قضى علم العلل على غيره أيها المحدث.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 11:25]ـ
/// أيها المحدث: لا يحق لك الحكم على حديث ولو بلغت ما بلغت في علوم الحديث وفنونه ما دمت مقصرا في علم العلل
/// قضى علم العلل على علم الجرح والتعديل ورسوم الإسناد وفنونه
?فكم من حديث معلول، رجاله ثقات، بل قد يكون مرويا بأصح الأسانيد ذاك الإسناد المركب وهما
?وكم من حديث رجاله متماسكون لا ثقات بل قد يكون فيهم الضعيف، وقد صححه الأئمة النقاد
?وكم من حديث رجاله غمزوا أو إسناده انقطع، وقد تلقته الأمة بالقبول واعتمده كبار العلماء بل منهم من جعله أصلا وفرع عليه
? وكم من راو ضعيف له جملة أحاديث صحيحة كان قد ضبطها
? وكم من راو ثقة له جملة أحاديث ضعيفة بل منكرة كان قد وهم فيها ولم يضبطها
? وكم من مرسل قد صححوه، وكم من متصل قد ردوه
? هل تعلم أن التراجم المنقطعة التي حكم النقاد بصحتها وبصحة ما ينقل فيها قاربت الثلاثين ترجمة
? كم من حديث صحيح قد نسخ ألم تعلم أن النسخ من علل المتون؟!
? كم من معنعن من مدلس قد قبلوه، وكم من خبر وسماع في التحمل قد زيفوه
/// تدبرت أحكام الأئمة النقاد المتقدمين على الأحاديث
فلم أر أحدا منهم يجري في أحكامه على رسوم الإسناد والظاهر من أحوال رجاله
لم أر أحدا منهم يهاب نظافة السند الظاهرة فيقضي به على الحديث
إنما كان ديدنهم علم العلل
عليه حوموا وعلى دقائقه دندنوا وبه لهجوا وبالتمكن فيه افتخروا
/// لكل مجتهد أجر فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر
لكن أنت كمحدث قد اؤتمنت على حماية السنة من أن يدخل فيها ما ليس منها
فلا أرى لك عذرا بالحكم على حديث بالصحة اكتفاءً بظاهر السند
لا أرى لك عذرا أن تعقب على حديث بقولك: إسناده صحيح وأنت لم تستعمل فيه علم العلل
أو رجاله ثقات وتكتفي بذلك لأنك لا تجد وقتا للفحص عن علله
إنها أمانة!
وحكم على خبر بأنه من السنة وداخل فيها وأنه من كلام خير البرية!
إنها رتبة علية
لا أرى _والله أعلم_ أنها تجوز إلا للمتمكن من علم العلل الذي يستعمله في كل حديث يحكم عليه
/// والكشف عن العلل له طريقتان:
? الأولى كلية منهجية: وهي التمرس في أحكام وتعليلات وأقوال أئمة الفن وكباره من لدن شعبة والثوري ومالك ثم القطان وابن مهدي وابن عيينة ثم أحمد وابن معين وعلي ثم البخاري والرازيين ثم مسلم والنسائي والترمذي ثم ابن هارون والدارقطني وعبد الغني ومن شابههم
? والثانية جزئية: وهي جمع الطرق والتقصي عن أحوال الرواة ضبطا ووهما وصحة كتاب وطول ملازمة واختصاص وكثرة تدليس ونحو ذلك.
والأولى أهم وأولى بالاعتناء
بل هي غاية المحققين من المحدثين
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:22]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وانا أنصح بالإستماع لدرس الشيخ عبد الله السعد حفظه الله "المنهجية في طلب علم الحديث" فقد تكلم في هذا الأمر وبين أهمية علم العلل وطريقة دراسته.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 11:44]ـ
بارك الله فيكم
/// والمطلوب من المشتغل بعلم الحديث أن لا يقدم على تصحيح الأحاديث أو تسقيمها إلا بعد التمكن من علم العلل ودقائقه
? ولا يكتفي بالتمكن من علم الجرح والتعديل مثلا
? أو علم التخريج مثلا
? أو مسائل علم المصطلح مثلا
فإن بعض محدثي العصر أفنى عمره في أحد هذه العلوم أو فيها
وقصر فيما هو أهم من ذلك وأكثر تأثيرا في الحكم على الأخبار
ذلك هو علم العلل
لأن حماية السنة من أن يدخل فيها ما ليس منها أو أن يخرج منها ما هو منها قائم على هذا العلم
وعلى دقائقه
وعلم الجرح والتعديل وفن التخريج والمصطلح وإن كان من علوم السنة المهمة والتي لا يزهد فيها العقلاء
إلا أنها في نهاية المقام محكوم ومقضي عليها بعلم العلل
وغاية المحدث منها أن يتقن هذا العلم ويعد من أهله
لأن حماية السنة لا تكون إلا به ولا تكون بغيره من العلوم
والمراد بعلم العلل هنا ما يشمل تعليل الأسانيد والمتون معا لا الأسانيد فقط
/// والسبيل إلى هذا العلم هو ما ذكرتُه سابقا
فعلى المشتغل بعلم الحديث والمتخصص فيه أن يجعل كل همه وجل مقصده تفهم كلام أئمة هذا الفن وتعقل كلامهم فيه والتدبر في صنيعهم وتعليلهم
ويفني جزءا من عمره في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن يكون حصل مباديء هذا الفن
/// إذ لا يختلف أهل الاختصاص أن السنة ما حفظت إلا:
بهؤلاء الأعلام النقاد
وبمنهجهم الذي ساروا عليه
ولا يمكن أن تحفظ السنة بمنهج غيرهم
كذا كان قضاء الله وقدره
خص هؤلاء القوم بهذه الرتبة الشريفة
والناس لهم فيها تبع
وهذا الذي حصل
فأحمد ويحيى وعلي إنما اتبعوا منهج القطان وابن مهدي وابن عيينة
والبخاري والرازيان والذهلي إنما اتبعوا منهج أشيخاهم أحمد وابن معين وعلي
وكذا من دونهم ممن سمينا من طبقات علماء هذا الفن
فهو منهج واحد
لم تحفظ السنة إلا به
ولا يمكن للمتأخر عنهم ومن أتى بعدهم أن يحفظ سنة نبيه إلا بمنهجهم
/// فعلى المحدث المتأخر أن يسلك منهجهم في حفظ السنن
وهذا يتطلب منه مدة من الزمن يعكف فيها على تدبر كلامهم وصنيعهم وتعليلاتهم
حتى يتنفس بنفسهم الذي يعللون به الأخبار
وبذلك ينبل عند أهل الفن والاختصاص
ويُسلك في عداد أهله
ولا يعني ذلك أن يكون مقلدا لهم في جميع الجزئيات اللهم إلا إذا اجتمعوا ولم يختلفوا
أو لم يعلم أنهم قد اختلفوا
بل يكون مقلدا لهم في منهجهم والكليات
وإن شئت فقل متبعا لهم لأنه لا محالة سيري بعيني قلبه عشرات الأدلة الدالة على صحة منهجهم
حتى إذا لم يجد لأحدهم حكما على حديث اجتهد فيه على وفق منهجهم فكان حكمه على الحديث كحكمهم لو حكموا عليه لأنه خرّجه على منهجهم
فيكون بذلك قد قام بحفظ السنة كما حفظوها وبنفس منههجهم الذي لا تحفظ السنة إلا به
وبذلك ينبل عند أهل العلم ويسلك في عداد أهل هذا الفن
/// وعلماء العلل وحاملي لوائه:
هم تلك الثلة من العلماء المتقدمين الذي حفظ الله بهم السنة
فكان أول من تكلم في علل الأخبار ابن سيرين وبعض أصحابه ثم ازداد في زمن شعبة والثوري ومالك
ثم ترسم وتبلور في زمن القطان وابن مهدي
ثم بلغ أوجه في زمن أحمد وعلي ويحيى
وبقي كذلك يتناقله التلاميذ عن الشيوخ في طائفة معينة يعرفها أهل العلم ويرجعون إليها
إلى أن قل ذلك وكاد يعدم بعد عصر أبي الحسن الدارقطني
وبات لا يعرف بهذا العلم إلا واحد أو اثنان في كل عصر إلى عصرنا هذا
فلا انتهاء لهذا العلم كما لا انتهاء لأهله الذين يحملونه
لأن الله تكفل بحفظ الدين
لكن المنهج الذي قام عليه هذا العلم إنما هو ما كانت عليه تلك الطائفة في تلك العصور الذهبية للسنة النبوية من لدن شعبة إلى الدارقطني
ومن أتى بعدهم من أهل هذا الفن على قلتهم فإنه في الغالب لا يخالفهم وإذا خالفهم قدم قولهم وترك قوله
والله أعلم
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 01:14]ـ
///جزاكم الله خيرا يا شيخ أمجد ...
وعلى طالب الحديث أيضا ألا يغفل التعليل التلميحي الذي جاء عن النقاد ... فالتعليل التصريحي معروف مبثوث في تضاعيف كتب العلل لكن ليتنبه أيضا طالب السنة إلى التعليل التلميحي عند النقاد ...
ومما يحضرني في هذا المقام رسالة الدكتوراة (منهج الإمام النسائي في إعلال الحديث في سننه المجتبى) لشيخنا عبد الرحمن السلمي-حفظه الله تعالى-
وهو أيضا صاحب الرسالة النفيسة المطبوعة (المنكر عند النقاد) -الماجستير-وقد تفضل مشكورا بإهدائي نسخة من رسالته الأخيرة كرما منه حفظه الله تعالى ...
وهذه ديباجة رسالة الدكتوراة
http://docs.google.com/viewer?_2e8h6IEJ1xQDHyTvQulQ (http://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:PZocugyb5mMJ:www.ahlal hdeeth.cc/vb/attachment.php%3Fattachmentid% 3D68194%26d%3D1244808806+%D8%A 7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A 7%D9%84+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8% AA%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AD&hl=ar&gl=sa&pid=bl&srcid=ADGEESgpfErf1qHDVjZiLYhg e7BEt_MVUEF2JwMALOkzOffH9baSa6 p4h4PqOkVAiAmKsQfTAkwlcp7uKQD4 y8wZzRHiHqBPWAXQJJF7QLN5kTNXPS EohmeNvuFw2DUJHwYOSLN1v4F2&sig=AHIEtbRWxWGbc_2e8h6IEJ1xQD HyTvQulQ)
ـ[قيود ذاكرة]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 01:53]ـ
وما فائدة علم العلل او الحكم على حديث أنه معلول دون فهم لفقه ذلك الحديث و اعتبار المعاني وتحقيق المقاصد الشرعية , إن التوقف لبحث طرق حديث وجمع اسانيده و البحث عن علة قد تكون محتملة يأخذ وقتا نفيسا من الباحث لطالب التفقه في الشريعة , وقد يكون بعد العناء من جمع الطرق وتفكيك الاسانيد و ايجاد علة يظنها الباحث علةً , فيكون هناك من العلماء من لايجدها علة في الحكم على ذلك الحديث.
أظن أن معرفة الاسانيد وجمعها ومعرفة العلل هي علوم آلة تُساعد طالب الفقه وعلم الشرعية أما أن يكون هناك تفرغ تام وتخصص في الجامعات يقضي فيها الطالب سنين عديدة لمعرفة علم العلل فأظن لو تفرغ طالب الفهم والشرعية لمعرفة الفقه وأعطى جهداً لئن يعي علل الحديث ومعرفة صحيحها من سقيمها لكان اجدى نفعاً ,
هذا رأي يحتمل الصواب , و أعي جيداً أن كثيراً من محبي علم العلل والغوص في كتب الجرح والتعديل وقضاء الساعات والايام بل والشهور لجمع طرق حديث وفهم اسانيده لايُريدون من يهمس بهذا الرأي إلا أنني عرضتُ رأياً يتضمن تجربة سنيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 08:40]ـ
ما ذكرته أخي (قيود) صحيح
فالتفقه في النصوص أولى من دقائق علم الحديث
لكن لا يصح إهمال دقيق العلم كما جاء عن الشافعي نحو هذا
كما لا يصح إهمال التخصص الدقيق في العلوم دنيوية كانت أو شرعية
ولا التزهيد فيها
وإلا لما تقدمت العلوم والأمم
فلا بد من متخصصين في كل مجال يبلغون في فنهم الغاية أو ما دونها بقليل
وإنما العيب من ذاك المتخصص الذي لا يعرف مبادي العلوم
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 08:57]ـ
[ size=5]
وعلى طالب الحديث أيضا ألا يغفل التعليل التلميحي الذي جاء عن النقاد ... فالتعليل التصريحي معروف مبثوث في تضاعيف كتب العلل لكن ليتنبه أيضا طالب السنة إلى التعليل التلميحي عند النقاد
صدقت يا شيخنا الكريم
ومن أمثلة ذلك
ما فعله البخاري في أبوابه ومسلم في ترتيبه
وما نجده في تواريخ كبار النقاد المتقدمين
كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة
وكنت قبل مدة أدمت النظر في تاريخ ابن أبي خيثمة فوجدت أكثر تعليلاته تلميحية
يسوق ما هو معلول عنده ثم يتبعه بأخبار كثيرة مسندة تعله
ولا يصرح بشيء
وكذا فعل النسائي في الكبرى
رحمهم الله
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 09:44]ـ
وما فائدة علم العلل او الحكم على حديث أنه معلول دون فهم لفقه ذلك الحديث و اعتبار المعاني وتحقيق المقاصد الشرعية , إن التوقف لبحث طرق حديث وجمع اسانيده و البحث عن علة قد تكون محتملة يأخذ وقتا نفيسا من الباحث لطالب التفقه في الشريعة , وقد يكون بعد العناء من جمع الطرق وتفكيك الاسانيد و ايجاد علة يظنها الباحث علةً , فيكون هناك من العلماء من لايجدها علة في الحكم على ذلك الحديث.
أظن أن معرفة الاسانيد وجمعها ومعرفة العلل هي علوم آلة تُساعد طالب الفقه وعلم الشرعية أما أن يكون هناك تفرغ تام وتخصص في الجامعات يقضي فيها الطالب سنين عديدة لمعرفة علم العلل فأظن لو تفرغ طالب الفهم والشرعية لمعرفة الفقه وأعطى جهداً لئن يعي علل الحديث ومعرفة صحيحها من سقيمها لكان اجدى نفعاً ,
هذا رأي يحتمل الصواب , و أعي جيداً أن كثيراً من محبي علم العلل والغوص في كتب الجرح والتعديل وقضاء الساعات والايام بل والشهور لجمع طرق حديث وفهم اسانيده لايُريدون من يهمس بهذا الرأي إلا أنني عرضتُ رأياً يتضمن تجربة سنيين.
بعد إذن الشيخ أمجد بارك الله في عمره ...
دعني يا أخي (قيود ذاكرة) أصرخ برأي لعلك تتقبله برحابة صدر؟؟
من قال لك بعدم أهمية فقه النصوص الشرعية والإهتمام بها؟؟
فلا منطوق الموضوع ولا مفهومه يشير إلى ذلك ..
كفانا يا أخي تزهيدا بعلم الحديث ... لا بد لطالب العلم فضلا عن العالم أن ينهل من كلِّ علمٍ من علوم الشريعة؟؟
وحتى لا يحمل كلامي ما لا يحتمل سأذكر لك مثالاً على أحد الذين اشتهروا في هذه السنوات الأخيرة بحفظ الأحاديث وتحفيظها ...
فهذا الشيخ الفاضل والذي لا أريد ذكر اسمه ولا اسم اللقاء الأسبوعي الذي كان يعقد في بيت أحد المشايخ=لا يرى فائدة لطالب الحديث من علم النحو؟؟؟ فما كان من أحد المشايخ الحاضرين في تلك الجلسة إلا أن رد عليه وبين له أهمية علم النحو لطالب الحديث ... وقد صدق الرادُّ وأخطأ المردود عليه ...
وإذا كان المحدثون قد أهتموا بالعربية والنحو كما أشار إلى ذلك الإمام الخطيب البغدادي في [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]
باب الترغيب في تعلم النحو والعربية لأداء الحديث بالعبارة السوية ...
فإذا كان هذا هو حالهم مع النحو فما بالك بالفقه؟؟؟
أخي ...
أهلُ الحديثِ هم أهلِ النبيِّ وإن**لم يصحبوا نَفسَه أنفاسَه صحبوا
وقبل التعلم واثناءه على الطالب والعالم أن يخلص النية لله تعالى في الطلب ..
وعلى طالب العلم والعالم أيضا-كما قرَّر ذلك العلماء- أن يكون أمينا على علمه فلا يتأخذه أحبولةً لنيل مآرب فانية أو يجعله مطية من المطايا ...
من جماعة (كلهم يطلب صيد ... كلهم يمشي رويد)
فهذا أهم من التفقه في المتون أو الأسانيد
وفقك الله لمراضيه
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيك ووفقك وسددك
صدقت ومن العجب العجاب بعد خروج برامج الجامع الحديث وجوامع الكلم
وبعض المواقع تجد طلاب العلم يضعفون ويصححون بها واعتمادا عليها
وهذا والله ضياع العلم فكم من حديث قال فيه امام من الائمة ضعيف وتجده يقول لك صحيح
وكم من حديث حكم عليه ابن حجر بالصحة وتجد من ياتي ليحقق بلوغ المرام ويقول ضعيف
وقد قال الشيخ الالباني رحمه الله: لاتحسب انه عندما احكم على حديث ان الامر جاء هكذا بل هي سنين من دارسة الاسانيد ومطالعة كتب العلل والبحث عن اراء العلماء ومذاكرة اهل الشان
وفقنا الله الى ما يحبه ويرضاه
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:03]ـ
صدقت يا شيخنا الكريم
ومن أمثلة ذلك
ما فعله البخاري في أبوابه ومسلم في ترتيبه
وما نجده في تواريخ كبار النقاد المتقدمين
كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة
وكنت قبل مدة أدمت النظر في تاريخ ابن أبي خيثمة فوجدت أكثر تعليلاته تلميحية
يسوق ما هو معلول عنده ثم يتبعه بأخبار كثيرة مسندة تعله
ولا يصرح بشيء
وكذا فعل النسائي في الكبرى
رحمهم الله
جزاكم الله خيرا ...
ما هذا الكلام يا رعاك الله ...
صدقت يا شيخنا الكريم
حقَّ لي أن أقول هذا الكلام فيكم لا أن تقولوه فيَّ
على مذهب .. (ودارهم مادمت في دارهم):)
لا تعد تكرما لا أمرا لمثل هذا ... ولتعلم أن الأخوة شيء والعلم شيء آخر ... فحذاري أن ترى خللاً عند أخيك وتسكت ..
رفع الله قدرك
وجزاك الله خيرا على هذه الفائدة النفيسة ...
وكنت قبل مدة أدمت النظر في تاريخ ابن أبي خيثمة فوجدت أكثر تعليلاته تلميحية يسوق ما هو معلول عنده ثم يتبعه بأخبار كثيرة مسندة تعله
ولا يصرح بشيء
وفقك الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:03]ـ
///جزاكم الله خيرا يا شيخ أمجد ...
وعلى طالب الحديث أيضا ألا يغفل التعليل التلميحي الذي جاء عن النقاد ... فالتعليل التصريحي معروف مبثوث في تضاعيف كتب العلل لكن ليتنبه أيضا طالب السنة إلى التعليل التلميحي عند النقاد ...
ومما يحضرني في هذا المقام رسالة الدكتوراة (منهج الإمام النسائي في إعلال الحديث في سننه المجتبى) لشيخنا عبد الرحمن السلمي-حفظه الله تعالى-
وهو أيضا صاحب الرسالة النفيسة المطبوعة (المنكر عند النقاد) -الماجستير-وقد تفضل مشكورا بإهدائي نسخة من رسالته الأخيرة كرما منه حفظه الله تعالى ...
وهذه ديباجة رسالة الدكتوراة
http://docs.google.com/viewer?_2e8h6iej1xqdhytvqulq (http://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:pzocugyb5mmj:www.ahlal hdeeth.cc/vb/attachment.php%3fattachmentid% 3d68194%26d%3d1244808806+%d8%a 7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a 7%d9%84+%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8% aa%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%ad&hl=ar&gl=sa&pid=bl&srcid=adgeesgpferf1qhdvjzilyhg e7bet_mvuef2jwmalokzoffh9basa6 p4h4pqokvaiamksqftakwlcp7ukqd4 y8wzzrhihqbpwaxqjjf7qln5ktnxps eohmenvufw2dujhwyosln1v4f2&sig=ahietbrwxwgbc_2e8h6iej1xqd hytvqulq)
حبذ اخي الكريم لو صورت هذه الرسائل ورفعتها لنا لنستفيد منها
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 10:01]ـ
لطالب علم علل الحديث الشريف درجات:
الأولي: وفيها يكون الطالب جاهلا بهذا العلم، فينظر إلي تعليلات الأئمة كأنها طلاسم، أو تكهن وتخرص للغيب.
الثانية: وفيها يعلم الطالب طرفاً عن هذا العلم، إلا إن ما جهله أكثر مما علمه.
فتجده يضعف ويعلل كل حديث أمامه - وما هذا إلا لجهله بحقيقة هذا العلم - حتي إنك لتري من يعلل حديث النية ويضعفه!!!
الثالثة: وفيها ينضج الطالب في هذا العلم - وهذا بعد طول ممارسة للأحاديث: أسانيداً ومتونا، وطول دراسة لتعليلات الأئمة ومخارجها -، وغالباً ما تجد تصحيحاته وتعليلاته موافقة للأئمة المتقدمين.
ثم يفتح الله علي من يشاء بما يشاء.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 06:51]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أمجد ..
ولكن كما قال الأخ قيود ذاكرة لا ينبغي التشاغل عن الفقه بكثرة جمع الطرق فالفقه أولى وأهم وقد انتقد ابن الجوزي على يحيى بن معين كثرة جمعه للطرق وقلة معرفته بالفقه قال ابن الجوزي في صيد الخاطر:
ولما تشاغل بالطرق مثل يحيى بن معين فاته من الفقه كثير، حتى أنه سئل عن الحائض أيجوز أن تغسل الموتى! فلم يعلم، حتى جاء أبو ثور فقال: يجوز، لأن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض.
فيحيى أعلم بالحديث منه، ولكن لم يتشاغل بفهمه.
فأنا أنهى أهل الحديث أن تشغلهم كثرة الطرق.
ومن أقبح الأشياء أن تجري حادثة يسأل عنها شيخ قد كتب الحديث ستين سنة فلا يعرف حكم الله عز وجل فيها.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسنت يا أبا بكر الذيب ..
والإمام ابن الجوزي هو القائل أيضا في صيد الخاطر
(علم الحديث هو الشريعة، لأنه مبين للقرآن وموضح للحلال والحرام، وكاشف عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه.
وقد مزجوه بالكذب، وأدخلوا في المنقولات كل قبيح)
قال الإمام علي بن المديني – رحمه الله -:" التفقه في معاني الحديث نصف العلم , ومعرفة الرجال نصف العلم "
فهذا أعلم خلق الله بالعلل في عصره يحثُّ على التفقه ...
دينُ النبيِّ محمدٍ أخبارُ
نعمَ المطيَّةُ للفتى الآثارُ
لا ترغبنَّ عن الحديث وأهله
فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما جهل الفتى سُبل الهدى
والشمس بازغةٌ لها أنوارُ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 08:47]ـ
لا يصح أن نزهد في التخصص وفي دقائق الفن الواحد بحجة الانشغال بما هو أهم
فلا يصح أن نقول:
/// لا تتعمق في علم النحو وانشغل بالتفسير فإنه أهم
/// دعك من دقائق فنون الحديث وخذ ما يكفيك ثم انشغل بعلم الفقه لأن علم المصطلح آلة
لأن أهل العلم إن لم يدققوا ويتعمق كل واحد منهم في تخصصه
ذهب كثير من العلم
وحرمنا التجديد في العلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وتخيل معي أن المسلمين لم يدققوا في علم النحو والبلاغة بحجة الانشغال بما هو أهم منه من العلوم
كيف سيكون علم العربية؟
ولكن الصحيح أن يقال:
/// لا تتعمق في علم النحو وتبلغ الغاية فيه وأنت مقصر في علم التفسير أو الفقه فإن هذا عيب
فإذا تعلمت الفقه والتفسير وما يسعفك فيه فلك أن تتعمق في علم النحو
/// وتعلم دقائق علم الحديث وتعمق فيه لكن ليس على حساب علم الفقه والعقيدة مثلا
وهكذا ...
قال الزعفراني:سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم.
وقال الخليل ابن أحمد الفراهيدي: إذا أردت أن تكون عالماً فاقصد لفن من العلم، وإذا أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه".
وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: ما ناظرني رجل قط وكان مفنناً في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجل ذو فن واحد إلا غلبني في علمه ذلك".
وقال أبو العباس ابن تيمية:" وأيضا فان النظر في العلوم الدقيقة يفتق الذهن ويدر به ويقويه على العلم فيصير مثل كثرة الرمي بالنشاب وركوب الخيل تعين على قوة الرمي والركوب وإن لم يكن ذلك وقت قتال وهذا مقصد حسن.
ولهذا كان كثير من علماء السنة يرغب في النظر في العلوم الصادقة الدقيقة كالجبر والمقابلة وعويص الفرايض والوصايا والدور لشحذ الذهن فانه علم صحيح في نفسه ولهذا يسمى الرياضي فان لفظ الرياضة يستعمل في ثلاثة أنواع في رياضة الابدان بالحركة والمشي كما يذكر ذلك الاطباء وغيرهم وفي رياضة النفوس بالاخلاق الحسنة المعتدلة والآداب المحمودة وفي رياضة الأذهان بمعرفة دقيق العلم والبحث عن الامور الغامضة ".ا. هـ
وقال أيضا:
"وبإزاء هؤلاء قوم من المحدثة والفقهاء والعامة قد يحرمون النظر فى دقيق العلم والاستدلال والكلام فيه حتى ذوى المعرفة به وأهل الحاجة إليه من أهله ويوجبون التقليد فى هذه المسائل أو الاعراض عن تفصيلها وهذا ليس بجيد أيضا فان العلم النافع مستحب وإنما يكره إذا كان كلاما بغير علم أو حيث يضر فاذا كان كلاما بعلم ولا مضرة فيه فلا بأس به وإن كان نافعا فهو مستحب فلا إطلاق القول بالوجوب صحيحا ولا إطلاق القول بالتحريم صحيحا ".ا. هـ
وهذا وإن كان مسوقا لغرض معين
فإنه يصلح لما نحن فيه
فإن علم العلل من أدق علوم الحديث
وقضاء المحدث مدة من الزمن للكشف عن علة يفتق ذهنه ويروض عقله
والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:02]ـ
[ center]
لكن أنت كمحدث قد اؤتمنت على حماية السنة من أن يدخل فيها ما ليس منها
فلا أرى لك عذرا بالحكم على حديث بالصحة اكتفاءً بظاهر السند
لا أرى لك عذرا أن تعقب على حديث بقولك: إسناده صحيح وأنت لم تستعمل فيه علم العلل
أو رجاله ثقات وتكتفي بذلك لأنك لا تجد وقتا للفحص عن علله
إنها أمانة!
/// فلذلك لا يكفي للحكم على الحديث بعد جمع طرقه دراسة رواته جرحا وتعديلا فقط
/// بل لا بد من النظر في صيغ التحمل والأداء والتأكد من عدم الوهم فيها ثانيا
/// والنظر في قضايا الاتصال والانقطاع والوقف والإرسال ثالثا
/// والنظر في قضية الراوة المدلسين والعنعنة في الإسناد على قواعد أئمة النقد رابعا
/// والنظر في احتمال وهم الثقة وإصابة الضعيف خامسا
/// والنظر في قضية التفرد في طبقات الإسناد سادسا
/// والنظر في تأثير كتاب الرواي على روايته أم لا سابعا
/// والنظر في اختلاط الراوي ومدى تأثيره ثامنا
/// والنظر في طبقات الرواة واختلاف أحوالهم في شيوخهم تاسعا
/// والنظر في متن الحديث وسلامته من النكارة وهل هو معارض للأصول (كتاب أو سنة متواترة أو إجماع) أم لا
وهل هو معارض بغيره من الأحاديث الصحاح أم لا عاشرا
/// والنظر في كلام أئمة النقد والتعليل نظريا وعمليا على الحديث خاصة المتقدمين منهم حادي عشر
فينظر فيه بتأمل شديد بعد أن يكون فهم جملة من منهجهم وطريقتهم
ويدقق في تعليل كل إمام حتى يصل إلى ما يطمئن القلب من الحكم على الحديث
/// وعليه قبل ذلك التأكد من سلامة الطرق والأسماء من التصحيف والتحريف فيكتفى بمجهود صاحب التحقيق الجيد للمرجع والمصدر ويفتش وراء صاحب التحقيق السيء
اللهم إلا إذا طلب الكمال فأراد أن ينقب ويفتش وراء الجميع
/// فعليه أن يفرض هذه الاحتمالات المعللة وينقب عنها
ثم هو مع الممارسة يعرف القريب منها في كل حديث يدرسه فيجتهد في البحث عنها ويكثر من التنقيب
ويعرف البعيد النادر منها فلا يطلبه
وقد يفرض مع الممارسة والتدرب بكلام أئمة العلل احتملات معللة أخرى
إذ لكل حديث علل وقرائن تختص به
/// فعليه أن يبني عمله كله على الاحتياط والورع
فيحرص أن لايدخل في السنة ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو منها
ــــــــــــــــــــــــــ
/// قال أبو بكر الخطيب رحمه الله:"فمن الأحاديث ما تخفى علته فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ومضي الزمن البعيد
ثم أسند عن إمام العلل والمقدم فيه علي بن المديني أنه قال:
" ربما ادركت علة حديث بعد أربعين سنة ".
ومنها ما قد كفى راويه مؤونته وأبان في اول حاله علته. ا. هـ
/// ومن اطلع على أحوال أئمة العلل ظهر له أنهم كانوا يتطلبون العلل تطلبا شديدا
حتى إن أحدهم ليسمع بالحديث فلا يزال يقلبه
كيف جاء؟
ومن أين جاء؟
وأين مكمن الخطأ والوهم فيه؟
فيمكث سنوات مهموما حتى يفتح الله عليه بعلة الحديث
ولعلي أذكر بعض قصصهم لاحقا
والله أعلم(/)
سؤال عن درجة حديث
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 01:02]ـ
ليت الأخوة الكرام يساعدونني في معرفة درجة هذا الحديث: "الدنيا سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر".
فمن كان عنده علم فليرشدني , وأسأل الله أن يجزيه الحسنى وزيادة.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:27]ـ
بحثت فلم أجد لهذا الحديث أصلا والله أعلم.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 01:59]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الرحمن التونسي.
فالظاهر هو ما تفضلت به من أنه ليس بحديث , وإنما هو حكمة من الحكم المأثورة، يَقصِد بها الواعظ تذكيرَ الناس بحقيقة الدنيا، وأنها مزرعة للآخرة.
روى ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (55/ 149) بسنده إلى سفيان بن عيينة رحمه الله قال:
" دخل محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز يوم ولي، فقال: يا أمير المؤمنين! إنما الدنيا سوق من الأسواق، فمنها خرج الناس بما ربحوا منها لآخرتهم، وخرجوا منها بما يضرهم …"
أشكرك مرةً أخري أخي.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 03:28]ـ
جزاكم الله خيرا وأيضا رواه أبي نعيم في حلية الأولياء (حديث 7507) قال حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثني شيخ من بني سليم، أن عمر بن عبد العزيز وساق الحديث بطوله وفيه " فقال محمد بن كعب: يا أمير المؤمنين، إنما الدنيا سوق من الأسواق، منها خرج الناس بما نفعهم، ومنها خرجوا بما ضرهم" والله أعلم.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 12:31]ـ
جزاكم الله خيراً أخي وبارك فيك.(/)
ما ضعفه العلوان من أحاديث الصيام في شرحه لجامع الترمذي
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 01:11]ـ
انظر المرفقات
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:50]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 05:23]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياك أخي مجدي,,,
ـ[القسورة]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 02:04]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل!
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 02:46]ـ
باركَ اللهُ فيك، أخي عبد الكريم، وأثابكَ اللهُ مثوبته.(/)
من فضلكم دلوني على مراكزأهل الحديث أي السلفيين في الهند
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أيهاالإخوة المسلمون
من فضلكم دلوني على مراكزأهل الحديث أي السلفيين في الهند (عناوينهاالبريدية والتلفونات والإيميلات وأسماء العلماء والمسؤلين)
أعني المدارس والجامعات والمكتبات وغيرها
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبوحامد المدني]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 01:39]ـ
أبشروا
سأرسل إليكم المعلومات الكافية عن مراكز أهل الحديث بالهند قريبا إن شاء الله تعالى
ـ[أبو أرسلان]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:24]ـ
أخي الكريم!
من أهم الجامعات السلفية في الهند:
الجامعة السلفية -بنارس، وإليكم بعض ما يهمكم:
عنوان: الجامعة السلفية، ريوري تالاب، وارانسي، 221010، يو. بي. الهند
عنوان الموقع: www.aljamiatussalafiah.org (http://www.aljamiatussalafiah.org)
ايميل: jamia@aljamiatussalafia.org
هاتف: 00915422452241
00915422451492
فاكس: 0091542452243
أخي الكريم: إذا راسلت معهم ستجد عندهم معلومات وافية عن جميع مراكز السلفين بالهند إن شاء الله تعالى.
الكاتب: أبو حامد المدني(/)
أبحاث مؤتمر الانتصار للصحيحين
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 08:04]ـ
اخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم أبحاث مؤتمر الانتصار للصحيحين، والذي عقدته كلية الشريعة في الجامعة الأردنية بالتعاون مع جمعية الحديث الشريف وإحياء التراث
الأبحاث تجدونها على هذا الرابط
http://hadith-turath.org/all/bahCmplmnt.aspx?sendID=73
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 02:20]ـ
هذا البيان الختامي للمؤتمر، ولم تنشر الأبحاث بعد.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 11:34]ـ
أخبزني الأخ عبد الرحمن جلال -وفقه الله- أن رابط الأبحاث موجود أسفل البيان الختامي، وهو "تحميل البحث". جزى الله الجميع خيرا، وجل من لا يسهو.(/)
هل يصح في الخردل حديث
ـ[مساعدالقريني]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 04:39]ـ
يردد أحد الأطباء في القنوات الفضائية مايقول عنه انه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ضحكت الأرض فأخرجت الكير وضحكت الجنة فأخرجت الكمأة وقال ان الكيرهوالخردل مع العلم ان هذا الطبيب يورد أحاديث اقل مايقال عنها انها ضعيفة إن لم تكن موضوعة السؤال للإخوان هل يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهل يصح في الخردل حديث
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 04:17]ـ
يردد أحد الأطباء في القنوات الفضائية مايقول عنه انه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ضحكت الأرض فأخرجت الكير وضحكت الجنة فأخرجت الكمأة وقال ان الكيرهوالخردل مع العلم ان هذا الطبيب يورد أحاديث اقل مايقال عنها انها ضعيفة إن لم تكن موضوعة السؤال للإخوان هل يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهل يصح في الخردل حديث
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا الحديث رواه ابو نعيم الاصبهاني في الطب النبوي (619/ 2 ط: دار ابن حزم) من طريق: هشام بن عبيد الله الرازي، حَدَّثَنا رشدين بن سعد، عَن معاوية بن صالح، عَن عِكرمة، عَن ابن عباس قال: خرج علينا رسول الله صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم فقال: " ضحكت الجنة فأخرجت الكمأة وضحكت الأرض فأخرجت الكبر "
- هشام [صدوق يهم] قال ابو حاتم: ((صدوق)) وعظم قدره. ولينه ابن حبان.
- و رشدين بن سعد [منكر الحديث ليس بشيئ]
قال يحيى بن معين: ((ليس بشيء)) وقال ايضا: ((ليس من حمال المحامل)) و قال ايضا: ((لا يكتب حديثه)) , وقال ابن سعد و ابو زرعة و أبو داود و النسائي و الدارقطني و غيرهم: ((ضعيف الحديث)) زاد النسائي: ((لا يكتب حديثه)) , وقال في موضع آخر: ((متروك الحديث)) و قال أبو حاتم: ((منكر الحديث و فيه غفلة و يحدث بالمناكير عن الثقات ضعيف الحديث ما أقربه من داود بن المحبر، و ابن لهيعة أستر و رشدين أضعف)) وقال الجوزجاني: ((عنده معاضيل ومناكير كثيرة)) وقال الامام أحمد: ((أرجو أنه صالح الحديث)) وفي موضع آخر: ((ليس به بأس في أحاديث الرقاق)) وقال أيضا: ((رشدين كذا و كذا)) يعني يستضعفه.
- و معاوية [صدوق يهم و يغرب]
- ولا أعلم هل سمع من عكرمة أم لا لأن:
1 - عكرمة مدني و معاوية شامي
2 - حج مرة واحد و نزل المدينة , ويمكن أن يكون قد سمع منه
3 - لم أجد أحدا ذكر له سماعا منه.
و الخلاصة أن هذا الحديث [منكر].
و الله أعلم.(/)
هل هذ الحديث يصح: (لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له ولا صوم إلا بالك)؟
ـ[مسلم الروسي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:45]ـ
91 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله
ـ[مسلم الروسي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:50]ـ
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا وكيع قال حدثنا حماد بن سلمة عن صدقة مولى الزبير عن أبي ثفال عن أبي بكر بن حويطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له
و هذا ايضا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 01:16]ـ
أما الخبر الأول: فهو من أفراد الخارجي الربيع بن حبيب في [مسنده] .. ولا يصح.
وأما الخبر الثاني: فرواه العدني في [الإيمان]، وابن أبي عاصم في [السنة]، وابن بطة في [الإبانة الكبرى]، وابن عساكر في [تاريخ دمشق] بسندٍ ضعيف جداً .. ناهيك عن انقطاعه .. وله شواهد ضعيفةٌ مثله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 05:43]ـ
/// أمَّا حديث: «لا إيمان لمن لا أمانة له» فقد أخرجه أحمد (3/ 135) وابن خزيمة (2335) وابن حبان (194) والضِّياء في المختارة (5/ 74) والبيهقي (4/ 97) وغيرهم، من طرقٍ عن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا.
/// ورُوِيَ من أحاديث عِدَّة من الصَّحابة، كابن عمر وأبي موسى وعبادة وغيرهم رضي الله عنهم، ولا يخلو أسانيدها من مقالٍ.
/// ورُويَ مرسلًا من حديث الحسن البصري عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم.
/// ورجَّح الدَّارقطني إرساله كما في المختارة للضياء (5/ 74).
________________________
/// وأمَّا حديث: «لا صلاة لمن لا وضوء له» فقد أخرجه أحمد (2/ 418) وأبو داود (101) وابن ماجه (399) والحاكم (1/ 246) وغيرهم، من طريق يعقوب بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعًا. وصحَّحه الحاكم، ووُهِّمَ في هذا، ورُدَّ عليه بجهالة وضعف بعض رواته.
/// وفي الباب حديث جمعٍ من الصَّحابة، ولكن لا يكاد يسلم كلُّ واحدٍ منها من مقالٍ.
/// وقد ضعَّف الحديث جماعةٌ؛ فقال أبوحاتم وأبوزرعة الرَّازيَّان: «ليس عندنا بذاك الصَّحيح»، وقال أحمد: «لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسنادٌ جيِّدٌ»، وقال أيضًا: «ليس فيه شيءٌ يثبت».
/// وقد صحَّحه بمجموع طرقه ابن الصلاح وابن عبدالهادي والمنذري وابن كثيرٍ وابن حجر والألباني.
/// ويُنظر: علل ابن أبي حاتم (129) وعلل الترمذي (1/ 112) والتعليقة على العلل لابن عبدالهادي (144) والتَّلخيص الحبير (1/ 73) وإرواء الغليل (81).
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:40]ـ
أحسن الله إليكم ..(/)
الرواة الذين اشترك في الرواية عنهم أصحاب الكتب الستة
ـ[أبوحامد المدني]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 09:40]ـ
لقد بحثت بواسطة كتاب "تهذيب الكمال " للمزي عن الرواة الذين اشترك في الرواية عنهم مباشرة أصحاب الكتب الستة (أعني: الذين هم شيوخ الجميع)، فوجدت هذه الأسماء المذكورة أدناه، فمن كان لديه إضافة عليها، فالموجو منه الإفادة بذلك، وجزاه الله خيرا.
أسماء شيوخ الجماعة (البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) في الكتب الستة:
1 -
زياد بن يحيى الحساني أبو الخطاب.
2 -
عبدالله بن سعيد الأشج.
3 -
عمرو بن علي الفلاس أبو حفص.
4 -
محمد بن العلاء بن كريب الهمداني.
5 -
محمد بن المثنى الملقب بالزمن.
6 -
محمد بن بشار.
7 -
محمد بن معمر بن ربعي القيسي.
8 -
نصر بن علي الجهضمي.
9 -
يعقوب بن إبراهيم الدورقي.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 09:53]ـ
/// بارك الله فيك.
/// هذه المسألة معروفة ومبحوثة قديما!
/// وينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119707
وفقك الله
نظمهم الحافظ الذهبي فقال:
بندارٌ ابنُ المثنى الجهضميُّ أبو ................... سعيدِ عمرٌو وقيسي وحساني
يعقوبُ والعنبري الجوهريُّ هم ................... مشايخُ الستة اعرِفهم بإحسانِ
وذيله البدر ابن سلامة بقوله:
وابو كريب رووا عنه بأجمعهم ................... والفيريابي قل شيخ لهم ثانِ
[المصدر: فتح المغيث]
وقد نظمهم أيضا الشيخ الإثيوبي في شرحه على النسائي بقوله:
اشتركُ الأئمة الهداةُ ............ ذوو الأصول الستةُ الوُعاةُ
في الأخذِ عن تسع شيوخ مهرة ............ الحافظين الناقدين البررةْ
أولئكَ الأشجُّ وابنُ مَعْمَرِ ............ نصرٌ ويعقوبُ وعمرٌو السَّرِي
وابنُ العلاءِ وابنُ بشارٍ كذا ............ اِبنُ الْمُثَنَّى وزِيادٌ يُحتَذَى
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 02:14]ـ
بارك الله فيك على الجهد المبارك
وقد نظمهم أيضا الشيخ الإثيوبي في شرحه على النسائي بقوله:
اشتركُ الأئمة الهداةُ ............ ذوو الأصول الستةُ الوُعاةُ
في الأخذِ عن تسع شيوخ مهرة ............ الحافظين الناقدين البررةْ
أولئكَ الأشجُّ وابنُ مَعْمَرِ ............ نصرٌ ويعقوبُ وعمرٌو السَّرِي
وابنُ العلاءِ وابنُ بشارٍ كذا ............ اِبنُ الْمُثَنَّى وزِيادٌ يُحتَذَى
[1] عبد الله بن سعيد بن حصين الكندى، أبو سعيد الأشج الكوفى
[2] محمد بن معمر بن ربعى القيسى، أبو عبد الله البصرى، البحرانى
[3] نصر بن على بن نصر الأزدى الجهضمى أبو عمرو الصغير
[4] يعقوب بن إبراهيم بن كثير مولاهم، أبو يوسف الدورقى
[5] عمرو بن على بن بحر بن كنيز، أبو حفص الفلاس الصيرفى الباهلى البصرى
[6] محمد بن العلاء بن كريب الهمدانى، أبو كريب الكوفى (مشهور بكنيته)
[7] محمد بن بشار بن عثمان العبدى، أبو بكر البصرى، بندار
[8] محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزى، أبو موسى البصرى
[9] زياد بن يحيى بن زياد بن حسان بن عبد الله، أبو الخطاب الحسانى النكرى العدنى
وقد وجدت ان ابن خزيمة صاحب الصحيح قد شارك اصحاب الكتب الستة في هؤلاء المشايخ
ـ[أبوحامد المدني]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 11:47]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبدالله عمر
هذه فائدة عزيزة.(/)
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[حامد بن أبي حامد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها العلماء الكرام روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ":مَن عَلَّمَ فَرِيْضَةً كَمَنْ أَعْتَقَ عَشْرَ رِقَابٍ، وَمَنَ قَطعَ مِيْراثًا قَطعَ اللهُ مِيراثه مِن الجنَّةِ" هل هذا حديث صحيح؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 10:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أما الشق الأول من الخبر وهو قوله: (من علم فريضة كمن أعتق عشر رقاب) .. فلم أجده في شيء من المصادر الحديثية على اختلاف أنواعها.
أما الشق الثاني منه وهو قوله: (ومن قطع ميراثا قطع الله ميراثه من الجنة):
فقد رواه سعيد بن منصور من وجهين منقطعين:
الأول: من رواية سليمان بن موسى القرشي .. وإن وثق إلا أن في حديثه نكارة.
الثاني: فهو من وراية مجهولٍ ومغمورين ليسا من أهل الشأن؛ وهم: نافع بن فضالة، عن النصر بن شفي، عن عمران بن سليم.
وهذا لفظهما: (مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللَّهُ، قَطَعَ اللَّهُ مِيرَاثَهُ مِنَ [في] الْجَنَّةِ).
* ورواه البيهقي في الشعب بسندٍ متصل عن أبي هريرة رضي الله عنه .. لكن هذا الإتصال كعدمه؛ فالسند ضعيف جداً .. فيه مجهولٌ لا يعرف، وفيه آخرٌ ضعيف قد تُرِك.
وهذا لفظه: (مَنْ قَطَعَ مِيرَاثًا فَرَضَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللَّهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ).(/)
اريد ان اقوم بتلخيص كتاب تلخيص الحبير؟
ـ[احمد حامد الشافعى]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 06:22]ـ
اريد ان اقوم بتلخيص كتاب تلخيص الحبير فهل من تنبيهات فى ذلك؟(/)
قال ابن بطة: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 03:56]ـ
في طبقات الحنابلة (3/ 261):
قال أبو علي بن شهاب: سمعت أبا عبدالله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ـ[ابن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 01:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... جزاك الله خيرا.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 11:53]ـ
أما أنا فلا أعرف إلا أربعة أو خمسة .. أسأل الله أن يعلمني ما ينفعني ..
ما السبيل لمعرفة هذه الأربعين .. وهل هي صحيحة؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 12:24]ـ
بارك الله فيك.
في طريق الهجرتين لابن القيم رحمه الله لما ذكر وصف الأبرار المقتصدين قال: (
فإذا أخذوا مضاجعهم أتوا بأذكار النوم الواردة في السنة وهي كثيرة تبلغ نحوا من أربعين ... ) ثم ذكر بعضا منها(/)
التنبيه على خطأ للإمام البخاري -رحمه الله - في (تاريخه الكبير)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
قلت في ((الإنباه على ضَعف حديث من طلب العلم لغير الله، ص:40)):
مُنَبِّهَة:
لقد وهِم الإمام الأمير محمد بن إسماعيل البخاري -رحمات ربي عليه- عندما فرَّق بين عمرو بن واقد الهاشمي أو الأموي الدمشقي، و بين عمرو بن واقد مولى قريش، فترجم لكل واحد منهما على حدة في "تاريخه الكبير".
و كأني به -بلَّ الله ثرى قبره- تنبَّه لهذا التفريق المتوَهَّم في "الضعفاء الصغير"، فترجم للأول فقط -أي عمرو بن الهاشمي أو الأموي- دون الثاني، هذا نقوله إحسانا للظن به، و إلا فظاهر الأمر سهوٌ أو اضطراب منه، سحَّ الله عليه وابل رحمته و مغفرته.
و هنا تَعْجَبُ النفوس و المُهَج، و تخوض بهم الظنونُ اللُّجَج، و ليس ثَمَّة عَجَبْ، إذ الكمال رُتْبَةٌ لا تنال بنَشَب أو سَبَب، فهذا الأمير الإمام، و الفارس الضِّرغام، الذي حاز من أفانين الأحاديث أزِمَّتَها، و ملك من دِقِّها و جُلِّها أعِنَّتَها، حتى أعجز الدهر أن يأتي بِمِثْلِه، أو يجود بِشَكْلِه، قد كبا جوادُه، و جرى بالوَهْم مِدادُه، و رَقْمُ فضائله بَحْرٌ لا تَجِفُّ غَوارِبُه، و لا يَصْدَ بعد النَّهْل شَارِبُه، فهاك بيان عذره فيما أخطأ فيه، و إني سالكٌ في ذلك سبيل أهل الإنصاف في الاعتذار للأكابر:
إنَّ عمْرًا بنَ واقدٍ شاميٌّ، و للإمام الأمير أبي عبد الله -رحمه الله- في أهل الشام أوهام، و يَسْقُطُ عنه العتْبُ و الملام، لما تعلم سبب وَهَمِه و وَهْمِه في أهل الشام، فقد روى أبو بكر الخطيب الحافظ في (تاريخ بغداد،13/ 102) فقال: حُدثت عن أبي عمرو محمد بن احمد بن حمدان الحيري، قال: سمعت أبا العباس بن سعيد بن عقدة، وسألته عن محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري أيهما أعلم؟ فقال: كان محمد بن إسماعيل عالما ومسلم عالم، وكررت عليه مرارا، وهو يجيبني بمثل هذا الجواب، ثم قال لي:" يا أبا عمرو قد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام، وذاك انه أخذ كتبهم فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره في موضع آخر باسمه، ويتوهم أنهما اثنان، فأما مسلم فقلما يقع له الغلط في النقل لأنه كتب المسانيد، و لم يكتب المقاطيع و لاالمراسيل." [1]
قلت: و غَلَطُه في عمرو بن واقد من جِنس ما بيَّنَه و أوضحه الحافظ ابنُ عُقدة، و يُعَزِّزُ ما قاله ابنُ عُقدة الحافظ و يؤيِّدُه، و يقوِّي مَتنه و يُعَضِّده، مقولةٌ لمتأخرٍ خَبَرَ نَهْجَ الأميرِ البخاريِّ و سَبَرَه، و اسْتَجْلى خَفِيَّ صحيحِه و دُرَرَه، ذاك هو: الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- عندما قال في كتابه المستطاب (جامع العلوم و الحكم،259) بعد أن ذكر وهما للإمام البخاري في بعض الشاميين:"والبخاريُّ -رحمه الله- يقع له في (تاريخه) أوهام في أخبار أهل الشام".
قلت: و قد قام العلماء بتجلية تلك الأوهام من غير إغفال، إذ الحق يوجب عليهم ذلك مهما عَظُم قدر الواهم، و هذا مسرد لمن ألَّف يتعقبُ الإمامَ الأميرَ -رضي الله عنه و رحمه- في الكشْفِ عن أوهامه في (تاريخه الكبير)،و بيان مواطن الخلل منه:
المتعقب الأول: الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي-رحمه الله-، و قد عَنْوَنَ لكتابه بـ (بيان خطأ البخاري في تاريخه)، وهو مطبوع بتحقيق العلامة البصير عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني -أسبل الله عليه سَجْلا من رحمته و عفوه-.
والمتعقب الثاني: الإمام الحافظ درة مصر و مفخرتها عبد الغني بن سعيد الأزدي، و قد سَمَّى كتابه بـ (مجلس من أوهام أبي عبد الله البخاري في تاريخه الكبير) [2]، ولا علم لي بوجوده، و الله تعالى أجل و أعلم.
والمتعقب الثالث: الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي الحافظ، و قد وسم كتابه بـ (الموضح لأوهام أبي عبد الله البخاري في التاريخ الكبير) [3]، ولا علم لي بوجوده، و الله تعالى أجل و أعلم.
و إن كان هذا الكلام يحيد بنا عن الغَرَض، ففيه فائدة لمن انْتَهَضَ واعْتَرَض، و لْيُرََاجَع "الكامل في الضعفاء" و"تهذيب التهذيب" لكي يتجلى لك -بعد إمعان النظر- أنَّ ذينك العَلَمَين شخص واحد، و نعوذ بالله من جثوم المعاند و شين الحاسد. [4]
----------------------------------
[1] قلت: و قد نقله و اعتمده الحافظ بدر الدين الزركشي في (نكته على ابن الصلاح،1/ 169).
[2] قلت: ذكره الحافظ المحقق ابن خير الإشبيلي في (الفهرسة،1/ 192)،و هو من مروياته عنه.
[3] نفس المصدر السابق.
[4] قلت: و لا أحتاج للإشارة إلى أن من كان هاشميا أو أمويا فهو قرشي، لظهور الأمر و جلائه.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 08:53]ـ
من فضلك ...
قلت (رحمات ربي) هذه الكلمه (بصيغة الجمع) لفتت انتباهي وليس لي بها علم ...
هل هي سائغه؟
سؤال بريء جدا احمله من فضلك على ظاهره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 09:22]ـ
شكر الله لك .. ، لا أدر ما وجه الإشكال في سؤالك؟؟ رحمات جمع رحمة، هل في إضافتها لله تعالى إشكال؟
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 09:24]ـ
هل رحمة ربي رحمات؟
ان كنت تعني تسع وتسعين جزء فتلك الرحمات لم تضف الى الله عز وجل ولم يمر علي انها رحمات - ربما لجهلي وفقر حصيلتي
لكني هنا مجرد متسائل واريد العلم هذا والله ماهدف اليه
او دعني اختصر لك هل ورد هذا اللفظ في النصوص الشرعية؟
انتظرك اخي
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 09:46]ـ
هل رحمة ربي رحمات؟
ان كنت تعني تسع وتسعين جزء فتلك الرحمات لم تضف الى الله عز وجل ولم يمر علي انها رحمات - ربما لجهلي وفقر حصيلتي
لكني هنا مجرد متسائل واريد العلم هذا والله ماهدف اليه
او دعني اختصر لك هل ورد هذا اللفظ في النصوص الشرعية؟
انتظرك اخي
كنت سأتنكب عن الإجابة على سؤالك، لأنه لا دخل له في موضوع المقالة، و لكن شدني أدبك للإجابة، فقصدي بـ"رحمات ربي عليه" أي توالي و تتابع رحمة الله على الإمام، فقصدتُ من جمع "الرحمة" تكثيرها في حق ذاك الإمام من الله تعالى، و لم أصف الله تعالى حتى ألتمس لك النصوص الشرعية، بل صنيعي من باب قولك " منن و أفضال و أثاريد ربي سبحانه و تعالى"،
و إن لم تُلف في كلامي مَقنعا، فأفرد للمسألة موضوعا في ركن العقيدة أو راسلني على الخاص، حتى لا نخرج عن موضوع المقالة، وفقني الله تعالى و إياك لخيري الدنيا و الآخرة.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 09:59]ـ
كنت سأتنكب عن الإجابة على سؤالك، لأنه لا دخل له في موضوع المقالة، و لكن شدني أدبك للإجابة، فقصدي بـ"رحمات ربي عليه" أي توالي و تتابع رحمة الله على الإمام، فقصدتُ من جمع "الرحمة" تكثيرها في حق ذاك الإمام من الله تعالى، و لم أصف الله تعالى حتى ألتمس لك النصوص الشرعية، بل صنيعي من باب قولك " منن و أفضال و أثاريد ربي سبحانه و تعالى"،
و إن لم تُلف في كلامي مَقنعا، فأفرد للمسألة موضوعا في ركن العقيدة أو راسلني على الخاص، حتى لا نخرج عن موضوع المقالة، وفقني الله تعالى و إياك لخيري الدنيا و الآخرة.
لا اخي اكتفيت بارك الله فيك وبعلمك .. ربما انا في حيرة من جزء جواز اطلاقها بهذا القصد في حق الله عز وجل لكن لا عليك ربما سأبحث في المسألة ... وإن كتبت عنها فأخبرني غفر الله لي ولك
حفظك الله اخي واعتذر عن خروجي عن الموضوع
ـ[الحُميدي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 10:08]ـ
للفائدة .. ،
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=219695
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 11:06]ـ
فائدة=قال الخطيب: (في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر)
"تاريخ بغداد" (2|237)
قلت: أبو العباس المذكور هو ابن عقدة
تنبيه-لايسلم من الوهم أحد من البشر إلا أن يكون نبيا في تبليغ وحي
سؤالي البريء: هل بمقدور الكاتب الفاضل أن ينبه مثلا على أخطاء ابن حزم مثلا؟
ـ[الحُميدي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 11:54]ـ
سؤالي البريء: هل بمقدور الكاتب الفاضل أن ينبه مثلا على أخطاء ابن حزم مثلا؟ لديَّ ممن ألفوا في بيان أوهام الإمام ابن حزم في الحديث و رجاله ثلة من خيار الحفاظ، منهم المنصف و منهم المجحف المتعسف للأسف، و مشروع العمر الذي أسعى له هو جمع هاته التعقبات و بيان الصحيح منها و الزائف، و أورد لك أسماء هؤلاء:
/// ابن المفوز، و قد تعسف في رده أيما تعسف، و هو في حكم المفقود، و إنما وقفت على نقولات عنه.
/// ابن القطان الفاسي، ألف في الرد الإمام، و رده في حكم المفقود، و إني بصدد جمع تعقباته على ابن حزم من خلال تعقبه على عبد الحق الإشبيلي في (الوهم و الإيهام)، و الرجل من أهل الإنصاف.
/// ابن عبدالحق (قرين ابن القطان)، ألف في الرد على الإمام، و قفت على نقولات عن رده.
/// لابن القيسراني رد على الإمام في حكمه على حديثين في الصحيحن بالوضع، و قفت على نقولات عنه.
/// و لقطب الدين الحلبي، تعقب مشهور.
/// و لتلميذه ابن الملقن، تعقب أيضا، لا أدر عن وجوده شيئا.
/// و ابن المواق المراكشي، يتعقب على الإمام من خلال تعقبه على عبد الحق الإشبيلي في كتابه (بغية النقاد)، و قد جمعت تعقباته، و هي قليلة لعدم وجود كتابه كاملا.
و هناك آخرين لا أستحضرهم الآن، فهؤلاء الذين تعقبوا أخطاء الإمام ابن حزم في الرواة و علل الحديث و غيرها.
و جمع تعقبات النقاد على أخطاء ابن حزم مشروع أخمن له كثيرا-أعانني الله عليه-، و بيان أخطاء الإمام ابن حزم في شتى ضروب العلم أمر لا نخشاه، و الله الموفق للرشد و الصواب.
فائدة=قال الخطيب: (في الجرح بما يحكيه أبو العباس بن سعيد نظر)
كلام الحافظ ابن عقدة عن أوهام الإمام البخاري في رجال الشام، ليس من قبيل جرح و تعديل الرجال .. ،و الله أعلم.
شكر الله لك و وفقك .. ،(/)
من نسي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ طريق الجنة (؟)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نسي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ طريق الجنة الحديث بذلك أين أجده وما سنده ومن تكلم فيه مقوياً أو مضعفاً؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 11:01]ـ
أتى هذا الخبر عند ابن الأعرابي في (معجمه رقم 355) من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، من طريق محمد بن سليمان الباغندي .. وهو آفته؛ وكأنه هو الواضع له سنداً ومتنا .. فالرجل ضعيفٌ على الصحيح ومتهم بالكذب.
قال ابن الأعرابي:
(نا مُحَمَّدٌ، نا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ نَسِيَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ").
وهذا الخبر بهذا السند غريبٌ منكرٌ؛ لا يجتمع هؤلاء الثقات ممن بعد محمدٍ في سندٍ ويبقى هذا الخبر فرداً لم يروه إلا ابن الأعرابي فقط!!! بل الأحرى انتشاره وطلب التحديث به. فتأمل
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 01:09]ـ
جزاكم الله خيراً، فماذا عن حديث ابن ماجَهْ:
حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي الصلاة علي خَطِئَ طريق الجنة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 01:16]ـ
وجزاكم الله مثله وأجزل ..
حفظك الله .. وهل سندٌ فيه (جبارة بن المغلس) يسأل عنه؟!!
متهم بالوضع أخي الفاضل .. تالفٌ كذابٌ لا يساوي شيئا.
وسأعود إن شاء الله للمزيد عن طرق أخرى له لا تخلو كلها من مقال.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 01:31]ـ
وجزاكم الله مثله وأجزل ..
حفظك الله .. وهل سندٌ فيه (جبارة بن المغلس) يسأل عنه؟!!
حفظكم الله، ما أدراني به:).
متهم بالوضع أخي الفاضل .. تالفٌ كذابٌ لا يساوي شيئا.
وسأعود إن شاء الله للمزيد عن طرق أخرى له لا تخلو كلها من مقال.
أحسنَ الله إليكم، ذاكَ أريدُ.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 02:56]ـ
عونك يا رب ..
* أما طريق محمد بن سليمان الباغندي؛ فقد أخرجه:
- ابن الأعرابي كما مر معنا.
- البيهقي في السنن الكبرى 2/ 286، والمعرفة رقم (5669)، والشعب رقم (1479)، والدعوات الكبير رقم (145).
- ابن بشران في الأمالي.
وقد تابع محمداً على هذا السند [إبراهيم بن هانئ]؛ أخرجه ابن شاهين في الخامس من الأفراد؛ وقال بعده: (وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، لا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ حَفْصٍ إِلا ابْنُهُ).
* وأما طريق جبارة بن المغلس؛ فقد أخرجه:
- ابن ماجة كما مر معنا.
- الطبراني في الكبير رقم (12819).
* وأما طريق محمد بن علي الباقر؛ فقد أخرجه:
- ابن أبي شيبة في المصنف رقم (32328) .. ومن طريقه ابن أبي عاصم في الصلاة على النبي رقم (75). [من طريق حفص بن غياث، عن جعفر الصادق، عنه].
وهذا طريقٌ منقطعٌ .. أخشى أنه من تخبطات نسيان حفص بن غياث في أخرة .. إن لم يكن الطريق الأول من تخبطات نسيانه أيضا.
- العبدي في جزئه رقم (32). [من طريق عبد الرحمن بن عثمان الثقفي، عن جعفر الصادق، عنه].
وعبد الرحمن هذا ضعيفٌ جداً قد ترك حديثه.
- البيهقي في الشعب رقم (1469).
- إسماعيل بن إسحاق في فضل الصلاة على النبي رقم (44). [من طريق وهيب بن خالد، عن جعفر الصادق، عنه].
قال البيهقي: (هذا مرسل).
- ابن سلام في التفسير عند آية {إن الله وملائكته يصلون على النبي}.
- إسماعيل بن إسحاق في فضل الصلاة على النبي رقم (42، 43). [من طريق عمرو بن دينار، عنه].
على أن سفيان رحمه الله قد صرح بأنه بين عمرو بن دينار ومحمد الباقر رجلٌ مجهول .. فهذه علة أخرى؛ قال إسماعيل:
(قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ رَجُلٌ بَعْدَ عَمْرٍو: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ").
وفي علل الدارقطني:
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ"؛ فَقَالَ:
يَرْوِيهِ عُمَرُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُمَا: فَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ. وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلا. فَرَوَاهُ جُبَارَةُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، وَوَهِمَ فِيهِ عَلَى حَمَّادٍ. وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُرْسَلا، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُ حَمَّادٍ، عَنْ عَمْرٍو. وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ).
* وأما طريق الحسين بن علي رضي الله عنه؛ فقد أخرجه:
- الطبراني في الكبير رقم (2887).
- الدولابي في الذرية الطاهرة رقم (155). [من طريق محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده].
بسندٍ ضعيفٍ جداً؛ فيه:
[فطر بن خليفة]: رافضيٌ زائغ قد ترك .. وهذا الحق فيه.
[محمد بن بشير الكندي]: مضعّف.
[يوسف بن الحكم] شيخ الطبراني .. ليس بالمشهور، ولا يكاد يعرف.
[إسحاق بن يونس الأفطس]: مجهول لا يعرف.
ناهيك أن الحسين رحمه الله تعالى كان أصغر من أن يتحمل عن جده صلى الله عليه وسلم.
* وقد أتى بسندٍ مضطربٍ أيضاً من حديث جبارة بن المغلس عن ابن عباس والباقر معاً .. عند ابن عدي وأبو نعيم .. ولن أذكره لسقوطه وتلفه ووهائه وأنه ليس بشيء.
وعلقه الإمام الشافعي في (الأم 2/ 257) من رواية عبد الرحمن بن عوف المشهورة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخرها؛ وهي قصةٌ لا تثبت .. ولا يخلو طريقٌ لها من مقال شديد.
- وعلى كلٍ لا يثبت هذا الحديث من طريق صحيحٍ واحدة .. والأظهر أنه لا يتقوى بمجموع هذه الطرق لسقوط بعضها، وخطأ البقية منها. والله تعالى أعلم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 07:46]ـ
جزاك الله خيراً
قولكم في ختام البحث:
وعلى كلٍ لا يثبت هذا الحديث من طريق صحيحٍ واحدة .. والأظهر أنه لا يتقوى بمجموع هذه الطرق لسقوط بعضها، وخطأ البقية منها.
هل يتناول ما قاله الحافظ في الفتح:
حديث من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس والبيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة وابن أبي حاتم من حديث جابر والطبراني من حديث حسين بن علي، وهذه الطرق يشد بعضها بعضاً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 08:18]ـ
وإياكم أخي الكريم ..
حقيقةً هذه طرق الحديث أمامك ولا يخفى عليك ما فيها من علل قوية مانعة .. ناهيك أنها تدخل في باب العلل التي قد لا يتفطن إليها كثيرٌ من الناس.
والإمام ابن حجر من أئمة الصنعة لا يشك في هذا .. وقوله هذا دقيق رحمه الله؛ فهو قال: يشد بعضها بعضا .. ولم يتجرأ على رفع الحكم على هذا الحد .. وهذه نظرة ثاقبة؛ بيان ذلك:
- أن طريق الحسين بن علي رضي الله عنهم مروي بسندٍ ضعيف جداً.
- وطريق ابن عباس والباقر معاً مروي بسندٍ تالف لا يساوي شيئا.
- وطريق محمد الباقر مروي عنه من أوجه بعضها ضعيف، وبعضها منقطع بينه وبين الراوي، وبعضها مقبول؛ ويبقى أنه طريق مرسلٌ في كل الأحوال.
- وطريق ابن عباس الآخر مروي بسندٍ تالفٍ أيضاً من رواية ابن المغلس الكذاب.
- وطريق أبي هريرة مروي من طريقين: الأول: طريق الباغندي .. وحاله معروف. الثاني: طريق إبراهيم بن هانئ .. فقوى مخرج الباغندي وصرف التهمة عنه .. فيبقى النظر الدقيق في هذا السند الغريب .. وهو الذي قلت لك قبلاً (علم العلل) .. فيخشى أن هذا الحديث بهذا السند مما وهم فيه حفص بن غياث من أجل النسيان في أخرة، ومن أخذه عنه بهذا الوجه أخذه بعد أن كبر ووهم .. فلذلك تجده هو أيضاً من روى طريق الباقر. فتأمل
فتحصل عندنا التالي:
- ثلاثة طرق تالفة لا تساوي شيئا.
- طريقٌ مرسل وفي بعض رواته كلام.
- طريق موهوم متفرد بروايته.
فهل بعد هذا يمكن أن يشد بعضها بعضا؟!
ثم بغض النظر عن هذا كله .. هل ترك الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد طريقاً إلى النار؟!!
الحديث مبالغٌ فيه .. أقصى ما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه تاركه بكونه (بخيل).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 10:04]ـ
ثم وقفت في أخرة على علة أخرى لحديث أبي هريرة رضي الله عنه .. وهي [محمد بن عمرو] فتفرده بهذا الحديث آفة أخرى.
قال ابن معين في رواية: (كانوا يتقون حديثه)، وقال القطان: (ليس هو ممن تريد) وبنحوه قال الإمام مالك .. وكلام الأئمة فيه مشهور وإن وثق .. فلا يحتمل تفرده.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 11:07]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بارك الله فينا وفيك
أجدتَ وأفدتَ
أشكرك جزيل الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحامد المدني]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 12:20]ـ
كلام الحافظ الدارقطني- في علله- الذي أشار إليه الأخ أعيده مع تعليق المحقق، ربما تسفيد!
وسُئل عن حديثِ محمّد بن عليّ ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn1)) ، عن جابرٍ، عن النّبيّ e: « مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَليَّ خَطِئَ طريقَ الجنَّةِ ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn2)) ».
فقال: يرويه عَمْرو بنُ دينار، [و] ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn3)) جَعْفَر بن محمّد ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn4)) ، واختُلف عنهما:
فرواه عُمَر بن حَفْص [بن] ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn5)) غِياث ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn6)) ، عن أبيه ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn7)) ، عن جَعْفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابرٍ.
وغيرُه ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn8)) يرويه عن جَعْفَر بن محمّد، عن أبيه، عن النّبيّ e مرْسَلاً.
[و] ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn9)) رواه جُبارة ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn10) )، عن حمّاد بن زيد، عن عَمْرو ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn11) )، عن جابرٍ.
ووَهِمَ فيه على ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn12) ) حمّاد.
وغيرُه ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn13) ) يرويه عن حمّاد، عن عمْرو، عن محمّد بن علي، عن النّبيّ e مرْسَلاً.
وكذلك رواه غير ُحمّاد ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn14) )، عن عمْرو ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn15) ).
والمرْسَل أصحّ ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftn16) ).
* * * *
[/URL]([1]) هو: أبوجعفر الباقر، وتقدمت ترجمته.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 1)([2]) قال المناوي: «"من نسي الصلاة علي" أي تركها عمدا على حد ژ ? ? ? ژ "خطئ" -بفتح الخاء المعجمة، وكسر الطاء، وهمز- يقال: خطئ في دينه إذا أثم وأخطأ سلك سبيل الخطأ، أو فعل غير الصّواب، "طريق الجنة" ومن أخطأ طريقها لم يبق له إلا الطريق إلى النار». فيض القدير (6/ 232).
([3]) في النسخ الثلاث «عن»، والسياق يقتضي إثبات الواو؛ لأن الضمير في قوله «عنهما» راجع إلى اثنين.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 3)([4]) هو: جعفر الصادق. تقدمت ترجمته.
([5]) في النسخ الثلاث «عن»، والصّواب ما أثبته من مصادر الترجمة، والتخريج.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 5)([6]) هو: عمر بن حفص بن غِياث - بكسر المعجمة، وآخره مثلثة- ابن طَلْق -بفتح الطاء، وسكون اللام- الكوفيّ، ثقة ربما وهم، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. التقريب (ص/716 رقم4914).
ولم أقف على الحديث من هذا الطريق، وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (1/ 200 - 201 رقم355)، وابن شاهين في الجزء الخامس من الأفراد- كما هو في مجموع فيه مصنفاته- (ص/281 رقم81)، وابن بشران في أماليه (1/ 307 رقم706)، والبَيْهَقيّ في السنن الكبرى (9/ 286)، وفي الشعب (3/ 135 رقم1473)، وفي معرفة السنن والآثار (14/ 47 رقم19041)، وفي الدعوات الكبير (1/ 252 رقم174) كلهم من طريقين عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ e بهذا اللفظ.
قال ابن شاهين: «وهذا حديث غريب، تفرّد به عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، لا أعلم رواه عن حفص إلا ابنه».
تنبيه: تصحّف في أمالي ابن بشران «من نسي الصلاة علي» إلى «أتى الصلاة على».
وخالف عمر بن حفص:
-أبو بكر بن أبي شيبة: فرواه عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن النّبيّ e مرسلا، كما سيأتي.
([7]) هو: حفص بن غياث، ثقة فقيه تغير حفظه قليلا في الآخر. تقدمت ترجمته.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 7)([8]) منهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
- وهيب بن خالد: وروايته أخرجها إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النّبيّ e ( ص/48 رقم44)، والبَيْهَقيّ في شعب الإيمان (3/ 135 رقم1472) كلاهما من طريقين عنه به.
قال البَيْهَقيّ: «مرسل».
- سليمان بن بلال: وروايته أخرجها إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص/46 رقم41).
- حفص بن غياث: وروايته أخرجها عنه ابن أبي شيبة في مصنفه (16/ 508 رقم32453)، ومن طريقه: ابن أبي عاصم في الصلاة على النّبيّ e (83).
والمرسل هو الصّواب؛ لاتفاق الأكثر والأحفظ على ذلك، وأمّا رواية عمر بن حفص فخطأ، والعلّة فيها من قبل عمر نفسه، فإنّه موصوف بالوَهَم أحيانًا، وقد خالفه أبوبكر بن أبي شيبة، وهو أحفظ منه.
([9]) في النسخ الثلاث «فرواه»، والصّواب ما أثبته؛ لأنه عطف على قوله «فرواه».
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 9)([10]) هو: جُبارة بن المغلِّس الحِمَّاني، ضعيف، تقدمت ترجمته.
ولم أقف على حديث جابر t من هذا الطريق، وقد أخرجه ابن ماجه في (كتاب الصلاة، باب الصلاة على النّبيّ e 1/490 رقم908)، والسبكي في طبقات الشافعية الكبرى (1/ 177) من طريقه، والطّبْرانيّ في الكبير (12/ 80 رقم12819)، وابن عدي في الكامل (2/ 181)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 267) كلهم من طريق جُبارة بن المغلِّس، عن حمّاد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عبّاس، عن النّبيّ e. فذكروا «جابر بن زيد» بدل «جابر بن عبدالله»، وجعلوه من مسند ابن عبّاس، وقرن ابن عدي مع ابن عبّاس: أبا جعفر وهو: محمّد بن علي بن الحسين. وقال أبونعيم: « .. عن ابن عبّاس، وعن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر» قال ابن عدي: «وهذا الحديث أيضًا غيرُ محفوظٍ بهذا الإسناد».
وقال أبو نعيم: «غريب من حديث جابر، وعمرو، لم نكتبه إلا من حديث جبارة، تفرّد به».
وقال البوصيريّ: «هذا إسناد ضعيف؛ لضعْف جبارة بن المغلس، رواه الطّبْرانيّ من طريق جبارة به، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه البَيْهَقيّ في مسنده».
وعدَّ الذّهبيّ، والسخاويّ وغيرهما هذه الرواية من مناكير جبارة، وزاد الذّهبيّ قائلا: «وهذا بهذا السند باطل».
ميزان الاعتدال (1/ 387)، والقول البديع (ص/214)، ومصباح الزجاجة (1/ 183 رقم335).
([11]) في ق «عمر»، وهو: عمرو بن دينار المكيّ.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 11)([12]) في ق «عن» بدل «على».
([13]) منهم:
- سليمان بن حرب، وعارم السدوسي: وروايتهما أخرجها- معا - إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص/47 رقم 43).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 13)([14]) منهم:
- سفيان بن عيينة: وروايته أخرجها إسماعيل القاضي في فضل الصلاة (ص/47 رقم 42) عن علي بن المديني عنه عن عمرو به.
([15]) يعني: عن محمّد بن علي، عن النّبيّ e مرسلا.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63008#_ftnref 15)([16]) في ق، ون «أوضح».
ومما يدلّ على صحّة الإرسال: كثرة المُرسِلين في كلا الطريقين أعني: طريق عمرو بن دينار، وطريق جعفر بن محمّد، وممن أرسله عن عمرو بن دينار: سفيان بن عيينة، وهو أثبت النّاس فيه كما في تهذيب الكمال ([ U]22/8 ترجمة "عمرو بن دينار").
والحديث صحّحه الشيخ الألبانيّ وقال: «وهي و إن كانت لا تخلو عن ضعف، فبعضها يقوي بعضا، و لاسيّما والمرسل منها صحيح». الصحيحة (5/ 445 رقم2337).
وفيما قاله الشيخ نظر؛ لأنّ الإرسال علّة للموصول، لا أنّه يقوّيه. والله أعلم.
* * * *(/)
التّحدث بما لم يصحّ في الصّيام وفي رمضانَ من الأحاديث (جمعتها من أقوال السعد، العلوان
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 07:43]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«التَّحدث بما لم يصحّ في الصّيام وفي رمضانَ مِن الأحاديثِ»
[جمعتها من أقوال: الشَّيخ مُحمَّد ناصر الدِّين الألبانيّ، الشيخ عبد اللَّه السَّعد، الشَّيخ سُلَيمان العلوان، الشَّيخ عبد العزيز الطَّريفيّ]
إنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعوذُ بِاللَّهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ؛ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.
وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
أمَّا بَعْدُ:
فهذه جملةٌ من الأحاديث المعلولة في الصِّيامِ وفي فضائل رمضانَ، تم تقييدها من دروس وكتابات بعض علماء الحديث المعاصرين، منهم: الشيخ عبد العزيز الطّريفيّ والشيخ عبد اللَّه السعد والشَّيخ سُليمان العلوان، وأختم ـ وختامه مِسك ـ بأحاديث ضعّفها الإمامُ الألبانيُّ.
وطريقتي هي البدء بذكر ما ضعَّفَهُ فضيلةُ شيخِنَا المُحَدِّثُ عبدُ العزيزِ مَرْزُوقٍ الطَّريفيُّ
ثم أعقب ذلك بالأحاديث الزائدة التي ضعَّفها شَيخُنا المحدِّثُ عبدُ اللَّهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ السَّعد
ثم أذكر بعد ذلك الأحاديث التي ضَعَّفَهَا الشَّيخُ المُحَدِّثُ سُليمان بنُ نَاصِرٍ العلوان مما لم يذكره الأولان
ثم أختم ذلك بالأحاديث الزائدة التي ضَعَّفَهَا الإِمَامُ مُحَمَّد نَاصِرُ الدِّيْنِ الأَلبَانِيُّ ولم ترد في كلام الثَّلاثة.
واللَّهُ المُوَفِّقُ وَالمُعِينُ.
(وأرجو ممن أراد التّعقيب على الحكم على الأحاديث أن يجعل ذلك في موضوع مستقل إذ الغرض هو جمع أقوال هؤلاء العلماء وليس مناقشة الحكم على الأحاديث).
وَكَتَبَ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.
يوم الأربعاء 1 رمضان 1431(/)
(4) معالجة النصوص المتعارضة في نُبَيْح بن عبد الله العَنَزي من خلال (تهذيب التهذيب)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 02:58]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
عندما نتأمل النصوص النقدية التي نقلت في التهذيب نرى أن جماهير النقاد على توثيق نُبَيْحٍ العَنَزيِّ-رحمه الله تعالى-،ولذا فالصحيح أنه ثقة مقبول الرواية، وسأذكر بإذن الله نصوص النقاد كما جاءت في التهذيب ...
موقف أبي زرعة الرازي
ثقة لم يرو عنه غيرُ الأسود بن قيس
موقف العجلي
كوفي تابعي ثقة
موقف ابن حبان
ذكره في الثقات وصحح له
موقف الترمذي (1) وابن خزيمة والحاكم
فقد صححوا حديث نُبيح أيضا
قلت: وهذا من التوثيق الضمني عند أهل الصناعة كما هو معلوم
وأما ما جاء عن الإمام علي بن المديني-رحمه الله تعالى-في حق نُبيح حيث ذكره في جملة المجهولين الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، فمراده رحمه الله تعالى أن نُبيحاً قليل الرواية ولم تشتهر أخباره، ومع هذا فأبو الحسن رضي الله عنه كغيره من النقاد الذي يتتبعون حديث الراوي ويحكمون عليه بناء على رواياته فإذا استقام حديث الراوي وثقوه ولو كان مجهولا، ومن ذلك قوله في حديث زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة (إسناد صالح يقبله القلبُ وربَّ إسنادٍ يُنكِرُه القلبُ وزياد بن ميناء مجهولٌ لا أعرفه) (2)
وعليه فجمهور النَّقَدةِ على توثيق نُبيح العنزي وإن كان الإمام علي قد جهله فقد وثقه جمهور النقاد، وأما الإمام الذهبي فقد وثقه كما في الكاشف وليَّنه في الميزان ولا تعارض إن شاء الله، وأما الحافظ-رضي الله عنه-فقد قال عن نُبيح في التقريب (مقبول) وقد ردَّ الشيخ الألباني-رحمه الله تعالى- على الحافظ قوله هذا في الصحيحة (1/ 721) عند حديث (كان أصحابه يمشون أمامه إذا خرج، و يدعون ظهره للملائكة) حيث صحَّحَ إسناد الحديث و ذكر أن رجاله ثقات رجال الستة ثم قال: (غيرَ نُبَيْح -مصغر-و هو ابن عبد الله العَنَزي وثَّقه أبو زرعة و روى عنه جماعة كما في الخلاصة، فقول الحافظ في التقريب " مقبول " فيه قصور في حقه)
قلت: وما قاله الشيخ الألباني هو الصواب.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=459&.intl=us&.lang=en-US#_ftnref1) جاء في سنن الترمذي الذي في برنامج المكتبة الشاملة، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح و نبيح ثقة،وتصحيح الإمام الترمذي لحديث نُبيح ثابتٌ في الطبعة المتقنة للسنن-الرسالة العالمية- (3/ 512)،أما التوثيق الصريح فلا وجود له، فليتنبه إخواني طلاب العلم لمثل هذا ولا يثقوا بالحاسوب كثيرا، وممن وهم أيضا في التوثيق الصريح الأخ محمد طلعت في كتابه (التذييل على تهذيب التهذيب) حيث نقل توثيق الترمذي الصريح، انظر ص424
[2] ( http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=459&.intl=us&.lang=en-US#_ftnref2) تهذيب الكمال (9/ 520)،ومن أراد مزيد معرفة عن الجهالة عند الإمام علي فليراجع الرسالة الرائعة التي ينبغي لكل طالب حديثٍ أن يقتنيها (الإمام علي بن المديني ومنهجه في نقد الرجال) المطلب الثامن (المجهول عند ابن المديني) 590 - 597، ورسالة (جهالة الراوي) للشيخ عبد الله السعد
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 11:26]ـ
جاء في سنن الترمذي الذي في برنامج المكتبة الشاملة، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح و نبيح ثقة،وتصحيح الإمام الترمذي لحديث نُبيح ثابتٌ في الطبعة المتقنة للسنن-الرسالة العالمية- (3/ 512)،أما التوثيق الصريح فلا وجود له، فليتنبه إخواني طلاب العلم لمثل هذا ولا يثقوا بالحاسوب كثيرا، وممن وهم أيضا في التوثيق الصريح الأخ محمد طلعت في كتابه (التذييل على تهذيب التهذيب) حيث نقل توثيق الترمذي الصريح، انظر ص424
صحيح أنه لا يوثق ببرامج الحاسوب الثقة التامة، لكن ينبغي الانتباه إلى الطبعة المنقول عنها ومن ثَم مراجعتها، وكتاب الشاملة قد نقل من الطبعة التي لم يتمها الشيخ أحمد شاكر.
فبعد مراجعتها تحصل أن التوثيق الصريح ثابت في (4/ 215 رقم الحديث: 1717) من تلك الطبعة.
ثم وقفت على نسخة الكروخي وهي من النسخ المعتمدة لسنن الترمذي (ق /119 - و) فإذا قوله: (ونبيح ثقة) ليس مثبتا فيها.
فلا بد إذن من معرفة هذه الزيادة في تلك الطبعة من أين أتت؟ وهل هي من أصل / فرع صحيح؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 12:48]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب العطاب، وسهل أمرك يا حي يا قيوم .. وحيا الله الشيخ الحبيب أبا محمدٍ الحمراني، وأسأل الله له ولنا دوام الصحة والسلامة والاطمئنان آمين.
أقول: وممن روى عنه غير الأسود [سويد] بن قيس:
- أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني .. وحديثه عند أبي داود في (السنن رقم 1682).
- معمر .. وحديثه عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 7755) .. بل قد نسبه وأشهره؛ فقال: عن أبي عمرو الندبي وهو نبيح العنزي.
- أبو المقدام ثابت بن هرمز الكوفي .. وحديثه عند الثوري في تفسيره على سورة براءة .. ومن طريقه الطبري في (جامع البيان).
- بل قال خليفة بن خياط في (تاريخه): وفي هَذِهِ السنة، وهي سنة اثنتين وثمانين وفيها بعث عَبْد الملك أخاه محمدا إِلَى أرمينية، فلقيه أهلها فهزمهم ثم سألوه الصلح فصالحهم، وولى عليهم نبيح بْن عَبْد اللَّهِ العَنزي فغدروا به فقتلوه.
- بل روى الدولابي في الكنى عن شريك؛ قَالَ: نبيح أبو عَمْرو.
- كما أنه روى عن عدة من الصحابة؛ منهم: جابر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وعبد الله بن عمر.
- فمحله الصدق رحمه الله .. ووصفه بالثقة أليق وألصق .. أما أن يكون ليناً فهذا بعيدٌ جداً .. ويمكن أن يعتذر عن تصنيفه بالمقبول من قبل الحافظ ابن حجر بأن روايته قليلة ولم يقف على من روى عنه من غير الأسود؛ فهو بذلك يستحق هذا الوصف .. أما وبعد ظهور أمره فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 04:41]ـ
صحيح أنه لا يوثق ببرامج الحاسوب الثقة التامة، لكن ينبغي الانتباه إلى الطبعة المنقول عنها ومن ثَم مراجعتها، وكتاب الشاملة قد نقل من الطبعة التي لم يتمها الشيخ أحمد شاكر.
فبعد مراجعتها تحصل أن التوثيق الصريح ثابت في (4/ 215 رقم الحديث: 1717) من تلك الطبعة.
ثم وقفت على نسخة الكروخي وهي من النسخ المعتمدة لسنن الترمذي (ق /119 - و) فإذا قوله: (ونبيح ثقة) ليس مثبتا فيها.
فلا بد إذن من معرفة هذه الزيادة في تلك الطبعة من أين أتت؟ وهل هي من أصل / فرع صحيح؟
حياك الله يا شيخ عبد الله ... وأسأل الله لي ولك القبول ...
وبارك الله لك إثراء الموضوع ... وكم أنا سعيد حيال أيَّ انتقاد أو توجيه أو تعقيب ..
وكل ذلك بالحجة الواضحة والدلائل الدامغة ...
فالأخوة شيء والعلم شيء آخر ...
وهنيئا لك يا شيخ عبد الله بنسخة الكروخي ...
وكما أكون أكثر سعادة عندما أناقش في مدى صحة إعمالي لقواعد الجرح والتعديل في الرواة ...
وهذا الذي أريده من هذه السلسلة التي أسأل الله تعالى أن يبارك لي فيها وأن يصيبني من بركتها ...
من بركة الأئمة والتعامل مع كلامهم
شعبة
القطان
أحمد
ابن معين
علي ابن المديني
الإمام البخاري
النسائي
الذهبي
الحافظ
السيوطي
المعلمي
الألباني
اللهم إني أشهدك على حبِّ أهل الحديث الصادقين الذين ما أرادوا بعلمهم إلا وجه الله تعالى
قلت في منظومة لي لعلي أعرضها عليك
ومن يُرد بعلمه غيرَ الصمد**فعيشه همٌ وغمٌ وكمدْ
تسعَّرُ النارُ به في الآخرة**في أوَّلٍ ثم الجموعُ الكافرة
ولم يجد عرْف الجنان الغالية**والمخلصون في القصور العاليه
لأنَّهم لم يقصدوا بعلمهم**إلا رضا معبودهم وربهم
ولعل كتاباتي في الجرح والتعديل نواة لمشروع علمي-خاص بي- إن رأيت أنت-شيخ عبد الله- وأمثالك من أهل الصناعة جدوى مثل هذه الكتابات؟؟
وأخيرا:ما الذي ترجح لك يا رعاك الله تعالى في التوثيق المنسوب للإمام الترمذي؟؟
أودُّ إفادتي؟؟
أخوك الصغير أبو البراء
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 04:56]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب العطاب، وسهل أمرك يا حي يا قيوم .. وحيا الله الشيخ الحبيب أبا محمدٍ الحمراني، وأسأل الله له ولنا دوام الصحة والسلامة والاطمئنان آمين.
أقول: وممن روى عنه غير الأسود [سويد] بن قيس:
- أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني .. وحديثه عند أبي داود في (السنن رقم 1682).
- معمر .. وحديثه عند عبد الرزاق في (المصنف رقم 7755) .. بل قد نسبه وأشهره؛ فقال: عن أبي عمرو الندبي وهو نبيح العنزي.
- أبو المقدام ثابت بن هرمز الكوفي .. وحديثه عند الثوري في تفسيره على سورة براءة .. ومن طريقه الطبري في (جامع البيان).
- بل قال خليفة بن خياط في (تاريخه): وفي هَذِهِ السنة، وهي سنة اثنتين وثمانين وفيها بعث عَبْد الملك أخاه محمدا إِلَى أرمينية، فلقيه أهلها فهزمهم ثم سألوه الصلح فصالحهم، وولى عليهم نبيح بْن عَبْد اللَّهِ العَنزي فغدروا به فقتلوه.
- بل روى الدولابي في الكنى عن شريك؛ قَالَ: نبيح أبو عَمْرو.
- كما أنه روى عن عدة من الصحابة؛ منهم: جابر، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وعبد الله بن عمر.
- فمحله الصدق رحمه الله .. ووصفه بالثقة أليق وألصق .. أما أن يكون ليناً فهذا بعيدٌ جداً .. ويمكن أن يعتذر عن تصنيفه بالمقبول من قبل الحافظ ابن حجر بأن روايته قليلة ولم يقف على من روى عنه من غير الأسود؛ فهو بذلك يستحق هذا الوصف .. أما وبعد ظهور أمره فلا.
قُبلة بين عينيك على ما كتبت يا أيها الشيخ الكريم
تقبل شكري
أبو البراء
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 05:47]ـ
لم نفعل شيئاً حفظك الله .. والعفو أخي الحبيب.
وسامحني أبا محمد على التقدم بين يديك بهذه الإجابة؛ فأقول:
سأجعل نظريتي هي العنوان:
(هذه الزيادة مما تفردت به طبعة بولاق المطبوعة سنة 1292 هـ) .. وأكاد أجزم بهذا جزماً لا يعتريه ظن.
بيان ذلك:
- أن جميع النسخ الخطية الصحيحة الموثوق بعراقتها وضبطها خاليةٌ من هذه الزيادة.
- أن الإمام الطوسي في مستخرجه لم ينقل هذه الزيادة، ومن عادته رحمه الله نقل كل كلام الإمام الترمذي عقب الحديث المستخرج ما أمكن ذلك.
- أن هذه الزيادة ليست في الطبعة الهندية الصحيحة والتي قام الشيخ عبد الرحمن محمد عثمان بتحقيق شرح التحفة عليها للإمام المباركفوري.
يبقى الآن أن هذه الزيادة أقدم ما وردت كانت ضمن الطبعة البولاقية التي أشرت إليك بها .. والتي بدورها كان اعتماد العلامة أحمد شاكر عليها في تحقيقه؛ زيادة على بعض المخطوطات الحديثة التي تعتبر في بعضها أصلاً للطبعة البولاقية.
أقول: ولما أنه كان من النسخ التي اعتمد عليها الدكتور بشار عواد تلك الطبعة مع طبعة الشيخ أحمد شاكر = أتت هذه الزيادة في طبعته الصادرة عن دار الغرب _ المبتزة للأموال _.
ويؤيد هذا أن الطبعة القديمة التي طبع فيها شرح العارضة لابن العربي أتى نص أحاديث السنن بعينه هو نص النسخة البولاقية؛ فلذلك أتت الزيادة في تلك الطبعة للشرح.
ثم ليس من عادة الإمام الترمذي أن يعقب بمثل هذا القول عن راوٍ من الرواة بعد أن يصف الحديث بكونه: (حسنٌ صحيح).
ويبقى ممن يملك نسخة الإمام السندي رحمه الله أن يراجعها لنا مأجوراً مشكورا. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 07:06]ـ
وحيا الله الشيخ الحبيب أبا محمدٍ الحمراني، وأسأل الله له ولنا دوام الصحة والسلامة والاطمئنان آمين.
حياكم الله أبا عصام، أدام الله عليكم الصحة والعافية والسلامة من كل سوء.
ما الذي ترجح لك يا رعاك الله تعالى في التوثيق المنسوب للإمام الترمذي؟؟
سددكم الله تعالى وأيدكم ..
حقيقة أنا متوقف في ذلك، حيث لم يتيسر لي الاطلاع على نسخ أخرى للترمذي، ووقتما أفرغ فأبشر بسعدك ..
وفي انتظار جديدكم، وأسأل الله أن ينفع بمشروعكم هذا، وإن احتجت إلى شيء أستطيع الإعانة لك فيه فأبشر بما يسرك.
وكل عام أنتم بألف ألف خير،
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 10:08]ـ
حقيقة أنا متوقف في ذلك، حيث لم يتيسر لي الاطلاع على نسخ أخرى للترمذي
قد تيسر ذلك للعبد الفقير في بعض النسخ، فرأى توثيق الترمذي لـ: (نبيح) ثابتًا في (جامع الترمذي) من نسخة مصورة عن النسخة التركية المحفوظة بـ (المكتبة السليمانية) [ق/171/ب]، وفيها: (قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة).
وهي نسخة عتيقة بخط هاشم بن أحمد بن عبد الله المعلم، وقد فرغ من نسخ الكتاب من أوله حتى آخر (كتاب الطب) في يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر صفر من شهور سنة تسع وثمانين وخمسمائة للهجرة.
وعندي نسخة أخرى: لعلي أنظر فيها؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 01:38]ـ
في المرفق نموذجين مصورين:
أولهما: للطبعة الهندية القديمة المطبوعة عام 1328 هـ.
وثانيهما: لمختصر القلعي المكي لجامع الترمذي.
وليس فيهما أي ذكرٍ لهذه الزيادة الواردة .. ولا يستبعد _ والعلم عند الله _ أن تكون مدرجة من غير كلام الإمام الترمذي في نسخة ممن قام بنسخه ومن ثم تعاقب النساخ على نسخها بلا تمييز لها .. وليس هذا بتقرير نهائي؛ إنما هو وجهٌ له محلٌ من النظر.
ويبقى أن النسخ المعروفة للجامع تفتقد هذه الزيادة .. وما زال البحث جارٍ عن مصوراتٍ أخرى للجامع. يسر الله ذلك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 02:51]ـ
وقد وجدت أن هذه الزيادة ليست في النسخ التي اعتمد عليها المناوي للجامع في تتبعه لرموز الأسيوطي في كتابه الجامع الصغير؛ والذي قام بشرحه .. بل وليست في نسخة الحافظ العراقي التي شرح عليها الجامع.
فبعد أن رمز الأسيوطي للترمذي؛ قال المناوي بعده: (وحسنه) .. ثم بعد ذلك أعاد التخريج وقال: (قال الترمذي: حسن صحيح) .. ولم يورد بعده هذه الزيادة من قول الإمام الترمذي.
فلذلك لو كانت هذه الزيادة موجودة في نسخته لما عقب بعد كلامه السابق هذا التعقيب؛ حيث قال: (قال الزين العراقي: وقد حكى الترمذي نفسه عن البخاري أنه قال في ربيح: منكر الحديث).
قلت: هذا الكلام من الحافظ العراقي، ونقل المناوي له من دون تعقيب يؤكد أن هذه الزيادة ليست في نسخة السنن التي بحوزة الحافظ العراقي أيضاً .. فهذه فائدة مهمة.
طبعاً: وهم الحافظ العراقي في كون نبيح العنزي؛ هو ربيح بن عبد الرحمن .. وتابعه المناوي على ذلك .. ولو كانت هذه الزيادة موجودة عندهم في نسختيهما لما توهما هذا الوهم القبيح.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 03:26]ـ
بل قد وجدت الإمام صدر الدين محمد بن إبراهيم السلمي المناوي التوفى سنة 802 هـ؛ في شرحه وتخريجه لأحاديث المصابيح؛ قال:
(قلت: رواه أبو داود في الجنائز، والثلاثة في الجهاد؛ من حديث نبيح، عن جابر، وقال الترمذي: حديث حسنٌ صحيح).
أقول: ولم يورد هذه الزيادة مع أنه ذكر نبيحاً في كلامه، وكان الأحرى _ إن كانت عنده _ ذكرها ليعرف حال نبيحٍ هذا عند الإمام الترمذي .. وهذا يدل على أنها لم تكن في نسخته للجامع رحمه الله.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 11:36]ـ
///جزاكم الله خيرا أبا عاصم، وأسأل الله أن يرفع درجاتكم في الجنة، كما أسأله جلَّ في علاه الله أن يبارك في ذريتكم، آمين(/)
قال ابن مهدي: "إنما مثل صاحب الحديث بمنزلة السمسار، إذا غاب عن السوق خمسة أيام ... ".
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 05:54]ـ
"مواصلة الطلب"
قال عبدالرحمن بن مهدي: "إنما مثل صاحب الحديث بمنزلة السمسار، إذا غاب عن السوق خمسة أيام تغير بصره"
(الجامع للخطيب) (رقم1859)
يعني كما أن السمسار والتاجر لا يربح إلا إذا تابع السوق يوما بيوم فكذلك صاحب الحديث لا يستفيد إلا إذا تابع تحصيل هذا العلم كل يوم ولذلك عندما: "سأل الحسن بن منصور بن الجصاص الإمام أحمد: إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال: حتى يموت"
(شرف أصحاب الحديث للخطيب)
(رقم137)
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2010, صباحاً 12:20]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[أبو أيوب اليمني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:29]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
تصحيح حديث: (بَشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 02:52]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
قال أبو يعلى في مسنده [رقم/1113]: (حدثنا إسحاق حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الحكم بن عبد الله القاص قال: حدثني أبو الصديق الناجي: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
****************************** ...
[1113] [قوي لغيره] أخرجه الطيالسي [رقم/2212]، وابن عدي في الكامل [334/ 5]، والعقيلي في الضعفاء [105/ 3]، والخطيب في «المتفق والمفترق» [1/ 10]، وابن الجوزي في «المتناهية» [1/ 408]، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» [3/ 82 - 83/طبعة دار الغرب الإسلامي]، وأبو بكر أحمد بن يوسف العطار في «فوائد النصيبي ومن حديثه عن الكديمي» [رقم/13/مخطوط/بترقيمي]، وغيرهم، من طرق عن عبد الحكم بن عبد اللَّه القسملي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد به ...
قلتُ: وهذا إسناد منكر! وعبد الحكم القسملي: شيخ منكر الحديث، كما قاله البخاري وأبو حاتم والساجي، وقال ابن حبان: «لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل التعجب!»، وبه أعله الهيثمي في المجمع [2/ 147]، فقال: «رواه أبو يعلى وفيه عبد الحكم بن عبد الله وهو ضعيف»، وقد أنكر عليه العقيلي وابن حبان هذا الحديث، وساقاه له في ترجمته من «الضعفاء».
وقال ابن عدي في ختام ترجمته: «ولعبد الحكم غير ما ذكرت من الأحاديث، وعامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وبعض متون ما يرويه مشاهير إلا أنه بالإسناد الذي يذكره عبد الحكم لعله لا يروى ذاك».
وقد قال ابن الجوزي عقب روايته: «هذا لا يصح، وقال ابن حبان: لا يحل كتابة حديث عبد الحكم إلا على سبيل التعجب»
قلت: لكن الرجل لم ينفرد به، بل تابعه:
1 - أبو الأشهب عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري به ... أخرجه ابن عدي في «الكامل» [6/ 265]،حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الصمد ثنا عثمان بن يحيى ثنا محمد بن مصعب ثنا أبو الأشهب به ...
قلت: وهذه متابعة مخدوشة! ومحمد بن مصعب: هو القرقساني الذي تكلم فيه غير واحد من النقاد، وهو من رجال الترمذي وابن ماجه، وقد ساق له ابن عدي هذا الحديث في ترجمته، كانه ينكره عليه، وباقي رجاله معرفون مقبولون، وأبو الأشهب: هو جعفر بن حيان السعدي الثقة المشهور.
2 - وتابعه أيضًا: أبو ظِلال هلال القَسْمَلي عن أبي الصِّدِّيق عن أبي سعيد به ... أخرجه الدارقطني في «الغرائب والأفراد/أطرافه» [2/ 233/الطبعة التدمرية]، من طريق شعيب بن بيان عن أبي ظِلال به ...
قال الدارقطني: «تفرد به شعيب بن بيان عن أبي ظِلال هلال القَسْمَلي عن أبي الصِّدِّيق».
قلت: وهذه متابعة لا تثبت، وأبو ظلال القسملي ضعفه أكثر النقاد بحق، والراوي عنه متكلم فيه أيضًا، لكن: للحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، منهم أنس بن مالك وأبو موسى الأشعري وحارثة بن وهب الخزاعي وعمر وسهل بن سعد وبريدة وحطيم الحداني وزيد بن حارثة وأبو هريرة وغيرهم.
وقد عده السيوطي من المتواتر في «تدريب الراوي» [180/ 2]! وهذه مبالغة غير محمودة! وكم جزم هو وغيره بتواتر جملة من الأحاديث غاية ما فيها هو جبْرُ ضَعْفها بِطُرقٍ تُسْرَد؟ وحديثنا هنا جميع أسانيده لا تخلو من مقال، بل كلها معلولة البتة! اللهم إلا حديث سهل بن سعد وحده، فإنه صالح الإسناد إن شاء الله.
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 02:56]ـ
وحديث سهل هذا: أخرجه ابن ماجه [رقم/780]، ومن طريقه ابن الجوزي في المتناهية [1/ 407]، وابن خزيمة [رقم/1498]، ومن طريقه الحاكم [1/ 331]، وعنه البيهقي في سننه [رقم/4755]، وفي الشعب [رقم/2901]، والضياء المقدسي في «المنتقى من مسموعاته بمرو» [رقم/737/مخطوط/بترقيمي]، والزين العراقي في «أماليه» كما في «مصباح الزجاجة» [1/ 167]، وغيرهم من طريق إبراهيم بن محمد الحلبي حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي حدثنا زهير بن محمد التميمي عن أبي حازم سلمة بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله r: « ليبشر المشاءون في الظلم بنور تام يوم القيامة» لفظ ابن ماجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزي: «قال البخاري: زهير حديثه منكر»!
قلت: أساء ابن الجوزي في إعلاله الحديث بـ: «زهير»! كما أساء التصرف في عبارة البخاري! ولفظ البخاري في حق زهير: «ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح»، نقله عنه المزي في «تهذيبه»، والراوي عن زهير لم يتبين لي كونه شاميا أو بصريا؟! وإن كان الأقرب أنه شامي، لكون الراوي عنه – يعني إبراهيم بن محمد الحلبي- من أهل حلب الشام، ثم رأيتُ أبا أحمد الحاكم قد نصَّ في «الكنى» [1/ 182/طبعة دار الغرباء الأثرية] على كونه سكن البصرة، أعني إبراهيم الحلبي، وقال ابن حبان في ترجمته من «الثقات»: «من أهل البصرة»، فربما كان التقى بـ: «يحيى بن الحارث» هناك، فيكون يحيى بصريا على التحقيق.
ويحيى الشيرازي هذا: ذكره العجلي في «تاريخه» ثم قال: «شيرازي ثقة صاحب سنة»، وكذا وثقه إبراهيم بن محمد الحلبي في روايته عنه هذا الحديث عند ابن خزيمة وغيره، فقال: «حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي - وكان ثقة، وكان عبد الله بن داود- لعله الخريبي- يثني عليه». فالأشبه أنه شيخ صدوق صالح.
وليس هو: «يحيى بن الحارث الطائي» الذي يروي عن أخيه: «زهدم بن الحارث الطائي»، وعنه زيد بن أخزم! وقد وهم المزي وذكر «زيد بن أخزم» من تلاميذ: «يحيى بن الحارث الشيرازي» في «تهذيبه»! كأنه ظنه والذي يروي عن أخيه: «زهدم» واحدًا! وليس بناهض عندي! وقول الحافظ عنه بالتقريب: (مقبول) غير مقبول؟ وقد صحح له الحاكم وغيره هذا الحديث.
أما إبراهيم بن محمد الحلبي: فقد روى عنه جماعة من الثقات الأكابر، وذكره ابن حبان في «الثقات»، فقال: «يروي عن أبي عاصم والبصريين روى عنه عمر بن محمد الهمداني، يخطيء» وهذا دليل على كونه قد استقرأ حديثه فوجده ثقة له أوهام، وتوثيق ابن حبان لهذه الطبقة معتمد على التحقيق، وقد قال عنه الحافظ في «التقريب»: «صدوق يخطيء» وقبله قال الذهبي في «الكاشف»: «صدوق»، وصحح له الحاكم وغيره هذا الحديث.
والحديث: لم ينفرد به زهير بن محمد بن التميمي عن أبي حازم، بل تابعه محمد بن مطرف أبو غسان المدني الثقة الإمام، مقرونًا مع زهير عند البيهقي من هذا الطريق: «عن إبراهيم بن محمد الحلبي البصري ثنا يحيى بن الحارث ثنا زهير بن محمد التميمي وأبو غسان المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد»، ووقعت روايته بانفراد عنه عن أبي حازم عن سعد به ... عند ابن خزيمة [رقم/1499] نا يحيى بن الحارث ثنا أبو غسان المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله r: « بشر المشائين في الظلام بالنور التام».
وقد قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» [1/ 167] بعد أن ساق هذا الحديث: «هذا إسناد فيه مقال، إبراهيم بن محمد هذا قال ابن حبان في الثقات: «يخطيء»، وقال الذهبي في الكاشف: «صدوق» ولم أر لأحد ممن تكلم في الرجال كلاما غيرهما، وباقي رجال الإسناد ثقات».
قلت: التحقيق أن إبراهيم شيخ صدوق، كما مضى بيانه، بل رأيت مغلطاي قد نقل توثيقه عن «يحيى» في كتابه «الإعلام» [1/ 1296]، ويحيى: كأنه ابن معين، وهو المراد عند الإطلاق في كتب المتأخرين، وكأنه لأجل ذلك قال مغلطاي: «هذا حديث إسناده صحيح»، ثم رد على ابن الجوزي إعلاله بـ: «زهير التميمي»، وقال العراقي في «أماليه»: «هذا حديث حسن غريب»، وقبلهم صححه الحاكم أيضًا، لكنه وهم كعادته فقال: «على شرط الشيخين»! هكذا جازف! ولم يخرج الشيخان ولا أحدهما لإبراهيم بن محمد الحلبي وشيخه شيئا قط!
وقبله أخرج ابن خزيمة هذا الحديث في «صحيحه» لكنه قال: «غريب غريب»! ولا ريب في غرابة الحديث من هذا الطريق، ومن فهم من غرابته ضعْفه فلم يُنْصف! ولو كان ابن خزيمة يراه ضعيفًا؛ لأعله عقب روايته بأحد رواته، ولما اكتفى بالحكم عليه بالغرابة فقط! هذا ما عندي بشأن هذا الحديث هنا، وقد بسطنا الكلام عليه مع تخريج أحاديث الباب في كتابنا: «غرس الأشجار» والله المستعان لا رب سواه.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [1113].(/)
شرح حديث ((الصيام جنة))
ـ[عاطف عثمان]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 03:42]ـ
الصوم مدرسة لتقويم السلوك
قال الإمام الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن النسائي:
أخبرنا محمد بن يزيد الآدمي قال حدثنا معن عن خارجة بن سليمان عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة من النار فمن اصبح صائما فلا يجهل يومئذ وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
تخريج الحديث:
خرجه عبد الرَّزَّاق (7893) عن الثوري، عن الأعمش. و"ابن أبي شَيْبَة" 3/ 3 (8879) قال: حدَّثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين (ح) وحدثنا ابن نمير، عن الأعمش. وفي 3/ 5 (8894) قال: حدَّثنا وكيع، قال: حدَّثنا الأعمش. و"أحمد" 2/ 266 (7596) قال: حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن الأعمش. وفي 2/ 273 (7679) قال: حدَّثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عطاء. وفي 2/ 286 (7827) قال: حدَّثنا محمد بن بكر، أخبرنا إسرائيل، عن أبي حَصِين. وفي 2/ 356 (8659) قال: قال أسود: حدثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين. وفي 2/ 393 (9101) قال: حدَّثنا أبو نعيم، قال: حدَّثنا الأعمش. وفي 2/ 399 (9180) قال: حدَّثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنيه أبو بكر بن عياش، عن أبي حَصِين. وفي 2/ 419 (9419) قال: حدَّثنا قتيبة بن سعيد، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل. وفي 2/ 443 (9712) و2/ 477 (10178) قال: حدَّثنا وكيع، قال: حدَّثنا الأعمش. وفي 2/ 461 (9944) و2/ 477 (10178) قال: حدَّثنا عبد الرحمان، قال: حدَّثنا سفيان، عن الأعمش. وفي 2/ 474 (10136) قال: حدَّثنا أسباط بن محمد، قال: حدَّثنا الأعمش. وفي 2/ 477 (10179) و2/ 495 (10433) قال: حدَّثنا ابن نمير، قال: أخبرنا الأعمش. وفي 2/ 480 (10222) قال: حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن سليمان. وفي 2/ 511 (10643) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي حَصِين. وفي 2/ 516 (10703) و6/ 244 (26597) قال: حدَّثنا رَوْح، حدَّثنا ابن جُريج، أخبرني عطاء. و"الدارِمِي" 1771 قال: 1904 قال: حدَّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جُريج، قال: أخبرني عطاء. وفي (7492) قال: حدَّثنا أبو نُعيم، حدَّثنا الأعمش. و"مسلم" في الصوم 2676 قال: حدثني محمد بن رافع، حدَّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جُريج، أخبرني عطاء. وفي (2677) قال: وحدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدَّثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش (ح) وحدثنا زهير بن حرب، حدَّثنا جرير، عن الأعمش (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدَّثنا وكيع، حدَّثنا الأعمش. و"ابن ماجة" 1638 و3823 قال: حدَّثنا أبو بكر أبي شيبة، حدَّثنا أبو معاوية، ووكيع، عن الأعمش. وفي (1691) قال: حدَّثنا محمد بن الصباح، أنبأنا جرير، عن الأعمش. و"التِّرمِذي" 766 قال: حدَّثنا قتيبة، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح. قال الإمام النووى فى " الرياض " 1/ 42: قال الترمذى: حديث حسن صحيح. و"النَّسائي" في الصوم 4/ 162، وفي "الكبرى" 2535 قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، أن المنذر بن عبيد حدثه. وفي 4/ 162، وفي "الكبرى" 2536 قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا جرير، عن الأعمش. وفي 4/ 163 و166، وفي "الكبرى" 2537 و3242 و3313 قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، قال: قال ابن جُريج: أخبرني عطاء. و"ابن خزيمة" 1890 قال: حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا روح بن عبادة، حدَّثنا ابن جُريج، أخبرني عطاء. وفي (1896) قال: حدَّثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، حدَّثنا محمد، يعني ابن بكر البرساني، أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني عطاء. وفي (1897 و1993) قال: حدَّثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل. وفي (1992) قال: حدَّثنا علي بن خَشْرم، أخبرنا عيسى، عن الأعمش (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، حدَّثنا ابن نُمير، عن الأعمش. و"ابن حِبَّان" 3422 قال: أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن الأعمش. وفي (3423) قال: أخبرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، كوفي ثبت، حدثنا محمد بن بكر البرساني، حدثنا ابن جريج، أخبرني عطاء. وفي (3424) قال: أخبرنا أبو عروبة، الحسين بن محمد، بحران، حدثنا بشر بن خالد، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان.
خمستهم (سليمان الأعمش، وأبو حصين، عثمان بن عاصم، وعطاء بن أبي رباح، وسهيل بن أبي صالح، والمنذر بن عبيد) عن أبي صالح الزيات، فذكره.
ـ صرح الأعمش بالسماع، في رواية أحمد (10179).
- - أخرجه النسائي 4/ 164 و166، وفي "الكبرى" 2538 و3243 و3314 قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، عن ابن جريج، قراءة عليه، عن عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني عطاء الزيات، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله، عز وجل: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، هو لي، وأنا أجزي به، الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن شاتمه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
ـ قال أبو عبد الرحمان النسائى: ابن المبارك أجل وأعلى من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب عندنا، ولا نعلم فى عصر ابن المبارك رجلا أجل من ابن المبارك، و لا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه، ولكن لا بد من الغلط، قال عبد الرحمان بن مهدي: الذي يبرئ نفسه من الخطأ مجنون، ومن لا يغلط؟! والصواب: ذكوان الزيات، لا عطاء الزيات. وأخرجه النسائي في "الكبرى" 3241 قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر، عن أبي حصين، واسمه عثمان بن عاصم، كوفي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:
إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن جهل عليه، فليقل: إني صائم. موقوف. [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)
الحديث صحيح
ترجمة الراوي:
عائشة بنت أبي بكرالصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين وبنى بي وأنا بنت تسع سنين وقبض عني وأنا ابنة ثمان عشرة سنة. قال أبو عمر: لم ينكح صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها واستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكنية فقال لها: " اكتنى بابنك عبد الله بن الزبير ". يعني ابن أختها. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وفيها يقول حسان بن ثابت:
حصان رزان ما تزن بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
عقيلة أصل من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طهر الله خيمها
وطهرها من كل بغي وباطل
فإن كان ما قد قيل عني قلته
فلا رفعت صوتي إلي أناملي
وإن الذي قد قيل ليس بلائط
بها الدهر بل قول امرئ متماحل
فكيف وودى ما حييت ونصرتي
لآل رسول الله زين المحافل
رأيتك وليغفر لك الله حرة
من المحصنات غير ذات الغوائل
وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين وذكره المدايني عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه. وقال خليفة بن خياط، وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان أمرت أن تدفن ليلاً فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر" [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)
معاني المفردات:
جنة: يقال استجن بجنة أي استتر بسترة وقيل كل مستور جنين، والاجتنان الاستتار والمجنة الموضع الذي يستتر فيه شمر الجنان، و الصوم جنة أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات والجنة الوقاية" [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)
(يُتْبَعُ)
(/)
يجهل: لجهل نقيض العلم والجاهلية زمن الفترة ولا إسلام وقالوا الجاهلية الجهلاء فبالغوا والمجهل المفازة لا أعلام فيهاو اجتهلته الحمية أي حملته الأنفة والغضب على الجهل [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)
لخلوف: وخلف فم الصائم خلوفا: أي تغيرت رائحته، وحي خلوف: أي غيب، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي فروة أبن إياس بن قبيصة:
أصبح البيت بيت آل إياس ... مقشعرا والحي حي خلوف
أي لم يبق منهم أحد. [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
شرح الحديث:
الحديث يشرح في ثلاثة فقرات:
الاولى: الصيام جنة من النار
«الصوم جنة» قال عياض: معناه ستره من الآثام، أو من النار، أو من جميع ذلك.-: كل ما قى من سلاح [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6). وفي فيض القدير: سترة بين الصائم وبين النار أو حجاب بين الصائم وبين شهوته لأنه يكسر الشهوة ويضعف القوة [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
الثانية: صفات الصائم:
(فلا يجهل يومئذ وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني): قال بن العربي انما كان الصوم جنة من النار لانه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة الشهوات فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث بضم الفاء وكسرها والرفث الكلام الفاحش ولا يجهل أي لا يفعل شيئا من أفعال أهل الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)
قال ابن تيمية رحمه الله: خيرا والصوم إنما شرع لتحصيل التقوى كما قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات سورة البقرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصيام جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم وفيها ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره قيل يقول في نفسه فلا يرد عليه وقيل يقول بلسانه وقيل يفرق بين الفرض فيقول بلسانه والنفل يقول في نسفه فإن صوم الفرض مشترك والنفل يخاف عليه من الرياء والصحيح أنه يقول بلسانه كما دل عليه الحديث فإن القول المطلق لا يكون إلا باللسان وأما ما في النفس فمقيد كقوله عما حدثت به أنفسها ثم قال ما لم تتكلم أو تعمل به فالكلام المطلق إنما هو الكلام المسموع وإذا قال بلسانه إني صائم بين عذره في إمساكه عن الرد وكان أزجر لمن بدأه بالعدوان وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه بين صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى لم يحرم على الصائم الأكل لحاجته إلى ترك الطعام والشراب كما يحرم السيد على عبيده بعض ماله بل المقصود محبة الله تعالى وهو حصول التقوى [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)
الثالثة: خلوف فم الصائم:
لخلوف فم الصائم بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو وفاء وقاله بعضهم بفتح الخاء فقيل هو خطأ وقيل لغة قليلة وهو تغير رائحة الفم أطيب عند الله من ريح المسك اختلف في معناه لانه تعالى منزه عن استطابة الروائح فقال المازري هو مجاز لانه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك لتقريب الصوم من الله فالمعنى انه أطيب عند الله من ريح المسك عندكم أي يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم وقيل ان ذلك في حق الملائكة وانهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما يستطيبون ريح المسك وقيل المعنى أن الله يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما يأتي المكلوم وريح جرحه يفوح مسكا وقيل المعنى ان الخلوف أكثر ثوابا من المسك المندوب إليه في الجمع والاعياد ومجالس الذكر والخير
وصححه النووي ونقل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحا يفوح قال فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)
اختلف الفقهاء في السواك للصائم
فرخص فيه مالك وأبو حنيفة وأصحابهما والثوري والأوزاعي وبن علية
وهو قول النخعي ومحمد بن سيرين وعروة بن الزبير، ورواية الرخصة فيه أيضا عن عمر وبن عباس.
وحجة من ذهب إلى هذا قوله - عليه السلام - لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك لكل صلاة [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11) ، ولم يخص رمضان من غيره ولا خص من السواك نوعا رطبا ولا يابسا ولا صدر النهار ولا آخره
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان مالك - رحمه الله - يكره السواك الرطب للصائم في أول النهار وآخره، وهو قول أحمد وإسحاق وروي ذلك عن زياد بن يزيد بن ميسرة والشعبي والحكم بن عتيبة.
ورخص في السواك الرطب الثوري والأوزاعي والشافعي وأبو حنيفة وأصحابه وأبو ثور.
وهو قول مجاهد وإبراهيم وعطاء وبن سيرين وروي ذلك عن بن عمر
وقال بن علية السواك سنة الصائم والمفطر والرطب واليابس سواء لأنه ليس بمأكول ولا مشروب.
وقال الشافعي أحب السواك عند كل وضوء في الليل والنهار وعند تغيير الفم إلا أني أكرهه للصائم آخر النهار ومن أجل الحديث في خلوف فم الصائم. وبه قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثوروروي ذلك عن عطاء ومجاهد.
وذكر مالك في صيام ستة أيام بعد الفطر أنه لم ير أحدا من أهل العلم والفقه يصومها.
قال ولم يبلغني ذلك عن أحد من السلف وإن أهل العلم يكرهون ذلك ويخافون بدعته وأن يلحق برمضان ما ليس منه أهل الجهالة والجفاء لو رأوا في ذلك رخصة عند أهل العلم ورأوهم يعملون ذلك [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
ونقل في الدرر السنية ان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم لا يكرهون السواك في نهار رمضان قال صاحب الدرر:" وتركنا كلام الفقهاء أنه يترك بعد الزوال; وقال شيخ الإسلام وابن القيم: لا يكره، فأخذنا بذلك [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
القيم التربوية في الحديث:
الصوم مدرسة لتعليم وتدريب الافراد على القيم التربوية كما هو الشأن في بقية شعائر الدين.
فى الصيام تخليص للإنسان من رِق الشهوة والعبودية للمادة، وتربية عملية على ضبط الغرائز والسيطرة عليها، وإشعار للإنسان بأن الحريات مقيدة لخير الإنسان وخير الناس الذين يعيش معهم، وهذا جهاد شاق يعود الصبر والتحمل، ويعلم قوة الإرادة ومضاء العزيمة، ويعد الإنسان لمواجهة جميع احتمالات الحيلة بحلوها ومرها وسائر متقابلاتها ليجعل منه رجلاً كاملاً فى عقله ونفسه وجسمه، يستطيع أن يتحمل تبعات النهوض بمجتمعه عن جدارة
إن الصيام إلى جانب ما فيه من صحة النفس فيه صحة بدنية أسهب المختصون فى بيانها وتأكيد آثارها الطيبة، ففى الحديث " صوموا تصحوا" [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14) رواه الطبرانى عن رواة ثقات، والصوم يعوَد النظام والتحرى والدقة، وذلك بالتزام الإمساك عند وقت معيَّن وحرمة الإفطار قبل حلول موعده، قال تعالى {حِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} البقرة، كما أن فى الصيام الصادق اقتصادا وتوفيرا يفيد منه الصائم، وتفيد أسرته وتفيد الأمة.
الجوع والعطش حين يحس بهما الصائم تتحرك يده فتمتد بالخير والبر للفقراء الذين عانوا مثل ما عانى من ألم الجوع وحر العطش، ومن هنا كانت السمة البارزة للصيام هى المواساة والصدقات وعمل البر، وكانت شعيرة يوم العيد هى زكاة الفطر للتوسعة على الفقراء، وهى بمثابة امتحان للصائم بعد الدروس الطويلة التى تلقاها فى شهر رمضان.
من شرحي لسنن الامام النسائي
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) انظره في تحفة الاشراق (12/ 50) والمسند الجامع (41/ 271)
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الاصابة في معرفة الصحابة (2/ 109): الشركة المتحدة للنشر والتوزيع تاريخ النشر:1997
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) لسان العرب (جنن) (13/ 92)
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) المصدر السابق (جهل) (11/ 129)
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) المصدر السابق (9/ 83)
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) القاموس الفقهي (1/ 69)
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) فيض القدير (3/ 329)
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) تنوير الحوالك (1/ 296)
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) منهاج السنة (5/ 196)
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) تنوير الحوالك (1/ 296)
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) أخرجه مالك ((الموطأ)) 64و ((أحمد)) 2/ 245 (7335 و7338) و ((البخاري)) 887و ((مسلم)) 1/ 151
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) الاستذكار (3/ 378)
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) الدرر السنية (6/ 374)
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) خلاصة "صوموا تصحوا" موضوع عند الصغاني، وفي المختصر هو ضعيف. انظره في تذكرة الموضوعات (1/ 31)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 01:13]ـ
جزاك الله خيرااا(/)
آثار القبض و الوضع
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 11:06]ـ
وجدتُ في بعض المنتديات مشاركةً لي بموضوع في تخريج بعض الأخبار الواردة في القبض و الوضع في الصلاة، و كنت أرمي من ورائها إلى شيئين:
- التدرب على هذا الفن الجليل،
- إطلاع بعض الأصحاب على سنية القبض ..
فقلتُ: أشارك بهذا الموضوع المتواضع - بالمعنى العصريِّ! - و أنا متأكد بأنه محتوٍ على أخطاء إلا أني لم أراجعه منذ كتبتُه، فلعلّ المهتمِّين يتفضلون بالإفادة و الإعانة .. و الله وليُّ التوفيق،،،
و للعلم، فهذه وِجادة صحيحة بخطِّي:):)
بسم الله الرحمن الرحيم
جزء في القبض و الوضع
-قال ابن عباس: - في قوله تعالى -:" فصل لربك و انحر"
(وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر)
رواه البيهقي في الكبرى (2378) من طريق: يحيى بن أبي طالب الواسطي أنبأ زيد بن الحباب ثنا روح بن المسيب قال حدثني عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عنه به.
أما يحيى بن أبي طالب فمختلف فيه , قال الآجري: خط أبو داود سليمان بن الأشعث على حديث يحيى بن أبي طالب. وروى الخطيب عن موسى بن هارون قوله: أشهد على يحيى بن أبي طالب أنه يكذب, وروى أيضا عن الحافظ أبي أحمد محمد بن محمد بن إسحاق قوله: يحيى بن أبي طالب ليس بالمتين.
و نقل عن الدارقطني قوله: لا بأس به عندي و لم يطعن فيه أحد بحجة.
و سأل الخطيب البغدادي أبا بكر البرقاني عن يحيى بن أبي طالب و الحارث بن أبي أسامة؟ ففضل يحيى و قال: أمرني أبو الحسن الدارقطني أن أخرج عنهما في الصحيح.
و يؤيده قول ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي و سألت أبي عنه فقال: محله الصدق. اهـ النقل من " تاريخ بغداد " (12/ 203).
قلت: الجرح في هذا الراوي شديد, غير أن المعدل نفى سبب الجرح و هذا من الضوابط التي تقتضي تقديم التعديل المعتبر على الجرح, زد على ذلك توثيق الإمام أبي حاتم -مع تشدده- له, و الله أعلم.
قال المزي في ترجمة زيد بن الحباب: روى عنه ... و يحيى بن أبي طالب و هو آخر من روى عنه.
أما زيد بن الحباب فهو ابن الريان التميمي الحافظ , وثقه ابن معين و ابن المديني و العجلي , و قال أحمد: كان صاحب حديث , و قال أبو حاتم: صدوق صالح.
و حديثه عن الثوري – خاصة – فيه كلام, فقد قال ابن معين: كان يقلب حديث الثوري.
نقل بشار بن عواد – محقق التهذيب – قول الدارقطني في زيد: ثقة حافظ. و عن ابن حبان قوله: يعتبر بحديثه إذا روى عن المشاهير و أما روايته عن المجاهيل ففيها مناكير. قلت: الشطر الأول من كلام ابن حبان يغني عنه توثيق الأيمة قبله , و الشطر الآخر فمن تعنته في الجرح , وهو معروف بذاك , - رحمه الله تعالى -.
أما روح بن المسيب فهو أبو رجاء الكليبي ,قال فيه ابن معين: صويلح , و قال أبو حاتم: هو صالح ليس بالقوي. قال ابن عدي: روى عن ثابت و يزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة. اهـ من الكامل في الضعفاء (3/ 143 - 144).
قلت: فحديثه حسن إلا ما كان عن هذين الراويين فيضعف فيهما خاصة.
و شيخه النكري: صدوق له أوهام. و ذكر المزي أنه ممن روى عن أبي الجوزاء.
أبو الجوزاء: أوس بن عبد الله الربعي الأزدي: ثقة يرسل كثيرا.
• فهذا إسناد حسن – إن شاء الله -.
و قد سألت فضيلة الشيخ أبي عبد الباري العربي مهاتفة عن حديث يحيى الواسطي هذا فأخبرني أنه حديث ضعيف يضعفه أهل العلم.
و لمتنه شاهد عن علي رضي الله عنه في تفسير الآية و هو قوله: (وضع يده اليمنى على وسط ساعده على صدره) أو (وضع يمينك على شمالك في الصلاة).
أما اللفظ الأول فعند البخاري في " التاريخ الكبير " –عند ترجمة عاصم الجحدري- عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة سمع عاصما الجحدري عن أبيه عن عقبة بن ظبيان عن علي بن أبي طالب به.
و أما اللفظ الآخر فعند ابن أبي شيبة في " المصنف " (3958): حدثنا وكيع قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد عن عاصم الجحدري عن عقبة بن ظهير عن علي.
و عند البيهقي في " الكبرى " (2379) من طريق البخاري إلا أنه قال: عن عاصم الجحدري عن عقبة بن صهبان عن علي. أي أنه حذف (عن أبيه) و جعل (صهبان)
بدل (ظبيان) , فهذا الاختلاف الحاصل كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
فرواه حماد بن سلمة عن عاصم عن أبيه عن عقبة بن ظبيان عند البخاري , و رواه حماد عن عاصم عن عقبة بن صهبان عند البيهقي , و رواه يزيد بن أبي الجعد عن عاصم عن عقبة ابن ظهير عند ابن أبي شيبة.
أما رواية البيهقي بجعله ابن صهبان فخطأ – و لعله وهم من الناسخ – لأن عقبة بن صهبان لم يرو عن علي ولم يرو عنه عاصم كما في ترجمته من الجرح و التعديل لابن أبي حاتم برقم (1736) قال: عقبة بن صهبان الحداني الأزدي روى عن عثمان و عبد الله بن مغفل و أبي بكرة و أبي هريرة و عائشة , سمعت أبي يقول ذلك , قال أبو محمد – هو ابن أبي حاتم-: روى عنه قتادة و الصلت بن دينار.اهـ
ثم قال تحت الرقم (1739): عقبة بن ظبيان و يقال عقبة بن ظهير روى عن علي. اهـ
قلت: و لعل الأقرب – و الله أعلم – الأول لأنه رواية حماد بن سلمة و هو ثقة , و الآخر رواية ابن أبي الجعد و هو: صدوق
ثم هناك اختلاف آخر, فأثبت البخاري و ابن أبي حاتم زيادة (عن أبيه) و حذفها ابن أبي شيبة و البيهقي.
و فوق هذا لم أجد ترجمة لعقبة و لا لأبيه ظبيان.
أما عاصم الجحدري فقال البخاري في " الكبير" تحت رقم (3061) عاصم الجحدري يعد في البصريين عن عقبة بن ظبيان. اهـ قال محققه أبو هاجر البسيوني: هو عاصم بن العجاج أبو مجشر البصري روى عن عقبة بن ظبيان و منهم من يقول عن أبيه عن عقبة و روى عنه أيضا حماد ابن سلمة ... اهـ
و قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (3/ 437): عاصم بن أبي الصباح الجحدري البصري المقرئ المفسر ... قال يحيى بن معين: عاصم الجحدري هو صاحب القراء – ثقة. قال الذهبي: قراءته شاذة لم تثبت.
- قال النبي صلى الله عليه و سلم: (إنا معاشر الأنبياء أمرنا بثلاث بتعجيل الفطر و تأخير السحور و وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة).
رواه البيهقي في الكبرى برقم (2377) من حديث عبد المجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله.
قلت: عبد العزيز ثقة روى عن نافع مولى ابن عمر , وثقه يحيى القطان و قال أحمد: رجل صالح الحديث و كان مرجئا و ليس هو في التثبت مثل غيره, و قال أبو حاتم: صدوق ثقة في الحديث, وقال النسائي: ليس به بأس , وقال المزي: استشهد به البخاري في الصحيح.اهـ
و ابنه عبد المجيد مختلف فيه: فروى عنه أحمد و قال: عبد المجيد بن أبي رواد ثقة, و كذلك وثقه ابن معين و أبو داود و النسائي مرة: ليس به بأس, و تعقب محقق التهذيب عند قول أحمد أنه ثقة فقال: هكذا في الأصل و في الكامل: لا بأس به و هكذا أيضا نقله الذهبي في الميزان فتأمل. اهـ
لكن قال الدارقطني: لا يحتج به يعتبر به, و قال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه, و كذبه يحيى القطان و ضعفه ابن سعد و استنكر حديثه ابن حبان جدا و تكلم فيه ابن المديني و الحميدي.
قلت: لعله اتهم بذلك بسبب إرجائه , و هذا ما أشار إليه ابن حبان في المجروحين: (يروي عن مالك و أبيه منكر الحديث جدا يقلب الأخبار و يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك و قد قيل إنه هو الذي أدخل أباه في الإرجاء ... و هو الذي يروي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: القدرية كفر و الشيعة هلكة و الحرورية بدعة و ما نرى الحق إلا في المرجئة, روى عنه هذه الحكاية عصام بن يوسف البلخي و هذا شيء موضوع ما قاله ابن عباس و لا عطاء رواه و لا ابن جريج حدث به) اهـ (2/ 150).
قلت: لا يمكن الحكم عليه بالضعف مطلقا مع توثيق هؤلاء الأيمة له , و لكن هو بين بين إن شاء الله , و أما البدعة فلا تمنع من قبول خبره , و في تلك النكارة الشنيعة نظر.= يحقق =
فهذا سند حسن, و لا يعل بما ذكره البيهقي من أنه معروف من رواية محمد ابن أبان الأنصاري عن عائشة, لأنهما من مخرجين مختلفين و الله أعلم.
- قال سهل بن ساعد الساعدي: كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال أبو حازم-الراوي عن سهل-: لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم.
رواه مالك في الموطإ (53/ 378) و من طريقه البخاري (740).
- عن ابن مسعود أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى فرآه النبي صلى الله عليه و سلم, فوضع يده اليمنى على اليسرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه أبو داود (755) و النسائي (888) كلاهما من طريق: هشيم بن بشير عن الحجاج بن أبي زينب عن أبي عثمان النهدي عنه به.
و هذا السند رجاله ثقات غير أن هشيما يدلس, و قد عنعنه فهو بذلك يضعف, إلا أن الشيخ الألباني حسنه بناء على تصريحه بالتحديث عند ابن ماجه, و هو كما قال –رحمه الله-
-عن وائل بن حجر قال: قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يصلي؟ فنظرت إليه ... -وفيه-: ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى و الرسغ و الساعد. و قال مرة: ثم وضع يده اليمنى على اليسرى. و قال مرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان قائما في الصلاة قبض بيمينه على شماله.
قلت: أما اللفظ الأول فرواه النسائي (889) و ابن خزيمة في صحيحه (480) و البيهقي في الكبرى (2373) , من طريق: عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره الحديث.
و هذا سند حسن فعاصم بن كليب و أبوه كلاهما قال الحافظ ابن حجر عنه: صدوق, و باقي رجاله ثقات.
و أما اللفظ الثاني فرواه مسلم (1/ 171) و هو في مختصره للمنذري برقم (277) , و البيهقي في الكبرى برقم (2371).
و أما اللفظ الثالث الأخير فرواه النسائي (887) و نحوه عند البيهقي برقم (2372) من طريق: موسى بن عمير و قيس بن سليم العنبريين كلاهما عن علقمة بن وائل عن أبيه , و هو منقطع لأن علقمة لم يسمع من أبيه, لكن المتن صحيح لما تقدم.
- قال غضيف بن الحارث الكندي: مهما رأيت نسيت فإني لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع يده اليمنى على اليسرى , يعني في الصلاة.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف برقم ().
قلت:غضيف بن الحارث نقل الحافظ ابن حجر في الإصابة (5/ 247) الاختلاف في اسمه و نسبه و صحبته فذكر ما يلي:
غطيف بن الحارث , و غضيف بن الحارث , و الحارث بن غضيف , و كلها نسبت فقيل: الكندي و السكوني و الثمالي و اليماني و كنيته: أبو أسماء , و قال الحافظ: (و ذكر السكونيَ في الصحابة: البخاريو ابن أبي حاتم و الترمذي و خليفة و ابن أبي خيثمة و الطبراني و ءاخرون) ثم قال: (و قال البخاري في التاريخ الأوسط: حدثنا عبد الله هو ابن صالح حدثنا معاوية عن أزهر بن سعيد قال: سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثمالي – وهو أبو أسماء الكوني الشامي أدرك النبي صلى الله عليه و سلم ... )
قال ابن حجر: (و له حديث أخرجه ابن منده من طريق العلاء ابن زيد الثمالي قال حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي معت غضيف بن الحارث يقول: كنت صبيا أرمي نخل الأنصار فأتوا بي النبي صلى الله تعالى عليه و آله وسلم فمسح رأسي و قال: كل مما سقط و لا ترم نخلهم.) اهـ كلام الحافظ.
ثم ذكر من ذهب إلى كونه من التابعين فقال: (و ذكره في التابعين ابن سعد و العجلي و الدارقطني و غيرهم).
أما من ناحية اسمه فنقل الحافظ عن ابن حبان و ابن أبي خيثمة أن من قال: الحارث بن غضيف- بالقلب- فقد وهم.
قال ابن الأثير (4/ 38) –في ترجمة غضيف بن الحارث الكندي-: ( ... و قد اتفقوا على أنه ثمالي و إذا كان كذلك فهو أزدي لأن ثمالة بطن من الأزد) , وقد جعل ابن الأثير غضيفا بالضاد و بالطاء و أنه بالطاء أصح و نقل عن ابن عبد البر التفريق بينهما.
قلت: و لا شك أن القول الأول أصوب لكثرة القائلين به و الحديثان صريحان في إثبات صحبته, و الله أعلم.
لذا قال الذهبي في السير (3/ 454) في ترجمته: (عداده في صغار الصحابة و له رواية).
و أما باقي رجال السند فكما يلي:
يوسف بن سيف, صوب البخاري في الكبير أنه يونس بن سيف العنسي و لم يذكر فيه شيئا و كذلك ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل لم يذكر شيئا غير أنهما ذكرا روايته عن غضيف بن الحارث-رضي الله عنه-.
لكن قال الدارقطني: ثقة حمصي, و قال البزار: صالح الحديث,
و قال ابن سعد: كان معروفا له أحاديث.
و قال الحافظ: مقبول!! قلت: وثقه الدارقطني و حسن حديثه البزار و لم يذكره ابن عدي في كامله, و شرطه أن يذكر فيه كل من تكلم فيه متكلم, و الله أعلم.
أما معاوية بن صالح فهو الحمصي قاضي الأندلس وثقه كثيرون منهم أحمد و ابن معين و أبو زرعة و النسائي و العجلي و ابن سعد و البزار و غيرهم و تكلم فيه بعضهم بلا حجة قوية, فلعله لذا قال ابن حجر: صدوق له أوهام.
(يُتْبَعُ)
(/)
زيد بن الحباب: وثقه ابن المديني و العجلي و نقل توثيقه عن ابن معين, وقال أبو حاتم: صدوق صالح.
قال ابن حجر: صدوق يخطئ في حديث الثوري.
قلت: فهذا سند حسن و الحمد لله تعالى.
- و عن الهلب أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه. و في رواية: رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة.
رواه الترمذي برقم (252) و ابن أبي شيبة في المصنف برقم (3951) ,كلاهما من طريق: سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه, و رجال السند كلهم ثقات عدا قبيصة, فقال ابن المديني و النسائي: مجهول, و زاد ابن المديني: لم يرو عنه غير سماك.
و أما العجلي فوثقه!! و ذكره ابن حبان في الثقات!
و قال ابن حجر: مقبول (أي حيث يتابع)
قلت: كلام ابن المديني يقتضي أنه مجهول عين, لكن توثيق العجلي و ابن حبان, يحمل على كونه من طبقة التابعين فربما يحسن بذلك حديثهو و الله المستعان.
* ضبط لفظ: الهلب, في السنن و المصنف بضم فسكون, و قال الترمذي بعد حديثه السابق: (و اسم الهلب: يزيد بن قنافة الطائي) اهـ, و ضبطه ابن الأثير في ترجمته بفتح و كسر و ذكر سبب هذا اللقب أنه كان أقرع فمسح النبي صلى الله عليه وسلم فنبت شعره.اهـ معنى كلامه رحمه الله.
- عن طاووس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بهما على صدره و هو في الصلاة.
رواه أبو داود برقم (759) , بسند ضعيف لشيئين:
ضعف راويه: سليمان بن موسى الدمشقي ضعفه البخاري و النسائي و أبو حاتم.
و الإرسال, كما لا يخفى.
-عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه و سلم: (كأني أنظر إلى أحبار بني إسرائيل واضعي أيمانهم على شمائلهم في الصلاة).
رواه ابن أبي شيبة برقم (3954): حدثنا وكيع عن يوسف ابن نبهان عن الحسن البصري, و هو سند تالف فراويه يوسف بن نبهان القرشي واهي الحديث ضعيف جدا, ثم مرسلات الحسن " شبه الريح" كما قالوا.
قال عبد الله بن الزبير: صف القدمين و وضع اليد على اليد من السنة.
رواه أبو داود برقم (754): حدثنا نر بن علي أخبرنا أبو أحمد عن العلاء بن صالح عن زرعة بن عبد الرحمن قال سمعت عبد الله بن الزبير.
نصر بن علي هو الجهضمي وثقه أبو حاتم و النسائي و ابن خراش و سئل عنه أحمد فقال: ما به بأس و شيخه أبو أحمد هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري, قال ابن حجر عنه: ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري.
و العلاء بن صالح هو التيمي و يقال: الأسدي الكوفي قال ابن حجر: صدوق له أوهام, قال البخاري في الكبير: سمع منه
أبو أحمد.اهـ و زرعة بن عبد الرحمن الكوفي يروي عن ابن الزبير و ابن عباس و عنه العلاء, ذكره ابن حبان في الثقات و قال في التقريب: مقبول.
قلت: هذا سند محتمل للتحسين, و الله أدرى.
-و عن علي: السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة.
رواه أبو داود برقم (756): حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حفص بن غياث عن عبد الرحمن بن إسحاق عن زيا بن زيد عن أبي جحيفة أن عليا قال.
و من نفس الطريق رواه البيهقي في الكبرى برقمي (2389 - 2390).
و هذا السند شديد الضعف بل هو منكر – لما يأتي- و علته عبد الرحمن بن إسحاق قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي. اهـ و قال عنه البيهقي: متروك. و قال ابن حجر: ضعيف.
لهذا قال البيهقي عن هذا الأثر: في إسناده ضعف.اهـ
- قال جرير الضبي: رأيت عليا رضي الله عنه يمسك شماله
بيمينه على الرسغ فوق السرة. أخرجه أبو داود أيضا برقم (757): حدثنا محمد بن قدامة- يعني ابن أعين- عن أبي بدر عن أبي طالوت عبد السلام عن ابن جرير الضبي عن أبيه به.و من نفس الطريق أخرجه البيهقي في الكبرى برقم (2381).
أما ابن أعين فهو الهاشمي: ثقة و شيخه أبو بدر هو شجاع بن الوليد السكوني وثقه ابن معين و نقل ابن خلفون عن ابن نمير توثيقه و قال أبو زرعة: لا بأس به, أما أبو حاتم فقال فيه: شيخ ليس بالمتين, لا يحتج بحديثه!!
قلت: أبو حاتم متشدد معروف بذاك, لذا قال ابن حجر: صدوق ورع له أوهام.
و أبو طالوت عبد السلام وثقه أحمد و ابن معين و قال أبو حاتم: يكتب حديثه! قال ابن حجر: ثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و ابن جرير هو غزوان ذكره ابن حبان في الثقات, قال الذهبي في الكاشف: وثق. اهـ و ذكره البخاري في الكبير و لم يورد فيه جرحا و لا تعديلا, لذلك قال ابن حجر: مقبول, و كذا قال عن أبيه جرير.
و قد جاء في سنن البيهقي: (غزوان بن جرير عن أبيه و كان شديد اللزوم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه) , ثم قال البيهقي: هذا سند حسن. اهـ و هو كما قال-إن شاء الله- و به يستنكر ما رواه عبد الرحمن الكوفي, و الله أعلم.
-و عن أبي هريرة: أخذ الأكف على الأكف في الصلاة تحت السرة.
رواه أبو داود برقم (758) , و في سنده عبد الرحمن الكوفي الانف الذكر, فالأثر ضعيف جدا.
-قال أبو زياد: ما رأيت فنسيت فإني لم أنس أني أبا بكر كان إذا قام في الصلاة قال هكذا: فوضع اليمنى على اليسرى.
رواه ابن أبي شيبة برقم (3963): حدثنا يحي بن سعيد عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي زياد مولى آل دراج به.
قلت: رجاله كلهم ثقات إلا أبا زياد مولى آل دراج و هو: خيار بن سلمة, أو ابن سلامة قال عنه الحافظ: مقبول, و ذكره ابن حبان في الثقات.
-و عن عائشة: ثلاث من النبوة: تعجيل الإفطار, و تأخير السحور و وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة.
رواه البخاري في الكبير في ترجمة محمد بن أبان الأنصاري و رواه البيهقي في الكبرى برقم (2378) من طريق: شجاع بن مخلد ثنا هشيم قال منصور حُدثنا عن محمد بن أبان الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها.
قال ابن حجر: شجاع بن مخلد الفلاس صدوق وهم في حديث واحد رفعه و هو موقوف فذكره بسببه العقيلي- يعني في الضعفاء- اهـ
و هو من رجال مسلم!
و هشيم هو ابن بشيرو هو أعلم بحديث منصور- هو ابن زاذان- كما قال عبد الرحمن بن مهدي, إلا أنه يخشى من تدليسه و قد عنعنه.
و محمد بن أبان وثقه الدارقطني و ابن حبان و ابن عبد البر, إلا أن هذا سند منقطع في موضعين:
1/ما بين منصور و محمدو كما هو ظاهر
2/ما بين محمد و عائشة, فقد قال البخاري: لا نعرف لمحمد سماعا من عائشة. اهـ
فهذا سند ضعيف, إلا أن لمتنه شواهد سبقت, و كذا روي بنحوه عن أبي هريرة و ابن عباس-رضي الله عنهم- , وانظر كلام البيهقي في سننه الكبرى تحت رقم (2377) وإشارته إلى تضعيفها
و للجملة الأخيرة شاهد آخر و هو ما روي:
-عن أبي الدرداء أنه قال: من إخلاق النبيين وضع اليمين على الشمال في الصلاة.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (3953): حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش عن مجاهد عن مورق العجلي عن أبي الدرداء, و هو سند منقطع في موضعين:
1/ما بين إسماعيل و الأعمش, فإني لم أر من ذكره روى عنه
2/ما بين الأعمش و مجاهد, قال ابن معين: الأعمش لم يسمع من مجاهد.
-قال أبو الزبير المكي: أمرني عطاء أن اسأل سعيدا أين تكون اليدان في الصلاة: فوق السرة أو أسفل من السرة؟ فسألته عنه فقال: فوق السرة.
هذا الأثر أخرجه البيهقي برقم (2388) , من طريق يحيى بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب ثنا سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير.
قلت: رجاله-عدا يحيى بن أبي طالب- ثقات, زيد هو ابن الحباب التميمي-سبق أنه ثقة- إلا أن ابن معين قال: كان يقلب حديث الثوري و لم يكن به بأس, اهـ و سفيان هنا هو الثوري روايته عن ابن جريج في صحيح البخاري كما يشير إليه رمز المزي.
ثم ابن جريج كثير التدليس و قد عنعنه, و له رواية عن أبي الزبير.
و سعيد هو ابن جبير.
قال البيهقي: أصح أثر روي في هذا الباب أثر سعيد بن جبير .. اهـ
-قال حجاج بن حسان: سمعت أبا مجلز أو سألته, قال: قلت كيف يصنع؟ قال: يضع باطن كف يمينه على ظاهر كف شماله و يجعلهما تحت السرة.
رواه ابن أبي شيبة برقم (3959): حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حجاج بن حسان به. و هذا سند حسن, قال ابن حجر عن حجاج: لا بأس به.
-قال مالك عن عبد الكريم بن أبي المخارق البصري: من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت, و وضع اليدين إحداهما على الأخرى [يضع اليمنى على اليسرى] , و تعجيل الفطر و الاستينا بالسحور.
رواه مالك في الموطإ (52/ 377) , و ما بين معقوفين من كلام مالك-رحمه الله- كما قاله سليم بن عيد الهلالي في جمعه بين الموطآت (2/ 41).
و هو معضل شديد الضعف, لأن عبد الكريم البصري متفق على تضعيفه.
انتهى جزء القبض و الوضع, حسبما تيسر لي من المادة و حسب الجهد الضعيف, و ذلك ابتغاء الأجر من الله تعالى, و ردا على المتعصب الذي أصم أذنيه و أعمى عينيه عن صريح الدلالة, و صحيح الأدلة, و من كان يؤمن برسالة محمد ويدعي محبته فعليه بالاتباع حتى يصدق في دعواه, و إلا:
فالدعاوى إن لم يقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء
قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
اللهم انفعنا بالعلم, و ثبتنا على هدي نبيك .... آمين.
و كتبه أبو محمد الطيب بن محمد العامري
بمدينة القبة القديمة-آمنها الله تعالى-: 27/ 4/1430
وفق:23/ 4/2009
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 11:15]ـ
جزاكم الله خيرا وفتح عليكم
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 01:53]ـ
و إياك صديقي أبا معاذ!
شكرًا على المرور الطيِّب ...(/)
طلب ترجمة الامام أبو الحسن علي بن احمد الحمامي
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اريد ترجمة الامام أبو الحسن علي بن احمد الحمامي
بارك الله فيكم
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 09:35]ـ
قال الحافظ العلامة الإمام الأشم والبحر الأطم الذهبي في كتابه الماتع سير أعلام النبلاء المجلد 17 ص 402:
الحَمَّامِيُّ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ *
الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، مُقْرِئُ العِرَاق، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفْص بن الحَمَّامِي، البَغْدَادِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: عُثْمَان بن السَّمَّاكِ، وَأَبِي سَهْلٍ القَطَّان، وَأَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن مُحَمَّدِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَالنَّجَّاد، وَابنِ قَانع، وَمُحَمَّدِ بن جَعْفَرٍ الأَدَمِيّ، وَعِدَّة.
وَتلاَ عَلَى النَّقَّاش، وَزَيْدِ بنِ أَبِي بلاَل، وَأَبِي عِيْسَى بكَّار، وَهِبَةِ اللهِ بن جَعْفَرٍ، وَابْن أَبِي هَاشِم، وَغَيْرهم.
حَدَّثَ عَنْهُ: الخَطِيْبُ، وَالبَيْهَقِيُّ، وَرزقُ الله، وَعَبْدُ اللهِ بنُ زِكْرِي الدَّقَّاق، وَطِرَادٌ الزَّيْنَبِيّ، وَأَبُو الحَسَنِ بنُ العَلاَّف، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ فَهد، وَآخَرُوْنَ.
وَتَلاَ عَلَيْهِ: خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: أَبُو الفَتْح بنُ شِيطَا، وَنَصْرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ الفَارِسِيّ، وَأَبُو عَلِيٍّ غُلاَمُ الهَرَّاس، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الخَيَّاط، وَأَبُو الخَطَّاب الصُّوْفِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ الشَّرْمَقَانِي، وَحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ العَطَّار، وَعلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بنِ فَارِس الخَيَّاطُ، وَعَبْدُ السَّيِّدِ بنُ عتَّاب، وَيَحْيَى السِّيبِي، وَرزقُ اللهِ التَّمِيْمِيُّ.
قَالَ الخَطِيْبُ:كَانَ صَدُوْقاً دَيِّناً فَاضِلاً، تَفَرَّدَ بِأَسَانِيْدِ القِرَاءات وَعُلُوِّهَا فِي وَقْتِهِ، مَاتَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَع مائَة.
قَالَ سُلَيْمٌ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الفَتْح بنَ أَبِي الفَوَارِس يَقُوْلُ:
لَوْ رَحَلَ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَان لِيَسْمَعَ كَلِمَةً مِنْ أَبِي الحَسَنِ الحَمَّامِي أَوْ مِنْ أَبِي أَحْمَدَ الفَرَضِيّ، لَمْ تَكُنْ رِحْلَتُهُ عِنْدنَا ضَائِعَةً.
هَذِهِ الحِكَايَةُ رَوَاهَا الخَطِيْبُ فِي (تَارِيْخِهِ) عَنْ نَصْرٍ المَقْدِسِيّ، عَنْهُ. اهـ.
للاستزادة ينظر: تاريخ بغداد ـ الكامل في التاريخ ـ البداية والنهاية ـ غاية النهاية لابن الجزري ـ شذرات الذهب وغيرها.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 05:35]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل ابو بكر(/)
حديث أبي هريرة في عدم إجزاء الكفارة لمن تعمد الفطر = لا يصح.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 05:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ"؛ مع اختلاف الألفاظ يسيراً في المصادر.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
فهذه دراسة متواضعة لهذا الحديث الشائك فعلاً .. والذي يكاد ينطلي أمره على كثير من الناس .. خاصةً وأن الأربعة وغيرهم من الأئمة قد أخرجوه مروياً في مصنفاتهم .. فهو يعد مشهوراً من هذا الوجه لكثرة مخرّجيه.
هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يروى إلا من طريق ابن المطوس _ وقيل: أبو المطوس _، عن أبيه المطوس.
تفرد بروايته من طريقهما: حبيب بن أبي ثابت بن دينار الأسدي .. فأصبح لا يعرف هذا الحديث إلا به.
وقد حصل لهذا الحديث أطوارٌ تغيبت حقيقتها عن كثير من الأئمة الذي قاموا بروايته وتخريجه في مصنفاتهم .. أو حتى الذين اهتموا بتخريج الأحاديث منهم.
ومن جهة أخرى = أبانت هذه الأطوار عن قوة آخرين وتمكنهم في هذا العلم الشريف، واستطاعتهم تمييز الأسانيد والروايات .. وما هذا إلا لحفظهم وسعة إطلاعهم رحمهم الله.
هذا الحديث كان الأساس في تغير أطواره هذه هو حبيبٌ نفسه رحمه الله:
- فتارة يرويه عن عمارة بن عمير التيمي، عن ابن المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة.
- وتارة يرويه عن ابن المطوس مباشرة، عن أبيه، عن أبي هريرة.
- بل تارة يصرح بأنه لم يسمع هذا الحديث من ابن المطوس؛ بل عن عمارة عنه.
- وتارة يصرح بأنه رأى أبو المطوس وحدثه به.
وسيأتي بإذن الله بيان هذا كله .. فقد أخرج الأئمة في مصنفاتهم هذه الأطوار .. لكن القلة منهم أفسروا عنها ووقفوا على حقيقتها بما لا يقبل معه أي تمويه أو تغبية.
وسأستعين بالله تعالى في توضيح ملابسات هذا الحديث والحكم عليه بحول الله وقته وتأييده؛ فأقول وبالله التوفيق:
· هذا الحديث روي عن (حبيب بن أبي ثابت، عن عمارة بن عمير، عن ابن المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه).
رواه عن حبيب بهذا السند (شعبة) رحمه الله؛ وحديثه من طريقه عند:
- أبو داود رقم [2396] .. عنه (سليمان بن حرب) و (محمد بن كثير) .. وعنده [ابن المطوس].
- الدارمي رقم [1715] .. والدار قطني في العلل [فقرة 1562] .. عنه (هشام بن عبد الملك أبو الوليد) .. وعند الدارمي [أبو المطوس] وعند الدار قطني [ابن المطوس].
- الإمام أحمد رقم [8787] .. والدار قطني في العلل [فقرة 1562] .. عنه (بهز من أسد) .. وعندهما [أبو المطوس].
- ابن خزيمة رقم [1864] .. عنه (محمد بن جعفر الهذلي) و (محمد بن أبي عدي) و (خالد بن الحارث الجهيمي) .. وعنده [ابن المطوس].
- النسائي رقم [3268] ومن طريقه ابن حزم في المحلى [4/ 310] .. عنه (إسماعيل بن علية) .. وعندهما [أبو المطوس].
- النسائي رقم [3269] .. عنه (محمد بن جعفر الهذلي) .. وعنده [أبو المطوس].
- ابن راهوية رقم [367] .. عنه (أبو عامر العقدي) .. وعنده [أبو المطوس].
- الدار قطني في العلل [فقرة 1562] .. عنه (عثمان بن عمر العبدي) .. وعنده [ابن المطوس].
وهذا الذي جعل الإمام (شعبة) يتبنى هذا الطريق؛ ما يلي:
أنه هو من روى رواية التصريح بعدم السماع والتحديث من حبيب بن أبي ثابت لابن المطوس؛ حيث أتت من طريق (شعبة) رحمه الله فيما رواه عنه (أبو داود الطيالسي) في مسنده رقم [2663]؛ حيث قال حبيب بعد أن رواه عن عمارة: [وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ].
وأخرجها من طريقه الإمام النسائي رحمه الله رقم [3270] ومن طريق النسائي ابن حزم في المحلى [4/ 310].
كما أخرجها من طريق الطيالسي الإمام الدار قطني في العلل [فقرة 1562]، والبيهقي في الكبرى [4/ 228] والشعب رقم [3654]، والطحاوي في مشكل الآثار رقم [1521]، وابن حجر في التغليق [3/ 170] مقرونة برواية بشر بن عمر الزهراني.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قد روى الدار قطني في العلل، والبيهقي في الشعب رقم [3653] من طريق (شعبة) رحمه الله أيضاً عن حبيب بعد أن رواه عن أبي المطوس؛ قال: (أَمَّا إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
قال الدار قطني في العلل: (قَالَ شُعْبَةُ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ حَبِيبٌ مِنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، وَقَدْ رَآهُ).
هذا ما يتعلق الآن بالطور الأول للحديث .. والذي تبناه (شعبة) بناءً على صنيع حبيبٍ رحم الله الجميع.
ملاحظة: خالف في هذا الطور جميع من سبق وشذ عنهم (سعيد بن عامر الضبعي) عند الدار قطني في العلل [فقرة 1562]؛ حيث رواه عن شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي المطوس .. مسقطاً عامراً بينهما؛ وهذا ليس بشيء، فهو معدود من أخطاء سعيد رحمه الله؛ فقد كان كثير الخطأ.
· وروي عن (حبيب بن ثابت، عن ابن المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة) وهذا هو الطور الثاني.
رواه عن حبيب بهذا السند (الثوري) رحمه الله؛ وحديثه من طريقه عند:
- الترمذي رقم [723] ومن طريقه البغوي في شرح السنة رقم [1753]، والطوسي رقم [602]، والنسائي رقم [3266] ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار رقم [1523] وابن حزم في المحلى [4/ 310] .. عنه (يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي) مقرونين .. وعندهم [أبو المطوس].
- الدارمي رقم [1714] .. عبد الله بن أبي مريم في مسند سفيان رقم [57 خط] .. عنه (محمد بن يوسف الفريابي) .. وعند الدارمي [ابن المطوس]، بينما عند ابن أبي مريم [المطوس، عن أبيه].
- الإمام أحمد رقم [9413] .. ابن راهوية رقم [273] .. ابن أبي شيبة رقم [9871، 13987] ومن طريقه ابن ماجة رقم [1672] .. عنه (وكيع) .. وعندهم [ابن المطوس] .. إلا ابن راهوية فقد وقع في سنده خللٌ: حيث سقط المطوس من السند، وأتى عنده [أبو المطوس].
- ابن راهوية رقم [273] .. عنه (الفضل بن دكين الملائي) .. وعنده [أبو المطوس] .. وقد أتى أيضاً في هذا الطريق الخلل السابق في السند؛ حيث سقط منه المطوس.
- ابن راهوية رقم [275] .. عنه (وهب بن جرير) .. وعنده [أَبو الْمُطَوِّسِ أَوِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ أَوِ الْمُطَوِّسِ] هكذا على الشك.
- النسائي رقم [3191] .. والدار قطني في العلل [فقرة 1562] .. والصواف في فوائده رقم [124 خط]؛ ومن طريقه ابن حجر في التعليق [3/ 170] .. عنه (أبو نعيم) .. وعندهم [أبو المطوس].
- النسائي رقم [3267] .. عنه (عبد الرزاق، والطيالسي) مقرونين .. وعنده [أبو المطوس].
- الدار قطني في السنن رقم [2379] والعلل [فقرة 1562] .. عنه (أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري) .. وعنده [أبو المطوس].
- الدار قطني في العلل [فقرة 1562] .. عنه (يزيد بن هارون الواسطي) و (عمر بن سعد الحفري) .. وعنده [ابن المطوس].
- عبد الرزاق رقم [7475] .. وعنده [ابن المطوس].
- السلفي في المشيخة البغدادية [ج9/ح38 خط] .. والخلال في المجالس العشرة رقم [55] .. عنه (مهران بن أبي عمر العدني) .. وعندهما [أبو المطوس].
- الخلعي في الخلعيات [ج15/ح36 خط] .. عنه (يحيى بن سعيد القطان) .. وعنده [ابن أبي المطوس].
- ابن بشران في أماليه رقم [61 خط] .. عنه (الحارث بن منصور أبو منصور الواسطي) .. وعنده [أبو المطوس].
- ابن حبان في المجروحين [3/ 157] .. عنه (الوليد بن مسلم) .. وعنده [أبو المطوس].
- ابن شاهين في فضائل شهر رمضان رقم [33] .. عنه (مخلد بن يزيد الحراني) و (وكيع) و (أبو نعيم) .. وعنده [ابن المطوس].
وهذا الذي جعل الإمام (الثوري) يتبنى هذا الطريق؛ ما يلي:
أنه هو من روى رواية التصريح باللقي والسماع والتحديث من حبيب بن أبي ثابت لابن المطوس؛ حيث أتت من طريق (الثوري) رحمه الله التي رواها عنه (يحيى بن سعيد القطان) من رواية الإمام أحمد عنه؛ حيث قال حبيب بعد أن رواه عن عمارة: [فَلَقِيتُ ابْنَ الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنِ أَبِيهِ].
وقد أخرجها من طريق الإمام أحمد أبو داود رحمه الله، وابن بشران رقم [72 خط]، ومن طريق أبو داود ابن خزيمة رحمه الله .. كما رواه الخلعي في الخلعيات [ج15/ح35 خط].
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن عند ابن خزيمة وابن بشران: (فلقيت أبا المطوس) .. وعند الخلعي: (وَأَتَيْتُ أَبَا الْمُطَوَّسِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) فسقط من سنده المطوس، ووافق ابن خزيمة وابن بشران في أبي المطوس.
كما قد روى ابن شاهين في فضائل شهر رمضان متابعة النعمان بن عبد السلام للطيالسي، عن (الثوري) .. وفيه قال حبيب بعد روايته عن عمارة، عن ابن المطوس: (وَلَقِيتُ أَنَا ابْنَ الْمُطَوِّسِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
ملاحظة: قد تابع (الثوري) على هذا التصريح من حبيبٍ (عبد الغفار بن القاسم النجاري) فيما رواه الخطيب في تاريخ بغداد [9/ 479]؛ لكنه خالفه في الصيغة والسند؛ حيث قال حبيب بعد أن رواه عن عمارة، عن ابن المطوس: (فَلَقِيتُهُ _ أي ابن المطوس _ فِي دَارِ عُمَرَ بْنِ حُرَيْثٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم).
قلت: و (عبد الغفار) كذابٌ وضاعٌ متروك الحديث ينتحل الرفض.
هذا ما يتعلق الآن بالطور الثاني للحديث .. والذي تبناه (الثوري) بناءً على صنيع حبيبٍ رحم الله الجميع.
* يبقى الآن مسائل مهمةٌ جداً بين يدي هذه الدراسة المتواضعة:
- هل كلا الطريقين والوجهين صحيح؟
الصواب = نعم، كلاهما صحيح .. بيانه:
أن حبيباً في أول أمره لم يسمع هذا الحديث مباشرةً من ابن المطوس؛ إنما سمعه من عمارة، عن ابن المطوس .. ثم بعد فترةٍ لقي حبيبٌ ابن المطوس فأخذ منه هذا الحديث مباشرة.
وكل هذا قد أخذ عن حبيب من إمامين لا يشق لهما غبار (شعبة) و (الثوري) .. فلذلك قال الإمام الجهبذ المعدود آيةً من آيات الله في هذا العلم أبو حاتمٍ فيما سأله عنه ابنه؛ قال:
(وَسألت أبي عَنْ حديث رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ؛ فقال الثوري: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ".
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ... الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَصَحُّ؟
قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَيْنِ، أَحَدُهُمَا: قَصَّرَ، وَالآخَرُ: جَوَّدَ).
أقول: ولم يعرف حبيباً بالكذب وحاشاه ذلك؛ فقد أتى في طرق (الثوري) التصريح بالتحديث من غير ما وجهٍ عن ابن المطوس .. فظهر أن الأمر كما قدمنا بإذن الله.
فلذلك ابنه عبد الرحمن رحمه الله لما ترجم لأبي المطوس في الجرح والتعديل قال: (روى عنه عمارة بن عمير وحبيب بن أبي ثابت).
بل قال ابن أبي حاتم في العلل (فقرة 776): (وَسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، وَقَدْ رَوَى حَدِيثًا، ثُمَّ اخْتَلَفَ الرُّوَاةُ عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: فَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ.
وَاخْتُلِفَ عَنْ سُفْيَانَ: فَرَوَى وَكِيعٌ وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ، وَلا رُخْصَةٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِنْ صَامَهُ ".
وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَيِّدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وكذلك رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ وَقَيْسٌ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ شُعْبَةُ؛ فَقَالَ: عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فسمعت أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحِيحُ عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
زاد فِي الإِسْنَادِ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ.
وَاخْتُلِفَ فِي الرِّوَايَةِ عَلَى شُعْبَةَ: فَرَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْر، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ورواه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قلت: فَوَجَدْتُ حَدِيثًا بَيْنَ عِلَّةِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فَقَدْ بَانَ أَنَّ جَمِيعَ الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحَينِ. قَدْ سَمِعَ حَبِيبٌ مِنْ عُمَارَةَ، وَمِنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ).
- أيها أصح وأثبت في ابن المطوس؛ هل هو هكذا، أم هو أبو المطوس؟
للإجابة على هذا السؤال يجدر بنا أن نترجم له ولأبيه وننظر أي القولين أقرب .. وهل هما سواء وأنه ابنٌ للمطوس ويكنى أيضاً بأبي المطوس أم لا؟
وقد قمت بحصر هذا الاختلاف فيمن روى هذا الحديث فوجدت أن كفة (أبو المطوس) هي التي رجحت من جهة كثرة العدد في الورود .. وهي الأشهر في ترجمته.
بل أن بعض الرواة قد يروي الحديث من طريقٍ واحد عن (شعبة) أو عن (الثوري) مثلاً؛ فتجد عند هذا (أبو) وعند ذاك (ابن) وهم قد رووه جميعاً عن أحدهما، وهكذا!
بل قد روى القطان عن (الثوري) نفسه أنه كان يكتبها (أبو) فغيرها في كتابه إلى (ابن)؛ قال الدار قطني في العلل:
(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، قَالَ: فَلَقَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ثُمّ قَالَ يَحْيَى بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ: نَظَرْتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَغَيَّرَهُ = أَنَبَا يَحْيَى، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، قَالَ: فَلَقَيْتُ ابْنَ الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
وحتى يتبين لك أن الأمر في ذلك لا يضر الاختلاف فيه؛ وأنه من قبيل تعدد الإطلاقات الوصفية على الشخص الواحد؛ فهو ابنٌ للمطوس، ويكنى باسم أبيه فيقال: أبو المطوس .. فلذلك قال الإمام ابن خزيمة:
(بَابُ التَّغْلِيطِ فِي إِفْطَارِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنِّي لا أَعْرِفُ ابْنَ الْمُطَوِّسِ وَلا أَبَاهُ؛ غَيْرِ أَنَّ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ قَدْ ذَكَرَ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا الْمُطَوِّسِ).
فانظر إلى هذا النص؛ ففيه وقفتان:
الأولى: أنه لم يعد الاختلاف في الوصف شيئاً.
الثانية: في هذا الكلام ردٌ على من قال أن ابن خزيمة رحمه الله قد صحح الخبر بإيراده في صحيحه .. وهذا خطأ شنيع في حق الإمام ومنهجه. فتنبه
إذاً: فالكل صحيح بإذن الله تعالى (أبو المطوس) و (ابن المطوس) .. وبهذا قال ابن حجر في التهذيب 12/ 259.
فمن هو أبو المطوس وأبيه المطوس؟! وهل هما واحد كما في بعض الروايات وصنيع بعض الأئمة، أم هما اثنان كما هو الأكثر؟
*أما الإمام ابن خزيمة رحمه الله فقال: (لا أعرفهما).
(يُتْبَعُ)
(/)
*وقَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وسَمِعْت مُحَمَّدًا يَقُولُ: أَبُو الْمُطَوِّسِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُطَوِّسِ، وتفرد بهذا الحديث، وَلَا أَعْرِفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا).
*بينما عند الإمام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 167)؛ جعله شخصاً واحداً يروي عنه عمارة وحبيب، وهو يروي عن أبي هريرة؛ وسماه رحمه الله (عبد الله بن المطوس)، ونقل عن ابن معين تسميته بذلك أيضاً؛ وقال عنه: كوفي ثقة.
وترجم له مرة أخرى بعنوان (أبو المطوس) في (9/ 448)؛ وقال: (روى عن أبي هريرة. سئل أبي: هل يسمى؟ قال: لا).
أقول: وهذا وهمٌ وخطا على الصحيح الصواب في هذا الموضع من الكتاب.
فقد أعاد رحمه الله ترجمته في (9/ 287)؛ وسماه (يزيد بن المطوس؛ أبو المطوس)؛ وقال: (روى عن أبيه، روى عنه عمارة بن عمير وحبيب بن أبي ثابت. سمعت أبي يقول ذلك).
وعندما ترجم لأبيه المطوس في (8/ 428)؛ قال: (مطوس؛ روى عن أبي هريرة، روى عنه ابنه يزيد. سمعت أبي يقول ذلك).
وهذا هو الصحيح الصواب فيه، وهو نفس كلام الإمام البخاري السابق رحم الله الجميع .. بل هو ما كاد يجمع عليه الأئمة في مصنفاتهم.
بينما رأيت ابن حجر قد حاول الجمع بين هذا؛ فقال في لسان الميزان (7/ 483): (أبو المطوس؛ اسمه يزيد أو عبد الله، عن أبيه وأبي هريرة) .. فالله أعلم وإن كان الأول أصح عندي، وهو الأشهر الأكثر.
*قال أبو داود في سؤالاته: (قلت لأحمد: أبو المطوس من هو؟ قال: زعموا أنه عبد الله بن المطوس؛ قاله بعض أهل النسب).
*قال العيني في (العمدة 11/ 23): (وقال مهنا: سألت أحمد عن هذا الحديث؛ فقال: يقولون عن ابن المطوس، وعن أبي المطوس، وبعضهم يقول: حبيب عن عمارة بن عمير، عن أبي المطوس؛ قال: لا أعرف المطوس ولا ابن المطوس.
قلت: أتعرف الحديث من غير هذا الوجه؟ قال: لا.
وكذا قاله أبو علي الطوسي).
*بينما ذكر ابن حبان في الثقات (5/ 465) المطوس منهم؛ وقال: (يروي عن أبي هريرة، روى عنه ابنه يزيد بن المطوس) كعادته رحمه الله في ذلك.
في حين قام بذكر ابنه (أبو المطوس) في المجروحين (3/ 157)؛ وقال: (رجل من أهل الكوفة، يروي عن أبيه ما لم يتابع عليه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، روى عن أبيه عن أبي هريرة).
_ ما هي درجة هذا الحديث؟
هذا الحديث شديد الضعف لا يصح على الصواب فيه .. وهذا بعد النظر فيه وسبره .. فهو حديثٌ فردٌ؛ تفرد به مجاهيلٌ على الصحيح لم يتابعهم أحدٌ عليه بسندٍ صحيح.
ناهيك عن معارضته لأحاديث صحيحة في إثبات الكفارة لمن فعل ذلك.
*قال ابن عبد البر معلقاً على الحديث: (وهذا يحتمل أن يكون لو صح على التغليظ؛ وهو حديث ضعيف لا يحتج بمثله، وقد جاءت الكفارة بأسانيد صحاح).
وقد مر بك تشكيك الإمام ابن خزيمة في صحته.
*قال ابن حزم: (فَصَحَّ لِقَاؤُهُ إِيَّاهُ _ أي لقاء حبيب بأبي المطوس _؛ فَهَذَا أَحْسَنُ مِنْ كُلِّ مَا تَعَلَّقُوا بِهِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَلَا نَعْتَمِدُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ أَبَا الْمُطَوِّسِ غَيْرُ مَشْهُورٍ بِالْعَدَالَةِ، وَيُعِيذُنَا اللَّهُ مِنْ أَنَّ نَحْتَجَّ بِضَعِيفٍ إِذَا وَافَقْنَا، وَنَرُدُّهُ إِذَا خَالَفَنَا!).
*قال القيسراني في تذكرة الحفاظ: (رَوَاهُ أَبُو الْمُطَوَّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَبُو الْمُطَوَّسِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ).
*وقال ابن حجر في (الفتح 4/ 161): (وأشار _ أي البخاري _ بحديث أبي هريرة إلى أنه لا يصح؛ لكونه لم يجزم به عنه).
*وقال العيني في (العمدة 11/ 24): (قلت: لم يثبت رفعه عند البخاري؛ فلذلك ذكره بصيغة التمريض).
*قال المناوي في (فيض القدير 6/ 78): (قال الدميري: ضعيف وإن علقه البخاري وسكت عليه أبو داود.
وممن جزم بضعفه البغوي. وقال الذهبي في الكبائر: هذا لم يثبت).
*قال ابن قدامة في (المغني 3/ 23): (وذكر لأحمد حديث أبي هريرة: "من أفطر يوما من رمضان متعمداً لم يقضه ولو صام الدهر"؛ فقال: ليس يصح هذا الحديث).
(يُتْبَعُ)
(/)
ناهيك أنه قد اختلف فيه على حبيب اختلافاً كثيرا _ في غير الرواية عن عمارة أو أبو المطوس _؛ وتتبع هذه المخالفات سيأخذ وقتاً ومساحة ليست هي شرطي في هذا المختصر؛ لكن لا بأس بذكر إشارة لذلك يرويها الإمام الحجة الآية الأخرى الدار قطني؛ حيث قال في العلل:
(وَرَوَاهُ حَمْزَةُ الزَّيَّاتِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقِيلَ: عَنْهُ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، وَرَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ.
وَرَوَاهُ كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ، وَزَادَ فِيهِ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ.
وَرَوَاهُ أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقَيْتُهُ، فَحَدَّثَنِي.
وَأَرْسَلَهُ مِسْعَرٌ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَأَضْبَطُهُمْ لِلْإِسْنَادِ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَنْ تَابَعَهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ = حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، قَالَ: فَلَقَيْتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ثُمّ قَالَ يَحْيَى بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ: نَظَرْتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَغَيَّرَهُ = أَنَبَا يَحْيَى، ثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، قَالَ: فَلَقَيْتُ ابْنَ الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ).
فاجتمع هنا أربعة عللٍ على ما أفاده الأئمة الأخيار:
1) الاضطراب والاختلاف عن حبيب في روايته _ طبعاً ليس المقصود هل هي عن عمارة أو أبو المطوس؛ بل غيرها _.
2) جهالة أبو المطوس؛ أو حتى ابن المطوس .. فلا يعرف.
3) الشك في سماع أبيه المطوس من أبي هريرة .. على انه أصلاً هو الآخر مجهولٌ لا يعرف .. ولم أقف على من اعتمده في الصحابة.
4) المعارضة للأحاديث الصحيحة المثبتة للكفارة.
وله شواهد ضعيفةٌ جداً لا تثبت ولا تصح .. وليست هي على شرطي هنا في هذا المختصر؛ ناهيك أنه لا يعبأ بتخريجها لوهائها .. ولا تقويه ولا تعضده.
آخره .. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 04:18]ـ
جزاك الله خيراا(/)
أبحث عن ترجمة الطرابلسي المتوفى سنة 1122 ه
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وببكاته,
أنا أبحث عن ترجمة: الطرابلسي أبي العباس أحمد بن محمد بن حمد العجمي الفزاني (ت1122ه)
ولكم مني جزيل الشكر.
فأرجوكم ساعدوني
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 04:47]ـ
السلام عليكم
هل من مساعدك؟(/)
ماهوسبب استعمال لفظ"واحدة"في هذالحديث بالتانيث مع أنه صفة للفظ"خادم"وهومذكر سوى هذالس
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 10:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال الإمام مسلم في صحيه في باب صحبة المماليك
4391 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَطَمْتُ مَوْلًى لَنَا فَهَرَبْتُ ثُمَّ جِئْتُ قُبَيْلَ الظُّهْرِ فَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِى فَدَعَاهُ وَدَعَانِى ثُمَّ قَالَ امْتَثِلْ مِنْهُ. فَعَفَا ثُمَّ قَالَ كُنَّا بَنِى مُقَرِّنٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْسَ لَنَا إِلاَّ خَادِمٌ وَاحِدَةٌ فَلَطَمَهَا أَحَدُنَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «أَعْتِقُوهَا». قَالُوا لَيْسَ لَهُمْ خَادِمٌ غَيْرُهَا قَالَ «فَلْيَسْتَخْدِمُوهَا فَإِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهَا فَلْيُخَلُّوا سَبِيلَهَا».
المطلوب والمسؤل
ماهوسبب استعمال لفظ"واحدة"في هذالحديث بالتانيث مع أنه صفة للفظ"خادم"وهومذكر سوى هذالسبب أن اللفظ"خادم"يستعمل للمذكروالمؤنث سواءا
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 10:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشائع في الاستعمال هو استعمال (الخادم) للمؤنث.
كما في حديث فاطمة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما.
وكما في حديث القصعة (فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة).
وكما في حديث أبي أسيد الساعدي (وكانت امرأته يومئذ خادمهم)
وغير ذلك.
والحقيقة أن سؤالك فيه غرابة؛ لأنك إذا كنت ترى أن لفظ (الخادم) يستعمل للمذكر والمؤنث، فما الإشكال حينئذ في الحديث مع ما فيه من توضيح أن المراد المؤنث بقرينة (واحدة)؟
ـ[أم هانئ]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 11:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في شرح النووي لمسلم:
قوله: (ليس لنا إلا خادم واحدة)
(هكذا هو في جميع النسخ، والخادم بلا هاء يطلق على الجارية كما يطلق على الرجل، ولا يقال (خادمة) بالهاء إلا في لغة شاذة قليلة أوضحتها في تهذيب الأسماء واللغات.) انتهى.
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 04:23]ـ
تقبلو مروري
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 10:33]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشائع في الاستعمال هو استعمال (الخادم) للمؤنث.
كما في حديث فاطمة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما.
وكما في حديث القصعة (فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة).
وكما في حديث أبي أسيد الساعدي (وكانت امرأته يومئذ خادمهم)
وغير ذلك.
والحقيقة أن سؤالك فيه غرابة؛ لأنك إذا كنت ترى أن لفظ (الخادم) يستعمل للمذكر والمؤنث، فما الإشكال حينئذ في الحديث مع ما فيه من توضيح أن المراد المؤنث بقرينة (واحدة)؟
شكرا ياأخي وجزاك الله
أريدتاويلا وجوابا غيرهذاإن توجد
عفوا
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 12:06]ـ
الجواب ما ذكرته أنت بارك الله فيك(/)
مثال تطبيقي
ـ[أبوحامد المدني]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 12:28]ـ
فائدة:
تخريج الحديث عن طريق معرفة كلمة ذات مدلول معنوي من الحديث:
(عن طريق كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي")
متن الحديث: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"
التخريج:
إذا أردنا أن نخرج هذا الحديث عن طريق كتاب "المعجم المفهرس"، نختار بعض الكلمات المتميزة وذات مدلول معنوي، فنحدد هنا من ألفاظ الحديث:
كلمة "حب" وكلمة "بغض" مثلا.
وعند البحث عن كلمة "حب" في كتاب "المعجم المفهرس".
نجد عدة أحاديث مشتملة على هذه الكلمة فنختار منها حديث الموضوع وهو في الكتاب بلفظ: "آية المؤمن حب الأنصار". ورُمز بـ:
م إيمان 127، 128،، خ إيمان 10، مناقب الأنصار 4،، ن إيمان 19،، حم 3، 70، 130، 133، 249.
شرح الرموز:
قوله "م إيمان 127، 128" يعني: أخرج الحديث الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، ورقم الحديث في ذلك الكتاب (127، 128).
وقوله: "خ إيمان 10" يعني: وأخرجه البخاري في كتاب الإيمان، الباب العاشر.
وقوله: "مناقب الأنصار 4" يعني: وأخرجه البخاري أيضا في كتاب مناقب الأنصار، الباب الرابع.
وقوله: "ن إيمان 19" يعني: أخرجه النسائي في المجتبى في كتاب الإيمان، الباب التاسع عشر.
وقوله: " حم 3، 70، 130، 133، 249" يعني: أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده في عدة مواضع في المجلد الثالث، في ص 70، 130، 133، 249.
والموضع الأول من حديث أبي سعيد الخدري، والثاني، والثالث والرابع هو الذي يتوافق مع موضوع البحث.
وعند الرجوع إلى هذه المصادر التي ذكروها نجد الحديث:
في صحيح البخاري في (كتاب الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده 2/ 630 - 631 رقم1001 - 1004).
وفيه: أيضا في (كتاب مناقب الأنصار، باب: حب الأنصار من الإيمان 7/ 143 رقم3784).
وفي صحيح مسلم (كتاب الصلاة، كتاب المساجد ومواضع الصّلاة، باب منه 5/ 184 رقم1545 - 1546).
وفي سنن النسائي في (كتاب الافتتاح، باب القنوت بعد الركوع، وباب: القنوت في صلاة الصبح 2/ 131 رقم 1071 - 1072).
وفي سنن ابن ماجه في (كتاب إقامة الصلاة، باب: ما جاء في القنوت قبل الركوع وبعده (2/ 52 رقم1182 - 1184).
وفي سنن الدارمي في (كتاب الصلاة، باب القنوت بعد الركوع ص/463 رقم1606).
وفي مسند الإمام أحمد في (2/ 396، 3/ 167، 184، 232، 249) كما ذكروه، وذلك من الطبعة الميمنية (في 6 مجلدات). وهو في طبعة شعيب (19/ 325 - 326 رقم12316)، و (19/ 367 رقم12369)، و (21/ 220 رقم13607).
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 04:10]ـ
جزاك الله خيرااا(/)
حمل: تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه الصلاة والسلام اطلبوا الخير عند حسان الوجوه pdf
ـ[محمد يوسف طلحة]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 06:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه الصلاة والسلام اطلبوا الخير عند حسان الوجوه pdf
الرابط: http://ia311008.us.archive.org/2/ite...10/3shr112.pdf
ـ[محمد يوسف طلحة]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 08:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير؟ ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
مَن هو يحيى بن عبد الرحمن في هذا السند؟
ـ[ابو بردة]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 10:42]ـ
قال هشام بن عمار في حديثه (122)
ثنا سعيد، ثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن قال: قالت عائشة: لا أزال لعمر هائبة بعد الذي رأيت من رسول الله (ص) قالت: صنعت حريرة فجئت بها رسول الله (ص) وهو جالس بيني وبين سودة، فقلت لها: كلي، قالت: ما أنا بذائقتها، قلت: والله لتأكلن، أو لألطخن بها وجهك، فجعل رسول الله (ص) يضحك، ثم خفض بركبته لها، يستقيد مني، فأخذت من الصحفة شيئا فمسحت بوجهي، فجعل رسول الله (ص) يضحك، فسمعنا صوت عمر أتانا من قباء، وهو يقول: يا عبد الله بن عمر، قالت: فقال رسول الله (ص): «قوما فاغسلا عن وجوهكما، فإن عمر داخل»، قالت: فقمنا فغسلنا عن وجوهنا، فجاء عمر، فوقف على الباب فقال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته أدخل؟ فقيل: ادخل قالت عائشة: فلا أزال لعمر هائبة بعد الذي رأيت من رسول الله (ص))
والحديث أيضاً رواه ابن أبي الدنيا وغيره
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 11:26]ـ
/// كأنَّه: يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، والراوي عنه: محمد بن عمرو بن علقمة.
ـ[ابن عمرو]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 03:17]ـ
هو (يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب) كما قال الشيخ عدنان حفظه الله.
جاء منسوبا عند أبي يعلي (4476) و ابن عساكر (4/ 42).
و محمد بن عمرو - هو (ابن علقمة الليثي) جاء منسوبا في صفوة التصوف لأبي زرعة المقدسي , من مخطوطات جوامع الكلم.
أنظر: تهذيب الكمال (31/ 435).
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 04:14]ـ
يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب(/)
وددت لو أن أحدكم يفصل لنا في مسألة العلو والنزول في الحديث.
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل مطلبي لا يثقل على بعضكم, وددت لو أن أحدكم يفصل لنا في مسألة العلو والنزول في الحديث، فيعرفه ويبين مقاصده, وبصدده فإني قرأت في مؤلفات الإمام الذهبي رحمه الله تعالى - إن لم أخطئ الظن - (جزء حديث أربعة تعاصروا) , فهل سند مثل هذا الحديث يدخل في باب العلو والنزول؟ إن كان كذلك فما وجه دخوله في المسألة؟ أفيدونا فمنكم نستفيد, جزاكم الله خيرا.(/)
طلب حول الحديث المتواتر
ـ[من الانصار]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 05:03]ـ
هل هنالك بحث او كتب خاصة بالحديث المتواتر غير كتاب السيوطي - قطف الازهار المتناثرة -
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 07:58]ـ
قطف الأزهار المتناثرة في الاخبار المتواترة للحافظ جلال الدين السيوطي
لقط الآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة للعلامة أبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي
نظم المتناثرمن الحديث المتواتر للشيخ محمد بن جعفر الكتاني(/)
هذا البرنامج الرائع (جامع السنة) هل من خبر عن موعد صدوره أو ثمنه أو غير ذلك؟!
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم
أرجو الجواب على ذلك بإستفاضة
و لمن لا يعلم موقع الشركة العربية لا يعطى أى معلومات عن تلك الأمور
شكرا لمن اهتم و بارك الله فيمن يأتينا بنبأ
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 10:59]ـ
كالعادة لا أجد إجابة بهذا الموقع
هل من مجيب؟؟؟
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 05:58]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 11:58]ـ
أقول للأخ إسلام سالم
لا تنس أخي الكريم أننا في شهر الصبر، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
فاصبر حتى يقيض الله - عز وجل - من هو أولى بالجواب.
فإن كثيرًا من إخواننا الذين لديهم بعض المعارف يتلومون (ينتظرون) أو يُحيلون إلى من هو أكثر معرفة منهم.
وهذا من هدي الصَّحابة الكرام - رضوان الله عليهم - إذا سئل أحدهم عن مسألة ودَّ لو أن غيره كفاه الجواب.
وأما العجلة والمبادرة في الجواب - وإن كانت تلك رغبة السائل - فليس من هديهم.
خصوصا في المسائل الشرعية.
فقط أردت التذكير بهذا وإن لم يكن من الجواب في شيء.
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 12:54]ـ
لقى هذا الكتاب طعنا قادحا قدحا شديدا فى منتدى أهل الحديث
حيث استخرجوا من الكتاب أحاديث لا وجود لها فى الكتب المحال عليها
و أحاديث تم ضم زياداتها اليها مع اغفال الأصل
مع مخالفة ظاهرة لمنهجية التخريج
حتى أنى لا أشك لحظة أن المشروع تم إلغاؤة تماما
و شكرا
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 06:09]ـ
أقول للأخ إسلام سالم
لا تنس أخي الكريم أننا في شهر الصبر، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
فاصبر حتى يقيض الله - عز وجل - من هو أولى بالجواب ......
بارك الله فيكم .. نصيحة مقبولة
و إن كنت أرى أن الأسئلة الهامة لا ينفع معها تأجيل الجواب و الإحالة على الغير
و الأفضل أن يدلى كلٌ بما يعلم أنه الحق و الصواب
لقى هذا الكتاب طعنا قادحا قدحا شديدا فى منتدى أهل الحديث
حيث استخرجوا من الكتاب أحاديث لا وجود لها فى الكتب المحال عليها
و أحاديث تم ضم زياداتها اليها مع اغفال الأصل
مع مخالفة ظاهرة لمنهجية التخريج
حتى أنى لا أشك لحظة أن المشروع تم إلغاؤة تماما
و شكرا
أخى الكريم
هذا ليس كتاب بل موسوعة برمجية فى قرص أو أقراص لتعمل على الحاسب , و هذا رابط معلومات البرنامج المقصود:
http://arabia-it.com/esunna.aspx
فإن كنت تقصد البرنامج الذى أقصده وهو جامع السنة للشركة العربية لتقنية المعلومات
(وليس جامع الحديث المجانى لشركة إيجيكوم أو إصداره الثانى غير المجانى أو برنامج جوامع الكلم) ...
فأرجو وضع الروابط التى تدل على ما ذكرت بملتقى الحديث
كما يبدو أنها لم تصدر بعد فكيف يقدح بها الإخوة القدح المذكور كما ذكرتم؟!
و شكرا على اهتمامك و نصحك
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 07:30]ـ
لقى هذا الكتاب طعنا قادحا قدحا شديدا فى منتدى أهل الحديث
حيث استخرجوا من الكتاب .....
و شكرا
لعلك تقصد كتاب جامع السنة للشيخ عدنان عرعور(/)
(5) معالجة النصوص المتعارضة في سَلْم بن جعفر من خلال (تهذيب التهذيب)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 05:55]ـ
(5) معالجة النصوص المتعارضة في سلْم بن جعفر من خلال (تهذيب التهذيب)
عند تأمل النصوص النقدية الواردة في سلْم بن جعفر نخرج بأنه مقبول الراوية لا بأس به، وإليك مواقف النقاد حياله ...
موقف ابن المديني
ثقة
موقف يحيى بن كثير العنبري ([1] ( http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=470&.intl=us&.lang=en-US#_ftn1))
ثقة
موقف ابن شاهين
ثقة
موقف ابن حبان
ذكره في الثقات
موقف الأزدي
متروك
إذن فالراجح هو القول بأن سلْماً مقبول الراوية من أهل الاحتجاج، وأما قول الأزدي فقد كفانا مؤنة الإجابة عليه الحافظ-رحمه الله تعالى-حيث قال كما التقريب: (تكلم فيه الأزدي بغير حجة) ومقصود الحافظ أن جرح الأزدي مطَّرح لكونه غير مفسر، ولذا قال الإمام الذهبي كما في الكاشف (وثِّق)،وقال الحافظ في التقريب (صدوق)،ولعل الذي أنزل سلْماً عند الحافظ ذِكْرُ الإمام البخاري حديثين في ترجمةِ سلْمٍ من التاريخ الكبير، وإيراد الإمام البخاري للحديثين في ترجمة سلْم إشارة إلى أنَّ الحمل فيها عليه -كما يبدو-والعلم عند الله تعالى-وقد قعدَّ ذلك العلامة المعَلمي-رحمه الله تعالى- ([2] ( http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=470&.intl=us&.lang=en-US#_ftn2))
[1] (http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=470&.intl=us&.lang=en-US#_ftnref1) ذكره الإمام الذهبي في رسالته (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)
[2] ( http://us.mg4.mail.yahoo.com/dc/blank.html?bn=470&.intl=us&.lang=en-US#_ftnref2) راجع موسوعة المعلمي اليماني (2/ 88) ط. دار طيبة،وهذه الموسوعة الرائعة التي حوت تراث الإمام المعلمي الحديثي أعدها الدكتور/إبراهيم الصبيحي-حفظه الله تعالى-(/)
من يأتينا بشرح"مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ "
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 02:45]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ) [1] رواه البخاري ومسلم
_______________________
[1]- أخرجه البخاري – كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (6777) ومسلم – كتاب: الفضائل، باب: توقيره صلى الله عليه وسلم، (1337).(/)
إلى طلبة الحديث وأهله .. دلوني على هذا الكتاب
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 11:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني طلبة الحديث وأهله ..
أرجو دلالتي على هذا الكتاب للشيخ يحيى اليحيى , وهو:
" أفراد البخاري "
وكذلك كتابه الآخر:
" أفراد مسلم "
وجزاكم الله خيراً كثيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح صولا]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 03:58]ـ
أخي الكريم هذان الكتابان لطلاب دورات الشيخ يحيى (حفاظ الوحيين) فقط
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:11]ـ
إذن لا سبيل إليهما
فالله المستعان(/)
حول دعاء التهنئة بالمولود: بورك في الموهوب ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 01:56]ـ
الاعتماد على التهنئة على هذه الصيغة: (بُورِكَ فِي المَوْهُوبِ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ) .. دون سواها؛ وكأنها هي أصل التهنئة بالمولود = لا يحسن.
فهذه أولاً ليست بحديثٍ أبدا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل هي مما رواه كلثوم بن الجوشن حكاية عن الحسن البصري رحمه الله تعالى.
ولم تأتِ هذه الرواية من طريق آخر غير هذا الطريق .. كما أني لم أقف على غير الحسن رحمه الله قد وردت عنه هذه الصيغة.
و (كلثوم بن الجوشن) الصحيح فيه أنه ضعيفٌ جداً؛ وحديثه منكرٌ، ويروي الموضوعات عن الثقات.
ويعلم الله جهدت أن أقف على القول المنسوب للإمام البخاري في توثيقه فلم أقف عليه أبدا.
وعلى كلٌ الكلام جميلٌ وليس عليه غبار .. لكني وجدت بعض الأحبة قد تواتروا على التهنئة به فأحببت أن أنبه على هذا.
وعطفاً على ما ذكرت أيضاً فقد أورد هذه القصة المتروك الآخر المجمع على ضعفه القاص صاحب المناكير (الهيثم بن جماز).
روايته تفرد بها ابن الجعد رحمه الله في مسنده رقم (3398)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (7/ 101).
فلا يثبت لهذه القصة طريقٌ صحيح بالمرة.
ويبقى الكلام = دعاء حسن، لكن لا يخصص وحده دون غيره لهذه المناسبة السعيدة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 11:26]ـ
لكن عطفاً على ما ذكرت أيضاً فقد أورد هذه القصة المتروك الآخر المجمع على ضعفه القاص صاحب المناكير (الهيثم بن جماز).
روايته تفرد بها ابن الجعد رحمه الله في مسنده رقم (3398)، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (7/ 101).
فلا يثبت لهذه القصة طريقٌ صحيح بالمرة.
ويبقى الكلام = دعاء حسن، لكن لا يخصص وحده دون غيره لهذه المناسبة السعيدة.
بارك الله فيك على هذه الفائدة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 02:40]ـ
بالنسبة لطريق ابن الجعد فقد وجدت أن ابن أبي الدنيا قد رواه من طريقه أيضاً في كتاب العيال رقم (201) .. وتحرف عنده [جماز] إلى [حماد]. فتنبه
على أن الهيثم بن حماد لا شيء أيضا .. والصواب أنه هو نفسه ابن جماز؛ لكنه تحرف عند البعض فظن آخر.
لكن في الواقع قد وقفت على طريق آخر للقصة راويه لا يقارن بهؤلاء المتروكين المنكرين الضعفاء ولا يصفُّ بصفِّهم؛ وهو (السري بن يحيى الشيباني) .. فقد روى هذه القصة لكن بصيغة أخرى للدعاء هي فعلاً لمن تتبع الآثار = الصيغة الدارجة في ذلك الوقت تقريباً.
فإن السري بن يحيى رحمه الله من أصدق الناس لساناً كما وصفه من عرفه ويكفي أن شعبة رحمه الله قد وصفه بهذا .. ناهيك عن كونه ثقة ثبت وحسبك بقول الإمام أحمد عنه: ثقةٌ ثقة.
أما الراوي عنه؛ فهو (عمرو بن الربيع بن طارق) من رجال الصحيحين، ثقة صدوق.
والراوي عنه هو (يحيى بن عثمان بن صالح) محله الصدق رحمه الله؛ وهو من باب من تكلم فيه وهو موثق .. ولم أقف على كلامٍ لطاعن فيه سوى أنه يحدث من غير كتبه؛ بل وجدت أن ثقات الناس تروي عنه رحمه الله. فتنبه
هذا الطريق رواه الطبراني في الدعاء رقم (945)؛ قال:
(حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، أَنَّ رَجُلا مِمَّنْ كَانَ يُجَالِسُ الْحَسَنَ وُلِدَ لَهُ ابْنٌ فَهَنَّأَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِيَهْنِكَ الْفَارِسُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ فَارِسٌ لَعَلَّهُ نَجَّارٌ، لَعَلَّهُ خَيَّاطٌ، قَالَ: فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: " قُلْ: جَعَلَهُ اللَّهُ مُبَارَكًا عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم") .. وهذا سندٌ حسنٌ.
فبان أنه لا يحسن الاعتماد على الصيغة الأولى وحدها دون سواها واعتمادها الاعتماد التام؛ وهي لم ترد من طريقٍ صحيحٍ يثبت _ بحسب ما وقفت عليه _، بل من رواية متروكين قد اتهما بالوضع، ناهيك أنه ورد ما يخالفها من رواية الثقة عن الثقة، ووافق فيها الوارد من الصيغ عن غير الحسن رحمه الله.
وبالنسبة لتعقيبك أخي الحبيب (المليجي) فلم أتبين المقصود وفقك الله؛ وجهدت في تعيين المراد من الرواية ذات العلاقة بالباب فلم أستطع .. فلو قربت الأمر حفظك الله.(/)
ما معنى الانتقاء
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 03:28]ـ
السلام عليكم,
ما معنى هذه اللفظة التي نجدها في تراجم المحدثين:فلان انتقى على فلان ,
فقد وجدت في ترجمة الإمام ابن صخر:أن أبا نصر السجزي (ت444ه) قد انتقى على ابن صخر (ت443ه).
أرجو منكم مساعدتي.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 04:08]ـ
الانتقاء هو الاختيار والانتخاب ,وهو سنة من سنن المحدثين, يستعمله الطالب في حديث شيخه حينما لا يتسنّى له سماع جميع حديثه ,فينتقي ويختار من حديث شيخه بعضَه كعوالي اسانيده ,أوالروايات الصحيحة ,أو ما لا يكون موجودا عند غيره من المشايخ, أوغير ذلك ,وهذه السنة انما يستعملها اهل المعرفة التامة من المحدثين المتقنين.
وأنصح الاخت الفاضلة بمراجعة هذا الموضوع في كتاب "الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي, فقد بوّب له بابا فقال:"القول في انتقاء الحديث وانتخابه, لمن عجز عن كَتبه على الوجه واستيعابه" وفصّل الحديث عنه, والكتاب موجود على الوقفية, وفقكِ الله.
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 03:08]ـ
الانتقاء هو الاختيار والانتخاب ,وهو سنة من سنن المحدثين, يستعمله الطالب في حديث شيخه حينما لا يتسنّى له سماع جميع حديثه ,فينتقي ويختار من حديث شيخه بعضَه كعوالي اسانيده ,أوالروايات الصحيحة ,أو ما لا يكون موجودا عند غيره من المشايخ, أوغير ذلك ,وهذه السنة انما يستعملها اهل المعرفة التامة من المحدثين المتقنين.
وأنصح الاخت الفاضلة بمراجعة هذا الموضوع في كتاب "الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع" للخطيب البغدادي, فقد بوّب له بابا فقال:"القول في انتقاء الحديث وانتخابه, لمن عجز عن كَتبه على الوجه واستيعابه" وفصّل الحديث عنه, والكتاب موجود على الوقفية, وفقكِ الله.
بارك الله فيكم أخي ,
أخي أنا فهمت من الباب:" القول في انتقاء الحديث وانتخابه, لمن عجز عن كَتبه على الوجه واستيعابه", وكأن هذه الجملة هي شرط في انتقاء وانتخاب الأحاديث فهل هذا صحيح أم لا؟ وهل لابد من توفر شروط معينة حتى يتم الانتخاب والانتقاء؟
المرجو منكم أن تفيدوني أو تحيلوني على كتب تحدثت عن الانتخاب والانتقاء غير كتاب الحافظ البغدادي.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 08:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - كون معنى تلك الجملة شرطا في الانتخاب والانتقاء يفهم منه ذلك, لان الاصل الذي كانوا ينصحون به طالب الحديث حينئذ هو ان يكتب جميع ما يقع له من حديث كتاب او جزء على التمام و لا يترك منه شيئا ,اذ قد يحتاج شيئا من تلك الاحاديث فلا يجدها عنده ,لانه أسقطها بالانتخاب فيندم ,ولذلك كانوا ينهون عنه نهيا شديدا عن الا إن اضطر الى ذلك.
2 - الشروط: نعم وهي في الطالب أن يحتاج الى الانتخاب ويضطر اليه لسبب ما, ثم اما ان يتولى هو الانتخاب بنفسه ان كان أهلا مميزا عارفا بما يصلح للانتخاب ,أوينتخب له حافظ عارف ,وقد ذكروا ان بعض ائمة المحدثين كانوا متصدين للاتتخاب على الشيوخ والطلبة يسمعون ويكتبون بانتخابهم ومنهم الامام الدارقطني-رحمه الله-
3 - ذكرتُ كتاب الجامع للخطيب لانه الاصل لمن جاء بعده ,ويمكنك مطالعة الموضوع في مقدمة ابن الصلاح وأيضا فتح المغيث للسخاوي كليهما في باب "معرفة آداب طالب الحديث" والله الموفق.
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 01:58]ـ
,وقد ذكروا ان بعض ائمة المحدثين كانوا متصدين للاتتخاب على الشيوخ والطلبة يسمعون ويكتبون بانتخابهم ومنهم الامام الدارقطني-رحمه الله-
3 - ذكرتُ كتاب الجامع للخطيب لانه الاصل لمن جاء بعده ,ويمكنك مطالعة الموضوع في مقدمة ابن الصلاح وأيضا فتح المغيث للسخاوي كليهما في باب "معرفة آداب طالب الحديث" والله الموفق.
بارك الله فيكم أخي ,
وأنا سألت عن كتب أخرى لمزيد من الفهم , وحتى إذا استعصى عليّ الأمر في هذا فهمته في الآخر.
وجزاكم الله خير الجزاء.(/)
شرح أجناس العلل عند الحاكم
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 03:33]ـ
السلام عليكم,
أنا أبحث عن كتب أو دروس مسموعة تشرح أجناس العلل عند الحاكم التي جاءت في كتابه "معرفة علوم الحديث",
وجزاكم الله خيرا.
ـ[زهرة الاوركيديا]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 01:12]ـ
السلام عليكم أليس هناك من مجيب؟
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 01:17]ـ
السلام عليكم:
شرح اجناس العلل للإمام الحاكم يطول جدا جدا.
وأنا أذكر هنا مراد الإمام الحاكم - رحمه الله - ملخصاً، فأقول:
أراد بالجنس الأول من العلل: وهم الرواة.
وأراد بالجنس الثاني من العلل: تعارض الوصل والارسال.
وأراد بالجنس الثالث من العلل: وهم الرواة الثقات في روايتهم عمن لم يلزموه، ويعرفوا بالرواية عنه.
وأراد بالجنس الرابع من العلل: الإختلاف على الرواة.
وأراد بالجنس الخامس من العلل: الشذوذ في السند.
وأراد بالجنس السادس من العلل: الانقطاع.
وأراد بالجنس السابع من العلل: الجهالة في الاسناد.
وأراد بالجنس الثامن من العلل: التدليس.
وأراد بالجنس التاسع من العلل: لزوم الجادة.
فأراد بالجنس العاشر من العلل: تعارض الرفع والوقف.
والله أعلم.(/)
هل نقبل الحديث المرسل ونرد الصحيح؟
ـ[بنت الصحابه]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 12:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي استفسار وارجو منكم التوضيح بارك الله بكم
ثبت عن فاطمة -رضي الله عنها- أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك، وماتت وهي راضية عنه، على ماروى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: (لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يافاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا إبتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت) - السنن الكبرى للبيهقي 6/ 301 -
وفي البخاري صحيح
" ... عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها: أن فاطمة عليه السلام بنت رسول الله ((ص)) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ((ص)) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر، فقال أبو بكر: إن رسول الله ((ص)) قال: لا نورث ما تركنا صدقة ... ... ، فوجدت فاطمة على أبا بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت .... ، " فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج7 ص 493
الاول حديث مرسل والثاني صحيح
المعلوم اننا اهل السنه نأخذ حديث رضا فاطمه (المرسل)
لان عائشه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند روايتها للحديث لم تكن تعلم رضا فاطمه
لكن سؤالي متى روت هذا الحديث الواضح بعد وفاة فاطمه
فهل طول المده لم كن تعلم برضاها؟!
والحديث المررسل يعتبر من الضعيف
والضعيف لانقبله
كيف قبلناه هنا؟
والشعبي لم يعيش مع ابوبكر ولافاطمه
فكيف كان يعلم وعائشه لم تعلم؟
وان كان يوجد حديث ترويه عائشه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - برضا فاطمه ارجو منكم التكرم بااعطائي الروايه
ـ[خالد السليماني]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 12:34]ـ
راجع بحث الشيخ عثمان الخميس حول هذا الحديث وهو منشهور في مجلة الشريعة الكويتية فقد أسهب فيه
ـ[بنت الصحابه]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 08:33]ـ
بارك الله فيك آخي
لم اجد ماابحث ولم افهم ايضاً
ياليت يااخوتي تسساعدوووني
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 12:12]ـ
قال الشيخ عثمان الخميس حفظه الله في بحثه:
"ذكر مسائل مهمة في الحديث:
هل غضبت فاطمة وهجرت أبا بكر؟
ظهر من سرد طرق هذا الحديث اختلاف كبير في متنه بين تلاميذ الزهري كما مر،
والذي ظهر لي أمور:
1 - أن غضب فاطمة وهجرها إما أن يكون مدرجا {وهو الظاهر لي} وإما أن يكون مؤقتا كما جاء في رواية البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور قال: حدثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن عليها، فقال علي رضي الله عنه: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت. قال البيهقي: هذا مرسل حسن بإسناد صحيح. سنن البيهقي {6/ 301} وقال الحلبي في سيرته: ومعنى هجرانها لأبي بكر رضي الله تعالى عنه أنها لم تطلب منه حاجة ولم تضطر إلى لقائه إذ لم ينقل أنها رضي الله تعالى عنها لقيته ولم تسلم عليه ولا كلمته، وروى ابن سعد أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه جاء إلى بيت علي لما مرضت فاطمة فاستأذن عليها فقال علي كرم الله وجهه هذا أبو بكر على الباب يستأذن فإن شئت أن تأذني فأذني قالت وذاك أحب إليك قال نعم فأذنت له رضي الله تعالى عنه فدخل واعتذر إليها فرضيت عنه وأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه صلى عليها {3/ 478}
2 - فاطمة - لما علم من دينها وزهدها - أكبر من أن تحزن على لعاعة من الدنيا كل هذا الحزن.
3 - لما استُخلف علي لَمْ يعط فدك لأولاده، فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما لأنهم منعوا فدك أهلها؟ فكذلك علي ظالم لأنه منع فدك أهلها ولم يعطها لورثة فاطمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - يحتمل من قولها لم تكلمه أي في طلب الميراث كما جاء مصرحا به في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الطبراني. وهذا ما نص عليه الترمذي.
5 - قال ابن عبد البر:وكيف يسوغ لمسلم أن يظن بأبي بكر رضي الله عنه منع فاطمة ميراثها من أبيها وهو يعلم بنقل الكافة أن أبا بكر كان يعطي الأحمر والأسود حقوقهم ولم يستأثر من مال الله لنفسه ولا لبنيه ولا لأحد من عشيرته بشيء وإنما أجراه مجرى الصدقة أليس يستحيل في العقول أن يمنع فاطمة ويرده على سائر المسلمين وقد أمر بنيه أن يردوا ما زاد في ماله منذ ولي على المسلمين وقال إنما كان لنا من أموالهم ما أكلنا من طعامهم ولبسنا على ظهورنا من ثيابهم؟ وروى أبو ضمرة أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال لعائشة: ليس عند آل أبي بكر من هذا المال شيء إلا هذه اللقمة والغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر، فلما مات دفعته إلى عمر فقال عمر (رحمه الله): رحم الله أبا بكر لقد اتعب من بعده، فإن قيل: فكيف سكن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته في مساكنهن اللاتي تركن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها؟ إن كن لم يرثنه وكيف لم يخرجن عنها؟ قيل: إنما تركن في المساكن التي كن يسكنها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك كان من مؤنتهن التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استثناها لهن كما استثنى لهن نفقتهن حين قال: لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بعد نفقة أهلي ومؤمنة عاملي فهو صدقة. وروى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بكر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث. ولكني أعول من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعول وأنفق على من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق، وروى الثوري ومالك وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما وما تركت بعد نفقة نسائي ومؤمنة عاملي فهو صدقة ...... قال أهل العلم: فمساكنهن كانت في معنى نفقاتهن في أنها كانت مستثناة لهن بعد وفاته مما كان له في حياته، قالوا: ويدل على صحة ذلك أن مساكنهن لم يرثها عنهن ورثتهن، قالوا: ولو كان ذلك ملكا لهن كان لا شك قد ورثه عنهن ورثتهن، قالوا: وفي ترك ورثتهن ذلك دليل على أنها لم تكن لهن ملكا وإنما كان لهم سكناها حياتهن، فلما توفين جعل ذلك زيادة في المسجد الذي يعم المسلمين نفعه كما فعل ذلك في الذي كان لهن من النفقات في تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مضين لسبيلهن زيد إلى أصل المال فصرف في منافع المسلمين مما يعم جميعهم نفعه وفي حديثنا المذكور في أول هذا الباب {التمهيد 8/ 164 - 180} "(/)
من رواية أحمد بن منيع
ـ[فنر]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بالإمكان دلالتي على هذا الحديث من رواية احمد بن منيع
أخرج أحمد بن منيع عن عائشة رضي الله عنها ولفظه:
" قالت: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضب فكرهه أو نهى عنه " الحديث.
ـ[خالد السليماني]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 12:31]ـ
أورده الحافظ ابن حجر في إتخاف المهرة قال:
رواه أحمد بن منيع: ثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: "أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بضب فكرهه- أو نهى عنه- فقالوا: نطعمه الخدم؟ فقال: لا تطعموهم إلا مما تأكلون "
ـ[فنر]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 03:52]ـ
أورده الحافظ ابن حجر في إتخاف المهرة قال:
رواه أحمد بن منيع: ثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة قالت: "أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بضب فكرهه- أو نهى عنه- فقالوا: نطعمه الخدم؟ فقال: لا تطعموهم إلا مما تأكلون "
هل بالإمكان ذكر رقمه أو الجزء والصفحة بارك الله فيكم.
ـ[فنر]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 07:15]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 07:34]ـ
لعل المنقول من إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري [5/ 295 رقم 4705]، ونصه:
" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِضَبٍّ فَكَرِهَهُ، أَوْ نَهَى عَنْهُ، فَقَالُوا: أَنُطْعِمُهُ الْخَدَمَ؟ فَقَالَ: لاَ تُطْعِمُوهُمْ إِلاَّ مِمَّا تَأْكُلُونَ.
قَالَ شُعْبَةُ: لَيْسَ يَذْكُرُ هَذَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ حَمَّادٌ".
ـ[فنر]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 05:33]ـ
لعل المنقول من إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري [5/ 295 رقم 4705]، ونصه:
" وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِضَبٍّ فَكَرِهَهُ، أَوْ نَهَى عَنْهُ، فَقَالُوا: أَنُطْعِمُهُ الْخَدَمَ؟ فَقَالَ: لاَ تُطْعِمُوهُمْ إِلاَّ مِمَّا تَأْكُلُونَ.
قَالَ شُعْبَةُ: لَيْسَ يَذْكُرُ هَذَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ حَمَّادٌ".
وفقكم الله.
ـ[طالب فائدة]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 10:42]ـ
بارك الله فيكم.(/)
(6) معالجة النصوص المتعارضة في كثير المزني من خلال (تهذيب التهذيب) وترجيح مذهب الجمهور
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[23 - Aug-2010, مساء 07:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*معالجة النصوص المتعارضة في كثير بن عبد الله بن عمرو المزني من خلال (تهذيب التهذيب)
من تأمل النصوص النقدية الواردة عن جماهير النَّقَدَةِ-رحمهم الله تعالى-في كثير بن عبد الله يقطع بأنه من الضعفاء في الرواية، على تفاوت بين الجمهور في منزلة ضعفه، فمن النقاد من جنح إلى أنه في ذروة الضعف كما هو قول الشافعي وأبي داود حيث كذَّباه، ومنهم من أنزله عن التكذيب إلى التضعيف الشديد كما هو قول الإمام أحمد، ومنهم من ظاهره عبارته أنَّ ضعفه ليس بالشديد كما هو ظاهر عبارة أبي حاتم الرازي، وأما البخاري والترمذي وابن خزيمة فقد صححوا حديثه وقبلوه، وإليك نصوص النقاد في ذلك ...
موقف الإمام أحمد
منكر الحديث ليس بشيء
وقال عبد الله بن أحمد: ضربَ أبي على حديث كثير بن عبد الله في المسند ولم يحدثنا عنه
وقال أبو خيثمة قال لي أحمد لا تحدِّث عنه شيئا
قلت: هذه النصوص تدلُّ على أن الإمام أحمد يُضعِّفُ كثيراً تضعيفاً شديدا، بل قوله (منكر الحديث) قاطع بأن روايته عند الإمام ساقطة وأنه ليس ممن يعتبر بحديثه
ولعل قائل يقول: لكن هناك حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده من رواية كثير؟؟ فما قولك؟؟
الجواب أن ذلك عائد إلى معرفة منهج أبي عبد الله التعليلي،فالإمام أحمد في مسنده له منهج تعليليٌ يومأ إلى العلة ولا يصرح بها، ومن أمثلة ذلك حديث كثير بن عبد الله المزني ...
فالإمام أحمد أخرج من طريق أبي أويس حديث كثير عن أبيه عن جده-عمرو بن عوف- في مسند ابن عباس-رضي الله عنهم-ثم بعد إخراجه حديث كثير أعقبه بأن أخرج
من طريق أبي أويس عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله-مثل الحديث السابق-،ناهيك أن الإمام قد ضرب على حديث كثير في المسند كما سبق من قول ابنه عبد الله، فإخراجه إذن لحديث كثير إشارة إلى تعليله هذه الرواية فتنبه.
موقف ابن معين
وقال الدوري عن ابن معين لجده صحبة وهو ضعيف الحديث
وقال مرة ليس بشئ
وقال الدارمي عن ابن معين أيضا ليس بشئ.
قلت: قال العلامة المعلمي –رحمه الله تعالى- عن مصطلح (ليس بشيء) عند ابن معين:
(ابن معين قد يقول (ليس بشيء) على معنى قلة الحديث، فلا تكون جرحا، وقد يقولها على وجه الجرح كما يقولها غيره فتكون جرحا، فإذا وجدنا الراوي الذي قال فيه ابن معين: ((ليس بشيء)) قليل الحديث وقد وثِّق، وجب حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث) وقال في موطن آخر: (الظاهر المتبادر من هذه الكلمة:الجرح، فلا يعدل عنه إلا بحجة) ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1))
وقد حمل المعلمي قول ابن معين (ليس بشيء) على الجرح الشديد في راوٍ مشابه لكثير بن عبد الله ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)) ، وعليه فمصطلح (ليس بشيء) عند ابن معين يدلُّ في الغالب أن الراوي ضعيف جداً ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3))
وقد يقول قائل: لما لا نحمل قول ابن معين على قصد قلة المرويَّات لا على الضعف لا سيما وابن سعد يقول: (كان قليل الحديث يستضعف)؟
قلت: لا يستقيم هذا الحمل لأن هناك نص آخر قاطعا بالتضعيف عن الإمام يحيى، قد يستقيم الإيراد لو كان ثمة نص آخر عن ابن معين بالتوثيق، لأمكن حينها القولبأن مراد الإمام (قلة الحديث) لا التضعيف ويكون مذهبه حينها كمذهب أبي عبد الله البخاري والترمذي وابن خزيمة، لكن أما وقد ثبت التضعيف في رواية أخرى فلا مدخل لهذا التأويل، وهنا أمر يحسن الإشارة إليه من قول الإمام ابن سعد وهو إذا كان كثير بن عبد الله قليل الحديث لا كثيره ثم يقع له مثل هذه المناكير-التي ذكرها الأئمة كما فعل الإمام ابن عدي- لهو دليل ضعف روايته وسقوطها، فالمناكير تغتفر في سعة مرويات الراوي وإذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث
موقف أبي داود
كان أحد الكذَّابين
موقف الشافعي
ذاك أحد الكذابين أو أحد أركان الكذب.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الذي يظهر أن الإمامين أرادا حقيقة الكذب لا الخطأ، ولا أدلَّ على هذا من فهم الحافظ حيث عدَّ تكذيب كثير من الإفراط ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4))
موقف أبي زرعة
واهي الحديث ليس بقوي
موقف أبي حاتم
ليس بالمتين
موقف النسائي
متروك
وقال في موضع آخر ليس بثقة
موقف الدارقطني
متروك
موقف ابن حبان
روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية إلا على جهة التعجب.
موقف ابن عدي
عامة ما يرويه لا يتابع عليه
موقف ابن المديني
ضعيف ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5))
موقف ابن سعد
كان قليل الحديث يستضعف
موقف ابن السكن
يروي عن أبيه عن جده أحاديث فيها نظر.
موقف الحاكم
حدَّث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير
موقف الساجي
ضعيف
موقف يعقوب بن سفيان الفسوي
ضعيف
قلت: وله موقف آخر مختلف حيث قال: (وقد تكلَّم في كثيرٍ من لو سكت عنه كان أنفع له، وإنما تكلَّم فيه الجاهلون به وبأسبابه) ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)) ولعل ما نسبه الحافظ له هو قوله الأخير، ولعله أيضا لو وقف على أقوال النقاد الكبار لما قال ما قال، والله يتجاوز عنه
موقف ابن البرقي
ضعيف
موقف ابن عبد البر
مجتمع على ضعفه لا يحتجُّ بمثله
قلت: لعله يقصد جماهير النقاد وإلا فهناك من قبل حديث كثير وصحَّحه كما سيأتي
موقف البخاري
وقال الترمذي: قلت لمحمد-أي البخاري- في حديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه وقد روى يحيى بن سعيد الانصاري عنه.
قلت: ثمة وقفات مع قول أبي عبد الله
أولاً: تحسين الإمام شبيه بتحسين المتأخرين، فالتحسين هنا تصحيح ولا شك
ثانيا: مما يقوي حديث الراوي رواية الثقات الأثبات عنه
ثالثاً: ظاهر من قول أبي عبد الله البخاري تقوية حال كثير بن عبد الله
موقف الترمذي
فقد صححَّ له في مواطن من الجامع
موقف ابن خزيمة
صحح له أحاديث
*الراجح عندي والعلم عند الله تعالى هو صحة مذهب الجمهور لا سيما من ضعَّف كثيرا تضعيفا شديدا كالإمام أحمد، زد على هذا أن بعض الأئمة قد ذكروا جملة من المنكرات كما فعل الإمام ابن عدي حيث قال بعد أن ساق بعض الأحاديث التي لم يتابع عليها كثير بن عبد الله: (عامة ما يرويه لا يتابع عليه)،ومن منكراته التي لم يذكرها الإمام ابن عدي أيضا:
ما قاله الإمام الدارقطني كما في (أطراف الغرائب والأفراد) عند حديث: صلاة في مسجدي تعدل ... الحديث) حيث قال:
غريب من حديث نافع عن ابن عمر،تفرد به كثير عنه بهذه الألفاظ، وتفرد به القاسم العمري عن كثير، ولم يسند كثير عن نافع إلا هذا الحديث) فهذا الحديث من منكرات كثير، وإلا فكيف يتفرد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، هذا مما لا يحتمل لكثير لو كان ثقة فكيف وهو ضعيف واهي الرواية
ولذا فالصحيح ما قاله الإمام الذهبي في كثير (واه قال أبو داود كذاب)،وممن ضعَّفه أيضا تضعيفاً شديداً الهيثمي في مجمع الزوائد حيث قال: (كثير بن عبد الله ضعيف جدا) ومن المعاصرين أيضا الشيخ الألباني-رحمه الله-حيث ضعفه جداً كما في الضعيفة (4/ 199) عند حديث (" اتقوا زلة العالم و انتظروا فيئته ") أما الحافظ فقد قال في التقريب (ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب) والله من وراء القصد ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7))
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) موسوعة المعلمي اليماني (2/ 182)
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) وهو الجرَّاح بن منهال، موسوعة المعلمي (1/ 247)
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) انظر دراسة الدكتور أحمد نور سيف في معنى هذا المصطلح عند ابن معين التي قام بها في مقدمة تحقيق تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري (1/ 115)،حيث خلص إلى أنَّ الإمام لا يقولها -غالباً- إلا في الرواة الضعفاء جدا.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) ترجمة كثير، التقريب
(يُتْبَعُ)
(/)
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5) سؤالات ابن أبي شيبة، ص90
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref6) المعرفة والتاريخ (1/ 350)
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref7) هناك بحث للدكتور نور الدين عتر في موقف الترمذي من إخراج حديث كثير بن عبد الله في كتابه (الإمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين) ص268 - 280
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 12:19]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب الحميري، وبارك الله فيهك .. واسمح لي من بعد إذنك بطرح هذه الوقفات التي تسلط الضوء أكثر على هذه الشخصية؛ فأقول:
- قال الحافظ ابن حجر في الأطراف: (والأشبه أن كثيراً في درجة الضعفاء اللذين لا ينحط حديثهم إلى درجة الوضع).
- وحكم البيهقي على حديثه فيما رواه عنه في الدلائل بالضعف .. بل قال في الشعب بعد رواية حديثٍ بسندٍ من طريقه: (هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ).
- وقال الحافظ الذهبي في السير: (متروك).
- وقال في التاريخ: (اتفقوا على ضعفه) .. وقال في موضع آخر منه: (وكثير واهي الحديث).
- وقال الخليلي في ترجمة داود الجعفري: (وَرَوَى عَنِ الضعفاء مثل كثير بن عبد الله المزني، عَنْ أبيه، عَنْ جده، أَحَادِيث أنكروها).
- وقال ابن عبد البر في الاستذكار: (متروك الحديث).
- وقال ابن حزم في المحلى: (وَكَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَاقِطٌ، لَا تَجُوزُ الرِّوَايَةُ عَنْهُ).
- وقال ابن قدامة في أخبار الدجال: (كثير روى له أبو داود وغيره، وهو ضعيف بمرة).
- وقال ابن أبي عاصم في الآحاد: (وَهُمْ يُضَعِّفُونَ كَثِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَلا يَعْبَؤُونَ بِحَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَلَقَدْ حَدَّثَنِي الْحِزَامِيُّ يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مُرْسَلا؛ فَقَالَ: هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، يُرِيدُ: حَدِيثَ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَمِمَّنْ رَوَى عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الثِّقَاتِ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمُوصِلِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، وَلَمْ يَذْكُرُوا مِنْ أَمْرِ كَثِيرِ جَرْحٍ).
أقول: لا يعني عدم ذكرهم جرحاً = أنه يُعْدَمُه .. كما لا يعني روايتهم عنه اعتماده ومجاوزته القنطرة .. فلا تعدوا روايتهم عنه سوى حديثاً واحداً أو حديثين. فتأمل
على أني وقفت على رواية الإمام يحيى بن سعيد عنه؛ أخرجها الطحاوي في أحكام القرآن وشرح المعاني؛ قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدَ بْنَ خُزَيْمَةَ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُزَيْنَةَ، عَنْ بَعْضِ أَجْدَادِهِ أَوْ أَعْمَامِهِ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَا كَانَ لِأَحَدٍ بَعْدَنَا أَنْ يُحْرِمَ بِالْحَجِّ ثُمَّ يَفْسَخَهُ بِعُمْرَةٍ).
ولن أعلق على هذه الصيغة الروائية من قبل الإمام يحيى؛ فإني لا أعتقد أن رواية بهذا الشكل تساعد شخصية كثير بن عبد الله ونسخته!! كما أني لا أعتقد أن هذا يخفى على أهل الصنعة.
- قال النووي في الخلاصة بعده تحسين الترمذي لحديثه في الجمعة: (وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّ كَثِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ).
- وقال ابن الجوزي في التحقيق: (وَأَمَّا حَدِيثُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ فَقَدْ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ. وَقَدْ تَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ هَذَا).
- وقال ابن عراق في التنزيه بعد أن أورد تصحيح الترمذي لحديثه: (وهذا مما أنكر على الترمذي كما قاله الحافظ المنذري).
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال الذهبي في الميزان: (وأما الترمذي فروى من حديثه "الصلح جائز بين المسلمين" وصححه؛ فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي).
أقول: وأعتقد أن وجود التصحيح في هذا الحديث من قبل الإمام الترمذي والحديث الآخر "إن الدين ليأرز" = فيه نظر؛ فإنه في كل حديثه عنده ما زاد على وصفه بالحسن؛ إلا هنا فقط .. وهذا خلاف منهج الترمذي رحمه الله .. فالظاهر أن هذا من زيادات بعض النسخ عن بعض. فليحرر
ثم وجدت الإمام ابن الملقن في البدر المنير سبقني إلى هذا فلله الحمد والمنة؛ فقال بعد تصحيح الترمذي له: (قلت: في هذا نظر؛ فكثير أجمعوا على ضعفه ... قال ابن القطان وعبد الله بن عمرو: والده مجهول الحال).
بل وجدت بعد ذلك النص الواضح في هذه المسألة من قبل الإمام ابن عبد الهادي التنقيح؛ قال: (هذا حديث ضعيف، وكثير مجمع على ضعفه، ولم يوافق الترمذي على تصحيح حديثه في موضع وتحسينه في آخر). فالحمد لله من قبل ومن بعد.
وبالمناسبة فقد تقدم هؤلاء الإمام المنذري في الترغيب إلى هذا الكلام.
- وقال الترمذي في العلل الكبير: (سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ _ يَعْنِي حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ فِي الأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ _، فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْبَابِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا، وَبِهِ أَقُولُ).
أقول: ومن هذين النصين _ هذا والآخر عنه رحمه الله _ في رأي الإمام البخاري يمكن أن نستنتج أن كثيراً عند الإمام البخاري يعتبر (مقبول) .. فلذلك لم يخرج له في الصحيح شيئاً؛ لأنه ليس على شرطه. فتأمل
قال ابن دحية رحمه الله عقب تعليق الإمام الترمذي الذي نقله عن الإمام البخاري: (هو أقبح حديث في الكتاب؛ لأن راويه كثير بن عبد الله = لا تحل الرواية عنه لتجريح الأئمة له).
أقول: وحديثه كله غرائب مناكير لا يتابع على جلّه .. يكاد يكون هو بليته وآفته لمن تدبر .. فرحم الله الأئمة الكبار الحذاق العارفين.
ثم وجدت أني قد وافقت الإمام أبو زرعة في هذا رحمه الله؛ فلله الحمد والمنة؛ حيث قال البرذعي سائلاً إياه: (قلت: أحاديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جدة؟ قال: واهية. قلت: ممن وهنها؟ قال: من كثير).
قال الحاكم في المدخل: (كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف المزني: حدث عن أبيه، عن جده بصحيفة أكثرها مناكير).
وعلى كلٍ لا يقبل منها إلا ما وافق الثقات وتوبع عليه بسندٍ صحيح أو حسن. والله تعالى أعلم
وبارك الله فيك أخي الحبيب الحميري ونفع آمين.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 03:26]ـ
جزاك الله خيرا أبا عصام ...
أحسنت أحسن الله إليك(/)
قول الصحابي " من السنة كذا " هل له حكم الرفع أم لا؟ (رَدٌّ على ابن حزم)
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 11:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ؛
فهذه خلاصة بحث قديم لي خاص بمسألة: (قول الصحابي " من السنة كذا " ونحوه , هل له حكم الرفع أم لا؟).
والذي تبين لي – بعد طول بحث – أنه مرفوع على الصحيح , وهذا قول الجمهور خلافا لأبي بكر الصيرفي من الشافعية و أبي بكر الرازي من الحنفية وأبي محمد ابن حزم من أهل الظاهر و أبي بكر الإسماعيلي وأبي الحسن الكرخي ,,,والله تعالى أعلم.
وقد استدل الإمام أبو محمد ابن حزم - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - لما ذهب إليه من أن قول الصحابي " من السنة كذا " ونحوه من قبيل الموقوف وليس له حكم الرفع , وأنه إنما يعني أن ذلك هو " السنة عنده على ما أداه إليه اجتهاده "، استدل بعدة أدلة , أقوى هذه الأدلة – في نظري – ثلاثة تحتاج إلى الرد – فعلا – فأوردت هنا ما يحتاج إلى رد , وأعرضت عما لا يحتاج إلى رد لضعفه من جهة الاستدلال , والله المستعان.
الدليل الأول:
قال ابن حزم: " ..... كان ابن عمر يقول: أليس حسبكم سنة نبيكم صلى الله عليه و سلم إن حبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت وبالصفا وبالمروة، ثم حل من كل شئ حتى يحج عاما قابلا فيهدي أو يصوم إن لم يجد هديا.
قال أبو محمد: ولا خلاف بين أحد من الأمة كلها أن النبي صلى الله عليه وسلم إذ صد عن البيت لم يطف به، ولا بالصفا والمروة، بل أحلَّ حيث كان بالحديبية ولا مزيد، وهذا الذي ذكره ابن عمر لم يقع قط لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
الرد على الدليل الأول:
قال الصنعاني في توضيح الأفكار:
" وأما استدلال ابن حزم على ما ذهب إليه بما في البخاري ....... فلا يخفى أنه لم يُرِدْ من السنة الفعلَ منه صلى الله عليه وآله وسلم , بل لفظ " سنة نبيكم " , تعم الفعل والقول والتقرير , فكونه صلى الله عليه و سلم لم يفعل ما ذكره ابن عمر , لم يبطل كونه لم يقله أو لم يقرره , والحاصل أن ما أثبته ابن عمر أعم مما نفاه ابن حزم ".
وقال السخاوي في فتح المغيث:
" واستدلال ابن حزم الماضي للمنع بقول ابن عمر ممنوع بأنه لا انحصار لمسنده في الفعل حتى يمنع إرادة ابن عمر بالسنة الرفع في من صد عن الحج ممن هو بمكة بقصة الحديبية التي صد فيها عن دخولها بل الدائرة أوسع من القول أو الفعل أو غيرهما ويتأيد بإضافته السنة إليه صلى الله عليه و سلم ".
وقال الحافظ ابن حجر في النكت:
«إن أراد بأنه: لم يقع من فعله، فمُسَلَّمٌ، ولا يفيده. وإن أراد: لم يقع من قوله، فممنوع. وما المانع منه؟! بل الدائرة أوسع من القول أو الفعل وغيرهما. وبه ينتقض استدلاله، ويستمر ما كان على ما كان».
قلت: هذا هو الوجه الأول من توجيه العلماء لهذا الأثر , والأَوْلى أن يقال:
إن الذي عناه ابن عمر بالسنة هنا هو " عدم اشتراط النبي صلى الله عليه و سلم في الحج " , وهذا ما عليه جماعة من أهل العلم منهم: العيني وابن مفلح وابن عبد البر وغيرهم , وهذا القول أولى بالصواب.
يتأيد هذا القول برواية النسائي له برقم (3751) بلفظ: " أما حسبكم سنة نبيكم أنه لم يشترط " , وهكذا رواه الدار قطني من هذا الوجه بلفظ " أما حسبكم سنة نبيكم أنه لم يشترط ".
قال الإمام النسائي: أنبأ إسحاق بن إبراهيم قال ثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ويقول " أما حسبكم سنة نبيكم أنه لم يشترط فإن حبس أحدكم حابس فليأت البيت فليطف به وبين الصفا والمروة ثم ليحلق وليقصر ثم ليحل وعليه الحج من قابل ". برقم (3751).
قال العيني في عمدة القاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد أخرج الترمذي فقال حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرني معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ويقول أليس حسبكم سنة نبيكم , (قلت): يريد به عدم الاشتراط كما هو مبين عند النسائي من رواية معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ويقول " أما حسبكم سنة نبيكم أنه لم يشترط " وهكذا رواه الدارقطني من هذا الوجه بلفظ " أما حسبكم سنة نبيكم أنه لم يشترط ". ا. هـ
وقال ابن مفلح الفروع:
" .... ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُنْكِرُ الِاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ وَيَقُولُ: {أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يَشْتَرِطْ}؟ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ. ا. هـ
وجاء في طرح التثريب
" ..... {عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الِاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ وَيَقُولُ: أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ؟} زَادَ النَّسَائِيُّ (أَنَّهُ لَمْ يَشْتَرِطْ) وَلَمْ يَذْكُرْ الْبُخَارِيُّ أَوَّلَهُ وَقَالَ: {أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنْ حُبِسَ أَحَدُكُمْ عَنْ الْحَجِّ طَافَ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؛ ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَحُجَّ عَامًا قَابِلًا فَيُهْدِي أَوْ يَصُومَ إنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا}. " ا. هـ
وقال ابن عبد البر في التمهيد:
عن معمر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ويقول " أليس حسبكم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لم يشترط فإن حبس أحدكم حابس عن الحج فليأت البيت فليطف به وبين الصفا والمروة ويحلق أو يقصر ثم قد حل من كل شيء حتى يحج قابلا ويهدي أو يصوم إن لم يجد هديا ". ا. هـ
الدليل الثاني:
قال ابن حزم: " ..... حدثنا حمام بن أحمد قال: ثنا عياش بن أصبغ، ثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن قال: ثنا محمد بن إسماعيل الصايغ، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن مطر هو - الوراق، عن رجاء بن حيوة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمرو بن العاص قال: لا تلبسوا علينا سنة نبينا (ص) عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها عدة الحرة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا. ا. هـ
الرد على الدليل الثاني:
(قلت): هذا حديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به. وبه علل:
العلة الأولى: مَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ أَبُو رَجَاءٍ الْوَرّاقُ: َقَالَ الْمُنْذِرُ: ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ النّسَائِيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيّ.
والثانية: أَنّهُ مِنْ رِوَايَةِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللّه عَنْهُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ , " قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَبِيصَة لَمْ يَسْمَع مِنْ عَمْرو , وَالصَّوَاب. " لَا تُلَبِّسُوا عَلَيْنَا " مَوْقُوفٌ , يَعْنِي لَمْ يُذْكَر فِيهِ " سُنَّة نَبِيّنَا ".و وكذلك قال ابن عبد البر في الاستذكار.
والثالثة: اضْطِرَابُ الْحَدِيثِ وَاخْتِلَافُهُ عَنْ عَمْرٍو عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ:
أَحَدُهَا: هَذَا.
وَالثّانِي: عِدّةُ أُمّ الْوَلَدِ عِدّةُ الْحُرّةِ.
وَالثّالِثُ عِدّتُهَا إذَا تُوُفّيَ عَنْهَا سَيّدُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا أُعْتِقَتْ فَعِدّتُهَا ثَلَاثُ حِيَضٍ وَالْأَقَاوِيلُ الثّلَاثَةُ عَنْهُ ذَكَرَهَا الْبَيْهَقِيّ.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ حَكَاهُ الْبَيْهَقِيّ عَنْهُ.
وقَالَ ابْن الْقَيِّم في " تَهْذِيْبُ سُنَنِ أَبِي دَاودَ ": قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: هَذَا حَدِيث مُنْكَرٌ .... آخِر كَلَامه.
وقَالَ اِبْن الْمُنْذِر: ضَعَّفَ أَحْمَد وَأَبُو عُبَيْد حَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ.
قال ابن عبد البر في الاستذكار: وضعف أحمد بن حنبل وأبو عبيد حديث عمرو بن العاص في ذلك.
وَقَالَ مُحَمَّد بْن مُوسَى: سَأَلْت أَبَا عَبْد اللَّه عَنْ حَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ فَقَالَ: لَا يَصِحّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: رَأَيْت أَبَا عَبْد اللَّه يَعْجَب مِنْ حَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ هَذَا , ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ سُنَّة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا؟ وَقَالَ: أَرْبَعَة أَشْهُر وَعَشْرًا إِنَّمَا هِيَ عِدَّة الْحُرَّة مِنْ النِّكَاح , وَإِنَّمَا هَذِهِ أَمَة خَرَجَتْ مِنْ الرِّقّ إِلَى الْحُرِّيَّة.
(قلت): فلا يجوز الاستدلال بحديث هذا حاله والله المستعان.
الدليل الثالث:
قال ابن حزم: " ..... عن سليمان بن الأشعث، ثنا عبد الله بن معاذ، أخبرني أبي، ثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: استحيضت امرأة على عهد رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُمِرَتْ أن تعجل العصر وتؤخر الظهر، وتغتسل لهما غسلا، وأن تؤخر المغرب وتعجل العشاء، وتغتسل لهما غسلا، وتغتسل لصلاة الصبح غسلا، فقلت لعبد الرحمن: أعن النبي (ص)؟ قال: لا أحدثك عن النبي (ص) بشيء.
قال علي: فهذا عبد الرحمن يحكي أنها أمرت في عهد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يستجز أن يقول: ومن يأمر بهذا إلا النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا سيما في حياته عليه السلام، وإنما أقدم على القطع في هذا، من قل فهمه، ورق ورعه، واشتغل بالقياسات الفاسدة، عن مراعاة حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وألفاظ القرآن. ا. هـ
الرد على الدليل الثالث:
أولا: إليك هذه الأحاديث:
1 - قال الإمام النسائي: أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا مُسْتَحَاضَةٌ فَقَالَ تَجْلِسُ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُؤَخِّرُ الظُّهْرَ وَتُعَجِّلُ الْعَصْرَ وَتَغْتَسِلُ وَتُصَلِّي وَتُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلُ الْعِشَاءَ وَتَغْتَسِلُ وَتُصَلِّيهِمَا جَمِيعًا وَتَغْتَسِلُ لِلْفَجْرِ برقم (359) وصححه الألباني.
قلت: من الذي أمر بذلك؟؟؟ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - قال الإمام أبو داود: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ اسْتُحِيضَتْ فَأَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ فَلَمَّا جَهَدَهَا ذَلِكَ أَمَرَهَا أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِغُسْلٍ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِغُسْلٍ وَتَغْتَسِلَ لِلصُّبْحِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً اسْتُحِيضَتْ فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا بِمَعْنَاهُ. برقم (295). وهو في صحيح أبي داود.
قلت: من الذي أمرها بذلك؟؟؟ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - قال الإمام أبو داود: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ سُهَيْلٍ - يَعْنِى ابْنَ أَبِى صَالِحٍ - عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِى حُبَيْشٍ اسْتُحِيضَتْ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ تُصَلِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ لِتَجْلِسْ فِى مِرْكَنٍ فَإِذَا رَأَتْ صُفْرَةً فَوْقَ الْمَاءِ فَلْتَغْتَسِلْ لِلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ غُسْلاً وَاحِدًا وَتَغْتَسِلْ لِلْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ غُسْلاً وَاحِدًا وَتَغْتَسِلْ لِلْفَجْرِ غُسْلاً وَاحِدًا وَتَتَوَضَّأْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ مُجَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهَا الْغُسْلُ أَمَرَهَا أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ. برقم (296). وهو في صحيح أبي داود.
(قلت): ففي هذه الأحاديث نجد أَنَّ الْآمِر بذلك هو رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وقد تكرر هذا الأمر كما ترى عدة مرات , ولذلك قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُود في شرحه لحديث الباب (برقم: 291):
(فَأُمِرَتْ): بِصِيغَةِ الْمَجْهُول، وَالظَّاهِر أَنَّ الْآمِر لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(فَقُلْت لِعَبْدِ الرَّحْمَن): هَذِهِ مَقُولَة شُعْبَة، أَيْ قَالَ شُعْبَة لِشَيْخِهِ عَبْد الرَّحْمَن: هَلْ تُحَدِّث هَذَا الْحَدِيث.
(فَقَالَ): عَبْد الرَّحْمَن.
(لَا أُحَدِّثك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ): هَكَذَا فِي أَكْثَر النُّسَخ الْحَاضِرَة، وَالْمَعْنَى أَنَّ عَبْد الرَّحْمَن أَنْكَرَ عَلَى شُعْبَة مِنْ سُؤَاله إِيَّاهُ لِمَا عَلِمَ مِنْ عَادَة عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ لَا يُحَدِّث لِشُعْبَة إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَا أُحَدِّثك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، أَيْ لَا أُحَدِّثك إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي بَعْض النُّسَخ: لَا أُحَدِّثك إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَبِشَيْءٍ مُتَعَلِّق بِأُحَدِّثُكَ، وَالْمَعْنَى: لَا أُحَدِّثك بِشَيْءٍ إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَيَحْتَمِل أَنَّ شُعْبَة يَقُول إِنَّ قَوْلهَا أُمِرَتْ. هَكَذَا فِي رِوَايَتنَا وَلَا أَدْرِي أَنَّ الْآمِر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْره، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن: لَا أُحَدِّثك عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ مِنْ شَأْنهَا، إِنَّ الْآمِر لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْره. وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .... ا. هـ
(قلت): باعتبار كلامه الأول فلا إشكال أَنَّ الْآمِر لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما على الاحتمال الذي ذكره - وهو احتمال في غاية الضعف - أن عَبْد الرَّحْمَن لا يدري إن كان الْآمِر لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْره، فإننا قد درينا أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الآمر بذلك في عدة أحاديث أخر , فلا شك أنه هو الآمر هنا أيضا وإن بني الفعل للمجهول.
ويتأيد ذلك بالروايات المتعددة الوارد فيها التصريح بأن الذي أمر بمثل هذا هو النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فالآمر بذلك في الجميع هو رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويتأيد القول بأَنَّ الْآمِر لَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَا فِي بَعْض النُّسَخ: لَا أُحَدِّثك إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ. أي: لَا أُحَدِّثك بِشَيْءٍ إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد وردت بهذا اللفظ في " عون المعبود شرح سنن أبي داود " طبعة المكتبة التوفيقية (جـ 1 / ص355 / برقم: 291) , وكذلك وردت في موسوعة الحديث النبوي الشريف ـ الإصدار الثاني ـ التي أنتجها موقع روح الإسلام , وهكذا قرئت على الشيخ العلامة عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود في الشريط الثلاثين الدقيقة (41) وما بعدها , فأقرها وذكر أنها في بعض النسخ هكذا وفي بعضها الآخر هكذا.
ولذلك غضب عَبْد الرَّحْمَن وأَنْكَرَ عَلَى شُعْبَة سُؤَاله إِيَّاهُ لِمَا عَلِمَ مِنْ عَادَة عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ لَا يُحَدِّث لِشُعْبَة إِلَّا عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحديثنا هذا كالحديث الذي رواه الشيخان أن أبا موسى استأذنَ على عمر ثلاثا، فكأنه وجده مشغولا، فرجع، فقال عمرُ: ألم أسمعْ صوتَ عبدِ اللَّه بنِ قيس؟ ائْذَنُوا له، فَدُعِي، فقال له، ما حملكَ على ما صنعتَ؟ قال: إنا كنا نُؤمَرُ بهذا، قال: لَتُقيمَنَّ على هذا بيَّنةَ، أو لأفْعَلَنَّ، فخرج، فانطلق إلى مجلس من الأنصار، فقالوا: لا يشهدُ على هذا إلا أصغَرُنا، فقام أبو سعيد، فقال: كنا نؤمَر بهذا، فقال عمرُ: خَفِي عليَّ هذا من أمرِ رسولِ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، ألْهَاني عنه الصَّفْقُ بالأسواق». - يعنى الخروج إلى التجارة - زاد مالك في الموطأ ((فقال عمر لأبي موسى أما إني لم أتهمك ولكن خشيت أن يتقول الناس على رسول الله)) قال الشراح ((وحينئذ فلا دلالة في طلبه البينة على أنه لا يحتج بخبر الواحد بل أراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى أن يختلق كذبا على رسول الله عند الرغبة والرهبة)) وقالوا في هذا الحديث ((إن قول الصحابي (كنا نؤمر بكذا) له حكم الرفع)).
قلت: ويؤيد الرفع ما جاء صريحا في بعض الروايات أن أَبا مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاَثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَلْيَرْجِعْ» ".
فلا حجة في حديث الباب للإمام ابن حزم - رحمه الله تعالى - والعلم عند الله تعالى.(/)
تخريج حديث ان شر الناس من يذهب دينه لدنيا غيره
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 07:24]ـ
هذا الحديث من ضمن احاديث حشيا بها كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم بلا تخريج علما بان الكتاب فيه مواد طيبة لايمل من مذاكرتها والاستفادة منها (ارجوا الافادة بالتخريج)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 05:13]ـ
هذا الحديث أخرجه الإمام ابن ماجه في سننه وانفرد به عن باقي الكتب الخمسة وأبو نعيم في الحلية وأسنده المزي في تهذيب الكمال ترجمة رقم 3701 من طريق الحافظ ابن أبي شيبة ولم أجده في المصنف.
وحسن إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة 5931 وضعف إسناده شيخنا الألباني في الضعيفة 1915
ويروى عن الإمام مالك أنه قال لابن وهب:إنه كان يقال
أخسر الناس من باع آخرته بدنياه.
وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره."ترتيب المدارك 2/ 60"
وقد قيل لعبد الله بن المبارك -رحمَهُ اللهُ-: "من السفل؟ " فقال -رحمَهُ اللهُ-: "من باع دينه بدنيا غيره" "ترتيب المدارك3/ 48."
ويروى عن سحنون وعمر بن عبد العزيز وعمر بن الخطاب ولا يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 06:17]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبوعمر
هذا حديث ضعيف: يروي من حديث أبي هريرة و أبي أمامة رضي الله عنهما:
فأما حديث أبي هريرة: فأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده – و من طريقه أبو نعيم في الحلية و البيهقي في شعب الإيمان -، و الخرائطي في مساوىء الأخلاق، و القضاعي في مسنده.
و أما حديث أبي أمامة: فأخرجه ابن ماجه في سننه، و الطبراني في الكبير، و المزي في تهذيب الكمال.
و كلا الطريقين (طريق أبي هريرة و أبي إمامة) مدارهما على عبد الحكم بن ذكوان السدوسي عن شهر بن حوشب.
قلت: أما عبد الحكم السدوسي فهو مجهول الحال، و لكن يعتبر به في المتابعات و الشواهد.
قال عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: سألت يَحْيَى بْن معين، عَنْ عبد الحكمالسدوسي، فَقَالَ: لا أعرفه.
وقال 1 عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبيحَاتِم: سألت أبي عنه، قلت: هُوَ أحب إليك أم عبد الحكم القسملي صاحب أَنَس، فَقَالَ: هَذَا أستر.
وذكره ابْن حبان فِي كتاب الثقات.
و قال ابن حجر: مقبول.
قلت: و قد تفرد بهذا الحديث، و لم يتابع عليه، فهو ضعيف.
و أما شهر بن حوشب فهو مختلف فيه، و الأرجح انه صدوق له أوهام و مراسيل.
ثم ثمة علة أخرى و هي الاضطراب، فكم ترى الحديث يروى تارة عن أبي إمامة، و تارة عن أبي هريرة، و أخشى أن يكون الاضطراب من مروان بن معاوية الفزاري. و الله أعلم.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:40]ـ
للرفع
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 12:46]ـ
شكرا لاخي وشيخي الطبيب واخي احمد على المادة الطيبة التي افادوني بها واسف على التاخير لاني كنت منشغلا بعملي في الصحراء(/)
درجة حديث: "ماء زمزم لما شرب له".
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 07:43]ـ
قال الشيخ بن باز رحمه الله:
حديث ضعيف ضعفه جمع من اهل العلم وطرقه ضعيفه والحديث سنده ضعيف
وقال الفقيه بن العثيمين رحمه الله:
هذا الحديث اسناده حسن
وسئلت اللجنة الدائمة عن الحديث فقالت حديث حسن
ولابن حجر في تخريج الحديث مادة قيمة افرده في جزء سماه (جزء في حديث ماء زمزم لما شرب له)
وقال الدمياطي في (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح): اسناده حسن
وقال الزركشي في (التذكره في الاحاديث المشتهرة): اسناده جيد
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 07:52]ـ
وهناك رسالة بعنوان (ازالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له) لابن ادريس القادري
لم اقف عليه صراحة ولكن الذي اعلم ان الالباني خرج احاديثها
ومن لديه الرسالة فليتحفنا بها وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 03:44]ـ
جزيتم خيرا أبا المنذر.
الحديث ضعفه أيضا فضيلة الشيخ العلامة المحدث /أبي إسحاق الحويني.
وصححه العلامة الألباني وهاكم الرسالة من الوقفية على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/category.php?cid=2&st=285
ولأخينا الشيخ الفاضل خالد السكران التميمي مبحث نافع جمع فيه طرق الحديث ووصل إلى أنه لا ينزل عن رتبة الحسن وتجده على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27579 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27579)
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 03:49]ـ
اشكرك شيخنا وحبيبنا ابوبكر على مرورك وجزاكم الله خيرا على ما افدتونا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 07:17]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم.
ـ سُئِلَ الشَّيْخُ سُلَيْمَانُ العلوَانُ: ما درجةُ حَدِيْث: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»؟
فأجاب: هَذا الحَدِيثُ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وَابْنُ مَاجَهْ مِن طَرِيْقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ (ص).
وَفِيهِ ضَعْفٌ، فإنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُؤَمَّلِ ضعيفُ الحَدِيثِ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ ـ: " أَحَادِيثه مَناكِير ".
وَقَالَ أَبُوْ دَاوُدَ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: " أَحَادِيثه عليها الضَّعف بَيَّن ".
وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي الضُّعفَاءِ حين ذكر له هذا الخبر: " لا يُتَابع عَلَيْه ".
وَروَى الفَاكِهِيُّ في أَخْبَارِ مَكَّةَ عن مُعَاوِيَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: «زَمْزَمُ شِفَاءٌ، هِيَ لِمَا شُرِبَ لَهُ».وقد حَسَّنَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي جُزءٍ جَمعه حَول هَذَا الحَدِيث.
وَفي إِسْنَادِهِ عِندَ الفَاكِهِيِّ، مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ شَيْخ الفَاكِهِيِّ، وَهُوَ كَذَابٌ. قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
وَقد رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيْحِهِ مِن حَدِيْثِ أَبِي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ (ص) فِي زَمْزَم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ».
وَرَوَى عَبدُ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ،عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَوْ عَنِ الْعَلَاءِ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كُنَّا نُسَمِّيهَا شُبَاعَةَ ـ يَعْنِي زَمْزَمَ ـ، وَكُنَّا نَجِدُهَا نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ».
وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْأَزْرَقِيُّ، والفَاكِهِيُّ؛ فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ.
وَرَوَى عَبدُ الرَّزَّاقِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سَقَمٍ».
وَرَوَى عَبدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَقُولُ: «هِيَ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ يَقُولُ: تَنْفَعُ لِمَا شُرِبَتْ لَهُ».
[(الجلسة الرَّابِعة)،وعرضت على الشَّيْخِ بتاريخ 7/ 6 / 1421].
المصدر: «أَحَادِيْث لَا تثبت عَن النَّبيِّ فِي مَناسِكِ الحَجِّ» [المحدّث سُليمان العلوان ... ]
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22792
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 07:28]ـ
بارك الله فيك حبيبنا(/)
حديث حب الدنيا راس كل خطيئة
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 12:51]ـ
قال ابن تيمية هذا عن جندب ابي عبدالله البجلي واما عن النبي فليس له اسناد معروف الفتاوى (11 - 107)
واخرجه ابن ابي الدنيا في ذم الدنيا مرسلا عن الحسن البصري وعزاه العراقي في تعليقه على الاحياء الى البيهقي في شعب الايمان من رواية الحسن مرسلا ونقل عن البيهقي قوله لا اصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم
واخرجه احمد في الزهد ص (117) وابونعيم في الحلية (6 - 388) انه من كلام عيسى عليه السلام
وروى ابن ابي الدنيا ان العراقي قال هو من كلام مالك بن دينار
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 03:27]ـ
المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي رحمه الله
حَدِيثٌ: " حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ "، البيهقي في الحادي والسبعين من الشعب، بإسناد حسن إلى الحسن البصري، رفعه مرسلا، وأورده الديلمي في الفردوس، وتبعه ولده بلا إسناد، عن علي رفعه به، وهو عند البيهقي أيضا في الزهد، وأبي نُعيم في الترجمة الثوري من الحلية من قول عيسى بن مريم عليه السلام، وعند ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان له، من قول مالك بن دينار، وعند ابن يونس في ترجمة سعد بن مسعود التجيبي من تاريخ مصر له، من قول سعد هذا. وجزم ابن تيمية بأنه من قول جندب البجلي رضي اللَّه عنه. وبالأول يرد عليه وعلى غيره. ممن صرح بالحكم عليه بالوضع، لقول ابن المديني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها، وقال أبو زرعة: كل شيء يقول الحسن، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وجدت له أصلا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث. وليته ذكرها، وقال الدارقطني: في مراسيله ضعف، وللديلمي عن أبي هريرة رفعه: أعظم الآفات تصيب أمتي: حبهم الدنيا، وجمعهم الدنانير والدراهم، لا خير في كثير ممن جمعها إلا من سلطه اللَّه على هلكتها في الحق.
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 06:32]ـ
سئل عنه العلامة ابن العثيمين في نور على الدرب فقال: حديث موضوع ليس بصحيح وقال حب الدنيا اذا كان يريد ان يستعين به على طاعة الله فليست خطيئة وان كان يريد الدنيا ويؤثرها على الاخرة فقد خالف قال تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى)
ولقد ضعف الالباني الحديث في السلسلة الضعيفة(/)
حديث لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر واخروا السحور
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 07:15]ـ
جاء في الصحيحين من غير زيادة واخروا السحور وانما هذه الزيادة اخرجها الامام احمد في المسند (5 - 147) وضعف اسناده العلامة احمد شاكر في شرحه للمسند
وقال في سنده اثنان مجهولان هما:سليمان بن ابي عثمان وعدي بن حاتم
وعدي بن حاتم الحمصي ذكره ابن حبان في الثقات
والحديث ذكره البيهقي (3 - 154) وقال فيه سليمان بن ابي عثمان قال ابو حاتم مجهول
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في ((الإرواء)) (4/ 32، 33):
منكر بهذا التمام. أخرجه أحمد (5/ 146 و 172) من طريق ابن لهيعة، عن سالم بن غيلان، عن سليمان بن أبي عثمان، عن عدي بن حاتم الحمصي، عن أبي ذر، به.
قلت: وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، وليس الحديث من رواية أحد العبادلة، وسليمان بن أبي عثمان مجهول، وبه أعله الهيثمي، فقال في ((مجمع الزوائد)) (3/ 154): (وفيه سليمان بن أبي عثمان قال أبوحاتم: مجهول.)
وإنما قلت حديث منكر لأنه قد جاءت أحاديث كثيرة بمعناه لم يرد فيها ((تأخير السحور)).
أصحها من حديث سهل بن سعد مرفوعا بلفظ: ((لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار)).
أخرجه بهذا اللفظ أبونعيم في ((الحلية)) (7/ 136) بسند صحيح.
وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/ 148 / 2) إلا أنه قال: ((هذه الأمة)).
وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وهو عند الشيخين، والترمذي، والدارمي، والفريابي (59/ 1)، وابن ماجة، والبيهقي، وأحمد (5/ 331 و 334 و 336 و 337 و 339) بلفظ:
((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)). انتهى(/)
التنبيه على حديثين ضعيفين مشهورين في الحث على الصيام في شدَّة الحر
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 10:05]ـ
التنبيه على حديثين ضعيفين مشهورين
في الحث على الصيام في شدَّة الحر
بقلم:
خباب مروان الحمد
ـــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتهر على ألسنة بعض الوعاظ والخطباء ذكر حديثين ضعيفين تحث على الصيام في شدَّة الحر، وما في ذلك من أجر جزيل وحسنات جزيلة.
والحديث الأول: حديث أبي ذر، قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: لو أردت سفرا أعددت له عدة؟ قال: نعم، قال: فكيف سفر طريق القيامة ألا أنبئك يا أبا ذر بما ينفعك ذلك اليوم؟ قال بلى بأبي أنت وأمي قال: صم يوما شديد الحر ليوم النشور وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور، وحج حجة لعظائم الأمور، وتصدق بصدقة على مسكين أو كلمة حق تقولها أو كلمة شر تسكت عنها.
والحديث الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى على سرية في البحر فبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا إن كنت مخبرا قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش.
والحقيقة أنَّ كلا الحديثين ضعيفين بمرَّة!
فأما حديث أبي ذر، فقد أخرجه الحافظ ابن أبي الدنيا في كتاب "التهجد وقيام الليل" ص32 تحقيق: مسعد السعدني، طبعة: مكتبة القرآن.
حيث قال: حدثني محمد بن العباس بن محمد، حدثنا عبد الله بن كريم، حدثنا إلياس الضحاك، عن عثمان بن سنان، عن السري بن مخلد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «يا أبا ذر لو أردت سفرا لأعددت له عدته، فكيف بسفر طريق يوم القيامة؟ ألا أنبئك يا أبا ذر بما ينفعك ذلك اليوم؟» قال: بلى بأبي وأمي، قال: «صم يوما شديداً حره ليوم النشور، وصل ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور، وحج حجة لعظام الأمور، وتصدق بصدقة على مسكين، أو كلمة حق تقولها، أو كلمة سوء تسكت عنها».
قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 466): (أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التهجد من رواية السري بن مخلد مرسلا والسري ضعفه الأزدي).
والحديث فيه عدَّة علل وظلمات بعضها فوق بعض:
1) فهو منقطع الإسناد كما قال الإمام العراقي.
2) وفي رجاله (السري بن مخلد) قال الأزدي: ضعيف جداً، وقال الذهبي: لا أعرفه. ينظر لسان الميزان: (1/ 423).
3) وفي رجاله إلياس بن الضحاك، بحثت عمَّن ترجمه فلم أجد له ترجمة، فهو مجهول لا يُعرف!
4) وفيه عبد الله بن كريز الحدسي وهو مجهول الحال كذلك.
وأمَّا الحديث الآخر فهو حديث ابن عباس، وقد أخرجه البزار في " مسنده " (1/ 488/ 39 0 1 - موارد) برقم: (4974) قال: حَدَّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: حَدَّثنا موسى بن داود، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن المؤمل عن عطاء، عَن ابنِ عباس، رَضِي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى في سرية في البحر فبينا هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف من فوقهم يهتف بأهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى: أخبر إن كنت مخبرا، قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش.
وقال البزَّار بعد أن أورده: (وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن ابنِ عباس إلاَّ مِن هذا الوجه، وقد روى، عَن أبي موسى من قوله وفيه زيادة كلام من قول أبي موسى).
وقد قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 186): رجاله موثقون!!
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: (2/ 108): إسناده حسن إن شاء الله!!
وقال السيوطي في البدور السافرة: 178: (إسناده جيد)!
وحسّنه الألباني في صحيح التّرغيب: (1/ 412)!!
وهذا تساهل مِمَّن حسَّن أو جوَّد إسناد الحديث، فالصحيح ضعف إسناد هذا الحديث ففيه عبد الله بن المؤمل المدني وقد نقل الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب: (2/ 440)، أقوال أئمة الحديث، وعلماء النقد والجرح والتعديل، وسأورد شيئاً مِمَّا نقله عنهم:
قال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن معين: صالح الحديث، وقال عنه مرَّة: ليس به بأس، وقال عنه مرَّة: ضعيف!
وقال النسائي: ضعيف.
وقال أبو داود: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: أحاديثه عليها الضعف بيِّن.
وقال الدار قطني: ضعيف.
وقال العقيلي: لا يُتابع على كثير من حديثه.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص: 384): "ضعيف الحديث " كما في ترجمته برقم (3648)، وقال عنه كذلك في مختصر البزَّار: (1/ 404): ضعيف جداً.
وقد ذكره ابن حبَّان في (المجروحين): (2/ 27 - 28) وقال: "عبد الله بن المؤمل المخزومي شيخ من أهل مكة كان قليل الحديث، منكر الرواية، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد ... ".
ثم ذكر من رواياته هذا الحديث الضعيف!
ولأجل ذلك يبدو أنَّ الشيخ المحدِّث الألباني تراجع عن تحسين هذا الحديث فضعَّفه في السلسلة الضعيفة برقم: (6748)، وضعَّفه كذلك في ضعيف الترغيب برقم: (577) فقال: ضعيف.
فالحديث هذا ضعيف كذلك.
وقد جاء هذا الحديث كذلك في مستدرك الحاكم من طريق عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس – رضي الله عنهما – "أن النبي – صلى الله عليه وسلم – استعمل أبا موسى على سرية البحر، فبينما هي تجري بهم في البحر في الليل، إذ ناداهم مناد من فوقهم: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، أنه من يعطش لله في يوم صائف، فإن حقاً على الله أن يسقيه يوم العطش الأكبر".
ثم قال الحاكم في المستدرك "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" لكنَّ الذهبي تعقَّبه في التخليص، وقال: "إن المؤمل ضعيف" وهو كما قال. يُنظر مستدرك الحاكم: (3/ 530).
فالحديث ضعيف لأنَّ من رجال سنده: (عبد الله بن المؤمل) وهو ضعيف.
والحديث أخرجه كذلك ابن المبارك في الزهد (ص461) وعبد الرزاق في المصنف (4/ 308) برقم: (7897)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 273) برقم (8901)، وابن أبي الدنيا في الهواتف (ص23) والروياني في مسنده (1/ 374) والبيهقي في " الشعب " (3/ 1 41/ 3922)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 260) وابن عساكر في تاريخ دمشق: (32/ 86 ـ 87)، كلهم من طريق واصل مولى أبي عيينة عن لقيط بن المغيرة عن أبي بردة أن أبا موسى سمع هاتفا في البحر يقول: (إن الله قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه في يوم حار من أيام الدنيا شديد الحر كان حقيقا على الله أن يرويه يوم القيامة. فكان أبو موسى الأشعري يتبع اليوم المعمعاني الشديد الحر فيصومه).
فأمَّا (واصل مولى أبي عيينة) فهو من رجال البخاري ومسلم.
وقد نقل الإمام ابن حجر في تهذيب التهذيب: (4/ 302 ـ 303) عدداً من أقوال أئمة الحديث في واصل مولى أبي عيينة، فقد قال فيه الإمام أحمد: ثقة، ووثَّقه كذلك ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال البزَّار ليس بالقوي، وقد احتمل حديثه.
وحينما ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب برقم: (7386) ص579 حَكَمَ عليه ابن حجر فقال: صدوق عابد.
وأمَّا (لقيط) فإنَّه يكنى: (أبو المغيرة) فهو مجهول لا يُعرف!
ذكره الدولابي في (الكنى والأسماء) ص: (144) فقال: أبو المغيرة لقيط، عن أبي بردة بن أبي موسى، يحدث عنه: واصل مولى أبي بن عيينة.
وذكره مسلم في الكنى والأسماء برقم (3098) وقال: أبو المغيرة لقيط عن أبي بردة بن أبي موسى، روى عنه واصل مولى ابن عيينة.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير، في باب لقيط: برقم: (1060) وقال: لقيط أبو المغيرة عن أبي بردة بن أبي موسى روى عنه واصل مولى أبي عيينة.
وكل هؤلاء الثلاثة (البخاري ومسلم والدولابي) ذكروه ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً!
وقد ذكره ابن أبي حاتم في كتابه وسكت عنه. (الجرح 2/ 3/177).
قال الألباني في الضعيفة: (لقيط) هذا، ويكنى بـ (أبي المغيرة)، لا يعرف إلا برواية (واصل) هذا، كذلك ترجمه البخاري في "التاريخ "، وابن أبي حاتم في " الجرح "، وابن حبان في " الثقات " (7/ 362)؛ فهو مجهول، وذكره الأزدي في " الضعفاء " وقال:" لا يصح حديثه ".
ولأجل ذلك قال الشيخ الألباني في الضعيفة: وهذا إسناد ضعيف.
وضعَّفه في ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 578).
والخلاصة كما ذكرنا في البداية أنَّ كلا الحديثين ضعيفين، ولا يتقوَّى أحدهما بالآخر لعدَّة علل في الأحاديث الواردة، والله تعالى أعلم.(/)
حديث مفاده: أن كل نبي أعطي سبعة وزراء وأن نبينا أعطي أربعة عشر, فما نصه؟ وحكمه؟
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[27 - Aug-2010, صباحاً 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت حديثا عن رسول الله (ص) مفاده أن كل نبي أعطي سبعة وزراء, وأنه (ص) أعطي أربعة عشر, فما نصه؟ وهل هو صحيح أم ما حكمه؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 01:03]ـ
أخي الكريم أبو حمزة أنس الرهوان - حفظه الله -:
قال الشيخ الألباني- رحمه الله – في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (6/ 173) حديث رقم (2659):
(إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وعلي، وحسن، وحسين، وأبو بكر، وعمر، والمقداد، وعبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وسليمان، وعمار، وبلال).
منكر:
أخرجه الترمذي (9/ 390/3787) وحسنه، والطحاوي في " مشكل الآثار " (4/ 17 - 18 - هند)، وأحمد (1/ 148)، وفي " فضائل الصحابة " (1/ 228/227و2/ 715/1225)، وابن أبي عاصم في " السنة " (2/ 617/1421)، والبزالر في " مسنده " (3/ 220 - 221 - الكشف)، وأبو نعيم في " الحلية " (1/ 128)، وابن عدي في " الكامل " (6/ 66 - 67)، وابن عساكر في " التاريخ " (4/ 516 - المصورة و 10/ 321 - ط) من طرق عن كثير بن نافع النواء قال: سمعت عبد الله بن مليل، قال: سمعت علياً - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره. والسياق لأحمد.
ورواه سفيان بن عيينة، فقال: عن كثير النواء، عن أبي إدريس - وفي رواية لم يقل: عن أبي إدريس - عن المسيب بن نجبة، عن علي به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (6/ 264/6047 و 6048)، وابن عساكر في رواية.
قلت: وهذا من اضطراب (كثير النواء) فإنه ضعيف باتفاق الجمهور، بل قال السعدي:
" متروك " كما في " الكامل " وإلى ذلك أشار أبو حاتم بقوله فيه:
" ضعيف الحديث "، بابة (سعد بن طريف) ".
وكذا قال في سعد هذا وزاد:
" متروك الحديث ".
وقال الذهبي في " المغني ":
" شيعي جلد، ضعفوه ".
وذكر له في " الميزان " تبعا لابن عدي حدثين مما أنكر عليه هذا أحدهما والآخر سيأتي تخريجه تحت الحديث (6267).
ومن الطريق المشار إليها ما رواه إسماعيل بن زكريا عن كثير النواء به، مختصرا دون تسمية وزرائه صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد، وابنه عبد الله في " زوائده " (1/ 88).
ورواه سفيان الثوري عن سالم بن أبي حفصة قال: بلغني عن عبد الله بن مليل [هذا الحديث]، فغدوت إليه، فوجدته في جنازة، فحدثني رجل عن عبد الله بن مليل قال: سمعت عليا يقول: فذكره بنحوه موقوفا.
أخرجه أحمد (1/ 142)، وفي " الفضائل " (1/ 228/275)، وابنه عبد الله فيه (276)،والسياق له وهو رواية للطحاوي، والزيادة له.
وسالم بن أبي حفصة صدوق في الحديث، وإن كان شيعيا غاليا كما في
" التقريب "، ولكن شيخه الذي حدثه عن عبد الله بن مليل لم يسم، فهو مجهول، ويغلب على الظن أنه كثير النواء، فإن كان غيره، فعبد الله بن مليل مجهول أيضا لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 55)، وجهالته إما حالية، أو عينية، على ما بينته في " تيسير الانتفاع ".
(تنبيه): وقع اسم والد (عبد الله بن مليل) في كل طرق حديث " مشكل الآثار ": (منين) فوثقه المعلق عليه الشيخ (الحسن النعماني)، نقلا عن " تقريب العسقلاني " ولم ينتبه أنه تحرف على ناسخ " المشكل "، وعلى الصواب وقع في طبعة المؤسسة (7/ 196 - 199).
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 06:25]ـ
الأخ ضيدان بن عبدالرحمن اليامي, جزاك الله خير الجزاء, وأسبغ عليك نعمه في الدنيا والآخرة, فقد كفيت وشفيت, وأسأل الله لك الأجر والمثوبة ..(/)
ما المقصود بالـ (نور) في الأحاديث؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 03:04]ـ
ما المقصود بالـ (نور) في الأحاديث التالية:
" من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ".
" من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة "
" من قرأ سورة الكهف كما نَزلت كانت له نورا يوم القيامة مِن مقامه إلى مكة "
وجزيتم خيرا.
ـ[التوحيد]ــــــــ[27 - Aug-2010, مساء 03:43]ـ
(من شاب شيبة في الإسلام) وفي رواية في سبيل الله (كانت له نورا يوم القيامة) , قال المناوي: أي يصير الشيب نفسه نورا يهتدي به صاحبه ويسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن يدخله الجنة والشيب وإن لم يكن من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه.
فيض القدير - (6/ 202)
وجاء في (تحفة الأحوذي): "أي ضياءً مخلصًا من ظلمات الموقف وشدائده".
وفي (عون المعبود): أي سببًا للنور.
هذا في الحديث الأول, وقد ضعفه طائفة من أهل العلم, وصححه المنذري
ويحتمل أن كلمة (نور يوم القيامة) ترد بمعنى مشابه في كثير من الأحاديث, كما قال الله –تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ... } [الحديد: 13]
ـ[مبتدئة]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 10:40]ـ
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة على هذا الشرح الوافي وزادك علما وفهما وبارك بك.(/)
(7) معالجة النصوص المتعارضة في أبان بن عبد الله البجلي من خلال (تهذيب التهذيب)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 03:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هاك يا طالبَ حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم النصوص النقدية المتعارضة في أبان البجلي الكوفي-رحمه الله تعالى- والراجح منها
موقف ابن مهدي والقطَّان
قال الفلَّاس: كان ابنُ مهدي يحدِّثُ عن سفيان عنه وما سمعت يحيى يُحدِّثُ عنه قطُّ
قلت: الإمام يحيى-رحمه الله تعالى- قد عرف عنه تعنُّته في الرجال
موقف أحمد
صدوق صالح الحديث،وقال أيضا ثقة
موقف ابن معين
ثقة
موقف ابن نمير
ثقة
قلت: قال ابن الجنيد: كان أحمد وابن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1))
موقف البخاري
صدوق الحديث ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2))
موقف ابن عدي
هو عزيز الحديث عزيز الروايات لم أجد له حديثاً منكر المتن فاذكره وأرجو أنه لا بأس به
موقف ابن حبان
كان ممن فحش خطاؤه وانفرد بالمناكير
موقف العجلي
ثقة
موقف النسائي
ليس بالقوي
موقف الدارقطني
ضعيف ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3))
موقف العقيلي
ذكره في الضعفاء
موقف ابن خزيمة والحاكم والترمذي ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4))
صححوا حديثه
*إذن فالراجح هو أن أبان بن عبد الله البجلي مقبول الرواية، وأما قول الإمام النسائي (ليس بالقوي) فإنه يستعملها غالبا في الصدوقين ومن دونهم من أهل العدالة ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5))، قال الإمام الذهبي: (وقد قيل في جَمَاعاتٍ: ليس بالقويِّ، واحتُجَّ به. وهذا النَّسائيُّ قد قال في عِدَّةٍ: ليس بالقويّ، ويُخرِجُ لهم في ((كتابه)) قال:قولُنا: (ليس بالقوي) ليس بجَرْحٍ مُفْسِد) وأمَّا تضعيف الإمام ابن حبان والعُقيلي فلا يرقى لمعارضة توثيق الأئمة الكبار كأحمد وابن معين وابن نمير والبخاري، ناهيك أنَّ نَفَسَهما-رحمهما الله تعالى- في الجرح حادٌّ، وأمَّا الإمامُ الدارقطنيُّ فلعلَّه أرادَ أنَّ فيه ضعفاً، لا أنه ممن لا يحتجُّ به، والإمام الذهبي رحمه الله تعالى لم يحرِّر ترجمة أبان في الكاشف حيث قال: (وثَّقه ابنُ معين وليَّنه غيره) وهذه عادة له في بعض التراجم، لكنه قال في الميزان: (حسن الحديث) و أما الحافظ-رحمه الله تعالى- فقال: (صدوق في حفظه لين) وصدق رحمه الله تعالى، وممن يحتجُّ بأبان بن عبد الله من المعاصرين الشيخُ الألبانيُّ-رحمه الله تعالى- حيث قال عنه (أبان مختلف فيه والأكثر على توثيقه،وقال الذهبي: " حسن الحديث "،و قال الحافظ: صدوق في حفظه لين) ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6))
تنبيه: ذكر الإمام الذهبي في الميزان خبرا استنكره على أبان وحمَّله تبعته حيث قال: (ومما أنكر عليه ما روى مالك بن إسماعيل النَّهدي، حدثنى سليمان بن إبراهيم ابن جرير، عن أبان بن عبدالله البجلى، عن أبى بكر بن حفص، عن على رضى الله عنه - مرفوعا: جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن ظهرا لبطن)
قلت: الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- يميل كما في الضعيفة (3/ 351) إلى أن علة الخبر هو سليمان بن إبراهيم لا أبان، حيث قال: (والراوي عنه سليمان بن إبراهيم بن جرير قال الحافظ في " اللسان ":" لا يعرف حاله، و لم يذكر فيه ابن أبي حاتم شيئا "
قلت: فلعله هو علة هذا الحديث) ولعل كلام الشيخ الألباني أقرب، فكون الخبر يلصق بسليمان أولى من أن يُلصق بأبان. والله أعلم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) الجرح والتعديل (1/ 320)
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) علل الترمذي الكبير
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) العلل، للدارقطني
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) لم يذكر الحافظ تصحيح الترمذي، وقد صحح له حديثا في أبواب العيدين
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5) راجع الرسالة الرائعة (منهج الإمام أبي عبد الرحمن النسائي في الجرح والتعديل) للدكتور قاسم علي سعد-حفظه الله تعالى- (4/ 1833) ط. دار البحوث للدراسات الإسلامية
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref6) الصحيحة (3/ 231)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 12:18]ـ
بارك الله فيكم، وأنتظر جديدكم ..
ألا ترى أيها الشيخ الفاضل أن بين قول الدارقطني (ضعيف) وبين توجيهكم لكلامه بعضُ بُعْدٍ؟
ضعيف > لعلَّه أرادَ أنَّ فيه ضعفاً لا أنه ممن لا يحتجُّ به.
بصرف النظر عن آراء باقي النقاد، أفلا يمكن أن يكون رأي الدارقطني مخالفا لرأي جمهور النقاد في (أبان) أو أن له توجيها أقرب من هذا؛ من دون أن نطوّع صريح لفظه بشيء من التكلف (= في نظري) (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 03:12]ـ
بارك الله فيك، وأنتظر جديدك ..
ألا ترى أن بين قول الدارقطني (ضعيف) وبين توجيهك لكلامه بعضُ بُعْدٍ؟
ضعيف > لعلَّه أرادَ أنَّ فيه ضعفاً لا أنه ممن لا يحتجُّ به.
بصرف النظر عن آراء باقي النقاد، أفلا يمكن أن يكون رأي الدارقطني مخالفا لرأي جمهور النقاد في (أبان) أو أن له توجيها أقرب من هذا؛ من دون أن نطوّع صريح لفظه بشيء من التكلف (= في نظري) (ابتسامة)
أبا محمَّد ...
رضي الله عنك
:) ألستَ منتهياً عن نحتِ أثلتنا**ولستَ ضائرها ما أطَّتِ الأبلُ:)
فما قولك في تضعيفِ الإمامِ الدارقطني؟ هل ترى أنَّه في عدوةِ القادحينَ أم أنَّ ثمة قرينة تصرف
دلالة تضعيفه
أودُّ إفادتي
أبا محمَّد
لا سكَّنَ اللهُ قلباً عَقَّ ذكرَكمُ ** فلم يطرْ بجناحِ الشَّوقِ خَفَّاقا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 03:15]ـ
هل ترى أنَّه في عدوةِ القادحينَ أم أنَّ ثمة قرينة تصرف دلالة تضعيفه
أودُّ إفادتي؟
إجابة بإجابة لا سؤال بسؤال
فلاحظ قولتي: (بصرف النظر عن آراء باقي النقاد)
وأحببت فقط تحرير قول الدارقطني رحمه الله في أبان، فهل لك أن تفيدني بشيء من البسط؟
(ابتسامة)
وما قولكم في تقديمه لحديث شريك القاضي لما سئل عن حَدِيثِ إِبراهِيم بنِ جَرِيرِ بنِ عَبدِ الله، عَن أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: في المَسحِ عَلَى الخُفَّينِ أَنَّهُ فَعَل ذَلِك.
فَقال: يَروِيهِ أبان بن عَبد الله البَجَلِيُّ، وأَسَد بن عَمرٍو البَجَلِيُّ، عَن إِبراهِيم بنِ جَرِيرٍ، عَن جَرِيرٍ.
وخالَفَهُما شَرِيكٌ، رَواهُ عَن إِبراهِيم بنِ جَرِيرٍ، عَن قَيسِ بنِ أَبِي حازِمٍ، عَن جَرِيرٍ، وهُو أَشبَهُ.
علل الدارقطني [13/ 437].
ولعلكم استقيتم قول الدارقطني من جوابه عن أحاديث رويت عن أبي هريرة في المسح
لما ذكر الذي: يَروِيهِ أَبانُ بن عَبدِ الله البَجَلِيُّ وكان ضَعِيفًا، عَن مَولَى لأَبِي هُرَيرة فِي المَسحِ عَلَى الخُفَّينِ مَرفُوعًا.
وَأَبانُ ضَعِيفٌ.
وقال أَحمَد بن حَنبَلٍ: هَذا حَدِيثٌ مُنكَرٌ، وكُلُّها باطِلَةٌ، ولا يَصِحُّ عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم فِي المَسحِ.
علل الدارقطني [8/ 276]
ولن ينازع هذا في الحكم الكلي على الراوي والحمد لله (ابتسامة)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 05:28]ـ
إجابة بإجابة لا سؤال بسؤال
فلاحظ قولتي: (بصرف النظر عن آراء باقي النقاد)
وأحببت فقط تحرير قول الدارقطني رحمه الله في أبان، فهل لك أن تفيدني بشيء من البسط؟
(ابتسامة)
وما قولكم في تقديمه لحديث شريك القاضي لما سئل عن حَدِيثِ إِبراهِيم بنِ جَرِيرِ بنِ عَبدِ الله، عَن أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: في المَسحِ عَلَى الخُفَّينِ أَنَّهُ فَعَل ذَلِك.
فَقال: يَروِيهِ أبان بن عَبد الله البَجَلِيُّ، وأَسَد بن عَمرٍو البَجَلِيُّ، عَن إِبراهِيم بنِ جَرِيرٍ، عَن جَرِيرٍ.
وخالَفَهُما شَرِيكٌ، رَواهُ عَن إِبراهِيم بنِ جَرِيرٍ، عَن قَيسِ بنِ أَبِي حازِمٍ، عَن جَرِيرٍ، وهُو أَشبَهُ.
علل الدارقطني [13/ 437].
ولعلكم استقيتم قول الدارقطني من جوابه عن أحاديث رويت عن أبي هريرة في المسح
لما ذكر الذي: يَروِيهِ أَبانُ بن عَبدِ الله البَجَلِيُّ وكان ضَعِيفًا، عَن مَولَى لأَبِي هُرَيرة فِي المَسحِ عَلَى الخُفَّينِ مَرفُوعًا.
وَأَبانُ ضَعِيفٌ.
وقال أَحمَد بن حَنبَلٍ: هَذا حَدِيثٌ مُنكَرٌ، وكُلُّها باطِلَةٌ، ولا يَصِحُّ عَن أَبِي هُرَيرة، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم فِي المَسحِ.
علل الدارقطني [8/ 276]
ولن ينازع هذا في الحكم الكلي على الراوي والحمد لله (ابتسامة)
أحسنت يا شيخ عبد الله أحسن الله إليك وبارك في عمرك ...(/)
ما درجة حديث سويد بن حنظلة أنه مرعلى رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 03:48]ـ
عن سويد بن حنظلة البكري، «أنه مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله»
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 03:49]ـ
وكذلك
عن سويد بن حنظلة، «أنه مر بقوم يؤمهم رجل في المصحف، فكره ذلك في رمضان ونحا المصحف
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 02:45]ـ
صحيح وخرجه أبو بكر في المصنف
وقد كره جماعة من السلف ذلك
ولم ير به بأس آخرون
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 01:16]ـ
أولا الحديث مقطوع
فسويد بن حنظلة هذا هو: سويد بن سويد بن حنظله
و هو ابن الصحابى
ثانيا: سويد بن سويد هذا صالح الحديث لا يحتج بتفردة
ثالثا: اختلفت ألفاظ الرواية
و شكرا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 01:51]ـ
أولا الحديث مقطوع
فسويد بن حنظلة هذا هو: سويد بن سويد بن حنظله
و هو ابن الصحابى
هذا أثر وفعل تابعي وليس مرفوعا للنبي (ص) فهو صحيح لقائله
ثانيا: سويد بن سويد هذا صالح الحديث لا يحتج بتفردة
كيف عرفت أنه سويد بن سويد؟!
ثالثا: اختلفت ألفاظ الرواية
اختلافا لا يضر
و شكرا
بارك الله فيك
وانظر هنا أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=220977
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 02:42]ـ
في مصنف ابن أبي شيبة:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَيَّاشِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَنْظَلَةَ الْبَكْرِيِّ: " أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَؤُمُّ قَوْمًا فِي الْمُصْحَفِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ". رقم 7054
و في المصاحف لإبن أبي داود: حدثنا عبد الله حدثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عياش العامري، عن سويد بن حنظلة البكري، " أنه مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله " اهـ
أليس هناك خلاف في الإسم؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:16]ـ
في المصاحف لإبن أبي داود: حدثنا عبد الله حدثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عياش العامري، عن سويد بن حنظلة البكري، " أنه مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربه برجله " اهـ
؟
قلت: كذا وقع في (كتاب المصاحف): (سويد بن حنظلة)! وهو تحريف لا ريب فيه عند الناقد! وقد راج ذلك على كثير ممن تكلموا على هذا الأثر! وكأنه تحريف قديم! فقد راج على أبي الحجاج الحافظ من قبل! وساق هذا الأثر في ترجمة (سويد بن حنظلة) من (التهذيب) فقال: (وقال سفيان الثوري عن عياش العامري عن سويد بن حنظلة البكري أنه مر بقوم يؤمهم رجل في المصحف في رمضان فكره ذلك ونحى المصحف)!
ثم جاء بعده الشهاب ابن حجر وتردد في الأمر! فقال في ترجمة (سويد بن حنظلة) من (الإصابة): (وروى الثوري عن [عياش] العامري عن سويد بن حنظلة [البكري] حديثا غير هذا، فما أدري هو الصحابي أو غيره)؟!
قلت: وليس من ذا شيء؟
والصواب أن صاحب هذا الأثر هو: (سلَيم بن حنظلة البكري) ذلك التابعي الذي يروي عن عمر وعبد الله وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة، وهو الوحيد الذي ذكروا رواية عياش العامري عنه، فقال البخاري في (تاريخه): (سليم بن حنظلة البكري الكوفي سمع عمرو وأبي بن كعب روى عنه هارون بن عنترة وعياش العامري).
وقال ابن حبان في (الثقات): (سليم بن حنظلة البكري من أهل الكوفة يروى عن عمر وأبى بن كعب روى عنه عياش العامري وهارون بن عنترة وهارون كذاب).
وقال أبو حاتم الرازي - كما في الجرح والتعديل -: (سليم بن حنظلة البكري السعدي الكوفى روى عن عبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق وأبو سنان وهارون بن عنترة وعياش العامري).
وقد فرق البخاري بينه وبين (سليم بن حنظلة السعدي الكوفي) الذي يروي عن ابن مسعود وعنه أبو إسحاق السبيعي وعمارة بن عمير! وتبعه ابن حبان على هذا التفريق كعادته في اقتفاء آثار البخاري حتى في أوهامه!
وقد جمع بينهما: أبو حاتم الرازي، فقال - كما في الجرح والتعديل -: (سليم بن حنظلة البكري السعدي الكوفى روى عن عبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق وأبو سنان وهارون بن عنترة وعياش العامري).
قلت: وهذا هو الصواب على التحقيق، وكلا الرجلين من طبقة واحدة! وكلاهما يروي عن ابن مسعود! فأشبه ذلك أن يكونا واحدًا! ويؤيده: أن أبا إسحاق السبيعي قد روى عنه أثرًا فنسبه (بكريًّا) فقال: (عن سليم بن حنظلة البكري). راجع: (سنن الدارمي) [رقم/ 3395].
أما (سويد بن حنظلة) فذا شيخ آخر قديم مختلف في صحبته! ولم ينسبه أحد (بكريًا)! ولا ذكروا من الرواة عنه سوى ابنته وحدها!
ويؤيد أن صاحب هذا الأثر هو (سليم بن حنظلة): أن ابن أبي شيبة قد أخرج هذا الأثر بعينه في (مصنفه) من طريق الثوري عن عياش العامري عن سليم بن حنظلة البكري: (أنه مر على رجل يؤم قوما في المصحف فضربه برجله).
قلت: لكن تحرف (سليم) عند ابن أبي شيبة إلى (سليمان)! هكذا وقع في جميع الطبعات التي وقفت عليها من (مصنف ابن أبي شيبة)! فانظر:
1 - طبعة دار القبلة [5/ 87 - 88].
2 - وطبعة دار الفاروق [3/ 274].
3 - وطبعة مكتبة الرشد [3/ 307].
ففي جميعها: (سليمان بن حنظلة)! كذا (سليمان)؟ وما (سليمان)؟ ومن يكون هذا (السليمان)؟! وإنما هو (سليم) بلا مَثْنَوِيَّة! ولم ينتبه أحد من المعلقين على هذه الطبعات إلى ذلك التحريف! فالله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:47]ـ
الظاهر أن التصحيف موجود في مواضع أخرى:
الموضع الأول:
الأوسط لابن المنذر (كتاب الوتر) قال:
حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن حنظلة، قال: قرأت عند ابن مسعود سجدة، فنظرت إليه فقال: " ما تنظر؟ أنت قرأتها، فإن سجدت سجدنا "
و في مصنف عبد الرزاق الصنعاني (كتاب صلاة العيدين)
عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن سليم بن حنظلة قال: قرأت عند ابن مسعود السجدة فنظرت إليه، فقال: " ما تنظر أنت قرأتها، فإن سجدت سجدنا "
الموضع الثاني:
الزهد الكبير للبيهقي (فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى)
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأنا عبد الله بن محمد ـ أظنه ابن زياد ـ حدثنا عبد الله بن شيرويه، حدثنا إسحاق الحنظلي، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا هارون بن عنترة، عن سليمان بن حنظلة البكري قال: كنا جلوسا حول أبي بن كعب نسأله، فقام فاتبعناه، فرفع لعمر بن الخطاب فعلاه بالدرة فقال أبي: " مهلا يا أمير المؤمنين، فقال: إنها فتنة للمتبوع ومذلة للتابع "
و في سنن الدارمي: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ عَنْتَرَةَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ (و في الشاملة: سليمان بن حنظلة)، قَالَ: أَتَيْنَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ لِنَتَحَدَّثَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا، وَنَحْنُ نَمْشِي خَلْفَهُ، فَرَهَقَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَتَبِعَهُ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، قَالَ: فَاتَّقَاهُ بِذِرَاعَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا نَصْنَعُ؟، قَالَ: " أَوَ مَا تَرَى؟ فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ، مَذَلَّةً لِلتَّابِعِ " حديث 524
و في مصنف ابن أبي شيبة: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ لِنَتَحَدَّثَ عِنْدَهُ، فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا نَمْشِي مَعَهُ، فَلَحِقَهُ عُمَرُ، فَرَفَعَ عَلَيْهِ عُمَرُ الدِّرَّةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْلَمْ مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: " إِنَّمَا تَرَى فِتْنَةً لِلْمَتْبُوعِ، مَذَلَّةً لِلتَّابِعِ " حديث رقم 25729
و في الزهد والرقائق لابن المبارك (ما رواه نعيم بن حماد في نسخته زائدا على ما رواه) (باب في إعجاب المرء بنفسه)
أنا سفيان، عن هارون بن عنترة، عن سليم بن حنظلة قال: نظر عمر بن الخطاب، إلى أبي بن كعب ومعه ناس، فعلاه بالدرة، فقال: يا أمير المؤمنين ما تصنع؟ قال: " إنها فتنة للمتبوع، ومذلة للتابع "
و الله أعلم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:46]ـ
الظاهر أن التصحيف موجود في مواضع أخرى:
نعم: هو كذلك، والأثر ثابت على كل حال.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 05:58]ـ
أحسنت أخي العزيز الحبيب أبا المظفر ..
وهو (سليم) على الصحيح الصواب فيه بإذن الله تعالى .. بل وهو كما تفضلتم (السعدي) أيضا؛ فهما رجلٌ واحد على الصحيح الصواب بإذن الله تعالى.
وكون الحافظ المزي وهم في النقل الذي نقلته عنه .. فقد أتى به صحيحاً على الجادة في ترجمة عياش بن عمرو العامري. فلم يذكر هناك من مشايخه غير سليم بن حنظلة فقط؛ لا سويدٌ ولا سليمان ولا ما يحزنون.
بل أتى عند الفسوي على الجادة والصواب أيضاً؛ لكنه تصحف عنده في الطبع (من) إلى (بن)؛ فأتى النص عنده هكذا: (وَقَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:27]ـ
أحسنت أخي العزيز الحبيب أبا المظفر ..
وهو (سليم) على الصحيح الصواب فيه بإذن الله تعالى .. بل وهو كما تفضلتم (السعدي) أيضا؛ فهما رجلٌ واحد على الصحيح الصواب بإذن الله تعالى.
وكون الحافظ المزي وهم في النقل الذي نقلته عنه .. فقد أتى به صحيحاً على الجادة في ترجمة عياش بن عمرو العامري. فلم يذكر هناك من مشايخه غير سليم بن حنظلة فقط؛ لا سويدٌ ولا سليمان ولا ما يحزنون.
بل أتى عند الفسوي على الجادة والصواب أيضاً؛ لكنه تصحف عنده في الطبع (من) إلى (بن)؛ فأتى النص عنده هكذا: (وَقَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ).
أحسن الله إليك يا أبا عصام على فوائدك.(/)
مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي اَلْجَنَّةِ
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 04:10]ـ
من يتحفنا بتخريجٍ موسعٍ لحديث " مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي اَلْجَنَّةِ "؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 12:13]ـ
نظرت في الحديث فوجدت طرقه تدور على ستة طرق، و كلها عن أنس بن مالك:
الأول: طريق على بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أنس بن مالك:
أخرجه الترمذي في جامعه – و من طريقه القاضي عياض في الشفا -، و المروزي في تعظيم قد الصلاة، و الطبراني في الأوسط – و من طريقه الأنصاري في ذم الكلام و أهله.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ثِقَةٌ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ صَدُوقٌ، إِلَّا أَنَّهُ رُبَّمَا يَرْفَعُ الشَّيْءَ الَّذِي يُوقِفُهُ غَيْرُهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ رَفَّاعًا، وَلَا نَعْرِفُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَنَسٍ رِوَايَةً إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ , وَقَدْ رَوَى عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْمِنْقَرِيُّ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4149) هَ ذَا الْحَدِيثَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=5770)، عَنْ أَنَسٍ ( http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=720)، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَذَاكَرْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيل فَلَمْ يَعْرِفْهُ وَلَمْ يُعْرَفْ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَنَسٍ هَذَا الْحَدِيثُ وَلَا غَيْرُهُ , وَمَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بَعْدَهُ بِسَنَتَيْنِ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
و هذا إسناد ضعيف جدا آفته علي بن زيد بن جدعان، و نفهم من كلام الإمام الترمذي رحمه الله أنه اضطرب في هذا الحديث فتارة يرويه عن أنس مباشرة، و تارة يرويها عن أنس بواسطة و هو سعيد بن المسيب.
الثاني: يحيى بن عنبسة القرشي عن حميد الطويل عن أنس:
أخرجه عبد الله الأنصاري في ذم الكلام و أهله، و هذا إسناد ساقط فيه يحيى بن عنبسة و هو وضاع.
الثالث: طرق الحديث عن عاصم بن سعيد و هو مجهول:
1 - عاصم بن سعيد عن ابن لأنس، عن أنس بن مالك:
أخرجه ابن شاهين في الترغيب، و ابن بطة في الإبانة، و الجوهري في مجلسان من أماليه، أبي عبد الله الرازي في مشيخته
2 - عاصم بن سعيد، عن سعيد بن خالد، عن خالد بن أنس، عن أنس:
أخرجه العقيلي في الضعفاء، و قال:. مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ، لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وَفِي هَذَا الْبَابِ أَسَانِيدُ لَيِّنَةٌ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
قلت: و إسناده منكر مسلسل بالمجاهيل و هم عاصم و سعيد و خالد.
3 - عاصم بن سعيد عن معبد بن خالد عن أنس:
أخرجه الطبراني في الأوسط، و اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد، و الأنصاري في ذم الكلام
قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ إِلا عَاصِمُ بْنُ سَعِيدٍ، تَفَرَّدَ بِهِ النُّفَيْلِيُّ.
قلت: النفيلي ثقة حافظ، و معبد و عاصم مجهولان.
الرابع: عياض بن سعيد المازني عن سعيد بن خالد، عن أنس:
أخرجه العقيلي في الضعفاء، و قال: وَقَدْ رُوِيَ هَذَا بِإِسْنَادٍ أَصْلَحَ مِنْ هَذَا مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ
و عياض مجهول. و كذلك سعيد إن لم يكن القرشي المتروك.
الخامس: العلاء أبي محمد عن أنس:
أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في اللالىء المصنوعة، و الأنصاري في ذم الكلام، و هذا ساقط: العلاء هذا هو العلاء بن زيدل متروك متهم بالوضع.
السادس: غلام خليل عن دينار عن أنس:
قال الألباني في الضعيفة (4538): عن أحمد بن محمد بن غالب - غلام خليل -: حدثنا دينار، عنه. أخرجه عفيف الدين في "فضل العلم" (124/ 2).
قلت: ودينار هذا هو أبو مكيس الحبشي؛ قال الذهبي:
"ذاك التالف المتهم. قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة".
وغلام خليل من الوضاعين المشهورين.
الخلاصة: الحديث لا يصح و لا يرتقي للصحة أو للتحسين بأي حال.
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 03:12]ـ
الأخ الفاضل أحمد السكندري: جزاك الله خيرا وبارك فيك.(/)
أيهما صواب: " المسيخ " أم " المسيح الدجال "؟
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 06:47]ـ
أيهما صواب: " المسيخ " أم " المسيح الدجال "؟
وهل صح حديث بلفظ " المسيخ الدجال "؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Aug-2010, مساء 09:58]ـ
قال الحافظ ابن حجر: (من قرأه بالخاء المعجمه فقد صحف)
وبعض الوعاظ أراد "التفلسف" فزعم أنه إنما يريد التفريق بين المسيح عليه السلام
والمسيح الدجال, وفي الصحيح "وإن الدجال ممسوح العين" فهذا بيان لوجه تسميته مسيحاً
والله أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 08:57]ـ
وهذا مثل قولهم: الحجر الأسعد.
وإنما هو: الأسود.
والله أعلم.(/)
فائدة: قول الحافظ النسائي في رواية حماد بن سلمة عن سعيد الجريري
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 10:42]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن سعيد بن إياس الجريري ثقة غير أن الأيمة ذكروه فيمن تغير وبعضهم سمى جماعة رووا عنه قبل الاختلاط كما قال العجلي إنما الصحيح عَنه حماد بن سلمة وإسماعيل بن علية وعبد الأعلى من أصحهم سماعا منه ... نقله الحافظ في تهذيبه وبعضهم حدد زمانا كما قال أبو داود وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد نقله المزي في تهذيبه أيضا
وقد وقفت بحمد الله على قول لإمام من أيمة هذا الشأن في بيان رواية حماد بن سلمة عن الجريري لم يذكره المزي ولا ابن حجر ولم يستدركه محققو تهذيب الكمال فأحببت أن أنفع بها إخواني المشتغلين بهذا العلم
قال أبو عبد الرحمن النسائي في السنن الكبرى [ح 10069]: حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس لأن الجريري كان قد اختلط وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط قال يحيى بن سعيد القطان قال كهمس أنكرنا الجريري أيام الطاعون وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك وبالله التوفيق
أقول: حماد أدرك أيوب وروى عنه ورواية من أدرك أيوب عن الجريري جيدة كما قال أبو داود وقد نص العجلي كما تقدم أن رواية ابن سلمة عن الجريري صحيحة وهذان كافيان في قبول روايته لكن مثل هذا النقل عن إمام ناقد مطلع كالنسائي مع تنصيصه على رواية حماد وعدم نقل أهل الاختصاص له حقيق أن يشهر ويذاع ولله الحمد والفضل والمنة
كتبه راجي رحمة الكريم الغني أبو صهيب الجزائري في 19 من الشهر المبارك رمضان بالمدينة النبوية على نبينا صلاة وسلام رب البرية
،
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 02:54]ـ
ومما يتعلق بسماع حماد من الجريري الذي لم يذكره الحافظان المزي ولا ابن حجر قول أبي داود في السنن حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد. والثقفي هو عبد الوهاب بن عبد المجيد وسماعه من الجريري قديم(/)
استفسار عن رموز الكتب المسندة
ـ[المفكر الاسلامي]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 01:55]ـ
السلام عليكم
نزلت كتاب الفتح الرباني ...
وفي تخرج احاديثه يكون مكتوب هكذا
(م هق وغيرهم)
و
(حم طب)
ما معنى ذلك؟؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 01:59]ـ
هذه اختصارات لمؤلفات السنة النبوية، وقد أشار إلى بعضها السيوطي في مقدمة الجامع الصغير.
م: مسلم.
هق: البيهقي في السنن الكبرى.
حم: أحمد في المسند.
طب: الطبراني في المعجم الكبير.
ـ[المفكر الاسلامي]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 03:08]ـ
شكرا لك وهل هنالك كتاب جامع للاختصارات
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 05:03]ـ
راجع مقدمة صحيح الجامع.
ـ[المفكر الاسلامي]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 06:26]ـ
افصح اخي الكريم
بين بالضبط اين
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 06:34]ـ
رموز كتب السنة الواردة بكتب التخريج
http://up.arabsgate.com/u/1524/2067/43537.jpg
[ منقول]
وهنا بحث مفيد بعنوان: ترميز كتب الحديث ( http://www.saaid.net/book/8/1959.doc)
ويمكنك مراجعة الصفحات الأولى من كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي (1/ 149 - 150).
وقد كتب روزنتال في كتابه " مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي " عن ظهور هذه العلامات وتطورها.
والموضع المذكور في صحيح الجامع في (1/ 1 - 2).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 07:55]ـ
/// بارك الله فيكم.
/// رموز الجامع الصغير للسيوطي:
http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-fbc287fd05.jpg (http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-fbc287fd05.jpg)
http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-b744ed3ac1.jpg (http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-b744ed3ac1.jpg)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 08:03]ـ
رموز كتب السنة الواردة بكتب التخريج
http://up.arabsgate.com/u/1524/2067/43537.jpg
[ منقول]
/// يستدرك على ما ذكره في: http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-0e7cc19943.jpg (http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-0e7cc19943.jpg)
/// أنَّ من رموز ابن ماجه في كتب التخريج (ومنها الأطراف) رمز (ق) يعني: (القزويني) في تحفة الأشراف للمزي، فيكون التصويب: http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-15802d7b92.jpg (http://up4.al-qatarya.org//uploads/images/al-qatarya-15802d7b92.jpg)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Aug-2010, مساء 08:28]ـ
بعض الكتب تكون الإشارة فيها إلى الكتب الأربعة السنن (عو) ويكون هذا في المخطوطات كثيرا إشارة إلى الرقم 4
ومشى على هذا الرمز بعض محدثي القرن السادس والسابع الهجري.
وقد يلتبس هذا على بعض المبتدئين أنها لأبي عوانة صاحب المستخرج على مسلم!(/)
ما صحة هذا الكلام؟؟
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 07:46]ـ
قرأت فيما مضى - في كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله - أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كتب إلى علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: إن لي فضائل, كان أبي سيدا في الجاهلية, وصرت سيدا - أو ملكا, الشك مني - في الإسلام, وأنا خال المؤمنين, وكاتب وحي رب العالمين, فنظر عليٌّ في الكتاب فقال: أبالفضائل يفخر عليَّ ابنُ آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام:
محمد النبي أخي وصهري ### وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي ### يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي ### مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها ### فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا ### صغيرا ما بلغت أوان حلمي
فقال معاوية لغلامه: خبئ هذا الكتاب لا يراه اهل الشام فيميلون إلى علي .. طبعا انا نقلت الكلام من ذاكرتي, وربما اختلفت الألفاظ عما في البداية والنهاية, المهم هل هذا يصح؟ لأن معنى الشعر بصراحة ليس فيه أي خلل , لكنني أخشى أن يكون من وضع بعض الرافضة, علما أن ابن كثير حين أورد هذه القصة لم يعلق عليها بتصحيح ولا تضعيف- حسب علمي إلا أن أكون نسيت- , ثم أورد قصة أخرى يقول فيها علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي ** وزوجتي فاطمٌ لا قول ذي فند
في قصيدة لا تحضرني الساعة, غير أنه رحمه الله علق عليها بالوضع , وعلل ذلك بأشياء منها ركاكة الألفاظ , فأرجو الإفادة.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 08:04]ـ
قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية [11/ 117/ طبعة هجر]:
" وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ: وَأَخْبَرَنَا عَنْ دَمَاذٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَلِيٍّ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّ لِي فَضَائِلَ كَثِيرَةً، وَكَانَ أَبِي سَيِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَصِرْتُ مَلِكًا فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنَا صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَالُ الْمُؤْمِنِينَ، وَكَاتِبُ الْوَحْيِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: أَبَالْفَضَائِلِ يَفْخَرُ عَلَيَّ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ؟! ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ يَا غُلَامُ:
مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَخِي وَصِهْرِي وَحَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي
وَجَعْفَرٌ الَّذِي يُمْسِي وَيُضْحِي يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّي
وَبِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَعِرْسِي مَسُوطٌ لَحْمُهَا بِدَمِي وَلَحْمِي
وَسِبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَايَ مِنْهَا فَأَيُّكُمُ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِي
سَبَقْتُكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ طُرًّا صَغِيرًا مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِي
قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَخْفُوا هَذَا الْكِتَابَ لَا يَقْرَؤُهُ أَهْلُ الشَّامِ فَيَمِيلُوا إِلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَهَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ وَزَمَانِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ ".
انتهى كلامه رحمه الله.
القصة الأخرى بعدها مباشرة [11/ 117 - 118]:
" وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَارِثَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يُنْشِدُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ
أَنَا أَخُو الْمُصْطَفَى لَا شَكَّ فِي نَسَبِي مَعْهُ رَبِيتُ وَسِبْطَاهُ هُمَا وَلَدِي
جَدِّي وَجَدُّ رَسُولِ اللَّهِ مُنْفَرِدٌ وَفَاطِمٌ زَوْجَتِي لَا قَوْلَ ذِي فَنَدِ
صَدَّقْتُهُ وَجَمِيعُ النَّاسِ فِي بُهَمٍ مِنَ الضَّلَالَةِ وَالْإِشْرَاكِ وَالنَّكَدِ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْرًا لَا شَرِيكَ لَهُ الْبَرِّ بِالْعَبْدِ وَالْبَاقِي بِلَا أَمَدِ
قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ صَدَقْتَ يَا عَلِيٌّ.
وَهَذَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُنْكَرٌ، وَالشِّعْرُ فِيهِ رَكَاكَةٌ، وَبَكْرٌ هَذَا لَا يُقْبَلُ مِنْهُ تَفَرُّدُهُ بِهَذَا السَّنَدِ وَالْمَتْنِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ ".
انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 08:19]ـ
رحم الله سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه ماأحلمه على فتن أبت ان تتكشف وكيف دارى بالتقوى غرائز خلقته وخلقة كل بني البشر ورحم الله معاويه ورضي عنه
صور من التاريخ ماأحرى تبصرها والتفكر في منشئها ومبلغها بلا شخوص او تشخيص
وجزاكما الله خيرا
ـ[أبو حمزة أنس الرهوان]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 07:29]ـ
أخي في الله عبدالله الحمراني: جزاك الله خير الجزاء, وأسأل الله أن ينفع بك المسلمين, وتقبل الله منا ومنك صالح العمل.
أخي في الله علي الغامدي: وإياك جزى الله خيرا, ونسأل الله أن يوفقك لطاعته, وأن يثبتنا وإياك على المنهج الرباني, منهج السلف الصالح رحمة الله عليهم.(/)
[قَالَ أُبُو دَاوُدَ: قلتُ لأَحمدَ: تَعرفُ في فَضلِ الاعتكافِ شيئًا؟]
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 12:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فائدةٌ:
قَالَ أُبُو دَاوُدَ ـ كما في مسائِلِ الإِمَامِ أحمدَ بنِ حَنْبلٍ بروايته (ص 137 ـ ط. بتحقيق طارق عوض اللَّه ـ): قلتُ لأَحمدَ: تَعرفُ في فَضلِ الاعتكافِ شيئًا؟ قالَ: لَا، إلَّا شيئًا ضَعيفًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 12:57]ـ
ما ثواب الاعتكاف؟.
الحمد لله
أولا:
الاعتكاف مشروع، وهو قربة إلى الله جل وعلا. راجع السؤال رقم (48999 ( http://majles.alukah.net/index.php?ln=ara&QR=48999)) .
فإذا ثبت هذا، فقد جاءت أحاديث كثيرة ترغب في التقرب إلى الله تعالى بنوافل العبادات، وهذه الأحاديث بعمومها تشمل كل عبادة ومنها الاعتكاف.
فمن هذه الأحاديث: قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ). رواه البخاري (6502).
ثانيا:
وردت أحاديث في فضل الاعتكاف وبيان ثوابه إلا أنها كلها ضعيفة أو موضوعة.
قال أبو داود: قلت لأحمد (يعني الإمام أحمد بن حنبل): تعرف في فضل الاعتكاف شيئا؟ قال: لا، إلا شيئا ضعيفا اهـ. مسائل أبي داود (ص96).
ومن هذه الأحاديث:
1 - روى ابن ماجه (1781) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُعْتَكِفِ: (هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ، وَيُجْرَى لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا). ضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه.
(يَعْكِفُ الذُّنُوب) أي: يَمْنَع الذُّنُوب. قاله السندي.
2 - روى الطبراني والحاكم والبيهقي وضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين). ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5345). والخافقان المشرق والمغرب.
3 - روى الديلمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5442).
4 - روى البيهقي وضعفه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين). ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة" ". (518) وقال: موضوع.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/49003/ ثواب%20الاعتكاف(/)
المخبئات الجلية في الرحلة الجنوبية (للشيخ خالد الهويسين)
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:55]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد
فهذه بعض المسائل التي كتبتها عن شيخنا الشيخ خالد الهويسين اثناء رحلتي معه للمنطقة الجنوبية والتي انطلقة في 9\ 8\1431هـ
سميتها (المخبئات الجلية في الرحلة الجنوبية) أسأل الله أنينفع بها كاتبها وقارئها انه جواد كريم:
1) هل ينام الرجل وعليه جنابة؟
ج) مكروه فيغتسل وهو الاكمل او يتوضأ او يتيمم كما ورد عنه عند ابن ابي شيبة من حديث عائشة منفعله صلى الله عليه وسلم
2) قوله صلى الله عليه وسلم (أخشى ان تنفتح عليكم زهرة الدنيا) قال ابن القيم رحمه الله سميت زهرة لثلاث اموراولا: لطيب ريحها ثانيا: لحسن منظرها ثالثا: لسرعة زوالها.
3) قال القرطبي إذا قسى قلبك فذكر الموت فإن لم يلين فزر المقابر فإن لم يلين فحضر جنائز المحتضرين.
4) قاعدة من قصّر الامل حسّن العمل و من طول الامل اساء العمل.
5) حديث (اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد اتاهم مايشغلهم) هذا حديث معلول فإن مداره على خالد بن ساره وقدرواه عنه راويانعطاء وجعفر ابنه وهماثقتان ومن هذا الوجه صحح الحفاظ هذا الحديث ولاكن الحديث معلول ولايصح وقد روى ابن ماجه حديث صحيح عن جرير بن عبداله البجلي انه قال كنا نعد الجلوس للعزاء وصنعت الطعام من النياحة.
6) من اداب الطلب ان يحفظ الطالب النصوص الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الاشتغال بالمتون الفقهية وحفظها إذ المتون مستخرجة على النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عكس ففهم (فينبغي عليه حفظ النصوص وفهم المتون)
7) سؤلت عائشة رضي الله عنها فقالت للسائل اكل ماعلمت عملت به؟ قال لا فقالت اذا لماذا تستكثر علي وعليك حجج الله.
8) إحذر كتاب التفسير للحافظ حسن صديق خان الغنوجي فإن فيه اغلاط موافقة للاشاعرة وقد الفه رحمه الله قبل التوبة وقبل تأليف كتابه قطوف الثمر في عقيدة السلف اهل الاثر.
9) ذكر الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه حلية طالب العلم ان العلم ثلاثة اشبار فمن دخل في الشبر الاول تكبر ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ومن دخل في الشبر الثالث علم انه لايعلم شئ من العلم.
10) قال بعض السلف من قل عمله ابتلاه الله بالهم.
11) روى النسائي في عمل اليوم والليلة عن رجل من الانصار انه راى النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتي الضحى فلما جلس سمعته يقول رب اغفرلي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم حتى بلغ مائة مرة.
12) إذا ساق الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه التوحيد الادلة تحت الباب فإن ذلك لايفيد الحصر إنما أراد بعض الادلة وقد يكون هناك الكثير من الادلة والنصوص غيرها.
13) القاعدة التي تقول إن التقديم الشيء في النص على الآخر يدل على فضل المقدم على المؤخر غير صحيحة والدليل قوله تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) فتقدم الكافر على المؤمن لايدل على التفضيل فانتبه.
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:00]ـ
ترقبوا المزيد
ـ[أبو البراء القحطاني]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 02:54]ـ
ما شاء الله فوائد قيمة
و ننتظر المزيد
تحياتي
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 11:53]ـ
الحمدلله تتمة مسائل المخبئات الجلية في الرحلة الجنوبية لشيخنا الشيخ خالد الهويسين:
14) قاعدة كل محقق للتوحيد موحد ولا يلزم من ذلك ان كل موحد محقق.
15) معنى الكفر بالطاغوت هو إعتقاد بطلان عبادته ومقله وبغضه والبراءة منه.
16) التوحيد يكفر الذنوب لقوله (الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) وقوله في الحديث القدسي (يابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لاتشرك بي شيء للقيتك قرابها مغفرة) وراجع الباب الثاني من كتاب التوحيد للمجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
17) ليس في الجنة نوم دلت عليه نصوص واثار من كلام اهل العلم كما قرره العلامة ابن تيمية وغيره، وراجع حادي الارواح الى بلاد الافراح لابن القيم رحمه الله، فقد نقل اجماع المسلمين على عدم النوم.
18) الذي لايخاف من الوقوع في الشرك يقع في ثلاثة امور:
1 - أن يقع في الشرك وهو لايعلم.
2 - يقع فيه غيره فلا ينكره.
3 - قد يدعو الناس اليه وهو لايدري وهذا اعظم.
19) ماهي ثمرة الخوف من الشرك اربع:
1 - تعلم التوحيد.
2 - التوقي والحذر الشديد في الاقوال والافعال والالفاظ.
3 - الخوف من الله ومن خاف من الله نجا.
4 - دعوة الناس الى التعلم.
20) قال ابراهيم النخعي رحمه الله على قوله تعالى (واجنبني وبني أن نعبد الاصنام) ومن يأمن الوقوع في البلاء بعد الخليل ابراهيم عليه السلام.
21) النذر لغير الله شرك أكبر والبدائة به مكروه والوفاء به واجب.
22) النذر على خمسة أقسام:
1 - نذر الشرك فلا يجوز الوفاء به ولا كفارة عليه.
2 - نذر المحرم فلا يجوز الوفاء به وعليه الكفارة.
3 - نذر الطاعة يجب الوفاء به.
4 - نذر المكروه لايفي به وعليه الكفارة.
5 - نذر المباح فهو مخير ان شاء وفا به وان شاء كفر
ولم يفي.
23) قال الامام احمد رحمه الله قبور اهل السنة وفساقهم روضة من رياض الجنة وقبور اهل البدع حفرة من حفر النار، روىذلك الطبراني عن عبدالله بن احمد عن ابيه.
24) كان ابو هريرة إذا اراد ان يحدث بحديث (اول من تسعر بهم النار ثلاثة .... الحديث) اغمي عليه حتى قال التابعي الذي روى عنه اسنده على صدري ثلاث مرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 01:33]ـ
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين ... اما بعد فهذه تتمة لما في المخبئات الجلية في الرحلة الجنوبية (لشيخنا الشيخ خالد الهويسين) حفظه الله ونفع بعلمه:
25) عشرون مسألة في السلام املاها الشيخ خالد اثناء الدرس بمحافظة تربة في كتاب (فصول الآداب ومكارم الاخلاق المشروعة) لابي الوفاء علي بن عقيل البغدادي بعد المغرب 12\ 8\1431هـ بجامع ابن تيمية وهي التالي:
1 - صح في حديث انس عند البخاري في الادب المفرد أن السلام اسم من اسماء الله فقال صلى الله عليه وسلم (ان السلام اسم من اسماء الله تعالى وضعه في الارض، فأفشوالسلام بينكم). اسناده حسن
2 - الصحيح ان البدائة بالسلام سنة مؤكدة.
3 - ذهب بعض اهل العلم الى ان البدائة بالسلام واجب وهو قول مرجوح.
4 - يستحب ان يأتي السلام من المبتدئ الى قوله وبركاته، فقد ثبت بإسناد جيد ان له ثلاثون حسنة.
5 - إن اقتصر المبتدئ بالسلام على الجملة الاولى أو الثانية فجائز وصار مثل السلام عليكم او ورحمة الله.
6 - ليس من السنة ان يزيد في الابتداء بالسلام او في الرد كلمة (تعالى) بل يقف على الوارد.
7 - اذا حيا الداخل بتحية غير السلام لايجب الرد عليه.
8 - السلام سنة ورده واجب على كل من سمعه.
9 - لايجزء على الصحيح ان يرد البعض عن البعض والاحاديث الوارده في الإجزاء اسانيدها ضعيفة مثل (يجزء الرد عن الجماعة رد الواحد) ضعيف.
10 - صحت الاثار بجموع طرقها ان المسلّم عليه له ان يزيد ومغفرته اذا انتها المسلّم الى وبركاته.
11 - لايجوز البدائة بالسلام على اليهود والنصارى كما صحت بذلك السنة بل ولا أيت ملة كافره.
12 - إذا سلم اهل الكتاب فيرد عليهم وعليكم لايزيد على ذلك كما صحت بذلك السنة.
13 - يكره ان يسلّم على النساء ولاسيما الشابات منهن خشية الإفتتان بهن فإن ثبت عدم الإفتتان ابيح السلام سواء كان السلام بالقاء او بالكتابة او بالهاتف.
14 - جوز اهل العلم السلام على المرأة البرزة ومعنى البرزة الكبيرة التي تبرز في الطريق والى الناس.
15 - من السنة السلام على الصبيان كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
16 - كما يستحب البدائة بالسلام عند اللقاء كذلك عند الفراق.
17 - إذا كان السلام عن طريق الكتابة بالرسائل فإنه يستحب ويشرع ان ترد عليه لفظاً.
18 - إذا بلّغ انسان انساناً بأن فلان من الناس يسلّم عليك فصحت السنة أن يرد عليه السلام مع حامل السلام، فيقول عليك وعليه السلام كما عند احمد من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ياعائشة هذا جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام فقلت عليك وعليه السلام ..... الحديث).
19 - دلت الآثار الصحيحة المرفوعة والموقوفة أن هناك مواضع لايستحب فيها السلام مثل والانسان يقضي الحاجة وغيرها من المواضع التي صحة بها السنة.
20 - ذكر بعض اهل العلم كالسفاريني رحمه الله وغيره نحو خمسة عشر موضعا لايستحب فيها السلام ولا يستحب للمسلّم عليه فيها الرد ذكروا منها: الذي يقضي الحاجة، والمؤذن، والمقيم الصلاة، والملبي في الحج والعمرة، والذي يأكل أويشرب، وغيرها مما ذكروه.
26) روى الترمذي بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم (انه سؤل عن الرجل يلقى اخاه اينحني له قال لا ولاكن يصافحه) وقد صافح النبي اصحابه كما صح بذلك عند النسائي.
27) روى الطبراني بسند صحيح عن معقل بن يسارعن النبي صلى الله عليه وسلم (لئن يطعن في رأس احدكم بمخيط من حديد خير له من ان يمس امرأة لا تحل له).(/)
بعض أحكام الشيخ العلامة: سعد الحميّد على الرجال [من خلال درس الترمذي]
ـ[سليمان بن عبد الله]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلم على خيرِ المرسلين وعلى آلهِ وصحابتهِ ومن سارَ على نهجهِ واقتفى أثرهُ إلى يومِ الدينِ
أما بعدُ:
فإنني أباركُ لكم أيها الإخوة حُلولَ هذا العيدِ وأسألُ الله أن يتقبلَ منَّا صالح أَعمالنا إِنه جوادٌ كريمٌ
أيها الإخوة: جعل الشيخُ العلامةُ المحدِّثُ [وإن أبى أن يوصف بهذين الوصفين]: سعد بن عبد الله الحميد درساً يشرح فيه سنن الترمذي ,
أحمدُ الله أن وفَّقني لحضورهِ مِنْ بِدَايتهِ فإنه درسٌ لا تَكادُ تجد لَهُ نظيراً , يَبدأُ الشيخ فيه بِالقَضَايا الحَدِيثيّةِ
فيتكلم عَلى الحديث , رجالهِ و عللهِ , فإِذا انتهى انتقلَ إلى فقهِ الحديثِ وسَرَدَ الأقوالَ وذَكر الأدلةَ وصحَّحَ و ضعَّفَ , ثم رجَّحَ , حتى تخرج و أنتَ مُحيط بالمسألةِ مِن جَمِيع الجوانِبِ , ودرساً بعدَ درسٍ تجدُ أنك تَشتاقُ إلى يومِ السبتِ و إِلى صَلاةِ العِشاءِ منه؛ لكي تَحضُرَ هذا الدرس , وإِنكَ لَو رأيتَنَا إِذا انتهى شَيْخنا مِنْ سنةِ العشاءِ الراتِبةِ لوجدتنا كَمَا يقولُ الشاعرُ:
طَمحت إِليه عيونُنا فكأنَّما ... رصدت بطلعتِهِ هلال العيدِ
ولو رأيتَهُ وهُوَ مُقبلٌ عَلى طُلابِهِ لَتَذكرتَ قولَ أَبي تَمَّام – رحمه الله -:
يَسْتَنزِلُ الأملَ البعيدَ ببِشرِهِ ... بِشْرَ الْخَمِيلَةِ بالربيِع المغدِقِ
وكذَا السحائبُ قلَّما تدعُو إلى ... مَعْروُفِها الرُّوادَ إن لم تَبْرُقِ
ولقد والله انتفعتُ وانتفعَ غيرِي مِنْ عِلمِهِ الغَزِير , وأَدَبِهِ الجَم , وأُسْلُوبهِ الهادِئ , وَحِلمِهِ , وتَرَاجُعهِ عِنْدَما يَرَى أَنَّهُ قد أَخْطَأَ , ولعلَّ الذين حَضَروا الدَّرسَ الأولَ رأوا بِأَعينهم ما سَأَقول ,
نعم .. في أول دَرسٍ مِنْ هذهِ الدُّروسِ تَرجَمَ الشيخُ – حفظه الله – لِلإِمَامِ الترمِذي ثُمَ تَراجَعَ عَن قَولٍ قَالَهُ فِي إِحدى الدوْرَاتِ أنَّ ابنَ حزمٍ الأنْدلُسي جَهَّلَ التِرمِذي – رحمهما الله – وبَيَّنَ لماذا رَجعَ بِبيانٍ شافٍ.
إِخوتي .. هذه فائدةٌ لَو لم نَخْرج مِن ذلكَ الدَّرس إِلا بها لَكفتنا .. توافقونني؟
وبَعْدُ:
فخدمةً لكم أَيها الإخوة جَمعتُ الرجالَ الذينَ حَكَمَ عليهم الشَّيخ في دروسِ شَرحِ التِّرمذي التي مَضَتْ أسألُ الله أَنْ ينفعَني وإِياكم بها وصلَّى الله عَلى محمد.
الرجال الذين تكلم عنهم الشيخ العلامة: سعد بن عبد الله الحميِّد في دروس شرح سنن الترمذي
أبان بن صالح: قال عنه ابن حزم: مجهول والصحيح أنه ثقة وابن حزم قد جهَّلَ جمعاً من الثقات.
ابن جريج: إذا قال: قال عطاء , فيحمل هذا على السماع بشرط أن يتأكد أن عطاء هذا هو ابن أبي رباح؛ لأنه يروي أيضًا عن عطاء بن السائب، وعطاء الخراساني.
ابن عجلان: فيه بعض الكلام و الراجح أنه صدوق حسن الحديث.
ابن لهيعة: يرى الشيخ أنه ضعيف قبل احتراق كتبه و بعد ذلك. وفي موضع آخر: رواية العبادلة عنه أحسن من غيرها وحديثه بعد احتراق كتبه أشد ضعفا. وقال الشيخ: كان قاضيا معروفا بالفقه و ليس في الحفظ بذاك وهو مدلس.
أبو إسحاق: ظن بعضهم أنه اختلط والصحيح أنه تغير ولم يختلط. روايته عن علقمة منقطعة.
أبو ثِفَال المُري: مقبول. وفي موضع آخر: قال البخاري عن أبي ثفال المري: "في حديثه نظر". وقال الشيخ: لم يوثقه إمام معتبر.
أبو صالح: ذكوان السمان ثقة.
أبو كريب: محمد بن العلاء ثقة.
أبو وائل: من الثقات الأثبات.
أبو يحيى القتات: ضعيف.
أبوعوانة: وضاح اليشكري في طبقة شعبة وليس في الضبط مثل شعبة. وفي موضع آخر: ثقة.
أحمد بن عبدة الآملي: ثقة.
أحمد بن محمد بن موسى: يقال له مردويه أو ابن مردويه ويقال له السمسار.
إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي له بجده اختصاص وكان شعبة يحيل إليه. وفي موضع آخر: ثقة.
أشعث بن عبد الله ويقال له أشعث الأعمى: الصحيح من حاله أنه ثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأعمش: ثقة. وفي موضع آخر: إذا روى عن كبار شيوخه كالنخعي بالعنعنة فإنها محمولة على السماع , نص على ذلك الذهبي , لماذا؟ لطول ملازمته لهم فلا يتصور تدليسه عنهم و إن حصل فنادر و النادر لا حكم له.
بشر بن المفضل: ثقة.
بشر بن معاذ العقدي البصري: ثقة.
جابر بن إسماعيل: ليس بذاك المعروف.
حفص بن غياث: حصل له بعض التغير.
حماد بن زيد: قوي الحفظ قد يتفوق على شعبة.
خالد بن حيان: صدوق يخطئ.
داود بن أبي هند: ثقة.
رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب: مقبول.
ربيح: ذكره ابن حبان في الثقات و قال ابن عدي: لا بأس به. ثم كأن الشيخ مال إلى أنه مجهول.
رشدين بن سعد: المصري ضعيف.
زكريا بن أبي زائدة: سمع من أبي إسحاق بعد التغير.
زهير: ثقة من الثقات. سمع من أبي إسحاق بعد التغير.
زيد بن أسلم: ثقة.
سعيد بن أبي عروبة: أوثق الناس في قتادة.
سفيان: هو الثوري إمام زاهد ورع , كان صداعا بالحق حافظاً متقناً لا يوازن به أحد حتى شعبة.
سفيان بن عيينة: يدلس ولكن قالوا لا يدلس إلا عن ثقة ولكن هذا حكم أغلبي.
سفيان بن وكيع: متروك.
سليمان بن قرم: ضعيف.
سنان بن ربيعة: باهلي بصري تُكلم فيه , قال ابن حجر: " صدوق فيه لين ".
سهيل بن أبي صالح: متكلم في حفظه واحتج به مسلم وهو صدوق حسن الحديث.
شريك: بن عبد الله القاضي ضعيف من جهة حفظه.
شهر بن حوشب: صدوق كثير الإرسال و الأوهام.
صالح مولى التوأمة: عدل حصل له تغير في آخر عمره و أكثر ما يرد عنه مما سمع منه بعد التغير.
عاصم بن لقيط بن صبرة: صدوق.
عامر بن شقيق: قال النسائي: " ليس به بأس " وقال ابن حجر: " لين الحديث ".
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: عدل في نفسه صدوق يخطئ.
عبد السلام بن حرب: ثقة ثبت.
عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي صدوق حسن الحديث إلا فيما يروي عن عبيد الله بن عمر العمري.
عبد الكريم بن أبي المخارق: ضعيف. وفي موضع آخر زاد: عند عامة أهل العلم. وفي موضع آخر: بصري مجمع على ضعفه.
عبد الله بن المبارك: الحنظلي مولاهم , إمام.
عبد الله بن زيد: مقلّ من الحديث أبوه و أمه من الصحابة وقيل: إن أمه نسيبة وله أخ اسمه حبيب قتله مسيلمة وقيل إن عبد الله هذا هو الذي أجهز على مسيلمة , قتل عبد الله في وقعة الحرة.
عبد الله بن محمد بن عقيل: الصواب أنه ضعيف الحديث , ومن أشد من تكلم فيه ابن معين , وابن المديني ينقل عن ابن القطان وابن مهدي أنهم تركوا التحديث عنه والذي ورد عن أحمد أنه قال: " عبدالله بن محمد بن عقيل منكر الحديث ". وفي موضع آخر: الجماهير على تضعيفه وقال أحمد: " منكر الحديث ".
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي: قال أبو حاتم و البخاري: منكر الحديث , وقال النسائي: متروك.
عبد الوهاب الثقفي: ثقة.
عبدة بن سليمان: ثقة ثبت.
عبيد الله: بن عمر العمري ثقة.
عَبيدة بن عمرو السلماني: كاد أن يكون صحابياً وهو إمام ثقة.
عبيدة الضبي: ضعيف من جهة حفظه.
عطاء بن يسار: من ثقات التابعين.
علقمة: هو ابن قيس النخعي , ثقة.
علي بن حجر: ثقة.
فائد بن عبد الرحمن: متروك.
قتادة: ثقة يخشى من تدليسه. وفي موضع آخر: رمي بالقدر.
قتيبة بن سعيد: ثقة ثبت أخرج له الستة.
كهمس: أثبت من قتادة في ابن بريدة.
ليث بن أبي سليم: ضعف الشيخ حديثاً وقال لضعف ليث. وفي موضع آخر: ضعيف بالإجماع.
محمد بن أبي عمر المكي: محمد بن يحيى العدني له مسند من كبار تلاميذ ابن عيينة.
محمد بن إسحاق: إذا روى شيئا في السيرة فهو إمام في المغازي أما في الأحكام فيتشدد فيه أهل العلم والذي يترجح أنه صدوق حسن الحديث إلا إذا اشتدت علة الحديث كأن يتفرد عن الزهري. ثم قال: اختلف في محمد بن إسحاق؛ من أشهر من يتحفَّظ من محمد بن إسحاق: الإمام أحمد فهو متردد فيه ففي حديث المذي مرة احتج به، ومرة لم يحتج به وردَّه بتفرده، ومرة توقف.
محمد بن إسماعيل: البخاري معروف.
محمد بن بشار: المعروف بـ بندار ثقة. وفي موضع آخر: من شيوخ الستة.
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب: ثقة.
محمد بن عمرو: بن علقمة بن وقاص الراجح من حاله أنه صدوق حسن الحديث.
المسيب بن رافع: لم يسمع من ابن مسعود.
معمر: بن راشد من ثقات أصحاب الزهري.وفي موضع آخر: روايته عن أبي إسحاق متكلم فيها.
منصور: ابن المعتمر ثقة ثبت.
نصر بن علي: ثقة.
هلال بن يساف: ثقة متوسط.
هناد بن السري: إمام في طبقة أحمد.
وكيع: إمام له كتاب الزهد. وفي موضع آخر: بن الجراح بن مليح من كبار الأئمة كوفي من تلاميذ الثوري , ولا يشك في فضله وعلمه و عدالته وقد كان يشرب النبيذ لأنه يرى أنه مباح.
الوليد بن مسلم: الدمشقي ثقة مدلس تدليس تسوية.
يحيى الحماني: متروك.
يعقوب بن سلمة: مجهول و أبوه مجهول.
يوسف بن أبي بردة: لم نجد تصريحا من أحد من الأئمة بتوثيقه , وحديث يوسف صححه ابن خزيمة فيستفاد من ذلك توثيق الرجل وذكره ابن حبان في الثقات و أخرج حديثه في صحيحه , وحسنه الترمذي , وقال ابن أبي حاتم: حديث عائشة أصح شيء في الباب , فهذه بمجموعها تفيد أن حديثه أقل أحواله أنه حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 10:20]ـ
[ quote= سليمان بن عبد الله;402848] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ ربِّ العالمين وصلَّى الله وسلم على خيرِ المرسلين وعلى آلهِ وصحابتهِ ومن سارَ على نهجهِ واقتفى أثرهُ إلى يومِ الدينِ
أما بعدُ:
فإنني أباركُ لكم أيها الإخوة حُلولَ هذا العيدِ وأسألُ الله أن يتقبلَ منَّا صالح أَعمالنا إِنه جوادٌ كريمٌ
أيها الإخوة: جعل الشيخُ العلامةُ المحدِّثُ [وإن أبى أن يوصف بهذين الوصفين]: سعد بن عبد الله الحميد درساً يشرح فيه سنن الترمذي ,
أحمدُ الله أن وفَّقني لحضورهِ مِنْ بِدَايتهِ فإنه درسٌ لا تَكادُ تجد لَهُ نظيراً , يَبدأُ الشيخ فيه بِالقَضَايا الحَدِيثيّةِ
فيتكلم عَلى الحديث , رجالهِ و عللهِ , فإِذا انتهى انتقلَ إلى فقهِ الحديثِ وسَرَدَ الأقوالَ وذَكر الأدلةَ وصحَّحَ و ضعَّفَ , ثم رجَّحَ , حتى تخرج و أنتَ مُحيط بالمسألةِ مِن جَمِيع الجوانِبِ , ودرساً بعدَ درسٍ تجدُ أنك تَشتاقُ إلى يومِ السبتِ و إِلى صَلاةِ العِشاءِ منه؛ لكي تَحضُرَ هذا الدرس , وإِنكَ لَو رأيتَنَا إِذا انتهى شَيْخنا مِنْ سنةِ العشاءِ الراتِبةِ لوجدتنا كَمَا يقولُ الشاعرُ:
طَمحت إِليه عيونُنا فكأنَّما ... رصدت بطلعتِهِ هلال العيدِ
ولو رأيتَهُ وهُوَ مُقبلٌ عَلى طُلابِهِ لَتَذكرتَ قولَ أَبي تَمَّام – رحمه الله -:
يَسْتَنزِلُ الأملَ البعيدَ ببِشرِهِ ... بِشْرَ الْخَمِيلَةِ بالربيِع المغدِقِ
وكذَا السحائبُ قلَّما تدعُو إلى ... مَعْروُفِها الرُّوادَ إن لم تَبْرُقِ
ولقد والله انتفعتُ وانتفعَ غيرِي مِنْ عِلمِهِ الغَزِير , وأَدَبِهِ الجَم , وأُسْلُوبهِ الهادِئ , وَحِلمِهِ , وتَرَاجُعهِ عِنْدَما يَرَى أَنَّهُ قد أَخْطَأَ , ولعلَّ الذين حَضَروا الدَّرسَ الأولَ رأوا بِأَعينهم ما سَأَقول ,
نعم .. في أول دَرسٍ مِنْ هذهِ الدُّروسِ تَرجَمَ الشيخُ – حفظه الله – لِلإِمَامِ الترمِذي ثُمَ تَراجَعَ عَن قَولٍ قَالَهُ فِي إِحدى الدوْرَاتِ أنَّ ابنَ حزمٍ الأنْدلُسي جَهَّلَ التِرمِذي – رحمهما الله – وبَيَّنَ لماذا رَجعَ بِبيانٍ شافٍ.
إِخوتي .. هذه فائدةٌ لَو لم نَخْرج مِن ذلكَ الدَّرس إِلا بها لَكفتنا .. توافقونني؟
وبَعْدُ:
فخدمةً لكم أَيها الإخوة جَمعتُ الرجالَ الذينَ حَكَمَ عليهم الشَّيخ في دروسِ شَرحِ التِّرمذي التي مَضَتْ أسألُ الله أَنْ ينفعَني وإِياكم بها وصلَّى الله عَلى محمد.
احسنت بارك الله فيك
نفع الله الشيخ سعد الحميد بعلمه و رفع الله قدره.
حفظ الله الشيخ و محبيه.
ـ[طالب فائدة]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 05:40]ـ
بارك الله فيك على حسن ماصنعت، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك
وغفر الله لشيخنا سعد فلقد أجاد وأفاد ولقد استفاد من درسه القريب والبعيد والقاصي والداني
فالحمدلله على نعمائه
ولعلي أخي سليمان أفيدك ببعض الرجال الذين حكم عليهم الشيخ سعد في الدرس ولم أجده مكتوبا عندك
أبو الوليد أحمد بن بكار الدمشقي:
من الشيوخ المقلين في الحديث.
حسان بن بلال:
ثقة.
يحيي بن موسى:
يروي عن الترمذي كثيرا.
علي بن خشرم:
شيخ لمسلم ولنسائي وعمر طويلا ابن عم بشر الحافي وقيل ابن أخيه.
عمرو بن الحارث:
من الثقات.
حبان بن واسع:
صدوق.
واسع بن حبان (والد حبان المتقدم)
بن منقذ الانصاري المزني قيل صحابي ورجح الشيخ أنه ليس بصحابي لعدم وجود مايدل على ذلك.
هذا ما تيسر كتابته وأعانني الكريم على فعله والحمد لله أولا وآخرا
ـ[سليمان بن عبد الله]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 12:48]ـ
شكر الله لكما واستجاب الدعاء ..
شكر يخصك زائد عن غيرك يا طالب الفائدة على ما أضفت.(/)
علامات ليلة القدر!
ـ[شيرين عابدين]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 05:16]ـ
برجاء ذكر بعض الأحاديث التي وردت فيها علامات ليلة القدر، مع توثيق النقل؛
للرد على السائلين، وجزاكم الله خيرا!(/)
فائدة في صيام الست من شوال
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 07:53]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين اما بعد
فقد سأل عبدالرزاق معمر بن راشد الثقة الحجة الامام عن صيام الست التي بعد رمضان وقالوا: يصوم بعد العيد؟ فقال: معاذالله!
انما هي ايام عيد، ايام اكل وشرب، وقال تصام قبل ايام الغر بثلاثة ايام، او ايام الغر، او بعدها، وايام الغر الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وسؤل عبد الرزاق ايصام اليوم الثاني بعد العيد، فكرهه، وانكره، وشدد على من فعله.
راجع المصنف المجلد الرابع صفحة316 المكتب الاسلامي الاثر رقم7922
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 09:49]ـ
الأخ الفاضل، مسألة صيام ستة أيام من شوال معروفة بأكثر من هذا، ولا ينبغي الاقتصار على مثل هذا النقل.
= أوَّلا الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)).
= مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله - وكذلك الإمام أحمد ... سنية صيام ستة أيام من شوال.
= الإمام مالك بن أنس - رحمه الله - لم ير أحدًا من أهل العلم يصوم هذه الأيام، فليست مسنونة في مذهب الإمام مالك، وكذلك قول الإمام أبي حنيفة.
= والراجح عند العلماء - كما فصله ابن القيم في شرح تهذيب سنن أبي داود - صحة حديث أبي أيوب رضي الله عنه وسنية صيام ستة أيام من شوال.
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 11:16]ـ
الأخ الشمري وفقه الله سمى مقالته: فائدة .. وهي حقا كما قال
فهو لا يغفل هذا الذي تفضلت بذكره أخي الفاضل المليجي
والله الموفق
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 11:30]ـ
جزاك الله خيرا يا شمري وهذا في هذه عزوة لأمثالي ممن لم يبدأ صيام الست بعد!!(/)
انتبه أيها الرافضي الخبيث .. فليس عليٌّ بمنزلة الكعبة عندنا!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
فلا يخفى على الأحبة الكرام خبث هؤلاء الرافضة الزنادقة ومحاولتهم المستميتة للتشبث بكل ما يعتقدون انه مثلبةٌ أو مزلة لأهل السنة والجماعة أتباع محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
كما لا يخفى عليكم أحبتي الكرام تدني المستوى المعرفي والتحصيلي والبحثي لهم .. فهذا الأمر يكاد يكون سمةً بارزة واضحة في جميعهم .. فهم عندما يحاولون تصيد الأمور والأحداث على أهل السنة والجماعة أتباع الرسول والصحابة = يبحثون عن مزبلة كتب أهل السنة والجماعة فيبحثون فيها عما يمكن أن يصفونه بالصيد الثمين في محاولة إدانتنا من كتبنا _ بزعمهم القاصر السخيف _، وما عرف هؤلاء الأقذار أنهم عندما ينبشون مزابل كتب من يصف نفسه بأتباع أهل السنة والجماعة = أنهم يثبتون لنا حقاً وصدقاً حقارتهم وخستهم؛ وأنهم ما أرادوا الحق ولا إحقاقه، ولا الصدق ولا بيانه، إنما أرادوا التشفي لأحقاد مرتكسةٌ في صدورهم لم يستطيعوا معها التعايش السليم مع هؤلاء البشر.
ثم لا يخفى أيضاً عليكم أنهم عندما ينقلون من مزابل كتب من يعد من أهل السنة والجماعة فإنهم لا يميزون ماهية هذا الكتاب أو ذاك، وفيم ألف هذا الكتاب أو ذاك، وبين منهج وخطة هذا الكتاب أو ذاك .. بل هم في هذا الصنيع شابهوا الذباب الذي قد تجده مرة واقفاً على قطعة سكر، وتجده أخرى آكلاً من عذره .. فلم يكلفوا أنفسهم قراءة مقدمة الكتاب _ الذي فرحوا بما وجدوه فيه _ أو منهج مؤلفه فيه .. بل تجدهم مباشرة بعد وقوفهم على ما يبحثون عنه من قذارات يطيرون فرحاً قائلين: انظروا أهل السنة يقولون .. هذا قاله أهل السنة .. ورد في كتب أهل السنة .. أنتم قد قلتم هذا في كتبكم، وهكذا.
ولكن لا ضير .. فهذا من أكبر الأدلة على صفاقة القوم وسفههم وحقارتهم وضعفهم العلمي والتحصيلي .. وأنهم مجرد أبواق ناعقة.
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام .. فالذي دعاني إلى تسطير هذه المقدمة أني وقفت على كلامٍ لتافهٍ من هؤلاء الزنادقة الحاقدين يردد فيه أن أهل السنة فيهم غلو وإشراك في علي بن أبي طالب؛ حيث أنهم يقولون أنه كالكعبة وبمنزلتها .. فلماذا تلوموننا على الغلو فيه! هذا معنى كلام الخبيث.
فلما وقفت الأدلة التي استدل بها على هذا؛ وجدته قد أتى بدليلين منسوبين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أولهما: ("مَثَلُ عَلِيٍّ فِيكُمْ ـ أَوْ قَالَ: فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ـ كَمَثَلِ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ، النَّظَرُ إِلَيْهَا عِبَادَةٌ، وَالْحَجُّ إِلَيْهَا فَرِيضَةٌ").
ثانيهما: ("أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ تُؤْتَى، وَلا تَأْتِي، فَإِنْ أَتَاكَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ فَسَلِّمُوهَا إِلَيْكَ يَعْنِيَ الْخِلافَةَ فَأَقْبَلَ مِنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَأْتُوكَ فَلا تَأْتِهِمْ حَتَّى يَأْتُوكَ").
ثم سرد عناوين كتبٍ متأخرة غير مسندة يشك أصلاً في انتساب أهلها إلى السنة، أو عناوين لكتبٍ تراجمية تنقل كل ما وقع لمؤلفها من مرويات المترجم له.
وعندما نظرت في هذين الحديثين المنسوبين وجدت فعلاً أن هؤلاء أخباثٌ مدلسين ملبسين، وليس هذا بالأمر الغريب فالقوم يتعبدون بالكذب.
· أما الحديث الأول: فلا يعرف إلا من طريق:
[محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني] كذابٌ وضاعٌ .. قال الأزهري: (كان دجالا كذابا ما رأيت له أصلا قط)، وقال الخطيب: (كتبوا عنه ثم تبين كذبه فمزقوا حديثه وكان يضع الأحاديث للرافضة)، وقال الهروي: (قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع) .. والكلام فيه أكثر من يسطر هنا.
عن [محمد بن محمود الكندي] مجهول الحال والعين لا يعرف .. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
عن [محمد بن عبيس الناشري] مجهول الحال والعين لا يعرف .. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
عن [إسحاق بن يزيد] مُضعَّف .. ليس بالقوي.
عن [عبد المؤمن بن القاسم] تفرد بتوثيقه ابن نمير؛ ولا أعلم وجه توثيقه!! ثم وجدت الحاكم يذكره في النوع التاسع والأربعين من المعرفة .. قال العقيلي: (كان من الشيعة لا يتابع على كثير من حديثه)، وقال الذهبي: (عبد المؤمن تالف).
عن [صالح بن ميثم] مجهول الحال والعين لا يعرف .. ولم أقف له على ترجمة أو تعريف.
هذا مدار إسناد هذا الحديث .. وأنا ورب البيت العظيم كفيلٌ لمن يحضر لي هذا الحديث بغير هذا الإسناد.
· أما الحديث الثاني: فلا يعرف إلا من طريق:
[محمد بن زكريا الغلابي] كذابٌ وضاعٌ .. لا يساوي شيئا، والكلام عن فضحه وتبيين حاله أكثر من أن يسطر هنا.
عن [العباس بن بكار] كذابٌ متروك لا تفارق النكارة حديثه .. والكلام على فضحه وتبيين حاله أكثر من أن يسطر هنا.
عن [شريك بن عبد الله الليثي] متكلمٌ فيه.
هذا مدار إسناد هذا الحديث .. وأنا أيضا ورب البيت العظيم كفيلٌ لمن يحضر لي هذا الحديث بغير هذا الإسناد.
فانظر رحمك الله إلى خسارة هؤلاء الزنادقة المرتزقة وكيف يحاولون التلبيس على الناس كما هي عادتهم، ولكن الله فاضحهم. والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 09:11]ـ
الشيخ السكران التميمي جزاك الله كل خير وبارك فيك ومن يعرف الروافض وكتبهم او منتدياتهم الالكترونية
يجد ما ذكرته واضحاً جلياً بل هو من ابرز صفاتهم القذره ومن الملاحظ عليهم في هذه الفترة انهم اذا وضعوا
مقالة فيه نقول عن كتب السنة قالوا لا تقولوا هذا حديث ضعيف او موضوع لانهم يعرفوا في قرارة انفسهم
ان هذا هو حال احاديثهم التي طاروا بها فرحاً ...
ـ[خالد محمد عمر البلعزي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 01:14]ـ
جزاك الله خيرا
... ونحمد الله أن جعل لدينه الذي ارتضى رجالا يذوذون عنه ويدافعون
فالهمة الهمة في فضح هذا المعتقد الفاسد وغيره ممن أراد النيل من نبينا صلى الله عليه وسلم .. وصحابته رضوان الله عليهم .. ومن اتبعهم
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 01:57]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ خالد.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 02:02]ـ
بارك الله فيك ياشيخ خالد على هذا الرد الشافي ونفع بك وأجزل لك الأجر والمثوبة ..
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 03:26]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ وبارك فيك وفي علمك وكل عام وأنت بخير
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 04:46]ـ
جزاك الله خيرا أيها الشيخ المفضال ونفع بك(/)
تحسين حديث: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا ... )
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:54]ـ
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/ 1185]: (حدثنا زهير حدثنا محمد بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير: عن أبي سعيد قد رفعه قال: تصبح الأعضاء تكفر اللسان تقول أتق الله فينا فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا).
--------------
1185 - [حسن]: أخرجه أبو نعيم في «الحلية» [4/ 309]، من طريق محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم- وهو محمد بن الفضل في إسناد المؤلف - ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
قال أبو نعيم: «غريب من حديث [أبي] سعيد، تفرد به حماد عن أبي الصهباء».
قلت: وسنده حسن صالح، رجاله كلهم ثقات أئمة سوى أبي الصهباء، وهو شيخ كوفي لا بأس به، روى عنه جماعة من النَّقَلة، وذكره ابن حبان في «الثقات»، وقول الحافظ عنه في «التقريب»: «مقبول»! - يعني عند المتابعة، وإلا فليِّن! - غير مقبول على التحقيق! ومن يروي عنه مثل حماد بن زيد لا يكون مجهولا ولا غائبًا! بل روايته عنه تقويه وترفع من شأنه، فقد قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» [1/ 1/36]: «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة، مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه، واذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه». وقال أيضًا: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري! قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يُتَكلَّمُ فيه».
قلت: وكلام أبي حاتم وصاحبه ليس على إطلاقه! والأشبه أنهما قصدا برواية الثقات: يعني ثقات الثقات، والحفاظ من الأثبات، وليس كل ثقة! وإلا فقد جزم أبو حاتم بجهالة غير واحد روى عنه أكثر من ثقة! فارتدَّ الأمر إلى اعتبار الحذاق من الثقات، والأثبات من الرواة، في تقوية حال من يروون عنه من صنوف النقلة الذين لم يُؤْثر عن أحد من النقاد أنه تكلم فيهم؟ ولا ريب أن حماد بن زيد مندرجٌ في زمرة أولئك الحفاظ المتقنين المتثبتين، فروايته عن أبي الصهباء الكوفي مما تقويه إن شاء الله، لا سيما ولم يُحْفَظ عن أحد من أهل العلم أنه تكلم فيه! وما علمت للرجل حديثًا منكرًا، أو غريبًا لا يحتمل! فمثله يكون مقبول الرواية عند جماعة من حذاق النقاد، وقد قال الذهبي «الميزان» [3/ 426]: «والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح»، وقد مشى الذهبي على تلك القاعدة في مواطن من «كتبه»، فقال في ترجمة «محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب» من «الميزان» [3/ 668]: «ما علمت به بأسا، ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقد روى له أصحاب «السنن الأربعة» فما اسْتُنْكِرَ له حديث». وقد حسَّن له الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ هذا الحديث، كما يأتي.
قلت: وبهذا البيان الذي أوردناه في حق أبي الصهباء = تطيش محاولات جماعة من المتأخرين في رميه بالجهالة! مع إعلال هذا الحديث به! وقد عرفتَ ما فيه؟
وقد جهدتُ للوقوف لأبي الصهباء على اسم؟ فما استطعتُ! وقبلي قال الحافظ الكبير أبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» [1/ق243/أ/مخطوط] في باب من يكنى بـ: «أبي الصهباء»: «مَنْ أعرف منهم بكنيته ولا أقف على اسمه؟» ثم ذكر منهم: «أبا الصهباء الكوفي» فقال: «أبو الصهباء سمع سعيد بن جبير روى عنه حماد بن زيد وعمارة بن زاذان».
[تنبيه] قد غلط المعلق على «الزهد/لهناد» [2/ 533]، وظن أن «أبا الصهباء» هنا هو «صهيب أبا الصهباء البكري، البصري، و يقال المدني، مولى ابن عباس» الذي أخرج له مسلم! فقال: «أبو الصهباء: اسمه صهيب، مولى ابن عباس، البكري البصري، قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات ... »!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: ولم يفعل الرجل شيئًا! وقد تابعه على هذا الوهم: الباحث الفاضل سليم الهلالي في كتابه: «بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين» [3/ 17]! إلا أنه استدرك على نفسه في «عجالة الراغب المتمني» [1/ 34]، فقال: « ... وهذا سبق قلم مني، لأن أبا الصهباء راوي حديثنا هذا كوفي، وذاك الذي وثقه أبو زرعة - واسمه صهيب - بصري، وهما مختلفان».
قلت: وأزيد عليه: بأن البخاري وأبا حاتم وابن حبان وأبا أحمد الحاكم وغيرهم كلهم قد فرقوا بين الرجلين، وغايروا بين الشخصين، وأيضًا فأبو الصهباء البكري متقدم الطبقة على أبي الصهباء الكوفي، ذاك يروي عنه سعيد بن جبير، وهذا يروي عن سعيد بن جبير!
وقد أغرب الإمام الحافظ مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ الأَصْبَهَانِيُّ، وقال في «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [عقب رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، بعد أن ساق الحديث من طريق أبي بكر ابن السني، ثنا أبو خليفة، ثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري به ... قال: «أبو الصهباء هذا اسمه صلة بن أشيم العدوي، عداده في البصريين، يروي عنه الحسن بن أبي الحسن البصري، وحميد بن هلال، وثابت بن أسلم البناني، وزوجته معاذة العدوية، وقال الإمام أبو أحمد العسال: هو بصري ثقة قتل بخراسان في بعض الغزوات في ولاية الحجاج، روى عنه أبو السليل»!
قلت: وهذا من الأوهام العجيبة! فإنه لا يُعرف لصلة بن أشيم رواية عن سعيد بن جبير أصلا! ولا ذكروا أن حماد بن زيد يروي عنه! وكيف يروي عنه حماد وهو لم يدركه أصلا! بل لمَّا قُتِلَ صلة بن أشيم ببلاد كابل غازيًا لم يكن حماد قد ارتكض في رحم أمه بعد! بل لم يكن أَبَوَا حماد قد التقيا في تلك الحياة أصلا؟! وقد كان مقتل «صلة» في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين للهجرة، أما حماد بن زيد فقد كان مولده سنة ثمان وتسعين، كما ذكر تلميذه خالد بن خداش! فكيف خفي مثل هذا على مُحَمَّدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أَبِي الرَّجَاءِ وهو «الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، مُفِيْدُ أَصْبَهَان، الذي كَتَبَ الكَثِيْر، وَجَمَعَ، وَخَرَّجَ، وَحَدَّثَ»، كما يقول الذهبي في ترجمته من «سير النبلاء»!؟ لكن المعصوم من عصمه الله وحده.
وصلة بن أشيم هذا: شيخ قديم معدود من كبار التابعين، بل ذكره جماعة في الصحابة؛ لكونه أرسل حديثًا! قال الحافظ في «الإصابة» [3/ 463]: «ذكر أبو موسى- يعني محمد بن عمر الأصبهاني الحافظ - أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو ابن مائة وثلاثين سنة، قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية».
قلت: وكان صلة من أولئك الزهاد العباد المجاهدين، الذين شغلتهم العبادة والغزو عن الرواية والسماع، فلهذا قلَّتْ رواياته في دواوين الإسلام! وذاعت الأخبار عنه في «الزهد والرقاق»، وله مواعظ تذوب منها الصخور، وتموج لحرارتها أمواج البحور!
ومن بليغ أخباره: ما رُوِّيناه في «حلية الأولياء» [2/ 238] بالإسناد الصالح عن ثابت البناني قال: «كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة- يعني المقابر- فيتعبد فيها- يعني بجوارها - فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق، وناموا بالليل، متى يقطعون سفرهم؟ قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم، فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا، نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام! ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات».
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:02]ـ
وعود على بدء فنقول: ومع صلاح هذا الإسناد إلا أنه اختلف على حماد بن زيد في رفعه ووقفه؟ فرواه عنه محمد بن الفضل السدوسي على الوجه الماضي مرفوعًا، وتابعه عليه جماعة: منهم:
1 - سهل بن محمود أبو السري: عند أبي نعيم في «الحلية» [4/ 309] حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر قال: ثنا محمد بن غالب تمتام قال: ثنا عارم ومسدد وسهل بن محمود قالوا: ثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري يرفعه إلى النبي r به نحوه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذه متابعة مخدوشة! وأبو بحر ابن كوثر تكلم فيه غير واحد من النقاد! راجع: ترجمته من «الميزان» ولسانه [5/ 131].
2 - ومحمد بن موسى الحرشي: عند الترمذي [رقم/2407]، وابن خزيمة في «فوائد الفوائد» [ص/ 39/رقم/2/طبعة دار ماجد عسيري]، ومن طريقه المزي في «التهذيب» [431/ 33]، وابن شاهين في فضائل الأعمال [2/رقم/ 392]، وأبي القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» [2/رقم/1719/طبعة دار الحديث]، من طرق عن محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به نحوه ...
قلتُ: ومحمد بن موسى فيه ضعف!
3 - وصالح بن عبد اللَّه الباهلي: عند الترمذي [عقب رقم/ 2407]، حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «أحسبه عن النبي r » يعني مرفوعًا.
4 - وعفان بن مسلم: عند أحمد [95/ 3]، ثنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «لا أعلمه إلا رفعه».
5 - والطيالسي: في «مسنده» [رقم/2209]، ومن طريقه البيهقي في الآداب [رقم/ 294/طبعة مؤسسة الكتب الثقافية]، وفي «الشعب» [4/رقم/4945]، حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ... وقال فيه: «قال حماد: ولا أعمله إلا مرفوعًا».
6 - وسليمان بن حرب: عند عبد بن حميد في «مسنده/المنتخب» [رقم/979]، وأبي نعيم في الحلية [4/ 309]، عن حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد به ...
قلت: لكن اختلف على ابن حرب في رفعه! فرواه عنه عبد بن حميد و الحارث بن أبي أسامة على الوجه الماضي مرفوعًا، وخالفهما أبو مسلم الكجي! فرواه عن ابن حرب فقال: أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا عليه! هكذا أخرجه الخطابي في «غريب الحديث» [2/ 442] قال: حدثناه ابن مالك- يعني: أحمد بن إبراهيم بن مالك- أخبرنا أبو مسلم الكشي به ...
قلت: يشبه أن يكون الوجهان محفوظين عن سليمان، والاختلاف في رفعه ووقفه هو من حماد بن زيد نفسه! كما يأتي بيان ذلك.
7 - وعمران بن موسى البصري: عند ابن أبي الدنيا في «الورع» [رقم/ 19]، حدثني عمران بن موسى البصري قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «أحسبه رفعه»، وكذا أخرجه في الصمت [رقم/ 21]، ومن طريقه عمر بن أحمد الشماع في «الجزء الأول من ثبته» [رقم/153/مخطوط/بترقيمي]،وقال فيه: «أراه رفعه».
8 - وبشر بن السري: عند الحسين بن حرب في «زوائده علي زهد ابن المبارك» [رقم/ 1012]، أخبرنا بشر بن السري قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... وقال فيه: «قال حماد: ولا أعلمه إلا رفعه».
9 - ومسدد بن مسرهد: عند ابن السني في اليوم والليلة [1/ 33 - 34 - رقم/1/مع عجالة الراغب]، ومن طريقه أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي رجاء بن الفضل الأصبهاني في «الفوائد الملتفظة والفرائد الملتقطة من مسموعات أبي الفتح الخرقي» [رقم/19/مخطوط/بترقيمي]، وأبي نعيم في الحلية [4/ 309]، والبغوي في «شرح السنة» [14/ 315 - 316]، وأبي حامد البُدَيْري في «الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي» [ق/28/ب/مخطوط/المكتبة الأزهرية]، من طرق عن مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به ... وقال فيه عند ابن السني وابن أبي رجاء والبغوي والبديري: «أظنه رفعه».
قال محمد بن مكي بن أبي رجاء: «حديث حسن مشهور، عن حديث حماد بن زيد ... ».
10 - وأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ: عند البيهقي في «الشعب» [4/رقم/ 4945]، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن بكر المروزي نا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني نا حماد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير: عن أبي سعيد الخدري به ...
11 - وابن مهدي: واختلف عليه في سنده! فأخرجه ابن عبد البر في التمهيد [40/ 21]، وفي الاستذكار [569/ 8]، من طريق يعقوب بن المبارك حدثنا إسحاق بن أحمد البغدادي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... مرفوعًا.
قال يعقوب بن المبارك عقب روايته: «هكذا وجدته في كتابي عن أبي يعقوب الكاغذي».
قلت: وأبو يعقوب هذا هو إسحاق بن أحمد البغدادي، سئل عنه الدارقطني؟ فقال: «حدَّث بمصر، رأيتهم يثنون عليه، وفي حديثه أوهام» كما في «سؤالات السهمي» [ص/ 173]، وقد خولف هذا الشيخ في وصله! خالفه يحيى بن زكريا بن يحيى الحافظ الإمام أبو زكريا النيسابوري الأعرج! فرواه عن يعقوب الدورقي فقال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا! ولم يرفعه! هكذا أخرجه ابن عبد البر في التمهيد [21/ 40 - 41] أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المبارك حدثنا يحيى بن زكريا به ...
قلت: وهذا الوجه أراه المحفوظ عن ابن مهدي.
12 - ومحمد بن عبيد بن حساب: عند ابن عبد البر أيضًا في التمهيد [40/ 21] من طريق عبد الله بن أحمد بن حامد بن ثرثال البغدادي قال: حدثنا الحسن بن الطيب بن حمزة البلخي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو الصهباء عن سعيد ابن جبير عن أبي سعيد الخدري به ...
قلت: وهذه متابعة مخدوشة! والحسن بن الطيب بن حمزة تكلم فيه غير واحد من النقاد، فراجع: ترجمته من «تاريخ بغداد» [7/ 333 - 335].
تابع البقية: ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:13]ـ
فهؤلاء: ثلاثة عشر راويًا رُويَ عنهم رفْعُ الحديث عن حماد بن زيد، وخالفهم جماعة آخرون! فرووه عن حماد فأوقفوه! ولم يجاوزوا به أبا سعيد الخدري! ومن هؤلاء:
1 - حماد بن أسامة: عند هناد في الزهد [2/ رقم 1090]، ومن طريقه الترمذي [عقب رقم/ 2407] حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد ثنا أبو الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... موقوفًا.
2 - وأبو كامل: عند أحمد في «الزهد» [رقم/ 1094/طبعة دار ابن رجب]،حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ به نحوه ... موقوفًا.
قلت: وأبو كامل: هو مظفر بن مدرك الإمام الحافظ الجبل.
[تنبيه] زعم الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني في «فتاويه الحديثية» أن الذي روى هذا الحديث عن حماد إنما هو أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين! فعزاه إلى عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد»! ثم قال: «وقد وقع الإسناد هكذا في كتاب «الزهد» قال عبد الله بن أحمد: «حدثنا أبي، حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد بن زيد به»، وذِكْرُ «أحمد بن حنبل» في هذا الإسناد خطأ ظاهر، فأبو كامل الجحدري هو فضيل بن حسين من شيوخ عبد الله بن أحمد، لا من شيوخ أبيه»!
قلت: كذا قال! وهذا مع تخطئته للأصول الخطية وغيرها من «الزهد»، بدون برهان قائم، يوهم أنه ليس في الدنيا «أبو كامل» من تلك الطبقة سوى فضيل بن حسين الجحدري وحده! وغاب عنه أن من مشاهير مشيخة الإمام أحمد: «أبا كامل مظفر بن مدرك الحافظ» وهو المراد في هذا الإسناد بلا ريب عند الناقد، فدعوى أن «ذِكْرَ أحمد بن حنبل في هذا الإسناد خطأ ظاهر!» هي بعينها الخطأ الظاهر!
3 - وإسحاق بن أبي إسرائيل: عند ابن عبد البر في التمهيد [41/ 21] من طريقإسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به نحوه ... موقوفًا.
5 - وعبد الرحمن بن مهدي: عند ابن عبد البر في التمهيد [21/ 40 - 41] أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا يعقوب بن المبارك حدثنا يحيى بن زكريا عن يعقوب الدورقي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري به ... موقوفًا!
قلت: فهؤلاء كلهم رووه عن حماد بن زيد فأوقفوه على أبي سعيد ولم يرفعوه! وهذا الوجه هو الذي رجحه الترمذي! فقد قال في «جامعه» [605/ 4]، بعد أن أخرجه مرفوعًا [رقم/ 2407]، من رواية محمد بن موسى الحرشي عن حماد بن زيد به ... : قال: «حدثنا هناد -وهو في «زهده» كما مضى- حدثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد نحوه ولم يرفعه، وهذا أصح من حديث محمد بن موسى!!».
قلتُ: لكن محمدًا لم ينفرد به مرفوعًا عن حماد بن زيد! بل تابعه: جماعة أكثر عددًا ممن أوقفه! وما في بعض رواياتهم من الشك في رفعه! إنما هو من حماد بن زيد نفسه!! كما وقع ذلك صريحًا عند الطيالسي والحسين بن حرب وغيرهما، فالظاهر أنه كان يشك فيه، والراوي الثقة الحافظ المأمون -مثل حماد- إذا روي خبرًا مسندًا ورواه عنه جماعة من الثقات هكذا، ثم عاد وأوقفه أو شك فيه!! فالأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لكونه أتى فيه بزيادة حفظها عنه ثقات أصحابه، فلعله نسي بعد ذلك أنه سمعه مرفوعًا، فذهب يوقفه، ثم تعارض عنده الوقف والرفع ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار يشك فيه! وقد كان حماد بن زيد معروفًا بكونه من الذين يقصرون في الأسانيد عند الارتياب؛ زيادة في الاحتياط والتوقي، وقد نقل الحافظ في «التهذيب» عن يعقوب بن شيبة الحافظ أنه قال: «حماد بن زيد أثبت من ابن سلمة، و كل ثقة، غير أن ابن زيد معروف بأنه يقصر فى الأسانيد، و يوقف المرفوع، كثير الشك بتوقيه، و كان جليلا، لم يكن له كتاب يرجع إليه، فكان أحيانا يذكر، فيرفع الحديث، و أحيانا يهاب الحديث، و لا يرفعه».
قلت: وقد ورث حماد هذا التوقي عن شيخه أيوب السختياني، فقد كانت هذه عادته فيما يشك فيه من أخبار؛ تبرئةً لذمته أن ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله!
والحديث: حسن صالح مرفوع على التحقيق، وهو غريب من هذا الوجه، تفرد به حماد بن زيد عن أبي الصهباء، وقد كان تفرُّدُ حماد به معروفًا بين النقلة، وقد سمعه منه خلْقٌ كما مضى، بل حرص الثوري على سماعه من حماد أيضًا! فأخرج ابن أبي حاتم في «تقدمة الجرح والتعديل» [1/ 182]، من طريق يعقوب الدورقي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: «رأيت سفيان الثوري جاء الى حماد بن زيد وسأله عن حديث أبى الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبى سعيد الخدري: «أن الأعضاء تكفر بعضها بعضا» قال: فرأيت سفيان الثوري جاثيا بين يدي حماد بن زيد وهو يُمْلي عليه هذا الحديث»، وأخرجه ابن عبد البر أيضًا في «التمهيد» [21/ 40] من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: «رأيت سفيان الثوري جالسا عند حماد بن زيد يكتب هذا الحديث». والله المستعان لا رب سواه.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/1185].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 05:51]ـ
وفقك الله.
* كيف حسَّن محمد بن مكي بن أبي الرجاء لأبي الصهباء الكوفي، وهو يعيِّنه في الإسناد بصلة بن أشيم البصري؟ مع اعتبار أن اعتماد المتأخرين في التصحيح والتحسين على أحوال الرواة.
* نقلتَ قول ابن أبي الرجاء: (حديث حسن مشهور، عن حديث حماد بن زيد ... )، كذا، وصوابه: (من حديث حماد ... ).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:21]ـ
وفقك الله.
* كيف حسَّن محمد بن مكي بن أبي الرجاء لأبي الصهباء الكوفي، وهو يعيِّنه في الإسناد بصلة بن أشيم البصري؟ مع اعتبار أن اعتماد المتأخرين في التصحيح والتحسين على أحوال الرواة ..
أحسن الله إليك يا أبا عبد الله. تعقبك في محله. وتلك نُغْبَةٌ من بحار أوهامنا! ولن نستدرك إصلاحها في مكان آخر؟ بل سنتركها مع التنبيه عليها، عازين الفضل لأهله، لعل صنيعنا هذا يكون عبرة لبعض إخواننا ..
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 03:30]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب؛ أبو المظَفَّر السِّنَّاري
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 04:48]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب؛ أبو المظَفَّر السِّنَّاري
بارك الله فيك يا شيخ أحمد، ونفع بك.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 06:41]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
تخريج محكم وحكم موفق وفقك الله دائما وأبدا
والحديث لايقل عن درجة الحسن كما تفضلت ولكن بزيادة ظن حماد
أسأل الله لي ولكم استقامة اللسان وصلاح الجنان ودخول الجنان والبعد عن النيران
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:20]ـ
الشيخ أبو المظَفَّر السِّنَّاري، بارك الله فيك ونفع بك.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:25]ـ
والراوي الثقة الحافظ المأمون -مثل حماد- إذا روي خبرًا مسندًا ورواه عنه جماعة من الثقات هكذا، ثم عاد وأوقفه أو شك فيه!! فالأول هو الذي عليه الاعتماد؛ لكونه أتى فيه بزيادة حفظها عنه ثقات أصحابه، فلعله نسي بعد ذلك أنه سمعه مرفوعًا، فذهب يوقفه، ثم تعارض عنده الوقف والرفع ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار يشك فيه!
ثمت هنا أمر دقيق لعلك تتقبله مني بصدر رحب وهو
أنك أثبت أن رواية رفع الحديث حسنة أو صحيحة ثم بنيت على ذلك إحتمال شكه بعد ذلك
والصحيح
أن الحديث حسن فقط بزيادة ظنِ حماد في رفعه أوقفه وقوله (أحسبه عن النبي) أو (أراه رفعه) أو (أحسبه رفعه) أو (أظنه رفعه) أو (لاأعلمه إلا رفعه) ونحوه مما يوهم عدم يقينه أو شكه
والسبب في ذلك أن ما ورد فيه الجزم بالرفع فقط لم يرد فيه ممايُقبل سوى طريق واحدة أو طريقين ولا كنها تضعف بمقابل طرق الشك أ والوقف الأكثر والتي بعضها أقوى بمراحل كما تعلم فلا يعتد بها ولا يقال لعله كان يحفظ ثم نسي ولهذا أشار الترمذي إلا ضعف حديث الرفع
فالذي ظهر لي أن الحديث حسن صحيح بظن حماد أوشكه كما أنه حسن موقوفا
أما رفعه قطعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضعيف
إلا إن قلنا أن شك حماد له حكم يقينه مطلقا وذلك فيه نظر
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:40]ـ
والسبب في ذلك أن ما ورد فيه الجزم بالرفع فقط لم يرد فيه ممايُقبل سوى طريق واحدة أو طريقين ولكنها تضعف بمقابل طرق الشك أوالوقف الأكثر والتي بعضها أقوى بمراحل كما تعلم
ثم إن تفرد عارم عن جميع الرواة بتأكيد الرفع -بقد - قد يكون بسبب إختلاطه في آخر عمره إن كانت الرواية في تلك الفترة(/)
بأي الرايتين خرجت من بيتك؟
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:08]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين
امابعد ............ ....
حديث ابي هريرة (ما من خارج يخرج يعني من بيته الا وببابه رايتان راية بيد ملك وراية بيد شيطان فإن خرج لما يحب الله عزوجل اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع الى بيته وان خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع الى بيته).
*يروى هذا الحديث عن ابي هريرة من طريق سعيد المقبري يرويه عنه عثمان بن محمد الاخنسي يرويه عنه عبدالله بن جعفر يرويه عنه ابوعامر العقدي مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم خرجه الامام احمد والطبراني.
- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن مَخْلَدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بن مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ إِلا بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بَيْدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بَيْدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ تَبِعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ تَبِعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ".الطبراني
*ويروى عن ابي هريرة من طريق الاعرج يرويه عنه ابي الزناد يرويه عنه ابنه عبدالرحمن حدث عنه داود بن عمرو الضبي مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، خرجه الامام احمد
حَدَّثَنَا داود بن عمر الضبى، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عَن أبيه، عَن الأعرج، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، إِلاَ بِبابه رَايَتَانِ، رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللَّهُ اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ. غاية المقصد في زوائد الامام احمد
*ويروى موقوفا على ابي هريرة له حكم الرفع من طريق ابي سعيد المقبري يرويه عنه ابوالغصن ثابت بن قيس يرويانه عنه عبدالرحمن بن مهدي وابوعامر العقدي خرجه ابن عدي قال حدثنا خالد بن النضر قال حدثنا عمرو بن علي، وذكره الذهبي في الميزان على ترجمة ابوالغصن من رواية الفلاس عن بن مهدي وابوعامر.
الفلاس، حدثنا عبدالرحمن وأبو عامر، قالا: حدثنا ثابت بن قيس، حدثنى أبو سعيد المقبرى، قال: غدوت من منزلي فإذا رجل ينادى: يا كيسان! فالتفت، فإذا هو أبو هريرة، فقال لى: بأى الرايتين / غدوت؟ قلت: أي رأية تكون لى؟ مكاتب أعرج مسكين! فقال: إنه ليس من عبد وفي رواية صب إلا ينصب ببابه كل يوم رايتان: راية غى، وراية رشد، فيغدو بإحداهما.
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 07:13]ـ
والحديث صحيح، كما صححه شيخينا الفاضلين:
الشيخ خالد الهويسين و الشيخ فهد السنيد
حفضهما الله ونفع بعلمهما(/)
ماهوالاسم الصحيح والكامل"لطعيمة"المذكورفي هذه العبارة (وقال وحشي: قتل حمزة طعيمة ين ع
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 08:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال الإمام البخاري في صحيحه
كتاب المغازي
باب: قصة غزوة بدر.
وقول الله تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون. إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين. بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين. وما جعله الله إلا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين} /آل عمران 123 - 127/.
قال أبو عبد الله: فورهم: غضبهم.
وقال وحشي: قتل حمزة طعيمة ين عدي ين الخيار يوم بدر
المطلوب والمسؤل ماهوالاسم الصحيح والكامل"لطعيمة"المذكورفي هذه العبارة (وقال وحشي: قتل حمزة طعيمة ين عدي ين الخيار يوم بدر) وهكذاأرجومن فضلكم أن تدلوني علي أحوال هذالرجل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 09:35]ـ
طُعَيمة بن عَديّ بن الخِيار قتله حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه في بدر
وهو عم جبير بن مطعم فقال ابن مطعم لوحشي وكان عبدا عنده: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر, وقد أخرج هذه القصة البخاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري, وفيها أن وحشيا قتل مسيلمة الكذاب ليكفر عن قتله حمزة
والله الموفق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 09:53]ـ
هو أبو الريان طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وهو أخو المطعم بن عدي ..
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 10:27]ـ
هو طُعَيْمَةُ بنُ عَدِي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي قال المصعب في نسب قريش:
وهو الأعرج وأمهما (يعني طُعَيْمةَ ومطعماً): فاختة بنت عباس بن عامر بن حُيَي بن رِعْلِ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بُهْثَةَ بن سُلَيم بن منصور. (ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان)
وقوله في الحديث "ابن الخيار" وهم، نبه عليه الحافظ بن حجر في الفتح فقال:
كذا وقع فيه " ابن الخيار " وهو وهم وصوابه " ابن نوفل " وسأبين ذلك في الكلام على قصة مقتل حمزة في غزوة أحد إن شاء الله تعالى.
ولم أرَهُ نبه عليه في الموضع المذكور. وبيان ذلك في كتاب المصعب أنهم ثلاثة إخوة: الخِيار والمطعم وطُعيمة بنو عدي بن نوفل بن عبد مناف فالمطعم وطعيمة شقيقان والخيار للرباب بنت الحارث، فخلَفَ الخِيار على امرأة أبيه فاختة بنت العباس بنكاح الْمَقْتِ -وكأنه كان أسنّ ولدِ أبيه- فأولَدها عدِيّ الأصغر بن الخيار بن عدي وله أخ اسمه عدي الأكبر أمه عبشمية وهو أبو عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل المذكور في حديث البخاري الذي أشكل عليكَ. فلعل اشتباه عَدِي بعَدِيّ جرّ الغلط لبعض رواة هذا الحديث. والحديث بسند صحيح عند ابن إسحاق في السيرة مُصَرّحاً بالتحديث فيه قال:
وحدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، أخو بني نوفل بن عبد مناف في زمان معاوية بن أبي سفيان .... (إلى أن يقول فيه وحشي):
كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر.
فهو الصواب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 12:38]ـ
قد تسرعتُ .. أستغفر الله , والله المستعان(/)
جهود علماء الحنابلة في خدمة الصحيحين
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:00]ـ
الموضوع منقول
وصاحب البحث: الدكتور إسماعيل غازي مرحبا - المحاضر في جامعتي: (الجنان) و (طرابلس)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه:
فإن دين الإسلام العظيم، قد تكفل الله بإظهاره وإعلائه، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:33]، وقال جل شأنه: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) [الفتح:28]، وقال عزّ من قائل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ • يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ • هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُبِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [الصف:7 - 9].
وقد سخر الله تعالى لذلك أعلاماً وأئمة، حفظ الله تعالى بهم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من أولئك الذين بذلوا جهودهم رخيصة في حفظ السنة النبوية إمامي أهل الحديث: البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، خاصة في كتابيهما صحيح البخاري وصحيح مسلم. وكان لهذين الكتابين منزلة عالية ودرجة رفيعة لم يبلغها أي كتاب من كتب السنة، وسوف أسلط الضوء في هذا البحث على جهود علماء المذهب الحنبلي في خدمة هذين الكتابين، وذلك وفق الخطة التالية: خطة البحث: قسمت البحث إلى مقدمة وبابين وخاتمة: المقدمة: وتحتوي على أسباب الاختيار والخطة والمنهج المتبع والدراسات السابقة. الباب الأول: عناية الحنابلة بالصحيحين تصنيفاً، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: مصنفات الحنابلة في متن الصحيحين.
الفصل الثاني: مصنفات الحنابلة في أسانيد الصحيحين.
الفصل الثالث: مصنفات الحنابلة في ختم وأبواب الصحيحين.
الباب الثاني: عناية الحنابلة بالصحيحين تعلماً وتعليماً، وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: رواية وقراءة الحنابلة للصحيحين.
الفصل الثاني: حفظ الحنابلة للصحيحين.
الفصل الثالث: ضبط ومقابلة ونسخ الحنابلة للصحيحين.
الفصل الرابع: ثناء الحنابلة على الصحيحين.
الخاتمة: وفيها تلخيص وإبراز لأهم النتائج والتوصيات.
منهج البحث:
اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي، فقمت باستقراء ما أمكنني استقراؤه من كتب للبحث عن المعلومات التي تخص بحثي الذي هو المذهب الحنبلي، ثم قمت بتحليل تلك المعلومات ما أمكنني إلى ذلك سبيلاً، مستعيناً بما أقف عليه من دراسات سابقة في جزئيات الموضوع.
الدراسات السابقة:
لم أقف على دراسات سابقة مستقلة في الموضوع، ولا وُجدت دراسات ضمنية مباشرة لهذا الموضوع، بل لم أجد دراسات سابقة في المذاهب الأخرى المعتمدة.
إلا ما كان من معلومات جزئية في دراسات سابقة تتحدث عن عَلَم من الأعلام، فتذكُر ضمن ترجمته كتبَ ذلك العلم، وتقوم بدراستها، ويكون واحد من هذه الكتب أو أكثر من الكتب التي لها علاقة بالصحيحين أو أحدهما.
لذا فإن هذا البحث يُعد من حسنات هذا المؤتمر، سائلاً المولى جل وعلى أن يُوقف القائمين عليه لكل خير، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
الباب الأول:
عناية الحنابلة بالصحيحين تصنيفاً
وفيه فصلان:
الفصل الأول: مصنفات الحنابلة في متن الصحيحين.
الفصل الثاني: مصنفات الحنابلة في أسانيد الصحيحين.
الفصل الثالث: مصنفات الحنابلة في ختم وأبواب الصحيحين.
الفصل الأول:
مصنفات الحنابلة في متن الصحيحين:
صنّف فقهاء الحنابلة رحمهم الله تعالى عدة مصنفات تتعلق بمتن الصحيحين أو أحدهما، وفيها يلي ذكر أبرز هذه المصنفات:
1 - كتاب الصحيح على كتاب مسلم بن الحجاج:
تأليف: الشيخ الإمام الحافظ المحدث أبي زكريا يحيى بن أبي عمرو عبد الوهاب ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن إسحاق ابن الحافظ محمد بن يحيى بن منده العبدي، الأصبهاني، المتوفى سنة إحدى عشرة وخمسمائة ([1]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكتاب غير موجود بين أيدينا، إلا أن سعة علمه وكثرة حديثه ومدح مصنفاته تدل على أهمية هذا الكتاب، ومن ذلك ما ذكره الحافظ محمد بن عبد الواحد الدقاق، من قوله فيه: "الشيخ الإمام الأوحَدُ، عنده الحديث الكثير، والكتب الكثيرة الوافرة، جمع وصنف تصانيف كثيرة. منها: كتاب الصحيح على كتاب مسلم بن الحجاج" ([2]).
"وذكره إسماعيل بن عبد الغافر، في تاريخ نيسابور، فقال: رجل فاضل، من بيت العلم والحديث، المشهور في الدنيا، سَمِع من مشايخ أصبهان، وسافر ودخل نيسابور، وأدرك المشايخ، وسمع منهم، وجمع، وصنف على الصحيحين. وعاد إلى بلده" ([3]).
2 - الإفصاح عن معاني الصحاح ([4]):
تأليف: الوزير العالم العادل، صدر الوزراء، عون الدين، أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني الدوري، ثم البغدادي، المتوفى سنة ستين وخمسمائة ([5]).
وهو عبارة عن شرح للجمع بين الصحيحين للإمام أبي عبد الله الحميدي (ت488) ([6]).
ولبيان أهمية الكتاب وإفادة العلماء منه أنقل ما يلي:
يقول ابن رجب: "قلت: صنف الوزير أبو المظفر كتاب "الإفصاح عن معاني الصحاح" في عدة مجلدات، وهو شرح صحيحي البخاري ومسلم، ولما بلغ فيه إلى حديث: ((من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)) شرح الحديث، وتكلم على معنى الفقه، وآل به الكلام إلى أن ذكر مسائل الفقه المتفق عليها، والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين ... وهذا الكتاب صنفه في ولايته الوزارة، واعتنى به وجمع عليه أئمة المذاهب، وأوفدهم من البلدان إليه لأجله، بحيث إنه أنفق على ذلك مائة ألف دينار، وثلاثة عشر ألف دينار، وحدث به، واجتمع الخلق العظيم لسماعه عليه. كتب به نسخة لخزانة المستنجد. وبعث ملوك الأطراف ووزراؤها وعلماؤها، واستنسخوا لهم به نسخًا، ونقلوها إليهم، حتى السلطان نور الدين الشهيد. واشتغل به الفقهاء في ذلك الزمان على اختلاف مذاهبهم، يدرسون منه في المدارس والمساجد، ويعيده المعيدون، ويحفظ منه الفقهاء" ([7]).
ويقول ابن مفلح: "وقد صنف كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح في عدة مجلدات، وهو شرح الصحيحين، ولما بلغ إلى شرح: ((من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين)) شرح الحديث وتكلم على الفقه وذكر المسائل المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة، وقد أفرده الناس من الكتاب وجعلوه مستقلا فى مجلدة" ([8]).
ويقول محقق الكتاب: "وتبدو أهمية الإفصاح في أنه أول شرح للصحيحين معاً، وقد أولى ابن هبيرة عنايته في شرحه فقهَ الحديث في مجال تهذيب النفس وتربية الروح وسمو الأخلاق، كما تضمن الإفصاح فوائد لغوية نحوية وصرفية وبلاغية، بشرح غريبه وشكله، وحفظ لنا في كتابه بعض النصوص من مصادر ضائعة .. " ([9]).
3 - كشف المشكل من حديث الصحيحين ([10]):
تأليف: الإمام الحافظ المفسّر الفقيه الواعظ الأديب شيخ وقته وإمام عصره جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي، المتوفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة ([11]).
وهو عبارة عن شرح لمشكل الجمع بين الصحيحين للإمام أبي عبد الله الحميدي ([12]).
وقد قام ابن الجوزي بجهد كبير في هذا الكتاب إذ يقول: "ومعلوم أن الصحيح بالإضافة إلى سائر المنقول كعين الإنسان، بل كإنسان العين، وكان قد سألني من أَثرُ سؤاله أمارة هَمتي، شرح مشكله، فأنعمتُ له وظننتُ الأمر سهلاً، فإذا نيل سُهيل أسهل، لما قد حوت أحاديثه من فنون المشكلات ودقائق المعضلات ... فلما رأيت طرق شرحه شاسعة، شمّرت عن ساق الجد، مستعيناً بالله عز وجل ... " ([13]).
وأنقل هنا من كلام محقق الكتاب ما يوضح الخدمة التي قام بها الإمام ابن الجوزي لهذا الكتاب، وبالتالي للصحيحين:
يبدأ ابن الجوزي مُسْند كلّ صحابي بحديث موجز عنه، ثم يذكر عدد ما روي له من الأحاديث، وما أُخرج له في الصحيحين منها. ويأخذ المؤلف بعد ذلك بشرح الأحاديث، ويسير على ترتيب الحميدي للمسانيد والأحاديث داخل كلّ مسند، وليس لازماً أن يتناول المؤلف كلّ الأحاديث، فقد يتجاوز عما يرى أنه لا إشكال فيه، ولا يحتاج إلى كشف من الأحاديث.
وفي شرح الحديث يذكر جزءاً منه ثم يشرحه، وينتقل إلى شرح سائر ما في الحديث من مشكل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمشكل عنده قد يكون في اللفظ أو في المعنى أو في الرواية أو في الراوي أو فيما يدور حول الحديث من تساؤلات وما يثير من استفسارات، أو فيما يكون فيه من الأحكام والمباحث الفقهية.
فهو في أكثر الأحاديث يشرح الألفاظ التي يراها غريبة أو محتاجة إلى توضيح، وفي شرحه لها يُعنى بضبط اللفظة وذكر تصاريفها واشتقاقها وبيان دلالتها، ويستشهد على ما يقول، كما يتعرض لبيان المعرّبة.
وإذا ورد في الحديث المشروح لفظة من القرآن الكريم أشبعها المؤلف شرحاً وتفسيراً، وأفاض في الحديث عن لغات اللفظة ومعانيها وأسباب النزول وغيرها.
كما اعتنى بروايات الحديث واختلاف لفظ الحديث، ونبّه على تصحيفات المحدّثين ولحنهم، وما يقع فيه بعض طلاب الحديث من خطأ، ونبّه على ألفاظ العامة ولحنهم.
كما اهتم ابن الجوزي ببيان المعنى الإجمالي للحديث ومقصده العام، واستخلاص أحكامه وفوائده، واستنباط القواعد الفقهية من الحديث وما يدل عليه من حكم شرعي، ويعرض آراء الفقهاء وأقوالهم، وما يحتج به صاحب كلّ مذهب من الحديث، وكيف يرد عليه أصحاب القول الآخر.
كما يتعرض للروايات الأخر التي جاءت للأحاديث في غير الصحيحين، أو يوضح الحديث بذكر رواية له عن صحابي آخر، ويناقش الروايات المختلفة.
ومن أطرف ما في الكتاب إجابة المؤلف على الاستفسارات، ورده على أية تساؤلات أو إشكالات قد تدور حول الحديث.
كما اجتهد في توضيح مبهمات الأعلام وما لم يُسمّ في الحديث، كما يوضح الأعلام التي ترد في الأحاديث أو أسماء الرواة أو غير ذلك مما قد يقع فيه اشتباه أو لبس.
كما ميّز المدرج في الحديث من كلام الصحابة أو الرواة، ولم يفت ابن الجوزي أثناء كل ذلك أن يذكرَ فوائد وقصصاً وتنبيهات متنوعة، وكانت مصادره في كتابه كثيرة متنوعة من مشايخ ومؤلفين ([14]). ولابن الجوزي أيضاً:
4 - محض المحض:
يقول ابن رجب: "وقد صنف ابن الجوزي كتاب، (المقتبس من الفوائد العونية) وذكر فيه الفوائد التي سمعها من الوزير عون الدين ... وانتقى من زبد كلامه في (الإفصاح) على الحديث كتابًا سماه (محض المحض) ([15]).
فهذا الكتاب عبارة عن خدمة لكتاب (الإفصاح)، الذي هو في نهاية المطاف خدمة للصحيحين. ولابن الجوزي أيضاً:
5 - جامع المسانيد ([16]):
قال الحافظ ابن كثير عند تعداده بعض مؤلفاته: "وله جامع المسانيد استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي" ([17]).
ولأهمية كتابه هذا قام الفقيه الزاهد المقرئ عماد الدين محمد بن معالي بن غنيمة البغدادي بترتيبه على أبواب الفقه ([18]).
كما قام الإمام محب الدين الطبري أبو العباس أحمد بن عبدالله، بترتيبه أيضاً ([19]).
بل صار هذا الكتاب مما يحرص طلاب العلم على سماعه بالإسناد ([20]).
6 - عمدة الأحكام ([21]):
تأليف: الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق القدوة العابد عالم الحفاظ، تقي الدين، أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي المنشأ الصالحي، توفي سنة ستمائة ([22]).
ذكر ابن رجب من جملة كتبه: "كتاب (العمدة في الأحكام) مما اتفق عليه البخاري ومسلم، جزآن" ([23]). ويقول ابن الملقن معللاً شرحه للعمدة: "وخصصت الكلام عليها لإكباب جميع المذاهب عليها" ([24]).
وذكر الشيخ محب الدين الخطيب كتب أحاديث الأحكام: "أما الكتاب الثالث، وهو أوجزها، وأصحها وأقدمها، فكتاب (العمدة) للإمام حافظ الإسلام تقي الدين عبد الغني ... وهو يشتمل على 419 حديثاً من أعلى أنواع الصحيح، مما اتفق على إخراجه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما، فكان كتابه هذا عمدة الأحكام حقاً، وكان كتابه قريباً لطالب العلم المبتدئ والمتوسط، ولا يستغني عنه المنتهي والمتبحر، لذلك كان جديراً بأن يُحفظ ويقتنى" ([25]).
ومما يدل على أهمية هذا الكتاب مع ما سبق: أن قام بشرحها عدة علماء، منهم:
- القاضي عماد الدين إسماعيل بن تاج الدين أحمد بن سعيد بن محمد بن الأثير الحلبي الشافعي المتوفى سنة تسع وتسعين وستمائة، وقد علقه مما أملاه عليه الإمام تقي الدين محمد بن علي القشيري أبو الفتح المعروف بابن دقيق العيد المتوفى سنة اثنتين وسبعمائة، وسماه: (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) ([26]).
- الإمام سراج الدين عمر بن علي ابن الملقن المتوفى سنة أربع وثمانمائة في كتابه: (الإعلام بفوائد عمدة الحكام) ([27]).
(يُتْبَعُ)
(/)
- الإمام شمس الدين محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي المتوفى سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، في كتابه: (كشف اللثام شرح عمدة الأحكام) ([28]).
وغير ذلك ([29]).
وللحافظ عبد الغني المقدسي عناية أخرى بالصحيحين تتمثل في كتابه الآتي:
7 - المصباح في عيون الأحاديث الصحاح:
قال ابن رجب في ذكره تصانيف الحافظ: "كتاب (المصباح في عيون الأحاديث الصحاح) ثمانية وأربعين جزءاً، يشتمل على أحاديث الصحيحين" ([30]).
وهو كتاب بالأسانيد ([31])، "مشتمل على أحاديث (الصحيحين)، فهو مستخرج عليهما بأسانيده، في ثمانية وأربعين جزءا" ([32])، بدأ بأحاديث الصحيحين ثم بأفراد البخاري ثم بأفراد مسلم ([33]).
8، 9 - (أفراد الصحيح) و (غرائب الصحيح) ([34]):
تأليف: الشيخ الإمام الحافظ الكبير، ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي، المقدسي، الصالحي: محدث عصره، ووحيد دهره، توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة ([35]).
قال ابن رجب ضمن مؤلفاته: " (أفراد الصحيح) جزء، و (غرائبه) تسعة أجزاء" ([36]).
لقد تكلم بعض الأئمة في جملة من الأحاديث صحيح البخاري ووصفوها بالغرابة أو الإنفراد، على أن وجود الغرائب والأفراد في الصحيحين هو أمر نادر، لذا كانت الأحاديث المستغربة أو المستنكرة من قبل الأئمة قليلة بالنسبة إلى الأحاديث الصحيحة المشهورة ([37]).
قال الحافظ حجر: "وأما قوله ([38]): إن الغرائب الأفراد ليس في الصحيحين منها شيء. فليس كذلك، بل فيها قدر مائتي حديث قد جمعها الحافظ ضياء الدين المقدسي في جزء مفرد" ([39]).
ومن كتب الضياء أيضاً:
10 - جزء فيه من أحاديث صحيحة مما رواه مسلم بن الحجاج النيسابوري "بين المصطفى r وبينه تسعة نفر" ([40]):
وفي عصر الإمام مسلم كانت تُعد التساعية من الأسانيد النازلة، حيث روى مسلم في صحيحه أحاديث رباعية، ولنزول الإسناد أسبابه ومبرراته عند المحدّثين ليس هنا مجال ذكرها.
وقد سبر الضياء في هذا الكتاب أسانيد مسلم واستخرج منها تساعياته، ثم سبر أسانيد البخاري فوجد أنهما اتفقا على ثلاث روايات بهذه الصفة.
وهذا الجزء على صغره حجمه، فإنه يدل على إتقان الضياء لهذا العلم، كما يدل على اختصاصه بالصحيحين وإحاطته بجوانب فيهما قد لا نجدها عند غيره ([41]).
وللضياء أيضاً:
11 - من كلام الحافظ الضياء على شيء من أحاديث "الجمع بين الصحيحين للحميدي" ([42]):
تتبع الضياء في هذا الكتاب أوهاماً وقعت للحميدي في كتابه، وذكر الصواب فيها، وغالب الأوهام والمآخذ تدور حول وهم الحميدي في نسبة الحديث لغير راويه من أصحاب الصحيحين، أو في نسبة زيادة فيه، أو خطأ في لفظ الحديث، أو نقص في متن الحديث ([43]).
ولا شك أن هذا الكتاب يخدم الصحيحين لاعتماد كثير من العلماء عليه في نسبة أحاديث للبخاري ومسلم.
كما للضياء أيضاً:
12 - الأبدال ([44]) العوالي ([45]) في شيوخ الشيخين:
تخريج الحافظ الضياء لنفسه، ذكره الحافظ ابن حجر ([46]).
13 - جزء فيه مائة حديث من صحيح البخاري:
تأليف: شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، المتوفى سنة سبع وعشرين وثمانمائة ([47]).
قال في فهرس الفهارس: " وانتقى ابن تيمية جزءاً فيه مائة حديث من صحيح البخاري مشتملة على الثلاثيات الإسناد وموافقات وإبدال وعوالي ([48]) وغير ذلك" ([49]). ولشيخ الإسلام أيضاً:
14 - عوالي البخاري:
قال في كشف الظنون: "عوالي البخاري، تخريج التقي ابن تيمية، ذكره البقاعي في مشيخته" ([50]).
15 - فتح الباري شرح صحيح البخاري ([51]):
تأليف: الحافظ الإمام العلامة زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد، المعروف بابن رجب الحنبلي، المتوفى سنة خمس وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى ([52]).
قال ابن عبد الهادي: "وشرح قطعة من البخاري إلى كتاب الجنائز، وهي من عجائب الدهر، ولو كمل كان من العجائب" ([53]).
وقال ابن مفلح: "وله مصنفات مفيدة شرح الترمذي وشرح أربعين النواوي وشرح في شرح البخاري سماه (فتح الباري في شرح البخاري) ونقل فيه كثيراً من كلام المتقدمين" ([54]).
ولعل في كلامهما ما يغني عن الإطناب في إبراز قيمة هذا الكتاب، وما يشير لأولي الألباب إلى مدى الجهد الذي بذله ابن رجب في كتابه هذا.
16 - النكت على تنقيح الزركشي أو حواشي على تنقيح الزركشي ([55]):
(يُتْبَعُ)
(/)
تأليف: القاضي محب الدين أحمد بن نصر الله التستري البغدادي الحنبلي، المتوفى سنة أربع وأربعين وثمانمائة ([56]).
والتنقيح للزركشي بدر الدين محمد بن بهادر المتوفى سنة أربع وتسعين وسبعمائة، هو عبارة عن شرحٍ مختصرٍ لصحيح الإمام البخاري ([57]).
فتُعدّ هذه النكت من القاضي محب الدين خدمة لكتاب البخاري.
17 - جزء فيه الأحاديث التي رواها مسلم في صحيحه عن الإِمام أحمد:
تأليف: علاء الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ زين الدين المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي، المتوفى سنة ثلاث وستين وسبعمائة ([58]).
قال ابن رجب: "قرأت عليه جزءاً فيه الأحاديث التي رواها مسلم في صحيحه عن الإِمام أحمد بسماعه الصحيح من أبي عبد اللّه محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، بإجازته من المؤيد" ([59]).
18 - كشف اللثام شرح عمدة الأحكام:
للسفاريني، وقد سبق ذكره ضمن الكتب التي شرحت كتاب (عمدة الأحكام).
الفصل الثاني:
مصنفات الحنابلة في أسانيد الصحيحين:
كما اعتنى الحنابلة في التصنيف في أمور تتعلق بمتن الصحيحين، فقد اعتنوا أيضاً بالتصنيف في أمور تتعلق بالأسانيد، وإن كانت فيما يبدو أقل من الأولى، ولعل ذلك راجع إلى صحة أسانيد الصحيحين، فلم تكن الحاجة كبيرة للعناية بها، وإنما صرفوا عنايتهم إلى الاستفادة من المتون.
ومما وقفت عليه من مصنفات مفردة للحنابلة فيما يتعلق بأسانيد الصحيحين:
1 - أسامي مشايخ الإمام البخاري ([60]):
تأليف: أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ([61]).
قال محقق الكتاب في مقدمته للكتاب: "والعناية برجال البخاري قديمة قدم الكتاب، وكثيرون هم العلماء الذين جمعوهم، ومن أقدم هذه المؤلفات ([62]): كتابنا هذا – تسمية المشايخ الذين روى عنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الجامع الصحيح الذي صنفه ([63])، تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني، مما ألّفه على حروف المعجم، وذكر أنسابهم وبلداتهم وموتهم رحمه الله" ([64]).
وكان لهذا الكتاب أثرٌ واضح يتمثل في نقل العلماء منه ([65]).
2 - الكمال في معرفة الرجال ([66]):
تأليف: الإمام، العالم، الحافظ الكبير أبي محمد عبد الغني المقدسي السابق ذكره ([67]).
يقول الحافظ عبد الغني في مقدمة كتابه: "فهذا كتاب نذكر فيه إن شاء الله ما اشتملت عليه كتب الأئمة الستة من الرجال؛ فأولهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم البخاري، ثم أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، وأبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي السلمي الضرير، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني، واستوعبنا ما في هذه الكتب من الرجال غاية الإمكان، غير أنه لا يمكن دعوى الإحاطة بجميع من فيها لاختلاف النسخ، وقد تشذ عن الإنسان بعد إمعان النظر وكثرة التتبع ما لا يدخل في وسعه، والكمال لله عز وجل ولكتابه العزيز، ولا تشذ عن هذه الكتب من الصحيح إلا اليسير، وكذلك من ثقات المتقدمين، وقدمنا من أحوالهم حسب الطاقة ومبلغ الجهد، وحذفنا كثيراً من الأقوال والأسانيد طلباً للاختصار؛ إذ لو استوعبنا ذلك لكان الكتاب من جملة التواريخ الكبار، فما حصل اتفاقهم عليه قلنا فيه: روى له الجماعة، وما اتفق عليه البخاري ومسلم قلنا: اتفقا عليه، والباقي سميناه" ([68]).
وفيما سقناه من كلام الحافظ رحمه الله يتضح منهجه في كتابه، وما يشير إلى أهمية هذا الكتاب، ومدى الجهد الذي بذله فيه.
يقول ياقوت الحموي: "وصنف كُتباً في علم الحديث حساناً مفيدة منها كتاب (الكمال في معرفة الرجال) يعني رجال الكُتُب الستة من أول راوٍ إلى الصحابة جوده جداً" ([69]).
ويقول الإمام المزي في مقدمته لكتاب تهذيب الكمال: "وكان من جملة ذلك كتاب (الكمال) الذي صنفه الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي رحمة الله عليه في معرفة أحوال الرواة الذين اشتملت عليهم هذه الكتب الستة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كتاب نفيس كثير الفائدة، لكن لم يصرف مصنفه رحمه الله عنايته إليه حق صرفها، ولا استقصى الأسماء التي اشتملت عليها هذه الكتب استقصاء تاماً، ولا تتبع جميع تراجم الأسماء التي ذكرها في كتابه تتبعاً شافياً، فحصل في كتابه بسبب ذلك إغفال وإخلال ([70]) " ([71]).
ويقول الحافظ ابن حجر: "أما بعد فإن كتاب الكمال في أسماء الرجال الذي ألفه الحافظ الكبير أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي وهذبه الحافظ الشهير أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي من أجلّ المصنفات في معرفة حملة الآثار وضعا وأعظم المؤلفات في بصائر ذوي الألباب وقعا" ([72]).
3 - الرواة عن البخاري:
تأليف: الإمام الحافظ ضياء الدين المقدسي، السابق ذكره ([73]).
ذكر الحافظ ابن رجب من ضمن مؤلفاته: "الرواة عن البخاري، جزء" ([74]).
وقد قال الذهبي في وصفٍ مجملٍ لمؤلفاته: "وتصانيفه نافعة مهذبة" ([75]).
ومن كتب الضياء أيضاً:
4 - جزء فيه الرواة عن أبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري الحافظ الإمام ([76]):
في هذا الجزء والذي قبله دليل واضح على عناية الضياء الشديدة بالصحيح، وفي مؤلَّفه الأخير أثبت فيه اتصال سنده بالإمام مسلم من خلال عشرة من الرواة عنه، كما أراد أن يزيد الثقة في صحيح مسلم وأن الرواة لصحيحه عنه لم تقتصر على الرواية المشهورة، فحفظ لنا الضياء في هذا الجزء أسانيده إلى الإمام مسلم وهي قلما تقع لغيره من المحدّثين ([77])، فأتى الضياء ليثبت لنا روايات متعددة عن الإمام مسلم لم يذكرها غيره من أعلام المحدّثين ([78]).
5 - مختصر تهذيب الكمال ([79]):
تأليف: عماد الدين أبي بكر بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم السعدي الدمشقي ثم المصري الحنبلي، المتوفى سنة أربع وثمانمائة ([80])، وقد سبق الكلام على الكمال ويؤخذ فهم هذا من أصله.
الفصل الثالث:
مصنفات الحنابلة في ختم الصحيحين وفي أبوابهما:
في هذا الفصل سوف أذكر كتابين يتعلقا بصحيح البخاري ([81])؛ الأول عبارة عن ختم لصحيح البخاري، والثاني عبارة عن ترتيب لأبواب صحيح البخاري، وإلى هذين الكتابين:
1 - تحفة السامع والقاري في ختم صحيح البخاري:
تأليف: أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن زيد الشهاب أبي العباس بن الشمس الموصلي الدمشقي الحنبلي ويعرف بابن زيد، المتوفى سنة سبعين وثمانمائة ([82]).
وقد ذكر هذا الكتاب الإمام السخاوي فقال: "وله كراسة في ختم البخاري سماه تحفة السامع والقاري في ختم صحيح البخاري" ([83]).
يقول شيخنا الدكتور بدر العماش: "كتب الختم هي: ما يكتبه الشيخ أو ما يمليه بعد قراءته أو قراءة أحد الكتب عليه، مشتملة على التعريف بالكتاب، ومكانته، وشروحه وما يتعلق به، والتعريف بالمؤلف. وقد صَنَّفَ جَمْعٌ مِنْ أَهْل العلم في ذلك ... " ([84]).
2 - هدية الراغب في ترتيب أبواب البخاري ([85]):
تأليف: الفقيه المحدث عالم الحنابلة بالحجاز والشام عبد الله بن عودة بن عبد الله صوفان بن عيسى القدّومي الحنبلي، المتوفى سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف ([86]).
يقول الكتاني –وهو من تلاميذه- " وله من التصانيف ... وهداية الراغب مرتب ترتيب أبواب البخاري وغيرهما" ([87]).
وحيث إن البخاري"قد أودع في صحيحه هذا فوائد متنوعةً ومقاصد مختلفةً، ولم يخله من الفوائد الفقهية، والنكت الحُكمية، فاستخرج من المتون معاني كثيرة فرقها في أبواب الكتاب بحسب تناسبها، واعتنى فيه بآيات الأحكام، فانتزع منها الدلائل البديعة، وسلك فيه الإشارة إلى تفسيرها السبلَ الوسيعة، وقد اشتهر من قول جمع من الفضلاء: (فقه البخاري في تراجمه) " ([88])، لذلك فقد اهتم العلماء بهذه الأبواب وصنفوا فيها المصنفات المتعددة، منها هذا الكتاب.
الباب الثاني:
عناية الحنابلة بالصحيحين تعلماً وتعليماً
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: رواية وقراءة الحنابلة للصحيحين.
الفصل الثاني: حفظ الحنابلة للصحيحين.
الفصل الثالث: ضبط ومقابلة ونسخ الحنابلة للصحيحين.
الفصل الرابع: ثناء الحنابلة على الصحيحين.
الفصل الأول:
رواية وقراءة الحنابلة للصحيحين:
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس من عادة المترجمين ذكر من روى أو من قرأ الصحيحين أو أحدهما، إذ كان ذلك ديدن العلماء وطلاب العلم، فلم يكن يُنصّ على ذلك في الغالب إلا لفائدة، كميزة رواية الشيخ ذي السند العالي، أو كون المترجم له من آخر من روى ذلك عن شيخه وغيرها من الفوائد، لذا ما سنذكره هنا من نماذج لا يعني بأي حال من الأحوال أنهم فقط من روى أو قرأ الصحيحين أو أحدهما من الحنابلة ولا أغلبهم ولا أكثرهم.
وسوف أقتصر –بغية الاختصار- على بعض علماء الحنابلة ممن نصّ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة على أنهم رووا أو قرؤوا الصحيحين أو أحدهما، وهم:
1 - طغدى بن ختلغ بن عبد الله الأميري المسترشدي ولاء البغدادي المقرىء الفرضي، أبو محمد المحدث ويسمى عبد المحسن أيضاً. توفي سنة تسع وثمانين وخمسمائة، كان قيمًا بمعرفة صحيح البخاري؛ برجاله وألفاظ غريبه، وشرح معانيه، قرأ عليه البخاري جماعة ([89]).
2 - تقي الدين أبو محمد طلحة بن مظفر بن غانم بن محمد العلثي، الفقيه الخطيب المحدث الفرضي النضار، المفسر الزاهد، الروع العارف، توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، قرأ صحيح مسلم في ثلاث مجالس ([90]).
3 - الإمام الحافظ المفسّر الفقيه الواعظ الأديب شيخ وقته وإمام عصره جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الجوزي، المتوفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، سمع صحيح البخاري، وصحيح مسلم بنزول ([91]).
4 - الشيخ سراج الدين، أبو عبد الله الحسين بن المبارك الربعي الزبيدي الأصل، البغداد البابصري، توفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة، روى صحيح البخاري ([92]).
5 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف البغدادي القطيعي الأزجي، المؤرخ، سمع صحيح البخاري من أبي الوقت، وهو آخر من حدث به ببغداد كاملاً عنه سماعاً، ومن جماعة آخرين ([93]).
6 - الشيخ الفقيه المحدث الحافظ، الزاهد العارف الرباني، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن عيسى بن أبي الرجال أحمد بن علي اليونيني البعلبكي، وتوفي سنة ثمان وخمسين وستمائة، سمع صحيح البخاري ([94]).
7 - الفقيه المحدث، الزاهد الكاتب، كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن أبي سعد بن وضاح الشهراياني ثم البغدادي، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة، سمع صحيح مسلم ورواه عنه ابن الجوزي. وسمع صحيح البخاري، وروي وسمع عنه ([95]).
8 - مجد الدين أبو أحمد وأبو الخير عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الحسين بن أبي الجيش بن عبد الله البغدادي القطفتي، المقرئ المحدث، النحوي اللغوي. الخطيب الواعظ الزاهد، شيخ بغداد وخطيبها، توفي سنة ست وسبعين وستمائة، إليه انتهت رياسة الحديث ببغداد، وكان شيوخ بغداد يقرؤون عليه كتب الحديث، ومن ذلك صحيح البخاري ([96]).
9 - الفقيه المحدث الزاهد شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد اليونيني البعلي، وتوفي سنة إحدى وسبعمائة، واستنسخ صحيح البخاري واعتنى بأمره كثيراً، وقابله في سنة واحدة، وأسمعه إحدى عشر مرة ([97]).
10 - شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن بن شامة بن كوكب بن العز الطائي، السنتبسي السوادي الحكمي المحدث الحافظ، الزاهد العابد، توفي سنة ثمان وسبعمائة، نسخ الصحيحين بخطه، وقابلهما وقرأهما، وبيعا في تركته بألف درهم رغبة فيه، وفي تصحيحه، واعتقاداً في فضيلته وديانته ([98]).
11 - رئيس القضاة تقي الدين أبو الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، ثم الصالحي، توفي سنة خمس عشرة وسبعمائة، حضر سماع صحيح البخاري، وحدث بثلاثيات البخاري سنة ست وخمسين وستمائة، وحدث بجميع الصحيح سنة ستين ([99]).
12 - شرف الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، ثم الدمشقي، الفقيه الإمام الزاهد العابد القدوة المتفنن، أخو الشيخ تقي الدين، توفي سنة سبع وعشرين وسبعمائة، سمع المسند والصحيحين وكتب السنن ([100]).
13 - عفيف الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار بن الخراط، البغدادي القطيعي الأزجي المحدث الواعظ، ويعرف بابن الدواليبي، توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، سمع وأسمع صحيح مسلم ([101]).
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ المفسر الأصولي الزاهد تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، ثم الدمشقي، شيخ الإسلام وعلم الأعلام، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره، توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وعنى بالحديث وسمع المسند مرات والكتب الستة ([102]).
15 - زين الدين، أبو محمد وأبو سعيد عبادة بن عبد الغني بن منصور بن منصور بن عبادة الحراني ثم الدمشقي الفقيه المفتي المؤذن، وتوفي سنه تسع وثلاثين وسبعمائة، سمع وحدّث بصحيح مسلم ([103]).
16 - صفي الدين أبو عبد الله الحسين بن بمران بن داود البابَصري، البغدادي، الخطيب الفقيه، المحدث النحوي، الأديب، توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة، يقول ابن رجب: "وسمعت بقراءته صحيح البخاري ... " ([104]).
17 - سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن موسى بن الخليل البغدادي، الأزجي، البزار، الفقيه المحدث، قرأ بدمشق صحيح البخاري على الحجار بالحنبلية وحضر قراءته الشيخ تقي الدين ابن تيمية، وانطلق حاجاً سنة تسع وأربعين وسبعمائة، قال ابن رجب: وحججت أنا تلك السنة أيضاً مع والدي، فقرأت على شيخنا أبي حفص عمر ثلاثيات البخاري، ثم توفى رحمه الله قبل وصوله إلي مكة، حادي عشرين ذي القعدة ([105]).
الفصل الثاني:
حفظ الحنابلة للصحيحين
لقد ورد في ثنايا تراجم علماء الحنابلة ما يدل صراحة على حفظ الصحيحين أو أحدهما، أو ما يشير إلى ذلك، وهذا الأمر يدل على شدة عناية الحنابلة –كما غيرهم من المذاهب- بالصحيحين، وسأذكر ما وقفت عليه:
1 - قال الحافظ الضياء المقدسي ([106]): سمعت شيخنا الحافظ عبد الغني ([107]) يقول: كنت يوماً بأصبهان عند الحافظ أبي موسى ([108])، فجرى بيني وبين بعض الحاضرين منازعة في حديث:
فقال: هو في صحيح البخاري.
فقلت: ليس هو فيه.
قال: فكتب الحديث في رقعة ورفعها إلى الحافظ أبي موسى يسأله عنه.
قال: فناولني الحافظ أبو موسى الرقعة وقال: ما تقول، هل هذا الحديث في البخاري، أم لا؟
قلت: لا.
قال: فخجل الرجل وسكت.
قال: وقد رأيت فيما يرى النائم - وأنا بمدينة مَرْو - كأن الحافظ عبد الغني جالس والإِمام محمد بن إسماعيل البخاري بين يديه يقرأ عليه من جزء، أو كتاب وكان الحافظ يرد عليه شيئاً أو ما هذا معناه ([109]).
وفي هذا ما يشير إلى حفظ الحافظ عبد الغني للبخاري، حتى يستطيع أن يجزم قاطعاً بعدم وجود الحديث فيه، وهذا النفي لا شك يحتاج إلى حفظ البخاري، بل يدل على شدة حفظه للبخاري، والله تعالى أعلم.
2 - أما الشيخ الفقيه المحدث الحافظ، الزاهد العارف الرباني، تقي الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد اليونيني البعلبكي، المتوفى سنة ثمان وخمسين وستمائة، فقد برع في الحديث وحفظ فيه الكتب الكبار حفظاً متقناً، فحفظ الجمع بين الصحيحين للحميدي، وصحيح مسلم، قال ولده: حفظ والدي الجمع بين الصحيحين، وأكثر المسند، يعني مسند الإمام أحمد، وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر ([110]).
3 - قال ابن رجب عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نقلا عن الذهبي في تاريخ الإسلام: وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة، والمسند، بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث. ويقول أيضاً: فأما حفظه متون الصحاح وغالب متون السنن والمسند: فما رأيت من يدانيه في ذلك أصلاً ([111]).
وهذا نصّ في حفظ شيخ الإسلام لمتون الصحاح، وعلى رأسها: صحيح البخاري وسلم.
4 - أما الشيخ الإمام العلامة الأعجوبة شمس الدين أبو عبد الله محمد المعروف بابن الأقرع البعلبكي المتوفى سنة ثمانمائة، فقد حفظ كتباً عديدة وكان قوي الحافظة فصيح اللسان، وعَرَض مختصر مسلم للمنذري والمنتقى لابن تيمية امتحاناً على العادة، وتعجب الناس من ذلك وكان له حافظة وذكاء وفهم ([112]).
وهنا نرى حفظ هذا العلامة لمختصر المنذري لصحيح مسلم حفظاً متقناً.
5 - وحكي عن الشيخ العلامة علاء الدين علي بن الشيخ نور الدين محمود بن الشيخ تقي الدين أبي بكر بن المغلي الشيخ الإمام العلامة أعجوبة الزمان، المتوفى سنة ثمان وعشرين وثمانمائة أنه كان قوي الحفظ بل لا يُعرف أحد في عصره يدانيه في الحفظ، وورد عنه أنه قال مرة في قراءة البخاري عند السلطان للقارىء: استرح، وشرع في قراءة الجزء من حفظه ([113]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يدل على حفظه لصحيح البخاري من ضمن محفوظاته العديدة.
الفصل الثالث:
ضبط ومقابلة ونسخ الحنابلة للصحيحين:
لم تقتصر خدمة الحنابلة للصحيحين عند ما سبق ذكره بل تعدى ذلك إلى القيام بضبط ومقابلة ونسخ للصحيحين، حتى غدت النسخة اليونينية هي أهم النسخة المعتمدة لصحيح البخاري كما سيأتي بيانه، وهذا سبق خطير وفوز كبير يُسجل للحنابلة في هذا الميدان، وفيما يلي ما وقفت عليه للحنابلة من ذلك:
1 - الفقيه المحدث الزاهد شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد اليونيني البعلي، المتوفى سنة إحدى وسبعمائة، واستنسخ صحيح البخاري واعتنى بأمره كثيراً، وقابله في سنة واحدة، وأسمعه إحدى عشر مرة ([114]).
وقد ضبط رواية البخاري وقابل أصله بأصول مسموعة، ولم يقصد اليونيني أن يرجع بهذه المقابلة ما هو ثابت في الأصول، ويخرج منها صورة مختارة - في نظره - لصحيح البخاري، وإنما قصد أن يجمع تلك الروايات كلها في صعيد واحد، تيسيراً لمن يريد الانتفاع بها من العلماء، وإغناء له عن التنقيب عليها في مختلف المظان.
وقد استعان بالرموز في الإشارة إلى اختلاف النسخ، حيث اختار من بعض حروف الهجاء علامات يضعها على مواطن الخلاف، وبذلك ضبط رواياتهم مجتمعة بأخصر طريق، وحرر ألفاظ الكتاب على نحو ما هو ثابت عند أصحاب الأصول الأربعة التي قابل عليها أصله.
والنص المطبوع الآن هو نسخة اليونيني هذه، مع مقارنة ببعض النسخ، وقد أرسل هذه الأصل إلى السلطان عبد الحميد لينشر في مصر، وقد طبع في مطبقة بولاق سنة 1311ه ([115]).
2 - شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن بن شامة بن كوكب بن العز الطائي، السنتبسي السوادي الحكمي المحدث الحافظ، الزاهد العابد، توفي سنة ثمان وسبعمائة، نسخ الصحيحين بخطه، وقابلهما وقرأهما، وبيعا في تركته بألف درهم رغبة فيه، وفي تصحيحه، واعتقاداً في فضيلته وديانته ([116]).
3 - بهاء الدين محمود بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب السلمي المجوّد المعروف بابن خطيب بعلبك، توفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، وعني بالخط فجوده إلى الغاية، رأى الصفدي مجلداً من صحيح البخاري من نسخه فقال: هو نسخ عجيب إلى الغاية"، وقال ابن حجر: "رأيت بخطه نسخة كاملة في ثلاث مجلدات ... وقابلها المزي بقراءة ابن كثير وهي أعجوبة في الحسن والصحة" ([117]).
4 - الحافظ الإمام العلامة زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد، المعروف بابن رجب الحنبلي، المتوفى سنة خمس وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى ([118])، فقد قرأ الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على شيخه محمد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية، وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو معارض بنسخته ([119]).
الفصل الرابع:
ثناء الحنابلة على الصحيحين:
إن ثناء ومدح الحنابلة للصحيحين أمر يصعب حصره وتعداده، وحسبي هنا أن أمثّل له ببعض النماذج التي تدل للغرض من المنزلة العالية التي بلغها الكتابان عند علماء الحنابلة، ومن ذلك:
1 - ابتدأ برأس المذهب الحنبلي الإمام المبجل أحمد بن محمد بن حنبل، حيث يقول ابنه عبد الله: قلت لأبي: يا أبت من الحفاظ؟ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا. قلت: من هم يا أبت؟ قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي ([120]).
2 - قال أبو عبدالله بن منده الحافظ ([121]): الذين أخرجوا وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري ومسلم، وبعد هما أبو داود السجستاني، وأبو عبد الرحمن النسائي ([122]).
3 - وعن قول البخاري في الصحيح: "قال لي فلان"، يقول شيخ الإسلام الأنصاريّ ([123]): عندي أن ذاك الرجل ذاكر البخاري في المذاكرة: أنه سمع من فلاَن حديث كذا، وكتاب كذا، أو مسند كذا، أو حديث فلان، فيرويه بين المسموعات وهو طريق حسن طريق مليح. ولا أحد أفضل من البخاري ([124]).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا كان أهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم وإن كان غالب ما يصححه فهو صحيح، لكن هو في المصححين بمنزلة الثقة الذي يكثر غلطه وإن كان الصواب أغلب عليه. وليس فيمن يصحح الحديث أضعف من تصحيحه، بخلاف أبي حاتم بن حبان البستي فإن تصحيحه فوق تصحيح الحاكم وأجل قدراً وكذلك تصحيح الترمذي والدارقطني وابن خزيمة وابن منده وأمثالهم فيمن يصحح الحديث.
فإن هؤلاء وإن كان في بعض ما ينقلونه نزاع فهم أتقن في هذا الباب من الحاكم، ولا يبلغ تصحيح الواحد من هؤلاء مبلغ تصحيح مسلم، ولا يبلغ تصحيح مسلم مبلغ تصحيح البخاري، بل كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب؛ والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه" ([125]).
5 - وقال الإمام ابن القَيِّم في معرض كلامه على رجل مختلف فيه: "وقد احتج به أجلّ من صَنَّفَ في الحديث الصحيح، وهو البخاري" ([126]).
الخاتمة
الحمد لله الذي أنعم عليّ بإتمام هذا البحث الذي أرجو أن يكون مفيداً لقارئه، نافعاً لطلاب العلم، وفيما يلي النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي:
1 - الناظر في مصنفات الحنابلة بمتون الصحيحين وأسانيدهما يرى أن المؤلفات المتعلقة بالمتن شرحاً وتوضيحاً واستفادة ونحو ذلك أكثر من مؤلفاتهم فيما يتعلق بالأسانيد.
ولعل سبب ذلك يعود إلى أن أسانيد أحاديث الصحيحين أصح الأسانيد، وكانت منتقاة بعناية فائقة، لذا قلّ الكلام فيها.
أما المتون فكانت الحاجة ماسة للاستفادة منهما قراءة وتدريساً وتعلماً وتعليماً، وكانت المتون بحاجة إلى شرح غريب أو دفع مشكل.
2 - الناظر في المؤلفات المتعلقة بصحيح البخاري والمؤلفات المتعلقة بصحيح مسلم –التي أمكن الوقوف عليها- يجدها متساوية، مما يعني أن العناية بالصحيحين كانت متقاربة.
3 - قمت بجمع عدد لا بأس به من المصنفات التي ألفها علماء الحنابلة فيما يتعلق بمتن الصحيحين أو أحدهما، وهذه الكتب هي:
1 - كتاب الصحيح على كتاب مسلم بن الحجاج.
2 - الإفصاح عن معاني الصحاح.
3 - كشف المشكل من حديث الصحيحين.
4 - محض المحض.
5 - جامع المسانيد.
6 - عمدة الأحكام.
7 - المصباح في عيون الأحاديث الصحاح.
8 - أفراد الصحيح.
9 - غرائب الصحيح.
10 - جزء فيه من أحاديث صحيحة مما رواه مسلم بن الحجاج النيسابوري "بين المصطفى r وبينه تسعة نفر".
11 - من كلام الحافظ الضياء على شيء من أحاديث "الجمع بين الصحيحين للحميدي".
12 - الأبدال العوالي في شيوخ الشيخين.
13 - جزء فيه مائة حديث من صحيح البخاري.
14 - عوالي البخاري.
15 - فتح الباري شرح صحيح البخاري.
16 - النكت على تنقيح الزركشي أو حواشي على تنقيح الزركشي.
17 - جزء فيه الأحاديث التي رواها مسلم في صحيحه عن الإِمام أحمد.
18 - كشف اللثام شرح عمدة الأحكام.
4 - كما قمت بجمع عدد لا بأس به من المصنفات التي وضعها الحنابلة فيما يتعلق بأسانيد الصحيحين، وهي:
1 - أسامي مشايخ الإمام البخاري.
2 - الكمال في معرفة الرجال.
3 - الرواة عن البخاري.
4 - جزء فيه الرواة عن أبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري الحافظ الإمام.
5 - مختصر تهذيب الكمال.
5 - ثم ذكرت مصنفين من مصنفات الحنابلة، الأول يتعلق بختم صحيح البخاري، وهو (تحفة السامع والقاري في ختم صحيح البخاري)، والثاني يتعلق بخدمة أبواب البخاري (هدية الراغب في ترتيب أبواب البخاري).
6 - اعتنى الحنابلة عناية واضحة برواية وقراءة الصحيحين، بل قام بعضهم بحفظهما أو أحدهما، كما اعتنوا أيضاً بضبطهما ومقابلتهما ونسخهما.
7 - أثنى الحنابلة على الصحيحين بثناء عاطر وذكر جميل، وهو ثناء في محله.
8 - وبالجملة فالنتيجة المحصلة من وراء كلّ ذلك هي أنه لم يحظَ كتاب بعد كتاب الله من العناية ما حظيه صحيح البخاري وصحيح مسلم، وتمثلت هذه العناية بجهود علمية دقيقة في خدمة هذين الكتابين، بمؤلفات جمة منها ما يخدم المتن أو يستفيد منه، ومنها ما يخدم الإسناد، كما تمثلت هذه الجهود بسماع وقراءة الصحيحين، أو القيام بضبطهما ومقابلتهما وصيانتهما.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:02]ـ
الحواشي:
ـــــــــــــــــــــــ
([1]) انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 19/ 395 - 396، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 127 - 137.
(يُتْبَعُ)
(/)
([2]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 128 - 129.
([3]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 129، وشذرات الذهب 2/ 32.
([4]) طبعاته متعددة، منها بتحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد، عن دار الوطن – الرياض.
([5]) انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 251 - 289، والمقصد الأرشد 3/ 105 - 110.
([6]) انظر: كشف الظنون 1/ 600.
([7]) ذيل طبقات الحنابلة 1/ 252.
([8]) المقصد الأرشد 3/ 107.
([9]) مقدمة التحقيق (ص27 - 28).
([10]) مطبوع بتحقيق فضيلة الدكتور علي حسين البواب، ط1/ 1418ه، 1997م، دار الوطن - الرياض.
([11]) انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 399 - 433، وسير أعلام النبلاء 21/ 365 - 384.
([12]) انظر: مقدمة ابن الجوزي لكتابه 1/ 6.
([13]) كشف المشكل 1/ 6.
([14]) مقدمة المحقق لكشف المشكل (ص15 - 44) باختصار وتصرف.
([15]) ذيل طبقات الحنابلة 1/ 253.
([16]) مطبوع بتحقيق فضيلة الدكتور علي حسين البواب، ط1/ 1426ه، 2005م، مكتبة الرشد ناشرون - الرياض. ويذكر هنا لزاماً الجهد الكبير والمضني الذي قام به المحقق حفظه الله تعالى في سبيل إخراج الكتاب، وأحيل القارئ إلى مقدمة المحقق (ص 7 - 8).
([17]) البداية والنهاية 13/ 28.
([18]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 78.
([19]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 340، وكشف الظنون 1/ 573.
([20]) انظر على سبيل المثال: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 203، والضوء اللامع 2/ 234، وشذرات الذهب 3/ 313، والدرر الكامنة 6/ 7.
([21]) للكتاب طبعات كثيرة، منها بتحقيق كمال الحوت، ط1/ 1406ه، 1985م، دار الكتاب العربي – بيروت.
([22]) انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 5 - 34، وسير أعلام النبلاء 21/ 443 - 471.
([23]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 19.
([24]) الإعلام بفوائد عمدة الأحكام 1/ 71 - 72.
([25]) مقدمة العدة لابن دقيق (ص3 - 4).
([26]) مطبوع بتقديم الشيخ محب الدين الخطيب، وتحقيق علي بن محمد الهندي، ط2/ 1409ه، المكتبة السلفية - القاهرة. وانظر مقدمة الكتاب (1/ 44 - 53).
([27]) مطبوع بتحقيق عبد العزيز المشيقح، ط1/ 1417ه، 1997م. دار العاصمة - الرياض.
([28]) مطبوع بتحقيق نور الدين طالب، ط1/ 1428ه، 2007م، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الكويت.
([29]) انظر: كشف الظنون 2/ 1164 - 1165.
([30]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 18.
([31]) حيث يقول ابن رجب بعد أن ساق عدداً من تصانيف الحافظ عبد الغني من ضمنها هذا الكتاب: "هذه كلها بالأسانيد". ذيل طبقات الحنابلة 2/ 18.
([32]) سير أعلام النبلاء 21/ 446 - 447.
([33]) انظر: الإمام مسلم بن الحجاج لمشهور حسن سلمان (ص225 - 226) في الحاشية.
([34]) يقول ابن الصلاح في المقدمة (ص256): "الحديث الذي يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب، وكذلك الحديث الذي يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره، إما في متنه وإما في إسناده. وليس كل ما يعد من أنواع الأفراد معدوداً من أنواع الغريب، كما في الأفراد المضافة إلى البلاد".
([35]) انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 23/ 126 - 130، وذيل طبقات الحنابلة 2/ 236 - 240.
([36]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 239. وانظر: صلة الخلف بموصول السلف للروداني (ص309).
([37]) منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها (ص229 - 230).
([38]) يعني الحاكم النيسابوري.
([39]) النكت على ابن الصلاح 1/ 368.
([40]) مخطوط، منه نسخة في الظاهرية برقم عام 348، يقع في ست ورقات (ق51 - 56). كما في رسالة الدكتوراه الآتي ذكرها.
([41]) انظر لما سبق: الضياء المقدسي وجهوده في علم الحديث، رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الدراسات العليا، فرع الكتاب والسنة، إعداد الطالبة: حسناء بكري أحمد نجار، إشراف الأستاذ الدكتور جلال الدين إسماعيل عجوة (ص300 - 302).
([42]) مخطوط، منه نسخة في الظاهرية في المجموع رقم (85) في عشر ورقات (ق177 - 185) بخط الضياء، كما في رسالة الدكتوراه الآتية.
([43]) انظر لما سبق: الضياء المقدسي وجهوده في علم الحديث، (ص308 - 310).
([44]) أي: الأحاديث الأبدال. والإبدال يكون لطلب العلو، وهو أن يقع لك حديث البخاري أو مسلم مثلاً من غير طريقهما عن غير شيخ البخاري أو مسلم بعلو. انظر: تدريب الراوي للسيوطي (2/ 611).
(يُتْبَعُ)
(/)
([45]) أي: الأحاديث العوالي. والعلو في السند: قلة رجاله، وله أنواع عدة. انظر: تدريب الراوي للسيوطي (2/ 604 - 615).
([46]) المعجم المؤسس 2/ 285، 408، وقد أفدت المعلومة أولاً من: الضياء المقدسي وجهوده في علم الحديث، لحسناء بكري أحمد نجار، (ص380).
([47]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 387 - 408.
([48]) الموافقة: أن يقع لك حديث عن شيخ البخاري مثلاً من غير جهة البخاري، بعدد أقل من عددك إذا رويته عن مسلم عنه. انظر: تدريب الراوي 2/ 611.
([49]) فهرس الفهارس للكتاني 1/ 275.
([50]) كشف الظنون 2/ 1178.
([51]) طبع الموجود منه طبعتين: الأولى بتحقيق جماعة، ط1/ 1417ه، 1996م، نشر مكتبة الغرباء، المدينة المنورة.
([52]) انظر ترجمته في: المقصد الأرشد 2/ 81 - 82، والجوهر المنضد (ص45 - 46).
([53]) الجوهر المنضد (ص50).
([54]) المقصد الأرشد 2/ 82.
([55]) ذكره بالاسم الأول: حاجي خليفة في كشف الظنون 1/ 549، وبالثاني: ابن حميد في السحب الوابلة 1/ 268. وذكر محقق السحب الوابلة أن هذه الحاشية موجودة في مكتبة كوبرلي بتركيا، فلينظر.
([56]) انظر ترجمته في: المقصد الأرشد 1/ 202 - 204، والسحب الوابلة 1/ 260 - 272.
([57]) انظر: كشف الظنون 1/ 549.
([58]) انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 447، وشذرات الذهب 3/ 167.
([59]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 447.
([60]) مطبوع بتحقيق نظر الفريابي، ط1/ 1412ه، 1991م. مكتبة الكوثر، المملكة العربية السعودية.
([61]) انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة 2/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 28 - 42.
([62]) وقد سبقه عدد منهم: أبو أحمد ابن عدي الجرجاني (ت365) بكتابه: "أسامي من روى عنهم البخاري في الصحيح"، محفوظ في المكتبة الظاهرية برقم (389) انظر: مقدمة تحقيق الكامل لابن عدي (1/ك). وطبع بتحقيق الدكتور عامر صبري، طبع دار البشائر الإسلامية، سنة 1414ه، 1994م.
وكذلك أبو الحسن الدارقطني (ت385) بكتابه: "ذكر قوم أخرج لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما وضعفهم النسائي في كتاب الضعفاء"، انظر: مقدمة تحقيق رؤية الله للدارقطني (ص10).
([63]) هذا هو اسم الكتاب، ولا أدري لماذا غيّر المحقق اسمه فأثبت على ورقة غلاف المطبوع (أسامي مشايخ الإمام البخاري)؟! ولم يذكر سبب ذلك.
([64]) (ص5 - 6).
([65]) وممن أفاد منه: - الحافظ المزي في كتابه (تهذيب الكمال) في عدة مواضع منها: (14/ 208)، (26/ 401).
- الحافظ علاء الدين مغلطاي في كتابه (إكمال تهذيب الكمال) في عدة مواضع منها: (1/ 24، 33، 67، 140)، (2/ 396).
- الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) في عدة مواضع منها: (1/ 48، 91)، (7/ 282)، (10/ 185).
([66]) الكتاب غير مطبوع، وتوجد نسخة خطية منه في مكتبة شيستر بيتي بايرلتنندا برقم (م1870)، وقد قمت بتحميل المخطوط من النت: (ملتقى أهل الحديث).
([67]) وذلك في الكتاب السادس من الفصل الأول: (عمدة الأحكام).
([68]) الكمال اللوحة الأولى (أ).
([69]) معجم البلدان 2/ 113.
([70]) ما ذكره الحافظ المزي هنا لا يضر الحافظ عبد الغني لأمور منها أنه صحاب الفضل في بداية هذا المشروع، وكل من جاء بعده عالة عليه ولو في مجرد فكرة الموضوع، فتتابعت عدة مؤلفات مرجعها جميعاً هذا الكتاب. انظر: كشف الظنون 2/ 1509 - 1511، وأصول التخريج ودراسة الأسانيد للدكتور محمود الطحان (ص156 - 173).
([71]) تهذيب الكمال 1/ 147.
([72]) تهذيب التهذيب 1/ 2.
([73]) وذلك في الكتابين الثامن والتاسع من الفصل السابق.
([74]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 239.
([75]) سير أعلام النبلاء 23/ 128.
([76]) طبع بتحقيق أبي يحيى الكندري وتخريج أبي أحمد حمد هادي المري. ط1/ 1416ه. ولم أره، ومعلوماتي عنه هي من رسالة الدكتوراه الآتية.
([77]) فإذا كان الإمام النووي وهو معاصر للضياء في شرحه لمسلم 1/ 11 يقول: "صحيح مسلم رحمه الله في نهاية من الشهرة وهو متواتر عنه من حيث الجملة، فالعلم القطعي حاصل بأنه تصنيف أبى الحسين مسلم بن الحجاج، وأما من حيث الرواية المتصلة بالإسناد المتصل بمسلم فقد انحصرت طريقه عندنا في هذه البلدان والأزمان في رواية أبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان عن مسلم، ويروى في بلاد المغرب مع ذلك عن أبى محمد أحمد بن على القلانسي عن مسلم". فهذا الإمام النووي يذكر لمسلم راويين فقط لكتابه الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
([78]) انظر لما سبق: الضياء المقدسي وجهوده في علم الحديث، رسالة الدكتوراه إعداد الطالبة: حسناء بكري أحمد نجار (ص263 - 266).
([79]) قال محقق السحب الوابلة عند ترجمته: "لم يذكره الدكتور بشار عواد في مقدمة (تهذيب الكمال)، وهو موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق".
([80]) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4/ 42 - 43، والسحب الوابلة 1/ 300 - 301.
([81]) ولم أقف على ما يتعلق بختم صحيح مسلم أو أبوابه لمصنفين حنابلة.
([82]) انظر ترجمته في: الضوء اللامع 2/ 71 - 72.
([83]) الضوء اللامع 2/ 72.
([84]) قاله شيخنا في مقدمته لكتاب: "بذل المجهود في ختم سنن أبي داود" (ص17) ثم سرد جملة من كتب الختم، فلينظرها من أحب.
([85]) هكذا ذكر عنوان الكتاب الدكتور مرعشلي في نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر. والأمر بحاجة إلى مزيد تمحيص وتأكيد.
([86]) انظر ترجمته في: فهرس الفهارس للكتاني 2/ 939 - 940، والأعلام للزركلي 4/ 111، ونثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر للدكتور يوسف المرعشلي ص601.
([87]) فهرس الفهارس 2/ 939 - 940.
([88]) من كلام فضيلة الدكتور نزار الحمداني رحمه الله في مقدمة كتابه: "فقه الإمام البخاري من جامعه الصحيح (الحج والعمرة) " (ص9).
([89]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 378 - 379.
([90]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 390 - 391.
([91]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 399 - 433.
([92]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 188 - 189.
([93]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 212 - 214.
([94]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 269 - 273.
([95]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 282 - 284.
([96]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 290 - 294.
([97]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 345 - 347.
([98]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 355 - 356.
([99]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 364 - 366.
([100]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 382 - 384.
([101]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 384 - 386.
([102]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 387 - 408.
([103]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 432 - 433.
([104]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 443 - 444.
([105]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 444 - 445.
([106]) هو: ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، الصالحي، الشيخ الإمام الحافظ الكبير، محدث عصره، ووحيد دهره، توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. وقد سبق.
([107]) هو: الإمام، العالم، الحافظ الكبير، الصادق، القدوة، العابد، عالم الحفاظ، تقي الدين، أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي المنشأ الصالحي، توفي سنة ستمائة. وقد سبق.
([108]) هو: الإمام الحافظ شيخ المحدّثين أبو موسى المديني الأصفهاني، المتوفي سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 21/ 152 - 159، والبداية والنهاية لابن كثير 12/ 318.
([109]) ذيل طبقات الحنابلة 2/ 7.
([110]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 269 - 270.
ومما يؤكد الإتقان في حفظه ما جاء في ذيل طبقات الحنابلة 2/ 271 أنه لما قدم الملك الكامل على أخيه الأشرف جعل الأشرف يذكر للكامل محاسن الشيخ الفقيه. فقال: أشتهي أن أراه. فأرسل إليه إلى بعلبك بطاقة فاستحضره، فوصل إلى دمشق. فنزل الكامل إليه، وتحادثا بدار السعادة، وتذاكرا شيئاً من العلم.
فذكروا مسألة القتل بالمثقل، وجرى ذكر حديث: (الجارية التي قتلها اليهودي، فرض رأسها بين حجرين، فأمر رسول الله r بقتله):
فقال الملك الكامل: إنه لم يعترف.
فقال الشيخ الفقيه: في صحيح مسلم: ((فاعترف)).
فقال الكامل: أنا اختصرت صحيح مسلم، ولم أجد هذا فيه.
فقال: بلى.
فأرسل الكامل، فأحضر اختصاره لمسلم في خمس مجلدات. فأخذ الكامل مجلداً، والأشرف آخر، وعماد الدين بن موسك آخر. وأخذ الشيخ الفقيه مجلداً، فأول ما فتحه: وجد الحديث، كما قال، فتعجب الكامل من سرعة استحضاره، وسرعة كشفه. وأراد أن يأخذه معه إلى الديار المصرية. فأرسله الأشرف سريعاً إلى بعلبك. فقال للكامل: إنه لا يؤثر ببعلبك شيئاً. فأرسل الكامل إليه ذهباً كثيراً.
([111]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 391.
([112]) انظر: المقصد الأرشد 2/ 430 - 431. وانظر في ترجمته أيضاً: شذرات الذهب 3/ 366.
([113]) انظر: المقصد الأرشد 2/ 264 - 266. وانظر في ترجمته أيضاً: الضوء اللامع 6/ 34 - 36.
([114]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 345 - 347.
([115]) انظر لما سبق: منهج الإمام البخاري لأبي بكر كافي (ص 59 - 60)، ومقدمة صحيح البخاري الطبعة اليونينية (ص3 - 4).
([116]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 2/ 355 - 356.
([117]) انظر: الدرر الكامنة 6/ 95 - 96، وشذرات الذهب 3/ 112.
([118]) وقد سبقت ترجمته عند ذكر كتابه (فتح الباري).
([119]) انظر: ذيل طبقات الحفاظ لابن فهد (ص223).
([120]) انظر: طبقات الحنابلة 1/ 200.
([121]) هو الإمام محدث الإسلام محمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد الله بن منده الأصبهاني، كتبت عن ألف شيخ وسبعمائة شيخ، من تصانيفه: كتاب الإيمان، وكتاب التوحيد، وكتاب الصفات، وكتاب التاريخ كبير جداً، وكتاب معرفة الصحابة، وكتاب الكنى، وأشياء كثيرة. توفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة 2/ 167، وسير أعلام النبلاء 17/ 28 - 43.
([122]) انظر: تهذيب الكمال 11/ 365.
([123]) هو شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي، الفقيه المفسر الحافظ، من تصانيفه: ذم الكلام، ومنازل السائرين وغيرها، توفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
انظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 18/ 503 - 518، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 50 - 68.
([124]) انظر: ذيل طبقات الحنابلة 1/ 60.
([125]) مجموع الفتاوى 1/ 255 - 256.
([126]) زاد المعاد 1/ 303 - 304.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:24]ـ
جزاك الله خيرًا
ولكن البحث لم يكمل بعد
يظهر هذا من فرق العدد بين عدد الحواشي التي في متن البحث، وعدد الحواشي المذكورة بعد البحث
والبحث كاملا في المرفقات منقول من موقع المحجة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:54]ـ
جزاكم الله خيرا
تم التعديل(/)
ما صحة حديث:" ... من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر ... "
ـ[ابو فاروق البرشتني الجديد]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 11:46]ـ
- أصبح رسول الله يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت من ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:17]ـ
1 - أصبح رسول الله يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر قال أجل أتاني آت من ربي عز وجل فقال من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: المنذري ( http://majles.alukah.net/mhd/656)- المصدر: الترغيب والترهيب ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2/ 400
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
2 - أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر، قال: أجل: أتاني آت من ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: ابن كثير ( http://majles.alukah.net/mhd/774)- المصدر: تفسير القرآن ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 6/ 457
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
3 - دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه تبرق فقلت يا رسول الله ما رأيتك أطيب نفسا ولا أظهر بشرا من يومك هذا قال وما لي لا تطيب نفسي ويظهر بشري وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة فقال يا محمد من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات وقال له الملك مثل ما قال لك قلت يا جبريل وما ذاك الملك قال إن الله عز وجل وكل بك ملكا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال وأنت صلى الله عليك وفي رواية ورد الله عز وجل عليه مثل قوله وعرضت عليك يوم القيامة
الراوي: أبو طلحة المحدث: الهيثمي ( http://majles.alukah.net/mhd/807)- المصدر: مجمع الزوائد ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 10/ 164
خلاصة حكم المحدث: في الرواية الأولى محمد بن إبراهيم بن الوليد الطبراني وفي الثانية أحمد بن عمرو النصيبي ولم أعرفهما وبقية رجالهما ثقات
4 - أصبح رسول الله يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر. قالوا: يا رسول الله! أصبحت اليوم طيب النفس، يرى في وجهك البشر؟ قال: أجل، أتاني آت من ربي فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة؛ كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها.
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترغيب ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1661
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
5 - وما لي لا تطيب نفسي، ويظهر بشري، وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة، فقال: يا محمد! من صلى عليك من أمتك صلاة! كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال لك. قلت: يا جبريل! وما ذاك الملك؟ قال: إن الله عز وجل وكل ملكا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليك
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: ضعيف الترغيب ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1031
خلاصة حكم المحدث: موضوع
6 - أتاني آت من عند ربي عز و جل، فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشرة حسنات، و محا عنه عشر سيئات، و رفع له عشر درجات، و رد عليه مثلها
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الجامع ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 57
خلاصة حكم المحدث: صحيح
7 - أتاني جبريل فقال: يامحمد؛ من صلى عليك من أمتك صلاة، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئآت، ورفعه بها عشر درجات، وقال له الملك: مثل ماقال لك. قلت: ياجبريل؛ وما ذاك الملك؟ قال إن الله عز وجل وكل بك ملكا، من لدن خلقك، إلى أن يبعثك، لا يصلي عليك أحد من أمتك، إلا قال: و أنت صلى الله عليك.
الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: ضعيف الجامع ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 78
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
8 - وما لي لا تطيب نفسي ولا يظهر بشري، وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة فقال: يا محمد من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات وقال له الملك مثل ما قال لك. قلت: يا جبريل وما ذاك الملك؟ قال: إن الله عز وجل وكل بك ملكا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليك
الراوي: أبو طلحة المحدث: الألباني ( http://majles.alukah.net/mhd/1420)- المصدر: السلسلة الضعيفة ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 6853
خلاصة حكم المحدث: موضوع بالشطر الثاني.
الموسوعة الحديثية , بموقع الدرر السنية.
هنا ( http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%85%D9%86+%D8%B5%D9%84%D9%8 9+%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%83+%D9 %85%D9%86+%D8%A3%D9%85%D8%AA%D 9%83+%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9/+p)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو فاروق البرشتني الجديد]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:31]ـ
بارك الله فيك يا اخي أبوالليث الشيراني
ولاكن اطلب هل الالماء اختلف فيه ام لا!
و انم اريد ان اعمل بهذا الحديث بقلب مطمئن!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:47]ـ
اللفظ الذي طلبته ثابت من طرق أخرى كثيرة , وفي صحيح مسلم: (فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً).
فاعمل به وأنت مطمئن.
وهذه فائدة [من موضوع: مع الشيخ الحويني] تتعلق بالحديث الضعيف:
العمل بالأحاديث الضعيفة ..
1) العمل بالضعيف في العقائد: لا يجوز إجماعاً.
2) العمل به في الأحكام: جماهير أهل العلم على منعه.
3) العمل به في فضائل الأعمال، جمهور أهل العلم على جواز الاحتجاج به في هذه الأبواب شريطة أن يكون:
1. ضعفه غير شديد
2. وأن يندرج تحت أصل عام
3. وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
بارك الله فيك.(/)
تنبيه على علة حديث عمر بن الخطاب مرفوعا: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان
ـ[محمد يوسف حافظ أبو طلحة]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:21]ـ
قال الخرائطي في اعتلال القلوب: حدثنا علي بن حرب، حدثنا حلبس بن محمد، عن ابن جريج قال: قال عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله (ص): ((استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لها، فإن كل ذي نعمة محسود)).
آفته حلبس- بفتح الحاء المهملة وسكون اللام وفتح الباء الموحدة- ابن محمد فإنه متروك الحديث.
وقد تفرد به عن المحدث المكثر المشهور ابن جريج (انظر الكلام على حلبس في علل الدارقطني 5/ 169 والإكمال لابن ماكولا 2/ 498 ولسان الميزان 3/ 263).
وقد تصحف اسمه في مطبوعة اللآلئ المصنوعة إلى حابس بن محمود وكذا وقع في بعض النسخ الخطية وفي الأخرى حابس بن محمد وقد ورد على الصواب في اعتلال القلوب حديث-680 وقد أخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق حديثا آخر بالإسناد نفسه وفيه أيضا حلبس بن محمد.
ولوقوع التصحيف في مطبوعة اللآلئ المصنوعة خفي أمره على كثير من الباحثين حتى لم ينتبه له الباحث الفاضل خالد المؤذن في كتابه إقامة البرهان على ضعف حديث استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
والعلة الثانية أن عطاء لم يدرك عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن عطاء ولد في خلافة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما في تهذيب الكمال 20/ 70
وقد حكم بوضعه أحمد وابن معين.
وقال أبو حاتم الرزي: منكر لا يعرف له أصل. وأورد ابن الجوزي في الموضوعات بعض طرقه والغرض من كتابة هذه الأسطر التنبيه على علة حديث ابن عمر بن الخطاب. والله الموفق للصواب.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:39]ـ
وجاء من طريق أخرى في مجمع الزوائد , عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- , وفيه علتان أيضاً:
1. سعيد بن سلام العطار (كذبه أحمد وغيره, وقال عنه العجلي: لا بأس به).
2. خالد بن معدان؛ إذ أنه لم يسمع من معاذ.
وصححه الألباني بطرقه في صحيح الجامع (943).
وجوّد إسناده بمجموع طرقه في الصحيحة (1453).
بارك الله فيك.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 05:37]ـ
جزيت خيراً,,,,,,(/)
نصوص الأثبات فى تحريم القراءة بالمقامات
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 02:34]ـ
الحمد لله
و الصلاة والسلام على سيد خلق الله
أما بعد
فقد وقفت على نص صريح فى المسألة
و على الرغم من أن شيخنا الأابانى قد ضعف الحديث إلا أنى وجدت متابعة و شاهد شديدا الصحة يرتقيان بالحديث و لابد
و الآن مع النص الأصلى و تخريجه
شعب الإيمان للبيهقي - فصل في ترك التعمق في القرآن
حديث: 2537
(أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الوليد بن عتبة الدمشقي، وإسحاق بن إبراهيم، قالا: حدثنا بقية بن الوليد، حدثني حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد، وكان قديما يحدث عن حذيفة بن اليمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء من بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم "
، قال بقية: " ليس له إلا حديث واحد وهو من أهل إفريقية " وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقية فذكره بإسناده مثله غير أن في هذا الإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر قول بقية في آخر الحديث)
و هذا صريح فى النهى عن القراءة باللحن فبما بالكم بالمقامات
الحديث أخرجه الطبرانى فى الأوسط و ابن وضاح فى البدع و ابن سلام فى فضائل القرءان و محمد بن نصر المروزى فى قيام الليل جميعا عن بقيه بن الوليد
و قد ذكروا تفرد بقيه بالحديث
و بقية على الرغم من جلالته إلا أنه مدلس فلا يحتمل تفرده بالحديث خاصة و أن شيخه فى الحديث الى الجهالة أقرب
إلا أن بقيه لم يتفرد
و قبل أن أعرض للمتابعات فلأعرض أولا لرجل السند فوق بقيه
1 - حصين ابن مالك الفزارى
قال ابن حجر و الذهبى ليس بمعتمد، و لم أجد له رواية غير تلك
و قول ابن حجر و الذهبى هنا انما يعنى أن حصين هذا ليس من أهل الشأن بالحديث، ليس تهمة بالكذب و لا بغيره، فهو مستور معتبر به إذا توبع
2 - أبو محمد
و قد عمدت إلى رواية البيهقى بعاليه لأن بها سند ترجمة هذا المجهول عن بقيه
هو أبو محمد الإفريقى شيخ قديم كان يروى عن حذيفة،
و هو أيضا مستور الحال إلا أن حاله أقوى من سابقة لأنه (قديم)، و فى طبقته تلك لم يكن الكذب قد انتشر، و يقول ابن حجر فى المستورين من تلك الطبقة (مقبول الحديث)
فهو على جهالة حاله مقبولا
3 - حذيفة بن اليمان: صحابى شهير
و الآن مع المتابعة
تفسير سنن سعيد بن منصور - فضائل القرآن
حديث: 60
حدثنا سعيد قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن حذيفة، قال: " ليقرأن القرآن أقوام يقيمونه كما يقام القدح، لا يدعون منه ألفا، ولا يجاوز إيمانهم حناجرهم "
1 - سعيد
هو ابن منصور إمام ثقة
2 - أبو معاويه
هو محمد بن خازم الضرير أثبت الناس فى الأعمش
3 - الأعمش
هو سليمان بن مهران الأعمش إمام لا يسأل عن مثله
4 - أبو عمار
هو عريب بن حميد الهمدانى الدهنى الكوفى و ثقه ابن حجر و ابن حنبل
و هذا اسناد رواه امام عن إمام عن إمام
و ليس من طريق بقيه فى شيء، فهو بهذا اللفظ صحيح بلا مراء
و تلك متابعه قويه جدا لحديث بقيه تكفى وحدها للرفع من شأنه
و الآن مع الشاهد
أخرجه أبو داود و ابن حنبل و البيهقى فى الشعب و غيرهم
و تلك روايه ابو داود
(سنن أبي داود - كتاب الصلاة
أبواب تفريع استفتاح الصلاة - باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة
حديث: 713
حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: " اقرءوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه "
1 - وهب بن بقية
هو وهبان متفق على ثقته
2 - خالد
هو خالد بن عبيد الله الطحان ثقة عالم
3 - حميد الأعرج
هو حميد بن قيس المكى الأسدى، ثقه صدوق
4 - محمد بن المنكدر: إمام علم
5 - جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام: صحابى شهير
فهذا أيضا إسناد صحيح لا مطعن فيه
الآن فقط علمنا أن بقيه لم يتفرد بل توبع
و روايته عن الفزارى عن الافريقى حسنه بشواهدها
شكرا لكم
و العلم لله وحده(/)
ترجمة الابواب عند البخاري ثلاث أنواع
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 03:07]ـ
منهج البخاري في صحيحة تفريق الحديث الواحد في الأبواب المناسبة.
ومنهج مسلم يجمع الحديث بطرقه ورواياته في مكان واحد.
* ترجمة الابواب عند البخاري ثلاث أنواع:
1 - ترجمة ظاهرة: نص من الحديث أو جزء من الحديث.
2 - ترجمة مستنبطة: أي البخاري استنبطه من الحديث.
3 - ترحمة مرسله: وهو ذكر كلمة (باب) دون ذكر عبارة أخرى. فائدته: إما ان تكون للفصل بين بابين أو تكون تابعة للباب السابق أي الحديث تابع معناه أو موضوعه للباب السابق.(/)
المطلوب والمسؤل لماذاكتب"لفظ ابن"بحذف الألف بين المقدادوالأسود مع أن هذاللفظ ابن لم ي
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 08:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فال البخاري في كتاب المغازي
- حدثنا أبو نعيم: حدثنا إسرائيل: عن مخارق، عن طارق بن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني: قوله.
المطلوب والمسؤل لماذاكتب"لفظ ابن"بحذف الألف بين المقدادوالأسود مع أن هذاللفظ ابن لم يقع هنا بين العلمين المتناسلين
شكراوجزاكم الله تعالى في الدارين
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 04:02]ـ
القاعدة الإملائية أخي الكريم: أن ابن إذا وقعت بين علمين تحذف ألفها، مثل: أبوبكر بن الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب ..
أما عدا ذلك فتثبت الألف، مثل زيد ابن القاضي.
فالمقداد أبوه اسمه الأسود، فوقعت بين علمين فحذفت ألف ابن
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 09:34]ـ
القاعدة الإملائية أخي الكريم: أن ابن إذا وقعت بين علمين تحذف ألفها، مثل: أبوبكر بن الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب ..
أما عدا ذلك فتثبت الألف، مثل زيد ابن القاضي.
فالمقداد أبوه اسمه الأسود، فوقعت بين علمين فحذفت ألف ابن
عفوا ياأخي
الأسودليس أبومقداد
بل هوتبناه
شكراوجزاك الله
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:26]ـ
إذ الأمر كذلك فيجوز الوجهان(/)
هل هذا هو أطول حديث في صحيح البخاري؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 01:56]ـ
هل هذا هو أطول حديث في صحيح البخاري؟
2731ـ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ، يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ". فَوَاللَّهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا هُمْ بِقَتَرَةِ الْجَيْشِ، فَانْطَلَقَ يَرْكُضُ نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَسَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يُهْبَطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ. فَقَالَ النَّاسُ حَلْ حَلْ. فَأَلَحَّتْ، فَقَالُوا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ، وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ، ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ". ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ، قَالَ فَعَدَلَ عَنْهُمْ حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى ثَمَدٍ قَلِيلِ الْمَاءِ يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا، فَلَمْ يُلَبِّثْهُ النَّاسُ حَتَّى نَزَحُوهُ، وَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشُ، فَانْتَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيشُ لَهُمْ بِالرِّيِّ حَتَّى صَدَرُوا عَنْهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ، فَقَالَ إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَىٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَىٍّ نَزَلُوا أَعْدَادَ مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَمَعَهُمُ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ، وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا، وَإِلاَّ فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ". فَقَالَ بُدَيْلٌ سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ. قَالَ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى قُرَيْشًا قَالَ إِنَّا قَدْ جِئْنَاكُمْ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَوْلاً، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَعْرِضَهُ عَلَيْكُمْ فَعَلْنَا، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ لاَ حَاجَةَ لَنَا أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ بِشَىْءٍ. وَقَالَ ذَوُو الرَّأْىِ مِنْهُمْ هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ. قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَحَدَّثَهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. فَقَامَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ أَىْ قَوْمِ أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ أَوَلَسْتُ بِالْوَلَدِ قَالُوا بَلَى. قَالَ فَهَلْ تَتَّهِمُونِي. قَالُوا لاَ. قَالَ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اسْتَنْفَرْتُ أَهْلَ عُكَاظٍ، فَلَمَّا بَلَّحُوا عَلَىَّ جِئْتُكُمْ بِأَهْلِي وَوَلَدِي وَمَنْ أَطَاعَنِي قَالُوا بَلَى. قَالَ فَإِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ لَكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، اقْبَلُوهَا وَدَعُونِي
(يُتْبَعُ)
(/)
آتِهِ. قَالُوا ائْتِهِ. فَأَتَاهُ فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ أَىْ مُحَمَّدُ، أَرَأَيْتَ إِنِ اسْتَأْصَلْتَ أَمْرَ قَوْمِكَ هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ قَبْلَكَ وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى، فَإِنِّي وَاللَّهِ لأَرَى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأَرَى أَوْشَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ امْصُصْ بَظْرَ اللاَّتِ، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ فَقَالَ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ. قَالَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ يَدٌ كَانَتْ لَكَ عِنْدِي لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لأَجَبْتُكَ. قَالَ وَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَكُلَّمَا تَكَلَّمَ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ، فَكُلَّمَا أَهْوَى عُرْوَةُ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ، وَقَالَ لَهُ أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قَالُوا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. فَقَالَ أَىْ غُدَرُ، أَلَسْتُ أَسْعَى فِي غَدْرَتِكَ وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " أَمَّا الإِسْلاَمَ فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَىْءٍ ". ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَيْنَيْهِ. قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ أَىْ قَوْمِ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ، يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُحَمَّدًا، وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ، فَاقْبَلُوهَا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ.
فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " هَذَا فُلاَنٌ، وَهْوَ مِنْ قَوْمٍ يُعَظِّمُونَ الْبُدْنَ فَابْعَثُوهَا لَهُ ". فَبُعِثَتْ لَهُ وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلاَءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ قَالَ رَأَيْتُ الْبُدْنَ قَدْ قُلِّدَتْ وَأُشْعِرَتْ، فَمَا أَرَى أَنْ يُصَدُّوا عَنِ الْبَيْتِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ. فَقَالَ دَعُونِي آتِهِ. فَقَالُوا ائْتِهِ. فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " هَذَا مِكْرَزٌ وَهْوَ رَجُلٌ فَاجِرٌ ". فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ إِذْ جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ مَعْمَرٌ فَأَخْبَرَنِي
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ ". قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ فَجَاءَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ هَاتِ، اكْتُبْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابًا، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكَاتِبَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". قَالَ سُهَيْلٌ أَمَّا الرَّحْمَنُ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ. كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَاللَّهِ لاَ نَكْتُبُهَا إِلاَّ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ". ثُمَّ قَالَ " هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ". فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا صَدَدْنَاكَ عَنِ الْبَيْتِ وَلاَ قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي. اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ".
قَالَ الزُّهْرِيُّ وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ " لاَ يَسْأَلُونِي خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ". فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ ". فَقَالَ سُهَيْلٌ وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ وَعَلَى أَنَّهُ لاَ يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دِينِكَ، إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا. قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ ". قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " فَأَجِزْهُ لِي ". قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ " بَلَى، فَافْعَلْ ". قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَىْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ. قَالَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ " بَلَى ". قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ " بَلَى ". قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ " إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهْوَ نَاصِرِي ". قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ " بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ ". قَالَ قُلْتُ لاَ. قَالَ " فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ ". قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى. قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى. قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهْوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ. قُلْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ.
قَالَ الزُّهْرِيِّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالاً. قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ " قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا ". قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ. فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، قَامُوا فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا، ثُمَّ جَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} ( http://java******:openquran(59,10,10) ) حَتَّى بَلَغَ {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} ( http://java******:openquran(59,10,10) ) فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ ـ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ـ وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَنَزَلُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلاَنُ جَيِّدًا. فَاسْتَلَّهُ الآخَرُ فَقَالَ أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَجَيِّدٌ، لَقَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ. فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ، وَفَرَّ الآخَرُ، حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يَعْدُو. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ " لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا ". فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ قُتِلَ وَاللَّهِ صَاحِبِي وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ أَوْفَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ثُمَّ أَنْجَانِي اللَّهُ مِنْهُمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ ".
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سِيفَ الْبَحْرِ. قَالَ وَيَنْفَلِتُ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، فَجَعَلَ لاَ يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ إِلاَّ لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ، فَوَاللَّهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّأْمِ إِلاَّ اعْتَرَضُوا لَهَا، فَقَتَلُوهُمْ، وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَأَرْسَلَتْ قُرَيْشٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُنَاشِدُهُ بِاللَّهِ وَالرَّحِمِ لَمَّا أَرْسَلَ، فَمَنْ أَتَاهُ فَهْوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} ( http://java******:openquran(47,24,24) ) حَتَّى بَلَغَ {الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} ( http://java******:openquran(47,1,1)) وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللَّهِ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ.
[رواه البخاري في صحيحه كتاب الشروط: باب الشروط في الحرب والمصالحة مع اهل الحرب وكتابة الشروط]
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 04:54]ـ
لعل حديث توبة كعب بن مالك أطول منه
هل قارنت بينهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 08:40]ـ
شيخنا الفاضل امجد الفلسطيني قارنت حديث صلح الحديبية السابق بحديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه فوجدت أن الفرق بضعة اسطر لصالح حديث صلح الحديبية واستعنت ببرنامج (الوورد) لاحصاء الكلمات فوجدت ان عدد كلمات حديث كعب بن مالك هو (1644) بينما حديث صلح الحديبية (1723)
وهذا هو حديث توبة كعب بن مالك رضي الله عنه.
4418 ـ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ـ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ ـ قَالَ سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ، تَبُوكَ قَالَ كَعْبٌ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ، عَنْهَا إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلاَمِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا، كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُرِيدُ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَثِيرٌ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ ـ يُرِيدُ الدِّيوَانَ ـ
قَالَ كَعْبٌ فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلاَّ ظَنَّ أَنْ سَيَخْفَى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْىُ اللَّهِ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَىْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ بِتَبُوكَ " مَا فَعَلَ كَعْبٌ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ فِي عِطْفِهِ. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلاً حَضَرَنِي هَمِّي، وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْىٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَىْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَادِمًا، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلاَنِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ " تَعَالَ ". فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي " مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ ". فَقُلْتُ بَلَى، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَىَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَىَّ فِيهِ إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لاَ وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ ". فَقُمْتُ وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لاَ تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُتَخَلِّفُونَ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكَ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبُ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ قَالُوا نَعَمْ، رَجُلاَنِ قَالاَ مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ. فَقُلْتُ مَنْ هُمَا قَالُوا مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ. فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا إِسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً،
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَمَّا صَاحِبَاىَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهْوَ فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَأَقُولُ فِي نَفْسِي هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلاَمِ عَلَىَّ أَمْ لاَ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاَتِي أَقْبَلَ إِلَىَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَىَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَىَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَىَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ. فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَاىَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ،
قَالَ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّأْمِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِلَىَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ. فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِينِي فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ فَقُلْتُ أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ قَالَ لاَ بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا. وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَىَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الأَمْرِ. قَالَ كَعْبٌ فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ قَالَ " لاَ وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبْكِ ". قَالَتْ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَىْءٍ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا. فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كَلاَمِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَىَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَىَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ. قَالَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلاَةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَىَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ إِلَىَّ رَجُلٌ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ فَأَوْفَى عَلَى الْجَبَلِ وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَىَّ، فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا،
وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. قَالَ كَعْبٌ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَىَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَىَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ " أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ". قَالَ قُلْتُ أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ " لاَ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ". وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ". قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلاَهُ اللَّهُ فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} ( http://java******:openquran(8,117,119 )) إِلَى قَوْلِهِ {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} ( http://java******:openquran(8,119,119 )) فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَىَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلإِسْلاَمِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ لاَ أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْىَ شَرَّ مَا قَالَ لأَحَدٍ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ} ( http://java******:openquran(8,95,96)) إِلَى قَوْلِهِ {فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} ( http://java******:openquran(8,96,96)) . قَالَ كَعْبٌ وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} ( http://java******:openquran(8,118,118 )) وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنِ الْغَزْوِ إِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ.
[رواه البخاري في صحيح كتاب المغازي باب حديث كعب بن مالك]
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 08:58]ـ
بارك الله فيكم
كنت ظننتك ذكرت أولا حديث الإفك لأني قرأت أول السند فقط وسند حديث الإفك يشبه سند حديث صلح الحديبية من جهة جمع الزهري لمشايخه وحمل حديث بعضهم على بعض
فلعلك إن نشطت قارنت بين حديث الحديبية وحديث الإفك
ولا أعلم أطول من هذه الأحاديث الثلاثة في البخاري
فإن كلا منها يقارب الأربع صفحات وكلها من حديث الإمام الزهري رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 09:58]ـ
شيخنا الفاضل اشكرك على الفائدة العظيمة وعلى اعطائنا شيء من وقتك
قمت بحساب عدد كلمات حديث الافك عن طريق برنامج الوورد فظهر لي أن عدد كلماته هي (1618) اي انه اقصر من الحديثين السابقين ببضع كلمات
وهذا هو نص حديث الافك
4141ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رضى الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ عَائِشَةَ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ، قَالُوا
قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ، فَأَيُّهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ، دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، قَالَتْ وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونِي فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَهْبُلْنَ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَحَمَلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ فَسَارُوا، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلاَ مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إِلَىَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، وَهَوَى حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، وَهُمْ نُزُولٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ قَالَتْ ـ فَهَلَكَ {فِيَّ} مَنْ هَلَكَ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَىٍّ ابْنَ سَلُولَ. قَالَ عُرْوَةُ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يُشَاعُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ، فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ. وَقَالَ عُرْوَةُ أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الإِفْكِ أَيْضًا إِلاَّ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي نَاسٍ آخَرِينَ، لاَ عِلْمَ لِي بِهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ ـ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ـ وَإِنَّ كُبْرَ ذَلِكَ يُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ ابْنُ سَلُولَ. قَالَ عُرْوَةُ كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ، وَتَقُولُ إِنَّهُ الَّذِي قَالَ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ، لاَ أَشْعُرُ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهْوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ " كَيْفَ تِيكُمْ " ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا، وَكُنَّا لاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا.
قَالَتْ وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي الْبَرِّيَّةِ قِبَلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، قَالَتْ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ وَهْىَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتِي، حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْرًا فَقَالَتْ أَىْ هَنْتَاهْ وَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ قَالَتْ وَقُلْتُ مَا قَالَ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ ـ قَالَتْ ـ فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ " كَيْفَ تِيكُمْ ". فَقُلْتُ لَهُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَىَّ قَالَتْ وَأُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، قَالَتْ فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ لأُمِّي يَا أُمَّتَاهُ مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ قَالَتْ يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا. قَالَتْ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا قَالَتْ فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي
ـ قَالَتْ ـ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْىُ يَسْأَلُهُمَا وَيَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ ـ قَالَتْ ـ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ أُسَامَةُ أَهْلَكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَرِيرَةَ فَقَالَ " أَىْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَىْءٍ يَرِيبُكِ ". قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ ـ قَالَتْ ـ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ يَوْمِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَىٍّ وَهْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي ". قَالَتْ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْذِرُكَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بِنْتَ عَمِّهِ مِنْ فَخِذِهِ، وَهْوَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهْوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ـ قَالَتْ ـ وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ لِسَعْدٍ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لاَ تَقْتُلُهُ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ مَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ـ وَهْوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ ـ فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. قَالَتْ فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ ـ قَالَتْ ـ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ
ـ قَالَتْ ـ فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ كُلَّهُ، لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ـ قَالَتْ ـ وَأَصْبَحَ أَبَوَاىَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، حَتَّى إِنِّي لأَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا أَبَوَاىَ جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَىَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي ـ قَالَتْ ـ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ـ قَالَتْ ـ وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ قَبْلَهَا، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لاَ يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي بِشَىْءٍ ـ قَالَتْ ـ فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ " أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ".
قَالَتْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي فِيمَا قَالَ. فَقَالَ أَبِي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لأُمِّي أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ. قَالَتْ أُمِّي وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
سَمِعْتُمْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِي، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، فَوَاللَّهِ لاَ أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً إِلاَّ أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} ( http://java******:openquran(11,18,18) ) ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، لَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ، وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِنَ الْعَرَقِ مِثْلُ الْجُمَانِ وَهْوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ ـ قَالَتْ ـ فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَضْحَكُ، فَكَانَتْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ " يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ فَقَدْ بَرَّأَكِ ".
قَالَتْ فَقَالَتْ لِي أُمِّي قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ وَاللَّهِ لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ، فَإِنِّي لاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَالَتْ ـ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ} ( http://java******:openquran(23,11,22) ) الْعَشْرَ الآيَاتِ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ـ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ ـ وَاللَّهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} ( http://java******:openquran(23,22,22) ) إِلَى قَوْلِهِ {غَفُورٌ رَحِيمٌ} قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَ لِزَيْنَبَ " مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ ". فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْرًا. قَالَتْ عَائِشَةُ وَهْىَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ ـ قَالَتْ ـ وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَهَذَا الَّذِي بَلَغَنِي مِنْ حَدِيثِ هَؤُلاَءِ الرَّهْطِ. ثُمَّ قَالَ عُرْوَةُ قَالَتْ عَائِشَةُ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي قِيلَ لَهُ ما قِيلَ لَيَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ. قَالَتْ ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
[رواه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب حديث الافك](/)
حديثان باطلان
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 02:08]ـ
* ذكر خطيبنا اليوم هذا الحديث:
" لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ فَيَكُفُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "
ثم قال: والحديث في مسند أحمد، من حديث عمر بن الخطاب.1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقلت في النفس منه شيء، فليس يشبه كلام رسول الله (ص)
وعادة خطيبنا - هداه الله - أن يقول والحديث في كذا وكذا، وهو أدرى الناس بأن ذلك لا يقتضي الصحة.
ثم لما راجعت هذا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210240
تبين أن الحديث باطل
* انتشر على البلوتوث حديث " حوار الرسول (ص) مع إبليس " وهو حديث طويل، بصوت رجل جاهل يصيب بالغثيان كل من له أدنى معرفة باللغة؛ لكثرة ما يلحن فيما يزعم أنه حديث عن رسول الله (ص). وقد قرأت أنه باطل، ولكن أحتاج توثيق ذلك.
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 07:45]ـ
4392 - ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات على الأرض، يستأذن الله في أن ينتضح عليهم، فيكفه الله عز وجل.
قال الألباني: 9/ 382: ضعيف
أخرجه أحمد (1/ 43): حدثنا يزيد: أنبأنا العوام: حدثني شيخ كان مرابطًا بالساحل، قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: حدثنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الشيخ الذي لم يسم، وأبي صالح مولى عمر؛ فإنه لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
وأما العوام، فهو ابن حوشب،؛ ثقة اتفاقًا، ومن رجال الشيخين، ونقل المناوي عن ابن الجوزي أنه قال: والعوام؛ ضعيف.
فالظاهر أنه توهم أنه غير ابن حوشب وهو خطأ؛ فإن ابن حوشب هو الذي يروي عنه يزيد، وهو ابن هارون، من شيوخ الإمام أحمد المشهورين الثقات الأثبات. ثم رأيت الحديث في "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1/ 40 - 41) رواه من طريق الإمام أحمد، ثم قال: العوام؛ ضعيف، والشيخ؛ مجهول.
وبهذا الشيخ المجهول أعله الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (4/ 240) و"البداية" (1/ 23)، وقد عزاه لأحمد وإسحاق بن راهويه، وفي سنده: العوام ابن حوشب، وهو مما يؤكد ما ذكرنا من وهم ابن الجوزي. ومن رواية إسحاق ساقه ابن حجر مطولًا في "المطالب العالية" (2/ 176)، وبيض له هو والمعلق عليه الأعظمي!!
والحديث أورده ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" (2/ 214 - 215) من رواية أحمد في "المسند" أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ما من ليلة إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم، فينهاه ربه، ولولا ذلك لأغرقهم.
وكأنه رواه من حفظه بالمعنى.
وذكره ابن القيم أيضًا من روايته في "مدارج السالكين" (1/ 432 - 433) بلفظ: ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم، والملائكة تستأذنه أن تعالجه وتهلكه، والرب تعالى يقول: دعوا عبدي فأنا أعلم به" الحديث بطوله، وفي آخره: أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري ....
ونقله الشيخ إسماعيل الأنصاري في تعليقه على "الوابل الصيب" (ص 142) دون أي تحقيق أو تعليق، وفي اعتقادي أن عزوه لأحمد في "المسند" بهذا الطول خطأ، وعليه لوائح الإسرائيليات. والله أعلم. هذا الحديث الاول
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:07]ـ
بارك الله فيكم
وماذا عند حوار الرسول صلى الله عليه وسلم
مع إبليس؟(/)
لا بارك الله أو لا خير في أمة كثرت أعيادها
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 11:30]ـ
لا بارك الله أو لا خير في أمة كثرت أعيادها
ما صحه هذا القول؟؟؟؟(/)
مصادر في علل الأحاديث يغفل عنها بعض الطلبة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 12:32]ـ
تتبعت الكلام على كتب ومظان علل الاحاديث فوجدت غفلة من بعض الطلبة عن بعض المصادر والمظان
فأحببت ذكرها هنا وهي:
/// أطراف الموطأ لأبي العباس الداني
/// منتخب السلفي من إرشاد أبي يعلى الخليلي (مطبوع باسم الإرشاد)
/// تاريخ أبي بكر ابن أبي خيثمة
/// سنن أبي عيسى الترمذي
/// تواريخ أبي عبد الله البخاري
/// المسند المعلل لأبي بكر البزار
/// الكامل لأبي أحمد ابن عدي
والعلل منثورة في بطون كتب الحديث والتواريخ والرجال
لكن في هذه الكتب التي سميت مادة دسمة وعلم جم من علم العلل لا ينبغي للمهتم بهذ العلم أن يغفل عنها ويفوتها
والله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 06:37]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
والعلل منثورة في بطون كتب الحديث والتواريخ والرجال
ولعل مما يقارب الكتب المذكورة سابقا - إن لم يفق بعضها في كم الإعلالات - كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي.
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 10:56]ـ
جزاكم الله خيرا
هناك كتب هي مظان للأحاديث المعلة وفيها نقولات عن أئمة العلل، فمنها:
أـ كتب الأحاديث المسندة، مثل:
ـ السنن الكبرى للنسائي (ت 313هـ)
ـ المسند للبزار (ت 292هـ).
ـ معاجم الطبراني (ت 360هـ).
ب ـ كتب التراجم، مثل:
ـ تواريخ البخاري (ت 256هـ).
ـ الضعفاء للعقيلي (ت 321هـ).
ـ الكامل لابن عدي (ت 365هـ).
ج ـ كتب السؤالات، مثل:
ـ سؤالات تلامذة أحمد له، كابنه صالح وعبد الله، وكأبي داود والمروذي وابن هانئ وغيرهم.
ـ سؤالات تلامذة الدارقطني له، كالبرقاني والسهمي ويحي بن بكير والحاكم وغيرهم.
د ـ كتب التواريخ، مثل:
ـ التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت 279هـ) وهو مخطوط، وطبع منه قسم أخبار المكيين.
ـ تاريخ بغداد للخطيب (ت 463هـ).
ـ تاريخ دمشق لابن عساكر (ت 571هـ).
هـ ـ كتب الأفراد والغرائب، مثل:
ـ الأفراد للدار قطني، وقد وصلنا مرتباً على الأطراف لابن القيسراني.
يتبع ان شاء الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:43]ـ
التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (ت 279هـ) وهو مخطوط، وطبع منه قسم أخبار المكيين.
بل طبعت منه دار الفاروق بعناية صلاح بن فتحي هلل سفرين، الثاني والثالث، وفي ثناياهم أخبار المكيين.
ومن كتب الأفراد: كتاب ابن شاهين، طبع منه الجزء الخامس بعناية بدر البدر عن دار ابن الأثير بالكويت.
ولدي قطعة مخطوطة لم تطبع بعدُ في المجاميع العمرية تعد الجزء الأول من أفراد ابن شاهين ينقصها وريقات من أولها، وهي رواية أخرى غير التي أخرج عنها الجزء الخامس، وهي قيد التحقيق بفضل الله تعالى.(/)
حديث لم يعرفه البخاري! للشيخ فهد السنيد
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 05:38]ـ
يقول الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
حديث لم يعرفه البخاري, سمعه من تلميذه الترمذي:
قال الترمذي في سننه (3588 /طبعة الرسالة) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها) قال: اللينة النخلة, (وليخزي الفاسقين) قال: استنزلوهم من حصونهم, قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم, فقال المسلمون قد قطعنا بعضاً وتركنا بعضاً فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر؟ فأنزل الله تعالى (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها) هذاحديث حسن غريب, وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير مرسلاً ولم يذكر فيه عن ابن عباس, حدثنا بذلك عبدالله بن عبدالرحمن (هو الدارمي) عن هارون بن معاوية عن حفص بن غياث، سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث.
وقال الترمذي (في علله الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ص358) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان حدثنا حفص بن غياث حدثنا حبيب بن ابي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله (ما قطعتم من لينة) قال: اللينة ,النخلة (وليخزي الفاسقين) قال استنزلهم من حصونهم قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم فأنزل الله (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها). سألت محمداً عن هذا الحديث فلم يعرفه واستغربه وسمعه مني.
وذاكرت بهذا الحديث عبدالله بن عبدالرحمن فقال:أخبرنا مروان بن معاوية عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرةعن سعيد بن جبير نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن ابن عباس. انتهى. ورواه النسائي في الكبرى (11574) عن الحسن بن محمد به وزاد قال: (أي الزعفراني) كان عفان حدثنا بهذا الحديث عن عبدالواحد عن حبيب ثم رجع فحدثناه عن حفص.
قلت: وفيه أنه قد يفوت الحافظ الكبير من الحديث ما قد يكون عند من دونه في الحفظ وفيه منقبة للترمذي التلميذ حيث سمع منه هذا الحديث شيخه البخاري.
تنبيه: وقع في سند الترمذي المرسل في العلل مروان بن معاوية وهو خطأ والصواب ما وقع في السنن هارون بن معاوية, وكذا وقع على الصواب في تحفة الأشراف للمزي (5488) وهو ابن عبيدالله بن يسار المصيصي, قال أبو حاتم: صدوق. والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 06:13]ـ
بارك الله فيكم.
روى أبو بكر ابن أبي داود السجستاني، قال: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عمرو الرازي، حدثنا عبدالرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن العتيرة، فحسنها.
قال ابن أبي داود: قال أبي: «فذكرته لأحمد بن حنبل، فاستحسنه، وقال: "هذا حديث غريب"، وقال لي: "اقعد"، فدخل، فأخرج محبرةً وقلمًا وورقة، وقال: "أمِلَّه عليَّ"، فكتبه عني.
ثم شَهِدتُه يومًا آخر -وجاءه أبو جعفر ابن أبي سمينة-، فقال له أحمدُ بن حنبل: "يا أبا جعفر، عندَ أبي داود حديثٌ غريب، اكتبه عنه"، فسألني، فأمليته عليه».
تاريخ بغداد (9/ 57، 58)، الطيوريات (135)، التقييد، لابن نقطة (2/ 6، 7).
وعدم معرفة الأئمة الحفاظ واسعي الروايةِ للحديث يضرُّه ويوهنه ولا يفيده؛ بِحُكم الأئمة الحفاظ:
قال الإمام أحمد بن حنبل: (كلُّ حديثٍ لا يعرفه يحيى بن معين؛ فليس بحديث)، وفي لفظ: (فليس هو ثابتًا)، وقال الإمام ابن راهويه: (كلُّ حديثٍ لا يعرفه أبو زرعة؛ ليس له أصل)، وقال الحافظ عمرو بن علي الفلاس: (حديثٌ لا يعرفه محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري-؛ ليس بحديث).
والله أعلم.(/)
خرج الحديث تخريجاً علمياً
ـ[حكم علاء السامرائي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:42]ـ
هذه عشرة أحاديث بحاجة إلى تخريج علمي دقيق فمن لديه الخبرة في تخريج الأحاديث فليخرجها تخريجاً علمياً، وهي:-
1 - قوله: ((أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبُرْدَةُ)) (1).
2 - وقوله - وهو بموضع -: ((نِعْمَ مَوْضِعُ الْحَمَّامِ هَذَا)) (2).
3 - وعن ابن عباس: ((مرض رسول الله r فحبس عن النساء والطعام والشراب، فهبط عليه ملكان ... )) وذكر القصة (3).
4 - عن الحسين بن علي عن أبيه أن رسول الله r قال: ((مَنْ سَبَّ نَبِيًّا فَاقْتُلُوهُ وَمَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَاضْرِبُوهُ)) (4).
5 - حكى أبو محمد، مكي: أنه روي عن النبي r أنه قال: ((لي عند ربي عشرة أسماء)) ذكر أن منها: طه ويس اسمان له (5).
6 - وقوله ((لا خير في صحبة من لا يرى لك ما ترى له)) (6).
7 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (( صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ الله وَرُسُلِهِ فَإِنَّ الله بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي)) (7).
8 - وأتي النبي r بجنازة رجل فلم يصل عليه وقال: ((كانَ يُبْغِضُ عُثْمانَ فأبْغَضَهُ الله)) (8).
9 - وقوله: ((وملكهم أضعاف ما ملكوا)) (9).
10 - وقال عليه السلام: ((تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا فَإنِّي مُبَاهِ بِكُمُ الأممَ يَوم القِيَامة)) (2).
________
وللإمانة أن هذه الأحاديث هي من كتاب الشفا للقاضي عياض، وقد حكم عليها الأئمة بالضعف.(/)
شرح القواعد الحديثية .. ؟؟
ـ[ناصر العولقي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 05:55]ـ
من يفيدني عن مؤلفات تشرح القواعد الحديثية عموماً أو قواعد الجرح والتعديل على وجه الخصوص
أرجو الإفادة بأسرع وقت ممكن
ولكم جزيل الشكر والإمتنان
ـ[ناصر العولقي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 02:59]ـ
أرجو أن ألقى من يدلني
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 03:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... اما بعد
فيمكنك اخي الرجوع لجميع المصنفات التي صنفها الخطيب البغدادي في هذا الفن فمنها مطبوع ومنها مخطوط، وقد جعل لكل موضوع من الجرح والتعديل مصنف مستقل. فانتبه هذا على سبيل الخصوص، واما المطولات فتحتاج الى الرجوع لكتب اهل هذا الفن واقتناص الفوائد منها .... والله اعلم
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 09:43]ـ
قواعد في علوم الحديث:
1 - قواعد التحديث للعلامة القاسمي
2 - قواعد في علوم الحديث للتهانوي (إنهاء السكن)، ويا حبذا لو تطالع معه نقده للشيخ بديع الدين الراشدي
3 - القواعد الحديثية طارق عوض الله
4 - جامع القواعد والفوائد الحديثية.
أما في قواعد الجرح والتعديل:
1 - الرفع والتكميل للكنوي
2 - ضوابط الجرح والتعديل للعلامة عبد العزيز آلعبد اللطيف (جيد جدا)
3 - الجرح والتعديل للاحم
4 - شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل لأبي الحسن (جيد جدا)
5 - الجرح والتعديل لطارق عوض
6 - دراسات في الجرح والتعديل للأعظمي.
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم وباركم فيكم جميعا،
هاكم بعض الكتب أرفعها لشرح مادة الجرح والتعديل:
1 - الجرح والتعديل، دكتور عبدالمنعم نجم.
2 - خلاصة التأصيل في الجرح والتعديل، الدكتور حاتم الشريف.
3 - مباحث في الجرح والتعديل.
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:26]ـ
تابع بعض الكتب
4 - خلاصة التأصيل في الجرح والتعديل، الباحث على بن نايف الشحوذ.
5 - دراسات فى الجرح والتعديل.
6 - العدالة والضبط وأثرهما في قبول الحديث.
7 - ضوابط الجرح والتعديل.
8 - الجرح والتعديل الدكتور اللاحم.
9 - شفاء العليل بألفاظ الجرح والتعديل.
10 - منظومة في الجرح والتعديل.
11 - ألفاظ الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرار والتركيب، للدكتور الأستاذ أحمد معبد - حفظه الله.
12 - سلسلة مباحث الجرح والتعديل للشيخ السعد - صوت-.
13 - رسالة في الجرح والتعديل.
14 - من قاموس المحدثين: الجرح والتعديل آليته ودلالته.
(الملفات تأتي إن شاء الله تباعًا، والله يصلح حال النت)
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 12:14]ـ
دراسات في الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/get/5EoQF8ic/___.html
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 09:35]ـ
الأخت الفاضلة رندا .. جزاك الله الخير كله
برجاء رفع رسالة " العدالة والضبط وأثرهما في قبول الحديث " لأهميتها.
ـ[ناصر العولقي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 04:28]ـ
الأخوة الأفاضل أبو سليمان الشمري و طالب علم السنة والأخت الفاضلة رندا
أعجز عن شكرك فجزاكم الله كل خير على تلبية طلبي
ولازلت منتظراً رفع باقي الكتب من طرف الأخت رندا أو من لديه القدرة على ذلك
شكر الله لكم
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:19]ـ
العدالة والضبط وأثرهما في قبول الحديث
http://www.4shared.com/get/br-Pw34V/______.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:00]ـ
- ضوابط الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/file/WSTybqJ6/7-___.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:04]ـ
- منظومة في قواعد الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/get/-NhHQv1u/____.html
- رسالة في الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/file/kE45OHBu/___.html
- من قاموس المحدثين: الجرح والتعديل آليته ودلالته
http://www.4shared.com/file/PIxdK5Dt/______.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:10]ـ
- الجرح والتعديل الدكتور اللاحم
http://www.4shared.com/get/kh_2GZAY/______.html
- شفاء العليل بألفاظ الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/get/yukAuMtF/_____.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:47]ـ
- السبيل في شرح ألفاظ الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/get/wwbkCMFH/______.html
- ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل، بين الإفراد والتركيب، ودلالة كل منهما على حالة الراوي والمروي؛ للدكتور أحد معبد حفظه الله تعالى
http://www.4shared.com/get/Lf0IbZLQ/______________-_____.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:22]ـ
رابط واحد للكتب - المرفوعة - في شرح الجرح والتعديل
http://www.4shared.com/account/dir/Gff3Apq2/sharing.html?rnd=57
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 12:59]ـ
مباحث في الجرح والتعديل (صوت) للشيخ السعد
http://www.4shared.com/file/d5WtU9Xv/____-____.html
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 01:04]ـ
فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث
http://www.4shared.com/get/MrEnuzqp/______.html
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 01:15]ـ
جزاكم الله خيرا وأرجو مراجعة الرابط التالي
حل لمشكلة الروابط في موقع 4 shared (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=362093#post36 2093)
ـ[ناصر العولقي]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 04:08]ـ
الأخت الفاضلة رندا مصطفى شاكر لك جهودك وتلبية طلبي
لا أملك إلا الدعاء لك بأن الله يجعلك مناراً لطلاب العلم وأن يجزيك خير الجزاء
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 05:55]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء، وأعزكم الله دنيا وآخرة.(/)
من يساعدني بتخريج حديث
ـ[شموع]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 05:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا
أود مساعدتي في حديث في كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الأدآب للسفاريني
قال السفاريني:
ذكر في التمييز حديث: " الْقَنَاعَةُ مُلْكٌ لَا يَنْفَدُ, وَكَنْزٌ لَا يَفْنَى " وَقَالَ ضَعِيفٌ.
مالمقصود بالتمييز؟؟ وتخريج الحديث فلم أعثر عليه؟؟
آمل مساعدتي
ـ[شموع]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 09:15]ـ
ثلاثون مشاهدا ولم يرد أحد! ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 09:34]ـ
أخرجه قريباً من هذا اللفظ الديلمي في (الفردوس) .. ويروى بلفظ: (القناعة مال لا ينفد).
وهو مروي من حديث جابر بن عبد الله وأنس بن مالك رضي الله عنهم .. ولا يصح سندهما.
أما سند حديث جابر رضي الله عنه فسندٌ تالف ساقطٌ لا تقوم به حجة بالمرة .. من رواية كذاب ومتروك.
أما سند حديث أنس رضي الله عنه فسندٌ ضعيفٌ جدا .. من رواية مجهولين ومدلس قد عنعن.
وعلى كلٍ: فلا يصح في هذا الباب من مثل هذه الألفاظ شيء .. ويوجد أحاديث في فضل القناعة بغير هذا اللفظ تغني عنه.
وأما بالنسبة لقوله: (التمييز) فالأظهر أنه الكتاب الذي ألفه ابن الديبع في تمييز الأحاديث ضعيفها من صحيحها. والله أعلم(/)
(قصيدة غرامية) في ألقاب علوم الحديث! يشرحها الشيخ أبو إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:22]ـ
وهذا كلام شيخنا أبي إسحاق الحويني حول هذه القصيدة وذلك ممافرغته من فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للإمام البخاري رحمه الله.
يقول ابن فرح الأشبيلي الأندلسي:
غرامي صحيحٌ والرجا فيكَ مُعضَلُ- ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسلُ
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ - ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
ولا حَسن إلا استماعُ حَدِيثُكُمُ - مشافهةً يُمليَ عليَ فأنقلُ
وأمريَ موقوفٌ عليكَ وليس لي - علي أحدٍ إلا عليكَ المُعًوَلُ
ولو كان أمريَ مرفوعًا إليك لكنتَ - لي على رغم عُزَالي تَرِقُ وتعدِلُ
وعذل عذولي منكرٌ لا أُسِيغُهُ - وزورٌ وتدليسٌ يُردُ ويُهملُ
أُقضي زماني فيكَ متصلَ الأسيَ - ومنقطعًا عما به أتوصلُ
وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ - تُكَلِفُني ما لا أُطِيقُ فأحمِلَُ
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً - وما هي إلا مُهجتي تتحللُ
فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي - ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
ومؤتلفٌ وجدي وشجوي ولوعتي - ومختلفٌ حظي وما فيك آمُلُ
خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً - فغيري بموضوعِ الهوى يتجملُ
وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر - وغامِضُهُ إن رُمتَ شرحًا مُطولُ
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ -ورَبِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم -ومشهورُ أوصافُ المُحبِ التذللُ
فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ - إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
قلا زلتَ في عزٍِ منيعٍ ورفعةٍ -ولازلتَ تعلو بالتجني فأنزِلُ
أوري بُسُعدَيَ والرباب وزينب - وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
فخذ أولاً من أخرٍ ثم أولاً - من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
أَبَرُ إذا أقسمتُ أني بحبهِ - أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
هذه قصيدة من عشرين بيتًا كما ترى في أرق لفظ يكون ولا يشعر المستمع أو القارئ أن فيها علم أو أن فيها كلام جامد، فانظر إلى موهبة هذا العالم وكيف أنه تحايل في تقريب هذا العلم بكل ممكن فانظر أين علم الحديث في هذه القصيدة كلها.
فالذي قصده هذا العالم أن يذكر عناوين الأبحاث الحديثية، صحيح، ضعيف، منقطع مرسل شاذ، معل، معضل، معلق، مدلس، فهذه كلها عناوين وتحت كل عنوان من هذه العناوين فيه علم، فيه قواعد
وأنك إذا أحببت هذه القصة تذهب إلى كتب مصطلح الحديث وتدرس الحديث فيقول:
غرامي صحيحٌ والرجا فيك مُعضَلُ ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسلٌ
غرامي (صحيحٌ) إشارة إلى الحديث الصحيح.
والرجا فيك (مُعضَلُ) إشارة إلى الحديث المعضل.
ودمعي وحزني (مرسلٌ)، إشارة إلى الحديث المرسل.
(ومسلسلُ) الحديث المسلسل.
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
(ضعيفٌ) الحديث الضعيف (ومتروك) هذا الحديث المتروك،
ولا حسنٌٌٌ إلا استماع حديثكم مشافهةً يُملى علي فأنقلُ
ولا (حسنٌ) هذا الحديث الحسن.
إلا استماع حديثكم (مشافهةً) هذه المشافهة، كما أكلمك الآن فأنا الآن أشافهك.
(يُملى) علي فأنقل هذا الإملاء وهناك سنة تسمى الإملاء عند المحدثين
وأمريَ موقوفٌ عليك وليس لي علي أحد إلا عليكَ المعولُ
وأمري (موقوفٌ) هذا الحديث الموقوف أي كلام الصحابي.
ولو كان مرفوعًا إليك لكنت لي على رغم عزالي ترق وتعذلُ
ولو كان (مرفوعًا) وهذا الحديث المرفوع وهو ما يعزى إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ من قول أو فعل أو تقرير،.
وعذل عذولي منكرٌ لا أسيغُهُ وزورٌ وتدليسٌ يردُ ويُهملُ
(منكرٌ) هذا الحديث المنكر، (وتدليسٌ) هذا الحديث المدلس (ويُهملُ وهذا المهمل، وسيأتي المهمل بعد ذلك.
أقضي زماني فيكَ متصلَ الأسى ومنقطعًا عما به أتوصلُ
(متصلٌ) وهذا الحديث المتصل، و (منقطعًا) وهذا الحديث المنقطع
وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ تكلفني ما لا أطِيقُ فأحمِلَُ
(مدرجٌ) هذا الحديث المدرج، الكلام الذي يضيفه الراوي على الحديث من جهة التفسير.
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً وما هي إلا مهجتي تتحللُ
وأجريت دمعي بالدماء (مدبجًا) فهناك ما يسمى بالحديث المدبج ورواية الأقران.
فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
فـ (متفقٌ) جفني وسهدي وعبرتي و (مفترق) صدري وقلبي المبلبل، المتفق والمفترق والبيت الذي بعد المؤتلف والمختلف
ومؤتلفٌ وجدي وشجوي ولوعتي ومختلفٌ حظي وما فيك آملُ
و (مؤتلفٌ) وجدي وشجوي ولوعتي و (مختلفٌ) حظي وما فيك آمل
خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً فغيري بموضوعِ الهوى يتحللُ.
خذ الوجد عني (مسندًا ومُعَنعناً) هذا الحديث المسند والحديث المعنعن الذي هو عن فلان عن فلان عن فلان،.
وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر وغامِضُهُ رُمتَ شرحًا مُطولُ
وذي نبذ من (مبهمِ) الحديث المبهم الذي فيه راوى مبهم.
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ وحقِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
(غريبٌ) هذا الحديث الغريب.
عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم ومشهور أوصاف المحب التذللُ
(عزيزٌ) الحديث العزيز. (ومشهور) الحديث المشهور
فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
فرفقًا بـ (مقطوعِ) هذا الحديث المقطوع وهو ما قاله التابعي.
هكذا هو قد انتهي من ألقاب الحديث ولكنه عمل لنا مفاجأة في الأخر أنه ذكر اسم من يحب لكنه فرقه وجعله بطريقة ألغاز، فأنت أنظر اسم من يحبه في هذه الأبيات فهو يقول:
أوري بُسُعدَيَ والربابِ وزينبََ وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
وقد انتهى بذلك ولكنه أراد أن يجعلك كيف تعرف أن تعثر على اسم حبيبه في هذه الأبيات، فيقول:
فخذ أولاً من أخرٍثم أولاً من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
(فخذ أولاً) البيت الذي سيأتي بعد هذا من أخر ثم أولاً، من النصف منه فهو فيه مكمل
أَبَرُ إذا أقسمت أني بحبه أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
أَبَرُ) اسم حبيبه في أول البيت أول الشطر الأول وتكملته في أول الشطر الثاني (أهيمُ) فيكون اسمه إبراهيم.
هذا الرابط الصوتي للدرس والقصيدة:
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=202
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لافي السرحاني]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:33]ـ
جزاك الله خير وهذه حق أبيات جميلة أسأل الله أن ينفع بكم
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:37]ـ
وجزاكم مثله ونفع بكم وبأمة محمد صلي الله عليه وسلم أجمعين
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:53]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 03:17]ـ
وجزاكم مثله
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 03:55]ـ
أبيات رائعه .. جزاك الله خيرا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 04:51]ـ
وجزاكم مثله
ـ[فنر]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:32]ـ
قصيدة رائعة، نفع الله بكم.
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:11]ـ
ما شاء الله قصيدة طيبة تنبئ عما كان عليه علماء الأندلس من علم ودراية.
في كل فن تجدهم السباقين، فرحمهم الله وأسكنهم فسيح جنانه.
هذا في يوم شموخ العلم وأهله.
أما اليوم فإلى الله المشتكى.
بوركت أختي الكريمة على هذا العمل، الذي نسأله سبحانه أن يكتبه في ميزان حسناتك
وحسنات شيخنا أبي إسحاق حفظه الله ونفعنا بعلمه.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:11]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك ... حفظ الله الشيخ أبا إسحاق
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:33]ـ
ارك الله في حبيبنا الشيخ أبي إسحاق الحويني وحفظه ومتعه بالصحة والعافية
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب
ووفقكم الله في الطلب
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 05:09]ـ
ولكم بمثل مادعوتم
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 04:17]ـ
السلام عليكم:
أحسن الله إلى اخيتنا الكريمة (أم محمد) لطالما أتحفتنا بمشاركاتها، فلله درها.
وقد شرحت بحمد الله قصيدة (غرامي صحيح)، باختصار وحللت رموزها على هذا الملتقى المبارك.
والله أسأل أن يبارك في ملتقانا هذا وينفع به ويجعله من أسباب عودة علم الحديث الأصيل الذي كان عليه أئمة الشأن المتقدمون.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 09:29]ـ
أختي الكريمة أم محمد الظن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرًا على ما تبذلينَ من جهدٍ ـ مشكورٍ إن شاء اللهُ ـ في نشر علمِ أستاذِنا أبي إسحاق الحويني ـ حفظه اللهُ ـ لكنِ اعلمي ـ رحمَني اللهُ وإيَّاك ـ أنَّ في نقلك للقصيدةِ بعضَ الهناتِ في الضبطِ وغيرِه، وقد أردتُ أن أنبِّهَك إلى ذلك؛ لعلك تصلحين ما وقعتِ فيه، ويكون النقلُ صحيحا؛ فأقول وباللهِ التوفيقُ:
1 ـ ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ - ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
كلمة ضعيف تُضبطُ هكذا: ضعيفٌ، وكان ينبغي أنْ تضعي فتحةً فوق الياءِ في: ووجديَ، إذ لايستقيم الوزن إلا بذلك؛ فالقصيدة من بحر الطويل،
2 ـ ولا حَسن إلا استماعُ حَدِيثُكُمُ - مشافهةً يُمليَ عليَ فأنقلُ
كلمة (حَدِيثُكُمُ) مضاف إليه فالواجب أن تكون مجرورة،والميم لا تشبعُ هنا بل يجب تسكينها حتى لا ينكسرَ وزنُ البيت؛ وعليه فالواجبُ أن تكتبَ هَكذا: حديثِكُمْ
ثم لم نصب الفعل يملى وهو لم يسبق بناصب أو جازم، إنه يا أختاه مرفوع بضمة مقدرة للتعذر، وجعل الألف ياء ووضع فتحة فوقها ـ كما فعلت ـ يكسرُ الوزنَ؛ فالصواب يملى، ثم كان ينبغي أن تضبطي كلمة حسن هكذا: حَسَنٌ زيادةً في الضبط.
3 ـ وأمريَ موقوفٌ عليكَ وليس لي - علي أحدٍ إلا عليكَ المُعًوَلُ
ضبطت كلمة المعول خطأ والصواب: المُعَوَّلُ
4 ـ ولو كان أمريَ مرفوعًا إليك لكنتَ - لي على رغم عُزَالي تَرِقُ وتعدِلُ
هذا البيت مكسور الوزن لزيادة كلمة أمري بعد كان، والجاروالمجرور: (لي) من عروض الشطر الأول؛ فوضعها في بداية الشطر الثاني خطأ، وكلمة عذالي بالذال لا بالزاي، والخلاصة أن صحة البيت هكذا
وَلَوْ كَانَ مَرْفُوعاً إلَيْكَ لَكُنْتَ لِي ... عَلَى رَغْمِ عُذَّالِي تَرِقُّ وَتَعْدِلُ
5 ـ وعذل عذولي منكرٌ لا أُسِيغُهُ - وزورٌ وتدليسٌ يُردُ ويُهملُ
تضبط كلمة يرد هكذا: يُرَدُّ
6 ـ أُقضي زماني فيكَ متصلَ الأسيَ - ومنقطعًا عما به أتوصلُ
لام الأسى ألف لا ياء فتكتب: الأسى، وكان ينبغي ضبط كلمة أقضي هكذا ـ أُقَضِّي
7 ـ وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ - تُكَلِفُني ما لا أُطِيقُ فأحمِلَُ
تكلفني تضبط هكذا: تُكَلِّفُنِي
8 ـ وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً - وما هي إلا مُهجتي تتحللُ
وضع الفتحة فوق الياء خطأ في الوزن، وكلمة: مدبجا تضبط هكذا: مُدَبَّجًا، وضعي يا أختاه فتحة فوق الياء في: هيَ
9 ـ فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي - ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
اضبطي الكلمة الأولى هكذا: فَمُتَّفِقٌ
10 ـ خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً - فغيري بموضوعِ الهوى يتجملُ
ومعنعا تضبط هكذا: ومُعَنْعَنًا
11 ـ وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر - وغامِضُهُ إن رُمتَ شرحًا مُطولُ
ما أظن الناظم قال: (مطول) لأن رفعها يحتاج إلى تقدير: إن رمتَ شرحًا فهو شرحٌ مُطَوَّل فانظري إلى الأصل فلربما قال الناظم: أُطَوِّلُ
12 ـ عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم -ومشهورُ أوصافُ المُحبِ التذللُ
كلمة لعزكم تضبط هكذا لِعِزِّكُمْ، وكلمة أوصاف مضاف إليه فحقها الجر: أوصافِ
13 ـ فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ - إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
لم لم تنوني كلمة سبيل؟ إليك سبيلٌ
14 ـ أوري بُسُعدَيَ والرباب وزينب - وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
بسعدي خطأ والصواب: بِسُعْدَى، وكلمة (تعني) تضبط هكذا: تُعْنَى، والمؤمل تضبط هكذا: وَالْمُؤَمَّلُ
15 ـ فخذ أولاً من أخرٍ ثم أولاً - من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
أخر خطأ والصوابُ آخرٍ، وكلمةُ (مكمل) ضبطها: مُكَمَّلُ
16 ـ ُأَبَرُ إذا أقسمتُ أني بحبهِ - أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
أبر تضبط هكذا: أَبَرُّ
ومعذرة ـ يا أختاه ـ إن كنتُ أثقلتُ عليك؛ فما أبغي إلا أنْ يكونَ ما تنقلينه عن الشيخ ـ حفظه الله ـ صحيحا، ولعلي أعود إلى القصيدة في مشاركة أخرى فأضبطها ضبطا كاملا فهي رائعة حقا،
هذا، والله الموفقُ، والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 09:47]ـ
جميل!!!
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:33]ـ
أختي في الله أم محمد الظن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبعدَ أنْ كتبتُ ما كتبتُ رجعتُ إلى القصيدةِ، وقرأتُها بتمعنٍ؛ لأعيدَ كتابتَها مضبوطةً فهالني قولُ الناظم:
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ - ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
لقد قرأتُ هذا البيتَ فشعرْتُ بخللٍ فيه وتناقضٍ، إذ كيفَ يقولُ الناظمُ: إنَّ وجدَه ضعيفٌ وموضوعٌ في المتغزَّل فيه، ويشهدُ القلبُ بذلك وهو المفْعَمُ بالحب، لقد أحسستُ بالتناقضِ الواضح، أضيفي إلى ذلك ما فيه من قبضِ التفعيلةِ الثانية (مفاعيلن) في الشطرِ الأوَّلِ وهوـ أي القبض ـ وإنْ كانَ جائزًا فهو غيرُ حسنٍ، فدفعني هذان الأمران إلى أنْ أبحثَ عن مصدر للقصيدة، فوجدتها بالمكتبة الشاملة، ووجدتُ البيتَ هكذا:
وَصَبْرِيَ عَنْكُمْ يَشْهَدُ الْعَقْلُ أنَّهُ ... (ضَعِيفٌ)، وَ (مَتْرُوكٌ) وَذُلِّيَ أجْمَلُ
وهذا ـ والله ـ هُو الصَّوابُ؛ فصبرُ الشاعرِ عن حبيبه ضعيفٌ بل هو متروكٌ، فهو لا يصبرُ عنه، والآن لا أدري: أذهلَ شيخُنا أبو إسحاق أم كان نقلُك عنه خطأ؟ فأرجو أنْ تراجعي ما نقلتِه عن الشيخِ ـ حفظَهُ اللهُ وشفاهُ ـ والسلام.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:47]ـ
أختي في الله،
قال الناظم:
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ -ورَبِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
نسيتُ التعليقَ على ضبطِ هذا البيتِ فأقولُ: (وربك) ضبطُها: وَرَبِّكَ، وكلمةُ (متحول) ضبطُها: مُتَحَوَّلُ
هذا والله أعلم، والسلام.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 11:51]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا محمود محمد محمود مرسي على هذه الفوائد.
وبارك الله في أختنا أمّ محمّد.
ـ[رضا العربي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 12:02]ـ
أحسن الله إليك أختنا الكريمة وشكر لك وبارك فيك وفي شيخنا العلامة الحويني شفاه الله وعافاه وأمد في عمره بالخير والبركة
وبارك الله فيك أخانا الكريم محمود مرسي على طيب مبادرتك بتصحيحك الشعر، وهو أمر طيب محمود حبذا لو صار عادة لنا في المجلس؛ حرصا على العلم ومتابعة لموضوعاتنا وموضوعات إخواننا وأخواتنا، ولن يكون ذلك غاضا لقيمة الموضوع ولا صاحبه أبدا بل هو غيرة ومحبة للعلم وإخلاص لثقافتنا ولغتنا وحرص جميل على سلامتها، وسيكون مفيدا للجميع؛ إذ سينبه ويوقظ ويعلم .. فبارك الله فيك وفيما فعلت، وفي شيخنا الكريم، وفي أختنا المباركة التي تتحفنا بمحاضرات شيحنا العلامة، من خلال جهود لها مباركة، نلمس فيها الحرص ونشعر بالإخلاص وندعو الله أن يثقلها في ميزان طاعاتها .. ويجزيها عنا وعن الشيخ خيرا عميما
دمتم بفضل من الله ونعمة(/)
أرجوكم أن تتفضلوا علي بالإجابةعلى الأسئلة التاليةالطالب علمية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 12:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أرجوكم أن تتفضلوا علي بالإجابةعلى الأسئلة التاليةالطالب علمية
الأول
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي: حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق: سأل رجل البراء، وأنا أسمع، قال: أشهد علي بدرا؟ قال بارز وظاهر.
المسؤل والمطلوب مااسم هذاالرجل المذكوروأحواله في هذه الجملة لهذاالحديث"سأل رجل البراء"
الثاني
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثني يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن قال:
كاتبت أمية بن خلف، فلما كان يوم بدر، فذكر قتله وقتل ابنه، فقال بلال: لا نجوت إن نجا أمية.
المطلوب والمسؤل مامعني هذه الجملةلهذاالحديث"فذكر قتله وقتل ابنه، "ومن المرادبالابن يعني ماكان اسمه وماهوأحواله
الثالث
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثنا عبدان بن عثمان قال: أخبرني أبي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ والنجم فسجد بها، وسجد من معه، غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، فقال: يكفني هذا، قال عبد الله: فلقد رأيته بعد قتل كافرا
المطلوب والمسؤل ماهوالقول المححقق عندكم في تعيين المرادبشيخ في هذه الجملةلهذالحديث"غير أن شيخا أخذ كفا من تراب فرفعه إلى جبهته، "
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 05:43]ـ
الرجل هو أبو داود نفيع بن الحارث الأعمى الدارمى
رافضى غال ادعى لقاء ثمانية عشر بدريا، فقال قتاده كذب إنما كان يتتبع تتبعا، و قال غيره و الله ما روى سعيد بن المسيب عن ثمانية عشر بدريا
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 05:59]ـ
فذكر قتله و قتل ابنه
الإبن هو على بن أمية بن خلف
و قد ذكرت كتب السيرة أن قتله كان ببدر على يد عمار بن ياسر، و لكن هذا لا يصح
لأن المعروف أن على بن أميه بن خلف كان من السباقين إلى الإسلام
و كان يُعذب مع عمار بن ياسر حتى نطقا كلمة الكفر سويا
فأنزل الله عز و جل فى عمار (إلا من أُكره و قلبه مطمئن بالإيمان) و فى على بن أميه (ولكن من شرح بالكفر صدرا)
أى أن على بن أمية قد إرتد قلبا و قالبا
ما حدث بعد ذلك هو الإذن بالهجره للمدينه
و كان طبيعيا أن يكون هؤلاء المعذبون أول من يهاجر
و أظن أن عمار بن ياسر إستبشر بالخبر و هو لا يدرى بأن على قد شرح بالكفر صدرا فذهب اليه ليبشره، فلما شعر بأن على سوف يشى به قتله ثم فر هاربا الى المدينه
و هذا ما أثار حفيظة أميه بن خلف الذى شعر أنه قد خُدع و قتل إبنه، لذا قرر الثأر
هذا و العلم لله وحده
هذا و قد وجدت فى البخارى حديثا فيه (قال أميه بن خلف: لا نجوت إن نجا أميه) فى غزوة بدر
مما يوحى بأن هناك أكثر من أميه بن خلف!!!
و لعلك تذكر واقعة مقتله إذ كان عبد الرحمن بن عوف حليفا له
فحين رءا بلال بن رباح أميه بن خلف خلال الغزوة صرخ لا نجوت إن نجا، فاستجار أميه بعبد الرحمن، فحماه عبد الرحمن بجسده، فنادى بلال هذا عدو الله أميه بن خلف فاجتمع الناس فاغتالوه من تحت عبد الرحمن
و واقعة مقتل أميه التى ذكرت لهى فى البخارى أيضا
و ما شهدنا الا بما علمنا
و ما كنا للغيب حافظين
و شكرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ
· أما السؤال الأول:
فلم يعرف، ولم يوقف عليه .. والأظهر أنه راوي الخبر نفسه (أبو إسحاق السبيعي) كما أشار إلى ذلك ابن حجر؛ فأبهم اسمه .. وأبو إسحاق ممن يروي عن البراء رضي الله عنه.
وإخراج الإمام البخاري لهذا الخبر في صحيحه يوحي بذلك. والله أعلم
· أما السؤال الثاني:
فيجيبك عنه الإمام البيهقي في دلائله؛ حيث يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَقُولُ: كَانَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ صَدِيقًا لِي بِمَكَّةَ، وَكَانَ اسْمِي: عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ تَسَمَّيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَلَقِيَنِي، فَقَالَ: أَيَا عَبْدَ عَمْرٍو، أَرَغِبْتَ عَنِ اسْمٍ سَمَّاكَهُ أَبُوكَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، هَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، فَتَسَمَّيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. أَخْبَرَنَا؛ قَالَ: إِنِّي لا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، أَمَّا أَنْتَ فَلا تُجِبْنِي بِاسْمِكَ الأَوَّلِ، وَأَمَّا أَنَا فَلا أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الآخَرِ، فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَيْئًا إِذَا دَعَوْتُكَ بِهِ أَجَبْتَنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، فَقُلْ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَأَنْتَ عَبْدُ الإِلَهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا عَبْدُ الإِلَهِ، فَكَانَ إِذَا لَقِيَنِي قَالَ: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَهُزِمَ النَّاسُ اسْتَلَبْتُ أَدْرَاعًا فَمَرَرْتُ بِهِنَّ أَحْمِلُهُنَّ، فَرَآنِي أُمَيَّةُ، وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ ابْنِهِ عَلِيٍّ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِيَّ وَفِي ابْنِي، فَنَحْنُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ هَذِهِ الأَدْرَاعِ الَّتِي تَحْمِلُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَيْمُ اللَّهِ إِذًا، فَأَلْقَيْتُ الأَدْرَاعَ، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَيَدِ ابْنِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، أَمَا لَكُمْ حَاجَةٌ فِي اللَّبَنِ؟ يَقُولُ فِي الْفِدَاءِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَمْشِي مَعَهُمَا إِذْ رَآهُمَا مَعِي بِلالٌ؛ فَقَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ؛ لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَقُلْتُ: أَيْ بِلالُ، أَبِأَسِيرَيَّ؟ فَقَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَقُلْتُ: هَلْ تَسْمَعُ يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ؟ فَقَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَأَحَاطُوا بِنَا حَتَّى جَعَلُونَا فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ، وَجَعَلْتُ أَذُبُّ عَنْهُمَا، وَأَقُولُ: أَسِيرَيَّ، إِذْ خَلَفَ رَجُلٌ السَّيْفَ فَضَرَبَ رِجْلَيَّ أُمَيَّةَ، ضَرَبَهُمَا فَطَرَحَهُمَا، فَصَاحَ أُمَيَّةُ صَيْحَةً وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ صَيْحَةً مِثْلَهَا، فَقُلْتُ: انْجُ بِنَفْسِكَ، فَوَاللَّهِ مَا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا، وَلا نَجَاءَ بِهِ، فَهَبَرُوهُمَا وَاللَّهِ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ بِلالا ذَهَبَتْ أَدْرَاعِي، وَفَجَعَنِي بِأَسِيرِي).
وقال الطبري في تاريخه:
(حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ لِي أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِهِ، آخِذٌ بِأَيْدِيهِمَا: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْمُعَلَّمُ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي صَدْرِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: ذَاكَ الَّذِي فَعَلَ بِنَا الأَفَاعِيلَ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَقُودُهُمَا إِذْ رَآهُ بِلَالٌ مَعِي، وَكَانَ هُوَ الَّذِي يُعَذِّبُ بِلَالًا بِمَكَّةَ عَلَى أَنْ يَتْرُكَ الإِسْلَامَ، فَيُخْرِجُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَى رَمْضَاءِ مَكَّةَ إِذَا حَمِيَتْ، فَيُضْجِعُهُ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ، فَتُوضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: لا تَزَالُ هَكَذَا حَتَّى تُفَارِقَ دِينَ مُحَمَّدٍ. فَيَقُولُ بِلَالٌ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَقَالَ بِلَالٌ حِينَ رَآهُ: رَأْسَ الْكُفْرِ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ؟ لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوْتَ. قَالَ: قُلْتُ: أَيْ بِلَالُ، أَبِأَسِيرَيَّ؟ قَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوَا. قَالَ: قُلْتُ: تَسْمَعُ يَابْنَ السَّوْدَاءِ. قَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوَا. ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا. قَالَ: فَأَحَاطُوا بِنَا، ثُمَّ جَعَلُونَا فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ، وَأَنَا أَذُبُّ عَنْهُ. قَالَ: فَضَرَبَ رَجُلٌ ابْنَهُ فَوَقَعَ. قَالَ: وَصَاحَ أُمَيَّةُ صَيْحَةً مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهَا قَطُّ. قَالَ: قُلْتُ: انْجُ بِنَفْسِكَ وَلا نَجَاءَ، فَوَاللَّهِ مَا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا. قَالَ: فَهَبَرُوهُمَا بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُمَا. قَال: فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بِلَالًا ذَهَبَتْ أَدْرَاعِي وَفَجَعَنِي بِأَسِيرِيَّ).
وهي قصة مشهورة متواترةٌ لا تحتاج إلى تخرص وتخمين فيها.
وقد ذكرها البخاري في صحيحه في موضع آخر؛ حيث قال:
(حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كِتَابًا بِأَنْ يَحْفَظَنِي فِي صَاغِيَتِي بِمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ فِي صَاغِيَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ، قَالَ: لَا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَاتَبْتُهُ عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ خَرَجْتُ إِلَى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ النَّاسُ، فَأَبْصَرَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ؛ لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لِأَشْغَلَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا، وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا، فَلَمَّا أَدْرَكُونَا قُلْتُ لَهُ: ابْرُكْ، فَبَرَكَ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لِأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي، حَتَّى قَتَلُوهُ وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُرِينَا ذَلِكَ الْأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ).
فلا يحتاج الأمر إلى الزيادة فيه على أكثر من ذلك بلا برهان ولا علم.
· أما السؤال الثالث:
فهو شيخ كبير من قريش كما في بعض الطرق.
والصحيح أنه أمية بن خلف كما قال ذلك البخاري وابن بشكوال والنووي وغيرهم .. ويؤيده ما أتى عند أبي عوانة في مستخرجه والطيالسي في مسنده من قول عبد الله بن مسعود: (فلقد رأيته قتل كافراً يوم بدر).
قال ابن بشكوال:
(وَالشَّاهِدُ لِذَلِكَ:
مَا قُرِئَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِقُرْطُبَةَ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: أنبا مُحَمَّدٌ حَاتِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو زَيْدِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ، قَالَ: فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ، إِلا رَجُلا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا؛ وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.
وَقِيلَ: هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَقِيلَ: عُيَيْنَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، ذَكَرَ ذَلِكَ سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ فِي تَفْسِيرِهِ الْقُرْآنَ لَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: أَنَّهُ أَبُو أُحَيْحَةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ أَصَحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ أَنَّهُ أَبُو أُحَيْحَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
وأما أنه (الوليد بن المغيرة) ففيه نظر؛ لأنه لم يقتل .. وانظر لزاماً نيل الأوطار 3/ 118.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 10:24]ـ
· أما السؤال الأول:
فلم يعرف، ولم يوقف عليه .. والأظهر أنه راوي الخبر نفسه (أبو إسحاق السبيعي) كما أشار إلى ذلك ابن حجر؛ فأبهم اسمه .. وأبو إسحاق ممن يروي عن البراء رضي الله عنه.
وإخراج الإمام البخاري لهذا الخبر في صحيحه يوحي بذلك. والله أعلم
· أما السؤال الثاني:
فيجيبك عنه الإمام البيهقي في دلائله؛ حيث يقول:
(أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَقُولُ: كَانَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ صَدِيقًا لِي بِمَكَّةَ، وَكَانَ اسْمِي: عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ تَسَمَّيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَلَقِيَنِي، فَقَالَ: أَيَا عَبْدَ عَمْرٍو، أَرَغِبْتَ عَنِ اسْمٍ سَمَّاكَهُ أَبُوكَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، هَدَانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، فَتَسَمَّيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. أَخْبَرَنَا؛ قَالَ: إِنِّي لا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، أَمَّا أَنْتَ فَلا تُجِبْنِي بِاسْمِكَ الأَوَّلِ، وَأَمَّا أَنَا فَلا أَدْعُوكَ بِاسْمِكَ الآخَرِ، فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَيْئًا إِذَا دَعَوْتُكَ بِهِ أَجَبْتَنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، فَقُلْ مَا شِئْتَ، قَالَ: فَأَنْتَ عَبْدُ الإِلَهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا عَبْدُ الإِلَهِ، فَكَانَ إِذَا لَقِيَنِي قَالَ: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَهُزِمَ النَّاسُ اسْتَلَبْتُ أَدْرَاعًا فَمَرَرْتُ بِهِنَّ أَحْمِلُهُنَّ، فَرَآنِي أُمَيَّةُ، وَهُوَ قَائِمٌ مَعَ ابْنِهِ عَلِيٍّ آخِذٌ بِيَدِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِيَّ وَفِي ابْنِي، فَنَحْنُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ هَذِهِ الأَدْرَاعِ الَّتِي تَحْمِلُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هَيْمُ اللَّهِ إِذًا، فَأَلْقَيْتُ الأَدْرَاعَ، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَيَدِ ابْنِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، أَمَا لَكُمْ حَاجَةٌ فِي اللَّبَنِ؟ يَقُولُ فِي الْفِدَاءِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَمْشِي مَعَهُمَا إِذْ رَآهُمَا مَعِي بِلالٌ؛ فَقَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ؛ لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَقُلْتُ: أَيْ بِلالُ، أَبِأَسِيرَيَّ؟ فَقَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَقُلْتُ: هَلْ تَسْمَعُ يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ؟ فَقَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا، فَأَحَاطُوا بِنَا حَتَّى جَعَلُونَا فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ، وَجَعَلْتُ أَذُبُّ عَنْهُمَا، وَأَقُولُ: أَسِيرَيَّ، إِذْ خَلَفَ رَجُلٌ السَّيْفَ فَضَرَبَ رِجْلَيَّ أُمَيَّةَ، ضَرَبَهُمَا فَطَرَحَهُمَا، فَصَاحَ أُمَيَّةُ صَيْحَةً وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ صَيْحَةً مِثْلَهَا، فَقُلْتُ: انْجُ بِنَفْسِكَ، فَوَاللَّهِ مَا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا، وَلا نَجَاءَ بِهِ، فَهَبَرُوهُمَا وَاللَّهِ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ بِلالا ذَهَبَتْ أَدْرَاعِي، وَفَجَعَنِي بِأَسِيرِي).
وقال الطبري في تاريخه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ لِي أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِهِ، آخِذٌ بِأَيْدِيهِمَا: يَا عَبْدَ الإِلَهِ، مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْمُعَلَّمُ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي صَدْرِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: ذَاكَ الَّذِي فَعَلَ بِنَا الأَفَاعِيلَ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَقُودُهُمَا إِذْ رَآهُ بِلَالٌ مَعِي، وَكَانَ هُوَ الَّذِي يُعَذِّبُ بِلَالًا بِمَكَّةَ عَلَى أَنْ يَتْرُكَ الإِسْلَامَ، فَيُخْرِجُهُ إِلَى رَمْضَاءِ مَكَّةَ إِذَا حَمِيَتْ، فَيُضْجِعُهُ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ، فَتُوضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: لا تَزَالُ هَكَذَا حَتَّى تُفَارِقَ دِينَ مُحَمَّدٍ. فَيَقُولُ بِلَالٌ: أَحَدٌ أَحَدٌ. فَقَالَ بِلَالٌ حِينَ رَآهُ: رَأْسَ الْكُفْرِ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ؟ لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوْتَ. قَالَ: قُلْتُ: أَيْ بِلَالُ، أَبِأَسِيرَيَّ؟ قَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوَا. قَالَ: قُلْتُ: تَسْمَعُ يَابْنَ السَّوْدَاءِ. قَالَ: لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوَا. ثُمَّ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، لا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا. قَالَ: فَأَحَاطُوا بِنَا، ثُمَّ جَعَلُونَا فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ، وَأَنَا أَذُبُّ عَنْهُ. قَالَ: فَضَرَبَ رَجُلٌ ابْنَهُ فَوَقَعَ. قَالَ: وَصَاحَ أُمَيَّةُ صَيْحَةً مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهَا قَطُّ. قَالَ: قُلْتُ: انْجُ بِنَفْسِكَ وَلا نَجَاءَ، فَوَاللَّهِ مَا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا. قَالَ: فَهَبَرُوهُمَا بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهُمَا. قَال: فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بِلَالًا ذَهَبَتْ أَدْرَاعِي وَفَجَعَنِي بِأَسِيرِيَّ).
وهي قصة مشهورة متواترةٌ لا تحتاج إلى تخرص وتخمين فيها.
وقد ذكرها البخاري في صحيحه في موضع آخر؛ حيث قال:
(حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَاتَبْتُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ كِتَابًا بِأَنْ يَحْفَظَنِي فِي صَاغِيَتِي بِمَكَّةَ، وَأَحْفَظَهُ فِي صَاغِيَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الرَّحْمَنَ، قَالَ: لَا أَعْرِفُ الرَّحْمَنَ، كَاتِبْنِي بِاسْمِكَ الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَاتَبْتُهُ عَبْدَ عَمْرٍو، فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْمِ بَدْرٍ خَرَجْتُ إِلَى جَبَلٍ لِأُحْرِزَهُ حِينَ نَامَ النَّاسُ، فَأَبْصَرَهُ بِلَالٌ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ؛ لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا أُمَيَّةُ، فَخَرَجَ مَعَهُ فَرِيقٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي آثَارِنَا، فَلَمَّا خَشِيتُ أَنْ يَلْحَقُونَا خَلَّفْتُ لَهُمُ ابْنَهُ لِأَشْغَلَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَبَوْا حَتَّى يَتْبَعُونَا، وَكَانَ رَجُلًا ثَقِيلًا، فَلَمَّا أَدْرَكُونَا قُلْتُ لَهُ: ابْرُكْ، فَبَرَكَ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ نَفْسِي لِأَمْنَعَهُ، فَتَخَلَّلُوهُ بِالسُّيُوفِ مِنْ تَحْتِي، حَتَّى قَتَلُوهُ وَأَصَابَ أَحَدُهُمْ رِجْلِي بِسَيْفِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُرِينَا ذَلِكَ الْأَثَرَ فِي ظَهْرِ قَدَمِهِ).
فلا يحتاج الأمر إلى الزيادة فيه على أكثر من ذلك بلا برهان ولا علم.
· أما السؤال الثالث:
فهو شيخ كبير من قريش كما في بعض الطرق.
والصحيح أنه أمية بن خلف كما قال ذلك البخاري وابن بشكوال والنووي وغيرهم .. ويؤيده ما أتى عند أبي عوانة في مستخرجه والطيالسي في مسنده من قول عبد الله بن مسعود: (فلقد رأيته قتل كافراً يوم بدر).
قال ابن بشكوال:
(وَالشَّاهِدُ لِذَلِكَ:
مَا قُرِئَ عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِقُرْطُبَةَ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: أنبا مُحَمَّدٌ حَاتِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو زَيْدِ، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ، قَالَ: فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ، إِلا رَجُلا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا؛ وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.
وَقِيلَ: هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَقِيلَ: عُيَيْنَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، ذَكَرَ ذَلِكَ سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ فِي تَفْسِيرِهِ الْقُرْآنَ لَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَمَا تَقَدَّمَ.
وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: أَنَّهُ أَبُو أُحَيْحَةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَالَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ أَصَحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الطَّبَرِيُّ أَنَّهُ أَبُو أُحَيْحَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).
وأما أنه (الوليد بن المغيرة) ففيه نظر؛ لأنه لم يقتل .. وانظر لزاماً نيل الأوطار 3/ 118.
جزاك الله تعالى في الدارين
أين كنت ياشيخي أنا كنت مضطرباكثيراكمثل اليتيم بدون الأب
أطال الله ظلك علينا
آمين اللهم آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:21]ـ
من المنهجية العلمية لطالب العلم أخي محمد أن يعود في شروح المتون الحديثية البخارية وبيان غوامضها ومبهماتها الى شروح البخاري نفسه ومن المعلوم أن أقرب شرح يتداوله الطلبة هو فتح الباري للحافظ ابن حجر-رحمه الله- فإن من منهجه العناية ببيان المبهمات الواردة في الأسانيد و المتون ما استطاع إلى ذلك سبيلا وحرر ذلك أيما تحرير وفقني الله وإياك.
وللأخ ثوبان المصري وفقه الله رجاء وهو أن يعزو نقوله إلى قائليها أو يبين أنها من كلامه هو واجتهاده الخاص إن كان كذلك.
ـ[مولى النبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 03:21]ـ
أما عن الرجل المبهم
فقد بحثت فى قرابة ألف و مائتى روايه للسبيعى عن البراء رضى الله عنه
فلم أجد مجهولا سوى (أبو داود نفيع بن الحارث) و (إربدة التميمى صاحب التفسير)
فالغالب أن أحدهما هو المعنى فى الحديث و السبب أن ذكر أيا منهم كفيل بإسقاط الحديث بالرغم من خروجه عن السند
فالمبهم أحدهما و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 12:49]ـ
أما عن الرجل المبهم
فقد بحثت فى قرابة ألف و مائتى روايه للسبيعى عن البراء رضى الله عنه
فلم أجد مجهولا سوى (أبو داود نفيع بن الحارث) و (إربدة التميمى صاحب التفسير)
فالغالب أن أحدهما هو المعنى فى الحديث و السبب أن ذكر أيا منهم كفيل بإسقاط الحديث بالرغم من خروجه عن السند
فالمبهم أحدهما و الله أعلم
رحمك الله أيها المبارك ..
وهل سيخرّج الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحة وفيه كل هذه العلل؟!
الإمام البخاري لم يخرج هذا الحديث في صحيحة إلا بعد أن وضح له حاله، وبان له سره. فتأمل
كيف وهو أمير المؤمنين في الحديث!!
ـ[ابو بردة]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 10:20]ـ
لو قُدِّر أن السائل للبراء رضي الله عنه (مشركٌ) لمَا ضرَّ السندَ!(/)
من يدلني على السنن الكبرى للبيهقي وزوائد المستدرك، وله مني الدعاء؟
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 12:57]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله على عليه وعلى اله وسلم, اخواني في الله لي مده وانا ابحث عن زوائد المستدرك وايضا السنن الكبرى للبيهقي رحمهما الله وما وجدت شيئا , والذي اعرفه ان عبد السلام علوش له كتاب لزوائد الحاكم اسمه ((الدرك بتخريج احاديث المستدرك ومعه زوائد المستدرك على الكتب الستة)).ط\ دار المعرفة في 5 مجلدات ولم استطع الحصول عليها , وما اعتقد انها طبعت والله اعلم , واما البيهقي فما وجدت له شيئا ايضا.؟
فهل لكم ما يفيدني بارك الله فيكم؟؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 08:14]ـ
بالنسبة لزوائد السنن الكبرى للإمام البيهقي فهناك إصدار جديد مبارك من عمل الشيخ الفاضل المجد/ صالح بن أحمد الشامي.
يقع في تلاتة مجلدات كبيرة لا بأس بها .. مطبوعٌ عن المكتب الإسلامي .. متوفر في المكتبات .. أما في الشبكة فلا أعلم.
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 01:37]ـ
الحمد لله وجدت ((زوائد المستدرك)) في طبعة دار المعرفة لكتاب المستدرك
تحقيق عبد السلام علوش ... والله الموفق(/)
سؤال لأهل الحديث
ـ[إسلام شاهين]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 03:08]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلان على رسول الله و بعد،
بينا أنا أقرأ في كتاب (الإشراف على نكت مسائل الخلاف للقاضي عبد الوهاب البغدادي)
وجدت في صفحة 43 في المجلد الأول طبعة دار ابن حزم (الطبعة الأولى)،
و إذا أجد المحقق يذكر من روى الموطأ، و ذكر فيمن ذكر (يحيى بن يحيى النيسابوري)
أعلم أن يحيى بن يحيى النيسابوري قد روى عن الإمام مالك و لا أعلم هل له رواية للموطأ كاملاً أم لا،
لكن -و الله أعلم- أن من الأولى أنه كان يريد راوي الموطأ الذي بين أيدينا و هو (يحيى بن يحيى بن كثير الليثي الأندلسي)،
أليس كذلك يا أهل الحديث؟
ملحوظة: أجد أن المحقق في هذا الكتاب قد انتصر للأشعرية على حساب أهل الحديث في المقدمة، فما قولكم؟
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم.
أبوالبراء
ـ[إسلام شاهين]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 06:02]ـ
يا إخوة الكتاب موجود على هذا الرابط:
http://ia331424.us.archive.org/2/items/ashrfalnm/ashrfalnm.pdf
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 08:33]ـ
نعم هو معدود فيمن روى الموطأ عن الإمام مالك وكل حديثه في صحيح مسلم مصدر بقوله: قرأت على مالك .. إلخ
وأثبت اسمه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في إتحاف السالك من جملة رواة الموطأ, أما كون المحقق ينصر المذهب الأشعري
فللكتاب المذكور طبعة بتحقيق مشهور حسن ,التمسه في الوقفية جزاهم الله خيرا.
والله هو الموفق(/)
المطلوب والمسؤل التعيين المحقق في"يعقوب"المذكورفي سندهذالحديث وهكذاماهو القول المحقق
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 07:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حدثني يعقوب بن إبراهيم: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم أرني أبا جهل، فقلت: يا ابن أخي، وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرا من صاحبه مثله، قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما اليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء.
المطلوب والمسؤل التعيين المحقق في"يعقوب"المذكورفي سندهذالحديث وهكذاماهو القول المحقق في المرادبالجد المذكور في سندهذالحديث
ومن فضلكم لاتنسوا أن الكرماني والقسطلاني والعيني قدكتبوا أن المراد بالجدهوعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
أثر ابن مسعود في الغناء ضعيف!!!!
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 04:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص) وبعد
فهذا تخريج لأثر عبد الله بن مسعود في الغناء وقد تبين لي ضعفه وأرجو من الاخوة أن يصوبوا لي إن أخطأت وجزاكم الله خيرا
الأثر: عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} الاية {لقمان 6}
فقال عبد الله: الغناء والذي لاإله الا هو يرددها ثلاث مرات.
هذا الاثر أخرجه ابن جرير (21/ 61)، وابن أبي شيبة (6/ 309)، وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (26)، والحاكم (3542)، والبيهقي في السنن (10/ 223)، وغيرهم
كلهم من طريق حميد الخراط عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري عن عبد الله به.
وهذا اسناد ظاهره أنه حسن
فحميد هو ابن زياد الخراط صدوق
وعمار هو ابن معاوية الدهني ثقة
وسعيد بن جبير الامام الشهير
وأبو الصهباء هو صهيب مولي ابن عباس جيد الحديث
لكن في هذا الإسناد علة وهي انقطاع
فعمار الدهني لم يسمع من سعيد ين جبير شيئا
ففي " العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن محمد بن حنبل " (2/ 459) رقم (3033): حدثني عبيدالله بن عمر القواريري، قال: سمعتُ أبا بكر بن عياش يقول: مرّ بي عمّار الدهني فدعوته فقلت له: يا عمار تعال، فجاء فقلتُ له: سمعتَ من سعيد بن جبير شيئاً؟ قال: لا فقلت: إذهب.
وانظر تهذيب التهذيب (4/ 255).
وعليه فهذا سناد منقطع، وهذه العلة غفل عنها غير واحد من أهل العلم فحسنو الأثر جريا على ظاهره وهو كما تري معلول
والله أعلم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 06:42]ـ
قد سبق للتنبيه إلى هذا غير واحد ..
ولكن عمار الدهني وهو أبو معاوية البجلي ثقة واتفق على توثيقه أبو حاتم وأحمد وابن معين والنسائي وغيرهم ولم يذكر في المدلسين, فنفي السماع من سعيد في هذا الخبر قد يكون لحقه سماعه منه, وقد صحح الأثر جمع من أهل العلم وتواتر المفسرون على الاستشهاد به عند تفسير الآية, بل إن ابن حزم لم يعله بالانقطاع كما فعل في حديث عمار بن هشام ,وإنما أنكر دلالة الآية على ما قاله ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف ,فالإعلال بهذا يشوبه الاحتمال ,وقد أخرج البيهقي وغيره من طريق حماد بن زيد, عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (الغناء ينبت النفاق في القلب .. )
والله أعلم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 12:18]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم أبا القاسم
ولكن الارسال الخفي لايلزم منه أن يكون صاحبه مدلسا هذا أولا
ثانيا:قولك فنفي السماع من سعيد في هذا الخبر قد يكون لحقه سماعه منه،
أقول: مجرد احتمال ضعيف لاينهض على تقوية الأثر
ثالثا: قولك قد صحح الأثر جمع من أهل العلم وتواتر المفسرون على الاستشهاد به عند تفسير الآية, بل إن ابن حزم لم يعله بالانقطاع كما فعل في حديث عمار بن هشام ,وإنما أنكر دلالة الآية على ما قاله ابن مسعود وابن عباس وغير واحد من السلف ,فالإعلال بهذا يشوبه الاحتمال،
أقول المفسرون يوردون كل ما جاء فى تفسير الأية فى الغالب وهذا لايعني صحة ما ورد وهذا واضح
أما تصحيح من صححه فلا يؤثر على قول من ضعفه لأن العبرة بالدليل لا بالقائل كما لايخفاك
وعليه فهذا الأحتمال الذي أوردته أخي الحبيب لاينهض على تقوية الأثر لأنه كما تعلم ليس كل احتمال يسقط به الإستدلال
وأخيرا أثر النخعي عن عبدالله منقطع كما هو ظاهر ولا يشهد لأثرنا هذا
دمت بخير
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 01:16]ـ
لكن الأثر ورد من طريق أخرى موقوفاً على ابن عباس -رضي الله عنهما-:
فجاء عن ابن عباس بسند صحيح "موقوفاً" عليه في الأدب المفرد:
(809) - حدثنا حفص بن عمر قال: أخبرنا خالد بن عبد الله قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)، قال: الغناء وأشباهه).
والرجال كلهم ثقات كما ترى , عدا عطاء بن السائب؛ فإنه صدوق اختلط بأخرة , وقد روى له مسلم في الشواهد.
وخالد بن عبد الله روى عنه بعد الاختلاط. فهو شاهد.
ويؤيد هذه الرواية ما جاء عن التابعين , وذلك في الدر المنثور (6/ 505)؛ إذ قال السيوطي -رحمه الله-:
(وأخرج ابن أبي الدنيا, من طريق حبيب بن أبي ثابت, عن إبراهيم رضي الله عنه: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) , قال: هو الغناء.
وقال مجاهد رضي الله عنه: هو لهو الحديث.
وأخرج ابن أبي حاتم, عن عطاء الخراساني رضي الله عنه: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) , قال: الغناء والباطل.
وأخرج ابن أبي حاتم, عن الحسن رضي الله عنه, قال: نزلت هذه الآية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) , في الغناء والمزامير).
وكثرة الشواهد تدل على أن للأثر أصلاً.
ولهذا حكم عليه العلماء قديماً وحديثاً بهذا.
بارك الله في حرصك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 01:39]ـ
بارك الله فيكم.
لعل الأقرب: سماع عمار من سعيد.
فقد صرَّح به:
1 - قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و] أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله ... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
وأبو معاوية البجلي هو عمار الدهني.
تنبيه: وقع في المطبوع: (أخبرنا عبدالله بن عياش، قال أبو صخر، عن أبي معاوية ... )، وهو خطأ، والصواب كما أثبتُّ، فقد جاء كذلك في موضع آخر من الكتاب (136)، وقد روى الأثرَ نفسَه الطبريُّ -في تفسيره (23/ 113) - من طريق ابن وهب، به، إلا أنه لم يذكر عبدالله بن عياش.
2 - قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160) -: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
3 - وقال الطبري -في تفسيره (12/ 430) -: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة ... ، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
4 - وقال الخطيب -في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 312) -: (وهو -يعني: عمار الدهني-: عمارُ بن أبي سليمان؛ الذي روى عنه سفيان الثوري:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عمار بن أبي سليمان، قال: سمعتُ سعيدَ بن جبير يقول: "قرآت القرآن في الكعبة في ركعة").
وهذا لعله مما يُستدرك على الخطيب، فإن الأظهر أن صوابه: (حماد بن أبي سليمان)؛ فقد جاء كذلك في مصنف ابن أبي شيبة (8679)، وأخرجه من طريق الثوري -أيضًا-: ابن سعد في الطبقات (6/ 259)، وكذلك رواه شعبة، عن حماد، عن سعيد بن جبير؛ أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (282).
والأسانيد الثلاثة الأولى ظاهرها الصحة عن عمار، والثاني منها أظهرها في الصحة، وهو أوضحها في السماع، لأن فيه حوارًا بين عمار وسعيد، لا سؤالاً فحسب.
وقد صرَّح بالسماع: البخاري، فقال -في تاريخه (7/ 28) -: (سمع أبا الطفيل وسعيدَ بن جبير)، إلا أنه يشكل على هذا: ما ذهب إليه غيرُ واحدٍ من الباحثين؛ من أن قول البخاري في تاريخه: (سمع فلانًا) ليس حُكمًا منه بالاتصال، وإنما هو حكاية لإسنادٍ وَقَع فيه ذِكْرُ السماع.
وعمار من أصحاب سعيد، حتى قال ابن حبان -في الثقات (5/ 268) -: (وكان راويًا لسعيد بن جبير).
ويروي عمار -كذلك- عن سعيد بن جبير بواسطة مسلم البطين، وليس هذا بمؤثر في الأسانيد الصحيحة القاضية بسماعه منه، فإن الرجل قد يسمع من المحدث، ويسمع عنه.
وأما الجواب عن حكاية اعتراف عمار بعدم السماع من سعيد بن جبير، وإسنادها صحيح -أيضًا-:
فيمكن أن يُستَشَفَّ منها نفسِها، ومن سياق الحافظ أبي داود لها، حيث قال -كما في سؤالات أبي عبيد الآجري (1/ 175) -: (كانت لأبي بكر بن عياش صَولة: مَرَّ به عمار الدهني، فقال له: "تعال هاهنا، أأنت سمعت من سعيد بن جبير؟ "، فقال: "لا"، قال: "اذهب بسلام").
ففي الحكاية: قال أبو بكر بن عياش لعمار: "تعال"، فجاء، وذكر أبو داود "صولة" أبي بكر، وقوله: "اذهب بسلام"، وكل هذا يشير إلى هيبة أبي بكر بن عياش، وجلالته، وإحجام الرواة بحضرته، قال الإمام أحمد: (كان يقول: "أنا نصف الإسلام"، وكان جليلاً).
فلعل عمارًا أجابه بأنه لم يسمع سعيد بن جبير هيبةً له، وبُعدًا عن الترفع عنه؛ حيث إن شيوخ أبي بكر بن عياش أصغر من سعيد بن جبير، بل مولد أبي بكر قريب من وفاة سعيد.
وما ذكر الأخ (أبو القاسم) جوابٌ آخر.
والله أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 06:18]ـ
جزاكم الله خير ياشيخ محمد على المرور المبارك ونفع بكم ولا حرمنا الله من فوائدكم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 11:39]ـ
جزاك الله ياشيخ محمد،
لكن ماذا لو قيل
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و] أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله ... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
وأبو معاوية البجلي هو عمار الدهني.
أما هذا الأثر فليس فيه ذكر بالتصريح بالسماع فلا حجة فيه
وأما هذان
2 - قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160) -: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
3 - وقال الطبري -في تفسيره (12/ 430) -: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة ... ، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
قدأورد عليهما الشيخ عبد الرحمن الفقيه اشكالا هو:
أنهما من طريق ابن عيينة ويشكل عليه ما ورد في العلل لعبدالله بن أحمد عن أبيه تدل على أن رواية سفيان بن عيينة عن عمار الدهني من كتاب أرسله إبراهيم بن عرعرة لسفيان
ففي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص433
ذكر لأبي أن ابن عيينة قال ألقي إلي كتاب إن حدثت به قتلناك يعني حديث عمار الدهني في بني ناجية قال أبي يقال أن إبراهيم بن عرعرة كتب بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة.
وإبراهيم بن عرعرة على ثقته إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه بعض السماعات
جاء في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1/ص182
قال محمد بن عبيد الله كنت عند أحمد بن حنبل فقيل له ان ابن عرعرة يحدث فقال اف لا يبالون عمن كتيوا
وقال الأترم قلت لأبي عبد الله تحفظ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة فقال كتبوه من كتاب معاذ ولم يسمعوه فقلت إبراهيم بن محمد بن عرعرة يزعم انه سمعه فتغير وجه أحمد ونفض يده وقال كذب وزور ما سمعوه منه واستعظم ذلك.
قال ابن المديني روى قتادة حديثا غريبا تفرد به هشام عنه حدثنا أبو حسان عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة ما اقام قال على فنسخته من كتاب معاذ بن هشام وهو حاضر ولم اسمعه منه فقال لي معاذ هات حتى اقراه قلت دعه اليوم قال الخطيب فما الذى يمنع ان يكون ابن عرعرة سمعه من معاذ
وقد قال أبو حاتم صدوق وقال ابن معين مشهور بالطلب لكنه يفسد نفسه يدخل في كل شئ) انتهى.
فاحتمال كون رواية سفيان بن عيينة من كتاب أرسله له تلميذة إبراهيم بن عرعرة وارد، ولذلك تجد رواية ابن عيينة عن عمار الدهني بالعنعنة أو الإخبار.فما قولك في هذا؟
أما هذا
4 - وقال الخطيب -في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 312) -: (وهو -يعني: عمار الدهني-: عمارُ بن أبي سليمان؛ الذي روى عنه سفيان الثوري:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار، حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عمار بن أبي سليمان، قال: سمعتُ سعيدَ بن جبير يقول: "قرآت القرآن في الكعبة في ركعة").
فهو وهم كما تفضلتم فلا حاجة اليه
إذا أضفت إلى ذلك نفي الامام أحمد لسماعه منه
وكذلك القصة التي فيها نفيه للسماع لم يفهم الامام أحمد منها هذا بل اعتمد عليها في نفي السماع مطلقا
الا يدل ذلك على تضعيف الاحتمال الذي ذكرته فى تأويل القصة؟
بالاضافة الى أن هذا التأويل يتمضن كذب عمار على أبي بكر بن عياش وهذا فيه ما فيه
وأما تنصيص اليخارى على السماع فقد أجبتم عليه
فما قولكم بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 04:32]ـ
1 - قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و] أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله ... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
وأبو معاوية البجلي هو عمار الدهني.
أما هذا الأثر فليس فيه ذكر بالتصريح بالسماع فلا حجة فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
غفر الله لك، ولمَ أوردتُه أصلاً وصدَّرته بأنه "صرَّح به" ما دام كذلك؟
وهل السماع لا يثبت إلا بلفظ التصريح بالسماع؟
هذا من الجمود -وفقك الله-، والسماع يثبت ولو بغير لفظه مما يَدُلُّ عليه.
ولا شك أن قول الراوي: "سألت فلانًا"، ثم نقله جواب ذلك الشيخ= سماعٌ صريح، بل لعله أوضح في السماع من بعض الصيغ الصريحة!
وقد أشرت إلى هذا في قولي:
والثاني منها أظهرها في الصحة، وهو أوضحها في السماع، لأن فيه حوارًا بين عمار وسعيد، لا سؤالاً فحسب.
وأما هذان2 - قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160) -: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
3 - وقال الطبري -في تفسيره (12/ 430) -: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة ... ، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
قدأورد عليهما الشيخ عبد الرحمن الفقيه اشكالا هو:
أنهما من طريق ابن عيينة ويشكل عليه ما ورد في العلل لعبدالله بن أحمد عن أبيه تدل على أن رواية سفيان بن عيينة عن عمار الدهني من كتاب أرسله إبراهيم بن عرعرة لسفيان
ففي العلل ومعرفة الرجال ج1/ص433
ذكر لأبي أن ابن عيينة قال ألقي إلي كتاب إن حدثت به قتلناك يعني حديث عمار الدهني في بني ناجية قال أبي يقال أن إبراهيم بن عرعرة كتب بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة.
وإبراهيم بن عرعرة على ثقته إلا أن الإمام أحمد أنكر عليه بعض السماعات
جاء في ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج1/ص182
قال محمد بن عبيد الله كنت عند أحمد بن حنبل فقيل له ان ابن عرعرة يحدث فقال اف لا يبالون عمن كتيوا
وقال الأترم قلت لأبي عبد الله تحفظ عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة فقال كتبوه من كتاب معاذ ولم يسمعوه فقلت إبراهيم بن محمد بن عرعرة يزعم انه سمعه فتغير وجه أحمد ونفض يده وقال كذب وزور ما سمعوه منه واستعظم ذلك.
قال ابن المديني روى قتادة حديثا غريبا تفرد به هشام عنه حدثنا أبو حسان عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة ما اقام قال على فنسخته من كتاب معاذ بن هشام وهو حاضر ولم اسمعه منه فقال لي معاذ هات حتى اقراه قلت دعه اليوم قال الخطيب فما الذى يمنع ان يكون ابن عرعرة سمعه من معاذ
وقد قال أبو حاتم صدوق وقال ابن معين مشهور بالطلب لكنه يفسد نفسه يدخل في كل شئ) انتهى.
فاحتمال كون رواية سفيان بن عيينة من كتاب أرسله له تلميذة إبراهيم بن عرعرة وارد، ولذلك تجد رواية ابن عيينة عن عمار الدهني بالعنعنة أو الإخبار.فما قولك في هذا؟
أولاً: لم أقف على كلام الشيخ الفقيه وكلام غيره إلا اللحظة، وكنت حال بحثي في المسألة أعلاه أجزم أني وقفت عليها مبحوثة، لكني ما استطعت تذكر موضع ذلك، والله المستعان.
ثانيًا: سماع سفيان بن عيينة من عمار الدهني ثابتٌ بألفاظ مختلفة:
قال ابن عيينة: (رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي -رضي الله عنه- ... ، فقال عمار: لم يحرقهم ... )، وفي لفظ: ساق ابن عيينة حديث أيوب مصرِّحًا فيه بالسماع منه، ثم قال: (فقال عمار الدهني -وهو في المجلس؛ مجلس عمرو بن دينار؛ وأيوب يحدث بهذا الحديث-: إن عليًّا لم يحرقهم ... )، أخرجه الحميدي (533)، والبيهقي (9/ 71) من طريق محمد بن عباد؛ كلاهما (الحميدي، ومحمد بن عباد) عن سفيان.
وهذا بعيدٌ عن احتمالات تغيير الصيغ، والتجوُّز في ذكر الإخبار، وهو صريحٌ في لقاء ابن عيينة لعمار، وحضوره المجلس الذي حضره، وسماعه إياه.
بل قد صرَّح به سفيان بن عيينة تصريحًا بلفظه، فأخرج يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 670) حديثًا عن الحميدي، عن سفيان، عن عمار، ثم نقل عن سفيان قولَه: (جالستُ عمارًا سنة ثلاث وعشرين ومئة عند عمرو بن دينار).
ثم قد أخرج ابن المبارك في الزهد (335/زوائد نعيم) -ومن طريق ابن المبارك: البغوي في شرح السنة (15/ 248) - عن سفيان، عن عمار الدهني؛ أنه حَدَّثه عن عطية العوفي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الحميدي عن سفيان حديثين في مسنده (290، 488) يقول فيهما: (ثنا عمار الدهني ... )، وفي أولهما قال سفيان: (لم نجدهُ عند غيره)؛ يعني: هذا الحديث الذي رواه عنه، وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (1369/السفر الثالث)، وقال فيه: (ولم نجده هاهنا بمكة) يعني: الحديث.
وأخرج يعقوب بن سفيان في المعرفة (2/ 16) عن الحميدي حديثًا آخر قال فيه: (حدثنا عمار الدهني ... ).
وأخرج فيها (2/ 670) عن الحميدي، عن سفيان، قال: (حدثنا عمار الدهني ... )، قال الحميدي: وربما قال سفيان فيه: (سمعت عمارًا).
وأخرج يعقوب أيضًا (2/ 552) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 439) - عن الحميدي، عن سفيان، قال: (سمعت عمار الدهني ... ).
وأخرج الفاكهي من طريقه (499) قال: (ثنا عمار الدهني ... ).
وأخرج ابن البختري في مجلسين من إملائه (20) وفي الرابع من حديثه (165) عن سعدان بن نصر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: (حدثنا عمار الدهني ... ).
وأخرج الطبراني في الأوسط (9473) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: (نا سفيان، نا عمار الدهني ... ).
وهذا بعضٌ من كُلٍّ، ولم أُرِد الاستقصاء.
ولا شك أن بعضَ هذا يَثبُت بِه السماعُ على أشَدِّ المذاهب في إثباته، فكيف بأخَفِّها؟
وأما الحكاية المنقولة في الكتاب الملقي إلى سفيان بن عيينة، فليس فيها ما يُشكل على هذا البتة، وإنما وقع الخطأ في فهمها على وجهها.
وهذه هي بشكل يوضِّح المراد منها:
قال عبدالله بن أحمد: ذُكر لأبي أن ابنَ عيينة قال: (أُلقِيَ إليَّ كتابٌ: "إن حَدَّثتَ بِهِ قَتَلناك"؛ يعني: حديث عمار الدهني في بني ناجية). قال أبي: (يُقال: إن إبراهيم بن عرعرة كَتَبَ بذاك الكتاب إلى سفيان بن عيينة).
فمعنى كلام ابن عيينة: أنه وصل إليه كتابٌ مفادُهُ ومضمونُه: أنه إنْ حَدَّث بحديث عمار الدهني في بني ناجية؛ فإنهم سيقتلونه.
وحديث عمار في بني ناجية مشهور، وقد كان ابن عيينة أسنده، فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (18715)، قال: (أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: بعث عليٌّ معقلَ السلمي إلى بني ناجية، فوجدهم ثلاثة أصناف: صنف كانوا نصارى فأسلموا، وصنف ثبتوا على النصرانية، وصنف أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام إلى النصرانية، فجعل بينه وبين أصحابه علامةً إذا رأيتموها فضعوا السلاح في الصنف الذين أسلموا ثم رجعوا عن الإسلام، فأراهم العلامة، فوضعوا السلاح فيهم، فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم ... ).
وقد رواه غيرُ عبدالرزاق عن ابن عيينة، وغيرُ ابن عيينة عن عمار الدهني.
ولعل السبب الباعث لتهديد ابن عيينة عن التحديث بهذا: أن فيه أن عليًّا -رضي الله عنه- سبى السبايا من بني ناجية، وهذا طعنٌ فيهم، وربما أثَّر في أنسابهم، والله أعلم.
وإبراهيم بن عرعرة من بني ناجية (وهم بنو سامة بن لؤي)؛ فلا يبعد أنه كتب بهذا إلى ابن عيينة، إلا أن الإمام أحمد -رحمه الله- احتاط عن هذا الاتّهام بتمريضه القول به، ونسبته إلى غيره.
وهذا التفسير واضحٌ جدًّا في بيان المراد من النص الذي في العلل برواية عبدالله، وأما فهم أن رواية سفيان بن عيينة عن عمار الدهني من كتابٍ لابن عرعرة؛ فبعيد، ويورث إشكالاتٍ واضطرابًا في أصل النص.
وعليه؛ فالتطويل في حال إبراهيم بن عرعرة ليس هذا مكانه، وليس له مدخل هنا.
إذا أضفت إلى ذلك نفي الامام أحمد لسماعه منه
أما هذا؛ فهو -في نظري- بعيد، وانفراد العلائي به فيه نظر، وأظنه أخذه من ورود القصة في كتاب العلل عن الإمام أحمد.
ولو كان للإمام أحمد كلام لأبرزه الأئمة في مواضعه، خاصة الناقلون عنه، وأخص: عبدالله بن أحمد لما ساق قصة أبي بكر بن عياش مع عمار الدهني.
وكذلك القصة التي فيها نفيه للسماع لم يفهم الامام أحمد منها هذا بل اعتمد عليها في نفي السماع مطلقا
تلك القصة لم يروِها أحمد، بل ابنه عبدالله، ولم ينقل لأبيه تعليقًا عليها.
وسبق أن في الجزم بنفي أحمد للسماع نظرًا، فضلاً عن الجزم بكونه اعتمد على تلك القصة في نَفيِه للسماع.
بالاضافة الى أن هذا التأويل يتمضن كذب عمار على أبي بكر بن عياش وهذا فيه ما فيه
قد تبيَّن عُذرُه في نَفيِه السماع، والأمر غير منحصر في الكذب.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 01:34]ـ
1 - قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و] أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله ... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
هل صح السند هنا إلى أبي معاوية لعله يحتاج مزيد تأمل
.
2 - قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160) -: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
أقول لعله جود شعبة وعبيدة ابن حميد سنده ومتنه
ففي المصنف لبن أبي شيبه
حدثنا أبو بكر قال حدثنا شعبة عن عمار صاحب السابري قال سمعت سعيد بن جبير يسال عن السلم في الحيوان فنهى عنه فقال قد كنت بادربيجان سنتين نراهم يفعلونه ولا ننهاهم فقال سعيد انشر بذري عند من لا يريده كان حذيفة بن اليمان ينهى عنه
وعند الطحاوي
حدثنا مبشر بن الحسن قال ثنا أبو عامر قال ثنا شعبة عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير قال: كان حذيفة يكره السلم في الحيوان
وقال سعيد بن منصور ثنا عبيدة ابن حميد عن عمار الدهنى عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود انه كره السلف في الحيوان
3 - وقال الطبري -في تفسيره (12/ 430) -: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة ... ، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
يحتمل هنا أنه سُأل وليس سَأل
أما الروية الرابعة فهو حماد قطعا كما بينت
و عندي أن كل ماصرفت به الرواية في عدم السماع بعيد
ومما يؤيده أن روايته عنه كثيرة ولم أر في أحدها حدثني أوأخبرني أوحدثنا أو أخبرنا ونحوه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 02:42]ـ
ومما يؤيده أن روايته عنه كثيرة ولم أر في أحدها حدثني أوأخبرني أوحدثنا أو أخبرنا ونحوه
غيرطريق شعبة وابن عيينة السالفة الذكر وفي متونها اختلاف واضح إلا قلنا انه تكررت الواقعة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 03:00]ـ
1 - قال عبدالله بن وهب في جامعه (140/الثاني من التفسير): أخبرنا عبدالله بن عياش [و] أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، أنه جاء إليه رجلٌ فسأله ... قال أبو معاوية: فسألتُه عن ذلك؛ ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟ فقال: (أما امرأة لوط؛ فكانت تدلُّ على الأضياف، وأما امرأة نوح؛ فلا علم لي بها).
هل صح السند هنا إلى أبي معاوية لعله يحتاج مزيد تأمل
اتفاق الراويَين -وإن تُكُلِّم فيهما شيئًا- يَدُلُّ على ضبطهما لما رَوَياه ما داما لم يُخالَفا عن شيخِهما.
وهما في قضية السماع متابَعان غيرُ منفردَين ولا مخالَفَين.
.
2 - قال عبدالرزاق -في مصنفه (14160) -: أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألتُ سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان؟ فقال: (كَرِهَه ابن مسعود)، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: (إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كَسَرَها).
أقول لعله جود شعبة وعبيدة ابن حميد سنده ومتنه
ففي المصنف لبن أبي شيبه
حدثنا أبو بكر قال حدثنا شعبة (؟) عن عمار صاحب السابري قال سمعت سعيد بن جبير يسال عن السلم في الحيوان فنهى عنه فقال قد كنت بادربيجان سنتين نراهم يفعلونه ولا ننهاهم فقال سعيد انشر بذري عند من لا يريده كان حذيفة بن اليمان ينهى عنه
وعند الطحاوي
حدثنا مبشر بن الحسن قال ثنا أبو عامر قال ثنا شعبة عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير قال: كان حذيفة يكره السلم في الحيوان
وقال سعيد بن منصور ثنا عبيدة ابن حميد عن عمار الدهنى عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود انه كره السلف في الحيوان
واحتمال إختلاط الرواة والمتن وارد جدا عند عبد الرزاق
أو على الأقل الخطأ في نسبة عمار
لا اختلاف في نسبة عمار، ولا اختلاط في الرواة؛ فقد نصَّ ابن معين -في رواية الدوري (3/ 324) - ويعقوب الفسوي -في المعرفة والتاريخ (3/ 87) - على أن عمارًا الدهني هو عمار بيَّاع السابري، فضلاً عن أن الرواية الأخرى عن شعبة صرَّحت بأنه عمار الدهني.
فشكر الله لك إفادتك بمتابعة شعبة لابن عيينة على إثبات سماع عمار الدهني من سعيد بن جبير، خاصةً مع تشدُّد شعبة في قضايا السماع، واهتمامه بها.
وأما تعيين الصحابي؛ فليس هو القضية هنا، وليس بمؤثِّرٍ على محلِّ البحث، والأرجح -دون جزم-: ما اتفق عليه ابن عيينة وعبيدة بن حميد عن عمار الدهني مِن تعيينه بابن مسعود، والله أعلم.
وأما المتن؛ فهو واحد، ومردُّ الاختلاف فيه الروايةُ بالمعنى فحسب:
فإن عمارًا يحكي سماعه سعيدَ بن جبير يكره السلم في الحيوان، وفي رواية ابن عيينة: أنه بادر بحكاية الكراهة عن ابن مسعود، وهذا متضمن لكراهته إياه، أو هو اختصار في الرواية.
فاعترض عمار على سعيد، فقال -في رواية ابن عيينة-: (أفلا تنهى هؤلاء عنه؟)، وفي رواية شعبة: (قد كنتَ بأذربيجان سنين -أو: سنتين- تراهم يفعلونه، ولا تنهاهم؟!)، وهذا الاعتراض من كلام عمار، وأما ما جاء في بعض طبعات المصنف من قوله قبله: (فقال)؛ فهو خطأ، ولا يساعده السياق، وجاء على الصواب في طبعة الفاروق (7/ 365)؛ فإن فيها: (فقلتُ له: قد كنتَ ... ).
فأجاب سعيد بن جبير، فقال -في رواية ابن عيينة-: (إنك إذا ذهبتَ تَنشُر سِلعَتَك على مَنْ لا يريدها كَسَرَها)، وفي رواية شعبة: (أَنْشُرُ بَزِّي عِند مَنْ لا يُريدُه؟!)، والبَزُّ من السِّلَع.
فالمتن إذن واحد، ولا اضطرابَ ثَمَّ ولا اختلافَ واضحًا؛ إلا في تعيين الصحابي، وسبق الكلام فيه.
* تنبيه: أبو بكر ابن أبي شيبة يروي عن شعبة بواسطة.
3 - وقال الطبري -في تفسيره (12/ 430) -: حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبدالرزاق، قال: أخبرنا الثوري وابن عيينة ... ، قال ابن عيينة: وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيدَ بن جبير عن ذلك؟ فقال: (كان ابنَ نوح، إن الله لا يكذب).
يحتمل هنا أنه سُأل وليس سَأل
يحتمل، لكن فيه بُعد، والسياق لا يساعد كونها لفظة: "سُئل"، وقد صَحَّ -كما سبق- أن لعمار لقاءً وسؤالاً لسعيد بن جبير، فلا حاجة لهذا الاحتمال.
و عندي أن كل ماصرفت به الرواية في عدم السماع بعيد
وفقك الله.
هو قريب بالتأمل، وليست تلك الحكاية الواحدة بأولى بالقبول من الروايات المتكررة التي يصرِّح فيها الرجل بسماعه.
ومما يؤيده أن روايته عنه كثيرة ولم أر في أحدها حدثني أوأخبرني أوحدثنا أو أخبرنا ونحوه
سبق أن هذا من الجمود، ولا حاجة لثبوت هذه اللفظة بعينها.
ومذهب الأئمة المتحرِّين في إثبات السماع: إثباتُهُ في سائر الروايات المعنعنة وغيرها ما دام صحَّ ولو في روايةٍ واحدة فقط، إلا ما ثبت سماعه بواسطة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 03:46]ـ
وهما في قضية السماع متابَعان غيرُ منفردَين ولا مخالَفَين.
هل هما متابعان قطعا؟؟
هذا ما أردت التأكد منه
وأما تعيين الصحابي؛ فليس هو القضية هنا، وليس بمؤثِّرٍ على محلِّ البحث، والأرجح -دون جزم-: ما اتفق عليه ابن عيينة وعبيدة بن حميد عن عمار الدهني مِن تعيينه بابن مسعود، والله أعلم.
وأما المتن؛ فهو واحد، ومردُّ الاختلاف فيه الروايةُ بالمعنى فحسب:
.
ما يضعف الرواية ولو قليلا هو كونه مرة يقول سمعت ومرة يعنعن ومرة هو السائل
وحتمال أن عبد الرزاق نسب إلى عمار صيغة ليست هي صيغته لو جود روايات أخرى
فإن قلنا أنه لم تصح غير هذه الرواية التي فيها ما فيها من إختلاف في صيغة التحمل
فهل يصح أن تَرد هذه الرواية رواية اعترافه وتصريحه؟؟
سبق أن هذا من الجمود، ولا حاجة لثبوت هذه اللفظة بعينها.
.
لا شك أن ذلك جمود بل هو غير معقول أصلا ولا أختلف معك فيه
يحتمل، لكن فيه بُعد، والسياق لا يساعد كونها لفظة: "سُئل"
.
أرى أن مجرد الخط هنا ليس بتلك القوة
فإن صحة الرويات الأولى فلا مانع من قبوله
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 06:58]ـ
* تنبيه: أبو بكر ابن أبي شيبة يروي عن شعبة بواسطة.
قال في مو ضع آخر من كتابه حدثنا وكيع عن شعبة عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير قال لا أنشر بزي عند من لا يريده
لعل هذه الروية هي نفسها مختصرة وبالمعنى
فتجبرها لاسيما والتي قبل روايتنا عن وكيع أيضا
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:39]ـ
يحتمل، لكن فيه بُعد، والسياق لا يساعد كونها لفظة: "سُئل"، وقد صَحَّ -كما سبق- أن لعمار لقاءً وسؤالاً لسعيد بن جبير، فلا حاجة لهذا الاحتمال.
أخرج ابن جرير في التفسير حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير: أنه جاء إليه رجل فسأله فقال أرأيتك ابن نُوح ابنه؟ فسبَّحَ طويلا ثم قال لا إله إلا الله يحدِّث الله محمدًا (ونادى نوح ابنه) وتقول ليس منه؟ ولكن خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:11]ـ
لكن الأثر ورد من طريق أخرى موقوفاً على ابن عباس -رضي الله عنهما-:
فجاء عن ابن عباس بسند صحيح "موقوفاً" عليه في الأدب المفرد:
(809) - حدثنا حفص بن عمر قال: أخبرنا خالد بن عبد الله قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)، قال: الغناء وأشباهه).
والرجال كلهم ثقات كما ترى , عدا عطاء بن السائب؛ فإنه صدوق اختلط بأخرة , وقد روى له مسلم في الشواهد.
وخالد بن عبد الله روى عنه بعد الاختلاط. فهو شاهد.
تابع خالدا جماعة جرير ومحمد بن فضيل وعمران بن عييتة وعمرو بن أبي قيس ومنصور بن أبي الأسود وهذا يدل على أن له أصلا عن سعيد والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:14]ـ
أخرج ابن جرير في التفسير حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير: أنه جاء إليه رجل فسأله فقال أرأيتك ابن نُوح ابنه؟ فسبَّحَ طويلا ثم قال لا إله إلا الله يحدِّث الله محمدًا (ونادى نوح ابنه) وتقول ليس منه؟ ولكن خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.
أحسنت يا شيخ عدلان
ولعل قائل يقول إن السؤال مختلف
وقد كنت أستغربت الأثر الأول حول الخيانة وعلاقتها بالجواب
ففسرت هذه الرواية-مع ضعفها- السؤال في الرواية الأولى أيضا
وعليه فإن الرواية الثالثة فيها نظر
تابع خالدا جماعة جرير ومحمد بن فضيل وعمران بن عييتة وعمرو بن أبي قيس ومنصور بن أبي الأسود وهذا يدل على أن له أصلا عن سعيد والله أعلم
و هذا لا ينافي كون عمار رواه بواسطة عن سعيد
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 04:33]ـ
هل هما متابعان قطعا؟؟
هذا ما أردت التأكد منه
ظاهرٌ في كلامي أن كونَهما متابَعَيْن أمرٌ تكميلي، وليس أساسًا في قبول قولهما.
ما يضعف الرواية ولو قليلا هو كونه مرة يقول سمعت ومرة يعنعن ومرة هو السائل
العنعنة والسماع ليسا متضادَّين هنا، وكونه هو السائل أو غيره اختلافٌ ممَّن دونه، وفي نسبة كل ذلك إلى عمار الدهني تلبيس وإيهام!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جوَّد وكيعٌ ذكرَ السماع عن شعبة، وقصَّر به أبو عامر أو مَنْ دونَه، ولا شكَّ أن تجويد وكيع هو الصواب.
ثم اتفق شعبة وسفيان بن عيينة على ذكر السماع، وقصَّر به عبيدة بن حميد؛ فهل تُعَلُّ روايتهما بروايته؟!
بل لو اتفقا على ذكر السماع ولم يذكره أحد الثقات مثلهما لكان اتفاقهما كافيًا في قبوله.
وأما كونه هو السائل أو كان رجلاً غيرَه؛ فهذا الاختلاف يقع كثيرًا في مثل هذا الموطن؛ حيث يحفظ الراوي عنه أنه كان حاضرًا في المجلس، وسامعًا إجابة الشيخ، لكنه ربما رواه بمعناه، وتجوَّز في تعيين السائل؛ فجعله من سؤاله هو أو من سؤال غيره، وهذا له نظائره، وليس هذا مما تُعَلُّ به الروايات.
ومما يؤيد رجحان كون عمار الدهني هو السائل هنا: أنه عاد فسأل سعيدًا (وهذا ثابتٌ في كلا الروايتين)، فأيَّد أنه هو السائل من الأصل، وكذلك: أن شعبة هو الذي قال في روايته عن عمار: (سمعت سعيدًا يُسأل ... )، وشعبة أخطأ في بعض هذا الأثر، فلا يبعد خطؤه هنا.
وكما سبق؛ سواءً كان عمار هو السائل أو كان غيره في المرَّة الأولى؛ فالثابت على كلِّ وجهٍ أنه سأل سعيدَ بن جبير في المرة الثانية، وسمعه، وحضر مجلسه، وهذا هو المراد.
وحتمال أن عبد الرزاق نسب إلى عمار صيغة ليست هي صيغته لو جود روايات أخرى
عبدالرزاق يحكي ما حفظه عن سفيان بن عيينة، ولا شأن له في الاختلاف هنا.
وإذا ذهبنا نوهِّم الثقات بمثل هذه الاحتمالات البعيدة غلطنا عليهم.
أرى أن مجرد الخط هنا ليس بتلك القوة
ليس كلامي عن الخَطّ، بل عن سياق الكلام.
قال في مو ضع آخر من كتابه حدثنا وكيع عن شعبة عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير قال لا أنشر بزي عند من لا يريده
لعل هذه الروية هي نفسها مختصرة وبالمعنى
فتجبرها لاسيما والتي قبل روايتنا عن وكيع أيضا
لا حاجة للمواضع الأخرى والموضع السابق، بل سقط (وكيع) في المطبوعة الهندية، وهو ثابت في كل طبعات الكتاب الأخرى.
أخرج ابن جرير في التفسير حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير: أنه جاء إليه رجل فسأله فقال أرأيتك ابن نُوح ابنه؟ فسبَّحَ طويلا ثم قال لا إله إلا الله يحدِّث الله محمدًا (ونادى نوح ابنه) وتقول ليس منه؟ ولكن خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.
هل تحكم يا أبا صهيب لأبي صخر الخراط على سفيان بن عيينة؟
وقد سبق أن الرواة يتجوَّزون في مثل هذا الموضع، ومتقرِّرٌ عندهم أن الراوي حاضرٌ للمجلس، سامعٌ للشيخ.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 09:36]ـ
ظاهرٌ في كلامي أن كونَهما متابَعَيْن أمرٌ تكميلي، وليس أساسًا في قبول قولهما
ولكن هل روى عبد الله بن عياش عن عمار؟؟
ليس كلامي عن الخَطّ، بل عن سياق الكلام
ليس في سياق الكلام ما يرجح أحد الأمرين
فقد جوَّد وكيعٌ ذكرَ السماع عن شعبة، وقصَّر به أبو عامر أو مَنْ دونَه، ولا شكَّ أن تجويد وكيع هو الصواب.
أصح طريق هو
وكيع عن شعبة عن عمار قال سمعت سعيد بن جبير يسال عن السلم في الحيوان فنهى عنه فقال قد كنت بادربيجان سنتين نراهم يفعلونه ولا ننهاهم فقال سعيد انشر بذري عند من لا يريده كان حذيفة بن اليمان ينهى عنه
و لماسئل هل سمعت من سعيد شيئا قال لا فدل هذا على أنه ثمت خطأ
إما في هذه الرواية أو خطأ في رواية عدم سماعه
وظهر لي أن هذه الرواية خطأ-بغض النظر عن سبب الخطا-وغير ممكنة
لأن رواية عدم سماعه صريحة واضحة لا تحتمل التأويل إلا بتكلف وبها تكون جميع مروياته عن سعيد لها حكم الإنقطاع
ولكونه روى عنه مرات كثيرة ولم يقل مرة واحدة حدثنا ونحوه إلا في هذا الأثر في ماصح قطعا
وكم من سند ظاهره الصحة قال المتقدمون هو خطأ وما ذلك إلا لعلمهم بعدم إمكانيته كما تعلم
ورأيت أنت أن رواية عدم السماع تحتمل التأويل فلا تعارض أصلا
وعليه حكمت بصحة هذه الرواية التي ظاهرها الصحة وبها تكون جميع مروياته عن سعيد لها حكم الإتصال
لا حاجة للمواضع الأخرى والموضع السابق، بل سقط (وكيع) في المطبوعة الهندية، وهو ثابت في كل طبعات الكتاب الأخرى.
أحسنت بارك الله فيك
هل تحكم يا أبا صهيب لأبي صخر الخراط على سفيان بن عيينة؟
بعد إذن أخي عدلان أقول
وهل ثمت تعارض بينهما إنما هي توضيح لها
ثم
إذا كان متن سفيان فيه خلل ليس في متن الخراط ألا يحتمل أحتمالا قويا أن سفيان أو من دونه رووه بالمعنى
وكما سبق وقلت أن متن سفيان فيه ما يشكل
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:02]ـ
حكايتك لما أراه ولوجهِ ما ذهبتُ إليه= غلط.
ولن يكون أكثر الرد على مشاركتك الأخيرة سوى تكرار لما سبق، ولست له مُكرِّرًا.
ويمكن تقرير الإشكال في حكاية نفي السماع بعقد المقارنة بين أبي بكر بن عياش من جهة، وابن عيينة وشعبة من جهة أخرى.
والله أعلم.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:48]ـ
هل تحكم يا أبا صهيب لأبي صخر الخراط على سفيان بن عيينة؟
وقد سبق أن الرواة يتجوَّزون في مثل هذا الموضع، ومتقرِّرٌ عندهم أن الراوي حاضرٌ للمجلس، سامعٌ للشيخ.
والله أعلم.
ما ذكرت الخبر يا محمد إلا جمعا لأطراف المسألة لا حكما في المسألة ولذا ما علقت عليه شيئا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 11:02]ـ
ويمكن تقرير الإشكال في حكاية نفي السماع بعقد المقارنة بين أبي بكر بن عياش من جهة، وابن عيينة وشعبة من جهة أخرى.
معذرة لم أنتبه لهذه النقطه تلك اليلة وهي نقطه هامة
ولو كنت أعلم أنك سوف تطرح هذه المسألة لما قلتُ ما قلتُه سابقا
يا أيهالشيخ الفاضل محمد بن عبدالله
أقول ولن أفصل كثيرا لأنك فطن عارف بمرادي
لو قال أبو بكر بن عياش أن عمارا لم يسمع من سعيد لقُدم سفيان و شعبة
ولو روى حديثا فيه عدم سماع وخالفه سفيان أو شعة لقدم سفيان وشعبة بلا شك
وذلك لحتمال تفسير منه لرواية أوجود واسطة بينه وبين سعيد ونحو ذلك
مما يقع في الأسانيد التي ظاهرها الصحة
ولكنه بعيد جدا أن يناديه لأجل أن يتثبت من أمر واحد ثم يتثبت منه بسماعه منه مباشرة ويقول له إذهب بعد أن استوعب كلامه ثم تكون روايته هذه ليست صحيحة قطعا إلا أن يكون كذابا وهو ليس كذلك
بينما الروايات الأخرى قد تكون كتابا أو بواسطة ثقة روى بالمعنى أونحو ذلك عدا ما فيها من اختلاف وإن كنتَ لا تراه مؤثرا
وما يقع في الأسانيد التي ظاهرها الصحة
أخي الحبيب والشيخ اللبيب
والله ثم والله إنى لا أحاورك من أجل أن يكون ماظهر لي هو الحق بل يعلم الله أنه سيان عندي
أن يجرى الحق على لسانك أو على لساني وذلك يعلم الله أنه هو ظني فيك
ولا أخفيك سرا أني لا أعلم أحدا أكثرُ أتفاقا معه منك
بل لا يحضرني أنك حكمت على حديث أو أثر بحكم ثم ظهر لي خلافه إلا نادرا
أسأل الله أن يتقبل منك أنه جواد كريم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
المشايخ الأفاضل: محمد بن عبد الله، عبد الرحمن بن شيخنا، عدلان الجزائري بارك الله فيكم، و جزاكم الله خيرا على النقاش الجميل
لكني لازلت متوقفا في المسئلة ولم يترجح لدي قول من القولين
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 10:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبا زكريا: هل الإشكال في صحة التصريح بالسماع، أم في تعارضه -وهو صحيح- مع نفي السماع -وهو صحيح أيضًا-؟
هذا عرضٌ للمسألة -فيما ظهر لي-:
1 - صحَّ عن شعبة بن الحجاج، وسفيان بن عيينة؛ نَقلُهما عن عمار الدهني حضورَه سعيدَ بنَ جبير، وسؤاله إياه، وصرَّح شعبة في روايته بقول عمار: (سمعت سعيدَ بنَ جبير).
2 - نَقلُ هذين الإمامَين هذا عن عمار الدهني مقبولٌ صحيح، ولا يجوز ردُّه إلا:
- بتكذيبهما، وهذا باطل قطعًا،
- أو بتوهيمهما، وهو باطل -أيضًا-؛ لاتفاقهما وهما حافظان إمامان، وأحدهما من أعظم المعتنين بالسماعات واتصال الروايات والانقطاع، وهما يرويانه عن عمار الدهني مباشرةً دون واسطة، وليس شعبة مدلِّسًا -حاشاه-، وابن عيينة لا يدلِّس إلا عن الثقات،
- أو بتكذيب شيخهما (عمار الدهني) أو توهيمه، وهذان كَسَابِقَيهما؛ لأن عمارًا يحكي قصَّةً وَقَعت له، وسؤالاً وأخذًا وردًّا مع سعيد بن جبير، وهو ثقةٌ مقبولُ الرواية مُصَدَّق -باتفاق الأئمة (يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، والعجلي، والنسائي، وأبي حاتم، وابن حبان) -، ولم يُتَكَلَّم في حفظه بشيء.
3 - لا توجد أي إشكالات في رواية ابن عيينة وشعبة، ولم يختلفا في شيءٍ إلا:
أ- في تسمية الصحابي؛ جعله شعبة حذيفة، وجعله ابنُ عيينة ابنَ مسعود، وخفّة حفظ شعبة للأسماء أمرٌ معلوم مشهور، وقد خالفه في هذه القضية بخصوصها -إلى جانب سفيان بن عيينة-: عبيدة بن حميد، فثبت أنه هو المخطئ، وهذا لا يؤثر على روايته بشيء، فالخطأ في موضعٍ من الرواية لا يلزم منه الخطأ في موضع آخر، وإن كان هذا قرينةً على ذلك في حال كونه مخالَفًا في الموضع الآخر -أيضًا-، وشعبة هنا موافَقٌ في الموضع الآخر، بل انفرادُه به كافٍ؛ لعنايته التامة بمسائل السماع والاتصال والانقطاع.
ب- واختلفا في تعيين السائل (في السؤال الأول فحسب)، وهذا لا يخلو من أن تكون كلا الروايتين خطأ، أو كلاهما صواب، أو إحداهما خطأ والأخرى صواب.
وسواءً حكمنا بأيٍّ من الاحتمالات الثلاثة؛ فإن هذا لا أثرَ له البتةَ على اتفاقهما على أن عمار الدهني حضر ذلك المجلس، وسمع سعيدَ بنَ جبير يجيب فيه على السؤال الأول، وسألَه السؤالَ الثاني، وسمع جوابه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبق توجيه اختلافهما بأن التجوُّز في مثل هذا معلوم لمن سبر الروايات وعاينها وجرَّبها، وأن الأرجح: كون السائل هو عمار الدهني نفسُه؛ لأن شعبة وابن عيينة متَّفِقان على أنه هو السائل في المرة الثانية.
4 - لا يصحُّ -تجرُّدًا وإنصافًا- التعلُّق بأيٍّ من هذين الموضعَين اللذَين اختلف فيهما الراويان لإبطال الرواية من أصلها، أو التشكيك فيها.
ومن أبسط قواعد المصطلح: أنه لا يُحكَم بالاضطراب مع إمكان الترجيح.
5 - توبع شعبة وسفيان بن عيينة على ذكر مجالسة عمار الدهني لسعيد بن جبير، وسماعه إياه؛ تابعهما أبو صخر الخراط، وعبدالله بن عياش، وإن كان الرجلان متكلَّم فيهما.
6 - بعد صحَّة تصريح عمار الدهني بسماعه من سعيد بن جبير، وردت حكايةٌ حكاها عبيدالله بن عمر القواريري عن أبي بكر بن عياش، نقل فيها أنه سأل عمارًا الدهني: سمعتَ من سعيد بن جبير شيئًا؟ قال: (لا).
وهذه القصة صحيحةُ الإسناد إلى أبي بكر -كما سلف-، إلا أنه يَعتَوِرُها أمران -سبقت الإشارة إليهما-:
أ- عدم التسليم بصحَّة ما ذكره أبو بكر بن عياش:
فإن مؤدى حكايته: أن عمارًا الدهني يقول: (لم أسمع سعيدَ بنَ جبير)، بينما هو يقول في رواية شعبة وابن عيينة: (سمعت سعيدَ بنَ جبير).
وأبو بكر بن عياش لا يقاس بشعبة وابن عيينة أبدًا، بل هو إلى جانبهما في مَصافِّ الضعفاء، وهو صاحب أغلاط وأخطاء كثيرة جدًّا (كما نَصَّ عليه الإمام أحمد)، ثم لما كبر ساء حفظه، وازدادت أوهامه.
ومن ثم؛ فتوهيم أبي بكر بن عياش أولى من توهيم الثقتَين الحافظَين المتَّفِقَين شعبة وابن عيينة، خاصةً مع اهتمام شعبة بقضايا السماع -كما سبق مرارًا-.
ولا شَكَّ أن وهمَ أبي بكر احتمالٌ قائمٌ غير مُستَبعَد، ووجهه: أن يكون وَهِمَ في تسمية الرجل الذي سألَه عن سماعه من سعيد بن جبير في تلك الحكاية؛ فإن من القريب جدًّا أن يَهِمَ مَنْ كانت هذه حالُهُ في كثرة الخطأ والغلط في تَسمية مَنْ يَلقاهم وتجري له الحوادِث معهم، خاصةً إذا تباعَد عهدُه بالحادثة التي يحكيها -وهو أمرٌ محتمل في حكايته هذه (لم أجد روايةً للقواريري عن أبي بكر بن عياش إلا هذه الحكاية؛ فهل ترك الروايةَ عنه لأنه لما جاءه وَجَدَه فاحِش الغَلَط بعدما كبر؟ لهذا وجه، والذي لا يكاد يُشَكُّ فيه أن القواريري سمع أبا بكر بن عياش وعُمْرُ أبي بكر نحو 70 سنة أو أكثر، وبينه وبين وفاة عمار الدهني نحو 38 سنة على الأقل) -.
وأوهام الرواة في أسماء شيوخهم، وتعيينهم، وإدخال حديث بعضهم في بعض= أشهر من أن تُذكر.
فكيف وقد خالف أبا بكرٍ هنا إمامان حافظان؛ فنقلا بما لا لَبسَ فيه أن عمار الدهني يصرِّح بسماعه سعيدَ بنَ جبير، وحضوره مجلسَه؟
وربما اعتُرِض على هذا بأن أبا داود السجستاني حكى حكاية أبي بكر بن عياش، ومشَّاها، ولم يتكلَّم فيها، فلِمَ لم ينبّه على وقوع الخطأ فيها إن كانت خطأً؟
والجواب عن هذا: أن أبا داود إنما كان يصف جانبًا من حال أبي بكر بن عياش، وهذا ظاهرٌ جدًّا في سياقه النَّصّ، وفي تقديمه له بقوله: (كانت لأبي بكر بن عياش صولة)، ومن ثم؛ فقد حكى هذه الحكاية كما جاءت؛ لأن نظره لم يكن إلى ثبوت ما ورد فيها، بل إلى إفادتها أنه "كانت لأبي بكر بن عياش صولة".
ب- على التسليم بصحة ما ذكره أبو بكر بن عياش:
فالجواب عن هذه الحكاية ظاهر، وهو ما كان أبو داود يُلمِح إليه، بل كاد أن يُصَرِّح.
فـ"صَولَة" أبي بكر بن عياش، وجلالته، وهيبته، وجُرأته؛ هي التي جَعَلت عمارًا الدهني يجيب بنفي سماعه من سعيد بن جبير، ومن ثم قال له أبو بكر: (اذهب بسلام) -حسب سياقة أبي داود-.
وهذا مقصود أبي داود من سَوق هذه الرواية أصلاً، وإلا فليس ثَمَّ فائدةٌ من سَوقها تدليلاً على أنه "كانت لأبي بكر بن عياش صولة".
وإذا تقرَّر لدينا مما سبق أنه صحَّ أن عمارًا صرَّح بسماعه من سعيد بن جبير لشعبة وسفيان بن عيينة؛ فإنه لا شَكَّ في أن "صولة" أبي بكر بن عياش هي ما دعا عمارًا إلى أن يحكي خلاف الواقع:
فالخوف والرهبة مع المفاجأة قد توقِع في هذا عن غير قصد،
واحتمال التورية قائم، فربما أراد أنه لم يسمع منه كل حديثه، أو لم يسمع منه شيئًا معيَّنًا، أو نحو ذلك.
وهذه الاحتمالات لا تُساق هكذا ابتداءً، وإنما هي نتاجٌ لازمٌ للسياق الذي يبيِّن أن عمارًا الدهني كان في موضعٍ يَوْجَلُ لديه الرواة ويهتابون، مقرونًا بذلك تصريحُ عمار بالسماع في موضعٍ آخر لم يكن فيه وجِلاً ولا مُهتابًا.
وقد يُخالِف الراوي حكايةَ الواقع لأمرٍ يراه مسوِّغًا لذلك؛ كما فعل حميد حين سأله شعبة عن حديث: أسمعتَه؟ قال: (أحسب)، وهذا شكٌّ أوجب لشعبة أن يطرح الحديث ويتركه؛ حيث أشار بيده، يعني: (لا أريده)، فلما ذهب شعبةُ صرَّح حميدٌ بأنه قد سمعه، وقال: (ولكنه شَدَّد عليَّ فأحبَبتُ أن أُشَدِّد عليه)، وفي لفظ: (أحببت أن أفسده عليه).
فلهذا الغرض استجاز حميد أن "يفسد الحديث" على شعبة.
وبغضِّ النظر عن صحة هذا التصرف من عدمه؛ إلا أن هذا يدلُّ على إمكان وقوع مثل ذلك، وعدم استبعاده.
ومنه ما أشار إليه أبو داود، من أن عمارًا الدهني ترك التصريح بالسماع تَهيُّبًا لصولة أبي بكر بن عياش وجلالته.
تنبيه: تبيَّن لي أن الجواب الآخر على التسليم بصحة الحكاية (وهو أن عمارًا ربما لم يكن سمع سعيدَ بنَ جبير أولاً، وحكى ذلك لأبي بكر بن عياش، ثم سمعَه بعدُ) غلطٌ لا يصح؛ لأن من الثابت المؤكَّد: أن أبا بكر بن عياش لم يسأل عمارًا الدهني إلا بعد وفاة سعيد بن جبير بدهر، فلا يمكن أن يعود عمار فيسمع منه بعد ذلك.
هذا ما لدي، والله -تعالى- أعلم.(/)
من أصحاب صناعة الحديث؟
ـ[أبو علقمة]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 10:45]ـ
قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله في كتابه:" التمييز":
((اعلم رحمك الله أن صناعة الحديث ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنما هي لأهل الحديث خاصة؛ لأنهم الحفاظ لروايات الناس، العارفون لها دون غيرهم، إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة من عصر إلى عصرٍ من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمن نابذهم من الناس، وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث، ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار من نقلة الأخبار وحُمّال الآثار، وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميّزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح، وإنما اقتصصنا هذا الكلام لكي نثبته لمَن جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبّه، على تثبيت الرجال وتضعيفهم فيعرف ما الشواهد عندهم والدلائل التي بها أثبتوا الناقل للخبر من نقلته، أو أسقطوا من أسقطوا منهم، والكلام في تفسير ذلك يكثر، وقد شرحناه في مواضع غير هذا وبالله التوفيق))(/)
ما درجة صحة هذه القصة // مساعدة
ـ[محبة عائشة]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 08:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرجاء افادتي بدرجة صحة هذه القصة الواردة في كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس
ص349 للصفوري
يقال كان في زمن موسى عليه السلام رجل لا يستقيم على توبة فأوحى الله إلى موسى قل له لا تفسد توبتك, فان رجعت إلى معصيتك عاقبتك, ولا أقبل توبتك فبلغه الرسالة فصبر أياما ثم رجع إلى المعصية, فأوحى الله إلى موسى قل له إني غضبت عليك. فبلغه الرسالة, فخرج إلى الصحراء وقال يا إلهي ما هذه الرسالة التي أرسلتها إلي مع موسى؟ أنفذت خزائن رحمتك, أم ضرتك معصيتي؟ أوبخلت على عبادك؟ وأي ذنب أعظم من عفوك حتى تقول لا أغفر لك فكيف لا تغفر لي والكرم من صفاتك؟ فإذا آيست عبادك من رحمتك فمن يرجون؟ وإن طردتهم فمن يقصدون؟؟ اللهم إن كانت رحمتك نفذت ولابد من عذابي فاجعل علي ذنوب عبادك فإني فديتهم بنفسي. فأوحى الله إلى موسى قل له: لوكانت ذنوبك مطبقة بين السماء والارض لغفرتها لك, كما عرفتني بكمال العفو والرحمة.
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 08:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه القصة صدرها المؤلف بيقال وهي صيغة تمريض
ومثل هذه القصص من الإسرائليات التي تسامح في ايرادها كثير من المتأخرين
وعامتها لاتصح وهذه منها
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:47]ـ
استغفر الله
القصة أسلوبها ركيك و فيها قلة أدب هذا العاصي مع الله عز و جل وفيه مخالفة لآيات كريمة و أحاديث نبوية ثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم تبين أن الله عز و جل يعفوا عن السيئات و يغفر الذنوب ولعلي اكتفي بحديثين يناقضان هذا الأثر:
1 - قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((لو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون فسيتغفرون فيغفر لهم))
2 - الحديث القدسي عن العبد الذي أذنب ذنبا ثم تاب و رجع للذنب مرة أخرى و هكذا حتى قال الله تعالى: ((علم عبدي أن له ربا يأخذ بالذنب ثم قال: غفرت لعبدي فليفعل ما شاء)) أو كما جاء في الحديث الصحيح
بل حتى في الأمم السابقة جاء حديث صحيح يذكر فيه النبي صلى الله عليه و سلم قصة الرجل المقيم على الذنوب و كان له صاحب له من أهل الخير وكان ينصحه و ذاك العاصي لا يزال مقيما على معاصيه فقال له الرجل الصالح: ((و الله لا يغفر الله لك)) فقال الله عز و جل: ((من هذا المتألي علي .. قد غفرت له و أدخلتك النار)) أو كما جاء في الحديث القدسي.
فينبغي الحذر من هذه الكتب التي تروج الأحاديث الباطلة و الموضوعة و عليك يا أخي الكريم الغالي بالاهتمام بالكتب الصحاح مثل البخاري و مسلم و النسائي وكتب السنة التي تروي الأحاديث الثابتة الصحيحة ...
و دمت بخير و عافية في الدنيا و الآخرة
و الله أعلم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:58]ـ
أنصحك بهذا الكتاب
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=50678
ـ[محبة عائشة]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيكم على الإفادة
و جزاكم خيرا على الكتاب(/)
ماهو الصحيح في مسألة الجمع بين الصلاتين
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 12:01]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين .... اما بعد
فهذا ما املاه شيخنا الشيخ خالد الهويسين حول ما يتعلق بالجمع بين الصلاتين سواء في المطر اوالبرد والريح نفع الله بعلمه، كتبه عنه احد الطلبة و قرأها على الشيخ واقره على طباعتها ونشرها تبيان للسنة في الجمع بين الصلاتين وتصحيحاً لفهم النصوص الواردة في ذلك فإليك ما املاه فضيلته:
(مسألة الجمع بين الصلاتين في حال المطر والبرد والريح)
سألت فضيلة شيخنا العلامة/ خالد بن عبدالعزيز الهويسين ـ حفظه الله ـ عما أثير حول هذه المسألة وتخبط بعض الأئمة في ذلك وكثرة الجدل فأملى علي شيخنا وأنا أكتب ثماني فقرات نفيسات مستنبطات من السنة الصحيحة فقال وفقه الله:
1/ لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح صريح لامفهوم الجمع بين الصلاتين في المطر وماجاء في بعض أسانيدها ضعيفة.
2/ صح في الصحيحين وغيرهما أنهم أمطروا سبتا يعني أسبوعا فلم يجمع بين الصلاتين.
3/ صحت السنة أنه إذا كان بردا شديدا أومطرا شديدا أوريحا شديدة أن الصلاة تكون في الرحال أو في مكان الإنسان كداره أو بستانه وهذا هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم، كما في حديث ابن عمر في البخاري وكما في حديث ابن عباس في الصحيحين.
4/ بوب البخاري والترمذي وابن حبان وغيرهم من أئمة الحديث بقولهم باب إذا كان مطرا أو بردا فالصلاة في الرحال، وبقولهم باب في يوم المطر والريح أن يصلي المرء في رحله، وثبت عن عشرات من الصحابة أنه كان يأتيهم المطر الشديد ولم يجمعوا بين الصلاتين كما روى ذلك الفسوي في كتابه التاريخ والمعرفة.
5/ وقد قرر الإمام الليث ابن سعد فيما رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ أن الصحابة يكونون في الشام ومطر الشام أكثر من المدينة ولم يجمعوا بين العشائين قط وكان فيهم معاذ ابن جبل أعلم الناس بالحلال والحرام ولم يجمع، وكانت بيوت بعض السلف وسقوفهم تخر من المطر كعمر ابن عبدالعزيز وغيره ولم يجمعوا بين العشائين قط.
6/ وأكثر عمدة من قال بالجمع هي أقوال سلف وآراء مذاهب ولو رجعوا للسنة الصحيحة الصريحة لوجدوا أنها أسهل وأسمح وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في اليوم المطير أن يصلى في الرحال جميع الصلوات فجرا أو ظهرا أو عصرا أو مغربا أوعشاء وهذا نوع عذر يسقط حضور الجماعة ويصلي الصلاة في وقتها.
7/ وقد صح عن عمر فيما رواه الثوري أنه قال من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر، وكذا جاء عن ابن عباس عند الترمذي وسنده ضعيف.
8/ أما حديث ابن عباس المشهور جمع من غير خوف ولامطر عند مسلم فالجمع جمع صوري كما جاء عند النسائي بإسناد جيد، وقال جماعة هذا حديث منسوخ، وقال آخرون هذا متشابه يرد للمحكم والمحكم وجود مطر في عهده أيام طويلة ولم يجمع كما ثبت في الصحيح عند البخاري وغيره.
والخلاصة أن من أراد السنة في اليوم المطير أو البرد الشديد أو الريح الشديدة ولم يستطع الحضور للجماعة أو كلهم لم يستطيعوا الحضور أن يصلوا في رحالهم مع أهليهم جماعات أو فرادى.
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:32]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...... اما بعد
فيبقى الجمع بين الصلاتين في السفر ان يسر الله لي قريبا تحرير ذلك مع شيخنا الشيخ خالد الهويسين ونشره لتتم الفائدة انشاءلله.(/)
طائفة من الأحاديث المكذوبة للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:09]ـ
حكم الكذب علي رسول الله ?:نحن نعلم أنه لا يجوز الكذب على رسول الله ? لا عمداً ولا خطئاً، أما عمداً فقد ورد النص في ذلك، الحديث المتواتر لفظاً ومعنى ورواه نحو من سبعين صحابياً وهو حديث النبي ?: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
أقسام الذين يكذبون علي الرسول ?: القسم الأول:، القسم الذي يكذب متعمداً ليس عنده دين، وإن استحل الكذب كفر، القسم الثاني: من الكذب وهو الخطأ غير المقصود من رواة صالحين أي أناس فضلاء وأتقياء وأصحاب ديانة، لكن لم يضبطوا الحديث، يسمع الكلام يبدل لفظة بلفظة أو يبدل كلاما بكلام بسبب عدم تركيزه، كما قال يحيى بن سعيد القطان أو كالإمام مالك أيضا قال: (لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث)، قال الإمام مسلم بعدما روى هذا الكلام في مقدمة صحيحه، (يعني يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمدون الكذب)، هذا الجنس يخشى أن يدخل – كما قال ابن حبان في مقدمة كتاب المجروحين – تحت قول النبي ?: (من حدث عني بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) وهو يرى، فإن حبان يقول أن كل من لم يتحري البحث عن صحة هذا الحديث يخشى أن يدخل تحت هذا الوعيد الخطأ يُطلق عليه الكذب بلغة الحجازيين لماذا؟ لأنه بخلاف الحق، لأنه بخلاف الصدق حتى وإن لم يتعمد، الأحاديث الضعيفة والموضوعة كما قلت التي فشت في الكتب وما من رجل يصعد منبراً أو يخطب خطبة، إلا وتجد بعض هذه الأحاديث مندرجة تحت موضوعه، نحن نريد أن ننبه الناس إلى خطورة هذه الأحاديث وسأحاول بقدر المستطاع أن أذكر الأحاديث المشهورة التي يتكلم بها كثير من الناس.
من الأحاديث المشهورة التي يرددها الناس:1 - الحديث القدسي: (إنما يتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل بها على خلقي ولم يدم مصرا على معصيتي وقطع نهاره في ذكري .. .) هذا الحديث حديث باطل تفرد بروايته راو اسمه عبد الله بن واقد الحراني، وأورد الإمام ابن حبان هذا الحديث في ترجمته في كتاب المجروحين وقضى على حديث هذا بالبطلان، ووافقه الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال في نقض الرجال عندما أورد هذا الحديث، وهذا الحديث كثيرا نسمعه من رجال حتى لهم شأن لكن ليس الحديث من صناعتهم.
2_: كذلك الحديث القدسي الذي حكي الذهبي بالبطلان، (قال الله عز وجل إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد، أتحبب إليه بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بمعاصيهم وهم أحوج ما يكونون إلي، أهل ذكري أهل محبتي أهل شكري أهل نعمتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب حتى أطهرهم من الذنوب والمعايب والحسنة عندي بعشرة أمثالها وأنا أرأف بالناس من الأم بولدها) هذا كذب لم يقله رب العزة تبارك وتعالى ولم ينقله النبي ? عن الله عز وجل.
مثال3: الحديث (ما وسعتني أرضي وسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن) هذا باطل لا أصل له، لا إسناد له.
مثال4: حديث (من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليخرج من أرضي وسمائي وليلتمس له رباًسواي) هذا من زمرة الأحاديث المكذوبة على رب العزة تبارك وتعالى وعلى النبي ? وعلى الصحابي الذي نسبوا إليه هذا الحديث وعلى الرواة الذين رووا هذا عن الصحابي، إلى آخره.
مثال 5: الحديث (صلوا وراء كل بر وفاجر) هذا الحديث ضعيف.
مثال6: حديث (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفا فإن جنودهم خير أجناد الأرض) هذا باطل.
مثال7: حديث (إياكم وخضراء الدمن) فأنا أحاول الأحاديث التي وردت أن أحكم عليها، أعطي لها أولا حكما عاما، ثم أرجع إليكم وأبين لكم سبب ضعفها ولكن أعطي لكم مجموعة من الأحاديث التي وردت إلي.
مثال8: الحديث (عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون)! هذا كذب
مثال9: الحديث القدسي: (أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد فإن سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أشغلتك بما تريد ولا يكون إلا ما أريد) هذا كذب لا يصح.
مثال10: الجنة تحت أقدام الأمهات – هذا لا أصل له
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال11 (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى أهلك دونه) هذا واهم، أي ضعيف جدا
مثال12: قصة الحمامة التي عششت على باب الغار والعنكبوت، هذا أيضا ضعيف لا يثبت.
مثال13: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، من يقول لك أن النبي ? عندما جاء مهاجرا من مكة إلى المدينة، طلع الولائد يستقبلونه بالدفوف ويغنوا: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع إلى آخر الأبيات التي تعرفونها هذه طبعا من يقول هذا الكلام على الأقل لم يدرس جغرافيا لأن ثثنيات الوداع إنما هي في الشمال، لا يمر عليها إلا القادم من الشام وأنت نازل ذاهباً إلى المدينة، وهذا الكلام لو افترضنا جدلاً أنه صحيح، يمكن أن يُقال، لما رجع النبي ?من غزوة تبوك، وأنتم تعلمون أن تبوك كانت في الشمال فلما رجع من تبوك إلى المدينة واستقبلوه وقالوا له: طلع البدر علينا، هذا الكلام حتى لو ثبت بإسناد يعني ممكن نقول ماشي الحال على أساس أنهم يمرون على ثنيات الوداع.
مثال 14 حديث: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له)، هذا الحديث منكر.
مثال 15: الحديث (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فأشهدوا له بالإيمان) هذا حديث ضعيف.
مثال 16: (أدبني ربي فأحسن تأديبي)، هذا أيضاً حديث لا أصل له.
مثال 17: (حديث من حج ولم يزرني فقد جفاني) هذا باطل، جفوة النبي ? كفر ولم يقل أحد من المسلمين قط، أن زيارة مسجد النبي ? مع أنها من أجل القربات أنها داخلة في مناسك الحج، بل الإنسان إذا ذهب إلى المدينة أصلا فحجه صحيح ولا شيء فيها وزيارة المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام ليست في شيء من مناسك الحج فكيف يقال: من حج ولم يزرني فقد جفاني؟ وجفوته من كبائر الذنوب إن لم تكن كفرا والعياذ بالله.
مثال 18: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها،) منكر.
مثال 19: (أطلبوا العلم ولو بالصين) باطل.
مثال 20: (صوم رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر) ضعيف.
مثال 21: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)، موضوع كذب على النبي ? مثال22: (أبغض الحلال عند الله الطلاق) هذا من الأحاديث الضعيفة التي لا تثبت لأنه ليس هناك حلال بغيض إلى الله بل الحلال ما أحلَّه الله ورضيه والحرام ما حرَّمه الله وأبغضه، فإذا أباح الله عز وجل شيئاً لا يكون بغيضاً إليه تباك وتعالى بل لابد أن يكون مما يرضاه لعباده.
مثال23: حديث (تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش،) باطل.
هذه نماذج من الأحاديث التي وردت إلي وكثير ما نسمعها على أعواد المنابر ونسمعها من الخطباء وبكل أسف في الإذاعات وفي الفضائيات هذا الكلام.
من الشريط الأربعين من فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للبخاري رحمه الله(/)
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " من شاء باهلته "
ـ[فنر]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من شاء لاعنته أن هذه الآية التي في سورة النساء القصرى وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن نزلت بعد الآية التي في البقرة والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن الآية
وورد بلفظ " من شاء باهلته "
من خرج هذا اللفظ " من شاء باهلته "؟
ـ[فنر]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 08:50]ـ
عند من وردت: " من شاء باهلته "
ـ[فنر]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 07:14]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله.
ـ[فنر]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:09]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[فنر]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 02:33]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[فنر]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 09:14]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 01:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا الحديث رواه البخارى (4532) ولم يذكر فيه ملاعنة ولا مباهلة
ورواه أبو داود - ت: الألبانى (2307) والنسائى - ت: الألبانى (3522) وابن ماجه - ت: الألبانى (1663) وعبد الرزاق فى المصنف - ت: حبيب الرحمن الأعظمى جـ 6 / صـ 471 / رقم (11714) كلهم بلفظ: " من شاء لاعنته "، إلا أنه عند ابن ماجه بلفظ " والله لَمَنْ شاء لاعنَّاهُ ".
ورواه البزار كما فى نصب الراية للزيلعى 3/ 256 و الدراية لابن حجر 2/ 87 / رقم (591) بلفظ:" من شاء حالفته "
وقد تبين مما سبق أن أحدا من أصحاب الكتب المسندة المعتبرة - فيما وقفت عليه - لم يروه بهذا اللفظ " باهلته " ولكن ذكر هذا اللفظ فى بعض كتب التفسير والفقه والأصول ونحوها مما لا يعتمد فى النقل عليها فمن ذلك كتاب " الهداية "*فى الفقه الحنفى ومؤلفه هو برهان الدين المرغينانى (تُوُفى سنة: 593 ه) وقد نبه الزيلعى فى " نصب الراية " وابن حجر فى " الدراية " على اللفظ الصحيح - أعنى " لاعنته " - وقد نقله جمع من المفسرين - ممن لا يعتمد على التفسير بالآثار - بلفظ " باهلته ": فمنهم القرطبى (ت: 671 ه) ونظام الدين النيسابورى (ت: 850 ه) وأبو السعود (ت: 982 ه) وغيرهم وكلهم لا يصح الاعتماد عليهم فى أخذ الحديث بلفظه كما هو معروف غير أن أقدم من وقفت عليه ممن ذكر هذه اللفظة " باهلته " من المحدثين الفقهاء هو الإمام ابن عبد البر (ت: 462 ه) فى التمهيد (انظر: فتح البر فى الترتيب الفقهى لتمهيد ابن عبد البر جـ 10 / صـ 593) حيث قال: " قال: (قلت يعنى عبد الرزاق فى المصنف) وأخبرنا معمر والثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال ابن مسعود ومن شاء باهلته أو لاعنته ... الخ " قلت: فظاهر أنه ذكر رواية عبد الرزاق فى المصنف وقد راجعتها فوجدتها كما سبق أعنى " لاعنته " فهل هذا الشك " باهلته أو لاعنته " من ابن عبد البر أو من النساخ - الله أعلم - وعلى كلٍ فالظاهر أن هذه اللفظة " باهلته " قد انتشرت من هنا لشهرة ابن عبد البر وإمامته فى الفقه والحديث وكذلك انتشرت عن صاحب الهداية لرفعة قدره واعتناء العلماء بكتابه الهداية عناية كبيرة قل أن ينالها كتاب آخر.
والله - سبحانه وتعالى - أعلى و أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فنر]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 06:14]ـ
وفقكم الله لخيري الدنيا والآخرة
لقد قمت بتخريج هذه اللفظة وحاولت استقصاء المصادر لكن لم اقف على غير " لاعنته " كما ذكرت ولعل هذا هو الصحيح فيها
ورجعت ايضا لرسالة لأحد المعاصرين ولم اقف على غير ماذكرت، اذن لعل القول ماقلتوا.
جزاك الله عني كل خير.
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:00]ـ
وجزاك الله خيرا وزادك علما وفقها فى دينه(/)
فرح النفيلي بتصحيف أحمد بن يونس!! (للشيخ فهد السنيد)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ
قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
قال ابن أبي حاتم في العلل (2725): سمعت أبازرعة يقول حدثنا النفيلي بحديث زهير عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة بن جندب في قصة الدجال فلما بلغ: "فإنه يختم عليه بسئ عمله", قال النفيلي: صحف أحمد بن يونس في هذا الحديث فقال: "بشيء" وإنما هو "بسئ عمله", قال أبوزرعة: وفرح بما أخطأ أحمد بن يونس فرحا شديدا.انتهى.
قلت: إنما فرح النفيلي بخطأ أحمد بن يونس لأنهما من الأقران ومن المعروفين بالرواية عن زهير, فكأنه يقول:أحمد يخطئ في حديثه عن زهير وأنا لا أخطئ عنه.
قال أبوداود: قلت لأحمد: أيما أثبت في زهير، أحمد بن يونس أو النفيلي؟ قال فقال: أحمد بن يونس رجل صالح، والنفيلي صاحب حديث.
والحديث رواه أحمد في المسند (16/ 5) عن أبي كامل مظفر بن مدرك عن زهير به ولفظه ( ... وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الدجال ... فإنه يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله, وقال حسن الأشيب: بسيء من عمله سلف) فيكون أبو كامل قد تابع أحمد بن يونس على رواية اللفظة مصحفة, وليس المقصود ذكر من تابع ابن يونس على روايته وإنما المقصود ذكر فرح النفيلي بتصحيف ابن يونس والله أعلم.
تنبيه: ثعلبة بن عباد مجهول انفرد بالرواية عنه الأسود بن قيس, وأبوه عباد بكسر العين المهملة وتخفيف الموحدة.(/)
تباعد البلدان عند مسلم رحمه الله
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 01:07]ـ
قرينة تباعد البلدان وإدخال الوسائط عند مسلم رحمه الله:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فصل:
اختلف العلماءُ في تحديد مذهب مسلم رحمَهُ اللهُ في مسألة تباعدِ البلدانِ هَل هيَ قَرينةٌ مبعدة لاحتمال السماع عنده أم لا؟
ومقصود هذا الفصلِ هو دراسةُ ذلكَ، وسأفردُ فصلاً آخرَ أُناقشُ فيه لم راعَ مسلمُ قرينة إدخالِ الوسائطِ.
فأقولُ بداية وبالله التوفيقِ: قسمَ بعضُ الباحثينَ ممن ردَ علىَ الشيخ حاتم أنواعَ العنعناتِ إِلى أقسامٍ: قسم صاحبته قرائن مقوية للسماع واللقاء، وقسم صاحبته قرائن مقوية لعدم اللقاء والسماع، وقسم خال عن أي نوع من القرينتين، والمقصود بالقرائن هنا ما زاد على انتفاء التدليس واستعمال الصيغة المحتملة للسماع، وتبقى صورة خلو العنعنة عن كلا القرينتين فيما بلغنا، وأيا كان فإن هذا التقسيم يبدو مسلما من طرف الشيخ حاتم، كما يتجلى من خلال كلامه حيث شرح أن مسلما يحكم باتصال صورتين ولا يحكم باتصال الثالثة [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وذلك عند وجود قرائن مبعدة لاحتمال السماع، لكنه تناقض حين ألزم ابن رشيد والدكتور الدريس لميلهما إلى القول بأن البخاري قد يحكم باتصال الصورة الأولى (أعني حين تقوى القرائن)، بقوله: "ومن أين لهم أن مسلما لم يكن مراعيا لتلك القرائن؟ حتى يجعلونه مخالفا للبخاري".
فوجه المخالفة ظاهر إذ أن البخاري لا يحكم باتصال الصورة الثانية: (حين تخلو العنعنة عن القرائن المبعدة للسماع ولا تكون هناك قرائن مقوية له)، بينما القرائن المقوية للسماع هي شرط كمال عند مسلم لا شرط صحة.
كما أنبه إلى أن الشيخ إبراهيم اللاحم نفى أن يكون مذهب مسلم إعمال قرائن السماع أو نفيه، ثم كأنه تراجع فقال في كتابه الاتصال والانقطاع ص 152: "ومن ذلك أن بعض الباحثين وهو يذهب أيضا إلى أن الجمهور يشترط العلم بالسماع ذكر قول أبي زرعة:" عكرمة عن علي مرسل"، في معرض سرده لنصوص الأئمة الدالة على الاشتراط، وهذا النص لا يصلح لذلك، فإن عكرمة كان سنه نحو 15 عاما حين قتل علي، وكان علي بالكوفة وعكرمة بالبصرة، ثم بالمدينة، فمثل هذا خارج محل النزاع، وروايته مرسلة على جميع الآراء، إذ الإمكان الحديثي الذي ذكره مسلم غير موجود فيها".
فإن كان مقصود الشيخ أن الإمكان الحديثي يتنافى عند مسلم مع تباعد البلدان، فهذا تناقض مع أول كلامه (نفيه لكون مسلم لا يعمل قرائن السماع أو نفيه)، ويضيق الخلاف بينه وبين الشيخ حاتم.
فصل:
الذي ينصره الشيخ حاتم في كتابه " إجماع المحدثين ": أن مسلما يراعي قرينة اتحاد البلد إضافة إلى المعاصرة ويعتبر غيابها مبعدا لاحتمال السماع فلا تكفي مجرد المعاصرة، وهو ما ذهب إليه العلائي والصنعاني و يبدو أنه رأي ابن القيم كذلك كما نقل ذلك السخاوي عنه في الجواهر والدرر ص 57.
ولقد استدل الشيخ حاتم في كتابه بأدلة منها:
الأول: نصين لمسلم في مقدمة صحيحه هما في رأي الشيخ دليل صريح على اعتبار أمر زائد على مجرد المعاصرة، قال الشيخ: الأول: صريح كلامه وذلك في قوله بعد ذكره (الدلالة البينة): " أما والأمر مبهم على الإمكان الذي فسرنا، فالرواية على السماع أبدا حتى تأتي الدلالة التي بينا".
فتأمل قوله (الأمر مبهم)، وما تدل عليه من أن الحكم بالاتصال بين المتعاصرين إنما يقول به مسلم عندما لا تكون هناك مرجحات وقرائن تميل بكفة المسألة إلى عدم السماع، إذ لو كانت تلك المرجحات والقرائن لم توصف المسألة بأن الأمر فيها مبهم [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
أما النص الثاني الذي يصب في المصب ذاته في رأي الشيخ هو قول مسلم: " أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد، وجائز أن يكون الحديث الذي روى الراوي عمن روى عنه قد سمعه منه وشافهه به".
قال الشيخ:" فتنبه إلى أنه ذكر المعاصرة ثم أضاف شرطا آخر، وهو جواز السماع وإمكانه، وهو يعني: عدم وجود قرائن تبعد احتمال اللقاء".
مع العلم بأن معنى القرائن المبعدة لاحتمال اللقاء في كلام الشيخ هي إدخال وسائط بين الراويين، أو تباعد البلدان، أو نكارة المتن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الشيخ أن لمسلم كلاما قد يفهم منه أنه يكتفي بالمعاصرة مجردة، وأجاب عن ذلك بأن هذا منه كلام مجمل يقضي عليه ما فصله في مكان آخر وقد سبق ذكره.
الدليل الثاني في رأي الشيخ: هو تطبيقات مسلم رحمه الله، فقد اجتنب مسلم إخراج حديث الحسن عن عمران بن حصين مع أنهما متعاصرين لما يزيد عن ثلاثين عاما.
ثم نقل عن ابن رجب في مكان آخر: أن مسلما قال:" وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس". مع أن باذام قد عاصر ابن عباس قطعا.
قال الشيخ: ليتأكد لديك أن مسلما كان يراعي القرائن، وأنه لم يكن يكتفي بمطلق المعاصرة.
ثم احتج بالقصة المشهورة التي سأل فيها مسلم البخاري عن علة حديث كفارة المجلس فأعله البخاري رحمه الله بعلتين منها أن عقبة لا يعلم له سماع من سهيل، فلم يكن من مسلم إلا أن يقر بالأستاذية للبخاري وهذا منه إقرار بعدم سماع عقبة من سهيل، ومن ثم فمسلم مراع للقرائن الزائدة على مطلق المعاصرة.
أما الدليل الثالث: فنص عالمين من علماء الحديث وحفاظه على مراعاة مسلم للقرائن، ألا وهما العلائي وابن القطان الفاسي، فالأول نص على قرينة تباعد البلدان، والثاني على إدخال الوسائط.
أما الدليل الرابع في رأي الشيخ: هو مكانة الإمام مسلم وتقدمه في فنون الحديث ونقد السنة، هذه المكانة العلية التي يمتنع معها أن لا يراعي مثل هذا الإمام المبرز مثل هذه القرائن.
هذه كل الأدلة التي احتج بها الشيخ حاتم في كتابه، ورغم أنها لا تصب كلها في صالح قرينة تباعد البلدان إلا أنها تدل دلالة عامة على مراعاة مسلم للقرائن المبعدة لاحتمال السماع، وقرينة تباعد البلدان لا شك داخلة فيها، وستأتي مناقشة بعض هذه الأدلة بإذن الله.
أما الفريق الثاني من العلماء والباحثين فيرون أن مسلما لم يزد على المعاصرة المجردة شرطا آخر، بل احتمال اللقاء وإمكانه إنما هو ما يتيحه الإدراك الزمني لراو ما روى شيئا عن آخر مع عدم الأدلة المنافية لهذا الاحتمال، و تباعد الأمكنة ليس قرينة تنافي هذا الاحتمال عند مسلم رحمه الله، واحتجوا لفهمهم هذا بأدلة منها:
كلام مسلم في المقدمة: فبعد أن رأى الشيخ خالد الدريس: أن في فهم العلائي والصنعاني لكلام مسلم نظرا استدل لذلك بالتالي:
- ذكر تباعد البلدان أو تقاربها غير منصوص عليه في كلام مسلم البتة.
- إمكان اللقاء المقصود في كلام مسلم إنما هو ثبوت المعاصرة بدليل قوله: (وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه، لكونهما جميعا في عصر واحد)، وقوله (مسلم) بعد أن ذكر أسانيد لم يثبت فيها لقاء أو سماع وهي على رأي الأئمة صحيحة: (إذ السماع لكل واحد منهم ممكن من صاحبه غير مستنكر، لكونهم كانوا جميعا في العصر الذي اتفقوا فيه).
-فإن شكك مشكك في هذا الفهم فإن صنيع مسلم في صحيحه هو الفيصل في الأمر، وقد وجدناه احتج بأحاديث لرواة متعاصرين لم تكن بلدانهم متحدة، منها حديث حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة في فضل صيام الشهر المحرم.
وحميد بصري وأبو هريرة مدني وقد نص مسلم أنه لم يثبت بينهما لقاء.
واحتج بحديث عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة في فضل صيام يوم عرفة، وعبد الله بصري وأبو قتادة مدني وقد شكك البخاري في سماع عبد الله من أبي قتادة.
واحتج أيضا بحديث أبي أيوب المراغي عن عبد الله بن عمرو في المواقيت، مع أن أبا أيوب بصري وعبد الله بن عمرو مصري ثم طائفي، وقد تشكك المنذري في سماع المراغي منه.
و هذا الدليل – أعني استقراء صنيع مسلم من خلال صحيحه - هو أقوى الأدلة في رأي الشيخ خالد لكونه تفسيرا عمليا لقوله، ثم عقب قائلا: "واحتجاج مسلم بهذه الأحاديث مما يدل على أن المقصود بإمكان اللقاء ليس تقارب البلاد، وإنما أن يكون اللقاء محتملا غير مستبعد".
- قال السخاوي في شرح الألفية 1/ 287: "على أن مسلما موافق للجماعة فيما إذا عرف استحالة لقاء التابعي لذلك الصحابي في الحكم على ذلك بالانقطاع، وحينئذ فاكتفاؤه بالمعاصرة إنما هو فيما يمكن فيه اللقاء".
فانظر إلى تعبيره بلفظ الاستحالة، وتباعد البلدان لا يلزم منه استحالة اللقاء كما هو ظاهر، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعليه فإن مقصوده عندهم بالدلالة البينة هي تلك الأدلة التي اتضح من خلالها عدم حصول اللقاء والسماع، وأن تباعد البلدان ليس دلالة بينة تنافي هذا الاحتمال، فالسلف كانوا معرفين بالرحلة في طلب العلم والحج للقاء العلماء والمحدثين، كما أن استعمال العنعنة من طرف غير المدلس يرجح جانب اللقاء والسماع، إذ غير المدلس لا يستعمل ألفاظا تحتمل السماع فيما لم يسمع وإلا كان مدلسا، وما دامت العنعنة تحتمل السماع لم يجز له أن يستعملها في ما لم يسمع.
والخلاصة أن المقصود بالدلالة البينة في كلام مسلم هي تلك التي لا يبقى معها أي احتمال للسماع كإخبار الرواي بأنه لم يسمع ولا وقع بينه وبين من روى عنه كتاب أو غير ذلك من الأدلة القاطعة لاحتمال السماع، والله أعلم.
هذا الفهم هو ما ذهب إليه كثير من العلماء والحفاظ كابن الصلاح والحافظ رشيد الدين العطار وابن رجب والعراقي والحافظ ابن حجر والمعلمي.
قال ابن الصلاح في صيانة الصحيح ص84: عند الحديث عن أثر رواه ميمون بن أبي شبيب عن عائشة: "وعند مسلم التعاصر مع إمكان التلاقي كاف في ثبوت الإدراك، فلو ورد عن ميمون أنه قال: لم ألق عائشة، أو نحو هذا لاستقام لأبي داود الجزم بعدم إدراكه".
مع العلم أن عائشة مدنية وميمون كوفي، وفي كلام ابن الصلاح هذا يتضح جليا أن الدلالة البينة عند مسلم هي الأدلة التي لا تتيح أي احتمال للقاء والسماع، بخلاف تباعد البلدان فإنه لا منافاة بينه وبين احتمال السماع عنده كما سبق ذكره، هذا وقد عارض ابن القيم هذا الاستدلال وقال أن الأئمة يراعون أمورا أخرى وراء المعاصرة كما في الجواهر والدرر للسخاوي، ولذا جعلت ابن القيم مع أصحاب المذهب الأول والله تعالى أعلم.
وقال الحافظ العطار في الفوائد المجموعة ص 352: " وقال ابن أبي حاتم: " سمعت أبي يقول: مجاهد عن عائشة مرسل".
والعذر لمسلم ما بيناه في غير موضع من هذا الكتاب، وهو اعتبار التعاصر وجواز السماع وإمكانه، ولا خلاف في إدراك مجاهد لعائشة ومعاصرته لها".
ومجاهد مكي وعائشة مدنية.
وقال في رواية أبي بكر بن حزم عن ابن عباس ص 361: " أما روايته عن ابن عباس غير معروفة، لكنها جائزة ممكنة، لأن ابن عباس توفي سنة 68 وقيل 69 وقيل سبعين، فإدراكه معلوم غير مشكوك فيه، وسماعه منه جائز ممكن، فهذا محمول على الاتصال عند مسلم حتى يقوم دليل على أنه لم يسمع منه" [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
أما المعلمي فكلامه واضح ومبسوط في محاله حتى أنه قسم درجات إمكان اللقاء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما يقوى فيه جانب السماع واللقاء، كأن يصرح بالسماع أو يعلم اللقاء، ويدخل فيه ما قوته القرائن: كأن يعاصره لمدة طويلة وهما من نفس البلد.
القسم الثاني: ما يتساوي فيه جانب اللقاء وعدمه، ويندرج تحت هذا القسم عند مسلم الرواة الذين رووا عن بعضهم مع تباعد بلدانهم.
الثالث: ما يقوى فيه جانب عدم اللقاء.
فالقسمان الأولان هما اللذان يحتج بهما مسلم، وإنما يمشي مسلم القسم الثاني لظهور الصيغة وانتفاء التدليس، وعلل المعلمي ذلك في موضع آخر أن السلف كانوا يحجون للقاء، فهذه كلها مرجحات لكفة إمكان اللقاء. انظر رسالة خالد الدريس، اشتراط اللقيا: ص 323 - 324.
ويبدو أنه رأي الشيخ مشهور سلمان في كتابه الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح 2/ 522، حيث يقول: (ومن الجدير بالذكر أن قول مسلم ليس على إطلاقه، فهو يبحث عن اللقاء عندما تتوفر له قرينة على انتفاءه، لأنه يعتبر المعاصرة مع إمكان اللقاء لا مع القرينة على نفي اللقاء).
على أني متردد في المقصود من تعبيره بالقرائن المنافية هل تدخل فيها القرائن التي تضعف احتمال اللقاء ولا تنافيه من كل وجه أم لا؟، والظاهر هو الثاني، لسببين:
الأول: اختياره وصف القرائن بأنها منافية للسماع.
الثاني: قوله ص 524: (أنه – مسلم- لا يشترط في الإسناد المعنعن إلا المعاصرة فقط).
وقوله أيضا: (قال العلماء إن مذهب مسلم متساهل، إذ كيف تحمل عنعنة الرواة غير المدلسين على السماع بمجرد معاصرتهم لبعضهم البعض لاحتمال أنهم سمعوا من بعضهم).
هذا ما أردت تلخيصه وإثباته من أدلة الفريقين، أرجو أن أكون وفقت لذلك.
فصل:
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن ألخص البحث وأصل إلى ذكر النتيجة، أود أن أناقش بعض أدلة الشيخ حاتم، وقد طالعت ردا للشيخ في الموضوع ذاته لأجل الحصول على مزيد من الأدلة حول المسألة فلم يزد على دليل إمامة مسلم أي دليل يذكر، والله الموفق.
أما دليل اجتناب مسلم تخريج حديث الحسن عن عمران بالرغم من المعاصرة الطويلة، فهو عند الشيخ يدل على مراعاة مسلم للقرائن سوى المعاصرة، هذه القرينة التي أخفاها ولم يوضحها هنا، هي قرينة كثرة إرسال وتدليس الحسن البصري، ولا أحد ناقش في ذلك، فكلام مسلم إنما هو في غير المدلس ذلك أن شروط الحكم بالاتصال عنده هي المعاصرة وإمكان اللقاء مع انتفاء التدليس، أما المدلس فإنه كما وضح في مقدمته لا يكتفي فيه بالمعاصرة وإمكان اللقاء بل بثبوت السماع أو اللقاء، ومادام الحسن مدلسا ولم يثبت له سماع من عمران بن حصين فالواجب هو اجتناب تخريج هذه الترجمة في الصحيح وهو ما فعله مسلم رحمه الله.
قال الإمام أحمد: لا يصح للحسن سماع من عمران بن حصين ولا من جندب ولا من أبي هريرة. وهو قول يحيى بن معين.
فظهر بهذا أن صنيع مسلم ليس من أجل القرائن التي تدور في خلد الشيخ والله أعلم.
أما الدليل الثاني: فهو إعلال مسلم لرواية باذام عن ابن عباس بالانقطاع. والظاهر أن الشيخ غفل عن شرط مهم ذكره مسلم في شروط العنعنة ألا وهو ثقة الراوي، قال مسلم رحمه الله:" كل رجل ثقة روى عن مثله حديثا وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه ... ".
وباذام قال فيه مسلم: اتقى الناس حديثه، والعنعنة هي إخبار ضمني بأن مصدر الكلام المحكي هو فلان الذي عنعن عنه، فإذا شك في نزاهة الراوي أدنى شك توقف في عنعنته، ولهذا اجتنبوا عنعنات المدلسين على خلاف و تفصيل ليس هذا محله، فكيف إذا كان الراوي متهما بالكذب.
قال ابن المديني، عن القطان، عن الثوري: قال الكلبي: قال لي أبو صالح: كل ما حدثتك كذب.
و قد قال الجوزقاني: إنه متروك.
و نقل ابن الجوزي عن الأزدي أنه قال: كذاب.
فإذا اتضح هذا فما رمى إليه الشيخ غير مقصود البتة في مراد مسلم وبالله التوفيق.
أما عن الدليل الثالث: فالمقصود به قرينة إدخال الوسائط وليس تباعد البلد ذلك أن البخاري علل السند الأول وهو ابن جريج عن موسى عن سهيل به بما رواه في الأوسط 2/ 33: "ثنا عبد الله ثنا محمد ثنا موسى عن وهيب عن سهيل عن عون بن الله، وذكر الحديث".
قال البخاري رحمه الله:" وهذا أولى، ولم يذكر موسى سماعا من سهيل".
وقد أسلفت في المقدمة أني سأذكر السبب الموجب لمراعاة مسلم هذه القرينة، بإذن الله تعالى.
على أن هناك فريقا من العلماء والباحثين يشكك في صحة القصة وبالله التوفيق.
فظهر بهذا أن الشيخ لم يكن موفقا فيما حاول، فكل ما دلل به اتضح أنه متعلق بشرط انتفاء التدليس، أو ثقة الراوي.
أما فهمه لكلام مسلم في المقدمة فقد خالفه فيه آخرون ولنلخص موضع الخلاف:
هل يدخل في الدلالة البينة عند مسلم قرينة تباعد البلدان، أم أن مقصوده هو تلك التي يستحيل معها تماما السماع أواللقاء؟ ظاهر كلام مسلم وصنيعه في الصحيح يدل على الثاني فقد ثبت بالدليل أن مسلما احتج بأحاديث معنعنة وفيها رواة بلادهم متباعدة ولم يثبت بينهم لقاء ولا سماع، يستطيع الباحث أن يصنفها إلى صنفين:
صنف هي من قبيل الشواهد والمتابعات.
وصنف آخر هي من قبيل الأصول، وهي التي تهمنا وأذكر منها إضافة إلى ما ورد على لسان الشيخ خالد الدريس سابقا حديثين:
الأول: خرج مسلم في صحيحه (3831): من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد، حديثا مطولا أوله: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله، الحديث.
وقد سئل ابن معين عن سماع ابن أبي ليلى من المقداد فقال: لا أدري.
وجزم في مكان آخر بعدم سماعه منه، وعبد الرحمن كوفي، والمقداد مدني.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الثاني: وروى لأوس بن عبد الله الربعي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يستفتح الصلاة بالتكبير. والقراءة، بالحمد لله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه، ولم يصوبه ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد، حتى يستوي قائما، وكان إذا رفع رأسه من السجدة، لم يسجد حتى يستوي جالسا، وكان يقول في كل ركعتين التحية، وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم.
بيد أن ابن عبد البر وابن عدي جزما بإرساله عنها، وكذا البخاري في التاريخ على ما فسر ابن عدي. فانظر تحفة التحصيل مع الحاشية ص 32.
وأوس بصري وعائشة مدنية. والحديث وإن كان لبعض فقراته شواهد فإن فيه أحرفا اختلف فيها الفقهاء كالبداءة بالحمد لله رب العالمين من دون بسملة.
هذان مثالان على السبيل التمثيل لا الحصر يفيدان بأن مسلما لم ير في قرينة تباعد البلدان ما يمنع من السماع واللقاء، فالمعنى من إمكانية اللقاء عنده عدم استحالته، والله أعلم.
فإقحام قرينة تباعد البلدان في الأدلة البينة دل الدليل على عدم صحته، والشيخ رغم اطلاعه على رسالة الدكتور خالد الدريس، وما احتج به في المسألة لم يناقشه البتة بل أجاب إجابة عامة: وهي أن ما أعل في مسلم لا يعدو كونه اختلاف اجتهاد أو هو وارد مورد الاستشهاد، أو أخرجه ليبين علته، وكان الأجدر بالشيخ في رأيي أن يناقش أدلة الدكتور لأنه (خالد الدريس) يرى صنيع مسلم في هذه الحالة مخالفا لأئمة النقد، والشيخ حاتم يثبت موافقة مسلم للأئمة النقد في المسألة فالظرف ملائم تماما ولا يكفي التلميح فقط، و إما أن يسلم بأن قرينة تباعد البلد ليست ضارة عند مسلم، سيما وأن استقراء صنيع إمام ما لتفسير أقواله طالما حفل به الشيخ واستدل به [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
إذا اتضح هذا قلنا صدق الشيخ حاتم إذ يقول: هناك اختلاف اجتهاد، واختلاف الاجتهاد هذا هو بين الإمام مسلم وغيره من الأئمة في هذه الجزئية – قرينة تباعد البلدان.
نتائج البحث:
- المقصود بالدلالة البينة عند الإمام مسلم هي المنافية تماما لاحتمال اللقاء والسماع، كأن يصرح الراوي بأنه لم يلق فلانا، أويخبر بذلك أحد تلامذته، وما كان من هذا الضرب من الدلائل، أما في حال القرائن التي قد تضعف احتمالية السماع ولا تنافيه من كل وجه، فإن الإمام مسلما تعامل معها على التفصيل التالي:
إن كانت القرينة تباعد البلاد، فإنها في رأي مسلم لا تنافي بينها وبين احتمال اللقاء لأن شهرة المحدثين بالرحلة في طلب الحديث إذا انتفى التدليس وكانت الصيغة المستعملة محتملة للسماع مقوية لجانب السماع عنده، ورأينا كيف خرج أحاديث من هذا النوع في الأصول.
أما إن كانت قرينة إدخال الوسائط، فإن مسلما في هذه الحالة يتطلب السماع ولا يرضى بمجرد العنعنة، فإن قيل: إن قرينة إدخال الوسائط لا تنافي احتمال السماع من كل وجه، فلعل الراوي سمع من الطرفين فلم فرق مسلم بين المتماثلين، قلنا: إنما فعل مسلم ذلك لأنه رأى أئمة النقد يتطلبون السماعات في مثل هذه الحال ولا يتطلبونها في الحالة الأولى كما حكى هو، وذلك لأجل احتمال التدليس في هذه دون الأولى كما يأتي توضيحه، فإن قيل: سلمنا لكن الحالة الأولى يتطرق إليها احتمال الإرسال، قلنا: فإن مسلما يرى أن الإرسال يتطرق لهذه كما يتطرق للتي ثبت فيها السماع واللقاء أيضا، فليزم على إعمال هذا الاحتمال التوقف في المعنعنات حتى ولو ثبت السماع في الجملة ومادام اللازم باطلا في تلك فهو باطل في هذه ولافرق، والله أعلم.
- صنيع مسلم مع بعض القرائن لا يشبه صنيع غيره من الأئمة، وذلك أنه لا يرى قرينة تباعد البلدان مانعة من الحكم بالاتصال والله أعلم.
فصل:
قد وعدت بأن أفرد فصلا يوضح السبب الذي من أجله راعى الإمام مسلم قرينة إدخال الوسائط وقدمها على غيرها.
فأقول بحول الله وقوته: إذا روى راو عن شخص ما ثم روى عنه بواسطة فإما أن يكون ثبت له السماع في الجملة أولا، والحالة الأولى لا تهمنا كما هو ظاهر.
تبقى الحالة الثانية – أعني أنه لم ثبت له لقاء ولا سماع - وهي تحتمل أمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن تثبت الزيادة بمعنى أن الواسطة ليست وهما من الرواة أو لا تثبت الزيادة وتكون من أوهام الرواة.
ففي الحالة التي تثبت معها الزيادة تنفتح أبواب الشك في تدليس الراوي على مصراعيها، خصوصا وأن الإرسال الخفي من قبيل التدليس عند المتقدمين كما رجح الشيخ حاتم، فيكون تقديم مسلم هنا للقرينة إنما هو من باب الشك في تدليس الراوي، لأن شرطه أن لا يكون الراوي مدلسا، فليس أخذه بهذه القرينة إذن إلا احتياطا لشرط انتفاء التدليس.
وإما أن تكون الزيادة وهما، فلا داعي لإثبات السماع للراوي عمن روى، إذ أن المعروف عنه أنه لا يروي عنه إلا بالواسطة ولا يروي البتة مباشرة، وأن من أسقط الواسطة إنما وهم، ويكون السعي في إثبات سماعه عارية، وبالله التوفيق.
نهاية البحث والله أعلم وبه التوفيق تعالى.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) - هو لم ينص على ذلك صراحة لكنه يفهم من خلال كلامه، وسوف يأتي ذكر بعض كلامه في ذلك والله أعلم.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) - هنا يتكلم الشيخ عن صورة خلو العنعنة عن القرائن المبعدة للسماع وهي تشمل صورتين كما لا يخفى، صورة وجود قرائن مقوية للسماع، وصورة لا توجد فيها قرائن مقوية للسماع، فانبهام الأمر لا يكون إلا في غياب القرينتين، وبالله التوفيق.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) - انظر أيضا ص 364
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) - والعجب أن عدوى التلميح والقفز عن مناقشة الدكتور خالد الدريس في هذه الجزئية قد سرت إلى أنصار الشيخ أيضا، فقد بحثت في الإنترنت علني أجد من يناقش هذه الأدلة فوجدت واحدا يرى في تفسير الشيخ خالد الدريس إمكان اللقاء الموجود في مقدمة مسلم تحاملا!! هكذا وبكل بساطة ألغى أدلة الشيخ بشفطة قلم كما يقال ولم يكلف نفسه جهد مناقشتها بل ولا ذكرها إلا بالإشارة إلى صفحاتها في الكتاب، فهل هذا الدليل بهذا الضعف حتى لا يعرج عليه البتة أم أن وراء الأكمة ما رواءها؟، ولطالما تباكى هؤلاء على تحامل الخصوم وعدم الإنصاف فهل هكذا يكون الإنصاف؟
كما أن الشيخ حاتم وفي معرض رده على كتاب الاتصال والانقطاع رأى بأن الحكم بانقطاع أحاديث في صحيح مسلم بهذه المثابة سعي في خراب السنة، فهل الأئمة المتقدمون الذين حكموا على هذه الأحاديث وأمثالها بأنها منقطعة ساعون في خراب السنة؟ أم أن الأمر مجرد خلاف في شرط من شروط الحديث الصحيح لا يعدو كونه اختلافا في الاجتهاد كما سبق؟ وعلى قاعدة الشيخ فإن لكل باحث ترجح لديه ثقة روا ما أو ظهر له اتصال سند ما، أن يتهم غيره ممن لم يترجح له ذلك بالسعي في تخريب السنة لأنه بذلك يحكم على أحاديث رواها بالضعف!! فالإنصاف الإنصاف.
وهل قول ابن الصلاح والنووي بأن مسلما أقل من تخريج هذا النوع في الأصول، هو سعي في الاعتذار للإمام مسلم لأجل المخالفة التي حصلت منه في هذه الجزئية أم أنه إدراك لخطورة الموقف كما يدعي الشيخ حاتم؟ لماذا هذا التعسف في حمل كلام العلماء على غير محامله؟(/)
هل حديث المعازف من شرط البخاري؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 08:43]ـ
سؤال للمدارسة:
هل حديث أبي مالك أو أبي عامر الأشعري (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر والمعازف) من شرط البخاري؟
صورة الحديث أنه معلق وهذا كاف في إخراجه من شرط الصحيح ظاهرا
فهل يمكن أن يقال هو داخل في شرطه؟ ولماذا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 11:12]ـ
أحيانا يكون النزول عن شرط البخاريء بشيء طفيف لا أثر له حقيقي كالاختلاف في اسم الصحابي مما يحدو البخاري لدقته البالغة لأن يخرجه معلقاً مع كونها علة شكلية لا قادحة, ولاريب أن ما علقه الشيخ عن شيخه يختلف عما لو علقه عمن هو أعلى منه, وأن قال فلان ليست كـ"قال لي" وهذه الاخيرة دون حدثني وأخبرني ولاشك أن تصحيحات البخاري المطلقة شيء وشرطه في كتابه شيء آخر
والله الموفق
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 12:59]ـ
بدأت كلامك ب (أحيانا) يامولانا ولمخالفك أن يقول وأحيانا أخرى يكون النزول بمثل هذا التعليق عن شرط الصحيح بل الى الضعيف، أي هذا مجرد احتمال لاجزم
وكذلك حصرك علة تعليق البخاري لهذا الحديث الاختلاف في اسم الصحابي يخالفك فيه غيرك
وله أيضا أن يقول ان البخاري لم يصحح هذا الحديث
فما قولكم بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 01:15]ـ
على كل:الكلام على هذا الحديث خاصة قتل بحثاً ,وجماهير المحدثين قديما وحديثا على صحته
وأما قولي أحيانا, فلأبين أن للبخاري أغراضاً مختلفة وليس حصراً كما فهمت
والقول الذي يجمع الأقوال وهو الصحيح:
-أن البخاري علقه هنا لنزوله عن شرطه- لا لنزوله عن مطلق الصحة-, إما لأنه رواه عن طريق المذاكرة ونحوها وإما للاختلاف
في اسم الصحابي أو لغير ذلك من العلل غير القادحة
وأما قولك إن البخاري لم يصححه فلا يصح, لأن ما جزم البخاري في معلقاته ,صحيح إلى من علقه إليه على الصحيح
وهنا علقه عن شيخه -وما رواه الشيخ عن شيخه بلفظ:"قال" له حكم المتصل عند ابن حزم بالمناسبة كما في الإحكام- فهو متصل ,وقد روي متصلا عن غيره (راجع تغليق التعليق)
والله الموفق
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 01:41]ـ
قال الحافظ العراقي - رحمه الله - في ألفيته:
وَلَوْ إلى آخِرِهِ، أمَّا الَّذِي ... لِشَيْخِهِ عَزَا بـ (قالَ) فَكَذِي
عَنْعَنَةٍ كخَبَرِ المْعَازِفِ ... لا تُصْغِ (لاِبْنِ حَزْمٍ) المُخَالِفِ
وقال الإمام البخاري في صحيحه:
وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة).
هذا الحديث يأصل مسألة: هل (قال) من تلميذ الشيخ، تعليق أم تدليس؟
وعن هذا الحديث قال ابن حزم في كتابه الأحكام عن هذا الحديث: عندي فيه علتنان:
1 - الانفطاع بين البخاري وبين شيخه، لأنه قال: قال هشام، وهذا الانقطاع يوجب ضعفه لعدم معرفتنا بالراوي الساقط.
2 - التردد في الصحابي قال: أبو عمار أو أبومالك، أو جهالة الصحابي. اهـ
والرد على ذلك:
أولًا العلة الأولى:
1 - البخاري ليس مدلسًا حتى نقول هذا انقطاع، -والبخاري هو البخاري- وعندنا من الاحاديث المتصلة عن شيخه، هشام بن عمار؛ ويمكن أن يكون هذا في محل المذاكرة بينه وبين شيخه فقال حينها: (قال هشام)، وما يقصد هشام هنا مجلس التحديث، كنحو قول القائل قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - وتنزلًا مع ابن حزم، لو فرضنا أن هشامًا ليس شيخ البخاري، وقال البخاري: قال هشام، عند النظر للوفيات وسِنّ هذا وسن هذا، ونرى في الطبقات، نرى:
طبقة هشام بن عمار فوق طبقة البخاري بطقبة واحدة، وعلى فرض أن البخاري لم يسمع من هشام، كم طبقة تفوت البخاري بينه وبين هشام = هو من طبقة شيوخه، وإن نزل البخاري بينه وبين شيخه فسوف يسقط واحدًا،
والبخاري جزمًا غير مدلس وهو ثقة، وأسقط رجلًا من أول الإسناد وأسند إلي شيخه أو شيخ شيخه، فهذا هو التعليق.
- فحديثنا يخرج من التدليس إلي حكم المعلق عن البخاري،
والحديث هنا رواه بصيغة الجزم، فهو بلا إشكال صحيح.
3 - تنزلًا مع ابن حزم أيضًا بدعوى الانقطاع؛ بعيدًا عن كونه معلقًا أم لا، وأنه فيه راوى ساقط وليس من باب الاتصال،
فقد روي الحديث من طرق أخري صحيحة، فقد جاء من طريق الإسماعيلي في المستخرج، وكذا رواه البيهقي من طريق الإسماعيلي، وكذا ابن حبان في صحيحه.
4 - لو قلنا أن الحديث ضعيفًا، فقد توبع عند أبي داود بإسناد كله صحيح [إسناد البخاري نفسه]
قال أبو داود في سننه:
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس قال سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعرى قال حدثنى أبو عامر أو أبو مالك - والله يمين أخرى ما كذبنى - أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «ليكونن .... الحديث.
فإسناد إبي داود متابعة قاصرة لإسناد البخاري؛ عبد الوهاب بن نجدة تابع هشام بن عمار متابعة قاصرة في شيخ شيخه وهو (عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) وبها صح الإسناد.
ثانيًا: قول ابن حرزم بالإعلال بجهالة الصحابي أو التردد فيه
فردها واضح من أن الصحابة كلهم عدول ولا يختلف حكم الحديث لهذا التردد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
وأما قولك إن البخاري لم يصححه فلا يصح, لأن ما جزم البخاري في معلقاته ,صحيح إلى من علقه إليه على الصحيح
تعليق البخاري للحديث عن هشام غايته صحته الى هشام لا صحة السند كاملا كما قلت
ويبقى النظر فى الإسناد كما لا يخفاك
ننتظر مشاركات الأخوة
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:25]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة رندا لكن أقول
القول بأن الحديث صحيح متصل لأن البخاري ليس مدلسا هذا غلط درج عليه الكثير
إذ لايلزم من الحكم بالإنقطاع أن يكون البخاري مدلسا والسؤال، إنما لماذا علق البخاري هذا الحديث؟
وبالمناسبة متابعة بشر بن بكر التي رواها أبو داود فيها يستحلون الخز وليس الحر وقد علق أبو داود عليه قائلا "وعشرون نفساً مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو أكثر - لبسوا الخزّ، منهم أنس والبراء بن عازب". اهـ
فأيهما أصح روية الخز أم الحر؟
بارك الله فيكم
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 03:33]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على البي الامين .... اما بعد
فمن باب الفائدة والتأصيل العلمي اردة ان انقل مانص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في تغليق التعليق فقال: (فَإِن جزم بِهِ فَذَلِك حكم مِنْهُ بِالصِّحَّةِ إِلَى من علقه عَنهُ وَيكون النّظر إِذْ ذَاك [فِيمَن] أبرز من رِجَاله فَإِن كَانُوا ثِقَات فالسبب فِي تَعْلِيقه إِمَّا لتكراره أَو لِأَنَّهُ أسْند مَعْنَاهُ فِي الْبَاب وَلَو من طَرِيق أُخْرَى فنبه عَلَيْهِ بِالتَّعْلِيقِ اختصارا اَوْ ليبين سَماع أحد رُوَاته من شَيْخه إِذا كَانَ مَوْصُوفا بالتدليس أَو كَانَ مَوْقُوفا لِأَن الْمَوْقُوف لَيْسَ من مَوْضُوع الْكتاب أَو كَانَ فِي رُوَاته من لم يبلغ دَرَجَة الضَّبْط والإتقان م 2 أ وَإِن كَانَ ثِقَة فِي نَفسه فَلَا يرتقي إِلَى شَرط أبي عبد الله الْمُؤلف فِي الصَّحِيح فيعلق حَدِيثه تَنْبِيها عَلَيْهِ تَارَة أصلا وَتارَة فِي المتابعات
فَهَذِهِ عدَّة أوجه من الْأَسْبَاب الحاملة لَهُ عَلَى تَعْلِيق الْإِسْنَاد المجزوم بِهِ وَسَيَأْتِي مزِيد بَيَان لذَلِك فِي أثْنَاء هَذَا التصنيف
وَإِن أَتَى بِهِ بِصِيغَة التمريض فَهُوَ مشْعر بضعفه عِنْده إِلَى من علقه عَنهُ لَكِن رُبمَا كَانَ ذَلِك الضعْف خَفِيفا حَتَّى رُبمَا صَححهُ غَيره إِمَّا لعدم اطِّلَاعه عَلَى علته أَو لِأَن تِلْكَ الْعلَّة لَا تعد عِنْد هَذَا الْمُصَحح قادحة وَالنَّظَر فِيمَا أبرزه من رِجَاله كالنظر فِيمَا أبرزه من رجال الأول وَالسَّبَب فِي تَعْلِيقه بعض مَا تقدم) أ. هـ
ويمكن للجميع الرجوع لكتاب ابن حجر رحمه الله تغليق التعليق كتاب الاشربة باب ماجاء فيمن يستحل الخمر ويسمسه بغير اسمه، نجد ان الحافظ ابن حجر وصل الحديث برقم5590.
والله اعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 04:16]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
تعليق البخاري للحديث عن هشام غايته صحته الى هشام لا صحة السند كاملا كما قلت
ويبقى النظر فى الإسناد كما لا يخفاك
ننتظر مشاركات الأخوة
أتمنى من جنابك الكريم أخي الفاضل أن تكون دقيقا في القراءة, قد قلتُ:
وأما قولك إن البخاري لم يصححه فلا يصح, لأن ما جزم البخاري في معلقاته ,صحيح إلى من علقه إليه
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:16]ـ
أتمنى من جنابك الكريم أخي الفاضل أن تكون دقيقا في القراءة, قد قلتُ:
كلامي أظنه دقيقا فقد نفيت أنا قولك أن البخاري صحح الحديث أى تعليقا على قولك:وأما قولك إن البخاري لم يصححه فلا يصح
إلاإن كنت تقصد صحته الى هشام وظاهر كلامك خلافه
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:46]ـ
بعض النظر عن صحة الحديث من عدمها,
مسألة أن تعاليق البخاري بصيغة الجزم تفيد الصحة إلى من علق عنه,
أو بعبارة أخرى: تصحيح الجزء المبهم من السند لإمامة البخاري = بحاجة إلى إعادة نظر.
والله أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:53]ـ
بعض النظر عن صحة الحديث من عدمها,
مسألة أن تعاليق البخاري بصيغة الجزم تفيد الصحة إلى من علق عنه,
أو بعبارة أخرى: تصحيح الجزء المبهم من السند لإمامة البخاري = بحاجة إلى إعادة نظر.
والله أعلم.
هذه المسئلة ليست محل اجماع يامولانا والخلاف فيها مشهور والحافظ حكي الخلاف في الفتح فيها وأن هناك من العلماء من لايعتمد المعلقات حتي لو جزم بها البخاري
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 07:01]ـ
ما معنى قولي: صحيح إلى من علقه إليه
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 07:39]ـ
ما معنى قولي: صحيح إلى من علقه إليه
معناها يا مولانا,
أن ما أُبهم من السند صحيح, ويبقى النظر فيما أبرزه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 07:54]ـ
أخي الفاضل أبا الوليد أسأل عن قولي لا عن قولك
مرادي أن الأخ أبا زكريا قال: تعليق البخاري للحديث عن هشام غايته صحته الى هشام لا صحة السند كاملا كما قلت
فقلت له: قد قلتُ: صحيح إلى من علقه إليه
ولم أزعم صحة السند كاملا
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:06]ـ
أخي الفاضل أبا الوليد أسأل عن قولي لا عن قولك
مرادي أن الأخ أبا زكريا قال: تعليق البخاري للحديث عن هشام غايته صحته الى هشام لا صحة السند كاملا كما قلت
فقلت له: قد قلتُ: صحيح إلى من علقه إليه
ولم أزعم صحة السند كاملا
يا مولانا, وهل قلتُ إلا مثل ما قلتَ.
ولكن ما أعنيه أن عين ما قررتَه أنت, قد يكون محل نظر.
فأنت تقول أن السند صحيح إلى هشام ثم يُبحث باقي السند,
أما أنا فأقول: أن صحة السند إلى من علق عنه= فيها نظر.
إذ لا دليل على هذا الكلام, والله أعلم.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:11]ـ
ملحوظة:
لا أعني حديث هشام بخصوصه, ولكن أعني معلقات البخاري بعمومها.
والله أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 11:07]ـ
تم حذف جملة من مشاركتي لا أدري لماذا
على كل حال لا إشكال ولعلى أنا من وهمت
طرحت سؤالا ولم يجب أحد من الاخوة عليه وهو بخصوص رواية بشر بن بكر التي رواها أبو داود وغيره أيهما أصح هي أم رواية هشام الحر بالمهملتين؟
وهناك سؤال أخر روي البخاري فى التاريخ قال ابراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر والمعازف
قاله لى سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا الجراح بن مليح الحمصي قال: ثنا إبراهيم
من المعلوم أن البخاري في التاريخ لايهتم بالمتون بل جل اهتمامه هو بالأسانيد والسماعات وما شابه ذلك وهذا المتن مختصر فهل وقف أحد من الأخوة على هذا الحديث من هذا الطريق عن أحد غير البخاري فى التاريخ؟(/)
هل يوجد حديث تساعي عند الإمام أحمد غير هذا الحديث؟
ـ[محمد الحضرمي]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 11:29]ـ
بسم الله الرَّحمن الرحيم
قال الإمام ابن كثر في تفسيره عند تفسير سورة الإخلاص:
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قُدَامة، عن منصور، عن هلال بن يَساف، عن الربيع بن خُثَيم عن عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ " في ليلة، فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن".
هذا حديث تُسَاعيّ الإسناد للإمام أحمد. ورواه الترمذي والنسائي، كلاهما عن محمد بن بشار بندار -زاد الترمذي وقتيبة-كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي، به. فصار لهما عُشَاريا. ا. هـ المقصود.
فهل يوجد حديث تساعي عند الإمام أحمد غير هذا الحديث؟
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:07]ـ
الإسناد الذي ذكرتم أخرجه ابن كثير، وعزوه لأحمد رقم 23554
مسند أحمد ط الرسالة [38/ 536]
- والحديث ذكر أيضا في:
17109 - حدثنا عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي قيس، عن عمرو بن ميمون، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة: الله الواحد الصمد "
مسند أحمد ط الرسالة [28/ 332]
* 11053 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال أبو عبد الرحمن: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة " قال: فشق ذلك على أصحابه، فقالوا: من يطيق ذلك (2)؟ قال: " يقرأ قل هو الله أحد فهي ثلث القرآن "
مسند أحمد ط الرسالة [17/ 106]
27495 - حدثنا سليمان بن داود يعني أبا داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد، يحدث عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " فقيل: ومن يطيق ذلك؟ قال: " اقرأ: قل هو الله أحد "
مسند أحمد ط الرسالة [45/ 486](/)
ما معني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث" وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ب
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذُكِرَ لَهُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ وَاقْتَرَبَتِ الْجُمُعَةُ وَتَرَكَ الْجُمُعَةَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ، يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْأَسْلَمِيَّةِ فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا وَعَنْ مَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ k حِينَ اسْتَفْتَتْهُ، فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَقَالَ لَهَا: مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ تُرَجِّينَ النِّكَاحَ، فَإِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ: فَلَمَّا، قَالَ لِي: ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ k فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ " فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي ".
تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
ما معني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث" وَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا أَخْبَرَهُ "
يعني من سأل وممن سأل ومن قال "أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ، " وفي الأخير"أخبره"من أخبرولمن أخبر
وقال البخاري في صحيحه في كتاب المغازي
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ، أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ k نَحْوَهُ، وَعَنْ يَحْيَى، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ يَزِيدُ: فَقَالَ مُعَاذٌ: " إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام "
مامعني ومفهوم هذه العبارةلهذالحديث"أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ، ""يعني من المخبرولمن أخبرومن مرجع ضميرأنه ومعه
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 09:49]ـ
ياأيهاالإخوة الفضلاء
إلى من أذهب غيركم
شكراوجزاكم الله
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 07:20]ـ
(و عن يحيى أن يزيد بن الهاد أخبره)
أى عن يحيى عن يزيد بن الهاد قال كنت مع معاذ
أى أن يزيد بن الهاد سمع مع يحيى هذا الحديث من معاذ بن رفاعة رضى الله عنه
أما يزيد الغير منسوب فى السند فهو يزيد بن هارون الواسطى الذى يروى عن يحيى
و يحيى هو يحيى بن سعيد الأنصارى
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 07:31]ـ
و فى الحديث الأول (أن ابن عمر ذُكر له) بإنقطاع فى السند فسألوه ممن سمعت؟ فأجاب أخبرنى عبد الرحمن بن محمد ... الخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 11:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قول البخاري رحمه الله: (وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، وَسَأَلْنَاهُ؛ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ _ وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا _ أَخْبَرَهُ).
قوله: (وسألناه) .. القائل هو: يونس؛ وقصد نفسه والحاضرين معه.
والمعني بالسؤال هو: ابن شهاب الزهري.
وغرض السؤال هو: الاستفسار عن هذه القصة والحكم فيها .. من وجه آخر غير الوجه الذي رواه به عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
وقد أخرج هذا الوجه البخاري في تاريخه الكبير؛ فقال:
(قَالَ لِي مُحَمَّد بْن بَشَّارٍ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ أَخْبَرَنِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَة وأَبِي هُرَيْرَةَ (إِذَا طَلَّقَ ثَلاثًا لَمْ تَصْلُحْ لَهُ).
وَقَالَ لَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِحٍ: عَنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ: أَنَّ مُحَمَّد بْن إِيَاسٍ أَتَى عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ وابْن الزُّبَيْرِ، فقَالَا: (لا تَصْلُحُ)، قَالَ: فَيَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ فَإِنِّي تَرَكْتُ عِنْدَهَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ قَالُوا: لا تَحِلُّ لَهُ.
وقَالَ لَنَا آدَمُ: عَنِ ابْن أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ فِي حَدِيثِهِ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو.
وقَالَ لَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَان بْن يَسَارٍ وأَبُو سَلَمَةَ بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنِ ابْن عَبَّاس وَعَبْدِ اللَّه بْن عَمْرو وأَبِي هُرَيْرَةَ، مثلَهُ.
وقَالَ لَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِحٍ: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيّ. وقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي بِهِ الزُّهْرِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنَّ حَدَّثَهُ _ وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا _ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، مِثْلَهُ).
قال ابن حجر في التغليق:
(يَعْنِي مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ: (إِذَا طَلَّقَ ثَلاثًا لَمْ يَصْلُحْ لَهُ كَذَا) رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ. وَرَوَاهُ قُتَيْبَةُ عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِلا وَاسِطَةٍ).
وقوله: (أخبره) أي: أن محمد بن إياس بن البكير أخبر محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان بطرفٍ من القصة .. وهي المشار إليها أعلاه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 11:06]ـ
أما قوله رحمه الله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ، أَنَّ مَلَكًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ. وَعَنْ يَحْيَى: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْهَادِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ يَوْمَ حَدَّثَهُ مُعَاذٌ هَذَا الْحَدِيثَ؛ فَقَالَ يَزِيدُ: فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ السَّائِلَ هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام).
فالمراد هو توضيح الوجه الآخر للرواية التي رواها يزيد بن هارون لخبر معاذ بن رفاعة: (أن ملكاً سأل) بالابهام دون تعيين، وأن المراد به هو جبريل كما في الوجه قبله الذي رواه حماد بن زيد .. فأورد البخاري وجهاً آخر متابعٌ لرواية حماد تؤيد تعيين الملك؛ وأنه جبريل.
فقوله: (أخبره) أي: أن يزيد بن الهاد أخبر يحيى بن سعيد أنه كان معه في نفس المجلس الذي حدثهم فيه معاذاً بهذا الحديث؛ وأنه عين السائل بأنه جبريل على التعيين.
فكأن البخاري يشير إلى الوهم ذلك.
فلذلك قال ابن حجر في تغليقه: (وقوله: [وعن يحيى] معطوف على حديث إسحاق، عن يزيد، كما في نظائره).(/)
هل المنسوب لأم رومان: "هذه ابنتك عاثشة قد أذهب الله من طريقها جبيرا .. " له أصل
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 06:43]ـ
السلام عليكم
قرأت في بعض مواقع الأنترنت للرد على بعض الشبهات, حديثا ينسب إلى أم رومان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و فيه أنها قالت لأبي بكر: "هذه ابنتك عاثشة قد أذهب الله من طريقها جبيرا وأهل جبير، فادفعها إلى رسول الله، تلق الخير والبركة"
هل هذا الحديث له أصل.
و بارك الله فيكم
ـ[سيدمحمد]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:00]ـ
الله أعلم ولكن ركاكة ألفاظه تدل على أنه غير صحيح
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطب عائشة إلى أبيها ويدل لذلك أن أبا بكر قال له مستغربا إنما أنا أخوك فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن أخوة الإسلام لا تمنع ما تمنعه أخوة النسب أو كلام هذا معناه دار بينهما والله أعلم
ـ[مولى النبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 02:20]ـ
مسند أحمد بن حنبل - مسند الأنصار
الملحق المستدرك من مسند الأنصار - حديث السيدة عائشة رضي الله عنها
حديث: 25228
(حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو سلمة، ويحيى، قالا: لما هلكت خديجة، جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، قالت: يا رسول الله ألا تزوج؟ قال: " من؟ " قالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا؟ قال: " فمن البكر؟ " قالت: ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: " ومن الثيب؟ " قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك، واتبعتك على ما تقول "، قال: " فاذهبي فاذكريهما علي "، فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر ماذا أدخل الله عز وجل عليكم من الخير والبركة؟ قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة، قال: وهل تصلح له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قال: " ارجعي إليه فقولي له: " أنا أخوك، وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي "، فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري وخرج، قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعدا قط، فأخلفه لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الفتى، فقالت يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ صاحبنا مدخله في دينك الذي أنت عليه، إن تزوج إليك، قال أبو بكر للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول، قال: إنها تقول ذلك، فخرج من عنده، وقد أذهب الله عز وجل ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع، فقال لخولة: ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة، فقالت: ماذا أدخل الله عز وجل عليك من الخير والبركة؟ قالت: ما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه، قالت: وددت ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له، وكان شيخا كبيرا، قد أدركته السن، قد تخلف عن الحج، فدخلت عليه، فحيته بتحية الجاهلية، فقال: من هذه؟ فقالت: خولة بنت حكيم، قال: فما شأنك؟ قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة، قال: كفء كريم، ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك، قال: ادعها لي فدعتها، فقال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفء كريم، أتحبين أن أزوجك به، قالت: نعم، قال: ادعيه لي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فزوجها إياه، فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثي على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، قالت عائشة: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث من الخزرج في السنح، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل بيتنا واجتمع إليه رجال من الأنصار، ونساء فجاءت بي أمي وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولي جميمة ففرقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودني حتى وقفت بي عند الباب، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلستني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم، وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء، فخرجوا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا، ما نحرت علي جزور، ولا ذبحت علي شاة، حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ بنت تسع سنين)
أما اللفظ المذكور فلم أجده (جبيرا و ال جبير)
و أخرجه أحمد و الحاكم و البهقى فى الكبرى و الطبرانى فى الكبير و ابن راهويه فى مسنده
و الحديث بلفظ أحمد صحيح
شكرا
و العلم لله وحده(/)
فكرة لحفظ الصحيحين. بحاجة إلى أرائكم وتوجيهاتكم
ـ[أبو البراء القحطاني]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 07:11]ـ
فخلال زيارة لمكتبة العبيكان خلال آواخر العشر الوسطى من شهر رمضان المبارك
و جدت كتاب (الصحيحان) للدكتور عائض القرني
و من خلال تصفحي للكتاب أعُجبت به و لكني ترددت في شرائه
حتى أخذ رأي أهل التخصص في هذا الكتاب من حيث الترتيب و التقسيم
و روايات الأحاديث و نحو ذلك
أولاً/ ما رأيكم بالكتاب؟
ثانياً/خطر ببالي فكرة بعد ما أطلعت على الكتاب
و أتمنى أن يتفاعل المشايخ الكرام هنا معي و يدلوا بأرائهم و توجيهاتهم نحوها
الفكرة /
أن يقوم مجموعة من طلبة العلم بإفراد المتفق عليه ثم المفردات
على نفس تقسيم الشيخ و يقومون بحفظه و تسميعه في مدة محددة
خصوصاً من لم يجتازوا شرط الشيخ يحيى اليحيى وفقه الله و سدده
فما رأي مشايخنا الكرام و أحبابنا طلبة العلم في هذه الفكرة
و جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو البراء القحطاني]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 03:08]ـ
لقد أسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
طلاب العلم و المشايخ الكرام
نريد ولو تعليق واحد أو وجهة نظر
تصحح خطأ أو تؤيد صواب
ـ[ابن مجلد]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 01:41]ـ
وأنا عندي فكرة في ضبط البخاري تتمثل في الآتي:
ـ تأخذ الحديث الأول (إنما الأعمال) فتجمعه في موطن واحد وهي سبعة مواطن
ـ تحفظ أسانيد الحديث وتترجمهم بمعتصرمن مختصر الخلاصة
ـ تقوم بحفظ العلاقة بين الترجمة والحديث فتفهم فقه البخاري
ـ تحدد اختلاف الروايات
ـ تكتب حاشية ـ غريب الحديث ـ
ـ تفهرس لرجال البخاري مع الصحابة وحبذا قراءة يسيرة لحالهم
الخلاصة: المناسبة والسند والغريب وهكذا وتستفيد من كتاب الفقيه الشثري والله أعلم(/)
قاعدة جليلة ذكرها الشيخ خالد الهويسين في الاقوال الشاذة
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 02:05]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته الى يوم الدين .... امابعد
فقد كثر في هذا الزمان اقوال شذ بها بعض الناس ممن ادعى العلم وغيرهم، تعا رض الكتاب والسنة وتؤكد مادلت عليه بعض النصوص الصحيحة الصريحة من تحليل ماحرم الله ورسولة من بعض الجهال عافانا الله وإياكم منها آمين، فقد جعل الشيخ خالد الهويسين اعانه الله قاعدة نفيسة ينبغي على المسلم ان يتأملها ويطبقها كلٌ على استطاعته فقال حفظه الله ونفع بعلمه:
عندما يثار بين المسلمين قول شاذ يخالف الكتاب والسنة تزعم به كائن من كان فينبغي على المسلم مراعات اربعة امور:
1 - عدم ذكرها في المجالس العامة لانه يساعد على اشاعتها لقائلها لمن لم يعلم بها.
2 - لا يسمى هذا القول فتوى بل يقال قال فلان او تفوه فلان بهذا القول الباطل.
3 - نصحه وإرشاده وتعليمه والدعاء له بالهداية.
4 - كل من حصل منه هذا القول يجب ان يحجر عليه من قبل الحاكم حتى لا تشيع اقواله ولا يَفْتَتِن العامة به.(/)
(المُشْتغِلونَ بالحَديث ِ أقسام ٌ ثلاثة ٌ) الشيخ -عبد الله السعد-!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:25]ـ
قال الشيخ المحدث / عبدُ الله بنُ عبد ِ الرحمن السعد.
وسُئل:
كيف يُحكم على الراوي؟
ج: يحكم عليه بتتبع حديثه ـ كما تتبع ابنُ حبان َ بقية َ بن الوليد وقال (دخلتُ الشام وكتبت حديثه العالي والنازل) ورجح أنه لا يُحتج به، وكذلك يفعله ابنُ عدي، فيقول (لم أجد له حديثا ً منكرا ً).
وبعض الأئمة –وهم القلة- لا يفعلون ذلك، كالعقيلي، فينقل عن البخاري وابن معين وغيرهما.
وفي هذا العصر الأمر غير موجود، وأقصد الذين يشتغلون بعلم الحديث وهم أقسام ثلاثة:
1_ الذين يأخذون بحكم الحافظ ابن حجر (وهم الغالب)
2_ من يتتبع أقوال العلماء في هذا الرواي، فيراجع تهذيب التهذيب، والميزان، والتاريخ الكبير، والجرح والتعديل، (وهم أقلاء)
3_ من يتتبعون أحاديث الرواي، ثم يحكمون، و (هم قلة القلة) ولا يوجد اناس يهتمون بعلم الجرح والتعديل، ولا أعلم في هذا العصر تقدم فيه إلا (عبد الرحمن المعلمي) فلا أعلم منه في الجرح والتعديل في هذا العصر، وهذا الشخص عنده تمكن في الحكم على الرجل وعنده قواعد.
مقال آخر (خمسُ قواعد َ في الحكم ِ على الرجال).
قال الشيخ:
وهي –تقريبا- خمس قواعد، من طبقها تستطع أن تحكم كلَّ عالم ٍ وميزته عن باقيه:
1_ أن تراجع كلام أهل ِ العلم فيه، وهذا الغالب على الناس، وأكثرهم يسلك هذا المسلك.
2_ دراسة آثار هذا العالم، وهو أهم شيء، فإذا أردت أن تعرف منزلة الدراقطني وقوة حفظه فارجع إلى كتاب العلل، فهو كما قال الذهبي (إذا قرأت كتاب العلل تندهش ويطول تعجبك) واقرأ كتابه (المؤتلف والمختلف)
فمثلا ً: كل شخص اسمه أجمد أتى به سواءً كان اسمَه أو اسم أبيه أو جده كل راو ٍ، حتى ولو لم يرو ِ الحديث، بل نقل عنه شيء من العلم أو اللغة.
أنت إذا أردت أن تبحث عنه، فلا بد أن تقرأ كتاب البخاري كاملا ً حتى تعرفه، لأنه غير موجود ٍ في الأحرف، وهذا يدل على قوة حافظه، وحتى مثلا ذكر الدارقطني من اسمه حصين أو اسم أبيه أو جده ذكره، حتى ذكر اسمَ المقبرة التي توفي فيها (حصين).
ومثلا ً الإمام محمد بن حزم، هو من أذكياء العالم، إذا قرأت كتابه " الإحكام " في المجلد الثاني أتى بقواعد جديدة لم يُسبق إليها وستترى العجب العجاب.
كذلك إذا أردت أن تعرف ذكاء أبي الوفاء ابن عقيل، فكما قال شيخ الإسلام (من أذكياء العالم)
وإذا أردت أن تعرف قوة ومنزلة شيخ الإسلام، فاقرأ كتابه (درء تعارض العقل والنقل)
يأتي بقول أبي الحسن وأبي المنصور والباقلاني والغزالي والآمدي والرازي وأبي بكر بن العربي المالكي، ثم يرد عليها ويفندها قولا ً قولا ً، بل كل قول يفنده - أحيانا ً -من عشرين وجها ً.
ولم يصب الذهبي حينما قال (ابن دقيق العيد أفقه من ابن تيمية) ونعرف هذا إن درسنا آثار شيخ الإسلام وآثار ابن تيمية وهو القسم الثالث.
3_ المقارنة، فتقارن كلام هذا العالم وهذا العالم، فسيتبين، ولم يتكلم ابنُ دقيق ٍ العيد في حضرة شيخ الإسلام، وقال (رأيت رجلاً كأن العلوم بين يديه يأخذ ما يريد ويدع ما يريد)
وكما قيل (لا تعلم منزلة معلمك حتى تجالس غيره) ويلجأ لهذا أهل الحديث فيقولون (مسعر بن كدام أحفظ من سفيان الثوري) وكلاهما من الكبار، لكن نعرف القوة بقول أبي حاتم! وكيف عرف أبو حاتم؟ بالمقارنة.
4_ يعرفُ الرجل من خلالِ شيوخه، فشيخ الإسلام خرَّج ابن عبد الهادي (من كبار الحفاظ) وابن مفلح (من كبار الفقهاء) والذهبي وابن كثير وشمس الدين ابن القيم.
والإمام أحمد خرّج أبا داود (من كبار علماء الأمة) وابنه عبد الله وابنه صالح.
5_ يعرف الرجل من خلال ِ تلاميذه، فابن القيم من كبار العلماء، وهذا يدل أن شيوخه من كبار العلماء، ومثله ابن عبد الهادي من الحفاظ، وهذا يدل على قوة شيخه الحافظ الحجاج المزي.
فإن أردت أن تعرف منزلة كل شخص، فطبق هذه القواعد.
مقال آخر (الناس على أقسام ٍ ثلاثة، وثناء السعد على شيخه محمد بن صالح العثيمين).
1_عامة، وهم (الغالب)
2_ حفاظ، فلا يأتي بزيادة، بل ناقل، وهذا الغالب على طلبة العلم، بل فيهم من هيئة كبار العلماء.
3_ يأتون بأشياء لم يُسبق إليها، وهذا يدل على قوة هذا الشخص.
فإن أردت أن تعرف قوة الشيخ محمد العثيمين، ترى يأتيك بأشياء لا توجد بالكتب، فكنا نراجع الدرس الذي سيتكلم به الشيخ محمد، فلا نشعر إلا أنه أتى بأشياء جديدة.
4_ جمع بين الحفظ والشيء الجديد، وجمع بينهما (ابن حزم) و (شيخ الإسلام)
بل قال الذهبي: كل حديث ٍ لا يعرفه شيخ الإسلام، فليس بحديث!!
اهـ شبه َ تفريغ ٍ منَ شرح (جامع الترمذي) في الشريط الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:40]ـ
بارك الله فيك، وحفظ الله لنا الشيخ ومتعه بالصحة والعافية
نقل جيد وقد قرأته باستمتاع
ولكنى لم أفهم ما تحته خط من هذه الجملة:
ولم يصب الذهبي حينما قال (ابن دقيق العيد أفقه من ابن تيمية) ونعرف هذا إن درسنا آثار شيخ الإسلام وآثار ابن تيمية وهو القسم الثالثأم كان الصواب آثار شيخ الإسلام وآثار بن دقيق العيد
وهذه استشكلتها حفاظ، فلا يأتي بزيادة، بل ناقل، وهذا الغالب على طلبة العلم، بل فيهم من هيئة كبار العلماء.فهلا أزلت إشكالى إن أمكن
وفقك الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:52]ـ
أحسنت يا ابن أم عبد.
أما الثانية، فهي كما هي.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 02:06]ـ
تقبل الله دعوتك وجعلك من الراسخين
أنا أعلم أن الثانية كما هى، ولكن! هل أمرها كما جاءت؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 02:12]ـ
بالنسبة لي: أمرها كما جاءت!!
فهم كغيرهم، والحكم عام، فلا نخصصه لعرف ٍ درج على ألسنةِ العامة.(/)
دورة سماع وشرح البخاري، والباعث الحثيث مع الشيخ الشرقاوي
ـ[محب القرآن والسنة]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 03:07]ـ
أدعوكم إلى درس الحديث النبوي والمصطلح
شرح البخاري مع السماع المتصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم- وشرح الباعث الحثيث –
منتديات بصائر
http://bsa2er.com/vb/
الغرفة الصوتية
http://www.s4.roomsserver.com/login.asp?r=3fa3b62a
، الساعة الثانية عشرة ليلا بتوقيت مصر ومكة
سيعطى الحاضرون في نهاية الدورة اجازة برواية صحيح البخاري مع السماع المتصل
الى رسول الله عليه وسلم. واجازة بكتاب الباعث الحثيث.
عقب انتهاء الدورة إن شاء الله
ونسأل الله الإخلاص والقبول، وبالله التوفيق.(/)
وهي تمعس منيئة ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 03:40]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
في صحيح مسلم (كتاب النّكاح، الباب الثاني):
"عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى امْرَأَةً. فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهْيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: "إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ. فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِى نَفْسِهِ".
والحديث مذكور في مصادر أخرى، بطرق مختلفة، وبألفاظ متقاربة.
** سؤالات:
كيف عرف الصحابة أنّها زينب، لا غيرها؟
كيف عرفوا أنه أتاها؟
كيف عرفوا أنها كانت تمعس منيئةً لها؟
** للتأمّل:
_ في "غريب الحديث" لابن الجوزي، نشرة قلعجي (ج2، ص376):
"وَدَخَلَ على بِنْتٍ وهي تَمْعَسُ مَنِيئةً"! (واعجبْ ... )
_ في نفس الكتاب للمحقق نفسه (ج2، ص364):
"ودخل على أسماء بنت عميس وهي تمعس منيئة لها"!! (واعجَبْ مرّتين ... )
جزى الله خيرًا من تفضّل بالجواب.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 08:09]ـ
حياك الله أيها الشيخ الأديب الواحدي, سبحان الله: دائما أسئلتك دقيقة ومفيدة زادك الله من فضله,
عند الدارمي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن المرأة هي سودة , والحقيقة أن الإشكال ليس كبيرا في معرفة هذه الأشياء فلها نظائر فيمكن أن يعرف أنها زينب بأنهم رأوه خارجاً من بيتها, وأما عن إتيانها فجائز أن يكون بقرائن الأحوال كأن يروه عليه آثار الاغتسال وكذلك ما تقرر من كون الرسول أسوة فالأصل فيما يأمر أنه أول من يأتمر به ,وأما أنها كانت تدلك ذلك الجلد فقد يكون سمعه جابر من زوجه, التي سمعته من زينب أعني أنه مرسل صحابي
وقد أعل الإمام الدرقطني رواية ابن مسعود للاختلاف بين الوقف والرفع ورجح الأول
وأما رواية مسلم فقد قال الإمام الذهبي في الميزان: (وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر ... وحديث "رأى –عليه الصلاة والسلام– امرأةً .. ) وبين أن الأحاديث التي مثل بها في النفس منها شيء
وقال البيهقي في الشعب: (رفعه أيضا إسرائيل، عن أبي إسحاق فرواه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم كلهم عن سفيان دون قصة الرؤية موقوفا على عبد الله فرواه يحيى وقبيصة عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا)
والخلاصة أن الراجح في نظري حتى الساعة أن الصحيح هو الرواية الموقوفة دون القصة ولابد من دراسة موسعة لاسيما وهو من المطاعن والشبهات التي يلوح بها أعداء الإسلام وثم قصة موضوعة مكذوبة يذكرونها أيضا في بيان سبب زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب أيضا!
والله أعلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 02:45]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جوزيت خيرًا، أيها الأخ المفضال، عن هذه الفائدة.
** سؤال آخر:
ما بال بعض المصنفين في الغريب يسمّون هذا الحديث: "حديث أسماء بنت عميس"؟
بارك الله فيكم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 09:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
** سؤال آخر:
قال ابن العربي (عارضة الأحوذي، ص106، ج5):
" هذا حديثٌ غريبُ المعنى، لأنّ الذي جرى للنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، سِرٌّ لم يعلمه إلا الله. ولكنه أذاعه عن نفسه، تسليةً للخلق وتعليمًا لَهُم. وقد كان آدميًّا ذا شهوة، ولكنّه معصومٌ عن الزلّة."
هل الغرابة هنا هي بمدلولها الاصطلاحي؟ أم بمفهومها اللغوي؟
** ملحوظة على الهامش:
في الصفحة نفسها نقرأ:
"وذلك الذي وجد في نفسه مِن إعجاب المرأة هي حيلة الآدميِّين"
والصواب، والله أعلم:
"هي جِبِلَّةُ الآدميّين".
وفي الصفحة التي تليها (ص107)، تقرأ:
"كما روى مسلم في قصة زينب أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، دخل عليها وهي تمعس قبأة لها، أي ترفع جلدا."
والمشار إليه خطأ محض. والصواب: "وهي تمعس منيئةً لها، أي: تدبغ جِلدًا."
والله أعلم.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:14]ـ
أحسن الله إليكم ونفع بكم:الظاهر أن الغرابة هنا مقصود بها المعنى اللغوي لأنه لا يقال في الغرابة الاصطلاحية: غريب المعنى, وبدليل ما بعده أيضا ,فإنه قال كما نقلت: (لأنّ الذي جرى للنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، سِرٌّ لم يعلمه إلا الله) فبين وجه الغرابة بما يفصح عن المراد ,وأما تسمية أهل المعاجم حديث أسماء بنت عميس؟ فقد ورد الحديث حسبما أذكر بطرق مكذوبة تنسب ذلك لأسماء بنت عميس وألفيته في بعض كتب الرافضة ,فلعلهم لقلة علمهم بالحديث خفي عليهم ذلك وربما أغراهم بذا ,المشاكلة بين حروف "ٍأسماء بنت عميس" وحروف "تمعس منيئة"
عميس--تمعس ,
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 07:48]ـ
يراجع تحذير الداعية للقصص الواهية ج2 (51 - 100) للشيخ على حشيش-حفظه الله-أنصار السنة-
فقد أعل الأحاديث التى بها انه صلى الله عليه وسلم رأى أمرأة فأعجب بها. وصحح لفظ الأمر فقط.
وصحح حديث الرؤية-فى مجلة الهدى النبوى-الشيخ احمد أبو العينين حفظه الله
ثم رد عليه الشيح على حشيش -حفظه الله-مرة أخرى مصرا على تضعيف الرؤية فى حق النبى صلى الله عليه وسلم.
هذا اجمالا ولمزيد من التفصيل يرجع للمصادر المذكورة.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 08:52]ـ
للأمانة:إطلاق الحافظ الذهبي القول بأن أحاديث أبي الزبير التي لم يصرح فيها بالسماع عن جابر في النفس منه شيء: هو في حقيقته في النفس منه شيء لأن الواسطة التي أسقطها أبو الزبير صرح بها الأئمة كأبي حاتم الرازي وهو سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة ,ولكن كانت لهذا الحديث خاصة حاجة للنظر للاختلاف في بعض متونه بين الوقف والرفع أعني رواية ابن مسعود ,ولما قد يظن في غرابة متنه
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 09:36]ـ
للأمانة:إطلاق الحافظ الذهبي القول بأن أحاديث أبي الزبير التي لم يصرح فيها بالسماع عن جابر في النفس منه شيء: هو في حقيقته في النفس منه شيء لأن الواسطة التي أسقطها أبو الزبير صرح بها الأئمة كأبي حاتم الرازي وهو سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة ,ولكن كانت لهذا الحديث خاصة حاجة للنظر للاختلاف في بعض متونه بين الوقف والرفع أعني رواية ابن مسعود ,ولما قد يظن في غرابة متنه
نعم لعل الأرجح وقفه من دون حادثة الرؤيا الغريبة ففي النفس منه شئ!
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:34]ـ
جزاكم الله خيرا ... حوار ممتع
وحتى لا أخرج بلا فائدة فـ (تَمْعَسُ مَنِيئَةً) أي تدبغ الجلد:)(/)
ماهو أفضل كتاب ترجم للبخاري؟
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 10:28]ـ
إخوتي الفضلاء:
ماهو أفضل كتاب ترجم للإمام البخاري وتكلم عن كتبه ومنهجه في الصحيح وما إلى ذلك؟
وبارك الله فيكم.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:56]ـ
ما أعلم أحدا ترجم للامام البخاري ترجمة محررة وافية و سرد مؤلفاته, وتكلم عن منهجه في الصحيح ولملم أطراف البحث واستقصى وحرّر كمثل الحافظ ابن حجر حذام المحدثين -رحمه الله-وذلك في كتابه "هدي الساري" الذي هو مقدمة شرحه "فتح الباري" والله أعلم.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:44]ـ
هل من مزيد؟
نتمنى من بقية الإخوة المشاركة ...
ـ[فنر]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 07:23]ـ
كما قال الأخ " هدي الساري ".ويوجد رسائل علمية ترجمت للبخاري رحمه الله
وذكرت المصادر بالتفصيل.
ان اردت ذكر اسماء مااعرف منها ذكرت لك وفق الله الجميع.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 08:54]ـ
أتمنى منك أخي فنر ذكر ماتعرف
ولك مني الدعاء ...
ـ[فنر]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:03]ـ
أتمنى منك أخي فنر ذكر ماتعرف
ولك مني الدعاء ...
المعذرة على التأخير ويحضرني الآن:
منهج البخاري في تصحيح الاحاديث وتضعيفها / .............
منهج الحفظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري / لمحمد كندو
السيرة النبوية من فتح الباري ل/ لمحمد الامين الجكني الشنقيطي
الاحاديث والآثار الواردة في فتح الباري بدء الوحي / لآسيه محمد
بعض المؤلفات التي ترجمت له:
- ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 191.
- ابن حبان في الثقات 9/ 113.
- ابن عدي في الكامل 1/ 140.
- الخليلي في الإرشاد 3/ 958.
- الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 4.
- أبو الوليد الباجي في التعديل والتجريح 1/ 307.
- ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 127.
- أبو سعد السمعاني في الأنساب 1/ 293 و 2/ 68 و 5/ 614
- ابن نقطة في التقييد 30 (6).
- عز الدين ابن الأثير في الكامل 5/ 360.
- المزي تهذيب الكمال 24/ 430.
- الذهبي في السير 12/ 391، وتذكرة الحفاظ 1/ 555.
- تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية 2/ 212 - 227.
- ابن كثير في البداية والنهاية 11/ 31.
- ابن حجر في هدي الساري.
- ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 3/ 25.
- السيوطي في طبقات الحفاظ 252.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:20]ـ
وقد ألف الحافظ الذهبي جزءا مفردا في ترجمة ذاك الإمام، وهو مصور على النت .. ،
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:32]ـ
المعذرة على التأخير ويحضرني الآن:
منهج البخاري في تصحيح الاحاديث وتضعيفها / .............
منهج الحفظ ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتابه فتح الباري / لمحمد كندو
السيرة النبوية من فتح الباري ل/ لمحمد الامين الجكني الشنقيطي
الاحاديث والآثار الواردة في فتح الباري بدء الوحي / لآسيه محمد
بعض المؤلفات التي ترجمت له:
- ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 191.
- ابن حبان في الثقات 9/ 113.
- ابن عدي في الكامل 1/ 140.
- الخليلي في الإرشاد 3/ 958.
- الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 4.
- أبو الوليد الباجي في التعديل والتجريح 1/ 307.
- ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1/ 127.
- أبو سعد السمعاني في الأنساب 1/ 293 و 2/ 68 و 5/ 614
- ابن نقطة في التقييد 30 (6).
- عز الدين ابن الأثير في الكامل 5/ 360.
- المزي تهذيب الكمال 24/ 430.
- الذهبي في السير 12/ 391، وتذكرة الحفاظ 1/ 555.
- تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية 2/ 212 - 227.
- ابن كثير في البداية والنهاية 11/ 31.
- ابن حجر في هدي الساري.
- ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 3/ 25.
- السيوطي في طبقات الحفاظ 252.
أخي فنر حفظك الله
أجدت وأفدت
فجزاك الله خير الجزاء ...
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:35]ـ
وقد ألف الحافظ الذهبي جزءا مفردا في ترجمة ذاك الإمام، وهو مصور على النت .. ،
أخي الحُميدي، جعلك الله كالحميدي وخيرًا من الحميدي ...
كيف السبيل إلى ترجمة البخاري هذه؟!
ورحم الله من أعان طالبًا ...
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:22]ـ
الكتاب رفعه الأخ الفاضل أبو يعلى البيضاوي في سلسلته المباركة، على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41067
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 12:01]ـ
رفع الله قدرك أخي الحُميدي ...
وأسأل الله أن يوفقني وإياك للعلم النافع والعمل الصالح ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 01:31]ـ
حياكم الله جميعًا.
أما كتاب ((منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها من خلال الجامع الصحيح)) للدكتور أبو بكر كافي، والذي أشرف عليه الدكتور حمزة بن عبد الله المليباري، والذي طبع بدار ابن حزم - بيروت سنة 1421هـ فليس فيه عن حياة الإمام البخاري شيء، ولكنه يتناول منهجه في التصحيح والتعليل كما هو واضح من عنوان الكتاب.
وأفضل وأوعب ما وقفت عليه في الترجمة لشيخ الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري بعد ما كتبه حافظ الدنيا - في عصره وما بعده إلى يوم الناس هذا - الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري في مقدمته الحافلة ((هدي الساري)) فكتاب ((سيرة الإمام البخاري سيد الفقهاء وإمام المحدثين)) للعلامة عبد السلام المباركفوري (1289 هـ / 1342هـ) رحمه الله، وقد طبع سنة 1422هـ بدار عالم الفوائد بمكة المكرمة - حرسها الله - بتحقيق الدكتور عبد العليم البستوي في مجلدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 01:41]ـ
الحمدلله، هذا هو رابط الجزء الذي ألفه الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام البخاري، وهو من رفع الأخ أبي يعلى البيضاوي في سلسلة: عمل من طب لمن حب:
http://www.archive.org/download/tarj...ma_bokhari.pdf (http://www.archive.org/download/tarjamabokhari/tarjama_bokhari.pdf)
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 01:50]ـ
حياكم الله جميعًا.
أما كتاب ((منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها من خلال الجامع الصحيح)) للدكتور أبو بكر كافي، والذي أشرف عليه الدكتور حمزة بن عبد الله المليباري، والذي طبع بدار ابن حزم - بيروت سنة 1421هـ فليس فيه عن حياة الإمام البخاري شيء، ولكنه يتناول منهجه في التصحيح والتعليل كما هو واضح من عنوان الكتاب.
وأفضل وأوعب ما وقفت عليه في الترجمة لشيخ الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري بعد ما كتبه حافظ الدنيا - في عصره وما بعده إلى يوم الناس هذا - الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري في مقدمته الحافلة ((هدي الساري)) فكتاب ((سيرة الإمام البخاري سيد الفقهاء وإمام المحدثين)) للعلامة عبد السلام المباركفوري (1289 هـ / 1342هـ) رحمه الله، وقد طبع سنة 1422هـ بدار عالم الفوائد بمكة المكرمة - حرسها الله - بتحقيق الدكتور عبد العليم البستوي في مجلدين.
أخي الفاضل: علي ...
أين كنت غفر الله لك ...
هذا والله ما كنت أبحث عنه ...
أسأل الله أن يوفقني وإياك والإخوة المشاركين للعلم النافع والعمل الصالح ...
وجزاك الله خير الجزاء ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 05:20]ـ
آمين، آمين.
جزاك الله خيرًا ورزقنا وإياك العلم النافع.
ـ[نبيل أحمد الطيب الجزائري]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم:
أفضل ترجمة للبخاري هي لتلميذه ابن أبي حاتم الوراق"شمائل البخاري" ولكنها مفقودة وللذهبي جزء كبير مفقود كذلك كما ذكر في تذكرة الحفاظ
وأما المطبوع:
فأوسع ما وصلنا من اخباره ما جاء في ترجمته في تاريخ بغداد
كذلك مقدمة تقييد المهمل وتمييز المشكل للجياني
ومن المعاصرين:
حياة البخاري لجمال الدين القاسمي
سيرة البخاري للمباركفوري
الإمام البخاري لتقي الدين الندوي
ومن المخطوط:
إضاءة البدرين في ترجمة الشيخين، للعجلوني وهو موجود على الشبكة
وعليك بمقدمة شروح صحيح البخاري
وفقك الله
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:40]ـ
بارك الله فيك أخي نبيل
وكيف السبيل إلى:
(إضاءة البدرين في ترجمة الشيخين)
ورزقني الله وإياك العلم النافع ...
ـ[الشهرزوري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وقد طبع قريبا كتاب الفوائد الدراري في ترجمة الامام البخاري للعجلوني بدار النوادر
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
بارك الله فيك أخي الشهرزوري.
وأسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يرزقني وإياك العلم النافع ....
ـ[الفارس]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سيرة الإمام البخاري رحمه الله للعلامة عبدالسلام المباركفوري رحمه الله، دار عالم الفوائد.
من أفضل ما قرأت في الموضوع.(/)
حديث"لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ ....... "
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 05:52]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ بِهِ لِمَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ ".
أقول: الحديث حسن
وقد رواه جماعة من الثقاة عن ابن خثيم
وفيه كلام ليس بالشديد وتفرد به عن سعيد
فالحديث مقبول وليس في متنه ما ينكر
ولبعضه شواهد ولا أعلم له علة تسقطه
والله تعالى أعلم.(/)
ما صحة "اذا اخذت مضجعك من الليل فقرأ (قل يا ايه الكافرون) ثم نم على خاتمتها فانها ... "
ـ[ابو فاروق البرشتني الجديد]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 09:31]ـ
"اذا اخذت مضجعك من الليل فقرأ (قل يا ايه الكافرون) ثم نم على خاتمتها فانها براء ة من الشرك"
ـ[عبدالله الكناني]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيك انظر هنا
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A5%D8%B0%D8%A7+%D8%A3%D8%A E%D8%B0%D8%AA+%D9%85%D8%B6%D8% AC%D8%B9%D9%83+%D9%81%D8%A7%D9 %82%D8%B1%D8%A3+%7B+%D9%82%D9% 84+%D9%8A%D8%A7+%D8%A3%D9%8A%D 9%87%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%83% D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%86+ %7D/+p
ـ[دامو]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:28]ـ
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%81%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7 +%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A 9+%D9%85%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8 %B4%D8%B1%D9%83+/+p(/)
بشرى مجلس سماع مؤطأ الإمام مالك للشيخ نادر العنبتاوى حفظه الله
ـ[ابو داود السجستانى]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 12:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بشرى مجلس سماع مؤطأ الإمام مالك للشيخ نادر العنبتاوى حفظه الله
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أما بعد.
صح عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)
ورَوَى مُسْلِمٌ في (مُقَدِّمَةِ صَحِيْحَه) عَنْ عَبْدِاللهِ بنِ المُبَارَكِ رَحِمَهُ اللهُ، قَوْلَهُ: (الإسْنَادُ مِنَ الدِّيْنِ، ولَوْلا الإسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاء).
ورَوَى أيْضًا عَنْ ابنِ سِيْرِيْنَ رَحِمَهُ اللهُ، قَوْلَهُ: (إنَّ هَذا العِلْمَ دِيْنٌ، فانْظُرُوا عَمَّنْ تَأخُذُوْنَ دِيْنَكُم)
وذَكَرَ القَسْطَلانيُّ في (شَرْحِ المَوَاهِبِ) (5/ 393)، عَنِ الإمَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ قَوْلَه: (الَّذِي يَطْلُبُ الحَدِيْثَ بِلا سَنَدٍ كحَاطِبِ لَيْلٍ، يَحْمِلُ الحَطَبَ وفِيْه أفْعَى لا يَدْرِي)
وذَكَرَ السَّخَاويُّ في (فَتْحِ المُغِيْثِ) (2/ 222)، عَنِ الإمَامِ أحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ قَوْلَه: (إنَّها لَوْ بَطَلَتْ ـ الإجَازَةُ ـ لضَاعَ العِلْمُ).
حياكم الله جميع الاخوة على صفحات ملتقى أهل الإسناد المتخصص في علوم الحديث الشريف، نسأل الله أن يتقبل منا و منكم صالح الأعمال آمين
وسيكون المجلس فى كتاب موطأ الإمام مالك بن أنس رحمه الله برواية يحيى بن يحيى الليثي
وبذلك سوف يكون أول مجلس للسماع هو يوم الأحد بتاريخ 24 شوال 1431هـ الموافق 3 أكتوبر 2010م
و ستكون المجالس يوم الأحد و الثلاثاء من كل اسبوع من الساعة العاشرة إلى الساعة الثانية عشر مساءً بتوقت مكة المكرمة شرفها الله.
موقع ملتقى اهل الاسناد
http://www.ahlalisnad.com/vb/ (http://www.ahlalisnad.com/vb/)
غرفة المسندي للعلوم الشرعية
http://ahbab-cool.s4.roomsserver.com/?j=0 (http://ahbab-cool.s4.roomsserver.com/?j=0)
غرفة منبر أهل الإسناد لعلوم الحديث الشريف
http://ahlalisnad.com/room/ (http://ahlalisnad.com/room/)
ترجمة فضيلة الشيخ المحدث نادر العنبتاوى الجامع للقراءات العشر
السلام عليكم هذه ترجمة لشيخنا الشيخ نادر العنبتاوى وما هذا الااعطاءا منا لحقه وواجبا علينا تجاهه وتجاه مشايخنا ومسندي هذه الامة واظهارا لاستحقاقهم هذه المكانة بفضل الله وتوفيقهم لما ارادلهم من تعلم العلم وشرف العلو والسماع من اعالي علماء الامة ومشايخها الذين اضاء الله بهم ظلمة حلت وسبلا عنها الامة - اغلبها- قد ضلت - فنسأل الله ان نوفي حق علماء ومشايخ الامة ولا نزكيهم فكفى بتوفيق الله لهم تزكية وبجعلهم نجوم للامة فضلا وسمة
هو الشيخ المقرئ المحدث نادر بن محمد غازي بن عبد الرحيم العنبتاوي نسبة إلى عنبتا قضاء طول كرم من مدن فلسطين.
عضو هيئة تدريس في كلية المعلمين بالرس التابعة لجامعة القصيم قسم الدراسات القرآنية.
عمل في المكتبة الإسلامية بعمان، وكان جل عمل المكتبة إخراج وطباعة كتب العلامة محمد ناصرالدين الألباني التي خطها بيده رحمه الله كالأجزاء الأخيرة من سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة.
أشرف على دار للقرآن الكريم في وزارة الأوقاف الأردنية وقام بتدريس أحكام التجويد والقراءات في مركز جمعية تحفيظ القرآن الكريم وشارك مرات عضوا في لجنة واختبار المجازين بالقراءات التابعة للجمعية.
عنوان رسالته في الماجستير"منهج الإمام محمد بن محمد بن محمد بن الجزري في كتابه انشر في القراءات العشر" وهي أول رسالة يوصى بطباعتها و قد أوصت لجنة المناقشة بطباعة الرسالة في كلية الشريعة.
وأثناء دراسته للماجستير في جامعة آل البيت أوصى به الدكتور محمد مصلح الزعبي المسؤول عن قسم تدريس أحكام التلاوة ليعمل مدرسا في الجامعة لمادة التلاوة والتجويد والحفظ تحت نظام تشغيل طلبة الدراسات العليا.
ومن شيوخه:
الشيخ فيصل خليل طاهرعناية، درسه في المرحلة الثانوية بمدرسة أحمد طوقان بجبل النزهة في عمّان، ولازمه كثيرا، وهوالذي حبب إليه السنة وطلب العلم، تعلم على يديه مبادئ علم التجويد وبعض العلوم الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الإمام المقرئ سعيد بن أحمد العنبتاوي رحمه الله قرأ عليه إفرادا من طريق الطيبة حتى وفاته رحمه الله وأكمل عند الشيخ مشهور عودة القراءات العشر من الطيبة.
قرأ في مصر بالأسكندرية على الشيخ محمد بن عبد الحميد الإسكندري، شيخ قراء الإسكندرية القراءات العشر ختمةكاملة من الفاتحة إلى الناس،بجميعما تضمنته القراءات العشرالصغرى من طريق الشاطبية والدرة، و القراءات العشرالكبرى من طريق طيبة النشر، وقرأ عليه بعض المتون وأجازه.
وسند الشيخ محمد عبد الحميد من الطيبة من أعلى الأسانيد فهو بعلو الشيخ أحمد الزيات رحمهالله.
الشيخ محمد نايف المنايصة قرأ عليه ختمة بالقراءات العشر من طريق التيسير وتحبير التيسير أصليّ الشاطبية والدرة،وأجازه بها وفقا لطريقة الشيخ التي تلقاها عن شيخه الدكتور علي النحاس بطريقة الأجزاء جزءا لكل راوي، والشيخ نادر لا يجيز بهذه الطريقة إلا في المتابعات، ثم إن الشيخ نادر استجاز الشيخ الدكتور علي النحاس فأجازه بالعشر الصغرى بما تضمنته الشاطبية والدرة.
وقرأ على الشيوخ محمود العريدي والشيخ المقرئ إبراهيم الجرمي والشيخ إبراهيم طه الداية قرأ على الشيوخ الثلاثة هو وبعض الأخوة بعض القراءات والروايات من طريق الشاطبية، ودرس على الشيخ زيدان العقرباوي القرآن الكريم وأحكام التجويد من رواية حفص عن عاصم من الشاطبية.
الشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام، قرأ عليه بالمسجد النبوي الشريف الفاتحة برواية خلف عن حمزة، وسأله الشيخ كريم راجح في طيبة النشر حفظا وشرحا وتوجيها، وقرأ عليه من حفظه كامل المقدمة الجزرية، وكتب له الإجازة بها، وقد وصفه بالإجازة بالشاب المجد حسن الحفظ.
ومن الذين قرأ عليهم شيئا وأجازوه الشيخ بكري الطرابيشي أجازه بالقراءات والحديث وهو صاحب أعلى إسناد في هذا الوقت والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ رفعت بن البسطويسي الطنطاوي والشيخة نفيسة عبد الكريم زيدان.
ومن شيوخه كذلك الشيخ حمدان أحمد فراج المصري، أخذ عنه رواية حفص من الشاطبية عرضا وسماعا وجمعا للعشرة من الطيبة إلى نهاية الأنعام وقرأ عليه كامل الشاطبية والدرة، والدكتور ياسين بن جاسم المحيمد قرأ عليه في المسجد النبوي الشريف شيئا من القرآن الكريم، وقرأ عليه ألفية ابن مالك في النحو كاملة، وقرأ عليه متن الآجرومية وأجازه بهما بأسانيده،والشيخ نادي حداد القط قرأ عليه بالروضة الشريفة شيئا للعشرة كما سمع عليه متن الشاطبية كاملا وأجازه، والشيخ الدكتور يحيى عبد الرزاق الغوثاني، تلقى عنه المقدمة الجزرية وأجازه بها وبما يصح له روايته وسمع معه على الشيخ عبد القيوم البستوي، وله العديد من الإجازات في المتون كالتحفة والجزرية ويرويها عن عدد من الشيوخ.
كما التقى ببعض علماء القراءات واستفاد من علومهم ودقائق معرفتهم كالشيخ محمد تميم الزعبي، والشيخ أحمد إسماعيل مَكَّتِي والشيخ إلياس البرماوي والشيخ حسن السكندري، والدكتور أحمد خالد شكري وكان أحد المناقشين لرسالته في منهج ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر.
ومن مشاهير الشيوخ الذين أخذ عنهم أو سمع منهم:
العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله،سمع منه ودعا له بالبركة وكناه بأبي عبد الله، وسماحة العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله، التقى به في منزله بمكة وسمع منه وسأله بعضالأسئلة الشرعية، والعلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، سمع له في الحرم المكي في العشر الأواخر من رمضان لأكثر من عام وسأله وانتفع به.
والشيخ المعمر المحدث المفسر عبد القيوم بن زين الله الرحماني البستوي الهندي، قرأ وسمع عليه في الحرمين الشريفين صحيح البخاري وصحيح مسلم كاملين، ومن السنن الأربعة،والنووية وبلوغ المرام كاملا وأكثر عنه، كما أجازه بالقرآن الكريم، وقد كان الشيخ عبد القيوم رحمه الله من المتفردين بعلو سماع الصحيحين عن شيخه أحمد الله الدهلوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل القاضي شيخ الحنابلة حضر له بالحرمين الشريفين وبالرياض، وسمع منه حديث المسلسل بالمحبة تجاه الكعبة الشريفة، وسمع عليه النوافح المسكية وسمع عليه في التفسير لابن سعدي وفي العقيدة والفقه والحديث، وقد أجازه أكثر من مرة، والسيد مالك بن العربي بن أحمد الشريف السنوسي قرأ وسمع عليه كامل الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي بسنده المتصل، والشيخ المحدث المسند عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي سمع عليه بمكة المكرمة سنن أبي داود وسنن النسائي كاملين وأجازه بثبته الرواية،والشيخ المحدث المسند يحيى بن عثمان المدرس سمع منه بمكة من صحيح البخاري وحديث الأولية تجاه الكعبة المشرفة وأسنده بالمد النبوي وأجازه، والدكتور خالد مرغوب سمع وقرأ عليه في الحرم المكي ثلاثيات البخاري وفي المدينة الشمائل وأسنده بالمد النبوي، والدكتور عمر حسن عثمان فلاته حضر بعض دروسه في الحرم النبوي الشريف في شرح صحيح مسلم، وشرح الأدب المفرد للبخاري وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية، والشيخ المعمر عبد الرحمن بن محمود مضاي الجهني سمع وقرأ عليه متن الرحبية في الفرائض،والشيخ حامد أكرم البخاري قرأ عليه شيئا من القرآن وسمع عليه كثيرا من الحديث، والشيخ بدر بن علي العتيبي سمع عليه صحيح مسلم كاملا وكثيرا من صحيح البخاري، وغيرذلك من المسموعات على الشيوخ.
ومن العلماء الذين التقاهم أو أخذ عنهم العلم أو أجازوه أيضا:الشيخ محمد زهير الشاويش، ومحمد فؤاد طه، الشيخ محمد إبراهيم شقرة، محمد جميل زينو، و الشيخ علي الحذيفي إمام الحرم المدني، والشيخ عمر الأشقر والشيخ صالح بن اللحيدان، والشيخ صبحي السامرائي،والشيخ مساعد البَشير، و الشيخ محمد بو خُبْزَة، والشيخ المعمر محمد نمر الخطيب، والشيخ عبد الرحمن بن شيخ الحبشي والشيخ مشهور حسن، والشيخ المقرئ المؤرخ إلياسبن حسن البرماوي، والشيخ محمد شكور الميداني، والشيخ زياد التكلة، والشيخ إبراهيم الدويش، والشيخة الملكة فاطمة الشفاء بنت أحمد الشريف السنوسي زوجة ملك ليبيا السابق وغيرهم.
ومن فضل الله على الشيخ نادرالعنبتاوي حفظه الله أنه اجتمع عنده علو السند بالقرآن في القراءات العشر قراءة كاملة وعلو الحديث بالصحيحين باتصال القراءة كاملة، فعلو القراءات من طريق الشيخ محمد عبد الحميد الإسكندري من طريق الطيبة والشيخ محمد عبد الحميد أعلى الناس سندا لقراءة القرآن كاملا من أوله إلى آخره من طريق العشر الكبرى في وقتنا فهو بمنزلة الشيخ أحمد الزيات رحمه الله.
وأما علو الحديث بالصحيحين فهو يروي باتصال القراءة والسماع (دون مجرد الإجازة) الصحيحين كاملين عن الشيخ المعمّر عبد القيوم البستوي رحمه الله والذي هومن أعلى من يسندهما باتصال القراءة في هذا العصر
وكذلك يجتمع عنده العلو في العشرة الصغرى عن الشيخ المعمر بكري الطرابيشي، وفي الحديث عن الشيخ زهير الشاويش والشيخ عبد الرحمن الحبشي.
وهذه الأسانيد عالية جدا بل قد لا يوجد في زماننا أعلى منها
وهذا من فضل الله وحده.
رقم فضيلة الشيخ حفظه الله. 009665080012459 الاسكا بى nader11126
الياهو naderanbatawi@yahoo.com (naderanbatawi@yahoo.com)
أسأل الله أن يبارك به وينفع فيه ويطيل في عمره ويحفظه، وأن يفتح لنا و له أبواب رحمته، وأسأله عز وجل أن يغفر لناوله ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات آمين. (هذا نقل بزيادات بسيطة من الشيخ).
ـ[ابو داود السجستانى]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 06:45]ـ
رقم فضيلة الشخ نادر العنبتاوى
00966508012459
ـ[محب القرآن والسنة]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 02:42]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الأحاديث الأربعة التي علا فيها مسلم عن البخاري لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 12:15]ـ
الأحاديث الأربعة التي علا فيها مسلم عن البخاري هي:
الحديث الأول: أخرج مسلم في كتاب الجهاد حديث بريدة بن الحصيب وهو:" أَنَّهُ غُزِيَ مَعَ الْنَّبِيِّ - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ عَشَرَ غَزْوَةً "
قال مسلم: حدثني أحمد بن حنبل قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة عن بريدة، هذا إسناد مسلم قال حدثني أحمد بن حنبل ثني المعتمر وهذا الحديث رواه البخاري في آخر كتاب المغازي آخر حديث في كتاب المغازي في صحيح البخاري في باب كم غزي النبي - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ-؟
قال البخاري: حدثني أحمد بن الحسن قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا المعتمر بن سليمان وساق الحديث. مسلم يرويه عن أحمد مباشرة، والبخاري يرويه عن أحمد بن حسن عن أحمد بن حنبل يكون نزل درجة.
الحديث الثاني:رواه البخاري في كتاب التفسيرقال البخاري: حدثني أحمد ذكر العلماء أنه أحمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابوري قال حدثني أحمد قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي وهو عبد الحميد بن كُرديد صاحب الزيادي أنه سمع أنس - رضي الله عنه – قال:" قَالَ أَبُوْ جَهْلٍ الْلَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ الْسَّمَاءِ أَوِ أَتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيْمٍ فَنَزَلَتْ ?وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ? (الأنفال:33)، هذا طبعًا البخاري رواه في كتاب التفسير سورة الأنفال.وعقب هذا الحديث مباشرة قال البخاري: حدثنا محمد بن النضر قال ثني عبيد الله بن معاذ بالإسناد الذي ذكرته، أحمد بن النضر ومحمد بن النضر الاثنين أخوات، والاثنين هؤلاء من طبقة مسلم أي من طبقة تلاميذ البخاري وكانوا من أهل نيسابور، وكان البخاري إذا نزل نيسابور نزل عندهم، فكأن البخاري كافئهم بأن روي عنهم، وإلا فهم من طبقة تلاميذ البخاري مثل محمد بن عبد الرحيم صاعقة الذي سنذكره بعد فترة، من شيخ البخاري في الحديث؟ أحمد بن النضر ومحمد بن النضر، كلاهما عن من؟ عن عبيد الله بن معاذ، أليس كذلك؟ الإمام مسلم- رحمه الله- روي هذا الحديث في صفات المنافقين.
قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي أنه سمع أنسًا، البخاري نزل درجة أم لا؟، كم بين البخاري وبين شعبة لديكم؟ ثلاثة هذا منتهي النزول، لأن البخاري يصل إلي شعبة بواحد آدم بن أبي إياس مثلًا، أو يصل بأبي عاصم النبيل، أو يصل بعلي بن الجعد مثلًا، أو يصل بمحمد بن يوسف الفريابي، محمد بن يوسف الفريابي يروي عن شعبة أيضًا وإن كان أكثر روايته عن سفيان الثوري، فعندما يكون البخاري بينه وبين شعبة واحد فقط يكون بينه وبين شعبة ثلاثة هذا نزول.
الحديث الثالث: أخرجه البخاري في كفارات الأيمانقال البخاري: حدثنا داوود بن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مُطَرِف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- قال:" مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ الْلَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوا مِنْ الْنَّارِ حَتَّىَ فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ "، كم واحد بين البخاري والنبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- سبعة أم ثمانية؟ سبعة، شيخ البخاري فيها صاعقة، البخاري قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا داوود بن رشيد، كم عددهم؟ هكذا ثمانية.محمد بن عبد الرحيم هذا من أقران البخاري، وكان يلقب صاعقة إما لأنه كان باقعة في الحفظ، كان حفظه في الذروة فيسمي صاعقة، أو قيل في ترجمته كان إذا نوى أن يرحل إلي شيخ مات، أول ما ينوى يقول أذهب إلي فلان يموت فلان، هذا وتكرر معه هذا أكثر من مرة فقالوا صاعقة أي أنه يصعق أي شيخ يفكر أن يذهب إليه.البخاري قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا داوود بن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة، ثمانية رواه، هذا الحديث أخرجه مسلم في كتاب العتق.
قال مسلم: حدثنا داوود بن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم بسنده سواء، ما الذي حدث عند البخاري؟ أنه نزل فبينه وبين داوود صاعقة محمد بن عبد الرحيم.
س: طبعًا واحد يقول لي الوليد بن مسلم مدلس، ونحن نقول لابد أن يصرح بالتحديث في كل طبقات السند، وقد عنعن عن شيخه وعنعن الإسناد كله.
ج: من أيسر الأبحاث أو من أيسر العلل التي ترتفع تدليس المدلس، أنت عندما تبحث في طرق هذا الحديث ويكون لديك نوع من التبحر في الإسناد ستجد هذا الإسناد مصرحًا فيه بالتحديث في الغالب صرح فيه بالتحديث الوليد بن مسلم مصرح بالتحديث، لكن يكون هذا الإسناد ليس علي شرط واحد من الشيخين، أو نازل جدًا وأنا لماذا قلت لك عد سند البخاري؟ هذا من أنزل إسناد عند البخاري وأنزل إسناد في الكتب الستة عند النسائي بينه وبين النبي - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- عشرة أنفس حتى إن النسائي نفسه نبه قال هذا أطول إسناد أعلمه، الإمام لا ينزل عادة بالإسناد وهم كانوا يحبون العلو إلا إذا لم يجد في الباب إسناد علي شرطه يكون نظيفًا علي شرطه أو لغير ذلك ربما يكون هناك علة من العلل الله اعلم لماذا ترك الإمام، أو لماذا نزل الإمام هذا النزول؟
الحديث الرابع: حديث أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة قال البخاري: حدثنا حماد بن حميد عن عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة مر بنا الإسناد هذا في الحديث الذي قبله علي الفور حتى شعبة فقط عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر قال:" رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله يَحْلِفُ بِالْلَّهِ أنَّ ابْنَ صَيَّادٍ هُوَ الدَّجَّالُ، قُلْتُ: تَحْلِفُ بِالْلَّهِ؟ قَالَ: إِنِّيَ سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَيَّ ذَلِكَ عِنْدَ الْنَّبِيِّ - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فَلَمْ يُنْكِرْهُ الْنَّبِيُّ - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- "، أي إقرار النبي- عليه الصلاة والسلام - إقرار النبي حجة، إنما أورد البخاري الحديث في الاعتصام بالكتاب والسنة لهذا المعني إقراره حجة. الإمام مسلم روي هذا الحديث في كتاب الفتن قال مسلم: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري، هذه هي الأحاديث الأربعة التي علا فيها الإمام مسلم - رحمه الله - عن الإمام البخاري في الرواية عن نفس الشيخ عن نفس شيخ مسلم.
طبعًا الإمام البخاري لم يكثر أيضًا من الرواية عن أحمد مباشرة لم يروي عن أحمد فيما أذكر إلا أربعة أحاديث مباشرة، يقول فيها الإمام البخاري حدثنا أحمد بن حنبل أربعة أحاديث فقط يمكن تزيد حديث، لا تقل ثلاث أحاديث ويكون هذا الحديث الرابع الذي ذكرناه الآن، لكن لم يروي مباشرة إلا في حدود ثلاث أحاديث مثلًا، وهذا أيضًا فيه رد علي من يقول لماذا لم يروي الإمام البخاري ومسلم للشافعي؟ لأن أيام الحنفية والشافعية كانوا يتشاجروا مع بعض الشافعية قالوا للحنفية: ليس لصاحبكم حديث واحد في الكتب الستة ولا حديث في الكتب الستة. قالوا: البخاري ومسلم لم يرويا لصاحبكم أيضًا، طبعًا هناك فرق بين الاثنين أبوحنيفة - رحمه الله - لم يكن عنده كثير حديث، بالإضافة إلي أن كثير من أهل العلم تكلم في حفظ أبي حنيفة من جهة الحديث بخلاف الشافعي، فقد أدرك البخاري أسنان الشافعي، بل أدرك من هو أكبر من الشافعي وأعلى إسنادًا، فلو روي عن الشافعي لنزل، وفيه جزء للخطيب البغدادي اسمه جزء لاحتجاج بالشافعي ذكر فيه كلامًا نفيسًا حسنًا إذا أتت مناسبة ونحن نمشي في الطريق نذكرها كفائدة إن شاء الله.
من الشريط السادس من الشرح النفيس علي الباحث الحثيث
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:33]ـ
يرفع للفائدة
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 09:02]ـ
جزاكِ الله خيرا وحفظ الله شيخنا أبا إسحاق(/)
التوفيق بين حدثين اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا " وحديث كان يدخر قوت سنة لأهله "؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 12:50]ـ
س: كيف التوفيق بين حديث النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ-:" اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا "، مع حديث:" أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- كان يدخر قوت سنة لأهله "؟
ج: طبعًا حديث-:" الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آَلِ مُحَمَّدٍ قُوْتا " هذا حديث صحيحٌ رواه الشيخان من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-، وحديث:" أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- كان يدخر لأهله قوت سنة " هذا رواه البخاري في كتاب النفقات من حديث بن عيينة قال: قال لي معمر قال لي الثوري: هل تحفظ في الرجل يدخر لأهله قوت سنة شيئًا؟ فقال معمر لا أدري، ثم قال: ذكرت حديثًا حدثنيه الزهري عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-:" أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- كان يدخر من نخل بني النضير لأهله قوت سنة ".
وقد ورد أيضًا عند الترمذي بسند أو حديث قال فيه الترمذي غريب:" أَنْ الْنَّبِيِّ- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ لَا يَدَّخِرُ لَغَدٍ شَيْئا "، ويمكن الحديث هذا التعارض فيه أوضح من التعارض في حديث: " الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آَلِ مُحَمَّدٍ قُوْتا "، تعارض:" كَانَ لَا يَدَّخِرُ لَغَدٍ شَيْئا " يتعارض مع:" كَانَ يَدَّخِرُ لِأَهْلِهِ قُوَّتَ سَنَةٍ " هذا فيه التعارض واضح.حديث:" كَانَ لَا يَدَّخِرُ لَغَدٍ شَيْئا "، كما قلت رواه الترمذي وقال غريب، وإذا أفرد الترمذي الغرابة في وصف الحديث فيعني بها الضعف، وهذا الحديث يرويه جعفر بن سليمان الضُبَعِي عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس بن مالك، الحديث، وطبعًا جعفر بن سليمان الضبعي وإن كان من رجال مسلم إلا أن فيه كلامًا، وأرجوا ألا أكون واهمًا وقد تفرد بهذا الحديث وخولف، خالفه غيره من الرواة عن ثابت ممن هو أوثق منه فأرسله، لأن الترمذي ربما يقصد الغرابة من هنا.وأنتم تعرفون في مبحث التعارض والترجيح ينظرون إلى صحة الحديث، إذا عارض الحديث الضعيف الحديث الصحيح يريحوا أنفسهم ويسقطوا الضعيف ويبقي الصحيح بلا تعارض، وهذا الذي ممكن يسلك فيه هذا.
بْنِ دَقِيْقِ الْعِيْدِ- رَحِمَهُ الْلَّهُ-: لم يسلك سبيل الترجيح بذكر الأصحية، الصحيح والضعيف، إنما قال: كان لا يدخر لنفسه، هو نفسه لا يدخر لكن يدخر لأهله، يوجه الحديث على حسب الألفاظ، كان لا يدخر أي لنفسه، والحديث الثاني كان يدخر لأهله، فتكون الجهة انفكت أم لا؟ انفكت الجهة، ونحن عندنا المرجح أو عندنا المسلك الثاني وهو مسلك الترجيح، إنما بن دقيق العيد ماذا عمل؟ جمع بين الحديثين أما الحديث الذي ذكره صاحبنا: " الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آَلِ مُحَمَّدٍ قُوْتا " وأن ظاهره التعارض أقول: لا، " الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آَلِ مُحَمَّدٍ قُوْتا " هذا هو الأكمل والأفضل، فالنبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- لا يدعوا لنفسه ولا لأهله إلا بأكمل الأحوال.والقوت: أن الواحد إذا وجد الغذاء لا يكون عنده العشاء، وجد العشاء لا يجد الإفطار، وجد الإفطار لا يجد الغذاء، وهذا معناه أن القلب سيتعلق بالله الرزاق ذو القوة المتين، رجل ليس عنده أي حاجة نهائيًا فدائمًا يقول: يارب، يارب، يارب، بخلاف الذي معه أموال وقليل من عبادي الشكور، تجد أكثر أصحاب الأموال غير شاكر لله- عز وجل- إلا ما ندر من أهل الإيمان الذين يذكرون النعمة دائمًا، هم هؤلاء الذين دائمًا يذكرون الله تعالي ويلهجون دائمًا بالثناء عليه- تبارك وتعالى-.أما فيما عدا ذلك فوجود الأموال يورث الغفلة، أنا معي الأموال ماذا تريدون أن تأكلون، الذي تحتاج أنفسكم أن تأكلوه، أحضر لكم ما تريدون، لكن ولد يتمنى أن يأكل شيئًا وأبوه ليس عنده يقول أدعوا الله يا بني أن يرزقني، على طول الجهة معروفة، أدعوا الله أن يرزقني، فيكون:" الْلَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آَلِ مُحَمَّدٍ قُوْتا " هذا هو الأكمل والأفضل لتمام التوكل. أما أنه:" كَانَ يَدَّخِرُ لِأَهْلِهِ قُوَّتَ سَنَةٍ "، فيه معاني:-
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى الأول: الأمن من تجويع من يجب عليك إشباعه، أنت تعرف نفقة الرجل على المرأة والأولاد واجبة، في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن العاص:" كَفَىْ بِالْمَرْءِ إِثْما " والحديث له لفظان لفظ في مسلم وفي أبي داود، لفظ أبي داود هو الأشهر والمتداول على ألسنة الناس:" كَفَىْ بِالْمَرْءِ إِثْما أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوْتُ، أَوْ مِنْ يُعَوِّلُ "، وهذا هو اللفظ المشهور على ألسنة الناس، وهذا إسناده ضعيف، أما اللفظ الصحيح الذي هو في صحيح مسلم:" كَفَىْ بِالْمَرْءِ إِثْما أَنْ يَحْبِسَ عَنْ مَنْ يَمْلِكُ قُوَّتَهُ " وهذا هو اللفظ الصحيح الذي هو في صحيح مسلم.فيكون الإنسان إذا قصر في أن يطعم امرأته أو أن يطعم ولده فهذا آثم، قاعد ويقول لا أجد عمل، فماذا تريد أن تعمل يا باشا؟، يريد أنت يعمل بوظيفة تليق به، وتليق بالشهادة التي أنا أحملها، بللها بالماء واشرب ماءها، الشهادة ليس لها أي قيمة، حصيرة الصيف واسعة إنما هي أرحام تدفع ورصيف يبلع، فلا توجد وظائف ولا غير ذلك. أنت تأخذ الشهادة لكي ترميها ليس لها أي قيمة، فلا تنتظر وأنت متزوج ولديك أولاد تريد أن تجلس علي مكتب ويقولوا لك يا سعادة البيه، تمضي أوراق ومعك الختم وتحمل الحقيبة أو أحد يحمل لك الحقيبة أو الكلام هذا، لا، أذهب علي الرصيف وأشتغل أحمل المونة علي أكتافك أشتغل أي عمل.
وُجُوْبِ الْنَّفَقَةِ عَلَىَ الْزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ: لكن لو ضيعت أهلك، ضيعت زوجتك، ضيعت أولادك ليس لك عذر عند الله - عز وجل - وأنت ذو مرة سوي، وأنت عضلات وأنت جيد وصحتك جيدة ليس لك أي عذر عند الله - عز وجل - أن تضيع أهلك، لماذا؟ لأن النفقة علي الأولاد واجبة وأنظر الرسول- عليه الصلاة والسلام - قال:" أَبْدَأُ بِمَنْ تَعُوْلُ " معك درهم لا تتصدق به، والمثل الذي هو ألفاظه سيئة لكن معناه ممكن أن يأول تأويلًا صحيحًا،الذي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع، في بعض الناس متصورين المثل هذا مثل سيء، لا، هو ليس سيء إذا وجه توجيهًا صحيحًا كلمة الذي يحتاجه الجامع أي هي الصدقة لأن المسجد هو بيت الله - عز وجل -.مقصود الكلام إذا كان واحد فقير ستتصدق عليه والبيت يحتاج إلي هذا الدرهم فالبيت أولي هذا معني صحيح ورد في كلام النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- قال فيه: " وَأَفْضَلُ دِيْنَارٍ مَا أَنْفَقْتَهُ عَلَيَّ أَهْلَكَ " وأنظر في هذا الحديث، حديث أبي هريرة الذي في آخره " وأَبْدَأُ بِمَنْ تَعُوْلُ " قال:" تَقُوْلُ الْمَرْأَةُ أَطْعِمْنِي أَوْ طَلِّقْنِيْ، وَيَقُوْلُ الْعَبْدُ أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُوْلُ الْوَلَدِ أَطْعَمَنِيْ إِلَيَّ مِنْ تَدَعُنِيْ؟ " قالوا يا أبا هريرة أهذا قاله رسول الله - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- وهو " تَقُوْلُ الْمَرْأَةُ أَطْعِمْنِي أَوْ طَلِّقْنِيْ " قال: لا هذا من كيس أبي هريرة، من كيس أبي هريرة أي من قول أبي هريرة وليس من قول رسول الله - صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ-.النفقة علي الأولاد واجبة إذا افترضنا جدلًا أنا رجل الآن لدي مال، والمال لا يأتني بصفة مستمرة مواسم، فأنا حينئذ سأدخر لأهلي نفقة سنة نفقة ستة أشهر لكي أضمن أنهم لا يجوعون، لماذا؟ ممكن أنا إذا ظللت لحين ما أنفق يوم بيوم والكلام هذا يأتي وقت ليس لدي مال، ماذا أفعل في هذه الذرية وفي هؤلاء الأولاد؟ فإذا أنا فعلت ذلك وأمنت لهم قوتهم، فهذا فيه معني صحيح لا إشكال فيه ولا يقدح في التوكل، لأن التوكل ليس معناه ترك الأخذ بالأسباب.
التوكل: هو أن تأخذ بالسبب، كما توكل النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- علي ربه وهو خارج من مكة إلي المدينة واختبأ في الغار، لماذا اختبأ في الغار؟ هذا سبب من الأسباب ومع ذلك لم يقدح في توكله - عليه الصلاة والسلام - وطبعًا عشرات الآيات والأحاديث التي ممكن أن تضعها في هذا المعني.
المعني الثاني: قول من قال من العلماء، وأنا الحقيقة قرأت هذا الكلام قديمًا لكن اسم هذا العالم الجليل ذهب عن ذهني أحاول أن أتذكره كل ما أبحث في الكتب أريد أن أعثر علي اسمه عندما قال: (إن النفس إذا أوتيت رزقها اطمأنت) قال الكلام هذا بعد ما رأوه يجمع السلع من السوق، فقالوا له أنت تخزن سلع من السوق والكلام هذا، وأنت رجل عالم المفروض أن تتوكل فقال هذه العبارة قال: (إن النفس إذا أوتيت رزقها أطمأنت).وفعلًا أنت كطالب علم جرب هذه أنا جربتها الكلمة هذه قرأتها في أول حياتي أول ما كنت أطلب العلم أثرت جدًا في واستعملتها فبالي ارتاح تفرغت للعلم، دائمًا السلع الأساسية تكون موجودة، حتى لو لم يجدوا أي إدام يأكلوا الأرز فقط، المهم يسكت كلب الجوع وخلاص، أي حاجة من التي يحتاجونها، وأنا معي مال علي قدر المال الذي لدي أختزن لأهلي، ولذلك ما طولبت يومًا من الأيام بشيء إطلاقًا، ولا في يوم من الأيام قالوا لي أحضر شيء، وكان الشيء هذا ليس موجود وبحثت عنه وكان من السلع الأساسية، ففرغت ذهني تمامًا لطلب العلم، أنت رجل لديك نقود ادخرت سلع أساسية أي لا يستغني عنها وفي وقت ما تعز تكون موجودة هذا لا شيء فيه إعمالًا لهذا الحديث.
من الشريط السادس من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث لشيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله(/)
ما القول في حديث " لا تصوموا يوم السبت "، وحديث " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاث "
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 03:31]ـ
ما القول في حديث " لا تصوموا يوم السبت "، وحديث " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاث ".
ج: أما حديث " لا اعتكاف ... " فأنا أعتقد أنه مُعلّ بالوقف، وحديث أخر من " لا تصوموا يوم السبت " آخر ما أنتهي إليه بحثي في كتاب الثمر الداني في الذب عن الألباني أنه حديث ضعيف علي وجه الإنصاف، والحديث هذا معل بالاضطراب
من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث الشريط السابع
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:21]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة.
لكن أقترح عليك أختي أن تفتحي موضوعا تضعين فيه كل الفوائد والأحكام التي استخرجتها من فتاوى الشيخ الحويني أفضل من طرح كل فائدة في موضوع مستقل، وهكذا تكون الفائدة أعم والاستفادة أقرب. و أظن أن المشرفين يوافقوني الرأي في ذلك. بورك فيك على حرصك واجتهادك.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 05:06]ـ
إن شاء الله أفعل جزاك الله خيرا(/)
مادرجة حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَ
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 05:33]ـ
س: حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- سأل ربه أن يحي له أبويه فأحياهما فآمنا به ثم ماتا "، هل هذا حديث صحيح؟
ج: هذا حديث موضوع وكل الأحاديث التي وردت ف هذا المعني تدور ما بين الوضع والنكارة والبطلان والذي حمل لواء تصحيحها هو الحافظ جلال الدين السيوطي وقد صنف ثماني مصنفات في هذا الباب يريد أن يثبت صحة هذه الأسانيد وعلماء الحديث يبطلون هذه الأحاديث ويقولون في الصحيح ما يضادها كحديث أبي هريرة ف صحيح مسلم لما قال:" سَأَلْتُ رَبِّيَ أَنْ أَزُوْرَ قَبْرَ أُمِّيَّ فَأَذِنَ لِيَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَمَنَعَنِيْهَا "
من الشريط الثامن من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:10]ـ
جزاك الله خيرا
وللفائدة في هذه المسألة وما شابهها ينظر لهذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64825(/)
إلى المتخصصين خرّجوا لي هذا الأثر ..
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 12:24]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فقد ورد أثر ينسبه البعض إلى عمر بن الخطاب والبعض إلى علي بن ابي طالب وهو (
«البعرة تدل على البعير، وآثار المشي تدل على المسير»، وهذا الهيكل العلوي، والمركز السفلي؛ إما يدلان على الصانع العليم الخبير).برجاء تخريج هذا الأثر وهل يصح بارك الله فيكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:43]ـ
لا تصح نسبة هذا الكلام إلى أحدٍ منهما رضي الله عنهما .. إنما هو من كلام بعض العرب نقله الإمام ابن الجوزي في تلبيس إبليس عند قوله: (ذكر تلبيسه على الدهرية).
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 04:22]ـ
السلام عليكم أخي و رحمة الله و بركاته.
هذا الكلام ليس من كلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه و لا من كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بل هو من كلام أعرابي ... انظر زاد المسير [ج 1 /ص 362] و حاشية العطار ...
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 06:24]ـ
- قس بن ساعدة الأيادي هو رجلً موحد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وكان يرفض عبادة الأصنام والأوثان كما هو حال العرب آنذاك .. فكان يتأمل في مخلوقات الله ويعلم أن هنالك ثمة خالق واحد لجميع هذه المخلوقات .. وكان يخطب في الناس في سوق عكاظ ويقول:أيها الناس، اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليل داج، ونهار ساج وسماء ذات أبراج،ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة،وأرض مدحاة، وأنهار مجراة،، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا، يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكرا.
- وسأل الأصمعي أعرابياً قائلاً: بم عرفت ربك؟ فأجاب بقوله: البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير.
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 12:19]ـ
- قس بن ساعدة الأيادي هو رجلً موحد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وكان يرفض عبادة الأصنام والأوثان كما هو حال العرب آنذاك .. فكان يتأمل في مخلوقات الله ويعلم أن هنالك ثمة خالق واحد لجميع هذه المخلوقات .. وكان يخطب في الناس في سوق عكاظ ويقول:أيها الناس، اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليل داج، ونهار ساج وسماء ذات أبراج،ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة،وأرض مدحاة، وأنهار مجراة،، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، ما بال الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا، يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه إن لله ديناً هو أرضى له وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكرا.
- وسأل الأصمعي أعرابياً قائلاً: بم عرفت ربك؟ فأجاب بقوله: البعرة تدل على البعير، وآثار الأقدام على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير.
جزاكم الله خيرا هلا ذكرتم المصدر بارك الله فيكم لخطبة قس بن ساعدة
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 05:27]ـ
- الكتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (ج 13 ص 218)
المؤلف: شهاب الدين محمود ابن عبد الله الحسيني الآلوسي
الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت
سنة الطبع: 1415 هـ
تحقيق: علي عبد البارى عطية
عدد الأجزاء: 16 مع الفهارس
- الكتاب: التفسير القرآني للقرآن (ج 13 ص 206)
المؤلف: الدكتور / عبد الكريم الخطيب
دار النشر: دار الفكر العربي - القاهرة
عدد الأجزاء / 16
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 02:15]ـ
بارك الله فيك ابا عبد الرحمن.
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:01]ـ
وفيك بارك الله أخي الحبيب(/)
الفضل بن دُكين مع يحي ابن معين لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 01:21]ـ
الفضل بن دُكين مع يحي ابن معين لشيخنا أبي إسحاق الحويني
قصة الفضل بن دُكين مع يحي ابن معين: هذه الحكاية ذكرها بن حبان في المجروحين وذكرها الخطيب البغدادي وغيرهما أن بن معين أراد أن يمتحن شيخه أبا نعيم الفضل بن دُكين رحمة الله علي جميع، وكان بين أحمد بن حنبل ويحي بن معين قبل المحنة ود أكيد، بعد ما حدث محنة خلق القرآن خاصم أحمد يحي خاصمه مثلما خاصم غيره من أحبابه الذين أجابوا في المحنة مثل علي بن مدين وغيره.يحي أفضي إلي أحمد أنه يريد أن يمتحن الفضل بن دُكين فقال له أحمد: لا تفعل فإن الرجل ثبت، قال له: ما بد العملية هذه أنا مضغوط فيها ولابد أن أمتحنه،.
كيف يمتحنه؟ يأتي بأحاديث من أحاديث الفضل ويخلطها بأحاديث بغير الفضل رواها أناس من طبقة الفضل، ممكن يكون المتن معروف فيعبث في الإسناد، أو يأتي بحديث لم يرويه الفضل من جهة المتن فيضع بإسناد للفضل مثلًا، صحيفة طويلة عريضة فيها أحاديث للفضل ولغير الفضل خلطها ببعضها، وطبعًا لا يستطيع أن يعطيها له وهو جالس فيكتشف القصة علي الفور كأنه لم يفعل أي شيء، أعطاها لأحد رفقاءه أحمد بن منصور الرمادي أحد الثقات أيضًا، وقال له: إذا خف المجلس حتى لا تكون فضيحة أعطيها للفضل.
كان الفضل بن دُكين كان يجلس في تلك الأيام علي دكان، أي علي مصطبة عالية، ويجلس عن يمينه احمد بن حنبل، وعن شماله يحي بن معين لنباهتهما ومكانهما من قلب الفضل وبقية التلامذة يجلسوا علي الأرض، فعندما خف المجلس أحمد بن منصور الرمادي أعطي الورقة الفضل بن دُكين، قال: فعندما أمسكها الفضل جعل عيناه تتسعان وتدور حدقته، فهم وأكتشف الملعوب، قال: فسكت ساعة، فكر ماذا يفعل الفضل من الذي جني هذه الجناية؟ فقال للرمادي: أما أنت فلا تجرؤ علي أنت تفعل هذا، وأما هذا فآدب من أن يفعل هذا، وليس هذا إلا من عمل هذا وهو يحي بن معين وأخرج رجله فرفسه من علي الدرج فسقط علي الأرض، وقال: عليَّ تعمل؟ وخرج مغضبًا، قبل ما يخرج طبعًا يحي بن معين وقع علي الأرض قام من علي الأرض وقبل رأسه وقبل بين عينيه وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا مثلك يحدث، إنما أردت أن أجربك.هذا تلميذه لكن يحي بن معين ليس له حل الذي يعرف يحي بن معين، وسيرة يحي بن معين، والكلام هذا يعلم أن يحي ليس له حل ما كان يجامل أحدًا، حتى عندما لقي شجاع بن الوليد أبا بدر فقال له: أيها الرجل لا تكذب وتدع ابنك يحدثك، فدعا شجاع عليه دعا علي يحي بن معين قال له: إن كنت كاذبًا فعل الله بك وفعل، قال أحمد بن حنبل: فاستحييت فتنحيت ناحيًا كان أحمد ويحي بن معين يسيرون في الطريق قابلوا شجاع بن الوليد فيحي بن معين أعطاها له في وجهه علي الفور أحمد بن حنبل استحي وقال: شجاع من قدماء أصحابنا، أي لا يقال له هذا الكلام، قال فاستحييت ناحية، فقال شجاع ليحي بن معين إن كنت كاذبًا فعل الله بك وفعل.
فيقول أحمد بن حنبل: فأظن دعوة الرجل أدركته، لما أجاب في محنة خلق القرءان، فكان يحي بن معين ليس له حل، فلما قبله ما بين عينيه وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرًا مثلك يحدث، إنما أردت أن أجربك، طبعًا الفضل بن دُكين مشي غضبان، فقال أحمد بن حنبل له: قلت لك أن الرجل ثبت، كيف تفعل به هكذا، فقال له يحي: والله لرفسته أحب لي من رحلتي، أي لي الشرف أنه رفسني هذه الرفسة وأوقعني من على الدرج على الأرض وهو فرحان ومغتبط لأن الفضل بن دُكين حفظه في الذروة، لأننا بذلك كسبنا الفضل وكسبنا روايات الفضل بن دُكين، والأمة كلها استفادت من رواية الفضل بن دُكين،.
من الشريط التاسع من الشرح النفيث علي الباعث الحثيث(/)
حكاية مؤلمة لمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوْبَ أَبَا الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ: هذا شيخ الحاكم ا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 02:27]ـ
حكاية مؤلمة لمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوْبَ أَبَا الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ: هذا شيخ الحاكم النيسابوري شيخ أبي عبد الله الحاكم، هذا الرجل الفاضل فقد سمعه وهو بن نيف وعشرين سنة، استحكم صممه ولقب بالأصم لأجل ذلك، عمر طويلًا.
مولده:ولد سنة مائتين سبعة وأربعين، وفاته: وتوفي سنة ثلاثمائة ستة وأربعين، عاش كم سنة؟ تسعة وتسعين سنة حتى ألحق الأصاغر بالأكابر، وسمع منه الآباء والأبناء والأحفاد، تسعة وتسعين سنة، وأذن في مسجده سبعين سنة كان هو المؤذن،.
من لطائفه:أنه صعد المنارة يومًا فصرخ بأعلى صوته حدثنا الربيع قال حدثنا الشافعي، وبعد ذلك استدرك أنه ليس في مجلس تحديث أنه طالع يؤذن قال: فضحك وضحك الجامع ثم استقبل الأذان مرة أخري. وهو الذي حدث بكتب الربيع بن سليمان المرازي راوية الشافعي.في مرة من المرات في ربيع الأول سنة ثلاثمائة وأربعة وأربعين أي قبل موته بسنتين كان سنة سبعة وتسعين سنة، الدنيا كانت مزدحمة علي أبي العباس الأصم بن يعقوب لدرجة إن الناس من كثرة الزحمة كانوا يتلاطموا في أكتاف بعض من الزحام.
وبعد ذلك وهو آتي المسجد حملوه من علي الأرض، فعندما رأي هكذا قعد علي جدار المسجد وبكي بكاءً كثيرًا، وأملي في هذا اليوم أثرًا، قال للمستملي: حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال سمعت أبا سعيد الأشج قال سمعت عبد الله بن إدريس، قال أتيت بيت الأعمش أي بعد وفاته، فدققت الباب فخرجت الجارية، وكانت تعرفني فلما رأتني قالت: ها هَا وبكت، أي تنهد هو يريد أن يقول لك كانت تتنهد في البكاء وقالت له: أين ذهب جملة العرب عن هذا الباب؟ كان باب الأعمش لا يسكت كله يدق علي باب الأعمش يريدون الأعمش، فخربت الدار بعد موت الأعمش، ولم يعد أحد يأتي البلد عندما مات الأعمش.
فيقول أبو العباس: فيوشك أن يكون هذا البلد مثل ما حدث للأعمش فأنا ذهب سمعي، وضعف بصري، وحان أجلي، فلم يمضي إلا شهر أو أقل حتى فقد بصره لا سمع ولا بصر، فكانوا إذا أرادوا منه أن يحدث يمسكونه قلمًا يضعوا قلمًا علي يده، أول ما يشعر بالقلم علي يده يعلم أنهم أرادوا أن يحدث فكان محفوظه أربعة عشر حديثًا وسبع حكايات، أين باقي حديثه؟ كان يضبط ضبط كتاب، ما كان يحدث إلا من كتابه.
ولذلك قال العلماء: حدث ستة وسبعين سنة علي الاستواء لم يخطئ فيها خطأ واحدًا، وطبعًا حديث أبي العباس الأصم يملأ الدنيا حدث بحديث كثير جدًا، فأين ذهب هذا الحديث؟ عميَّ فأصبح لا يقرأ ولم يكن يحفظ
من الشريط التاسع من الباعث الحثيث للشيخ ابي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[مولى النبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:10]ـ
بارك الله فيك(/)
أسئلة و أجوبة حول بعض ما أبهم و أشكل في ألفية السيوطي
ـ[إسحاق ابن راهوية]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 05:47]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أقدم لإخواني طلبة علوم مصطلح الحديث المتوسطين يد المساعدة -و الله المستعان- و ذلك بالاجابة عن أسئلتهم حول إشكالات بعض أبيات ألفية السيوطي في علم مصطلح الحديث
أرجوا كتابة السؤال كرد على هذا الموضوع و سأجيب في أقرب وقت كون أنني طالب علم و لا أجلس أمام الحاسوب كثيرا بل ولا في المنزل
و الله المستعان(/)
علماء في علل الحديث مغمورون ليسوا بمشهورين
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:36]ـ
الحمد لله ...
هذه جملة من أسماء علماء في العلل غير مشهورين وشيء من أخبارهم
وقليل منهم قد يكون مشهورا بالعلم ولكن لا يعلم كثير من الطلبة أنه من أئمة هذا العلم _علم العلل_ وأنه من الفاهمين له والمشهورد له بالدراية فيه
فراعيت هذين الأمرين في شرط الموضوع
وقد يتفاوتون في عدم الشهرة
فنجد بعضهم لا يكاد يعرف عند عامة طلبة العلم وبعضهم حاله أشهر
إلا أنهم جميعا يندرجون تحت اسم الخمول وعدم الشهرة عند كثير من المشتغلين بالعلوم الشرعية
ومنهم علماء لم ينقل عنهم كبير شيء في هذا العلم وذهبت مصنفاتهم
وقد كنت أتذاكر مع أخي محمد بن عبد الله فألمح إلى هذا المعنى وتذاكرنا بعض أسماء هؤلاء العلماء المغمورين غير المشهورين
فأحببت أن أفيد إخواني وأتذاكر معهم حول هذا الموضوع
وقبل الشروع في صلب الموضوع
أقول: لا يخفى على كثير من طلبة الحديث أن علماء العلل قليلون بالنسبة لعلماء الحديث فضلا عن علماء الأمة لوعورة هذا الفن كما هو مبسوط في موضعه من كلام أهل العلم
ولا يخفى عليهم أن أشهرهم:
ابن سيرين ثم أيوب وابن عون ثم مالك والثوري وشعبة ثم ابن عيينة والقطان وابن مهدي ثم أحمد ويحيى وعلي وإسحاق ثم البخاري والرازيان ويعقوب بن شيبة ثم مسلم وأبو داود والترمذي ثم النسائي وابن خزيمة وابن حبان ثم الدارقطني والعقيلي وابن عدي
ثم قليل من المتأخرين
وقد جمع الشيخ علي الصياح أغلب علماء العلل في مصنف مطبوع ومرفوع على الشبكة فلينظر
ولنشرع الآن بعون الله بذكر أسماء هؤلاء العلماء ثم نذكر فيما بعد جملة من أخبار بعضهم ممن يحتاج البحث التدليل على فهمهم لهذا العلم وأنهم من أهله
والمجال مفتوح للاستدراك والمشاركة على شرط الموضوع ..
ـــــــــــ
/// دُرة العراق محمد بن عبد الله بن نُمير أبو عبد الرحمن الكوفي (234هـ)
/// محمد بن عبد الله بن عمّار أبو جعفر البغدادي (242هـ)
/// دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد الدمشقي (245هـ)
/// الذهلي أبو عبد الله محمد بن يحيى (258هـ)
/// ابن الطبري أحمد بن صالح أبو جعفر المصري (248 هـ)
/// الفلاّس عمرو بن علي أبو حفص البصري (249ه)
/// محمد بن مسلم بن واره الرازي (270هـ)
/// أحمد بن محمد بن هانئ الأثرم أبو بكر البغدادي (273هـ)
/// ابن أبي عمران محمد بن موسى أبو جعفر المصري (280هـ)
/// عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي (281هـ)
/// صالح بن محمد الأسدي الملقب بـ (جَزَرة) (294هـ)
/// موسى بن هارون أبو عمران الحمّال البغدادي (294ه)
/// إبراهيم بن أبي طالب أبو إسحاق النيسابوري (295هـ)
/// البَرْدِيجي أحمد بن هارون أبو بكر (301هـ)
/// جعفر بن محمد أبو بكر الفريابي (301هـ)
/// الساجي زكريا بن يحيى أبو يحيى البصري (307هـ)
/// عبد الله بن محمد الكلاعي أبو محمد القرطبي يعرف بابن أخي رُفَيْع الصائغ (318هـ)
/// ابن صاعد يحيى بن محمد بن صاعد أبو محمد البغدادي (318هـ)
/// أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة جعفر الطحاوي (321هـ)
/// ابن زياد أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري (324هـ)
/// ابن الشرقي أبو حامد أحمد بن محمد (325هـ)
/// أحمد بن محمد أبو العباس ابن عُقْدة (332هـ)
/// ابن الأخرم ومحمد بن يعقوب أبو عبد الله النيسابوري (344هـ)
/// أبو علي النيسابوري حسين بن علي (349هـ)
/// أبو أحمد العسال محمد بن أحمد (349هـ)
/// ابن الجِعابي محمد بن عمر التميمي أبو بكر البغدادي (355هـ)
/// حمزة بن محمد الكناني أبو القاسم المصري (357هـ)
/// الحسين بن محمد الماسَرْجِسي أبو علي النيسابوري (365)
/// محمد بن محمد الحجاجي أبو الحسين (368هـ)
/// أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد (378هـ)
/// ابن المظفر محمد بن المظفر أبو الحسين البغدادي (379هـ)
/// عبد الغني بن سعيد الأزدي أبو محمد المصري (409هـ)
/// ابن الحذّاء محمد بن يحيى التميمي القرطبي المالكي أبو عبد الله (416هـ)
/// الخليلي الخليل بن عبد الله أبو يعلى القزويني (446هـ)
/// الحسين بن محمد أبوعلي الجيّاني الأندلسي (498هـ) صاحب كتاب تقييد المهمل المطبوع
/// محمد بن حيدرة بن مفوَّز المعافري أبو بكر الشاطبي (505هـ)
/// أحمد بن طاهر أبو العباس الدَّاني الأندلسي (532هـ) صاحب كتاب أطراف الموطأ المطبوع
/// محمد بن أبي يحيى المراكشي أبو عبد الله بن المَوَّاق (642هـ) صاحب المآخذ الحفال مطبوع
وإن شاء المولى سأذكر فيما بعد أخبار طائفة منهم تدل على فهمهم لهذا العلم والله أعلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 08:10]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
فكرة أصيلة، ننتظر منها إضافة وافرة الفوائد.
بارك الله في جهودك!
واصل، وصلك الله بلطفه، فظنّي أنّ الإخوة في شوق إلى البقية ...
جزاك الله عنّا خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 10:09]ـ
موضوع قيم ... واصل يا شيخ أكرمك الله وسددك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:39]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
فصل: في ذكر أخبار تدل على تمكن هؤلاء العلماء من علم العلل وفهمهم لهذا الشأن
/// أما دُرة العراق محمد بن عبد الله بن نُمير أبو عبد الرحمن الكوفي (234هـ)
فإنه من كبار النقاد الفاهمين لهذا الشأن وهو مع إمامته في معرفة الحديث إمام في الجرح والتعديل خاصة في الكوفيين
ومن أجل جمعه بين الإمامة في هذين العلمين وبين شدة الورع والزهد كان إماما الجرح والتعديل في عصرهما أحمد وابن معين يتبعانه في قوله ويقولون في الكوفيين ما يقول فيهم ابن نمير
وهذه شذرات تدل على فهمه في علم العلل
/// قال أبو محمد عبد الرحمان بن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد قال: سمعتُ محمد بن عبد الله بن نمير يقول: قال عبد الرحمان بن مهدي: معرفة الحديث إِلهامٌ.
قال ابن نُمير: وصدق لو قلت له: من أين قلت؟ لم يكن له جواب.
وهذا إسناد مسلسل بأئمة العلل
ونقل ابن نمير هذا عن ابن مهدي وتفسيره دليل على أنه عايش تلك الأنفاس والأحوال التي كانت في صدور أئمة العلل
/// ويكفي لإبراز مكانة هذا الإمام في هذا الشأن أن أبا محمد ابن أبي حاتم لم قدم لكتابه في الجرح والتعديل ذكر في مقدمته جهابذة هذا الفن وفن الجرح والتعديل فذكر منهم شعبة والثوري وابن عيينة ومالك وأحمد وابن معين وغيرهم من أئمة العلل والمعرفة
وذكر منهم إمامنا فقال:
ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الثالثة بالكوفة محمد بن عبد الله بن نمير الهمذاني الخارفي رحمة الله عليه
ثم ذكر بابا في معرفته بعلم الجرح والتعديل
ثم قال:باب في كلام محمد بن عبد الله بن نمير في علل الحديث
ثم ذكر تحته حديثين أعلهما ابن نمير الأول بعلة المخالفة والثاني بعلة النكارة
فهذه رتبة علية إذ عده أبو محمد ابن أبي حاتم مع الرتوت من أئمة هذا الفن
/// قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد يعظم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا ويقول: هو درة العراق.
وقال أبو عمر الطالقاني:رأيتهم يقولون: الناس عندنا أربعة: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين.
وقال الذهبي في التاريخ: وله كلام في الجرح والتعديل والعلل ...
فصل في ذكر بعض تعليلات ابن نمير
هي كثيرة ومبثوثة في بطون الكتب
وكان لابن نمير مصنف في التاريخ
وتواريخ المتقدمين يخلطون فيها بين علم التأريخ والجرح والتعديل والعلل والانساب كتاريخ البخاري وابن أبي خيثمة
وقد ذكرت أن أبا حاتم ذكر له تعليلين فلينظرا
وأنا أنتقي بعض التعليلات من تعليلاته المنثورة وهي تدل على ما ورائها
وهي تشمل على بيان علم ابن نمير بـ:
1. علم طبقات الرواة وهو من صميم علم العلل
2. معرفة أوهام الثقات وغيرهم
/// قال أيو يوسف الفسوي في المعرفة والتاريخ: حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال:
أبو الشعثاء: سليم بن أسود المحاربي، وأبو الشعثاء الكندي: يزيد بن المهاصر، وعمرو بن مرة أكبر من قيس بن مسلم، وسلمة أكبر من عمرو بن مرة، وأبو قيس وائل وهو دون هؤلاء في الحفظ، وزبيد قريب بعضهم من بعض، وأشعث بن أبي الشعثاء حسن الحديث، والحكم نحو سلمة، والأعمش أحفظ من منصور، ومنصور أقوم حديثًا، وأقل اختلافًا في الرواية، والحكم مولى لكندة، وعمرو بن مرة من مراد من أنفسهم، ومحمد بن سالم يروى إنه أخذ كتاب الشعبي من الديوان ....
في نص طويل نفيس
ثم قال:
عبد الله بن الحارث الذي يروي عنه خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود، لم يسمع عبد الله بن الحارث هذا من عبد الله بن مسعود شيئًا، وهو عبد الله بن الحارث المكتب.
قلت له: تنكر من حديث عبد الله شيئًا. قال: لا.
ثم قال الفسوي: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يوهن أبا أسامة، ثم قال يعجب لأبي بكر بن أبي شيبة ومعرفته بأبي أسامة ثم هو يحدث عنه.
قال ابن نمير: وهو الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ونرى أنه ليس بابن جابر المعروف ذكر لي أنه رجل يسمى بابن جابر فدخل فيه، وإنما هو انسان يسمى بابن جابر
قال يعقوب (هو الفسوي): صدق هو بن تميم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو يُوسف (هو الفسوي): وكأني رأيت بن نمير يتهم أبا أسامة أنه علم ذلك وعرف ولكن تغافل عن ذلك.
قال لي بن نمير: أما ترى روايته لا تشبه شيئًا من حديثه الصحاح الذي روى عنه أهل الشام وأصحابه الثقات.
وذكره الحسن بن الربيع بشيء من أمر أبي أسامة قَال: كان سُفيان كبير الناس وينظر فيه لكي يصحح ويعرف حديثه بذلك. ا.هـ
/// قال أبو أحمد ابن عدي: فبلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير أنه ذكر هذا فقال:
باطل، شُبه على ثابت، وذاك أن شريكا كان مزاحا وكان ثابت رجلا صالحا فيشبه أن يكون ثابت دخل على شريك وهو يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت شريك فرأى ثابتا فقال يباسطه من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار فظن ثابت لغفلته أن هذا القول هو متن السند الذي قرأه. ا.هـ
/// نقل ابن رجب في شح العلل قال:"وقال محمد بن عبد الله بن نمير: المسعودي كان ثقة، اختلط بآخره، سمع منه عبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة، وما روى عنه الشيوخ هو مستقيم".
/// وفي العلل لابن أبي حاتم:"وذكر أبو زرعة عن محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبي وائل قال صليت خلف علي فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله.
قال أبو زرعة قال ابن نمير هذا خطأ ولم يبين الصحيح ما هو.
فقال أبو زرعة الصحيح الأعمش، عن أبي رزين عن علي.
قلت كذا رواه الثوري عن الأعمش. ا.هـ
/// قال أبو عثمان البرذعي: وسألت أبا زرعة: عن معاوية بن أبي العباس
فقال: نظرت بدمشق في كتاب لمروان بن معاوية عن معاوية هذا فرأيت أحاديث عن شيوخ الثوري وأحاديث يعرف بها الثوري وأبوابا للثوري فاستربته وتركته
قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لابن نمير فقال كان هذا جار الثوري أخذ كتب الثوري فرواها عن شيوخه
وقال لي أبو زرعة: قلتُ لابن نمير شيخ يحدث عنه الحماني يقال له علي بن سويد؟
فقال لم تفطن من هذا؟
قلتُ: لا
قال: هو معلى بن هلال جعل الحماني معلى عليا ونسبه إلى جده وهو معلى بن هلال بن سويد
والله أعلم
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:50]ـ
أحسنت يا شيخ أمجد، أكمل نفع الله بك!
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:51]ـ
شكر الله لك .. ، ومنهم: /// الحافظ الناقد أبو الفضل حفيد الهروي، المشهور بابن عمار الشهيد، (تـ:317هـ)، صاحب كتاب (علل صحيح مسلم) مطبوع. ///الحافظ ابن المرخي الأندلسي. ///الحافظ ابن يربوع الإشبيلي الظاهري. ///الحافظ ابن سيد الناس الإشبيلي الظاهري. ///الحافظ ابن سعدون الميورقي الظاهري. /// الحافظ ابن دحية السبتي الظاهري. /// الحافظ ابن رشيد السبتي الظاهري. أما الأول والثاني، فهما من تلامذة الحافظ أبي علي الجياني، وقد شهد لهما بالنبوغ في هذا الفن. وأما الثالث، فكتابه في (بيع أمهات الأولاد) يشهد له بغوصه لغور هذا العلم، كما شهد له الحافظ الذهبي، وقد وقفت على نصين من كتابه المذكور يدلان على ذلك. وأما الرابع، فقد شهد له الحافظ ابن عساكر و ابن العربي، وكفى بهما، وله ذيل على (علل أحاديث صحيح مسلم) للحافظ الناقد ابن عمار الشهيد، يدل على درايته التامة بهذا العلم. وأما الخامس، فكتبه فيها الكثير من تعليل الأحاديث، مما يدل على علو كعبه في هذا الفن. وأما ابن رشيد السبتي، فرحلته حوت من كلامه في هذا الفن ما يدل على براعته وإتقانه، وكذلك تذييله على (المآخذ الحفال)، فهو في علم العلل، ولكن لم يصلنا. هذا مما استحضرته الآن وهناك غيرهم .. ،
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 02:50]ـ
بارك الله فيك أخي أمجد الفلسطيني على الموضوع وعلى طريقتك المميزة في عرضه .. لكن عندي ملاحظة صغيرة و هي أنّ:
كل الأسماء التي ذكرتها هي لعلماءَ في العللِ، مشهورين غير مغمورين
- أما في عصورهم: فهم كذلك؛ فقد أطبقت شهرتهم الآفاق و سارت بأخبارهم الركبان، وذكرهم الناس في كتبهم و نقلوا كلامهم .. و لولا ذلك (=شهرتهم) ما عرفنا نحن شيئا عن أخبارهم وما وصلنا شيئا من آثارهم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أما في عصرنا: فهم مشهورون كذلك بشهرتهم القديمة .. فهذه كتبهم بين أيدينا .. ومن لم يصلنا كتابه منهم؛ هذه كتب القوم لا يكاد تخلو صفحة من صفحاتها من ذكر أسمائهم وحكاية أقوالهم-بحسب إكثار كل واحد منهم و إقلاله-
فأين الحديثي العصري الذي لا يعرف: الذهلي، أو ابن نمير، أو دحيم، أو ابن واره، أو جزرة، أو البرديجي، أو أبو أحمد الحاكم، أو ابن صاعد، أو الطحاوي، أو ابن عقدة، أو الأزدي أو الخليلي أو ... -جميع الأسماء التي ذكرتها - (1)
كيف لا يأنس إليها، ويستوحش منها؛ وقد أَلِفَهاَ وانطبعتْ حروفُها في عينيه، وقلبه من كثرة سماعها و قراءتها في كتب العلل و الجرح و التعديل ..
منْ انتسب إلى الحديث من طلبة العلم ثم فغر فاه إذا سمع بجزرة، فألقمه جزرة، وأرحنا منه ..
نعم هي للأجنبي عن هذا العلم، أسماءٌ غريبةٌ، لم يألفها، ولم يسمع بها من قبل .. فهي عنده من قبيل "الوحشي" من الكلمات عند "اللّغوي"، لأنها بعيدة عن تخصّصه، لا يمكن أن يلتقيَ بها إلا إذا فتح عينيه على كتبٍ مثل: علل الدارقطني و إكمال ابن ماكولا و الجرح لابن أبي حاتم و تواريخ البخاري و كتب الخطيب البغدادي و ابن عدي و العقيلي و ابن حبان و الحاكم .. و ... وابن القطّان و ابن المواق و الذهبي و مغلطاي و ابن حجر .. وأنىّ له ذلك .. إلاّ إذا كان موسوعيا، نهِِما؛ قد أخذ من كل فن بطرف، وجلس إلى كل طائفة يلقف ما ينثرون.
فينبغي تقييد عدم الشهرة التي شرطتَها في تلك الأسماء، بالنّظر إلى طلبة العلم الأجانب عن علوم الحديث وما يقاربها من العلوم الشرعية الأخرى المتعلّقة بها ..
فالإطلاق الذي ذكرته في قولك: ( .. ولكن لا يعلم كثير من الطلبة أنه من أئمة هذا العلم _علم العلل_) أو قولك: ( .. إلا أنهم جميعا يندرجون تحت اسم الخمول وعدم الشهرة عند كثير من المشتغلين بالعلوم الشرعية)، غير جيّد؛ لأن كلّ طلبة علم الحديث وغالب طلبة العلوم الشرعية (الفقه و الأصلين و التفسير) يعلمون أنهم من أئمة هذا الشأن ..
أما الأجانب عن الحديث، والعلوم الشرعية؛ كطلبة اللغة و الأدب أو التاريخ و الاجتماع و الفلسفة و علم النفس و .. فهي أسماء لم يسمعوا بها من قبل و إن سمعوا بها مرة أو مرتين لا تعلق برؤوسهم و لا يكلفون نفوسهم الرجوع إلى تراجمهم و معرفة أخبارهم .. لأنهم لا تعنيهم .. فهي عندهم غير مشهورة -كما ذكرتَ-
//////
نعم، هي (= القائمة التي ذكرتها) بالمقارنة مع أسماء أُخر فرضتْ نفسَها-لحيثياتٍ، وأسبابٍ، وظروفٍ لا تخفى عليك-: كالبخاري، ومسلم والتّرمذي، والنسائي،وأبي داود .. أو مالك و ابن عيينة و أحمد ... = أقلّ شهرة، لكن هذا بالنظر إلى الرأي العام أعني جمهور الناس، بما فيهم الطلبة (المتخصصين منهم و غير المتخصصين في العلوم الشرعية)، وغير الطلبة من عامة الناس .. لكنْ في حقيقة الأمر، أعني: في عصورهم و عند المتخصيصين في هذا العلم (علم العلل)، يوجدُ فيمنْ ذكرتَ من الأسماء مَنْ هو أشهر في هذا العلم، وأقعد به، من بعض من فرض شهرته و عرفه جمهور الناس عامتهم و خاصتهم.
فالشّهرة، وعدمها في علماء كلّ فنٍّ، أمران نسبيان؛ لا يمكن إطلاقهما دون تقييدهما بجماعة معينة؛ يغلبُ عليها ذلك الفن، أو عدمه .. فكم من مشهور عند أهل اللغة أو النحو، لا يعرفه أهل الحديث، وكم من عَلَمٍ -أشهر من نار على علم- في الحديث، وعلومه- يجهله اللّغويون و النّحويون.
__________
(1) مع أن الحديث ليس من تخصصي في دراستي الجامعية، وإنما شدوت منه طرفا بالمطالعة .. جميع الأسماء التي ذكرتها مشهورة عندي، إلا اسمين:
- محمد بن محمد الحجاجي أبو الحسين
- محمد بن حيدرة بن مفوَّز المعافري أبو بكر الشاطبي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 04:59]ـ
كل الأسماء التي ذكرتها هي لعلماءَ في العللِ، مشهورين غير مغمورين
هذه مسألة نسبية وأخونا أمجد وفقه الله تعالى أراد أنهم كذلك بالنسبة لمن تقدم ذكرهم
وكذلك يعلم كثير من طلبة العلم أنهم حفاظ وعلماء أجلاء لكن قد يخفى عليهم تميزهم في العلل وإمامتهم فيه
وجزى الله أخي أمجد على حرصه على نقل فوائد المذاكرة مع أخي محمد
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 05:39]ـ
أخي أمجد، شكر الله سعيكم، ونفع بكم وزادكم علماً وفضلاً وتوفيقاً وسداداً.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:18]ـ
أما الأول والثاني
الصحيح الثاني والثالث .. ، ويبنى على هذا التصحيح في ترتيب الباقين.،
ما نبه عليه الأخ المسعودي صحيح، وقد جال في خلدي، كما أني أستبعد أن يكون ابن الحذاء الأندلسي من علماء العلل، وقد طبع كتابه (التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال) عن وزارة الأوقاف بالمغرب.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:05]ـ
ما أحوجنا إلى مثل هذه المطارحات التي تحدو بالأرواح إلى هذا العلم العزيز، لاسيّما في مثل هذا الزمن الذي اشتدت فيه غربة هذا الفن وأهله، والله المستعان ...
واصل أخي أمجد، ونحن لك متابعون، زادك الله علمًا وفهمًا وحفظًا وتسديدًا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:04]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بعلمهم
تعالوا نرى عبقرية جنيي المواصلة رحمهم الله
وأما الإمام ابن عمار الموصلي محمد بن عبد الله بن عمّار أبو جعفر البغدادي (242هـ)
فكان مقدما في هذه الصنعة وكان معدودا في أصحاب القطان وابن مهدي الفاهمين لهذا الشأن
فكان يقرن بابن المديني وأحمد وابن معين وأمثالهم وإن كانوا على التحقيق اعلم وأوسع معرفة منه
/// قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي فقال: الأزدي؟
قيل له: نعم
قال: رأيته عند يحيى القطان.
وهذا ليس مدحا هينا كما هو الظاهر
وقد نقل ابن عمار علما عن القطان في أحوال الرجال وسماعهم انظر طرفا منه في الكامل لأبي أحمد وتاريخ الخطيب وابن عساكر وغير ذلك
فنستطيع أن نقول:ابن عمار معدود في طلاب القطان كابن المديني وأحمد وابن معين الذين تخرجوا عليه في هذا الفن
وكذا هو معدود في طلاب ابن مهدي الذين تخرجوا عليه في هذا الفن كما سيأتي دليل ذلك
وكذا وكيع والطبقة
/// نقل الخطيب في تاريخه قال: قال أبوزكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي في كتاب "طبقات العلماء من أهل الموصل":
محمد بن عبد الله بن عمار الغامدي من الأزد كان فهما بالحديث وبعلله رحالا فيه جماعا له سمع من هشيم وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل وعيسى بن يونس وأبي أسامة ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وأبي معاوية وتوفي في سنة اثنتين وأربعين ومائتين
وقال أبو زكريا حدثني عبيد العجل قال سمعت أبا يوسف القلوسي يقول لإسماعيل القاضي محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي مثل علي بن المديني يعني في علم الحديث ورأيت عبيدا يعظم أمره ويرفع قدره
ثم أسند الخطيب عن علي بن أحمد بن النضر حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار ورأيت علي بن المديني يقدمه
وكان القلوسي والقاضي المالكي من طلاب ابن المديني فلم يتكلما بغير علم
/// وقال الذهبي في السير:"الحافظ الإمام الحجة .. شيخ الموصل .. وله كتاب كبير في الرجال والعلل".
/// وقال ابن حجر في التهذيب:"وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي له عنه سؤالات في العلل والرجال ".
/// وذكر ابن ماكولا في كتابه أن الحسين بن إدريس الهروي روى كتاب التاريخ عن ابن عمار الموصلي
فلعله هو الكتاب الذي ذكره الذهبي في الرجال والعلل
للأمر الذي قدمناه من وصف تواريخ المتقدمين
ثم رأيت الخطيب قال ترجمته: "وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ".
فصل في ذكر بعض النقول الدالة على علم ابن عمار بالعلل وطبقات الرواة والشيوخ
أما علمه في الجرح والتعديل فكثير مشهور:
/// نقل ابن شاهين والخطيب عن حسين بن إدريس الموصلي راوي التاريخ عن ابن عمار: قال سألت محمد بن عبد الله بن عمار عن ولد عبيد أيهم أثبت؟
فقال كلهم ثبت
قال أحفظهم يعلى بن عبيد وأبصرهم بالحديث محمد بن عبيد الأحدب وعمر بن عبيد شيخهم، وكان محمد يروي عن عمر أخيه هذا وهو بين يديه ولا يعلم أحد أنه عمر إلا أصحاب الحديث، يقول حدثني أخي وكان الأخ الرابع لا يحسن قليلا ولا كثيرا.
/// وقال ابن عمار في عيسى بن يونس: عيسى حجة أثبت من أخيه إسرائيل
/// وقال ابن عمار في هقل بن زياد:"الهقل من أثبت أصحاب الاوزاعي".
/// وقال ابن عمار أيضا: مالك وسفيان هؤلاء أصحاب الزهري ويونس عارف برأيه.
/// وقال ابن عمار موازين أصحاب الحديث من الكوفيين والمدنيين: عبد الملك بن أبي سليمان وعاصم الأحول وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد الأنصاري
/// ونقل الخطيب قال: قال أبو علي الحسين بن إدريس _وكان له تاريخ كبير في الرجال ومعرفة الشيوخ_ وسألته يعني محمد بن عبد الله بن عمار عن جرير بن عبد الحميد وخالد الواسطي أيهما اثبت قال خالد
قال أبو علي وعثمان بن أبي شيبة كان يقدم جرير بن عبد الحميد على خالد الواسطي".ا. هـ
والحسين الهروي أبو علي هو راوي التاريخ عن ابن أبي شيبة كما ذكر ابن ماكولا
/// وأسند الخطيب عن محمد بن محمد بن سليمان حدثني محمد بن عبد الله بن عمار قال:
جئت يوما إلى عبد الرحمن بن مهدي
فقال أين كنت؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت كنت عند رجل يقال له روح بن عبادة وكتبت عنه عن شعبة عن أبي الفيض عن معاوية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
فقال أخطأ وتكلم في روح ثم قال حدثنا شعبة عن رجل عن أبي الفيض عن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله.
/// الحسين بن إدريس قال: قال ابن عمار: إبن مهدي ووكيع كلاهما عندي ثبت ابن مهدي حافظ وهو أبصر وكيع أفضل فضلا
قال بن عمار كان ابن مهدي أعلم بالاختلاف من وكيع وكان وكيع يذهب مذهب أهل الكو فة.
/// الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار نا عمر بن أيوب عن المغيرة بن زياد الموصلي عن عطاء أن ابن عباس مرت به جنازة وهو على غير طهر فتيمم بالصعيد ثم صلى عليها قال ابن عمار:ليس يروى هذا إلا من هذا الوجه يعني من وجه المغيرة بن زياد.
قال ابن عمار قال لي يحيى بن سعيد لحديث المغيرة هذا حديث منكر
قال وعبد الملك أثبت منه يرويه عن عطاء ليس فيه ابن عباس
قال قلت إن صاحبنا مغيرة بن زياد هو ثقة وأنت لا تعرفه
قال يقولون إنه ثقة ولكن هذا منكر".
ونقل ابن عمار علما في الرجال والعلل عن القطان وتقدم التنبيه على مظانه
/// ونقل الخطيب قال:"قال الحسين بن إدريس وسألته يعني محمد بن عبد الله بن عمار عن رواية يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد وقلت له ان بندارا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن عبيد بغير حديث
فقال: قد تركه بعد".
/// ونقل ابن عساكر في تاريخه:" قال الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار قال سفيان عن أبي معاذ قال ابن عمار هو سليمان بن أرقم كان يكنيه وليس بثقة".
/// الحسين بن إدريس نا ابن عمار قال كان سفيان يروي عن أبي سعيد الشامي وإنما هو عبد القدوس كناه ولم يسمه وهو ذاهب الحديث.
وهذا من فطنته وفهمه لهذا الشأن فكان كما قال النسائي عنه ثقة صاحب حديث.
/// الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي:
قال عروة بن رويم لم يسمع من أبي ثعلبة الخشني.
/// وقال الحسين الهروي: قال ابن عمار ... وقلت له _أي لحفص بن غياث_ ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان ليس فيه حدثنا ولا سمعت
قال فقال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا عمار عن حذيفة يقول لنا يكون أقوام يقرؤون القرآن يقيمونه إقامة القدح لا يدعون منه ألفا ولا واوا لا يجاوز ايمانهم حناجرهم
قال وذكر حديثا آخر مثله قال وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع .. "
/// نقل ابن رجب في شرح العلل:" وقال محمد بن عبد الله بن عمّار الحافظ الموصلي وقد سئل عن علي بن غراب؟
فقال: كان صاحب حديث بصيراً به
قيل له: أليس هو ضعيفاً؟
قال: إنه كان يتشيع، ولست بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا يكون كذوباً للتشيع أو للقدر، ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله ولوكان أفضل من فتح يعني الموصلي".
/// وقال ابن عمار الموصلي: ((سمع وكيع والمعافى بن عمران من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط، قال: وليست روايتهما عنه بشئ)).
/// وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي" شريك كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح، قال: ولم يسمع من شريك من كتابه إلا إسحاق الأزرق
/// وقال الحسين بن إدريس: سألت محمد بن عبد الله بن عمار، إذا كان الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيكون حجة؟ قال: نعم، وإن لم يسمه فإن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم حجة
ونقل العلائي في التحصيل في ترجمة المغيرة بن مقسم:"وقال محمد بن عبد الله بن عمار إنما سمع من إبراهيم ثلاثمائة وسبعين حديثا يعني ويدلس الباقي".
/// قال ابن عمار في يحيى الحماني:"قد سقط حديثه
قيل له فما علته؟
قال لم يكن لأهل الكوفة حديث جيد غريب ولا لأهل المدينة ولا لأهل بلد حديث جيد غريب إلا رواه فهذا يكون هكذا".
وهذا من أنفس النصوص التي تدل على تمكن ابن عمار من علم العلل وفهمه لهذا الشأن
وفي هذه النصوص كفاية وهي تدل على ما ورائها
ويصلح جمعها كدراسة علمية محكمة
والله أعلم
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:21]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
بوركت اخي الكريم على مجهودك الطيب في إبراز هؤلاء الجبال وبعثهم من مرقدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليتعرف عليهم من جهلهم ويراجع معلوماته من عرفهم ووقف على سيرهم ومؤلفاتهم.
سلمت الأيادي.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 02:07]ـ
هذه مسألة نسبية وأخونا أمجد وفقه الله تعالى أراد أنهم كذلك بالنسبة لمن تقدم ذكرهم
وكذلك يعلم كثير من طلبة العلم أنهم حفاظ وعلماء أجلاء لكن قد يخفى عليهم تميزهم في العلل وإمامتهم فيه
وجزى الله أخي أمجد على حرصه على نقل فوائد المذاكرة مع أخي محمد
بارك الله فيك:
نعم .. هي (=عدم الشّهرة و الغمور) مسألةٌ نسبيةٌ -كما شرحتُه في تعقيبي- لكن ليس بالنسبة لمن تقدّم ذكرهم فقط -كما ذكرتَ أنتَ و جعلته من مراد صاحب الموضوع- لأن المذكورين (البخاري و مسلم و أصحاب الكتب الستة .. مالك و أحمد و .. ) اشْتُهِرُوا لاعتباراتٍ أُخر، ليس لتمكّنهم وإمامتهم و تميزهم في علم العلل فحسب .. و إلاّ لو كانتْ هذه صفتهم وميزتهم فقط؛ لكانوا مثل هؤلاء المُسمِّين، بل أقل شهرة من بعضهم .. لأن علم العلل علم صلف، لا يحسنه إلا القليل من: كَتَبَةِ الحديث، ورواته، وجامعيه، ومُصَنّفيه، ومُسنديه، وحُفّاظه، وشرّاحه، ومستنبطي أحكامه .. وهو بحد ذاته علم عزيزٌ، غير مشهور إلاّ بين أهله أو من ينتسب إليهم و يدور في فلكهم. يحسبه الأجنبيُّ عنهم جهالة أو كهانة ..
خذْ مثلا الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه .. أتظنُّ أنه مشهورٌ -عند الأجنبيين عن الحديث و علومه-لأنه من أئمة النّقد وعلماء العلل .. كلاّ إنما اشتهر لأنه من الأئمة الأربعة الذين دُوّن مذهبهم، وقلّده ملايين من المسلمين في المشارق و المغارب، و يكاد اسمه يتردد على كل لسان من العوام فضلا عن الخواص .. و إلا فكثير من الناس لا يعلم أن مالك كان ينتقد الأحاديث و يبهرج الأسانيد و يتكلم في الرجال و يعلل المرويات .. و نفس الشّأن بالنسبة للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
و خذ البخاري أو مسلم أو أصحاب الكتب الستة .. لا تظنّن أنما اشتهروا -عند الأجنبيين عن الحديث و علومه- لاندراجهم في زمرة علماء العلل .. كلا بل لأنهم دونوا كتبا تلقت بعضها الأمة بالقبول، واشتهر البعض الآخر، و تداولوه لجمعها غالب السنن التي تدور عليها الشريعة مع نقاء أسانيدها و علوها .. فرأوا أنها لا يشذ عنها مما له تعلق بالعقائد والعبادات و المعاملات و الآداب إلا القليل من الأحاديث ..
واسأل أيّ واحد من عوام الناس عن: البخاري .. تجده يعرفه. كيف لا؟ و هو لا يفتأ يسمع عبارة "رواه البخاري" و"أخرجه البخاري" .. فأنت ترى أنه مشهور بسبب كتابه الصحيح لا لأنه من علماء العلل.
أما إن سألته عن الذهلي فإن كان من طلبة العلم الشرعي فإن لم يعرفه فهو مقصّر في طلبه .. و إن كان من طلبة الحديث ولم يعرفه فهو أحمق!! نعم أحمق .. فقد سُئِل صالح جَزَرَة عن محمد بن يحيى الذهلي، فقال ما في الدنيا أحمق ممَّن يَسأل: عن محمد بن يحيى.
فكيف يقال عن الذهلي أنه غير مشهور في علم العلل أو أنه خامل الذكر ضمن زمرة نقاد الحديث عند بعض طلبة العلوم الشرعية و هو شيخ البخاري و مسلم و منه تعلما هذا العلم و هو الذي صنف علل أحاديث الزهري حتى صار ينسب إليه فيقال له الذهلي و الزهري .. و .. و ... الخ ما جاء في ترجمته. الذهلي لا يُعرف إلا بهذا الشأن = الكلام في الرجال والعلل. أيُذكر الذهلي في كتب الفقه أو اللغة أو التفسير أو أصول الفقه؟! ...
فإذا عرفناه وعرفنا شهرتَه .. فهذا يعني أنه مشهور غير مغمور .. ويعني أيضا: أنه مشهور غير مغمور في علم العلل بالذّات لأنه إنما ذكر بهذا العلم ..
أما القول بأن بعض الطلبة أو أكثرهم، لا يشتهر عندهم أو هو خاملٌ عندهم!! فوالله ما ظننتُ أن أعيش حتى أرى من يحتج بالجهل على العلم!! فما يضرّ الذهلي إنْ جهل قدرَه في "علم العلل" طلبةُ عصرنا .. أنغمره و لا نشهره لأنهم لا يعرفونه؟؟ وهو الذي قيل فيه: إمام خراسان بل إمام الدنيا و إمام أهل عصره .. وهذا البخاري -مع الذي كان بينهما- يروي عنه و لا يسمّيه باسمه الكامل ..
و كذلك الشأن في بقية المُسمّين دحيم و ابن نمير و ... الحاكم الكبير و الطحاوي .. الخ القائمة هو نفس شأن الذهلي.
و إلا كيف استطاع الكاتب الفاضل أن يعرض لنا أخبارهم و ثناء الناس على علمهم بهذا العلم الخاص الذي لا يحسنه إلا القلة .. و كيف استطاع أن ينقل لنا عينات من أقوالهم في هذا العلم لو لم يشتهروا و يعرفوا و يتميزوا بهذا العلم .. فهذه كتبهم وصلتنا .. وحُققت في الجامعات .. و درس المتخصّصون مناهجهم في رسائل مفردة .. ومن لم يكن هذا شانه؛ أعني عدم وصول كتبه و عدم تناوله أكاديميا فهذا لا يعني أنه غير مشهور بل راجع لتقصيرنا في البحث عن تراثه أو دراسته، ليس لأنه غير مشهور في نفس الأمر ..
خلاصة ما أردته من تعقيبي: أن الكاتب الفاضل أطلق الكلام و لم يقيده، وعمّمه و لم يخصصه فلحظتُ عليه تلك الملاحظة؛ و هي أنه: ينبغي تقييد تلك القائمة من الأسماء بعدم الشهرة عند غير الحديثيين؛ الأجانب عن علوم الحديث لأن الذين زعم أنهم مشهورين بالنسبة لمن ذكرهم في القائمة إنما شُهروا لاعتبارات و حيثيات خارجة عن علم العلل محل النزاع .. و إلا فإنهم غير مشهورين بالعلل لغير الحديثيين الأجانب عن علم الحديث.
هذا فقط الذي أردته و لا أدري إن كنت أبنتُ عنه .. و إلا فموضوع الكاتب طريفٌ، مفيد، وعرضه له: جديدٌ لذيذ.
وما عقّبتُ عليه لأنغّص عليه موضوعه .. أو أعترض لمجرد الاعتراض و الظهور .. بل أردتُ إثراء موضوعه وتبادل الأفكار معه و الاستفادة منه ..
فوالله الذي لا إله إلا هو ما أنا فيه من التنغيص و التكدير طوال ساعات العمل في النهار يكفي لزهق روحي .. فأجدني خبيث النفس في آخر النهار، ولا أستريح و أنسى همومي، إلا بالدخول في هذا المنتدى أقرأ تارة مستفيدا مما يكتبه الإخوة الأفاضل .. وأشارك تارة أخرى رجاء الإفادة و نيل الأجر .. أأزيدها تنغيصا و تكديرا بالاعتراض و الجدال؟؟ اللهم عفوا و غفرانا إن شاب نفسي شيء من حظوظ الدنيا الدنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 09:58]ـ
بارك الله فيكم
من الموصل إلى الشام (إلى دمشق وبلدتي فلسطين حررها الله)
أما دُحَيْم عبد الرحمن بن إبراهيم أبو سعيد الدمشقي (245هـ)
فإنه حافظ متقن عاقل ركين إمام أهل الشام كان من أعلم الناس بأخبار أهل بلده وأحوالهم وتواريخهم
وهو معدود مع أئمة الجرح والتعديل خاصة إذا تكلم في أهل بلده
وكلامه في الرواة ووفياتهم منثور في كتب الجرح والتعديل ويصلح للجمع والدارسة
وكان مع ذلك فقيها قاضيا من قضاة فلسطين وغيرها وكان على مذهب الأوزاعي في الفقه والفتيا رحم الله الجميع
أما تمكنه من علم العلل فلم أجد ما يكفي للدلالة عليه
وقد قال أبو عبد الله الذهبي في ترجمته من السير:"وعني بهذا الشأن، وفاق الأقران، وجمع وصنف، وجرح وعدل، وصحح وعلل".
وقد عده الشيخ الدكتور علي الصياح في علماء العلل
أما أنا فأتوقف في ذلك والله أعلم
وقول أهل العلم أولى وأكبر في النفس من قول الصغار أمثالي
ولو قال قائل: كان عالما بعلل حديث بلده فقط لكان له وجه
/// مما وجدته من كلام دحيم على علل الأحاديث:
قال العلامة أبو زرعة النصري: وعرضت على عبد الرحمن بن إبراهيم الحديث الذي حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تكلم الله عز وجل بالوحي، أخذت السموات منه رجفة أو قال: رعدة شديدة.
فقال: لا أصل له.
فقلت له: فحديثه عن محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس عن عبد الله بن بسر في معاوية؟
فأنكر أن يكون عن عبد الله بن بسر، وقال: حدثنا محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس فقط.
قلت له: فحديثه الذي حدثناه عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنةً على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال.
فرده، وقال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية. ا.هـ
ثم نقل أبو زرعة عن ابن معين إنكاره للحديث وبيان علته
/// قال أبو زرعة: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: إن سوار بن عمارة والوليد بن النضر أخبراني قالا: حدثنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك أنه سأل يعلى بن منية عن الجعائل، فقال أحدهما: أنه سمع يعلى بن منية، أفيحتمل خالد بن دريك إذ لقي ابن عمر أن يسأل يعلى بن منية؟
فاسترابه، وذكر خالداً، فقدم أمره وسنه، ولم ينكر رواية قتادة عنه ولا لقيه ابن عمر.
قلت له: فقدم علينا بالشام، كما قدم القاسم بن مخيمرة، وعبدة ابن أبي لبابة؟
قال: نعم، قدم من البصرة. ا.هـ
قلت وافقه أبو حاتم الرازي على هذا
/// قال أبو زرعة: وأنكر بعض أهل العلم أن يكون ابن شهاب سمع من أبان بن عثمان بن عفان.
فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن إبراهيم، فلم ينكر لقاءه.
وقال لي: عمر بن عبد العزيز ولي على أبان بن عثمان بن عفان على المدينة، والزهري في صحابة عمر بن عبد العزيز بالمدينة ....... وقد قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: أتستوحش من حديث ابن أبي ذئب، وسماع الزهري من أبان بن عثمان؟
قال: لا. ا.هـ
وقد حدث الزهري في الشام كثيرا وأقام بها طويلا.
/// قال أبو زرعة وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء، وصلاة الصبح في الركعة الأولى بـ" قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد " وفي الركعة الثانية بـ" قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الْفَلَق "، و" قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ ".
فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم تعجباً لقرب يحيى بن أبي المطاع، وما يحدث عنه عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض، فقال: أنا من أنكر الناس لهذا، وقد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.
قال عبد الرحمن بن إبراهيم: قال محمد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان: فحدثت أيوب بن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب - " قل هو اللّه أحد " وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فكانت هذه أيضاً أدل، إذ يحكيها الوليد بن سلمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة فيحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا، أكثر دليلاً على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، وبعد ما يحدث به عبد الله بن العلاء عنه، من لقيه العرباض.
والعرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وجبير بن نفير، وهذه الطبقة. ا.هـ
/// قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه.
فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ.
قلت له: وما هو؟
قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار، وإنما هو: مسرة عن الزهري.
قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً. ا.هـ
ــــــــ
/// وقد نقل الرواة عن دحيم تفضيلا بين الرواة فأشبهها بعلم العلل
ما قال أبو زرعة:قال لي عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم:
شعيب بن أبي حمزة ثقة ثبت يشبه حديثه حديث عقيل والزبيدي فوقه.
وفي التاريخ الكبير لأبي زرعة نقولا أخرى
ــــ
فصل:
وأكثر بلديُه أبو زرعة من نقل علم دحيم في تاريخه ولم يكن يذكره بلقبه إلا قليلا
نقل عنه في التواريخ والجرح والتعديل وأخبار الشاميين من الصحابة إلى عصرة
/// وهذا مثال ونقل مطول يبرز علم دحيم بأخبار أهل البلده ومعرفته بالرواة وأحوالهم:
قال أبو زرعة: وحضرت مجلساً في المسجد الجامع بدمشق، حضره عبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد الله بن ذكوان، ومحمود بن خالد، فسأل محمود بن خالد عبد الرحمن بن إبراهيم عن سن عثمان بن عفان؟
فسألني عبد الرحمن عن ذلك
فقال لي: أيش عندك فيه؟
قلت: قد جاز الثمانين.
فقال: سنه سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له محمود: فمعاوية؟
قال: ابن سبع وسبعين سنة، اجتمعوا عام الجماعة، ومعهم جرير البجلي - يعني سنة أربعين - فقال لهم معاوية: أنا ابن سبع وخمسين هذا عام الجماعة، وهي سنة أربعين، وتوفي معاوية سنة ستين.
قال أبو زرعة: وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، من أهل الشام، من المقدم منهما، الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم؟
قال: ابن غنم المقدم عندي، وهو رجل أهل الشام.
ورآه مقدماً لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك.
قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال: ولفضله في نفسه؟
قال: المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قلت له: فأي الرجلين عندك أعلم: جبير بن نفير الحضرمي أو أبو إدريس الخولاني؟
قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير لإسناده وأحاديثه، ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، ومن اللقاء، واستعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.
قلت: فمن يكون معه من أصحابنا في طبقتهم؟
فقال: كثير بن مرة
فذاكرته سنه، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام، وقول عوف فيه: أرجو أن تكون يا كثير رجلاً صالحاً.
فرآه معهما في طبقتهما.
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: قلت - يعني لعبد الرحمن بن إبراهيم -: فمن يوازي عندك خالد بن معدان، في مذهبه، وعلمه؟
فذكر: ابن أبي عوف وراشد بن سعد.
قلت له: إن الوليد بن عبد الملك كتب يحمل القضاة على قول خالد، قلت له: فنجعله مع عبد الله بن محيريز، طبقة؟
قال: ابن محيريز المقدم عليه كثيراً!؟ كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السلف إلا ذكر فيهم ابن محيريز، ورفع من ذكره، وفضله.
قلت: فيكون مع ابن محيريز في طبقة ابن الديلمي، وهانىء ابن كلثوم، وابنا أبي سودة: عثمان وزياد؟
قال: هو أرفع منهم، وهم من رواته
قال أبو زرعة: ورأيته أجل أهل الشام عنده، بعد أبي إدريس، وأهل طبقته، وهو من قريش، من بني جمح، من أنفسهم، يكنى: أبا محيريز، من رهط أبي محذورة، وأبو محذورة من أنفس بني جمح.
وذكر يزيد بن الأسود، فقدمه، وفضله، وذكر استسقاء الضحاك به بدمشق.
قلت له: فقد حدثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، وقبله
وقال: وجه ذلك أنه فعله في إمرة معاوية، وفعله في إمرة الضحاك. ا.هـ
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 10:02]ـ
ويشابه دحيما في هذا العلم والمكانة فيه شيخُه:
///أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي (218هـ)
كان إمام أهل الشام وأعلم الناس بأخبارهم وأحوالهم وحديثهم
وذكره أبو محمد ابن أبي حاتم مع تلك الطبقة من العلماء النقاد في مقدمة كتابه في الجرح والتعديل
/// أما تلميذهما أبو زرعة النصري الدمشقي فلعله أوسع دائرة منهما في هذا العلم لجمعه علمهما وعلم أحمد وابن معين وابن صالح المصري
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:33]ـ
نفع الله بك أخي الحبيب أمجد , واصل وصلك الله وزادك علما و فهما(/)
قصة المدلسين .. !! (متن للحفظ)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه قصة قصيرة جمعت فيها بعون الله أسماء المدلسين ,على اختلاف مراتبهم
وهي تشمل كل من نسب إلى التدليس ,كثر تدليسه أو قل ,أو كان ممن لا يصح أن يوصم بأنه مدلس فكل من ذكرهم الحافظ ابن حجر في مراتبه وزيادة من مظان ذلك, وسأشرح لاحقا إن شاء الله طريقة الاستفادة منها مع نشر مافيها من علم إن شاء الله تعالى, ويمكن اختصارها إلى النصف كما يمكن نشرها بمقدار الضعف
أحمد4 الله الملك 2 الوهاب 2 المجيد الرزاق أرسل الرسل كإبراهيم4ومن ذريته إسحاق وإسماعيل3 وأصلي وأسلم على نبينا محمد19 بن عبد المطب وآله وصحبه أجمعين ..
جاء عابر سبيل أغبر عليه وعثاء السفر سأل الناس في قارعة الطريق , يقول: صبرت صبرا وتعنيت كثيرا , أطلب العلم حتى بلغ منه الجهد وهو يتفلت مني وإني باذل مهجتي في سبيل الرسوخ فيه, فأقبل نحوه شيخ وقور بهي الطلعة مكحول العين, قال:ما شأنك؟ إنما هو عزم وصدق وينجبر 2 كسرك
ألا فأخبرني ما حملك على ابتغاء العلم ,لئن كان خالط قلبك شيء من دخن الدنيا فـ"بقية الله خير لكم" وإردت الله والدار الآخرة
فماهو إلا أن تجاهد ثم تطير في سماء العلم كما يطير جعفر الطيار في الجنة, غير أن العلم إذا لم يزكه صاحبه كان وبالا وشاهدا عليه وهنا قال السائل: قد ولجت قلبي الغريب والأرواح جنود مجندة يا حبيب,
فهل علي من حرج إذا حججت إليك أطلب شيئا من علمك؟
قال: إني ممتحنك بأسماء الأنبياء والصحابة فإن أنجحت وأصبت فمرحبا بك
أخبرني عن نبي وملك؟
قال: سليمان4 عليه السلام
قال: فمن الذي أوبت معه الجبال والطير؟
قال: أبوه داود
فخبرني عن: خطيب الأنبياء من هو؟
قال: شعيب3 عليه السلام
قال فمن الذي يبريء الأكمه بإذن الله وجعله الله مباركا أينما كان؟
قال:عيسى2 عليه السلام
قال:فمن الذي ابيضت عيناه من الحزن على ولده؟
يعقوب2 عليه السلام
قال: فمن الذي لم يجعل الله له من قبل سميا؟
قال: يحيى3
فمن الذي تكفل برباية مريم عليها السلام؟
قال: والده زكريا
قال فمن الكليم؟
قال:موسى
قال: فمن النبي الذي آيته الناقة؟
قال: صالح
قال: حسنا, اذكر لي نبيا ابتلاه الله بالمرض فصبرا حتى ضرب المثل بصبره؟
قال:أيوب 2
قال فمن صاحب هذا الابتهال"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
يونس3 عليه السلام, ثم أردف قائلا: ياسيدي قد أجبتك؟ قال فهلا رسمت لي ميعادا؟ قال دونه خرط القتاد حتى تقتحم العقبة وتجيب عن كل ما أسأل! فإن فعلت فأنا لك ظهير وشريك
قال:من كنيته أبو حفص؟ حكم فعدل وكان عبادا حمادا 2 حكيما ولهذا كان يعجبه شعر زهير لما فطر عليه شعره من حكمة
ولم تخرج عليه من رعيته خارجة ,وحمده الموالف والمخالف خلا الرافضة حتى لقي الله سعيدا شهيدا؟
قال:إنه الفاروق البطل عمر ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
فمن ولى على الشام أول ماولى؟
قال يزيد4
قال: أطنبنا في سيرة الفاروق فهل تذكر من كان لاحقه ومنقبة له؟
قال: أير المؤمنين عثمان3 أول من غز البحر وحمل الجند على السفن 2 فنصرهم الله وأظفرهم على عدوهم
والملائكة تستحيي منه
قال:من سيدا شباب أهل الجنة؟
قال:الحسن 2 والحسين 2
قال فمن العبد الصالح البدري الذي اتهمه المنافقون مع أم المؤمنين؟
قال:صفوان, قال فعين تلميذا من طلاب ترجمان القران واسمه على اسم طير؟
قال: طاوس
فمن كان صاحب الراية في حديث (لأعطين الراية غداَ رجلا يحبه الله ورسوله .. )
قال: علي 2 أمير المؤمنين ليث الوغى
قال فمن روى الحديث؟
قال سلمة 2
قال فسيف سله الله على الكفار؟
قال:خالد3 بن الوليد
قال فمن الذي أمر النبي صلى الله عله وسلم سهيلة بنت سهل أن ترضعه وكن يراه الفاروق أهلا للخلافة؟
قال:سالم
قل فأخبرني عن الصحابي الجليل الذي أخرج نفسه من الستة وهو من المبشرين العشرة؟
قال عبدالرحمن
قال فمن الصحابي الذي ورد فيه الأثر أنه أمين هذه الأمة؟ قال:أبو عبيدة
قال: فحدثني من الصحابي المجاهد الذي أوه جهل؟
قال عكرمة2
قال فمن قائد ذات السلاسل قال عمرو4
قال: فقل لي من أخوه الذي كان مجاهدا وفيهما جاء الأثر: ابنا العاص مؤمنان؟
قال هشام 2
قال فصحابي كان مترفا في الجاهلية ثم غدا مسلما وأرسله النبي سفيرا للإسلام إلى المدينة؟
قال مصعب
قال فمن تولى إمرة الكوفة ودخل عليه أبو بشير الأنصاري فأنكر عليه تأخير العصر عن أول وقتها؟
قال المغيرة بن شعبة
قال:فخبرني عمن قدمه أثقل في الميزان من جبل أحد وفي البخاري أنه قال عن بعض السور"هن من تلادي"؟
قال: فقيه الصحابة عبدالله9 قال فمن ابنه الذي يروي عنه؟
قال: أبو عبيدة
قال فسم لي الصحابي الذي كانت رؤياه في المنام سببا لشرعة الأذان؟
قال: زيد بن عبد ربه
قال:فمن الصحابي الذي ظفر بالأشعث وسلمه إلى الصديق وقد توفي النبي وهو عامله على حضرموت؟
قال: زياد الخزرجي
قال: من قبيلة بجيلة دعا له النبي بالثبات على الخيل؟
قال: جرير
قال: فمن الصحابي الذي مات بسبب حجر منجنيق أصابه وهو من صغار الصحابة؟
قال: ابن مخرمة
فمن الذي نال شرف قرى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه حين قدموا وقد عضهم الجوع فقال: ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني؟
قال: هو أبو الهيثم مالك 2 الأوسي
قال:فمن الصحابي الشاعر من بني هلال الذي أسلم وأنشد النبي قصيدة آخرها: حتى أرانا ربنا محمدا .. يتلو من الله كتابا مرشدا؟
قال: حميد2 بن ثور الهلالي
قال:فمن ذا أدرك النبي صغيرا فلم يجزم بصحبته المحققون ولأبيه صحبه وابنه كان خليفة بعد؟
قال: مروان بن الحكم
وها هنا أسند الشيخ ظهره على طلحة يابسة وجعل يسود في قرطاس له شيا
قال:زادك الله من عطائه وجعلك مباركاً أينما كنت, قال:فأنت عطية الله فعلمني
وكتب الشيخ: قد أجزتك فعاهدني واشبكن يديك بيدي فسيشرح الله صدرك إذا أنت قرنت العلم بالإيمان والعمل ولابد أنك واصل بغيتك إن فعلت
إيذن لي يا بني الآن على عهد بعقد درس لك ,فأستودعك الله وإنك مهما زرتني فأنت محرز ما يملأ بطنك أيضا ,أهشم لك الثريد احتفاء بك إن شاء الله تعالى
و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:39]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ أبا القاسم
لكن أليس جمع أسماء المدلسين في قائمة أسهل في الحفظ من هذا الكلام؟
على كل حال جهد مشكور، نفع الله بك.
بانتظار شرح طريقة الاستفادة منها.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 12:17]ـ
لو تضع ترجمة قصيرة لكل مدلس حتى يعرف
وأفضل لو كان مع طبقاته!
إن لم تعمل شيئا بالفتاوى فأخبرني لتساعدني في الجديد:)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:27]ـ
فضيلة الشيخ علي, لا أرى ذلك, على أني لم أقصد بالحفظ الضبط التام
لكن ربط كل اسم بشيء يذكره حري ألا ينساه, وسيأتي مزيد توضيح
إن أحياني الله عز وجل
حبيبي أبا الهمام ,أبشر خيرا إن شاء الله وسلامي للوالد الشيخ
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 05:31]ـ
جهد مشكور وعمل يدل على همة عالية وقامة في العلم، أسأل الله أن يبارك للأخ أبي القاسم في عمره وعمله، وأن يفتح له من خيري الدنيا والآخرة.
لكني أقول: ما دمت هكذا في المقدرة العلمية، لو انصرفت على عمل علمي متكامل كتحقيق كتاب من كتب العلم يحتاج إلى ذلك، أو تأليف كتاب يشمل مادة علمية مهمة شاملة.
أكرر شكري على هذه الهمة العالية، وأسأل الله لكم مزيداً من التوفيق، وأسأله تعالى أن يجعلكم من العلماء الربانيين.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 05:59]ـ
أحمد4:-
1 - أحمد بن عبدالله أبو نعيم الأصبهاني
قال الخطيب البغدادي: رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يطلق في الإجازة أخبرنا ولا يبين.انتهى
ومعنى كلامه رحمه الله أن الشيخ قد يجيزه بمروياته وكتبه ,فإذا أراد الرواية قال: أخبرنا دون التصريح أنه أخذه من طريق الإجازة
وهذا نوع من التدليس ,لكن قد بين أبو نعيم اصطلاحه الخاص بهذا
فينتفي أن يكون مدلسا من هذا الوجه
إلا أن يستجيز لنفسه بناء على الإجازة العامة أن يسمع مَن يحدث عن شيخه الذي أجازه
فيدخله في ضمن ما أجازه فيحدث به بقوله أخبرنا مسقطا الواسطة! فهذا ضرب من التدليس تعيس
--
2 - أحمد بن عبد الجبار أبو عمر العطاردي
قال ابن عدي: لا أعلم له خبرا منكرا وإنما نسبوه إلى أنه لم يسمع ممن حدث عنهم.
وهذا الإجمال لايعني أنه مدلس بالضرورة ولكن مفاده أنه يرسل ولو كان كل من أرسل حديثا مدلس فكل الرواة مدلسون
--
3 - أحمدبن محمد بن يحيى الدمشقي
أكثر التحديث عن أبيه مع قوله: لم أسمع من أبي شيئا ,كما قال أبو حاتم
أي أن أباه أجازه ولم يبين حال الأداء أنه تحمله إجازةً
--
4 - أحمدبن محمدبن إبراهيم أبو يحيى السمرقندي
اتهم في كثرة ما حدث عن محمد بن نصر المروزي وله منه إجازة
فكان لا يبين كونها كذلك
-----
فهذا نشر ما لف في كلمة"أحمد 4" أي أربعة كلهم أحمد,
وعند الحفظ تقول مثلا:
أحمد4 (أبو نعيم, العطاردي, الحضرمي أو الدمشقي ,السمرقندي)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 06:32]ـ
باذل مهجتي: ترمز لـ"باذام"
وباذام هو أبو صالح مولى أم هانيء, وصفه ابن حجر بالتدليس
ربما لأنه كان يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ولم يسمع منه
فيكون التدليس هنا بمعنى الإرسال, وعلى كل حين يكون الرجل ضعيفا في نفسه
وإن لم يدلس ,فضعفه مؤذن بضعف روايته بحسب ضعفه ,وباذام ضعيف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 06:45]ـ
وينجبر 2
1 - جابر بن يزيد الجعفي
قال سفيان الثوري: إذا قال جابر حدثني فذاك وإذا قال: قال, فكأنه يدلس
ولا يفهم من قوله "فذاك" توثيق له ,فهو ضعيف
2 - جبير بن نفير: مخضرم من الثقات ,وصفه الذهبي وابن حجر بالتدليس
ولم يصفه بذلك المتقدمون ,قال الذهبي: ربما دلس عن قدماء الصحابة
فلعل المراد أنه كان يرسل
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 09:10]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا القاسم
جهد مبارك، وموفق، يدل على همَّة في العلم، ونضج في علم المصطلح، فلا حرمنا الله من علومك.
محبكم
أبو عبد الله
خباب الحمد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 01:32]ـ
حججت:قصدت بها الحجاج بن أرطاة
قال العقيلي في الضعفاء: حدثنا عبدالله بن محمد بن سعدويه المروذي قال حدثنا سفيان بن عبد الملك قال سمعت عبدالله بن المبارك: كان حجاج بن أرطاة يدلس, وكان يحدثنا عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العزرمي والعزرمي متروك لا تقربه.
وذكر البخاري نحوه نقلا عن ابن المبارك, وقال نحوه يحيى بن معين ,
وقال الدارقطني: مشهور بالتدليس
وأبلغ من هذا كله اعترافه هو حيث قال: لا توقفوني على السماع!
وتدليسه يشمل التحديث عمن سمعه بمالم يسمعه منه
كما يشمل الإرسال, فلهذا اتفقت عبارات الأئمة على وصفه بالتدليس لشهرته به
وتصريحه, وحينئذ لابد من التفريق بين الأمرين (الإرسال والتدليس) حين دراسة حديث ما ,في سنده حجاج
لأن التفريق يؤثر في النتيجة, وتقدم أن بعض الأئمة يطلق اسم التدليس على الإرسال الذي سماه ابن حجر: خفيا
ومما يدل على أنه يشمل التدليس بحده المعروف ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبيه عن عبدالعزيز بن منيب
عن أبي حامد عن أبي نعيم قال: لم يسمع الحجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث والباقي عن العزرمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريما بنغازي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:43]ـ
سألت من أهل العلم بالحديث عن أبو نعيم الأصبهاني أنه لم يكثر من الضعيف في حلية الأولياء ويعرف عنه ذلك وهو ثقة فقال أنه ثقة ولكن العلة فيمن فوقه. هل أجد توضيحاً أكثر؟(/)
نصان من كتاب (بيع أمهات الأولاد) للإمام أبي بكر ابن سيد الناس الظاهري.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذان نصان نُقلا من كتاب (بيع أمهات الأولاد) للإمام حافظ المغرب في زمانه أبي بكر ابن سيد الناس اليعمري الإشبيلي الظاهري (ت:659هـ) رحمه الله، و يعد هذا الكتاب من نفائس التراث الظاهري، و الذي لا نعلم عن وجوده شيئا، و ما يجلي لنا قيمة و نفاسة هذا الكتب، شهادة الحافظ الذهبي (ت:748هـ)، حيث قال عنه:"رأيت لأبي بكر " كتاب بيع أمهاب الاولاد " في مجلد، يدل على سيلان ذهنه،وسعة حفظه،وسعة إمامته،"، (تذكرة الحفاظ،4/ 1451).
و لعل الأيام تجود بإيجاد هذا العلق النفيس، و قبل ذلك نقر العيون بنقلين نفيسين عن هذا الكتاب من (نكت) الزركشي (ت:794هـ) على (مقدمة) ابن الصلاح (ت:643هـ)، و هما في مسألتين:
المسألة الأولى: سماع الزهري من ابن عمر رضي الله عنهما.
قال الزركشي-رحمه الله-:" .. ، و قال محمد بن سيد الناس في كتاب (أمهات الأولاد):" عامة العلماء لا يثبتون له -أي للزهري- سماعا من ابن عمر على تأخر مدة ابن عمر، و كونه معه بالمدينة"."اهـ. (النكت، 1/ 452).
المسألة الثانية: سماع الزهري من المسور بن مخرمة رضي الله عنه.
قال الزركشي: " و قال محمد بن أحمد بن سيد الناس في كتاب (أمهات الأولاد):" .. لم يسمع منه -أي من المسور-، و لا يُرى أنه لقيه، لأن المسور خرج من المدينة إلى مكة و قت قتل عثمان سنة خمس و ثلاثين، ومات سنة أربع و ستين، أصابه وهو مقبل حجر المنجنيق، و ابن شهاب إنذاك ابن عشر أو اثنتي عشرة، و الزهري لم يكن إذ ذاك يطلب هذا الأمر"، و قال -أي ابن سيد الناس-:"و ليس في الدنيا من يقول: إنه رأى المسور، فضلا عن أن يكون روى عنه."."اهـ. (النكت،457/ 1).
فائدة: و أشير إلى أن مسألة " بيع أمهات الأولاد" قد صنف فيها الحافظ ابن كثير (تـ:774هـ)، مصنفا مفردا، فقد قال:" و قد أفردنا لهذه المسألة، و هي بيع أمهات الأولاد، مصنفا مفردا على حدته، و حكينا فيه أقوال العلماء بما حاصله يرجع إلى ثمانية أقوال، و ذكرنا مستند كل قول، و لله الحمد و المنة".اهـ. نقلا عن (البداية و النهاية،5/ 348)، ط: دار الفجر.
قلت: و لا شك أن ابن كثير أفاد من كتاب االإمام أبي بكر الظاهري، و أكثر من النقل عنه، و لكن لا أعلم عن كتاب ابن كثير شيئا، هل هو مخطوط أو في حكم المفقود، و الله تعالى أجل و أعلم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:03]ـ
وقد أفادني الشيخ الدكتور عبد العزيز الحنوط -حفظه الله- أن مؤلَّف الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قد طُبع، وذاك حيث قال:
أما بالنسبة لكتاب ابن كثير فهو مطبوع بعنوان: " جزء في بيع أمهات الأولاد "
قام بتحقيقه عمر بن سليمان الحفيان.
نشر مؤسسة الرسالة ـ عام 1427 هـ ـ 2006م
ويقع الكتاب مع مقدمة المحقق في (181) صفحة
.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 12:54]ـ
قلت: و لا شك أن ابن كثير أفاد من كتاب االإمام أبي بكر الظاهري، و أكثر من النقل عنه، و لكن لا أعلم عن كتاب ابن كثير شيئا، هل هو مخطوط أو في حكم المفقود، و الله تعالى أجل و أعلم.
بارك الله فيك ..
كيف تجزم بلا شكٍ أخي الكريم بأن ابن كثير أفاد من كتاب الإمام أبي بكر الظاهري؛ وأنه أكثر من النقل عنه وأنت لا تعلم عن كتاب ابن كثير شيئا؟!!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:27]ـ
كيف تجزم بلا شكٍ أخي الكريم بأن ابن كثير أفاد من كتاب الإمام أبي بكر الظاهري؛ وأنه أكثر من النقل عنه وأنت لا تعلم عن كتاب ابن كثير شيئا؟!!!
أخي العزيز أبو عصام التميمي
ومادخل كون ابن كثير أفاد من كتاب الإمام أبي بكر الظاهري كثيرا بمعرفة الأخ الحميدي بكتاب " بيع أمهات الأولاد" بخصوصه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:31]ـ
رحمك الله أخي عبد الرحمن ..
الأخ الكريم جزم بذلك دون أن يطلع على الكتاب أصلاً أو أن يعرف خبره!!
فالأولى أن يقال: أعتقد .. أو أغلب الظن .. لا أن يجزم بأمر لم يقف عليه!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:36]ـ
هو قال و لكن لا أعلم عن كتاب ابن كثير شيئا
ولم يقل و لكن لا أعلم عن كتب ابن كثير شيئا
هل اتضحت لك الصورة؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:40]ـ
يا شيخ عبد الرحمن .. أعتقد أنك لم تتصور المسألة وفقك الله.
كلام الأخ وفقه الله منحصر بين مقارنة كتابين في موضوع واحد؛ كتاب الظاهري وكتاب ابن كثير .. ولم يتطرق الكلام إلى غيرهما من المؤلفات رحمك الله.
وعليه؛ فقد قال الأخ المبارك بالحرف بعد أن عرف أن هناك مؤلفا في نفس الموضوع لابن كثير:
قلت: و لا شك أن ابن كثير أفاد من كتاب االإمام أبي بكر الظاهري، و أكثر من النقل عنه، و لكن لا أعلم عن كتاب ابن كثير شيئا، هل هو مخطوط أو في حكم المفقود، و الله تعالى أجل و أعلم.
فالأمر واضح حفظك الله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:53]ـ
أخي الحبيب الفاضل بالنسبة لي كلامه واضح وليس عندي فيه أي إشكال ولعل ذلك بسبب عدم فهمي
وما فهمته أنا من كلامه فهو إما أنه علم بذلك من خلال كتبه أو أن ذلك هو العادة
ولكن الأخ ولله الحمد موجود بيننا أطال الله عمره وحفظه وهو أعلم بما يعنيه فلعله يوضحه لك
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:16]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما .. ،
أو أن ذلك هو العادة
هذا ما قصدته أخي الفاضل عبد الرحمن، وهناك قرينة جعلتني أجزم بإفادة الحافظ ابن كثير من ذاك الكتاب، وهي: أن شيخه الذهبي وقف عليه، وتلميذه الزركشي وقف عليه ونقل منه، فوقوف ابن كثير على الكتاب مقطوع به،
وقد يستفيد منه دون عزو و إشارة إليه، كما هي عادته وعادة الكثير من أهل العلم، فبالوقوف على كلا الكتابين ينتفي ما جزمتُ به أو يثبت، وسبب جزمي بإفادة ابن كثير من ذاك الكتاب قد بينته، وبه يسقط العتب والملام، و الله الموفق للرشد والصواب.
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:45]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الحميدي على هذين النصين
من كتاب بيع أمهات الأولاد للحافظ ابن سيد الناس.
نسأل الله عزوجل أن يرزقه الظهور كما هو حال كثير من المخطوطات المفقودة.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:24]ـ
وفيك بارك الله تعالى .. ،(/)
هل يصح ان عبد الله بن معبد لم يسمع من ابي قتادة في هذا الحديث الذي ورد في صحيح مسلم؟
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 03:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1162) وحدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقتيبة بن سعيد. جميعا عن حماد. قال يحيى: أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان، عن عبدالله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة:
رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه. فقال عمر: يا رسول الله! كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال " لاصام ولا أفطر" (أو قال) " لم يصم ولم يفطر" قال": كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال " ويطيق ذلك أحد؟ " قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال " ذاك صوم داود (عليه السلام) قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال" وددت أني طوقت ذلك" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كل شهر. ورمضان إلى رمضان. فهذا صيام الدهر كله. صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. والسنة التي بعده. وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
قرأت مقالة لأحد الكتاب يقول فيها ان هذا الحديث ضعيف بسبب ان عبد الله بن معبد الزماني لم يسمع هذا الحديث من أبي قتادة، واورد كذلك ان الامام البخاري قال في كتابه التاريخ الكبير (5|198): «عبد الله بن معبد الزماني البصري، عن أبي قتادة. روى عنه حجاج بن عتاب وغيلان بن جرير وقتادة. ولا نعرف سماعه من أبي قتادة».
فهل يصح ان عبد الله بن معبد لم يسمع من ابي قتادة وان هذا الحديث الذي ورد في صحيح مسلم هو حديث ضعيف؟
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 03:48]ـ
ارجوا من اهل العلم بالحديث افادتي وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 06:15]ـ
انظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=231
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 11:59]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .............. امابعد
فقد وقفت على كلام البخاري رحمه الله في التاريخ وعن عدم سماع عبدالله بن معبد الزماني من ابي قتادة واشكل علي الذي اشكل عليك يا اخي وقلت كيف يخرّج مسلم حديث ابي قتادة والزماني لم يسمع من ابي قتادة على ماقرره الامام البخاري رحمه الله فرجعت الى شيخنا الشيخ فهد السنيد وفقه الله ونفع بعلمه فقال: تضعيف الحديث بقول البخاري دون من تابعه على عدم سماع الزماني من ابي قتاده قصور لان البخاري رحمه الله يشترط اللقيا بين الشيخ وتلميذه ولو مره واحده فهو يرد سماع الزماني لابي قتادة بسبب عدم اللقيا عنده رحمه الله واما شرط مسلم فيكفي المعاصرة وان لم يلتقيا فعلى هذا نقول ان مسلم رحمه الله انتقى الحديث الوارد بصحيحه، وقد تلقت الامه صحيحه بالقبول والله اعلم.
ـ[ابوسليمان الشمري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:41]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ....... اما بعد
فقد عرضت الجواب الذي نقلته عن الشيخ فهد السنيد عليه فقال حفظه الله ونفع بعلمه: (البخاري رحمه الله لايحتاج الى متابع ولاكن بنى عدم السماع بناءً على اصله من اشتراط السماع بين الراويين، وقامت القرينة عند مسلم رحمه الله بحصول السماع بين عبدالله بن معبد الزماني وابي قتادة وذلك للإدراك البيّن، ولوجود شعبة رحمه الله في الاسناد حيث ان شعبة لايروي الاسانيد التي فيها تدليس او انقطاع). والله اعلم
ـ[اسامة الطيب]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 11:37]ـ
اخوتي ابو مهند القصيمي وابو سليمان الشمري اسال الله ان يرزقني واياكم الجنان والحور الحسان ورؤية وجه الرحمن
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 04:12]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
هل تعلمون لهذا الحديث علة؟
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ايها الفضلاء .. اخرج ابن حبان والبيهقي في الشعب عن ابي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ان رسول الله (ص) قال:لموقف واحد في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عن الحجر الاسود.
ـ[مولى النبي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 08:00]ـ
مصنف عبد الرزاق
باب الرباط - حديث: 9325
عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرني إسحاق بن رافع المديني، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي قال: كان أبو هريرة يقول: " رباط ليلة إلى جانب البحر من وراء عورة المسلمين، أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الكعبة أو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ورباط ثلاثة أيام عدل السنة، وتمام الرباط أربعون ليلة " وسالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر قائم لم يقعد حين ساق يخبر بهذا الحديث، فقال له يحيى: تعرف هذا الحديث يا أبا النضر؟ فقال سالم: نعم أشهد على معرفة هذا الحديث
وتلك الرواية منقطعة بين ألأخنسى و أبو هريرة
سنن سعيد بن منصور - كتاب الجهاد
باب ما جاء في فضل الرباط - حديث: 2232
حدثنا سعيد قال: نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: حدثني عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، قال: " رباط يوم في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين: مسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رابط ثلاثة أيام في سبيل الله فقد رابط، ومن رابط أربعين يوما فقد استكمل الرباط "
و هذا أرجح الأسانيد فيما يبدوا لى، بالرغم من ضعف عبد الرحمن بن أسلم، و لا أزكيه
المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - كتاب الجهاد
باب فضل الجهاد - حديث: 1984
وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرئ , ثنا سعيد هو ابن أبي أيوب , ثنا محمد بن عبد الرحمن هو أبو الأسود عن يونس بن خباب , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " موقف ساعة في سبيل الله تعالى أفضل من شهود ليلة القدر عند الحجر الأسود " خالفه عباس الترقفي , عن المقرئ , فقال: عن مجاهد , بدل يونس أخرجه ابن حبان في صحيحه
و أبو الأسود لا يحتمل منه الرواية عن شيخين (مجاهد و يونس بن خباب)
لا أدرى
مع أيهم الصواب
إلا أن واحد فقط
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 10:44]ـ
شكر الله لك ... هل من مزيد؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:42]ـ
الذي يظهر أن حديث سعيد بن أبي ايوب عن محمد بن عبد الرحمن
إنما هو معروف عن الرافضي- الضعيف أو الكذاب- يونس بن خباب
فجعله الضعفاء -أو التصحيف -مرة عن يونس بن غياث ومرة عن يونس بن يحيى
قال البخاري في الكبير
يونس بن غياث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم موقف ساعة في سبيل الله، ورواه اصبغ عن ابن وهب قال اخبرني سعيد بن أبي ايوب عن محمد بن عبد الرحمن عن يونس بن يحيى.
أما أن يكون عن مجاهد فضعيف لأسباب منها المخالفات السالفة ثم ضعف إحتمال السند الروايتين
ثم انفراد محمد بن عبد الرحمن به عن مجاهد
وقد صحح الألباني الحديث ولكن الذي يظهر أنه غير صحيح
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:03]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ فَفَزِعُوا إِِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِِنْسَانٌ؛ فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ".
هذا الحديث لا يعرف إلا من رواية:
- أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ. (ثقة)
- عن سعيد بن أبي أيوب _ وقد صرح المقرئ بالتحديث عنه _. (ثقة)
- عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن القرشي _ وقد صرح سعيد بالتحديث عنه _. (ثقة)
- عن مجاهد _ عنعنه أبو الأسود عنه _. (ثقة)
- عن أبي هريرة رضي الله عنه _ عنعنه مجاهد عنه؛ والسماع واللقاء ثابت بينهما _.
وقد حمله عن أبو عبد الرحمن المقرئ؛ كل من:
(يُتْبَعُ)
(/)
- عباس بن عبد الله الترقفي. (ثقة) .. رواه من طريقه: (ابن حبان رقم 4603)، (البيهقي في الشعب رقم 4286)، (ابن عساكر في أربعين الجهاد رقم 18).
- محمد بن أبي عمر العدني. (ثقة) قال أبو حاتم: (وكان به غفلة) .. لكنه خالف الترقفي؛ فقال: عن يونس بدل مجاهد .. انظر (المطالب العالية رقم 1936) و (اتحاف الخيرة رقم 5860) .. وعندهما يونس هذا هو [ابن خباب]، بينما عند الإمام البخاري في التاريخ الكبير = يونس بن غياث؛ وقال بعده: (ورَوَاهُ أصبغ، عَنِ ابْنِ وهب، قَالَ: أخبرني سَعِيد بْن أَبِي أيوب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ يونس بْن يحيى).
ويونس بن غياث _ إن لم يكن هناك تصحيف في التاريخ الكبير _ تفرد بذكره الإمام البخاري.
ويونس بن يحيى لم أعرفه.
ويونس بن خباب (كذابٌ هالكٌ).
فتبين أنه حصل اضطراب واختلاف كبير في سند هذا الحديث .. ناهيك عن العنعنة الواقعة .. وحال بعض رجاله.
وعليه فلا يصح هذا الحديث بهذا اللفظ من هذه الأوجه.
- وللحديث شاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ لكنه ضعيف جداً، أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق؛ قال:
(أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم إسماعيل بْن أحمد، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَنْبَأَ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ، نا أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعُذَرِيُّ بِدِمَشْقَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِمْرَانَ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْعَبْسِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "قِيَامُ سَاعَةٍ فِي الصَّفِّ لِلْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ سِتِّينَ سَنَةٍ").
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:04]ـ
معذرة أخي العزيز عبد الرحمن .. فلم أر مشاركتك إلا بعد إنزال المشاركة.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 03:00]ـ
شكر الله لكم جميعا،ودمتم للخيرات مبادرين.(/)
شرح جديد لسنن النسائي
ـ[محمد حفظ الله]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 10:18]ـ
السلام عليكم إخواني:
لقد تم بحمد الله تعالى الانتهاء من تحقيق القدر الأكبر من شرح سنن النسائي للعلامة عبدالرحمن البهكلي ت 1248ه المسمى بتيسير اليسرى شرح المجتبى من السنن الكبرى, وذلك في رسائل علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. وهو شرح جيد أثنى عليه الإمام الشوكاني وغيره.
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 10:38]ـ
الجامعة الاسلامية بها كنوز ...... ولكن أين مطبوعاتها.
هل تقسيم هذه المشاريع على مشرفين عدة وكل له اجتهاده فى التصحيح والتضعيف حائل دون طباعة هذه المشاريع لانه سيكون هناك تضارب بين المجلدات وبعضها.
أقول هذا لأن هذا هو السبب فى عدم طباعة الكثير من الموسوعات العلمية بجامعة الازهر.
ان لم يكن الامر كذلك ..... فأين هى مطبوعات آثار الصحابة وزوائد كتب الآثار على الكتب الستة.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 04:36]ـ
قال أحدهم ممازحاً: فلان رسالته في شركة البهكلي ..
وفقكم الله للخير ...
ـ[محمد حفظ الله]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 11:42]ـ
نعم الكتاب مشروع كبير, وهذه عادة المشاريع أنها لا ترى نور الخروج لى الناس إلا في النادر, فأنصح القائمين على تلك الجهات بتبني طباعتها
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 02:02]ـ
ما شاء الله. بارك الله فيك أخي الكريم.(/)
دفن العروس في ثياب عرسها للشيخ فهد السنيد:
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 09:28]ـ
قال الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
سئل الدارقطني في العلل (3829) عن حديث عروة عن عائشة: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن امرأة عروس بقيت مع زوجها ثلاثة أيام فماتت فقال: ادفنوهافي ثيابها التي صنعت في عرسها) فقال: يرويه الوضاح بن خيثمة -له أحاديث عدد- عن هشام مرفوعا ,وهذا وهم والصواب موقوفا -انتهى-.
وذكر العقيلي في كتابه الضعفاء (1450/ 4) الوضاح فقال: وضاح بن خيثمة عن هشام بن عروة ولا يتابع على حديثه قلت: ولا يلزم من تصويب الدارقطني للموقوف ثبوته عن عائشة رضي الله عنها حتى ننظر في حال الواقف هل هو ثقة أو غير ثقة وهل هو ممن يقبل تفرده عن هشام أو ممن لا يقبل تفرده عنه, والدارقطني لم يذكر من الذي أوقفه عن هشام حتى ننظر فيه فقد يكون ضعيفاً إلا أنه أحسن حالاً من خيثمة, ولهذا رجح قوله, وقد يكون ثقةً أو صدوقاً لكن ممن لايقبل تفرده عن هشام, فإن كان الراوي عن هشام ثقة وممن يقبل تفرده عنه أو كانوا عدداً بحيث يبعد احتمال الخطأ والوهم صح الحديث وصار له حكم الرفع لأن هذا مما لا يقال بالرأي, وهذا مما لاأعلم قائلاً به, والذي جاءت به الأحاديث الصحيحة أن الذي يدفن في ثيابه اثنان لا ثالث لهما وهما شهيد المعركة ومن مات محرماً بحج أو عمرة والله أعلم
تنبيه: قول الدارقطني: (الصواب موقوفا) كذا وقع في العلل والصواب موقوفٌ بالرفع.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:23]ـ
أقول: ومما يؤيد الوجه الموقوف .. ما رواه ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 11128)، وابن الجعد في (المسند رقم 2478) من طريق ابن أبي ذئب، عن الوليد بن عمرو، عن أبي الحويرث: أَنَّ امْرَأَةً عَرُوسًا دَخَلَتْ عَلَى زَوْجِهَا وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ، فَمَاتَتْ حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، فَسُئِلَتْ عَائِشَةُ؛ فَقَالَتْ: ادْفِنُوهَا فِي ثِيَابِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا.
ولفظ ابن الجعد: أَنَّ عَرُوسًا أُدْخِلَتْ عَلَى زَوْجِهَا فَمَاتَتْ مِنْ لَيْلَتِهَا، فَأَرْسَلُوا إِلَى عَائِشَةَ؛ فَقَالَت: ادْفِنُوهَا فِي ثِيَابِهَا وَمُصَبِّغَاتِهَا.
وهو بهذا اللفظ عند البغوي في شرح السنة تحت باب: المحرم يموت.
فظهر أن قول الإمام الحجة الفحل الدار قطني = دقيقٌ صحيحٌ متثبتٌ فيه.
ولا يعني كون الصواب الوقف = أن الخبر صحيح _ طبعاً هذا من باب التوضيح والبيان وليس حكماً مني على الخبر _، وهذا منهج معروف للإمام الدار قطني لا يخفى.(/)
دروس علوم الحديث - متن - بصوتي - مرئية
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس علوم الحديث - متن - بصوتي - مرئية ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64748)
علوم الحديث
المرحلة الأولى
www.saaid.net/mktarat/alalm/61.doc (http://www.saaid.net/mktarat/alalm/61.doc)
تيسير علوم الحديث –
أبو إسحاق الحويني
Pdf
http://www.4shared.com/get/18XWlS79/___.html
مرئية
http://alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=178
lesson 9
ابو عبدالله
دروس التوحيد - متن - بصوتي– مرئية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64748
– مرئية - دروس الفقة - متن – بصوتي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65069
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:41]ـ
المرحلة الأولى
المنظومة البيقونية
متن المنظومة البيقونية. doc
المنظومة البيقونية. exe
الجواهر السليمانية شرح المنظومة البيقونية. pdf
http://www.2oba.com/vb/t4689.html#post39328 (http://www.2oba.com/vb/t4689.html#post39328)
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?p=440167 (http://forum.islamacademy.net/showthread.php?p=440167)
التقريرات السنيه شرح المنظومه البيقونيه في مصطلح الحديث
http://www.mirrorcreator.com/files/U8DQOLLX/pdf_bayquni.rar_links (http://www.mirrorcreator.com/files/U8DQOLLX/pdf_bayquni.rar_links)
http://www.mediafire.com/?0a2dge15d7i73ka (http://www.mediafire.com/?0a2dge15d7i73ka)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:42]ـ
متن بصوتي
متن المنظومة البيقونية بصوت محمود داود، متن المنظومة البيقونية ورد
المنظومة البيقونية - أداء صالح الخزيم
الشيظمي
http://www.mirrorcreator.com/files/08QKHPXR/audio_bayqunia.rar_links (http://www.mirrorcreator.com/files/08QKHPXR/audio_bayqunia.rar_links)
http://www.mediafire.com/?89vj8y2pquks5ya (http://www.mediafire.com/?89vj8y2pquks5ya)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:43]ـ
بصوتي
عبد الكريم بن عبد الله الخضير ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=423)
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2550 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2550)
شرح المنظومة البيقونية للشيخ طارق عوض الله تحميل مباشر وانت مكانك
http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=8578 (http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=8578)
التقريرات السنية شرح المنظومة البيقونية للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي ( http://www.aqbas.com/audios/2445/%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26 Oslash%3B%26Ugrave%3B%82%26Osl ash%3B%26Ugrave%3B%8A%26Oslash %3B%26Oslash%3B%26Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26 Oslash%3B%26sup3%3B%26Ugrave%3 B%86%26Ugrave%3B%8A%26Oslash%3 B-%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26Osl ash%3B-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26 Ugrave%3B%85%26Ugrave%3B%86%26 Oslash%3B%26Ugrave%3B%88%26Ugr ave%3B%85%26Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26 Oslash%3B%26Ugrave%3B%8A%26Ugr ave%3B%82%26Ugrave%3B%88%26Ugr ave%3B%86%26Ugrave%3B%8A%26Osl ash%3B-%26Ugrave%3B%84%26Ugrave%3B%84 %26Oslash%3B%26Ugrave%3B%8A%26 Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Oslash%3B%26Ugr ave%3B%84%26Oslash%3B-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%86-%26Oslash%3B%26sup1%3B%26Oslas h%3B%26Oslash%3B%26Oslash%3B%2 6Ugrave%3B%84%26Ugrave%3B%84%2 6Ugrave%3B%87-%26Oslash%3B%26Ugrave%3B%84%26 Oslash%3B%26sup1%3B%26Oslash%3 B%26Ugrave%3B%8A%26Ugrave%3B%8 5%26Ugrave%3B%8A.html)
http://www.aqbas.com/search/audios/a/1/ البيقونية ( http://www.aqbas.com/search/audios/a/1/ البيقونية)
الشيخ فالح بن محمد الصغير ( http://www.midad.me/sounds/author/15463)
http://www.midad.me/sounds/view/sub/40529 (http://www.midad.me/sounds/view/sub/40529)
(يُتْبَعُ)
(/)
http://elbukhari.com/index.php?page=lecture&action=category&category=4 (http://elbukhari.com/index.php?page=lecture&action=category&category=4)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=search&kword= شرح المنظومة البيقونية& section=3&action=view
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:45]ـ
شرح البيقونية فيديو
سلسة شرح المنظومة البيقونية للشيخ ابو نعيم الحوينى
http://vb.uae88.net/showthread.php?t=47058 (http://vb.uae88.net/showthread.php?t=47058)
LESSONS 11
http://www.archive.org/details/abona3eem (http://www.archive.org/details/abona3eem)
http://www.archive.org/details/abona3eem002 (http://www.archive.org/details/abona3eem002)
http://www.archive.org/details/abona3eem003 (http://www.archive.org/details/abona3eem003)
http://www.archive.org/details/abona3eem004 (http://www.archive.org/details/abona3eem004)
http://www.archive.org/details/abona3eem005 (http://www.archive.org/details/abona3eem005)
http://www.archive.org/details/abona3eem006 (http://www.archive.org/details/abona3eem006)
http://www.archive.org/details/abona3eem8 (http://www.archive.org/details/abona3eem8)
http://www.archive.org/details/abona3eem09 (http://www.archive.org/details/abona3eem09)
http://www.archive.org/details/abona3eem010 (http://www.archive.org/details/abona3eem010)
http://www.archive.org/details/abona3eem011 (http://www.archive.org/details/abona3eem011)
الشيخ فرحان عبيد الشمري ( http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=65) > شرح المنظومة البيقونية [مرئي] ( http://www.al-sunna.net/audio/scholar.php?id=89)
1-6 lessons
http://www.al-sunna.net/audio/file.php?id=184 (http://www.al-sunna.net/audio/file.php?id=184)
ن ولأول مرة على النت .. شرح المنظومة البيقونية كامل للشيخ: محمد (أبونعيم) الحويني.
Lesson 2
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=150392 (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=150392)
شرح البيقونية فيديو للمحدث صلاح الدين بن عبد الموجود
http://www.salahmera.com/vb/showthread.php?t=161 (http://www.salahmera.com/vb/showthread.php?t=161)
lessons 1-3
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 12:54]ـ
http://video.google.com/videoplay?docid=-2302112699070498409#
al- متن منظومة البيقونية في مصطلح الحديث
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 06:39]ـ
Pdf
الأربعين النووية
http://www.mirrorcreator.com/files/0ASKIK3W/shar_40_hadith.rar_links
http://www.mediafire.com/?dq7ll2f17b5udtm
الشيخ محمد الصالح العثيمين ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C7%E1%D4%ED%CE+%E3%CD%E3%CF +%C7%E1%D5%C7%E1%CD+%C7%E1%DA% CB%ED%E3%ED%E4)
صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%D5%C7%E1%CD+%C8%E4+%DA%C8%C F%C7%E1%DA%D2%ED%D2+%C2%E1+%C7 %E1%D4%ED%CE)
عبدالرحمن بن صالح الدهش ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%DA%C8%CF%C7%E1%D1%CD%E3%E4+ %C8%E4+%D5%C7%E1%CD+%C7%E1%CF% E5%D4)
عطية محمد سالم ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%DA%D8%ED%C9+%E3%CD%E3%CF+%D 3%C7%E1%E3)
سليمان بن محمد اللهيميد
أحمد بن محمد الصقعوب ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C3%CD%E3%CF+%C8%E4+%E3%CD%E 3%CF+%C7%E1%D5%DE%DA%E6%C8)
بدر الرغيان ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C8%CF%D1+%C7%E1%D1%DB%ED%C7 %E4)
إسماعيل بن محمد الأنصاري ( http://saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C5%D3%E3%C7%DA%ED%E1+%C8%E4 +%E3%CD%E3%CF+%C7%E1%C3%E4%D5% C7%D1%ED)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 06:40]ـ
متن بصوتي
6 شيوخ
http://www.mirrorcreator.com/files/0EGPAJBV/audio_40_hadith_0.rar_links
http://www.mediafire.com/?6tb4454agq0y4vw
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 06:41]ـ
فيديو
حسن ابو الاشبال
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=661
http://www.archive.org/details/islamgarden.60
lessons 1-29 hadith 1-4
للشيخ فالح الصغير حفظهالله
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=12749 (http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=12749)
http://www.archive.org/details/islamgarden.15 (http://www.archive.org/details/islamgarden.15)
hadith 6 to 41
lessons 1-5 صوتي
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=series&id=3554
مسعد أنور
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=1781
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:16]ـ
فيديو
حسن ابو الاشبال
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=series&id=3775
ـ[ابوعبدالله يوكي]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:31]ـ
الشيخ أبو إسحاق الحويني سلسلة دراسات في علم مصطلح
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Series&id=1363(/)
ترجمة عبيده الضبي
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:27]ـ
هل ترجمة عبيد الضبي هي:
الكامل في الضعفاء ج5 ص353
عبيدة بن معتب الضبي كوفي يكنى أبا عبد الكريم حدثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد قال سألت يحيى بن معين عن عبيدة في إبراهيم ما حاله قال ليس حديثه بشيء سمعت الساجي يقول سمعت بن المثنى يقول ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن عبيدة بن معتب الضبي بشيء قط سمعت بن سعيد يقول عبيدة بن معتب الضبي صاحب إبراهيم ضعيف حدثنا بن حماد ثنا العباس عن يحيى قال عبيدة ليس بشيء حدثنا بن حماد ثنا معاوية عن يحيى قال عبيدة بن معتب الضبي ضعيف حدثنا بن حماد ثنا العباس عن يحيى قال عبيدة وجويبر وابن سالم وجابر الجعفي قريب بعضهم من بعض ضعفاء قلت ليحيى فمحمد بن عبيد الله العرزمي فقال هو أضعف من هؤلاء حدثنا بن حماد حدثني عبد الله عن أبيه قال ترك الناس حديث عبيدة الضبي سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبيدة بن معتب أبو عبد الكريم الضبي كوفي قال شعبة أخبرني عبيدة بن معتب قبل ان يتغير حدثنا الساجي ثنا بندار ثنا داود ثنا شعبة عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن قرثع عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع قبل الظهر لا سلام بينهن تفتح عندها أبواب السماء أخبرنا الساجي ثنا بندار وابن المثنى قالا ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت عبيدة يحدث عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن قرثع عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك زاد بندار عن بن منجاب عن رجل عن قرثع عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم ول عبيدة هذا أحاديث وهو مع ضعفه يكتب حديثه
أم أنها هي:
التعديل والتجريح ج2 ص933
عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن التيمي ويقال الضبي الكوفي ويقال له الحذاء ولم يكن حذاء أخرج البخاري في الحج والأدب والدعوات عن فروة بن أبي المغراء والحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن سلام عنه عن عبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر مات ببغداد سنة تسعين ومائة قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عبيدة بن حميد أحب إليك أو محمد بن فضيل فقال محمد بن فضيل أحب إلي قال النسائي لا بأس به قال علي بن المديني عبيدة بن حميد أحاديثه صحاح وما رويت عنه شيئا وضعفه(/)
ما الحديث المشهور والحديث الفرد عند المحدثين؟
ـ[أحمد السمري الحنبلي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 05:28]ـ
ما هو الحديث المشهور عند المحدثين؟
ماهو الحديث الفرد؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 09:01]ـ
أما الحديث المشهور:
فهو في اصطلاح المحدثين: ما رواه ثلاثة فأكثر؛ في كل طبقةٍ من طبقات السند؛ ما لم يبلغ حد التواتر.
وقد تكون الشهرة في غير الاصطلاح؛ فيقصد بها ما اشتهر على الألسن من غير شروط تعتبر؛ فيدخل فيه على هذه الحالة:
- ما له إسناد واحد.
- وما له أكثر من إسناد.
- وما لا يوجد له إسناد أصلاً.
وهذه الحالات ينبثق منها عدة أنواع:
- مشهور بين أهل الحديث خاصة.
- مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام.
- مشهور بين الفقهاء.
- مشهور بين الأصوليين.
- مشهور بين النحاة.
- مشهور بين العامة.
والحديث المشهور سواء الاصطلاحي أو غير الاصطلاحي منه (الصحيح) ومنه (الحسن) و (الضعيف) بل و (الموضوع).
وأما الحديث الفرد:
فهو: ما تفرد به راويه بأي وجه من وجوه التفرد. وهو قسمان:
- فرد مطلق. وهو: ما تفرد به راويه عن جميع الرواة لم يروه أحد غيره. وحكمه يختلف باختلاف أحواله:
1) عدم مخالفة راويه لغيره؛ وعليه:
- فإن كان الراوي ثقة فحديثه: صحيح.
- وإن كان الراوي خفيف الضبط فحديثه: حسن.
- وإن كان الراوي ضعيفا فحديثه: ضعيف.
2) مخالفة راويه لغيره؛ وعليه:
- فإذا كان الراوي والمخالف متساويين، ولا يمكن ترجيح أحدهما على الآخر؛ فالمروي: مضطرب.
- وإذا كان الراوي ثقة خالف من هو أولى منه؛ فالمروي: شاذ.
- وإذا كان الراوي ضعيفا والمخالف ثقة؛ فالمروي: منكر.
- فرد نسبي. وهو: ما يقع فيه التفرد بالنسبة إلى جهة خاصة؛ أيا كانت تلك الجهة، وهو أنواع:
1) تفرد شخص عن شخص.
2) تفرد أهل بلد عن شخص.
3) تفرد شخص عن أهل بلد.
4) تفرد أهل بلد عن أهل بلد آخر.
ويطلق كثير من العلماء على (الفرد) اسما آخر؛ هو: (الغريب)، وذهبوا إلى أنهما مترادفان، وغاير بعض العلماء بينهما؛ فجعل كلا منهما نوعا مستقلاً.
والحافظ ابن حجر يعتبرهما مترادفين لغة واصطلاحا؛ إلا أنه قال: (إن أهل الاصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته؛ فالفرد أكثر ما يطلقونه على "الفرد المطلق"، والغريب أكثر ما يطلقونه على "الفرد النسبي"؛ وهذا من حيث إطلاق الاسم عليهما، وأما من حيث استعمالهم الفعل المشتق فلا يفرقون؛ فيقولون في المطلق والنسبي: "تفرد به فلان" أو "أغرب به فلان").
والحديث الفرد منه ما هو (صحيح) و (حسن) و (ضعيف) و (موضوع).
والكلام عن بعض التفاصيل يطول .. وما ذكر بإذن الله فيه الغاية لرغبتك.(/)
ارجوا المساعدة في تخريج هذا الحديث
ـ[ماجد احمد ماجد]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم
ارجوا المساعدة في تخريج هذا الحديث من كتب الصحاح مثل صحيح مسلم والبخاري وكتب الثقات الحديث هو (يا علي انا وانت أبوا هذه الأمة)
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 06:32]ـ
السلام عليكم
بحثت ولم أجده في الصحيحين.
هناك حديث مشابه من حيث الصيغة، والجمع بين الاسمين ...
يا علي؛ أنا أخوك في الدنيا والآخرة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الذهبي ( http://majles.alukah.net/mhd/748)- المصدر: ميزان الاعتدال ( http://majles.alukah.net/book/$r->source_id&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2/ 154
خلاصة حكم المحدث: موضوع
خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (يا علي) لم يرد إلا في أحاديث اشتمل عليها سنن البيهقي ومسند ابي يعلى منها .... عن جَدِّهِ أَنَّ رسولَ الله قالَ لهُ: «يا عَليُّ ثلاثةٌ لا تُؤَخِّرْهَا: الصلاةُ إذَا أَتَتْ، والجَنَازَةُ إذَا حَضَرَتْ، والأَيِّمُ إذَا وَجَدَتْ كُفُؤًا».
عليك بالموسوعة الحديثية لدرر، ففيها تبيين للصحيح من الضعيف
http://www.dorar.net/art/161
والله تعالى أعلم.
وأنا متابعة لما يقول الإخوة الأفاضل.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 07:30]ـ
وعليكم السلام ( http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=6144)
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=6144
ـ[الساداني]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:07]ـ
السلام عليكم:
أخي الفاضل هذا الحديث لا وجود له في كتب الصحاح ولا في كتب السنن ولا المسانيد أو الكتب الحديثية الأخرى، وهو أقرب إلى الأحاديث المكذوبة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
ـ[ماجد احمد ماجد]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 03:26]ـ
السلام عليكم
الى من لديه باع في تخريج الاحاديث وجدت هذه المعلومات فما رأيكم بصحتها
روى هذا الحديث الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي المتوفى سنة 1294 في كتابه (ينابيع المودة لذوي القربى ج 4 ص 369 ـ 371 الباب 41 الرقم 3 و4 و6).
وورد هذا الحديث بعبارات أخرى , وهي:
قول الرسول (صلى الله عليه وآله): (حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده) (المناقب للخوارزمي: 310 الرقم 306 , فرائد السمطين 1/ 296 الرقم 234).
قول الرسول (صلى الله عليه وآله): (يا علي , حقك على المسلمين كحق الوالد على ولده) (المناقب لابن المغازلي: 47 الرقم 70).
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حق علي على هذه الأمة كحقّ الوالد على ولده) (كنوز الحقائق للمناوي: 69 , الفردوس للديلمي 2/ 132 الرقم 2674 , فرائد السمطين 1/ 297 الرقم 235).
وجزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:08]ـ
له أسانيد بلفظ (حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده) ونحوه
ولكنه لايصح
الى من لديه باع في تخريج الاحاديث وجدت هذه المعلومات فما رأيكم بصحتها
روى هذا الحديث الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي المتوفى سنة 1294 في كتابه (ينابيع المودة لذوي القربى ج 4 ص 369 ـ 371 الباب 41 الرقم 3 و4 و6).
وورد هذا الحديث بعبارات أخرى , وهي: .....
أخي كل ما ذكرته لاقيمة له إطلاقا في صحة الحديث المذكور
بل هو ضعيف جدا أومكذوب وكثير من الأحاديث المكذوبه توجد متناثرة في كتب المتأخرين وبمعاني متقاربه
ـ[الساداني]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 05:09]ـ
السلام عليكم: هذه الأحاديث جملة لاتصح وهي إلى الوضوع أقرب،وأما قولك بأن هذا قول وتنسبه إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) فلا يجوز إلا إذا تأكدنا صحته، وما ذكرت نحو قولك الذي نسبته للرسول (صلى الله عليه وسلم) (حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده) فهذا ورد ذكره في تنزيه الشريعة المرفوعة في 1/ 398 رقم (149) ومؤلف هذا الكتاب أبو الحسن علي بن محمد بن العراق الكناني وفي أطراف الغرائب والأفراد 2/ 406 رقم (1759) أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي. وهو غريب من حديث أبي الزبير، ومن حديث أبي الجارود زياد وتفرد به كادح بن رحمه. وفضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) تعد على الأصابع وإنما جاءت هذه الزيادات من قبل الشيعة وهو ماذكره ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة 2/ 134 ولهذا تجد في كتب الموضوعات كثيرا من الأحاديث في حق علي أكثر من غيره من الخلفاء الأربعة (رضي الله عنهم أجمعين).(/)
طلب تخريج مقولة: (رحم الله من أهدى إليّ عيوبي)
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:01]ـ
رحم الله امرأ أهدى إلينا عيوبنا
هل هو حديث أولا؟
أم إنه مجرد أثر عن بعض السلف؟
ثم هل يصح؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 10:40]ـ
لا ليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
وانظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170564
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:44]ـ
بارك الله فيك
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:17]ـ
أحسن الله إليكم(/)
شرح مقتضب لتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:20]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله, أما بعد ..
فقد سبق الحافظَ المزي في الفكرة أبو مسعود الدمشقي ,وخلف بن حمدون الواسطي (لأطراف الصحيحين) وابن عساكر (لأطراف السنن الأربعة) وابن طاهر المقدسي (لأطراف الستة) ثم انبعث ابو الحجاج المزي فأفاد من جهود من سبقه مما وقع في يديه ووسع الفكرة لتشمل:
1 - الكتب الستة
2 - معلقات البخاري
3 - مقدمة صحيح مسلم
4 - مراسيل أبي داود
5 - الشمائل والعلل الصغير (كلاهما للترمذي)
6 - زيادات من عنده رمز لها بحرف الزاي
7 - استدراكات على ابن عساكر رمز لها بحرف الكاف
--
منهجه في الكتاب:-
///وضع أسماء الصحابة في الكتب الستة وما تقدم ذكره والتابعين وتابعيهم ورتب الصحابة على حروف المعجم وكذلك فعل بتابعيهم فمن بعدهم
///وتحت كل اسم من هؤلاء ,ما رواه من أحاديث في الكتب السالفة
///إذا كان الصحابي من المكثرين كأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما ,رتب مروياته بحسب الرواة عنه وفق حروف المعجم لهؤلاء الرواة ويذكر تحت كل تابعي مارواه عن هذا الصحابي, فإذا كان أحد هؤلاء التابعين من المكثرين كذلك صنع في ترتيب أحاديثه أي بحسب حروف المعجم للرواة عنه ويضع تحت اسم تابع التابعي ما رواه التابعي, ويفعل الشيء نفسه مع تابع التابعي إذا كان مكثرا
///رتب الصحابة على الأسماء فالكنى ثم المنسوبين لآبائهم
ثم مبهمات الأسماء ورتب المبهمات على حسب من روى عنهم وفق حروف المعجم ثم أسماء النساء ثم كناهن ثم المبهمات منهن ثم المراسيل
///رموز الكتاب:
خ=أخرجه البخاري في جامعه
خت=أخرجه تعليقا
م=أخرجه مسلم في صحيحه
س=النسائي في السنن
سي=النسائي في عمل اليوم والليلة (وهو أصلا من السنن الكبرى لكنه مفرد)
ت=الترمذي في جامعه
تم=الترمذي في شمائله
ق=القزويني ابن ماجة في سننه
د=أبو داود في سننه
ع=أخرجه الجماعة وهم الستة
--
والخلاصة المجملة:حين يعهد إليك بتخريج حديث بوساطة التحفة فينبغي أن تكون على معرفة باسم الصحابي، فإن علمت الراوي عنه فقد ضيقت البحث واختصرت الوقت في العثور عليه ,ومن أعمال المحقق عبد الصمد شرف الدين وفقه الله أنه وضع على كعب كل مجلد أول صحابي وآخره ,فتفهم أنه يشتمل على جميع الصحابة بين هذين ,واعلم أن الكنى تبدأ بالمجلد التاسع في هذه الطبعة (ومن المهم التفريق بين عمل المصنف والمحقق)
يذكر المزي طرف الحديث ويكتب "الحديث" والتقدير: أكمل الحديث لأنه يذكر جزءا منه فحسب ثم يذكر من أخرجه بالرموز، ويذكر الكتاب الذي أخرجوه فيه, وأسانيده بعدُ ومدارها، ويقول: عنه به يعني: عن الصحابي بهذا الإسناد
يتبع إن شاء الله ,لأني بحاجة لضرب أمثلة وليس لدي الكتاب الآن
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:05]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل .....
لكن أين التكملة؟؟!!
وحبذا لو تضعه على شكل وورد
ـ[ابوحفصة السودانى]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:06]ـ
ممتاز بارك الله فيك(/)
ماهي الطريقة المثلى لدراسة صحيح البخاري؟ (للمشاركة)
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 09:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إخوتي الفضلاء، لايخفى على أحد من المسلمين - فضلًا عن العلماء وطلبة العلم - ما لصحيح البخاري من أهميةٍ - ليس هذا محلُّ بسطها -؛ لذلك أرجو منكم - لاسيّما أهل الخبرة - أن يسطِّروا لنا في هذه الصفحة؛ المنهج الأمثل، والطريق الأقوم؛ لدراسة صحيح البخاري، سواءٌ من مقولكم أو منقولكم. ورحم الله من أرشد طالبًا، ودلَّ حائرًا، والله ولي التوفيق.
ـ[تقي الدين المالكي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:32]ـ
تقرأ من الصحيح فإذا لم تفهم شيئا رجعت إلى إرشاد الساري ,و تخصص له في كل يوم وقتا محددا (ساعة يوميا من .. إلى .. )
و بهذا تكون قد قرأت الصحيح كاملا في وقت ليس بالطويل و فهمته (و لو إجمالا) ,
ـ[تقي الدين المالكي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:34]ـ
نصحتك بإرشاد الساري لأنه شرح مبسط سهل و يعيد شرح الحديث في موضعه و إن تكرر و يسمي رجال الإسناد في كل مرة ...
ـ[تقي الدين المالكي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:36]ـ
و لا تقرأ شرحا كاملا من أول مرة لأن هذا سيطول و أخشى أن لا تكمله فلا أنت قرأت الصحيح و لا أنت قرأت الشرح ......
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 06:35]ـ
أحسنت أخي
ولاشك أن ماذكرت يُعتبر ميزة لإرشاد الساري - لاسيّما للمبتدئ -.
والله يرعاك أخي
وأتمنى من الإخوة مزيدًا من المشاركة.
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:46]ـ
بارك الله فيك، يبدو أنها طريقة رائعة لكن المشكل دائما في الهمة ...
لذلك الطريقة الأمثل أن تدرس مع شيخ، فإن لم تستطع فمع أخ لك في الله، والله المستعان ...
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 01:28]ـ
صدقت أخي ابن عبدالرحمن
ولكن نحن بصدد ذكر أمثل الطرق للدراسة، ثم بعد ذلك كلٌ وهمته، وكما قيل:
ومنْ رامَ نيلَ العزِّ فليصطبر على ..... لقاءِ المنايا واقتحامِ المضائقِ
ـ[فارس النهار]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 02:25]ـ
للفائدة:
طريقة نافعة ومجربة في دراسة الكتب الستة - الخضير ( http://www.khudheir.com/****/1039)
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 01:25]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
فوائد مهمة
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 03:45]ـ
السلام عليكم
أقترح أن يكون لديك نسخة فيها هوامش واسعة و السطور متباينة حتى تملأها بالفوايد
ثم تقرأ في الفتح و تعلق على النسخ ما تريد من الفوائد التي يستنبطها الحافظ ابن حجر بقدر المكان المتأتى و لن تستقصي كل الفوائد لن تستقصي أقول فلا تجشع و إقرأ الفتح كاملا ثم بعد أن تكمل نسختك الخاصة إجعل الكتاب وردك كل يوم حتى تختمه ثم تعيده و هو حال المرتحل
أو تنتقل إلى نسخة أخى جديدة و شرح آخر
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:10]ـ
للفائدة:
طريقة نافعة ومجربة في دراسة الكتب الستة - الخضير ( http://www.khudheir.com/****/1039)
أخي فارس - وفقك الله -
الرابط فيه خلل
أتمنى إعادة النظر فيه؛ حتى يتسنى لنا الإفادة منه.
حفظك الله.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 12:12]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
فوائد مهمة
بارك الله فيك أخي الأثري
ووفقني وإياك وجميع الإخوة للعلم النافع.
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
للرفع والمشاركة ...
ـ[حسن المفضلي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:53]ـ
للرفع أيها الفضلاء
ورفع الله قدر من شارك ...(/)
حديث توبة ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري في الميزان.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث توبة ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
يعد هذا الحديث فبركة درامية مؤثرة جداً .. حيث قام واضعه بعرض أحداثه بشكلٍ عاطفيٍ شيقٍ يشد القارئ والسامع؛ يعتبر في عرضه هذا دليلاً على تمرس واضعه وتمكنه من القدرة على صياغة مثل هذه القصص.
لكن فاته حبك بعض (الرتوش) وحياكة بعض (الخيوط) مما أدى إلى كشف زيف نسبة هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقبل تحليل هذا الحديث يجدر أن أضع بين يديك هذه الرواية المسرحية بجميع (سيناريوّها وحوارها) حتى تقف على ذلك بنفسك، ففيها من الهفوات النصية، والغرائب الحركية ما هو ظاهر البطلان والنكارة والغرابة.
وسأذكر مجموع ألفاظ من خرجه من الرواة:
(أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أسلم فَكَانَ يَخدِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَمَرَّ بِبَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَرَأَى امْرَأةَ الْأَنْصَارِيِّ تَغْتَسِلُ فَكَرَّرَ النَّظَرَ إليها، وَخَافَ أن ينزل الْوَحْيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى جِبَالا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَوَلَجَهَا، فَفَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَهِيَ الأَيَّامُ الَّتِي قَالُوا: وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَقَلَى، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يا محمد إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "يَا عُمَرُ، وَيَا سَلْمَانُ، انْطَلَقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بن عبد الرحمن"، فَخَرَجَا مِنْ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رُعَاةِ الْإِبِلِ يُقَالُ لَهُ ذُفَافَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ذُفَافَةُ، هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ هَارِبٍ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ؟ فَقَالَ ذُفَافَةُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ومَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارب مِنْ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ إِذْ كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ علينا مِنْ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ وَهُوَ يُنَادِي ويقول: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأرَّوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ، وَلم تجردني لفَصْلِ الْقَضَاءِ، قَالَ عمر: إِياه نُرِيدُ، قال: فَخَرَجَ بِهِمَا ذُفَافَةُ منطلقا، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ من بين تلك الجبال وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، قال: فَعَدَا عُمَرُ عَلَيْهِ فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: الْأَمَانَ الْأَمَانَ، مَتَى الْخَلَاصُ مِنَ النَّارِ، فَقَالَ له عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فقَالَ: يَا عُمَرُ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِذَنْبِي، قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ، لَا تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ بِلَالٌ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَفْعَلُ، فَأَقْبَلُوا به إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَافَقوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَلَمَّا سلم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقضى؛ يَعْنِي صَلَاتَهُ، قَالَ: "يَا عُمَرُ، وَيَا سَلْمَانُ، مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ "، قَالَا: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ وقام ثعلبة؛ فقال: لبيك يا رسول الله، فنظر إليه فَقَالَ لَهُ: "يَا ثَعْلَبَةُ، مَا غَيَّبَكَ عَنِّي؟ "، فَقَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: "أفلا أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو وتكفر الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا؟ "، قَالَ: بَلَى يا رسول الله، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، قال: قَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْظَمُ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "بَلْ كَلَامُ اللَّهِ أَعْظَمُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بالِانْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ إِنَّ سَلْمَانَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِي ثَعْلَبَةَ نأته لما بِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ"، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَأَزَالَ رَأْسَهُ مِنْ حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لِمَ أَزَلْتَ رَأْسَكَ عن حجري؟ "، فَقَالَ: لِأَنَّهُ مِنَ الذُّنُوبِ مَلْآنُ، قَالَ: "مَا تَجِدُ؟ "، قَالَ: أَجِدُ مِثْلَ دَبِيبِ النَّمْلِ بَيْنَ جِلْدِي وَعَظْمِي، قَالَ: "فَمَا تَشْتَهِي؟ "، قَالَ: مَغْفِرَةُ رَبِّي، قَالَ: فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي، إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: لَوْ أَنَّ عَبْدِي هَذَا لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أفلا أعلمه بذلك؟ قال: بلى، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فَصَاحَ صَيْحَةً فَخَرَّ مَيِّتًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِغُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ، فَلَمَّا وَضَعَهُ فِي لَحْدِهِ وَسَوَّى عَلَيْهِ، قَالَ قَائِلٌ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ تَمْشِي عَلَى أَطْرَافِ أَنَامِلِكَ؟ فَقَالَ: "وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا قَدِرْتُ أَنْ أَضَعَ رِجْلِي عَلَى الْأَرْضِ، لِكَثْرَةِ أَجْنِحَةِ مَنْ نَزَلَ يُشَيِّعُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ").
هذا هو خبر القصة بطوله؛ ولا يخفى عليك الأسلوب القصصي الوعظي المفبرك عليها، وهذا لائحٌ عليها بلا مراء في ذلك.
ناهيك عن بعض الألفاظ المنكرة، والأفعال المستغربة؛ والتي يستبعد أن تصدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بل أن (ثعلبة بن عبد الرحمن) و (ذفافة) لم يعرف لهما ذكر قط إلا في هذه القصة، ولا يعرفان أبدا في غيرها.
وهذه القصة لا تعرف إلا من طريق: سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه منصور بن عمار، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله.
ثم هي تروى عن سليم بن منصور من ثلاثة طرق:
- طريق موسى بن هارون ومحمد بن الليث مقرونين .. عند (أبو نعيم في معرفة الصحابة رقم 1412، وحلية الأولياء) ومن طريقه (ابن الجوزي في الموضوعات رقم 1508) .. رواه عنهما: محمد بن أحمد البغدادي ابن المفيد.
- طريق موسى بن هارون وحده .. عند (الشجري في الأمالي الخميسية رقم 613) .. رواه عنه: محمد بن أحمد البغدادي ابن المفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
- طريق إبراهيم بن علي الأطروش .. عند (الخرائطي في اعتلال القلوب رقم 279) ومن طريقه (ابن قدامة في التوابين رقم 24) .. رواه عنه: أحمد بن جعفر بن محمد.
قال ابن الجوزي: هَذَا حَدِيث موضوع شديد البرودة، ولقد فضح نَفْسه من وضعه بقوله: وَذَلِكَ حِينَ نزل عَلَيْهِ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} وَهَذَا إِنَّمَا أنزل عَلَيْهِ بمكة بلا خلاف، وليس فِي الصَّحَابَة من اسمه دفافة.
وَقَدِ اجتمع فِي إسناده جَمَاعَة ضعفاء مِنْهُم المنكدر؛ قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ بشيء، وَقَالَ ابْن حبان: كَانَ يَأْتِي بالشيء توهما فبطل الاحتجاج بأخباره.
وَمِنْهُم سليم بْن مَنْصُور؛ فإنهم قَدْ تكلموا فِيهِ.
وَمِنْهُم أَبُو بَكْر المفيد؛ قَالَ الْبَرْقَانِيّ: لَيْسَ بحجة، قَالَ: وسمعت عَلَيْهِ الموطأ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَعْد: اخلف اللَّه نفقتك، فأخذت عوضه بياضا.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السلمى، عَنْ جده إِسْمَاعِيل بْن نجيد، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ العبدي، عَنْ سليم، وهَؤُلاءِ لا تقوم بِهِمْ حجة.
وقال ابن الأثير في (أسد الغابة) بعد ان أورد القصة: أخرجه ابن منده، وَأَبُو نعيم، وفيه نظر غير إسناده؛ فإن قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} نزلت في أول الإسلام والوحي والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة؛ فلا يجتمعان.
وقال ابن حجر في (الإصابة): قال ابن منده بعد أن رواه مختصرا: تفرد به منصور. قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر؛ لأن نزول {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} كان قبل الهجرة بلا خلاف.
وقال ابن عراق في (تنزيه الشريعة): قلت: سليم توبع، فقد رواه عثمان بن عمر الدراج في جزئه؛ فقال: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني، حدثني جدي، حدثنا منصور بن عمار، وهذا الطالقاني ما عرفته، وتقدم في المقدمة أحمد بن محمد الطالقاني؛ وأنه مجهول متهم، فما أدري أهو هذا أم غيره.
أقول: أما عثمان بن عمر الدراج فـ (ثقة)، وأما أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني فقد اختلف في اسمه اختلافاً كثيرا؛ على هذا النحو:
- أحمد بن محمد بن هشام.
- محمد بن أحمد بن هشام .. زاد الوراق: ابن عيسى المروروذي.
- محمد بن أحمد بن محمد بن هشام.
وقد ذكر الحافظ المزي في ترجمة جده (محمد بن هشام بن عيسى بن سليمان بن عبد الرحمن الطالقاني) أن من الرواة عنه؛ ابن ابنه (أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن هشام الطالقاني).
فيكون الصواب في ذلك؛ قول من قال: (محمد بن أحمد بن محمد بن هشام) .. فيكون جده هو: محمد بن هشام؛ وهو (ثقة).
ويشهد لذلك ما رواه الخطيب في (تاريخ بغداد 15/ 81)؛ قال:
( .. أَخْبَرَنَا أحمد بن عبد الله بن سليمان الوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أحمد بن هشام بن عيسى المروروذي، قَالَ: حَدَّثَنَا جدي محمد بن هشام، قَالَ: قَالَ منصور بن عمار: قَالَ لي هارون: كيف تعلمت هذا الكلام؟ قَالَ: قلت: "يا أمير المؤمنين، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وكأنه تفل في فيّ؛ وَقَالَ لي: يا منصور؛ قل. فأنطقت بإذن الله).
وكذا أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 60/ 331)؛ قال:
( .. أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامِ بْنِ عِيسَى الْمَرْوَرُّوذِيُّ، _ وَقَالَ ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ _، نا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: قَالَ لِي هَارُونُ: كَيْفَ تَعَلَّمْتَ هَذَا الْكَلامَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي، وَكَأَنَّهُ تَفَلَ فِي فَمِي؛ وَقَالَ لِي: يَا مَنْصُورُ قُلْ. فَأُنْطِقْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ).
وعليه؛ فهذا الحفيد لم أقف على من وثقه، إلا أن الخطيب في إحدى ترجماته المختلفة لاسمه قد وثقه؛ وفي النفس منه شيء.
· وإليك حال رجال أسانيد هذه القصة المفبركة:
-[المنكدر بن محمد]: ضعيف الحديث لا يقيمه، وعامة أحاديثه غير محفوظة، كثير الخطأ، بل قد ترك حديثه غير واحد من الأئمة.
-[منصور بن عمار]: الواعظ القاص؛ ضعيف الحديث جداً، وفي حديثه نكارة، وأكثر أحاديثه لا يتابع عليها. بل قال ابن عيينة: ما أراه إلا شيطانا.
-[سليم بن منصور]: ضعيف، قد تكلم فيه من قبل الأئمة بكلام كثير، وفي حديثه نكارة واضحة.
-[محمد بن الليث الجوهري]: لم يوثقه إلا الخطيب البغدادي.
-[إبراهيم بن علي الأطروش]: مجهول الحال والعين لا يعرف.
-[محمد بن أحمد البغدادي ابن المفيد]: متهم بالوضع، قد أنكر عليه الأئمة أسانيد ادعاها، وكان يروي المناكير عن المجاهيل.
-[أحمد بن جعفر بن محمد]: مجهول الحال والعين لا يعرف.
وعليه فهذه القصة باطلةٌ مكذوبة مفتعلةٌ لا تصح ولا تثبت، وصدق الإمام ابن الجوزي لما قال: (هذا حديث موضوع شديد البرودة)، وأكاد أجزم أن آفته هو منصور بن عمار .. فقد تفرد به كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن منده .. ومنصور هذا ليس ممن يحتمل منه التفرد ولا كرامة؛ وما وصفه الإمام الحجة سفيان بن عيينة بالشيطان عبثا. فتأمل
ومن قرأ عنه في تاريخي بغداد ودمشق أثناء ترجمته = عرف دجل هذا الرجل وجرأته.
ناهيك عن ضعف وخلل كثيرٍ من عبارات القصة.
وقد تساهل ابن عراق لما قال: (وقضيته أن الخبر ضعيف لا موضوع، والله تعالى أعلم).
بل هو حديث بهذه الطرق وهذا المتن = موضوع باردٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:06]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل وبارك فيكم ....(/)
شيخنا المحقق عواد بن حميد الرويثي ريئساً لقسم علوم الحديث في الجامعة الإسلامية.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:00]ـ
الحمد لله.
عين مطلع العام الدراسي شيخنا الفاضل فضيلة الشيخ الدكتور عواد بن حميد الرويثي رئيساً لقسم علوم الحديث في كلية الحديث في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
والشيخ من أهل التحقيق والملكة في علوم الحديث ولكنه ممن يؤثر الاختفاء ولهذا قد لا يعلم به كثير من المتخصصين، وكانت رسالته للدكتوراة: ما تعارض رفعا ووقفا في علل الدراقطني قسم العبادات، ستطبع قريباً بإذن الله عن عمادة البحث العلمي في الجامعة.
وهو وأمثاله حريون بالاستفادة منهم أدباً وتواضعاً وورعاً- ولا أزكيه على الله- قبل العلم المحرر.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 08:58]ـ
بارك الله في الشيخ .. ونفع به.
ـ[أحمد الكويكبي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 04:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نفع الله بالشيخ الكريم عواد بن حميد الرويثي - حفظه الله -، وجعله ذخراً للأمة الإسلامية.
حبذا لو أطلعتنا أخي أبا عبدالملك على جدول دروس الشيخ إن أمكنكم ذلك مأجورين.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:10]ـ
أخي أحمد وفقك الله ليس للشيخ دروس في مساجد المدينة وله في مساجد ديرته بدر.
ودروسه في المدينة دروس خاصة ولكنها متينة.(/)
فضلا::: دلوني على كتب تحدثت عن هذه القضية ...
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم الله وبركاته
هل فعلا الإمام البخاري لم يرو عن جعفر الصادق في صحيحه؟
طيب، ما هي التبريرات العلمية؟
أقصد دلوني على كتب تحدثت عن هذه القضية.
*******************
أنا في انتظار مساعدتكم يا أفاضل المنتدى.
ملاحظة: لغرض علمي، إتماما لرسالتي فقط وليس غير ذلك
ـ[المحقق كونان]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 08:14]ـ
قال ابن تيميّة:
«فهؤلاء الأئمّة الأربعة ليس منهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه، لكن رووا عنه الأحاديث كما رووا عن غيره، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين حديث الزهري وحديثه نسبة، لا في القوّة ولا في الكثرة، وقد استراب البخاري في بعض حديثه لمّا بلغه عن يحيى بن سعيد القطّان فيه كلام، فلم يخرج له، ويمتنع أن يكون حفظه للحديث كحفظ من يحتجّ بهم البخاري»
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 02:04]ـ
قال ابن تيميّة:
«فهؤلاء الأئمّة الأربعة ليس منهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه، لكن رووا عنه الأحاديث كما رووا عن غيره، وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه، وليس بين حديث الزهري وحديثه نسبة، لا في القوّة ولا في الكثرة، وقد استراب البخاري في بعض حديثه لمّا بلغه عن يحيى بن سعيد القطّان فيه كلام، فلم يخرج له، ويمتنع أن يكون حفظه للحديث كحفظ من يحتجّ بهم البخاري»
شكرا أخي كونان على تعاونك معي بارك الله فيك.
اذن لحد الآن وجدت:
شيخ الإسلام ابن تيمية.
**************************
فهل من مزيد يا أفاضل؟
************************
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 05:56]ـ
البخاري روى عنه في الأدب المفرد وفي التاريخ الكبير والصغير وهذا يدل على أنه ليس لديه حديث لجعفر على شرطه وهذا هو السبب في نظري لعدم تخريج البخاري له
فائدة: يذكر أنه شيخ أبو الكيمياء (جابر بن حيان)
وهنا رد لأحد المشائخ على احتجاج الشيعة على البخاري في عدم روايته عن جعفر
ويمكن جعل الكلام الذي ذكرته في أول الكلام وجها جديدا
لماذا لم يرو البخاري عن جعفر الصادق؟
الرد:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
وبعد:
- أولاً: البخاري لم يلتزم ولم يقصد الإخراج والرواية عن كل ثقة، وإنما كان قصده الاختصار، فكما أنه لم يذكر في صحيحه كل حديث صحيح ولم يلتزم ذلك، كذلك لم يخرج عن كل ثقة عدل لا جرح فيه، ولو التزم الإخراج عن كل راو ثقة،للزمه أن يخرج عن أكثر من ثلاثين ألفاً من الرواة، بينما لا يتجاوز عدد رجال الصحيحين عن ألفي رجل وأربعمائة وخمسين، ومع هذا لم يرو الإمام البخاري إلا النزر اليسير من تلك الألوف المؤلفة وعن العدد القليل من الشيوخ في كتابه.
- فالبخاري لم يلتزم استيعاب جميع الحديث الصحيح، ولم يلتزم بإخراج كل راو ثقة، وإنما كان جل عمله إخراج مختصر لأحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
- ثانيا: البخاري لم يرو عن جماعة كثيرة من الثقات وهذا لا يستلزم الطعن فيهم، فالإمام الشافعي ليس له أي حديث في الصحيحين وهو إمام متبع، وكذلك عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه البخاري إلا حديثين، وكذلك الإمام أحمد ليس له في البخاري إلا روايتين فقط، فهل يستلزم هذا طعن البخاري في هؤلاء الأمة.
- ثالثاً: إن كان قلة الأحاديث فيها مطعن على الراوي الذي لم يرو عنه فأين أحاديث فاطمة في كتب الشيعة الإمامية، وأين أحاديث الحسن والحسين والعسكري والهادي في كتب الشيعة الإمامية، علماً بأنه لا توجد ولا رواية واحدة مسندة لفاطمة رضي الله عنها في كتاب الكافي وهو أجل الكتب عند الشيعة الإمامية، فهل يستلزم ذلك أن الكليني صاحب كتاب الكافي يطعن بفاطمة رضي الله عنها أم أن الأمور تكال بمكيالين.
- رابعاً: أحاديث جعفر عن الرسول قليلة بدليل أن الشيعة الإمامية لا يروون عن جعفر عن الرسول أحاديث مسندة إلا النزر اليسير، وهذا النزر اليسير ليس متصل الإسناد إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل كله مرسل غير متصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
- خامساً: هناك من هم خير من جعفر الصادق، وهم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يخرج لهم الإمام البخاري في صحيحه، مع أن لهم رواية عند مسلم في صحيحه، منهم على سبيل المثال النواس بن سمعان والأعز بن عبد الله الجهني وحذيفة بن أسيد الغفاري وحمزة بن عمرو الأسلمي وحنظلة بن الربيع ورافع بن عمرو وربيعة بن كعي وزهير بن عمرو الهلالي وسفيان بن عبد الله الثقفي وسويد بن مقرن وطارق بن أشيم الأشجعي وعبد الله بن أنيس الأشجعي وعبد الله بن سرجس وعبد الله بن الشخير وعبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة وعثمان بن أبي العاص الثقفي وعمرو بن أخطب وعياض بن حمار وقبيصة بن مالك الثعلبي ومحمود بن لبيد الأوسي ومعاوية بن الحكم السلمي ونافع بن عتبة بن أبي وقاص والنواس بن سمعان ووائل بن حجر – رضي الله عنهم أجمعين – فهل يقول عاقل بما أن الإمام مسلم قد روى عن هؤلاء الصحابة وترك الإمام البخاري – رحمه الله – الرواية عنهم فإن هذا دليل على طعن في البخاري في هؤلاء الصحابة الكرام؟
- سادسا: هناك من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من روى لهم الإمام البخاري ولم يرو عنهم الإمام مسلم في صحيحه ومن هؤلاء على سبيل المثال:حزن جد سعيد بن المسيب ورافع بن مالك بن العجلان ورويفع بن ثابت بن السكن وزهير بن عبد الله بن جدعان وسراقة بن مالك وسلحمان بن عامر بن أوس بن حجر وسلمة بن قيس وعبد الله بن هشام بن زهرة وعمرو بن تغلب وقتادة بن النعمان والمقداد بن معدي كرب وهزيل بن شرحبيل ووحشي بن حرب رضي الله عنهم أجمعين وغيرهم كذلك كثير، فهل من قائل يقول أن صنيع الإمام مسلم بعدم الرواية عن هؤلاء إنما هو من باب الجفاء لهم والطعن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
- سابعاً: هناك الكثير من التابعين الثقات الذين خرج لهم الإمام مسلم في صحيحه ولم يرو عنهم الإمام البخاري شيئا في الصحيح مثل: أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري وثمامة بن حزن وجبير بن نفير الحضرمي وحطان بن عبد الله الرقاشي والحكم بن ميناء والربيع بن عميلة وزادان أبو عمرو الكندي وسعيد بن وهب الهمداني وسفيان بن هانئ المصري وشراحيل بنحآدة وطلق بن معاوية النخعي وعبد الله بن عكيم وعبد الله بن أبي قبيس وغنيم بن قيس المازني وعبد الله بن أبي الهذيل ومعدان بن أبي طلحة وعبيد بن نضلة وعبد الرحمن بن رب الكعبة ومسعود بن مالك رحمهم الله جميعا فهؤلاء ثقات التابعين الأثبات الذين أخرج لهم الإمام مسلم في صحيحه ولم يخرج لهم البخاري لهم أي حديث في الصحيح مما يؤكد أن ترك البخاري لرواية الثقات الأثبات لا يعني الطعن بهم.
- ثامناً: هناك بعض التابعين الثقات الأثبات الذين خرج لهم البخاري في صحيحه ولم يخرج لهم مسلم في صحيحه شيئا منهم على سبيل المثال: بحالة بن عبدة العنبري وجويرية بن قدامة وخالد بن سعد الكوفي وعبد الله بن أبي الخوارزمي ومالك بن مالك أخو سراقة بن مالك ومالك بن يخامر والنزال بن سبرة الكوفي وهزيل بن شرحبيل ويزيد بن معاوية النخعي رحمهم الله جميعا مما يؤكد أن ترك الإمام مسلم الرواية عنهم لا يدل على طعنه بهؤلاء الثقات الأثبات.
تاسعاً: هناك الكثير من طبقة جعفر الصادق من الرواة الثقات الذين خرج لهم الإمام مسلم في صحيحه ولم يخرج لهم البخاري شيئا مما يدل على أن البخاري لم يكن يتقصد جعفر الصادق بعينه، ومن هؤلاء الرواة أقران جعفر من الثقات على سبيل المثال:جميل بن مرة الشيباني وحاجب بن عمرو الثقفي والحارث بن فضيل والحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي وحميد بن زياد أبو صخرة وخير بن نعيم بن مرة وربيعة بن عطاء الزهري وزياد بن فياض وزياد بن كليب الحنظلي وسعيد بن خالد المدني وسهم بن منجاب وضرار بن مرة الكوفي وعامر بن يحيى المعافري وعبد الخالق بن سيلمة وعبد الكريم بن الحارث الحضرمي وعبد الملك بن سعيد بن حيان وعثمان بن ابي سليمان بن جبير بن مطعم وعرزة بن عبد الرحمن بن زرارة وعمرو بن قيس الملاني وعمرو بن هرم الازدي وعمران بن حدير السدوسي وعياش بن عباس المصري وفضيل بن عمرو الفقيمي والقاسم بن العباس بن محمد والقاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وكثير بن مرة الحضرمي ومحمد بن شبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
الزهراني ومحمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي ومحمد بن عقبة بن ابي عياش ومحمد بن علي بن عبد الله بن عباس ومحمد بن قيس المدني ومزاحم بن زفر بن الحارث والمستمر بن الريان الايادي ومعاوية بن خالد البصري ومعرف بن واصل السعدي والمقدام بن شريح بن هانئ وموسى بن ابي تميم المدني وموسى بن عبد الله الجهني وموسى بن أبي عيسى الحناط وهارون بن رئاب والوليد بن هشام بن معاوية ويحيى بن جابر بن حسان ويزيد بن يزيد بن جابر الأزدي – رحمهم الله جميعا – وكل هؤلاء من الثقات ومن طبقة جعفر لم يرو عنهم البخاري فهل يقال بأن البخاري تقصد عدم الرواية في جعفر للطعن به سبحان ربي هذا بهتان عظيم.
عاشراً: نقول للشيعة الإمامية قبل الإجابة عن هذا الإشكال، إذا كان الدين هو كلام الله تعالى وبيان رسوله (صلى الله عليه وسلم) فأين أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ ألا يستحق ذلك وقفة تراجع بها الشيعة الإمامية حساباتها؟! لماذا هذا الإهمال والنسيان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحاديثه؟!
هل أبو عبد الله جعفر الصادق أفضل وأعلم حتى نحفظ أقواله ونعتني بها اعتناء ينسينا نسياناً يكاد يكون تاماً لأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟.
- الحادي عشر: هل تراث جعفر هو الذي سطرته أنامل علماء الشيعة الإمامية من القول بتحريف القرآن ومن ادعاء جعفر علم الغيب وعلم ما كان وما سيكون وما في الجنة وما في النار وتكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن بأمهات المؤمنين؟
الثاني عشر: كثرة كذب الرواة على جعفر بشهادة جعفر الصادق نفسه ومن كتب الشيعة الإمامية أنفسهم، فقد قال جعفر الصادق – رضي الله عنه -:" وأما والله لو يروون عنا ما نقول ولا يحرفونه ولا يبدلونه علينا برأيهم ما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء، ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط إليها عشراً ويتأولها على ما يراه " [1].
- ويقول أبو جعفر الباقر:" إن أحاديثنا إذا سقطت في الشام جاءتنا صحاحاً، وإذا سقطت في العراق جاءتنا وقد زيد فيها ونقص " [2].
- الثاني عشر: مما يؤكد أن ما ينسب إلى جعفر كذب وبهتان أن الرواة عن بل جل علماء الرافضة من الكوفة مع أن الصادق ولد في المدينة وعاش فيها وتوفي فيها ودفن بالبقيع فأين تلاميذه من أهل المدينة.
- الثالث عشر: كيف نعرف ما قاله جعفر تقية وما قاله غير تقية، فقد امتزجت أخبار وأحاديث جعفر الصادق في كتب الإمامية بالتقية فلم تعلم أخباره على وجه اليقين إلا النزر والقليل وهذا ما صرح به محدث الإمامية يوسف البحراني:" فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل، لامتزاج أخباره بالتقية " [3] وقال أيضا:" فإن جل الاختلاف الواقع في إخبارنا بل كله عند التأمل والتحقيق إنما نشأ من التقية " [4].
- الرابع عشر: نقول للشيعة الإمامية أين كتب جعفر التي دونت وأين مصنفاته؟ فإن كان الشيعة لا يملكونها فكيف يعيبوا على غيرهم بهذا الأمر؟
الخامس عشر: فإن كان فقه جعفر يغني عن فقه الإمام الذي بعده فما وجه الحاجة إلى إمامة من بعده؟ وإن كان لا يغني فلم التوقف عند فقهه فقط؟ وما هو سبب الاهتمام به دون سواه؟ إلى حد أنه لا يوجد عندهم من أقوال لأي إمام بعده بل ولا قبله ما يمكن أن يشكل مذهباً.
السادس عشر: الشيعة الإمامية يتبعون فقهاءهم ولا يتبعون مذهب جعفر الصادق، فهم يأخذون في واقعهم العملي أقوال المجتهدين من علمائهم فما فضلهم على بقية المذاهب الفقهية الإسلامية الذين يأخذون بأقوال المجتهدن أيضاً، فإن قال الإمامية إن فقهاءنا يجتهدون في ضوء أقوال " الأئمة " قلنا لهم بأن فقهاءنا يجتهدون في ضوء قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا شك أن قول النبي – صلى الله عليه وسلم – هو الأصل، وهذه منقبة ومزية وفضيلة لبقية المذاهب تفتقدها المذاهب الفقهية الإمامية جميعاً
كتبه أبو عبد العزيز سعود الزمانان
21/ 9/2008
--------------------------------------------------------------------------------
[1] عيون الأخبار للقرشي 4/ 276.
[2] شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار للقاضي النعمان المغربي الشيعي 3/ 278 مؤسسة النشر الإسلامي قم.
[3] الحدائق الناضرة 1/ 5.
[4] الحدائق الناضرة 1/
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:22]ـ
بارك الله فيكم،وجعل ردكم هذا مما يحسب لكم في موازين الحسنات
شكرا جزيلا.(/)
يا أهل الحديث هل يصح هذا الحديث؟
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:24]ـ
نسب بعض الفقهاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام.حديث أدوا عمن تمونون فهل يصح هذا عنه صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:49]ـ
قال الألباني رحمه الله
- حديث ابن عمر " أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصدقة الفطر عن الصغير والكبير والحر والعبد ممن تمونون " رواه الدارقطني200
حسن. الدارقطني (220) ومن طريقه البيهقي (4/ 161) من طريق القاسم بن عبد الله بن عامر بن زرارة حدثنا عمير بن عمار الهمداني ثنا الأبيض بن الأغر حدثني الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر به. وقال البيهقي: " إسناده غير قوي ". وبين وجهه الدارقطني فقال: " رفعه القاسم وليس بقوي والصواب موقوف ". ثم ساق من طريق حفص بن غياث قال: سمعت عدة منهم الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر: " أنه كان يعطي صدقة الفطر عن جميع أهله صغيرهم وكبيرهم عمن يعول وعن رقيقه ورقيق نسائه ورواه ". ابن أبي شيبة أيضا (4/ 37). قلت: وهذا سنده صحيح موقوف. وروي مرفوعا عن علي. أخرجه الدارقطني طريق إسماعيل بن همام حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن آبائه: " أن النبي فرض زكاة الفطر على الصغير والكبير والذكر والأنثى ممن تمونون ". وهذا سند ضعيف كما قال الحافظ في " التلخيص " (ص 186) وإسماعيل بن همام شيعي أورده في " اللسان " ولم يحك توثيقه عن أحد. ورواه. البيهقى (4/ 161) من طريق حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: " فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على كل صغيرا وكبير حر أو عبد ممن يمونون صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب عن كل إنسان ". وقال: (وهو مرسل). قلت: ورجاله ثقات فإذا ضم إليه الطريق التي قبله مع حديث ابن عمر أخذ قوة وارتقى إلى درجة الحسن إن شاء الله تعالى.
انتهى كلامه
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 06:02]ـ
حديث: (أدوا صدقة الفطر عمن تمونون) لا أصل له بهذا اللفظ.قاله السبكي رحمه الله. واما بمعناه فقد تفضل الشيخ عبدالرحمن بذاك النقل المبارك ان شاء الله.(/)
تخريج حديث جابر في الوضوء مما مست النار -
ـ[أبوأروى]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هذا تخريج لحديث جابر رضي الله عنه في الوضوء مما مست النار , وقد اخترته لأمرين:
1 - لأنه مما استدل به أهل العلم على نسخ الوضوء مما مست النار , وخالفهم آخرون , والمسألة مبسوطة معروفة.
2 - لأنني وجدت فيه علة أخرى غير علة الاختصار المشهورة , وبينتها بيانا - يحتاج إلى تعقيب وتهذيب من الإخوة الأفاضل فلا تبخلوا علينا -
وهذا بيانه:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال " قَرَّبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَلَحْمًا فَأَكَلَ , ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ بِهِ , ثُمَّ صلى الظُّهْرَ , ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ , ثُمَّ قام إلى الصَّلَاةِ ولم يَتَوَضَّأْ "
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639 - 640) وابن حبان في صحيحه 3/ 415 (1132) , من طريق معمر
وعبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639 - 640) – ومن طريقه ابن حبان في صحيحه 3/ 413 (1130) , وفي 3/ 418 (1136) - , وأبو داود في سننه 1/ 49 (191) كتاب الطهارة , باب في ترك الوضوء مما مست النار , - ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 - من طريق ابن جريج
و ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 51 (521) من طريق علي بن يزيد
وابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , والترمذي في سننه 1/ 116 (80) كتاب الطهارة , باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار, وابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 والبيهقي في الكبرى 1/ 154 (696) من طريق ابن عيينة
وأبو يعلى في مسنده 4/ 75 (2098) من طريق أبي معشر
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 65 , وابن حبان في صحيحه 3/ 420 (1139) من طريق روح بن القاسم
وابن حبان في الثقات 8/ 498 من طريق الأوزاعي – مختصرا -
وابن حبان في صحيحه 3/ 418 (1137) من طريق أيوب , وجرير
وفي 3/ 418 (1135) من طريق أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة
والبيهقي في الكبرى 1/ 156 من طريق أسامة بن زيد
وابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 من طريق عبدالعزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان
كلهم (معمر , وابن جريج , وعلي بن يزيد , وابن عيينة , وأبو معشر , وروح , والأوزاعي , وأيوب , وجرير , وابن أبي فروة , وأسامة بن زيد , وعبد العزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان) عن ابن المنكدر عن جابر بنحوه , وفي بعض الطرق اختصارا.
وخولفوا /
فأخرجه أبو داود في سننه 1/ 49 (191) كتاب الطهارة , باب في ترك الوضوء مما مست النار ,- ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد 12/ 267 - , وابن خزيمة في صحيحه 1/ 28 (43) – ومن طريقه ابن حبان في صحيحه 3/ 416 (1134) ,والنسائي في سننه 1/ 108 (185) ,وابن أبي حاتم في العلل 1/ 66 , وابن الجارود في المنتقى ص 19 (24) ,وابن قانع في معجمه 1/ 136 , والطبراني في الصغير 2/ 3 (671) , وفي الأوسط 5/ 59 (4663) , وفي الشاميين 4/ 149 (2973) , وابن عبد البر في التمهيد 3/ 347 ,وابن شاهين في ناسخه ص73 (64) والبيهقي في الكبرى 1/ 155 (698) , وفي 1/ 156 (698) , والذهبي في تذكرة الحفاظ1/ 385
كلهم من طريق علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر قال " كان آخِرَ الْأَمْرَيْنِ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ "
وهذا الوجه فيه اختصار من القصة الواردة في الحديث , ومدار هذا الاختصار على شعيب بن أبي حمزة , وقد خالف الحفاظ الكبار كمعمر , وابن عيينة , وابن جريج , وأيوب , وغيرهم ,
وعليه فإن الراجح هو ما رواه الأئمة الحفاظ عن ابن المنكدر , فهم أكثر عددا , والمخالف لهم: شعيب بن أبي حمزة ثقة حافظ؛ إلا أنه انتقد عليه هذا الحديث , ووهمه أبو حاتم – كما سيأتي –
ثم إن ابن المنكدر قد توبع على هذا الوجه الراجح عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخرجه ابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , من طريق عمرو بن دينار وأحمد في مسنده 3/ 374 (15062) ابن ماجه في سننه 1/ 164 (489) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك , والترمذي في سننه 1/ 116 (80) كتاب الطهارة , باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار , والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 65 , وابن عبد البر في التمهيد 3/ 331 من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل
والطبراني في الأوسط 8/ 293 (8674) من طريق أبي الزبير
ومحمد بن عبدالرحمن بن ثوبان – ذكره مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 463 وعزاه للحاكم في تاريخ نيسابور –ولم أقف عليه.
أربعتهم (عمرو بن دينار , وابن عقيل, وأبو الزبير , ومحمد بن عبد الرحمن) عن جابر بنحو حديث الجماعة الحفاظ عن ابن المنكدر.
قال أبو داود في سننه 1/ 49 " وهذا- طريق شعيب- اختصار من الأول "
وقال أبو حاتم – في العلل 1/ 66 - " هذا حديث مضطرب المتن- حديث شعيب- إنما هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ولم يتوضأ , كذا رواه الثقات عن ابن المنكدر عن جابر , ويحتمل أن يكون شعيبا حدث به من حفظه , فوهم فيه "
وقال ابن حبان في صحيحه 3/ 417" هذا خبر مختصر من حديث طويل , اختصره شعيب بن أبي حمزة"
وذكر الدارقطني – كما في أطراف الغرائب والأفراد 2/ 384 - أن ابن عياش تفرد به عن شعيب
قال ابن دقيق في الإمام – نقلا من البدر المنير 2/ 413 - " الذي ذكره أبو داود أقرب مما قاله أبو حاتم؛ فإن المتنين متباعدي اللفظ أعني قوله: آخر الأمرين , وقوله: أكل كتفًا ثم صلى ولم يتوضأ , ولا يجوز التعبير بأحدهما عن الآخر والانتقال من أحدهما إلى الآخر؛ إنما يكون عن غفلة شديدة، وأما ما ذكره أبو داود من أنه اختصار من حديثه الأول فأقرب؛ لأنه يمكن أن يكون قد عبَّر بهذه العبارة عن معنى الرواية الأخرى "
وعلق عليه ابن الملقن " وفي التعبير أيضًا بذلك نظر، إلا أن تكون تلك الحالة آخر الأمر عنده؛ فعبر بها "
وقال ابن القيم – في تهذيب السنن 7/ 35 - " وجابر هو الذي روى هذا وهذا , فاختصره بعض الرواة واقتصر منه على آخره , ولم يذكر جابر لفظا عن النبي e أن هذا آخر الأمرين مني "
وقد وقفت على كلام للشيخ عبد الله السعد – حفظه الله – يذكر أن سبب علة الاختصار قد تكون من غير شعيب , فقال " الشاهد في هذا أن شعيب بن أبي حمزة فيما يبدوا أخذ كتاب ابن المنكدر من ابن أبي فروة _ وابن أبي فروة متروك _ ولذلك وقعت المنكرات في رواية شعيب عن ابن المنكدر بينما هذه ألفاظ ابن أبي فروة عن ابن المنكدر ... . ا. هـ
وهو يشير – حفظه الله – إلى قول أبي حاتم في رواية شعيب عن ابن المنكدر , فقد ذكر ابن أبي حاتم في العلل 2/ 173 " وأما حديث جابر فرواه شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر , وقد طعن فيها , وكان عرض شعيب على ابن المنكدر كتابا , فأمر بقراءته عليه فعرف بعضها وأنكر بعضا , وقال لابنه أو لابن أخيه: اكتب هذه الأحاديث , فروى شعيب ذلك الكتاب , ولم يثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس , وعرض علي بعض تلك الأحاديث فرأيتها مشابهة لحديث إسحاق بن أبي فروة "
وهذا الحديث الذي ذكره ابن أبي حاتم هو: حديث " من سمع النداء فقال اللهم رب هذه الدعوة التامة " وقد بين ابن رجب في شرحه للعلل علة هذا الحديث – انظر شرح علل الترمذي 2/ 261 - 263
قلت: ما قاله الشيخ فيه تأمل , ويحتاج إلى دليل واضح يدل عليه , ولو كان كما قال لما علق أبو حاتم سبب الاختصار على شعيب -وهو الثقة الحافظ - , ووهمه في ذلك. والله أعلم
وفي الحديث علة أخرى /
وهي عدم سماع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر:
روي ذلك عن ابن عيينة , أخرجه البخاري في الأوسط 2/ 250 " قال: ثنا علي بن المديني قال قلت لسفيان: إن أبا علقمة الفروي روى عن ابن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحما ولم يتوضأ؟ فقال: أحسبني سمعت ابن المنكدر قال: أخبرني من سمع جابرا أكل النبي صلى الله عليه وسلم "
ثم قال البخاري " وقال بعضهم عن ابن المنكدر سمعت جابرا , ولا يصح "
قال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 462 معلقا عليه " فهذا حكم فيه بعدم اتصاله "
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل البيهقي في المعرفة 1/ 250 " قال الشافعي - في سنن حرملة - لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر ,إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل "
قال البيهقي في المعرفة 1/ 250 - معقبا- " وهذا الذي قاله الشافعي محتمل: وذاك لأن صاحبي الصحيح لم يخرجا هذا الحديث من جهة محمد بن المنكدر عن جابر في الصحيح، مع كون إسناده من شرطهما. ولأن عبد الله بن محمد بن عقيل قد رواه أيضا عن جابر. ورواه عنه جماعة، إلا أنه قد روي عن حجاج بن محمد، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله. فذكروا هذا الحديث. فإن لم يكن ذكر السماع فيه وهما من ابن جريج؛ فالحديث صحيح على شرط صاحبي الصحيح "
قلت: ذكر التصريح بالسماع في الإسناد روي من طريقين – فيما وقفت عليه - /
1 - طريق ابن جريج عن ابن المنكدر قال: سمعت - كما عند عبد الرزاق في المصنف 1/ 165 (639) عن معمر وابن جريج عن ابن المنكدر , وليس في طريق معمر قوله " سمعت " – كما أخرجه عبد الرزاق في 1/ 165 (640) وابن حبان في صحيحه 3/ 415 (1132)
وفي طريق آخر: قال أخبرني – كما عند أبي داود في سننه 1/ 49 (191) من طريق حجاج عن ابن جريج به.
2 - طريق أبي معشر – كما عند أبي يعلى في مسنده 4/ 75 (2098) عن محمد بن بكار عن أبي معشر قال سألت محمد بن المنكدر عن الوضوء مما مست النار فقال حدثني جابر بن عبد الله ... "
وهذا الطريق فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن , وقد ضعفه أكثر أهل العلم , قال البخاري " منكر الحديث " , وقال أحمد " كان صدوقا ولكنه لا يقيم الإسناد " , ولعله هنا لم يضبط الإسناد , وقال ابن معين " ضعيف , إسناده ليس بشيء , يكتب من حديثه الرقائق " انظر الضعفاء للعقيلي 4/ 308
وقد خالفهم غيرهم /
فرواه (معمر , وعلي بن يزيد , وابن عيينة , وروح , والأوزاعي , وأيوب , وجرير , وابن أبي فروة , وأسامة بن زيد , وعبد العزيز بن أبي سلمة , وعبد الوارث بن سفيان) كلهم عن ابن المنكدر عن جابر , وليس فيه تصريح بالسماع منه - وقد تقدم تخريج أحاديثهم -
ويؤيد عدم سماع ابن المنكدر من جابر هذا الحديث:
ما قاله مغلطاي في شرح سنن ابن ماجه 1/ 462 - 464 " ويزيده وضوحا أيضا: رجوع ابن المنكدر عن هذا الرأي، إلى غيره؛ ذكر أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن شعيب بن أبي حمزة: أنّ الزهري ناظر ابن المنكدر فاحتج ابن المنكدر بحديث جابر، واحتج الزهري بحديث عمر بن أميّة في الوضوء مما مست النار قال: فرجع ابن المنكدر عن مذهبه إلى مذهب الزهري. ولقائل أن يقول: لو أخذه ابن المنكدر عن جابر شفاها لما رجع عنه ولا ساغ له ذلك، ولكن لما أخذه عنه بواسطة ضعيفة رجع عنه مسرعا،. أ. هـ
والقصة التي ذكرها مغلطاي: أخرجها أبو زرعة في تاريخه ص88
الحكم على إسناد الحديث /
تقدم قول الشافعي: أن ابن المنكدر سمع الحديث من ابن عقيل , واحتمله البيهقي , ودلل عليه. فإن كان ما قاله صحيحا , فالحديث ضعيف الإسناد؛ لضعف ابن عقيل هذا ,
ولكنه متأيد بما رواه البخاري في صحيحه 5/ 2078 (5141) بسنده عن سَعِيدِ بن الْحَارِثِ عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَأَلَهُ عن الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ فقال لَا قد كنا زَمَانَ النبي صلى الله عليه وسلم لَا نَجِدُ مِثْلَ ذلك من الطَّعَامِ إلا قَلِيلًا فإذا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لم يَكُنْ لنا مَنَادِيلُ إلا أَكُفَّنَا وَسَوَاعِدَنَا وَأَقْدَامَنَا ثُمَّ نُصَلِّي ولا نَتَوَضَّأُ "
وصحح الحديث: النووي في الخلاصة 1/ 144 , وابن الملقن في البدر المنير 2/ 412 , وابن حجر في التلخيص 1/ 116(/)
رجاء:: أريد حديثا صحيحا مرويا عن فاطمة رضي الله عنها::
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أريد حديثا صحيحا ورد في سنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم (روي عن فاطمة رضي الله عنها)
من فضلكم أحتاجه للضرورة العلمية
بارك الله فيكم.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 05:50]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته. تفضلي:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كن أزواج النبي {صلى الله عليه وسلم} عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله {صلى الله عليه وسلم} شيئاً فلما رآها رحب بها وقال مرحباً بابنتي ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديداً فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها
خصك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله {صلى الله عليه وسلم} سألتها ما قال لك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قالت ما كنت لأفشي على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} سره قالت فلما توفي رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قلت عزمت عليك بما لي لك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقالت أما الآن فنعم أما حينما سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السف أنا لك فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت.متفق عليه واللفظ لمسلم.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 06:08]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
الحمد لله رجعت للحديث الذي ذكرتم ووجدته كما تفضلتم في صحيح مسلم، باب فضائل فاطمة بنت النبيّ عليه الصلاة والسلام.
الشكر موصول لكم مرة أخرى.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 08:15]ـ
الحديث إنما هو من مسند عائشة وليس من مسند فاطمة رضي الله عنهما و وجود فاطمة إنما هو في المتن لا في السند كما في الطلب والله أعلم.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 08:36]ـ
قال الترمذي في كتاب أبواب الصلاة باب ما يقول عند دخول المسجد: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ الْكُبْرَى قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ وَقَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ وَقَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ و قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بِمَكَّةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ قَالَ كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ"
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 09:03]ـ
قال الترمذي في كتاب أبواب الصلاة باب ما يقول عند دخول المسجد: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ الْكُبْرَى قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ وَقَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ وَقَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ و قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بِمَكَّةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ قَالَ كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ قَالَ رَبِّ افْتَحْ لِي بَابَ فَضْلِكَ"
تأمل ـ بارك الله فيك ـ أن الأخت اشترطت "الصحة" في الحديث،وهذا الذي تفضلت بإيراده لا يصح للانقطاع الحاصل في اسناده كما هو ظاهر واضح.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 09:06]ـ
الحديث إنما هو من مسند عائشة وليس من مسند فاطمة رضي الله عنهما و وجود فاطمة إنما هو في المتن لا في السند كما في الطلب والله أعلم.
بل هو من مسند فاطمة رضي الله عنها،ألا ترى أنها هي التي تحدث عن رسول الله (ص) وتذكر ما قاله لها؟ وأما رواية عائشة رضي الله عنها لذلك فغايته أن يكون من رواية الصحابي عن الصحابي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:01]ـ
طيب يا أفاضل، هل أعتمد على الحديث الأول أو الثاني؟ وهل هناك غيرهما؟
أنا فقط أردت أن أذكر - في جزء من بحثي - أن الأحاديث النبوية أخذت من رواة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيضا مثلما أخذت من الصحابة رضي الله عنهم، في مقارنة جانبية بين الرواية عند السنة والرواية عند القوم، ولست من طلاب العلم الشرعي الأكاديمي، وإنما جاء هذا في إطار بحث أكاديمي أدبي جرني للحديث عن مسائل دينية - وهذا من فضل الله علي لأنني أحتك يوميا بمصادر دينية وسعت مداركي الإسلامية لكنني في بداية الطريق - أهمها رواية الأحاديث النبوية.
لذلك أحتاج لنصيحتكم وتوجيهاتكم بارك الله فيكم.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:25]ـ
هذا الرابط قد يفيدك:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=523
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:31]ـ
هذا الرابط قد يفيدك:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=523
جزاك الله خيرا على الاهتمام بالموضوع، أعانك الله وسدد خطاك، وبارك الله لك في وقتك وصحتك.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:53]ـ
آمين. ولكم بمثل.
ـ[ريما بنغازي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:01]ـ
[742] 7 - باب: كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال مسروق، عن عائشة، عن فاطمة عليها السلام: أسر إلي النبي صلى الله عليه وسلم: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي). من صحيح البخاري باب نزول الوحي وأول ما نزل من الوحي ومن كتاب الألباني صحيح الترغيب والترهيب (حسن لغيره) وروي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة وغيره
ـ[عبيدالله المنصوري]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 09:32]ـ
أذكر أن في (فضائل فاطمة) لأبي عبد الله الحاكم جملة من حديثها، فليراجع، فالكتاب ليس بحوزتي، والله أعلم.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:14]ـ
عليكِ بالاكتفاء بالحديث الأول الذي نقله الأخ ابو العلياء الواحدي لأنه صحيح متفق عليه كما قال هو , أما الحديث الثاني الذي نقله الأخ ابو الحاتم بن عاشور فهو لا يصح و قال عنه الترمذي نفسه أنه منقطع , والله أعلم.
ـ[ابو العلياء الواحدي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 08:50]ـ
أذكر أن في (فضائل فاطمة) لأبي عبد الله الحاكم جملة من حديثها، فليراجع، فالكتاب ليس بحوزتي، والله أعلم.
لم يورد الحاكم في المستدرك شيئا مما اسندته السيدة المطهرة فاطمة الزهراء!
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:09]ـ
http://www.saaid.net/Minute/115.htm
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 03:18]ـ
رضي الله عن أمنا عائشة بنت الدصيق و عن المطهرة فاطمة بنت رسول الله و عن الصحابة أجمعين و آل البيت الطيبين الطاهرين عليهم السلام(/)
المرجع في الآثار وأخبار السلف
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله، أما بعد:
فمعلوم لإيجاد حديث ما يجب الرجوع إلى كتب السنة مثل الصحيحين والسنن والمسانيد ...
ولكن أريد أن أعرف ما هو المرجع لإيجاد الآثار وخاصة أخبار السلف؟
مثلا عند قراءة كتب الرقائق والأخلاق، نجد العديد من أخبار السلف وأخبار الزهاد ... ، لكن العجيب الذي لاحظته شيئين:
الأول: عدم وجود أي إسناد سوى كلمة: وروي عن بعضهم، وقيل أن أحد السلف، ... أو ما شبه ذلك.
الثاني: أن الذي يحقق الكتاب لا يلفت نظرا لمثل هذه الأخبار، فتجده يعزو الأحاديث إلى مراجعها، ولكنه لا يلقي أدنى إنتباه لمثل تلك الأخبار -أحوال الزهاد- كما يقال.
فظهر لي -والله أعلم- أن معظم هذه الأخبار مكذوبة أو ضعيفة -والعياذ بالله- وحملهم على ذلك القول بأن الأحاديث الضعيفة (عن النبي) يجوز ذكرها من باب الترغيب والترهيب، فضلا عن أخبار السلف الزهاد.
والعجب أيضا، أن من قال بأنه يجوز ذكر الضعيف في الترغيب والترهيب، قيد ذلك بشروط وأذكر منها: -أن يبين الضعف -أن لا يكون الضعف كبيرا -أن يكون الحكم ثابت -أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاله ... (هذا ما أذكر) ولكن أصحاب هذه الكتب لا يمتثلون هذه القيود، أي يعملون بكلمة واحدة وهي التي نسمعها تدور دائما على الألسن ألا وهي "يجوز ذكر الأحاديث الضعيفة في الترغيب والترهيب" وللأسف لا يذكرون قيود أهل العلم ...
معذرة، فقد أطلت السؤال وها أنا أعيده من جديد: كيف أتأكد من صحة هذه الأخبار؟ وكيف يمكنني الحصول على مزيد من تلك الأخبار؟ ما هي الكتب المرجعية في تلك الأخبار؟
في الحقيقة تعمدت الإطالة، لأن الجواب عن السؤال يختلف باختلاف حال السائل، والله أعلم وأحكم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 10:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله ...
/// عند أهل الحديث قاعدة وهي: "من أسند فقد أحال أو فقد برئت ذمته".
ولذلك كان أئمة النقد يحفظون ويكتبون الصحيح والمزور المكذوب
يكتبون الأول للعمل به ويكتبون الثاني للمعرفة ولهم قصص وحكايات في ذلك يعرف من خلالها أنهم كانوا على صواب في هذا العمل
أما إذا لم يكن الحديث مكذوبا بل ضعيفا فإنهم يكتبونه للعمل به إذا لم يوجد في الباب ما يدفعه ويكتبونه للاتئناس والاستشهاد أيضا
كما كان يفعل الشافعي وأحمد وغيرهما
وهل كانوا يرون المكذوب في غير المذاكرة؟ فيه بحث
أما الضعيف فإنهم يرونه ويكتبونه ويحرصون على ذلك للمعرفة
هذا كله في المرفوع
والموقوف والمقطوع أخف
أما ما سئلت عنه فقد أفردت في موضوع لتعم الفائدة منه وهاهو:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65320
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:31]ـ
بارك الله فيك أخي على الإهتمام
جزاك الله خيرا، سألتحق بك في الموضوع إن شاء الله ...(/)
المهدي واسم ابيه
ـ[المحقق كونان]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 05:31]ـ
هناك حديث عن ابن مسعود، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال [المهدي يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي]
وهنا ملاحظتان أسردها::
1 ـ روي هذا الحديثَ عن ابن مسعود نفسه في مسند أحمد ومواضع أخرى (واسمه اسمي) فقط.
2 ـ الترمذي في سُننه ذكر هذا الحديث عن ابن مسعود (واسمه اسمي) فقط.
ثمّ قال الترمذي:
وفي الباب: عن عليّ، وأبي سعيد، وأم سلمة، وأبي هريرة، وهذا حديث حسن صحيح.
فكل هؤلاء رووا الحديث بدون زيادة (واسم ابيه اسم أبي)
فهل سقطت هذه الزيادة (واسم أبيه اسم أبي) أم هذه الزيادة مكذوبة؟
ـ[دامو]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر ( http://dorar.net/mhd/1377) - المصدر: مسند أحمد ( http://dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 5/ 197
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
لا تقوم الساعة حتى يملك [الناس] رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملأها قسطا وعدلا الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني ( http://dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الموارد ( http://dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1574
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح(/)
حديث الجساسة وبيان ما فيه من العلل في الإسناد والمتن -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:12]ـ
دراسة لحديث الجساسة
وبيان ما فيه من العلل
في الإسناد والمتن
بقلم د. حاكم المطيري
كلية الشريعة
جامعة الكويت
2009
ملخص البحث
البحث دراسة في حديث فاطمة بنت قيس في قصة الجساسة، وبيان ما فيه من العلل في الإسناد والمتن، التي دعت البخاري إلى تركه وعدم تخريجه له في صحيحه، وتخريج ما يعارضه وهو حديث ابن صياد، ودراسة متابعاته وشواهده، وبيان الأدلة النقلية والعقلية التي تعارضه، حتى حكم بعض المتقدمين وبعض المعاصرين بغرابة إسناده، ونكارة متنه.
وقد كنت سمعت الشيخ ابن عثيمين في بعض دروسه ينكر متنه دون التعرض لإسناده، فعزمت على دراسته دراسة حديثية، فكتبت هذا البحث في حدود سنة 1997م ثم أجلت نشره إلى ما بعد الدكتوراه ثم بعثته بعد سنة 2000م للتحكيم في مجلة كلية الشريعة بجامعة الكويت فاعتذرت بعدم النشر لطول البحث فاختصرته كثيرا ـ وهذه هي النسخة المختصرة ـ وأرسلته إلى عدد من المجلات العلمية لتحكيمه في المملكة العربية السعودية وفي مصر فاعتذرت كلها مع اعتراف بعض المحكمين في تقاريرهم بأن البحث يدل على أن من كتبه عالم ضليع في علم علل الحديث! إلا أن جلالة صحيح مسلم تمنع من نشره!
وهذا هو البحث أقدمه للمتخصصين في علم الحديث فعسى أن يجدوا فيه جوابا عن سؤال وجدال طالما دار حول هذا الحديث والله ولي التوفيق!
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه دراسة حديثية نقدية لإسناد حديث فاطمة بنت قيس ومتنه، وهو حديثها في شأن الدجال وقصة الجساسة، وقد أنكر متنه بعض العلماء المعاصرين [1] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn1)، واحتج بعدم تخريج البخاري له، وقد وصفه بالغرابة بعض المتقدمين، ولعله لهذا السبب لم يخرج البخاري حديث فاطمة هذا في صحيحه قال ابن حجر: (سلك البخاري مسلك الترجيح فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد، ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم، وقد توهم بعضهم أنه غريب فرد، وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة وجابر). [2] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn2)
فناسب ذلك جمع طرقه، وتخريجها ودراسة إسناده ومتنه، وبيان ما في ألفاظه من اختلاف، وبيان وجه النكارة فيها إن كان ثمة نكارة، وذكر الأدلة التي تعارضه، وكشف علله التي حدت البخاري لعدم تخريجه وعدم التبويب له في صحيحه.
هذا وقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى:-
1 - المبحث الأول: تخريج روايات حديث الشعبي عن فاطمة.
2 - المبحث الثاني: دراسة طرق حديث الشعبي بحسب شهرتها.
3 - المبحث الثالث: في بيان طبقات أصحاب الشعبي.
4 - المبحث الرابع: في المتابعات لرواية الشعبي.
5 - المبحث الخامس: في ذكر الشواهد لحديث فاطمة.
6 - المبحث السادس: في بيان ما في ألفاظه من اختلاف.
7 - المبحث السابع: ذكر الأدلة التي تعارضه.
ثم خاتمة البحث والنتائج
المبحث الأول: تخريج روايات حديث الشعبي عن فاطمة:
سياق الإمام مسلم لحديث فاطمة في صحيحه: قال (حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد (واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد)، حدثنا أبي عن جدي، عن الحسين بن ذكوان، حدثنا ابن بريدة، حدثني عامر بن شراحيل الشعبي، شعب همدان، أنه سأل فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس، وكانت من المهاجرات الأول، فقال: حدثيني حديثاً سمعتيه من رسول الله e لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن، فقال لها: أجل حدثيني. فقالت: نكحت ابن المغيرة، وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله e فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله e، وخطبني رسول الله e على مولاه أسامة بن زيد، وكنت قد حدثت أن رسول الله e قال: ((من أحبني فليحب أسامة)) فلما كلمني رسول الله e قلت: أمري بيدك. فأنكحني من شئت. فقال: ((انتقلي إلى أم شريك)) وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان، فقلت: سأفعل. فقال: ((لا تفعلي. إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك،
(يُتْبَعُ)
(/)
فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمر بن مكتوم)) (وهو رجل من بني فهر، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه) فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي، منادي رسول الله e ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله e فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله e صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ((ليلزم كل إنسان مصلاه))، ثم قال: ((أتدرون لم جمعتكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال. حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهراً في البحر، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً، وأشده وثاقاً، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد؟ قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهراً، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر. قال: أخبرني عن بحيرة الطبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر. قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم. هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قال: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وأني مخبركم عني، إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة. فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة، أو واحداً منها استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول الله e وطعن بمخصرته في المنبر ((هذه طيبة. هذه طيبة. هذه طيبة)) يعني المدينة ((ألا هل كنت حدثتكم ذلك)) فقال الناس: نعم. ((فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو. من قبل المشرق ما هو. من قبل المشرق ما هو)) وأومأ بيده إلى المشرق. قالت فحفظت هذا من رسول الله e.
ـ حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي، أبو عثمان حدثنا قرة، حدثنا سيار أبو الحكم، حدثنا الشعبي قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب ابن طاب، وأسقتنا سويق سلت، فسألتها عن المطلقة ثلاثاً أين تعتد؟ قالت: طلقني بعلي ثلاثاً، فأذن لي النبي e أن اعتد في أهلي. قالت فنودي في الناس: إن الصلاة جامعة، قالت: فانطلقت فيمن انطلق من الناس، قالت: فكنت في الصف المقدم من النساء وهو يلي المؤخر من الرجال، قالت: فسمعت النبي e وهو على المنبر يخطب فقال: ((إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر)) وساق الحديث وزاد فيه: قالت: كأنما انظر إلى النبي e، وأهوى
(يُتْبَعُ)
(/)
بمخصرته إلى الأرض، وقال: ((هذه طيبة)) يعن المدينة.
ـ وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. حدثنا أبي. قال: سمعت غيلان بن جرير يحدث عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس، قالت: قدم على رسول الله e تميم الداري فأخبر رسول الله e أنه ركب البحر، فتاهت به سفينته فسقط إلى جزيرة، فخرج إليها يلتمس الماء، فالتقى إنساناً يجره شعره، واقتص الحديث. وقال فيه، ثم قال: أما إنه لو قد أذن لي في الخروج قد وطئت البلاد كلها غير طيبة، فأخرجه رسول الله e إلى الناس فحدثهم قال: ((هذه طيبة وذاك الدجال)).
ـ حدثني أبو بكر ابن إسحاق، حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن أبي الزناد، عن الشعبي عن فاطمة بن قيس، أن رسول الله e قعد على المنبر فقال: ((يا أيها الناس حدثني تميم الداري أن أناساً من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم فانكسرت بهم، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة فخرجوا إلى جزيرة في البحر)) وساق الحديث. [3] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn3)
تخريج طرق الحديث عن الشعبي: وقد رواه عن الشعبي كل من:
أولا: مجالد بن سعيد عن الشعبي: وقد رواه عنه كل من:
1 ـ سفيان بن عيينة: رواه عنه الحميدي [4] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn4) ، والطبراني. [5] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn5)
2 ـ يحيى بن سعيد القطان: رواه عنه أحمد [6] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn6)، والطبراني. [7] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn7)
3 ـ حماد بن أسامة: رواه عنه إسحاق وابن أبي شيبة. [8] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn8)
4 ـ علي بن مسهر: رواه عنه ابن أبي شيبة. [9] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn9)
5 ـ إسماعيل بن أبي خالد: رواه أبو داود [10] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn10) ، وابن ماجه [11] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn11)، والآجري من طرق عنه. [12] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn12)
6 ـ زيد بن أبي أنيسة: رواه الطبراني. [13] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn13)
ثانيا: داود بن أبي هند عن الشعبي:
رواه أحمد [14] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn14)، والنسائي [15] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn15) ، وابن حبان [16] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn16)، والطبراني [17] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn17) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عنه.
ثالثا: عبد الله بن بريدة عن الشعبي:
رواه مسلم [18] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn18) وأبو داود [19] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn19)، كلاهما من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريده.
رابعا: قتادة عن الشعبي:
رواه إسحاق بن راهويه والترمذي [20] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn20)، كلاهما من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة به.
خامسا: عمران بن سليمان عن الشعبي:
رواه ابن حبان [21] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn21)، من طريق عبد الملك بن سليمان القرقساني عن عيسى بن يونس عن عمران به.
سادسا: أبو الزناد عبد الله بن ذكوان:
رواه مسلم [22] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn22)، والطبراني [23] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn23)، من طريق يحيى بن بكير عن المغيرة الحزامي عن أبي الزناد به.
سابعا: غيلان بن جرير عن الشعبي:
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه مسلم [24] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn24)، والطبراني [25] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn25)، كلاهما من طريق وهب بن جرير عن أبيه جرير بن حازم عن غيلان به.
ثامنا: سيار العنزي عن الشعبي:
رواه مسلم [26] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn26)، والطبراني [27] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn27)، من طريق خالد بن قرة عن سيار به.
ومن خلال تخريج الحديث يظهر مدى شهرته عن مجالد بن سعيد حيث رواه عنه ستة من الحفاظ الأثبات الثقات، بينما الروايات عن غيره لم تشتهر عمن رووها بل عامتها غرائب كما سيأتي بيانه!
المبحث الثاني:دراسة طرق حديث الشعبي بحسب شهرتها:-
أولا: رواية مجالد بن سعيد عن الشعبي: -
وهي أشهر روايات هذا الحديث على الإطلاق، فقد رواها عن مجالد ستة من الحفاظ والثقات الأثبات وهم:-
أ- إسماعيل بن أبي خالد: كما عند أبي داود والطبراني والآجري من طرق عن المعتمر بن سليمان، وعند ابن ماجة من طريق عبد الله بن نمير، وعند الآجري من طريق أبي شهاب، كلهم المعتمر وابن نمير وأبو شهاب عن إسماعيل عن مجالد عن الشعبي به.
ب- يحيى بن سعيد القطان: كما عند أحمد، وعند الطبراني من طريق مسدد بن مسرهد،كلاهما أحمد ومسدد عن يحيى عن مجالد به.
ج- سفيان بن عيينة: كما في مسند الحميدي عنه عن مجالد به، والرمادي عن سفيان كما في الطبراني.
د- حماد بن أسامة: كما في مصنف ابن أبي شيبة عنه عن مجالد به.
ه- زيد بن أبي أنيسة: كما عند الطبراني من طريق الرهاوي عنه عن مجالد به.
و- علي بن مسهر: كما عند ابن أبي شيبة عنه عن مجالد به.
فالحديث محفوظ مشهور عن مجالد عن الشعبي، رواه عنه ستة من الثقات، أربعة منهم من الأئمة الحفاظ، منهم اثنان من حفاظ الكوفة هما حماد بن أسامة، وإسماعيل بن أبي خالد الذي هو بإجماع أهل الحديث أحفظ أصحاب الشعبي [28] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn28)، وأعلمهم بحديثه وأرواهم له، والمقدم عليهم جميعاً عند الاختلاف في حديث الشعبي، ومع ذلك لا يروى هذا الحديث إلا عن مجالد عن الشعبي!
وكذا رواه عن مجالد يحيى بن سعيد القطان إمام أهل البصرة وحافظها، والمتشدد في الرواية، وكان لا يحبذ الرواية عن مجالد لشدة ضعف مجالد عنده، ومع هذا اضطر لرواية هذا الحديث عنه؟!
وفيهم أيضا سفيان بن عيينة إمام أهل الحجاز وحافظهم؟!
فاجتمع على رواية هذا الحديث عن مجالد أئمة أهل الحديث من الحجاز والبصرة والكوفة قبل أن يعرف عن غيره؟!
بل إن ابن أبي شيبة حافظ أهل الكوفة لم يرو هذا الحديث في مصنفه ـ الذي جمع فيه فأوعى حتى بلغت مروياته نحو أربعين ألف رواية ـ إلا من طريق مجالد مع أنه أورد مرويات كثيرة جداً في شأن الدجال؟!
وهذا أحمد حافظ العراق على الإطلاق، وإمام أهل الحديث في زمانه – الذي انتقى مسنده من سبعمائة ألف رواية فاختار أجودها – وكان يرى أحاديث مجالد شبه الحلم، ومع ذلك يروي هذا الحديث من طريقه [29] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn29)؟!
ومجالد قال عنه في التهذيب (قال البخاري كان يحيى بن سعيد يضعفه، وكان ابن مهدي لا يروي عنه، وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا، وقال ابن المديني قلت ليحيى بن سعيد مجالد قال في نفسي منه شيء، وقال أحمد بن سنان القطان سمعت ابن مهدي يقول حديث مجالد عند الاحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء يعني إنه تغير حفظه في آخر عمره، وقال عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول لبعض أصحابه أين تذهب قال إلى وهب بن جرير اكتب السيرة عن أبيه عن مجالد، قال تكتب كذبا كثيرا لو شئت أن يجعلها لي مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل! وقال أبو طالب عن أحمد ليس بشيء يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس، وقد احتمله الناس، وقال الدوري عن ابن معين لا يحتج بحديثه، وقال ابن أبى خيثمة عن ابن معين ضعيف واهي الحديث، كان يحيى ابن سعيد يقول لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه كله رفعه، قلت ولم يرفعه؟ قال للضعف. وقال ابن أبي حاتم سئل أبي يحتج بمجالد قال لا .. وليس مجالد بقوي في الحديث، وقال النسائي ليس بالقوي ووثقه مرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن عدي له عن الشعبي عن جابر أحاديث صالحة وعن غير جابر وعامة ما يرويه غير محفوظة، وقال عمرو بن علي وغيره مات سنة أربع وأربعين ومائة في ذي الحجة حديثه عند مسلم مقرون. وقال يعقوب بن سفيان تكلم الناس فيه وهو صدوق، وقال الدارقطني مجالد لا يعتبر به، وقال الساجي قال محمد بن المثنى يحتمل حديثه لصدقه، وقال ابن سعد كان ضعيفا في الحديث، وقال العجلي جائز الحديث وكان يحيى بن سعيد يقول كان مجالد يلقن في الحديث إذ لقن، وقال البخاري صدوق، وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به). [30] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn30)
ثانيا: رواية داود بن أبي هند عن الشعبي:-
والرواية المشهورة عنه رواية حماد بن سلمة كما عند أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان والطبراني من طرق عن حماد عن داود به هذا هو الطريق المشهور.
وقد ضعف الأئمة حديث حماد عن داود بن أبي هند [31] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn31).
ولم يخرج البخاري عن حماد ولا عن داود بن أبي هند شيئاً أصلاً.
كما لم يخرج مسلم من حديث حماد إلا ما تابعه عليه الثقات، ولم يخرج عنه من روايته عن داود شيئاً تفرد به [32] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn32)، ولهذا لم يخرج هذا الإسناد في قصة تميم الداري.
إلا أنه تابعه خالد الطحان عن داود به كما عند الطبراني والروياني. [33] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn33)
وليس في كلا الروايتين تصريح من داود بالسماع من الشعبي وإنما رواه عنه معنعناً، وقد ذكر ابن حبان أن داود روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه، وأنه كان يهم إذا حدث من حفظه [34] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn34)، وذكر ابن حجر أنه رأى أنس بن مالك، ونقل عن الأثرم عن أحمد أن داود كثير الاضطراب والاختلاف. [35] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn35)
فإذا كان قد رأى أنساً وحدث عنه أحاديث لم يسمعها منه فهذا هو التدليس، وقد ذكره الدميني في المرتبة الثانية من المدلسين [36] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn36)، ولعل مسلماً لم يخرج هذه الرواية لتفرد حماد به عن داود، أو لعدم ثبوت تصريح داود بالسماع من الشعبي.
ثالثا: رواية عبد الله بن بريدة عن الشعبي:-
وهي الأصل الذي قدمه مسلم في الباب وأصح شيء عنده فيه!
ولم يروه عن ابن بريدة إلا حسين المعلم ولا عن حسين إلا عبد الوارث بن سعيد ولا عن عبد الوارث إلا ابنه عبد الصمد؟!
ومن طريق عبد الصمد رواه مسلم وأبو داود والطبراني.
وفي هذه الرواية علل:
1 ـ فهي رواية غريبة لم تشتهر إلا عن عبد الصمد عن أبيه.
وقد رواه الطبراني عن حفص بن عمر الصباح عن عبد الله بن عمرو عن عبد الوارث به. [37] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn37)
إلا أن الصباح هذا متكلم فيه، فقد قال عنه أبو أحمد الحاكم: حدث بغير حديث لم يتابع عليه. [38] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn38)
وقال عنه الذهبي ليس بالمتقن. [39] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn39)
ولم أجد من تابعه على روايته هذه إلا إبراهيم بن فهد عند ابن مندة [40] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn40)، غير أن ابن فهد متهم بالكذب وأحاديثه مناكير وأمره مظلم. [41] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn41)
فلا ينتفع بمتابعته، والصحيح أن هذه الطريق لا تكاد تثبت إلا عن عبد الصمد وعنه رواه الناس، والحديث حديثه عن أبيه، وقد تكلم الأئمة في عبد الصمد فقال عنه أبو داود: (يحتمل التلقين). [42] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn42)
وقال أبو حاتم: (صدوق صالح الحديث). [43] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn43)
وقال عنه ابن قانع: (ثقة يخطىء). [44] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn44)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن معين: (يقول في كتبه حدثنا حدثنا، ولم يكن في كتابه حدثنا، رأيت كتابه فلم أر فيه: حدثنا). [45] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn45)
أي أن في أصوله (فلان عن فلان) بالعنعنة إلا أنه عند الأداء يحملها كلها على التحديث فيقول: (فلان ثنا فلان) لأنه ليس من أئمة هذا الفن ولا من الحفاظ المتقنين ولهذا قال عنه ابن حجر: (صدوق). [46] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn46)
وقد كان ابن معين لا يعتد بمثل هذه الصيغة إلا إذا كانت من حافظ ثبت وأثبتها كذلك في كتابه عند التحمل ولهذا قال: (ليس الحافظ عندنا إلا من كان في كتابه (حدثنا) فإن لم يكن في كتابه (حدثنا) وقال (حدثنا) فليس بشيء) [47] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn47) وما ذلك إلا لكثرة الوهم وسبق اللسان إلى صيغة (حدثنا).
فلذا لا يمكن الاحتجاج بقول عبد الصمد (حدثنا أبي قال سمعت حسيناً المعلم حدثنا عبد الله بن بريدة حدثنا الشعبي) على إثبات السماع بين حسين المعلم وابن بريدة أو بين ابن بريدة والشعبي؛ لأنه لا وجود لهذه الصيغة في أصل كتابه – على فرض وجود هذا الحديث فيه – وإنما أحاديثه معنعنة كما قال ابن معين.
فإذا كان عبد الصمد صدوقاً، ويحتمل التلقين، ويخطىء في حديثه، وجب التحري في قبول ما انفرد به، وقد توبع من عبد الله بن عمرو لولا أنه من رواية ابن الصباح عنه وليس بالمتين، وعلى كل حال فالمتابعة ترجح ثبوته عن عبد الوارث بن سعيد.
2 ـ كما أن حسيناً المعلم مع كونه ثقة إلا أنه متكلم فيه أيضا، فقد ذكره العقيلي في الضعفاء وقال عنه: (مضطرب الحديث) [48] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn48)، وروى عن يحيى بن سعيد القطان ـ وهو تلميذه ـ قوله عنه: (فيه اضطراب) [49] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn49)، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء وقال (قال يحيى فيه اضطراب وقال العقيلي ضعيف وقد أخرج البخاري ومسلم عنه). [50] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn50)
3 ـ وكذا عبد الله بن بريدة متكلم فيه، فقد ذكره العقيلي في الضعفاء، وروى عن أحمد ما يدل على ضعفه عنده. [51] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn51) وقد ذكر ابن حجر عن أحمد قوله: (أما سليمان بن بريدة فليس في نفسي منه شيء وأما عبد الله! ثم سكت) [52] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn52). وقال أيضاً: (ضعيف فيما يروي عن أبيه) [53] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn53) ونقل عن إبراهيم الحربي قوله: (لم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة). [54] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn54)
وقال الجوزجاني: (قلت لأبي عبد الله: سمع عبد الله من أبيه؟ قال: ما أدري عامة ما يروى عن بريدة عنه. وضعّف حديثه) [55] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn55).
فإذا ثبت ما قاله إبراهيم الحربي أنه لم يسمع من أبيه شيئاً فإن روايته عنه حينئذ تكون تدليساً، إذ أنه لا خلاف في أنه أدرك أباه وعاصره مدة طويلة، إذ توفي بريدة سنة 63هـ[56] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn56)، وولد عبد الله سنة 15هـ، وتوفي سنة 115هـ[57] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn57)، أي كان له عند وفاة أبيه نحو خمسين سنة تقريباً ففي شك أحمد وتردده في سماعه من أبيه وصم له بالتدليس إذ لم يحمل عنعنته عن أبيه على السماع.
ومن كان هذا حاله لا يحتج بما رواه إلا إذا صرح بالسماع ممن روى عنه، ولعله لهذا السبب تحاشى البخاري روايته عن أبيه فلم يخرج منها مع كثرتها إلا حديثاً واحداً في المغازي. [58] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn58)
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ وعلى فرض ثبوته عن ابن بريدة فقد اضطرب في روايته لهذا الحديث اضطرابا شديدا، وقد سئل الدارقطني عن حديثه هذا فقال: (يرويه عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن فاطمة. وخالفه بشير بن المهاجر فرواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه حسين المعلم فرواه عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة). [59] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn59)
وقد رواها ابن حبان [60] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn60) عن هارون بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن عون بن كهمس، عن أبيه، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر عن فاطمة به.
فاجتمع في طريق ابن بريدة ضعف في بعض رواته، وغرابة في إسناده، واختلاف على راويه في روايته.
رابعا: رواية قتادة عن الشعبي:
وفي هذه الطريق علل هي:
1 ـ غرابة في إسناده إذ لم يروها عن قتادة إلا هشام ولا عن هشام إلا ابنه معاذ ومن طريقه رواه الترمذي وقال: (غريب من حديث قتادة) وهو كما قال.
2 ـ ومعاذ متكلم فيه فقد قال عنه ابن معين: (ليس بذاك القوي) [61] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn61)، وقال أيضاً: (لم يكن بالثقة إنما رغب فيه أصحاب الحديث للإسناد وليس عند الثقات الذين حدثوا عن هشام هذه الأحاديث) [62] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn62)، أي التي ينفرد بروايتها معاذ عن أبيه عن قتادة دون باقي أصحاب هشام الحفاظ لحديثه.
وقد سئل عنه أبو داود: أحجة هو؟ فقال: (أكره أن أقول شيئاً كان يحيى لا يرضاه .. وأظنه يحيى القطان). [63] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn63)
وهذا من الأحاديث التي تفرد بها عن أبيه عن قتادة، وليس مثله من يقبل منه مثل هذا التفرد عن إمامين كبيرين اعتنى الحفاظ بجمع حديثهما، بل لو تفرد هشام عن قتادة لعدّ حديثه منكراً [64] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn64)، حتى يتابع على روايته لعناية أصحاب قتادة بحديثه وحفظهم له كشعبه بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة وهمام. [65] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn65)
وقد قال ابن حجر عن معاذ: (صدوق ربما وهم). [66] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn66)
3 ـ ثم إنه على فرض ثبوت الحديث عن قتادة فإن فيه علة تمنع من الحكم له بالاتصال والصحة، وهي عنعنة قتادة وهو مشهور بالتدليس وممن لا تقبل عنعنته. [67] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn67)
وقد قال الدار قطني في حديث رواه قتادة عن الشعبي معنعناً: (لم يرفعه عن الشعبي غير قتادة وقتادة مدلس لعله بلغه عنه) [68] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn68)، بل قال يحيى بن معين: (لم يسمع من الشعبي) [69] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn69) وكذا قال البسوي: (لم يسمع قتادة من الشعبي إنما أرسل عنه). [70] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn70)
ومعلوم أن مرسل قتادة من شر أنواع المرسل وأشده ضعفاً لأنه حافظ لا يكاد ينسى من حدثه فلا يسقط الواسطة إلا إذا كان لا يستجيز التصريح باسمه لضعفه، ولهذا كان يحيى القطان يرى مراسيل قتادة شبه الريح وأنها لا شيء. [71] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn71)
فلو سلمت هذه الرواية من غلط معاذ ووهمه، لم تسلم من إرسال قتادة وتدليسه، إذ ربما بلغه الحديث عن مجالد لشهرته عنه فرواه عن الشعبي وأسقط اسم مجالد، فكيف وقد نص الأئمة على عدم سماعه أصلا من الشعبي شيئا!!
خامسا: رواية غيلان بن جرير عن الشعبي:-
وفيها علل هي:
1 ـ غرابة في الإسناد، إذ لم يروها عن غيلان إلا جرير بن حازم، وعنه ابنه وهب بن جرير، وقد رواه مسلم من طريقين عن وهب عن أبيه عن غيلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ ضعف في الإسناد، فوهب متكلم فيه وقد ذكره ابن عدي في الضعفاء وذكر كلام عفان وابن مهدي فيه وساق له حديثين أنكرهما [72] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn72)، وكذا ذكره العقيلي في الضعفاء [73] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn73). إلا أنه توبع على روايته كما سيأتي.
وأبوه جرير متكلم فيه أيضاً فقد قال عنه أحمد: (كثير الغلط) [74] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn74) وقال ابن حبان: (كان يخطىء لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه) [75] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn75) وذكره العقيلي في الضعفاء. [76] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn76)
3 ـ عنعنة وتدليس، فقد روى العقيلي عن حماد بن زيد إنكاره عليه تصريحه بالسماع. [77] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn77)
وقال أحمد: (كان سجية في جرير بن حازم يقول: حدثنا الحسن قال حدثنا عمرو بن تغلب، وأبو الأشهب يقول: عن الحسن قال: بلغني أن النبي e قال لعمرو بن تغلب)؟!! [78] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn78)
فلا ينتفع والحال هذه بتصريحه بالسماع بين غيلان والشعبي.
وهو أيضاً مدلس [79] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn79) وقد قال في روايته هذه (سمعت غيلان يحدث عن الشعبي) وليست هذه العبارة صريحة في سماع غيلان من الشعبي وليست في قوة (غيلان عن الشعبي) أو (غيلان حدثنا الشعبي) بل تحتمل أن غيلان كان يحدث عن الشعبي بواسطة أو بما بلغه عن الشعبي كأن يقول: (قال الشعبي) أو: (بلغنا عن الشعبي) فكل ذلك يصدق عليه أنه كان يحدث عن الشعبي، ومما يؤكد ذلك أن الطبراني [80] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn80) وابن مندة [81] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn81) أخرجاه من طريق موسى بن إسماعيل عن جرير وفيه (سمعت غيلان يحدث عن الشعبي) مما يثير الشك في عدوله عن الصيغة التي يستخدمها دائماً وهي (حدثنا فلان حدثنا فلان) إلى مثل هذه العبارة الموهمة التي تشعر بعدم اتصال السند فقد يكون نسي الواسطة التي ذكرها غيلان كما يحدث منه ذلك كثيراً [82] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn82) لكونه يحدث من حفظه ويخطىء، أو يكون قد دلسه وأسقط الواسطة قصداً لضعف هذه الواسطة، فقد روى أحمد عن وكيع وابن مهدي وعفان ثلاثتهم عن جرير قال سمعت أبا فروة قال حدثنا جار لنا عن شريح القاضي …إلخ.
قال عفان: ثم ذكرت للأغضف حديث جرير عن أبي فروة. فقال أي الأغضف حدثني أي جرير عن الحسن بن عمارة عن أبي فروة؟!!! [83] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn83)
وهذا وهم فاحش، أو تدليس شنيع عن رجل كمثل الحسن بن عمارة المتروك لضعفه [84] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn84)، ولعله لهذا السبب تجنب أحمد رواية جرير هذه مع أنها عند شيخه موسى بن إسماعيل.
وعليه فلا يمكن الاحتجاج بمثل هذه الصيغة ما دام قد ثبت أن جريراً يتساهل في استخدام عبارات التحديث ويصرح بالسماع فيما هو في الأصل مروي بالعنعنة، كما أنه مدلس أيضاً ويدلس عن مثل الحسن بن عمارة.
وقد يعتذر لمسلم بأنه إنما أخرج هذه الرواية في المتابعات التي لا تخلو من ضعف [85] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn85)، وإنما اعتمد على رواية ابن بريدة.
ثم إن جريراً من تلاميذ مجالد ويروي عنه السيرة [86] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn86) مما يدل على كثرة حديثه عنه فلا يبعد أن يكون سمع هذا الحديث منه فوهم على غيلان أو دلسه عنه، فإن له أوهاماً عجيبة عن كثير من شيوخه. [87] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn87)
سادسا: رواية أبي الزناد عن الشعبي:-
وفيها علل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ غرابة في الإسناد، فلم يروها عنه إلا المغيرة الحزامي، ولا عن المغيرة إلا يحيى بن بكير المصري، ومن طريقه رواه مسلم والطبراني، ولم يستطع الطبراني مع جمعه للغرائب أن يجد متابعاً ليحيى بن بكير أو للحزامي عن أبي الزناد؟!
2 ـ ضعف في ابن بكير مع جلالته، وقد قال النسائي عنه: (ضعيف) و (ليس بثقة) [88] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn88)، وقال أبو حاتم: (لا يحتج به) [89] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn89)، وقال يحيى بن معين فيه: (ليس بشيء). [90] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn90)
وشيخه الحزامي مع كونه ثقة فقد ذكره ابن عدي في الضعفاء، وروى عن ابن معين قوله فيه: (الحزامي صاحب أبي الزناد ليس بشيء) [91] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn91)، وقال أيضاً: (ضعيف الحديث) [92] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn92)، وقال النسائي: (ليس بالقوي) [93] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn93)، وقد ذكر ابن عدي أنه روى عن أبي الزناد ما لا يوافقه عليه الثقات.
ولا ريب أن هذا الحديث منها إذ أنه تفرد بروايته عن أبي الزناد وهو من كبار علماء المدينة وحفاظهم الذين اعتنى العلماء بجمع حديثهم وله كثير من التلاميذ [94] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn94)، ففي تفرد المغيرة بهذا الحديث عنه ما يوهنه ويقضي عليه بالحكم بالنكارة والرد.
3 ـ ومما يزيد الشك في حديثه هذا أن إسحاق بن أبي فروة المدني يروي عن أبي الزناد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قصة طلاقها وهو جزء من حديث الشعبي هذا عنها.
ولا يروي هذا الحديث عن إسحاق إلا الليث كما عند ابن ماجه [95] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn95) والطبراني. [96] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn96)
والحزامي وابن أبي فروة كلاهما مدني ومن طبقة واحدة؟! ويحيى بن بكير والليث بن سعد كلاهما مصري؟! ويحيى من تلاميذ الليث بن سعد وأكثر الناس رواية عنه؟! وإسحاق بن أبي فروة متروك ليس بثقة [97] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn97). وهو كثير الحديث روى عنه الليث نسخة طويلة وعامة أحاديثه مناكير لا يتابعه عليها أحد في أسانيدها ولا متونها. [98] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn98)
فالظاهر أن الحزامي تلقف هذا الحديث من إسحاق ودلسه عنه فرواه عن أبي الزناد معنعناً، فلم يصرح بالسماع من أبي الزناد لا عند مسلم ولا عند الطبراني!
وعلى كل حال فحديث أبي الزناد عن الشعبي عن فاطمة في قصة طلاقها محفوظ من رواية الليث بن سعد عن إسحاق بن أبي فروة عن أبي الزناد، فإما أن يحيى بن بكير وهم فيه على الحزامي أو أن الحزامي دلسه وأسقط ابن أبي فروة من الإسناد.
وعليه فالإسناد فيه ضعف من جهة الرواة، وعنعنة بين الحزامي وأبي الزناد، وغرابة من هذا الوجه إذ لا متابع ليحيى، ولا للحزامي، ولا يعرف هذا الحديث عن أبي الزناد من وجه تقوم به الحجة.
ويعتذر عن مسلم بأنه أورده في المتابعات لا في الأصول.
سابعا: رواية سيار العنزي عن الشعبي:
ولم يروها عنه إلا قرة بن خالد وقد اختلف عليه:-
ففي رواية مسلم: (ثنا سيّار ثنا الشعبي).
وعند الطبراني من طريق حماد بن مسعدة [99] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn99) وسعيد بن الربيع [100] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn100)، وعند البغوي من طريق سهل بن حماد [101] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn101) ثلاثتهم عن قرة بن خالد قال: (عن سيّار)، وقال حماد وسهل (عن الشعبي) معنعناً ليس فيه التصريح بالسماع.
وكذا رواه عنه أبو داود الطيالسي (ثنا قرة ثنا سيار عن الشعبي). [102] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn102)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان أحمد ينكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول هو خطأ أي ذكر السماع [103] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn103)، وكان لا يسلم من الوقوع في مثل هذا الوهم حتى كبار الحفاظ [104] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn104)، لدقته وخفائه، ولهذا كان يحيى بن معين لا يقبل منه إلا ما كان محفوظاً كتابة.
وقرة بن خالد وإن كان ثقة إلا أنه قد رأى أنساً وروى عنه، مع أنه لم يسمع منه شيئاً [105] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn105)، وهذا هو التدليس فقد عرفه ابن حجر فقال: (من ذُكر بالتدليس أو الإرسال إذا روي بالصيغة الموهمة عمن لقيه فهو تدليس أو عمن أدركه ولم يلقه فهو المرسل الخفي أو عمن لم يدركه فهو مطلق الإرسال) [106] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn106)، وقال ابن رجب: (من يحدث عمن رآه بما لم يسمعه منه فإنه لا يقبل منه حديثه حتى يصرح بالسماع ممن روى عنه… ولم يعتبر الشافعي أن يتكرر التدليس ولا أن يغلب على حديثه بل اعتبر تدليسه ولو بمرة واحدة). [107] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn107)
وعبارة الشافعي: (من دلس مرة فقد أبان لنا عن عورته… فقلنا لا نقبل من مدلس حديثاً حتى يقول فيه (حدثني) و (سمعت)) [108] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn108).
بل إن الأئمة ربما توقفوا في قبول عنعنة الثقة وإن لم يكن مدلساً إذا كان متن الحديث منكراً ويرون أن العنعنة كافية للقدح في صحة مثل هذا الخبر قال المعلمي: (إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة قادحة فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً أعلوه بعلة غير قادحة مطلقاً ولكنهم يرونها كافية للقدح بذلك المنكر، فمن ذلك إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع هذا مع أن الراوي ليس مدلساً…) [109] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn109) ثم ذكر على ذلك أمثلة من صنيع الأئمة.
ومن ذلك قول أبي حاتم في حديث رواه أبو صالح عن الليث بن سعد فأنكره فقال: (ولم يذكر أيضاً الليث في هذا الحديث خبر (أي تصريح بالسماع) ويحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة ودلسه ولم يروه غير أبي صالح) [110] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn110)؟!.
مع أن الليث إمام كبير ولم يوصف بتدليس، وكذا أبو صالح لم يوصف بتدليس بل قال عنه أبو حاتم (حسن الحديث… صدوق أمين). [111] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn111)
وقرة بن خالد مع كونه ثقة إلا أن ابن مهدي غض من درجته عن درجة جرير بن حازم ـ وكلاهما من شيوخه ـ فقد قال: (جرير أوثق عندي من قرة بن خالد) [112] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn112)، وفي رواية (فوق قرة) [113] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn113)، فإذا كان جرير الذي قال عنه أحمد: (يحدثهم بالتوهم أشياء عن قتادة يسندها بواطيل… كأن حديثه عن قتادة غير حديث الناس)، وقال عنه أيضاً: (يروى عن أيوب عجائب) وقال عنه يحيى بن معين أنه ضعيف في قتادة يحدث عنه عن أنس بأحاديث مناكير. [114] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn114)
وقال عنه مسلم في حديث رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري وأخطأ فيه: (جرير لم يعن بالرواية عن يحيى إنما روى من حديثه نزراً ولا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة…) [115] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn115) ، فإذا كان هذا حال جرير فلم يجعله ابن مهدي أوثق من خالد وفوقه إلا وقد رأى من خالد بن قرة ما يغض من مكانته ودرجته، وقد نقل البسوي عن علي بن المديني هذا الحوار مع أحد شيوخه: (قال علي: كان يحدثني عن الشيخ فيقول: قال حدثني قال أخبرني.
فأفرح به. فيقول: تفرح بهذا؟! لم يكن ممن يعتمد عليه في هذا قرة.
سمعت الحسن قال سمعت صعصعة!!
يقول: هكذا هو). [116] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn116)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النص مشكل إلا أنه يمكن فهمه على ضوء ما رواه العقيلي [117] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn117) عن علي بن المديني وحواره مع ابن المهدي في شأن تفضيله جرير على قرة وقد قال علي له بعد ما سمع منه هذا التفضيل: (أحفظ هذا عنك؟ قال: نعم) خاصة وأن البسوي نقل عبارة علي السابقة في معرض كلام البسوي عن طبقات أصحاب الحسن البصري وترتيب درجاتهم في الحفظ والإتقان وقد جعل قرة وجريراً في أواسطهم.
فيظهر أن الشيخ الذي كان يحاوره علي بن المديني ـ كما في نص البسوي ـ هو ابن مهدي، وكان حديثهما عن أحد الشيوخ الذين يصرحون بالسماع في الأسانيد المروية أصلاً بالعنعنة فكان علي بن المديني إذا سمع مثل هذا التصريح فرح به إلا أن شيخه ابن مهدي نبهه إلى عدم الاعتداد بمثل هذا التصريح إذا كان ممن لا يعتد به ولا يعتمد عليه، لأن هذا الشيخ يقول: (سمعت فلاناً يقول حدثنا فلان) على السجية والطبع ولا يتحرى الدقة في أداء صيغ التحديث فهو الذي يقول: سمعت الحسن قال سمعت صعصعة؟! بينما أصحاب الحسن يروونه عن الحسن بالعنعنة عن صعصعة.
وفي صحيح ابن حبان ( .. حدثنا قرة بن خالد عن الحسن قال: حدثني صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر بالربذة وقد أورد رواحل له، فسقاها). [118] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn118)
وقال أحمد (ثنا يحيى بن سعيد عن قرة ثنا الحسن حدثني صعصعة بن معاوية قال: انتهيت إلى الربذة). [119] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn119)
بينما أخرجه ابن حبان ( .. حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، قال: قال صعصعة بن معاوية عم الأحنف: أتيت أبا ذر بالربذة). [120] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn120)
وصيغة (قال قال صعصعة) أقرب إلى الانقطاع منها بالاتصال.
وقد رواه أصحاب الحسن يونس وحبيب وحميد وأشعث وأبو حرة والمفضل وعنبسة وعامر كلهم بالعنعنة بين الحسن وصعصعة (عن الحسن عن صعصعة). [121] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn121)
وكذا جاء عن هشام بن حسان في أكثر الروايات عن الحسن عن صعصعة. [122] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn122)
فعامة أصحاب الحسن الحفاظ الأثبات يروونه عنه عن صعصعة بالعنعنة، وقد رواه قرة بن خالد بإثبات السماع بين الحسن وصعصعة، وكذا جاء في بعض الروايات عن جرير وهشام بن حسان.
وقد عاب ابن مهدي من روى عن (الحسن سمعت صعصعة) ثم قال (لم يكن ممن يعتمد عليه في هذا قرة)؟ فعاب على قرة روايته الحديث مصرحاً فيه بالسماع.
والمقصود أن تفضيل ابن مهدي لجرير بن حازم ـ مع ما اشتهر عنه من الوهم في صيغ الأداء ـ على قرة بن خالد يشعر بأن قرة يقع منه شيء من هذا القبيل، وإن لم يكن يخطىء كجرير في رفع الموقوف ووصل المرسل ونحو ذلك من الأوهام، إذ لم يذكر عن قرة شيء من ذلك، فلا بد من حمل عبارة ابن مهدي في قرة على أهون المحامل وهو عدم ضبط صيغ الأداء.
ثم إن إسماعيل بن أبي خالد – وهو أحفظ أصحاب الشعبي – من تلاميذ سيار أيضاً، وكذا زيد بن أبي أنيسة من تلاميذ سيار [123] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn123)، وبعيد أن يكون الحديث عند سيار عن الشعبي، ويرويه إسماعيل وزيد عن مجالد، فيحتمل أن سياراً إنما يرويه عن مجالد هو أيضاً ويحتمل أن قرة دلسه.
ومما يؤكد ذلك أن حافظ البصرة ابن أبي عاصم (ت287هـ) [124] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn124) قد ذكر حديث الشعبي عن فاطمة في قصة طلاقها فقال: (وممن رواه عن الشعبي: ابن بريدة وقتادة وسلمة بن كهيل وأبو إسحاق والمغيرة وإسماعيل بن أبي خالد وسيار وداود بن أبي هند ومجالد وأبو الزناد والأشعث وزكريا) [125] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn125).
ثم ذكر من روى حديثها في الدجال فقال: (ابن بريدة وقتادة وغيلان وداود بن أبي هند ومجالد) [126] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn126) فلم يذكر سياراً هنا وذكره هناك مما يدل على أنه غير معروف من حديث سيار، وإلا لذكره إذ هو أولى بالذكر من مجالد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعتذر عن مسلم بأنه إنما أورده متابعة لحديث ابن بريدة.
(8) رواية عمران بن سليمان عن الشعبي:-
ولم يروها عنه إلا عيسى بن يونس، كما عند ابن حبان إلا أنها عنده من طريق عبد الملك بن سليمان القرقساني عن عيسى بن يونس عن عمران.
وهذا إسناد ضعيف معلول فقد ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: (عبد الملك بن سليمان عن عيسى بن يونس حديثه غير محفوظ) [127] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn127).
ولم يخرج له ابن حبان في صحيحه إلا هذا الحديث، وعيسى بن يونس إمام حافظ روى عنه عشرات من الأئمة الحفاظ منهم علي بن المديني ويحيى بن معين ومسدد وأبو مسهر وابن أبي شيبة وغيرهم من الحفاظ الأثبات [128] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn128) الذين كتبوا حديثه فلا يقبل أن يتفرد عنه كمثل عبد الملك بن سليمان الذي ليس معدوداً في تلاميذه ولا معروفاً بالرواية عنه.
إلا أن الطبراني [129] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn129) رواه عن عبد الله بن الحسن الحراني ثنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عيسى بن يونس به، وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات إلا أنه له علة، لأن عبد الله بن جعفر قد اختلط سنة 218هـ وظل يحدث حتى توفي سنة 220هـ وقال عنه النسائي: (ليس به بأس قبل أن يتغير) [130] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn130)، وقد ولد عبد الله بن الحسن سنة 206هـ[131] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn131) أي كان له اثنا عشرة سنة عندما اختلط ابن جعفر، وقد ذكر الخطيب البغدادي ما يدل على أنه قد سمع الحديث سنة 218هـ من النفيلي [132] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn132)، ولعله أول شيوخه، فيكون سماعه من ابن جعفر في حال اختلاطه قطعا، وعلى فرض ثبوت هذا الحديث عن عيسى بن يونس، فإن عمران بن سليمان غير معروف فقد ذكره البخاري [133] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn133) وابن أبي حاتم [134] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn134) فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان كعادته في ثقاته [135] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn135) وذكر أنه كوفي وقال عنه الأزدي: (يعرف وينكر) [136] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn136)، ولم يذكره العجلي في ثقاته مع أنه كوفي وهو أدرى وأعلم بأهل بلده من ابن حبان الذي اشتهر بتوثيق المجاهيل.
ثم إنه لم يصرح بالسماع من الشعبي في هذا الحديث بل رواه عنه معنعناً عند ابن حبان وعند الطبراني؟!
(9) رواية محمد بن أبي أيوب عن الشعبي:-
ولم يروها عنه إلا أبو نعيم الفضل بن دكين الحافظ واختلف عليه: فرواه الطبراني [137] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn137) عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم عن محمد به مطولاً وفي آخره ألفاظاً غريبة لم يتابع عليها ومنها أن الدجال كان مسنداً ظهره إلى الجبل وأنه زفر فسار في الجبل ثم وقع ثم سار ثم وقع… إلخ؟!
ورواه الداني [138] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn138) بإسناد صحيح من طريق الحافظ أحمد بن أبي خيثمة عن أبي نعيم عن محمد به مختصراً ولفظه: (خرج رسول الله e يوماً فجلس على المنبر فقال: هذه طيبة – يعني المدينة – لا يدخلها الدجال، ليس منها نقب إلا عليه ملك شاهر السيف).
ولا شك أن رواية ابن أبي خيثمة الحافظ [139] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn139) أولى من رواية عبد العزيز البغوي، فقد كان النسائي لا يروي عنه ولا يرضاه مع كونه ثقة [140] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn140) وذكر ابن حجر ما يدل على تساهله عند القراءة عليه. [141] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn141)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء في روايته ألفاظ غريبة لا يتابع عليها. ومحمد بن أبي أيوب لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة شيئاً إلا مسلماً أخرج له حديثاً واحداً [142] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn142)، وقد قال عنه ابن حجر: (صدوق). [143] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn143)
(10) رواية أبي إسحاق الشيباني عن الشعبي:-
وقد ذكره الدارقطني في غرائبه فقال (غريب من حديث سليمان الشيباني عن الشعبي ما كتبناه إلا عن ابن عقدة). [144] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn144)
وقد رواها الطبراني [145] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn145) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل عن الشيباني به.
وعثمان بن أبي شيبة مع جلالته له أوهام ومناكير [146] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn146)، ومحمد متكلم فيه فقد قال ابن سعد: (بعضهم لا يحتج به) [147] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn147) وقال عنه ابن حاتم: (شيخ) [148] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn148) أي في (المنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه) [149] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn149) وهذه العبارة تفيد تليين حال الراوي لا تمتينه وهي إلى التضعيف أقرب منها للتوثيق. [150] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn150)
وقد ذكر مسلم حديثاً رواه محمد بن فضيل فقال: (فأما رواية ابن فضيل فوهم كله برمته الإسناد والمتن) [151] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn151) وقد قال عنه ابن حجر: (صدوق) [152] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn152) ، وقد تابعه على هذه الرواية أسباط بن محمد كما عند ابن منده [153] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn153) بإسناد لا بأس به من طريق أسباط عن الشيباني به، وأسباط أيضاً متكلم فيه قال عنه يحيى بن معين: (ثقة والكوفيون يضعفونه) [154] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn154)، وقال عبد الله بن المبارك في شأن محمد بن فضيل وإسباط بن محمد: (لا أرى أصحابنا يرضونهما) [155] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn155) وقد ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: (ربما يهم في الشيء) [156] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn156) ومع ما فيهما من ضعف فإنه لم يصرح أحد منهما بالسماع من الشيباني ولا ذكرا سماعاً بين الشيباني والشعبي، وهما كوفيان وقد قال يزيد بن هارون: (قدمت الكوفة فما رأيت بها أحداً إلا وهو يدلس إلا مسعر بن كدام وشريكاً) [157] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn157) وقال الحاكم: (أكثر المحدثين تدليساً أهل الكوفة). [158] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn158)
ومما يدل أن هذا الحديث مدلس على الشيباني أن في آخره زيادة في الإسناد عن الشعبي عن ابن أبي هريرة عن أبيه وعن محمد بن القاسم عن عائشة بنحو حديث فاطمة، وهذه لا تعرف إلا من رواية مجالد كما سيأتي بيانه، وهذه المطابقة والمشابهة كافية في إثبات تدليسه عن مجالد. [159] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn159)
فهذه الطرق العشرة هي أمثل طرق حديث الشعبي، وقد ذكر الطبراني طرقاً أخرى كوفية لا تخلو من متروك أو منكر، وليس في هذه الطرق العشرة طريق واحد يداني طريق مجالد في شهرته إذ رواه ستة من الثقات عنه، بينما لم يروه عن كل واحد من التسعة الباقين إلا راو واحد؟!! وأكثرها لا يكاد يثبت عمن روي عنه، بل إن أصح هذه الروايات وهي رواية ابن بريدة التي احتج بها مسلم وقدمها على سائر الروايات لم يروها عن ابن بريدة إلا حسين المعلم ولم يروها عن المعلم إلا عبد الوارث ولم يروها عن عبد الوارث إلا ابنه عبد الصمد على الصحيح؟!
وهذا يكشف مدى شهرة رواية مجالد وأن الحديث محفوظ عنه مشهور به، وأن الحديث حديثه، تواطأ على روايته عنه الأئمة الحفاظ، ورواه عنهم أصحاب المسانيد والمصنفات، بل إنه مشهور عن إسماعيل بن أبي خالد (ت 146هـ) ومجالد (144 هـ) ربما قبل أن يولد عبد الصمد (ت207هـ)؟ !
وبعيد كل جدا أن يشتهر حديث كل هذه الشهرة عن ضعيف كمجالد وهو يوجد عند غيره من الثقات، ومن عرف حال أهل الحديث كسفيان بن عيينة ويحيى القطان وعنايتهم بجمع الحديث وتتبعه علم يقينا أنه لا يقع مثل ذلك عنده أبدا، وإنما لما اشتهر من حديث مجالد عن الشعبي، صار بعض الرواة يحدثون به ويدلسونه.
ثم إنه ليس في هؤلاء العشرة من هو معدود من أصحاب الشعبي إلا أربعة، وسيأتي بيان طبقات أصحاب الشعبي ومراتبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:18]ـ
المبحث الثالث: بيان طبقات أصحاب الشعبي:
وقد ذكر أحمد [160] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn160) وعلي بن المديني [161] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn161) وأبو داود [162] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn162) مراتب أصحاب الشعبي على النحو التالي:-
الطبقة الأولى: إسماعيل بن أبي خالد، وأبو حصين عثمان بن عاصم.
الطبقة الثانية: أبو إسحاق الشيباني، وداود بن أبي هند، ومطرف بن طريف، وبيان بن بشر، وحصين بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن سالم، وفراس بن يحيى، وابن عون.
الطبقة الثالثة: مغيرة بن مقسم، وزكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن أبي السفر.
الطبقة الرابعة: مالك بن مغول، وعبد الملك بن حيان ابن أبحر، وأبو حيان التيمي.
الطبقة الخامسة: مجالد بن سعيد، ومحمد بن سالم.
الطبقة السادسة: أجلح بن عبد الله، وأشعث بن سوار، وجابر الجعفي.
الطبقة السابعة: داود بن يزيد الأودي، والسري بن إسماعيل.
فهذا ترتيب أصحاب الشعبي بحسب ما ظهر من عبارات هؤلاء الأئمة ولا يوجد بينهم كبير خلاف اللهم إلا في أصحاب الطبقة الثانية والثالثة في تقديم بعضهم أو تأخيره.
والطبقة الأولى هي طبقة الحفاظ، وقد اختار أكثرهم تقديم إسماعيل بن أبي خالد على جميع أصحاب الشعبي، وهو اختيار يحيى بن القطان والثوري وأحمد وابن معين بل وشيخه الشعبي كان أيضاً يفضله.
ثم الطبقة الثانية وهي طبقة الشيوخ الأثبات من أصحاب الشعبي.
ثم الثالثة وهي طبقة الثقات من أصحابه.
ثم الرابعة وهم مثل الثالثة إلا أنهم أقل معرفة بحديثه وأقل رواية عنه.
ثم الخامسة والسادسة طبقة الضعفاء من أصحاب الشعبي، ومجالد من أكثر أصحاب الشعبي رواية عنه إلا أنه ضعيف، والسادسة دون الخامسة في الضعف.
ثم السابعة وهي طبقة المتروكين من أصحاب الشعبي.
ومع كثرة طرق هذه الحديث عن الشعبي إلا أنه لم يروه من أهل هذه الطبقات إلا:-
1 - إسماعيل بن أبي خالد، وهو أحفظ أصحاب الشعبي وأعلمهم بحديثه، إلا أنه إنما يرويه عن مجالد عن الشعبي.
2 - وداود بن أبي هند، وهو من أهل الطبقة الثانية إلا أنه لم يصرح بالسماع وهو مدلس كما أن المحفوظ هو من رواية حماد بن سلمة عنه وفيها ضعف واضطراب.
3 - والشيباني، وهو من الطبقة الثانية إلا أن الإسناد لا يكاد يصح إليه لضعف في رواته وعنعنة في إسناده.
4 - ومجالد بن سعيد، وروايته أشهر الروايات على الإطلاق، رواها عنه ستة من الثقات منهم أربعة من الحفاظ الكبار؟!
ولهذا لم يذكر ابن أبي عاصم من روى هذا الحديث من أهل هذه الطبقات إلا (مجالد وداود بن أبي هند) ولم يخرجه أحمد في مسنده إلا من طريقهما، ولو كان عند أحد أثبت منهما لخرجه من طريقه مع أنه احتاط فيه إسناداً ومتناً وانتقاه من سبعمائة ألف رواية [163] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn163)، وقد قال ابن حجر: (مسنده أنقى أحاديث وأتقن رجالاً من غيره وهذا يدل على أنه انتخبه). [164] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn164)
ولعله لهذا السبب لم يخرجه البخاري في صحيحه، لأنه إنما يخرج عن الأئمة ما رواه عنهم أهل الطبقة الأولى وهي طبقة الحفاظ، فإن لم يجده عندهم نزل إلى أهل الطبقة الثانية وهي طبقة الشيوخ الأثبات [165] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn165)، فلما لم يجده عند أهل الطبقة الأولى إلا عند إسماعيل عن مجالد وهو ضعيف، ولا عند أهل الطبقة الثانية إلا عند داود من طريق حماد عنه ـ وليس واحد منهما على شرطه ولم يخرج لهما في صحيحه شيئاً ـ ترك هذا الحديث بالمرة وتنكب عن تخريجه لما لم يجده على شرطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جاء مسلم فلم يجد هذا الحديث يثبت عن أهل الطبقات الأربع الأول وهم ثقات أصحاب الشعبي إلا عن داود بن أبي هند غير أنه من طريق حماد عنه، ولم يحتج مسلم بما رواه حماد عن داود، ولم يخرج له إلا ما تابعه عليه أصحاب داود [166] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn166)، فتركه لذلك ولعنعنة داود بن أبي هند، فاضطر أن يخرج الحديث من أربعة طرق أخرى ليس منها طريق واحد عن أحد من ثقات أهل هذه الطبقات ـ وهم أصحاب الشعبي وأعرف الناس بحديثه ـ فثبت بذلك أن الحديث لا يثبت عن الشيباني ولا عن أحد من ثقات أهل هذه الطبقات، وإلا لخرجه مسلم من طريقه ولما اضطر إلى تخريجه من طريق (ابن بريدة وسيار وغيلان وأبي الزناد) وليس أحد منهم من أهل الكوفة ولا من المعدودين في تلاميذ الشعبي وأصحابه، ولم يخرج البخاري عن أحد منهم من حديث الشعبي شيئاً إلا عن سيار [167] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn167) حديثين اثنين مما يرويه هشيم بن بشير وشعبة عن سيار عن الشعبي [168] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn168)، ولم يخرج البخاري ولا أحد من أصحاب الكتب الستة عن قرة بن خالد عن سيار شيئاً إلا مسلم وحده. [169] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn169)
ولم يخرج النسائي هذا الحديث في الكبرى إلا من طريق داود بن أبي هند ـ وليس هو في الصغرى ـ كما لم يخرجه ابن ماجه إلا من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن مجالد.
وقد أخرجه أبو داود من طريق إسماعيل عن مجالد، ومن طريق ابن بريدة، وكل ذلك دليل على أنه ليس عند أحد من أصحاب الشعبي إلا مجالد وابن أبي هند، ولم يصرح بالسماع من الشعبي وهو مدلس، فظهر أنه أخذه عن مجالد، إذ هما متعاصران في بلد واحد وهو العراق، ومشتركان في كثير من الشيوخ والتلاميذ، ووفاتهما متقاربة ما بين140 إلى 145 هـ.
وقد تفرد مسلم عن أصحاب الكتب السبعة فأخرجه من طريق (غيلان وسيار وأبي الزناد) وليس منها شيء محفوظاً، وقد يعتذر عن مسلم بأنه إنما أوردها في المتابعات واعتمد على رواية ابن بريدة وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه يقدم من الأخبار التي هي أسلم من العيوب من غيرها وأنقى ثم يتبع بأحاديث يقع في أسانيدها من ليس موصوفاً بالحفظ والإتقان. [170] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn170)
ولهذا قصرت رتبته عن صحيح البخاري قال ابن حجر: (فأكثر من يخرج لهم البخاري في المتابعات يحتج بهم مسلم، وأكثر من يخرج لهم مسلم في المتابعات لا يعرج عليهم البخاري) [171] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn171) وقال النووي: (عاب عائبون على مسلم روايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء…. الذين ليسوا على شرط الصحيح) [172] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn172)، ثم اعتذر بأعذار أقومها أنه إنما أخرج لهم في المتابعات لا الأصول.
والمقصود أن الروايات التي تفرد بها مسلم بل وحتى رواية ابن بريدة التي اتخذها أصلاً ليست سوى غرائب ومناكير، وأسانيدها لا تخلو من ضعف أو عنعنة مدلس، وكثرة طرقها عن الضعفاء والمدلسين لا يزيدها إلا وهناً على وهن لترك الثقات لها، ولو كانت صحيحة لكان الثقات أولى بها، وأكثر عناية بروايتها من الضعفاء والمدلسين وقد قال أحمد: (لا تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء) [173] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn173)، وقال أيضاً: (يطلبون حديثاً من ثلاثين وجهاً أحاديث ضعيفة وجعل ينكر طلب الطرق نحو هذا قال: هذا شيء لا ينتفعون به). [174] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn174)
ولا شك في أن رواية أبي الزناد منكرة لا أصل لها عن أبي الزناد ولم يروها إلا الحزامي ولا عن الحزامي إلا يحيى بن بكير؟!
كما أن رواية ابن بريدة غريبة لم يروها عنه إلا حسين المعلم ولا عن حسين إلا عبد الوارث واشتهرت عن ابنه عبد الصمد؟!
وكذا رواية غيلان لم يروها عنه إلا جرير بن حازم؟!
ورواية سيار لم يروها عنه إلا قرة بن خالد؟!
ورواية قتادة لم يروها عنه إلا هشام ولا عن هشام إلا معاذ، وقتادة لم يسمع من الشعبي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس منها إسناد سالم من النقد، وليس فيها ما تقوم به الحجة لما فيها من العلل إما ضعف في رواتها أو عنعنة في أسانيدها. بينما رواية مجالد محفوظة عنه رواها عنه ستة من الثقات الأثبات؟!!
وأما باقي الروايات التي أخرجها الطبراني فأكثرها عن الضعفاء والمتروكين وأكثرها مروي بالعنعنة وقد ذكر ابن رجب [175] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn175) أن معاجمه مجمع للغرائب والمناكير، لأنه كلما تأخر العهد طالت الأسانيد، وكثرت الأوهام والتدليسات، وأولع الرواة بالغريب، وقد قال أحمد: (إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا الحديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ، أو دخل حديث في حديث، أو خطأ من المحدث، أو ليس له إسناد قائم، وإن كان قد روى شعبة أو سفيان) [176] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn176) فإذا كان هذا هو الحال في عصر أحمد فكيف هو بعد ذلك خاصة في حديث أهل العراق وقد قال الحازمي بعد ذكر التدليس: (وكان جماعة من ثقات الكوفيين والبصريين مولعين به ممن حديثه مخرج في الصحاح). [177] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn177)
ولا أدل على ذلك من حديث الشعبي هذا حيث تكاثرت طرقه على النحو التالي:-
1 - رواه الحميدي المكي (ت219هـ) في مسنده عن سفيان بن عيينة عن مجالد.
2 - ورواه ابن أبي شيبة الكوفي (ت235هـ) عن حماد بن أسامة عن مجالد وعن علي بن مسهر عن مجالد.
3 - ورواه أحمد بن حنبل البغدادي (ت241هـ) عن يحيى القطان عن مجالد ومن طريق حماد عن داود بن أبي هند.
4 - ورواه مسلم (ت261هـ) من طريق ابن بريدة وأبي الزناد وسيار وغيلان.
5 - ورواه الطبراني (ت360هـ) في المعجم من طريق عشرين راو عن الشعبي؟!!
أي أن عدد الرواة تضاعف عشر مرات في مدة مائة سنة ما بين وفاة أحمد وتأليف الطبراني لمعجمه؟!
والغريب أن تكون أضعف الروايات هي أشهرها على الإطلاق فيرويها عن مجالد الكوفي أربعة من حفاظ وثقات الكوفة وهم إسماعيل بن أبي خالد، وحماد بن أسامة، وزيد بن أبي أونيسة، وعلي بن مسهر، وحافظ البصرة يحيى بن سعيد القطان، وحافظ الحجاز سفيان بن عيينة، ولا يجد ابن أبي شيبة وهو إمام أهل الكوفة رواية أصح منها يودعها في مصنفه.
بينما أصح الروايات التي احتج بها مسلم وقدمها على غيرها لا يرويها إلا ابن بريدة ولا عنه إلا حسين ولا عنه إلا عبد الوارث ولا عنه إلا ابنه عبد الصمد؟ !
وما كان يحيى القطان ليروي عن مجالد مثل هذا الحديث وهو يجده عن غيره من الثقات، وما كان إسماعيل ليرويه عنه ـ وهو أعلم الناس بحديث الشعبي و أرواهم له ـ لو وجده عند أحد من أصحابه الثقات.
كل ذلك يؤكد شهرة حديث مجالد، وأنه محفوظ عنه، ومعروف به، والحديث حديثه، وعنه رواه الناس، وإن دلسه من دلسه فرواه عنه يحيى في البصرة، وحدث به سفيان في مكة، وحدث به حماد بن أسامة، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن مسهر في الكوفة، وحدث به زيد بن أبي أنيسة في الرها، ولا يوجد قط حديث يرويه ثقة وضعيف ثم يشتهر عن الضعيف دون الثقة، ومن عرف حال علماء الحديث، وشدة عنايتهم في تتبع أحاديث الثقات وجمعها وحفظها والتحديث بها والرحلة من أجل سماعها علم يقيناً أنه ما كان حديث مجالد هذا ليشتهر كل هذه الشهرة وهو عند غيره من الثقات، وقد كان مجالد حياً في عصر التدوين إذ توفي سنة 144هـ. [178] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn178)
وعلى كل فليس في كل أسانيد هذا الحديث إسناد واحد سالم من النقد، وكان بالإمكان أن يقوي بعضها بعضاً لولا أن الحديث مشهور عن مجالد، وغريب عن غيره، ولم تسلم هذه الغرائب من عنعنات المدلسين، فلا سبيل لأن يقوي بعضها بعضاً ما دامت تعود إلى مجالد، إذ أن جميع الرواة عن الشعبي هم من طبقة مجالد فلا يبعد ـ على فرض صحة الطرق إليهم ـ أنهم بلغهم عن مجالد أو سمعوه منه كما سمعه إسماعيل بن خالد فأخذوا يروونه عن الشعبي وأسقطوا اسم مجالد من الإسناد، فعادت كلها إلى طريق واحد، وقد قال العلائي: (بعض المراسيل رويت من وجوه متعددة مرسلة والتابعون متباينون فيظن أن مخارجها مختلفة وأن كلاً منها يعتضد بالآخر ثم عند التفتيش يكون مخرجها واحداً ويرجع كلها إلى مرسل واحد). [179]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn179)
فإذا كان بعض المرسل كذلك، فالمدلس أسوء حالاً لما فيه من حذف وإسقاط للواسطة والإيهام بالسماع واتصال الإسناد.
على أن قاعدة تقوية الحديث إذا كثرت طرقه ليست على إطلاقها [180] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn180)، ولا هي محل اتفاق فقد قال ابن حجر: (فأما ما حررناه عن الترمذي أنه يطلق عليه اسم الحسن من الضعيف والمنقطع إذا اعتضد فلا يتجه إطلاق الاتفاق على الاحتجاج به جميعه ولا دعوى الصحة فيه إذا أتى من طرق). [181] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn181)
فإذا ثبت ذلك وأن الحديث لا يثبت عن الشعبي إلا من طريق مجالد لزم البحث في المتابعات والشواهد عن غير الشعبي من التابعين وعن غير فاطمة من الصحابة.
المبحث الرابع: المتابعات لرواية الشعبي:
أولا: رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس:-
1 ـ رواها أبو داود [182] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn182) من طريق عثمان بن عبد الرحمن عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة به (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر العشاء الآخرة ذات ليلة ثم خرج فقال إنه حبسني حديث كان يحدثنيه تميم الداري عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر فإذا أنا بامرأة تجر شعرها قال ما أنت قالت أنا الجساسة اذهب إلى ذلك القصر فأتيته فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ينزو فيما بين السماء والأرض فقلت من أنت قال أنا الدجال خرج نبي الأميين بعد قلت نعم قال أطاعوه أم عصوه قلت بل أطاعوه قال ذاك خير لهم).
وعثمان قال عنه أحمد: (لا أجيزه) [183] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn183) وقال ابن نمير (كذاب) وقال ابن حبان: (يروي عن أقوام ضعاف أشياء يدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمل عليه الناس في الجرح فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات) [184] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn184).
ورواه أبو يعلى [185] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn185) وابن أبي عاصم [186] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn186) والطبراني [187] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn187) من طرق عن ابن أبي ذئب إلا أن فيه ما يلي:-
أ- أنه من رواية ابن أبي ذئب عن الزهري وقد تكلم فيها الأئمة فكان يحيى القطان لا يرضى حديثه عن الزهري ولا يقبله. وقال يحيى بن معين: حديثه عن الزهري ضعيف [188] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn188).
ب- أن ابن أبي ذئب لم يصرح بالسماع من الزهري وقد عنعنه في كل الروايات وقد ثبت عنه أنه روى حديثاً عن عطاء ولم يسمعه منه [189] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn189)، وكذا حدث عن نافع حديثاً ولم يسمعه منه [190] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn190). وهذا تدليس فلا يقبل منه إلا ما صرح فيه بالسماع.
ج- أن الزهري مع إمامته مشهور بالتدليس وقد جعله ابن حجر في الطبقة الثالثة [191] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn191) ، وهم الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع، وقد رواه معنعناً.
د- أن ابن أبي ذئب تفرد به عن الزهري وليس هو من حفاظ أصحابه [192] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn192)، ولم يتابعه عليه أحد منهم كما لم يتابعه أحد من الثقات على روايته من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن مع كثرة من روى عنه فاجتمع في هذه الرواية ضعف وتدليس وغرابة فهي منكرة.
وقد رواه ابن أبي عاصم [193] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn193) والطبراني [194] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn194) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري عن أبي سلمة به.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال عنه أبو داود: (ضعيف متروك الحديث). [195] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn195)
وإبراهيم بن إسماعيل من تلاميذ الزهري ومن طبقة ابن أبي ذئب وكلاهما مدني فلا يبعد أن يكون ابن أبي ذئب قد دلسه عنه.
2 ـ وقد رواه عن أبي سلمة أيضاً: الوليد بن عبد الله بن جميع واختلف عليه اختلافاً شديداً:-
فرواه أبو داود [196] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn196) من طريق محمد بن فضيل عنه عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله في قصة الجساسة؟
ورواه أحمد [197] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn197) عن أبي نعيم الفضل بن دكين عنه عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري في قصة النبي e مع
ابن صياد؟! وكذا رواه العقيلي من طريق أبي نعيم [198] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn198).
بينما رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده [199] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn199) عن يزيد بن هارون عنه عن أبي سلمة عن جابر في قصة ابن صياد؟!! وكذا رواه العقيلي من طريق يزيد بن هارون. [200] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn200)
كما روي عنه عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري في قصة الجساسة [201] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn201)؟!
وهذا تخليط فاحش من الوليد بن جميع فأحياناً يرويه عن أبي سلمة عن جابر تارة قصة الجساسة، وتارة في قصة ابن صياد. وأحياناً يرويه عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري تارة قصة الجساسة وتارة قصة ابن صياد؟!!
وقد قال ابن حبان: (ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به) [202] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn202) وقال عنه الحاكم – مع تساهله -: (لو لم يخرج له مسلم لكان أولى). [203] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn203)
وقد قال الدارقطني عن رواية الوليد عن أبي سلمة عن جابر ورواية الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة (قول الزهري أشبه بالصواب). [204] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn204)
كما أن محمد بن فضيل الذي روى عنه الحديث على أنه في قصة الجساسة متكلم فيه أيضاً، وقد خالفه من هو أحفظ منه: الحافظان يزيد بن هارون وأبو نعيم الفضل بن دكين إذ روياه عن الوليد على أنه في قصة ابن صياد لا قصة الجساسة إلا أنهما اختلفا عليه في اسم الصحابي فرواه يزيد بن هارون على أنه عن جابر، ورواه أبو نعيم على أنه عن أبي سعيد الخدري.
والصحيح أنه عن جابر كما رواه يزيد بن هارون ووافقه عليه محمد بن فضيل، وفي قصة ابن صياد كما رواه يزيد بن هارون ووافقه عليه أبو نعيم، فقد رواه أحمد [205] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn205) من طريق أبي الزبير عن جابر في قصة ابن صياد.
فاجتمع في رواية محمد بن فضيل عن الوليد عن أبي سلمة في قصة الجساسة:
1 - ضعف في محمد بن فضيل.
2 - مخالفة منه للحفاظ الأثبات.
3 - ضعف شديد في الوليد بن جميع.
4 - اضطراب فاحش منه في روايته هذه.
5 - مخالفته لرواية من رواه عن الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة ومع ضعف رواية الزهري إلا أنها أمثل حالاً من هذه الرواية.
6 - تفرده بروايته هذا الحديث عن أبي سلمة عن جابر في قصة الجساسة كما نص على ذلك ابن عدي. [206] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn206)
ثانيا: يحيى بن يعمر عن فاطمة:-
رواها ابن حبان [207] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn207) عن هارون بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن عون بن كهمس، عن أبيه، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا وهم بلا شك من عون على أبيه كهمس إذ المحفوظ عن ابن بريدة هو ما رواه حسين المعلم عنه عن الشعبي. وقد سئل أحمد عن عون هذا فقال: (لا أعرفه) [208] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn208) وقد قال عنه ابن حجر: (مقبول) [209] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn209) أي عند المتابعة وإلا فليّن ولم يتابع على هذه الرواية، بل ولا يعرف ليحيى بن يعمر رواية عن فاطمة بنت قيس، ولم يذكره أحد في الرواة عنها، وإنما سبق وهم عون إلى حديث أبيه عن ابن بريدة عن ابن يعمر عن ابن عمر في قصة جبريل وسؤال النبي e عن الإسلام والإيمان والإحسان وهو حديث مشهور فقد رواه ابن حبان من طريق كهمس عن ابن بريدة عن يحيى.
فلما جاء عون يحدث بحديث أبيه عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة سبق وهمه أو دخل في كتابه إسناد في إسناد أو سبق لسانه إلى يحيى بن يعمر بدل الشعبي لشهرة حديث يحيى بن يعمر عن ابن عمر في قصة جبريل فإذا هذا الخطأ البيّن يصبح طريقاً آخر ومتابعة لحديث الشعبي؟!!!
وهذه من الغرائب التي فاتت الطبراني مع كثرة ما جمع منها في تخريج حديث فاطمة؟!!
وعلى كل فهذه المتابعة منكرة للأسباب التالية:-
1 - ضعف في عون بن كهمس.
2 - ومخالفة للرواية المحفوظة عن ابن بريدة.
3 - وتفرد بهذا الإسناد.
4 - ولأنه لا يعرف – أصلاً – رواية ليحيى بن يعمر عن فاطمة.
5 - ولمطابقة لفظه لحديث الشعبي حتى في قوله لفاطمة: (حدثيني بشيء سمعتيه من رسول الله e ولا تحدثيني بشيء لم تسمعيه من رسول الله e… إلخ).
وهذه عبارة الشعبي نفسها فثبت يقيناً خطأ عون وأنه لا دخل ليحيى بن يعمر في هذا الحديث.
كما وهم بشير بن المهاجر فرواه عن ابن بريدة عن أبيه بريدة في قصة الجساسة.
ذكره ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة الرازيين وسألهما ما علته؟ فقالا: (له عورة، روى عبد الوارث عن حسين بن ذكوان المعلم عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي e في ذلك. قالا: فأفسد هذا الحديث حديث بشير). [210] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn210)
وإنما وهم بشير بن المهاجر ولزم الجادة إذ رواية ابن بريدة عن أبيه جادة مشهورة وأكثر حديث بريدة إنما يرويه عنه ابنه عبد الله فظن بشير أن حديث الجساسة منها.
وهذا اختلاف على ابن بريدة شديد، وقد سئل عنه الدارقطني فقال: (يرويه عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن فاطمة. وخالفه بشير بن المهاجر فرواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه حسين المعلم فرواه عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة). [211] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn211)
وهكذا تتكاثر الروايات والطرق بسبب أوهام الرواة وأخطائهم؟!
المبحث الخامس: الشواهد لحديث الشعبي:
أولا: حديث جابر بن عبد الله:-
رواه أبو داود من طريق محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي سلمة، عن جابر نحو حديث فاطمة.
وقد قال عنه ابن حجر: (أخرجه أبو داود بسند حسن) [212] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn212) ، وقد ثبت بما لا شك فيه أنه لا أصل له عن جابر، وإنما هو من تخاليط الوليد وأوهامه، إن لم يكن من أوهام محمد بن فضيل، وقد نص ابن عدي على أنه لم يتابع عليه، وعدّه في مناكير، وكذا عده العقيلي في مناكيره، فلا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال شاهداً لحديث فاطمة وقد قال ابن الصلاح: (ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه… كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب أو كون الحديث شاذاً). [213] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn213)
والمنكر أشد ضعفاً من الشاذ ولا يمكن أن تكون أوهام الرواة وتخاليطهم عواضد وشواهد، وإلا فقد اضطرب الوليد في رواية هذا الحديث على أوجه فإذا الحديث قد صار أربعة أحاديث؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أنه لا أصل له عن جابر ما رواه البخاري [214] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn214) ومسلم [215] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn215) من طريق محمد بن المنكدر قال: (رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال. فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي e فلم ينكره).
فهذا نص صريح في أن جابراً لم يسمع بقصة تميم الداري هذه وإلا لم يكن ليحلف على أن ابن صياد اليهودي في المدينة هو الدجال الذي في الجزيرة ولا شك أن ابن المنكدر إنما سمع هذا الحديث منه بعد وفاة النبي e.
فثبت يقيناً بطلان ما رواه الوليد عن أبي سلمة عن جابر وثبت خطأ قول ابن حجر أن إسناده حسن.
ثانيا: حديث عائشة:
ثالثا: حديث أبي هريرة:
وقد رواهما مجالد عن الشعبي في حديثه المشهور فقال بعد أن ذكر حديثه عن فاطمة: قال الشعبي فلقيت محرر بن أبي هريرة فحدثته فقال أشهد على أبي هريرة أنه حدثني بهذا وزاد: (إنه نحو المشرق).
قال الشعبي: ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك غير أنها قالت: (الحرمان عليه حرام: مكة والمدينة).
كذا رواه عن مجالد: يحيى القطان وسفيان بن عيينة وعلي بن مسهر، وليس هو في رواية إسماعيل بن أبي خالد عنه عند ابن ماجه والآجري من طرق، وإن كان الطبراني قد جمع الأسانيد عن القطان وابن عيينة وإسماعيل وزيد بن أبي أنيسة ثم ساق متناً واحداً.
وقد قال ابن مهدي: (حديث مجالد عند الأحداث: يحيى بن سعيد القطان وأبي أسامة ليس بشيء) [216] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn216) فمع ضعف مجالد إلا أنه ازداد ضعفاً في آخر حياته بعد تغيره فرواية القطان وحماد بن أسامة وعلي بن مسهر منه أشد ضعفاً من رواية القدماء عنه ومنهم إسماعيل بن أبي خالد إذ هو من أقرانه، ومجالد ضعيف بل قال عنه ابن معين: (واهي الحديث) ـ كما سبق ذكره ـ فلا يمكن قبول تفرده عن الشعبي بثلاثة أحاديث: حديث فاطمة، وحديث عائشة، وحديث أبي هريرة، دون مئات الحفاظ الأثبات من أصحاب أبي هريرة وعائشة، ولو تفرد ثقة بمثل هذا لعد حديثه منكراً فكيف بمثل مجالد؟!
وقد جاءت مثل هذه الزيادة من طريق الشيباني عند الطبراني وابن مندة وثبت أن الحديث لا يصح أصلاً عن الشيباني عن الشعبي، وإنما هو حديث مجالد، ولم يصرح من راوه عن الشيباني بالسماع منه، ولا الشيباني بالسماع من الشعبي.
ثم على فرض صحة هذه الرواية عن الشعبي عن المحرر عن أبي هريرة فإن المحرر نفسه (مقبول) كما قال ابن حجر [217] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn217) أي حيث يتابع وإلا فلين فلا يمكن قبول تفرده بهذا الحديث دون كل أصحاب أبي هريرة.
وقد قال ابن حجر: (أخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أبي هريرة) [218] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn218) إلا أن هذه الرواية أشد ضعفاً من رواية المحرر، فقد أوردها ابن كثير في الملاحم [219] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn219) ( قال الحافظ أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر ثنا أبو عاصم سعد بن زياد ثنى نافع مولاي عن أبي هريرة…)، ثم قال ابن كثير: (حديث غريب جداً وقد قال أبو حاتم ليس بالمتين).
وقد قال أبو حاتم عن سعد بن زياد: (يكتب حديثه وليس بالمتين) [220] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn220) كما ذكر شيخه نافعاً فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً [221] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn221)، وقد ذكره ابن حبان في الثقات [222] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn222) ، وأورد له خبراً منكر عن أم قيس بنت محصن قالت: لو رأيتني ورسول الله e آخذ بيدي! في سكة من سكك المدينة حتى أتينا البقيع! فقال يا أم قيس يبعث من هذه القبور سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب… إلخ.
وقد رواه ابن شبه [223] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn223) ثم روى بعده ما يدل على أن هذا من كلام كعب الأحبار؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
كما روى الطبراني في الأوسط [224] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn224) من طريق سعد عن نافع، عن قيس بن سلع الأنصاري حديثاً ثم قال: (لا يروى عن قيس إلا بهذا الإسناد تفرد به سعد)؟!
فهذا كل ما لنافع هذا من الحديث ـ فيما وقفت عليه ـ حديثه عن أم قيس، وعن قيس بن سلع، وعن أبي هريرة، وهي غرائب ومناكير لا يتابع على شيء منها، ولهذا تنكب الأئمة عن تخريج حديثه فليس له في الكتب الستة ولا المسند مع سعته شيء.
وقد ذكر ابن حبان في ثقاته كثيراً من المجاهيل حتى ممن نص هو على عدم معرفته بهم كما قال ابن حجر [225] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn225) ونقل عنه قوله: (من كان منكر الحديث على قلته لا يجوز تعديله إلا بعد السبر… هذا حكم المشاهير من الرواة أما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متروكون على كل الأحوال)، وهذا يصدق على نافع فإنه لم يرو عنه إلا سعد بن زياد وسعد ضعيف، وليس لنافع من الحديث إلا النزر اليسير من الغرائب والمناكير فهو ـ على وفق قاعدة ابن حبان نفسه ـ متروك على كل حال فروايته عن أبي هريرة منكرة للعلل الثلاث:
1 - ضعف في سعد بن زياد كما قال أبو حاتم عنه (ليس بالمتين).
2 - جهالة في نافع إذ لا يكاد يعرف إلا من رواية سعد عنه.
3 - غرابة في حديثه عن أبي هريرة كما قال ابن كثير.
ثم إن سعداً إنما يروي عنه أهل العراق، والبصريون [226] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn226) على وجه الخصوص فعاد الحديث من حيث خرج؟!
وأما طريق عائشة فلم يجد له الحافظ ابن حجر متابعاً فلم يزد على قوله: (أما حديث عائشة فهو في الرواية المذكورة عن الشعبي) [227] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn227) ولم يروه إلا مجالد بن سعيد على الصحيح، ولهذا تنكب أصحاب السنن الأربعة ومسلم عن تخريج هذه الزيادة مع نفاستها، ومع تخريج مسلم للحديث من أربعة طرق غريبة عن الشعبي إلا أنه لم يخرج هذه الزيادة لأنها لا تروى إلا عن مجالد، ولو صحت عن غيره ـ خاصة الشيباني ـ لخرجها مسلم في صحيحه أو ابن حبان أو لاستدركها الحاكم إذ فيها شاهدان عن صحابيين لحديث فاطمة فثبت يقيناً أنها لا تعرف إلا من حديث مجالد.
ثم على فرض صحة هذه الزيادة الإسنادية، فإنه لم يسق أحد لفظ حديث عائشة أو لفظ حديث أبي هريرة لمعرفة ما الذي تابعوا عليه فاطمة أهو حديثها في قصة تميم الداري أم ما روته من قول النبي e بعد ذلك: (إن طيبة المدينة ما لها طريق ضيق ولا واسع في سهل ولا جبل إلا عليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة ما يستطيع الدجال أن يدخلها) [228] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn228)؟
فالظاهر أن الشعبي إنما حدث المحرر بما حدثته فاطمة عن النبي e أن الدجال لا يدخل المدينة فقال المحرر أنه سمع من أبيه مثل ذلك وزاد: (نحو المشرق) ثم حدث الشعبي محمد بن القاسم فحدثه عن عائشة مثل ذلك وزاد: (الحرمان عليه حرام مكة والمدينة).
ومما يؤكد ذلك:
1ـ ما رواه ابن الأعرابي [229] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn229) من طريق موسى بن إسماعيل الحافظ عن الحسن بن أبي جعفر عن مجالد عن الشعبي عن المحرر عن أبيه قال: قال e: [ لا يأتي الدجال المدينة إلا وجد عند كل نقب من نقابها ملكاً مصلتاً بالسيف] والحسن بن أبي جعفر قال عنه ابن حجر: (ضعيف الحديث مع عبادته وفضله). [230] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn230)
فكشفت هذه الرواية وميزت حديث أبي هريرة عن حديث فاطمة وأن المتابعة إنما هي في هذا القدر فقط.
2ـ ما رواه الحاكم [231] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn231) وتمام الرازي [232] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn232) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن الشعبي، عن ابن أبي هريرة، عن أبيه قال: قال النبي e: (( يخرج الدجال من ها هنا أو من ها هنا بل يخرج ها هنا يعني المشرق)) قال الحاكم: (صحيح الإسناد).
(يُتْبَعُ)
(/)
3ـ ما رواه أحمد [233] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn233)، والنسائي [234] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn234)، من طريق محمد بن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن عائشة قالت: قال النبي e: (( لا يدخل الدجال مكة ولا المدينة)).
وهذا إسناد رجاله ثقات، وفيه كشف داود بن أبي هند عن لفظ حديث عائشة، إلا أنه سقط من الإسناد الواسطة بين الشعبي، وعائشة ويبدو أن الذي أسقطه هو الشعبي نفسه فإنه كان يرسل عن عائشة. [235] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn235)
وقد قال المزي عن هذه الرواية: (كذا وقع في هذه الرواية والمحفوظ رواية الشعبي عن فاطمة).
وهذا دليل على أن المزي لا يرى رواية من رواه عن الشعبي من حديث عائشة محفوظة، والصحيح أن غير المحفوظ ما رواه مجالد عن الشعبي عن عائشة نحو حديث فاطمة عن تميم الداري وقصته، أما من رواه عن الشعبي عن عائشة نحو حديث فاطمة عن النبي e في أن الدجال لا يدخل المدينة فلا يبعد أن يكون محفوظاً عن الشعبي إذ هو ثابت عن عائشة من طرق أخرى كما سيأتي.
وقد سئل الدارقطني عن حديث مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة) فقال (اختلف فيه على الشعبي:فرواه محبوب بن الحسن عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة. ورواه مسلمة بن علقمة عن داود عن الشعبي عن عائشة لم يذكر بينهما أحدا. ورواه الشيباني عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة. وقال مجالد: عن الشعبي عن القاسم عن عائشة. وقال السري بن إسماعيل: عن الشعبي عن مسروق مثل قول محبوب بن الحسن عن داود وهو مختصر من حديث ... الجساسة الذي يرويه الشعبي عن فاطمة بنت قيس). [236] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn236)
4 ـ أن هذا القدر هو المحفوظ عن أبي هريرة وعن عائشة.
فقد روى البخاري [237] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn237) ومسلم [238] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn238) من حديث أبي هريرة: ((على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الدجال)) وفي رواية لمسلم: ((يأتي المسيح (أي الدجال) من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك)) فقوله: [من قبل المشرق] هو مقصود المحرر: [إنه نحو المشرق] أي يأتي من تلك الجهة.
كما روى أحمد [239] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn239) وابن حبان [240] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn240) من حديث عائشة: ((فيسير [أي الدجال] حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان .. )).
وبهذه الأدلة يتضح صواب قول من قال بأن حديث فاطمة حديث فرد غريب وبان خطأ استدراك ابن حجر عندما قال: (توهم بعضهم أنه غريب فرد وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس: أبو هريرة وعائشة وجابر).
فقد ثبت أن حديث جابر لا أصل له، وأنه من أوهام ومناكير الوليد بن جميع وتخاليطه كما نص عليه العقيلي وابن عدي، وأن حديث أبي هريرة وعائشة لم تذكر الروايات ـ التي أحالت على حديث فاطمة ـ لفظه وقد جاءت روايات عن مجالد نفسه ومن طريق آخر عن الشعبي فكشفت لفظ كل من أبي هريرة وعائشة وأنهما تابعا فاطمة على حديثها عن النبي e في أن الدجال لا يدخل المدينة فقط لا على كل حديثها في شأن الدجال وقصة تميم والجساسة.
فإذا ثبت ذلك وأن ما ظنه ابن حجر شواهد هي لا أصل لها، وإذا ثبت أن حديث فاطمة بنت قيس لا يثبت عن أبي سلمة عنها، ولا عن يحيى بن يعمر عنها، وأنه لا يثبت إلا من طريق مجالد ـ وحده ـ عن الشعبي عنها، فإن له عللاً أخرى على فرض ثبوته عنها منها:-
5ـ أن فاطمة صحابية مشهورة وليس لها سوى حديثين اثنين فقط:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: حديث طلاقها وقول النبي e لها ((لا نفقة لك ولا سكنى)) لأنه لا رجعة لزوجها عليها، وخطبة النبي e إياها لأسامة بن زيد وهو حديث مشهور عنها، فقد رواه علماء الحجاز والعراق وعلى رأسهم فقهاء المدينة سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
ورواه أيضاً الأسود بن يزيد النخعي، والشعبي، وعبد الله بن البهي، وعبد الرحمن بن عاصم بن ثابت، وتميم أبو سلمة. [241] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn241)
وقد اشتهر عنها هذا الحديث منذ عهد عمر رضي الله عنها، وشغلت الناس به حتى قال ابن المسيب (تلك امرأة فتنت الناس) [242] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn242) وظلت تحدث به الناس إلى زمن عبد الله بن الزبير وكتبه عنها أبو سلمة بن عبد الرحمن في تلك الفترة [243] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn243)، أي أنها حدثت الناس بهذا الحديث منذ سنة 13هـ إلى سنة 73هـ تقريباً أي مدة ستين سنة ومع هذا كله لم يرو عنها أهل المدينة إلا هذا الحديث في شأن طلاقها، ولم يشتهر عنها سواه، وقد روى هذا الحديث من أصحاب الشعبي كبار أصحابه الحفاظ منهم إسماعيل بن أبي خالد، والشيباني، ومطرف، وسلمة بن كهيل، وأبو حصين، وابن أبي زائدة، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، ويونس بن إسحاق، وداود بن أبي هند، ومغيرة، وحصين، ومجالد، وأشعث، وغيرهم.
الثاني: حديث الشعبي عنها في قصة تميم والجساسة ولم يشتهر عنها إلا من طريق الشعبي، ولا عن الشعبي إلا من طريق مجالد!
وقد قال ابن حجر [244] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn244) عن حديثها الأول: (وهي قصة مشهورة) بينما قال عن حديثها الثاني: (وهي التي روت قصة الجساسة بطولها فانفردت بها مطولة رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها وهو أميرها) وذكر أن فاطمة من المهاجرات الأول وأنها كانت أكبر من أخيها الضحاك أمير الكوفة بعشر سنين.
لكن يشكل على هذا ما جاء في بعض روايات هذا الحديث كرواية مسلم [245] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn245): ( دخلنا على فاطمة بنت قيس فأتحفتنا برطب يقال له رطب بن طاب) وهو رطب المدينة المشهور، وفي رواية عند الطبراني [246] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn246) من طريق حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي قال (خالفنا أهل المدينة في سكنى المطلقة ونفقتها فقالوا لي: بيننا وبينك حديث فاطمة بنت قيس فأتيتها…) وهذا يؤيد أنه سمع منها في المدينة. وفي رواية عند الطبراني [247] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn247): ( لقيت فاطمة بنت قيس بالحرة…) وهي رواية ضعيفة إلا أنها يستأنس بها وعند الطبراني أيضاً [248] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn248): ( دخلت المدينة فجلست عند المنبر…) وهي ضعيفة إلا أنها ترجح أن سماع الشعبي منها كان في المدينة ولم أجد ما يؤيد قول الحافظ ابن حجر أنه سمع منها عندما قدمت على أخيها الضحاك الكوفة وهو أمير عليها إلا ما رواه البسوي في المعرفة والتاريخ [249] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn249) من طريق مجالد عن الشعبي قال قدمت فاطمة ابنة قيس على أخيها الضحاك بن قيس وكان عاملاً عليها فأتيتها فسألناها، فإن ثبت ما قاله الحافظ فيكون سماعه منها ما بين سنة 53هـ ـ 57هـ وهي المدة التي كان فيها الضحاك أميراً على الكوفة كما ذكره خليفة بن خياط في تاريخه. [250] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn250)
ويكون سنها آنذاك قد تجاوز السبعين سنة إذا افترضنا أن لها عندما هاجرت عشرين سنة على الأقل وقد كانت من أوائل المهاجرات في سبيل الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن لم يثبت قول الحافظ فيحتمل أن سماع الشعبي منها كان بعد ذلك في المدينة في زمن ابن الزبير إذ أن الشعبي ولد في حدود سنة 20هـ ـ كما في تهذيب التهذيب [251] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn251) ـ فيحتمل أنه سألها بعد أن أصبح فقيهاً يجادل فقهاء المدينة في مسألة فقهية كهذه المسألة فيحتجون عليه بحديث فاطمة ويحتكمون إليها ـ كما تدل عليه رواية مجالد عنه ـ وهذا يقتضي أن يكون قد بلغ من السن والعلم الدرجة التي تؤهله بلوغ هذه المنزلة الرفيعة في نظر أهل المدينة.
وعلى كل حال فسماع الشعبي منها إنما كان بعد أن بلغ سنها السبعين سنة ـ على أقل تقدير ـ إن لم تكن بلغت الثمانين سنة أو أكثر.
وقد تكلم الصحابة رضي الله عنهم في حديث فاطمة الأول وردوا عليها روايتها وأنكروها وهو قولها أن النبي e لم يجعل للمطلقة ثلاثاً نفقة ولا سكنى حتى قال عمر: (لا نترك كتاب الله وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت) [252] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn252) كما أنكرت عليها ذلك عائشة رضي الله عنها [253] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn253)، وقد أخذ أكثر العلماء بقول عمر وعائشة في قدحهما في صحة روايتها قال الطحاوي: (فهذا أبو سلمة يخبر أيضاً أن الناس قد أنكروا ذلك على فاطمة وفيهم أصحاب رسول الله e ومن لحق بهم من التابعين فقد أنكره عمر وعائشة وأسامة وسعيد بن المسيب مع من سمينا معهم ولم يعملوا به، وذلك من عمر بن الخطاب بحضرة أصحاب رسول الله e فلم ينكره عليه منهم منكر). [254] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn254)
وقال ابن عبد البر: (عمر وعائشة وابن عمر ينكرون على فاطمة أمر السكنى ويخالفونها في ذلك ومال إلى قولهم فقهاء التابعين بالمدينة) [255] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn255) وقال أيضاً: (أما الشافعي ومالك فإنه لم يثبت عندهما عن النبي e أنه قال لفاطمة لا سكنى لك ولا نفقة مع ما رأوا من معارضة العلماء الجلة لها في ذلك). [256] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn256)
وما كان للصحابة أن يقدحوا في روايتها ويردوها وهي تخبر عن رسول الله e أنه قضى في شأنها قضاءً، لولا أنه ثبت عندهم ما يقدح في حفظها وضبطها قال ابن حجر [257] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn257): ( لقد كان الحق ينطق على لسان عمر فإن قوله (حفظت أو نسيت) قد ظهر مصداقية في أنها أطلقت في موضع التقييد أو عمت في موضع التخصيص…) وقد قال إسماعيل القاضي: (وإذا كان هذا الإنكار كله وقع في حديث فاطمة فكيف يجعل أصلاً). [258] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn258)
6 ـ أن في حديث فاطمة أن النبي e نادى في الناس: ((الصلاة جامعة)) وأنها كانت في الصفوف الخلفية مع النساء عندما قام النبي e خطيباً … إلخ ويستحيل عادة وقوع هذا الأمر الجامع للناس ثم لا يرويه ولا يخبر به إلا امرأة واحدة في الصفوف الخلفية؟!
بل جرت العادة أن تتوافر الهمم على رواية مثل هذا الحدث عند وقوعه وقد ذكر أبو يعلى ما يرد به خبر الواحد فقال: (أن ينفرد بما جرت العادة في نقله بالتواتر مثل أن ينفرد بنقل أن الخطيب سقط يوم الجمعة من المنبر فالعادة جرت بأن الواحد لا ينفرد بنقله فإذا انفرد به علمناه بخلاف العادة فرددناه). [259] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn259)
7 ـ ثم إن صاحب القصة نفسها وهو تميم الداري عاش في المدينة إلى سنة 35هـ ثم تحول إلى الشام وهي بلده وتوفي سنة 40هـ وكان أول واعظ وقاص في الإسلام، وعظ وقص في عهد عمر رضي الله عنه وقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين [260] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn260) ، فلم يرو أحد منهم عنه هذه القصة مع ما فيها من غرابة ومنقبة له، إذ حدث عنه النبي e بهذه القصة فكيف تتفرد فاطمة برواية هذه القصة عن النبي e من دون الصحابة ثم تتفرد بها عن تميم أيضاً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يرويها عنه أحد من الصحابة، ولا أحد من أصحابه وتلاميذه ـ الذين رووا عنه حديثه ـ من أهل المدينة أو أهل الشام، وقد قال ابن القيم [261] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn261) في ما يستدل به على بطلان الخبر: (ومنها أن يدّعى على النبي e أنه فعل أمراً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه… وكذلك رواية (أن الشمس ردت لعلي بعد العصر) والناس يشاهدونها ولا يشتهر هذا أعظم اشتهار ولا يعرفه إلا أسماء بنت عميس).
وهذا شبيه بخبر فاطمة بنت قيس.
8ـ ومما يزيد الشك في خبرها أن الصحابة رضي الله عنهم قد اختلفوا في شأن الدجال اختلافاً شديداً حتى كان جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصياد هو الدجال ويخبر أن عمر كان يحلف على ذلك عند النبي e فلا ينكر عليه.
وحديثه عند البخاري [262] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn262) ومسلم [263] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn263) وإنما كان جابر يحلف على ذلك بعد وفاة النبي e كما هو ظاهر الرواية إذ فيها أن محمد بن المنكدر ـ وهو تابعي ـ رآه يحلف على ذلك. كما روى مسلم أيضاً في صحيحه [264] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn264) من حديث أبي سعيد الخدري قال: (صحبت ابن صائد إلى مكة فقال لي: أما قد لقيت من الناس يزعمون أني الدجال…).
وفي رواية له: (مالي ولكم يا أصحاب محمد! ألم يقل نبي الله e (( إنه (أي الدجال) يهودي)) وقد أسلمت، قال: (ولا يولد له) وقد ولد لي، وقال: ((إن الله حرم عليه مكة)) وقد حججت. قال أبو سعيد: فما زال حتى كاد أن يأخذ فيّ قوله…).
وفي رواية لمسلم أيضاً أن ابن صائد قال: (يا أبا سعيد! لقد هممت أن آخذ حبلاً فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد! من خفي عليه حديث رسول الله e ما خفي عليكم معشر الأنصار! ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله e؟ أليس قد قال رسول الله e: (( هو كافر)) وأنا مسلم، أو ليس قد قال رسول: ((هو عقيم لا يولد له)) وقد تركت ولدي بالمدينة، أو ليس قال رسول الله e: (( لا يدخل المدنية ولا مكة)) وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة؟ …).
وفي رواية لمسلم أن أبا سعيد كان يجيبه بقوله (بلى).
كما روى مسلم في صحيحه [265] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn265) من حديث ابن عمر أنه كان يظن ابن صياد هو الدجال حتى أن حفصة كانت تحذره من إغضابه لأن النبي e كان يخبر عن الدجال أنه يخرج من غضبة يغضبها.
وروى أبو داود [266] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn266) بسند صحيح ـ كما قال ابن حجر [267] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn267) ـ أن ابن عمر كان يحلف أنه الدجال وروى أحمد [268] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn268) أن أبا ذر رضي الله عنه كان يقول: (لأن أحلف عشر مرار أن ابن صائد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به…) قال في الفتح: (سنده صحيح). [269] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn269)
وروى أبو يعلى والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لأن أحلف بالله تسعاً أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة…). قال الهيثمي: (رجال أبي يعلى رجال الصحيح). [270] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn270)
فإذا كان عمر وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وابن عمر وحفصة وأبو ذر وابن مسعود، بل والناس عامة، والأنصار خاصة، يتحدثون أن ابن صياد اليهودي هو الدجال وكان بعضهم يحلف على ذلك ـ وهذا كله بعد وفاة النبي e ـ فكيف يمكن التوفيق بين هذا وقول فاطمة أن النبي e جمع الناس وقص عليهم خبر تميم الداري الذي فيه خبر الدجال وأنه مسجون في جزيرة في عرض البحر؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا استشكل الطحاوي ذلك فقال (فإن قال قائل فكيف بقي ابن مسعود وأبو ذر وجابر على ما كانوا عليه فيه مما قد رويته عنهم في هذا الباب مما قالوه فيه بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أنه قد يحتمل أن ذلك كان منهم لأنهم لم يعلموا بما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث به الناس عن تميم الداري ولا من سروره به فقالوا في ذلك ما قالوا). [271] ( http://www.dr-hakem.com/controlpanel/******s/blank.gif#_ftn271)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:23]ـ
وذكر ابن حجر قول البيهقي: (كأن الذين يجزمون بابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم وإلا فالجمع بينهما بعيدٌ جداً إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه المحتلم ويجتمع به النبي e ويسأله، أن يكون هو في آخرها شيخاً كبيراً مسجوناً في جزيرة من جزائر البحر موثوقاً بالحديد يستفهم عن خبر النبي e هل خرج أولاً؟ فالأولى أن يحمل على عدم الإطلاع…). [272]
بل هذا الذي يجب، إذ لا يتصور أن يكون هؤلاء الصحابة قد اطلعوا أو سمعوا بخبر تميم الداري ثم يحلفون بعد ذلك أن ابن صياد ـ اليهودي الذي كان يعيش في المدينة في حياة النبي e ثم أسلم بعد ذلك ـ هو نفسه الدجال الذي كان موثوقاً في جزيرة من الجزر. قال المزي [273]: (عمارة بن عبد الله بن صياد الأنصاري ـ ولاءً ـ وأبوه الذي قيل عنه أنه الدجال… وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه ـ أي على عمارة ـ في الفضل أحداً) وقال أيضاً عن أبي عمارة: (وهو الذي قيل إنه الدجال لأمور كان يفعلها وقد أسلم عبد الله بن صياد وحج وغزا مع المسلمين وأقام بالمدينة) وقد كان ولده عمارة من سادات التابعين وثقاتهم. ومع ذلك كان أهل المدينة يظنون أن أباه هو الدجال لموافقة صفته صفة الدجال التي كان النبي e قد أخبرهم بها [274] إلى أن توفي في المدينة بعد ذلك فثبت أنه ليس هو.
فإذا ثبت ذلك فمن هم الناس الذين خطب بهم النبي e ونادى فيهم (أن الصلاة جامعة) وقص عليهم خبر تميم الداري ـ وكان ذلك سنة 9هـ ـ عندما جاء تميم مهاجراً مسلماً؟!
فهؤلاء الصحابة:عبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله وأبو ذر وأبو سعيد الخدري وحفصة بنت عمر هم حفاظ السنة وعلماء الصحابة وأعلم الناس بالأخبار والآثار النبوية فإذا كانوا لم يحضروا قصة تميم عن الدجال بل ولا سمعوا عنها ـ وإلا لما ظنوه ابن صياد ولا حلفوا على ذلك ـ فمن الذي حضر هذه الخطبة؟! وكيف يتحدث الناس والأنصار عامة ـ كما في صحيح مسلم ـ أن ابن صياد هو الدجال دون أن يتذكروا أو يذكرهم أحد بخطبة النبي e التي جمعهم فيها وقص عليهم خبر تميم الداري؟!
بل إنه مع كل هذا الخلاف في شأن ابن صياد بين الصحابة إلا أنه لم يثبت قط عن أحد منهم القول بأن الدجال موجود موثوق في جزيرة في عرض البحر!!
وإذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحلف على أن ابن صياد هو الدجال عند النبي e ـ كما روى ذلك جابر عنه ـ فإنه أيضاً لم يثبت عنه خلاف هذا القول بعد ذلك ولا دليل على أنه سمع بخبر تميم الداري فرجع عن اعتقاده في ابن صياد.
نعم كان بالإمكان قبول خبر فاطمة لو أنها روته عن النبي e دون أن تقول إن النبي e نادى في الناس ((الصلاة جامعة)) وأنها حضرت الخطبة وكانت في صفوف النساء خلف الرجال … إلخ إذ يمكن القول حينئذ أنها سمعت من النبي e حديثاً لم يسمعه الصحابة الآخرون، أما والحال ما ذكرت في حديثها، فإن ذلك يوجب التوقف في قبول مثل هذا الخبر خاصة وأنه ثبت عن علماء الصحابة وحفاظهم الملازمين لرسول الله e سفراً وحضراً أنهم لم يسمعوا بمثل هذا الخبر بل ولا سمع به الأنصار، بل ولا أهل المدينة مهاجروهم وأنصارهم، بل ولم يسمع به أحد من غيرهم حتى خرج مجالد يروي عن الشعبي ويحدث الناس بهذا الحديث في الكوفة عن امرأة من أهل المدينة أنها شهدت خطبة لم يسمع بها عمر ولا عبد الله بن عمر ولا حفصة ولا ابن مسعود ولا جابر بن عبد الله ولا أبو ذر الغفاري ولا أبو سعيد الخدري ولا أهل المدينة ولا الأنصار الذين ظلوا يعتقون أن ابن صياد هو الدجال؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو لم يرو عن هؤلاء الصحابة مثل هذا الرأي في ابن صياد لكان بالإمكان القول بأنه لا دليل ينافي دعواها أن الناس حضروا هذه الخطبة الجامعة وليس بالضرورة أن تتوافر الهمم على رواية هذه الخطبة بل يكفي أن يحدث بها راو واحد إلا أن ثبوت هذه الروايات الصحيحة عن هؤلاء الصحابة التي تثبت خلاف حديث فاطمة يقدح في صحة هذه الدعوى من أصلها ويثبت ضدها.
9ـ وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم لم يقبلوا حديثها الأول المشهور عنها الخاص بها وهي شابة خشية النسيان والغلط والوهم، فكيف بحديثها الغريب الذي لم يسمع منها إلا بعد أن جاوزت سبعين سنة، ولم يروه عنها إلا رجل واحد من أهل الكوفة في قضية طال حولها الجدل بين أهل المدينة أنفسهم في شأن ابن صياد ووجود الدجال، ثم لا يجدون عند فاطمة التي عاشت بين ظهرانيهم سبعين سنة ما يشفي غليلهم ويحسم الخلاف بينهم؟!
وإذا لم يكن لها إلا حديثان وكان المشهور منهما المتواتر عنها مشكوكاً في صحته حتى رده عمر وعائشة خشية غلطها، فالغريب أحق بالشك والرد من باب أولى.
فيحتمل على فرض صحة الحديث أن فاطمة رضي الله عنها خلطت بين خطبة النبي e المشهورة عن الدجال وبين ما كان يقصه تميم الداري على الناس، فقد روى حادثة الخطبة في شأن الدجال:
أـ ابن عمر: فقد روى البخاري [275] ومسلم [276] من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (قام رسول الله e في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال: ((إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذره نوح قومه…)).
ب ـ وأبو سعيد الخدري: فقد روى البخاري [277] ومسلم [278] كلاهما من حديث أبي سعيد الخدري قال: (حدثنا رسول الله e حديثاً طويلاً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: ((يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة…)).
ج ـ وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ((خطبنا رسول الله e فقال: ألا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته…)). [279]
د ـ سمرة بن جندب: قال إن الشمس كسفت على عهد النبي e فصلى بالناس صلاة الكسوف ثم قام بالناس خطيباً فذكر خطبة طويلة وفيها حذر من الدجال ووصفه وذكر فتنته. كما عند أحمد [280] وابن خزيمة. [281]
هـ ـ وأبو أمامة الباهلي: قال: ((خطبنا رسول الله e فكان أكثر خطبته حديثاً حدثناه عن الدجال وحذرناه…)). عند ابن ماجه. [282]
و ـ جنادة بن أبي أمية: قال ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي e فقلنا حدثنا ما سمعت من رسول الله e يذكر الدجال قال: ((خطبنا رسول الله e فقال أنذركم الدجال – ثلاثاً – فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذر أمته وإنه فيكم أيتها الأمة…)) وإسناده مسلسل بالأئمة. كما عند أحمد [283] قال الهيثمي: (رجاله رجال الصحيح). [284]
ورواه الطحاوي [285] وفي أوله: (قلنا له حدثنا في الدجال حديثاً سمعته من رسول الله e فإنه قد اختلف علينا فيه…).
زـ وروى عبد الرزاق [286] عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر في خطبة النبي e في شأن الدجال ثم قال الزهري: (وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب النبي e أن رسول الله e قال يومئذ للناس وهو يحذرهم الدجال…).
وهذا نص على شهرة تلك الخطبة عند الصحابة وأنها خطبة واحدة معلومة.
والمقصود أن هذه الخطبة تكاد تكون متواترة عن النبي e ومع ذلك لم يذكر أحد من الصحابة الذين رووا هذه الخطبة شيئاً مما ذكرته فاطمة بنت قيس وألفاظ أحاديثهم تتفق على التحذير من الدجال ووصفه وفتنته وأنه ما من نبي إلا وحذر منه أمته، ثم يزيد بعضهم في حديثه على بعض، إلا أنه لا تعارض بين ألفاظ أحاديثهم الصحيحة عنهم. ومما يؤكد أن فاطمة سمعت هذه الخطبة التي سمعها هؤلاء الصحابة ما جاء في رواية الطبراني [287] وابن حبان في صحيحه [288] من طريق عيسى بن يونس عن عمران بن سليمان عن الشعبي عن فاطمة قالت: (صعد رسول الله e المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذره أمته وهو كائن فيكم أيتها الأمة إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم…)).
وهذا مطابق تمام المطابقة لما ثبت عن رسول الله e في خطبته عن الدجال التي رواها كثير من الصحابة مما يدل على أن فاطمة قد سمعت هذه الخطبة بعينها ومع ذلك لم يذكر أحد ما ذكرته فاطمة عن تميم وقصته؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
كما روى النسائي [289] من طريق جرير بن عبد الحميد عن مغيرة بن مقسم عن الشعبي عن فاطمة مرفوعاً: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال وإنه فيكم أيتها الأمة وإنه يطأ الأرض كلها غير طيبة وهذه طيبة) هكذا مختصراً ولم يذكر قصة تميم الداري.
وهذا هو الحديث الذي صححه البخاري لها، قال الترمذي (سألت محمدا عن هذا الحديث يعني حديث الجساسة؟ فقال يرويه الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة ابنة قيس. قال محمد وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديث صحيح). [290]
فقد صحح حديثها في شأن الدجال وتوقف في حديث الزهري عن أبي سلمة حديث الجساسة، والعبارة مختصرة وموهمة!
وعلى كل فهذا يكشف أن في حديث فاطمة خللاً وأن في ضبطها ضعفاً، إن ثبت الحديث هذا عنها، ويؤكد صحة رأي عمر الفاروق وعائشة الصديقة فيها وأنهما ما أنكرا عليها حديثها إلا لما علما من ضعف حفظها، ولا أدل على ذلك من كونها لم تحفظ عن النبي e إلا حديثين اثنين فقط مع أنها من أوائل المهاجرات وعمرت طويلاً وحدثت الناس بما عندها، وفتنت الناس فيهما في حديث الطلاق وفي حديث الدجال؟!
فلعلها أخطأت وخلطت بين ما سمعته من النبي e في هذه الخطبة عن الدجال وتحذيره منه وإخباره أنه لا يدخل المدينة وأن عليها ملائكة يحمونها منه وما سمعته بعد ذلك من تميم الداري الذي كان نصرانياً من أهل الشام ثم أسلم في آخر حياة النبي e واستأذن عمر في أن يعظ الناس ويقص عليهم فأذن له واستمر كذلك حتى خرج من المدينة بعد قتل عثمان رضي الله عنه وسكن الشام حتى توفي فيها سنة 40هـ[291]، ومما يعضد ذلك أن نعيم بن حماد قد روى في كتاب الفتن من طريق يزيد بن حمير ويزيد بن شريح وجبير بن نفير وشريح بن عبيد والمقدام بن معد كرب وعمرو بن الأسود وكثير بن مرة قالوا جميعا: (الدجال ليس هو إنسان وإنما هو شيطان في بعض جزائر البحر موثوق بسبعين حلقة …). [292]
قال ابن حجر: (لعل هؤلاء مع كونهم ثقات تلقوا ذلك من بعض كتب أهل الكتاب). [293]
وهؤلاء من علماء الشام وروايتهم هذه تشبه ما جاء في حديث فاطمة فيما سمعته من تميم الداري فإما أنهم أخذوا هذا من جهة تميم الذي سكن الشام وتوفي بها أو يكون مما هو شائع بين أهل الشام عن أهل الكتاب ويكون تميم قد حدث به في مواعظه وقصصه في المدينة وسمعته فاطمة منه فاختلط عليها بما كانت قد سمعته في خطبة النبي e المشهورة عن الدجال.
ومما يثبت معرفة أهل الكتاب بالدجال ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن عمر سأل رجلاً من اليهود عن شيء فحدثه، فصدقه عمر، فقال له عمر: قد بلوت صدقك فأخبرني عن الدجال، قال: وإله يهود ليقتلنه ابن مريم بفناء لدّ. [294]
ولعله لهذا السبب لم يخرج البخاري حديث فاطمة هذا في صحيحه قال ابن حجر: (سلك البخاري مسلك الترجيح فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صياد ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم وقد توهم بعضهم انه غريب فرد وليس كذلك فقد رواه مع فاطمة بنت قيس أبو هريرة وعائشة وجابر). [295]
فاستظهر ابن حجر أن البخاري ترك تخريج حديث فاطمة ترجيحاً منه لحديث جابر أن ابن صياد هو الدجال على حديثها الذي فيه ما يناقض ذلك، وهذا الصنيع دليل على دقة نظره وثقوب بصره رحمه الله إذ أن التعارض بين الحديثين ظاهر ولا يمكن معه الجمع بينهما إلا على وجه من التكلف الذي لا يسوغ.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (ولا يبلغ تصحيح مسلم تصحيح البخاري، بل كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه… ولهذا كان جمهور ما أنكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحاً على قول من نازعه بخلاف مسلم بن الحجاج فإنه نوزع في عدة أحاديث مما خرجها وكان الصواب فيها مع من نازعه…). [296]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً: (والبخاري أحذق وأخبر بهذا الفن من مسلم ولهذا لا يتفقان على حديث إلا ويكون صحيحاً لا ريب فيه قد اتفق أهل العلم على صحته ثم ينفرد مسلم فيه بألفاظ يعرض عنها البخاري…) [297] وقد ذكر قبل ذلك أحاديث خرجها مسلم وهي غير صحيحه حيث ذكر حديث مسلم [298]: (إن الله خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم يوم الجمعة) ثم قال: (فإن هذا طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار… وهذا هو الصواب لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام…) [299] وكذا قال نحو هذا في مجموع الفتاوى [300] عن حذق البخاري وقصور مسلم عن درجته.
والمقصود أن ما استظهره الحافظ ابن حجر ـ من أن تنكب البخاري عن إخراج حديث فاطمة بنت قيس مع شهرته إنما هو ترجيح منه للأحاديث الأخرى ـ هو استظهار صحيح لأن صحة الإسناد لا تكفي لإخراجه ما دام معارضاً بأحاديث أصح ولا يمكن الجمع بينها.
المبحث السادس: في ما في ألفاظ الحديث من الاختلاف:
ثم إنه على فرض ثبوت هذا الحديث وأن فاطمة لم تهم فيه ولم تخلط بين ما سمعته من النبي e وما سمعته بعد ذلك من قصص تميم فإن في اللفظ نفسه اختلافاً شديداً ومن ذلك:
أولا: الاختلاف في صاحب القصة ومن لقي الجساسة والدجال:
ففي رواية ابن بريدة عند مسلم: أن تميماً كان مع قومه ثلاثين رجلاً من لخم وجذام في سفينة فلعب بهم الموج شهراً…إلخ.
وفي رواية سيّار العنزي عند مسلم: إن بني عم لتميم الداري ركبوا في البحر…إلخ.
وفي رواية غيلان عند مسلم: أن تميماً ركب البحر فتاهت به سفينته … إلخ.
وفي رواية محمد بن أبي أيوب عند الطبراني أن النبي e قال: ((أن تميم الداري أخبرني أن بني عم له ألقتهم سفينة في البحر …إلخ)) وكذا في رواية محمد بن فضيل عن الشيباني ورواية مجالد وأبي الزناد.
وفي رواية داود بن أبي هند: ((لكن تميم الداري أخبرني أن قوماً من أهل فلسطين ركبوا البحر…إلخ)).
وهذا اختلاف شديد فتارة: تميم هو صاحب القصة، وتارة: هو وقومه، وتارة: قومه، وتارة: قوم من أهل فلسطين.
والظاهر من مجموع الروايات أن تميماً إنما يحكي قصة عن جماعة من أهل الشام، ولم يكن هو معهم ويحتمل أنهم من قومه الذين عاصرهم وأدركهم، أو من قومه الذين لم يعاصرهم وإنما بلغه خبرهم وقصتهم.
هذا ويحتمل أنهم ليسوا من بني عمه على الحقيقة بل على سبيل المجاز والاتساع لأنهم من قبيلته، فيصدق عليهم أنهم من بني عمه، ويحتمل أن المقصود بقومه أي أهل الشام إذ أنه من عرب الشام فيصدق على من كان فيها من العرب أنهم قومه.
وعلى كل فتميم إنما يحكي قصة قوم من العرب النصارى من أهل فلسطين.
ثانيا: الاختلاف في وصف ما رأى أهل السفينة:-
ففي رواية ابن بريدة: ((فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر)) وأنها قالت لهم: ((انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير… فإذا فيه أعظم إنسان)).
وفي رواية غيلان: ((فلقي إنساناً يجر شعره)).
وفي رواية ابن أبي أيوب: ((فلقوا شيئاً لا يدرون رجلاً هو أو امرأة .. وأشارت إلى دير في الجزيرة غير بعيد… فإذا برجل موثوق)).
وفي رواية أبي الزناد كما عند الطبراني ((فإذا هم بامرأة شعثة سوداء لها شعر منكر قالت فادخلوا القصر فدخلوا فإذا شيخ مربوط)).
وفي رواية ابن بريدة عند ابن حبان: ((فلقيتنا جارية تجر شعرها)).
ففي بعض هذه الروايات أنهم رأوا دابة، وفي بعضها أنهم رأوا إنساناً، وفي بعضها أنها كانت امرأة أو جارية.
ثم إنها أشارت عليهم أن يذهبوا إلى دير أو قصر. والراجح أنه دير كما في أكثر الروايات.
ثم إنهم وجدوا في الدير رجلاً أو شيخاً كبيراً موثق بالحديد، والظاهر أنه كاهن مشعوذ محبوس في دير نصراني لتجديفه وكهانته، إلا أن أسئلته التي وجهها لهم تدل على أن عنده علم من الكتاب ومن ذلك قوله: (أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب… فقال: أما إنه خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض … إلخ) وفي رواية داود بن أبي هند أنه قال: (أنا الدجال).
(يُتْبَعُ)
(/)
فيبدوا أنه كاهن يخيل إليه أنه المسيح فلذا حبسه النصارى في دير ناء في جزيرة بعيدة لتجديفه.
ثالثا: الاختلاف في ما قاله النبي e بعدما سمع هذه القصة:
ففي رواية ابن بريدة عند مسلم أن النبي e قال: ((هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة)) يعني المدينة ثم قال: ((ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟)) فقال الناس نعم فقال: ((فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت حدثتكم عنه وعن المدينة ومكة .. )).
قال النبي e ذلك بعد أن سمع ما رواه تميم عن الرجل أنه قال: ((فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها)) عندها قال النبي e: (( هذه طيبة… إلخ)).
وفي رواية غيلان بن جرير أن النبي e قال بعد سماع هذه القصة قال: ((هذه طيبة، وذاك الدجال)).
وفي رواية محمد بن أبي أيوب: ((وكأنه سر رسول الله e من ذلك قوله: مكة وطيبة. فقال رسول الله e: طيبة، طيبة لا يدخلها الدجال…)).
وفي رواية مجالد: ((فقال رسول الله e: إن هذا مما أفرحني إن طيبة هي المدينة إن الله حرم حرمي على الدجال…)).
وفي رواية أبي الزناد كما عند الطبراني أن النبي e لم يقل سوى ((هذه طيبة)) وهكذا رواه سيار العنزي عند مسلم.
وفي رواية داود بن أبي هند أن النبي e قال بعد قصة تميم: ((أبشروا هذه طيبة لا يدخلها الدجال)).
وكل الروايات متفقة على نحو هذا اللفظ ولم يقل أحد كما قال غيلان في روايته: ((ذاك الدجال)) ولم أجد من تابعه على هذا اللفظ.
وليس في الروايات إلا أن النبي e فرح لأن ما ذكره تميم الداري ـ وهو رجل نصراني ثم أسلم ـ في هذه القصة يوافق ما كان النبي e يحدث به الصحابة من أن الدجال لا يدخل طيبة وأن على كل طريق منها ملكاً يحميها منه، ولم يقل e بأن هذه القصة التي قصها تميم هي صدق بل قال لهم: ((أخبرني تميم)) ولم يعلق على ما قاله تميم إلا في هذا الموضع عندما ذكر طيبة.
فزيادة ((ذاك الدجال)) وهمٌ من وهب بن جرير الراوي لهذا الحديث بهذا اللفظ عن أبيه عن غيلان بن جرير فقد ذكره ابن عدي [301] وذكر كلام ابن مهدي وعفان بن مسلم فيه وساق له حديثين أنكرهما، وكذا ذكره العقيلي [302] أو يكون الوهم من أبيه جرير بن حازم فقد قال عنه ابن حبان: (كان يخطىء لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه). [303]
وقال عنه أحمد: (كثير الغلط) [304] وتكلم في حفظه مسلم في التمييز [305] ولم يقبل منه رفع حديث رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري، لأنه إذا حدث عنه لا يكاد يأتي به على التقويم والاستقامة.
ومما يؤكد ذلك أن الصحابة ـ على فرض صحة هذا الحديث ـ لم يشكل على أحد منهم أن ذلك الرجل الذي في الدير ليس هو الدجال المعروف، وإلا لما ظنوا أن ابن صياد هو الدجال، فيكون قد ظهر لهم أن هذا الذي كان في الدير ما هو إلا دجال وواحد من الدجاجلة الذين يتكهنون ويشعوذون ويدعون ما لا يكون، إلا أنه عنده علم من الكتاب، ولهذا علم أن الدجال لا يدخل طيبة فأخبر القوم بذلك.
فلو كان لفظ رواية غيلان: (وذلك الدجال) صحيحاً لما اختلف الصحابة في شأن ابن صياد إذ أن هذا اللفظ نص في محل الخلاف فكيف يخفى على الصحابة الذين حضروا هذه الخطبة؟!
المبحث السابع: الأدلة النقلية والعقلية المعارضة لحديث فاطمة:
إذا كان ما سبق بيانه مشكلات تثير الشك حول ثبوت الحديث سنداً فإن في المتن ما هو أشد إشكالاً وإثارة للشك ومن ذلك:-
أولا: أن فيه ما يصادم قطعي القرآن وصحيح السنة وصريح العقل والحس من أن بشراً من ذرية آدم يظل موجوداً من قبل بعثة النبي e إلى آخر الدنيا وقبل يوم القيامة.
أما القرآن فقوله تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون}. [306]
ففي الآية دليل قطعي على أن الله عز وجل لم يجعل الخلد لبشر سواء كان قبل النبي e أو بعده والخلود هو اللبث الطويل وكل لبث تجاوز المعهود فهو خلود قال الراغب: (كقولهم للأثافي خوالد، وذلك لطول مكثها لا لدوام بقائها) [307] ولا ريب أن بقاء الدجال ـ وهو من ذرية آدم ـ في الحياة طوال هذه المدة وإلى ما قبل قيام الساعة هو من الخلود الذي نفاه القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما السنة فكحديث ابن عمر عند البخاري [308] ومسلم [309] أن النبي e قال: ((أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد)) وفي رواية لهما قال ابن عمر: ((إنما قال رسول الله e لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد: أن ينخرم ذلك القرن)).
وكحديث جابر بن عبد الله عند مسلم [310] أن النبي e قال قبل موته بشهر: ((ما من نفس منفوسة اليوم تأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ)) وكحديث أبي سعيد الخدري عند مسلم: ((لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم)). [311]
وحديث أنس عند ابن حبان [312] وحديث عقبة بن مسعود الأنصاري عند أحمد [313] وحديث سفيان بن وهب عند الحاكم [314] قال الحاكم: (إنما أراد ما على الأرض ذلك اليوم مولود قد ولد يأتي عليه مائة عام من ذلك الوقت الذي خاطبهم النبي e بهذا الخطاب لا أن من يولد بعد ذلك لا يعيش مائة سنة) وفي الباب عن جماعة آخرين من الصحابة. [315]
فهذا الحديث الذي كاد يبلغ حد التواتر جاء بلفظ عام فالنكرة في سياق النفي تفيد العموم. قال ابن حجر: (الحق أنها للعموم وتتناول جميع بني آدم) [316] أي ممن كانوا مولودين يوم قال النبي e ذلك القول لا من ولد بعد ذلك، إذ وجد من عاش أكثر من مائة سنة ولا يعلم أن أحداً ممن كان مولوداً حينها عاش أكثر من مائة عام فيظل الخبر على عمومه.
ثانيا: أنه مصادم لأدلة العقل والحس، لأنه يمتنع ويستحيل ـ عادة ـ أن يعيش إنسان طوال مدة ألفي عام أو أكثر على هذه الأرض لا يموت ولا يطلع عليه أحد إلا قوم تميم الداري وحدهم دون أهل الأرض قاطبة؟!
وإذا كان هؤلاء النصارى قد رأوا الدجال حقاً وحدثهم وحدثوه فما هو الدليل الحسي أو العقلي أو الشرعي الذي يمنع حصول ذلك لغيرهم؟! وإذا كان الوقوع دليل الإمكان ففي مشاهدتهم له ـ لو صح ـ دليل على إمكانية مشاهدة غيرهم له ومخاطبته كما خاطبوه وشاهدوه، وإذا كان وجوده في تلك الجزيرة والسجن لم يمنع من وصول هؤلاء النصارى له بسفينتهم البحرية الشراعية، فما الذي يحول دون وصول أهل هذا العصر خاصة لهذه الجزيرة وذلك السجن بعد تطور وسائل المواصلات والاتصالات؟!
ثم كيف يعيش ويقتات طوال هذه المدة في سجنه وقيوده ومن الذي يقوم على رعايته؟!
وقد ذكر ابن القيم [317] الضوابط الذي يمكن بها معرفة كون الحديث موضوعاً فقال: (ومنها تكذيب الحس له) وذكر أيضاً: (ومنها أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه) [318] فذكر الشواهد الحسية.
ثم ذكر في [319] بطلان حديث حياة الخضر ونقل عن البخاري احتجاجه بالأحاديث الصحيحة السابقة على نفي حياته كما نقل عن الأئمة احتجاجهم بالآية القرآنية على نفي حياة الخضر ثم نقل عن ابن الجوزي قوله: (الدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء: القرآن والسنة وإجماع المحققين والمعقول .. ). [320]
أما المعقول فمن عشرة وجوه:
الوجه الأول: أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد وذلك أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر…
والوجه الخامس: أن هذا لو كان صحيحاً أن بشراً من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب وكان خبره في القرآن مذكوراً في غير موضع، لأنه من أعظم آيات الربوبية وقد ذكر الله من أحياه ألف سنة إلا خمسين سنة وجعله آية فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر…).
وهذه الأدلة نفسها التي يحتج بها على نفي حياة المهدي ووجوده الآن لما في ادعاء وجوده من مكابرة للحس والعقل، وقد جاء القرآن بالدعوة إلى إعمال العقل والنظر والفكر وفي ادعاء مثل هذه الدعوى تعطيل لما أمر الله عز وجل بإعماله وما أنعم الله عز وجل به على الإنسان من نعمة العقل، وليست هذه القضايا من قضايا الغيب التي لا يمكن الإطلاع عليها، لأنها لم تعد كذلك بعد الإدعاء بأن من البشر من اطلع عليها في هذه الدنيا وشاهدها مشاهدة حسية حقيقية كما حدث مع قوم تميم الداري ـ دون أمر خارق ولا كرامة ظاهرة ـ إذ الوقوع دليل الإمكان.
كما أن خبر الواحد إنما يقبل بشروطه كما قال الخطيب البغدادي: (ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم والسنة المعلومة والفعل الجاري مجرى السنة وكل دليل مقطوع به…). [321]
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل فالحديث غريب لا يثبت إلا من طريق مجالد عن الشعبي وهذا إسناد ضعيف، وإنما الذي يثبت عن الشعبي هو ما رواه النسائي [322] عن محمد بن قدامة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال قالت فاطمة بنت قيس قال النبي e: (( إنه لم يكن نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال وإنه فيكم أيتها الأمة وإنه يطأ الأرض كلها غير طيبة هذه طيبة)) هكذا مختصرا.
وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي ومغيرة هو ابن مقسم من ثقات أصحاب الشعبي وهذا إسناد على شرط البخاري ومسلم.
وتابعه على روايته هذه ابن أبي خيثمة الحافظ [323] عن أبي نعيم الفضل بن دكين الحافظ قال ثنا محمد بن أبي أيوب ثنا الشعبي عن فاطمة قالت: خرج رسول الله e يوماً فجلس على المنبر فقال: ((هذه طيبة ـ يعني المدينة ـ لا يدخلها الدجال ليس منها نقب إلا عليه ملك شاهر السيف)).
وهذا هو الحديث الذي صححه البخاري لها، قال الترمذي (سألت محمدا عن هذا الحديث يعني حديث الجساسة؟ فقال يرويه الزهري عن أبي سلمة عن فاطمة ابنة قيس. قال محمد وحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس في الدجال هو حديث صحيح). [324]
فهذا القدر من حديثها هو المحفوظ وله شواهد كثيرة عن الصحابة وهذا هو الذي قاله e في خطبته المشهورة، وأما قصة تميم الداري فلا تثبت إلا من طريق مجالد ويحتمل أنه سمعها من الشعبي يحدث بها عن تميم ـ كما يتحدث بها أهل الشام ـ بعد أن ذكر حديث فاطمة فظن مجالد أنهما حديثاً واحداً أو يحتمل أن فاطمة قصت على الشعبي ما سمعته من تميم يعظ الناس به بعد وفاة النبي e فأخطأ مجالد، وظن أن ذلك حدث في حياة النبي e. والله تعالى أعلم.
نتائج البحث
وهي تتلخص في:
1ـ حديث الجساسة هو حديث مجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس، وهو أشهر من رواه عن الشعبي، حيث رواه عنه أئمة الأمصار في العراق والحجاز قبل أن يعرف عن غيره، حتى رواه عنه أعلم الناس بحديث الشعبي وأثبتهم وأحفظهم له وهو إسماعيل بن أبي خالد، ولهذا لم يخرجه ابن أبي شيبة في المصنف إلا من طريقه، مع أنه أوسع كتاب حديثي كوفي وصل إلينا، وابن أبي شيبة كوفي والشعبي كوفي! ومجالد ضعيف جدا وقد كان يرفع أحاديث كثيرة لا يرفعها غيره حتى بطل الاحتجاج به، وهذا الحديث الذي اشتهر عنه ودلسه عنه الآخرون لا يبعد أن يكون سمعه من الشعبي موقوفا من قصص تميم الداري فوهم ورفعها.
2 ـ أنه ومن خلال استعراض طبقات أصحاب الشعبي لم يروه منهم على الصحيح إلا مجالد وداود بن أبي هند، ولهذا لم يجد أحمد حين خرجه في مسنده ـ الذي انتقاه من سبعمائة ألف رواية ـ إلا طريق مجالد بن سعيد وداود بن أبي هند، ورواه النسائي في الكبرى من طريق داود فقط، ورواه ابن ماجه من طريق مجالد فقط، ورواه أبو داود من طريق مجالد وابن بريدة، ورواه الترمذي من طريق قتادة فقط وقال غريب من حديث قتادة عن الشعبي، وأراد مسلم تخريجه في صحيحه فلم يجده عند أحد من أصحاب الشعبي إلا عند مجالد وهو متروك، وعند داود إلا أنه عن حماد بن سلمة عنه، ولم يخرج بهذا الإسناد إلا ما توبع عليه حماد لضعف حديثه عن داود، فلما لم يجد له متابعا تركه، ثم أخرج الحديث من أربعة طرق أخرى ثلاثة بصرية وواحد مدني ليس أحد من رواتها كوفي ولا من طبقات أصحاب الشعبي!
3 ـ أنه ثبت أن داود رواه بالعنعنة وهو مدلس كما أن المشهور عنه رواية حماد بن سلمة وهي ضعيفة، كما أن رواية قتادة منقطعة إذ لم يسمع قتادة من الشعبي شيئا أصلا وكذلك لم يصرح بالسماع وهو مشهور بالتدليس، وأن رواية عبد الله بن بريدة التي جعلها مسلم أصلا في الباب ضعيفة لضعف عبد الله واضطرابه في روايته تارة يرويه عن يحيى بن يعمر عن فاطمة وتارة عن الشعبي عن فاطمة وتارة عن أبيه، وهو مدلس أيضا، وأما باقي المتابعات التي أخرجها مسلم فهي أشد ضعفا وكلها غرائب ومناكير تفرد بها رواتها، فرواية أبي الزناد لم يروها غير ابن بكير عن الحزامي عن أبي الزناد وهذا إسناد فيه ضعف مع غرابته، وكذا رواية قرة بن خالد عن سيار عن الشعبي لا يثبت فيها السماع بين سيار والشعبي، ورواية غيلان لم يروها عنه غير جرير بن حازم وعنه ابنه وهب فهي غريبة مع ضعف في جرير لكثرة خطئه وقد قال في روايته (سمعت غيلان يحدث عن الشعبي) فليس فيها تصريح بالسماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ أن البخاري ترك حديث الجساسة، حيث لم يجده عند ثقات أصحاب الشعبي لا الطبقة الأولى ولا الثانية ممن هو على شرطه، فتركه وأخرج ما يعارضه وهو حديث ابن صياد، وهو ترجيح منه لهذا الحديث على حديث الجساسة كما قال ابن حجر.
5 ـ أن متن هذا الحديث يعارض نصوص قرآنية وأحاديث أصح منه إسناد كما يعارض الأدلة العقلية، إذ بقاء أحد من ذرية آدم طول هذه المدة خارج عن العادة المستقرة وهو من الخلد واللبث الطويل الذي نفاه القرآن عن كل أحد من البشر، ولا يقال بأنه من قضايا الغيب لأن حديث تميم يثبت أن جماعته رأوه فصار من قضايا الشهادة، ولم يثبت بنص صحيح لا مطعن فيه حتى يم التكلف في الجمع بين النصوص، ولهذا رجح البخاري حديث ابن صياد.
6 ـ أن حديث فاطمة اشتمل على أمرين الأول خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وتحذيره أمته من الدجال وأنه لا يدخل مكة والمدينة، وهذا القدر المختصر رواه ثقات أصحاب الشعبي عن فاطمة، وصححه البخاري كما نقله الترمذي، وقد تواترت هذه الخطبة عن كثير من الصحابة، والثاني قصة الجساسة وكون الدجال في جزيرة الآن وأنه مسجون .. الخ وهذا القدر لا يثبت إلا من حديث مجالد عن الشعبي، ولا يثبت عن جابر ولا عن أبي هريرة ولا عن عائشة، وهذه قصة مشهورة عند أهل الشام عن أهل الكتاب منذ عصر التابعين، وتميم الداري شامي وهو مشهور بالوعظ والقصص منذ عهد عمر، فلا يبعد أن يكون الشعبي روى عن فاطمة عن تميم القصة موقوفة على تميم مما كان يحكيه من قصص أهل الكتاب، ورفعها مجالد كما هي عادته في رفع الموقوفات.
7 ـ أن عامة الصحابة ثبت عنهم خلاف ما جاء في حديث فاطمة حيث كانوا يقسمون على أن ابن صياد الذي في المدينة هو الدجال، وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان هذا رأي عمر وابنه عبد الله وحفصة وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله وأبي ذر، وعامة الأنصار، ويستحيل عادة أن يخطب النبي فيهم خطبة يجتمع الناس فيها، ويبين لهم أن الدجال محبوس في جزيرة في عرض البحر، ثم لا يسمع به أحد من هؤلاء، ويظلون يعتقدون أن ابن صياد الذي في المدينة هو الدجال! وهو ما يؤكد عدم ثبوت حديث فاطمة عن تميم الداري مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الراجح كونه من قصص تميم الداري ومواعظه.
المراجع والمصادر
إطراف المسند: ابن حجر، تحقيق زهير الناصر، ط1 سنة 1414هـ، دار ابن كثير، بيروت.
الآحاد والمثاني: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، تحقيق باسم الجوابرة، ط1 سنة 1411هـ، دار الراية، الرياض.
الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان: علاء الدين بن بلبان، تحقيق الأرناؤوط، ط1، سنة 1408هـ، الرسالة، بيروت.
الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر، ط1 سنة 1328، السعادة، مصر.
الإلزامات والتتبع: الدارقطني، تحقيق مقبل بن هادي، ط2 سنة 1405، دار الكتب العلمية، بيروت.
الإيمان: محمد إسحاق بن مندة، تحقيق علي بن محمد الفقيهي، ط3 سنة 1407هـ، الرسالة، بيروت.
التاريخ: يحيى بن معين، تحقيق أحمد نور سيف، ط1 سنة 1399هـ.
التدليس في الحديث: د. الدميني، ط1 سنة 1412هـ.
التمهيد: ابن عبد البر، تحقيق وزارة الأوقاف المغربية، ط2 سنة 1402هـ، فضالة.
التمييز: مسلم بن الحجاج، تحقيق محمد الأعظمي، ط3 سنة 1410هـ، الرياض.
التقريب: ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3 سنة 1411هـ، دار الرشيد، سوريا.
التنكيل: عبد الرحمن المعلمي، ط2 سنة 1406هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
التلخيص: الجويني، تحقيق النيبالي والعمري، ط1 سنة 1417هـ، البشائر، بيروت.
الثقات: ابن حبان، ط1 سنة 1393هـ دائرة المعارف العثمانية.
الجامع: الترمذي، تحقيق أحمد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت.
الجامع الصحيح: البخاري مع فتح الباري، تحقيق محب الدين الخطيب وترقيم عبد الباقي، المطبعة السلفية، القاهرة.
الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، تحقيق المعلمي، ط1 سنة 372هـ دائرة المعارف العثمانية.
الرسالة: الشافعي، تحقيق أحمد شاكر، تصوير دار الكتب العلمية، بيروت.
الرفع والتكميل: اللكنوي، تحقيق أبو غدة، ط3 سنة 1407هـ، البشائر، بيروت.
السنن: لأبي داود السجستاني، تحقيق الدعاس والسيد، ط1 سنة 1388هـ، دار الحديث، بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
السنن: الدارقطني، تحقيق عبد الله هاشم يماني، ط1سنة 1386هـ، القاهرة.
السنن: محمد بن يزيد بن ماجه، تحقيق عبد الباقي، طبعة المكتبة الإسلامية، استانبول.
السنن الصغرى: النسائي، بعناية عبد الفتاح أبو غدة، ط2 1409هـ، البشائر، بيروت.
السنن الكبرى: النسائي، تحقيق البنداري، ط1 سنة 1411هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
السنن الكبرى: البيهقي، ط1 دائرة المعارف العثمانية، تصوير دار المعرفة، بيروت.
السنن الواردة في الفتن: الداني، تحقيق رضاء الله المباركفوري، ط1 سنة 1416هـ، الرياض.
الشريعة: الآجري، ط1، أنصار السنة، لاهور.
الصحيح: مسلم بن الحجاج، ترقيم عبد الباقي، ط1، المكتبة الإسلامية، استانبول.
الضعفاء: العقيلي، تحقيق قلعجي، ط1، الكتب العلمية، بيروت.
الطبقات: ابن سعد: تحقيق محمد عبد القادر، ط1 سنة 1410هـ دار الكتب العلمية، بيروت.
العدة في أصول الفقه: أبو يعلى الفراء، تحقيق أحمد على سير، ط3 سنة 1414هـ، الرياض.
العلل رواية عبد الله بن أحمد: تحقيق وصي الله عباسي، ط1 سنة 1408هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
الفوائد: تمام الرازي، تحقيق حمدي عبد المجيد، ط2 سنة 1414هـ، مكتبة الرشد، الرياض.
الفوائد المجموعة: الشوكاني، تحقيق المعلمي، ط3 سنة 1407هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
الكامل في الضعفاء: ابن عدي، تحقيق سهيل زكار، ط3 سنة 1409، دار الفكر، بيروت.
الكفاية: الخطيب البغدادي، تحقيق أحمد عمر هاشم، ط1 سنة 1405هـ، دار الكتاب العربي، بيروت.
المجروحين: ابن حبان، تحقيق محمود زايد، ط2 سنة 1402هـ دار الوعي، حلب
المراسيل: ابن أبي حاتم تحقيق قوجاني، ط2 سنة 1402هـ، الرسالة، بيروت.
المستدرك: الحاكم، ط1 سنة 1335هـ، دائرة المعارف العثمانية.
المسند: الحميدي: تحقيق الأعظمي، ط1، عالم الكتب، بيروت.
المسند: أحمد بن حنبل، ط3، تصوير المكتب الإسلامي.
المصنف: ابن أبي شيبة، تحقيق كمال الحوت، ط1، سنة 1409هـ، بيروت.
المصنف: عبد الرزاق، تحقيق الأعظمي، ط2 سنة 1403هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
المعجم الكبير: الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد، ط2، وزارة الأوقاف العراقية.
المعرفة والتاريخ: البسوي، تحقيق أكرم ضياء العمري، ط1 1410هـ، الدار، المدينة المنورة.
المنار المنيف: ابن قيم الجوزية، تحقيق أحمد عبد الشافي، ط1 سنة 1988م، الكتب العلمية، بيروت.
النكت: ابن حجر، تحقيق ربيع بن هادي، ط2 سنة 1408هـ، الرياض.
بغية الباحث: الهيثمي، تحقيق الباكري، ط1 سنة 1413هـ، الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.
تاريخ أصبهان: أحمد بن عبد الله الأصبهاني، ط1، الكتاب الإسلامي، القاهرة.
تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، تصوير دار الكتب العلمية، بيروت.
تاريخ خليفة: خليفة بن خياط تحقيق ضياء العمري، ط1 سنة 1407هـ، بيروت.
تاريخ المدينة: عمر بن شبه، تحقيق فهيم شلتوت، ط1.
تحفة الأشراف: المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين / ط2 سنة 1403هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
تعريف أهل التقديس: ابن حجر، تحقيق أحمد علي، ط1، سنة 1413هـ، الرياض.
تهذيب التهذيب: ابن حجر، ط1 سنة 1325هـ، دائرة المعارف النظامية.
تهذيب الكمال: المزي، تحقيق بشار عواد، ط1 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
جامع التحصيل: العلائي، تحقيق حمدي عبد المجيد، ط2 سنة 1407هـ، عالم الكتب، بيروت.
سير الأعلام: الذهبي، تحقيق جماعة، ط9 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
سؤلات ابن محرز ليحيى بن معين: تحقيق أحمد نور سيف، ط1.
سؤلات الآجري: الآجري، تحقيق محمد قاسم النبوية، ط1 سنة 1403هـ، الجامعة الإسلامية، المدينة.
شرح السنة: البغوي تحقيق الأرنؤوط والشاويش، ط2 سنة 1403هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
شرح علل الترمذي: ابن رجب، تحقيق همام عبد الرحيم، ط1 سنة 1407هـ، المنار، الأردن.
شرح معاني الآثار: الطحاوي، تحقيق النجار، ط2 سنة 1407هـ، بيروت.
شروط الأئمة: الحازمي، ط1 سنة 1405هـ دار الكتب العلمية، بيروت.
علوم الحديث: ابن الصلاح، تحقيق نور الدين عتر، طبعة سنة 1406هـ،، دار الفكر، دمشق.
فتح الباري: ابن حجر: تحقيق محب الدين الخطيب، طبعة السلفية، القاهرة.
لسان الميزان: ابن حجر، ط1 دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
مجمع البحرين: الهيثمي، تحقيق عبد القدوس نذير، ط1 سنة 1413هـ، دار الرشد، الرياض.
مجموع الفتاوى: ابن تيمية، جمع ابن القاسم، طبعة سنة 1412هـ عالم الكتب، الرياض.
مسند أحمد: تحقيق أحمد شاكر، ط1 سنة 1377هـ، دار المعارف، القاهرة.
مشكل الآثار: الطحاوي، ط1 سنة 1333هـ، دائرة المعارف الهندية.
معرفة علوم الحديث: الحاكم، تحقيق معظم حسين، ط1 دائرة المعارف العثمانية.
ميزان الاعتدال: الذهبي، تحقيق البجاوي، طبعة دار الفكر.
هدي الساري: ابن حجر، مع الفتح الطبعة السلفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:24]ـ
[1] الحديث أنكر صحته رشيد رضا في المنار 19/ 97،وقد سمعت الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى – ينكر متن هذا الحديث ويشك في صحته، ويذكر عن شيخه السعدي أنه ينكره كذلك، وأنه يعارض ما هو أصح منه، وانظر مجموع فتاواه قسم العقيدة سؤال رقم 148.
[2] فتح الباري 13/ 405
[3] 4/ 2261 – 2265حديث رقم 2942.
[4] المسند 1/ 178.
[5] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[6] المسند 6/ 373 و 416
[7] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[8] مسند إسحاق بن راهويه ح رقم 2362،وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 497.
[9] المصنف 7/ 510.
[10] السنن 4/ 500حديث رقم 4326.
[11] السنن 2/ 1354حديث رقم 4074.
[12] الشريعة 376 – 378.
[13] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[14] المسند 6/ 374 و 412 و 418.
[15] السنن الكبرى2/ 481حديث رقم 4258.
[16] الإحسان بترتيب صحيح بن حبان15/ 195 – 199.
[17] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[18] الصحيح 4/ 2261 – 2265حديث رقم 2942.
[19] السنن 4/ 501حديث رقم 4327.
[20] مسند إسحاق بن راهويه ح رقم 2361، والترمذي في السنن 4/ 452حديث رقم 2253.
[21] الإحسان بترتيب صحيح بن حبان15/ 197.
[22] الصحيح 4/ 2261 – 2265حديث رقم 2942.
[23] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[24] الصحيح 4/ 2261 – 2265حديث رقم 2942.
[25] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[26] الصحيح 4/ 2261 – 2265حديث رقم 2942.
[27] المعجم الكبير 24/ 385 – 403.
[28] انظر المبحث الثالث.
[29] انظر أقوال الأئمة في مجالد في المجروحين 3/ 10 - 11 وتهذيب الكمال 27/ 219.
[30] تهذيب التهذيب 10/ 37.
[31] انظر التمييز للإمام مسلم 218 وشرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب 2/ 782 – 783.
[32] انظر شرح علل الترمذي 2/ 783.
[33] المعجم الكبير 24/ 398،ومسند الروياني ح رقم 1529.
[34] الثقات 6/ 278.
[35] تهذيب التهذيب 3/ 204 – 205.
[36] التدليس في الحديث رقم 262.
[37] المعجم الكبير 24/ 388.
[38] ميزان الإعتدال 1/ 566.
[39] السير 13/ 406.
[40] الإيمان 2/ 952.
[41] الكامل في الضعفاء 1/ 270 وتاريخ أصبهان 1/ 186 ولسان الميزان 1/ 92.
[42] سؤلات الآجري 5/ق9.
[43] تهذيب الكمال 18/ 102.
[44] تهذيب التهذيب 6/ 328.
[45] انظر حاشية تهذيب الكمال 18/ 102.
[46] التقريب 4080.
[47] رواية ابن محرز 1/ 53.
[48] الضعفاء 1/ 250 وانظر تهذيب التهذيب 2/ 339.
[49] الضعفاء 1/ 250.
[50] الضعفاء والمتروكين 1/ 212.
[51] الضعفاء 2/ 238.
[52] هدي الساري 597.
[53] هدي الساري 579.
[54] هدي الساري 579.
[55] تهذيب التهذيب 5/ 158.
[56] تهذيب التهذيب 1/ 433.
[57] تهذيب التهذيب 5/ 157 – 158.
[58] صحيح البخاري رقم 4350 وانظر تحفة الأشراف 2/ 77 – 94.
[59] العلل رقم 4082
[60] الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان حديث رقم 6787.
[61] انظر تهذيب التهذيب 10/ 197.
[62] رواية ابن محرز رقم 584.
[63] سؤلات الآجري رقم 360.
[64] انظر شرح علل ابن رجب 2/ 697.
[65] انظر شرح علل ابن رجب 2/ 694.
[66] التقريب 6742.
[67] انظر تعريف أهل التقديس رقم 92.
[68] الإلزامات 263.
[69] التاريخ 2/ 484.
[70] المعرفة 2/ 124.
[71] انظر جامع التحصيل 97.
[72] الكامل في الضعفاء 7/ 68.
[73] الضعفاء 4/ 324.
[74] انظر تهذيب التهذيب 2/ 71.
[75] الثقات 6/ 145.
[76] الضعفاء1/ 198.
[77] الضعفاء1/ 198.
[78] العلل رواية عبد الله 1/ 267.
[79] انظر تهذيب التهذيب 2/ 72.
[80] المعجم الكبير 24/ 402.
[81] الإيمان 2/ 955.
[82] انظر جامع التحصيل 154 وشرح علل الترمذي 2/ 784 – 787.
[83] العلل رواية عبد الله 2/ 291 وسؤالات الأجري 340 والضعفاء للعقيلي 1/ 200.
[84] انظر التقريب رقم 1264.
[85] انظر النكت 2/ 636.
[86] انظر تهذيب الكمال 27/ 222.
[87] انظر شرح علل الترمذي 2/ 784 - 787
[88] انظر تهذيب الكمال 31/ 403.
[89] الجرح والتعديل 9/ 165.
[90] انظر تهذيب التهذيب 11/ 238.
[91] الكامل 6/ 355.
[92] رواية ابن محرز رقم 179.
[93] تهذيب الكمال 28/ 389.
[94] انظر تهذيب الكمال 14/ 480.
[95] حديث رقم 2024.
[96] المعجم الكبير 24/ 381.
[97] انظر تهذيب الكمال 2/ 450 – 453.
[98] انظر تهذيب الكمال 2/ 453.
(يُتْبَعُ)
(/)
[99] المعجم الكبير 24/ 400.
[100] المعجم الكبير 24/ 380 في قصة طلاق فاطمة.
[101] شرح السنة 15/ 67.
[102] مسند الطيالسي حديث رقم 1646
[103] شرح علل الترمذي 2/ 593.
[104] شرح علل الترمذي 2/ 594.
[105] مراسيل ابن أبي حاتم 177، وجامع التحصيل 256، وشرح علل الترمذي 2/ 590.
[106] النكت 2/ 623.
[107] شرح العلل 2/ 582.
[108] الرسالة 379.
[109] مقدمة الفوائد المجموعة 11.
[110] العلل 2/ 353.
[111] الجرح والتعديل 5/ 87.
[112] ضعفاء العقيلي 1/ 199 في ترجمة جرير.
[113] سؤالات الآجري 344.
[114] شرح العلل 2/ 784.
[115] التمييز 217.
[116] المعرفة والتاريخ 2/ 53.
[117] الضعفاء 1/ 199.
[118] الإحسان ح رقم 4645.
[119] المسند 5/ 159.
[120] الإحسان ح رقم 4644.
[121] مسند البزار ح رقم 3331.وانظر المعجم الكبير للطبراني 2/ 154 ـ 155،ومسند أبي عوانة 4/ 501 ـ 502.
[122] سنن الدارمي ح رقم 2403، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 171.
[123] انظر تهذيب الكمال 12/ 314.
[124] انظر سير الأعلام 13/ 433.
[125] الآحاد والمثاني 6/ 8.
[126] الآحاد والمثاني 6/ 6.
[127] الضعفاء 3/ 24.
[128] انظر تهذيب الكمال 23/ 66.
[129] المعجم الكبير 24/ 391.
[130] انظر تهذيب الكمال 14/ 378.
[131] تاريخ بغداد 9/ 436.
[132] تاريخ بغداد 9/ 436.
[133] التاريخ الكبير 6/ 426.
[134] الجرح والتعديل 6/ 299.
[135] 7/ 241.
[136] انظر الميزان 3/ 238 واللسان 4/ 346.
[137] المعجم الكبير 24/ 385.
[138] السنن الواردة في الفتن رقم 639.
[139] انظر تاريخ بغداد 4/ 162.
[140] انظر السير 13/ 349.
[141] لسان الميزان 4/ 241.
[142] انظر تهذيب الكمال 24/ 508 – 510.
[143] التقريب رقم 5753.
[144] أطراف الغرائب والأفراد للمقدسي 5/ 381
[145] المعجم الكبير 24/ 392.
[146] انظر تهذيب الكمال 19/ 481،والتقريب رقم 4513.
[147] الطبقات 6/ 361.
[148] الجرح والتعديل 8/ 58.
[149] الجرح والتعديل 2/ 37.
[150] انظر الرفع والتكميل 149.
[151] التمييز 198.
[152] التقريب 6227.
[153] الإيمان 2/ 951.
[154] تاريخ بغداد 7/ 46.
[155] انظر علل أحمد رواية عبد الله 3/ 485 وقد وهم محققه فظن أن المقصود هو إسباط بن نصر وانظر الميزان 1/ 175 وضعفاء العقيلي 1/ 119.
[156] 1/ 119.
[157] الكفاية 399 وانظر النكت 2/ 651.
[158] معرفة علوم الحديث رقم 111.
[159] انظر شرح علل الترمذي 2/ 866 – 867 في الإعلال بالمشابهة.
[160] انظر سؤلات الآجري 181 وشرح علل ابن رجب 2/ 708.
[161] المعرفة والتاريخ 3/ 16.
[162] سؤلات الآجري 181 - 191.
[163] انظر مقدمة المسند تحقيق أحمد شاكر 1/ 21.
[164] النكت 1/ 477.
[165] انظر شروط الأئمة للحازمي 57 – 60.
[166] انظر شرح علل الترمذي 2/ 783.
[167] انظر تهذيب الكمال 14/ 32.
[168] انظر تحفة الأشرافحديث رقم 2342 و 3216.
[169] انظر تهذيب الكمال 23/ 577.
[170] صحيح مسلم 1/ 5.
[171] النكت 1/ 288.
[172] شرح صحيح مسلم 1/ 24.
[173] شرح علل الترمذي 2/ 623.
[174] شرح علل الترمذي 2/ 647.
[175] شرح علل الترمذي 2/ 4.
[176] شرح علل الترمذي 2/ 623.
[177] شروط الأئمة 54.
[178] انظر التقريب 6478.
[179] جامع التحصيل 45.
[180] انظر علوم الحديث رقم للحافظ ابن الصلاح 34.
[181] النكت 1/ 402.
[182] السنن 4/ 499حديث رقم 4325.
[183] انظر تهذيب التهذيب 7/ 135.
[184] المجروحين 2/ 97.
[185] المعجمحديث رقم 157.
[186] الآحاد 6/ 5.
[187] المعجم الكبير 24/ 371.
[188] انظر تهذيب التهذيب 9/ 305 - 307 وشرح علل الترمذي 2/ 673.
[189] انظر المراسيل 196 وسنن البيهقي 7/ 319 والحاكم 2/ 420.
[190] انظر سنن الدار قطني 3/ 229.
[191] تعريف أهل التقديس رقم 102.
[192] انظر شرح علل الترمذي 2/ 613.
[193] الآحاد 6/ 5.
[194] المعجم الكبير 24/ 372.
[195] انظر تهذيب التهذيب 1/ 105.
[196] السنن 4/ 328حديث رقم 4328.
[197] المسند 3/ 82.
[198] الضعفاء 4/ 317.
[199] بغية الباحث 2/ 782.
[200] الضعفاء 4/ 317.
[201] الكامل في الضعفاء 7/ 75 – 76.
[202] المجروحين 3/ 79.
[203] انظر تهذيب التهذيب 11/ 139.
[204] العلل رقم 3290.
[205] المسند 3/ 368.
[206] الكامل في الضعفاء 7/ 76.
(يُتْبَعُ)
(/)
[207] الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان حديث رقم 6787.
[208] الجرح والتعديل 6/ 388.
[209] التقريب 2525.
[210] العلل 2/ 405.
[211] العلل رقم 4082
[212] فتح الباري 13/ 406.
[213] علوم الحديث رقم 34.
[214] حديث رقم 7355.
[215] حديث رقم 2929.
[216] الجرح والتعديل 8/ 361.
[217] التقريب 6499.
[218] فتح الباري 13/ 405.
[219] الملاحم والفتن1/ 116.
[220] الجرح والتعديل 4/ 83.
[221] الجرح والتعديل 8/ 453.
[222] الثقات5/ 470.
[223] تاريخ المدينة 1/ 91 وانظر معجم الطبراني 25/ 181.
[224] مجمع البحرين 3/ 55.
[225] لسان الميزان 1/ 14 وانظر التنكيل 669 وتعليق الألباني في حاشيته.
[226] انظر لسان الميزان 3/ 15.
[227] فتح الباري 13/ 406.
[228] أحمد 6/ 374.
[229] المعجم حديث رقم 327.
[230] التقريب 1222.
[231] المستدرك 4/ 528 ووقع فيه قيس بن مطرف والصواب بن أبي قيس عن مطرف.
[232] الفوائد حديث رقم 1646.
[233] المسند 6/ 241.
[234] السنن الكبرى 2/ 481.
[235] جامع التحصيل 204.
[236] العلل رقم 3892
[237] الجامع الصحيح حديث رقم 7133.
[238] الصحيح حديث رقم 1379.
[239] المسند 6/ 75.
[240] الإحسان حديث رقم 6822.
[241] انظر تحفة الأشراف 12/ 461 - 469.
[242] أبو داودحديث رقم 2296.
[243] انظر صحيح مسلمحديث رقم 1480/ 50.
[244] الإصابة 4/ 384.
[245] صحيح مسلم 4/ 2264.
[246] المعجم الكبير24/ 379.
[247] المعجم الكبير 24/ 381.
[248] المعجم الكبير24/ 399.
[249] المعرفة والتاريخ2/ 698.
[250] تاريخ ابن خياط219 – 224.
[251] 5/ 68 – 69
[252] مسلم 2/ 1119 وأبو داود 2/ 718 والترمذي 3/ 484.
[253] البخاريحديث رقم 5327 ومسلم 2/ 1120 وأبو داود 2/ 719.
[254] شرح معاني الآثار 3/ 68 و 69.
[255] التمهيد 19/ 151.
[256] التمهيد 19/ 152.
[257] فتح الباري 9/ 601.
[258] انظر حاشية البيهقي 7/ 477.
[259] العدة في أصول الفقه 3/ 964 وانظر أيضاً التلخيص للجويني 2/ 430.
[260] انظر تهذيب الكمال 4/ 327 والإصابة 1/ 183.
[261] المنار المنيفص 84
[262] حديث رقم 7355
[263] حديث رقم 2929
[264] حديث رقم 2927
[265] حديث رقم 2932
[266] السنن حديث رقم 4330
[267] فتح الباري13/ 402
[268] المسند5/ 148
[269] فتح الباري 13/ 406
[270] مجمع الزوائد 8/ 4
[271] شرح مشكل الآثار 7/ 389.
[272] فتح الباري 13/ 403
[273] تهذيب الكمال21/ 249
[274] انظر شرح النووي على مسلم 18/ 48
[275] الصحيح حديث رقم 7127
[276] الصحيح حديث رقم 2931/ 169
[277] الصحيح حديث رقم 7132
[278] الصحيح حديث رقم 2938
[279] المسند 5/ 221
[280] المسند5/ 16
[281] الصحيح حديث رقم 1397
[282] السنن حديث رقم 4077
[283] المسند 5/ 435
[284] مجمع الزوائد7/ 343
[285] شرح مشكل الآثاررقم 5692
[286] المصنف11/ 390 – 391
[287] المعجم الكبير24/ 391
[288] الإحسان رقم 6788
[289] السنن 2/ 481
[290] علل الترمذي الكبير رقم 606 و607
[291] انظر سير الأعلام2/ 442 – 448
[292] رواه نعيم بن حماد في الفتن رقم 1525
[293] فتح الباري13/ 405
[294] المصنف 11/ 398
[295] فتح الباري13/ 405
[296] مجموع الفتاوى1/ 256
[297] مجموع الفتاوى 18/ 19 - 20
[298] صحيح مسلمحديث رقم 2789.
[299] مجموع الفتاوى 18/ 18
[300] مجموع الفتاوى17/ 235 – 237
[301] الكامل في الضعفاء7/ 68
[302] الضعفاء4/ 324
[303] الثقات6/ 145
[304] كما في التهذيب 2/ 71
[305] التمييز217
[306] الأنبياء آية 34
[307] المفردات154
[308] الصحيحرقم 116 و 601
[309] الصحيح 2537
[310] الصحيحرقم 2538
[311] الصحيحرقم 2539
[312] الإحسان رقم 2988
[313] المسند1/ 93
[314] المستدرك4/ 499
[315] انظر مجمع الزوائد1/ 197
[316] فتح الباري2/ 95
[317] المنار المنيف47
[318] المنار المنيف 74
[319] المنار المنيف 67
[320] المنار المنيف 68
[321] الكفاية في علم الرواية /472.
[322] السنن الكبرى حديث رقم 4259.
[323] السنن الواردة في الفتن حديث رقم 639
[324] علل الترمذي الكبير رقم 606 و607
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 07:16]ـ
أصبحت الجرأة على صحيح مسلم ظاهرة مع الأسف
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:42]ـ
أصبحت الجرأة على صحيح مسلم ظاهرة مع الأسف
صدقت أبا القاسم ورب البيت .. وكأن هذا الإمام الحجة فرخٌ في سرب طير أئمة الحديث وعلمائه!!
وما زلت متعجباً كيف جعل عدم إخراج الإمام البخاري للحديث سبباً في تعليله وتضعيفه!! وكأن الإمام البخاري اشترط حصر الصحيح كله في كتابه.
أو كأنه صرح بذلك علناً في كلامه!
بل حديثٌ صحيح ثابتٌ لا غبار فيه .. غايته اختلاف وقت صدور!
وانظر لزاماً لزاماً ما قاله الإمام الطحاوي في شرح مشكل الآثار؛ تحت باب: (بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في ابن صياد اليهودي مما أطلق به قوم عليه الدجال، ومما منع به قوم أن يكون هو الدجال).
وما زلت متعجباً من قوله لنفسه معلناً:
فاعتذرت كلها مع اعتراف بعض المحكمين في تقاريرهم بأن البحث يدل على أن من كتبه عالم ضليع في علم علل الحديث! إلا أن جلالة صحيح مسلم تمنع من نشره!
والتعقيب على كلامه وتفصيله يطول .. سهل الله ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:11]ـ
قال الإمام الترمذي في العلل الكبير سائلاً الإمام الحجة البخاري رحم الله الجميع:
(سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، يَعْنِي حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ؛ فَقَالَ: يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ قَيْسٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدِيثُ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، فِي الدَّجَّالِ؛ هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ).
فمن الدجال الآن!!
قال في الأعلى بعد أن فسر هذا الكلام من كيسه، ورأى نفسه متردداً: (والعبارة موهمة).
فإذا كان موهماً فلماذا تجزم؟!!
وكلام الإمام البخاري أوضح من أن يوضح .. لمن عرف مقاصد الكلام.
وعلى فرض التسليم لصاحب الدراسة أنه أراد الحديث الآخر؛ فلماذا بالذات مع من روى هذا الخبر من الصحابة = فقط هي رواية فاطمة التي خصها الإمام البخاري بالتصحيح؟!!
ولو نظرت إلى دراسته هذه؛ لوجدتها كلها قائمة على الفرضيات!!
دائما ما يقول: فلعل، ولعل، ولعله، فلعلها، ولعلها، ويمكن أن، ومن الممكن، ويظهر .......... !!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
أصبحت الجرأة على صحيح مسلم ظاهرة مع الأسف
الجرأة الذميمة على كتب السنة المطهرة كلها مرفوضة تماما-ولاسيما الصحيحين - وصاحبها -أي الجرأة -مخذول في الدنيا والآخرة
لايشك في ذلك عاقل
ولكن ذلك ليس معناه أن من توفرت عنده الأهلية العلمية لبيان ضعف حديث أوصحته بأدلة صحيحة أن يطرح ما لديه
فإن كان ما قاله صحيح قبل منه
وإن كان غير ذلك رد إلى الحق بالأدلة القوية أيضا
بل حديثٌ صحيح ثابتٌ لا غبار فيه .. غايته اختلاف وقت صدور! .....
والتعقيب على كلامه وتفصيله يطول .. سهل الله ذلك.
ونحن في إنتظارك حفظك الله وبارك فيك وفي علمك
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 03:30]ـ
وسّع صدرك قليلاً يا أخي ..
دون الخوض في نقاش لا ينتهي لأن هذا يتطلب وقتاً طويلا
أشير فقط أني سألت الشيخ العلامة السعد فك الله قيده عن رأيه في هذا الحديث فاستنكر السؤال وتعجب
وقال:صحيح بلا إشكال أخرجه الإمام مسلم .. ولا يعني هذا أني أقلده
أو أن كلامه حجة مطلقاً وإنما مرادي أن قولتي التي أزعجتك ما كان ينبغي أن تنزعج منها
وفقك الله ونفع بك وشكر الله للشيخ التميمي تعليقته
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 03:36]ـ
لا أخي الحبيب الفاضل ما أزعجتنى حفظك الله
وما قلتَ بارك الله فيك إلا الحق ومعذرة إن كان يُفهم من كلامي إنزعاج
إنما أردتُ فقط التوضيح
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 10:31]ـ
اقتباس:
أصبحت الجرأة على صحيح مسلم ظاهرة مع الأسف
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو القاسم http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=410777#post41 0777)
أصبحت الجرأة على صحيح مسلم ظاهرة مع الأسف
السكران
صدقت أبا القاسم ورب البيت .. وكأن هذا الإمام الحجة فرخٌ في سرب طير أئمة الحديث وعلمائه!!
أقول
دعوه يقول مايقول
وردوا عليه بالرد العلمي
ليعلم الأعداء أننا لا نقدس البخاري أو مسلما
بل نجل كتابيهما (الصحيحين فقط) لاتفاق العلماء على صحتهما
فردكما عليه وثبوت صحة الحديث يثبت ذلك
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 10:35]ـ
لكن يبقى في النفس شيء من تعليل بعض العلماء لزيادة "لا يرقون" في حديث الـ70ألف التي أخرجها مسلم
فهل أعلوها متنا فقط
أم في سندها مايوجب ذلك!
ـ[محمد إنسان فرحات]ــــــــ[22 - Nov-2010, صباحاً 01:06]ـ
اظن ان أعرف الرجل وهو ممن أثنى على نفسه ,قد علقت على بعض كتبه قبل ذل وارسلت له و ولكن لا يعنينا الطعن في الرجل ولكن مر هذا الحديث على عدد لا حصر له من المحدثيني والنقاد ولم احفظ أن واحدا انتقده ولو نظرت إلى كلام الرجل لوجدته يقول يصادم العقل ويستحيل عادة ظهر لك ام في الموضوع كلام يطول , محمد إنسان فرحات(/)
حديث الافتراق "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"-منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:58]ـ
حديث الافتراق
"تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"
بين القبول والرد
دراسة حديثية إسنادية
د. حاكم المطيري
كلية الشريعة
قسم التفسير والحديث
جامعة الكويت
2009
بحث محكم في مجلة جامعة صنعاء للقانون والدراسات الإسلامية في العدد العاشر
ملخص البحث
هذه دراسة حديثية إسنادية للأحاديث الواردة في افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، من خلال جمعها وتخريجها من مصادرها، ودراسة أسانيدها، ومعرفة صحيحها من سقيمها، ومعرفة سبب تجنب البخاري ومسلم تخريج شيء من طرقها مع كثرتها، وبيان عللها، التي حالت بينهم وبين تخريجها في صحيحيهما.
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على نبينا محمد الأمين وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه دراسة حديثة نقدية إسنادية لحديث الافتراق " تفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" فإنه مع شهرته وكثرة طرقه، إلا أن الشيخين البخاري ومسلما تنكبا عنه ولم يخرجاه، وحكم بعدم صحته ابن حزم فقال"لا يصح أصلا من طريق الإسناد وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد". [1]
وغمز في قوة صحته شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مع أنه يصححه ـ فقال "فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، مع أن حديث " الثنتين والسبعين فرقة" ليس في الصحيحين، وقد ضعفه ابن حزم وغيره، لكن حسنه غيره أو صححه، كما صححه الحاكم وغيره". [2]
وقال الشوكاني "زيادة "كلها في النار" لا تصح مرفوعة ولا موقوفة" [3]،وقد أورده في الفوائد المجموعة. [4]
وفي المقابل صحح حديث الافتراق الترمذي وابن حبان والحاكم وتابعهم جماعة من المتأخرين، فاقتضى هذا الخلاف الشديد دراسته لمعرفة العلة في تنكب الشيخين عن إخراجه، وهل له إسناد على شرطهما أو شرط أحدهما، يلزم منه تصحيحه على ذلك الشرط، وذلك بجمع طرقه كلها ودراستها دراسة نقدية، فاشتملت هذه الدراسة على حديث:
1 ـ عوف بن مالك.
2 ـ ومعاوية بن أبي سفيان.
3 ـ وعبد الله بن عمرو.
4 ـ وسعد بن أبي وقاص.
5 ـ وعمرو بن عوف المزني.
6 ـ وأبي أمامة الباهلي.
7 ـ وأنس بن مالك.
8 ـ وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.
أولا: تخريج حديث عوف بن مالك مرفوعاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال الجماعة".
رواه ابن ماجه [5] واللفظ له، وابن أبي عاصم [6]، واللالكائي [7]، كلهم من طريق عباد بن يوسف حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك به.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه "هذا إسناد فيه مقال راشد بن سعد قال فيه أبو حاتم صدوق، وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجة، وليس له عنده سوى هذا الحديث، قال ابن عدي روى أحاديث تفرد بها، وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات". [8]
وعباد بن يوسف ذكره ابن عدي في الضعفاء وقال عنه "روى عن صفوان بن عمرو وغيره أحاديث ينفرد بها" [9]، وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء وقال"ليس بالقوي" [10]، وقال عنه الحافظ ابن حجر"مقبول" [11] أي حيث يتابع وإلا فلين.
وهذا الحديث من روايته عن صفوان، ولم يتابع عليه، فروايته تعد منكرة لتفرده، مع عدم قوته، كما قال الذهبي "وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً، وإن إكثار الروي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظاً أو إسنادا يصيره متروك الحديث". [12]
وله علة أخرى وهي المخالفة، فقد خالفه جماعة من الثقات فرووه عن صفوان بن عمرو بإسناد آخر من حديث معاوية بن أبي سفيان لا عن عوف بن مالك!
فاجتمعت فيه ثلاث علل: ضعف في راويه، وتفرده فيه، ورجحان رواية مخالفيه.
ثانيا: تخريج حديث معاوية بن أبي سفيان:
رواه الطيالسي [13]، وأحمد [14]، والدارمي [15] عن أبي المغيرة، وكذا رواه الآجري [16] من طريق أبي المغيرة.
وأبو داود [17] من طريق أبي المغيرة وبقية بن الوليد قالا حدثنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن أبي عاصم [18] من طريق بقية.
وابن بطة [19] من طريق إسماعيل بن عياش قال حدثنا، ومن طريق الحكم بن نافع. [20]
والحاكم [21] واللالكائي [22] من طريق الحكم بن نافع.
كلهم الطيالسي والحكم بن نافع وإسماعيل بن عياش وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وبقيه بن الوليد عن صفوان قال حدثني أزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية مرفوعاً "ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنثين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفرق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة"،وفيه زيادة "وإنه سيخرج من أمتى أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه" أو"الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله" وهذا لفظ أبي داود في سننه.
ورواية الطبراني "حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني مخزوم فأرسل إليه معاوية فقال: أمرت بهذا القصص؟ قال: لا قال: فما حملك على أن تقص بغير إذن؟ قال: ننشر علما علمناه الله فقال معاوية: لو كنت تقدمت إليك قبل مدتي هذه لقطعت منك طائفا [23]، ثم قام حتى صلى الظهر بمكة ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إن أهل الكتاب افترقوا على ثنتتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - وكلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " وقال: "إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله " والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به"
فهؤلاء خمسة من كبار علماء الشام ومحدثيه يروونه عن صفوان بن عمرو بخلاف رواية عباد بن يوسف مما يدل على وهمه وأنه أخطأ في الإسناد كله، فليس للحديث أصل عن عوف بن مالك!
وإنما حديث عوف بن مالك مشهور من رواية نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعاً "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ".
وهو مما أنكره الأئمة على نعيم بن حماد وضعفوه بسببه، وقال يحيى بن معين عن هذا الحديث:" لا أصل له " [24]
وقال الحافظ عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم بعد أن رد هذا الحديث: "هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية". [25]
أي هذا الحديث مشهور عن صفوان من حديث معاوية لا عن حريز بن عثمان من حديث عوف بن مالك!
وقد رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عبد الله بن وهب عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك كما رواه نعيم بن حماد [26].
وأورده ابن عدي [27] في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن وعده من منكراته مع كونه من رجال مسلم [28]، وقال ابن عدي: "هذا حديث رواه نعيم بن حماد عن عيسى و الحديث له وأنكروه عليه، وأنكروه على أبي عبيد الله ـ أحمد بن عبد الرحمن ـ أيضاً " أي أن الحديث هو عن عيسى عن حريز بن عثمان لا عن صفوان بن عمرو.
وقد كتب أبو حاتم إلى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب منكرا عليه هذا الحديث"بلغني أنك رويت عن عمك عن عيسى بن يونس حديث عوف بن مالك تفترق أمتي وليس هذا من حديث عمك ولا روى هذا". [29]
والحاصل أن صفوان بن عمرو إنما روى عنه الحفاظ الثقات حديث الافتراق عن أزهر عن عبد الله بن لحي عن معاوية، وخالفهم عباد بن يوسف مع ضعف فيه، فرواه عن صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك نحو حديث معاوية!
فوافقهم في لفظه وخالفهم في إسناده كله.
كما رواه أحمد بن عبد الرحمن عن عمه عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك.
فأخطأ على صفوان بن عمرو في إسناده ولفظه!
والصحيح عن صفوان ما رواه عنه الحفاظ الأثبات من أهل بلده وهم خمسة من العلماء الكبار ومن خالفهم فقد وهم فلا أصل لهذا الحديث عن عوف بن مالك، لا باللفظ الذي رواه نعيم بن حماد، ولا بالإسناد الذي رواه عباد بن يوسف، ومخالفة عباد بن يوسف لرواية الجماعة الحفاظ تقضي على روايته بالبطلان والنكارة، إذ اجتمع في روايته ثلاث علل: ضعفه، وتفرده بالغرائب عن المشاهير، ومخالفته لرواية الجماعة الحفاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ثبتت رواية من رواه عن صفوان عن أزهر عن عبد الله بن لحي عن معاوية ـ كما هي رواية جماعة الحفاظ من أصحاب صفوان ـ ففي هذه الرواية أزهر بن عبد الله وهو الحرازي، وقد طعن فيه أبو داود وأورده ابن الجارود في الضعفاء [30]، وكان ناصبياً يسب علياً رضي الله عنه [31]، ولهذا ذكره الذهبي ولم يزد على قوله فيه "ناصبي " [32] وقال عنه ابن حجر: "صدوق تكلموا فيه للنصب" [33]، وكان من رجال الحجاج بن يوسف وجنده وممن أسروا أنس بن مالك [34]!
قلت:كذا قال الحافظ "صدوق"وفيه نظر للآتي:
1 ـ إن الأئمة القدماء اختلفوا في تحديد شخصه ـ لجهالته ـ على أربعة تراجم فقد ذكره ابن أبي حاتم في أربعة مواطن تارة في: أزهر بن زيد، وتارة في: أزهر بن سعيد، وتارة في أزهر بن عبد الله بن جميع، وتارة في أزهر بن عبد الله. [35]
ولم يذكر في كل هذه المواطن فيه جرحاً ولا تعديلاً عن أحد من الأئمة.
وكذا فرق بينهم البخاري. [36]
ونقل المزي عن البخاري قوله:" أزهر بن يزيد، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، الثلاثة واحد". [37] وقد ذكره ابن حبان في أربع تراجم ولم يذكر فيه ما يدل على أنه عرفه، ولذا لم يتكلم فيه بجرح ولا تعديل. [38]
وقد فرق المزي بين أزهر بن سعيد الجرازي، وأزهر بن عبد الله بن جميع الحرازي [39]، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.
2 ـ إنه على فرض صحة قول الحافظ أنهما رجل واحد فقد تكلم فيه أبو داود وذكره ابن الجارود في الضعفاء، وقال الأزدي:"يتكلمون فيه " [40] وأورده الذهبي في ديوان الضعفاء وقال:"كان يقع في علي" [41]، ولم يوثقه سوى العجلي [42]، وقال ابن سعد:"قليل الحديث". [43]
فإذا كان قليل الحديث، وغير معروف عند الأئمة إلا من طريق الرواية، ومتكلما فيه، ومعدودا في الضعفاء، ولم يوثقه إلا المتساهلون بتوثيق المجاهيل، فمثله مردود الرواية خاصة فيما انفرد به، ولا يقبل منه مثل هذا التفرد، خاصة وأنه لم يصرح بالسماع، فالحديث منكر، وأحسن أحواله ضعيف، فإن النصب بدعة كالرفض، فمن سب علياً كان كمن سب أبا بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم جميعاً، وهذا يخرجه عن حد العدالة عند كثير من الأئمة، والخلاف في رواية المبتدع إنما هو فيمن اشتهر بصلاحه وعبادته وصدقه، أما أزهر هذا فقد كان من رجال الحجاج بن يوسف وجنده وممن أسروا أنس بن مالك حين خرج على الحجاج بن يوسف مع أهل العراق. وهو شامي غال في النصب قال ابن معين عنه "أزهر الحرازي وأسد بن وداعة كانوا يسبون عليا بن أبي طالب، وكان ثور بن يزيد لا يسب عليا، فإذا لم يسب جروا برجله". [44]
وعلى كل فحديثه هذا عن ابن لحي عن معاوية لم يتابعه عليه أحد، وليس مثله حجة، بل أحسن أحواله حسن الحديث إذا لم يتفرد، وقد تفرد هنا، وروى ما قد يوافق هواه، فأوهن حديثه.
ثالثا: تخريج حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه في الافتراق:
رواه الترمذي [45]، والآجري [46]، وابن بطة [47]، والحاكم [48]، واللالكائي [49]، كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً وفيه:" إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي ".
وقال الترمذي بعد روايته:" غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه "!
وفيه علل ثلاث:
1 ـ ضعف شديد في عبد الرحمن بن زياد الأفريقي حتى قال عنه ابن حبان"يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي عن الإثبات ما ليس من حديثهم " [50]، وقال عنه ابن عدي: "عامة حديثة وما يرويه لا يتابع عليه" [51]، وقال عنه أحمد:" ليس بشيء، منكر الحديث " [52] وقال عنه أبو الحسن ابن القطان:"والحق فيه أنه ضعيف لكثرة روايته المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين". [53]
2 ـ تفرده بهذا الإسناد ولهذا قال الترمذي:"غريب من هذا الوجه" فهو من مناكيره التي اشتهر بها.
3 ـ أنه مدلس وقد عده ابن حجر في المرتبة الخامسة الذين لا يقبل حديثهم حتى لو صرحوا بالسماع. [54]
وقد رواه بالعنعنة، وقد قال عنه ابن حبان:"كان يدلس على محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب". [55]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا شر أنواع التدليس، فلا يمكن قبول حديثه هذا عن عبد الله بن عمرو، وأقل أحوال روايته هذه أنها منكرة كما هو شأن روايات الضعفاء إذا تفردوا، فكيف إذا كانوا يدلسون على الوضاعين والمتروكين؟! ولهذا قال الحاكم ـ مع تساهله ـ بعد روايته لهذا الحديث:"لا تقوم به الحجة". [56]
رابعا: تخريج حديث سعد بن أبي وقاص:
رواه البزار [57]، والآجري [58]، وابن بطة [59]، كلهم من طريق موسى بن عبيدة عن ـ عبد الله بن عبيدة [60]ـ عن عائشة بنت سعد ـ بن أبي قاص عن أبيها [61]ـ مرفوعاً: " افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة، ثم إن أمتي ستفترق على مثلها، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة".
وهذا لفظ ابن بطة، وقال البزار"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عبد الله بن عبيدة، عن عائشة، عن أبيها إلا هذا الحديث".
وهذا الحديث من هذه الطريق منكر، فمداره على موسى بن عبيده وهو منكر الحديث حتى قال عنه أحمد: "لا يكتب حديث موسى بن عبيدة وإسحاق بن أبي فروة وجوبير وعبد الرحمن بن زياد" [62] وقال أيضاً:"لا تحل الرواية عنه" [63]، وقال أيضاً:"منكر الحديث" [64]، وقال:"لا يكتب حديثه، حديثه منكر" [65]، وكذا قال أبو حاتم والساجي [66]، ولم يتابع على هذا الحديث عن سعد بن وقاص، فروايته منكرة لا يفرح بها في الشواهد، مع اضطرابه في إسناده.
خامسا: تخريج حديث عمرو بن عوف المزني:
رواه الحاكم [67] من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا"إلا أن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، وأنها افترقت على عيسى بن مريم على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، ثم أنهم يكونون على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم".
وقد قال الحاكم عن هذا الحديث بعد روايته "تفرد به كثير بن عبد الله ولا تقوم به الحجة"، وقال عنه ابن حبان:"منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب". [68]
سادسا: حديث أبي أمامة رضي الله عنه:
رواه ابن أبي شيبة ـ وعنه ابن أبي عاصم [69]ـ عن قطن بن عبد الله. [70]
ورواه الطبراني [71] من طريق محمد بن عبيد بن حساب عن حماد بن زيد، ومن طريق داود بن أبي السليك، وقريش بن حيان، وسلم بن زرير.
واللالكائي [72] من طريق داود بن أبي السليك، وسليم بن زرير.
والداني [73] من طريق يحي بن سلام عن حماد بن سلمة.
والبيهقي من طريق حماد بن زيد. [74]
كلهم قطن وحماد بن زيد وداود وقريش وسليم وحماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة وفيه:"تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسائرها في النار، ولتزيدن هذه الأمة عليهم واحدة، فواحدة في الجنة، وسائرها في النار " فقلت: فما تأمرني؟ فقال:" عليك بالسواد العظم ".
قال: فقلت في السواد العظم ما ترى؟ قال: " السمع والطاعة خير من المعصية والفرقة" وهذا لفظ رواية الداني.
قال البيهقي بعد تخريجه للحديث "قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه "قوله ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين، إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته، وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله، قال الشيخ ـ أي البيهقي ـ رحمه الله:ومن كفر مسلما على الإطلاق بتأويل لم يخرج بتكفيره إياه بالتأويل عن الملة .. ". [75]
ولهذا الحديث علة فقد رواه الناس عن أبي غالب عن أبي أمامة ليس فيه حديث الافتراق هذا وإنما حديثه في شأن الخوارج وأنهم شر قتلى ..... الخ!
كذا رواه كل من:
1 ـ حماد بن سلمة:
كما عند الطيالسي [76]، وأحمد [77] عن وكيع وأبي كامل، ورواه الترمذي [78] من طريق وكيع، والطبراني [79] من طريق طالوت بن عباد وأحمد بن يحيى.
جميعهم الطيالسي ووكيع وأبو كامل وطالوت وأحمد بن يحيى عن حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً في شأن الخوارج، ولم يذكر أحد منهم تلك الزيادة التي زادها يحيى بن سلام عن حماد بن سلمة كما عند الداني في الفتن!
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحيى بن سلام ذكره الذهبي وقال:"ضعفه الدار قطني، وقال ابن عدي يكتب حديثه مع ضعفه". [80]
فهذه الرواية منكرة من حديث حماد بن سلمة.
2 ـ سفيان بن عينية:
كما عند الحميدي [81]، وابن ماجه [82] عن سهل بن أبي سهل، وعبد الله بن أحمد [83] عن أبي خيثمة.
ثلاثتهم: الحميدي وسهل وأبو خيثمة عن سفيان عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً في شأن الخوارج وأنهم شر قتلى ... الخ كما رواه الجماعة عن حماد بن سلمة.
3 ـ معمر بن راشد:
رواه عنه عبد الرزاق [84]، وعنه أحمد [85]، وعنه ابنه عبد الله [86]، عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً نحو رواية سفيان بن عينية وحماد بن سلمة.
4 ـ الربيع بن صبيح:
كما عند الترمذي [87] من طريق وكيع عن الربيع وحماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة به نحو رواية ابن عينية ومعمر وحماد بن سلمة وقال الترمذي: "حديث حسن".
وكما عند الطبراني [88] من طريق عاصم بن علي عن الربيع بن صبيح به نحوه.
5 ـ سلام بن مسكين:
6 ـ وجعفر بن سليمان:
7 ـ أشعث بن عبد الملك:
رواه الطبراني [89] من طرق عنهم عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً نحو رواية الجماعة في شأن الخوارج.
8 ـ عمران بن مسلم:
كما عند الطبراني [90] من طريقه به نحو رواية الجماعة.
9 ـ عبد الله بن شوذب:
10 ـ مبارك بن فضالة:
كما عند الطبراني [91] من طرق عنهما عن أبي غالب به نحو رواية الجماعة.
11 ـ علي بن مسعدة:
رواه الطحاوي [92] من طريقه به نحوه.
فهؤلاء أحد عشر راويا فيهم جماعة من الأئمة الحفاظ كابن عينيه ومعمر بن راشد وحماد بن سلمه وجعفر بن سليمان والربيع بن صبيح ومبارك بن فضالة لم يذكر أحد منهم في روايته حديث الافتراق، وقد ثبت أنه لا يصح عن حماد بن سلمه لضعف يحيى بن سلام وتفرده بهذه الزيادة عن جميع أصحاب حماد من الحفاظ الثقات.
كما أن قطن بن عبد الله ضعيف وقد قال الألباني عن إسناد حديثه: "إسناده ضعيف، قطن بن عبد الله مجهول الحال". [93]
وداود بن أبي السليك قال عنه الحافظ:"مقبول". [94]
وقد روى داود الحديث عن أبي غالب عن أبي أمامة مطولاً وفصل بين حديث الخوارج المرفوع عن حديث الافتراق الموقوف على أبي أمامة من قوله لم يرفعه إلى النبي r.
وكذا وقع في رواية حماد بن زيد عند الطبراني، فقد رواه مطولاً في شأن الخوارج ورفع الحديث إلى النبي r ثم قال أبو أمامة:" إن بني إسرائيل تفرقت .. الخ ".
قال أبو غالب:" قلت: يا أبا أمامة: ألا تراهم ما يعملون؟ قال: عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ".
وقد كشفت هذه الرواية وجه الخلل في رواية يحيى بن سلام الذي جعل هذا الحوار بين أبي أمامة والنبي r، بينما هو بين أبي غالب وأبي أمامة؟
كما كشفت رواية حماد بن زيد ورواية داود بن أبي السليك وجه الخلل في رواية من روى عن أبي غالب حديث الافتراق مرفوعاً إلى النبي r بينما الصواب أنه موقوف من كلام أبي أمامة، وإنما المرفوع حديث الخوارج، والدليل عليه أن الحفاظ رووا قول أبي أمامة لما سئل هل سمع حديث الخوراج من رسول الله r فقال: "إني إذا لجريء! كيف أقول هذا عن رأيي، لقد سمعته غير مرة ولا مرتين" بعد روايته لقصة الخوارج وأنهم شر قتل تحت أديم السماء. فوهم قطن بن عبد الله فرواه كما عند ابن أبي عاصم في السنة عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: "افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة" فقال له رجل: من رأيك أم سمعته من رسول الله r ؟ فقال: " إني إذا لجريء، بل سمعته من رسول الله r غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة".
وإنما قال أبو أمامة هذا الكلام بعد أن ذكر حديث الخوارج كما في روايات الحفاظ الإثبات، وكما فصلته رواية حماد بن زيد وداود بن أبي سليك.
وكذا وهم قريش بن حيان وسلم بن زرير حيث جعلا كلام أبي أمامة الموقوف في الافتراق مرفوعاً إلى النبي r !
وسلم بن زرير ضعفه يحيى بن معين، مع كونه من رجال الشيخين. [95]
وذكره النسائي في الضعفاء وقال:" ليس بالقوي" [96].
وقال ابن حبان:" كان الغالب عليه الصلاح يخطئ خطأ فاحشاً، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات". [97]
وقد يكون هذا الوهم من أبي غالب نفسه، فقد قال عنه ابن معين "صالح الحديث" [98]،وقال الدارقطني تارة "ثقة"وتارة "يعتبر به" [99]،وأجمل ابن حجر فيه القول بقوله "صدوق يخطئ". [100]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عنه ابن سعد:" منكر الحديث". [101]
وقال عنه النسائي:"ضعيف". [102]
وقال عنه أبو حاتم:"ليس بالقوي ". [103]
وقال عنه ابن حبان:" منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به، إلا فيما يوافق الثقات، وهو صاحب حديث الخوارج". [104]
وقد روى هذا الحديث عن أبي أمامة جماعة سوى أبي غالب فلم يذكروا إلا حديث الخوارج وليس في روايتهم حديث الافتراق، ومنهم:
أ- شداد بن عبد الله:
كما عند عبد الله بن أحمد [105]، والحاكم. [106]
ب - سيار الشامي: رواه أحمد. [107]
ج- صفوان بن سليم: كما عند أحمد. [108]
فاجتمع في رواية حديث الافتراق عن أبي غالب أربع علل:
1 ـ أن أكثر الرواة رووا عنه حديثه في الخوراج ليس فيه حديث الافتراق.
2 ـ وأن رواية حماد بن زيد وداود بن أبي سليك فرقتا بين روايته لحديث الخوارج المرفوع، وروايته لحديث الافتراق الموقوف عليه من كلامه، وفصلتا بينهما وكشفتا وهم من وهم عليه في ذلك.
3 ـ أن أبا غالب متكلم فيه وقد ضعفه جماعة من الأئمة، وذكر ابن حبان أن سبب تضعيفه كونه منكر الحديث لا يقبل منه إلا ما تابعه عليه الثقات.
4 ـ أن الثقات غيره ممن رووا هذا الحديث عن أبي أمامة لم يذكروا حديث الافتراق هذا، فعلى فرض ثبوته عنه فهو من مناكيره التي تفرد بها مع ضعفه.
سابعا: حديث أنس بن مالك في الافتراق:
وقد رواه عنه جماعة:
1ـ قتادة بن دعامة:
رواه ابن ماجه [109]، وأبن أبي عاصم [110]، كلاهما عن هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزعي ثنا قتادة عن أنس مرفوعاً" إن أمتي ستفترق على أثنيتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ".
وفيه أربعة علل:
أولا: ضعف في هشام بن عمار كما قال الحافظ ابن حجر عنه: "صدوق كبر فصار يتلقن". [111]
ثانيا: كون الوليد بن مسلم مشهورا بتدليس التسوية، ولم يذكر فيه سماع قتادة من أنس، فقد يكون أسقط بين قتادة وأنس راويا ضعيفا، ومثله لا يقبل منه إلا أن يصرح بالسماع بين كل راو شيخه. [112]
ثالثا: عنعنة قتادة وهو مشهور بالتدليس وقد جعله الحافظ في المرتبة الثالثة [113] فلا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع.
رابعا: مخالفة هشام بن عمار أو شيخه الوليد بن مسلم لرواية الجماعة عن الأوزاعي:
حيث رواه كل من:
1 ـ معاوية بن صالح:
أخرجه اللالكائي [114] من طريقه عن الأوزعي أن يزيد الرقاشي حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول فذكر نحو حديث قتادة.
2ـ يحيى بن عبد الله البابلتي:
حيث رواه أبو نعيم وابن عساكر [115] من طرق صحيحة إلى يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي قال حدثني يزيد عن أنس فذكره مطولاً ولفظه"قال ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة فإذا هو قد أشرف عليهم فقالوا هذا الذي كنا نذكره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأرى في وجهه سفعة من الشيطان" ثم أقبل فسلم عليهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم أحد خيرا منك" قال نعم ثم مضى فاختط مسجدا وصفن بين قدميه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يقوم إليه فيقتله؟ " قال أبو بكر أنا فانطلق إليه فوجده قائما يصلي فهاب أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما صنعت؟ " قال وجدته يا رسول الله قائما يصلي فهبت أن أقتله، فقال رسول الله "أيكم يقوم إليه فيقتله؟ " فقال عمر أنا فانطلق ففعل كما فعل أبو بكر فقال رسول الله "أيكم يقوم إليه فيقتله؟ " فقال علي أنا قال "أنت له إن أدركته"، فانطلق فوجده قد انصرف فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له "ما صنعت؟ " قال وجدته يا رسول الله قد انصرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا أول من يخرج من أمتي لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي" ثم قال "إن بني إسرائيل تفرقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" قال يزيد وهي الجماعة. رواه عكرمة بن عمار وغيره عن يزيد نحوه".
والبابلتي ابن امرأة الأوزاعي، وقد صرح بالسماع منه هنا، وقد تكلم ابن معين في سماعه منه، وقال ابن عدي عنه "ليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة وفي تلك الأحاديث أحاديث ينفرد بها عن الأوزاعي ... والضعف على حديثه بين". [116]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الحديث لم ينفرد به، بل توبع عليه، تابعه معاوية بن صالح، وكذلك فضيل بن عياض.
3ـ فضيل بن عياض:
رواه الخطيب البغدادي بإسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن مهدي بن هلال الواسطي عن فضيل عن الأوزاعي عن يزيد الواسطي "كذا" عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة". [117]
فثبت بذلك أن الأوزعي إنما يروي هذا الحديث عن يزيد الرقاشي لا عن قتادة كما وهم عليه هشام بن عمار.
وقد رواه عن يزيد الرقاشي أيضاً:
1 ـ عكرمة بن عمار وغيره:
ذكره أبو نعيم في الحلية، وقد أخرج رواية عكرمة أبو يعلي الموصلي [118] بنحو رواية أبي نعيم عن الأوزاعي.
2 ـ محمد بن يعقوب:
أخرجه ابن عدي في كامله من طريقه عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم "قال إن بني إسرائيل افترقوا على اثنين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة،كلها في النار إلا فرقة واحدة، قالوا يا رسول الله ومن تلك الفرقة الواحدة؟ قال الجماعة جماعتكم وأمراؤكم". [119]
قال ابن عدي بعد حديثه "ومحمد بن يعقوب هذا بعض أحاديثه فيها نكارة".
قال الذهبي "ذكر له ابن عدى أحاديث منكرة لها شواهد". [120]
فثبت بذلك أن الحديث هو حديث يزيد الرقاشي وهو محفوظ عنه من رواية عكرمة بن عمار ومحمد بن يعقوب، وكذلك من رواية الأوزاعي التي حفظها عنه معاوية بن صالح ويحيى بن عبد الله البابلتي وفضيل بن عياض.
فإما أن يكون هشام بن عمار أخطأ ووهم في رواية هذا الحديث عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي فجعله عن قتادة مع أنه عن يزيد الرقاشي.
أو يكون الوليد بن مسلم رواه عن الأوزاعي عن قتادة عن الرقاشي، فأسقط الرقاشي من الإسناد، ودلسه تدليس التسوية، كما هو مشهور عنه، قال الدارقطني "الوليد بن مسلم يرسل في أحاديث الأوزاعي، عند الأوزاعي أحاديث عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري وعطاء، فيسقط الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي، عن نافع والزهري وعطاء". [121]
وهذا متحقق هنا فإن قتادة يروي عن أنس بن مالك، وقد سمع منه، كما يروي أيضا عن الرقاشي عن أنس، والأوزاعي يروي عن قتادة، وأيضا عن الرقاشي، فجاء الوليد بن مسلم ورأى في الإسناد الرقاشي وهو ضعيف، فأسقطه ودلسه تدليس التسوية، ليصبح كل رجال الإسناد ثقات!!
ويرجح هذا الاحتمال أن هذا الإسناد "هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي" إسناد شامي، و"قتادة عن أنس" إسناد عراقي بصري، ولا يتصور أن يفوت أصحاب قتادة الحفاظ الأثبات مثل هذا الحديث مع جلالة هذا الإسناد ثم لا يرويه أحد من أهل العراق ولا يحدث به إلا هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم!
أو يكون الأوزاعي سمعه من الرقاشي ومن قتادة غير أن قتادة دلسه ورواه بالعنعنة، ويكون قد سمعه من الرقاشي فأسقطه من الإسناد، والرقاشي من شيوخ قتادة، وقد روى قتادة عنه عن أنس، فلا يبعد أن يكون هذا مما سمعه منه أو بلغه عنه فأسقطه من الإسناد ودلسه عنه.
ويزيد بن أبان الرقاشي قال عنه مسلم: " متروك الحديث" [122]، وكذا قال عنه أحمد"متروك الحديث". [123]
كما رواه عن أنس أيضا:
2 ـ عبد العزيز بن صهيب:
رواه أبو يعلي [124]، والآجري [125]، وابن بطة [126]، كلهم من طرق عن مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعاً:"افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم ".
وقال الهيثمي عن هذا الطريق:"فيه مبارك بن سحيم وهو متروك ". [127]
وهو كما قال ففي تهذيب المزي"قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول وعرضت عليه أحاديث مبارك بن سحيم الذي حدثنا عنه سويد فأنكرها ولم يحمده أظنه قال ليس بثقة، وأنكرها إنكارا شديدا وأظنه قال اضربوا عليه، وقال أبو زرعة واهي الحديث منكر الحديث ما أعرف له حديثا صحيحا وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب، وقال أبو حاتم منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال البخاري منكر الحديث، وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال في موضع آخر متروك الحديث، وقال أبو بشر الدولابي متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم بن حبان ينفرد بالمناكير لا يجوز الإحتجاج به". [128]
3 ـ زياد بن عبد الله النميري:
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه أحمد [129] عن وكيع عن عبد العزيز بن الماجشون عن صدقة بن يسار عن زياد عن أنس مرفوعاً ولفظه:"إن بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وانتم تفترقون على مثلها، كلها في النار، إلا فرقة ".
وزياد النميري قال عنه ابن حبان:" منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين ". [130]
فلا تنفع متابعة مثله.
4 ـ سعيد بن أبي هلال:
رواه أحمد [131] عن حسن عن ابن لهيعة ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس مرفوعاً نحو حديث النميري وزاد في آخره: "قالوا: يا رسول الله من تلك الفرقة؟ قال: الجماعة الجماعة ".
وفيه علتان:
أولا: ضعف ابن لهيعة قال عنه الحافظ:" اختلط في آخر عمره، وكثر عنه المناكير في رواياته، وقال ابن حبان كان صالحاً، ولكنه كان يدلس عن الضعفاء " [132]، وقد جعله الحافظ في كتابه هذا في المرتبة الخامسة وهم الذين يضعف حديثهم حتى لو صرحوا بالسماع.
وقال ابن حبان:" أما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين، ووجب ترك الاحتجاج براوية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه ". [133]
ولم يروه عنه قدماء أصحابه وهم العبادلة الأربعة: عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن وهب. [134]
ثانيا: أن سعد بن أبي هلال لم يسمع من أنس قال المزي:" روى عن أنس بن مالك، يقال: مرسل" [135]، وجزم بذلك ابن حجر فقال:" روى عن جابر وأنس مرسلا ". [136]
هذا مع أنه ولد سنة 70 بمصر ونشأ بالمدينة.
فثبت بذلك معاصرته لأنس فروايته عنه مع عدم سماعه منه تكون تدليساً أو إرسالاً خفياً.ولم يصرح هنا بالسماع، وقد قال فيه أحمد: " ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث؟ ". [137]
وعلى كل حال إن سلم الحديث من ضعف ابن لهيعة وتخليط لم يسلم من إرسال سعيد وتدليسه!
5 ـ سليمان بن طريف:
رواه الأجري [138]، وابن بطة [139] كلاهما من طريقين عن شبابه بن سوار أخبرنا سليمان بن طريف عن أنس مرفوعاً: " ... وستفترق أمتي على ما افترقت عليه بنو إسرائيل وستزيد فرقة واحدة لم تكن في بني إسرائيل" وقد قال الشيخ الألباني: " وابن طريف هذا لم أجد له ترجمة ". [140]
كذا قال الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ مع إن هذا الراوي من رجال التهذيب؟!
وإنما أوردوه في الكني بسبب الخلاف في اسمه قال الحافظ ابن حجر: " أبو عاتكة اسمه طريف بن سليمان ويقال سليمان بن طريف كوفي ويقال بصري، روى عن أنس، قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي ليس بثقة ذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث " [141]، وقد ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسمه طريف [142]. وقد قال عنه ابن عدي: " منكر الحديث ... وعامة ما يرويه عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات". [143]
6ـ زيد بن أسلم:
رواه الآجري [144]، وابن بطة [145] كلاهما من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن عن يعقوب بن زيد التيمي عن زيد بن أسلم عن أنس مرفوعاً مطولا وفي آخره: قيل من هم يا رسول الله؟ قال:"الجماعة ".
وفيه علتان:
الأولى: ضعف نجيح بن عبد الرحمن حتى قال عنه البخاري "منكر الحديث" [146]، وقد اختلط بأخرة وفحش حتى قال عنه ابن حبان" كان ممن اختلط في آخر عمره ... فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به ". [147]
الثانية: أن زيد بن أسلم كثير الإرسال وروى عن جماعة من الصحابة لم يسمع منهم مع إدراكه لهم كمحمود بن الربيع ولهذا ذكر ابن عبد البر ما يدل على أنه كان يدلس [148].وقد روى هذا الحديث بالعنعنة ولم يصرح بالسماع فهو منقطع.
7ـ يحيى بن سعد الأنصاري:
رواه العقيلي [149] من طريق عبد الله بن سفيان الخزاعي عن يحيى بن سعيد عن أنس مرفوعاً: "تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة " قيل: يا رسول الله ما هذه الفرقة؟ قال:"من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
وقال العقيلي بعد روايته لهذا الحديث:" ليس له من حديث يحيى بن سعيد أصل، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث الأفريقي"، وقال عن عبد الله بن سفيان:" لا يتابع على حديثه".
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه كل طرق هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه مدارها كلها على الضعفاء والمتروكين وليس فيها إسناد واحد سالم من الإعلال، بل كلها مناكير، ولهذا تنكب عنها أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجة فأخرج رواية قتادة المعلولة، ولذا يظهر تساهل الشيخ الألباني في قوله عن حديث أنس هذا: "حديث صحيح ... والحديث صحيح قطعا له ستة طرق أخرى عن أنس، وشواهد عن جمع من الصحابة ". [150]
وقد ثبت بدراسة طرقه كلها أنه لا يثبت عن أنس لا من طريق صحيح ولا حسن ولا حسن لغيره لشدة ضعف الطرق عنه!
8 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
رواه أحمد [151]، وأبو داود [152]، والترمذي [153] وقال:" حسن صحيح "، وابن ماجه [154]، والموصلي [155]، وابن حبان [156]، والحاكم. [157]
كلهم من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" وهذا لفظ الرواية الأولى عند ابن حبان وباقي الروايات نحوه وليس في الحديث زيادة:" كلها في النار إلا واحدة "!
قال الحاكم بعد تخريجه للحديث"وقد احتج مسلم بمحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة"، وقد تعقبه الذهبي فقال"ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا بل بانضمامه إلى غيره".
وهو الصحيح كما قال المزي وابن حجر "روى له البخاري مقرونا بغيره ومسلم في المتابعات". [158]
وهذا الحديث هو أصح حديث يروى في الافتراق ومداره على محمد بن عمرو بن وقاص الليثي، وقد أجمل الحافظ ابن حجر أقوال الأئمة فيه فقال:" صدوق له أوهام " [159]، وقال عنه يحيى بن معين: "ما زال الناس يتقون حديثه". [160]
وقد تفرد محمد بن عمرو بهذا الحديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة من دون كل أصحاب أبي سلمة، ومن دون أصحاب أبي هريرة من الحفاظ الإثبات مع كثرتهم، ولم يروه أحد منهم، وهذا يوهن من قوته كما قال الذهبي: "وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً، وإن إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظاً أو إسنادا يصيره متروك الحديث". [161]
ولهذا لم يخرج له مسلم هذا الحديث في صحيحه حيث لم يجد من تابعه عليه لا عن أبي سلمة ولا عن أبي هريرة.
وإذ ثبت كل ذلك ظهر جلياً سبب تنكب البخاري ومسلم عن تخريج هذا الحديث مع شهرته وشيوعه وكثرة طرقه إذا لم يجدا له طريقاً واحداً صحيحا على شرطهما! بل ولم يبوب البخاري له بابا في جامعه مع أنه ربما بوب لترجمة بحديث ليس على شرطه، فدل ذلك على أن كثرة طرق الحديث قد تكون سبباً للإعراض عنه إذا كان مدارها كلها على الضعفاء، إذ في رواجها بينهم دون الثقات مع عناية الحفاظ الإثبات على حفظ الصحيح وجمعه وروايته ما يؤكد بطلانها وإن كثرت طرقها، إذ بعيد أن تروج وتشتهر كل هذا الاشتهار ولا يسلم لها طريق واحد من رواية الثقة عن الثقة.
كما قال المحقق أحمد شاكر:"وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع: ازداد ضعفاً إلى ضعف، لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم، بحيث لا يرويه غيرهم يرفع الثقة بحديثهم، ويؤيد ضعف روايتهم" [162].
كما يظهر تساهل من صححوا هذا الحديث أو حسنوه بكثرة طرقه. [163]
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:00]ـ
وقد ضعف هذا الحديث ابن حزم، كما غمز شيخ الإسلام ابن تيمية في صحته بإعراض الشيخين عن تخريجه، مع أنه يرى صحته، فقال: "فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، مع أن حديث " الثنتين والسبعين فرقة" ليس في الصحيحين، وقد ضعفه ابن حزم وغيره، لكن حسنه غيره أو صححه، كما صححه الحاكم وغيره، ورواه أهل السنن من طرق، وليس قوله "ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة" بأعظم من قوله تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" وقوله "ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوق نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا". وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار ومع هذا فلا نشهد لمعين بالنار، لإمكان أنه تاب
(يُتْبَعُ)
(/)
أو كانت له حسنات محت سيئاته أو كفر الله عنه بمصائب أو غير ذلك كما تقدم، بل المؤمن بالله ورسوله باطنا وظاهرا الذي قصد اتباع الحق وما جاء به الرسول إذا أخطأ ولم يعرف الحق كان أولى أن يعذره الله في الآخرة من المتعمد العالم بالذنب، فإن هذا عاص مستحق للعذاب بلا ريب، وأما ذلك فليس متعمدا للذنب بل هو مخطئ والله قد تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان" [164]،وقال قبل ذلك"وإذا قال المؤمن "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله فخالف السنة، أو أذنب ذنبا فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان فيدخل في العموم، وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة، فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفارا بل مؤمنين، فيهم ضلال وذنب يستحقون به الوعيد كما يستحقه عصاة المؤمنين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجهم من الإسلام بل جعلهم من أمته، ولم يقل إنهم يخلدون في النار فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته". [165]
وقد قال الشوكاني "زيادة "كلها في النار" لا تصح مرفوعة ولا موقوفة" [166]،وقد أورده في الفوائد المجموعة. [167]
بينما قال الألباني"الحديث ثابت لا شك فيه، ولذلك تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به .... ولا أعلم أحدا قد طعن فيه إلا من لا يعتد بتفرده وشذوذه". [168]
وقال أيضاً: "هذا المتن المحفوظ ورد عن جماعة من الصحابة منهم أنس بن مالك رضي الله عنه وقد وجدت له عنه وحده سبع طرق ". [169]
وفي كلامه هذا نظر إذ لم يتتابع العلماء خلفاً عن سلف على الاحتجاج بهذا الحديث، بل تنكب عن إخراجه الشيخان ولم يحتجا بشيء من أسانيد وطرق هذا الحديث مع كثرتها، وإنما صححه المتساهلون كالترمذي وابن حبان والحاكم ومن حديث أبي هريرة وحده فقط [170]، وليس فيه زيادة " كلها في النار إلا واحدة"، ومداره على محمد بن عمرو، وكل من لم يحتج بما تفرد به محمد بن عمرو أو لم يحتج به مطلقاً من المتقدمين فهو قائل برد هذا الحديث، ولا يشترط أن يحكم الإمام الناقد على كل حديث بعينه بالرد بل حكمه على الراوي حكم على مروياته إذا لم يتابع عليها، وليس في كل طرق هذا الحديث طريق واحد أجمع المتقدمون على الاحتجاج بكل رواته، فلا يمكن والحال هذه ادعاء تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج بهذا الحديث، نعم لو جاء هذا الحديث من طريق احتج البخاري ومسلم به ـ وإن لم يخرجاه ـ لكان لهذا القول وجه والأمر على خلاف ذلك فلا تصح هذه الدعوى، وتصحيح المتساهلين في التصحيح كالترمذي وابن حبان والحاكم لا يخرجه عن كونه حديثا غريبا تفرد به راو متكلم فيه، وتنكب البخاري ومسلم عن الاحتجاج بمحمد بن عمرو كاف في إثبات هذه الدعوى، وكذا تنكبهما عن إخراج هذا الحديث مع كثرة طرقه.
نتائج البحث
وبعد جمع كل طرق هذا الحديث المشهور، ودراسته دراسة نقدية إسنادية، وصل الباحث إلى ما يلي:
1 ـ ثبت أن حديث عوف بن مالك منكر لضعف عباد بن يوسف، ولتفرده بهذا الحديث، ومخالفته الثقات الذين رووا الحديث عن صفوان، حيث خالفوه في إسناد وجعلوه من حديث معاوية بن أبي سفيان ليثبت بذلك أنه لا أصل له عن عوف بن مالك، وأنه خطأ من عباد بن يوسف ولم يتابع عليه.
2 ـ كما ثبت ضعف حديث معاوية لأن مداره على أزهر بن أبي عبد الله، وهو ناصبي غال، يسب عليا رضي الله عنه، وقد طعن فيه أبو داود وذكره ابن الجارود في الضعفاء، وقد تفرد بهذا الحديث عن معاوية، مما يقضي بأنه منكر وأحسن أحواله أنه حديث ضعيف.
3 ـ وكذلك ثبت ضعف حديث عبد الله بن عمرو وأنه حديث منكر، لأن مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو شديد الضعف منكر الحديث، وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه، وقد اشتهر برواية الغرائب والمناكير، ورواه بالعنعنة، وهو مشهور بالتدليس بل شر أنواعه وهو التدليس عن المتروكين مما يدل على أنه حديث منكر، ولا أصل له عن عبد الله بن عمرو.
4 ـ كما ثبت أيضا أن حديث سعد بن أبي وقاص حديث منكر، إذا مداره على موسى بن عبيدة، وهو منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه من حديث سعد مما يقضي على حديثه هذا بالنكارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 ـ وكذا ثبت أن حديث عمرو بن عوف المزني باطل لا أصل له، إذا مداره على كثير بن عبد الله، وهو منكر الحديث جداً، يروي عنه أبيه عن جده نسخة موضوعة وهذا الحديث منها.
6 ـ وثبت أيضاً أن حديث أبي أمامة في الافتراق مداره على أبي غالب، وقد ضعفه النسائي، وقال عنه ابن سعد وابن حبان:" منكر الحديث "، وقد اختلف عليه الرواة الذين ذكروا حديث الافتراق عنه، وقد كشفت رواية حماد بن زيد وداود بن أبي السليك أن حديث الافتراق موقوف على أبي أمامة من كلامه لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوهم عليه بعض الرواة وجعلوه مرفوعاً، وعلى كل حال فتفرده بهذا الحديث مع ضعفه يجعل حديثه هذا في عداد المناكير على فرض ثبوت الرواية عنه مرفوعة، فكيف وقد جاءت أيضاً موقوفة وهو الصحيح؟
7 ـ كما ثبت أيضا أن حديث أنس مع كثرة طرقه عنه ليس فيها إسناد واحد صحيح ولا حسن بل ولا ضعيف، بل مدارها كلها على المتروكين كيزيد بن أبان الرقاشي، وقد قال عنه مسلم " متروك الحديث"، ومبارك بن سحيم وهو" متروك "، وزياد النميري وهو " منكر الحديث " كما قال ابن حبان، وابن لهيعة وهو " متروك بعد اختلاطه"وقد رواه بالعنعنة وهو مشهور بالتدليس، وسليمان بن طريف وهو "منكر الحديث" ومتهم بالوضع، ونجيح بن عبد الرحمن وقد قال عنه البخاري:" منكر الحديث "، وسعد بن سعيد وهو " متروك الحديث " كما قال النسائي، وهذه كل طرقه عن أنس، لا يصح منها شيء، فبان خطأ قول الشيخ الألباني بأنه صحيح قطعا عن أنس اغترارا برواية قتادة المعلولة المدلسة عن الرقاشي.
8 ـ كما ثبت أن حديث أبي هريرة هو أحسنها حالاً ـ وإسناده حسن ـ وليس في حديثه زيادة:"كلها في النار إلا واحدة"، ومداره على محمد بن عمرو الليثي وهو صدوق له أوهام، وقد تفرد بهذا الحديث عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولهذا تجنب مسلم تخريج حديثه هذا، مع أنه أخرج له أحاديث أخرى في المتابعات،
وعلى كل فكل طرق هذا الحديث مناكير وغرائب ضعيفة ومنكرة، وأحسنها حالا حديث أبي هريرة وهو حديث حسن، مع تساهل كبير في تحسينه لتفرد محمد بن عمرو به، وهو صدوق له أوهام خاصة في روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولهذا كان القدماء يتقون حديثه كما قال يحيى بن معين.
والله تعالي أعلم.
المصادر والمراجع
1. الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة: أبو عبدالله عبيدالله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي تحقيق: د. عثمان عبدالله آدم الأثيوبي، الطبعة الثانية، 1418، دار الراية – الرياض.
2. الأدب المفرد: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق فؤاد عبد الباقي، الطبعة الثالثة سنة 1409هـ، البشائر، بيروت.
3. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ترتيب ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط الطبعة الثانية، 1414 - 1993، مؤسسة الرسالة – بيروت.
4. الاستذكار: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر، تحقيق: سالم محمد عطا ومحمد علي معوض الطبعة الأولى 1421 – 2000، دار الكتب العلمية – بيروت.
5. إعلام الموقعين:محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد طبعة دار الفكر، بيروت.
6. تاريخ بغداد: أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية – بيروت.
7. التاريخ الكبير: محمد بن إسماعيل البخاري، ط سنة 1361هـ، إدارة المعارف العثمانية، الهند.
8. تحفة الأشراف: أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، ط2 سنة 1403هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
9. التقريب: أحمد بن علي ابن حجر، تحقيق محمد عوامة، ط3 سنة 1411هـ، دار الرشيد، سوريا.
10. التمهيد: يوسف بن عبد البر، طبعة ثانية سنة 1402هـ، وزارة الأوقاف المغربية.
11. تهذيب التهذيب: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، الطبعة الأولى، 1404 - 1984، دار الفكر، بيروت.
12. تهذيب الكمال: المزي، تحقيق بشار عواد، ط1 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
13. الثقات: ابن حبان، ط1 سنة 1393هـ، دائرة المعارف العثمانية، الهند.
14. الجامع الصحيح المختصر: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق مصطفى البغا، الطبعة الثالثة 1400 – 1987، دار ابن كثير، اليمامة – بيروت.
15. الجامع: الترمذي، تحقيق أحمد شاكر، وكمال الحوت، دار الكتب العلمية، بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
16. الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، تحقيق المعلمي، ط1 سنة 372هـ دائرة المعارف العثمانية، الهند.
17. حلية الأولياء: أبو نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت.
18. سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة سنة 1398هـ، المكتب الإسلامي ـ بيروت.
19. سلسلة الأحاديث الضعيفة: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الرابعة سنة 1398هـ، المكتب الإسلامي، بيروت.
20. السنن:سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني،، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
21. السنن:محمد بن يزيد بن ماجه، تحقيق فؤاد عبد الباقي، طبعة أولى، المكتبة الإسلامية اسطنبول.
22. السنن الصغرى: أحمد بن شعيب النسائي، بعناية عبد الفتاح أبو غدة، ط2 1409هـ البشائر، بيروت.
23. السنن الكبرى: أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق البنداري، ط1 سنة 1411هـ، دار الكتب العلمية، بيروت.
24. السنن الكبرى: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، الطبعة الأولى، دائرة المعارف العثمانية، تصوير دار المعرفة، بيروت.
25. السنة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، تحقيق: د. محمد سعيد سالم القحطاني، الطبعة الأولى، 1406، دار ابن القيم – الدمام.
26. سير أعلام النبلاء:محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق جماعة، ط9 سنة 1413هـ، الرسالة، بيروت.
27. شرح أصول اعتقاد أهل السنة: هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي أبو القاسم، تحقيق:أحمد سعد حمدان،: دار طيبة - الرياض، 1402.
28. الشريعة: محمد بن الحسين الآجري، دار الكتب العلمية – بيروت.
29. شعب الإيمان: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، الطبعة الأولى، 1410 دار الكتب العلمية – بيروت.
30. صحيح مسلم بن الحجاج بشرح محي الدين النووي: ط3 سنة 1404 نشر دار إحياء التراث العربي بيروت.
31. صحيح مسلم:مسلم بن الحجاج، ترقيم عبد الباقي، ط1، المكتبة الإسلامية، استانبول.
32. الضعفاء وأجوبة أبي زرعة: أبو زرعة الرازي، تحقيق سعدي الهاشمي، ط1 سنة 1402 الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.
33. ضعيف الأدب المفرد: محمد ناصر الدين الألباني، الطبعة الأولى سنة 1994م، دار الصديق.
34. الطبقات: محمد بن سعد، تحقيق محمد عبد القادر، ط1 سنة 1410هـ دار الكتب العلمية، بيروت.
35. طبقات المدلسين: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق: د. عاصم بن عبد الله القريوتي، الطبعة الأولى، 1403 – 1983، مكتبة المنار – عمان.
36. الفصل في الملل والنحل: علي بن أحمد ابن حزم، مكتبة الخانجي ـ القاهرة.
37. الفوائد: تمام بن محمد الرازي أبو القاسم، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى، 1412، مكتبة الرشد – الرياض.
38. فتح الباري: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محب الدين الخطيب، ترقيم عبد الباقي ط1 سنة 1410هـ نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
39. الكاشف: محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق عوامة، الطبعة الأولى سنة 1416هـ، دار القبلة، جدة.
40. الكامل في الضعفاء: عبد الله بن عدي الجرجاني، تحقيق سهيل زكار، ط3 سنة 1409، دار الفكر، بيروت.
41. لسان الميزان: أحمد بن علي ابن حجر، ط1 دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
42. المجروحين: محمد بن حاتم بن حبان، تحقيق محمود زايد، ط2 سنة 1402هـ دار الوعي، حلب.
43. مجمع الزوائد:أبو بكر الهيثمي، الطبعة الثالثة سنة 1402هـ، الكتاب العربي، بيروت.
44. مجموع الفتاوى: أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، جمع ابن القاسم، طبعة سنة 1412هـ عالم الكتب، الرياض.
45. المستدرك على الصحيحين: محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، ترقيم: مصطفى عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، 1411 - 1990 دار الكتب العلمية، بيروت.
46. المستدرك: محمد بن عبد الله الحاكم ط1 سنة 1335هـ دائرة المعارف العثمانية.
47. المسند: أحمد بن حنبل، ط3، تصوير المكتب الإسلامي.
48. المسند: أحمد بن حنبل، تحقيق أحمد شاكر، ط1 سنة 1377هـ، دار المعارف، القاهرة.
49. مسند الشاميين: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق:حمدي بن عبد المجيد السلفي، الطبعة الأولى، 1405 – 1984، مؤسسة الرسالة – بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
50. مسند أبي يعلى: أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي، تحقيق:حسين سليم أسد، الطبعة الأولى، 1404 – 1984، دار المأمون للتراث – دمشق.
51. مسند الطيالسي: أبو داود سليمان بن داود البصري الطيالسي، دار المعرفة ـ بيروت.
52. مصباح الزجاجة: البوصيري، تحقيق الكشناوي، ط 1403، دار العربية، بيروت.
53. المصنف: أبو بكر بن أبي شيبة، تحقيق كمال الحوت، طبعة أولى سنة 1988م بيروت.
54. المصنف: عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ط1 سنة 1982م المكتب الإسلامي، بيروت.
55. المعجم الأوسط: سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق محمود الطحان، الطبعة الأولى سنة 1405هـ، المعارف، الرياض.
56. المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد، ط2، وزارة الأوقاف العراقية.
57. الموطأ: مالك بن أنس، تحقيق عبد الباقي، طبعة سنة 1406هـ، دار إحياء التراث العربي.
58. منهاج السنة: ابن تيمية، تحقيق محمد رشاد سالم، ط 1، مؤسسة قرطبة.
Abstract
Critical Study of the Hadith "traditions"
Taftarg ommati" "
By Dr . hakem Al Mutairi
This research is critical study of the narrations, of this Hadith, specially the prophetic Traditions Which AL Hakem and abn Habban narrated in their books regarding this subject, and other narrations, which confirm or object this narrations. The researcher has proved in this critical study That these narrations are not Sound in these form in according to method of Hadith,s scholars "Muhadetheen " that why AL Bukhari and Muslim did not narrate this narrations in their books"AL Saheihein".
[1] الفصل في الملل 3/ 138
[2] منهاج السنة 5/ 169 ولم يرد شيخ الإسلام هنا تضعيف الحديث لأنه أثبت صحته في مواضع أخرى وإنما قصد بيان أنه ليس من الصحيح المتفق على صحته.
[3] فتح القدير 3/ 110
[4] الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة رقم 87
[5] السنن ح رقم 3992
[6] السنة ح رقم 63
[7] شرح أصول السنة ح رقم 149
[8] مصباح الزجاجة 4/ 179
[9] الكامل في الضعفاء 4/ 346
[10] رقم 3059
[11] التقريب رقم 3154
[12] ميزان الاعتدال 3/ 140 - 141
[13] المسند ح رقم 2754
[14] المسند 4/ 102
[15] السنن ح رقم 2423
[16] الشريعة ص 18
[17] السنن ح رقم 4596
[18] السنة ح رقم 2 و 69
[19] الإبانة ح رقم 266
[20] الإبانة ح رقم 268
[21] المستدرك 1/ 128
[22] شرح أصول السنة ح رقم 150
[23] وفي المستدرك (طائفة) أي لولا أنه لم يسبق مني نهي لك عن القصص والوعظ لقطعت منك عضوا وجزءا نكالا لك على ذلك.
[24] تاريخ بغداد 13/ 307 وانظر الكامل في الضعفاء 3/ 429 و 7/ 17
[25] تاريخ بغداد 13/ 307
[26] تاريخ بغداد 13/ 310
[27] الكامل في الضعفاء 1/ 185
[28] انظر تهذيب الكمال 1/ 387
[29] الضعفاء وأجوبة الرازي 2/ 714
[30] انظر تهذيب التهذيب 1/ 205
[31] انظر تهذيب التهذيب 1/ 205
[32] الكاشف رقم 257
[33] التقريب رقم 310
[34] تهذيب التهذيب 1/ 205
[35] الجرح والتعديل 2/ 312
[36] التاريخ الكبير 1/ 456 - 459
[37] تهذيب الكمال 2/ 328 ولم أقف عليه في التاريخ الكبير
[38] الثقات 4/ 38 - 39 وانظر تهذيب التهذيب رقم "56"
[39] تهذيب الكمال2/ 325 و 327
[40] انظر تهذيب التهذيب 1/ 250
[41] رقم "300" وقال قي الميزان "699" "حسن الحديث"
[42] الثقات رقم "56"
[43] الطبقات رقم "3881"
[44] الكامل في الضعفاء 2/ 102
[45] السنن ح رقم 2641
[46] الشريعة ص 15
[47] الإبانة ح رقم 264 و265
[48] المستدرك 1/ 128
[49] شرح أصول السنة ح رقم 146و147
[50] المجروحين 2/ 50
[51] الكامل 4/ 281
[52] انظر تهذيب التهذيب 6/ 174
[53] انظر تهذيب التهذيب 6/ 174
[54] تعريف أهل التقديس ص 63 و ص 178 رقم 143
[55] المجروحين2/ 50
[56] المستدرك 1/ 128
[57] المسند ح رقم 119
[58] الشريعة ص 17
[59] الإبانة ح رقم 263 و 267
[60] "عبد الله بن عبيدة "ليس في رواية الآجري وسقط من رواية ابن بطة الثانية
[61] "بن أبي وقاص عن أبيها" سقط من الإبانة في الرواية الأولى
[62] انظر تهذيب التهذيب 10/ 357
[63] انظر تهذيب التهذيب 10/ 357
[64] المصدر السابق 10/ 358
[65] المصدر السابق 10/ 358
(يُتْبَعُ)
(/)
[66] المصدر السابق 10/ 359
[67] المستدرك 1/ 129
[68] المجروحين 2/ 221 - 222
[69] السنة ح رقم 68
[70] المصنف 7/ 554
[71] المعجم الكبير ح رقم 8035 و ح رقم 8051 و ح رقم 8053 و ح رقم 8054
[72] شرح أصول السنة ح رقم 151 و 152
[73] السنن الواردة في الفتن ح رقم 285
[74] السنن الكبرى 10/ 208
[75] السنن الكبرى 10/ 208
[76] المسند ح رقم 1136
[77] المسند 5/ 256 و5/ 262
[78] السنن ح رقم 3000
[79] المعجم الكبير ح رقم 8034
[80] الميزان 4/ 381
[81] المسند ح رقم 908
[82] السنن ح رقم 176
[83] السنة 2/ 643
[84] المصنف 10/ 152
[85] المسند 5/ 253
[86] السنة 2/ 643
[87] السنن ح رقم 3000
[88] المعجم الكبير ح رقم 8037
[89] المعجم الكبير ح رقم 8038 و 8039
[90] المعجم الكبير ح رقم 8044
[91] المعجم الكبير ح رقم 8049 و 8050
[92] شرح مشكل الآثار ح رقم 2519
[93] انظر تعليقه على السنة لابن أبي عاصم ص 34
[94] التقريب رقم 1786
[95] انظر تهذيب الكمال 11/ 223
[96] الضعفاء رقم 236
[97] المجروحين 1/ 340
[98] انظر تهذيب الكمال 34/ 171
[99] انظر تهذيب الكمال 34/ 171
[100] التقريب رقم 8298
[101] انظر تهذيب الكمال 34/ 171
[102] الضعفاء رقم 665
[103] الجرح والتعديل 3/ 316
[104] المجروحين 1/ 267
[105] السنة 2/ 644
[106] المستدرك 2/ 149 - 150 وقال " صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
[107] المسند 5/ 250
[108] المسند 5/ 269 وإسناده صحيح.
[109] السنن ح رقم 3993
[110] السنة ح رقم 64
[111] التقريب رقم 7303
[112] انظر التبيين لأسماء المدلسين لسبط ابن العجمي ص 13 و60 وطبقات المدلسين رقم 127
[113] تعريف أهل التقديس رقم 92
[114] شرح أصول السنة ح رقم 148
[115] أبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 52،وابن عساكر في تاريخ دمشق 65/ 73، ووقع في إسناد الحلية "أبو الأشعث الحراني"،وفي تاريخ دمشق"أبو سعيد" وهو خطأ والصواب "أبو شعيب الحراني" وهو أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أبي شعيب الحراني، ابن امرأة البابلتي، ثقة مأمون. انظر تاريخ الإسلام للذهبي 22/ 178
[116] الكامل في الضعفاء 7/ 250
[117] المتفق والمفترق 3/ 61
[118] المسند ح رقم 4127
[119] الكامل في الضعفاء 6/ 166
[120] ميزان الاعتدال 4/ 70
[121] سؤالات السلمي للدارقطني رقم 377
[122] الكني رقم 2323
[123] انظر تهذيب الكمال 32/ 67
[124] المسند ح رقم 3938 و 3944
[125] الشريعة ص 17
[126] الإبانة ح رقم 271
[127] مجمع الزوائد 8/ 10
[128] تهذيب الكمال 27/ 176
[129] المسند 3/ 120
[130] المجروحين 1/ 306
[131] المسند 3/ 145
[132] تعريف أهل التقديس رقم 140
[133] المجروحين 2/ 13
[134] انظر الكواكب النيرات ص 384
[135] تهذيب الكمال 11/ 95
[136] تهذيب التهذيب 4/ 94
[137] المصدر السابق
[138] الشريعة ص 17
[139] الإبانة ح رقم 270
[140] الصحيحة 1/ 360
[141] تهذيب التهذيب 12/ 141 - 142
[142] الجرح والتعديل 4/ 494
[143] الكامل في الضعفاء 4/ 118
[144] الشريعة ص 16
[145] الإبانة ح رقم 269
[146] التاريخ الكبير 8/ 114
[147] المجروحين 3/ 60
[148] تهذيب التهذيب 3/ 397 وانظر جامع التحصيل رقم 211
[149] الضعفاء 2/ 262
[150] انظر حاشية السنة لابن أبي عاصم ح رقم 64
[151] المسند 2/ 332
[152] السنن ح رقم 4596
[153] السنن ح رقم 3991
[154] السنن ح رقم 3991
[155] المسند ح رقم 5910 و 5978
[156] الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ح رقم 6247 و 6731
[157] المستدرك 1/ 128
[158] تهذيب الكمال 26/ 217، وتهذيب التهذيب 9/ 334
[159] التقريب رقم 6188
[160] تهذيب الكمال 26/ 216
[161] ميزان الاعتدال 3/ 140 - 141
[162] الباعث الحثيث ص 34
[163] انظر الصحيحة للألباني رقم 203 و 204
[164] منهاج السنة 5/ 169، وقد ضعفه ابن حزم في كتابه الفصل 3/ 138 وقال لا يصح أصلا من طريق الإسناد.
[165] منهاج السنة 5/ 162 ـ 163
[166] فتح القدير 3/ 110
[167] الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة رقم 87
[168] الصحيحة 1/ 362
[169] الضعيفة 3/ 126 ولم يلتفت إلى أن كل طرقه معلولة مدارها على المتروكين و أهل المناكير؟!
[170] وقد أورد الحاكم حديث معاوية كشاهد لحديث أبي هريرة واحتج بمجموع أسانيده.
ـ[أبوسفيان الذهبي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:43]ـ
أخي الحبيب عبد الرحمن رضي الله عنك
أولا جزاك الله خيرا على رسالتك لي وقد أحسنت القصد لكنك أخطأت الرجل ..
ثانيا واضح جلي أن الدكتور حاكم يذهب لتوهين الحديث كما ختم بذلك رسالته.
وكنتَ سألتني عما ترجح لي، فأقول والله المستعان أن الحديث صحيح، وسأذكر بعد قليل إن شاء الله من صححه من الأئمة وأهل الفضل.
وأعتذر عن تلبية طلبك بالتعليق على هذا البحث الطيب لأني وجدت مواضع كثيرة منه تحتاج لتعليقة عليها، بل ربما تخريج الطريق كاملا ..
وسأكتفي بسرد من صحح بعض طرق الحديث مع التنبيه على أن ما ختم به الباحث بحثه من مقدمة رتب عليها كلامه وهي أن إعراض الشيخان عن إخراجه مع شهرته مما يشير لضعفه، وهذه قاعدة لو اطردت - هذا لو صحت أصلا - لضاعت السنن!
صفوة القول / المقال يحتاج لرد موسع وإن شاء الله سآخذ المقال على ملف وورد وكلما تيسر لي علقت على ما يحتاج لذلك ثم أضعه ها هنا إن شاء الله .. والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوسفيان الذهبي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:51]ـ
من بحثي: دفع الشقاق عن حديث الافتراق صـ98
نظرا لخروج من يدعي أن حديث الافتراق لم يصححه أحد من الأئمة، أو ضعفوا جملة منه، أحببت أن أذكر أقوال الأئمة المصحيحين لهذا الحديث؛ ليقف البصير على أقوالهم، ويوقن أن دعوة من ادعى عدم تصحيحهم له، أنها كضرطة عير في فلاة.
· فممن حكم على الحديث بالصحة أو الحسن:
أولا: طريق أنس بن مالك – رضي الله عنه -:
فممن قال بصحته وثبوته عنه في الجملة:
1 - الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني؛ حيث قال عن إسناد ابن أبي عاصم: حديث صحيح ... والحديث صحيح قطعا؛ لأن له ست طرق أخرى عن أنس ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn1) ) .
2- الدكتور سلمان العودة، فقد قال بعد دراسته لهذا الحديث من طريق أنس:
((فإذا استبعدنا الطرق الأربعة الأخيرة – يعني: طريق سليمان بن طريف، وعبد العزيز بن صهيب، ويحيى بن سعيد، والزبير بن عدي -، بقي لدينا ست طرق، كلها ضعيفة ضعفا منجبرا؛ وهي تؤكد ثبوت الحديث عن أنس – رضي الله عنه -)) ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn2) ).
3- الشيخ سعد بن عبد الله السعدان، فقال بعد أن أشار إلى تسع طرق عن أنس:
((وكل طريق لا يخلو من مقال، لكن الطرق بمجموعها تبين أن الحديث يصح)) ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn3) ) .
ثانيا: طريق عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما -:
فقد نقل ابن القيم ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn4) )، والعراقي ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn5) )، والسخاوي ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn6) ) تحسين الترمذي له، ولم يتعقبوه.
وقال المباركفوري ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn7) ): (( تحسين الترمذي له لاعتضاده بأحاديث الباب)).
واحتج به: الآجري ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn8) )، والبيهقي ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn9) )، والسمعاني ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn10 ))، والأصبهاني ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn11 ))، وشيخ الإسلام ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn12 ))، وابن القيم ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn13 ))، وابن كثير ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn14 )) ، والشاطبي ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn15 )) .
وحسنه الألباني ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn16 )) ، وسليم الهلالي ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn17 )) ، وعلي حسن الحلبي ([18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn18 )).
ثالثا: طريق عوف بن مالك – رضي الله عنه -:
فممن جوَّد إسناده: العراقي ([19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn19 ))، والألباني ([20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn20 ))، وعبد الكريم مراد ([21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn21 )) .
وحسنه الشيخ سليم الهلالي ([22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn22 ))، وسلمان العودة ([23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn23 ))، وصححه الألباني في موضع آخر ([24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn24 )).
رابعا: حديث معاوية بن أبي سفيان – رصي الله عنهما -:
ذهب جماعة من أهل العلم إلى تقوية هذا الحديث وقبوله؛ منهم:
1 - الحاكم؛ فقال بعد أن أورد الحديث من رواية أبي هريرة، ومعاوية: ((هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث))، وأقره الذهبي ([25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn25 )).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ابن تيمية؛ قال: ((هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية ـ، رواه عنه غير واحد)) ([26] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn26 )).
3- ابن كثير؛ أشار إلى تقويته في تفسيره، وحسنه في الفتن والملاحم ([27] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn27 )).
4- العراقي؛ فقد حكم عليه من رواية أبي داود أن إسناده جيد ([28] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn28 ))، وكذا الشيخ عبد الكريم مراد ([29] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn29 )) .
5- وقد حسنه جماعة من أهل العلم، مثل: الحافظ ابن حجر ([30] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn30 ))، والألباني ([31] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn31 ))، وسليم الهلالي ([32] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn32 )) ، وعلي الحلبي ([33] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn33 ))، وسلمان العودة ([34] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn34 ))، ومحققو المسند ([35] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn35 ))، وسعد السعدان ([36] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn36 ))، وعبد الله الدميجي ([37] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn37 )) .
6- وقد صححه: ابن الوزير ([38] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn38 ))، والألباني ([39] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn39 ))، وشعيب الأرناؤوط ([40] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn40 )) ، وحسين سليم أسد ([41] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn41 ))، والشيخ علي محمد جماز ([42] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn42 )) .
خامسا: حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -:
فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى تصحيحه، ومنهم من حسنه؛ فأما من صححه:
الترمذي ([43] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn43 ))؛ وأقره: المنذري ([44] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn44 ))، والسخاوي ([45] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn45 )) ، والشوكاني ([46] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn46 )) ، وابن حبان ([47] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn47 ))، والحاكم، وأقره الذهبي ([48] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn48 ))، والشاطبي ([49] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn49 ))، ورمز له السيوطي بالصحة ([50] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn50 )).
وأما من حسنه، منهم:
العلامة الألباني ([51] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn51 ))، وسليم الهلالي ([52] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn52 )) ، وعلي الحلبي ([53] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn53 ))، والشيخ عبد الكريم مراد ([54] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn54 ))، وسلمان العودة ([55] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn55 )) ، وشعيب الأرناؤوط ([56] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn56 ))، ومحققو المسند ([57] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn57 ))، وحسين أسد ([58] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn58 )) ، وعبد السلام علوش ([59] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn59 ))، وغيرهم.
سادسا: حديث أبي أمامة صدي بن عجلان – رضي الله عنه -:
فقد حسنه جماعة من أهل العلم، منهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
الترمذي ([60] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn60 ))، وسليم الهلالي ([61] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn61 ))، والعودة ([62] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn62 )) ، ومحققو المسند ([63] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn63 ))، وحسين أسد ([64] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn64 ))، وغيرهم.
فهذا بعض ما تيسر لي من أقوال أهل العلم، في شأن قبول هذا الحديث، و إن كانوا قبلوا بعض طرقه، فقبولهم له من حيث الجملة أولى؛ فقد جاء عن شيخ الإسلام أنه قال: إن أكثر أهل العلم قبلوها وصدقوها – أي روايات الحديث - ([65] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn65 ))، وقال – أيضا -: ((الحديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد)) ([66] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn66 )).
وقال الحاكم في أول كتابه في المستدرك: ((هذا حديث كبير في الأصول)) ([67] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn67 ))، وقال المقبلي: ((حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، رواياته يشد بعضها بعضا، بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها)) ([68] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftn68 )). والله أعلم.
[/ URL]([1]) ظلال الجنة: (1/ 32 - 33)،وانظر: الصحيحة: (1/ 359)، وصحيح ابن ماجه: (2/ 364، 3227).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f1)([2]) صفة الغرباء: (صـ 369).
([3]) حديث افتراق الأمم، للصنعاني، (صـ 53)، هامش.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f3)([4]) حاشيته على سنن أبي داود: (12/ 222).
([5]) المغني عن حمل الأسفار: (2/ 884).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f5)([6]) الأجوبة المرضية: (2/ 570).
([7]) تحفة الأحوذي: (7/ 400).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f7)([8]) الشريعة: (1/ 302).
([9]) الاعتقاد: (309).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f9)([10]) في كتابه الانتصار، نقله عنه ابن القيم: (مختصر الصواعق:2/ 507).
([11]) الحجة في بيان المحجة: (1/ 109).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f11)([12]) مجموع الفتاوى: (3/ 159، 369،370)، (5/ 19 - 20، 72)، (16/ 567)، (24/ 171).
([13]) مختصر الصواعق: (2/ 410).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f13)([14]) تفسير القرآن العظيم: (1/ 347، 390)، (2/ 433، 466)، (3/ 434)، (4/ 53).
([15]) الاعتصام: (2/ 699، 759).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f15)([16]) انظر: صحيح سنن الترمذي: (2/ 334)، صحيح الجامع: (2/ 943).
([17]) نصح الأمة: (صـ 26).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f17)([18]) الأربعون حديثا: (صـ14).
([19]) المغني عن حمل الأسفار: (2/ 885).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f19)([20]) السلسلة الصحيحة: (3/ 480، ح:1492)، وظلال الجنة: (1/ 32، ح:62).
([21]) حديث تفرق الأمة: (صـ 48).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f21)([22]) نصح الأمة: (صـ18).
([23]) صفة الغرباء: (صـ25).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f23)([24]) صحيح سنن ابن ماجه: (2/ 364، ح:3226)، وصحيح الجامع ك (1/ 245، ح:1085).
([25]) تلخيص المستدرك، مع المستدرك: (1/ 128).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f25)([26]) اقتضاء الصراط المستقيم: (1/ 122).
([27]) انظر: تفسير ابن كثير: (1/ 391)، والنهاية في الفتن والملاحم: (1/ 19).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f27)([28]) المغني عن حمل الأسفار: (2/ 884).
([29]) حديث تفرق الأمة: (صـ48).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f29)([30]) الكافي الشاف: (4/ 63).
(يُتْبَعُ)
(/)
([31]) صحيح سنن أبي داود: (3/ 116)، والصحيحة: (1/ 358، ح:204).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f31)([32]) نصح الأمة: (صـ11).
([33]) الحوادث والبدع، للطرطوشي، بتحقيقه: (صـ331/ه:1).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f33)([34]) صفة الغرباء: (صـ 23).
([35]) المسند: (28/ 135).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f35)([36]) حديث افتراق الأمة: (صـ 19).
([37]) الشريعة للآجري، بتحقيقه: (1/ 314، ه: 29).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f37)([38]) الروض الباسم: (2/ 523 - 541).
([39]) صحيح الجامع: (1/ 516)، صحيح الترغيب: (1/ 97، ح:48).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f39)([40]) جامع الأصول: (10/ 32،ه:2).
([41]) مسند الدارمي: (3/ 1637،ه:2) بتحقيقه، وكذا: مسند أبي يعلى: (6/ 227).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f41)([42]) مسند الشاميين من مسند الإمام أحمد: (1/ 156).
([43]) الجامع: (5/ 26).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f43)([44]) مختصر السنن: (7/ 3)، وانظر: التحفة: (7/ 398).
([45]) المقاصد الحسنة: (صـ259).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f45)([46]) الفوائد المجموعة: (صـ 502).
([47]) صحيح ابن حبان: (14/ 140 - إحسان).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f47)([48]) المستدرك مع تلخيص الذهبي: (1/ 128).
([49]) الاعتصام: (2/ 698).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f49)([50]) الجامع الصغير، مع الفيض: (2/ 20، ح: 1223).
([51]) السلسلة الصحيحة: (1/ 356،ح:203)، وظلال الجنة: (66 - 67).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f51)([52]) نصح الأمة: (صـ 9).
([53]) الحوداث والبدع: (صـ 33، ه: 3).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f53)([54]) حديث تفرق الأمة: (صـ 48).
([55]) صفة الغرباء: (صـ 21).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f55)([56]) الإحسان: (14/ 140، ه: 2) بتحقيقه.
([57]) (14/ 124)، (19/ 242)، (28/ 136).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f57)([58]) مسند أبي يعلى: (7/ 33)، (10/ 317، 502).
([59]) المستدرك، بتحقيقه: (1/ 335).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f59)([60]) الجامع: (5/ 226، ح: 3000)، وقال: حديث حسن.
([61]) نصح الأمة: (صـ 19).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f61)([62]) صفة الغرباء: (صـ37).
([63]) (19/ 242).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f63)([64]) مسند الحميدي، بتحقيقه: (2/ 154، ه: 2).
([65]) مجموع الفتاوى: (16/ 491).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f65)([66]) نفسه: (3/ 345).
([67]) (1/ 218).
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f68"] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=434379#_ftnre f67)([68]) العلم الشامخ: (صـ 512).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 07:54]ـ
صفوة القول / المقال يحتاج لرد موسع وإن شاء الله سآخذ المقال على ملف وورد وكلما تيسر لي علقت على ما يحتاج لذلك ثم أضعه ها هنا إن شاء الله .. والله أعلم ..
حفظك أبا سفيان وبارك فيك
ونحن في إنتظار بقية تلك التعليقات أسأل الله أن لا يحرمك أجرها
ـ[أبو أيوب اليمني]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 05:25]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
الإعلام بدراسة حديث (لا تبدؤوا المشركين بالسلام) -منقول-
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:10]ـ
الإعلام
بدراسة حديث (لا تبدؤوا المشركين بالسلام)
مع الجمع بينه وبين أحاديث الباب
في ابتداء غير المسلمين بالسلام ورده
د. حاكم المطيري
أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث
كلية الشريعة ـ جامعة الكويت
ملخص البحث
هذا البحث دراسة حديثية نقدية لحديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (لا تبدؤوا المشركين بالسلام)، وقد أخرجه مسلم في صحيحه، ووقع في بعض ألفاظه اختلاف بين رواته، وقد احتج به من قالوا بالمنع مطلقا من ابتداء غير المسلمين بالسلام، مع وجود أحاديث صحيحة أخرى تأمر بإفشاء السلام، وقد يبدو بينها تعارض ظاهري، وهو ما دعا الباحث إلى دراسة هذا الحديث، وبيان ما وقع فيه من اختلاف، والجمع بينه وبين الأحاديث الأخرى، مع جمع الأحاديث الواردة في الباب، في إفشاء السلام ورده، مع غير المسلمين، كما وردت في السنة النبوية، ليكون البحث وافيا في بابه في معرفة ما ورد في هذه القضية من أحاديث صحيحة.
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه دراسة حديثية نقدية لحديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة (لا تبدؤوا المشركين ـ وفي رواية اليهود والنصارى ـ بالسلام وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطريق).
ولا يخفى مدى الحاجة اليوم لمعرفة حكم مثل هذه المسألة التي تعم به البلوى حيث اختلطت الشعوب والأمم اختلاطا كبيرا غير مسبوق في تاريخها، وأصبح المسلمون منتشرين في كل بلد من بلدان المعمورة، وهم يختلطون ويعملون مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى، وربما وقعوا في حرج بامتناعهم عن البدء بالتحية خاصة إذا اقتضى الحال ذلك كدخولهم على غير المسلمين في بيوتهم أو أعمالهم، كما يفيده حديث سهيل هذا، خاصة وأن ظاهر هذا الحديث يعارض عموم النصوص القرآنية والنبوية التي تأمر بإفشاء السلام بين الناس، وقد ذكر ابن حجر اختلاف السلف في هذه القضية بسبب تعارض النصوص ظاهريا فقال (منع ابتداء الكافر بالسلام قد ورد النهي عنه صريحا فيما أخرجه مسلم والبخاري في الأدب المفرد من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رفعه (لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق) ... وقالت طائفة يجوز ابتداؤهم بالسلام فأخرج الطبري من طريق ابن عيينة قال يجوز ابتداء الكافر بالسلام لقوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) وقول إبراهيم لأبيه (سلام عليك) .. وقال البيهقي بعد أن ساق حديث أبي أمامة أنه كان يسلم على كل من لقيه فسئل عن ذلك فقال (إن الله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا) هذا رأي أبي أمامة وحديث أبي هريرة في النهي عن ابتدائهم أولى. وأجاب عياض عن الآية وكذا عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه بأن القصد بذلك المتاركة والمباعدة وليس القصد فيهما التحية، وقد صرح بعض السلف بأن قوله تعالى (وقل سلام فسوف يعلمون) نسخت بآية القتال). ([1])
فالتعارض بين الأدلة المانعة والمجوزة لابتدائهم بالسلام قد بلغت حد ادعاء المانعين النسخ وادعاء بعضهم التخصيص وذهاب بعضهم إلى تأويل الآيات، وقد أدت إلى اختلاف السلف منذ عهد الصحابة ومن بعدهم في هذه المسألة، بسبب التعارض الظاهري بين النصوص، فكان لا بد من دراسة هذا الحديث، ومعرفة معناه على الوجه الصحيح، بما يدفع عنه هذه المعارضة، وليتوافق مع النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية التي هي أصح منه سندا، وأصرح معنى.
وقد تم تقسيم هذه الدراسة إلى خمسة مباحث:
المبحث الأول: تخريج روايات حديث سهيل بن أبي صالح (لا تبدؤوا المشركين بالسلام).
المبحث الثاني: النصوص المعارضة لحديث سهيل.
المبحث الثالث: بيان وجه حديث سهيل وكشف علته.
المبحث الرابع: الأحاديث الواردة برد السلام على غير المسلمين.
المبحث الخامس: في بيان القول الراجح.
المبحث الأول: تخريج روايات حديث سهيل:
هذا الحديث لا يعرف بهذا اللفظ إلا من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقد اختلف عليه الرواة عنه في لفظه اختلافا شديدا فرواه عنه:
1ـ سفيان الثوري:وقد رواه عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكيع وأبو نعيم وهو الفضل بن دكين قالا ثنا سفيان عن سهيل به بلفظ (إذا لقيتم اليهود في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها ولا تبدؤوهم بالسلام) وهذا لفظ وكيع، وقال أبو نعيم (إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها). ([2])
ـ عبد الرزاق عن سفيان به بلفظ (إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها). ([3])
ـ يحي بن آدم عن سفيان به مثل رواية أبي نعيم. ([4])
ـ محمد بن كثير عن سفيان به تارة كرواية عبد الرزاق بلفظ (طريق) وتارة كرواية يحيى بن آدم وأبي نعيم بلفظ (الطريق). ([5])
ـ محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان به كما رواه يحيى بن آدم وأبو نعيم. ([6])
فهؤلاء خمسة من الحفاظ من أصحاب الثوري ـ وهم أبو نعيم وابن كثير والفريابي ويحي بن آدم وعبد الرزاق ـ يروونه بلفظ (إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها)، وخالفهم وكيع عن سفيان فقال (اليهود) بدل (المشركين)، وقال عبد الرزاق (طريق) بدل (الطريق) ووافقه محمد بن كثير في رواية ابن السني، وخالفه في رواية البيهقي فقال (الطريق).
والفرق ظاهر راية (المشركين) ورواية (اليهود)، وكذا بين رواية (الطريق) المعرفة بأل، والتي تحتمل أل العهدية، أي الطريق المعهود للمخاطبين آنذاك، ورواية (طريق) وهي نكرة تفيد الإطلاق بمعنى إذا لقيتموهم في أي طريق، ويمكن الجمع بينهما بأن المراد أي طريق من الطرق المعهودة للمخاطبين آنذاك، وإن كان لا بد من الترجيح فلا شك أن رواية الجماعة أصح من رواية عبد الرزاق، وهو ما سيظهر جليا فيما سيأتي من دراسة لطرق الحديث وشواهده، إذ سيكون لمثل هذه العبارات دلالاتها المؤثرة في الحكم!
2ـ شعبة بن الحجاج: وقد رواه عنه جماعة من أصحابه وهم:
ـ أبو داود الطيالسي عن شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أهل الكتاب: (لا تبدؤوهم بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها). ([7])
ـ عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة أخبرني سهيل بن أبي صالح قال خرجت مع أبي إلى الشام فكان أهل الشام يمرون بأهل الصوامع فيسلمون عليهم فسمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقه). ([8])
ـ محمد بن جعفر قال ثنا شعبة به عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أهل الكتاب: (لا تبدؤوهم بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها). ([9])
ـ حفص بن عمر ثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح قال خرجت مع أبي إلى الشام فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم، فقال أبي لا تبدؤوهم بالسلام! فإن أبا هريرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تبدؤوهم بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق). ([10])
ـ وهب بن جرير عن شعبة به، وأحال على ما قبله بلفظ (لا تبدؤوهم بالسلام) يعني اليهود والنصارى). ([11])
ـ عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة بلفظ (لا تبدؤوا أهل الكتاب بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه). ([12])
ـ أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية محمد بن جعفر. ([13])
ورواه أبو الوليد أيضا عن شعبة به بلفظ (أنه قال لا تبدؤوهم بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) يعني اليهود والنصارى. ([14])
فليس في نص رواية شعبة عند عامة أصحابه الحفاظ الأثبات بيان من المقصود، وإنما فيها تفسير من الراوي أنه يعني اليهود والنصارى، وكأنه ليس في أصل الحديث عن أبي هريرة ذكر لمن ورد النهي بشأنهم، وإنما فيه نهي عن ابتدائهم، وهذا الإضمار يرجح ـ كما سيأتي ـ بأن هناك قصة اختصرها سهيل أو نسيها، وفرق بين لفظ (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام) الذي يحتمل العموم والإطلاق، ولفظ (لا تبدؤوهم بالسلام) الذي يتحدث عن طائفة مخصوصة منهم ـ بدلالة الإضمار عنهم ـ نهى الشارع عن ابتدائهم آنذاك بالسلام لسبب من الأسباب!
3ـ عبد العزيز الدراوردي:عن سهيل به بلفظ (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه).
هذا لفظ مسلم، ولفظ الترمذي (وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه). ([15])
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ أبو عوانة الوضاح اليشكري: عن سهيل به بلفظ (لا تبادروا أهل الكتاب بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه). ([16])
5ـ جرير بن عبد الحميد:عن سهيل به، قال مسلم (وفي حديث جرير إذا لقيتموهم ولم يسم أحدا من المشركين). ([17]) ولفظه عند البيهقي (إذا لقيتموهم فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق) قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين. ([18])
وهذه الرواية موافقة لرواية شعبة بن الحجاج، التي تؤكد أن سهيل بن أبي صالح كان يرويه بالاضمار على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب أصحابه بخصوص قوم معهودين لهم بأن لا يبدؤوهم بالسلام، دون أن يذكر القصة والسياق الذي جاء فيه هذا النهي، غير إن جريرا كان يفسره أحيانا بأنه يعني كذا وكذا!
6ـ معمر بن راشد: عن سهيل به بلفظ (لا تبتدئوا اليهود والنصارى بالسلام فإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها). ([19])
7ـ وهيب بن خالد: قال حدثنا سهيل به بلفظ قال (أهل الكتاب لا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق). ([20])
8 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري: قال أخبرني سهيل بن أبي صالح به بلفظ (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه). ([21])
9ـ شريك بن عبد الله القاضي:
10ـ أبو بكر بن عياش:
11 ـ يحيى بن أيوب:
كلهم عن سهيل به بلفظ (لا تبدؤهم بالسلام يعني اليهود والنصارى). ([22])
12 ـ زهير بن معاوية: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لقيتموهم فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقها) قلت لزهير: اليهود والنصارى؟ قال (المشركين). ([23])
بيان أوجه الاختلاف في حديث سهيل:
فهذه روايات أصحاب سهيل عنه وكلها صحيحة عنهم، وأكثرهم أئمة حفاظ أثبات، وقد وقع بينهم اختلاف شديد على سهيل في روايته للفظ هذا الحديث على وجوه:
1 ـ فتارة يقول (المشركين) كما رواه عنه زهير بن معاوية، وسفيان الثوري في رواية الجماعة عنه، وكذا فسره جرير بن عبد الحميد (نحن نراه في المشركين).
2 ـ وتارة يقول (أهل الكتاب) كما في رواية أبي عوانة ووهيب بن خالد.
3 ـ وتارة يقول (اليهود والنصارى) كما في رواية الدراوردي ومعمر وأكثر الرواة عن سهيل.
4 ـ وتارة يقول (اليهود) كما في رواية وكيع عن سفيان الثوري.
5ـ وتارة لا يسمي أحدا من المشركين، كما في رواية جرير بن عبد الحميد فإذا سئل عن المقصود قال (قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين)!
6ـ وفي رواية شعبة قصة سهيل مع أبيه حين مروا بصوامع في الشام فقال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تبدؤوهم بالسلام .. )، فإذا سئل شعبة قال يعني (اليهود والنصارى)، وتارة قال في (أهل الكتاب لا تبدؤوهم).
فقد كان أهل الحديث يروون هذا الحديث المشهور عن سهيل حيث رواه الثوري وشعبة ومعمر وغيرهم واختلفوا عليه في لفظه كما نبه عليه مسلم في صحيحه بعد روايته له حيث قال (وفي حديث وكيع (إذا لقيتم اليهود) وفي حديث ابن جعفر عن شعبة (قال في أهل الكتاب) وفي حديث جرير (إذا لقيتموهم ولم يسم أحدا من المشركين)). ([24])
فكان أهل الحديث يتحققون من لفظه ويسألون أصحاب سهيل عنه فكان من يروونه بالإضمار بلفظ (إذا لقيتموهم) كما هي رواية جرير وزهير إذا سئلوا:من المقصود بذلك اليهود والنصارى كما في رواية أبي عوانة ووهيب بن خالد؟ أم المشركون كما في رواية الأكثر عن سفيان الثوري؟ أم اليهود كما في رواية وكيع عنه؟
فكانوا يجيبون كما قال زهير بأن المراد (المشركين) وكما قال جرير (قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين) وهذه عبارة جرير لأنه أحد الرواة عن سهيل لهذا الحديث المختلف فيه فيصلح أن يقول (ونحن نراه للمشركين) أي نحن أصحاب سهيل الذين سمعناه منه بلفظ الإضمار نراه قصد المشركين عامة، وإن كان في القصة أنهم كانوا يمرون على نصارى الشام ... الخ، وشعبة يقول يعني اليهود والنصارى أو قال في أهل الكتاب أي ليس في نص الرواية عند شعبة (لا تبدؤوا اليهود والنصارى) أو (لا تبدؤوا أهل الكتاب)، وإنما نصها المرفوع (لا تبدؤوهم بالسلام .. ) إلا أن أبا صالح استعمله في حق النصارى من أهل الشام واستدل بهذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالخلاف على سهيل في لفظه قديم كما هو ظاهر، ولا شك أن الاختلاف بين هذه الروايات اختلاف تغاير لا اختلاف تنوع فإن لفظ (المشركين) أعم من لفظ (أهل الكتاب) أو (اليهود والنصارى)، وهذه أعم من لفظ (اليهود)، والروايات المضمرة تحتمل المعهودين للمخاطبين، فلا عموم فيها، بينما الروايات المصرحة تفيد العموم، ولا يمكن الجمع بين هذه العبارات، ولا الترجيح بين هذه الروايات، إذ الرواة عن سهيل أئمة حفاظ أثبات!
وإذا كان لا بد من الترجيح فأقوى الروايات هي رواية (المشركين)، ورواية (اليهود والنصارى)،
والاختلاف بينهما هو اختلاف تباين كما بين العام والخاص، (وفي ذلك مغايرة في الصفة ونوع من المخالفة يختلف به الحكم) كما قال ابن الصلاح في زيادة الثقة. ([25])
فكيف إذا كان الخلاف بين الجماعة أنفسهم من الحفاظ الأثبات فالأمر أشد، إذ سببه الراوي نفسه لا الرواة عنه، وهذا اختلاف واضطراب منه يوجب التثبت في روايته وإن لم يقتض بالضرورة ردها، كما قال الحافظ ابن حجر: (الاختلاف عند النقاد لا يضر إذا قامت القرائن على ترجيح إحدى الروايات أو أمكن الجمع على قواعدهم). ([26]) وقال أيضا (فالتعليل بجميع ذلك من أجل مجرد الاختلاف غير قادح إذ لا يلزم من مجرد الاختلاف اضطراب يوجب الضعف). ([27])
إذ من الاضطراب ما لا يوجب الضعف، ولا يمكن الجمع هنا بين الروايات عن سهيل بحمل العام على الخاص، إذ هو حديث واحد عنه عن أبيه، ومداره عليه، والمقصود معرفة لفظ الشارع، لا اجتهاد الراوي وفهمه، فإما أنه حفظه عن أبيه بلفظ (المشركين)، أو بلفظ (اليهود والنصارى)، فإذا لم يتأتى معرفة ذلك ـ لكون الرواة عنه حفاظ أثبات، ورواياتهم عنه كلها محفوظة، وقد رووا عنه كلا اللفظين، وهو ما يؤكد اضطراب سهيل فيه ـ وجب التوقف فيه، حتى يتم الكشف عن وجه الحديث برده إلى الشواهد والأصول الأخرى، فإذا تم ترجيح إحدى الروايات عنه بشواهده، لم يكن ذلك من باب ترجيح المحفوظ على الشاذ، إذ ترجيح إحدى الروايات عنه حينئذ ليس بالنظر إلى الرواة عنه من خلال تقديم رواية الأحفظ منهم أو الأكثر عددا لتكون هي المحفوظة والأخرى شاذة، وإنما سيكون بقرائن خارجية لا تعلق لها بحديث سهيل نفسه، وهي وإن كشفت عن وجه الخلل في روايته، فإنها لا تدفع عنه وقوع الاضطراب منه بسبب نسيانه لحديثه وعدم حفظه له، ومن ثم تكون الرواية المردودة رواية منكرة بسبب تفرد سهيل بها، لا شاذة خالف فيها بعض من رواها عن سهيل من ثقات أصحابه من هو أولى منه!
كلام الأئمة في سهيل:
وسهيل مع عدالته وصدقه قد تكلموا في ضبطه حتى قال عنه أبو حاتم (يكتب حديثه ولا يحتج به) ([28])، وكذا قال ابن معين فيه (لا يحتج به). ([29])
وهذا الجرح فسره الأئمة وهو أنه أصابته علة فنسي حديثه وتغير حفظه، فما زال أهل الحديث يتقون حديثه لذلك، كما جاء في الميزان (قال ابن المدينى: مات أخ لسهيل فوجد عليه فنسى كثيرا من الحديث. وقال ابن أبى خيثمة: سمعت ابن معين يقول: لم يزل أصحاب الحديث يتقون حديثه. وقال مرة: ضعيف. وسئل مرة فقال: ليس بذاك. وقال غيره: إنما أخذ عنه مالك قبل التغير). ([30])
ولهذا تجنبه البخاري ولم يحتج به أصلا، ولم يخرج له شيئا سوى ثلاثة أحاديث أحدهما مقرونا بغيره، وآخرين في المتابعات، قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (سهيل بن أبي صالح السمان أحد الأئمة المشهورين المكثرين، وثقه النسائي والدارقطني وغيرهما، وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن معين صويلح، وقال البخاري كان له أخ فمات فوجد عليه فساء حفظه، قلت له في البخاري حديث واحد في الجهاد مقرون بيحيى بن سعيد الأنصاري كلاهما عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد وذكر له حديثين آخرين متابعة في الدعوات). ([31])
وقد أجمل فيه القول الحافظ ابن حجر فقال عنه (صدوق تغير حفظه بأخرة) ([32])، وقد تجنب النسائي تخريج حديثه هذا مع احتجاجه بسهيل، ولم يبوب البخاري في صحيحه ترجمة في النهي عن ابتداء المشركين أو أهل الكتاب بالسلام، وكأنه لم يصح عنده فيها شيء على شرطه!
وقد أنكر الدارقطني على البخاري تركه تخريج حديث سهيل في صحيحه مع شهرة نسخته وعدالته وتخريجه لمن هم مثله أو دونه. ([33])
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سئل الدارقطني: لم ترك البخاري سهيلا في الصحيح؟ فقال: (لا أعرف له فيه عذرا، فقد كان النسائي إذا حدث بحديث لسهيل، قال: سهيل والله خير من أبي اليمان، ويحيى بن بكير وغيرهما، وكتاب البخاري من هؤلاء ملآن، ترك البخاري سهيل بن أبي صالح في كتابه، وأخرج عن ابن بكير وفليح بن سليمان، لا أعرف له وجها ولا أعرف فيه عذرا. قال الحاكم: روى له مسلم كثيرا، وأكثرها في الشواهد). ([34])
وهذا الدارقطني الذي ينكر على البخاري ترك حديث سهيل يقرر اضطراب سهيل في بعض حديثه (فيشبه أن يكون سهيل حدث به مرة هكذا فحفظه عنه من حفظه كذلك لأنهم حفاظ ثقات ثم رجع سهيل إلى إرساله). ([35])
وكذا حكم عليه في الوهم في حديث آخر. ([36])
وقال في حديث آخر (ويشبه أن يكون سهيل كان يضطرب فيه). ([37])
وانظر قوله (يضطرب فيه) ومع ذلك صححه ابن حبان وحسنه الترمذي إذ ليس كل اضطراب يلزم منه الرد.
وكذا قال الدارقطني في حديث اختلف فيه على الثوري (والثوري رحمه الله كان يضطرب فيه ولم يثبت إسناده) ([38])، وقال عن حديث اختلف على سفيان بن عيينة في روايته (ابن عيينة يضطرب في هذا الحديث). ([39])
مع أن ترجيح بعض الروايات عنهم ممكن إلا أنه لم يرجح لكونه ثبت عنده أن سبب الاختلاف هو الراوي لا الرواة عنه، وإن كان بعضهم أحفظ من بعض، إذ المراد من قول الدارقطني وغيره من الأئمة في راو من الرواة (يضطرب في حديثه) تحميله المسئولية في الاختلاف عليه ودفع الوهم عمن رواه عنه، وبيان أن كل الروايات محفوظة عنه، ولا يصح ترجيح بعضها ـ حتى وإن كان بعض الرواة أقوى من بعض ـ ما دام قد صحت كل الروايات عنه، وترجح أن الاختلاف عليه منه هو لا منهم هم.
تفرد سهيل بهذا الحديث:
وقد أورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمة سهيل في كتابه الكامل في الضعفاء ([40])، وإنما يذكر في كامله عادة مناكير الراوي وغرائب حديثه التي يتفرد بها، وقد ذكر ابن عدي نفسه شرطه في مقدمة كتابه وأنه (ذاكر لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته له اسم الضعف لحاجة الناس إليها، لأقربه على الناظر فيه). ([41])
فهو إنما يورد في ترجمة الراوي عادة الأحاديث التي ضعف من أجلها أو يلحقه بروايته لها اسم الضعف، وليس بالضرورة أن ينص في كل حديث بأنه منكر أو ضعيف وهذا ما فهمه من صنيعه العلماء من بعده قال ابن حجر (وقال ابن عدي في الكامل ومن عادته فيه أن يخرج الأحاديث التي أنكرت على الثقة فقال فيه بعد أن ذكر كلامهم في عكرمة ولم أخرج هنا من حديثه شيئا لأن الثقات إذا رووا عنه فهو مستقيم ولم يمتنع الأئمة وأصحاب الصحاح من تخريج حديثه وهو أشهر من أن أحتاج إلى أن أخرج له شيئا من حديثه). ([42])
وقال الزركشي في النكت (وكتاب الحافظ أبي أحمد بن عدي أصل نافع في معرفة المنكرات من الأحاديث). ([43])
وقد أورد ابن عدي أحاديث عدة لسهيل ونص فقط على حديث واحد منها بأنه خطأ وهو حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة (لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم) وقال ابن عدي عنه (إنما هو حديث أبي صالح عن أبي سعيد) وهذا الحديث هو أمثلها وأحسنها حالا بينما الأحاديث التي لم يتكلم عليها ابن عدي مما أوردها في ترجمة سهيل فيها ما هو معدود من الموضوعات فضلا عن المنكرات! وإنما نص على الخطأ في حديث (لا تسافر المرأة) لأنه تبين فيه وجه الوهم والخطأ، أما المناكير والغرائب في حديث الثقة والصدوق فلم يوقف فيها على وجه الخطأ والوهم ليتم النص عليه، إلا مجرد التفرد الذي يستنكره أئمة الحديث على الراوي وإن كان ثقة.
والدليل على ذلك أن ابن عدي أورد في ترجمة سهيل عن أبيه عن أبي هريرة (من قتل وزغا في أول ضربة كان له من الأجر .. ) ولم يتكلم عليه بشيء ثم أورد حديثه (فرخ الزنا لا يدخل الجنة) وقال (وهذا أيضا يعرف بسهيل)، والحديث الأول وهو (من قتل وزغا) في صحيح مسلم ([44])!
وقد قال الذهبي (ومن غرائب سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة حديث (من قتل وزغا في أول ضربة) وحديث (فرخ الزنى لا يدخل الجنة)). ([45])
وهذا ما فهمه ابن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ الذي رتب فيه أحاديث الكامل على حروف المعجم حيث قال (حديث: فرخ الزنا لا يد خل الجنة. رواه سهيل: عن أبيه، عن أبي هريرة. وهذا يعرف بسهيل، وهو أحد ما أنكر عليه). ([46])
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. ([47])
فهذان الحديثان مما أنكرا على سهيل مع إن ابن عدي لم يتكلم عليهما بشيء إلا بقوله (هذا يعرف بسهيل) أي لم يخطأ عليه من رواه عنه بل هو حديثه ثابت عنه معروف به.
وهذا الحديث (لا تبدؤوا المشركين بالسلام) مما أورده ابن عدي في كامله في ترجمة سهيل حيث لم يروه بهذا اللفظ أحد إلا سهيل، ولم يتابعه أحد لا عن أبيه، ولا من حديث أبي هريرة، ولا شاهد له ـ بهذا المعنى ـ عن غير أبي هريرة، وهي نكارة تستوجب التثبت منه، خاصة أنه يعارض نصوصا أخرى أصح منه إسنادا ومعنى!
وليس بالضرورة أن يكون كل حديث غريب أو فيه نكارة ـ حتى مما يورده ابن عدي في كامله للمترجم له ـ ضعيفا، إذ قد تزول النكارة برجوع الحديث إلى أصل يبينه ويزيل عنه الإشكال.
فالنكارة تطلق كثيرا ويراد بها التفرد في حد ذاته بقطع النظر عن القبول أو الرد كما قال اللكنوي (كثيرا ما يطلقون النكارة على مجرد التفرد). ([48])
ثم قد تحتمل من الثقة الحافظ وربما ترد أما من دونه فالغالب عند الأئمة التوقف أو الرد حتى تزول النكارة بوجود المتابعات فإذا ردت فالحديث منكر.
فالنكارة في حد ذاتها لا تقتضي الرد كما قال النووي (فإنهم قد يطلقون المنكر على انفراد الثقة بحديث وهذا ليس بمنكر مردود إذا كان الثقة ضابطا متقنا). ([49])
وقال ابن الصلاح (وإطلاق الحكم على التفرد بالرد أو النكارة أو الشذوذ موجود في كلام كثير من أهل الحديث) وقد قال شارحه العراقي (فينظر في هذا الراوي المنفرد: فإن كان عدلا حافظا موثوقا بإتقانه وضبطه قبل ما انفرد به ولم يقدح الانفراد فيه كما فيما سبق من الأمثلة. وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به كان انفراده خارما له مزحزحا له عن حيز الصحيح. ثم هو بعد ذلك دائر بين مراتب متفاوتة بحسب الحال فيه فإن كان المنفرد به غير بعيد من درجة الحافظ الضابط المقبول تفرده استحسنا حديثه ذلك ولم نحطه إلى قبيل الحديث الضعيف، وإن كان بعيدا من ذلك رددنا ما انفرد به وكان من قبيل الشاذ المنكر). ([50])
وإنما ترتفع النكارة بالمتابعات والشواهد كما قال ابن رجب (النكارة لا تزول عند يحيى القطان والإمام أحمد والبرديجي وغيرهم من المتقدمين إلا بالمتابعة وكذلك الشذوذ كما حكاه الحاكم) وعرف النكارة فقال (لم أقف لأحد من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه، إلا على ما ذكره أبو بكر البرديجي الحافظ، وكان من أعيان الحفاظ المبرزين في العلل: (أن المنكر هو الذي يحدث به الرجل على الصحابة أو عن التابعين عن الصحابة لا يعرف ذلك الحديث، وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه فيكون منكراً) ذكر هذا الكلام في سياق ما إذا انفرد شعبة، أو سعيد بن أبي عروبة، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا كالتصريح بأنه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة، ولا يعرف المتن من غير ذلك الطريق فهو منكر كما قاله الإمام أحمد في حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النهي، عن بيع الولاء و هبته) ... وهذا الكلام يدل على أن النكارة عند يحيى القطان لا تزول إلا بمعرفة الحديث من وجه آخر وكلام أحمد قريب من ذلك ... قال البرديجي بعد ذلك: (فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد بن سلمة، وهمام، وأبان، والأوزاعي، ينظر في الحديث، فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو عن أنس بن مالك من وجه آخر لم يدفع، وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك، كان منكراً) انتهى كلام ابن رجب. ([51])
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك بأن حديث سهيل هذا فيه نكارة تستوجب التثبت فيه مع أنه وفق كلام الأئمة منكر بلا خلاف ـ أما عند ابن معين وأبي حاتم والبخاري فلأنهم لا يحتجون به أصلا بل يضعفونه وأما عند من وثقه فلأنه ليس من الحفاظ الأثبات بلا خلاف كي يقبل تفرده على هذا النحو ـ و لم يتابع عليه ولهذا احتاج إلى إزالة نكارته بالشواهد، ولما كانت الشواهد تخالفه في إطلاقه وتعميمه وجب الجمع بينه وبينها ليستقيم معناه فتزول عنه نكارة لفظه من جهة، ويقوى إسناده من جهة أخرى، حيث إن سهيل ـ كما هو معروف عنه ـ تغير حفظه فقد يكون نسي حديثه فاختصره واضطرب في روايته ولا يزول ذلك الخلل إلا بعرض روايته على الروايات الأخرى التي قد تكشف وجه حديثه هذا.
ووجوب التوقف والتثبت لا يقتضي عدم صحة الحديث كما قال الشيخ طاهر الجزائري (ألا ترى أنهم يقولون إن الحديثين الصحيحين إذا تعارضا ولم يمكن الجمع بينهما ولا ترجيح أحدهما على الآخر توقف فيهما فالتوقف في الحديث لعارض لا يمنع من تسميته صحيحا). ([52])
وكذا تخريج مسلم له لا يرفع عنه النكارة إذ القاعدة في ارتفاعها وجود المتابع أو الشاهد كما قال ابن حبان في مقدمة صحيحه (وإني أمثل للاعتبار مثالا يستدرك به ما وراءه وكأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبرا عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب فالذي يلزمنا فيه التوقف عن جرحه والاعتبار بما روى غيره من أقرانه فيجب أن نبدأ فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه أو رجل واحد منهم وحده فإن وجد أصحابه قد رووه علم أن هذا قد حدث به حماد وإن وجد ذلك من رواية ضعيف عنه ألزق ذلك بذلك الراوي دونه، فمتى صح أنه روى عن أيوب ما لم يتابع عليه يجب أن يتوقف فيه ولا يلزق به الوهن بل ينظر هل روى أحد هذا الخبر من الثقات عن ابن سيرين غير أيوب؟ فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل يرجع إليه، وإن لم يوجد ما وصفنا نظر حينئذ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات؟ فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل، وإن لم يوجد ما قلنا نظر هل روى أحد هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم غير أبي هريرة؟ فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل ومتى عدم ذلك والخبر نفسه يخالف الأصول الثلاثة علم أن الخبر موضوع لا شك فيه .. ). ([53])
الاعتذار عن تخريج مسلم لهذا الحديث:
ولا لوم على مسلم في تخريجه هذا الحديث عن سهيل، فقد أبان مسلم عن منهجه في مقدمة صحيحه فهو يخرج في الباب أولا أحاديث أهل الطبقة الأولى وهم أهل الحفظ والإتقان ويقدم حديثهم احتجاجا، ثم يخرج حديث أهل الطبقة الثانية من أهل العدالة والصدق استشهادا، وربما وقع في أحاديثهم اختلاف فيورده، لبيان ما فيه من اختلاف في لفظه، لا أنه يحتج بكل ما يرويه أو يصححه لهم من الألفاظ.
وسهيل من أهل هذه الطبقة وقد ذكر مسلم حديثه في آخر الباب بعد حديث أنس وعائشة في رد السلام على أهل الكتاب، كما ذكر اختلاف الرواة عليه في هذا اللفظ، وقد اعتذر الحاكم عن مسلم بأنه أكثر من تخريج حديث سهيل في الشواهد لا في الأصول، مع أن أصل هذا الحديث ثابت من حديث أبي بصرة الغفاري وله شاهد من حديث أبي عبد الرحمن الجهني وابن عمر فلا يضر مسلم إذا أخرجه في صحيحه في المتابعات والشواهد وذكر الخلاف في لفظه.
وقد قال مسلم (ثم إنا إن شاء الله مبتدئون في تخريج ما سألت وتأليفه على شريطة سوف أذكرها لك وهو إنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقسمها على ثلاثة أقسام وثلاث طبقات من الناس ... فأما القسم الأول فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من غيرها وأنقى، من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث، وإتقان لما نقلوا، لم يوجد في روايتهم اختلاف شديد، ولا تخليط فاحش، كما قد عثر فيه على كثير من المحدثين وبان ذلك في حديثهم، فإذا نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من الناس أتبعناها أخبارا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ والإتقان كالصنف المقدم قبلهم، على أنهم وإن كانوا فيما وصفنا دونهم فإن اسم الستر والصدق وتعاطى العلم يشملهم، كعطاء بن السائب ويزيد بن أبى زياد وليث بن أبى سليم وأضرابهم من حمال الآثار ونقال الأخبار، فهم وإن كانوا بما وصفنا من العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
والستر عند أهل العلم معروفين فغيرهم من أقرانهم ممن عندهم ما ذكرنا من الإتقان والاستقامة في الرواية يفضلونهم في الحال والمرتبة .. ). ([54])
فهذا نص مسلم في كونه أدخل في كتابه خاصة في الشواهد حديث الطبقة الثانية ممن يشملهم وصف أهل الأمانة والصدق وإن لم يكونوا من أهل الحفظ والإتقان مما وقع في حديثهم ما وقع فيه من الخلل ما أنزلهم عن رتبة الطبقة الأولى كليث بن أبي سليم وعطاء بن السائب، ولا شك بأن سهيلا من أهل هذه الطبقة، فإذا أخرج له مسلم حديثا في الشواهد أو حديثا فيه خلل في لفظه فذكره وأورد الروايات المختلفة في لفظه، لم يكن في ذلك حجة على مسلم في كونه أخرج كل هذه الألفاظ، ومن ثم فهي كلها صحيحة عنده!
ومن ذلك أنه أخرج رواية شريك في حادثة الإسراء وفيها ألفاظ تخالف ما رواه الحفاظ فقال الصنعاني (قال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين بعد ذكر رواية شريك إنه قد زاد فيه زيادة مجهولة وأتى فيه بألفاظ غير معروفة، فقد روى حديث الإسراء جماعة من الحفاظ المتثبتين والأئمة المشهورين كابن شهاب وثابت البناني وقتادة يعني عن أنس، ولم يأت أحد منهم بما أتى به شريك، وشريك ليس بالحفاظ عند أهل الحديث، وكذلك أنكر من حديث شريك قوله إن شق صدره وغسله في تلك الليلة، إذا عرفت هذه الأقاويل عرفت أنه لا اعتراض على مسلم في إيراده لحديث شريك بعد بيانه ما فيه من الزيادة والنقصان والتقديم والتأخير). ([55])
وقال ابن الصلاح (شرط مسلم في صحيحه أن يكون الحديث متصل الإسناد بنقل الثقة عن الثقة من أوله إلى منتهاه سالما من الشذوذ ومن العلة وهذا هو حد الحديث الصحيح في نفس الأمر فكل حديث اجتمعت فيه هذه الأوصاف فلا خلاف بين أهل الحديث في صحته، وما اختلفوا في صحته من الأحاديث فقد يكون سبب اختلافهم انتفاء وصف من هذه الأوصاف بينهم خلاف في اشتراطه كما إذا كان بعض رواة الحديث مستورا أو كما إذا كان الحديث مرسلا وقد يكون سبب اختلافهم في صحته اختلافهم في أنه هل اجتمعت فيه هذه الأوصاف أو انتفى بعضها وهذا هو الأغلب في ذلك، وذلك كما إذا كان الحديث في رواته من اختلف في ثقته وكونه من شرط الصحيح فإذا كان الحديث قد تداولته الثقات غير أن في رجاله أبا الزبير المكي مثلا أو سهيل بن أبي صالح أو العلاء بن عبد الرحمن أو حماد بن سلمة قالوا فيه هذا حديث صحيح على شرط مسلم وليس بصحيح على شرط البخاري لكون هؤلاء عند مسلم ممن اجتمعت فيهم الأوصاف المعتبرة ولم يثبت عند البخاري ذلك .. وقد روينا عن مسلم في باب صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم من صحيحه أنه قال ليس كل شيء عندي صحيح وضعته هاهنا يعني في كتابه الصحيح وإنما وضعت هاهنا ما أجمعوا عليه، وهذا مشكل جدا فإنه قد وضع فيه أحاديث قد اختلفوا في صحتها لكونها من حديث من ذكرناه ومن لم نذكره ممن اختلفوا في صحة حديثه ولم يجمعوا عليه .. ). ([56])
فمسلم إذا أورد الحديث وساق رواياته والخلاف في لفظه فليس هذا تصحيحا منه لكل لفظ وارد فيها بل هو أشبه بالإعلال ببيان ما في الروايات من اختلاف وهذا واضح جلي لمن طالع صحيحه وخبره.
وقد قال أبو مسعود الدمشقي عن زيادة سليمان التيمي في صحيح مسلم (وإذا قرأ فأنصتوا): (إنما أراد مسلم بإخراج حديث التيمي تبيين الخلاف في الحديث على قتادة، لا أنه يثبته). ([57])
أي أنه أراد بيان علته والخلاف فيه على راويه قتادة لا إثبات صحته.
وقد أخرج مسلم حديث سهيل هذا في آخر الباب ولم يقدمه بل جعل الأصل في الباب حديث أنس وحديث عائشة ثم جاء بحديث سهيل هذا ونبه على الاختلاف في لفظه فقال (وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن سفيان ح وحدثنى زهير بن حرب حدثنا جرير كلهم عن سهيل بهذا الإسناد وفى حديث وكيع (إذا لقيتم اليهود) وفى حديث ابن جعفر عن شعبة (قال في أهل الكتاب) وفى حديث جرير (إذا لقيتموهم) ولم يسم أحدا من المشركين).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يكون مسلم لا يرى اختلافا بين حديث سهيل ـ في الجملة ـ والأحاديث الأخرى في الباب كما نبه عليه ابن عبد البر من أن رواية سهيل بمعنى حديث الجهني سواء فقال ( ... عن أبي عبد الرحمن الجهني قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إني راكب غدا إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم) وروى جماعة من الأئمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى حديث أبي عبد الرحمن الجهني سواء) ([58]) انتهى كلام ابن عبد البر.
وحديث الجهني واضح وصريح بأنه في قصة حصار بني قريضة فكأن مسلما يرى أن حديث سهيل أو بعض رواياته ـ كرواية وكيع عن الثوري عن سهيل ـ كحديث الجهني وأبي بصرة الغفاري سواء وليس بالضرورة أن يوافق مسلم الفقهاء الذين احتجوا بهذا الحديث على إطلاقه وعمومه.
والمقصود أن تخريج مسلم لحديث في الشواهد مع تنبيهه على الخلاف في لفظه يمنع من الادعاء بأنه يصححه مطلقا وإنما يصححه من حيث الجملة ـ أي أصل الحديث ـ فيما وافق فيه أحاديث الباب لا فيما خالفها فيه من الألفاظ.
كما لا يرفع تخريج مسلم لحديث ما الخلاف فيه إذا كان فيه خلاف سابق بل تبقى القضية اجتهادية ينظر فيها إلى قول كل طرف ويحكم فيها بحسب الأدلة لا بحسب التقليد فليس أبو حاتم ومن معه بأقل من مسلم في هذا الفن، فإذا قال عن سهيل (لا يحتج به) واحتج به مسلم وجب النظر إلى قوله بعين الاعتبار حتى يحكم الدليل بينهما.
المبحث الثاني: النصوص المعارضة ظاهريا لحديث سهيل:
وحديث سهيل هذا يعارض ظاهره أحاديث عامة بإفشاء السلام أصح منه إسنادا وأصرح معنى فمنها:
1 ـ حديث البراء في الصحيحين (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ... وإفشاء السلام). ([59])
2ـ حديث عبد الله بن سلام وكان أول شيء قاله النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم دخل فيه المدينة (يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). ([60])
3ـ حديث عبد الله بن عمرو أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال (تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف). ([61])
وهذه الأحاديث المشهورة الصحيحة كلها تفيد العموم وهي موافقة لظاهر القرآن تمام الموافقة كما في قوله تعالى في شأن المشركين (سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) ([62])، وقوله (فاصفح عنهم وقل سلام) ([63]) قال ابن جرير الطبري أي ( .. (سلام عليكم) ورفع سلام بضمير عليكم أو لكم) ([64]).
وفي حديث سهيل تخصيص لعموم هذه النصوص الظاهرة في دلالتها على العموم والشمول، وليس يقوى على تخصيصها إلا نص صحيح ظاهر الدلالة على التخصيص ـ بل إن حديث سهيل ليس مخصصا فقط بل هو ناسخ لحكم الآيات القرآنية الدالة على جواز ابتداء المشركين بالسلام حال الصفح عنهم، حيث رفع حديث سهيل هذا الحكم بالكلية ومنع من ابتداء المشركين وأهل الكتاب بالسلام، وهو حجة من قالوا بالمنع وادعوا النسخ وليس لهم دليل غيره!!
وقد احتج بعموم هذه الآيات جماعة من السلف على مشروعية ابتداء المشركين بالسلام ومن ذلك:
1 ـ عن شعيب بن الحبحاب قال: كنت مع علي بن عبد الله البارقي فمر علينا يهودي أو نصراني فسلم عليه فقال شعيب: قلت إنه يهودي أو نصراني! فقرأ علي آخر سورة الزخرف {وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون} ([65]). ([66])
2 ـ عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: سأل محمد بن كعب عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال: ترد عليهم ولا تبتدئهم.
قلت: فكيف تقول أنت؟ قال: ما أرى بأسا أن نبدأهم!
قلت:لم؟ قال:لقول الله تعالى {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون}. ([67])
3 ـ ابن عيينة قال يجوز ابتداء الكافر بالسلام لقوله تعالى {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} وقول إبراهيم لأبيه {سلام عليك} ([68]).
كما احتج بعموم النصوص القرآنية والنبوية جماعة من الصحابة وسلف الأمة عملا أو قولا منهم:
1ـ أبو أمامة الباهلي:
رواه إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني وشرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة (أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام) وعن أبي أمامة مرفوعا (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام). ([69])
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام). ([70])
وفي رواية عن محمد بن زياد قال: كنت آخذ بيد أبي أمامة فأنصرف معه إلى بيته فلا يمر بمسلم ولا نصراني ولا صغير ولا كبير إلا قال: سلام عليكم! سلام عليكم! سلام عليكم! حتى إذا انتهى إلى باب داره التفت إلينا ثم قال: يا بني أخي (أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نفشي السلام). ([71])
وفي رواية عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة الباهلي: أنه كان يسلم على كل من لقيه. قال: فما علمت أحدا سبقه بالسلام إلا يهوديا مرة، اختبأ له خلف أسطوانة فخرج فسلم عليه، فقال له أبو أمامة: ويحك يا يهودي ما حملك على ما صنعت؟ قال: رأيتك رجلا تكثر السلام فعلمت أنه فضل فأحببت أن آخذ به. فقال أبو أمامة: ويحك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله جعل السلام تحية لأمتنا وأمانا لأهل ذمتنا). ([72])
والصحيح أن هذا اللفظ موقوف على أبي أمامة قوله، ولا يصح مرفوعا.
2ـ عبد الله بن مسعود:
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال (أقبلت مع عبد الله ـ ابن مسعود ـ فصحبه دهاقين من أهل الحيرة فلما دخلوا الكوفة أخذوا في طريقهم غير طريقهم فالتفت إليهم فرآهم قد عدلوا فأتبعهم السلام فقلت أتسلم على هؤلاء الكفار؟ فقال (نعم صحبوني وللصحبة حق). ([73])
وعن شعبة عن المغيرة وسليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة: أنه كان رديف عبد الله يعني ابن مسعود على حمار فصحبهم الناس من الدهاقين في الطريق فلما بلغوا قنطرة أخذوا طريقا آخر فالتفت عبد الله فلم ير منهم أحدا فقال أين أصحابنا؟ قال: قلت أخذوا الطريق الآخر! فقال عبد الله عليكم السلام! قال: قلت أليس هذا يكره؟ قال: (هذا حق الصحبة). ([74])
وعن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن تميم بن سلمة قال (مشى مع عبد الله ناس من أهل الشرك فلما بلغ باب القصر سلم عليهم). ([75])
3ـ أبو الدرداء وفضالة بن عبيد:
عن إسماعيل بن عياش عن ابن عجلان (أن عبد الله وأبا الدرداء وفضالة بن عبيد كانوا يبدؤون أهل الشرك بالسلام). ([76])
4ـ عمار بن ياسر:
عن صلة بن زفر عن عمار بن ياسر قال (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل السلام للعالم) ([77])
5 ـ ابن عباس:
عن عمار الدهني عن رجل عن كريب عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليك. ([78])
6ـ أهل الشام:
عن شعبة عن سهيل بن أبي صالح قال خرجت مع أبي إلى الشام فجعلوا يمرون بصوامع فيها نصارى فيسلمون عليهم فقال أبي لا تبدؤوهم بالسلام فإن أبا هريرة حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تبدؤوهم بالسلام وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيق الطريق). ([79]) ورواية (لا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقه). ([80])
فهذه الرواية تدل على أن هذا القول وهو ابتداء أهل الكتاب بالسلام مذهب مشهور شائع في التابعين من أهل الشام وأبو أمامة وأبو الدرداء ممن سكنوا الشام.
وقد حاول ابن عبد البر حمل ذلك على الجواز من فعلهم لا على الاستحباب فتأول حديث (لا تبدؤوا اليهود بالسلام) على معنى (لا يجب عليكم أن تبدؤوا اليهود) حيث قال (وقد روي عن جماعة من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، أنهم كانوا يبدءون بالسلام كل من لقوه من مسلم أو ذمي. فالمعنى في ذلك، والله أعلم، أنه ليس بواجب أن يبدأ المسلم المار القاعد الذمي، والراكب المسلم الذمي الماشي، كما يجب ذلك بالسنة على من كان على دينه، فإن فعل فلا حرج عليه. فكأنه قال صلى الله عليه وسلم (ليس عليكم أن تبدؤوهم بالسلام) بدليل ما روى الوليد بن مسلم عن عروة بن رويم، قال: رأيت أبا أمامة الباهلي يسلم على كل من لقي من مسلم وذمىّ، ويقول: هي تحيةٌ لأهل ملتنا، وأمان لأهل ذمتنا، واسم من أسماء الله نفشيه بيننا. ومحال أن يخالف أبو أمامة السنة، لو صحت في ذلك بل المعنى على تأويلنا والله أعلم، ومن حجة من ذهب إلى هذا قوله عز وجل: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ") انتهى كلام ابن عبد البر. ([81])
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كما ترى صريح في تأويل حديث سهيل ليس على المنع من ابتداء غير المسلم بالسلام بل على معنى أنه ليس ابتداؤهم بالسلام واجبا على المسلمين بل جائز، ولا يخفى ما فيه من تكلف، إذ واضح من فعل أبي أمامة أنه كان يسلم عليهم استحبابا عملا بظاهر حديث (أمرنا بإفشاء السلام)، ولو ذهب ابن عبد البر إلى ما ذهب إليه إسحاق بن راهويه ـ كما سيأتي ـ من تأويله حديث سهيل على أن المراد المنع من بذل الأمان لهم في حال الحرب لما أشكل عليه فعل هؤلاء الصحابة في حال السلم والأمن.
وقد تضمنت بعض الأحاديث العامة في إفشاء السلام أحكاما عدة كحديث (أمرنا بسبع)، وقد احتج الشراح والفقهاء بعموم ألفاظها إلا ما دل الدليل على المنع من التعميم ومن ذلك (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام) ومعلوم أن صلة الأرحام واجبة ومشروعة حتى مع غير المسلمين منهم كالوالدين إذا كانا غير مسلمين وكذا إطعام الطعام لم يقل أحد بأنه خاص بالمسلمين بل هو عام حتى مع غير المسلمين وهو من أعمال البر بلا خلاف.
كما قال البيهقي (وقد ذكرنا في كتاب السنن الرخصة في الإنفاق عليهم بحق الرحم عند الحاجة وفي عيادتهم إذا مرضوا وهو يرجو إسلامهم وتكفين من مات من رحمه ومواراته ومجازاة من كانت له عنده يد). ([82])
وقال القرطبي (اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء وقد سألته:أأصل أمي؟ قال (نعم صلي أمك) فأمرها بصلتها وهي كافرة. فلتأكيدها دخل الفضل في صلة الكافر). ([83])
وكذا حديث أمرنا بسبع فقد ورد فيه (تشميت العاطس وإبرار القسم ونصرة المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي واتباع الجنائز) وفي رواية (ورد السلام).
فهذا عام وجاءت نصوص أخرى تؤكده في حق المسلم على أخيه المسلم لمزيد الاختصاص والعناية ويبقى العام على عمومه ما لم يقم دليل على خلافه، أما إفشاء السلام فواضح وبه عمل جماعة من الصحابة كما سبق ذكره عملا بعموم الكتاب والسنة، وكذا نصرة المظلوم بلا خلاف لمن قدر على نصرته مسلما كان المظلوم أو غير مسلم، وتشميت العاطس ثبت بالنصوص أن النبي كان يشمت يهود بقوله (يهديكم الله ويصلح بالكم)، وإجابة الداعي مشروعة وقد دعا يهودي النبي صلى الله عليه وسلم على طعام فأجابه.
قال ابن عبد البر (قال البراء: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع فذكر منها إجابة الداعي وذكر منها أشياء منها ما هو فرض على الكفاية ومنها ما هو واجب وجوب سنة فكذلك إجابة الدعوة). ([84])
وقال الشبيهي المغربي (أمرنا النبي صلى الله عليه بسبع: أي أمر إيجاب أو ندب. بعيادة المريض: وهي مندوبة ولو كان ذميا. واتباع الجنائز: وهو مندوب أيضا إلا إذا لم يوجد من يقوم بالميت، فيصير تجهيزه ودفنه فرض كفاية. وتشميت العاطس: سنة كفاية بشرط الحمد. وإبرار المقسم: مندوب. ونصر المظلوم: واجب لمن قدر عليه ولو كان ذميا). ([85])
وقال ابن علان الشافعي (قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: (أمرنا بعيادة المرضى) ندباً في سائر الأوقات فلا تكره إلا إن شقت على المريض (واتباع الجنائز) أي تشييعها والمكث إلى الفراغ من دفنها (وتشميت العاطس) إذا حمد الله تعالى والأمر في هذه الثلاث للندب (وإبرار المقسم) بنحو أقسمت عليك با أو نحو وا لتفعلن كذا فيسن له حيث لا مانع تخليصاً له عن ورطة الاستهتار بحقه في الأول وحنثه في الثاني (ونصر المظلوم) ولو ذمياً يمنع الظالم عن ظلمه وجوباً على من قدر على ذلك بفعله أو قوله وهذا يرجع إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا واجب عيناً تارة وكفاية أخرى). ([86])
وقال ابن حجر (قال بن دقيق العيد إذا نظرنا إلى قول من قال من أهل اللغة أن التشميت الدعاء بالخير دخل الكفار في عموم الأمر بالتشميت وإذا نظرنا إلى من خص التشميت بالرحمة لم يدخلوا، قال ولعل من خص التشميت بالدعاء بالرحمة بناه على الغالب، لأنه تقييد لوضع اللفظ في اللغة قلت وهذا البحث أنشأه من حيث اللغة وأما من حيث الشرع فحديث أبي موسى دال على أنهم يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال وهو الشأن ولا مانع من ذلك بخلاف تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار). ([87])
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اتباع الجنائز فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يواري أباه حين توفي قال العيني (وبه استدل أصحابنا بهذا الحديث على أن المسلم إذا مات له قريب كافر يغسله ويدفنه، وقال صاحب "الهداية":و إن مات الكافر وله ولي مسلم يغسله ويكفنه ويدفنه، بذلك أمرَ علي في حق أبيه أبي طالب). ([88])
فهؤلاء شراح الحديث من السلف والخلف نصوا على عموم هذه الأحاديث في المسلم وغير المسلم في بعض هذه الأوامر ولم يشكل عليهم ذلك، ويتحصل من مجموع أقوالهم أنه عام في إفشاء السلام وصلة الأرحام وإطعام الطعام ورد السلام ونصرة المظلوم وعيادة المريض وتشميت العاطس وإجابة الدعوة، فمنها ما الأمر فيه على سبيل الوجوب بالنسبة لغير المسلم كنصرة المظلوم لمن قدر عليه، وصلة الرحم للوالدين ونحوهما، ورد السلام، وتشميت العاطس منهم إذا حمد الله، ومنها ما هو على سبيل الندب والاستحباب كإفشاء السلام، وإطعام الطعام، وإجابة الدعوة، وإتباع الجنازة إذا كان المقصود مواراتها ودفنها ويكون واجبا إذا لم يكن هناك من يدفنه غيره.
وكذا إبرار القسم حيث أن معناه معقول وأن المقصود من ذلك تعظيم الأيمان بالله فالراجح العموم كما قال ابن الجوزي (وأما إبرار القسم فلمعنيين أحدهما لتعظيم المقسم به والثاني لئلا يحنث الحالف). ([89]) وقال العيني (الوجه الخامس في إبرار القسم وهو خاص فيما يحل وهو من مكارم الأخلاق فإن ترتب على تركه مصلحة فلا). ([90])
ومعلوم أن مكارم الأخلاق تكون مع المسلم وغير المسلم كما في الحديث (إنما بعثت لأتمم صالح ـ أو مكارم ـ الأخلاق). ([91])
المبحث الثالث: بيان وجه حديث سهيل وكشف علته:
فهذه الآثار عن هؤلاء الصحابة ـ ابن مسعود وأبي أمامة وفضالة بن عبيد وأبي الدرداء ـ كلها تدل على أنهم فهموا العموم من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ولم يخصصها عندهم شيء، ولم يذكر النووي ولا الحافظ في الفتح ولا ابن عبد البر ولا غيرهم حجة لمن خصصوا عموم هذه النصوص إلا حديث سهيل عن أبيه!
وقد اجتمع فيه ثلاث علل تستوجب التثبت فيه:
الأولى: إن سهيل بن أبي صالح ساء حفظه كما قال البخاري، ولهذا تجنب الاحتجاج به في صحيحه، وقال أبو حاتم ويحيى بن معين لا يحتج به!
الثانية: أنه تفرد به، ولم يتابع على روايته هذه، لا عن أبيه، ولا عن أبي هريرة، حتى ذكر حديثه هذا ابن عدي في الكامل، ولم يرو أحد غير سهيل لفظة (واضطروهم إلى أضيق الطريق)!
الثالثة: أنه ثبت اضطرابه في روايته، فتارة يقول (المشركين)، وتارة (أهل الكتاب)، وتارة (اليهود)، فوجب التثبت منه.
فهل سمع سهيل من أبيه عن أبي هريرة الحديث بلفظ (إذا لقيتم اليهود فلا تبدؤوهم بالسلام) أم سمعه بلفظ (إذا لقيتم أهل الكتاب) أم (إذا لقيتم المشركين) أم (لا تبدؤوهم بالسلام) على الاضمار لقوم معهودين للمخاطبين؟ وهل رواها سهيل بالمعنى واجتهد فيها؟ أم قاس على اليهود أهل الكتاب؟ أم قاس المشركين على أهل الكتاب؟ أم كان الاجتهاد من أبيه في قياس النصارى في الصوامع على يهود بني قريضة حين منع النبي صلى الله عليه وسلم من ابتدائهم بالسلام دون مراعاة الفرق بين المحاربين وغيرهم؟
فهذه الألفاظ ليس كل واحد منها حديثا مستقلا واردا عن الشارع ليجب الجمع بينها ويقال يبقى العام منها وهو (المشركين) على عمومه وذكر بعض أفراده أي (اليهود) و (أهل الكتاب) لا يفيد التخصيص بل مزيد العناية ... الخ
وإنما هو حديث واحد مداره على راو واحد متكلم في حفظه، وقد اختلف عليه أصحابه الحفاظ الأثبات في هذه الألفاظ، ولا يمكن نسبة الخطأ إليهم، فكان الصحيح القول بأنه هو مصدر هذا الاختلاف، حيث اضطرب في روايته تارة يرويه على هذا الوجه، وتارة على ذلك، وتارة على ذاك.
ومما يؤكد أنه خلاف مؤثر كون مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده وغيرهما نبهوا على الخلاف بين أصحاب سهيل بعضهم يقول (اليهود) وبعضهم (أهل الكتاب) وبعضهم (المشركين).
بل إن الرواة عن أصحاب سهيل كانوا يتحققون منهم هل قال سهيل (المشركين) أم (أهل الكتاب)؟ كما فعل أصحاب زهير بن معاوية وجرير بن عبد الحميد لأنهم يدركون الفرق بين مدلول كل لفظ وما يترتب عليه من حكم!
والسؤال هنا هل بين هذه الألفاظ اختلاف في دلالاتها أم لا؟ وهل هو اختلاف مؤثر في الحكم أم لا؟ وهل هو فيما تعم به البلوى أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك بأن بينها اختلافا ظاهرا ومؤثرا يترتب عليه اختلاف في الحكم فيما تعم به البلوى فلفظ المشركين أعمها كلها فيدخل فيه كل من لم يكن مسلما، وأهل الكتاب أخص من المشركين وأعم من اليهود، فيدخل فيه اليهود والنصارى والصابئة على قول من يقول بأنهم من أهل الكتاب، ولفظ اليهود أخص هذه الألفاظ الثلاث كلها، فلا يدخل فيه إلا هذه الطائفة من أهل الكتاب الذين على دين موسى، فليس الاختلاف بينها اختلاف تنوع بل اختلاف تغاير وتباين كما بين العام والخاص.
فإذا ثبت ذلك فإن الحكم يختلف باختلافها فإذا رجحت رواية اليهود ـ دون النظر إلى الشواهد الأخرى ـ فالحكم حينئذ خاص باليهود وإنما قد يلحق بهم غيرهم قياسا عليهم، وقد يرده المخالف بأن النصوص العامة في إفشاء السلام تبقى على عمومها، ويخرج منها اليهود فقط بدلالة هذا الحديث الخاص بهم لشدة إيذائهم وعداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين فاستحقوا عدم ابتدائهم بالسلام.
أما إذا ترجح لفظ (المشركين) فيكون المنع عاما من ابتداء غير المسلمين بالسلام على اختلاف مللهم وأديانهم.
ولا يصلح الاحتجاج بأن أبا صالح والد سهيل كان يمر بصوامع النصارى ويقول لا تبدؤوهم بالسلام .. الخ
لأن هذا قد يكون اجتهادا منه والمطلوب هو لفظ روايته لا رأيه، وروايته لم يروها عنه إلا ولده سهيل واضطرب فيها ومما يؤكد ذلك قول الرواة عنه كجرير بن عبد الحميد (قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين)، وقول زهير بن معاوية حين سأله علي بن الجعد عن لفظ سهيل قلت لزهير: (اليهود والنصارى؟ قال المشركين).
وقد رواه جماعة من الصحابة بلفظ آخر يدل على وجه الحديث، ويكشف عن وهم سهيل وأنه قد يكون اختصره ورواه بالمعنى فلم يضبطه، أو يكون نسيه، فقد رواه:
1 ـ أبو عبدالرحمن الجهني:
رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم). ([92])
2 ـ أبو بصرة الغفاري:
رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد عن أبي بصرة الغفاري سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني راكب غدا إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم). ([93])
ورواه ابن لهيعة قال ثنا يزيد بن أبى حبيب عن أبى الخير ـ مرثد اليزني ـ قال سمعت أبا بصرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا غادون إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم). ([94]) وفي رواية عن أبي بصرة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنا ذاهبون غدا إلى اليهود فإذا لقيتموهم فسلموا عليكم فقولوا وعليكم) فلقيناهم وسلموا علينا فقلنا وعليكم. ([95])
ورواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى بصرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنا غادون على يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم). ([96])
وفي رواية عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي بصرة الغفاري:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: (إني راكب إلى يهود فمن انطلق معي منكم فلا تبدؤوهم بالسلام فإن سلموا فقولوا وعليكم) فلما جئناهم سلموا علينا فقلنا وعليكم. ([97])
والحديث صحيح على كل حال ولا يضره الاختلاف في اسم الصحابي، سواء كان الغفاري أو الجهني، هذا إذا لم يثبت عنهما جميعا، كما رواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن حبيب عل الوجهين.
3 ـ عبد الله بن عمر:
رواه البيهقيقال ـ الثوري ـ
رواه سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم لاقون اليهود غدا، فلا تبدؤوهم بالسلام، فإن سلموا عليكم فقولوا وعليك).
قال البيهقي: أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان. ([98])
وأصله في البخاري ومسلم مختصرا من حديث مالك عن ابن دينار عن ابن عمر بلفظ (إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم السام عليك فقل وعليك). ([99])
ورواه البخاري أيضا ـ من حديث سفيان ومالك ـ بلفظ (إن اليهود إذا سلموا على أحدكم إنما يقولون سام عليك فقل عليك). ([100])
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار به بلفظ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اليهود إذا سلموا عليكم يقول أحدهم السام عليكم فقل عليك) وعن سفيان بلفظ (فقولوا وعليك). ([101])
ورواه ابن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان ـ الثوري ـ عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن اليهود إذا لقوكم وقالوا السام عليكم فقولوا لهم وعليكم). ([102])
ورواه أحمد قال ثنا سفيان ـ ابن عيينة ـ سمعته من ابن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليك فقل وعليك) وقال مرة (إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم فإنهم يقولون السام عليكم). ([103])
ورواه أيضا أحمد فقال ثنا وكيع ثنا سفيان وعبد الرحمن عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اليهود إذا لقوكم قالوا السام عليكم فقولوا وعليكم). ([104])
ولفظ ابن أبي شيبة صريح في أنه رتب الحكم وهو قوله (فقولوا لهم وعليكم) على السبب وهو قوله (إن اليهود إذا لقوكم وقالوا السام عليكم).
فهذه الروايات من حديث ابن عمر قد تكون مختصرة، اختصرها ابن دينار، وبينتها رواية الثوري عنه المطولة عند البيهقي (إنكم لاقون اليهود غدا، فلا تبدؤوهم بالسلام، فإن سلموا عليكم فقولوا وعليك).
وقد يكون ابن دينار يروي الحديثين عن ابن عمر المطول كما رواه الثوري في قصة بني قريظة، والمختصر في قصة اليهودي الذي قال السام عليكم، كما سيأتي بيانه في حديث عائشة وجابر وأنس.
ويشهد لروايته المطولة حديث أبي بصرة الغفاري (إني راكب غدا إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم)، وحديث الجهني (إني راكب غدا إلى اليهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم).
فهذه هي القصة التي ورد فيها هذا الحديث ـ الذي تصرف بعض الرواة باختصاره ـ حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحصار اليهود، ولا يبعد أن يكون سهيل أيضا قد اختصره فأخل بمعناه، وقد تنبه ابن عبد البر إلى أن رواية سهيل بمعنى حديث الجهني سواء فقال ([105]) ( .. عن أبي عبد الرحمن الجهني قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني راكب غدا إلى يهود فلا تبدؤوهم بالسلام فإذا سلموا عليكم فقولوا وعليكم) وروى جماعة من الأئمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى حديث أبي عبد الرحمن الجهني سواء).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:17]ـ
فهذه الأحاديث الصحيحة عن هؤلاء الصحابة كلها جاءت في حادثة خروج النبي صلى الله عليه وسلم لحصار يهود بني قريضة بعد خيانتهم في غزوة الخندق، فأمر الصحابة أن لا يبدؤوهم بالسلام، وأن يضطروهم إلى أضيق الطريق، لأنهم أهل حرب، وفي رد السلام عليهم بذل للأمان لهم، ففسرت هذه الأحاديث الإجمال الوارد في حديث أبي هريرة الذي لم يشهد الحادثة لكونه أسلم بعدها بسنتين في السنة السابعة للهجرة، بينما حصار بني قريضة بعد الخندق في السنة الخامسة، فليس هذا الحديث على عمومه في المشركين ولا في عموم أهل الكتاب، بل ولا في كل اليهود، ولا على إطلاقه بل هو في حال الحرب مع أهل الحرب، فلا يدخل فيه أهل ذمتنا، ولا المعاهد ولا المسالم من أهل الشرك.
وقد فسر إسحاق بن راهويه هذا الحديث بأن المراد منه منع بذل الأمان لليهود حين خرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم لحصارهم، لكونهم أهل حرب قال إسحاق (إذا كانت حاجة إليه فلك أن تبدأه بالسلام، ومعنى قول النبي (لا تبدؤوهم بالسلام) لما خاف أن يدعوا ذلك أمانا وكان قد غدا إلى يهود). ([106])
وكذا فسر شيخ الإسلام ابن تيمية سبب ورود حديث النهي عن بدء اليهود بالسلام كما نقله عنه ابن القيم (أما قول النبي لا تبدؤوهم بالسلام، وهذا لما ذهب إليهم ليحاربهم وهم يهود قريظة فأمر ألا يبدؤوا بالسلام، لأنه أمان وهو قد ذهب لحربهم، سمعت شيخنا يقول ذلك). ([107])
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم (قد قيل إن هذا في قضية خاصة حين ساروا إلى بني قريضة قال (لا تبدؤوهم بالسلام) فهل هذا حكم عام لأهل الذمة مطلقا؟ أم يختص بمن حاله مثل حال أولئك؟ هذا موضع نظر، ولكن قد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروه إلى أضيقه) والظاهر أن هذا حكم عام، وقد اختلف السلف والخلف في ذلك فقال أكثرهم:لا يبدؤون بالسلام وذهب آخرون إلى جواز ابتدائهم كما يرد عليهم، روي ذلك عن ابن عباس وأبي أمامة وابن محيريز وهو وجه في مذهب الشافعي رحمه الله لكن صاحب هذا الوجه قال:يقال له: السلام عليك فقط بدون ذكر الرحمة وبلفظ الإفراد:وقالت: طائفة:يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجه تكون له إليه أو خوف من أذاه أو لقرابة بينهما أو لسبب يقتضي ذلك، يروى ذلك عن إبراهيم النخعي وعلقمة وقال الأوزاعي: إن سلمت فقد سلم الصالحون وإن تركت فقد ترك الصالحون. واختلفوا في وجوب الرد عليهم فالجمهور على وجوبه وهو الصواب، وقالت طائفة:لا يجب الرد عليهم كما لا يجب على أهل البدع وأولى، والصواب الأول والفرق أنا مأمورون بهجر أهل البدع تعزيرا لهم وتحذيرا منهم بخلاف أهل الذمة) ([108]) انتهى كلامه.
وما ذكره إسحاق ابن راهويه وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في بيان سبب ورود الحديث هو الصحيح الذي تشهد له الروايات الصحيحة.
وقد بوب البخاري باب (التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين) وأخرج فيه حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب يعود سعد بن عبادة بعد غزوة بدر وأنه (مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول أيها المرء لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه). ([109])
ورواه البيهقي بلفظ (أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود والمشركين عبدة الأوثان فسلم عليهم أجمعين) قال البيهقي أخرجاه في الصحيح. ([110])
وهو في مصنف عبد الرزاق دون قوله (أجمعين). ([111])
وهذه سنة فعلية تؤكد عموم الآيات القرآنية ومشروعية ابتداء غير المسلمين بالسلام، والقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قصد بالسلام المسلمين منهم فقط فيه نظر، وهو تكلف لا يؤيده ظاهر الحديث، إذ الظاهر أن المجلس كان لعبد الله بن أبي بن سلول، وهو رأسهم ورئيسهم، وهم الأكثر فيه، وفي وقوف النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ودعوتهم للإسلام وقراءة القرآن أوضح دليل على أنه إنما وقف وسلم عليهم ليدعوهم للإسلام لا ليجلس معهم، وكل من تكلفوا الجمع والتأويل إنما حملهم على ذلك حديث سهيل عن أبيه (لا تبدؤوا المشركين بالسلام). ([112])
ويشهد لهذه السنة الفعلية أيضا حديث أبي هريرة في الصحيحين قال الله يا آدم (اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال فذهب فقال: السلام عليكم! فقالوا السلام عليك ورحمة الله! قال فزادوه ورحمة الله). ([113])
فهذا صريح في كون هذه التحية عامة، تحية آدم وذريته من بعده، يحيي بها بنو آدم بعضهم بعضا.
فكل ما سبق ذكره من أدلة قرآنية وأحاديث نبوية صحيحة مشهورة ترجح ما ذهب إليه أبو أمامة الباهلي وعبد الله بن مسعود وفضالة بن عبيد وأبو الدرداء وابن عباس رضي الله عنهم ومن قال بقولهم في جواز ابتداء غير المسلمين بالسلام، ولا يعرف لهم مخالف من الصحابة اللهم ما يروى عن:
1 ـ ابن عمر أنه (مر بنصراني فسلم عليه فرد عليه فأخبر أنه نصراني فلما علم رجع إليه فقال رد علي سلامي) ([114])، قال الشيخ الألباني (رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان مجهول الحال، وله شاهد من حديث عقبة بن عامر الجهني). ([115])
ولفظه عند البيهقي من طريق ابن وهب عن السري بن يحيى (فقال رد علي سلامي قال له نعم! لقد رددته عليك قال ابن عمر أكثر الله مالك و ولدك).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة (أن ابن عمر سلم على يهودي لم يعرفه فأخبر فرجع فقال رد علي سلامي فقال قد فعلت). ([116])
2 ـ أثر عقبة بن عامر: (أنه مر برجل هيأته هيأة مسلم فسلم فرد عليه وعليك ورحمة الله وبركاته، فقال له الغلام إنه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وولدك)!
وفي رواية (أنه مر برجل هيئته هيئة رجل مسلم، فسلم، فرد عليه عقبة: وعليك ورحمة الله وبركاته! فقال له الغلام أتدري على من رددت؟ فقال أليس برجل مسلم فقالوا لا ولكنه نصراني! فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال: إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك). ([117])
وهذه قصة ابن عمر نفسها التي رواه ابن وهب أيضا، فتارة يرويها عن ابن عمر وتارة عن عقبة بن عامر! غير إنه في حديث عقبة كان الباديء بالسلام النصراني، وإنما رجع عقبة في زيادته بالرد عليه (ورحمة الله وبركاته)، لا في رد السلام كله، ولهذا علل ذلك بقوله (إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين، لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك)، بينما في قصة ابن عمر كان ابن عمر الباديء، ورجع عن السلام نفسه!
والظاهر أن القصة لا تكاد تثبت إلا عن ابن عمر.
المبحث الرابع: الأحاديث الواردة برد السلام على غير المسلمين:
وقد جاء في الاقتصار في الرد على اليهود إذا سلموا بـ (وعليكم) أحاديث أخرى غير حديث أبي بصرة الغفاري وأبي عبد الرحمن الجهني منها:
1ـ حديث ابن عمر في الصحيحين كما سبق تخريجه، وقد رواه أيضا أحمد قال ثنا سفيان ـ ابن عيينة ـ سمعته من ابن دينار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليك! فقل وعليك! وقال مرة:إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم، فإنهم يقولون السام عليكم). ([118])
2ـ وحديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم! قالت عائشة ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة! قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله) فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد قلت وعليكم). ([119]) وفي رواية (أن يهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال (مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش)، قالت أو لم تسمع ما قالوا؟ قال (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في). ([120])
3 ـ وحديث جابر بن عبدالله قال: سلم ناس من يهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقال (وعليكم) فقالت عائشة وغضبت ألم تسمع ما قالوا؟ قال (بلى قد سمعت فرددت عليهم وإنا نجاب عليهم ولا يجابون علينا). ([121])
4 ـ حديث أنس بن مالك قال: مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعليك)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتدرون ما يقول؟ قال السام عليك)، قالوا يا رسول الله ألا نقتله؟ قال (لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم). ([122])
وفي رواية عن أنس: أن يهوديا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال السام عليكم! فرد عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما قال السام عليكم) فأخذ اليهودي فجيء به فاعترف قال النبي صلى الله عليه وسلم (ردوا عليهم ما قالوا). ([123]) وفي رواية (ردوا عليه كما قال). ([124])
أي اقتصروا على ذلك ولا تقتلوه كما أراد بعض الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الأحاديث الصحيحة ليس فيها كلها إلا مشروعية الرد بالمثل بقوله (وعليكم) أي وعليكم ما تقولون خيرا أو شرا، والحكم فيها معلل حيث قال (إذا سلم عليك اليهودي فإنما يقول السام عليك! فقل وعليك! وقال مرة: (إذا سلم عليكم اليهود فقولوا وعليكم، فإنهم يقولون السام عليكم)، والفاء لترتيب الحكم المذكور على سببه، وفي الحديث تعليل صريح للحكم (فإنهم يقولون السام عليكم)، كما في هذه الأحاديث نهي عن الفحش والتفحش وهو الزيادة بالرد عليهم كما فعلت عائشة بقولها (عليكم السام والذام) (يا أخوان القردة والخنازير .. )، كما لم يأذن للصحابة بقتل أو إيذاء من قال ذلك من أهل الكتاب، وأمر بالرفق بهم!
ولا يفهم من هذه الأحاديث العموم ولا الإطلاق، وإنما هي فيمن يسلم على المسلمين بصيغة الذم أو الدعاء بالشر، فيقتصر عليه بقول (وعليكم) على سبيل المجازاة والمعاملة بالمثل، دون الاضطرار للفحش والتفحش، وهذا من أدب الإسلام، ومكارم الأخلاق التي جاء بها، أما من سلم أو حيا تحية طيبة، فالواجب الرد بأحسن منها أو بمثلها، ولا يحتج بهذه الأحاديث على الاقتصار بقوله (وعليكم) كما ذهب إليه الجمهور، فهذا معارض لعموم قوله تعالى {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. ([125])
فالواجب بنص الكتاب الرد بالمثل أو بالأحسن، لا الاقتصار على الأدنى كقول (وعليكم)، إذ هذا خاص فيمن قال السام عليكم ونحوها، وليست هذه أصلا تحية فلا تدخل في عموم الآية ـ إذ التحية هي الدعاء بالحياة ـ بل السام دعاء بالشر، فيقتصر في الرد عليها بقول (وعليك) أو (وعليكم) أي ما قلتم.
قال ابن جرير الطبري: ({وإذا حييتم بتحية} إذا دعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة {فحيوا بأحسن منها أو ردوها} يقول: فادعوا لمن دعا لكم بذلك بأحسن مما دعا لكم {أو ردوها} يقول: أو ردوا التحية). ([126])
وقد اختصر بعض رواة حديث أنس هذا فرووه مختصرا دون ذكر القصة فأخلوا بالمعنى:
فرواه أحمد ثنا هشيم أنبأنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن جده أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم). ([127])
ورواه أحمد ثنا يحيى عن شعبة ثنا قتادة وابن جعفر قالا ثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس قال سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:إن أهل الكتاب يسلمون علينا فكيف نرد عليهم؟ قال (فقولوا وعليكم) وحجاج مثله، قال شعبة لم أسأل قتادة عن هذا الحديث هل سمعته من أنس؟ ([128])
وقتادة مدلس مشهور بالتدليس ([129])، ولم يوقفه شعبة على السماع، وكأنه يشك في سماعه لهذا الحديث بهذا اللفظ المختصر من أنس، لأن لفظه عام وكأن الصحابة يسألون عن حكم الرد على أهل الكتاب عموما، فأمرهم أن لا يزيدوا على (وعليكم)، مع إنه إنما قال ذلك فيمن قال السام عليكم، لا في حق كل من سلم من أهل الكتاب كما يوهمه هذا اللفظ المشكل!
ولهذا لم يخرج البخاري ولا مسلم هذا الحديث من طريق قتادة عن أنس مع جلالته!
ورواه أحمد أيضا ثنا إسماعيل بن علية أنا ابن عون عن حميد بن زادويه قال قال أنس بن مالك (نهينا أو قال:أمرنا أن لا نزيد أهل الكتاب على وعليكم). ([130])
فهذه الروايات مختصرة من الرواية المطولة عن أنس في قصة اليهودي الذي سلم وقال السام عليكم، فأراد بعض الصحابة الفتك به وقتله، فنهاهم النبي عن ذلك، وأمرهم أن لا يزيدوا على قولهم (وعليكم)، أي لا يزيدوا في الاعتداء عليه ولا يفحشوا معه بالقول، وأن يقتصروا على ذلك، فاختصره بعض الرواة، واجتزأه من سياق القصة، وصار (أمرنا أن لا نزيد أهل الكتاب على وعليكم) ففهم منه أنه نهاهم عن زيادة (السلام) بعد قول (وعليكم) أو زيادة (ورحمة الله وبركاته)، مع أنه إنما نهاهم عن الزيادة بالفحش والسب كما فعلت عائشة، وأمرهم بالاقتصار على (وعليكم)!
المبحث الخامس: في بيان القول الراجح:
والصحيح من هذه الأحاديث كلها أنه لا يمنع من ابتداء أحد بالسلام من غير المسلمين إلا في حال واحدة وهي حال الحرب، حتى لا يكون أمانا، تترتب عليه أحكام الأمان، أما ما عدا ذلك فيستحب إفشاء السلام على كل أحد مسلم كان أو غير مسلم، كما جاء عن أكثر الصحابة الذين ورد عنهم قول في هذه المسألة رضي الله عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)