذكر خبر الواحد الذي لم يروه إلا الواحد والاثنان: "ويقع بهذا الضرب أيضاً العلم الضروري، نص على ذلك مالك، وقال أحمد في حديث الرؤية: نعلم أنها حقٌّ ونقطع على العلم بها، وكذلك روى المروزي، قال: قلت لأبي هبد الله: ههنا اثنان يقولان إن الخبر يوجب عملاً ولا يوجب علماً! فعابه، وقال: لا أدري
ما هذا؟ ". وقال القاضي أبو يعلي: "وظاهرُ هذا أنه يسوي بين العلم والعمل ... ثم قال: "خبر الواحد يوجب العلم إذا صح سنده، ولم تختلف الرواية فيه، وتلقته الأمة بالقبول، وأصحابنا يطلقون القول فيه،
وأنه يوجب العلم، وإن لم تتلقه الأمة بالقبول. قال: والمذهب على ما حكيت لا غير. فقد صرح بأن هذا هو المذهب، وقال ابن أبي يونس في أول "الإرشاد": وخبر الواحد يوجب العلم والعمل جميعاً.
وقال أبو إسحاق الشيرازي في كتبه في الأصول كـ "التبصرة" و "شرح اللمع" وغيرهما، وهذا لفظه في الشرح: "وخبرُ الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول يوجب العلم والعمل سواءٌ عمل به الكل أو البعض، ولم يُحكَ فيه نزاعاً بين أصحاب الشافعي، وحكى هذا القول القاضي عبد الوهاب من المالكية عن جماعة من الفقهاء، وصرحت الحنفية في كتبهم أن الخبر المستفيض يوجب العلم، ومثلوه بقول النبي r : " لا وصية لوارث" قالوا: مع إنه إنما رُوي من طريق الآحاد. قالوا: ونحوه حديث ابن مسعود في المتابعين إذا اختلفا، أن القول قول البائع، ونحوه حديث عبد الرحمن بن عوف في أخذ الجزية من المجوس. وقد اتفق السلف والخلف على استعمال حكم هذه الأخبار حين سمعوها، فدل ذلك من أمرها على صحة مخرجها وسلامتها، وإن كان قد
(يُتْبَعُ)
(/)
خالف فيها قومٌ فإنها عندنا شذوذٌ
ولا يُعتدُّ بهم في الإجماع، قال: وإنما قلنا ما كان هذا سبيله من الأخبار فإنه يوجب العلم بصحة مخبره، من قبل أنا إذا وجدنا السلف قد اتفقوا على قبول خبر هذا وصفه من غير تثبت فيه ولا معارضة بالأصول، أو بخبرٍ مثله مع علمنا بمذاهبهم في قبول الأخبار والنظر فيها وعرضها على الأصول، دلنا ذلك من أمورهم على أنهم لم يصيروا إلى حكمه إلا من حيث ثبت عندهم صحته واستقامته فأوجب لنا العلم بصحته، وهذا لفظ أبي بكر الرازي في كتابه "أصول الفقه" ... ". أهـ
وممن نص على ذلك أيضاً: الحافظ ابن الصلاح رحمه الله في "مقدمته" وأن الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول تفيد العلم واليقين في كثير من الأحيان، واختاره الحافظ ابن كثير في "مختصره".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فهذا يفيد العلم اليقيني عند جماهير أمة محمد r من الأولين والآخرين. أما السلفُ فلم يكن بينهم في ذلك نزاعٌ، وأما الخلفُ: فهذا مذهبُ الفقهاء الكبار من أصحاب الأئمة الأربعة، والمسألة منقولة في كتب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة مثل السرخسي، وأبي بكرٍ الرازي من الحنفية، والشيخ أبي حامد،
وأبي الطيب والشيخ أبي إسحاق من الشافعية، وابن خوايز منداد وغيره من المالكية، ومثل القاضي أبي يعلي، وابن موسى، وأبي الخطاب وغيرهم من الحنابلة، ومثل أبي إسحاق الاسفرائيني وابن فورك وأبي إسحاق النظَّام من المتكلمين، وذكره ابن الصلاح واختاره وصححه، ولكنه لم يعلم كثرة القائلين به ليتقوى بهم، وإنما قاله بموجب الحجج الصحيحة، وظن من اعترض عليه من المشايخ الذين لهم علمٌ ودينٌ، وليس لهم بهذا الباب خبرة تامة أن هذا الذي قاله ابن الصلاح انفرد به عن الجمهور ...
قال ابن تيمية: "وجميع أهل الحديث على ما ذكره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، والحجة على قول الجمهور أن تلقِّي الأمة للخبر تصديقاً وعملاً إجماعٌ منهم، والأمة لا تجتمع على ضلالة، كما لو اجتمعت على موجب عمومٍ أم مطلقٍ، أو اسم حقيقة، أو على موجب قياس، فإنها لا تجتمع على خطأ، وإن كان الواحد منهم لو جرد النظر إليه لم يؤمَن عليه الخطأ، فإن العصمة تثبت بالنسبة الإجماعية، كما أن خبر التواتر يجوز الخطأ والكذب على واحدٍ واحدٍ من المخبرين بمفرده، ولا يجوز على المجموع، والأمة معصومة من الخطأ في روايتها ورأيها ... (ثم قال) والآحاد في هذا الباب قد تكون ظنوناً بشروطها، فإذا قويت صارت علوماً، وإذا ضعفت صارت أوهاماً وخيالاتٍ فاسدة".
(قال): واعلم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب كما ذكره الشيخ أبو عمرو، ومن قبله العلماء كالحافظ أبي طاهر السلفي وغيره، فإن ما تلقاه أهل الحديث وعلماؤه بالقبول والتصديق فهو محصلٌ للعلم، مفيدٌ لليقين، ولا عبرة بمن عداهم من المتكلمين والأصوليين، فإن الاعتبار في الإجماع على أمرٍ من الأمور الدينية بأهلِ العلم به دون المتكلمين والنحاة والأطباء، وكذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله، وهم علماء الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله وأفعاله، المعتنون بها أشد من عناية المقلدين بأقوال متبوعيهم، فكما أن العلم بالتواتر ينقسم إلى عام وخاص، فيتواتر عند الخاصة ما لا يكون معلوماً لغيرهم، فضلاً أن يتواتر عندهم، فأهل الحديث لشدة عنايتهم بسنة نبيهم r وضبطهم أقواله وأفعاله وأحواله يعلمون من ذلك علماً لا يشكون فيه مما لا شعور لغيرهم به البتة".
وقد احتج ابن حزم رحمه الله بحجج قوبة جداً على إثبات أن خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول يفيد العلم القطعي، فراجع كتابه "الإحكام"
(1/ 119 - 131)، وكان من جملة ما قاله: "فإنهم مجمعون معنا على أن رسول الله r معصوم من الله تعالى في البلاغ في الشريعة، وعلى تكفير
(يُتْبَعُ)
(/)
من قال: ليس معصوماً في تبليغه الشريعة إلينا. فنقول لهم: أخبرونا عن الفضيلة بالعصمة التي جعلها الله تعالى لرسوله r في تبليغه الشريعة التي بها، أهي له عليه السلام في إخباره الصحابة بذلك فقط، أم هي باقية لما أتى به عليه الصلاة والسلام في بلوغه إلينا وإلى يوم القيامة فإن قالوا: بل هي له عليه السلام مع من شاهده خاصةً لا في بلوغ الدين إلى من بعدهم. قلنا لهم: إذا جوزتم بطلان العصمة في تبليغ الدين بعد موته عليه الصلاة والسلام، وجوزتم وجود الداخلة والفساد والبطلان والزيادة والنقصان والتحريف في الدين، فمن أين وقع لكم الفرق بين ما جوزتم من ذلك بعده عليه السلام، وبين ما منعتم من ذلك في حياته منه عليه الصلاة والسلام؟
فإن قالوا: لأنه كان يكون عليه السلام غير مبلغ ما أمر به ولا معصوم،
والله تعالى يقول:} بلغ ما أُنزِلَ إليكَ من ربِكَ وإنْ لمْ تفعل فما بَلغتَ رسالتهُ واللهُ يعصِمُكَ من الناس {.
قيل لهم: نعم، هذا التبليغ المعترض عليه هو فيه عليه السلام معصوم بإجماعكم معنا من الكذب والوهم هو إلينا كما هو إلى الصحابة ولا فرق، والدين لازمٌ لنا كما هو لازمٌ لهم سواءً بسواء، فالعصمة واجبة في التبليغ للديانة، باقية مضمونة ولابد إلى يوم القيامة، والحجة قائمة بالدين علينا وإلى يوم القيامة، كما كانت قائمة على الصحابة رضي الله عنهم سواءً بسواء، ومن أنكر هذا فقد قطع بأن الحجة علينا في الدين غير قائمة، والحجة لا تقوم بما لا يُدرى أحقٌ هو أم باطلٌ كذبٌ؟!
ثم نقول لهم: وكذلك قال الله تعالى:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {، وقال تعالى:} اليومَ أكملتُ لكم دينكم {، وقال تعالى:} ومن يبتغ غير الإسلامِ ديناً فلن يُقبلَ منه {، وقال تعالى:} قد تبين الرشد من الغي {، فإن ادعوا إجماعاً، قلنا لهم: من الكرَّامية من يقول: إنه عليه السلام غير معصوم في تبليغ الشريعة، فإن قالوا: ليس هؤلاء ممن يُعدُّ في الإجماع.
قلنا: صدقتم، ولا يُعدُ في الإجماع من قال: إن الدين غير محفوظ، وإن كثيراً من الشرائع التي أنزل الله تعالى قد بطلت واختلطت بالباطل الموضوع والموهوم اختلاطاً لا يتميز معه الرشد من الغي، ولا الحق من الباطل.
فإن قالوا: بل الفضيلة بعصمة ما أتى النبي r به من الدين باقية إلى يوم القيامة، صاروا إلى الحق الذي هو قولنا، ولله تعالى الحمد.
فإن قالوا: فإن صفة كل مخبر وطبيعته أن خبره يجوز فيه الصدق والكذب والخطأ، وقولكم بأن خبر الواحد العدل في الشريعة موجب للعلم، إحالة لطبيعة الخبر وطبيعة المخبرين، وخرق لصفات كل ذلك وللعادة فيه.
قلنا لهم: لا يُنكرُ من الله تعالى إحالة ما شاء من الطبائع إذا صح البرهان بأنه فعلُ الله تعالى. والعجب من إنكاركم هذا مع قولكم به بعينه في إيجابكم عصمة النبي r من الكذب والوهم في تبليغ الشريعة، وهذا الذي أنكرتم بعينه، بل لم تقنعوا بالتناقض إذ أصبتم في ذلك وأخطأتم في منعكم من ذلك في خبر الواحد العدل حتى أتيتم بالباطل المحض، إذ جوزتم على جميع الأمة موافقة الخطأ في إجماعها في رأيها، وذلك طبيعة في الكل وصفة لهم، ومنعتم من جواز الخطأ والوهم على ما ادعيتموه من إجماع الأمة من المسلمين خاصة في اجتهاد القياس!! وحاشا لله أن تجمع الأمة على الباطل، فخرقتم بذلك العادة وأحلتم الطبائع بلا برهان ... ". أهـ
قُلتُ: ومن ضوابط هذا الأمر أن تلقي الأمة للخبر بالقبول إجماعٌ منهم
كما تقدم، وهو أقوى في إفادة العلم من القرائن المُحتفَّة، ومن مجرد
كثرة الطرق.
وقال الشيخ أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله في "شرح ألفية السيوطي" (ص 5): "إن إفادة خبر الواحد لليقين هو الصواب، فقال: "والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم ومن قال بقوله من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي، سواءٌ أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما، وهذا العلم اليقيني علمٌ نظريٌ برهانيٌ لا يحصل إلا للمتبحر في الحديث، العارف بأحوال الرواة والعلل، وأكاد أوقن أنه هو مذهب من نقل عنهم البُلقيني ممن سبق ذكرهم، وأنهم لم يريدوا بقولهم ما أراده ابن الصلاح من تخصيص أحاديث الصحيحين لذلك، وهذا العلم اليقيني النظري يبدو ظاهراً لكل من تبحر في علم من العلوم وتيقنت
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسه بنظرياته، واطمأن قلبه إليها، ودع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحهم
بين العلم والظن، فإنما يريدون بذلك معنىً غير الذي نريد، ومنه زعمُ الزاعمين أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص إنكاراً لما يشعر به كل واحد من الناس من اليقين بالشيء، ثم ازدياد هذا اليقين، قال تعالى:} قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي {، وإنما الهُدى هُدى الله ... ". أهـ
الوجه الثالث:
أن الأستاذ الكاتب لم يٌفرق بين الشاهد والراوي، هذا وقد سوى بعضُ الناس بين الراوي والشاهد اعتماداً على حديث مرفوع يقول: "لا تكتبوا العلم إلا عمن تجوز شهادته".
* قلتُ: وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً، أخرجه ابن عدي في "الكامل" والخطيب في "الكفاية" وغيرهما من طريق صالح بن حسان، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس مرفوعاً.
قال الخطيب: "إن صالح بن حسان تفرد بروايته، وهو ممن أجمع نقاد الحديث على ترك الاحتجاج به لسوء حفظه وقلة ضبطه، وكان يروي هذا الحديث عن محمد بن كعب تارة متصلاً، وأخرى مرسلاً، ويرفعه تارة، ويوقفه أخرى". أهـ
فالحديث مُعَلٌّ بالضعف والاضطراب، وصالحٌ هذا غير صالحٍ!
فقد تركه النسائي، وقال البخاري: "منكر الحديث" وهذه العبارة في اصطلاح البخاري يعني: "لا تحل الرواية عنه" وضعفه أحمد وابن معين في آخرين، ولا يزال أهل العلم يفرقون بين الراوي والشاهد، فإنه تصح من الواحد، والمرأة، والعبد، ولأن الرواية والشهادة تدخلان في باب الخبر، فقد التبس تمييز أحدهما عن الآخر على الإمام شهاب الدين القرافي، فقال في "الفروق" (1/ 4): "الفرق الأول بين الشهادة والرواية، ابتدأتُ بهذا الفرق بين هاتين القاعدتين لأني أقمتُ أطلبه نحو ثمان سنين فلم أظفر به، وأسأل الفضلاء عن الفرق بينهما".
ثم وجد ضالته في "شرح البرهان" للمازري رحمه الله، حيث قال: "الشهادة والرواية خبران، غير أن المخبر عنه إن كان أمراً عاماً لا يختص بمعين فهو الرواية، كقوله r : " إنما الأعمالُ بالنيات"، والشُّفعة فيما لا يُقْسَمُ، لا يختص بشخص معين، بل ذلك على جميع الخلق في جميع الأعصار والأمصار بخلاف قول العدل عند الحاكم: "لهذا عند هذا دينارٌ"، إلزامٌ لمعين لا يتعداه إلى غيره، فهذا هو الشهادة المحضة، والأول: هو الرواية المحضة، ثم تجتمع الشوائب بعد ذلك". أهـ
ثم ساق كلاماً طويلاً يجدر أن يراجع، مع تعليل أبي القاسم بن الشاط رحمه الله، ففيه نفائسُ.
والمسألة تحتمل البسط، وفيما ذكرته كفاية لمن قنع وترك المراء، وقد ظهر مما مر من البيان أن ما اعترض به الأستاذ الكاتب على عدم الاعتداد بخبر الواحد ليس فيه سلفٌ من الصحابة، ولا التابعين، ولا الأئمة المتبوعين، إنما هو لبعض المتأخرين من أهل الاعتزال، وغيرهم ممن لا يُعوَّلُ عليهم كما مر قريباً، فيذهب ما قعقع به الأستاذ الكاتب حول خبر الواحد كضرطة عيرٍ بفلاةٍ!!
************
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 02:26]ـ
شكر الله لكم , وبارك في هذه الجهود, وجزاكِ خيرَ الجزاء أختنا أم محمد الظن.
وألبس الشيخ أبي إسحاق لباس الصحةِ والعافية, اللهم اجمعْ لهُ بين الأجرِ والعافية. آمين
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 08:02]ـ
وجزاكم مثله(/)
موسوعة شروح الحديث - الإصدار الأول
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موسوعة الكترونية تعتني بالكتب والمؤلفات التي صنفت في شرح أمهات كتب الحديث، ويتيح البرنامج تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة، والكتب في البرنامج هي:
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد [موافق للمطبوع]
- الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج [موافق للمطبوع]
- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج
- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي [موافق للمطبوع]
- تنوير الحوالك شرح موطأ مالك [موافق للمطبوع]
- حاشية السندي على سنن ابن ماجة
- شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي [موافق للمطبوع]
- شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد [موافق للمطبوع]
- شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
- شرح سنن أبي داود للعينى [موافق للمطبوع]
- عون المعبود شرح سنن أبي داود [موافق للمطبوع]
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر [موافق للمطبوع]
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب
- مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
http://www.islamspirit.com/temp/mawsoaat_shurooh_hadith_pic_01 .jpg
http://www.islamspirit.com/temp/mawsoaat_shurooh_hadith_pic_02 .jpg
للتحميل: حجم الملف 33.8 مب
http://www.seedfly.com/ar6ppknq3jwi
المصدر: موقع روح الإسلام
ـ[أحب السنة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:05]ـ
بورك فيك(/)
المطلوب تعيين إسحاق بالدليل في السند: إسحاق حدثنا روح حدثنا هشام عن محمد عن عبيدة ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال الامام البخاري في صحيحه
في باب غزوة الخندق
- حدثنا إسحاق: حدثنا روح: حدثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال يوم الخندق: (ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارا، كما شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس).
المطلوب والمسؤل تعيين إسحاق بالدليل في سندهذالحديث
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:01]ـ
/// الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح والعيني في العمدة أن إسحاق هو ابن منصور، وهو الكوسج أبويعقوب التميمي.
/// أما احتمال كونه ابن راهويه - إذ كلاهما (الإسحاقان) من تلاميذ روح بن عبادة، إضافة إلى أن مسلمًا قد أخرج الحديث من طريق ابن راهويه، لكن لا عنه عن روح، بل عنه عن المعتمر بن سليمان عن هشام بن حسان بنحوه -.
= فهذا الاحتمال يسقط بما ذكره الحافظ ابن حجر في غير موضع من الفتح من كون (ابن راهويه) لا يقول إلا (أخبرنا)، وقد قال هنا: (حدثنا).
/// فالحاصل أنه ابن منصور الكوسج.
/// والله أعلم.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:14]ـ
/// الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح والعيني في العمدة أن إسحاق هو ابن منصور، وهو الكوسج أبويعقوب التميمي.
/// أما احتمال كونه ابن راهويه - إذ كلاهما (الإسحاقان) من تلاميذ روح بن عبادة، إضافة إلى أن مسلمًا قد أخرج الحديث من طريق ابن راهويه، لكن لا عنه عن روح، بل عنه عن المعتمر بن سليمان عن هشام بن حسان بنحوه -.
= فهذا الاحتمال يسقط بما ذكره الحافظ ابن حجر في غير موضع من الفتح من كون (ابن راهويه) لا يقول إلا (أخبرنا)، وقد قال هنا: (حدثنا).
/// فالحاصل أنه ابن منصور الكوسج.
/// والله أعلم.
شكراوجزاك الله
ولكن ليطمئن قلبي أريدالدليل أوضح من هذا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:19]ـ
الدليل!! أنَّ البخاري رحمه الله -كما في كتب الرجال- روى عن إسحاق بن منصور، وإسحاق بن راهويه، وكلاهما روى عن روح بن عبادة.
ولكن عادة إسحاق بن راهويه أن يقول (أخبرنا)، ولا يكاد يقول: (حدثنا).
فصار الراوي المسؤل عنه هو: إسحاق بن منصور الكوسج.
وكثير من هذا العلم (التعريف بالرواة المشتبهين بغيرهم) إنما يعرف بالتجربة والسبر والممارسة للكتب، وحسبك بالحافظ ابن حجر إمامًا في هذا الباب، حيث مكث في البخاري ما ينيف على العشرين عاما يستخرج دقائقه وغوامضه.(/)
بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها (1) للشيخ أبي الحسن السليماني وفقه الله
ـ[مأرب]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 06:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(بعض أذكار ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702)[/URL] الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702)[URL="http://mareb.org/showthread.php?t=9702"] والمساء ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702) والثابت ( http://mareb.org/showthread.php?t=9702) منها)
عن الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى المُلك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" قال الحسن: فحدثني الزُّبَيْد – يعني بن الحارث اليامي- أنه حفظ عن إبراهيم في هذا: "له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم أسألك خير هذه الليلة، وأعوذ بك من شر هذه الليلة، وشر ما بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر".
وفي رواية أخرى: كان نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له" قال: أَراه قال فيهنَّ: "له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، ربِّ أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبحنا وأصبح الملك لله".
وفي رواية أخرى: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهَرَم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر".
قال الحسن: وزادني فيه زُبَيْد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، رفعه، أنه قال: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير".
أخرجه مسلم برقم (2723) – والألفاظ كلها له- وأبو داود برقم (5071) والنسائي في "الكبرى" (6/ 10/9851) وفيه: "الجبن والبخل"، (6/ 147 - 148/ 10408) وفي "عمل اليوم والليلة" برقم (23) والترمذي (3390) وابن حبان (963) وابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 35/29267) وفي "المسند" (1/ 214) برقم (314، 315) وأحمد (7/ 248) برقم (4192) مختصرًا، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (8/ 432/5015) وأبو محمد الجوهري في "حديث أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري" برقم (340) والبيهقي في "الدعوات الكبير" برقم (24) والخطيب في "الفصل للوصل المدرج في النقل" (1/ 550 - 556) من وجوه، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" برقم (1162، 1163) من طريق مسلم، والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 354 - 355) وذكر أن أبا نعيم أخرجه في "مستخرجه على صحيح مسلم".
وقد رُوي الحديث بلفظ: "وسوء الكُفْر" إلا أن الخطيب ذكر أن المحفوظ: "وسوء الكِبَر" وهو كذلك، انظر "الفَصْل" (1/ 555)، وكذا هناك وهْم آخر في الإسناد انظره في "العلل" للدارقطني (5/ 211 - 212) برقم (826) والمعروف ما سبق ذكره، وانظر خلافًا آخر على شعبة في "الفصْل" للخطيب.
وقد خُولف الحسن بن عبيد الله وزُبَيْد – وهو بن الحارث اليامي- اللذان رفعاه، فرواه سلمة بن كهيل عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله بن مسعود – أو عن عبد الله أنه كان- يأمرنا إذا أصبحنا وإذا أمسينا أن نقول: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، أصبحنا والمُلك لله، اللهم إني أعوذ بك من شر هذا اليوم، ومن شر ما بعده، وأعوذ بك من الكسل، وسوء الكِبَر، وعذاب القبر، وعذاب النار".
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (574) والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/ 565) ترجمة علي بن محمد بن عبد الله أبي الحسن الكاتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن هذا الوقف لا يضر المرفوع، لأن الرفع زيادة ثقة، فقد رواه الحسن بن عبيد الله، وهو ثقة، وتابعه زُبيد بن الحارث اليامي، وهو ثقة أيضًا، بل ترجمه الحافظ بقوله: "ثقة ثبت" وخالفهما سلمة فوقفه، وسلمة ترجمه الحافظ بقوله: ثقة، وإن كان هو أرفع من ذلك، فيقال: ثقة ثبت، وواضح من هذا أن الرفع زيادة ثقة، وأن المتن المرفوع أتم وأوفى من المتن الموقوف، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث أيضًا من حديث البراء بن عازب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول إذا أصبح وأمسى: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الله إنا نسألك خير هذا اليوم، وخير ما بعده، ونعوذ بك من شرِّ هذا اليوم، وشر ما بعده، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب النار".
أخرجه الطبراني في "الكبير" برقم (1170) وفي "الدعاء" برقم (295) والصيداوي في "معجم الشيوخ" (صـ188 - 189) ترجمة أحمد بن حمدان بن عبد العزيز، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ21) برقم (37) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 355 - 356) كلهم من طريق أبي إسرائيل الملائي – وهو إسماعيل بن خليفة العبسي- عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء به.
وهذا سند ضعيف من أجل أبي إسرائيل الملائي؛ فإنه صدوق سيء الحفظ، إلا أن هذا المتن صحيح، فقد سبق من حديث ابن مسعود عند مسلم وغيره بما هو أتم من ذلك، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث مختصرًا من حديث سلمان الفارسي – رضي الله تعالى عنه- من طريق بكر بن خُنَيْس عن عبد الرحمن بن إسحاق – وهو أبو شيبة الواسطي- عن عبد الملك بن عمير عن أبي قُرة عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إذا أصبحت فقُلْ: اللهم أنت ربي، لا شريك لك، أصبحتُ وأصبح الملك لله، لا شريك له، ثلاث مرات، وإذا أمسيت فقُلْ ذلك مثل، فإنهنَّ يُكفِّرْن ما بينهن".
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (صـ34) برقم (66) وهذا سند ضعيف:
بكر بن خنيس ضعيف من قِبَل حفظه، مع كونه زاهدًا غزَّاءً، وأبو شيبة الواسطي ضعفه الحافظ في "التقريب" وقد ضعفه الأئمة حتى العجلي على تساهله – رحمه الله- والحديث قد حكم عليه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (5/ 359) برقم (2334) بأنه ضعيف جدًّا؛ للاتفاق على تضعيف أبي شيبة هذا، والله أعلم.
وقد رُوي الحديث موقوفًا على سلمان: من طريق منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من النخع عن أبيه عن سلمان قال: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحنا وأصبح الملك لك، لا شريك لك؛ كان كفَّارة لما حَدَثَ بينهما".
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 325/26533) لكن بدون ذِكْر "عن أبيه"، (6/ 37/29279) ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" للبوصيري (8/ 434/8338).
وهذا سند ضعيف من أجل الرجل المبهم، ولو صح السند؛ لكان من الممكن أن يقال: له حُكْم الرفع، فإن مثله لا يقال بالرأي، وليس هو من أخبار بني إسرائيل، والله أعلم.
ومن حديث أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم: فتْحه، ونصْره، ونورَه، وبركتَه، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه، وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقُلْ مثل ذلك".
أخرجه أبو داود برقم (5084) والطبراني في "الكبير" (3453) وفي "مسند الشاميين" برقم (1675) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 388) كلهم من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم – وهو ابن زرعة-، عن شريح – وهو ابن عبيد- عن أبي مالك به.
وهذا سند ضعيف فيه أكثر من علّة:
أ- ضعف محمد بن إسماعيل بن عياش، فقد ضعّفه أبو داود.
ب- الطعن في سماعه من أبيه، فقد نفى السماع بينهما أبو حاتم الرازي.
ج- ضمضم: صدوق يهم.
د- شريح ثقة لكنه يرسل كثيرًا، ولم يسمع من أبي مالك، قاله أبو حاتم، انظر (المراسيل" للرازي (صـ90) برقم (327).
أما إسماعيل بن عياش فروايته عن الشاميين – ومنها هذه الرواية- مقبولة.
والحديث قال عنه الحافظ في "نتائج الأفكار" بعد إخراجه: "هذا حديث غريب" اهـ.
وقد ضعفه شيخنا الألباني – رحمة الله عليه- في "الضعيفة" (2/ 235 - 239) برقم (5606) وارجع إلى تحقيقه إن شئت، فإنه كلام محقِّق عالم بهذا الشأن.
ولا أدري ما حجة الشيخين: عبد القادر وشعيب الأرناؤوطييْن في تحسين سند الحديث على ما فيه من علل، كما في تحقيقهما لـ"زاد المعاد" (2/ 340)؟ والله تعالى أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
29/شوال/1431هـ
انظر ( http://mareb.org/showthread.php?9702-%C8%DA%D6-%C3%D0%DF%C7%D1-%C7%E1%D5%C8%C7%CD-%E6%C7%E1%E3%D3%C7%C1-%E6%C7%E1%CB%C7%C8%CA-%E3%E4%E5%C7-(1)&p=30285#post30285)(/)
هل تعارض الغريب و المشهور دليل على النسخ؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 02:55]ـ
من منهج الترمذي أنه يرى الشذوذ نسخ
و قد رأية الأثرم أبو بكر أحمد بن محمد بن الأثرم في كتابه الناسخ و المنسوخ في باب صيام عرفة
رجح شذوذ حديث موسى بن على عن أبيه عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن يوم عرفة و يوم النحر و أيام التشريق عيدنى أهل الإسلام و هي أيام أكل و شرب "
فقال إن زيادة يوم عرفة في الحديث شاذة لم يروها إلى موسى بن علي و قد روي هذا الحديث من وجوه كثيرة و لم يذكروا هذه الزيادة ثم ذكر تعريف الشاذ و أنه الذي يجيء بخلاف ما جاء به غيره
و قال ليس الشاذ الذي يجيء وحده بشيء لم يجئ أحد بمثله و لم يخالفه غيره
فالشذوذ إما لفظي و إما حكمي كما في القرآن تماما
و هنا مسألة هل إختلاف الحديث الغريب و المشهور دليل على النسخ؟
فإن التعبير الشذوذ يدل على الترجيح و هو من مسالكه فجعله من مسالك الجمع أمر غريب حقا
يحتاج إلى وقفة(/)
مَن يُفيدنا بصحة هذا الأثر؟
ـ[ابو بردة]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 09:26]ـ
الأخوة الأفاضل
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن قدامة في المغني
(رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارَ فِي كِتَابِ النَّسَبِ عَنْ بَعْضِهِمْ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تَلِدُ لِخَمْسِينَ سَنَةً إلَّا الْعَرَبِيَّةُ، وَلَا تَلِدُ لِسِتَّيْنِ إلَّا قُرَشِيَّةٌ.
وَقَالَ: إنَّ هِنْدَ بِنْتَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ وَلَدَتْ مُوسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَلَهَا سِتُّونَ سَنَةً.)
فما صحةُ تلك الولادة بهذا السنِّ؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 10:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قال البلاذري في (أنساب الأشراف): (وَكَانَ مُوسَى آدم، وولدته أمه ولها ستون سنة) .. والبلاذري إمامٌ في الأنساب.
وقد روى الأصفهاني في (الأغاني) طريق الزبير بن بكار هذا؛ فقال:
(أَخْبَرَنِي الحرمي بْن أَبِي العلاء، والطوسي، قَالا: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بْن بكار. (ح) وأَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيد الهمداني، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَن العلوي، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْر بْن بكار أن هندا حملت بموسى بْن عَبْدِ اللَّهِ ولها ستون سنة. قَالَ: وَلا تحمل لستين إِلا قرشية، وَلا تحمل لخمسين إِلا عربية. قَالَ: وَكَانَ مُوسَى آدم شديد الأدمة).
وقد توبع ..
فرواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)؛ قال:
(أنبأنا خالي أبو المعالي مُحَمَّد بْن يَحْيَى القاضي وأبو مُحَمَّد بْن صابر، قالا: أنا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْدِ الرزاق الْكَلاعِيّ، أنا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد اللخمي، نا مُحَمَّد بْن المغلس بْن جَعْفَر، نا الحسن بْن رشيق، نا يموت بْن المزرع، نا أبو زيد عُمَر بْن شبّة، حدثني مُحَمَّد بْن حكيم، قال: ولدت هند بنت أبي عبيدة بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن زمعة موسى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْن حسن بْن حسن بْن علي بْن أَبِي طَالِب ولها ستون سنة، ولا نعلم امرأة ولدت لستين سنة إلا قرشية).
والأمر معقول مقبول خاصةً إذا كانت المرأة بصحة جيدة، وقد لا يكون عمرها فعلاً ستين سنةً؛ فقد يكون على التقريب فقط. والله أعلم(/)
ضعف حديث ((مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فلا يبد له علانية)
ـ[سعيد القمري]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 03:14]ـ
هذا بحث كتبه الشيخ ابو مروان السوداني
بعنوان (الجهر والاعلان بضعف حديث الكتمان في مناصحة السلطان)
وهو بحث نافع نرجوا الوقوف عليه وهوبصيغة pdf
الرابط هنا
http://www.4shared.com/get/NjorXhM2/_online.html
ولا تنسونا من صالح الدعاء(/)
طلب المساعدة في تحديدكتب عن رواية الحديث
ـ[لآليء]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 10:25]ـ
أود منكم ذكر أسماء الكتب التي تساعدني في كتابة مبحثي عن رواية الحدبث
وشرع تعريف الحديث 0(/)
هل أحفظ ألفية العراقي أو السيوطي: الجواب للشيخ أبو عبد الله الكُتَامي حفظه الله
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 08:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سُئل الشيخ أبو عبد الله الكتامي الجزائري حظه الله:
أي الألفيتين أحفظ مع العلم أنني طالب في المرحلة المتوسطة في فن علوم مصطلح الحديث جزاكم الله خيرا .. ؟؟؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد أما بعد،
هذا موضوع كثر الاختلاف فيه بين أهل العلم فمنهم من يقدم ألفية السيوطي و منهم من يقدم ألفية العراقي، و كل له حججه و رأيه و كل حسب إجتهاده، لأن حفظ متن بطول الألفية يستغرق وقت و جهد و لا يمكن لطالب لبيب أن يحفظ متنين طويلين أو ألفيتين في فن واحد. فمثلا لا يمكن أن يقول طالب حديث سأحفظ ألفية العراقي و نظم الهداية في علم الرواية أو ألفية السيوطي و نظم كتاب ابن دقيق العيد للحافظ العراقي، فهذا يعد مضيعة للوقت و الجهد و يسبب إختلاط و تشويش للحفظ و تداخل بين المتون و كما نقول في الجزائر -جاء يسعى فخسر تِسعا- فضلا عن الإنصراف عن حفظ السنة و دراسة الأسانيد و التفقه في سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم. بل قد نجد بعض الطلبة ممن يعنون بحفظ المتون المطولة في مختلف فنون الدين لا يفرق بين إعتقاد السلف و إعتقاد المبتدعة ... و الله المستعان.
المهم، أنا أنصحك أخي بحفظ ألفية العراقي لأنها أكثر فائدة. -مثلا- من حيث التنصيص فيها على أسماء الأئمة حين الإختلاف في قواعد حديثية مثلا. و أيضا كون الأئمة خصوها بعناية فضبطوا أبياتها و صانوها بعون الله عن التصحيف و التحريف و لا يخفى عليكم شرح الحافظ السخاوي للألفية الذي قد أجاد و أفاد. بعكس ألفية السيوطي الذي قد يطول الكلام على الكثير من المخالفات التي نهجها في التقعيد لقواعد حديثية و هذا ظاهر في ألفيته و التي قد لا ينتبه طالب العلم المبتدئ لها خاصة إن إستعان بكتاب تدريب الراوي لشرحها فرديا " أي: إجتهاديا". و الله أعلم.
(بارك الله في الأخ الذي أمدني بهذه المادة من محاظرة للشيخ حفظه الله).
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:25]ـ
بارك الله فيك أخي
حبذا لو ترفع لنا المحاضرة كاملة فنستفيد منها
جزاك الله خيرا
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم أخي ...
الذي عندي هو مقطع صوتي فيه هذا الجواب فقط فقط و ليس المحاضرة كاملة(/)
اليست هاتان روايتان صحيحتان لحديث السوق
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام حديث دعاء دخول السوق هو حديث ضعيف باقوال معظم علماء الحديث لكن وجدت روايتان للحديث اريد رأيكم في مدى درجة صحة هاتان الروايتان لانه ليس في رواة الحديث احد ضعيف في هاتان الروايتان، وهذه هي الروايتان واريد رأيكم لا حرمنا الله اياكم
المستدرك على الصحيحين للحاكم
رقم الحديث: 1911
حدثناه أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدره البغدادي، ثنا مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دخل السوق فباع فيها واشترى، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة " قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والله أعلم , تابعه عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار.
البحر الزخار بمسند البزار
رقم الحديث: 1721
حدثنا أحمد بن عبدة وإسحاق بن حاتم، قالا: نا يحيى بن سليم، نا عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. فإن قالها مرة واحدة كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبني له بيتا في الجنة" رواه البزار في مسنده.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 12:39]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221685
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 01:42]ـ
جزاك الله خيرا اخ محمد لكن ليس هناك جواب قاطع في ملتقى اهل الحديث
هل النتيجة ان هاتان الروايتان ايضا معلولتان؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:11]ـ
لا حاجة للجواب القاطع مع وضوح المُحالِ إليه.
الروايتان منكرتان.
وقد صاحت عبارات الأئمة بإنكارهما، وإنكار طرق الحديث عامة.
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 05:08]ـ
ثمة قاعدة مهمة:
وهي ان السند إذا ورد في كتب المتاخرين عن عصر الإمام أحمد فلا تخلوا من امور:
إما ان تكون مما اطلع عليها الأئمة فأعلوها، فهذه حكمها ما حكموه عليها.
وإما انها لم تكن محفوظة إلا بعد عصرهم فهذه منكرة، إذا يستحيل أن تكون محفوظة ولم تعرف في عصر الرواية وقد اكتمل فيه التدوين.
وهذا هو معنى قول الترمذي والبزار والطبراني وأبو نعيم: لم يروه عن فلان إلا فلان تفرد به فلان.
فهم يعنون نكارة السند وانه لا عبرة به، إذ المنكر أبدا منكر كما قال الإمام احمد.
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[11 - Nov-2010, مساء 11:06]ـ
اخوتي محمد بن عبد الله والحارث بن علي كفيتم ووفيتم بارك الله بكم ورزقني واياكم الفردوس الاعلى(/)
أنواع البدع التي يسقط صاحبها
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, صباحاً 11:03]ـ
1—من اتبع بدعة أخرجته من الإسلام، هذا يكون ساقط كهؤلاء الجهمية علمائنا يكفرون الجهمية، لأن شرط قبول الرواية الإسلام هذا رقم واحد. –
2 - من تمادي في بدعته، ورد حجج الحق: وعاند واتبع هواه فهذا شر من مرتكب الكبيرة كأكل الربا، والزنا، وشرب الخمر، والكلام هذا. فهذا أيضًا ساقط، لماذا؟ لأنه ليس بعدل، ومن شرط قبول الرواية ثبوت العدالة.
3 - من استحل الكذب: هذا إما يكفر أو يفسق، فنحن إن عذرناه التمسنا له تأويلًا فليس بصادق فلا تقبل روايته، لأن الرواية لا تقبل إلا من الصادق
4 - من تردد أهل العلم فيه أي: لَا هُوَ كَافِرٌ، ولا هو فاسق، ولا نستطيع أن نقول أن عدالته ثبتت. فهذا أيضًا مردود الرواية لعدم ثبوت عدالته. كلامنا ليس في الأربعة هؤلاء، الأربعة هؤلاء نحن ذكرنا أن روايتهم مطروحة ليس لها قيمة كلامنا في المبتدع صادق اللهجة مبتدع لكنه لا يكذب.
من الشريط الثامن من الباعث الحثيث للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله(/)
الى اهل الاختصاص (مصطلح الحديث): اريد ان اعرف الفرق بين الحديث المنقطع والمقطوع
ـ[ساجده لله]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 01:22]ـ
السلام عليكم، اريد ان اعرف الفرق بين الحديث المنقطع والمقطوع، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 02:18]ـ
السلام عليكم، اريد ان اعرف الفرق بين الحديث المنقطع والمقطوع، وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: لست من أهل الاختصاص ولكن انقل لكي كلامهم
عسى أن يحشرني الله معهم
الحديث المنقطع: هو من مباحث الإسناد (ينظر فيه للإسناد)
ويقصد به: ما لم يتصل إسناده بأي وجه كان، سواء تُرِك الراوي من أول الإسناد أو وسطه أو آخره، إلا أن الغالب استعماله فيمن دون التابعي عن الصحابي كمالك عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما. [المختصر في أصول الحديث (ص 4)]
أما المقطوع: من مباحث المتن (ينظر فيه للمتن وليس للإسناد)
وجمعه والمقاطيع، وهو الموقوف على التابعي قولاً له أو فعلاً
التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث [ص 3]
قال ابن كثير: وقد وقع في عبارة الشافعي والطبراني إطلاق " المقطوع " على منقطع الإسناد غير الموصول. [الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث (ص 6)]
لكن استقر الأمر على ما ذكر أولا وهو:
أن المنقطع ما سقط من إسناده راو أو أكثر وليس على التوالي
والمقطوع: ما أضيف للتابعي من قول أو فعل.
والله الموفق وهو المستعان
ـ[ساجده لله]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 02:30]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 05:15]ـ
باختصار:
هوكما ميزته بحمد الله في شرحي على البيقونية
فقلت: وفرق بين منقطع ومقطوع،
فالمنقطع ما سقط من إسناده راوٍ أو اكثر.
والمقطوع: ما نسب إلى التابعي ثبت أو لم يثبت عنه.
فالأول من مباحث السند، والثاني من مباحث المتن.
والله أعلم.
ـ[ساجده لله]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:36]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:29]ـ
عليك بشرح الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله للبيقونية فقد ذكر معنى ذلك وهو شرح لا بأس به للمبتدئ وكلام الأخ الحارث بن علي مسدد بارك الله فيه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:46]ـ
للفائدة: استعمل الإمام الشافعي لفظ المقطوع بمعنى المنقطع أي الذي في سنده سقط
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 03:34]ـ
باختصار:
هوكما ميزته بحمد الله في شرحي على البيقونية
فقلت: وفرق بين منقطع ومقطوع،
فالمنقطع ما سقط من إسناده راوٍ أو اكثر.
والمقطوع: ما نسب إلى التابعي ثبت أو لم يثبت عنه.
فالأول من مباحث السند، والثاني من مباحث المتن.
والله أعلم.
جزاك الله خيرًا، كلام طيب
لكن هل شرحك على البيقونية مطبوع؟
إن كان كذلك فأين توثيق النقل، وإذا لم يكن مطبوعًا فلماذا الإحالة على ما ليس في أيدي الناس، الأولى في هذه الحالة الإحالة على الكتب المشهورة المنتشرة، بارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 11:23]ـ
من بعد إذن الشيخ الحبيب الغالي أبا أحمدٍ، والأحبة الكرام ..
· الحديث "المقطوع": هو ما أضيف إلى التابعي من قوله، أو من فعله. متصلاً، أو غير متصل.
وألحق به الحافظ ابن حجر ما أضيف إلى من بعد التابعين من أتباع التابعين، فمن بعدهم.
ويقال للمقطوع أيضاً "أثرا" كما يقال للموقوف.
والمقطوع لا يحتج به في شيء من الأحكام الشرعية، أي: ولو صحت نسبته لقائله؛ لأنه كلام، أو فعل أحد المسلمين، لكن إن كانت هناك قرينة تدل على رفعه؛ كقول بعض الرواة عند ذكر التابعي: "يرفعه" مثلاً = فيعتبر عندئذ له حكم "المرفوع المرسل".
وقد أطلق بعض المحدثين كالإمام الشافعي والطبراني رحمهما الله لفظ "المقطوع" وأرادوا به "المنقطع"؛ أي: الذي لم يتصل إسناده، وهو اصطلاح غير مشهور، وقد يعتذر عن الإمام الشافعي بأنه قال ذلك قبل استقرار الاصطلاح، أما الطبراني فإطلاقه ذلك يعتبر تجوزا عن الاصطلاح.
· أما الحديث "المنقطع": هو ما سقط من سنده قبل الصحابي راوٍ واحد في موضع واحد، أو أكثر.
وهذا هو التعريف المعتمد لدى المحققين من العلماء المحدثين. وهو أولى من غيره من التعريفات؛ لأنه يجعل "المنقطع" نوعاً متميزاً عن "المرسل" و"المعضل" وما فيه راوٍ مبهم.
والمنقطع ضعيفٌ بالاتفاق بين العلماء، ولا يصلح للاحتجاج به، وذلك للجهل بحال الراوي الساقط من السند، ولكنه إذا روي من طريق آخر مثله، او أحسن منه = يرتقي إلى "الحسن لغيره".
(مستفاد) ..(/)
الشيوخ الذين روى عنهم البخاري ثم روى لهم بواسطة:
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 11:02]ـ
الشيوخ الذين روى عنهم البخاري ثم روى لهم بواسطة:
الشيخ الأول: الإمام أحمد بنحنبل- رحمه الله- روى عنه البخاري قال حدثني أحمد بن حنبل وروى له البخاريبواسطة أحمد بن حسن الترمذي يقول البخاري: حدثنا أحمد بن حسن الترمذي قال: حدثنا أحمد بن حنبل.
الثاني: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي فروة، هذا روى عنه شيخ من شيوخ البخاري اسمه محمد وهو غير منسوب، أي لم يعين اسمأبيه. الثالث: إسماعيل بن إبراهيم بن معمر أبو معمر القطيعي، روى عنه البخاري وروىله عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة سمي بصاعقة لأنه كان إذا أحب أن يعزم الذهاب إلى شيخ يموت الشيخ قبل أن يصل إليه، وتكررت معه ثلاث، أو أربع مراتفسموه صاعقه، أنه يصعق أي شيء يحاول يسمعمنه , وبعض الناس قالوا: لا صاعقة لأنه كان باقعةً في الحفظ، بحيث أنه كان صاعقة ويكفي أن البخاري، لأن محمد بن عبد الرحيم كان من صغار أقران البخاري، أي البخاري أكبر منه ومع ذلك روى له البخاري، روى عنه البخاري، فإسماعيل بن إبراهيم بن معمر القطيعي هذا روى البخاري له بواسطة محمدبن عبد الرحيم صاعقة.
الرابع: إسماعيل بن الخليلالخزاز، روىالبخاري عنه، وروى له بواسطة الحسن والحسن غير منسوب ويقال أنه بن شجاع البلخي
الخامس: إسماعيل بن عبد الله بن أبي أُويس، وهذا بن أخت الإمام مالك روى عنهالبخاري، وروى له بواسطة الحسن وهو غير منسوب أيضًا.
السادس: أصبغ بن الفرجالمصري، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة احمد بن الحسن الترمذي.
السابع: حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة، وهذا روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد بن عبد الرحيم صاعقة.
الثامن: خالد بن مخلد القطواني هذا روى عنه البخاري، وروى لهبواسطة محمد بن عثمان بن كرامه.
التاسع: سُرَيج بن النعمان، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد بن رافع النيسابوري، وبواسطة محمد آخر غير منسوب.
العاشر: سعيد بن الحكم بن أبي مريم، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد بنيحي الزُهلي.
الحادي عشر: سعيد بن سليمان الواسطي، الذي هو سَعدَوَيه أو سَعدُويَه الاثنين صح النحاة لهم نطق والمحدثون لهم نطق، هذا روى عنه البخاري، وروى له عن طريق عبد الله غير منسوب.
الثالث عشر: الضحاك بن مخلد الشيباني الذي هو أبوه عاصم النبيل، روىعنه البخاري، وروى له بواسطة عبد الله بن محمد المسندي، وعلي بن المديني وعمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن معمر البحراني، ويعقوب بن إبراهيم.
الرابع عشر: عبد الله بن رجاء بن عمر الغُدَانِي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد غيرمنسوب، ويقال أنه محمد بن يحي الزهلي.
الخامس عشر: عبد الله بن يزيد المقري أبو عبد الرحمن المقري، روى عنه البخاري وروى له بواسطة علي بن المديني وبواسطة راوي اسمه محمد غير منسوب.
السادس عشر: عبد الأعلى بن مُسهِر أبو مُسهِر، روى عنه البخاري وروىله البخاري بواسطة محمد بن يوسف البيكاندي.
السابع عشر: عبيد الله بن موسى العبسي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة احمد بن إسحاق السُرماري، وأحمد بن أبيشريح الرازي، وأبو بكر بن أبي شيبه، ومحمد بن حسين بن إِشكاب، ومحمد بن يحي الزهري، ومحمود بن غيلان، ويوسف بن موسىالقطان.
الثامن عشر: عثمان بن الهيثم بن جهم، روى عنه البخاري، وروى له بواسطةمحمد غير منسوب، ويقال: أنه محمد بن يحي الزهلي.
التاسع عشر: عفان بن محمدالصفار، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة إسحاق بن منصور الكَوسج أبو قدامهعبيد الله بن سعيد السرخسي محمد بن عبدالرحيم الصاعقة.
العشرون: عمر بن حفص بن غياث، روى عنه البخاري، وروى له محمد بن حسين السمناني.
الواحد وعشرون: عمرو بن عون الواسطي، روى عنه البخاري،وروى له بواسطة عبد الله بن محمد المُسندي.
الثاني والعشرون: الفضل بن دُكين أبو نعيم،روى عنه البخاري، وروى له بواسطة يوسف بن موسى القطان.
الثالث والعشرون: قرة بن حبيب البصري، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة الحسن غير منسوب، ويقال أنه الحسن بن محمد الزعفراني.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع والعشرون: محمد بن إسماعيل بن أبي سمينه، روى عنه البخاري وروى له بواسطة محمد بن أبي غالب القُومَسي.
الخامس والعشرون: محمد بن أبي مكرم المقدمي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة أحمد غير منسوب، ويقالأنه أحمد بن سَيَار المروزي.
السادس والعشرون: محمد بن سابق التميمي، روى عنه البخاري وروى له بواسطة الحسن بن الصباح البزار، والحسن بن إسحاق المروزي، ومحمدبن عبد الله.
السابع والعشرون: محمد بن عبد الله المثنى الأنصاري، روى عنهالبخاري، وروى له بواسطة أحمد بن حنبل، والحسن بن حنبل الزعفراني , خليفة بن خياطالملقب بشباب , وقُتيبة بن سعيد علي المديني , محمد بن بشار , محمد بن مثنى بن موسى الزمني.
الثامن والعشرون: محمد بن الفضل عارم السلوسي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة عبد الله بن محمد المسندي.
التاسع والعشرون: محمد بن يوسفالفريابي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة إسحاق غير منسوب، وقيل إسحاق بن منصورالكوسج.
الثلاثون: معاوية بن عمرو بن المهلب أبو عمرو البغدادي ,روى عنه البخاري، وروى له بواسطة أحمد بن رجاء الهروي، عبد الله بن محمد المسندي، محمد بن عبد الرحيم صاعقة.
الواحد والثلاثون: مكي بن إبراهيم البَلخِي، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد بن عمر السواق البلخي.
الثاني والثلاثون: يحي بن عمرو الشيباني، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة الحسن بن مدرك الضحاك.
الثالث والثلاثون: يحي بن صالح الوِحَاظِيُ، أبو صالح الدمشقي، روى عنه البخاري وروى له عن إسحاق غير منسوب، ويقال إسحاق بن منصور الكوسج، وروى عن طريق محمد غير منسوب أيضًا، ويقال: أنه أبو حاتم الرازي.
الرابع والثلاثون: يحي بن عبد الله بن بكير، روى عنه البخاري، وروى له بواسطة محمد بن يحي الزهري.
الخامس والثلاثون: يحي بن معين، أبو زكريا، روى عنه البخاري، وروى له البخاري بواسطة عبد الله بن محمد المُسندي، وعبد الله غير منسوب، ويقال بن حماد الآملي.
هؤلاء مجموعة الشيوخ الذين روى عنهم البخاري ثم روى لهم بواسطة، أي نزل درجه في الرواية
من الشريط الخامس والأربعين من فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
__________________
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 12:49]ـ
بارك الله فيكي
وفي جهدك
وهذه بحق هي الفوائد العلمية
لا تحرمينا من فوائدك
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:32]ـ
وفيكم اللهم بارك وتقبل منا جميعاً(/)
من المُلَح التي تُستفاد من أهل العلم
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 11:20]ـ
الأحاديث الأربعة التي علا فيها مسلم علي البخاري: الحديث الأول: رواه البخاري في كتاب المغازي، قال حدثني أحمد بن الحسن (الترمذي) قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا معتمر ابن سليمان عن كهمس بن الحسن، عن بن بريدة عن أبيه قال:" غزا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ستة عشر غزوة" فالبخاري قال حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا أحمد بن حنبل.
انظر رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير نفس الحديث، قال حدثني أحمد بن حنبل قال حدثنا معتمر بن سليمان عن كهمس بن الحسن عن بن بريدة عن أبيه نفس الحديث، فمسلم يرويه عن أحمد مباشرة إنما البخاري يرويه عن أحمد بن الحسن عن أحمد بن حنبل، فيكون نزل درجه البخاري هنا.لكي أسهل على الطلاب طلبة الحديث الذين يريدون أن يتوصلوا لهذه الأحاديث، الحديث الأول: في كتاب المغازي رقم (4473) هذا في البخاري، في مسلم كتاب الجهاد والسير رقم (1814) على 147، أنت تعرف صحيح مسلم الذي عند طبعة الشيخ محمد فهد عبد الباقي، التي حققها لها رقم كبير في الأول وجنبه رقم صغير، الرقم الصغير هذا أرقام المتن بلا تكرار، الرقم الكبير الأول هذا رقم أحاديث الكتاب الخاص، كتاب الإيمان يرقمه لك واحد، اثنين، ثلاثة، أربعه، خمسه، إلى ثلاثمائة وكسر، ثم يتبديء كتاب الطهارة من أول واحد، إذًا كل كتاب من كتب مسلم له ترقيم خاص وترقيم عام، الترقيم الخاص وهو الرقم المكتوب بالخط الكبير، الرقم الصغير هذا هو رقم متن متون الأحاديث بدون تكرار، فأنا عندما أقول لك كذا على كذا أبدأ بالرقم الصغير على الرقم الكبير، الحديث هذا رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير رقم (1814) على 147.
الحديث الثاني: رواه البخاري في كتاب التفسير مثل ما قلت لكم في تفسير سورة الأنفال رقم (4648) و (4649)، هذا الحديث البخاري فرقهما، رواه عن أخوين أحمد بن النضر ومحمد بن النضر.
قال البخاري: حدثني أحمد وهو بن النضر، قال حدثنا عُبيد الله بن معاذٍ وهو العنبري قال حدثنا أبي، وهو معاذ بن معاذ، قال حدثنا شعبة عن عبد الحميد هو بن كرديد صاحب الزيادي سمع أنس بن مالك- رضي الله عنه-، قال أبو جهل:" اللهم إن كان هذا الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو الأرض أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت الآية:?وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ... إلى آخر الآية ? (الأنفال:33).هذا الحديث يرويه البخاري قال حدثنا أحمد بن النضر وبعده مباشرةً قال حدثنا محمد بن النضر الأخوان، كلاهما قال حدثنا معاذ بن معاذ، عبيد الله العنبري، مسلم روى هذا الحديث بعينه في كتاب صفات المنافقين رقم (2796) على37 قال حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، انظر مسلم روى عن عبيد الله مباشرةً، أما البخاري روى بواسطة عن عبيد الله بن معاذ العنبري.
الحديث الثالث: رواه البخاري في كتاب: كفارات الأيمان رقم (6715) في باب قوله تعالى:" أو تحرير رقبة وأي الرقاب أزكى"، قال البخاري حدثنا محمد بن عبد الرحيم (صاعقة)، قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مُطَرِف، عن زيد بن أسلم، عن علي بن حسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة - رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا من النار حتى فرجه بفرجه ".
هذا الحديث بعينه رواه الإمام مسلم في كتاب: العتق رقم: (1509) على21، قال: حدثنا داود بن رُشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم إلى آخر الإسناد الذي رواه البخاري، انظر مسلم قال: حدثنا داود بن رشيد، أنما البخاري نزل درجه رواه عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة عن داود بن رشيد.
الحديث الرابع والأخير: رواه الإمام البخاري في كتابه: الاعتصام بالكتاب والسنة، الحديث رقم: (7355)، باب:" مَنْ رَأَىَ تَرْكَ الْنَّكِيْرِ مِنَ الْنَّبِيِّ- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حُجَّةَ لَا مِنْ غَيْرِ الْرَّسُوْلِ ".
قال البخاري: حدثنا حماد بن حميد، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر، قال: " رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الْلَّهِ يَحْلِفُ بِالْلَّهِ أَنَّ بْنَ الْصَّيَّادِ الْدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِالْلَّهِ، قَالَ: إِنِّيَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَىَ ذَلِكَ عِنْدَ الْنَّبِيِّ- صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يُنْكِرْهُ "، هذا الحديث بعينه رواه الإمام مسلم في كتاب: الفتن رقم: (2929) على94، قال حدثنا عُبيد الله بن معاذ العنبري، انظر مسلم يرويه عن عبيدا لله بن معاذ مباشرةً، في حين أن الإمام البخاري- رحمه الله- يرويه عن حماد بن حميد عن عبيدا لله بن معاذ العنبري.
من الشريط الخامس والأربعين من فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 08:18]ـ
وجزاكم مثله
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 03:19]ـ
ملحة من الملح:
تبين بعد إحصاء احاديث صحيح البخاري ومسلم أنها سواء، فكلا أحاديث الكتابين بلغ كل واحد منهما (7563).
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 03:40]ـ
بارك الله فيك يا أم محمد وأجزل لك المثوبة.
وحفظ الله شيخنا أبا إسحاق ونفعنا بعلمه.
حقيقة محاضرات الشيخ كلها درر وفوائد لطلبة العلم، قد يقضى فيها العمر للوقوف عليها.
فجزاه الله خيرا.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 01:50]ـ
ولكم بمثل(/)
إذا اختلف في شيخ راو ثم جمعا في رواية أخرى صحت الروايتان (الشيخ فهد السنيد).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 03:25]ـ
قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
كثيراً ما يختلف الرواة في تعيين شيخ من رووا عنه على قولين ثم يأتي بعض الرواة فيجمع الشيخين في روايته (وسواء كان هذا الاختلاف على الشيخ نفسه أو على من روى عن الشيخ وسواء كان هذا الجامع ثقة أو في حفظه شيء) فيحكم الحفاظ غالباً بصحة الروايتين لأن جمعهما في رواية بعض الرواة قرينة تدل على صحة الروايتين وهذا كما قلنا غالباً أو كثيراً وليس دائماً حيث لا يوجد في هذا الفن قاعدة مطردة بل كل قواعده منخرمة لاعتماده على القرينة, وهذا مما يجعل هذا الفن صعباً لا يتقنه إلا الجهابذة والله المستعان. وهذه بعض الأمثلة التي تدل على صحة ما ذكرنا:
قال ابن أبي حاتم في العلل (25): سألت أبي عن حديث رواه الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحم شاة ثم صلى ولم يتوضأ" ورواه معن عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي: جميعاً صحيحين, حدثنا إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي رافع وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. جمعهما.
وسئل الدارقطني رحمه الله في العلل (5/ 52) رقم 698 عن حديث الربيع بن خثيم عن ابن مسعود رضي الله عنه (من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له .. ) فقال: يرويه هلال بن يساف واختلف عنه فرواه حصين واختلف عنه أيضاً فروى عبدالعزيز بن مسلم ومندل بن علي ومحمد بن فضيل وابراهيم بن طهمان عن حصين عن هلال بن يساف وكذلك قال وكيع عن الأعمش عن هلال بن يساف عن الربيع عن ابن مسعود قوله, ورواه شعبة عن حصين عن هلال عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود وقال شعبة أيضاً عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال عن الرجلين الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون, فصحت الروايتان جميعاً وكلهم وقف الحديث.
وسئل الدارقطني أيضاً في العلل (5/ 61) رقم 706 عن حديث زر عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فقال: يرويه عاصم واختلف عنه فرواه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأبو بكر بن عياش وأبو عوانة وأبو حمزه السكري وزائدة وشيبان وجرير بن حازم وحفص بن سليمان والثوري وقيل عن شريك وعن الأعمش وعن فليح كلهم عن عاصم عن زر عن عبدالله وخالفهم أبان العطار وهيثم بن جهم والوليد بن أبي ثور فرووه عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله ورواه عمرو بن أبي قيس عن عاصم عن زر وأبي وائل فصح القولان جميعاً. انتهى.
وسئل أيضاً (656) عن حديث أبي عبدالله القراظ عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء"،في حديث طويل فقال: يرويه عمر بن نبيه عن أبي عبدالله القراظ عن سعد ورواه محمد بن موسى بن يسار المدني عن أبي عبدالله القراظ عن أبي هريرة ورواه أسامة بن زيد عن القراظ عن سعد و أبي هريرة فصحت الأقاويل كلها والله أعلم.
وسئل أيضاً (825) عن حديث عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: (أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك ثم إن الله عز وجل قدر أن بلغنا من الأمر ما ترون ... ) الحديث, فقال: يرويه الأعمش واختلف عنه فرواه أبو معاوية وحفص بن غياث وأصحاب الأعمش عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله وخالفهم الثوري فرواه عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبدالله ,قال يحيى القطان: كنا نرى أن سفيان وهم فيه، رأيت مؤملاً يرويه عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن يزيد فصح القولان جميعاً وقد روى حديث حريث بن ظهير عبدالله بن نمير عن الأعمش أيضاً, حدثنا القاضي المحاملي قال حدثنا عباس بن يزيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله (أتى علينا زمان ... ) الحديث فقال عباس: كنا عند يحيى بن سعيد فذكر هذا الحديث عنده فقال يحيى: رواه الثوري عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير عن عبدالله, قال: فكنا نظن أن الثوري وهم فيه لكثرة من خالفه، ثم قال يحيى: سمعت مؤملاً يحدث في هذا بشيء لست أحفظه، قال عباس فقلت: حدثنا مؤمل عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن حريث بن ظهير وعبد الرحمن بن يزيد عن عبدالله فسر بذلك يحيى.انتهى.
وفي كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل (705) قال عبدالله بن الإمام حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن طارق قال سألت الشعبي عن امرأة خرجت عاصية لزوجها قال:لو مكثت عشرين سنة لم تكن لها نفقة-706 - حدثني أبي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى الجهني عن الشعبي نحوه قال أبي:قيل ليحيى: إن الناس يروونه عن موسى الجهني فقال: لو كان عن موسى كان أحب إلي , أنا كيف أقع على طارق وكان موسى أعجب إلى يحيى من طارق, طارق في حديثه بعض الضعف قلت لأبي: فإن أبا خيثمة حدثناه سمعه من الأشجعي عن سفيان عن طارق وموسى الجهني عن الشعبي قال: أصاب يحيى وأصاب وكيع.
قلت: صوب الامام أحمد قول يحيى ووكيع لأن جمع الأشجعي لهما-أي طارق وموسى- في روايته عن الثوري قرينة تدل على صحة قول القطان ووكيع.والله أعلم.(/)
دراسةٌ فيما كتبه الشيخ علي حشيش في حديث الزُّهري في بَدْءِ الوحي (القول النصيح)
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 05:36]ـ
القولُ النَّصيح
لِمَن ردَّ حديثَ الصحيح
دراسةٌ فيما كتبه الشيخ علي حشيش
وطعنِهِ في حديث الزُّهري في بَدْءِ الوحي
(في المرفقات)
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 06:36]ـ
جاري التحميل
جزاك الله خيرا
ـ[أبومحمد القرشي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 08:51]ـ
جزاك الله خير هل من ترجمه مختصره لشيخ علي؟
ـ[ابوحفصة السودانى]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 09:55]ـ
السلام عليكم شينا محمد يسرى أولا البحث نفيس جدا وجزاك الله خيرا لكن لى سؤالين واتمنى الجواب عنهما
1 ذكرتم في البحث حفطكم الله ص18 (
وهذا يظهر بالوجه الثالث، وهو النقض على ما ذكره الكاتبُ من أنَّ البخاريَّ قد أخرج هذا الخبرَ في غيرِ بابٍ من صحيحه، وكذا مسلمًا في صحيحه، من رواية يونس وعقيل من دونِ الزيادة لينبِّه على علَّةِ روايةِ معمر، وهو ما عبَّر عنه بقوله: "ثم أراد الإمام البخاري- وهو طبيب الحديث في علله- أن يكشف عن علةِ هذه القصةِ الباطلةِ التي يزيدها البعضُ على قصةِ الوحيِ الصحيحة التي بيناها آنفًا، وهي زيادةٌ باطلةٌ كشفها الإمامُ البخاري وبَيَّن علتها في كلمةٍ بين السطور لا يعرفها إلا من له دراية بعلم الحديث"اهـ.) اى نقلا عن الشيخ على حشيش ثم رددتم على ذلك بقولكم (وهذا كلامٌ أقلُّ ما يُقال فيه: إنه سخيف، إذ جَعَلَ الكاتبُ "الجامعَ الصحيح" كتابًا في علل الحديث) هل هذا معناه ان البخارى لايذكر مطلقا مرجحات لما قد يأتى في الروايات الأخرى لا ليذكر العلة بل ليشير إليها كما أسند عن الزهرى فتواه في الفأرة إذا وقعت في السمن بعد روايته للحديث وليس فيها التفصيل بين المائع والجامد ليشير أنه لوكان عند الزهرى التفصيل لأفتى به وهو راوى الحديث ليشير لعلة من روى التفصيل عنه؟
ثانيا قلتم حفظكم الله ص21 (وهذا الكلام كلُّه خطأ في التصوُّر، فرواية الطبري عن محمد بن حُميد الرازي عن سلمة بن الفضل عن زياد البكَّائي عن ابن إسحاق إنما هي رواية نسخةٍ من كتابه في السِّيَر والمغازى) هل هذا معناه ومحمد ابن حميد الرازى معروف كلام علماء الرى فيه أن هذه الرواية للكتاب لاتؤثر او بمعنى آخر تعامل معاملة اخرى غير رواية الحديث؟ اتمنى التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 06:23]ـ
أخي الكريم
نعم لا يخلو الصحيح من إشاراتٍ دقيقة في علل الحديث، ولكن هذا يكون أولاً فيما هو معلولٌ أصلاً؛ والحال ليس كذلك ها هنا، نعم لو تفرَّد معمر بزيادة الزهري مطلقًا لصار ثمة كلام، لكنَّه لم يفعل، بل تابعه عُقيل بن خالد ويونس بن يزيد على إثبات هذه الزيادة، وبعضهم ذكرها من كلامه منفصلةً عن سائر الخبر، فلم يكن يخفى عليهم ولا على البخاري ولا على أحدٍ أنها من مرسل الزهري لا من رواية أمَّ المؤمنين كي يحتاج إلى تنبيه، وهو قد نبَّه مع ذلك بذكر قول الزهري (فيما بلغنا).
ثم هذا يكون للتنبيه على عللِ رواياتٍ خارج الصحيح؛ كالحديث الذي ذكرت، فإنه لم يُخرجه من رواية معمر عن الزهري ثم نبَّه على علته في مكانٍ آخر، بل أخرج الصحيح الذي يرتضيه، ونبَّه على علة المعلول الذي لا يرتضيه مما أخرجه غيره، ثم إنه صرَّح بهذا، ونقل (5538 - 5539) كلامَ سفيان في خبر معمر، ثم بلاغ الزهري نفسه، ما لا يحتمل التأويل.
أما سؤالك الثاني فنعم قد أحسنتَ البيان = ينبغي معاملتها معاملةً مختلفةً عن الرواية المجردة؛ فإنما هي نسخةٌ مِن كتاب ابن إسحاق صحَّ تحملُ محمد بن حُمَيد الرازي لها عن سلمة بن الفضل بن الأبرش عن زياد البكائي عن ابن إسحاق، فلذا ربما لا تجد في هذا الطريق المعيَّن ما يتفرد به الرازي أو غيره من رجال الإسناد عن ابن إسحاق، لأن نسخَ كتابه قد انتشرت في الآفاق، وحملها الجمع الغفير من الرواة؛ فصار التفرد بشيءٍ منه أمرًا ممتنعًا، أو مكشوفًا واضحًا على أقلِّ تقدير. ولذا يعتمد الطبري هذه النسخة من غير تحرُّزٍ في (التفسير) و (التاريخ)، فإنه لا يعدو كونه سندَ تحمُّلٍ للكتاب، لا سندًا مستقلاً بنفسه؛ فإنْ لم يتحمَّله عن محمد بن حُمَيد تحمَّله عن غيره، وهكذا.
أما رواية محمد بن حميد في غير هذا السند، أو فيما تفرّد به منها – وإن كنت لم أقف على شيءٍ من ذلك- فيُنظَر فيها.
وهذا مما اختلط على كثيرٍ من المعاصرين، فلذا وجب التنبيه.
وختامًا أعتذر عن بعض الأخطاء في ضبط البحث وصفِّه، فإني لم أُراجعه كما ينبغي، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 07:48]ـ
بارك الله فيكم,
أكثرت من الإلزامات التي لا تلزم مخالفك, وفيها تجهيل وإزراء بالمخالف تركه أولى,
وباختصار شديد, رواية البخاري مرسلة وليست على شرطه ولا يعتبر وجدها في الصحيح تصحيحًا لها من البخاري رحمه الله, مثلها مثل المعلقات وغيرها.
والأمر سهل, فمن ظن أن المتن مخالف لأصول الشريعة أعله ولم يعتبر الشواهد التي أتيت بها.
ومن لم يخالف هذا المتن أصول الشريعة عنده, قَبِل الشواهد لتقوية الخبر.
وعموماً, اتهام الشيه علي بالتهجم على الصحيح ومكانته, الأولى تركه؛ لأنم لم يتكلم إلا على خبر في كتاب البخاري ليس على شرطه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 10:37]ـ
كلما سمعت عبارة (الأمر سهل) توجست خيفةً!
وما كان يُخالف أصول الشريعة كما تقول لا يوجد إلا في الواهي والموضوع، لا يوجد في الصحيح، وإن كان مرسلاً.
ولا يأتي به الزهري، ويخرجه البخاري، ويُثبته الأئمة في كتبهم من دون أن يلتفتوا لذلك!
المشكلة ليست في هذا الخبر المعين فحسب، بل في التصور العام، ولكن يبدو أن الرسالة لم تصل البعض.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 11:12]ـ
بل رأى بعض الصحابة بعض الأحاديث تخالف أصولاً ثابتة في الشريعة، وهذه الأحاديث بعد ذلك في البخاري ومسلم معاً ..
فمفهوم أصل الشريعة = كان عند الطبقات الأولى أوسع مما ضيقته أنت يا دكتور محمد،فلما ضيقته = ضاق معه باب النظر عندك في المسألة ..
وأنا بالمناسبة لا أجعل هذا الحديث مما يخالف العصمة ولا أصول الشرع، ولكني لا أشنع على مخالفي في هذا ..
وكان يكفيك تصحيح الخبر بالحجة العلمية، والتشنيع على ما في عمل مخالفك من تقصير ظاهر في الاجتهاد (فهو لم يهمل الروايات علماً بها يا أبا الوليد) ..
أما جعل هذا الخبر مما يخالف أصولاً ثابتة في الشرع = فهو من موارد الاجتهاد، وضبط مفردات ما ينافي العصمة هو أيضاً من موارد الاجتهاد، ووصف أسانيد السيرة بما وصفتَ هو من موارد الاجتهاد ..
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:31]ـ
أما وقد استقرَّ الأمر عند بعضهم على نعت هذا الخبر بـ (الكذب) و (الافتراء) وردِّه بصورةٍ فيها من سوء الأدب ما فيها، وكأنَّ رأيهم قد صار من المسلَّمات = فلم يسعني سوى ذلك.
نعم هناك أخبارٌ تُكُلِّم فيها بنحو ما تصف، لكنَّ هذا لا ينفي صحتَها إن صحَّت.
والكلام على كون هذا الخبر منها من عدمه، والصلة بين ما تسلَّل إلى البعض من مفاهيم العصمة عند الشيعة والصوفية وبين تغيُّر النظر إلى هذا الخبر وأمثاله.
ـ[ابوحفصة السودانى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:50]ـ
أأسف لكن سؤال آخر اليس هذا يدخل تحت إثبات قصة الغرانيق أو عدم إثباتها؟ ويدخل فيه الإجتهاد ويحمل على ذلك قول الشيخ على وإن كان تعبير الشيخ يوحى ان الخبر موضوع فلا نوافقه على ذلك لكن نحمل قوله على انه يقصد به ضعفه وإلى آخر ذلك (وأأسف مرة أخرى أتمنى الرد)
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:55]ـ
وما كان يُخالف أصول الشريعة كما تقول لا يوجد إلا في الواهي والموضوع، لا يوجد في الصحيح، وإن كان مرسلاً.
قد ثبتت قصة الغرانيق , بسندٍ صحيح عند جرير , إلى قتادة , و قصة الغرانيق العلى مخالفة للشريعه!!
لذلك أعل الائمه الحديث بالارسال!! راجع (ص 23) نصب المجانيق للعلامة الألباني ..
فقد صح الحديث إلى قتادة!! و مع ذلك الروايه مخالفة للشريعه , فهل الشيطان يلقى على النبى صلى الله عليه وسلم , ما ألقاه!!
إذا من الممكن أن يكون الحديث المرسل , مخالف للشريعه!!
فبعض الاحاديث التى يرفعها الحسن البصرى و غيره , مخالفه ..
حتى قالوا: مرسلات الحسن شبه الريح!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 02:11]ـ
المسألة بحالها يا دكتور محمد ..
فقصة الغرانيق مثلاً وصفها عدد من أهل العلم المعاصرين بأنها واهية وأنه مفتراة وأنها تخالف عصمة الوحي ..
بينا يثبتها عدد من الأئمة كشيخ الإسلام مثلاً ..
وجملة القول: أن كثيراً من أبواب ضبط ما يوافق أصول الشرع أو يخالفها،وضبط ما ينافي العصمة ومالاينافيها = يسع فيه النزاع، ويصف العالم فيه الرواية بأنها كذب، ولو كانت مرسلة ونحوها، وتكون مخالفة الأصول عنده دليلاً على أن الساقط من الإسناد متهم أو كذاب،أو كان السند نفسه مسروقاً ملفقاً،ويكون رأي مثلك بأن ذلك بعيد جداً والذي بناه على جمع الطرق المؤدية لاستبعاد تلفيق السند،وجلالة سعيد و .. و .. = كل ذلك يضعف عندك القول السابق لكنه لا يخرجه عن النزاع السائغ إلا في صورة واحدة يكون فيها نزاع المعين في المسألة غير سائغ وليس النزاع فيها في نفس الأمر، وذلك إذا بنى قوله على تقصير ظاهر جداً في الاجتهاد،أو سوء أدب كما هو الحال هاهنا؛فيُشنع عليه من هذه الجهة وحدها ..
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 03:56]ـ
إنما عنيت "الجامع الصحيح" للبخاري، لا مطلق ما صحَّ مرسلاً.
ثم قصة الغرانيق فيها تفصيل، وصحَّح الأئمة بعض ألفاظها وسياقاتها دون بعض.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً.(/)
مايدل على ان ابن عمر رضي الله عنه عمي في آخر عمره
ـ[فنر]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في كتب الفقة أن ابن عمر رضي الله عنه كان يدخل الماءفي عينيه (للوضوء) حتى ذهب بصرة
هل في الحديث او الأثر المسند مايدل على هذا؟
(أو حديث أوأثر مسند يدل على ان ابن عمر رضي الله عنه عمي في آخر عمرة).
ـ[فنر]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:33]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، اتمنى من لديه علم ان يفيدني.
ـ[فنر]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:09]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 11:57]ـ
الموطأ: (46) مَالِكٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ أَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَنَضَحَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، وَأَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَبِهَذَا كُلِّهِ نَأْخُذُ إِلا النَّضْحَ فِي الْعَيْنَيْنِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ عَلَى النَّاسِ فِي الْجَنَابَةِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْعَامَّةِ
المصنف: (957) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ "، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، إِلا ابْنَ عُمَرَ "
السنن الكبرى البيهقي: (774) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، وَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي سُرَّتِهِ ".
ـ[فنر]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 09:16]ـ
الموطأ: (46) مَالِكٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ أَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى فَغَسَلَهَا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَنَضَحَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، وَأَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَبِهَذَا كُلِّهِ نَأْخُذُ إِلا النَّضْحَ فِي الْعَيْنَيْنِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِوَاجِبٍ عَلَى النَّاسِ فِي الْجَنَابَةِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْعَامَّةِ
المصنف: (957) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، وَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ "، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، إِلا ابْنَ عُمَرَ "
السنن الكبرى البيهقي: (774) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ نَضَحَ الْمَاءَ فِي عَيْنَيْهِ، وَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي سُرَّتِهِ ".
وفقكم الله ليس هذا المراد، المطلوب هو مايدل على انه عمي من إدخال الماء في عينية.
ـ[فنر]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 08:36]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[فنر]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 10:37]ـ
هل من مجيب.
ـ[فنر]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 09:05]ـ
غفر الله لمن اجابني.
ـ[فنر]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:02]ـ
هل من مجيب؟
ـ[فنر]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 02:04]ـ
نعم أخي ذلك مشتهر في كتب الفقهاء
وبعضهم روى ذلك بصيغة التضعيف كابن قدامة
ولا أظن ذلك يصح إطلاقا إذ لوصح لورد إلينا بسند مقبول لكثرة من روى عن ابن عمر رضي الله عنه
و-حسب علمي- لم يحصل ذلك
ولعله اشتبه على الفقهاء وغيرهم عبد الله بن عمر بعبد الله بن عمير رضي الله عنهم
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 08:50]ـ
المعروف المشهور أن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس قد عموا قبل الموت.
ـ[فنر]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 06:40]ـ
نعم أخي ذلك مشتهر في كتب الفقهاء
وبعضهم روى ذلك بصيغة التضعيف كابن قدامة
ولا أظن ذلك يصح إطلاقا إذ لوصح لورد إلينا بسند مقبول لكثرة من روى عن ابن عمر رضي الله عنه
و-حسب علمي- لم يحصل ذلك
ولعله اشتبه على الفقهاء وغيرهم عبد الله بن عمر بعبد الله بن عمير رضي الله عنهم
والله تعالى أعلم
وفقكم الله، هل بالإمكان الدلالة عليه عند ابن قدامه.
ـ[فنر]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 06:43]ـ
المعروف المشهور أن عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس قد عموا قبل الموت.
وفقكم الله، هل بالإمكان ذكر الأثر أو الحديث الذي يدل على هذا؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 06:59]ـ
وفقكم الله، هل بالإمكان الدلالة عليه عند ابن قدامه
قال في كتابه المغني
في فصل: حكم غسل داخل العينين
فصل: وذكر بعض أصحابنا من سنن الوضوء غسل داخل العينين وروي عن ابن عمر أنه عمي من كثرة إدخال الماء في عينيه
ـ[فنر]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 01:22]ـ
قال في كتابه المغني
في فصل: حكم غسل داخل العينين
فصل: وذكر بعض أصحابنا من سنن الوضوء غسل داخل العينين وروي عن ابن عمر أنه عمي من كثرة إدخال الماء في عينيه
وفقكم الله وغفر لكم.(/)
بحث عن حديث
ـ[دامو]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 10:26]ـ
السلام عليكم، أبحث عن هذا الحديث بارك الله فيكم، في أي كتب السنة أجده "ثبت في صحيح قوله صلى الله عليه وسلم أن إنسانا يؤمر به في النار ويكون له أخ في الدنيا، فيذهب إلى الله عز وجل ويبقى يطلب من الله ويلح على الله في الدعاء والسؤال، ويقول: يا رب؛ إن فلانا أخي، كنا نصلي معا، ونصوم معا، ونفطر معا، وأدخلتني الجنة وأدخلته النار، فيقول الله له: اذهب وخذ أخاك وأدخله الجنة" بارك الله فيكم
ـ[يس رحيق]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 11:18]ـ
لم اجد تخريج لهذا الحديث:
لكن ذكره الشيخ مشهور حسن سلمان
قال في جواب على سؤال:
السؤال 14: ولدي يصاحب رفقاء سوء، فما نصيحتكم له؟
فاجاب ومن ضمن ما قال ...
فقد ثبت في صحيح قوله صلى الله عليه وسلم أن إنساناً يؤمر به في النار ويكون له أخ في الدنيا، فيذهب إلى الله عز وجل ويبقى يطلب من الله ويلح على الله في الدعاء والسؤال، ويقول: يا رب؛ إن فلاناً أخي، كنا نصلي معاً، ونصوم معاً، ونفطر معاً، وأدخلتني الجنة وأدخلته النار، فيقول الله له: اذهب وخذ أخاك وأدخله الجنة، فقد يدخل الإنسان الجنة بأخ يصاحبه في الدنيا، فاحرص على أن لا تصاحب إلا من هو أعلى منك ديانة وعلماً، فإن قصرت فلعل الله ينفعك به.
راجع "فتاوى الشيخ مشهور حسن سلمان"
ـ[دامو]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 01:21]ـ
نعم بارك الله فيكم، تعلمته منه و لكن أريد تخريجه فهو حديث عظيم يحث على محبة الصالحين.(/)
كيف نجمع بين حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وحديث عائشة رضي الله عنها
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 12:38]ـ
كيف نجمع بين حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وحديث عائشة رضي الله عنهاحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه والحديث في الصحيحين، لما قال: "أتى رسول الله ? سباطة قوم فبال قائما ً،" السباطة: مثل مقلب زبالة –عند النسائي وغيره من أصحاب السنن، أن عائشة رضي الله عنها قالت:" من حدثكم أن رسول الله ? بال قائماً فلا تصدقوه،" فهل معنى هذا أن نكذب حذيفة؟ فهل عائشة رضي الله عنها كانت مع حذيفة في هذه الموقعة، فالنبي ? كان في غزوة من الغزوات، والذي رآه حذيفة، عائشة لم تر النبي ?، ولذلك قال العلماء: (صدقت عائشة وصدق حذيفة.) فكيف صدقت عائشة: قال: يحمل إنكارها على البيوت، أي من حدثكم أن رسول الله ? بال قائماً في بيته فلا تصدقوه، لأنها هي التي رأت، إذن يحمل البول من قعود على البيوت، إذن عائشة إنما قصت ما رأته.أما حذيفة فكان في غزوة من الغزوات وحتى لو كانت عائشة موجودة لن ترى هذا، ورآه صحابي آخر، ولذلك قال الصحابة مثل سفيان الثوري كما في سنن ابن ماجه: قال يرد على عائشة: (الرجل أعلم بهذا منها) إذن هكذا لا يوجد تعارض, إذن لو كان الإنسان في مكان رخو – مثل مكان رملي- بحيث أنه لو تبول بحيث الرمل سيشرب هذا البول، وسيأمن من ارتداد الرشاش عليه، فلا يرتد هذا البول علي ملابسه فينجسها، جاز له أن يبول قائما ً, إذن عائشة لا يوجد تعارض.
من الشريط السابع والأربعون فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق حفظه الله وشفاه شفاءاً لا يغادر سقما(/)
ومما أُعترض به علي أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 01:12]ـ
وهناك معترض آخر: قال: أن أبو هريرة هو بنفسه اعترف أن عبد الله بن عمرو بن العاص أكثر حديثا ًمنه، وأحاديث عبد الله بن عمرو بن العاص لا تصل إلى سدس أحاديث أبي هريرة ,فباعتراف أبي هريرة أن عبد الله بن عمرو بن العاص أكثر حديثاً منه، إذن المفترض أن أبا هريرة لا يكون له كل هذا الحديث! هذا الكلام من أين أتيت به؟ قال: جئت به من البخاري، نعم فعلا ًهذا الحديث في البخاري في كتاب العلم قال أبو هريرة: (ما أعلم أحداً أكثر حديثاً مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب ولا أكتب)
إذن أبو هريرة أولاً شهد أنه أكثر الصحابة حديثاً، إلا عبد الله بن عمرو لماذا؟ لأن عبد الله بن عمرو كان يكتب أما أبو هريرة فما كان يكتب.
رد الشيخ حفظه الله علي هذا الاعتراض:فنحن سنقول هنا الإستثناء الوارد في كلام أبي هريرة، إستثناء منقطع أم متصل؟ إذا قلنا استثناء منقطع انتهى الإشكال، فالاستثناء المنقطع أي لا يكون هناك علاقة ما بين طرفي الإستثناء، ما قبله وما بعده، ويكون أداة الإستثناء معناها لكن.إذن معنى الكلام: ما أعلم أحداً أكثر حديثا مني لكن كان عبدالله يكتب ولا أكتب. إذن هذه ليس لها علاقة بالمقارنة إذا كان الإستثناء منقطعا ًأما إذا كان متصلاً:
فنحن نقول أن أبا هريرة رضي الله عنه كثرت أحاديثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص بأسباب:1 - أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان رجلاً عابداً شغلته العبادة عن كثير من التحديث,2 - أن إقامة عبد الله بن عمرو بن العاص بعد فتوح البلاد كان أكثرها بمصر والطائف، ولم تكن الرحلة آنذاك إلى هذين البلدين كالرحلة إلى المدينة مثلاً ولا إلى مكة، المدينة كان فيها أبو هريرة رضي الله عنه، فكانت رحلة أكثر الناس إلى المدينة، أما الطائف كانت على جنب لم يكن أحد يذهب إلى الطائف ومصر كانت بعيدة، فلم تكن الرحلة إليهما كالرحلة إلى المدينة, كثرة أصحاب أبي هريرة الذين نقلوا علمه ونشروه في الآفاق, رابعاً: أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وقف على وِقر بعير من كتب أهل الكتاب، فكان ينظر فيها
إذن قلة أحاديث عبد الله بن عمرو بن العا ص عن أبي هريرة: هذه كانت أحد أسبابها والصحيح أن الإستثناء في هذا الكلام منقطع، ما أحد أكثر حديثاً مني من أصحاب النبي ? إلا – لكن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب ولا أكتب كأنما قال أبو هريرة: فإن وجدتم حديثا ًعند عبد الله بن عمرو بن العاص وليس عندي فهذا مما كتبه ولم أكتبه أنا، إذن المسألة ليس فيها مقارنة ما بين ما كان عند أبي هريرة رضي الله عنه وما كان عند عبد الله بن عمرو بن العاص.
lk hga من الشريط السابع والأربعين فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله(/)
أقسام أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 01:29]ـ
تنقسم أحاديث أبي هريرة إلى عدة أقسام:
النوع الأول أحاديث قولية: أحاديث مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، أي يقول أبي هريرة فيها قال رسول الله ? كذا وكذا.
النوع الثاني أحاديث فعلية فيها مثلاً (كان رسول الله ? يضجع على جنبه بعد ركعتي الفجر) أو (كان النبي ? إذا أراد أن يذهب إلى المصلى في العيد يذهب من طريق ويرجع من طريق) أو (كان النبي ? إذا إهتم مس لحيته)
النوع الثالث: أحاديث إقرار، أي أن أبا هريرة رضي الله عنه يحكي أن النبي ? بينما هو جالس وقال صحابي كذا وكذا، فأقر النبي ?، أو لم يعقب على كلامه.
النوع الرابع: الأحاديث الوصفية التي يصف فيها أبو هريرة رسول الله ? في حال غضبه ورضاه، في حال أكله وشربه، في حال إلتفاته في حال نظره.
النوع الخامس: أحاديث موقوفة على أبي هريرة، موقوفة أي أنها من قول أبي هريرة أي من فتواه مثلاً، أو من كلامه الخاص، إذن أنا عندي 5374 حديثاً هؤلاء تتوزع على هذه الخمسة أقسام.
من الشريط السابع والاربعين فك الوثاق للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[عماد البيه]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 03:44]ـ
بارك الله فيك
أخت أم محمد فقط من باب النصح لا تصرفي وقتك في الحديث فقط , الاحاديث بدون فقه و أصول فقه و قبلهما كتاب الله و تدبر و تفسير آياته يصبح تحويش روايات و قصص فقط و الأصل أن العلم الشرعي يقصد من تحصيله العمل سواء كان عمل قلبي أم من أعمال الجوارح
كذلك لا تنصرفي في تحصيل العلم إلى شخص واحد فالعالم الذي يجيد فنا لا بجيد أخر بل خذي من هذا حديث و من هذا تفسير و من هذا فقه و من هذا أصول فكثير من العلماء يشغله التبحر في فن ما عن باقي العلوم بل حتى في القسم الواحد من العلوم لا يحسن الاقتصار على عالم واحد لأن العالم قد يتبع مدرسة حديثية أو فقهية ما فلا تعرفي منه أي شئ عن المدارس الأخرى و بذلك يفوتك خير كثير بل التعرف على أقوال العلماء و المدارس الأخرى تزيد من عمق فهم المسائل و زيادة القدرة على التمييز و الترجيح
و المرأة خصوصا لا ينبغي أن تتوجه إلى شخص واحد من العلماء بشكل مبالغ فيه
و أذكرك مرة أخرى لا تنسي كتاب الله تلاوة و تدبرا و حفظا فهو أفضل و أشرف العلوم و هو نور و هدى للمتقين
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 10:01]ـ
جزاك الله خيرا علي النصيحة
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 06:31]ـ
جزاكِ الله خيرا
أصبحتُ أتابع باهتمام بالغ
ما تقتطفيه لنا من بستان الشيخ الحويني حفظه الله
فلا تحرمينا ما عودتينا عليه
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 08:59]ـ
أبشر بكل خير بشرك الله بالجنة وكل أمة محمد صلي الله عليه وسلم أجمعين(/)
فمن جملة الشبه التي ذكروها أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يصحب النبي ? إلا سنة وتسعة أش
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 10:15]ـ
فمن جملة الشبه التي ذكروها أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يصحب النبي ? إلا سنة وتسعة أشهر: وهذا كذب بطبيعة الحال لأن أبي هريرة رضي الله عنه صحب النبي ? أربعة سنوات، لكن ما مستندهم في أنه صحب النبي ? سنة وتسعة أشهر؟ عندما أرسل رسول الله ? إلى العلاء الحضرمي إلى البحرين أرسل معه أبا هريرة، فظن هؤلاء أن أبا هريرة بقي في البحرين مع العلاء بن الحضرمي حتى توفي رسول الله ? لأن العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه، ما جاء من البحرين إلا بعد وفاة النبي ? ثم استعمله أبو بكر على البحرين واستعمله عمر على البحرين أيضاً.
الرد علي الشبهة: لكن الواقع أن أبا هريرة صحب العلاء بن الحضرمي مدة يسيرة ثم رجع إلى المدينة مرة أخرى، ومن الأدلة على ذلك:أن أحاديث العلاء قلت جداً، يعني العلاء بن الحضرمي لا نعرف له إلا ثلاثة أحاديث فقط عن النبي ? حديث منها في الصحيحين وهو أن النبي ? رخص للمهاجر أن يبقى في مكة بعد الصدر- أي بعد الدفع – ثلاثة أيام، لماذا؟ لأن المهاجرين حرم عليهم أن يرجعوا إلى مكة حتى بعد فتح مكة مثال: رجل كان يسكن في مكة ثم أسلم فهاجر إلى المدينة إلى النبي ? هذا يحرم عليه أن يرجع مرة أخرى إلى مكة، حتى لا يرجع أحدهم فيما بذله لله عز وجل وتظل هجرتهم خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، لأن المرء إذا بذل لله شيئا ًينبغي أن يثبت عليه، ولذلك في حديث سعد ابن أبي وقاص وهو في الصحيحين عن حديث عامر بن وقاص عن أبيه أن سعداً مرض بمكة مرضاً شديداً أشرف فيه على الموت، فقال يا رسول الله أخلف بعض أصحابي؟ أي هل سأموت بمكة وترجعون إلى المدينة وأدفن بمكة؟ كان سعد يخشى أن يموت بمكة، لأن النبي ? كان يرثي للبائس سعد بن خولة أنه مات بمكة، فكان النبي ? يقول: " اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم " (تردهم على أعقابهم) أي لا تجعلهم يرجعون إلى مكة مرة أخرى، كأن الرجوع إلى مكة نوع من الارتداد على القلب، لماذا؟ لأنهم لما هاجروا إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله ? في المدينة تبقى لهم هجرتهم ويبقى لهم ما بذلوه لله سبحانه وتعالى.
فالعلاء ابن الحضرمي ما روى إلا ثلاثة أحاديث: هذا الحديث الذي ذكرته لكم أن النبي ? رخص للمهاجر أن يبقى في مكة بعد الصدر ثلاثة أيام ثم روى حديثين آخرين أنه كتب للنبي ? كتاباً فبدأ بنفسه وحديث آخر ثالثاً، وليس في مسند الإمام أحمد وهو كما ذكرت قبل ذلك أكبر مسند في الإسلام بعد مسند بقي بن مخلد الأندلسي، ليس له فيه إلا هذه الثلاثة الأحاديث، وحتى اللذين ترجموا للعلاء ابن الحضرمي من المصنفين في الصحابة، كالبغوي وكابن مندة وأبي نُعيم الأصفهاني وابن قانع ومطين وهؤلاء لم يذكروا فوق هذه الثلاثة الأحاديث للعلاء ابن الحضرمي العلاء ابن الحضرمي لم يرو إلا الثلاثة أحاديث لأنه ما بقي مع النبي ? إلا مدة يسيرة ثم مدة حياته ? ظل في البحرين حتى توفي النبي ? ثم استمر خلال خلافة أبي بكر وعمر في البحرين بخلاف أبي هريرة رضي الله عنه, فالذي يقول أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يمكث مع النبي ? إلا سنة وتسعة أشهر هو يظن أن أبا هريرة قضى كل هذه المدة في البحرين مع العلاء ابن الحضرمي والحقيقة تقتضي غير ذلك.
من الشريط الثامن والأربعين فك الوثاق(/)
ما فائدة زيادة (من حيث القبول والرد) في حد علم المصطلح
ـ[خالد فتحي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 03:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم مبتديء في طلب العلم وله استفسار يرجو منكم الإجابة عليه
وجدت بعض العلماء المعاصرين زاد في حد علم مصطلح الحديث عبارة (من حيث القبول والرد) حيث قالوا: (علم بأصول وقواعد، يعرف بها أحوال السند والمتن، من حيث القبول والرد)
وكذلك في موضوع علم المصطلح حيث قالوا: (السند والمتن من حيث القبول والرد)
فهل ذكر هذه الزيادة أحد من المتقدمين من أهل العلم؟
وهل هذا التقييد له فائدة؟
ـ[خالد فتحي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 03:52]ـ
بفضل الله وأنا أبحث عن شرح لكتاب تيسير مصطلح الحديث على الشبكة - وهو الكتاب الذي قرأت فيه هذه الزيادة - لعلي أجد جواباً لسؤالي، وجدت شرحاً صوتياً للشيخ أبي معاذ طارق بن عوض الله، فسمعت تعليقه على هذه الزيادة، فأعجبني فأحببت أن أضيفها في هذا الموضوع لعلها تنفع مثلي من المبتدئين في طلب العلم.
وهذا اختصار وترتيب لكلام الشيخ - حفظه الله -:
هذا القيد فيه نظر عند أهل العلم؛ لأن علم الحديث أعم من ذلك، أعم من أن يتناول السند والمتن من حيث القبول والرد؛ لأن هناك أنواع من أنواع علم الحديث لا تعلق لها بقبول الحديث أو رده، وإنما هي أوصاف للأسانيد أو أوصاف للمتون لا ينبني عليها قبول ولا رد، ومع ذلك نحن ندرسها في علم مصطلح الحديث.
مثال ذلك:
الحديث المرفوع، الحديث الموقوف، الحديث المقطوع؛ فهذه أوصاف للمتون لا ينبني عليها قبول ولا رد؛ فقد يكون مرفوعاً صحيحاً وقد يكون مرفوعاً ضعيفاً، وقد يكون موقوفاً صحيحاً وقد يكون موقوفاً ضعيفاً، وقد يكون مقطوعاً صحيحاً وقد يكون مقطوعاً ضعيفاً؛ فلا تلازم بين هذه الأوصاف وبين القبول والرد.
ومن مباحث الإسناد:
الحديث المسلسل، والحديث العالي، والحديث النازل؛ فهذه أوصاف للأسانيد لا علاقة لها بقبول الحديث أو رده.
فإذن علم الحديث أعم من أن يكون متعلقاً بالقبول والرد، لا شك أن هناك أنواع متعلقة بالقبول والرد، لكن هناك أنواع أيضا ليس لها تعلق بالقبول والرد.
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 12:05]ـ
السلام عليكم:
ما قاله الأخ الشيخ طارق عوض الله (حفظه) جيد لا شك فيه، غير أني يظهر لي أن المتأخرين إنما ذكروا عبارة: (من حيث القبول والرد). - وهي وإن كان ظاهراها التقييد وخرجت مخرج التقييد -، لكنهم لم يريدوا التقييد، وإنما أرادوا المقصد والغاية من علم المصطلح، وهو معرفة الحديث المقبول من المردود.
ثم تعريف المصطلح بهذا التعريف كله فيه نظر.
والصواب في تعريف المصطلح أن يقال: هو علم باصطلاحات وأصول وقواعد ومناهج ومصنفات أهل الحديث.
وهذا التعريف فيه تمييز عن تعاريف من صنف في المصطلح، وتحرير لمعنى علم الحديث، وحفظ لأي تعقب على التعريف ذاته.
فكل من رأيته عرف علم المصطلح لم يذكر (باصطلاحات) و (مناهج) و (مصنفات).
وهذه لا بد منها، لوتدبرها طالب علم الحديث.
فالتعريف المشهور فيه نقص كما ترى والله أعلم.(/)
أريد تخريج حديث فساعدوني
ـ[لجين الندى]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو مساعدتي في تخريج حديث
" انما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
ـ[دامو]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:06]ـ
" إنما بعثت لأتمم مكارم (و في رواية صالح) الأخلاق ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 75:
رواه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (273) , و ابن سعد في " الطبقات "
(1/ 192) , و الحاكم (2/ 613) , و أحمد (2/ 318) , و ابن عساكر في
" تاريخ دمشق " (6/ 267 / 1) من طريق ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن
أبي صالح عن # أبي هريرة # مرفوعا.
و هذا إسناد حسن , و قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم " , و وافقه الذهبي!
و ابن عجلان , إنما أخرج له مسلم مقرونا بغيره.
و له شاهد , أخرجه ابن وهب في " الجامع " (ص 75):
أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مرفوعا به.
و هذا مرسل حسن الإسناد , فالحديث صحيح. و قد رواه مالك في " الموطأ "
(2/ 904 / 8) بلاغا.
و قال ابن عبد البر:
" هو حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة و غيره ".
) منقول)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
"إنما بعثت لأتمم حسن الأخلاق"
أخرجه مالك (2/ 904، رقم 1609).
"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"
أخرجه أحمد (2/ 381، رقم 8939)، والبخارى (الأدب المفرد 104/ 1، 273)، و ابن أبى شيبة (500/ 11، 32433)، وابن سعد (1/ 192).
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
أخرجه البيهقى (10/ 191، رقم 20571)، والبزار فى المسند (476/ 2، 8949)، و القضاعي في مسند الشهاب (192/ 2، 1165)
"بعثت لأتمم صالح الأخلاق"
أخرجه الحاكم (2/ 670، رقم 4221) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى،، والبيهقى (10/ 192، رقم 20572). وأخرجه أيضًا: الديلمى (2/ 12، رقم 2098).
وأخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه عمر بن إبراهيم القرشي وهو ضعيف عن جابر مرفوعا "إن الله بعثني بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الأفعال"
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[لجين الندى]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 08:37]ـ
دامو جزاك الله خير
ـ[لجين الندى]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 08:39]ـ
أخي أبو سفيان جزيت خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 12:37]ـ
وجزاك أخى الحبيب(/)
~ .. أفيدوني .. بشأن هذا الحديث .. ~
ـ[نسمات الفجر]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 05:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم .. أريد أن تفيدوني بشأنِ هَذا الحَدِيث .. مادرجة صحته وهل يصح تناقله؟؟
كان ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها.
ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً،
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي:
انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر: هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟
فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان اذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح .. وجسدي في الأجساد .. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد. فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا اليه واحتضنه فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لاعلم لي الا أنه ذكرك بلامس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلني عليه الا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟
قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له: ما غيبك عني يا ثعلبة؟ قال ذنبي يا رسول الله قال أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
بل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف الى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا اليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب
قال رسول الله ما تشتكي؟ قال:مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي
قال الرسول الكريم: ما تشتهي؟
قال مغفرة ربي
فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك
لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطايا لقيته بقرابها مغفرة
فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليه وسلم
والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ..
بارك الله في الجميع ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 09:48]ـ
انظر هنا غير مأمور:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65212
ـ[نسمات الفجر]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 07:59]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وجعله في موازين حسناتكم ..
وأنار بصيرتكم ..(/)
صحة حديث وحال كتاب؟!!!
ـ[أبوخذو]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 07:16]ـ
أرجو إفادتي عن صحة حديث (من صلى علياصلاة واحدة أمر الله حافظيه أن لايكتبا عليه ذنبا ثلاثة أيام) من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف تأليف شهاب الدين. (أريد معرفة حال هذا الكتاب وكأنّ في الكتاب نفس صوفي والله أعلم أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر؛ونفع بكم الإسلام والمسلمين وجعل ذالك البحث في موازين أعمالكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 09:51]ـ
لا أعرفه في شيء من كتب السنة بمختلف أنواعها .. والله أعلم
والكتاب المسؤول عنه = (كتاب سَمَر).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 06:23]ـ
الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا يجوز نشره إلا تحذيرا منه
وفي القرآن الكريم والسنة الصحيحة غنية
وقد ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في بستان الواعظين
وقال:وقال: صلى الله عليه وسلم " من صلى علي مرة واحدة أمر الله حافظيه أن لا يكتبا عليه ذنبا ثلاثة أيام "
ـ[أبوخذو]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 12:59]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة؛ ولك مني كل الشكر؛ ونفع الله بجهدك ورزقك الإخلاص وحسن الخلق في القول والعمل.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 07:58]ـ
اخي الفاضل ابو خذو كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) من اكذب الكتب
والمرء لا يستطيع ان ينقل ما فيها من قصص الناس فكيف بالحديث الشريف ...
ـ[أبوخذو]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 06:43]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل ماجد مسفر العتيبي على هذه الإفادة وكذالك أخي الفاضل عبدالرحن بن شيخنا؛ وجعل ماقمتما به من التوضيح في موازين حسناتكم؛ولكن أرجو أفادي وإحالتي عن أحد من العلماء والمشائخ المتخصصين في هذا الفن قد ذكره؛ مع فائق أحتراي وتقديري لكما على إفادتي؛ حتى نحول العلم إلى أهله وننال بركة هذا العلم والتبليغ عنه كما يحب ربنا ويرضى. ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............. أخيكم في الله.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 07:31]ـ
أخي الكريم
بالنسبة لي لو أعلم أحدا من مشاهير العلماء تكلم عن الحديث لنقلت لك حكمه عليه
ولكن العلماء لم يحكموا على كل حديث- في ما أحسب-
ثم ليس كل حديث حكموا عليه حكمهم عليه صحيح
ثم اعلم حفظك الله ورعاك
أن هذ الموقع ولاسيما هذا القسم ليس من مواقع التسلية والدردشة وطرح الأفكار بدون قيود
وإنما هو موقع علمي بحت يشرف عليه علماء ولو كان ما قلناه حول الحديث غيرصحيح لنبهنا -في العادة- عليه المشرفون
ولنبهنا عليه العلماء المشاركون معنا بل حتى لو أن أحد المشرفين أخطأ لنبهه المشاركون
وقد أحسنت صنعا في طلبك التثبت
زادك الله حرصا(/)
لم أعثر على هذا النص في كتب ابن حجر؟؟
ـ[أبوأروى]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 09:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قرأت في كتاب المرقاة للقاري , ووجدته ينقل عن ابن حجر في مواضع كثيرة , وعند الرجوع إلى مظنة المصدر أجد ما ينقله في الغالب , وفي بعض ما ينقل تصرف يسير لا يضر.
لكن الذي استوقفني:
بعض النصوص لا أجد لها أثرا فيما وقفت عليه من كتب ابن حجر , ولا أدري لعله قصور مني أو لعل الإخوة يفيدونني عن سببه , أو يساعدونني في البحث عنه.
وهذان نصان عزاهما القاري لابن حجر ولم أقف عليها:
1 - (أنه أتى النبي وهو) أي النبي (يبول فسلم) أي المهاجر (عليه) قال ابن حجر: أي بعد الفراغ إذ المروءة قاضية بأن من يقضي حاجته لا يكلم فضلاً عن أن يسلم عليه، ولذا يكره السلام ولا يستحق جواباً فضلاً عن أن يعتذر إليه؛ فالإعتذار الآتي دليل على أن السلام كان بعد الفراغ " المرقاة 2/ 153
2 - قال ابن حجر – عن حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح وجهه بطرف ثوبه بعد وضوئه - هذا إن صح كالذي بعده , فمحمول على أنه لعذر أو لبيان الجواز؛ لأن ميمونة أتته بعد وضوئه بمنديل فرده وجعل ينفض الماء بيده، ولذا قال أصحابنا: يسن للمتوضىء والمغتسل ترك التنشيف للاتباع " المرقاة 2/ 118
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 11:35]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اظنه يقصد ابن حجر الهيتمي و الله اعلم
ـ[أبوأروى]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 05:27]ـ
جزاك الله خيرا حفيد الخطابي.
قد يكون ذلك , وسأبحث في كتاب ابن حجر الهيتمي "فتح الإله "
للرفع(/)
قال إسحاق بن راهويه: هذا من أشرف حديث
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 03:51]ـ
التَّوْحِيدُ لِابْنِ خُزَيْمَةَ >> بَابُ ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ الصِّدِّيقِينَ يَتْلُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >>
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ْبْنِ خَرَشَةَ الْمَازِنِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْحَارِثِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ السَّعْدِيُّ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عِيسَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَالَانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ، حَتَّى صَلَّى الْأُولَى، وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ، كُلُّ ذَلِكَ، لَا يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِي بَكْرٍ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَأْنُهُ، صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا، لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يُجْمَعُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَفَظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ، حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ، وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلَى نُوحٍ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ، وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ، وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ، وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى، فَإِنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَقُولُ مُوسَى: لَيْسَ ذَاكَ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى، فَيَقُولُ عِيسَى: لَيْسَ ذَاكَ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ فَيَأْتِي جِبْرِيلُ رَبَّهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ، فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ، يُسْمَعْ لَكَ، وَاشْفَعْ، تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ، يُسْمَعْ لَكَ، وَاشْفَعْ، تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَذْهَبُ، لِيَقَعَ سَاجِدًا، قَالَ: فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ بِضَبْعَيْهِ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَى الْحَوْضِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ، وَأَيْلَةَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الصِّدِّيقِينَ، لِيَشْفَعُوا، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الْأَنْبِيَاءَ، قَالَ: فَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُ الشُّهَدَاءَ، فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا، فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، ادْخُلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا، قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: انْظُرُوا فِي النَّارِ، هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلًا، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ رَجُلًا آخَرَ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَمَرْتُ وَلَدِي إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي بِالنَّارِ، ثُمَّ اطْحَنُونِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ، فَاذْهَبُوا بِي إِلَى الْبَحْرِ، فَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ وَاللَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا فَقَالَ اللَّهُ، لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ، قَالَ: فَيَقُولُ تَعَالَى: انْظُرْ إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِكٍ، فَإِنَّ لَكَ عَشَرَةُ أَضْعَافِ ذَلِكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ فَذَاكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى " هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا اسْتَثْنَيْتُ صِحَّةَ الْخَبَرِ فِي الْبَابِ؛ لِأَنِّي فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَرْجَمْتُ الْبَابَ لَمْ أَكُنْ أَحْفَظُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ عَنْ وَالَانَ خَبَرًا غَيْرَ هَذَا الْخَبَرِ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: الْعِجْلِيُّ لَا الْعَدَوِيُّ *
صَحِيحُ ابْنِ حِبَّانَ >> كِتَابُ التَّارِيخِ >> ذِكْرُ وَصْفِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَوَّلُ شَافِعٍ >>
قَالَ إِسْحَاقُ: هَذَا مِنْ أَشْرَفِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثُ عِدَّةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا، مِنْهُمْ: حُذَيْفَةُ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ >> مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ >> مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ >> مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ >>
مُسْتَخْرَجُ أَبِي عَوَانَةَ >> كِتَابُ الْإِيمَانِ >> بَابٌ فِي صِفَةِ الشَّفَاعَةِ، وَأَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >>
السُّنَّةُ لِابْنِ أَبِي عَاصِمٍ >> بَابُ مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ >>
مُشْكِلُ الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ >> بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي >>
فَتَأَمَّلْنَا مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَصِيَّةِ هَذَا الْمُوصِي بَنِيهِ بِإِحْرَاقِهِمْ إيَّاهُ بِالنَّارِ، وَبِطَحْنِهِمْ إيَّاهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْكُحْلِ وَبِتَذْرِيهِمْ إيَّاهُ فِي الْبَحْرِ فِي الرِّيحِ، وَمِنْ قَوْلِهِ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ: " فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا " فَوَجَدْنَا ذَلِكَ مُحْتَمِلًا أَنْ يَكُونَ كَانَ مِنْ شَرِيعَةِ ذَلِكَ الْقَرْنِ الَّذِي كَانَ ذَلِكَ الْمُوصِي مِنْهُ الْقُرْبَةُ بِمِثْلِ هَذَا إلَى رَبِّهِمْ جَلَّ وَعَزَّ؛ خَوْفَ عَذَابِهِ إيَّاهُمْ فِي الْآخِرَةِ؛ وَرَجَاءَ رَحْمَتِهِ إيَّاهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِيهَا بِتَعْجِيلِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا كَمَا يَفْعَلُ مِنْ أُمَّتِنَا مَنْ يُوصِي مِنْهُمْ بِوَضْعِ خَدِّهِ إلَى الْأَرْضِ فِي لَحْدِهِ رَجَاءَ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إيَّاهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ جَازَ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ تَأْوِيلَ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى مَا تَأَوَّلْتَهُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ؟ مِنْ وَصِيَّةِ ذَلِكَ الْمُوصِي مَا يَنْفِي عَنْهُ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ؛ لِأَنَّ فِيهِ " فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا " , وَمَنْ نَفَى عَنَ اللَّهِ تَعَالَى الْقُدْرَةَ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ كَانَ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْمُوصِي مِنْ قَوْلِهِ لِبَنِيهِ: " فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ " لَيْسَ عَلَى نَفْيِ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ كَافِرًا وَلَمَا جَازَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ، وَلَا أَنْ يُدْخِلَهُ جَنَّتَهُ ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ , وَلَكِنَّ قَوْلَهُ: " فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا " هُوَ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى التَّضْيِيقِ أَيْ لَا يُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيَّ أَبَدًا فَيُعَذِّبَنِي بِتَضْيِيقِهِ عَلَيَّ لِمَا قَدْ قَدَّمْتُ فِي الدُّنْيَا مِنْ عَذَابِي نَفْسِي الَّذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ فِيهَا، وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ إلَى قَوْلِهِ: فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ أَيْ فَضَيَّقَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَقَوْلُهُ فِي نَبِيِّهِ ذِي النُّونِ وَهُوَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَذَا النُّونِ إذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فِي مَعْنَى أَنْ لَنْ نُضَيِّقَ عَلَيْهِ، وَقَوْلُهُ: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ فَكَانَ الْبَسْطُ هُوَ التَّوْسِعَةَ , وَكَانَ قَوْلُهُ: وَيَقْدِرُ هُوَ التَّضْيِيقُ , فَكَانَ مِثْلَ ذَلِكَ قَوْلُ ذَلِكَ الْمُوصِي: " فَوَاللَّهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا " أَيْ: لَا يُضَيِّقُ عَلَيَّ أَبَدًا؛ لِمَا قَدْ فَعَلْتُهُ بِنَفْسِي رَجَاءَ رَحْمَتِهِ وَطَلَبَ غُفْرَانِهِ , ثِقَةً مِنْهُ بِهِ , وَمَعْرِفَةً مِنْهُ بِرَحْمَتِهِ وَعَفْوِهِ وَصَفْحِهِ بِأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ، وَهَذَا حَدِيثٌ , فَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْجِهَةِ بِخِلَافِ هَذَا اللَّفْظِ , مِمَّا مَعْنَى هَذَا اللَّفْظِ الَّذِي رُوِيَ بِهِ هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَا *
الْبَحْرُ الزَّخَّارُ مُسْنَدُ الْبَزَّارِ >> حُذَيْفَةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ >>
وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدِيثٌ فِيهِ رَجُلَانِ لَا نَعْلَمُهُمَا رَوَيَا إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ رَوَى حَدِيثًا غَيْرَ هَذَا، وَكَذَلِكَ وَالْآنَ لَا نَعْلَمُ رَوَى إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى أَنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِسْنَادِ الَّذِي ذَكَرْنَا فَقَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ جُلَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ وَاحْتَمَلُوهُ *
الرَّدُّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ لِلدَّارِمِيِّ >> بَابُ الْإِيمَانِ بِكَلَامِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى >>
إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ وثقه ابن معين كما في الجرح و التعديل و والان هو ابن بيهس العدوي و يقال ابن قرفة قال فيه ابن معين بصري ثقة كما في الجرح و التعديل و ذَكره ابن حبان في الثقات و إحتج بحديثه هذَا في صحيحه(/)
مقام محمد صلى الله عليه و سلم بين يدي الله المحمود
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 04:53]ـ
الْفَوَائِدِ الشَّهِيرُ بِالْغَيْلَانِيَّاتِ لِأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ >>
48 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ أَبُو بَكْرٍ السَّدُوسِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " تُمَدُّ الْأَرْضُ لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ مَدَّ الْأَدِيمُ، لَا يَكُونُ لِشَيْءٍ مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْضِعُ قَدَمٍ ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِّرُ سَاجِدًا ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُومَ فَأَقُولَ: أَيْ رَبِّ، إِنَّ هَذَا جِبْرِيلُ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ تَعَالَى، وَاللَّهِ مَا رَآهُ جِبْرِيلُ قَطُّ قَبْلَهَا، إِنَّكَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ ثُمَّ يَقُولُ: صَدَقَ ثُمَّ يُؤْذَنُ بِالشَّفَاعَةِ فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ عِبَادَكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ " " حَدَّثَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ *
قال الذَهبي في كتاب العلو (1/ 558) هذَا مرسل قوي
فهذه طرق الحديث إلى الزهري كلها بالإبهام في الصحابي و خالفهم إبراهيم بن حمزة الزبيدي فرواه بذكر الواسطة عن علي بن حسين عن جابر كما إخرجه الحاكم في المستدرك و قال هذَا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه وقد أرسل يونس بن يزيد و معمر بن راشد عن الزهري و رواية من أرسله أحفظ و هم من خواص تلامذَة الزهري
قال أبو نعيم عقب روايته صحيح تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين لم يروه عنه إلا الزهري و لا عنه إلى إبراهيم بن سعد
و قال إبن كثير هذَا مرسل النهاية في الفتن (1/ 204) و التفسير (3/ 58)
و قال البوصيري رواه الحارث و رواته ثقات
و قال بن حجر بعد أن عزاه لابن أبي حاتم رجاله ثقات و هو صحيح إن كان الرجل صحابيا الفتح (8/ 400).
الْإِيمَانُ لِابْنِ مَنْدَهْ >> ذِكْرُ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِرُؤْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ >>
950 أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: " يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرَ، وَيُسْمِعُهُمُ الْمُنَادِيَ حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، فَأَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَبِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ "، قَالَ: فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. " هَذَا إِسْنَادٌ مُجْمَعٌ عَلَى صِحَّتِهِ وَقَبُولِ رُوَاتِهِ " *
رواه النسائي في السنن الكبرى و الحاكم في المستدرك و الآجري في الشريعة و الطيالسي في المسند و البيهقي في القضاء و القدر غيرهم
وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ و البيهقي قال هَذَا مَوْقُوفٌ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ(/)
سؤال عن حديث عبد الله بن مسعود .. فيمن يصيبه الهم أو الحزن
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:02]ـ
الإخوة الأفاضل.
أسأل عن حديث عبد الله بن مسعود، الذي فيه: [أن تجعل القرآن ربيع قلبي]، من حيثُ
= تخريجه.
= درجته.
= أوفى وأكمل رواية له،
= وهل يُقال بعد قراءة القرآن؟
وبارك الله في علمكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:41]ـ
_ الحديث أيها الحبيب المليجي قد أخرجه عدة من المصنفين .. حصرهم أعتذر لك عنه في هذه العجالة.
_ وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً .. ليس له سوى طريقين اثنين .. ناهيك عن الاضطراب في السند والاختلاف، والانقطاع، وحال بعض الرواة.
_ وتكاد تكون رواياته واحدة إلا النادر منها.
_ وهو مجرد دعاء لا اشتراط وقتٍ ولا محلٍ للدعاء به؛ وإن كان البعض يجعل دعاءه به عند مناسبة ذلك.
وإن أردت التفصيل فقد يطول انتظارك لي .. وفي الأحبة خير كثير .. ولكني يعلم الله تعالى حرصت على عدم تركك من جهتي لفضلك عندي.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 10:51]ـ
جزاك الله خيرًا .. شيخنا الحبيب السكران التميمي.
[وإذا كان يُناسب أن أذكر لك هنا أنَّ اسمك يُذكرني دائمًا بالشيخ القارئ/ عبد الفتاح الشعشاعي، فإنَّه من قريةٍ صغيرة بالمنوفية تُسمى (شعشاع)، وكنتُ صديقًا لواحدٍ من عائلة الشيخ عبد الفتاح، بينهما عمومة، وفي نسبه (السكران)، ولا أدري أهي في نسب الشيخ عبد الفتاح أيضًا أم في العمومة فقط:)].
قد اشتفيتُ الآن بخصوص تخريج الحديث بعد ذكرِك درجته، وأظنُّ أنَّنا لسنا في غنًى عن الدعاء الذي في هذا الحديث - أظنُّ - فالرجاء الآن الوقوف على أتم صيغة للدعاء وأوفاها، وجزيتم خيرًا.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 07:54]ـ
عن عبد الله بن مسعود1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال (ص):
" ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك [و] بن عبدك [و] بن أمتك، [في قبضتك] ناصيتي بيدك، ماض -وفي رواية:"نافذ"-فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو علّمته-وفي رواية: أعلمته- أحدا من خلقك أو أنزلته [على أحد] في كتابك-في رواية: "أو أنزلته في شيء من كتبك"- أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري-وفي رواية:"نور بصري"، و في أخرى: "شفاء صدري"-، وجلاء حزني، [ونور بصري] وذهاب همي-وفي رواية:"غمي" و في أخرى:"همي وغمي"-. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا-وفي رواية: فرحا- قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها."
//////
حديث ابن مسعود يرويه القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه: عبد الله بن مسعود.
ورواه عن القاسم؛ نفسان: أبو سلمة الجُهَني، و عبد الرحمن بن القاسم القرشي:
أولا: طريق أبي سلمة الجهني
لم يروه عنه-حسب اطلاعي- إلاّ: فُضَيْل بن مَرْزُوق الأغر الرّقاشي الكوفي، أبو عبد الرحمن، ورواه عن فضيل جماعةٌ:
أ/ يزيد بن هارون: سمعه منه خلقٌ، وقفتُ على تسعةٍ:
1 - أحمد بن حنبل في "المسند" [1/ 391و452 - ط. القديمة/الميمنية] = [5/ 266 رقم (3712) و6/ 153 رقم (4318) - ط. أحمد شاكر/دار المعارف] = [6/ 246 رقم (3712) و7/ 341 رقم (4318) -ط. شعيب /مؤسسة الرسالة]. ومن طريقه أخرجه؛ عبد الغنيّ المقدسي في "كتاب الترغيب في الدعاء" [ص266/رقم (136)]، وابن رجب في"ذيل طبقات الحنابلة" [2/ 247]
* قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، أنبأنا فضيل بن مرزوق، ثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال (ص): "ما أصاب أحداً قط هم، ولا حزن، فقال: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي". إلا أذهب الله همه، وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً. قال: فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: "بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ".
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ابن أبي شيبة في "المصنف" [10/ 253 ط. الهندية = 6/ 40 رقم (29318)،ط. دار التاج، بيروت = 10/ 53رقم (29808) -ط الجمعة واللحيدان/مكتبة الرشد = 15/ 160 رقم (29930) -ط عوامة/جدة، بيروت]، وفي "المسند" [1/ 223 رقم (329)]
* قال ابن أبي شيبة في "المصنف": ما قالوا في الرجل (ما يدعو به) إذا أصابه هم أو حزن:
حدثنا يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق قال حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال (ص):
" ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: " اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي (غمي)؛ إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
في "المسند": "ما قال أحد قط .. " وسقطت فيه جملة: "أو استأثرت به في علم الغيب عندك"
3 - الحارث بن أبي أسامة في "المسند" [2/ 957 رقم (1057) - زوائده:"بغية الباحث"/ط الباكري-الجامعة الإسلامية، المدينة)]، وعنه الدّينوري في "المجالسة وجواهر العلم" [5/ 14 رقم (1803)]
* قال الحارث: حدثنا يزيد بن هارون، ثنا فضيل بن مرزوق، ثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص): " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته على أحد في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، ونور بصري، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا. فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلّمها؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها."
4 - أحمد بن منيع في "المسند" [8/ 451/ رقم (8371) -زوائده من "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري]
* قال ابن منيع: ثنا يزيد بن هارون، ثنا فضيل بن مرزوق ثنا أبو سلمة الجهني به .. فذكره.
5 - أبو خيثمة زهير بن حرب؛ رواه عنه:أبو يعلى الموصلي في "المسند" [9/ 198 رقم (5297) ط. حسين أسد/دار المأمون = 5/ 135 رقم (5276) ط. إرشاد الحق الأثري/دار القبلة]- وعنه ابن حبان في "صحيحه" [3/ 253 رقم (972) -الإحسان = رقم (2372) -موارد الضمآن.]
* قال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا فضيل بن مرزوق أخبرنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص):"ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا في خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي. إلاّ أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
فائدة: ابن حبان أخرجه في النوع الرابع بعد المائة من القسم الأول من صحيحه المسمى: "التقاسيم و الأنواع" كما عزاه إليه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 10/ 309 رقم (12821).
6 - عيسى بن أحمد العسقلاني؛ رواه عنه:الهيثم بن كليب الشّاشي في "المسند" [1/ 318 رقم (282)]
* قال الشاشي: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، أنا يزيد بن هارون، أنا فضيل بن مرزوق، نا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): " ما قال عبد قط إذا أصابه همّ أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو أعلمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا ذهب الله بهمه وأبدله مكان حزنه فرحا» قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي من سمعهن أن يتعلمهن."
7 - أحمد بن محمد بن عبد الحميد القرشي؛ أخرجه من طريقه: البيهقي في "القضاء و القدر" [ص611/رقم (286)]؛
* قال البيهقي: أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو الحسن علي بن الفضل السّامري، أنا أحمد بن محمد بن عبد الحميد القرشي بسر من رأى، أنا يزيد بن هارون، أنا فضيل بن مرزوق، أنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله هو ابن مسعود قال: قال رسول الله (ص):" ما قال عبد إذا أصابه هم وحزن اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا:" يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات" قال: "أجل ينبغي لمن سمعهن أن يعلمهن". تابعه عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن.
8 - أحمد بن الوليد الفحام؛ أخرجه من طريقه: البيهقي في "الدعوات الكبير" [1/ 124 رقم (164)]؛
* قال البيهقي:أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، ببغداد، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا فضيل بن مرزوق، حدثنا أبو سلمة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص): " ما أصاب أحدا هم قط ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرجا. فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها."
9 - خلف بن هشام البزاز؛ أخرجه من طريقه: الشّجري في "الأمالي الخميسيّة"1/ 229؛
* قال الشّجري،أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: أخبرنا خلف بن هشام البزاز، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا فضيل بن مرزوق،قال: أخبرنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص): " ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك،، ماض في حكمك، عدل في قضائك (هكذا)، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، وأنزلته في كتابه (هكذا)،وعلمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قال: يا رسول الله ينبغي أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
//////
ب/ سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي: رواه عنه:
1 - ابن أبي الدنيا: في "الفرج بعد الشّدّة" [ص39/رقم (53) ط. مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت = ص57/رقم (49) ط. دار المشرق-القاهرة = ص30 ط. مكتبة الصحابة-طنطا = ص؟ /رقم (49) ط2.دار الريان للتراث-القاهرة، بتحقيق: أبو حذيفة عبيد الله بن عالية] قال:
حدّثنا سعيد بن سليمان، ثنا فضيل بن مرزوق، حدثني أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله (ص):"ما أصاب مسلماً قط هم و لا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن أمتك ناصيتي في يدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، و جلاء حزني و ذهاب همي. إلا أذهب الله همه و أبدل مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
2 - محمد بن شاذان الجوهري: أخرجه الحاكم في "المستدرك" [1/ 509 ط. الهندية = 1/ 696 رقم (1929) ط. الوادعي/دار الحرمين، مصر] قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا فضيل بن مرزوق حدثني أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله (ص):"ما أصاب مسلماً قط هم و لا حزن فقال: اللهم إني عبدك، و ابن أمتك ناصيتي في يدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي و جلاء حزني و ذهاب همي. إلا أذهب الله همه و أبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله ألا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
وعن الحاكم رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" [1/ 32 ط حيدر/.دار الكتاب= 1/ 27 رقم (7) ط. الحاشدي]؛قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ به.
//////
جـ/- عاصم بن علي: رواه عنه عمر بن حفص السدوسي
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"10/ 209 رقم (10352)، وفي "الدّعاء" 2/ 1279 رقم (1035)؛ قال:
حدثنا عمر بن حفص السّدوسي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا فضيل بن مرزوق، حدثنا أبو سلمة بن الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله (ص): " ما أصاب مسلما قط هم أو حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحاً، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: بل بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
في المرة القادمة:
ثانياً/طريق عبد الرحمن بن إسحاق القرشي
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:37]ـ
ثانياً/طريق عبد الرحمن بن إسحاق القرشي
رواه عنه:
1 - محمد بن صالح الواسطي الثقفي-مولاهم، أبو إسماعيل البطيخي:
* أخرجه البزار في "مسنده" [5/ 363 رقم (1994) = 4/ 31 رقم (3122) -زوائده:"كشف الأستار"]، قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدّثنا محمد بن صالح الثقفي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال:" كان رسول الله (ص) يعلّمنا هذا الدعاء:" اللّهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، نافذ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله غمه وأبدله بحزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال:"أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن."
2 - عبد الواحد بن زياد:
* أخرجه أبو يعلى في "مسنده"-[8/ 452/رقم (8374) -زوائده من: "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري]؛ قال: وثنا محمد بن منهال- أخو حجاج- قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص) .. فذكره.
قلت: لم أجده في المطبوع من "مسنده".
* وعنه أخرجه ابن السّني في: "عمل اليوم والليلة" [ص 165/رقم (340) ط. محمد بشير عيون]؛ قال: حدثنا أبو خليفة، ثنا الحجبي، ثنا عبد الواحد بن زياد (ح). وأخبرنا أبو يعلى،وسليمان بن الحسين، قالا: ثنا محمد بن المنهال، ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، [عن أبيه]، عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): "من أصابه هم أو حزن فليقل:"اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته - يعني في كتابك - أو علمته أحداَ من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وشفاء صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. قال:"فما قالهن عبد قط إلا أبدله الله عز وجل مكان حزنه
(يُتْبَعُ)
(/)
فرحا" قالوا: أفلا نعلمهن يا رسول الله؟ قال: "بلى، فعلموهن".
تنبيه:
في مطبوعة "عمل اليوم و الليلة"، لابن السني؛ جاء الإسناد دون ذكر "أبيه" بين "القاسم" و "ابن مسعود"، و هو سقطٌ لا محالة، فقد جاء السند بإثباته -على الصواب- عند أبي يعلى و البيهقي، و ابن السني رواه عن أبي يعلى. و الله أعلم
* ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" [1/ 31 ط. دار الكتاب بتحقيق حيدر=1/ 29 رقم (8) ط. الحاشدي]؛ قال: أنا الأستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي - من أصل كتابه-نا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الجرجاني -إملاءً-، أنا أبو بكر محمد بن عبد السلام البصري بها، نا محمد بن المنهال الضرير، نا عبد الواحد بن زياد [عن] عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال:: قال رسول الله (ص): "من أصابه هم أو حزن فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن عبدك و ابن أمتك، في قبضتك ناصيتي في يديك، عدل في قضاؤك، ماض في حكمك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وجلاء حزني، قال رسول الله (ص):"ما قالهن مهموم قط إلا أذهب الله همه وأبدله بهمه فرحا". قالوا: يا رسول الله أفلا نتعلمهن؟ قال:"بلى فتعلموهن وعلموهن."
//////
* وخالفهما جماعةٌ: فرووه عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود لا يذكرون عبد الرحمن أبا القاسم، وهم:
1 - محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، أبو عبد الرحمن:
* أخرجه في "كتاب الدّعاء" من تصنيفه، [ص163/رقم (6)]؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود قال النبي (ص): "إذا أصاب أحدكم همّ، أو حزن فليقل: اللهم، إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي في يديك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. قال: فما قالهن عبد قط إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال: بلى، فإنه ينبغي لكل مسلم سمعهن أن يتعلمهن."
2 - أبو المليح الهذلي، عامر -وقيل زيد- بن أسامة البصري:
* أخرجه هشام بن عمّار في "حديثه عن سعيد بن يحي اللخمي" [ص81/رقم (18) - رواية ابن الزفتي عبد الله بن عتّاب]؛ قال: حدثنا سعيد، نا عُبيد الله، عن أبي مليح، عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي، عن القاسم، عن ابن مسعود قال: "من خشي أن ينسى، القرآن فليقل: اللّهم نوّر بالكتاب بصري، وأطلق به لساني، واشرح به صدري، واستعمل به جسدي، بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك. وقال رسول الله (ص): "من أصابه هم، أو حزن، فليقل: اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتبك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي"، وقال: قال رسول الله (ص): ما قالهن عبد قطّ إلا أذهب الله همّه، وأبدل حزنه فرحاً. قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال: "بلى، ينبغي لكل عبد مسلم -إذا سمعهن- أن يتعلمهن."
3 - عليّ بن مسهر:
* ذكر روايته الدارقطني في "العلل" [5/ 200 س (819)] ولم أقف عليها.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 02:29]ـ
الحديث صححه الألباني (السلسلة الصحيحة 3528 - صحيح الترغيب والترهيب 1822)
و هذا الحديث إعتمده كثير من أهل العلم في إثبات أن لله أكثر من تسعة و تسعين اسما لقوله "أو استأثرت به في علم الغيب عندك"
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/ 374) عن هذا الحديث:
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ.
وقال أيضاً (22/ 482):
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ: إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا، وَلَمْ يَقُلْ: لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال:
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك. . إلى أن قال: أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك). "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (1/ 122).
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1/ 337:
رواه أحمد (3712) و الحارث بن أبي أسامة في مسنده (ص 251 من زوائده) و أبو يعلى (ق 156/ 1) و الطبراني في “ الكبير “ (3/ 74 / 1) و ابن حبان في “ صحيحه “ (2372) و الحاكم (1/ 509) من طريق فضيل بن مرزوق حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن “ عبد الله “ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. و قال الحاكم: “ حديث صحيح على شرط مسلم , إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه , فإنه مختلف في سماعه من أبيه “. و تعقبه الذهبي بقوله: “ قلت: و أبو سلمة لا يدري من هو و لا رواية له في الكتب الستة “. قلت: و أبو سلمة الجهني ترجمه الحافظ في “ التعجيل “ و قال: “ مجهول. قاله الحسيني. و قال مرة: لا يدري من هو. و هو كلام الذهبي في “ الميزان “ , و قد ذكره ابن حبان في “ الثقات “ , و أخرج حديثه في “ صحيحه “ , و قرأت بخط الحافظ بن عبد الهادي: يحتمل أن يكون خالد بن سلمة. قلت: و هو بعيد لأن خالدا مخزومي و هذا جهني “. قلت: و ما استبعده الحافظ هو الصواب , لما سيأتي , و وافقه على ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تعليقه على المسند (5/ 267) و أضاف إلى ذلك قوله: “ و أقرب منه عندي أن يكون هو “ موسى بن عبد الله أو ابن عبد الجهني و يكنى أبا سلمة , فإنه من هذه الطبقة “. قلت: و ما استقر به الشيخ هو الذي أجزم به بدليل ما ذكره , مع ضميمة شيء آخر و هو أن موسى الجهني قد روى حديثا آخر عن القاسم بن عبد الرحمن به , و هو الحديث الذي قبله فإذا ضمت إحدى الروايتين إلى الأخرى ينتج أن الراوي عن القاسم هو موسى أبو سلمة الجهني , و ليس في الرواة من اسمه موسى الجهني إلا موسى بن عبد الله الجهني و هو الذي يكنى بأبي سلمة و هو ثقة من رجال مسلم , و كأن الحاكم رحمه الله أشار إلى هذه الحقيقة حين قال في الحديث “ صحيح على شرط مسلم ... “
فإن معنى ذلك أن رجاله رجال مسلم و منهم أبو سلمة الجهني و لا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كان هو موسى بن عبد الله الجهني. فاغتنم هذا التحقيق فإنك لا تراه في غير هذا الموضع. و الحمد لله على توفيقه.
بقي الكلام على الانقطاع الذي أشار إليه الحاكم , و أقره الذهبي عليه , و هو قوله: “ إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه ... “. قلت: هو سالم منه , فقد ثبت سماعه منه بشهادة جماعة من الأئمة , منهم سفيان الثوري و شريك القاضي و ابن معين و البخاري و أبو حاتم , و روى البخاري في “ التاريخ الصغير “ بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: “ لما حضر عبد الله الوفاة , قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت أوصني , قال: ابك من خطيئتك “. فلا عبرة بعد ذلك بقول من نفى سماعه منه , لأنه لا حجة لديه على ذلك إلا عدم العلم بالسماع , و من علم حجة على من يعلم. و الحديث قال الهيثمي في “ المجمع “ (10/ 136): “ رواه أحمد و أبو يعلى و البزار و الطبراني و رجال أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني و قد وثقه ابن حبان “! قلت: و قد عرفت مما سبق من التحقيق أنه ثقة من رجال مسلم و أن اسمه موسى بن عبد الله.
و لم ينفرد بهذا الحديث بل تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الله بن مسعود به , لم يذكر عن أبيه. أخرجه محمد بن الفضل بن غزوان الضبي في “ كتاب الدعاء “ (ق 2/ 1 2) و ابن السني في “ عمل اليوم و الليلة “ (335)
و عبد الرحمن ابن إسحاق و هو أبو شيبة الواسطي متفق على تضعيفه. ثم رأيت الحديث قد رواه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في “ ستة مجالس “ (ق 8/ 1) من طريق الإمام أحمد , و قال مخرجه الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل البغدادي: “ هذا حديث حسن عالي الإسناد , و رجاله ثقات “.
و للحديث شاهد من حديث فياض عن عبد الله بن زبيد عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره نحوه. أخرجه ابن السني (343) بسند صحيح إلى فياض و هو ابن غزوان الضبي الكوفي قال أحمد: ثقة.
و شيخه عبد الله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي الكوفي. قال ابن أبي حاتم (2/ 2 / 62) عن أبيه: “ روى عنه الكوفيون “. و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. قلت: فهو مستور , و مثله يستشهد بحديثه إن شاء الله تعالى. و الحديث قال الهيثمي: “ رواه الطبراني و فيه من لم أعرفه “. قلت: و كأنه يعني عبد الله بن زبيد , و عليه فكأنه لم يقف على ترجمته في “ الجرح و التعديل “ , و لو أنه لم يذكر فيه تعديلا أو تجريحا , فإن العادة أن لا يقال في مثله “ لم أعرفه “ , كما هو معلوم عند المشتغلين بهذا العلم الشريف. (تنبيه) وقع في هامش المجمع تعليقا على الحديث خطأ فاحش , حيث جاء فيه: “ قلت (القائل هو ابن حجر): هذا الحديث أخرجه أبو داود و الترمذي و النسائي من رواية عبد الجليل بهذا الإسناد , فلا وجه لاستدراكه. ابن حجر “. و وجه الخطأ أن هذا التعليق ليس محله هذا الحديث , بل هو الحديث الذي في “ المجمع “ بعد هذا , فإن هذا لم يروه أحد من أصحاب السنن المذكورين , و ليس في إسناده عبد الجليل , بل هو في إسناده الحديث الآخر , و هو عن أبي بكرة رضي الله عنه , فأخطأ الناسخ أو الطابع فربط التعليق بالحديث الأول , و هو للآخر , و خفي ذلك على الشيخ أحمد شاكر رحمه الله , فإنه بعد أن أشار لهذا الحديث و نقل قول الهيثمي السابق في تخريج الحديث قال: “ و علق عليه الحافظ ابن حجر بخطه بهامش أصله ... “. ثم ذكر كلام الحافظ المتقدم! و جملة القول أن الحديث صحيح من رواية ابن مسعود وحده , فكيف إذا انضم إليه حديث أبي موسى رضي الله عنهما. و قد صححه شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم , هذا و قد صرح بذلك في أكثر من كتاب من كتبه منها “ شفاء العليل “ (ص 274) إنتهى
و بذلك يتضح لك أخي السائل أن الحديث صحيح أو على الأقل لا ينزل عن رتبة الحسن
#الإشراف# حُرر باقي كلامك#
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 02:28]ـ
قال الإمام الفذ الجهبذ إمام أهل الحديث والعلل في وقته وبعده، ورأسهم ومقدمهم لما سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ: "إذا أصاب أحدكم هم او حزن فليقل اللهم إني عبدك وابن عبدك .. " الحديث؛ في دعاء طويل. فقال:
(يرويه القاسم بن عبد الرحمن؛ واختلف عنه: فرواه فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود. وتابعه محمد بن صالح الواسطي: رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وخالفهما علي بن مسهر: فرواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن مسعود مرسلا.
وإسناده _ أي: الحديث _ ليس بالقوي).
والبيقية تأتي بإذن الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:06]ـ
قال الإمام الفذ الجهبذ إمام أهل الحديث والعلل في وقته وبعده، ورأسهم ومقدمهم لما سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ: "إذا أصاب أحدكم هم او حزن فليقل اللهم إني عبدك وابن عبدك .. " الحديث؛ في دعاء طويل. فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يرويه القاسم بن عبد الرحمن؛ واختلف عنه: فرواه فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود. وتابعه محمد بن صالح الواسطي: رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وخالفهما علي بن مسهر: فرواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن مسعود مرسلا.
وإسناده _ أي: الحديث _ ليس بالقوي).
هو الإمام الدار قطني وفقك الله .. وقد أنسيت وضع اسمه رحمه الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 08:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله مفضل أهل العلم على من سواهم منزلة، وجاعلهم أخشى لله ممن دونهم مكرمة، فقال حق من قائل: ?قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون?، وقال: ?إنما يخشى الله من عباده العلماء?.
وأصلي وأسلم على المعلم الأول، والداعي إلى ربه بالحكمة والأسلوب الأمثل، محمدٍ وعلى آله وصحبه.
ثم أما بعد ..
فهذا أخي الحبيب المليجي ما وعدتك به بإذن الله تعالى من دراسة وافية للحديث الذي سألت عنه وفقك الله؛ ولن أتطرق إلى أي موضوعٍ سبق، فليس من العقل في شيء الرجوع إليه بعد أن مضى وعرف الأحبة عجره وبجره.
أقول وبالله التوفيق، ومنه أستمد العون والتأييد:
هذا الحديث لا يعرف إلا من رواية القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده .. تفرد به، واختلف عليه فيه.
وحديثٌ قيل في آخره: (فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: "بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا") .. ولم يخرجه أصحاب الكتب الستة قف عنده ألف وقفة .. ولا أعتقد أن حديثاً كهذا أهميةً يسلم سنده من مقالٍ وطعنٍ _ بحسب الظاهر طبعاً لمن لم يقف على صحيح حاله _ = لا يخرّجه أصحاب الكتب الستة في مصنفاتهم، أقله الإمام ابن ماجه فهو ممن يمكن أن يوجد فيه مظنة هذا مع ضعفه.
على كلٍ نعود للموضوع فسيأتي معك فوائد أخرى إن شاء الله غير هذه؛ فأقول:
حمله عن القاسم بن عبد الرحمن اثنين من الرواة لا ثالث لهما:
1) [أبو سلمة الجهني] من طريق فضيل بن مرزوق الرؤاسي؛ أخرج حديثه:
الإمام أحمد في المسند رقم (3704، 4306) ومن طريقه ابن صرما في أربعينه رقم (20 خط) ومن طريقهما ابن رجب في ذيل الطبقات (1/ 208) ومن طريق الإمام أحمد عبد الغني في الترغيب رقم (135) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn1) الضياء في العدة رقم (11)، ابن أبي شيبة في المسند رقم (329) والمصنف رقم (29808)، أبو يعلى في المسند رقم (5297 من طريق أبو خيثمة) ومن طريقه ابن حبان في الصحيح رقم (972)، الحارث في مسنده رقم (1063 بغية) ومن طريقه النصيبي في فوائده رقم (187) والدينوري في المجالسة رقم (1803)، الطبراني في الكبير رقم (10352) ومن طريقه الشجري في أماليه رقم (750)، الشاشي في المسند رقم (282)، البيهقي في القدر رقم (307) والدعوات الكبير رقم (155)، الشجري في أماليه رقم (746)، أحمد بن منيع (كما عند البوصيري في الإتحاف)؛ عن: [يزيد بن هارون الواسطي].
الحاكم في المستدرك (1/ 509) ومن طريقه البيهقي في الصفات رقم (7)، ابن أبي الدنيا في الفرج رقم (49) ومن طريقه التنوخي في الفرج بعد الشدة رقم (1/ 137)؛ عن: [سعيد بن سليمان الواسطي].
الطبراني في الدعاء رقم (1035)؛ عن: [عاصم بن علي بن عاصم الواسطي].
2) [عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي] وهو يروى عنه من أربعة طرق فيما وقفت عليه:
أ) من طريق محمد بن صالح الثقفي؛ أخرج حديثه:
* البزار في مسنده رقم (1994)؛ عن: [إسحاق بن عيسى الطباع].
ب) من طريق عبد الواحد بن زياد؛ أخرج حديثه:
* أبو يعلى (كما عند البوصيري في الاتحاف) _وأظنه في الكبير _ ومن طريقه ابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (341) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn2) ، البيهقي في الصفات رقم (8)؛ عن: [محمد بن المنهال العطار] [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn3) .
ج) من طريق أبي مليح الهذلي؛ أخرج حديثه:
* هشام بن عمار في حديثه رقم (17)؛ عن: [عبيد الله بن أبي حميد غالب] .. وخالفهم فأسقط عبد الرحمن من السند.
(يُتْبَعُ)
(/)
د) من طريق محمد بن الفضيل [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn4) بن غزوان الضبي، أخرجه حديثه:
* نفسه في الدعاء رقم (6) ومن طريقه علقه الرافعي القزويني في التدوين (2/ 338) .. ووافق عبيد الله في المخالفة فأسقط عبد الرحمن من السند.
فبان الآتي:
* أن الحديث لا يروى إلا من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده.
* أنه قد اختلف عليه فيه، بل أن بعض الرواة قد اضطرب فيه عن المخرّج الأصلي للحديث الذي رواه من طريقه وخالفه.
* أنه لا يروى عنه إلا من طريقين اثنين فقط: ([أبو سلمة الجهني] و [عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي]).
* أن طريق أبو سلمة الجهني لا يعرف إلا من رواية [فضيل بن مرزوق الرؤاسي] فقط؛ حمله عنه:
- ([يزيد بن هارون الواسطي] و [سعيد بن سليمان الواسطي] و [عاصم بن علي بن عاصم الواسطي]).
* أن طريق عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي لا يروى عنه إلا من أربعة طرق:
-[إسحاق بن عيسى] عن [محمد بن صالح الثقفي] عنه.
-[محمد بن المنهال العطار] عن [عبد الواحد بن زياد العبدي] عنه.
-[عبيد الله بن أبي حميد غالب] عن [أبي مليح الهذلي] عنه .. وقد خالف فأسقط (عن أبيه).
-[محمد بن فضيل بن غزوان الضبي] عنه .. وقد خالف فأسقط (عن أبيه).
· دراسة الإسناد:
وسأبدأ من آخرهم وصولاً إلى أولهم مستعينا بالله تعالى:
[محمد بن فضيل بن غزوان الضبي]: ثقةٌ لا يتكلم في مثله، لكنه اختلط في أخرة رحمه الله وتغير؛ حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون خاصةً .. ولا أعتقد أن هذا الحديث مما رواه بعد الاختلاط والله أعلم.
[عبيد الله بن أبي حميد غالب الهذلي]: متروكٌ كذابٌ مجمع على ضعفه ذاهب الحديث.
[أبو مليح الهذلي]: وليس هو عامر بن أسامة ولا يصح، فطبقة عامر أعلى من طبقة عبد الرحمن بن إسحاق؛ فكيف يروي عنه.
بل هو لا يعرف إلا هكذا في الرواية (أبو مليح الهذلي): مجهولٌ الحال والعين لا يعرف.
فإن كان عامر بن أسامة كما هو الظاهر من كلام الأئمة عن عبيد الله = فهذا من طوامّ عبيد الله عليه من الله ما يستحق؛ فقد قال البخاري عنه: (يروى عن أبي المليح عجائب).
[محمد بن المنهال العطار]: ثقة.
[عبد الواحد بن زياد العبدي]: ثقة له أوهام.
[إسحاق بن عيسى الطباع]: صدوقٌ لا بأس به.
[محمد بن صالح الثقفي]: مجهول الحال والعين لا يعرف.
[يزيد بن هارون الواسطي]: ثقة لا يتكلم في مثله.
[سعيد بن سليمان الواسطي]: ثقةٌ قد تكلم فيه؛ ولا يضره إن شاء الله.
[عاصم بن علي بن عاصم الواسطي]: صدوقٌ لا بأس به؛ ولكنه قد يخطئ.
[فضيل بن مرزوق الرؤاسي]: شيعيٌ صدوقٌ إلى الضعف أقرب وإن وثق، قال أبو حاتم: (يهم كثيراً؛ يكتب حديثه ولا يحتج به)، وقال ابن حبان: (منكر الحديث جداً، كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة، فاشتبه أمره، والذي عندي: أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها على حسب ما ذكرناه من هذا الجنس في كتاب شرائط الأخبار)، قال النسائي وعثمان بن سعيد وابن معينٍ في رواية: (ضعيف)، وقد عاب الحاكم على مسلمٍ إخراجه حديثه، قال أبو حفص: (وهذا الخلاف في فضيل يوجب التوقف في أمره؛ لأن ليحيى بن معين فيه قولين، والثوري قد حاد عن ذكره، وأحمد بن صالح تكلم في حديثه، فليس له أن يدخل في الصحيح. والله أعلم).
* المدار:
[عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي]: مجمعٌ على ضعفه؛ قال الإمام أحمد: (ليس بشيء، منكر الحديث، ليس بالحديث بذاك)، وقال ابن معين: (ضعيف ليس بشيء) ومرة (متروك)، وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به)، وقال أبو زرعة: (ليس بالقوي)، وقال البخاري والنسائي والدار قطني والواقدي والفسوي: (ضعيف)، وقال ابن عدي: (بعض ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه)، وقال ابن حبان: (كان ممن يقلب الأخبار والأسانيد وينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحل الاحتجاج بخبره)، وقال ابن خزيمة: (لا يحتج بحديثه)، وقال الساجي: (أحاديثه مناكير)، وقال البيهقي: (متروك)، وقال الذهبي: (لين)، بل
(يُتْبَعُ)
(/)
اتهمه ابن الجوزي بالوضع.
[أبو سلمة الجهني]: وهو هكذا ليس أحداً غيره على الصحيح الصواب فيه، وهذا الذي مشى عليه أئمة الحديث وعلماؤه في مصنفاتهم وكتبهم، _ وهم ثلاثة مشتبهين تقريباً_ حيث فرقوا بينهم جميعاً ولم يختلط عليهم أي واحدر منهم .. ومن تتبع صنيعهم وقف على صدق كلامي على وضوحه وبيانه.
فلا يصح تنزيله على غيره ممن يتفق معه في اللقب واسم (سلمة)؛ ومن فعل ذلك فليس على فعله هذا دليل؛ بل هو الوهم والخطأ الذي خالف فيه ما تقرر واستقر وعرف. وسيأتي توضيح ذلك بإذن الله تعالى.
مجهولٌ الحال والعين لا يعرف .. تفرد كعادته في مثل أشكاله بتوثيقه ابن حبان فقط؛ وليس بشيء.
قال البخاري: (أبو سلمة الجهني: عن القاسم بن عبد الرحمن روى عنه فضيل بن مرزوق) واكتفى؛ وهو من هو في العلم.
وقال الذهبي: (أبو سلمة الجهني: عنه فضيل بن مرزوق) واكتفى؛ وهو من هو في الجمع والحصر. وقد قال أخرى: (أبو سلمة الجهني: شيخ لفضيل بن مرزوق لا يدرى من هو) ومثله قال الحسيني ولم يعترض؛ بل أتى في موضع آخر من كلامه أنه قال: مجهول.
ولا أعتقد أن مثل هذا يخفى على الإمام الذهبي أو غيره ممن سبقه؛ كيف وقد ميزوا الاثنين، بل الثلاثة.
فليس هو (خالد بن سلمة) ولا (موسى بن عبد الله) الذي يروي عنه مسلم؛ فقد قال الدار قطني بعد روايته حديثا من طريقه: (وأبو سلمة الجهني _ أي: الذي في السند عنده _ هو خالد بن سلمة ضعيف، وليس بالذي يروى عنه زكريا بن أبي زائدة).
قال الذهبي معلقاً: (قلت: الذي يروى عنه زكريا؛ هو: ابن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي).
قال ابن حجر: (وقرأت بخط ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة. وفيه نظر؛ لان خالد بن سلمة مخزومي، وهذا جهني [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn5) .
والحق: أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في الثقات ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر).
فأبو سلمة الجهني في هذا الحديث لا يروي عنه إلا فضيل بن مرزوق، لا يكاد يعرف إلا به .. بل والله لا أعرف رواية لفضيلٍ عن موسى بن عبد الله!! فتأمل
بل نقل الدار قطني طرق الحديث ومخالفاته ولم يعترض على ما في السند من نسبة؛ بل ختم بحثه بأن السند للحديث ليس بالقوي، وهذا دقة منه رحمه الله تعالى، ولا أعتقد أن الإمام الدار قطني يجهل الثلاثة رواه هؤلاء وقد ذكرهم كلهم في مصنفاته، وهو بذلك سالك طريق الجادة التي سلكها غيره من الأئمة في التمييز بينهم؛ حيث أتى في العلل:
(وسئل عن حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إذا أصاب أحدكم هم أو حزن فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك .. " الحديث، في دعاء طويل.
فقال: يرويه القاسم بن عبد الرحمن. واختلف عنه:
فرواه فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وتابعه محمد بن صالح الواسطي: رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وخالفهما علي بن مسهر: فرواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن مسعود مرسلا [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn6) .
وإسناده ليس بالقوي).
أما من استنتج أنه (موسى بن عبد الله الجهني) الذي خرّج له مسلم؛ بناءً على قول الحاكم: على شرط مسلم = فوالله قد أبعد كلَّ البعد، وخلط أشد الخلط، وقصر في تتبع الأسماء والروايات والنسخ.
أولاً: لا يمكن الوثوق بنسخ المستدرك حتى يجتمع أمامنا أصولٌ عتيقةٌ صحيحة، ومن ثم ينظر هل هذه العبارة فيها كما هي في المطبوع الآن أم لا.
ومن خلال تتبعي لكلام الحاكم هنا وفي غيره أيضاً، ومن خلال نقل الأئمة عنه، وجدت أن هذه الكلمة _ أعني: على شرط مسلم _ مثبتةٌ في نسخٌ، غير موجودةً في أخرى .. وهذا الثاني هو الحق الذي تشهد له القرائن.
فقد نقل ابن حجر هذا النص عنه بدون ذكر هذه العبارة؛ فقال: (وقال _ الحاكم _: صحيح الإسناد إن سلم من إرسال عبد الرحمن، فإنه مختلف في سماعه من أبيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أنه من المعلوم أن الحاكم هو الوحيد تقريباً الذي انتقد على الإمام مسلم إخراج حديث فضيل بن مرزوق في صحيحه، وقد مر بك ذلك من قوله .. والإمام مسلم ما أخرج له إلا في المتابعات فقط؛ وهذا لا يصح فيه أن يقال فيه: على شرط مسلم. فكيف ينتقده ثم يجعله على شرطه؛ فسقط هذا.
ومن تكلف وتشدق وتعسف واستنتج أن هذا القول راجعٌ إلى كون (أبو سلمة الجهني) هو (موسى بن عبد الله الجهني) فقد أبعد النجعة، وأخطأت أسته الحفرة .. فإنه إن بان سقوط جعل فضيل بن مرزوق على شرط مسلم = سقط جعل أبو سلمة الجهني على شرطه بناءً على استنتاجات بعيدة لا يصح تنزيلها تعسفاً هنا، فقط لمجرد أنه ورد ممن يروي عن القاسم!!
بل قد وجدت رواية موسى بن عبد الله هذا عن القاسم بن عبد الرحمن مما تفرد بها خليفة بن خياط وحده، والكلام عليه كثيرٌ واضح في ترك الاحتجاج بحديثه وخطأه فيه.
وروى الدولابي في الكنى عن العباس بن محمد، عن ابن معين؛ قال: (الحديث الَّذِي يرويه مُحَمَّد بْن زيد الواسطي، عَنْ أَبِي سَلَمَة صاحب الطعام، عَنْ جَابِر بْن يزيد = ليس هذا أَبُو سَلَمَة البتي، ولا هُوَ أَبُو سَلَمَة البري، هُوَ رَجُل آخر. وأبو سَلَمَة الحمصي سُلَيْمَان بْن سليم، وهو ثقة.
وقال: أَبُو سَلَمَة الجهني؛ أراه مُوسَى الجهني).
فقد يأخذ من هذا آخذٍ أن ابن معين أيد كونه موسى الجهني الذي روى له مسلم.
وأقول: هذا غير صحيح، بل الكلام غير دقيقٍ ولا محددٍ في التعيين لأبي سلمة هذا عند ابن معين، فقد يكون خالداً، وقد يكون غيره ممن يقال فيه أبو سلمة .. فكوني أعتمد على هذا النقل المعمى في تحديد شخصية أبو سلمة الجهني معنا = مجازفةٌ لا تسلم من تعجل قادح.
كيف وأكثر من ترجم لموسى بن عبد الله الجهني قد كناه بأبي عبد الله، بل يكادون يتفقون في هذا، ويذكرون كنية أبو سلمة بصيغة التمريض؛ ويقال.
[القاسم بن عبد الرحمن]: ثقة من صالح المسلمين.
[عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود]: ثقة.
لكن روايته عن أبيه الصحيح الصواب الذي قاله أكثر أهل العلم واعتمدوه ودللوا له = أنه لم يسمع من أبيه السماع المعتبر المضطرد. بيان ذلك:
_ قال الحاكم نفسه: (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ فِي أَكْثَرِ الأَقَاوِيلِ).
ثم قال أخرى: (اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه).
_ وقال ابن عبد البر بعد أن روى حديثاً من طريقه: (وهذا لا يتصل؛ لأن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يختلفوا أنه لم يسمع من أبيه).
_ وقال ابن حزم: (وأما ما روي في ذلك عن علي وابن مسعود فباطل لا يصح؛ لأن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كان لأبيه إذ مات عبد الله رضي الله عنه ست سنين فكيف ابنه).
وقال أخرى لما روى حديثاً من طريقه: (وهذا مرسل عنه؛ لأنه عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن عمر. ولم يولد والد القاسم إلا بعد موت عمر).
_ قال يحيى بن سعيد القطان: مات أبوه وله نحو ست سنين.
_ وقال ابن معين في رواية: لم يسمع من أبيه.
_ وقال النسائي: (أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا، وَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ).
_ وقال المنذري بعد قول الحاكم: إن سلم من الإرسال؛ قال: (لم يسلم، عبد الرحمن لم يسمع من أبيه).
_ وقال البخاري: (قال شعبة: لم يسمع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، وحديث ابن خثيم أولى عندي).
_ وجعل المزي روايته عن أبيه مرسلة.
_ وقال ابن المديني: (لقي أباه وسمع منه حديثين حديث الضب وحديث تأخير الصلاة).
_ وقال العجلي: يقال إنه لم يسمع من أبيه الا حرفا واحد: (فحرم الحلال لمستحل الحرام).
_ قال ابن حجر: (قلت: فعلى هذا _ أي: لما أن حصر الروايات _ يكون الذي صرح فيه بالسماع من أبيه أربعة أحدها موقوف، وحديثه عنه كثير، ففي السنن خمسة عشر، وفي المسند زيادة على ذلك سبعة أحاديث معظمها بالعنعنة، وهذا هو التدليس. والله أعلم).
فلذلك قال في التفريب معطياً عليه خلاصة حكمه: (وقد سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا).
_ وقال قبله الذهبي عصارة رأيه فيه؛ فقال: (تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا).
(يُتْبَعُ)
(/)
_ وقال العيني: (فإن قلت: كيف قال الترمذي لحديث ابن مسعود: وهو حديث حسن صحيح وقد تكلم الناس في سماع عبد الرحمان عن أبيه؛ فقالوا: كان صغيراً، وقال يحيى بن معين: عبد الرحمن وأبو عبيدة ابنا عبد اللَّه ابن مسعود لم يسمعا من أبيهما. وقال أحمد: مات عبد اللَّه ولعبد الرحمن ابنه ست سنين أو نحوها.
قلت: كأنه لم يعبأ بما قيل في عدم سماع عبد الرحمن من أبيه لصغره).
_ قال الحنائي: (وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بَلْ هُوَ أَخُو أَبِي عُبَيْدَةَ؛ وَسَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَإِنَّمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ: حَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ صَحِيحٌ كُلُّهُ؛ فَإِنَّهُ مَا رَوَاهُ عَنْ عُلَمَاءَ أَصْحَابِ أَبِيهِ؛ وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
فبان أن من أثبت له السماع لم يثبته على إطلاقه؛ إنما أثبت أصله فقط، أما سبره فهو كما مر بك أعلاه على الصحيح الصواب .. فيكون الآن لا معارضة بين من أثبت سماعه وبين من نفاه، فمن أثبته أثبته على أصل الحال؛ وأنه سمع منه فعلاً، ومن نفاه نفاه على كثرة حال المروي وغالبه؛ فإن سماع أربعة أحاديث محصورة لا يعد عند التحقيق سماعاً لراوٍ كتب السنة مليئة من أحاديثه عن أبيه!! فتأمل
فلذلك أخطأ جداً من عمم سماعه من أبيه على كل مروياته، وهذا ظاهرٌ لمن تدبر في سنة وفاة والده وسنة وفاته هو مع تقدير ولادته .. فقد مات أبوه وهو صغير فعلاً، له ما يقارب العشر سنين أو نحوها لا يختلف في هذا.
فلذلك لا يعرف سماعٌ بنحو ما أثبت لك من ألاد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلا من ولده عبد الرحمن هذا.
وهذا الذي _ كما ذكرت لك _ جعل بعض أهل العلم يقول بسماعه منه ويصحح ذلك، ولكنه على الصواب = إثبات أصل السماع فقط لا اضطراده وتعميمه؛ وإلا فلا يخفى أنه مات أبوه وهو صغير كما سبق لا يحتمل معه سماع ورواية كل ما ورد عنه من أحاديث عن أبيه في كتب السنة. فتأمل
على أني قد وقفت على بعض الروايات التي يقال أنه سمع أباه فيها وحدثه؛ فوجدتها لا تخلو من مقالٍ وعلة. فتأمل
· شواهد الحديث:
وقفت لهذا الحديث على شاهدين هما كعدمهما:
أولهما: من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
تفرد به ابن عساكر في (تاريخ دمشق 68/ 120) من طريق ابن وهبٍ، عن عبد الرحمن بن زياد، عن رجلٍ من أهل دمشق، عنه به.
ولفظه: ( .. ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَدَعَا بِهِنَّ فَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ، وَأَذْهَبَ حُزْنَهُ، وَأَطَالَ سُرُورَهُ، أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، وَفِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي فِي يَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِأَحَبِّ أَسْمَائِكَ إِلَيْكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي").
وهذا حديثٌ لا يصح ولا يثبت، تفرد به من هذا الوجه:
[عبد الرحمن بن زياد الأفريقي] ضعيفٌ جداً، ويغلب على حديثه النكارة، حتى أن بعض أهل العلم اتهمه بالوضع .. ومن تتبع أكثر حديثه عرف ذلك، وهو ممن لا يحتمل التفرد.
عن [رجلٍ من أهل دمشق] مجهول الحال والعين لا يعرف من هو.
وحديثٌ بهذا السند اضرب به عرض الحائط .. فليس بشيء.
وثانيهما: من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
تفرد به ابن السني [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn7) في (عمل اليوم والليلة رقم 340) من طريق جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ فَيَّاضٍ عكرمة بن ربعي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُبَيْدٍ اليامي، عنه به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولفظه: ( .. جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ فَيَّاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ: أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغُمِّي". فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَغْبُونَ لَمَنْ غُبِنَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: "أَجَلْ، فَقُولُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهُنَّ الْتِمَاسَ مَا فِيهِنَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عز وجل حُزْنَهُ، وَأَطَالَ فَرَحَهُ").
وهذا حديثٌ لا يصح ولا يثبت؛ تفرد به من هذا الوجه:
[جعفر بن برقان]: وإن وثق؛ إلا أنه كان ربما أخطأ في الشيء؛ فقد كان في حفظه بعض الوهم، وفيه بعض المناكير، لا يحتج به إذا انفرد كما قال الإمام ابن خزيمة؛ وهو كما قال رحمه الله فليس بالقوي المتين، ولكن محله الصدق.
عن [فياض عكرمة بن ربعي]: ليس من أهل الرواية ولا يعرف بها إطلاقاً، بل هو مجهول الحال، ولي شرطة البصرة.
عن [عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي]: تفرد بتوثيقه كعادته ابن حبان، مجهول الحال، ليس هو بالمعروف عند أهل العلم بالرواية، ذكره البعض ولم يحك فيه شيئا.
ناهيك عن الانقطاع بينه وبين أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ فلم يسمع منه ولم يره حتى.
وحديثٌ فردٌ بهذا السند ليس بشيء.
· خلاصة الحكم:
فبان من خلال ما تقدم من دراسة لهذا الحديث ما يلي:
أن هذا الحديث ضعيفٌ جداً لا يصح ولا يثبت؛ فيه من العلل ما يلي:
1) الإرسال أو الانقطاع كما تشاء .. فلم يسمع عبد الرحمن من أبيه هذا الحديث.
2) مدار الإسناد الأول (أبو سلمة الجهني): مجهولٌ الحال والعين لا يعرف.
3) مدار الإسناد الثاني (عبد الرحمن بن إسحاق): واهٍ مجمعٌ على ضعفه، قد تركه البعض.
4) ضعف بعض رجال الطريقين؛ كما مر بك.
5) عدم ثبوت صحة شواهده؛ بل ضعفها الشديد والذي لا يجعلها تنهض إلى تقوية الحديث وتعضيده؛ ولا كرامة، فلم تثبت هي أصلاً حتى تثبت غيرها!!
فكل هذه العلل أيها الحبيب المليجي قصمت ظهر هذا الحديث وجعلتنا نقول عنه: (حديث ضعيفٌ جداً).
ويبقى دعاءٌ جميل لا يستغني الإنسان عن الدعاء.
والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد.
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f1) اتفق الثلاثة: ابن صرما، وعبد الغني، وابن رجب على إسقاط (عن أبيه) في أسانيدهما، وهذا خلاف ما في المسند عند الإمام أحمد حيث رواه في موضعين يثبت فيهما (عن أبيه) وعما رواه عنه أيضاً من طريقه الضياء في العدة، وهو عينه ما اتفق عليه الرواة عن يزيد بن هارون. فتأمل
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f2) سقط من سند ابن السني (عن أبيه) أي: عبد الرحمن بن عبد الله. وهو ثابت عند البيهقي والبوصيري من طريق أبي يعلى. فتأمل
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f3) أتى عند البوصيري على الصواب؛ وأنه (أخو الحجاج بن المنهال)؛ بينما أتى عند البيهقي خاطئاً؛ حيث عنده (الضرير) ولا يستقيم؛ فالضرير لا يروي عن عبد الواحد بن زياد .. بل هو العطار أخو الحجاج. فتنبه
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f4) تصحف في طبعة التدوين إلى (الفضل).
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f5) هكذا في المطبوع. والصواب القلب فيهما. وقد كرره ابن حجر في التعجيل؛ فقال بعد نقله لكلام ابن عبد الهادي: (قلت: وهو بعيد؛ لأن خالدا مخزومي، وهذا جهني).
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f6) ولم أقف عليه بعد طول بحث وتقصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftnre f7) فيما وقفت عليه مسندا، وإلا فقد رواه أيضاً الطبراني ولم أقف عليه في المطبوع من مصنفاته، ورواه الديلمي في الفردوس رقم (1895) ولم أقف على سنده.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 12:18]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الإله المسعودي
وجزاك الله خيرا يا أبا عصام التميمي
وأحسنت صنعا في حكمك على الحديث بالضعف زادك الله توفيقا
ـ[عماد طاهر]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 02:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سأكتفي بذكر أربع نقاط و سأذكر المصادر ليعلم الحق فقط من أراد الحق
الحديث له ثلاث طرق
الأولى: عن أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود (الدرجة: حسن لذاته)
الثانية: عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الله بن مسعود به (الدرجة: ضعيف)
الثالثة: عن فياض عن عبد الله بن زبيد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه (صحيح إلى فياض ثم عبد الله بن زبيد مستور الحال ثم إنقطاع بعده فالدرجة: ضعيف في ذاته حسن لغيره)
و سوف أوضح ثلاث نقاط فقط فيما يختص بالسند الأول و رابعة فيما يخص السند الثالث فقط لضيق الوقت
النقطة الأولى: أبو سلمة الجهني
فحكم بجهالته الذهبي كما تقدم، وتبعه الحسيني، والحافظ.
وذكر المِزِّيُّ في الرواة عن القاسم جُهَنِيَّيْن: هذا أحدهما، والآخر هو: موسى الجهني، وفرق بينهما البخاري، وابن حبان فذكراهما ولم يسميا أبا سلمة، وذكره أبو أحمد الحاكم في الكني في من لم يُسَّم.
واستقرب الشيخ أحمد شاكر أن يكون هو موسى بن عبدالله – أو ابن عبدالرحمن الجهني – لأمرين: أحدهما: أنه من طبقة الرواه عن القاسم، وثانيهما: أنه يكنى (أبا سلمة).
وما استقر به الشيخ أحمد شاكر، جزم به الشيخ الألباني لدليل ثالث وهو: أن موسى الجهني قد روى حديثاً آخر عن القاسم بن عبدالرحمن، به، فإذا ضُمت إحدى الروايتين إلى الأخرى، ينتج أن الراوي عن القاسم هو موسى أبو سلمة الجهني.
وأيد قوله بأمرين:
أ – أنه ليس في الرواه من أسمه موسى الجهني إلا موسى بن عبدالله الجهني وهو الذي يكنى بأبي سلمة، وهو ثقة من رجال مسلم.
ب – قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ... " فقال: "وكأن الحاكم أشار إلى هذه الحقيقة حين قال – في الحديث –: "صحيح على شرط مسلم ... "، فإن معنى ذلك أن رجاله رجال مسلم، ومنهم أبو سلمة الجهني، ولا يمكن أن يكون كذلك إلا إذا كان هو موسى ابن عبدالله الجهني".
و هناك دليل رابع يؤكد ما ذهب إليه الشيخان أحمد شاكر، والألباني؛ وهو أن أبا أحمد الحاكم قال عن أبي سلمة الجهني: "حديثه في الكوفيين". .
والراوي عنه هنا هو فضيل بن مرزوق كوفي وموسى بن عبدالله الجهني كوفي بل رجال الإسناد كلهم كوفيون، فهذه الأدلة الأربعة – وهي: اشتراكهما في الشيخ، والكنية، والنسبة، والبلد – تكاد تكون دليلاً مؤكداً على أن أبا سلمة الجهني هو موسى بن عبدالله الجهني، والله أعلم.
و لابد أن يلاحظ هنا أن القول بالجهالة ليس حجة حتى و لو قاله أكبر إمام في الحديث طالما أن أحد عرف الراوي أو ظهرت قرينة أكدت هوية الراوي كان الأولوية للأخذ بمن يعرف أو بالقرينة الدالة أولى من التسليم بالجهالة لأن الجهالة ليست علما و بالتالي أي جزء من العلم سواء أتى عن طريق من علم بالراوي أو عن طريق قرينة فهذا كافي في إزالة الجهالة و هنا توفر الأمرين توثيق ابن حبان معرفة منه - مع التسليم بأن توثيق ابن حبان في ذاته ليس حجه لتساهله في التوثيق - و القرائن الاربع الواردة و هي الأهم.
النقطة الثانية: فضيل بن مرزوق
من رجال صحيح مسلم و خرج له أهل السنن الأربعة
قال معاذ بن معاذ سألت الثوري عنه فقال ثقة
وقال الحسن بن علي الحلواني سمعت الشافعي يقول سمعت بن عيينة يقول فضيل بن مرزوق ثقة
وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقة
وقال عبد الخالق بن منصور عن بن معين صالح الحديث إلا أنه شديد التشيع
وقال أحمد لا أعلم إلا خيرا
وقال بن أبي حاتم عن أبيه صالح الحديث صدوق يهم كثيرا يكتب حديثه
وقال بن عدي أرجو أنه لا بأس به
(المصدر: تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب من اسمه فضيل)
و قال الإمام الذهبي في ميزان الإعتدال:
وثقه سفيان بن عيينة و ابن معين
و قال النسائي ضعيف و كذا ضعفه عثمان بن سعيد
قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق و كان من أئمة الهدى زهداو فضلا
و روى أحمد بن أبي خيثمة عن بن معين ضعيف إنتهى كلام الإمام الذهبي
روايتان عن ابن معين بتوثيقه و واحدة عن أحمد بن أبي خيثمة بتضعيفه
إذن تبين أن فضيل بن مرزوق أقله أنه صالح الحديث
لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن
النقطة الثالثة: مدار الحديث (في هذه الرواية) ليس على عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي
بل عبد الرحمن بن إسحاق له رواية أخرى عن القاسم بن عبد الله بن مسعود و هي التي الرواية رقم 2 التي ذكرتها و متفق على ضعفها و لم يحتج بها أحد ربما لا بأس بها في الشواهد فقط
النقطة الرابعة: الرواية الثالثة للحديث و هي من طريق أبي موسى
حديث أبي موسى الأشعري أخرجه ابن السني بإسناد حسن عن فياض عن عبدالله بن زبيد، عنه، مثله.
وفياض هو ابن غزوان، الضبي الكوفي، قال أحمد: "ثقة". وشيخه عبدالله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي الكوفي روى عن أبيه، وروى عنه الكوفيون، قاله أبو حاتم، ولم يذكر فيه هو والبخاري جرحاً ولا تعديلاً، فهو في عداد مجهولي الحال، وذكره ابن حبان في ثقاته
و الإسناد فيه انقطاع لأن عبدالله بن زبيد لم يدرك أبا موسى لكنه يتقوى بحديث ابن مسعود
الخلاصة أن الرواية الأولى حسنة و تتقوى بالثالثة و ربما الثانية كمتابعة فتكون درجة الحديث: حسن لذاته أو صحيح لغيره
فلا ينزل عن رتبة الحسن كما تبين
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد طاهر]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 05:24]ـ
للعلم: أنا عماد البيه
عموما أخي السكران التميمي طالما قلت أنك قضيت حياتك في هذا الفن و أنا لم أقرأ هذه العبارة إلا مؤخرا فلا شك أنك من أهل العلم بالحديث و أنا لم أقضي في الحديث عمري و لا ربعه
و لم أقصد في المداخلة الاولى إتهامك لكن فقط بصراحة لفت انتباهي قولك ضعيف جدا و الاضطراب فوجدت أن هذا لم أقف على من يؤيده و سند الحديث عند أحمد يبدوا لي ليس بهذا الوهن
لكن على كل حال لك إجتهادك و أنا بينت ما أجده الاصوب و نعوذ بالله من وقوع العداوة و البغضاء بسبب خلاف بسيط
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 05:52]ـ
يا أخ عماد الأمر ليس بهذه البساطه
وحتى لوسلمنا-جدلا-أن أباسلمة هو موسى الجهني فالحديث ضعيف
وشواهده الأخرى تزيده ضعفا على ضعفه لا قوة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 09:07]ـ
شيوخنا الأفاضل
الشيخ السكران التميمي
الشيخ عماد طاهر البيه
الشيخ أبو عبد الإله المسعودي
الشيخ عبد الرحمن بن شيخنا
جزاكم الله خيرًا جميعًا وبارك في علْمِكم، ونفعَنا به.
ـ[عماد طاهر]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 03:22]ـ
الأخ الفاضل المليجي أحسن الله إليك و جازاك خيرا
الأخ عبد الرحمن
لو سلمت أن أبو سلمة هو موسى بن عبد الله لن يبقى إلا توثيق فضيل بن مرزوق و قد بينت من كتب أئمة الجرح و التعديل توثيقه و إن شئت فقل صالح الحديث و هو من رجال مسلم و الامر الاخر هو سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله بن مسعود و قد تبين سماعه منه فلا يوجد سبب لنفي سماعه هذا الحديث فالرواة ثقات و الغالب على الظن إتصال السند إذن الحديث في ذاته حسن
و دعك من باقي الشواهد
و عموماً هذه أخر مشاركة لي في هذا الموضوع
نسأل الله السلامة
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 05:26]ـ
الامر الاخر هو سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله بن مسعود و قد تبين سماعه منه فلا يوجد سبب لنفي سماعه هذا الحديث فالرواة ثقات و الغالب على الظن إتصال السند إذن الحديث في ذاته حسنه
بل الغالب على الظن عدم سماعه منه ثم إن أضفنا ذلك
مع إحتمال أن يكون أبو سلمة المجهول هو أبو عبد الله الثقة
مع إحتمال أن عبد الرحمن سمع من أبيه رضي الله عنه
مع ترك الصحاح لهذا الحديث الهام والعظيم
مع قول الدارقطني عن سنده أنه غير قوي
مع ترك الرواة الكبار عن ابن مسعود هذا المتن الذي لم يصلنا لا من كبارهم بل ولا من صغارهم سوى من أحد قيل أنه لم يسمع منه أصلا
أخي الكريم
إن جميع تلك القرائن وغيرها يكون بها الحديث ضعيف بلا إشكال
ثم أني لم أجد أحدا يصححه من المتأخرين بعد الألباني وأحمد شاكر رحمهما الله
ويقول الدكتور خالد الحايك في مو ضوع له
ما نصه
المتفق والمفترق/ موسى الجهني، وأبو سلمة الجهني، وما وقع فيه بعض أهل العلم من أوهام! وتصحيح ابن حبان لحديث معلول من حديث خليفة بن خياط!
بقلم: أبي صهيب خالد الحايك.
فرّق أهل العلم بين موسى الجهني وبين أبي سلمة الجهني راوي الحديث المشهور: ((اللهم إني عبد وابن عبدك ... ))، وخالفهم الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني فجمعا بينهما!!
قال الإمام البخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/ 288): "موسى بن عبدالله الجهني أبو عبدالله، كوفي: سمع زيد بن وهب ومجاهداً ومصعب بن سعد، نسبه يحيى بن سعيد. وقال المقدمي: موسى بن عبدالرّحمن".
وقال في ((الكنى)) (ص39): "أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبدالرحمن. روى عنه فضيل بن مرزوق".
قلت: هكذا فرّق بينهما إمام الصنعة، وتبعه على ذلك ابن حبان، فقال في ((الثقات)) (7/ 449): "موسى الجهني، هو موسى بن عبدالله، وقد قيل: موسى بن عبدالرحمن، من أهل الكوفة. يروي عن زيد بن وهب ومصعب بن سعد. روى عنه أهل العراق. مات سنة أربع وأربعين ومئة". وقال أيضاً في ((الثقات)) (7/ 659): "أبو سلمة الجهني، يروي عن القاسم بن عبدالرحمن. روى عنه الفضيل بن مرزوق".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يترجم ابن أبي حاتم لأبي سلمة، وإنما ترجم فقط لموسى الجهني، فقال في ((الجرح والتعديل)) (8/ 149): "موسى بن عبدالله الجهني، أبو عبدالله، كوفي، ويقال: موسى بن عبدالرحمن. روى عن زيد بن وهب ومجاهد وعبدالرحمن بن أبي ليلى ومصعب بن سعد والشعبي وفاطمة بنت علي. روى عنه الثوري وشعبة وحسن بن صالح ويحيى بن سعيد القطان ومروان بن معاوية وعيسى بن يونس وعبدالرحمن بن مغراء. سمعت أبي يقول ذلك".
قلت: فقد اتفق الأئمة على التفريق بينهما، واتفقوا أيضاً على أن كنية موسى هي ((أبو عبدالله)). قال الإمام مسلم في ((الكنى والأسماء)) (ص481): "أبو عبدالله موسى الجهني سمع مصعب بن سعد. روى عنه شعبة ويحيى بن القطان ويعلى".
وقال عبدالله بن أحمد في ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 287): قال أبي: "أبو عبدالله مولى جهينة هو موسى الجهني".
وقال ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6/ 353): "موسى الجهني ويكنى أبا عبدالله، وكان ثقة قليل الحديث".
فأبو سلمة الجهني غير موسى الجهني الثقة. وقد وهم من جمع بينهما، فها هم أئمة النقد وحفاظ الكوفة لم يجمعوا بينهما، ولم يذكروا أن موسى له كنية أخرى وهي ((أبو سلمة))!
وأول من رأيته قال بذلك هو ابن منجوية في ((رجال مسلم)) (2/ 264) قال: "موسى الجهني هو ابن عبدالله، ويقال ابن عبدالرحمن الجهني الكوفي، يكنى أبا سلمة، ويقال أبو عبدالله".
وتبعه على ذلك المزي أو أن المزي اعتمد حديث خليفة بن خياط في الطعام، فقال في ((تهذيب الكمال)) (29/ 95): "موسى بن عبدالله، ويقال: ابن عبدالرحمن الجهني أبو سلمة، ويقال: أبو عبدالله الكوفي. روى عن زيد بن وهب الجهني ... والقاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود".
قلت: وعلى هذا اعتمد الشيخ أحمد شاكر وصوّبه الشيخ الألباني في أن أبا سلمة الجهني راوي حديث: ((اللهم إني عبدك ... )) هو موسى الجهني الثقة!!
وأما قول ابن معين في ((تاريخه)) (رواية الدوري) (3/ 442): "أبو سلمة الجهني: أراه موسى الجهني"، فهو ليس جزماً منه، وإنما هو ظن، ولهذا قال: "أراه"، وكان قال من قبل هذا (3/ 314): "موسى الجهني: موسى بن عبدالرحمن، وكنيته أبو عبدالله".
قلت: فلما لم يعرف أبا سلمة الجهني هذا ظنّه موسى الجهني وهو خطأ لا شك فيه. والصواب ما أجمع عليه أهل العلم أنه غيره.
قال الذهبي في ((المغني في الضعفاء)) (2/ 789): "أبو سلمة الجهني: شيخٌ لفضيل بن مرزوق، لا يُدرى من هو؟! ". وكذا قال في ((الميزان)).
وقال ابن حجر في ((لسان الميزان)) (7/ 56): "وقد ذكره ابن حبان في ((الثقات))، وأخرج حديثه في ((صحيحه))، وأحمد في ((مسنده))، والحاكم في ((مستدركه))، وتعقبه المؤلف بما ذكره هنا فقط. وقرأت بخط ابن عبدالهادي: يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة، وفيه نظر؛ لأن خالد بن سلمة مخزومي، وهذا جهني. والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في الثقات، ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر".
قلت: بل إن ابن حبان أخطأ أيضاً في تصحيحه لحديث الطعام، وهو عمدة الشيخ الألباني في تصحيح حديث الدعاء (السلسلة الصحيحة: رقم 198، 199) وأنهما واحد.
فالحديث رواه ابن حبان في ((الصحيح)) (12/ 12) عن أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثنا عمر بن علي المقدمي قال: سمعت موسى الجهني يقول: أخبرني القاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نسي أن يذكر الله في أول طعامه، فليقل حين يذكر: بسم الله في أوله وآخره؛ فإنه يستقبل طعامه جديداً، ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه)).
ثُم قال ابن حبان: "ذكر الخبر المُدْحِض قول من زعم أن هذا الخبر تفرّد به موسى الجهني"، ثم ساق الحديث.
قلت: فابن حبان يرى صحة هذا الخبر عن موسى الجهني ودحض زعم من يقول إنه تفرد به! وهذا على منهجه –رحمه الله- في الافتراض، وإلا لو صحّ الإسناد إلى موسى وتفرد به فما أظن أن أحداً من الأئمة يردّه؛ لأن موسى من كبار الثقات، وتفرده ليس بمنكر.
وقد قال الهيثمي في ((المجمع)): "رجاله ثقات"، وقال الشيخ شعيب أثناء تحقيقه لصحيح ابن حبان: "إسناده صحيح".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: نعم رجاله ثقات، ولكن الإسناد لم يصح! فقد رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (10/ 170) وفي ((المعجم الأوسط)) (5/ 25) عن عبدان بن أحمد عن خليفة بن خياط، به. ثُم قال في ((الأوسط)): "لم يرفع هذا الحديث عن موسى الجهني إلا عمر بن علي. تفرد به شباب العصفري".
قلت: وهذه إشارة ذكية منه –رحمه الله- إلى عدم صحة الإسناد، فإن تفرد خليفة بن خياط وهو شباب يستنكره أهل العلم. وهو وإن خرّج له الإمام البخاري إلا أن البخاري نفسه يرى فيه شيئاً؛ لأنه يعلّق حديثه أحياناً بقوله: "قال لي خليفة"، وما قال فيه: حدثني قّرنه بغيره. وقد تكلّم فيه عليّ بن المديني، وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة ولم يقرأ حديثه!
وقد أشار أبو حاتم إلى عدم الاعتداد بتفردات خليفة بمثل هذا. فقد قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6/ 404): "علقمة بن الحويرث الغفاري فيما رواه شباب العصفرى خليفة بن خياط، ولا يُعتمد على روايته".
قلت: فلا يقبل تفرد خليفة بهذا الحديث، فوهم فدخل له حديث في حديث، أو غير ذلك.
روى العقيلي في كتاب ((الضعفاء)) (2/ 22) عن عليّ بن المديني قال: "في دار عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة وشباب بن خياط شجر يحمل الحديث".
قلت: وهذا جرحٌ شديد؛ لأنه يأتي بأحاديث لا يأتي بها سواه، وكثير منها فيه نكارة، وهي من الشجرة التي عنده كما قال ابن المديني، يعني لا يتابعه عليها أحد. وقرن ابن المديني له بهذا المتروك الكذاب ابن جبلة يعني أنه لا يحتج بحديثه إذا انفرد أبداً.
والخلاصة أن هذا الحديث الذي رواه ابن حبان غير صحيح الإسناد، فاعتماد الألباني عليه لا يتجه في الجزم بأن موسى الجهني يروي عن القاسم بن عبدالرحمن.
وقد سئل الدارقطني في ((العلل)) (5/ 200) عن هذا الحديث؟ فقال: "يرويه القاسم بن عبدالرحمن، واختلف عنه، فرواه فضيل بن مرزوق عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه عن ابن مسعود. وتابعه محمد بن صالح الواسطي، رواه عن عبدالرحمن بن إسحاق عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود. وخالفهما علي بن مسهر، فرواه عن عبدالرحمن بن إسحاق عن القاسم عن ابن مسعود مرسلاً. وإسناده ليس بالقوي".
قلت: المتابعة قصد بها ذكر عبدالرحمن والد القاسم، والمخالفة عدم ذكره، وحكم الدارقطني بأن إسناده ضعيف، وهو الصواب.
ومما يدل على ضعف الحديث أن البخاري ذكر ترجمة أبي سلمة الجهني بالعنعنة، وهذا مصير منه إلى أنه لم يسمعه من القاسم كما هو مذهبه في مسألة السماع في تاريخه.
وقد أطلت الكلام على هذا الحديث وفصلّته في كتابي ((الأحاديث المعلولة والمنكرة والضعيفة في السلسلة الصحيحة))، وبيّنت وهاء شاهده من حديث أبي موسى كما زُعم، والحمد لله على كلّ حال.
وكتب خالد الحايك.
ربيع ثاني 1429هـ.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 05:28]ـ
توثيق فضيل بن مرزوق و قد بينت من كتب أئمة الجرح و التعديل توثيقه و إن شئت فقل صالح الحديث وهو من رجال مسلم
لا تأتي من جهة وتترك جهة أوضح وأصرح منها بارك الله فيك، وقد قلنا من قبل:
[فضيل بن مرزوق الرؤاسي]: شيعيٌ صدوقٌ إلى الضعف أقرب وإن وثق، قال أبو حاتم: (يهم كثيراً؛ يكتب حديثه ولا يحتج به)، وقال ابن حبان: (منكر الحديث جداً، كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة، فاشتبه أمره، والذي عندي: أن كل ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون محتجا به، وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها على حسب ما ذكرناه من هذا الجنس في كتاب شرائط الأخبار)، قال النسائي وعثمان بن سعيد وابن معينٍ في رواية: (ضعيف)، وقد عاب الحاكم على مسلمٍ إخراجه حديثه، قال أبو حفص: (وهذا الخلاف في فضيل يوجب التوقف في أمره؛ لأن ليحيى بن معين فيه قولين، والثوري قد حاد عن ذكره، وأحمد بن صالح تكلم في حديثه، فليس له أن يدخل في الصحيح. والله أعلم).
والجرح المبين المفسر مقدم على التوثيق المجمل غفر الله لك.
وقولك:
و الامر الاخر هو سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله بن مسعود و قد تبين سماعه منه فلا يوجد سبب لنفي سماعه هذا الحديث فالرواة ثقات و الغالب على الظن إتصال السند
(يُتْبَعُ)
(/)
فأثبت العرش ثم أنقش بارك الله فيك .. وليست المسألة مسألة ظاهر السند، وأغلب الظن!!
وقد قلنا فيما سبق:
[عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود]: ثقة.
لكن روايته عن أبيه الصحيح الصواب الذي قاله أكثر أهل العلم واعتمدوه ودللوا له = أنه لم يسمع من أبيه السماع المعتبر المضطرد. بيان ذلك:
_ قال الحاكم نفسه: (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ فِي أَكْثَرِ الأَقَاوِيلِ).
ثم قال أخرى: (اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه).
_ وقال ابن عبد البر بعد أن روى حديثاً من طريقه: (وهذا لا يتصل؛ لأن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يختلفوا أنه لم يسمع من أبيه).
_ وقال ابن حزم: (وأما ما روي في ذلك عن علي وابن مسعود فباطل لا يصح؛ لأن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كان لأبيه إذ مات عبد الله رضي الله عنه ست سنين فكيف ابنه).
وقال أخرى لما روى حديثاً من طريقه: (وهذا مرسل عنه؛ لأنه عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن عمر. ولم يولد والد القاسم إلا بعد موت عمر).
_ قال يحيى بن سعيد القطان: مات أبوه وله نحو ست سنين.
_ وقال ابن معين في رواية: لم يسمع من أبيه.
_ وقال النسائي: (أَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا، وَلَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ).
_ وقال المنذري بعد قول الحاكم: إن سلم من الإرسال؛ قال: (لم يسلم، عبد الرحمن لم يسمع من أبيه).
_ وقال البخاري: (قال شعبة: لم يسمع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، وحديث ابن خثيم أولى عندي).
_ وجعل المزي روايته عن أبيه مرسلة.
_ وقال ابن المديني: (لقي أباه وسمع منه حديثين حديث الضب وحديث تأخير الصلاة).
_ وقال العجلي: يقال إنه لم يسمع من أبيه الا حرفا واحد: (فحرم الحلال لمستحل الحرام).
_ قال ابن حجر: (قلت: فعلى هذا _ أي: لما أن حصر الروايات _ يكون الذي صرح فيه بالسماع من أبيه أربعة أحدها موقوف، وحديثه عنه كثير، ففي السنن خمسة عشر، وفي المسند زيادة على ذلك سبعة أحاديث معظمها بالعنعنة، وهذا هو التدليس. والله أعلم).
فلذلك قال في التفريب معطياً عليه خلاصة حكمه: (وقد سمع من أبيه لكن شيئا يسيرا).
_ وقال قبله الذهبي عصارة رأيه فيه؛ فقال: (تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا).
_ وقال العيني: (فإن قلت: كيف قال الترمذي لحديث ابن مسعود: وهو حديث حسن صحيح وقد تكلم الناس في سماع عبد الرحمان عن أبيه؛ فقالوا: كان صغيراً، وقال يحيى بن معين: عبد الرحمن وأبو عبيدة ابنا عبد اللَّه ابن مسعود لم يسمعا من أبيهما. وقال أحمد: مات عبد اللَّه ولعبد الرحمن ابنه ست سنين أو نحوها.
قلت: كأنه لم يعبأ بما قيل في عدم سماع عبد الرحمن من أبيه لصغره).
_ قال الحنائي: (وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا؛ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بَلْ هُوَ أَخُو أَبِي عُبَيْدَةَ؛ وَسَمِعَ مِنْ أَبِيهِ، وَإِنَّمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَكِنْ يُقَالُ: حَدِيثُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ صَحِيحٌ كُلُّهُ؛ فَإِنَّهُ مَا رَوَاهُ عَنْ عُلَمَاءَ أَصْحَابِ أَبِيهِ؛ وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
فبان أن من أثبت له السماع لم يثبته على إطلاقه؛ إنما أثبت أصله فقط، أما سبره فهو كما مر بك أعلاه على الصحيح الصواب .. فيكون الآن لا معارضة بين من أثبت سماعه وبين من نفاه، فمن أثبته أثبته على أصل الحال؛ وأنه سمع منه فعلاً، ومن نفاه نفاه على كثرة حال المروي وغالبه؛ فإن سماع أربعة أحاديث محصورة لا يعد عند التحقيق سماعاً لراوٍ كتب السنة مليئة من أحاديثه عن أبيه!! فتأمل
فلذلك أخطأ جداً من عمم سماعه من أبيه على كل مروياته، وهذا ظاهرٌ لمن تدبر في سنة وفاة والده وسنة وفاته هو مع تقدير ولادته .. فقد مات أبوه وهو صغير فعلاً، له ما يقارب العشر سنين أو نحوها لا يختلف في هذا.
فلذلك لا يعرف سماعٌ بنحو ما أثبت لك من ألاد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلا من ولده عبد الرحمن هذا.
وهذا الذي _ كما ذكرت لك _ جعل بعض أهل العلم يقول بسماعه منه ويصحح ذلك، ولكنه على الصواب = إثبات أصل السماع فقط لا اضطراده وتعميمه؛ وإلا فلا يخفى أنه مات أبوه وهو صغير كما سبق لا يحتمل معه سماع ورواية كل ما ورد عنه من أحاديث عن أبيه في كتب السنة. فتأمل
على أني قد وقفت على بعض الروايات التي يقال أنه سمع أباه فيها وحدثه؛ فوجدتها لا تخلو من مقالٍ وعلة. فتأمل
وعلى كلٍ أخي الكريم لا أجد داعٍ لكل هذا الصنيع الذي قد استمتّ فيه جداً في المنافحة غفر الله لك .. قد أدلوت بدلوك، وأدلى غيرك بمثله .. فلا تجبر ولا تلزم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 06:26]ـ
ويقول الدكتور خالد الحايك في مو ضوع له
ما نصه
المتفق والمفترق/ موسى الجهني، وأبو سلمة الجهني، وما وقع فيه بعض أهل العلم من أوهام! وتصحيح ابن حبان لحديث معلول من حديث خليفة بن خياط!
أحسنت وسددت يا شيخ عبد الرحمن ..
ويعلم الله وحده أن هذا ما قررته بحمد الله وتوفيقه قبل أن أعلم أن أحداً من أهل العلم الأفاضل تكلم فيها .. فالآن رأيت كلام الشيخ.
وكنت قد قلت فيما سبق:
[أبو سلمة الجهني]: وهو هكذا ليس أحداً غيره على الصحيح الصواب فيه، وهذا الذي مشى عليه أئمة الحديث وعلماؤه في مصنفاتهم وكتبهم، _ وهم ثلاثة مشتبهين تقريباً_ حيث فرقوا بينهم جميعاً ولم يختلط عليهم أي واحدر منهم .. ومن تتبع صنيعهم وقف على صدق كلامي على وضوحه وبيانه.
فلا يصح تنزيله على غيره ممن يتفق معه في اللقب واسم (سلمة)؛ ومن فعل ذلك فليس على فعله هذا دليل؛ بل هو الوهم والخطأ الذي خالف فيه ما تقرر واستقر وعرف. وسيأتي توضيح ذلك بإذن الله تعالى.
مجهولٌ الحال والعين لا يعرف .. تفرد كعادته في مثل أشكاله بتوثيقه ابن حبان فقط؛ وليس بشيء.
قال البخاري: (أبو سلمة الجهني: عن القاسم بن عبد الرحمن روى عنه فضيل بن مرزوق) واكتفى؛ وهو من هو في العلم.
وقال الذهبي: (أبو سلمة الجهني: عنه فضيل بن مرزوق) واكتفى؛ وهو من هو في الجمع والحصر. وقد قال أخرى: (أبو سلمة الجهني: شيخ لفضيل بن مرزوق لا يدرى من هو) ومثله قال الحسيني ولم يعترض؛ بل أتى في موضع آخر من كلامه أنه قال: مجهول.
ولا أعتقد أن مثل هذا يخفى على الإمام الذهبي أو غيره ممن سبقه؛ كيف وقد ميزوا الاثنين، بل الثلاثة.
فليس هو (خالد بن سلمة) ولا (موسى بن عبد الله) الذي يروي عنه مسلم؛ فقد قال الدار قطني بعد روايته حديثا من طريقه: (وأبو سلمة الجهني _ أي: الذي في السند عنده _ هو خالد بن سلمة ضعيف، وليس بالذي يروى عنه زكريا بن أبي زائدة).
قال الذهبي معلقاً: (قلت: الذي يروى عنه زكريا؛ هو: ابن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي).
قال ابن حجر: (وقرأت بخط ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة. وفيه نظر؛ لان خالد بن سلمة مخزومي، وهذا جهني [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn5) .
والحق: أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في الثقات ويحتج به في الصحيح إذا كان ما رواه ليس بمنكر).
فأبو سلمة الجهني في هذا الحديث لا يروي عنه إلا فضيل بن مرزوق، لا يكاد يعرف إلا به .. بل والله لا أعرف رواية لفضيلٍ عن موسى بن عبد الله!! فتأمل
بل نقل الدار قطني طرق الحديث ومخالفاته ولم يعترض على ما في السند من نسبة؛ بل ختم بحثه بأن السند للحديث ليس بالقوي، وهذا دقة منه رحمه الله تعالى، ولا أعتقد أن الإمام الدار قطني يجهل الثلاثة رواه هؤلاء وقد ذكرهم كلهم في مصنفاته، وهو بذلك سالك طريق الجادة التي سلكها غيره من الأئمة في التمييز بينهم؛ حيث أتى في العلل:
(وسئل عن حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال: "إذا أصاب أحدكم هم أو حزن فليقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك .. " الحديث، في دعاء طويل.
فقال: يرويه القاسم بن عبد الرحمن. واختلف عنه:
فرواه فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وتابعه محمد بن صالح الواسطي: رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود.
وخالفهما علي بن مسهر: فرواه عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن مسعود مرسلا [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=417962#_ftn6) .
وإسناده ليس بالقوي).
أما من استنتج أنه (موسى بن عبد الله الجهني) الذي خرّج له مسلم؛ بناءً على قول الحاكم: على شرط مسلم = فوالله قد أبعد كلَّ البعد، وخلط أشد الخلط، وقصر في تتبع الأسماء والروايات والنسخ.
أولاً: لا يمكن الوثوق بنسخ المستدرك حتى يجتمع أمامنا أصولٌ عتيقةٌ صحيحة، ومن ثم ينظر هل هذه العبارة فيها كما هي في المطبوع الآن أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال تتبعي لكلام الحاكم هنا وفي غيره أيضاً، ومن خلال نقل الأئمة عنه، وجدت أن هذه الكلمة _ أعني: على شرط مسلم _ مثبتةٌ في نسخٌ، غير موجودةً في أخرى .. وهذا الثاني هو الحق الذي تشهد له القرائن.
فقد نقل ابن حجر هذا النص عنه بدون ذكر هذه العبارة؛ فقال: (وقال _ الحاكم _: صحيح الإسناد إن سلم من إرسال عبد الرحمن، فإنه مختلف في سماعه من أبيه).
ثم أنه من المعلوم أن الحاكم هو الوحيد تقريباً الذي انتقد على الإمام مسلم إخراج حديث فضيل بن مرزوق في صحيحه، وقد مر بك ذلك من قوله .. والإمام مسلم ما أخرج له إلا في المتابعات فقط؛ وهذا لا يصح فيه أن يقال فيه: على شرط مسلم. فكيف ينتقده ثم يجعله على شرطه؛ فسقط هذا.
ومن تكلف وتشدق وتعسف واستنتج أن هذا القول راجعٌ إلى كون (أبو سلمة الجهني) هو (موسى بن عبد الله الجهني) فقد أبعد النجعة، وأخطأت أسته الحفرة .. فإنه إن بان سقوط جعل فضيل بن مرزوق على شرط مسلم = سقط جعل أبو سلمة الجهني على شرطه بناءً على استنتاجات بعيدة لا يصح تنزيلها تعسفاً هنا، فقط لمجرد أنه ورد ممن يروي عن القاسم!!
بل قد وجدت رواية موسى بن عبد الله هذا عن القاسم بن عبد الرحمن مما تفرد بها خليفة بن خياط وحده، والكلام عليه كثيرٌ واضح في ترك الاحتجاج بحديثه وخطأه فيه.
وروى الدولابي في الكنى عن العباس بن محمد، عن ابن معين؛ قال: (الحديث الَّذِي يرويه مُحَمَّد بْن زيد الواسطي، عَنْ أَبِي سَلَمَة صاحب الطعام، عَنْ جَابِر بْن يزيد = ليس هذا أَبُو سَلَمَة البتي، ولا هُوَ أَبُو سَلَمَة البري، هُوَ رَجُل آخر. وأبو سَلَمَة الحمصي سُلَيْمَان بْن سليم، وهو ثقة.
وقال: أَبُو سَلَمَة الجهني؛ أراه مُوسَى الجهني).
فقد يأخذ من هذا آخذٍ أن ابن معين أيد كونه موسى الجهني الذي روى له مسلم.
وأقول: هذا غير صحيح، بل الكلام غير دقيقٍ ولا محددٍ في التعيين لأبي سلمة هذا عند ابن معين، فقد يكون خالداً، وقد يكون غيره ممن يقال فيه أبو سلمة .. فكوني أعتمد على هذا النقل المعمى في تحديد شخصية أبو سلمة الجهني معنا = مجازفةٌ لا تسلم من تعجل قادح.
كيف وأكثر من ترجم لموسى بن عبد الله الجهني قد كناه بأبي عبد الله، بل يكادون يتفقون في هذا، ويذكرون كنية أبو سلمة بصيغة التمريض؛ ويقال.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 02:02]ـ
بارك فيكم إخواني المشتغلين بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمحوا لي أن أضيف:
موسى الجهني المعروف وأبو سلمة الجهني المجهول، وإنْ كانا من طبقةٍ واحدةٍ، وكلٌّ واحدٍ منهما روى عن: القاسم بن عبد الرحمن، إلا أن فضيل بن مرزوق لم نعثر له على روايةٍ-ولو ضعيفة- عن موسى الجهني، ولم يذكروه في الرواة عنه .. أما أبو سلمة الجهني فلا يُعرف إلا برواية فضيل عنه و روايته هو عن القاسم، وما عَرفُه الأئمة إلا بهذه الترجمة .. حتى ابن حبان لا يعرف عنه إلا ذلك (وهو كاف على مذهبه ليدخل في "الثقات" و يُخّرج له في "الصحيح" ... )
هذا .. وإذا ضُمّ إلى ذلك جزم النقاد وإجماعهم على التفريق بينهما .. و من خالفهم في ذلك لم يجزم .. = ظهر، وبان، وتُيُقّنَ أنهما مفترقان، غير متفقان إلا في النّسبة إلى جهينة.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:25]ـ
[عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود]: ثقة.
لكن روايته عن أبيه الصحيح الصواب الذي قاله أكثر أهل العلم واعتمدوه ودللوا له = أنه لم يسمع من أبيه السماع المعتبر المضطرد. بيان ذلك:
.............................. .....................
_ وجعل المزي روايته عن أبيه مرسلة.
قال المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 335 عن هذه الترجمة:" عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه: ابن مسعود، وقد سمع منه" اه
سؤال: أين وجدتم شيخنا الفاضل حكم المزي على روايته بالإرسال؟ بارك الله فيكم
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:43]ـ
تتمات وزوائد في عزو حديث ابن مسعود
رواه من طريق الإمام أحمد:
* محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "ستة مجالس" (ق8/ 1)، وقال مُخَرِّجُه الحافظ محمد بن ناصر أبو الفضل البغدادي:" هذا حديث حسن عالي الإسناد و رجاله ثقات" اه. بواسطة: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني-رحمه الله-[1/ 386]
(يُتْبَعُ)
(/)
* و الضياء المقدسي في "العدّة للكرب والشدة" [رقم (11)]-أفاده الشيخ التميمي في تخريجه هنا-
* و ابن صرما في "الأربعين" [رقم (20) -مخطوط]- أفاده الشيخ التميمي بارك الله فيه في تخريجه هنا-
//////
* وحديثُ ابن مسعود أورده ابنُ الأثير في "جامع الأصول" [4/ 298 رقم (2300) ط. عبد القادر الأرناؤوط] وصاحب "مشكاة المصابيح" [رقم (2452) -ط. الألباني] في كتابه بسياق مختلف وعزاه إلى رزين يعني في كتابه: "التجريد للصحاح الستة" الذي جمع فيه بين الموطأ و الصحيحين و السنن سوى ابن ماجة؛ قال:
" وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كثر همّه فليقلْ: اللّهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو ألهمت عبادك، أو استأثرت به في مكنون الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء همّي وغمّي ما قالها عبدٌ قطّ إلاّ أذهب الله غمّه، وأبدله فرحاً " أخرجه رزين" اهـ
* وذكره الخطابي في "شأن الدعاء" [ص24] و ذكر أن ابن خزيمة أخرجه في كتابه:" "شأن الدعاء وتفسير الأدعية المأثورة"،ولم أقف على إسناده وهو من مخطوطات الظاهرية.
* والحديث عزاه ابن الوزير في "إيثار الحق على الخلق" إلى "صحيح أبي عوانة" ولم أجده في القدر المطبوع منه، ولم أر من تابعه عليه مع وجود الداعي لعزوه إلى هذا المصنف. وعزاه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" 5/ 106 إلى ابن ماجة و هو وهم.
* وذكره ابن الجوزي في الحديث الأربعين من مسند ابن مسعود من كتابه "جامع المسانيد" [5/ 74 رقم (4038)] من مسند أحمد. وكتابه هذا جمع فيه الصحيحين، وجامع الترمذي ومسند أحمد .. قال 1/ 5: "وقد أخرجتُ من المسند والترمذي أحاديث يسيرة لم تصلح، فوضعتُ بعضَها في كتاب "الأحاديث الواهية" وبعضها في "الموضوعات". اه
* وأورده ابن الإمام في كتابه:"سلاح المؤمن"ص129/رقم (72/ 205) و ص444/رقم (14/ 825) قال في مقدمته ص27:" وإني قد جمعت في هذا الكتاب جملة من الأدعية و الأذكار المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دائرة بين الصحيح والحسن .. "انظر شرطه فيه.
* وأورده ابن الجزري في كتابه "الحِصن الحصين" و مختصره "العدة"(/)
قصة المَلَك الذي كان يتأرجح على شعرة رجل!
ـ[أشجعي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 02:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام يتناقله الكثير من الملتزمين وقد سمعته أيضا من أفواه بعض شباب التكفير وشباب التبليغ
ويوردونه عند الكلام على وجوب اللحية
تتلخص القصة بأن رجلاً لم يكن بوجهه إلا شعرة واحدة فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك, فظن الرجل أن النبي قد ضحك لمنظره , فرجع الرجل وأزال هذه الشعرة, فلما رآى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه مرة أخرى غضب وتمعّر وجهه لذلك , فلما سأل الرجل رسول الله عن ذلك, قال قبل أن تزيل الشعرة كانت الملائكة -أو الملك حسب الراوي!!! - تتمرجح في هذه الشعرة!!
هل وقف أحد على قصص كهذه في كتب السنة؟؟؟
أنا بحثت ولم أجد شيئاً.
ملحوظة صغيرة: حكم اللحية معروف والأحاديث مستفيضة والاحاديث الشبيهة معروفة بارك الله فيكم, نريد فقط هذه القصة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أنا بحثت ولم أجد شيئاً
وصدقني لن يجد غيرك شيئا أيضا.
ـ[أشجعي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 04:47]ـ
حياك الله شيخي التميمي ورفع الله قدرك
لك المحبة يا شيخ, لك المحبة.
هل سمعت بهذه القصة من قبل يا شيخ؟(/)
أريد حديثارواه الحسن البصري بالسندالمتصل عن علي بن أبي طالب يعني بدون إرسال
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 06:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أريد حديثارواه الحسن البصري بالسندالمتصل عن علي بن أبي طالب يعني بدون إرسال
ومن فضلكم دلوني علي أن ابن أم مكتوم واحدأم أكثرمن واحد
شكراوجزاكم الله تعالي في الدارين
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 08:32]ـ
الحسن لم يسمع من علي
وأشهر إسناد فيه الحسن عن علي إسناد لبس الخرقة، ولا يصح
وقد أطال ابن حجر الهيتمي في معجم شيوخه (مخطوط موجود على الشبكة) في بيان بطلانه(/)
بيني وبين الشيخ صلاح هلل حول حديث صلح الحسن.
ـ[محمد بن يسري سلامة]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 08:09]ـ
هذه مراسلة بيني وبين أخي الفاضل الحبيب الشيخ صلاح فتحي هلل - حفظه الله- في الكلام على حديث: "إنَّ ابني هذا سَيِّدٌ ... ". وكنت قد كتبتُ فيه شيئًا، فأرسل إليَّ الشيخ مشكورًا تعقبات وتعليقاتٍ وفوائد.
وما كان بالخط الأسود فهو من كلامي، وما كان بغيره فهو من كلام أخي صلاح، لم أغيِّر فيه شيئًا.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:41]ـ
حفظ الله أخي وتوأم روحي الشيخ صلاح بن فتحي هلل وزاده علماً وشرفاً.
مقال له:
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=136209
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 11:53]ـ
بعد إذنك أنقل ماأحلتَ إليه
وفد قلتَ أن ما كان بالخط الأسود فهو من كلامك وما كان غير ذلك فهو من كلام الشيخ صلاح فتحي هلل وأنك لم تغير فيه شيئا
الكلام على حديث: "إنَّ ابنيَ هذا سَيِّدٌ ... "
ورد هذا من حديث أبي بَكْرَة الثقفيّ، ومن حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهم جميعًا.
أما حديث أبي بكرة: فرواه الحسن بن أبي الحسن يَسَار البصريُّ عنه، واختُلِفَ في وصله وإرساله، كما اختُلِفَ في سماع الحسن من أبي بكرة. ورواه عن الحسن جمعٌ، عدَّتهم خمسة عشر رجلاً. ورواه بعضُهم بالوصل، وآخَرون بالإرسال. فالذين رووه موصولاً هم:
1 - أبو موسى إسرائيل بن موسى الكوفيُّ ثم البصريُّ نزيل الهند.
ورواه عنه: سفيان بن عيينة الهلاليّ، والحسين بن علي الجُعْفيّ.
- أما حديث سفيان بن عيينة؛ فرواه البخاري في "صحيحه" (2704) و (3746) و (7109)، وفي "التاريخ الأوسط" (1/ 122/رواية زنجويه) و (1/ 199/رواية الخفَّاف)، وأحمد في "مسنده" (20392)، وفي "فضائل الصحابة" (1354)، والنسائي في "الكبرى" (1730) و (8110) و (10010)، وفي "المجتبى" (1410)، والحميدي في "مسنده" (793)، والبزار في "مسنده" (3655)، والطبراني في "الكبير" (2590)، واللالكائي في "السنة" (2795 - 2796)، والقطيعي في زوائده على "فضائل الصحابة" (1400)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1744)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 165) و (8/ 173)، وفي "دلائل النبوة" (6/ 442)، وفي "الاعتقاد" ص376 - 377، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (71)، وأبو القاسم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (112)، والبغوي في "شرح السنة" (3872)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/ 231 - 233)؛
كلهم من حديث سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بَكْرة الثقفيّ، به.
وفي حديث الحميديِّ وسعيد بن منصور: قال سفيان: قوله: "بين فئتين من المسلمين" يعجبنا جدًّا. وهذا القول مِن سفيان أولى من قول سبلان الآتي: لا والله ما حفظه؛ يريد سفيان. لأن هذا القول يدل على عناية سفيان بالحديث وتدبُّره فيه، وقد ورد عن سفيان من وجوهٍ.
وجاء في بعضِ طرقه عن الحسن قال: سمعتُ أبا بكرة، وفي بعضها: عن أبي بكرة.
وقال البخاريّ في "الصحيح" هذه الأقواس تعمل مشكلة في التحويل وهناك أقواس شكلها أجمل ويمكن الحصول عليها عن طريق الضغط على (ألت 174) في آن واحد = «و (ألت 175) في آن واحد =». (2704) عقيب إيراده: "قال لي عليٌّ بن عبد الله [يعني المدينيّ]: إنما ثَبَتَ لنا سماعُ الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث". وقد أخرج البخاري هذا الحديث في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين وقوله جل ذكره {فأصلحوا بينهما}، ثم أورد الحديث مطولا، عن شيخه المسندي المعروف بجمع المسند وهو حافظ عالم كبير، والحديث ذكره الحسن مطولا وفيه قصة، وهذا مما يستدل به أهل العلم على حفظ الراوي للحديث، وأنه لم يخرم منه شيئًا. ثم أورده البخاري مرة أخرى 3629 في باب علامات النبوة، وهو بابٌ واسعٌ وليس خاصًّا بالحديث خصوصية الباب السابق للحديث، وقد ظهرت هذه النكتة على سياق البخاري على عادته فذكر الحديث مطولا مجودا في باب الحسن رضي الله عنه، لكنه لما جاء لباب علامات النبوة أورد الحديث مختصرًا جدا ومن طريق حسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة، لم يصرح فيه بالتحديث. ويلاحظ أن البخاري هنا قد أورد الحديث نفسه عن شيخه المسندي أيضا عن يحيى بن آدم عن حسين الجعفي، فيكون للمسندي فيه وجهٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر غير روايته عن ابن عيينة، اختار البخاري أطولهما وأجودهما فوضعها في بابها الخاص بالحسن، وأورد الأخرى في باب آخر عام في علامات النبوة، وهو أقل خصوصية عن الباب الأول، ثم رواية ابن عيينة مطولة بقصة طويلة، وهذا يرجح حفظه للحديث كما سلف.
ثم عاد البخاري فأورده في باب آخر أكثر خصوصية من علامات النبوة أيضا (فهو باب علامات النبوة يجوز لنا أن نقول بأنه قد أورده مقرونًا أو في شواهد الباب لما في الباب من أحاديث كثيرة في نفس المعنى، فليس مهما التدقيق في هذا الباب بخلاف باب الحسن الخاص بالحديث) أورده البخاري مرة أخرى في باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما 3746 عن صدقة عن ابن عيينة وفيه: عن الحسن سمع أبا بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
وعاد البخاري فأورده أيضا في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إن ابني هذا لسيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين 7109 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة وجاء إلى ابن شبرمة فقال أدخلني على عيسى فأعظه فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل قال حدثنا الحسن. وفيه أيضا: قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة.
وهو في هذا الموضع في غاية الجودة لأمور: الأول: رواية ابن المديني له عن ابن عيينة، وهذا تصحيح منه للحديث إذا ما وضعناه بجواره قوله الذي نقله البخاري عنه سابقًا بأنه أثبت السماع بهذا الحديث. وثانيًا: الحديث في باب خاص به وفيه إثبات السماع ومن وجه ثالث عن سفيان. وثالثًا وهو أهمها: قول سفيان: حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة ... إلخ يدل على يقظة سفيان للحديث، والعلماء يستدلون كثيرًا على صحة الحديث ويقظة الراوي بذِكْره لموضع التحديث أو تاريخه أو قصة جرت عنده ونحو هذا.
وهنا نكتة مهمة: ابن المديني من المؤكد أنه قال قوله في إثبات السماع عقب روايته للحديث، ولكن رواه البخاري عن ابن المديني ولم يذكر قوله عقبه، وإنما قدَّمه وذكره عقب رواية المسندي وهي أول رواية للبخاري في الحديث، وقد جرت العادة على التقعيد في أول مرة يرد فيها الحديث أو الراوي في أي كتاب والبناء عليه فيما بعدُ، وهذا يعني أن البخاري كان يقظًا لهذا الأمر قاصدًا له، وهذه إشارة بخارية (وهو مولع بالإشارات) إلى تصحيحه للسماع ومتابعته لابن المديني في ذلك.
وكذا ذَكَرَ قولَ ابن المدينيِّ في "التاريخ الكبير" (3/ 56)، و"الأوسط" (1/ 122/رواية زنجويه)، و (1/ 199/رواية الخفَّاف).
-وأما حديث حسين الجعفيّ؛ فرواه البخاري في "صحيحه" (3629) من طريق عبد الله بن محمد – هو المُسْنَديّ، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حسين الجُعْفيّ، عن أبي موسى، عن الحسن، عن أبي بكرة، به.
وذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" (8/ 18) هذا الطريقَ فقال: "ورواه [يعني البخاريَّ] أيضًا في دلائل النبوة عن عبد الله بن محمد - وهو ابن أبي شيبة - ويحيى بن آدم، كلاهما عن حسين بن علي الجعفيّ، عن إسرائيل، عن الحسن - وهو البصريّ - به"اهـ. ولم يجزم محقق المصنف لابن أبي شيبة (طبعة محمد عوامة) بالمقصود وإنما احتمل أن يكون ابن أبي شيبة أو المسندي.
فوهمَ في قوله: إنَّ عبد الله بن محمد المذكورَ هو ابن أبي شيبة، وأنه رواه ويحيى بن آدم كلاهما عن الجُعْفي. وإنما رواه عن يحيى بن آدم عن الجعفيِّ كما تقدَّم.
أمَّا ابن أبي شيبة فرواه في "مصنَّفه" (32842) و (38517) – من دون واسطة - عن الحسين الجعفيّ، لكنَّه قال: عن أبي موسى، عن الحسن به مرسلاً.
ورواه من حديث الجُعْفيِّ مرسلاً كذلك: عبد الله بن أحمد في "العلل" (2966) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن زياد البغداديّ- المُلَقَّب سَبَلان – قال: حدثنا حسين الجعفيّ، قال: أخبرنا أبو موسى، عن الحسن، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، به.
وقال عبد الله عقبه (2967): "فقلتُ له [أي لأبي إسحاق]: إنَّ سفيانَ يقول: عن أبي بكرة؟ قال [أبو إسحاق]: لا واللهِ ما حَفِظَه، وأنا أَدْخَلتُ سفيانَ على أبي موسى، وكان نازلاً في هذه الدار".
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو موسى كوفي ثم بصري وكان يسافر للهند، وسبلان بغدادي لكن كانت له عناية بعباد بن عباد المهلبي وهو بصريٌّ. وأكثر روايات سبلان عن البصريين، وأما الكوفة فقد روى عن أكثر من كوفي نزل بغداد فالظاهر أنه قد سمع منهم ببلده بغداد لا الكوفة بدليل قلة رواياته عن الكوفيين عامة وعن ساكني الكوفة الذين استمروا بها خاصة، فلم أجد له رواية عن ساكني الكوفة سوى عن محمد بن خازم الضرير ورجل آخر حسبما أذكر من ترجمته الآن، والذي يظهر من شيوخه وتلامذته أنه لم يكن معتنيا مكثرًا من الكوفة وأهلها، بينما جزم سفيان بسماعه من الرجل في الكوفة.
ومن جهة أخرى فإنه ليس بدرجة سفيان في الحفظ والإتقان ليقبل قوله دون قول سفيان، وإن كان الضعيف قد يحفظ وفي كلامه قرينة على الحفظ وهي ذكره للدار التي كان نازلا فيها، مما يؤكد حفظه بالفعل، فلا ندفع قوله، ولكننا نقول بأن سفيان إنما سمع هذا الحديث من أبي موسى في مرة أخرى غير التي أدخله فيها سبلان على أبي موسى. وهذا واضح في قول سفيان: حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة وجاء إلى ابن شبرمة فقال أدخلني على عيسى فأعظه فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل قال حدثنا الحسن. وفيه أيضا: قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة.
فسفيان إنما سمع الحديث من أبي موسى عندما التقى به بالكوفة لما جاء أبو موسى إلى ابن شبرمة فقال له أدخلني على عيسى فأعظه، فيظهر من هذا أن سفيان إنما سمع هذا الحديث خاصة من أبي موسى في دار ابن شبرمة، وليس في دار أبي موسى كما يدل عليه قول سبلان: (وأنا أدخلت سفيان على أبي موسى) فإما اشتبه الأمر على سبلان، أو يكون سفيان قد سمع من أبي موسى عند ابن شبرمة كما صرح بذلك، ثم أراد الاستزادة فطلب من سبلان يدخله على أبي موسى، ليتعرف عليه ويسمع منه، بخلاف المرة الأولى التي سمع فيها مع ابن شبرمة وغيره دون التعرُّف على أبي موسى والاختصاص بالسماع منه.
ثم وجدت في تاريخ الدوري 2301 - قال يحيى أبو موسى إسرائيل الذي روى عنه بن عيينة هو كوفي نزل البصرة.
فهل نزل أبو موسى بالبصرة وأدخل سبلان سفيان على أبي موسى في البصرة؟ ربما صح هذا نظرًا لقلة رواية سبلان عن الكوفيين والله أعلم.
2 - المُبارَك بن فَضَالَة العَدَويّ.
رواه أحمد في "مسنده" (20448) و (20516)، والطيالسيُّ في "مسنده" (915)، والبزار في "مسنده" (3656 - 3657)، وابن حبان في "صحيحه" (6964)، وأبو القاسم البغوي في "الجَعْديَّات" (3299) - ومن طريقه ابن شاهين في "السنة" (169)، وابن السنيّ في "عمل اليوم والليلة" (389)، والطبراني في "الكبير" (2591)، والآجري في "الشريعة" (1658)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 35)، وفي "دلائل النبوة" (494)، والبيهقي في "الكبرى" (8/ 173)، وفي "الدلائل" (6/ 442 - 443)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 235 - 237)؛ كلهم من حديث المبارك، قال: حدثنا الحسن، قال في بعض طرقه: أخبرني أبو بكرة، وفي بعضها: حدثنا - أو حدثني – أبو بكرة، به.
وقد قال أحمد بن حنبل – كما رواه عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 338): "كان مبارك يرفع حديثًا كثيرًا، ويقول في غيرِ حديثٍ عن الحسن: قال حدثنا عمران [يعني ابن حُصَين]، قال: حدثنا ابن مُغَفَّل؛ وأصحابُ الحسن لا يقولون ذلك غيره".لكن لم يذكر أحمد أبا بكرة في هذا الإشكال، فاختصاص الأمر بروايات غير أبي بكرة هنا واضح والله أعلم.
3 - أشعث بن عبد الملك الحُمْرانيّ.
رواه أبو داود في "سننه" (4222)، والترمذيُّ في "جامعه" (3773)، والطبراني في "الكبير" (2593)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 174 - 175)، والبيهقي في "الدلائل" (6/ 443)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 235).
واضطرب فيه الأشعث – لضعفٍ في حفظه – فرواه تارةً أخرى عن الحسن، عن بعض أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم – يعني أنس بن مالك. وخرَّجَ هذا الوجه الأخير حديثَه النسائي في "الكبرى" (10011)، والبزار في "مسنده" (2634)؛ كلاهما من طريق خالد بن الحارث عنه، به.
4 - علي بن زيد بن جُدْعان.
رواه النسائي في "الكبرى" (10009)، والدولابيُّ في "الذرية الطاهرة النبوية" (109)، والآجري في "الشريعة" (1659)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 234 - 235)؛ كلهم من طريق حماد بن زيد عنه، به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليٌّ في حفظه مقال، بل اتهمه البعض وإن وثقه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في إحدى حواشي كتابه أوائل الشهور العربية وفي حديثه عن الحسن مقال. وقد سُئل أحمد بن حنبل – كما في "العلل" لابنه عبد الله (1511):سَمِعَ الحسنُ مِن سُراقة؟ قال: "لا، هذا علي بن زيد، يعني يَرويه؛ كأنه لم يَقْنَعْ به"اهـ.
ورواه ابن عساكر (13/ 234) من طريق حماد، عن علي بن زيد وهشام بن حسَّان، عن الحسن، عن أبي بكرة. وفي الإسناد إلى حماد مجاهيل لا يُعرَفون، وهو مخالفٌ لِما ورد عن هشام كما سيأتي.
5 - أبو الأشهب جعفر بن حيَّان العُطارديّ
رواه الطبراني في "الكبير" (2595)، وفي "الأوسط" (1531)؛ من طريق عبيد الله بن يوسف الجبيريّ، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبي الأشهب، عن الحسن عن أبي بكرة، وهذا وهمٌ من عبيد الله بن يوسف، وليس بالمعتمد، ولم يوثقه إلا ابن حبان. ومحمد بن عبد الله الأنصاري إنما رواه عن أشعث؛ فكأن الاسمين اختلطا عليه.
6 - منصور بن زاذان، ويونس بن عبيد.
وقد جُمع حديثهما فيما رواه الطبراني في "الكبير" (2592)، وفي "الصغير" (766) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (14/ 454)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 234)؛ كلهم من حديث عبد الرحمن بن شيبة الحزاميّ، عن هشيم بن بشير، عن يونس ومنصور، عن الحسن، عن أبي بكرة، به.
وهذا سندٌ واهٍ لحالِ عبد الرحمن بن شيبة وضعفِ حديثه. وما رواه عن هشيم عن يونس مُخالفٌ لما رواه نعيم بن حماد مرسلاً كما سيأتي، ولا أرى منصور إلا رواه مرسلاً؛ إنْ كان قد رواه.
7 - معمر بن راشد، عن رجلٍ، عنه.
رواه عبد الرزاق في "المصنَّف" (20981)، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (20473) عن معمر قال: أخبرني من سمع الحسن يُحَدِّثُ عن أبي بكرة ... فذكره.
8 - إسماعيل بن مسلم المكيّ.
رواه الطبراني في "الكبير" (2594)، والآجري في "الشريعة" (1644)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 235). وإسماعيل متروك الحديث.
9 - عمرو بن عُبَيد.
وهو القدريُّ المشهور، وخرَّجَ حديثَه ابن عدي في "الكامل" (5/ 110)، الآجري في "الشريعة" (1654)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 237 - 238)؛ من طريق محمد بن سلمة بن الفضل الأبرش، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أبي بكرة، به.
ومحمد بن سلمة صاحب نسخةٍ عن ابن إسحاق في المغازي، وفي حديثه فيما سوى ذلك المغازي ضعف، ولم يُتابعه على هذا أحدٌ من مشاهير الرواة عن ابن إسحاق، وأصحاب النسخ الأخرى عنه، فلا يُحْتَجُّ به. وعمرو فلا يُحتَجُّ به.
فهؤلاء تمامُ مَن روى الحديثَ موصولاً.
ورواه عن الحسن مرسلاً:
1 - أبو موسى إسرائيل بن موسى.
في روايتين من ثلاث رواياتٍ للحسين الجعفيِّ عنه؛ كما تقدَّم. فهذه مشكلة حسين الجعفي لا الحسن إذن.
2 - عوف بن أبي جميلة الأعرابي.
رواه النسائي في "الكبرى" (10012) بسندٍ صحيحٍ عنه.
3 - داود بن أبي هند.
رواه النسائي في "الكبرى" 10013) بسندٍ صحيح عنه. وقد رواه الطبرانيُّ في "الأوسط" (3050) من طريق عبد الحكم بن منصور عن داود به موصولاً، وقال عقبه: "لم يُجَوِّد هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا عبد الحكم بن منصور". ولم يُجَوِّده: أي لم يَصِلْه؛ يشير إلى ضعفه. وعبد الحكم بن منصور متروك الحديث.
4 - هشام بن حسَّان.
رواه النسائي في "الكبرى" (10014) بسندٍ صحيحٍ عنه. وبه يتبيَّن ضعف ما رُوي عنه بالوصلِ فيما تقدَّم. هو عند النسائي: 10014أخبرنا محمد بن العلاء أبو كريب قال: حدثنا ابن إدريس، عن هشام، عن الحسن قال:
5 - يونس بن عبيد.
رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (423) عن هشيم، عن يونس، به. وهذا أصحُّ من رواية من مَن رواه عنه موصولاً كما مرَّ ذكره.
6 - سهل بن أبي الصلت.
رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1899) بسندٍ صحيحٍ عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهؤلاء الستة أوثقُ وأضبطُ وأحفظُ من جميع مَن رواه موصولاً. وجلُّهم مِن كبار أصحاب الحسن، بل لا يخلو حديثُ عامَّة مَنْ وصَلَه مِنْ ضعفٍ واضطراب، خلا أبي موسى، وقد اخْتُلِفَ عنه فيه كما مرَّ بيانُه. لا خلاف بين هؤلاء الستة وبين رواية أبي موسى إسرائيل، وإنما الخلاف بينهم جميعًا وبين رواية أشعث عن الحسن عن أنس، وسبق تضعيفها فخرجت عن الموضوع، بقي الخلاف الظاهري بين الحسن سمعت أبا بكرة، والحسن مرسلا دون ذِكْر أبي بكرة، والوصل هنا زيادة من ثقة لثقة الواصل وإمكان الجمع بينه وبين المرسل إذ الراوي خاصة الحسن البصري وأمثاله قد يذكرون الصحابي مرة ويتركون تسميته مرات ويكتفون بشهرة الحديث موصولا، فالحقيقة ليست هذه معارضة جوهرية في مثل حالة الحسن الذي اعتاد الإرسال، فالحمد لله أنه قد ذكر أبا بكرة هذه المرة
هذا وليس في شيءٍ من طرقه سوى طريق سفيان عن أبي موسى عن الحسن، وطريق المبارك بن فضالة عن الحسن – تصريحٌ بتحديث أبي بكرة الحسنَ بهذا الحديث.
ثم إنَّه لم يُذكَر عن سفيان سماعُ الحسن من أبي بكرة في جميع رواياته؛ فرواه أحمد بن حنبل – في إحدى الروايتين- وهذا مما يستدل به أهل العلم على صحة الوجهين؛ أعني رواية أحد الرواة للوجهين المختلف فيهم، وقد قعَّد ابنُ رجب قاعدة بهذا في آخر كتابه شرح علل الترمذي وعبد الله بن سعيد الأشج، وإبراهيم بن عبد الله الرماديّ، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وعلي بن حرب، وأحمد بن حرب، ويونس بن عبد الأعلى، والحسن بن الصباح، ونصر بن علي بن نصر، ومحمد بن زنجويه - عشرةٌ من الثقات الأثبات لكن ليس من الحفاظ وثمة فرق كلهم روى الحديثَ عن سفيان من دون ذكر التصريح بالسماع.
ورواه جماعةٌ من الثقات عن سفيان بإثبات السماع؛ وهم أحمد بن حنبل (في رواية)، وعبد الله بن محمد المسندي، والحميدي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن عباد، ومحمد بن منصور، وصدقة بن الفضل. وأكثرهم حفاظ أصحاب كتب ابن حنبل والمسندي والحميدي وابن منصور، والواحد منهم بألف غيره. وإلى هذا يرمي البخاري الذي يعبث بالإشارات إبداعًا وتملُّكًا منه لناصية الإشارة والرمز فهو فارسها، فيبدأ الروايات التي أوردها برواية المسندي صاحب العناية بالمسندات لا المرسلات ولا المقاطيع، إشارة على إشارة وهكذا الحبيب البخاري طيب الله ثراه ما أبدعه وأجمله؟!
وهذا مما يدلُّ على أن سفيان كان يرويه على الوجهين؛ لا أنَّ الاختلافَ ممن دونه.
سفيان أوثق من أبي موسى فإلصاق مثل هذا بأبي موسى أولى من إلصاقه بسفيان، مع أن الظاهر أن الراوة كانوا يتخففون بالعنعنة مرة ويضبطون الرواية كما وردت فيذكرون التحديث أخرى، وهذا معروف مشهور.
وقد أنكرَ سماعَ الحسن من أبي بكرة مطلقًا طائفةٌ من الحفَّاظ؛ إما تصريحًا، وإما إشارةً وتلميحًا. نعم؛ ولكن المثبت مقدَّم على النافي لما معه من زيادة علمٍ، كيف إذا اقترن الإثبات بدليلٍ ظاهرٍ واضحٍ غير مدفوعٍ؟ فلم لا نجمع بين الرأيين بأن نقول لم يسمع منه سوى هذا الحديث؟ وهذا وجهٌ للجمع ويمكن استخراج وجوه أخرى والله أعلم.
فممن أنكره تصريحًا: يحيى بن معين، قال في "تاريخه" (4597/رواية عباس الدوريّ): "لم يسمع الحسنُ من أبي بكرة. قيلَ له: فإنَّ مبارك بن فضالة يقول: عن الحسن قال: حدثنا أبو بكرة. قال] يحيى [: ليس بشيء".
وعلَّلَ بعضُهم كلامَ ابن معين بكونه لم يطَّلع على حديث سفيان عن أبي موسى المتقدِّم، والذي ذُكر فيه التصريح بالسماع، وأنْ لو اطَّلعَ عليه لربما رجع عن قوله هذا. وهذا بعيدٌ جدًّا، بل هو خطأٌ بيِّن؛ فإنا نجده في "تاريخه" (2301/رواية الدوري) يقول: "أبو موسى، إسرائيل، الذي روى عنه ابن عيينة، هو كوفيٌّ نزلَ البصرة". فهو عارفٌ بالرجل معرفةً دقيقة، وبرواية سفيان عنه. وهل يُظَنُّ بيحيى غير هذا؟ وليس الحديثُ بالغريب ولا بالخفيّ، وقد رواه صاحبُه أحمد بن حنبل من طرقٍ عديدة، وطائفةٌ كثيرةٌ من مُحَدِّثي زمانه ممن هم دونه حفظًا واطلاعًا، فلا أراه يغيب عنه ذلك قطّ، بل ما أراه نفى السماعَ في تلك الرواية إلا إنكارًا وتضعيفًا لِما رواه سفيان، ولذا قال السائل: فإنَّ مبارك بن فضالة يقول: كذا؛ كأنه يقول: فإنه مُتابَع؟ لم يذكر سفيان في أثناء الكلام عن ابن فضالة، فالظاهر فعلا أن يحيى لم يكن مستحضرًا رواية ابن عيينة ساعتئذٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا سياق الأخبار عند الدوري:
4597 - سمعت يحيى يقول لم يسمع الحسن من أبي بكرة قيل له فإن مبارك بن فضالة يقول عن الحسن قال حدثنا أبو بكرة قال ليس بشيء
4598 - سمعت يحيى يقول في حديث ربيعة بن كلثوم بن جبر عن الحسن حدثنا أبو هريرة قال يحيى لم يسمع منه شيئا
4599 - قال يحيى قال الحسن دخلنا على بن عمر قال يحيى ولم يسمع من بن عباس شيئا ولم يسمع الحسن من جابر شيئا قلت له سمع من أنس قال نعم قال يحيى ولم يسمع من الأسود بن سريع شيئا
فهو تعرَّض لسماع الحسن من الصحابة فذكر ما حضره بجملته، ولو كانت رواية ابن عيينة حاضرة حينذٍ لذكرها، وابن معين له أحوال حسب الروايات، والسؤالات، وليست جميع السؤالات في وقت واحد ولا في آخر حياته، بل هناك الكثير من السؤالات لم يكن ابن معين قد صار ابن معين الإمام الكبير، وإنما كانت في مقتبل عمره فيما يظهر، كرواية الدارمي التي يكثر فيها من قول: لا أعرفه، ثم يعرفه في روايات أخرى كالدوري وغيره، وأما في رواية الدوري فرغم سعة معلوماتها وتشعبها مما يدل على إمامة ابن معين الكاملة آنذاك، لكن سرده للروايات دون رواية ابن عيينة يشبه أن يكون لم يستحضرها آنذاك، ولا قرينة في السياق على أن السؤال قصد: أن ابن عيينة قد توبع من ابن فضالة، فالسياق لا يحتمل هذا التأويل والله أعلم
وآية ذلك أنه روى الحديثَ نفسَه من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله كما سيأتي بيانُه؛ فكأنه أعرضَ عن طريق الحسن بالكليةِ إلى هذا. وهل يقع له حديثُ جابر – وليس الحديثُ بالمشهور – ويعزبُ عنه حديثُ الحسن عن أبي بكرة؟ ممكن وقد خفي على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أدب الاستئذان عند الدخول فأخبره به أبو موسى والقصة مشهورة، وحديث الأعمال بالنيات ذكره ابن الخطاب على المنبر وتفرد بالرواية عنه واحد فقط؟ هكذا الروايات لا مدخل فيها للاحتمالات وإنما لها قانونها المحيِّر لكنه غاية في الإبداع.
وهذا كصنيع أبي القاسم ابن عساكر، حيث استوعب في "تاريخه" (13/ 230 - 238) طرقَ هذا الحديث ورواياته وألفاظه، وبدأ في ذلك بحديث جابر بن عبد الله، وهذا بخلاف عادته في ذكر الأعلى والأشهر والأصحِّ إسنادًا من طرق الخبر، ثم ما دون ذلك، وكأنه يشير إلى تقويةِ هذا بذاك، أو تفضيلِ هذا عن ذاك. هذه العادة لابن عساكر فائدة جميلة جدًّا لكن هل من نص عليها؟ أو زيادة فائدة؟ فإنها مفيدة ومهمة، جزاكم الله خيرا وفتح عليكم، والخطيب يختم ترجمته بروايات يُفهم منها ما يريده ومجالس الإملاء من عادتها الختم بالأشعار والزهد والرقاق وهناك عوائد أخرى جميلة حبذا لو تم جمعها في كتاب يكون مفيدا.
وممن صرَّح أيضًا بنفي سماع الحسن من أبي بكرة، وبالَغَ في ذلك: أبو الحسن الدارقطنيّ؛ قال في "أجوبته عن سؤالات الحاكم" ص208 – وقد سُئل عن حديث: "وفيه إرسال، لأنَّ الحسن لم يسمع من أبي بكرة".
وقال في "التتبُّع" ص322 - 323: "وأخرج البخاريُّ أحاديث الحسن عن أبي بكرة، منها: حديث الكسوف، ومنها: زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ، ومنها: لا يفلح قومٌ وَلَّوا أمرَهم امرأة، ومنها: ابني هذا سيد. والحسن لا يروي إلا عن الأحنف [يعني الأحنفَ بن قيس] عن أبي بكرة"اهـ الدارقطني قد يعل بما ليس بعلة، والذهبي أشار لهذا في الموقظة أو غيره من كتبه حسبما أذكر الآن. وإدخال الرجل بين رجلين منهج للإعلال لكنه ليس على عمومه، فإذا كان الإدخال دون التصريح بالسماع فسد الحديث، وإن كان مع التصريح كما هو الحال هنا كان من المزيد في متصل الأسانيد إذا جاء بإسناد فيه زيادة رجل، لكن لم يأت هنا، وإنما ذكره الدارقطني من واقع الاحتمال والروايات، ولكن الكلام عن شأن الحسن في أحاديث بعينها عند البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن أشار إلى انتفاء السماع من دونِ تصريح: الإمامان أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، فيما نقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 41) قال: "حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبي: سمع الحسن مِن ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مُغَفَّل، وسمع من عمرو بن تَغْلِبأحاديث. قال أبو محمد: فذكرت قولَ أحمد لأبي – رحمه الله – فقال: قد سمع مِنْ هؤلاءالأربعة، ويَصِحُّ له السماعُ من أبي برزة، ومن أحمر صاحب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومِنْغيرهم. ولم يصحَّ له السماعُ مِنْ جندب، ولا من معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولامن ابن عمر، ولا من عقبة بن عامر، ولا من أبيهريرة"اهـ. وقول أبي حاتم: "ومن غيرهم" يحتمل النفيَ والإثبات، لكنه لو أراد الإثبات لذكره، لأن روايته عن أبي بكرة مستفيضة، وهي أشهر من روايته عن بعض مَن ذكر من الصحابة. مستفيضة عندنا لا عندهم حيثُ كان الحديث ينتقل من مكان لآخر بشق الأنفس ورحلة راحل. فهذا نصٌّ لا دليل فيه فهو خارج النزاع
ولم يُشِر ابن أبي حاتم في "مراسيله" إلى إثبات السماع أو نفيه، على إيعابه وتفصيله في الكلام على مراسيل الحسن، ما ذكر سوى كلام بهز بن أسد الآتي؛ فكأنه توقَّفَ فيه. بل فعله يؤيد الإثبات إذا أردنا الاستدلال به لشهرة صحيح البخاري ورواياته ولكن الأولى تجاوز هذا النص لعدم الدلالة فيه على شيء ولم يشترط ابن أبي حاتم الاستيعاب حتى نلزمه بشيء.
وقد وقفتُ على بحثٍ كتبه المدعو حسن فرحان المالكيّ في تضعيف هذا الحديث، فوجدته في هذا الموضع زاد في نصِّ ابن أبي حاتم: "ولا من أبي ثعلبة الخشني، ولا من أبي بكرة .. ". وهذا كذبٌ صُراح، وفضيحةٌ لصاحبه. يريدون نفي السماع لتضعيف حديث النهي عن تولية المرأة، فلهم مأربٌ آخر
ومما يؤيد تصحيحَ نفيِ السماع عن الإمام أحمد: ما ذكره الحافظ ابن رجب الحنبليُّ في "شرح البخاري" (3/ 599) قال: "وحديث الحسن عن أبي بَكْرة في معنى المرسل؛ لأنَّ الحسن لم يسمع من أبي بكرة عند الإمام أحمد والأكثرين من المتقدمين". نقل ابن أبي حاتم عن أحمد ليس فيه أي تعرُّض لنفي السماع فلا دليل فيه، وأما كلام ابن رجب فيحتاج لنقلٍ من كتب أحمد يكون واضحًا لأن نصَّ ابن رجب معارضٌ برواية أحمد للحديث بذِكْر السماع فهذا مما يشكك في نقل ابن رجب حتى يظهر ما يؤكد هذا أو ينفي هذا عن أحمد ولا أعلم في هذا نصًّا عن أحمد الآن. ولعل مراجعة مسائل أبي داود أو صالح وغيرها من المسائل يكون مفيدًا وقد نجد فيه شيئًا ينفع هنا.
وقال جرير بن عبد الحميد – فيما رواه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (152): "سألتُ بَهزًا – يعني ابن أسد العميّ = عن الحسن؛ مَنْ لقي مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمع من ابن عمرحديثًا، وسمع من عمران بن حصين شيئًا، وسمع من أبي بكرة شيئًا".
وفهم بعضُهم من كلام بهزٍ أنه ممن يثبت السماع، وجعلهم فريقين: ابن المديني والبخاري وبهز بن أسد العمي والبزار وغيرهم في جانب، ويحيى بن معين وأحمد والدارقطنيُّ وغيرهم في جانب، وهذا من لزوم ما لا يلزم.
أما كلام بهز بن أسد فيمكن توجيهه بما روى أحمد بن حنبل - كما في "المسائل" لابنه صالح (1107)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/ 216) والمزيُّ في "تهذيب الكمال" (30/ 7) قالا: حدثنا هوذة بن خليفة، قال: حدثنا هشام بن حسَّان، عن الحسن، قال: "مَرَّ بي أنس بن مالك، وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة يُعاتِبه, فانطلقتُ معه, فدخلنا على الشيخ وهو مريض، فأَبْلَغَه عنه، فقال: إنه يقول: ألم أستعملْ عُبيد الله على فارس؟ ألم أستعمل روادًا على دار الرزق؟ ألم أستعمل عبد الرحمن على الديوان وبيت المال؟ فقال أبو بكرة: فهل زاد على أنْ أَدْخَلَهم النار؟ فقال أنس: إني لا أعلمه إلا مجتهدًا. فقال الشيخ: أَقْعِدوني، إني لا أعلمه إلا مجتهدًا؟ وأهلُ حَروراء قد اجتهدوا؛ فأصابوا أم أخطأوا؟ قال الحسن: فرجعنا مخصومين".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا خبرٌ صحيحُ الإسناد، وهو القَدْر الذي سمعه الحسن من أبي بكرة، ولمَّا لم يكن حديثًا مرفوعًا سمَّاه بهز: شيئًا. وهذا وصفٌ دقيقٌ منه رحمه الله، وهو عارفٌ بحديث أهل البصرة، خبيرٌ به. تأويل جميل لكن قد يستخدم كقرينة على السماع في الجملة مع القرائن السابقة وحقيقة هذا إلى تأييد السماع أكثر منه إلى نفي السماع، مع كونه ليس صريحًا بالدرجة الكافية، وتفسيره هنا قد يكون صحيحًا بالفعل بل وبديعًا أيضًا، لكن قد يقول المخالف: سمع هنا وثبت السماع هناك وحدَّث بهزٌ بما علم وحدَّث غيره بما علم، فتكون هذه قرائن أخرى على السماع لا النفي.
وهذا يكون كقول يحيى بن معين لمَّا قيل له – كما في "تاريخه" (4258): "الحسن رأى ابنَ عمر؟ قال: يُذكَر في بعض الحديث؛ قال: قال الحسن: دخلنا على ابن عمر"؛ يعني ما رواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/ 255)، قال: "حدثنا إبراهيم بن عرعرة، قال: حدثنا معاذ بن معاذ، قال: حدثنا ابن عون، عن الحسن، قال: دخلنا على ابن عمر وهو بالبطحاء، فقال رجل: يا أبا عبدالرحمن، ثيابنا هذه قد خالَطَها الحريرُ وهو قليل، فقال: اتركوه، قليلَه وكثيرَه". وهذا سندٌ صحيح، وهو كلامٌ لابن عمر موقوفٌ عليه، لكنه كلامٌ متعلِّقٌ بالفقه، شبه الفتيا، وهو الذي عناه بَهزٌ في كلامه المتقدِّم، وسمَّاه: حديثًا، ولم يُسَمِّه: شيئًا؛ وهذا يُظهر وجاهةَ كلام بَهز، ويبين عن شدةِ فحصه.
ويبفى الكلامُ في انتفاء السماع مع ثبوت اللقيا في رواية هشام بن حسَّان؛ فإنَّ الراجح أنَّ هذا كان في مرض أبي بكرة الذي مات فيه، رضي الله عنه. وعبيد الله، وعبد الرحمن، ورواد: كلهم أولاده. وزياد المذكور: هو ابن أبيه، عامل معاوية على البصرة، وهو أخٌ لأبي بكرة من أمه. وقد كان بين ولايته وموت أبي بكرة خمس سنين أو أقل، ويبعد أن يكون هذا قد حصل إلا بعد سنين من ولاية زياد، وفي آخرِ عمرِ أبي بكرة؛ فإنه جرت بينهما وقائع سرد طرفًا منها ابن عساكر في ترجمة أبي بكرة من "تاريخ دمشق"، ونتج عنها اعتزال أبي بكرة وانزواؤه، رضي الله عنه.
ثم إن أنس بن مالك – رضي الله عنه - لم يكن ليصحب الحسن في مثل هذا الغرض إلا وقد اشتهر ذكره، وعلا كعبه في العلم، بل كان الحسن يطوف وهو صغير مثله مثل غيره في هذا الوقت وهو لم يذهب إلا لمهمة معينة لا تحتاج له أصلا وإنما اصطحبه معه أنس رضي الله عنه لغرض أو لآخر لا ليستعين به أو لعلم الحسن أو غير ذلك، وإنما اصطحب أنس رضي الله عنه الحسن كونه كان قريبا من بيت أنس رضي الله عنه فالحسن رضع من أم سلمة رضي الله عنها وقد أعتقت الربيع بنت النضر يسار أبا الحسن، وهي عمة أنس بن مالك، فلا غرابة في أن ينشأ الحسن في البيت أو يتردد عليه ويأخذه أنس معه في أي مكان يذهب إليه للصلة التي بينهما لا لعلم الحسن أو غيره وهو يومئذ – سنة إحدى وخمسين تقديرًا – ابن ثلاثين سنة، ويبعد أن يصلحَ يكون طرفًا في هذا قبل هذا السنّ، وأبو بكرة هو مَنْ هو في البصرة وقارًا وجلالة. ولم يكن الأمرُ – كما هو ظاهر - يتسع للتحديث، لا بالقليل ولا بالكثير.
وهذا حديثٌ ذو شأنٍ عظيم؛ فإنه متعلِّقٌ بالحكم والخلافة، والفتن التي وقعت في الأمة، وهو من دلائل النبوة؛ فإما أن يكون أبا بكرة قد حدَّثَ به الخاصَّ والعام، وهذا مُنتَفٍ؛ لأنَّا لا نجده عند غير الحسن من البصريين وغيرهم، وحدَّث عمر رضي الله عنه بحديث الأعمال بالنيات على المنبر ولم ينقله سوى واحد فقط، والتفرد في طبقة الحسن مقبولٌ بخلاف التفرد في طبقة البخاري وما دونها. ولم يكن الحسن من أصحابه قطعًا لكنه كان ثقة يقظا عالمًا بصيرًا قريبا من بيوت الصحابة رضي الله عنهم - أو أن يكون إنما حدَّثَ به خواصَّ أصحابه ممن يحتملون ذلك ويعرفونه من الصحابة؛ كأنس بن مالك، أو المعدودين في الصحابة؛ كالأحنف بن قيس، فإنه أسلمَ في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ويكون الحسن قد سمعه من أحدهما أو مِن كليهما، وهذا أشبَه، وأليَقُ في النظر. بل حدَّث الحسن مع غيره كما يدل عليه سياق الحديث والله أعلم، ولكن لم ينقله سوى الحسن كما سمع الناس الأعمال بالنيات فلم ينقله سوى أحدهم دون الآخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن أثبت سماع الحسن من أبي بكرة: علي بن المديني؛ فيما نقله البخاريُّ عنه - وقد مرَّ ذكره – وفي كتاب "العلل" له، ص173، قال: "سمع الحسن من عثمان بن عفان وهو غلامٌ يخطُب، ومِن عثمان بن أبي العاص، ومِن أبي بكرة". ومستنده في هذا حديث سفيان بن عيينة، فإنه قال: "إنما ثَبَتَ لنا سماعُ الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث"؛ يعني أنَّ هذا صحيحُ الإسناد، فلا بد من إثبات السماعِ تبعًا له، وإلا فقد ورد التصريح بالسماع في هذا الحديث وغيره من رواية المبارك بن فضالة، وزياد الأعلم؛ فكأنه لم يعتدَّ بما سوى حديث سفيان. بل يمكن أن يكون اعتدَّ بها لكن التعويل على الصحيح والأوثق دائمًا ويُقدَّم على من سواه ولذا قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 71): "نَعَم كلام ابن المديني يُشْعِرُ بأنهم كانوا يَحملونه [يعني حديث الحسن عن أبي بكرة] على الإرسالحتى وقعَ هذا التصريح". وهذا وجه جميل جدا للجمع بين الآراء؛ كانوا يعدونه مرسلا ثم حكموا بالسماع عندما علموا به وقال قبلها (13/ 71): "وإنما قال ابن المدينيُّ ذلك لأنَّ الحسنكان يُرسل كثيرًا عمَّن لم يَلْقَهم بصيغةِ عن؛ فخشي أنَّ روايته عن أبي بكرة مرسلة، فلماجاءت هذه الرواية مُصَرِّحةً بسماعه مِن أبي بكرة ثَبَتَ عنده أنه سمعه منه".
أما موافقة البخاريِّ إياه فهذا ليس بمُسَلَّم؛ بل مسلَّمٌ على ما مضى بيانه وفق إشارات البخاري البديعة فإنه إنما نقل عن ابن المديني في "الصحيح" و"التاريخ الكبير" و"التاريخ الأوسط" من دون أن يدلي بدلوه، أو يتكلمَ بلفظه. تسعة أعشار علم البخاري في إشاراته وعشر علمه أو أقل في تصريحاته فغاية الأمر هو يوافق ابن المديني في كون التصريح بالسماعِ لم يُنقَل مِنْ وجهٍ صحيحٍ إلا من حديث سفيان، لا أنه ثبت عنده مطلقًا. بل ثبت كما نص على ذلك بإشارة سبق الإشارة إليها أيضا!
فإنْ قيل: قد وقعت الموافقة بتصحيحه الحديث بتخريجه إياه في "الصحيح" في غير موضع، وغيره من أحاديث الحسن عن أبي بكرة؛ وأنَّ شرطه في كتابه ثبوت السماع لا الاكتفاء بالمعاصرة أو اللقاء؟ بل لإشارته لذلك وليس لمجرد إخراجه لأن الإخراج وحده قد يقصد منه شيئًا آخر بقرينة أو إشارة يشير بها على عادته
فهذا عمدة القوم، ولذا يقولون في غير حديث: صحيحٌ لإخراج البخاريِّ إياه، وكأنه ليس بصحيحٍ في نفسه، وإنما لهيبة الصحيح ومكانته، أو أن البخاريَّ وضع شرطًا فيما يُثبته في صحيحه ثم أخلَّ بهذا الشرط في مواضع. ولا يُشَكُّ في أنه اشترط في كتابه شرطًا عزيزًا: ألا يُخرج إلا الصحيح، وهو ما صحَّ عنده، مِنْ دون أن يُصَرِّحَ بكُنه طريقته في ذلك، محمود شاكر رحمه الله يرى أن المنهج يوضع بعد الكتاب لا قبله وقد ذكر ذلك في رسالة في الطريق إلى ثقافتنا والحقيقة البخاري مبدع جدا في كتابه هذا وهي طريقةٌ بلغت الغايةَ والنهايةَ في النقد والتحقيق، والبصر بطرق الحديث وعلله ورجاله. وحديث أبي بكرة صحيحٌ لا مراء في صحته؛ احتمال سماع الحسن له بواسطة عن أبي بكرة يعني عدم صحته خاصة مع عدم وجود الواسطة في الروايات، والتركيز على عدم السماع والرد على القائلين بالسماع يوحي بل يشعر بالتأكيد بتضعيف الحديث وهذا ما وقع في روعي لأول وهلة وسياق الكلام كله يسير إلى هذه النتيجة معاذ الله أن نجتريءَ على مقام الصحيح أو أن ننال من منْزلته، وغاية ما فيه أن يكون الحسن قد سمعه من الأحنف بن قيس، وأين الأحنف في الروايات؟ لا توجد رواية فيها الأحنف فيبقى الأمر على الاحتمال فيضعف الحديث إذن فكان ماذا؟ أو من أنس بن مالك، الحسن كان مع أنس عند أبي بكرة يعني يسهل له أن يذهب لأبي بكرة ويعرف بيته فما المانع أن يسمعه قبل ذهابه مع أنس؟ أو بعده؟ فكان ماذا؟ أو من غيرهما من الأكابر من أصحاب أبي بكرة، فكان ماذا؟ وليس بالغريب ولا بالمنكر؛ بل استفاضت روايته عن الحسن ثم تواترت، ورواه الناس ورووه طبقةً عن طبقة، ووجدوا له شاهدًا من حديث غيرِ أبي بكرة من الصحابة، فتلقَّته الأمة بالقبول؛ ما ضعَّفه أحدٌ سوى شرذمةٍ من أهل البدع؛ من الرافضة وأشباههم، والخوارج الإباضية ونحوهم، فكان ماذا؟ سلمنا هنا لكن ماذا عن النهي عن تولي المرأة؟ سيضعفون كل روايات الحسن عن أبي هريرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس المرسل كلُّه على درجةٍ واحدة؛ لكنه في النهاية مرسل -كما استقرَّ عند المحققين من أهل العلم بالحديث، بل ليس مرسل الرجل الواحد شيئًا واحدًا لا يتفاوت، بل منه ما عُرِفَ مخرجُه، وقربَ عهدُه، وصحَّ مستندُه، وسار ذكرُه - كالحديث الذي بين أيدينا - ومنه دون ذلك.
ولم يكن الحسن يُسند حديثَه في كثيرٍ من الأحيان، كما هي عادة بعض أهل هذه الطبقة؛ إذ لم يكن الإسناد لازمًا في كلِّ ما حُدِّثَ به كما صار الشأن بعد هذا؛ فلذا اضطرب الناسُ فيه واختلفوا في مواضع منه، وقد قال أبو المليح – فيما رواه عبد الله بن أحمد في "العلل" (3063): "سمعت صالحَ بن مسمار، وحدثني حديثًا عن الحسن فرفعه إلى أنس، وحدثني حديثًا عن الحسن، فقلتُ له: أَسْنِدْه، فقال: ما كان يُسْنِد، ربما سمعتُه يقول: حَدَّثَ نبييُّكم عن ربكم عز وجل". الحسن عاش بين الصحابة رضي الله عنهم ورآهم لا يسندون وإنما يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل مثلهم وقلدهم ولم يجد حرجا في هذا، فقد تلقى هذا طفلا وشبَّ عليه فلم يتركه ولم يدر في ذهنه مسألة الإسناد هذه
وكان يقول أحيانًا: حدثنا فلان، وإنما يعني حدَّثَ الناس، وحدَّثَ أهلَ البصرة. يقول ابن المديني – كما في "جامع التحصيل" للعلائي ص163 - فيما ورد من رواية الحسن عن سراقة بن مالك: "هو إسنادٌ ينبوعه القلب؛ أنْ يكون الحسنُ سمع مِنْ سراقة، إلا إنْ عنى حدَّثهم: حدَّثَ الناس؛ فهذا أَشْبَه". وقال أيضًا – كما في "المراسيل لابن أبي حاتم (97) في قول الحسن "خَطَبنا ابنُ عباسٍ بالبصرة: "إنما هو كقولِ ثابت: قَدِمَ علينا عمران بن حصين، ومثل قول مجاهد: قدم علينا عليّ، وكقولِ الحسن: إنَّ سراقة بن مالك بن جعشم حدَّثهم، وكقوله: غزا بنا مجاشع بن مسعود".
فعلى هذا قد يُحمَلُ قول الحسن: "سمعت أبا بكرة قال" حدثني وحدثنا وخطبنا وسمعنا كلها محتملة للتأويل لكن سمعت بالإفراد لا تحتمل سوى السماع الحقيقي للشخص بنفسه من الشخص المسموع منه ولا تأويل لها فإما السماع فعلا أو الاتهام وهذا منتف في حق الحسن رحمه الله وإنما سمع أبا بكرة فعلا – إنْ صحَّ عنه – علىالمحملِ نفسه، فيكون كقوله، سمعتُ أنَّ إضافة أن هنا يقلب القضية ويختلف عن قوله: سمعت أبا بكرة، مباشرة بدون إضافة أبا بكرة قال. وهذا يحتاجُ إلى تتبُّعِ أساليب العرب وكلامهم. العرب قد تأتي بالجمع في مكان المفرد لا العكس، فلا يقال: سمعتُ القصة ويكون المراد أن البلد كلها سمعت، ولكن قد يقولون على سبيل التفخيم: سمعنا الأخبار ويكون السامع واحد لا أكثر
أمَّا الاحتجاجُ بما يُذكَر من شرط البخاريِّ في أسانيده ورجاله؛ فهذا أمرٌ قد وضعه الناسُ بعد باستقراء ما في الصحيح، ودراسة منهجه فيه، كلٌّ حسب اجتهاده؛ ليس قالبًا جامدًا صنعه البخاريُّ لا روح فيه ولا حياة، وليس من منهجه - ولا منهجِ أحدٍ من أهل العلم من الأسلاف - أنْ يحكمَ بحكمٍ واحدٍ مُطَّرد، لكنهم يكتفون بإثبات السماع مرة واحدة على الراجح في مذهب البخاري ومسلم والنقاد كما ذكره ابن رشيد السبتي في كتابه السنن الأبين وإنما يدور في ذلك مع القرائن، ومنهجه هذا لا يتأتى لكلِّ أحد، بل نتاج عمرٍ أفناه في طلب الحديث وحفظه وتصنيفه، وفحص الرواة والأخبار والتواريخ، وتتبُّع العلل والمخالفات والشذوذات؛ كي لا يُبقي في كتابه ثمرة فؤاده مطعنًا ومغمزًا لأحد، أو من أحد.
ومن طريقة البخاريِّ أنه يقف على الحديث: لا يرتضي إسنادَه تمامَ الرضا؛ لكنه يُثبت به ما عنده، وتطمئن نفسه إلى تصحيحه وإثباته. لكن في هذه الحالة يذكره في تراجم كتابه، أو يذكره مع الإشارة البديعة لهذا بطريقة أو بأخرى ولا يتركه هكذا خلوًا من الإشارة والقرينة.
وربما كان ما ورد من حديث جابر بن عبد الله من هذا الصنف؛ فإنه رواه يحيى بن معين في "فوائده" - كما في "الجامع الكبير" للسيوطي (1/ 279) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (8/ 548)، والبيهقي في "الدلائل" (6/ 443 - 444)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 230 - 231)؛ من طريقِ يحيى بن سعيد الأمويِّ الكوفيّ، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – بالحديث.
ويحيى بن سعيد: هو صاحبُ المغازي، وهو ثقةٌ لا بأسَ به، وإنْ كان يُغرِبُ في أشياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يتفرَّد به يحيى، بل تابعه عليه أبو زهير عبد الرحمن بن مَغْراء، وخرَّجَ حديثَه البزار في "مسنده" (2635/كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" (2597)، وفي "الأوسط" (1810) و (7071)، وابن عساكر في "تاريخه" (13/ 231). وليس أبو زهير بالحُجَّة، ولكنَّه يُحتَمَلُ في مثلِ هذا، ويُعتَبَرُ بحديثه. وله مناكير عن الأعمش، وليس هذا منها؛ إذ وافقه يحيى الأمويُّ عليه.
وقال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عبد الرحمن، ويحيى بن سعيد الأموي". والأمر كما قال رحمه الله؛ نعم قد رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 350 - 351) من حديث أبي عَوَانة الوضَّاح اليشكريِّ عن الأعمش به، ولكن في الإسناد إليه أبو الحسن علي بن الحسن الجرَّاحي القاضي، وهو ضعيف الحديث، لا يُعتدُّ به. وبه يتبيَّن خطأ مَن استدرك على الحافظ الطبرانيّ في تقريره هذا؛ فإنَّ المتابعةَ لا تكون متابعةً حتى تصحَّ عن المُتابِع، فتح الله عليكم وليس الحالُ هكذا هاهنا؛ فإنْ لم تصحَّ كانت مجرد سرقةٍ للحديث ونكارة. نكارة نعم لكن السرقة تهمة تحتاج لقرينة وليس مجرد عدم صحة المتابعة يلزم منه السرقة
هذا وقد ورد الخبرُ أيضًا من حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث أبي هريرة، ومن حديث أبي سعيد الخدري، وفي بعضها ضعفٌ، هل تم تخريجها أيضًا؟ ولم يُذكَر في أيٍّ منها تمامُ الخبر، وإنما قوله صلى الله عليه عن الحسن بن علي: "إنه سيِّد". ومنه يعلم أنَّ ذكر محمد بن جعفر الكتانيِّ له في "نظم المتناثر" ص125 ضمن المتواتر من الأخبار ليس بسديد، وكذا قول القرطبي – فيما نقله أبو عبد الله الأُبِّيُّ في "شرح مسلم"، وعنه الكتانيّ: "تواترت الأحاديثُ الصحيحة بأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ ابني هذا سيد ... ". نَعَم هو متواترٌ عن الحسن البصريّ، وقد صحَّ من دون دعوى التواتر. إن عُنِي بالتواتر هنا كثرة روايته فنعم، وإن عُنِي المتواتر الذي يذكره الأصوليون فلا لأنه لا تنطبق عليه شروط المتواتر التي ذكروها وهذا مبحثٌ طويل الذيل يدخل ضمن (خبر الواحد بين المصدِّق والجاحد)
ومما يؤيد تصحيحَه أيضًا أنَّ لفظ الحديث وسياقه مما لا يُشتَبَه فيه الوقفُ والرفعُ، بل إما أن يكون صحيحًا ثابتًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما أن يكون غير صحيحٍ بالكلية، بل مكذوبًا موضوعًا؛ وهذا معلومٌ بالضرورة بطلانه. لأنه مما لا يقال بالرأي؛ إِذْ هو حديثٌ عن مستقبلٍ وغيبٍ وما ذكره بعض المُتَرَفِّضةُ من أن زيادة "وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" مدرجٌ من كلام أبي بكرة دعوى لا دليل عليها، بل محض كذبٍ وافتراء؛ لم يكن من عادة الصحابة الإدراج، كانوا أورع وأجل من هذا وكانوا يهابون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -فهذا إنْ كان قاله قبل صلح الحسن يكون نبوءةً كنبوءات الكُهَّان والعرَّافين، وحاشاه، رضي الله عنه، وإنْ كان قاله بعد وقوع الصلح: فلا وجهَ له، ولا يُعْقَلُ أنه قاله.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 04:41]ـ
أخي الكريم
محمد بن يسري سلامة
جزاكم الله خيرا
تخريجك لابأس به وإن كان فيه قصور في مواضع
وفي بعض تعليقات الأخ صلاح عليك أخطاء جلية
منها قوله وهذا القول مِن سفيان أولى من قول سبلان الآتي
وقوله لا خلاف بين هؤلاء الستة وبين رواية أبي موسى إسرائيل، وإنما الخلاف بينهم جميعًا وبين رواية أشعث عن الحسن عن أنس
وقوله فاختصاص الأمر بروايات غير أبي بكرة هنا واضح
وغير ذلك
وفقني الله وإياكم(/)
ختم موطأ الإمام مالك في الكويت
ـ[أبو ابراهيم البريطاني]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 11:39]ـ
تمت بحمد الله تعالى قراءة الموطأ الإمام مالك في الكويت يوم الثلاثاء على كل من المسندين
العلامة المعمر أحمد علي بن محمد يوسف السورتي
العلامة المحدّث صبحي البدري السامرائي
العلامة المحدّث غلام الله رحمتي
نسأل الله عز وجل أن يبارك هذه المجالس وأن ييسر للجميع الحضور(/)
(بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها) [4] لشيخنا أبي الحسن السليماني حفظه الله
ـ[مأرب]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(بعض [/ URL] أذكار ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والثابت ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) منها)
الحلقة الرابعة
ومن أذكار ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- وقد ورد بعدة ألفاظ:
1 - كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أصبح قال: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير".
2 - كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أصبح يقول: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" هكذا بذكر شق الحديث الخاص بالصباح، دون ذكر الشق الآخر الخاص بالمساء.
3 - كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أصبح يقول: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" قال: ومرة أخرى: "وإليك المصير" هكذا بذكر "النشور" في الصباح، و"النشور" و"المصير" – غير مجموعيْن- في المساء.
4 - أنه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" أي بذكْر "النشور" في الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء، ودون ذكر "وبك أصبحنا" في المساء، وبذكرها في رواية أخرى.
5 - كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يُعلِّم أصحابه، يقول: "إذا أصبح أحدكم، فلْيقُلْ: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، وإذا أمسى فلْيَقُلْ: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" هكذا بإبدال "المصير" في الصباح، و "النشور" في المساء، على خلاف اللفظ الأول وغيره.
6 - أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: "إذا أصبحتم فقولوا: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإذا أمسيتم فقولوا: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" هكذا بذكر "إليك المصير" في المساء، وعدم ذكر "النشور" ولا "المصير" في الصباح.
7 - كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" هكذا بذكر "المصير" في الصباح، والاقتصار على شق الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) دون المساء.
8 - كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أصبح قال: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" هكذا بذكر "المصير" في الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء.
هكذا ورد هذا الحديث بهذا الاختلاف الجالب للحيرة: فأيُّ هذه الألفاظ محفوظ، وأيها مردود؟!
وسأتكلم عن هذا بعد ذِكْر المصادر التي خرجت هذه الألفاظ - إن شاء الله تعالى- فأقول مستعينًا بالله:
هذا الحديث مداره على سهيل بن أبي صالح ذكوان السمّان عن أبيه عن أبي هريرة – رضي الله عنه- مرفوعًا:
- فالحديث باللفظ الأول:
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (3391) من طريق مُعَلَّى بن منصور الرازي عن وهيب بن خالد عن سهيل به. ومعَّلى ثقة، ووهيب ثقة ثبت، وإن تغير بأخرة.
ورواه ابن عساكر في "حديث أهل حُرْدان" ضمن "مجموع رسائله" برقم (25) وكذا في "معجم الشيوخ" له (2/ 745) برقم (928) من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي عن وهيب عن سهيل به، وكذا رواه جمال الدين الطاهري الحنفي في "مشيخة ابن جماعة" (1/ 407 - 408) والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 349 - 350) كلهم من طريق عبد الأعلى عن وهيب به تامًّا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نظر فيما سبق علم أنه قد رواه كذلك عن عبد الأعلى كل من:
1 - أبي خُبَيب العباس بن أحمد بن محمد البِرتي: وقد أثنى عليه بعض الحفاظ، انظر "النبلاء" (14/ 257).
2 - محمد بن إسحاق الثقفي: أحد الحفاظ.
3 - يحيى بن علي الطراح: حديثه يحتج به، انظر "النبلاء" (20/ 77)
4 - عبد الله بن أحمد بن حنبل: أحد الأئمة، وقد أخرج الحديث من طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" تامًّا عن الطبراني في "الدعاء" مع أن الذي في "الدعاء" فيه "المصير" في الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) دون ذكر المساء، فلعل الحافظ وقف على نسخة أخرى من "الدعاء" أو حصل تجاوزٌ في العزو، والله أعلم.
وعبد الأعلى هذا ثقة، وقد اخْتُلف عليه: فرواه زكريا بن يحيى عن عبد الأعلى عن وهيب به، باللفظ الثالث، أي بذكر "النشور" في المساء تارة، و"المصير" تارة أخرى. أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 145/برقم 10399) وفي "عمل اليوم والليلة" (صـ378 - 379) برقم (564) وزكريا بن يحيى: صدوق ربما أخطأ، ولعل من خطئه هنا: جَعْله في المساء تارة: "وإليك النشور".
ورواه عبد الله بن أحمد عن عبد الأعلى بذكر "المصير" في الصباح، دون ذكر شق المساء بالكلية، أخرجه الطبراني في "الدعاء" برقم (291).
وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 245/برقم965) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي عن عبد الأعلى، كرواية عبد الله بن أحمد عن عبد الأعلى عن وهيب به. ورواه الثقفي أيضًا عن عبد الأعلى بذكر "المصير" في الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) كما في اللفظ الثامن: أخرجه الثقفي في "جزء البيتوتة" الحديث الثالث (صـ23) ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (5/ 112) برقم (1325) وفي "الأنوار في شمائل المختار" برقم (1153).
ومن تأمل تلامذة عبد الأعلى الذين رووا الحديث عنه تامًّا، ومن رووه عنه ناقصًا؛ علم أن الحديث تامًّا محفوظ عنه، وأن الرواية الناقصة لا تضر التامَّة: فالثقفي وعبد الله بن أحمد روياه تامًّا وناقصًا – إن كانت رواية الحافظ في "نتائج الأفكار" من طريق عبد الله بن أحمد محفوظة- وتابعهما على الرواية التامة: أبو خُبيب البِرْتي، ويحيى بن علي الطراح – إن لم يكن في السند إليه علة- ورواية زكريا بن يحيى على ما فيها من نوع خطأ؛ إلا أنها متابعة لهم عن عبد الأعلى في الرواية التامة، وعلى كل حال: فالنفس مطمئنة إلى ثبوت الرواية التامة عن عبد الأعلى عن وهيب عن سهيل به، مع ما اختلف على عبد الأعلى، والله أعلم.
ورواه ابن مندة في "التوحيد" (1/ 285) برقم (135) والبيهقي في "الدعوات الكبير" برقم (25) كلاهما من طريق أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل به.
وروح بن القاسم البصري التميمي العنبري: ثقة حافظ، وأمية صدوق، ويزيد بن زريع: ثقة ثبت، وروح لم يُختلف عليه كما اخْتُلف على تلامذة وهيب الآخرين.
- وقد اختلف على وهيب أيضًا:
فرواه موسى بن إسماعيل عن وهيب به بذكر "النشور" في المساء والصباح:
أخرجه أبو داود برقم (5068) دون ذكر "وبك أصبحنا" في شق المساء.
ورواه منصور بن صقير عن وهيب به: أخرجه ابن مندة في "التوحيد" (2/ 180) برقم (326) وذكر فيه "وبك أصبحنا" في شق المساء.
وموسى: ثقة ثبت، ومنصور بن صقير: ضعيف، وقد خالف في ذكر "وبك أصبحنا" في شق المساء.
- ومن نظر في هذا الخلاف على وهيب؛ وجد أن الرواية التامة محفوظة عنه من رواية عبد الأعلى، ومن رواية معلى بن منصور، وكلاهما ثقة، وخالفهما موسى بن إسماعيل – وهو ثقة ثبت- فرواه عن وهيب بذكر "النشور" في الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء، وليست روايته بأولى منهما، لاسيما وقد توبع وهيب على رواية عبد الأعلى عنه من روح بن القاسم الثقة الحافظ، فرواه عنه سهيل به تامًّا.
- وقد رواه حماد بن سلمة عن سهيل به باللفظ الثاني، بذكر "النشور" في الصباح، دون ذكر الشق الآخر الخاص بالمساء: أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 5) برقم (9816) وفي "عمل اليوم والليلة" (صـ138) برقم (8) من طريق إبراهيم عن حماد به.
ورواه علي بن عثمان اللاحقي وأبو نصر التمار عن حماد به: أخرجه الطبراني في "الدعاء" برقم (291).
- واختلف أيضًا على حماد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فرواه حسن بن موسى الأشيب عن حماد عن سهيل به بذكر "المصير" في الصباح، دون ذكر الشق الخاص بالمساء:
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" برقم (29282) وأخرجه أحمد (14/ 290) برقم (8649) وحسن بن موسى ثقة.
ورواه عبد الصمد وعفان عن حماد به: أخرجه أحمد (16/ 444) برقم (10763) وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري: صدوق، وعفان: هو ابن مسلم الصفار: ثقة ثبت.
وهناك رواية أخرى عن أبي نصر التمار عن حماد بهذا اللفظ – وهذا خلاف على أبي نصر التمار- أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3/ 244) برقم (965).
وعلى كل حال: فروح بن القاسم ووهيب كلاهما أثبت من حماد بن سلمة، فكيف إذا اجتمعا؟
- وإذا ارتفعنا طبقة؛ رأينا رواية زملاء وهيب عن سهيل: فقد رواه عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل به من رواية يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد العزيز، بذكر "المصير" في [ URL="http://mareb.org/showthread.php?t=9768"] الصباح ( http://mareb.org/showthread.php?t=9768) والمساء، كما في اللفظ الثامن.
أخرجه ابن ماجه برقم (3868) ويعقوب: صدوق ربما وهم، فهو حسن الحديث في الجملة.
ومن طريق محمد بن زنبور – وهو صدوق له أوهام- عن عبد العزيز عن سهيل به بذكر "النشور" في الصباح، دون ذكر الشق الآخر الخاص بالمساء، كما في اللفظ الثاني: أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (35) وعبد العزيز بن أبي حازم: صدوق فقيه، ومحمد بن زنبور لا يُحتج به، فرواية يعقوب عن عبد العزيز بن أبي حازم مقدمة على روايته، لكن فيها نوع مخالفة لرواية وهيب المقدم على عبد العزيز نفسه.
- ورواه عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني، بذكر "المصير" في الصباح، و"النشور" في المساء، أي باللفظ الخامس: أخرجه الترمذي برقم (3391).
وعبد الله بن جعفر بصري، أصله من المدينة، وهو ضعيف من قِبل حفظه.
ومن تأمل ما مضى من اختلاف في حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة؛ ترجح له اللفظ الأول، وهو اللفظ التام، وذلك لأسباب:
أ- رواه روح بن القاسم، وهو أعلى تلامذة سهيل، فهو ثقة حافظ.
ب- رواه روح بن القاسم ولم يُخْتَلف عليه، ولاشك أن الرواي الذي لم يختلف عليه أصلاً أولى ممن اخْتُلِف عليه، وإن كان في منزلته.
ج- أنه توبع من وهيب بن خالد، وهو ثقة ثبت، في رواية محفوظة عنه، وهي رواية معلى بن منصور الرزاي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وكلاهما ثقة.
د- أن روايته تامة، والرواية الناقصة لا تضر التامة إذا كانت التامة محفوظة راجحة.
هـ- أن روايته مناسبة للمعنى: فقد جعل الله الليل لباسًا وظرْفًا للسكون والنوم، وهذا يناسب المصير والمآب والمرجع والمآل، وجعل سبحانه النهار معاشًا، ويقظة، وهذا يناسب النشور بعد ركود وسكون، وهذا بخلاف من قلب الألفاظ والمعنى.
و- وإذا ارتفعنا في الترجيح طبقة؛ فرواية حماد بن سلمة وابن أبي حازم وعبد الله بن جعفر تلامذة سهيل – مع كونهم دون روح ووهيب- لا تضر الرواية التامة؛ فإن الناقص لا يضر التام إذا تساويا في العدد أو الوصف، فكيف إذا كان التام أعلى وصْفًا وقدْرًا؟!
- وبعد الانتهاء من الكلام على رواية سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان؛ فالحديث قد رُوي عن ذكوان أبي صالح والد سهيل ابن أبي صالح من طريق أخرى:
أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (50): بزيادة في آخره، ولفظه: كان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أصبح قال: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك حياتُنا وموتُنا، وإليك النشور، أعوذ بكلمات الله التامات من شر السَّامَّة والهامَّة، وأعوذ بكلمات الله التامة من شر عقابه، وشر عباده" وإذا أمسى قال مثل ذلك، غير أنه يقول: "وإليك المصير".
وفي سنده عبد الملك بن الحسين النخعي الواسطي متروك الحديث.
وبهذا لم يصح الحديث عن أبي صالح إلا من طريق ابنه سهيل –فيما وقفت عليه من طرق- وقد سبق الكلام عنها مطولاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومن غير حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- فالحديث قد رُوي أيضًا من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أدركه المساء في بيتي، يقول: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد، والحول، والقوة، والقدرة، والسلطان في السموات والأرض، وكل شيء لله رب العالمين، اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" وإذا أصبح قال: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحول، والحمد، والقوة، والقدرة، والسلطان في السموات وفي الأرض، وكل شيء لله رب العالمين، اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور"
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 286) برقم (934) وفي سنده الحكم بن عبد الله الأيلي متروك، بل قد رماه بعضهم بافتعال الحديث.
- ومن حديث علي – رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه كان إذا أصبح قال: "اللهم بك أُصْبِح، وبك أُمْسي، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" ويقول حين يمسي مثل ذلك، ويقول في آخرها: "وإليك المصير".
أخرجه الطبراني في "الدعاء" برقم (290) وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف، وشيخه حُجَيَّة بن عدي الكندي: صدوق يخطئ، فمثله لا يحتج به.
- ومن مرسل محمد بن المنكدر – رحمه الله-: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 36) برقم (29271) كان يقول إذا أصبح: "بك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير" وإذا أمسى قال: "بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير".
ومن طريقه أخرجه أبو محمد الجوهري من "حديث أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري" برقم (342) إلا أنه ذكر في الصباح: "النشور" وسنده لا بأس به، إلا أنه مرسل.
- ومن مرسل سعيد بن أبي هند: أخرجه مسدد، كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (8/ 343) برقم (8170) قال مسدد: ثنا يحيى عن عبد الله بن سعيد سمعت أبي يقول عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه كان يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور" وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير".
قال البوصيري: "هذا إسناد مرسل رواته ثقات" اهـ.
وعبد الله بن سعيد: صدوق ربما وهم، فحديثه الأصل فيه الحسن، والله أعلم.
ومما سبق يتضح أن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- باللفظ الأول حسن لذاته؛ لأن سهيلاً صدوق، ولو نظرنا إلى الروايات الناقصة – غير التي انقلب لفظها- فهي تقوي أجزاءً من هذا اللفظ التام، فيقوي الحديث بها، ولذلك فلا بأس بأن يقال: الحديث بمجموع طرقه صحيح لغيره، والله أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
دار الحديث بمأرب
4/ذي القعدة/1431هـ
منقووووووووول ( http://mareb.org/showthread.php?9768-(%C8%DA%D6-%C3%D0%DF%C7%D1-%C7%E1%D5%C8%C7%CD-%E6%C7%E1%E3%D3%C7%C1-%E6%C7%E1%CB%C7%C8%CA-%E3%E4%E5%C7)-4)(/)
زيادة لفظة " فإنه أنشط للعود " في الوضوء لمن أراد الجماع ثانية -
ـ[أبوأروى]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
المشايخ الفضلاء:
ورد في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا " إذا أتى أحدكم أهله وأراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا "
وفي رواية " فإنه أنشط للعود "
وقد استدل بهذه اللفظة على استحباب الوضوء لا وجوبه!!
وقد بحثت تخريجها , وتبين لي منها أمرا , أريد رأي الإخوة فيه , وتوجيههم السديد:
وهذا هو تخريج اللفظة:
أخرجها ابن خزيمة في صحيحه 1/ 110 (221) , وابن حبان في صحيحه 4/ 12 (1211) , والحاكم في المستدرك 1/ 254 (542) – ومن طريقه البيهقي في المعرفة 5/ 330 (4213) – وفي الكبرى 1/ 204 (930) , والبغوي في شرح السنة 2/ 38 (271) من طريق مُسْلَمْ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به.
وقال الحاكم " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ ... وهذه لفظة تفرد بها شعبة عن عاصم والتفرد من مثله مقبول عندهما " وتابعه البيهقي عليه.
وقال ابن حبان " تَفَرَّدَ بِهَذَهِ اللَّفْظَةِ الأَخِيرَةِ مُسْلَمْ بْنُ إِبْرَاهِيمَ "
[قلت: هو كما قال ابن حبان , فالتفرد هنا من مسلم بن إبراهيم عن شعبة , وليس من شعبة]
[فقد رواه خالد بن الحارث عن شعبة عن عاصم به بدون هذه الزيادة - صحيح ابن خزيمة 1/ 109 (219) – [/
[ولعل هذا الوجه هو الراجح عن شعبة , فإن راويه خالد بن الحارث هو الهجيمي البصري أبو عثمان وهو بن عبيد ويقال بن سليم روى عن هشام بن حسان وأشعث [/وشعبة وغيرهم , وعنه: أحمد وابن المديني وإسحاق بن راهويه , وغيرهم. [/إمام ثقة ثبت , قال أحمد " [/إليه المنتهى في التثبت بالبصرة [/ [, وقال أيضا " كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث كما يسمع [/ , وقال أبو حاتم " إمام ثقة " – انظر الجرح والتعديل 3/ 325, والتهذيب 3/ 72 , وقال عنه ابن حبان – في مشاهير علماء الأمصار ص161 - " [/وكان من عقلاء أهل البصرة وساداتهم غير مدافع
[ومخالفه
مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم أبو عمرو البصري الحافظ روى عن عبد السلام بن شداد وجرير بن حازم وأبان بن يزيد العطار وشعبة وغيرهم , وعنه: روى عنه البخاري وأبو داود , وأبو حاتم , وأبو زرعة وغيرهم.ثقة حافظ , قال أبو حاتم " ثقة صدوق " – الجرح والتعديل 8/ 180, والتهذيب 10/ 109 -
] وكلاهما بصريان , ثقتان , لكن خالدا موصوف بأعلى درجات التوثيق , وقد كان من أخص تلاميذ شعبة وأقواهم حافظة , قال ابن المديني "] ذكرت ليحيى بن سعيد أصحاب شعبة , فقال: كان عامتهم يمليها عليهم رجل إلا خالد ومعاذ , فإنا كنا إذا قمنا من عند شعبة , جلس خالد ناحية , ومعاذ ناحية , فكتب كل واحد بحفظه " الجرح والتعديل 3/ 325
وعليه فإن روايته مقدمة على رواية مسلم بن إبراهيم , كما أنه قد توبع من أئمة كبار , مما يدل على ضبطه للحديث وإتقانه له , فرواه كل من:
محاضر بن المورع – كما عند أحمد –
ومروان الفزاري -كما في مسلم , وصحيح ابن خزيمة 1/ 109 (219) –
وابن أبي زائدة – كما في مسلم –
وسفيان بن عيينة – كما في مسند الحميدي 2/ 332 (753) , وصحيح ابن خزيمة 1/ 109 (219) -
وحفص بن غياث – كما في مصنف ابن أبي شيبة 1/ 79 (869) , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , وصحيح ابن خزيمة 1/ 109 (219) -
وعبد الواحد بن زياد – كما في سنن ابن ماجه –
وابن المبارك – كما في النسائي في الكبرى 5/ 329 (9039) -
وهمام – كما في مستخرج أبي نعيم 1/ 362 (702)
تسعتهم (شعبة – في الوجه الراجح عنه - ومحاضر , ومروان , وابن أبي زائدة , وابن عيينة , وحفص , وعبد الواحد , وابن المبارك , وهمام) عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري به بنحوه , بدون هذه الزيادة (فإنه أنشط للعود)
تنبيه: وقفت على رواية أخرى عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة (موافقة لرواية الجماعة بدون الزيادة)
[وهذا الحديث موجود في فوائد " إسماعيل بن عبد الله بن سمويه العبدي– كما في مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية ص 75 - قال حدثنا عبد الله بن الزبير: حدثنا سفيان: حدثنا عاصم الأحول، وحدثنا مسلم: حدثنا شعبة، وحدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ' إذا أتى أحدكم أهله فأراد أن يعود فليتوضأ وضوءه للصلاة '، و قال حفص: فليتوضأ بينهما وضوءاً [/"
ولم أقف على رواية لمسلم بن إبراهيم بهذا اللفظ إلا في هذا الجزء!!! ولعل الخطأ بسبب الجمع بين الطرق للحديث الواحد ,
وهو خلاف المشهور عن مسلم ,
فقد رواه عنه:
محمد بن عبد الرحيم المعروف بصاعقة - كما عند ابن خزيمة -
وجعفر بن هاشم العسكري - كما عند ابن حبان -
وعلي بن عبد العزيز , كما في المستدرك , وشرح السنة للبغوي -
وأحمد بن محمد بن عيسى القاضي -كما في المستدرك
وعبد الكريم العاقولي - كما في الكبرى للبيهقي -
خمستهم (صاعقة , والعسكري , وعلي , وأحمد القاضي , والعاقولي) عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عاصم الأحول به وذكروا الزيادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 12:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك، ونفع بك.
هناك روايات غير المذكورة عن عاصم الأحول، وليس أمرها بذاك الشديد، لكن المهم: الاختلاف في ذكر الزيادة على شعبة:
فقد رواه خالد بن الحارث عن شعبة عن عاصم به بدون هذه الزيادة - صحيح ابن خزيمة 1/ 109 (219) –
ولعل هذا الوجه هو الراجح عن شعبة
يظهر عدم وقوفك على غير رواية خالد عن شعبة بدون الزيادة، وقد رواه: أبو داود الطيالسي في مسنده (ص294)، وأحمد في مسنده (3/ 21) عن محمد بن جعفر غندر، والطحاوي (1/ 129) من طريق يوسف بن يعقوب؛ ثلاثتهم عن شعبة، به، بدون الزيادة.
وغندَر أحفظ الناس لحديث شعبة، واتفاق الأربعة -وفيهم حفاظ- على خلاف رواية مسلم بن إبراهيم مؤيد قوي لكونه مُخطئًا فيها.
وكلاهما بصريان , ثقتان , لكن خالدا موصوف بأعلى درجات التوثيق , وقد كان من أخص تلاميذ شعبة وأقواهم حافظة , قال ابن المديني " ذكرت ليحيى بن سعيد أصحاب شعبة , فقال: كان عامتهم يمليها عليهم رجل إلا خالد ومعاذ , فإنا كنا إذا قمنا من عند شعبة , جلس خالد ناحية , ومعاذ ناحية , فكتب كل واحد بحفظه " الجرح والتعديل 3/ 325
هذا النص قد يفيد كونه من أقوى أصحاب شعبة حافظة، لكنه -فيما يظهر- قاصر عن الدلالة على أنه من "أخصِّ أصحاب شعبة".
ولم أقف على رواية لمسلم بن إبراهيم بهذا اللفظ إلا في هذا الجزء!!! ولعل الخطأ بسبب الجمع بين الطرق للحديث الواحد ,
لعل وَصفَه بالتَّسمُّح والتجوُّز وحمل بعض الروايات على بعض= أولى من وصفه بالخطأ.
أحسن الله إليك.
ـ[أبوأروى]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 11:30]ـ
جزاك الله خيرا , ونفع بك ,
وقد علقت على قولك هذا في ملتقى أهل الحديث.
جزاك الله خيرا(/)
(قصيدة غرامية) في ألقاب علوم الحديث! بشرح الحارث بن علي
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 05:01]ـ
قال الحارث بن علي: الحمد لله والصلاة على أنبياء الله ومن تبعهم.
إليك بيان هذه الألقاب من غير ما توسع، وإنما إشارة:
قال الناظم رحمه الله:
غرامي (صحيحٌ) والرجا فيك (مُعضَلُ)
(صحيحٌ) الصحيح: هو ما اتصل سنده بنقل ثقة من غير عله واستقام متنه.
(مُعضَلُ) والمعضل على معنيين:
الأول: الموضوع وهو إستخدام بعض المتقدمين.
والثاني: ما سقط من إسناده راويان على التوالي، وهو المشهور عند المتاخرين.
ودمعي وحزني (مرسلٌ) و (مسلسلُ)
(مرسلٌ) المرسل على معنيين:
الأول: مطلق الإنقطاع. وهو غالب إستخدام المتقدمين.
والثاني: ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسقاط الواسطة، وهو المشهور عند المتاخرين.
(مسلسلُ) والمسلسل: هو ما كان سنده على وتيرة واحدة.
وصبري عنكم يشهد العقل إنه (ضعيف) و (متروك) وذلي أجمل
(ضعيف) الضعيف: هو ما لم يستوف شروط المقبول.
(متروك) المتروك: وهو الراوي الذي ترك الأخذ عنه إما لفحش خطئه، أو لإتهامه بالكذب، أو لعظم بدعته.
ولا (حسنٌٌٌ) إلا استماع (حديثكم) (مشافهةً) (يُملى) علي فأنقلُ
(حسنٌٌٌ) الحسن، على معانٍ:
منها: الصحيح. وهو كثير في استخدام المتقدمين.
ومنها: الحسن المسمى بالحسن لذاته، وهو: ما اتصل سنده بنقل عدول خف ضبط بعضهم من غير علة، واستقام متنه.
وهذا هو المشهور عند المتأخرين.
وهذا هو الذي استشكل تعريفه حتى قال الذهبي: انا على إياس من حده.
ومنها: الحسن المسمى بالحسن لغيره، وهو ما كان في أسناده ضعف محتمل عضده مثله او قريب منه، ولم يستنكر.
ومنها: الضعيف، وهو في استخدام بعض المتقدمين.
بل ومنها الموضوع.
(حديثكم) الحديث: ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير او صفة.
وليس شرطا ان يكون صحيحا، وإنما إشتراط الصحة في الإحتجاج.
(مشافهةً) المشافهة: هي السماع من الشيخ مباشرة.
(يُملى) الإملاء: هو الإجتماع على الشيخ لكتابة الحديث، ويسمى مجلسها: مجلس الإملاء.
وأمريَ (موقوفٌ) عليك وليس لي علي أحد إلا عليكَ المعولُ
(موقوفٌ) الموقوف: هو ما نقل عن الصحابي من قول او فعل او تقرير أو صفة.
ولو كان (مرفوعًا) إليك لكنت لي على رغم عذالي ترق وتعذلُ
(مرفوعًا) المرفوع وهو ما يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة.
وعذل عذولي (منكرٌ) لا أسيغُهُ وزورٌ و (تدليسٌ) يردُ و (يُهملُ)
(منكرٌ) المنكر، وهو على معان:
منها: مطلق تفرد الثقة.
ومنها مطلق تفرد الضعيف.
ومنها: تفرد الثقة مع المخالفة.
ومنها: تفرد الضعيف، مخالفا للثقة. وهو المشهور عند المتاخرين.
ومنها: تفرد ثقة عن راو مكثر له أصحاب أقعد به.
(تدليسٌ) التدليس، وهو على معنيين:
الأول: بمعنى الارسال، وهو الإنقطاع.
والثاني: رواية راوٍ عن شيخ سمع منه بالجملة ما لم يسمعه منه بصيغة تحتمل السماع.
وهذا الذي يسميه المتاخرون: تليس الإسناد.
وهذا المشهور عند المتاخرين، وهو أحد المعاني التي يستخدمها المتقدمون.
وثمة قسم ثان للتدليس، وهو المسمى بتدليس الشيوخ: وهو: أن يصف المدلس شيخه الذي سمع ذلك الحديث منه، بوصف يريد به تعميته على الآخرين.
(يُهملُ) المهمل: هو أسم راوٍ لم ينسب في السند او المتن.
أقضي زماني فيكَ (متصلَ) الأسى و (منقطعًا) عما به أتوصلُ
(متصلَ) المتصل: وهو ما أخذ بطريق من طرق التحمل المحتملة الاتصال، كالعرض والسماع.
(منقطعًا) والمنقطع، وهو: ما ثبت فيه سقوط الواسطة بين رواة السند.
وها أنا في أكفانِ هجركَ (مدرجٌ) تكلفني ما لا أطِيقُ فأحمِلَُ
(مدرجٌ) المدرج: وهو عبارة ترد في المتن يثبت انها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكون من كلام الصحابي، او التابعي أو من دونهم، تدمج في الحديث يظنها المطلع على المتن انها منه.
وقد يكون الإدراج في السند.
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ (مُدَبجًاً) وما هي إلا مهجتي تتحللُ
(مُدَبجًاً) المدبج: هو رواية الأقران بعضهم عن بعض.
(فمُتَفِقٌ) جفني وسُهدي وعبرتي و (مفترقٌ) صبري وقلبي المبَلبلُ
(فمُتَفِقٌ) المتفق: هم الرواة الذين اتفقت أسماؤهم وأسماء آباؤهم لفظا وخطا.
(مفترقٌ) والمفترق: هو ان يتفق أسم الرواة خطا وافترقت أسماؤهم لفظا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و (مؤتلفٌ) وجدي وشجوي ولوعتي و (مختلفٌ) حظي وما فيك آملُ
(مؤتلفٌ) المؤتلف خطَّاً، والمُختلف لفظاً من الأسماء والألقاب والأنساب ونحوها.
خذ الوجدَ عني (مسندًا) و (مُعَنعناً) فغيري (بموضوعِ) الهوى يتحللُ.
(مسندًا) المسند: أن يروي الراوي الحديث بسنده.
فمنهم من يشترط ان يتصل السند.
ومنهم من يشترط ان يصح.
ومنهم من يشترط ان يكون مرفوعا.
(مُعَنعناً) المعنعن: ان تكون أداة الوصل بين رواة السند (عن).
(بموضوعِ) الموضوع: ما رواه راوٍ اصطنعه من عنده، إما إبتداءً أو أخذا عن الغير، ونسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وذي نُبَذٌ من (مبهمِ) الحب (فاعتبر) وغامِضُهُ رُمتَ شرحًا مُطولُ
(مبهمِ) المبهم: هو: الراوي الذي لم يسم.
(فاعتبر) الإعتبار: هو العمد إلى جمع طرق الحديث لمعرفة ما يصلح فيها للإعتضاد دون غيره.
(غريبٌ) يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ وحقِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
(غريبٌ) الغريب: هو: ما تفرد به راوٍ، سواء في السند او المتن.
وقد يكون الغريب نسبيا.
(عزيزٌ) بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم و (مشهور) أوصاف المحب التذللُ
(عزيزٌ) العزيز: وهو ما رواه راويان.
(مشهور) والمشهور: هو: ما رواه ثلاثة فأكثر ولم يبلغ حد التواتر.
وعند المتقدمين: ما خرج عن حد الغرابة فصار معروفا.
فرفقًا (بمقطوعِ) الوسائلِ مَالَهُ إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
(بمقطوعِ) المقطوع: هو: ما نسب إلى التابعي.
قد زلتَ في عزٍّ منيعٍ ورفعةٍ ولا زلتَ (تعلو) بالتجني (فأنزلُ)
الإسناد خصيصة من خصائص هذه الأمة، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
والإسناد فيه العالي والنازل.
(تعلو) فالعالي: هو ما قلت فيه الرواة بالنسبة لغيره.
(فأنزلُ) والنازل: هو ما كثرت فيه الرواة بالنسبة لغيرة
إلى هنا انتهى من القاب الحديث.
وختم القصيد بذكر اسم من يحب ففرقه ولغزه.
فقال:
أوري بُسُعدَيَ والربابِ وزينبََ وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
فخذ أولاً من أخرٍثم أولاً من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
أَبَرُ إذا أقسمت أني بحبه أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
يعني: إذا أخذت الكلمة الأولى، من أول البيت الأخير، وهي (أبرُ)، والأولى من النصف الثاني وهي (أهيمُ) ثم جمعتهما صار اسمه (إبراهيم)
هذا ما أردت بيانه في هذه الإختصار وليس الغاية فيه الإستيعابن وغنما الغاية فيه بيان معاني القاب الحديث عند أهله من المتقدمين والمتاخرين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم.(/)
أريد تخريج حديث فساعدوني ايها الاخوة
ـ[ابوبكرطهماس]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو مساعدتي في تخريج حديث الوضوء من كل دم سائل
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفه
أخرجه الدارقطني في " سننه " من طريق بقية عن يزيد بن خالد عن يزيد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز قال: قال تميم الداري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأعله الدارقطني بقوله: عمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم الداري , ولا رآه , واليزيدان مجهولان , وأقره الزيلعي في " نصب الراية.
قلت: وبقية مدلس وقد عنعنه كما ترى , فهذه علة أخرى.
وقال عبد الحق في " الأحكام الكبرى ": هذا منقطع الإسناد ضعيفه.
والحديث رواه ابن عدي في ترجمة أحمد بن الفرج عن بقية حدثنا شعبة بسنده عن زيد بن ثابت مرفوعا , قال الزيلعي: قال ابن عدي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أحمد هذا , وهو ممن لا يحتج بحديثه لكنه يكتب , فإن الناس مع ضعفه قد احتملوا حديثه , انتهى.
وقال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل ": أحمد بن الفرج كتبنا عنه ومحله عندنا الصدق.
قلت: أحمد بن الفرج هذا حمصي ويلقب بـ " الحجاري " و قد ضعفه جدا محمد بن عوف وهو حمصي أيضا فهو أدرى به من غيره , فقال فيه: كذاب , وليس عنده في حديث بقية أصل , هو فيها أكذب خلق الله , إنما هي أحاديث وقعت له في ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث في أولها مكتوب: حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا بقية ... ثم اتهمه بشرب الخمر في كلام له رواه الخطيب قال في آخره: فأشهد عليه بالله أنه كذاب , وكذلك كذبه غيره من العارفين به فسقط حديثه جملة ولم يجز أن يستشهد به فكيف يحتج به ?!
ثم رجعت إلى ابن عدي في " الكامل " فرأيته يقول بعد أن ساق الحديث: ولبقية عن شعبة كتاب , و فيه غرائب , و تلك الغرائب ينفرد بها بقية عنه وهي محتملة , وهذا عن شعبة باطل.
والحق أنه لا يصح حديث في إيجاب الوضوء من خروج الدم , والأصل البراءة , كما قرره الشوكاني وغيره , ولهذا كان مذهب أهل الحجاز أن ليس في الدم وضوء , وهو مذهب الفقهاء السبعة من أهل المدينة وسلفهم في ذلك بعض الصحابة , فروى ابن أبي شيبة في " المصنف " والبيهقي بسند صحيح: " أن ابن عمر عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دم فحكه بين أصبعيه ثم صلى ولم يتوضأ " ثم روى ابن أبي شيبة نحوه عن أبي هريرة.
وقد صح عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه بزق دما في صلاته ثم مضى فيها , راجع صحيح البخاري مع فتح البارى وتعليقي على " مختصر البخاري "
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 09:59]ـ
أقول ولعل الألباني رحمه الله فاته التنبيه على حديث أبي هريرة في الباب
فقد أخرج الدارقطني في سننه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدِيسَابُورِيُّ , نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ , نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّزَّازُ , نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: " لَيْسَ فِي الْقَطْرَةِ وَالْقَطْرَتَيْنِ مِنَ الدَّمِ وُضُوءٌ إِلا أَنْ يَكُونَ دَمًا سَائِلا ". خَالَفَهُ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ.
ومن طريقه رواه ابن الجوزي في مسائل الخلاف
وقال الدارقطني في سننه أيضا
نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَوَّاصُ , نا سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو سَهْلٍ، نا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ , نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: " لَيْسَ فِي الْقَطْرَةِ وَالْقَطْرَتَيْنِ مِنَ الدَّمِ وُضُوءٌ حَتَّى يَكُونَ دَمًا سَائِلا ". مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ضَعِيفٌ , وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ , وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ضَعِيفَانِ.
أقول:
والحديث ضعيف جدا أو موضوع ولايصلح لأن يكون شاهدا
ولايصح في الباب شيئ كما قال الشيخ الألباني رحمه الله
وقال البيهقي
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما روي عنه من الوضوء في كل دم سائل
ـ[ابوبكرطهماس]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 04:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا جزيلا يا اخي(/)
ما صحة ما نقل من أن: عمر رضي الله عنه يدعوا بضيق الرزق على من يدرس القرآن يوم الخميس؟
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 11:05]ـ
ما مدى صحة ما نقل النفراوي في شرح الرسالة: أن أول من جمع الأولاد في المكتب عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأمر عامر بن عبد الله الخزاعى أن يلازمهم للتعليم وجعل رزقه من بيت المال وأمره أن يكتب للبليد في اللوح ويلقن الفهيم من غير كتب، وسألوه تخفيف التعليم فأمر المعلم بالجلوس بعد صلاة الصبح إلى الضحى العالي ومن صلاة الظهر إلى صلاة العصر ويستريحون بقية النهار، ولما خرج رضى الله عنه إلى الشام عام فتحها ومكث شهرا ثم رجع إلى المدينة وقد استوحش الناس منه فخرجوا للقائه تلقاه الصغار على مسيرة يوم وكان ذلك يوم الخميس فباتوا معه ورجع بهم يوم الجمعة فتعبوا في خروجهم ورجوعهم فشرع لهم الاستراحة في اليومين المذكورين فصار ذلك سنة إلى يوم القيامة، ودعا بالخير لمن أحيا هذه السنة، ودعا بضيق الرزق لمن أماتها.
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:36]ـ
هل من مجيب يا أهل العلم والهمم العالية المسألة جد مهمة
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
للرفع رفع الله أقداركم
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 06:57]ـ
هل من مثبت أو ناف
علما أننا ندرس الطلبة القرآن يوم الخميس وهناك من يشاغب علينا بهذا القول فهل يثبت هذا أو لا وما هو مصدر النفراوي الذي اعتمد عليه في نقله وجزاكم الله خيرا
ـ[انظيدحبي]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 10:09]ـ
للرفع الله أقداركم(/)
قاعدة مهمة لدارس أصول الحديث
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 12:53]ـ
القاعدة التي ينبغي أن تكون مُحضرة لكل من ولج هذا العلم من بابه وهو فن أصول الحديث الذي يسمى المصطلح هي أنه لا قاعدة!
وذلك في كثير من مباحث الاصطلاح ,وغاية ما يذكر من أصول أن يكون أغلبياً في أحيان وأحياناً دون ذلك,,
فالتدليس مثلاينظر فيه لرتبة المدلس وليس كل ما عنعنه يكون مردودا ,وزيادة الثقة لا يقال يقبولها مطلقا كما عليه الأصوليون ولا بردها مطلقا بل ينظر في كل حالة على حدة ,والراوي الذي وضع في مرتبة معينة كصدوق مثلا, ليس مجرد كونه أقل رجال السند قوة يعني أن الحديث حسن أو صحيح
بل لابد من معاينة القرائن فتفرد مثل هذا مشكل, وليس الجرح المفسر مقدما على التعديل المطلق مطلقا ,ولا التعديل المقيد (ببلد معين مثلا أو شيخ .. إلخ) يعني أن ما خلاه يكون قاضيا بضعف الحديث الذي فيه هذا الراوي, ولا كل مرسل يحكم بضعفه للانقطاع حتى ينظر في رتبة المرسِل
وما يحتف بحاله وحال حديثه الذي أرسله من أمارات قد تجعل حديثه في حكم المتصل ,وليس كل كبار التابعين تقوى مراسيلهم, ولا كل تفرد يوسم بالنكارة والرد, ولا كل متابعة تصلح لتقوية الحديث ورفعه إلى مرتبة القبول ,وليست كل علة:قادحةً, ولا يعني قولهم: رجاله ثقات تصحيح الحديث ,ولا كل اختلاف في الحديث يسمى اضطراباً, ولا كل من وصف باختلاط يرد حديثه حتى تعرف درجة اختلاطه والزمان بل ولا كل ما قيل إنه رواه بعد الاختلاط مردودا .. إلخ
إذن في علم الحديث تذكر أنك لا تدرس على مبدأ1+1=2
فإذا فطنت لهذا في البدء ,أراحك كثيرا في ثنايا الطريق
والله المستعان من قبل ومن بعد
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله فيك أبا القاسم، صدقت في مقالك ..
إذن في علم الحديث تذكر أنك لا تدرس على مبدأ1+1=2
و قديما قال علماء الحديث: معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل
ـ[على بن عتريس المنياوى]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 01:33]ـ
أهذه القاعده عندكم؟
الكهانه؟
الكهانه فقط هى التى تعرف اللاقاعده
هل تنظر للحديث بخبرتك فتقول هذا يصح و هذا لا، هكذا بلا اعتبار لقواعد و أصول هذا العلم؟
تجعلوننى أندم على دخول منتدى
يجعل العلم كهانه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 01:44]ـ
أخي الفاضل:هون عليك .. ! ,فهذا الذي قاله أخي عبد الإله وفقه الله ,ليس من كيسه
بل قاله أئمة الشأن كعبدالرحمن بن مهدي وأبي حاتم وغيرهما.تتمة العبارة:عند الجاهل, أي من يجهل دقائق فن الحديث والعلل يظن أننا نحكم على الأحاديث بالكهانة , إشارة منهم لدقة مأخذ هذا العلم وغموضه على أكثر الناس
وليس المعنى أنه يعلّونه خبط عشواء! بل وفق أسس علمية متينة محكمة قد تقصر عبارتهم أحيانا عن بيانها
ـ[على بن عتريس المنياوى]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:20]ـ
و لكن تلك ليست القاعده مطلقا
و المعلوم لدى (أهل الحديث) أن الإعلال بتلك الطريقه قليل جدا
و لا يفعله و لا يقبل إلا من جهابذة هذا الشأن
أرأيت الذى يعل حديث العلو و يقول بل تحت الأرض!!!
هل تظنه .... ماذا!!!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 06:31]ـ
القاعدة التي ينبغي أن تكون مُحضرة لكل من ولج هذا العلم من بابه وهو فن أصول الحديث الذي يسمى المصطلح هي أنه لا قاعدة!
حياك الله يا شيخ أبا القاسم، دائمًا تأتي بالطريف، لكن كلامك السابق لم أفهمه،
حيث يمكن لي أن آتيك بمئات القواعد المضطردة في هذا العلم، وأما ما ذكرته يا شيخ:
وذلك في كثير من مباحث الاصطلاح ,وغاية ما يذكر من أصول أن يكون أغلبياً في أحيان وأحياناً دون ذلك,,
إن كان ذلك في كثير، فالأكثر على خلاف ذلك، ولا يمكن لك إطلاق القول بالقلة والكثرة إلا بعد جمع تلك المسائل وتنظر نسبتها في القواعد المنضبطة لهذا العلم، حينها أخالك سترجع عن قولك. أحسن الله إليك.
وحتى هذا الذي ذكرته هو القاعدة، فالقاعدة في رواية المدلس أنه لا يرد مطلقًا وإنما فيه تفصيل .. هذه قاعدة!!!
وأما عبارة ابن مهدي وغيره إنما قصدوا بها علم العلل وحسب، فهذا الفن مما يخفى ويدق ولا يتأتاه إلا أهل الإتقان وهم قلة على طول التاريخ مقارنة بمن يحسنون من علم الحديث غير هذا الفن (علم العلل). والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 08:13]ـ
وحياك الله وبياك ..
من المهم يا شيخ علي أن يُفهم الكلام في سياقه ولا يُحمّل ما لايحتمل , وأظن أن مرادي بلغ الجميع بصرف النظر عن اختلافك معي في العبارة, ولو رحنا نتتبع كل متكلم بمثل هذا ,فيمكن الاستدراك على كل أحد ,مثلا حين قال شعبة: لأن أزني أحب إلي من أدلس, فهل هذا مقصود على ظاهره على التمام أم المراد التقبيح من شأن التدليس والتنفير عنه؟
وقد بينت ما قلتَ إنك لم تفهمه بالأمثلة برؤوس عناوين لمباحث حديثية قد وقع الخلط فيها عند كثير من المشتغلين بالحديث بسبب ما قلته وهو تعاملهم مع قواعد هذا الفن وفق قوالب جاهزة جامدة على حد ما درسوا في المصطلح فلا تقبل عندهم القسمة على اثنين
أما قولك:فهذه قاعدة .. حسنا لا ضير:هذه القاعدة هي ما أريد توصيله
وأما قولك فالأكثر على خلاف ذلك, فهذا رأيك وهو يتعلق بجهة النظر التي تنظر من خلالها , ومرادي بكلمة =أن عامة القواعد ينبغي التعامل بها بفطنة ومرونة لا كقواعد الرياضيات الصارمة, وسأضرب مثالا: كثير من الناس حين يريد بحث الاتصال بين فلان وشيخه ,يكون غاية ما يعمله أن ينظر فيمن سمي في الرواة عنه, فإن وجد اسمه ضمن قولهم: وروى عنه فلان, عده من شيوخه, وجزم بالاتصال , مع أن تسميتهم لهؤلاء إنما هي من تتبع الأسانيد , ولا يلزم أن يكون لقيه أو أدركه .. هذه المعاني ونحوها من معالم الدقة في النظر الحديثي هي ما أريد بيانه ولا أخفي استغرابي من تعليقك مع احترامي وتقديري لجنابكم الكريم, والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:13]ـ
وحياك الله وبياك ..
من المهم يا شيخ علي أن يُفهم الكلام في سياقه ولا يُحمّل ما لايحتمل , وأظن أن مرادي بلغ الجميع بصرف النظر عن اختلافك معي في العبارة, ولو رحنا نتتبع كل متكلم بمثل هذا ,فيمكن الاستدراك على كل أحد ,مثلا حين قال شعبة: لأن أزني أحب إلي من أدلس, فهل هذا مقصود على ظاهره على التمام أم المراد التقبيح من شأن التدليس والتنفير عنه؟
وقد بينت ما قلتَ إنك لم تفهمه بالأمثلة برؤوس عناوين لمباحث حديثية قد وقع الخلط فيها عند كثير من المشتغلين بالحديث بسبب ما قلته وهو تعاملهم مع قواعد هذا الفن وفق قوالب جاهزة جامدة على حد ما درسوا في المصطلح فلا تقبل عندهم القسمة على اثنين
أما قولك:فهذه قاعدة .. حسنا لا ضير:هذه القاعدة هي ما أريد توصيله
وأما قولك فالأكثر على خلاف ذلك, فهذا رأيك وهو يتعلق بجهة النظر التي تنظر من خلالها , ومرادي بكلمة =أن عامة القواعد ينبغي التعامل بها بفطنة ومرونة لا كقواعد الرياضيات الصارمة, وسأضرب مثالا: كثير من الناس حين يريد بحث الاتصال بين فلان وشيخه ,يكون غاية ما يعمله أن ينظر فيمن سمي في الرواة عنه, فإن وجد اسمه ضمن قولهم: وروى عنه فلان, عده من شيوخه, وجزم بالاتصال , مع أن تسميتهم لهؤلاء إنما هي من تتبع الأسانيد , ولا يلزم أن يكون لقيه أو أدركه .. هذه المعاني ونحوها من معالم الدقة في النظر الحديثي هي ما أريد بيانه ولا أخفي استغرابي من تعليقك مع احترامي وتقديري لجنابكم الكريم, والله الموفق
الأخ الحبيب المفضال / أبو القاسم
من مشكلات البحث العلمي في هذه الآونة كثرة التعميمات، والتهويل في إطلاق الأحكام، وإن كنت لا أتهمك بهذا، وإنما قصدت فقط أن أنبه إلى أن الأمر ليس كما يتبادر من العبارة، ولو نظرت معي في تلك العبارة يا مولانا:
القاعدة التي ينبغي أن تكون مُحضرة لكل من ولج هذا العلم من بابه وهو فن أصول الحديث الذي يسمى المصطلح هي أنه لا قاعدة!
ماذا يفهم منها، وما هو سياقها؟
أنت بدأت بها الموضوع فأحكمت مرادك، والتفصيل إنما هو شرح منك وتأكيد.
وأما أخطاء صغار طلبة العلم التي ذكرتها في مشاركتك السابقة إنما هي أخطاء في تطبيق القواعد، وليست أخطاء في القواعد ذاتها.
فالقاعدة = من شروط الصحة اتصال السند. هذا شيء لا يستثنى منه وهو قاعدة غير منخرمة، لكن خطأ الباحث في إثبات هذا الاتصال أو نفيه لا يعود على ا لقاعدة بالنقض، وهذا ما أردت التوجيه إليه.
وأما الاستغراب لكلامي فأمر هين، وهل يأتي مثلي ممن قلت بضاعته في العلم إلا بالغرائب، وإنما أتكلم لأتعلم من إخواني، فرفقًا بأخيك، أحسن الله إليك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:54]ـ
الشيخ المكرم علي .. أعلى الله مقامه
الواقع أن الأخطاء المذكورة لا تقع ممن سميتهم صغارا بل من دكاترة وأناس محسوبين على الاختصاص بعلم الحديث
وقد أوضحت مرادي بما أظنه وافياً بالمقصود ,وهل عممت فقلت كل قاعدة حتى تجلب لي مثالك = من شروط الصحة اتصال السند؟ الحقيقة أني أحوج لدعوتك للرفق بي وبـ"غرائبي" التي لا تعجبك منك إلى طلبه مني,
هذه القاعدة محكمة .. لكن مثالاً على ما أريد مع هذه القاعدة المحكمة: رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه, ومعلوم أنه لم يسمع من أبيه , فيأتي من لا معرفة له بالصناعة الحديثية ويضعف روايته عن أبيه مع شبه الاتفاق على اعتبارها موصولة وليس هذا موضع البسط لبيان ذلك
وفقك الله ونفع بك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:07]ـ
وهاهي الجملة التي استوقفتك بعد استفزاز ابن عتريس وفقه الله:
فن أصول الحديث الذي يسمى المصطلح هي أنه لا قاعدة!
وذلك في كثير من مباحث الاصطلاح ,وغاية ما يذكر من أصول أن يكون أغلبياً
يعني خذ القاعدة على أنها أغلبية من جهة , ومن جهة أخرى حين تأخذ بها لا تغلق عينيك عن الأمور الأخرى التي تحتف بالحالة المدروسة , ثم مثلت بأمثلة لا تنكر لتوضيح المقصود, لابأس أن يخطئني مليون واحد فإني خطاء بن خطاء, لكن مع احترامي ,ليس هكذا يكون الانتقاد .. ولا أعلم كيف تحب أن يكون الخطاب حتى تعده رفقاً, دلني وأنا أتبعه صدقا ,بارك الله فيك ,والأولى أن ندَع الحساسية ولا يضيرنا الخلاف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 12:24]ـ
أظن أنه ما بنا حاجة لجدال واصطناع خلاف ونحن متفقون على المعاني والعبرة بها لا بالمباني ولي مندوحة في التعبير بطريقة أراها لائقة بالمقام مبالغة في تأسيس المقصود ,أرجوك أخي المبارك .. يكفي حفظاً لوقتك ووقتي, وقد وضح كلٌ مرامه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 01:13]ـ
أظن أنه ما بنا حاجة لجدال واصطناع خلاف ونحن متفقون على المعاني والعبرة بها لا بالمباني ولي مندوحة في التعبير بطريقة أراها لائقة بالمقام مبالغة في تأسيس المقصود ,أرجوك أخي المبارك .. يكفي حفظاً لوقتك ووقتي, وقد وضح كلٌ مرامه
لا بأس، أعانك الله وسددك، ونعتذر عن مجادلتك واصطناع الخلاف معك!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 01:32]ـ
شكرا لك .. وفقك الله ونفع بك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 05:27]ـ
على هذا الرابط كلام مفيد، لعله يزيد من وضوح فكرة الشيخ أبي القاسم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1173149&postcount=6
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 06:42]ـ
شكرا لفضيلتكم .. واسمح لي بتعقيب يسير
للحديث والعلل خصوصية فيما ذكرت وليس كلامي المراد هنا خاصة منطبقا على كل علم كما في الرابط
على أني لم أطلقه على عواهنه فهو موضح بذكر الأمثلة التي تبين أجناس المباحث, وهذا الذي كتبت مستوحى
من مسالك بعض المشتغلين بالحديث وغيرهم من الأصوليين والفقهاء من باب أولى: فيأتي أحدهم في الحاشية مثلا
ويذكر القاعدة المصطلحية ثم يعقب بالنتيجة الخطأ, فأردت أن أوجه رسالة للوالج في علم الحديث أن القواعد أغلبية من جهة ,وبعضها فيه نظر كتعريف المتواتر مثلا .. ثم إن مسالة التطبيق الحديثي للحكم على حديث صحة وضعفاً محفوفة بكثير من المزالق التي تحدو للتنبيه عليها بنحو ما قلت وليست كالعربية ونحوها
والله الموفق(/)
هل يحتمل هذا الحديث التحسين؟ "كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي .... "
ـ[صالح محمود]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:57]ـ
قال الترمذي في "جامعه":
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=6861)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=6904)، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3795)، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=6197)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4842)، عَنْ عَلِيٍّ ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=5722)، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَغنِي وَإِنْ كَانَ بَلَاءً فَصَبِّرْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ عَافِهِ أَوِ اشْفِهِ " شُعْبَةُ الشَّاكُّ فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي بَعْدُ. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهَذَا حَسَنٌ صَحِيحٌ.
و أخرجه كذلك ابن حبان في صحيحه و حسنه ابن حجر في " الفتوحات الربانية " , و لكن ضعفه الألباني , و سبب التضعيف هو عبد الله بن سلمة , فلقد ضعفه جمهور النقاد و لكن وثقه العجلي و يعقوب بن شيبة و صحح حديثه هذا ابن حبان و الترمذي و قال ابن عدي (أرجو أنه لا بأس به).
فهل يحتمل هذا الحديث التحسين؟ و جزاكم الله خيرا.
ـ[على بن عتريس المنياوى]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
فى باب الفضائل نعم
و القول قول ابن حجر، و تضعيف الألبانى للحديث يؤخذ على أنه ضعفه فى باب الأحكام
بمعنى أدق لا داعى لضرب من اشتكى وجعا (ابتسامة)
ـ[صالح محمود]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 03:34]ـ
فى باب الفضائل نعم
و القول قول ابن حجر، و تضعيف الألبانى للحديث يؤخذ على أنه ضعفه فى باب الأحكام
بمعنى أدق لا داعى لضرب من اشتكى وجعا (ابتسامة)
جزاك الله خيرا(/)
هل ثبت في الأصول الخطية لسنن النسائي ذكر يحي القطان في حديث تعوذوا بالله من جار السوء
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد صادفني عند تخريج حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعوذوا بالله من جار السوء ... الحديث أن النسائي أخرجه في الكبرى والبزار في المسند قالا ثنا عمرو بن علي ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عجلان عن سعيد به
قال محقق السنن: كذا في الأصلين
أقول: ذكر صفوان محفوظ في رواية عمرو يقينا لمتابعة البزار وقد شارك عمرا في هذه الرواية محمد بن أبي بكر ونصر بن علي
أخرجه البيهقي في الشعب نا علي بن محمد بن علي المقرئ نا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر ونصر بن علي قالا نا صفوان بن عيسى به
وورد الحديث في المجتبى نا عمرو بن علي ثنا يحيى ثنا محمد بن عجلان به
قال المزي في التحفة: حديث تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام .... الحديث. س في الاستعاذة (44) عن عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد عنه به. ز وقع في بعض النسخ عن صفوان بن عيسى بن سعيد.
أقول: يحتمل عندي أن النسائي كان عنده الوجهان عن عمرو ولعله مما يؤيد أن ذكر يحيى محفوظ أن قوام السنة أخرجه من هذا الوجه من طريق أبي بكر بن السني عن النسائي عن عمرو به
ولي رجاء من إخواننا الكرام عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله والحمراني وغيرهم ممن يشاركنا في الكتابة في الحديث أن يسعفونا بما عندهم في ذلك وأجرهم على الله
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:46]ـ
طالع هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33202
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 01:24]ـ
جزاك الله خيرا فهل من مطبوع للسنن على عدة نسخ خطية(/)
أبحاث دار التأصيل العلمية، منهج النسائي في الكلام على الرواة
ـ[المستفيد الصغير]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث: «منهج النسائي في الكلام على الرواة» للدكتور: محمد عبدالرحمن أحمد الطوالبة
لتحميل البحث اضغط هنا
http://taaseel.com/Research_S.aspx?id=7 (http://taaseel.com/Research_S.aspx?id=7)(/)
حمل تفريغ الشرح النفيس علي الباعث الحثيث للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:15]ـ
http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=11010
نسألكم الدعاء فما وجدتم من كمال فمن الله عزوجل وحده وما وجدتم من تقصير فمن نفسي ومن ذا الذي لا يخطئ فنسأل الله عزوجل العفو العافية والإخلاص في القول والعمل وأسألكم الدعاء لأخي أن يرحمه الله عز وجل ويسكنه فسيح جناته اللهم آمين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 04:11]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً(/)
«علم أصول الحديث وأثره في تكوين العقل المسلم» للشيخ محمد إسماعيل المقدم
ـ[المستفيد الصغير]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه سلسلة في غاية المتعة لفضيلة الشيخ محمد إسماعيل المقدم وهي بعنوان: «علم أصول الحديث وأثره في تكوين العقل المسلم»
حمل من هنـ ــــــــــــــــــــ ـا
http://www.anasalafy.com/catplay.php?catsmktba=1307 (http://www.anasalafy.com/catplay.php?catsmktba=1307)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif(/)
تحسين حديث: (دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم ... ).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 01:19]ـ
قال أبو يعلى في " مسنده " [رقم/669]: (حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد أن مولى لآل الزبير حدثه: عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء وهي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام).
-------------------
669 - [حسن لغيره] أخرجه الترمذي [رقم/2510]، وأحمد [167/ 1]، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» [1/ رقم 465]، والطيالسي [رقم/193]، ومن طريقه البيهقي في الآداب [رقم/ 116/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وفي «الشعب» [11/رقم/8373 /طبعة الرشد]، وابن وضاح في «البدع» [ص/85/ 86/طبعة مكتبة الصفا]، ومن طريقه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» [2/ 293 - 294/طبعة مؤسسة الريان]، وفي «التمهيد» [6/ 121/الطبعة المغربية]، وابن شاهين في «فضائل الأعمال» [رقم/485]، وابن قانع في معجم الصحابة [1/ 223 - 224/طبعة مكتبة الغرباء الأثرية]، وابن بطة في «الإبانة» [2/ 664/طبعة دار الراية]، وغيرهم من طريق حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى لآل الزبير- أو مولى للزبير- عن الزبير به نحوه ...
قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ قَدْ اخْتَلَفُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ، عَنْ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنِ الزُّبَيْر».
قلتُ: قد سقط: «الزبير» من سند الطيالسي في «مسنده»! وقع ذلك في «طبعة المعرفة» وفي «طبعة دار هجر» [1/رقم/190/التركي]! على السواء!
وبرهان هذا السقط: أن البيهقي قد رواه من طريقه في «الآداب» و «الشعب» فقال: «أخبرنا أبو بكر بن فورك، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير أن يعيش بن الوليد، حدثه أن مولى للزبير حدثه، أن الزبير بن العوام، حدثه ... » وذكره.
وكذا أخرجه ابن شاهين عنه في «فضائل الأعمال» فقال: «حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا عمر بن شبة، ثنا أبو داود، ثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، أن مولى الزبير بن العوام، حدثه أن الزبير بن العوام حدثه ... » وذكره.
قلتُ: وكذا سقط: «الزبير» من إسناد ابن عبد البر في «التمهيد/الطبعة المغربية»! وكذا هو ساقط في " التمهيد/موسوعة شروح الموطأ " [22/ 101/طبعة هجر]! أيضًا! وليس بيدي طبعة " دار الفاروق " ريثما أنظر فيها؟ وأغلب الظن أنها كأُخْتَيْها!
وعلى كل حال: فسند الحديث هنا ضعيف معلول!!
1 - أما ضعفه: فلجهالة مولى الزبير! فهو شيخ لم يُسَم؟ نعم: نقل الحافظ في " تقريب التهذيب" عن الطبراني أنه سماه: " خبَّابًا " وما خباب؟ ومن يكون خبابًا؟
وبه: أعله المناوي في " فيض القدير" [3/ 516] فقال: (ومولى الزبير مجهول)، وقال الإمام الألباني في " الإرواء" [3/ 238]: (ورجاله ثقات غير مولى الزبير فلم أعرفه؟ وأشار ابن أبي حاتم إلى إعلاله به؟ نقلا عن أبي زرعة فراجع كتاب " علل الحديث " له (4/ 327) .... )!
قلت: قد رجعنا إلى " علل الحديث/لابن أبي حاتم " فلم نجد هناك تلك الإشارة! ولا ما يقرب نحوها من أي عبارة؟ وسنسوق كلام ابن أبي حاتم قريبًا إن شاء الله.
وعلى كل حال: فضَعْفُ الإسناد هنا محتمل غير شديد، وجهالة هذا الضرب من التابعين ليست بالذي يسقط معها الإسناد إلى غير نهوض! وقد قال العماد ابن كثير في مبحث: " الجهالة" من " الباعث الحثيث ": (فأما المبهم الذي لم يُسم، أو من سُمي ولا تعرف عينه؟ فهذا ممن لا يقبل روايته أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير، فإنه يُسْتأنس بروايته، ويُسْتضاء بها في مواطن).
ولا تنس قول ابن الذهبي في آخر "ديوان الضعفاء": (وأما المجهولون من الرواة: فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ ... ).
وقد شطَّ شُطُوطًا من المتأخرين: مَنْ أطلق القول بكون جهالة العين من الضعف الشديد الذي لا ينجبر! بل في ذلك تفصيل وضبْطٌ، فليست جهالة من تفرد عنه أحد مشاهير الثقات ولم يكن حديثه منكرًا = كجهالة من انفرد عنه بعض الأغمار أو الضعفاء والهلكى مع ما يكون في حديثه من الضوضاء واللغَط! فانتبه يا رعاك الله.
تابع البقية: ....
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 02:18]ـ
بارك الله فيك شيخ أبو المظفر و جزاك الله خيرا و جعل جهدك في ميزان حسناتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 03:06]ـ
سلام عليك وروحمته وبركاته,, بارك الله فيك
قد يخفى على كثير من طلبة العلم ,, أن الاحكام التي في ((التقريب)) قد تخالف ((التهذيب)) فلهذا يجب عند التحقيق الرجوع الى ((التهذيب)) وعدم الاعتماد على التقريب كثيرا,,,
أكمل سددك الله وقرب إليك مبتغاك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 06:02]ـ
2 - وأما كونه معلولا: فقد اختلف في إسناده على ألوان؟ فرواه حرب بن شداد -ولم يُخْتَلَف عليه فيه وإن وقع عند بعضهم ما يوهم ذلك!! - عن يحيى بن أبي كثير بإسناده به ... على الوجه الماضي.
وقد توبع حرب بن شداد عليه على هذا الوجه: تابعه:
1 - علي بن المبارك: عند المؤلف [رقم/669]، وأحمد [167/ 1]، وابن نصر في " تعظيم قدر الصلاة " [1/رقم/466]، من طريق أبي عامر العقدي عن علي بن المبارك به ...
قلت: وقد سقط: " الزبير " من سند ابن نصر! فعنده هكذا: عن (يعيش بن الوليد أن مولى لآل الزبير حدثه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثه .... )! وليس بشيء! وقد أغرب من ظن أن هذا من قبيل الاختلاف في سنده على أبي عامر؟
وفي المطبوع من " تعظيم قدر الصلاة /طبعة الفريوائي " سقط وتحريف في مواطن معدودة؟
2 - وشيبان النحوي: عند ابن عبد البر في التمهيد [120/ 6]، وفي «جامع بيان العلم» [2/ 294/طبعة مؤسسة الريان]، و [2/ 150/الطبعة العلمية]، من طريق ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن شيبان وهشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش ين الوليد بن هشام، زاد شيبان عن مولى الزبير عن الزبير به ...
قلتُ: وهو عند ابن أبي شيبة في «المصنف» [رقم/25744]: حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن بعض بني الوليد عن مولى للزبير عن الزبير بالفقرة الأخيرة منه فقط! بلفظ: «ألا أنبئكم بأمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».
قلت: وقول ابن أبي كثير: «عن بعض بني الوليد» يعني به: «يعيش ين الوليد بن هشام».
[تنبيه] وقع في "جامع بيان العلم وفضله/طبعة أبي الأشبال الزهيري" [2/ 1090]: (أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون وهشام عن يحيى بن أبي كثير .... )!
هكذا وقع في تلك الطبعة: (ثنا يزيد بن هارون وهشام عن يحيى ... )!
قلت: وهذا خطأ لا ريب فيه! ومتى كان يزيد بن هارون يروي عن ابن أبي كثير إلا في عالم الأساطير؟ إنما يرويه يزيد عن شيبان وهشام كلاهما عن يحيى به ...
والغريب: أن المحقق الفاضل قد ذكر بهامش طبعته أنه وقع في النسخة المطبوعة: (ثنا يزيد بن هارون عن شيبان وهشام ... )، ومع ذلك فلم يثبت هذا في صلب الإسناد من طبعته! وأبى إلا أن يُبْقي بالاحتفاظ على ما وقع في الأصل الذي اعتمد عليه من نُسْخته! مع أن فيه من السقط ما فيه؟ وليته اكتفى بالتنبيه على ضرورة هذا السقط في أصله! وأن الصواب هو ما استقرَّ من تمام الإسناد في فرعه، ولو أنه نهض إلى هذا لكان قد أحسن فعلا، وارتفعتْ عنه الملامة رأسًا! لكنه ترك أُولاها، فأمكنَ القارَة مَنْ راماها.
ثم نعود ونقول: قد اختلف فيه على يزيد بن هارون؟ فرواه عنه ابن أبي شيبة على الوجه الماضي به عن شيبان.
وخالفه: الإمام أحمد! فرواه عن يزيد فقال: ثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام وأبو معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام به ... ! فأسقط منه: «مولى الزبير»! هكذا أخرجه في «المسند» [1/ 164] ثنا يزيد به ...
قلتُ: وتوبع عليه الإمام أحمد عن يزيد على هذا اللون: تابعه:
1 - أحمد بن منيع نا يزيد أنا أبو معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن الزبير بن العوام قال: قال النبي: («دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر».
أخرجه أبو الشيخ في «التوبيخ والتنبيه» [رقم/65]، والضياء في «المختارة» [3/ 81]، من طريقين عن أحمد بن منيع به ...
- وتابعهما: حمدون بن عباد نا يزيد، أنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، وأبو معاوية شيبان التميمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد بن هشام، عن الزبير بن العوام به ... أخرجه الشاشي في «مسنده» [1/رقم/55]، ومن طريقه الضياء في «المختارة» [3/ 80]، حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ عَبَّادٍ الْبَغْدَادِيُّ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ به ...
قلت: وقد وخولف فيه يزيد بن هارون! خالفه عبيد الله بن موسى العبسي! فرواه عن شيبان بن عبد الرحمن فقال: عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني يعيش بن الوليد بن هشام قال: حُدِّثت عن الزبير بن العوام به ... !
هكذا أخرجه بن حميد في مسنده [رقم/97/المنتخب]، والشاشي في مسنده [1/ رقم/ 54]، من طريق عبيد الله به ...
تابع البقية: ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:08]ـ
3 - وسليمان التيمي: عند الرافعي في التدوين [4/ 142/الطبعة العلمية]، من طريق أبي نصر ابن [أبي] قتادة أنبأ يحيى بن منصور ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا عبيد [وتحرف عنده إلى «عبدة»! وهو عبيد بن عبيدة التمار] عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن مولى الزبير عن الزبير بن العوام به ...
قلتُ: واختلف على محمد بن إبراهيم البوشنجي في سنده!! فرواه عنه يحيى بن منصور على هذا الوجه.
وخالفه أحمد بن محمد بن يونس! فرواه عن البوشنجي فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا عبيد بن عبيدة بن مرة التمار البصري حدثنا المعتمر عن أبيه عن يحيى هو ابن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير به ... !! ولم يذكر فيه "الزبير:!! هكذا أخرجه الهروي في «ذم الكلام» [1/ رقم/ 70]، أخبرنا أبو يعقوب الحافظ أخبرنا الحسين بن أحمد الصفار أخبرنا أبو إسحاق البزاز أحمد بن محمد بن يونس به ...
قلتُ: وتوبع البوشنجي على هذا اللون الثاني عن عبيد: تابعه محمد بن غالب بن حرب المعروف بـ: «تمتام» قال: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَوْلَى الزُّبَيْرِ به ...
أخرجه البيهقي في الشعب [9/رقم/ 6189/طبعة الرشد]، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ به ... !
4 - وهشام الدستوائي: عند أبي الشيخ في «التوبيخ والتنبيه» [رقم/66]، من طريق إسحاق بن وهب ثنا أبو عامر - وهو العقدي- نا هشام الدستوائي عن يحيى قال حدثني يعيش أن مولى لآل الزبير حدثه أن الزبير حدثه به ...
قلتُ: وقد خولف فيه أبو عامر العقدي! خالفه يزيد بن هارون! فرواه عن هشام الدستوائي فقال: عن ابن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن الزبير به ... !! ولم يذكر فيه «مولى الزبير». هكذا أخرجه أحمد [164/ 1]، والبيهقي في الكبرى [20854]، وابن عبد البر في التمهيد [120/ 6]، والشاشي في مسنده [1/ رقم/55]، وأبو القاسم التيمي في «الترغيب» [2/رقم/1138/طبعة دار الحديث]، وابن القيسراني في "صفوة التصوف" [ص/484 - 485/طبعة دار المنتخب العربي]، من طريق يزيد بن هارون عن هشام به ...
قلت: قد سقط يزيد بن هارون وهشام الدستوائي من إسناد ابن القيسراني! وقد وضعَتْ المحققة مكانهما" .... " نقَطٌ بيضاء! كأنهما أصابهما طمس بالأصل! لكن: بيدنا نسخة مخطوطة من هذا الكتاب وقع فيها الإسناد على الصواب دون سقط أو طمس! والمؤلف فيها [رقم/861/بترقيمي]: يروي الحديث من طريق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بإسناده به ...
5 - وموسى بن خلف العمي: عند ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» [2/ 295]، من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي حدثنا موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى الزبير، عن الزبير به ...
قلتُ: وقد خولف محمد بن عبد الله الخزاعي في سنده عن موسى بن خلف! خالفه خلف بن موسى بن خلف! فرواه عن أبيه فقال: نا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد مولى لابن الزبير عن ابن الزبير به ... !! وجعله من «مسند ابن الزبير»!
هكذا أخرجه البزار [6/رقم/2232]، حدثنا أحمد بن منصور بن سيار قال قال: نا خلف بن موسى به ...
قال البزار: «وهذا الحديث خالف موسى بن خلف في إسناده هشام صاحب الدستوائي، فرواه هشام عن يحيى عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير عن الزبير، وقال موسى عن يحيى عن يعيش مولى ابن الزبير عن ابن الزبير، و هشام أحفظ».
قلت: الوجه الأول عن موسى أصح، وخلف بن موسى وصفه ابن حبان بالخطأ، فلعله غلط فيه على أبيه! نعم: ربما يكون موسى لم يكن يضبطه! ففي حفظه مقال!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤيد هذا: أن موسى قد رواه على لون ثالث! فقال ابن أبي حاتم في «العلل» [رقم/2500]: «وَسُئِلَ أَبُو زُرعَةَ عَن حَدِيثٍ؛ رَواهُ مُوسَى بن خَلَفٍ، عَن يَحيَى بن أَبِي كَثِيرٍ، عَن يَعِيشَ مَولَى ابنِ الزُّبَيرِ، عَنِ الزُّبَيرِ، أَنّ النَّبِيَّ (، قالَ: «دبَّ إِلَيكُم داءُ الأُمَمِ قَبلَكُم: الحَسَدُ والبَغضاءُ، هِيَ الحالِقَةُ، لاَ أَقُولُ تَحلِقُ الشَّعرَ، وَلَكِن تَحلِقُ الدِّينَ، والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤمِنُوا، وَلا تَؤمِنُوا حَتَّى تَحابُّوا، أَلا أُنَبِّئُكُم بِما يُثبِتُ ذَلِكُم: أَفشُوا السَّلامَ بَينَكُم». قالَ أَبُو زُرعَةَ: رَواهُ عَلِيُّ بن المُبارَكِ، وَشَيبانُ، وَحَربُ بن شَدّادٍ، عَن يَحيَى بن أَبِي كَثِيرٍ، عَن يَعِيشَ بن الوَلِيدِ بن هِشامٍ أَنَّ مَولًى لآلِ الزُّبَيرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الزُّبَيرَ، حَدَّثَهُ، عَنِ النَّبِيِّ. قالَ أَبُو زُرعَةَ: والصَّحِيحُ هَذا، وَحَدِيثُ مُوسَى بن خَلَفٍ وَهمٌ».
قلتُ: ومشى المنذري على ظاهر رواية موسى عند البزار، وقال في «الترغيب» [3/ 285]: «رواه البزار بإسناد جيد»! وتابعه على ذلك: الهيثمي في «المجمع» [6/ 64]، فقال: «رواه البزار وإسناده جيد». وهذا تساهل منهما لا يخفى مورده؟!
[فائدة] الهيثمي مغرم بمتابعة المنذري في أحكامه على الأحاديث صحة وضعفًا في كل مرة! وعمدته في ذلك كتاب (الترغيب والترهيب)، وهو يحاكيه في عبارته كثيرًا جدًا! وكذا يفعل الشهاب البوصيري في (إتحاف الخيرة)! فيذكر لفظ المنذري بالحرف دون أن ينسبه إليه! ولذلك وقعا في تلك الأوهام التي وقعتْ للحافظ زكي الدين من قبل؟ وليس ذلك عن نظر منهما وتعب للنفس وإجهاد! وإنما هو عن متابعة قاصرة عن موارد الاجتهاد!
ومتابعة المتقدم للمتأخر في أبواب النقد والتعليل والجرح والتعديل: ليست من باب التقليد في شيء! وإنما هي قبول خبر من أوجب الله علينا قبول خبره ونِذارَته من الثقات العدول الأُمَناء!
فالجادة أن يقال في مثل ما نحن بصدده: وقد تابع الهيثميُّ المنذريَّ في تجويده هذا الحديث، ولا يقال: قلَّده! فإنها مناكدة ومناكرة قد شُغِفَ بها جماعة من المتأخرين للتشنيع بها في كل ما دق وجلَّ!
نعم: ليست المتابعة المجردة عن التحرير والتنقيب من شِيَم أهل النقد واليقظة في هذا الفن! فضلا عن الانتصار بمحض التعصب لأقوال هذا وذاك من أهل العلم!
كما أن التسليم للحذاق من متقدمي أئمة هذا الفن في أبواب هذا العلم: ليس من التقليد في شيء! ولا من التعصب لهم في كل نشْرٍ وطَيّ! بل هو من باب إعطاء القوس باريها، والخنوعِ للذي أقام لها سوق حاضرها وأمجاد ماضيها.
لكن ثمة من يأبى إلا التفنُّج على رُبَّان سفينته، والثورة عليه والخروج عن طاعته! ناصبًا لنفسه كرسيَّ المخالفة بالمجازفة! قاصفًا جهود الأئمة برياح طيشه العاصفة! ناسيًا أن نَفْسَه أضَرَّ، وإلى معاقد الخسار قد جُرَّ واجترَّ.
نسأل الله التبصير بحقيقة أنفسنا، ومعرفة أقدار السابقين عند المقارعة لهم بِنِبال جهلنا ورماح خَسِيسَتِنا!
تابع البقية: ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:40]ـ
ثم جاء معمر بن راشد وخالف الجميع! ورواه عن ابن أبي كثير فقال: عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد به مرسلا ... ! هكذا أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» [رقم/19438]، ومن طريقه البغوي في «شرح السنة» [12/ 259]، قال: أخبرنا معمر به ...
قلتُ: لكن خولف عبد الرزاق فيه عن معمر! خالفه رباح بن زيد القرشي الثقة المشهور! فرواه عن معمر فقال: عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن مولى لآل الزبير به ... هكذا أخرجه أحمد في «مسنده» [1/ 455/طبعة عالم الكتب]، وكما في «إتحاف المهرة» [4/ 555]، و «أطراف المسند» [2/ 360/طبعة دار ابن كثير]، ثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح عن معمر به ...
قلتُ: قد وقع في أكثر طبعات «المسند»: «عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد بن هشام عن مولى لآل الزبير أن الزبير بن العوام حدثه»! هكذا بزيادة: «الزبير بن العوام»! وهي زيادة مقحمة بلا ريب. ولم يفطن لها جماعة ممن تكلموا على هذا الحديث من المتأخرين!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بحر بن كنيز وعثمان بن مقسم: فهما في وادٍ آخر!! فقد بلغ بهما التخليط مبلغًا جعلهما يرويانه عن ابن أبي كثير فيقولان: عن زيد بن أسلم عن أبي سلام عن الزبير بن العوام به ... !! هكذا أخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» [1/ 223/طبعة مكتبة الغرباء الأثرية]، حدثنا بشر بن موسى نا معلى بن عباد بن يعلى نا بحر بن كنيز وعثمان بن مقسم كلاهما به ...
قلتُ: وهذا إسناد ما كان، قد أُسقِطَ من عالم النسيان!
وبحر بن كنيز: قد غرق في بحر الهجران منذ زمان!! وقد تركه جماعة!! وهو من رجال ابن ماجه وحده!
أما عثمان بن مقسم: فقد قُسِمَ له بالكذب على لسان جماعة من النقاد!! راجع ترجمته من اللسان [155/ 4].
والمحفوظ في هذا الحديث: هو قول حرب بن شداد ومن جوَّده عن ابن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى للزبير عن الزبير به ...
وهذا هو الذي رجحه الدارقطني في العلل [247/ 4]، وقبله صححه أبو زرعة الرازي كما مضى. ونحوه أشار البزار.
وهو إسناد ضعيف؛ لجهالة مولى الزبير كما سبق ذكره. لكن: للحديث شواهد تقويه إن شاء الله:
1 - فلقوله: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء»: شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: «سيصيب أمتي داء الأمم: فقالوا: يا رسول الله: وما داء الأمم؟! قال: الأشر والبطر والتكاثر والتناجش في الدنيا، والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي، ثم يكون الهرج». أخرجه الحاكم [185/ 4]، والطبراني في الأوسط [9/ رقم/ 9016]، وابن أبي الدنيا في العقوبات [رقم/ 261]، وفي «ذم الحسد»، وفي «ذم البغي» [رقم/2]، وابن وضاح في البدع [رقم/ 224]، وابن أبي حاتم في العلل [6/ 302 - 303/طبعة سعد الحميد]، وغيرهم، من طريق بن وهب أخبرني أبو هانيء حميد بن هانيء الخولاني حدثني أبو سعيد الغفاري أنه قال: سمعت أبا هريرة به ... وليس عند الحاكم قوله: «ثم يكون الهرج».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي سعيد الغفاري إلا أبو هانيء». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وقال العراقي في المغني [156/ 3]،: «أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بإسناد جيد». وتابعه الإمام في الصحيحة [296/ 2]، وقال الهيثمي في «المجمع» [1/ 600]: «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبو سعيد الغفاري لم يرو عنه غير حميد بن هانئ، وبقية رجاله وثقوا».
قلتُ: ومداره على «أبي سعيد الغفاري»؟ وقد ترجمه الحافظ في «التعجيل» فقال: «أبو سعيد الغفاري: عن أبى هريرة في نزع الحرير من الثوب روى عنه أبو هانئ حميد بن هانئ، استدركه شيخنا الهيثمي وقال: ذكره بن حبان في «الثقات» ... ». ثم قال الحافظ: «قلت: والذي في نسخة شيخنا- يعني الهيثمي- من «ثقات ابن حبان» وهو بخط الحافظ أبي على البكري: «أبو سعد» بسكون العين، وقال: «مولى بنى غفار» وكذا رأيته في «ترتيب المسند» لابن المحب وكذا هو في «الكنى» لأبي أحمد وقال: «حديثه في المصريين» وتبع في ذلك البخاري، فإنه ذكره وذكر حديثه عن عبد الله بن يزيد المقرئ شيخ أحمد فيه- يعني في الحديث المذكور أول ترجمته- ثم وجدته في «تاريخ بن يونس» فقال: «مولى بني غفار روى عنه أبو هانئ وخلاد بن سليمان الحضرمي» فأفاد عنه راويا آخر».
قلتُ: وبـ: «أبي سعد الغفاري» ترجمه الأكثرون. وهو الذي جزم به أبو حاتم الرازي كما في العلل [6/ 302].
فالحاصل: أنه شيخ غفاري روى عنه ثقتان، وذكره ابن حبان في «الثقات». ولا يطمئن القلب بهذا إلى تحسين ما ينفرد به! لكن حديثه هنا: شاهد صالح لحديث الزبير، فأرجو أن يتقوى أحدهما بالآخر إن شاء الله.2 - ويشهد لقوله: «وهي الحالقة: لا أقول حالقة الشعر!! ولكن حالقة الدين»: حديث أبي هريرة مرفوعًا: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا، ولا تسلموا حتى تحابوا، وأفشوا السلام تحابوا، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة لا أقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلق الدين». أخرجه البخاري في الأدب [رقم/ 260]، وأبو جعفر ابن البختري في " مجلس من إملائه /ضمن مجموع مؤلفاته" [رقم/19]، من طريقين عن إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة به ...
قلت: وسنده صالح في الشواهد؛ فيه جهالة جد إبراهيم. وله شاهد آخر: من حديث ابن عباس مرفوعًا: «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر». أخرجه ابن عدي في الكامل [4/ 198]، بسند تالف!
وفي الباب: عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وإياكم والبغضة فانها هي الحالقة). أخرجه ابن المبارك في " الزهد " [رقم/738]، وابن عبد البر في التمهيد [23/ 145 - 146]، وجماعة من طرق عن يحيى بن سعيد به ...
قلت: وهذا مرسل من أصح ما يكون في الدنيا! وقد اختلف في سنده ووصله وإرساله على يحيى بن سعيد! والوجه الماضي هو المحفوظ عنه كما جزم به الدارقطني وغيره.
3 - ويشهد لباقي الحديث: «والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام»: حديث أبي هريرة عند مسلم [54]، وأبي داود [5193]، والترمذي [2688]، وابن ماجه [68]، وأحمد [391/ 2]، وجماعة كثيرة. والله المستعان.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/669].
وكتبه العبد الفقير العاثر: أبو المظفر السناري.
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 04:29]ـ
جزاك الله ألف خير ياشيخ وكثر الله من أمثالك
5 - وموسى بن خلف العمي: عند ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» [2/ 295]، من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي حدثنا موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى الزبير، عن الزبير به ...
قلتُ: وقد خولف محمد بن عبد الله الخزاعي في سنده عن موسى بن خلف! خالفه خلف بن موسى بن خلف! فرواه عن أبيه فقال: نا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد مولى لابن الزبير عن ابن الزبير به ... !! وجعله من «مسند ابن الزبير»!
قال البزار: «وهذا الحديث خالف موسى بن خلف في إسناده هشام صاحب الدستوائي، فرواه هشام عن يحيى عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير عن الزبير، وقال موسى عن يحيى عن يعيش مولى ابن الزبير عن ابن الزبير، و هشام أحفظ».
قلت: الوجه الأول عن موسى أصح، وخلف بن موسى وصفه ابن حبان بالخطأ، فلعله غلط فيه على أبيه! نعم: ربما يكون موسى لم يكن يضبطه! ففي حفظه مقال!
ويؤيد هذا: أن موسى قد رواه على لون ثالث! ....
هل أنت متأكد أن محمد بن عبد الله الخزاعي رواه على الوجه الذي ذكرتَ
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 05:29]ـ
هل أنت متأكد أن محمد بن عبد الله الخزاعي رواه على الوجه الذي ذكرتَ
قال ابن عبد البر: (حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي قال حدثنا موسى بن خلف العمي عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش عن مولى الزبير عن الزبير به .... ).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 05:39]ـ
هل أنت متأكد
أليست رواية محمد بن عبد الله الخزاعي هي نفسها اللون الثالث
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 05:55]ـ
هل أنت متأكد
أليست رواية محمد بن عبد الله الخزاعي هي نفسها اللون الثالث
كلا!
الوجه الثالث: يرويه مُوسَى بن خَلَفٍ، عَن يَحيَى بن أَبِي كَثِيرٍ، عَن يَعِيشَ مَولَى ابنِ الزُّبَيرِ، عَنِ الزُّبَيرِ،عن النَّبِيّ به ...
أما الوجه الأول: فيرويه موسى بن خلف عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش عن مولى الزبير عن الزبير به ..
فتأمل الفرق بينهما أيها الناقد البصير.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 05:57]ـ
لعلك غير متأكد حفظك الله
فرواية محمد بن عبد الله الخزاعي عن موسى بن خلف عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش مولى الزبير عن الزبير به أيضا
ولا فرق بينها سوى إضافة الإبن للزبير الأولى وهو فرق غير مؤثر
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:26]ـ
لعلك غير متأكد حفظك الله
فرواية محمد بن عبد الله الخزاعي عن موسى بن خلف عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش مولى الزبير عن الزبير به أيضا
ولا فرق بينها سوى إضافة الإبن للزبير الأولى وهو فرق غير مؤثر
بل ثمة فرق ظاهر جدًا يا رعاك الله.
فالوجه الثالث: عَن يَعِيشَ مَولَى ابنِ الزُّبَيرِ، عَنِ الزُّبَيرِ.
والوجه الأول: عن يعيش عن مولى الزبير عن الزبير.
فهل أدركتَه الآن؟ أم ما زال يغمُّ عليكم؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 06:36]ـ
أخي الحبيب الوجه الأول هو والوجه الثالث واحد ولافرق بينهما سوى ما ذكرتُه
وقلت أنتَ أن الوجه الأول فيه عن مولى الزبير وهو ليس كذلك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 07:22]ـ
وقلت أنتَ أن الوجه الأول فيه عن مولى الزبير وهو ليس كذلك
طيب. أفهم من هذا أنك ترى أن في إسناد هذا الوجه خطأ؟
أعني إسناد ابن عبد البر: ( ... عن يعيش عن مولى الزبير عن الزبير به ... )؟
أم ماذا؟ نرجو الإيضاح يا رعاك الله.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 07:25]ـ
نعم فتح الله عليك هو ما سألتك عنه فهل أنت متأكد منه أم لا
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 08:24]ـ
نعم فتح الله عليك هو ما سألتك عنه فهل أنت متأكد منه أم لا
هكذا وقع الإسناد: (عن يعيش عن مولى الزبير عن الزبير به) عند ابن عبد البر في (طبعة الكتب العلمية) وفي (طبعة مؤسسة الريان) وفي (الطبعة المنيرية [2/ 150]).
وهكذا هو في النسخة المخطوطة التي عندي [ق 166/أ/المكتبة الأزهرية].
وخالف كل هذا: ما جاء في (طبعة دار ابن الجوزي/أبي الأشبال الزهيري) ففيها: (عن يعيش مولى للزبير عن الزبير ... )! بدون واسطة بين يعيش والزبير!
ومحقق تلك الطبعة الأخيرة: قد أثنى على تلك النسخة التي اعتمدها في تحقيقه جدًا! وقدَّمها على سائر النسخ. والأمر يحتاج مزيد بحث وتحرير.
والغريب: أن هذا المحقق الفاضل قد نص في مقدمة تحقيقه [1/ 45] على أنه سوف يذكر الفروق بين نسخته والمطبوع! فلما جاء إلى هذا الموضع لم يذكر ذلك الاختلاف السافر بين نسخته والطبعات الأخرى!؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:30]ـ
أحسنت بارك الله فيك
والأقرب والله أعلم أنه خطأ لعدم معرفة أبوزرعة والدارقطني والبزار به وعدم نسبتهم خطأ موسى إلى من دونه
وعليه يحسن التنبيه
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 10:54]ـ
والسند بالنسبة لوجود مولى الزبير فيه
قد أثبته
حرب بن شداد وتابعه علي بن المبارك و معمر وسليمان التيمي في سند غير قوي
وخالفهم هشام وشيبان في الأصح عنهما وموسى بن خلف
والقول كما تفضلتم هو قول حرب ومن معه
ويظهر لي والله أعلم أن الحديث حسن لذاته ولغيره
وجزاك الله خيرا على تخريجاتك القيمة(/)
زهور السنة /متجدد
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 02:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"
سورة آل عمران: آية رقم 102
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً
كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ
بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"
سورة النساء: آية رقم 1
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
سورة الأحزاب: آية رقم 70،71
أما بعد
فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخير
الهدي هدي محمد صلى الله
عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة
بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ثم أما بعد
أهدافنا وعملنا على مرحلتين أساسيتين
*المرحلة الأولى
تصدير المشروع بتوطئة الهدف منها
بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق
*المرحلة الثانية
~ عرض باقة من أحاديث النبي -
صلى الله عليه وسلم – إذا تيسر -
مع اشتراطنا على أنفسنا
ألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم
القرينة على ذلك
بعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج،
والتحقيق إذا كان في غير الصحيحين
~ التعرف على راوي
الحديث بإيجاز لنحيا مع عظماء الرعيل الأول
~ شرح الحديث
بالتفصيل قدر المستطاع
لنتعرف عليه من جميع جوانبه
نسأل الله الإعانة والتيسير والفتح
يتبع
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 03:01]ـ
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
توطئة
إن حفظ السنة من حفظ القرآن
قال تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
سورة الحجر / آية: 9.
فالله عز وجل قد يسَّرَ لكتابه من
الدواعي المُلزمة بحفظه،
وقدر له من الأسباب القاضية بحراسته،
مع إحاطته بعنايته وإرادته ما عصمه
الله به من الضياع والفقد، والزيادة
والنقص، والتحريف والتبديل.
*أما السنة النبوية المطهرة
فهي محفوظة في جملتها بحفظ الله
عز وجل،لم يُضِعْ منها شيء، ذلك لأن
إرادة الله سبحانه وتعالى
حفظ الذكر تقتضي أيضًا حفظ السنة،
لأنها مبينة له، ففيها شرح مقاصده،
وتفصيل مجمله، وتخصيص عمومه،
وتقييد مطلقه،والدليل على منسوخه، ......
قال تعالى:
{ ... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
سورة النحل / آية: 44
فضياع السنة إذن ـ بغير شك ـ ضياع
لجملة من الدين
وينبني على هذا انه لا يجوز لاي انسان ان يقول أن
هنالك من السنة ما قد ضاع عنا ولم يبلغنا ومن
الأحكام ما لا نعرف ويحتج بضياع
بعض كتب السنة المفقودة كمسند بقي بن مخلد مثلاً وغيره
ولقد حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة،
أن يدسوا في السنة ما ليس منها،
فحدَّثوا كذبًا على رسول الله ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ،
وتقوَّلوا عليه ما لم يقل، فوضعوا ألوفًا
من الأحاديث المكذوبة على لسانه،
ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظ
لهذه الأمة دينها،
فقيض للسنة رجالاً أفذاذًا من خيرة
المسلمين دينًا وأمانة وكفاءة، فوضعوا
أدق المناهج العلمية وأعظم القواعد
النقدية التي يتميز بها الحديث
الصحيح من غيره،
ثم عكف هؤلاء الأئمة الأفذاذ على جمع
الحديث وطلب أسانيده، وقاموا بتدوينه،
ونقد رجاله، وتمحيص متونه،
وأقاموا صرحًا شاهقًا من العلوم
والمؤلفات الحديثية،
فألَّفوا في صحيحه، وضعيفه، وعلله،
ورجاله، وطبقات رواته، وسائر
فنونه التي تُيَسِّر للباحث التمييز
بين ما يصح نسبته إلى النبي ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ وما لا يصح
نسبته إليه.
والناظر بعين الإنصاف إلى هذه المؤلفات
الكثيرة القيمة ـ في فنون الحديث
وعلومه ـ يدرك أنه لم يتوفر لشيء
من الكتب على وجه الأرض بعد كتاب
الله عز وجل ما توفر للسنة النبوية
من منهج دقيق، وتطبيق واع، وصدقٍ
بالغ، وإتقان كامل، وحرص شديد
على حفظها وصيانتها 0
ولا يفوتني عندئذ أن أنبه على
ضرورة أن يتحرى
المسلمون في رواية الحديث والاستشهاد
به، أو استخدامه في الوعظ والتعليم،
وغير ذلك،
فلا يذكروا على لسان النبي ـ صلى الله
عليه وعلى آله وسلم ـ
إلا ما يستوثقون من قبوله وعدم رده،
ويتأكدون من توثيق أهل العلم لإسناده.
.............................. ........
أصل المعلومة مقتبس من
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج: 1 / ص: 10. إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف
يُتْبَع(/)
أيهم أصح في حديث المختلعة , هل هي جميلة بنت السلول أم حبيبة بنت سهل؟؟؟
ـ[فدوه]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفسار قد اختلط عليَّ الأمر , فيما يتعلق بواقعة المختلعة , هل هي جميلة بنت السلول , أم حبيبة بنت سهل
أم أن الواقعتين مختلفتين؟؟ لكن مسمى الزوج واحد؟! وهذا ما سبب لي الخلط!.
وقد ذكر البيهقي الروايتين
الرواية الأولى ( ... عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته عن حبيبة بنت سهل أنها أخبرتها: أنها كانت عند ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذه فقالت أنا حبيبة بنت سهل فقال ما شأنك فقالت لا أنا ولا ثابت لزوجها فلما جاء ثابت بن قيس قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر فقالت حبيبة يا رسول الله كل ما أعطاني عندي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لثابت بن قيس خذ منها فأخذ منها وجلست في أهلها
عند البيهقي في السنن الكبرى (7/ 312)
والرواية الثانية ( ... عن بن عباس: أن جميلة بنت السلول أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت بأبي أنت وأمي ما أعتب على ثابت بن قيس بن شماس في خلق ولا دين ولكني لا أطيقه بغضا وأكره الكفر في الإسلام فقال أتردين عليه حديقته قالت نعم فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأخذ منها ما ساق إليها ولا يزداد كذا
البيهقي في السنن الكبري (7/ 313)
لدى أرجو التوضيح وشكراً جزيلاً,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 10:30]ـ
باختصار شديد
الصحيح أنها جملية بنت سهل وهي بنت سلول أيضا
وإن كان سند حديث ذكر حبيبة أصح
فلعله تصحيف أولقب
وانظري فتح الباري وذكر الإختلاف في اسمها وفي حديثها
والله تعالى أعلم(/)
اجيبو يا اهل الاختصاص
ـ[ابوبكرطهماس]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 09:54]ـ
يا عباد الله! ما حكم سكوت البخار ي هل هو الراوي ثقة ام لا
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الالباني رحمه الله في سلسلة الاحاديث الضعيفة في رده على الامام المنذري (ان سكوت البخاري توثيق للراوي) ,ان هذا مردود فقال:
من الممكن ان يكون سكوت البخاري عنه لا لكونه ثقة عنده بل لامر آخر كان يكون غير مستحضر حين كتابته حال الراوي والا تناقض توثيقه المظنون مع جرحه المقطوع فقد وجدت عديدا من الرواة جرحهم في كتابه (الضعفاء الصغير) ومع ذلك سكت عنهم في (التاريخ الكبير) اه والله أعلم
ـ[ابوبكرطهماس]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 01:27]ـ
السلام عليكم يا اخي ذكرت هذا القول للشيخ الالباني فقد وجدت عديدا من الرواة جرحهم في كتابه (الضعفاء الصغير) ومع ذلك سكت عنهم في (التاريخ الكبير) قلت بين انت ووضح انت بالمثال
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 10:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الالباني رحمه الله ناقلا عن كتاب (التاريخ الكبير) قال:
فهذا مثلا في المجلد الذي بين يدي أورد فيه (106:2:4) "نصر بن حماد الوراق, أبو الحارث البجلي عن الربيع بن صبيح" وسكت عنه مع أنه أورده في كتاب (الضعفاء) وقال ص35 "يتكلمون فيه" والله أعلم.
ـ[ابوبكرطهماس]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:02]ـ
شكرا جزيلا يا اخي الحبيب(/)
اين اجد كتب ومصادر حول التشدد والتساهل في الجرح والتعديل
ـ[يحيى الناصري]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 10:07]ـ
ارجو من إخواني في هذا المنتدى المبارك ان يزودوني بمصادر وكتب او مقالات لها مدخلية في التشدد والتساهل والاعتدال في الجرح والتعديل؛ وذلك لاني اريد ان اكتب رسالة علمية في هذا الباب، واسأل الله تعالى التوفيق للجميع ...
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 04:17]ـ
تفضل اخي,,
هذه بعض البحوث:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=1887
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=5008
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=6747
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=4176
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=3892
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2090
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2067
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=1983
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=1834
وعلى هذا الموقع تجد:
http://www.waqfeya.com/index.php
السلسبيل في شرح ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل
ضوابط الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي
منهج الإمام أحمد في التعليل وأثره في الجرح والتعديل
شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل
خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل
منهج الإمام أبي عبد الرحمن النسائي في الجرح والتعديل
وغيره, ... والتوفيق
ـ[يحيى الناصري]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:23]ـ
شكرا لأخي بسام الحربي، ووفقك الله لكل خير ونفع بك ...
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:53]ـ
أضيف الرسائل التالية:
1. قرائن ترجيح التعديل والتجريح لـ أ. د. عبد العزيز اللحيدان أستاذ الدراسات العليا في السنة وعلومها بجامعة الإمام بالرياض
2. الجرح والتعديل للشيخ علي العويشز رسالة ماجستير بإشراف الشيخ د. علي الصياح
3. دراسات في الجرح والتعديل لـ د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي أستاذ الحديث وعميد كلية الحديث سابقا بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية
ويمكنك الاطلاع على مراجع هذه الرسائل.
ويوجد في ملتقى اهل الحديث سؤال قريب من سؤالك هذا فلعلك ترجع إليه
ـ[يحيى الناصري]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 02:45]ـ
شكرا جزيلاً وبوركت ياأخي ...(/)
اقتراح عنوان رسالة دكتوراه في علوم الحديث
ـ[الطالب المحب للعلم الشرعي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله انا كملت الماجستير في اصول الدين قسم علوم الحديث وكان عنوان رسالتي مرويات الامام ابان بن يزيد في الكتب التسعه (دراسه تحليليه) وانا انوي ان اكمل الدكتوراه فماذا تقترحون عليه في اختيار موضوع لهذه الرساله في هذا التخصص وان يكون هذا الموضوع غيرمدروسا ولكم مني كل الحب والتقدير
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 04:07]ـ
زوائد مسند الروياني على الكتب الستة
أو
زوائد احاديث ابن ابي الدنيا على الكتب الستة
أو
ترتيب احاديث معجم من المعاجم _ المعروفة _ على الابواب الفقهيه
ـ[الطالب المحب للعلم الشرعي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 07:49]ـ
مشكور اخوي بسام على هذه المواضيع وانا اختار منها زوائد احاديث ابن ابي الدنيا على الكتب الستة
اخوي هل هناك خطه لهذا الموضوع المعتمد في هذه الرساله ومن اين احصل على المصادر على الانترنت
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 08:09]ـ
حياك اخي
هذه بعض الكتاب,, اقرءها ثم نرى بعد ذلك
ابن ابي الدنيا ومصنفاته المطبوعة عرض ونقد
http://www.archive.org/download/waq44460/44460.pdf
1- فهرس الأحاديث التي رواها ابن أبي الدنيا في كتبه، تأليف محمد خير رمضان.
http://www.archive.org/download/waq25707/25707.pdf
والاخر لم أجده_مصورا_ على الشبكة, واسمه:
- التذكرة المشفوعة بأطراف الأحاديث المرفوعة في كتب ابن أبي الدنيا المطبوعة، تأليف بدر الأحمدي
وأن لم يكن كافيا ما في ((مقدمة)) هذه الكتب, إن شاء الله آتيك بما في الشبكة من كتب ابن ابي الدنيا بفضل الله ثم بجهود أخواننا هنا لاتقلق,,
والتوفيق وقصدت المقدمة لكي تتعرف على المنهجية وايضا كم هي احاديثه ومؤلفتاه والى غير ذلك ...
ـ[الموصلي الشامي أتشرف]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 08:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أسأل الله لك التوفيق والسداد والتوحيد والخير الذي يريده الله لك
يكفون الإخوة الطيبين الذين إقترحوا عليك هذه المواضيع المباركة.
وفقكم الله لخدمة دينه وسدد خطاكم على منهاج القرآن والسنة.
أبو أسماء الموصلي الشامي
ـ[الطالب المحب للعلم الشرعي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:50]ـ
مشكور اخوي بسام على المتابعه هل سيكون موضوع زوائد احاديث ابن ابي الدنيا على الكتب الستة دراسه موضوعيه ام تحليليه ارجو بيان ذلك من فضلك(/)
هل أرضعت أم سلمة الحسن البصري؟
ـ[عبد الحق الشافعي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 02:58]ـ
أرجو ممن عنده علم بهذه المسألة أن يجيب: هل أرضعت أم سلمة الحسن البصري؟
أرجو الإفادة.
ـ[عبدالله الرباحي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 11:13]ـ
هذا أمر مذكور في ترجمة الحسن رحمه الله من كتب الرجال وهو مسند عند أبي نعيم في الحلية ولم أجد من تكلم عليه صحة وضعفا
وإن كان إيراد العلماء له وعدم نقده يعتبر مقويا له كابن حجر في التهذيب والذهبي في السير(/)
أريد شرحا لمنتقى بن الجارود
ـ[ابو عبد الاله]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 03:04]ـ
هل يوجد كتاب قام بشرح منتقى بن الجارود
وهل يوجد على الشبكة(/)
تابعوا معنا تفريغ كتاب لؤلؤ الأصداف بترتيب المنتقي علي الأطراف للشيخ أبي إسحاق الحو
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 03:11]ـ
لؤلؤالأصداف
بترتيب المنتقى على الأطراف
صنعة
أبي إسحاق الحويني
السفرالأول
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِالْلَّهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا. مَنْ يَهْدِ الْلَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ الْلَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَا الَلّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمّدَا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
) يَا أََيُّهَا الَّذينَ آمَنوا اتَّقُوا اللهَ حقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (
(آل عمران 102)
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) (سورة النساء.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) (سورة الأحزاب.
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ الْلَّهِ تَعَالَىْ , وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ r وَشَرِّ الْأُمُورَ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلْ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ , وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلَالَةٌ، وَكُلْ ضَلَالَةٌ فِيْ الْنَّارِ.
فَقَدْ كَانَتْ لِيَ عِنَايَةٍ فِيْ مَطْلَعِ شَبَابِيْ بِكِتَابٍ " الْمُنْتَقَى " لِابْنِ الْجَارُوْدِ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ، فَظَفِرَتْ بِمَطُبُوعَتِهُ الَّتِيْ طُبِعَتْ فِيْ مَطْبَعَةِ الْفَجَّالَة الْجَدِيْدَةٍ
فِى عَامِ (1382هـ – 1963م) بِتَحْقِيْقِ الْسَّيِّدِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الْيَمَانِيِّ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ، فَرَأَيْتُهُ عَلَىَ قِلَّةِ أَحَادِيْثِهِ كِتَابا مُمْتِعَا، وَكَانَ كَمَا قَالَ فِيْهِ الْذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ: " لَا يُنْزِلُ فِيْهِ عَنْ رُتْبَةِ الْحُسْنِ أَبَدا، إِلَا فِيْ الْنَّادِرِ فِيْ أَحَادِيْثَ يَخْتَلِفُ فِيْهَا الْنُّقَّادِ".
فَتَعَلَّقَ قَلْبِيْ بِهِ، وَبَدَا لِيَ أَنْ أُخَرِّجَ أَحَادِيْثِهِ، وأُمَيِّزُ صَحِيْحِهِ مِنْ ضَعِيِفِهِ، فَبَدَأَتْ فِيْ ذَلِكَ عَامٌ (1402هِـ) وَكَانَتْ الْبِدَايَةِ ضَعِيْفَةً جَدَّا، فَقَدْ كُنْتَ فَقِيْرَاً آنَذَاكَ، وَلَا أَعْرِفُ مَنْ الْكُتُبِ إِلَا أَسْمَاءَهَا، فَذَهَبْتُ إِلَىَ مَكْتَبَةُ كُلِّيَّةِ أُصُوْلِ الْدِّيْنِ بِالْقَاهِرَةِ، فَوَجَدْتُ مَكَانْاً لِلْمُطَالَعَةِ مُنْفصّلاً عَنْ الْمَكْتَبَةُ، فَطَلَبَتُ مِنْ أَمِيْنِ الْمَكْتَبَةُ أَنْ يَسْمَحَ لِيَ بِدُخُوْلِ الْمَكْتَبَة لِيَتَسَنَّى لِيَ أَنْ أُخَرِّجَ بَعْضَ الْأَحَادِيْثِ،وَهَذَا يَتَطَلَّبُ الْنَظْرَ فِيْ كُتُبِ الْأَسَانِيْدِ وَالْرِّجَالُ، فَقَالَ لِي: هَذَا مَمْنُوْعٌ، وَلَكِنْ أَطْلُبُ الْكِتَابَ الَّذِيْ تُرِيْدُهُ , آَتِيْكَ بِهِ فِي غُرْفَةِ الْمُطَالَعَةِ، فَأَفْهَمْتُهُ أَن هَذَا مُسْتَحِيْلٌ وَلَابُدَّ مِنْ الْبَحْثِ بِنَفْسِي , وَالْنَّظَرَ فِىْ الْكُتُبِ،وَهِيَ مَعَ كَثْرَتِهَا، فَأَنَا لَا أَدْرِي أَيُوَجَدُ الْحَدِيْثُ الَّذِي أُرِيْدُ أَنْ أُخَرِّجَهُ فِيْهَا أَمْ لَا؟ ثُمَّ لَوْ وَجَدْتُ الْحَدِيْثَ، فَهَذَا يَتَطَلَّبُ الْنَّظَرِ فِىْ كُتُبِ الْرِّجَالِ، وَأَسَّمَاءُ الْرِّجَالِ كَثِيْرَةً فَرُبَّمَا احْتَجَّتُ الْكِتَابَ كُلَّه لِلْنَّظَرِ فِيْ سَنَدٍ وَاحِدٍ،فَقَدْ يَكُوْنُ أَحَدُ رُوَاةِ الْإِسْنَادِ يَبْدَأُ اسْمُهُ بِحَرْفِ الْأَلِفِ،وَشَيْخُهُ بِحَرْفِ الْيَاءِ،وَشَيْخِ شَيْخِهِ بِحَرْفٍ الْمِيْمِ وَهَكَذَا،وَتَطْلُبَ هَذَا الْشَّرْحُ مِنِّي وَقتَا طَوَيْلَاً،وَصَبْرَاً
(يُتْبَعُ)
(/)
جَمِيْلَاٍ كَأَنَّنِي أَسْتَخْرِجُ الْحَيَّةَ مِنْ جُحْرِهَا.فَقَالَ لِي:مَعَ تَقْدِيْرِي لما تَقُولُ فَإِنَّ اللَّوَائِحَ تَمْنَعُ ذَلِكَ. فَأَفْهَمْتُهُ أَنَّنِي جِئْتُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيْدٍ وَيَتَعَذَّرُ عَلَيَّ أَنْ آتِيَ كُلَُّ يَوْمٍ: إِمَّا لِفَقْرِي، وإِمَّا لِإنْشِغَالِي بِكَسْبِ قُوَّتِي، وَأَنَا طَالِبُ عِلْمٍ فَيَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُسَاعِدَنِي، وَعَبَثَاً حَاوَلْتُ, وَصَارَتْ الْمَسْأَلَةُ بَيْنِيْ وَبَيْنَهُ أَعْقَدُ مِنْ ذنَبِ الضَّبِّ. فَقُلْتُ: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَلَكِنَّكَ لَنْ تَتَحَمَّلْنِي. فَلَمْ يَرُدْ. فَقُلْتُ مُخْتَبِرَاً دَعْوَاهُ: ائْتِنِي بِالْمُعْجَمُ الْمُفَهْرِسِ لَأَلْفَاظِ الْحَدِيْثِ، وَبِالْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَتُحْفَةِ الْأَشْرَافِ وَتَهْذِيْبِ الْتَّهْذِيبِ. فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا مِنِّي فَغَرَ فَاهُ، وَقَالَ مُسْتَهْجِنَا طَلَبِيْ: نَعَمْ يَا أُسْتَاذُ؟! أَتُرِيْدُ هَذَا كُلَِّّهُ، اللَّوَائِحُ تَقُولُ: كِتَابٌ وَاحِدٌ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ مِنْهُ أَتَيْتُكَ بِغَيْرِهِ، فَحَاوَلْتُ أَنْ افْهِمَْهُ أَنَّ هَذَا مُتَعَذَّرٌ جَدَّا، فَقَالَ لِي: اللَّوَائِحُ يَا أُسْتَاذُ! فَتَرَكْتُ الْمَكَانَ وَرَأْسِي تَغْلِي مِنْ الْغَيْظِ، ... وَبَعْدَ أَنْ سَكَتَ غَضَبِي قُلْتُ لِنَفْسِي: فَلأُحاوِل غَدَاً وَ رُبَّمَا وجدَتُ مُوَظَّفاً آخَر يَكُوْنُ أَهْدَىَ سَبِيْلاً مِنْ "صَاحِبِ اللَّوَائِحَ " فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ ذَهَبَتُ إِلَى الْمَكْتَبَةِ فَوَجَدْتُ نَفْسَ الْمُوَظَّفِ، فَانْكَسَرَتْ نَفْسِي، وَهَمَمْتُ أَنْ أُغَادِرَ الْمَكَانِ، وَلَكِنَّنِيْ تَصَبَّرْتُ، وَتَذَكَّرْتُ الْحِكَايَاتِ الَّتِي قَرَأْتُهَا فِيْ تََرَاجِمِ الْعُلَمَاءِ عَنْ الْذِّل فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، وَمَا حَدَثَ لِهَؤُلَاءِ الْسَّادَةِ النُّّجَبَاءِ، وَقُلْتُ لِنَفْسِي:لَسْتُ أَفْضَلْ مِنْ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ، ثُمَّ إِنَّ الْذُّلَّ إِذَا اقْتَرَنَ بِالْحُبِّ صَارَ لَذَةً، فَجَرِّبْ حَظِّكَ مَعَ هَذَا الْمُوَظَّفِ مُرَّةً أُخْرَى لَعَلَّ قَلْبَهُ يَرقُّ لَكَ. فَلَمَّا اتَّجَهَتُ إِلَيْهِ غَادَرَ قَاعَةَ الْمُطَالَعَةِ وَدَخَلَ الْمَكْتَبَةَ، فَجَلَسْتُ فِيْ انْتِظَارِ خُرُوْجِهِ فَلَمْ يَخْرُجُ،وَطَالَ الْوَقْتُ، فَوَقَفْتُ عَلَىَ بَابِ الْمَكْتَبَةِ وَنَادَيْتُهُ، فَجَاءَنِي، فَقُلْتُ لَهُ: أُرِيْدُ أَنْ أَتَحَدَّثَ مَعَكَ بِصِفَتِكَ أَخِي الْأَكْبَر فَجَلَسَ , فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ كَلَامِي بِالْأَمْسِ، وَحَكَيْتُ لَهُ بَعْضُ ظُرُوْفِي الْخَاصَّة، وَالَّتِي كَانَتْ تُبْكِي أَيّ إِنْسَانٍ يَسْتَمِعُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ مِنْ كَلَامِي فُوُجِئْتُ بِأَنَّ قَلْبَهُ رَقّ لِي، فَكِدْتُ أَنْ أُقَبِّل يَدَهُ،وَلَكِنِّي تَمَالَكْتُ نَفْسِي،وَصِرْتُ أَذْهَبُ مَرَّتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فِي الْأُسْبُوْعِ لَأُخَرِّجَ أَحَادِيْثَ " الْمُنْتَقَى " وَ ثُمَّ وَسّعَ الْلَّهُ عَلَيّ، وَعَرَّفَنِي أَحَدُ إِخْوَانِي عَلَى مَكْتَبَة أُسْتَاذِنَا الْشَّيْخِ حَامِدٍ بِنُ إِبْرَاهِيْمَ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى،وَالَّتِي سَمَّاهَا:
" مَكْتَبَة الْمُصْطَفَى "، فَوَجَدْتُ هُنَاكَ بُغْيَتِي، وَصِرْتُ حَرّا، أُطَالِعُ مَا شِئْتُ مِنْ الْكُتُبِ، وَأَسْأَلُ أُسْتَاذُنَا عَنْ الْكُتُبِ الَّتِيْ تَصْلُحُ لَبَحْثِ مَسْأَلَةٍ مَا، فَيُرْشَدُنِي بِصَبْرٍ وَأَدَبٍ جَمَّ،وَرَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى وَبَارَكَ فِيْ ذُرِّيَّتِهِ، فَكَانَ مِنَ نَتِيْجَةِ هَذِهِ الْمُثَابَرَةِ تَخْرِيجِي لَكِتَابِ " الْمُنْتَقَى " وَالَّذِي سَمَّيْتُهُ: " غَوْثُ الْمَكْدُودِ بِتَخْرِيْجِ مُنْتَقَى ابْنُ الْجَارُوْدِ " وَطُبِعَ فِيْ ثَلَاثَةِ أَجْزَاءِ سُنَّةَ (1408هـ) فَالَّذِي يَنْظُرُ فِيْ تَخْرِيْجِ هَذَا الْكِتَابِ مَعَ مَا حَكَيْتُهُ، يَعْلَمُ مَا كَابَدَتْهُ فِيْ هَذَا الْتَّخْرِيْجِ آَنَذَاكَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ بَعْضُ مُلَاحَظَاتٍ عِلْمِيّةٍ، إِمَّا لٍقِلَّةِ مَرَاجِعيِ، أَوْ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِحَدَاثَةِ سِنِّي فِيْ هَذَا الْفَنِّ، وَقَدْ تَلَافَيْتُ هَذَا - إِلَا مَا شَاءَ الْلَّهُ تَعَالَىْ - فِيْ تَخْرِيْجِي الْمُوسَّعِ، وَالَّذِي سَأَذْكُرُهُ قَرِيْبَا إِنْ شَاءَ الْلَّهُ تَعَالَى. وَقَدْ اعْتُمِدَتُ عَلَىَ طَبْعَة الْسَّيِّدُ الْيَمَانِيِّ فِي إِثْبَاتِ نَصَّ الْكِتَابِ. فَلَمَّا طَبَعَ " غَوْثَ الْمَكْدُودَ " رَأَيْتُ فِيْهِ تَصْحِيفاتِ كَثِيْرَةً، وَأَغَلاطا فَاحِشَةً شَرَحْتُ بَعْضُهَا فِيْ مُقَدِّمَةِ تَحْقِيْقِيْ لَكِتَابٌ "الْمُنْتَقَى "، وَكُنْتُ أَتَمَنَّىْ أَنْ أَظْفَرَ بِالْأَصْلِ الْمَخْطُوْطِ، وَأَسْأُل عَنْهُ كُلَّ مَنْ لَقِيْتُ، حَتَّىَ يَسَّرَ الْلَّهُ تَعَالَىْ لِيَ ذَلِكَ سُنَّةٌ (1427هِـ) وَأَنَا فِيْ دَوْلَةً الْبَحْرَيْنِ لِلْتَّدْرِيسِ فِيْ بَعْضِ الْدَّوْرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ، فَأَتْحِفْنِي الْأَخُ خَالِد الْأَنْصَارِيِّ جَزَاهُ الْلَّهُ خَيْرَا بِهَذَا الْأَصْلِ الْنَّفِيْسَ، فَلَمَّا عُدْتُ إِلَىَ بَلَدِي،شَرُعت فِي تَحْقِيْقِ الْكِتَابِ عَلَىَ أَصْلِهِ وَ وَقَدْ طُبِعَ هَذَا الْتَّحْقِيْقِ، وَلَكِنْ وَقَعَ فِيْ الْطَّبْعَةِ سَقَطَ وَتَحْرِيفٌ اسْتَدَرْكَتْهُ، وَسَيَكُوْنُ فِيْ الْطَّبْعَةِ الْثَّانِيَةِ لِلْكِتَابِ إِنَّ شَاءَ الْلَّهُ تَعَالَى.
وَكُنْتُ شُرِعَتْ مُنْذُ مُدَّةٍ فِيْ تَخْرِيْجِ أَحَادِيْثِ " الْمُنْتَقَى " تَخْرِيجَاً مُُوَسَّعا عَلَىَ طَرِيْقَتِي فِيْ " بَذْلِ الْإِحْسَانِ “، " وَتَسْلِيَة الْكَظِيمِ " وَأَضَفْتُ إِلَىَ ذَلِكَ الْمَبَاحِثَ الْفِقْهِيَّةَ عَلَى طَرِيقَةِ الْعِرَاقِيَّ وَابْنِهِ فِي " طُرِحِ الْتَّثْرِيبِ " وَسَمَّيْتُهُ " تَعِلَّةُ الْمَفْؤُودِ بِشَرْحِ مُنْتَقَى ابْنِ الْجَارُوْدِ " وَ أَمَّا الْمَبَاحِثُ الْفِقْهِيَّةُ فَقَدْ وَصَلْتُ فِيْهَا إِلَىَ أَثْنَاءِ " كِتَابِ الصَّلَاةِ "، ثُمَّ تَوَقَّفَ عَمَلِي لِكَثْرَةِ مَشَاغِلِي،فَخِفْتُ أَنْ يُدْرِكَنِيَ الْمَوْتُ, وَيَضِيعُ تَخْرِيجِي لِلْكِتَابِ، فَبَدَا لِي أَنْ أَطْبَعَ الْتَّخْرِيْجَ مُسْتَقِلاً، ثُمَّ أُتَابِعُ شَرْحِيَ لِلْكِتَابِ، فَأَنَا أَعُدُّ الْعِدَّةَ لِنَشْرِ هَذَا الْتَّخْرِيجِ الَّذِيْ سَميْتُهُ: " عِدَّةُ أَهْلِ التُّقَى بِتَخْرِيجِ أَحَادِيْثِ الْمُنْتَقَى" وَكُنْتُ احْتَاجُ إِلَى الْنَّظَرِ فِيْ أَسَانِيدِ " الْمُنْتَقَى " فَيَذْهَبُ جُهْدِي أَحْيَانَا سُدَىً، فَأنَشْرَحَ صَدْرِي إِلَىَ تَرْتيبِ هَذَا الْكِتَابِ الْجَلِيْلِ عَلَى الْأَطْرَافِ، عَلَىَ طَرِيْقَةِ الْمَزىِّ
رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى فِي " تُحْفَةِ الْأَشْرَافِ " فَكَانَ مِنَ بَرَكَاتِ الْهِمَّةِ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالَّذِي سَمَّيْتُهُ " لُؤْلُؤُ الْأَصْدَافِ بِتَرْتِيْبِ الْمُنْتَقَى عَلَىَ الْأَطْرَافِ"،وَبَعْدَ مَا رَتَّبْتُهُ رَاجَعْتُ عَمَلِي مَعَ عَمَلِ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَى فِي" إِتْحَافُ الْمَهَرَةِ بِأَطْرَافِ الْعَشَرَةِ " وَكَانَ كِتَابُ " الْمُنْتَقَى " أَحَدَهَا فَوَجَدْتُ الْحَافِظُ فَاتَتْهُ جُمْلَةٌ وَفِيْرَةٌ مِنْ أَحَادِيْثِ الْكِتَابِ نَبَّهْتُ عَلَيْهَا فِيْ مَوَاضِعِهَا،وَوَجَدْتُ تَغَايِراً فِيْ بَعْضِ الْأَسَانِيْدِ بَيْنَ كِتَابِيِ وَكِتَاب الْحَافِظُ , فَحَرَّرْتُ هَذِهِ الْمَوَاضِعَ بِاخْتِصَارٍ يُنَاسِبُ طَرِيقَتِي فِي الْكِتَابِ وَ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ هَذَا الْكِتَابُ خَالِيَاً مِنْ الْأَغْلَاطِ , إِلَا مَا كَتَبَ عَلَىَ ابْنِ آَدَمَ مِنْ الْخَطَأِ وَالْنِّسْيَانِ، وَاللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَسْأَلُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ كَاتِبَهُ. وَالْنَّاظِرُ فِيْهِ يَوْمَ تَكُوْنُ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِيْنَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَوَّلَا وَآَخِرَا , وَظَاهِرَا وَبَاطِنَا.
وَكُتُبِهِ: أَبُوْ اسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ
حَامِدَا لِلَّهِ تَعَالَىْ وَمُصَلِّيا عَلَىَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ
وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ
غُرَّةٌ ذِيْ الْحِجَّةِ سَنَةَ / 1429هـ
دِيْسَمْبَر سُنَّةَ / 2008م(/)
هل توثق روايات ابن معين عند العلماء .. ومامكانته بين المحدثين؟
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توثق روايات ابن معين عند العلماء؟؟؟ وما مكانته بين المحدثين؟؟
لان هناك من يقول ان الامام ابن معين من المعلوم انه كان ينتقي الاحاديث عن شيوخه
ذكر السخاوي في " فتح المغيث " (ومن كثر غلطه من المحدثين ولم يكن له اصل كتاب صحيح لم يقبل حديثه .. ) انتهى
يقول الامام العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته (وعادة ابن معين في الرواة الذين ادركهم انه اذا اعجبته هيئة الشيخ يسمع منه جملة من احاديثه فإذا رأى احاديث مستقيمة ظن ان ذلك شأنه فوثقه وقد كانوا يتقونه ويخافونه. فقد يكون احدهم ممن يخلط عمدا ولكنه استقبل ابن معين بأحاديث مستقيمة ولما بعد عنه خلط , فإذا وجدنا ممن ادركه استقبل ابن معين من الرواة من وثقة ابن معين وكذبه الاكثرون او طعنوا فيه طعنا شديدا. فالظاهر انه من هذا الضرب فإنما يزيده توثيق ابن معين وهنا) انتهى كلامه. وهذه من قواعد المعلمي في علم الجرح والتعديل. انظر التنكيل ..
في ذلك تناقض ليت من عنده علم ان يفيدني
والله من وراء القصد وهو العالم
اختكم في الله:طالبة فقة
المملكة العربية السعودية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 05:53]ـ
ياليت من يفيدني
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 06:37]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن يحيى، فقال: إمام , وقال النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث ثقة مأمون.أظن هذا يكفي للإجابة عن الشق الأول ولا يُسأل عن مثله. وأما كلمة المعلمي فمراده ما ينقل عنه من تعارض بين الجرح والتعديل فاجتهد الشيخ في بيان السبب ,وهو أن ابن معين كان مُهاباً فإذا نزل مدينة استعد له رواتها احترازاً من دقته فلم يكن يجامل أحداً ولا يستحيي أن يتهمه في وجهه ,فإذا أسقط أحدهم احترق ونفقت بضاعته من الأحاديث, فماذا يصنع الراوي؟! ينتقي أجود ما عنده فيحدثه به, فيحكم ابن معين بناء على ما سمع, ثم إذا تبين له خلاف ذلك حكم بخلاف الأول, فيظن من لا يعرف الأمر أنه من التناقض في منهجه, وقد لايكون تعارضا أصلا
بأن يكون التوثيق نسبياً في أحد الروايتين وفي الثاني حكما عاماً, وربما وثق فلانا فحكي له إنه يحدث بكذا وكذا فيقول: إن كان حدث بهذا فليس بثقة
والله أعلم
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
ومثل ابن معين يسئل عنه؟؟؟ وابن معين يُسأل عن الرواة كلهم؟ وأقواله الفصل في الرواة: بألخص عبارة وألطف إشارة.
وقد شرب الذهبي ماء زمزم ليصل إلي علم ابن معين في الرجال!
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 05:09]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
ما معنى فلان قرا كذا
ـ[عبدالحميد القناوى]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ///مشايخى الاجلاء
ما معنى فلان قرا كذا عرضا على فلان
اريد ان افهم ما معنى عرضا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 07:30]ـ
العرض= القراءة على الشيخ، وهي من طرق تحمّل الحديث المتفق عليها
فإذا قرأت حديثا على الشيخ من أحاديثه, فقد عرضته عليه ,فجاز لك أن تقول: أخبرني, عند جماعة
أو قرأت ,أوحدثني عرضاً ,قال الحافظ أبو جعفر بن حمدان:إذا قال البخاري: "وقال لي فلان" فهو مما سمعه عرضاً ومناولة(/)
ماصحة حديث (من قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس ............... الحديث)
ـ[عبدالرحمن حمزة]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 02:30]ـ
أرجو من الإخوة الكرام تخريج الحديث بتوسع وجزاكم الله خيرا؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 05:48]ـ
هذا أحد التخريجات الموسعة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109766
ـ[عبدالرحمن حمزة]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيك يا أخ محمد ورفع الله قدرك على هذه الإحالة المليئة، وأتمنى أن يكون بيننا لقاء أكثر من هذا في الردود.
نفع الله بك يالغالي؟(/)
"فائدة " ... تتعلق بحديث الرضراض عن ابن مسعود -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 06:37]ـ
فائدة تتعلق بحديث الرضراض
وان الحكم على بعض الزيادات في الأسانيد ليس الحكم فيه للأكثر دائما
قال الشيخ الدكتور / خالدمحمود الحائك حفظه الله
في موقعه
ما نصه.
قاعدة في العِلل
. بقلم: أبي صهيب الحايك.
لا شك أن من أهم قواعد الحكم على بعض الزيادات في الأسانيد هو الحكم للأكثر، فإذا اختلف بعض الرواة على شيخٍ من الشيوخ؛ فزاد بعضهم؛ فإن الأئمة النقاد يعلون الزيادة إذا روى الأكثرية الحديث دون الزيادة في الإسناد.
وهذه القاعدة أصيلة في علم العلل، وعليها يمشي الكثير من النقاد، لكن لكلّ قاعدة شواذ، وقد تنخرم هذه القاعدة بوجود بعض القرائن التي تجعلنا لا نحكم للأكثرية، وخاصة إذا كان الاختلاف من الراوي نفسه، والحكم بخلاف هذه القاعدة يحتاج إلى دقة نظر من النقاد إذا ظهرت له قرائن تؤيد ما يذهب إليه.
ومن أمثلة ذلك:
سُئِل الدارقطني في ((العلل)) (5/ 235) عن حديث الرَضراض بن أسعد عن ابن مسعود: ((كنا نسلم على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة))؟ فقال: "هذا حديثٌ يرويه مطرف بن طريف الحارثي، واختلف عنه: فرواه محمد بن فضيل وأسباط بن محمد وجرير بن عبدالحميد وغيرهم، عن مطرف عن أبي الجهم سليمان بن الجهم عن الرضراض عن عبدالله بن مسعود. ورواه أبو كدينة يحيى بن المهلب عن مطرف عن أبي الجهم عن الرضراض قال: حدثني قيس بن ثعلبة، عن ابن مسعود. وذكر علي بن المديني هذا الحديث في ((المسند)) فقال: كنت أحسبه متصلاً حتى رأيت أبا كدينة رواه عن مطرف فأدخل بين الرضراض وبين ابن مسعود رجلاً يقال له: قيس بن ثعلبة، وقيس هذا غير معروف! وهذا القول وهم من أبي كدينة! والصحيح قول من قال: عن الرضراض عن ابن مسعود. وبيّن أبو حمزة السكري في روايته عن مطرف بهذا الحديث فقال: عن أبي الجهم عن الرضراض رجلٌ من بني قيس بن ثعلبة عن ابن مسعود، والقول قول أبي حمزة بمتابعة من قدمت ذكرهم عن مطرف. وروى هذا الحديث قبيصة بن الليث الأسدي عن مطرف عن الشعبي عن الرضراض عن ابن مسعود، ووهم في ذكر الشعبي. والصحيح عن مطرف عن أبي الجهم، والله أعلم".
قلت: بينّ الدارقطني مدار الحديث وهو: مطرف بن طريف الحارثي، ورواه عنه جماعة، منهم: محمد بن فضيل وأسباط بن محمد وجرير بن عبدالحميد عن مطرف عن أبي الجهم سليمان بن الجهم عن الرضراض عن عبدالله بن مسعود.
وخالفهم أبو كُدينة يحيى بن المهلب فرواه عن مطرف عن أبي الجهم عن الرضراض، قال: حدثني قيس بن ثعلبة، عن ابن مسعود.
فزاد أبو كدينة فيه ((قيس بن ثعلبة)) وخالف الجماعة!
فرجّح الدارقطني رواية الجماعة لأمرين:
1 - أنهم أكثرية واتفقوا على عدم الزيادة.
2 - أن أبا حمزة السكري رواه عن مطرف فقال: عن أبي الجهم عن الرضراض رجلٌ من بني قيس بن ثعلبة عن ابن مسعود.
ومشياً مع قواعد أهل الصنعة فإن تعليل الدارقطني صحيح. ولكن وجدت قرائن تدل على أن ترجيحه مرجوح، وأن الزيادة صحيحة، وهذا ما يؤيده كلام ابن المديني إلا أنه قال بأن قيس هذا غير معروف!
قلت: قيس بن ثعلبة هذا هو التابعي الثقة المعروف أبو عياض صاحب ابن مسعود وعليّ، وهو الذي روى عنه مجاهد في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
قال البخاري في ((التاريخ الأوسط)) (ص122): "قال لي عليّ: إن يكن اسم أبي عياض قيس بن ثعلبة فلا أدري! " وقال غيره: "عمرو بن الأسود".
قال البخاري: حدثني إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا أحمد -أراه ابن بشير- قال: أخبرنا مسعر، عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، قال: "حدثنا أبو عياض في خلافة معاوية".
وقال في ((التاريخ الكبير)) (7/ 150): "قيس بن ثعلبة. قال علي: أراه أبا عياض. وقال غيره: اسم أبي عياض عمرو بن الأسود العنسي. يعد في الكوفيين. عن عمر وعثمان وابن مسعود وعبدالله بن عمرو. وقال إبراهيم بن موسى: أخبرنا أحمد بن بشير قال: أخبرنا مسعر، عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد قال: حدثنا أبو عياض في خلافة معاوية".
وقال ابن حبان في ((الثقات)) (5/ 311): "قيس بن ثعلبة. يروي عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود. عداده في أهل الكوفة. روى عنه أهلها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (8/ 345): "قيس بن ثعلبة: قيل هو اسم أبي عياض الذي روى عن عبدالله بن عمرو وعنه مجاهد. ترجم له أبو نصر الكلاباذي هكذا في رجال البحاري ثم قال: وقيل: هو عمرو بن الأسود".
قلت: هذا هو الصواب فإن أبا عياض الذي روى عنه مجاهد وأخرج حديثه البخاري هو أبو عياض واسمه قيس بن ثعلبة.
وقال البخاري في ((التاريخ الكبير)) (3/ 340): "رضراض: سمع قيس بن ثعلبة عن عبدالله: ((كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فيرد، فسلّمت فلم يرد. فقال: إنّ الله عزّ وجلّ يحدث من أمره ما يشاء)). قاله أحمد بن سعيد عن إسحاق السلولي: سمع أبا كدينة، عن مطرف، عن أبي الجهم. قال بعضهم: من بني قيس بن ثعلبة".
وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (3/ 521): "رضراض بن أسعد. روى عن علي وعبدالله. روى عنه أبو الجهم سليمان بن الجهم. سمعت أبي يقول ذلك".
وذكر ابن حبان في أتباع التابعين من ((الثقات)) (6/ 312) فقال: "رضراض شيخ يروي عن قيس بن ثعلبة عن عبدالله. روى عنه أهل الكوفة".
قلت: حصل اختلاف في إسناد حديث الرضراض، واعتمد أبو حاتم الطريق التي ليس فيها قيس بن ثعلبة، وهذا خطأ، والصواب إثباته كما سيأتي.
وقد رُوي هذا الحديث في بعض الكتب وجاء فيه: ((أبو الرضراض))! رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) (1/ 409، 415) عن محمد بن فضيل وأسباط بن محمد، كلاهما عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي الرضراض، عن عبدالله بن مسعود.
ورواه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1/ 455) من طريق الحمّاني، عن محمد ابن فضيل، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي الرضراض، عن عبدالله.
ورواه أبو يعلى في ((مسنده)) (9/ 119) عن أبي خيثمة زهير، عن محمد بن فضيل، عن مطرف بن طريف، عن أبي الجهم، عن أبي الرضراض، عن عبدالله.
قلت: كذا جاء في هذه الروايات: ((أبو الرضراض))، وبهذا ترجم ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (6/ 203): "أبو الرضراض. روى عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة".
وقد أشار المحقق العلامة المعلمي اليماني إلى هذه الروايات أثناء كلامه على ((التاريخ الكبير)) (3/ 340)، ثُم قال: "وفي تعجيل المنفعة: ((رضراض هو أبو رضراض يأتي في الكنى)). ولم يذكره في الكنى، والحاصل أنه اختلف على مطرف وهو ابن طريف، فقال ابن فضيل وأسباط: ((حدثنا مطرف عن أبي الجهم، عن أبي الرضراض، عن عبدالله))، وقال أبو كدينة، واسمه يحيى بن المهلب ((عن مطرف عن أبي الجهم عن رضراض سمع (والظاهر أنه وقع عنده بدل – سمع – حدثني – كما يأتي) قيس بن ثعلبة عنه عبدالله. ولم أقف على حديث رضراض عن عليّ. والظاهر أنه وقع في سنده ((رضراض بن أسعد عن عليّ)) أو نحو ذلك كما ذكره أبو حاتم، وبهذا يترجّح أن اسمه ((رضراض)) أو يجمع بين الروايتين بأنه رضراض أبو الرضراض، فيكون مكنى بمثل اسمه ومثله موجود. وفي ((لسان الميزان)) (2/ 461): ((رضراض عن ابن عباس. قال الأزدي: ليس بالقوي))، ويبقى النظر في روايته عن عبدالله بن مسعود أبواسطة قيس بن ثعلبة أم بدونها، وسيأتي في آخر الترجمة ((قال بعضهم: من بني قيس بن ثعلبة))، وفي ((لسان الميزان)) (4/ 477): ((قيس ابن ثعلبة عن ابن مسعود: كنا نسلم ... )) ... أما ابن أبي حاتم فاقتصر على الاسم ((قيس ابن ثعلبة)) وترك بياضاً. والذي يتحرر أنه لا وجود لقيس بن ثعلبة إلا في رواية أبي كدينة عن مطرف عن الرضراض كما ذكره المؤلف هنا، ولكن ابن المديني لما رأى هذه الرواية وكأنه رأى أن الحديث قد روي عن أبي عياض عن ابن مسعود ظن أن أبا عياض اسمه قيس بن ثعلبة، فإذا تبين أن الصواب في هذا الحديث ((عن رضراض رجل من بني قيس بن ثعلبة عن ابن مسعود ((تبيّن أنه لا وجود لقيس بن ثعلبة في التابعين، وإنما هو اسم جاهلي تنسب إليه القبيلة. وأما قول المؤلف ((رضراض: سمع قيس بن ثعلبة)) فكأنه وقع له في السند (( ... رضراض حدثني قيس بن ثعلبة)) وكلمة ((حدثني)) هذه في الأصل تصحيف ((أحد بني))، فتدبر، والله أعلم". انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الذي يظهر لي أن ترجيح الدارقطني للرواية التي بدون قيس بن ثعلبة مرجوح! وما قاله المعلمي ليس بسديد! والاختلاف في الحديث من مطرف، فرواه عن الرضراض، وكان يرويه أحياناً عن أبي الرضراض، وأدخل مرة بين الرضراض وبين عبدالله: قيس بن ثعلبة، وهو الصواب، وقد ضبط ذلك عنه أبو كدينة وهو ثقة.
وكأن مطرفاً لم يضبطه فكان يضطرب فيه! فأحياناً كان يسقط قيس بن ثعلبة؛ لأنه لم يحفظه، ثم تذكره فضبطه عنه أبو كدينة.
قال ابن شاهين في ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص225): "مطرف بن طريف ثقة، وهو الخارفي. وقال عثمان بن أبي شيبة: مطرف بن طريف: ثقة صدوق وليس بثبت".
وأما ما قاله أبو حمزة السكري واعتمد عليه الدارقطني في تضعيف رواية أبي كدينة أن السكري قال: "الرضراض رجل من بني قيس بن ثعلبة" فأظنه وهم، ويحتمل أن الخطأ منه، وهو وإن كان ثقة؛ إلا أنهم تكلموا في روايته في آخر عمره!
والصواب في الحديث: ((عن أبي الرضراض عن قيس بن ثعلبة أبي عياض عن عبدالله ابن مسعود)) ويؤيد هذا أمور:
1 - أن الذهبي ترجم في ((المقتنى في سرد الكنى)) (1/ 237) تبعاً لأبي أحمد الحاكم: "أبو الرضراض عن أبي عياض. وعنه سعيد. يُجهل".
ففي هذا أن أبا الرضراض يروي عن أبي عياض، ومعروف أن أبا عياض يروي عن عبدالله بن مسعود.
2 - أن الرضراض يروي عن ابن مسعود بواسطة شخص اسمه ((الحر))!
قال البخاري في ((التاريخ الكبير)) (3/ 81): "حُر عن ابن مسعود: اختلس إحدى التسليمتين. قاله بيان عن يزيد: حدثنا همام عن قتادة عن الرضراض".
وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (3/ 277): "حر الكوفي. روى عن عبدالله ابن مسعود. روى عنه الرضراض. سمعت أبي يقول ذلك".
وقال ابن حبان في ((الثقات)) (4/ 180): "حر شيخٌ يروي عن ابن مسعود. روى قتادة عن أبي الرضراض عنه. لست أعرفهما، ولا أباهما".
قلت: أبو الرضراض هو الرضراض بن أسعد من أصحاب عليّ كما سيأتي. فهذا يدل على أن الرضراض لا يروي مباشرة عن ابن مسعود بل بواسطة، والواسطة في حديث رد السلام هو قيس بن ثعلبة وهو أبو عياض، ولهذا قال ابن المديني: قيس بن ثعلبة أراه أبا عياض.
3 - ترجمة البخاري لرضراض وأنه سمع قيس بن ثعلبة عن ابن مسعود، ثم نبه في آخر الترجمة إلى وهم من قال: من بني قيس بن ثعلبة! وكذلك فإنه اعتمد قول ابن المديني في ترجمة قيس بن ثعلبه أنه يراه أبا عياض، ونبه إلى وهم من سماه عمرو بن الأسود، فهذا الأخير آخر.
4 - وكذلك فإن البخاري ذكر في ترجمة قيس بن ثعلبة والذي رجح ابن المديني أنه أبو عياض- ذكر أنه يروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص، وذكر أيضاً أن مجاهد يروي عنه، وهذا إشارة إلى الرواية التي خرجها البخاري عن مجاهد عن أبي عياض عن عبدالله بن عمرو بن العاص في الصوم كما سبق ذكرها.
وقد اعتمد المعلمي اليماني –رحمه الله- في نفي وجود قيس بن ثعلبة رواية السكري، وهذه الرواية مرجوحة، وإن رجحها الدارقطني. وفعل البخاري هو الصواب إن شاء الله تعالى. بل إن هذه الرواية تؤكد وجود زيادة ((قيس بن ثعلبة))، ولكن أخطأ السكري في قوله: "رجل من"!
أما حديث الرضراض عن عليّ فقد وقفت عليه –ولله الحمد- وهو ما أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (3/ 140)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (4/ 69) عن عبدالرّحمن بن عمرو الدمشقي أبي زُرعة، قال: حدثنا محمد بن بكّار بن بلال، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الرضراض بن أسعد، قال: ((شهدت علياً جلد شراحة ثم رجمها. وقال: جلدتها بكتاب الله، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
قلت: وهذه الرواية التي لم يقف على هذه الرواية ولكنه قال: "والظاهر أنه وقع في سنده ((رضراض بن أسعد عن عليّ)) أو نحو ذلك كما ذكره أبو حاتم". وما توقعه أصاب فيه رحمه الله.
وكأن رضراض هذا كنيته أبا الرضراض ولذلك رُوي الحديث مرة عن رضراض ومرة عن أبي رضراض، وهو ثقة إن شاء الله.
وبهذا التحقيق أرجح زيادة أبي كدينة في الإسناد، والله تعالى أعلم وأحكم.
وكتب: خالد الحايك.
13 ربيع الأول 1429هـ.(/)
علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) - منقول -
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 06:58]ـ
يقول الشيخ الدكتور /خالد الحائك حفظه الله
في موقعه
مانصه
علّة حديث: ((إنّ الله يقبلُ توبةَ العبد ما لم يُغرغِر)) / حديثٌ بصريٌّ مرسلٌ أسنده شاميّ! وفوائد تتعلق به.
بقلم: خالد الحايك.
روى الترمذي في ((الجامع)) (5/ 547) من طريق عليّ بن عياش الحمصي وأبي عامر العَقدي. وابن ماجة في ((سننه)) (2/ 1420) من طريق الوليد بن مسلم. وأحمد في ((المسند)) (2/ 132) و (2/ 153) عن عليّ بن عياش وعصام بن خالد وسليمان بن داود. وأبو يعلى في ((مسنده)) (9/ 462) من طريق أبي داود سليمان بن داود. والحاكم في ((المستدرك)) (4/ 286) من طريق عاصم بن عليّ. وعليّ بن الجعد في ((مسنده)) (ص489)، ورواه من طريق ابن الجعد: أبو يعلى في ((مسنده)) (10/ 81)، وابن حبان في ((صحيحه)) (2/ 394)، وابن عَدي في ((الكامل)) (4/ 281). كلّهم عن عَبْدِالرَّحْمَنِ ابْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ)).
ووقع عند ابن ماجة ((عبدالله بن عَمرو)) وهو وهم، والصواب: ((عبدالله بن عمر ابن الخطاب)) (نبّه عليه المزي في تحفة الأشراف: 5/ 328، وابن كثير في تفسيره).
قَالَ أَبُو عِيسَى: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وقال ابن القطان في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)): "هذا الحديث عندي يحتمل أن يقال فيه صحيح، إذ ليس في إسناده من تكلم فيه إلا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان. فقال ابن معين: صالح الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به، ووثقه أبو حاتم، وقال ابن حنبل: أحاديثه مناكير، وأظن أن الترمذي لم يصححه من أجله".
قلت: وقد ردّ الحافظ الناقد الإمام الذهبي كلام ابن القطان هذا وضعّف الحديث، وصلّح إسناده في موضع آخر من كتبه!!
قال في ((نقد الوهم والإيهام)) (ص122): "قلت: بل هو منكر! ضعفه ابن معين في رواية عثمان بن سعيد، وقال مرة: ليس به بأس، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يُكتب حديثه على ضعفه. قلت: ومكحول مدلِّس فأين الصحة منه".
وقال في ((سير أعلام النبلاء)) (5/ 160): "هذا حديثٌ عالٍ، صالحُ الإسناد". وذكر هذا الحديث في مناكير عبدالرحمن من ترجمته من ((الميزان)) (4/ 265) وقال: "حسنه الترمذي". وذكره ابن عدي في مناكيره أيضاً.
وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي)) رقم (2802)، وفي ((صحيح ابن ماجة)) رقم (4253)، وتبعه الدكتور بشار أثناء تحقيقه لكتاب الترمذي (5/ 507).
وحسّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط أثناء تحقيقه لصحيح ابن حبان: (2/ 395)، وأثناء تحقيقه لسير النبلاء: (5/ 160)، وكذلك أثناء تحقيقه لمسند أحمد رقم (6160)، وحسنه كذلك الشيخ حسين سليم أسد أثناء تحقيقه لمسند أبي يعلى: (9/ 462).
قلت: هذا الحديث منكر! أخطأ فيه عبدالرحمن بن ثوبان، ولعل أصله من مراسيل الحسن البصري.
فقد أخرج ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (7/ 173) عن أبي خالد الأحمر، والطبري في ((تفسيره)) (4/ 302) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن عوف، عن الحسن، قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)).
وقد ذكر صاحب كتاب ((تخريج الأحاديث والآثار)) (1/ 294): "عن الحسن: إن إبليس قال حين أهبط إلى الأرض: وعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام روحه في جسده. فقال: وعزتي لا أغلق عنه باب التوبة ما لم يغرغر".
قال: "قلت: هذا رواه الثعلبي عن الحسن مرفوعاً لا موقوفاً، أخرجه عن المسيب ابن شريك عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أهبط إبليس إلى الأرض قال: وعزتك إلى آخره".
وقد اختلف أهل النقد في حال عبدالرحمن بن ثابت، فمنهم من وثقه، ومنهم من ضعفه.
قال العباس بن محمد الدُّوري عن يحيى بن معين قال: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: صالح".
وقال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سئل أبي عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "ثقة".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وسئل أبو زرعة عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "شامي، لا بأس به".
وقال ابن حبان في ((الثقات)) (7/ 92): "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي، يروي عن الحسن بن أبي الحسن وجماعة من التابعين. روى عنه الوليد بن مسلم وغسان ابن الربيع".
وقال ابن عدي: "وكان رجلاً صالحاً، ويُكتب حديثه على ضعفه".
وقال محمد بن علي: سمعت أحمد بن حنبل، قيل له: عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان كيف هو؟ قال: "لم يكن بالقوي في الحديث".
وقال الأثرم: سمعت أبا عبدالله يقول: "ابن ثوبان أحاديثه مناكير".
وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: "ضعيف"، قلت: يكتب حديثه؟ قال: "نعم على ضعفه".
وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان؟ فقال: "عبدالرحمن ضعيف، وأبوه ثقة".
وقال النسائي: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: ليس بالقوي". وقال أيضاً: "ليس بثقة".
وقال يعقوب بن سفيان في ((المعرفة والتاريخ) (2/ 228): حدثنا العباس بن الوليد، عن أبيه قال: "لما كانت السنة التي تناثرت فيها الكواكب، خرجنا ليلاً إلى الصحراء مع الأوزاعي وأصحابنا، ومعنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: فسلَّ سيفه، فقال: إنّ الله قد جد فجدوا! قال: فجعلوا يسبونه ويؤذونه وينسبونه إلى الضعف، قال: فقال الأوزاعي: إني أقول أحسن من قولكم: عبدالرحمن قد رُفع عنه القلم، أي أنه مجنون".
وقال ابن حجر في ((التقريب)) (ص337): "صدوق يخطىء ورمي بالقدر وتغير بأخرة".
قلت: كان فيه سلامة، وكان صالحاً، ولكنه في الحديث ليس بقويّ، فهو إلى الضعف أقرب، وقد تفرد برواية أحاديث عن أبيه عن مكحول، وغالبها مناكير، وكثير منها عند الطبراني في ((مسند الشاميين)).
وقد يكون ما حصل له أن هذا الحديث عنده عن الحسن البصري مرسلاً، وقد قال ابن حبان إنه يروي عن الحسن (-110هـ)، وعبدالرحمن ولد سنة (75هـ) ومات سنة (165هـ)، فعندما حدّث به أخطأ فيه، فدخل له إسناد في إسناد، فرواه هكذا!
وكان أبوه ثابت قد صحب نافعاً مولى ابن عمر، فلو كان هذا الحديث معروفاً عن ابن عمر لوجد عند نافع، فكيف يتفرد به هذا الشامي! وهذا معنى قول الإمام الناقد البصير صالح بن محمد المعروف بجزرة: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان: شامي دمشقي، صدوق إلا أن مذهبه مذهب القدر، وأنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه عن مكحول مسندة، وحديث الشامي لَيُضم إلى غيره يتعرف خطؤه من صوابه".
فهذا الحديث ليس عند أهل الشام، وهو من المنكرات التي قصدها الإمام أحمد لابن ثوبان عن أبيه عن مكحول، وقصد صالح جزرة أن هذه الأحاديث التي يسندها عن مكحول هي في أصلها مرسلة أو منقطعة من غير حديث الشاميين. وقد أصاب الذهبي في ردّه على ابن القطان في أن هذا الحديث منكر.
وقد رجّحت قول الذهبي هذا على قوله في ((السير)) مع أن كتاب ((السير)) من أواخر ما صنّف، وقد حرر فيه تحريراً كثيراً؛ لأن كتاب ((نقد بيان الوهم والإيهام)) فيه تحرير خاص لكتاب بعينه، فلا يمكن أن يكون ضعفه في نقده لكتاب ابن القطان ثم مشى إسناده في ((السير)) مع كلامه الشديد في ابن ثوبان.
فالغالب تقديم كتاب ((السير)) على غيره ما لم تأت قرينة تصرف عن ذلك، ومن القرائن هنا أن كتاب ((السير)) قد أتمّه، وكتاب نقد بيان الوهم لم يتم؛ فكأنه بدأ به بعد ((السير)).
ثُم إن ظاهر كلام أهل العلم في الرجال أنهم إذا مشّوا حال راو، ثم جاء عن الواحد منهم أنه جرحه، فإن الجرح يُقدّم، والله أعلم.
وعلى كلّ حال فإنّ ابن ثوبان لا يحتج بحديثه إذا انفرد! وقد تفرد به هنا! بل قال العقيلي: "لا يُتابع عبدالرحمن إلا من هو دونه أو مثله".
فالحديث أصله مرسل عن الحسن. وقد ذكر ابن كثير في ((تفسيره)) (1/ 465) رواية الحسن المرسلة، ثُم قال: "هذا مرسلٌ حسنٌ عن الحسن البصري".
قلت: بل ضعيف؛ فقد ضعّف الأئمة النقاد مراسيل الحسن؛ لأن كان يأخذ عن كلّ أحد، وإلاشارة السابقة من كتاب تخريج الأحاديث والآثار توحي بأن أصله من الإسرائيليات، والله أعلم.
وقد رُوي أيضاً من قول الحسن.
رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (3/ 899) من طريق حَوْشب، عن الحسن في قوله {ثم يتوبون من قريب}، قال: "ما لم يُغرغر".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان حديثاً آخر بلفظ قريب منه، عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم حدّثه عن أسامة بن سلمان: أن أبا ذر حدثهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب. قالوا: يا رسول الله، وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة)).
وقد رواه أحمد في ((المسند)) (5/ 174). ورواه الحاكم في ((المستدرك)) (4/ 286) وقال: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد ولم يُخرجاه".
وصححه ابن حبان (2/ 392) فرواه من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن أسامة بن سلمان، قال: حدثنا أبو ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
ثم قال ابن حبان: "ذكر البيان بأن مكحولاً سمع هذا الخبر من عمر بن نعيم عن أسامة كما سمعه من أسامة سواء"، وساقه من طريق عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن عمر بن نعيم: حدثهم عن أسامة بن سلمان: أن أبا ذر.
هكذا رواه الوليد بن مسلم لم يذكر في إسناده عمر بن نعيم! وقد خالفه جماعة فرووه عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عمر بن نعيم عن أسامة بن سلمان منهم: علي بن الجعد وزيد بن الحباب وعلي بن عياش وعاصم بن علي والهيثم بن جميل البغدادي نزيل إنطاكية. (تاريخ دمشق: 8/ 87).
قال البزار في ((مسنده)) (9/ 444): "وهذا الكلام لا نعلمه يُروى إلا عن أبي ذر بهذا الإسناد".
فكيف يكون عند عبدالرحمن بن ثوبان عن أبيه عن مكحول حديثان في مسألة التوبة؟! وروايته عن أبيه عن مكحول منكرة، فلا يصح أيّ حديث منهما، وكلاهما منكر. والآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
وابن ثوبان يروي أيضاً عن الحسن بن الحرّ الكوفي الثقة (ت133هـ)، فقد يكون ابن حبان وَهِمَ في ذكره أنه يروي عن الحسن البصري! ولا مانع أن يروي عن كليهما، وليس بالضرورة أن ننفي روايته عن الحسن البصري لأن من صنّف في الرجال لم يذكروا في ترجمتهما ذلك! فهؤلاء لم يستوفوا جميع الروايات وكذلك لم يستوعبوا كلّ تلاميذ الشيوخ، وخاصة إمام كبير كالحسن البصري، فإن الرواة عنه بالمئات، ولعلهم لم يذكروا ابن ثوبان في الرواة عنه؛ لأنهم لم يقفوا على روايته عن الحسن، فيبقى ما ذكره ابن حبان له وجه، والله أعلم.
وجُبير بن نُفير لا يُعرف أنه سمع من ابن عمر! ولم يأت أنه روى عنه إلا في هذا الحديث!!
وقد روى الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4/ 249) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير عن عبدالله بن عمر: ((أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين. قال: هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
قلت: هو عن جبير بن نفير عن عبدالله بن عمرو بن العاص، سقط منه (الواو). وهو حديث معروف ومشهور من حديثه، أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (3/ 1647) من طريق يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث: أن ابن معدان أخبره: أن جبير بن نفير أخبره: أن عبدالله بن عمرو بن العاص أخبره قال: ((رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)).
وروى ابن حبان في ((صحيحه)) (5/ 26) من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء ابن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير: أن عبدالله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا، فقال عبدالله: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه فوضعت على رأسه أو عاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)).
والعلاء بن الحارث من أصحاب مكحول، وكان قد تغير واختلط، ولو صح الإسناد لما دلّ الحديث على أن جبير بن نفير حضر تلك الحادثة، وإنما يكون قد رُويت له فأخبر بها.
ورواه الطبراني في ((مسند الشاميين)) (1/ 279) من طريق عيسى بن يونس، عن ثور ابن يزيد، عن أبي منيب الجرشي قال: رأى ابن عمر فتى يصلي قد أطال الصلاة وأطنب، فذكره.
ورواه أبو نُعيم في ((حلية الأولياء)) (6/ 99) من طريق إسحاق بن راهويه، عن عيسى بن يونس، به.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو نُعيم: "غريب من حديث أبي المنيب وثور، لم نكتبه إلا من حديث عيسى بن يونس".
قلت: فلو صحت هذه الرواية لدلت على أن قصة ابن عمر والفتى هذه عند الشاميين وكانوا يرسلونها، والله أعلم.
وعلى كلّ الأحوال فإن حديث عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان منكرٌ! وقد صرّح صالح جزرة أنهم استنكروا له أحاديثاً رواها عن أبيه عن مكحول. وأبوه سمع من مكحول.
قال الآجري: سمعت أبا داود يقول: "عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به بأس، وكان أبوه وَصي مكحول، وكان عبدالرحمن على المظالم ببغداد ولاه ابن أبي جعفر - يعني المهدي".
ولحديث ابن عمر في قبول توبة العبد ما لم يغرغر شواهد ضعيفة لا يتقوى بها الحديث؛ لأن الحديث الذي رواه ابن ثوبان معلول، وهذه الأحاديث الضعيفة لا تقوي المعلول.
ومنها:
1 - روى الحاكم في ((المستدرك)) (4/ 286) من طريق جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، قال: حدثنا زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: سمعت رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بيوم قبل الله منه)). قال: فحدثت بذلك رجلاً آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف يوم قبل الله منه))، فحدثت بذلك رجلاً آخر فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يموت بضحوة قبل الله منه))، قال: فحدثت بذلك رجلاً آخر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت سمعت ذلك؟ قلت: نعم. قال: فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه)).
قال الحاكم: "هكذا رواه عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم"، ثُم ساق الحديث عن عبدالرحمن بن البيلماني عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث.
ثُم ساقه من طريق المؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: كتبت إلى [محمد بن] عبدالرحمن بن البيلماني أسأله عن حديثٍ يحدّث به عن أبيه، فكتب إليّ: أن أباه حدثه أنه جلس إلى نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب إلى الله قبل موته بسنة تاب الله عليه))، فقال له آخر ... الحديث بطوله.
قال الحاكم: "سفيان بن سعيد وإن كان أحفظ من الدراوردي وهشام بن سعد فإنه لم يذكر سماعه في هذا الحديث من ابن البيلماني ولا زيد بن أسلم، إنما ذكر إجازة ومكاتبة، فالقول فيه قول من قال: عن زيد بن أسلم عن ابن البيلماني عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شفى عبدالله بن نافع المدني فبيّن في روايته عن هشام بن سعد أن الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم، ا وبصحة ذلك"، ثُم ساق رواية عبدالله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد ابن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب قبل موته بعام تيب عليه. حتى قال: بشهر، حتى قال: بجمعة، حتى قال: بيوم، حتى قال: بساعة، حتى قال: بفواق. فقلت: سبحان الله، أو لم يقل الله عز وجل [وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن] فقال عبدالله: إنما أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
قلت: ترجيح الحاكم بين هذه الروايات ليس في محله؛ لأن سفيان الثوري يرويه عن محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه، ورواية هشام بن سعد والدراوردي عن زيد بن أسلم عن عبدالرحمن.
ورواية عبدالله بن نافع التي سمى فيها الصحابي لا تصح؛ وعبدالله وإن كان صدوقاً إلا أن في حفظه شيء، وجعفر بن عون أوثق منه بكثير.
وقد رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) (5/ 362) عن أسباط بن محمد القرشي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فهذه متابعة لجعفر، ولم يذكر أسباط فيها سماع عبدالرحمن من الصحابي، وهذا أشبه، وكأن هشام بن سعد كان يضطرب في هذه الرواية، وحديثه فيه لين، وقد ضعفه بعض الأئمة، فحديثه يكتب ولا يحتج به. وقد خالفه محمد بن مطرف أبو غسّان المدني الثقة الثبت.
رواه الإمام أحمد في ((المسند)) (3/ 425) عن حسين بن محمد المروذي، عن محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عبدالرحمن بن البيلماني، قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، الحديث.
قلت: فتبيّن بهذا أن الحديث مرسل. وقد ضعّف الأئمة عبدالرحمن بن البيلماني، وقد أنكر صالح جزرة أن يكون سمع من أحد من الصحابة إلا سرق. وقد تتبعت بعض أحاديثه فما رأيت فيها إلا منكرات مرسلة، فكأنه كان لا يبالي عمّن أخذ.
قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (5/ 216): "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر. سمع من ابن عمر. روى عنه سماك بن الفضل وزيد بن أسلم. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه؟ فقال: هو لين".
وقال صالح جزرة: "حديثه منكر! ولا يعرف أنه سمع من أحد من الصحابة إلا من سرق". قال ابن حجر معقباً: "قلت: فعلى مطلق هذا يكون حديثه عن الصحابة المسمّين أولاً مرسلاً عند صالح" (تهذيب التهذيب: 6/ 135).
قلت: ذكروا أنه روى عن ابن عباس وابن عمر وعبدالله بن عمرو ومعاوية وعمرو بن أوس وعمرو بن عبسة وسرق، فعلى كلام صالح جزرة فتكون روايته عن هؤلاء مرسلة إلا روايته عن سرق، وهذا الذي أميل إليه.
وقال الدارقطني: "ضعيفٌ لا تقوم به حجة". وقال الأزدي: "منكر الحديث يروي عن ابن عمر بواطيل".
قلت: نعم، كثير مما يرويه فيه نكارة، ولكن حديثه عن ابن عمر إنما جاءت النكارة فيه من ابنه محمد. قال ابن حبان في كتاب ((المجروحين)) (2/ 265): "كان ممن أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، حدث عن أبيه بنسخة شبيهاً بمئتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب". ثُم ساق له من هذه النسخة عن أبيه عن ابن عمر (12) حديثاً، كلها موضوعة.
وقد ذكر ابن حبان عبدالرحمن في ((الثقات)) (5/ 91) فقال: "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر بن الخطاب، يروي عن ابن عمر. روى عنه زيد بن أسلم وسماك بن الفضل. وهو عبدالرحمن البيلماني من الأبناء، وكان ينزل بحران. مات في أول ولاية الوليد بن عبدالملك. لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه؛ لأن ابنه محمد بن عبدالرحمن يضع على أبيه العجائب".
قلت: إذا كانت العهدة في ما يرويه ابنه عنه على ابنه محمد، فعلى من العهدة فيما يرويه غير ابنه عنه، فإن ما يرويه غير ابنه عنه مناكير أيضاً، والأئمة على تضعيفه؛ وكما ذكرت كأنه كان لا يبالي عمن أخذ الحديث، فكان يروي المناكير، وكأن هذه المناكير أخذها من الضعفاء من أهل حرّان عندما نزلها، لأنها غير معروفة عند أهل المدينة، وهم أهل الحديث في ذلك الزمان، والله أعلم.
قال ابن حجر في ((التقريب)) (ص337): "عبدالرحمن بن البيلماني مولى عمر، مدني نزل حرّان. ضعيف".
2 - روى الطبري في ((تفسيره)) (4/ 301) عن محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي أيوب بُشير بن كعب: أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)).
قلت: إن صحت هذه الرواية عن قتادة فتدلّ على أنه لم يدلسه؛ لأن قتادة يروي عن العلاء وعن بُشير، وبُشير بن كعب تابعي بصري ثقة، وقد أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث مرسل، وكأن هذا الحديث كان منتشراً بالبصرة، ولكن لم يسنده أحد، فيبقى ضعيفاً بسبب الإرسال.
وقد روى الإمام مسلم في ((مقدمة صحيحه)) (1/ 13) بإسناد صحيح إلى مجاهد قال: جاء بُشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدّث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه، ولا ينظر إليه. فقال: يا ابن عباس، ما لي لا أراك تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: "إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركِب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فهذا يدل على انتشار الأحاديث المرسلة في زمن مبكر، وكان من بين هذه الأحاديث ما لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما حدا بابن عباس –رضي الله عنها- أن ينبه إلى إسناد هذه الأحاديث وعدم إرسالها؛ لانتشار الكذب وغيره، فابن عباس رفض أن يسمع لهذا التابعي لإرساله الحديث.
قال العلائي في ((جامع التحصيل)) (ص58): "فهذا ابن عباس رضي الله عنهما لم يقبل مراسيل بشير بن كعب، وهو من ثقات التابعين الجلة الذين لم يتكلم فيهم أحد".
قلت: وقد أحسن الإمام مسلم في وضع هذه الحكاية تحت عنوان: ((باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها)).
3 - روى الطبري في ((تفسيره)) أيضاً (4/ 301) عن محمد بن بشار قال: حدثنا عبدالأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن عبادة بن الصامت: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر مثله.
ورواه إسحاق بن راهوية في ((مسنده)) والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (2/ 154) عن طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبادة.
قلت: وهذا مرسلٌ أيضاً. فقتادة لم يسمع من عبادة، وهو مدلس، والعلاء الذي روى الحديث السابق يروي عن عبادة مرسل أيضاً.
وهذا الإسناد الذي ذكره ابن راهوية والقضاعي هو الإسناد نفسه للحديث السابق، فأخشى أن يكون معاذ بن هشام قد دخل له إسناد في إسناد؛ وهو صدوق وكان يغلط في الشيء بعد الشيء! وعلى كلّ حال فيبقى الحديث مرسلاً.
4 - قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، قال: حدثنا عمران ابن عبدالرحيم، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا عوف الأعرابي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر)) (ذكره ابن كثير في التفسير: 1/ 465).
ورواه أبو الشيخ في ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (3/ 124) عن أبي صالح بن المهلب، عن الحسن بن عبدالرحمن، عن عثمان بن الهيثم، به.
قلت: هذا حديث معلول، أخطأ فيه عثمان بن الهيثم وسلك فيه الجادة عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فهذا الإسناد مشهور معروف وقد أخرج البخاري في ((صحيحه)) عن عثمان بهذا الإسناد عدة أحاديث.
وقد خالفه محمد بن أبي عدي وأبو خالد الأحمر، فروياه عن عوف عن الحسن مرسلاً –كما سبق ذكره- وهو المحفوظ.
قال الدارقطني: "عثمان صدوق كثير الخطأ".
وقال الساجي: "ذكر عند أحمد فأومأ إليه أنه ليس بثبت، ولم يحدث عنه".
وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6/ 172) في ترجمة ((عثمان بن الهيثم)): "روى عنه أبي وسألته عنه؟ فقال: كان صدوقاً، غير أنه بأخرة كان يتلقن ما لقن".
قلت: فيحتمل أن بعضهم لقنه هذا الإسناد.
وقال ابن حجر في ((التقريب)) (ص387): "ثقة تغير فصار يتلقن".
قلت: أخرج له البخاري بعض ما صح من حديثه. قال ابن حجر في ((هدي الساري)) (ص424): "له في البخاري حديث أبي هريرة في فضل آية الكرسي، ذكره في مواضع عنه مطولاً ومختصراً، وروى له حديثاً آخر عن محمد، وهو الذهلي عنه عن ابن جريج، وآخر في العلم صرح بسماعه منه، وهو متابعة".
هذا وقد تكلم محقق كتاب ((طبقات المحدثين بأصبهان)) عبدالغفور البلوشي على هذا الحديث فلم يحسن الكلام عليه، والله المستعان.
وقد قال الشيخ شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد أثناء تحقيقهما لمسند أحمد وهما يتكلمان على حديث رقم (21522) فضعفاه، قالا: "ويغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله بل توبة العبد ما لم يغرغر)) "، ثُم ذكرا حديث ابن عمر وعبادة وبشير بن كعب، ثم قالا: "ولا يخلو إسناد واحد منها من مقال، لكن بمجموع طرقها يحسن الحديث باللفظ المذكور".
قلت: أنّى ذلك!! فهذه الطرق واهية، ولا تقوي بعضها البعض، والحديث الذي ضعفاه حديث حسن، ويغني عما قالا إن هذا الحديث يغني عنه كما بينته في موضع آخر، ولله الحمد والمنة.
فائدة:
سُئِل الدّارقطني في ((العلل)) (13/ 150) عن حديث جُبير بن نُفير، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليقبل توبة عبده ما لم يغرغر))؟
فقال: "يرويه [عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان. واختلف عنه]: فرواه موسى بن [داود، عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول]، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر.
والصحيح: عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول.
كذلك رواه علي بن الجعد وغيره".
قلت: هكذا في العلل، وما بين المعقوفات بياض في الأصل كما ذكر المحقق، وأشار إلى هذا من كتاب ((المختارة)) (13/ 152)، وقال بأنه سقط منه: "عن أبيه"، وهو في المخطوط (ق/132/ب).
والذي في مطبوع المختارة: "قال الدارقطني: روي عن موسى بن داود عن عبدالرحمن ابن ثابت بن ثوبان عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر. والصحيح: عبدالرحمن ابن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول. كذلك رواه علي بن الجعد وغيره".
قلت: لا شك أن هناك خلل في كلا النّصين! فالدارقطني أراد أن يبيّن الاختلاف على عبدالرحمن بن ثابت، وهو غثر واضح من هذين النصين!
ثُمّ إن موسى بن داود (ت216 أو 217هـ)، لا يروي عن عبدالرحمن (ت165هـ)، وبينهما واسطة، وهو: الهيثم بن جميل الأنطاكي، وهذا الذي أراد الدارقطني بيانه.
وقد رواى ابن عساكر في ((تاريخه)) (11/ 114) من طريق الهيثم بن جميل عن ابن ثوبان، عن مكحول، عن عبدالرحمن بن جبير، عن ابن عمر، مرفوعاً، فذكره.
قال ابن عساكر: "كذا جاء في هذه الرواية، وإنما يرويه مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر".
قلت: فالظاهر أن الدارقطني أراد أن يبيّن مخالفة الهيثم بن جميل لغيره ممن رووه عن ابن ثوبان، ولهذا صحح رواية الجماعة.
وتصحيحه لهذا الإسناد لا يعني أنه يصحح الحديث – كما توهمه بعض الجهلة النكرات ممن قرأت لهم على بعض المنتديات!!
فمنهج الدارقطني معروف في أنه يبين الاختلاف في الأسانيد على الرواة، ثم يرجح الأسانيد الصحيحة من تلك الاختلافات على الراوي أو الاختلافات من الرواة على شيخهم، وأما تصحيح الحديث أو عدمه، فذلك أمرٌ آخر.
والحمد لله أولاً وآخراً.
وكتب خالد الحايك.
7/ 5/1429هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 06:41]ـ
اخي الكريم:يكفينا ان صححه الائمة الحفاظ كالترمذي و الحاكم وابن حبان
وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي)) رقم (2802)، وفي ((صحيح ابن ماجة)) رقم (4253)،
وحسّنه الشيخ شعيب الأرنؤوط أثناء تحقيقه لصحيح ابن حبان: (2/ 395)، وأثناء تحقيقه لسير النبلاء: (5/ 160)، وكذلك أثناء تحقيقه لمسند أحمد رقم (6160)، وحسنه كذلك الشيخ حسين سليم أسد أثناء تحقيقه لمسند أبي يعلى: (9/ 462). والمحدث: أحمد شاكر ( http://www.dorar.net/mhd/1377)- المصدر: عمدة التفسير ( http://www.dorar.net/book/13422&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1/ 476
وقول الاخ الذي ضعف الخديث:الآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
اقول:ومنها هذه الاية ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن))
وهي دالة على صحة ما ذكر في الحديث والله اعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 01:14]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو محمد الغامدي
اخي الكريم:يكفينا ان صححه الائمة الحفاظ كالترمذي و الحاكم وابن حبان
وصححه الشيخ الألباني في ((صحيح الترمذي)) ......
قديكفيك ولكن غيرك قد لايكفيه
ونحن ملزومون بالتباع من معه الدليل الصحيح والأقوى فقط -إن استطعنا معرفة ذلك -
وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
ولو ثبت لدينا أن الحق مع من صحح الحديث سوف نتبعه والعكس بالعكس
وقول الاخ الذي ضعف الحديث:الآيات في القرآن كثيرة في قبول توبة العبد مطلقاً، وهي مقبولة قبل طلوع الشمس من مغربها، فإن طلعت من مغربها فلا تقبل التوبة حينئذ.
ضعف الحديث ليس معناه ضعف معناه
فكم من حديث ضعيف بل ومكذوب ولكن معناه صحيح قطعا
والشيخ الدكتور حفظه الله يتحدث عن ضعف الحديث من ناحية هل ثبت عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله أم لا
وقد سرد من الأدلة والبراهين ما يكفي لثبوت ضعفه
أما معناه فالذي يظهر لى أن معناه صحيح لأن الغرغرة إنما عُني بها الموت
ولامانع من التخصيص بما ثبت من مُخصص
والله الموفق.(/)
ياأهل الحديث أفيدونا عن أسماء مراجع لكتاب الموطأ
ـ[لآليء]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 08:31]ـ
لدي مبحث عن نسب الإمام مالك وتعريف بموطأه أرجو افادتي عن أسماء المراجع التي تخص الموضوع، ورسائل علمية أيضا 00
جزيتم خيرا00
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 11:34]ـ
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
-الاستذكار
كلاهما للحافظ ابن عبد البر وعليهما المعول في الصناعة الحديثية وفقه الأحاديث
-تنوير الحوالك للسيوطي وهو مختصر جدا
- شرح الزرقاني: شرح متوسط قيّم (وقد أهدانيه أخيرا أخونا الألمعي أبو بكر الذيب حفظه الله وعليه إهداؤه بخطه المغربي الجميل)
- المنتقى شرح الموطأ , لأبي الوليد الباجي
- القبس شرح موطأ مالك بن أنس لأبي بكر بن العربي
وهذا والذي قبله أجل الشروح بعد كتابي ابن عبد البر مع الأخذ في الاعتبار أن عقيدة مؤلفيها أشعرية لا سلفية
-أوجز المسالك للكاندهلوي
-أما خصوص البحث في نسب مالك فينظر كتب التراجم والأنساب أيضا
وللشيخ المحقق عبدالرحمن العثيمين مقدمة ضافية في تحقيقه لكتاب ابن حبيب في تفسير غريب الموطأ
ومعظم الكتب المذكورة على الشبكة
والله أعلم(/)
من لي بشرح هذا الحديث " لاينبغي لمسلم أن يذل نفسه"
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
من منكم يتكرم عليّ بشرح يسير لهذا الحديث و أكون له شاكرة و ممتنة
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لاينبغي لمسلم أن يذل نفسه" , قيل: وكيف يذل نفسه؟ , قال: " يتعرَّض من البلاء لما لايطيق "
وجزاكم الله خيرا.
ـ[على بن عتريس المنياوى]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:35]ـ
أظن فى تلك الروايه الشرح المناسب!!!
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - كتاب الفتوح
باب جواز ترك النهي عن المنكر - حديث: 4584
قال الحارث , حدثنا الخليل بن زكريا , حدثنا حبيب بن الشهيد حدثنا الحسن بن أبي الحسن قال: قام إليه رجل، فقال: يا أبا سعيد إن الحجاج قد أخر الصلاة يوم الجمعة حتى قربنا من العصر، فقم إليه، فأمره بتقوى الله، قال الحسن: إذا يقتلني، فقال له الرجل: أليس قال الله عز وجل: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. الآية قال الحسن: حدثني أبو بكرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ليس للمؤمن أن يذل نفسه " قالوا: وكيف يذلها يا رسول الله؟ قال: " يتكلف من البلاء ما لا يطيق " رواته ثقات إلا الخليل وهو عند أبي يعلى في قصة طويلة من طريق المعلى بن زياد القردوسي عن الحسن البصري إنما حدث بحديثين، أحدهما: عن أبي سعيد رضي الله عنه، والثاني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر هذا المتن
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:44]ـ
نعم أحسنت في الرواية ما يُغني عن السؤال لكنها الغفلة - عافاك الله -فجزاك الله الخير الوافر العميم.(/)
إعتراف الإمام المحدث الألباني بالفضل للشيخ أبي إسحاق الحويني في علم الحيث
ـ[محب الألباني]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 02:45]ـ
قال العلامة المحدث الألباني - رحمه الله - في (الصحيحة) (3953):
هذا، ولقد كان من دواعي تخريج حديث الترجمة بهذا التحقيق الذي رأيته:
أن أخانا الفاضل (أبا إسحاق الحويني) سئل في فصله الخاص الذي تنشره له مجلة (التوحيد) الغراء في كل عدد من أعدادها، فسئل- حفظه الله وزاده علما وفضلا- عن هذا الحديث في العدد (الثالث- ربيع أول- 1419)؟ فضعفه، وبين ذلك ملتزما علم الحديث وما قاله العلماء في رواة إسناده، فأحسن في ذلك أحسن البيان، جزاه الله خيرا، لكني كنت أود وأتمنى له أن يتبع ذلك ببيان أن الحديث بأطرافه الثلاثة صحيح؛ حتى لا يتوهمن أحد من قراء فصله أن الحديث ضعيف مطلقا سندا ومتنا، كما يشعر بذلك سكوته عن البيان المشار إليه. أقول هذا؛ مع أنني أعترف له بالفضل في هذا العلم، وبأنه يفعل هذا الذي تمنيته له في كثير من الأحاديث التي يتكلم على أسانيدها، ويبين ضعفها، فيتبع ذلك ببيان الشواهد التي تقوي الحديث، لكن الأمر- كما قيل-: كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.*
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:02]ـ
اللهم ارحم العلامة الألباني و احفظ العلامة الحويني
ـ[رضا العربي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:18]ـ
اللهم ارحم الشيخ العلامة الألباني و احفظ العلامة الشيخ المبارك أبا إسحاق الحويني واشفه وبارك في صحته وعافه من كل داء، وانفعنا وجميع المسلمين بما تركا من علم مبارك
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 09:46]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[أبوخذو]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 02:39]ـ
اللهم أرحم الشيخ المحدث محمد ناصر الدين؛ ورحم والديه؛ وأطل ياربنا أعمار علمائنا ومشايخنا فهم مصابيح الدجاء؛ اللهم أطل في ‘أعمارهم ورزقهم الإخلاص في القول والعمل؛ وغفر لهم ولوالديهم؛وجميع المسلمين؛آميـ ــن يارب العالمين؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد (ص) وعلى أهل بيته الأطهار؛ وعلى صحبه الأخيارأجمعين.
ـ[حسن المطروشى الاثرى]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 09:50]ـ
السلام عليكم
حفظ الله الائمة والعلماء
ورحم الله علمائنا ابن باز وابن عثيمين والالبانى والجميع
ونفع الله بعلم شيخنا العلامة ابو اسحاق الحوينى
ـ[محمد إنسان فرحات]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 01:17]ـ
شيخنا العلامة الحويني وشيخنا العلامة طارق عوض الله شامتان في جبين مصر واهل الحديث خاصة ولا اقول هذا إلا لني خالطت الرجلين وأعلم ما عندهما وقد سبقهما إلى رحمة الله تعالى غن شاء الله الشيخ محمد عمرو , فرحم الله الجميع , محمد بن إنسان فرحات أبو محمد الأثري(/)
ما معنى قول شعبة: إذا حدثكم هشام بشيء فاختموا عليه.؟؟
ـ[أم عبد الله الماجد]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 05:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أرجوا منكم بيان معنى قول شعبة في (هشام الدستوائي): إذا حدَّثكم هشام بشيء فاختموا عليه) مامعنى فاختموا عليه .. ؟؟ -[الجرح والتعديل (ت240) (9/ 59)].
أرجوا الإجابة بارك الله فيكم .. ونفع بكم ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 06:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المراد: إذا حدثكم هشامٌ بحديث؛ فخذوه عنه، وافرغوا منه (حيث إن الختم علامةٌ على الفراغ من الشيء وإنهائه)؛ فإنكم لا تحتاجون إلى كتابته عن غير هشام؛ لجودة حفظه وضبطه.
والعبارة مما يُضاف للمرتبة الأولى من مراتب التعديل.
وقد قالها أبو حاتم الرازي في أبي النعمان محمد بن الفضل (عارم).
ينظر: شفاء العليل، للمأربي (ص40).
ـ[أم عبد الله الماجد]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:25]ـ
بارك الله في علمكم. وسدد خطاكم ..(/)