ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 01:52]ـ
السلام عليكم
من خلال قراءتي للموضوع اظن أنه يحتاج الى تحرير بالغ وكان ينبغي على الاخوة تحرير المعلومة بدل المناظرة والله أعلم
اسأل الله أن يجزي المشايخ: آل عبدالله والسنيد والسكران ومحمد بن عبدالله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 03:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المشاركة (9) فيها تحرير للمسألة.
ولا بد أن يظهر في ثنايا النقاش العلمي (لا المناظرة) فوائد وتحريرات.
ـ[الحازمي]ــــــــ[17 - Jun-2010, صباحاً 01:40]ـ
السلام عليكم اعذروني على هذا التدخل، لكنه في نظري مفيد، وهو أني وددت التنبيه إلى أن قاعدة المثبت مقدم على النافي، قاعدة قررت في علم الأصول -على الخلاف الذي فيها- على أنها من وجوه الترجيح بين نصين ثابتين من نصوص الكتاب أو السنة، وربما استفيد بها في موضع يلحق بما ذكر كالأخبار المحضة التي لا مدخل للاجتهاد والنظر فيها، فافهَم، أمّا إعمالها في غير موضعها الذي قررت فيه فمن مفسدات العلوم ولا شك، وهذا من تخبطات المتأخرين.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - Jun-2010, صباحاً 07:26]ـ
2 - الحاكم:
قال -في المستدرك (1/ 518) -: (وربما تَوَهَّم مُتَوَهِّمٌ أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك؛ فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعًا، ثم أكثرَ الروايةَ عنهما جميعًا).
وقد اعتمد الحاكم في إثبات السماع -كما هو ظاهرٌ في كلامه- على أن الشعبي دخل على عائشة وأم سلمة.
وفي كلامه هذا بحثٌ من جهتين: هل صَحَّ دخول الشعبي على عائشة وأم سلمة؟ وهل صَحَّ أنه أكثَرَ عن أم سلمة؟
ودخوله على عائشة وأم سلمة -إن صح- لا يلزم منه السماع، فكم أثبت الأئمة من لقاءٍ بين راويين، ونَفَوا سماع أحدهما من الآخر، بل قد نَفَى الحاكم نفسُه سماعَ الشعبي من عائشة -في معرفة علوم الحديث (ص354) -.
وليس المراد بالسماع هنا: مطلق السماع؛ إذ لا بُدَّ للراوي -إن صَحَّ اللقاء- من سماع بعض الكلام المعتاد، وإنما المنفيُّ هاهنا: السماع الحديثي؛ سماع التحمُّل والرواية.
هذا مع أن في نقد الحاكم وأحكامه وإطلاقاته في مستدركه نظرًا؛ من حيث تساهله ونزول درجة تحريره ودقَّته فيها، وهذا معلومٌ مشهورٌ ذائع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
- قال ابو زرعة العراقي في كتابه النافع تحفة التحصيل 163/ 1: ((قال يحيى بن معين: ما روى الشعبي عن عائشة مرسل , ... - ثم قال - وقال أبو حاتم: لم يسمع الشعبي من عبد الله بن مسعود والشعبي عن عائشة مرسل إنما يحدث عن مسروق عن عائشة ... -ثم قال - وأرسل عن عمر وطلحة بن عبيد الله وابن مسعود وعائشة وعبادة بن الصامت ... )) وفي هذا دليل على أن قول الحاكم رحمه الله ((وربما تَوَهَّم مُتَوَهِّمٌ أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك؛ فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعًا، ثم أكثرَ الروايةَ عنهما جميعًا)) ليس بدقيق.
- وبالنسبة ل: ((الاحتجاج بصنيع المزي في ذكر أم سلمة في شيوخ الشعبي على أنه يحكم بالاتصال احتجاج ضعيف)) هو كذلك ضعيف لكن ضهر لي أن قول المزي في كتابه ((روى عن فلان)) تفيد عنده السماع , فقد وقفت على كلام لمغلطاي في الاكمال (314/ 1) قال: ((ذكر المزي فيما أخبرني عنه غير واحد أنه إذا قال عن شخص روى عن فلان يريد بذلك صحة سماعه منه)) و الله أعلم.(/)
إلى من لديه المكتبه الشامله .. هل ممكن توثقون لي الحديث ..
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركا إلى من لديه المكتبه الشامله .. هل ممكن اتخرجون لي هذي الاحاديث هي موثقهه لكن الكتب غير مكتوب فيها الطبعه وأي دار؟؟
وثانيا غير موجود فيها الواروي يعني هذا الحديث روي عن من ... فأتمني اجد من يساعدني .. وجزيتم الف خير ..
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 313) , و صححه الألباني في الصحيحة (45).
(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه مكارم الأخلاق)
رواه أبو داود (4798) , و صححه ابن حبان (1927) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
رواه البخاري (13) , و مسلم في كتاب الإيمان (45).
(الحياء من الإيمان , و الإيمان في الجنة , و البذاء من الجفاء ,
و الجفاء في النار)
الترمذي (2009) و رواه الحاكم في المستدرك (1/ 253) و قال: على شرط مسلم , و أقره الذهبي , و رواه
ابن أبي شيبة في كتاب الإيمان , و قال الشيخ ناصر الألباني: حسن , و صححه الترمذي (14) و ذكره
الدمياطي في المتجر الرابح , و عزاه لابن حبان , و قال محقق جامع الأصول (3/ 617): إسناد حسن.
(إن لكل دين خلقا؛ و خلق الإسلام الحياء)
ابن ماجة (4181) , و من طريق ابن عباس (4182).
(ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ,
و أن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء)
الترمذي (2002) و اللفظ له , و قال: هذا حديث حسن صحيح , و أبو داود (4799) , و البخاري في الأدب
المفرد (1/ 368).
(إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء
شره)
البخاري. الفتح (6032) , و مسلم (2591).
(إن الله عز و جل كريم يحب الكرم , و يحب معالي الأخلاق , و
يكره سفاسفها)
الحاكم (1/ 48) , و قال: صحيح الإسناد و اللفظ له , و الطبراني في الكبير (6/ 181) برقم (5928).
سُألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقالت: (لم يكن فاحشا , و لا متفحشا , و لا صخابا في
الأسواق , و لا يجزي بالسيئة السيئة , و لكن يعفو و يصفح)
أحمد (6/ 174) و أصله عند البخاري و مسلم , و هذا لفظ الترمذي (2016) و قال: حسن صحيح.
عن أبي بكر رضي الله عنه أن قال: بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديا
يوم القيامة فينادي: من كان له عند الله شيء فليقم , فيقوم أهل
العفو , فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس.
الإحياء (3/ 195).
قال عمر رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم
عليه إذا لقيته , و توسع له في المجلس , و تدعوه بأحب أسمائه
إليه.
إحياء علوم الدين للغزالي (2/ 181).
(حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس)
الترمذي (2488) و قال: حسن غريب , و أحمد (10/ 415) برقم (3938)
روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أمرني ربي بتسع: الإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأن أعفو عمن ظلمني، وأصل من قطعني، وأعطي من حرمني، وأن يكون نطقي ذكراً، وصمتي فكراً، ونظري عبرة.
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 12:41]ـ
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
أخرجه الحاكم فيالمستدرك (2/ 313) , و صححه الألباني في الصحيحة (45).
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ».
سنن البيهقي الكبرى رقم (20571).
(إن المؤمن ليدركبحسن خلقه مكارم الأخلاق)
رواه أبو داود (4798) , و صححه ابن حبان (1927) من حديثعائشة رضي الله عنها.
عَنْ عَائِشَةَ رَحِمَهَا اللَّهُ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ». سنن أبي داود رقم (4798) قال الشيخ الألباني: صحيح.
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
رواه البخاري (13) , و مسلم في كتاب الإيمان (45).
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
البخاري رقم (13).
(الحياء من الإيمان , و الإيمان في الجنة , و البذاءمن الجفاء ,
و الجفاء فيالنار)
الترمذي (2009) و رواه الحاكم في المستدرك (1/ 253) و قال: على شرط مسلم , و أقره الذهبي , و رواه
ابنأبي شيبة في كتاب الإيمان , و قال الشيخ ناصر الألباني: حسن , و صححه الترمذي (14) و ذكره
الدمياطي في المتجر الرابح , و عزاه لابن حبان , و قال محققجامع الأصول (3/ 617): إسناد حسن.
عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: الحياء من الإيمان و الإيمان في الجنة و البذاء من الجفاء و الجفاء في النار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 12:45]ـ
ان شاء الله اكمل المتبقي فيما بعد
عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ».صحيح مسلم.
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:32]ـ
اللهمـ أجعل عمل في ميزان حسناتك أخي الكريم ...
شكرا لك شكرا كثير ...(/)
خطأ شائع عند المحدثين المعاصرين (صححه الحاكم و وافقه الذهبي)
ـ[الآجري]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 04:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
علم الحديث ذلك العلم الشريف يؤسفني أنه لا ناقة لي فيه ولا جمل، غير أني أعرف بعض الزملاء الذين يهتمون به ويأخذون عن المحدثين، ومنهم هذا الأخ كاتب المقال، أرسل لي مقاله على بريدي فأردت أن أسعفكم به لأرى رأيكم فيما كتب.
فإلى المقال:
(مقدمة)
إنّ قضية تحرير المصطلحات التي يتداولها العلماء في غاية الأهمية إذْ أنها لغة الخطاب وسر معانية ومفتاح خزائنه
فإن الإصطلاحات هي الألفاظ الموضوعة للحقائق كما عبّر القرافي وكما قال إبن بدران في مدخله إلى المصطلح (كلُّ قوم لا تعرف مصطلحاتهم لاتفهم مقاصدهم)
فتحرير المصطلحات من العلم الرصين السمين والله الموفق
(صورة البحث)
ألّف الحاكم المستدرك فوقع في أخطاء فادحة عظيمة كما نص على ذلك جمع من المحققين، نظّر أنها على شرط الشيخين أو أحدهما، وسبب وقوعه فيما وقع فيه يعود إلى أنه ألّفه على حين ضعف وشيبة ومثل ذلك صار للأئمة الكبار لكن الذي ميز الحاكم أنّه الّف حين الضعف فخلّد أخطاءه، وإلا فإن علو كعبه يتبين في باقي كتبه وفي أجزاء من المستدرك ..
ثم جاء الإمام الذهبي وقد علم جلالة الحاكم وعمله هذا يدل على وعي شديد بأن كتاب الحاكم سيلاقي نقدا شديدا قد يؤدي إلى تهميشه فتفقد الأمة أحاديث وافرة فسعى إلى تلخيصه
وعمله كالتالي:
1 - إختصر الأسانيد 2 - إختصر المتون 3 - عرّف بالرواة 4 - إختصر حكم الحاكم على الأحاديث 5 - حذف أحاديث بأكملها 6 - تعقّب الحاكم في بعض أحكامه
وبقي جزءٌ هو أصل الخطأ الشائع المتداول اليوم بين يدي المحققين وهو ماصححه الحاكم وسكت عنه الذهبي ولم يبين حكمه على الحديث فقال جمع من المحققين:
(أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي)
(نشأة هذه العبارة)
يعتبر السيوطي من أوّل -ولعله أول-من أُثرت عليه هذه العبارة في كتبه لكنّ استعماله لها كان خجولا فأحيانا يمرّ على ما سكت عليه الذهبي ولا يقول بالموافقة
لكنّ المناوي جاء وتوسع في هذا الباب وجعلها في عبارة التخريج كثيرا ثم تبعه جماعة من المتأخرين
منهم الألباني وأحمد شاكر وحبيب الله الأعظمي وسعد الحميد وأبو إسحاق الحويني وأكرم العمري ومقبل الوادعي والغماري وغيرهم فهذا الخطأ -بنظري- قد إستشرى وفشا في المحقيقين بشكل كبير وقد ساهمت الطبعة الهندية للمستدرك في فشو العبارة بشكل كبير جدا
(الأدلة على بطلان عبارة الموافقة)
* لم ينص الإمام الذهبي في الباب بشيء وهو الساكت ولا ينسب لساكت قول.
* وقع بالإستقراء أنّ كثيرا مما قد سكت عليه الذهبي قد ضعفه في مواضع أُخر مما يوحي إليك بأن سكوته ليس إقرارا على الصحة.
* تتابع جماعات من المحققين من العلماء الكبار على ذكر تصحيح الحاكم فقط ولم يفهموا ما فهمته مدرسة الحديث المعاصرة من موافقة الذهبي له وإلا لذكروه
منهم من رؤوس هذا العلم كالزيلعي وابن حجر والعراقي وابن الملقن.
* أنّ الذهبي قد أشار إلى أنه لم ينتهي من الكتاب فقد قال بعد ترجمة الحاكم في السير تكلم عن المستدرك ثم قال (على كل حال فهو كتاب مفيد ولقد إختصرته ولا يزال يعوزه عملا وتحريرا) وقد علّق على هذا الكلام شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للسير بكلام نفيس جدا فانظره.
* قد صرح الذهبي بأنّ ربع الكتاب صحيح على شرطهما أو أحدهما والربع الآخر صالح وجيد والنصف الأخر مناكير وعجائب فعلى هذا فلو سلمنا بأنّ سكوته موافقة على الصحة لوجد تعارض وتضاد وتناقض
أحاديث المستدرك (9000) عدد تعقبات الذهبي (1200) تقريبا
فعلى مصطلح الموافقه يكون الصحيح من المستدرك (7800)
وعلى الأصل من عمل الامام الذهبي فما صححه وحسنه (4000) حديث
فأي المنهجين أقرب لصنيع الإمام؟!
(الخاتمة)
لقد حاولت في هذا المقال تحرير المسألة بأوجز عبارة متجنبا الحشو من الكلام والإطالة لا سيما أن الموضوع مهم جدا والخطأ منتشر جدا وعندي من الأمثلة والأدلة ما يطول المقام لذكرها وموضع مثل هذا الكتب المصنفة وليس المقالات
لكن لعل هذه الإلماحة وعصارة البحث تقع موقعها لدى أهل هذا الشأن العارفين لقدره وجلالته
وأسأل الله أن يغفر لعلمائنا أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
كتبه /
سالم بن محمد الشهري
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 06:15]ـ
عجيبة!
نسأل الله التوفيق والسداد
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 06:54]ـ
للشيخ الدكتور خالد بن منصور الدريس رسالة لطيفة طبعت في دار المحدث - الرياض، في شهر ذو القعدة سنة 1425هـ بعنوان ((الإيضاح الجلي في نقد مقولة "صححه الحاكم ووافقه الذهبي")).
وخلاصة رأيه في المسألة ذكره في خاتمة البحث (ص 53): ((بما مضى ترجح لنا أن عدم تعقب الذهبي على الحاكم لا يعد إقرارًا وموافقة، وعليه فإن مقولة: "صححه الحاكم ووافقه الذهبي" ليست صحيجة لما تقدم من قرائن ومناقشات لحجج من يرى صحة تلك المقولة)).
والبحث في جملته نافع فليراجع.
وأما فضيلة شيخنا أبي عبد الله سعد بن عبد الله الحميد فيفرق بين ما ينقل فيه الذهبي كلام الحاكم ولا يتعقبه وبين ما يسكت عليه ولا ينقل عقبه قول الحاكم.
فيسمي الأول موافقة ويسمي الثاني سكوتًا.
راجع كتاب ((مناهج المحدثين)) لفضيلة الشيخ سعد الحميد (ص 206 - 216).
وينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56167
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36695
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 06:59]ـ
لكنّ المناوي جاء وتوسع في هذا الباب وجعلها في عبارة التخريج كثيرا ثم تبعه جماعة من المتأخرين
منهم الألباني وأحمد شاكر وحبيب الله الأعظمي وسعد الحميد وأبو إسحاق الحويني وأكرم العمري ومقبل الوادعي والغماري وغيرهم
................
كتبه /
سالم بن محمد الشهري
يا أخي الفاضل: الشيخ سعد الحميد يفرق بين ما ينقل فيه الذهبي كلام الحاكم ولا يتعقبه فيسمي ذلك موافقة، وما يسكت عليه ولا ينقل عقبه قول الحاكم فيسمي ذلك سكوتًا.
وانظر هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56167
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 08:31]ـ
وتظل هذه المسألة من مسارح الاجتهاد بين النقاد.
وإن كان كلام الباحث في هذا المقال هو الذي ينبغي التعويل عليه!
وقد اشتدت عبارات كثير من المتأخرين في انتقاد موافقات الذهبي! وهنا يأتي الإنكار!
بل تسرَّع بعضهم ووضع في تلك الموافقات تأليفًا! وراح يشغب فيه على ابن قايماز الحافظ!
والذي نتنكب عنه بالانكار من الفريقين: سوى التشنيع فيما يكون مثار اجتهاد محض!
وقول صاحب المقال:
يعتبر السيوطي من أوّل -ولعله أول-من أُثرت عليه هذه العبارة في كتبه
ليس بجيد!
بل سبقه إلى ذلك الجمال الزيلعي - تلميذ الذهبي- نفسه!
فإنه قال في (تخريج أحاديث الكشاف) عن حديث أخرجه الحاكم: (وَأَعَادَهُ الْحَاكِم فِي كتاب الرُّؤْيَا وَقَالَ عَن أبي سَلمَة قَالَ: نبئت عَن عبَادَة بن الصَّامِت ... فَذكره وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَشَاهده حَدِيث أبي الدَّرْدَاء ثمَّ أخرجه عَن أبي الدَّرْدَاء وَسكت عَنهُ
قلت: ظَاهر هَذَا اللَّفْظ الِانْقِطَاع فَكيف يكون عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ أَو صَحَّحَاهُ بِالْجُمْلَةِ؟ قَالَ ابْن عَسَاكِر فِي أَطْرَافه "وَأَبُو سَلمَة لم يسمع من عبَادَة" وَالْعجب من الذَّهَبِيّ كَيفَ أقره عَلَى ذَلِك؟!)
وهناك: أمثلة أخرى من كلام الزيلعي وجماعة استوفاها صاحب كتاب: (إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم)!
ومن الطرائف: ما نقله عبد الأول ابن العلامة حماد بن محمد الأنصاري عن أبيه أنه قال: (الأحاديث التي في المستدرك للحاكم التي لم يعلق عليها الذهبي: لا يقال فيها: سكت عنها الذهبي، ولكن يقال: أقره الذهبي، فإن السكوت من طبع النساء، وأما الرجال فليس من طبعهم السكوت!).
كذا نَفَى أن يكون من طبائع الرجال السكوتُ! وكل حي سيموتُ!
ـ[أبومعاذ الشهري]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 01:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ الآجري الذي عرض هذه الخلاصة على النخبة الفاحصة من المشايخ الكرام
ولي تعليقات:
* تفريق الشيخ سعد الذي نبه عليه الحمراني وعبد الباقي مشكورين لا يخرجه من صلب البحث إذْ أن بعض الأدلة التي يُستدل بها على أولئك تنطبق على منهجه وفقه الله وقد إطلعت على مواضع في تحقيقه لسنن سعيد بن منصور تبين لي فيها منهجه في التفريق ولكن لا زال لمنهجه علاقة بالبحث لكنّ تنبيههما في محلّه لئلا يُظن بالقرينة أنّ منهجه بإطلاق!
ثم إشكالات على منهجه في التفريق حفظه الله
:
روىالحاكم في المستدرك (1/ 473) من طريق محمد بن حبيب الجارودي قال: ثنا سفيان بنعيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له ... )) الحديث.
قال الحاكم: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي ولم يخرجاه
وكذا نقل الذهبي قول الحاكم في التلخيص، دون جملة: ولم يخرجاه.
ثم أورد الذهبي في الميزان (3/ 185) هذه الرواية بهذا الإسناد وقال: فإنه بهذا الإسناد باطل، ما رواه ابن عيينة قط؛ بل المعروف حديث عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر مختصرًا
2 - روى الحاكم في المستدرك (1/ 169) من طريق ثور، عن راشد بن سعد، عن ثوبان رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد ... )) الحديث.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذااللفظ.
اختصر الذهبي كلام الحاكم في التلخيص بقوله: على شرط م
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أورد في السير (4/ 491) هذه الرواية من طريق ثور، ثم قال: إسناده قوي، وخرجه الحاكم فقال: على شرط مسلم، فأخطأ: فإن الشيخين ما احتجا براشد، ولا ثور من شرط مسلم)).
3 - روى الحاكم في المستدرك (1/ 27 - 28) من طريق كلثوم بن جبر، عنسعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخذ الله الميثاقمن ظهر آدم ... )) الحديث.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجمسلم بكلثوم بن جبر
اختصر الذهبي كلام الحاكم في المختصر بقوله: احتجم بكلثوم
ثم لما ترجم الذهبي لكلثوم بن جبر في الميزان (3/ 413) أورد هذاالحديث في مناكيره.
4 - روى الحاكم في المستدرك (1/ 492) من طريق محمد بنالحسن بن التل….عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء سلاح المؤمن…)) الحديث.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن محمد بنالحسن هذا هو التل .. . صدوق في الكوفيين)).
اختصر الذهبي كلام الحاكم هذابهذه الجملة: صحيح)) فقط!
ثم لما ترجم الذهبي للتل في الميزان (3/ 513) قال: ومن مناكيره ... ))، ثم أورد له هذا الحديث، ثم قال: أخرجه الحاكم وصححه، فيه انقطاع
فكيف نخرّج هذه الأحاديث على منهج شيخنا؟
وغيرها في جملة من الأمثلة على ذات المنهج
* لا بد أن يُنص في هذا الباب أن الشيخ مقبل الوادعي قد رجع مما كان عليه من مجارات المتأخرين في هذا المصطلح واعتبره زلّة قدم:
الأوهام التي تتبعتها هي أوهام الحاكم -رحمه الله-، ولا يلحق الإمام الذهبي منها شىء، فقول من يقول: وهو من أوهامهما، واهم؛ لأمور:
1 - أن الإمام الذهبي -رحمه الله- لم يقل في المقدمة: وما سكت عليه، فأنا مقر للحاكم عليه.
2 - ومنها أن الحافظ الذهبي يقول في "سير أعلام النبلاء" (17/ 176): وقد اختصرته ويعوزه عملاً وتحريرًا.
ويقول في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1045): وليته لم يصنف المستدرك، فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه.
فعلى هذا فالأمر أوسع مما نبه الحافظ الذهبي عليه -رحمه الله-.
3 - أن الحافظ الذهبي ربما يسكت على بعض الأحاديث، وفي سندها ضعيف أو ضعيف جدًا أو كذاب، وقد ذكر ذلكم الحديث في ترجمته من "ميزان الاعتدال"، فعلى هذا فالأولى في التعبير أن يقال بعد ذكر حكم الحاكم على الحديث: وسكت عليه الذهبي، أو لم يتعقبه الذهبي.
أما: وأقره الذهبي، فلا، وإن كنت قد زلت قدمي في بعض كتبي اتباعاً لما هو مألوف، فعسى الله أن يوفقني الله لتعديلها في طبعات قادمة إن شاء الله. اهـ
* أود الإشارة إلى أن الذهبي قد ألّف التلخيص قبل أن يؤلف كتبه في الرجال فلعله من هذا المنطلق سكت ولخّص وفقط!
إذْ أن موضوع الكتاب التلخيص وليس الاستدراك والتعقّب.
* أبو المظفر أحسنت في أن الجمال قد سبق السيوطي وجزاك الله خيرا على هذا التعقب أما دليل الأنصاري بأن السكوت للنساء فهذا في غاية الظرافة ويلزم الإنسان أن يكون متكلما دائما من أجل المحافظة على الرجولة
عموما غفر الله له ورحمه ولعلها إشارة لم نفهمها
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
سالم بن محمد الشهري
.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 04:01]ـ
357_ موافقات " الحافظ الذهبي " لتصحيحات الحاكم , فُهِمت فهما ً خاطئا ً , في الغالب , فالذهبي ملخص لكلام الحاكم , ولذلك اسمه " تلخيص المستدرك " , وإن كانت مقدمته خلاف ذلك , لكن عمله في كتاب " المستدرك " مفيد ٌ أنه تلخيص , وأحيانا ً يتعقَّب , فإذا قال: قلت ُ فهو من الذهبي , وإن لم يقل " قلت " فلا يقال وافقه الذهبي بل سكت الذهبي كما قاله تلميذه الزيلعي , أو لم يتعقبه كما قال ابنُ حجر!.
ولذلك تجد الحاكم يقول " صحيح على شرط الشيخين " فيقول الذهبي " خ م " ولا يخفى على الذهبي كثير من أخطاء الحاكم , فتجد رواة ضعفاء يقول عنهم الحاكم " على شرطهما " أو أسانيد واهية فيصححها , فبعض المعاصرين انتقد الذَّهبي أنه يصحح هذا الراوي, وقد تكلم عنه في " الميزان"! فبعضهم يخطئه , وهذا غير صحيح.
وأول من قال " وافقه الذهبي " السيوطي , في " اللائالئ المصنوعة " والمناوي شهرها , ثم المعاصرين! , فالصواب أن نقول: سكت الذهبي -كما يقوله ابن حجر- أو لم يتعقّبه- للزيلعي- وهنا قاعدة "" لا يُنسب ْ إلى ساكت قول ٌ "" وبعض ُ المعاصرين يشتدُّ على الإمام الذَهَبي , ويقول: تناقض ويجعل الذهبي كأنه لا يفهم بالحديث , وهذا من الخطأ بمكان , وكذلك الحاكم فإنه - رحمه الله -من كبار الحفاظ , واختلف أهل العلم في تساهله , فأوجه ما قيل كما نقله ابن عبد الهادي وابن حجر أنه"حصلت له غفلة فألفه في آخر حياته " حتى في المستدرك أملى بعض الأحاديث في عام "403 " وقد توفي في عام " 405 ".
من فتاوى الشيخ المحدث عبد الله السعد المطيري -حفظه الله-
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 04:56]ـ
لإثراء الموضوع:
التحاكم إلى موافقة الذهبي للحاكم
على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36695
و انظر هنا أيضا:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1227341
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومعاذ الشهري]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 06:21]ـ
.
.
أبو الهمام
يعلم الله ماللسعد في قلبي من التقدير والإحترام
وفك الله قيده فليس أول شريف يزج به في السجن ولكن ستبقى تحقياته وكلماته محفورة في قلوب محبيه
كلامه في الصميم وهناك تنبيهات:
كأنّ بين هذين تناقض بدا لي:
فلا يقال وافقه الذهبي بل سكت الذهبي كما قاله تلميذه الزيلعي , أو لم يتعقبه كما قال ابنُ حجر!.
فالصواب أن نقول: سكت الذهبي -كما يقوله ابن حجر- أو لم يتعقّبه- للزيلعي-
قوله أنّ أول من قال ذلك السيوطي يحتاج إلى تحقيق وقد وقعت فيما وقع فيه فنبني بعض الأحبة منهم أبو المظفر أن الجمال الزيلعي قد سبقه في ذلك
لكن لعل السيوطي أكثر من الزيلعي نسبيا والمنّاوي أكثر منهما وغفر الله للجميع
وأسعدك الله على مانقلت وحفظك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 06:46]ـ
وإياك.
الثانية أصوب من الأولى , والله أعلم.
وأنا الآن أعيد سماعَ الفتوى لأصلح مثل هذه الأخطاء.
بورك فيك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 11:25]ـ
رجعت لكلام الشيخ!
فقال ما قلته في المرة الأولى -فلا يقال وافقه الذهبي بل سكت الذهبي كما قاله تلميذه الزيلعي , أو لم يتعقبه كما قال ابنُ حجر!.
ثم تراجع الشيخ وقال العكس!
فالصواب أن نقول: سكت الذهبي -كما يقوله ابن حجر- أو لم يتعقّبه- للزيلعي-
فالصواب أن نقول: سكت الذهبي -كما يقوله ابن حجر- أو لم يتعقّبه- للزيلعي-
فالصواب أن نقول: سكت الذهبي -كما يقوله ابن حجر- أو لم يتعقّبه- للزيلعي-
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 07:00]ـ
قلت: من الأجود أن يقال وبيض له الذهبي.
ولكل اجتهاده وأول من أثار هذه القضية هو حسان عبد المنان ونقلت إلى الإمام الألباني ولم يقنع بها.
ومن الغرائب أني رأيت في مختصر استدراك الحافظ الذهبي على مستدرك الحاكم لابن الملقن (3/ 1534): ((ثم قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي عليه)).(/)
هل زيادة شعبة هذه زيادة ثقة مقبولة أم لا؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 06:13]ـ
قال ابن القيم في حاشية سنن أبي داود:
" فإن قيل حديث ابن عباس رواه أيوب والثوري وابن عيينة وابن زيد وابن جريج وهشيم كلهم عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس ولم يقل أحد منهم شعبة ورواية الجماعة أولى من رواية الواحد قيل هذا عبث فإن هذه اللفظة متفق عليها في الصحيحين وناهيك برواية شعبة لها وشعبة حفظها وغيره لم ينفها بل هي في حكم جملة أخرى في الحديث مستقلة وليست تتضمن مخالفة للآخرين "
قلت: بل قال مسلم ذلك في صحيحه فقال: " ولم يذكر أحد منهم يخطب بعرفات غير شعبة وحده "!!!
فهؤلاء ستة لم يرووا هذه الزيادة ومنهم أئمة حفاظ ورواها الإمام الحافظ شعبة , فهل زيادة شعبة هذه زيادة ثقة مقبولة أم زيادة شاذة؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 10:11]ـ
معذرة لقد أوردت الموضوع سريعا دون التنبيه على أصل الحديث وهو في مسئلة لبس المحرم للخفين إذا لم يجد نعلين هل يقطعهما حتى يكونا أسفل الكعبين أم لا؟؟
فالذين احتجوا بعدم القطع احتجوا برواية شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الحديث في خطبة عرفات بدون ذكر القطع فكان متأخرا عن الأحاديث التي وردت بالقطع
فهل زيادة شعبة هذه محفوظة أم لا؟؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 06:16]ـ
قد تابع شعبة سعيد بن زيد كما عند الدارقطني
من طريقه عن أبي بكر نا أحمد بن يوسف السلمي نا عارم نا سعيد بن زيد عن عمرو
وقال الدارقطني
وحديث شعبة وسعيد بن زيد عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن بن عباس أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخطب بعرفات هذا بعد حديث بن عمر
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 11:26]ـ
وعند الطبراني في الكبير
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم ثنا سعيد بن زيد ثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس بعرفة فقال: " من لم يجد نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزارا فليلبس سراويل ".
ذكر أن النبي صلى عليه وسلم قال ذلك في خطبة جمع سفيان وهشيم وابن جريج وحماد بن زيد وأشعث بن سوار مع أن لفظ الخطبة لاأثر له إطلاقا في نسخ الحديث
وغيرهم وهم جمع أيضا أيوب وبحر بن كثير والجاج بن أرطأة وأبو حنيفة لم يذكروا خطبة في الحديث
وتفرد شعبة بذكر عرفات ورواها عنه جمع
وتابعه سعيد بن زيد وفي الإعتداد بمتابعته نظر
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 02:55]ـ
لعلك تميل أخي الفاضل إلى عدم صحة هذه الزيادة , أليس كذلك؟؟؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 05:41]ـ
قبول البخاري لها في مواضع ومسلم واحتجاج الدارقطني بمتابعة سعيد-في ما يظهر- وكون شعبة متثبت وواسع الإطلاع -وعدم وجود من أعلها بالشذوذ حسب علمي كل ذلك مجتمع
يوهن القول عندي بشذوذها
وأما ما أميل إليه الآن فهو التوقف
ولعل الأحبة الكرام لديهم إضافة
.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 06:02]ـ
وما قولك أخي الفاضل في قول مسلم: " " ولم يذكر أحد منهم يخطب بعرفات غير شعبة وحده "!!! "
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 06:14]ـ
ذلك ليس إعلالا في ما يظهر وإنما هو توضيح فقط
و قال منهم ولم يقل لم يذكر أحد يخطب بعرفات غير شعبة
وحتى لو قال ذلك فيحتمل أنه إنما أراد التوضيح فقط
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 04:54]ـ
ورد في رواية عن سفيان أن الخطبة على المنبر
وروي أيضا شك في رواية لشعبة في موضع الخطبة هل هو في عرفات أو منى
وكل ذلك شاذ لاعبرة به وإنما طرحته حتى لايطرح
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 10:20]ـ
بارك الله فيكما
/// مما يقوي القول بوهم شعبة:
1_ قول عمرو بن دينار آخر الحديث:"لا أدري أي الحديثين نسخ الآخر" يريد حديث ابن عمر وحديث ابن عباس
قد يفهم منه وهم شعبة
لأن لفظة (عرفات) لو كانت عند عمرو لعلم الناسخ من المنسوخ فلما لم يعلم علمنا أنها لم تكن عنده وأنها من كيس شعبة ولذلك لم يذكرها باقي الرواة
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ أن المخالفين لشعبة أئمة متقنون أثبات خاصة وأن فيهم أثبت الناس في عمرو وأكثرهم ملازمة له وهو ابن عيينة
كما أن فيهم حماد بن زيد وهو من أثبت الناس في عمرو
/// ويشكل على الأول:
أن سبب تردد عمرو في تحديد الناسخ لا يمكن حصره بما ذكرنا من عدم معرفته بهذه اللفظة
فيمكن أن يكون تردده لعدم معرفته بتاريخ حديث ابن عمر وزمنه
ويمكن أن تفرض احتمالات أخر خاصة وأن عمر بن دينار فقيه
وإذا أمكن الاحتمال ولم يبعد بطل الاستدلال
/// ويشكل على الثاني ما ذكره الأخ الفاضل عبد الرحمن من بعض القرائن وما لم يذكره وهي:
/// إمامة شعبة وتثبته
/// اعتماد الشيخين تفرده بهذه اللفظة إلا أن يقال أشار مسلم لعلتها كما سيأتي.
/// أخذ أحمد بها
/// وجودها في أصح الكتب بعد كتاب الله وأكثرها تدوالا بين العلماء وعدم إنكارهم لها
/// عدم معرفة سلف في الحكم بالوهم
/// سماع شعبة للحديث من شيوخه أكثر من مرة وإن بعد ادعاء ذلك له في كل حديث بعينه
/// قول البخاري: تابعه ابن عيينة
وهذا الأخير مشكل لأنه ليس في رواية ابن عيينة إلا ذكر الخطبة دون ذكر المكان (عرفات)
ـ فإما أن يكون البخاري وقف على ذكره في رواية ابن عيينة من طريق لم تصلنا فإنه اجتمع له أعلم الناس وأجمعهم لحديث ابن عيينة الحميدي وعلي
ورواية الحميدي من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي عند ابن عبد البر ليس فيها (عرفات) وفيها (وهو يخطب على المنبر)
وكذا رواه مكثرون عن ابن عيينة أبو بكر ابن أبي شيبة وأحمد وسعيد بن منصور ولم يذكروها وكذا رواه الشافعي عن ابن عيينة
ويشكل أيضا على حكاية البخاري المتابعة حكاية مسلم وأبي نعيم التفرد من شعبة
وقد لا يشكل ويقال تعارض قول البخاري ومسلم فيقدم قول الأعلم
ـ وإما أن يكون فهم من مجرد ذكر الخطبة أنها كانت خطبة عرفات
ـ وإما أن يكون أراد المتابعة في أصل الحديث كما يظهر من تتبع الطرق وقول مسلم وكما فهم الحافظ ذلك
ويشكل على هذا الأخير أنه ما من سبب ظاهر في تخصيص متابعة ابن عيينة فإنه قد تابع شعبة على أصل الحديث جل الرواة
ثم إن شعبة لا يحتاج إلا مساندة ومتابعة
لكن ينظر في منهج البخاري في ذكر المتابعات فلا أستبعد أنه يسوق المتابعات أحينا على هذا الوجه فيما أعلم
ـــــــــ
/// أفهم من صنيع مسلم الإشارة إلا الإعلال
فإنه التزم بيان العلل في مقدمته بطريقة ارتضاها خفية
فإن حكاية التفرد من الأئمة المتقدمين أحيانا تحمل على الإعلال وأحيانا تحمل على مجرد التعريف بوجود الاختلاف والتفرد
ويصار لأحد الاحتمالين بقرائن معينة
والقرائن هنا ترجح احتمال الإعلال
ـــــــ
/// قال أبو الحسن الدارقطني: سمعت أبا بكر النيسابوري , يقول في حديث ابن جريج , وليث بن سعد وجويرية بن أسماء , عن نافع , عن ابن عمر , قال: نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد: ماذا يترك المحرم من الثياب؟ , وهذا يدل على أنه قبل الإحرام بالمدينة , وحديث شعبة , وسعيد بن زيد , عن عمرو بن دينار , عن أبي الشعثاء , عن ابن عباس أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات هذا بعد حديث ابن عمر.
فليس فيه أن الدارقطني ولا أبا بكر النيسابوري قد صححا متابعة سعيد فيما يظهر لي والله أعلم
ـــــــــــ
/// قال ابن الأعرابي في المعجم نا محمد بن عيسى بن أبي قماش قال: سمعت أبا الوليد قال: سمعت شعبة يقول: سمعت عمرو بن دينار يقول: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت عبد الله بن عباس يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في المحرم: إذا لم يجد النعلين لبس الخفين، وليقطعهما، وإذا لم يجد الإزار لبس السراويل
قال شعبة: أوه
قال ابن أبي قماش فأخبرني بعض أصحابنا قال: قلت لأبي الوليد لم تأوه شعبة قال: تأوه على ابن عباس حين قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وكان صغيرا. ا.هـ
ابن أبي قماش ترجمه الخطيب والذهبي ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعدلا
ولم أبحث عنه كثيرا ووجدت له سؤالا ليحي بن معين
على كل هو هنا خالف البخاري وإبراهيم بن مرزوق فإنهما روياه عن أبي الوليد بإسناد الجماعة المعروف
(يُتْبَعُ)
(/)
/// وخرج الخطيب في تاريخه من طريق علي بن محمد بن أبي الشوارب_ وثقه الخطيب_ حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال سمعت ابن عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما من عند الكعبين
هذا حديث غريب تفرد بروايته بن أبي الشوارب عن أبي الوليد عن شعبة
وبلغني عن إبراهيم الحربي أنه قال إنما هو عن عبد الله بن دينار
وقول إبراهيم صحيح
غير أن معاذ بن معاذ قد حدث به عن شعبة عن عمرو بن دينار كما رواه بن أبي الشوارب عن أبي الوليد
ورواه أيضا عباس بن يزيد البحراني عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عمر
ورواه محمد بن عيسى بن أبي قماش عن أبي الوليد عن شعبة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن بن عباس. ا.هـ
والصواب عن أبي الوليد ما رواه البخاري
والصواب عن شعبة كما رواه عنه جماعة أصحابه هكذا:
شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس
وقد يكون لشعبة فيه شيخين فيكون سمعه من عبد الله بن دينار عن ابن عمر كما قال الحربي ويكون هذا حديثا آخر غير حديث عمرو بن دينار
والصواب عن عمرو كما رواه جماعة أصحابه هكذا:
عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس
ــــــــ
/// قال أحمد رحمه الله عندما سئل عن الحديثين بأيهما يأخذ:حديث ابن عباس أبين.
وقال أيضا: هذا أثبت عندي، وذاك أن القطع من الفساد، والله لا يحب الفساد.
قال المروذي: احتججت على أبي عبد الله بخبر ابن عمر هذا, وقلت: فيه زيادة، فقال: هذا حديث، وذاك حديث
وعن أحمد رواية بالقطع عملا بحديث ابن عمر.
فيحتاج الأمر التمعن في أحكام الإمام أحمد هذه فإنها مشكلة والله أعلم.
ـــــــــ
/// وأما رواية إسماعيل بن مسعود الجحدري عن يزيد بن زريع عند النسائي في صحيحه
فهي وهم من الجحدري أو مدرجة من أحد الرواة لسببين:
ـ الأول: أن المعروف عن أيوب عدم ذكر القطع
والمعروف عن عمرو بن دينار عدم ذكر القطع
وهو المعروف عن ابن عباس
ـ الثاني: قد خالف الجحدري ثقتان هما صالح بن حاتم بن وردان وأحمد بن عبدة الضبي
فقولهما مقدم عليه
والله أعلم
ــــــ
ولما تقدم من تعارض قوي بين الأدلة
فأنا أقلد البخاري رحمه الله.
والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 10:45]ـ
والصواب عن شعبة كما رواه عنه جماعة أصحابه هكذا:
شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس
وقد يكون لشعبة فيه شيخين فيكون سمعه من عبد الله بن دينار عن ابن عمر كما قال الحربي ويكون هذا حديثا آخر غير حديث عمرو بن دينار
يؤيده أن مالكا رواه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 10:55]ـ
ثم وقفت على كلام أبي الحسن الدارقطني في العلل قال البرقاني:
وسُئِل عَن حَديث عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر، قال: نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم أن يلبس المحرم ثوباً مسه ورس، أو زعفران، وقال: من لم يجد نعلين، فليلبس الخفين، ويقطعهما أسفل من الكعبين.
فقال: يرويه شعبة، وأبو جعفر الرازي، واختُلِفَ عنهما؛
فروي عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي، عن شعبة، عن عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر. وهو وهم.
والصحيح: عن شعبة، عن عبد الله بن دينار.
وروي عن أبي جعفر الرازي، عن عَمْرو بن دينار، عن ابن عُمَر، هذا الحديث أيضًا. حَدَّث به عامر بن الفرات عنه.
وغيره يرويه عن أبي جعفر، عن عبد الله بن دينار، وهو الصواب.
والحديث محفوظ عن عبد الله بن دينار.
حدث به عنه مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر.
ورواه الثوري، واختُلِفَ عنه في لفظه؛
فرواه أبو عاصم، عن الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمَر، عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم: من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل.
ووهم في ذكر السراويل، لأن كل من رواه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عُمَر، ومن رواه عن الثوري أيضًا، لم يذكروا فيه السراويل.
وكذلك رواه سالم، ونافع، عن ابن عُمَر، وهُو الصَّحيح عن ابن عُمَر.
وكل من ذكر السراويل في حديث ابن عُمَر فقد وهم.
وكُل مَن ذَكَر قَطْع الخُفين، في حَديث ابنِ عباس، فقد وَهِمَ.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:15]ـ
/// إمامة شعبة وتثبته
/// اعتماد الشيخين تفرده بهذه اللفظة إلا أن يقال أشار مسلم لعلتها كما سيأتي.
/// أخذ أحمد بها
/// وجودها في أصح الكتب بعد كتاب الله وأكثرها تدوالا بين العلماء وعدم إنكارهم لها
/// عدم معرفة سلف في الحكم بالوهم
/// سماع شعبة للحديث من شيوخه أكثر من مرة وإن بعد ادعاء ذلك له في كل حديث بعينه
/// قول البخاري: تابعه ابن عيينة
يضاف لهذه القرائن التي تقوي مخالفة شعبة:
/// متابعة سعيد بن زيد له عند الطبراني والدارقطني
لكن لا أظنها تصح ولعل الوهم فيها ممن دونه
وذلك:
/// لأنا لم نجدها في الأصول
/// ولحكاية مسلم وأبي نعيم تفرد شعبة بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 03:17]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
لكن مازال في القلب من زيادة شعبة هذه شيء ما ......... أليس كذلك؟؟
على أن حديث ابن عباس روي موقوفا عليه من طريق سعيد بن جبير كما في مصنف ابن أبي شيبة!!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 04:20]ـ
بارك الله فيك
/// نعم في النفس منها شيء
لكن الأمة تلقت كتاب البخاري بالقبول ولا نعلم من أعل هذه الزيادة ممن تكلم على أحاديث الصحيحين من النقاد كأبي الحسن وأبي مسعود
/// ورواية الوقف لا تؤثر هنا والله أعلم
لأن ابن عباس مكثر من الفتوى
فقد يكون سعيد سمع الفتوى (الوقف) وجابر سمع دليل الفتوى (الرفع)
ولا أرى الواقع الحديثي للروايات هنا يساعد على إعلال الرفع بالوقف
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 06:19]ـ
ثمت أمور
أولا
لو ثبت أن حديث ابن عمر كان قبل حجة الوداع وعلم بذلك عمرو ابن دينار
لقلت بشذوذها قطعا لقوله" لا أدري أي الحديثين نسخ الآخر"
ثانيا
لو لم يثبت أن حديث ابن عمر كان قبل حجة الوداع
لما كان في ذكر حجة الوداع فائدة في النسخ وعليه فقبول تلك الزيادة ليس ببعيد
ويبقى السؤال مطروحا هل ثبت أن حديث بن عمر كان قبل حجة الوداع؟؟
فإن ثبت فالأمر مشكل لأ نها حين إذ سوف تكون بالغة الأهمية إلا إن قلنا أن جميع رواة حديث ابن عباس لاعلم لهم بذلك
وفيه بعد
وقد يكون عمروا لم يذكرها لأكثرهم لاعتقاده عدم أهميتها وفيه أيضا بعد فهو يعتقد أن النسخ ممكن فكان ذكر عرفات أهم بكثير من ذكر الخطبة
وإن لم يثبت أن حديث بن عمر كان قبل حجة الوداع فزيادتها مقبولة لعدم أهميتها فلعل أكثر الرواة لم يعيروها إهتماما لأجل ذلك
ثالثا
الشافعي رحمه الله واضح من كلامه أنه جعلهما حديثا واحدا وأن ابن عمرحفظ مافات ابن عباس وجابر رضي الله عنهما أونحو ذلك
رابعا
أنا لم أقل أن الدارقطني صحح متابعة سعيد وإنما قال بتأخر حديث ابن عباس بدليل حديث شعبة وسعيد كما فهمت من كلامه
حيث قال
وحديث شعبة وسعيد بن زيد عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخطب بعرفات هذا بعد حديث ابن عمر
خامسا
ضعف متابعته سعيد عندي هو من عدم قوته هو لا من ضعف السند إليه
ويحتمل أن الضعف من دونه
سادسا
قبول الأمة للبخاري بشكل عام ليس دليلا قويا في المسألة ولكن لا بأس بالإسئناس به في ما يظهرلي
سابعا
أما رواية الوقف عن ابن عباس فلا أثر لها في الموضوع كما بين الأخ الفاضل أمجد الفلسطيني
والخلاصة
أنه إن ثبت أن حديث ابن عمركان قبل حجة الوداع
وعليه تكون تلك الكلمة بالغة الأهمية فالأرحج حين إذ عدم صحتها
وإن كان العكس فالقول الأرحج هو قول البخاري
وعليه يكون عذرهم في اختصار الحديث معقول
كما لم يذكر بعضهم لفظ الخطبة لأنه لا أثر له في الحكم
والله تعالى أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 06:35]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الحافظ في الفتح:
" قال بن الجوزي حديث ابن عمر اختلف في وقفه ورفعه , وحديث بن عباس لم يختلف في رفعه انتهى , وهو تعليل مردود بل لم يختلف على بن عمر في رفع الأمر بالقطع إلا في رواية شاذة على أنه اختلف في حديث بن عباس أيضا فرواه بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عن بن عباس موقوفا , ولا يرتاب أحد من المحدثين أن حديث بن عمر أصح من حديث بن عباس لأن حديث بن عمر جاء بإسناد وصف بكونه أصح الأسانيد واتفق عليه عن بن واحد من الحفاظ منهم نافع وسالم بخلاف حديث بن عباس فلم يأت مرفوعا إلا من رواية جابر بن زيد عنه حتى قال الأصيلي إنه شيخ بصري لا يعرف كذا قال وهو معروف موصوف بالفقه عند الأئمة " أ. هـ
وقال في التهذيب: " أغرب الأصيلى، فقال: هو رجل من أهل البصرة لا يعرف، انفرد عن ابن عباس
بحديث " من لم يجد إزارا فليلبس السراويل "، و لا يعرف هذا الحديث بالمدينة " أ. هـ
ـ[حمد]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 09:14]ـ
الأوفق للقياس، هو حديث ابن عمر.
يُنظر: مشكل الآثار للطحاوي.
قال رحمه الله:
وقالت طائفة منهم بما في حديث ابن عمر الذي ثلثنا بذكره في هذا الباب، وممن قال ذلك منهم: أبو حنيفة ومالك بن أنس، وأصحابهما، وكان وجه ذلك في النظر: أنهم لما وجدوا لباس الخفاف لواجدي النعال في الإحرام ممنوعا منه، نظر كيف حكمه عند عدم النعال، فوجدت الأشياء الممنوع منها في الإحرام في غير أحوال الضرورات، منها: لباس القميص، وحلق الشعر، وكان من اضطر إلى ذلك، فحلق شعره من أذى، أو لبس قميصه من أذى، لم تسقط الضرورة عنه الكفارة التي كانت تكون عليه لو كانت منه تلك الأشياء في غير حال الضرورة، فعقلوا بذلك: أن الضرورات التي توجب الإباحات للأشياء المحظورات في غير حال الضرورات، إنما ترفع الآثام لا ما سواها، فكان مثل ذلك أيضا الضرورة إلى لباس الخفاف إذا عدمت النعال، وأبيح بذلك لبسها في الإحرام أن ترفع الآثام، ولا ترفع الكفارات الواجبات فيها في غير حال الضرورات. فهذا هو القول الذي يوجبه النظر في هذا الباب عندنا، والله نسأله التوفيق.(/)
هل لفظة " وليقطعهما " على الخفين للمحرم أسفل الكعبين مدرجة من قول نافع؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 06:16]ـ
قال ابن قدامة في المغني:
" فصل وإذا لبس الخفين لعدم النعلين لم يلزمه قطعهما في المشهور عن أحمد ويروى ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وبه قال عطاء وعكرمة وسعيد بن سالم القداح , وعن أحمد أنه يقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين فإن لبسهما قطع افتدى وهذا قول عروة بن الزبير ومالك والثوري والشافعي وإسحاق وابن المنذر وأصحاب الرأي لما روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فمن لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين " متفق عليه وهو متضمن لزيادة على حديث ابن عباس وجابر والزيادة من الثقة مقبولة
قال الخطابي: العجب من أحمد في هذا فإنه لا يكاد يخالف سنة تبلغه رجاء سنة لم تبلغه , واحتج أحمد بحديث ابن عباس وجابر من لم يجد نعلين فليلبس خفين مع قول علي رضي الله صلى الله عليه وسلم قطع الخفين فساد يلبسهما كما هما مع موافقة القياس فإنه ملبوس أبيح لعدم غيره فأشبه السراويل وقطعه لا يخرجه عن حالة الخطر فإن لبس المقطوع محرم مع القدرة على النعلين كلبس الصحيح وفيه إتلاف ماله, وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعته
فأما حديث ابن عمر فقد قيل إن قوله " وليقطعهما " من كلام نافع , كذلك رويناه في أمالي أبي القاسم بن بشران بإسناد صحيح أن نافعا قال بعد روايته للحديث " وليقطع الخفين أسفل من الكعبين " وروى ابن أبي موسى عن صفية بنت أبي عبيد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للمحرم أن يلبس الخفين ولا يقطعهما وكان ابن عمر يفتي بقطعهما قالت صفية فلما أخبرته بهذا رجع " أ. هـ
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 03:12]ـ
للرفع والمشاركة
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 04:39]ـ
لا ليس مدرجة من قول نافع أبدا
بل هي ثابتة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد على الإطلاق
ولوثبت أن نافعا قالها مرة ولم يرفعها لا يضرها
فقد رفعها مرات بطرق متعددة عنه ويقع مثل ذلك كثيرا في الأحاديث
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 07:56]ـ
لا ليس مدرجة من قول نافع أبدا
تصحيح وتوضيح
لا ليس قول وليقطع الخفين أسفل من الكعبين مدرج من قول نافع أبدا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 11:56]ـ
فائدة
تذكرت موضوعا سابقا ظن فيه أحد الأخوة الكرام أنه ثمت إدراج في حديث آخر في صحيح البخاري أيضا
فتبين أنه لاإدارج
وهو على هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29647
فرحم الله إمام الأئمة وسراج الأمة في علم الحديث الإمام البخاري رحمة واسعة
.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 04:32]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل(/)
التشكيك في السنة وبغض جنس العرب من أبرز صفات أي شيعي يتقن التقيه
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 06:52]ـ
أولا صور التشكيك في السنة
نعم والله لقد أدركت بما لا مجال فيه للشك أن كثيرا من الشيعة في مواقع عديدة
والذين يريدون أن يُظهروا للناس بأنهم سنة باحثين وبأسماء مثل أبو بكر وعمر وعثمان ونحوها من أسماء من يغضهم الشيعة ليلبسوا على العامة أمر دينهم
فتجدهم يضعون مشاركات عديده موافقة لما عليه أهل السنة بل وتجد فيها سب الروافض
ثم تجدهم تارة أخرى
يشككون في أنه لا يوجد أسانيد صحيحة وأن علماء الجرح والتعديل يجاملون في توثيق الرجال وحاشاهم والله من ذلك
وتجدهم يقولون أنه لا بأس بقبول الروايات التاريخية الضعيفة بالمطلق بغض النظر عن ما دس فيها من كذب الشيعة السابقين والذين هم أكذب الرواة بإجماع العلماء
وتجدهم مرة أخرى يلمحون إلى أن تراث أهل البيت رضي الله عنهم أختفى وطمس وتعمد تركه ونسيانه
أما تشكيكهم في صحة كتاب الله فذلك معلوم
و غير ذلك الكثير الكثير من إفترآتهم وكذبهم
**********
**********
ثانيا كره العرب
ومن صفاتهم في كثير من المواقع
الغمز والمز والطعن ليلا ونهارا في العرب وأنهم أتفه الشعوب و ........ و ......... و .........
ولا أدري ما سبب بغضهم للعرب أليس النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وفاصمة والحسن والحسين رضي الله عنهم بل وأنصارهم من العرب أليس الذين نشروا دين الله وضحوا بأموالهم وأنفسهم لإعلاء كلمة الله قوم أختارهم الله من جنس العرب
أليس الله أختار لغتهم لتكون هي لغة أفضل الكتب السماوية القرآن الكريم
والله ثم والله إني لا أعرف سببا في كره الشيعة للعرب مع أن كثيرا منهم ينسب نفسه للعرب
فهل كره العرب واجب في دين الشيعة؟؟؟
ومن لم يكره العرب يعذب يوم القيامة في دينهم؟؟؟
أم هل لأن مهديهم سوف يقتل العرب شر قلتة؟؟؟
أم ماذا؟؟؟
نحن أهل السنة نعلم أن أكرم الناس عند الله المتقين وأن المحبوب عند الله هو الأتقى
والمسلمون من غير العرب لا يكرهون العرب بل يحبونهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم والمهجرين والأنصار منهم أما العرب فيحبونهم لذلك ولأنهم آباؤهم
أمالشعية فلا أدري ما هو سبب بغضهم لهم
فهل سوف نجد جوابا؟؟؟
.... الله أعلم
.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 09:05]ـ
من العجيب ان حتى الشيعة العرب يكرهون العرب!! وهذا من شدة تسليمهم عقولهم لزعمائهم الاراذل
ومن القصص التي سمعتها خبر هداية شيعي وتسننه بسبب المضايقات التي كانت توجهه لانه من قبيلة تميم
والشيعة يضايقونه و يعيرونه بان الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب تميمي!!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 01:53]ـ
سبحان الله
جزاك الله خيرا ياماجد مسفر على تعليقك وإضافتك(/)
من هذاشيخ البخاري في هذالسند"زكرياء بن يحي"
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
قال البخاري في صحيحه
كتا ب المناقب
بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ k وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ k : " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ".
(3638) -[3901] حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ هِشَامٌ: فَأَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ k وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ "، وَقَالَ أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: " مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا نَبِيَّكَ وَأَخْرَجُوهُ مِنْ قُرَيْشٍ "
المطلوب والمسؤل من هذاشيخ البخاري في هذالسند"زكرياء بن يحي"
من فضلكم أجيبوابالدليل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[صالح صولا]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 01:25]ـ
أخي الكريم راجع تهذيب الكمال من اسمه زكريا بن يحيى وانظر في شيوخه وتلاميذه وتاريخ الوفاة ستعرف من هذا الشيخ
وجزاك الله خيرا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:21]ـ
من فضلكم
أيهاالأساتذة الفضلاء
وياشيخ السكران التميمي لاتحرمنامن شفقتك
جزاكم الله تعالي في الدارين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 12:13]ـ
أكرمك الله أخي العزيز (محمد يامين) ورفع قدرك آمين ..
زكريا بن يحيى هنا مترددٌ بين ثلاثةٍ كلهم يقال له يحيى بن زكريا، وكلهم يروي عن عبد الله بن نمير:
1) زكريا بن يحيى بن صالح اللؤلؤي البلخي.
2) زكريا بن يحيى بن عمر الطائي أبو السكين الكوفي.
3) زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الكوفي.
أما الأول فبعيد عندي جداً أن يكون هو .. ويبقى الترجيح منحصر بين الإثنين الباقين؛ وكلاهما كوفي، وعبد الله بن نمير كوفي؛ فيقرب جداً أن يكون الراوي أحد هذين، فأياً كان منهم فهو على شرط البخاري.
ولما ذكر ابن عدي من روى عنهم البخاري في الصحيح لم يذكر غير هذين الأخيرين الكوفيين .. ومثله عند الدارقطني. فتأمل
والأظهر فيما أراه أنه (زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الكوفي). والله تعالى أعلم
فإن ابن حجر رحمه الله قد صرح أن البخاري لم يخرج لأبي السكين إلا حديثاً واحداً في العيدين.
وأخرج ثلاثة أحاديث أخرى عن زكريا بن يحيى غير مكنى ولا منسوب؛ اثنان منهما عنه عن عبد الله بن نمير، والآخر عنه عن أبي أسامة.
لكن رحج الحافظ ابن حجر أنه في هذه الثلاثة مواضع (البلخي)، والأظهر عندي والله تعالى أعلم ما قاله الأئمة ابن عدي والدارقطني؛ وأنه (ابن أبي زائدة).(/)
للمدارسة (سماع عراك بن مالك من عائشة رضي الله عنها)
ـ[أبوأروى]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 02:46]ـ
من قال بعدم السماع:
1 - الإمام أحمد , -نقله ابن أبي حاتم في المراسيل ص-162 ,
2 - والبخاري – التاريخ الكبير 3/ 155 ,
3 - وموسى بن هارون الحافظ- تهذيب التهذيب 7/ 156 - ,
4 - وأبو الفضل الحافظ حفيد أبي سعد الزاهد -نقله ابن رشيد العطار في غرر الفوائد ص256 - , وابن القيم - في زاد المعاد 2/ 385 - ,
وممن رجح سماعه:
1 - ابن عبد الهادي - في التنقيح 1/ 91 - ,
2 - وابن دقيق العيد في الإمام – نقلا من نصب الراية 2/ 107 ,
3 - والبوصيري - مصباح الزجاجة1/ 47 - ,
4 - وابن رشيد العطار -في غرر الفوائد ص256 - ,
5 - وحسن إسناده النووي- في شرح مسلم 3/ 154 - .
واستدلوا:
أ - برواية مسلم لعراك عن عائشة , فقد أخرج له عنها حديث المسكينة وابنتيها مع عائشة.
ب -وبإمكان اللقاء بين عراك وعائشة , قال ابن دقيق " وقد ذكروا سماع عراك من أبي هريرة ولم ينكروه وأبو هريرة توفي هو وعائشة في سنة واحدة فلا يبعد سماعه من عائشة مع كونهما في بلدة واحدة ولعل هذا هو الذي أوجب لمسلم أن أخرج في صحيحه حديث عراك عن عائشة من رواية يزيد بن أبي زياد مولى بن عباس عن عراك عن عائشة جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها الحديث "
ت -وبتصريح عراك بالتحديث عن عائشة , وقد وردت من ثلاثة طرق:
1 - طريق حماد بن سلمة. نقلها ابن أبي حاتم في المراسيل ص 162 , ولم أقف عليها.
2 - طريق علي بن عاصم. أخرجها إسحاق بن راهويه في مسنده 2/ 508 (1096) , وأحمد في مسنده 6/ 184 (25551) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه 16/ 117 , والمزي في تهذيب الكمال 8/ 93 - , والدارقطني في سننه 1/ 59 , والبيهقي في الكبرى 1/ 92 (446)
3 - طريق عبد الله بن المبارك. نقله الحازمي في الناسخ والمنسوخ (ص 37) (نقلا من تحقيق المحلى ويراجع في الأصل)
وأجاب الأولون:
1 - أما تخريج مسلم للحديث , فقد قال العلائي - جامع التحصيل ص 236 " والظاهر أن ذلك على قاعدته المعروفة والله أعلم " وهي قبول رواية المتعاصرين مع إمكان اللقاء بينهما , ولو لم يصرح بالسماع , ولذا فقد أعلها ابن عمار الشهيد في علله ص31 بالإرسال.
2 - وأما الطرق التي ذكر فيها التصريح بالسماع:
أ - طريق حماد بن سلمة: أنكرها الإمام أحمد , فأخرج ابن أبي حاتم - في المراسيل ص 162 - بسنده عن الأثرم قال " سمعت أبا عبد الله - وذكر الحديث- فقال: مرسل , فقلت له: عراك بن مالك قال سمعت عائشة؟ فأنكره! وقال: عراك بن مالك من أين سمع عائشة , ما له ولعائشة؟ إنما يرويه عن عروة , هذا خطأ , قال لي: من روى هذا؟ قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء , قال: رواه غير واحد عن خالد الحذاء , وليس فيه سمعت , وقال غير واحد أيضا عن حماد بن سلمة ليس فيه سمعت "
ويفهم من هذا الإنكار أنه قائم على سبر الروايات , فإن الرواة الحفاظ الذين رووه عن حماد لم يذكر أحد منهم التصريح بالسماع , وعليه فإن هذا الطريق عن حماد منكر لا يصح عنه.
ومثله طريق علي بن عاصم وابن المبارك – إن صح النقل عنه , فإني لم أقف على إسناده – فإن الرواة عن خالد الحذاء لم يذكروا التصريح , وهم أكثر عددا وأحفظ من علي بن عاصم , فإن الأئمة يصفونه بالوهم والغلط , وبعضهم يرميه بالكذب , قال يعقوب بن شيبة " سمعت علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه , منهم من أنكر عليه كثرة الخطأ والغلط , ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالفه فيه الناس ولجاجته فيه وثباته على الخطأ , ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتبه الوراقون له , ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذا , وقد كان رحمه الله من أهل الدين والصلاح والخير البارع وشديد التوقي , لكن للحديث فألف بعده " تهذيب التهذيب 7/ 302
ولعل الراجح مما تقدم أن عراك لم يسمع من عائشة , ولم يصح طريق عنه يفيد ذلك. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فلا وجه لتحسين النووي والبوصيري وغيرهما للحديث , وما نقل عن الإمام أحمد من قوله " أحسن ما روي في الرخصة حديث عراك , وإن كان مرسلا , فإن مخرجه حسن " تنقيح التعليق 1/ 91.فقد أجاب عنه ابن رجب بقوله " فلعله حسنه لأن عراكا قد عرف أنه يروي حديث عائشة عن عروة عنها " شرح العلل 1/ 199
ـ[أبوأروى]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 11:48]ـ
للرفع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 04:16]ـ
بارك الله فيك
/// لم يعتمد مسلم رحمه الله رواية عراك عن عائشة فإنه:
ـ أخرجها في المتباعات وكان اعتمادة في الأصول على رواية الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن عائشة
ـ ولأن عراكا معروف برواية حديث عائشة سماعا من عروة فخرج مسلم هذه الرواية لأن مخرج الحديث وأصله صحيح
فإنه معروف عن عروة
ورواه غير عروة عن عائشة
فيحتمل أن يكون عراك _وهو المعروف برواية حديث عائشة عن عروة_ سمعه من عروة ثم أسقطه عندما حدث به ابن عبد العزيز لأنه كان في حالة مذاكرة كما يظهر من سياق الخبر ووصف المجلس في حديث آخر هو حديث استقبال القبلة الذي رواه ابن أبي الصلت
فإنه يظهر أن عراكا حدث بالحديثين معا في ذلك المجلس
وكانوا في أوقات المذاكرة يقصرون في الأسانيد وإذا كانوا في مجالس التحديث جاؤوا بالإسناد والمتن على الوجه
/// ترجمة عراك عن عائشة ليست على شرط مسلم
لأن مسلما لا يكتفي بإمكان اللقاء مع قيام قرائنِ نفي السماع كما نبه على ذلك في مقدمته
والقرائن النافية للسماع أو الموهنة له قائمة في هذه الترجمة ولم يكن مسلم على غفل عنها
وهذه القرائن هي:
/// إدخال عراك الوسائط بينه وبين عائشة فكان يدخل أكثر شيء عروة ثم حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وأبا سلمة وغيرهم
/// وقال عراك مرة: أخبرت عن عائشة
/// ولنفي الأئمة من شيوخه سماعه من عائشة
/// وعليه فلا يصح قول الحافظ رشيد الدين: وحديثه عن رجل عنها لا يدل عدم سماعه بالكلية منها، لا سيما وقد جمعها بلد واحد وعصر واحد، فهذا ومثله محمول على السماع عند مسلم ' حتى يقوم الدليل على خلافه، كما نص عليه في مقدمة كتابه، فسماع عراك من عائشة ~ جائز ممكن وقد ثبت سماعه من أبي هريرة وغيره من الصحابة _م والله أعلم. ا.هـ
لأن مسلما قال بعد ما ذكر مذهبه:"إلا أن يكون هناك دلالة بينة أن هذا الراوى لم يلق من روى عنه أو لم يسمع منه شيئا فأما والأمر مبهم على الإمكان الذى فسرنا فالرواية على السماع أبدا حتى تكون الدلالة التى بينا".
وهذه الدلالة البينة هي القرائن عند النقاد
وقوله:"وحديثه عن رجل عنها لا يدل عدم سماعه بالكلية منها، لا سيما وقد جمعها بلد واحد وعصر واحد".
فإنما يصح إذا ثبت السماع ولم يثبت
أي أن إدخاله الوسائط دليل على عدم السماع فلا ينقل عن هذا الأصل إلا ثبوت السماع ولا ثبوت
ــــــ
أما الروايات التي جاء فيها تصريح عراك بالسماع من عائشة فكلها خطأ ووهم لأن:
/// المعروف من الواقع الحديثي عدم سماع عراك من عائشة كما يظهر من كلام أحمد
/// ولما تقدم من إدخال عراك الوسائط بينه وبين عائشة
/// ولأنهم _كما تقدم في مشاركة الأخ الفاضل_ اختلفوا في رواية السماع في حلقتين من حلقات الإسناد
والراجع مع الرواة الذين لم يذكروا السماع لكثرتهم ولأنهم أوثق وأتقن
/// ولأن عراكا قد أدخل في هذا الحديث بعينه _الذي رويت فيه صيغة السماع_ عروة بينه وبين عائشة
/// ولأن أثبت الناس في حديث عراك جعفر بن ربيعة رواه عن عراك عن عروة عن عائشة
وقد قال ابن أبي حاتم في العلل: وسألت أبي عن حديث؛ رواه حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك، قال: سمعت عائشة، تقول: سمع النبي صلى الله عليه وسلم، قوما يكرهون استقبال القبلة بالغائط، فقال: حولوا مقعدتي إلى القبلة.
قال أبي: فلم أزل أقف أثر هذا الحديث حتى كتبت بمصر عن إسحاق بن بكر بن مضر أو غيره، عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة: موقوفا، وهذا أشبه. ا.هـ
وكذا نحوه عن البخاري
ــــــ
وقد أخرج ابن حبان حديث عراك عن عائشة الذي أخرجه مسلم
والإمام ابن حبان ليس متساهلا وليس مدفوعا عن مراتب ودرجات الأئمة النقاد
وكان اشترط في كتابه أن لا يخرج منقطعا
فإما أن يكون قد غفل حال إخراج هذا الحديث
وإما أن يكون تأوله على تأويل مسلم كما قدمنا
وإما أن تكون خفيت عليه هذه العلة
ــــــــ
ورواية حماد بن سلمة التي فيها التصريح بالسماع أخرجها البخاري في التاريخ من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي
ـــــــــ
/// وأما كلام الإمام أحمد في تحسين الحديث المرسل فلا غرابة فيه ولا إشكال
فإن أحمد يأخذ بالضعيف غير شديد الضعف_ومنه المرسل_ في الأحكام والترغيب والترهيب إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه
وعلى ذلك أمثلة كثيرة من قوله رحمه الله
ولم يتفرد بذلك أيضا
ـــــــــ
ومما يحتاج إلى بحث نفي البخاري سماع خالد بن أبي الصلت من عمر بن عبد العزيز وعراك حيث قال:
خالد بن أبي الصلت عامل عمر بن عبد العزيز عن عمر بن عبد العزيز وعراك مرسل
روى عنه خالد الحذاء ومبارك بن فضالة وواصل مولى أبي عيينة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوأروى]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 04:21]ـ
عفا الله عنك , وبارك فيك.
فوائد عزيزة.
ولي وقفات معها إن تيسر الوقت.
بارك الله فيك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 11:19]ـ
وفيكم بارك الله
نسيت أن أنبه على أن الإمام أحمد وغيره من النقاد كانوا ينكرون كثيرا على بعض الرواة ذكرهم السماع في صيغ الأسانيد
ذكر ذلك ابن رجب
وأمثلته في كتب العلل والتواريخ
والله أعلم(/)
هذا رسالة لأخيكم: بطلان حديث إن سين بلال عند الله شينا
ـ[ابن كثير البورصي]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 08:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[إن] الحمد لله [نحمده، و] نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، [ومن سيئات أعمالنا].
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له].وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه.
(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
(يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً)
أ ما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن في زماننا كثر الأحديث الموضوعة المتداولة بين الناس يوضعونه ويسندونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لذا أحببت أن أكتب بعض الكلمات في وضعية قول: إن سين بلال عند الله شين.
قلت وقد صنف الإمام محمد بن محمد الخيضري كتاب رسالة سماه بطلان حديث إن سين بلال عند الله شينا وكان تصنيفه قيل أنه كان جوابا على سؤال الإمام إبراهيم الناجي. والكتاب ليست بمطبوع. ولكن لدي نسخة مخطوطة منها. فسآتي هنا ببعض الشواهد الذي كتبه المؤلف رحمه الله مع أن فتاوى الشكة الإسلامية كافية.
قال في المخطوطة: وقد نبه الإمام العلامة الحافظ المحقق عماد الدين ابن كثير عند ذلك فقال في ترجمة سيدنا بلال عند تاريخه (لعله البداية والنهاية):وكان ندي الصوت حسنة فصيحة قال وما يروى إن سين بلال عند الله شين فليس له أصل ولا يصح. وقال قبل هذا في خلال سيدنا الأنام ومنهم وكان من لأفصح الناس لا كما يعتقله إن سينه عندالله شينا حتى أن بعضه يروونه في ذلك حديثا لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان.
... معاذ الله أن ترتضي (تفتري) هذه الناقصة لسيدنا بلال فإنها ليست مخصوصة (لبلال) بل متعلقة بدين الإسلام فمن اعتقدها أثم إثما عظيما ... فإن هذا الكلام يتناقله الجهال بعلم الحديث ... وليست هو حديث فقد تتبعته في غالب كتب الحديث والأجزاء والمرويات والتواريخ فما رأيت ولا علمت أحدا صرح بإسناده حتى ولا في كتب الواهيات والموضوعات (يقصد بأن أهل الحديث في القديم لم يتكلموا في وضعية هذا الحديث وهذا دليل على أنها من كلام العوام المتأخرين فقط) ... ومن زعم إن له أصلا بإسناد ينقلا, وفي معتمد فاليظهر بالبنين (فيه سواد) له في الفسادوترشله إلى المراد (ومن يضلل الله فما له من هاد).
قلت: اعلم رحمك الله أن الحديث الموضوع يعرف بأمرين بالعقل والنقل, فبالنقل يعرف بالنظر إلى أسانيده مثلا فإن لم يكن له اصلا (أي سندا) فيحكم عليه بوضعه, أو بمخالفتخ للأحاديث الصحيحة, وغير ذلك. وبالنقل يعرف بالنظر إلى معناه مثلا كمن وضع قول: أنه صلى الله عليه وسلم رقص حتى تمزق قميصه, قال ابن القيم (في معنى كلامه في المنار المنيف):لعنة الله على من وضع (أو أسند) هذا على النبي صلى الله عليه وسلم, ات. وانا أقول بمثله واشد واكثر من ذلك. وهكذا.
فقول العوام سين بلال عند الله شين يمكن أن يقال له موضوع من جهتين: الأول بالعقل معلوم أنه أول مؤذن أذن في الإسلام فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختار شخصا لا يستطيع الكلام للأذان؟ فهذا غير معقول أيضا. ويعرف وضعيته بمخالفته للأحاديث الصحيحة منها: قوله صلى الله عليه وسلم: إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى منك صوتاً. رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة، وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر: صحيح سنن أبي داود، جـ1 ص98 ح469، وصحيح ابن ماجه، جـ1 ص118 ح.706. فهذا الحديث يدل على أن صوته كان نديا أي عاليا وإلا لما اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم للتأذين. والله أعلم
وهذا القول من قول من فتاوى الشبكة الإسلامية:
رقم الفتوى: 33319
عنوان الفتوى:سين بلال شين
تاريخ الفتوى:14 ربيع الثاني 1424/ 15 - 06 - 2003
السؤال (سين بلال شين) هل هذا الحديث صحيح؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث: سين بلال عند الله تعالى شين. من الأحاديث الموضوعة، وليس له أصل كما قال الحفاظ، قال صاحب كشف الخفاء ومزيل الإلباس: إن بلالاً كان يبدل الشين في الأذان سينا، قال في الدرر: لم يرد في شيء من الكتب، وقال القاري ليس له أصل، وقال البرهان السفاسفي نقلا عن الإمام المزني إنه اشتهر على ألسنة العوام ولم يرد في شيء من الكتب. 6 1/ 263.
وقال في ج1ص564: سين بلال عند الله تعالى شين، قال ابن كثير ليس له أصل ولا يصح ... فقد ترجمه غير واحد بأنه كان أندى الصوت حسنه فصيح الكلام. انتهى.
والله أعلم.
والكلام كثير نكتفي بذكر ما قد سبق والحمدلله رب العامين والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
كتبه أخوكم عبدالله بدر التركي المعروف بابن كثير البورصي(/)
الإسناد من الدين دعوة للمشاركة
ـ[أبو مصعب الأوليلي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة عامة لمن له إسناد متصل أن يدخل هنا لكي يشارك معنا http://www.hadethmasr.com/showthread.php?p=2344#post2344(/)
هل يتقوى هذا الحديث؟؟
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 05:17]ـ
هل يتقوى حديث جسرة في منع الحائض من المسجد بما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قال: المرأة الحائض التي تهل بالحج أو العمرة انها تهل بحجها أو عمرتها إذا أرادت ولكن لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة وهي تشهد المناسك كلها مع الناس غير انها لا تطوف بالبيت ولا بين الصفا والمروة ولا تقرب المسجد حتى تطهر
ـ[زياني]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 11:47]ـ
الله أعلم أنه لا يقويه، لأن جسرة بنت دجاجة منكرة الحديث عن عائشة، لا يعتبر بها، وأما أثر ابن عمر فهو موقوف عنه، وحديثه هذا من المسائل الفقهية التي فيها للعقل مجال ومدخل، وقد كان الصحابة يدخلون المسجد وهم على جنابة إذا توضأوا، والله أعلم.(/)
طلب تخريج حديث: يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 05:32]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، كثيرا ما قرأت هذا الحديث في بعض مواقع الأنترنت التي تذب الشبهات على زواج الرسول (ص) بأمنا عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و لكن لم يذكر تخريجه و لا صحتة، أرجو أن تنفعونا بعلمكم، هل الحديث صحيح، هل له شواهد أو طرق تقويه ..... إلخ
عن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قالت: لما هاجر رسول الله (ص) خلفنا وخلف بناته، فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن الأريقط الدئلي ببعيرين أو ثلاثة، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل معه أهله أم رومان وأم أبي بكر وأنا وأخي وأسماء بنت أبي بكر امرأة الزبير، فخرجوا مصطحبين حتى انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة، ثم دخلوا مكة جميعاً، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة، فخرجنا جميعاً، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة، وحمل زيد أم أيمن وولدها أيمن وأسامة، واصطحبنا حتى إذا كنا بالبيض من نمر نفر بعيري، وأنا في محفة معي فيها أمي، فجعلت تقول: وابنتاه واعروستاه! حتى إذا أدرك بعيرنا وقد هبط من الثنية ثنية هرشا، فسلم الله حتى قدمنا المدينة، فنزلت في عيال أبي بكر، ونزل إلي النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبني المسجد، وأبياتنا حول المسجد، فأنزل فيها أهله فمكثنا أياماً ثم قال أبو بكر: يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ قال: " الصداق ". فأعطاه أبو بكر ثنتي عشرة أوقية ونشا (نصف الأوقية) فبعث بها إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، وهو الذي توفي فيه ودفن فيه، وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت، وكان يكون عندها.
رواه الطبراني
بارك الله فيكم
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 10:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الدين
اخي الفاضل عز الدين
بحثت عن هذا الحديث فلم اجد من اخرجه سوى الطبراني في المعجم الكبير قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: .....
وفي هذا السند: محمد بن الحسن بن زبالة
قال المزى:
........ قال ابن معين: كان يسرق الحديث.
و قال أحمد بن صالح المصرى: كتبت عنه مئة ألف حديث ثم تبين لى أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه.
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: لم يقنع الناس بحديثه.
و قال أبو زرعة: واهى الحديث.
و قال أبو حاتم: واهى الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث، عنده مناكير، منكر الحديث، و ليس بمتروك الحديث، و ما أشبه حديثه بحديث عمر بن أبى بكر المؤملى، و الواقدى، و يعقوب بن محمد الزهرى، و العباس بن أبى شملة، و عبد العزيز بن عمران الزهرى و هم ضعفاء مشايخ أهل المدينة.
و قال أبو عبيد الآجرى: سمعت أبا داود يقول: كذابا المدينة: محمد بن الحسن ابن زبالة، و وهب بن وهب أبو البخترى، بلغنى أنه كان يضع الحديث بالليل على السراج.
و قال النسائى: متروك الحديث.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 03:52]ـ
الحديث رواه الطيراني في الكبير وابن عبد البر في الإستعاب
والحديث موضوع كذب
و في سنده كذاب المدينه محمد بن الحسن بن زبالة
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 01:42]ـ
بارك الله فيك أخي علي(/)
فكرة إنشاء جمعية وجهة خاصة لحلقات تحفيظ الحديث الشريف, تُضم مع حلقات تحفيظ القرآن:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 02:19]ـ
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فكرة فتح الله علي بها أردت أن أدمجها مع الدراسة السابقة:
فكرة ودراسة حول إقامة مشروع مجَمَّع الملك عبدالله لطباعة كتب الحديث الشريف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177955) .
ومن ثم بدا لأخيكم أن يفردها أيضًا في موضوع مستقل لعرضها على الكرام أمثالكم عسى الله أن ينفع بها , والباب مفتوح لزيادة الأفكار والاقتراحات والنقاش:
--
فكرة إنشاء جمعية وجهة خاصة لحلقات تحفيظ الحديث النبوي الشريف:
كذلك من المستحسن بل من المطلوب خاصة في هذه الأيام أن يكون هناك جمعية متفرعة من مجمع الملك عبد الله وتحت مظلته المفترض أن تسمى بـ ((جمعية تحفيظ الحديث الشريف)).
و يكون لها مقر خاص, تشرف من خلاله على حلقات يتم فتحها في جميع المساجد والتي كانت من قبل قد احتضنت حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
ويتم في هذه الحلقات اعتماد منهج الشيخ يحيى اليحيى في حفظ أحاديث السنة النبوية , كالبدء في حفظ المتفق عليه , ثم الأحاديث التي انفرد بها البخاري , ثم التي انفرد بها مسلم , ثم إذا انتهى الطالب من هذه المستويات يبدأ في حفظ بقية الأحاديث التي انفرد بها كلٌ من أصحاب الكتب الأربعة الباقية.
و لا يشرع الطالب في حفظ الأحاديث حتى يتم حفظ كتاب الله ويختبر في هذا, ومن ثم يُقبل في الحلقة.
ويمكن الاستفادة في قيام هذه الحلقات من منهج الشيخ يحيى وخبراته ومذكراته.
و نحن في هذه الأيام في أمس الحاجة للقيام بمثل هذه الحلقات وذلك لأكثر من سبب:
1 - للحفاظ على السنة , ونشرها , وتطبيقها , وتعريف الناس بها.
2 - لما حصل مؤخرا من حلول الهجمات الشرسة على السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
3 - لتطبيق هذا النوع الجديد والمميز من الحلقات في المساجد لتربط الناس مباشرة بسنة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وما أجمل أثر دورات الشيخ يحيى اليحيى ـ حفظه الله ـ في حفظ أحاديث السنة النبوية , فقد أثمرت بفضل الله نتاجًا صالحًا يبشر بخير , لكنها دورات موسمية وليست على مدار السنة , ومع هذا فالكثير يشكر فيها وفي القائمين عليها .. ولله الحمد والمنة.
و بهذا سيكون هذا الإنجاز أحد إنجازات مجمع الملك عبد الله ــــــ والحمد لله رب العالمين.(/)
ماهي أصول هذه الكتب ومنه هم مؤلفوها .. ؟؟
ـ[خلجات ملتاعه]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 02:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم إخوتي ومشائخي الأفاضل بكل خير ..
لكثير من الكتب أصل ألفه صاحبه، ثم زاد المؤلف الآخر عليه شرحًا أو تحقيقا أو عمل اختصارًا أو تهذيبًا ...
اذكر اسم أصل كل كتاب من الكتب التالية، ثم اذكر أسماء المؤلفين، وعن أي علم تتحدث هذه الكتب:
فتح الباري/ صحيح الجامع الصغير وزيادته/ جامع الأصول/ نيل الأوطار/ تيسير العزيز الحميد/ تيسير العلي القدير/ تقريب التهذيب
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:19]ـ
فتح الباري/
يوجد كتابان بهذا الاسم، وهما شرحان لصحيح البخاري، الأول لابن رجب الحنبلي والثاني لابن حجر
صحيح الجامع الصغير وزيادته/
الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، وصحيحه للالباني
جامع الأصول/
لابن الاثير، وجمع فيه الكتب الستة،
نيل الأوطار/
شرح منتقى الاخبار للمجد ابن تيمية، والنيل للشوكاني
تيسير العزيز الحميد/
شرح كتاب التوحيد لمحمد ابن عبد الوهاب، والشرح لحفيده
تيسير العلي القدير/
؟؟؟؟؟؟؟
تقريب التهذيب/
ألف عبد الغني المقدسي الكمال في أسماء الرجل
وهذبه المزي في تهذيب الكمال
وهذبه ابن حجر في تهذيب التهذيب
ثم اختصره في تقريب التهذيب
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 04:54]ـ
تيسير العلي القدير في اختصار تفسير ابن كثير
للرفاعي(/)
لطائف في ترتيب الدعاء النبوي " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 05:55]ـ
لطائف في ترتيب الدعاء النبوي
" اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"
اعلم –رحمني الله وإياك- أن هذا دعاء جليل القدر جامع لخيري الدناي والآخرة، لا غنى لمكلف عن الدعاء به ولا صلاح له إلا بتحقيق مضمونه.
وإليك جواب إيرادت ترد على ترتيبه تجلي معناه وتبين وجه الإعجاز في ترتيبه:
أولًا: إن قيل: لم قدم " الهدى والتقى" على " العفاف والغنى"؟
أجيب: لأن الهدى والتقى قوام صلاح العبد في أمر دينه والعفاف والغنى قوام صلاحه في أمر دنياه. وأمر الدين مقدم على أمر الدنيا.
أو لأن "الهدى والتقى" فيهما شفاء الشبهات، و"العفاف والغنى" فيهما شفاء الشهوات. وداء الشبهات أخطر من دعاء الشهوات.
ثانيًا: وإن قيل: لم قدم"الهدى" على "التقى"؟
أجيب: ذلك لعله لأمور:
أحدها: أن "الهدى" هو العلم النافع، و"التقى" هو العمل الصالح. والعلم مقدم على العمل في ضرورة تحصيله؛ قال تعالى:"فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك". وبوب البخاري"باب العلم قبل القول والعمل".
الثاني: أن "الهدى" سبب لتحصيل "التقى"؛ قال تعالى"والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم".
الثالث: أن الهدى أخص بالظاهر، والتقى أخص بالباطن. وإصلاح الظاهر أيسر فقدم طلب تحصيله.
الرابع: أو أن"الهدى" عبارة عن اتباع الرسول، والتقى مقتضٍ للإخلاص في الاتباع.
ثالثًا: إن قيل: ولم قدم " العفاف" على "الغنى"؟
أجيب: لأن العبد أحوج إلى العفاف منه إلى الغنى.
أو لأن العفاف فيه من درء المفسدة ما ليس في الغنى.
أو لأن العفاف فيه كسر شهوة النساء، والغنى فيه كسر شهوة المال والتطلع. والأول أولى.
والله أعلم.(/)
من يستطيع أن يأتينا بنص أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما؟
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 10:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيرازي في المهذب: "وإن كان أقطع اليد ولم يبق من محل الفرض شيء فلا فرض عليه, والمستحب أن يمس ما بقي من اليد ماء حتى لا يخلو العضو من الطهارة"
قال النووي في المجموع في شرحه للنص السابق: "قوله: يمس هو بضم الياء وكسر الميم , وقوله: " لا فرض عليه " هذا متفق عليه وكذا اتفقوا على استحباب إمساسه الماء وروى محمد بن جرير في كتابه اختلاف الفقهاء نحوه عن ابن عباس ... "
هل يستطيع أحد الإتيان بقول ابن عباس - رضي الله عنهما - من الكتاب المشار إليه - وهو أفضل - أو من غيره من الكتب.
بارك الله فيكم
وشاكر لكم مقدما.
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 02:29]ـ
هل أحد يدلنا؟
بارك الله فيكم.
-------------
----(/)
الكلام حول حديث عبد الله بن عمرو في تعليق الصكوك للصغار من ولده
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 02:06]ـ
وجدت شيخا ليس عليه بهاء العلماء وأشبه بعامي في لباس شيخ يحبه الأحباش ويضعون بعض مقاطع الفيديوا له في الفايس بوك تكلم حول مسألة تعليق الحروز وما شابه وتكلم باللغة العامية
وقد أتعبني ورائه هذا الشيخ في البحث على هذا الحديث فإنه لم يذكر لا جزء ولا صفحة ولم يقرأ باللغة العربية فجعل البحث أصعب لكن الحمد لله وجدت الحديث قد رواه الترمذي في سننه ج 5/ ص 542 حديث رقم: 3528
حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال * إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره قال وكان عبد الله بن عمر يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب
وتحسين الترمذي ليس على بابه فيدخل خفيف الضعف فيه كما يتضح جليا من تطبقات الترمذي كأن يقول حديث حسن فليس إسناده بذاك أو ليس إسناده بمتصل كذالك من كلام في العلل الصغير فمن الخطأ محاسبة أبي عيسى لإصطلاح وضع فيما بعد
وطبعا السند معل بعنعنة بن إسحاق فإنه امام في المغازي والسير صدوق في الحديث مدلس رحمه الله وتدليسه يضر فيجب أن نقف على تصريحه بالسماع وهذا مفقود في سنده هذا كذا في المستدرك للحاكم السند بالعنعنة
وقد جرى على عادته في تصحيح الحديث
ومحمد بن إسحاق هذا وضعه الحافظ بن حجر في المرتبية الرابعة من كتابه تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس
وقال محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما إنتهى
قلت والحديث مشهور في الكتب في سنن ابو داود ومسند أحمد والسنن الكبرى للنسائي والحاكم وابن عبد البر في التمهيد وبن عساكر في تاريخ دمشق والدعاء للطبراني وغيرهم كلهم من طريق بن إسحاق معنعنا فيبقى على ضعفه لكن وجدت متابعة لمحمد بن اسحاق فقد تابعه الإمام يحيى بن سعيد الأنصاري الإمام الثقة الثبت الكبير رواه عنه أسماعيل بن عياش الشامي وهو لا يحتج به في غير أهل بلده ويحيى بن سعيد الأنصاري مدني فيسأنس به في مثل هذه الحالة وحديثه في كتاب موضح اوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي ج: 2 ص: 454 تحقيق د قلعجي وبهذا يكون الحديث لا بأس به في الجملة وقد إرتفعت علة العنعنة لكن السند إلى يحيى بن سعيد موضوع ساقط تالف فيه أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني هذا كذاب يضع الحديث
اتهمه الدارقطني بالتركيب، وكذبه في سماعه من ابن الفرات
قال الخطيب البغدادي كتبوا عنه ثم تبين كذبه فمزقوا حديثه وكان يضع الأحاديث للرافضة
وقد وصفه بالحفظ بن تمام الرازي وهذا لا إشكال فيه فكم من حافظ إتهم بالكذب كالشاذكوني وبن حميد الرازي شيخ الطبري فالحافظ إذا اتهم بالكذب سقط كل حديثه ولا كرامة
قال حمزة الدقاق كان يضع الحديث وقد كتبت عنه وكان له سمت ووقار
وتلك المصيبة فقد يغر الناس وطلبة الحديث الجهال بوقاره فيأخذون عنه الحديث ظاننين أنه ثقة لكن أمثال الدقاق لا ينطلي عليهم ذالك فكلامه هذا فيه تحذير من خبث هذا الرجل فخطره عظيم على العوام فكأنه قال أنتبهوا له فهو له سمت ووقار فكتبت عنه لأعلم حديثه الموضوع خشية أن ينتشر بين الناس وبين طلبة الحديث الذين قد يغشهم سمته ويخدعون فيه وفعل حمزة الدقاق هذا شبيه بفعل يحيى بن معين حين كتابته لحديث أبان عن أنس خشيت أن تصحف ثابت عن أنس فثابت ثبت وأبان متروك
قال عنه عبد بن أحمد الهروي قعد للرافضة وأملأ عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع
فهذا جرح كبير في عدالته فأمثال هذا الكذاب الرافضي حديثه صفر على الشمال لا عبره به ساقط بالكلية
وبالرغم من وهاء إسناده إلا أنه لم يذكر فيه موضع الشاهد
ملاحظة
وجائت متابعة لإبن إسحاق كما في خلق أفعال العباد للبخاري ج 1/ ص 89 طبعة دار الرسالة قال أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان الوليد بن الوليد رجل يفزع في منامه وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا اضطجعت فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من عضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فقالها فذهب ذلك عنه وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من بلغ من بنيه علمه إياهن ومن كان منهم صغيرا لا يعيها كتبها وعلقها في عنقه ولكن هذا تصحيف وكذالك نسخة المكتبة الشاملة فيها تصحيف في هذا الموضع والله تعالى أعلم لأسباب
أولا=أن أحمد بن خالد لا يعلم له شيخ إسمه محمد بن إسماعيل بل حديثه عن بن إسحاق في كثير من دواوين السنة
ثانيا=لا يعلم لعمرو بن شعيب تلميذ إسمه محمد بن إسماعيل بل بن إسحاق من المشهورين بالرواية عنه
ثالثا= أن الحديث مشهور من حديث بن إسحاق تفرد به
رابعا=أن الطبعة المحققة من دار أطلس الخضراء وهي أصح وأدق جاء فيها بن إسحاق وليس بن إسماعيل وهو الصواب ج2ص232
فالخلاصة أن الحديث ضعيف أو بالأحرى خفيف الضعف ولكن نفترض جدلا صحة الحديث وأنه خال من كل ما ذكر فيه من علل يبقى المتن
وكان عبد الله بن عمر يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه
هذا صريح وقطعي أن اولاده الكبار لا يضعونها فخص بذالك من لم يبلغ وكلام الشيخ الذي في الفيدو عام فتنبهوا بارك الله فيكم فقد جاء عن بن عمرو فقط ولا يثبت ذالك عنه عند التحقيق وطبعا مسألة وضع الحروز مسألة تحتاج لمزيد كلام لكن لعلي قلت ما فيه الكفاية حول هذا الحديث
أخوكم المساكني التونسي(/)
المطلوب والمسؤل أن من محمدبن يوسف المذكورفي سندهذالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ k وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ k : " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ".
وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ k : " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ ".
(3651) -[3916] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَبَّاحٍ أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذَا قِيلَ لَهُ: هَاجَرَ قَبْلَ أَبِيهِ يَغْضَبُ، قَالَ: وَقَدِمْتُ أَنَا وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ k فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَنْزِلِ، فَأَرْسَلَنِي عُمَرُ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ هَلِ اسْتَيْقَظَ، فَأَتَيْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ نُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَبَايَعَهُ.
ثُمَّ بَايَعْتُهُ "
المطلوب والمسؤل أن من إسماعيل المذكورفي سندهذالحديث
ومامعني قول البخاري هذا"أوبلغني عنه"
أرجوكم الردبالدليل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ k وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ k : " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ ".
وَقَالَ أَبُو مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ k : " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ ".
(3656) -[3923] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ k فَسَأَلَهُ عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: " وَيْحَكَ إِنَّ الْهِجْرَةَ شَأْنُهَا شَدِيدٌ فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَتُعْطِي صَدَقَتَهَا "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَهَلْ تَمْنَحُ مِنْهَا "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَتَحْلُبُهَا يَوْمَ وُرُودِهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا "
المطلوب والمسؤل أن من محمدبن يوسف المذكورفي سندهذالحديث
وماذاأرادالبخاري بقوله وقال محمدبن يوسف حدثناالأوزاعي
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 10:36]ـ
من فضلكم أيهاالإخوة الأفاضل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 11:41]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31421
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 10:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك ياشيخ السكران التميمي
شكراوجزاكم الله تعالى في الدارين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:36]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
والعذر أخي (محمد يامين) العذر؛ منك ومن جميع الإخوة والأحبة؛ فإنه في الآونة الأخيرة قد انشغلت شغلاً شديداً كثيراً لا يعلمه الله إلا الله؛ وما زلت .. فالمعذرة من جميع الأحبة الكرام.
- أما (إسماعيل) في السند؛ فهو: (إسماعيل بن زكريا بن مرة _ شقوصا _) وليس (ابن علية) كما قاله ابن حجر وغيره. فتنبه
رواه عن ابن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول: عبد الله في زوائد فضائل الصحابة رقم 367، وابن شبة في تاريخ المدينة رقم 776.
وابن الصباح يروي عن كلا الإسماعيلين؛ ولم يرد بالتعيين في أي روايةٍ ونسخة للصحيح؛ فتعيينه بأحدهما بدون دليل فيه نظر.
ثم وجد ما يبين هذا الإبهام عند غير البخاري بنفس السند؛ وهو لا يكاد يروى إلا به أصلا؛ فوجب الرجوع.
- أما قول الإمام البخاري (حدثني؛ أو بلغني عنه) فهو شك منه رحمه الله تعالى في الأمرين أيهما كان خاصٌ برواية هذا الأثر فقط عن ابن الصباح؛ ويمكن إرجاع هذا لبعد العهد بالأخذ، أو لأي سبب آخر. ولا يضره إن شاء الله.
- أما بالنسبة لقوله: (وقال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي) فهذا سند آخر يروي به البخاري هذا الحديث؛ لكنه هنا علقه عنه .. وقد تقدم ذكره مستقلاً مسنداً في الصحيح نفسه برقم (2490) في الهبة.
وقد رواه من طريق البخاري رحمه الله من رواية محمد بن يوسف الإمام الذهبي في معجم الشيوخ الكبير رقم 181 .. وانظر رواية محمد بن يوسف عند: ابن الجارود في المنتقى رقم 1029.(/)
الله يوفق الي يساعدني في دراسه اسانيد هذين الحديثين
ـ[المتفائله]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انا ولله الحمد خلصت تخريج حديثي لك مشكلتي انني لااعرف طريقة دراسة الاسانيد
وحديثيالاول هو (19161) حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا عبدالرحمن حدثنا شعبه وابن جعفر انبانا شعبه عن عمرو بن مرة عن ابي عبيده عن ابي موسى الاشعري قال: ابن جعفر في حديثه:سمعت ابا عبيده يحدث عن ابي موسى قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيءالنهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمش من مغربها.
اما الحديث الثاني هو (9037) حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا هوذه حدثنا عوف عن محمد عن ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:من تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها،تاب الله عليه.
استاذة الماده قالت انه لازم اولا دراسة الاسانيد ثم الحكم على الرواه والاسناد
الله يجزاه خير اللي يساعدني في دراسه اسانيد هذين الحديثين
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 01:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بسم الله الرحمن الرحيم
:::المُجْمَل في منهج دراسة الأسانيد العملي:::
د. عبد العزيز بن صالح اللحيدان
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وأزواجه وذريته وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا بيان لأهم مراحل دراسة الأسانيد وخطواتها التطبيقية لنظري مصطلح علم الحديث المتعلق بدراسة الأسانيد، بعنوان:
:::المُجْمَل في منهج دراسة الأسانيد العملي:::
الذي مداره على أنواع الحديث وحدودها سيما حد الحديث الصحيح ومحترزاته الشاملة لحد الحديث الحسن، والضعيف، والضعيف جداً، والموضوع.
ودقة الحكم على الحديث منوطة ـ بعد توفيق الله ـ بموافقة طريقة سلف نقاد الحديث الأئمة الأعلام بضوابطها التفصيلية المذكورة في تطبيقاتهم العملية؛ لذا كان تتبع مناهج متقدمي الأئمة وأقوالهم النقدية من أنفع الدراسات العلمية العملية في كل متعلقات علوم الحديث.
من أجل ذلك كان على طالب العلم المطبق لمراحل دراسة الأسانيد لزوم غرز القوم، والفرح بموافقتهم، وإعادة النظر في فهمه وطريقته إن خلص لما يُخالفهم.
وما توفيقنا جميعاً إلا بالله عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم
المرحلة الأولى:
تخريج الحديث من أمات مصادر السنة النبوية وفق المدروس في علم التخريج.
فإن كانالحديث في الصحيحين أو أحدهما فالأصل الاكتفاء بتخريجه منهما دون حاجة إلى دراسة إسناده.
وإن كان في غيرهما، فالأصل لزوم دراسة إسناده حسب المراحل التالية.
المرحلة الثانية:دراسة الإسناد:
الخطوة الأولى: ترجمة الرواة وبيان أحوالهم، وفق عناصر الترجمة التالية:
أولاً: ذكر اسم الراوي ومجمل نسبه ونسبته ـ لقبيلته ولفنه ولصنعته ولبلده ـ، وكنيته، ولقب شهرته.
فإن كان الراوي مهملاً ـ مذكوراً بما لا يميزه عن غيره ـ،
فيميز بأحد الطرق التالية:
1ـ معرفته من خلال هذه الشهرة التي ذُكر بها؛ لأنها من أسباب إهماله؛ لذا كان الأولى بطالب العلم العناية بحفظ أسماء وأنساب مشاهير الرواة المميِّزة لهم؛ لأنه يختصر عليهوقت سلوك طرق التمييز الأخرى، كسفيان (شيخ الإمام الحميدي، فهو سفيان بن عيينة) , وأبي إسحاق السَّبِيعي، وابن إسحاق، وابن لَهِيعة، والأعمش، والثوري (انظر الجدول الملحق رقم 2).
2 - النظر في تخريج الحديث؛ لأن الراوي المهمل قد يرد في أحد مصادره مميزاً بنسب ونحوه.
3ـ الرجوع إلى أحد الأبواب التسعة التي في أواخر التقريب إذا كان مهملاً بكنيته أو نسبته أو لقبه، وأما المهملين المذكورة أسماؤهم التي لا تميزهم فلا تفيد فيها هذه الطريقة؛ لأنه ليس لهم باب خاص بهم في أواخر التقريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
4ـ الرجوع إلى ترجمة شيخ الراوي، والنظر في تلاميذ هذا الشيخ؛ لتحديد الراوي من بينهم إذا لم يشاركه أحد بما أهمل به، أو الرجوع إلى ترجمة تلميذ الراوي، والنظر في شيوخ هذا التلميذ؛ لتحديد الراوي من بينهم إذا لم يشاركه أحد بما أهمل به، ويستفاد ذلك من كتاب تهذيب الكمال للمزي؛ لعنايته في ترجمة الراوي بذكر غالب شيوخه وتلاميذه مميزين عن غيرهم اسماً ونسباً ونسبة وكنية؛ مرتبين معجمياً.
5ـ تمييزه بطبقته التقديرية البَيْنِيَة من خلال النظر في طبقة شيخه وتلميذه (بين طبقة تلميذه وشيخه المذكورين في الإسناد المدروس).
6 - تحديده من خلال مصدر إسناد الراوي المدروس، كأن يكون سنن أبي داود، في حين أن الراوي المشارك له فيما أهمل به ليس من رجال أبي داود.
7ـ الرجوع إلى كتب الأطراف كتحفة الأشراف للمزي (في أطراف الكتب الستة)، وإتحاف المهرة لابن حجر (في أطراف العشرة غير الستة)، وغيرهما من كتب الأطراف؛ لأنهم رتبوا المرويات بحسب راويها الأعلى، وقسموا مروايته ـ إن كان كثير الحديث أو متوسطه ـ بحسب من روى عنه ومن دونهم حسب الحاجة، مرتبين رواة مدارات التقاسيم معجمياً، ناسبين مهمليهم بما يُميز أحاديث أحدهم عن الآخر.
ثانياً: ذكر أشهر شيخين وتلميذين له أحدهما المذكور في الإسناد المدروس؛ ليتجنب الطالب الغلط بالترجمة لغير المقصودين في الإسناد، هذا عند التطبيقات العملية التي يُدرب عليها الطلاب؛ لأن الأصل عدم ذكرهم في دراسة الأسانيد إلا عند الحاجة كمعرفة حال المجهولين، والمختلطين الذين تتميز مروياتهم بحسب من روى عنهم.
ثالثاً: بيان كلام نقاد المحدثين في الراوي جرحاً وتعديلاً،وهم فيه على أحوال:
الأولى: اتفاقهم على حكم واحد في الراوي تعديلاً أو تجريحاً، فيجمل بيان حال هذا الراوي بذكر نتيجة دراسة حاله بحكم الحافظ ابن حجر عليه في تقريب التهذيب ـ ما لم يترجح خلافه ـ موثقاً بمجرد ذكر أسماء أشهر النقاد وأعلمهم الذين اعتمد الحافظ ابن حجر حكمهم، ويرتب هؤلاء النقاد بحسب تقدم وفاتهم. (انظر الجدول الملحق رقم 1)
الثانية: اختلافهم في الراوي تعديلاً و تجريحاً، مع شهرة هذا الخلاف وتحريرهم له واستقرارهم فيه على حكم عليه عملهم، فيجمل بيان حال هذا الراوي، مع الإشارة المجملة لاختلافهم فيه، ثم تذكر نتيجة دراسة حاله بحكم الحافظ ابن حجر عليه في تقريب التهذيب ـ ما لم يترجح خلافه ـ موثقاً بكلام أشهر النقاد وأعلمهم الذين اعتمد الحافظ ابن حجر حكمهم، ويرتب هؤلاء النقاد بحسب تقدم وفاتهم.
(انظر الجدول الملحق رقم 1)
الثالثة: اختلافهم في الراوي تعديلاً و تجريحاً سوى ما تقدم، فتفصل حال الراوي حسب مقتضى المقام مقدماً:
•1 - أقوال المعدلين بمرتبة الثقة وما فوقها، مرتبة حسب تقدم تقدم وفاتهم.
•2 - ثم أقوال المعدلين بمرتبة التوسط، مرتبة حسب تقدم وفاتهم.
•3 - ثم أقوال المجرحين، مرتبة حسب تقدم وفاتهم.
•4 - ثم أقوال واصفيه بالاختلاط، مرتبة حسب تقدم وفاتهم، ويرجع فيه إلى كتب المختلطين، وغيرها.
•5 - ثم يبين الراجح بذكر نتيجة دراسة حاله محدداً مرتبة متوسط الحال ومن فوقه، ومرتبة الضعيف ومن دونه، مبيناً مرجحاتها والاجابة على المخالف بقرائن الترجيح والضوابط العلمية، معتمداً في النتيجة على حكم الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب ـ ما لم يترجح خلافه ـ.
ويذكر في النتيجة أيضاً: ما يُميز مرويات المختلط الذين ترجح تعديله قبل الاختلاط وأمكن التفريق بين حديثه قبل الاختلاط وبعده، بحسب أدائه من حفظه وكتابه، أو من طريق البلدان التي حدث فيها قبل الاختلاط وبعده، أو من طريق تلاميذه سيما إن كان أحدهم ثقة مشهوراً بتجنب مرويات المختلط التي غلط فيها كشعبة بن الحجاج الثقة الثبت الناقد.
ولتحديد مرتبة الراوي أثر في الحكم على الإسناد صحة أو حسناً، أو ضعفاً، أو ضعفاً شديداً، أو وضعاً، ولها أثر أيضاً في معرفة ترجيح أوجه الرواة عند اختلافهم.
وتختلف دلالة ألفاظ التعديل والتجريح بحسب قرائن سياقها، وقد تختلف بحسب منهاج النقاد الخاصة.
ومدار مراتب ألفاظ التعديل والتجريح على خمس مراتب: اثنتين للتعديل،
وثلاث للتجريح:
المرتبة الأولى: الثقة، فما فوقها، ولها درجات أهمها:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدرجة الأولى: أرفعها وأعلاها وصف الراوي بما يدل على المبالغة كقولهم: "إليه المنتهى في التثبت"، أو: "لا أعرف له نظيراً في الدنيا"، أو: "لا يُسأل عن مثله"، أو: "هو أجلّ من يُقال فيه: ثقة" , أو: "ركن في الصدق".
وكذا المعبّر عنه بصيغة التفضيل، كقولهم: " أضبط الناس"، أو: " أوثق الناس"، أو: "أحفظ الناس".
الدرجة الثانية: مكرر لفظ التوثيق كقولهم: "ثقة ثقة"، أو: "حجة حجة"، أو الموثق المؤكد بصفة أخرى دالة على التوثيق، كقولهم: "ثقة ثبت"، أو: "ثقة حجة"، أو: "ثبت حافظ"، أو: "ثقة متقن"، أو: "ثقة مأمون صاحب حديث".
الدرجة الثالثة: مفرد صيغة التوثيق، وما دل عليها، كقولهم: "ثقة"، أو: "ثبت"، أو: "حجة"، أو: "متقن"، أو: "حافظ".
وهذه الدرجات لها فوائد أهمها: الترجيح عند اختلاف الرواة إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع التي منها: اقتران رواية المفضول بمرجحات تصحح روايته إن لم تكن هي المحفوظة.
حكم إسناد حديث الموصوف بألفاظ هذه المرتبة:
الأصل الحكم على إسناد حديث الموصوف بها "بالإسناد الصحيح" بالضوابط التالية:
•1 - تحقق هذا الوصف في جميع رواة الإسناد المدروس.
•2 - اكتمال بقية شروط صحة إسناد الحديث.
•3 - انتفاء موانع صحة إسناد الحديث، كالانقطاع، والعلة التي منها تبين وهم الثقة في حديث مخصوص.
المرتبة الثانية: متوسط الحال:
وأشهر ألفاظها، قولهم: "لا بأس به"، أو: "صدوق"، أو: "جيد الحديث"، أو: "حسن الحديث"، أو: "مستقيم الحديث"، أو: "صالح الحديث"، أو: "ليس بالقوى" ـ في إحدى دلالتيها ـ، وقد يحكم الإمام أبو حاتم الرازي بألفاظ هذه المرتبة على أصحاب المرتبة الأولى؛ لتشدده في هذا الباب.
حكم إسناد حديث الموصوف بألفاظ هذه المرتبة:
الأصل الحكم على إسناد حديث الموصوف بها: "بالإسناد الحسن" بالضوابط التالية:
•1 - أن لا ينزل أحد من رواة الإسناد المدروس عن هذه المرتبة.
•2 - اكتمال بقية شروط ثبوت إسناد الحديث.
•3 - انتفاء موانع ثبوت إسناد الحديث، كالانقطاع، والعلة التي منها تبين وهم متوسط الحال في حديث مخصوص.
المرتبة الثالثة: الضعيف:
وأشهر ألفاظها، قولهم: "صالح"، أو: "صويلح"، أو: "شيخ"، أو: "يروى حديثه" , أو: "يُكتب حديثه" , أو: "يُعتبر به"، أو: "ضعيف" , أو: "فيه مقال" , أو: "ليس بذاك" , أو: "ليس بالقوى" ـ في إحدى دلالتيها ـ , أو: "غيره أوثق منه" , أو: "سيء الحفظ" , أو: "لين الحديث" , أو: "تكلموا فيه" , أو: "له ما ينكر" , أو: "تعرف وتنكر", أو: "مضطرب الحديث" , أو: "لا يُحتج به".
حكم إسناد حديث الموصوف بألفاظ هذه المرتبة:
الأصل الحكم على إسناد حديث الموصوف بها: "بالإسناد الضعيف"، ويقبل الانجبار والتقوية بالضوابط التالية:
•1 - أن لا ينزل أحد من رواة الإسناد المدروس عن هذه المرتبة.
•2 - انتفاء موانع نزول إسناد الحديث المدروس إلى المراتب الدنيا، كالعلة التي منها تفرد الضعيف أو مخالفته في حديث مخصوص.
المرتبة الرابعة: الضعيف جداً:
وأشهر ألفاظها، قولهم: "واه بمرة" , أو: "مطرح الحديث" , أو: "لا يكتب حديثه" , أو: "لا يعتبر بحديثه", أو: "لا تحل الرواية عنه" ـ في إحدى دلالتيها ـ , أو: "ساقط"، أو: "هالك", أو: "ذاهب الحديث" , أو: "متروك الحديث"، أو: "منكر الحديث" , أو: "ليس بثقة" ـ في إحدى دلالتيها ـ, أو: "سكتوا عنه" , أو: "فيه نظر" ـ في إحدى دلالاتها ـ.
حكم إسناد حديث الموصوف بألفاظ هذه المرتبة:
الأصل الحكم على إسناد حديث الموصوف بها: "بالإسناد الضعيف جداً"، ولا يقبل الانجبار ولا التقوية، ويتحقق هذا الحكم بالضوابط التالية:
•1 - أن لا ينزل أحد من رواة الإسناد المدروس عن هذه المرتبة.
•2 - انتفاء موانع نزول إسناد الحديث المدروس إلى المراتب الدنيا، كالعلة التي منها تفرد الضعيف جداً أو مخالفته في حديث مخصوص.
المرتبة الخامسة: الوضاع:
وأشهر ألفاظها، قولهم: "وضاع"، أو: "كذاب" , أو: "دجال" , أو: "لا تحل الرواية عنه" ـ في إحدي دلالتيها ـ، أو: "ليس بثقة" ـ في إحدى دلالتيها ـ , أو: "فيه نظر" ـ في إحدى دلالاتها، سيما عند البخاري ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
حكم إسناد حديث الموصوف بألفاظ هذه المرتبة:
يُحكم على إسناد حديث الموصوف بها: "بالإسناد الموضوع "، ولا يقبل الانجبار ولا التقوية.
رابعاً: بيان إرسال الراوي، إن كان موصوفاً به، ويرجع فيه إلى كتب المراسيل، وغيرها.
وتبين أيضاً مرتبة تدليسه، إن كان موصوفاً به؛ لأن عنعنة مدلسي المرتبة الثالثة فما دونها محمولة على الانقطاع، ويرجع في ذلك إلى كتب المدلسين، وغيرها.
والأصل حمل عنعنة عموم المدلسين على الانقطاع إلا في صور أشهرها:
•1 - أن يكون المدلس من أصحاب المرتبة الأولى والثانية مالم يتبين تدليسه في إسناد مخصوص.
•2 - أن يصرح بالسماع في طريق آخر للإسناد المعنعن، ويشترط ثبوت هذا الطريق إلى المدلس.
•3 - أن يكون تلميذه في هذا الإسناد أو طريقه الآخر: ثقة مشهوراً بتجنب تدليس شيخه، كالثقة الثبت الناقد: شعبة بن الحجاج.
خامساً: ذكر من أخرج عنه أو له من أصحاب الكتب الستة، مبيناً طريقة إخراج الشيخين عنه أو له ـ إن كان من رجالهما ـ احتجاجاً أو استشهاداً أو تعليقاً، مطلقاً أو مقيداً، ويبين أيضاً مجمل مقدار مروياتهما له سيما إن كانت قليلة والراوي مكثر؛ لأنها قرينة دالة على عدم تمام ضبطه إن كان الراوي مختلفاً فيه جرحاً وتعديلاً، ويرجع في ذلك إلى كتاب هدي الساري (مقدمة فتح الباري)، وتهذيب التهذيب، وتقريبه، وغيرها.
سادساً: ذكر تاريخ وفاته أو طبقته.
سابعاً: ذكر مصادر ترجمته برقم (المجلد / الصفحة / رقم الترجمة) ويمكن الاقتصار على رقم الترجمة في تقريب التهذيب، وترتب هذه المصادر بحسب تقدم وفاة مؤلفيها.
والأصل في الدراسات العلمية توثيق القول المنصوص عليه من مصدره الأصيل ككتب السؤالات والعلل، ثم ذكر المراجع الجامعة لها في مصادر الترجمة، كالتهذيبين والميزان ولسانه.
الخطوة الثانية: النظر في اتصال الإسناد وانقطاعه بدلالة صيغ التحمل والأداء، وتدليس رواته أو إرسالهم، وذلك بمراجعة كتب المراسيل، والمدلسين، وتُسهم الخطوة الثالثة أيضاً في معرفة الانقطاع المقيد بإسناد مخصوص.
الخطوة الثالثة: معرفة علله وجوداً وسلامة من خلال النظر في طرق الحديث وأحاديث بابه القاضية بإعلاله سنداً ومتناً، أو سلامته منها، في ضوء كلام نقاد المحدثين من مصادره.
الخطوة الرابعة: الحكم على الحديث بالسند المدروس فقط، وتوثيقه بحكم الأئمة النقاد إن وجد، وهو على حالين:
الأولى: أن يكون صحيحاً، فيكتفى بهذا الحكم عن دراسة طرقه وشواهده.
الثانية: أن يكون حسناً وما دونه، فيبين الحكم عليه مع ذكر مجمل أسبابه المذكورة في دراسة هذا الإسناد المفصلة في المرحلة السابقة، ثم تدرس طرقه وشواهده الجابرة له في المرحلة التالية.
المرحلة الثالثة: دراسة جوابر الحديث وما في بابه بنوعيها:
النوع الأول: المتابعات والشواهد الجابرة المرقية للحديث من رتبة الحسن إلى الصحيح لغيره، ومن الضعيف إلى الحسن لغيره، إذا تحققت دواعي جبرها وانتفت موانعها كالتفرد والمخالفة الذي أعمله سلف نقاد المحدثين في جميع أحكامهم على الحديث، ولحق مهمله الوهم والزلل سيما جبر كل ضعف يسير مطلقاً بلا ضوابط علمية اغتراراً بتعدد طرق الحديث الأفراد المناكير.
وتدرس متابعات وشواهد هذا النوع المتحقق جبرها بالترتيب التالي:
الأول: البدء بالنظر في متابعاته التامة، والحكم عليها بحكم ناقد معتمد، أو دراسة مفصلة وفق المرحلتين المتقدمتين، فإن تحقق ثبوته بالمتابعات التامة فيُكتفى بها عن دراسة بقية طرقه وشواهده، مع الإشارة المجملة إليها.
الثاني: النظر في متابعاته القاصرة ـ إن لم تجبره المتابعات التامة ـ، والحكم عليها كسابقها، فإن تحقق ثبوته بالمتابعات القاصرة فيُكتفى بها عن دراسة شواهده، مع الإشارة المجملة إلى شواهد.
الثالث: النظر في شواهده ـ إن لم تجبره المتابعات بنوعيها ـ، والحكم عليها كسابقها.
النوع الثاني: بقية طرق وأحاديث بابه إذا لم يقبل الإسناد المدروس الانجبار، كالضعيف جداً فما دونه، أو الإسناد الذي لم تتحقق دواعي جبره أو حال مانع منها كالتفرد والمخالفة، سواء أكان ظاهر الإسناد المدروس الحسن أم الضعف غير الشديد.
ويتم النظر في طرق وأحاديث هذا النوع استقلالاً بحكم ناقد معتمد، أو دراسة مفصلة وفق المرحلتين المتقدمتين.
المرحلة الرابعة: الحكم العام على متن الحديث باعتبار مجموع طرقه وشواهده صحة وضعفاً.
وختاماً: أسأل الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم أن يغفر لنا ولوالدينا ولولاة أمورنا ولعلمائنا ولجميع المسلمين.
وأن يوفقنا جميعاً لكل خير وصلاح وعز لديننا ثم لولاة أمرنا، ووطننا، وأمتنا.
وأن يهدينا إلى الأقرب إليه رشداً علماً نافعاً وعملاً صالحاً، وأن يجعلنا مباركين أينما كنا، ويفقهنا في الدين، ويعلمنا التأويل إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأزواجه وذريته وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمين.
منقول
منتديات الأخت المسلمة
للنساء فقط
http://www.muslma1.net/vb/showthread.php?t=10532
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها pdf
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57615
ـ[المتفائله]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 11:30]ـ
الله يجزاك الف خير وجعله في ميزان حسناتك
اختي مريم أمة الله اتمنى منكي ياغاليه او احد يعرف مسساعدتي في دراسة هذين الحديثين
يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:32]ـ
الحديثان في مسند أحمد، بدلالة: قال عبد الله حدثني ابي
ولذلك تبدأ دراسة السند مِن شيخ أحمد، وصولا الى الصحابي
وهذه تراجمهم بصورة مختصرة
1 - عبد الرحمن: بن مهدى بن حسان العنبرى، أبو سعيد البصرى اللؤلؤى، قال ابن حجر: ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال و الحديث، قال ابن المدينى: ما رأيت أعلم منه
2 - شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى مولاهم الأزدى، أبو بسطام الواسطى ثم البصرى،قال ابن حجر: ثقة حافظ متقن، كان الثورى يقول: هو أمير المؤمنين فى الحديث.
3 - عمرو بن مرة: بن عبد الله بن طارق الجملى المرادى، أبو عبد الله و قيل أبو عبد الرحمن، الكوفى الأعمى من صغار التابعين ت118 هـ و قيل قبلها، قال ابن حجر: ثقة عابد كان لا يدلس و رمى بالإرجاء
4 - أبو عبيدة: بن عبد الله بن مسعود الهذلى الكوفى من التابعين، ثقة
5 - ابو موسى الاشعري: صحابي معروف، والصحابة كلهم عدول
فرجال السند كلهم ثقات، وكلهم من رجال الصحيحين، والسند متصل اذ السماع ثابت لكل راوٍ عن شيخه
فنستطيع القول أن الحديث على شرط الشيخين
وهكذا تسيرين في الحديث الثاني
هوذه
عوف
محمد
ابي هريرة
ـ[المتفائله]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 07:24]ـ
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك اخوي علي المجمعي ونسال الله التوفيق في الدارين(/)
ما الفرق بين زيادة الثقة وبين المزيد في متصل الأسانيد
ـ[الحسن أبو تراب]ــــــــ[13 - May-2010, مساء 12:35]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أنا طالب مبتدئ أدرس علم مصطلح الحديث , وأنا أبحث الآن عن الفرق بين زيادة الثقة وبين المزيد في متصل الأسانيد ...
وأطلب منكم المساعدة ...
وجزاكم الله خير ويارك الله فيكم ...
................
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 03:49]ـ
إن كنت تعنى زيادة الثقة فى الإسناد خاصة
فلا فرق يذكر
إذأن المزيد فى متصل الأسانيد ما هو روايتين عن (ثقة) أحدهما عن شيخه و الأخرى عن شيخ شيخه
فالأولى تعتبر من (المزيد فى متصل الأسانيد)
أما اذا كان الراوى ضعيفا فيعتبر هذا تدليسا منه أو إنقطاع
و الحقيقة أن (المزيد فى متصل الأسانيد) ما هو إلا أحد أنواع (زيادة الثقة)
و لمزيد تفاصيل
راجع (أجناس العلل لباجو)(/)
طلب إجازة في الفية العراقي
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 12:17]ـ
السلام عليكم
أرجو من المشايخ الكرام والإخوة الفضلاء
أن يجزوني بألفية العراقي في مصطلح الحديث
بارك الله فيكم
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 08:36]ـ
هل من احد يتكرم علينا(/)
حديث أبحث عنه من زمن ولم أجده يبين أن من علامات الساعة أن يرتفع سعر الذهب.
ـ[الشيخ المكي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 03:38]ـ
أذكر أني وقفت على حديث يبين أن من علامات الساعة أن يرتفع سعر الذهب حتى لا يشتريه أحد، ثم يرخص فلا يغلو بعدها ..
وبحثت كثيرا عنه فلم أجده؟؟
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 04:48]ـ
في صحيح ابن حبان:
، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن، فيكفت الله بها كل نفس تؤمن بالله واليوم الآخر، وما ينكرها الناس من قلة من يموت فيها: مات شيخ في بني فلان، وماتت عجوز في بني فلان، ويسرى على كتاب الله، فيرفع إلى السماء، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتقيء الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة، ولا ينتفع بها بعد ذلك اليوم، يمر بها الرجل فيضربها برجله، ويقول: في هذه كان يقتتل من كان قبلنا، وأصبحت اليوم لا ينتفع بها ". قال أبو هريرة: وإن أول قبائل العرب فناء قريش، والذي نفسي بيده أوشك أن يمر الرجل على النعل وهي ملقاة في الكناسة فيأخذها بيده، ثم يقول: كانت هذه من نعال قريش في الناس.
ـ[الشيخ المكي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:18]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
لكن ليس هذا مطلبي!
ـ[الشيخ المكي]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 02:11]ـ
أين أنتم يا أهل الحديث؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 03:27]ـ
روى البخاري في صحيحه من طريق عدي بن حاتم في باب علامات النبوة في الإسلام وفيه "ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه "
لكن لا أعلم حديثا بالمعنى الذي ذكرت والله أعلم.
ـ[الشيخ المكي]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 08:42]ـ
عبدالرحمن التونسي، جزاك الله خيرا
لكن ليس هو المطلوب
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:15]ـ
أخي الفاضل لعلك تقصد ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (5137) عن الثوري، عن حصين، عن عبد الاعلى: قال دخلت المسجد مع ابن مسعود فركع فمرَّ عليه رجلٌ وهو راكع فسلم عليه، فقال: صدق الله ورسوله، فلما انصرف قال: كان يقال: من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل للمعرفة، وتتخذ المساجدُ طرقًا، وأن تغلو النساء والخيل، وأن ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة، وأن يتجرد الرجل والمرأة جميعًا.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 446، 524)، والبيهقي في "سنته" (2/ 245) عن ابن مسعود مرفوعًا: لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقًا، وحتى يسلِّم الرجل على الرجال بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى تغلو الخيل والنساء، ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة.
ورواه الطبراني عن العداء بن خالد أيضًا مرفوعًا.
والحديث بحاجة إلى مزيد تخريج، وجمع لطرقه والحكم عليها ولم أجد الوقت لذلك، بارك الله فيك.
ـ[الشيخ المكي]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 01:10]ـ
الشيخ علي أحمد عبدالباقي .. فتح الله عليك ..
الحديث قريب مما أبحث عنه، الذي أذكره (يغلو الذهب حتى لايشتريه أحد .... ) والآن النص الذي ذكرته شككني في الرواية التي أذكرها لأنها قريبة منه؟؟؟(/)
دراسة حديث: "من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم يصعد له إلى الله عمل .... "
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 09:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام:
قد كتبت بحثا مذ فترة - ولمّا يكمل بعد - عن مرويات الزاهد يوسف بن أسباط في كتاب حلية الأولياء
إذ أخرج أبو نعيم في ترجمته ما يقرب الثلاثين حديثا، وقد درستها كلها، ولكن عندي نقص في كثير منها، وأحببت أن أضع هنا نموذجا لعملي، علّي أنتفع بارشاداتكم - حفظكم الله -
قال ابو نعيم في الحلية:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا عثمان بن عبد الله الشامي ثنا يوسف بن أسباط عن محل بن خليفة الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم يصعد له إلى الله عمل ولقي الله عز و جل وهو عليه غضبان "
غريب من حديث إبراهيم وعلقمة والأسود لم نكتبه إلا من حديث يوسف، تفرد به عثمان العثماني فيما قاله سليمان
حدثنا محمد بن المظفر ثنا أحمد بن زنجويه ثنا عثمان بن عبد الله العثماني ثنا يوسف بن أسباط الزاهد عن غالب بن عبيد الله عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود وأبي سعيد قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم يصعد له إلى الله حسنة ولقي الله وهو عليه غضبان"
كذا حدث به أحمد بن زنجويه عن عثمان، وعثمان كثير الوهم سيء الحفظ
انتهى
ورواه الطبراني في الاوسط وقال عقبه:
"لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم، إلا محل ولا عن محل، إلا يوسف بن أسباط، تفرد به: عثمان بن عبد الله الشامي، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد "
دراسة السند:
1 - محل:
لم اجد من اسمه محل سوى اثنين:
الاول: محل بن خليفة الطائي: قال الذهبي في الميزان: "صاحب عدى بن حاتم - وثقوه، لحقه الثوري" وقد ذكره ضمن شيوخ يوسف بن اسباط عند ترجمته.
الثاني: محل بن محرز الضبى: قال الذهبي في الميزان: "عن أبي وائل، صدوق، ولم يخرجوا له في الكتب شيئا، .. قال أبو حاتم: لا يحتج به. ووثقه أحمد وغيره."
فمحل بن خليفة هو طائي وليس ضبي، الا ان يكون هذا من تخليط عثمان الشامي.
ولا اظنه تحريفا في الحلية اذ اخرج هذا الحديث الطبراني في المعجم الاوسط عن عثمان الضبي مطابقا لروابة ابي نعيم.
2 - عثمان بن عبد الله الاموى الشامي:
قال الذهبي في الميزان: "لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار."
3 - غالب بن عبيد الله الجزري:
قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الدارقطني وغيره: متروك.
الحكم على الحديث:
قال الحافظ في اللسان في ترجمة عثمان الشامي:
" .... وقال الدارقطني متروك الحديث وقال مرة يضع الأباطيل على الشيوخ الثقات ....
وقال أبو نعيم: روى المناكير حدثونا عن أبي خليفة عنه، وقال في الحلية: كثير الوهم سيء الحفظ
وقال الجوزجاني كذاب يسرق الحديث ....
وساق بسنده الى ابي نعيم في الحلية: ثنا محمد بن المظفر ثنا احمد بن زنجويه ثنا عثمان بن عبد الله العثماني ثنا يوسف بن أسباط الزاهد عن غالب بن عبيد الله عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من سخط رزقه وبث شكواه ولم يصبر لم تصعد له الى الله حسنة ولقي الله وهو عليه غضبان "
قلت (أي: ابن حجر):
ورواه عثمان أيضا عن يوسف عن محل بن خليفة عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله وهو من اختلافه فالله المستعان"
انتهى
أقول:
ورواية محل انما هي عن ابي سعيد لا عن ابن مسعود كما قال الحافظ.
والحديث موضوع والله اعلم(/)
كتاب المواهب اللدنية
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 09:24]ـ
لا أعلم إذا كان كتاب المواهب اللدنية موجود في المجلس ولكن على أي حال هذا هو الكتاب
التحميل ( http://http://ar.wikisource.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D 9%81%3A%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8 8%D8%A7%D9%87%D8%A8_%D8%A7%D9% 84%D9%84%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8% A9_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9 %86%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%85%D 8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%A91. pdf&page=571)(/)
من تعلم لغة قوم أمن مكرهم!!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 09:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر على الألسنة مقولة (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) على أنها حديث نبوي, والذي أعرفه أنها ليست بحديث, فما أصل هذه المقولة, ولمن تنسب إذا لم تكن حديثا؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 11:23]ـ
ضع سؤالك هنا:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Fatawa/PostQuestion.aspx
!!
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................
العتاب لمن تكلم بغير لغة الكتاب. rar - ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72 482&d=1260536698)
وقال الشيخ العلامة عبد الكريم بن صالح الحميد فك الله أسره في جواب له عن هذه الشبهة: وأعظم حجة عندهم قولهم: "من تعلم لغة قوم أمن شرهم". بعضهم يجعل هذا حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم, وبعضهم يحتج بذلك ليقنع منازعه, ولا يدري هل هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أم من كلام غيره, وهل هو صواب أم خطأ, فالمهم عنده دفع منازعه ولا هم عنده غير ذلك ...
أولاً: ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم, وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
بل قد قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق) ذكره شيخ الإسلام في " اقتضاء الصراط المستقيم", وذكر أيضاً حديث عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية فإنه يورث النفاق). وحسبك بأمر يورث النفاق شراً.
كذلك فقد نهى عمر رضي الله عنه عن رطانة الأعاجم, وقال أيضاً: ما تعلم الرجل الفارسية إلا خب, ولا خب رجل إلا نقصت مروءته.
وقد سمع محمد بن سعد بن أبي وقاص قوماً يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية ...
ثانياً: هؤلاء الذين تعلموا لغة الأعاجم هم الذين وقعوا في مكرهم, قال تعالى: (ألا في الفتنة سقطوا) فقد تعلموا علومهم, وتشربتها قلوبهم, وفيها من فساد الاعتقاد, ومِنْ جعل الدنيا هي الغاية, ومِنْ مدح الكفار ومودتهم, ومن الصور المحرمة, وغير ذلك من الباطل مما لا يخفى, فأين الأمان من مكرهم؟! ..............
www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72 482&d (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72 482&d)
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 12:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الحبيب
كلامك صحيح، ليس بحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس له إسناد يُعرف به ليتسنى معرفة واضعه، فيصعب تحديد واضعه لهذا السبب، والله أعلم.
وأما من ناحية المعنى، فالبعض قال أن معناه صحيح .. والتعليل لذلك أنك إن كنت تعلم لغة القوم لم يتمكنوا من المكر عليك لعلمك بما يكيدون وبالتالي يمكنك تلافي هذا المكر.
وأنكر آخرون، قالوا: المكر منه العلني وهذا إن تعلم لغة القوم يمكنه تلافيه، ولكن الأصل في المكر والكيد هو الاسرار، فلا يمكن أن يكون هذا المعنى صحيحا على هذا الاطلاق.
وقال آخرون .. بل تعلم لغة قوم، قد يُحدث أشياء منها التقرب لهؤلاء القوم بحجة التمرس عليها، وقد يسبب ما يمكن تلافيه، وهذا من باب المصالح والمفاسد، فلا يكون هذا التعلم للجميع، بل لمن يأمن الفتنة من الإنحراف ونحو ذلك.
قلتُ: وبالجمع بين هذه الأقوال أرى أنه يمكن القول بـ: من تعلم لغة قوم قد يأمن بعض مكرهم.
وبهذا قد يكون المعنى أصح.
ــ
الأمل الراحل
مشاغبة لطيفة منك، أضحكتني كثيرا، أضحك الله سنك.
ــ
مريم أمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على الإضافة القيمة، أثابكم الله.
وبالنسبة للنقطة الثالثة، ففيها تفصيل، وعلى أغلب الظن أن الشيخ لم يورد هذا التفصيل لأنه كان في مقام الرد على شبهات بعض القوم.
لأن تعلم اللغة أوسع من مجرد أمن مكرهم، بل يدخل فيه تعلم اللغة لدعوتهم إلى الإسلام، وكذلك العلوم الحياتية والتي قد تفوق فيها كثير من الأعاجم .. وغير ذلك من المصالح.
بارك الله فيكم.(/)
لم تسامح الأئمة في تدليس الأعمش واحتملوه مع تشددهم في تدليس ابي الزبير عن جابر؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 01:09]ـ
لماذا تسامح الأئمة النقاد في تدليس الأعمش أو بعبارة أخرى احتملوا تدليسه بينما تشددوا نوعا ما في تدليس ابي الزبير عن جابر حتى قال الذهبي ((إن لأبي الزبير عن جابر أحاديث في صحيح مسلم في القلب منها شيء))؟ إن كان القصد اكثار الأعمش فكذا ابي الزبير كان
ـ[هطول المطر]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 02:26]ـ
أهل الجرح والتعديل أدرى
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[15 - May-2010, صباحاً 06:44]ـ
من بركة العلم عزوه لأهله
هذا قول الشيخ السعد نقله أحد الأخوة هنا عن إحدى الأخوات فتابع الروابط هنا
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=205581&postcount=10
وهو من موضوع عام تجده على هذه الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=205581
لا أظنك ستخرج خال اليدين من هذين الرابطين
لكن وحتى تُتْخَم تعال الى الألباني وأظنك ستجد بغيتك
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=2949
وحمل هذا الرابط من أحبتنا في أهل الحديث
التدليس والمدلسون لحماد الانصاري رحمه الله
www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=87 42&d (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=87 42&d)...
وكن قريبا من قوله
وقال البيهقي في المعرفة: "روينا عن شعبة قال: "كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال: حدثنا وسمعت حفظته وإذا قال حدث فلان تركته".
قال: وروينا عن شعبة أنه قال: "كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق السبيعي وقتادة"، وقال الحافظ: "فهذه قاعدة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلت على السماع ولو كانت معنعة".
ونظير هذا حدثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر فإنه لم يسمع منه إلا مسموعه عن جابر قال سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال: جئت أبا الزبير فدفع إليّ كتابين فسألته أسمعت هذا كله عن جابر؟ قال: "لا فيه ما سمعت وفيه ما لم أسمع" قال: "فأعلم لي على ما سمعت منه", فأعلم لي على هذا الذي عندي" فتبين بهذا أن حديث الليث عن أبي الزبير عن جابر محمول على الاتصال ولا فرق فيه بين العنعنة وغيرها.
============
وهذا الكتاب لـ عمرو بن عبدالمنعم سليم إبحث فيه عن
- الكلام على تدليس الأعمش، ورواية شعبة
- عادة الليث بن سعد في السماع من شيوخ البلاد التي يرد عليها
- بيان أن شعبة بن الحجاج مع كلامه الشديد في أبي الزبير ... الخ
الأجوبة الوافرة على الأسئلة الوافدة في مصطلح الحديث والعلل والرجال
http://www.4shared.com/file/193051605/e982d5cd/_________.html
::
وإن عدتم عدنا
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيك اخي عمر على هذا الجهد وبخصوص عزو العلم الى اهله فالحق معك في ذلك فمن أنا وما أنا حتى اقول مثل ذلك الكلام انما مثلي ومثل هؤلاء العلماء كمثل من قال إن البغاث بأرضنا يستنسر والحق أني سمعته من الشيخ ابو اسحق الحويني حفظه الله وليس من الشيخ سعد ولكني لم أر فائدة من عزو الكلام اليه فالمقصود هو العلم والله الموفق
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 03:20]ـ
والحق أني سمعته من الشيخ ابو اسحق الحويني حفظه الله وليس من الشيخ سعد
عفوا اخي كان المقصود بقولي هذا قول الشيخ عبدالله السعد في مسألتك وليس فيما سبق
أما المقوله فلا أعلم من قائلها تحديدا إن كان تختص بأحد بعينه .. لكني كنت اقصد بها الأخوة الذين وضعت لك روابط مواضيعهم
ـ[أبو اسحاق القيرواني]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 07:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلا من كتاب التدليس والمدلسون
لفضيلة الشيخ
حماد الأنصاري
رحمه الله
(النّقل من فقرات متفرّقة أي لا ترابط بينهنّ)
(ع. ب.س) سليمان بن مهران - بكسر الميم - الملقب بالأعمش: مشهور بالتدليس. وفي الميزان: كان يدلس على الحسن البصري وغيره ما لم يسمعه. وفيه أيضا: يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به. فمتى قال: حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ أكثر عنهم كإبراهيم النخعي وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. ذكرته في فتح الوهاب في الألقاب. من الثانية توفي سنة 148 هـ.
- تدليس التسوية:
وهو أن يروي حديثا عن شيخ ثقة غير مدلس, وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة, فيأتي المدلس الذي سمع من الثقة الأول غير المدلس فيسقط الضعيف الذي في السند, ويجعل الحديث عن شيخه الثقة الثاني بلفظ محتمل, فيستوي الإسناد كله ثقات, وهذا شر أقسام التدليس, قادح فيمن تعمد فعله.
قال العلائي في كتابه التحصيل في المراسيل: "ولا ريب في تضعيف من أكثر من هذا النوع, وقد وقع فيه جماعة من الأئمة الكبار ولكن يسيرا كالأعمش والثوري". وممن نقل عنه فعل ذلك بقية بن الوليد, والوليد بن مسلم, والحسن بن ذكوان.
ثانيا: من احتمل الأئمة تدليسه وخرّجوا له في الصحيح وإن لم يصرح بالسماع, وذلك لواحد من أسباب ثلاثة:
أ - إما لإمامته.
ب - وإما لقلة تدليسه في جنب ما روى
ج - وإما لأنه لا يدلس إلاّ عن ثقة, كالزهري وسليمان الأعمش وإبراهيم النخعي وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي وحميد الطويل والحكم بن عتيبة ويحي بن أبي كثير وابن جريح والثوري وابن عيينة وشريك القاضي وهشيم, ممن ستأتي تراجمهم في طبقتهم - إن شاء الله -, ففي الصحيحين وغيرهما لهؤلاء الحديث الكثير مما ليس فيه التصريح بالسماع وحمل بعض الأئمة ذلك على أن الشيخين اطلعا على سماع الواحد من أمثال هؤلاء لذلك الحديث الذي أخرجه بلفظ (عن) ونحوها عن شيخه, ولكن في هذا نظر؛ بل الظاهر أن ذلك لواحد من الأسباب الثلاثة التي تقدمت آنفا, وهذا هو الراجح, قال البخاري: "لا أعرف لسفيان الثوري عن حبيب ابن أبي ثابت ولا عن سلمة بن كهيل ولا عن منصور في جملة مشايخ كثيرين من قال: لا أعرف لسفيان عن هؤلاء تدليسا ... ما أقل تدليسه".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
التصحيح والتصريح في أحاديث السبحة، والرد على الشيخ بكر أبو زيد
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 10:09]ـ
إخواني الكرام طلاب علم الحديث
وقفت على هذا البحث أرجو التكرم بإبداء الرأي العلمي فيه
ولكم الشكر
التصحيح والتصريح في أحاديث السبحة
رسالة:
(التصريح والتصحيح، للآثار الواردة في عد التسبيح، بالحصى والنوى والتسابيح)
تأليف: عدنان بن عبد الله زُهار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لا سيما سيدنا المصطفى
أما بعد،
فقد طلب مني بعض الأحبة جمع أهم ما قاله أهل العلم في مسألة السبحة والأحاديث الواردة فيها، فاستجب لطلبه وتتبعت كلام من صنف في استحبابها، ووقفت أيضا على كلام من أنكر استعمالها مضعفا للأحاديث المشيرة إلى جوازها.
فزاد ذلك في نفسي رغبة لتحرير هذه المسألة من الناحية الحديثية والفقهية والأصولية، فوجدتني على غير نية سابقة، واقفا عند كلام الشيخ بكر أبي زيد، في جزء جمعه لبيان الحكم الذي ارتضاه فيها، وهو حرمتها استعمالا وبيعا وشراء، وادعى أن حاملها بيده متشبه بالكفار ... إلى غير ما قال، مما تفرد به عن الأولين والآخرين، غير عابئ بأقوال أهل الدراية والفهم من علماء الأمة. فصار بحثي في المسألة كالرد عليه، معتمدا الإنصاف، تاركا التعصب والإجحاف، وسميت هذه الرسالة:
التصريح والتصحيح للآثار الواردة في عد التسبيح بالنوى والحصى والتسابيح
مبتدئا فيها بمناقشة من ضعف أحاديث الإقرار، ومثنيا بمناقشة الشيخ بكر في تضعيفه الدلالات منها.
فقلت وبالله التوفيق:
الحديث الأول: حديث سعد بن أبي وقاص أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن خزيمة، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها، أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: "أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل." فقال: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء".
قال الألباني: "قال الترمذي: حديث حسن. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي فأخطأ لأن خزيمة هذا مجهول. قال الذهبي نفسه في "الميزان": خزيمة لا يعرف، تفرد عنه سعيد بن أبي هلال. وكذا قال الحافظ في "التقريب" إنه لا يعرف. وسعيد بن أبي هلال مع ثقته، حكى الساجي عن أحمد أنه اختلط، فأنى للحديث الصحة والحسن؟ " اهـ كلام الألباني
مناقشة كلام الألباني
وهم الشيخ الألباني رحمه الله في الحكم على حديث سعد بن أبي وقاص المروي في "المستدرك" بعلة جهالة خزيمة المذكور فيه، بين سعيد وعائشة، وتخطئته لكل من الحاكم والذهبي. ذلك أن الحاكم لم يذكر خزيمة أبدا في هذه الطريق ولا في غيرها من صحيحه.
ولم ينتبه الألباني إلى متابعة قاصرة للحديث عند ابن حبان، رغم كونه رآها عند السيوطي في "المنحة" معزوة إليه، قال ابن حبان: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد، به. وهو سند صحيح لكون عبد الله بن سلم ثقة، وحرملة شيخه وابن وهب إمامان ثقتان، وكذا عمرو بن الحارث. وسيأتي الكلام عن سعيد بن أبي هلال.
وصرح البزار في"مسنده" برواية سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد، وروى لها حديثين كذلك منهما حديث التسبيح، وأيضا رواه بهذا السند أبو يعلى في "المسند".
ثم إن كلام الشيخ الألباني في سعيد بن أبي هلال بكونه اختلط، فأعل به حديث الباب منقوضٌ، إذا علمت أن سعيدا هذا وثقه أبو حاتم، والدارقطني، والعجلي، وابن سعد، وابن خزيمة، وابن حبان وغيرهم، واحتج به الجماعة. وأما ما ذكره الساجي عنه فأجاب عنه الحافظ في مقدمة "الفتح" بقوله: "وشذ الساجي فذكره في الضعفاء". وقال أيضا:"ذكره الساجي بلا حجة، ولم يصح عن أحمد تضعيفه". وقال أيضا في شرح كتاب الرقاق من"الفتح" ردا على ابن حزم:"وسعيد متفق على الاحتجاج به." ولذلك لم يذكره سبط ابن العجمي في "الاغتباط".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تعليل الحديث بسقوط خزيمة في بعض طرقه، فالجواب عنه أن سعيدا رواه مرة بواسطة عن عائشة، ومرة بدونها والواسطة خزيمة. وهو كثير في طرق الأحاديث وأسانيدها. زيادة على أن سعيدا ثقة معروف كما مر، وأدرك عائشة لا بد. وقد كانت لها شهرة يندر من مثل سعيد أن لا يسمع منها. وهي التي قالوا إن مالكا لم يحدث عن امرأة غيرها. ويؤيد ما ذكرناه أن البزار بوب في "مسنده" على هذا الحديث بقوله:"ومما روى سعيد بن أبي هلال عن عائشة، عن أبيها "، فذكره.
كلام بكر أبو زيد الحديثي
وقال الشيخ بكر أبو زيد في جزء "السبحة": "فمدار أسانيده على سعيد بن أبي هلال، قال الحافظ عنه: "صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفا، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط".اهـ وقال الحافظ أيضا في خزيمة: خزيمة عن عائشة بنت سعد لا يعرف، من السابعة، د ت س".اهـ
ثم قال:"وأما حديث صفية وحديث سعد بن أبي وقاص فيشهد كل واحد منهما للآخر، إذ ليس في إسناد أحدهما من قُدح فيه من جهة عدالته؟ "
مناقشة كلام بكر أبي زيد
*اقتصاره على كلام الحافظ المنقول من "التقريب" في سعيد بن أبي هلال بقوله فيه: إنه صدوق. وعدم تعرضه لأقوال أهل الجرح والتعديل فيه، من صيغ التوثيق المختلفة، وردهم على من جرحه بدون بينة، كالحافظ نفسه في مقدمة "الفتح" وغيره كما مر. وكل هذا فيه إيهام القارئ أن حديث سعيد لا يرتقي إلى درجة الاعتبار، وهو من هو.
*اعتماده على جهالة خزيمة إيهام آخر لعلة الانقطاع في سند الحديث دون الإشارة إلى اللطائف الحديثية المذكورة آنفا، من رواية الشيوخ للحديث علوا ونزولا، بواسطة وبدونها أخرى.
*قوله في حديثي سعد وصفية:"يشهد كل واحد منهما للآخر ... " إيهام ثالث أن كليهما لم يبلغا درجة الصحة، مع أنه لم يذكر فيهما قادحا صريحا ولا علة ظاهرة، سوى ما كان من جهالة خزيمة، وقد ذكرت لك حالها والجواب عنها.
*قوله "إذ ليس في إسناد أحدهما من قدح فيه من جهة عدالته ... " لون رابع من إيهام القارئ أن هناك علة قادحة في الحديث ولم توجد. ولو وجد الشيخ بكر إليها سبيلا لأطال النفس في إيضاحها كعادته في " الردود " ...
الحديث الثاني: حديث صفية
سنده ومتنه
عن صفية قالت، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: "يا بنت حيي، ما هذا؟ " قلت: "أسبح بهن. قال: "قد سبحت منذ قمت على رأسك بأكثر من هذا." قلت: علمني يا رسول الله. قال: "قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء".
- أخرجه الترمذي في " السنن"، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث هاشم بن سعيد الكوفي، وليس إسناده بمعروف. وفي الباب عن ابن عباس. ورواه الحاكم وصححه. ووافقه الذهبي ورواه أبو يعلى في"مسنده"، وابن عدي في "الكامل".
- ورواه من وجه آخر الطبراني في "الدعاء" و"الأوسط" عن روح بن الفرج، ثنا عمرو بن خالد، ثنا حُديج بن معاوية، ثنا كنانة مولى صفية، عن صفية بنت حيي رضي الله عنها به مثله.
- ورواه الطبراني من وجه ثالث في"الدعاء" وفي " الأوسط". فقال: حدثنا محمد ابن عثمان ابن أبي شيبة، ثنا أبي، قال: "وجدت في كتاب أبي بخطه، ثنا مستلم ابن سعيد، عن منصور ابن زاذان، عن يزيد بن متعب مولى صفية بنت حيي، به.
قول الألباني في تعليله
قال في "الضعيفة": ضعفه الترمذي، وأما الحاكم فقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وهذا منه عجيب. فإن هاشم بن سعيد هذا أورده هو في "الميزان" وقال: قال ابن معين ليس بشيء. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه. ولذا قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وكنانة هذا مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان. اهـ كلام الشيخ ناصر.
قول الشيخ بكر في تعليله
قال في جزء "السبحة": وفي هذا الحديث هاشم بن سعيد الكوفي، قال الحافظ في "التقريب":ضعيف. وفيه شيخه كنانة مولى صفية، قال الحافظ في "التقريب": مقبول، ضعفه الأزدي بلا حجة.
أضف إلى هذا ما قاله في الخلاصة (انظر ذلك في الصحيفة الأولى).
مناقشة كلام الألباني
ذكر في تضعيف هاشم بن سعيد قول الإمام أحمد: لا أعرفه، وقول ابن معين، ليس بشيء، وتضعيف أبي حاتم له. وكذا ساق كلام ابن عدي أنه لا يتابع على مروياته. وكل ذلك مدفوع بإذن الله، كما يأتي:
أولا: أما قول الإمام أحمد: لا أعرفه، فلا يضر لكون غيره قد عرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: وأما قول ابن عدي، أنه لا يتابع فلا يقدح أيضا في هذا السند، لكونه قد توبع فيه. روى الطبراني في "الدعاء" و"الأوسط" عن روح بن الفرج، ثنا عمرو بن خالد، ثنا حديج بن معاوية، ثنا كنانة مولى صفية، به مثله.
ثالثا:ما بقي من توثيق ابن حبان وتضعيف أبي حاتم، فالراوي يكون في هذه الحالة لينا أوفيه ضعف قريب. ولذلك قال فيه الذهبي في "الكاشف": ضُعِّف. وعليه فتحسين الحافظ له كما في "أمالي الأذكار"وجيه.
رابعا: أما قول ابن معين في هاشم هذا: ليس بشيء، فالجواب عنه أن ابن معين يقصد بهذا في الغالب من كان قليل الحديث. قال الحافظ في مقدمة "الفتح"، في ترجمة عبد العزيز ابن المختار البصري: ذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين من قوله "ليس بشيء" يعني أحاديثه قليلة."اهـ وكذا قال السخاوي في"فتح المغيث".
خامسا: تعليل الألباني الحديث بجهالة كنانة وكونه لم يوثقه غير ابن حبان، فيه أمور:
* أولها: عدم اعتماده توثيق ابن حبان في كنانة المذكور في هذا الحديث، مخالف لمنهجه في قبول توثيق من هو ككنانة، بل من هو أضعف حالا منه. قال في"مختصر العلو" عن سند فيه صالح بن الضريس: وهذا سند لا بأس به، فإن صالحا هذا أورده ابن أبي حاتم وقال: روى عنه محمد بن أيوب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقد روى عنه الذهلي. اهـ
وقال في"الإرواء": الحسن بن محمد العبدي، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" فقال: روى عن أبي زيد الأنصاري، روى عنه علي بن المبارك. قلت: فقد روى عنه إسماعيل ابن مسلم أيضا ... وبذلك ارتفعت جهالة عينه. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات". وكذا حسَّن الألباني حديث من هو في حال كنانة، قال في "الإرواء": طلحة بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان، لكن روى له جماعة، فهو حسن الحديث إن شاء الله. وفي "التقريب": مقبول. اهـ
* ثانيها: ارتفعت جهالة كنانة برواية ستة رجال عنه، وهم كما ذكر ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل": زهير وحديج ابنا معاوية، ومحمد بن طلحة، وهاشم بن سعيد الكوفي، وسعد بن بشر الجوهني، ويزيد المغلس الباهلي. قال الذهبي في "الكاشف": وعنه زهير بن معاوية ومحمد بن طلحة، وجماعة، وثق. اهـ
* ثالثها: اعتماد الألباني على تضعيف الأزدي لكنانة غير مقبول. يدل عليه قول الحافظ في مقدمة "الفتح": لا عبرة بقول الأزدي، لأنه هوضعيف. اهـ ولذا قال في "التقريب" عند ترجمة كنانة: مقبول ضعفه الأزدي بغير حجة. اهـ
*رابعها: على فرض كون كنانة مجهول الحال كما ذكر الألباني، وقد تبين لك خطأ ذلك، فإنه لم ينفرد بالحديث عن صفية ... قال الطبراني في "الأوسط" و"الدعاء": حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا مستلم بن سعيد، عن منصور بن زاذان، عن يزيد، مولى صفية بنت حيي، بالحديث ..
محمد بن عثمان شيخ الطبراني ثقة، وكذا أبوه عثمان وجده شيبة، ومنصور بن زاذان ثقة هو أيضا، ومستلم بن سعيد صدوق. فلم يبق في السند إلا يزيد وهو مجهول، لكن جهالته لا تضر، فإن المجهولين من الرواة، إن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه، وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، كما في علوم المصطلح.
فعلى هذا يكون حديث صفية من نوع خفيف الضعف أو الحسن، إن تغاضينا عن المتابعة المذكورة، ولكن بها يصير الحديث صحيحا لغيره، على قاعد جمهور المحدثين والأصوليين والفقهاء، فلا عبرة بتضعيف من ضعفه، والله أعلم.
تأويل الشيخ بكر لحديث صفية
قال في جزء "السبحة": "إن حديث صفية رضي الله عنها، فيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها لما رآها تعد التسبيح بالنوى: "ما هذا؟ "، وهذا استنكار لفعلها، كأنه على غير المعهود في التشريع، فهو إنكار له. ولذا دلها صلى الله عليه وآله وسلم على التسبيح المشروع، كدلالته صلى الله عليه وآله وسلم للمستغفرين على سيد الاستغفار. فلا دلالة فيه لمستدل على جواز التسبيح بالحصى، أوالنوى".
تأويل الشيخ بكر لحديث سعد
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في الجزء المذكور: "وإن حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فيه لما رأى صلى الله عليه وآله وسلم المرأة تسبح بنواة أو حصاة، قال:" ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل ... "، وهذا أسلوب عربي معروف تأتي فيه صيغة أفعل على غير بابها، كما في قوله تعالى عن نعيم أهل الجنة: ?أصحب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا?. فإنها من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخر منهن شيء، لأنه لا خير في مقيل أهل النار ومستقرهم، كقوله: ? آلله خير أما تشركون ?.
وبهذا التقرير لمعنى هذين الحديثين –على فرض صحتهما- يظهر بجلاء عدم صحة استدلال من استدل بهما على جواز التسبيح بالحصى أو النوى. والله أعلم".اهـ كلام الشيخ بكر.
مناقشة كلام الشيخ بكر المؤول لحديث صفية
وهذا الكلام عليه مؤاخذات:
ادعاؤه أن سؤال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لصفية بقوله: "ما هذا؟ " استنكار لفعلها، مجرد عن الدليل، وما كان كذلك بطل لا بد.
أنه عليه الصلاة والسلام لما سألها: "ما هذا؟ " لإجابته بصنيعها، علمها ما فيه أجر أكثر وأهم، دون أن يصرح أو يشير إلى كراهة ما صنعت. فقد قال لها صلى الله عليه وآله وسلم: "سبحت منذ قمت أكثر من هذا." ومعلوم عند العقلاء أن التفضيل ب"أكثر" هو للعد. ومعنى الكلام أن عدد الأجر والثواب في ذكر ما علمها أكبر مما عملته هي، وهذا لا يحتاج إلى زيادة برهان.
أما زعمه أن أفعل التفضيل تستعمل فيما ليس في الطرف الآخر منه شيء مستدلا بقوله تعالى ?أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا? فهو تحميل للكلام ما ليس مشهورا عند أهل الفصاحة من جهة ومخالفة لما فهمه المفسرون من هذه الآية المضروب بها المثال.
فقد قال الألوسي في "روح المعاني": "والتفضيل المعتبر فيهما المسرة، إما لإرادة الزيادة على الإطلاق، أي هم في أقصى ما يكون من خيرية المستقر وحسن المقيل، وإما بالإضافة إلى ما للكفرة المتنعمين في الدنيا، أو إلى ما لهم في الآخرة بطريق التهكم بهم".اهـ
فلا يوجد في الاحتمالات الثلاثة شيء يشير إلى ما فهمه الشيخ بكر عن هذه الآية.
أن عادته صلى الله عليه وآله وسلم إذا استفهم عن شيء يستنكره صرح بالنهي عنه دون تأخر، لأن التأخر عن البيان وقت الحاجة ممنوع.
ومثاله ما روى البخاري في أبواب التهجد من "الصحيح"، عن أنس بن مالك قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما هذا؟ " قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا، حلوه، ليُصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد."، فأنت ترى التصريح هنا بالنهي عن فعل زينب، ولا تجده في حديث صفية، والفرق أنه هناك لم يستنكر صنيعها، والله أعلم.
وأخرج البخاري أيضا في كتاب الصوم من صحيحه ح 1844، عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: "ما هذا؟ " فقالوا: صائم. فقال: "ليس من البر الصيام في سفر."
والأدلة على أن الاستفهام الاستنكاري في النصوص الشرعية لا بد أن يقترن به دليل كثيرة، والله أعلم.
إن ما ذهب إليه بكر أبو زيد في كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنكر على صفية تسبيحها بالنوى مخالف لما عليه جمهور أهل العلم وما فهمه علماء الأمة، ودونك بعض أقوالهم:
قال الشوكاني في "نيل الأوطار"، بعد أن ذكر أحاديث الباب: والحديثان الأخيران –أي حديث سعد وحديث صفية- يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا السبحة لعدم الفارق، لتقريره صلى الله عليه وآله وسلم للمرأتين وعدم إنكاره. والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز، قد وردت بذلك آثار ...
ولما ذكر بعضها ساق كلام السيوطي من "المنحة" وهذا نصه: "ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة، بل كان أكثرهم يعدونه بها، ولا يرون ذلك مكروها".اهـ كلام السيوطي والمقصود من كلام الشوكاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب": "الفصل الثامن والستون في عقد التسبيح بالأصابع وأنه أفضل من السبحة" ... ثم ساق أحاديث عقد التسبيح باليد. والشاهد فيه أنه فهم أفضلية العد باليد على السبحة، التي لم يذكرها إلا لجوازها. ومعلوم أن الأفضلية تكون بين الجواز والندب، لا بين الجواز والكراهة أو التحريم، كما فهم بكر أبو زبد، مخالفا بذلك فهم جمهور الأمة.
وهو ما فهمه أبو داود من قبل لما أخرج حديث سعد فقال: باب التسبيح بالنوى –أي جوازه-.
قال العظيم آبادي: "وهذا أصل صحيح –أي حديث سعد- لتجويز السبحة بتقريره صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه في معناها، إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يُعَدُّ به.، ولا يعتد بقول من عدها بدعة".اهـ
وقال المباركفوري في "تحفة الأحوذي": "ويدل على جواز التسبيح بالنوى والحصى حديث سعد-فساقه- ... وحديث صفية-فذكره-".اهـ
وكذا قال علي القاري من الأحناف، كما في "التحفة".
بل قد وجدت لهم في السبحة أحكاما فقهية، قال الصنعاني في "سبل السلام": "وأما خياطة الثوب ولبسه وجعل خيط السبحة من الحرير وليقة الدواة وكيس المصاحف وغشاية الكتب فلا ينبغي القول بعدم جوازه لعدم شموله النهي له" ...
وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "وعد التسبيح بالأصابع سنة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للنساء: "سبحن واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات"، وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة من يفعل ذلك. وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك. وروي أن أبا هريرة كان يسبح به. وأما التسبيح بما يجعل في نظام كالخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه. أما اتخاذه من غير حاجة أو إظهاره للناس مثل تعليقه في العنق أو جعله كالسوار في اليد أو نحو ذلك، فهذا إما رياء الناس أو مظنة المراآة أو مشابهة المرائين من غير حاجة. الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة فإن مراآة الناس في العبادات المختصة كالصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن من أعظم الذنوب"اهـ
فقارن بارك الله فيك بين استنباط الشيخ بكر وكلام هؤلاء الأعلام المحققين.
5 - أن الترمذي قال في "العلل الصغير" المطبوع بآخر "السنن": "جميع ما في هذا الكتاب فهو معمول به، وقد أخذ به بعض أهل العلم ... "
أما ما قاله الشيخ بكر في تأويل حديث سعد فهو ضعيف من حيث استعمال القواعد اللغوية في غير محلها، واستنباط الأحكام الشرعية بناء على تلك القواعد الباطلة، ودونك الدليل:
أما قوله: هذا أسلوب عربي ... الخ، فنقول: أهو استثناء أم قاعدة؟ فإن قال قاعدة، فقد أتى بالبدعة التي ما فتئ يذم فاعليها. وإن قال استثناء، قلنا إن الاستثناء عدول عن الحقيقة إلى المجاز في مثل هذه التعابير ... والمجاز هو إطلاق اللفظ في غير ما وضع له لقرينة مانعة من إرادة اللفظ الحقيقي. وأنت ترى أن هذا الكلام الذي خرج من الفم الشريف لا وجود فيه لقرينة تدل على التجوز في التعبير. بل القرائن فيه دالة دلالة الشمس في واضحة النهار أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قصد بالأفضلية معناها الحقيقي لا المجازي، كما ذهب إليه جمهور أهل العلم.
يلزم من فهم الشيخ بكر أبو زيد لهذا الحديث أن يتجرأ من شاء على كلام الله ورسوله فيجعل أفعل التفضيل لذلك الاستعمال العربي الذي ادعاه. ومثال ذلك ما رواه مسلم في "صحيحه" والبخاري معلقا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أفضل الكلام أربع، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر." فيأتي من يأخذ بقاعدة الشيخ فيجعل لا حول ولا قوة إلا بالله لا دخل لها في المفضول، وكذا حسبي الله وأستغفر الله وهلم جرا ... والله المستعان.
مناقشة كلام الشيخ بكر في اعتماده بعض الآثار ورد بعضها
أورد الشيخ بكر الآثار الواردة في التسبيح بالنوى والحصى ونحوهما، فذكر ستة منها في الإنكار وستة في الإقرار، وخلص إلى أن "ما ورد من إنكار بعض الصحابة فيه انقطاع، إلا ما كان من أثر ابن مسعود وجل أسانيده كالشمس صحة وصراحة في النهي والإنكار في وقائع متعددة. كما خلص إلى أن الوارد من آثار المقرين له لا تخلومن مقال."اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وها أنا ذا أذكر لك ما يتعلق بأثر ابن مسعود الذي قال أنه كالشمس صراحة وصحة. أما الوارد عن عمر وعائشة فقد كفانا هو نفسه عناء البحث فيهما، واعترف بضعف إسنادهما فلا معوَّل عليهما، مع أنهما غير صريحين في إنكار العد بالنوى على تسليم صحتهما.
ذكر عن ابن مسعود ستة روايات:
*الأولى في "المصنف" لابن أبي شيبة، عن إبراهيم: كان عبد الله يكره العد، ويقول: أيمن على الله حسناته؟ ثم قال: بسند صحيح.
*الثانية في "البدع" لابن وضاح. وذكر أن السند فيه انقطاع، لعدم ثبوت سماع الصلت من ابن مسعود.
*الثالثة فيه أيضا، وهو منقطع بشهادته كذلك لكون يسار أبي الحكم لم يسمع من ابن مسعود.
*الرابعة فيه أيضا، وسنده تالف كما ذكر، للكذب الذي اتهم به ابن سمعان أحد رجال إسناده.
*الخامسة عنده أيضا، وقال: ورجاله كلهم من رجال "التقريب" وهم ثقات. عمرو وأبو يحيى من رجال الكتب الستة، وجده عمارة من رجال النسائي في "عمل اليوم والليلة"وهو ثقة، وأما الحكم بن المبارك فهو الباهلي، فقال في "التقريب": صدوق ربما وهم. ورمز بكون البخاري روى له في "الأدب المفرد"، ومن رواة الترمذي؟، وقد توبع في الرواية بعده. ثم ذكرها، معزوة إلى "تاريخ واسط"، وهي السادسة. اهـ
قلتُ: *أما أثر ابن مسعود أنه كان يكره العد فهو صحيح الإسناد كما قال، ولكن لا دلالة فيه على منع استعمال الحصى والنوى في عد الذكر، يتبين ذلك من وجهين:
الأول: أن هذا كان رأي ابن مسعود. ومذهب الصحابي ليس بحجة كما تقرر في الأصول، خصوصا إذا عارضه غيره من الصحابة، فعلا أوقولا-كما سيأتي-، فضلا عن أن يكون معارِضا للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في مسألتنا هذه.
الثاني: أن ابن مسعود لم ينكر استعمال النوى في الذكر، ولكنه أنكر المن على الله بالذكر عن طريق العد والحساب، كما صرح به هو نفسه رضي الله عنه.
والأثران بعده ضعيفان كما أقر الشيخ بكر، لعدم سماع الصلت ولا سيار أبي الحكم من ابن مسعود.
أما قوله في الأثر بعدهما: وسنده تالف لأن ابن سمعان وهو عبد الله بن زياد المخزومي رمي بالكذب. فمجانب للصواب ومخالف لاصطلاح أهل الصناعة. فالأثر موضوع جزما، وابن سمعان المذكور لا يقال فيه رمي بالكذب. ولكن يقال فيه كما قال مالك وابن إسحاق ويحيى: كان كذابا.
فإن علماء الجرح والتعديل جعلوا قولهم في الرجل: متهم بالكذب أورمي به أقل درجة في الجرح من قولهم فيه كذاب. انظر كتب الجرح والتعديل ك "الرفع والتكميل" لعبد الحي اللكنوي.
أما ما هلل به الشيخ من جعله كالشمس صحة وصراحة، فهو أثر ابن مسعود أيضا، الذي أخرجه الدارمي في "السنن"، فلا صحة كالشمس ثمة لعلة الحكم بن المبارك، لأن فيه مقالا. فمع توثيق ابن منده وابن حبان وغيرهما، إلا أن ابن عدي عده فيمن يسرق الحديث.
ولهذا أعرض البخاري عن الرواية له في "الصحيح"، ولكن أخرج له في "الأدب المفرد"، ولم يخرج له تلميذه مسلم أي حديث، وتلميذه الترمذي إلا حديثا واحدا، ووَّهمه ابن حجر ولم يذكر فيه توثيقا عاليا، فقال: صدوق.
وهي العبارة نفسها التي اقتصر عليها الشيخ أبو زيد في بيان حال ابن أبي هلال، موهما تضعيفه بها، وبالله التوفيق.
آثار المقرين
ذكر الشيخ ستة آثار عمن أقر استعمال النوى والحصى في العد، وأعلها بما ليس علة، وهذا بيانها:
أما أثر أبي الدرداء، فرواه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"، من طريق القاسم بن عبد الرحمن، قال: كان لأبي الدرداء نوى من نوى العجوة، حسبت عشرا أو نحوها في الكيس، وكان إذا صلى الغداة أقعى على فراشه فأخذ الكيس فأخرجه واحدة واحدة، يسبح بهن، فإذا نفذن أعادهن واحدة واحدة، كل ذلك يسبح بهن. اهـ
قال بكر: "ولم أر من صرح بسماع القاسم بن عبد الرحمن الشامي-مولى جويرية- بنت أبي سفيان، من أبي الدرداء الصحابي. لأنه إن لم يسمع منه فه أثر منقطع".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: بل الغالب أنه سمع منه، لكونه ثبت أن روى عن علي وابن مسعود، كما نقل ذلك الحافظ في "التهذيب"، فسماعه من أبي الدرداء الذي دخل الشام أولى. زد على هذا ما ذكره ابن سعد في "الطبقات" بقوله: وله حديث كثير، وفي بعض حديث الشاميين أنه أدرك أربعين بدريا. اهـ وأيضا ما قاله ابن الجوزجاني أنه أدرك أربعين رجلا من المهاجرين والأنصار. وقال محمد بن شعيب ابن شابور، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم: وكان قد أدرك أربعين من المهاجرين. وقال معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث، أن القاسم لقي أربعين بدريا. وفي "التهذيب" زيادة بيان ما رجحناه من سماع القاسم بن عبد الرحمن، من أبي الدرداء.
أما أثر علي فرواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، عن حميد بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن حسن بن موسى القاري، عن طلحة بن عبد الله، عن زاذان، قال: أخذت من أم يعفور تسابيح لها، فلما أتيت عليا علمني فقال: يا أبا عمر، اردد على أم يعفور تسابيح.
وهذا الأثر ذكره بكر أبو زيد ولم يعلق عليه بشيء، فكأنه لم يقف له على علة. وعلته جهالة طلحة بن عيد الله. قال الذهبي في "الميزان"، بعد ذكر طلحة بن سمرة وطلحة بن صالح، قال: وطلحة عن زاذان، ويقال طلحة بن عبيد الله، هؤلاء مجهولون. اهـ وكذا قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل". ولهذه العلة أعرض شيخنا محمود سعيد ممدوح عن الاحتجاج به في جزء "وصول التهاني".
وأثر أبي هريرة ورد عنه من طريق شيخ من طفاوة، قال: تثويت أبا هريرة بالمدينة –أي جئته ضيفا-، فلم أر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه. بينا أنا عنده يوما وهو على سرير له، معه كيس كبير فيه حصى أو نوى، وأسفل منه جارية سوداء، وهويسبح بها حتى أنفذ ما في الكيس ألقاه إليها فجمعته فأعادته في الكيس فدفعته إليه. رواه أبو داود في "السنن"، وأعله أبو زيد بجهالة الشيخ من طفاوة، ولكنها علة مندفعة، من وجوه:
الأول: أن الحديث سكت عنه أبو داود ولم يعقبه بكلام في التضعيف. فهو عنده صالح كما هو معلوم.
الثاني: أن الترمذي أخرج بعضه في كتاب الاستئذان فحسنه، قائلا: حسن لأن الطفاوي تابعي ولم يأت في المتن بشيء منكر والراوي عنه ثقة. اهـ واستشهد به النسائي المتشدد في الرجال. وتذكر كلمة الذهبي في قبول المجهولين من التابعين الكبار إذا خلت أحاديثهم من نكارة المتون، وقد تقدم هذا.
الثالث: أن أثر تسبيح أبي هريرة بالنوى له شاهدان يقوياه، أحدهما عند أبي نعيم في "الحلية" أنه كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم اثني عشر ألف مرة، وسنده صحيح. والثاني عنده أيضا أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألف عقدة، فلا ينام حتى يسبح به. وهو ضعيف لجهالة راو فيه. والله أعلم.
أما أثر سعد بن أبي وقاص، فرواه ابن سعد في "الطبقات" عن حكيم بن الديلمي أن سعدا كان يسبح بالحصى. قال الشيخ بكر: رواه ابن سعد في "الطبقات" وأحمد في "الزهد" وفيه انقطاع، فإن حكيم بن الديلمي لم يرو عن سعد بن أبي وقاص، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" بسنده عن حكيم بن الديلمي عن مولاة لسعد به، ومولاة سعد هذه مجهولة.
قلت: هاتان علتان مقبولتان، لكن ما دام المتن غير منكر ولا يوجد في السند من اتهم بالكذب وغيره، لا حرج أن يشهد أحدهما للآخر كما عند زمرة من المحدثين.
أما اثر صفية فعزاه إلى أحمد في "الزهد" ولم يذكر له علة، وهو كذلك، فالسند صحيح، وهو هذا: قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن يونس بن عبيد، عن أمه، قالت: رأيت أبا صفية –رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم-وكان جارنا، قالت: فكان يسبح بالحصى. فرواة هذا الأثر كلهم ثقات محتج بهم.
الخاتمة
اعلم وفقني الله وإياك أن هذه المناقشة كلها على سبيل مراضاة المخالفين لا غير، وإلا فإن عد الذكر بالنوى والحصى والسبحة المعروفة والسبحة الحسابية وغيرها جائز شرعا، بل مستحب. وذلك لغياب دليل المنع والتحريم، ما دامت السبحة وسيلة لغاية محمودة، وهي ضبط الذكر بالعد والحساب، وقرر جمهور الأصوليين أن الأصل في الأشياء عند الشارع الإباحة حتى يرد الدليل على غيره.
وعليه فإن ما ألزمنا به الشيخ بكر لتحريم استعمال السبحة وبيعها واقتنائها وكونها تشبهًا بالكفار…الخ ما قال منقوض مردود بهذا الدليل العام، كيف وقد تبين لك بطلانه بالأدلة المفصلة في هذه الرسالة. والله أعلم. وكان الفراغ من تبييضها عشية يوم الاثنين 16 ذي القعدة لسنة 1425 هـ/28 ديسمبر 2004 م، على يد أفقر الورى إلى الله عدنان بن عبد الله زُهار، والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه.
الفهارس العامة
الموضوع الصحيفة
المقدمة
الحديث الأول: حديث سعد بن أبي وقاص
مناقشة كلام الألباني في تضعيفه
مناقشة كلام بكر أبوزيد في التلويح بضعفه
الحديث الثاني: حديث صفية
كلمة الألباني في تضعيفه
مناقشة كلام الألباني
تأويل الشيخ بكر لحديث صفية
تأويل الشيخ بكر لحديث سعد
مناقشة تأويل بكر أبوزيد لحديث صفية
مناقشة الآثار التي اعتمدها الشيخ بكر
سرد الآثار المفيدة جواز استعمال السبحة وبيان صحة الاستدلال بها
الخاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 01:18]ـ
وددت أنك لم تفتح هذا الباب
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 09:42]ـ
الأخ الكريم
لم أفتح الباب، ولم أرد إلا الخير
فهذا البحث منشور في عدد من المواقع،
وظاهره بحث علمي موضوعي ..
ومن يطالعه يقنع بجواز استعمال السبحة
بل ربما باستحبابها ...
ولا أدري حقا هل المضمون كالظاهر في التمسك بقواعد أهل العلم؟!
لا بد من الإفادة من آراء الإخوان طلاب علم الحديث ليحكموا على نتائج البحث
فإن كان البحث صائبا وصحيحا
فلنأخذ به ولا نمنع من استعمال السبحة
وإلا فلنبق على ما نحن عليه من منع استعمالها!
أنتظر رأي الإخوة الأفاضل
ـ[عالي السند]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 06:31]ـ
أخي الكريم، لتدرك حقيقة البحث وتعرف عواره فإن مسودة عدنان زهار المغربي صوفي جلد، وأشعري مؤول، وهو من أصحاب السبح والدروشة وهز الرؤوس، فهو يناصر الدراويش، فمثله لا يؤخذ بقوله، والعلم يؤخذ من علماء السلف لا غير.
وكما قال ابن المبارك: العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 02:18]ـ
الاخ عالى السند
وهذا لا يعفينا من الرد عليه وبيان ما فى رسالته
نسأل الله التيسير والوقت
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 04:26]ـ
أخي الكريم، لتدرك حقيقة البحث وتعرف عواره فإن مسودة عدنان زهار المغربي صوفي جلد، وأشعري مؤول، وهو من أصحاب السبح والدروشة وهز الرؤوس، فهو يناصر الدراويش، فمثله لا يؤخذ بقوله، والعلم يؤخذ من علماء السلف لا غير.
وكما قال ابن المبارك: العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
أخي الكريم أمامك الآن مناقشة علمية حديثية فقهية وأظنك تتفق معي أن كون القائل:
1 - صوفيا جلدا
و2 - أشعريا مؤولا
و3 - من أصحاب الدروشة وهز الرؤوس
لاتفيد في هذا المقام حججا لابطال دعوى المدعي في شأن السبحة أو في غيرها من المسائل العلمية ولا تغني في مناقشة المخالفين-بارك الله فيك- أخي الحبيب.
ـ[عالي السند]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 06:26]ـ
أحبتي مداخلتي لم أقصد بها نقض شبه هذا الدعي، لكن الموقف يتطلب الإشارة لحال المدعو عدنان زُهار الصوفي عدو السلفية، وهذا حكم على شخصه فقط، أما ما أثاره من تعقبات على الشيخ بكر في مسألة السبحة فلم أتطرق إليها، وهو أوهى من بيت العنكبوت، فلا تلزموني بشيئ لم أقصده، ففرقوا بين الأمرين.
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 01:00]ـ
الأخ الفاضل عالي السند
كم من إمام من علمائنا كان صوفيا أو أشعريا أو له انحرافات أو أخطاء ..
ومع ذلك نأخذ عنهم العلم ونترحم عليهم ..
وهذا البحث بغض النظر عن كاتبه - على أهمية معرفة خلفيته الفكرية والشرعية - لا بد من نقده، والتعليق عليه، موافقة أو مخالفة ..
لأنني رأيت عددا من الطلاب الشباب قد اقتنعوا بما فيه ..
وحقيقة ظاهر البحث يوحي أنه علمي دقيق ..
ولذلك لا بد من طلاب علم الحديث المتخصصين ذوي الخبرة والفهم الدقيق من قراءة البحث وإبداء الرأي العلمي فيه ..
فإن كان صوابا فمرحبا وأهلا بالسبحة
وإلا ثبتنا على ما نعرف
لكن عن علم ودراية دون عصبية وتحجر
وحبذا أن تتكرم بإبداء الراي
ولكم ولكل الإخوة ومن يهتم بالموضوع خير الجزاء
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 09:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده.
فرداً علي هذا المقال، أقول والله المستعان:
الحديث الأول: وهو حديث سعد:
الحديث منقطع،
فالرواية المذكور فيها خزيمة كلا شيء، فخزيمة مجهول لا يعرف من هو، ولا ابن من هو.
فحكم روايته حكم المنقطع للجهالة بعينه، إذ لم يرو عنه إلا سعيد بن أبي هلال.
ورواية سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد ليست متصلة - بخلاف ما حاول صاحب المقال الإيهام بأن لعائشة شهرة، وأنه لا يحتمل أن يكون لم يسمع منها -، فلم يذكرها أحد ممن ترجم له في مشايخه.
ثم تابعية بهذه الشهرة حديثها منتشر مشتهر، كيف يقبل رواية من تفرد بحديث عنها، لا يشاركه في روايته غيره ممن لازمها.
فما بالنا بمن لم يرو عنها غير حديثين، لم يتابع علي أي منهما!!
وهذا دون التعرض لمسألة اختلاط سعيد، لأنه لم يصرح بذلك أحد غير الإمام أحمد، ومن تبعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العجيب قول صاحب المقال: " ولذلك لم يذكره سبط ابن العجمي في الاغتباط " بما يوهم أنه لم يذكر في كل كتب المختلطين، وسعيد ذكره ابن الكيال في الكواكب النيرات.
يتبع إن شاء الله.
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 10:43]ـ
أما حديث صفية:
فهو حديث ضعيف جداً،
لأن مداره علي كنانة - وهو ضعيف كما سيأتي -
1 - فأما هاشم بن سعيد فهو ضعيف أيضاً،
وأما تأويله لكلام الإمام أحمد بأنه عرفه غيره فباطل، لأن هذه الكلمة تفيد جهالة الرواي، لا جهل أحمد بحاله.
وتأويله قول ابن معين: ليس بشيء: بقلة الحديث علي الإطلاق فهذا أيضاً باطل،
لأن ابن معين يطلق هذه الكلمة ويريد أحد معنيين: الأول: شدة ضعف الراوي، والثاني ما ذكره من قلة حديثه.
ويعلم هذا من جمع أقوال الرجال في الراوي.
ولا يمكن إهمال تضعيف أبو حاتم - مع ما تقدم من تضعيف الأئمة له - في مقابلة توثيق ابن حبان وحده.
خاصة وأن أبا زرعة جرحه بجرح مفصل شديد، فذكره مع الضعفاء والمتروكين، وأنكر عليه أحاديث.
وضعفه الذهبي.
وأما ما صنعه من حذف أقوال العلماء في الراوي بحجج واهية، فهذ مذهب باطل عند أهل الجرح والتعديل، والغرض منه توثيق الضعيف وتضعيف الثقة.
أما ما ادعاه من شواهد للحديث في الدعاء والأوسط للطبراني من طريق حديج عن كنانة، فلم أجده.
فليأتنا بها متفضلاً، ونكن له شاكرين.
ويلاحظ أيضاً أنه يدور علي كنانة، وهو ضعيف كما سيأتي.
وأما الإسناد الآخر ففيه علتان:
الأولي: أن راوي الحديث عن صفية - يزيد بن متعب - لم اجد من ترجمه، فهو مجهول - كما أقر بذلك -.
وما قاله من التجوز في جهالة التابعين فصحيح، بشرط ألا يخالف الأصول، وهو ما لم يتحقق هنا.
الثانية: أن الحديث مروي بالوجادة - وهي أدني مراتب التحمل - والخط يتشابه، فليتنبه.
2 - وكنانة الراجح فيه الضعف، وهو ما ذكره صاحبا تحرير التقريب.
اما ما صنعه من محاكمة الشيخ الألباني لقبوله توثيق ابن حبان، فغريب لسببين:
الأول: أن الشيخ لا يقبل توثيق ابن حبان مطلقاُ، بل إذا انضمت إليه قرائن، ثم يبحث هذه القرائن ويراجعها.
ثانياً - وهو الأهم -: مجال الكلام هو تعديل الراوي وتجريحه، وليس مجاله الكلام علي منهج الشيخ الألباني - عليه رحمة الله - في توثيق ابن حبان!!.
فلا مجال لما ذكره من أن الشيخ الألباني قبل قول ابن حبان في رواة آخرين!!.
ثانياً: لم يفرق صاحب المقال بين الجهالة العينية، وجهالة الحال.
فرواية ستة من الرواة ترفع الراوي عن جهالة العين، لا جهالة الحال.
أما ما ذكره من أن الحديث بشواهده المذكورة يرتقي إلي الصحة، ففيه نظر شديد لما تقدم.
يتبع إن شاء الله
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 10:57]ـ
أما ما رمي به الشيخ بكر أبو زيد: بالمؤول
فليس هذا من باب الأدب مع العلماء وإن اختلف معه في الرأي.
ثم هو من بابة: رمتني بدائها، وانسلت!!
ولا حاجة لتأويل الحديثين لضعفهما.
وهو نفسه - صاحب المقال - لم يأت بآثار من ذكر إلا بما أورده الشيخ بكر أبو زيد في كتابه، فللشيخ عليه منة، بل ربما لم يصل لتلك الآثار لولا الشيخ - رحمه الله -.
ثم الرد عليها يسير - بعد ثبوت ضعف الحديثين -، وله طريقان: مجمل ومفصل.
1 - فالمجمل: علي فرض ثبوتها، فهي فعل صحابي، وفعله ليس بحجة، خاصة إذا خالف فعل صحابي آخر مثل ابن مسعود في علمه واتباعه - كما ذكر صاحب المقال -.
2 - المفصل: بذكر كل أثر منها والكلام عليه وتضعيفه واحداً بعد الآخر.
ونسأل الله الهداية والتوفيق والسداد لنا ولجميع المسلمين.
اللهم ارزقنا اتباع سنة نبيك - صلي الله عليه وسلم -، واجتناب البدع.
وقد صدق قول القائل:
من لي بمثل سيرك المدلل ... تمشي رويداً وتجي في الأول
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 07:49]ـ
الأخ الكريم طالب علم السنة
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم ونفع بكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 09:45]ـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/17579
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:47]ـ
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه(/)
ما أفضل كتب الجمع بين الصحيحين؟
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:48]ـ
السلام عليكم،
أود أن أسأل عن أفضل كتاب في الجمع بين الصحيحين،
وجزاكم الله خيرا.
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:47]ـ
اذا كنت تقصد رجال الصحيحين فعليك بكتاب الجمع بين رجال الصحيحين لابن طاهر المقدسي
ـ[فياض علي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 12:04]ـ
الجامع بين الصحيحين للشيخ صالح أحمد الشامي حفظه الله.
وقد أثنى عليه الشيخ د. عائض القرني حفظه الله.
ـ[مرثد]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 12:17]ـ
الجامع بين الصحيحين للشيخ صالح أحمد الشامي حفظه الله.
وقد أثنى عليه الشيخ د. عائض القرني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
دخلتُ للموضوع ناوياً كتابة ما كتبه الأخ الفاضل فياض، أفاض الله عليه من بركاته
وأحب أن أزيد التالي:
- قال الشيخ صالح الشامي - بما معناه - ما فائدة تكرار العمل إذا لم يكن فيه إضافة مهمة للمكتبة ..
- ولأجل ذلك اختط الشيه وفقه الله ورفع درجته خطة رائعة في كتابه (الجامع بين الصحيحين)، وهو غير (الجمع بين الصحيحين)، حيث قام فيهما:
1) بترتيب الأحاديث على العلوم والأبواب (جزء العقيدة، وفيه باب الإيمان ... إلخ جزء العبادة وفيه باب كذا كذا ... ، جزء التعاملات،فيه باب كذا كدا) وهذا التقسيم رائع للغاية يستحق فيه الثناء.
2) علق بتعليقات مختصرة ماتعة - كما قال الشيخ القرني -فيما أذكر.
3) الفرق بين الجامع والجمع، أن (الجامع) كان جامعاً لأحاديث البخاري ومسلم (بمعنى: جمع كل الأحاديث، ما اتفقا عليه وما لم يتفقا) وأعاد ترتيبها.
أما (الجمع) فهو ما اتفق عليه البخاري ومسلم بنفس الخطة السابقة.
4) الجامع - 5 مجلدات (أربعة + الفهارس) ووجدته في معرض الكتاب عند دار البشير (دار القلم) بـ 100 ريال بعد الخصم.
أما الجمع - فهو مجلد واحد (فيما أظن) ولا أعرف سعره.
(ملاحظة: يمكن استغلال وجود معرض الكتاب الدولي في المدينة وشراءه؛ للسعر، ولتوفره)
نفعنا الله بالعلوم النبوية آمين
???
وفي خطتي القريبة - إن شاء الله تعالى - وضع عرض للكتاب، وقد بدأت فيه، يسره الله وتقبله آمين
والحمد لله رب العالمين
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 11:02]ـ
جزاكم الله خيرا على التفاعل وبارك بكم.
ـ[مرثد]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 03:32]ـ
صدر حديثاً كتاب (الصحيحان) للشيخ عائض القرني في مجلد واحد (كبير) قليلاً
فيه جميع أحاديث الصحيحين مرتبة حسب الأبواب محذوفة الأسانيد
ويظهر لي من اطلاع سريع جدا أن فكرته مثل فكرة كتاب الشامي، لكنه يختلف عن الثاني بالآتي:
? مقدمة قصيرة جداً (صفحة واحدة)
? خلوه من طريقته في الكتاب (وإن كانت واضحة من التصفح)
? لا يوجد شرح للأحاديث (ولعلها تعتبر نقطة سلبية)
ويتميز كتاب الشامي بالآتي-كما قال الشيخ القرني من قبل- يتميز بأن فيه تعليقات بسيطة مفيدة (بالمعنى من كتاب هكذا حدثنا الزمان وعاشق)
وسعر الكتاب في ظني متقارب، حيث وجدت نسخة الشامي (5 مجلدات مع الفهارس) في معرض الكتاب حول الـ 100 ريال سعودي، وسعر نسخة القرني (مجلد واحد ضخم) بـ 98 ريال سعودي
والحمد لله دوماً(/)
سؤال: ما هو ضابط المحدث في هذا الزمان؟
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابة عن هذا السؤال لأني لاحظت كثيرا وخاصة في المواقع الشخصية لبعض المشايخ وتراجم بعض التلاميذ لمشايخهم إطلاق لفظ المحدث فيقول موقع أبي فلان المحدث ترجمة الشيخ الفلاني الأصولي المحدث وهذا منتشر كثيرا مع التساهل فيه فأرجو من المشايخ الكرام أن يبينوا ما هو الضابط في ذلك؟ أو بمعنى متى يطلق على الشيخ في هذا الزمان أنه محدث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[17 - May-2010, صباحاً 09:43]ـ
لقد قرأت في الكامل لابن عدى قال:
انبانا محمد بن خلف، حدثثني محمد بن عبد الرحمن، أبو الاصبغ القرقساني قال: سمعت النفيلي يقول: سمعت هشيم يقول: من لم يحفظ الحديث فليس هو من أصحاب الحديث، يحئ أحدهم بكتاب يحمله، كانه سجل مكاتب.
أما في زماننا هذا فقد تساهل كثيرا في اطلاق لفظ " المحدث " على كل من له أدنى اشتغال بعلم الحديث، و الله المستعان.
ـ[عبد القادر عبد الرحمن]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 04:30]ـ
أما في زماننا هذا فقد تساهل كثيرا في اطلاق لفظ " المحدث " على كل من له أدنى اشتغال بعلم الحديث، و الله المستعان.
هذا ما قصدته بهذه المشاركة فأتمنى من الأخوة أن يبينوا لنا متى نطلق على الشيخ في عصرنا بأنه محدث
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 05:13]ـ
ذكر الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في كتابه (الباعث الحثيث شرح أختصار علوم الحديث) الأتي:
قال ابو الفتح بن سيد الناس: أما المحدث في عصرنا, فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية, وجمع رواته, وأطلع على كثير من رواته والروايات في عصره, وتميز في ذلك, حتى عرف فيه خطه, واشتهر ضبطه, فإن أوسع في ذلك حتى عرف شيوخهوشيوخ شيوخه, طبقة بعد طبقة, بحيث يكون ما يرفه من كل طبقة اكثر مما يجهله فهذا هو الحافظ"
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:30]ـ
ذكر الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في كتابه (الباعث الحثيث شرح أختصار علوم الحديث) الأتي:
قال ابو الفتح بن سيد الناس: أما المحدث في عصرنا, فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية, وجمع رواته, وأطلع على كثير من رواته والروايات في عصره, وتميز في ذلك, حتى عرف فيه خطه, واشتهر ضبطه, فإن أوسع في ذلك حتى عرف شيوخهوشيوخ شيوخه, طبقة بعد طبقة, بحيث يكون ما يرفه من كل طبقة اكثر مما يجهله فهذا هو الحافظ"
ليس لمعظم أصحاب لقب "محدث" اليوم علم بالرواية
فعلم الرواية يعنى السماع بالسند المتصل، و هذا غير موجود
لقد راجعت عددا من الأسانيد المتصلة لصحاح الكتب فإذا بها انقطاعات و روافض ... الخ
هذا يعنى أن الشيخ يحدث من الكتاب المطبوع لا من سماعه و هذا لا علاقة له بعلم الرواية
و كل ما يستطيعه الشيخ الآن هو التنقيب فى الكتب كما فعل الألبانى و الحوينى و غيرهم،
و على هذا
لا محدث اليوم على الإصطلاح، و التلاميذ يمجدون شيخهم و فقط!!!
و الله المستعان
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 02:56]ـ
قال سماحة الشيخ العلامة المحدث عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله ورعاه، ونفع به الإسلام والمسلمين:
(في عصر الأئمة قد يقال: إن من يكتب عشرين ألف حديث في تسميته محدث نظر؛ لأنه يوجد من يحفظ خمسمائة ألف حديث، سبعمائة ألف حديث، مائة ألف حديث فهذا عشرين ألف حديث طويلب بالنسبة لعصرهم, لكن ماذا عن عصرنا الذي يحفظ الأربعين يقال له إمام، - والله المستعان-، المسائل نسبية كل عصر له أهله، ولكل زمان دولة ورجال، يعني: الذي يحفظ مثلاً ألف حديث بأسانيدها يمكن أن يقال: له محدث الآن).
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:04]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
قال الحافظ ابن حجر:
وقد ذكر أبو شامة في كتاب المبعث شيئاً ينبغي تحريره:
فقال علوم الحديث الآن ثلاثة:
أشرفها: حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها.
والثاني: حفظ أسانيدها ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها
وهذا كان مهمًّا وقد كفيه المشتغل بالعلم بما صنف وألف من الكتب فلا فائدة إلى تحصيل ما هو حاصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثالث: جمعه وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيه والرحلة إلى البلدان.
والمشتغل بهذا مشتغل عما هو الأهم من علومه النافعة، فضلا عن العمل الذي هو مطلوب الأول وهو العبادة.
إلا أنه لا بأس للبطالين لما فيه من بقاء سلسلة الإسناد المتصلة بأشرف البشر ... (إلى آخر كلامه).
قلت (الحافظ ابن حجر): وفي كلامه مباحث من أوجه:
الأول: قوله: "وهذا كُفِيَه المشتغل بالعلم بما صنف فيه".
يقال عليه: إن كان التصنيف في الفن يوجب الاتكال على ذلك وعدم الاشتغال به، فالقول كذلك في الفن الأول. فإن فقه الحديث وغريبه لا يحصى كم صنف في ذلك، بل لو ادعى مدع أن التصانيف التي جمعت في ذلك أجمع من التصانيف التي جمعت في تمييز الرجال وكذا في تمييز الصحيح من السقيم لما أبعد بل ذلك هو الواقع.
فإن كان الاشتغال بالأول مهما فالاشتغال بالثاني أهم؛ لأنه المرقاة إلى الأول. فمن أخل به خلط الصحيح بالسقيم والمعدل بالمجروح وهو لا يشعر وكفى بذلك عيبا بالمحدث.
فالحق أن كلا منهما في علم الحديث مهم، لا رجحان لأحدهما على الآخر.
نعم لو قال: الاشتغال بالفن الأول أهم كان مسلما مع ما فيه.
ولا شك أن من جمعهما حاز القدح المعلى. ومن أخل بهما، فلا حظ له في اسم المحدث.
ومن حرر الأول، وأخل بالثاني كان بعيدا من اسم المحدث عرفا،
هذا لا ارتياب فيه.
بقي الكلام في الفن الثالث: وهو السماع وما ذكر معه، ولا شك أن من جمعه مع الفنين الأوليين كان أوفر قِسْما وأحظ قَسْما، لكن وإن كان من اقتصر عليه كان أنحس حظا وأبعد حفظا.
فمن جمع الأمور الثلاثة كان فقيها محدثا كاملا، ومن انفرد باثنين منها كان دونه. وإن كان ولا بد من الاقتصار على اثنين فليكن الأول والثاني.
أما من أخل بالأول واقتصر على الثاني والثالث فهو محدث صرف لا نزاع في ذلك.
ومن انفرد بالأول، فلا حظ له في اسم المحدث كما ذكرنا.
هذا تحرير المقال في هذا الفصل. والله أعلم.
انتهى كلام الحافظ بنصه من نكت ابن حجر على علوم الحديث / ط دار ابن القيم تحقيق طارق عوض ج1 ص45+46
قلت أنا سيف جمعه تسهيلاً للقارئ انظر التقسيم التالي وهو من كلام الحافظ ولكن بتصرف بسيط حسب ما فهمت
1 - حفظ المتون + حفظ الأسانيد + الرحلة + العلو في السند = محدثاً فقيهاً كاملاً.
2 - من ترك حفظ المتون وله حظ في
حفظ الأسانيد + الرحلة + العلو في السند = محدثٌ صرف
3 - من حفظ المتون و عرف غريبها و فقهها = فلا حظ له في اسم المحدث
4 - من اشتغل بالسماع والكتابة وعلو السند والرحلة فقط فهو أنحس حظاً و أبعد حفظاً.
انتهى بتصرف
قال صديق حسن خان القنوجي:
وذكر المطرزي لأهل الحديث خمس مراتب:
أولها الطالب وهو المبتديء
ثم المحدث وهو من تحمل روايته واعتنى بدرايته
ثم الحافظ وهو من حفظ ألف حديث متنا وإسنادا
ثم الحجة وهو من حفظ ثلاثمائة ألف
ثم الحاكم وهو من أحاط بجميع الأحاديث ..........
وقال أيضاً:
قال المولى أبو الخير رحمه الله تعالى إن قصارى نظر أبناء هذا الزمان في علم الحديث في مشارق الأنوار فإن ترفعت إلى مصابيح البغوي ظنت أنها تصل إلى درجة المحدثين وما ذاك إلا لجهلهم بالحديث بل لو حفظهما عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثلهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط وإنما الذي يعده أهل الزمان بالغا إلى النهاية وينادونه محدث المحدثين وبخارى العصر من اشتغل بجامع الأصول لابن الأثير مع حفظ علوم الحديث لابن الصلاح أو التقريب للنووي إلا أنه ليس في شيء من رتبة المحدثين.
وإنما المحدث من عرف الأسانيد والمسانيد والعلل وأسماء الرجالوالعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر ألف جرم الأجزاء الحديثية هذا أقل فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطبقات وزاد على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله سبحانه ما يشاء هذا ماذكره تاج الدين السبكي انتهى
الحطة في ذكر الصحاح الستة ص137 ط دار الكتب العلمية
وهذا النقل من المكتبة الشاملة. لعدم وجود نسخة من الكتاب المذكور.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 09:51]ـ
هل المقصود من ذلك نفي صفة التحديث عن أمثال الشيخ الحويني والألباني رحمه الله وغيرهما من فرسان هذا المجال؟ إن كان الأمر كذلك فهل سبر المعترض ما عند هؤلاء الشيوخ ووجده لا يتناسب مع مفهوم المحدث في هذا العصر؟ أم أنه قد ساءه إكثار الناس من تسميتهم بالمحدثين؟ ................. هذا مجرد استفهام دفعني إليه قول الأخ عمر بن رأفت "لا محدث اليوم على الاصطلاح التلاميذ يمجدون شيوخهم فقط " وانظر بمن استشهد قبل هذا السطر لينفي عنه صفة المحدث ........ يا أخي المصطلحات نسبية باختلاف العصور ولفظ المحدث لا يعني النبوة وقد وصف به الذهبي كثيرا ممن تكلم فيهم وهو يترجم لهم في سير أعلام النبلاء ...................... كفانا جلدا لعلمائنا ............. واجن الثمار وخل العود للنار وإن كنا لنحسب أن هذه الأعواد أعواد خير جزاها الله عنا خيرا ............. ولا ندعي العصمة لأحد ................ ولا ندعي الإحاطة بكل العلم لأحد ................. ونذكر وصف الذهبي لهذا العلم بأنه علم صلف لا يلين قياده لأحد ........... ولا ننفي صفة العلم عن علمائنا ............. ولا نتعصب لغير الحق ............... بارك الله فيكم(/)
أرجو المساعدة في دراسة أسانيد
ـ[ابو ديس]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 01:39]ـ
الحديث الاول اخرجه الدارقطني
حدثنا احمد بن محمد بن سعيد ثنا عبدالله بن ابراهيم بن منبه نا محرز بن هشام نا موسى بن عثمان سنان عن اسحاق عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكاة الجنين ذكاة امه.
الحديث الثاني حدثنا يعقوب بن ابراهيم البزار نا طاهر بن خالد بن بزار حدثني ابي حدثني عمر بن قيس عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابي هريرة:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: بمثله
الحديث الثالث اخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين
حدثناه ابو علي الحافظ انبأ محمد بن اسحاق و محمد بن جعفر بن نصر الرازي في اخرين قالوا ثنا يوسف بن موسى ثنا عبدالله بن الجهم الرازي ثنا عبدالله بن العلاء بن شيبة ثنا شعبة عن اخيه عن ابت ابي ليلى عن ابي ايوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بمثل الحديث الاول
الحديث الرابع حدثنا ابو الوليد الفقيه ثنا احمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا يحيى بن سعيد الاموي حدثني ابي عن عبدالله بن سعيد المقبري عن جده عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثله
الحديث الخامس اخرجه البيهقي في سننه الكبرى
اخبرنا ابو احمد عبدالله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ ابو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن ابراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: بمثله
ارجو من الاخوة المساعده العاجله بدراسة الرجال مع ذكر التوثيق وجزاكم الله الف الف خير
ملاحظة لم اطلب المساعده في دراستهم الا بعد طول بحث و شكرا للمساعدة
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 02:53]ـ
الحديث الأول:
1 - في ثقات ابن حبان:* 15941 - محرز بن هشام المرادي كوفى يروى عن عبد الملك بن مروان بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه و سلم في الدعاء في حفظ القرآن روى عنه عثمان بن سعيد الدارمي
2 - وفي تلخيص الحبير:
وأما حديث بن عباس فرواه الدارقطني من حديث موسى بن عثمان الكندي عن بن إسحاق عن عكرمة عن بن عباس بلفظ ذكاة الجنين ذكاة أمه وموسى مجهول
3 - والحديث عن عبد الله بن ابراهيم بن قتيبة، وليس بن منبه، فتأكد
الحديث الثالث:
يوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان، أبو يعقوب الكوفى المعروف بالرازى - الطبقة: 10: كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة: 253 هـ بـ بغداد - رتبته عند ابن حجر: صدوق
عبد الله بن الجهم الرازى، أبو عبد الرحمن: الطبقة: 10: كبارالآخذين عن تبع الأتباع - رتبته عند ابن حجر: صدوق فيه تشيع
ـ[ابو ديس]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 08:20]ـ
جزاك الله الف خير اخي علي المجمعي لقد فرج الله على يدك كربة ضاق صدري بها منذ بدات العمل على هذا الحديث
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 11:30]ـ
وجزاك الله خيرا
الحديث الخامس اخرجه البيهقي في سننه الكبرى:
1 - ابن بكير: هو يحيى بن عبد الله بن بكير: قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11/ 237:
و قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول: أبو صالح أكثر كتبا، و يحيى بن بكير أحفظ منه.
و قال الساجى: قال ابن معين: سمع يحيى بن بكير الموطأ بعرض حبيب كاتب الليث، و كان شر عرض، كان يقرأ على مالك خطوط الناس و يصفح ورقتين ثلاثة، قال يحيى: و سألنى عنه أهل مصر؟ فقلت: ليس بشىء.
و قال الساجى: هو صدوق، روى عن الليث فأكثر.
و قال ابن عدى: كان جار الليث بن سعد، هو أثبت الناس فيه، و عنده عن الليث ما ليس عند أحد.
و قال مسلمة بن قاسم: تكلم فيه، لأن سماعه من مالك إنما كان بعرض حبيب.
و قال الخليلى: كان ثقة، و تفرد عن مالك بأحاديث.
و قال البخارى فى " تاريخه الصغير ": ما روى ابن بكير عن أهل الحجاز فى " التاريخ " فإنى أنفيه.
و قال ابن قانع: مصرى ثقة. اهـ.
2 - وتلميذه العبدي: (له ترجمة موسعة في تاريخ دمشق ج51)
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن العبدى، أبو عبد الله البوشنجى الفقيه الأديب (شيخ أهل الحديث فى عصره)
المولد: 204 هـ
الطبقة: 11: أوساط الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة: 290 هـ أو 291 هـ بـ نيسابور
روى له: خ (البخاري)
رتبته عند ابن حجر: ثقة حافظ
3 - وتلميذه المزكي: هو ابو بكر محمد .... ، ولم أجد له ترجمة، لكن يفهم من كلام الذهبي أنه ثقة
قال في ترجمة الثوري:
محمد بن سهل بن عسكر: حدثنا عبد الرزاق، قال: بعث أبو جعفر
الخشابين حين خرج إلى مكة، وقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه.
فجاء النجارون، ونصبوا الخشب، ونودي عليه، فإذا رأسه في حجر الفضيل ابن عياض، ورجلاه في حجر ابن عيينة، فقيل له: يا أبا عبد الله! اتق الله، لا تشمت بنا الاعداء، فتقدم إلى الاستار، ثم أخذه، وقال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر.
قال: فمات أبو جعفر قبل أن يدخل مكة، فأخبر بذلك سفيان، فلم يقل شيئا.
هذه كرامة ثابتة، سمعها الحاكم من أبي بكر محمد بن جعفر المزكي، سمعت السراج، عنه.
راجع سير اعلام النبلاء (7\ 251)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو ديس]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 09:28]ـ
جزاك الله الف خير اخي(/)
سؤال حول كتاب اللؤلؤ والمرجان؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 03:22]ـ
هل اشتمل الكتاب على جميع الأحاديث المتفق عليها وما منهج الشيخ عبد الباقي في هذا الكتاب ذلك لأني لاحظت أنه يعزو الحديث للبخاري فقط فهل هو عند مسلم بنفس اللفظ الرجاء الإجابة وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 05:34]ـ
جمع هذا الكتاب أصح الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق الأمة وهي التي رواها الشيخان رحمهما الله، ومع هذا فقد حصل للمؤلف رحمه الله بعض القصور في ذكر أحاديث تفرد بها أحد الشيخين في كتابه، وفي ذكر ألفاظ لم يتفقا عليها، وإسقاط ألفاظ أخرى اتفقا عليها، وفاته أحاديث من المتفق عليه لم يذكرها في كتابه بلغت 94 حديثًا في هذه الطبعة الفريدة بين المحقق هذه القصور الذي حصل للمؤلف
تحقيق/تعليق: أبوعمرو عبدالكريم بن أحمد الحجوري ( http://www.dar-alathar.com/list.asp?listby=5&autID=38)
طبعة دار الآثار
ـ[صلاح الهيجمي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 09:18]ـ
الاخوة الأعزاء،،، حياكم الله تحية مباركة طيبة وبعد،،،،
هل يمكن مساعدتي في تحميل كتاب اللؤلؤ والمرجان تحقيق: الحجوري، وتقديم:محمد عبد الوهاب والحجوري ومحمد الإمام،،،،؟!! آمل ذلك فأنتم أهل لخدمة طالب العلم.
وجزاكم الله خيراً.(/)
ما تصحيح هذه العبارة في شرح مسلم للنووي رحمه الله
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 05:27]ـ
رأيت عبارة في شرح مسلم رحمه الله غير مستقيمة والعجيب أنها كذلك في الديباج على مسلم للسيوطي فليت الإخوة يشاركون في تصحيح العبارة
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ
3742 - قَوْله: (فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْء)
يُقَال بِفَتْحِ الضَّاد وَكَسْرهَا، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانه مَرَّات.
قَوْله: (إِلَى مُسَاء الثَّالِثَة)
يُقَال بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْرهَا لُغَتَانِ، الضَّمّ أَرْجَح.
قلت: لم يذكر النووي فيها الفتح وكلمة مساء حسب المعاجم بالفتح قطعاً فأخشى أن تكون العبارة مصحفة وأن الرواية وقعت لهم ومن ثم شرحوها (إلى مسى الثالثة) لأنها هي التي بالضم والكسر قال في القاموس: ((وأتَيْتُهُ مَساءَ أمْسٍ، ومُِسْيَهُ، بالضم والكسر)) ولكن في بحثي في روايات الحديث لم أجدها عند أحد كذلك.
فهل من توجيه وتقويم للعبارة
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[18 - May-2010, صباحاً 09:39]ـ
أين فرسان الحديث
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 12:01]ـ
/// /// المُسْي والمَساء واحد؛ وقيل: (والمُسْيُ من المَسَاءِ: كالصُّبْحِ من الصبَاح، والمُمْسى: كالمُصْبَحِ؛ قاله الليث)، ومَسَّيْتُ فُلاناً: قُلْت له كَيْفَ أمْسَيْتَ. ومَسَّيْنا وأمْسَيْنا. وأتَيْتُه أُمْسِيةَ كُلِّ يَوْمٍ: أي مَسَاءه. وأتَانا لِمُسْيِ خامِسَةٍ ومِسْيِ خامِسَةٍ ومُسْيَ أمْسِ ومَسَاءَ أمْسِ. يقالُ: أَتَيْتُهُ (مَساءَ) أَمْسٍ، (ومُسْيَهُ - بالضَّمِّ والكسر، لُغَة، أَي: أَمْسِ).
وقال الليث: والمساء بعد الظُّهر إلى صلاة المغرب.
وقال بعضهم: إلى نصف الليل.
وقيل: الليل.
ينظر: العين؛ جمهرة اللغة؛ مقاييس اللغة؛ المحيط في اللغة؛ تهذيب اللغة؛ المحكم والمحيط الأعظم.
/// /// وقد جاءت العبارة المذكورة على الصواب في الطبعة الهندية لشرح النووي (2/ 168). وجاءت على الوجهين في صلب صحيح مسلم المثبت في صلب تلك الطبعة.
صورة ما جاء في الطبعة الهندية في المرفقات.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 12:14]ـ
جزاكم الله خيرا
وفرج عن الوالدة كربها, وأسبغ عليها لباس العافية
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 10:41]ـ
أحسن الله إليك وجزاك الله خيرا أخي عبد الله الحمراني(/)
اثر عن عائشة رضي الله عنها اريد التخريج .. !
ـ[الوايلي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام
اذكر أني قرأت اثراً عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تصلي
وعندها امرأه او نساء وشيئاً من الطعام موجود عندهما
فأتت قطة فأكلت من هذا الطعام
فلما فرغت من الصلاة قالت المرأة لن اكل من هذا الطعام لأن القطة اكلت منها
فأتت عائشة رضي الله عنها فأكلت من هذا الأكل الذي اكلت منه القطة
طبعاً الأثر لم أأتي به بالنص كما قرأته بل نسيته وهذا ما اذكره
لعلي اجد من يأتي بالنص والتخريج وهل هو صحيح ام لا .. !!
اسئل الله لكم التوفيق
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 07:41]ـ
قال ابن عبد الهادي في التنقيح 1\ 95 - 96 ط اضواء السلف:
73 - وروى داود بن صالح بن دينار التَّمار عن أُمهأنَّ مولاتها أرسلتها إلى عائشة بهريسة فوجدتها تصلي، فأشارت إليَّ أن ضعيها فجاءت هرَّة فأكلت منها، فلما انصرفت أكلت من حيث أكلت الهرَّة، فقالت: [إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إنَّها ليست بنجس، إنَّما هي من الطَوافين عليكم ". وقد رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بفضلها]
رواه أبو داود (1) والدَّارَقُطْنيُ وقال: رفعه الدَّرَاوَرْدِيَّ عن داود بن صالح، ورواه عنه هشام بن عروة فوقفه على عائشة (2).
__________
(1) "سنن أبي داود": (1/ 185 - رقم: 77).
(2) "سنن الدارقطني": (1/ 70).
ـ[الوايلي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 10:54]ـ
علي جمعة
بارك الله فيك ونفع الله بعلمك
وتقبل تحيتي(/)
بين الإمامين مسلم والدارقطني في حديث سعد أمر رسول الله بقتل الوزغ للمشاركة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:26]ـ
هذا الحديث رواه الزهري ورواه عنه جماعة
1/ مالك الإمام
ورواه عن مالك جماعة واختلفوا عليه فرواه محمد بن الحسن الشيباني في موطئه نا مالك نا ابن شهاب قال بلغني أن سعد بن أبي وقاص كان يقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ
وتابع محمد بن الحسن فيما وقفت عليه اثنان
1/ إسحاق بن محمد الفروي
أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ثنا الحسن بن علي ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك عن ابن شهاب به
2/ عبد الله بن وهب
أخرجه المخلص في الفوائد المنتقاة ثنا يحيى ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب ني مالك عن ابن شهاب به
فهؤلاء ثلاثة محمد بن الحسن والفروي وابن وهب رووه عن مالك عن الزهري قال بلغني عن سعد
ورواه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي عن عثمان بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد وزيد بن الحباب عن مالك عن الزهري حدثني عامر بن سعد قال كان سعد بن أبي وقاص يقول: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ»
أخرجه ابن المظفر في غرائب مالك ثنا محمد بن محمد بن سليمان نا عثمان بن أبي شيبة نا خالد بن مخلد وزيد بن الحباب قالا نا مالك عن الزهري به
قال الدارقطني في العلل: وحدث به الباغندي عن عثمان بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) عن مالك عن الزهري عن عامر بن سعد عن سعد ووهم فيه.
وقال ابن المظفر: في الموطأ مالك عن الزهري عن سعد
ورواه عبد الأعلى بن حماد عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم «سمى الوزغ فويسقة وأمر بقتلها»
أخرجه الإسماعيلي في معجمه ثنا مسبح بن حاتم بن مسبح العكلي بالبصرة ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا مالك عن الزهري به
وهذا منكر أيضا ويحتمل الوهم من شيخ الإسماعيلي فإني لم أقف له على ترجمة
والمحفوظ عن مالك ما رواه محمد بن الحسن والفروي وابن وهب عن مالك عن الزهري قال بلغني عن سعد
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) لم يذكر الدارقطني رواية زيد بن الحباب
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:28]ـ
2/ يونس بن يزيد
أخرجه المخلص في الفوائد المنتقاة ثنا يحيى ثنا بحر بن نصر ثنا ابن وهب ني يونس عن ابن شهاب عن سعد بن أبي وقاص
قال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف: وقد رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري فقال أراه عن عامر بن سعد عن أبيه
وقال الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد: ورواه ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عامر [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ورواه يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة كما سيأتي
أقول: هذا الوجه عن ابن وهب لم يحكه الحافظ الدارقطني ولا وقفت عليه موصولا فالله أعلم
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) قال المحقق: في الأصل المخطوط عن " عروة " والعبارة هكذا تكون مكررة والتصويب من النكت الظراف على التحفة
3/ عقيل بن خالد
علقه عنه الدارقطني في الإلزامات والتتبع ولم أقف عليه موصولا
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:30]ـ
4/ معمر بن راشد
ورواه عن الزهري معمر واختلف عليه فرواه عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ وسماه فويسقا
أخرجه أحمد في المسند وعنه أبو داود في السنن
وأخرجه عبد بن حميد في المنتخب وعنه مسلم في الصحيح
وأخرجه مسلم أيضا في الصحيح ثنا إسحاق بن إبراهيم
وأخرجه البزار في المسند ثنا الحسين بن مهدي
وأخرجه ابن حبان في الصحيح نا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا ابن أبي السري
وأخرجه ابن شاهين في ناسخه والحفار في جزئه [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) قالا ثنا الحسين بن يحيى ثنا زهير بن محمد
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد من طريق القاسم بن عبد الله ثني أبو مصعب الزهري سبعتهم قالوا ثنا عبد الرزاق - المصنف والتفسير - ثنا معمر عن الزهري به
ومن طريق أحمد أخرجه السلفي في المشيخة البغدادية ومن طريق إسحاق بن راهوية أخرجه ابن أخي ميمي في فوائده والبيهقي في الكبرى ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في التمهيد
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن عامر عنه ولا نعلم رواه عن عامر بن سعد إلا الزهري ولا عن الزهري إلا معمر ولا عن معمر إلا عبد الرزاق
وخالف عبد الرزاق عبد الأعلى بن عبد الأعلى فرواه عن معمر عن الزهري عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عامر
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ثنا عبد الأعلى عن معمر به
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) وعنه البيهقي في الكبرى وفي الآداب والخطيب في الكفاية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:31]ـ
5/ عبد الرحمن بن إسحاق
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري واختلف عليه فرواه خالد بن الحارث عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجه أبو يعلى في المسند والدورقي في مسند سعد قالا ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن عبد الرحمن عن الزهري به
وخالف خالدا إبراهيم بن طهمان فرواه في مشيخته عن عباد بن إسحاق - هو عبد الرحمن - عن عمر بن سعيد عن محمد الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبد الرحمن بن إسحاق ليس بثبت
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:32]ـ
الخلاصة أن هذا الحديث رواه مالك وعقيل عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص
ورواه ابن وهب عن يونس عن الزهري واختلف عليه فمرة قال عن سعد ومرة قال عن عامر بن سعد عن أبيه
ورواه معمر عن الزهري واختلف قوله فيه فمرة قال عن سعد ومرة قال عن عامر بن سعد عن أبيه
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق واختلف عليه فقال مرة عن الزهري وقال مرة أخرى عن عمر بن سعيد عن الزهري وفي كلا روايتيه ذكر عامر بن سعد
وقد صحح الإمام مسلم رواية معمر الموصولة إذ أخرجها في الصحيح وخالفه الحافظ الدارقطني فرجح الرواية المرسلة
قال الدارقطني في العلل (4/ 340): وسئل عن حديث عامر بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمر بقتل الوزغ
فقال: يحدث به عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قاله خالد الواسطي عنه.
وخالفه إبراهيم بن طهمان فرواه عنه عن عمر بن سعيد عن الزهري.
واختلف عن معمر فرواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه.
ورواه عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعد لم يذكر بينهما أحدا.
وكذلك رواه يونس ومالك عن الزهري عن سعد وهو الصحيح ...
ورواه يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن سعد ووهم فيه أيضا والصواب المرسل اهـ
وقال الدارقطني أيضا في الإلزامات والتتبع: وأخرج مسلم حديث معمر [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) عن الزهري عن عامر بن سعد عن سعد أن النبي صلى الله عليه آله وسلم سمى الوزغ فويسقا.
قال: خالفه مالك ويونس وعقيل رووه عن الزهري عن سعد مرسلا.
ورواه عباد بن إسحاق [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) عن عمر بن سعيد عن الزهري مثل معمر اهـ
أقول: الرواية المرسلة أشبه فإن مالكا وعقيلا أثبت في الزهري من معمر على فرض أنه لم يرو إلا الرواية الموصولة فكيف إذا اختلف عليه والاختلاف مظنة الوهم ويحتمل أن يكون الوهم عليه من عبد الرزاق فقد تقدم قول البزار أنه لم يروه موصولا عن معمر إلا عبد الرزاق أما يونس وعبد الرحمن فلهما أوهام عن الزهري ولعل عذر الإمام مسلم أنه أخرجه شاهدا لحديث أم شريك المتفق على صحته والله أعلم
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره وأرجو من الإخوان الكرام أن يثروا البحث وعلى الله أجر من أحسن عملا ومن استطاع أن يحسن صورة الخطأ فليفعل مشكورا وكتب أبو صهيب الجزائري كان الله له
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) لم يذكر الاختلاف عليه كما ذكر في العلل
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) لم يذكر الاختلاف عليه كما ذكر في العلل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 11:08]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل (أبا صهيبٍ) وعوداً حميداً حفظك الله ..
وإن أذنت لي ببعض الوقفات حول الدراسة رعاك الله؛ وجزاك الله خير الجزاء:
· الوقفة الأولى: مع طريق مالك بن أنس عن الزهري:
قد رواه عنه (منقطعٌ) _ كما ذكرتَ _ عن الزهري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ ثلاثة من الرواة:
- محمد بن الحسن.
- إسحاق بن محمد الفروي.
- ابن وهب.
ثم وجدنا ثلاثة رواة أُخر _ كما ذكرتَ _ قد روياه عنه موصولاً باختلافٍ بينهم:
- فرواه عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه:
1) خالد بن مخلد (مقبول).
2) وزيد بن الحباب (صدوق).
- ورواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد:
1) عبد الأعلى بن حماد (ثقة) _ لا يقارن بسابقيه مجتمعين فكيف لو تفرد أحدهما.
ثم وجدنا ما يؤيد طريق عبد الأعلى؛ فقد روى ابن أبي شيبة بسنده؛ قال: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ.
فقد تابع (معمراً) (عبد الأعلى بن حماد) في جعل الراوي المبلغ في طريق (محمد بن الحسن) = سعيد بن المسيب.
ناهيك أن الدار قطني رحمه الله قد وهَّمَ طريق خالد بن مخلد .. فصح الوصل بإذن الله تعالى؛ وأنه (سعيد بن المسيب) رحمه الله تعالى.
وليس فيه نكارة رحمك الله .. ولا يعني أن طريق القطع أشهر أنه لم يأتِ بطريق صحيح موصول قد سُبِرَ حاله.
وعندي أن النكارة هي جعل مالكٍ يروي هذا الحديث عن الزهري عن عامر. فتأمل معي
قال ابن حجر رحمه الله: (وكأن الزهري وصله لمعمر وأرسله ليونس، ولم أر من نبه على ذلك من الشراح ولا من أصحاب الأطراف، فلله الحمد).
(فائدة) أبان ابن طاهر الداني في كتابه (الإيماء) إلى روايةٍ نادرةٍ لهذا الحديث في الموطأ من رواية أبي مصعب الزهري عنه؛ ليست في المطبوع من الموطأ بروايته؛ قال: (حديث: "أمر بقتل الوزغ" عن ابن شهاب، عن سعد.
هذا عند أبي مصعب الزهري؛ وهو مقطوع).
وليست هي رواية محمد بن الحسن رحمه الله؛ فهنا لم يقل (بلغني) .. بل هذه الرواية التي أشار إليها ابن المظفر عن مالك. فتأمل
يتبع إن شاء الله بحسب الوسع والطاقة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 11:27]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم التميمي وحفظك
قلت ثم وجدنا ما يؤيد طريق عبد الأعلى؛ فقد روى ابن أبي شيبة بسنده؛ قال: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ.
أقول: هكذا ورد في مطبوع المصنف وأراه تصحيفا فقد أشار الدارقطني في العلل إلى هذه الرواية في ذكر الخلاف على معمر وذكر أنه سعد وهو ابن أبي وقاص ولو كان سعيدا وهو ابن المسيب لنبه عليه فأرجو أن تتأمل ذلك لهذا أرى أن رواية عبد الأعلى بن حماد منكرة لا شاهد لها ثم كيف يغفل الأيمة طريقا جليلة مثل هذه الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد وهي من أصح ما يروى به الحديث
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 12:36]ـ
أحسنت (أبا صهيب) ..
وأمامي طبعتين من أصح طبعات المصنف _ الرشد و عوامة _؛ في كليهما (سعيد)؛ وهما على نسخٍ لا بأس بها قد اتفقت .. لكن في طبعة الرشد قوله: (أنه أمره)، بينما في طبعة عوامة قوله: (أنه أمر).
فكانت طبعة الرشد موافقة لكلام الإمام الدار قطني .. وكان طبعة عوامة موافقه لطريق عبد الأعلى بن حماد .. والإمام الدار قطني بألف ألفٍ من ابن حماد أو نسخ المصنف الخطية التي يشك في صحة ضبطها.
والأظهر _ والله أعلم _ أنه تصحيفٌ عن (سعد) كما أفدتم .. فإن معمراً لم تعرف له مخالفةٌ في رواية هذا الحديث عن الزهري عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه؛ بغض النظر عن الواسطة الآن؛ والتي لا تختلف هي أيضاً من طريقه عن أن تكون عامراً.
فإن ثبت هذا _ ولعله الأصح الأظهر كما سبق _ فتكون طريق عبد الأعلى بن حماد منكرةٌ فعلاً شاذة.
ويكون عليها = كلامي السابق في أن النكارة جعل الرواية عن مالك عن الزهري واسطتها عامر = منسوخ ملغي.
ويؤيد سلامة كون الواسطة هو (عامر) ما أشرت إليه أنت وفقك الله في المشاركة الثانية من قول الحافظ في حكايته للرواية قال: (أراه عن عامر بن سعد عن أبيه).
فتكون الخلاصة كما قال الحافظ في قوله الآخر: (وكأن الزهري وصله لمعمر وأرسله ليونس، ولم أر من نبه على ذلك من الشرّاح ولا من أصحاب الأطراف، فلله الحمد).
فلله الحمد من قبل ومن بعد .. فجزاك الله خيراً أخي الكريم .. ولعل هناك عودة في القريب إن شاء الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 02:38]ـ
أما رواية معمرٍ؛ فقد رويت عنه من طريقين _ كما ذكرتَ _:
- طريق عبد الرزاق؛ وحملها عنه:
1) الإمام أحمد. 2) إسحاق بن إبراهيم. 3) عبد بن حميد. 4) ابن أبي السري. 5) زهير بن محمد. 6) الحسين بن مهدي. 7) أبو مصعب الزهري.
كلٌ هؤلاء رووه عن عبد الرزاق عن معمر موصول.
- بينما رواه عبد الأعلى عن معمرٍ بالانقطاع.
وإن كان عبد الأعلى ثقةً؛ إلا أنه في معمرٍ لا يقاس بعبد الرزاق ولا يقاربه أو يدانيه حتى .. وقد حمل عنه هذا الحديث سبعةٌ من الأئمة لم تختلف كلمته لهم فيه على اختلاف المجالس والأوقات.
- وقد تابعه عبد الرحمن بن إسحاق في الرواية عن الزهري للوجه الموصول .. بغض النظر عن وجود واسطة بينه وبين الزهري أو لا؛ فإن الحديث عنده موصول برواية عامر.
والراوي (خالد) عنه؛ هو: (خالد بن عبد الله الواسطي) ثقة حافظ ثبت.
_ فنتج عندنا أنه يروى عن الزهري من وجهين:
· الوجه الموصول؛ ويروى من طريق:
1) معمر. 2) عبد الرحمن بن إسحاق. 3) الإمام مالك في رواية خالد بن مخلد وزيد بن الحباب. 4) يونس ين يزيد كما أشار إليها الحافظ ابن حجر.
· الوجه المنقطع؛ ويروى من طريق:
1) الإمام مالك. 2) يونس بن يزيد. 3) عقيل.
فكان المحفوظ من رواية (مالك ويونس وعقيل) = الانقطاع .. مع ورود الوصل في بعض الطرق.
وكان المحفوظ من رواية (معمر وعبد الرحمن بن إسحاق) = الوصل .. مع ورود القطع في بعض الطرق.
ومع كون كفة وجه الانقطاع أرجح؛ إلا أنه لا يخرج بإذن الله تعالى الراوي الساقط فيها عن راوي وجه الوصل؛ وهو (عامر عن أبيه)، فتحمل الرواية المقطوعة على الموصولة، وقرائن هذا الحافة كثيرة.
وكم من بلاغٍ للأئمة قد وصل من وجه آخر!
والله تعالى أعلم .. وجزاك الله خيراً كثيراً جزيلاً يا (أبا صهيب).
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 03:12]ـ
وإياك أخي الكريم وزاد الله توفيقا وسدادا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 11:59]ـ
(فائدة) على هامش المدارسة:
لما روى الإمام البخاري رحمه الله الحديث من رواية الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: "فويسق".
أورد بعده قول: (ولم أسمعه أمر بقتله)، وفي موضع آخر أورد قول: (ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله).
أقول: هذا الكلام منقسم إلى فقرتين اثنتين؛ قد اختلف في تعيين من القائل للثانية منهما دون الأولى؛ وهاتين الفقرتين هما:
الأولى: (ولم أسمعه أمر بقتله).
فهذه من قول عائشة رضي الله عنها وأرضاها؛ معقبةً على الحديث الذي روته.
فلذلك أورده الإمام البخاري في الموضع الأول في نفس سياق الكلام لها تابعاً مستمراً _ ومثله عند الإمام أحمد _ .. ثم أورده في الموضع الثاني كذلك؛ لكنه زاد بعده الفقرة الثانية من الكلام، وهي التي أوهمت أن هذا الكلام جميعاً كله لعائشة رضي الله عنها قالته هي؛ أو كله لغيرها قاله.
فلذلك لما روى هذا الحديث الإمام مسلم قال: (زاد حرملة: قالت: ولم أسمعه أمر بقتله).
بل رواه الإمام أحمد من غير طريق حرملة؛ وفيه: (قالت: ولم أسمعه أمر بقتله).
(فرع) قولها هذا رضي الله عنها لا يعني عدم الوقع؛ كيف وقد كانت هي رضي الله عنها تقتلهن. فتأمل
الثانية: (وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله).
فقيل: عروة؛ فيكون متصلاً لأنه سمع من سعد.
وقيل: عائشة؛ فيكون من رواية القرين عن قرينه.
وقيل: الزهري؛ فيكون منقطعاً.
وقيل: البخاري؛ فيكون معلقاً.
والصواب الصحيح القول الثالث؛ وهو أن القائل هو: (الزهري).
قال ابن حجر: (وهذا الاحتمال أرجح)، وقال عن كونه البخاري: (وفيه بعد شديد).
وقال العيني: (قائل ذلك في الظاهر عروة، ويحتمل أن يكون عائشة رضي الله تعالى عنها؛ هذا أقرب من حيثية ما يقتضيه التركيب).
قلت: وهذا رأي مرجوحٌ قد بان صوابه أعلاه.
وقد نقل الإمام ابن حجر عن الإمام الدار قطني في غرائب مالك هذا الحديث عن الزهري من طريق آخر عن مالك؛ وزاد: (ولم أسمعه أمر بقتله) وليس فيه حديث سعد .. قال ابن حجر: (وظهر بهذا تعيين القائل في رواية البخاري [وزعم سعد] أنه الزهري؛ وأنه ليس بمعلق، فلله الحمد على ما أنعم).
(فائدة) أخرى:
قال ابن المواز عن مالك؛ قال: سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:30]ـ
جزاك الله خيرا أخي التميمي
حديث عروة عن عائشة عندي مخرج من جميع طرقه والحمد لله وسأنزله قريبا وحديث عائشة ورد عنها من طرق هي مجموعة عندي أيضا وورد الحديث أيضا عن جماعة من الصحابة وسأنزلها قريبا إن شاء الله تعالى(/)
ما الفرق بين الغريب المطلق والغريب النسبي؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 06:32]ـ
ما الفرق بينهما وجزاكم الله خيرا
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 07:37]ـ
قال د. ابراهيم اللاحم في شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير:
القسم الأول: هو الذي يسمونه الغريب الفرد المطلق، وهو أن يتفرد به الراوي مطلقا، يعني لا يكون للحديث إلا إسناد واحد، كم لحديث "الأعمال بالنيات" من إسناد؟ واحد، حديث "المغفر" ليس له إلا إسناد واحد، ليس معناه إلا إسناد واحد يعني إلى طبقتنا، أو إلى عصرنا، وإنما المهم أن ترجع الطرق كلها إلى شخص واحد، قد يكون التفرد في أربع طبقات، وقد يكون في طبقتين، وقد يكون في ثلاثة، وقد يكون في خمسة، ولكن كلها تسمى أفرادا مطلقة؛ لأنه ليس للحديث إلا هذا الطريق.
القسم الثاني: هو أن يكون الحديث له طرق معروفة، طرق ولكن يتفرد به بعض الرواة عن شيخ له، وهذا يسمونه الفرد النسبي، أو التفرد النسبي، أو الغرابة النسبية، وهو الذي يقول فيه العلماء: لا نعرفه من حديث فلان، إلا من هذا الوجه، يعبر عنه العلماء بهذه العبارات، وهو كثير في كلام من؟ في كلام من الغريب النسبي؟ عندهم القسمان كثير في كلامه، وهو الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- أكثر من، وهو الذي شرح بالمناسبة، يعتبر الترمذي -رحمه الله- هو الذي شرح الغريب أو الفرد، هذا وقسمه إلى أقسام، وأطال في التمثيل له في "علله الصغير".
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 09:03]ـ
اثابك الله صالحة اخي علي المجمعي(/)
هل ثبتت الروايات التي تفيد مشروعية وزن شعر المولود والتصدق بمثله ذهباً أو فضة؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[19 - May-2010, صباحاً 10:54]ـ
هل ثبتت الروايات التي تفيد مشروعية وزن شعر المولود والتصدق بمثله ذهباً أو فضة؟
ـ[الواقف]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 09:05]ـ
كنت قد سمعت سماحة الشيخ ابن باز عليه رحمة الله يضعف الحديث الوارد في ذلك سندا ومتناً وذلك بأن شعر المولود لايساوي شيئاً في الميزان بعد حلاقته ووزنه
وسأحاول أن أوثق لك النقل عن سماحة الشيخ عليه رحمة الله
بارك الله في حياتك
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 10:04]ـ
انظر هذا الرابط للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=3716
ـ[نبيل أحمد الطيب الجزائري]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 01:36]ـ
الروايات التي جاءت لا تصح مرفوعة وغاية ما صح هو عن على وفاطمة موقوفا
وللدكتور رضا بوشامة الجزائري بحث مهم حول هذالحديث(/)
كتاب مختصر في الحديث
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 01:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا كتاب مختصر في الحديث للمبتدئين للشيخ إبراهيم الفقيه السريحي
اضغط على الرابط
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=(/)
ماصحه حديث (خير نسائكم التي إن غضبت أوأغضبت قالت لزوجها: يدي في يدك لا أكتحل بغمض .. )؟
ـ[أم الفهد]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما صحة هذا الحديث بارك الله فيكم؟
((خير نسائكم التي إن غضبت أو أغضبت قالت لزوجها: يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى عني))
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 05:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هذا لا يصح أخيتي ولا يثبت .. قد أتى من أوجه واهية لا تخلو كلها من مقال ومتروكين.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 01:45]ـ
أسنده النسائي في (السنن الكبرى) من حديث ابن عباس -رضي الله عنه-مرفوعا:
(نساؤكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها, التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول:
لا أذوق غُمضا حتى ترضى).
ورواه الدارقطني في الأفراد عن كعب بن عجرة مرفوعا:
((ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة: النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصديق في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر في الله في الجنة ;
ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة:
الودود الولود العئود التي إذا ظُلمت قالت:
هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى).
والحديث حسن.
وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع.
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 12:17]ـ
أحسن الله إليك أخي الفاضل (أبا أحمد) ..
ولكن الحديث (ضعيفٌ جداً)؛ إن لم يكن (واهٍ تالف) لا يرتقي إلى درجة الحسن على الصحيح الصواب فيه أبدا، ولا حتى (لغيره)!!
وسند الإمام النسائي رحمه الله؛ فيه:
-[العلاء بن هلال]: ضعيف جداً؛ منكر الحديث جدا .. وكلام الأئمة فيه وفي ابنه الراوي عنه مبثوثٌ لا يعاد هنا.
-[خلف بن خليفة]: لم يكن صاحب حديث؛ وقد تغير واختلط في أخرة.
وأما حديث كعب بن عجرة؛ فهو سندٌ مسلسلٌ بالضعفاء والمتروكين وليني الحديث .. فكيف يكون حسناً!!
وعلى كلٍ أخي الحبيب .. الحديث لا يسلم وجهٌ منه من مطعنٍ قويٍ وعلةٌ واضحةٌ يمنعان معه ترقيته ولو بمجموع هذه الوجوه .. وإن حسنه بعض أهل العلم؛ ففي اطلاق هذا الحكم على هذا الحديث _ تجاوزاً مني بتسميته حديث _ تساهل وتمشية خلاف الصواب فيه.
وكنت أظن وضوح هذا الأمر _ أي: ضعف الحديث _ مما يغني عن تخريجٍ موسعٍ لهذا الحديث وطرقه .. ولكن إن أراد الله تعالى وضعنا تخريجاً مختصراً شافياً بإذن الله تعالى.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 12:39]ـ
بارك الله فيكم أخي إبراهيم.
هذا تخريج العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة:
قال العلامة الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 515:
((أخرجه تمام الرازي في " الفوائد " (ق 202/ 1) و عنه ابن عساكر (2/ 87 / 2) بتمامه، و أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (ق 115 - 116) و أبو نعيم في " الحلية " (4/ 303) نصفه الأول، والنسائي في " عشرة النساء " (1/ 85 /1) النصف الآخر من طريق خلف بن خليفة عن أبي هاشم يعني الرماني عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد، رجاله ثقات رجال مسلم غير أن خلفا - و هو من شيوخ أحمد -كان اختلط في الآخر، و لا ندري أحدث به قبل الاختلاط فيكون صحيحا، أو بعده فيكون ضعيفا، لكن للحديث شواهد يتقوى بها كما يأتي بيانه.
والحديث له طريق أخرى عن أبي هاشم، أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 163 / 1) و عنه أبو نعيم عن سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد أنبأنا أبو هاشم به.
و عمرو هذا هو الواسطي وهو كذاب كما في " المجمع " (4/ 313)، فلا يفرح بمتابعته.
و من شواهده ما رواه إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس بن مالك مرفوعا به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 23) و " الأوسط " (1/ 170 / 1) و قال:
" لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، و لم يروه عن أبي حازم سلمة بن دينار إلا إبراهيم.
قلت: و هذا أورده العقيلي في " الضعفاء " (ص 17 و 18) وروى عن البخاري أنه قال: " لم يصح إسناده ".
ثم ذكر ما يشعر أنه سيء الحفظ فقال:
" هذا شيخ يحدث عن الزهري، و عن هشام بن عورة، فيحمل حديث الزهري على هشام بن عروة. و حديث هشام بن عروة على الزهري، و يأتي أيضا مع هذا عنهما بما لا يحفظ ".
و قال الذهبي في " الميزان ": " لا يعرف ".
و نحوه قول المنذري في " الترغيب " (3/ 77):
" رواه الطبراني، و رواته محتج بهم في الصحيح إلا إبراهيم بن زياد القرشي فإني لم أقف فيه على جرح و لا تعديل.
وقد روي هذا المتن من حديث ابن عباس وكعب بن عجرة و غيرهما ".
و قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 312):
" رواه الطبراني في " الصغير " و " الأوسط " و فيه إبراهيم بن زياد القرشي، قال البخاري: " لا يصح حديثه "، فإن أراد تضعيفه فلا كلام، و إن أراد حديثا مخصوصا فلم يذكره، و أما بقية رجاله فهم رجال الصحيح ".
قلت: و أنا أرى أنه لا بأس به في الشواهد. و الله أعلم.
و أما حديث كعب بن عجرة الذي أشار إليه المنذري، فلا يصلح شاهدا لشدة ضعفه، قال الهيثمي (4/ 312):
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " و فيه السري بن إسماعيل و هو متروك ".
قلت: و من طريقه أخرج أبو بكر الشافعي في " فوائده " النصف الأول منه)) اهـ(/)
ما صحة نشيد طلع البدر علينا؟
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 08:13]ـ
جاء في كتب السير وفي بعض كتب الأثر حول نشيد طلع البدر علينا ما نصه:
أما المأثور من ذلك فهو ما يرويه عبيد الله بن محمد بن عائشة رحمه الله (228هـ) قال:
" لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا ** من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ** ما دعا لله داع "
رواه أبو الحسن الخلعي في "الفوائد" (2/ 59)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (رقم/752، 2019)، وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 261) لأبي سعيد في "شرف المصطفى": جميعهم من طريق العلامة الأخباري الثقة أبو خليفة الفضل بن الحباب (ت 305هـ)، انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (14/ 7)، عن ابن عائشة به.
وهذا إسناد ضعيف، فيه انقطاع كبير؛ فإن ابن عائشة متأخر الوفاة، وهو من شيوخ الإمام أحمد وأبي داود، فكيف يروي حدثا من أحداث السيرة النبوية من غير إسناد.
ولهذا قال الحافظ العراقي رحمه الله: " معضل " انتهى.
"تخريج الإحياء" (1/ 571).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وهو سند معضل " انتهى.
"فتح الباري" (7/ 262).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: " وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات، لكنه معضل، سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله ... فالقصة برمتها غير ثابتة " انتهى باختصار.
"السلسلة الضعيفة" (2/ 63).
وقد أعل العلامة ابنُ القيم أصل القصة التي تروي أن ذلك كان عند مقدمه من مكة إلى المدينة، فقال: " هو وهم ظاهر؛ لأن " ثنيات الوادع " إنما هي من ناحية الشام، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " انتهى.
"زاد المعاد" (3/ 551).(/)
سؤال حول توثيق ابن حبان؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 09:37]ـ
قال العلامة المعلمي في تنكيله
الدرجة الرابعة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على احاديث كثيرة أريد بعض الامثلة على اهل هذه الدرجة وجزاكم الله خيرا
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 10:34]ـ
أليس في هذا المجلس عـ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــالم(/)
كتاب كنز العمال في سنن الاقوال والأفعال
ـ[الباحث عن الفلاح]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 04:03]ـ
السلام عليكم أرجو إفادتي مامنهج صاحب كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال وماهي الانتقادات الموجه لهذا الكتاب جزاكم الله خير
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[20 - May-2010, مساء 06:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(أما بعد) فيقول أحقر عباد الله علي بن حسام الدين الشهير عند الناس بالمتقي:
لما رأيت كتابي الجامع الصغير وزوائده تأليفي شيخ الاسلام جلال الدين السيوطي عاملة الله بلطفه ملخصا من قسم الاقوال من جامعة الكبير، وهو مرتب على الحروف.
جمعت بينها مبوبا ذلك على الابواب الفقيه مسميا الجمع المذكور - منهج العمال في سنن الاقوال
ثم عن لي أن أبواب ما بقى من قسم الأقوال فنجز بحمدالله وسميته (الامال لمنهج العمال)
ثم مزجت بين هذين التأليفين كتابا بعد كتاب وبابا بعد باب وفصلا بعد فصل مميزا أحاديث الاكمال من منهج العمال ومقصودي من هذا التمييز أن المؤلف رحمه الله ذكر أن الاحاديث التى في الجامع الصغير وزوائده أصح وأخصر وابعد من التكرار كما يعلم من ديباجة الجامع الصغير فصارا كتابا سميته (غاية العمال) في سنن الاقوال
ثم عن لي أن أبوب قسم الافعال أيضا فبوبته على المنهاج المذكور
وجمعت بين أحاديث الاقوال والافعال
وأذكر أولا أحاديث منهج العمال ثم أذكر أحاديث الاكمال ثم قسم الافعال كتابا بعد كتاب
فصار ذلك كتابا واحدا مميزا فيه ما سبق بحيث أن من أراد تحصيل قسم الاقوال أو الافعال منفردا أو تحصيلهما مجتمعين امكنه ذلك
وسميته (كنز العمال في سنن الاقوال والافعال)
فمن ظفر بهذا التأليف فقد ظفر بجمع الجوامع مبوبا مع أحاديث كثيرة ليست في جمع الجوامع، لان المؤلف رحمه الله زاد في الجامع الصغير وذيله أحاديث لم تكن في جمع الجوامع
وها أنا أذكر ديباجة المؤلف رحمه الله من الجامع الصغير وذيله ومن الجامع الكبير حتى لا أكون تاركا ولا ألفاظه إن شاء الله تعالى(/)
أحاديث من السنه النبوية عن ثبوت الشفاعه في بعض الأعمال ..
ـ[طالبه مستجده]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 01:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني / أخواتي الكرام
اتمنى المساعده وانا اريد التأكد هل هذه الأدله صحيحه عن ثبوت الشفاعه في بعض الأعمال.
الحدث الأول
121 - قال الترمذي رحمه الله (ج4 ص46): حدثنا أبوعمار الحسين بن حريث أخبرنا الفضل بن موسى عن زكريا بن أبي زائدة عن عطية عن أبي سعيد أن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ((إنّ من أمّتي من يشفع للفئام، ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرّجل حتّى يدخلوا الجنّة)).
هذا حديث حسن.
الحديث الثاني:
من مسندأحمد 122 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4 ص212): ثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن عبدالله بن قيس قال: سمعت الحارث بن أقيش يحدث أن أبا برزة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ((إنّ من أمّتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر، وإنّ من أمّتي لمن يعظم للنّار حتّى يكون ركنًا من أركانها)).
ثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن عبدالله بن قيس عن الحارث بن أقيش قال: كنا عند أبي برزة ليلةً فحدّث ليلتئذ عن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنّه قال: ((ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراط إلاّ أدخلهما الله الجنّة بفضل رحمته)) قالوا: يا رسول الله وثلاثة؟ قال: ((وثلاثة)) قالوا: واثنان؟ ((وإنّ من أمّتي لمن يدخل الجنّة بشفاعته مثل مضر)) قال: ((واثنان -قال:- وإنّ من أمّتي لمن يعظم للنّار حتّى يكون أحد زواياها)).
الحديث الثالث:
124 - قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3 ص469): ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: ثنا خالد عن عبدالله بن شقيق قال: جلست إلى رهط أنا رابعهم بإيلياء، فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول: ((ليدخلنّ الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم)) قلنا: سواك يا رسول الله؟ قال: ((سواي)) قلت: أنت سمعته؟ قال: نعم. فلمّا قام قلت: من هذا؟ قالوا: ابن أبي الجدعاء.
ثنا عفان ثنا وهيب قال: ثنا خالد عن عبدالله بن شقيق به.
الحديث الرابع:
أخرج البخاري في الرقاق رقم 6565 أن النبي (ص) يخرج أناس من النار بشفاعته ويدخلهم الجنة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن.وفي هذا الحديث أيضاً آدم والأنبياء يعتذرون للناس عن الشفاعة بسبب خطاياهم ويحيلون الناس إلي النبي محمد (ص). وفيه أيضاً بيان أنه (ص) يشفع للبشر لبدء الحساب. وأول من يحاسب أمته فيشفع لها أيضاً (صلعم) ففيه إثبات الشفاعة العظمى، وشفاعته لأمته (ص) ..
الحديث الخامس:
وعن عمران بن حصين (رض) عن النبي (ص) قال يخرج قوم من النار بشفاعة محمد (ص) فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين (أخرجه البخاري رقم 6566)
الحديث السادس:
أنا أول الناس يشفع في الجنة .. (أخرجه مسلم 1/ 188 رقم 330)
الحديث السابع:
شفاعتي يوم القيامة حق، فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها .. (حديث صحيح متواتر أخرجه بن منيع عن بضعة عشر صحابياً)
الحديث الثامن:
لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً (أخرجه مسلم 1/ 189 رقم 338، البخاري 13/ 447 رقم 7474)
ملحوظة: الحديثان (7، 8) يحصران الشفاعة في النبي وحده وينفيانها عن الأنبياء والملائكة بل عن المسيح رغم قول القرآن بوجاهته في الآخرة بالشفاعة والقرب من الله
الحديث التاسع:
أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً طهوراً، …، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة، وبعثت إلي الناس عامة (أخرجه البخاري في التيمم – الباب الأول منه 1/ 435 رقم 335)]
وأحاديث اخرى وردت مصرحه بذلك:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة - إن شاء الله - من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا) رواه مسلم، ولا شك أن من زنى أو سرق أو شرب الخمر لم يشرك بالله فهو ممن تناله الشفاعة إن شاء الله.
2 - حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال – بخطاياهم، فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر – أي جماعات - فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل) رواه مسلم.
3 - حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي) رواه الترمذي وأبو داود.
4 - حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير) رواه البخاري ومسلم.
5 - حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما خيرني ربي الليلة، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
وجزاكم الله كل خير ..(/)
سؤال عن أختلاف الأقوال في شرح الحديث!
ـ[سنايبر]ــــــــ[21 - May-2010, صباحاً 02:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ..
كنت أود السؤال عن: حديث في معناه قولان أو أكثر لأهل العلم ..
فهل يستطيع المسلم الأخذ بقول ورد الأخر (أي يميل لأحد القولين) .. أم يأخذ بالأقوال كلها؟
نرجو الإفادة .. وفقكم الله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 03:46]ـ
هذه الأقوال إذا كانت مختلفة اختلاف تنوع لا تضاد _يعني المعنى واحد أو قريب لكن الخلاف وقع في التعبير عنه_ فلك أن تأخذ بجميعها
لأنها كالقول الواحد
وإذا كانت مختلفة اختلاف تضاد _يعني المعنى مختلف_ فإن أمكنك الجمع والتوفيق بينها أو أمكن عالم ذلك فسمعته منه فالأخذ به هو المتعين وإن لم يمكن فهنا حالات:
/// إذا كنت قادرا على النظر في الأدلة والترجيح بين هذه الأقوال فالواجب في حقك أن تأخذ بالأقوى دليلا وما تراه راجحا
/// وإن لم تكن قادرا على النظر والترجيح فالواجب في حقك أن تأخذ برأي أكثر أهل العلم وجمهورهم إن علمته
/// فإن لم تعلمه أخذت بقول أعلم العلماء فيما تظن وتقدر
/// فإن لم تستطع التمييز أيهم أعلم أخذت بالقول الأحوط
/// فإن لم تستطع تحمل الأحوط أخذت بالقول الأيسر
ولا تنتقل من حالة إلى حالة إلا بعد تعذر الحالة السابقة عنها
وهكذا افعل مع كل خلاف تسمعه من علماء المسلمين سواء في الحديث أو في الفقه او باقي العلوم
وفقك الله
ـ[سنايبر]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 04:39]ـ
جزيت خيراً أخي أمجد الفلسطيني على التوضيح. جعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 12:23]ـ
مازالت مشاركاتك ممتعة اخى امجد(/)
الانصاري الذي خاصم الزبير رضي الله عنه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 06:12]ـ
استفسار يا اخوة عن هذا الحديث المشهور:
عن عروة قال خاصم الزبير رجلا من الأنصار في شريج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري يا رسول الله أن كان بن عمتك فتلون وجهه ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك واستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري كان أشار عليهما بأمر لهما فيه سعة قال الزبير فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم). متفق عليه.
هذا الحديث رواه البخاري رحمه في صحيح في خمس مواضع و احدها بزيادة: [ان الانصاري كان قد شهد بدر] في كتاب الصلح باب أذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم البين. علماً بانه مروي في مسلم واحمد وترمذي وابو داود و بن ماجه والنسائي والبيهقي ومسند البزار وصحيح بن حبان بدون هذه الزيادة ..
1 - ما موقفنا من هذه الزيادة التي خالفت رواية الجماعة؟
2 - ثم ما موقفنا من الانصاري؟ وقد اختلف العلماء في حاله فمنهم من قال انه كان منافقاً ومنهم من قال انه اغلق عليه الغضب ومنهم من قال انه قالها قبل غزوة بدر.
ـ[عيون الأثر]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 06:43]ـ
يُمكن أخي الكريم أنها وهم وهذا أبداه ابن تيمية احتمالا ولم يرجحه ..
وقد فصل فيها في الصارم المسلول بما يشفي إن شاء الله تعالى تجد بحثه
في آخر الصارم ص (365) من طبعة ابن حزم ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 01:14]ـ
الاخ عيون الاثر جزاك الله كل خير وبارك فيك
وباذن الله اراجع ما قاله شيخ الاسلام متى ماوقع الكتاب في يدي
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 12:51]ـ
روى الامام الآجري في كتابه (الشريعة) هذين الحديثين:
1534 - عن جابر رضي الله عنه قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الانصار إلا ببغضهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
1533 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إنما كنا نعرف منافقي الانصار ببغضهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه.
هذين الحديثين حسنهما محقق الكتاب الشيخ عصام بن موسى هادي
وهما يقويان رأي من قال ان الرجل الذي خاصم الزبير رضي الله عنه كان من الانصار نسباً وليس نصرةً(/)
كيفية رسم شجرة الإسناد لهذا الحديث
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 07:17]ـ
- قال دعلج بن أحمد السجزي أخبرنا معاذ بن المثنى ثنا يحيى بن معين ثنا حجاج عن ابن جريج قال بلغني عن محمد بن يحيى بن حبان يحدث عن أم الحارث بني عياش بن أبي ربيعة أنها رأت بديل بن ورقاء على جمل يطوف على أهل المنازل بمنى يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصوموا هذه الأيام فإنما هي أيام أكل وشرب
لقد حاولت جمع طرق هذا الحديث شواهد ومتابعات
وهذا الذي توصلت له واريد منكم مساعدتي في رسم شجرة الاسناد له
صحيح مسلم ج2 ص800
1141 وحدثنا سُرَيْجُ بن يُونُسَ حدثنا هُشَيْمٌ أخبرنا خَالِدٌ عن أبي الْمَلِيحِ عن نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
سنن ابن ماجه ج1 ص548
1719 حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ ثنا عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ عن مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
مسند أحمد بن حنبل ج2 ص535
10930 حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا رَوْحٌ ثنا صَالِحٌ ثنا بن شِهَابٍ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبي هُرَيْرَةَ ان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بن حُذَافَةَ يَطُوفُ في مِنًى أَنْ لاَ تَصُومُوا هذه الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عز وجل
المستدرك على الصحيحين ج3 ص731
6650 حدثنا أبو عبد الله الصفار ثنا الحسن بن علي بن بحر بن بري ثنا سويد بن سعيد ثنا قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل عن الزهري عن مسعود بن الحكم عن عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي في أهل منى أن لا يصومن هذه الأيام أحد فإنها أيام أكل وشرب
2813 حدثنا مُسَدَّدٌ حدثنا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ حدثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عن أبي الْمَلِيحِ عن نُبَيْشَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّا كنا نَهَيْنَاكُمْ عن لُحُومِهَا أَنْ تَأْكُلُوهَا فَوْقَ ثَلَاثٍ لِكَيْ تَسَعَكُمْ فَقَدْ جاء الله بِالسَّعَةِ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَاتَّجِرُوا ألا وَإِنَّ هذه الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عز وجل
سنن أبي داود ج 3 ص 2813
1719 حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ ثنا عبد الرحمن بن سُلَيْمَانَ عن مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
773 حدثنا هَنَّادٌ حدثنا وَكِيعٌ عن مُوسَى بن عَلِيٍّ عن أبيه عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ قال وفي الْبَاب عن عَلِيٍّ وَسَعْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ وَنُبَيْشَةَ وَبِشْرِ بن سُحَيْمٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بن حُذَافَةَ وَأَنَسٍ وَحَمْزَةَ بن عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ وَكَعْبِ بن مَالِكٍ وَعَائِشَةَ وَعَمْرِو بن العاصي وَعَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو قال أبو عِيسَى وَحَدِيثُ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْعَمَلُ على هذا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ الصِّيَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ إلا أَنَّ قَوْمًا من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ رَخَّصُوا لِلْمُتَمَتِّعِ إذا لم يَجِدْ هَدْيًا ولم يَصُمْ في الْعَشْرِ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَبِهِ يقول مَالِكُ بن أَنَسٍ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وإسحاق قال أبو عِيسَى وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ مُوسَى بن عَلِيِّ بن رَبَاحٍ وَأَهْلُ مِصْرَ يَقُولُونَ مُوسَى بن عُلِيٍّ وقال سَمِعْت قُتَيْبَةَ يقول سمعت اللَّيْثَ بن سَعْدٍ يقول قال مُوسَى بن عَلِيٍّ لَا أَجْعَلُ أحد في حِلٍّ صَغَّرَ اسْمَ أبي
سنن الترمذي ج 3 ص 159
(يُتْبَعُ)
(/)
3004 أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بن فَضَالَةَ بن إبراهيم قال أَنْبَأَنَا عبد اللَّهِ وهو بن يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قال حدثنا مُوسَى بن عَلِيٍّ قال سمعت أبي يحدث عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ يوم عَرَفَةَ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
سنن النسائي (المجتبى) ج 5 ص 1195
وهذه المتابعات:
حدثنا محمد بن مخلد وآخرون قالوا نا محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي نا سعيد بن سلام العطار نا عبد الله بن بديل الخزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق يصيح في فجاج منى ألا إن الذكاة في الحلق واللبة ألا ولا تعجلوا الأنفس أن تزهق وأيام منى أيام أكل وشرب وبعال
سنن الدارقطني
2988 حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ هشام بن علي السيرافي حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن سلمة حدثني صالح بن كيسان عن عيسى بن مسعود بن الحكم الزرقي عن جدته حبيبة بنت شريق أنها كانت مع ابنتها ابنة العجماء في أيام الحج بمنى قال فجاءهم بديل بن ورقاء على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم برحله فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان صائما فليفطر فإنهن أيام أكل وشرب هذا الحديث ليس من جملة هذا الكتاب
المستدرك على الصحيحين
حدثنا محمد بن يحيى بن سَهْلِ بن مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ ثنا سَهْلُ بن عُثْمَانَ ثنا أبو جَمِيلَةَ الْفَضْلُ بن صَالِحٍ عن عَمْرِو بن دِينَارٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم بعث بُدَيْلَ بن وَرْقَاءَ بِمِنًى فَنَادَى إِنَّ هذه أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلا تَصُومُوها
المعجم الكبير
423 حدثنا محمد بن عبد اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ ثنا ضِرَارُ بن صُرَدٍ ثنا مُصْعَبُ بن سَلامٍ عَنِ بن جُرَيْجٍ عن مُحَمَّدِ بن يحيى بن حَسَّانٍ عن أُمِّ الْحَارِثِ بنتِ عَيَّاشٍ قالت رأيت بُدَيْلَ بن وَرْقَاءَ على جَمْعٍ يَتْبَعُ الناس فَيُنَادِي ان رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم يَأْمُرُكُمْ أَنْ لا تَصُومُوا هذه الأَيَّامَ فأنها أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
المعجم الكبري
ـ[ابو ديس]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 09:24]ـ
عند رسم شجرة الاسناد لابد من اتباع خطوات مهمة اولها فصل اسانيد كل صحابي على حدى ثم نبداء نتحديد الذين روى عنه من التابعين من نفس الطبقة مثال
ابو سعيد الخدري
ابي الوداك
مجالد بن سعيد
عبدة بن سليمان ابو خالد الاحمر يحيى بن سعيد هشيم بن بشير
هنا نجد الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هو ابى سعيد الخدري رضي الله عنه و روى عنه ابي الوداك جبر بن نوف و روى عن جبر مجالد بن سعيد و عن مجالد جماعة منهم عبدة بن سليمان و ابو خالد الاحمر و يحيى بن سعيد القطان و هشيم بن بشير وهكذا كل طبقة في الاسناد لابد ان تكون على سطر واحد مع توصيل كل راوى بمن روى عنه و من روى منه بخط و اضح و الله الموفق ارجو ان اكون وفقت بالمساعدة
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 06:32]ـ
الشجرة في المرفقات
وجزاكم الله خيراً
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 04:22]ـ
الأخ طالب علم السنة أسأل الله العلي القدير ان يرفع قدرك بالدنيا والآخرة(/)
تم ختم صحيح البخاري كاملا سماعا على الشيخ العنبتاوي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - May-2010, صباحاً 01:24]ـ
الحمد لله رب العالمين، لقد تم اليوم ختم سماع صحيح البخاري كاملا في غرفة المسندي للعلوم الشرعية على فضيلة الشيخ المقرئ نادر بن محمد غازي العنبتاوي أستاذ القراآت بجامعة القصيم.
أخبرنا الشيخ بأنه يروي صحيح البخاري كاملا قراءة وسماعا بمكة المكرمة على الشيخ العلامة المحدث المسند المفسر المعمّر عبدالقيوم بن زين الله الرحماني البستوي رحمه الله بحق قراءته لسايره على الشيخ أحمد الله القرشي الدهلوي بحق قراءته لسايره على السيد نذير حسين الدهلوي عن الشاه محمد إسحاق الدهلوي عن جده لأمه الشاه عبد العزيز الدهلوي عن والده الشاه ولي الله الدهلوي عن أبي طاهر الكردي المدني عن والده إبراهيم ابن الحسن الكردي عن أحمد بن محمد القشاشي عن أحمد بن عبد القدوس الشناوي عن محمد بن أحمد الرملي عن الزين زكرياء بن محمد الأنصاري عن الحافظ الشهاب أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عن عبد الرحيم بن الحسين العراقي عن أحمد بن أبي طالب الحجّار عن حسين بن المبارك الزبيدي عن عبد الأول بن عيسى السجزي عن عبد الرحمن بن مظفر الداودي عن عبد الله بن أحمد السرخسي عن محمد بن يوسف بن مطر الفربري عن الإمام الحافظ الحجة، أمير المؤمنين في الحديث:أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة البخاري الجعفي مولاهم رحمه الله.
و الحمد لله رب العالمين
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 07:50]ـ
ما شاء الله مبارك والى الامام(/)
لماذا لم يكن مالك يحتج بعكرمة عن ابن عباس؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:50]ـ
أفيدوني أثابكم الله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 09:08]ـ
في ضمن هذا الموضوع فائدة:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=323034
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 09:25]ـ
موطأ مالك - كتاب الحج
باب هدي من أصاب أهله قبل أن يفيض - حديث: 864
وحدثني عن مالك، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: لا أظنه إلا عن عبد الله بن عباس أنه قال: " الذي يصيب أهله قبل أن يفيض يعتمر ويهدي ". وحدثني عن مالك، أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول في ذلك مثل قول: عكرمة عن ابن عباس قال مالك: " وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك " وسئل مالك عن رجل نسي الإفاضة حتى خرج من مكة ورجع إلى بلاده؟ فقال: " أرى إن لم يكن أصاب النساء، فليرجع فليفض. وإن كان أصاب النساء فليرجع فليفض، ثم ليعتمر وليهد. ولا ينبغي له أن يشتري هديه من مكة وينحره بها، ولكن إن لم يكن ساقه معه من حيث اعتمر فليشتره بمكة. ثم ليخرجه إلى الحل. فليسقه منه إلى مكة ثم ينحره بها "
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 05:54]ـ
لا شك في صحة رواية عكرمة، وحسبك بقول البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير (7/ 49): ((ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة)).
أما كراهية مالك رحمه الله لرواية عكرمة فقد بين ابن معين سببها، قال الدوري عن ابن معين: كان مالك يكره عكرمة، قلت: فقد روى عن رجل عنه؟ قال: نعم شيء يسير.
وقال ابن معين: إنما لم يذكر مالك بن أنس عكرمة، لأن عكرمة كان ينتحل رأي الصفرية)).
وللمزيد ينظر: هدي الساري مقدمة فتح الباري وتهذيب التهذيب كلاهما للحافظ ابن حجر رحمه الله.
والصفرية فرقة من الخوارج. والله أعلم(/)
أثر ابي بكر الصديق-رضي الله عنه-في قول:"سمع الله لمن حمده" هل له أصل؟
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 11:15]ـ
قرأت هذا الأثر في أصل شرعية قول"سمع الله لمن حمده"لكن كاتبه لم يذكر لا اسنادا ولا مصدرا ولا مرجعا حديثيا ولا غير حديثي بل انه حكاه بلفظه من حفظه فقال: كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:"الله أكبر" كلما يرفع من الركوع وفي يوم من الأيام تأخر أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-عن الصلاة خلف الرسول عليه الصلاة والسلام وحزن وذهب الى المسجد مسرعا فوجد أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما زال في الركوع ولم يرفع منه فحمد الله كثيرا فنزل جبريل للرسول وهو في الركوع وقال له:"لقد سمع الله لمن حمده" يقصد ابا بكر فأصبحت "سمع الله لمن حمده" بدل "الله أكبر" في كل صلاة الى يوم القيامة. انتهى كلامه
والسؤال هو: هل لهذه القصة أصل في كتب أهل الحديث؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 09:04]ـ
سامحني أخي الفاضل (أبو وائل) .. ولكن قد أصابتني حالة من الضحك على هذا الكلام الجديد؛ لا أدري هل هو لكذبه، أو لجرأة ذاك الرجل على نقله وترويجه.
ليس هذا بصحيح أخي الحبيب، ولا أصل له البته!!
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم أستاذي الفاضل وبارك الله فيك على هذه الافادة, والحقيقة: أنه يبعد غاية البعد أن تكون له الصحة مع عدم تداول اهل العلم له إنْ في كلامهم وإنْ في كتبهم, يعلم هذامن له دربة بكتب أهل العلم عموما وكتب السنة خصوصا, والذي أردته -ولعل عبارتي قصرت عن توضيحه-هو هل له أصل أو اسناد في غير كتب السنة المشهورة ممن تجمع الغثّ والسمين وتخلط الخرز بالدرّ الثمين ,أو هل هنالك من تكلم عنه أو أشار اليه من أصحاب كتب الاحاديث المشتهرة او كتب الموضوعات انتظرأيها الكريم افادتك مجددا وجزاك ربي خيرا.
ـ[سي علي بوسوس]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 12:11]ـ
القصة يتداولها الطرقيون المحسوبون على التصوف، ولعلها مدونة في كتبهم، ولكن لا أصل لها بتاتا.
ـ[أبو عمر بن سالم]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 11:56]ـ
القصة المعروفة و الصحيحة هده
رواه البخاري في الأذان باب 126 ح799 من حديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: (كنّا نصلّي وراء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلمّا رفع رأسه من الرّكعة قال: سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه: ربّنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، فلمّا انصرف قال: من المتكلّم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيّهم يكتبها أوّل)
و أما التي دكرتها لا أصل لها في كتب السنة المعتبرة حتى في المصنفات التي عنيت بالموضوعات و لعلها من شطحات أهل الضلال و القصاص من المبتدعة قال الإمام أحمد رحمه الله '' أكذب الناس القصاص والُّسوَّال، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ''
و الله أعلم(/)
المكيدة التي يتبعها الرافضة في التدليس والتلبيس على أهل السنة
ـ[احمد محمد محمد الشويمي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 09:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض المكائد التي يتبعها الرافضة في التدليس والتلبيس على أهل السنة أفادني بها أخي في الله أبو المنذر الشلقاني فأردت أن تعم الفائدة بفضل الله.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 10:31]ـ
أجزل الله لك المثوبة أستاذنا الفاضل على هذه الدرة لكن رأيت البحث بلا خاتمة فهل هو منته أم ماذا؟
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 10:41]ـ
جزاك الله خيرا
بحث جيد
وليته يكمل، ويوسع(/)
الجزء و الكراسة و المجلد عند الأولين
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 08:03]ـ
ذكر الذهبي في " السير": أن الجزء عشرون 20 صفحة.
وذكر ابن الطيب الفاسي في " شرحه على اقتراح السيوطي ":
أن الكراسة عند العرب اسم لعدد محدد من الصفحات عشر صفحات 10.
ووقفت على كلام للذهبي في " السير " مفاده:
أن المجلد في نحو الخمسمائة صفحة أو يزيد.
قال في ترجمة الإمام المسند أحمد بن عبد الدائم (17/ 75):
((و نسخ للناس ما لا يدخل تحت حصر، كان من أسرع الناس كتابة، اشتهر عنه: أنه نسخ كتاب الخرقي في ليلة و بعض يوم، وكان غالب وقته يكتب ثلاثة كراريس في يوم، و لعله كتب أزيد من ألف مجلد؛ فإنه بقي يكتب نحواً من خمسين سنة))
و إليك البيان:
ثلاث الكراريس - على قول ابن الطيب - في اليوم تعني: 30 صفحة.
وبما أن: 50 سنة = 1800 يوم.
وعليه: فسيكتب في 50 سنة: 1800 × 30 = 540000 صفحة.
و هذا العدد عند الذهبي يعني: 1000 مجلد.
إذن: فالمجلد في عرفهم في نحو 540 صفحة تقريباً.
النص ليس قاطعاً ولكنه يشعر بأن المجلد يربوا على الخمسمائة.
فمن عنده شيء في هذا فليخبرنا جزاه الله خيراً.
تنبيه:
هذه عرضت عليَّ أثناء القراءة في السير فأحببت ألا تمر مرور الكرام وخاصة أن لها نظائر عندي و إلا فلا أُعنى ولا ينبغي لطالب العلم أن يعنى - وخاصة إن كان مثلي جاهلاً - بمثل هذه الملح أعني أن يُعنى بجمعها و تتبعها و كلام الشاطبي في ذلك معلوم فليكن ذلك من طالب العلم ببالٍ.
و الله أعلم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيكم.
وقد كنت قرأت - ولا يحضرني موضعه- أن المجلد في حوالي 200 صفحة أو قريبا من ذلك.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:01]ـ
وفيك بارك أخي الكريم و جزاك الله خيراً
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:39]ـ
المجلد عشرون كراسًا!
/// وفي ترجمة ابن الفوطي؛ عبد الرزاق بن أحمد، من الوافي بالوفيات، أعيان العصر، المنهل الصافي؛ أنه صنف تاريخًا كبيرا جدا، وآخر دونه سماه: مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم الألقاب في خمسين مجلدًا، المجلد عشرون كراسًا.
/// وفي الوافي بالوفيات في ترجمة المهذب ابن الزبير أنه صنف: كتاب الأنساب وهو أكثر من عشرين مجلدة كل مجلد عشرون كراسًا.
المجلد الضخم ثلاثون كراسًا!
/// وفي الوافي بالوفيات: أن أبا سهل الهروي اللغوي صنف كتاب الأسد مجلد ضخم نحو ثلاثين كراسة.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 12:01]ـ
جزاك الله أخي عبد الله وأجزل مثوبتك
وينظر في اطراد كلام الذهبي و ابن الطيب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 11:43]ـ
/// موضوع قديم في الموضوع:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=113481(/)
شبهات حول رجال الصحيحين من الروافض ارجو الرد
ـ[من الانصار]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 09:12]ـ
اخواني في الله
احتج احدهم بان من رجال الصحيحين من طعن بهم , وقد وجدت من خلال البحث في المكتبة الشاملة انه ذكرهم اب حجر منهم صدوق وليس بهم بأس فكيف في تضارب الاقوال وهم
(1) - أحمد بن بشير أبوبكر الكوفي مولى عمرو بن حريث، أخرج له البخاري في صحيحه.
- قال عنه النسائي: (ليس بذاك القوي) (سير أعلام النبلاء 8/ 153، تهذيب التهذيب 1/ 15، تهذيب الكمال 1/ 32).
- وقال الدار قطني: (ضعيف يعتبر بحديثه) (ميزان الإعتدال 1/ 85، تهذيب التهذيب 1/ 15، تهذيب الكمال 1/ 32).
- وقال العقيلي: (ضعيف) (تهذيب التهذيب 1/ 15).
(2) - أحمد بن صالح المصري، أخرج له البخاري في صحيحه.
- وهو ممن (إتصف بالكبر وشراسة الخلق) (تاريخ بغداد 4/ 200، المنتظم لإبن الجوزي 12/ 9، سير أعلام النبلاء 12/ 168، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 7).
- وقال النسائي عنه: (ليس بثقة ولا مأمون) (طبقات الشافعية الكبرى 2/ 7، سير أعلام النبلاء 12/ 166، تهذيب الكمال 1/ 47، تهذيب التهذيب 1/ 30).
- وقال عنه يحيى بن معين: (أحمد بن صالح كذّاب يتفلسف) (تهذيب التهذيب 1/ 30، سير أعلام النبلاء 12/ 165، ميزان الإعتدال 1/ 242، تهذيب الكمال 1/ 47، بغية الطلب في تاريخ حلب 2/ 797).
(3) - أحمد بن عيسى بن حسان المصري، أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- كان إبن معين (يحلف بالله الذي لا إله إلاّّ هو إنه كذاب) (تهذيب التهذيب 1/ 45، تاريخ بغداد 4/ 272، معجم البلدان 2/ 31، الضعفاء والمتروكين 1/ 82، تهذيب الكمال 1/ 64)
- وقال أبو حاتم: (تكلم الناس فيه) (تهذيب التهذيب 1/ 45، تهذيب الكمال 1/ 64).
- وأنكر أبو زرعة على مسلم روايته عنه في الصحيح وقال: (ما رأيت أهل مصر يشكون في أنه – وأشار إلى لسانه – كأنه يقول الكذب) (تهذيب التهذيب 1/ 45، تاريخ بغداد 4/ 272، سير أعلام النبلاء 12/ 70، خلاصة تهذيب التهذيب 1/ 11، ميزان الإعتدال 1/ 269، تهذيب الكمال 1/ 64).
(4) - أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي أبو عبيد الله المصري، أخرج له مسلم في صحيحه.
- قال عنه إبن عدي: (رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه) (تهذيب الكمال 1/ 57، الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 184، تهذيب التهذيب 1/ 47، الكاشف 1/ 198).
- وقال أبو سعيد بن يونس: (لا تقوم بحديثه حجة) (تهذيب الكمال 1/ 57)
(5) - إبراهيم بن طهمان، أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- قال عنه الدار قطني: (لا يحتج به) (جزء من تكلم فيه الدار قطني من الضعفاء والمتروكين والمجهولين لإبن رزين الحنبلي، وهو جزء من ثلاثة أجزاء مجموعة في كراس واحد بعنوان ثلاث رسائل في علم الجرح والتعديل صفحة 175، تقديم وتحقيق الدكتور عامر حسن صبري)
لكنني وجدت في بعض المصادر ينقلون أن الدار قطني وثقة!
- وقال الدار قطني: (قال النيسابوري: قلت لمحمد بن يحيى بن إبراهيم: إبن طهمان يحتج بحديثه؟، قال: لا) (المصدر السابق).(/)
تضعييف حديث سعد في التسبيح بالحصى!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 09:30]ـ
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/710]: (حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى وحصى تسبح فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو: أفضل؟! قول: سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا قوة إلا بالله مثل ذلك).
710 - [ضعيف]:أخرجه ابن حبان [رقم/837]، والحاكم [732/ 1]، والبزار [رقم/1201]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عائشة بنت سعد عن أبيها به نحوه ...
قال البزار: «وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ».
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات أئمة.
وعائشة بنت سعد: امرأة جليلة صالحة، وثقها العجلي وابن حبان، وروى عنها جماعات من الكبار، واحتج بها البخاري وغيره.
وقد اختلف في سنده على ابن وهب!! فرواه عنه جماعة على الوجه الماضي، وخالفهم آخرون!!
فرووه عنه فقالوا: عن ابن وهب عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن خزيمة عن عائشة بنت سعد عن أبيها به ... !! وزادوا فيه «خزيمة؟» وما: «خزيمة»؟!
هكذا أخرجه أبو داود [رقم/1500] والترمذي [رقم/3568]، والبيهقي في الشعب [1/رقم/602،603]، وفي «الدعوات» [2/ 4243/طبعة بدر البدر]، والنسائي في «الكبرى» كما «نتائج الأفكار» [1/ 81]، وفي «اليوم والليلة» كما في «تحفة الأشراف» [رقم/3954]، وأبو طاهر المخلص في «الجزء التاسع من الفوائد المنتقاة الغرائب عن الشيوخ العوالي/انتقاء أبي الفتح ابن أبي الفوارس» [رقم/143/مخطوط/بترقيمي]، والطبراني في الدعاء [رقم/ 1738]، ومن طريقه الحافظ في «نتائج الأفكار» [1/ 80 - 81]، والدورقي في مسند سعد [رقم/ 74]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن وهب به ...
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث سعد».
وقال الحاكم: «صحيح الإسناد»!
وقال الحافظ في «نتائج الأفكار»: «هذا حديث حسن ... ورجاله جال الصحيح إلا خزيمة فلا يعرف نسبه و لاحاله؟ و لا روى عنه إلا سعيد، ذكره ابن حبان فى «الثقات» كعادته في من لم يجرح ولم يأت بمنكر. وصححه الحاكم».
قلتُ: لا ريب في كون «خزيمة» شيخًا مجهول الجهالتين؟ غائب الحالين؟
وقد جزم الإمام في «الضعيفة» بأن هذا الاختلاف في سنده هو من قِبل سعيد بن أبي هلال نفسه!!
قال: «وسعيد بن أبي هلال مع ثقته حكى الساجي عن أحمد أنه اختلط!! وكذلك وصفه بالاختلاط يحيى، كما في الفصل لابن حزم [95/ 2]، ولعله مما يؤيد ذلك: روايته لهذا الحديث!! فإن بعض الرواة الثقات عنه لم يذكروا في إسناده خزيمة!! فصار الإسناد منقطعًا، ولذلك لم يذكر الحافظ المزي عائشة بنت سعد في شيوخ ابن أبي هلال».
قلتُ: الروايتان محفوظتان إلى سعيد دون كلام.
وسعيد: إمام حافظ فقيه، وثقه أكثر الأئمة وأثنوا عليه، فلْننظر في ما قيل فيه:
أما ما حكاه الساجي عن أحمد بشأن اختلاطه!! فالساجي لم يدرك أحمد ولا رآه أصلاً!! فينبغي التثبتُ فيما ينقله هو وغيره عن المتقدمين دون سندٍ متصل صحيح إليهم!!
وأما ما نقله ابن حزم بشأن اختلاط سعيد أيضًا عن يحيى-وأراه ابن معين-!! فالجواب عنه مثل الذي مضى.
وأما قول ابن حزم نفسه عن سعيد: «ليس بالقوي!!» فالكل يعرف مجازفات أبي محمد الفارسي؟ كما شرحنا ذلك شرحًا وافيا في كتابنا «أنهار الدم».
ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد الذي حكاه الساجي عنه كما قاله الحافظ في التهذيب [95/ 4]،وقد رده عليه الإمام أحمد شاكر في تعليقه على «المحلى» [269/ 2]، وأجاد.
وبالجملة: فسعيد ثقة حافظ لم يثبت ما قاله أحمد عنه. ولا يؤثِّر فيه قول ابن حزم أصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال الحافظ في ترجمة سعيد من «هدي الساري»: «شذ الساجي فذكره في «الضعفاء» ونقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: «ما أدري أي شيء حديثه؟ يخلط في الأحاديث؟» وتبع أبو محمد ابن حزم الساجيَّ، فضعف سعيد بن أبي هلال مطلقا! ولم يصب في ذلك».
وقال في «التقريب»: «لم أر لابن حزم فى تضعيفه سلفا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط».
وقال في «شرح كتاب الرقاق» من «فتح الباري» [13/ 357]، يرد على ابن حزم:
«وسعيد متفق على الاحتجاج به، فلا يلتفت إليه في تضعيفه».
إذا عرفت هذا: فالقول بكون الوجهين محفوظين معًا هو الأولى مِنْ جْعله من تخليط سعيد!!
وما يمنع أن يكون سعيد قد سمعه من خزيمة ذلك المجهول المغمور -عن عائشة بنت سعد عن سعد به ... ثم قابل عائشة نفسها فحدثته بالحديث؟!
فإن قيل: يعكر على هذا أن أحدًا لم يذكر أن سعيدًا يروي عن عائشة بنت سعد، فلم يذكرها المزي في شيوخ سعيد من «التهذيب»، ولا ذكرها أحد ممن ترجم له أصلاً، بل جزم حسين الأسد في تعليقه على «مسند المؤلف» بكونه لم يدركها رأسًا!!
فقال: «سعيد بن أبي هلال لم يدرك عائشة بنت سعد!! وإنما روى عنها بواسطة خزيمة».
والجواب عن هذا أن نقول: قد جزم غير واحد أن عائشة بنت سعد قد ماتت سنة سبع عشرة ومائة/ 117هـ. وسعيد بن أبي هلال ولد سنة سبعين للهجرة. وقد اختلف في سنة وفاته، فأكثر ما قيل فيه أنه توفي سنة 149هـ، وأقل ما قيل في وفاته أنه توفي سنة 133هـ فيكون عمره يوم وفاة عائشة سبعة وثلاثين عامًا.
ثم إنه مدني مشهور. ولد بمصر ثم سافر به أبوه إلى المدينة فنشأ بها، ومكث دهرًا ثم عاد إلى مصر في خلافة هشام بن عبد الملك. وهشام قد بويع له بالخلافة سنة خمس ومائة للهجرة.
وعائشة بنت سعد: مدنية مشهورة وحدَّث عنها المدنيون أمثال: مالك ويوسف الماجشون ومهاجر بن مسمار وجماعة كثيرة من أهل المدينة. وبعضهم -مثل مالك- قد تأخر ميلاده عن ميلاد سعيد بن أبي هلال بدهر!!
وكل هذا: ظاهر جدًا في احتمال سماعه منها، والمزي وإن حاول استيعاب شيوخ الرجل وتلاميذه في ترجمته!! إلا أنه ما وفَّى ولا كاد! كما يعرفه كل مشتغل بهذا الفن اللطيف.
فلا ينتهض إعلال الحديث بكون المزي لم يذكر عائشة في شيوخ سعيد من كتابه «التهذيب»!! وكم ترك المزي من شيوخ وتلاميذ مشاهير أهل العلم في كتابه!! فكيف بمن دونهم؟!
ثم وقفتُ على «علل أبي بكر الأثرم» [ص/45/طبعة دار البشائر]، فوجدته قال فيه: «سمعت أبا عبد الله- يعني الإمام أحمد- يقول سعيد بن أبي هلال ما أدري أي شيء حديثه؟ يخلط في الأحاديث؟ ثم قال: هو أيضا يروي عن أبي الدرداء في السجود. قلت: حديث النجم؟ فقال: نعم».
قلتُ: فكان الإمام أحمد ينكر عليه حديث أبي الدرداء في السجود في سورة النجم أيضًا! ولا ينافي هذا ثناء الإمام أحمد عليه في مكان آخر.
ووجدتُ الحافظ أبا عثمان البرذعي قد قال في «سؤالاته لأبي زرعة الرازي» [2/ 361 - 362]: «قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان، وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما؟».
ثم قال البرذعي عقب هذا: «قال أبو حاتم- يعني الرازي-: أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان!».
قال ابن رجب في «شرح العلل» [2/ 312]: «ومعنى ذلك: أنه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم، فخاف أن يكون أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما!».
قلت: وبهذه النقول النادرة يثبت قول الإمام أحمد بشأن اختلاط سعيد في بعض الأحاديث! وليس هو اختلاطًا بالمعنى المشهور كما ظنه جماعة من المتأخرين! بل المراد منه الاضطراب ونحوه.
وكلام أبي حاتم الرازي: ظاهر أيضًا في احتمال أن يكون سعيد ربما سمع الحديث من بعض الضعفاء والهلكى، ثم يدلسهم ويُسوِّي الإسناد!
ولا ينافي كل هذا: أن يكون سعيد لا يزال ثقة صدوقًا صاحب حديث.
إذا عرفت هذا: علمتَ أنه لا يبعد أن يكون سعيد قد اضطرب في سند الحديث هنا!
والظاهر عندي: أنه سمعه من ذلك الشيخ المجهول: «خزيمة» عن عائشة بنت سعد، ثم صار يدلسه ويرويه عن عائشة بلا واسطة!
فعلة الحديث على التحقيق: هي جهالة خزيمة شيخ سعيد فيه.
وللحديث: شواهد دون هذا التمام هنا. وسيأتي منها حديث صفية [برقم/7118].
وقد استوفينا تخريج أحاديث الباب: في كتابنا: «غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار».والله المستعان لا رب سواه.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/710].
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:41]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب ونفع بك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:55]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب ونفع بك
وجزاك يا أخي.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 09:07]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم أبوالمظفر، و حفظك الله من كل سوء.
ملحوظة: أخى أبو عبد المهيمن، الشيخ ينقل من كتابه الموسوم ب: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى)
، و هو في مرحلة تصحيح التجارب الآن، يسر الله اخراجه.(/)
ما تقولون في هذا الحديث يا فرسان الحديث
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:39]ـ
ما يقول فرسان العلل في هذا الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه الأوسط والصغير حدثنا أحمد بن منصور المدائني مولى بني هاشم، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ذكر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خسف (1) قبل المشرق، فقال بعض الناس: يا رسول الله يخسف (2) بأرض فيها المسلمون؟ فقال: «نعم، إذا كان أكثر أهلها الخبث» لم يروه عن يحيى بن سعيد، عن أنس إلا أبو ضمرة، تفرد به المسيبي
وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
قلت وظاهر الإسناد الصحة فشيخ الطبراني متابع وباقي الرواة ما بين ثقة وصدوق
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 09:26]ـ
للرفع
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 03:14]ـ
قال ابن عبدالبر -في التمهيد (24/ 309) -: (وقد رَوى أنس بن مالك في هذا الباب حديثًا جيِّدًا بإسنادٍ حَسَن من رواية أهل المدينة ... )، ثم أسنده.(/)
حديث الولاية، وصفة التردد ونسبتها لله تعالى
ـ[أبو حفص المصمودي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 12:40]ـ
استشكل بعض الناس ما رواه البخاري قال: حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته" ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقالوا: إن هذا الحديث مما انتقد على البخاري من ناحية سنده، فلم يرو إلا عن أبي هريرة، وتفرد به شريك بن عبد الله، عن عطاء، عن أبي هريرة، وتفرد به خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن شريك. فهذا المتن – على حد زعمهم – لم يرو إلا بهذا الإسناد.
كما أن الحديث قد تضمن إضافة التردد إلى الله تعالى، والتردد معناه: التوقف في الأمر وعدم العزم عليه، وغالبا مايكون ذلك بسبب عدم العلم بالعواقب المترتبة على فعل الأمر من عدمه، وبناء على هذا فلا يجوز وصف الله بالتردد.
وإذا جاز هذاالوصف فما هو معناه في حق الله تعالى، وقد علم يقينا أنه يعلم عواقب الأمور كلها؟
ثم كيف يكون الباري جل وعلا سمع العبد وبصره؟ أليست هذه دعوى الحلول والاتحاد التي ينادي بها الحلولية والاتحادية المبتدعة؟
الجواب عن هذا الإشكال.
الجواب عما استشكل من هذا الحديث مداره على أمرين:
أولا: الجواب من ناحية السند.
وثانيا: الجواب عن متن الحديث، والوقوف على معنى ما اشتمل عليه.
أما من ناحية سند الحديث:
فجملة الانتقادات الموجهة للسند مدارها على:
1 - تضعيف خالد بن مخلد.
2 - تضعيف شريك بن عبد الله.
فهاتان العلتان جعلت بعض النقاد يعدون هذا الحديث من غرائب الصحيح، والجواب عن هذا يمكن تقسيمه قسمين، مجمل ومفصل:
أما المجمل فيقال فيه: إن انتقاد بعض النقاد لسند الحديث يقابل بتصحيح غيرهم، وقد تقدم أن الحديث صححه البخاري، وابن حبان، والبغوي، وابن تيمية، والسيوطي، والشوكاني، وغيرهم.
أما الجواب المفصل: فيكون بالإجابة عما قيل في خالد، وشريك. ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
أما خالد بن مخلد:
فقال عنه الذهبي: الامام المحدث، الحافظ المكثر المغرب، أبو الهيثم البجلي الكوفي القطواني.
جل روايته عن أهل المدينة.
حدث عن: مالك، وأبي الغصن ثابت بن قيس، وسليمان بن بلال، ونافع بن أبي نعيم، وعلي بن صالح بن حي، وكثير بن عبد الله ابن عوف، وعبد الله بن جعفر المخرمي، ومحمد بن موسى الفطري وعدة.
حدث عنه: البخاري في " صحيحه "، وعباس الدوري، وعبد بن حميد، وأبو أمية الطرسوسي، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومحمد بن شداد المسمعي، وخلق سواهم. وقد روى له الجماعة سوى أبي داود، روى عن رجل عنه.
وقد حدث عنه من القدماء عبيدالله بن موسى.
قال يحيى بن معين: ما به بأس.
وقال أبو داود: صدوق، لكنه يتشيع ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.
وقال الآجري عن أبي داود: صدوق ولكنه يتشيع.
وقال ابن عدي: هو من المكثرين وهو عندي إن شاء الله لا بأس به.
وقال العجلى: ثقة، فيه قليل تشيع، وكان كثير الحديث.
وقال صالح بن محمد جزرة: ثقة في الحديث إلا أنه كان متهما بالغلو ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4))
قال الحافظ ابن حجر: أما التشيع فقد قدمنا أنه إذا كان ثبت الأخذ والأداء لا يضره لا سيما ولم يكن داعية إلى رأيه، وأما المناكير فقد تتبعها أبو أحمد بن عدي من حديثه وأوردها في كامله وليس فيها شئ مما أخرجه له البخاري بل لم أر له عنده من أفراده سوى حديث واحد وهو حديث أبي هريرة "من عادى لي وليا ... الحديث" وروى له الباقون سوى أبي داود. ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال هذا نستنتج أن خلاصة القول في خالد بن مخلد أنه ثقة؛ لثبوت ضبطه وعدالته، وأن جلّ روايته عن أهل المدينة، وأن ممن أخذ العلم عنه: البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن، أي إنه قد جاز القنطرة- كما قيل –؛ لرواية الشيخين عنه، على ان الشيخين ماكانا ليرويا عنه، ويخفى عليهما حاله، إلا إذا رأيا فيه من العدالة والضبط ماترقى به إلى درجة الرواية عنه.
وأما شريك بن عبد الله بن أبي نمر.
قال الحافظ ابن حجر - في معرض الكلام على حديث شريك في الإسراء والمعراج-: قال أبو الفضل ابن طاهر: تعليل الحديث بتفرد شريك، ودعوى ابن حزم أن الآفة منه شيء لم يسبق إليه، فإن شريكا قبله أئمة الجرح والتعديل، ووثقوه، ورووا عنه، وأدخلوا حديثه في تصانيفهم، واحتجوا به.
وروى عبد الله بن أحمد الدورقي، وعثمان الدارمي، وعباس الدوري، عن يحيى بن معين: لا بأس به.
وقال ابن عدي: مشهور، من أهل المدينة، حدث عنه مالك، وغيره من الثقات، وحديثه إذا روى عنه ثقة لا بأس به، إلا أن يروي عنه ضعيف.
قال بن طاهر: وعلى تقدير تسليم تفرده ... لا يقتضي طرح حديثه، فوهم الثقة في موضع من الحديث لا يسقط جميع الحديث، ولا سيما إذا كان الوهم لا يستلزم ارتكاب محذور ولو ترك حديث من وهم في تاريخ لترك حديث جماعة من أئمة المسلمين. ([6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
قلت (ابن حجر): احتج به الجماعة. ([7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7))
فتبين من خلال هذا صحة إسناد هذا الحديث وثقة رواته بما لايجعل في النفس أدنى ريبة، وكفى هؤلاء الرواة شرفا أن كانوا من رجال الشيخين (البخاري ومسلم).
من أجل ذلك "ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما، هذا إذا خرج له في الأصول، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق لهم، وحينئذ إذا وجدنا لغيره في أحد منهم طعنا، فذلك الطعن مقابل لتعديل هذا الإمام، فلا يقبل إلا مبين السبب مفسرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا أو في ضبطه لخبر بعينه لأن الأسباب الحاملة للأئمة على الجرح متفاوتة، منها ما يقدح ومنها ما لا يقدح.
وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح: هذا جاز القنطرة؛ يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه.
قال الشيخ أبو الفتح القشيري في مختصره: وهكذا نعتقد، وبه نقول ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما. ([8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8))
ومع هذا فإن الحديث قد جاء من عدة طرق تعضده وتقويه، وتشهد له، ولذا قال الحافظ ابن حجر: وإطلاق أنه لم يرو هذا المتن إلا بهذ الإسناد مردود ... ولكن للحديث طرقا أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا. ([9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9))
فالحديث كما ذكرنا صححه – بالإضافة للبخاري – ابن حبان ([10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10))، والبغوي ([11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11))، وابن تيمية، والسيوطي، والشوكاني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا حديث شريف قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة وهو أصح حديث روي في صفة الأولياء. ([12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)).
وقد ألف الشوكاني كتابا بعنوان " قطر الولي في حديث الولي " قال فيه عن هذا الحديث: رواته قد جاوزوا القنطرة، وارتفع عنهمم القيل والقال، وصاروا أكبر من أن يتكلم فيهم بكلام، أو يتناولهم طعن طاعن، أو توهين موهن" ([13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13))
وألف السيوطي رسالة بعنوان: "القول الجلي في حديث الولي" ([14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)) ذكر فيه بعض طرق الحديث، وحكم عليه بالصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وللدكتور سعد المرصفي رسالة قيمة تحت عنوان" دفاع عن الحديث القدسي"من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب" في ضوء أصول التحديث رواية ودراية، ورد الشبهات ودحض المفتريات" ([15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)) ضمن سلسة قيمة للدفاع عن الحديث النبوي.
فأفاض في شرح هذا الحديث سندا ومتنا، ورد على كل ما اشتبه وطعن على هذا الحديث.
استشكال نسبة التردد إلى الله في الحديث.
إذا تبين لنا من خلال ما سبق أن الحديث صحيح صالح للاحتجاج، فهل التردد المضاف إلى الله تعالى في الحديث يكون صفة لله تعالى أو ماذا؟
الجواب عن هذا أن أهل العلم لهم في هذا مسلكين:
المسلك الأول: إجراء الحديث على ظاهره، والأخذ بمدلوله في إثبات التردد صفة لله تعالى، على مايليق بجلاله وعظمته، مع القطع بكون تردده سبحانه وتعالى ليس كتردد المخلوق؛ لأنه جل وعلا (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فلا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. ([16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16))
وقد نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وسماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز، عليهما رحمة الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل عن هذا الحديث: هذا حديث شريف قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة، وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء، وقد رد هذا الكلام طائفة وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد، وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور والله أعلم بالعواقب. وربما قال بعضهم: إن الله يعامل معاملة المتردد.
والتحقيق: أن كلام رسوله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بيانا منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس؛ وأجهلهم وأسوئهم أدبا، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الظنون الباطلة، والاعتقادات الفاسدة.
ولكن المتردد منا وإن كان تردده في الأمر لأجل كونه ما يعلم عاقبة الأمور لا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ثم هذا باطل؛ فإن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب، وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة لا لجهله منه بالشيء الواحد الذي يحب من وجه ويكره من وجه كما قيل:
الشيب كره وكره أن أفارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب
وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب وفي الصحيح " حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " ([17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)) وقال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال: " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبا للحق، محبا له، يتقرب إليه أولا بالفرائض وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها ويحب فاعلها فأتى بكل ما يقدر عليه من محبوب الحق، فأحبه الحق لفعل محبوبه من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة، بحيث يحب ما يحبه محبوبه، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه.
والله سبحانه وتعالى قد قضى بالموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولا بد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادا للحق من وجه، مكروها له من وجه.
وهذا حقيقة التردد وهو: أن يكون الشيء الواحد مرادا من وجه مكروها من وجه وإن كان لا بد من ترجح أحد الجانبين كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته. ([18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18))
وقال: فبين سبحانه أنه يتردد لأن التردد تعارض إرادتين وهو سبحانه يحب ما يحب عبده ويكره ما يكرهه وهو يكره الموت فهو يكرهه كما قال وأنا أكره مساءته، وهو سبحانه قد قضى بالموت فهو يريد له أن يموت فسمى ذلك ترددا ثم بين أنه لا بد من وقوع ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا اتفاق واتحاد في المحبوب المرضي المأمور به والمبغض المكروه المنهي عنه. ([19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19))
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: التردد وصف يليق بالله لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه، وليس كترددنا، والتردد المنسوب لله لا يشابه تردد المخلوقين، بل هو تردد يليق بالله سبحانه وتعالى كسائر صفاته جل وعلا. ([20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20))
المسلك الثاني: تأويل الحديث وصرفه عن ظاهره، وذلك بنفي صفة التردد عن الله تعالى، وإلى هذا ذهب الشوكاني، وهو مسلك أهل التاويل من شراح الحديث وغيرهم. ([21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21))
وقد ذكروا عدة تأويلات حملوا الحديث عليها، منها:
ماذهب إليه الخطابي وغيره حيث قال: التردد في حق الله عز وجل غير جائز، والبداء عليه في الأمور غير سائغ، وتأويله على وجهين:
أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره على المهالك، مرات ذوات عدد من داء يصيبه، وآفة تنزل به، فيدعو الله فيشفيه منها، ويدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرا ثم يبدو له في ذلك فيتركه ويعرض عنه، ولا بد له من لقائه إذا بلغ الكتاب أجله، فإنه قد كتب الفناء على خلقه، واستأثر البقاء لنفسه ..
الثاني: وهو أن يكون معناه: ما رددت رسلي في شيء أنا فاعله ترديدي إياهم في نفس المؤمن، كما روي في قصة موسى وملك الموت صلوات الله عليهما، وما كان من لطمة عينه، وتردده عليه مرة بعد أخرى، وتحقيق المعنى في الوجهين معا: عطف الله عز وجل على العبد، ولطفه به، وشفقته عليه. ([22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)).
وذهب بعضهم؛ كابن الجوزي إلى احتمال أن يكون المعنى: أن يكون تركيب الولي يحتمل أن يعيش خمسين سنة، وعمره الذي كتب له سبعون، فإذا بلغها فمرض دعا الله بالعافية فيحييه عشرين أخرى مثلا، فعبر عن قدر التركيب وعما انتهى إليه بحسب الأجل المكتوب بالتردد. ([23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)).
وذهب الشوكاني إلى أن التردد كناية عن محبة الله لعبده المؤمن أن يأتي بسبب من الأسباب الموجبة لخلوصه من المرض الذي وقع فيه، حتى يطول به عمره، من دعاء، أو صلة رحم، أو صدقة، فإن فعل مد الله له في عمره بما يشاء، وتقتضيه حكمته، وإن لم يفعل حتى جاء أجله، وحضره الموت، مات بأجله الذي قضى عليه إذا لم يتسبب بسبب يترتب عليه الفسحة له في عمره، مع أنه وإن فعل ما يوجب التأخير، والخلوص من الأجل الأول، فهو لابد له من الموت بعد انقضاء تلك المدة التي وهبها الله سبحانه له.
فكان هذا التردد معناه: انتظار ما يأتي به العبد مما يقتضي، تأخير الأجل، أو لا يأتي فيموت بالأجل الأول".
قال: وهذا معنى صحيح لايرد عليه إشكال، ولا يمتنع في حقه تعالى، مع أنه سبحانه يعلم أن العبد سيفعل ذلك السبب أو لا يفعله، ولكنه لا يقع التنجيز لذلك المسبب إلا بحصول السبب الذي ربطه جل وعلا به. ([24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24))
ولا ريب أن المسلك الأول هو المسلك الجاري على قواعد أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وذلك بحمل الحديث على ظاهره، وإثبات التردد صفة لله تعالى على مايليق بجلاله وعظمته.
ومن أوّل الحديث معتقدا تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، فقد أساء الأدب مع رسول الله، لأنه هو الذي وصفه بذلك، وهو أعلم الناس بربه، "وليس أحد أعلم بالله من رسوله، ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح ولا أحسن بيانا منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس، وأجهلهم وأسوئهم أدبا بل يجب تأديبه وتعزيره ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة؛ والاعتقادات الفاسدة. ([25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25))
فإذا كان تردد المخلوق معناه: "التوقف عن الجزم بأحد الطرفين" ([26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26))، فإن هذا المعنى لا يدل عليه الحديث؛ لأن الحديث صريح في الجزم بأحد الطرفين حيث قال: " وما ترددت عن شيء أنا فاعله"؛ أي: سأفعله ولابد؛ لأنه تعالى قد قضى على عباده بالموت، فقال (كل نفس ذائقة الموت) [آل عمران:185]، يؤيد ذلك أنه قد جاء في بعض طرق الحديث بعد قوله:" يكره الموت وأكره مساءته" زيادة:" ولا بد له منه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فتردد الله تعالى ليس منشؤه عدم الجزم بأحد الطرفين، أو عدم العلم بعواقب الأمور، وإنما هو تردد مفسر في الحديث نفسه، حيث قال: " يكره الموت، وأنا أكره مساءته" فهذا هو حقيقة تردده سبحانه، وهو كون الفعل مراد لله من وجه، فهو يريد الموت لعبده؛ لأنه قضى به عليه، ولابد له منه، ومع ذلك فهو يكرهه؛ لأنه يكره ما يكرهه عبده، ولذلك قال: "وأنا أكره مساءته" ([27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27))
وأما من سلك سبيل التأويل فيكفي في بيان بطلان مذهبه، أنه صرف الحديث عن ظاهره من غير قرينة توجب ذلك.
ومع بيان بطلان هذا المسلك من أساسه، فإن ما ذكر فيه من تأويلات، بعيدة جدا عن ظاهر الحديث، وقد تتبع بعضها الشوكاني في كتابه" قطر الولي" وبين بطلانها ([28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28))
أما ما ذهب إليه الشوكاني من أن معنى التردد: هو انتظار ما يأتي به العبد مما يقتضي تأخير أجله، من دعاء، أو صدقة، أو صلة رحم، فإن أتى به فسح له في عمره وأخر له أجله، وإلا مات بأجله الأول؛ فإنه غير وجيه؛ لأن التردد الوارد في الحديث ليس فيه ما يشعر بالانتظار، بل فيه عزم وجزم بإرادة الموت للعبد، ولذلك قال تعالى: "ما ترددت في شيء أنا فاعله"، ثم إن السبب والمسبب مقدران مكتوبان معلومان لله تعالى، فهو يعلم هل سيأتي عبده بهذه الأسباب الموجبة لخلوصه من المرض، أو لا يأتي بها، وعليه فهو يعلم هل سيموت في مرضه هذا أو لا. فأي معنى وفائدة لهذا الانتظار؟! ([29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29))
وعليه فإن مذهب السلف في إثبات صفات الله وأن النصوص الواردة بها إنما هي على ظاهرها، هو أسلم الذاهب كلها على الإطلاق وأحكمها، بل وآمنها من الخوض في التأويل والتوقيع عن الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
استشكال قوله في الحديث:" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها"
وقد احتج أهل الحلول والإتحاد بهذا الحديث على صحة ماذهبوا إليه، وقالوا: إن هذا يوجب أن يكون عين الحق هو عين أعضائه.
والحق أن هذا الحديث حجة عليهم كما سنوضحه، فإن الذي عليه أهل السنة أن معنى هذا الحديث: هو الذي يدل عليه ظاهره من أن الله يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله، وتكون هذه الأعضاء مشغولة بالله تعالى، طاعة وامتثالا، فلا يصغي بسمعه ولا يرى ببصره، إلا ما يرضي الله تعالى ويكون هو المقصود بهذه الأعضاء والقوى.
وليس ظاهره أن الله تعالى يكون نفس الحدقة والشحمة والعصب والقدم، كما يقول أهل الحلول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والحديث حق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فإن ولي الله لكمال محبته لله وطاعته لله يبقى إدراكه لله وبالله وعمله لله وبالله؛ فما يسمعه مما يحبه الحق أحبه وما يسمعه مما يبغضه الحق أبغضه وما يراه مما يحبه الحق أحبه وما يراه مما يبغضه الحق أبغضه، ويبقى في سمعه وبصره من النور ما يميز به بين الحق والباطل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته:" اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا " ([30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30)) . فولي الله فيه من الموافقة لله: ما يتحد به المحبوب والمكروه والمأمور والمنهي ونحو ذلك فيبقى محبوب الحق محبوبه ومكروه الحق مكروهه ومأمور الحق مأموره وولي الحق وليه وعدو الحق عدوه. ([31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31))
وقال الشيخ ابن عثيمين: معنى هذا الحديث:" هو أن الله تعالى يسدد هذا الولي بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره، وعمله بيده ورجله كله لله تعالى إخلاصا، وبالله تعالى استعانة، وفي الله تعالى شرعا واتباعا، فيتم له كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة، وهذا غاية التوفيق، وهذا ما فسره به السلف، وهو تفسير مطابق لظاهر اللفظ، موافق لحقيقته، متعين بسياقه، وليس فيه تأويل ولا صرف للكلام عن ظاهره، ولله الحمد والمنة" ([32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32))
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما احتجاج أهل الحلول والاتحاد بهذا الحديث على باطلهم، فحجتهم بما فهموه من الحديث داحضة، وقولهم الذي ذهبوا إليه مردود، مناقض للعقل والشرع، ولذلك قال الشوكاني: قول الاتحادية يقضي عقل كل عاقل ببطلانه، ولا يحتاج غلى نصب الحجة معهم" ([33] ( http://majles.alukah.net/#_ftn33))
ومع هذا فإن الحديث حجة عليهم، مبطل لمذهبهم من عدة وجوه، منها:
1 - أنه قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"، فأثبت ثلاثة: وليا، وعدوا يعادي وليّه، وميّز بين نفسه وبين وليّه، وعدو وليه.
2 - أنه قال:"وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه"، ففرق بين العبد المتقرب، والرب المتقرب إليه.
3 - وقال:"ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" فجعل العبد سائلا مستعيذا، والرب مسئولا مستعاذا به، وهذا يناقض الحلول. ([34] ( http://majles.alukah.net/#_ftn34))
4- أنه قال:" وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته"
قال ابن تيمية:" هذا تصريح بأنه عبده، ليس الرب جزءا منه، ولا صفة له، وأنه يقبض ويموت، ومعلوم أن الله حي لا يموت، فضلا عن أن يكون بعضا، أو صفة لمن يموت، فإنه لو كان ظاهره أن الله نفس عين العبد وسمعه ويده ورجله، لكانت هذه الأعضاء تموت بموت الجملة" ([35] ( http://majles.alukah.net/#_ftn35))
ومن خلال ما سبق نستطيع القول أن حديث" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته" حديث صحيح رواه البخاري، وهو أشرف حديث روي في فضل الأولياء.
وأن أسلم المسالك وأحكمها في فهم مراد الله ورسوله هو إجراء الحديث على ظاهره، والأخذ بمدلوله في إثبات التردد صفة لله تعالى، على مايليق بجلاله وعظمته، مع القطع بكون تردده سبحانه وتعالى ليس كتردد المخلوق؛ لأنه جل وعلا (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فلا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
وأن المراد من قوله:" فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" أن الله يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله، وتكون هذه الأعضاء مشغولة بالله تعالى، طاعة وامتثالا، فلا يصغي بسمعه ولا يرى ببصره، إلا ما يرضي الله تعالى ويكون هو المقصود بهذه الأعضاء والقوى، وليس كما يزعم أهل الحلول والاتحاد من خرافات باطلة واعتقادات فاسدة من أن هذا القول يوجب أن يكون عين الحق هو عين أعضائه، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ) صحيح البخاري (بشرح الفتح) كتاب الرقاق، باب التواضع، (11/ 348) رقم (6502).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ) انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص257.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ) سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، مرجع سابق، (10/ 217 - 218).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) ) تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دار الفكرللنشر والتوزيع، ط1، 1404هـ/ 1984م، (3/ 101)
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) ) هدي الساري مقدمة فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، دار الريان للتراث- القاهرة، ط1، 1407هـ، 1986م، ص420.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) ) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، (13/ 493). بتصرف
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) ) هدي الساري مقدمة فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، ص430.
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) ) هدي الساري مقدمة فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، ص403.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) ) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، (11/ 349). بتصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) ) أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب البر والإحسان، باب ما جاء في الطاعات وثوابها، (2/ 58)، رقم (347).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) ) شرح السنة للبغوي، كتاب الدعوات، باب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالنوافل والذكر، (5/ 19) رقم (1248).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، مرجع سابق، (18/ 129).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) ) قطر الولي في حديث الولي، الإمام الشوكاني، تحقيق إبراهيم إبراهيم هلال، مطبعة غسان- القاهرة، ص230 - 231.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) ) وهي مطبوعة ضمن كتابه " الحاوي للفتاوي" للسيوطي (1/ 560 - 564). نقلا عن أحاديث العقيدة، للدبيخي، مرجع سابق، ص254.
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) ) دفاع عن الحديث القدسي" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "، د/ سعد المرصفي، مكتبة المنار- الكويت، مؤسسة الريان – بيروت، ط1، 1421هـ/ 2000م.
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) ) أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص260.
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) ) أخرجه أحمد في مسنده، رقم (7530) وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (5458)
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) ) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، مرجع سابق، (18/ 129 - 131)
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) ) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، مرجع سابق، (10/ 58 - 59).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) ) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، الشيخ ابن باز، (9/ 417). نقلا عن: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص260.
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) ) أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص261.
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) ) أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، أبو سليمان الخطابي، تحقيق د/ محمد بن سعيد آل سعود، جامعة أم القرى – السعودية، ط1، 1409هـ/ 1988م، (3/ 2259 - 2260)، وانظرالأسماء والصفات، أبو بكر البيهقي، مرجع سابق، (2/ 449).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) ) فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، مرجع سابق، (11/ 354). وانظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين، أبو الفرج ابن الجوزي، تحقيق: علي حسين البواب، دار الوطن - الرياض - 1418هـ - 1997م، (1/ 1009).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) ) قطر الولي في حديث الولي، الإمام الشوكاني، مرجع سابق، ص (515 – 516).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) ) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، مرجع سابق، (18/ 129 - 130)
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) ) قطر الولي في حديث الولي، الإمام الشوكاني، مرجع سابق، ص488.
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) ) أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص263 - 264.
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) ) انظر: قطر الولي في حديث الولي، الإمام الشوكاني، مرجع سابق، ص489 – 492.
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) ) أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص266 - 268.
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) ) صحيح البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، (11/ 119) رقم (6316)، صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (3/ 1348) رقم (1757).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) ) مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية، مرجع سابق، (2/ 373).
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) ) القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، محمد صالح العثيمين، مرجع سابق، ص73.
[33] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33) ) قطر الولي في حديث الولي، الإمام الشوكاني، مرجع سابق، ص438.
[34] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34) ) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، أبو العباس ابن تيمية، دار العاصمة – الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ، (3/ 335 - 336)
[35] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35) ) بيان تلبيس الجهمية، القسم السادس، ابن تيمية، (1/ 300) نقلا عن: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، سليمان الدبيخي، مرجع سابق، ص270.(/)
ما معنى جاوز القنطرة؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الاعزاء ....... مشايخي الكرام
يرد كثير تعبير "جاوز القنطرة" للحكم على راو ما بأنه مقبول الرواية ...... ولكن ماحدود هذا المصطلح؟ أقصد متى يصدق على الراوي بأنه قد جاوز القنطرة؟ ومن أول من استخدم هذا التعبير؟ وإذا جاوز الراوي القنطرة ألا يؤثر فيه جرح مطلقاً؟ الرجاء الإفادة بتوسع ........... بارك الله فيكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 02:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
يقول الشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل في كتابه شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل (1/ 31 - 32):
(وقول الذهبي "فلان قفز القنطرة بل قفز من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي". ذكر ذلك الذهبي في ترجمة يحيى بن معين بعد أن ذكر فيه قول أحمد: أكره الكتابة عمن أجاب في المحنة كيحيى وأبي نصر التمار .. " قال الذهبي: "وإنما ذكرته عبرة ليُعْلَم أن ليس كل كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجه. ويحيى فقد قفز القنطرة بل قفز من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي (4/ 410) الميزان.
أما قولهم: "قفز القنطرة" بمفرده فقد قاله أبو الحسن المقدسي رحمه الله فيمن خُرِّج له في الصحيح كان يقول: "هذا جاوز القنطرة" قال الحافظ: "يعني أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه" كما في مقدمة الفتح. ولا يخفى أن هذا اللفظ لا يلزم منه أن يكون من أهل هذه المرتبة؛ فقد قال الذهبي في ترجمة عبد السلام بن حفص: "وروى عنه خالد بن مخلد وخالد ذو مناكير عدة لكنه قفز القنطرة". (2/ 615) الميزان.
نعم يكون من هؤلاء من هو في الدرجة العليا، كما قال الذهبي في عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الحافظ الكبير الحجة أبي بكر: ممن قفز القنطرة وإليه المنتهى في الحفظ. (2/ 490). الميزان. وكقول أبي علي الحافظ في ابن جَوْصاء الإمام: "هذا إمام من أئمة المسلمين قد جاوز القنطرة". (3/ 797) تذكرة الحفاظ. وابن جَوْصاء لم يخرج له في الصحيحين (*). وقد ورد هذا اللفظ بصيغة أخرى، كقول الذهبي في محمد بن كثير العبدي: الرجل ممن طَفَر القنطرة، وما علمنا له شيئا منكرا يُلَيَّن به". (10/ 384) النبلاء.
وكقوله أيضا في إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس: "الرجل وثب إلى ذلك البر واعتمده صاحبا الصحيحين" ولا ريب أنه صاحب أفراد ومناكير تنغمر في سعة ما روى فإنه من أوعية العلم). انتهى بحروفه.
(*) تعقيب على قوله: (ولم يخرج له في الصحيحين). ابن جوصا ولد وتوفي بين (230 - 320هـ)، والشيخان البخاري (ت 256هـ)، ومسلم (261هـ)، أعلى منه طبقة.
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:26]ـ
جاوز القنطره: أى من خرج له الشيخان - البخارى و مسلم - أو أحدهما ,
اما كيف نشأ هذا المصطلح , و من أول من إستخدمه , فهو موجود فى كلام الذهبى و غيره , و لا أعرف من أول من استخدمه , لكنه مصطلح صحيح ,, فى تعريف بحال الرواى.
و قال شيخى - حسن عبد الستير النعمانى - فى شرح حديث - عشر من الفطره - ,, أن سليمان جاوز القنطره أى خرج له مسلم.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 10:32]ـ
بارك الله في الاخ المشرف /عبد الله الحمراني والأخ /الجندي السلفي الأثري
ولكن ............... ما الذي يجب أن يتوافر في الراوي حتى يقال فيه "جاوز القنطرة "؟ أهو تخريج الشيخين له؟ فقد خرج الشيخين لرواة جرحهم غيرهما وقد التمست لذلك تعليلات وجيهة تثبت صحة ما روى الشيخان وإن كانت لا تعدل هؤلاء الرواة في كل الأحوال ................... فهل لتجاوز القنطرة شروط معينة؟ أم أن هذا التعبير نسبي على حسب قول قائله؟
إن كان ثمة شروط فأرجو توضيحها وذكر أمثلة لها ................... ولا بد أن نثقل عليكم بأسلتنا شأن الصغار مع الكبار ......... بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 11:30]ـ
لعلنا إذا نظرنا إلى ما نقله الحافظ سنجد فحوى كلامه المذكور آنفا، وعليه التفصيل المذكور في الفصل التاسع من هدي الساري [ص 381 - 382] وهو:
في سياق أسماء من طعن فيه من رجال
وفيه: الجواب عن الاعتراضات موضعا موضعا وتمييز من إخرج له منهم في الأصول أو في المتابعات والاستشهادات عند مفصلا لذلك جميعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل الخوض فيه ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه وعدم غفلته ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما هذا إذا خرج له في الأصول فإما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره مع حصول اسم الصدق لهم وحينئذ إذا وجدنا لغيره في أحد منهم طعنا فذلك الطعن مقابل لتعديل هذا الإمام فلا يقبل إلا مبين السبب مفسرا بقادح يقدح في عدالة هذا الراوي وفي ضبطه مطلقا أو في ضبطه لخبر بعينه لأن الأسباب الحاملة للأئمة على الجرح متفاوتة عنها ما يقدح ومنها ما لا يقدح وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه.
قال الشيخ أبو الفتح القشيري في مختصره وهكذا نعتقد وبه نقول ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما.
قلت: فلا يقبل الطعن في أحد منهم إلا بقادح واضح لأن أسباب الجرح مختلفة ومدارها على خمسة أشياء: (البدعة أو المخالفة أو الغلط أو جهالة الحال أو دعوى الانقطاع في السند) بأن يدعي في الراوي أنه كان يدلس أو يرسل.
فأما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح لأن شرط الصحيح أن يكون راويه معروفا بالعدالة فمن زعم أن أحدا منهم مجهول فكأنه نازع المصنف في دعواه أنه معروف ولا شك أن المدعي لمعرفته مقدم على من يدعي عدم معرفته لما مع المثبت من زيادة العلم ومع ذلك فلا تجد في رجال الصحيح أحدا ممن يسوغ إطلاق اسم الجهالة عليه أصلا كما سنبينه.
وأما الغلط فتارة يكثر من الراوي وتارة يقل فحيث يوصف بكونه كثير الغلط ينظر فيما أخرج له إن وجد مرويا عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط علم أن المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق وأن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف عن الحكم بصحة ما هذا سبيله وليس في الصحيح بحمد الله من ذلك شيء وحيث يوصف بقلة الغلط كما يقال سيئ الحفظ أوله أو اهام أوله مناكير وغير ذلك من العبارات فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله إلا أن الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك.
وأما المخالفة وينشأ عنها الشذوذ والنكارة فإذا روى الضابط والصدوق شيئا فرواه من هو أحفظ منه أو أكثر عددا بخلاف ما روى بحيث يتعذر الجمع على قواعد المحدثين فهذا شاذ وقد تشتد المخالفة أو يضعف الحفظ فيحكم على ما يخالف فيه بكونه منكرا وهذا ليس في الصحيح منه الا نزر يسير قد بين في الفصل الذي قبله بحمد الله تعالى.
وأما دعوى الانقطاع فمدفوعة عمن أخرج لهم البخاري لما علم من شرطه ومع ذلك فحكم من ذكر من رجاله بتدليس أو إرسال أن تسبر أحاديثهم الموجودة عنده بالعنعنة فإن وجد التصريح بالسماع فيها اندفع الاعتراض وإلا فلا.
وأما البدعة فالموصوف بها أما أن يكون ممن يكفر بها أو يفسق فالمكفر بها لا بد أن يكون ذلك التكفير متفقا عليه من قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الروافض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة أو غير ذلك وليس في الصحيح من حديث هؤلاء شيء البتة والمفسق لأنه بها كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافا ظاهرا لكنه مستند إلى تأويل ظاهرة سائغ فقد اختلف أهل السنة في قبول حديث من هذا سبيله إذا كان معروفا بالتحرز من الكذب مشهورا بالسلامة من خوارم المروءة موصوفا بالديانة والعبادة فقيل يقبل مطلقا وقيل يرد مطلقا والثالث التفصيل بين أن يكون داعية أو غير داعية فيقبل غير الداعيه ويرد حديث الداعيه وهذا المذهب هو الأعدل وصارت إليه الطوائف من الأئمة وادعى ابن حبان إجماع أهل النقل عليه لكن في دعوى ذلك نظر ثم اختلف القائلين بهذا التفصيل فبعضهم أطلق ذلك وبعضهم زاده تفصيلا فقال ان اشتملت رواية غير الداعيه على ما يشيد بدعته ويزينه ويحسنه ظاهرا فلا تقبل وأن لم تشتمل فتقبل وطرد بعضهم هذا التفصيل بعينه في عكسه في حق الداعيه فقال أن اشتملت روايته على ما يرد بدعته قبل وإلا فلا وعلى هذا إذا اشتملت رواية المبتدع سواء كان داعية أم لم يكن على ما لا تعلق له ببدعته أصلا هل ترد مطلقا أو تقبل مطلقا مال أبو الفتح القشيري إلى تفصيل آخر فيه فقال إن وافقه غيره فلا يلتفت إليه هو اخماد لبدعته واطفاء لناره وأن لم يوافقه أحد ولم يوجد ذلك الحديث الا عنده مع ما وصفنا من صدقه وتحرزه عن الكذب واشتهاره بالدين وعدم تعلق ذلك الحديث ببدعته فينبغي أن تقدم مصلحة تحصيل ذلك الحديث ونشر تلك السنة على مصلحة اهانته وإطفاء بدعته والله أعلم.
واعلم أنه قد وقع من جماعة الطعن في جماعة بسبب اختلافهم في العقائد فينبغي التنبه لذلك وعدم الاعتداد به إلا بحق وكذا عاب جماعة من الورعين جماعة دخلوا في أمر الدنيا فضعفوهم لذلك ولا أثر لذلك التضعيف مع الصدق والضبط والله الموفق.
وأبعد ذلك كله من الاعتبار تضعيف من ضعف بعض الرواة بأمر يكون الحمل فيه على غيره أو للتحامل بين الأقران وأشد من ذلك تضعيف من ضعف من هو أوثق منه أو أعلى قدرا أو أعرف بالحديث فكل هذا لا يعتبر به.
وقد عقدت فصلا مستقلا سردت فيه أسماءهم في آخر هذا الفصل بعون الله، وإذ تقرر جميع ذلك فنعود إلى سرد أسماء من طعن فيه من رجال البخاري مع حكاية ذلك العطن والتنقيب عن سببه والقيام بجوابه والتنبيه على وجه رده على النعت الذي أسلفناه في الأحاديث المعللة بعون الله تعالى وتوفيقه ..... انتهى بحروفه.
ومن أراد زيادة التفصيل في راو بعينه فيراجع ما ورد في هذا الفصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 11:47]ـ
بارك الله فيك اخي المشرف /عبد الله الحمراني وزادك علما ونفع بك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 11:49]ـ
/// يتضح من ذلك أن "جاز القنطرة" أو "جاوز القنطرة" قول الحافظ" لا يلتفت إلى جرح مَن جرحه.
/// كأن يكون المجرّح ممن لا يعتد بقوله في هذا العلم، أو أن يكون في ذاته مجروحا، أو أنه من الأقران الذين لا يؤخذ قول أحدهم في الآخر، أو نحو ذلك.
/// /// وكما هو معلوم أن القنطرة على الحقيقة جسر بين جانبين!
فإذا جعلنا أحد الجانبين يحمل الهلكى والضعفاء والمتروكين وأضرابهم.
سنجعل الجانب الآخر يحمل العدول والثقات، ونحوهم ممن يحتملهم قول الحافظ "لا يلتفت إلى ما قيل فيه".
وبهذا تتضح الصورة.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 10:40]ـ
زادك الله علما واكثر من امثالك
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 04:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
قال ابن عبد الهادي:
((الحقّ أنّ هذا القول غير مقبولٍ على الإطلاق: بل الكلام في الرجل مِن رجال الصحيح تارةً لا يكون مؤثراً فيه، ككلام النسائيّ في أحمد بن صالح المصريّ. وتارةً يكون مؤثراً، كيحيى بن أيوب المصريّ ونعيم بن حماد وسويد بن سعيد وغيرهم. فإذا انفرد واحدٌ منهم واشتهر الكلام فيه أو ضعَّفه أكثرُ الأئمة بحديثٍ في الحلال والحرام: لم يُحتجّ به. وأصحابُ الصحيح إذا رووا لمن تُكُلِّم فيه وضُعِّف، فإنهم يثبتون مِن حديثه ما لم ينفرد به بل وافق فيه الثقات وقامت شواهد صدقه.
قال: وفي هذا الموضع يعرض الغلط لطائفتين من الناس. إحداهما: يرون الرجل قد أُخرج له في الصحيح، فيحكمون بصحة كلّ ما رواه حيث رأوه في حديث قالوا: "هذا حديث صحيح على شرط الصحيح". وهو غلط، فإنّ ذلك الحديث قد يكون مما أنكر عليه مِن حديثه أو يكون شاذاً أو معللاً. فلا يكون مِن شرط أصحاب الصحيح، بل ولا يكون حسناً. وقد أخرج البخاريُّ حديثَ جماعة ونكب على بضعها خارج الصحيح.
والثانية: يرون الرجل قد تُكُلِّم فيه وقد ضُعِّف، فيجعلون ما قيل فيه مِن كلام الحفاظ موجباً لترك جميع ما رواه، ويضعفون ما صحّ من حديثه لطعنِ مَن طعن فيه. كما يقول ابن حزم ذلك في إسرائيل وغيره من الثقات، وكذلك ابن القطان يتكلم في أحاديث كثيرة قد أخرجت في الصحيح لطعن من طعن في رواتها. وهذه طريقة ضعيفة، وسالكها قاصر في معرفة الحديث وذوقه عن معرفة الأئمة وذوقهم)). اهـ
ذكره الزركشيّ في نكته (3/ 348 فما بعد).
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 10:00]ـ
بوركت أخي الأقطش(/)
جديد الشيخ حمزة المليباري
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 03:45]ـ
أحبابي أعضاء المنتدى المبارك، جئتكم ببعض البحوث المختصرة للشيخ حمزة المليباري حفظه الله، و قد قدمها أثناء زيارته للجزائر في الملتقى الدولي للسنة النبوية في مدينة قسنطينة، مدينة الشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله-، و الملتقى كان بعنوان"السنة النبوية بين الفهم السديد و الواقع المعيش" انعقدت في الأيام 27 - 28 - 29 ربيع الأول 1431الموافق لـ: 13 - 14 - 15 مارس2010م، و كانت مداخلة الشيخ بعنوان"النقاط المنهجية لشرح الحديث الشريف" و هي مع البحوث التي رفعتها لكم؛ و البحوث عبارة عن ملفات ((باور بوينت))، و لا أطيل عليكم، فهذا هو الرابط:
من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=UHCQIRKH)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 03:52]ـ
هذا الرابط أخي لا يدخلنا إلى صفحة التحميل ولا يعمل أصلا فالرجاء النظر فيه وبارك الله فيك.
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:04]ـ
أخي بارك الله فيك الرابط يعمل جيدا، و قد جربته قبل وضعه، و بعد سؤالك، و لا أدري أين الخلل؟ فراجعه مرة أخرى بارك الله فيك، و لعلي أرفعه على الأرشيف لكن أمهلني قليلا عندي التزامات، و سأحاول عند الفجر عندما يكون النت سريع
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 12:24]ـ
إليكم مجموعة روابط جديدة:
http://www.10upload.com/9zta99z7jk7x/????.rar.html
http://www.mediafire.com/?ximhznm35mf
http://www.filefactory.com/file/b546b4h/n/_rar
http://archiv.to/GET/FILE4BFC3C7BE7E47
و أنا أفضل رابط الميديا فاير فهو من أفضل المواقع التي تستكمل التحميل و روابطه سريعة
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:37]ـ
تمّ تحميلها أخي الكريم أحسن الله إليك على هذا العمل ,وعلى الاخراج الرائع للملفات وننتظر منك مثل هذه الفوائد التي يبعد وصولنا إليها.
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:45]ـ
تمّ تحميلها أخي الكريم أحسن الله إليك على هذا العمل ,وعلى الاخراج الرائع للملفات وننتظر منك مثل هذه الفوائد التي يبعد وصولنا إليها.
و فيك بارك الله، و تنسيق الملفات ورد إلي هكذا، إنما غيرت فيها بعض الخطوط، و إليك الهدية التي أشرت إليها في أول المشاركة، لكنها سقطت من الملف المضغوط و لا أدري كيف؟؟ و هي مرفقة مع هذا الردّ
ـ[عمر خطاب]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 09:09]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لا تكذب على النبي صلى الله عليه و سلم
ـ[الفضي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من كذب عليّ متعمداً
فليتبوأ مقعده من النار)
إذا كنا نحن 'ومن نحن' لا نرضى بأن يُنقل عنا الكذب
فكيف نرضى به على
نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ...
لو جاءتك رسالة فيها حديث
ولم يذكر هل هو صحيح أم ضعيف.
قبل أن تقوم بإعادة إرسالها
يمكنك أن تعرف
مدى صحة هذا الحديث من عدمه ........
كيف تعرف الحديث الصحيح
من الحديث الضعيف وغيره
?
فقط في خطوتين:
الخطوة الأولى: قم بالدخول على الموقع التالي:
http://www.dorar.net/hadith.phphttp://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=46f7e3ed41&view=att&th=128cf8b7a0ac2284&attid=0.4&disp=emb&zw
http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=46f7e3ed41&view=att&th=128cf8b7a0ac2284&attid=0.1&disp=emb&zw
الخطوة الثانية: أدخل العبارة المميزة (كلمة أو كلمات)
وتأكد من اختيار خيارات البحثالمناسبة (كلمة مطابقة أو جميع الكلمات)
يمكنك اختيار نطاق البحث: أحاديث صحيحة
وستعرف صحة الحديث .... !!!
مثال:
ابحث عن حديث:
' أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة ......... '
http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=46f7e3ed41&view=att&th=128cf8b7a0ac2284&attid=0.2&disp=emb&zw
النتيجة:
http://mail.google.com/mail/?ui=2&ik=46f7e3ed41&view=att&th=128cf8b7a0ac2284&attid=0.3&disp=emb&zw
هذه أسهل طريقةلمعرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها
وبعد هذا فإنه لا يُعذر أحد بإرسال أي حديث قبل التأكد من صحته.
لأن هذا الكلام
كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
شارك في نشرها
دفاعًا عن سنة نبيك
محمد صلى الله عليه وسلم
لا تنسوني من الدعااااااااااااء
أخوكم
ذوشجووووون
ـ[الفضي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رساله عاامه وليست لقروب مخصص:)
" رسالة مختصرة لك أيها الشهم\ الاخت "
" إذا لم تكن لكـ صدقة جارية بعد الموت فاحرص ألا يكون لكـ ذنب جاري "
إلى كل من يدفعه الحماس للنشر ولإغراق المجموعات بالرسائل التي امتلئت بالمخالفات الشرعية أقول له اتق الله فوالله
اننا لا نقدر على ذنوبنا وآثامنا فكيف اذا حُملنا ذنوب غيرنا
وإلى كل مشرف أو صاحب مجموعة
لا تقل كلّ يحمل ذنبه ووزره فأنت من له الأمر وأنت من له الحق في تمرير الرسائل فاتق الله تعالى، واعلم أنك أنت أيضا مُحاسب أمام الله تعالى فيما تسمح بنشره.
وإلى كل من ابتليَ بنشر الأحاديث المكذوبة والادعية التي ليست من أصل السنة فكل رجاء أن تتثبت فيما تنقل وتنشر وتذكر أنك تنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما تتثبت في نشرك وأنك باذن الله تعالى تؤجر في عملكـ هذا
وأخيراً أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا للايمان وأن يؤلف بين قلوبنا وأن يرزقنا الاخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأن يجعلنا واياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأسأل الله بمنه وكرمه
أن يوفق صاحب كل مجموعة لنشر الخير وفعل الخير وأن يهديه طريق الحق والصواب ...
" إذا لم تكن لكـ صدقة جارية بعد الموت فاحرص ألا يكون لكـ ذنب جاري "
والله تعالى أعلى وأعلم ..(/)
ما الراجح في الاختلاف في حكاية حديث المختلعة؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 09:27]ـ
ما الراجح في الاختلاف في حكاية حديث المختلعة؟؟
حديث الخلع مشهور معروف وأن الرجل كان ثابت بن قيس بن شماس , واحتلف في الحدبث على أمرين:
1 - ما اسم امرأته: هل حبيبة بنت سهل أم جميلة بنت أبي بن سلول أو غيرهما؟؟ وهل هما واقعتان أم واقعة واحدة؟؟
وهذا اختلاف لن يضر مبدئيا
2 - هل ثبت أن ثابت بن قيس ضرب زوجته وكان الخلع نتيجة الضرب؟؟؟ وهذا هو بيت القصيد
حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري وغيره ظاهره أنه لم يضربها ولم يذكر فيه اسم المرأة
أما حديث عائشة الذي روته عنها عمرة فذكر فيها اسم المرأة وهي حبيبة بنت سهل واختلف فيه
فرواه عن عمرة اثنان: يحيى بن سعيد الأنصارى , وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم
ورواه عن يحيى بن سعيد جمع
أشهرهم مالك ولم يرو الضرب
بينما رواه سفيان بن عيينة , وابن جريج , ويزيد بن هارون وسويد بن عبد العزيز وكلهم إما صرحوا بالضرب أو في جسدها شيئا!!!
أما رواية عبد الله بن أبي بكر فرواها عنه سعيد بن سلمة , وأبو عمرو السدوسي المدني وفيهما الضرب!!!
هذا ليس تخريجا مني للحديث ولكن أحببت أن أضع بين أيدكم ما توصلت إليه لنصل هل الراجح أن ثابت بن قيس ضرب زوجته وكان الخلع نتيجة الضرب أم لا؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 09:24]ـ
للرفع والمشاركة
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 10:14]ـ
للرفع والفائدة(/)
سؤال حول سند وقع في رجال صحيح مسلم - بارك الله فيكم -
ـ[من الانصار]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 11:38]ـ
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم القرشي أبو عبيد الله المصري، أخرج له مسلم في صحيحه.
- قال عنه إبن عدي: (رأيت شيوخ أهل مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه) (تهذيب الكمال 1/ 57، الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 184، تهذيب التهذيب 1/ 47، الكاشف 1/ 198).
- وقال أبو سعيد بن يونس: (لا تقوم بحديثه حجة) (تهذيب الكمال 1/ 57)
مع العلم عندما رجعت الى تلك المصادر وجدت التعديل عليه فكيف روى عنه مسلم -- افيدونا --
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 11:48]ـ
انظر يا أخي هل روى له في باب الشواهد والمتابعات أم في الأصول والاحتجاج؟
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 10:43]ـ
بقية كلام ابن عدي:
ومن ضعفه، أنكر عليه أحاديث و كثرة روايته عن عمه، وحرملة أكثر رواية عن عمه منه، وكل ما أنكروه عليه فمحتمل، وإن لم يروه عن عمه غيره، و لعله خصه به. الكامل (1/ 185)
وقال الذهبي:
حَدَّثَ عَنْهُ: مُسْلِمٌ مُحْتَجّاً بِهِ ... السير (23/ 307)
وقال ابن الأخرم:
ابتلي بعد خروج مسلم من مصر فأما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فإنا لا نشك في اختلاطه بعد الخمسين وهذا بعد خروج مسلم من مصر. التعديل والتجريح (1/ 341)(/)
حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه هل صحيح هذا الحديث
ـ[الوايلي]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 10:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت هذا الحديث وأريد ان اعرف هل هو صحيح أو ضعيف
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه ان المرءة إذا اقبلت اقبلت بصورة شيطان وإذا ادبرت ادبرت بصورة شيطان فإذا رأى احدكم امرأةً فالشارع فليأتي اهله فإن هذا يرد ما في نفسه. انتهى
الرجاء من الأخوة تخريج هذا الحديث ونص الحديث ايضاً شاكرين لكم وبارك الله في علمكم
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 06:36]ـ
الحديث رواه مسلم فى الصحيح
2491 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً وَلَمْ يَذْكُرْ تُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ
و شكرا
ـ[الوايلي]ــــــــ[27 - May-2010, صباحاً 10:35]ـ
رأفت
نفع الله بعلمك وجزيت خير الجزاء(/)
عمدة الأحكام سؤال وجواب
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 06:21]ـ
عمدة الأحكام سؤال وجواب
د: فالح الصغير
الدرس الأول
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما.
أذكري نبذه عن التعريف بالمؤلف:
1 - اسمه: الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي.
2 - مذهبه: حنبلي.
3 - فترة حياته: 541هـ _ 600 هـ.
4 - نبذة عن حياته: اشتغل بالعلم من صغره بعد حفظ كتاب الله والكثير من الأحاديث النبوية, واهتم بدراسة الحديث وقد كان زميله ابن قدامة المقدسي منشغل بالفقه على غرار ذلك.
اشتهر بالعبادة والتقى والزهد وكثرة الصلاة والصيام , كما اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
س: حدثت في عصره حوادث كونيها أذكرها؟
1 - مجاعة في مصر: حتى أكل الناس الشجر من الجوع مات منها المئات في اليوم الواحد.
2 - معركة الزلاقة:في الأندلس بين المسلمين والنصارى انتصر فيها المسلمون.
3 - زلزال كبير في الشام: ماجت منه الأرض واستمر فترة من الزمن حتى ظنه الناس يوم القيامة.
هل أثرت هذه الحوادث في طلبه للعلم؟
لكن ذلك لم يؤثر على اجتهاده في طلب العلم, فكان يجتهد اجتهاداً كبيرًا في شبابه وبعد شبابه حتى بذل في ذلك جهداً مما سطره في مؤلفات كبيرة منها هذا المؤلف "عمدة الأحكام" الذي سيأتي الكلام عليه الآن.
س: عدد مؤلفاته؟
مؤلفاته: تجاوزت ال45 مؤلف كثير منها في رواياته عن شيخه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. منها كتاب (الدعاء) الذي حققه الشيخ فالح حفظه الله. ومنها أيضا جزء الأمر بالمعروف.
س: أذكري نبذه تعريفية عن الكتاب؟
1 - اسمه: كتاب عمدة الأحكام فيما اتفق عليه الشيخان.
2 - منهج المؤلف:
أ- مشى فيه المؤلف على نفس ترتيب الأبواب في كتب الفقه والأحكام.
ب- هذا الكتاب هو جمع لمجموعة من الأحاديث تجاوزت الأربعمائة حديث، كلها في أحكام الحلال والحرام على تصنيف أبواب الفقه،.
ج- ليست جميع أحاديثه مخرجة في الصحيحان بل بعضهما مخرج في أحدهما فقط وعلى ذلك فجميعها صحيحة, وقد نبه على ذلك ابن حجر والزركشي وابن الم لقن.
د- ابتدأ المؤلف بكتاب الطهارة كعادة المصنفين في، كُتب الأحكام سواءً في الفقه أو في الحديث.
س: ما أهم الشروح عليه؟
أ- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام.
مؤلفه: تقي الدين العيد. بذل فيه جهدا لا يجارى فيه لكنه شرحه على منهج الأصوليين لذا يستصعبه بعض طلبة العلم. لذلك كتب الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني حاشية لهذا الكتاب سماها (العمدة على إحكام الأحكام)
ب - الإعلام في عمدة الأحكام مؤلفه: أبي حفص عمر بن علي (ابن الملقن) المتوفى سنة ثمانمائة وأربعة، ومن شيوخ الحافظ
ابن حجر -رحمه الله-. وهو شرح مطول على طريقة التجزئة بأن يشرح ويفصل في كل كلمة وقد حقق في 11 مجلد.
ت - تيسير العلام شرح عمدة الأحكام مؤلفه: الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله وهو شرح معاصر على طريقة بعض المعاصرين, يتناول المعاني اللغوية ثم المعنى المباشر للحديث ثم الفوائد. ويستحب لطالب العلم الرجوع إليه لأن عباراته مبسطة ومفهومة.
س: مالفرق بين دراسة الفقه والحديث؟
الفقه: دراسته بنيت على الاستدلال بالكتاب والسنة, فيدرس المسألة أو الباب ويفرع عليها مسائل الباب ويستدل بالأدلة التي استنبطت منها هذه المسائل.
الحديث: دراسته على أنه مصدر من مصادر التشريع نتلقى منه الحكم مباشرة, ويرتبط في دراسته بالنص دائما الذي قد يكون فيه عدة مسائل لا ارتباط بينها.
س: مالفرق بين مقام التعليم ومقام الافتاء؟
التعليم: يتطلب التفصيل ويلزمه التفريع وزيادة أدلة وذكر خلاف أهل العلم والترجيح.
الإفتاء: يتطلب الحكم بدليله فقط والمستفتي يسأل من يثق بدينه وعلمه.
س: ما منهجية دراسة الحديث؟
يبدأ بدراسة كتاب الأربعين النووية لأن أحاديثه مرتبطة بالقواعد الكبرى في الدين. ثم عمدة الأحكام لأن أحاديثه متعلقة بأحكام الحلال والحرام وكلها صحيحة. ثم بلوغ المرام: لأنه أكثر تفصيلا إذ أن عدد أحاديثه أكثر وليست كلها صحيحة لكن يستدل بها الفقهاء ....
(يُتْبَعُ)
(/)
مقدمة المصنف: (قال الشيخ الحافظ، تقي الدين: أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن على بن سرور المقدسي رحمه الله تعالى الحمد لله الملك الجبار الواحد القهار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الخيار أما بعد فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري فأجبته إلي سؤاله رجاء المنفعة وأسأل الله أن ينفعنا به ومن كتبه أو سمعه أو قرأه أو حفظه أو نظر فيه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم موجباً للفوز لديه في جنات النعيم فإنه حسبنا ونعم والوكيل)
س: بما بدأ المصنف؟
بحمد الله كما هو نهج أهل العلم في مؤلفاتهم وخطبهم , وفي ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم الله فهو أبتر" وفي رواية: بالثناء وبالحمد لله .... وإن كان فيه مقال. ذكر من أسماء الله ما ينبئ عن عظمته وقوته وملكيته كأنه يقول: لا غنى لي عن الله في هذا المصنف الذي أرجو أن يبلغ ما يبلغ من الإفادة لطلاب العلم والناس. ومن عادة أهل العلم أن يبدءوا في المقدمة بما يناسب المقام.
الملك: الذي له الملك كله.
الجبار: يجبر غيره ويقهر غيره.
.الواحد: له الوحدانية المطلقة.
القهار: يقهر غيره ولا يُقهر.
جرت عادت المصنفين والمؤلفين والبدايات في الكلام والخطب والدروس وغيرها بأن يتبع الثناء على الله -سبحانه وتعالى- بإقرار الشهادة لله -سبحانه وتعالى- أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى، فمعنى ذلك أن هذا العبد الذي يكتب أو الذي يتحدث أو الذي يتكلم -أنه مقر بألوهيته لله -سبحانه وتعالى- وأنه لا إله مستحق للعبودية إلا الله -سبحانه وتعالى- لذلك هذا العبد يستعين بعبوديته لله -سبحانه وتعالى-
العزيز: الغالب الذي له العزة. الغفار: يغفر الذنوب كلها. كأن المصنف يسأل الله المغفرة والحكمة.
فائدة: (وصلى الله على النبي المصطفى المختار، وعلى آله وصحبه الأطهار)
وهذه من السنن أيضًا التي ينبغي أن نداوم عليها وأن نلزمها، وهي في المقدمة بعد الثناء على الله -سبحانه وتعالى- ذكر الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والله -سبحانه وتعالى- أمرنا بأن نصلي وأن نسلم على رسوله -صلى الله عليه وسلم- ? إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? [الأحزاب: 56]
فاللهم صلِّّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، فمن السنن الحسنة والمؤكدة وبالذات لطلاب العلم وفي مجالس العلم -أن يبدأ الدرس أو التأليف أو الخطبة أو الكلام
بالصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا بلا شك من الحقوق للمصطفى الحبيب -عليه الصلاة والسلام- من مقتضى محبته -عليه الصلاة والسلام- ونحن يجب أن نحبه -عليه الصلاة والسلام- كيف لا؟ وقد كان بسببه هداية البشرية منذ بعثته -عليه الصلاة والسلام- إلى يوم القيامة، كيف لا نحبه -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي فضله الله -سبحانه وتعالى-؟ كيف لا يحب وهو أفضل البشر على الإطلاق؟ بل أفضل الأنبياء والمرسلين -عليه الصلاة والسلام- كيف لا نحبه وهو الشافع المشفع في المحشر -عليه الصلاة والسلام-؟ كيف لا يحب -عليه الصلاة والسلام- وهو أول من يستفتح باب الجنة، وأول من يدل الجنة فيفتح له -عليه الصلاة والسلام-؟
من معتقدات أهل السنة والجماعة حب آل البيت وصحابة رسول الله والترضي عنهم.
اختلف من هم آل البيت: هل هم أزواج النبي عليه الصلاة والسلام , أو ذريته من أبنائه وبناته أو أهل نسبه ... كل من آمن بالله وصدق بنبيه منهم.
الأطهار: الطهارة المعنوية والحسي
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 06:22]ـ
س: مالمراد بقوله أما بعد؟
كلمة انتقالية من معنى لآخر وهي أصح من (وبعد)
س: ما سبب تأليف الكتاب؟
سؤال بعض إخوانه وهذا من تواضعه لأنه في الغالب السائل هم الطلاب لأن هذا الكتاب من كتب التصنيف للتعليم.
· الهدف من تأليفه: رجاء النفع لذا على كل مسلم أن يحدد هدفه من كل عمل يعمله.
س: بماختم المؤلف كلامه؟
بالالتجاء إلى الله والتوكل عليه , (وحسبي الله ونعم الوكيل) من الأذكار المهمة خاصة في الملمات. وقد قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ومحمد عليه الصلاة والسلام حين اجتمع عليه الكفار. وحسبنا بمعنى: (كافينا)
كتاب الطهارة
عادة المصنفين في الحلال والحرام البدء بكتاب الطهارة
س: مالمراد بقوله كتاب؟
مصدر للفعل الماضي (كتب) وهو مشتق من مادة (الكَتْب) بمعنى الضم.
من ذلك سميت الكتيبة في الجيش: لاجتماع الجنود بعضهم مع بعض.
والكتاب لاجتماع كلماته وحروفه بين دفتيه.
وقد استعار المؤلفون في الفقه والحديث هذا اللفظ
أي الأحاديث التي تجمعها أحكام الطهارة وفي الفقه: المسائل المتعلقة بالطهارة.
كتاب: كَتَبَ يَكْتُبُ كتابًا، والمادة "الكَتْب" والكتَْب معناه الجمع والضم، من ذلك سميت "كتيبة" الكتيبة بهذا الاسم لاجتماع الجنود بعضهم مع بعض،
وكتاب خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (هذا كتابُ) أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أقرأ (أقرأ كتابَ) وهو وجه ضعيف لكن الأول أرجح، و"كتاب" مضاف و"الطهارة" مضاف إليه.
س: عرف الطهارة مع ذكر أنواعها؟
الطهارة: النزاهة والنظافة
أنواعها:
1 - حسية: من. النجاسات التي تعلق بالثوب والبدن أو الطهارة من الأحداث، والحدث سواءً كان أكبر أو أصغر،
2 - معنوية: بالإسلام أولا فالمشركون الذين لم يسلموا نجس ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ? ثم تفاصيل أحكام الإسلام , وبنزع الأخلاق المشينة القلبية والظاهرة.
تابعوا معنا إن شاء الله(/)
هنا تفريغ فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ محاضرات
فك الوثاق
بشرح كتاب الرقاق
فضيلة الشيخ
أبي إسحاق الحويني
حفظه الله
[1]
ترجمة الإمام أبي عبد الله البخاري وثناء شيوخه عليه.
_____________________________
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
______________________________ ______
أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه في أول كتاب الجزية والموادعة من حديث جبير بن حية -رحمه الله- قال:" ندبنا عمرُُ بن الخطابِ -رضي الله عنه- إلى غزو كسرى، وأمَّر علينا النعمان بن مقرِّن، فلما وصلنا إلى أرض العدو خرج علينا عاملُ كسرى في أربعين ألفًا وقال لترجُمانِهِ: ليكلمني أحد منكم، فقال له المغيرةُ بن شعبه -رضي الله عنه- سل عما شئت، قال ما أنتم؟ _ولم يقل لهم من أنتم احتقارًا لهم_ فقال المغيرة نحن ناسٌ من العرب كنا في بلاءٍ شديد وشقاءٍ شديد، فبينما نحن كذلك إذ بعث رب السماوات والأرضيين تعالى ذكره وجلت عظمته رسولاً من أنفسِنا نعرفُ أباه وأمه فدعانا إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- قال: كنا نلبَس الشعر ُوالوبر ونعبدُ الشجرَ والحجر حتى أتانا رسول ربِنا تعالى ذكرُهُ وجلت عظمته فدعانا إلى الله -سبحانه وتعالى- وأمرنا أن نقاتلَكُم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- عن رسالة ربنا -تبارك وتعالى- أن من مات منا دخل جنةً لم ير مثلها قط، ومن عاش منا ملك رِقَابَكُم"
من آخر كلام المغيرة -رضي الله عنه- آخذ الخيط في هذه الحلقة التي أجعلها مقدمة بين يدي شرحي لكتاب الرقاق من صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري _رحمه الله تعالى ورضي عنه_.
مشكلتنا الكبيرة هي ضعف الانتماء. نحن أمة ولادة، ليست هناك أمةٌ من الأمم على الإطلاق فيها من نباهة الرجال وصدق انتمائهم مثل ما لأمتنا.
تلخيص المغيرة القضية كلها وتبين دور الأمة وما بعثت له.
لخص المغيرة القضية كلها وبين دور هذه الأمة وأنها بعثت لتعم عبادة الله -عز وجل- الأرض، وأنه لا يجوز أن يرفع رأسه في الأرض إلا هذه الأمة التي وحدَّت ربها -عز وجل- وأن الكافر لا يجوز أن يرفع رأسه لأنه لا يستحق أن يأكل وأن يشرب من هذا الخير الذي جعله الله -عز وجل- بين يديه إما أن يدفع الجزية صاغرًا وإما أن يعبد الله -تبارك وتعالى.
هذه الرجولة والرجولة معنى كبير ليست مرادفاً للذكورة، إن بعض النساء فيه من صفات الرجولة ما ليس عند الذكور.
الرجولة: نباهةٌ وفداءٌ ونجدةٌ ونبلٌ ومروءة.
كان الصحابة الأوائل الذين قاموا بهذا الدين رجالاً كما وصفهم الله -عز وجل-?مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ? .... (الأحزاب23) وفي مسند الإمام أحمد -رحمه الله- بسندٍ صحيحٍ وصححه بن حبان وغيره من حديث جابر -رضي الله عنه- قال (ظل رسول الله ? عشر سنين يدعو الناس إلى الله ويتتبع الناس في بيوتهم وفي المواسم –أي في مواسم الحج- يقول من يؤويني ومن ينصرني حتى أبلِّغ رسالة ربي وله الجنة؛ حتى إن الرجل ليخرج من مُضَرَ فيأتيه قومه فيقولون له احذر غلام قريش لا يفتنك، وكان يمشي بينهم يدعو إلى الله -عز وجل- يشيرون إليه بالأصابع –أي احتقارًا له- كما قال الله تعالى ? وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ? (القلم51).
(يُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ) أي ينظرون إليكم النظر الشظر احتقارًا ويقولون إنه لمجنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال جابر -رضي الله عنه- (حتى بعثنا الله -عز وجل- إليه من يثرب، فأتيناه فآمنا به وصدقناه، وكان الرجل منا يسمع منه الكلام فينقلب إلى أهله فيتلوه عليهم فقلَّ بيت من بيوت المدينة –طيبة- إلا وفيه نفر من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم إإتمرنا جميعًا وكانوا سبعين رجلاً فقلنا إلى متى يُطرد النبي ? فيه جبال مكة ويُخاف. _هذا معنى الرجولة: إلى متى يطرد وإلى متى يخاف_ فواعدناه شعب العقبة فلما وافوه في موسم الحج، قالوا يا رسول الله علام تبايعنا؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر ولا تخافون في الله لومة لائم، وإذا أتيت إليكم تمنعوني مما تمنعون منه نساءَكُم وأبناءَكُم ولكم الجنة؛ فقام أسعد بن ظُرارة –وكان أصغر السبعين- فقال: هلم، قال: للذين معه على رسلكم، فوالله إنا لم نضرب إليه آباط المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ولكن إخراجه هو مفارقة العرب كافة وقتل خيارِكم وأن تعضَكُم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك وإما إذا آنستم منكم جبنًا فيبنوا فهو أعذر لكم.
المراد بكلام أسعد بن ظُرارة-رضي الله عنه-:
يقول إن تبني هذه الدعوة معناها أننا سنفارق العرب وسنقاتل العرب فيقتل خيارنا وأن تمسنا السيوف، إما أنكم رجال تصبرون على ذلك ولكم الجنة، وإذا خشيتم من أنفسكم جبنًا فبينوا من الآن حتى يكون أعذر لكم عند الله -عز وجل- أي لا تقل أنا رجل ولست برجل لا تقل أنا أستطيع وأنت غير مستطيع.
(فلما قال أسعد ذلك قالوا أمط عنا يدك يا أسعد فوالله لا نقيل هذه البيعة ولا نسليها فقمنا إليه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة)
أمتنا أمة ولادة، نحن أمة متخصصة في صناعة الرجال، نحن أمة جنباتها ملآنة بالمواهب فما الذي جرى؟! إننا نسمع اليوم أصوتًا ينعق أصحابها بسب السلف الأوائل، وتحقيرهم وإظهارهم كأنهم قوم لا يفهمون.
يحدث فضيلة الشيخ ,عن برنامج رآه في بعض القنوات الفضائية عن الإمام البخاري عنوان الحلقة (النقل والعقل)
قبل أن آتي إلى هنا كنت عند بعض إخواني فرأيت في بعض القنوات الفضائية برنامجًا يعني لم يستغرق نظري إليه أكثر من خمس دقائق ثم انصرفت عنه، في هذه الدقائق الخمس كان الحوار عن الإمام البخاري، وكانت الحلقة فيما يبدو عن النقل والعقل،.
فأورد المتحدث مسألتين، وتكلم عن البخاري وأن ليس كل كلام جاء في البخاري نسلم به ..
المقطع الأول من كلامه كان يتعلق بحديث المسور بن مخرمة وهو مروان بن الحكم في صلح الحديبية،.
هذا حديث رواه الإمام البخاري -رحمه الله- في هذا الحديث لما جاء عروة بن مسعود الثقفي وكان إذ ذاك كافرًا وكان فيه مفاوضات بديل بن ورقاء جاء قبل عروة بن مسعود وفاوض النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال له ما قالت قريش، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لبديل نحن ما جئنا لقتال وإن شاءت قريش ماددتهم مدة أخرى على أن يخلوا بيني وين البيت، بيني وبين الناس، وإلا والله لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرج سالفتي –أي صفحة العنق- سأقاتلهم ولو لم يبق معي أحد، ولو قاتلت أنا وحدي، سأقاتل على هذا الأمر؛ قال بُديل: سأبلغهم ما قلت؛ ثم جاء الدور على عروة بن مسعود الثقفي، قبل أن ينطلق عروة جاء أشراف قريش، قال لهم: ألستم بالوالد –أنتم مني بمنزلة الوالد- قالوا بلى، قال: ألست بالولد-أنا منكم بمنزلة الولد- قالوا بلى، قال هل تتهمونني، قالوا لا، قال دعوني حتى أذهب إليه، فجاء عروة بن مسعود الثقفي إلى النبي ? وهو جالس مع أصحابه وفيهم أبو بكر -رضي الله عنه- فبدأ عروة كلامه متنفخًا متبجحًا قال: يا محمد إنها واحدة من ثنتين سيحدث حرب وقتال بينك وبين قومك، فهل رأيت أحدًا اجتاح قومه قبلك؟ وإن كانت الأخرى فوالله ما أرى حولك إلا أوباشًا خليقًا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر أنحن نفر وندعه! انصص بظر اللات، فلما سمع عروة هذا الكلام انزعج فهذا سب بليغ لآلهتهم فقال من هذا؟ قال النبي ? إنه ابن أبي قحافة، فقال عروة له لولا أن لك علي يدًا لأجبتك انتهى الكلام.
رأى عروة أعجب من العجب.
جيء بوضوء، النبي -عليه الصلاة والسلام- يتوضأ، رأى عروة أعجب من العجب، ما سقطت قطرة ماء على الأرض، الصحابة يتلقفون بقايا وضوءه ? ما تنخم النبي ? نخامة فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يرفعون الصوت عنده، ولا يحدون النظر إليه تعظيمًا له، رأى عروة هذا المنظر فرجع إلى قومه –
أن تستحضر الآن طريقة كلامه الأولى، كما قلت جاء متنفخًا من مركز قوة، قريش منعته عن الوصول إلى البيت وحبسته-
رجع عروة إلى قريش ورفع التقرير التالي: [قال يا قوم والله لقد وفدت على الملوك وفدت على كسرى وقيصر والنجاشي فوالله ما رأيت أصحاب ملك يعظمون مليكهم كتعظيم أصحاب محمدٍ محمدًا، فوالله ما سقطت قطرة ماء على الأرض، ولا تنخم نخامة فوقعت في يد رجل إلا دلك بها وجهه وجلده، ولا يحدون النظر إليه تعظيمًا له، ولا يرفعون الصوت عنده، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها].
من قليل كان يقول لمحمد _صلي الله عليه وسلم _ ما أرى حولك إلا أوباشا أي لا تتكثر بهم فإنهم أوباش من رعاع الناس وسقطتهم فلا تتكئ عليهم فلما رأى هذا المنظر علم أن أمثال الذين يتقاتلون على نخامته ? لا يسلمونه أبدًا حتى تخرج الروح.
اعتراض المتكلم علي الحديث وسبب تكذيبه له:
اعتراض المتكلم، يقول بأي شيء نقدم الإسلام إلى الناس نخامة! هذا شيء يقرف، تقع النخامة في يد رجل يدلك بها وجهه وجهه وجلده! هذا شيء يقرف! هذا الحديث مكذوب.
لماذا كذبه؟
لأنه لم يذق طعم الحب الذي ذاقه الصحابة ومن ذاق عرف، ويا لائمي لو كان قلبك عند قلبي لعذرتني.
ثم ضرب_ فضيلة الشيخ_ مثلاً في دنيا الناس.
مثلا في دنيا الناس الآن الأم لما أبنها الصغير يلفظ الطعام من فمه, ومع ذلك تأكله الأم ولا تشعر بهذا القرف الذي يتكلم عنه هذا المتكلم. الإنسان العاشق، الإنسان المحب لا يسيره إلا مراضي من يحب، كل شيء يأتيه من حبيبه فهو حسن، لا يرى في حبيبه عيبًا إذا كانت محبته كاملة، فمن رأى في حبيبه عيبًا فمحبته معلولة،.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:47]ـ
أكثر الذين يعترضون على أحاديث النبي ? بلا كتاب منير ولا بينة واضحة.
فيعترض بمثل هذا، لكنه كما قلت لا ذاق ولا عرف. إن أكثر هؤلاء يعترضون على أحاديث النبي ? بلا كتاب منير ولا بينة واضحة وليس عندهم من الأصول العلمية التي كانت عند علمائنا ما يتكئون عليه في تسديد الفهم، لم يقرءوا بل لعل واحد من هؤلاء لا يحسن أن يقرأ في كتاب الله آية على الوجه الذي نزلت به
الحديث الثاني - الذي كذبه: وقال هذا مكذوب حديث عمرو بن ميمون- قال:" رأيت الرجم في الجاهلية –قبل أن يسلم- رأيت قردة زنت، فاجتمعت القرود ورجمتها ورجمتها معهم" يقول هذا الكلام مكذوب, لأن الرجم في بني آدم وليس في الحيوانات وليس في القرود،.
القصة هكذا أوردها الإمام البخاري مختصرة، لكن هذه القصة أوردها –أبو بكر الإسماعيلي- في مستخرجه على البخاري من طريق آخر عن عمرو بن ميمون مطولة.
الشاهد:
هل يمكن لإنسان أن يتصور أن البخاري -رحمه الله- مع ما رزقه من الفهم العالي جدًا كما سيمر بنا وسترون إن شاء الله -عز وجل- العجب العاجب من تبويبات البخاري ومن فهم الإمام البخاري لأحاديث النبي ? هذا الإمام الذي عقدت عليه الخناصر وصار كلمة إجماع وصار اسمه مع مدار القرون كالشمس في رابعة النهار يجهل أن الحيوانات غير مكلفة!؟
في أي موضع روى البخاري هذا الحديث؟
هل أورده في كتاب الحدود مثلاً في باب الرجم؟
حتى يُقال أورده في باب الرجم إذاً هو يرى أن القرود لما رجمت كانت مكلفة! لا.
أين وضع البخاري هذا الحديث في صحيحه،؟
وضعه في كتاب مناقب الأنصار تحت تبويب باب القسامة في الجاهلية.
ما قصد البخاري قط أن يقول إن القرود رجمت لأنه لو أراد هذا المعنى لوضعه في كتاب الحدود باب الرجم. الإسناد صحيح لأنه ورد من طريق آخر.
المتكلم يقول: مهما كان الإسناد صحيحًا فالمتن فيه علة، ماهي العلة؟ قال: القرود غير مكلفة.
الشيخ حفظه الله يعقب علي تكذيب المتكلم لحديث عمر بن ميمون:
صح الإسناد إلى عمرو –إلى القائل-إذاً قال هذا القول، لأنه صح الإسناد إليه، فعمرو بن ميمون قال هذا الكلام، يبقى في رؤية عمرو نفسه، إذا أخطأ عمرو بن ميمون في توصيف القصة لا يُقال الحديث كذب، إنما يُقال أخطأ عمرو بن ميمون فقط، تكذب من؟ عمرو بن ميمون الصادق الأمين، رجل أمانته في الذروة وضبطه كالمسمار في الساج، نقل كلامًا أو نقل منظرًا رآه بعينيه، أتقول هو كذاب، لا يحل لك أن تقول ذلك إذا ثبت السند إليه أنه قال هذا الكلام، لكن ممكن تقول غلط عمرو بن ميمون لكن لا تقول الحديث كذب، ولا تقول البخاري فيه أحاديث مكذوبة، إنما تقول غلط عمرو بن ميمون،.
هل عمرو بن ميمون غلط؟ وهل هذا التابعي الجليل كان يجهل أن الرجم موضوع عن الحيوانات وأنه لا يكون إلا في المكلفين؟
لا لكن المنظر الذي رآه عمرو رأى فيه شبهًا بما يكون عند بني آدم فلا قصد زنا ولا قصد حدًا، هذا هو الموضوع ونحن نعرف أن القرد شبيه ببني آدم في كثير من حركاته، حتى قال القائل أن الإنسان أصله قرد , عندما تنظر إلى القرد تجد حركاته وأكله وشربه يمشي على رجلين مثل بني آدم وإن كان لا يسير مسافة طويلة، له أصابع مثل بني آدم، يأكل ويقشر الأكل مثل بني آدم بالضبط.
وعلماء الحيوان يقولون: أن عند القرد من الغيرة على العرض مثل بني آدم ويقولون أن القرد إذا تزوج لا يعدو إلى امرأة أخرى أو إلى قردة أخرى فيه مواصفات.
تفصيل قصة القردة:
عمرو بن ميمون رأى أن القصة الذي لا يعرفها في تفصيل أبو بكر الإسماعيلي يقول إن كان فيه قرد عجوز وزوجته قردة شابة نائمة على ذراعه جاء قرد شاب بصبص لها_ وأصل البصبصة تحريك الذيل فانسلت برفق وخفة من على ذراع القرد العجوز وذهبت مع القرد الشاب،.
يقول عمرو بن ميمون فواقعها وأنا أنظر.
بعدما قضت مأربها قامت رجعت بخفة ,ووضعت رأسها على يد القرد العجوز، فعندما أحس القرد برأسها على ذراعه وشمها صرخ، جعل يصرخ ويشير إليها، قال فأتت القرود بالقرد الذي واقعها وأنا أعرفه، حفروا لهما حفرة في الأرض وظلوا يرجموهم بالحجارة إلى أن ماتوا، هذا الذي رآه عمرو بن ميمونة وهو حق وصدق، هذا توصيف عمرو لأن هذا رجم،.
ما هو رجم الزاني المحصن؟
الرجم الذي اتفق عليه علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا زنا وثبت عليه الزنا بالطرائق الشرعية المعروفة يحفر له وللزانية معه حفرة إلى نصف الجسم، لا يظهر إلا بعض الصدر والرأس ثم يُرجم بالحجارة حتى يموت، هذا الرجم الذي اتفق علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة على إثباته بالأدلة الصحيحة الكثيرة، فعندما تنظر إلى حقيقة الرجم عند بني آدم وإلى حقيقة ما رآه عمرو بن ميمونة تستطيع تقول هذا رجم،.
لكن ما قصد عمرو زنا ولا قصد حداً، إنما هذه مسألة شبه.
البخاري لا يعترض عليه باتهام، خذا مثل هذا الزخم في الفضائيات وفي الإذاعات وفي الجرائد والمجلات هذا الزخم كثير جدًا أناس يعترضون وليس عندهم حجة بينه. إذا كان الكلام يمكن تأويله على وجه صحيح فلا يرد وهذا كلام معروف عند أهل العلم.
يقول الشيخ _ حفظه الله_ أمتنا أمة عظيمة ولادة ومنها_ الإمام البخاري-
قصدي إخواننا أن أمتنا أمة عظيمة ولادة، من هذه الأمة ذاك الإمام –الإمام البخاري- وقبل أن أدلف وأدخل على كتاب الرقاق أنا أريد أن أبين من هو البخاري، إن أكثر الناس يعرف لقبه ولا يعرف اسمه فضلاً عن حياة البخاري، و حياة البخاري لا أستطيع أن أسهب فيها، أنا ترجمت للبخاري قبل ذلك من حوالي ثلاث سنوات في مسجد ترجمة مسهبة استغرقت ثماني ساعات –ثمان مجالس- في ترجمة الإمام البخاري وأنا ما أسهبت وما أخذت راحتي في الكلام، فأنا لا أستطيع بطبيعة الحال أن أتوسع ذاك التوسع الكبير في ترجمة البخاري، لكن لعل الترجمة قد تستغرق منا الحلقة القادمة أيضًا، وما بأس بذلك فإن هذا فيه شحذ للهمم،.يعرف قدر عمل المرء بجلالة العامل، كلما كان العامل جليلاً كبير القدر كان الذي يخرج منه على مثل وزنه،.
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
السبب الذي من أجله سيذكر الشيخ _حفظه الله_ ترجمة الإمام البخاري.
وأقول هذا تحفيزًا للشباب وتحفيزًا لطلبة العلم ليعلموا أن الزود عن دين الله -عز وجل- لم يكن في عصر نحن في أمس الحاجة إليه كهذا العصر الذي قُنِنَ فيه المروق والزندقة والكفر والفجور، وتصدر الآن قوانين في جنبات الأرض أن لكل إنسان أن يتكلم بما يريد، يقولون هذه حرية رأي، لا تحجب رأيي، أنا أقول و إن لم يعجبك رد، إنما لا تمنعني، و هذا فيه من الخلل والخطل ما لا يخطر لك على بال، هذا فيه تضييع الدين كله، وتضييع مكارم الأخلاق لأن كل إنسان يتكلم بما يريد، كيف يتكلم بما يريد، لا يجوز لأحد أن يتكلم إلا بحق، أن يتكلم كلامًا صوابًا، عندما نرجع إلى السلف الأوائل ونضرب المثل بهم بعض الناس يمتعطون ويشمئز:
حتى قال قائلهم يومًا وقد ذكر بعض الصحابة: قال [هؤلاء أعراب يبولون على أعقابهم.] فهل رأيت أناس ينظرون إلى أصحاب نبيهم ? بمثل هذه النظرة؟
إلى أمثال هؤلاء أقول وأضرب المثل الآتي:
عندما نضرب المثل بالصحابة وأنا إنما أضربه على سبيل الاستئناس وإلا فالحجة عندي قائمة بسير السلف الصالحين وعندهم من الهمة العالية ما أقول لولا أن الإسناد صحيح لكدت لا أصدق، لكن صح الإسناد إليهم وسنذكر نماذج من هؤلاء الصحابة والتابعين والعلماء. لكن هناك صنف من الناس عندما تضرب له المثل بالكافرين يخضع ويمكن أن يقتنع، فأنا عندما أضرب المثل أقصد به هؤلاء.
سبب ضياع الدنيا و أي ملة أو مذهب.
مالذي ضيع الدنيا؟ الذي يضيع أي ملة أو مذهب؟ ترك الانتماء، الانتماء أساسه الحب، صدق الانتماء هو طوق النجاة حتى نخرج من هذه العثرة التي نعيشها الآن.
تناقلت المجلات العلمية هذا الخبر، لكن قبل ذكر الخبر ذكر الكاتب الذي ترجم هذه المقالة الكلام الآتي قال: أرسلت اليابان بعثات إلى أوروبا، وأرسل العرب بعثات إلى أوروبا في نفس التوقيت، فتقدمت اليابان ولا زال العرب يركبون ظهر السلحفاة.
فما هو السر؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:48]ـ
سرد الشيخ _حفظه الله _ لقصة أوساهير الياباني ليدلل بها على أن صدق الانتماء طوق النجاة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرأن طالبًا اسمه "أوساهير" خرج من اليابان إلى ألمانيا ليدرس علم المحركات. يقول أوساهير لو استمعت إلى نصائح أساتذتي الألمان لما خرجت بشيء- ذهب ليحصل علي الدكتوراه في المحركات- يقول: عندما ذهب للجامعة أعطوه كتب نظرية وما أدخلوه معملاً من المعامل، يقول أن أي صناعة الوحدة الأساسية فيها –أي صناعة لها وحدة أساسية و هي الموديل- هذا المحرك كيف يعمل؟ لا أدري ما وحدته الأساسية؟ لا أدري. طالب يحضر دكتوراه على نفقة الدولة له راتب، أخذ راتبه في هذا الشهر، ذهب إلى معرض محركات إيطالي، اشترى محرك 2 حصان استوعب راتبه كله. اشترى المحرك كان ثقيلًا جدًا، ذهب به إلي السكن، قال وضعته أمامي على المنضدة وأنا أنظر إليه كأنه تاج من الجوهر وأقول لو استطعت أن أفك لغز هذا المحرك لغزونا أوروبا، كان الذي يعنيه منذ خرج "محنة اليابان" بعد الحرب العالمية ما حدثت وانكسار الإمبراطورية اليابانية وتوقيع معاهدة الاستسلام أمام الحلفاء وكان منظرًا لا ينساه أبدًا أهل اليابان هذا الانكسار "توقيع وثيقة الاستسلام" ثم حرمان اليابان من الصناعات العسكرية وإطلاق يدها في الصناعات السلمية. هذا الشاب كان يتجرع آنذاك مرارة الهزيمة، كل الذي كان يعنيه هو مجد اليابان، ما قصد لا دكتوراه ولا قصد أن يصير شيئًا في البلد. كان لهم أستاذ في البعثة، أتي بالمحرك ووضعه على المنضدة وجلس يفكر كيف يفكه كيف يفهمه أنزل خرائط المحركات، درسها دراسة جيدة، بدأ يفك الإطار الخارجي –جسم المحرك من الخارج- وبدأ يرسم كل قطعة يفكها من المحرك ويعطيها رقمًا –كي يعرف يركبها مرة ثانية فك المحرك كله وركبه كله وشغله اشتغل، قال كاد قلبي أن يتوقف من الفرح. استغرقت هذه المسألة منه ثلاثة أيام، ذهب إلى أستاذه في البعثة وقال له أنا فعلت كذا وكذا، قال له حسنًا هناك محرك عطلان، إن كنت فعلاً اجتهدت وفهمت اعرف لي سبب عطل هذا المحرك، أخذ المحرك، فكه فوجد إن به تروس متآكلة بدأ يشتغل يدوي بالمطرقة والمبرد بدأ يعمل تروس، ركب التروس، قام بتشغيله اشتغل. أخذت هذا الأمر منه عشرة أيام، نسي أن عنده دكتوراه، المجد الشخصي نسيه لأن عنده هم كبير اسمه اليابان المهزومة. فأستاذه الذي كان بمثابة الأب الروحي له قال له يجب أن تلتحق بمصانع صهر النحاس والحديد والألومونيوم، التحق بهذه المصانع، وكان يخدم العمال، لأنه يريد أن يأخذ منهم علم. مع أنه من أسرة ساموراي –لها مجد في اليابان- لكن طالما المسألة تتعلق بمجد اليابان أنزل تحت النعال. ظل في المصنع ثمان سنوات يعمل في مصانع صهر الحديد والنحاس والألومونيوم. الميكادو -رئيس اليابان أو رئيس الطائفة - سمع بجد هذا الطالب بعث له خمسة الآف جنيه إسترليني. كان يحلم أن ينشئ مصنعًا للمحركات على أرض اليابان، عندما أخذ الخمسة آلاف لم يشتري شيئاً لنفسه, لأن عنده هم كبير، هذا الهم أنساه همه الخاص، اشترى معدات مصنع بالخمسة الآف جنيه إسترليني؛ لكن بقيت مشكلة: من أين يأتي بأجرة الشحن ,انتظر أول الشهر، أخذ راتبه وبعض المدخرات عنده ودفع أجرة شحن هذا المصنع. عندما نزل على أرض اليابان الميكادو بعث له، قال له أريد أن أراك، فقال له أنا لا أستحق أن تراني حتى أنشئ مصنعًا على أرض اليابان. قابل الميكادو, بعد تسع سنوات كاملة يعمل في دأب وصمت مع مجموعة معه وبعد تسع سنوات أخذ عشر محركات وذهب إلى الميكادو في قصره، شغل له المحركات فجاء هديرها عاليًا -أصوات المحركات- فعندما سمعها الميكادو انحنى تحية وقال هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محرك ياباني خالص، الآن غزونا أوروبا.
وأنا أضرب المثل لأمثال هؤلاء، رجل مجده الشخصي ذاب في مجد الأمة. هذا واحد ولا يساوي قلامة ظفر عندنا، لكن عندما يُضرب المثل للأسد بالكلب يحمر أنف الأسد من الغيظ
ولا ترد الأسود حياض ماء ... إذا كان الكلاب يلُغن فيه.
عندنا نماذج مبهرة، لكن المشكلة أن أكثر الأمة لا تعرف هذه النماذج ولم تطّلع عليها بسبب العقوق الذي فشي في أجيال المتأخرين للسلف الفاضلين.
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذا الخيط ألتقط الكلام وأدلف إلى ترجمة الإمام البخاري -رحمه الله- صاحب الكتاب الذي أجمع أهل العلم الفاقهين الفاهمين الذي يعرفون ما يقولون أنه ليس هناك كتاب بعد كتاب الله -عز وجل- أصح ولا أمتن ولا أجود من كتاب الإمام البخاري -رحمه الله- وأنا أرجو ألا يتصور من يسمعني أن الدرس درس علمي لطلبة العلم فقط. لأ، هذا الدرس للجميع وسأحاول إن شاء الله أن أيسر طرح المادة، لكن أنا أحتاج منك إذا سمعتني ألا تلتفت إلى غيري، أعطني قلبك، أعطني أذنك، ركز معي، سوف تستفيد إن شاء الله -تبارك وتعالى.
ترجمة الإمام البخاري_ رحمه الله_.
اسمه ونسبه: الإمام البخاري اسمه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة، وبردزبة هكذا ضبطها الأمير أبو نصر بن ماكولة رحمة الله عليه، وبردزبة باللغة البخارية -لغة بخارى- تعادل الزراع باللغة العربية.
مولده: ولد الإمام البخاري -رحمة الله عليه- في شوال سنة مائة وأربعة وتسعين هجرية،.
ماوقع له في مطلع حياته وهو صبي صغير:
ذالك أنه فقد بصره. وطبعًا كل ما سأذكره عن الإمام البخاري صحيح، الكلام الذي سأذكره إسناده صحيح لأن الإمام الذهبي -رحمة الله عليه- نقل جل ترجمة البخاري من كتاب شمائل البخاري لأبي جعفر محمد بن حاتم الوراق الذي كان يكتب للبخاري -رحمه الله- فالإمام الذهبي يقول أن كل -جل- ما أنقله عن البخاري فمن هذا الكتاب. وهنجار له كتاب اسمه تاريخ بخارى أيضًا ذكر فيه شيء من ترجمة الإمام البخاري -رحمة الله تعالى عليه. وقع للبخاري في بداية حياته -وهو صغير - حدث أنه فقد عينيه فبكته أمه طويلاً، فنامت في ذات يوم بعدما غلبها البكاء على صبيها فرأت إبراهيم الخليل -عليه السلام- في المنام فقال لها يا هذه إن الله -عز وجل- رد بصر ولدك إليه من كثرة بكائك أو قال من كثرة دعائك، شك أحد رواة هذا الخبر وأظنه البلخي كما ذكر الذهبي -رحمه الله- فاستيقظت الأم وإذا ابنها -الإمام محمد بن إسماعيل- قد رد الله تعالى عليه بصره. أمه هي التي ربته ..
وأنا أريد أن أقف قليلاً على هذه الجزئية. لماذا ضاع شبابنا؟
ضاع شبابنا باختصار لأن الأمهات تركن أجلّ مهنة والتي لا يستطيعها رجال الأرض جميعًا حتى لو أرادوا، تركوا مهمة تربية النشء وأصغت المرأة المسلمة إلى أعدائها الذين أوهموها أنها صارت كالبهيمة تحمل وتلد وترضع، قالوا لها أنت نصف المجتمع، نريدك في كل مكان، نريدك قاضية وعمدة ونريدك في كل المجالات فخرجت المرأة وتركت الثغر خاليًا وزاحمت الرجال فيما لا تحسنه كثيرًا مع الرجال. وهذا الثغر الذي تركته المرأة خاليًا لا يستطيع رجال الأرض أن يملؤه فدخل أعداؤنا من الثغر الخالي كما زحف خالد بن الوليد في يوم أحد على المسلمين لما تركوا الرماة الجبل وكانوا حامية المسلمين وكانوا ظهور المسلمين وخالفوا وصية النبي ? لما قال لهم لا تبرحوا مكانكم ولو رأيتم الطير تتخطف العسكر، لكنهم لما رأوا فرار المشركين نزلوا ليحرزوا الغنائم وتركوا الجبل خاليًا فدار خالد بن الوليد دورته ودخل من الثغر الخالي وكانت المحنة التي يعرفها أكثركم إن شاء الله تعالى.
فأوهموها إنها تحمل تلد ترضع تساوي البهيمة فاغترت وخرجت. النساء العاملات تطلع من البيت تأخذ الولد تذهب به إلي الحضانة وتذهب إلى العمل، هذه الحضانة مكان إقامة فقط , حتى تخرج الأم من العمل وتأخذ الولد لأنها ليس عندها وقت فراغ، عهدت بتربية الولد إلى غيرها، ولا يربي أبدًا مثل الأم. ضمة الأم ولدها إلى صدرها يمد جسور الود والرأفة والرحمة بين الولد وبين الأم.
هناك أمهات أخرجوا لنا أئمة كبار (أم الإمام سفيان الثوري)
أم الإمام سفيان الثوري -سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري- أبو عبد الله إمام الحديث والفقه والزهد، كانت أمه تقول له عند خروجه من الكتاب؟ تقول له يا بني إذا كتبت عشرة أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة؟ فإن وجدت وإلا فلا تتعلم تقول له عندما تكتب الحديث انظر هل أخذت شيئًا الحديث إلى واقعك وإلى حياتك أم أنت تكتب لمجرد الكتابة، إذا كنت فعلاً تستفيد مما تكتب وتتدين بما تكتب أكمل، وإلا أرح نفسك لا تتعلم. كل المسألة أنك تقيم حجج الله عليك عارف ولا تعلم. قالت لسفيان: [يا بني اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي].أشتغل بالغزل وأبيعه وأصرف عليك فكان سفيان -رحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه_. نساء عرفن لماذا خلقن.
عظه وعبرة:
الدنيا خطوة رجل مؤمن، قفزة واحدة تكون في الآخرة -مدة حياتك. ما تقول لربك إذا لقيته؟ تقوله ضيعت نسلي. يلقى المرء ربه خائنًا لم يعلم ولده ميثاق العبودية الذي أخذه الله على الناس. ألا تفعل ما نهاك وأن تقف على حدود ما أمرك. الذي يعلم هذا الكلام الأم الواعية.
حفصة بنت سيرين أم الهزيل:
ظلت ثلاثين سنة لا تخرج من بيتها إلا لضرورة. لكن تمكث في بيتها، المكث في البيت يصفي القلب ولا يجعل المرء يتلبس بشرور المجتمع الخارجي. المرأة التي تجلس في بيتها ملكة متوجة لأنها لم تلابس الشر الذي في الخارج فهذا يعينها على سلامة قلبها وتسديد رميتها وقصدها.
جارية الحسن بن صالح بن حي.
أنظر مثلاً أنا أذكر الآن في كتاب الثقات للعجلي -رحمه الله- في ترجمة الحسن بن صالح بن حي كان عنده جارية ثم باعها. الحسن بن صالح وعلي بن صالح أخوان وأمهم والجارية بيت علم وعبادة. كان الحسن وعلي وأمهما قسموا الليل ثلاثة أقسام الحسن يقول الثلث الأول، وعلي يقوم الثلث الثاني، وأمهم تقوم الثلث الأخير، فلما ماتت الأم اقتسم الحسن وعلي الليل، كل واحد يقوم نصفه، فلما مات علي قام الحسن بالليل كله. الجارية في بيت فاضل ,مثل هذا تعودت ,تقوم الليل الحسن باع الجارية فاشتراها أهل بيت فالجارية كالعادة متعودة ,علي قيام الليل في ساعة معينة من الليل فاستيقظت وظلت تنادي على أهل الدار: يا أهل الدار الصلاة الصلاة. قالوا لها أوأذن للفجر؟ فقالت لهم ولا تقومون الليل؟ قالوا نعم. في الصباح رجعت إلى الحسن، قالت ردني إليك فإنك بعتني إلى قوم سوء لا يقومون الليل، فردها الحسن بن صالح.
بنت سعيد بن المسيب لما تزوجها أبو وداعة:
ثم في اليوم الثاني أراد الخروج فقالت إلى أين؟ قال ذاهب إلى مجلس سعيد. قالت له اجلس أعلمك علم سعيد.
بنت الإمام مالك:
كان يُقرأ الموطأ على الإمام، مالك ما كان يقرأ على أحد، أي أحد يرد أن يقرأ الموطأ يأتي إما يقرأ بنفسه إما يأتي بأحد يقرأ له، كانت بنت مالك تجلس خلف الباب فإذا أخطأ القارئ تدق عليه، الباب أي أنه أخطأ، فيقول له مالك ارجع فإنك أخطأت قولاً واحدًا.
عندما تكون المرأة مهتمة بالعلم الشرعي، تحب العلم الشرعي إما قراءة أو سماعًا، فهذا يورثها محبة لدينها وانتماءًا إليه. فعندما تعرف أن هذه الأمة لن تنتصر إلا بسلامة نشئها، وتعرف لماذا خلقت فهذا بداية النجاة. وعندنا كثير.
ابن عساكر -رحمه الله-
كان له ثمانين شيخة من شيوخه أخذ العلم عنها.
أم الإمام البخاري.
فأم الإمام البخاري ربت الإمام والورع الذي عند الإمام والزهد وسماحة النفس والخلق فضلاً عن العلم كله بسبب تربية هذه الأم الفاضلة، عندما مات والد الإمام البخاري وهذا بركة أكل الحلال، دعي ابنه الإمام محمد بن اسماعيل، قال له يا بني تركت لك ألف ألف درهم -مليون درهم- ما أعلم درهمًا فيه شبهة. والد الإمام البخاري لم يكن أحد العلماء ولكنه كان بصحبة أهل العلم يحبهم ويسير معهم ويحضر مجالسهم، كان يحضر مجالس مالك وحماد بن زيد وابن المبارك وصافحه بكلتا يديه مثلما البخاري سنأتي أيضاً علي هذه المسألة ونقف عندها بعض الوقت.
حفظه للقرآن:
الإمام البخاري -رحمة الله عليه- كعادة الصبية بدأ بحفظ القرآن، أتمه وهو ابن سبع سنوات وليس من الحكمة في تعليم الصغار أن نحفظهم شيء بجانب القرآن، فليمض القرآن أولاً، يحفظ الأول القرآن ولا يشتغل لا بحديث ولا بحفظ أي شيء آخر من المتون حتى يتم حفظ القرآن أولاً.
ماحدث له وهو ابن إحدى عشر سنة.
وهو ابن عشر سنين أو إحدى عشر سنة حدث له موقف في بلده، كان في بخارى شيخ كبير الحجم اسمه الداخلي الداخلي جالس يحدث فحدث عن أبي الزبير عن إبراهيم النخعي، فاعترض البخاري، قال له إن أبا الزبير لم يحدث عن إبراهيم، قال له اسكت يا غلام، قال البخاري قال انظر في أصلك الأصل (الكتاب) لأن الداخلي كان يحدث من حفظه، فدخل الداخلي نظر في الكتاب وجد أن الأمر كما قال هذا الغلام، قال كيف قلت يا غلام قال إنما هو فلان عن فلان. أصبت يا غلام وأصلح الأصل الذي عنده.
قال له محمد بن أبي حاتم الوراق ابن كم لما رددت على الداخلي؟ قال كنت ابن إحدى عشرة سنة. زمان الأسانيد هذه أنساب الكلام لم يكن أحد يتكلم إلا بإسناد،.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:49]ـ
عدد شيوخ البخاري
الإمام البخاري -رحمة الله عليه- شيوخه تجاوزوا ألف شيخ، كتب عن كل شيخ أكثر من عشرة آلاف حديث عند البخاري أكثر من مليون حديث. بعض الناس يقول كيف يكون مليون حديث كم عدد الأحاديث؟ أقول كل كلام سواء كان حديثًا مرفوعًا أو كان من قول الصحابة أم قول التابعين أو تابعيهم أو كان في السيرة هذا حديث، لايلزم أن الأحاديث تكون منسوبة إلى النبي ? مرفوعة، بل كل كلام يروى بسند كان يسمى حديثًا ما فيه حديث عندنا اسمه حديث مرفوع وحديث موقوف وحديث مقطوع، كل ما يقال فيه مرفوع إلى النبي -?، الموقوف إلى الصحابة -رضي الله عنهم، المقطوع إلى التابعين.
فأنت نفسك اليوم لو عندك حافظة و تنقل أقوال الناس وكل واحد قال كلمة نقلتها بسند أكيد سيكون عندك أكثر من مليون، المسألة مسألة عادية،
مدي حفظهم للأسانيد:
لكن الغريب في المسألة أنهم كانوا يحفظون الأسانيد كما نحفظ نحن ?قل هو الله أحد?، لا يختلط لهم إسناد في إسناد، ولا كلام في كلام أبدًا. هذا طبعًا عند الحفظة أمثال الإمام البخاري -رحمة الله عليه- ابن أحد عشر سنة يرد على الداخلي والداخلي هذا كان كبير الحجم كما قلت في بخارى آنذاك. حاولت أن آخذ نتفًا من ترجمة الإمام البخاري من كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله- بحيث أنني رجوت أن أعلق ممكن أقرأ الفقرة أو الكلام ثم أعلق عليه تعليقًا يسيرًا حتى نستطيع أن نصل إلى آخر ترجمة البخاري -رحمه الله._
يقول في ذكر ثناء الناس على البخاري، نريد أن نبين من الذي امتدح البخاري ستجد أن أكثر الذين امتدحوا البخاري هم شيوخه وليس أقرانه ولا تلامذته ومدح الشيخ للتلميذ هذا شيء عظيم لأن الشيخ فوق، والتلميذ هو الذي يرجو الشيخ ويرجو أن الشيخ يعطف عليه وليس العكس لا يوجد مذلة ولا حاجة لهؤلاء المشايخ أن يثني على تلميذ لكن التلميذ في حاجة ماسة أن يثني عليه شيخه.
يقول أبو عمر سليم بن مجاهد:
كنت عند محمد بن سلام البيكاندي -أحد شيوخ البخاري- فقال لو جئت قبل لرأيت صبيًا يحفظ سبعين ألف حديث، قال - سليم بن مجاهد- فخرجت في طلبه حتى لحقته فقلت له أنت الذي يقول إني أحفظ سبعين ألف حديث، قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه من كتاب الله -عز وجل- ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم.
هذا عند أي رجل مارس العلم ودرس آلة العلم يعلم أنه في غاية الصعوبة إن ليس مجرد الحديث السرد لا مثلاً إذا قال عن أبي هريرة -رضي الله عنه- يقول لك من هو أبو هريرة وما اسمه وأخباره في الجاهلية وأخباره في الإسلام ومولده ووفاته، يعطيك ترجمة كاملة عن صحابي الحديث أو عن أي راو من الذين رووا هذا الحديث إلى الصحابة، والمتن الذي رواه يستطيع الإتيان بشواهد لهذا المتن من كتاب الله -عز وجل- ومن سنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- و لا يستقل بهذا إلا رجل أوتي من الفهم أعلاه.
يقول محمد بن يوسف: كنت عند أبي رجاء، قتيبة بن سعيد وهو أحد شيوخ البخاري وأحد شيوخ الإمام أحمد بن حنبل أيضًا، فسئل عن طلاق السكران فلما سئل قتيبة عن طلاق السكران فإذا هو أبصر الإمام البخاري -رحمه الله- فقال لسائله هذا أحمد بن حنبل وابن ألمديني وابن راهوايه قد ساقهم الله إليك وأشار إلى محمد بن إسماعيل البخاري.
وكان مذهب الإمام البخاري: أن المرء إذا غُلب على عقله حتى لا يذكر ما يحدث به أنه لا يجوز من أمره شيء، وهذا هو المذهب الصحيح الراجح أن المسائل بالنية وما انعقد عليه القلب وليس بمجرد اللفظ.
أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه كلاهما من العلماء المجتهدين الذين يطلق عليهم العلماء اسم المجتهد المطلق، فمذهب أحمد بن حنبل موجود ومشهور، لكن مذهب إسحاق بن راهويه اندثر،
المذاهب الأربعة ليست منحصرة في أربعة فقط:.
الأئمة ليسوا محصورين في أربعة، وليست مذاهب الأئمة في الفقه محصورة في أربعة فقط، بل هي كثيرة، لكن أصحاب الأئمة الأربعة قاموا بمذاهبهم ونقحوها وقعدوا القواعد لها وأتوا بالأدلة على الجزئيات التي قال الأئمة أن فيها أحكام شرعية إلى آخره.
(يُتْبَعُ)
(/)
إسحاق بن راهويه نفسه كان يجري في مضمار أحمد في الفقه:
.بل قال الإمام أحمد -رحمه الله- لم يعبر إلينا الجسر أحد من خرسان -إلى بغداد أي- مثل إسحاق بن راهويه، وإن كان يخالفنا في أشياء فلا زال النظراء يختلفون.
فهذا من الأدب فلا مانع أن يختلف معه، إذا كانت المسألة فرعية يمكن يسوغ فيها الاختلاف، الفهم نعمة من الله، ممكن الرجل الكبير الجليل يضل عن مسألة يعرفها بعض تلاميذه.
وفي ترجمة الإمام البخاري قصة حدثت مع إسحاق بن راهوية الذي نتكلم عنه الآن إسحاق ابن إبراهيم -رحمه الله تعالى- جاءه رجل فاستفتاه عن طلاق السكران -نعم- احتار إسحاق ولم يستطيع الإتيان بالدليل كان البخاري جالس، فقال له لا يقع طلاقك، لأن النبي ? قال:" إن الله تجاوز لأمتي ما وسوست به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم." فهذا تكلم بمعزل عن القلب - أي هو غير مريد لما يقول_.
مثلاً: حدثت مشادة بين رجل وزوجته يريد أن يقول لها اخرجي الآن قال لها أنت طالق، ما قصدها ولا كان يريد أن يقولها، لكن من شدة غضبه قال هذه الكلمة وقلبه بمعزل كامل عن هذا المعنى. هذا لا يقع طلاقه.
فالإمام البخاري عندما قال هذا الكلام سُرَ إسحاق، وإسحاق هذا مجتهد مطلق ومع ذلك قد يعزب عنه ما يدركه بعض تلاميذه، فالمسألة مسألة مواهب واستحضار والأدلة الجزئية في العلم لا تتناهى كثيرة جدًا.
فالأمر كما قال الشافعي -رحمه الله- ما منا من أحد إلا وتعزب عنه سنة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أي تغيب عنه.
قتيبة بن سعيد شيخ البخاري لما سئل عن مسألة قال جاءك أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وعلي بن ألمديني. أحمد وإسحاق فقهاء من أهل الحديث، علي بن ألمديني لم يكن فقيهًا لكنه من أجل شيوخ البخاري في الحديث.
البخاري يقول "ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين علي بن ألمديني". مادور علي بن ألمديني في الفتوى، يريد أن يقول له هذا الحديث تصحيحاً وتضعيفًا وهذا الفقه لأنه لا يجوز لأحد أن يحتج على حكم شرعي بحديث ضعيف، لا بد أن يكون الحديث صحيحًا.
البعض يقول أن بدعة صحيح وضعيف أوجدها الشيخ الألباني وما رد به الشيخ حفظه الله.
وبعض الناس يتكلم قائلاً إن بدعة صحيح وضعيف هذه الذي أوجدها الشيخ الألباني -رحمه الله- والأئمة قبل ذلك كانوا يحتجون بالأحاديث الضعيفة، يقول إن سنن أبي داود فيها ضعيف والنسائي والترمذي وابن ماجه فيها ضعيف، يقولك باب أقول ردًا على مثل هذا الكلام، يقول باب كذا ويضع تحته حديث ضعيف.
رد الشيخ حفظه الله: يكفي في ردي هذا أن الشافعي -رحمه الله- في خمسين مسألة قال لو صح الحديث لقلت به ..
الحافظ بن حجر العسقلاني: جمع هذه المسائل في كتاب، لم أر الكتاب ولا أعلم بوجوده في أي خزانة من خزانات العالم في حسب اطلاعي، لكن الحافظ بن حجر ذكر اسم الكتاب في فتح الباري في شرح صحيح البخاري، اسمه (المنحة فيما علق الشافعي الحكم به على الصحة). فالشافعي كما يقول هذا المتكلم أن الأئمة القدامى لايوجد أحد يقول صحيح وضعيف، إنما يأخذون بأي شيء يأتي لهم وهذا كذب صريح على الأئمة.
ويكفي -كما قلت- كلام الشافعي، أمامه حديث قال لو صح لقلت به معني هذا أنه لم يصح الحديث عنده فلم يقل به. فهو لما قال له علي بن ألمديني قصد صحيح الحديث وضعيفه، لأن علي بن ألمديني طبيب العلل في علم الحديث، البخاري لقي كما ذكرت لكم أكثر من ألف شيخ أجلاء فضلاء كبار ومع ذلك يقول ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن ألمديني.
ويقول عبد الله بن سعيد بن جعفر: لما مات أحمد بن حرب النيسابوري ركب محمد وإسحاق يشيعان جنازته، محمد أي البخاري، وإسحاق بن راهويه شيخ البخاري فكنت أسمع أهل المعرفة بنيسابور ينظرون ويقولون محمد أفقه من إسحاق، محمد بن إسماعيل أفقه من شيخه إسحاق بن راهويه، وطبعًا إسحاق بن راهوايه في الحديث كالمسمار في الساج قمة من القمم حفظًا وجلالة وإتقانًا فضلاً عن فقهه الذي اشتهر به.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول عمر بن حفص الأشقر سمعت عبدان:عبدان لقب لشيخ البخاري أحد شيوخ البخاري اسمه عبد الله بن عثمان ابن جبلة، هو محدث وأبوه محدث، لقبه عبدان لأنه كان له كنيتين كل كنية عبد، أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن، فقيل عبدان- يقول عبدان -أحد شيوخ البخاري- ما رأين بعيني شابًا أبصر من هذا وأشار إلى محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال نعيم بن حماد: أحد شيوخ البخاري وهو الذي روى عنه البخاري حديث القرد، البخاري حدث به عن شيخه نعيم بن حماد، طبعًا بن حماد فيه كلام من جهة حفظه، ولكنه متابع عند أبي بكر الإسماعيلي- قال نعيم بن حماد: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
وقال عبد الله بن يوسف: للبخاري يا أبا عبد الله انظر في كتبي، عبد الله بن يوسف التنيسي الذي يروي عن الليث بن سعد وعن مالك بن أنس أحد شيوخ البخاري، قال عبد الله بن يوسف للبخاري: يا أبا عبد الله انظر في كتبي وأخبرني بما فيه من السقط، قال: نعم. جعل البخاري مراجعًا لكتبه، ما ذاك إلا لجلالة البخاري عنده، وإلا ما يسمح أي شيخ للتلميذ أن يفعل بكتبه ما يشاء.
ويقول محمد بن أبي حاتم الوراق: اجتمع أصحاب الحديث فسألوني أن أكلم إسماعيل بن أبي أويس، إسماعيل هذا أحد شيوخ البخاري وابن أخت الإمام مالك بن أنس، فإسماعيل كان عسرًا أي عسير في التحديث فالجماعة أصحاب الحديث يريدون أن يتوسطوا لإسماعيل بن أبي أويس، فكلموا الإمام البخاري أنه يجعل إسماعيل يزودهم في الحديث، قال ففعلت - البخاري يقول لما طلبوا مني ذلك فعلت، فدعا إسماعيل الجارية وأمرها أن تخرج صرة دنانير وقال يا أبا عبد الله فرقها عليهم، فقلت له -البخاري يقول لشيخه- إنما أرادوا الحديث، قال: قد أجبتك إلى طلبك بالزيادة -زيادة الحديث - غير أني أحب أن يضم هذا إلى ذاك ليظهر أثرك فيهم. يرفع الإمام البخاري حتى يظهر أثرك فيهم ويعلمون حظوتك عندي.
يقول أحمد بن عبد السلام:قال ذكرنا قول البخاري -قول البخاري لعلي بن ألمديني- (ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي،) نقلوا هذا الكلام لعلي بن ألمديني، فقال علي بن ألمديني وهو شيخ البخاري دعوا هذا فإن محمدًا ما رأى مثل نفسه.
يقول محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت أبا عبد الله يقول -البخاري - ذاكرني أصحاب عمر بن علي الفلاس بحديث، وعمر بن علي من شيوخ البخاري فضلاً عن أنه كان ناقدًا، لم يكن راوي فقط إنما كان أحد نقاد الحديث وهو من العلماء المتكلمين في الرواة، مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والدار قطني الذين يقولون فلان ثقة فلان كذاب فلان سيء الحفظ فلان مختلط إلى آخره، رجل فضلاً عن أنه راوية إلا أنه كان مميزًا أيضًا.
فأجلس البخاري مع أصحاب عمرو بن علي الفلاس الذين هم في طبقة البخاري وحدثوا بحديث فالبخاري قال لا أعرفه أي لا أعرف هذا الحديث فسروا بذلك، فذهبوا لعمرو بن علي الفلاس يبشروه قال لهم كل حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل فليس بحديث، وهذا شهادة بالحفظ الكامل من مثل عمرو بن علي الفلاس للإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى.
يقول أيضاً محمد بن حاتم الوراق عن علي بن حجر: علي بن حجر وهو أيضا من شيوخ البخاري قال: أخرجت خرسان ثلاثة، أبو زُرعه الرازي ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم. الدارمي أحد شيوخ البخاري, وهو صاحب السنن المشهورة المعروفة بسنن الدارمي.
قال وأوردت على علي بن حجر كتاب أبي عبد الله: فلما قرأه قال كيف خلفت ذلك الكبش؟ وكان يلقب البخاري بالكبش يحيى بن صاعد، يحيى بن صاعد هذا كان إمامًا كبيرًا في الحديث لما كان يذكر البخاري ما كان يسميه إلا الكبش النطاح، الكبش النطاح لأنه إذا نطح واحد يسقطه أرضًا يعني لا يثبت له أحد في المناظرة ولا في المذاكرة فعلي بن حجر يلقبه بالكبش، ويحيى بن صاعد يلقبه بالكبش.
يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي - أحمد بن حنبل- يقول ما أخرجت خرسان مثل محمد بن إسماعيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبُندار -محمد بن بشار. أحمد بن حنبل شيخ البخاري. وبُندار لقب له، (ومعنى بُندار) أي (الميزان). لأن محمد بن بشار أخذ علم علماء بلده قبل أن يأخذ علم الناس في الخارج، فلقبوه بُندارًا فهذا لقب، عندما تجد في أي حديث، سند من الأسانيد قال حدثنا بُندار أو عن بُندار يكون محمد بن بشار، مثل غُندر، غُندر هذا لقب لراوٍ ثقة كبير اسمه محمد بن جعفر لقبه بغُندر ابن جريج -عبد الملك بن جريج- وهو من طبقة الإمام مالك رحمة الله علي الجميع. كان محمد بن جعفر يتكلم فيقول اسكت يا غُندر، (غُندر بلغة أهل الحجاز) أي (المشاغب)، فلقب بغُندر. فهذه ألقاب، علماء الحديث لهم كتب في الألقاب، مثل ابن منده وغيره كل لقب من ألقاب المحدثين يأتي باللقب ثم يخبر من هو وأحيانًا قد يترجم له ترجمة خفيفة.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:50]ـ
الكلام في ثناء العلماء على شيوخ البخاري كثير جدًا، وأنا الحقيقة إنما أنتقي بعض ما ذكره الإمام الذهبي من ثناء شيوخ البخاري رحمة الله تعالى عليه، و وهذا الكلام له تتمة
وكما ذكرت لكم في بداية الحلقة ربما تأخذ من ترجمة البخاري -رحمة الله عليه- الحلقة القادمة أيضًا حتى نقف على النكات التربوية في حياة الإمام البخاري -رحمة الله عليه- وأنا لا أريد أن أكلف إخواني شططًا المنتظرين على الهاتف من مدة فأنا سأفسح المجال لبعض أسئلتهم وإن شاء الله نكمل في المرة القادمة بإذن الله تعالى، الكلام معنا طويل لاتملوا ولا تستعجلوا نريد نرتب هذا الدرج، نريدكم تستطعموا العلم، ونسير علي الطريق الصحيح من زمان طويل نسمع كلام متناثر لكن نريد نطلب علم صح.
توضيح الشيخ حفظه له لعنوان الحلقات (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق)
وفي نفس الوقت أريد أن أقول إن هناك بعض الناس سألوا عن العنوان الموضوع للحلقات (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق) فظنوه كتابًا لي موجود في الأسواق. لا فهذا اسم الشرح الذي سأضعه إن شاء الله على كتاب الرقاق من صحيح البخاري، أي نسخة من نسخ صحيح البخاري كافية، من يريد يتابع معي وسيرى خيرًا كثيرًا في هذه المتابعة يأتي بصحيح البخاري إما المتن فقط أي الأحاديث مجرده من الشرح وإما المتن والشرح و أفضل كتاب في شرح البخاري (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام المصري وهذه ليست عصبية أرجو ألا يتصور أحد أنها عصبية للإمام المصري أحمد بن علي بن حجر العسقلاني -رحمة الله عليه- أنفق الحافظ بن حجر خمسًا وعشرين سنة من حياته في شرح هذا الكتاب. خمسة وعشرين سنة ربع قرن ابن حجر العسقلاني يشرح كتاب البخاري ولذلك نفس الحافظ في أول حديث مثل آخر حديث وأتى فيه بالعجب العاجب.
مراد الشوكاني بقوله لا هجرة بعد الفتح.
حتى قيل للشوكاني -رحمه الله- ألا تشرح صحيح البخاري فقال لا هجرة بعد الفتح -أي بعد فتح الباري- هو أطلق الحديث و المستمع يفهم ماذا يريد أن يقول قال لا هجرة بعد الفتح، فهذا الشرح نفيس جدًا. فيحبذا يكون عندك المتن وعندك شرح الحافظ بن حجر العسقلاني تحته.
وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسدد رميتي وأن يعينني على تيسير هذا الكتاب الجليل وعلى بيان فضله وأن علماء المسلمين لما زكوه بحق فهو يستحق هذا وزيادة.
إجابة الأسئلة:
س: أقسم زوجي أنه سيتزوج عليّ، هل عليه كفارة؟
ج: نعم عليه كفارة قال: النبي? " من حلف علي يمين ٍفرأي غيرها خيراُ منها فليكفر عن يمينه وليأت التي هي خير" وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام والإطعام من أوسط ماتطعمون أَهْلِيكُمْ: كما قال تعالي (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ?المائدة89
س: عندي تعب في معدتي، يجعلني أتقيئ في أثناء الصيام فهل يجوز صيامي وصلاتي أم لا؟
لاشيء في ذلك قال النبي ?" من ذرعه القيء فلاشيء عليه"وكذلك الصلاة, والوضوء من القيء مستحب.
س: يسأل أنه يكسل عن الصلاة وعن كيفية الثبات علي الهداية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه مسألة غير متصورة لأن الصلاة هي الفارق بين الإسلام والكفر, فلاشيء اسمه يكسل أحد عن الصلاة فالصلاة لا تسقط إلا بالجنون أو كان نائماً والنوم عذر مؤقت عندما يستيقظ يصلي, أما المجنون إذا كان جنونه متصلاً تسقط الصلاة عنه, إذا كان جنونه متقطع يُجن ويُفيق يُلزم بالصلاة , كي لا يتصور السائل أن ترك الصلاة مسألة بسيطة أو هينة حتى لو كان لا يُحس بالصلاة يُصلي ولايترك الصلاة, ويُستعان علي الالتزام بأشياء من أهمها, الصُحبة الصالحة الإيجابية لأن الصُحبة علي ثلاثة أنواع: طرفان ووسط يوجد صًحبة إيجابيةً ويوجد صُحبة سلبية فهذا طرفان ,وسط صُحبة طيبة لكن ليس لها تأثير صاحب إيجابي تشعر كلما التقيت به ترتقي , وصاحب سلبي يشدك إلي أسفل ويوجد صاحب طيب لكن لا تأثير له مقابلته كعدمها لذلك نقول الصُحبة السلبية تُنفي تماماُ أما الصاحب الذي لا تأثير له فلا بأس به , وجوده أفضل من جليس السوء لكن من الأفضل البحث عن صُحبة إيجابية, فعندما تسمع أن هناك درس أو خطبة جمعة من أحد الشيوخ يؤثر فيك يُعلي من همتك سافر له ولو لم يكن في بلدك, إن قلبك يستحق أن تجوب الأرض تطلب عافيته, إذا كنت تريد أن تتنزه تذهب قلبك يستحق أكثر من ذلك مجالس العلم , الأذكار الموظفة, وأنت لا تستطيع الثبات علي هذه المسألة, إلا إذا كان هناك صُحبة إيجابية, ترفعُك إلي فوق, وأسأل الله أن يُقيض من الصُحبة الصالحة من ينفعُك.
س: أنا لا أقرأ القرآن إلا أثناء ذهابي للعمل وبعد الانتهاء يراودني إحساس بأنني قرأته رياءاً فمالعمل مع أن هذا الإحساس يمنعني من القراءة لعدة أيام سواء في البيت أو في الشارع؟
هذا أكبر خطأ فماذا يريد الشيطان أكثر من ذلك, يأتي علي أهل الديانة ويشككه في العمل, من أجل أن يترك العمل, وهذا نوع من الوسواس, القهري اقرئي, لا تتركي ورد القرآن, ولا عمل البر أبداُ, بدعوي أن هذا فيه رياء, الإنسان يقرأ القرآن في الخارج, إذا أحب أن يُثني عليه الناس, قبل فعل الفعل فهذا هو الرياء, فإذا ورد هذا الأمر قبل إخراج المصحف فلا يخرجه , أما إذا لم يردالخاطر أخرج مصحفي وأقرأ مباشرةُ, وهذا الضابط بين الرياء والإخلاص.
س: مالذي يحق للرجل من المباشرة إذا كانت زوجته حائض أو نفساء؟
إذا كانت زوجتك حائضا أو نُفساء , تجنب الفرج ولك مادون ذلك, ليس هناك جناح عليك في أي شيء تفعله, إلا القُبل والدُبر كما نصت عليه الأحاديث.
س: أصلي إماماً راتباً بالناس ولكن في بعض الأوقات تنزل مني قطرات ماء فما الحكم؟
إذا كان من العذر الدائم له, يأخذ حكم أهل الأعذار, ولكنه مادام أنه يقول كل يومين أو ثلاثة فحُقَ له أن يحتاط لنفسه, فلابد من دخول الخلاء قبل الفرض بمدة, حتى يستطيع مع الحركة أن يتخلص من قطرة البول التي تنزل, ثم يُعيد الاستنجاء مرًة أخري ثم يُصلي, طالما أنه إمام راتب فلابد أن يحتاط, ويصلي بالناس صلاةً صحيحةً, وإذا كان من أهل الأعذار فصلاتًه صحيحةً أيضاً, والقاعدة تقول:" من صحت صلاته لنفسه, صحت لغيره."
تنبيه الشيخ _حفظه الله علي بدعة عيد الأم_:
عيد الأم بدعة, والاحتفال به لا يجوز, وأريد أن أقول أن أي إعلانات سواء في قناة الناس أو في قنوات أخري تتكلم عن عيد الأم وعن شراء العباءات, من أجل عيد الأم كل هذا لايجوز أيضاً, لأن بعض الناس كثيراً مايحدثني أن هناك مخالفات في الإعلانات, أو غيرها فيرد الشيخ معقباً أنه ليس عنده تلفاز, ولا يشاهد شيئاً عن البرامج التي تعرضها القناة, أي أخ يتصل بي ويقول الإعلان الفلاني فيه مخالفة فأبلغ القائمين علي العمل مباشرةً, والحقيقة أن يبدون تعاونا في ذلك الأمر لكن للأسف هذا الأمر لم يُعرض علينا حتى نبدي فيه الرأي ولو عرضوه علينا لأبدينا فيه الرأي, فنرجو من الأخوة القائمين تكثيف الجُهد, ولا يعرضون شيئاً علي القناة إلا إذا كان مشروعاً, لأن الناس أصبحت تثق بحمد الله في هذه القناة, وفي غيرها من القنوات الجادة مثل قناة الحكمة الفضائية ونسأل الله عز وجل أن يُكثر من سواد هذه القنوات كي نعلم المسلمين دينَهم, فأي شيء يُعرض علي هذه القناة لا سيما مع ظهورها وظهور المشايخ الأجلاء فيها يُعطي نوع من المصداقية, فكل شيء يُعرض يقولون أكيد الشيوخ يعرفون هذا, لأنهم لو لم يعرفونه ماسمحوا بظهوره والواقع خلاف هذا, أنا والمشايخ إذا وصلنا شيء ننبه عليه ولا نخشى في الله لومة لائم.
والله _عز وجل أسأل_ أن يجعل ماقلناه زاداً إلي حسن المصير إليه, وعتاداً إلي يُمنِ القدومِ عليه, إنه بكل جميلٍ كقيل, وهو حسبُنا ونعم الوكيل, وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
* * *
تابعونا ونسألكم الدعاء
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 08:11]ـ
تسجيل متابعة
بارك الله فيكم
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 10:41]ـ
وفيكم اللهم بارك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 01:27]ـ
هل يوجد تفريغ لكل السلسلة؟؟؟
بارك الله فيك علي تفريغ درس الشيخ بعنوان ايها التائه قف من بركسل (بلجيكيا)
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 02:01]ـ
نرجوا من الاخت وضع رابط للشروح بنظام الورد او اي نظام
بجميع اروس المفرغة لو سمحت
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 10:02]ـ
بارك الله فيك أختي أم محمد الظن ونفع الله بك الأمة
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:16]ـ
أخي الطائر الحنون لقد انتهيت من ثلاثين درس من السلسة وجاري إكمالها ان شاء الله
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=8962
هذا رابط فك الوثاق المفرغ
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:21]ـ
[2] تابع ثناء شيوخه عليه
فلا زلنا مع ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري -رحمه الله- بمناسبة أننا سنشرح جزءًا من كتابه الصحيح ألا وهو كتاب الرقاق، وقد اخترت لهذا الشرح اسمًا على عادة العلماء الأوائل أنهم كانوا يختارون اسمًا لشروحهم، وقد سميته "فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق". وذكرت شيئًا من ترجمة الإمام في المرة الماضية وثناء شيوخه عليه، و أستكمل اليوم إن شاء الله ذكر بعض ثناء الشيوخ عليه لأنني كما قلت في المرة الماضية ثناء الشيخ على التلميذ شيء عظيم لأن الشيخ لاسيما في هذه الأزمان لا يحتاج أن يجامل تلميذه، وبثناء الشيوخ على التلميذ يحظى التلميذ بمكانته، وقد كان الإمام -رحمة الله عليه- محل إجماع من أهل العلم، ما أعلم أحدًا غمز الإمام البخاري -رحمه الله- إلا ما يكون بسبب داء المعاصرة، والمعاصرة حرمان كما يقول أهل العلم ولربما ذكرنا شيئًا من هذا في موطنه إن شاء الله تعالى.
يستكمل الشيخ _ حفظه الله_ بعض ثناء شيوخ الإمام البخاري عليه.
قال محمد بن أبي حاتم الوراق: و هو أبو جعفر وهو تلميذ البخاري وهو الذي كان يكتب ما يمليه عليه الإمام من تصانيفه لاسيما الجامع الصحيح.
قال محمد بن أبي حاتم الوراق: سمعت محمد بن إسماعيل -أي البخاري -رحمه الله- يقول: لما دخلت البصرة صرتُ إلى بُندار، (وبُندار) كما ذكرت في المرة الماضية اسمه محمد بن بشار وبُندار لقب له، والبُندار (هو الميزان) لأنه جمع علم شيوخ بلده ثم رحل بعد ذلك إلى طلب العلم.
يقول البخاري: أنه لما دخل البصرة ووافى مجلس بُندار و هو محمد بن بشار، قال فلما وقع بصره عليّ، قال: من أين الفتى؟. لم يكن بُندارٌ يعرف البخاري ولم يلقه قبل ذلك. فقال: من أين الفتي؟، قال: فقلت له من أهل بخارى، فقال لي: كيف تركت أبا عبد الله؟. يسأله عن البخاري, أي يسأل البخاري عن البخاري لأنه لم يلتق بالبخاري قبل ذلك. قال البخاري: فأمسكت -أي لم أعرفه بنفسي، لم أقل له أنا البخاري_ فقال له التلاميذ في الحلقة يرحمك الله هذا أبو عبد الله أي هذا هو البخاري الذي تسأل عنه. قال: فقام وأخذ بيدي وعانقني وقال مرحبًا بمن أفتخر به منذ سنين. وهذا كما قلت إنما سمع فقط عن البخاري فكيف لو جالسه وناظره ورأى ما عنده من العلم.
قال محمد بن بشار أيضًا -بُندار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زُرعة الرازي (بالري) والدارمي عبد الله بن عبد الرحمن (بسمرقند،) ومحمد بن إسماعيل البخاري (ببخارى) ومسلم (بنيسابور)، مسلم و هو الإمام مسلم بن الحجاج -رحمة الله عليه.
البخاري كان يذهب لشيخ اسمه عبد الله بن منير يقول: خرج رجل من أصحاب عبد الله بن منير إلي بُخَاريَ في حاجة له، فلما رجع قال له بن منير: لقيت أبا عبد الله؟ قال لا، فطرده من مجلسه وقال ما فيك خير إذ قدمت بخارى ولم تصل إلى أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري. وكان الحقيقة عبد الله بن منير يقول: محمد بن إسماعيل أستاذي برغم أنه هو شيخ الإمام البخاري -رحمه الله تعالى.
وكان ابن صاعد يسمي البخاري الكبش النطاح. لأن البخاري لم يكن يثبت له أحد في المناظرة، إذا حصل نوع من المناظرة في الحديث سواء كان في الحفظ أو في علل الأحاديث أو في أسماء الرواة أو كناهم ,ما كان أحد يثبت للبخاري أبدًا، فشبهه ابن صاعد بالكبش النطاح.
قال ابن أبي حاتم الوراق: سُئٍلَ عبد الله بن عبد الرحمن و هو الإمام الدارمي، الإمام الدارمي أحد شيوخ الإمام البخاري. لما مات الدرامي وبلغ نعيه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
بكي البخاري وأنشد قائلاً
إن عشت تُفجعُ بالأحبة كُلِهِم
وفناءُ نفسِكَ لا أبَ لكَ أفجعُ.
(إن عشت تُفجعُ بالأحبة كُلِهِم) أي أن الإنسان طويل العمر عنده مشكلة، أنه يودع كل يوم حبيبًا، إذا أنه من آخرهم حياتًا، فدائمًا إذا دفن رجلاً يحبه يحزن عليه حتى يذهب بعضه ثم يدفن رجلاً يحبه ثم يدفن رجلاً يحبه، فهو قد عاين الأحباب جميعًا إذ طال عمره.
(وفناءُ نفسِكَ لا أبَ لكَ أفجعُ) أي فناء نفسك أفجع، أو ينبغي أن تتفجع عليها أكثر من تفجعك على من تحب.
سُئِلَ الإمام الدارمي -رحمه الله- وله كتاب اسمه السُنن، سُنن الدارمي مشهور- عن حديث محمد بن كعب (لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه) وهذا الحديث لا يصح، وقيل له محمد يزعم أن هذا صحيح أي إلى محمد بن كعب، أي ليس مرفوعًا إلى النبي -?، الكلام هنا منسوب إلى محمد بن كعب، وإلا فالحديث المرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال هذا الكلام لا يصح إذ تفرد بروايته الديلمي، ومفاريد الديلمي عادة إما مكذوبة إما منكرة وإما ضعيفة. فقيل له أن محمدًا -أي البخاري- يزعم أن هذا صحيح، فقال: محمد أبصر مني، هذا كلام شيخه عنه، لأن همه النظر في الحديث أما أنا فمشغول مريض، ثم قال: محمد أكيس خلق الله، إنه عقل عن الله ما أمره به ونهى عنه في كتابه وعلى لسان نبيه -?. إذا قرأ محمد القرآن شغل قلبه وبصره وسمعه وتفكر في أمثاله وعرف حلاله وحرامه.
والإمام الدارمي أيضًا طلب كتاب البخاري في الأدب المفرد: البخاري له كثيرة، سنذكر شيئًا من مصنفاته في موطنها، من هذه الكتب كتاب اسمه الأدب المفرد،.
سبب تسمية الأدب المفرد بهذا الاسم.
وسُميَ الأدب المفرد بهذا الاسم: لأن البخاري في صحيحه أفرد كتابًا سماه كتاب الأدب، فحتى لا يختلط على الناس في العزو تقول أخرج البخاري في الأدب، هل الأدب الذي في الصحيح أو الأدب الذي أفرده عن الجامع الصحيح من أجل ذلك سماه كتاب الأدب المفرد.
طلب الدارمي -رحمه الله- كتاب الأدب للإمام البخاري -رحمه الله- فأراد أن ينظر فيه وينظر كيف صنف البخاري كتابه هذا وحبسه عنده ثلاثة أشهر، فلما قال القائل فلما أخذ مني الكتاب هل وجدت فيه حشوًا أو حديثًا ضعيفًا؟ فقال ابن إسماعيل لا يقرأ على الناس إلا الحديث الصحيح، وهل يُنكَرُ على محمد!.
كلام شيوخ البخاري -رحمه الله- كلام كثير في هذا، وطبعًا إذا كان هذا كلام شيوخه فكيف بأقرانه؟ فكيف بتلاميذه,؟.
مثل الإمام مسلم بن الحجاج -رحمه الله- صاحب الصحيح: لما سأل البخاري عن علة حديث، وذكرها له البخاري، قال له دعني أقبل قدميك يا أستاذ الأستاذين وطبيب الحديث في علله، أشهد أنه لا يبغضك إلا حاسد. هذا كلام الإمام مسلم -رحمه الله- مع شيخه الإمام البخاري.
ابن خُزيمة و يعتبر من تلاميذ البخاري ومن أقرانه في نفس الوقت مثل مسلم يقول: [ما أعلم تحت أديم السماء أحدًا أعلم بالحديث وأحفظ من محمد بن إسماعيل البخاري.] هذا فضلاً أو ناهيك عن تلاميذه الآخرين مثل الإمام الترمذي الذي تخرج به.
ورع الإمام البخاري -رحمه الله- وعبادته وفضله:
كان -الإمام البخاري_ يقول: [إني لأرجو أن ألقى الله -تبارك وتعالى- ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.]
الإمام الذهبي -رحمه الله- علق على كلام البخاري: قال صدق: فمن نظر إلى كلامه في الرواة علم ذلك. لأن البخاري -رحمه الله- كان يستخدم الكلام اللطيف، حتى في الجرح -جرح الرواة، يقول مثلاً في الراوي" فيه نظر"لا يقول "كذاب "مثلاً،" مغفل" أو ما يشبه هذه العبارات التي تشعر بالقوة، في الجرح، أن يقول ليس بثقة -لا- كان قليلاً ما يستخدم هذه العبارات، كانت عباراته على أية حال عبارات رقيقة، أقوى عبارة استخدمها البخاري أن يقول البخاري "منكر الحديث" فكان يقول أرجو أن ألقى الله -عز وجل- وأنه لا يحاسبني أني اغتبت أحدًا.
إشكال وإيضاحه:
هل الكلام في رواة الحديث يعد من الغيبة المحرمة؟
يوجد راوي سيء الحفظ، حفظه ليس مضبوطاً، يمكن يدخل الكلام في بعضه، يدخل الأحاديث في بعضها، الحديث المكذوب يجعله صحيحًا أو يجعل كلام الناس فينسبه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- مثلما, حدث لثابت بن موسى الزاهد
ضرب الشيخ_ حفظه الله _ مثلاً لراويٍ سيء الحفظ (ثابت بن موسى الزاهد)
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ثابت بن موسى الزاهد، رجلاً مغفلاً سيء الحفظ، في ذات مرة من المرات وكان متعبدًا وشغلته العبادة عن حفظ الحديث لأن حفظ الحديث يحتاج إلى مداومة النظر ويحتاج إلى نهمة الطالب وهذا تثبيت الحفظ كما قال البخاري -رحمه الله- فانشغل ثابت بن موسى بهذه العبادة ولم يضبط الحديث، ذات يوم من الأيام ثابت بن موسى الزاهد دخل مسجدًا من المساجد وكان أحد المحدثين واسمه شَرِيك بن عبد الله النَخعي كان يحدث الطلبة بحديث، فقال لهم حدثنا الأعمش عن أبي سفيان -أبو سفيان طلحة بن نافع- عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي ? قال: وبعد كلمة قال: دخل ثابت بن موسى الزاهد من باب المسجد، فخاطبه شَرِيك (بيتبسط معه) فقال له "من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار"، يمزح معه يريد أن يقول له أنت وجهك منور وأنت طول الليل أكيد تصلي، فظن ثابت أن هذا هو الحديث، أن هذا "من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار" هو كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- فخرج من المسجد وجعل يقول حدثنا شريك قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله ? "من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار."
هل قال: النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الكلام؟
لا لم يقله الذي قال هذا هو شريك، كان يمزح معه، لكنه لم يضبط المسألة لأنه كان سيء الحفظ فجعل كلام شريك من كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام.
الذي يترتب علي ترك كل راوٍ سيء الحفظ لسوء حفظه.
فلو تركنا كل راو سيء الحفظ نتركه لسوء حفظه إذاً لضاعت الشريعة كلها، فما كان العلماء يقبلون أي خبر من أي راوٍ من الرواة إلا إذا كان حافظًا ضابطًا وإلا ستضيع السنة كلها،.
الدور الذي قام به علماء الحديث حيال حفظ السنة.
1 - قام علماء الحديث ونظروا في الرواة الذين نقلوا إلينا الأحاديث وسألوا عن كل راو أهل بلده وأهل العلم، فقيل فلان كذاب أو ثقة أو سيء الحفظ أو ساقط العدالة فكان علماء الحديث يكتبون هذا الكلام ودونوه في كتب. 2 - ترتيب كل الرواة الذين رووا الأحاديث على حروف الهجاء، من بدأ اسمه بحرف الألف، من يبدأ أسمهم بحرف الباء، حرف التاء ... إلى آخر الثمانية وعشرين حرف.
3 - ويذكرون أقوال أهل العلم في كل راو. بذلوا مجهودًا خارقًا حتى يحفظوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-
فبعض الناس قال: كونك تقول الراوي سيء الحفظ تكون قد اغتبت هذا الراوي، وبدأ يظهر حزب من الأحزاب مضاد لعلماء الجرح والتعديل الذين يقولون في الرواة سيء الحفظ أو مغفل إلى آخر عبارات الجرح.
قال أحد الشعراء الذي كان يقف لابن معين و لعلماء الجرح والتعديل:
أرى الخيرَ في الدنيا يقلُ كثيرُهُ
وينقُصُ نقصًا والحديثَ يزيدُ.
فلو كان خيرًا كان كالخيرِكُلِهِ
ولكن شيطانَ الحديثِ مَرِيدُ.
ولابن معينٍ في الرواةِ مقالةٌ
سيُسألُ عنها والمليكُ شهيدُ
فإن تكُ حقًا فهي في الأصلِ غِيبةٌ
وإن تكُ زورًا فالقِصاصُ شَدِيدُ
يشير بآخر هذا الكلام إلى حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- (لما سُئِلَ فقيل يا رسول الله ما الغيبة؟ قال الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قال أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) وبهته من البهتان_ أي الكذب_إذاً معني الحديث هذا أن كل علماء الجرح والتعديل دخلوا في باب الغيبة، لأنه العالم قال أن فلان هذا سيء الحفظ وهو كان فعلاً سيء الحفظ، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال (فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته).
كيف نخرج من هذه المسألة؟
لأن هناك أحاديث للنبي -عليه الصلاة والسلام- وصف بعض الناس بما فيه وكان قدحًا كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت (استأذن رجل على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال بئس أخو العشيرة، أو قال بئس رجل العشيرة، فلما دخل الرجل ألان النبي ? له الكلام وأجلسه) ثم بعد انصراف الرجل, استشكلت عائشة هذا. (قال بئس أخو العشيرة) أي ذمة وسبه فلما دخل عليه ألان له الكلام، كيف يحدث هذا فحدث عندها استشكال فسألت رسول الله ? قالت: يا رسول الله قلت ما قلت وصنعت ما صنعت -قلت فيه كلامًا شديدًا وصنعت فيه معروفًا واستعملت اللطف وحسن الخلق معه.
فقال (يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يُتقى لفحشه)
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عندنا حديثان ظاهرهما التعارض. ( .. ما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته)، الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال (بئس أخو العشيرة) أليس هذا حق؟ نعم حق. فهذا على مقتضى الكلام الأول يعتبر غيبه! قال: لا. كيف ذلك إذاً وفق لنا بين الأحاديث، وهل هناك تعارض بين الحديثين؟ لا.
الأوجه التي تجوز فيها الغيبة.
بعض العلماء وهو الإمام محمد بن عوجان المالكي وهو أحد تلاميذ الحافظ بن حجر العسقلاني صاغ الأوجه التي تجوز فيها الغيبة في بيتين من الشعر رائقين
"القدحُ ليس بغِيبةٍ في ستةٍ. أي إذا ذكرت أخاك بما يكره لا يكون غيبة محرمة في ستة أشياء. يقول
القدحُ ليس بغِيبةٍ في ستةٍ
متظلمٍ ومُعَرِفٍ ومُحَذِرِ
ومُجَاهِرٍ فسقًا ومستفتيٍ
ومن طلب الإعانَةَ في إزالةِ مُنكَرِ"
جرح الرواة أن تقول هذا فيه كذا وهذا صفته كذا يدخل تحت قوله (ومُعَرِفٍ) أن أعرف هذا الراوي بأنه سيء الحفظ أو أنه ليس أهلاً للرواية، هذا ليس بغيبة، لأنه ضرب من النصيحة،.
إنما الغيبة ما قصدت به هضم حق المجروح، وأنك تُنزل منه.:
مثل ما حدث من عائشة -رضي الله عنها- (دخلت صفية أو زينب على النبي ? فقالت عائشة للنبي ? حسبك منها أنها قصيرة، فقال -عليه الصلاة والسلام لها- لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) _أي لغيرت طعمه_ولما استطاع الناس أن ينتفعوا به. فهذا وصف، لكن عائشة -رضي الله عنها- قصدت أن تنتقص بهذا الوصف صفية أو زينب؛.
بخلاف ما إذا قال عالم الحديث أن هذا كذاب أو أن هذا سيء الحفظ أو أن هذا مختلط، الذي دفعه إلى ذلك هو صيانة حديث رسول الله ? أن يدخل منه ما ليس فيه،.
فجرح الرواة لا يعد من الغيبة المحرمة بإجماع أهل العلم،.
لم يختلف أحد من أهل العلم الذين يرجع إلى قولهم في أن هذا إنما هو داخل في باب النصيحة وليس داخلاً في باب الغيبة المحرمة.
لكن الإمام البخاري -رحمه الله- كان يستخدم العبارات اللطيفة في مثل هذا ولا يستخدم العبارات القوية مثلما يستخدمها بقية الأئمة من شيوخه ومن أقرانه.
يقول محمد ابن أبي حاتم الوراق عن البخاري: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر بأهلها. أي أن يقصد تنقيص المغتاب، لكن الكلام في رواة الحديث كما قلنا ليس من هذا الضرب.
قال أبو جعفر الوراق: وكان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاثة عشرة ركعة وكان لا يوقظني في كل ما يقوم فقلت أراك تحمل نفسك شيئًا كثيرًا في هذا ولم توقظني، قال أنت رجل شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
قال غُنجار: وغُنجار هذا له كتاب اسمه تاريخ بخارى، ذكر فيه ترجمة للإمام البخاري -رحمه الله- قال:" كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات ليلة فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة فلما قضى صلاته قال: انظروا أي شيء آذاني".
الإمام البخاري كعادته كان يستعمل الحديث في العبادة.: لم يكن مجرد رجل يجمع الأحاديث وكان منفصلاً عنها -لا- وهذا كان ديدن علماء الحديث الذين جعل الله _سبحانه وتعالي_ لهم لسان صدق في الأمة، كانوا يتدينون بالحديث.
الإمام أحمد بن حنبل كان كلما كان يروي خبر من الأخبار كان ينفذه. حتى جاء على الحديث أن أبا طيبة الحجام حجم النبي ? فدعي أحمد بن حنبل بالحجام فحجمه فأعطاه أجره حتى يتأسى بالنبي ? مع أنه لم يكن له حاجة للحجامة.
فكان الإمام البخاري -رحمه الله- يستعمل الأخبار التي كان يرويها، في حياته، وهذه بركة العلم.
كما قال مجاهد بن جبر -رحمه الله-" ليس العلم بكثرة المسائل ولكن العلم الخشية" أي أن هذا العلم ينبغي أن يحملك على أن تخشى الله -تبارك وتعالى.
اجتهاد أصحاب رسول الله ? في العبادة:
هناك في الصحابة من فعل مثلمحمد بن إسماعيل وصبر علي لسعه الزنبور سبع عشرة وخبره خبر عجيب جدًا رواه الإمام أحمد بن حنبل وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن جابر -رضي الله عنه-
(يُتْبَعُ)
(/)
فذكر أن النبي ? أغار على قوم من المشركين ثم أسروا امرأة رجل من المشركين فلما جاء صاحب المرأة -زوج المرأة من المشركين- أين امرأتي قالوا له أن المسلمون أغاروا علينا وأخذوا زوجتك فأقسم الرجل ليُريقنَ في أصحاب رسول الله ? دمًا، بدأ يبحث أين ذهب المسلمون، ليستنقذ المرأة، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- وصل إلى مكان من الأماكن و عرس الجيش، فقال النبي ? من يكلأنا الليلة -أي يحرسنا - فقام رجلان (رجل مهاجري ورجل أنصاري) في رواية خوات بن جبير عند البيهقي في دلائل النبوة أن الأنصاري (كان عباد بن بشر) والمهاجري (كان عمار بن ياسر) فقال الأنصاري عباد بن بشر لعمار بن ياسر تكفيني أول الليل وأكفيك آخره وإلا تكفيني أخره وأكفيك أوله، قال عمار بن ياسر اكفيني أول الليل، نام عمار بن ياسر وقام عباد بن بشر يصلي، وهو يصلي وصل الرجل المشرك صاحب المرأة وجد واحدا واقفاً ووجد خيام عرف أنه النبي ? مع الصحابة والذي يقف هو الحارس الذي يحرس المسلمين، عرف هذا المشرك أن هذا الواقف هو ربيئة القوم -أي طليعته- والذي يقوم على حماية الجيش، كان مع المشرك السهم والنبل فضربه بسهم، فوقع في رجل عباد بن بشر فانتزعه عباد ورماه وأكمل صلاته فضربه بسهم ثانٍ فانتزعه ورماه ولم يقطع الصلاة فضربه بسهم ثالث فانتزعه ورماه ثم ركع، وأيقظ المهاجري عمار بن ياسر الذي كان ينام بجانبه فلما استيقظ عمار إذا عباد بن بشر يموج دمًا، فعندما عرف المشرك أنه أيقظ من بجانبه وأنهم سيتبعونه فهرب، فعمار بن ياسر يقول له، أو المهاجري يقول له يرحمك الله هلا أيقظتني عندما رماك قال والله لولا أنني على ثغر من ثغور المسلمين وأخشى أن يضيع أو أن أضيع الأمانة، لأن النبي ? قال من يكلؤنا؟ فالمفروض أنه لا ينشغل بالصلاة عن حماية المسلمين، لكنه ما أحب أن يقف بل أراد أن يصلي وإذا استدعى الأمر أنه يمكن يخرج من الصلاة أو أنه يتمها سريعًا لولا أنني على ثغر من ثغور المسلمين أخشى أن أضيعه فوالله ما خرجت من صلاتي حتى لو تقطعت نفسي. فهذا الصبر الذي يمكن أن يصبره الإمام البخاري على لدغ هذا الزنبور أعتقد أنه أخذه من مثل حكاية جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما.
يقول محمد بن أبي حاتم الوراق: ركبنا إلى الرمي، كان العلماء قديماً يتعلمون الرمي، لأنهم كانوا يرابطون على الثغور برغم أن دولة الإسلام كانت منتشرة وما كان هناك عدو يستطيع أن ينظر إلى المسلمين مجرد نظرة، لكن وردت أحاديث كثيرة في فضل الرباط، أنك تأتي على الثغور المتاخمة للعدو وتذهب بنية الرباط فكان علماء الشريعة جميعًا يذهبون إلى هذا الرباط ويظل بالأيام الطويلة أو الأشهر الطويلة ويرجع إلى بيته ثم يرجع إلى الثغور وهكذا.
بعض العلماء كابن المبارك رابط عشرين سنة: ليس معني ذلك أنه ظل مرابطاً عشرين سنة ولكنه يذهب ويرجع يذهب مثلاً أسبوع ويرجع ثم بعد شهر يرجع أسبوع وهكذا أي على مدار عشرين عامًا كان يرابط.
فكانوا يتعلمون الرمي حتى إذا جد الجد يستطيعون أن يدافعوا عن بيضة الإسلام.
مايدل علي أن الإمام البخاري كان يتدين بما وصله من العلم.
يقول محمد بن أبي حاتم الوراق: أنهم خرجوا إلى الرمي مرة مع الإمام البخاري والإمام البخاري كان ماهرًا في الرمي، كان هناك قنطرة على نهر والقنطرة مثبته بأوتاد فالإمام البخاري يضرب بسهمه فوقع في وتد القنطرة فأخل به، فعندما حدث ذلك ترك الرمي وقال:لمحمد بن أبي حاتم الوراق اذهب إلى صاحب القنطرة فقل له إما أن نرفع الوتد ونضع وتداً مكانه وإما أعطيك غرامة ما أفسدت، كان صاحب القنطرة (اسمه حميد بن الأخضر) فلما ذهب محمد بن أبي حاتم الوراق لحميد بن الأخضر يخبره بما قاله الإمام محمد بن إسماعيل ضرب وتد القنطرة وأخل به ويريد أن يدفع عوض عن هذا فوجد حميد بن الأخضر في نفسه وقال ما كنت أتمنى أن البخاري يحتشمني في وتد، فإن كل ملكي فداءً له والله ولو قلت نفسي لكذبت لكن كل مالي فداءً لمحمد بن إسماعيل البخاري،.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعندما وصل هذا الكلام للإمام محمد بن إسماعيل البخاري فمن سروره بسقوط المظلمة حدث الغرباء بخمسمائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم مع أن إصلاح الوتد قد لا يتكلف ثلاث مائة درهم كان ممكن يصلحه أو كان ممكن البخاري لا يخرج الصدقة، لكن إمام يتدين بما وصله من العلم ويعلم أن المفلس يوم القيامة يأتي بصلاة وصيام وحج وسائر أعمال البر لكنه يأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار، كما قال رسول الله -?،.حدثهم بخمسمائة حديث، فهذا يعتبر الغنيمة الباردة بالنسبة لطلبة الحديث،
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:22]ـ
مايدل علي أن بعض علماء الحديث كان عسيرًا في الرواية من باب تربية الطالب.
كان بعض علماء الحديث لا يعطي الحديث للطالب إلا وتكاد روحه أن تخرج مثل الأعمش -رحمه الله- سليمان بن مهران الأعمش وكان من تلاميذه شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وهشام الدستوائي، جماعة من الكبار فطاحل،.يذكر الخطيب البغدادي في كتاب شرف أصحاب الحديث: أن الأعمش اشترى كلبًا لأصحاب الحديث، عندما يسمع دبيب أرجلهم ناحية البيت يطلق الكلب عليهم فتصور شعبة لما يجري أمام كلب أو سفيان الثوري, هم يجرون أمام الكلب والكلب يرجع ويدخل البيت فيعاودون الكرة مرة أخرى ويرجعون يطلع عليهم الكلب وهكذا، في يوم من الأيام اقتربوا من البيت بحذر حتى لا يخرج عليهم الكلب فهجموا عليه في داره، فلما رآهم بكى، قالوا ما يبكيك يا أبا محمد، قال مات الذي كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
الأعمش حديثه يملأ دواوين السنة. لكنه كان عسيرًا من باب تربية الطالب، حتى قال له مرة رجل يا أبا محمد (الأعمش) حديث كذا وكذا ما إسناده فأخذ بحلقه ولزقه في الحائط وقال هذا إسناده.
وذات مرة تلميذه أبو بكر بن عياش قالوا له يا أبا بكر حدثنا بحديث قال لهم اختاروا السند أو المتن فقالوا له أنت عندنا إسناد، فقال لهم كان إبراهيم يدحرج الدن._الدن _شيء مستدير فشح عليهم أن يعطيهم ما ينفعهم،.
كان خطه عند بعض علماء الحديث أن يكون عسيرًا في الرواية ولا يكاد يحدث بالحديث إلا بشق الأنفس، وطبعًا لهم في باب التربية كلام في هذا.
فكون البخاري -رحمة الله عليه- من باب الشكر لله -عز وجل- وأنه خرج من هذه المظلمة، وتد! وما قصد البخاري عامدًا أن يفسد هذا الوتد، إنما سهمه الذي ذهب إلى الوتد وكان ممكن يصلحه ومع ذلك فرحًا بخروجه من المظلمة وأنه لا يسأل عنها يوم القيامة حدث بخمسمائة حديث ثم تصدق بثلاث مائة درهم.
قال محمد بن أبي حاتم الوراق:وكان البخاري يركب إلى الرمي كثيرًا فما أعلمني رأيته في طول ما صحبته أخطأ سهمه أبدًا إلا مرتين، فكان يصيب الهدف في كل مرة وكان لا يُسبَق. كان موجود عند العلماء مسألة الرمي، مسألة الجري مسألة العدو، كان ينفع في القتال آنذاك.
ما يدل علي أدب الإمام الشافعي -رحمه الله-
والإمام الشافعي كان مشهورًا أيضًا بالرمي كما حكاه عمرو بن سواد، عمرو بن سواد أحد شيوخ مسلم. يقول: عمرو بن سواد قال لي الشافعي كانت نهمتي في الرمي وفي العلم، أما الرمي فكنت أصيب فيه عشرة من عشرة ثم سكت. لم يرض يتكلم عن العلم. فقال عمرو بن سواد والله إنك لفي العلم لأكبر منك في الرمي. وهذا يدل علي أدب الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه لم يذكر شيئًا من العلم لأنه لا يصح للمرء أن يمدح نفسه في العلم، بل العالم حقًا هو الذي يدع الناس يحكمون عليه ويحكمون على علمه.
قال محمد بن أبي حاتم الوراق وأملى علي البخاري ذات يوم حديثًا كثيرًا فكأنه أحس أنني مللت، فقال له فإن أصحاب التجارة في تجارتهم وأصحاب الملاهي في ملاهيهم وأنت مع رسول الله ? وأصحابه، قال فحفزني.
مايدل علي سماحة نفس الإمام البخاري رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما سماحة نفس الإمام البخاري فهذا خبر غريب جدًا، يتلخص في أن رجلاً اقترض من الإمام البخاري خمسة وعشرين ألف درهم، ثم أخذ الدراهم ومشي، فالبخاري أرسل له لايرد عليه، فالبخاري كان في بلد اسمها فرابر، وفي بلد اسمها آمل بجانب فرابر، فوصل للإمام البخاري أن من اقترض منه نزل في آمل، فقال من كان حول البخاري , نكتب إلى عامل آمل (المحافظ) يأتي لك بهذا الرجل، فقال لهم لا إنني إذا كتبت إليه كتابًا طلب مني في مقابله كتابًا آخر، ولا أبيع دنياي بديني.
فائدة: الباء تلحق دائمًا بالمتروك، مثال ذلك: يقول" استبدلت الثوب القديم بثوب جديد،" هذا خطأ والصحيح أن تقول:" استبدلت الثوب الجديد بثوب قديم ",لأن الباء باء الاستبدال تُلحَق دائمًا المتروك الذي تركته الثياب القديمة فالمفروض إن الباء هذه تلتحق بالشيء الذي تركته أنت،.
كما قال تعالى ?وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ? .. (النساء2) هل تركوا الخبيث أم تركوا الطيب إنما تركوا الطيب, لذلك التحقت الباء بالمتروك.
وكما قال الله تعالى ?أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ?. (البقرة61) مالذي تركوه؟ تركوا الخير -المن والسلوى- فالتحقت الباء بالمتروك.
فالبخاري يقول أنا لا أبيع دنياي بديني. خشي الإمام البخاري أنه إذا كتب شفاعة للأمير أن الأمير في يوم من الأيام يطلب منه مايقابل هذه الشفاعة وهذه نفعت الإمام البخاري في بحث محنته الذي سنذكره إن شاء الله تعالى بعد ذلك.
ثم يكمل فضيلته مايدل علي سماحة نفس الإمام البخاري: ثم قال لهم أنه لا يحل لي أن أروع مسلمًا، الإمام البخاري -رحمه الله-استعمل الأخلاق النبوية والوساطة النبوية في مثل هذا، كما رواه أبو داوود والإمام أحمد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب رسول الله ? أنهم كانوا في مسير معه -عليه الصلاة والسلام-ثم ارتاحوا، فنام رجل منهم وكان له نبل، قال فأخذنا منه نبله وهو نائم، فلما استيقظ ولم يجد نبله فزع، فقال فضحكنا، فقال -عليه الصلاة والسلام- مم تضحكون؟ قالوا يا رسول الله لا إلا أنا أخذنا نبله وهو نائم فلما استيقظ فزع، فقال ? إنه لا يحل أن يُروَع مسلم.
الإمام البخاري حياته كلها مثل سائر الأئمة الكبار الذين جعل الله لهم لسان صدق في الأمة كانوا يستعملون الأخبار، كل شيء عنده إنما يستعمله بدليل، كانوا يتدينون بهذا العلم لذلك عزوا وسادوا.
أبى الإمام البخاري أنه يلاحق الرجل المدين بسبب شيئين:
السبب الأول: أنه لو كتب كتاباً لهم ستكون له بمثابة كسر العين وذلك كي يظل طوال عمره إنسان فاضل ليس لأحد جميل عليه لذلك يبتعد عنهم.
علماء السلف في مسألة قربهم من السلطان كان لهم مذهبان:
1 - فطائفة تقول لا يجوز:لأحد أن يقرب من الوالي أو الأمير وكان سفيان الثوري مثلاً -أحد رأس هذه الطائفة- يقول:" إذا رأيت العالم عند الأمير فاعلم أنه لص" وكان يقول:" إذا دعاك الأمير لتقرأ عليه ?قل هو الله أحد? فلا تذهب،"
وكان من هذا الدرب محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، و عبد الله بن المبارك -رحمه الله- وله أبيات شهيرة في ذلك، كان يقول فيها:
إن الملوك بلاءٌ حيثما حلوا
فلا يكن لك في أكنافهم ظِلُ.
ماذا تؤملُ من قومٍ إذا غضبوا
جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستغن بالله عن دنياهم ُأبدًا
إن الوقوفَ على أبوابهم ذلُ.
2 - وعلى المقابل كان هناك أئمة آخرون: يرون أن القرب من الأمير بركة وخير لأنه إذا لم يغلب على الأمير أهل الفضل والديانة غلب عليه أهل الفسق والفجور، والأمير إنما ينصت إلى قول البطانة دائمًا، فإذا كانت البطانة خيرة كان الأمير خيرًا، وإذا كانت البطانة سيئة كان الأمير على مثل ذلك، ومن هذه الطائفة الإمام مالك والإمام الأوزاعي والإمام الشافعي رحمة الله على الجميع.
ضابط المسألة: إذا كان المرء يعلم من نفسه أنه إن اقترب افتتن وبدل وغير فهذا لا يحل له أن يقترب لسلامة نفسه إذا وافى ربه يوم القيامة، أما إذا كان يعلم أنه لا يبدل ولا يغير ولا يغتاط بشيء من دنياهم ويستطيع أن يسدد الأمير في النصيحة فهذا لا بأس به أن يقترب من الأمير.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالإمام البخاري -رحمة الله عليه- لما رفض هذا كتبوا من ورائه كتابًا إلى (محافظ خوارزم) الذي كان الرجل عندما عرف البخاري قريب منه هرب لبلد بعيد فهم عرفوا أنه ذهب للمكان الفلاني وقالوا له أن هناك رجل أخذ دينًا من محمد ابن إسماعيل وهرب به واقبض عليه، فعلاً قبضوا عليه، فلما علم البخاري -رحمه الله- وجد وجدًا شديدًا وغضب جدًا وقال لا تكونون أشفق علي من نفسي وذهب عند الأمير وأطلق هذا الرجل الغريب وصالحه على أن يدفع في السنة عشرة دراهم. يقول محمد بن أبي حاتم الوراق ولم يدفع هذا الرجل لا قليلاً ولا كثيرًا. الإمام البخاري يترجم بهذا الحديث ما رواه هو في صحيحه وكذلك رواه مسلم معه أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال (تلقت الملائكة روح رجل لم يعمل خيرًا، فقيل له: ماذا عملت؟ قال: ما عملت شيئًا غير أنني كنت ذا مال، وكنت أداين الناس - يقرض الناس المعسرين- فكنت أرسل فتياني فأقول لهم أنظروا الموسر وتجاوزا عن المعسر، فتجاوز الله عنه."
وفي حديث أبي مسعود ألبدري عند مسلم والترمذي وغيرهما في هذا الباب قال الله -عز وجل-" أنا أحق بهذا منك، تجاوزا عنه.".
وكذلك رواه الشيخان من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-فهذا لا يكون إلا من سماحة النفس.
نصيحة وجهها الشيخ _حفظه الله_ لأصحاب الأموال.
نقول لإخواننا من أصحاب الأموال إذا أقرضت رجلاً أو إذا اشترى منك شيئًا فأعسر فأنظره إذا لم تطب نفسك أن تتجاوز عنه أنظره وإن تجاوزت عنه كان ذلك في رصيدك، أنت يمكن عندما تأخذ الأموال من الرجل المعسر وتضمها إلى أموالك الورثة يأخذوها، لكنك إذا تجاوزت عنه وكنت عندك نية أن تتجاوز عنه كان ذلك في رصيدك لم يشاركك فيه أحد من الناس قط.
ماتولي الإمام البخاري -رحمة الله عليه-بيعاً ولاشراءاً قط.
ويقول الإمام البخاري -رحمة الله عليه- ما توليت شراء شيء ولا بيعه قط فقلت له كيف وقد أحل الله البيع؟ قال لما فيه من الزيادة والنقصان، فخشيت إن توليت أن أستوي بغيري، فقلت من كان يتولى ذلك؟ قال: كنت أُكفي ذلك.
كلام الإمام البخاري هذا يحتاج إلى وقفة. البيع والشراء فيه نوع من الفصال. أنت رجل إمام مشهور معروف، عندما تذهب للشراء فتدور بينك وبين البائع ملاحاة في الثمن فيبيع لك بأي ثمن، لأنه يريد البيع صادف أنك تخطب جمعة أو تعطي درساً وهذا الرجل رآك ويمكن تكون تتكلم أنت عن السماحة في البيع والشراء، أو عن طيب النفس يقول هذا الرجل الذي أتعبني وأخذ مني البضاعة واستطاع أن يغلبني فيقع هذا الكلام موقعًا سيئًا في نفس المستمع.
العلم لايصل إلا بحشمة.
العالم يترك كثيرًا من المباحات حتى تظل حشمته كما هي، لأن العلم لا يصل إلا بحشمة، لابد أن يكون العالم محترم كي يصل العلم. لا بد أن يكون فقيه النفس يبتعد عن كثير من المباحات برغم أنها مباحة لأنها تؤثر في حشمته.
ماجعل الإمام البخاري رحمه الله لايتصدر للبيع والشراء:
رأى الإمام البخاري -رحمة الله عليه- أن التصدر للبيع والشراء والفصال في البيع والشراء يستوي فيه حينئذ مع غيره، فأراد الإمام ألا تنقص شيء من حشمته فجعل غيره هو الذي يتولي مسألة البيع ومسألة الشراء. يعني لله در الإمام البخاري -رحمه الله- ما كان أفقهه.
العالم كثيرا ما يمر بمشاكل مالية، لأنه ينفق ,كل ما يملك في طلب العلم. الإمام البخاري والده كان رجلاً تاجرًا وكان رجلاً غنيًا، يوم نام على فراش الموت -والد الإمام البخاري- دعى محمدًا ولده - البخاري- وقال له يا بني إني تركت لك ألف ألف درهم. مليون درهم، ما أعلم درهمًا فيه شبهة الذي وصل والد البخاري لهذه المرتبة وأن ماله حلال أنه كان دائمًا بجوار أهل العلم، كان يحضر دروس مالك وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وهذه الطبقة، كلما عن له شيء في البيع كان يسأل أهل العلم، فالمخالف للشرع كان يسقطه وإلا فقد الصفقة كلها.
الإمام البخاري كان له أخ اسمه أحمد، هما الاثنين ورثوا المليون درهم، أنفق البخاري هذا المال كله في طلب العلم حتى أنه في يوم من الأيام أفلس ولم يجد ثيابًا يلبسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت البخاري يقول: خرجت إلى أدهم بن أبي إياس فتخلفت عني نفقتي فجعلت أتناول الحشيش -حشيش الأرض لأنه لا يجد طعامًا يأكله- ولا أخبر بذلك أحدًا فلما كان اليوم الثالث أتاني آت لم أعرفه فناولني صرة دنانير وقال أنفقه على نفسك.
مسألة الفقر وشهرتها عند أهل العلم:
مسألة الفقر والورطة كانت مشهورة عند أهل العلم جميعًا، قل عالم إلا وأفلس، كل هذا بسبب أنه كان ينفق في رحلاته الطويلة إلى البلدان المختلفة ليلقى أهل العلم، كان ينفق كل ما معه، وبعض العلماء كاد أن يموت كأبي حاتم الرازي وله قصة عجيبة غريبة لعلنا نذكرها إذا جاء وقت نتكلم فيه عن رحلة أهل الحديث وبذلهم أنفسهم في طلب الحديث.
قصة لطيفة في الفقر الشديد (قصة قاضي المارستان، اسمه محمد بن عبد الباقي الحنبلي)
يحضرني الآن قصة لطيفة في الفقر الشديد الذي يقع فيه أهل العلم، ومع ذلك على مقتضى قانون العلم يجب عليهم أن يصبروا، هي قصة قاضي المارستان، اسمه محمد بن عبد الباقي الحنبلي، يقول محمد بن عبد الباقي الحنبلي أنه ظل في مكة حتى نفدت نفقته ثم جاع ولم يجد شيئًا قط ينفقه، خرج في الشوارع من شدة الجوع، وإذا به يجد صرة من الحرير ففتحها فوجد فيها عقداً أخذ الصرة وذهب إلى البيت، وهو جالس في البيت سمع مناديًا ينادي من وجد صرةً لونها كذا وكذا فله خمسين دينارًا. هو مفلس المهم خرج للرجل، قال له صف لي الصرة، قال له لونها كذا والخيط المشدودة به لونه كذا وفيها عقد فأعطى له الصرة، قال له هذه صرتك، فأحب أن يعطي له خمسين دينار فأنف أن يأخذ منه شيئًا وقال إنما يجب أن أبذل لك حقك بغير عوض، هذا حقك وهذه لقطة وأنا أمين عليها، فلم يستحل أن يأخذ من ماله شيئًا، ودخل بيته.
المهم ضاقت عليه القصة في مكة تمامًا، فركب البحر كي يذهب بلد أخري لعله يجد فيها سعة، الريح جاءت ضد المركب، فأصبحوا كالتائهين في البحر، غرق المركب وانكسر فتعلق بلوح، وهو بين الحياة والموت إلي أن رمي به الموج على الشاطئ وليس فيه حركة،.
بدأ يزحف على يديه ورجليه وجد مسجداً جلس بداخله، فدخل رجل من أهل البلد، سأله هل تعرف تقرأ قرآن؟ قال له نعم. قال له ستكون إمامنا ثم في يوم من الأيام وجدوه يكتب، فسألوه هل تعرف الكتابة فأجابهم بالإيجاب فطلبوا منه تعليم أولادهم ويعطوه على ذلك أجرًا. قال فتمولت- صار عنده مال_. قالوا له حيث أنك أصبحت من أهل البلد ولن نفرط فيك و عندنا بنت يتيمة نريد نزوجها لك، وغصبوا عليه أنهم يزوجونها له، كي يقيم معهم في البلد، المهم في يوم الزفاف، جالس بجوارها فسلط بصره على صدرها، فبكت البنت, وقالت لا يرفع عينه عن صدرها، إنه لا يريد أن ينظر إلي، إنما ينظر إلي صدري، فقالوا له يا أخي كسرت قلب اليتيمة، لماذا لانتظر لها؟ قال إن لهذا العقد قصة، هذا العقد الذي كان داخل الصرة, فصاح الناس وكبروا وقالوا إن والد هذا الفتاة كان يقول اللهم لقني بالذي وجد العقد لأزوجه ابنتي، لما رأى أمانة محمد بن عبد الباقي قاضي المارستان كان يتمنى أن يلتقي به مرة أخرى ليزوجه ابنته وكان أمر الله قدرًا مقدورًا.
معاناة العلماء وإفلاس العلماء مسألة من المسائل الشهيرة، قل أن تجد عالمًا إلا وأفلس. أحيانًا كان يضطر العالم أن يبيع الكتاب، وطبعًا الكتاب مثل ابن من أبنائه العالم.
أبو الحسن ألفالي وبيع كتبه بسبب الفقر:
وأذكر من الذين باعوا كتبهم بسبب الحاجة أبو الحسن ألفالي علي بن أحمد بن علي بن سلَّك ألفالي وكان عنده نسخة من كتاب الجمهرة لابن دريد وكانت في غاية الجودة والإتقان، أفلس فاضطر أن يبيع هذا الكتاب بستين دينارًا، لكن كتب على جلدة الكتاب من ج الداخل ه
أنستُ بها عشرين حولاًَ وبعتُها
فقد طال شوقي بعدَها وحنيني.
وما كان ظني أنني سأبِيعُها
ولو خلدتني في السجون ِديوني.
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ
صغارٍ عليهم تستهل شئوني.
فقلت ولم أملك سوابق عَبرةٍ
مقالةَ مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك
كرائم من رب بهن ضنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب هذه الأبيات التي يتفجع بها على النسخة التي كان يحتفظ بها. الذي اشترى النسخة الشريف المرتضى -كما ذكر ابن خليكان في وفيات الأعيان- وأثناء فتحة للجلدة الجلدة وجد ماكتبه أبو الحسن ألفالي في رئاء لحاله وللنسخة، عندما قرأ هذه الأبيات أخد النسخة وأرجعها لأبي حسن ألفالي وأعطاه الستين دينار.
إملاق أهل العلم وفقرهم مسألة موجودة تقريبًا عند سائر أهل العلم الكبار وذلك بسبب أنهم كانوا ينفقون أموالهم في الرحلة، ليس لأنهم كانوا فقراء -لأ- لكن مؤنه العلم شديدة, لو أن رجلاً أراد أن يكون لنفسه مكتبة محترمة - الحد الأدنى من الكتب، كي يأتي بما يريد في كل فن من الفنون مجموعة من الكتب أقل مبلغ يمكن أن يدفعه الإنسان مائة وخمسين ألف جنيه عشان يعمل مكتبة محترمة، ويبقى عنده كتب كثيرة جدًا لا يستطيع الإتيان بها لكنه إذا توسع يعني وأحب يعمل مكتبه أكثر احترامًا وإن لم يأت بكل الكتب ممكن يكون ضعف هذا المبلغ.
يحث فضيلة الشيخ علي كفالة طالب العلم.
ما ينبغي للمسلمين لاسيما الأغنياء أن يكفلوا طلاب العلم وأن يكفوهم مؤنه الحاجة وأن يشتروا لهم الكتب، ذكرت لكم أن بعض الكتب مثل سير أعلام النبلاء أو تأديب الكمال للمزي ثمنه أكثر من ألفين جنيهاً، مسند أحمد بألفين ومائتي جنيه، مسند أحمد كتاب واحد فقط، سير أعلام النبلاء في قرابة ألف وتسعمائة جنيه، فتح الباري أقل نسخة النسخة تتجاوز المائة وثلاثين جنيهًا أو مائة وأربعين جنيه. فالكتب أمرها صعب جدًا.
فالعلماء القدامى كان أموالهم تنفق إما على الرحلة، وهذا كان غالب ما ينفق على الرحلة في طلب الحديث، أو على استئجار النساخ أو على شراء الكاغد _ الأوراق_ وشراء الأحبار وهكذا. فما من عالم إلا وله في هذه المسألة شيء يقال.
الكلام عن البخاري كلام كثير جدًا، لكن أنا أريد أن آتي بحكاية واحدة فقط ثم ندخل في محنة البخاري، لأن ما من عالم إلا وله محنة من المحن، أي عالم رباني لازم تجد له محنة من المحن، فقبل ما أدخل في هذه المسألة أذكر شيئًا من سماحة الإمام البخاري
مايدل علي سماحة نفس الإمام البخاري_ رحمه الله_.
-من سماحة نفسه، والذي حكي هذه المسألة أبو جعفر الوراق هو تلميذ الوراق ووراقه وناسخه، أبو جعفر الوراق ذكر مرة أمام البخاري أنه يريد أن يشتري بيت، فالبخاري قال له ينبغي أن تذهب إلى فلان ماسك أموال البخاري وتأتي منه ألف درهم، فذهب فأتي بألف درهم، فقال له وهو يمليه، قال له أنا أريد أطلب منك شيء قال له تقبلها! قال نعم ونعمى عين، قال له خذ الألف درهم هذه واستعن به على شراء الدار وسامحني واجعلني في حل، قال له لماذا؟ قال له إني قرأت خبر سعد وعبد الرحمن، وكان ينبغي أن أقاسمك شطر مالي فسامحني واعذرني لأنني قصرت في هذا. ماهو خبر سعد وعبد الرحمن؟
خبر سعد وعبد الرحمن. البخاري -رحمة الله عليه- رواه في صحيحه من وجهين،:
الوجه الأول: عن عبد الرحمن بن عوف في كتاب البيوع، ورواه في مناقب لأنصار ورواه من حديث أنس بن مالك وكرره من حديث أنس في أحد عشر موضعًا من صحيحه،:
خلاصة الخبر:
هذا أن النبي ? لما دخل المدينة فآخى بين المهاجرين والأنصار، فكان من الذين آخى بينهما سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف، سعد ين الربيع أنصاري، عبد الرحمن بن عوف مهاجري، و المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم وخرجوا مهاجرين في سبيل الله -عز وجل-، الأنصار كانوا في بلادهم وفي حاضرتهم. فلما آخى النبي ? بين سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف، قال سعد لعبد الرحمن أنا أكثر أهل المدينة مالاً فخذ شطر مالي وعندي زوجتان فانظر إليهما واختر أعجبهما إليك أطلقها لك فإذا انقضت عدتها تزوجتها. هذه سماحة عجيبة، لأن ليس من طبيعة العرب أنهم يتنازلوا، واحد يتنازل عن عرضه وإلا يتنازل عن امرأته، فقال له عبد الرحمن بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلني على السوق).
بقدر إكباري بسماحة سعد كان إكباري لنبل عبد الرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب عبد الرحمن بن عوف إلى السوق فما هو إلا أيام حتى استطاع أن يجمع شيئًا ذا بال من المال، لم يمر عدة أيام بعد ذلك إلا ولقيه رسول الله ? في بعض الطريق، النبي ? لقي عبد الرحمن بن عوف وعليه أثر صفرة، فقال مهيم يا عبد الرحمن -مالحكاية _ فقال تزوجت يا رسول الله. هذا الكلام في خلال شهر مثلاً (تزوجت يا رسول الله، فقال له -عليه الصلاة والسلام- بكم أصدقتها (أمهرتها) قال أصدقتها نواة من ذهب، فقال له أولم ولو بشاة) عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- كان إذا تاجر في التراب ربح من البركة.
فالإمام البخاري يقول لابن أبي حاتم الوراق الصحيح أنني أقسم معك مالي كما فعل سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف. المهم القصة الحقيقة طويلة، وفي الآخر محمد بن أبي حاتم الوراق أبى أن يأخذ هذا المال ورده للبخاري، فالبخاري -رحمة الله عليه- قال له حيث أنك رددت المال إليَّ فلا أقل من أن تقبل مني ثلاثمائة درهم كنوع من المواساة.
محنة الإمام البخاري -رحمة الله عليه.
نأتي أخيرًا إلى المحنة محنة الإمام البخاري -رحمة الله عليه. البلاء شيء مسلط على بني آدم، لابد أن تبتلى إما أن تبتلى في الله أو أن تبتلى في الدنيا، أهل العلم والفضل يفضلون البلاء في الله لأن كله أجر.
الذين يهربون من الالتزام, يقولون أن المؤمن مُصاب, ودائمًا عليه مشاكل أنت عندما هربت من مشاكل الالتزام هل نجوت! لابد أن يبتلى المرء بأي نوع من أنواع البلاء، فلأن يبتلى المرء في الله ليكونن خيرًا له من أن يبتلى في الدنيا.
والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء حتى إنه ليمشي على الأرض وما عليه خطيئة).
وفي نفس الوقت يعود هذا على قلبه بالخير لأن القلب إنما يقوى في المحن والعواصف، ترمي القلب في العواصف يقوى ولا يضعف، ويوزن المرء يوم القيامة بقلبه، فربنا -عز وجل- أناط البلاء بأوليائه حتى يأتون الله -عز وجل- يوم القيامة بقلب قوي سليم، فما من عالم رباني له في الناس قدم صدق إلا وتجد له عنوانًا في ترجمته بعنوان محنته.
البخاري -رحمه الله- امتحن مرتين:
في المرة الأولى مع شيخه الإمام محمد بن يحيى الزُهلي: وكان الزُهلي إمام نيسابور، كان ملكًا غير متوج لا ترد له كلمة وكان صاحب حشمة كاملة في نيسابور. فالإمام البخاري لما عزم أن يذهب إلى نيسابور وأبلغ محمد بن يحيى الزُهلي أنه قادم إلى نيسابور، قال محمد بن يحيى الزُهلي في درسه لتلاميذه -وكانوا بالألوف- قال غدًا يأتينا العبد الصالح محمد بن إسماعيل فمن أراد أن يستقبله فإني مستقبله. خرج الزُهلي يقابل البخاري والبلد كلها خرجت مع الزُهلي والناس من فرحتها بقدوم البخاري نثروا الدنانير على رؤوس الأشهاد ونثروا قطع السكر والحلوى ابتهاجًا بقدوم الإمام محمد بن إسماعيل البخاري إلى نيسابور، جاء البخاري إلى نيسابور ونزل في دار البخاريين وبدأ البخاري يعطي دروسًا في العلم ويُملي العلم على الطلبة.
كانت في ذلك الوقت هناك فتنة جسيمة اسمها فتنة خلق القرآن، هذه الفتنة التي امتحن فيها الإمام أحمد ورفعه الله -عز وجل- إلى مناط النجوم بسبب صبره في هذه المحنة.
كان أحمد بن أبي داوود ذاك الجهمي قد ملأ أذن المعتصم أمير المؤمنين بفكرة خلق القرآن: و نحن نعلم أن القرآن كلام الله -عز وجل- وكل صفات الله -عز وجل- أزلية وقديمة ليست محدثة الله -عز وجل- لم يأخذ اسم الخالق أو لم يكن له اسم الخالق لأنه خلق -لا- بل هو خالق قبل أن يخلق وهو متكلم قبل أن يتكلم بالقرآن مثلاً أو بالكتب فصفة الكلام صفة أزلية لله -تبارك وتعالى- ليست محدثة وليست مخلوقة،.
ابن أبي داوود قال القرآن مخلوق: مخلوق أي لم يكن الله متكلمًا به ثم تكلم به. هذا كلام خطير عند أهل العلم فلذلك الأئمة كلهم وقفوا لهذه الفكرة وصرحوا بكلام واضح: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وكان ابن أبي داوود دهب يحتج بآيات بالقرآن، كل مبطل يمكن أن يحتج بآيات من القرآن، من السنة، لأن القرآن حماَّل ذوو وجوه يعني القرآن ممكن اللفظة تحتمل معنى وتحتمل معنيين وتحتمل ثلاثة،:
(يُتْبَعُ)
(/)
فاحتج ابن أبي داوود على الإمام أحمد بأن القرآن مخلوق بقوله تعالى ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?الزخرف3? قال له جعلناه أي خلقناه كما قال تعالى ?الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ َ ? (الأنعام1) فجعل هنا بمعني خلق،
فاحتج عليه الإمام أحمد بقوله جعل ليس معناها خلق، قد تكون خلق وقد تكون على غير ذلك، احتج عليه بقوله تعالى ?فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ? (الفيل5) هل خلقهم ? كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ? ولا صيرهم، فأبلس ابن أبي داوود.
المهم كان فيه مناظرات وكان المعتصم متبني فكرة خلق القرآن واضطهد العلماء وعذبهم وسجنهم وقطع رواتبهم وعمل أشياء كانت سيئة جدًا.
فاتفق العلماء على أن من قال القرآن مخلوق يكون كافراً. لكن خرج حاجة جديدة اسمها (لفظي بالقرآن مخلوق) القرآن كلام الله غير مخلوق، حركة لساني هذه لو أنا قلت كده ?الحمد لله رب العالمين?
أليس هذا لفظي؟ أنا تلفظت بالقرآن، هل هذا مخلوق أم أزلي؟
مخلوق لأن حركة لساني الآن مخلوقة كان لساني واقفاً ثم تحرك، تمام، فلم تكن الحركة موجودة ثم وجدت، فلفظي بالقرآن مخلوق أي (تلفظي)، لكن اللغة العربية حمالة.
فلفظي إما أن تشمل:
1 - تشمل الملفوظ الذي هو القرآن نفسه.
2 - أو تشمل حركة اللسان،.
فعندما يقول أحد (لفظي بالقرآن مخلوق) هل يقصد القرآن أم يقصد حركة اللسان؟ العلماء قالوا لا لجهمية يريدون إحداث شيئاً جديداً انكشفوا عندما قالوا القرآن مخلوق كفرناهم يريدون إحداث شيئاً جديداً يقول (لفظي بالقرآن مخلوق) ونمررها لهم وهم يقصدوا الملفوظ وهو القرآن نفسه، إذا رجعت المقالة الأولي.
العلماء قالوا مثل أحمد بن حنبل والزُهلي وغيره: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع.
البخاري يعطي الدرس فوقف، أحد الحاضرين قال: له يا أبا عبد الله ما تقول (لفظي بالقرآن مخلوق،) سكت، فكرر عليه، سكت البخاري لم يتكلم، كرر عليه، أيضاً سكت، كرر عليه،:
فقال البخاري العبارة الآتية قال) القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعالنا مخلوقة). كلام واضح جدًا , (أفعالنا) _أي حركة ألسنتنا_ وكي لا يحدُث التباس قال:في الأول (القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعالنا مخلوقة) الرجل شغب وصرخ وقال البخاري يقول (لفظي بالقرآن مخلوق،) وصل هذا الكلام إلي محمد بن يحيى الزُهلي، لم يستثبت الزُهلي بالمسألة وقال:من جالس محمد بن إسماعيل فهو مثله، انفض الناس عن الإمام البخاري.
عندما يقول الزُهلي عالم نيسابور لا يجلس له أحد انفض الناس عن البخاري، لم يبق مع البخاري إلا اثنان:" الإمام مسلم وأحمد بن سلمة
فأحمد بن سلمة يقول له يا أبا عبد الله أين هذا اليوم من اليوم الذي نثرت فيه الدنانير على رؤوس الأشهاد،:
قال البخاري له:ما يضرني إذا سلم لي ديني. بدأ الزُهلي يضيق على البخاري فخرج البخاري ليلاً من نيسابور إلى بخارى.
ويذكر ابن عدي وغيره بسنده إلى البخاري أن البخاري لما اهتم -ركبه الهم- بسبب هذه المسألة (قبض على لحيته وقال (اللهم ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك.)
بعض الناس قد يستشكل دعاء البخاري -رحمه الله- مع نهي النبي ? أن يتمنى الإنسان الموت،:
قال ? كما في حديث أنس وغيره:" لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا محالة فاعلاً، أو إن كان لابد فاعلاً فليقل اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي"فالبخاري هنا يقول (اللهم ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك)
"كلام البخاري -رحمة الله عليه- يتوجه بوجهين:
الوجه الأول: أنه قد يكون نسي الحديث في غمرة الهم، الإنسان المهموم الحزين ينسى البديهيات وأقرب مثل إلى ذهني أتذكره الآن مثل عائشة -رضي الله عنها- لما أشاع الناس عنها الفاحشة في حديث الإفك المشهور تقول أن النبي ? منذ علم بهذا لم يكن يكلمها، ذهبت إلي بيت أبيها وجلست هناك تبكي يومها وليلتها قالت: حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، وكان النبي ? يأتينا فلا يتكلم أكثر من أن يلقي السلام، ثم يقول كيف تيكم؟ تيكم اسم إشارة للبعيد، أي_إزيها _. وظل النبي ? على هذا شهرًا كاملاً، لا يحدثها وكل الذي يفعله ? أن يدخل ويقول كيف تيكم، فقالت عائشة لأبيها يا أبت أجب رسول الله -لأبي بكر -رضي الله عنه، أجب
(يُتْبَعُ)
(/)
رسول الله، قال والله يا ابنتي لا أدري ما أقول، فقالت لأمها أجيبي رسول الله ? فقالت يا بنيتي والله ما أدري ما أقول، قالت عائشة فقلت وأنا حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن، والله ما أجد لي معكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
الشاهد: قالت عائشة ونسيت اسمه، من أبو يوسف -عليه السلام- أليس يعقوب؟ بلى يعقوب، لكنها من شدة الهم الذي وقعت فيه بسبب أنها اتهمت في عرضها وهي طاهرة الذيل -رضي الله عنها- ولا تجد دليلاً لبراءتها وكانت تنتظر أن يرى النبي ? رؤيا يبرؤها الله -عز وجل- بها وما كانت تظن أبدًا أن ينزل فيها قرآن، كما قالت إني لكنت أحقر في نفسي أن ينزل الله فيّ قرآنًا. فلما تقول كما قال أبو يوسف ثم تقول ونسيت اسمه، فيمكن الإنسان في معرض الهم الشديد يمكن أن ينسى الشيء البدهي الذي يقوله ليل نهار،
هذا التخريج الأول لأن الإمام البخاري قال" اللهم ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك،"
التخريج الثاني:أن يكون الإمام البخاري تأول لأن عندنا حديث للنبي -عليه الصلاة والسلام- في زمان الفتن التي هي (يمسي الرجل مؤمنًا ويصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا.)
في هذه الأثناء قال النبي ? (يمر الحي على قبر الميت فيقول يا ليتني مكانك). تمنى الموت.
قال المتنبي:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا
وحسب المنايا أن يكن أمانيًا.
فالإمام البخاري لما خشي على نفسه الفتنة في الدين لأن بلاء الإمام البخاري مع شيخه محمد بن يحي الزُهلي, لم يكن في الدنيا, إنما كانت المسألة عقدية, تتعلق بالدين , فخشي الإمام البخاري علي نفسه, فربما يكون الإمام تمني الموتَ تخريجاً علي هذا الحديث," يمرُ الحي علي قبر الميت, فيقول ياليتني مكانك"
المحنة الأخرى التي تعرض لها الإمام البخاري:
أن أميرَ بُخاريَ الأمير (خالد ابن أحمد) أرسل إلي البخاري, وقال له تعالي اقرأ علي كُتبك وعلي أولادي,_أي أن البخاري يخُص الأمير وأولاده بدرس مخصوص في القصر بحيث أن أولاد الأمير لا يجلسون مع الناس_.
قال الإمام: "أنا لا أزل العلم, ولا أحملَهُ إلي أبواب أحد, فإن كان لك حاجةٌ فأتني"_,أنا لا أخص أحداً من الناس بشيء _وإن لم يعجبك فامنعني, حتى يكونَ لي حجةٌ لي عند الله يوم القيامة في كتمان العلم," وجدَ عليه الأمير , واستعان عليه ببعض الناس كحُريث ابن أبي الورقاء, تكلم في مذهب إمام البخاري , أي افتري عليه وشوش عليه, وألزمه بكلامٍ لايقوله الإمام البخاري _رحمة الله عليه_كنوع من الفرية علي البخاري, كي يشوه سمعته,.
الإمام مالك: لما طلب منه جعفر بن المنصور أن يقرأ عليه الموطأ أبي, حتى لما جاء أبو جعفر المنصور ورفع صوته في حلقة الإمام مالك, فقال له أيها الأمير إن الله عز وجل يقول (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (الحجرات) 2 وأشار إلي قبر النبي?فخفض أبو جعفرٍ من صوته.
فالإمام البخاري: أعز العلم ولم يَخُصَ به طائفةً من الناس, دون طائفة, وعز الله البخاري باستغنائه عنهم,.فالبخاري قبل أن يموت, ركب الدابة كان يريد أن يصل إلي بعض أهلهِ, فركب الدابةَ ولكنه شعر بضعفٍ شديد, ونزل منه عرقٌ شديدٌ جداً, فقال إني ضَعفتُ فأرسلوني, فأنزلوه من علي الدابة فلم يمكث قليلاً حتى مات, عاش البخاري بعد الدعاء الذي قاله (اللهم ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك،" ثلاثة أيام. فقط ومات في اليوم الرابع من دعائه, في ليلة عيد الفطر سنة (256) هجرية, وصلوا عليه في يوم عيد الفطر, ودفنوه ومات _رحمة الله عليه_ عن اثنين وستون عاما وثلاثة عشر يوماً. وهي قريبٌ من السن التي مات عنها رسول الله ?فالنبي_ صلي الله عليه وسلم_ مات عن ثلاثٍ وستين سنة, وكذلك أبو بكرٍ وعمر. رضي الله عن الجميع
وبهذا نكون قد أعطينا إطلالة ًسريعة علي ترجمة الإمام أبي. عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله.
سبب تصنيف البخاري_ رحمه الله _ لكتابه:
صنف الإمام البخاري ,هذا الكتاب بعد رؤية رآها, فقصها علي شيخهِ, إسحاق ابن إبراهيم ابن راهويه,. رأي في مجلس إسحاق ابن راهويه.
قال البخاري:" سمعت إسحاق يقول: لو جمعتم لنا كتاباً صحيحاً في سير النبي? وأحوالهِ وأيامهِ قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي, فبدأ يجمع الكتاب الصحيح, الذي صنفه,.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلي إثر هذا رأي رؤية,: رأي النبي_صلي الله عليه وسلم _يمشي, وكلما رفع قدمهُ وضع البخاري قدمهُ, علي قدم النبي ? وهكذا فقصها علي بعض المعبرين, فقال: له (أنت تقتفي أثره,)
ورأي البخاري رؤية أخري: أنه جالسٌ بجوار النبي _صلي الله عليه وسلم _ومعه منشة ينش بها عن وجه النبي_عليه الصلاة والسلام_ فسأل المعبرين , فقالوا له أنت تذب الكذب عن سنته ? وقد كان,.
بدأ الإمام البخاري يجمع الصحيح, وكان البخاري يحفظ ستمائة ألف حديث_ ليس المقصود أن الستمائة ألف كلهم مرفوعين إلي النبي _صلي الله عليه وسلم_بل كل كلام يروي بسند اسمه حديث كلام النبي ? وكلام الصحابة والتابعين ومتبوعيهم فكل قول يسمي حديثاً.
بدأ من الأحاديث المرفوعة إلي النبي _عليه الصلاة والسلام_ ينخلها ويختار أقواها, ليس كل الأحاديث صحيحة وضعها البخاري في كتابه, لا إنما انتقي علي شرط له,.
فهو أول إمام جمع الأحاديث الصحيحة فقط, أما الذين كانوا قبل الإمام كانوا يجمعون الصحيح والضعيف, ويجعلونه علي الأبواب, كمشايخ البخاري ومشايخ شيوخه,.
الإمام مالك _رحمة الله عليه_أول من اعتني بذكر أعلب الصحيح في كتابه (الموطأ) إنما مصنفات الأئمة قبل ذلك كانت مصنفاتهم بدائية, كل باب يضع تحته مجموعة من الأحاديث السيوطي_ رحمه الله _أرخ لهذا التدرج التأليف, حتى وصل للبخاري رحمه الله,
يقول السيوطي في ألفية الحديث:
أولُ جامع ِ الحديثِ والأثر__ابنُ شِهاب آمراً له عمر. (ابن شهاب) _ أي الزهري_ جمع السنة بأمر عمر بن عبد العزيز.
أولُ جامع ِ الحديثِ والأثر
ابنُ شِهاب آمراً له عمر.
وأول ُ الجميعِ للأبوابِ
جماعةٌ في العصرِ ذو اقترابِ
كابن جريج وهشيم مالك
ومعمرٍ وولد المباركِ.
وأولُ الجميعِ باقتصارِ
علي الصحيحِ فقط البخاري.
ومسلمٌ ومن بعده والأولُ
علي الصواب في الصحيح أفضلُ.
وليس في الكتبِ أصح منهما__ بعد القران ولهذا قُدِما.
يقول السيوطي أول من جمع واقتصر علي الصحيح, هو الإمام البخاري_ رحمه الله, _ثم تلاه الإمام مسلم رحمه الله , وإن كان البخاري أفضل من مسلم, في قوة الحديث وفي شرط قبول الحديث.
إجابة الأسئلة:
س: ما صحة حديث" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك؟ وهل يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؟
الجواب: هذا حديث ضعيفٌ لا يصح عن النبي- صلي الله عليه وسلم-، وبالنسبة للأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فنحن نقول أن الحافظ بن حجر العسقلاني اشترط ثلاثة شروط في الحديث الضعيف الذي يُعمَلُ به في فضائل الأعمال وهي:-
أولاً: ألا يعتقد ثبوته عند العمل به.
ثانيًا: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام.
ثالثًا: ألا يكون شديد الضعف.
وكلمة شديد الضعف لا يعرفها إلا أهل الحديث، وأنا أمامي حديث أعرف إذا كان ضعفه شديد أو خفيف كيف، لابد أن أكون عالماً في الحديث، أنظر في الإسناد وأنظر في أحوال الرواة، فأعرف إذا كان شديد أو غير شديد، فإذا كان هذا الشرط، ألا يكون الضعف شديد لا يعرفهُا إلا عُلماء الحديث فهذه معناها باختصار شديد لا يحل لأحد غير عالم بالحديث أن يأخذ حديثًا ضعيفًا ليعمل به، لأنه في هذه الحالة لا يعرف إذا كان الضعف شديد أو خفيف، فيكون بذلك سد باب العمل بالأحاديث الضعيفة على كل العوام.
الحافظ بن حجر بهذه الشروط في الحقيقة إنما أغلق الباب , وكما أقول عندما تقصُر عبارة الناقد يكون الحديث ضعيف جدًا، فيكون نفسه رِخو في الكلام فيقول في الحديث ضعيف فقط، كما عند العراقي في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين للغزالي، وإحياء علوم الدين، الحافظ العراقي له تخريج صغير وهو المطبوع على حاشية الكتاب، كثيرًا ما يكون الحديث موضوعًا، أو ضعيف جدًا أو متروك أو منكر أو باطل أو غير ذلك، والحافظ العراقي يقول إسناده ضعيف، فيظن بعض الناس طالما أن إسناده ضعيف، يُعمل به في فضائل الأعمال، فيأخذ الحديث ويتكلم به بالرغم أن الحديث في الواقع موضوع، لكن عبارة الحافظ العراقي قَصُرَت، لم يكن دقيقًا عندما قال إسناده ضعيف، كان ينبغي أن يقول ضعيف جدًا أوأن يقول هو موضوع .. إلى آخره، فهذه العبارة تَغُرّ العوام.
(يُتْبَعُ)
(/)
حاصل كلام الحافظ بن حجر في شروط العمل بالحديث الضعيف أنه بالشرط الأول أو بالشرط من هذه الشروط الثلاثة وهو ألا يكون الضعف شديدًا، فيكون أغلق الباب على كل من ليس عالمًا بعلم الحديث.
س: كيف استشهد البخاري بأحاديث وهي ليست في صحيحه؟
الجواب: نحن نقول البخاري لم يجمع الأحاديث الصحيحة كلها في كتابه، إنما قال أخرجت من الأحاديث الصحيحة وتركت من الصِحَاح لحال الطول لأنه لو أراد أن يجمع كل الأحاديث الصحيحة في كتابٍ واحد لعظُمَ الكتابُ جدًا وكتاب البخاري اسمه الجامع الصحيح المختصر، البخاري له شرط في أحاديثه كل الأحاديث التي وافقت شرطه أخذها ووضعها في كتابه، والذي لم يوافق شرطه وليس ضعيف إنما على شرط مسلمٍ مثلاً، أو على شرط إمامٍ آخر وهو صحيح.
فالبخاري التزم في كتابه بشرطٍ خاص هو ألزم نفسه به، وترك من الصِحَاح أحاديث كثيرة، وكتاب الأدب المفرد للإمام البخاري نفسه روى في هذا الكتاب أحاديث لم يرويها في كتاب الجامع الصحيح، فالحاصل أن البخاري لم بُخرِّج كل الأحاديث الصحيحة، إنما خرج بعضها والأحاديث في كتاب البخاري بدون المكرر تقريبًا ألفان وكسر فهل الأحاديث الصحيحة ألفان وكسر، لا، الأحادي الصحيحة تزيد علي عشرين ألفًا، فالبخاري عندما يحتج بحديث في فقه أو في حالٍ أو في سلوكٍ فلا يلزم بالضرورة أن يكون هذا الحديث مما رواه في صحيحه.
س: ماصحة الحديث الذي يقول أن الله يجيب للعبد طلبه لكي لا يسمع صوته؟
الجواب: هذا باطل ولا يصح عن النبي- صلي الله عليه وسلم-.
س: كيف أعرف إن كنت مستجاب الدعوة أم لا؟
الجواب: هذه المسألة تحتاج إلى وحي، لا أحد منا يستطيع أن يقول لإنسان أنت مُستجَاب الدعوة، إنما يقوله نبي، النبي إذا قال لرجل أنت مستجاب الدعوة، فيكون مستجاب الدعوة، أما فيما عدا ذلك فهذا افتراء على الله- عز وجل- لا يحل لأحد أن يتهجم عليه.
س: ما هو اسم الله الأعظم؟
الجواب: قد ورد في حديث صحيح أن النبي- صلي الله عليه وسلم- علم عائشة دعاء " اللهم أني أسألك بأنك الله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد " فقال النبي- صلي الله عليه وسلم- هذا قد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعا به أجاب، فاسم الله الأعظم موجود في هذا الدعاء وهو في صورة الإخلاص كما هو واضح من سياق الكلام.
نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعل ما قلناه زاداً إلي حسن المصير إليه, وعتاداً إلي يمن القدومِ عليه, إنه بكل جميلٍ كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل, وصلي الله اللهم وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
انتهي الدرس الثاني
* * *
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:49]ـ
[3ٍ]: مفاتيح صحيح البخاري ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94309&scholar_id=32&series_id=5411)
قد تكلمنا في حلقتين سابقتين عن ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالي وتكلمنا بشيء من الإيجاز عن حياته وجوانبها وعن ثناء الناس عليه واليوم إن شاء الله تعالي سنتكلم عن مفاتيح الكتاب مفاتيح صحيح البخاري لأنك لا تستطيع أن تلج بابًا إلا بمفتاح:
سبب بلوغ كتاب البخاري الذروة في الدقة والإتقان وحسن الصنعة
وكتاب الإمام البخاري كتاب بلغ الذروة في الدقة والإتقان وحسن الصنعة وكما قلت هذا محل إجماع بين أهل العلم جميعًا لا نعلم بينهم خلاف في هذا.
وهذا يرجع أولاً إلى قيمة الصحيح ووزنه بين أهل العلم ثم هو راجع إلى سداد فهمه أيضًا وإلى حافظته الكثيرة الواعية.
رجل من أهل بغداد قال أن محمد بن إسماعيل لا يحسنُ يصلى فبلغه هذا القول فقال لو شئتُ ألا أقوم من مجلسي هذا حتى أسرد عشرة ألاف حديث في الصلاة خصوصًا لفعلت.
رجل محفوظه عشرة ألاف حديث في الصلاة وحدها، رجل يملك كيف يقال أنه لا يحسن يصلي، هذا عند ه محفوظ عنده رأس مال ثم عنده جودة صحية وسيلان ذهن فصنف كتابه ليس في مدة يسيرة مع ثقل هذا الإمام وجودة فهمه وسيلان ذهنه الذي ذكرت وكثرة محفوظه ظل سبعة عشر عامًا يؤلف هذا الكتاب، يبدل ويغير ويقدم ويؤخر.
فليس من السهل أبدًا على رجل يعرف قدر نفسه أن يعترض ببساطة وسهولة على هذا الإمام ولذلك لا تجد يجترأ علي الإمام إلا الجهلة إنما العلماء، لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك واقعة مشهورة ذكرها بن علي رحمه الله عن عدة من مشايخه في كتابه الذي صنفه في أسماء شيوخ محمد بن إسماعيل.
قال إن البخاري لما دخل بغداد ووصلها صيته قبل أن يدخل فلما دخل قالوا جاء البخاري جاء البخاري، فبعض الناس ممن ينتقصون العلماء أرادوا أن يعملوا للبخاري اختبار، فأتوا على مائة حديث بدلوا أسانيدها فجعلوا إسناد الحديث الأول وضعوه بدلًا من إسناد الحديث الثالث وإسناد الثاني وضعوه بدلاً من إسناد الحديث العاشر وهكذا، أي لم يبقوا إسنادًا على حديث إلا بدلوا هذه الأسانيد وجعلوها على أحاديث أُخَر وأعطوا المائة حديث لعشرة كل واحد من العشرة أخذ عشرة أحاديث، وقالوا عند ما ينتهي مجلس الإملاء فيقوم الأول فيقول ما تقول في الحديث حدثنا فلان عن فلان عن فلان أو رواه فلان عن فلان عن فلان أن النبي صلي الله عليه وسلم قال كذا وكذا ولما ينتهي الأول من الأحاديث العشرة يبدأ الثاني فيقول العشرة التي تليهم وهكذا حتى تمام المائة.
وبالفعل قام الأول وسأل البخاري في العشرة الأولى وفي كل هذا كلما سمع البخاري الحديث قال لا أعرفه لا أعرفه لا أعرفه فلما انتهي الأول من العشرة الأولي قام الثاني فلما انتهي من الأحاديث العشرة قال البخاري لا أعرفها حتى تمام المائة، في كل ذلك يقول البخاري لا أعرفه لا أعرفه لا أعرفه.
الجماعة الجهلة حشو المحاضرات وحشو الدروس وغير ذلك قالوا أهذا هو البخاري؟ يقولون البخاري البخاري وهو لا يعلم أي حديث، كل حديث يقول لا أعرفه لا أعرفه، أما أهل العلم فقالوا فطن الرجل اكتشف الملعوب، اكتشف القصة.
وبعد أن انتهي العاشر من تمام المائة حديث قال البخاري للأول أما حديثك الأول فإسناده عند الثالث وأما حديثك الثاني إسناده عند الرابع وحديثك الثالث إسناده عند العاشر إلى آخره حتى رد كل المتون إلى أسانيدها الصحيحة فما قام البخاري من مجلسه حتى أذعنوا له بالفضل.
الحافظ بن حجر العسقلاني يعلق على هذا الخبر: فيقول ليس بعجيب أن يحفظ البخاري الصواب هذا يعرفه كثير من الناس، إنما العجيب أن يحفظ الخطأ على ترتيب ما ألقوه، فعندما يقول له حديثك الأول إسناده عند العاشر وحديثك الثاني إسناده عند التاسع أو الثامن، كيف حفظ البخاري هذا كله بمجرد إلقاءٍ واحد، ليس العجيب أن يعرف الصواب فإن الصواب يعرفه كثير من الناس بل العجيب أن يحفظ الخطأ على ترتيب ما ألقوه، لذلك لم يقوم البخاري من هذا المجلس حتى أذعنوا له بالفضل.
وأضرب هذا المثل لأبين الفرق بين أهل العلم وبين الجهلة: الجاهل لا يفهم، أول ما يرى شيئًا يعترض عليه إنما العالم هو الذي يعرف مسالك الدلالة سيوفق يحمل هذا على معني وهذا على معني على حسب الأصول الصحيحة
وأنا اليوم طالما سندخل في صحيح البخاري أريد أن أعطيك المفتاح، لأنه بدون هذا المفتاح يظل الكتاب مغلقًا: لذلك هذا الدرس في منتهى الأهمية؟ لماذا؟ سيبنى عليه فهم الكتاب.
وأريد أن أنبه أن بعض الناس يخاف أن الكلام يكون مغلقًا فيقول أن هذا الكلام كلام عالي يحتاج إلى ناس متخصصين وأنا أقول لك لأ، وأنا لي تجربة وأنت ربما تشعر بشيء من الصعوبة في بداية الكلام لكن أنا لي تجربة طويلة مع الناس في مسألة التدريس بحيث أنت تنتبه معي لا تشغل نفسك بالليل تناول العشاء وتهيئ نفسك وأول ما تأتي المحاضرة تجلس وتعطيني أذنك وقلبك قبل أذنك ولك على إن شاء الله عز وجل أن أصيرك مدمنًا بحيث أنك ستجد نفسك تعودت ولا تستطعم إلا مثل هذا الكلام،:
وأنا أذكر بين يدي كلامي أحدث تجربتين وقعتا لي في هذا الأمر.
التجربة الأولي:
في مسجدي الذي أدرس فيه في يوم الاثنين، أعطي في مرة شرح صحيح مسلم والاثنين الذي يليه أعطي درس في مصطلح الحديث في علم الحديث ولأنني أعلم أن كثير من الناس يأتون المسجد فيكونوا جُدُدًا لأول مرة يحضرون عندي وهو متصور أنه كلما دخل المسجد يستمع إلى محاضرة يفهمها من أولها إلى آخرها، ولأنني أعرف هذا فأنبه في درس صحيح مسلم أقول الاثنين القادم إن شاء الله سنشرح مصطلح وأقول لماذا أنا أقول ذلك؟ حتى لا يأتي أحد يقول أنه قادم من بلاد بعيدة ولم يفهم ودائمًا في درس صحيح مسلم أنبه على المحاضرة القادمة، المهم في يوم من الأيام وكان يوم الاثنين وكنت أشرح كتاب في علوم الحديث للحافظ بن
(يُتْبَعُ)
(/)
كثير في المصطلح.
بعد نصف ساعة من المحاضرة وكنت أتكلم في هذه الأيام عن الحديث الشاذ وهذا أصعب نوع من أنواع علم الأحاديث أو من أصعبها فتكلمت نصف ساعة فوجدت واحد قام من بين الحضور وقال يا عمي الشيخ أنا بعد مرور نصف ساعة لم أفهم ولا كلمة، قل لي كلام أفهمه أنا أتيت إليك من محافظة كذا، طبعًا المسجد كله ضحك، لأنني أنبه في كل مرة وهذا كان أول مرة يحضر هذا الأخ بعد ما سمع الشرائط وغير ذلك فقال أنا اذهب شخصيًا وأحضر مباشرة.
فقلت له حاضر أعطيني خمس دقائق حتى أغير أوضاعي وأكلمك بكلام مفهوم وكان أمامي في سند أحد الأحاديث أحد الرواة الثقات، واعتبرت هذا نوع من الفرجة لما رأيت أمامي الإسناد وقلت أن هذا سيكون مدخلي أن هذا الرجل يفهم أو يشعر بشيء من الرضا لو فهم الكلام الذي سأقوله والراوي هذا أحد شيوخ البخاري أيضًا اسمه الضحاك بن مخلد الشيباني وكنيته أبو عاصم ولقبه النبيل وهو مشهورٌ بكنيته أكثر من اسمه فتجد دائمًا في الأسانيد يقول أبوعاصم فنحن نعلم أنه أبو عاصم النبيل.
لماذا لُقِبَ الضحاك بن مخلد الشيباني بالنبيل؟
فوقفت عند لقب هذا الإمام الكبير النبيل، ولماذا لقب بالنبيل؟
فقلت لقب بالنبيل هذا على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه كان في مجلس, الإمام مالك صاحب المذهب المشهور وهم أثناء المجلس عند الإمام مالك فإذا برجل يقول الفيل، الفيل، فكل الحضور خرجوا يجرون من المجلس ليشاهدوا الفيل، لكون رؤية الفيل شيء كبير، ولو أن الفيل اليوم يمشي في الشارع لوجدت الناس ينظرون من البلكونات ليشاهدوه، فما بالك بهذا الزمان، الفيل نادر، خرجوا ليشاهدوا الفيل ما عدا أبوعاصم الضحاك فقال له مالك لما لم تخرج كما خرج أصحابك؟ وقال له ما أجد عنك عوضًا، فقال له أنت نبيل ولذلك لُقِبَ بالنبيل.
القول لثاني: في لقبه ذكروا أن أبا عاصم النبيل هذا الضحاك كان رجلاً له هندام يلبس الملابس الثمينة والنظيفة وكان هناك رجلٌ أخر يُكني بأبي عاصم وكان غير نظيف , وفي حاله فجاء أبو عاصم صاحبنا صاحب الترجمة التي نتكلم فيها فأتي إلى أحد شيوخه يُقال له بن جريج وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج إمام أهل مكة ومن طبقة الإمام مالك.
المهم طرق أبو عاصم الباب فخرجت إليه جارية فدخلت وقالت لأبن جريج أبو عاصم بالباب قال لها فلان على الأخر، قالت لا، أبو عاصم النبيل والنبيل أي يلبس ملابس جيدة وطيبة، فدخل أبو عاصم على بن جريج وهو يضحك فقال مما تضحك؟ فحكي له حكاية الجارية فقال له بن جريج أنت النبيل فلُقِبَ بأبو عاصم النبيل.
الأمر الثالث: ذكروا أنه كان كبير الأنف والأنف هو أعلى شي في الوجه وأشرف شيء أيضًا في الوجه والأنفة والعزة من الأنف ولما واحد يحب أن يريك أنه أذل واحد يقول أن أنزلت أنفه الأرض وفي بعض دول الخليج لما واحد يطلب من واحد شيء فيقول له على خشمي أي على أنفي ونحن نقول هنا على عيني وهم هناك يقولون على خشمي فالأنف هذا شيء كبير.
فأبو عاصم هذا كان كبير الأنف فلما تزوج ودخل بامرأته فاقترب منها فقالت له نحي ركبتك عن وجهي فقال لها هذه ليست أذني هذا أنف، كل هذا أنف لدرجة أنها تصورت أنه ركبه ولذلك لقب بالنبيل لأنه كان كبير الأنف.
فهذه كانت مدخلي للكلام عن الحديث ورواة الحديث وغير ذلك، المهم أن الرجل شُد لما يسمع وبدأ يحس بأنه ينسجم أول محاضرة لم يفهم كل المحاضرة لكن طلع بهذه الفائدة وكم فائدة من تراجم الرواة، وهذا الرجل الآن لا يغادر أبدًا أي درس في المصطلح حتى اليوم وحتى أخر درس أنا ألقيته في المصطلح منذ مدة دائمًا يحضر في دروس المصطلح.
التجربة الثانية:
التي أريد أن أحكيها حدثت لي في الكويت، من حوالي ثلاث سنوات دعتني وزارة الأوقاف في الكويت لألقي أسبوعًا علميًا في موضوعات معينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعملوا محاضرتين، محاضرة ما بين المغرب والعشاء للعوام أتكلم فيها عن معاني الأحاديث ومحاضرة بعد العشاء لطلبة العلم في علم مصطلح الحديث، والوزارة قالت أن الذي سيحضر مصطلح الحديث في حدود ثلاثين أو أربعين فجهزوا حوالي مائة كراسة بزيادة، وما خطر ببالهم قط أن يزيد العدد عن مائة، ولما جلست بعد صلاة المغرب لأعطي المحاضرة فالمسجد كان عن آخره أعطيت المحاضرة وبعد أن انتهيت من صلاة العشاء قام أحد الأخوة وقال يا جماعة الآن درس في مصطلح الحديث دري تخصصي، فلم يقم أحد من المسجد وأنا أسقط في يدي، لماذا؟ أنا في بلدي ليس لدي مشكلة أنا مجرب صار لي خمسة وعشرون أعمل بهذا النظام لم أغير من طريقتي ولم أغير منهجي وبفضل الله عز وجل أستطيع أن أوصل المعلومة إلى المستمع مهما كانت المادة صعبة جدًا جدًا أستطيع مع كثرة الممارسة بعد توفيق الله عز وجل أن أوصل المعلومة للمستمع.
لكن أنا في بلد غريب لا أعرف الناس ولا أعرف كيف يستقبلون المعلومة فضربت أخماس في أسداس ماذا أفعل؟ فقلت أعمل المحاضرة الأولى عن تاريخ السنة وتاريخ تدوين الحديث إلى آخره وبدأت في المحاضرة الثانية في اليوم التالي في شرح مصطلح الحديث، ولم يقم أحد قط من المسجد، أنا وجدت العوام وليس طلبة العلم لأن أنا قلت لهم كل واحد يحضر كراسة وقلم من أجل أن تكتبوا الفوائد، فكنت أجد العوام هم الذين يحضرون الكراسات والأقلام ليكتبون ما أقول.
في خلال العشرة أيام عملنا ثقافة حديثيه عند كثير من الناس وبدأ الناس يطالبونني بأن أنا أمليهم أسماء كتب يعملوا مكتبات، ليس لهم فقط وإنما لأولادهم لأنني تكلمت في ذلك في تلك المحاضرات عن وقف الأولاد لله عز وجل، يكون عندك ولد وقف كما أنك تجعل مصحف وقف لله أو تجعل سبيل للمياه وقف لله يكون عندك وقف في أي حاجة فيكون عندك ولد وقف لله عز وجل، تقول الولد هذا أنا أربيه وأنفق عليه وأهيأ له جميع المسائل ليكون من حرس الحدود وتكلمت في هذا المعني بما فتح الله عز وجل به، وفي نهاية العشرة أيام أمليت عليهم أسماء كتب كثيرة وإلى الآن وأنا أتابع مع إخواننا هذه المحاضرات ما زال لها الأثر الحميد حتى اليوم.
وأنا أريد أن أقول أن قصدي أن أرتقي بذوق المشاهد: وأنا أعتقد أن العامي يمكن أن يكون مسددًا في ذوقه وأقصد بالعامي من ليس عالمًا في الشريعة مهما كان عالمًا في أي فن أخر، وكل إنسان منا عامي في فن من الفنون أو أكثر أنا عامي بالنسبة للطب والهندسة والصيدلية والزراعة والتجارة والذرة وغير ذلك، معلوماتي غير موثقة وأنا لست حجة في المجال إذا تكلمت أتكلم بمعلومات عامة معروفة.
كذلك الرجل عالم الذرة أو الطب أو الهندسة أوغير ذلك عامي في علم الشرعية ولا أقول عامي بقصد الشتم أو أقصد أن أحط من مقامه، ولكن قصدي أن أرتقي بذوق المشاهد وربما يجد المشاهد بعض الصعوبة على حسب استقباله المعلومة في الأول، وهذا شيء طبيعي جدًا أن يجد صعوبة، لكن إذا صبر نفسه سينفتح له منجم عظيم يسدد ذوقه ويعلي من قدر فهمه.
اليوم إن شاء الله تعالي أريد أن أريكم نموذج من قدر الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري: في هذا الأسبوع بعض الجرائد تشتم في البخاري، يقولون أن البخاري يكره النبي صلي الله عليه وسلم، لماذا؟ لأنه كشف حياته الشخصية، هل هناك أحد يحب النبي عليه الصلاة والسلام يكشف حياته الشخصية؟ فكيف كشفها؟ قال روي أن النبي ? وعائشة كانوا يغتسلون من إناء واحد من الجنابة، فهل هذا شخص يحب النبي يكشف هذا الكلام؟ فما الذي في ذلك؟ هل الذي يتكلم عفيف جدًا والله أعلم يكون يمشى مع امرأة أو صاحب امرأة أو غير ذلك، ويأتي يتكلم عن العفة ويرمي الأحرار، فما الذي في قول البخاري؟.
ولم يقل أحد مطلقًا أن وصف غسل الجنابة فيه خدش الحياء، هذه أحكام شرعية والله عز وجل أمر نبيه ? أن يبلغها للناس وأن يوضحها وديننا دين النصح، هؤلاء الناس الدين عندهم في المسجد فقط لكن لا يحكم الحياة،.
ومن يكن ذا فمٍ مرٍ مريضٍ يجد مرًا به الماءَ الزُلالاَ
وخذ عشرات الكتب التي تسير على هذا المنوال وتحصد في مثل هذا الجهل الكبير الذي انتم بعد أن تعرفوا قدر هذا الإمام ستعرفوا قدر هؤلاء من الجهل أيضًا.
اليوم سنتكلم عن شيء اسمه الترجمة لأن فقه البخاري كله في تراجم الكتاب،
فما معني الترجمة؟
الترجمة: المعني المتبادر الذي يعلمه الجميع هو أن تنقل كلامًا من لغة إلى لغة، تنقل كلام من عربي إلى إنجليزي، فرنسي، إيطالي، أسباني أو من هذه اللغات إلى اللغة العربية أو من هذه اللغات إلى بعضها فهذه اسمها ترجمة النقل نقل الكلام من لسان إلى لسان أخر.
الترجمة لغةً: هي البيان والتفسير والإفصاح.
الترجمة اصطلاحاً:_في مصطلح أهل العلم_ هي جمع أحاديث لها معني واحد تحت باب. .
مثال ذلك: قول البخاري رحمه الله (باب ما جاء في الصحة والفراغ وألا عيش إلا عيش الآخرة) وهذا أول باب في كتاب الرقاق كلام البخاري هذا اسمه ترجمة.
هذه الترجمة تحتها نص أو أكثر والنص هذا إما أن يكون قرءانًا أو أن يكون حديثًا للنبي عليه الصلاة والسلام أو أن يكون كلامًا للصحابة أو التابعين.
النص: عبارة عن هذه الثلاثة، قرءان، سنة، كلامًا للصحابة أو التابعين، يكتب الترجمة ويورد تحتها أحاديث مثل أول حديث في كتاب الرقاق حديث بن عباس (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
عندما يقول باب ما جاء في الصحة والفراغ فهذه هي الترجمة وهذا هو الركن الأول.
الركن الثاني: النص الذي جعل له ترجمة والذي قلناه الآن.
فنحن عندنا الترجمة والمُتَرجَم له وهو النص والمُِترجٍم الذي هو البخاري، فتكون القسمة العقلية لأي ترجمة ثلاثة، المُِترجٍم الذي هو الإمام، والمُتَرجَم له وهو النص الذي أورده والترجمة وهي الكلام الذي وضعه الإمام البخاري له معني متعلق بالنص الذي تحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:51]ـ
ولابد أن تكون الترجمة صحيحة أي لها علاقة بالنص الذي تحتها.
فلا يأتي مثلاً ويقول (باب ما جاء في الصحة والفراغ) ويقول وقول الله تعالي: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) (البقرة:222) فتقول وما العلاقة بينهما لا يوجد علاقة بينهما.، فهذه تسمى ترجمة فاسدة لأنه لابد أن تكون هناك مناسبة بين الترجمة ومابين النص الذي تحت الترجمة حتى وإن كانت المناسبة خفية، فلابد أن تكون هناك مناسبة.
تراجم البخاري هي التي أعرضت وأظهرت لنا فقه الإمام البخاري، وسأعطي أمثلة لكي تعلم من هو الإمام البخاري ولا أستطيع أن أحضر كل أطايب صنيع الإمام في الصحيح لأن الحلقة محدودة، لكن في أثناء شرحنا لكتاب الرقاق سنبين كثيرًا من محاسن تراجم الإمام البخاري رحمة الله عليه.
في كتاب مواقيت الصلاة وركز معي لأن البخاري كان من عادته أن يترجم بالشيء الخفي له تراجم ظاهرة وتراجم خفية، عادة البخاري حتى في كتبه مثل كتاب التاريخ الكبير يتكلم بالشفرة، يريد من يفهمه، البخاري لا يفهمه إلا رجل سيال الذهن لأن كل شغله أو أغلبه بالشفرة واستمع لما يأتي.
كتاب مواقيت الصلاة كتب (باب من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس):
وأورد تحت هذا الباب ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول: حديث أبو هريرة عن النبي_ صلي الله عليه وسلم: [إذا أدرك أحدُكُم ركعةً من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته وإذا أدرك ركعةً من صلاة الصبح قبل أن تشرق الشمس فليتم صلاته].
وهذا النص مباشر للترجمة وهي باب من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس، أي ما حكم صلاته؟ أنت عرفت حكم الصلاة من الحديث الذي قاله [إذا أدرك أحدكم ركعة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته]_وفي اللفظ الأخر_ (فقد أدرك)، فهذه الترجمة مباشرة مع الحديث أم لا؟ نعم مباشرة مع الحديث.
الإشكال في الحديثين القادمين:
حديث بن عمر عن النبي ? قال: [إنما بقاؤكُم فيما سلف قبلُكُم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أُوتي أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطًا ثم أُوتي أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا حتى صلاة العصر ثم عجزوا فأُعطوا قيراطًا قيراطًا ثم أوتينا القرءان فعمِلنا من صلاة العصر إلى غروب الشمس فأُعطينا قيراطين قيراطين، فاعترض أهل الإنجيل وأهل التوراة قالوا ربنا كنا أكثر عملًا منهم وقد أعطيتنا قيراطًا قيراطًا _كانوا أقل منا عملًا وأخذوا قيراطين قيراطين _، فقال الله عز وجل هل ظلمتكم من أجوركم من شيء؟ قالوا: لا، قال فذلك فضلي أُوتيه من أشاء
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قومًا على عمل من الصباح إلى الليل واشترط العمل ووضع الأجر، فاليهود عملوا إلى نصف النهار ثم قالوا: لا حاجة لنا في أجرك وتركوا العمل والنصارى عملوا من صلاة الظهر إلى العصر ثم قالوا لك ما عملنا أي لا نحتاج منك شيئًا ولن نكمل، ثم عملنا من صلاة العصر إلى غروب الشمس فاستوفينا أجر الفريقين جميعًا "
ما هي علاقة الترجمة بهذين الحديثين؟
باب من أدرك سجدة من العصر قبل أن تغرب الشمس ما حال صلاته؟ صحيحة أم لا، فجاء الجواب في حديث أبوهريرة الأول أي فليتم صلاته فقد أدرك، فهذه مفهومة، الترجمة مع حديث أبوهريرة مفهومة.
لكن ما علاقة من أدرك سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس بحديث بن عمر وحديث أبي موسى؟.
فيأتي واحد لا يفهم لا يستطيع أن يصل إلى مراد البخاري فيقول هذه ترجمة فاسدة لأن هذين الحديثين ليس لهما علاقة بالتبويب، ليس له علاقة بالترجمة.
وهل تعلم أن البخاري لماذا وضع هذين الحديثين؟
في حديث بن عمر لما اعترض اليهود والنصارى كانوا أقل عملاً منا وأكثر أجرًا فقال لهم ربنا سبحانه وتعالي (هل ظلمتكم من أجوركم من شيء؟ قالوا: لا، قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء).
(يُتْبَعُ)
(/)
رجل أدرك ركعة واحدة من صلاة العصر وبعد أن قام ليأتي بالثانية أذن المؤذن لصلاة المغرب، الثلاث ركعات التي سيأتي بهم المتبقية من صلاة العصر وقعوا في وقت العصر أم وقعوا في وقت المغرب؟ بالطبع وقعوا في وقت المغرب، العدل أن الثلاث ركعات لا يأخذ أجرهم، لماذا؟ لأنه أوقعها في غير الوقت لا سيما إذا تذكرنا قول الله تبارك وتعالي: ? إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ? [النساء:103] أي موقت بوقت، وقت أول ووقت آخر، تصليها قبل الوقت لا تصح، تصليها بعد الوقت لا تصح إلا بعذر العدل أنك تأخذ أجر ركعة واحدة ولا تأخذ أجر الثلاثة الأخرى، فكان من فضل الله سبحانه وتعالي علي العباد أنك إذا أدركت ركعة في الوقت وهب لك أكثر الصلاة كأنك صليتها في الوقت.
المناسبة التي أورد الإمام البخاري هذين الحديثين
فيريد أن يقول أن الله تبارك وتعالى يعامل هذه الأمة بالفضل لا بالعدل، وهذه هي المناسبة التي أورد الإمام البخاري هذين الحديثين من أجلهما في كتاب المواقيت تحت هذا التبويب الذي ذكرته لكم.
أحيانًا الإمام يورد الترجمة بصيغة الاستفهام:
مثال ذلك: الترجمة التي أوردها في كتاب الأحكام من صحيحه قال (باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟)
فلماذا يورد البخاري الترجمة أحيانًا بصيغة الاستفهام؟
لأن المسألة فيها خلاف مع أن رأي البخاري الذي يرجحه يكون ظاهرًا من الأحاديث أو النصوص التي يوردها تحت هذا التبويب.
ونحن نقول أن الترجمة لها كم ركن؟
لها ثلاثة أركان وأنا أريد أن تركز معي وربما وجدت صعوبة في أول محاضرتين ولكن هذا هو المفتاح الذي ستفهم من خلاله الكتاب كله إذا فهمت هذا الكلام ونحن نكرر أكثر من مرة.
الترجمة لها ثلاثة أركان: الركن الأول المترجم وهو البخاري والركن الثاني وهو المترجم له وهو النص والركن الثالث وهو الترجمة نفسها.
(باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟) فما اسم هذه؟ اسمها الترجمة ومن الذي ترجم أو كتب هذه الترجمة؟ البخاري، فلدينا ركنين البخاري والترجمة التي وضعها وذكرناها، الركن الثالث وهو النص الذي ترجمت له.
الإمام البخاري أورد تحت هذا التبويب ثلاثة أحاديث فيما أذكر.
الحديث الأول: حديث أبي بكرة رضي الله عنه أنه كتب إلى ابنه وهو في ساجيستان وكان قاضيًا قال يا بني لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان فإني سمعت النبي ? يقول: [لا يقضين أحدكم بين اثنين وهو غضبان]، نعود إلى الترجمة باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟، ما الجواب؟ هل يقضي وهو غضبان أو يفتي؟، لا، الحديث يقول: [لا يقضي أحدكم بين اثنين وهو غضبان] فهذه الترجمة مباشرة.
ثم ذكر تحته حديث أبي مسعود ألبدري رضي الله عنه:
(أن رجلاً أتي النبي صلي الله عليه وسلم قال يا رسول الله إني لا أدرك صلاة الغداة مم يطول بنا فلان)، قال بن مسعود فما رأيت النبي صلى الله علي وسلم قط أشد غضبًا منه في موعظة يومئذ وقال (يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيما رجل صلى بالناس فليوجز فإن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة
وأورد أيضًا حديث بن عمر: أنه طلق امرأته وهي حائض: قال: فتغيظ عليه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقال (ليمسكها حتى تحيض ثم تطهر فإن شاء أن يطلق فليطلق) أي أنه يطلق في طهر لم يمسها فيه
ما دلال هذه الأحاديث؟
الحديث الأول: حديث أبي بكرة أنهي المسألة [لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان] وحديث أبي مسعود فيه أن النبي صلي الله عليه وسلم غضب غضبًا شديدًا بسبب تطويل هذا الإمام وأنه تغيظ علي بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض.
وهناك حديث أخر لزيد بن خالد الجهني:والإمام البخاري أورد هذا الحديث في كتاب العلم قال (باب الغضب في الموعظة والتعليم وإذا رأى ما يكره) وأورد أحاديث منها حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه في اللُقَطه أنه سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن اللُقَطه شخصٌ ما وجد مالاً ماذا يعمل فيه؟ قال: (عرفها، عرف وقاصها ووكاءها) (الوكاء) _ الحبل التي تشد به القربة_، (والعفاص) أي الجلد، وجدت حافظة بها نقود، العفاص هو لون الحافظة من جلد من قماش، والوكاء أي السوستة مثلاً أو إنها مربوطة بحبل، الصفة الخارجية للذي وجدت، (عرف عفاصها ووكاءها سنة فإن جاء ربُها_أي صاحبها_وإلا
(يُتْبَعُ)
(/)
فاستمتع بها) إن جاء صاحبها فادفعها إليه وإلا فاستمتع بها، فإن جاء ربها بعد ذلك، بعد سنة بعد اثنين، بعد ثلاثة بعد عشرة ردها إليه.
فقيل للنبي صلي الله عليه وسلم وضالة الغنم؟ قال: (هي لك أو لأخيك أو للذئب) أي خذها، لأنها إذا وجدها صاحبها أو أنت تأخذها فإن لم تأخذها أنت ولا صاحبها سيأخذها الذئب لأن الغنمة قليلة الحيلة لا تستطيع أن تصاول ذئبًا.
فقيل له يا رسول الله وضالة الإبل؟ قال: فاحمرت وجنتاه من الغضب وقال:
(مالك ولها معها سقائُها وحذائُها تردُ الماء وترعى الشجر فدرها حتى يأتيها ربُها) معها سقائها وحذائها، والحذاء: هو الخف، والجمل سريع جدًا أي إذا كان هناك وحش، ذئب، أسد، نمر، فهد، غير ذلك ممكن أن يقاوم ويفلت وفي نفس الوقت معه غذاؤه وطعامه وشرابه ممكن يغيب عشرين يوم بدون أن يأكل أو يشرب ويأخذ من المخزون يطلع ويجتر ويبلع ثانية وغير ذلك.
لماذا غضب النبي عليه الصلاة والسلام في ضالة الإبل؟
لأن الأصل في أموال الناس العصمة فلا يأخذ أحد حاجة أحد، طالما أن الجمل فيه مظنة أن ينجوا وأن المدة تطول به حتى يبحث عنه صاحبه ويجده فليس لك شأن به ولا تقترب منه لأن الأصل في أموال الناس العصمة.
والنبي ? لما سُئِلَ عن ضالة الإبل غضب حتى احمرت وجنتاه من الغضب وهذا قد يكون فيه شيئًا ظاهريً من التناقض، نعود لتبويب البخاري.
هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟
فالإمام أورد أحاديث كأنها متعارضة، الأول: [لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان] ثم جاء بأحاديث كان النبي ? كان غضبان فيها
انظر إلى البخاري ودقة البخاري، ماذا قال في التبويب؟ ربما البعض لم ينتبه والبعض انتبه لتبويب البخاري،.
البخاري ذكر شيئين في التبويب قال: باب هل يقضي القاضي أو يفتي؟ أصبح عندنا قضاء وعندنا فتوى، فنص في القضاء أنه لا يجوز أن يفتي وهو غضبان، وأما في الفتوى فيجوز أن يفتي وهو غضبان.
وهذه تحليل المسألة، فالبخاري رحمة الله عليه يريد أن ينبه على هذه المسألة، وكان من الممكن أن يقول باب لا يقضي وهو غضان،.
وهناك بعض الناس يخلط ما بين القضاء وما بين الفتوى وهذه مسألة أريد أن أنبه عليها.
يأتي إلى رجل ويسألني سؤال فيقول مثلاً في الطلاق أو أي مسألة من المسائل وخاصة في الخصومات عمومًا، فيقول لي أخي ظلمني وأخذ من كذا وكذا فأنا من وراءئه أخذت شيئًا لأخلص بها حقي، هل أنا غلطان؟ أقول له لا لست غلطان، فيأتي أخوه يقول أنت كيف تفتي بأنه يأخذ حاجتي دون أن ترجع إلي، لا،.
ليس من شرط المفتي أن يأتي بالطرف الثاني، الذي يأتي بالطرف الثاني القاضي الذي معه جهة تنفيذية تقوم بتنفيذ الحكم.
فأنا لو قلت بين اثنين الفتوى كذا وكذا فربما واحد لا يأخذ بكلامي ويتركني ويمشي ويقول أن هذا الكلام لا يعجبني، إنما القاضي في المحكمة لما يصدر حكم هناك دولة خلفه وجهة تنفيذية تقوم بتنفيذ الحكم تقبض على المتهم أو تأخذ الحق وتنقله لآخر وغير ذلك.
القاضي لابد أن يسمع للجهتين إنما المفتي لا، وهذا له دلائل.
في الإفتاء مثلاً: حديث عائشة في الصحيحين قالت: (جاءت هند بنت عتبة امرأة أبو سفيان فقالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي أن آخذ من ماله بغير إذنه أو غير علمه قال لها خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف.
الشاهد: لم يقل لها لا، أو احضري لي أبو سفيان حتى نعمل مواجهة ونرى هل كلامك صحيح أم لا أم أنك تدعين عليه، لا، هذه فتوى.
إنما الحكم: سينقل حق من واحد لواحد لابد أن يكون الاثنين موجودين والنبي صلي الله عليه وسلم أشار إلى هذا قال: إنما أنا بشر لما جاءه اثنين متخاصمين كل منهم يقول هذا حقي فقال لهم النبي ? قبل أن يقضي (إنما أنا بشر أقضي بينكم على نحو ما أسمع وقد يكون بعضكم ألحن بحجته من الآخر _ يعرف يتكلم كويس ويرتب الكلام مع أنه ليس له حق والآخر عنده صعوبة في الكلام لا يتكلم كويس مع أنه صاحب الحق _فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فأخذه فإنما أقطع له به قطعة من النار فبكي كلاهما وقالا حقي لأخي يا رسول الله طالما المسألة فيها نار حقي لأخي يا رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت ستأخذ الحق منه ستستمتع به قليلاً ثم تتركه للورثة ثم أنت الذي ستسأل عنه يوم القيامة، فلا يوجد أحد غالي لدرجة أنك تدخل النار من أجله، فبكي كلا وقال حقي لأخي يا رسول الله.
يأتي واحد ويقول لي في حال هند بنت عتبة وأبي سفيان سيوجد انتقال مال من واحد للثاني، نقول له لا، امرأة أبو سفيان لها حق النفقة وأبو سفيان كما في هذا الحديث لم يعطها حقها في النفقة فهي تأخذ حقها.
العلماء احتجوا بهذا الحديث كالبغوي أبي الحسين وغيره على أنه إذا كان لإنسان حق معلوم عند آخر وهذا الأخر جحد هذا الحق ولم يعطه إياه جاز له أن يأخذ حقه من هذا الأخر بأي وسيلة بدون علمه بشرط أن يأخذ حقه فقط أنه يجوز له ذلك بشرط أن يكون له حق أكيد.
فعندنا الآن قضاء وهو القاضي المعين الذي معه سلطة تنفيذية تقوم بتنفيذ الحكم فهذا لابد من وجود الاثنين وعندي فتوى فلا يلزمني كمفتي أن أحضر الطرف الآخر وإلا تعطل باب الفتوى إذا كان لابد من وجود الطرفين.
والإمام البخاري فرق ما بين الاثنين، هل يقضي أو يفتي وهو غضبان؟
بان لنا رأي الإمام البخاري أنه لا يقضي وهو غضبان ويجوز له أن يفتي وهو غضبان، وإذا كانت المسألة واضحة فلماذا قال هل؟
لماذا لم يجزم بالحكم فيما يتعلق بالقضاء لا سيما أنه قال في كتاب العلم قال باب الغضب في الموعظة والتعليم فجزم بالحكم؟
أنه يجوز الغضب من أجل الأحاديث الموجودة هذه أنا قلت أن الإمام البخاري أحيانًا يورد الترجمة بصيغة الاستفهام إذا كان الحكم فيه أخذ ورد، وأحد أقران الإمام البخاري وهو الإمام أبو عبد الرحمن النسائي صاحب سنن النسائي المشهورة له رأي مخالف في هذه المسألة:
ففي كتاب القضاء له في أخر سننه قال (باب الرخصة للحاكم الأمين أن يقضي وهو غضبان) وهذا على خلاف الكلام الذي نقوله.
ثم أورد الإمام النسائي حديثًا يحتج به على هذه الترجمة أن القاضي يجوز له أن يفتي يجوز له أن يقضي وهو غضبان.
أورد حديثًا وهو في الصحيحين أن الزبير بن العوام اختصم مع جار له من الأنصار ممن شهد بدرًا في سقيا الأرض، أرض الزبير بن العوام في العالي وأرض الأنصاري منخفضة ولم يكن لديهم رافعات للمياه والمفترض أن تكون المياه كثيرة وقوية حتى تصل لأعلى، فالزبير يتناقش مع الأنصاري وقال له أنا أسقي الأول لأن أرضي في العالي وأنت لو سقيت قبلي أرضك منخفضة ستستوعب الماء كلها ولن أستطيع أن أسقي، فقال له الأنصاري أنا لازم أسقي الأول، فقال له الزبير نحن نحتكم للنبي عليه الصلاة والسلام.
والنبي عليه الصلاة والسلام لأنه يعلم المسألة قال: (أسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك)، فلم يعجب الأنصاري الحكم وقال للنبي ? (أن كان ابن عمتك)، فتحكم له علي، فتلون وجه النبي صلي الله عليه وسلم وغضب وقال (اسق يا زبير ثم احبس الماء)، هذا لن يسقي أترك الماء حتى يصل إلى الحائط، كيف يقال للنبي هذا أنك حابيته لكونه ابن عمتك، فغضب وقضى واستوعب للزبير حقه في أصل الحكم ومنع الأنصاري.
فقال الزبير بن العوام فأحسب أنه نزلت هذه الآية فينا في هذه الواقعة (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمَا ? [النساء:65]
فالإمام النسائي يقول القاضي النبي صلي الله عليه وسلم قضى وهو غضبان.
والإمام النسائي يُتعقب في مثل هذا، لماذا؟
لأنه ليس كل أحد كرسول الله صلي الله عليه وسلم، غضبه كرضاه إن غضبه لا يزيل عن الحق لأنه معصوم.
والدليل علي ذلك الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود وأحمد وصححه أبو عبدالله الحاكم في المستدرك من حيث عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال: كنت أكتب كل شيء يقوله رسول الله ? فنهتني قريش وقالت: إن رسول الله ? بشر يرضى و يغضب _ أي قد يقول في غضبه ما لا يقول في رضاه،_ (قال: فأمسكت)، لو النبي صلي الله عليه وسلم غضب لا يكتب خشية أن يقول شيئًا لا يريده بسبب الغضب، قال (فذكرت ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق) فيكون غضبه كرضاه في الحق سواء.في الرضا يكون حاله على غير حاله في الغضب، في الغضب يكون عنده موجده وهو يتكلم بخلاف الرضا لكن لا يقول إلا حقًا
(يُتْبَعُ)
(/)
بأبي هو وأمي صلي الله عليه وسلم سواء في الغضب أو الرضا.
الإمام النسائي أجري الحكم على عمومه، ونحن نقول لا، غير النبي صلي الله عليه وسلم لا يقضي وهو غضبان، لماذا؟
لأنه عندما يقضي وهو غضبان يزيله هذا عن الإنصاف، ويجري مجرى الغضب كل ما يخرج المرء عن الحق، فمثلاً يحتاج إلى النوم والنوم يغلبه ولا يعي لا يجوز له القضاء، لو سكر أو أكل الحشيش أو المخدرات أو عمل أي شيء تخل بعقله فلا يجوز له، الفرح الشديد الذي قد يزيل المرء عن طبعه لا يجوز له أيضًا أن يقضي وهو شديد الفرح إن كان يزيله عن الإنصاف، شديد الغضب بالنص، أي كل ما ذكرته إنما يكون بالقياس لجامع العلة المشتركة وهو أن يزيله عن الإنصاف بين الغضب وبين ما ذكرت.
الإمام البخاري عندما يقول باب: هل يقضي أو يفتي وهو غضبان؟ فالإمام البخاري له ملحظ في هذه المسألة ومن لم يلحظ هذا الموضوع يقول لأ، البخاري متناقض لأنه أورد أدلة متناقضة في الباب الواحد.
كذلك يقول الإمام البخاري باب: هل يقال مسجد بني فلان؟ واحد بني مسجد ويريد أن يسمي المسجد باسمه فهل هذا جائز؟
أورد فيه حديث بن عمر (أن النبي صلي الله عليه وسلم سابق بين الخيل المضمرة من الحفياء إلى ثنية الوداع وبين التي لم تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق)
وذكر بن عمر أنه كان يسابق في هذه المسألة، والحفياء: اسم مكان، وثنية الوداع: اسم مكان، مسافة من هنا إلى هنا، سباق للخيل الخيل تجري بجوار بعضها.
الخيل المضمرة: التي ليس لها بطن، والتي لم تضمر: التي أكلت ولها بطن وسيجففونها ويجعلوها مضمرة من أجل الكر والفر وغير ذلك.
فبقول بن عمر الخيل التي لم تضمر كانت المسافة من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق وهذا هو النص في المسألة:
والإمام البخاري عندما يقول: باب هل يقال مسجد بني زريق بعد هذا الحديث هل عرفت رأي البخاري يجوز أم لا؟
واضح أن البخاري لا يرى بأسًا أن ينسب المسجد إلى من يبنيه،
وما الدليل في هذه المسألة؟
قال: مسجد بني زريق.
لماذا أورد البخاري بصيغة الاستفهام؟
لأن المسألة فيها خلاف، إبراهيم النخعي أحد الفقهاء الكبار من أهل الكوفة فيما رواه بن أبي شيبة في المصنف كان يكره أن يُقال مسجد بني فلان ويتلوا قوله تعالي:? وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ? [الجن: 18].
اعترض بالآية
الجمهور قالوا: هذه أي عندما أقول مسجد بني فلان أو مسجد فلان هذه إضافة تمييز وليست إضافة ملك، لأن لو قلنا مسجد فلان فهل يستطيع أن يعمل به ما يشاء؟ لا، المساجد لها حرمات، والمساجد لها أحكام، هو اسمه مسجد بني فلان ولكنه لا يستطيع أن يعمل بداخل المسجد شيء منهي عنه أن يعملها.
فالمسألة كلها مجرد تمييز فقط وليست إضافة ملك كما نقول مثلاً أو نذكر في بعض الأحاديث أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول لبعض الصحابة يا بني كما قال للمغيرة بن شعبة لما كان يسأله عن الدجال كثير كما في صحيح مسلم، قال: (ما ينصبك منه يا بني).
فلما يأتي واحد ممن يأخذ المسألة على ظاهرها يقول هذا الكلام ليس مضبوط لماذا؟ لقول الله تعالي:? مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ? [الأحزاب: 40]، فكيف يقول له يا بني؟ وهو ليس أبيه ولقوله تعالي: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ [الأحزاب:5] وهو لما يقول يا بني وهو ليس ابن الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول حصل تعارض.
مثل الجماعة الذين يعترضون على البخاري بنفس الأسلوب الذي أتكلم به الآن.
اعتراض البعض علي حديث متفق عليه:
فهناك من يعترض على حديث متفق عليه يقول حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) قال هذا الحديث مكذوب مع أن هذا الحديث متواتر عن أبي هريرة رواه أكثر من أربعة وعشرين تابعي عن أبي هريرة ورواه مع أبو هريرة أنس بن مالك، عبدالله بن عمر بن العاص، حوالي ثمانية عشر صحابي الذين رووا هذا الحديث أي أن الحديث متواتر عن النبي ? ومتواتر عن أبي هريرة.
فقال إن هذا الحديث مكذوب، لماذا؟
قال: لأن الله عز وجل يقول:? لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين ? [البقرة:256] فكيف يقال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) والآية تقول: ? لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الله عز وجل: (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ? [الكهف: 29] ويقول الله عز وجل: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [يونس: 99]، يأتي لك بهذه الآيات ويعترض على الحديث بهذه القصة، وكما قلت لا يعترض على البخاري إلا جاهل لا يعلم شيئا،
هل هناك تعارض؟
لا، لا يوجد تعارض، لماذا؟ لأن قول الناس في الحديث، أمرت أن أقاتل الناس،.
هؤلاء الناس عبارة عن كم صنف؟.
الصنف الأول: المؤمنون، الصنف الثاني: المنافقون، الصنف الثالث: الكفار، فهل يكون القول أمرت أن أقاتل المؤمنين؟
لا لأن لأن المنافق يقول لا إله إلا الله حتى ولو كان يبطن الكفر.
ولا يبقي في الناس إلا الكفار: وهذا منصوص رواية النسائي (أمرت أن أقاتل المشركين حتى يقولوا لا إله إلا الله) (فقول الناس) وإن كان ورد علي صيغة العموم لكن يراد به الخصوص.
الكلام طويل في هذه المسألة وربما تأتي مناسبة نتكلم فيها لكن أريد أن أقول لا يقول يا بني لأن:? مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ?، لا يعترض على البخاري بمثل هذا.
فالإمام إبراهيم ألنخعي قال الآية ? وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ? قال هذه معارضة.
الجمهور قال لا،: لا توجد معارضة حصل نوع من الجمع.
والبخاري عندما يقول هل يقال مسجد بني فلان؟
يجوز أن يقال مسجد بني فلان وإذا كان هذا يقال في المساجد فمن باب أولى أعمال البر، فيمن أنشأ مستشفى، أو من أنشأ داراً للأيتام أو غير ذلك فكتب اسمه عليها فلا بأس بذلك، إذا كان في المسجد جائز ففي غيره أجوز.
يقول أيضًا الإمام البخاري في كتاب الطهارة باب (هل يمضمض من اللبن؟ أنت شربت اللبن وأنت متوضئ وتريد الذهاب إلى الصلاة تتمضمض.
أورد فيه حديث بن عباس (أن النبي صلي الله عليه وسلم شرب لبنًا فمضمض وقال أن له دسمًا،)
باب هل يمضمض من اللبن رأي البخاري بعد أن أورد الحديث يتمضمض أم لا؟
نعم يتمضمض.
لماذا؟
قال له دسم وكل ما يجري مجري اللبن كالطبيخ الذي عليه سمنه أو الذي عليه زيت فهذا عبارة عن دسم ن كل شيء فيه دسم في هذه الحالة يتمضمض
الإمام الترمذي نقل في السنن أن هذا الأمر أو أن هذا الحكم على الاستحباب واحتج الحافظ بن حجر بحديث رواه أبو داود عن أنس بسند حسن (أن النبي صلى اله عليه وسلم شرب اللبن ولم يتمضمض
فالإمام رحمة الله عليه يورد الترجمة بصيغة الاستفهام حتى يبين جريان الخلاف في المسألة.
والبخاري في هذا الباب سماء أغلب تراجم البخاري خفية لذلك أهل العلم اختلفوا فيها، بعض العلماء مثل الاسماعيلى أو غيره يعترض على البخاري، أبو الوليد الباجلي أكثر الناس اعتراضًا على البخاري في مسألة التراجم والعلماء يقولون له أنت لم تأخذ بالك، البخاري يقصد كذا وكذا وذلك كما قلت لكم في بداية الحلقة أن البخاري كان يتكلم بالشفرة يحتاج أن الطالب يشغل ذهنه وكان يحب التراجم الخفية، سبعة عشر سنة والبخاري يؤلف الكتاب مع سيلان الذهن وسعة الماد العلمية عنده.
ويأتي واحد لم يدرس أصول حديث ولم يدرس أصول فقه وليس عنده أي فكرة عن أي شيء ويقول البخاري غلطان والبخاري لا يفهم وجناية البخاري على سيد المرسلين، الكلام السيئ الذي نسمعه اليوم وإن شاء الله تراجم البخاري تصل تقريبًا إلى عشرين نوعًا من التراجم، ويمكن لكل نوع من هذه الأنواع ممكن يكون تحت منها أنواع أخرى فرعية من التراجم.
وهذا كله بإذن الله الكريم في الحلقات القادمة ونحن نتكلم عن الترجمة بأركانها الثلاثة مع كل حديث سنأتي لها بالنظائر من كتاب البخاري رحمة الله تبارك وتعالي عليه.
وأنا لا أقدر أن أوفي الموضوع حقه في هذه الحلقة لكن إن شاء الله لعلي أبسط شيئًا من هذا وأنبه أن طريقتي في شرح صحيح البخاري أنني أقرأ الحديث كله سندًا ومتنًا وممكن من خلال الإسناد نذكر بعض قواعد علوم الحديث، وأنا أريد أن أعمل ثقافة أصولية عند الجماهير ثقافة أصولية في الحديث وثقافة أصولية في الفقه، فعندنا أصول فقه وعندنا أصول حديث أبسطها جدًا بحيث أننا نضع قواعد ونرتب كما قلت في الدرج بحيث يكون عندك نوع من السداد في الفهم، فهذه الثقافة أنا مضطر أن أبسطها جدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
إخواننا من أهل العلم سيجني أتسامح في تبسيط المعلومة وذلك لأنني أكلم عوام غير متخصصين وإلا أن لو كنت مع أحد من أهل العلم فلازم استخدم مصطلحات أهل العلم وقد تكون هذه المصطلحات مغلقة ولكي أفسرها تحتاج إلى حلقة فأحاول على قدر المستطاع أنني أنزل بالتعبير حتى وإن لم يكن دقيقًا من جهة الاصطلاح لكن بغية أن أبسطه لعوام الناس، وشيئًا فشيئًا مع ارتقاء الذوق بإذن الله الكريم ممكن أستخدم كلام أهل الاصطلاح وكما قلت لك ركز معي وأنا أجعلك إن شاء الله مدمن، بعد أن تمشي معي في الحلقات ستحب جدًا جدًا علم الحديث وسيشعر المشاهد أنه كان أعمي ثم أبصر بعد أن يعلم شيئًا من علوم الآلات علوم الحديث وعلوم أصول الفقه.
إجابة الأسئلة
س: ما الحكم إذا خالف الأدب الأمر وأيهما يقدم؟
الجواب: مسألة إذا خالف الأدب الأمر، الذي سمعه أنه يُقدَم الأدب على الأمر هذا الكلام يقوله الجماعة الذين يحتفلون بمولد النبي_ صلي الله عليه وسلم_ بالصورة التي نراها الآن، وأن الصحابة الكرام لم يكونوا يحتفلون بالنبي _صلى الله عليه وسلم بهذا لأنهم كانوا يتدينون بسنته ليل نهار، إنما بعدما صار الدين عبارة عن مظاهر جوفاء اكتفي كثير من الناس أنه يطبل ويزمر في يوم من السنة ويقول بحبك يا نبي ويطبل ويزمر، مع أن الطبل حرمه عليه والزمر حرمه عليه وهذا الكلام، ولكن يعبرون عن فرحتهم بالنبي بما أمرهم النبي_ صلى الله عليه وسلم_ ألا يفعلوه.
طبعًا احتجوا على هذا الكلام بحديث واقعة أبو بكر الصديق، وهذه الواقعة رواها سهل بن سعد ألساعدي رضي الله عنه والحديث في الصحيحين "، أنه حدث مشكلة في بني عمرو بن عوف حتى تراشقوا بالحجارة، فالنبي عليه الصلاة والسلام بعدما صلى الظهر أخذ جماعة من الصحابة وذهب ليصلحوا بين بني عمرو بن عوف وقال لبلال إذا تأخرت فليصلى أبو بكر، وفعلاً تأخر النبي صلى الله عليه وسلم وأُذِنَ للعصر وجاء بلال ليستأذن أبي بكر الصديق ليقيم الصلاة أم لا، فقال له أقم، ودخل أبو بكر الصديق في القبلة، كبر فما هو إلا أن سمع تصفيقًا كثيرًا من المسلمين الذين يصلون خلفه وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثروا من التصفيق التفت فإذا النبي _صلى الله عليه وسلم _يشق الصفوف، فأشار إليه النبي_ صلى الله عليه وسلم_ إليه أن أثبت _،ابق مكانك في القبلة _، فرفع أبو بكر _رضي الله عنه_يديه فحمد الله_عز وجل_فرجع وقدم النبي_ عليه الصلاة والسلام_.
بعدما انتهي النبي_صلي الله عليه وسلم_ من الصلاة قال له يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك،فقال له ما كان لابن أبى قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله _صلى الله عليه وسلم _.
هم يقولون أبو بكر خالف الأمر، أليس يقول له ما منعك أن تثبت إذ أمرتك قال له قف، فلم يقف ورجع، لماذا؟ لأن هذا أدب أنه لا يصلى بالنبي_ عليه الصلاة والسلام _، قال قدم الأدب على الأمر، فإذا تعارض أدب مع الأمر قٌدٍمَ الأدب.
طبعًا هذا الكلام لا يقول به أحد قط من أهل العلم ولا ينبغي أن يقول أحد هذا الكلام أبدًا، لماذا لأن أهل العلم جميعًا ليس بينهم خلاف أعلمه يقولون الأدب هو التزام الأمر، ومخالفة الأمر ليست من الأدب، وإلا نحن نرد عليهم أيضًا على من يقولون بهذا بنفس واقعة لأبي بكر أيضًًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الواقعة رواها الشيخان_ البخاري ومسلم_ من حديث عائشة _رضي الله عنها_ ولها أكثر من طريق عن عائشة.
يرويها عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة ويرويها حمزة بن عبد الله بن عمر ويرويه الأسود بن يزيد، يرويه عروة بن الزبير، كل هؤلاء يرون هذا عن عائشة رضي الله عنها، وهي تصف مرض النبي _صلى الله عليه وسلم _، أن الرسول _عليه الصلاة والسلام_لما ثقل به المرض قال: " مروا أبو بكر فليصلي بالناس قالت عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف" _كثير الأسف، كثير الحزن لا يملك عينيه إذا قرأ القرءان، والإنسان إذا بكي لا يُسمِع من خلفه "فلو أمرت عمر أن يصلي، فقال إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصلي بالناس "،_صواحب يوسف هم النسوة عندما تكلموا في امرأة العزيز {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
} (يوسف30) فأرسلت إليهن ولم تقل لهن لماذا هي دعتهم، إنما أرسلت إليهن على أساس أنها دعتهم للضيافة لكنها ما قصدت أن تضيفهم، لا، قصدت أن تقيم العذر لنفسها وهذا هو الذي تحتويه في بطنها.
لكن الظاهر أنها دعتهم كأي دعوة، فلما جاءوا ورأوا يوسف وقطعوا أيديهن من مرة واحدة رأوه فيها، فهي تريد أن تقول فكيف بي وأنا أعيش معه ليل نهار ولا زلت أقف على قدمي، فهي في بطنها شيء أما دعوتها الظاهرة شيء آخر.
النبي _عليه الصلاة والسلام_ يقول لعائشة إنكن صواحب يوسف في بطونكم شيء وفي قلوبكم شيء وكلامكم مختلف وعائشة رضي الله عنها أفصحت لماذا لا تريد أن يصلي أبو بكر الصديق مكان النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا المرض الشديد حتى لا يتشاءم المسلمون من أبي بكر، فتقول له لو أمرت عمر، فلما قال لها النبي هذا إنكن صواحب يوسف، قالت لحفصة تقول للنبي _عليه الصلاة والسلام _إن أبا بكر رجل أسيف فلو أمرت عمر فقال: "إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصلى بالناس."
تقدم أبو بكر الصديق وصلى، والنبي_ عليه الصلاة والسلام _وجد خفةً في بدنه اعتمد على العباس وعلي بن أبي طالب ومشى يهادي بينهم _أي لا يستطيع أن يقف على رجله _عليه الصلاة والسلام _، فلما رأى المسلمون النبي كادوا يفتنوا في الصلاة، فلما علم أبو بكر بذلك أراد أن يتأخر، فقال له النبي _صلى الله عليه وسلم_ اثبت فثبت ولم يرجع.
هل خالف أبو بكر سبيل الأدب في هذه المرة لما قال له أثبت فثبت، نفس السابقة.
يقول القائل لماذا رجع في المرة الأولى ولم يرجع في المرة الثانية؟، وهذا من بركة الحديث وجمع طرق الحديث، والعلماء إذا أرادوا أن يتكلموا في مسألة لا يأخذون حديث واحد ويتكلمون فيه إنما يجمعوا كل الأحاديث التي وردت في الباب، ويسلطوا المعاني بعضها على بعض ويخرجوا بكلام مستقيم، وإذا لم يجمع المرء الأحاديث الواردة في الباب يزل.
لما فتش العلماء في الواقعة الثانية التي ثبت فيها أبو بكر ولم يرجع، وجدوا في مغازي موسى بن عقبة رحمه الله وهي أصح المغازي كما يقول الإمام مالك، أن هذه الصلاة كانت صلاة الفجر وكانت الركعة التي دخل النبي عليه الصلاة والسلام فيها المسجد هي الركعة الثانية، فالرسول_ عليه الصلاة والسلام _لو تقدم إلى الصلاة لاختل نظام الصلاة، والمسلمين كانوا سيصلون ثلاث ركعات.
كما حدث لعبد الرحمن بن عوف مع النبي_ عليه الصلاة والسلام_ والحديث في صحيح مسلم، لما النبي _عليه الصلاة والسلام _تأخر في شيء كهذا وكان عبد الرحمن بن عوف صلى بالناس، وجاء النبي _عليه الصلاة والسلام في الركعة الثانية، قال المغيرة بن شعبة راوي الحديث فأردت أن أًؤذنه وهذه الرواية في النسائي، فنهاني رسول الله _صلى الله عليه وسلم _، وصلى خلف عبد الرحمن بن عوف _رضي الله عنه_، لأن عبد الرحمن بن عوف كان في الركعة الثانية.
إذن لما تأخر أبو بكر الصديق كان في بداية الصلاة ولم يكن ركع أما في المرة الثانية أبو بكر كان قد صلى ركعة، وليس القصة قصة مخالفة الأمر، بل العلماء يقولون الامتثال هو الأدب، ولا يتصور أن يؤمر رجل بأمر من أي أحد يقول لأبنه أو لأخيه افعل كذا فيقول معذرة أنا لن أنفذ الأمر لأنني أرى أن من باب الأدب أنني أفعل غير الذي تقول فمن يقول أن هذا أدب، أو أن عالم من علماء المسلمين ممكن يتورط ويقول مثل هذا الكلام.
الأدب هو الوقوف عند الأمر، الامتثال هو الأدب بل خير من الأدب كما يقول بعض العلماء.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:52]ـ
س: ما هي صحة قصة ثعلبة بن حاطب؟
الجواب: كثير من خطباء المساجد يذكرون قصة ثعلبة بن حاطب عندما يفسرون قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة:75 - 77] كل كتب التفسير تورد قصة ثعلبة بن حاطب – رضي الله عنه- وقصة ثعلبة هذه مختصرها أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله أدعو الله أن يرزقني مالاً قال يا ثعلبة
(يُتْبَعُ)
(/)
قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تقدر عليه ظل يلح علي النبي - صلي الله عليه وسلم- أدعوا لي الله أن يرزقني مالاً، فقال: يا ثعلبة أفم لك فيَّ أسوة؟ لو شئت لصارت الجبال معي ذهبا، قال: له أدعو الله أن يرزقني مالًا، فرفع النبي- صلى الله عليه وسلم- يديه وقال: اللهم ارزق ثعلبة مالاً.
كان عنده بعض الغنم وبدأت الغنم تلد وتتكاثر كالدود، وضاقت المدينة بالغنم فأخذ الغنم وخرج خارج المدينة، وأصبح لا يصلي جماعة إلا الظهر والعصر فقط، والباقي لا يصليه جماعة لأن الغنم نمت وصارت كثيرة كالدود ترك الصلاة ولم يعد يصلي إلا الجمعة، والغنم كثرت أكثر وأكثر فترك الجمعة كذلك، لا يصلي الجمعة، والنبي- عليه الصلاة والسلام- إذا ذكر ثعلبة يقول يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة، حتى نزل قوله تعالي: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، وفُرِضَت الزكاة، فالرسول – عليه الصلاة والسلام- أرسل اثنين، أرسل رجلاً يأتي بالصدقة من اثنين أحدهما من بني سليم ومن ثعلبة بن حاطب، فأخذ رسول رسول الله –صلي الله عليه وسلم- وذهب إلى ثعلبة، قال له يا ثعلبة عليك زكاة، فقال له ثعلبة وما هذه الزكاة؟ فقال له هذا كتاب رسول الله – صلي الله عليه وسلم-، فنظر في الكتاب وقال والله إن هذه الجزية أو هذه أخت الجزية.
فقال له أنت ذاهب إلى مكان أخر، فقال له أنا ذاهب إلى فلان، فقال له اذهب له حتى أفكر وأشاور نفسي، فذهب الرسول وأحضر الصدقة من رجل بني سليم ثم عاد إلى حاطب، قال له أعطني الكتاب أنظر فيه ثانية، فنظر في الكتاب وقال هذه الجزية، أو هذه أخت الجزية، اذهب إلى النبي وأنا سأفكر في هذه المسألة، الرواية تقول أن النبي عندما قدم عليه الرسول وقبل أن يتكلم قال النبي: يا ويح ثعلبة فقال له أن ثعلبة قال كذا وكذا وقال أنها هذه الجزية، أو هذه أخت الجزية، فنزلت الآية: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}.
أحد أقارب ثعلبة يجلس في المجلس عندما نزلت الآية ذهب إلى ثعلبة وقال له هلكت، فقال له لما؟ قال لقد أنزل الله فيك قرءاناً يقول كذا كذا كذا فجاء ثعلبة مسرعًا إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- وقال يا رسول الله الغنم كلها تحت أمرك خذ ما تريد، فرفض النبي أن يأخذ منه الغنم، فجلس ثعلبة يحثوا التراب على رأسه ليأخذ الغنم ومات النبي وقد رفض يأخذ الزكاة من ثعلبة وجاء ثعلبة إلى أبي بكر الصديق رفض يأخذها وإلى عمر فرفض أن يأخذها وعثمان فرفض أن يأخذها ومات ثعلبة في خلافة عثمان، وهذه هي القصة التي ذُكِرَت في كتب التفسير والخطباء يذكرونها على المنابر.
أن أقول هذه قصة باطلة، لا تصح، ليس لها إلا إسناد مشهور، ربما يكون لها أسانيد أخرى، لكن أشهر إسناد لها هو الذي رواه الطبري في التفسير ورواه بن أبي حاتم في التفسير، ورواه الطبراني في المعجم الكبير وفي الأحاديث الطوال، ورواه البيهقي في دلائل النبوة والبغوي في تفسيره من طريق مُعان بن رفاعة ألسلامي عن على بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامه رضي الله عنه.
مُعان بن رفاعة ألسلامي مختلف فيه، الإمام أحمد وأبو داود قالوا لا بأس به ووثقه علي بن المدين، وبن معين والدا رقطني وبن حبان والعقيلي والأسدي على ما أذكر قالوا أنه ضعيف فهو مختلف فيه.
علي بن يزيد الألهاني شيخه متروك، تركه النسائي، تركه ألأسدي، تركه الدار قطني والبرقاني، وضعفه الأئمة بن معين وأحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي وبن عدي وتكلموا فيه كلامًا شديدًا ووكزه بن حبان فقضى عليه، وكلام بن حبان في على بن يزيد كلام شديد للغاية، بل أذكر أن البخاري يقول منكر الحديث، وهذا القول في اصطلاح البخاري تساوي ضعيف جدًا لأن منكر الحديث في اصطلاح غير البخاري ضعيف فقط، إنما عند البخاري ضعيف جدًا.
كما صح عنه أنه قال: من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه فالإسناد ضائع وهذا من جهة الإسناد.
أما من جهة المتن ففيه علل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: ثعلبة بن حاطب بدري و عندنا نصوص قاطعة في أهل بدر خصوصًا في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن حاطب بن أبي بلتعة راسل جماعة من المشركين يخبرهم بأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- سيغزوهم كشف الأسرار العسكرية وأرسل هذا الخطاب لجماعة من المشركين يقول لهم فيه متى سيغزوهم النبي وأين سيذهبون وغير ذلك، لماذا؟ لأن قرابة حاطب بن أبي بلتعة كانوا يعذبون في قريش، فأراد أن يتخذ جميلاً عند القرشيين حتى يخفوا عن أقاربه، وبدلاً من أن يضربوهم أو يعذبوهم يقولون حاطب له جميل عندنا أفشي سر النبي- صلي الله عليه وسلم- فنحن لن نعذب قرابته.
وأعطى هذه الرسالة لامرأة فوضعتها في ضفائرها وعقدت شعرها على هذه الورقة ن فنزل جبريل- عليه السلام- وأخبر النبي- عليه الصلاة والسلام- بالواقعة، وحاطب كان يجلس بالمجلس، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- أرسل علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وواحد معهم وقال اذهبوا إلى روضة خاف، اسم مكان ستجدون ظعينة امرأة معها كتاب أحضروه فذهب علي بن أبي طالب والمقداد والأخر وجدوا بالفعل المرأة تجلس بالمكان الذي قال عليه النبي- صلى الله عليه وسلم-، فقالوا له هات الكتاب الذي معك، قالت ما معي كتاب، فقال لها علي لتخرجن الكتاب أو لنقلبن الثياب فالمرأة مباشرة أخرجت الكتاب من ضفائرها وأعطته لعلي بن أبي طالب.
أخذ علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- الكتاب وجاء إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- وحاطب بن أبي بلتعة يجلس مع جماعة من الصحابة فيهم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-، فتح الكتاب وقٌرئ الكتاب وإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى جماعة من المشركين كذا كذا كذا، عندما سمع عمر بن الخطاب هذا الكلام أخرج السيف وأراد أن يضرب عنق حاطب، فقال يا رسول الله دعني أقطع عنق هذا المنافق إنه خان الله ورسوله والمؤمنين، فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شتتم فقد غفرت لكم " فبكى عمر- رضي الله عنه-.
وقال- صلي الله عليه وسلم-: " لا يلج النار أحدٌ شهد بدرًا والحديبية "، ولما جاء غلام حاطب بن أبي بلتعة يشتكي حاطباً إلى النبي- صلي الله عليه وسلم أنه كان يقسو عليه، وقال الغلام للنبي- صلي الله عليه وسلم-: والله يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال- عليه الصلاة والسلام- " كذبت إنه شهد بدرًا "، فأهل بدر شهد النبي - صلي الله عليه وسلم- أنهم في الجنة لا يدخلون النار، والآية هنا تقول: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}، ومثل هذا ألبدري يستحيل يدخل تحت هذه الآية بهذه النصوص التي ذكرتها.
ثانيًا: أن ثعلبة بن حاطب قُتِلَ يوم أحد وهذا هو الثابت المعروف في حين أن هذه الرواية تقول أنه مات في خلافة عثمان.
ثالثًا: أن الزكاة حق الله في المال ولا يجوز لأحد أبدًا، للأمير إذا جاء رجل وقال خذ زكاة مالي، فلا يقول لا أخذ منك الزكاة، لأنه لو منع الزكاة لقاتله الإمام , كما فعل أبو بكر الصديق مع الذين منعوا الزكاة، ماذا فعل معهم؟ قاتلهم، وقال: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فما بالك برجل يأتي بالزكاة فنقول له لن نأخذ منك الزكاة فكيف يكون ذلك؟ هذا كلام غير متصور.
الإسناد ضائع في علي بن يزيد الألهاني، وهذا يكفي أن يسقطه في الأرض السابعة، وعلي بن يزيد الألهاني متروك الحديث، ساقط ضعيف جدًا في الإسناد، وهذا المتن فيه علل ومكن نأتي بعلل أخري في المتن، لذلك نقول لإخواننا الخطباء لا يذكرن أحدًا منكم قصة ثعلبة فإن ثعلبة بدري فاضل ومات يوم أحد والقصة باطلة برمتها والحمد لله.
نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعل ما قلناه زاداً إلي حسن المصير إليه, وعتاداً إلي يمن القدومِ عليه, إنه بكل جميلٍ كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل, وصلي الله اللهم وسلم وبارك علي نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
انتهي الدرس الثالث
* * *
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 09:27]ـ
جزاك الله خيرا على هدا العمل
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 07:02]ـ
[4] التعريف بكتاب صحيح البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن اليوم مع صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالي وسنشرح كما ذكرنا قبل ذلك من هذا الكتاب الجليل كتاب الرِقاق وكنت اصطلحت على أن أسمي شرحي هذا [فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق من صحيح الإمام أبي عبد الله].
كتاب الإمام له اسم وهذا الاسم له دلالة اسم كتاب البخاري (الجامعُ الصحيحُ المختصر المسند) فله أربع أوصاف للكتاب الجامع، الصحيح، المختصر، المسند، كل صفه من هذه الصفات الأربعة تحتها موضوع، فمثلاً في عقد الزواج عندما يذهب الرجل ليتزوج بامرأة فيقول البكر البالغ العاقل كل واحدة من هذه الأوصاف يترتب عليها موضوع، فإذا ثبت أنها ثيب وليست بكرًا انفسخ العقد لو ثبت أنها مجنونة انفسخ العقد وهكذا وهذا ليس من قبيل ذكر أوصاف مجرد أوصاف.وكتاب الإمام الجامع يدل على أنه جمع أنماطًا كثيرة من العلم،
وصحيح الإمام البخاري كله يتألف من سبع وتسعين كتابًا:
كتاب بدء الوحي كتاب الإيمان، كتاب العلم، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب الحدود، كتاب البيوع كتاب الشفعة، الرهن، الوكالة، الكفالة، كتب النكاح، كتاب الطلاق كتاب الأدب، كتاب المغازي، كتاب فضائل الصحابة، كتاب الأنبياء بدء الخلق الجزية، الموادعة، فرض الخمس، فنقول بعض أنواع من الكتب بلا ترتيب.
عدد الكتب التي في صحيح البخاري من أول الكتاب إلى آخره سبع وتسعون كتابًا.
أول كتاب بدأبه البخاري كتابه بدء الوحي وأخر كتاب ختم به كتاب التوحيد، ودلالة ذلك:
أول كتاب حتى نفهم قدر الإمام أبي عبد الله وفهم الإمام أبي عبد الله أول كتاب في هذا الجامع اسمه كتاب بدء الوحي الكتاب رقم وأخر كتاب الكتاب رقم سبعة وتسعين اسمه كتاب التوحيد الذي ختم البخاري به كتابه، أول كتاب كتاب بدء الوحي وأخر كتاب كتاب التوحيد، دلالة ذلك لأن الإمام رحمة الله عليه يريد أن يقول من أراد أن يخرج من الدنيا علي التوحيد فعليه أن يبدأ في كل أموره بالوحي، فالبوابة التي تدخل الإسلام من خلالها هو الوحي،
الوحي ليس مقصورًا على القرءان وحده عند جماهير أهل العلم بل السنة أيضًا من جملة الوحي.
والعلماء عندما يذكرون قوله تعالي:? إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [الحجر: 9] يقولون جميعًا الذكر قرءان وسنة وليس الذكر هو القرءان وحده.
فالوحي هو الطريق الوحيد الذي يوصل إلى الله تبارك وتعالي:
في مقابل هذا الوحي لا يكون إلا الهوى والرأي الشخصي الذي ينطلق المرء منه
كما قال سفيان الثوري رحمه الله [الحديث درج] الحديث_ أي الوحي إشارة إلي أن الوحي قرءان وسنة_[الحديث درج] أي مثل السلم.
[والرأي مرج] والمرج المكان المنبسط الواسع مثل السهول.
[الحديث درج والرأي مرج] فإذا كنت على الدرج تمشي على السلم فاحذر أن تزل قدمك فتندك عنقك، فالذي تخطيء قدمه السلم يسقط على رأسه فورًا، وإذا كنت في المرج (السهول) فسر حيث شئت.
يريد أن يقول أن المرء إذا تعان الوحي كان مقيدًا فلا يستطيع التصرف كيف شاء: لا يستطيع أن يقول أنا حر كما نبهنا من قبل مرارًا وتكرارًا بخلاف الهوى، الخلاف الذي كالسهول ينطلق المرء من هواه.
وقد ذكر الله تبارك وتعالي الجهتين متقابلتين (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) هذا هو الوحي (فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ) ? يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) هذا الوحي ? وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ ? هذا الهوى [ص:26] (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) هذا هو الوحي (وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ? [الكهف:28]:
فأي إنسان يريد أن يخرج من الدنيا على التوحيد ويحقق التوحيد فعلا فعليه أن يبدأ بالوحي:
فكأنما أراد الإمام البخاري رحمه الله أن يقول: أنا جمعت أطراف العلم في كتابي هذا لكنه كتاب مقيد بالوحي لذلك بدأ بهذا الكتاب كتاب بدء الوحي وذكر فيه عدة أحاديث قليلة لا تصل إلى عشرة تقريبًا تصل إلى سبعة أحاديث، فمن أراد أن يخرج من الدنيا على التوحيد وهذا ختام الكتاب ونهايته فعليه ببدء الوحي.
هل بين أول حديث في الكتاب وآخر حديث مناسبة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أول حديث في الكتاب وآخر حديث في الكتاب هل بينهما مناسبة، أول حديث في الكتاب الحديث الشهير الذي نعرفه جميعًا وهو حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اتفق الأئمة الستة عليه وأجمع العلماء علي صحته حديث (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه):
الإمام البخاري روى هذا الحديث في سبعة مواضع من صحيحه وأول موضع في الصحيح في بعض الحديث.
فأول حديث إنما الأعمال بالنيات دل ذلك على أن النية عمل مستقل لأن النية هي عمل القلب وعمل الملوك أشرف الأعمال لأن عمل الملوك عمل سيادي، فأي أمير أو رئيس أو ملك أصدر قانونًا هذا القانون يعم الناس جميعًا ومن خالف هذا القانون فهناك جهات تنفيذية تعاقبه ومواد تعاقبه، فعمل القلب أو الملك منتشر.
هذا القلب الذي هو ملك البدن هو متحكم في كل هذه الجوارح فمجرد عقده للعمل أي النية فهذا في حد ذاته عمل بل كل الجوارح تفتقر إلى مداخلة القلب في العمل، إذا تخلى القلب عن الجارحة في العمل حبط وسقط ولا قيمة له.
والرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فكل أبواب الشريعة مما يتعبد فيه رب العالمين جل ثناؤه لابد من دخول النية فيه، يكون عندك عقد هذا القلب ينعقد على العمل فهذا أول حديث فكل الأحاديث كتاب الإيمان، كتاب العلم، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة ... إلى آخر الكتب كتاب التوحيد يحتاج إلى عمل القلب.
أخر حديث في صحيح البخاري حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: [كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم]
فما العلاقة التي بين هذا الحديث وكل الأحاديث التي مضت؟
صحيح البخاري سبعة ألاف وزيادة بالمكرر سبعة ألاف ونيف ألفين ونيف بدون المكرر، هذه الأحاديث التي مضت قبل الحديث الأخير [كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) كل الأحاديث هذه سبقت هذا الحديث الأخير.
أربط لك المناسبة بقوله تعالي:? إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ? [العنكبوت: 45] أي ذكر الله أكبر من الصلاة أو ذكر الله عز وجل ينهي عن الفحشاء أعظم مما تنهى عنه الصلاة، ولذكر الله أكبر أي تأديتك للعبادة الذكر أعظم منها لأن الذكر متعلق بالقلب، الذكر متعلق بالرب تبارك وتعالى وهو حياة القلب لأن الذكر متعلق بالمحبة لا يذكر أبدًا إلا محب.
ولذلك قلنا كثيرًا ونردد هذا المعنى ليستقيم في أذهان الناس لا يستطيع المحب حقًا أن يخالف حتى لو أمر بما لا يتصوره قبل الأمر، فأحينًا الإنسان يتصور يقول أنا لو أمرت بكذا وكذا أنا لا أستطيع أن أعمل ذلك هذا شيء عظيم لا أستطيع أن أعمله فإذا حل وقت العمل إذا كانت هناك محبة خف العمل.
مثل المصائب:واحد مثلاً إذا كان له ابن يحبه جدًا فأحيانًا يمر على الإنسان خواطر فيقول هذا الولد إذا مات لا أستطيع أن أعيش من غيره وإذا بهذا الولد المحبوب الذي ملأ على والده أو على والدته قلبه أو قلبها إذا بهذا الولد يموت فتجده صابراً وتجده محتسباً وتجده متجلداً وعلى وجهه رضاً وسكينة وقبل أن يلابس الفعل ما تصور أبدًا أن يصبر وأول ما يذكر هذا الخطب تجد قلبه ينبض بشدة ولو نائم يقوم يأتيه أرق إذا لابس الفعل تجده صبر لذلك ربنا عز وجل يقول: ? وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ? [النساء: 66] إما قتل أو خروج من الدار أي جعل الخروج من الدار عديل القتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي يطرد من بيته أو الذي يهدم عليه بيته ويعيش في العراء هذا مثل الذي قتل بالضبط أو قريب منه الاثنين معًا ? وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ ? أي من قتل أنفسهم أو الخروج من الدار ? وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا، وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ? [النساء: 68،67،66].
وما أجمل ما قاله سنون المحب: (ولو قيل طأ في النار أي ضع قدمك في النار أعلم أنه رضًا لك أو مدنٍ لنا من وصالك لقدمت رجلي نحوها فوطئتها سرورًا لأني قد خطرت ببالك)
فمجرد أن أخطر على بالك فتقول لي ضع رجلك في النار أضع رجلي في النار.
العلماء يوردون مثل هذه الأبيات ويأخذون بعض المعاني منها مع قطع النظر عن خصوص ألفاظها لأن هناك ألفاظ لا يجوز أن يتوجه المرء بها لرب العالمين تبارك وتعالى، لكن يأخذون منها بعض معاني،.
فيقول وكأنه يخاطب ربه تبارك وتعالى يقول يارب إذا ذكرتني مجرد أن تذكرني فقط في مقابل هذا لو قلت لي ضع رجلك في النار أضع رجلي في النار لمجرد أنك ذكرتني في ملأ من الملائكة.
كما حدث لسعد بن معاذ رضي الله عنه أو أبي بن كعب لما طلب النبي منه قال له اقرأ علي سورة البينة فقال: (يا أُبي إن الله أمرني أن تقرأ علي سورة البينة) فقال أُبي: يا رسول الله وسماني لك أي رب العالمين قال مر أُبياً وسماني لك، قال: نعم فبكى أُبي)
فالإنسان المحب مستقيم باستمرار كل شيء ,يسيراً خفيفاً عليه،:
فالذكر متعة القلب أن يجلس المرء فيذكر.كأنه يقال في ختام البخاري رحمه الله في صحيحه بهذا الحديث (أن كل ما تقدم متعلق بالأحكام الشرعية العملية التفصيلية بقي الذكر إن استقامت عبادتك واستقام قلبك ذاق معني الذكر لذلك قال في الحديث [كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم].
البخاري لم يرتب كتابه جزافًا باب وراء باب وانتهي الأمر، لا:، بل الأبواب يدل بعضها على بعض ويفسر بعضها بعضًا كما سنذكر إن شاء الله تبارك وتعالي نماذج كثيرة لهذا في كتاب الرقاق.
كتاب الرقاق هو الكتاب رقم واحد وثمانين في صحيح البخاري:
وقد قلنا أن كتاب البخاري سبعة وتسعين كتابًا بدءًا من كتاب بدء الوحي وحتى كتاب التوحيد. وكتاب الرقاق هو الكتاب رقم واحد وثمانين في صحيح البخاري.
أصل كلمة الرقاق: هي جمع رقيقة وهي المادة التي ترقق القلب ويرادف كلمة الرقاق: (كلمة الزهد).
و بعض العلماء ألفوا كتبًا مستقلة في المعاني التي ترقق القلب:
من أقدمها 1 - كتاب المعافى ابن عمران وهو ليس مشهور 2 - ومن أشهرها كتاب عبدالله بن المبارك 3 - وكتاب وكيع بن الجراح4 - وكتاب تلميذهما هناد بن الثري،5 - وكتاب الزهد لأسد بن موسي6 - وكتاب الزهد للبيهقي الزهد الكبير للبيهقي 7 - وكتاب الزهد لأبي داود8 - وزهد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي، فهذه كلها كتب الزهد كتب مستقلة صنفت في هذا الباب.
بعض الأئمة أدخلوا كتب الرقاق أو الرقائق الاثنين أيضًا في أسماء كتاب كبير مثل البخاري فكتاب الرقاق هذا كتاب من صحيح البخاري، الإمام النسائي رحمه الله له في كتاب السنن الكبرى له كتاب الرقاق والإمام الدارمي له كذلك كتاب الرقاق وثمة أئمة آخرون فليس القصد أننا نستوعب من صنف في هذا الباب، لكن هذه الكتب كما قلنا هي موجهة إلى القلب فيها أحاديث وأغلبها آثار وأقوال عن الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة المتبوعين الذين جعل الله لهم لسان الصدق في الأمة.
أما زهد القلب أو رقة القلب فهي زهده ورحمته وإنابته إلى الله تبارك وتعالي
المقصود من هذا الكتاب كله:
أن نرقق هذا القلب وكما نقول رقة القلب محمدةً له بخلاف الجوارح الرقة في الجوارح عبارة عن ضعف وعلة أما الرقة في القلب فهي قوة ومحمده كلما كان الإنسان رقيق القلب كلما كان أفضل له بخلاف إذا كان رقيق الجسم مادة حياة هذا غير مادة حياة هذا:
كما قال الشاعر:
لو أن سلمى أدركت تخددي
ورقة في عظم ساقي ويدي
وبعد أهلي وجفاء عودي
(يُتْبَعُ)
(/)
عضت من الوجد أنامل أليد
(لو أن سلمى أدركت تخددي): رقة الخد من كثرة البكاء ومن كثرة الهزال (ورقة في عظم ساقي ويدي) فهذه هي الرقة التي تكون في الجوارح تكون ضعفًا أما في القلب فتكون قوة ومحمدة ومتاع.
لا يستفيد عادة بمثل هذا الكلام إلا من كان نبيل الأصل: الإنسان الذي ليس عنده أصل لا يزيد إلا ضلالاً بالوحي وهذه من العجائب أن واحدًا معه كشاف أو مصباح كهربائي ولا يجد حفرة إلا يسقط فيها فما فائدة المصباح معه فهو رجل أعشى أو أعمي لا ينتفع بهذا المصباح.
فالوحي إنما ينتفع به من أراد الله عز وجل والدار الآخرة:
كما قال تبارك وتعالي ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب:21)
أي من كان يرجوا الله واليوم الأخر هو الذي سيتأسي بالنبي _صلي الله عليه وسلم _ولا يترك شيئًٍا يفعله إلا ويفعله ليس ككثير من الناس الين يكذبون الأحاديث الصحيحة وكل ما يرد شيء عن النبي _صلي اله عليه وسلم _يقولون ليس من الممكن أن يكون النبي يفعل ذلك.
هؤلاء لم يجربوا طعم الحب قط فلا يزدادون بنصوص الوحي إلا ضلالا وهذا ليس كلامي بل هذا هو كلام اله تبارك وتعالي قال تعالي:? وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ? [الإسراء: 82] فانظر إلى القرءان الذي هو النور والهدى لا ينتفع به إلا أهل الإيمان يرد عليهم يزدادون به إيمانًا وبصيرة، أما الذين كفروا فإذا سمعوا القرءان ازدادوا كفرًا لماذا؟ لخسة معدنهم كما قال الله تبارك وتعالي:? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ? [فصلت: 44] نفس الكلام.
لا يستفيد بهذا إلا رجل مخبت قلبه مقبل على ربه يتمني أن يعرف أي شيء من الوحي يقربه إلى الله:وأنا لا أقول هذا الكلام لأملأ الذهن بالمعلومات أو أنك تحصل المعلومات، لا:
القصد الأعظم من هذا أن أذكر لك النص وما يستفاد من النص لتترجمه إلى واقع عمل يفي حياتك: خذ من النص أي شيء، أي لا يمر بك نص صحيح إلا وتترجم بعض هذا النص إل حياتك، خذ منه خمسة بالمائة، عشرة بالمائة، عشرون بالمائة لكن لا تتركه، إنما تسمع النص وتتركه ثم تسمع النص وتتركه.
في احدي المرات ذهبوا إلى الفضيل بن عياض وقالوا يا أبا علي حدثنا ببعض الأحاديث: قل لنا حدثنا فلان عن فلان عن فلان فقال له إنك مفتون وهل علمت بكل ما سمعت لتزداد علمًا (حدثني الأعمش أنه قال: مثل الذي يسمع الحكمة أو الكلمة ولا يعمل بها كمثل رجل أمامه طعام فيأخذ اللقمة فيلقيها خلف ظهره قمتي يشبع؟) وهذا كلام طبيعي أنت أمامك طعام كلما تأخذ لقمة تلقيها خلف ظهرك والمفروض أن هذه اللقمة تصل إلى فمك حتى تشبع لكن ترمي باللقمة وراء ظهرك باستمرار فمتى تشبع؟
فيقول له لقد سمعت كثيرًا لكن ماذا عملت؟ وكم نفذت مما سمعت؟ تكثر حجج الله عليك.
فالإنسان إذا سمع النص يعاهد نفسه أنه إذا سمع النص لا يغادره إلا وقد عمل ببعض هذا النص:، إن لم يكن بجميع النص لأن هذا يختلف حسب العزمات الناس يتفاوتون في هذا، فيه واحد من أهل العزمات يسمع النص ينفذه كله، يسمع النص ينفذ ثلاثة أرباعه، ينفذ نصفه، ينفذ ثلثه، خذ خمسه، خذ عشره، خذ واحد على عشرين منه لكن لا تتركه، لماذا؟ لأنه إذا كان حالك كذلك صارت عندك ملكة تعودت كلما سمعت كلام تقول أنا أستطيع أن أنفذ هذه وهذه وهذه كلما مر نص أخذنا جزء منه والنص الثاني سنأخذ أحسن من الذي قبله والنص الثالث سنأخذ أكثر من الذي قبله بحيث يصير التعامل مع النصوص ملكه فيصير الدين عندك كأنك تتنفس.
ربنا عز وجل قال: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]) والنبي صلي الله عليه وسلم قال: [بعثت بالحنفية السمحة] وكثير من الناس يقول أنني لا أشعر بهذه السماحة، لا أشعر بسماحة الإسلام، نعم لأنه قد دخلت أقوال غلط على النصوص و وخرج جماعة غير دارسين كلما تعطيه مسألة خذ بالأحوط، فما معنى الأحوط باختصار؟ الأحوط هذا أليس معناه الأخف أم الأشد، طبعًا الأشد،:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثلاً:جاءني مال هذا المال به شبهه احتمال يكون أغلبه حرام احتمال يكون أغلبه حلال فكيف أتصرف في هذا المال؟ هل أكل وأشرب منه؟ فالذي ليس عنده علم يقول خذ بالأحوط فما معني الأحوط؟ اصرف المال أم أتركه، طبعًا تترك المال فهذا هو الأحوط يعني الأشد يصير الأشد فالأشد فالأشد، الأحوط فالأحوط فالأحوط فالأحوط يساوي الأشد فالأشد فالأشد فالأشد فأين اليسر؟
لذلك سفيان الثوري رحمه الله كان له كلمة جميلة جدًا يقول فيها [إنما العلم الرخصة من ثقة أما التشديد فيحسنه كل أحد] الأحوط فالأحوط فالأحوط أي أحد يقول ذلك لا تحتاج إلى علم ,
(فالعلم الرخصة من ثقة) وليس الرخصة التي هي في مقابل العزيمة إنما الرخصة ما يناسب حالك، إذا رجل من العلماء أعطاك رخصة في شيء مختلف فيه فخذها وهذا هو العلم، أما التشديد فيحسنه كل أحد.
نحن نحتاج إلى أي نص نقرأه نحاول ننقل منه لكي يكون العمل بالنص سجية عندنا يسهل علينا الإسلام إذا تعودنا أننا نعمل بالنصوص باستمرار.
الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: ما أودع في مسنده حديثًا إلا عمل به ومسند الإمام أحمد قرابة ثمانية وعشرون ألف حديث بالمكرر وروي ذات مرة حديثًا أظن حديث أنس رضي الله عنه (أن النبي ? دعا الحجام فحجمه وأعطاه أجره) والإمام أحمد لم يكن نفذ هذا الحديث قبل ذلك أول ما وصل للحديث دعا الحجام وما كان به من حاجة للحجامة فحجمه وأعطاه أجره حتى يكون قد نفذ الحديث.
ليس القصد من هذه الدروس حشو الرأس بالمعلومات وأن تكون عندك مفردات:
قال مجاهد بن جرف ويحي بن أبي كثير وجماعة من التابعين وقالها من الأئمة المتأخرين عنهم الإمام مالك رحمه الله [ليس العلم بكثرة المسائل إنما العلم الخشية] ليس العلم كلما قلت لك نواقض الطهارة تقول لي واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، ليس العلم كلما قلت لك مفسدات الحج تقول واحد، اثنين ثلاثة، أربعة هو يريد أن يقول ذلك، لأن هذا إن لم يكن مشفوعًا بعمل القلب بالتقرب على الله عز وجل لا يستفيد المرء به [ليس العلم بكثرة المسائل إنما العلم الخشية] أن يورثك هذا العلم مخافة الله تبارك وتعالي، ولا يستفيد من هذه النصوص إلا رجل أصيل، رجل نفيس النفس يريد أن يصل إلى الآخرة، لكن الخسيس دنيء النفس لا يزيد بهذا إلا ضلالاً وعمى.
وتحضرني حكاية في هذا المعني ربما تكون مباشرة:
ذات مرة امرأة عربية وجدت ذئبًا صغيرًا مولود فخافت عليه وقالت هل أترك هذا الذئب يموت أنا أخذه وأربيه عندي وكان عندها شاة هذه الشاة فيها لبن وكانت ترضع الذئب من الماعز فتكون الماعز أمه لكونها أرضعته فصار الذئب يكبر وكانت الأعرابية تترك الذئب مع الماعز، فذهبت لحاجة ثم عادت فوجدت الذئب قد فتح بطن الماعز ويأكلها:
فقالت ثلاثة أبيات من الشعر تخاطب الذئب فقالت له:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولدٌ ربيب
غُزِيتَ بدرها ورُبيتَ فينا
فمن أنباك أن أباك ذيبُ
إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ
فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ
فمن الذي أعلمك أن أباك كان ذئب ونحن قد أخذناك صغيرًا المفروض أنك رضعت ولم تري في حياتك إلا هذه الماعز فكان عليك أن تحن لها ولكن تفتح بطنها وتأكلها أيضًا فتقول له (غُزِيتَ بدرها) الدر _ اللبن _أي تغذيت على لبنها، (ورُبيتَ فينا) أي لم ترى غيرنا وغيرها (فمن أنباك أن أباك ذيبُ)
إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ _ فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ
أي أنه موجود في فترته خصال الذئب ترضعه لبن ماعز ترضعه أي شيء آخر هو ذئب ليس له حل:
والشاهد في البيت الأخير
إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ _ فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ
فنقول أنه لا يستفيد من الوحي قرءانًا وسنة إلا رجل يريد الله عز وجل ويريد الدار الآخرة ونحن نريد أن نضبط أنفسنا على ذلك، كل حديث سنقوله لا تنتهي الحلقة قبل أن تعرف ما الذي ستأخذه من هذا الحديث سأنقل لحياتي أنا معني كذا، إذا استطعت أن تأخذ الحديث كله فهذا ممتاز، تأخذ أغلبه جيد جدًا، خذ أي شيء لأنه فيما بعد الأحاديث ستتكرر المعاني فيها، وليس المعني الذي يفوتنا لن يعود مرة أخري بل سيعود مرة أخري ربما تأخذ إذا طرق سمعك لأول مرة تأخذ جزء منه ثم يأتي نفس المعني تأخذ جزء وحتى ننتهي فإن شاء الله يكون المعني اكتمل على مدار عدة نصوص.
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب الرقاق في المرة السابقة قلنا أن الترجمة الإمام البخاري وتراجم البخاري وغير ذلك.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 07:04]ـ
أن الترجمة لها ثلاثة أركان:-
المُترجِمُ ـ والمترجَمُ له ـ والترجمة.
أصل الترجمة: هي التعبير عن لسان بلسان تنقل من عربي إلي لغة أخري أو من لغة أخري إلى عربي و هي الإفصاح والإعراب والبيان، ترجم عن مشاعرك تقول أنا شعوري كذا كذا كذا ترجمة فلان الفلاني تعني حياته وكل ما يتعلق بحياته.
ونحن نحتاج أن نطبق هذه الترجمة علي صحيح البخاري ,قلنا أن أركان الترجمة ثلاثة: 1 - المُترجِمُ: الإمام البخاري، 2 - والترجمةُ: هي العنوان الذي وضعه الإمام 3 - المُترجَمُ له: هو النص الذي جاء به الإمام.
(باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الآخرة)، فهذه تسمي الترجمة: هذا هو العنوان الذي ترجم به الإمام البخاري،.
والترجمة هو الكلام الذي عقده المُترجِمُ (البخاري) على الحديث و (الحديث) اسمه المُترجَمُ له أي النص، فعندنا البخاري المُترجَمُ، وعندنا باب ما جاء في كذا وهذه اسمها الترجمة والنص هذا هو المُترجَمُ له وهذه هي الثلاثة أركان للترجمة.
لابد أن تكون الترجمة صحيحة، فما علامة صحة الترجمة؟
أن يكون هناك مناسبة ما بين الترجمة والحديث، مثال ذلك: لو أن رجلا قال باب الصراط أو باب الميزان أو باب الشفاعة ثم جاء تحته وقال وقوله تعالى:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى) (البقرة:222) فهل هناك علاقة بينهما الاثنين؟ لا توجد علاقة، أنت تقول باب الصراط ثم أتيت بآية في الحيض فلا توجد أي مناسبة بينهما الاثنين، فهل نقول أن هذه الترجمة فاسدة ولا صحيحة؟ ترجمة فاسدة، بل لابد أن يكون هناك علاقة ما بين الترجمة ومابين الحديث فإذا كانت هناك علاقة فهذه تسمي ترجمة صحيحة.
الترجمة: هذه إما أن تكون نصًا مباشرًا أو تكون استنباطًا، أو تكون الترجمة جلية أو خفية الترجمة التي وضعها الإمام البخاري علي الكتاب على الحديث والترجمة
الترجمة من جهة الإدراك: إما أن تكون مطابقة للحديث أو غير مطابقة، إما أن تكون كلية أو جزئية، ولنطبق هذا علي هذا الحديث:
(باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الآخرة) قال حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد هو بن أبي هند عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) وقال عباسٌ العنبري حدثنا صفوان بن عيسي عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه سمعت بن عباس عن النبي _صلي الله عليه وسلم _مثله.
(باب ما جاء في الرقاق) قال (الصحة والفراغ) فما علاقته بالرقاق، (وألا عيش إلا عيش الآخرة)، قال لا البخاري أورد في هذا الباب ثلاثة أحاديث،
الحديث الأول: قال رسول الله ?: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
والحديث الثاني: قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا غُندر حدثنا شُعبةُ عن معاوية بن قُرة عن أنسٍ عن النبي ? قال: (اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة) فيكون هذا الحديث هو الشطر الثاني من الترجمة.
الحديث الأخير في هذا الباب قال البخاري _رحمه الله_ حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد ألساعديُ قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب وبصر بنا فقال: (اللهم لا عيش إلا عيشُ الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة) تابعه سهل بن سعد عن النبي_ صلي الله عليه وسلم _مثله
ذكر البخاري هنا ثلاثة أحاديث تحت هذا الباب (باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الآخرة):
فتكون ترجمة البخاري قُسِمت نصفين 1 - النصف الأول (باب ما جاء في الرقاق) 2 - النصف الثاني، (وألا عيش إلا عيش الآخرة)، فأورد البخاري ثلاثة أحاديث حديث بن عباس رضي الله عنهما عن النبي_ صلي الله عليه وسلم_: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) ثم أورد حديث أنس بن مالك (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة) ثم أورد حديث سهل بن سعد ألساعدي عن النبي صلي الله عليه وسلم في حفر الخندق وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتكون الترجمة هذه مطابقة لما تُرجِمَ له، النصف الثاني هذا مأخوذ من حديث (وألا عيش إلا عيش الآخرة).
ما الرقاق؟
البخاري جعل الترجمة قسمين الرقاق الأول (وألا عيش إلا عيش الآخرة) وأورد حديث بن عباس: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، والبخاري رحمة الله عليه ابتدأ هذا الكتاب بداية بارعة،.
وما سر براعة افتتاح هذا الكتاب؟
وعبد الله بن المبارك بدأ كتاب الزهد خاصته بهذا الحديث، فما السر في البراعة في البداية قال العمر هذا هو رأس المال رجل تاجر عقله كله تجارة ليس عنده فلس فماذا يعمل في مخه، لازم يكون المخ هذا فيه رأس مال، تاجر ليس عنده رأس مال لا يستطيع أن يتاجر فضلاً عن أن يربح.
نحن كبشر ما هو رأس مالنا؟ رأس مالنا العمر،، فهناك من يتاجر بعمره فيخسر رأس المال كما قال النبي _صلي الله عليه وسلم _كما في صحيح مسلم (كل الناس يغدو)، (يغدو) أي ذاهب إلى السوق كلنا في الصباح ذاهبون إلى السوق لكي نتاجر (كل الناس يغدوا فبائع نفسه) كل إنسان يبيع نفسه (فموبقها أو معتقها) أي يضيع نفسه فيهلكها أو يعتق نفسه من النار، عندما تسيقظ في الصباح وتقول أصبحنا وأصبح الملك لله وتخرج من بيتك فأنت هكذا بعت نفسك، دخلت السوق فأنت صرت سلعة تُباع وتُشتري، فيا تري ماذا تعمل اليوم عندما دخلت السوق، هل ستذهب وتبيع نفسك؟ هل ستضيع نفسك؟ فأنت ستبيع نفسك ستبيع نفسك فهل ستبيعها بالخسارة أم بالمكسب؟
فمن يعمل في الشر فهذا ضيع نفسه، باع نفسه صح لكنه ضيعها كما قال النبي صلي الله عليه وسلم (فبائع نفسه فموبقها) قيد نفسه أو (معتقها) من النار، فنعرف أولاً أن رأس مال المرء في حياته عمره.
فكم عمرك؟ نحن كمسلمين قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلُهم من يتجاوز ذلك) أو كما قال رسول الله_ صلي الله عليه وسلم،_ عمرك ستين سنة وهذا رأس المال، أنت عن كم سنة تحاسب إذا وقفت بين يدي ربك غدًا؟، احسبها بدراسة الجدوى وأنا أريد أن يكون أكثر الناس ينتفع بهذا الكلام التجار التي كل حياتهم أرقام فلوس، عندما نظر إلى حياته هل تعامل مع حياته كتعامله مع درهمه وديناره أم لا؟ إذا كان ضل في الحسبة فعليه أن يراجع نفسه قبل أن يموت.
الفضيل بن عياض يريد أن يبين لك أنك طالما أنت تعيش أنت في الفرصة فيقول"لرجل معه أثناء المحاورة معه افترض الآن أن ملك الموت وقف على رأسك وسيقبض روحك وأنت طلبت مدة من الزمن لا يزال عندك عمل، لا يزال عندك مظالم تريد أن تتخلص منها، عندك ديون وعليك واجبات لم تعملها، عليك أو لك أموال، تريد أن تضبط حالك قبل أن تموت فقيل لك كم تدفع في هذه المسألة؟ قال: أدفع ملء الأرض ذهبًا وأُمهلُ قليلاً.
كنت أقول بالنسبة لدراسة الجدوى إنسان رأس ماله ستون عامًا عن كم سنة يحاسب من هذه الستين؟ قال صلي الله عليه وسلم (رفع القلمُ عن ثلاث الصغير حتى يحتلم) رفع القلم أي لا يؤاخذ حتى يحتلم، الإنسان عندما يولد حتى يحتلم يأخذ كم سنة حوالي اثني عشر سنة وقد تزيد لكن نجعلها اثني عشر سنة، فيكون عندنا اثني عشر سنة سقطت من أصل ستون عام، والصنف الثاني الذي ذكره النبي في حديث رفع القلم (والنائم حتى يستيقظ) ينام ثماني ساعات في اليوم في ستين سنة فهذه عشرون سنة زائد اثني عشر سنة فهذه اثنين وثلاثين سنة، ممكن يزيد النوم أو يقل لكن المتوسط في هذه المسألة ثماني ساعات فهذه اثنين وثلاثين سنة لا يؤاخذ المرء عنها في مدة حياته فكم سنة بقيت؟ سبع وعشرون عاماً.
الإنسان الذي عينه على الآخرة رق قلبه وانتبه لأننا نشرح الآن الترجمة التي وضعها الإمام البخاري على أحاديث هذا الباب، فنرى علاقة الترجمة إذا كانت الترجمة مجزأة لأكثر من جزء فنرى علاقة الترجمة ببعضها وننزل الترجمة هذه على الأحاديث التي جاءت تحتها هل هي مناسبة؟ أم غير مناسبة لنعرف إن كانت الترجمة صحيحة أم لا.فالإنسان رقيق القلب وقلنا أن:
(يُتْبَعُ)
(/)
رقة القلب هي: زهده ورحمته وإنابته إلى ربه جل ثناؤه فإذا كان القلب رقيقًا هكذا انتفع برأس المال، سبعة وعشرون سنة وهذا العمر الحقيقي الفعلي الذي يؤاخذ المرء به بين يدي ربه تبارك وتعالي، عينه على الآخرة هو هذا الذي يستثمر العمر، إنما الذي يعيش للدنيا فقط قد وصفهم رب العالمين تبارك وتعالي: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179] هذا هو الجنس الذي يعيش لشهواته في الدنيا ليس عنده آخرة بدد رأس المال كله كما قال صلي الله عليه وسلم (فبائع نفسه فموبقها) الإنسان الذي يمشي في الشر ويندمج معه ويعيش طول حياته لا يرى إلا الدنيا فقط يمضي ولا يترك في الدنيا بصمة أنه كان موجود فيها، يوجد ناس كعدمهم هذا إذا لم يكن شرهم مستطير ويزجرون باللعنات كفرعون وهامان وأُبي بن خلف وأبو جهل وأبو لهب وسائر الكفرة الذين ذُكِروا في القرءان أو ذُكِروا في السنة أو حتى ذُكِروا في كتب التاريخ من الملاعين الذين تلعنهم البشرية حتى الآن، فهذا بدد.
ماقصده البخاري _ رحمه الله من كتاب الرِقاق_
البخاري عندما يقول باب ما جاء في الرقاق يريد أن يقول أن هذا الحديث وما تحته المقصود منه هو ترقيق القلب وألا عيش علي الحقيقة إلا عيش الآخرة:
كل الدنيا كدر فما أعجب إلا من راغب في ازدياد، الإنسان يتمنى طول العمر مثلما البخاري سيعقد بابًا في الحرص علي الحياة في هذا الكتاب والرسول عليه السلام لما ذكر طول العمر لم يستحسنه إلا مع العمل الصالح، قال? (خيركم من طال عُمره وحسن عمله) لكن الإنسان سيء العمل هذا طول العمر جناية عليه , لأن كل يوم يمر عليه يكتسب فيه سيئات وقد بين النبي ?شيئًا من هذا المعني في قوله _عليه الصلاة والسلام _ (لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فلعله إن كان مسيئًا أن يُستعتب ولعله إن كان محسنًا أن يزداد إحسانًا).
إن كان مسيئًا يلحق يرجع لذلك كان المرض بين يدي الموت نعمه، لماذا؟ لأنه كل يوم يعلم أن حالته في النازل يعلم أنه سيموت فإن كان فيه مظلم فإنه يتخفف منها، عليه ديون يسدها، أي شيء يحتاج أن يتكلم فيه يقول، إنما الذي يموت فجأة كما قال تعالي: (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) [يس:50]، مالت فجأة كان يريد أن يقول كلمة حيل بينه وبينها كم من حسرات في بطون المقابر، لو نشر هؤلاء الموتى الذين ماتوا قبلنا ونحن علي الأثر لو نشر هؤلاء من قبورهم لوجدت أن كثيرين كانوا يريدون أن يقولوا كلمة قبل أن يموتوا إنما قتلهم التسويف، سوف أتوب سأتوب ومع ذلك أخذ بغتة
العيش الحقيقي ليس هو عيش الدنيا، الدنيا كلها كدر كما قال الله عز وجل:
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:4]، ونضرب مثلاً لهذا الكبد لعل أكثر الناس لا يلحظه وهو رغيف الخبز، رغيف الخبز الذي يوضع أمامك على المائدة هل تعرف كيف وصل إليك؟ وكم من الأيدي العاملة بذلت من الجهد حتى يصل إليك هذا الرغيف، وهذا رغيف.
نبتدئ الأول من الفلاح يحرث الأرض ثم يضع البذر ويرويها ثم ينقي الحشائش التي ليس بها فائدة حتى لا تأخذ السماد وغير ذلك ثم يرش المبيدات للقضاء على الحشرات والآفات التي تعلق بالنبات، هذا المحصول يمكن أن يغيب في الأرض ستة أشهر أو سبعة أشهر أو ثمانية أشهر، يربيه كما يربي الطفل الصغير حتى كبر وطاب واستوي على سوقه، حصده ثم حمله إلى الفناء ثم درسه فصل الحب عن العصف والعصف هو القش كما في الأرز مثلاً فيفصل الحب من أعواد القش أو إذا كان فول فيخلص الحب من العود الذي هو فيه إذا كان قمح فهو يدرسها في بعضها ثم ماكينة الحصاد تفصل الحب عن العصف فهو زرعه أولاً وتعب عليه وغاب كم من الشهور في الأرض ثم أخذه وحصده واحضره إلي الجرن فدرسه وفصل الحب عن العصف ثم أخذنا القمح غسلناها ثم نشرناها في الشمس حتى تنشف وضعناها في أجولة وأرسلناها إلى الماكينة طحناها وعملنا عين أولى وعين ثانية وعين ثالثة هذا رده وهذا سن وغير ذلك، وأحضرناه إلي البيت عجناه، خبزناه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وضعناه في الفرن، أكلناه، فهذا رغيف، كم من الأيدي عملت حتى وصل إليك هذا الرغيف؟ الجنة مختلفة تمامًا، فالذي يريد أن يحيا في هذه الدنيا في هذا الكبد وهذا الهم والغم وفي الآخر يبدد رأس ماله ثم يلقي الله عارياً.
فلماذا هذه الحدوتة كلها؟ سبعة وعشرين سنة هذه تأبيدة، فيأخذ خمسة وعشرين سنة ثم يخرج ويستأنف حياته، لو كان المرء ملكًا متوجًا الدنيا هذه كلها من أقصاها لأقصاها ملكه حتى لو كان الناس عبيدًا له وعاش سبعة وعشرين سنة يعمل ما يريده ومات، فأنا أقول لك السبعة وعشرون سنة هذه تضيع كيف قال صلي الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره (يؤتي بأنعم أهل الأرض) أنعم أهل الأرض قل فيه ما شئت هذا الرجل المنعم الذي لم يمرض يومًا ولم يفتقر يومًا ولم يخالف أحدًا في الدنيا له أمرًا وكانوا يسجدون له تحت قدميه، كل ما يتمناه عنده (يؤتي بأنعم أهل الأرض) أنا ممكن لساني لا يستطيع أن يعبر عن أنعم أهل الأرض، أنت تخيل وافتح لخيالك هذا العنان
(فيُغمس في النار غمسةً واحدة ثم يقال له هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا وعزتك ما مر بي نعيم قط) هذا لو عاش مثل إبليس من أول ما خلق الله الأرض إلى أن ينفخ في الصور ولو افترضنا أن إنسان هكذا له هذا العمر كله بالنعيم الذي أقوله والذي لا أستطيع أن أعبر عنه، هذا المخلوق النبي عليه الصلاة والسلام يقول (فيُغمس في النار غمسةً واحدة ثم يقال له هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا وعزتك ما مر بي نعيم قط)، فما بالك إذا كانت مستقرًا له لا يخرج منها فهذا لأجل سبعة وعشرين سنة والله أخسر الخاسرين لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم، (مغبون فيهما) والمغبون هو الخاسر فيها كثير من الناس، غمسة واحدة أنسته النعيم , أمس كان صحيحًا اليوم مريض نسي أنه كان صحيحًا، لبث في مرضه سنين ثم عوفي وصار يجري في الدنيا فنسي أنه كان مريضُا الذي فات مات، إنما الإنسان ابن اللحظة التي يعيش فيها، فهو هذا الإنسان وهذا هو العمر.
مثل الطعام، الذين يعملون من أجل أن يأكلوا، كل حياتهم يعملوا وردية واثنين وثلاثة وأربعة حتى يصير في مستوى معيشة متميز، يضيع صلاته حتى لو صلى مثلاً الفرض يصليه بدون خشوع, ولا يوجد سنن ولا تسبيح ولا ذكر ولا ورد ولا قراءة قرءان، حياته كلها ينتهي من عمل يبدأ في عمل ويعود إلى البيت آخر النهار لا يستطيع أن يقف على قدميه ينام قي أول ثلاثين ثانية الذي في الغرفة المجاورة يسمع شخيره من شدة التعب ويقوم في الصباح ليجرى ثانية في هذه الطاحونة، فهذا يعيش من أجل المستوى الاجتماعي، يأكل كويس يسكن في مكان كويس، يغير نظام الشقة، نحن نسكن في حي شعبي نذهب إلى حي راقي وهكذا.
فمثل هؤلاء الناس الذين يريدون أحسن أكل وأفخم أكل ولازم أن يكون بمواصفات معينة ولازم يكون البروتين لها حساب والمواد الدهنية كذلك ومعه الورقة يقرأ منها.
هل تعرف استمتاعك بالطعام كم؟
مدة بقاؤه في فمك فهذا هو الطعام، تتمني تريد أن تأكل أكلة معينة ومنذ سنوات تتمني أن تأكلها ودبرت المال وأحضرت الأكلة ثم جلست تأكل وأنت مبسوط، فهل أنت تضع اللقمة في فمك وتجلس تمضغ فيها براحتك وعلى مهل فهل تغيب خمسة دقائق في فمك فأنت لن تتحملها، مدة بقاء الطعام في فمك ثلاثون ثانية لو أردت أن تحسب كم ساعة عمل حتى يحصل علي الأكلة التي يتمني الحصول عليها، يعمل عشر ساعات، تصور لو وضعت الأكلة التي يتمني أن يأكلها أمامه كم من الوقت يظل يأكل فيها وهو من كثرة النهم ولم يصدق أنه سيأكلها ممكن أن يأكلها في عشرة دقائق، تصور عشر ساعات يعمل من أجل يستمتع بعشر دقائق ومدة بقاء الطعام في فمه ثلاثون ثانية، هي لذات الدنيا جميعًا هكذا، الذي فات مات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا أريد أقول أن هناك أهوال قادمة في مقابل رأس المال الذي نتكلم عنه ألا وهو العمر يموت المرء متى يبعث؟ بعد كم سنة؟ بعد مائة، مائتين، ثلاث مائة، ألف، ألفين، الله أعلم، وليكن واحداً ممن نتكلم عنهم ضيع رأس ماله عاش في الدنيا فاجرًا لشهوات نفسه لا أنزل الله كتابًا ولا أرسل رسولاً، يعيش هكذا وهذا هو الصنف الذي نتكلم عنه لأجل أن نعمل دراسة جدوى صحيحة، هذا نزل تحت التراب منذ كم عام؟ الله أعلم، مائة سنة، مائتين سنة، ألف سنة، ألفين سنة، ثم يبعث يوم القيامة خمسين ألف سنة واقف لا أكل ولا شراب والشمس تدنوا من رؤوس العباد والناس غرقى في العرق، جاء رب العالمين إلى ساحة العرض غاضب اليوم غضب لم يغضب مثله قبله قط لدرجة أن الرسل تخاف على نفسها وكل رسول يقول نفس نفسي، العباد كلهم في كرب يريدون من يخلصهم يذهبون من أول أدم حتى رسول الله ? من شدة الكرب، والصحف تتطاير هذا يأخذ بيمينه وهذا يأخذ بشماله وهو لا يعرف بأي يد سيأخذ كتابه هؤلاء يذهبون إلى النار وهؤلاء إلى الجنة وهو لا يعلم إلى أين هو ذاهب فيقف مرعوب أفئدتهم هواء، وهواء أي لا يوجد قلب طار ثم بعد كل ذلك الرعب يحشر إلى النار وتكون مستقره، لماذا ذلك؟ سبعة وعشرين سنة، والله لا أجد عاقلاً يعرف لغة الأرقام يمكن أن يقبل مثل هذا.
فمن أراد استثمار رأس المال استثمارًا حقيقيًا فلينظر إلى الآخرة إذ العيش على الحقيقة عيش الآخرة،.
ويرحم الله الفضيل بن عياض قال: [لو كانت الدنيا ذهبًا يفني والآخرة خزفًا يبقى لكان علي العاقل أن يختار الخزف الذي يبقي على الذهب الذي يفني].
هذا القلب إذا رق يستقيم المنفذ الطريق يتضح أمامه، إذا رق هذا القلب فيعلم علمًا يقينيًا أنه لا عيش إلا عيش الآخرة فيستثمر رأس المال الصحة والفراغ وهذان هما رأس المال، يستثمرهما حتى يصل إلى الآخرة بسلام.
هذه هي علاقة شطري الترجمة (باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الآخرة) ويبقي إن شاء الله معنا كلام طويل في هذا الباب، ويبقى معنا علاقة الترجمة بالأحاديث التي أوردها الإمام البخاري في هذا الباب.
الدنيا معروف إلى زوال وأن الله جعلها لنا اختبارًا وابتلاءً (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا).
قال الفضيل بن عياض_رحمه الله_: في تفسير هذه الآية [أخلصه وأصوبه] فقالوا يا أبا علي ما أخلصه؟ وما أصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يك صوابًا لم يقبل وإذا كان صوابًا ولم يك خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا وصوابًا، أما الخالص فهو الذي لوجه الله تعالي، وأما الصواب فأن يكون موافقًا لسنة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.
ونذكر شيئًا من هذا الحديث تراجم الرواة،:
الإمام البخاري رحمة الله عليه قال هنا حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن سعيد هو بن أبي هند وكلمة هو بن أبي هند من الإمام البخاري يعرف من هو سعيد، سعيد والد عبد الله، سعيد بن من؟ لأن هناك عبد الله بن سعيد بن الآباء كثيرون وحتى لا يلتبس أحيانًا فالإمام البخاري رحمة الله عليه أو أي إمام من أئمة السنة أحياناً يعرف بعض رواة الحديث ينسبهم فقوله هو بن أبي هند هذا من كلام الإمام البخاري رحمه الله
المكي بن إبراهيم: هذا هو أحد الأئمة الثقات الأثبات وثقه الإمام أحمد ووثقه يحي بن معين ووثقه العجلي وابن حبان وقال النسائي لا بأس به وقال أبو حاتم الرازي محله الصدق.
وتراجم هؤلاء العلماء نعرفها من كتب مخصصة لهذه التراجم.
وسأشرد أحيانًا أو كثيرًا لأبين لكم عظمة هذه الأمة وما الذي بذله العلماء علماء الحديث لصيانة السنة حتى إذا تكلم أي جاهل تكلم في السنة وقال هذه أحاديث مكذوبة وهي من أصح الأحاديث عند أهل العلم، فهذا تعرف أنه جاهل لم يقرأ كتابًا ولا علم ماذا فعله العلماء.
يوجد عندنا الكتب الستة وهي
الصحيحان _البخاري ومسلم _والسنن الأربعة هي:1 - سنن أبي داود السجيستاني سليمان بن الأشعث 2 - وسنن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي3 - وسنن الترمذي محمد بن عيسى 4 - وسنن الإمام بن ماجه محمد بن يزيد القزويني
صيغ للتعبير عن الصحيحين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان الحديث في البخاري ومسلم1 - إما نقول أخرجه البخاري ومسلم2 - أو نقول أخرجه الشيخان3 - أو أخرجاه 4 - أو متفق عليه فهذه أربع صيغ للتعبير عن الصحيحين.
فنحن عندنا الكتب الستة، إذا قال رواه الستة فهو يقصد الصحيحين والسنن الأربعة.
في هذه الكتب الستة يوجد كتاب الترجمة هي التفسير والبيان، فقصة حياة أي واحد منا تسمي ترجمة،لأننا فسرنا وكشفنا وبينا جوانب حياة هذا الإنسان لذلك يسمونها ترجمة، فعندما نقول فلان الفلاني ترجمه فلان، ترجمه البخاري، ترجمه بن أبي حاتم، ترجمه بن حبان، العجلي، المزي أي أحد من أصحاب هذه الكتب، ترجمه أي ذكر شيئًا يتعلق بهذا الراوي.
عناية العلماء بالكتب الستة ومنهم: عبد الغني المقدسي ((الكمال في أسماء الرجال)
اعتني علماء المسلمين بالكتب الستة, كبيرة من هذه العناية التي بذلها العلماء عبد الغني المقدسي ألف كتاباً اسمه (الكمال في أسماء الرجال) أسماء رجال الكتب الستة أي راو في الكتب الستة ننظر هو يبدأ بأي حرف فمثلاً المكي حرف الميم مع الكاف ميم كاف لأن هذا الكتاب مرتب على حسب حروف الهجاء، يبدءون بالأحمدين لأجل النبي _? _ثم يأخذ بعد ذلك من اسمه أبان مثلاً أو آبى اللحم وهذا صحابي كان لا يأكل اللحم ولذلك سموه بآبي اللحم لقب بهذا، يأخذ حرف الألف ثم يأخذ حرف الباء ولا يأخذ الألف فقط إنما ألف ألف، ألف باء، ألف تاء، ألف ثاء، ألف جيم وحتى نهاية الألف مع الثمانية والعشرين حرف ثم يبدأ بحرف الباء باء ألف، باء باء، باء تاء باء ثاء إلى آخر الثمانية والعشرون حرفًا ثم تاء، تاء ألف، تاء باء، تاء تاء، تاء ثاء، حتى نهاية الثمانية والعشرين حرف وهكذا.في كل حرف يرتبه مع الثمانية والعشرين حرف،
فكل راوٍ في هذه الكتب الستة مذكور له ترجمة في هذه الكتب.بدأ عبد الغني في (كتاب الكمال في أسماء الرجال) ثم جاء أبو الحجاج المزي هذب هذا الكتاب كتاب الكمال (سماه تهذيب الكمال في أسماء الرجال) فأضاف شيئًا كثيرًا على عبد الغني على كتاب الكمال ثم جاء الحافظ بن حجر قال المزي أطال المسألة ونحن نريد أن نختصر الكتاب الاختصار المفيد فسماه (تهذيب التهذيب الكمال في أسماء الرجال).
فعندما أريد أن أعرف درجة أي راوٍ من هؤلاء الرواة حتى أستطيع أن أحكم علي حديثه أصل إلى هذه الكتب، وأنظر بأي الحروف بدأ أحضره في الحرف الخاص به ثم أقرأ كلام العلماء عليه.
أما العلماء كيف جمعوا هذا الكلام؟ فهذه قصة كبيرة إذا كنت أخرج ثم أعود فهذا الخروج هو لخدمة الموضوع والمسائل متشعبة وأنت دورك معي أنك تأخذ هذه المعلومات ثم ترتبها وتضع لها عناوين معينة بحيث إذا أردت أن تستدعي معلومة مثلاً أو أي شيء تكون قد وضعتها تحت عنوان من هذه العناوين.
فالمكي بن إبراهيم أحد كبار شيوخ البخاري.
وشيوخ البخاري ثلاثة طبقات:فالبخاري1:- له كبار شيوخه 2 - وأواسط شيوخه 3 - وصغار شيوخه والكبار يقسمون أيضًا، كبير قوي وكبير بعده وكبير بعده والأواسط فهناك أكبر الأواسط ووسط الأواسط وصغير الأواسط وكذلك صغار شيوخه ينقسمون إلى كبار الصغار ن أواسط الصغار، صغار الصغار، فأنت من الممكن أن تفعل ذلك وكل طبقة من هذه يمكن أن تقسمها إلى ثلاثة طبقات الكبار والأواسط والصغار.
المكي بن إبراهيم هذا من كبار شيوخ البخاري مثل أبي نعيم الفضل بن لكي مثل أبي عاصم النبيل، محمد بن عبد الله الأنصاري، عبيد الله بن موسى مثلاً مجموعة من كبار شيوخ البخاري الذين رفعوه لأعلي بعضهم وصله للتابعين التي هي في ثلاثيات الإمام البخاري الذي يكون فيها بين البخاري والنبي ثلاثة فقط، حدثنا فلان عن فلان عن الصحابة وهذه تسمي ثلاثيات الإمام البخاري، وإن قابلنا منها شيء في كتاب الرقاق سنتكلم عن ثلاثية البخاري وثلاثيات الكتب الستة
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 01:22]ـ
إجابة الأسئلة:
س: الرد علي من يسبون أصحاب النبي- صلى اله عليه وسلم-؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: هذه المسألة مسألة في غاية المرارة أن تظهر في بلاد السنة، أن يُسَب الصحابة في بلاد الروافض هذا يتوافق مع أصول مذهبهم , ولكن أريد أن أنبه على شيء، إدعاء الكاتب للكلام أنه قد أتى بما يقول من كتب التراث ومن الصحيحين، لم يأتي بشيء من عنده، وأنا أريد أن أبين لكم والموضوع شديد الصلة بالكلام عن البخاري وعن صحيح البخاري والأسانيد وتصحيح الأسانيد تضعيفها وغير ذلك.
هناك فرق كبير جدًا بين أسانيد السنة وأسانيد التواريخ، التواريخ عبارة عن أحداث، وكيف يأتي المؤرخ بالمعلومة؟ المؤرخ يكتب المعلومة عن كل من هب ودرج، حدث أي حدث في بلد ما، سنفترض جدلاً أن هناك بناية عظيمة انهارت، أي صحفي يريد أن يغطي هذه المسألة هو يسأل أي أحد في مكان الحدث، هل يعرفه، يعرف أن هذا المتكلم صادق أم كاذب؟ لا يعرف، هل يعرف أي شيء عن ترجمته، لا يعرف، إنما يقول له قل لي ما الموضوع؟ فيقول له: الموضوع كذا كذا كذا وأنا أقف وجدت شيء نزل ويكتب ما عنده، يذهب لأخر، وأنت ماذا رأيت؟ يقول له: رأيت كذا كذا كذا، ممكن يكون فيه أكبر الكذابين يقف، أنا كرجل مؤرخ أو صحفي أكتب كل شيء أسمعه مع قطع النظر هي صحيحة أم لا، وأنت ما اسمك؟ يقول: اسمي كذا، أكتب حدثني فلان الفلاني أنه بينما هو واقف حدث كذا وكذا وكذا.
ويبدأ المؤرخ أن يجمع كل ما هو متعلق بالواقعة من أي إنسان يقابله، أئمة التاريخ الذين جمعوا التواريخ وعلى رأسهم إمام المؤرخين وإمام المفسرين المجتهد المطلق الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري- رحمه الله- له تاريخ الأمم والملوك، مطبوع في عشر مجلدات، قال في مقدمة، لأن الكاتب قال أنا أتيت بهذا من تاريخ الطبري، الطبري لما يقول حدثنا عن فلان عن فلان عن فلان،هل الطبري – رحمة الله عليه- تعهد بصحة الأخبار الذي يأتي بها، لا، نص الإمام الطبري في مقدمة كتاب التاريخ على أن الأخبار الذي يستشنعها السامع ويستنكرها القارئ ليست من قبله هو، إنما من قبل من حكاها.
فيقول أنا كل الذي علي أنني أديت إليك ما سمعت، فأي إنسان يريد أن يأخذ معلومة من كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرائق نقل الأخبار ما هي صفات الأخبار المقبولة؟ وما هي صفات الأخبار المردودة؟ لكن يدخل بصدره وليس عنده أي فكرة عن أي شيء ويدخل في تاريخ الطبري، فهذا كحاطب ليل كما يقول العرب، حاطب الليل رجل يجمع حطب فبينما هو يجمع الحطب إذا حية في وسط الحطب لدغته فمات.
من يدخل في كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرق نقل الأخبار التي اتفق أهل العلم عليها، فلماذا كل علم في الدنيا يُحتَرم ما عدا علم الشريعة؟ كل واحد يدخل الشريعة بصدره وفعل ما يريد ويفهم ما يريد، هذا الكلام غير متواضع عليه عند سائر أصحاب العلوم، كل علم له رجاله، وأي إنسان يحترم نفسه ولا يريد أن تلعنه الناس أو تصفه بالجهل يعرف هو يدخل على أي فن، اليوم لو أن واحد ليس معه طب نهائيًا وفتح عيادة واكتشف أن هذا الإنسان يمارس مهنة الطب بدون ما يكون معه بكالوريوس فضلاً عن الشهادات المتخصصة الأخرى، فهذا يدخل السجن، لماذا؟ يقول هذه أرواح الناس وليست لعب، هذا عندما يعطى لواحد دواء خطأ يقتله، وكذلك دين الناس ليس لعبه أيضًا، الشريعة ليست لعبة أن يدخل أي أحد فيها، وأن أي أحد يتكلم فيها كما يريد.
أي إنسان يريد أن يصون ماء وجهه فلا يذكر باللعنات فعليه أن يعرف مواضع قدميه، كتب التواريخ غير كتب السنة، أسانيد السنة حفظت والعلماء دققوا واشترطوا ألا يؤخذ حديثٌ من أحد إلا إذا كان دينًا، خيرًا حافظًا، لديه ذاكرة حفظ جيدة، وليس كلما سئل قال أنا يتهيأ لي، فنقول له لا، ولا نقبل منه الخبر إلا إذا كان ضابطًا حافظًا.
أسانيد كتب التواريخ ليست كذلك، الفتن يكثر فيها الافتراءات والكذب والأسانيد المعضلات والمرسلات، فضلاً عن الأسانيد المكذوبة، فأي إنسان يطلب النجاة لنفسه يوم القيامة لأنه كما قيل:
فلا تكتب بكفك غير شيء * يسرك في القيامة أن تراه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الله عز وجل يزن يوم القيامة بالذرة وبمثقال الذرة، هذا الذي يقولوه يسد عين الشمس، الذي يقولوه في الصحابة، الذين قال فيهم النبي- عليه الصلاة والسلام- " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم ملء أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ".
معنى الكلام لو أن هذا السَّاب للصحابة كان يمتلك ملء الأرض ذهباً فأنفقه وجاء صحابي من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- وتصدق بمد من شعير، والمد: ملء الكفين، والنصيف: ملء كف واحد، فهذا السَّاب المتأخر لو أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا وأنفق صحابي مد شعير لكان هذا المد أفضل من هذا الجبل الذهب من هذا المتأخر السَّاب، لأن النبي – صلي الله عليه وسلم- يقول لا تسبوا أصحابي لأن سب الصحابة باختصار كما قال الإمام مالك، قال: [هؤلاء أرادوا أن يطعنوا على رسول الله- صلي الله عليه وسلم فلم يجرئوا ولم يستطيعوا فنبذوا أصحابه، وقالوا له صحابة سوء] فالإنسان إذا كان صالح هل يصاحب أهل السوء والدون والسوقة والرعاع؟ فهم عندما سبوا الصحابة وهناك من كتب أبو هريرة الأراجوز، أهذا يقال على أبو هريرة في بلاد السنة، فكيف يقول الروافض إذا كان هذا حال أهل السنة؟، فهناك سب لأصحاب النبي- صلي الله عليه وسلم-، وهذا السب في الحقيقة إنما يعود على النبي- صلي الله عليه وسلم- كما قال الإمام مالك- رحمه الله- والكلام في الحقيقة مر وطويل ولعلنا نستوفي هذا الكلام إن شاء الله تعالي.
س: ما حكم المال الحرام الذي تم جمعه قبل التوبة؟
الجواب: التوبة تجوب بما قبلها بشرط إرجاع الحقوق إلى أهلها، فهذا الذي سرق المال من الناس يجب عليه أن يرجع المال إليهم بأي طريقة ولا يلزم أن يكشف نفسه، لو واحد له أموال يضع له هذه الأموال في مظروف ويعطيه لواحد ويقول له اذهب لفلان وقل لفلان أنك كان لك دين عند واحد وهذا هو الدين، ولا يلزم أن تظهر نفسك، والأموال الموجودة الذي هو كتبها باسم أبيه أو غير ذلك، أنا أوصي الآباء وأقول لهم اتقوا الله- تبارك وتعالي- فلا أحد يمضي فيأخذ إلا عمله الصالح، والنبي – عليه الصلاة والسلام- قال:" أيكم ماله أحب إليه أم مال وارثه، قالوا يا رسول الله ما منا من أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه، قال: فإن مالك ما قدمت ومال وارثك ما أخرت " فهذه العقارات أو هذه الأملاك التي كُتِبت باسم الأب، نحن نُهيب بهذا الأب أن يتقي الله - سبحانه وتعالي-، وإذا كان أصحاب هذه الأموال معروفه، لأن هذه أموال مغصوبة، يرجع الأموال إلى أصحابها، أما إذا كانت الأموال غير معروفة فعليه أن يتصدق بها وأن يتوب إلى الله – تبارك وتعالي-.
* * *
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 01:23]ـ
[5]: (باب (ما جاء في الصحة والفراغ و ألا عيش إلا عيش الآخرة) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94311&scholar_id=32&series_id=5411)
____________
قال الإمام البخاري رحمه الله: (بابُ ما جاء في الصحة والفراغ وألا عيش إلا عيش الآخرة)، قال حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن سعيد هو بن أبي هند عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ).
قال البخاري قال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسي عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه قال سمعت بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم مثله.
وقال أيضًا: حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غُندر قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قُرة عن أنس عن النبي_ صلي الله عليه وسلم_أنه قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة).
وقال البخاري أيضًا في أخر حديث في هذا الباب حدثني أحمد بن المقدام قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال حدثنا أبو حازم قال حدثنا سهل بن سعد ألساعدي _ رضي الله عنه _قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب وبصر بنا فقال: (اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة فاغفر للأنصارِ والمهاجرة) تابعه سهل بن سعد عن النبي_ صلي الله عليه وسلم_ مثله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكرنا في المرة الماضية أن الإمام رحمة الله عليه بوب على هذه الأحاديث الثلاثة بقوله: (باب ما جاء في الصحة والفراغ وألا عيشَ إلا عيشُ الآخرة) وذكرنا أن الترجمةَ لها أصول ثلاثة وأنا أكرر الكلام في كل مرة حتى يستقيم لنا فهم طريقة الإمام البخاري رحمه الله، لأنه فيما يُستقبل إن شاء الله_ عز وجل_ من الدروس سنخفف من المسألة على اعتبار أنها فهمت النسبة لمن يستمع إلى هذه الدروس.
قلنا: أن الترجمة لها ثلاثة أركان، الركن الأول وأنا أحاول أن نرى الحديث قال الإمام _رحمه الله _باب ما جاء في (الرقاق) وفي بعض النسخ (باب ما جاء في الصحة والفراغ وألا عيش إلا عيش الآخرة) وقلنا هذه اسمها الترجمة والترجمة هذه هي معني قائم عند الإمام البخاري ينتظم تحته أحاديث فيها نفس المعنى الذي أورده الإمام البخاري في الترجمة.
فالترجمة لها ثلاثة أركان:
الركن الأول: المُتَرجِم وهو الإمام البخاري.
الركن الثاني: الترجمة وهي العنوان الذي يضعه الإمام البخاري على الأحاديث الركن الثالث: المُتَرجَمُ له النص الذي أورده الإمام البخاري تحت هذه الترجمة.
وعندنا الآن ثلاثة أحاديث:
الحديث الأول: حديث بن عباس رضي الله عنهما وهو ما جاء في الصحة والفراغ.
الحديث الثاني: حديث أنس.
الحديث الثالث: وهو حديث سهل بن سعد ألساعدي والذي فيه المقطع الثاني من الترجمة وأنه (لا عيش إلا عيش الآخرة.)
وذكرنا أيضا أن الترجمة الصحيحة لابد أن تكون مناسبة لما تحتها من النصوص والإمام البخاري بوب هنا تبويبًا صريحًا، (باب ما جاء في الصحة والفراغ) وأورد حديث بن عباس الخاص بهذه المسألة، (وألا عيش إلا عيش الآخرة فعندنا حديث أنس بن مالك و عندنا حيث سهل بن سعد ألساعدي _رضي الله عنهما _، وهذا الحديث حديث بن عباس_ رضي الله عنهما_
حديث بن عباس_ رضي الله عنهما_لم يكرره الإمام البخاري في صحيحه وهذا هو الموضع الوحيد لهذا الحديث عند الإمام البخاري رحمة الله عليه.
وذكرنا أيضًا أن الإمام البخاري ربط ما بين (الصحة والفراغ) وما بين (لا عيش إلا عيش الآخرة،) لأن العيش على الحقيقة هو عيش الآخرة الذي لا يبيد ولا ينتهي وأما الدنيا فلها نهاية.
وقد قال الفضيل بن عياض: ونعم ما قال، قال [لو كانت الآخرة خزفًا يبقى وكانت الدنيا ذهبًا يفني لكان على العاقل أن يقدم الخزف الذي لا يفني علي الذهب الذي يفني فكيف والآخرة ذهبُ لا يفني
هذا الحديث حديث الإمام البخاري الذي افتتح به كتاب الرقاق تابع فيه عبدا لله بن المبارك الإمام المبارك وكذلك وكيع بن الجراح وكلاهما افتتح كتاب الزهد له بهذا الحديث.
لماذا افتتح الإمام كتاب الرقاق بهذا الحديث؟
لأن العمر هو رأس المال، وأي رجل يتاجر لا بد أن يكون له رأس مال وهذا المال لابد أن يربح وإلا سيضطر المرء أن يأكل من رأس المال ولا يزال يفعل ذلك حتى يُفلِس، والعاقل هو الذي يثمر رأس ماله على نحو ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
لكن قبل أن ندخل في الكلام عن المتن كل الذي مضى هو محاولة للتوفيق ما بين الترجمة وما بين الحديث والنصوص التي جاءت تحتها، لكن الكلام له ترتيب، نقرأ الإسناد الأول ثم ننظر في حال رجال الإسناد، إذا كان فيه أي أشياء حديثيه لطيفة سنحاول أن نذكرها بلا تعمق، لماذا؟ لأننا إن شاء الله سنحاول أن نعلم الناس علم الحديث من خلال أسانيد الإمام البخاري.
ولذلك أقول وأنبه لا تستثقلن شيئًا تسمعه لأول مرة، فأنا زعيم إن شاء الله عز وجل أن أجعل هذا العلم من العلوم المحببة إلى نفسك إن شاء الله تبارك وتعالى وسأحاول كما قلت أن أذكر بعض أصول المصطلح غير مرتبة طبعًا على حسب ورودها في إسناد الإمام البخاري.لكن قبل أن ندخل في الكلام
ما معني كلمة إسناد؟
الإسناد له تعاريف وأنا سأختار تعريفًا واحدًا وكما قلت في مرة سابقة وأنبه الآن أنني أحاول أن أحدث ثقافة حديثيه عند العوام، ولذلك سوف أتساهل أحيانًا في تعريف المادة العلمية فأرجوا ألا يتعقبني فيها أحد علماء الحديث وأقول أنك لا تتكلم بمصطلحات المحدثين، فأنني سأتساهل قليلاً في محاولة تيسير المادة العلمية على الجماهير، أما إذا كنت في وسط علماء الحديث فلن أتكلم بطبيعة الحال إلا بمصطلح أهل الحديث محضًا ودقيقًا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسناد: هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن.
المتن" أي الكلام نفسه كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، أو الكلام الذي ينتهي به الإسناد سواء كان كلام صحابي أو كان كلام تابعي أو تابع تابعي أو أي إنسان في الدنيا.الكلام اسمه متن وهذا المتن لم يصل إلينا هكذا إنما وصل إلينا عن طريق رجال رجال أدوه، سلسلة الإسناد هذه أو مجموعة الرجال هذه أسمها الإسناد.
أي أن كل رجل أسند الكلام إلي قائله، إلى شيخه مثلاً وشيخُهُ أسند الكلام إلى شيخِهِ وشيخُهُ أسند الكلام إلى شيخِهِ وهكذا لا يزال كل واحد يسند الكلام إلى من سمعه منه حتى يصل الإسناد إلي منتهاه إلى أخر واحد قال الكلام سواء كان الحديث مرفوعًا إلى النبي _عليه الصلاة والسلام_ أو إلى الصحابي أو إلى التابعي أو إلى تابع التابعي أو إلى من دون أتباع التابعين.
فتكون كلمة إسناد أن كل واحد يسند الكلام إلى قائله،.
فلو أنت حدثتني بكلام وأنا ألقيت هذا الكلام على رجل آخر فيقول لي من حدثك؟ أقول له حدثني فلان، وأنتم الآن تجلسون أمامي وتسمعون مني، أخذت الدرس فممكن تذهب إلى مسجد من المساجد أو مجلس من المجالس وتنقل هذا الدرس فتقول حدثني أبو إسحاق أنه قال حدثني فلان قال حدثني فلان، فأنت بذلك تكون قد أسندت الكلام إلي.
فإذا كان الكلام كلام منكر وأنكر عليك غيرك فتقول العهدة ليست علي إنما العهدة على من حدثني فلان هو الذي أخبرني بهذا الكلام، فإن كنت تريد أن تحاسب فحاسب الذي أخبرني، فأنت أسندت الكلام إلي.
فكلمة إسناد معناها أن ترتقي بالإسناد حتى تصل إلى قائله، وأنا الإسناد اليوم أفقي ولا رأسي؟ الإسناد رأسي هكذا لأن أنت عندما تقول حدثني فلان، وأنا أقول الإسناد هذا متصل أم لا؟ متصل لأن هذا طرفه الأول وهذا طرفه الثاني فيكون الإسناد هكذا متصل له جهتان جهة دنيا الجهة التي إلى أسفل، وجهة عليا التي هي عند الصحابي، كلما تقول حدثني فلان وهذه المسافة سأقسمها إلى أربع مسافات مسافة هنا ومسافة هنا ومسافة هنا، كل مسافة من هذه ستعتبر كأنها حِقبةٌ زمنية، فعندما أقول حدثني فلان فأكون قد أخذتُ هذه المسافة الزمنية، قال حدثني فلان أخذت المسافة هذه، قال حدثني فلان أخذت المسافة هذه، قال حدثني فلان حتى أصل إلى نهاية السند
فيكون الإسناد رأسي وكلما قلت حدثني فلان تصعد إلى أعلي خمسين سنة والذي فوقك يطلع خمسين سنة، والذي فوقك يطلع خمسين سنة وهكذا أو مائة سنة أو ثمانين سنة على حسب الفروق التي بين طبقات الرواة.
فأنا أقول الآن هذا إسناد متصل، وأنا سأوضح على اللوحة:
الإسناد رأسي: البخاري يقول حدثني المكي بن إبراهيم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سعيد بن أبي هند عن بن عباس وهذا إسناد رأسي وهو إسناد متصل
والإسناد الثاني عند البخاري: قال عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن أبي هند قال سمعت بن عباس وهذا يكون إسنادًا رأسيًا.
فأنت عندما تقول حدثني فلان تطلع لفوق طبقة، حدثني فلان تطلع لفوق طبقة وهكذا حتى تطلع إلى منتهي الإسناد،.
ونخرج من ذلك أننا نقول أن الإسناد هو أن تسند الكلام إلى قائله.
الإمام البخاري عندما يقول حدثنا المكي بن إبراهيم وهذا شيخ الإمام البخاري_ رحمة الله عليه_ والمكي بن إبراهيم هذا أحد الثقات وثقه الإمام بن معين وثقه أحمد بن حنبل وقال الدار قطني ثقة مأمون والمكي بن إبراهيم هذا من كبار شيوخ البخاري.
وشيوخ البخار على ثلاثة طبقات:
الطبقة الأولى: كبار شيوخ البخاري.
الطبقة الثانية أواسط شيوخ البخاري.
الطبقة الثالثة: صغار شيوخ البخاري الذين ربما يكونوا من أقران البخاري.
الطبقة الأولى الكبار الذي لم يدركهم أحد من الأئمة الستة غير البخاري والأئمة الستة:هم (1 - البخاري 2 - ومسلم3 - وأبو داود 4 - والنسائي 5 - والترمذي 6 - وبن ماجه).
(البخاري ومسلم) الصحيحان (والأربعة اسمهم) السُنن عندما يقول أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما وأهل السُنن أو أصحاب السُنن وهم الأئمة الأربعة الذين سميتهم آنفًا.
الأئمة الخمسة من أول مسلم والأئمة الأربعة لم يدركوا الطبقة الأولى من شيوخ البخاري، البخاري تفرد بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبقة الأولي من شيوخ البخاري: كبار الشييوخ ومنهم المكي بن إبراهيم ومنهم عبيد الله بن موسي ومنهم محمد بن عبد الله الأنصاري ومنهم أبو عاصم النبيل ومنهم أبو معين الفضل بن دُكين وآخرون. .
الطبقة الثانية من شيوخ البخاري: أواسط الشيوخ وهم أكثر شيوخ البخاري وهم أواسط الشيوخ مثل الإمام أحمد بن حنبل ومثل إسحاق بن راهويه ومثل قتيبة بن سعيد ومثل الحُميدي مثل مسدد بن مسرهد وإسحاق بن منصور وإسحاق بن شاهين وعمر بن معين الفلاس وآخرون وأئمة كثيرون وهؤلاء هم الطبقة الوسطى.
الطبقة الثالثة من شيوخ البخاري: وهي صغار الشيوخ أو من أقران البخاري مثل محمد بن عبد الرحيم الملقب بالصاعقة والبخاري لا يقول الصاعقة يقول حدثنا محمد بن عبد الرحيم، بعض الأئمة الآخرون يقول حدثنا الصاعقة.
ولُقِبَ بالصاعقة قيل1 - لأنه كان باقعةً في الحفظ إذا وصل إلى شيخ من الشيوخ يأخذ كل علمه ولا يبقي عنده شيء من العلم،2 - وقيل لأنه كان إذا أراد أن يتوجه إلى شيخ مات هذا الشيخ، فلذلك قالوا صاعقة أي صعقه وهو من أقران البخاري حدث عنه الإمام البخاري رحمه الله وكذلك محمد بن يحي الذُهِلي هذا من شيوخ البخاري ومن أقرانه أيضًا.
وهذا الحديث الإمام البخاري يرويه عن المكي بن إبراهيم وهو أحد كبار شيوخ البخاري، والإمام أحمد بن حنبل قلنا أنه شيخ البخاري من الطبقة الوسطى.
والإمام أحمد: روى هذا الحديث في مسنده قال حدثنا المكي بن إبراهيم.
والإمام الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن أحد شيوخ البخاري أواسط شيوخ البخاري روى هذا الحديث في سننه قال حدثنا المكي بن إبراهيم.
فكأن الإمام البخاري ساوى الإمام أحمد بن حنبل والدارمي وكلاهما من شيوخه في هذا الإسناد، وكأنهم أصبحوا أقران لأن شيخهم في الإسناد واحد.
وأنا إنما قلت هذا لتعلم أن المكي من كبار شيوخ البخاري إذ أنه شيخ شيخ أحمد شيخ شيخ البخاري الذي هو أحمد بن حنبل.
فكون البخاري يدرك شيخ شيخه فيتساوى مع شيخه أحمد بن حنبل فهذا اسمه علو وهذا يوضح لنا أن الإمام البخاري رحمة الله عليه أدرك هذا الإمام وأنه من كبار شيوخه.
الإسناد الأول: قال حدثنا قال أخبرنا عبد الله بن سعيد يقصد (ابنُ أبي هند) وهذا توضيح من الإمام البخاري عن سعيد بن أبي هند عن بن عباس عن رسول الله _صلي الله عليه وسلم _.
الإسناد الثاني: قال البخاري فيه وقال عباس بن عبد العظيم حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد عن أبيه سعيد قال سمعت بن عباس.
نلاحظ مايلي:
الإسناد الأول اشتمل علي أربعة رواة: وهذا يسمى إسناد رباعي ذلك لأن الإسناد من البخاري إلى الرسول _عليه الصلاة والسلام_ أربعة رواه.
الإسناد الثاني اشتمل علي خمسة رواة، وهذا يسمي إسناد خماسي،.
ويوجد عند أهل الحديث مايُسمي بالعلو، وهذا العلو أقسام أشرف أقسام العلو أن تكون الوسائط بينك وبين النبي قليلة، لأن كلما علوت إلى أعلي وتقترب من النبي _عليه الصلاة والسلام_بإسناد نظيف هذا أشرف أنواع العلو.
وأوضح ذلك بمثال: المصباح لو أن السقف على بعد عشرين متر ويوجد مصباح في أعلى، فلو أنني أقف على الأرض هنا الضوء يكون خافت، فلو أردت أن أستمتع بقوة هذا الضوء ماذا أعمل؟ أطلع إلى أعلى، فلو أنني طالع علي السلم على درج كلما طلعت إلى أعلى كلما اقتربت وأنعم بضوء هذا المصباح.
الرسول_ ?_ كما وصفه ربه تبارك وتعالي هو السراج المنير كلما اقتربت من هذا السراج المنير تبصر وتضيء وتستمع،.
كما نشبه زمان الرسول عليه الصلاة والسلام مع القرون التي جاءت بعده برأس المثلث، تصور أن هناك مثلث حاد الزاوية كالهرم والهرم هو عبارة عن نقطة ثم نشد ضلعين ضلع أيمن وضلع أيسر، هذه النقطة التي هي رأس الهرم لا أبعاد فيها وأن كانت هناك الأبعاد فهي أبعاد ضيقة جدًا لا تكاد تُرى هذه النقطة هي زمان النبي_ صلي الله عليه وسلم_.
لم يكون هناك خلافات وحتى الخلافات الموجودة كانت تُرد في النهاية إلى النبي ? فيفصل فيها.
الضلع الأول: وهو نصوص الوحي قرءانًا وسنة،.
الضلع الثاني هو واقع المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلما ابتعدت عن رأس الهرم تزيد المسافة بين الضلعين وهذا هو الذي حدث النبي _صلي الله عليه وسلم _قال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) كلما تطاول الزمان تجد انفصام واضح بين واقع المسلمين وبين نصوص الوحي كتاباً وسنة. كلما نزلت لأسفل كلما تزداد المسافة بين واقع المسلمين وبين نصوص الوحي كتابا وسنة.
نحتاج أن نضيق هوة الخلاف ونرجع المسلمين مرة أخري إلى الوحيين كتابًا وسنة، نصعد إلى أعلي،كلما صعدت إلى أعلي وطالما توجد نقطة سيلتقي عندها الضلعان كلما صعدنا إلى أعلى كلما تضيق المسافة بين الضلعين.
فإذا أردت أن أجعل واقع المسلمين منزلاً على النصوص فلابد أن أصعد إلى أعلي، ومعني أعلي: القرون الثلاثة الأول، أصعد إلى القرن الثالث ثم القرن الثاني ثم القرن الأول، فأنت كلما علوت إلى أعلي كان أشرف لك وكان أقرب.
العلو عند علماء الحديث كان فاكهة:
كان كل علماء الحديث ينفق الواحد منهم كل ما يملك من أجل أن يرحل من بلد إلى بلد لأن الحديث الذي معه خماسي يريد أن يأخذه رباعي، بدل من أن يكون بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام خمسة يجعل بينه وبين الرسول صلي الله عليه وسلم أربعة فإذا علم أن في بلد من البلدان نفس الحديث الذي معه ممكن يكون بينه وبين الرسول ثلاثة يبيع كل ما يملك ويذهب إلى هذا البلد ليأخذ الإسناد العالي.
المراد بالعلو:تقليل عدد الوسائط وهم الرواة بينك وبين النبي_ صلي الله عليه وسلم_.
فالبخاري رحمه الله روى حديث بن عباس بإسنادين الإسناد الأول رباعي والإسناد الثاني خماسي.
وإذا كان العلماء يتهافتون على العلو حتى أنه لما مرض يحي بن معين إمام الجرح والتعديل:ودخلوا عليه وسألوه ما تشتهي؟ قال (بيت خالي وإسناد عالي،)
الاقتراب من المصباح شرف، والسراج المنير هو رسول الله ? كلما تقترب من زمنه يكون فيه بركة ويكون فيه قلة مخالفة ولا يوجد البدع المحدثات التي ملأت ديار المسلمين، وكلما نزلت، إلى تحت وتطاول الزمان ونبعد عن الرسول في المسافة الزمنية يحدث نوع من ضعف الالتزام والتمسك بالنصوص الشرعية.
الإمام البخاري في الإسناد الأول رباعي، قال حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبدالله بن سعيد عن أبيه سعيد بن أبي هند عن بن عباس فهذا إسناد رباعي، في الإسناد الثاني وقال عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا صفوان بن عيسي عن عبدالله بن سعيد عن أبيه عن بن عباس
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 01:24]ـ
س: إذا كان كل العلماء يتهافتون على العلو لماذا نزل البخاري في إسناد الحديث الثاني؟
لا ينزل المحدث بالإسناد إلا لنكتة وإلا فهو لا يعدل بالعلو شيئا، وانتبه هل هناك فروق في الإسنادين أم لا؟ من هو الراوي المشترك في الإسنادين هو عبد الله بن سعيد، وأنا أشتغل من أول عبدالله بن سعيد، وانتبه من أول
عبد الله بن سعيد وأنت صاعد حتى نعرف هل هناك فرق بين الإسنادين جعل الإمام البخاري ينزل بالسند الثاني درجة أم لا؟
في الإسناد الأول: يقول عبد الله بن سعيد عن أبيه عن بن عباس.
في الإسناد الثاني: عبد الله بن سعيد عن أبيه سمعت بن عباس
فما الفرق بين الإسنادين؟
الفرق بين الإسنادين:هذه اللفظة (سمعت بن عباس) هذا هو الفرق الذي جعل الإمام البخاري ينزل درجة لكي يأتي بلفظة السماع هذه، لأن لفظة السماع هذه لها عمل كثير وعليها كلام كثير جدًا جدًا ما بين الإمام البخاري وأئمة كثيرون وبين تلميذه الإمام مسلم رحمة الله تعالى على الجميع.
2 - البخاري قال في الحديث الثاني وقال عباس العنبري، لماذا لم يقول البخاري حدثنا عباس العنبري؟ وهذه هي العادة أنه إذا أراد أن ينقل عن شيخه شيئًا أن يستخدم لفظ التحمل مثل حدثنا أو أخبرنا أو غير ذلك.
البخار عندما يقول (قال) فلان ولا يقول حدثنا فلان فإنه لم يسمع الحديث من شيخه أو من الذي روى عنهم سواء كان من شيوخه مثل عباس العنبري وهو أحد شيوخ البخاري روي البخاري عنه، لكن لماذا لم يقل البخاري حدثنا؟ لم يسمع هذا الحديث من عباس العنبري، فمن هو الذي سمع منه البخاري الحديث؟ سمعه من واحد نحن لا نعرفه، وهذا اسمه عند العلماء الحديث المعلق.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسناد إما أن يكون رأسياً هكذا وهذا الإسناد متصل أم لا؟ متصل لأنه يلمس هنا وهنا وهذان طرفا الإسناد فهذا متصل.
ما معني الحديث المعلق؟
الحديث المعلق عند علماء الحديث، قالوا أن يحذف راوٍ أو أثنين أو ثلاثة أو السند كله بشرط أن يكون الحذف من أول السند.
وأول السند من تحت أم من فوق؟ أول السند من تحت، البخاري هنا يقول حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن بن عباس مثلاً ووصل إلى آخر السند فكل مسافة تمثل مرحلة زمنية أو تمثل راو من رواة الإسناد.
البخاري يقول حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن بن عباس فنقسم هذه المسافة إلى أربعة كل ربع يمثل راوٍ من الإسناد فهذا إسناد متصل.
الحديث المعلق:قال أن يحذف راو من أول السند، فمن أول السند عند البخاري؟ المكي بن إبراهيم وأنا أمثل للحذف بأنني سأعمل هكذا وأرفع القلم والمسافة التي يملأها الهواء فهذه هي المسافة الخاصة بالمكي بن إبراهيم ووقع المكي من الإسناد، فصار الإسناد معلق لأننا حذفنا راوي من أول الإسناد وليس من عند الصحابي، أول الإسناد من عند صاحب الكتاب الذي هو الإمام البخاري، أخر الإسناد هو الصحابي.
فأنا لما حذفت المكي بن إبراهيم البخاري لن يقول أخبرنا عبد الله بن سعيد لأنه لم يدركه ولو أي إنسان قال أخبرني فلان ولم يدركه العلماء يقولون عليه كذاب، فلو أن إنسان قال حدثنا الإمام البخاري في الزمان الذي نحيا فيه الآن فهذا يكون كذاب، لكن لو قال عن الإمام البخاري فلا يقدر أحد أن يكذبه، لأن كلمة حدثنا أو أخبرنا ضيقة المعنى لا تحتمل إلا معني واحد فقط وهو أنه حدثك من فمه إلى أذنك وهذا معنى حدثنا أو أخبرنا.
تنبيه لمن لم يمارس علم الحديث من الأدباء.
لذلك أنا أنبه على شيء يقع فيها من لم يمارس علم الحديث من الأدباء إذا أحب أن ينقل شيء من تاريخ بن جرير الطبري، فيقول وها هو بن جرير يحدثنا أنه قد حدث كيت وكيت وكيت، وهذا عند علماء الحديث خطيئة أين بن جرير؟ بن جرير بعد الثلاثمائة، فأنت تقول وها هو شيخنا بن جرير بعض الناس الأدباء أو الذين ينقلون في التاريخ يتطاول ويقول هذه الكلمة وها هو شيخنا بن جرير يحدثنا أو شيخنا بن كثير يحدثنا في كتاب البداية والنهاية مثلاً، أو يحدثنا في تفسيره ويتجوز في المسألة.
متى يكون الإسناد معلقاً؟
الإمام البخاري عندما يحذف أول الإسناد، المكي بن إبراهيم حذفناه ونحذف المسافة خاصته هكذا وهذا من أول الإسناد فصار الإسناد معلق ولو حذفنا الذي فوقه فهذا كله اسمه إسناد معلق.
وأنت الآن عندما تقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كذا وكذا فما اسم هذا الإسناد؟ اسمه إسناد معلق، ومعني معلق؟ أي أنك حذفت الإسناد كله من أوله إلى آخره.
يشترط في الحديث المعلق شيئين:
الحذف يكون من أول السند إذا كان راوي، أما إذا كان اثنين أو ثلاثة أو أربعة أن يكون الحذف على التوالي كله حذف وراء بعضه،.
وإذا لم يكن الحذف على التوالي يأخذ اسم آخر، اسم المنقطع أو المعضل وهذا موضوع آخر لن ندخل فيه.
ما يهمني الآن أن أتكلم عن الحديث المعلق بمناسبة أن هذا أول حديث معلق الإمام البخاري يورده في كتاب الرقاق،
فعندما يقول البخاري وقال عباس العنبري ولم يقل حدثنا عباس فتعرف إن البخاري لم يسمع هذا الحديث من شيخه، إذا كان الذي علق عنه هو شيخه فضلا عن أن يكون شيخ شيخه أو أعلى من هذا ولم يدركه الإمام البخاري رحمة الله عليه.
ونحن قد انتهينا اليوم شيء من علم الحديث وكما قلت نريد أن نعلم الناس علم الحديث لأن نحن في هذا الزمان في أمس الحاجة أن نفقه هذا العلم، اليوم الذين يطعنون علي السنة أو الذين يسبون الصحابة على صفحات الجرائد، من أين أتوا بالكلام الذين يكتبونه؟ وهو لا يعرف شيء، لا يعرف إسناد ولا يعرف شروط قبول الرواية ولا يعرف يكشف عن راوي، وهل هذا الراوي ممكن أن أخذ منه خبر من الأخبار أم لا، فليس لديه فكرة إطلاقًا عن هذا العلم، إنما يدخل بهواه حاقد على الصحابة، بيكره الصحابة، عنده إحن في صدره على الصحابة، يتمني أي مصيبة في أي كتاب حتى يتهم بها الصحابة ويقول هؤلاء الصحابة قالوا كذا وكذا وكذا وأنا لم آتي بشيء من عندي، إنما أن أتيت به من كتب مثل تاريخ بن جرير الطبري وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو عرفوا كيف تنقل الأخبار أو كيف تقبل الأخبار لوقف عند حده، لكن نحن في زمان كله يتكلم في كله، كل أهل الفنون يشتكون من المتطفلين عليهم وهذا الكلام ظاهرة عامة،.
العلوم الشرعية لابد أن يكون لها حمى:ونحن اليوم نقوم بعمل ثقافة حديثيه، حتى إذا تكلم أي إنسان أنت تقول له من أين لك هذا؟ كما أننا نسأل إنسان عن الذمة المالية من أين أتيت بالفلوس؟ فنحن كذلك نقول له من أن لك هذا الخبر؟، إن كنت مدعيًا فالدليل وإن كنت مستدلاً فالصحة، أنت تدعي أي دعوة هات دليل على هذه الدعوة، أحضرت الدليل يشترط أن يكون صحيحًا لأن الاستنباط ينبغي أن يكون على دليل صحيح.
لذلك أنا أقول ولازلت أحض الأخوة والأخوات الذين يسمعونني أنهم يتصبروا لأن خلف هذا العلم خير كثير جدًا،.
وأنا أذكر في بداية تجربتي: لما نزلت إلى بلدي وبدأت أشرح علم الحديث كان كثير من الخطباء الذين يعتلون المساجد المتميزة يكثرون من ذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة، أي حديث يجده في كتاب يطلع ويقوله، فلما بدأنا ندرس علم الحديث وعرفه الناس فكلما يطلع واحد على المنبر ويقول حديث، فأول ما ينزل من على المنبر الناس تقول له صحيح ولا ضعيف، وطبعًا أول مرة يسمع هذه القصة، ما صحيح وما ضعيف؟ هذا حديث موجود في الكتب.
فهل معني أنه موجود في الكتب أنه صحيح؟ أنت اليوم عندما تقرأ حديث (المؤمن حلو يحب الحلاوة) هذا حديث ولكنه مكذوب على النبي صلي الله عليه وسلم أو (الهريسة تشد الظهر) وهذا أيضًا موضوع علي النبي ?، وليس المقصود بالهريس الهريسة الحلوة التي نعملها الآن إنما المقصود الثريد الذي يوضع عليه اللحم وهو موجود في بلاد الخليج فهذا مكذوب، (ربيع أمتي في العنب والبطيخ) أيضًا مكذوب، (المؤمن كيس فطن) أيضًا مكذوب، (إياكم وخضراء الدمن قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السوء) موضوع أي مكذوب على النبي ? وكل هذا موجود في الكتب.
فهل كل حديث موجود في كتاب أقدر أن أنسبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام؟ فأول مرة هؤلاء يسمعون صحيح وضعيف فاتهموني وقتها بأنني علمت الشباب قلة الأدب، لماذا؟ قالوا يعترضوا علينا بسبب أنهم لم يتعودوا شيء مثل هذا من قبل ذلك.
تعلم علم الحديث هذا هو العلم الذي حمى سنة النبي صلي الله عليه وسلم ولولا هذا العلم لخطبت الزنادقة على المنابر:وكل إنسان كان يمكن أن يقول ما يشتهي.
كما قال عبد الله بن المبارك الإمام المبارك [لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ٍ
قال ابن عباس_ رضي الله عنهما_[كان الرجل إذا قال: قال رسول الله ? تشرئب إليه الأعناق ونصغي إليه بآذاننا، فلما وقعت الفتنة بدأ يحدث الكذب عل النبي _ عليه الصلاة والسلام_ قلنا سموا لنا رجالكم
في القرون الأولي ما كان يوجد من يكذب على النبي صلي الله عليه وسلم أبدًا، وكان أي واحد يقول قال رسول لله صلي الله عليه وسلم نسمع له ونصدقه ولا نسأله أسمع أم لا، أو إسناده صحيح أم لا، و عندما وقعت الفتنة واختلف الناس ودخل منافقون وزنادقة في الصفوف ويبحث عن حديث يسنده ولا يجد يؤلف حديث وينسبه للنبي_ عليه الصلاة والسلام_ بأي إسناد يركبه، فلما وقع مثل هذا الخبث وظهر الكذب والخطأ قال العلماء لن نقبل أي كلام إلا بإسناد
الأخبار القديمة كلها نحن لا نعلم عنها شيئًا إلا عن طريق المصنفات القديمة والكتب القديمة مثل كتب الأئمة الذين نقلوا لنا كل هذا الكلام بأسانيد فعندما نريد أن نرد على هؤلاء نرد عليهم بهذا العلم، ما السبب في انتشار هؤلاء يضربون في الدنيا؟ لعدم وجود علماء حديث، علماء الحديث أندر من الكبريت الأحمر الذين يقفون على الرصد ويحرسون حدود الإسلام وهم الذين يدافعون عن المصادر الأصلية الآن، فلا يدافع عن المصادر الأصلية الآن إلا علماء الحديث
فلذلك هذا العلم علم جليل وعلم خطير وكبير وأنا أحاول أن أيسر المادة العلمية بقدر المستطاع ومع كثرة هذا تكرار الكلام الكريم ستتمتعون فما يأتي من الزمان.
______________________________ _______
ندخل على الكلام، والكلام الذي هو المتن أصل الموضوع، علم الحديث كله وضع لأجل تصحيح هذا المتن وتصحيح هذا الكلام وأنه منسوب إلى النبي ? نسبة صحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، مغبون: مأخوذ من الغبن وهو الخسارة، فأكثر الناس يخسر رأس ماله الحقيقي أغلى سلعة في الدنيا، أغلي رأس مال في الدنيا هو العمر، هذا العمر الذي هو أجل المرء من ساعة أن يولد إلى أن يموت، هذا هو أجله، يقطع هذا الأجل على مراحل، هي عبارة عن ثوان ودقائق وساعات وأيام وأسابيع وأشهر وسنوات، فهذا هو رأس المال.
يقطع المرء كل يوم وهو سائر إلي الله تبارك وتعالي كل يوم يمر عليه تُطوى فيه صفحة عظيمة من كتاب الموت.
أمس كنت أطول عمرًا من اليوم، والإنسان يتقلب في ثلاثة أيام يوم مضى فلا سبيل إلى تداركه، والذي فات مات لا يستطيع أن يرجعه، ويوم يأتي لعله لا يكون يومك يمكن ألا تعيش فلا تُجهِد نفسك بحثًا عنه وإنما يومك الذي تعيش فيه هذا هو رأس المال.
لأن هناك ناس يعيشون في الماضي، يعيشون في الأحلام، وناس يعيشون في الأوهام التي سوف تأتي وقد لا يدركه، إن الرجل ليأكل ويشرب وينكح وهو في عداد الموتى، نزل الأجل في السماء الدنيا وسينزل على الأرض حتى ينفذ قضاء الله تبارك وتعالى عليه وهو بيأكل أو يشرب ويقول غدًا سنعمل كذا وبعد غد سنعمل كذا وبعد عشر سنين هذا المال سيصير كذا وكذا وكذا وهو ميت وهو لم يبق على عمره أكثر من عشرة دقائق أو خمس دقائق، وهو يتكلم فيما يأتي من الزمان عشر سنوات، عشرين سنة، ثلاثين سنة، أربعين سنة
مثل الإمام البخاري ما يتكلم عن الأجل والأمل في الأحاديث القادمة وسنبين هذه المسألة.
يومك الذي تعيش فيه هذا هو رأس المال:
الذي مضى انتهى والقادم لا تبحث عنه لأنه قد لا يكون من أيامك ما بقي إلا هذا اليوم، آخر أجلك من الذي يعرفه؟ لا يعرفه إلا رب العالمين،.
العمر له ثلاثة أطراف:
طول وعرض وبعد ما تموت،.
هل من الممكن أن يكون العرض أطول من الطول؟
نعم إذا استثمر المرء عمره استثمارًا جيدًا كان عرضه أطول من طوله
مثلاً: أن الإنسان سيموت على رأس ستين سنة، أي يعيش على الأرض ستين سنة، لكنه إذا استثمر رأس المال كان عمره عند الله تبارك وتعالى ألوف السنين، أنظر الطول ستين سنة فقط، وأنت ممكن العرض الذي تتصرف فيه وهو ملكك يكون أطول من الطول بمراحل كيف ذلك؟
قال الله تبارك وتعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:3] فلو قدرنا أن إنسانًا يعيش ستين سنة وسيبلغ على رأس خمسة عشر سنة مثلاً، يبلغ هذا المرء على رأس خمسة عشرة عامًا فيكون عنده خمسة وأربعون سنة وهي فيها خمسة وأربعون رمضان (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وألف شهر عبارة عن ثلاثة وثمانين سنة وعدة شهور، نجعلها ثمانين سنة.
فلو أن هذا الرجل قام العشر الأواخر من رمضان لم ينام أبدًا من أول العشرة الأواخر حتى يظهر هلال العيد، لم يترك أي عشرة من رمضان إلا وهو قائم، فكم ليلة قدر أدركها؟ خمسة وأربعون ليلة قدر، وخمسة وأربعون ليلة قدر في ثمانين تساوي ثلاثة ألاف وكسر، هذا يكتب عند الله عز وجل عابد، ليس ثلاثة ألاف سنة ينام ثلثهم ويلعب الثلثين الآخرين ويلقى الله عز وجل مفلسًا لا، ثلاثة ألاف عام عند الله عز وجل عابد.
فهذا الرجل استثمر عمره وطول عمره صار ثلاثة ألاف سنة أكثر من ستين سنة، فلو أخذنا اليوم الأجل طولي نهاية الأجل هنا فيكون لك تصرف في العرض، ممكن العرض تظل تمشي تمشي حتى يصير أطول من الطول بكثير، مثلاً حديث جابر في سنن الترمذي.
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة) عندما تقول سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده، أنا أخذت خمس ثواني فلو قلت ستين ثانية أي دقيقة فيكون عندك ستين، فلو أخذت في الساعة ستين في ستين بثلاثة ألاف وستمائة، هذا في ساعة واحدة في اليوم تقول سبحان الله وبحمده، ويمكن وأنت تمشي أو ذاهب إلى أي مشوار أو مسافر فلا تعطل لسانك.
وأنت تمشي قل سبحان الله وبحمده، وأنت تعملين في المطبخ شغلي لسانك، كلما تقول سبحان الله وبحمده نخلة في الجنة، والنخلة في الجنة هذا موضوع أخر والنبي ? قال: (ما من شجرة في الجنة إلا وساقها من ذهب).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنت تزيد عن أخيك الذي دخل الجنة معك بالنخل الذي استحوذت عليه بكثرة تسبيحك وتنزيهك لربك تبارك وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر [أي الذي ليس له بطن ويعدونه للسباق] فيه [في هذا الظل] مائة عام لا يقطعه)، مائة سنة يجير هذا الجواد في ظل شجرة واحدة في الجنة لا يقطعها،.
قال أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم ? وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ? [الواقعة: 30]
فعندنا ثلاثة أطراف للحياة:
1 - الطرف الذي هو نهاية الأجل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي.
2 - وعندي تصرفي في الحياة، استثمار فرص العمر ومواسم العمر.
3 - الطرف الثالث بعدما تموت.
هل الإنسان إذا مات يموت بلا فائدة، كأنه دابة على وجه الأرض مات وانتهت قصته ولا يترك بصمة في الحياة على ظهر الأرض أنه كان موجودًا.
ملايين البشر عاشوا في الدنيا كالأنعام السائمة يأكل ويشرب فقط، كل حياته أكل وشرب ومتع على اختلاف أنواعها كأنه لن يموت، هذا يموت كأي دابة تموت.
أما الذين عرفوا نفاثة رأس المال ألا وهو العمر فهؤلاء يتركون بصمة قبل أن يموتوا وأفضل من استثمر العمر هم أهل العلم الذين كانوا يتقربون إلى الله عز وجل بهذا العلم وعلى رأس هذه العلوم، العلوم الشرعية القرءان الذي أنزله الله تبارك وتعالي ليهدي به الخلق وسنة الرسول صلي الله عليه وسلم التي كانت مبينة لكتاب الله تبارك وتعالى
العلماء صانوا الكتاب والسنة قعدوا القواعد وأصلوا الأصول حتى لا يُخطئ أحدٌ في الفهم عن الله ورسوله، هؤلاء العلماء نذروا أعمارهم لصيانة الكتاب والسنة، له نية صالحة في الموضوع وتحقق الإخلاص فيها فهذا الذي يعيش في الدنيا وينظر إلى الآخرة.
أفضل من استثمر العمر أهل العلم الذين ينظرون إلى الآخرة.
لذلك قال الإمام البخاري يقول باب ما جاء في الصحة والفراغ وألا عيش إلا عيش الآخرة، فمن كان في الدنيا ينظر إلى عيش الآخرة فلن يضيع رأس المال ورأس المال هذا المفترض أي تاجر ناجح عندما يكون عنده رأس مال يكثر رأس المال، يأتي بالأرباح ويترك الأرباح تتراكم على رأس المال ويحاول أن يجعل نفقاته مضغوطة لأجل أنه كلما كبر رأس المال أتي بربح أكبر.
الرسول عليه الصلاة والسلام سئل أي الناس خير قال (من طال عمره وحسن عمله) إذا طال عمره فهذا رأس مال صار رأس المال كبيرًا، وهو رجل ينظر بعينه إلى الآخرة ولا ينظر تحت قدميه، هذا هو المفلح حقًا.
لذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) فدل على أن أقل الناس هو الرابح في هذه التجارة كما قال تعالي: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13].
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 01:24]ـ
نماذج من الذين استثمروا أعمارهم:
الإمام البخاري صاحب الكتاب الذي نشرحه يذكر محمد بن أبي حاتم الوراق أن البخاري رحمه الله كان يقوم في الليلة أكثر من خمسة عشرة مرة وقال ربما قام عشرين مرة يوقد السراج ويكتب شيئًا ثم يطفئ السراج وينام ثم بعد قليل يستيقظ ويوقد السراج ويكتب شيئًا ثم ينام وهذه المسألة تحدث له في الليلة من خمسة عشر إلى عشرين مرة.
ماذا يعمل الإمام البخاري؟ ينام وهو مشغول بمعني من المعاني وقد يرى فتحًا قد يفتح عليه في معنى مغلق فلو نام وواصل نومه لأصبح ناسيًا لهذا المعني الذي خطر على باله , وكثير من الناس الذين يرون الرؤيا يكون متذكر الرؤية جيدًا وأحيانًا يفتح عينه وهو نائم ومستحضر تمامًا للرؤية ويقول أنا حفظتها وأول ما يستيقظ ينسى الرؤية كاملة، لا يذكر شيئًا منها.
العلم هذا يحتاج إلى صياد لأن العلم مواهب، والفهم منحة من رب العالمين وقد يتفاضل الرجلان الكبيران الجليلان في فهم جزئية من الجزئيات والله عز وجل يقول في القرءان (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ، فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) [الأنبياء: 78،79] وحتى لا تظن أن المرء إذا فاتته جزئية في الفهم أن ذلك يعود عليه بالنقص (وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا).
وحتى لا يتصور أحد أن داوود عليه السلام أقل من ابنه لا، هذا العلم لا أخر له معهم أصل الفهم ومعهم أصل العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن قد يفهم الإنسان جزئية لا يفهمها غيره ولا يكون ذلك قادحًا وهذا حدث أكثر من مرة مع سليمان عليه السلام وداود.
كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ? قال اختصمت امرأتان على زمان داود عليه السلام، اختصمتا في ولد صغير كل واحدة معها ابنها وضعا الولدان في مكان فأتى الذئب فأكل ولد من الاثنين، فلما رجعت المرأتان اختصمتا على الولد الباقي من التي يمكن أن لا تعرف ابنها، فيه واحده منهما كاذبة، لكن هذه تقول هذا ابني والأخرى تقول هذا ابني.
فاختصمتا إلى داود عليه السلام، وطبعًا الأنبياء ومن بعدهم القضاة يحكمون على نحو ما يرون يرسل ليحضر أدلة وعلى ضوء هذه الأدلة يحكم، قد تكون الأدلة خاطئة، أو أن الذي ذهب يبحث عن الأدلة لم يستوفها أو قصر في فمها سواء الذي أتى بالأدلة أو القاضي نفسه قد يكون قصر في فهمها، أي خلل عمومًا قد يطرأ على الدليل وبالتالي يطرأ على الحكم.
المرأة الكبرى بكت وناحت وقالت ولدي وظهر عليها أنها متفجعة فعلاً على هذا الولد والمرأة الصغرى لم يظهر عليها هذا وهناك بعض الناس تنزل عليه المصيبة التي تدك الجبل فلا تحرك ساكنًا من شدة المصيبة عليه حدث له نوع من الخرس الشعوري لا يستطيع التعبير، لا يستطيع البكاء ولا يعرف أن يعمل شيئًا يدل على أنه حزين.
لكن الحزن الذي بداخله لو وزع على أمة لملأها الحزن، لكنه لا يعرف أن يعبر والأمر كأنه كان كذلك، المرأة الكبرى بكت وأظهرت بعض العلامات والصغرى ساكتة، فلما حكم داود عليه السلام للمرأة الكبرى بالولد خرجت المرأتان، الكبرى تحمل الولد والثانية مسكينة، فلقيتا سليمان عليه السلام، فالمرأة الصغرى اشتكت لسليمان قالت إن أباك حكم لهذه المرأة بالولد وهو ابني، فقال سليمان عليه السلام ائتوني بسكين أقسمه نصفين فلا أعلم من أمه الحقيقية فكل واحدة تأخذ نصفه، حينئذٍ شهقت المرأة الصغرى وقالت لا أريده أعطه لها فحكم به للصغرى.
هذه حيلة لجأ إليها سليمان ليكشف الحق وهذه مسالة فهوم.
وفي ساعات الواحد يمر عليه الدليل فيه معنى من المعاني خطر على بالك، إن لم تدون هذه الفائدة في الحال ذهبت عليك،.
ونحن نعرف الإنسان المفلح من غيره بمثل هذا، وقد استفدنا هذا في الحقيقة من أئمتنا، كعبد الله بن المبارك رحمه الله كان يقول:
أيها الطالب علمًا ائت حماد بن زيد __فاستفد حلمًا وعلمًا ثم قيده بقيد.
أي علم تستفيده قيده بقيد أي أكتبه ولا تتركه إلى الذهن فإن الذهن خوان من الممكن أن تتفلت منه المعلومة.
الإمام البخاري يوقد السراج في الليلة أكثر من عشرين مرة، لماذا؟ لأنه مشغول في استنباط أحكام خفية من أدلة قد لا يظهر لإنسان بادي الرأي مثلاً أن في الدليل هذا فيه دلالة على المسألة.
مثال ذلك: الإمام البخاري بوب على حديث لميمونة رضي الله عنها بقول (باب المنديل) أي أن الواحد عندما يتوضأ ينشف الوضوء أم لا؟ المشهور أن أكثر حال النبي صلي الله عليه وسلم وهو المشهور عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا توضأ كان لا ينشف، إنما كان يفعل هكذا أي ينفض يديه من الماء لأنه من فضائل الوضوء أن ذنوب المرء تخرج مع قطر الماء أو مع أخر قطر الماء.
فأنت إذا توضأت والماء ينزل من أصابعك ومن لحيتك وغير ذلك، فالماء النازل هذا ينزل وقد أخذت الذنوب التي ارتكبها الوجه مثلاً مثل العينين أو الأذن أو ارتكبتها اليد أو الرجل، فالنبي عليه الصلاة والسلام كان من عادته انه إذا توضأ كان ينفض يديه هكذا.
الحديث يقول أن النبي عليه الصلاة والسلام توضأ فدفعت إليه ميمونة رضي الله عنها خرقة أو منديلاً ينشف به، فرده وجعل ينفض هكذا.
الشاهد من الحديث: استدل بعض أهل العلم أن في هذا الدليل دلالة على جواز أن ينشف المرء بعد الوضوء ,قال لو كان من عادته صلي الله عليه وسلم ألا ينشف أبدًا ما دفعت إليه ميمونة المنديل، فمعني أنها تعطيه المنديل أي أنها رأته مرة قبل ذلك يتنشف، فهذا معني قد لا يخطر للمستمع على بال
والأدلة الشرعية هكذا، الدليل الواحد يمكن أن يخدم عشرة أو خمسة عشر حكمًا شرعيًا، لكنه يحتاج إلى رجل سيال الذهن نافذ البصيرة، دارس للأصول صح، لكي يستطيع أن يأتي بظاهر النص ويستطيع أن يأتي بمفهوم النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام البخاري كان في الذروة فهمًا وجلالة وسيلان ذهن:
فكان إذا خطر له ترجمة لحديث من الأحاديث أو فهم لحديث من الأحاديث كان يقوم على الفور ويكتبه، استثمر الإمام اللحظات وكانت إغماءته كإغفاءة الطائر، لا يكاد ينام حتى يخطر له ما يسطره فيوقد السراج ويقوم ليكتب هذه الفوائد، رجل استثمر عمره.
ونحن اليوم نقول الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، هل بيننا وبينه نسب؟ هل بيننا وبينه شراكة، بيننا وبينه تجارة؟ أبدًا، ليس بيننا وبينه أي شيء، نحن الآن نذكر البخاري رحمه الله أكثر من أبائنا وأمهاتنا ونترضى ونترحم عليه وعلى الأئمة أكثر من أبائنا وأمهاتنا، قبل أن يغادروا الحياة تركوا بصمة أنهم كانوا يعيشون في هذه الحياة.
هذا الرجل بعدما مات العمر الثاني وهو أن يذكر المرء بعد ما يموت، لماذا؟ استثمر رأس ماله استثمارًا صحيحًا فاستفاد بكثرة ترحم الناس عليه.
أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمة الله عليهما: يقول أحد أصحابه واسمه إبراهيم ذهبت إليه أعوده فرأيته مغمىً عليه، فلما أفاق قال يا إبراهيم ما تقول في مسألة كذا وكذا فقلت له يا أبا يوسف وأنت في هذه الحال، رجل في النزع في آخر حياته، أي في مرض الموت، هل أنت حاضر الذهن أنك تأتي مسألة من مسائل العلم وتناقشني فيها.
انظر إلى الرجل الذي طوال عمره مشغول بالعلم ومشغول بخدمة المسلمين في تنقيح العلوم وإظهار الخفي من معانيها، فقال يا إبراهيم لعله ينجوا بها ناجٍ.
هذه المسالة التي أتناقش معك فيها تحل إشكال بلد بأكملها أو تحل إشكال أنس كثيرون
ولا يلزم أن يكون في هذا العصر، ممكن يأتي بعد عشرين سنة، خمسين سنة، مائة سنة.
نحن اليوم الأئمة الذين حلوا لنا إشكالات في النصوص من ثلاثمائة، أو أربعمائة، أو خمسمائة، أو ستمائة سنة وأكثر من ذلك نحن الآن نستفيد من استنباطاتهم،.
الإمام البخاري نستفيد من فهمه، الإمام الشافعي، الإمام أحمد بن حنبل، الإمام مالك، أبو حنيفة، أبو يوسف، محمد بن الحسن، الشيباني، إسحاق بن رهويه، الأوزاعي، سفيان بن عيينة، سفيان الثوري، أبو داود الظاهري، أي واحد من هؤلاء الأئمة الذين كان لهم مذاهب مثل مذاهب الأئمة الأربعة لكن اندثرت وصارت حبيسة الكتب، هؤلاء العلماء كانت لهم فهوم حلت لنا الآن المشاكل.
فهو يقول يا إبراهيم لما يقول له إبراهيم أفي هذه الحال، قال لعله ينجوا بها ناجٍ، ثم قال يا إبراهيم أيهما أفضل أن ترمي الجمار راكبًا أم ماشيًا؟ فقال له راكبًا، قال: أخطأت، قال: ماشيًا، قال أخطأت، قال: فما تقول يا أبا يوسف، وأبو يوسف هذا يموت في النزع، قال: فما تقول يا أبا يوسف؟ قال: إن كان سيدعو مثل إن كان يرمي الجمرات فيمر على الجمرة الصغرى يرميها ويدعوا، يمر على الجمرة الوسطى يرميها ويدعوا، ويصل إلى جمرة العقبة فيرميها وينصرف.
فيقول إذا كانت الجمرة مما يدعى بعد الرمي فالأفضل أن يكون ماشيًا وإن كان لا يدعو ولا يقف عندها فالأفضل أن يكون راكبًا وهذا رأي الإمام أبو يوسف، وربما أخذ هذا الكلام أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يوم عرفه فأغلب فترته كان واقفًا يدعوا، أي أن الوقوف إذا وقف المرء وهو يدعوا يكون أكثر تبذلاً وأكثر خشوعًا، فربما يكون هذا هو رأي الإمام وليس القصد أننا نناقش القضية راكب أم ماشي ليس القصد، لكن هذا كلام أبو يوسف رحمه الله.
قال إبراهيم فخرجت من عنده فما وصلت إلى باب داره حتى سمعت الصرخة عليه، مات، أي قبل أن يموت بدقائق، الإمام يستثمر الأنفاس ويحرر المسألة ويقول لعله أن ينجوا بها ناجٍ.
عندنا إمام آخر، وأنا أذكر لك أفضل من استثمر عمره، لأن الجماعة الذين يضيعون أعمارهم فيما لا يفيد بل فيما يضر، وأنا أتعجب والله مثلاً واحد يقعد أمام فيلم أو مسرحية ساعة أو ساعتين أو ثلاثة يرى المناظر المناكير أو أمام مباراة لكرة القدم خاصة لما تكون في كأس العالم، مضيعين أعمارهم ويذهبوا إلى الإستاد يضيعون الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
في يوم الجمعة التي كسبت فيها مصر كأس أفريقيا، من الصباح الإستاد ليس فيه مكان لإنسان من الصباح الباكر، هؤلاء ضيعوا الجمعة والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: (من ترك ثلاث جمع تهاونًا أسود قلبه)، كيف يضيع صلاة العصر مثلاً والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: (من ترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) وتر أي صار وترًا.
واحد رجع إلى البيت وجد البيت محترق أهله كلهم موتى وماله كله فقده، وهذا لمن يترك مرة صلاة العصر مرة واحدة وتر أهله وماله.
فلما يأتي إنسان يضيع عمره، تطلع على القهاوي اليوم الخاصة بالنت وغير ذلك، شباب قاعدين ليس لهم أي عمل إلا أن يدخلوا ليكلموا البنات ويعملوا حوارات وغير ذلك.
تذهب إلى الكورنيش أو إلى أي مكان تجد أمم طالعين يضيعون أعمارهم، وأنا لا أقول بأنه لا يتفسح، لا يطلع، لا، لكن كل شيء بقدر، أنا أتكلم عن أناس هذا غالب حياتهم، زهقان يقول أطلع أشم الهواء وضيع أربع أو خمس ساعات، أنفق رأس ماله وبدده ولم يستفد.
نحن نقول أفضل من استثمر رأس المال أهل العلم، لماذا لأنهم كانوا يعيشون في الدنيا وأعينهم تطل على الآخرة.
الإمام بن جرير الطبري رحمة الله عليه أبو جعفر: صاحب التفسير وصاحب التاريخ وصاحب كتاب تهذيب الآثار الذي لم ينسج على منواله.
مرة قال لأصحابه تنشطون لكتابة التفسير قالوا له في كم ورقة يكون؟ قال في ثلاثين ألفًا ورقة وهذه سيمليها من حفظه، فقال تلامذته هذا مما تفنى دونه الأعمار، فقال بن جرير إنا لله ماتت الهمم فأملاه في ثلاثة ألاف ورقة.
ثم قال لهم يومًا تنشطون لكتابة التاريخ من لدن أدم عليه السلام إلى زماننا؟ فقالوا في كم ورقة يكون؟ قال في ثلاثين ألفًا، قالوا هذا مما تفنى دونه الأعمار، فقال إنا لله ماتت الهمم، كيف تفنى الأعمار؟ ما هو الرجل الذي قال لك أنا أمليك في ثلاثين ألف ما فني عمره وهو الذي جمع وهو الذي رتب وهو الذي تعب، وأنت فقط تكتب ما يمليه عليك، ومع ذلك قالوا هذا مما تفنى دونه الأعمار، قال إنا لله ماتت الهمم، فأملاه في مثل حجم التفسير في ثلاثة ألاف ورقة.
أما كتاب تهذيب الآثار فكتاب بديع المثال وحتى لا أشرد لكن لعلي إن شاء الله إذا أتت مناسبة ونحن نتكلم عن بعض تراجم البخاري ويكون بن جرير أخرج هذا الحديث في تهذيب الآثار سنبين أيضًا فقه الإمام بن جرير لأنه كان له مذهب مثل مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وكان اسمه المذهب الجريري، والإمام بن جرير الطبري إمام مجتهد مطلق.
وأخيرا ونحن عندنا نماذج للذين استثمروا أعمارهم وكيف استثمروها سنقف معهم وقفة حتى نساعدك على استثمار رأس مالك.
الإمام حماد بن سلمه: الذي كنت سأذكر خبره قبل خبر الإمام البخاري رحمه الله، حماد بن سلمه هذا أحد الأئمة الكبار ذكروا في ترجمته أنه لو قيل له القيامة غدًا لا يقدر أن يزيد في عمله شيئًا، استوفى أقصى ما عنده من جهة الذكر، من جهة العبادة، من جهة حفظ العلم، من جهة تبليغ العلم، لو قيل له القيامة غدًا لا يقدر أن يزيد في عمله شيئًا.
نذكر أيضًا بعض النماذج من الأئمة الذين استثمروا أعمارهم عالم وهو:
بن عقيل الحنبلي وكان يقول (إنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا كلٌ لساني عن مناظرة وبصري عن مطالعة استطرحت فأعمل فكري حال استطراحتي فلا أقوم إلا وقد خطر لى ما أسطره حتى أنني أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من التفاوت في المضغ.)
فالمسألة عنده إسكات كلب الجوع وليست مسالة استطعام أو غير ذلك، لا حتى أنني اختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من التفاوت في المضغ.
بن الجوزي: تكلم في أكثر من موضع من كتاب له اسمه صيد الخاطر، وصيد الخاطر هذا من أعمل فكري حال استطراحتي، يصطاد كل ما يأتيه خاطرة معينة فيها إفادة فيها تجربة كان يكتبها، فكتب أكثر من خاطرة في هذا المعني فيقول كثير من الناس يأتي ويقول لك أنا مشتاق إليك وحشتني وأريد أن أزورك، فيضيعون لي وقتي، فلو أنا قلت لهم لأ، وأغلقت الباب الناس تغضب ولو أنا فتحت الباب ضيعت عمري، فماذا أعمل في هذه الورطة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: جهزت أعمال لا تحتاج إلى فكر وأول ما يأتي هؤلاء الناس أبدأ أعمل في هذه الأعمال، مثل قطع الكاغد، الورق، هو يحتاج إلى ورق ذات حجم معين أو يقسم الورقة نصفين فيقول أول ما يأتون هؤلاء الجماعة أعمل في قطع الورق أو بري الأقلام مثلاً أو تحزيم الدفاتر، أحزم الكتب وأضعها هنا أو أنقل أرفف المكتبة أو أعمل أي حاجة، فهذه حاجات أنا لازم أعملها بطبيعة الحال وفي نفس الوقت لا تحتاج إلى فكر، فكان مجهز هذا العمل لهؤلاء الذين يأتونه ويشتكون من لوعة الشوق، كل هذا حفاظًا على وقته
دقاتُ قلبُ المرءِ قائلةٌ له
إن الحياةَ دقائقٌ وثواني
فهؤلاء استثمروا أعمارهم، نظر إلى رأس المال، وعلم أن سعادته وشقاوته في الدنيا مبنية على استثمار حياته وإن الفاجر ليقف على شفير النار يوم القيامة فيقول: (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) [الفجر:24] ويعير بطول العمر الذي أنفقه وضيعه ولم يستفد منه قال تعالي: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ? [فاطر: 37].
أي ما عذرك أو لم نعمرك وطال عمرك والنبي صلي الله عليه وسلم يقول: [أعذر الله إلى امرئ بلغه ستين سنة]، وأعذر أي قطع عذره، أنت وصلت ستين سنة ثم أتيت مفلسًا، لماذا؟ ماذا كنت تعمل؟.
قال بعض العلماء: في تفسير قول الله عز وجل: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ)، النذير في هذه الآية (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) قالوا هو الشيب.
رجل دب الشيب إلى لحيته وإلى مفرقه ولا يتنبه وكلما خرجت شعرة بيضاء يصبغها، فهذا نوع من الغفلة، الشيب نور المؤمن وإنه يذكر الإنسان أنه ما هي إلا خطوات، والناس تكره الشيب ولا تحبه، لماذا؟ نوع من الغفلة كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه والحديث صحيح والمصدر الذي أذكره الآن في مسند أبي يعلى هذا اللفظ (أنه قال لثابت وقتادة وجماعة من أصحابه أو لستم تكرهون الشيب إنكم تصبغونه أو لستم تكرهونه وذلك لأنه يذكر الإنسان بأن شمس حياته أوشكت أن تغيب.
ويحضرني الآن أبيات لعلي بن جبلة من أحسن الأبيات في الشيب.
علي بن جبلة عمل حوار ما بين الشيب وواحد، جعل الشيب إنسانًا يتكلم والرجل الذي غزاه الشيب غزا لحيته أو غدا رأسه الطرف الثاني في الحوار فيقول:
ألقي عصاهُ وأرخى من عمامتهِ
وقال ضيفٌ فقلت الشيبُ قال أجل.
فقلت له أخطأتَ دار الحي قال
وَلِم قلتُ لك الأربعون التمُ ثم نزل
الشيب (ألقى عصاهُ وأرخى من عمامتهِ وقال ضيفٌ) وفتح له الثاني _الرجل الذي نزل به الشيب_ وعندما نظر إليه قال (فقلت الشيبُ قال أجل) فقال له الرجل صاحب البيت (أخطأتَ داراَ الحي) (أي أنك نزلت مكان ليس بمكانك مازلت صغير السن ومازال عمري أربعون عاماً في أول الكهولة اذهب لشخص بلغ من العمر الستين أو سبعين عاماً كي تُبيض له رأسه ولحيته (قال ولِم قلت لكَ الأربعونَ التمُ) أي أنك بلغت الأربعين التمُ ولم ينتظر أن يأذن له ثم نزل قال صاحب الدار (فما شجيتُ لشيءٍ ما شجيتُ له* كأنما اعتم منه مفرقي بجبل) _ المفرق_ الرأس
يقول بمجرد نزوله رغماً عني وقال (لكَ الأربعونَ التمُ) لم ينتظر حتى آذن له نزل من ركوبته وجلس في البيت (أي علي رأسه لأنه شيب) يقول (فكأنما اعتمَ منه مفرقي بجبل) أي كأنه لما لبس رأسي كأني حملت جبلاً فوق رأسي لأن الشيب نذير المرء.
لماذا نكره الشيب لأننا نكره الموت كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين لما قال النبي_ ?_: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقالت عائشة يا رسول الله كلنا يكره الموت، فقال: (لا إن العبد المؤمن إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة رأى ما أعده الله له فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن العبد الفاجر إذا كان في إدبار من الدنيا وإقبال على الآخرة نظر إلى ما أعده الله له فكره لقاء الله فكره الله لقاءه).
انتهي الدرس الخامس
* *
ـ[أبي إسحاق المدني]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيكم الأخت الكريمة أم محمد على هذا المجهود ونسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:54]ـ
[6] الحديث عن علم مصطلح الحديث.
______________________________ ___
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد ذكرت في مرة سابقة عندما أكون في المسجد وأدرس مثل هذا الكتاب فإنني من مواجهتي للناس إن كانوا يفهمون أم لا، وقد استفهمت وقلت آنذاك أنا لا أدري إن كنتم تفهمون كلامي أو أنه أتى ثمرته أم لا، ولا أدري ما هي الوسيلة التي أعلم بها إن كنت قد وفقت في عرض المادة أم لا؟.
وفي الأسبوع الماضي جاءتني عشرات الرسائل ومئات المكالمات كلها تثني على هذا الدرس وطريقة الطرح، لا سيما في علم الحديث الجامد الذي تولينا فيه شرح بعض علوم الحديث مما زاد من اغتباطي وفرحتي بفهم الناس لهذا العلم الجديد، وفي كل مرة إن شاء الله تعالى أعيد شيئًا يتعلق بالأصول، علم الحديث وعلم أصول الفقه وطبعًا محل علم الحديث أنما يكون من خلال الإسناد علي الطريقة التي درجنا عليها وأذكر بها إن شاء الله اليوم وفي كل مرة حتى يستوعبها من يسمعها.
طريقتي في الشرح:-
أولاً: أقرأ نص الحديث سندًا ومتنًا قراءة صحيحة.
ثانيًا: ننظر في علاقة الترجمة بالحديث وهل الترجمة مناسبة للحديث أم لا؟
والمناسبة إما أن تكون جلية وإما أن تكون خفية
جلية (لا خفاء فيها) كهذا الحديث الذي نشرحه الآن حديث بن عباس_ رضي الله عنهما_لأن البخاري رحمه الله بوب عليه بقوله (باب ما جاء في الصحة والفراغ).
ومتن الحديث كلام النبي _عليه الصلاة والسلام_: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) فتكون الترجمة مناسبة وجلية كأن البخاري ترجم بنص الحديث جعل الترجمة هي الحديث.
خفية: مثل الحديث الذي ذكرناه في المرة السابقة في باب المنديل، أن ميمونة _رضي الله عنها_أعطت النبي _? _منديلاً أو خرقة أو ما يشبه في زماننا هذا الفوطة حتى ينشف بها بعد الوضوء فردها وجعل ينفض بيديه.
فهذا الباب عندما نقول (باب المنديل) ونذكر مثل هذا الحديث لا ندري ماذا يريد الإمام؟ _ رحمة الله عليه _من هذا الحديث، يريد أن يتنشف أم لا يريد ألا يتنشف.
فلو كان يريد ألا يتنشف لكانت الترجمة خفية، لأنه كما قلنا في المرة الماضية لولا أن ميمونة _رضي الله عنها_ رأت النبي _صلي الله عليه وسلم _يتنشف ما دفعت إليه المنديل، لكن يكون غالب أمره_ ?_ لا يتنشف إنما ينفض يديه للعلة الذي ذكرناها في المرة الماضية وهي أن الذنوب تسقط مع قطر الماء أو مع آخر قطر الماء كما جاء في الحديث
ثالثًا: أن ننظر هل الإمام البخاري ذكر هذا الحديث في مواضع من صحيحة أم لا؟ فإذا كان ذكرها في مواضع على عادة البخاري أنه قد يذكر الحديث الواحد في عدة مواضع لأنه يلتمس الفقه الذي فيه فإن كان البخاري ذكر الحديث في عدة مواضع نذكر المواضع كلها ونذكر تبويب البخاري على هذه المواضع، فإذا كان لم يكرر الحديث ننبه أنه لم يكرر الحديث مثل حديث بن عباس الذي نشرحه الآن.
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) لم يذكره البخاري _رحمه الله إلا في هذا الموضع من صحيحه.
رابعاً:ثم بعد ذلك ننظر هل أخرج هذا الحديث أحد غير الإمام البخاري أم لا، فإن كان أحد خرج الحديث غير البخاري لا سيما الإمام مسلم نذكر مواضع الحديث في كتب السنة الأخرى وطبعًا لن نستقصي في المسألة إنما سنذكر على الأقل الكتب الستة ومسند الإمام أحمد ونضم إلى هذه الكتب صحيح بن خزيمة وصحيح بن حبان والمستدرك الحاكم وإذا كان الدار قطني والبيهقي وسنحاول بالقدر المستطاع ألا نطيل في مسألة التخريج، إلا لو كان أحد ا المخرجين ذكر زيادة على المتن الذي ذكره البخاري _رحمه الله_ وكان يتعلق بالزيادة معني، فهذه سننبه عليها ونقول الزيادة زادها فلان وإسنادها صحيح أم لا.
خامساً:ثم بعد ذلك نذكر شيئًا من علم الحديث قواعد المصطلح من خلال السند لأن هذا هو المحضن الطبيعي لعلوم الحديث الإسناد، وعلم الحديث كله إنما وضع لتصحيح الإسناد وتضعيفه ومن ثم يقبل المتن أو يرد.
النافذة الوحيدة لنا لنتكلم عن علم الحديث الذي أنا مغتبط شديد الاغتباط أنه دخل قلوب الجماهير وسيزيد ونحن لا نزال على شاطئ البحر إنما إذا دخلت وأحسنت السباحة فهذا موضوع أخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
سادساً:ثم بعد ذلك نذكر المتن أي كلام النبي_ صلي الله عليه وسلم _أو كلام الصحابي أو كلام التابعي على حسب ما يذكر الإمام البخاري ونذكر المعاني الذي اشتمل عليها هذا الكلام والمتن هو المحضن الطبيعي لعلم أصول الفقه أيضًا، لأن علم أصول الفقه هو الذي يسدد لك الفهم، وهؤلاء الذين يتخبطون عشوائيًا ويعملون كل شيء، ويتكلمون على الأحاديث بجهل ويقولون هذا مردود وهذا مكذوب وغير ذلك.العلة التي عندهم لم يدرسوا.
ديننا دين محكم متين كل شيء مربوط بقواعد، وسنبين هذه القواعد ونبين كيف استللنا هذه الفائدة، وعلى أي قاعدة بنيناها، ونحاول بالقدر المستطاع ألا نكثر من ذكر القواعد حتى لا يمل المستمع.
لكنهم طلبوا مني طلبًا لا أدري كيف أوفيه وهو أن أتحدث عن تاريخ الحديث وكيف بدأ هذا العلم الجليل وكيف يمكن أن يصل المرء إلى مراتب في هذا العلم، فأنا أقول أن هذا الموضوع يحتاج إلى حلقات مفردة، وأنا لا أريد أن أخرج عن موضوع الكتاب لأن الكتاب طويل وحتى لا يطول الأمر بنا.
لكن أنا بدا لي أن أسلك خطة وسطًا وهي أن أوزع الكلام على تاريخ الحديث إذا جاءت مناسبة من خلال الإسناد، ولأبين الجهد الكبير الذي بذله علماء الحديث
مارجوليوس وعلم الحديث.
لدرجة أن أحد المستشرقين المحترقين على الإسلام وأهله وهو مارجوليوس قال: ليفخر المسلمون بعلم حديثهم فإننا لا نعلم في الدنيا كلها أمة وفقت إلى ضبط كلام نبيها أو كلام أي إنسان كما وفقت هذه الأمة التي سددها الله تبارك وتعالي وابتكرت هذا العلم الجليل.
قال الذهبي رحمه الله عن علم الحدبث
[لولا أصحاب المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر].
وقال الإمام المبارك عبد الله بن المبارك [لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء].
فالإسناد هو الذي يفضح القائل، سمي لنا من أي جهة أخذت هذا الكلام ونفحص هذه الجهة وننظر إذا كانت هذه الجهة ثقة أم لا؟ لأن الأخبار يدخلها الصدق والكذب بخلاف الإنشاء, كيف تعرف أنه صدق؟ إذا كان الذي أخبرك به من الصادقين،
نضع هنا قاعدة::من الأصل ومن الفرع؟ عندنا راوي وعندنا رواية واحد قال لك كلام، من الأصل؟ هذا الإنسان المتكلم ولا الكلام؟ بالطبع الأصل المتكلم، فالراوي هو الأصل والكلام أو الرواية هي الفرع.
أنا لا أنظر في الفرع إلا إذا نظرت إلى الأصل، فلا أنظر إلى الكلام ولا إلى الرواية إلا إذا نظرت إلى المتكلم، هذا المتكلم جدير بأن يستحوذ على تصديقي إياه أم سأطرح كلامه.
فلذلك نشأ علم كبير جليل اسمه علم الجرح والتعديل، فهؤلاء العلماء الكبار الذين رحلوا إلى سائر الأقطار وباعوا الحمار والدار واستدانوا وأجر بعضهم نفسه مع نبله ومكانه عند بعض الجمالين والحمالين كأبي حاتم الرازي.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: لأجل أن يشتري الورق كان يرهن بعض أساس المنزل، ولأجل أن يشتري الدقيق كان يرهن بعض ما يملك مع جلالة أحمد، البقال الذي أعطى له أحمد بن حنبل الدلو كرهن نحن لا نعرف من هذا البقال مات يوم مات وبقي أحمد بن حنبل رحمه الله اسمه يسير كالشمس عبر القرون، أتى إلينا اسمه زكيًا كسائر علماء الملة رحمة اله عليهم أجمعين.
فعلماء الحديث بذلوا جهودًا جبارة في ضبط هذا العلم:
وأنا ليس هناك مجال لأتكلم لكنني وأنا أفتش ماذا أقول لأبين الجهد الذي بذله علماء الحديث في تقريب هذا العلم وتهذيبه وضبطه فتذكرت منظومة لأحد علماء الحديث قرب بها هذا العلم، لأن هذا العلم العلماء كتبوه نثرًا ونظموه شعرًا، فمنهم من نظم ومنهم من اختصر ومنهم من اعترض ومنهم من انتصر، كل هذا العلماء يعترضوا علي بعض لتحرير المادة العلمية.
كل هذا جيد لكن أن يتفنن بعض علماء الحديث في عرض المادة العلمية الجافة عن طريق قصيدة غزلية فهذا هو عجب العجاب، علم جامد يسبقه في قصيدة غزليه لرجل محب أرسل رسالة إلى حبيبه يتوجع من ألم الفراق، ويبين له أنه على العهد في المحبة وأنه مشتاق إليه بل إنه يهيم به.
هل يخطر على بال أحد أن يسبك العلم الجامد علم الحديث المقصود بالعلم الجامد علم الآلة في قصيدة غزلية وبأرق لفظ يكون، وقد رأيت في هذه المرة أن أتحفكم بهذه القصيدة الغزلية التي ذكر فيها هذا العالم عناوين علم الحديث ولم يدخل في القواعد، إنما ذكر العناوين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا العالم هو أحد مشايخ الإمام الذهبي وهو معروف بابن فرح الأشبيلي الأندلسي، وأنا سأذكر لكم القصيدة وأبين لكم مواضع علم الحديث فيها لتعرف كيف وفق هذا العالم ولانت له الألفاظ كأنها عجينة، استطاع أن يصرفها كما يحب، فيقول هذا المشتاق المحب يتكلم مع حبيبه فيقول:
يقول ابن فرح الأشبيلي الأندلسي:
غرامي صحيحٌ والرجا فيكَ مُعضَلُ
ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسلُ
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ
ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
ولا حَسنٌٌٌ إلا استماعُ حَدِيثُكُمُ
مشافهةً يُمليَ عليَ فأنقلُ
وأمريَ موقوفٌ عليكَ وليس لي
علي أحدٍ إلا عليكَ المُعًوَلُ
ولو كان أمريَ مرفوعًا إليك لكنتَ
لي على رغم عُزَالي تَرِقُ وتعدِلُ
وعزل عزولي منكرٌ لا أُسِيغُهُ
وزورٌ وتدليسٌ يُردُ ويُهملُ
أُقضي زماني فيكَ متصلَ الأسيَ
ومنقطعًا عما به أتوصلُ
وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ
تُكَلِفُني ما لا أُطِيقُ فأحمِلَُ
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً
وما هي إلا مُهجتي تتحللُ
فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي
ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
ومؤتلفٌ وجدي وشجوي ولوعتي
ومختلفٌ حظي وما فيك آمُلُ
خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً
فغيري بموضوعِ الهوى يتجملُ
وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر ً
وغامِضُهُ إن رُمتَ شرحًا مُطولُ
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ
ورَبِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم
ومشهورُ أوصافُ المُحبِ التذللُ
فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ
إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
قلا زلتَ في عزٍِ منيعٍ ورفعةٍ
ولازلتَ تعلو بالتجني فأنزِلُ
أوري بُسُعدَيَ والرباب وزينبَ
وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
فخذ أولاً من أخرٍثم أولاً
من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
أَبَرُ إذا أقسمتُ أني بحبهِ
أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
هذه قصيدة من عشرين بيتًا كما ترى في أرق لفظ يكون ولا يشعر المستمع أو القارئ أن فيها علم أو أن فيها كلام جامد، فانظر إلى موهبة هذا العالم وكيف أنه تحايل في تقريب هذا العلم بكل ممكن فانظر أين علم الحديث في هذه القصيدة كلها.
فالذي قصده هذا العالم أن يذكر عناوين الأبحاث الحديثية، صحيح، ضعيف، منقطع مرسل شاذ، معل، معضل، معلق، مدلس، فهذه كلها عناوين وتحت كل عنوان من هذه العناوين فيه علم، فيه قواعد
وأنك إذا أحببت هذه القصة تذهب إلى كتب مصطلح الحديث وتدرس الحديث فيقول:
غرامي صحيحٌ والرجا فيك مُعضَلُ ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسلٌ
غرامي (صحيحٌ) إشارة إلى الحديث الصحيح.
والرجا فيك (مُعضَلُ) إشارة إلى الحديث المعضل.
ودمعي وحزني (مرسلٌ)، إشارة إلى الحديث المرسل.
(ومسلسلُ) الحديث المسلسل.
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
(ضعيفٌ) الحديث الضعيف (ومتروك) هذا الحديث المتروك،
ولا حسنٌٌٌ إلا استماع حديثكم
مشافهةً يُملى علي فأنقلُ
ولا (حسنٌ) هذا الحديث الحسن.
إلا استماع حديثكم (مشافهةً) هذه المشافهة، كما أكلمك الآن فأنا الآن أشافهك.
(يُملى) علي فأنقل هذا الإملاء وهناك سنة تسمى الإملاء عند المحدثين
وأمريَ موقوفٌ عليك وليس لي علي أحد إلا عليكَ المعولُ
وأمري (موقوفٌ) هذا الحديث الموقوف أي كلام الصحابي.
ولو كان مرفوعًا إليك لكنت لي على رغم عزالي ترق وتعذلُ
ولو كان (مرفوعًا) وهذا الحديث المرفوع وهو ما يعزى إلى النبي _?_ من قول أو فعل أو تقرير،.
وعزل عزولي منكرٌ لا أسيغُهُ وزورٌ وتدليسٌ يردُ ويُهملُ
(منكرٌ) هذا الحديث المنكر، (وتدليسٌ) هذا الحديث المدلس (ويُهملُ وهذا المهمل، وسيأتي المهمل بعد ذلك.
أقضي زماني فيكَ متصلَ الأسى ومنقطعًا عما به أتوصلُ
(متصلٌ) وهذا الحديث المتصل، و (منقطعًا) وهذا الحديث المنقطع
وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ تكلفني ما لا أطِيقُ فأحمِلَُ
(مدرجٌ) هذا الحديث المدرج، الكلام الذي يضيفه الراوي على الحديث من جهة التفسير.
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً وما هي إلا مهجتي تتحللُ
وأجريت دمعي بالدماء (مدبجًا) فهناك ما يسمى بالحديث المدبج ورواية الأقران.
فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ (متفقٌ) جفني وسهدي وعبرتي و (مفترق) صدري وقلبي المبلبل، المتفق والمفترق والبيت الذي بعد المؤتلف والمختلف
ومؤتلفٌ وجدي وشجوي ولوعتي ومختلفٌ حظي وما فيك آملُ
و (مؤتلفٌ) وجدي وشجوي ولوعتي و (مختلفٌ) حظي وما فيك آمل
خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً فغيري بموضوعِ الهوى يتحللُ.
خذ الوجد عني (مسندًا ومُعَنعناً) هذا الحديث المسند والحديث المعنعن الذي هو عن فلان عن فلان عن فلان،.
وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر وغامِضُهُ رُمتَ شرحًا مُطولُ
وذي نبذ من (مبهمِ) الحديث المبهم الذي فيه راوى مبهم.
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ وحقِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
(غريبٌ) هذا الحديث الغريب.
عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم ومشهور أوصاف المحب التذللُ
(عزيزٌ) الحديث العزيز. (ومشهور) الحديث المشهور
فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
فرفقًا بـ (مقطوعِ) هذا الحديث المقطوع وهو ما قاله التابعي.
هكذا هو قد انتهي من ألقاب الحديث ولكنه عمل لنا مفاجأة في الأخر أنه ذكر اسم من يحب لكنه فرقه وجعله بطريقة ألغاز، فأنت أنظر اسم من يحبه في هذه الأبيات فهو يقول:
أوري بُسُعدَيَ والربابِ وزينبََ وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
وقد انتهى بذلك ولكنه أراد أن يجعلك كيف تعرف أن تعثر على اسم حبيبه في هذه الأبيات، فيقول:
فخذ أولاً من أخرٍثم أولاً من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
(فخذ أولاً) البيت الذي سيأتي بعد هذا من أخر ثم أولاً، من النصف منه فهو فيه مكمل
أَبرُ إذا أقسمت أني بحبه أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
أَبَرُ) اسم حبيبه في أول البيت أول الشطر الأول وتكملته في أول الشطر الثاني (أهيمُ) فيكون اسمه إبراهيم.
أَبَرُ إذا أقسمت أني بحبه أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مشعل
علم الحديث علم مر لا يصبر عليه إلا الأحرار وهو كأي علم في الشريعة ولكن علم الحديث له إشكالية، هذه الإشكالية ربما لا توجد في سائر العلوم
وهي أي تاجر عندما يكون له رأس مال كبير، ورأس المال هذا موزع في مائة مشروع فمن أجل أن يراقب رأس المال في هذه المشاريع المتعددة يتعب كثيرًا جدًا، ثم يستعين بإدارة قوية وكبيرة لأجل أن يلاحق رأس المال في مائة مشروع، على خلاف أن يضع رأس المال وإن كان كبيرًا في مشروعين أو ثلاثة أو أربعة فيقدر أن يُتابع رأس المال.
رأس مال المحدث هو الأسانيد:
هذه الأسانيد لا أبالغ أن قلت أن لها مئات الألوف، لاسيما الأجزاء الحديثية وكتب التواريخ والمعاجم والمشيخات، كل هذه عبارة عن أسانيد.
إذا أردت أن تنظر في أي حديث من الأحاديث وتحتاج أن تعرف أهو صحيح أم لا:
تجمع كل الأسانيد التي روي بها هذا الحديث وتسلط الأسانيد بعضها على بعض وترى المتابعات والمخالفات والزيادات والنواقص في المتون والأسانيد وغير ذلك وتعمل عملية موازنات وترى الرواة من خالف من، ومن تابع من ومن انفرد قصة كبيرة.
فأنا إذا أردت أن أحكم على حديث واحد ومطلوب مني أجمع الأحاديث بقدر ما أستطيع، فإذا افترضنا أن الكتب المطبوعة مثلاً أربعين ألف كتاب مسند، فلنجعل هذا الحديث موجود في عشرة ألاف كتاب، فيكون مطلوب أن يكون عندك عشرة ألاف كتاب ويكون عندك فهارس لهذه العشرة ألاف كتاب، لأنه ليس من الممكن أنك تقرأ الكتاب ورقة ورقة لترى هل الحديث موجود في كل جزء أم لا، وإلا بذلك يضيع العمر، فلابد أن يكون هناك فهارس، وهذه الفهارس تعرف كيف تتعامل مع الكتاب.
بعدما صار عندك العشرة ألاف وجمعت الحديث من كل هذه الكتب تبدأ ترتب أسانيد الحديث كلها وترى من تابع من ومن خالف من وترى المتن إذا كان هناك راوي زاد كلمة، وهذا الراوي ثقة أم غير ثقة، نقبل الكلمة منه أم نردها عليه، بعد هذه القصة كلها تكتب كلمة واحدة إسناده صحيح، إسناده ضعيف، ممكن تغيب خمسة عشر يومًا تبحث في أسانيد حديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما يكون رأس مال المحدث هو الإسناد وهو موزع في مئات الألوف أو عشرات الألوف من الكتب، فانظر إلى الذل الذي يعانيه من يتعاطى علم الحديث حتى يصل في الأخر إلى أن يقول إسناده صحيح فأنت بمنتهى البساطة تعتقد أن إسناده صحيح أنه يجلس ويشرب الشاي ويضع قدم على الأخرى وأن المسألة مسألة ذوق وغير ذلك وأنا لست مقتنع بهذا الحديث، هذا لا يعجبني، وهذا شكله غير طيب، ويقول نكتب ونرفع قضايا نريد أن ننقي البخاري ومسلم من الأحاديث والباطلة والموضوعة وغير ذلك، وهؤلاء جميعهم لا يستطيعون فك الخط، فهذا هو عجب العجاب وقل ما شئت من ألفاظ العجب.
علم الحديث علم جليل وممتع ولكنه لا يذل إلا لمحب من شعر رأسه إلى أخمص قدمه: ولا يستكثر أي جهد يبذله.
وكما قلت هذا العلم انفردت به أمة جليلة وهذا دليل على عظمتها وأنها أمة لن تموت:، يفعل أعداؤنا ما يريدون فيها، لكن ما بقي هذا العلم والعلوم الأخرى، علوم الآلات، مثل علم أصول الفقه، وعلم أصول العربية وهذه العلوم التي يضبط بها دين الله تبارك وتعالي.
وبقي لهذه العلوم حراس يقفون على الرصد ولا يسمحون لأي متلاعب أن يتلاعب بهذه الأصول ويردون عليه ردًا قويًا مفحمًا ما بقي حراس الحدود على هذه العلوم فإن هذه الأمة ستظل هي خير الأمم وهي كذلك ولا يغرنكم فترات الضعف التي تمر بها هذه الأمة الجليلة فإنها أمة لا تموت.
مراجعة لماسبق في الحلقة الماضية:
ذكرنا في المرة الماضية ما يتعلق بعلم الحديث ذكرنا الإسناد، معنى الإسناد وأنا اذكر في كل حلقة ما يتعلق بعلم الآلة لأن المعاني التي ذكرتها لا أكررها ثانية، لكن أكرر القواعد لماذا؟ لأنه كلما جاءت القاعدة أكررها حتى على سبيل الاختصار، ممكن القاعدة عندما أذكرها لأول مرة أطول قليلًا حتى تستطيع أن تفهم معي، وعندما أريد أن أعيدها في المرة الثانية ٍسأذكر كلمة ونصف حتى لا أطيل ولكن تذكرك بالقاعدة.
ولا نزال نذكر في كل مرة بالقاعدة حتى تحفظ العلم حتى ولو لم تنظر في الكتاب، ونحن ذكرنا في المرة الماضية ما معني الإسناد، وقلنا أن
الإسناد له معاني وأنا اخترت منها (أن كل راو يسند عهدة ما سمع إلى من فوقه).
من الذي حدثك؟ فلان، وأنت من الذي حدثك؟ فلان، البخاري رحمه الله يقول: حدثنا المكي بن إبراهيم عندما أسأل الإمام البخاري وأقول له حديث (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) من الذي حدثك؟ من أين أتيت به؟، فيقول أنا ما أتيت به من عند نفسي إنما حدثني المكي بن إبراهيم وأنا أقول لإبراهيم من الذي حدثك؟ أم أتيت به من رأسك؟ فيقول لا حدثني عبدا لله بن سعيد، وأنت من حدثك قال حدثني أبي سعيد بن أبي هند وأنت سمعت مِن مَن؟ قال حدثني بن عباس.
فالإسناد: عبارة عن أن يرفع كل رجل الكلام إلى من فوقه حتى يصل الكلام إلى منتهاه، سواء كان منتهاه الرسول صلي الله عليه وسلم أو كان الصحابي أو كان التابعي أو ما دون التابعي، والإسناد أيضًا أضيف شيء وسيكون سهل عليكم جدًا.
الإسناد معناه، الإسناد عليه الاعتماد، أي كلام مهما كان جليلاً وجميلاً لا يقبل نسبته إلى قائله إلا إذا صح الإسناد، فيكون العمدة على الإسناد الأول، عندما تقول فلان سندي، فما معني سندي؟ هذا المسند الذي ارتكن عليه أليس اسمه مسند، وأنا أعتمد عليه ومركون عليه.
فهذا الإسناد أحد معانيه أن عليه الاعتماد:
وقلنا في المرة الماضية الإسناد له طرفان:،
الطرف الأول: من عند البخاري.
الطرف الأخير: عند بن عباس.
عندما نقول أول الإسناد وأخره فأول الإسناد من عند البخاري وإياك أن تخطيء وتقول أول الإسناد عند بن عباس.
خذها قاعدة آخر الإسناد أو أعلى الإسناد من عند الصحابي فيكون الطرف الثاني أوله إذا كان الصحابي آخر واحد في الإسناد فيكون أوله من عند الإمام البخاري، فدائما أول الإسناد من تحت وأخر الإسناد من فوق.
فالإسناد: أن يسند كل إنسان كلامه إلى قائله وشيخه يسنده إلى قائله ويظلوا يصعدوا إلى أعلى حتى يصلوا إلى الصحابي، فيكون معني الإسناد الارتفاع وهذا معني الإسناد الذي ذكرناه في المرة الماضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قلنا الحديث المعلق: وقلنا أن الحديث المعلق هو ما حذف من مبدأ إسناده راوي، ونحن قلنا أن بداية الإسناد من أين، وإياك أن تخطيء وتقول من فوق من عند الصحابي، أول الإسناد من تحت.
وأنا أريد أن أمثل لكم الحديث المعلق، نحن قلنا المرة السابقة أن أي إسناد في الدنيا له طرفان، الطرف الأول الذي هو أول الإسناد من عند الإمام البخاري، وأخر طرف في الإسناد الصحابي، ولو قلنا هذه المسافة كلها نقسمها إلى مسافة زمنية البخاري من هنا عند أصبعي هذا ثم إلى هنا المكي بن إبراهيم ثم هنا عبد الله بن سعيد ثم هنا سعيد بن أبي هند ثم هنا بن عباس
فأنا الآن لما أحذف راوي من أول الإسناد أحذف من بن عباس؟ وإياك أن تقول بن عباس، لأن بن عباس أين؟ بن عباس فوق، ونحن نشترط في الحديث المعلق أن يكون الحذف من أول الإسناد فنحذف شيخ البخاري، ولو حذفنا شيخ البخاري وحذفنا مسافته التي قدرناها فيكون الإسناد هكذا معلق، لأننا حذفنا أول راوي من رواة البخاري
نعملها على اللوحة، أنظر عندنا الإمام البخاري، عندنا الإمام الدارمي، عندنا أحمد بن حنبل، كل هؤلاء رووا الحديث عن نفس الشيخ المكي بن إبراهيم بنفس الإسناد وأنت طالع، فسنقول الإمام الدارمي هذا أول الإسناد طرف الإسناد، وأنا أريد أن أعلق الإسناد فماذا نعمل؟ نحذف المكي بن إبراهيم.
الحديث المعلق قلنا ما حذف من مبدأ إسناده راوٍ وهذا رقم واحد أو أكثر فيكون اثنين أو ثلاثة بشرط على التوالي، أن يكوموا وراء بعض
فهذا الحديث الآن صار معلقًا أم لا، نعم معلق، لماذا؟ حذف الراوي الدارمي هذا طرف الإسناد وهذا أول الإسناد، حذفناه، عبد الله بن سعيد هذا، الدارمي هل أدرك عبد الله بن سعيد؟ لا، لم يدرك عبد الله بن سعيد، فماذا يقول الدارمي، سيقول أخبرنا، لا يستطيع أن يقول أخبرنا لأنه لم يسمع منه، إنما سيقول (عن) فهذا معلق.
فإذا محونا هذا أيضًا عبد الله بن سعيد فنكون حذفنا اثنين من الرواة فكل هذا معلق أم لا؟ معلق، ثم حذفنا ذلك، ما يقي من الإسناد إلا بن عباس رضي الله عنه، ولو حتى حذف بن عباس فماذا يقول الدارمي، سيقول قال رسول الله_ ?.
نحن الآن لما واحد منا يقول قال رسول الله ? _صورة هذا الحديث أنه معلق، حذفنا الإسناد كله، أنت يمكن أن تحذف الإسناد كله لكن بشرط أن يكون على التوالي، لكن إذا لم يكون على التوالي فيأخذ أسماء أخري.
مثل أحمد بن حنبل إذا قال حدثنا المكي بن إبراهيم ثم حذف هذا، لو البخاري قال حدثنا المكي بن إبراهيم فهذا اسمه إسناد معلق ثم حذفنا سعيد بن أبي هند وتركنا عبد الله بن سعيد، فهل هذا اسمه معلق؟ لا طبعًا هذا ليس معلق، أخذ اسم أخر اسمه منقطع،.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:54]ـ
لأننا اشترطنا في الحديث المعلق شرطين:-
الشرط الأول: أن يكون الحذف من أول الإسناد.
الشرط الثاني: أن يكون على التوالي.
إذا لم يكون على التوالي مثل ذلك لا يسمى معلقًا.
الحديث المعلق:هو: ماحذف من أول إسناده وقلنا أن أول إسناده من تحت وليس من فوق ليس من عند الصحابي، من أول إسناده أن يحذف راوي أو اثنين أو ثلاثة بشرط أن يكون الحذف على التوالي.
وأخذنا الحديث العالي والنازل الذي هو عدم الوسائط وحتى لا تكون الحلقة كلها في علم الحديث وأنا لا أريد أن أخوض، لكن أنا قلت كلامًا مجملاً استشكله بعض الذين اتصلوا فمعذرة هذه أخر حاجة أقولها في علم الحديث ثم ندخل على متن الحديث.
أنا قلت هنا على اللوحة الإمام البخاري لما قال هنا حدثنا المكي بن إبراهيم عبد الله بن سعيد ثم عن أبيه عن بن عباس، كم واحد بين البخاري وبين الرسول، هذا واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، فهذا يسمى إسناد رباعي عند البخاري.
والبخاري هنا بعد ما روى هذا الحديث بهذا الإسناد المتصل قال وقال عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن أبي هند قال سمعت بن عباس، قال هنا عن بن عباس، وقال هنا سمعت بن عباس، وأنا قلت في هذا الكلام كلم طويل جدًا وبحث كبير، مسألة السماع وعدمه.
وأنا أريد أن أوضح هذه القصة بمثال بسيط نفهمه كلنا،.
هل المعاصرة تقتضي السماع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا وأنت الآن متعاصرين أم أنا من قرن وأنت من قرن؟ نحن متعاصرين ونعيش في عصر واحد وممكن أن نكون في بلد واحد، هل معنى أننا الاثنين في بلد واحد أننا لابد أن نكون التقينا؟ لأ طبعًا، فضلاً على أن يكون أنا من بلد وصاحبي الأخر من بلد أخرى.
سُكنى البلد الواحد لاسيما إذا كان متسعًا مثل القاهرة، هناك ناس من أهل الفنون سواء كان من علوم الشريعة أو كان في علوم الطب والهندسة والصيدلة وغير ذلك يعرفوا بعض فقط بالاسم لكن لم يلتقوا ولكن كل واحد يعرف الثاني، هم متعاصرين في مكان واحد أم لا؟
نعم متعاصرين، هل التقوا؟ لم يلتقوا،.
لذلك المعاصرة لا تعني اللقاء:
وهذا الذي أردت أن أقوله، واحد قال فلان عن فلان، هل يلزم أن يكون قد سمع منه؟ لا يلزم أن يكون سمع منه،.
والإمام البخاري لأن عنده موضوع إثبات اللقاء وغير ذلك وأنه يلزم أن من يروي عن أحد أن يكون قابله ولو مرة في العمر فيقول أنا لا يكفيني أن يكون جميعًا في عصر واحد، لأنه يمكن أن يكونوا في عصر واحد ولم يتقابلوا.
وطالما لم يتقابلوا فمن أين أخذ الحديث ومن أين سمعه؟ لا بد أن هناك واسطة وقعت في المنتصف، فمن هذه الواسطة؟ الله أعلم، ممكن أن يكون رجل صادق، ممكن أن يكون رجل كاذب، ممكن أن يكون أي حاجه، وهذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام وسنلزم الأمة بهذا الحديث، وأنا لا أقدر أن ألزم الأمة كلها بخبر رجل مجهول أنا لا أعرف عنه شيء، فلابد أن يكون الذي روى الحديث رجلاً صادقًا لكي ألزم الأمة كلها بالحديث.
والبخاري رحمة الله عليه كان سماء، وليس كما يقول الجهلة أن البخاري كان رجلاً طيبًا ويقصدون مغفلاً لا يعرف كيف يختار ولا كيف يأتي بالحديث وغير ذلك، لا، شرطه كالمسمار في الساج، شرط البخاري من أمتن الشروط أو هو أمتنها على الإطلاق.
لذلك البخاري أتى بالحديث الثاني ونزل درجة لأن الحديث هذا رباعي وحديث عباس العنبري عن صفوان هذا خماسي، فكيف ينزل البخاري من رباعي إلى خماسي وهم جميعهم كانوا يحاولون أن يقربوا من النبي صلي الله عليه وسلم بتقليل عدد الوسائط والرواة.
إنما نزل ورضي أن ينزل من أجل أن يأتي بكلمة سمعت بن عباس وليثبت أن عبدالله بن سعيد بن أبي هند سمع هذا من بن عباس، ونحن جعلنا الحلقة كلها حديث وأنا كنت وضعت في رأسي أن أتكلم كلمتين عن الحديث وحتى لا يهرب الناس سنتكلم شيئًا في متن هذا الحديث.
قال البخاري رحمه الله حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبدالله بن سعيد أي بن أبي هند عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) زاد الدارمي وهو أحد مشايخ البخاري وروى هذا الحديث عن المكي بن إبراهيم فكأن البخاري وشيخه أقران في هذا الحديث، زاد الدارمي في متن هذا الحديث لفظة (نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ فزاد (من نعم الله).
وهذا ترجمة لقوله تبارك وتعالي:? وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ? [النحل: 53] فكل نعمة تأتينا فهي من الله تبارك وتعالى وهذا أتى إنما لتبيين المعني ولمعنى آخر كقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وهذا هو المتن المشهور عند الناس كلها وزاد مسلم (من الخير) (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير).
فإذا قال واحد لماذا هذه الزيادة هل هناك من يتمنى الشر؟ نعم هناك ناس تكره نفسها، فيه ناس من أجل يوقع الضر بآخرين يضر نفسه فاشترط زيادة من الخير وربطها بالإيمان، فالذي يكره نفسه وممكن يضر نفسه، كالذين يشتكون ضرب واحد فجرحه وقبل أن يذهب المضروب إلى القسم لكي يشتكي فيأتي هو بمطواة ويضرب نفسه بها ويذهب ويبلغ ويشتكي ويقول ضربني بالمطواة، هل هناك أحد في الدنيا يجرح نفسه.
وأنا أريد أن أقول أن هناك بعض الناس قد يتمني أن يقع الضر به ليقع بالآخرين، لذلك جاءت (زيادة من الخير)، بعض الناس قد يقول أن هذا حشو كما نسمع هذه الأيام هذا حشو زائد لا يلزم، لا، لكنها تحتاج إلى متأمل، فزاد الإمام الدارمي (نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
والغَبَنُ:بتحريك الباء يقع في الرأي والفكر الغَبنُ: هو الخسارة فالغَبنُ بتسكين الباء الخسارة في البيع والشراء، أنك تشتري بأعلى من السعر وتبيع بأقل مما اشتريت به، فأنت في هذه الحالة خسرت لما اشتريت وخسرت لما بعت فتكون الخسارة في الحالتين.
ورأس مال الإنسان نحن قلنا أنه العمر، والحديث هنا أجراه النبي ? على عادة ما يفهمه الناس، ما الشيء المتصور عند الناس، الشيء الحسي هو الشيء المتصور ونحن رأينا في الكتاب والسنة مثلاً في القرءان آيات حسية تبعتها آيات تدل على المعني لا اشتراكهما في معنى ما.
الإيمان بالشيء فرع عن تصوره:
لا تستطيع أن تؤمن ولا تصل إلى قناعة إلا إذا وقع هذا الشيء تحت حواسك وحدث لك تصور به وهذا معني الإيمان بالشيء فرع عن تصوره، وما الشيء الذي أنت متصوره؟ المكسب والخسارة في البيع والشراء لأنك مارست هذا بنفسك وذقت حلاوة الربح وذقت مرارة الخسران، لما ننقل هذا الشيء للمحسوس للملموس إلى المعاني يحدث لك تصور بالمعني، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول (نعمتان من نعم الله مغبون فيهما كثير من الناس) والغبن لا يكون إلا في البيع والشراء، الصحة والفراغ فيحدث لك تصور في الغبن في الصحة والفراغ لأن عندك تصور حقيقي في أصل البيع والشراء.
أنظر مثلاً إلى قول الله تبارك وتعالي: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [النحل:8] فهذا شيء محسوس نركب الخيل والبغال ونحمل عليها الأثقال التي لا نستطيع أن نحملها على أكتافنا، فهذا شيء محسوس ملموس، وبعد ذلك مباشرة أشار الله عز وجل إلى طرق الإيمان والكفر وهذه معنوية وليست عرضًا، أي ليس لها جسم وهذا معني العرض شيء تستطيع أن تمسكه.
بعد أن قال ربنا عز وجل (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) قال: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ) (النحل:9).
فأعقب الطرق الحسية بطري ق معنوية حتى يحد ث لك دورًا من التصور للطريق المعنوي (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) قصد السبيل: أي يقيمك على طريق الهدى والإيمان ومن هذه الطرق جائر، جائر عن الحق، جائر عن الخير كما قال تعالى:? وهديناه النجدين ? [البلد: 10]، النجدان طريقا الخير والشر.
فجاء ذكر طريق الإيمان والخير بعد ذكر الطرق الحسية وكما قال تعالى:
(وَتَزَوَّدُوا) هذا هو الشيء الحسي وأنت تذهب إلى الحج أو مسافر إلى أي سفر لابد أن تتزود وأن تأخذ معك زاد ولا تكن كما قال الأولون الذين نزلت الآية لأجل التنبيه على خطأ فعلهم أنهم مضوا بغير زاد وقالوا نحن المتوكلون، التوكل لا ينافي أن نأخذ بالسبب، لأن السبب جزء من التوكل لا ينفصل عنه.
كما خرج النبي من مكة إلى المدينة فلماذا اختبأ في الغار؟ وكان يمكن أن يقول أنا متوكل على الله وأطلع هكذا، لماذا اختبأ في الغار؟ سبب وهذا جزء من التوكل.
فالإنسان إذا توكل ليس معناها أن يترك الأسباب، لا، قد يأخذ بالسبب ويكون متوكلاً فربنا تبارك وتعالى قال لهم (وَتَزَوَّدُوا) وهذا هو الزاد الحسي ثم قال لهم (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة:197) وهذا شيء معنوي، التقوى شيء معنوي مثل ما أنت تتزود وتعرف أنك إذا مضيت بغير زاد هلكت كحديث أنس وهو في الصحيحين ولكن أذكر لفظ مسلم رحمة الله عن الجميع، لأن فيه الشاهد الذي أريده عن النبي ? قال: (لله أفرح بتوبة عبده
_ أي العاصي _ من أحدكم بأرض فلاة كان معه راحلة عليها طعامه وشرابه أي الزاد، ثم نام هذا الرجل تحت شجرة استظل بها ونام واستيقظ من نومه لم يجد الراحلة فبحث عنها حتى يأس منها، فلم يأس منها قال هذا هو الموت محقق.
واحد في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء ولا إنس ولا جن لولا يرى شيئًا سيموت، ليس معه زاد، فأيقن بالهلاك فقال أرجع إلى مكاني وأموت فلما رجع إلى مكانه الأول تحت الشجرة فإذا به يجد راحلته وعليها طعامه وشرابه، فمن شدة فرحته بنجاته من الهلاك حيث وجد الزاد، أراد أن يشكر الله تبارك وتعالي فقال_ (اللهم أنت عبدي وأنا ربك،) _قال صلي الله عليه وسلم (أخطأ من شدة الفرح
(يُتْبَعُ)
(/)
انظر غلب عليه الفرح، لماذا؟ لأن عدم وجود الزاد معناه الهلاك المحقق فمن فرحته بنجاته غلط هذه الغلطة وهو معذور فيها لغلبة الفرح عليه.
إذن (وَتَزَوَّدُوا) هذه حاجة نحن جميعًا نعرفها، ليس معه زاد سيموت في صحراء، فلما تسمع (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) تعلم أن نجاتك في الآخرة لا تكون إلا بالتقوى كما أن نجاتك في الدنيا لم تكن إلا بالزاد، فيمكن أن يحصل لك تصور أم لا؟ ممكن يحصل لك تصور وكذلك قول الله عز وجل ? يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا) [الأعراف: 26] وهذا هو الشيء الحسي، أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم فالإنسان يلبس الملابس حتى يواري عورته.
لأن العورة اسمها سوءة، أي يسوء المرء أن ترى لذلك اسمها سوءة وربنا عز وجل يمتن على بني أدم أنه علمنا كيف ننسج ثيابنا وكيف وارينا سوءاتنا، ولا يلزم أن تكون السوءة هي العورة، ممكن الإنسان يكون عنده برص، ممكن يكون عنده شيء منفر في جسمه، إذا لبس ملابسه فقد ستر عيوبه عن الخلق، وهذا حاجة نعرفها جميعًا، ونقول أن الملابس تستر ما تعرفون.
الإنسان يتجمل للناس وقد لا يكون جميلاً وأنت إذا نظرت إلى جسمه تعطيه ظهرك لأنك لا نستطيع أن تنظر إليه ومع ذلك قد يلبس الثياب الجميلة الذي أنت أول ما تراه يخطف قلبك على الفور، وأنت لا تعلم ما الذي تحت الملابس، فها شيء أنت متصوره أم لا؟ نعم أنت متصوره.
? قَدْ أَنزلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ?، أتى بالمعني بعد هذا العرض بعد أن حصل لك تصور، جاء بالتقوى لأنها هي التي تستر فضيحة المرء إذا لقي الله عز وجل يوم القيامة.
فكما أنك واريت عورتك عن الناس أو سوءاتك عمومًا عن الناس فاجتهد ألا تظهر سوءتك أمام ملايين البشر أو مليارات البشر في يوم الفضيحة الكبرى في يوم القيامة، كيف يستتر الإنسان في هذه الدنيا عن الناس وهو يفعل المعصية والله عز وجل يراه فاستقل نظر الله عز وجل إليه وأقدم على المعصية، وهو يعلم أنه مستتر ممن لا يملك له موتًا ولا حياة ولا نشورا، وكيف أظهر سوءته لربه تبارك وتعالى.
يوم القيامة هذه السوءة التي أنت تسترها اليوم ستظهر، يحشر الناس عرايا يوم القيامة كما في حديث عائشة رضي الله عنها، ولذلك عائشة رضي الله عنها استغربت المسألة يحشر الرجال والنساء عرايا، فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم يا عائشة لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ليس عنده قلب لا يرى كما قال تعالي: (وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) [الأعراف:198]، ساعات تجد واحد ينظر بشدة لهدف من الأهداف في حائط في لمبة، في أي شيء وسرحان ولا يري وأنت تأتي وتعمل له بيديك أمام عينيه لا يرى.
أين ذهبت عينه؟ قلبه مشغول والقلب ملك البدن إذا انشغل القلب بالشيء بالكلية نزع قوة الجوارح يسحبها على طول، لذلك لا تتعجبوا من الأثر الصحيح الذي حدث لعروة بن الزبير أحد الفقهاء السبع وابن الزبير بن العوام حواري رسول الله صلي الله عليه وسلم لما دبت الأكلة في رجله حدث له شيء كالغرغرينا في رجله وبدأت تزحف على بقية البدن قال له الأطباء لابد من قطع رجلك، وكان في الماضي لا يوجد مخدر ولا غير ذلك، فقالوا له اشرب خمر حتى تسكر حتى عندما نقطع رجلك بالمنشار لا تشعر، لأنه كيف سنقطعها وأنت مستيقظ وتشعر بالموضوع، فقال عروة ما كنت لأستعين على دفع بلاء الله بمعصية الله ولكن دعوني حتى إذا دخلت في الصلاة فاقطعوها فلما دخل في الصلاة قطعوها ونشروها وحسموها بالزيت، لأنه لو قطع رجله وتركها فإنه سينزف حتى يموت، فلابد أن يوقف النزيف، وكان وقف النزيف أن تغلي الزيت ثم تضعه على رجله حتى يمسك اللحم في الشرايين وتنسد الشرايين بذلك.
فانظر الأول قطعها ثم حسمها بالزيت المغلي، واحد يقول أنا لست مصدق هذه العملية، هذا الكلام لا يمكن يحدث هذه خرافة، لماذا؟ لأن هذا الإنسان يقيس قدرات عروة بقدرات نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن هنا نعطي مثل حسي أنت تنظر لهدف من الهداف وواحد يكلمك فأنت لست تسمع ولست ترى، يا فلان يا فلان يا فلان، فيقول هل أنت تنادي، فيقول لك يا عم أنا منذ خمس دقائق أنادي عليك، فيقول لك معذرة لم أسمع كنت سرحان، ما معني سرحان؟ أي استغرق القلب في معنى من المعاني فسحب قوة الجارحة، كأن الجارحة مشلولة،.
هذا القلب ملك البدن، فلما يقبل بالكلية على شيء كل الجوارح تتعطل.
يوم القيامة قال الله عز وجل في بعض الناس (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) [إبراهيم:43]، أي لا يوجد قلب، طار، القلب طار ترك هذا الصدر وطار فإنسان بلا قلب هل يمكن أن ينظر إلى واحدة بجواره عارية يوم القيامة.
هذا اليوم كما قال النبي ?وهو يتكلم عن الأنبياء عندما ذهب الخلائق إلى الأنبياء يستشفعون بهم يوم القيامة وبعد أن حميت الشمس والعباد في كرب عظيم، فيقول بعضهم لبعض ألا تنظروا ما نحن فيه أليس هناك من يشفع لنا؟ يقولون ليس هناك أفضل من الأنبياء ,.النبي أي نبي صلوات الله وسلامه عليهم إنما هو في مضمار الحياة فقط لكن ليس هناك حيلة، يذهبون إلى الأنبياء كل نبي من الأنبياء يقول نفسي نفسي ويقول عبارة إن الله غاضب اليوم غضبًا ما غضبه قبل ذلك قط ولا يغضبه بعد ذلك قط، فلما يكون رب العالمين غضبان غضب الأنبياء أنفسهم يشفقون على أنفسهم وكل نبي يذكر ذنبه ما عدا عيسى عليه السلام، وما عدا نبينا _صلي الله عليه وسلم _، كل نبي يذكر ذنبه، كأنما نسي أنه نبي وخشي أن يعاقبه الله عز وجل لما استوفى غضبه يوم القيامة أن يعاقبه بذنبه فهو يبحث على نفسه.غاضب غضب ما غضبه قبل ذلك قط.
لأن الله عز وجل لو استوفي غضبه في الدنيا ما قبل توبة تائب:، إنما أخذ كتابًا على نفسه إن رحمتي تغلب غضبى، لذلك سبقت الرحمة غضب رب العالمين عز وجل ولأجل هذا يقبل توبة التائبين.
قلنا أن الله تبارك وتعالى لم يستوفي غضبه في الدنيا وإلا لم يقبل توبة تائب.
ففي هذا اليوم العظيم الذي عاين الناس فيه أعمالهم وفقدوا كل سبب يمكن في الدنيا الأعمال الصالحات سبب أنك أنت تنجوا، وأما في الآخرة انتهت قصة الأعمال وخُتِمَ على عمل كل إنسان يوم مات، في هذا اليوم العظيم ممكن أحد أن ينظر إلى أخر، لذلك النبي _عليه الصلاة والسلام_ قال لعائشة لما تساءلت_رضي الله عنها _كيف يحشر الناس عرايا قال: لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
هذا الإنسان العريان في الآخرة ما الذي سيستره وما الذي يغطيه؟ التقوى أن يجعل بينه وبين مساخط الله وقاية، ? يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا) هذا الذي أنت متصوره وهذا الذي تعرفه ? وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ? أي خير من لباس الدنيا، أنت إنما سترت سوءتك عن الناس وهم لا يضرونك ولا ينفعونك، وظاهرت لله عز وجل وبارزته بالعصيان، فهو يقول لك ? وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ? أي إنك لو تدثرت بلباس التقوى ستنتفع به في الدنيا قبل أن تموت.
أفضل ما يُحرزه المرء أن يكون تقيا، فيكسب في الدنيا السمعة الحسنة التي سأل إبراهيم_ عليه السلام_ ربه_ عز وجل_ إياها فقال عليه السلام: ? وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ ? [الشعراء: 84] أي كل من يأتي بعدي لا يذكرني إذا ذكرني إلا بخير.
فهمنا من ذلك أن ذكر الأشياء الحسية قد يعقبه ذكر شيء معنوي القصد من هذا أن يتبع هذا ذاك أن يكون هناك تصور صحيح وحقيقي عند الإنسان.
فلما نأتي للصحة والفراغ الرسول _عليه الصلاة والسلام_ ذكر الغبن الذي لا يكون إلا في البيع ومن المسائل المعنوية التي دخل فيها البيع مثلاً قوله وتعالي:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) [الصف:10 – 11] هل الإيمان بالله ورسوله هذا تجارة؟ التجارة في عرفنا بيع وشراء، لكن أنت كإنسان عندك تصور عن التجارة أنها تكون في العرض، حاجة تتمسك، حاجة تبيعها وتشتريها.
الإيمان بالله ورسوله هذا معنى أم عرض؟ الإيمان بالله ورسوله معني وحتى يحدث لك تصور صار الإيمان بالله ورسوله تجارة.
التاجر المفلح لما يكون عنده تجارة أو يريد آن يعمل تجارة، ماذا يعمل أولاً؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أول شيء يفعله التاجر أن يعمل دراسة جدوى، وأي إنسان ليس عنده دراسة جدوى فهذا ليس تاجر، لا ينفع، دراسة الجدوى لها أكثر من جهة، جهة تتعلق بالمكان وجهة تتعلق بالبضاعة.
أنا مثلاً لو ذهبت في بلد أرياف وأحضرت أطقم أطباق للمطبخ وأشياء ثمن الطقم خمسة ألاف جنيه وعملت محل في بلد أرياف وعملت ديكور بثلاثمائة ألف وأضواء وغير ذلك، فهل هذا يكسب أم يخسر؟ بالطبع يخسر، لماذا؟ أين المشتري الذي يشتري طقم مثلاً بخمسة ألاف جنيه وأنا لا أستطيع أن أعمل هذا في حي من أحياء القاهرة العادية، لازم أعمل في حي متميز، الجماعة الذين يدخلون في هيئة عالية ليس للفلوس عندهم قيمة، المبلغ الذي في جيبه للمصاريف حوالي مليون جنيه أو ما شابه ذلك، أنا لما أكون في حي من الأحياء الراقية أعمل ذلك وأحلى من ذلك، لماذا؟ لأنه سيدخل يشتري
فأنا الأول أرى المكان الذي أعمل فيه البضاعة، وأرى المشتري ما قدرته، الأرياف مثلاً يقول أعمل كشك عبارة عن غرفة، لا تعمل أي ديكور وبيع أحذية بلاستيك يكسب ذهب مثلاً.
يقول لك هذه البضاعة تمشي، أنا اليوم أريد أن أتاجر، ونحن نقرأ الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) ونجعل الإيمان بالله ورسوله تجارة كرأس مال، ونريد أن نرى كيف نكسب برأس المال هذا (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ)،.
فأي إنسان يريد أن يعمل جدوى يراعي شيئين، يراعى نوعية البضاعة ويراعي المكان ويراعي المشتري، فهذه ثلاثة جهات ثم يبدأ يشتغل.
عادة أي تاجر أنه يبحث عن أعلى هامش ربح ولا يوجد أحد يأخذ الربح القليل إلا لعلة، يقول لك أنا أريد أن أتاجر في هذا الصنف، هذا الصنف الجنيه يكسب مائة، ولكن عندما يخسر تكون الخسارة كبيرة جدًا، الجنيه يخسر مائة وزيادة، فيقول واحد أنا لا أقدر أن أجازف برأس المال، أكون في الجنيه الذي يكسب عشرة لكن الخسارة ليست واردة أو تكون الخسارة خارج إرادتنا.
فإذا جنح إنسان إلى هامش ربح قليل فيكون لعلة، وإلا إذا لم يكن هناك علة فلا يوجد إنسان عاقل يفهم في التجارة ممكن يأخذ هامش ربح قليل ويترك الكثير والكثير مضمون أيضًا.
الصحابة أفضل من تاجروا بأعمالهم:
كانوا يسألون النبي? سؤالاً دارجًا يسألونه باستمرار وأنا خطر ببالي الآن أن أجمع عينة من هذه الأسئلة، أذكر مثالاً توضيحيًا لكم لكن من الممكن أن نجمع هذه الأحاديث كلها كنوع من عرض سلعة على الجماهير،لأجل أهل الخير والبر الذين لا يعرفون كيف يتاجرون في رأس المال نعينهم بذكر النصوص الصحيحة التي إن فعلوها تاجروا تجارة حقيقية رابحة.
ما هو السؤال الذي كان الصحابة يسألوه كثيرًا للنبي عليه الصلاة والسلام؟
كانوا يقولون يا رسول الله ما أحب الأعمال إلى الله، أحب في مقابلها حبيب أي أخير وخير، أفضل وفاضل، ما أحب الأعمال إلى الله؟ مثلاً: حديث بن مسعود في الصحيحين أنه سأل النبي _عليه الصلاة والسلام _ما أحب الأعمال إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله).
هل تعرف لو أن بن مسعود ظل يقول للنبي عليه الصلاة والسلام ثم أي، ثم أي، ثم أي، لكان يقول له، مثل حديث الذراع واحد دعي النبي _صلي الله عليه وسلم _على شاه والشاه لها كم ذراع؟ اثنين، الشاة تمشي على أربع، الاثنين اللذين في الأمام يسموا يدين، والاثنين اللذين بالخلف يسموا الرجلين، فالشاة لها ذراعان.
والنبي صلي الله عليه وسلم كان يحب الذراع فقال له أعطني ذراع، أعطاه ذراع، أعطني ذراع، أعطاه ذراع، أعطني ذراع، أعطاه ذراع، قال يا رسول الله الشاة لها كم ذراع؟ فقال والذي نفسي بيده لو وافقني فيما أقول لوجد كلما طلبت ذراعًا لوجد ذراعًا، لكنه وقف وقال الشاة لها كم ذراع، لو ظل يقول له مائة مرة، أعطني ذراع، لو وضع يده في الإناء لأحضر ذراع
الصحابة يقولون أي ثم أي ثم أي، فلماذا يقولون أي ثم أي؟، لأنه ربما يعجز عن تحقيق الخصلة الأولى لأي سبب شرعي فيبادر ويأخذ الثانية لأنها أحب إلى الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما يقول الصحابة أي الأعمال أحب إلى الله؟ أي أن حاجة تكسب مائة وأخري تكسب خمسين وأخرى تكسب عشرين، كله مكسب وكله جيد، وما الذي يجعلني أكسب عشرين وأنا أستطيع أن أكسب مائة لاسيما مع قصر أعمالنا، لاسيما مع كثرة ذنوبنا، لاسيما أنه قد يُحَال بين المرء وبين ما يريد وبين ما يشتهي، فيكون عندي بدائل أقدر أن أعمل هذه أو هذه أو هذه إلى أن أصل.
هؤلاء هم الصحابة الذين استثمروا أعمارهم، هنا حققوا هذه الآية (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) فيكون عندي الإيمان هو رأس المال وأريد أن أحقق الإيمان وأحصل أعلى مكسب بهذا الإيمان، فهناك مسارب وهناك طرق كثيرة يمكن للمرء أن يحصل بهذا الإيمان أعلى الدرجات.
مثلاً: كما قال النبي صلي الله عليه وسلم لما سأل عن أفضل الجهاد قال: (كلمة حق عند سلطان جائر) وهذه لا يقف فيها إلا أفراد من بني أدم، بعض الناس قد يرى أن يقول كلمة حق وقد يؤذي ويقول أنا أقدر أعمل هذه، واحد أخر لا يقدر أن يعملها فيقول أنا لا أستطيع أن أعمل هذه، اجعلني في أحب الأعمال إلى الله حاجة ثانية.
مثلاً ما أفضل الإسلام؟ قال: (أن تطعم الطعام وتفشي السلام وتصلى والناس نيام) فهذا أيضًا واحد يقدر أن يعملها، فكل الأفضليات، ما أفضل؟، ما أفضل؟ التي وردت في الأحاديث الصحيحة نحاول أن ننشرها على الناس، لأن هذه أنا أقدر أن أعملها ولا أقد أن أعمل الأخرى، فخذها وأنت تقدر أن تعمل هذه ولا تقدر أن تعمل هذه فخذها.
لكن أكثر الناس لا يعرفون النصوص ولذلك نحن سنحاول فيما يأتي إن شاء الله حتى لو نعمل عشرة دقائق فقط نتلوا الأحاديث على الناس وليكتبوها وراءنا حتى يكون عند كل واحد رأس مال يستطيع أن يتصرف فيه، بشرط الصحة طبعًا، لأننا لا يمكن أن نكون نتكلم ونشرح البخاري وندرس علم الحديث وفي الآخر نأتي بأحاديث باطلة أو ضعيفة أو منكرة أو شاذة.
كل ما سأذكره بشرط الصحة، وإذا كان هناك حديث مختلف فيه بين أهل اعلم فأنا أتبنى ما أعتقد صحته إن شاء الله تعالى.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 12:55]ـ
إجابة الأسئلة:
س: كيف أعرف في الحديث المعلق أنه سقط راوي؟
الجواب: هناك حاجة تسمي الطبقات للرواة، ومعروف كل راوي عمن أخذ ومن أخذ منه، ترجمة أي عالم من العلماء مثل الإمام البخاري مذكور في كتب الرجال سمع ممَن أو روي عن من ومن الذي روى عنه، فنحن عارفين أن هذا تلميذ البخاري، وهذا شيخ البخاري، فإذا مثلاً في أي سند من الأسانيد، كيف نعرف أن الإسناد منقطع؟، بأننا ننظر في تراجم كل راوي فنعلم من خلال الكتب الخاصة بتراجم الرواة أن هذا الرجل لم يدركه فلان.
فلو قلنا مثلاً الإمام البخاري، فننظر في ترجمة الإمام البخاري وننظر هل في شيوخه راوي اسمه عبدالله بن سعيد، فلا نجد هذه القصة نهائيًا فنحكم بالانقطاع ما بين البخاري وبين عبد الله بن سعيد ونقول لم يدركه أو أدركه ولم يسمع منه، ونحن في هذه الأزمنة المتأخرة لا نستطيع أن نفتي من رأسنا إنما هناك كتب دونها أهل العلم معروفة بكتب الرجال وهي التي تحل لنا هذا الإشكال.
وطبعًا لابد أن يكون الرجل عالم بالحديث وعالمًا بطبقات الرواة أن هذه الطبقة أدركت هذه وهذه أدركت هذه، وكما قلت هذا علم جليل ولا يستغني عنه طالب حديث.
س: ما حكم الرجل الذي سرق مالاً من ستة سنوات ثم ثمره ونماه، هل يرجع القيمة النقدية بعدما تاب أم يرجع رأس المال والأرباح؟
الجواب: يرجع المال والأرباح إذا كان صادقًا، لماذا لأن هذا الرجل قد يكون تاجرًا ممكن يقلب رأس المال وفي قصة أصحاب الغار الرجل الثالث الذي قال اللهم إنك كنت تعلم أنه كان عندي أجراء استأجرت أجراء على فرق من أرز أو فرق من ذرة، وهؤلاء الأجراء كانوا على أجر معلوم وكان من بينهم واحد عمل عمله بالكامل وعندما أراد أن يوزع الأجور قال له لا، أنا عملت عمل اثنين، قال له لا أنا اتفقت معك على أنك لن تأخذ إلا أجر معين، مبلغ معين فسخط الرجل وترك المال.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الرجل ثمر المال واشترى بقر ورعاءها واشترى راعي غنم وراعي بقر وغير ذلك وامتلأ الوادي بالبقر، فلما أفلس الرجل.وجد أن له مال عند فلان فقرر أن يذهب إليه ليأخذهم، فذهب إليه وقال يا فلان اتق الله ولا تجحدني حقي، قال له اطلع السطح معي، فلما صعد معه قال له هل ترى هذا البقر والغنم وكل هذا كله لك، فثمر له المال.
البخاري وضع فائدة" باب إذا ثمر المال بغير إذن"، أي واحد أخذ مال من أخر وبدون هذا الأخر ما يطلب منه شغل له الفلوس وكسب بها، فماذا يعمل؟
فهذا لم يعطه واحد، هذا سرق وعطل مال الواحد، فأقل حاجة حتى يكون هناك صدق في التوبة، يعرف رأس المال كم كسب وتأخذ رأس المال والربح وتعطيه لصاحبه حتى تكون صادق في دعوى التوبة
ربما يقول أنا لا أستطيع أن أعطيه المال حتى لا أفضح نفسي، فنحن نقول له بأي وسيلة وأي واسطة من الوسائط، واحد يذهب إلي صاحب رأس المال المنهوب أو المسروق يقول له فيه واحد من الناس أنا قابلته وقال لي تعرف فلان، قلت له نعم أعرفه، فقال لي لو سمحت أعطيه هذا وقل له أن هذه كانت أمانة عند واحد، ويأخذ الرجل الأمانة ويكون بذلك أدي الأمانة وفي نفس الوقت لم يظلم نفسه.
س: الرد على من يقول أن الإسلام كالاستعمار كلاهما انتشر بالسيف؟
الجواب: بالنسبة للفتوحات الإسلامية والاستعمار، أنا أريد أن أقول حاجة مختصرة، قال صلى لله عليه وسلم (عجب ربك من قوم يدخلون الجنة في السلاسل) تعجب الصحابة من ذلك، هذه الجنة البطالون يسبقون المؤمنون على أبوابها، يأتي وقد عمل كل المصائب ويعتقد أنه سيدخل الجنة، بل إذا ترك المسألة هو يسبق المؤمنين على باب الجنة، من الذي يمكن أن يجر إلى الجنة بسلاسل؟ من الذين يدخلون الجنة في السلاسل؟
هؤلاء الذين أسلموا بسلاسل الحرب، الفتوحات الإسلامية كانت خيرًا وبركة على العلم، نعم يسترق الرجال والنساء، لكن نحن عندنا كفارات مرتبطة بالعتق، بل هناك أحاديث رغب النبي صلي الله عليه وسلم فيها أن يعتق الرجل مجردًا بدون أن يكون هناك ذنب وقال: (إن الله ليعتق الرجل بالرجل واليد باليد .. حتى قال والفرج بالفرج) وفيه أحاديث كثيرة تحض على عتق الرقاب.
الإسلام لما دخل هذه البلاد وغزاها ما قصد أن يسترق الناس لكي يأخذهم سبايا ويأخذهم عبيد، لا، هم لما أخذوا بسلاسل الحرب وجاءوا ديار المسلمين ورأوا سماحة الإسلام ورأوا خلق المسلمين أسلموا، ولو لم يكن هناك حرب لعل هذا لا يسلم، فما أسلم هذا إلا بسلاسل الحرب، يعيروننا بالرق، الرق عند المسلمين مصلحة لهؤلاء.
الذين يتكلمون عن الرق ويقولون أن الفتوحات الإسلامية كانت عبارة عن استعباد كالاستعمار، فليذكروا لنا بلدًا دخله الإسلام ولم ينعم أهله بالإسلام ن اليوم البلاد المستعمرة البلاد الغاشمة تسترق الدول، لا أقول تسترق الأفراد، إنما تسترق دولاً بأكملها، الذي يجري بالعراق الآن والذي يجري في أفغانستان الآن، أكثر من مليون عراقي قتل بسبب هذه الحرب الفاسدة المفسدة، ثم يقال الرق وأن الإسلام يدعوا إلى الرق، لا، والله كان الإسلام ولا يزال وسيزال خيرًا وبركة علي كل بلد يدخل فيها والكلام متشعب وليس عندنا متسع من الوقت، وإذا مر بنا في صحيح البخاري أستطيع أن أضع مثل هذه المعاني في مواضعها. انتهي الدرس السادس
* * *
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 11:05]ـ
الأخت الكريمة أم الظن .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فسلمت يمينكِ , وجزاكِ الله خيراً وحفظكِ ورعاكِ وسدد - على الحق - خطاكِ.
واصلي أختاه هذا المجهود الممتاز والعمل الرائع , إلى الأمام أكثر وأكثر , نفعكِ الله ونفع بكِ المسلمين , وأكثر في الأمة من أمثالكِ.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:40]ـ
الدرس السابع من فك الوثاق
تابع باب (ما جاء في الصحة والفراغ و ألا عيش إلا عيش الآخرة) 1 ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94313&scholar_id=32&series_id=5411)
______________________________ ___________
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد وصلتني مكالمات كثيرة في الأسبوع الماضي تطلب مني أن أتلوا قصيدة غرامي صحيح مرة أخرى وهذه القصيدة التي ذكرناها في المرة الماضية هي عبارة عن قصيدة غزلية ذكر فيها مؤلفها ألفاظ الحديث، وذكروا أنهم فوجئوا بالقصيدة وبهرهم جمالها ولم يستطيعوا تسجيلها، فطلبوا مني أن أذيعها مرة أخرى وأنا أفعل إن شاء الله قبل أن أدخل في موضوع حلقة اليوم.
كما أنني أرجو من إدارة القناة أن يذيعوا الجزء الخاص بمصطلح الحديث بعلم الحديث وأن يكرروه أكثر من مرة حتى يتسنى لمن يسمعه أن يهضمه، لأن علوم الآلات أو علوم الأصول تحتاج إلى تكرار بصفة مستمرة.
قصيدة غرامي صحيح هي لابن فرح الأشبيلي الأندلسي وكما قلت هي قصيدة غزلية قصد بها ناظمها تقريب علم الحديث إلى العامة بذكر عناوين الموضوعات في هذا العلم الجليل.
يقول ابن فرح الأشبيلي الأندلسي:
غرامي صحيحٌ والرجا فيكَ مُعضَلُ
ودمعي وحزني مرسلٌ ومسلسلُ
ووجدي فيك يشهد القلبُ أنهُ
ضعيفٌٌٌ وموضوعٌ وذليَ أجملُ
ولا حَسنٌٌٌ إلا استماعُ حَدِيثُكُمُ
مشافهةً يُمليَ عليَ فأنقلُ
وأمريَ موقوفٌ عليكَ وليس لي
علي أحدٍ إلا عليكَ المُعًوَلُ
ولو كان أمريَ مرفوعًا إليك لكنتَ
لي على رغم عُزَالي تَرِقُ وتعدِلُ
وعزل عزولي منكرٌ لا أُسِيغُهُ
وزورٌ وتدليسٌ يُردُ ويُهملُ
أُقضي زماني فيكَ متصلَ الأسيَ
ومنقطعًا عما به أتوصلُ
وها أنا في أكفانِ هجركَ مدرجٌ
تُكَلِفُني ما لا أُطِيقُ فأحمِلَُ
وأجريتُ دمعيَ بالدماءِ مُدَبجًاً
وما هي إلا مُهجتي تتحللُ
فمُتَفِقٌ جفني وسُهدي وعبرتي
ومفترقٌ صبري وقلبي المبَلبلُ
ومؤتلفٌ وجدي وشجوي ولوعتي
ومختلفٌ حظي وما فيك آمُلُ
خذ الوجدَ عني مسندًا ومُعَنعناً
فغيري بموضوعِ الهوى يتجملُ
وذي نُبَذٌ من مبهمِ الحب فاعتبر ً
وغامِضُهُ إن رُمتَ شرحًا مُطولُ
غريبٌ يقاسي البعدَ عنكَ ومالَهُ
ورَبِكَ عن دارِ القِلى مُتَحَوَلُ
عزيزٌ بكم صبٌ ذليلٌ لِعِزِكُم
ومشهورُ أوصافُ المُحبِ التذللُ
فرفقًا بمقطوعِ الوسائلِ مَالَهُ
إليك سبيلُ لا ولا عنكَ مَعدِلُ
فلا زلتَ في عزٍِ منيعٍ ورفعةٍ
ولازلتَ تعلو بالتجني فأنزِلُ
أوري بُسُعدَيَ والرباب وزينبَ
وأنت الذي تُعنيَ وأنتَ المُؤَمَلُ
فخذ أولاً من أخرٍثم أولاً
من النصفِ منه فهو فيه مُكَمِلُ
أَبَرُ إذا أقسمتُ أني بحبهِ
أهيمُ وقلبي بالصبابةِ مُشعَلُ
وندخل الآن في موضوع الحلقة في كتاب الرقاق وهو حديث بن عباس _رضي الله عنهما_، قال الإمام البخاري_ رحمه الله _حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن سعيد يعني بن أبي هند عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
عن عبد الله بن سعيد، خمسة من الرواة يرون الحديث عن عبد الله بن سعيد المتابعة الكاملة.
ونريد أن نعرف المتابعة الأول، نصل وذكرنا أن الإمام أحمد بن حنبل والإمام الدارمي وكلاهما من شيوخ البخاري رويا هذا الحديث جميعًا عن مكي بن إبراهيم عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن بن عباس.
الإمام البخاري وبالرغم من أنه تلميذ الإمام أحمد وتلميذ الإمام الدارمي إلا أنه اشترك معهما في الأخذ عن نفس الشيخ، فيكون البخاري والإمام أحمد والدارمي ثلاثتهم كما في اللوحة ثلاثتهم يقول حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن سعيد عن سعيد بن أبي هند عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإسناد الثاني هذا الراوي المشترك في الإسناد هذا وهذا، أي راوي مشترك؟ الراوي المشترك عبد الله بن سعيد، عبد الله بن سعيد عن سعيد أي أباه عن بن عباس هؤلاء الثلاثة الإسناد فيهم واحد، وبدأ الإسناد يختلف من بعد عبد الله بن سعيد، أنا عندي في الإسناد الأول المكي بن إبراهيم وهو شيخ البخاري في الحديث الذي نشرحه.
يقابل المكي بن إبراهيم مباشرة عندنا وكيع بن الجراح، عندنا عبد الله بن المبارك، عندنا يحي بن سعيد القطان، عندنا إسماعيل بن جعفر، كل هؤلاء الأربعة وهناك أكثر منهم وأنا لا أريد أن أسهب في التخريج، كل هؤلاء الأربعة يروون الحديث عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سعيد بن أبي هند عن عباس، وهذه عند علماء الحديث تسمى متابعة، أي أن وكيع بن الجراح تابع المكي بن إبراهيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا قال لي واحد أن المكي بن إبراهيم هنا تفرد بالحديث وحده ورواه عن عبد الله بن سعيد، أقول له خطأ، لماذا؟ لأنه قد تابعه جماعة وكيع بن الجراح عبدالله بن المبارك، يحي بن سعيد القطان، إسماعيل بن جعفر وكذلك المكي فصاروا خمسة.
كم واحد يروون هذا الحديث إلى الراوي المشترك في الإسناد.
نحن ذكرنا على اللوحة أن الراوي المشترك في الإسناد هو عبد الله بن سعيد بن أبي هند، ولا أقدر أن أقول أن عبد الله بن سعيد تابع عبد الله بن سعيد لأنه هو، هو، لكن ننظر تحت هذا الإسناد كله أين الراوي المشترك؟ هذا فيكون ما دون الراوي المشترك من تحت كلهم اسمهم متابعات، طالما كل هؤلاء يرون الحديث عن عبد الله بن سعيد عن سعيد عن بن عباس إسناد واحد، فهذه اسمها متابعة كاملة.
المكي بن إبراهيم تابعه وكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، ويحي بن سعيد القطان، وإسماعيل بن جعفر، كلهم تابعوا المكي بن إبراهيم، فهذه تسمى عند علماء الحديث اسمها متابعة كاملة، وأما المتابعة الناقصة سنتكلم عنها فيما بعد.
لكن نريد أن نقول أن المكي بن إبراهيم شيخ البخاري لم يتفرد برواية هذا الحديث بل تابعه أئمة كثيرون جهابذة.
وكيع بن الجراح كالنجم: وهو معروف وكان من أثبت الناس، أثبت أهل الكوفة، وأبوه الجراح بن مُليح البهراني هذا أحد العلماء الكبار.
ومما يُستملح في ذكر ترجمة وكيع_ رحمة الله تبارك وتعالي_: وأنا أريد أن أقول لك الفرق بين تصرف أهل العلم وتصرف العوام [سبه رجل فدخل وكيع داره وعفر وجهه بالتراب وخرج فقال للرجل زد وكيع بذنبه فلولاه ما سُلِطتَ عليه] وهذا لأنه إمام واعٍ فاقه، رجع إلي نفسه باللوم ولا يزال المرء يلوم نفسه حتى يرتقي.
[وسبه رجل مرة فَقِيلَ له ألا ترد عليه فقال له ولما تعلمنا العلم إذاً].
و وكيع له قصص طويلة في مسائل الزهد ومسائل الورع والعلم ولعلنا إذا جاءت ترجمة وكيع في سند من الأسانيد نقف عنده قليلاً ونعطيه بعض حقه وكذلك الإمام عبد الله بن المبارك الإمام المبارك الذي سمعتموني كثيرًا أتكلم عنه وإن شاء الله سنرجع إلى تراجم هؤلاء العلماء.
ذكرنا في المرة الماضية مسألة الغبن، وأن الغبن يقع في البيع والشراء وذكرنا لماذا عُبِرَ عن العمر بالصفقة، والآن نتمم الكلام عن هذا الموضوع.
تتمة الكلام عن العمر وكيف أنه صفقة فيها الرابح والخاسر:
قلت: أن العمر صفقة والرابح الناجح هو الذي يستغل هذه الصفقة إذا دخل السوق، والحياة سوق كما قال _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الذي رواه مسلم (كل الناس يغدو [أي إلى السوق] فبائع نفسه فموبقها أو معتقها) رجل يدخل السوق يُوبق نفسه أي يُهلكها بأن يدخل في الخسارة الدائمة، متخصص في الخسارة لا يخرج من صفقة إلا خاسرًا، والأخر مُعتِقٌ نفسه أي أنه يخرج من هذه الصفقة رابحًا.
كثيرٌ من الناس يعجز عن الإجابة لماذا؟ خُلِق؟
الذي ربح في هذه الصفقة علم لماذا خُلِقَ وهذا السؤال برغم بساطته ويسره إلا أن أغلب الناس يعجز عن الإجابة عنه، لماذا خُلٍقنَا؟ كثير من الناس يعيش كأنه لا يموت، كل همه الطعام والشراب والشهوات، يجمع الأموال من حلها ومن غير حلها.
فإذا كان المرء بهذه المثابة فالدابة العجماء مثله أو أفضل منه، بل هي أفضل منه على الحقيقة وليس هذا كلامي، هذا كلام ربنا جل ثناؤه، قال تعالي:
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [محمد:12]
فهم كالأنعام في عدم العقل، يأكلون ويتمتعون، ما أقصر هذه الحياة حتى لوعاش المرء فيها ملكا متوجا، ما أُصيبَ بداءٍ قط، وما افتقر قط، وما احتاج لأحد أصلاً، وإذا أشار وقفت الدنيا على قدم إلى كم سنة يعيش؟ أجله، عمره، هي سنوات معدودات:
آية صدعت قلب ميمون ابن مِهران.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) [الشعراء:205 - 207] هذه الآية صدعت قلب ميمون ابن مِهران لما ذهب إلى الحسن البصرى يلتمس منه الموعظة، فقال له: يا أبا سعيد إني آنست في قلبي غلظه فاستلن لي أي قول لي شيئا يلينه فتلي عليه الحسن هذه الآيات من آخر سورة الشعراء (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) فلما سمعها ميمون أُغشِيَ عليه، فلما أفاق وخرج مع ابنه عمرو، قال عمرو لأبيه يا أبت أهذا هو الحسن؟ لم يقل شيئا، وكان عمرو يتصور أن الحسن سيلقى خطبه عصماء على ما هو مشهور من كلام الحسن البصري الذي قال فيه بعض أهل العلم أن كلامه يشبه كلام الأنبياء، قال عمرو: فضرب أبى صدري بيده، وقال يا بني لقد تلا عليك آيات لو تدبرتها بقلبك ألفيت لها كلومًا فيه وكلومًا جمع كل كلم وهو الجرح، أي هذه الآيات لو تدبرتها بقلبك لا تغادر سمعك إلا وقد جرحت هذا القلب لقوتها (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ).
كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت
حركاتٌ سوف تفني ثم يتلوها خفوت
وكلامٌ ليس يحلو بعدَهُ إلا السكوت
أيها السادر قل لي أين ذاك الجبروت
كنت مطبوعًا على النطق فما هذا الصموت
ليت شعري أهمودٌ ما أراه أم قنوت
أين أملاكٌ لهم في كل أفقٍ ملكوت
زالت التيجانُ عنهم وخلت تلك التخوت
أصبحت أوطانهم من بعدهم وهي خُبُوت
لا سميعٌ يفقه القولَ ولا حيٌ يصُوت
عُمِرت منهم قبورٌ وخلت منهم بيوت
لم تزُد عنهم نُحوسُ الدهرِ إذ حالت بخوت
إنما الدنيا خيالٌ باطلٌ سوف يفوت
ليس للإنسان فيها غير تقوى الله قوت
العبادة تستغرق الحياة كلها.
الإنسان العاقل لا يضيع رأس المال، لماذا خُلِقَ المرء؟ إنما خُلِقَ المرء على الحقيقة ليعبد ربه تبارك وتعالى، وليست العبادة كما يظن بعض الناس هي مجرد ركعات أو أنه يصوم شهر في السنة أو أنه يصوم أيام تطوع أو يذهب للعمرة أو يذهب للحج فقط، لا، العبادة تستغرق الحياة كلها لا يحرك المرء قدمه، لا يرفعها إلا ويعلم ألله في وضعها حكم أم لا؟.
لما رفعها هل أمر بذلك أم لا؟ تصل المسألة إلى درجة الحركة والسكون الحركة لها عبودية والسكون أيضًا له عبودية.
معاذ الله أن نُغًير بطول العمر:
قال تعالى: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر:37].
فَعُيرورا بطول العمر وقد صح عن النبي _صلي الله عليه وسلم_ ويأتينا في كتاب الرقاق من صحيح البخاري (أعذر الله_ عز وجل_ إلى عبدٍ بلغه ستين سنة).
[أعذر]: أي قطع عذره، وصل سن ستين سنه ماذا ينتظر؟، ستون عامًا لم يتب ستون عامًا ولم يفق، ستون عامًا ولم يسأل نفسه لماذا خُلِقت، لماذا وبم كُلِقت؟ لم يبحث عما جاء به النبي _صلى الله عليه وسلم _، بل له خصومات شتى مع حصى الأرض، باع بيوع الغرر واستحل أموال الناس بالباطل من غير حلها وقطع أرحامًا، كل هذا لشيء يتركه أو يتمتع به قليلاً في دنياه.هذا لم يجب على هذا السؤال إجابة صحيحة وهو لماذا خلقنا؟.
وهناك طائفة من الناس تتمنى أن تعيش ولو كانت الحياة ذليلة،:
طائفة من بني أدم هكذا، ذكرها ربنا تبارك وتعالي في كتابة: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) [البقرة:96] ليس على الحياة، لا، [حياة] هكذا جاءت نكرة منزوعة الألف واللام منزوعة البركة منزوعة الكرامة يريد أن يعيش أي حياة المهم أن يعيش
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)، وهذه الطائفة هم اليهود كما ورد ذلك صريحًا في سورة البقرة، قال تعالي: (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ) [البقرة:96].
الإنسان المفلح هو الذي يضع هذا السؤال أمامه، لماذا نحيا؟ لماذا نعيش؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما نعيش لنعبد الله تبارك وتعالى وقد ذكرت لكم حديث النبي _صلي الله عليه وسلم_ وحسنه أنه_ عليه الصلاة والسلام_ قال: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين) ونحن نريد أن نستثمر هذه الحياة القصيرة ونربح فيها أعظم ربح مُستطاع.
وسنذكر اليوم إن شاء الله كما وعدتكم شيئًا من النصوص التي إن استعملناها طال عمرنا في الطاعة وإن كان عمرنا الحقيقي قصيرًا، لكن عمرنا في مجال الطاعة يكون طويلاً، ولكن قبل أن أدخل في ذكر هذا الحديث، وقد حاولت أن أبوب هذه الأحاديث، أي أذكر شيئًا في الصلاة، شيئًا في الصيام شيئًا في الحج، شيئًا في الجهاد، شيئًا في الأذكار على سبيل المثال، وإلا فالمسألة طويلة وأنا بصدد تحقيق مجموعة من الأحاديث التي فيها أحب العمل إلى الله عز وجل ذلك وذلك، بحيث أننا نتلوا هذه الأحاديث على المسلمين فيستثمروا أعمالهم وكل إنسان يأخذ من الأحاديث الخصلة التي يستطيع أن يحققها في الحال.
لكن قبل الدخول في هذا نسأل سؤالاً.
هل يجوز الدعاء بطول العمر مع الدليل؟
هذا السؤال اختلف فيه أهل العلم فمن كاره لذلك ومن مجوز، أي من الأدعية التي يدعوا بعضنا لبعض بها ربنا يخليك، وهي معناها عند المسلمين القدامى أطال الله بقاءك.
1 - الإمام أحمد رحمه الله ,:كره ذلك، [لما قال له رجل أطال الله بقاءك فكره ذلك وقال سألت الله لأجال مضروبة].
الدليل: أخذ الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله هذا من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: (اللهم أمتعني بزوجي رسول الله _صلي الله عليه وآله وسلم_ وبأبي أبو سفيان و أخي معاوية، فقال النبي _صلي الله عيه وسلم_ لها سألت الله لأجالٍ مضروبة وأيامٍ معدودة وأرزاقٍ مقسومة، لا يتقدم منها شيء قبل حِله ولا يتأخر منها شيء قبل حِله ولو كنت سألت ألله أن يُعيذك من النار وأن يُعيذك من عذاب القبر لكان خيرًا وأفضل).
2 - وقالت طائفة أخري:بل يجوز أن يُدعي للمرء بطول العمر أو يدعو المرء لنفسه بطول العمر.
الدليل: واحتجوا بما رواه الإمام البخاري _رحمه الله_ في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال (أن أمه أم سليم جاءت به إلى النبي_ صلى الله عليه وسلم_ وقالت يا رسول الله خُويدمُكَ أنسٌ، [أي أنها جعلته خادمًا للنبي صلي الله عليه وسلم] (فادعوا الله له فقال النبي _عليه الصلاة والسلام: اللهم أكثر ولده وماله وأطل حياته).
[أطل حياته] ليست موجودة في صحيح البخاري ومسلم إنما رواها الإمام البخاري في كتاب الأدب المفرد له.
تنبيه:
ونحن نبهنا قبل ذلك أن كتاب الأدب المفرد كتاب مستقل عن صحيح البخاري، وصحيح البخاري فيه كتاب اسمه كتاب الأدب أيضًا ولأجل ألا يخلط بين الكتابين ميز الكتاب المفرد هذا بهذا الاسم، يقول كتاب الأدب المفرد أي المفرد عن الصحيح، الذي أفرده عن الصحيح، فلو كان هناك حديث في كتاب الأدب المفرد ولم يرويه البخاري في الصحيح فإياك أن تخطئ في التخريج وتقول رواه البخاري وتسكت، لأنك إذا قلت رواه البخاري هكذا بإطلاق، فيدل ذلك عند كل العلماء أنه في الصحيح دون غيره.
إذا أردت أن تعزو حديثًا للبخاري في غير الصحيح لابد أن تسمي هذا الكتاب، إذا كان في كتاب الأدب المفرد تقول رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد، إذا كان في كتاب الصلاة خلف الإمام فتقول الصلاة خلف الإمام، إذا كان في كتاب خلق أفعال العباد، إذا كان في كتاب التاريخ، أي كتاب من كتب التاريخ الثلاثة للبخاري، التاريخ الكبير، التاريخ الأوسط، التاريخ الأوسط، إذا كان في كتاب الكُنى والأسماء للإمام البخاري.
لو أن البخاري روى حديث في هذه الكتب ولم يرويه في صحيحه فاحذر أن تقول رواه البخاري وتسكت، إنما تقول رواه البخاري إذا كان رواه في صحيحه.
الإمام البخاري رحمه الله روى هذا الحديث فعلاً هو ومسلم عن أنس لكن لم يذكرا الدعاء بطول العمر في الوقت الذي بوب البخاري على هذا الحديث بقوله [باب دعاء النبي صلي الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر].
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول واحد بطول العمر، فأين طول العمر في الحديث؟، لأن هذه الزيادة لم تأتي عند البخاري، فنقول من عادة البخاري رحمه الله أن الحديث إذا كان تامًا فروى جزءًا منه فقد يترجم بالجزء الذي لم يرويه، في الصحيح دعا له أن يكثر الله ماله وولده، حتى أنس بن مالك رضي الله عنه علق على هذا الدعاء بقوله [أنا أكثر أهل المدينة مالاً أو أنا أكثر الأنصار مالاً وإني لأعد من ولدي وولد ولدي المائة]، وأنس رضي الله عنه عمر تجاوز المائة ببركة دعوته صلي الله عليه وآله وسلم.
قول البخاري [باب دعاء النبي _صلي الله عليه وسلم_ لخادمه بطول العمر] دل ذلك على الجواز، وأنه يجوز أن يدعوا المرء بطول العمر ,
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:41]ـ
لكن العلماء الذين أجازوا ذلك قالوا إذا دعا رجل لأخر بطول العمر فعليه أن يقيد ذلك: لأن طول العمر في معصية الله عز وجل مذمة، فيقول له: أطال الله بقاءك في طاعته، وإلا فطول العمر مجرداً ليس ممدوحًا لو لم يكن في طول العمر إلا أن يشهد المرء موت جميع من يحب لكان ذلك كافيًا في ذم طول العمر.
الإنسان عندما يطول عمره فكل أحبابه يموتون وهو يتفجع عليهم، كل يوم يشيع حبيبًا يدفنه بيده في التراب، ثم يأتي ويشيع حبيبًا أخر، وكلما شيع حبيبًا ترك قطعة من قلبه معه، فلا يزال هكذا يتفجع يومًا بعد يوم حتى يفقد نفسه كما قال الإمام البخاري رحمه الله لما بلغه موت شيخ الإمام الدرامي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال:
إن عشت تُفجعُ بالأحبة كلهم ** وفناءُ نفسِكَ لا أبا لك أفجعُ.
أي إن عشت ستتفجع على كل الأحبة.
مارجحه الشيخ حفظه الله:إذن يجوز وهذا هو الأظهر في الدليل يجوز الدعاء بطول العمر إذا كان ذلك مقيدًا كأن يقال أدام الله بقاءك في عافية أو في طاعة أو نحو ذلك.
الدليل: ويدل على أن طول العمر مع الطاعة محمودٌ حديث أبي بكرة الثقفي الذي رواه الترمذي والنسائي وأحمد وغيرهم وحسنه الإمام الترمذي (أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ سُئِلَ أي الناس خير؟ فقال _صلى الله عليه وسلم_: من طال عُمُرُهُ وحسن عَمَلُهُ, فقيل له: فأي الناس شر؟ قال: من طال عُمُرُهُ وساء عَمَلُهُ).
إذن التحرير في هذه المسألة انه يجوز الدعاء بطول العمر، وليس في حديث أم حبيبة ما يدل على أنه لا يجوز الدعاء بطول العمر، إنما أرشد النبي _صلى الله عليه وسلم_ أم حبيبة إلى الأفضل.
أي الآجال مضروبة انتهت، جف القلم بما أنت لاق كما قال عليه الصلاة والسلام، فإذا قال رجل لأخر أطال الله عمرك، فلن يطول عمره أبدا عن الأجل الذي ضربه الله له، لكن أن يستعيذ من النار، أن يستعيذ من عذاب القبر فهذا أيضًا مكتوب وواحد ممكن يقول ذلك هذا أيضًا مكتوب وكذلك الأجل مكتوب.
فلماذا أرشدها النبي _صلى الله عليه وسلم_إلى الدعاء والاستعاذة بالرغم من أن كلاهما مكتوب؟.
أجاب أهل العلم: فقالوا لأن الاستعاذة من النار دعاء والدعاء عبادة والعبادة مطلوبة بخلاف الدعاء بطول العمر ليس عبادة فأرشدها _صلى الله عليه وسلم_ إلى ما ينفعها، أن تستعيذ من عذاب القبر وأن تستعيذ من عذاب النار.
وندخل في ذكر بعض الأحاديث التي إن استثمرها المرء في حياته استفاد وطال عمره في الطاعة:
فعندنا مثلاً في الصلاة: الرسول عليه الصلاة والسلام قال كما في الحديث المتواتر الذي رواه أبو هريرة وبن عمر وسعد بن أبي وقاص وجابر بن عبد الله وميمونة وكذلك جبير بن مطعم وآخرون مثل عبد الله بن الزبير وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة في مسجدي بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فالصلاة فيه بمائة ألف).
أي لو أنك حسبت هكذا أنت تصلى في اليوم واللية اثنا عشرة ركعة من السنن الرواتب التي جاء النص بها عن حفصة _رضي الله عنها_عن رسول الله _صلي الله عليه وآله وسلم _، اثنى عشر ركعة في اليوم لو ضربتهم في الشهر، لو ضربتهم في السنوات، لو ضربتهم في عشرين في ثلاثين، أربعين خمسين سنة، يكون الناتج رقم كبير نعم لكنه لا يساوي أن تصلى عشر ركعات في المسجد الحرام من جهة الثواب، لأن المسجد الحرام الصلاة فيه بمائة ألف أي لو صليت عشر ركعات في المسجد الحرام بمليون ركعة، ثواب مليون ركعة في الجزاء وليس في الإجزاء، وهذه مسألة سأتكلم عنها إن شاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الله ولأحل إشكال وقع عند بعض الناس.
ولكي واحد يصلى مليون ركعة فهذا يحتاج مائتان وواحد وثلاثون سنة لو أردت أن تصلى عشر ركعات في المسجد الحرام تأخذ منك في حدود ثلث ساعة أو نصف ساعة، لو أردت أن تفرد هذه الركعات المائة ألف ركعة في عشرة تساوي مليون ركعة، تأخذ كما قلت لك مائتان وواحد وثلاثين سنة وربما يزيدون عدة أشهر وغير ذلك.
إذا لم يكن الإنسان مُستطيعاً الذهاب للمسجد الحرام أو المسجد النبوي.
فهذا تكثير للعمر، هذه العبادة هذه الطاعة فيها تكثير للعمر، وأنت غير مستطيع أن تذهب إلى المسجد الحرام أو إلى مسجد النبي_ صلي الله عليه وسلم_ في كل وقت، فعندك صلاة الجماعة، النبي _عليه الصلاة والسلام قال كما في حديث أبي هريرة وغيره من الصحابة وروى هذا الحديث أيضا كثيرون من الصحابة (صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين) كل الأحاديث التي وردت عن سائر الصحابة ذكروا فيها خمسًا وعشرين إلا في حديث بن عمر_ رضي الله عنهما_ فقد ذكرا عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة الجماعة تعدل صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين).
لو افترضنا إنسانًا يصلي في بيته دائمًا لا ينزل إلى المسجد وأخر ينزل إلى المسجد فهذا قد فاقه بخمس وعشرين،وهذا في كل صلاة بخمس وعشرين ولذلك حض النبي_ صلى الله عليه وسلم_ أشد الحض على صلاة الجماعة وقال عليه الصلاة والسلام (لقد هممت أن آمر رجلاً يصل بالناس ثم آمر فتياني فيحرقون على الذين يصلون في بيوتهم بيوتَهم).
وفي لفظ أخر قال: (لولا النساء والذرية)، أي ممن لا تجب عليهم صلاة الجماعة لحرق على هؤلاء بيوتهم، مع أن هؤلاء يصلون وليسوا تاركين للصلاة كما هو حادث في عصرنا لا يصلي بالكلية، لا، هذا لم يكن موجودًا أبدًا ومعروف حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال: (بين الرجل والكفر ترك الصلاة
هؤلاء يصلون في بيوتهم ومع ذلك هم صلي الله عليه وسلم أن يحرق عليهم بيوتهم،.
ومن أبلغ ما يحتج به لوجوب صلاة الجماعة صلاة الخوف:
وصلاة الخوف كما هو معلوم من الآية الكريمة (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) [النساء:102]، وهذه في ميدان القتال والقبلة تسقط في ميدان القتال، إنما يصلى المرء في الاتجاه الذي يتصور أو يتوقع أن يأتي منه العدو حتى ولو استدبر القبلة.
وهذا الموضع أولى أن يصلى كل امرئ وحده، لماذا؟ لأن هذا موطن خوف وصلاة الخوف ركعة كما في بعض الأحاديث، وركعتان كما في بعض الأحاديث الأخرى.
أي أن الصلاة الرباعية تكون ثنائية وممكن أن تكون ركعة واحدة، كل هذا لأننا في ميدان قتال ومع ذلك لم يسقط عنهم صلاة الجماعة، هذا في حال الخوف فكيف في حال الأمن، فالذي يترك صلاة الجماعة يفوته هذا الثواب الكبير جدًا،
يترتب علي ترك صلاة الجماعة ذنب:
إذا ترك الفعل مترتب عليه ذنب.الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (أثقل صلاتين على المنافقين الفجر والعشاء ولو أن أحدهم يعلم أنه يأخذ مِرماتين حسنتين لأتاهما حبوًا)، وهذه هي المشكلة، [المرماة]: هي ظلف الدابة أو رجل الدجاجة، لو هذا الإنسان يعلم أن كل ما يذهب للمسجد ويأخذ رجل دجاجة لزحف على بطنه كالثعبان حتى يصل إلى المسجد حتى لا تفوته هذه المِرماة الحقيرة.
لو أننا عملنا جمعية استهلاكية ملحقة بالمسجد وقلنا أن كل واحد سيصلي في الجماعة سيأخذ كيلوا سكر أو زجاجة زيت أو غير ذلك، سيحبوا على بطنه ولن يترك صلاة الجماعة مع تفاهة ذلك يراؤن الناس كما قال الله تبارك وتعالي.
صلاة العشاء والفجر لهما ثواب مخصوص.
قال صلي الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (من صلي العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله)، من الذي يفوت صلاة الجماعة في صلاة العشاء أو صلاة الفجر كأنما قام الليل كله.
عبيد الله بن عمر القواريري وصلاة الجماعة:
هناك أحد مشايخ الإمام البخاري ومسلم وهو عبيد الله بن عمر القواريري قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
[ما تركت صلاة الجماعة قط إلا في ليلة جاءني فيها ضيف فشغلت عن هذا الضيف ففاتتني صلاة العتمة [أي صلاة العشاء]، فالتمست مسجدًا في البصرة لأصلى الجماعة فلم أجد، [الناس جميعًا صلوا، فماذا يعمل؟] قال فذكرت حديث النبي صلي الله عليه وسلم (أن ًصلاة الجماعة تعدل خمساً وعشرين وتعدل إحدى وعشرين في رواية] ولكنها ثبوتها فيه نظر وتعدل سبع وعشرين فعندي ثلاثة درجات وردت في الأحاديث كما يقول عبيد الله بن عمر القواريري، احدي وعشرون، وخمسة وعشرون، وسبعة وعشرون، فأخذ بالأعلى وهو السبعة والعشرين.
[قال فصليت العشاء سبعًا وعشرين مرة]، وهو يريد أن يدرك الفضل الذي فاته من ترك صلاة العشاء [، قال ثم نمت فرأيت في المنام أنني أركب فرسًا ويركب آخرون أفراسًا معي ونحن نتبارى [أي نتسابق،] فجعلت أضرب فرسي وأجهده حتى يلحق بؤلئك، فالتفت إلي فارس منهم وقال لي لا تجهد نفسك فإنك لأن تلحق بنا لأنك ما صليت العتمة] ما صليت العشاء.
وهناك بعض العلماء الآخرون: أظن عبيد الله بن عمر القواريرى أو غيره فاتته صلاة العشاء أو أظن أنه غير عبيد الله بن عمر القواريرى لأن القصة مختلفة أنه ما فاتته صلاة الجماعة إلا في اليوم الذي ماتت فيه أمه وشغل بدفنها ولم يدرك أيضًا صلاة العشاء، [قال فصليت العشاء خمساً وعشرين مرة ثم نمت فجاءني جاءٍ يقول لي نعم صليتها خمساً وعشرين مرة فمن أين لك تأمين الملائكة].
تأمين الملائكة وغفران الذنوب:
افترضنا أنك ستصل إلى درجة الذي صلاها في المسجد، وانظر لما يكون الواحد يصلي العشاء سبعة وعشرين مرة مسألة طويلة تطول، أي سبعة وعشرون في أربعة، هذا ليدرك ثواب من صلاها في المسجد، فقال له نفترض أنك أخذت ثواب حضور الصلاة في المسجد فمن أين لك تأمين الملائكة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له).
فأنت عندما تصلي في المسجد ما أحد يعلم أيوافق تأمينه تأمين الملائكة أم لا لأن المساجد تختلف في مسائل انتظار الصلاة، فبعد الأذان هناك مساجد تصلى بعد خمس دقائق ومساجد تصلي بعد عشرة ومساجد تصلى بعد نصف ساعة أو بعد ساعة إلا ربع مثلاً.
فالملائكة عندما تؤمن نحن لا نعرف الملائكة متى أقاموا الصلاة بعد الأذان فإذا وافق تأمينك في الأرض تأمين الملائكة في السماء يغفر لك.
إذن الإنسان إذا صلى الصلاة في جماعة أدرك هذا، تخيل أن إنسانًا يصلي العشاء والفجر في جماعة، العشاء يأخذ نصف الليل والغداة يأخذ كأنما قام الليل كله، فكيف إذا أضيف لهذا قيام الليل أي أنه نفسه يقوم الليل، فهذا عمر،.
هذه المسألة إذا قيست بالثواب فهذه تأخذ أعمارًا كثيرة، ممكن أن تأخذ مئات السنين لو أن الإنسان واظب على مثل هذا، وهذا شيء يسير يستطيع المرء أن يفعله بلا مشقة، ومع ذلك فانظر إلى هذا الأجر الجزيل الكبير العظيم الذي يترتب على حضور الإنسان الجماعة.
فضل صلاة الجمعة:
الجمعة مثلاً حديث أوس بن أوس في السنن وهذا الحديث ثوابه لم أجده في نص من النصوص ربما يغيب عني النص، لكن لم أجده، وكأني أذكر أن بعض العلماء وهو بن خزيمة، قال لا أعلم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أجرًا مثل هذا، وهذا يوم الجمعة، الرسول عليه السلام قال: (من غسَّل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغوا) هذه خمسة حاجات فما ثواب هذا الإنسان؟ قال عليه الصلاة والسلام: (له بكل خطوة أجر عمل سنة أجر صيامها وقيامها) وهذا شيء عظيم، كل خطوة بعمل سنة وهذا حديث صحيح.
هذا الذي ذهب إلى المسجد لصلاة الجمعة، غسل واغتسل أي أنه أتى أهله فأوجب عليها الغسل واغتسل هو، وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام، لأن دنا من الإمام مرتبطة ببكر وابتكر، لماذا؟ لأنه ذهب إلى المسجد مبكر ونحن نعرف حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث المهجر إلى الجمعة الذي يأتي في الساعة الأولي كأنما قرب بدنة والذي يأتي في الساعة الثانية كأنما قرب بقرة والساعة الثالثة كأنما قرب كبشًا ثم كمن قرب دجاجة ثم كمن قرب بيضة، فهذا ثواب كل إنسان على حسب تبكيره وذهابه إلى صلاة الجمعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
دنا من الإمام أي يكون في الصف الأول بينه وبين الإمام شيء بسيط أو يكون وراء الإمام مباشرة وهذا لن يحدث إلا إذا دنا، لاسيما إذا كان المسجد مسجدًا مطروقًًا يطرقه ألوف الخلق وكل يتسابق على الحضور أولاً فهذا يحتم عليه أنه يبكر بالذهاب إلى المسجد، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغوا، لم يقع في اللغو.
مالا يُعدُ من اللغو.
وطبعًا ليس من اللغو أن يثني المرء على الله عز وجل لأن هناك بعض الناس يتصور أن الإمام لو ذكر الله تبارك وتعالى على المنبر أنه يسكت نهائيًا ويقول أنا لا أتكلم لأن فيه نهي عن الكلام.
فإذا قال سمع الله يقول عز وجل سبحانه وتعالي يعتبر أن هذا ممنوع أو يسمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يعتبر أن هذا ممنوع وأنه لا يصلي على النبي صلي الله عليه وسلم، لا، هذا الكلام غير صحيح لأنه لا قائل إطلاقًا أن ذكر الله لغو أو أن الصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم لغو
المراد باللغو.
وحديث النبي عليه الصلاة والسلام (إذا قلت لأخيك أنصت فقد لغوت) المسألة مرتبطة بمحاورة بطرفين، هذا الأخر أتى فعلاً ثم الأخر، هذا ينهاه عن هذا الفعل، حصل نوع من المحاورة أو هناك طرفان في هذه المسألة. بخلاف ما إذا ذكر الله سبحانه وتعالي فقال جل ثناؤه، قال سبحانه وتعالي فقال تبارك وتعالى، قال جل وعلا، أي ذكر من الثناء على الله تبارك وتعالى لا يعد من اللغو.
عقاب من ترك ثلاث جُمع.
تصور أن إنسانًا لا يصلي الجمعة أصلاً، فانظر أين نتكلم ونحن وهو أين حديث أبي الجعد الضمري قال صلي الله عليه وسلم فيه (من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه)، وأنت تعرف الطبع والختم، لا يخرج منه المعصية ولا يدخله إيمان وذلك إذا حصل طبع على القلب، يطبع على القلب بما هو فيه، إذا كان بداخله كفر لا يطلع وإذا كان الإيمان خارج لا يدخل.
فالذي يترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه وخسر هذا الأجر العظيم الذي لا يستطيع أن يحصله إلا إذا فعل ذلك.
المرأة إذا سعت إلى الجمعة أخذت أجر الرجل:
لأن هذا الحديث ليس مخصوصاً بالرجل لأن الأصل في الأدلة العموم، أي إذا ورد نص في حكم شرعي فالأصل أنه يعم الرجال والنساء معًا إلا أن يقوم دليل يفرق بين الرجال ويفرق ما بين النساء.
يجوز للمرأة أن تخرج إلى المسجد وتصلي ولكنها إذا صلت في حجرتها كان ذلك أفضل من صلاتها في المسجد.
بالنسبة للمرأة هناك حديث، هناك فيه إذن أن تصلى المرأة في المسجد حديث بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (إذا استأذنت أمة أحدكم أن تذهب إلى المسجد فلا يمنعها) وقال عليه السلام في اللفظ الأخر: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله).
ومع هذا الإذن فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أم حميد وهي امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها قالت (يا رسول الله إني لأحب الصلاة معك [أي في المسجد]، فقال عليه الصلاة والسلام (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي هذا).
أنظر إلى الكلام لأجل الجماعة الذين يقولون المرأة تخرج متبذلة والمرأة تخرج تزاحم الرجال وغير ذلك، هذه الصلاة، المرأة تتقرب إلى الله عز وجل فيقال لها التمسي أظلم مكان في بيتك وأبعد مكان في بيتك فأدي لله فيه الفريضة وهذه عبادة تقف بين يدي ربها وليست خارجة للفسحة أو تشم الهواء وتخرج وتخالط الرجال، فضلاً عن هذا التبرج الفاحش والسفور المزري.
حتى وصل ترقي النبي عليه الصلاة والسلام أو تدرج النبي عليه الصلاة والسلام معها إلى أن قال: (وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي هذا)
ما الفرق بين الحجرة والدار؟
الدار تشتمل على عدة غرف، لو أن امرأة صلت في الصالة، صالة البيت والشباك مقفول والباب مقفول وصلت، صلاتها في حجرتها أفضل، لأنه أكن وأستر لها وحجرتها هذه لو وجدت مكان بين الدولاب والحائط يسعها وانجمعت في هذا المكان وصلت والتمست مكانًا نائيًا في الغرفة أفضل من أن تصلي في وسط الحجرة.
حتى أن أم حميد هذه يقول تتمة الحديث (التمست أظلم مكان في بيتها فبنت مسجدًا فيه وكانت تصلي فيه).
يجوز للمرأة أن تخرج إلى المسجد وتصلي ولكنها إذا صلت في حجرتها كان ذلك أفضل من صلاتها في المسجد.
الإمام بن خزيمة رحمة الله جعل هذا الحديث خاصاً بالرجال، الصلاة في المسجد النبوي هذا خاص بالرجال.
ولا يفوتني أن أقول فيما يتعلق بالحرمين الشريفين:
هذا الكلام يلزم أكثر أهل البلد بخلاف أهل الأفاق، أهل الأفاق الذين هم أمثالنا ليس من أهل البلد ويذهب كل سنة عمرة أو كل كم سنة يذهب إلى الحج أو غير ذلك،وتحرص المرأة على صلاتها في المسجد النبوي وتحرص المرأة على صلاتها في المسجد الحرام.
أولاً: لأنه جائز لها أن تخرج إلى المسجد الحرام ولا تصلي في الفندق.
ثانيًا: تكثير ثواب الصلاة.
فهذا الكلام عند بعض أهل العلم يقول أنه يتنزل على أهل البلد أهل مكة المرأة في مكة إذا صلت في دارها أخذت مائة ألف صلاة وزيادة، وإذا صلت المرأة المدنية في بيتها ولم تصلى في المسجد النبوي أخذت ألف صلاة وزيادة كل هذا مع جواز أن تنزل وتصلي في المسجدين الشريفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:43]ـ
والمرأة أيضًا لها بعض الفضائل:
فمثلاً صلاة العشاء، الوقت المستحب لصلاة العشاء نصف الليل كما قال صلي الله عليه وسلم: (لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء إلى نصف الليل) وفي ذات مرة ترك النبي صلي الله عليه وسلم الصلاة والنساء والصبيان والرجال في المسجد ينتظرون أن يصلوا العشاء فتركهم حتى جاءه جاءٍ فقال يا رسول الله نام الصبيان ونام الرجال في المسجد فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وقال: إنه للوقت أي نصف الليل، أي هو الوقت المستحب لصلاة العشاء، (إنه للوقت لولا أن أشق على أمتي).
الرجال لا يستطيعون تأخير الصلاة كل على حده ويترك الرجل الجماعة في المنزل ويقول أنا سوف أصليها في نصف الليل لأن هذا وقتها المستحب فنقول له لا،.
متى يؤخر الرجال الصلاة إلى نصف الليل؟
إذا أخر المسجد كله، أهل الحي جميعًا اتفقوا على أن يصلوا العشاء في منتصف الليل، فإن فعلوا ذلك كان هذا هو الوقت المستحب وإن لم يفعلوا ذلك كما هو في زماننا وعصرنا فحينئذٍ الصلاة على وقتها.
أما المرأة فلأن الجماعة ليست واجبة في حقها فتستطيع أن تتدين بهذا أنها تؤخر العشاء عامدة قاصدة أن تصليها نصف الليل بشرط لا تأتي نصف ولا تستطيع أن تقف على قدمها فتخطف الصلاة أو لأنها ليست متعودة أن تؤخرها إلى نصف الليل فتنساها، فإذا كان الأمر كذلك فحينئذٍ لا تؤخر المرأة الصلاة إلى منتصف الليل بل تصليها على وقتها لما جاء من حديث بن مسعود وغيره أن النبي صلي الله عليه وسلم سئل عن أحب الأعمال إلى الله قال: (الصلاة على وقتها) وفي لفظ (الصلاة في أول وقتها).
والكلام على ثواب الأعمال وسنتكلم عن الصيام وعن الجهاد ونتكلم عن الزكاة، كل طائفة من هذه العبادات سنأخذ إن شاء الله تبارك وتعالى منها بعض النصوص.
الإجابة عن الأسئلة
س: من هي السيدة التي أسري بالرسول صلي الله عليه وسلم من بيتها؟
ج: السيدة هي أم هانئ.
س: ما حكم النساء اللاتي يتصلن بالمشايخ على القنوات وتقول للشيخ أحبك في الله؟
ج: هذا الأمر أنا أنكرته عدة مرات، وقلت أن هذا لا يجوز للمرأة أبدًا أن تقول هذا للرجل مطلقًا وهذا باب فتنة وينبغي لكل شيخ تتصل به امرأة فتقول له هذه العبارة أن يزجرها وأن يتكلم بكلام واضح فصل أن هذا لا يجوز وأنا قد سمعت بعض المشايخ نبهوا على هذا ونسال الله عز وجل أن يهدوا أخواتنا، فهذه المسألة لم نعهدها عند السلف ولا عند الخلف.
س: هل المرأة تخرج إلى المسجد لصلاة الجمعة أم تصلى الظهر في بيتها؟
ج: أنا قلت أنه يجوز للمرأة أن تخرج لصلاة الجمعة وتدرك هذا الثواب وأيضًا لتجدد إيمانها ن لأن المرأة محبوسة في البيت، مشاكل الأولاد والخدمة المستمرة وعدم الزيارات المتبادلة مع الأخوات الفاضلات، لأن جلسات النساء عمومًا يغلب عليها الثرثرة والنميمة، قل ما تجلس مجموعة من النساء يتذاكرن أمور دينهن أو يذكرن الله تبارك وتعالي، وحتى لو فعلن شيئًا من هذا ترى أيضًا خلطوا المسألة بالغيبة والنميمة وغير ذلك.
فالمرأة تحتاج إلى شحن قلبها بالإيمان ولا يكون هذا إلا إذا ذهبت إلى المسجد واستمعت إلى كلام الله تبارك وتعالى وإلى وعظ أهل العلم وإلى تجديد دينها وتجديد قلبها في الخطبة، فضلاً عن هذا الأجر العظيم الجزيل، فنقول للأزواج أن يتركوا النساء يذهبن إلى المساجد لتحصيل هذه الفوائد التي ذكرناها.
س: هل يجوز الاقتراض من الصندوق الاجتماعي الذي يقوم بتمويل المشروعات الصغيرة؟
ج: هذا لا يجوز مطلقًا لأن هذا من الربا المحرم، ومسألة الفائدة قليلة أو كثيرة؟ لو فلس ممسوح خرج كفائدة فإن المعاملة تحرم كلها، ولذلك نقول بعض الناس يتصور وهو يضع أمواله في البنوك الربوية أنهم يغيروا له الفائدة فتصور أنه كان الإشكال هو من تثبيت الفائدة، الإشكال من العملية البنكية نفسها، المشكلة فيها، لكن تبديل الفائدة أو تغيريها تطلع مرة تنزل مرة كل هذا لا يدخل في الموضوع، فالعملية البنكية أصلاً ربوية ونحن نقول لهذا الأخ يتجنب هذه المسألة ويفتتح حياته بالربا وما مات مرابي بخير قط، أنا لا أعفها حتى اليوم، ما رأيت رجلاً تعامل بالربا إلا ومات مفلسًا، وأن الديون التي عليه استهلكت كل التركة، وأن الجماعة الورثة من خلفه هم الذين يتورطون في هذه المسألة، فاتقوا الله تبارك وتعالى وذروا ما بقي من الربا.
س: ما حكم الصلاة في المساجد التي بها قبور؟
ج: الصحيح أن الصلاة في المساجد التي بها قبور محرمة ولكن ليست باطلة فلو أن رجلاً صلى في مسجد فيه قبر فإن هذا لا يبطل صلاته لا نقول له أعد الصلاة مرة أخري، لكن يحرم عليه أن يصلى في هذه المساجد لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد ألا إني أنهاكم عن ذلك، ألا إني أنهاكم عن ذلك، ألا إني أنهاكم عن ذلك) قالت عائشة_ رضي الله عنها_ (فلولا ذاك أبرز قبره لكنه خشي أن يتخذ مسجدًا)
والإمام الشافعي رحمه الله يقول: لا يجتمع مسجد وقبر في دين الإسلام وأنت لو دخلت المساجد التي فيها قبور تجد ما يندى له الجبين حياءً، لعدم تجريد التوحيد لله تبارك وتعالى وهذا الكلام يعرفه كل من كان يذهب ثم تاب إلى الله تبارك وتعالي والله عز وجل يقول: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
س: ما رأيكم في كتيب مفاتيح الفرج وصحة ما في هذا الكتاب؟
ج: كناب فمفاتيح الفرج ملأن بالأحاديث الضعيفة والموضوعة وملأن بالسير التي لا تجوز ولذلك ننصح من عنده هذا الكتاب أن يتجنب القراءة فيه.
انتهي الدرس السابع ص282 في التفريغ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 09:33]ـ
الدرس الثامن من فك الوثاق كتاب الرقاق
(تابع باب (ما جاء في الصحة والفراغ و ألا عيش إلا عيش الآخرة) 2 ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=94313&scholar_id=32&series_id=5411)
فلا زلنا مع فك الوثاق لشرح كتاب الرقاق من صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري – رحمه الله تعالى – قال الإمام رحمه الله تعالى حدثنا المكي بن إبراهيم، قال أخبرنا عبد الله بن سعيد يعني ابن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة، والفراغ)
قال البخاري – رحمه الله – وقال عباس العنبري، حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، قال سمعت ابن عباس – رضي الله عنهما – مثله، أي بنفس المتن السابق الذي رواه المكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
وكنت ذكرت في مرة سابقة، أن الإسناد الثاني الذي رواه البخاري لهذا الحديث، معلق، وهو الإسناد الذي قال فيه البخاري: وقال عباس العنبري وهو عباس بن عبد العظيم العنبري وهو من أواسط شيوخ البخاري قلت: إن هذا الحديث معلق، وذكرت تعريف المعلق قبل ذلك، وهو ما المُعلق:سقط من مبدأ إسناده راوي أو اثنان أو ثلاثة أو الإسناد كله بشرط التوالي حتى يصل الإسناد إلى قائل المتن , قائل المتن هذا سواء كان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان الصحابي أو كان التابعي، المهم أن يكون آخر واسطة الإسناد التي قالت الكلام من الأعلى، وذكرنا قبل ذلك أن مبدأ الإسناد دائما يكون من أسفل، من عند البخاري، وأعلى الإسناد يكون من عند الصحابي وهكذا حتى لا يحصل نوع من الارتباك إذا ذكرنا بعض الأنواع الأخرى التي تشبه الحديث المعلق.
سألني كثيرون، ولا شك أن هذا السؤال يتردد في أذهان كثيرين ممن لم يسألوه أو ممن لم يستطيع الوصول إلي، الحديث المعلق الذي سقط من مبدأ إسناده راوي أو أكثر ضعيف , لأن المعلق ضد الاتصال.
الحديث الصحيح له شروط خمسة، كنت أريد أن أكتبها ولكن ما خطر ببالي أن أكتبها، فأنا سأذكرها ويا ليت الأخوة أو الأخوات الذين يتابعونني يكتبون شروط الحديث الصحيح، لا يحكم على حديث بالصحة إلا إذا استوفى شروطا خمسة: قبل أن تقول الكلمة البسيطة (إسناده صحيح) يجب أن يبذل الباحث مجهودا كبيرا مضنيا حتى يحكم على الحديث بالصحة يجب أن يتوفر في الإسناد خمسة شروط.
شروط الحديث الصحيح:
الشرط الأول: اتصال السند. الشرط الثاني: عدالة الرواة.
الشرط الثالث: ضبط الرواة. الشرط الرابع: عدم الشذوذ
الشرط الخامس: عدم العلة.
أعلم أن هذا الكلام مبهم بالنسبة لكثيرين لكن مع الوقت إن شاء الله سنوضح هذه المسألة، العلماء جمعوا هذه الشروط الخمسة في جملة، عندما يسأل أي إنسان اذكر لي شروط الحديث الصحيح؟ يقول الآتي والذي ذكره العلماء هو: ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ لا عله.
تعريف الحديث الصحيح: [ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة] أي إلى منتهى الإسناد ومنتهى الإسناد لا يشترط أن يكون مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بل إلى منتهاه سواء كان منتهاه هو الرسول عليه الصلاة والسلام أو كان الصحابي – رضي الله عنه – أو كان التابعي، إلى منتهى الإسناد وفقط، سواء كان مرفوعا أو مقطوعا أو موقوفا.
تعريف السيوطي للحديث الصحيح:
السيوطي – رحمه الله – عرف الحديث الصحيح في الألفية، وهي عبارة عن شعر، ذكر فيه علم الحديث كله، يقول:
حد الصحيحِ مسندٌ بوصلهِ
بنقل عدلٍ ضابطٍ عن مثلهِ
ولم يكن شاذاًً ولا معللا
حد الصحيحِ مسندٌ بوصلهِ (وهذا اتصال الإسناد) بنقل عدلٍ (عدالة الرواة) ضابطٍ (ضبط الرواة) عن مثله.
ولم يكن شذاً ولا معللا (أي لا يكون شاذا ولا معللا).
الذي يعنينا في هذه الحلقة هو أول شرط، نحن قلنا الشروط خمسة سنترك أربعة.
ونأخذ أول شرط، وهو اتصال السند.
(يُتْبَعُ)
(/)
طيب الحديث المعلق: نحن قلنا يسقط منه راوي في الأول، سيكون الإسناد متصل أم منقطع؟ إذا الإسناد صار منقطعا، كيف يكون صحيح البخاري الذي يقول العلماء فيه أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، وأن كل أحاديث صحيح البخاري صحيحة، كيف يكون فيه حديث معلق والحديث المعلق يكون ضعيفا؟ إذا على ذلك أن الناس الذين يدعون أن صحيح البخاري يوجد به أحاديث ضعيفة عندهم حق هذا على مقتضى التعريف الذي ذكرناه
فالإمام البخاري لماذا يعلق الحديث؟ وما هي أنواع التعليق في الصحيح؟ وهل التعاليق الموجودة في البخاري ضعيفة؟ هذه ثلاث أسئلة سنجيب عنها وستكون هي حصة المصطلح اليوم.
مثل ما قلت لكم في كل مرة سأذكر شيئا من القاعدة، لأني إذا أحببت أن أتكلم عن الحديث المعلق وأستوفي الحديث المعلق ممكن آخذ حلقة وحلقتين وثلاثة، وسنقلبها من أولها إلى آخرها مصطلح وهذه مسألة ثقيلة بالنسبة لكثير من الناس، وإن كان والحمد لله من المكالمات والرسائل التي تأتي تبشر بالخير الكبير وأن الجماهير مقبلة على علم الحديث، عندي امرأة من أرحامي وهي بصمجية يعني لا تعرف أي شيء في أي شيء مبسوطة جدا بعلم الحديث وتقول لي أنا فهمت ما ذا يعني الحديث المعلق، فأنا أعتبر هذه المرأة من أرحامي أعتبرها مقياسا لكل الناس، لأن آخر شيء كان يخطر على بالي أن هذه المرأة وأمثالها الذين لا يعرفون شيئا في علم الحديث يمكن أن تفهم علم الحديث، والحمد لله رب العالمين على ما وفق وسدد.
نحن عندنا ثلاثة أسئلة: سنتكلم في هذه المرة عن المعلق عند البخاري فقط قبل ذلك تكلمنا عن المعلق عموما وبصفة عامة،.
سنتكلم هذه المرة عن المعلق عند البخاري، وهذا مفتاح من مفاتيح فهم كتاب صحيح البخاري – رحمة الله عليه –.
الإمام البخاري أولا لماذا يعلق؟ لماذا يحذف بعض الإسناد وأنواع الحذف عند البخاري ما شكلها؟
لماذا يعلق البخاري؟
الإمام البخاري – رحمه الله – عندما يعلق إنما يعلق عن شيوخه، وإما عن شيوخ شيوخه، وإما عن شيوخ، شيوخ. شيوخه، وإما عن التابعي وإما عن الصحابي، وأحيانا يحذف الصحابي.
المراد بتغليق التعليق عند الحافظ بن حجر العسقلاني.
الحافظ بن حجر العسقلاني إمام الحديث في زمانه، وحافظ القرن في هذا الوقت، له كتاب اسمه [تغليق التعليق] ونحن سننظر إلى السبورة لنعرف ماهو تغليق التعلق، الآن عندنا هذا سند، هذا البخاري، [ثم هنا الواسطة] محذوفة عند البخاري، ويروي البخاري الحديث معلقا عن الليث بن سعد
عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة، روى بهذا الإسناد المعلق عدة أحاديث سنذكر بعضها الآن، نحن مثلنا لكل طبقة من طبقات الإسناد بمسافة معينة،مغلقة ولذلك أنا مخطط عليها ومسودها حتى تظهر ما معنى مغلقة؟ أي ممتلئة، يوجد بها راوي، هذه الطبقة يوجد بها أبو هريرة، وهذه فيها الأعرج، وهذه فيها جعفر بن ربيعة وهذه فيها الليث بن سعد ووضعت أمامها نفس العمود ولكن أبيض من الداخل، لماذا أبيض من الداخل؟ لأننا لو حذفنا، هذا البخاري، شيخ البخاري غير موجود فيكون محذوف، سيتبقى الليث بن سعد، هذا هو، وجعفر بن ربيعة والليث بن سعد وأبو هريرة، من سنحذف اسمه، نسميه تبيض لمكانه، حذفنا الليث بن سعد وبيضنا مكانه، وحذفنا جعفر بن ربيعة وبيضنا مكانه، حذفنا الأعرج من الإسناد، نحن قلنا الحديث المعلق أننا نحذف من أول الإسناد، نحذف الواسطة شيخ البخاري، وشيخ شيخة ونظل نحذف ونحذف، كل ما نحذف راوي سنبيض مكانه، وهذا الأعرج إذا هذا معلق أم لا؟ معلق، ويمكننا أن نحذف أيضا الصحابي، ويصبح بذلك بدون إسناد، إذا البخاري ماذا سيقول؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحافظ بن حجر جعل هذه المعلقات، التي هي البياضات، فغلقها،
ما معنى غلقها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني جاء بالرواة ووضعهم مرة أخرى، غلقها أي ملئها، إذا هذا اسمه بياض، فغلق الحافظ المسافات البيضاء، فغلقه، فأصبح الإسناد مذكورا بعد أن كان غير مذكور، هذا كله اسمه معلق، مباشرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أين الإسناد؟ الحديث لم يطر في الهواء لكي يصل إلي يجب أن يكون يوجد وسائط، الوسائط هي هذه قال لك غلقنا هذه البياضات كلها مرة أخرى، ومعنى التغليق أننا أرجعنا الإسناد الذي تراه وقد ظللنا عليه بالسواد.
الحافظ بن حجر العسقلاني له كتاب اسمه تغليق التعليق، كل معلقات البخاري التي حذف البخاري جزءا من الإسناد، سواء كان عن شيخه أو عن شيخ شيخه فصاعدا، الحافظ بن حجر جاء بالأسانيد التي حذفها البخاري، مما يدل على أن الأسانيد موجودة،.
إذا لماذا يعلق البخاري؟
ما اسم كتاب البخاري، اسمه الجامع الصحيح المختصر، فالبخاري أراد ألا يعظم حجم الكتاب، لأن كل معلقات البخاري لو وصلها البخاري لجاء منها مجلد على الأقل، لأن البخاري المواضع التي علق فيها 1341موضعا في الصحيح، بخلاف مسلم، المعلقات في صحيح مسلم 14 موضعا فقط قد تزيد موضعا أو موضعين، يعني أقصى رقم لمعلقات مسلم 16 موضعا فقط، البخاري 1341 موضعا علق البخاري فيه المتون، أو علق الأسانيد فحتى يقول البخاري حدثنا فلان عن فلان عن فلان سيطول الكتاب، فأراد البخاري ألا يعظم حجم الكتاب، فجعل المعلقات، وجعل هذه المواضع واختصر بعض إسنادها، ويوجد أسباب أخرى جعلت البخاري يعلق ولكني لا أريد أن أضعها مرة واحدة حتى لا تنسى أو تمل مني، ولأنك ستجد في هذا الكتاب معلقات كثيرة للإمام البخاري، فكل ما يأتي المعلق نذكر بالحديث المعلق ونضيف معلومة جديدة، فأنت بذلك لن تمل، وفي نفس الوقت تستطيع أن تستوعب كل ما يقال عن الأحاديث المعلقة.
البخاري إما يعلق عن شيخه:
مثل الحديث الذي نشرحه الآن، حديث: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ " روى الحديث أولا بإسناد موصول، وهو: قال حدثنا المكي بن إبراهيم، قال أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، ... " الحديث.
بعد هذا الإسناد الموصول. قال: وقال عباس العنبري، وقلنا أن عباس العنبري من أواسط شيوخ البخاري، (قد يأتينا سائل ويقول لماذا لم يقل البخاري [حدثنا] عباس عوضاً عن [قال]، مع أن عباس العنبري من شيوخه ماذا سيحدث إذا قال ذلك، لأنها كلمة مكان كلمة، وهذا ينقض كلامك بقولك أن البخاري يعلق حتى لا يعظم حجم الكتاب فنريد أن نفهم السبب في تعليق البخاري لشيوخه؟)
في الحقيقة أنا أتيت بثلاث أسانيد على سبيل المثال:
الإسناد الأول: وهو إسناد الحديث الذي نشرحه، وقال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما.
الحديث الثاني: الإمام البخاري – رحمة الله عليه – رواه في ثلاثة مواضع 1 - رواه في كتاب الزكاة،2 - ورواه في كتاب صفة إبليس، 3 - ورواه في كتاب فضائل القرآن.
وهو: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو ثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وساق حديث الجني.
عن أبي هريرة (قال وكلني رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بحفظ زكاة رمضان فأتاني آتٍ فجعل يحثو الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال إني محتاج وعندي عيال وبي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله فقال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال دعني فإني محتاجٌ وعندي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلت يا رسول الله شكا حاجة ً وعيالاً فرحمته فخليت سبيله فقال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ هذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم أنك
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تعود ثم تعود فقال دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت بلا قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو) فإنك إن قرأتها لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) البقرة وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح وكان أحرص شيءٍ على الخير فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة قال لا قال ذاك الشيطان) هذا الحديث رواه الإمام البخاري في ثلاث مواضع كما تقدم، وفي الثلاث مواضع يقول: وقال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، كما قلت لكم.
الموضع الثالث الذي اخترته لكم: قال فيه البخاري، وقال هشام بن عمار [ثنا] (وهي اختصار حدثنا عند المحدثين) صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن يزيد يعني ابن جابر ثنا عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غن عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق الحديث المشهور في تحريم الموسيقى وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر [يعني الزنا] والحرير والخمر والمعازف "
الشيوخ الثلاثة الذين علق عنهم البخاري، هؤلاء من مشايخ البخاري عباس العنبري، وعثمان بن هيثم، وهشام بن عمار، من مشايخ البخاري طيب الإمام البخاري بدل أنه كتب قال، قال، قال، كان يقول حدثنا حدثنا حدثنا، ويصبح الإسناد موصول وننتهي من هذه القصة.
فلماذا يعلق البخاري عن شيوخه؟
يعلق البخاري عن شيوخه لثلاثة أسباب: انتبه لهذا الكلام الغالي لأن بعض الناس الجهلة الذين لا يعرفون أن يقرءوا إسنادا في صحيح البخاري ويعترضون على الصحيح ويقولون أن به أحاديث موضوعة ومكذوبة وهو لا يعرف أن يقرأ إسناد ولا متن فضلا عن أنه يفهم، في كل مرة سنعطيكم مفتاح من مفاتيح البخاري
البخاري إذا علق الإسناد عن شيوخه يعلق لثلاثة أسباب:
السبب الأول: إما أنه لم يسمعه من شيخه.
السبب الثاني: وإما أنه سمعه من شيخه وشك فيه.
السبب الثالث: وإما أنه سمعه من شيخه في المذاكرة فما أحب أن يسوقه مساق الأصل (كأنه جالس في مجلس تحديث وشيخه يقول حدثنا فلان عن فلان وهو يتلقى عن شيخه، لا، هو جالس مع شيخه وهم يتذاكروا ويتناظروا فيمكن أن يقول شيخه هذا الحديث فيأخذه من شيخه في المذاكرة لم يأخذه في حلقة التحديث)
اعتراض يورده الفاهمون لعلم الحديث.
وقد يعترض البعض ويقول: إذا كان البخاري لم يسمع ذلك من شيخه ورواه عنه فهو مدلس، فهل أنت تتهم البخاري بالتدليس؟
أقول لا، وحاشا البخاري، صحيح أن التدليس لا يقدح في الراوي وإنما يقدح في الرواية، ويمكن بذلك أن يقولوا عن أناس كبار بأنه مدلس مثل الحسن البصري، ومن العلماء من يقول أن الحسن البصري مدلس!! الإمام الورع الزاهد العابد مدلس!!
ولذلك نقول التدليس يقدح في الرواية ولا يقدح في الراوي.
انتبه لهذا الكلام، ولذلك نقول البخاري ليس مدلس، وسنتكلم عنها إن شاء الله فيما بعد ولكني لا أريد الإكثار من حصة المصطلح.
إذا البخاري – رحمة الله علية – لم تكن عنده القصة في كلمة حدثنا أو أنه يحذف قال ويكتب حدثنا، إذا فهذا النوع من معلقات البخاري لا يدخل في الكلام السابق وهو أن البخاري أراد ألا يعظم حجم الكتاب، لا.
إنما الذي يدخل في هذا الكلام السند الذي في أسفل، وقد روى البخاري السند المعلق هذا في أكثر من موضع في الصحيح.
وقد اخترت لكم موضعين انظر البخاري ذكر هذا الحديث في كم موضع في كتاب الزكاة وكتاب البيوع وكتاب الكفالة والاستقراض واللقطة والشروط والاستئذان، روى البخاري هذا الحديث في سبعة مواضع من صحيحة، لأن كل موضع في كتابه يورد البخاري فيه هذا الحديث، فائدة فقهية تختلف عن الفائدة الأخرى
وهذا الحديث يقول فيه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الليث، [وهو ابن سعد المصري إمام المصريين كما كان الإمام مالك إمام المدينة] قال حدثني جعفر بن ربيعة عن الأعرج، [والأعرج هذا لقب واسمه عبد الرحمن بن هرمز] عن أبي هريرة رضي الله عنه، وساق بهذا الإسناد حديث الخشبة وأعتقد أن الكثيرين يعرفونه ولكن لا بأس أن أذكر به سريعا: وهو عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفى بالله شهيداً قال فائتني بالكفيل قال كفى بالله كفيلاً قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبه يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً فاتخذ خشبة ً فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة ً منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال اللهم إنك تعلم أني تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلاً فقلت كفى بالله كفيلاً فرضي بك وسألني شهيداً فقلت كفى بالله شهيداً فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني استودعتكها فرمى بها في البحر حتى ولجت ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي أسلفه ينظر لعل مركباً قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذه لأهله حطباً فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه وأتى بالألف الدينار فقال والله ما زلت جاداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه فقال هل كنت بعثت إلى بشيءٍ قال أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثته في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشداً)
في صحيح ابن حبان يقول أبو هريرة رضي الله عنه: لقد رأيتنا نتماري و تتعالى أصواتنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما آمن من صاحبة أيهما أشد إيمانا من صاحبة يعني الذي وضع المال في البحر وجعل الله كفيلا ووكيلا أم الذي لم يجحد المال وقال أنه لم يصله شيء.
بهذا الإسناد روى البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث.
الإسناد الثاني أو الحديث الثاني:الذي رواه البخاري بهذا الإسناد وهو الذي رواه في كتاب العمل في الصلاة، ورواه عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة وذكر قصة جريج، ولن أذكرها لأننا نعرفها جميعا
ولكن هل البخاري أدرك الليث بن سعد؟
نقول لا لم يدرك الليث بن سعد وإنما يروي عن الليث بواسطة، البخاري له شيوخ أوصلوه إلى الليث مثل عبد الله بن صالح كاتب الليث، وأيضا آدم بن أبي إياس عن أحمد بن عبد الله بن يونس، وأيضا قتيبة بن سعيد وأيضا عامر بن خالد الحراني وأناس آخرون، كل هؤلاء من مشايخ البخاري ومن تلامذة الليث، وحتى يصل البخاري لليث مرة يقول حدثنا عبد الله بن يوسف التنييسي وهو يروي عنه كثيرا أكثر من أوصل البخاري إلى الليث، وعندنا قتيبة بن سعيد وأبو رجاء البغلني وعامر بن خالد،
البخاري يقول عن أي واحد منهم مثلا يقول حدثنا عامر بن خالد حدثنا الليث وهكذا، إذا البخاري يصل إلى الليث براوي واحد وهو شيخه. فالبخاري لم يدرك الليث فمثل هذا، أو ممكن البخاري أن يفعل شيئا آخر. وهو أنه يحذف شيخه ويذكر الذي قبله أو يحذفه أيضا حتى يصل إلى الصحابي، لأنه لو قال كل لإسناد كما هو لأخذ مجلد كامل على الأقل.
إذا فالحامل عند البخاري للتعليق ليس عن شيوخه لأننا ذكرنا البحث عن شيوخه، في غير شيوخ البخاري، في شيوخ شيوخه فصاعدا، فالبخاري لماذا يعلق؟ حتى لا يعظم حجم الكتاب.
نعود إلى السؤال: اتفقنا أن الحديث المعلق ضعيف لماذا؟
لأن فيه قادح لأول شرط من شروط الصحة وهو اتصال السند، الحديث المعلق غير متصل السند، فالمفترض أن نقول عنه ضعيف، أقول لك: لا لأن الإسناد معروف، ونحن نعلم أن البخاري حذف الإسناد عمداً، وحتى تعرف هذا الإسناد ضعيف أو غير ضعيف، لا تقول لي محذوف منه الواسطة لأننا نعلم الواسطة.
فمثلا حديث الخشبة في كتاب البيوع الذي قال فيه البخاري: حدثني عبد الله بن صالح قال حدثني الليث، فهذا موصول عن البخاري
وفي حديث جريج أيضا أبو بكر الإسماعيلي في كتاب المستخرج وصل هذا الحديث عن عاصم بن علي، قال حدثنا الليث، فكل معلقات البخاري موصولة خارج البخاري.
ولذلك كتاب تغليق التعليق للإمام الحافظ بن حجر قصد به أن يرد على هذه الفرية: هل يتصور أحد أنه بما أن الإسناد غير موجود بأن الحديث ضعيف؟ لا، وصل كل هذه المعلقات بالأسانيد، كتاب تغليق التعليق منشور في خمسة مجلدات للحافظ بن حجر رحمة الله عليه،سنفترض أن الواسطة غير موجودة.
فهل كتاب البخاري يوجد فيه أحاديث ضعيفة،؟
نقول نرجع لعنوان الكتاب، ما هو العنوان: الجامع الصحيح المسند، إذا أردت أن تحاكم البخاري، تحاكمه في الأحاديث المسندة فقط. واحذر من أن تحاكمه في الأحاديث المعلقة لأن الأحاديث المعلقة ليست من شرط الكتاب، لأنه اشترط وقال (المسند).
إذا ما يسأل البخاري عنه ونناقشه فيه ما أورده بإسناده المتصل، أما ما لم يورده بإسناده المتصل فليس من موضوع الكتاب،.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 09:36]ـ
ولذلك قلت قبل ذلك عندما يكون البخاري روى الحديث، انظر إلى الحديث الذي نشرحه وقال عباس العنبري إذا أحببت أن تخرج هذه الرواية من صحيح البخاري احذر من أن تقول رواه البخاري وتسكت بل لا بد أن تقول رواه البخاري معلقا، إذا الأحاديث المعلقة يجب أن تصفها وأنت تخرج، لأنه عند العلماء إذا قلت رواه البخاري وسكت فمعناه رواه البخاري مسندا في حين أنه رواه معلقا فيقول لك العلماء أنت أخطأت في التخريج لأن معلقات البخاري ليست هي صحيح البخاري
صحيح البخاري: هي الأحاديث المسندة، التي قال فيها حدثني فلان عن فلان عن فلان، موصولة من أول البخاري إلى منتهى الإسناد، إنما المعلقات ليست من شرط البخاري.
فلو فرضنا أن أحد الأحاديث المعلقة بها أسانيد ضعيفة فعلا، فلا يأتي إنسان ويقول يوجد في صحيح البخاري أحاديث ضعيفة، لماذا؟ لأن المعلقات ليست من شرط البخاري.
ذكرت في المرة الماضية أنني حاولت أن أذكر بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها اغتنام العمر وتكثير الحسنات بقدر المستطاع وحاولت أن أرتب الأحاديث على بعض أبواب الفقه حتى تكون أيسر في الحفظ وفي التذكر وكنت ذكرت في المرة الماضية شيئا عن الصلاة وعن أهمية الصلاة وكيف تكثر الحسنات بالعمل القليل وسنذكر اليوم إن شاء الله
بعض النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي فيها اغتنام العمر:
مثل ما قلت في المرة الماضية وحتى يسمعه من لم يسمعه ويتذكره الناسي حتى يكون كلامنا موصول أن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا بارزا، يقول الصحابي يارسول الله ما أحب العمل إلى الله، لماذا لأنه إذا حدث تزاحم في الأعمال الفاضلة يختار العمل الذي يفيد أكثر ثم إن الإنسان قد يقدر على عمل من البر ولا يقدر على آخر
مثلا الصيام: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صام يوما في سبيل الله إلا باعد الله بينه وبين النار سبعين خندقا) فهذا أجر عظيم جدا فهذا يغري كثيرين بالصيام، ولكن هناك من لا يستطيع الصيام، إذا صام يظل نائما طوال النهار لا يستطيع أن يصلي ولا أن يقرأ قرآن، ولا يستطيع فعل حسنات كل هذه أعمال كثيرة فاضلة في مقابل عمل فاضل، في هذه الحالة أقول لك أترك الصيام واعمل الأكثر الصحابة كان يفعلون ذلك
وقد طبق هذا أحد الصحابة الكبار من الطبقة الأولى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وقد روى هذا الإسناد الطبراني في معجمه الكبير بإسناد صحيح (أن عبد الله بن مسعود ما كان يصوم إلا لماماَ لماماً) [كل فترة وفترة عندما يصوم،] قال: (إني أضعف عن الصيام، والصلاة وقراءة القرآن أحب إلي)، فانظر هذا رجل رباه النبي صلى الله عليه وسلم، الأعمار قصيرة وقليلة، ويريد أن يستكثر من الحسنات، فينظر يضع الصيام في مقابل الصلاة وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة الملهوف مثلا، أو الجري على قوت الأولاد، أو العمل الذي يعمله الإنسان حتى يطعم الأفواه الجائعة عندما أضع هذه الأعمال الثلاثة أو الأربعة مقابل الصيام، لا، أهل الفقه وأهل النظر لا يضيعون كل هذا من أجل الصيام، الصيام خير صحيح ولكن كل عمل من هذه الأعمال قد تضاهي الصيام وقد تغلب على الصيام
مثل الصلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر الذي رواه مسلم في صحيحه قال عليه الصلاة والسلام (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة [السلامى هي المفاصل] وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال أنها ثلاثمائة وستون مفصلا) في جسد ابن آدم ينبغي أن تبذل صدقة كل يوم عن كل مفصل، تخيل إذا توقف مفصل من هؤلاء كيف ستكون حياتك، الأصابع مثلا كلها مفاصل تخيل أنها أصبحت شيئا واحدا أو كل المفاصل وقفت كيف ستكون حياتك ستقف أو سيقف العضو ذلك عن العمل فحتى تشكر الله سبحانه وتعالى بأنك إذا قمت من نومك تستطيع تحريك يديك ورجليك الحمد لله فلا بد من أن تدفع صدقة، هناك إنسان ينام ويقوم مشلول لا يتحرك، وكونك تقوم وتتحرك هذه عبارة عن ملايين الجنيهات مختزنة في هذه الصحة، لو أي عضو من هذه الأعضاء أصابه عطب وأنت من أصحاب الملايين ستدفع هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الملايين لترجع هذا العصب أو ترجع هذا المفصل مرة أخرى مطلوب أن تبذل صدقة، انظر ماذا قال النبي _صلى الله عليه وسلم،_شيء بسيط جدا ولكنه يحتاج إلى شخص منتبه وليس غافل ناسي الذكر ومشغول بالدنيا قال (كل تسبيحة صدقة، وكل تحميده صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزيك عن كل ذلك ركعتان أو ركعتا الضحى " لو صلى ركعتي الضحى يجزئه عن كل ذلك.
بداية وقت صلاة الضحى ونهايتها.
بدايتها: تبدأ بعد شروق الشمس بنحو ثلث الساعة عندما تكون الشمس قدر رمح في السماء وترسل أشعتها وتظهر ..
عددها: من ركعتين إلى ثمان ركعات.
نهاية وقتها: إلى قبل الظهر بنحو ساعة إلا ربع أو نصف ساعة قبل الزوال لأن الصلاة في هذا الوقت ممنوعة حتى يؤذن الظهر.
المراد بصلاة الأوابين ..
1 - قال بعض العلماء: بأنها صلاة الضحى2 - وقال آخرون: بأنها لا ليست صلاة الضحى إنما هي صلاة مخصوصة اسمها صلاة الأوابين
صلاة الأوابين حديثها أيضا رواه الإمام مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال _صلى الله عليه وسلم: (صلاة الأوابين حين تَرمَض الفصال) [والفصيل] هو ابن الناقة التي فصل عنها لم يعد يرضع لبن، مثل ابن آدم قال الله عنه (وحمله وفصاله) يعني عن ثدي أمه (ثلاثون شهرا) إذا
القعود الصغير (الجمل الصغير) الذي كان يرضع من أمه ثم فصل هذا اسمه فصيل جمعه فصال.
بداية صلاة الأوابين:
(حين ترمَض الفصال) [ترمض مأخوذة من الرمضاء وهي شدة الحر] الصحراء وهي المليئة بالرمل الشمس عندما ترسل أشعتها القوية إلى الأرض تصبح الأرض كأنها كتلة من اللهب، لا يستطيع أحد وضع يده على الرمل في هذا الوقت، البعير الصغير الذي فصل عن أمه حديثا لايستطيع تحمل الحرارة.
وقتها: تقريبا في حدود الساعة التاسعة إلى العاشرة.
سبب تسميتها بهذا الاسم: قيل لأنه في هذا الوقت أغلب الناس منشغلين بالمعاش. فقل َ من يُثبت لله عبادة في هذا الوقت.
إذا فيمكن أن أصلي صلاة الضحى في مثل هذا الوقت، إذا كانت صلاة الضُحي هي صلاة الأوابين علي قول بعض العلماء تكون في وقت فاضل وإذا لم تكن الضحى فأكون بذلك أدركت وقتاً فاضلاً على قول أيضا بعض أهل العلم.
فانظر كل مفصل من المفاصل مطلوب صدقة، تقول سبحان الله ثلاثمائة وستون تسبيحه، و ثلاثمائة وستون تهليله، فقد أديت ما عليك، إذا لم تفعل ذلك، فركعتان من الضحى تجزئان عن كل ذلك، فهذا اختصار للعمر فالإنسان اليقظ المنتبه هو الذي يستفيد من هذه المسألة.
كذلك مثلا قراءة القرآن: النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله "
في المرة الماضية ذكرت لكم عنوان وتركته حتى يأتي وقته
س: لو أن رجلا قرأ القرآن ما بين الدفتين هل يستوي مع من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات،؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله)
هناك حديث آخر يمكن أن يعمل لك إشكال في ذهنك، وهو قوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن مسعود وغيره (اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون بتلاوته، لا أقول لكم ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) فأنت إذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم فهذه مائة وتسعون حسنه إذا قرأت القرآن من أوله إلى آخره فستخرج بألوف من الحسنات لو قرأت قل هو الله أحد بقدر الحروف ستأخذ بكل حرف حسنة، فهل استوي الطرفان؟، لا لم يستويا، من قرأ القرآن من أوله إلى آخره أفضل ممن قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات.
تفسير اللغز:
نريد تفسير لهذا اللغز كيف يكون من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، مع أنه لا يستوي مع من قرأ القرآن كله فعلا؟
مثالين للتوضيح:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي من حديث أنس بن مالك وحسنه (من صلى الغداة في جماعة [يعني صلاة الفجر] ثم جلس يذكر الله تبارك وتعالى حتى تشرق الشمس فصلى ركعتين، كان له أجر حجة وعمرة تامتين تامتين تامتين)
(يُتْبَعُ)
(/)
هل من صلي ركعتين وجلس في مصلاه ولم يأخذ هذا الوقت منه ساعة وأخذ أجر حجة، هل يستوي مع رجل أنفق الألوف من الأموال، وذهب إلى المشاعر هناك وغاب خمسة أيام يحج، في الزحام والشمس والطواف والرجم وغيرة،، هل يستوي الاثنين. الحديث يقول نعم له أجر حجة وعمرة، مع أنك ترى بهذا العرض أنه لم يستووا مع بعض.
مثال ثالث وأخير:
قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان وأتبعه بستٍ من شوال فكأنما صام الدهر كله) أي صام ستة وثلاثين يوما، هل يستوي هذا مع رجل صام الدهر كله ماعدا يومي العيد؟ لا يستوون.
حكم صيام الدهر:
صيام الدهر على رأي كثير من أهل العلم جائز أنه يصوم السنة كلها، وبما أنه أفطر يومي العيد فإنه لم يصم الدهر كله لأنه أفطر يومين،.
ما هو حل هذا اللغز؟
حل هذا اللغز عند أهل العلم في شيء يصفونه في كلمتين يقولون [الجزاء والإجزاء]
الإجزاء: القيام بالعمل يسقطه عنك، أجزئك فعلك.
مثال:لو أن رجلا وقف في الصلاة،قال الله أكبر ثم قرأ الفاتحة، ولم ينتبه لأي حرف من القراءة لا يتذكر شيئا، لسانه يتحرك ولكن قلبه لا يعرف ماذا يقول، ثم مثل الحركات الرياضية ركوع وسجود حركات فقط، ثم سلم.
هل أجزأته صلاته أم هي باطلة تلزمه الإعادة؟
أجزأته صلاته طالما أنه توضأ، استقبل القبلة وأتى بالأركان والشروط والواجبات.
أجزأته: بمعنى [أنه لا يلزمه أن يعيد العمل]. ولكن ليس له جزاء.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) لا نلزمه بإعادة اليوم, لأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما تكلم عن الاجزاء إنما تكلم عن الجزاء.
[إذا الإجزاء: متعلق بالعمل والجزاء: متعلق بثواب العمل]
(من قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله)
هذا في باب الجزاء، وهو الثواب، وليس الاجزاء.
فمن قرأ [قل هو الله أحد ثلاث مرات] , لا يجزئه، عن قراءة المصحف كله هو في النهاية اسمه قرأ سورة واحدة ثلاث مرات، لكن لا يمكن أن يقول من قرأ ذلك مثل من قرأ البقرة وآل عمران والنساء و .. و ... و .... إلى نهاية المصحف، إذا فالرجل الذي قرأ القرآن من أوله إلى آخره أجزأه ذلك، أما الذي قرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات فهذا داخل في باب الجزاء وليس في باب الاجزاء.وهكذا حلت المشكلة ولا يوجد تنافر بين النصوص.
______________________________ ______
لماذا أقول ذلك؟
لأن بعض الذين لم يدرسوا أصول العلماء يقولون أن الأحاديث متعارضة فيقولون هذا لا يعجبني فيتركونه ويبقون على الآخر أو الاثنين يسقطوا وما أسهل أن يقول الجاهل كذب، أو أنه لا وجه له، أو أن ليس له معنى ما أسهل أن يقول الإنسان ذلك.
وما أصعب أن يجد من يوفق بين حديثين معنى في حديث ومعنى في حديث آخر، وهذا باب كبير عظيم في أصول الفقه اسمه باب التعارض والترجيح النصوص المتعارضة التي ظاهرها التعارض هل هي متعارضة لا يمكن الجنع بينها أم يمكن أن نجمع بينها وبين النصوص الأخرى بوجه من الوجوه المعتبرة بنص ثالث مثلا، أو بمعرفة سبب هذا النص لماذا قيل؟ أهذا محمول على الخصوص، أم هو محمول على عموم الأمة، كل هذه أمور.
[العلماء في باب التعارض والترجيح ذكروا مائة وجه وواحد إذا لم يصلح الوجه الأول للتوفيق فيكون الثاني إذا لم يكن الثاني فالثالث فالرابع فالخامس وحتى المائة وواحد]
هل هناك نصان صحيحان لا يلتقيان من مائة وجه وواحد هذا مستحيل يجب أن يكون هناك نص خطأ، نص وهم أو كذب أو خطأ لكن يستحيل أن يكون نصان صحيحان عند أهل العلم ويتعارضان من مائة وجه وواحد لم نرى ذلك أبدا حتى الآن، فنحن وفقنا ما بين الجزاء وما بين الإجزاء هكذا ظهرت الأمور معنا.
نأخذ مثلا في الذكر: كما في صحيح مسلم من حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أم المؤمنين (أنها جلست تذكر الله تبارك وتعالى بعد صلاة الصبح والنبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهي تذكر الله تبارك وتعالى ثم رجع إليها وقد تعالى النهار فلما رجع وجدها ما زالت جالسة في مكانها تذكر الله تبارك وتعالى فسألها أأنت على هذه الجلسة وهذه القعدة منذ خرجت قالت أجل يا رسول الله فقال لها عليه الصلاة والسلام لقد قلت بعدك كلمة تزن كل ما قلت) وهي جالسة من صلاة الصبح حتى تعالى النهار ساعتين أو ثلاث ساعات تذكر الله
(يُتْبَعُ)
(/)
تبارك وتعالى قال لها عليه الصلاة والسلام أنا عندما خرجت قلت كلمة واحدة بعدك تزن كل ما قلت نحن في أمس الحاجة لمعرفة هذه الكلمة حتى تغنينا عن كثير من هذا الوقت ويمكن أن أقول هذه الكلمة على مدار الثلاث ساعات إذا كانت جويرية رضي الله عنها ذكرت الله في هذه المدة ألف مرة إذا الجملة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم ستساوي ألف مرة وزيادة هذا في المرة الواحدة فإذا قلتها مرتين ستعدل ألفين مرة وزيادة فتصور أنك جالس ثلاث ساعات تقول هذه الجملة فهذا تكثير العمر وطبعا لا أحد على الإطلاق يعلم ما يحب الله عز وجل ويرضى عنه من الكلم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك أقول لك لا تترك الأذكار النبوية، أحيانا واحد مثلا يعجبه دعاء الصالحين فيجمع أدعية الصالحين من الكتب ويقوله طيب أنا أسأل سؤال مع أن هذا الدعاء جميل ولكن من أدراك أنه أحب الكلام إلى الله؟ طالما أننا قلنا في بداية الكلام أننا نريد أحب وليس حبيب طالما المسألة مسألة استثمار عمر فنقدم الأحب على الحبيب، لأن الأحب أعلى، فإذا قال إنسان يا رب نجحني فهذا كلام جميل ولكن يمكن أن يكون هناك جملة تغني عن هذا المعنى ولكن في كلامك النبي عليه الصلاة والسلام فإذا أنت قلتها ضمنت مائة بالمائة أن هذا الكلام حبيب إلى الله أو هو أحب الكلام إلى الله، لأنه قاله الرسول عليه الصلاة والسلام وهو لا يتخير من الكلام إلا ما هو الأحب إلى الله عز وجل فأنت بذلك ضمنت بعدم خروجك عن الأذكار النبوية بأنك لم تخرج عن أحب الكلام إلى الله تعالى لأنه مذكور على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا الجملة التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم لجويرية بنت الحارث قال لها أنها لو وزنت بكل الكلام الذي قلتيه لوزنتهن، هي (سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ.) لم تترك ذرة في هذا الكون، اجلس سبح هل ستسبح عدد رمال البحار؟ لا يمكن ذلك،هل ستسبح عدد كواكب السماء؟ لا يمكن ذلك.سأخرج أقول حديث وسأرجع مرة أخرى.
يوجد هناك استثمار فيه كثير من الثواب بكلمة واحدة: كما في حديث رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى في كتاب العلم بسند صحيح (أن رجلا أتى زيد ابن ثابت الأنصاري رضي الله عنه فسأله عن مسألة فقال له زيد: عليك بأبي هريرة فسأله الرجل لم؟ فحكى له الحكاية الآتية قال فإنه بينما أنا و أبو هريرة و فلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى و نذكر ربنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جلس إلينا قال: فجلس و سكتنا فقال عودوا للذي كنتم فيه قال زيد فدعوت أنا و صاحبي قبل أبي هريرة و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤمن على دعائنا قال: ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل الذي سألك صاحباي هذان و أسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: آمين فقلنا يا رسول الله و نحن نسأل الله علما لا ينسى فقال: سبقكما بها الدوسي) فصار حفظ العلم من خصائص أبي هريرة.
ونقول للجماعة الغلمان الصبيان الذين يسبون أبو هريرة نحن نقذف بهذه النصوص في وجوه هؤلاء هذا مما تفرد به أبو هريرة والإسناد صحيح كالمسمار في الساج، وصححه أئمة الحديث الذين عليهم المعول، وهناك أحاديث أخرى في حق أبي هريرة تدل على اختصاصه بذلك في الصحيحين وغيرهما.
من الأدعية الجامعة أيضاً: دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (اللهم إني أسألك من كل خير سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأستعيذ بك من كل شر استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم) هل تركت شيئا، كل خير سأله النبي صلى الله عليه وسلم رب العالمين، لو أحببت أن تأتي به ستجده فاتك، وكل شر استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم، ستجده كذلك، وهذا في جملتين، لخصوا لك كل الأذكار، فأنت إذا تزاحمت عليك الأمور وليس وقت لديك فلا تخلوا من أن تدعوا بالدعاء الجامع، مثل الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه لجويرية رضي الله عنها وعلمه الأمة أيضا، قال: (سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ) أي
(يُتْبَعُ)
(/)
سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ:كأنني أقول إنني أسبح الله عز وجل، عدد خلقه من الإنس والجن والطير والحشرات والهوام والكواكب والبحار والرمال والجبال، كل هذه مخلوقات لله عز وجل، [كأنما قلت أنا أسبح الله بعدد ما خلق،] وهذه مسألة غير مطاقة ولا مستطاعه، أنت جئت بها بكلمة لما تبعت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ: هل يستطيع أحد أن يزن رضا الله عز وجل.
سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ: هل تعرف ما هو العرش؟ قال صلى الله عليه وسلم (السموات السبع والأرضون السبع بجانب العرش كحلقة في فلاة).
[فلاة] صحراء، الصحراء التي لا منتهى لآخرها، السموات السبع والأرضون السبع بجانب العرش كحلقة في فلاة شاسعة الأطراف إذا كيف يكون هذا العرش، الذي امتدح الله عز وجل نفسه بأنه استوي عليه (الرحمن على العرش استوي) أي علا وارتفع، تبارك وتعالى.
مايبين عظمة الصحابة:
الرسول عليه الصلاة والسلام لما مات سعد بن معاذ، قال (اهتز العرش لموت سعد) هذا العرش الذي لا يعرف كنهه إلا الله تبارك وتعالى، من العظمة والجلال، هذا العرش العظيم يهتز لموت عبد يمشي على الأرض بقدميه، كم وزن هذا العبد؟ فسبحان من لا يعرف أقدار خلقه إلا هو وهذا فرد من هذه الأمة المجيدة العظيمة.
هنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ: ما هو مداد كلماته، يقول الله عز وجل (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي)
بعض علماء البيان، أظهروا هنا بديعة من البدائع:
قالوا [كلمة] لها جمعان، جمع قلة وجمع كثرة، [جمع القلة كلمات]
[وجمع الكثرة كلم]، قالوا طالما أن الآية هنا فيها تكثير وأن كلمات الله عز وجل لا تنتهي، حتى لو أن هذا البحر مد بسبعة أبحر،مداد: يعني حبر، ما نفدت كلمات الله، قالوا الكلم هنا مقام تكثير لا تقليل، فهلا قيل ما نفد كلم الله، بدل كلمات الله، طالما أن كلمات جمع قلة وكلم جمع كثرة وهذا كلام علماء أهل البيان والبديع والنظر في المعاني، يأتوا به ثم يجاوبون عليه كسؤال وجواب،.
[قالوا إذا كان البحر وسبعة أبحر لا تفي لكلمات الله فما بالك بكلم الله] إذا كان جمع قلة وسبعة أبحر لا تكفيه فكيف إذا كان الكلم؟، فكلام الله لا منتهى له.
فأنت عندما تقول: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، فهذه الجملة كما قال النبي_ صلى الله عليه وسلم_وزنت ما قالت جويرية بنت الحارث رضي الله عنها منذ قعدت بعد صلاة البكرة يعني صلاة الغداة إلى أن رجع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
سنكمل ما تبقى في الحلقة القادمة، ونختم هذه الحلقة بسؤال:
كيف تحافظ على عمرك؟
لأن الناس ماذا يقولون؟ إن الوصول إلى القمة سهل، لكن الصعب هو الاحتفاظ بالقمة، أليس كذلك، سهل أنك تتفوق وتصل، ولكن عسير أنك تظل الأول، تظل فوق، لماذا؟ لأنه سيزاحمك آخرون، فأنت كيف إذا وصلت إلى القمة تظل على القمة؟ كيف تحافظ على هذا العمر، وعلى هذا الجهد الذي بذلته؟
هناك ثلاثة أو أربعة أو خمسة أسباب إذا سلكناها حافظنا على هذه القمة التي وصلنا إليها بعد توفيق الله عز وجل بالأعمال الصالحات،
نأخذ حديث رواه الأمام الترمذي، في مسألة تكثير الحسنات واستثمار العمل.
تابع الأعمال التي يُستثمر بها العمر في باب الصيام.
بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من صام رمضان وأتبعه ست من شوال فكأنما صام الدهر كله "
هناك حديث، عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر)
فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها اليوم بعشرة، فهو يصوم في شهر ثلاثة أيام في عشرة فهذه الثلاثين، فكأن الثلاث أيام تجزئه عن الشهر كله، وثلاثة أيام من كل شهر فكأنه صام السنة كاملة.هذا سندخله تحت الإجزاء، لأن ذلك لن يستوي مع من صام الدهر كله، ومسألة الجزاء هذه متعلقة بالثواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال: رجل صام ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر كله، طبعا العمل له شرائط، فالرجل يمكن أن يأتي بالعمل في ظاهره ولا يأخذ أجراً، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليصلي (يعني يدخل في الصلاة) فيأخذ نصفها، ثلثها، خمسها، سدسها، حتى قال عشرها)
ويقول بعض العلماء: [إن الرجل ليقف بجانب أخيه في الصف وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض]
ما هو الفرق بين هذا العبد وذاك؟
أليس هما الاثنين توضئا واستقبلا القبلة وقرءا الفاتحة وسورة بعدها، ومع ذلك ما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض، الفرق أن هذا حقق شرطي العمل، وهذا أخل بشرط أو اثنين أو أخل بنسبة ما من الواحد من الاثنين وشرطا العمل الصالح مذكوران في قول الله تعالى (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} الكهف
إذا فالعمل الصالح يحتاج شرطين: لا يشرك بعبادة ربه وهذا هو الإخلاص لله عز وجل، وليعمل عملا صالحا: أي موافقا للسنة، إذا لا بد أن يكون مخلصا في العمل لا يشرك مع الله أحدا فيه، ولا بد أن يكون متابعا فيه لرسول الله _صلى الله عليه وسلم _، فإذا أشرك مع الله سقط وإذا أخلص في العمل وابتدع سقط، ولا يكون العمل مقبولا حتى يكون خالصا وصوابا كما قال أبو علي الفضيل بن عياض _رحمه الله تبارك وتعالى_
الإجابة علي أسئلة الحلقة
س1: هناك مجموعة من الناس تتكلم في العلماء والمشايخ، فنرجو من حضرتك أن توجه لهم بعض النصائح؟
نقول لهذا السائل ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ ولكن الميزان الذي عليه علماء السنة هو قياس الحسنات والسيئات، وتقرأ للإمام الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي ومحمد بن جرير الطبري وغيره ممن أخِذَ عليهم بعض الأشياء،.
يقول الإمام الذهبي: [لو قمنا بتبديع بن نصر وابن خزيمة ما سلم لنا أحد] لا هذا ولا ذاك، طالما أن الإنسان 1 - عقيدته صحيحة 2 - ومنهجه صحيح فأي خطأ في الفروع مغتفر، حتى لو كان الخطأ في العقيدة ينبغي أن يُناظر هذا الإنسان، لاحتمال1 - أن يكون عنده قضية مغلوطة، نصححها له،أو 2 - لاحتمال أن يكون المعترض هو المخطئ، وهذا الرجل عنده علم زائد على هذا المعترض فيستفيد.
النصيحة يجب أن تكون في السر، ما أمكن ذلك، قبل أن نتكلم على العلن إذا كان هذا الإنسان مخلصا فعلا، فإنه لا يُشهر بأخيه لان هذه الأعراض مصونة، صانها الشرع،
حتى أن الشافعي رحمه الله
تعمدني بنصحك في انفرادِ
ولا تلقي النصيحةَ في الجماعة
فإن النصحَ بين الناسِ نوعٌ
من التوبيخ لا أرضى استماعهَ
فإن خالفتني وعصيتَ قولي
فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعة
وينبغي أن يكون الإنسان حريصا على إخوانه، هل من كثرة العلماء الموجودين نظل نهدم في هذا ونهدم في هذا ونهدم في هذا، نحن عندنا قحط بالنسبة للعلماء الربانيين، الذين فتح الله عز وجل قلوب الناس لهم معدودون، أنت تستطيع أن تعد هؤلاء، فنحن الآن مثل رجل فقير عليه ثياب باليه فعنده خيارين إما أن يخلع ثيابه ويمشي عاريا أو يرقع ثوبه، فحتى لو افترضنا جدلا أنه يؤخذ على بعض أهل العلم شيء، وأنا لا يعجبني هذا الشيء هذا الرجل كم نفع الله عز وجل به من عباده، سقى الله به بلاده وعباده، فأنا في هذه الحالة أرقع هذا الثوب الخلق المقطع ولا أخلعه وأرميه ويمشي المرء عريانا، لا سيما إذا كان يمكن التواصل، وهذه القضية نحن نعيش فيها منذ سنين طويلة ونسمع السب بآذاننا، ونرى الذين يسبوننا بأعيننا، وما سببناهم وما رددنا عليهم، وليس معنى سكوتنا أنهم ليس عندهم عورات، أو ليس عندهم ما يؤخذ عليهم، لا بل عندهم ما يؤخذ عليهم، لكن نحن يا إخواننا عندنا ما يشغلنا عندنا عدو متربص، فنحن نقدم الأخطر فالأخطر، عندما يكون هناك إنسان يسلط جام غضبه وجهله ومعاول هدمه على السنة مثلا، وإذا صح له ذلك، سننزل أنا والذي يخاصمني تحت القدمين، فأنا أقول لأخي هذا الذي أعترف له بالفضل وإن كان بغى علينا،.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول ما قال علي بن أبي طالب في الخوارج الذين كفروه لما سئل أكفروا؟ [قال من الكفر فروا ولكنهم قومٌ أصابتهم فتنة فعموا وصموا ثم قال إخواننا بغوا علينا]، فنحن نتعامل مع إخواننا بهذه الصورة، ونحن نعلم أنهم بغوا علينا، ولكننا لم نسلط ألسنتنا يوما من الأيام عليهم وأقول لهم كما قال الله تعالي {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} الزمر46
وأقول كما قال أبو العتاهية:
إلي ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمعُ الخصومُ
س2: هل الإمام مسئول عن المأمومين وهل يتحمل تبعة هذا الساهي؟، وهل الإمام له فضل؟
نريد أن نذكر الأخوة أن النبي _صلي الله عليه وسلم _ نهي عن التدافع, إلي الإمامة, لأن الإمامة فيها استشراف, وفيها حظ نفس, لاسيما إذا كان صوته جميلاً, والناس تُحبُ الصلاة وراءه وكلما دخل يطلبون منه أن يؤمهم, فمن الممكن دخول حظ نفسه عليه فيمتنع أن يدخل, أقول له يمتنع إذا كان هناك كفيء يُصلي بالناس وخشيَ هو علي نفسهِ, أما إذا كان لا يخشي علي نفسهِ وكل إنسان أدري بنفسه, لكن لا يتأخر إذا كان يعلم أن كل الموجودون ليس فيهم كفئاً للإمامة, فهذا إذا تأخر وتقدم رجلٌ آخر, يلحنُ لحناً جلياً في القراءة فهذا المُتأخِر آثم,.
ولا يحمل الإمام مشاكل المأمومين خلفه ((لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) لكن معني قول النبي _صلي الله عليه وسلم _ (فإن أصاب فله ولكم, وإن أخطأ فعليه ولكم) فكلمة عليه هنا فليس المقصود أنه يحمل تبعة من قصر في الصلاة, لكن المقصود لو أن رجلاً سهي في الصلاة مثلاً, فهو عند حضوره صلاة الجماعة , سيأخذ قدراً من الدرجات فكأن الثواب الذي حصله هذا المأموم. بصلاة الجماعة خلف هذا الإمام, يجبُر هذا السهو, بخلاف ما إذا صلي وحدهُ وسهي. فالنبي _ صلي الله عليه وسلم يقول (صلاة الرجل في الجماعة تعدلُ صلاة الفذ بخمسِ وعشرين) في حديث الصحابة جميعاً
وفي حديث ابن عمر وحده (تعدل سبعاً وعشرين) فلو صلي وحده سيأخذ درجة مثلاً, لو سهي تقل هذه الدرجة, بخلاق ما لو صلي جماعة يمكن أن يأُخذ خمسةَ عشر درجةَ, فلو بسبب السهو قلت هذه الخمسة عشر, عشرة فيكون طلع بقدرٍ من الأجر, فكأن ثواب الجناعة يجبُر سهو الساهي, فهذا هو المقصود من الحديث وليس معناهُ أن الإمام يتحمل خطأ من خلفهُ, وإلا لأنسد باب الإمامة, وعندنا النص القرآني, (لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
س3: ماصحة حديث (علموا أولادكم حب الصحابة)؟
هذا لا أعلم ُله أصلاً, بهذا اللفظ.
س4: ماصحة حديث توسل آدم بالنبي_صلي الله عليه وسلم_؟
حديث باطل. لايصح من جهة الإسناد.
س1: ما هو الأفضل بين الآذان والإقامة، الدعاء أم قراءة القرآن؟
الدعاء فيه نص, ولابأس أن تجمع بين الحسنين, إذا كان مابين الآذان والإقامة فترة طويلة.
س2: ما أفضل الأعمال التي تصل إلى المتوفى.
الصدقة والدعاء دعاء الولد أما قراءة القرآن, فلا تصلُ إلي الميتِ علي الصحيح, بعض الناس يقرأ الفاتحة علي أموات المسلمين, الرسول عليه الصلاة والسلام كم دفن من الموتى, دفن مئات الموتى, الصحابة كم دفنوا دفنوا ألوف الموتى, فلو تصورنا أن قراءة الفاتحة تصل إلي الميت وبنتفع بها, الميت لما أغفل النبي _ صلي الله عليه وسلم_ ذكرها أبداً, أما والحدث له مقتضي ولم يفعله النبي _صلي الله عليه وسلم_ مع قدرته علي فعل هذا المقتضي, ففعله بدعة, والنبي عليه الصلاة والسلام يقول (ماتركتُ عملا يقربكم من الله يقريكم من الجنة يباعدكم من النار, إلا أمرتُكم به,) فنحن علمنا بهذا النص وأشباه هذا النص, من سنة النبي _صلي الله عليه وسلم أنه, ماترك ذرةً من الخير , أو ماتركَ سبيلاً إلي الخير, إلا دل الناسَ عليه,.
لو رجلاً أحب أن يستثمر كلام الله في نفع الميت ماذا يفعل؟
يفعل كما فعل أصحاب الغار, يقرأ القرآن كعملٍ صالح, ثم بعد قراءته يقول, اللهم إن كنت تعلم أنني قرأت هذا القرآن ابتغاء مرضاتك, فاغفر لفلان بن فلان, أكرم نزله وسع مدخله اغسله بالماء والثلج والبرد, أبدله داراً خيراً من داره, إلي ماتريد أن تدعو به كأنك جعلت القرآن شفيعاً, بين يدي دعائك توسلت بعملك الصالح. حتى يُقبل.
س3: ماحكم الآذان عبر المذياع؟
الصحيح الذي عليه جماهير أهل العلم, أن كل مسجدٍ يؤذن لحاله, لكن جمع الناس كلها علي آذان واحد ,أنا سألت الشيخ الألباني رحمه الله لأنني عندما زرته في الرحلة الأولي, عام 1407 في عمان كان هناك نفس الموضوع, فسألته عن مثل هذا فقال هو بدعة, فالصحيح وهو السنة, أن يؤذن في كل مسجدٍ علي حده.
هل يجب على المسلم تكرار النية عند كل عمل أم تكفي نية واحدة؟
أذا كان العمل واحداً, وله لأفراد متعددة, مثل صيام رمضان مثلاً, هل تكفي نيةٌ واحدة في أول الشهر؟ أم لابد أن تنوي كل ليلة؟ فالنية تثبت بأي شيء يدل عليها, لو أن إنسان ما قال أيقظوني للسحور, أو قال لن أتسحر فهذه نية, مما يدل علي أنه ذاكر, ففي هذه الحالة يجزئه نيةً واحدة
أما لو أراد أن يصلي تحية المسجد, فكلما دخل المسجد لابد أن يكون فيه نية,
ونسأل الله تبارك وتعالي, أن يجعل ماقلناه وما سمعناه, زاداً إلي حسن المصير إليه, وعتادا إلي يمن القدومِ عليه, إنه بكل جميلٍ كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد, والحمد لله رب العالمين.
انتهي الدرس الثامن 326
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضا العربي]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 09:53]ـ
السلام عليكم
شكر الله لكم أختنا الكريمة وبارك في عملكم وأوقاتكم وثقله في ميزان طيباتكم وجزاكم عنا وعن شيخنا العلامة الكريم خيرا عميما
دمتم بفضل الله ونعمته
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 10:45]ـ
ولكم بمثل مادعوتم
ـ[فارس النهار]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 12:12]ـ
بارك الله في ما تقومين به من عملٍ طيبٍ وجعله في ميزان حسناتك ... فدروس الشيخ أبي إسحاق الحويني -حفظه الله- لجديرةٌ بالاعتناء -ومنه التفريغ- مع ندرة من يقومون بذلك ..
بارك الله في وقتك وجهدك ..
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 03:31]ـ
تقبل الله منا ومنكم ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:33]ـ
يرفع لإكمال الدروس ان شاء الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:48]ـ
التاسع فك الوثاق
فلا زلنا مع فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق من كتاب صحيح البخاري لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالي.
قال البخاري_ رحمه الله_: حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن سعيد يعني ابن أبي هند عن أبيه عن بن عباس _رضي الله عنهما_ عن رسول الله_ صلي الله عليه وسلم_ قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).
قال البخاري: وقال عباس العنبري حدثنا صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد ابن أبي هند عن أبيه قال سمعت بن عباس _ رضي الله عنهما_ مثله وهذا الإسناد الثاني كما ذكرنا في المرة الماضية هو إسناد معلق، وهذا من المعلقات التي علقها البخاري عن شيوخه وقد ذكرت العلة في ذلك في المرة الماضية.
وهذا التعليق وصله الإمام بن ماجة رحمه الله في سننه قال حدثنا العباس بن عيد العظيم العنبري قال حدثنا صفوان بن عيسي بهذا الإسناد عند البخاري رحمه الله تعالي.
ولا زال حديثنا موصولاً عن استثمار العمر وتكثير الحسنات بالعمل الواحد وقد ذكرنا نماذج لبعض الطاعات كالصلاة وكالصيام وكالذكر وما أشبه ذلك،
واليوم سوف أتناول موضوعين:-
1 - ذكر بعض الأعمال التي يحصل المرء منها كثيرًا من الحسنات.
2 - ثم أذكر كيف تحافظ على هذا الحرث وهذا البذر الذي بذرته في حياتك حتى تلقى الله تبارك وتعالى بكل هذه الحسنات، وكما يقال إن الوصول إلى القمة أمر سهل لكن الاحتفاظ بها هو الذي يتفاضل فيه أفراد بني أدم.
من الأعمال التي لا تكاد توزن بغيرها الجهاد في سبيل الله تعالي:
وقد ذكر النبي صلي الله عليه وسلم ذلك فقال بالنسبة للشهيد (كفى ببارقة السيف على رأسه فتنة).
هذا الجهاد الذي فيه عز الأمة سأل رجل رسول الله _صلي الله عليه وسلم عن عمل يعدله كما في الصحيحين من حديث أبو هريرة_ رضي الله عنه _فقال عليه الصلاة والسلام (لا أجده) ثم قال للرجل (هل تستطيع أن تدخل مسجد قومك تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ فقال الرجل ومن يستطيع ذلك) وكذلك الرباط الذي هو المرابطة على ثغور الإسلام.
هل يُشترط في الرِباط قتال؟
ولا يشترط في الرباط أن يكون هناك قتال، وكان الرباط شيئًا مشهورًا عند السلف، بعض العلماء مكث عشرين سنة ,وطبعًا لم يمكث في الرباط أو على حدود البلد التي يعيش فيها أو علي الحد الفاصل بين بلده وبين بلاد الكفار إنما كان يذهب يقضي يومًا أو يومين ثم يرجع إلى بلده ثم يرجع مرة أخرى.
أجر المُرَابِط في سبيل الله.
وهكذا لأن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر أجرًا عظيمًا للمرابط في سبيل الله كما في صحيح مسلم من حديث سلمان الفارس رضي الله عنه أن النبي _صلي الله عليه وسلم_ قال: (من رابط في سبيل الله يومًا وليلة فهو يعدل صيام سنة وقيامها).
فوائد الرِباط في سبيل الله.
والرسول عليه الصلاة والسلام ذكر من فوائد الرباط أن يأمن المرء الفتان والفتان هو منكر ونكير في القبر، يثبته الله تبارك وتعالى، ولذلك كان العلماء من أسلافنا يذهبون إلى الثغور، و يرابطون عليها من باب الاستعداد والتهيئة، وإظهار العزة، وإظهار الاستعداد لأعداء الإسلام حتى لا تغرهم أنفسهم بالهجوم على بلاد الإسلام
ومما يُستثمرُ به العمر وتكثُر به الحسنات الصدفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندنا أيضًا الصدقة، لاسيما الصدقة الجارية التي تشبه الوقوف، صدقة جارية وسميت جارية لأن ريعها مستمر، كأن يوقف رجلاً مالاً أو امرأة ثم يثمر هذا المال ويأخذ ربح هذا المال فيسبله في سبيل الله تبارك وتعالي ولذلك سميت جارية لأجل هذا لأنها تجري بخلاف مطلق الصدقة
في سنن الترمذي وصححه من حديث عائشة رضي الله عنها (أنها ذبحت شاة ثم قسمتها فدخل عليها النبي_صلي الله عليه وسلم_ فسألها كم بقي من الشاة؟ فقالت ذهبت كلها إلا كتفها، [أي وزعت كل الشاة ما عدا الكتف] فقال _عليه الصلاة والسلام_ بل بقيت كلها إلا ذراعها أو إلا كتفها)
النبي_ عليه الصلاة والسلام_ يسأل سؤال من ينظر إلى الآخرة، كم بقي من الشاة، تصدقت عائشة رضي الله عنها بالشاة كلها ما بقي إلا كتف الشاة الذي أبقته عائشة _رضي الله عنها_ للبيت، فأعلمها رسول الله _صلى الله عليه وسلم _أن الذي ذهب إلى الفقراء والمساكين هو الذي بقي على الحقيقة
وهذا المعني موجود أيضًا في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ عن رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم_ أنه قال:
(يقول بن أدم مالي، مالي، وهل لك يا ابن أدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت).
كل صدقة ينفقها المرء في سبيل الله تدخل في حسابه الخاص لا يشاركه فيها أحد ولذلك الرسول_ عليه الصلاة والسلام_ أراد أن يبين هذا المعنى فقال كما في حديث بن مسعود_ رضي الله عنه _قال (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله) [أي الأحب إليك أن يرث وارثك المال أو أن يكون المال لك] (فقالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا وماله أحب إليه من مال وارثه، فقال عليه الصلاة والسلام: فإنما مالك ما قدمت ومال وارثك ما أخرت).
أي ما قدمته لنفسك بالصدقة هذا هو مالك على الحقيقة، إنما الذي أبقيته خلفك بعدما تموت هذا هو مال الورثة.
فالإنسان إذا من الله عليه تبارك وتعالى بالمال يسبل.
لأن هذا كما قلت يستفيد به وحده، وقد صح عن النبي _صلي الله عليه وسلم_ أنه قال: (كل امرئ يوم القيامة في ظل صدقته)، في الوقت الذي تدنوا فيه الشمس من رؤوس العباد ولا يتحملها أحد ويصل العرق كما قال _صلي الله عليه وسلم_: (منهم من يصل العرق إلى عرقوبه ومنهم من يصل إلى نصف ساقه ومنهم من يصل إلى سرته ومنهم من يغطيه العرق وجعل النبي صلي الله عليه وسلم يده على رأسه،) في هذا الجو الرهيب الكبير كل امرئ يكون في ظل صدقته يوم القيامة.
كذلك مما يكثر المرء به الحسنات أن يعمل العمل في الدنيا فيلحقه أجره بعدما يموت:
والنبي صلي الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أصناف من هذه الأعمال كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو في صحيح مسلم أيضًا، قال: (إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جارية وعلمٍ ينتفع به وولدٍ صالح يدعوا له).
[الصدقة الجارية] أفضلها وأشرفها الوقف، أن توقف مالاً وتشغل هذا المال ويبقي الريع مستمرًا، أن تحفر بئرًا في مكان تساوي فيه قطرة الماء الحياة، في مكان منقطع أن تحفر بئر ماء، وبعض الناس ممكن أن يعمل مبردات في الشوارع، لكن هذا لا يساوي البئر التي تكون في طريق الصحراء، لأنه كما قلت القطرة منها تساوي الحياة، وكلما ازداد احتياج الناس إلى مثل هذا كان الأجر أعظم.
[علم ينتفع به]، كل علوم الشرعية ابتداءً هي على رأس كل العلوم لأنها هي التي توصل إلى الله تعالي، وكذلك علوم الدنيا مما يستفيد منه العباد ويكون ناظم هذه العلوم أو شارحها ينوي بذلك أن يتقرب إلى الله تبارك وتعالي، الفيصل في المسألة كلها أن تريد وجه الله، كل عمل يخلوا من هذا المعني لا قيمة له، يستوي فيه المسلم والكافر، لكن الذي يفرق بين المسلم والكافر في هذه المسألة هو أن المسلم يريد وجه الله تعالى، فكل المباحات تكون في حقه مشروعات، وتدخل في باب المستحبات، والاستحباب أحد الأحكام الشرعية التي يجزى المرء بفعلها، فكل علم بهذه المثابة يوصل أيضًا إلى الله عز وجل يبقى ذخره للمرء بعد مماته.
(يُتْبَعُ)
(/)
[الولد الصالح] وكذلك الولد الصالح إذا دعا لوالده وصله دعاؤه، في سنن بن ماجه وفي مسند الإمام أحمد بسند جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله عز وجل ليرفع الرجل الصالح الدرجة في الجنة فيقول يارب بما هذا يقول باستغفار ولدك لك)، لذلك تكثير الذرية فيه مصلحة لأجل هذا المعني، فإنك لا تدري أي ولدك يلحق بك {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
هناك شرط وهو الإيمان الذي هو مترجم في هذا الحديث بمعني الصلاح لأن الولد الفاسد يُلحِق اللعنة بأبويه في الدنيا والآخرة إذا كان الوالد قصر في تربية هذا الولد، إذا فعل الأفعال الشائنة يُلعَنُ و يُلعَنُ أبوه، لأجل هذا الرسول عليه الصلاة والسلام قيد الولد بذكر الصلاح ولم يقل عليه الصلاة والسلام ولد يدعوا له، إنما قال: ولد صالح يدعوا له لأن الولد الفاسد لا يلتحق بأبويه، أي لا ينفعهم وإن كان يلحقهم من جهة النسب.
وانظر إلى قول الله تبارك وتعالي لنوح عليه السلام لما قال: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)، [هود:46] وفي الروايات المتواترة الأخرى قال: (إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرُ صَالِحٍ) بكسر ميم عمل، الرجل إذا بذل التربية في الدنيا للولد، ولا يستطيع رجل مغفل أو جاهل أو الآخرة ليست من جملة همومه لا يستطيع أن يربي ولده أبدًا، إنما يربي ولده اليقظ الذي عرف لماذا خُلِق ولماذا تزوج تزوج لأجل أن يخرج من صلبه نسمة توحد الله تبارك وتعالى، وهذا هو المردود الرئيس في الموضوع كله، وليس مجرد أن ينجب الأولاد لكي هذا يرث المصنع وهذا يرث المتجر وغير ذلك.
أنت كوالد لا يذكرك إلا جيل أبناءك فقط، أحفادك لا يذكرونك أنا لا أذكر إلا أبي، أما جدي والد أبي أنا لا أعرفه وما رأيته، أي أن ذكرك في الدنيا إنما هو لأبيك فقط يكون في جيل الآباء، بخلاف ما إذا كان الولد صالحًا يقظًا فهو يورث هذه اليقظة لأبنائه، ولا يزال هكذا، فإذا انضم إلى الصلاح أن يكون طالب علم أو أن يكون عالمًا فهذا شيء كبير.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:49]ـ
أطول الناس أعمارًا أهل العلم:
وليس لأنه يعيش ألف سنة أو مائتين سنة، لا، بما يتركونه من التصانيف المفيدة، يؤلف الكتاب، يحرره، لا تزال الأيدي تتداول هذا الكتاب، فما يستفيد منه إنسان وإن بعد زمانه عن هذا العالم إلا أٌجر العالم بهذه الفائدة التي أخذها منه ذلك المتأخر.
الإمام البخاري رحمه الله الذي نشرح صحيحه الآن بيننا وبينه مئات السنين أكثر من ألف ومائتي عام وليس بيننا وبينه نسب ولا مصالح، كم من الرحمات كانت تترى على هذا الإمام من يوم أن مات إلي الآن؟، وإلى أن يبقى كتابه على ظهر الأرض، الملايين يترحمون عليه ويترضون عنه وكل هذا يصله.
فالعلماء أطول الناس أعمارًا على قدر بقاء علمهم في الدنيا، على قدر بقاء ذكرهم في الدنيا الأجر يكبر، حتى الذين يلعنون البخاري هو مأجور بهذا أيضًا [وقد قيل لعائشة رضي الله عنها في الذين يسبون أبا بكر وعمر، قالت وما يعجبكم من ذلك قطع الله عنهم العمل فأحب ألا يقطع عنهم الأجر]
مما يُحافظ به المرء علي حرثه وبذره الذي بذره في حياته
أولاً-أن يحذر المظالم:
وهذه سنتكلم عنها في كيف تحافظ على عملك حتى لا ينفلت من يدك وممكن نجعل هذا مدخلاً إلى هذا الكلام.من أكبر المصائب التي يبتلى بها العبد الاعتداء على الخلق وأنت الآن تريد أن تحافظ على عملك، وأنت عندما قمت الليل، قاومت نفسك وكنت تريد أن تنام وذهبت وتوضأت بالماء البارد في اليوم الشاتي وأنت في حاجة إلى النوم قمت فصففت قدميك بين يدي ربك، وضعت لنفسك عدة حسنات بهذا القيام
لما صمت في الوقت الشديد الحر وكادت عنقك أن تكسر من العطش ومع ذلك واصلت الصيام، لما أخرجت الصدقة وأنت محتاج إليها وأنت تحب المال صحيح شحيح، تأمل الغني وتخشى الفقر، هذه كلها مجاهدات.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل عمل من هذه الأعمال أنت تكسب حسنات توضع في صحيفتك، بعض الذين لا ينظرون إلا إلي مواضع أقدامهم يضيع الحسنات التي اكتسبها بهذا الجهد الكبير، يضيعها بمنتهى اليسر، وقد بين رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه لما سألهم عليه الصلاة والسلام فقال: لهم يومًا (أتدرون من المفلس؟ قالوا يا رسول الله المفلس منا من لا دينار له ولا درهم ولا متاع، فقال لهم لا، المفلس رجل أتي بصيام وصلاة وصدقة أو قال وزكاة، فأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإذا فنيت أخذ من سيئاتهم ثم طُرحت عليه ثم طُرِحَ في النار).
ما أغبنه من عبد ضيع كل الذي جمعه بالاعتداء والبغي والعدوان.
وينبغي أن يعلم العبد أن الله عز وجل يحاسب بالذرة وبمثقال الذرة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] الذين يأتون بالمظالم التي تسد عين الشمس، ما يدري والله المرء كيف يلقون ربهم، إذا كان الميزان بالذرة ومثقال الذرة، بما لا يكاد المرء يراه أو لا يراه المرء، فيأتي هذا فيضحي بكل الذي جمعه بالجهد والعرق ومكابدة المعارك المستمرة مع الشيطان ومع النفس الأمارة بالسوء، ومع شياطين الإنس والجن يسمح لهذه الحسنات أنها تتسرب من صحائفه وتدخل في صحائف الآخرين.
أو أنه يجمع سيئات الناس.
المرء إذا أراد أن يحافظ على عمله فإياه والبغي:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (خصلتان تعجلان للعبد في الدنيا قبل الآخرة البغي وقطع الرحم)، لابد أن يذوق الباغي ثمرة البغي قبل أن يموت بنص هذا الحديث، تعجلان للعبد في الدنيا قبل أن الآخرة البغي وقطع الرحم والبغي مسالكه كثيرة جدًا،.
مسالك الجور.
كل جور على حق أي أحد حتى ولو كان من أخص أرحامك يسأل العبد عنه يوم القيامة.
تفضيل بعض الأولاد علي بعض بدون سبب ظاهر.
*لو فضلت بعض ولدك في العطية بدون سبب ظاهر على قول بعض أهل العلم ممن يجيزون تفضيل بعض الأولاد لبعض الأسباب الملجئة، وإلا فالأصل ألا يميز رجلٌ ولدًا على ولد في العطية (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.) عدم العدل بين الزوجات.
*أو يكون متزوجًا بأكثر من امرأة فيفضل امرأة على أخري، هذا الرجل يأتي يوم القيامة وشقه مائل وهذه ليس شيئاً يسيراً كون شقه مائل، لا مصلحة لك على الإطلاق أن تفضل امرأة على امرأة، ولماذا تفضل؟.
أنت لا تريد معاشرة المرأة بالمعروف خيرها ما بين أن تستقيم معك أو أن تطلقها، أو أنت تأخذ من حقها، تقول أنا لا أستطيع أن أعيش , الشرع رخص لك ولكن تتقى الله عز وجل، لا تكسر المرأة ولا تذل أنفها، لأنها إنما في حمايتك في رعايتك، وقد أوصى الله عز وجل الأزواج فقال: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]، وإن لم تستطيع أن تعاشر بالمعروف نفعل أخف الضررين في المسألة.لكن إذا لم يكن ثمة شيء من الموانع فلا يجوز لك إلا أن تعدل،.
والعدل يكون في الهبة المطلقة، وهذه المسألة لها تفصيلات أنا لا أريد أن أخوض فيها، وإنما أذكر مثلاً حتى إذا لم يكن للرجل إلا امرأة فليتق الله عز وجل فيها، فإنه إذا ظلمها وجار عليها يحاسب عليها يوم القيامة، في حديث عبدالله بن زمعة_ رضي الله عنه_ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم متعجبًا (يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يأتيها آخر النهار).
حث النبي_ صلي الله عليه وسلم_ علي إكرام النساء.
امرأة مأسورة أسيرة عندك في الدار وهذا وصف الرسول عليه الصلاة والسلام في أخر خطبة خطبها أو في الخطبة التي خطبها يوم عرفة في حجة الوداع قال: (استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عوانٌ عندكم) _ عوان أي_[مأسورات]، لا تستطيع أن تخرج من السجن خاصتك إلا بالطلاق طالما هي على ذمتك فهي مسجونة، فكن رجلاً كريمًا.
عقوق الوالدين:
(يُتْبَعُ)
(/)
رعاية حق والداك، السبب في وجودك لا تقل لهما أف، والذي يضرب أباه هذا مشكلته مشكلة كبيرة جدًا، هذا لن يموت إلا إذا ذاق مافعله ومن الحكايات التي لا أنساها، رجل فلاح يعمل في الأرض هو وابنه وحصل بينهم نوع من الشد، فالولد ضرب أبوه بالقلم واثنين وسيعطيه الثالث فالأب قال له ظلم، وكان لهم جار فلاح يعمل فض النزاع بينهم.
الرجل انخرط في بكاء عميق فسأله جاره الذي فض النزاع بين الولد وأبيه قال ما الظلم الذي كنت تقول، قال أنا ضربت أبي قلمين اثنين، وهذا يرد أن يضربني ثلاثة أقلام، هذه لازم ترجع له.
رجل يصفع أباه، عبدالله بن عمر بن العاص نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يسب الرجل أباه وأمه فتعجب الصحابة وقالوا يا رسول الله أيسب الرجل أباه وأمه؟ قال نعم يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه وأمه،) أي ليس الولد هو الذي سب، لا، هذا الولد سب ولد ثاني بأبيه، فشتم الولد الثاني أباه، أي هذا الولد بسبه لوالد رجل أخر جر السب على والده إنما الولد يسب مباشرة هذه مسألة غير متصورة، بكل أسف هي موجودة.
هذه كلها مظالم.
ومظالم العباد ديوان لا يغفره الله تبارك وتعالى.
إنما يغفر الله عز وجل الذنب الذي اقترفه العبد وهو من حق الله تعالى أذنب ذنبا تعدى حدود الله عزوجل هذا ممكن يغفر، إلا الذنب الذي هو في حق العباد لا يغفره الله عز وجل إلا إذا تجاوز العبد عن أخيه ويوم القيامة لا يوجد فيه إيثار واحد يقول خذ هاتان الحسنتين، لا، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ. وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ. لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس: 34 - 37]
بل قال الله عز وجل: (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) (المعارج: 10)، يريد أن يدخل أولاده النار وهو لا يدخل (وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ)، القبيلة، إن كان يارب أولادي يدخلون النار وأنا أخرج أنا وموافق، امرأتي وأخي يدخلون النار مع الأولاد أنا موافق القبيلة كلها تدخل النار وأنا لا أدخل أنا موافق، (وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) [المعارج:15]، وصل الأمر به يوم القيامة أنه يريد أن يدخل الناس كلها النار، لكن هو لا يدخل، قال الله عز وجل له: (كَلا) انتهى كما قال عز وجل لبعض عباده قال: (عبدي إنه لا يُظلم عندي اليوم أحد) فإنه بالذرة وبمثقال الذرة.
منزلة حسن الخلق.
فالمرء إذا جمع الحسنات يحرص ألا يبغي على أحد حتى تظل الحسنة كما هي ولهذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أن العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم الصائم الذي لا يفطر، القائم الذي لا يفتر) الإنسان حسن الخلق يدرك هذه الدرجة، لماذا؟ لأن الرجل الحسن الخلق يمضي إلى الله عز وجل ولا خصوم له، ونحن قلنا المشكلة أنه يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وسفك دم هذا، قذف هذا، هذا يأخذ من حسناته وهذا يأخذ من حسناته.
فإن فنيت أخذ من سيئاتهم، الرجل الحسن الخلق ليس له خصوم، يرحل عن الدنيا بالثناء العاصف، الحسنة التي عملها تظل في صحيفته لا أحد يستلبها ولا يأخذها ثم يضع مكانها سيئة، إن العبد ليدرك بحسن خلقة درجه الصائم القائم
مما يُحافظ به المرء علي حرثه وبذره الذي بذره في حياته
ثانياً-:أن يحذر السيئات الجارية:
لكي تحافظ على حسناتك التي بذلت وسعك فى جمعها فى الدنيا احذر السيئات الجارية وهذه حاجة ربما يتعجب منها بعض الناس، نحن نعلم الصدقة الجارية هناك سيئات جارية، ويرحم الله حبيب أبو محمد كما رواه أبو نعيم الأصفهاني فى كتاب الحلية فى ترجمة أبي الربيع الحارثى قال: [إن من سعادة المرء انه إذا مات ماتت ذنوبه معه].
ويقول الشاطبى رحمة الله قال: [طوبى لمن مات وماتت ذنوبه معه والويل كل الويل لمن مات وتبقى ذنوبه بعده مائة عام أو مائتي عام]، عبد يموت وذنبه ما زال حي.
من السيئات الجارية:
1 - تصنيف الكتب في رد السنن والاعتداء على الدين.
مثل أهل البدع الذين يصنفون الكتب في رد السنن والاعتداء على الدين والتنظير للبدع، ما ظل هذا الكتاب يتوارث ويقرأه الناس ويطبع إلا وذنوبه تتري ورائه
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - كتابة القصص الغرامية. والممثلين لادوار الغرام والمغنين والراقصات.
الذين يكتبون القصص الغرامية الفاجرة الممثلون والممثلات الذين يمثلون أدوار الغرام ماتوا وما زال الأفلام تذاع حتى الآن، هذه عبارة عن سيئات مستمرة تصل إلي العبد إلا أن يتوب العبد أيضا المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات الأحياء منهم والأموات، كل هذا الآن بكل أسف ونحن أصبحنا في عصرال سى دى، لم تعد المسألة مقتصرة زمان كان زمان على الواحد يذهب للسينما أو غير ذلك، لا، الآن كل هذه الأشياء بيحتفظ الإنسان بها، المرأة تابت واحتجبت عن الخلق وهى عارية فى أيدي الخلق بسبب الأفلام وهذا الكلام.
س: ماذا يفعل من تاب من الممثلين والمغنين؟
المرأة إذا تابت أو الرجل إذا تاب كان ممثل وتاب، ممثلة وتابت، مغنى تاب مغنية إلى آخره , ندم وأيقظه الله عز وجل تعالى قبل أن يموت، وعلم فداحة الجرم كم أضل من خلق، سعروا جعلوا الشهوات مستعرة عند الناس.
1 - يعلن البراءة العامة في الجرائد انه متبرئ من تاريخه الذي مضى ويناشد المنتجين الذين عملوا هذه القصة أن يتقوا الله تبارك وتعالى، وكل من يحتفظ بأي سى دى مثلا أو أي شريط فيديو أو غير ذلك لهذا الكلام هذا أنه يجب علية أن يحرقه، لأنني لا أرخص لأحد، فعلنا ذلك ونحن غافلون، تبنا إلى الله عز وجل، تمموا لنا التوبة.
يقول واحد أن هذا الكلام سيذهب أدراج الرياح، لا يوجد أحد سيفعل هذه القصة، بالعكس لما المرأة تتوب وتحتجب يحدث نوع من النهم أنه يحتاج أن يتفرج عليها ليل نهار، فلن يستمع أحد إلى هذه النصيحة، لا المنتج الذي بذل الأموال التي سيسأل عنها لكي يحصل هذه الأموال أضعافًا مضاعفة وبكل أسف يتركها للورثة يتمتعون بها ويسأل عن كل مليم فيها.
وأنا أقول دائمًا ليس هناك إنسانًا يستحق أن تدخل النار لأجله
لا يوجد أحد غالي أبدًا تدخل النار لأجله، ونحن نقرأ الآية (وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ)، (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)، لمن تترك هذه الأموال؟ تتركها لأولادك، تريد أن تدخلهم النار، مسألة العاطفة هذه والرفق والشفقة وغير ذلك انتهت، كل إنسان وافى يوم القيامة لا يوجد عمل ولا شفاعات إلا لمن يأذن رب العالمين تبارك وتعالي.
أنت ممكن تقول أنا سأعمل هذا ولكن لن يسمع أحد الكلام
أقول على الأقل يكون معذرة إلى الله، مثل ما فعل المؤمنين من قوم موسى عليه السلام مع الذين اصطادوا يوم السبت كما قال تعالي: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} [الأعراف: 164].
يقول هؤلاء الناس الذين يصطادون يوم السبت واحتالوا، حبسوا السمك يوم السبت واصطادوه الأحد، فأهل الصلاح نهوهم عن ذلك وذلك كان في البداية، ثم اصطادت طائفة منهم يوم السبت، وطائفة احتالوا حبسوا السمك في البحيرة لكي لا يعود إلى البحر مرة أخري واصطادوه يوم الأحد وقالوا نحن لم نصطاد يوم السبت ونصطاد يوم الأحد، فيقولون لهم أنتم تكلمون من؟ هؤلاء لن يستجيبوا لكم (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا)، إنما أنت تعظ من يستجيب، لكن إنسان لا يستجيب لماذا تعظه، (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ)، نحن عملنا ما علينا.
لذلك لما نزل العذاب نجا الله الذين ينهون عن الفحشاء بسبب أنهم تكلموا وليس من الضروري أن يسمع كلامك، ولكن لابد أن تثبت موقفك أن هذا لا يجوز وأنت تعلم أنه لا يستمع، لكن أنا أكون عملت.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:50]ـ
الإمام البويطي وصلاة الجمعة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكرني هذا المبحث بما جري للإمام البويطي أحد تلامذة الإمام الشافعي رحمة الله عليهما، لما سجنوه بسبب قضية خلق القرءان، كان كل يوم جمعة الإمام البويطي رجمه الله يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويضرب للسجان على الباب فيقول له ماذا تريد؟ يقول ألبي نداء ربي، يقول حي على الصلاة، أريد أن أصلي والبويطي يعلم أن السجان لن يخرجه والذي سجنه الخليفة , فيقول له السجان عافاك الله، ماذا حدث لك هل جننت، فيقول البويطي يارب أردت أن ألبي داعيك فمنعوني ويخلع ملابسه.
الجمعة التي تليها يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويضرب الباب على السجان ويقول نفس الكلام، فيرد عليه السجان بما سبق، ثم يخلع البويطي ملابسه فلماذا فعل البويطي هذا وهو يعلم سلفًا أن السجان لن يفتح له، معذرة إلى ربكم، أن سأعمل الذي علي.
لذلك نحن نقول لمن لم يتب تب قبل الموت:
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل، تب قبل أن تموت، إن الأمر جد كله ليس فيه ذرة لعب ولا مثقال ذرة من اللعب، الذي تاب ووفقه الله إلى مراضيه وكشف الغشاوة عن بصره،يعمل مناشدة في الصحف أن يتقوا الله عز وجل وأن كل من يمتلك أي شيء يجب عليه وجوبًا أن يحرق كل هذا الكلام، فإذا فعل ذلك فقد أعذر إلى الله تبارك وتعالي وفعل شيئًا يقدمه بين يدي هذه المعاصي.
س: هل يوجد تعارض بين الآية (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وحديث ابن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).؟
الإنسان يموت ويبقى ذنبه بعده وهذا معني في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل:25] هذه الآية تفسر لنا قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، لأن بعض الناس يحتج بهذه الآية إذا سمع مثلاً قوله _صلي الله عليه وسلم_ في حديث بن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).
هذا الكلام فعلاً بعض الناس رد هذا الحديث في الفوضى التي نعيش فيها يقول هذا حديث مكذوب لأنه يعارض القرءان، ابن آدم الأول قتل أخاه الحديث يقول كل إنسان قتل أي إنسان من بعد ولدي آدم إلى أن تقوم الساعة ابن آدم القاتل يوضع على كتفه ذنب كأنه هو الذي قتل، قال هذا الحديث باطل، ما سر بطلانه؟ قال قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا قتل أخاه فما ذنبي؟ لماذا يوضع عليه؟ {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
نحن نرد عليه بالقرءان نفسه أيضًا:
(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، عندما يضل إنسان آخر أليس هذا الإضلال من كسب هذا الشخص الذي أضل، هذا من كسبه هو الذي أضله فصار من كسبه.
فلا ينفع أن تعارض الآية بالآية، هذا فهم قاصر لمعني قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا من جملة أوزاره، كما قال تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِم ْوَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13].
الإنسان إذا عمل العمل أو سن سنة سيئة كما في حديث جرير بن عبدالله البجلي وهو في صحيح مسلم وهو (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أجور هؤلاء شيء، ولا ينقص من أوزار هؤلاء شيء).
لذلك العبد إذا مات ومات ذنبه معه كان خيرًا له بخلاف ما إذا ترك الذنب يسن سنة سيئة، يأتي لنا بعيد من أعياد الكافرين ويظل يكتب ليزين هذه الأعياد، بدأت الناس تنفعل وتعيد نفس هذه الأعياد فعليه وزر هذا، كل عمل سيء يتركه العبد خلفه يتوارثه العباد في صحائفه السود، وهذه اسمها السيئات الجارية، فإياك والسيئات الجارية تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
ثالثاَ من السيئات الجارية الغرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثالث, التي ينبغي أن يحذر المرء منه الغرور، إياك أن تغتر بعملك بل يجب أن تغسل يديك من هذا المعني لأن النبي _صلي الله عليه وسلم_ قال من حديث أبي هريرة (لن يدخل أحدًا منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).
وحديث ورد في مستدرك الحاكم وهو لا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم، لكن أنا أذكره لتبيين المعني، لبيان المعنى فقط، لكنه لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام.
هذا الخبر يقول أن عبدًا من عباد الله عز وجل عبد الله في جزيرة ستمائة عام، يعيش في الجزيرة فيها رمان وفيها عين ماء عذب بقدر الأصبع، يأكل قحف الرمان ويشرب الماء ويصلي، فسأل الله عز وجل من جملة ما سأل أن يقبضه إليه وهو ساجد، وبالفعل قُبِضَ هذا العبد وهو ساجد ويشبه أن تكون هذه من أخبار أهل الكتاب، فقال الله عز وجل أدخلوا العبد الجنة برحمتي، قال يارب بعملي، برحمتي، بعملي، برحمتي، بعملي، قال ردوه، زنوا أعماله في مقابل نعمي عليه، وضعوا في كفة نعمة البصر، ووضعوا في الكفة الثانية عبادة ستمائة عام، فطاشت عبادة ستمائة عام في مقابل نعمة البصر وحدها، فجروه إلى النار فجعل يقول يارب برحمتك يارب، برحمتك يارب. فقال الله عز وجل له: عبدي من خلقك ولم تك شيئا، برحمتي أم بعملك؟ قال: برحمتك يارب، قال من أخرج لك قحف رمان من الصخر؟ برحمتي أم بعملك؟ قال: برحمتك يارب، قال من أخرج لك الماء العذب من الماء المالح برحمتي أم بعملك؟ قال: برحمتك يارب، قال من قواك على عبادة ستمائة عام برحمتي أم بعملك؟ قال: برحمتك يارب، قال: فبرحمتي أدخل الجنة يا عبدي كنت نعم العبد.
فالمرء يغسل يده من هذه المسألة، لكن يجب عليه أن يبذل السبب الصحيح.
مسألة الغرور بالعمل هذه من أكبر المشاكل، يُعجب المرء بعمله لابد أن ينقطع العمل وهو يمشي، وطبعًا هذا الغرور وهذا الإعجاب له حلول، له أكثر من أربعة أو خمسة حلول الإنسان إذا سلكها يتجنب الوقوع في الغرور بالعمل، وهذا الأمر فيه شيء من البسط، وكثير من إخواننا يشتكون أنني لا أعطي فسحة من الوقت للذين يسألون، وأنا رأيت أن أجعل نصف الوقت تقريبًا لإخواننا الذين يتساءلون.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 07:51]ـ
من الشريط التاسه فك الوثاق (350)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 12:49]ـ
الإجابة عن الأسئلة:
س: ما حكم رضاع الكبير؟
ج: هذه المسألة مما أقلب كفي عجبًا مما أسمع وأقرأ وما ذكرته الأخت أنا قرأته على صفحات الجرائد وبعض الأخوة أعطاني أشياء موجودة على الفضائيات، فيه إفراط وتفريط، التفريط يقول في رضاع الكبير أنه يجوز للرجل الموظف أن ترضعه زميلته لكي يظلوا مع بعض، فهذا تهريج وليس علم، والطرف الأخر يقول أن أحاديث رضاع الكبير أحاديث مدسوسة وهذا من صنع اليهود وأنها أحاديث باطلة، وهذا أيضًا تهريج ليس له علاقة بالعلم مطلقًا.
والمدهش في المسألة أنه لا يوجد أحد مذاكر، لا يوجد أحد تكلم في هذه المسألة أنا رأيته مذاكر الموضوع أصلاً، وأنا قرأت في بعض الجرائد إن هناك أستاذة في العلوم الشرعية تقول إذا وجد أحد يقول برضاع الكبير أنا سأضربه بالحذاء، هكذا باللفظ، لا يوجد شيء اسمه رضاع الكبير.
أنا أريد أن أبين في هذا المقام حقيقة هذا البحث بإيجاز، ولكن أرجوا أن أستوفي الموضوع.
وقبل أن نتكلم عن رضاع الكبير لابد أن نتكلم في ثلاث محاور:
المحور الأول: ما هو الرَضاع المُحرِم
المحور الثاني: ما هو زمن الرَضاع المُحرِم؟
المحور الثالث: ما هي الرَضعة المُحرِمة؟
هذه ثلاثة محاور لابد أن ينظر المرء فيها قبل أن يصل إلى رضاع الكبير
أما الرَضاع المُحرِم:
القول الأول- ذهب جمهور المالكية والحنفية وهي رواية عن الإمام أحمد رحمه الله:
إلى أن قليل الرضاع ولو كان رضعة واحدة يحرم:
واحتجوا بأية وحديث:
1 - أما الآية فقوله تعالي: (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ) [النساء:23] فقالوا أطلق الرضاع ولم يحدده بعدد ولا زمن فإذا رضع الإنسان رضعة واحدة فهذه تحرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وأما الحديث: احتجوا بحديث عُقبة بن الحارث الذي رواه البخاري وغيره أن عقبة بن الحارث رضي الله عنه طرقت عليه امرأة سوداء باب الدار وطلبت نوالاً، [تريد حسنة] فكأنهم تباطؤا عنها ولم يعطوها مباشرة فأرادت أن تستحثهم على التصدق عليه وترقق قلبهم فقالت لهم أعطوني فإنني أرضعتكما، فلما سمع عقبة بن الحارث هذا القول وهو يعلم أن الرضاع يحرم انزعج وقال والله ما أرضعتِني ولا أذكر شيئًا من هذا.
ثم رحل من مكة إلى المدينة ليستفتي رسول الله_ صلي الله عليه وسلم_فيما تقوله المرأة، فقال يا رسول الله حدث كذا وكذا، فأعرض عنه النبي_ صلي الله عليه وسلم_، فجاءه عقبة من تلقاء وجهه، فأعرض عنه النبي_ صلي الله عليه وسلم _، فجاءه عقبة من تلقاء وجهه، أي كلما حول النبي صلي الله عليه وسلم وجهه عن عقبة يأتيه عقبة من تلقاء وجهه ويقول له هذا الكلام فيقول يا رسول الله إنها امرأة تقول، واحدة تقول أي كلام، فقال النبي ? كيف وقد قِيل؟ فارقها أو قال دعها عنك، فطلقها عقبة وتزوجها رجل أخر.
فقالوا لم يستفصل النبي _صلي الله عليه وسلم _من عقبة عن عدد الرضعات، فلما لم يستفصل عن عدد الرضعات دل أن قليل الرضاع الذي أقله رضعة واحدة وكثير الرضاع محرم.
الرد علي الجمهور:
هذا الكلام هناك رد عليه خاصة فيما يتعلق بحديث عقبة، , يقول أهل العلم إذا تعارض دليلان أحدهما يقبل التأويل والأخر لا يقبله يقدم الخبر الذي لا يقبل التأويل على الذي يقبله و خبر عقبة بن الحارث وهو قابل للتأويل قطعًا، كأن نقول مثلاً لعل هذا قبل ذكر عدد الرضعات، لو سلمنا أنه بعد عدد الرضعات الذي هو خمس، القول الراجح في المسألة، أن الذي يحرم خمس رضعات معلومات كما سيأتي.
لو سلمنا أن هذه الواقعة وقعت بعد ذكر الخمس رضعات فيقال كأن الخمس رضعات اشتهرت عند الناس جميعًا فلم نحتاج أن نذكرها في كل واقعة وصار هذا معلوم عند الناس جميعًا أن الخمس رضعات يحرمن، فهذا النص يقبل التأويل إما أن نقول كان قبل التحريم بخمس رضعات، أو لو كان بعد التحريم بخمس رضعات فلم ينص عليه الاشتهار هذا الأمر بين الصحابة فهذا النص قابل للتأويل.
أما النص الذي لا يقبل التأويل فهو ما رواه مسلم رحمه الله من حديث أم الفضل رضي الله عنها (أن رجلاً من بني عامر بن صعصعه أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتحرم المصةُ الواحدة؟ قال: لا)
القول الثاني: تحرم الثلاث.
حجتهم:
1 - كما في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم عن النبي ? قال: (لا تحرم المصة ولا المصتان) قال فالثالثة تحرم.
2 - واحتجوا أيضًا بحديث أم الفضل وهو في حديث مسلم أيضًا (أن رجلاً أعربي جاء لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني تزوجت امرأة ثانية فزعمت امرأتي الأولى أنها أرضعت امرأتي الحُدثي) [وهذا يوحي أن بين المرأتين عشرين، ثلاثين سنة، لدرجة المرأة الأولي قالت له أنها أرضعت امرأته الأولي]، (رضعة أو رضعتين، فقال عليه الصلاة والسلام (لا تحرم الإملاجة ولا الإملاجتان) [والإملاجة] أي المصة.
رد العلماء عليهم:
لكن العلماء ردوا على هذا وقالوا أنهم أخذوها بدليل المفهوم، والمفهوم فيه نزاع.
القول الراجح: في المسألة وهو قول أكثر أهل العلم أن الذي يحرم الخمس رضعات.
حجتهم: واحتجوا بحديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان مما أُنزِلَ من القرءان عشر رضعاتٍ معلوماتٍ يحرِمن ثم نُسِخنَ بخمس رضعات معلومات يحرمن فمات رسول الله _صلي الله عليه وسلم _وهن مما يُقرأُ من القرءان) بعض الناس يَرِد عليه الآن يقول:خمس رضعات معلومات يحرمن ليس موجود في القرءان، فكيف تقول عائشة فمات رسول الله ? وهن مما يقرأ من القرءان؟
قال العلماء: إن هذا النسخ من العشرة إلى خمسة تأخر نسخه جدًا حتى أن بعض الصحابة لم يعلموا بالنسخ.
و النسخ ثلاثة أنواع عند جماهير أهل العلم، لم يخالف في هذا أحد يعتد به.
النوع الأول:ما نُسِخَ لفظه وحكمه.
النوع الثاني: ما نُسِخَ لفظه وبقي حكمه.
النوع الثالث: ما نُسِخَ حكمه وبقي لفظه. هذا النوع هوالأشهر والأكثر في النسخ،.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يهمنا النوع الثاني: وهو أن ينسخ اللفظ، يرفع اللفظ نفسه الآية نفسها رفعها الله عز وجل وبقي حكمها، كآية الرجم وهي ثابتة في حديث زيد بن ثابت وغيره من الصحابة أنه قال: (إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله الشيخ والشيخة إذا زَنَيا فارجموهم البتة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله والله عزيز حكيم).
وفي صحيح البخاري:في أخر خطبة طويلة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله تبارك وتعالي ألا ترغبوا عن أبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن أبائكم).
وفي صحيح مسلم: من حديث أبي موسى الأشعري أنه دعا قراء البصرة فجاءه ثلاثة مائة كلهم يقرأ القرءان فقال: (يا معشر القراء أنتم خيار أهل البصرة أتلوا القرءان ولا تناموا عنه أو تتركوه فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من سبقكم وإنه كان مما نقرأ سورة في الطول والشدة كبراءة، أذكر منها لو كان لابن أدم واديان من مال لابتغي ثالثًا ولا يملأ جوف ابن أدم إلا التراب) وذكر آية أخرى.
فهذا نوع من أنواع النسخ عند جميع علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة متفق عليه بينهم.
الآية ترفع لفظها ويبقي حكمها، فهذا من هذا الجنس (خمس رضعات معلومات يحرمن)، هذه كانت آية في كتاب الله عز وجل ثم رفعها الله عز وجل وبقي حكمها.
إذن الذي عليه أكثر أهل العلم: هو خمس رضعات معلومات يحرمن، هذه عدد الرضعات، هذا الرضاع المحرم العدد.
ماهي الرضعة المحرمة؟
هل لو التقم الولد الثدي ثم أمه مشغولة فوضعته علي السرير ثم ذهبت لتؤدي عملها ورجعت أرضعته مرة ثانية فهذه تكون رضعة أم اثنين؟.
الولد ساعات أمه ترضعه يمص مصتين أو ثلاثة ثم ينام، فتهزه فيقعد يرضع فهذه رضعة أم اثنين؟.
هذا الثدي انتهي اللبن منه وتريد أن تنقله على الثدي الثاني فهذه رضعة أم اثنين؟
فلابد من النظر ما هي الرضعة المحرمة؟
انظر في الحديث (خمس رضعات معلومات يحرمن).
[الرضعة المعلومة:] أي المعروفة المشبعة، الولد يشبع من الرضعة بشرط أن الولد إذا نزع فمه من ثدي أمه، أو أمه وضعته وذهبت لتعمل لا يطول زمان الفصل، أي أن الولد إذا رضع مصة أو مصتين أو ثلاثة، ووضعته أمه وذهبت تعمل بالمطبخ لمدة ساعة أو نصف ساعة وأتت لترضعه ثانية فهذه رضعتين،.
فالعلماء قالوا: أن تكون الرضعة مشبعة ويشترط ألا يطول زمان الفصل.
المحور الثالث: وهذا هو سبب الإشكال في رضاع الكبير، زمن الرضاع المحرم النبي ? كما في حديث أم سلمة وهو في سنن الترمذي وصححه، قال صلي الله عليه وسلم: (لا رضاع إلا ما كان في الحولين وفي الثدي قبل الفطام)، وفي سنن الدار قطني من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لا رضاع إلا ما كان في الحولين).
وحديث أم سلمة (لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الحولين لأن عندنا (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ [البقرة:233].
وقال تعالى:? وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ? [لقمان: 14]، فعندنا حولان، هذا الرضاع المحرم إذا كان الولد يرضع خلال الحولين، وفتق الأمعاء إشارة إلى نمو الولد بسبب اللبن، اللبن هو الوجبة الرئيسية للولد
كما قال ? (إنما الرضاعة من المجاعة) من الجوع، من شدة الجوع، فإذا سد الرضاع جوع الولد ولا يكون ذلك إلا إذا اعتمد الولد اعتمادًا كبيرًا أو كاملاً علي لبن الأم بخلاف إذا ما أكل الولد بجانب اللبن.
فيكون الرضاع المحرم في الحولين، والرسول ? قال: (وقبل الفطام)، هذا الفطام أحيانًا الأم تفطم ولدها على سنة ونصف أو على سنة أو على شهرين أو ثلاثة،.
فإذا فطمت الأم الولد على سنة ونصف ولم تكمل سنتين، هل يعتد بهذا الفطام؟
قال أهل العلم كمالك وغيره: إذا استغني عن اللبن واعتمد اعتمادًا رئيسًا على الأكل فيكون هذا هو الفطام له، فإذا رضع بعد ذلك لا يؤثر في التحريم.
فيكون الرضاع المحرم عندنا هو ما كان في الحولين.
رضاع الكبير، نحن نقول رجل كبير تجاوز سنتين عنده ثلاث سنين، عنده أربع سنين، عنده خمس سنين، عنده عشرين سنة، كما هو في حالة سالم مولى أبي حذيفة، هذه النصوص لا يوجد حاجة اسمها رضاع الكبير فعلاً فكيف جاء رضاع الكبير وما قصته.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين يقولون الأحاديث مدسوسة ومن صنع اليهود وأنه لا يوجد شيء اسمه رضاع الكبير، لا، هؤلاء جميعًا مخطئون.
أجمع أهل العلم بالحديث على ثبوت أحاديث رضاع الكبير:
فمن جهة الثبوت لم يختلفوا وما قال أحد قط أن أحاديث الرضاع الكبير موضوعة أو مدسوسة إلا الذين ليس عندهم أي فكرة عن علم الحديث ولا حتى قرأ في كتاب، فهذا الحكم وهذا حكم ثابت في كل كتب الفقه.
حديث رضاع الكبير رواه الإمام مسلم في صحيحه، رواه من طريق عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم محمد بن أبي بكر عن عائشة، ومن طريق بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة، ومن طريق زينب بنت أم سلمة عن عائشة والحديث ثابت لا ريب فيه.
فما قصة سالم؟
سالم مولى أبو حذيفة تبناه أبو حذيفة على عادة العرب قديمًا كما تبني رسول الله [زيد بن حارثة] وحتى أبطل الله التبني ,وأخذه صغيرًا، هاجر أبو حذيفة وامرأته سهيلة بنت سهل و معهم سالم وهذه الأسرة هاجرت الهجرتين، وهم من السابقين الأولين ونما معهم سالم حتى كبر وصار عنده عشرين سنة؛ فجاءت سهيلة المرأة اليقظة الفطنة
أبو حذيفة لم يشتك قط ولا تكلم عن سالم،لكن زوجته , رأت بعض الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالم في البيت منفردًا مع امرأته فذهبت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله إني أري الكراهة في وجه أبي حذيفة من وجود سالم في البيت، [وفي بعض الروايات في صحيح مسلم قالت يا رسول الله إن سالمًا كما تعلم كان بعض متاع البيت، فقالت بلغ مبلغ الرجال وأصبح يعرف ما يعرفه الرجال وأبو حذيفة يظهر على وجهه الكراهة، فقال عليه الصلاة والسلام أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة فقالت يا رسول الله كيف أرضعه وهو رجل كبير ذو لحية؟ فتبسم النبي ? وقال قد علمت أنه كبير، فأرضعته سهيلة خمس رضعات، بمجرد ما أرضعته ذهبت سهيلة إلى رسول الله ? وقالت والله يا رسول الله لقد ذهب ما في وجه أبو حذيفة من كراهة
عائشة رضي الله عنها ذهبت إلى هذا الحديث ووافقها عطاء من التابعين بن أبي رباح، الليث بن سعد من الأئمة المجتهدين وهو قرين مالك إمام أهل مصر وشيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم، لكن بمعنى سأذكره الآن.
أما سائر أزواج النبي صلي الله عليه وسلم فأبين ذلك:
وقلن والله ما ندري لعلها كانت رخصة لسالم دون الناس، وإلى هذا الذي ذهب إليه سائر أزواج النبي ? ذهب جماهير أهل العلم قالوا كانت رخصة لسالم.
فما القصة إذن،؟ هذه المسألة فيها تشغيب على الشريعة، لأن رضاع الكبير ليس منتشر في البلد لكي نعمل مظاهرة، وكل وقت نتكلم عن رضاع الكبير، فهو حالاته محدودة، جماهير أهل العلم قالوا كانت رخصة لسالم، فلماذا يتكلمون هذا الكلام؟ رخصة لسالم أي مات الحكم بموت سالم.
والمعروف أن الخاص لا يعارض العام بل يستثنى من العام.فإذا كان حكم مخصوص لرجل بعينه ومات هذا الرجل ذهب الحكم معه ويبقي الحكم الأصلي.
الذي ذهب إليه جماهير أهل العلم وهو لا رضاع إلا ما كان في الحولين وهذه رخصة خاصة لسالم.
شيخ الإسلام بن تيميه رحمه:
الله يرى ورأيه سديد، أنه لا ناسخ ولا منسوخ في المسألة إنما نلجأ إلى قول عائشة رضي الله عنها في حل بعض المشكلات.
والسؤال الذي تسأله الأخت أنهم أخذوا البنت من الملجأ وهي سنها سنتين والآن البنت كبرت وحاضت وصار سنها ثلاثة عشر سنة أو زيادة، وظهرت قصة الرضاع الكبير , وهذه البنت ستكون محرمة أو ممنوعة من الرجل، أي أن الرجل لا يخلو بها ولا تظهر أمامه وغير ذلك.
يوجد في الفقه مايُسَمي بثمرة الخلاف، عندنا قولان:
1 - قول الجماهير الذي من المفروض أن نتبناه،.
2 - وقول عائشة رضي الله عنها الذي هو سيحل لنا هذه المشكلة تحت عنوان ثمرة الخلاف في المسألة؟
فما معني ثمرة الخلاف في المسألة؟
أهل العلم قد يختلفوا في حكم ما، ولنمثل مثلاً بـ (لا نكاح إلا بولي) حديث أبي موسى الأشعري وحديث عائشة رضي الله عنها (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل)
جماهير أهل العلم باستثناء الحنفية: ذهبوا إلى بطلان النكاح بغير إذن الولي إعمالاً لهذين الحديثين ولقوله تعالي: (فانكحوهن بإذن أهلهن).
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو حنيفة رحمه الله وأصحابه:يرون جواز النكاح بغير إذن الولي، تزوجت امرأة على مذهب الإمام أبي حنيفة بدون إذن الولي، فما حكم هذا النكاح؟ الحديث يقول باطل باطل باطل، السؤال: هل هي زانية؟ الجواب عند كل أهل العلم لا.
السؤال الثاني: الأولاد الذي أنجبتهم هذه المرأة أولاد زنى، الجواب لا، قالوا لأن أبا حنيفة لما احتج، احتج بظواهر النصوص وضعف هذا الحديث وضعف هذا الحديث وإن كان أهل العلم في الحديث ردوا على الحنفية في هذه المسألة لكن لم يخترع أبو حنيفة هذا الكلام من كيسه، بل بظواهر نصوص.
فأصبح النكاح بغير إذن الولي نكاح شبهة، وطالما هذا نكاح شبهة.
فثمرة الخلاف في المسألة: إن أنا لا أقول أن المرأة زانية ولا أقول أن الأولاد أولاد زنا، وهذا ما يسميه العلماء بثمرة الخلاف في المسألة.
نأتي على رضاع الكبير حالة مثل هذه الحالة، واحد أو واحدة أخذ بنت أو ولد من الملجأ عنده ثلاث سنين وربوه فكبر ممكن نستخدم رضاع الكبير في هذه المسألة وليس كما يقول الجماعة الذين يتكلمون أنا عندي عامل في المحل كل يوم يذهب إلى البيت أجعل زوجتي ترضعه، سائق التاكسي كذلك ترضعه، هذا كله تهريج، ليس له علاقة بالعلم، هذا كلام وعمل أهل السوء وغير ذلك هم الذين يقولون هذا الكلام.لكن كلام أهل العلم بخلاف ذلك تمامًا،.
متي نلجأ لكلام عائشة رضي الله عنها؟
نلجأ إلى قول عائشة في أضيق الحدود إذا كانت المسألة كحال سالم مولي أبو حذيفة مع سهيلة بنت سهل، (قالت يارسول الله إن سالم كان بعض متاع البيت) من صغره وهو يعيش معهم، فأين يذهب؟
فيمكن من ثمرة الخلاف في المسألة أنا ألجأ إلى رضاع الكبير.
المسألة كلها لا يوجد موضوع حتى نتشنج هذا التشنج الذي نراه في الصحف والجرائد وغير ذلك، واتهام أن الأحاديث لا، ويجوز إن يرضع زميلته وهذه القصة.
الرضاع الجماهير على أن هذا الرضاع رضاع الكبير كان رخصة لسالم وانتهت بموت سالم، أليس هذا الكلام كافي لغلق الباب، ولا نشغب علي الشريعة والمقصود أن الشريعة يسيئوا للشريعة وأن يسيئوا لأهل العلم والذي يؤثر في نفسي أن أهل العلم أنفسهم يقولون أن الأحاديث لم تصح وأنه مدسوس ولا يوجد شيء اسمه رضاع الكبير.
لما تفتح الجماهير كتب الفقه وراءكم وتجد أن رضاع الكبير موجود، وأن العلماء يثبتون، ماذا يظنون بأهل العلم؟.
نحن نريد أن من يتكلم في دين الله عز وجل لابد أن يتثبت ولا ينفعل ولا تحتاج ردود أفعال، إذا لم يكن عندك علم أمهل حتى تراجع كلام أهل العلم لأنه يقبح للعالم أن يقول كلامًا يصادم العلم.
في ترجمة سفيان بن عيينة رحمه الله سأل تلاميذه يومًا قال:
[من أحوج الناس إلى العلم، قالوا له العوام، قال: لا، أحوج الناس إلى العلم العالم، لأنه قبيح به ألا يعلم]، وهذا كلام سفيان بن عيينه شيخ الإمام أحمد وشيخ الشافعي.
فأرجوا أن يكون الكلام في مثل هذه المسائل بعد أن تذاكر الأول قبل أن تقول أن هذا باطل أو تثبت حكمًا بذلك.
س: ما حكم من يقول أن النقاب عادة جاهلية وأنه ليس هناك نص في القرءان أو السنة لهذا الكلام؟
ج: كيف يكون النقاب عادة، وحديث (لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين) وهذا حديث صحيح لا ريب فيه، هذا معناه لا تنتقب المرأة المحرمة، فكيف النقاب لم يأتي في السنة؟ وآية سورة الأحزاب التفسير الصحيح إلى عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وجماهير أهل العلم يقولون بذلك، وأنا لا أفهم أي إنسان يراجع كتاب من كتب التفسير أو كتاب من كتب الفقه سيجد هذا الكلام.
والأعجب من هذا أن يقول قائل أن النقاب كان بدعة عند مالك، أنا أقول لهذا القائل أخرج مصدرك، من أين أتيت بهذا الكلام؟، لو بحث في كتب المالكية لن يجد هذا الكلام.
إنما الموجود في كتب المالكية أن إيجاب النقاب في الحج بدعة:
فهو حذف كلمة الحج هذه، والمعروف أن المرأة في الحج لا تنتقب وليس النقاب عند مالك بدعة.
يقول هو واجب عند الشافعي وبدعة عند مالك ويترك القراء يقرءون وكل واحد يختار الذي يريده، فكيف يكون النقاب واجب عند الشافعي وتأثم المرأة إذا لم تنتقب، ويكون بدعة عند مالك تأثم إذا انتقبت، كيف ذلك؟ أليس هذا يجعل الجماهير تسيء الظن بأهل العلم الكبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
الموجود في كتب المالكية أن من يوجب النقاب على المرأة المحرمة هذا مبتدع فالمفروض أن نصحح الكلام، نذاكر أيضًا وننقل بأمانة كلام اهل العلم وأما من يقول ليس موجود في الكتاب والسنة فالإنسان يقلب كفيه عجبًا.
أيضًا مسألة الطلاق في الحيض:
يقول لا ينبغي أن يتبنى الإنسان الطلاق في الحيض إذا كانت هذه الطلقة مثلاً الطلقة الثالثة كما فهمت والبيت يتشرد، طبعًا هذا الكلام لا قائل به من أهل العلم مطلقًأ، هذا أهل العلم يسمونه رخص العلماء، تتبع الرخص.
الجماعة الذين يتتبعون رخص العلماء ماذا يعملون؟ يقولون إذا كان في المسألة ثلاثة أقوال، فأنت اختار أسهل الأقوال، طالما مشكلة هذا الرجل ستحل بقول من هذه الأقوال، اختاره له.
أنا أقول نقل بن عبد البر رحمه الله إجماع أهل العلم على تحريم تتبع رخص العلماء،: وليس المقصود بالرخصة هنا الرخصة التي دل عليها الدليل وليس المقصود الرخصة الشرعية، المقصود زلة العالم، العلماء يسمونها رخصة مثل سليمان التيمي وهو صاحب هذا الكلام الرائق الجميل، [إذا تتبعت رخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله]، لأن الرخصة هنا معناها الزلة، إذا أخذ زلة من هنا وزلة من هنا ومن هنا كان المجموع زلات.
نفترض أن أنا رجل عالم وتحرر لدي بتنقيح الأدلة ثابتة من جهة النقل وراجحة من جهة الفهم، ترجح لدي أن الطلاق يقع في الحيض وهذا قول جماهير أهل العلم أصحاب المذاهب الأربعة خلافًا لشيخ الإسلام بن تيميه ومن رأى رأيه في هذه المسألة أن الطلاق يقع في الحيض.
ترجح لدي ذلك وعندي آلة الاجتهاد، أستطيع أن أنظر في الدليل وأستطيع أن أفهم، دارس أصول حديث صح، دارس أصول فقه صح، أثبت الدليل وأثبت الدلالة واخترت هذا وضعفت القول الآخر، هو عندي ضعيف مثلاً وأنا أعطي مثال، فلما يأتي أحد يقول طلقت امرأتي في الحيض بأي وجه يلقى المرء ربه أنه يترك ما يعتقد أنه الحق جزمًا ويفتيه بالقول الأخر الضعيف لأجل ألا تتفرق الأسرة؟.هذا ليس عملنا وليس من صلاحية الفقيه.
إنما متى ينتقل من هذا إلى هذا؟
إذا كان كلا القولين على ميزان واحد في القوة، بكل أسف يحتجوا بمثل هذا الانتقال إلى القول الأضعف مع أنه لا يعتقده، مثلاً قول عائشة رضي الله عنها (ما خير رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما) فيقول الأيسر أنك ترجع المرأة لزوجها ولا تهدم بيها وهذا هو الأيسر.
أنا أقول لمن كتب هذا الكلام أكمل الحديث، عائشة رضي الله عنها تقول: (ما خير رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا)، وأي إثم أعظم من أنك تترك ما تدين لله به وتعتقد أنه الحق وأن غير ذلك منكر أو ضعيف أو مرجوح، فكيف تترك هذا الذي تعتقده وتذهب إلى القول الأخر الذي لا تعتقده أنت هذا إثم أن تفتي في دين الله عز وجل بما لا تعتقد.فتتبع رخص العلماء لا يجوز.
ينتقل المرء من هذا القول إلى هذا القول إذا ترجح لديه أن القولين على قدر من القوة:، يجوز أو كما نقول أو فيه ثمرة خلاف في المسألة ممكن ألجأ إليها
لكن أن أقول إذا كان فيه قول العلم بأن الطلاق مثلاً لا يقع في الحيض، فأول ما يأتيني أحد ولكي لا أهدم البيت أفتيه بهذا، فمن الذي يقول هذا الكلام؟.
نعم إذا كان يعتقد أن الطلاق لا يقع في الحيض وحرر الأدلة ووصل إلى قناعة يفتي بذلك ولا يلزمه أن يفتي بالقول الأخر حتى ولو كان قول الجماهير طالما أنه وصل إلى قناعة والمفتي لابد أن يعلم أنه قبل أن تزول قدمه يوم القيامة سيسأل عن مثل هذا.
لذلك لما الإمام مالك نقل عن شيخه محمد بن عجلان أنه جاءه رجل وامرأته وقال: أنني طلقت، فلم يترجح عند محمد بن عجلان قول فأبى أن يفتي فسأله مالك عن ذلك فقال: أُرجِعُها له يستمتع بها وأنا أسئل عنها، ليس من صلاحياتي، قبل أن تزول قدمه سيقال له كيف أفتيت بهذا؟.
ونحن نقول إذا وصل المرء إلى قناعة وكان من أصحاب الأهلية في الفتوى إلى هذا القول أو إلى ذاك القول لا جناح عليه أن يفتي ولا يلزمه القول الأخر قال سفيان الثوري رحمه الله [إنما العلم الرخصة من ثقة] الرخصة الشرعية من ثقة أما التشديد فيحسنه كل أحد.
انتهي الدرس التاسع
______________________________ _______
انتهي الدرس التاسع291
ـ[أبو عمر القحطاني]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ولو وضعتم هذا الشرح في ملف ورود مثلا كان افضل لمن اراد تحميله والاستفادة منه لا حقا. لاحرمكم الله الاجر
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 05:39]ـ
أخي أبو عمر أدخل المواد المفرغة وحمل الملف كاملا حفظكم الله(/)
حديث: أن النبي كان إذا أطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة قال ابن كثير سنده جيد
ـ[عبدالله]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 08:26]ـ
حديث: أن النبي كان إذا أطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده أهله قال ابن كثير سنده جيد
قال الشيخ ابن باز: (جاء في فيه هذا الحديث وقد حرصت أن أجد سنده في سنن ابن ماجة فلم يتيسر لي حتى الآن وقد الحافظ ابن كثير رحمه الله أن سنده جيد .......
والحديث في صحته عندي نظر يحتاج إلى مراجعة وتتبع أسانيده)
سؤالي أين قال ذلك ابن كثير
وما معنى أهله في الحديث؟
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 04:42]ـ
جاء في فتح الغفار:
((227 - وعن أم سلمة «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا طلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة، وسائر جسده أَهْلُهُ» رواه ابن ماجه، قال الحافظ ابن كثير في كتابه الذي ألفه في الحمام: إن إسناد هذا الحديث جيد، وقال في "المواهب": رجاله ثقات، وكذا في "الفتح"، وللحديث شواهد يتقوى بمجموعها للاحتجاج به.)) اهـ
وقال الألباني -رحمه الله- في الضعيفة (4174):
((قلت: ورجاله ثقات، فهو صحيح الإسناد لولا أن حبيب بن أبي ثابت كان يدلس، بل قد قال أبو زرعة:
"لم يسمع من أم سلمة". وقال الحافظ في "التهذيب": "أرسل عن أم سلمة".)) اهـ
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 02:33]ـ
السلام عليكم ,,
الحمد لله رب العالمين ,, و الصلاه و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين ,,
لعلى أفيدك إن شاء الله ,,
قال شيخى - حسن عبد الستير النعمانى - فى درر الأنام بشرح عمده الاحكام -:
((لم يثبت فى الإطلاء حديثاً مستقلاً , و لاتخلوا جميعها من مقال , و أصحها المرسل الذى أخرجه عبد الرزاق عن حبيب بن ابى ثابت , و المرسل يقوى به الموصول , كما قال بن كثير , خاصه و قد روى فى التنور ما يأتى:
1 - حديث أم سلمه , رواه بن ماجه (كان البى -صلى الله عليه وسلم - إذا إطلى بدأ بعتورته فطلاها بالنوره)
قال بن كثير: إسناده جيد
قال الشوكانى: أخرجه من طريق أخر و هو ضعيف عن أم سلمه كما قال ابو زرعه.
و كذا رواه عبد الرزاق مرسلاً.
ورواه - الخرائطى - عن أم سلمه و ثوبان و إسناده - ضعيف جداً - علته: سليمان بن أسماه , قال فيه أبو حاتم: متروك.و أخرجه - يعقوب بن اسماعيل - و قال (و كان يدخل الحمام و كان يتنور)
أخرجه بن عساكر , و أخرجه - سعيد بن منصور - , و قال ((و كان إذا إطلى ولى عانته بيده)
أخرجه بن أبى شيبه و أخرجه - سعيد بن منصور - فى سننه , ((إفتتح خيبر فأكل متكئاً و تنور)) , و أخرجه أبو داوود , من حديث أبى معشر , ((أن رجلا نور رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .. تنويه: حديث ضعيف جداً
و كذا أخرجه البيهقى و عساكر بإسناد - ضعيف - عن بن عمر (أنه كان يتنور كل شهر)
و أخرجه أحمد من حديث عائشه ((أنه إطلى بالنوره فلما فرغ قال: عليكم بها)
قلت - أى الجندى - ((و مما ثبت أنه تنور من الصحابه - بن عمر و ثوبان -))
و يتبن لنا ثبوت النوره و التنور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدده أسباب و هى:
1 - كثره الاحاديث الوارده فى تنوره فهى كما مضى , عشره بطرقها بل تزيد
2 - كثره الطرق و اختلافها و اختلاف الالفاظ الوارده يدل على ان التنور له أصل.
3 - يقوى هذا عمل السلف - رضى الله عنهم - بالتنور خاصه من عرف عنه شده الأخذ بالسنه
4 - أن الضعف الذى فى هذه الاحاديث هو من الضعف المنجبر , فعله الارسال ليست عله قاضيه على الحديث البته بل هى تنجبر.
5 - تحسين بعض أهل العلم (بن كثير , السيوطى , الشوكانى , الالبانى) و هو ظاهر صنيع - شيخ الاسلام بن تيميه -رضوان الله عليهم.
انتهى بفضل الله المبحث الحديث و فيه مبحث فقهى,,, عندى مبحث أخر يتعلق بالفروع حول التنور و الشبهات , لوأردت أن أكتبه لك كتبته إن شاء الله ,,
شرحه الشيخ - أبو عمر حسن النعمانى - حفظه الله
و كتبه , و علق عليه , أخوك فى الله ,
الجندى الأثرى ,,
و الله الموفق .. و إن كان هناك صواب فمن الله , و إن أخطأت فمنى و من الشيطان و الله ورسوله من براء.
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 02:41]ـ
التعليق الثانى ,
لم يثبت عندى فى نسختى , ((و جسده و أهله)) التى ذكرتها , و لعل السقط يكون بسببى , لكن صراحه: لا أعلم صحتها.
و إن سلمنا أنها تثبت فى الحديث , فلعلها إشاره إلى انه - صلى الله عليه وسلم - كان يحث أهله على التنور , و يقوى هذا المعنى , هذا الحديث الذى ذكره سابقاً وهو:
((حديث عاشه -رضى الله عنها - الذى رواه أحمد قالت ((أنه إطلى بالنوره فلنا فرغ , قال عليكم بها))
أيضا حديث أم سلمه , لا شك , ((أن أسناد رجاله ثقات , إلا ان حبيب لم يسمع من أم سلمه))
ـ[عبدالله]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 08:03]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 01:18]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد ..
كون السند يوصف بحسب رجاله بـ (جيد) لا يعني صحته وثبوته .. فالأصح الأشهر أنه منقطع فيما بين حبيب رحمه الله وأم المؤمنين رضي الله عنها.
ناهيك عن المخالفة لهذا الطريق لما هو أثبت وأوثق منه من طرق: فقد روى ابن سعد في الطبقات قال:
(أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. _ (ح) _ وَسُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؛ قَالا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اطَّلَى بِالنُّورَةِ وَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ.).
فعندي _ والله أعلم _ أن هذا هو الثابت المحفوظ في الخبر .. وأن طريق ابن ماجة ما هو إلا وهم وخطأ ومخالفة لا تعدوا اثنين: [جردقة البصري] و [حماد البصري].
ومراد الخبر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أن كان يطلى بالنورة كان يتولى طليه بها أهل بيته من نسائه رضوان الله عليهن؛ فإذا أتى دور شعر عانته قام هو عليه الصلاة والسلام بطليها بيديه لا يستعين بأحد.
وأحاديث النورة كلها كما ذكر الأحبة ضعيفة لا يثبت منها متصلاً شيء .. بل قد أتى ما ينفي تنوره عليه الصلاة والسلام. فتأمل
والكلام في هذا الباب يطول لا يسعف الوقت لطَرْقِه ومن ثم الولوج .. سهل الله ذلك في أقرب وقت بإذن الله.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 06:31]ـ
كون السند يوصف بحسب رجاله بـ (جيد) لا يعني صحته وثبوته ..
حياك الله أبا عصام ... ويالغالي من طول الغيبات جاب الغنايم ... وتكرما لا أمراً لو عدلتم توقيعكم ...
لكن لدي استفسار إن أذنتم به؟؟
لماذا وجهت يا رعاك الله لفظة جيد عند الإمام ابن كثير للرجال دون الحديث؟؟
فمن المعلوم أن لفظة (جيد) قاطعة بتصحيح الحديث كما هو شأن المحدثين الذين يطلقون هذه اللفظة؟؟؟
جاء في التدريب (إن الجهبذ منهم لا يعدل عن (صحيح) إلى (جيد) إلا لنكتة، كأن يرتقي الحديث عنده عن الحسن لذاته ويتردد في بلوغه الصحيح،فالوصف به أنزل من الوصف بالصحيح، وكذا القوي) انتهى
إذن فلفظة (جيد) تتوجه للحديث وهي من ألفاظ التصحيح وليست للرجال فحسب؟؟
فمن أين لك أن الإمام أراد رجال الإسناد لا التصحيح وكأنه في كلامه مقارب للهيثمي في قوله (رجاله ثقات)؟؟
هل هي قاعدة في الباب أم أنك أردت تأويل لفظة الإمام ابن كثير فحسب؟؟
أود الإفادة
تقبل شكري
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وحيا الله الأخ العزيز الحميري.
أما بالنسبة للتوقيع؛ فيعلم الله أنني إلى الآن في وسط ما يشغلني عنكم من عملي .. وأسأل الله تعالى أن يتغير بإذن الله قريبا.
أما بالنسبة لما طرحته حفظك الله؛ فأقول:
القاعدة المعروفة عند أئمة الحديث وعلمائه التفريق في الحكم على الخبر متناً وسنداً أو هما جميعا.
فعند صحة الخبر وثبوته يطلقون صيغة الحكم على مجمل الخبر؛ فيقال: هذا حديث صحيح، هذا حديث حسن، قد ثبت ذلك من حديث فلان رضي الله عنه، وهكذا. وقد يضيف بعضهم بعد هذا الحكم قوله: وسنده جيد، أو ورجاله ثقات.
فإن كان الخبر فيه نظر من نحو نكارة أو غرابة أو مخالفة = ينظرون الآن إلى رجال السند؛ فيقولن: هذا حديث رجاله ثقات، هذا حديث سنده جيد، وهكذا. فيكون هذا منهم حكمٌ بالظاهر دون أن يوصف الخبر على وجه العموم بأنه جيد، أو صحيح، أو حسن. وهكذا.
طبعاً بغض النظر عن أي علة قد تكون في هذا السند الذي ظاهراً هو سندٌ جيد لتوثيق رجاله.
فهنا حفظك الله = لما أن لم يثبت للحافظ جزمٌ في الباب هل تنور عليه الصلاة والسلام أم لا؛ نزل حكمه نصاً وقصدا على سند الخبر لا مجموعه. فتأمل
وليس هذا من صنيعي أو تطويعي أو لفي أو تأويلي أنا لمراد الحافظ رحمه الله .. فلذلك تجد انه أعقبه بالوجه المحفوظ الآخر للخبر من طريق حبيب عند عبد الرزاق، ووصفه بنفس الوصف؛ لعدم جزمه رحمه الله بثبوت مثل هذا الصنيع عنه صلى الله عليه وسلم .. فلذلك أول ما طرح نقاش المسألة طرح قول من قال بأنه لم يتنور صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقيقة هذا هو الموافق للهدي النبوي لمن تتبع هديه صلى الله عليه وسلم في إزالة الشعر = الحلق أو النتف .. هذا الثابت المعروف المشهور .. أما النورة!!
وهل ستعرض على عمرٍ رضي الله عنه وهو يعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعها فيقول مستنكراً لها رافضا إياها: هي من النعيم؟!!
وليس كلام صاحب التدريب رحمه الله الذي نقله، ثم نقلته أنت عن هذه البابة بمسلمٍ اطرادا أبدا .. بل من تتبع صنيع الأئمة والعلماء عرف أنهم يفرقون بين الحكم على سند الحديث ومتنه في مواطن كثيرة لا تجهل ولا تنكر.
وبالتالي فلا يسلم لك أيضاً قولك: أنها من ألفاظ التصحيح وليست للرجال فحسب.
ولا أعتقد رعاك الله أن هذا أمر قد يكون غامضاً مشكلاً إلى هذا الحد.
وتوضيح هذا الأمر أكثر = يحتاج إلى وقت أطول؛ وهو الذي لا أملكه الآن يعلم الله .. وما ذكر طرفٌ (جيد).
وإلا لو كان هذا الإطلاق على خبر ما يفيد صحته لحكمنا بصحة أحاديث ضعيفةٍ منكرةٍ خاطئةٍ أساساً من أجل ماذا؟! أن سند الخبر جيد!!
إذاً أين ذهب تعلمك لهذا العلم الشريف ومصطلحه في التأكد فعلاً هل كون رجال هذا السند ثقات؛ أو أنه سند جيد يجعلني أعطي حكماً وأنا مغمضُ العينين بصحته؟!!
ما هكذا أبدا.
بل صنيعهم رحمهم الله تعالى التفريق كما ذكرت لك؛ فلذلك غالباً ما يقولون بعد سياق السند فقط دون متنه: وهذا إسناد جيد، وهذا إسناد جيد ورجاله ثقات.
كما يقولون أيضاً: هذا حديث صحيح جيد الإسناد .. ففرقوا رحمك الله.
فلا يسلم كلام صاحب التدريب الذي نقله على إطلاقه البتة .. بل الواجب النظر في هذا السند الجيد أو الذي رجاله ثقات هل العلة فيه منتفية أم لا؟ والعلة هنا تشمل: علل في السند، وعلل في المتن.
والسيوطي رحمه الله عندما نقل هذا الكلام عمن قاله؛ فإن صاحبه = توهم هذا الكلام لما أن نزّل كلام ابن الصلاح على هذا المعنى؛ وابن الصلاح رحمه الله لم يصرح بهذا إطلاقاً، بل كلامه رحمه منزلٌ على وصف الحديث عموماً بكونه جيد. بينما هذا أخذ مراده _ بزعمه _ من قول الإمام أحمد: أجود الأسانيد في رواية عنه .. بينما رواية ابنه عنه أصح الأسانيد. فتأمل
فلا يعقل أن يعطى حكم مطرد ثابت لهذا الوصف من مجرد تأويل كلام وقع فيه شيخ الإسلام بنقل السيوطي عنه!!!
وعليه: فهي عندهم من قبيل قولهم: رجاله ثقات، رجاله موثقون، رجاله رجال الصحيح. وهكذا.
فلذلك تجد أن بعض الأئمة يقول في مقابل هذه الصيغة: فلان ليس له إسناد جيد .. بمعنى أن في رجال إسناد طريقه مجاهيل ونحوه.
وكان العقيلي رحمه الله يقول في بعض صيغه: لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد. ففرق رحمه الله .. وهذا هو صنيعهم المعروف.
أطلت في الأمر أخي العزيز .. ولعل ما ذكر يوقفك على الصواب من صنيعهم حفظك الله.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 05:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وحيا الله الأخ العزيز الحميري.
أما بالنسبة للتوقيع؛ فيعلم الله أنني إلى الآن في وسط ما يشغلني عنكم من عملي .. وأسأل الله تعالى أن يتغير بإذن الله قريبا.
أما بالنسبة لما طرحته حفظك الله؛ فأقول:
القاعدة المعروفة عند أئمة الحديث وعلمائه التفريق في الحكم على الخبر متناً وسنداً أو هما جميعا.
فعند صحة الخبر وثبوته يطلقون صيغة الحكم على مجمل الخبر؛ فيقال: هذا حديث صحيح، هذا حديث حسن، قد ثبت ذلك من حديث فلان رضي الله عنه، وهكذا. وقد يضيف بعضهم بعد هذا الحكم قوله: وسنده جيد، أو ورجاله ثقات.
فإن كان الخبر فيه نظر من نحو نكارة أو غرابة أو مخالفة = ينظرون الآن إلى رجال السند؛ فيقولن: هذا حديث رجاله ثقات، هذا حديث سنده جيد، وهكذا. فيكون هذا منهم حكمٌ بالظاهر دون أن يوصف الخبر على وجه العموم بأنه جيد، أو صحيح، أو حسن. وهكذا.
طبعاً بغض النظر عن أي علة قد تكون في هذا السند الذي ظاهراً هو سندٌ جيد لتوثيق رجاله.
فهنا حفظك الله = لما أن لم يثبت للحافظ جزمٌ في الباب هل تنور عليه الصلاة والسلام أم لا؛ نزل حكمه نصاً وقصدا على سند الخبر لا مجموعه. فتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس هذا من صنيعي أو تطويعي أو لفي أو تأويلي أنا لمراد الحافظ رحمه الله .. فلذلك تجد انه أعقبه بالوجه المحفوظ الآخر للخبر من طريق حبيب عند عبد الرزاق، ووصفه بنفس الوصف؛ لعدم جزمه رحمه الله بثبوت مثل هذا الصنيع عنه صلى الله عليه وسلم .. فلذلك أول ما طرح نقاش المسألة طرح قول من قال بأنه لم يتنور صلى الله عليه وسلم.
وحقيقة هذا هو الموافق للهدي النبوي لمن تتبع هديه صلى الله عليه وسلم في إزالة الشعر = الحلق أو النتف .. هذا الثابت المعروف المشهور .. أما النورة!!
وهل ستعرض على عمرٍ رضي الله عنه وهو يعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنعها فيقول مستنكراً لها رافضا إياها: هي من النعيم؟!!
وليس كلام صاحب التدريب رحمه الله الذي نقله، ثم نقلته أنت عن هذه البابة بمسلمٍ اطرادا أبدا .. بل من تتبع صنيع الأئمة والعلماء عرف أنهم يفرقون بين الحكم على سند الحديث ومتنه في مواطن كثيرة لا تجهل ولا تنكر.
وبالتالي فلا يسلم لك أيضاً قولك: أنها من ألفاظ التصحيح وليست للرجال فحسب.
ولا أعتقد رعاك الله أن هذا أمر قد يكون غامضاً مشكلاً إلى هذا الحد.
وتوضيح هذا الأمر أكثر = يحتاج إلى وقت أطول؛ وهو الذي لا أملكه الآن يعلم الله .. وما ذكر طرفٌ (جيد).
وإلا لو كان هذا الإطلاق على خبر ما يفيد صحته لحكمنا بصحة أحاديث ضعيفةٍ منكرةٍ خاطئةٍ أساساً من أجل ماذا؟! أن سند الخبر جيد!!
إذاً أين ذهب تعلمك لهذا العلم الشريف ومصطلحه في التأكد فعلاً هل كون رجال هذا السند ثقات؛ أو أنه سند جيد يجعلني أعطي حكماً وأنا مغمضُ العينين بصحته؟!!
ما هكذا أبدا.
بل صنيعهم رحمهم الله تعالى التفريق كما ذكرت لك؛ فلذلك غالباً ما يقولون بعد سياق السند فقط دون متنه: وهذا إسناد جيد، وهذا إسناد جيد ورجاله ثقات.
كما يقولون أيضاً: هذا حديث صحيح جيد الإسناد .. ففرقوا رحمك الله.
فلا يسلم كلام صاحب التدريب الذي نقله على إطلاقه البتة .. بل الواجب النظر في هذا السند الجيد أو الذي رجاله ثقات هل العلة فيه منتفية أم لا؟ والعلة هنا تشمل: علل في السند، وعلل في المتن.
والسيوطي رحمه الله عندما نقل هذا الكلام عمن قاله؛ فإن صاحبه = توهم هذا الكلام لما أن نزّل كلام ابن الصلاح على هذا المعنى؛ وابن الصلاح رحمه الله لم يصرح بهذا إطلاقاً، بل كلامه رحمه منزلٌ على وصف الحديث عموماً بكونه جيد. بينما هذا أخذ مراده _ بزعمه _ من قول الإمام أحمد: أجود الأسانيد في رواية عنه .. بينما رواية ابنه عنه أصح الأسانيد. فتأمل
فلا يعقل أن يعطى حكم مطرد ثابت لهذا الوصف من مجرد تأويل كلام وقع فيه شيخ الإسلام بنقل السيوطي عنه!!!
وعليه: فهي عندهم من قبيل قولهم: رجاله ثقات، رجاله موثقون، رجاله رجال الصحيح. وهكذا.
فلذلك تجد أن بعض الأئمة يقول في مقابل هذه الصيغة: فلان ليس له إسناد جيد .. بمعنى أن في رجال إسناد طريقه مجاهيل ونحوه.
وكان العقيلي رحمه الله يقول في بعض صيغه: لا يحفظ هذا الحديث بإسناد جيد. ففرق رحمه الله .. وهذا هو صنيعهم المعروف.
أطلت في الأمر أخي العزيز .. ولعل ما ذكر يوقفك على الصواب من صنيعهم حفظك الله.
جزاك الله خيرا ... بارك الله فيك ..(/)
هل هناك حديث او اثر يتحدث فيه عقوبة منع المراة ارضاع صغيرها?
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 04:49]ـ
هل هناك حديث او اثر يتحدث فيه عقوبة منع المراة ارضاع صغيرها رجاء المساعدة
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 11:10]ـ
صراحة لم أجد حديث أو أثر صريح بشأن تلك المسألة على بحثى القاصر.
و لكن جاء في صحيح مسلم «كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته»، وجاء في رواية الترمذي «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت».
و لا شك أن المرأة المرضعة، اذا امتنعت عن ارضاع صغيرها، تكون داخلة في الاثم، لانها قد حبست عنه قوته (و هى الرضاعة في تلك المرحلة)، لأنها قد تكون سبب في ضياعه.
و هذا مقيد لو كانت قادرة على ارضاعه، أم لو كانت عاجزة كأن يكون بها مرض، أو أوجدت له مرضعة غيرها، أو كان لهذا الرضيع قوت بديل يستطيع من خلاله الاستغناء عن الرضاعة أو نحوه ذلك، فلا يلحق بها اثم، و الله أعلم.
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 04:09]ـ
جزاك الله خيرا اخي احمد على المعلومات التي قدمتها
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 09:35]ـ
هناك أثر صريح فى هذا قرأته فى صحيح ابن حبان
و هو من المناكير المأخوذة عليه
لا أذكر لفظه بالضبط و لا مكانه و لكنه فى الجزء الأخير من الصحيح له على ما أذكر
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 12:29]ـ
وجدته
صحيح ابن خزيمة
أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم - باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم
حديث: 1853
أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم - باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم
{نا الربيع بن سليمان المرادي، وبحر بن نصر الخولاني قالا: ثنا بشر بن بكر، نا ابن جابر، عن سليم بن عامر أبي يحيى، حدثني أبو أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، فقال: خابت اليهود والنصارى فقال سليمان: ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيء من رأيه؟ ثم انطلق، فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا، وأسوئه منظرا، فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء قتلى الكفار، ثم انطلق بي، فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا، وأنتنه ريحا، كأن ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني، ثم انطلق بي، فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات، قلت: ما بال هؤلاء؟ قال: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن، ثم انطلق بي، فإذا أنا بالغلمان يلعبون بين نهرين، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين، ثم شرف شرفا، فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جعفر، وزيد، وابن رواحة، ثم شرفني شرفا آخر، فإذا أنا بنفر ثلاثة، قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم، وموسى، وعيسى، وهم ينظروني " هذا حديث الربيع}
و قد رواه ابن حبان عن ابن خزيمة
و صححه الألبانى
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 09:34]ـ
بارك الله فيك وفي علمك وجعل ذلك في ميزان حسناتك(/)
هل رواية المدلس اذا عنعن تصلح في الشواهد والمتابعات؟
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 02:14]ـ
عندي سؤال ارجو من يعرف الاجابة المستفيضه عليه خاصةً من اهل الاختصاص بهذا العلم الشريف ان يرد ومن لم يكن من اهل الاختصاص ولكن حباه الله بعض العلم كذلك نرجو منه ان لا يحرمنا من علمه.
هل رواية المدلس اذا عنعن حتى لو كان ضعيفاً تصلح في الشواهد والمتابعات خاصةً ان محدث الامة في هذا العصر الشيخ محمد ناصر الالباني رحمه الله يعتبرها تصلح في الشواهد , وفي المتابعات اذا لم يعنعن.
ولكن سؤالي هو عنها في الشواهد اذا عنعن ولعلي هنا ان اقتطف بعض ماقالات الشيخ ناصر رحمه الله
حيث قال
فرْق بين كون الحديث روي من طريقين مختلفين، في أحدهما رجل سيء الحفظ، وفي الآخر عنعنة مدلس، وبين كون الضعيف هذا والمدلس روياه عن شيخ واحد، ففي الحالة الأولى يُحسن الحديث، بخلاف الحالة الثانية؛ لأننا نخاف من المدلس، فلربما أنه أخذه عن هذا الضعيف، ثم أسقط الضعيف، ودلسه، فتكون الروايتان من طريق هذا الضعيف، فلا يحسن الحديث إلا إذا علمنا إن هذا المدلس لم يروِ قط عن هذا الضعيف، فحينذاك نستشهد به، وقد صرح بذلك شيخنا الألباني – رحمه الله – كما في «تمام المنة» ص (72) و «الضعيفة» (3/ 145)،
وعندما سئل رحمه الله عن قبوله رواية العبادلة عن لهيعة وإن عنهن؟ فأجاب بقوله:
لأني وجدت الحافظ ابن حجر نفسه – مع إدخاله إياه في الطبقة الخامسة – وجدته يحتج به في مثل هذه الحالة، وإن عنعن، فالله تعالى أعلم بالصواب في ذلك ([4]).
وعندي سؤال آخر مهم هل يحضركم روايات لبعض المحدثين المدلسين وعنعنوا في هذه الروايات وتبين ان لها ما يشهد لها من روايات صحيحة مستقلة عن روايات المدلسين اي في الرواة.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 10:01]ـ
الأمر يحتاج تفصيل كبير
أولا إذا كان المدلس ثقة و لكنه كثير التدليس أيضا
تصلح روايته للإعتبار و سيظهر من الطرق الصحيحة تدليسه من عدمه
ثانيا
إذا كان المدلس ضعيفا مدلسا
فينبغى التأكد أولا أن روايته تلك ليست من أخطائه، فالخطأ لا يصلح للإعتبار
كلاهما سواء عنعن أم لا
فالثقة إذا لم يعنعن فحديثه صحيح بذته
و الضعيف لا إعتبار للفظه حدثنا أو عنعنته أو غيرها لأنه أصلا غير ضابط للفظه
ثالثا
إذا كان للثقة والضعيف هؤلاء شيخ واحد فليسا طريقان و لا شاهدان و إنما هو طريق واحد و الطبع نفضل الإعتبار برواية المدلس الثقة عن نظيره الضعيف، و لا حاجة للضعيف أصلا
رابعا
كون المدلس الثقة أخذ عن هذا الضعيف يحكم عليه (إتحاد المجلس) و إمكان اللقيا
فالمدلس الثقه إذا فحش تدليسه لن تعرف شيخه الضعيف أبدا و لن يظهر فى أسانيده
و لكن وجود أصل صحيح لحديث ذاك المدلس ينفى عنه شبهة التدليس، فنحن هنا نبحث فى جدواه كشاهد لا كأصل
خامسا
قول الشيخ رحمه الله فى حديث لم يأت إلا من طريق مدلس و طريق سيء الحفظ هو خير ما يقال و لكن هذا لحديث ليس له عندنا أصل نبحث عن شواهده، و لكن رواية المدلس هنا هى الأصل
لذا أحسن شيخنا بالتنبيه على التأكد من عدم روايته عن هذا الضعيف
و لكن يبقى تدلسه عله فى الحديث لذا حكم الشيخ رحمه الله بحسنه (لا صحته) بسبب تلك العله
خامسا
إبن لهيعه ثقة تغير بعد إحتراق كتبه و هو مصرى
و المصريون ينفون الواقعة أصلا ينفون إحتراق كتبه، و هم أدرى بمن فيها
ضعفه ليس متفق عليه بل هو عند المصريين على حاله لم يتغير لإنتفاء الواقعة أصلا
و عن السؤال الأخير:
يحضرنى حديث قتاده فى الشفاعه و هو مدلس
و لكن الحديث معروف من غير طريقه
هذا و العلم لله وحده
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 10:15]ـ
السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين ,,
بارك الله فيك ,, يا أخى الحبيب ,
ابن المديني -رحمه الله- سئل، سأله يعقوب بن شيبة: المدلس إذا لم يقل: حدثنا وأخبرنا، يقبل قوله؟ قال: إذا كان مكثرا من التدليس، لا يقبل حتى يقول حدثنا، وكذلك جاء عن ابن معين أيضا، ما يمكن أن يلحق بهذا، ويظهر لي -والله أعلم- أن هذا هو المذهب الوسط في مسألة قبول رواية المدلس.
أنه يعني إذا عرف بالتدليس واشتهر به مثل الأعمش ومثل هشيم، على تفاصيل في ذلك ما أطيل بها، ومثل قتادة أنه لا بد من تصريحه بالتحديث، وهذا هو الذي عليه، وهشيم، وهذا هو الذي عليه، يقول: وفي الصحيحين من حديث جماعة من هذا الضرب: كالسفيانين والأعمش وقتادة وهشيم وغيرهم.
هذا يعني هؤلاء معروفون بالتدليس، فأصحاب الصحاح ولا سيما البخاري ومسلم، يخرجون لهؤلاء المدلسين إذا صرحوا بالتحديث، وكذلك يخرجون لهم ما عنعنوا فيه، بقرائن أخرى أيضا ما أطيل فيها، يعني ولو لم يصرحوا بالتحديث، لكن إذا أمن تدليسهم، أو إذا لم يكن لتدليسهم تأثير بأمور أخرى ما أطيل بها.
ذكر ابن كثير -رحمه الله- أن التدليس اعتذار، اعتذار عن المدلسين، أنه نوع من الإرسال لما ثبت عنده، بس قوله: لما ثبت عنده، هذه هي التي يعني يوضع عندها علامة استفهام، أحيانا المدلس يسقط الضعيف، إذن الحديث ثبت عنده أو لم يثبت عنده؟ ولا سيما في قول ابن كثير: وهو يخشى أن يصرح بشيخه فيرد من أجله، إذن هو أسقط ماذا؟ ثقة أو ضعيفا هنا؟ أسقط ضعيفا، فقوله: لما ثبت عنده، هذه فيها إشكال، بل هو يسقط أحيانا ولو للفظة، لكن يدلسون يعني يدلسون لأغراض، وكما ذكرت هو شهوة.
هشيم -رحمه الله- ألحوا عليه كثيرا جدا أن يترك التدليس، ألحوا عليه كثيرا ولكنه لم يتركه، ويتلذذ هو، يعني مثلما تقول: يعمي على التلاميذ، ويعني كأنه بمعنى الاختبار، أو بمعنى يعني المهم أنه له شهوة التدليس، كاتبه ابن المبارك -رحمه الله- قال له: يا هشيم، دعك من هذا التدليس، فماذا أجابه؟ قال: كان كبيراك يدلسان، كبيراك من هما؟
اللذان هما، يقصد الأعمش وسفيان الثوري، فيقول له: أنا أفعل مثلما فعل غيري، يعني هذا كلام هشيم -رحمه الله-، ويعني هو يسقط أيضا بعض الضعفاء، والأعمش يسقط بعض الضعفاء، فقول ابن كثير -رحمه الله-: لما ثبت عنده، هذا فيه يعني إشكال ونظر،
للإستزاده ,, ( http://www.taimiah.com/Display.asp?ID=55&t=book49&pid=2&f=alo00047.htm&printer=on)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 12:20]ـ
الى الاخ عمر ابن رافت
اشكرك على تفضلك على هذه الاجابة لكن واعذرني عندي بعض الاسئلة لاني نوعاً ما لا افقه بعض المصطلحات الحديثية تماما. تقول بارك الله فيك
أولا إذا كان المدلس ثقة و لكنه كثير التدليس أيضا
تصلح روايته للإعتبار و سيظهر من الطرق الصحيحة تدليسه من عدمه
هل تعني بالاعتبار اي كشاهد؟ هذا ما فهمته.
........
وتقول ثانيا
إذا كان المدلس ضعيفا مدلسا
فينبغى التأكد أولا أن روايته تلك ليست من أخطائه، فالخطأ لا يصلح للإعتبار
كيف نعرف انها ليست من اخطائه او من اخطائه؟.
...........
تقول عن المدلس الضعيف
كلاهما سواء عنعن أم لا
فالثقة إذا لم يعنعن فحديثه صحيح بذته
و الضعيف لا إعتبار للفظه حدثنا أو عنعنته أو غيرها لأنه أصلا غير ضابط للفظه
هذا مفهوم ولكن لم بعض المحققين ياخذون على رواية المدلس الضعيف يقولون مثلاُ روايته عنعن فيها وهو مدلس.
...........
تقول و عن السؤال الأخير:
يحضرنى حديث قتاده فى الشفاعه و هو مدلس
و لكن الحديث معروف من غير طريقه
هذا و العلم لله وحده
قتادة ليس بضعيف لكنه مدلس , هل عنعن قتادة في هذه الرواية؟.
وهل عندك مثال على رواية ضعيف عنعن في روايته هذه ثم ثبت ان هناك رواية اخرى لنفس الحديث صحيحة ليست للراوي الضعيف في الرواية الاولى طبعا.
.......
تقول هذا يعني هؤلاء معروفون بالتدليس، فأصحاب الصحاح ولا سيما البخاري ومسلم، يخرجون لهؤلاء المدلسين إذا صرحوا بالتحديث، وكذلك يخرجون لهم ما عنعنوا فيه، بقرائن أخرى أيضا ما أطيل فيها، يعني ولو لم يصرحوا بالتحديث، لكن إذا أمن تدليسهم، أو إذا لم يكن لتدليسهم تأثير بأمور أخرى ما أطيل بها.
ماذا تقصد بقرائن اخرى وان لم يصرحوا بالتحديث انا اعلم ان البخاري في صحيحه روى عن قتادة بعض الروايات وهو عنعن فيها لكن كيف فهم البخاري رحمه الله ان هذه الروايات صحيحة مع ان قتادة مدلس. اذن لا بد من قرائن لا تحرمنا من علمك وفقك الله الى كل خير.
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 01:48]ـ
الى الاخ الجندي السلفي الاثري شكرا لك وانا اسف اعتقدت ان المشاركة الثانية التي هي لك انها ايضا للاخ عمر رافت
وخلطت بينكما في استفساراتي فارجو منكما ان تجيبا عليها لو تكرمتما كل على حسب عبارته التي نقلتها من ما طرحتموه.
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 07:20]ـ
الى الاخ عمر ابن رافت والاخ الجندي السلفي ارجو منكما ان تبخلا علي وعلى الناس في الرد على بعض استفساراتي
واشكركما على تفضلك على هذه الاجابة الاولى وسوف اعيد اسئلتي مع بعض التعديلات الطفيفة
........
الى الاخ عمر رافت تقول ثانيا
إذا كان المدلس ضعيفا مدلسا
فينبغى التأكد أولا أن روايته تلك ليست من أخطائه، فالخطأ لا يصلح للإعتبار
كيف نعرف انها ليست من اخطائه او من اخطائه؟.
...........
تقول عن المدلس الضعيف
كلاهما سواء عنعن أم لا
فالثقة إذا لم يعنعن فحديثه صحيح بذته
و الضعيف لا إعتبار للفظه حدثنا أو عنعنته أو غيرها لأنه أصلا غير ضابط للفظه
هذا مفهوم ولكن اذا كان الضعيف مدلسا وعنعن الا يقال ان هذا المدلس الضعيف اذا عنعن يقصد في الغالب انه لم يحدث.
...........
تقول و عن السؤال الأخير:
يحضرنى حديث قتاده فى الشفاعه و هو مدلس
و لكن الحديث معروف من غير طريقه
هذا و العلم لله وحده
قتادة ليس بضعيف لكنه مدلس , هل عنعن قتادة في هذه الرواية؟.
وهل عندك مثال على رواية ضعيف عنعن في روايته هذه ثم ثبت ان هناك رواية اخرى لنفس الحديث صحيحة ليست للراوي الضعيف في الرواية الاولى طبعا
مع العلم اني فهمت كلامك تماما عن الضعبف لا فرق بين عنعنته وتصريحه بالتحديث لانه ضعيف.
.......
الى الاخ الجدني السلفي الاثري بارك الله فيك
تقول هذا يعني هؤلاء معروفون بالتدليس، فأصحاب الصحاح ولا سيما البخاري ومسلم، يخرجون لهؤلاء المدلسين إذا صرحوا بالتحديث، وكذلك يخرجون لهم ما عنعنوا فيه، بقرائن أخرى أيضا ما أطيل فيها، يعني ولو لم يصرحوا بالتحديث، لكن إذا أمن تدليسهم، أو إذا لم يكن لتدليسهم تأثير بأمور أخرى ما أطيل بها.
ماذا تقصد بقرائن اخرى وان لم يصرحوا بالتحديث انا اعلم ان البخاري في صحيحه روى عن قتادة بعض الروايات وهو عنعن فيها لكن كيف فهم البخاري رحمه الله ان هذه الروايات صحيحة مع ان قتادة مدلس. اذن لا بد من قرائن لا تحرمنا من علمك وفقك الله الى كل خير.
وعندي سؤال ابن حبان قال لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار، كان يضع الحديث
كيف من يضع الحديث يصلح عند الاعتبار أي في الشواهد
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 09:11]ـ
1 - كيف تعرف أخطاء الراوى ـ من كتب العلل و السؤالات
2 - الضعف درجات كثر، هناك الضعيف الخرف و هتاك ضغيف الحفظ، و هناك الضعيف لبدعته
درجة ضعف الراو تدخل فى الحسبان عند النظر فى تدليسه، فهناك محتملى الضعف و غير محتملى الضعف
و أخيرا قتادة ثقة و قد عنعن فى جميع طرق الحديث إلا أنى أذكر روايه للنسائى روى فيها ضعيف عنه عن أنس فصرح بسماع قتادة من أنس، للأسف لا أذكر إسمه الآن
رواية النسائى من طريق الضعيف هذا غن قتادة لا تثبت سماع قتادة للحديث، و لكن الثقات تابعوه بغير لفظ التحديث
أما سماع قتادة من أنس فيثبت بطول الصحبه، و هكذا تعامل معه الشيخان
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسينان]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:31]ـ
يوجد كتاب اسمه "الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات" لطارق بن عوض الله
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 02:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , أما بعد:
اعلم وفقك الله و إياي أن رد رواية من وصف بالتدليس إلا إذا صرح بالسماع ليست دقيقة , فالمتأمل في حال الائمة المتقدمين يجد المدلس عندهم على ثلاثة أقسام ((وتحت كل من هذه الاقسام بعض الاقسام الجزئية)) و هي كالآتي:
1 - الراوي الموصوف بتدليس الاسناد أو التسوية ... ولكنه مقل و أن يدلس عن شيخ معين أو شيوخ معينين , قال شيخنا عبد الله السعد في تدليس رواة الحديث و أنواعه:
((لا بد من تحديد نوع التدليس؛ لأن كل تدليس يعامل بخلاف الآخر.
فإذا حدد نوع التدليس الذي وصف به هذا الراوي (فإن كان تدليس الإسناد) فالذي ينبغي عمله هو:
أ ـ هل هو مكثر من هذا التدليس أو مقل؟ فمن المعلوم إذا كان مقلاً من هذا النوع من التدليس يعامل غير فيما لو كان مكثراً.
* قال يعقوب بن شيبة السدوسي: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل: حدثنا؟، قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول: حدثنا. اهـ من «الكفاية» (ص362).
وما ذهب إليه علي بن المديني ظاهر لأنه إذا كان مقلاً من التدليس فالأصل في روايته الاتصال واحتمال التدليس قليل أو نادر فلا يذهب إلى القليل النادر ويترك الأصل الغالب.
ولأنه أيضاً يكثر من الرواة الوقوع في شيء من التدليس، فإذا قيل لا بد في قبول حديثهم من التصريح بالتحديث منهم ردت كثير من الأحاديث الصحيحة.
ولذلك لم يجر العمل عند من تقدم من الحفاظ يردون الخبر بمجرد العنعنة ممن وصف بشيء من التدليس ودونك ما جاء في الصحيحين وتصحيح الترمذي وابن خزيمة وغيرهم من الحفاظ)) اهـ
2 - الراوي الموصوف بالتدليس ((تدليس الاسناد أو التسوية إذ هذان النوعان هما اللذان يشترط من المدلس المكثر التصريح بالسماع ... )) وهو مكثر منه ((وقد تقدم القول في المقل إذ كلام الائمة من أن المدلس لا تقبل روايته إلا فيما صرح فيه بالسماع إنما هو في المكثر أما في المقل ففيما ثبت أنه دلسه بنص أحد الائمة أو أن يكون معروفا بالتدليس عن شيخ معين أما في غير هذا فالاصل في رواياته الاتصال)).
3 - الراوي الموصوف بالتدليس هكذا بلا تحديد نوع تدليسه , وللأسف أكثر المتأخرين ما إن يجدوا أحدا من الرواة قيل عنه كان يدلس أو ربما دلس حتى يحملوا هذا التدليس على أنه يسقط من حدثه أو أنه يسوي الاسناد وهذا خطئ مخالف لما كان عليه الائمة النقاد , إذ التدليس أنواع وكثيرا ما يصف الائمة الراوي بالتدليس ويقصدون به ما يسمى عند المتأخرين بالارسال الخفي , أو يقصدون به تدليس الشيوخ أو البلدان و الاماكن وغيرها من أنواع التدليس الكثيرة , فلا يذهب فهمهم ((أي كثير من المتأخرين)) إلا إلى أنه يسقط من حدثه أو يسوي!!؟؟!! قال شيخنا المحدث عبد الله السعد في تدليس رواة الحديث و أنواعه:
((عندما يثبت أن هذا الراوي قد وصف بالتدليس فالذي ينبغي بعد ذلك تحديد نوع التدليس الذي وصف به، فأنواع التدليس كما تقدم عديدة، ولذلك أكثر أهل العلم من الحديث عن هذه الأنواع مع أنهم في كثير من المواضع يطلقون الوصف بالتدليس ولا يحددونه، وفي موضع آخر يبينون هذا النوع من التدليس الذي وصف به هذا الرواي، أو أن بعضهم يصفه بالتدليس ويطلق ولا يبين ثم تجد أن غيره بين هذا النوع.
فمثلاً: (عبد الله بن وهب المصري).
قال عنه ابن سعد كما في «الطبقات» (7/ 518): (كان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا وكان يدلس) اهـ.
قلت: لا أعلم أن أحداً وصفه بالتدليس غير ابن سعد وقد يُظن من كلام ابن سعد أنه يصفه بتدليس الإسناد والذي يظهر أن ابن وهب لا يدلس تدليس الإسناد بمعنى أنه يسقط من الإسناد من حدثه، وإنما يدلس تدليس الصيغ ويسيء الأخذ أحياناً في الرواية عن شيوخه.
قال ابن معين: سمعت عبد الله بن وهب قال لسفيان بن عيينة: يا أبا محمد الذي عرض عليك أمس فلان أجزها لي، فقال: نعم.
وقال أيضاً: رأيت عبد الله بن وهب يعرض له على سفيان بن عيينة وهو قاعد ينعس أو وهو نائم. اهـ من «تاريخ الدوري» (2/ 236).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أحمد: عبد الله بن وهب صحيح الحديث يَفصِل السماع من العرض والحديث من الحديث، ما أصح حديثه وأثبته!.
فقيل لأحمد: أليس كان يسيء الأخذ؟ قال: قد يسيء الأخذ ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحاً. اهـ من «تهذيب الكمال».
وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: كنت عند ابن عيينة وعنده ابن معين فجاء عبد الله بن وهب ومعه جزء فقال: يا أبا محمد أحدث بما في هذا الجزء عنك؟ فقال لي يحيى بن معين: يا شيخ هذا والريح بمنزلة، ادفع إليه الجزء حتى ينظر في حديثه. اهـ من «الكامل» (4/ 1518).
وقال الساجي عنه: (صدوق ثقة، وكان من العباد، وكان يتساهل في السماع لأن مذهب أهل بلده أن الإجازة عندهم جائزة، ويقول فيها: حدثني فلان) اهـ من «التهذيب».
فالذي بيدو أن ابن سعد يقصد ما تقدم، ولا يقصد أن ابن وهب يسقط من حدثه)). اهـ
, وهذا ظاهر فيمن تأمل وكان له نقد و اعتناء بكلام الائمة إذ لازم قولهم أن من قيل فيه مدلس أن ترد أحاديث عبد الله بن وهب حتى يصرح بالسماع!! وهذا لا يقوله من فهم هذا العلم ودرسه و أسهر ليله في سبر علومه.
ثم أخيرا أنبه إلى أمر مهم وهو أنه ليس كل حديث تعددت طرقه نصححه أو نحسنه بالشواهد و المتابعات فمن الاحاديث الضعيفة ما لا يزيدها كثرت طرقها إلا ضعفا.
و يشترط لتحسين الحديث بالشواهد و المتابعات الشروط التالية وهي ما قاله المحدث المتقن الشيخ سليمان بن ناصر العلوان نصره الله على من عاداه (آمين):
((1 - أن لا يكون في العقائد (فإن العقائد لا بد أن تكون صحيحة بذاتها, مستغنية عن تقويتها بشواهدها, ولأن العقائد مبنية على الأمور القطعية, ولا تُبنَى على الأمور الظنية ... )
2 - ألاَّ يخالف أصلاً ((فإن خالف أصلاً في الصحيحين أو في أحدهما رُدَّ هذا الحديث.
ولذلك لا نصحح ولا نحسن حديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) فهو بمجموع طرقه. وهذا قول أكابر أئمة السلف لأنه يعارض الأحاديث الثابتة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم, فإن كل من وصف وضوءه لم يذكر عنه أنه يبسمل, إذاً كيف نحسنه بالشواهد, وهذا الأمر المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!)).
3 - ألاَّ يكون أصلاً في الباب ((لأن الصواب من قولي المحدثين أن حديث الصدوق الذي لم يُعرَف تفرده يُرَدُّ إذا كان أصلاً في الباب, فكيف نأتي إلى أحاديث ضعيفة نحسنها بمجموع شواهدها أو طرقها, ونجعلها أصلاً في الباب؟!!.
وإذا كنا نرد حديث محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن أمه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا يوم رُخِّصَ لكم فيه, إذا رميتم جمرة العقبة أن تَحُلُّوا, فإذا غربت الشمس, ولم تطوفوا بالبيت, عدتم حرماً كما بدأتم). هذا خبر معلول بحدود أربع علل في الإسناد أو خمس علل, أهمها أن ابن إسحاق لا يُقبَل تفرده في الأحكام, وقد تفرد هنا بأصلٍ, كما نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره من المحدثين.
الأمر الثاني: تفرد بذلك أبو عبيدة عن أبيه وعن أمه, وأين أقرانه الثقات الحفاظ حتى يتفرد بهذا الأصل أبو عبيدة؟!!))
4 - فإن لم يكن لا في العقيدة ولم يخالف أصلا ولم يكن أصلا في باب يشترط أن لا يكون في طرقه لا كذاب ولا متهم ولا متروك ...
فالتحسين بالشواهد و المتابعات إنما يكون في الضعيف المحتمل أي الخفيف الضعف فإن كان ساقطا فلا يعتبر به و لا يشهد لغيره.
و الله أعلم.(/)
عاجل: أريد حمل بلوغ المرام محقق ومرقم
ـ[ابن كثير البورصي]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوتي في الله أحتاج إلى كتاب: متن بلوغ المرام من ادلة الأحكام
مرقمة ومحققة
وجزى الله خيرا لكل من رفعه لنا
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 10:51]ـ
تفضل يا أخى ,, الحبيب بارك الله فيك ,,
مكتبة بلوغ المرام في إثنى عشر جزء
http://www.4shared.com/account/dir/3...ng.html?rnd=72
.............................. .............................. .............................. .........
الإفهام شرح بلوغ المرام
http://www.megaupload.com/?d=BAUAIYBV
خلاصة الكلام في تخريج أحاديث بلوغ المرام
http://www.megaupload.com/?d=6OH968US
فتح العلام لشرح بلوغ المرام
http://www.megaupload.com/?d=8NS3P814
منحة العلام (ينقص الجزء الرابع و الكتاب غير مصور)
http://www.megaupload.com/?d=YSX6SGSF
تهذيب تخريجات بلوغ المرام من أدلة الأحكام
http://www.megaupload.com/?d=MPZHOUPC
قفو الأثر في شرح بلوغ المرام بكلام ابن حجر
http://www.megaupload.com/?d=9K659N80
منظومة بلوغ المرام من أدلة الأحكام
http://www.megaupload.com/?d=K3LHOT1O
حاشية سماحة الشيخ عبد العزيز بن الباز على بلوغ المرام
http://www.megaupload.com/?d=G9Q3SOEL
بلوغ المرام
http://www.megaupload.com/?d=P3ZXKJIE
.............................. .............................. .............................. .........................
مكتبة بلوغ المرام المصورة في جزئين
http://www.megaupload.com/?d=YQ9SZWNS
http://www.megaupload.com/?d=TLSIT3DN
قائمة الكتب
الإفهام شرح بلوغ المرام
التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام
العدة حاشية الصنعاني على إحكام الأحكام على شرح عمدة الأحكام
توضيح الأحكام من بلوغ المرام
خلاصة الكلام في تخريج أحاديث بلوغ المرام
سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام
فتح العلام لشرح بلوغ المرام
فقه الإسلام شرح بلوغ المرام
منحة العلام (ينقص الجزء الرابع و الكتاب غير مصور)
تهذيب تخريجات بلوغ المرام من أدلة الأحكام
قفو الأثر في شرح بلوغ المرام بكلام ابن حجر
منظومة بلوغ المرام من أدلة الأحكام
حاشية سماحة الشيخ عبد العزيز بن الباز على بلوغ المرام
بلوغ المرام
ـ[ابن كثير البورصي]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 11:18]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب وجزاكم الله خيرا وجعل ختامكم الجنة(/)
مساعدة في موضوع دكتوراه
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 02:32]ـ
إخواني
والله مللتُ من التقديم المتكرر لخطة الدكتوراه، وأي موضوع أقدمه يرفض من قبل القسم
والموضوع في علوم الحديث، ولست أدري ماذا أفعل؟
الرجاء المساعدة من قبل الإخوة والمشرفين الكرام بموضوع يمكن البحث فيه وتقديمه.
ولكم جزيل الشكر
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 03:10]ـ
أخي الفاضل: في أي جامعة أنت؟
لأن كل جامعة لها توجهها، وبعض الجامعات تركز على قضايا لا تهتم بها جامعات أخرى.
وما هو موضوعك في الماجستير؟
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 08:39]ـ
موضوعها عن: سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث. دراسة تأصيلية تطبيقية
جامعة دمشق. أعتقد أن الأمر أيسر في جامعات أخرى
سبب الرفض أن الموضوع الذي أتقدم به صغير لا يصلح سوى رسالة ماجستير
يعني حوالي (300) صفحة فقط. وهذا قليل كما يقولون
والله المستعان
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 03:52]ـ
هذا هو موضوع الماجستير:
موضوعها عن: سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث. دراسة تأصيلية تطبيقية
أم هذا هو الموضوع الصغير الذي رفض؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 03:57]ـ
أخي يمكنك العمل على موضوع:
((الأحاديث التي اعتمد عليها الخوارج في تقرير مذهبهم الكلامي)) جمع وتوثيق ودراسة.
أو الأحاديث التي اعتمد عليها المرجئة، جمع وتوثيق ودراسة.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 04:01]ـ
يمكنك النظر في موضوع: ((سلوك الجادة وأثره في تعليل الأحاديث)).
لا أدري درست هذه المواضيع من قبل أم لا، لم أقف على شيء فيها إلا أبحاث صغيرة في طيات الكتب.
يمكنك النظر، لعل وعسى.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 11:35]ـ
هذه رسالة الماجستير
موضوع سلوك الجادة قد قتل بحثاً أخي الحبيب.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:47]ـ
///موضوع مقترح ولا علم لي أسبق طرحه أم لا
((أثر تدخل الفقهاء والأصوليون في الصناعة الحديثية-جمعا ودراسة-))
وإن شئت فقل:
((اثراء الفقهاء للصناعة الحديثة .. -جمعا ودراسة-))
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 01:10]ـ
إن كان الموضوع في المصطلح فأرشح بين منهج المتقدمين والمتأخرين دراسة علمية نقدية
وإن كان الموصوع في فقه الحديث فعليك بسنن ابن ماجة ومنزلته بين الكتب الستة (دراسة فقهية حديثية)
والله يعينك
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:25]ـ
أخي الفاضل ...
موضوع أحسبه نافعا وهو (الإمام الدارقطني فقيهاً) .. وذلك من خلال دراسة لكتابه (السنن) ... (مع ملاحظة أن التبويبات ليست من صنيعه) ... لكن مما يدفع إلى اختيار هذا البحث ما كان يؤكّد عليه الإمام ابن تيمية رحمه الله من تقديم الدارقطني على البيهقي في الفقه ..
ـ[ابن عدي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 05:33]ـ
عندي بعض الموضوعات التي أراها تصلح لطلبك ... ولم أطلع - في حدود علمي القاصر - على من تناولها بالبحث، وهذه هي:
1 - جهود العلامة محمد الطاهر بن عاشور الحديثية.
2 - موارد الحافظ نور الدين الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد".
3 - الموازنة بين "الكاشف" للذهبي و"الخلاصة" للخزرجي.
4 - تغير اجتهاد الحافظ ابن حجر في الرواة - دراسة تطبيقية على "هدي الساري" و"تقريب التهذيب".
5 - مصادر الحافظ المناوي في كتابه "فيض القدير شرح الجامع الصغير".
6 - منهج الحافظ ابن رجب في الصناعة الحديثية - موازنة بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين.
7 - جمع ودراسة مَن قبلهم النقاد مِن الرواة في غير رواية الحديث - دراسة تطبيقية على رواة الكتب الستة.
................ وليس هذا بآخر الممكن، ولو أردت أن أزيدك فعلت ... بإذن الله عز وجل،،
دمت بحفظ الله،،
ـ[محمد داود المصري]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 02:52]ـ
جهود الشيخ الألباني رحمه الله في تنقيح السنة(/)
العلامة عبدالمحسن العباد يتم شرح الكتب الستة
ـ[سلطان الدهمشي]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 10:21]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
انتهى اليوم فضيلة شيخنا العلامة المحدث عبدالمحسن العباد البدر من شرح سنن ابن ماجه وبانتهائه يكون الشيخ قد أنهى شرح الكتب الستة.
وذكر الشيخ أنه ابتدأ شرح الكتب الستة: 1/ 1 / 1406 هـ.
وقد بدأ بشرح صحيح مسلم ثم البخاري ثم بقية السنن.
ولما سئل عن الكتاب الجديد الذي سيشرحه = ذكر الشيخ أنه سيرجع إلى الصحيحين ويشرحهما مرة أخرى.
نسأل الكريم المنان أن يمد بعمر شيخنا على طاعته ويبارك له في عمره.
ولعل المشايخ الفضلاء يتحفوننا بأسماء العلماء الذين أتموا شرح الكتب الستة وبيان الموجود منها والمفقود.
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:22]ـ
نفع الله به ..
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 02:37]ـ
الله أكبر أسأل الله أن ينفعنا بعلمه ويحفظه من كل سوء ومكروه فهو من ا?ئمة - هكذا أحسبه والله حسيبه - والله زاد تعلقي بالسنة منذ سمعته يشرح الكتب بذلك النفس السلفي اللهم زده علما وفقها ولاتحرمنا رؤيته يارب العالمين.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 05:56]ـ
الله اكبر نسأل الله ان يحفظ الشيخ وان يطيل في عمره
سؤال: هل ذكر ان احداً نال شرف شرح الكتب السته في الحرم النبوي قبل الشيخ؟!!(/)
هل هذا الحديث (فإذا اختلف الجنسان ... ) ثابت عن الرسول؟؟؟؟
ـ[فدوه]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طيِّب الله مجلسكم بإذن الله تعالى
لديَّ استفسار عن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وهو: (فإذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)
السؤال حفظكم الله تعالى:
هل هذا الحديث قد وَرِدَ عن الرسول الكريم بهذا الفظ وهو: (فإذا اختلف الجنسان) , مع العلم أن هذا الحديث بهذا اللفظ لم أجده , بل الموجود: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)
وهو عن طريق عبادة بن الصامت عن الرسول وهو ثابت في صحيح مسلم في باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا ً
وشكراً جزيلاً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[فدوه]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 11:08]ـ
لا يوجد من يوجهني؟؟؟؟
الحديث الذي أريد أن أوثقه وهو مجال بحثي ما كان بلفظ
(فإذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)
وهو موجود في
مسند الإمام الربيع بن حبيب بن عمر الأزدي البصري
الموسوم بالجامع الصحيح
وهو من أصح الأسانيد عند الإباضية
إلا أن هذا المسند ضعفه الألباني , وقيل أيضا الشيخ المحدث سعد الحميد ــ< (هنا لست متأكدة).
ولكن الثابت في كتب السنن ما كان بلفظِ: (فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد)
فهل الأول من قبيل الموضوع ولا يعتد به؟؟؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:31]ـ
علقه ابن عبد البر في التمهيد بلفظ: (إذا اختلف الجنسان .. ).
وعلقه الجصاص في أحكام القرآن بلفظ: (وإذا اختلف النوعان .. ).
ولم أقف عليه مسنداً في شيء من كتب الحديث أو غيرها .. ومعناه صحيح؛ ويعد تفسيراً ومعنى آخر للحديث المحفوظ.
ـ[فدوه]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 02:11]ـ
علقه ابن عبد البر في التمهيد بلفظ: (إذا اختلف الجنسان .. ).
بارك الله فيكم
استشهاد ابن عبد البر أليس كأنه يوحي بأنه قول للرسول الكريم , عندما قال: ( ...... وإن كانا جنسين فذلك أحرى أن يجوز متفضالا ومثلا بمثل , لقوله صلى الله عليه وسلم إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم .. )
وشكراً جزيلاً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:50]ـ
بارك الله فيكم
استشهاد ابن عبد البر أليس كأنه يوحي بأنه قول للرسول الكريم , عندما قال: ( ...... وإن كانا جنسين فذلك أحرى أن يجوز متفضالا ومثلا بمثل , لقوله صلى الله عليه وسلم إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم .. )
وشكراً جزيلاً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بلى .. وكذا الإمام الجصاص.
ـ[فدوه]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:47]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم ,, إذاً هو حديث عن النبي الكريم
فكيف لايكون مسنداً , أو بالأحرى كيف لايكون مثبتاً في كتب السنة المعتمدة في نقل أحاديث الرسول؛ ويحكم عليه بالصحة أو الضعف
لا أستطيع التوثيق من كتاب المذكور سابقا ً (الجامع الصحيح لربيع بن حبيب الأزدي) لاعتماده على أبو عبيده مسلم بن أبي كريمة وهو لايعتد بروايته لكونه مجهول , فضلا ًبما فيه من تشيع
لسان الميزان , للعسقلاني (6/ 32)
الميزان ,للذهبي (4/ 106)
وشكراً جزيلاً
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 07:51]ـ
أما فكيف لا يكون مسنداً .. فالله أعلم بذلك، وقد يكون لكن لم نقف عليه .. وقد كنت قلت أعلاه: معناه صحيح جداً؛ فهو بمثابة لفظة أخرى للحديث.
ولا يعدو الأمر منكِ أن تشيري فقط أثناء بحثك إلى أن تقولي: (وفي بعض الألفاظ) فقط .. ومن ثم تنسبي لكتابي الإمامين ابن عبد البر والجصاص.
أما العزو لمسند الربيع .. فلا يستساغ منكِ .. على أن أبا عبيدة ليس بالمتشيع بل كان ممن ينتحل مذهب الخوارج في بعض أطواره؛ وحاله معروف وليس بالمجهول الجهالة التي يظنها البعض أبدا .. ومع ذلك لا يستقيم العزو إليه.
ـ[فدوه]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 07:14]ـ
شكرا ًوجزيتم على ذلك خيراً.(/)
شرح حديث مُعاذ في الاجتهاد في الأحكام - من عارضة الأحوذي، لابن العربي المالكي
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 12:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من "عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي "، للإمام أبي بكر بن العربي (543 هـ)
****************************** *****
أبواب الأحكام
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
باب ما جاء في القاضي
* باب # ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_edn1))
- ( حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى عَوْنٍ الثَّقَفِىِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ عَن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: «كَيْفَ تَقْضِى». فَقَالَ: أَقْضِى بِمَا فِى كِتَابِ اللَّهِ. قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِى كِتَابِ اللَّهِ». قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم». قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِى.
قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ، قَالاَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى عَوْنٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو ابْنُ أَخٍ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ عَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ عِنْدِى بِمُتَّصِلٍ.
وَأَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِىُّ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ). اهـ
* * *
(حديث معاذ في القياس)
رواه أبو عيسي عن شعبة عن محمد بن عبيد الله أبي عون الثقفي عن الحارث بن عمر بن اخي المغيرة بن شعبة عن أناس من أهل حمص عن معاذ، وقال: ليس إسناده بمتصل.
((الإسناد))
اختلف الناس في هذا الحديث فمنهم من قال إنه لا يصح، و منهم من قال هو صحيح، والدين القول بصحته؛ فإنه حديثٌ مشهور يرويه شعبة بن الحججاج، رواه عنه جماعة من الرفقاء والأئمة، منهم يحيي بن سعيد وعبد الله بن المبارك ووأبو داود الطيالسي، والحارث ابن عمرو الهذلي الذي يروى عنه وإن لم يُعرف إلا بهذا الحديث، فكفي برواية شعبة عنه وبكونه ابن أخ للمغيرة بن شعبة في التعديل له والتعريف به، وغاية حظه في مرتبته أن يكون من الأفراد، ولا يقدح ذلك فيه، ولا أحد من أصحاب معاذ مجهولا، و يجوز أن يكون في الخبر إسقاط الأسماء عن جماعة، ولايُدخِله ذلك في حيز الجهالة، إنما يَدخُل في المجهولات إذا كان واحداً؛ فيقال: حدثني رجل، حدثني انسان. ولا يكون الرَجل للرجل صاحباً حتي يكون له به اختصاص، فكيف وقد زيد تعريفا بهم أن أضيفوا الي بلد، وقد خرّج البخاري - الذي شرط الصحة - في حديث عروة البارقي: سمعتُ الحيَّ يتحدثون عن عروة. ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات، وقال مالك في القسامة: أخبرني رجالٌ من كبراء قومه، وفي الصحيح عن الزهري حدثني: رجالٌ عن أبي هريرة: من صلي علي جنازة فله قيراط.
((الأصول))
فيه مسائل:
(الأولي) لو اتفق علي صحة هذا الحديث لم يكن ذلك أصلاً في التعلق عند علمائنا الأصوليين في إثبات الاجتهاد؛ لأن خبر الواحد علي أصلهم لاتعلق به فيه، ولكن أقول إنه ينضاف علي أصلهم الي غيره، فيكون مجموعها من باب التواتر المعنوي؛ كشجاعة أبي بكر الصديق وجُوده بماله علي الدين وفي مصالح المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(الثانية) كان إرسال معاذ الي اليمن مع أبي موسي والييْن قرينيْن، أشركهما النبي صلي الله عليه وسلم فيها، وأمرهما أن ييسرا ولا يعسرا، ويبشرا ولاينفرا، ويتطاوعا ولايختلفا؛ فكان ذلك أصلاً في تولية أميريْن وقاضييْن مشتركيْن في الإمارة والأ قضية، فاذا وقعت نازلة نظرا فيها، فإن اتفقا علي الحكم وإلاّ تراجعا القول حتي يتفقا علي الصواب، فإن اختلفا رفعا الأمر إلي من فوقهما فينظر فيه، وينفذان مااتفقا عليه، ولولا اشتراكهما لمَا قال: تطاوعا ولاتختلفا.
وكان أبو موسي ليّنا فَطِناً حاذقا فقيها، وقال التاريخية - رحم الله سواهم - وأهل البدع - لاأكرم الله مأواهم - إن أبي موسي كان رجلا غفولاً، وقد بيَّنا في " العواصم من القواصم " وفي كتاب المريدين من الانوار، أن أبا موسي كان بالصفة التي ذكرنا، والكذبة الشنعاء في مسألة الحكَميْن لم يجَُز قط شيء منها، وقد ذكر الحفّاظ من الدار قطني وغيره صفتها أو ماتفقا عليه، من أن يختار المسلمون في الباقين من العشرة من يتولي، فما اتفقوا عليه أنفذ من ذلك، واستوفينا التحقيق به في غير موضع.
(الثالثة) في ترتيب أدلّة الأحكام من الكتاب والسنة والاجتهاد تفصيل، وذلك أن القرآن هو الأصل في البيان، وهو فيه علي وجوه من الجلاء والخفاء؛ فتولى النبي صلي الله عليه وسلم بيانه؛ كما قيل له: [لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ]، فإن لم يكن له في كتاب الله جلاء طلبه؛ ففي بيان النبي صلي الله عليه وسلم. وبقي إن كان بين القرآن والسنة تعارض، وهي مسألة خلاف طويلة، قد بيّناها في أصول الفقه؛ فلا نطيل بها ههنا، ولتنظر هنالك.
(الرابعة) قوله: (اجتهد رأيي). قال علماؤنا: هو افتعال من الجهد، وهو الجد في الأمر بجميع وجوهه، يعني في طلب النظائر والأشباه التي تلحق المسكوت بالمنطوق به فيها، وقد بيّناه في كتابه [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_edn2) من الأصول. و قال في بعض الطرق: " ولا آني " أي لاأقصر عن الغاية التي أقدر عليه.
(الخامسة) والمطلوب بالاجتهاد، وفيه زحامٌ واضطراب، والذي يظهر الآن أنه ما يغلب علي ظنه أنه نظير ما وقع البيان من الله فيه.
(السادسة) فيه تحريم التقليد، ولكن علي مَن كانت له قدرة علي النظر وعِلْم بمأخذ الادلة؛ روي الأئمة من الحسان - واللفظ لأبي داود أكثر من أبي عيسي - قال عليٌّ: بعثني رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي اليمن قاضياً، فقلت يارسول الله: ترسلني وأنا حديث السن ولاعِلم لي بالقضاء، فقال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، إذا تقاضي إليك رجُلان، فلا تقض للأول حتي تسمع كلام الآخر؛ فإنه أحري أن يتبين لك القضاء. فما شككتُ بعد، وفي الترمذي: أقضاكم عليّ وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ وأفرضكم زيد. ولايكون قاضيا إلا مَن عَلِم الحلال والحرام، ولكن سرعة الفصل صنعةٌ في القضاء، والغوص علي دقائق الأدلة نوعٌ من الفطنة كانت لعليّ.
(السابعة) ليس الرأي بالتشهي، وإنما هو ماتراه بعد التدبر؛ قال النبي صلي الله عليه وسلم - في الحسان -: انما أقضي بينكم برأيي فيما لم ينزل عليَّ فيه شيء. وكان زيدٌ أفرضهم؛ لاجل انفراده لها، فكان أدرب فيها؛ لأن التمرن والاعتياد يقدم صاحبه في بلوغ المراد.
((الأحكام))
فيه ست مسائل:
(الأولي) من خطأ القاضي الحكم بظاهرٍ يعلمُ المحكومُ له خلافه، فذلك لاحرج علي القاضي فيه، ولا يحل له به من ظاهر الحكم، ولو كان القضاء به من رسول الله صلي الله صلي الله عليه وسلم خير خليفة، وقد بيّن ذلك صلي الله عليه وسلم في حديث أم سلمة؛ فقال: فمن قضيتُ له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه. الحديث، وعَللّ بأنه بَشَر، لايعلمُ من الباطن الا ماأطلعه الظهر الباطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
(الثانية) قال أصحاب أبي حنيفة: قول النبي صلي الله عليه وسلم لعليّ: اذا تقاضي إليك الخصمان فلا تقض لأحدهما حتي تسمع من الاخر. دليلٌ على أنه لايقضي علي الغائب إذا ادُعِي عليه، وهي إحدي روايتنا في تفصيل لأنه لم يسمع منه، وهذا إنما هو مع إمكان السماع من الآخَر، وأما مع تعذره بمغيب فلا يمنع القضاء؛ كما لو تعذّر باغماء أو جنون أو حَجْر أو صِغَر، وقد ناقض أبو حنيفة في القضاء في الوديعة علي المودع عنده بالنفقة لزوج المودع، وفي الأخذ بالشفعة.
(الثالثة) خطأ القاضي بعلمٍ لا يُوجِب عليه ضماناً ولايدركه فيه تعَقُب، وإذا قضي بجهلٍ فحمكه حكم المتعمد في ماله وبدنه، يؤخذ منه القصاص في كل واحد منهما بما يتعلق به، وذلك مذكور في مسائل الخلاف، والتفريغ علي التفصيل فلينظر فيه.
(الرابعة) يجوز للقاضي بل يجب أن يقضي برأيه فيما يقضي فيه اجتهاده، وهو فَرْضُه، ولايجوز له أن يقضي بعلمه، وهي مسألة عظمي في مسائل الخلاف، والأصلُ فيها عندنا الإجماعُ علي أنه لايحكم في الحدود، مِن قبل أن يُحْدِث أصحابُ الشافعي فيه قولاً مخرّجاً، حين رأوا أنها لازمة لهم، وقاعدة المسألة هي المصلحة في نفس التهمة، وزوال الريبة عن القاضي.
(الخامسة) قوله: اذا اجتهد القاضي الحاكم دليلٌ علي أن من صفاته الاجتهاد، وذلك معني يختص بالعلم دون المقلّد، وقال بعض أصحاب أبي حنيفة يجوز أن يوَلَّى المقلد القضاء، وكذلك رجلٌ علم الحق فقضي به، وهذا ليس بصفة المقلد كما يشهد يقضي. وهذه عمدتهم. قلنا يلزمكم أن يقضي بما عَلِم كما يشهدُ مَن عَلِم. فإن قيل: أليس يقلد الشهود والمقومين؟ قلنا: لأنه جاهلٌ بطريق الشهادة ولاسبيل له الي احصائها، وكذلك التقويم؛ فكانت ضرورة، وههنا لايجوز له أن يجهل طريق الحكم ولايخل عليه طريق الحق، فكان كالمفتي، ومن لايفتي لايقضي بل هذا أولى.
(السادسة) ليس من صفاته أن يكون غنياً باجماع، وقد قال الله عن بني اسرائيل في طالوت: {أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم). والقاضي أبداً في حكم الشرع لايكون إلاّ غنيا؛ لأن بيت المال له ولأمثاله، فغناه فيه، فلما حبس بيت المال أربابه، واحتاج هو وأمثاله، كان غنى القاضي أفضل من فقره؛ أخبرني أبوبكر الطرطوشي بالمسجد الأقصي طهره الله، قال: لما ولي جدي - يعني لأمه أبوزيد بن الحشا – القضاء بطليطلة، جمع أهلها، وأخرج لهم صندوقا فيه عشرة الاف دينار وأخرج لهم خُلعا من ثيابٍ حسنة، فقال لهم: هذا مالي، فلا تحسبوا ظهور حالي من ولايتكم، ولانمُُو مالي من أموالكم. اهـ
[انتهى - بحمد الله - شرح حديث معاذ في الاجتهاد و القياس، من عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي، للإمام أبي بكر بن العربي المالكي، رحمه الله]
________________
نقله و نََسَخَهُ:
د. أبو بكر عبد الستار خليل
عفا الله عنه و عافاه في الداريْن
[من مكتبة مشكاة الإسلامية ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=5405) ]
______________________________ _____-
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ednref1)) من " عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمذي "، للإمام أبي بكر بن العربي المالكي،
نسخة المكتبة الوقفية المصورة pdf، ج 6 ص 68
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=713 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=713)
عن نسخة دار الكتب العلمية، عن الطبعة المصرية القديمة
و أحسب أن هذا الشرح لحديث الاجتهاد غير موجود على هيئة (وورد word ) على شبكة المعلومات؛ لذا كتبته بها؛ تيسيراً للنَسْخ و النقل و البحث
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ednref2) ) هكذا هي مكتوبة في النسخة المصورة(/)
الرواة الذين ليس لهم في البخاري إلا حديث واحد
ـ[أبو حفصه]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 01:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد
منذ فترة وجيزة راودتني فكرة بحث أقوم فيه بجمع الرواة الذين ليس لهم في صحيح البخاري إلا حديث واحد فبدأت أبحث - على حد علمي - عن عمل مشابه لهذا الذي أريد جمعه فلم أجد، وزاد من همتي لهذا العمل أن استشرت شيخي وحبيبي الشيخ أحمد بسيوني فقوى عزيمتي على جمع هذا العمل فجزاه الله تعالى عني خيرا، وقد بدأت في جمع هذا البحث منذ فترة وكلما انتهيت من جمع جزء منه سوف أقدمه لإخواني الكرام تباعا إن شاء الله تعالى.
أولا: طبقة الصحابة.
(1) أبو واقد الليثي مات سنة ثمان وستين.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِى الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ، إِذْ أَقْبَلَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِى الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ، فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا، فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ، فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ». تحفة 15514
قال الحافظ: وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ اِسْم أَبِي وَاقِد الْحَارِث بْن مَالِك، وَقِيلَ اِبْن عَوْف، وَقِيلَ عَوْف بْن الْحَارِث، وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ غَيْر هَذَا الْحَدِيث.
(2) أبو سعيد بن المعلى الأنصاري المدني يقال اسمه رافع بن أوس، وقيل الحارث، ويقال ابن نفيع، صحابي، مات سنة ثلاث وسبعين، وقيل غير ذلك.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ كُنْتُ أُصَلِّى فِى الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّى. فَقَالَ «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ) ثُمَّ قَالَ لِي لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِىَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِى الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ «لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِي أَعْظَمُ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ». قَالَ «(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هِي السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ». تحفة 12047
قال الحافظ في الفتح: وَلَيْسَ لِأَبِي سَعِيد هَذَا فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْحَدِيث.
(3) أبو بشير الأنصاري المدني قيل اسمه قيس بن عبيد صحابي ممن شهد الخندق، ومات بعد الستين، يقال جاوز المائة.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنصَارِي - رضى الله عنه - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ - وَالنَّاسُ فِى مَبِيتِهِمْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - رَسُولاً أَنْ لاَ يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ أَوْ قِلاَدَةٌ إِلاَّ قُطِعَتْ. تحفة 11862
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ في الفتح: لَيْسَ لِأَبِي بَشِير وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَة ثُمَّ مُعْجَمَة فِي الْبُخَارِيّ غَيْر هَذَا الْحَدِيث الْوَاحِد.
(4) أبو لبابة الأنصاري المدني
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ الْحَيَّاتِ. فَحَدَّثَهُ أَبُو لُبَابَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ قَتْلِ جِنَّانِ الْبُيُوتِ، فَأَمْسَكَ عَنْهَا. تحفة 12147
قال الحافظ: أبو لبابة بضم اللام وبموحدتين صحابي مشهور اسمه بشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة وقيل مصغر وقيل بتحتانية ومهملة مصغر وقيل رفاعة وقيل بل اسمه كنيته ورفاعة وبشير أخواه واسم جده زنبر بزاي ونون وموحدة وزن جعفر وهو أوسي من بني أمية بن زيد وشذ من قال اسمه مروان وليس له في الصحيح الا هذا الحديث وكان أحد النقباء وشهد أحدا ويقال شهد بدرا واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة وكانت معه راية قومه يوم الفتح ومات في أول خلافة عثمان على الصحيح.
(5) أَبُو الطُّفَيْل عَامِر بْن وَاثِلَة اللَّيْثِيّ
وَقَالَ عَلِي حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِي بِذَلِكَ. تحفة 10153
قال الحافظ: وَهَذَا الْإِسْنَاد مِنْ عَوَالِي الْبُخَارِيّ لِأَنَّهُ يَلْتَحِق بِالثُّلَاثِيَّاتِ، مِنْ حَيْثُ إنَّ الرَّاوِي الثَّالِث مِنْهُ صَحَابِيّ وَهُوَ أَبُو الطُّفَيْل عَامِر بْن وَاثِلَة اللَّيْثِيّ آخِر الصَّحَابَة مَوْتًا، وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيّ غَيْر هَذَا الْمَوْضِع.
(6) الأشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي أبو محمد نزل الكوفة مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين وهو ابن ثلاث وستين سنة روى له البخاري حديثا واحدا أورده عدة مواضع من صحيحه.
قال البخاري رحمه الله تعالى: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ - رضي الله عنه مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً وَهْوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لقي اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً) فَقَرَأَ إِلَى (عَذَابٌ أَلِيمٌ) ثُمَّ إِنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ مَا يُحَدِّثُكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ فَحَدَّثْنَاهُ قَالَ فَقَالَ صَدَقَ لَفِي وَاللَّهِ أُنْزِلَتْ، كَانَتْ بَيْنِى وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِى بِئْرٍ فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «شَاهِدُكَ أَوْ يَمِينُهُ». قُلْتُ إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلاَ يُبَالِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَالاً هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِىَ اللَّهَ وَهْوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ، ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً) إِلَى (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). تحفة 158
(7) أُهْبان بن أوس الأسلمي ويقال وهبان، صحابي شهد بيعة الرضوان.
وَعَنْ مَجْزَأَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ اسْمُهُ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ وَكَانَ اشْتَكَى رُكْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا سَجَدَ جَعَلَ تَحْتَ رُكْبَتِهِ وِسَادَةً. تحفة 1733
قَوْله: (وَعَنْ مَجْزَأَةَ) يَعْنِي بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ.
قال الحافظ: اِسْمه أُهْبَانُ بْن أَوْس هُوَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْهَاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَة، وَمَا لَهُ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْحَدِيث.
(8) ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ فَخِذَيْهِ وَهْوَ يَتَحَنَّطُ فَقَالَ يَا عَمِّ مَا يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِىءَ قَالَ الآنَ يَا ابْنَ أَخِي. وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ، يَعْنِي مِنَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ، فَذَكَرَ فِى الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنَ النَّاسِ، فَقَالَ هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ الْقَوْمَ، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ. رَوَاهُ حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
وقد عد الحافظ أبو الحجاج المزي في تحفة الأشراف هذا الحديث في مسند ثابت بن قيس برقم (2067).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 04:05]ـ
موضوع جيد يا أبا حفصة، واصل وصلك الله بتوفيقه!
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 05:57]ـ
موفق بإذن الله ننتظر الباقي
ـ[أبو حفصه]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:02]ـ
موفق بإذن الله ننتظر الباقي
موضوع جيد يا أبا حفصة، واصل وصلك الله بتوفيقه!
جزاكما الله خيرا أسألكما الدعاء
ـ[أبو حفصه]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 12:35]ـ
(9) أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الحافظ في التقريب: أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه إبراهيم، وقيل أسلم أو ثابت أو هرمز، مات في أول خلافة علي رضي الله عنه على الصحيح.
حديثه: حَدَّثَنَا الْمَكِّىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ قَالَ وَقَفْتُ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ، فَجَاءَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى إِحْدَى مَنْكِبَىَّ إِذْ جَاءَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ يَا سَعْدُ ابْتَعْ مِنِّى بَيْتَىَّ فِى دَارِكَ. فَقَالَ سَعْدٌ وَاللَّهِ مَا أَبْتَاعُهُمَا. فَقَالَ الْمِسْوَرُ وَاللَّهِ لَتَبْتَاعَنَّهُمَا. فَقَالَ سَعْدٌ وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُكَ عَلَى أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، مُنَجَّمَةٍ أَوْ مُقَطَّعَةٍ. قَالَ أَبُو رَافِعٍ لَقَدْ أُعْطِيتُ بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، وَلَوْلاَ أَنِّى سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ». مَا أَعْطَيْتُكَهَا بِأَرْبَعَةِ آلاَفٍ، وَأَنَا أُعْطَى بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ.
فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ. تحفة 12027.
أورده البخاري في عدة مواضع من صحيحه ولم يروه في هذه المواضع عن أبي رافع رضي الله عنه إلا عمرو بن الشريد وهو أيضا ممن ليس لهم في البخاري إلا حديث واحد.
(10) زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي أخو عمر رضي الله عنهما شهد بدرا واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة.
روى له البخاري حديث النهي عن قتل ذوات البيوت وفيه:
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ فَرَآنِى أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَتَابَعَهُ يُونُسُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْحَاقُ الْكَلْبِىُّ وَالزُّبَيْدِىُّ. وَقَالَ صَالِحٌ وَابْنُ أَبِى حَفْصَةَ وَابْنُ مُجَمِّعٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَآنِى أَبُو لُبَابَةَ وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ.
أورده الحافظ المزي في مسند زيد بن الخطاب في تحفة الأشراف برقم 12147.
(11) سراقة بن مالك بن جعشم – بضم الجيم والمعجمة بينهما عين مهملة – الكناني ثم المدلجي، أبو سفيان، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، مات في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة أربع وعشرين وقيل بعدها.
حديثه: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِىُّ - وَهْوَ ابْنُ أَخِى سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ - أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبِى بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَنْ قَتَلَهُ أَوْ أَسَرَهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِى بَنِى مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ يَا سُرَاقَةُ، إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ - أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. قَالَ سُرَاقَةُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا. ثُمَّ لَبِثْتُ فِى الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِى أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِى وَهْىَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَىَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِى، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ الأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِى فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تُقَرَّبُ بِى حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِى فَرَسِى، فَخَرَرْتُ عَنْهَا فَقُمْتُ ... الحديث.
(ك / مناقب الأنصار، باب / هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة).
(12) سلمان بن عامر بن أوس بن حُجر الضبي صحابي سكن البصرة.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ مَعَ الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ. وَقَالَ حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ وَقَتَادَةُ وَهِشَامٌ وَحَبِيبٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَاصِمٍ وَهِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ قَوْلَهُ. وَقَالَ أَصْبَغُ أَخْبَرَنِى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ حَدَّثَنَا سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّىُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «مَعَ الْغُلاَمِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى». تحفة 4485.
قال الحافظ في الفتح (9/ 687) ما له في البخاري غير هذا الحديث.(/)
طلب ترجمة رواة إسناد
ـ[خالد السليماني]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 04:36]ـ
لشيوخ الأفاضل والإخوة الأكام
أردت الاستفسار عن ترجمة رجال سند يرد كثيرا في تاريخ بغداد, وهو:
أنبأنا علي بن طلحة المقرئ أنبأنا محمد بن إبراهيم بن يزيد الغازي أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
فما ترجمة كل راو في هذا الإسناد, خلا ابن خراش طبعا؟؟
وجزاكم المولى خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 02:08]ـ
(1) أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد بن عمر المقرئ .. إمام مسجد ابن رغبان، وهم الخطيب فيه فقال: (المعروف بابن البصري). قال الخطيب: (كتبنا عنه ولم يكن به بأس) تفرد بترجمته وتفرد عنه.
(2) أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد البصري الجحدري الطرسوسي الغازي البزار .. المعروف بابن البصري .. من المجاهدين في سبيل الله. قال الأزهري: (ثقة) .. ترجمته في (تاريخ بغداد) و (تاريخ دمشق).
(3) أبو بكر محمد بن محمد بن داود بن عيسى العجلي الكرجي السجزي الطرسوسي .. حدث بطرسوس .. (محدثٌ؛ محله الصدق) لم أقف له على ترجمة.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:17]ـ
محمد بن محمد بن داود بن عيسى العجلي أبو بكر الكرجي
له ذكر فى معجم الشيوخ للصيداوى (المحمدون)
قليل الحديث
و العلم لله وحدة(/)
المطلوب والمسؤل من المذكورفي هذاالسند"محمدبن يوسف--وسفيان"من فضلكم أجيبوابالدليل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 10:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ k بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: آخَى النَّبِيُّ k بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ.
وَقَالَ أَبُو جُحَيْفَةَ: آخَى النَّبِيُّ k بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
(3670) -[3937] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَآخَى النَّبِيُّ k بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ k بَعْدَ أَيَّامٍ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ k : " مَهْيَمْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، قَالَ: " فَمَا سُقْتَ فِيهَا؟ " فَقَالَ: وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ k : " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ "
المطلوب والمسؤل من المذكورفي هذاالسند"محمدبن يوسف--وسفيان"من فضلكم أجيبوابالدليل
ومامعني قول النبي صلى الله عليه وسلم"أولم ولوبشاة"
وبعدالزواج إلي أي يوم تكون وقت الوليمة المسنونة
و قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
باب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
(3679) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " أَنَا مِنْ رَامَ هُرْمُزَ
المطلوب والمسؤل من المذكورفي هذاالسند"محمدبن يوسف--وسفيان"من فضلكم أجيبوابالدليل ولاتنسواقبل الجواب أن القسطلاني والعيني قد كتباأنهما الفريابي-و-ابن عيينة
ومن فضلكم عرفوني"رَامَ هُرْمُزَ "
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[الداعلي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:11]ـ
يروي البخاري عن شيخين كلاهما يسمى محمد بن يوسف
محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الفريابي:
الإمام الحافظ، شيخ الإسلام أبو عبد الله الضبي، مولاهم، نزيل قيسارية الساحل من أرض فلسطين. ولد سنة بضع وعشرين ومائة
وسمع من: يونس بن أبي إسحاق، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر، والأوزاعي، والثوري فأكثر عنه، وإسرائيل، وجرير بن حازم، وعيسى بن عبد الرحمن البجلي، وصبيح بن محرز المقرائي وأبان بن عبد الله البجلي، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الحميد بن بهرام، وفضيل بن مرزوق، وورقاء، ونافع بن عمر، وخلق سواهم.
وعنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وإسحاق الكوسج، وسلمة بن شبيب، وأبو بكر بن زنجويه، ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن عبد الله بن البرقي، ومؤمل بن يهاب، وحميد بن زنجويه، وأحمد بن عبد الله العجلي، وعباس الترقفي، وعبد الله بن محمد بن أبي مريم، وعبد الله ولده وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو بن الترجمان البيساني، وعمرو بن ثور الجذامي، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأمم سواهم سمع من سفيان، وصحبه مدة بالكوفة.
قال أحمد: كان رجلا صالحا، صحب سفيان، كتبت عنه بمكة.
قال أبو عمير بن النحاس: سألت يحيى بن معين: أيما أحب إليك، كتاب قبيصة أو كتاب الفريابي؟ قال: كتاب الفريابي.
روى عباس عن يحيى قال: قبيصة، ويحيى بن آدم، وأبو أحمد الزبيري، والفريابي، كلهم عن سفيان قريب من السواء.
وقال عثمان الدارمي: قلت لابن معين: الفريابي في سفيان؟
قال: مثلهم، يعني مثل عبيد الله بن موسى وقبيصة، وعبد الرزاق.
وقال العجلي: الفريابي ثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البخاري فيما حكاه عنه الدولابي: حدثنا محمد بن يوسف - وكان من أفضل أهل زمانه - عن سفيان بحديث. . . ذكره. .
وقال النسائي: ثقة.
وقال أبو زُرْعَة: الفريابي أحب إليَّ من يحيى بن يمان.
وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. وسئل الدارقطني عنه، فوثقه، وقدمه لفضله ونسكه على قبيصة.
وقال ابن زنجويه: ما رأيت أورع من الفريابي.
قال إبراهيم بن أبي طالب: سمعت محمد بن سهل بن عسكر: خرجنا مع محمد بن يوسف الفريابي في الاستسقاء، فرفع يديه، فما أرسلهما حتى مطرنا.
وقال البخاري: رأيت قوما دخلوا إلى محمد بن يوسف الفريابي، فقيل له: إن هؤلاء مرجئة، فقال: أخرجوهم، فتابوا ورجعوا.
قال البخاري: واستقبلنا أحمد بن حنبل وهو يريد حمص ونحن خارجون منها، وفاته محمد بن يوسف.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: سألت الفريابي: ما تقول؟ أبو بكر أفضل أو لقمان؟ فقال: ما سمعت هذا إلا منك، أبو بكر أفضل من لقمان.
قال العجلي: الفريابي ثقة، كانت سنته كوفية. ثم قال: وقال بعض البغداديين: أخطأ محمد بن يوسف في خمسين حديثا ومائة من حديث سفيان.
وقال ابن عدي: له عن الثوري أفرادات، وله حديث كبير عن الثوري، ويقدم على جماعة في الثوري، كعبد الرزاق ونظرائه، وقالوا: الفريابي أعلم بالثوري منهم. ورحل إليه أحمد، فلما قرب من قيسارية نعي إليه، فعدل إلى حمص. والفريابي فيما يتبين صدوق لا بأس به.
أنبأنا إبراهيم بن الدرجي، عن محمد بن معمر، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن محمود، أخبرنا ابن المقرئ، حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء بمكة، حدثنا إبراهيم بن معاوية القيسراني، حدثنا الفريابي، قال: رأيت في منامي كأني دخلت كَرْمًا فيه أصناف العنب، فأكلت من عنبه كله غير الأبيض، فلم آكل منه شيئا، فقصصتها على سفيان، فقال: تصيب من العلم كله غير الفرائض، فإنها جوهر العلم، كما أن العنب الأبيض جوهر العنب، فكان الفريابي كذلك، لم يكن يجيد النظر في الفرائض.
وقال الفسوي: سمعت ثقة يقول: قال الفريابي: ولدت سنة عشرين ومائة.
والفريابي أكبر شيخ للبخاري.
قال البخاري وابن يونس: مات في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين.
محمد بن يوسف البخاري أبو أحمد البيكندي ويقال: الباكندي:
روى عن ابن عيينة وأبي أسامة والنضر بن شميل ووكيع وأبي مسهر وهشام ابن سعيد الطالقاني وأحمد بن يزيد بن الوتنيس الحراني وأبي صالح المصري وأبي جعفر النفيلي وغيرهم.
روى عنه البخاري وعبد الله بن واصل وحريث بن عبدالرحمن وأحمد ابن سيار المروزي وعدة.
ذكره الخليلي في الارشاد قال ثقة متفق عليه.
روى له البخاري ستة احاديث فقط
التفريق بين المحمدين عند البخاري:
يروي محمد بن يوسف البخاري أبو أحمد البيكندي عن
- عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغساني أبو مسهر
- جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي
- حماد بن أسامة بن زيد القرشي أبو أسامة الكوفي
- أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني
و لا يروي عن الثوري عند البخاري اما عن بن عيينة فله حديثين عند البخاري على الارجح هما:
صحيح البخاري - كتاب المغازي
باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله - حديث: 3843
حدثنا محمد بن يوسف، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه، قال: " نزلت هذه الآية فينا: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا بني سلمة، وبني حارثة، وما أحب أنها لم تنزل، والله يقول: والله
صحيح البخاري - كتاب الحدود
باب: هل يأمر الإمام رجلا فيضرب الحد غائبا عنه - حديث: 6481
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، قالا: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله، فقام خصمه، وكان أفقه منه، فقال: صدق، اقض بيننا بكتاب الله، وأذن لي يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قل " فقال: إن ابني كان عسيفا في أهل هذا، فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، وإني سألت رجالا من أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم، فقال: " والذي
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسي بيده، لأقضين بينكما بكتاب الله، المائة والخادم رد عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، ويا أنيس اغد على امرأة هذا فسلها، فإن اعترفت فارجمها " فاعترفت فرجمها
اما محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم أبو عبد الله الفريابي فيروي عن
- إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي
- سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري
- الأوزاعي
- ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري
- مالك بن مغول البجلي
و له حديث واحد عن سفيان بن عيينة و هو:
صحيح البخاري - كتاب الحدود
باب: الحدود كفارة - حديث: 6414
حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: " بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا - وقرأ هذه الآية كلها - فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارته، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه "
و محمد بن يوسف هنا هو الفريابي:
الإيمان لابن منده - ذكر بيعة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على اجتناب الكبائر
حديث: 489
أخبرنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ح وأنبأ محمد بن سعد، ثنا محمد بن أيوب، ثنا علي بن المديني، قال: وثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا قتيبة، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، قال: سمعت الزهري، يقول: أخبرني أبو إدريس الخولاني، أنه سمع عبادة بن الصامت، يقول: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس، فقال: " تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، الآية، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله عز وجل إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه ". رواه الفريابي، وأحمد، وعلي بن المديني، وابن أبي عمر، ومحمد بن عباد، عن ابن عيينة، ورواه معمر، وإسحاق بن راشد، وابن أخي الزهري، ويونس بن يزيد
و ربما محمد بن يوسف الراوي عن بن عيينة في البخاري ليس هو البيكندي فهذا الحديث عند الدارمي و الدارمي يروي عن الفريابي:
سنن الدارمي - ومن كتاب الحدود
باب الاعتراف بالزنا - حديث: 2281
أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد، وشبل، قالوا: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله فقال: خصمه وكان أفقه منه صدق اقض بيننا بكتاب الله، وأذن لي يا رسول الله أن أتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل ". فقال: إن ابني كان عسيفا على أهل هذا، فزنى بامرأته، فافتديت منه بمائة شاة وخادم، وإني سألت رجالا من أهل العلم، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم، فقال: والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله المائة شاة والخادم رد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام. ويا أنيس اغد على امرأة هذا فسلها، فإن اعترفت فارجمها، فاعترفت، فرجمها "
فتبقى رواية محمد بن يوسف البيكندي عن بن عيينة عند البخاري محتملة و الله اعلم
منقول
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:13]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31421
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:33]ـ
1 -
مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب النكاح
باب غلاء الصداق - حديث: 10107
عبد الرزاق، عن الثوري، عن حميد الطويل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي صلى الله عليه سلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه سعد أن يناصفه أهله وماله، وكان له امرأتان، فقال له عبد الرحمن: بارك الله في أهلك ومالك، دلوني على السوق قال: فأتى السوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة، فقال: " مهيم عبد الرحمن؟ " قال: تزوجت امرأة من الأنصار قال: " ما سقت إليها؟ " قال: وزن نواة من ذهب قال: " أولم ولو بشاة ". قال عبد الرزاق: فأخبرنا. . . إسماعيل بن عبد الله، عن حميد، عن أنس، " وذلك دانقان من ذهب
السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الصداق
جماع أبواب الوليمة - باب: المستحب إن وجد سعة أن يولم بشاة
حديث: 13562
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان , أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، ح قال: وثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي، ح قال: وثنا أبو مسلم، ويوسف القاضي قالا: ثنا ابن كثير، كلهم عن الثوري، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما قدم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه المدينة فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري فعرض عليه سعد أن يناصفه أهله وماله , وكان له امرأتان فقال له عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك دلوني على السوق , قال: فأتى السوق فربح شيئا من أقط وشيئا من سمن فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة فقال: " مهيم؟ " فقال: تزوجت امرأة من الأنصار , فقال: " ما سقت إليها؟ " قال: وزن نواة من ذهب فقال: " أولم ولو بشاة " رواه البخاري في الصحيح، عن الفريابي ومحمد بن كثير
2 -
تاريخ دمشق:
(20684) [49: 483] قَالَ: وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ زَنْجَوَيْهِ، نا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ، يَقُولُ: أَنَا مِنْ رَامْهُرْمُزَ(/)
كيف أحفظ السنة بطريقة جيدة
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم، وبعد:
فأنا أريد أن أعرف كيف أحفظ السنة بطريقة جيدة لا أندم عليها بعد ذلك فأنا لا أريد مثلاأن أبدأ بحفظ كتاب ثم بعد ذلك يتبين لي أني أبعدت النجعة في اختياري لهذا الكتاب فأرجو ممن عنده علم بذلك أن يعلمني وله من الله -سبحانه وتعالى - الأجر -إن شاء الله - بكل حديث أحفظه.
والسلام عليكم
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 11:38]ـ
السلام عليكم
أظن أن سؤالي لايستحق الالتفات إليه.
أنا آسف على أني سألت أمراممن لا يلبي
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 01:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كنتَ تقصد حفظ الأحاديث؛ فعليك بالطرق المنهجية المرتبة، ودع عنك المناهج المرتجلة، وأنصحك بالانضمام إلى دورات حفاظ الوحيين للشيخ يحيى، واختر منها ما يناسبك، سهل الله أمرك.
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:13]ـ
أنا من مصر يا أخي فهل تقام هذه الدورة في مصر؟ وأين؟ ومتى؟
وبارك الله فيكم يا أخي، وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:55]ـ
نعم تقام، أنا لا أعرف عنها شيئًا في مصر، لكن لو تسأل تجد جوابًا إن شاء الله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 03:42]ـ
قبل الالتحاق بهذه الدورات
احفظ:
الأربعين النووية
ثم عمدة الأحكام
ثم بلوغ المرام
ثم التحق بهذه الدورات وحفظ الأصل أحسن
يعني إذا كانت لكك همة ووقت وإخلاص
فاحفظ صحيح البخاري نفسه ولا تحفظ المختصرات
أو اختصره أنت واحفظ المختصر
ـ[صالح صولا]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 03:44]ـ
أخي أظن أن الذي يقيم هذه الدورة في مصر هو الشيخ وحيد عبد السلام بالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199818
لكن لا علم لي هل هي مستمرة ومكتررة أم لا
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 03:48]ـ
فاحفظ صحيح البخاري نفسه ولا تحفظ المختصرات
أو اختصره أنت واحفظ المختصر
هل تعرف أحداً فعل هذا وأكمل البخاري كله ثم أتبعه بمسلم؟!!!
أنا وجهة نظري يحفظ الأربعين ثم إن أراد التفقه فليسرع إلى البلوغ ولم يحفظ العمدة؟!
ثم يتجه للجمع بين الصحيحين للشيخ يحيى إن كانت حافظته جيدة ..
والله أعلم ..
... أما في مصر فالشيخ الفاضل / وحيد عبد السلام بالي يقيم دورات حفظ الصحيحين في مصر وله فروع و حدثني أنها لاقت قبولاً طيباً وتفاعلاً عجيباً ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 04:01]ـ
أنا من القائمين على دروة حفاظ الوحيين في غزة
لكن في رأيي ورأي غيري من أهل العلم كالشيخ عبد الكريم الخضير مثلا من المعاصرين
أن حفظ الأصل أحسن
أو يقوم الطالب باختصاره بنفسه.
ونعم أنا أعلم من يحفظ الأصل البخاري ومسلم ...
لكن لا ننصح بذلك إلا لمن كانت له همة وسرعة حفظ وغير ذلك من مؤهلات والله أعلم
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 07:00]ـ
معذرة أيها الفاضل أمجد هل لي أن أعرف منك كيف أحفظه من الأصل أتقصد بإسناده؟ وكيف أختصره؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 09:10]ـ
يعني تحفظ جميع الكتاب من الجلدة إلى الجلدة
وأنا فعلت كذلك
واستفدت فائدة عظيمة
بل ذلك أحدث عندي قفزة علمية في مسيرتي
ما زلت أشعر بها الآن وألمسها
ومهما عبرت لك عن مدى هذه الاستفادة كانت فوق هذا التعبير
وبالطبع أقول هذا الكلام لمن أراد أن يضرب في طريق العلم بعيدا
ثم هو يكون بعد تلك المتون التي ذكرها أهل العلم (النووية والعمدة والبلوغ)
وحفظ الإسناد والرجال له فوائد كثيرة لا مجال لذكرها الآن
لكن الذي لا يريد أن يتخصص في علم الحديث ولا يطلب غايات بعيدة في العلم فالأحسن في حقه أن يحفظ المتن دون الإسناد
لكن لابد من حفظ الصحابي كما لا يخفاك
أما باقي الكتاب من تبويبات وأراء المصنف وذكره للاختلاف والتفسير واللغة ففي حفظه وفهمه خير كثير
أما الاختصار فصعب نوعا ما
يحتاج إلى إلمام ببعض فنون العلوم
ولذلك الأفضل بل لابد أن تتدرج في العلم وتسلك الطريقة التي ذكرها أهل العلم كما أسلفت لك
ولو حفظت قبل أن تحفظ كتب السنة الكبار بعض المتون في الفقه واللغة والأصول فهو أحسن وأفضل
لأنه سيفيدك في الاختصار
(يُتْبَعُ)
(/)
والاختصار أحسن للطالب من أن يحفظ مختصر غيره
وطريقة الاختصار قد تختلف من شخص لآخر
والطريقة التي أفضلها كالتالي:
/// أن تجمع أطراف الحديث من الصحيح (أرقام أطراف الحديث تكون مكتوبة تحت أول هذه الأطراف ورودا في الكتاب في طبعة دار الحديث المصرية والطبعة اليونينية وبعض طبعات الفتح الباري وقد يفوت الطابع بعض الأرقام وقد يعكس بعض الأرقام ستتنبه له مع الممارسة)
/// تنظر أطول المتون سوقا فتنسخه إما في دفتر أو على ملف وورد إذا أردت أن تضع مختصرك على ملف ثم تطبعه لتحفظه
/// ثم تنظر إلى باقي متون الحديث (الأطراف التي جمعتها من مواضعها) وتأخذ الزيادات على المتن الأطول سياقا الذي نسخته فتضعها في أماكنها المناسبة (داخل المتن الأطول سياقا) وتضعها بين أقواس أو فوق هذه الأماكن المناسبة بخط صغير
وتربط كل زيادة بمن زادها إذا أردت أن تحفظ بالأسانيد
وبذلك تكون حفظ الحديث بطرقه من الصحيح كأنه متن واحد
وبعد أن تنتهي من البخاري تضيف إليه مسلم بنفس الطريقة
وأنت بعد الانتهاء من البخاري أو نصفه
لن تحتاج في هذا الأمر إلا لنفسك
وسيكون عندك من الطرق المسهلة لحفظ الأحاديث بالطرق ما لا يوجد عند غيرك
/// وهكذا اعمل مع كل حديث
وهناك أحاديث غير مكررة فلا تعب فيه ولا نصب
/// بالنسبة للسند إن حفظته من أوله لآخره فحسن
ويمكن أن تجمع الطرق وتنظر فيها وتحدد الراوي الذي عليه مدار الإسناد فتحفظه ومن فوقه فقط
ولا تحفظ من دونه
وقد يكون مدار الإسناد على أكثر من راوي
لكن في الغالب يكون واحدا ويقل إثنان ويندر ثلاثة
لكن أن تحفظ الإسناد كاملا أكثر فائدة في علم الرجال والجرح والتعديل
/// وأسانيد البخاري هي أسناد مشهورة وأغلبها عن أئمة كبار يكون مدار الحديث عليهم في الغالب
/// طريقة ضم الزيدات إلى المتن الأصل تعتمد على الحصيلة العلمية لك
فقد تضم زيادة ليس فيها فائدة وقد تضم زيادة فيها فائدة تركها غير من المختصرين غفلة عنها او لعدم ظهور وجه فائدتها لهم
والعلم أرزاق وتوفيق
وقد تترك زيادة فيها فائدة
لكن ممكن أن تكتشفها مع تقدمك العلمي فتضمها فيما بعد
حال المراجعة مثلا
وهكذا
فتنبه لهذا الأمر
/// وإذا عزمت على الاختصار فيفضل أن تنظر في المختصرات السابقة لك
كمختصر الألباني وجمع الحميدي وغيرهما
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 10:35]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أمجد، ودعني أولا أخبرك أني أحبك في الله.
وأود أن أخبرك أني أمتلك صحيح البخاري طبعة الإيمان وهي ليست مبينةأطراف الحديث فأي طبعة تنصحني أن أمتلكها.
وسؤال أخير أخي هل من الأفضل أن أسمع دروس الشيخ الخضيري أم الشيخ عبد الله السعد، وجزاك الله خيرا مرة ثانية على
هذه الدرر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيكم
وأحبكم الله الواحد الأحد.
/// أرى أن تقتني الطبعة اليونينية وهي أصح الطبعات وستجد أطراف الحديث في الأسفل
/// ثم اليونينية لا تصلح للحفظ فإذا أردت الحفظ فاقني أي طبعة من طبعات الصحيح من ذوات المجلد الواحد حتى يسهل عليك التنقل به
لكن راعي أن تكون كبيرة الخط نوعا ما
ثم صحح هذه الطبعة على اليونينية
يعني كلما أردت أن تحفظ عشرين حديثا مثلا قابلها على اليونينة حتى تسلم من حفظ الخطأ المطبعي
/// لم أسمع الشرحين المذكورين
ولا شك أن فيهما خير كثير لجلالة الشارحين في العلم
موفق إن شاء الله
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 05:35]ـ
ما ذكرتَه يا شيخ أمجد هو الأصل، لكنه متعذر عند السواد الأعظم؛ إلا من فتح الله عليه، والمشكلة أن بعض الطلبة يبدأ أول ما يبدأ بالبخاري، ثُم ما يلبث أن ينكص على عقبيه، فالتدرج مطلوب، وأذكر أن الشيخ عبدالكريم يذكر نحوًا من هذا.
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:55]ـ
مسألة الحفظ الناس يتفاوتون
فإن رأيت عندك ملكة الحفظ أولا
والفراغ الذهني ثانيا (كما قال الشافعي لو كلفتني امي بشراء بصلة ما استطعت ان اطلب العلم)
والوقت ثالثا والاوضاع في مصر والمعيشة الله يعين عليها وأنا أسكن في مدينة نصر وقلبي بين يدي
فالله المستعان
ثم أنا رأيت في مصر الجو مساعد على الحفظ
فأنا في مصر استطيع أحفظ الكثير وقد حفظت 200 من العراقي
فلما رجعت الى بلدي ما استطعت احفظ بيت واحد
على ان الفترة التي احفظ فيها نفسها ما تغيرت بعد الشروق
فقررت اتمام الحفظ في مصر احسن
ـ[معروفي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 02:58]ـ
نصائح منهجية لطالب السنة النبوية حاتم عارف العوني(/)
صحة زيادة ((بعد الطهر)) في قول أم عطية رضي الله عنها ..
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:05]ـ
سمعت أحد الفقهاء المعاصرين-حفظه الله تعالى- يضعف زيادة (بعد الطهر) في قول أم عطية رضي الله عنها حيث يرى شذوذها فأحبت أن أذكر من صححها من أهل العلم بالحديث
1 - الحافظ ابن رجب حيث قال كما في الفتح له: ((وقد بوب البخاري على حديث أم عطية:
((الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض))، ولم يخرج الحديث بزيادة: ((بعد الطهر)) كَما خرجه أبو داود.
ولم يتفرد بهِ حماد بنِ سلمة، عَن قتادة، بل قَد رواه حرب في ((مسائله))، عَن الإمام أحمد، عَن غندر، عَن شعبة، عَن قتادة - بمثله.))
2 - الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال كما في الفتح: ((وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق قَتَادَةَ عَنْ حَفْصَة عَنْ أُمّ عَطِيَّة " كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَة وَالصُّفْرَة بَعْد الطُّهْر شَيْئًا " وَهُوَ مُوَافِق لِمَا تَرْجَمَ بِهِ الْبُخَارِيّ. وَاللَّهُ أَعْلَم))
3 - الشيخ الألباني فقد صحح الحديث بالزيادة التي أخرجها أبو داود.
4 - الشيخ عبد الله السعد حيث صحح هذه الزيادة.
إذن والعلم عند الله تعالى هو أن الزيادة صحيحة ولا شيء فيها.(/)
هل صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع لكل من يدفن في البقيع؟
ـ[مريم أمة الله]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 09:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...............
جزاكم الله خيرا.
هل صحيح أن رسول الله (ص) يشفع لكل من يدفن في البقيع؟.
أرجو أن تكون الإجابة مدعمة بأدلة شرعية.
بارك الله فيكم وجزاكم خير جزاء.(/)
أفتونا مأجورين أي حديث هذا الذي قصده القرطبي!!!
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 03:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال القرطبي (
السابعة: قوله تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} الإصر: الثقل؛ قال مجاهد وقتادة وابن جبير. والإصر أيضا: العهد؛ قال ابن عباس والضحاك والحسن. وقد جمعت هذه الآية المعنيين، فإن بني إسرائيل قد كان أخذ عليهم عهد أن يقوموا بأعمال ثقال؛ فوضع عنهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك العهد وثقل تلك الأعمال؛ كغسل البول، وتحليل الغنائم، ومجالسة الحائض ومؤاكلتها ومضاجعتها؛ فإنهم كانوا إذا أصاب ثوب أحدهم بول قرضه. وروي: جلد أحدهم. وإذا جمعوا الغنائم نزلت نار من السماء فأكلتها، وإذا حاضت المرأة لم يقربوها، إلى غير ذلك مما ثبت في الحديث الصحيح وغيره.)
وسأالي لكم أي حديث صحيح عنى القرطبي
وجزاكم الله خيرا.
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:25]ـ
اخي الكريم:
انقل اليك من جامع الاصول:
(م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: إن اليهود كانت إذا حاضت المرأةُ فيهم لم يُؤَاكِلُوها، ولم يُجَامِعُوهنَّ في البيوت، فسأل أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- النبيَّ؟ فأنزل الله عز وجل: {وَيَسْألُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أذىً فاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإذَا تَطَهَّرْنَ فَائْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أمَرَكُمُ اللهُ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «اصنَعُوا كلَّ شيء إلا النكاحَ، فبلغ ذلك اليهودَ، فقالوا: ما يُريد هذا الرجلُ أن يَدَعَ من أمرنا شيئاً إلا خَالفَنَا فيه، فجاء أُسَيْدُ بنُ حُضير، [ص:342] وعَبَّادُ بنُ بِشْر، فقالا: يا رسول الله، إن اليهود تقولُ كذا وكذا، أفلا نُجامِعهنَّ؟ فَتَغَيَّرَ وجْهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، حتى ظَنَنَّا أن قد وَجَدَ عليهما، فخرجا، فاستقبلهما هديَّة من لَبَن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، فأرسل في آثارهما، فسقاهما، فعَرفا: أنْ لم يَجِدْ عليهما» أخرجه مسلم والترمذي، وزاد أبو داود: «ولم يشاربوها».
وأخرجه النسائي إلى قوله: «وأن يَصنعوا [بهنَّ] كلَّ شيء إلا الجماع».
(ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لم تَحِلَّ الغنائمُ لأحدٍ سُودِ الرُّءوسِ من قَبْلِكم،إنما كانت تَنزِلُ نارٌ من السماء فتأكلُها».قال سليمان الأعمش: فَمنْ يقول هذا إلا أبو هريرة الآن؟ فلما كان يوم بَدْرٍ، وَقَعُوا في الغنائم قبل أَنْ تَحِلَّ لهم، فأنزل الله {لولا كتابٌ من اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُم فيما أَخذْتُم عذابٌ عَظِيمٌ} [الأنعام: 68]. أخرجه الترمذي (1).
__________
(1) رقم (3084) في التفسير، باب ومن سورة الأنفال، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش. ورواه الطبري رقم (16301) و (16302)، والبيهقي 6/ 290، وأورده السيوطي في " الدر " 3/ 203 وزاد نسبته إلى النسائي، و ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وروى الشيخان من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني منكم رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ... " الحديث، وفيه " حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت - يعني النار - لتأكلها "، وفيه " فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، ثم رأى ضعفنا وعجزنا، فأحلها لنا ".
قال الحافظ في " الفتح ": وفيه اختصاص هذه الأمة بحل الغنائم، وكان ابتداء ذلك من غزوة بدر. وفيها نزل قول الله تعالى: {فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً} فأحل الله لهم الغنائم.
خ م د ت س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كنتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فانتهى إلى سُبَاطَة قوم، فبالَ قائماً، فَتَنَحَّيْتُ، فقال: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حتى كنتُ عند عَقِبيه، فتوضَّأ، ومسحَ على خُفَّيه».
وفي رواية عن أبي وائل قال: «كان أبو موسى يُشَدِّدُ في البولِ ويَبُولُ في قَارُورَة، ويقول: إن بَني إسرائيل كان إذا أصاب جِلْدَ أحدِهم بول قَرَضَه بالمقاريض، فقال حذيفة: لَوَدِدتُ أن صاحبَكم لا يُشَدِّدُ هذا التَّشديد، فلقد رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- نَتَمَاشَى، فأتى سُباطةَ قوم خَلْفَ حائط، فقام كما يقوم أحدُكم، فبَالَ فَانْتَبَذْتُ منه، فأشار إليَّ، فجئتُ، فقمتُ عند عَقِبه - صلى الله عليه وسلم-، حتى فَرَغَ». أخرجه البخاري ومسلم(/)
ما معنى المحدث و الحافظ و الحجة و الحاكم؟
ـ[عبد الكريم الزيتوني]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى المحدث و الحافظ و الحجة و الحاكم
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 10:07]ـ
المحدث: هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ويطلع على كثير من الروايات و أحوال رواتها.
الحافظ: مرادف للمحدث عند كثير من المحدثين. وقيل هو أرفع درجة من المحدث.
الحاكم: هو من أحاط علما بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير.
ـ[عبد الكريم الزيتوني]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 01:47]ـ
ارجو افادتي بمزيد من التفصيل و ذكر امثلة على ذلك من العلماء القدامى و المعاصرين
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 04:15]ـ
المحدث هو كل من سمع الحديث بالسند المتصل الى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و رواه و مثاله جميع الثقات المذكروين فى كتب الرجال
الحافظ: هو أولا محدث و لكنه حافظ لجميع حديثه عن ظهر قلب ضابط للفظه دون رجوع الى كتاب كـ قتادة و الثورى
الحاكم: هو من جمع الحديث دراية و رواية و فقها و رجالا، قد لا يكون هذا النوع ضابطا للفظه ولكنه أعلى من السابقين جدا و مثاله البخارى و مسلم و أبو داود و الترمذى و ابن حبان و الحاكم
أما اليوم
لا أمثله من المعاصرين
بعد الشوكانى لا حفظه و لا محدثين على الإصطلاح
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 08:47]ـ
فاتنى الحجة
الحجة لا يلزم أن يكون محدثا و لكنه فقيها أريبا كأبو حنيفة و الشافعى و أصحابهم و الغزالى و محمد بن الحسن و يحيى بن معين(/)
ما صحة زيادة "فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها"؟
ـ[حسينان]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:24]ـ
كما في العنوان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 07:44]ـ
هذه الجملة المسئول عنها لا توصف بأنها زيادة!! فهي من صلب المتن الذي قاله عليه الصلاة والسلام .. فهي بقية الحديث.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:06]ـ
الحديث أخرجه مسلم وغيره من حديث ابن عمر وغيره بهذا اللفظ: «لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشربن بها؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها».
قال وكان نافع يزيد فيها: «ولا يأخذ بها ولا يعطى بها».
ولم أر أحدًا أشار إلى إعلال هذه اللفظة أوإدراجها.
ولعلك تقصد زيادة «ولا يأخذ بها ولا يعطى بها».(/)
بيان الفرق بين المحدثين: ابن باز، والألباني، للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:24]ـ
الفرق بين المحدثين: ابن باز، والألباني.
قال الشيخ المحدث العلامة عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله ورعاه، ونفع به الإسلام والمسلمين:
الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، كلاهما من أهل الحديث، والعناية بالحديث، ولا نظير لهما فيما نعلم في هذا العصر المتأخر، وهما يعتبران مجددان لهذا العلم، الشيخ الألباني فيما يختص بالرواية، والشيخ ابن باز فيما يختص بالدراية، ولكن لكل واحد منهما نصيب مما ذكر للآخر، يعني: أن الشيخ الألباني مع عنايته بالرواية، له أيضاً يد في الدراية، لكن هو في الرواية أظهر، والشيخ ابن باز على العكس، يعني: أن الشيخ ابن باز مع عنايته بالدراية، له أيضاً يد في الرواية، لكن هو في الدراية والاستنباط والاستدلال والتفقه من السنة أظهر.
فالشيخ ابن باز انصب اجتهاده إلى علم الحديث دراية واستنباط، واعتمد على الحديث، وصحح وضعف، لكنه في الرجال ما اعتمد أن يبحث كل راوي بعينه، بل كان يكفيه أن يثبت الخبر أو يثبته أحد الأئمة، ويستنبط منه.
لكن الشيخ الألباني على العكس، كان اجتهاده منصب إلى الراوية وإثبات الخبر، ثم بعد ذلك الاجتهاد في الاستنباط، لكن مستواه فيه ليس كمثل مستوى الشيخ ابن باز، كما أن اهتمام الشيخ ابن باز بتخريج الأحاديث، والتصحيح والتضعيف، والكلام على الرواة، أقل من اجتهاد الشيخ الألباني، وكل على خير عظيم فيما نحسب والله حسيبهم، والله يغفر للجميع.
وإذا عرفنا أن الإمامين شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الألباني -رحمهما الله تعالى- ممن يشار إليهما بالتفرد في هذا العلم، وأنهما بلغا فيه الغاية في نظرنا، وأفنيا العمر الطويل في خدمة هذا العلم، وفي نشر السنة قراءة وإقراء، إلا أنهما لم يخرجا عن ربقة التقليد في هذا العلم، فكيف ذلك؟.
الجواب: أنهما يعتمدان اعتماداً أغلبياً على التقريب، وهذا تقليد؛ لأن التقريب يحكي وجهة نظر ابن حجر -رحمه الله تعالى-، ولكن في الحكم على الرجال لا مفر من التقليد، وأيضاً ابن حجر وقعت له أوهام في التقريب، فهو ليس بمعصوم كغيره من البشر، وحينما نقول مثل هذا الكلام ليس معناه أننا نقلل من شأن التقريب، وليس معناه أنه دستور لا يحاد عنه، بل هو عمدة كثير من أهل العلم ومعولهم.
فالشيخ ابن باز والشيخ الألباني، من كبار علماء السنة، ومع ذلك اعتمادهما على التقريب قوي، فكيف بمن دونهما بمراحل، ولكن لا يعني ذلك أنهم يوافقون التقريب في كل شيء، بل قد يخالفونه.
ثم أنهما -رحمهما الله تعالى- حكموا على الأحاديث من خلال القواعد المعروفة الآن "قواعد المتأخرين"، واعتمدا كثيراً عليها، وما قالوا بمحاكاة المتقدمين، ولا حاكوهم هم أيضاً، لكن إذا تعارض حكمهم مع أحكام الأئمة أعادوا النظر في أحكامهما؛ لأن قواعد المتأخرين ليست قواعد كلية لا يخرج عنها أي فرع من فروعها، بل هي قواعد أغلبية يخرج عنها بعض الفروع كغير هذا العلم من العلوم الأخرى.
ـ[مسلم من المغرب]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:48]ـ
الفرق بين المحدثين: ابن باز، والألباني.
قال الشيخ المحدث العلامة عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله ورعاه، ونفع به الإسلام والمسلمين:
الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، كلاهما من أهل الحديث، والعناية بالحديث، ولا نظير لهما فيما نعلم في هذا العصر المتأخر، وهما يعتبران مجددان لهذا العلم، الشيخ الألباني فيما يختص بالرواية، والشيخ ابن باز فيما يختص بالدراية، ولكن لكل واحد منهما نصيب مما ذكر للآخر، يعني: أن الشيخ الألباني مع عنايته بالرواية، له أيضاً يد في الدراية، لكن هو في الرواية أظهر، والشيخ ابن باز على العكس، يعني: أن الشيخ ابن باز مع عنايته بالدراية، له أيضاً يد في الرواية، لكن هو في الدراية والاستنباط والاستدلال والتفقه من السنة أظهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالشيخ ابن باز انصب اجتهاده إلى علم الحديث دراية واستنباط، واعتمد على الحديث، وصحح وضعف، لكنه في الرجال ما اعتمد أن يبحث كل راوي بعينه، بل كان يكفيه أن يثبت الخبر أو يثبته أحد الأئمة، ويستنبط منه.
لكن الشيخ الألباني على العكس، كان اجتهاده منصب إلى الراوية وإثبات الخبر، ثم بعد ذلك الاجتهاد في الاستنباط، لكن مستواه فيه ليس كمثل مستوى الشيخ ابن باز، كما أن اهتمام الشيخ ابن باز بتخريج الأحاديث، والتصحيح والتضعيف، والكلام على الرواة، أقل من اجتهاد الشيخ الألباني، وكل على خير عظيم فيما نحسب والله حسيبهم، والله يغفر للجميع.
وإذا عرفنا أن الإمامين شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ الألباني -رحمهما الله تعالى- ممن يشار إليهما بالتفرد في هذا العلم، وأنهما بلغا فيه الغاية في نظرنا، وأفنيا العمر الطويل في خدمة هذا العلم، وفي نشر السنة قراءة وإقراء، إلا أنهما لم يخرجا عن ربقة التقليد في هذا العلم، فكيف ذلك؟.
الجواب: أنهما يعتمدان اعتماداً أغلبياً على التقريب، وهذا تقليد؛ لأن التقريب يحكي وجهة نظر ابن حجر -رحمه الله تعالى-، ولكن في الحكم على الرجال لا مفر من التقليد، وأيضاً ابن حجر وقعت له أوهام في التقريب، فهو ليس بمعصوم كغيره من البشر، وحينما نقول مثل هذا الكلام ليس معناه أننا نقلل من شأن التقريب، وليس معناه أنه دستور لا يحاد عنه، بل هو عمدة كثير من أهل العلم ومعولهم.
فالشيخ ابن باز والشيخ الألباني، من كبار علماء السنة، ومع ذلك اعتمادهما على التقريب قوي، فكيف بمن دونهما بمراحل، ولكن لا يعني ذلك أنهم يوافقون التقريب في كل شيء، بل قد يخالفونه.
ثم أنهما -رحمهما الله تعالى- حكموا على الأحاديث من خلال القواعد المعروفة الآن "قواعد المتأخرين"، واعتمدا كثيراً عليها، وما قالوا بمحاكاة المتقدمين، ولا حاكوهم هم أيضاً، لكن إذا تعارض حكمهم مع أحكام الأئمة أعادوا النظر في أحكامهما؛ لأن قواعد المتأخرين ليست قواعد كلية لا يخرج عنها أي فرع من فروعها، بل هي قواعد أغلبية يخرج عنها بعض الفروع كغير هذا العلم من العلوم الأخرى.
جزاك الله خيرا، لكن أين مصدر هذا الكلام، ينبغي توثيقه حتى يستفاد منه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:55]ـ
لو رأى الحافظ العلوان فرج الله عنه ومتع به لماقال لا نظير لهما فيما نعلم
وكذلك العلامة السعد
ولو رجعنا للوراء قليلا فكذلك المعلمي اليماني العلامة ذهبي العصر
وفي الزوايا خبايا
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 03:09]ـ
أخي "أبو القاسم"، كلهم علماء أجلاء، رحم الله من توفي، وحفظ من بقي، ولا ينبغي لطالب العلم الحصيف التعصب لشيخ من المشايخ، بل يكون ولائه للكتاب والسنة، وبهما صار لأولئك العلماء منزلة في دين الله،
وكلمة "لو" تفتح عمل الشيطان.
وأما لماذا لم يذكر الشيخ غيرهما؛ لأن كلام الشيخ جواب على سؤال عن الشيخين.
وأما المصدر فانظر موقع الشيخ:
http://www.khudheir.com/
ـ[الذاب عن السنة]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 03:11]ـ
لو رأى الحافظ العلوان فرج الله عنه ومتع به لماقال لا نظير لهما فيما نعلم
وكذلك العلامة السعد
ولو رجعنا للوراء قليلا فكذلك المعلمي اليماني العلامة ذهبي العصر
وفي الزوايا خبايا
ما هكذا تورد الأبل!!
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 07:23]ـ
الى الاخ ابو القاسم المحمادي انت احتججت بكلام الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، حفظه الله ورعاه، ونفع به الإسلام والمسلمين:
ان شاء الله
لكن لا اعتقد ان هذذا الراي في الشيخ الالباني رحمه الله انه ضعيف في الدراية والاستنباط والتفقه يتفق الكل من العلماء مع الشيخ عبدالكريم فيه؟.
ولعل استدلال الشيخ عبدالكريم في هذا بسبب بعض الاراء التي اجتهد فيها الشيخ الالباني واخطا فيها.
لكن هذا قد يكون بسبب ان الشيخ الالباني رحمه الله من العلماء الذين اعتمدوا بقوة على القراءة ولهذا يلقبه البعض بالعلامة رغم انه درس على بعض شيوخ المذهب الحنفي كسعيد برهاني وبهجة البيطار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نجد ان الشيخ الالباني له قدرة كبيرة في التوفيق بين الاحاديث التي في ظاهرها شيء من التعارض ولهذا وافق رايه راي جمهور علماء الاسلام في بعض المسائل بينما اختار الشيخ ابن باز رحمه الله ترجيح الراي في مذهبه.
من ذلك الحديث الذي رواه مالك واحمد وغيرهما خمس صلوات كتبهن الله على العباد من اتى بهن "غير مستخف بهن" كان له عندالله عهد ان يدخله الجنة ومن لم يفعل لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر له.قال ابن عبدالبر حديث صحيح ثابت وصححه الالباني وغيره.
نلاحظ هنا ان الشيخ ابن باز رحمه الله اختار القول ان عبارة "ومن لم يفعل لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر له " من المدرج في الحديث وليست منه.
حتى يتوافق الحديث بدونها مع الاحاديث التي فيها ذكر كلمة كفر مثل العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر رواه الحاكم واهل السنن.
ومثل من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر وغير ذلك.
بينما الشيخ الالباني استطاع ان يوفق بين هذه الاحاديث مع الحديث الاول فكلمة كفر كما هو معلوم لا يقصد بها في الضرورة الكفر المخرج من الملة مثل قوله صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"متفق عليه , وقوله صلى الله عليه وسلم "من اتى امراة في دبرها فقد كفر بما انزل على محمد"رواه ابو داوود وغيره وهو حسن بمجموع طرقه.
فكما هو معلوم لا يقصد في مثل هذه الاحاديث هنا بالكفر الكفر المخرج من الملة لان هناك نصوص اخرى في السنة دلت على ان القاتل ليس كافر وان من اتى إمرأة في دبرها ليس كافر لأنه لم يثبت نص صحيح يلزم التطليق بين الرجل وزوجته إذا اتاها في دبرها.
ثم ان الشيخ ابن باز رحمه الله فسر والله اعلم الضمير في الحديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ... الخ على ان يرجع الى الكفار بينما هو يرجع الى القبائل العربية التي دخلت الاسلام واخذ عليها النبي العهد باقامة الصلاة بدليل ان الله تعالى امر النبي صلى الله عليه وسلم ان ياخذ العهود عليهم باقامة الصلاة قال تعالى "وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ"التوبة12 جاءت هذه الاية بعد ذكر التوبة من الشرك واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ..
ولهذا لم يرد ان يوفق بين هذا الحديث وامثاله التي ورد فيها كلمة كفر وبين حديث مالك واختار القول بان تلك العبارة هي مدرجة في الحديث.
ومن هذا يتضح بجلاء قدرة الشيخ الالباني وفقه الواسع على التوفيق بين الادلة.
ومن المعلوم ان حديث مالك له شواهد تقويه اي طرق اخرى كلها تنتهي الى عبادة ابن الصامت الى النبي عليه الصلاة والسلام.
وله احاديث اخرى تقترب منه في المعنى ولذلك الشيخ الالباني لم يقر بان عبارة " لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر له " عبارة مدرجةلانها ليست في رواية واحدة بل اتت في كثير من الروايات.
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 06:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، العلامة الخضير يدري جيدا ما يقول، ونحن أحوج ما نكون إلى التأمل في كلامه كي نفهم دلالته المنطوقة والمُضمّنة، لا شك في أن الألباني إمام في هذا الشأن، وهو على ما أعتقد قد شابه أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى، وقد قال الذهبي في ابن الجوزي " أنه حافظ ليس باعتبار حفظ أهل الصنعة (ضبط المرويات في الصدر) وإنما هو حافظ باعتبار كثرة المعرفة والتحصيل ... ) هذا معنى كلام الذهبي وليس نصه، ذلك أني أعلق من إملاء الفؤاد، فليراجع في "السير"، ولك أن تتصور رجلا كالإمام الألباني قضى نحو سبعين عاما أو تزيد بين البحث والتنقيب ومئات المصنفات إن لم نَقُل الآلاف، يصحح ويضعف و يحقق ويدقق، مع الشغف والحب الزائدين لهذا العلم وووووو، أتُراه كيف يكون من هذا حاله، لاشك أنه في أقل الأحوال يكون كالصيرفي والمجوهراتي، له إحساس خاص ونظر خاص، وهو ما يُكتسب من طول المراس كما صرح بهذا غير واحد من أئمة العلم والحديث، وابن باز إمام لا يُجارى، وقد وهبه الله تعالى من الفهم لمعاني الشريعة شيئا مهولا، وأنت حين تقرأ له أو تسمع يبدو لك الكلام مُختزلا وإذا طلبته في كلام المتقدمين من العلماء علمت أن هذا العلم قد جمع فأوعى فسبحان من قسم الفضائل بين أهلها، وقد كنت قرأت عن مفاضلة بين شيخ الإسلام والحافظ المزي ـ غالب ظني أنها في التذكرة للحسيني ـ فكان الجواب أن ابن تيمية من جهة المتون مقدم فيما المزي من جهة الرجال والأسانيد ـ وإن شاء الله سأرد هذا الكلام في القريب إلى مواضعه بالضبط، والشيخ المحدث العلوان لا يرتاب عاقل ومنصف فضلا عن طالب الحديث في أنه نسيج وحده، والرجل عجيب في الفهم والحفظ والتعليل، وليس هذا في الحديث فقط بل في جميع ما يتعرض له بالشرح والبيان، فلا يعترض عليه إلا من جانب الصواب، وإن لم يكن في منزلة من ذُكر، لكن الرجل له شأن عجيب، ولا أقوله مجاملة، والشيخ المحدث السعد هو من هو وطلاب الحديث يعرفون له فضله ومنزلته وشأنه كذلك معلوم وله بالغ الأثر في توجه الطلاب للجِد في الحديث ومن عرف وتابع اجتهاداته وبحوثه علم قدره ومنزلته، دع عنك المغرضين والفَراش المتهافت، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه وعرف قدر غيره، ولاسيما إن كانوا من ذوي العلم والتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 05:44]ـ
اللهم ارحمهم جميعاً,,
وقد حدثني أحد الإخوة أن الشيخ عبد الكريم الخضير قال لهم في جلسة خاصة أنه لم ير مثل الشيخ سليمان العلوان في حفظه, ولا أدري عن صحة كلام الناقل لي وإن كان ثقة في ظاهره.
ـ[دامو]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 11:57]ـ
السلام عليكم، بارك الله فيكم فيكم و جزاكم الله خيرا. سؤالي هو كيف وجه العلماء أمثال الشيخ بن عثيمين و غيره من المكفرين لتارك الصلاة هذا الحديث "خمس صلوات كتبهن الله على العباد من اتى بهن "غير مستخف بهن" كان له عندالله عهد ان يدخله الجنة ومن لم يفعل لم يكن له عهد ان شاء عذبه وان شاء غفر له "
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 12:25]ـ
دعوا عنكم هذه المقارنات الي لا طائل تحتها
وحاكوهم في الجد والطلب كي تكونوا في سلكهم منظومين
أو تنافسوهم ,فتقدموهم
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 03:08]ـ
يؤخذ الكلام على ظاهرة وكلام الشيخ يحمل على أحسن المحامل
لماذا دائما سوء الظن
جزاكم الله خيراً
ـ[الاثري البهجاتي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 07:14]ـ
ثم ان الشيخ ابن باز رحمه الله فسر والله اعلم الضمير في الحديث العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ... الخ على ان يرجع الى الكفار بينما هو يرجع الى القبائل العربية التي دخلت الاسلام واخذ عليها النبي العهد باقامة الصلاة بدليل ان الله تعالى امر النبي صلى الله عليه وسلم ان ياخذ العهود عليهم باقامة الصلاة قال تعالى "وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ"التوبة12 جاءت هذه الاية بعد ذكر التوبة من الشرك واقامة الصلاة وايتاء الزكاة ..
من أين لك هذا أخي الحبيب؟؟
ألا يعتبر هذا تحكمًا في النص؟
ومن المعلوم ان حديث مالك له شواهد تقويه اي طرق اخرى كلها تنتهي الى عبادة ابن الصامت الى النبي عليه الصلاة والسلام
غاية ما في الأمر، أنه فيه اضطراب، إما في المتن أو السند
والشيخ الألباني- رحمه الله - في فوائده في السلسة الصحيحة على حديث حذيفة، (حديث:يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب)
فانظره هناك،
وفقنا الله جميعا، ورحمة الله على علمائنا جميعًا
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 10:34]ـ
رحم الله الشيخين وأسكنهما فسيح جنانه،
فلهما في أعناقنا منن عظيمة لا تضاهيها منن إلا منة الإسلام والسنة.
فاللهم لا تفتنا بعدهم وألحقنا بهما مسلمين موحدين.
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 07:40]ـ
الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، كلاهما من أهل الحديث، والعناية بالحديث، ولا نظير لهما فيما نعلم في هذا العصر المتأخر، وهما يعتبران مجددان لهذا العلم،
السلام عليكم و رحمة الله
الكلام المنقول فوق واضح و جلي و لا يحتاج الى تاويل كتأويل الاخ ابي القاسم الحمادي حين قال:
أخي "أبو القاسم"، كلهم علماء أجلاء، رحم الله من توفي، وحفظ من بقي، ولا ينبغي لطالب العلم الحصيف التعصب لشيخ من المشايخ، بل يكون ولائه للكتاب والسنة، وبهما صار لأولئك العلماء منزلة في دين الله،
وكلمة "لو" تفتح عمل الشيطان.
فاولا كلام الشيخ الخضير صريح واضح انه يرى انهما اي الشيخين ابن باز و الالباني رحمهما الله لا نظير لهما في هذا العصر
و هذا في حد ذاته كلام تعصب للشيخين فسبحان الله حقا رمتني بدائها و انسلت
و اقول ان اعرف و اعلم من الشيخين دون انكار علمهما المشايخ
سليمان العلوان فك الله اسره
عبد الله السعد حفظه الله فك الله اسره
احمد ولد الكوري الشنقيطي فك الله اسره
هؤلاء من علماء اهل السنة و الجماعة
و اضيف بما ان الامر في الحديث فالغمارية و على رأسهم احمد بن الصديق الوغماري اعلم من الشيخين حتى فاعتراف الكثير من خصومه مع التنبيه الى بدعيته في التصوف و العقيدة عموما
و السلام عليكم و رحمة الله(/)
نظرة في كتب التراجم التي فيها تضعيف لبعض القراء
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 06:54]ـ
نظرة في كتب التراجم التي فيها تضعيف لبعض القراء
د/ أحمد بن فارس السلوم
مما يلاحظه من ينظر في كتب تراجم القراء، أن بعض نقاد المحدثين يضعف رواية المقرئ، ويجهله في الحديث، فالقاعدة في التعامل مع هؤلاء أنْ لا تطرد أقوالهم فيما سوى تخصصاتهم. فحين نرى تضعيف النقاد لقارئ ما فهذا يعني عدم قبول روايته في باب الحديث، أما في باب القراءة فهو ثقة حجة، يُرجَع في ذلك إلى أقوال نقاد المقرئين.
وقد يرد على هذا إشكال، فيقال: كيف يوثق في رواية القرآن العظيم ويقبل إخباره في هذا الباب، ويُتْرك في باب رواية الحديث، والقرآن أعظم وأجل، وقد علم بالسبر والتقسيم أن الرجل لا يخرج أن يكون ثقة صادقاً أو غير ذلك، فإن كان ثقة قُبِلَ قوله في كل ما يرويه، وإن لم يكن كذلك لم يقبل قوله في شيء، أمَّا أن يقبل في القراءة ويرد في الحديث فهذا تحكم بلا دليل.
والجواب عن ذلك:
إن الأصل في العلوم أن لكل فن رجاله، فقد يعتني شخص ما بفن ويوليه اهتمامه فيضبطه، ويقصر فيما سواه، ليس لأنه غير مقبول القول، ولا جائز الشهادة، بل لأنه فقد في غير فنه الذي اهتم به شرطاً مهماً في قبول روايته وهو شرط الضبط، فإن الغالب على من اهتم بعلم أن ينصرف إليه كليا ويترك ما سواه فيخف ضبطه له واعتناؤه به.
مثال ذلك: أن الإمام أبا حنيفة صرف جهده في ضبط الفقه وإتقانه، حتى غدا الناس عيالاً عليه في الفقه، ولكنه لم يول جانب الرواية من الحفظ والضبط والمعرفة ما أولاه للفقه، فلذلك تكلم في روايته بعض الحفاظ، وضعفوه فيها، لا لأنه مجروح العدالة، بل لأنه لم يضبط فن الحديث، ولا اختص له، ولم يمارس أسانيده، فقد يقع منه الخطأ في بعض ذلك، ويكون تضعيفه في باب الرواية لا يعني إهداره في ما سوى ذلك من أبواب العلوم.
وقد يوفق الله تعالى إنساناً فيجمع بين الفنين، كالإمام مالك وتلميذه الشافعي رحمهما الله، فقد كانا فقيهين محدثين، متقنين لعلوم الفقه والحديث والقراءة، فقد كان مالك ثقة في قراءة نافع، وكان الشافعي ثقة في قراءة ابن كثير، مع ما حباهما الله به من الفقه ورواية الحديث، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وكذلك القول في القراء، فبعضهم صرف جهده لضبط القراءة، فهو فيها ثقة حجة ولكنه في غير القراءة ليس بالقوي، لأنه لم يضبط غير فنه.
مثال ذلك: حفص بن سليمان الغاضري، الراوي عن عاصم فإنه ثقة في القراءة مجمع عليه، روايته مما تواترت عند القراء، ولكنه في الحديث دون ذلك، بل قال الحافظ ابن حجر: متروك الحديث مع إمامته في القراءة (1).
وعلى النقيض من ذلك، قد يوجد من هو ثقة في الحديث، إمام حجة فيه، ولكنه شاذ القراءة عند القراء، كالأعمش سليمان بن مهران الكاهلي، فإنهم ألحقوا قراءته بالشواذ، مع كونه إماماً في الحديث، مجمعاً على ثقته.
وقد وفق الله طائفة للجمع بين هذين العلمين فكانوا ثقات محتجاً بهم عند كلا الفريقين، كعاصم ونافع وأبي عمرو البصري وأبي بكر بن عياش، وابن عامر، وهشام بن عمار، وخلف البزار، شيخا الإمام البخاري، كل هؤلاء ثقات عند الطرفين.
لذلك كان من الخطأ أن نطبق قواعد المحدثين في نقد الأسانيد على أسانيد القراء، ولو فعلنا ذلك لما صفا لنا منها الكثير، فمثلاً: حين ينظر الباحث في إسناد قراءة عاصم، ويرى أنه يرويها حفص بن سليمان عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. ثم ينظر في كتب تراجم المحدثين وما دونوا من الجرح والتعديل، ويحقق حال حفص فإنه سيرى من أقوالهم ما يفيد ضعفه، فإذا أخذ هذا الحكم ثم طبّقه على إسناد هذه القراءة، لتوصل إلى تضعيف القراءة، وبالتالي تبطل هذه القراءة التي يقرأ بها عامة أهل المشرق الإسلامي!.وليس هذا هو السبيل القويم في دراسة أسانيد القراء، بل الواجب على من رام ذلك أن ينظر في كتب القراء وما سطروه من جرح وتعديل في أحوال المقرئين، لأنه فنهم، وهؤلاء رجالهم.
وكذلك الحال أيضاً في قبول أقوال النقاد المحدثين في ما روي عنهم من نقد بعض القراءات، فإنه قد روي عن بعض نقاد الحديث الطعن في بعض القراءات، كما روي عن الإمام أحمد الطعن في قراءة حمزة بن حبيب الزيات، فهذا الإمام أحمد وإن كان من أئمة النقد عند المحدثين إلا أن قوله في تضعيف القراءة ليس بحجة بعد تلقي علماء القراءات لهذه القراءة بالقبول، لأن الإمام أحمد ليس من أهل هذا الفن ولا هو من نقاده، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وكذلك يكون المرجع في علوم الرسم والضبط والتجويد إلى القراء، لأنهم هم أهل الاختصاص وهم المباشرون لهذه العلوم، فهم ادرى بها.
وقد وجد بعض الفقهاء المعاصرين من أفتى بعدم لزوم التجويد في القراءة، بل بالغ بعضهم فزعم أنه محدث بدعة، وأن الأولين ما كانوا يعرفونه. فالقول في هؤلاء إنهم تكلموا في غير فنِّهم، وأتوا بما لا يجوز فيه تقليدهم، وخالفوا إجماع أهل العلم بالقراءة، فقد قال ابن الباذش: اعلم أن القراء مجتمعون على التزام التجويد أهـ (2).
وإجماع القراء على هذه المسألة حجة لا يجوز مخالفته، كما أن إجماع الفقهاء على مسألةٍ ما حجة لا تجوز مخالفته، والله أعلم.
الهوامش:
(1) تقريب التهذيب ترجمة رقم 1414.
(2) الإقناع ص354.(/)
إشكال في صحيح البخاري أرجو مساعدتي في حله ..... (مهم)
ـ[أبو عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 08:05]ـ
روى البخاري في صحيحه في كتاب التفسير سورة البقرة باب: ?قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا?. [البقرة:136] (4/ 1630 حديث 4215)، قوله: حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: ?آمنا بالله وما أنزل إلينا ... الآية?.
ورواه أيضاً بالإسناد نفسه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي - r-: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء". (6/ 2679 حديث 6928)، وفي كتاب التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة، وغيرها من كتب الله، بالعربية، وغيرها، (6/ 2742 حديث 7103).
والحديث كما ترى رواه البخاري في ثلاث مواضع من صحيحه، مسنداً، من طريق واحدة، قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - t- به.
وعلقه في موضع واحد، في كتاب الشهادات باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة، وغيرها (2/ 953)، ففي الموضعين المسندين من هذه المواضع، والموضع المعلق ساق الآية على وجهها الصحيح، كما في سورة البقرة، ولكن في أحد المواضع وهو الذي في كتاب الاعتصام باب قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء". (6/ 2679 حديث 6928) جاء تمام الحديث على خلاف نص الآية التي في سورة البقرة، وذلك بزيادة:?وما أنزل إلكيم?. ثم قال: "الآية". للدلالة على أن هذا نص آية. وهي ليست كذلك. بل الذي في الآية التي في البقرة قوله تعالى: ?وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ... الآية?. [البقرة: 136].
والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (6/ 426 حديث 11387)، والطبري في "التفسير" (20/ 49)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (9/ 3070 حديث 17364) والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 309 حديث 5207)، و"الأسماء والصفات" (2/ 25 حديث 596)، من طريق محمد بن المثنى به، ولكن أتم الآية بالآية التي في العنكبوت وهي قوله تعالى:?أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون?. [العنكبوت:46]. وجاء في المطبوع من تفسير ابن أبي حاتم قوله: آمنا بالذي أنزل الله وأنزل إليكم. ولعلها تحرفت.
ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 163 حديث 20402) من طريق أبي عروبة، عن محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى معاً، كرواية البخاري بقوله: ?وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ... الآية?.
ثم إن الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" (3/ 178 حديث 2503) أورد الحديث، ونسبه للبخاري في أفراده، وذكر الرواية على الوجه الصحيح؛ بدون زيادة.
وكذلك رواه البغوي في "شرح السنة" (1/ 269 حديث 125) من طريق البخاري وكذلك ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول" (10/ 196 حديث 7702).
وبعد النظر وقفت على خطأ ارتكبه ناشروا فتح الباري لابن حجر طبعة (دار طيبة) (17/ 265) حيث حرفوا في رواية الصحيح وذلك بذكر الرواية على الوجه التالي:
:وقولوا:?آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ... الآية?. وهي ليست كذلك في كل في الروايات.
أرجو التكرم بحل هذا الإشكال الذي عرض لي، والمرجو ممن كان قريباً من أهل العلم بالحديث عرضه عليهم والإفادة ولكم جزيل الشكر ومن الله عظيم الأجر.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 09:22]ـ
الأظهر أن عدم الضبط قديم .. والأظهر أيضاً أن مصدره لا يخرج عن اثنين:
- (محمد بن بشار)؛ فإنه غالباً ما كان يحدث من حفظه فلربما التبست عليه الآيات على اختلاف مرات التحديث .. ولا يعني وروده في كذا موضعٍ عند الإمام البخاري بنفس السند أنه لم يسمعه منه إلا في مجلس واحد. فتأمل
- (علي بن المبارك)؛ فإن روايته عن يحيى بن أبي كثير لا تُسَلم على إطلاقها أبدا .. وحاله معروف عند أهل الرواية والعلم معه.
وقد روي هذا الخلط وعدم الضبط من طرقٍ عن الإمام البخاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
- فقد رواه البغوي بثلاثة أوجه عنه: في (شرح السنة) وجه، وفي (معالم التنزيل) وجهين؛ قال بسنده المتحد المتفق في كلا الكتابين وكل الأوجه:
(أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ. [وهذا لفظ وجه (شرح السنة)].
· وقال في الوجه الأول من (التفسير): "لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ. الآيَةَ".
· وقال في الوجه الثاني من (التفسير): "لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ".
- كما رواه الواحدي في (الوسيط) بسنده إلى البخاري؛ فقال:
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعَبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ. الآيَةَ.
ولكن قد يضبط اللفظ والآية الأصل بأمرين:
1) ورودها من طريق آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه غير طريق البخاري.
2) أو أن يروى الحديث من غير رواية أبي هريرة مبيناً فيه الآية على وجهها الأصلي.
ـ[أبو عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 09:45]ـ
أخي السكران التميمي: أحسن الله إليك قرأت ما كتبته جيداً، ولكن الذي يترجح لدي بعد النظر أن النبي - e- لم يرد تلاوة آية بعينها، وإنما أراد أن يمتثل أمر الله في قوله: ?قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?. [البقرة: 136] وقوله:?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?. [النعكبوت: 46] فقال عبارة من مضمون الآيتين وهي قوله - e-:? وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?. وأراد بعض الرواة أن يختصر الرواية فقال: ... الآية. للدلالة علي بقية الآية التي في العنكبوت، ويؤيد ذلك الرواية التامة للحديث وهي رواية محمد بن المثنى، عند النسائي في الكبرى، والبيهقي في شعب الإيمان، والطبري، وابن أبي حاتم، في التفسير.
ويؤيد هذا المعنى أن الحديث جاء بمعناه عند أحمد (28/ 460 حديث 17225) من طريق ابن أبي نملة، أن أبا نملة الأنصاري، أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله - e- جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟ قال رسول الله - e-: " الله أعلم". قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم. فقال رسول الله - e-: " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلاً لم تصدقوهم". وإسناده حسن. والله أعلم.
وهذا أولى من تخطئة أحد من الرواة أو حمله على الوهم، ولا زلت أنتظر المزيد من الآراء والمشاركات ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 03:10]ـ
عفواً هذا تصحيح الآيتين:
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) [البقرة: 136]
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) [العنكبوت:46](/)
حديث أبي هريرة هل تسمع النداء بالصلاة وما لأحمد الغامدي فيه
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 01:46]ـ
هذا الحديث رواه عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة فسأله أن يرخص له (أن يصلي) في بيته فأذن له فلما ولى دعاه فقال له هل تسمع النداء بالصلاة فقال نعم قال فأجب
ورواه عن عبيد الله فيما وقفت عليه اثنان
1/ مروان بن معاوية الفزاري
أخرجه إسحاق في المسند وعنه مسلم في الصحيح والنسائي في السنن والسراج في المسند
وأخرجه مسلم في الصحيح ثنا قتيبة وسويد بن سعيد ويعقوب الدورقي
وأخرجه أبو عوانة في المستخرج ثنا هلال بن العلاء ثنا موسى بن مروان
وأخرجه أبو عوانة في المستخرج ثنا فضلك ثنا أيوب بن محمد الرقي
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط ثنا موسى بن هارون ثنا الخليل بن عمرو
وأخرجه المخلص في الفوائد المنتقاة ثنا عبد الله (البغوي) نا داود (بن رشيد)
وأخرجه أبو نعيم في المستخرج ثناه عبد الله بن محمد ومحمد بن جعفر قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن منيع تسعتهم قالوا ثنا مروان بن معاوية الفزاري نا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد به
ومن طريق إسحاق أخرجه البيهقي في الكبرى وأبو نعيم في المستخرج ومن طريق قتيبة أخرجه أبو عوانة في المستخرج والبيهقي في الكبرى والخطيب في الأسماء المبهمة ومن طريق سويد بن سعيد أخرجه البيهقي في الكبرى ومن طريق المخلص أخرجه أحمد بن صرما الدقاق في جزء فيه أربعة عشر حديثا والسخاوي في البلدانيات والزيادة للنسائي والسراج
2/ عبد الواحد بن زياد
أخرجه البزار في المسند ثنا إبراهيم بن نصر
وأخرجه أبو نعيم في المستخرج ثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف بن يعقوب قالا ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد عن ابن عبد الله بن الأصم عن يزيد به
قال البزار خلال السند: وأحسب أن أبا كامل حدثناه عن عبد الواحد عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن يزيد بن الأصم به
تنبيه مهم: ورد اسم شيخ عبد الواحد في رواية أبي نعيم عبد الله مكبرا
فهذان اثنان مروان بن معاوية الفزاري وعبد الواحد بن زياد روياه عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم عن عمه يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا إسناد صحيح صححه شيخ الصنعة الإمام مسلم وكفى به ورجاله ثقات مشاهير غير عبيد الله ابن أخي يزيد فقد احتج به الإمام ومسلم وخرج له هذا الحديث في الأصول محتجا به وصحح له ابن خزيمة وابن حبان وروى عنه جماعة من الثقات ولا يعلم فيه جرح
قال المحاسب! أحمد بن قاسم الغامدي هذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ولم يذكر في الباب غيره وأخرجه أيضا ابن راهويه وأخرون وهو حديث ضعيف سندا ومتنا
أما من جهة الإسناد: فمداره على مروان بن معاوية الفزاري وعبيد الله بن الأصم مقبول الرواية حيث يتابع ولا متابع له هنا ومروان الفزاري تكلم فيه بأن تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين وقال ابن نمير: كان يلتقط الشيوخ من السكك وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه ثقة فيما روى عنالمجهولين وبمثل هذا قال العجلي في الثقات وذكره العقيلي في الضعفاء وقال الذهبي في الميزان ثقة عالم صاحب حديث لكن يروي عن من دب ودرج فيستأنى في شيوخه وكان يدلس أسماء الشيوخ وقد تفرد به ...
أقول: قوله " فمداره على مروان بن معاوية الفزاري ... وقد تفرد به " من الكذب وما أقبح الكذب إذا كان في العلم وما أقبحه وأفحشه وأسوأه إذا كان ممن ائتمنه الناس على دينهم وليس الرجل معروفا بالاشتغال بالحديث فيحتمل له إطلاق التفرد فإن هذا لا يقبل إلا من الحفاظ أو ممن عرف بالبحث والاطلاع والممارسة لهذا العلم وليست واحدة في هذا الرجل
فهذا الحديث لم يتفرد به مروان كما كذب الغامدي بل تابعه عبد الواحد بن زياد البصري وهو ثقة مأمون فما استكثر به بعد ذاك الرجل من كلام الأيمة في مروان بن معاوية ليصل به إلى تضعيف الحديث بضعف مروان لا قيمة له في سوق النقد هنا وهو من البهرج لا الذي على ينفق إلا عند الجهلة من أمثاله فمروان وإن تكلم فيه لروايته عن بعض المجاهيل فهو في هذا الحديث جاوز القنطرة إذ تابعه الثقة عبد الواحد والحديث محفوظ إلى عبيد الله لا امتراء في ذلك وعبيد الله تقدم القول فيه
قد رأيت جماعة من أهل العلم أفاضل ردوا على الغامدي تضعيفه هذا الحديث وأسهبوا جزاهم الله خير الجزاء عن الذب على السنة لكني ما رأيت أحدا تعرض لهذه المتابعة لذا كان هذا البحث متمما لما بدؤوه وحساب الجميع وأجره على الذي لا تخفى عليه خافية
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أشكرك أخي عدلان على هذا التوضيح وهذا البحث جزاك الله خير وزادك علما وزادنا علما يبدوا لي أنك تقوم بكتابة مواضيع حول تخاريج الأحاديث وهذا في الواقع لشرف لك وللأمة العربية والحمد لله على كل حال عندي لك سؤال؟ إن شئت أجبت عليه وإن شئت فلاتجب هل لقبك "مطروح" هل أنت "عدلان مطروح"؟؟ وأستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
--------------------------------------------
وأهديك سلاما لو رفع إلى السماء لكان قمرا منيرا
ولو نزل إلى الأرض لكساها سندسا وحريرا
ولو مزج بمياه البحار لجعل الملح الفرات عذبا فراتا سلسبيلا
صلاح بركان
--------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 02:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله أخي صالح وأسأل الله الكريم أن يجزيك خيرا على دعائك لي
لست بالمطروح أخي الكريم وأنا إن شاء الله طارح - ابتسامة - ولا أعرف ذاك اللقب
سلمت لأخيك بارك الله فيك
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 02:56]ـ
عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي عدلان شكرا لك أخي عاى حسن أخلاقك وعلمك والحمد لله أقول لكلاما ألا وهو لا تتوقف وتغفل كتابة مواضيع حول تخاريج الأحاديث وكذلك تفسير الأحاديث لأن هذا سيكون فخرا لك والأمة العربية ولكي ترضى الله ورسوله وزادك الله علما والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إن شاء هو وليكن شعارك كشعاري هذا:
---------------------------------------------------- دعوني أوفي العلم في البحث حقه وأشرب من كأس التعلم صافيا
ومن قال أني سيد وأبن سيد فقلمي وهذا الورق عمي وخاليا
صلاح بركان
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 12:03]ـ
هل لك أن تجيب علي أسئلتي رجاء؟؟؟؟؟؟ ......... جزاك الله خيرا(/)
الرواية عن ابن المديني
ـ[متيم الشافعي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان علي بن المديني رحمه الله ممن دخل في محنة القول بخلق القرآن من أجل ذلك لم يرو عنه بعض المحدثين كالإمام مسلم
فهل هناك محدثين تركوا روايته غير الامام مسلم(/)
هل صح هذا الحديث: (المؤمن كالمطر أينما وقع نفع)؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 10:03]ـ
هل صح هذا الحديث: (المؤمن كالمطر أينما وقع نفع)؟
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 12:10]ـ
فى فضائل الصحابه لابن حنبل
{حدثنا عبد الله حدثتنى أم محمد خديجة عجوز كانت تختلف إلى أبى رحمه الله تسمع منه و تحدثنا قالت نا أبو النضر قثنا أبو جعفر الرازى عن الربيع بن أنس قال: مثل أبى بكر الصديق فى الكتاب الأول كمثل القطر أينما وقع نفع}
مقطوعا من قول الربيع بن أنس
و أبو النضر هو هاشم بن القاسم بن مسلم ثقة ثبت
و أبو جعفر الرازى صدوق كثير الوهم
و الربيع بن أنس من صغار التابعين صدوق
و العلم لله وحده(/)
ما هو معنى هذا الاسناد الغريب جدا اول مرة اشاهده؟؟؟؟؟
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 12:05]ـ
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي عن بن عباس وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال وحدثنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا لما بلغ قريشا فعل النجاشي لجعفر وأصحابه وإكرامه إياهم
ما معنى دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 07:20]ـ
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي عن بن عباس
وحدثني معاذ بن محمد الأنصاري عن عاصم بن عمر بن قتادة
وحدثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال
وحدثنا عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم عن أبيه
دخل حديث بعضهم في حديث بعض
أي أن السند الأول رُوي به جزء من الحديث
وروي بالسند الثاني جزء آخر، وهكذا
وقد دخلت علي الراوي عنهم الروايات فلم يميز أي جزء من الحديث روي بأي سند، فساق الجميع ونبه.
وإما أنه جمع جميع الروايات بسياق واحد وهو حافظ ضابط لكل رواية، ولكنه جمعهم لفائدة ما: كالاختصار أو فائدة متنية أو غيرها.
وهو ما يعرف بجمع الروايات.
والله أعلي وأعلم(/)
من هو عطاء الذي في هذا الإسناد
ـ[محمد أبوعبدالله]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 06:46]ـ
بسم اللم الله الرحمن الرحيم
عند النظر في الأحاديث التي في تحفة الأشراف و التي يرويها عطاء عن أبي الزبير عن جابر، نجد أن هناك 3 أحاديث يرويها فقط على حسب ما ذكر الحافظ المزي.
قال الحافظ المزي (2/ 333):
(2886 – حديث ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر))
س في الوليمة (في الكبرى) عن إسحاق عن معاذ بن هشام عن أبيه عنه به.
2887 – حديث ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر))
س في الطهارة (247) بإسناد الذي قبله.
2888 – حديث أن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم: إني أجد في نفسي من عمرتي أني لم أكن طفت. ((قال: يا عبد الرحمن! أعمرها من التنعيم)).
س في الحج (لعله الكبرى) عن هناد بن السري عن ابن أبي زائدة عن ابن جريج عنه به.
ز المحفوظ حديث ابن جريج [م. د] عن أبي الزبير نفسه، و قد مضى ح (2812)) ا. هـ
هذه ثلاثة أحاديث ذكرها المزي.
و لكن في حقيقة الأمر ليسا ثم إلا حديثان، بل حديث واحد فقط.
فإما الحديث الأخير (2888) فان الحافظ المزي قد بين أن المحفوظ هو رواية ابن جريج عن أبي الزبير و ذلك في قوله:
(ز المحفوظ حديث ابن جريج (م.د) عن أبي الزبير نفسه، و قد مضى (ح 2812))
فالمراد بـ (ز) أي من قول المزي.
و هذا صحيح فان الحديث عند مسلم و أبي داود من رواية ابن جريج عن أبي الزبير
و أما في النسائي (كتاب الحج، باب العمرة من التنعيم 2/ 473 ح 4230) فهو هكذا: (حدثنا ابن جريج عن عطاء و عن أبي الزبير عن جابر .. ).
فالحديث من رواية ابن جريج عن عطاء عن جابر، و ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، و ليس من رواية عطاء عن أبي الزبير.
و هو كذلك في المنتخب من مسند عبد بن حميد (3/ 24 ح 1040).
فبقي معنا الحديثان (2886، 2887) و هما في الحقيقة حديث واحد أيضا، و ذلك لان الحافظ المزي قد ذكر أن إسنادهما عند النسائي واحد، وهو إنما فرقهما لان النسائي قد قطع الحديث، فذكر جزءا منه؛ في الكبرى، و الآخر في السنن الصغرى.
أما في الكبرى فقد رواه في كتاب آداب الأكل، باب النهي عن الجلوس على مائدة يدار عليها الخمر (4/ 171 ح 6741): (حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: أنبا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عطاء عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر))
و أما في الصغرى فقد أخرجه في كتاب الغسل و التيمم، باب الرخصة في دخول الحمام (399) سنن النسائي بشرح السيوطي و حاشية السندي) (بنفس السند بلفظ: ((من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر)).
و قد أخرج الحديث الحاكمُ في مستدركه (4/ 320) باللفظ كاملا:
(من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل حليلته إلى الحمام
من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر
من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر)
قال: و هو على حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه) ا. هـ
و رواه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 12 ح 5596)، و الطبراني في الأوسط (2/ 415 تحقيق الطحان) (1715).
فمن هو عطاء الذي في هذا الإسناد؟
اختلف أهل الحديث في هذا على أقوال:
القول الأول – أنه عطاء بن أبي رباح:
ذهب إلى هذا القول:
1 - الحافظ المزي كما مر معنا في تحفة الأشراف، و كذا في تهذيب الكمال (26/ 405) حيث ذكر في تلاميذ أبي الزبير؛ عطاء بن أبي رباح، و قال: (س) يعني عند النسائي، فهو يشير إلى هذا الحديث، و كذلك ذكر في شيوخ عطاء بن أبي رباح؛ أبا الزبير (20/ 75) و قال أيضا: (س).
2 - الشيخ الالباني كما في الإرواء (7/ 7).
3 - الشيخ شعيب الارنؤوط كما في تحقيق المسند (23/ 19).
4 - الشيخ محمد الأثيوبي كما في ذخيرة العقبى (5/ 500).
و احتج هؤلاء بـ:
1 - أن أبا الزبير من شيوخ عطاء بن أبي رباح، بخلاف عطاء بن السائب.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن الحاكم قال عقب تخريج الحديث: (صحيح على شرط مسلم) و معلوم أن عطاء بن السائب ليس من رجال مسلم بخلاف ابن أبي رباح فهو من رجاله، بل من رجال البخاري أيضا.
هكذا قال الشيخ الالباني كما في الإرواء.
و سوف يأتي مناقشة هذا الكلام عند ذكر القول الثاني.
القول الثاني – أنه عطاء بن السائب:
ذهب إلى القول:
1 - الطبراني كما في الأوسط حيث قال: الأوسط (2/ 415 تحقيق الطحان) (1715)
(يقال أن عطاء الذي روى هذا عنه هشام الدستوائي هذا الحديث هو عطاء بن السائب، و لم يروه عنه إلا هشام، و لا عن هشام إلا ابنه، تفرد به إسحاق) و مثله في (9/ 100) (8210).
2 - جعل الشيخ دبيان الدبيان كما في كتابه أحكام الطهارة (11/ 440) هذا محتملا جدا.
و قد ذكر الشيخ الدبيان عدة أدلة على هذا القول؛ منها:
1 - أن عطاء بن أبي رباح من شيوخ أبي الزبير، و ليس من تلاميذه.
2 - لم يذكر الحافظ المزي من تلاميذ عطاء بن أبي رباح هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، كما لم يذكر المزي من تلاميذ عطاء بن أبي رباح هشامَ بن أبي عبد الله الدستوائي، كما لم يذكر المزي أيضا من شيوخ هشام عطاءَ بن أبي رباح.
3 - أن هشام الدستوائي يروي عن عطاء بن السائب فيما ذكره أبو داود في مسائل أحمد.
4 - أن حديث هشام في صحيح مسلم وفي غيره، بينه و بين عطاء دائما أما قتادة كما في الحديث (901)، أو مطر كما في (997) أو قتادة و بديل كما في (1674).
و كما نلاحظ من خلال هذا الكلام أن فيه ردا على القول الأول بأنه: عطاء بن أبي رباح، و مما يزيد الأمر وضوحا؛ ما ذكر الشيخ دبيان (أن عطاء بن أبي رباح لم يوجد له رواية في الكتب التسعة عن أبي الزبير، و إنما هناك أحاديث كثيرة يرويها عطاء بن أبي رباح و أبو الزبير معا عن جابر، و هناك أحاديث يرويها أبو الزبير عن عطاء كما عند النسائي وأحمد و مالك، و أما رواية عطاء بن أبي رباح عن أبي الزبير، فلم يقف على إسناد واحد إلا أن يكون هذا الإسناد) ا. هـ بتصرف
و أما أنه عطاء بن السائب فهو بعيد أيضا قال الشيخ دبيان: (إن عطاء بن السائب ليس معروفا بالرواية عن أبي الزبير، و قد بحثت في الكتب التسعة عن رواية لحديث يرويه ابن السائب عن أبي الزبير فلم أجد إلا هذا الإسناد المبهم).
القول الثالث: أنه عطاء بن عجلان:
وقد ذهب إلى هذا الحافظ ابن حجر كما في المطالب العالية (2/ 394) حيث قال: (قال (خ): عطاء بن عجلان بصري نَسَبه عبد الوارث، منكر الحديث).
تنبه: (نَسبه) كذا في الأصل للمطالب و قال المحقق: كذا في البخاري و في الأصلين ((سبقه))
و في مختصر ابن عدي ((يشبه)).
و الأقرب (نسبه) لأنها في نسخة البخاري التي حققها المعلمي و كذا في التاريخ الأوسط تحقيق محمد اللحيدان.
القول الرابع: أنه عطاء بن دينار:
و هذا قول الحافظ العراقي و رجحه الشيخ دبيان الدبيان
فقد وجد محقق تحفة الأشراف (2/ 333) تعليقا للحافظ العراقي فقال: (في حاشية ل: ذكر شيخنا العراقي أن س قال في الوليمة: إن عطاء هذا: هو ابن دينار مديني.
و في حاشية ل أيضا: عطاء بن دينار عن أبي الزبير عن جابر، يذكر معه الحديثان الأولان من الترجمة التي قبل هذا، كما ذكره شيخنا أبو الفضل العراقي) ا. هـ
و هذا النقل عن النسائي لم أجده في الكبرى المطبوع.
و هذا هو الأقرب، فقد ظفرت بهذا الإسناد عند الأصبهاني في الترغيب و التهيب (1/ 77) (27) و انه عطاء بن دينار.
لكن هناك اثنان كما ذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال (أحدهما مصري ثقة، و الأخر ذكره تمييزا، وقال: مولى قريش).
و مال الشيخ دبيان إلى انه الثاني و هو فعلا كذلك، لان النسائي قال مدني.
عسى الله أن ينفع بهذا البحث.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:07]ـ
شكر الله لك بحثك الطيب ونفع بك الإسلام وأهله,
ولكن ..
أخرجه الدارقطني في الجزء الثاني من الأفراد بسند مصرِّح بأنه عطاء بن عجلان
قال رحمه الله تعالى:
حدثنا القاضي أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول ثنا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ثنا المعلى بن هلال عن عطاء بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي وثنا المعلى بن هلال عن ليث بن أبي سليم عن بحر عن الحسن بن أبي الحسن قال: قال رسول الله: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها خمر ".غريب من حديث عطاء بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر، تفرد به المعلى بن هلال عنه
2 - وجاء في لمطالب العالية لراوي مسند إسحاق بن راهويه"عبدالله بن شهرويه" ما نصه: 0
قال ابن شهرويه حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابو معمر حدثنا عبدالوارث حدثنا رجل يقال له عطاء بن عجلان عن ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن مع حليلته الحمام"
وعبدالوارث هذا ثقة ,فقوله "حدثنا رجل يقال له " تصريح بتعيينه ولهذا قال به ابن حجر
وإن كان متن هذا الحديث مغايرا للأول
فائدة:
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:-
عطاء بن عجلان يروي الموضوعات عن الثقات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 09:56]ـ
فقد وجد محقق تحفة الأشراف (2/ 333) تعليقا للحافظ العراقي فقال: (في حاشية ل: ذكر شيخنا العراقي أن س قال في الوليمة: إن عطاء هذا: هو ابن دينار مديني.
و في حاشية ل أيضا: عطاء بن دينار عن أبي الزبير عن جابر، يذكر معه الحديثان الأولان من الترجمة التي قبل هذا، كما ذكره شيخنا أبو الفضل العراقي) ا. هـ
للتوثيق ومزيد الفائدة:
قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي -في الإطراف بأوهام الأطراف (ص 77) -: (وجدت بخط والدي -رحمه الله- أن النسائي ذكر في الوليمة من سننه الكبرى عقب هذا الحديث: أن عطاء هذا هو ابن دينار، مديني. انتهى.
وحينئذٍ فإدخال المزيِّ هذا الحديثَ في ترجمة عطاء بن أبي رباح وهم) ا. هـ.(/)
سؤال عن مسند مالك؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:34]ـ
أحسن الله إليكم هل مسند مالك الذي أشار إليه ابن حجر في مقدمة تقريب التهذيب هو الموطأ أو كتاب آخر؟
وكيف يروي لأبي داود وللنسائي في مسنده وقد توفي قبلهما أو أنهما ألفا كتابين أسمياهما: مسند مالك؟
ولأبي داود (د) .... وفي مسند مالك (كد).
وللنسائي (س) .... وفي مسند مالك (كن).
نفع الله بكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:43]ـ
هما كتابان لأبي داود وللنسائي بهذا الاسم.
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 12:55]ـ
أحسن الله إليكم هل طبعا؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 01:21]ـ
أحسن الله إليكم هل طبعا؟
أجاب شيخي الصياح - سدده الله - على سؤالي بالنفي.
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 08:58]ـ
وهناك مسند حديث الموطأ ومسند ما ليس في الموطأ من حديث مالك رحمه الله كلاهما للامام الحافظ ابي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد الغافقي الجوهري المالكي رحمه الله
و كذلك
-ألف القاضي (أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل المالكي) قاضي بغداد المتوفى سنة 282 هـ (مسند الموطأ) على رجاله إلى (مالك بن أنس) من موطآت مالك وسائر حديثه
- شرح مسند الموطأ للقاضي (أبي الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث القرطبي) توفي سنة 429هـ وهو شرح (الملخص) , ذكره (عياض)
-وممن ألف (مسند الموطأ) الإمام الحافظ محدث الأندلس (أبو محمد قاسم بن أصبغ القرطبي) المتوفى سنة 340 هـ
-وللحافظ (أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد الأنصاري الخراساني الهروي المالكي) المتوفى سنة 334هـ (مسند الموطأت) , ذكره (عياض) و (ابن خير) (143)
- وألف (مسند الموطأ) أيضا (أبو الحسن علي بن حبيب السجلماسي) , ذكره (عياض)
- وألف (مسند الموطأ) رواية القعنبي (أبو عمرو بن خضر الطليطلي) , ذكره (عياض)
-و (لأبي عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي) المعروف (بابن الجباب) المتوفى سنة 322هـ: (مسند حديث الموطأ) , ذكره (ابن خير) (142)
- وللحافظ (ابن عبد البر النمري) كتاب (التقصي في مسند حديث الموطأ ومرسله) وسماه: أيضا: (التجريد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)
-وألف (مسند حديث مالك) (أبو عبد الرحمان النسائي)
-وكذا الحافظ (أبو أحمد بن عدي الجرجاني) صاحب (الكامل)
- وألف (مسند حديث مالك) الشيخ الحافظ (أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي) , المتوفى سنة 379هـ
وفقكم الله(/)
من هو أبو عمرو بن إسماعيل؟!
ـ[القرشية]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 01:25]ـ
من هو أبو عمرو بن إسماعيل الذي روى عنه الحاكم في مستدركه؟
نفع الله بكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 02:56]ـ
هو كما قلت شيخ الحاكم
أبو عمرو بن إسماعيل بن نجيد السلمي النيسابوري
وتلميذ ابن خزيمة وفي طبقة شيوخ شيوخ البيهقي ,قال عنه الحاكم في التاريخ: شيخ عصره في التصوف والمعاملة والعبادة،وأسند من بقي بخراسان في الرواية في وقته.اهـ
ولد سنة 272هـ وتوفي سنة 365هـ
قوله أسند أفعل تفضيل أي اكثر الناس إسنادا
وقال الذهبي: الشيخ الإمام القدوة المحدث الرباني
وهو ثقة كما يظهر
ـ[القرشية]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 07:31]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
__________
هل روايته في سنن البيهقي هي مصدر تتلمذه على ابن خزيمة أم أن هناك من كتب التراجم من صرح ببذلك؟
وأجد اسمه أبو عمرو بن إسماعيل وأحيانا إسماعيل .. أرجوا توضيح الإشكال؟
بارك الله في علمكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 07:58]ـ
المصدر =ولد ابن خزيمة سنة 223هـ وتوفي سنة 311هـ+روى عن ابن خزيمة ولمعرفة روايته يكفي النظر في مستدرك الحاكم مثلا فستجدين الحاكم روى عنه وهو عن محمد بن اسحاق بن خزيمة في نفس السند
وفقك الله ونفع بك
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 10:48]ـ
قال الحاكم:
أخبرني أبو عمرو بن إسماعيل ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ..
المستدرك في مواضع كثيرة منها: (2/ 103,106,111,196 ........... وغير ه)(/)
استفسار عن صحة الحديث
ـ[ال منيع]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 04:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفسار عن صحة الحديث (((الجنة تحت اقدام الامهات))
ارجوا المساعدة وجزاك الله خيراً
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 05:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182770
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 05:27]ـ
هذا الحديث بهذا اللفظ منكر
أخرجه الدولابي في الكنى و الأسماء، و أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين و في الفوائد، و القضاعي في مسنده، و الخطيب في جامعه، و ابن الجوزي في البر و الصلة، كلهم من طريق منصور بن المهاجر البزوري عن أبي النضر الأبار عن أنس بن مالك مرفوعا.
قلت: و هذا اسناد منكر، منصور بن المهاجر و أبى النضر الأبار مجهولان.
قلت: و اخرجه ابن عدي في الكامل فقال:
ثنا عُمَرُ بْنُ سِنَانٍ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلالُ , ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاء , ثنا أَبُو الْمُلَيْحِ , عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ مَنْ شِئْنَ أَدْخَلْنَ وَمَنْ شِئْنَ أَخْرَجْنَ "، قَالَ الشَّيْخ: وهذا حديث منكر أيضا.
قلت: و هذا اسناد موضوع آفته موسى بن محمد بن عطاء كذاب.
قلت: ولكن الحديث صح بلفظ آخر:
عَنْ مُعَاوِيَة رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ وَالْغَزْوَ , فَقَالَ: " أَحَيَّةٌ أُمُّكَ "؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: " الْزَمْ رِجْلَهَا " قَالَ: قُلْتُ مَا أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِمَ , فَأَتَيْتُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: " أَحَيَّةٌ أُمُّكَ "؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: " الْزَمْ رِجْلَهَا " , فَقَالَ لِي عِنْدَ آخِرِ ذَلِكَ: " وَيْلَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا، ثُمَّ أَوْ ثَمَّ الْجَنَّةُ ".(/)
من يسعفني في ترجمة محمد بن أحمد بن زيد؟
ـ[القرشية]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 05:01]ـ
الإمام ابن خزيمة رحمه الله سمع في عبادان من محمد بن أحمد بن زيد
من يسعفني بترجمة هذا العلم؟
بارك الله فيكم، ورفعكم.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 08:52]ـ
أبو على محمد بن أحمد بن زيد الحنائي و قيل الخاني النيسابورى المعدل، ختن حيكان على ابنته
من شيوخ الحاكم و قال: عدل رضى
و روى عنه الدارقطنى أيضا
ذكر محقق إكمال الكمال أن له ترجمة فى تاريخ بغداد و ها هي
{محمد بن أحمد بن زيد أبو بكر الحنائي: حدث عن محمد بن أحمد بن نصر الترمذ وعمر بن محمد بن حفص الشطري وأحمد بن خليل البصري روى عنه أبو الحسن الدارقطني}
هذا و العلم لله وحده
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 09:18]ـ
النيسابورى
لا يكون العباداني نيسابوريًّا.
من شيوخ الحاكم و قال: عدل رضى
و روى عنه الدارقطنى أيضا
روى عنه ابن خزيمة، ويروي عن عمرو بن عاصم، وعن محمد بن عبدالله الأنصاري، هذا لا يكون شيخًا للحاكم والدارقطني.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 11:08]ـ
أما الأولى
فكثير من الرواة تختلف إقامتهم عن محل ميلادهم، فتجد البغدادى الأصل سكن الأسكندريه فيقال البغدادى السكندرى
أما الثانية
فما وجه النكارة؟
محمد بن أحمد بن زيد بن على
روى عن: محمد بن أحمد بن نصر الترمذى (201 - 295) و عمر بن محمد بن حفص الشطرى و أحمد بن خليل البصرى و أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى (توفي 267 بنيسابور) (عن تاريخ بغداد)
وعن: عمرو بن عاصم توفى 213 (تاريخ دمشق)
و عن (سهل بن عبد الله الفرخان) توفى 276 (تاريخ الذهبى)
وحدث عنه محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي
و الدارقطنى 385 - 306، و الحاكم285 - 387 و توفى ابن خزيمة 311
يوم وفاة ابن خزيمة كان للدارقطنى خمس سنوات و كان الحاكم شابا
و روى عنه أبو نعيم الأصفهانى أيضا و لكن الأخير متهم بالتدليس
ما يمنع اشتراكهم فى شيخ؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 12:48]ـ
أما الأولى
فكثير من الرواة تختلف إقامتهم عن محل ميلادهم، فتجد البغدادى الأصل سكن الأسكندريه فيقال البغدادى السكندرى
من قال في العباداني إنه نيسابوري؟
ومن قال في النيسابوري إنه عباداني؟
إذا ثبت أحد هذين سُلِّم ما تقول.
وكون الذي تنقل ترجمته ختن حيكان يثبت أنه نيسابوري الأصل والإقامة؛ لأن حيكان نيسابوري أيضًا.
روى عن: محمد بن أحمد بن نصر الترمذى (201 - 295) و عمر بن محمد بن حفص الشطرى و أحمد بن خليل البصرى
...
و أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى (توفي 267 بنيسابور) (عن تاريخ بغداد)
...
و عن (سهل بن عبد الله الفرخان) توفى 276 (تاريخ الذهبى)
هؤلاء طبقة ابن خزيمة، وهذا الذي تنقل ترجمته يروي عنهم، وليس ابن خزيمة يروي عنه!!
وبمراجعة طبقة أشياخ ابن خزيمة ووفياتهم يتبين أنه ليس هذا قطعًا.
وحدث عنه محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي
و الدارقطنى 385 - 306، و الحاكم285 - 387 و توفى ابن خزيمة 311
يوم وفاة ابن خزيمة كان للدارقطنى خمس سنوات و كان الحاكم شابا
الخلط بين أبي عبدالله الحاكم وأبي أحمد الحاكم ظاهر هنا، ويؤسَف أن يتكلم في هذه المسائل الشائكة من يخلط بينهما.
وتُراجع مرويات الدارقطني من طريق عمرو بن عاصم، ومن طريق الأنصاري (اللذين يروي عنهما محمد بن أحمد بن زيد هذا)؛ فإن بين الدارقطني وبينهما في جميعها واسطتان، لا واحدة، وهذا يؤكد أنه ليس شيخًا للدارقطني.
وقد تبين لي التالي:
أن الراوي الذي روى عنه ابن خزيمة هو: أبو جعفر، محمد بن أحمد بن زَبْداء، وقيل: زَبَاد، والأول أشهر.
وقد تصحف اسم جدِّه إلى (زيد) في مصادر كثيرة.
وأنه من قرية (مذار)، وهي قريةٌ بأسفل البصرة، وأنه كان يحدِّث في (عبادان)، وهي بليدة بنواحي البصرة أيضًا.
ويقطع بهذا: أن ابن خزيمة روى عنه في التوحيد (418) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد بعبَّادان، قال: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا حرب بن سريج البزار، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: جُعلت فداك، أرأيت هذه الشفاعة ... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الحديثَ نفسَه: الطبراني في الأوسط (2062) قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: نا محمد بن أحمد بن زيد المذاري، قال: نا عمرو بن عاصم الكلابي، قال: نا حرب بن سريج البزار، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: جُعِلت فداك، أرأيت هذه الشفاعة ... به.
وقد أخرج لمحمد بن أحمد هذا: ابنُ حبان في صحيحه (4046)، وقال: (ابن زيد هذا من أهل المذار؛ بصريٌّ ثقة)، وترجمه في الثقات (9/ 123)، قال: (محمد بن أحمد بن زيد، أبو جعفر المذاري، من أهل البصرة، يروي عن الأنصاري والبصريين، حدثنا عنه عبدالله بن قحطبة وغيره)، وابن خزيمة من طبقة شيوخ ابن حبان، وهو يروي عنه أيضًا.
وممن روى عنه: أحمد بن يحيى بن زهير التستري، شيخ ابن حبان والطبراني، المتوفى سنة (310) -كما في تذكرة الحفاظ (2/ 758) -.
وكون ابن حبان والطبراني يرويان عن المذاري بواسطة، مع أنهما متقدمَي الوفاة= قاطعٌ بأن من تأخر عنهما (كالدارقطني والحاكم) لم يروِ عنه ولم يلحقه البتة.
وممن روى عنه: محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي، المتوفى سنة (318) -كما في تاريخ بغداد (2/ 238) -.
ومحمد بن الحسين اللخمي هذا تروي عنه طبقة الدارقطني، فكيف يروي الدارقطني عن شيخه؟!
وآخر من رأيتُ روى عنه: عبدالحميد بن سلمان الواسطي، المتوفى سنة (323) -كما في تاريخ بغداد (11/ 68) -.
فيبعد جدًّا -إن لم يكن محالاً- أن يلحقه الدارقطني المتوفى سنة (385)، بينما آخر من روى عنه -فيما بين أيدينا- توفي سنة (323).
وممن روى عنه -أيضًا-: أبو أحمد محمد بن محمد المطرز، والحافظ البزار، ومحمد بن عبدة بن حرب، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي -كما في تلخيص المتشابه (1/ 275) -.
وقد قال ابن حجر عن المذاري -في فتح الباري (6/ 435) -: (ضعيف)، وقال -في إتحاف المهرة (14/ 479) -: (ضعيف جدًّا).
وهذا التضعيف الأخير ساقه ابن حجر في موضع حديثه الذي نقله من صحيح ابن حبان، ولم ينقل توثيق ابن حبان له، ويبقى النظر في أصل تضعيف ابن حجر ومستقاه.
والله أعلم.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 10:02]ـ
ورد فى تفسير حقى و تفاسير أخرى أن أهل عبادان معروفون بوضع الحديث
و لعل هذا مستند ابن حجر فى تضعيفة
و عبادان ليست قرية و لكنها إقليم شرق دجلة طولا و إلى بحر قزوين
و الله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:03]ـ
* لم أجد ما نقلتَه عن تفسير حقي أو غيره، و"تفسير حقي" ليس كتابًا يؤخذ منه مثل هذا النقد، وعزو الكلام على "وضع الحديث" إلى "تفسير حقي" من الأعاجيب!
* لم يُنصَّ على أن الرجل من أهل عبادان، ونُسب مذاريًّا، وإنما سمع منه ابن خزيمة في عبادان.
ولا يصح أن يؤخذ الرجل بجريرة جماعةٍ قليلةٍ وضعوا الحديث من أهل بلده، ولا يمكن أن يكون هذا مستندًا لذلك التضعيف الشديد.
* عبادان ليست إقليمًا، وما زال الناس يقولون: "كان يجاور بعبادان"، و"كان ينزل عبادان"، و"خرج فلان إلى عبادان"، وهذه الصيغ لا تستعمل في توصيف الأقاليم، وإنما في وصف البلدات والمواضع.
قال ياقوت في معجم البلدان (4/ 74): (وهذا الموضع فيه قوم مقيمون للعبادة والانقطاع، وكانوا قديمًا في وجه ثغر، فسمِّي الموضع بذلك، والله أعلم، وهو تحت البصرة، قرب البحر الملح، فإن دجلة إذا قاربت البحر انفرقت فرقتين عند قرية تسمى المحرزى، ففرقة يركب فيها إلى ناحية البحرين نحو بر العرب وهي اليمنى، فأما اليسرى فيركب فيها إلى سيراف وجنابة فارس، فهي مثلثة الشكل، وعبادان في هذه الجزيرة التي بين النهرين، فيها مشاهد ورباطات، وهي موضع رديء سبخ، لا خير فيه، وماؤه ملح).
وقال السمعاني في الأنساب (8/ 335): (وهي بُلَيدةٌ بنواحي البصرة، في وسط البحر، وكان يسكنها جماعةٌ من العلماء والزهاد للعبادة والخلوة).
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:49]ـ
عبادان لها خارطة فى أطالس خليل يمكنك مراجعتها
و الكلمة التى نقلتها شهيره عنهم، لا شك أنها بلغت مثل ابن حجر رحمه الله
و أخيرا و هو الأهم لابد أنك لاحظت أثناء بحثك عدد من تسموا بهذا الإسم "محمد بن أحمد بن زيد"
و منهم إثنان حنائى الذى ذكرت أنا و الذى ذكرت أنت، و منهم مذاريون عده
و الخلط بينهم واقع لا مفر منه، حتى جرى اسم ابن زيدا على الجادة كما فى الكتب
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو جعفر و أبو الطيب و أبو على و أبو بكر الخ
و الخلط واقع فى كتب التراجم أيضا
إلا أن ابن زيدا أشهرهم و أكثرهم حديثا فصح حمل سماع كبير كابن خزيمة منه
كما قد يكون ابن حجر رحمه الله خالفك فى تعيينه أصلا
و أخيرا
أردت الفائدة لا الجدل
أحسن الله إليك
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 04:39]ـ
عبادان لها خارطة فى أطالس خليل يمكنك مراجعتها
راجعتها، فوجدت ما يلي:
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/abbadan1.jpg
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/abbadan2.jpg
وهذا تمامًا كما نقلتُ أنا عن أصحاب الشأن، لا كما وصفتَ أنت من تلقاء نفسك دون عزو.
و الكلمة التى نقلتها شهيره عنهم، لا شك أنها بلغت مثل ابن حجر رحمه الله
لم أناقش في صحتها؛ بله شهرتها، لكني أناقش في عزوها إلى "تفسير حقي وتفاسير أخرى"!!
وشهرتها -إن صحت-؛ فعن "فئة قليلة" وليست عن "أهل عبادان"،
كما أنها لو كانت صحيحة عن "أهل عبادان"، فقد سبق أنه لا يجوز بحال أن يؤخذ الرجل بجريرة غيره، وأن يكون راوٍ بعينه "ضعيفًا جدًّا" -بهذا الجزم والتشديد-؛ لأن "أهل عبادان معروفون بوضع الحديث"!!
هذا مما ينزَّه عنه ابن حجر -رحمه الله-.
هذا كله على التسليم بأن الرجل "عباداني" أصلاً، وإلا فإنه -كما سبق- مذاري، أملى على ابن خزيمة بعبادان، وهذا لا يكفي لتحويله عبادانيًّا.
و أخيرا و هو الأهم لابد أنك لاحظت أثناء بحثك عدد من تسموا بهذا الإسم "محمد بن أحمد بن زيد"
و منهم إثنان حنائى الذى ذكرت أنا و الذى ذكرت أنت، و منهم مذاريون عده
لا، لم ألاحظ ذلك بهذا الوصف.
وإنما "لاحظت أثناء بحثي": أن عندنا -فيما يقارب تلك الطبقة- ثلاثة:
1 - محمد بن أحمد بن زَبْداء -أو: زَبَاد- المذاري، أبو جعفر، الذي روى عنه ابن خزيمة.
وهذا تصحف إلى (محمد بن أحمد بن زيد) في مصادر، وفي مصادر قليلة إلى (محمد بن أحمد بن زبدة)، وجاء على الصواب في مصادر، وهذا لا يقتضي بالطبع تعدد الشخص.
2 - محمد بن أحمد بن زيد الحنائي، أبو بكر، الذي روى عنه الدارقطني.
3 - محمد بن أحمد بن زيد النيسابوري، أبو علي، الذي روى عنه أبو عبدالله الحاكم، وقال فيه: (عدل رضى).
ولا يوجد "مذاريون عدة".
و الخلط بينهم واقع لا مفر منه، حتى جرى اسم ابن زيدا على الجادة كما فى الكتب
أبو جعفر و أبو الطيب و أبو على و أبو بكر الخ
و الخلط واقع فى كتب التراجم أيضا
بالنسبة لي، فلم أرَ خلطًا إلا في هذا الموضوع.
والدلائل التي سقتُها في مشاركتي السابقة قاطعة بأنه لا يمكن الخلط بين مَنْ خلطتَ بينهما -على الأقل-.
وقد تبين لي الآن أنك خلطتَ بين الثلاثة الذين ذكرتُهم آنفًا؛ أدمجت جميعَهم في شخصٍ واحد، ولم يكن الخلط بين اثنين فحسب!
كما قد يكون ابن حجر رحمه الله خالفك فى تعيينه أصلا
ابن حجر وقف على تخريج ابن حبان للراوي في صحيحه، وضبط اسمه في غيرِ موضع، ووقف على رواية ابن خزيمة عنه، وهو يعرِف طبقات الرواة جيدًا، ويفرّق بين المتقدم والمتأخر.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 05:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
في الحقيقة أن ما ذكره أخي محمد بن عبدالله - وفقه الله -هو ما انتهى إليه بحثي، وأزيد بيان ذلك بهذا النقل عن العلامة الألباني؛ قال رحمه الله:
"وقال الهيثمي - بعدما عزاه للمذكورين - (10/ 377):
" وفيه محمد بن أحمد بن زيد المداري، ولم أعرفه .... ".
......
وأما (المداري!؛ فيستغرب منه عدم معرفته به، وهو في " ثقات ابن حبان " (9/ 123)، وذكره الهيثمي نفسه في كتابه " ترتيب الثقات "؛ لكن لم تقع فيه نسبته هذه، وهي في " الثقات " (المدادي) بالدالين المهملتين، والصواب:
(المذاري) - كما تقدم عن " الأوسط " -؛ فإن السمعاني أورد المترجم فيها، وأفاد أنها نسبة إلى (مذار) قرية بأرض البصرة، وذكر أنه روى عنه عبد الله بن قحطبة، وهذا نقله من " ثقات ابن حبان "، وعبارته فيه:
"حدثنا عنه عبد الله بن قحطبة وغيره ".
وقد استفدنا من تخريجنا لهذا الحديث أنه روى عنه ابن خزيمة أيضاً - وهو من شيوخ ابن حبان الذين أكثر عنهم -، والبزار أيضاً " انتهى بتصرف يسير.
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة [14/ 445].
قلت: وقد وقفت على سند آخر روى فيه ابن خزيمة عن المذاري غير الذي في التوحيد، وهو في مشيخة ابن شاذان الصغرى، وهاك هو:
"أَخْبَرَنَا أبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي النَّيْسَابُورِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَهَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدِ إِمْلاءً عَلَيْنَا بِعَبَّادَانَ نَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ نا الْحَسَنُ بْنُ رَزِينٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لا أَعْلَمُهُ إِلاَّ مَرْفُوعَاً: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَلْتَقِي الْخَضَرُ وَإِلْيَاسُ .... الحديث".
أما لماذا ضعف ابن حجر المترجم، فسترى ذلك بإذن الله في الفائدة العشرين من كناشة النوادر الحديثية، والله الموفق.
ملحوظة: أشكر أخي عمر بن رأفت على ما قدم وأسأل الله أن لا يحرمه الأجر.
دمتم بحفظ الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 06:14]ـ
فائدة: وصف بلد المترجم التي إليها نسب ابن ناصر الدين في توضيحه (95/ 8): "المذار بفتح الميم والذال
المعجمة مخففة قرية تحت البصرة بينها وبين واسط قريبة من عبادان وهي كثيرة النخل".
ـ[القرشية]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 06:45]ـ
"أَخْبَرَنَا أبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي النَّيْسَابُورِيُّ نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَهَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدِ إِمْلاءً عَلَيْنَا بِعَبَّادَانَ نَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ نا الْحَسَنُ بْنُ رَزِينٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لا أَعْلَمُهُ إِلاَّ مَرْفُوعَاً: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَلْتَقِي الْخَضَرُ وَإِلْيَاسُ .... الحديث".
جزاكم الله خير الجزاء .. ولا حرمكم الأجر ..
لو تكرمت علي أخي ابن عدي إحالتي إلى مصدر الحديث المذكور أعلاه ..
ـ[ابن عدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 06:57]ـ
لو تكرمت علي أخي ابن عدي إحالتي إلى مصدر الحديث المذكور أعلاه ..
الحديث الحديث أخرجه ابن شاذان [مشيخة ابن شاذان الصغرى (ص:40) رقم: 52. مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، ط الأولى 1998م = 1419هـ تحقيق: عصام بن موسى الهادي].
والله الموفق،،
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 01:01]ـ
هذا الحديث إنما رواه ابن شاذان عن المزكي، وهو في فوائده -المزكيات- (23).
وروى ابن خزيمة عن المذاري حديثًا ثالثًا في صحيحه (2792)، وأعلَّه بغيره.
وكل هذا موقوفٌ عليه قبلُ، وإنما لم يكن البحث في مرويات ابن خزيمة عنه.
والأَولى -أخي الكريم- أن تضع ما لديك بخصوص هذا البحث هنا، وإن شئتَ نسختَه فيما بعد أينما أردت.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 02:06]ـ
وقد تصحف اسم جدِّه إلى (زيد) في مصادر كثيرة.
..........
...........
وروى الحديثَ نفسَه: الطبراني في الأوسط (2062) قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: نا محمد بن أحمد بن زيد المذاري، قال: نا عمرو بن عاصم الكلابي، قال: نا حرب بن سريج البزار، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: جُعِلت فداك، أرأيت هذه الشفاعة ... به ..
/// بارك الله فيكم يا شيخ محمد ..
/// كأنها في الطبعة الأخرى للأوسط في المواضع الثلاثة التي روى فيها عنه من طريق أحمد بن زهير التستري (محمد بن أحمد بن زبدا المذاري) بالتسهيل .. وهو يؤكد ما ذكرته من وقوع التصحيف.
/// وبنحوه -أي: في تسهيل اسمه- في الموضوعات لابن الجوزي؛ حيث ساق حديثًا من طريق ابن خزيمة عنه عن عمرو بن عاصم، فأسنده (1/ 310) إلى محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زبداء قال حدثنا عمرو بن عاصم ... فذكره ..
قال محقق الموضوعات: في نسخة ح: "زبدا".
/// وذكره المزي في التهذيب (22/ 88) في تلاميذ عمرو بن عاصم، فقال: "زبدا"، وقيل: "زبدة" المذاري.
/// ويظهر أنَّ الوهم أوالتَّصحيف أوالاختلاف في اسم جدِّه قديم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 02:35]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عدنان.
لعله ربما سُهِّل (زبداء)، أو لعل التسهيل فيه من النساخ؛ لأنهم لا يكتبون الهمزة المتطرفة -كما لا يخفى-.
وأما الاختلاف في اسمه، فقديم -كما تفضلت-، ومَنْ بيَّنه استفاد من كلام الخطيب البغدادي، حيث ترجم للرجل في تلخيص المتشابه (1/ 274، 275)، فقال:
محمد بن زِياد ومحمد بن زباد.
أما الأول - بكسر الزاي وياء معجمة باثنتين من تحتها - فجماعة كل واحدٍ منهم يقال له محمد بن زياد، وقد ذكرناهم في كتاب " المتفق والمفترق ".
وأما الثاني - بفتح الزاي وبعدها باء معجمه بواحدة - فهو: محمد بن زَبَاد المَذَاري، حدث عن عمرو بن عاصم الكلابي. روى عنه أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي. وروى عنه أيضا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وغيره إلا أنهم قالوا: حدثنا محمد بن زبداء - بتقديم الدال على الألف - وهو بذلك أشهر، وهؤلاء أيضاً نسبوه إلى جده لأنه محمد بن أحمد ابن زبداء.
فأما حديث ابن عبد الخالق وابن عبدة عنه الذي سميا أباه فيه زباداً:
فأخبرناه أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب الكاتب، أخبرناه على بن عمر الحربي، حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي، حدثنا محمد بن زباد المعروف بابن زبداء المذاري.
وحدثني محمد بن أبى الحسن الساحلي، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المصري، أخبرنا يعقوب بن المبارك بن أحمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عمرو - يعنى البزار، حدثنا محمد بن زَبَاد المَذَاري، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كلُّ مُسْكِرٍ حَرام، وما أسكرَ كثيرهُ فقليلهُ حرام ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم ..
قصدت أنَّ اعتياد كتابة اسمه مسهلا هو سببٌ من اسباب وقوع التصحيف في نسخ اسمه من غالطي النساخ أوقراءته من المحققين -كنسخة الحرمين لمعجم الطبراني الاوسط مثلا-، فكأنه رأوه هكذا "زبدا" فقرأوه هكذا: "زيد_ا المذاري". فبعدوا الف المد وقلبوا الباب ياءً فوقع هذا التصحيف.
ولو كانت كتبت بها دون تسهيل لقل التصحيف.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 03:08]ـ
ويقطع بهذا: أن ابن خزيمة روى عنه في التوحيد (418) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن زيد بعبَّادان، قال: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا حرب بن سريج البزار، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين: جُعلت فداك، أرأيت هذه الشفاعة ... إلخ ..
/// وكذا هو: "بن زيد" في إتحاف المهرة (11/ 614) منسوبًا لتوحيد ابن خزيمة.
ـ[القرشية]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 10:34]ـ
الأصل في نسبته إلى مذار، ماوجه نسبة ابن حبان له في الثقات للمدادي؟!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 12:52]ـ
الأصل في نسبته إلى مذار، ماوجه نسبة ابن حبان له في الثقات للمدادي؟!
تحريفات التحقيق والطباعة.
ـ[القرشية]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 04:39]ـ
تحريفات التحقيق والطباعة.
جزاك الله خيرا، وبلغك منازل محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه.
ـ[القرشية]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 01:07]ـ
هل لفظة مزار في قول ابن حبان في صحيحه9/ 352: «ابن زيد هذا من أهل المزار بصري ثقة» من التحريفات أيضا؟
جزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:35]ـ
نعم.
ومثل هذا يقع فيه التصحيف والتحريف كثيرًا، والعمدة فيه على الكتب الضابطة للأنساب والأماكن، ككتاب الأنساب للسمعاني، وكتب المشتبه، وكتب البلدان.(/)
ما مدى صحة حديث تأويل عائشة رؤيا المرأة المدنية التي غاب زوجها؟؟
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 08:58]ـ
الحديث رواه الدارمي / كتاب الرؤيا ..
وهذا نص الحديث:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ حَدَّثَنَا يُونُسُ - هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ - أَخْبَرَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَهَا زَوْجٌ تَاجِرٌ يَخْتَلِفُ فَكَانَتْ تَرَى رُؤْيَا كُلَّمَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَقَلَّمَا يَغِيبُ إِلاَّ تَرَكَهَا حَامِلاً فَتَأْتِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَتَقُولُ: إِنَّ زَوْجِى خَرَجَ تَاجِراً وَتَرَكَنِى حَامِلاً، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ سَارِيَةَ بَيْتِى انْكَسَرَتْ وَأَنِّى وَلَدْتُ غُلاَماً أَعْوَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرٌ، يَرْجِعُ زَوْجُكِ عَلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى صَالِحاً، وَتَلِدِينَ غُلاَماً بَرًّا». فَكَانَتْ تَرَاهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً كُلُّ ذَلِكَ تَأْتِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ ذَلِكَ لَهَا، فَيَرْجِعُ زَوْجُهَا وَتَلِدُ غُلاَماً، فَجَاءَتْ يَوْماً كَمَا كَانَتْ تَأْتِيهِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- غَائِبٌ، وَقَدْ رَأَتْ تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقُلْتُ لَهَا: عَمَّ تَسْأَلِينَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَا أَمَةَ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: رُؤْيَا كُنْتُ أُرَاهَا فَآتِى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْأَلُهُ عَنْهَا فَيَقُولُ خَيْراً فَيَكُونُ كَمَا قَالَ. فَقُلْتُ: فَأَخْبِرِينِى مَا هِىَ. قَالَتْ: حَتَّى يَأْتِىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَعْرِضَهَا عَلَيْهِ كَمَا كُنْتُ أَعْرِضُ. فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهَا حَتَّى أَخْبَرَتْنِى فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَيَمُوتَنَّ زَوْجُكِ وَتَلِدِينَ غُلاَماً فَاجِراً، فَقَعَدَتْ تَبْكِى وَقَالَتْ: مَا لِى حِينَ عَرَضْتُ عَلَيْكِ رُؤْيَاىَ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ تَبْكِى فَقَالَ لَهَا: «مَا لَهَا يَا عَائِشَةُ؟». فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَمَا تَأَوَّلْتُ لَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَهْ يَا عَائِشَةُ، إِذَا عَبَرْتُمْ لِلْمُسْلِمِ الرُّؤْيَا فَاعْبُرُوهَا عَلَى خَيْرٍ، فَإِنَّ الرُّؤْيَا تَكُونُ عَلَى مَا يَعْبُرُهَا صَاحِبُهَا». فَمَاتَ وَاللَّهِ زَوْجُهَا وَلاَ أُرَاهَا إِلاَّ وَلَدَتْ غُلاَماً فَاجِراً.
وقد قرأت للشيخ محمد صالح المنجد أن الحديث حسن إسناده الحافظ في الفتح ولكني لم أقف عليه في الفتح.
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 09:30]ـ
الحديث تفرد به يونس بن بكير
و الجمهور على تضعيفه
قال أبو داود كان يرفع كلام ابن اسحاق، و قال العجلى لا بأس به كان على مظالم برمك، و قال ابن حجر فى التقريب صدوق يخطئ، وضعفة النسائى و قال أبو حاتم محله الصدق
و خالف فيه الدارمى فقال مرة ضعيف و أخرى صدوق
و قال ابن حنبل: ما أزهد الناس فيه و قد كتبت عنه، وقال ابن المدينى كتبت عنه و لست أحدث عنه
و قال الذهبى: الحافظ
خلاصة ما سبق: أنه صدوق لا يحتج بتفرده فى باب الأحكام و لكن من باب الفضائل
من باب الأحكام: الحديث ضعيف و لا يحتج به لتفرد الضعيف به
من باب المناقب: الحديث حسن، و الحديث من هذا الباب
هذا و لم أقف أيضا على حكم ابن حجر رحمه الله
و العلم لله وحده
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 10:18]ـ
و للحديث أصل صحيح بدون ذكر القصة عند الحاكم برقم 8264
{الرؤيا تقع على ما تعبر .... }
و هذا يدعم رواية الضعيف
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 01:40]ـ
أخي الكريم عمر وفقك الله لمرضاته
جزاك الله خيرا على قدمته وفصلته وقد وقفت على قول المحقق فذكر أن الأرناؤطان حكما عليه في تحقيقهما لزاد المعاد بأن إسناده حسن.
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 04:55]ـ
نعم حسن اسنادهما الحافظ في الفتح(/)
القول البديع فى الرد على من قال يجواز نكاح الطفله من الطفيل الرضيع!!
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 03:47]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,,
الحمد لله رب العالمين , و الصلاه و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين ,,
أولاً:
ذكر بعض إخواننا - نحبهم فى الله- فى بعض المنتديات الغير علميه ,, و قال كلاماً أنقله لعكم إن شاء الله ,,
قال الاخ الفاضل:: ((كتير أوي بنسمع الناس الكبار يتكلموا على ولادهم الصغيرين (ده الواد للبت)
يقوم أبو البنت قايله (طبعا طبعا الواد للبت) وهو بيضحك كده وبيهزر
وميعرفش انه بكده عقد الزواج تم
نعم
يعني كده يبقوا العيال الصغيرة دي اتجوزوا بعض
اه فعلا
وكمان اللي بتحصل أكتر من كده اللي بيحصل في الافلام والمسلسلات
تلاقي واحد بيتجوز واحدة في الفيلم ويقولوا الالفاظ المسنونة وكده
وميعرفوش انهم بكده تزوجوا بالفعل
يعني لو المرأة دي مكنتش متزوجة فعلا يبقى العقد وقع صحيح
ويبقى لو جت تتزوج بعد الفيلم ده زواجها هايبقى باطل
يعني زنا
شفتوا الموقف أد ايه خطير
والدليل على كده حديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ، النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ "
وقال الترمذي بعد الحديث ده: " وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَغَيْرِهِمْ "
يعني الهزار اللي في الأفلام والمسلسلات بتاع الجواز ده وقع فعلا وأصبح حقيقة)) إنتهى كلامه - المهم - عفا الله عنا و عنه ,,
قلت: أكيد أنكم فهمت كلام الرجل , و أنه يريد أن يثبت أن النكاح تم , و أنهم أصبحوا أزواجاً لبعض حتى مع أنهم مازالوا فى المهد؟؟
أريد, أيضا من طلاب العلم , و من مشايخى الكرام هنا فى الملتقى المبارك , أن يقرأوا هذا البحث الذى كتبته , و الحمد لله فى الرد , عليه ..
و قد عرضت البحث هنا , لأرى مدى صحته , فإن كان صوابا , فأنقله إليه إن شاء الله ..
و يأتى ردى عليه من عدده وجوه ..
أولأً: إختلاف المحدثين فى ضعف الحديث .. :
الحديث له أكثر من طريق رواه ,, أبو داود (2196)، وابن ماجه (2037)، والترمذي (1184) والدارقطني (3678)
و الحديث:
من طريق عبد الرحمن بن حبيب بن أردك عن عطاء بن أبي رباح عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ، وَالطَّلَاقُ، وَالرَّجْعَةُ))
1 - ضعف الحديث , الحافظ بن حجر العسقلانى في " التلخيص " (3/ 209) , و بين أن كل طرقها أضعف من بعض و تزيدها و هننا و كل الشواهد ضعيفه.
2 - ضعف الحديث , العلامه الشوكاني في " نيل الأوطار " (6/ 240)
3 - ضعف الحديث , العلامه الألباني في " الإرواء " (6/ 224) و قال ((السند ليس بحسن عندى)) لكنه حسنه بمجموع طرقه.
4 - ضعف الحديث , العلامه مصطفى العدوى , فى كتابه أحكام النساء 4/ 126
5 - ضعفه , الذهبى فى الميزان , و قال عند أحد رواته و هو - ابن أدرك - لين الحديث و استنكره.
6 - لم يروه النسائى , وضعفه , وقال عن - ابن أدرك - وهو أحد روا الحديث , ((منكر الحديث))
7 - ضعفه بن عبد البر , فقال: ((لا يستند هذا الحديث إلا من هذا الوجه .. )) الإستذكار (5/ 542)
8 - ضعفه الامام , يحيى ابن القطان , و ذكر ذلك الذهبى فى الميزان. و قال أن عبد الرحمن بن حبيب لا تصح روايته.
قلت- الجندى -: إذا الحديث ضعيف ,, صححه البعض و ضعفه البعض ...
و لا يجوز الأخذ بالحديث الضعيف فى الاحكام .. عند من ضعفه قلا يثبت الحكم عندهم ..
.............................. .................... .
ثانياً: و جود خلاف بين أهل العلم على العمل بالحديث ..
قلت -الجندى -: ذهب جمهور أهل العلم , إلى أن طلاق الهازل و زواج الهازل يقع .. مثل الجاد. وخالفهم المالكيه فقالوا: ((لا يصح نكاح الهازل لأن الفرج محرم فلا يصح إلا بجد)) .. فليس هناك إجماع فقد ثبت المخالف؟؟!!!
قال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (10/ 461):
(يُتْبَعُ)
(/)
يقع الطلاق من الجاد ومن الهازل , والفرق بينهما أن الجاد: قصد اللفظ والحكم , والهازل: قصد اللفظ دون الحكم.
قال ابن القيم - وهو أهم كلام فى المسأله -
((وسر المسألة: الفرق بين من قصد اللفظ وهو عالم به ولم يُرد حكمه، وبين من لم يقصد ولم يعلم معناه، فالمراتب التي اعتبرها الشارع أربعة:
إحداها: أن يقصد الحكم ولا يتلفظ به.
الثانية: أن لا يقصد اللفظ ولا حكمه.
الثالثة: أن يقصد اللفظ دون حكمه.
الرابعة: أن يقصد اللفظ والحكم.
فالأوليان: لغو، والآخرتان: معتبرتان، هذا الذي استفيد من مجموع نصوصه وأحكامه " انتهى.
" زاد المعاد " (5/ 204، 205).))
قلت- الجندى -: و تبعاً و جرا على قائده ابن القيم فى التقسيم الى اربعه ,, فإن القائل سواء كان الاب صاحب الولد أو الاخر , فهما يقعان تحت البند
الثانى: لايقصد اللفظ و لا حكمه ..
لذلك لا يقع الزواج ..
قلت - الجندى -: و لو سلمنا انه قصد اللفظ دون الحكم ,أى وقع تحت البند الثالث , فلا يقع الزواج لعدده أسباب و الحديث لا ينطبق البته على الواقعه:
1 - أن الطفل ليس ببالغ و لا مكلف و لا يعقل كلام بل هو مولود , و الأب ليس ولياً على الابن فى الزواج ,,
بل يجب أن يكون مكلفاً ..
من من الفقهاء قال: ((أن الاب ولى الابن فى الزواج))؟؟؟
إذا لماذا إشترط الفقهاء , أن يكون الزوج مكلفا بالغاً؟؟؟
ثم أشكل بعض العلماء , مثل أبو بكر بن العربى المالكى:
على أن النيه هنا معتبر بها شرعاً , إنما الاعمال بالنيات!! و العزم فى المسأله ..
.............................. ............
أما لزواج المسلسلات:
أولاً , بغض النظر عن حرمه المسلسلات , لكننا نتكلم عن الزواج
فهو باطل , لا يصح و لا ينعقد , لعدده أشياء:
1 - أنه , لا نكاح إلا بولى ,
قلت: و الذى فى المسلسل فى الحقيقه هو ليس بولى المرأه و لا بأبوها و لا أخوها على الحقيقه , إنما هو ممثل. فلا ينعقد النكاح بدون ولى ..
و كفى هذا الوجه للرد على من قال بوقوع زواج المسلسلات .. و أسف جداً على التقصير فى الدر و البحث , و هذا لضيق الوقت. بارك الله فيكم , أتمنى سماع رأى مشايخنا الكرام ,
كتبه أخوكم فى الله , العبد الفقير , المحتاج إلى عفو ربه
أبو سليمان مصطفى الجندى الأثرى(/)
من أخطاء البخاري في فقه النساء .. من لهذه المعضلة حول - فرصة ممسكة -؟!؟
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 04:25]ـ
اعضاء ومشرفي المجلس العلمي الألوكيّ ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وجدت هذا الكلام أثناء بحثي في هذه المسألة .. واستغربته حقيقة لأنه خلاف ما يتوارثه النساء جيلاً بعد جيل ..
دونكم الكلام برمته:::
" من أخطاء البخاري في فقه النساء. .
ما يكاد يجد المرء ترجمة لهذا الإمام إلا وعليها اختلاف إلا ما شاء الله تعالى وما أقل المتفق عليه في جامعه.
ومن ذلك ترجمته في كتاب الحيض باب: دلك المرأة نفسها إذا تطهرت من المحيض.
قال: وكيف تغتسلُ وتأخُذُ فِرصَةَ مُمسكةً فتتبعُ بها أثرَ الدَّم.
وهنا خطأين في لفظ الحديث الذي أورده في هذه الترجمة وهو حديث عائشة رضي الله عنها، أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: " خُذي فِرصة من مِسْكٍ فتطهري بها ".
وقالت لها عائشة رضي الله عنها: تتبعي بها أثر الدم.
ووقع التصحيف في كلمتين في هذا الخبر عند البخاري:
الأولى: " فِرْصة ". قالوا: هي القطعة من الصوف أو القطن أو جلدة عليها صوف، حكاه أبو عبيد.
قال أبو داود: أن في رواية أبي الأحوص " قَرصة ". قال المنذري: يعني شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الأصبعين. " الفتح 1/ 552 "
وقول المنذري هو الصحيح خلاف ما أثبته الحافظ على البخاري.
والثانية: " من مَسك ". بالفتح المراد بها القطعة من الجلد. ومن قال بكسر الميم حمله على الطيب، والأول أصح.
ومن حمل المسك في هذا الخبر على الطيب صحف لأجل ذلك كلمة " فِرصة " لتكون هي الصوف، ويكون المعنى تتبع الدم بصوفة مطيبة بالمسك وهذا من أسخف التفاسير وأجهلها وأبعدها عن الواقع، فالمسك لا يتطهر به من الدم، إنما يطهر الحائض من الدم الماء، ثم يكون المسك لتعطير الجسم بعيدا عن مصدر الدم، ولا يعقل ما قاله بعضهم بناء على فهم مصحف تصحيفا معنويا.
وقد اختلفوا في هذا المعنى اختلافا مشتتا ولزم كل من قال بما رجحه مثل النووي أنه قال بغير معقول.
بل بالغ بعضهم وقال ذلك ليكون سببا لسرعة حمل المرأة!، وضعفه النووي بأن لو كان ذلك صحيحا لإختصت به المتزوجة.
روى أحمد عن ميمونة أنها سألته عن شاة ماتت فألقوا إهابها، فقال لها:
هلا أخذتم مَسْكها.
قالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت؟!
فقال عليه الصلاة والسلام: إنما حرم أكلها، وجلدها تدبغوه تنتفعوا به. رواه أحمد وغيره واللفظ له.
وهذا يبين المراد بحديث ترجمة البخاري، وأن المَسكة المراد بها هناك الجلد أُمرت المرأة تقرص منها قطعة صوف تتبع بها الدم ثم تغتسل وتتطهر، فحملها من حملها نتيجة للتصحيف على معنى غير معقول وما كنت لأكتب بهذا لو ما سألني أحدهم حول هذا وكأن ما ذهب إليه هو الصحيح من معنى الخبر وأن لا إشكال فيه، فقررت أكتب به وأبين مدى اشكالية هذا الفهم السقيم وأن به زيادة مستنكرة جدا يحسبها بعضهم من سنن الطهارة أو فرائضه. " انتهى.
ونقلي له لا يعني تسليمي به - لكني أردت الاستفصال - والله من وراء القصد ..
اسأل الله التوفيق لصالح القول والعمل ..
وجزاكم الله عنّا خير الجزاء وأوفاه ..
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 07:55]ـ
السلام عليكم
هذا نقل , من كتاب - النهايه فى غريب الحديث و الأثر - لإبن الأثير ,,
قال -رحمه الله - ((المسأله الثالثه))
(((فرص) (هـ) في حديث الحيض خذي فرصة ممسكة فتطهري بها وفي رواية خذي فرصة من مسك الفرصة بكسر الفاء: قطعة من صوف أو قطن أو خرقة. يقال: فرصت الشيء إذا قطعته. والممسكة: المطيبة بالمسك. يتتبع بها أثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف.
وقوله: " من مسك " ظاهره أن الفرصة منه، وعليه المذهب وقول الفقهاء.
وحكى أبو داود في رواية عن بعضهم " قرصة " بالقاف: أي شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الأصبعين.
وحكى بعضهم عن ابن قتيبة " قرضة " بالقاف والضاد المعجمة: أي قطعة، من القرض: القطع.
(هـ) وفيه " إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته. قائما على مريته يضربها " الفريصة: اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد. وأراد بها هاهنا عصب الرقبة وعروقها، لأنها هي التي تثور عند الغضب.
وقيل: أراد شعر الفريصة، كما يقال: ثائر الرأس، أي ثائر شعر الرأس.
[ص: 432] وجمع الفريصة: فريص، وفرائص، فاستعارها للرقبة وإن لم يكن لها فرائص ; لأن الغضب يثير عروقها.
* ومنه الحديث " فجيء بهما ترعد فرائصهما " أي ترجف من الخوف.
(س) وفيه " رفع الله الحرج إلا من افترص مسلما ظلما " هكذا روي بالفاء والصاد المهملة، من الفرص: القطع، أو من الفرصة. النهزة. يقال افترصها: أي انتهزها، أراد: إلا من تمكن من عرض مسلم ظلما بالغيبة والوقيعة.
(هـ) وفي حديث قيلة " ومعها ابنة لها أخذتها الفرصة " أي ريح الحدب. ويقال بالسين وقد تقدمت.))
و هذا تصوير , لى من كتاب فتح البارى - لإبن حجر السقلانى ,, و يبدوا , أن صاحب الموضوع الذى يريد أن يشك فى البخارى و فى علمه و يتهمه , يبدو أنه مدلس , فقد حذف بعض الكلمات التى قالها - الحافظ بن حجر فى الرد على أمثاله , لكن هكذا هيئه , المحاربين , - هداهم الله -
http://img708.imageshack.us/img708/1676/27217937.png
http://img18.imageshack.us/img18/937/71655538.png
http://img710.imageshack.us/img710/1264/37000845.png
http://img686.imageshack.us/img686/1893/17233686.png
http://img709.imageshack.us/img709/6462/51671264.png
و الحمد لله رب العالمين , و الله الموفق
أخوكم فى الله ,
أبو سليمان مصطفى الجندى الأثرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 08:02]ـ
إنظروا أيضا كلام الاحافظ فى الفتح:
قال - العلامه الحافظ - بن حجر -
((وفي المشارق أن أكثر الروايات بفتح الميم.
ورجح النووي الكسر وقال: إن الرواية الأخرى وهي قوله " فرصة ممسكة " تدل عليه، وفيه نظر، لأن الخطابي قال.
يحتمل أن يكون المراد بقوله " ممسكة " أي مأخوذة باليد، يقال أمسكته ومسكته.
لكن يبقى الكلام ظاهر الركة لأنه يصير هكذا: خذي قطعة مأخوذة.
وقال الكرماني: صنيع البخاري يشعر بأن الرواية عنده بفتح الميم حيث جعل للأمر بالطيب بابا مستقلا.))
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 08:58]ـ
ا". قال المنذري: يعني شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الأصبعين. " الفتح 1/ 552 "
وقول المنذري هو الصحيح خلاف ما أثبته الحافظ على البخاري.
** قلت- الجندى-: و على شئ رجح هذا الرجل , أن قول المنذرى هو الصواب؟؟
بل قال بن حجر: ووهم من عزا هذه الرواية للبخاري. (فتح البارى تحت حديث رقم 315)
قلت - الجندى -: أى من عزا روايه - قرصه - بالقاف ..
ثم , أين الدليل على أن المنذرى , إتهم الصحيح بأنه قد وقع فيه تصحيف من - فرصه - إلى - قرصه -
و إنظروا أن المدلس قد حذف بعض الكلام ,,
حيث قال الحافظ فى الموضوع ذاته ((وحكى أبو داود أن في رواية أبي الأحوص " قرصة " بفتح القاف، ووجهه المنذري فقال: يعني شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الإصبعين.))
قلت: أين دلاله القائل بأن المنذرى أقر - بالقرصه - بل إنه أول المعنى بفرض صحه كلام أبو داوود .. !!
والثانية: " من مَسك ". بالفتح المراد بها القطعة من الجلد. ومن قال بكسر الميم حمله على الطيب، والأول أصح.
ومن حمل المسك في هذا الخبر على الطيب صحف لأجل ذلك كلمة " فِرصة " لتكون هي الصوف، ويكون المعنى تتبع الدم بصوفة مطيبة بالمسك وهذا من أسخف التفاسير وأجهلها وأبعدها عن الواقع، فالمسك لا يتطهر به من الدم، إنما يطهر الحائض من الدم الماء، ثم يكون المسك لتعطير الجسم بعيدا عن مصدر الدم، ولا يعقل ما قاله بعضهم بناء على فهم مصحف تصحيفا معنويا.
** قال الحافظ ((وفي المشارق أن أكثر الروايات بفتح الميم.
ورجح النووي الكسر وقال: إن الرواية الأخرى وهي قوله " فرصة ممسكة " تدل عليه، وفيه نظر، لأن الخطابي قال.
يحتمل أن يكون المراد بقوله " ممسكة " أي مأخوذة باليد، يقال أمسكته ومسكته.
لكن يبقى الكلام ظاهر الركة لأنه يصير هكذا: خذي قطعة مأخوذة.
وقال الكرماني: صنيع البخاري يشعر بأن الرواية عنده بفتح الميم حيث جعل للأمر بالطيب بابا مستقلا.))
وهذا يبين المراد بحديث ترجمة البخاري، وأن المَسكة المراد بها هناك الجلد أُمرت المرأة تقرص منها قطعة صوف تتبع بها الدم ثم تغتسل وتتطهر، فحملها من حملها نتيجة للتصحيف على معنى غير معقول وما كنت لأكتب بهذا لو ما سألني أحدهم حول هذا وكأن ما ذهب إليه هو الصحيح من معنى الخبر وأن لا إشكال فيه، فقررت أكتب به وأبين مدى اشكالية هذا الفهم السقيم وأن به زيادة مستنكرة جدا يحسبها بعضهم من سنن الطهارة أو فرائضه. " انتهى.
قلت: سبحان , سمى فهم الفقهاء و المحدثين بأنها قطعه من صوفه عليها مسك , يسميه فهم سقيم و أنها زياده مستنكره , لا حول ولا قوه إلا بالله , أين التدأب مع العلماء!!؟؟
و أخيرا الحديث فى البخارى و مسلم و بن ماجه و النسائى و ابى داوود ,, و صححه الشيخ الالبانى ,, فى صحيح بن ماجه و ابى داوود و النسائى ,,
كلهم على - فره - بكسر الفاء ,, و - ممسكه - أى بها مسك , و هى مبالغه فى المسك ,
و الله الموفق
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 12:57]ـ
الأستاذ .. الجندي السلفي الأثري
جزاكم الله خيرا .. وجعل ماقدمتموه في ميزان حسناتكم .. استفدت كثيرا من نقلكم المبارك
وعليه؛ فالمعنى الصحيح المراد: قطعة من مسك .. والرأي الآخر شاذ لا دليل عليه .. ؟!؟
و أريد تلخيصا مختصرا مفيدا لنشره بين المسلمات حول هذه المسألة .. مع بيان أقول العلماء في هذه المسألة ..
وجزى الله من يعيننا خير الجزاء وأوفاه ..(/)
«ضعف حديث فضل الموت يوم الجمعة»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 09:21]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«ضعف حديث فضل الموت يوم الجمعة»
لِفَضِيلةِ شَيْخِنا الشَّيْخِ المُحَدِّثِ سَعدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الحُمَيِّد
ـ سلَّمَهُ اللَّهُ تعالى ـ.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا تخريج لحديث: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر))، وبيان لدرجته التي خلاصتها: أنه حديث ضعيف، لا يصح من طريق، ولا يتقوى بمجموع طرقه،
وهذا ظاهر صنيع البخاري - رحمه الله - حين ترجم في كتاب الجنائز من "صحيحه" (3/ 253 - الفتح) بقوله: (باب موت يوم الإثنين)، ثم أخرج برقم (1387) حديث موت أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال:
حدثنا مُعَلّى بن أسد؛ قال: حدثنا وُهَيْب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت: دخلت على أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال: في كم كَفّنْتم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سَحولِيّةٍ، ليس فيها قميصٌ ولا عمامةٌ. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الإثنين، قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين، قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه، به رَدْعٌ من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفِّنوني فيها. قلت: إن هذا خَلِقٌ، قال: إن الحيّ أحقّ بالجديد من الميت، إنما هو للمُهْلَة. فلم يُتَوَفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودُفِن قبل أن يصبح.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 3/ 253): ((قوله: "باب موت يوم الإثنين": قال الزين ابن المنيِّر: تعيين وقت الموت ليس لأحد فيه اختيار، لكن في التسبب في حصوله مدخل؛ كالرغبة إلى الله لقصد التبرك، فمن لم تحصل له الإجابة أثيب على اعتقاده. وكأن الخبر الذي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصح عند البخاري، فاقتصر على ما وافق شرطه، وأشار إلى ترجيحه على غيره. والحديث الذي أشار إليه [يعني: ابن الْمُنَيِّر] أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- مرفوعًا: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"، وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس –رضي الله عنه- نحوه وإسناده أضعف. اهـ
وقال العيني في "عمدة القاري" (8/ 218): أي: هذا باب في بيان فضل الموت يوم الإثنين. فإن قلت: ليس لأحد اختيار في تعيين وقت الموت، فما وجه هذا؟ قلت: له مدخل في التسبب في حصوله؛ بأن يرغب إلى الله لقصد التبرك، فإن أجيب فخير حصل، وإلا يثاب على اعتقاده. اهـ
وقال عن مناسبة الحديث للترجمة: (مطابقته للترجمة: من حيث إن النبي – صلى الله عليه وسلم- كانت وفاته يوم الإثنين، فمن مات يوم الإثنين يرجى له الخير لموافقة يوم وفاته يوم وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فظهرت له مزيّة على غيره من الأيام بهذا الاعتبار ... )،
ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ الذي ذكره ابن حجر، ثم قال: (فلذلك لم يذكره البخاري فاقتصر على ما وافق شرطه)
وحديث فضل الموت يوم الجمعة هذا ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس، وجابر –رضي الله عنهم:
أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/ 169)، والترمذي في "الجامع" (1074) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (277) وابن عساكر في "تعزية المسلم" (108) من طريق هشام بن سعد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)).
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (596) عن ابن جريج، عن ربيعة بنسيف، عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ((برئ من فتنة القبر)).
وابن جريج معروف بالتدليس، ولم يصرح هنا بالسماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الترمذي: (هذا حديث غريب)؛ يعني أنه ضعيف، يوضحه قوله بعد ذلك: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل؛ ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الْحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما.
وقد خولف هشام بن سعد في هذا الإسناد، فرواه الليث بن سعد، واختلف عليه.
فأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (279) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن الليث، عن ربيعة بن سيف: أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره: أن ابنًا لفياض بن عقبة توفي يوم جمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من أهل الصدق: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما ـ سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... ، فذكره.
ثم أخرجه الطحاوي (280) فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم؛ حدثنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث؛ حدثنا خالد ـ يعني ابن يزيد ـ عن ابن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف: أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره: أن ابنًا لفياض بن عقبة، ثم ذكر مثله سواء.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (155) من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي صالح: عبد الله بن صالح كاتب الليث، وأبي بكر- غير منسوب - كلاهما، عن الليث بمثل رواية ابن عبد الحكم.
وكان الطحاوي أعلّ الحديث أوّلاً (1/ 250) بمثل إعلال الترمذي، ثم قال: عن هذا الإسناد: (وزاد [يعني ابن عبد الحكم] على يونس في إسناده إدخالَه بين الليثِ وبين ربيعةَ بنِ سيفٍ: خالدَ بنَ يزيدٍ وسعيدَ بنَ أبي هلالٍ، وهو أشبه عندنا بالصواب ـ والله أعلم ـ فوقفنا بذلك على فساد إسناد هذا الحديث، وأنه لا يجوز لمثله إخراجُ شيءٍ مما يوجب حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ دخوله فيه).
وحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ الذي ذكره الطحاوي هو الحديث الأصل الذي أورده في أول الباب، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن للقبر لضغطة، لو كان أحد ناجيًا منها؛ نجا سعد بن معاذ))، ولأجله ضعّف حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي اللهعنهما ـ الذي فيه: ((وقاه الله فتنة القبر)).
ومع ما تقدم من العلل: فإن ربيعة وإن كان صدوقًا، فإنه ضعيف من قبل حفظه، فقد قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 290): ((عنده مناكير))، وقال في "الأوسط" (1464): ((وروى ربيعة بن سيف المعافري الإسكندراني أحاديث لا يتابع عليه))، وقال النسائي في رواية: ((ليس به بأس))، وقال في أخرى: ((ضعيف))، وقال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" (153): ((صالح))، وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 301)، وقال: ((يخطئ كثيرًا))، وقال ابن يونس: ((في حديثه مناكير))، وقال العجلي في "تاريخه" (463): ((ثقة)). انظر "تهذيب التهذيب" (3/ 221).
وقد عدّ الذهبي هذا الحديث من مناكير هشام بن سعد، حين قال في "الميزان" (7/ 81): (ومن مناكيره ما ساق الترمذي له عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف ... )، ثم ذكر هذا الحديث.
وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-: أخرجه الإمام أحمد (2/ 176و220 رقم 6646 و7050)، وعبد بن حميد (323) والطبراني في "الأوسط" (3107)، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" (3585)، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (106 و 107)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) من طريق معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قَبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات في يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي فتنة القبر)).
قال الدارقطني: ((تفرد به معاوية بن سعيد، عن أبي قبيل)).
وسنده ضعيف؛ فيه معاوية بن سعيد التجيبي ولم يوثق من إمام معتبر، وإنما ذكره البخاري في "تاريخه" (7/ 334 رقم 1441)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 384 رقم 1755)، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 166) وقال: (من أهل مصر يروي المقاطيع)، ولذا قال عنه ابن حجر في "التقريب" (6757): ((مقبول)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي موقوفًا على عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-: أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (157) من طريق ابن وهب؛ أخبرني ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي: أن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- كان يقول)): من توفي يوم الجمعة ـ أو ليلة الجمعة ـ وُقي الفتان.
وأما حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4113) ـ ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (7/ 92) من طريق عبد الله بن جعفر، عن واقد بن سلامة، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر)).
وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف كما في "التقريب" (7683).
والراوي عنه واقد ـ ويقال: وافد) بالفاء (ـ ابن سلامة وهو ضعيف أيضًا. انظر "لسان الميزان" (6/ 215 رقم 754)
والراوي عنه عبد الله بن جعفر يظهر أنه والد علي بن المديني، وهو ضعيف أيضًا كما في "التقريب" (3255).
وله طريق أخرى أخرجها ابن عساكر في "تعزية المسلم" (109) من طريق الحسين ابن علوان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينجو من ضغطة القبر إلا شهيد أو مصلوب أو من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة)).
لكنها متابعة أوهى من سابقتها، فالحسين بن علوان كذاب يضع الحديث كما في (الكامل) لابن عدي (2/ 395).
وأبان ابن أبي عياش متروك كما في "التقريب" (ص 142).
وأما حديث جابر، رضي الله عنه: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 155) من طريق عمر بن موسى بن الوجيه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء)).
وفي سنده عمر بن موسى بن وجيه وهو يضع الحديث أيضًا. انظر "لسان الميزان" (4/ 332 ـ 333). وللحديث طرق أخرى مراسيل وفيها مجاهيل، لا يعتضد بشيء منها، والله أعلم.
المصدر:
http://www.alukah.net/Web/homayed/10178/38/
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 09:35]ـ
سُئِلَ سماحةُ الإمامِ عبدُ العزيزِ بنُ بازٍ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ـ:
هل من يموت يوم الجمعة يجار من عذاب القبر، وهل الجزاء ينطبق على يوم الوفاة، أم على يوم الدفن؟
فأجاب: الأحاديث في هذا ضعيفة، الأحاديث في الموت يوم الجمعة وأن من مات يوم الجمعة دخل الجنة ووقي النار، كلها ضعيفة غير صحيحة، من مات على الخير والاستقامة دخل الجنة، في يوم الجمعة أو في غير الجمعة، من مات على دين الله على توحيد الله والإخلاص له فهو من أهل الجنة في أي مكان مات، وفي أي زمان، وفي أي يوم، إذا استقام على دين الله فهو من أهلال الجنة والسعادة، وإن مات على الشرك بالله فهو من أهل النار في أي يوم وفي أي مكان، نسأل الله العافية. وإن مات على المعاصي فهو على خطر، تحت مشيئة الله، لكنه إلى الجنة إذا كان موحد مسلم منتهاه الجنة، لكن قد يعذب بعض العذاب على معاصيه التي مات عليها غير تائب، لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، فبين -سبحانه- أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، وأن ما دونه من المعاصي فهو تحت المشيئة، إذا مات وهو زانٍ لم يتب مات في شرب الخمر لم يتب مات عاقاً لوالديه، مات يأكل الربا فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له لأعماله الطيبة وتقواه، وإن شاء عذبه على قدر هذه المعاصي، ثم بعد هذا يخرج من النار، بعد التطهير يُخرج من النار إلى الجنة.
http://www.binbaz.org.sa/mat/17482
وسُئلَ:
هل صحيح أن الذي يموت في يوم الجمعة، أو في يوم الاثنين، أو في شهر رمضان، أو في اليوم التاسع من ذي الحجة أن الله يدخله الجنة، ويمحو الله جميع خطاياه؟ جزاكم الله خيراً، وأرجو أن تصحِّحوا مفاهيم الناس حول هذا،
فأجاب: ليس بصحيح، ولا أصل لهذا. ورد في الجمعة أحاديث لكنها ضعيفة غير صحيحة، لكنها غير صحيحة، لكن يرجى لمن مات على أثر عبادة في أثر الصيام، أثر صيام عرفة، اثر الحج يرجى له الخير هذا، إذا توفي في وقت العبادة، وفي أثناء العبادة يرجى له الخير، ..... يرجون الخير لمن مات في العبادة، أو على إثر العبادة بعد انصرافه من الحج، عند إفطاره من رمضان، عند صومه عرفة وما أشبه ذلك.
إذاً هذه تعد من البشائر سماحة الشيخ؟
الشيخ ابنُ بازٍ: نعم، إن شاء الله، يرجى له الخير، هذا العمل الذي مات على إثره يرجى له به بالخير، يعني يتفاءل بذلك.
http://www.binbaz.org.sa/mat/17363
ـ[بونشادة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 07:21]ـ
شكرا جزيلا
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:12]ـ
شكر اللَّهُ لكم، وبارك فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:39]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك أخي سلمان
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:53]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك. جمعت، فأجدت، فأحسنت، أحسن الله إليك أخي الحبيب سلمان
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 10:05]ـ
نفع الله بكم الأمه، فهذا الحديث مشتهر بين الناس،
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:49]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك أخي سلمان
الموقر العزيز، الأخ الغالي الفاضل / عبدالرّحمن بن شيخنا:
وجزاكُم اللَّهُ خَيْرًا، وباركَ فيكُم، ورفع قدركُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:55]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك. جمعت، فأجدت، فأحسنت، أحسن الله إليك أخي الحبيب سلمان
الشَّيخ الحبيب المفضال / ضيدان بن عبد الرّحمن الياميّ ـ المحترم ـ:
وجزاكُم اللَّهُ خَيْرًا، وبارَكَ فيكُم، وأحسنَ إليكُم، ورفعَ قدركُم، وأعلى ذكركُم. آمين.
أَخُوكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيْ، آمين ـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:58]ـ
نفع الله بكم الأمه، فهذا الحديث مشتهر بين الناس،
آمين.
وشكر اللَّهُ لكُنّ مُروركُنّ، وتَشرِيفكُنّ، وجزاكُنّ خيرًا، وباركَ فيكُنّ.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 02:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«ضعف حديث فضل الموت يوم الجمعة»
لِفَضِيلةِ شَيْخِنا الشَّيْخِ المُحَدِّثِ سَعدِ بنِ عبدِ اللَّهِ الحُمَيِّد
ـ سلَّمَهُ اللَّهُ تعالى ـ.
.
بارك الله في الشيخ المحدث الناقد سعد الحميد، ولا زالتْ جحافل أهل الحديث به منصورة، وأعلام التدقيق والتحقيق به خافقة في سماء الإسلام منشورة.
وهذه نظرات يسيرات في تضاعيف هذا التخريج الشريف. أذكرها للمذاكرة، وأسطرها للإفادة والاستفادة.
وحديث فضل الموت يوم الجمعة هذا ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس، وجابر –رضي الله عنهم:
وفي الباب أيضًا: عن علي بن أبي طالب وجيران من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة.
1 - أما حديث علي: فيرويه محمد بن القاسم الطايكاني عن أبي المقاتل السمرقندي حدثنا سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليلة الجمعة ليلة غراء، ويومها يوم أزهر، من مات ليلة الجمعة أعيذ من النار، وأعيذ من عذاب القبر، ومن مات يوم الجمعة أعيذ من عذاب النار) أخرجه أبو سعد النصروي في جزء من أماليه [رقم/98/مخطوط/بترقيمي]، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن المبارك، حدثنا علي بن عيسى الريونجي، حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني به ...
قلت: وهذا إسناد غائر في الفساد ولو أوقد عليه موقد ألف عام! فيه حيات ناهسة، وعقارب قارصة!
والطايكاني: شيخ كذاب دجال، رماه الحاكم والبيهقي والجوزقاني وابن الجوزي وغيرهم بوضع الحديث!
وأبو مقاتل السمرقندي: هو حفص بن سلم الفقيه العابد المشهور، إلا أنه لم يكن يساوي في الرواية فلسًا! وقد اتهمه السليماني بالوضع، ورُويَ تكذيبه عن وكيع وابن مهدي، ووهَّاه الدارقطني وغيره.
والظاهر: أن الرجل كان أجل من أن يكذب، وإنما كان مغفلا يدس الناس في كتبه من الأباطيل ما لم يكن يفطن له الشيخ! فكان يروي ذلك على السلامة! فالتزقت به تلك الموضوعات!
وأما سعد بن طريف: فذا شيخ رافضي هالك محترق! أسقطه النقاد فسقط على وجهه إلى يوم القيامة!
وشيخه أصبغ بن نباتة: ساقط مطروح الحديث! وقد كذبه أبو بكر ابن عياش وغيره بخط عريض! وخالف أبو الحسن العجلي فيه الناس! وقال في (تاريخه): (كوفى تابعي ثقة)! وما ثقة؟ وكيف يكون ثقة من ينفرد عن علي بن أبي طالب بتلك الطوام في كل مرة؟ وقد حُكيَ عن أصبغ انه كان يقول بالرجعة لعلي! فإن صح فقد صبغ نفسه بصبغة أهل البوار!
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وأما حديث جيران النبي صلى الله عليه وسلم: فيرويه ابن لهيعة عن عياش يعنى ابن عباس القتبانى عن عيسى بن موسى عن أناس من جيران رسول الله قال: (من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد ووقي فتنة القبر). أخرجه أبو محمد ابن عساكر في (تعزية المسلم عن أخيه) [رقم/111] من طريق حميد بن زنجويه نا أبو الأسود حدثنى ابن لهيعة به ...
قلت: وهذا إسناد لا يثبت، وابن لهيعة حاله معلومة؟ وليس هو ممن يساق حديثه في صدد الاحتجاج به عند النقَلَة إلا على مذهب من لا يدري ما وراء الأكمة؟ وعيسى بن موسى: هو بن محمد بن إياس بن البكير، ترجمه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ونقل عن أبيه انه قال: (ضعيف)، وهذا مقدم على مجرد إيراد ابن حبان له في (الثقات)!
3 - وأما حديث أبي هريرة: فيرويه الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ [أَبِي هُرَيْرَةَ]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ). أخرجه أبو محمد الحارثي في (مسند أبي حنيفة) [ق/129/ب/المكتبة الأزهرية] حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ به ...
قلت: هذا إسناد منكر، ولن نستروح في إعلاله بما قيل في حفظ أبي حنيفة والراوي عنه، ولا في جهالة حال الهيثم أبي غسان؟ ولا في ذلك الاختلاف السائر حول سماع الحسن من أبي هريرة! ولكن يكفينا أن يكون أبو محمد الحارثي قد تفرد به دون أهل الدنيا! وكلام النقاد فيه شديد! وقد تناولوه حتى أفضى الأمر إلى رميه بالوضع! وكان ينفرد عن الثقات وغيرهم بعجائب يحار من حسنها عقل اللبيب؟ وهو عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي البخاري الفقيه المشهور، وهو عندي أجل من أن يكذب إن شاء الله، لكنه لم يكن بموضع الحجة كما يقول أبو بكر ابن ثابت الحافظ؟ وترجمته في (الميزان) و (لسانه).
وابن عساكر في "تعزية المسلم" (108)
قد تكرر هذا من الشيخ في مواضع، وابن عساكر إذا أطلق فالمراد به: حافظ الشام أبو القاسم ابن عساكر، وليس هو صاحب (تعزية المسلم) وإنما هو تصنيف ولده الشيخ المحدث الرحال أبي محمد القاسم بن علي بن الحسن، ودرًأ لما قد يلتبس عند بعضهم، يكون الأولى أن يقال: أخرجه أبو محمد ابن عساكر، أو القاسم ابن عساكر.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (596) عن ابن جريج، عن ربيعة بن سيف، عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: ((برئ من فتنة القبر)).
وابن جريج معروف بالتدليس، ولم يصرح هنا بالسماع.
الظاهر أنه فعلها في تلك الرواية! فقد أخرجه موسى بن قرة في (سننه) - كما في تخريج أحاديث الكشاف [4/ 20]- عن ابن جريج قال: (أَخْبرنِي سُفْيَان عَن ربيعَة بن سيف الْمعَافِرِي عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَفِي فتْنَة الْقَبْر وَمَات شَهِيدا).
قلت: فاستبان بذلك أن ابن جريج لم يسمعه من ربيعة، وإنما رواه بواسطة عنه، ويبدو لي أن (سفيان) محرفة عن (سعيد)!
ولابن جريج فيه إسناد آخر: يرويه عن رجل عن بن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بريء من فتنة القبر أو قال وقى فتنة القبر وكتب شهيدا) أخرجه عبد الرزاق [رقم/5595]. وسنده واهٍ!
، وعبد بن حميد (323)
الأولى أن يقال: أخرجه عبد بن حميد في (مسنده) كما في (المنتخب) أو يقال: أخرجه عبد بن حميد في (مسنده/المنتخب). وهذا أمر لا يخفى على الشيخ - سدده الله - لكنه الاسترسال في التخريج والانشغال بتحرير الأسانيد.
وسنده ضعيف؛ فيه معاوية بن سعيد التجيبي ولم يوثق من إمام معتبر،
وقد جهَّله أبو محمد الفارسي في (المحلى)، وقد رأيت الدارقطني قد ساق له في (سننه) حديثه عن الزهري عن أم عبد الله الدوسية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجمعة واجبة على كل قرية وإن لم يكن فيها إلا أربعة يعني بالقرى المدائن) ثم قال: (لا يصح هذا عن الزهري) وساق عقبه طريقا آخرا عن الزهري من رواية الوليد بن محمد الموقري ثنا الزهري حدثتني أم عبد الله الدوسية به ... ، ثم قال الدارقطني: (ولا يصح هذا عن الزهري كل من رواه عنه متروك). وهذا تجريح عزيز لا تكاد تجده في ترجمة الرجل من بطون الدفاتر! وقد ناقش ابن التركماني في (جوهره) كلام الدارقطني بما ليس بشيء عند الناظر!
والراوي عنه عبد الله بن جعفر يظهر أنه والد علي بن المديني،
وهذا الذي جزمت به في (الرحمات) [رقم/4113] فقلت هناك: (عبد الله بن بن جعفر: لا أراه إلا السعدي أبا جعفر المديني -والد علي بن المديني- الضعيف المشهور!! وأبو معمر الهذلي مشهور بالرواية عنه).
وللحديث: طريق ثالثة عن أنس بن مالك يرويه أحمد بن يزيد الكوفي، ثنا يوسف بن عطية، عن ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي عذاب القبر) أخرجه الضياء المقدسي في (المنتقى من مسموعاته بمرو) [رقم/167/مخطوط/بترقيمي] أخبرنا محمد بن علي بن الحسين الجناخاني البلخي، حدثني الحسن بن العلاء بن القاسم، ثنا أحمد بن يزيد الكوفي به ...
قلت: وسنده هابط ليس له قوائم؟ ويوسف بن عطية هو الصفار الأنصاري الذي تركه النقاد وسكتوا عنه! وقد كان مغرما برواية المناكير عن ثابت البناني بما يقضي منه الناظر العجب! والحسن بن العلاء: في حاله نظر؟ كما قاله أبو عثمان الصابوني.
والحمد لله رب العالمين.(/)
استفسار عن الفرد المطلق
ـ[أحمد على عثمان]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 10:23]ـ
السلام عليكم
هل هناك خلاف جار بين أهل العلم فى أن الفرد المطلق يطلق على الحديث الذى تفرد به
الصحابى فقط أم عن الحديث الذى تفرد به التابعى عن الصحابى؟
هل من الإخوان من يحرر لنا هذه المسئلة
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 04:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
كما هو معروف أن الحافظ ابن حجر قد قسم في النخبة التفرد إلى قسمين قال رحمه الله: ((ثم الغرابة إما أن تكون في أصل السند أم لا: 1 - فالاول: الفرد المطلق (أي التفرد الذي يكون في أصل السند) , 2 - و الثاني: الفرد النسبي ويقل إطلاق الفردية عليه))
وقال ابن قطلوبغا في (حاشيته على نزهة النظر) (ص44):
((إن روى عن الصحابي تابعيٌّ واحدٌ فهو الفرد المطلق، سواء استمر التفرد أو لا، بأن رواه عنه جماعة.
وإن روى عن الصحابي أكثر من واحد ثم تفرَّد عن أحدهم واحدٌ فهو الفرد النِّسبي، ويسمى مشهورًا، فالمدار على أصله)). اهـ {منقول}
وقال العلامة حافظ احمد الحكمي في الكتاب الذي حوى أسألة و أجوبة في مصطلح الحديث وهو المطبوع تحت اسم [سؤال و جواب في مصطلح الحديث وعلومه] (ص 20): (((1) الفرد المطلق: هو ما تفرد به صحابي كحديث عمر المتقدم - وهو حديث إنما الاعمال بالنيات - , (2) الفرد النسبي وهو ما انفرد به غيره ويقال له الغريب ويقل اطلاق الفردية عليه تسمية.))(/)
اللهم هب لي حمدا ومجدا ولامجد إلا بفعال
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أين ورد هذا الدعاء
اللهم هب لي حمدا ومجدا ولامجد إلا بفعال
يعني ماهوكل الدعاء
وما درجة الحديث الذي ورد فيه
وما معني الحديث
خاصة مامعني فعال"
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح صولا]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 01:23]ـ
أخي الكريم أخرج هذا الأثر ابن أبي شيبة في المصنف والحاكم في المستدرك وابن سعد في الطبقات والبيهقي في شعب الإيمان من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن سعد بن عبادة كان يدعو: " اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 07:23]ـ
أخي الكريم أخرج هذا الأثر ابن أبي شيبة في المصنف والحاكم في المستدرك وابن سعد في الطبقات والبيهقي في شعب الإيمان من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن سعد بن عبادة كان يدعو: " اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا لا مجد إلا بفعال ولا فعال إلا بمال اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه
نعم هم كذلك و رجال إسناده ثقات إلا أن عروة ولد في خلافة عثمان فمنهم من قال سنة 23هـ ومنهم من قال 29هـ و سعد بن عبادة رضي الله عنه توفي سنة 15 ه وقيل 16ه في خلافة أبي بكر وقيل في خلافة عمر قال الذهبي نقلا عن يحيى بن بكير وابن عائشة وغيرهما مات بحوران سنة ست عشرة.
وعلى هذا يكون السند منقطعا بين عروة و سعد , وجاء عند ابن ابي شيبة في المصنف: ((أَدْرَكْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى أُطُمِهِ ... ))
والله أعلم.(/)
إن خير هذه الأمة أكثرها نساء
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 04:49]ـ
عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس: هل تزوجت قلت: لا قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء. [رواه البخاري كتاب النكاح 4681]
قال بن حجر في الفتح:
قوله (فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء)
قيد بهذه الأمة ليخرج مثل سليمان عليه السلام , فإنه كان أكثر نساء كما تقدم في ترجمته , وكذلك أبوه داود , ووقع عند الطبراني من طريق أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " تزوجوا فإن خيرنا كان أكثرنا نساء " قيل المعنى خير أمة محمد من كان أكثر نساء من غيره ممن يتساوى معه فيما عدا ذلك من الفضائل. والذي يظهر أن مراد ابن عباس بالخير النبي صلى الله عليه وسلم , وبالأمة أخصاء أصحابه ; وكأنه أشار إلى أن ترك التزويج مرجوح , إذ لو كان راجحا ما آثر النبي صلى الله عليه وسلم غيره , وكان مع كونه أخشى الناس لله وأعلمهم به يكثر التزويج لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال , ولإظهار المعجزة البالغة في خرق العادة لكونه كان لا يجد ما يشبع به من القوت غالبا , وإن وجد كان يؤثر بأكثره , ويصوم كثيرا ويواصل , ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة , ولا يطاق ذلك إلا مع قوة البدن , وقوة البدن كما تقدم في أول أحاديث الباب تابعة لما يقوم به من استعمال المقويات من مأكول ومشروب , وهي عنده نادرة أو معدومة. ووقع في " الشفاء " أن العرب كانت تمدح بكثرة النكاح لدلالته على الرجولية , إلى أن قال: ولم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه , بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن وقيامه بحقوقهن واكتسابه لهن وهدايته إياهن وكأنه أراد بالتحصين قصر طرفهن عليه فلا يتطلعن إلى غيره , بخلاف العزبة فإن العفيفة تتطلع بالطبع البشري إلى التزويج , وذلك هو الوصف اللائق بهن. والذي تحصل من كلام أهل العلم في الحكمة في استكثاره من النساء عشرة أوجه تقدمت الإشارة إلى بعضها.
أحدها أن يكثر من يشاهد أحواله الباطنة فينتفي عنه ما يظن به المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك.
ثانيها لتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته فيهم.
ثالثها للزيادة في تألفهم لذلك.
رابعها للزيادة في التكليف حيث كلف أن لا يشغله ما حبب إليه منهن عن المبالغة في التبليغ.
خامسها لتكثر عشيرته من جهة نسائه فتزاد أعوانه على من يحاربه.
سادسها نقل الأحكام الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال , لأن أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه أن يختفي مثله.
سابعها الاطلاع على محاسن أخلاقه الباطنة , فقد تزوج أم حبيبة وأبوها إذ ذاك يعاديه , وصفية بعد قتل أبيها وعمها وزوجها , فلو لم يكن أكمل الخلق في خلقه لنفرن منه , بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن.
ثامنها ما تقدم مبسوطا من خرق العادة له في كثرة الجماع مع التقلل من المأكول والمشروب وكثرة الصيام والوصال , وقد أمر من لم يقدر على مؤن النكاح بالصوم , وأشار إلى أن كثرته تكسر شهوته فانخرقت هذه العادة في حقه صلى الله عليه وسلم.
تاسعها وعاشرها ما تقدم نقله عن صاحب " الشفاء " من تحصينهن والقيام بحقوقهن , والله أعلم. ووقع عند أحمد بن منيع من الزيادة في آخره " أما إنه يستخرج من صلبك من كان مستودعا " وفي الحديث الحض على التزوج وترك الرهبانية.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 05:14]ـ
جزاكم الله خيرا، و بارك في علمك(/)
هل للشيعة -والفرق الأخرى- منهجية خاصة تتعلق بالحديث؟
ـ[تيم الله]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
(1)
هل للشيعة (أو أي فرقة أخرى) أحاديث ينسبونها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام لم ترد عند أهل السنة؟ وما موقفنا منها؟
(2)
هل لديهم منهجية علمية خاصة -مختلفة عنا- تتعلق بالسند والمتن في التعامل مع الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام أم يشتركون معنا في هذه الجزئية وينكرون فقط متن الأحاديث التي تناقض معتقدهم الباطل؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 06:31]ـ
دونك هذا المقال للأستاذ الأزهرى السلفى حفظه الله
على هذا الرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=258073
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 06:35]ـ
و هذا كتاب مهم جدا مقارنة في علم الحديث بين الرافضة واهل السنة والجماعة
فيه الكثير من الفوائد لاسيما آخر جزء فيه
يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط:
http://www.fnoor.com/books/fn184.zip
ـ[تيم الله]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 11:15]ـ
شكراً لك أخي الكريم أحمد، وجزاك الله عني كل خير.(/)
هل من مغيث بموضوع لرسالة الدكتوراه في الحديث
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 10:20]ـ
أحد الأحبه بارك الله فيه وبكم يحضر لرسالة الدكتوراه في تخصصه الحديث الشريف فلعل اخوان الألوكه يعينوا بإختيار موضوع لرسالته
وجزاكم الله خيرا
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 12:43]ـ
السلام عليكم
اقترح موضوع المقارنة بين علم الحديث عند اهل السنة والشيعة
او دراسة اثر الاعتقاد في تصحيح الحديث او تضعيفه
او دراسة نقضية لتحقيق السقاف المحرف لكتاب العلو للعلي الغفار والذي اراد فيه محو كل احاديث الكتاب
او حجية الاجماع المنعقد على الصحيحين و حصر الاحاديث المنتقدة
او منهج الترمدي في تصحيح
او دراسة احديث منهاج السنة النبوية والرد على الطاعنين في تصحيحه والتضعيفه اي شيخ الاسلام
والله اعلم
ـ[ابن عدي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 05:34]ـ
عندي بعض الموضوعات التي أراها تصلح لطلبك ... ولم أطلع - في حدود علمي القاصر - على من تناولها بالبحث، وهذه هي:
1 - جهود العلامة محمد الطاهر بن عاشور الحديثية.
2 - موارد الحافظ نور الدين الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد".
3 - الموازنة بين "الكاشف" للذهبي و"الخلاصة" للخزرجي.
4 - تغير اجتهاد الحافظ ابن حجر في الرواة - دراسة تطبيقية على "هدي الساري" و"تقريب التهذيب".
5 - مصادر الحافظ المناوي في كتابه "فيض القدير شرح الجامع الصغير".
6 - منهج الحافظ ابن رجب في الصناعة الحديثية - موازنة بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين.
7 - جمع ودراسة مَن قبلهم النقاد مِن الرواة في غير رواية الحديث - دراسة تطبيقية على رواة الكتب الستة.
................ وليس هذا بآخر الممكن، ولو أردت أن أزيدك فعلت ... بإذن الله عز وجل،،
دمت بحفظ الله،،
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 07:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكما أخواي الكريمين
ورفع الله قدركما
ـ[بدرالدين الجزائري]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 06:58]ـ
امين
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 10:41]ـ
إخواني: وأنا أبحث عن موضوع أيضاً في علوم الحديث
هل يصلح: الإمام أبو عمرو الداني وجهوده في علوم الحديث لرسالة دكتوراه
لم يبحث من قبل حسب علمي
أفيدونا جميعاً مأجورين إخواني
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 11:26]ـ
اقترح (جمع ودراسة للاحاديث التي ظاهرها الاختلاف)
وللعلم فان هذا الباب هو ثغرة دخل عن طريقها اهل البدع واعداء الاسلام في الماضي والحاضر
وكم نحن بحاجة لكتاباً جامع يسد هذا الثغر ويكون مرجعاً للعامي والعالم فهل من محتسب.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 10:10]ـ
إخواني:
أكرر الطلب هل يصلح الموضوع الي طرحته؟ وماذا تقترحون من أبحاث أخرى
جزاكم الله خيراً
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 10:25]ـ
إخواني مازلت منتظراً منكم المساعدة والعون فلا تبخلوا علي بآرائكم
ـ[الحارث]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 12:36]ـ
إخواني مازلت منتظراً منكم المساعدة والعون فلا تبخلوا علي بآرائكم
أسأل الله جل وعلا أن يبلغك مقصدك وأن يعينك وينفع بك
أخي الحبيب
هذا السؤال كثيرا ما يتكرر في المنتديات
وفائدته الساسية تنبيه الباحث إلى بعض المواضيع التي قد يغفل عنها وتكون قريبة من اختصاصه أو تناوله ....
أهم ما الموضوع أن تحدد ما يأتي:
طبيعة الباحث العلمية
هل يحب الاستقراء ويميل إليه, أم الاستنتاج والتحليل , أم معظم أساليب ومناهج البحث
هل يرغب في تحقيق مخطوط، وطبيعة هذا المخطوط أو المطبوع غير المخدوم جيدا
أم أنه يحب الكتابة والبحث في المواضيع المبتكرة أو الأطروحات العلمية الصرفة
ما هو الأقرب إلى إمكانات الباحث
هل القسم الذي سيتقدم بالبحث إليه يتصف بالتساهل أو التعنت أو التشدد أم تحبيذ أنواع معينة من الأبحاث
على الباحث أن يحصر نفسه في دائرة المتاح
وثمة أمر أساسي كدت أغفله وهو ما دعاني للمشاركة
لا يجعل الباحث هدفه من البحث الحصول على الدرجة فحسب وإنما ينبغي أن ينشد الفائدة المتحصلة من هذا البحث الذي سيعيش معه فترة ليست بالهينة من عمره
فالحاجة الماسة للبحث تعد من أهم أسباب اختيار البحث
فإذا تحققت الحاجة وأعظمها حاجة الأمة المتمثلة بالمسلمين وكانت منطلقات البحث متوافرة لدى الباحث مع إحاطته الشمولية المجملة لجوانب الموضوع مع التركيز على محور القضية وجاءت الموافقة من ثم على اختياره من قبل القسم المختص كان للبحث النصيب الكبير من النجاح والفائدة بعد توفيق الله عز وجل وصدق الباحث وإخلاصه وجده واجتهاده
ولذا على الباحث أن يضع في حسبانه وهو يحث أن بحثه لا بد من أن ينشر
ولو مختصر عنه حتى لا تضيع مئات الساعات المبذولة في هذا العمل هباء
وفقك الله أخي الكريم لما يحبه الله
وانظر من حولك وأدم إمعان النظر وإنعامه فيما ذكر لك من العناوين وانظر أين ترى نفسك
وعذرا عن الإطالة
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 02:26]ـ
2 - موارد الحافظ نور الدين الهيثمي في كتابه "مجمع الزوائد".
موضوع ممتاز يا ابن عدي وفي الحقيقة كل إقتراحاتك ممتازة بارك الله فيك(/)
طرق التحمل والأداء في الحديث
ـ[الباحث عن الفلاح]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم الله يجزاكم خير أرجو المساعدة في الحصول على أمثلة من القران والسنة على طرق التحمل والأداء في الحديث مثل السماع من لفظ الشيخ والقراءة على الشيخ والمناولة والمكاتبة.(/)
إذا قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه: "قلتُ لعبدالرحمن بن صالح .. " فمن يقصد؟
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 01:23]ـ
إذا قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه: قلت لعبد الرحمن بن صالح ....
من يقصد؟!
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عدي]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 07:17]ـ
هو: عبد الرحمن بن صالح الأزدى العتكى، أبو صالح، و يقال أبو محمد، الكوفى. من رواة النسائي.
والله الموفق،،
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 12:46]ـ
الأظهر أنه محرف عن (عبدالرحمن بن إبراهيم)، وهو الحافظ دحيم، وكتاب أبي زرعة حافل بسؤالاته له.
وهذا النص المسؤول عنه:
قلت لعبدالرحمن بن صالح: ما تقول في إبراهيم بن سليمان الأفطس؟ قال: "ثقة ثبت". قلت: فما تقول في محمد بن راشد؟ قال: "ثقة، وقد كان يميل إلى هوى". قلت: فأين هو من سعيد بن بشير؟ فقدم سعيدًا عليه. قلت فما تقول في ابن زبر؟ قال: "ثقة". قلت: فما تقول في ابن ثوبان؟ قال: "ثقة".
وقد نقل المزي في ترجمة إبراهيم بن سليمان الأفطس، قال: (وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لعبدالرحمن بن إبراهيم: ما تقول فيه؟ فقال: "ثقة ثبت").
ونقل في ترجمة ابن زبر، قال: (وقال ... أبو زرعة الدمشقي عن دحيم ... : "ثقة").
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 01:04]ـ
الأظهر أنه محرف عن (عبدالرحمن بن إبراهيم)، وهو الحافظ دحيم، وكتاب أبي زرعة حافل بسؤالاته له.
صدقت يا شيخ محمد ..
وعبدالرحمن بن صالح شيعي محترق وليس هو من كبار الحفاظ أو النقاد فلا يكون أهلاً أصلا موئلا لسؤالات أبي زرعة.
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 01:24]ـ
الأظهر أنه محرف عن (عبدالرحمن بن إبراهيم)، وهو الحافظ دحيم، وكتاب أبي زرعة حافل بسؤالاته له.
وهذا النص المسؤول عنه:
قلت لعبدالرحمن بن صالح: ما تقول في إبراهيم بن سليمان الأفطس؟ قال: "ثقة ثبت". قلت: فما تقول في محمد بن راشد؟ قال: "ثقة، وقد كان يميل إلى هوى". قلت: فأين هو من سعيد بن بشير؟ فقدم سعيدًا عليه. قلت فما تقول في ابن زبر؟ قال: "ثقة". قلت: فما تقول في ابن ثوبان؟ قال: "ثقة".
وقد نقل المزي في ترجمة إبراهيم بن سليمان الأفطس، قال: (وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لعبدالرحمن بن إبراهيم: ما تقول فيه؟ فقال: "ثقة ثبت").
ونقل في ترجمة ابن زبر، قال: (وقال ... أبو زرعة الدمشقي عن دحيم ... : "ثقة").
/// بارك الله فيكم ..
/// وقد أسند جزئيه الأخيرين - المتعلِّق بالكلام عن ابن راشد وابن بشير - بنحوه عنه الطَّبرانيُّ في مسند الشاميين (4/ 6)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 28)، (53/ 9)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 273).
/// وأسنده عنه أيضًا ابن عديٍّ في الكامل (3/ 371)، (6/ 201).
/// وذكره ابن رجب في شرح العلل (2/ 729).
= كلهم ذكر دحيم بن اليتيم .. ولم يذكروا عبدالرحمن بن صالح.
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 07:29]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وأحسن إليكم(/)
قبول رواية المرأة للحديث ...
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 01:12]ـ
الحديث المتواتر والآحاد
فتوى رقم (4696):
س: لماذا نسلم بقبول رواية امرأة واحدة للحديث مع أننا في الشهادة في الحالات العادية نطبق قول الله عز وجل: سورة البقرة الآية 282فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وفي علم الحديث يطلب التثبت أكثر، وخاصة أن هناك أحاديث كثيرة جدا في الصحيحين عن عائشة، فهل يعتمد مثلا قول ابن حجر في تجريح رجل ولا يؤخذ قول الله عز وجل: سورة البقرة الآية 282أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا نسأل الله عز وجل أن يوفقكم في الرد الشافي على هذا الموضوع الذي يراودني دائما ولا أحدث به أحدا؟
ج: أولا: الصحيح أنه لا يشترط في قبول الرواية العدد، بل يكفي في أداء الحديث وقبوله واحد، سواء كان رجلا أو امرأة إذا كان عدلا ضابطا مع اتصال السند وعدم الشذوذ والعلة القادحة؛ لاكتفاء النبي صلى الله عليه وسلم في البلاغ بإرسال واحد كمعاذ بن جبل إلى اليمن، ودحية الكلبي بكتابه إلى هرقل، ونحو ذلك، وكعلي بن أبي طالب إلى مكة في السنة التاسعة من الهجرة لينادي الناس في موسم الحج ألا يحج بعد العام مشرك وألا يطوف بالبيت عريان، وأما النساء فقد أمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغن ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة، فقال تعالى: سورة الأحزاب الآية 34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ولولا قبول روايتهن للقرآن والسنة لما أمرهن بالبلاغ، وقد كانت إحداهن تشترك أحيانا مع أخرى في البلاغ وتنفرد به أحيانا، كما هو واضح لمن تتبع الروايات عنهن، ولم ينكر ذلك أحد عليهن ولا على من أخذ عنهن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد أصحابه رضي الله عنهم، فكان قبول الرواية عنهن وعن إحداهن ثابتا بالكتاب وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع صحابته رضي الله عنهم واستمر على ذلك العمل في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وفيما بعدها، بل أجمع الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم على قبول رواية المرأة مطلقا منفردة ومشتركة مع غيرها كالرجل إذا توفر فيها شروط القبول.
ثانيا: ليست الشهادة والرواية على حد سواء من كل وجه، بل تفترقان في أمور منها: أن الرواية إخبار عن أمر عام للراوي وغيره لا ترافع فيه إلى الحكام بخلاف الشهادة فإنها في قضايا عينية تخص المشهود عليه وله، يترافع في مثلها إلى الحكام غالبا، ومنها: أن الرواية لا يشترط في قبولها العدد كما تقدم بخلاف الشهادة فقد يشترط فيها أربعة من الرجال كما في حد الزنا والقذف وقد يشترط رجلان كما في القتل عمدا، وقد يكتفى برجل وامرأتين كما في الحقوق المالية، وقد يكتفى بامرأة واحدة كقول المرضعة في ثبوت الرضاع، ومنها: أن الشهادة لكونها خاصة بالمشهود عليه والمشهود له لا تتعداهما إلا بالتبعية المحضة ردت بالقرابة والعداوة وتطرق التهم، بخلاف الرواية فإنها يكفي فيها ما يغلب على الظن صدق المخبر من العدالة والضبط، سواء كان الراوي رجلا أم امرأة، واحدا أم أكثر، ومنها أن بين كثير من المسلمين عداوة قد تحمله على شهادة الزور بخلاف الرواية عنه صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم في الجزء الأول من [بدائع الفوائد]: الفرق بين الشهادة والرواية: أن الرواية يعم حكمها الراوي وغيره على ممر الزمان، والشهادة تخص المشهود عليه وله ولا تتعداهما إلا بطريق التبعية المحضة، فإلزام المعين يتوقع منه العداوة وحق المنفعة والتهمة الموجبة للرد فاحتيط لها بالعدد والذكورية وردت بالقرابة والعداوة وتطرق التهم، ولم يفعل مثل هذا في الرواية التي يعم حكمها ولا يخص، فلم يشترط فيها عدد ولا ذكورية، بل اشترط فيها ما يكون مغلبا على الظن صدق المخبر، وهو العدالة المانعة من الكذب واليقظة المانعة من غلبة السهو والتخليط، ولما كان النساء ناقصات عقل ودين لم يكن من أهل الشهادة، فإذا دعت الحاجة إلى ذلك قويت المرأة بمثلها؛ لأنه حينئذ أبعد من سهوها وغلطها لتذكير صاحبتها لها. اهـ. ثالثا: الذين قاموا بنقد رواة أحاديث دواوين السنة ودواوين السيرة والتاريخ تعديلا وجرحا جماعة من أئمة الحديث معروفون، لهم بصيرة ثاقبة في ذلك، عاصروا من نقدوهم وحكموا فيهم بما عرفوا عنهم ولم يفرقوا في منهج نقدهم بين رجل وامرأة، بل هما سواء لديهم في الجرح والتعديل، أما من جاء بعدهم ممن لم يعاصر أولئك الرواة كابن حجر العسقلاني رحمه الله، فإن شأنه مع أولئك الرواة نقل أقوال من عاصرهم من الأئمة فيهم، ومناقشة سندها إليهم والترجيح بينها إذا تعارضت ونحو ذلك، وليس إليه تعديلهم أو تجريحهم، لعدم معاصرته إياهم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
عضو
نائب رئيس اللجنة
الرئيس
عبد الله بن قعود ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=3)
عبدالله بن غديان ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=5)
عبدالرزاق عفيفي ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=1)
عبدالعزيز بن عبد الله بن باز ( http://www.alifta.net/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)(/)
الرجاء المساعدة حول تلقي الحديث الضعيف بالقبول
ـ[محمد غالب الأنس]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 01:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني الكرام عندي رسالة ماجستير بعنوان تلقي الحديث الضعيف بالقبول من خلال كتب السنة واثره في الاحكام من عنده مراجع اودراسات تتعلق بالموضوع الرجاء افادتي بها مع التوثيق لطفا اخوكم ابو انس
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 01:49]ـ
اخي الكريم:
هناك كتاب اسمه: " كشف اللثام عن الاحاديث الضعيفة في الاحكام المعمول بها عند الائمة الاعلام" تأليف: سعيد باشفري
- دار ابن حزم
فيها ما يفيدك
ولا اعلم اهي موجودة على الانترنت ام لا؟(/)
من هو أبو سعيد عمرو بن محمد بن ختن؟
ـ[القرشية]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 08:38]ـ
من يعينني بعد الله في ترجمة أبو سعيد عمرو بن محمد بن ختن؟
مع خالص الدعاء لكم بحسنتي الدارين ..
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 09:21]ـ
هل تعنى عمرو بن محمد أبو سعيد العنقزى توفى 199 هـ و مذكور فى التهذيب؟
فى نسبته تصحيف كبير فى الكتب
هلا أعنتنا بمن روى له أو فى أى كتاب وجدت إسمة أو حتى هل هو من المعاصرين أو من القدماء؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 11:29]ـ
من يعينني بعد الله في ترجمة أبو سعيد عمرو بن محمد بن ختن؟
مع خالص الدعاء لكم بحسنتي الدارين ..
هو الشيخ الصدوق الصالح المعدِّل: أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور بن مخلد بن مهران العدل الجنجروذي الختن، وإنما قيل له الختن لانه ختن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
له ترجمة حسنة في (تاريخ نيسابور)، لابن البيِّع، وعنه ترجمه السمعاني في (الأنساب) والذهبي في (تاريخ الإسلام).
والحمد لله على كل حال، ونعوذ به من حال أهل النِّير والنار.
ـ[القرشية]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 06:22]ـ
جزاكما الله خيرا، ونفع بكما ..(/)
مالراجح في وفاة أبي عبدالله الحاكم؟
ـ[القرشية]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 08:46]ـ
قال السبكي في طبقاته: وثبتت وفاته سنة 405 ووهم من قال 403.
ماقولكم بارك الله فيكم؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 06:31]ـ
هذا هو الصحيح توفي رحمه الله سنة 405 , وهذا ما ذكره الذهبي في السير (انظر " تذكرة الحفاظ " 3/ 1043، 1044) وهذا ما صححه الزركلي و غيره , و الله أعلم
ـ[القرشية]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 06:23]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 06:35]ـ
للفائدة قال العراقي:
ثم لخمس وثمانين تفي ............ الدارقطني، ثمت الحاكم في
خامس قرن عام خمسة فني [405] ......... وبعده بأربع عبد الغني [الأزدي 409]
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 10:34]ـ
جزاك الله خيرا ..
آمين و إياكم
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 10:42]ـ
للفائدة قال العراقي:
ثم لخمس وثمانين تفي ............ الدارقطني، ثمت الحاكم في
خامس قرن عام خمسة فني [405] ......... وبعده بأربع عبد الغني [الأزدي 409]
بارك الله فيك ونفع بك(/)
تفسير قول ابن حرب: كان جرير وأبو عوانة يتشابهان ما كان يصلح إلا أن يكونا راعيين!!
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 03:00]ـ
التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل
-2 -
ومن عوامده أنه يعمد إلى كلام لا علاقة له بالجرح فيجعله جرحاً! فمن أمثلة ذلك:
1و2: جرير بن عبد الحميد وأبوعوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، قال الذهبي في خطبة (الميزان): ((وفيه: يعني (الميزان) من تُكلم فيه مع ثقته وجلالته بأدنى لين وأقل تجريح، فلولا أنابن عدي أو غيره من مؤلفي كتب الجرح ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته لثقته)).
وهكذا قد يذكر في الترجمة عبارة لا قدح فيها ولا مدح، وإنما ذكرها لاتصالها بغيرها، فمن ذلك أنه ذكر جرير بن عبد الحميد فقال في أثناء الترجمة: ((قال ابن عمار كان حجة وكانت كتبه صحاحاً، قال سليمان بن حرب: كان جرير وأبو عوانة يتشابهان ما كان يصلح إلا أن يكونا راعيين، وقال ابن المديني: كان جرير بن عبد الحميد صاحب ليل. وقال أبو حاتم: جرير يحتج به، وقال سليمان بن حرب: كان جرير وأبو عوانة يصلحان أن يكونا راعيي غنم كانا يتشابهان في رأي العين؛ كتبت عنه وأنا وابن مهدي وشاذان بمكة)) لم يتعرض صاحب (التهذيب) مع محاولته استيعاب كل ما يقال من جرح أو تعديل لقضية التشابه ولا الصلاحية لرعي الغنم لأنه لم ير فيها ما يتعلق بالجرح والتعديل.
وأما الذهبي فذكر ذلك لاتصاله بغيره، ولأن ذكر الصلاحية لرعي الغنم إنما فائدته تحقيق التشابه في رأي العين،وبيان أنهما كانا يتشابهان، ربما تكون له فائدة ما.
والمقصودأن مراد سليمان من بيان صلاحية الرجلين لرعي الغنم هوتحقيق تشابهما في رأي العين كما يبينه السياق،ووجه ذلك أن من عادة الغنم أنها تنقاد لراعيها الذي قد عرفته وألفته وأنست به وعرفت صوته،فإذا تأخر ذاك الراعي في بعض الأيام وخرج بالغنم آخر لم تعهده الغنم لقي منها شدة لا تنقاد له ولا تجتمع على صوته ولا تنزجر بزجره. لكن لعله لو كان الثاني شديدالشبه بالأول لانقادت له الغنم، تتوهم أنه صاحبها الأول،فأراد سليمان أن تشابه جرير وأبي عوانة شديد بحيث لو رعى أحدهما غنماً مدة حتى ألفته وأنست به ثم تأخر عنها وخرج الآخر لانقادت له الغنم، تتوهم أنه الأول.
وقد روى سليمان بن حرب عن الرجلين، وقال أبو حاتم: ((كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة)). أما الكوثري فإنه احتاج إلى الطعن في هذين الحافظين الجليلين جرير وأبي عوانة، فكان مما تمحله للطعن فيهما تلك الكلمة، وقطعها، وفصلها بحيث يخفي أصل المراد منها، فقال في صفحة 101 في جرير ((مضطرب الحديث لا يصلح إلا أن يكون راعي غنم عند سليمان بن حرب)).
وقال ص 92 في أبي عوانة: ((كان يراه سليمان بن حرب لا يصلح إلا أن يكون راعي غنم)) وأعاد نحو ذلك ص 118.
هب أنه لا يعرف عادة الغنم فقد كان ينبغي أن ينبهه السياق،ولعله قد تنبه ولكن تعمد المغالطة، ولذلك قطع العبارة وفصلها.والله المستعان (1).
--------------------------------------
(1) لم يجب الكوثري في الترحيب عن هذا بشيء يذكر. وراجع التنكيل 1/ 216/ 63. ن(/)
شرح ماتع لكتاب قواعد التحديث للقاسمي
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 03:29]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180652
لفضيلة شيخنا الدكتور محمد حسن عبد الغفار(/)
معالجة النصوص المتعارضة في (الوضين بن عطاء) من خلال (تهذيب التهذيب)؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 04:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
///ابتداء سأقوم بعرض المعطيات النقدية للأئمة الذين وثقوا الوضين من خلال السفر النفيس (تهذيب التهذيب) وهي كالتالي:
أولا: بعض أئمة الجرح والتعديل ممن يصنفون ضمن المعتدلين في الجرح والتعديل كالإمام أحمد وأبو داود وابن عدي
ثانيا: من الأئمة الموثِّقين من هو مصنف في قائمة المتشددين وعليه فتوثيقه له مكانة لا تخفى، ويتمثل هذا الأمر في توثيق الإمام ابن معين
ثالثا: أحد الموثقين من نفس بلدة الراوي وهذا أمر معتبر في هذا المقام، وتمثل هذا في توثيق الإمام دُحيم
هذه المعطيات تجعلنا نكوِّن قولا محكما في الوضين بن عطاء تردُّ إليه النصوص المعارضة للتوثيق
والقول المحكم هو توثيق الوضين، لكن لا يعني هذا أنه في أعلى مقامات التوثيق بل هو مرتبة من مراتبه كما هو ظاهر من نصوص الأئمة الذين وثقوه
وبقي الآن محاولة التوفيق بين النصوص المعارضة لتوثيق الوضين وقد جعلتها في ثلاثة محاور:
المحور الأول: ما نستطيع حمله على تحقق قدر من الضعف عند الوضين، وهذا يتمثل في تضعيف ابن سعد وابن قانع، وقد أشرت إلى أن الوضين ليس في أعلى مراتب التوثيق مما يدل على تحقق جانب من الضعف عنده
المحور الثاني: القدح بدافع مذهبي، كما في تضعيف الجوزجاني رحمه الله تعالى، فمن المعلوم أن الوضين كان يرى القدر كما ذكر ذلك الإمام أحمد وأبو داود، فالجوزجاني-كما هو معلوم- كان يراعي المذهب-إلى حد ما- في منطلقه النقدي
المحور الثالث: الوصف الناشئ عن شدة في الإمام الناقد فيما يتعلق بجانب الجرح، وهذا تمثل في الإمام أبي حاتم، زد على هذا أن عبارة أبي حاتم ليست قاطعة بالتضعيف وإنما فيها نوع فرز لروايات الراوي، وهذا قد يحصل لكثير من الرواة
المحور الرابع: عبارة لا تنم عن أي قدح لا سيما وهي في التوثيق النسبي الذي يدل-كما في نص إبراهيم الحربي- على أن ثمة من هو أوثق من الوضين، وهذا لا إشكال فيه بل هو موافق لما قلته من تحقق قدر من الضعف عند الوضين كما أسلفت، وهذا الأمر يقع على كثير من الرواة أيضا، فلو قلنا عن سالم-مثلا- الثقة الذي أخطأ في عشرين حديثا من مجموع رواياته التي لا تتجاوز الألفين= (غيره أوثق منه) لما كنا مجانبين للصواب فهناك من هو أوثق منه كخالد-مثلاً- الذي أخطأ في عشرة أحاديث مع أنه روى أربعة آلاف حديث؟؟؟ والحال أن سالماً وخالداً ثقتان ويقعان في الخطأ؟؟
إذن فالراجح في الوضين أنه مقبول الرواية ثقة، وهذا ما نص عليه الحافظ الذهبي في الكاشف حيث قال: (ثقة وبعضهم ضعفه) وكأن الإمام الذهبي بتعقيبه على توثيقه يريد الإشارة إلى أن توثيقه لا يعني خلوه من ضعف، لأجل هذا قال (وبعضهم ضعفه)
وبناء على ماسبق فقول الحافظ-رحمه الله تعالى- في التقريب: (صدوق سيء الحفظ) محلُّ توقف عندي، وسأحاول البحث والتقصي عن المبررات التي ارتكز عليها حذام الحفاظ في قوله هذا
والله من وراء القصد(/)
في أي الكتب الستة أجد هذا الحديث: "يافلان, أتذكر يوم كذا, فعلت فيه كذا وكذا"؟
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 04:51]ـ
.
" يافلان , أتذكر يوم كذا , فعلت فيه كذا وكذا "
بهذا اللفظ - إن وُجد - أو بلفظ آخر , لابأس
مهمّ بارك الله فيكم
.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 05:07]ـ
/// أخرج البخاري من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدنو أحدُكُم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملتَ كذا وكذا، فيقول: نعم. فيقرِّرهُ، ثم يقولُ: إنِّي سترت عليك في الدُّنيا، فأنا أغفرها لك اليوم».
/// وهذا عام.
/// وثم حدَثٌ خاصٌّ .. فقد أخرج مسلم من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وآخر أهل النار خروجا منها؛ رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه: وارفعوا عنه كبارها. فتعرض عليه صغار ذنوبه: فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ فيقول: نعم. لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. فيُقال له: فإنَّ لك مكان كل سيئةٍ حسنة. فيقول: رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا». فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدَت نواجذه.
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 09:22]ـ
.
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً(/)
سؤال عن حديث في مسند ابن حنبل
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 06:58]ـ
السلام عليكم
قرأت في مسند ابن حنبل (طبعة قديمة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الترثي ... رجاء هل من يدلني في أي جزء يقع هذا الحديث في هذا المسند طبعة الرسالة أو طبعة عالم الكتب؟؟؟ جزاكم الله خيرا وقضى حوائجكم
ـ[عمر بن رأفت]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 07:44]ـ
وجدته فى مسند البزار و ابن الجعد
هل أنت أكيد أنه فى أحمد؟
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:16]ـ
شكراً لك إلا أني متأكدة أني قرأته في مسند ابن حنبل وكذلك قرأته في مسند ابن الجعد، وأبحث عنه مجدداً في مسند ابن حنبل، لأن الطبعة القديمة لم تعد بين يدي
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:16]ـ
مسند أحمد - ط. الرسالة:
[31/ 480 رقم 19140]:
حدثنا حسين بن محمد حدثنا شعبة عن إبراهيم الهجري عن عبد الله بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة فماتت ابنة له وكان يتبع جنازتها على بغلة خلفها فجعل النساء يبكين فقال لا ترثين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المراثي فتفيض إحداكن من عبرتها ما شاءت ثم كبر عليها أربعا ثم قام بعد الرابعة قدر ما بين التكبيرتين يدعو ثم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في الجنازة هكذا.
وأيضا [32/ 158 رقم 19417]:
حدثنا علي بن عاصم أخبرنا الهجري قال خرجت في جنازة بنت عبد الله بن أبي أوفى وهو على بغلة له حواء يعني سوداء قال فجعل النساء يقلن لقائده قدمه أمام الجنازة ففعل قال فسمعته يقول له أين الجنازة قال فقال خلفك قال ففعل ذلك مرة أو مرتين ثم قال ألم أنهك أن تقدمني أمام الجنازة قال فسمع امرأة تلتدم وقال مرة ترثي فقال مه ألم أنهكن عن هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن المراثي لتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت فلما وضعت الجنازة تقدم فكبر عليها ....
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:18]ـ
وهو في الطبعة الميمنية (4/ 356، 383).
وكان يكفي الأخ أن يراجع تخريج الجعديات! لا أن يعتمد على البرامج فقط أو النصوص الحرفية!
وهذه آفة نعوذ بالله من العجلة!
ـ[غادة حمزة]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:41]ـ
الشكر الشكر ... لقد أسعفتني كثيراً ... بارك الله فيك وقضى الله حوائجك في الدنيا والآخرة(/)
ما المقصود بـ (وسوء الكبر)؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 12:44]ـ
ما المقصود بـ (وسوء الكبر)؟
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:32]ـ
قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم: (رويناه الكبر بإسكان الباء وفتحها، فالإسكان بمعنى التعاظم على الناس، والفتح بمعنى الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر كما في الحديث الاَخر، قال القاضي: وهذا أظهر وأشهر مما قبله، قال: وبالفتح ذكره الهروي، وبالوجهين ذكره الخطابي وصوب الفتح وتعضده رواية النسائي وسوء العمر).
ـ[مبتدئة]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:36]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة أخانا الفاضل وبارك بك ..(/)
بيان [السعد، العلوان، الطريفي] نكارة حديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا ..
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 08:57]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
* قَالَ شَيْخُنَا المُحَدِّثُ عبدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ آل سَعدٍ ـ سلّمهُ اللَّهُ تعالى ـ كما في كِتَابِهِ [البَدر التَّمام في بيان حكم بعض ما ورد في فضلِ رمضانَ]:
حديث: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ»:
هذا الحَديثُ أَخْرَجَهُ: عبدُ اللَّهِ بنُ الإمامِ أحمدَ (1/ 259) [19] والبَيْهَقِيُّ في الشُّعب (3815)، وفضائل الأوقات (14)، وابنُ السُّنيِّ في عمل اليوم والليلة (659) جميعهم من طريق: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيِّ.
والطَّبرانيُّ في الأوسط (4/ 189) من طريق عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عُمَرَ الْجِنِّيِّ.
وأبي نُعَيم في الحِلية (6/ 269) والطَّبرانيُّ في الدُّعاء (911)، وابنُ عَساكِر (40/ 57) من طريق: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيِّ.
ثلاثتهم من طريق: زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعًا:
وهذا حديثٌ منكرٌ، وإسنادُهُ ضعيفٌ جِدًّا؛ لأمور:
فيه زائدة بن أبي الرقاد: منكر الحديث.
فيه زياد بن عبد الله النميري البصريّ: ضعيف.
على ضعف زائدة فقد تفرد به كما قاله الطبراني، ولا يُحتمل ذلك منه.
أن هذه السلسلة قال فيها أبو حاتِمٍ: يحدث زائدة عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة. وقال البخاري: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري مُنكر الحَديث. (الضعفاء 2/ 437).
والحديث ضَعَّفَهُ جماعة؛ منهم:
البَيْهَقيُّ (فضائل الأوقات ص104)، والنَّوويُّ (الأذكار ص314)، وابنُ رَجَبٍ (اللطائف ص170)، وابنُ حَجرٍ (تبيين العجب ص37).
وذكره ابنُ تَيمِيَّةَ في الفتاوى (25/ 291) وسكت عنه، لكن قال قبله: «وأكثر ما رُوِي في ذلك .. ».
* سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ المُحَدِّثُ سُلَيْمَانُ بْنُ ناصِرٍ العلوَان ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ:
ما تقولون في حديث: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ».؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
هَذا الحديثُ رَوَاهُ أحمدُ فِي مُسْنَدِهِ (1/ 259) والبَزارُ [616 – كشف الأستار] من طريق زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قالَ كانَ النَّبِيُّ (ص) إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ».
وفي إِسنادِهِ زَائِدَةُ بنُ أبي الرُّقَاد لا يصحّ حديثه قالَ عنهُ الإمامُ البُخَاريُّ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
وقال النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ.
وقالَ أبُو دَاوُدَ: لا أعرف خبره.
وَقَالَ ابنُ حِبَّانَ: يروي المَناكير عن المَشاهير لا يحتجّ به ولا يكتب إلا للاعتبار.
وذكر الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (234) هذا الحديث وقال فيه ضعيف.
وانظر تبيين العجب بما ورد في فضل رجب (ص 18) للحافظ ابن حجر العسقلاني. فقد أشار إلى ضعفه لتفرد زائدة.
ولا يصح تخصيص رجب بشيء من العبادات لا دعاء ولا صيام ولا صدقة ولا عمرة على الصَّحيح فإن عمر النبي (ص) كانت في ذي القعدة لحديث أنسٍ في الصحيحَيْن.
وقد زعم بعضُ النَّاسِ أن النَّبِيَّ (ص) ولد في أوَّل ليلة من رجب وهذا ليسَ بِشَيء.
وقالت طائفة بأن الإسراء بالنَّبيِّ (ص) كانَ في السَّابِع والعشرينَ من شهرِ رجبٍ.
ولا يصحّ في ذلك شيء، واللَّهُ أعلمُ.
قَالَهُ
سُلَيْمَانُ بنُ ناصِرٍ العلوَانُ
14/ 7 / 1421
* قَالَ فَضِيْلةُ الشَّيْخِ عبدُ العزيزِ بنُ مَرزُوْق الطَّريفِيُّ ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى،وَرَعَاهُ ـ في [أحاديث الصِّيام المعلة ـ الدرس الأوَّل]:
ومنها أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ».
هذا الحديثُ قد رَوَاهُ الإِمامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ، وجاءَ عِندَ بَعضِ أَهلِ السُّنَنِ، وقد رَوَاهُ أيضًا البَيْهَقِيُّ والطَّبَرَانِيُّ وغيرُهُم مِن حديثِ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ عليه رضوانُ اللَّهِ تعالى ـ أنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ».
وعليه يُعْلم أنَّه لا يثبت في فضل رجب شيءٌ من الأخْبَارِ عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا في صِيَامٍ ولا في قِيَامٍ كما نصَّ على ذلك غيرُ واحدٍ مِن الحُفَّاظِ كأبي إسْحاقَ الهرويِّ، وكذلك نصَّ عليه الحافِظُ ابنُ حجرٍ ـ عليه رحمةُ اللَّهِ تعالى ـ وغيرهما.
كَانَ النَّبِيُّ (ص) إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ».
أَخُوكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيْ، آمين ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 12:11]ـ
ما شاء الله , بارك الله فيكم أبا سليمان , هل لكم معرف في " أهل الحديث " أم أنقلها بنفسي؟
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 08:40]ـ
الأخ الحبيب الودود / أبا أبو الهُمام البرقاويّ:
بارك اللَّهُ فيكُم، وجزاكُم خيرًا، وزادكُم تَوفيقًا، ورفع قدركُم، وأعلى ذكركُم، وأعظم أجركُم.
أنقلها بنفسي؟
تفضل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 08:44]ـ
تنبيه: اسمي سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ.(/)
15فائدة من حديث من عادى لي ولياً كل مؤمنٍ تقي هو لله تعالى ولي
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 08:56]ـ
P
كلُّ مُؤْمِنٍ تَقِيٍّ هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى وليٌّ
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.
أمَّا بعد
فقد روى الإمام البخاري في صحيحه [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« إِنَّ اللَّهَ قَالَ [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2): مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3) ، وَمَا تَرَدَّدْتُ [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4) عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5) الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».
وهذه (15) فائدة استخرجتها من هذا الحديث القدسي الشريف
.............................. .............................. .......................
... نُبْذَة عَنْ راوي الحَدِيثِ الشَّريفِ ومُخَرِّجِهِ:
أولاً:راوي الحديث الشريف السابق هو: أبو هُرَيْرَةَ t ، عبد الرحمن بن صخر الدَّوْسِيّ اليماني t، قدم المدينة المنورة سنة سبع وشهد خيبر وما بعدها، كناه الرسول r أبا هر؛ لهرة كانت في كمه، كان أكثر الصحابة ملازمة للرسول r طلباً للحديث فلذلك كان أكثر الصحابة رواية للحديث حيث روى (5374) حديثاً ولا يحبه إلا مؤمن، وقد قال عن نفسه t كما في مسند الإمام أحمد وصحيح الإمام مسلم: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا - قَالَ -: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : « اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا - يَعْنِى أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ - إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمُ الْمُؤْمِنِينَ».
فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِى وَلاَ يَرَانِى إِلاَّ أَحَبَّنِى.
فاللهم إنا نُشهدك أنا نحبهما. توفي في المدينة المنورة سنة تسع وخمسين للهجرة t.
ثانياً: مُخَرِّج الحديث الشريف السابق وهو:الإمام البخاري، الإمام البخاري: وهو إمام الدنيا وسيد المُحدِّثين وأُستاذُ الأُستاذِين في الحديث وجبل الحفظ وأحد أئمة علماء السنة أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ البخاريُّ، صاحب المؤلفات السيارة أعظمها كتابه الصحيح وهو المقصود عند الإطلاق. "وفي صحيح البخاري اثنان وعشرون حديثاً ثلاثياً" [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6) وابتدأه بالإيمان وختمه بالتوحيد وله الأدب المفرد والتاريخ و غيرها تُوُفَِّيَ سنة256هـ رحمه الله تعالى.
... يُسْتَفَادُ مِنَ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ السَّابِقِ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِنْها:
1) هذا الحديث أصل في باب ولاية الله تعالى وهو أعظم وأصح حديث خاص بأولياء الله تعالى.
2) هذا حديث قدسي كبير الشأن:لما اشتمل عليه من أمور عظام توصل إلى درجة الوِلاية الحقة.
3) الولي: هو كل مؤمنٍ تقيٍّ؛ لقوله تعالى:" چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? چ يونس: 62 - 63
4) أولياء الله تعالى هم المتقون من عباده المؤمنين كما قال تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ چ الأنفال: 34
(يُتْبَعُ)
(/)
[فائدة]: أولياء الله تعالى إذا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7) تعالى ويدل على هذا ما يلي:
أ- قال رسول الله r :" أولياءُ اللهِ تعالى: الَّذِينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ الله تعالى ".رواه الحكيم الترمذي والبزار وأبو نُعيم وحسنه الألباني.
ب - قال رسول الله r : " أَلاَ أُخْبِرُكُمْ أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى, قال: فَخِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ الله ". رواه الإمام أحمد في المسند و قال الإمام الهيثمي في المجمع: رواه أحمد وفيه شَهْر بن حَوْشَب وقد وثقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح. ورواه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجَهْ في سننه وحسنه الألباني.
5) في الحديث دليل على أن من عادى أولياء الله تعالى فقد آذنه اللهُ تعالى بالحرب، والولي ضده العدو فالولي: كل مؤمنٍ تقيٍّ والعدو: كل خاسر شقي.
6) في الحديث إلماع إن أن مرتبة الوِلاية أعلى من مرتبة عامة المؤمنين وهي قطعاً أدنى من مرتبة النبي:فالنبي معصوم والولي غير معصوم عند المسلمين أما غير المسلمين ممن انتسبوا لغُلاة الصوفية الذين يدَّعون كفراً وطغياناً أن مرتبة الوِلاية فوق مرتبة الرسالة كما قال ابن عربي:
مقَامُ النُّبُوَّةِ فِيْ بَرْزَخٍ ... فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة معلقاً على ذلك بقوله [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8) :" وهذا قلب للحقيقة التي اتفق عليها المسلمون وهو أن الرسول أفضل من النبي الذي ليس برسول والنبي أفضل من الولي الذي ليس بنبي والرسالة تنتظم النبوة والولاية كما أن النبوة تنتظم الولاية وأن أفضل الأولياء أكملهم تلقياً عن الأنبياء وهو أبو بكر الصديق فإنه أفضل من عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وعمر".انتهى. وقال [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9) :" هؤلاء الملاحدة يدعون أن الولاية أفضل من النبوة و يلبسون على الناس فيقولون: ولايته أفضل من نبوته وينشدون:
مقَامُ النُّبُوَّةِ فِيْ بَرْزَخٍ ... فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ
ويقولون:نحن شاركناه فى ولايته التى هى أعظم من رسالته وهذا من أعظم ضلالهم:فإن ولاية محمد r لم يماثله فيها أحد لا إبراهيم u ولا موسى u فضلاً عن أن يماثله هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي فالرسول نبي ولي ورسالته متضمنة لنبوته ونبوته متضمنة لولايته وإذا قدروا مجرد إنباء الله إياه بدون ولايته لله فهذا تقدير ممتنع:فإنه حال إنبائه إياه ممتنع أن يكون إلا ولياً لله ولا تكون مجردة عن ولايته ولو قدرت مجردة لم يكن أحد مماثلاً للرسول فى ولايته ".انتهى.
7) في الحديث بيان لكون الولي مداوماً على فعل النوافل والمسارعة في النوافل فضلاً عن الفرائض ابتغاء وجه الله تعالى.
[فائدة]: في هذا رد لأباطيل الذين يقولون: إنهم قد سقطت عنهم التكاليف؛ لأنهم وصلوا إلى درجة الوِلاية وهذا محض افتراء وبطلانه يظهر من وجوه:
الأول: أن سادات الأولياء وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي مقدمتهم سيدنا محمد r كان يعبد الله تعالى حتى توفاه الله تعالى وكذلك أصحابه وآله y والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الثاني: استدلال هؤلاء الضُّلَّال المفترين بقوله تعالى: چ ? ? ? ? ? چ الحجر: 99 استدلال باطل؛ لأن اليقين هنا الموت.
أي: أن الله تعالى يأمر نبيه محمداً r بمداومة العبادة حتى يأتيه أجله.
ويقال لهؤلاء من باب التهكم: إذن سادتكم وأولياؤكم كفار مكذبون وفي جهنم خالدون بنص القرآن الكريم؛ لقوله تعالى حاكياً الحوار الذي دار بين الموحدين وبين أهل الجحيم بقوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ المدثر: 1 - 47
فيقال لهم: اليقين واحد في الموضعين فهل هو الموت أم درجة إيمانية؟ وإن قالوا بالثانية فليأتوا بدليل للتفرقة بين المعنينن.
الثالث: نص هذا الحديث حُجَّةٌ عليهم لما تقدم آنفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: الوليُّ: هو كل مؤمنٍ تقيٍّ فكيف يصل إلى درجةٍ يترك الإيمان ويتعالى على الله خالقه سبحانه؟! ومن المعروف أن أمثال هؤلاء الْمُدَّعِين للوِلاية عندما يُعَرِّفون بأنفسهم وبكبرائهم يقولون: العبد الفقير الحقير و أحقر خلق الله تعالى ... وما شابه ذلك من عبارات فتجدهم يُكثرون من هَضْمِ أنفسهم لكن هنا تعالَوْا على ربهم Y . فتبًّا لعقول كان مشركو الجاهلية الأولى أعلم بالتوحيد منهم.
الخامس: التشريعات الخاصة بمن اقترب أجله وتلقينه الشهادة و ... فإن كان من يصل إلى تلك المرتبة
المكذوبة المزعومة لا يعبد الله تعالى فلمن قالها الرسول r ؟!
السادس: الآيات التي تَحُثُّ النبي r على الازدياد من الطاعات وأمره بالتسبيح والاستغفار , لاقتراب أجله r كقوله تعالى: چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? چ العصر: 1 - 3 ... وغيرها
تبطل تلك الفِرْيَةَ المزعومة.
8) في الحديث إشارة إلى قسمي أوامر الله تعالى: فرائض ونوافل [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10) .
9) في الحديث إثبات لصفة المحبة لله تعالى من غير تأويل ولا تشبيه بل نؤمن بها على معتقد أهل السنة والجماعة: إقرار وإمرار.
10 - في الحديث إشارة إلى تقدم الفرائض على النوافل.
11 - في الحديث إلماع إلى أهمية المداومة على فعل الطاعات كما قال r : " إن أحب العمل إلى الله تعالى أدومة وإن قل ".رواه الإمام أحمد وأبو داود والنَّسائي وصححه الألباني وفي رواية ابن ماجَهْ وصححها الألباني أن رسول الله r قال:" فإن خير العمل أدومه وإن قل ". ووصفتِ السيدةُ عائشةُ ل عملَ رسولِ الله r فقالت:" كان عمله دِيمةً وأيكم يستطيع ما كان رسول الله يستطيع؟ ". متفق عليه وتُؤخذ هذه المداومة من قوله تعالى:" يتقرب " و " ومازال " بصيغه المضارع للدَّلالة على الاستمرار و الملازمة.
12 - في الحديث إشارة إلى أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها " و"أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة , فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه وأعاذته مما يستعيذ الله به " [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)
13- في الحديث إشارة إلى أن محبة الله تعالى ووِلايته سبحانه لا تُنال إلا بأمرين هما:
أ- المحافظة على فرائض الله تعالى.
ب- المسارعة في النوافل ابتغاء وجه الله تعالى.
[فائدة]:قال الحافظ في الفتح [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12) : " وَقَدْ اسْتُشْكِلَ وُقُوعُ الْمُحَارَبَةِ وَهِيَ: مُفَاعَلَةٌ مِنْ الْجَانِبَيْنِ مَعَ أَنَّ الْمَخْلُوقَ فِي أَسْرِ الْخَالِقِ.
وَالْجَوَاب: أَنَّهُ مِنْ الْمُخَاطَبَةِ بِمَا يُفْهَمُ: فَإِنَّ الْحَرْبَ تَنْشَأُ عَنْ الْعَدَاوَةِ وَالْعَدَاوَةُ تَنْشَأُ عَنْ الْمُخَالَفَةِ وَغَايَة الْحَرْب الْهَلَاك وَاَللَّه لَا يَغْلِبُهُ غَالِبٌ، فَكَأَنَّ الْمَعْنَى فَقَدْ تَعَرَّضَ لِإِهْلَاكِي إِيَّاهُ. فَأَطْلَقَ الْحَرْبَ وَأَرَادَ لَازِمَهُ أَيْ أَعْمَلُ بِهِ مَا يَعْمَلُهُ الْعَدُوُّ الْمُحَارَبُ. قَالَ الْفَاكِهَانِيُّ: فِي هَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ؛ لِأَنَّ مَنْ حَارَبَهُ اللَّهُ أَهْلَكَهُ، وَهُوَ مِنْ الْمَجَازِ الْبَلِيغِ، لِأَنَّ مَنْ كَرِهَ مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ خَالَفَ اللَّهَ وَمَنْ خَالَفَ اللَّهَ عَانَدَهُ وَمَنْ عَانَدَهُ أَهْلَكَهُ، وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا فِي جَانِبِ الْمُعَادَاةِ ثَبَتَ فِي جَانِب الْمُوَالَاةِ، فَمَنْ وَالَى أَوْلِيَاءَ اللَّه أَكْرَمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ الطُّوفِيُّ: لَمَّا كَانَ وَلِيُّ اللَّهِ مَنْ تَوَلَّى اللَّهَ بِالطَّاعَةِ وَالتَّقْوَى تَوَلَّاهُ اللَّهُ بِالْحِفْظِ وَالنُّصْرَةِ، وَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ الْعَادَةَ بِأَنَّ عَدُوَّ الْعَدُوّ صِدِّيقٌ وَصِدِّيقَ الْعَدُوِّ عَدُوٌّ، فَعَدُوُّ وَلِيِّ اللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ فَمَنْ عَادَاهُ كَانَ كَمَنْ حَارَبَهُ وَمَنْ حَارَبَهُ فَكَأَنَّمَا حَارَبَ اللَّه ".انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
[تنبيه]:لا يُفْهم من قوله I :" كنت سمعه ... " لا الحلول ولا الاتحاد بين الخالق والمخلوق إنما هو تعبير بما يفهمه المخاطَبُ على لغة العرب من التقريب لإيصال المعنى إلى الأفهام بأيسر صورة وأوضحها و
يتضح ذلك من خلال عدة أجوبة ذكرها الحافظ ابن حجر [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13) :
- أحدها: أنه ورد على سبيل التمثيل والمعنى: كنتُ سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب أمري ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح.
- ثانيها:أن المعنى: كُلِّيْتُهُ مشغولةٌ بي فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به.
- ثالثها: المعنى:أُحَصِّلُ له مقاصده كأنه ينالها بسمعه وبصره ... إلخ.
- رابعها: كنتُ له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه.
- خامسها: قال الفاكِهاني وسبقه إلى معناه ابن هُبَيرة: هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضافٍ والتقدير: كنتُ حافظَ سَمْعِهِ الذي يسمع به فلا يسمع إلا ما يحل استماعه وحافظ بصره كذلك ... إلخ
- سادسها: قال الفاكِهاني: يحتمل معنىً آخر أدق من الذي قبله وهو: أن يكون معنى سمعه: مَسْمُوعُهُ؛ لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول مثل: فلان أملي بمعني مأمولي والمعنى:أنه لا يسمع إلا ذكري ولا يلتذ إلا بتلاوة كتابي ولا يأنس إلا بمناجاتي ولا ينظر إلا في عجائب ملكوتي ولا يمد يده إلا فيما فيه رضائي ورجله كذلك ... وقال الخَطَّابي
: هذه أمثال والمعنى: توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه و ... ".انتهى.
قلتُ: وهذا واضح وبين ولا إشكالفيه فإننا في حياتنا نقول: فلانٌ سَمْعُ فلانٍ وفلانٌ يَدُ فلانٍ وأنا عينُك ويَدُكَ ولا يُفهم منها إلا التقرب من المخاطَبِ ونصرته ولا يفهم أحد من العقلاء أن ذلك حلولاً كما يقول الاتحادية وغيرهم من الحلولية وأهل الزيغ والفساد فتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً وأدلة علوه سبحانه وتعالى تبطل ذلك المعتقد الفاسد الردي والذي لا يصدر إلا ممن لا يعرفون قدر الله تبارك وتعالى.
[تنبيه]: قال بعضهم [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14) :" القلب إذا كان محفوظاً مع الله كانت خواطره معصومة من الخطأ ".
فقال الحافظ معلقاً على ذلك:" وتعقب ذلك أهل التحقيق من أهل الطريق فقالوا: لا يُلتفت إلى شئ من ذلك إلا إذا وافق الكتاب والسنة والعصمة إنما هي للأنبياء ومن عداهم فقد يخطئ: فقد كان عمر t رأس الْمُلْهَمِين ومع ذلك فكان ربما رأى الرأي فيخبره به بعض الصحابة y بخلافة فيرجع إلىه ويترك رأيه ". انتهى.
[لطيفة]:قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15) : " وفي رواية في غير الصحيح فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ".
فقوله: "بي يسمع ... وبي يمشي ... " بيََّنَ معنى قوله: " كنتُ سمعه ... وبصره ... ويده ... ورجله"، لا أنه يكون نفس الحدقة والشحمة والعصب والقدم وإنما يبقى هو المقصود بهذه الأعضاء والقُوى وهو بمنزلتها في ذلك: فإن العبد بحسب أعضائه وقُواهُ يكون إدراكه فإذا كان إدراكه وحركته بالحق ليس بمعنى خَلْق الإدراك والحركة فإن هذا قدر مشترك فيمن يحبه وفيمن لا يحبه وإنما للمحبوب الحق من الحق من هذه الإعانة بقدر ماله من المعية والربوبية والإلهية فإن كل واحدة من هذه الأمور عامة وخاصة ". انتهى.
(فائدة): الرواية التي أشار إليها شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة ذكرها الطُّوفي وسكت عنها الحافظ في الفتح [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16) وسكوت الحافظ ابن حجر في الفتح يعني أنها لا تنزل عن رتبة الحُسْنِ كما هي قاعدته ومع ذلك فقد قال الشيخ الألباني [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17) أثناء تخريجه لهذا الحديث الشريف: " ولم أر هذه الزيادة عند البخاري ولا عند غيره ممن ذكرنا من المُخَرِّجين وقد ذكرها الحافظ في أثناء شرحه للحديث نقلاً عن الطُّوفي ولم يعزها لأحد ".انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - في الحديث وجوب قصر جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له؛ لقوله تعالى:" سألني , استعاذني " فأضاف الفعل ونسبه إلى ذاته الشريفة المقدسة العلية, للدَّلالة على شرف عبادته وتشريف العباد باصطفائهم عباداً له I ؛ لأن الإنسان إما أن يسأل شيئاً ليأخذه أو ليصرف عنه فمن فعل شيئاً من العبادة لغير الله تعالى صرفاً أو أخذاً فقد أشرك بالله تعالى.
15 - في الحديث تأكيد على أن لله تعالى أولياء وأعداء.
فنسأل الله تعالى بحبه وبحبنا لسيد الأولياء r أن يشرفنا بنصرة شريعته وأن يحشرنا ويجمعنا تحت لواء سيد الأولياء وخاتم الرسل والأنبياء الأصفياء سيدنا محمد r . آمين. والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد وآله وصحبه والتابعين، كلَّما ذكره الذاكرون، أو غفَل عن ذكره الغافلون.
وكتبه محمود داود دسوقي خطابي.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) - والصحيح هو أحد أنواع الكتب المصنفة في الحديث النبوي الشريف لكن اشترط مؤلفه الصحة وهو أحد الجوامع، و" الجامع: كل كتاب يجمع فيه مؤلفه جميع الأبواب من العقائد والعبادات والمعاملات والسِّيَر والمناقب والرِّقاق والفتن وأخبار يوم القيامة مثل: " الجامع الصحيح للبخاري ". تيسير مصطلح الحديث للشيخ الدكتور/محمود الطحان، ص 168 وصحيح الإمام البخاري كتاب رواية ودراية وفقه وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى، جـ20ص39:" اما البخارى وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد".انتهى.
[فائدة]: إذا أطلق العلماء قولهم: ثَبَتَ في الصحيح؛ فإن هذا يعني أن الحديث إما أن يكون في صحيح الإمام البخاري أو في صحيح الإمام مسلم أو في صحيحيهما معاً أي أنه لا يخرج عن ذلك وأما قولهم: ثَبَتَ في الحديث الصحيح أو صح فليس كذلك.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) - يسمى هذا حديثاً قدسياً؛ لأن فيه: قال الله أويقول الله أو ما شابه هذه العبارات الكريمة.
... الحديث القدسي:لفظه من النبي r ومعناه من الله تعالى؛ولهذا يجوز في الحديث القدسي أن نقول:قال الله تعالى أو قال النبي rفيما يروي أو يَحْكي عن ربه عز وجل.
... أما القرآن الكريم:فلفظه ومعناه من الله تعالى.
... وأما الحديث النبوي:فلفظه ومعناه من النبي r.
[3] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) - الإمام النووي ما ذكر خاتمة الحديث الشريف السابق:وهي خاتمة عظيمة في متن الأربعين النووية في الحديث الثامن والثلاثين بل اقتصر على ذكر الشاهد من الحديث الشريف السابق إلى قوله r : « ... وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّه ... ».
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) - أفضل من شرح معنى التردد الوارد في خاتمة هذا الحديث القدسي الكريم بما يوافق معتقد أهل السنة والجماعة هو الإمام ابن تيميَّة في مواضع من كتبه منها في مجموع الفتاوي جـ 18 ص: 129 و 130، وخُلاصته أن العبد لما فعل ما أحبه الله تعالى من محافظة على الفرائض ومسارعة إلى النوافل وأتى بكل ما يقدر عليه وهو مع ذلك يكره الموت والله تعالى يحب لمحبوبه ما أحب ويكره إساءته بالموت لكن الله تعالى قضى بالموت وفيه الخير للعبد؛ لأن العبد لا يعلم عواقب الأمور فصار الموت مراداً للحق من وجه مكروهاً له من وجه وهذا حقيقية التردد ولكن لابد من ترجيح أحد الجانبين وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه ويكره مساءته كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ... وضرب شيخ الإسلام لذلك مثلاً - ولله المثل الأعلى- بقوله: ومثل هذا إرادة المريض لدوائه الكريه بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب وفي الصحيحين وهذا لفظ مسلم أن رسول الله
:" حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره" وقال تعالى:
" كتب عليكم القتال وهو كره لكم " (البقرة / 216).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5) - كراهية المؤمن للموت كراهية فطرية لكنه يحبه اختياراً؛ لأنه سيرى الله تعالى بعده ثم يرى النبي r ويتمتع بنعيم الجنة فيحبه حباً اختيارياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref6) - كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة؟،للشيخ عبد المحسن العباد، ص 16أي بينه وبين النبي r ثلاثة فقط وهو شرف عظيم وقد قال الشيخ البيقوني في منظومته:
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلا ... وَضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِيْ قَدْ نَزَلا
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref7) - وهنا أشرطة للشيخ الدكتور/ عبد الرحيم الطحان استقصى فيها الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة المتعلقة بذكر الله تعالى عند رؤية الصالحين. http://www.al-tahaan.com/page2.html (http://www.al-tahaan.com/page2.html)
[8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref8) - في الصفدية،جـ1 ص 252.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref9) - في رسالة: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان كما في مجموع الفتاوى،جـ11 ص 226 وهذه الرسالة من أفضل ما كُتب في هذا الباب والله تعالى أعلى وأعلم.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref10) - كما في شرح الشيخ ابن عثيمين علي الأربعين , ص 73.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref11) - قالها الشيخ ابن عثيمين في شرحه للأربعين , ص 74.
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref12) - جـ 7ص 125.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref13) - نفسه، جـ7 ص125.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref14) - كما في الفتح، جـ7 ص125.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref15) - كما في مجموع الفتاوى، جـ2ص390 – 391 وهو في مواضع غيرها أيضاً كما في:جـ 5 ص511 وجـ 10 ص58 وجـ 11 ص75 وجـ17 ص 133.
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref16) - جـ 7ص 125.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref17) - في السلسلة الصحيحة، تحت رقم: 1640.
ـ[الفالوجي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر
اختارالإمام النووي هذا الحديث في الأربعين حديثا التي عليها مدار الدين.
وقد أفرد الشوكاني شرحه في كتاب سمَّاه (قطر الوَلْي بشرح حديث الولي)
ونقل ابن حجر في فتح الباري عن الطوفي أنه قال:
هذا الحديث أصل في السلوك إلى الله والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه إذ المفترضات الباطنة وهي الإيمان، والظاهرة وهي الإسلام، والمركب منهما وهو الإحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل، والإحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والإخلاص والمراقبة وغيرها. اهـ منقول
ـ[الفالوجي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:32]ـ
وقال العلماء: إن كان المعادي للولي إنما يعاديه من أجل دينه فينطبق عليه هذا الحديث ويكون مستحقا حرب الله عليه ..
وإن كان من أمور الدنيا فشرطه ألا يحمله على البغضاء وإلا يقع عليه هذا الحديث.
فالمخاصمة جاءت بين المؤمنين كالصحابة والسلف والعلماء وهذا لا شيء فيه لبعدهم عن حصول البغضاء والكره والمقت .. والله أعلم.
ـ[الفالوجي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا أتحفتمونا بتفصيل من اقوال أهل العلم علي حقيقة تقسيم الأحاديث إلي خبر التواتر وخبر الأحاد من حيث أن منكر الحديث المتواتر يكفر، ومنكر حيث الآحاد يفسق. أليس كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا صحت سندا ومتنا وا نتشر علمها بين الخاصة والعامة لفظا ومعني منكرها يكفر سواء كان حديث آحاد أو متواتر؟ من عنده في ذلك شيء*
ـ[الفالوجي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 04:09]ـ
قال ابن رجب: واعلم أن جميع المعاصي محاربة لله تعالى، قال الحسن:
ابن آدم هل لك بمحاربة الله من طاقة؟ فإن من عصي الله فقد حاربه.
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 08:57]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب.
ـ[الفالوجي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 07:15]ـ
هلا أتحفتمونا بتفصيل من أقوال أهل العلم علي حقيقة تقسيم الأحاديث إلي خبر التواتر وخبر الأحاد من حيث أن منكر الحديث المتواتر يكفر، ومنكر حيث الآحاد يفسق. أليس كل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا صحت سندا ومتنا وا نتشر علمها بين الخاصة والعامة لفظا ومعني منكرها يكفر سواء كان حديث آحاد أو متواتر؟ من عنده في ذلك شيء* أريد الرد من الأخ محمود داود دوسوقي
اخوك إيهاب عمر الفالوجي
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:06]ـ
الشيخ الفضيل/إيهاب
جزاك الله خيراً وقد أسهب أهل العلم والفضل هنا بما يكون جواباً لسؤالكم إن شاء الله تعالى على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48631&highlight=%C7%E1%E3%CA%E6%C7%C A%D1
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
ما صحة حديث كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله من إناء واحد ندلي فيه أيدينا
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 11:18]ـ
نحن نعلم ما أخرجه البخاري من طريق مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه قال: "كان الرجال والنساء يتوضأون في زمان رسول الله جميعاً".
ورواه أبو داود من طريق حماد عن أيوب عن نافع، بزيادة: من الإناء الواحد جميعا.
كل ذلك يفسر الرجال يتوضؤن من اناء واحد والنساء يتوضؤون من اناء واحد
ولكن اشكل علي الحديث الثالث وهو
كنا نتوضأ نحن والنساء على عهد رسول الله من إناء واحد ندلي فيه أيدينا.
وهذا الحديث
وما صحته عن أم صبية رضي الله عنها قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله في الوضوء من إناء واحد. قال العراقي في طرح التثريب: وليست أم صبية هذه زوجة ولا محرما.
ارجو من لدية العلم ان يكشف لنا شبهات من يقول بان الحجاب ليس فرض محتجا بهذه الروايات اذ يقول كيف يتوضا الرجال والنساء من اناء واحد مالم تمسح المراة راسها وذراعيها امام الرجال
خاصة الحديث الثالث والرابع المشكلان ومن رواهما وما صحتهما.
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 12:27]ـ
ارجو من الجميع المشاركة في هذا الموضوع واضيف هذا الحديث
رواه ابن خزيمة في صحيحة من طريق معتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أنه أبصر النبي وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناء واحد كلهم يتطهر منه.
وقد يرد دعاة السفور والاختلاط أن في قوله (في زمن النبي) في الاحاديث الاخرى السابقة دليل على سريانه طيلة عهد النبي، ولو كان قبل الحجاب، لقال: ثم منعوا من ذلك، فإن تأخير البيان عن وقته لا يجوزولا يخفى هذا على صحابي جليل فقيه حريص على التأسي برسول الله مثل ابن عمر .. !
نحن هنا نريد مشاركة من له علم
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 01:21]ـ
من هم دعاة السفور؟
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 06:40]ـ
الى الاخ الفاضل عبدالله العربي
انا لم اقصد ما فهمته انت بل قصدت ان البعض ممن يسمون انفسهم بالمفكرين الاسلاميين الذين يقولون ان الحجاب ليس فرض ولا يوجد دليل على وجوب ستر الرأس والشعر او حتى شيء من الذراعين ويحتجون بهذه الاحاديث التي نقلتها في هذا الموضوع فهم يقولون كما قلت اذا كان النساء والرجال يتوضاون من اناء واحد فهذا يعني ان المراة الصحابية كانت تمسح راسها وغير ذلك امام الرجال في زمن النبي عليه الصلاة والسلام.
ولعلك حضرك الان بعض الاسماء عندما اتضح لك مقصودي.
وانا في الحقيقة عندما طرحت هذا الموضوع لاني اريد من الاخوة الكرام خاصةً من له علم او شيء منه ان يردو على شبهات هؤلاء الناس لاني في الحقيقة اؤمن بالحجاب الاسلامي ولا احب المراة بدون حجاب.
ـ[جمال الجمال]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 09:12]ـ
ارجو من الجميع المشاركة في هذا الموضوع حتى نردم ان شاء الله شبهات اهل السفور الذين لا يريدون للمرأة ان تلبس الحجاب.
وانا هنا لا اتكلم عند ذكري لكلمة حجاب لا اعني به تغطية الراس والجيب ولا اعني به النقاب. ولكني اريد ان نخرج هنا من مسالة النزاع في موضوع هل الوجه عورة ام لا , لا اريد مناقشة هذا الموضوع لان من يحتجون بهذه الاحاديث الواردة اعلاه هم اصلا لا يؤمنون لا بالحجاب ولا بالنقاب فيريدون للمراة ان تكون مثل المراة الغربية حتى لو ابدت شيئا كبيرا من ذراعيها وساقيها وشعرها وجيدها.
ارجوكم شاركوا في هذا الموضوع حتى لو اظطررتم الى سؤال من له علم(/)
هل يستحق الدارقطنيّ التضعيف بسبب تضعيفه الامامَ أبا حنيفة؟
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 02:01]ـ
قال العلامة اللِّكنويّ في أثناء بحث له عن بعض كتب السنة الكبار ودرجات ما تضمنته من الأحاديث: ... وأما تصانيف الدّارقطنيّ فقال العينيّ في "البناية شرح الهداية" في بحث قراءة الفاتحة في حقه: من أين له تضعيفُ أبي حنيفة وهو مستحقُّ التضعيف, وقد رَوى في مسنده أحاديثَ سقيمةً ومعلولةً ومنكرةً وغريبةً و موضوعةً"انتهى.
وقال أيضا في بحث الجهر بالبسملة:"الدارقطني كتابه مملوء من الأحاديث الضعيفة والشاذة والمعلَّلة, وكم فيه من حديث لا يوجَد في غيره. وحُكي أنه لما دخل مصر سأله بعضُ أهلها تصنيفَ شيئ في الجهر بالبسملة فصنف فيها جزءًا, فأتاه بعضُ المالكية فأقسم عليه أن يخبره بالصحيح من ذلك فقال: كلُّ ما رُوي عن النبيّ-صلى الله عليه و آله وسلم- في الجهر بالبسملة فليس بصحيح, واما عن الصحابة فمنه صحيح, ومنه ضعيف".انتهى
نقل هذا العلامة جمال الدين القاسمي في "قواعد التحديث" ص248.
والسؤال: هل كان الامام العينيُّ موضوعيّا في بحثه استحقاقَ الامامِ الدارقطنيّ للتضعيف بما ذَكر عنه, وأنه أولى به من الامام أبي حنيفة-رحم الله الجميع؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 02:40]ـ
أقول و-وبالله التوفيق-:
أولاً: الواضح البيِّنُ أن الإمام بدر الدين العيني "حنفيٌ حنفيٌ" وكانت له مناوشاتٌ عديدة مع العلماءِ من عصرهِ وممن سبق.
ثانياً: لا يظنُّ البتةُ أن الإمام الدار قطني ضعفه "التضعيفَ المطلق" إنما ضعفه من قبل " حفظه ".
ثالثاً: من قالَ أن الإمام الدار قطني هو الوحيد من ضعَّف الإمام أبو حنيفة في الحديث , فقد جمعتُ ما يزيدُ على (عشرين مضعفا) بل حكي الإجماع -وإن كان فيه نظرٌ- فانظر هذا في مقالي:
( http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=206665) ( دَقَائقُ مَعدُودَة فِي حَالِ النُّعمَانِ أَبِي حَنِيفَةَ) ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=206665)
وأخيراً: أجد أن الإمام العيني تشدده على الدار قطني في غيرِ محلّه , وأن الإمام الدار قطني أجل وأعظم من أن يضعَّف كوناً أن هو المعتمد في التضعيفِ والتوثيق.
قال الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله-: فالصلاح و الفقه شيء
و حمل الحديث و حفظه و ضبطه شيء آخر، و لكل رجاله و أهله، فلا ضير على أبي حنيفة رحمه الله أن لا يكون حافظا ضابطا، ما دام أنه صدوق في نفسه، أضف إلى ذلك جلالة قدره في الفقه و الفهم، فليتق الله بعض المتعصبين له ممن يطعن في مثل الإمام الدارقطني لقوله في أبي حنيفة ضعيف في الحديث.
و يزعم أنه ما قال ذلك إلا تعصبا على أبي حنيفة، و لم يدر البعض المشار إليه أن مع الدارقطني أئمة الحديث الكبار مثل الشيخين و أحمد و غيرهم ممن سبق ذكرهم أفكل هؤلاء متعصبون ضد أبي حنيفة؟! تالله إن شخصا يقبل مثل هذه التهمة توجه إلى مثل هؤلاء، لأيسر عليه و أقرب إلى الحق أن يعكس ذلك فيقول: صدوق هؤلاء
فيما قالوه في الإمام أبي حنيفة، و لا ضير عليه في ذلك، فغايته أن لا يكون محدثا ضابطا، و حسبه ما أعطاه الله من العلم و الفهم الدقيق حتى قال الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، و لذلك ختم الحافظ الذهبي ترجمة الإمام في " سير النبلاء " (5/ 288 / 1) بقوله و به نختم:
قلت: الإمامة في الفقه و دقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، و هذا أمر لا شك فيه
و ليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل. انتهى كلامه.
والله تعالى أعلم.
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:53]ـ
اخي ابا همام:
قلت: "بل من شيوخه محدثون معروفون كابن المبارك"
والذي اعرفه ان ابا حنيفة من شيوخ ابن المبارك، اذ توفي ابن المبارك سنة 180 هـ.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:25]ـ
تضيف الدارقطني للإمام العظيم أبي حنيفة النعمان في الحديث خاصة إجتهاد يحتمل الصواب وعدمه
أما الدارقطني وهو من أئمة الجرح والتعديل
وهو المرجع الأهم على الإطلاق في معرفة علل الحديث الخفية فتضيفه لما ذكر لايقال عنه سوى أنه مضحك
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[26 - Aug-2010, صباحاً 12:44]ـ
الدارقطنى عالم كبير ولكى تعرفه طالع كتابه العلل قال ابوبكر البرقانى تلميذه وشيخ الخطيب البغدادى
كان الدارقطنى يملل على العلل من حفظه كان يحفظ علل الاحاديث وكلام العينى مطروح لان الدارقطنى امام من ائمة الحديث
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Aug-2010, صباحاً 01:22]ـ
وهل الدارقطني تفرد بتضعيف أبي حنيفة!؟
تعصب الحنفية للإمام أبي حنيفة لا يعدله تعصب بقية أتباع أئمة المذاهب الثلاثة
وهو مشهور معروف
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 03:25]ـ
بغضِّ النظر عن التعصب و التقليد،
فتضعيف الإمام للثقة المتيقن ثقتُهُ أمرٌ مشهور معروف بينهم و ليس غريبًا لو تتبَّعْتَ التراجم و التواريخ، و هو شيء يستدعي موقفينِ هما:
- ألاَّ يؤخذ هذا التضعيف لأنه مردود باليقين،
- ألاَّ تنحطَّ قيمة المضعِّفِ - اسم الفاعل - لأنه لا شكَّ بريء من النوايا الباطلة.
و معلوم تضعيف يحيى بن معين لأحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري الإمام الأجلُّ الذي كان يسامي أحمد بن حنبل، بل قد صحَّ عن ابن معين - ثم عن أبي عبد الرحمن النسويِّ - تكذيبهما لابن الطبريِّ! و هو جرح مردود مرفوض و لهذا قال البخاري:" ثقة، لم يطعن فيه أحدٌ بحجةٍ "، و معلوم تضعيف ابن معين للشافعي الإمام المطَّلبي فقد سأله محمد بن وضَّاح القرطبي في منىً - على ما أظنُّ - عن الإمام الشافعي فقال له:" ضعيف"!
فما أسقط هذا من قيمة أبي زكريا، بل هو العمدةُ الجليلُ - رحمه الله و رضي عنهُ -،
و كان ابن وضّاحٍ يطعن على قِرْنِهِ و بلديِّه بقيِّ ين مخلد القرطبي - بلَّ الله ثراه - فما وضع هذا الطعن من قيمة هذا و لا هذا، بل كلاهما إمامٌ عظيم القدْر خطير المكانة في علم الحديث.
و بالله التوفيق!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 05:11]ـ
الأحناف رحمنا الله وإيّاهم متعصبون لإمامهم تعصباً أعمى
انظر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31732
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32606
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 05:37]ـ
ابو بردة;
الأحناف رحمنا الله وإيّاهم متعصبون لإمامهم تعصباً أعمى
بعض الأحناف ...
حتى تكون عبارتك أدق
وما أحلت عليه _أخي الفاضل أبا بردة _ من راوبط
لا تمثل تعصب بعض الأحناف
فليس كل من رد تضعيف أبي حنيفة في الحديث متعصب له
إنما التعصب أن يلوي الأدلة ويعبث بها
فمن أوصله اجتهاده إلى تقوية أبي حنيفة في الحديث من أجل الاختلاف الواقع بين علماء الجرح والتعديل فيه فليس بمتعصب
وإن كان قول من ضعف أبا حنيفة أقوى دليلا
ومن التعصب تضعيف من ضعف أبا حنيفة لمجرد تضعيفه له لا لدليل آخر أو لأدلة غير معتبرة عند أهل الفن والاختصاص كما فعل العيني هنا
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 05:43]ـ
وليس للدارقطني مسند فيما أعلم
وإنما له السنن وغيرها
وهي التي روى فيها الأحاديث الغرائب وأكثر الغرائب ضعيفة عند أهل الحديث
وإنما أراد حافظ الدنيا أبو الحسن الدارقطني أن يجمع الأحاديث الغرائب في أبواب الأحكام التي يستدل به الفقهاء
أما المشاهير والصحاح فقد اكتفى بجمع الأئمة لها قبله كأبي داود وغيره
وهذا معروف عند أهل الحديث .....
وإلا فإن الدارقطني من أعلم خلق الله بالصحيح والضعيف والمنكر والواهي
وهو كغيره من علماء الملة مأمون على الأمة من أن يخونها
وليس في رواية الضعيف والمنكر خيانة إذا أسند
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 10:20]ـ
من أين له تضعيفُ أبي حنيفة وهو مستحقُّ التضعيف
هذه قطرة ماء، ونَغْبَة من دَأْماء، ونَزْرٌ يكاد لا يُرَى من طعون البدر العيني في حفاظ الأمة ومحدثيها انتصارًا لجناب النعمان؟ والنعمان بريء من هذا البهتان!
ومن طالع: (عمدته) و (بنايته) و (تاريخه) وغير ذلك من تواليفه؛ لرأى من كلامه في حق نُقَّاد الأمة ما تنحلُّ معه حبْوته، ولا ينقضي منه تعجُّبه!
وأفحش ما وقفت له من هذا الطراز: قوله عن حكاية ابن الجارود عن أبي حنيفة أنه قد اختلف في إسلامه، قال: (والذي يقول ذلك في أبي حنيفة يقال فيه: لا يُخْتَلَف في عدم إسلامه؟ وهل يحل لمن يتسم بالإسلام أن يقول هذا القول؟).
يعني بذلك: الإمام الحافظ الكبير عبد الله بن علي ابن الجارود صاحب (المنتقى) و (الضعفاء)!
وكلام البدر العيني هذا: تراه برمته في ترجمة أبي حنيفة من (تاريخه البدري الكبير) المحفوظ بدار الكتب المصرية.
والله المستعان، على متعصبة الأزمان!
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[27 - Aug-2010, صباحاً 05:18]ـ
أولا:
لا يُقال الأحناف فهذا غلط والصواب الحنفية أو الحنفيون لأنها نسبة فتكون بالياء فيُقال في المفرد حنفي ولا يُقال أحنف، وفي الجمع تُلحق التاء لاعتبار الجماعة أو الطائفة أو الفرقة ونحو ذلك، أو الواو والنون لاعتبار جمع المذكر السالم،
ثانيا:
أما بخصوص الإمام الدارقطني والإمام أبو حنيفة، فالكلام في مظهر جلي لا يحتاج إلى كبير بيان لمن فهم موضع كل واحد منهما، كان أبو حنيفة رحمه الله تعالى فقيها عالما جليل القدر ذكيا وقد حاز السبق وارتقى فاستقر في مكان مصون، مُقدّما في أمة الإسلام، ولم يكن من أهل الحديث بالاصطلاح المعتبر عند أهله، أي لم يكن هو من المكثرين من جهة الرواية ولا من المتكلمين في الرجال، وهذا له اعتبارات لا نستطيع أن نوردها على عجل، و الدارقطني من أهل الحديث جملة وتفصيلا، راوية حديث ومُسند ومتكلم في الرجال ومن أبرز من تكلم في تعليل الأحاديث، فأبو حنيفة في شأن والدارقطني في شأن، واستدركات الحافظ العيني رحمه الله تعالى ـ وهو الإمام ـ جاءت على سبيل الانتصار لأبي حنيفة الإمام فلم تُصب محلها، وهذا على غرار ما صنع السُبكي رحمه الله تعالى من الحط على الإمام ابن معين حين تكلم على الشافعي ـ إن صح ـ فمن أين للسبكي مُجاورة ابن معين، ومن أين للعيني مُجاورة الدارقطني، ومن أين لنا مُجاورة هؤلاء جميعا غير أن العدل واجب وإنزال الناس منازلهم مما يرضاه الله ورسوله والحق أحق بالاتباع، رحمهم الله تعالى وأعلى منازلهم وتجاوز عن هفواتهم، وأقال الله عثراتنا و ألهمنا الرشد والصواب وأنار لنا الدرب من بعدهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 02:27]ـ
وليس للدارقطني مسند فيما أعلم
قال ابن خلكان في كتابه: "خرج الدارقطني إلى مصر قاصداً أبا الفضل جعفر بن الفضل المعروف بابن حنزابة وزير كافور الإخشيدي
فإنه بلغه أن أبا الفضل عازم على تأليف مسند فمضى إليه ليساعده عليه، وأقام عنده مدة، وبالغ أبو الفضل في إكرامه وأنفق عليه نفقة واسعة وأعطاه شيئاً كثيراً وحصل له بسببه مال جزيل
ولم يزل عنده حتى فرغ المسند، وكان يجتمع هو والحافظ عبد الغني بن سعيد على تخريج المسند وكتابته إلى أن نجز"ا. هـ
وإنما له السنن وغيرها
وهي التي روى فيها الأحاديث الغرائب وأكثر الغرائب ضعيفة عند أهل الحديث
وإنما أراد حافظ الدنيا أبو الحسن الدارقطني أن يجمع الأحاديث الغرائب في أبواب الأحكام التي يستدل به الفقهاء
أما المشاهير والصحاح فقد اكتفى بجمع الأئمة لها قبله كأبي داود وغيره
وهذا معروف عند أهل الحديث .....
وإلا فإن الدارقطني من أعلم خلق الله بالصحيح والضعيف والمنكر والواهي
وهو كغيره من علماء الملة مأمون على الأمة من أن يخونها
وليس في رواية الضعيف والمنكر خيانة إذا أسند
والاسم الصحيح للسنن هو:
المُجْتَنَا من السُّنن المأثورة عن النبيّ صلى الله عليه وسلَّم، والتَّنْبيه على الصحيحِ منها والسَّقيم، واختلاف النَّاقلين لها في ألفاظها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181835
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 02:26]ـ
رحم الله الامام الدراقطني فقد كان امير المؤمنين فى الحديث بحق وتضعيف الدراقطنى رحمه الله لابي حنيفه سبقه فيه غيره من اهل العلم راجع اقوالهم فى تاريخ بغداد للخطيب.
قال الخطيب وقد سقنا عن أيوب السختياني وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأبي بكر بن عياش وغيرهم من الأئمة أخبارا كثيرة تتضمن تقريظ أبي حنيفة والمدح له والثناء عليه. والمحفوظ عند نقله الحديث عن الأئمة المتقدمين وهؤلاء المذكورون منهم في أبي حنيفة خلاف ذلك وكلامهم فيه كثير لأمور شنيعة حفظت عليه متعلق بعضها بأصول الديانات وبعضها بالفروع نحن ذاكروها بمشيئة الله ومعتذرون إلى من وقف عليها وكره سماعها بأن أبا حنيفة عندنا مع جلالة قدره أسوة غيره من العلماء الذين دونا ذكرهم في هذا الكتاب وأوردنا أخبارهم وحكينا أقوال الناس فيهم على تباينها والله الموفق للصواب. (تاريخ بغداد ترجمة النعمان بن ثابت ابو حنيفة النعمان) 6/ 115 وغيرها(/)
أخوة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبى بكر رضي الله عنه
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 07:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لي سؤال يا إخوان حول حديث من مسند الإمام أحمد حول أخوة رسول الله (ص) و أبى بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ففي حديث قصة زواج رسول الله (ص) بعائشة وسودة رضي الله عنهن، أرسل رسول الله (ص) السيدة خولة بنت حكيم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لتذكره (ص) على عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - و سودة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، و كان رد أبى بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - متعجبا و قال:"أتصلح له إنما هي ابنة أخيه".
و ورد في صحيح البخاري و غيره أنه لا يجوز للرسول (ص) إتخاذ خليل و أن أبى بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أخوه و صاحبه، و لكن على ما أظن هذه الحادثة وقعت في المدينة، و خطبة عائشة و سودة رضي الله عنهن كانت في مكة.
طلبي هو تفسير قول أبى بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: "أتصلح له إنما هي ابنة أخيه".
و بارك الله فيكم.
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 09:19]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بما فسر العلماء قول أبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: "أتصلح له إنما هي ابنة أخيه"
ذكر الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد باب تزويج عائشة 9/ 225 و البيهقي في السنن الكبرى 7/ 129 والإمام أحمد في مسنده 2/ 210
قرأت في كتاب "سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها" لسليمان الندوي أن العرب في الجاهلية لا يتزوجون بنات إخوانهم بالتآخي و يظنون أن المؤاخات تمنع قرابة المصاهرة مثل بنات الأشقاء، هل هذا التفسير يصح أ م لا؟
و بارك الله فيكم.
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 03:56]ـ
بارك الله فيك أخى الحبيب ,,
الحمد لله و الصلاهو السلام على سيد الأنبياء و المرسلين ,
أجاب العلماء أخى الحبيب بارك الله فيك على تلك الاشكالات من عدده وجوه ,,
قال نقل عن ابن بطال - فى الفتح - ((فإن القصة وقعت بمكة قبل الهجرة. وقول أبي بكر " إنما أنا أخوك " حصر مخصوص بالنسبة إلى تحريم نكاح بنت الأخ، وقوله صلى الله عليه وسلم في الجواب " أنت أخي في دين الله وكتابه " إشارة إلى قوله تعالى إنما المؤمنون إخوة ونحو ذلك، وقوله " وهي لي حلال " معناه وهي مع كونها بنت أخي يحل لي نكاحها لأن الأخوة المانعة من ذلك أخوة النسب والرضاع لا أخوة الدين.))
وقال مغلطاي: في صحة هذا الحديث نظر، لأن الخلة لأبي بكر إنما كانت بالمدينة، وخطبة عائشة كانت بمكة، فكيف يلتئم قوله " إنما أنا أخوك ". وأيضا فالنبي صلى الله عليه وسلم ما باشر الخطبة بنفسه كما أخرجه ابن أبي عاصم من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل خولة بنت حكيم إلى أبي بكر يخطب عائشة، فقال لها أبو بكر: وهل تصلح له؟ إنما هي بنت أخيه، فرجعت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: ارجعي فقولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي، فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال: ادعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فأنكحه
و رد عليه بن حجر , قائلاً:
قلت: اعتراضه الثاني يرد الاعتراض الأول من وجهين، إذ المذكور في الحديث الأخوة وهي أخوة الدين، والذي اعترض به الخلة وهي أخص من الأخوة. ثم الذي وقع بالمدينة إنما هو قوله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا الحديث الماضي في المناقب من رواية أبي سعيد، فليس فيه إثبات الخلة إلا بالقوة لا بالفعل.
الوجه الثاني أن في الثاني إثبات ما نفاه في الأول، والجواب عن اعتراضه بالمباشرة إمكان الجمع بأنه خاطب بذلك بعد أن راسله
انتهى كلام الحافظ ,,
قلت - الجندى - ملخصاً ((فالاخوه إخوه الدين , إنما المؤمنون إخوه ,, أما عن الخله و ان لا يتخذ خليلاً , فهى بالقوه لا بالفعل))
ـ[عزالدين من فرنسا]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك بارك الله فيك أخي الجندي السلفي الأثري(/)
هل هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا تقوم لساعة حتى يتكلم الحديد؟
ـ[لؤي غالب]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 12:11]ـ
السلام عليكم
ورد سؤال من احد العوام لامام المسجد (طالب علم) ثم وجه الي بحثت ولم اجد له اصل ولا اثر واريد التاكد افيدوني جزاكم الله خير
هل هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه لا تقوم لساعة حتى يتكلم الحدي ويطير ويسير .... المقصود فيه المسجل ... الطائرة واليسارة .. افيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 10:37]ـ
طالعت كثيرا من الكتب المختصة بعلامات الساعة ولا يحضرني أني وجدته
ولا أظنه يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
ـ[علي سليم]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:32]ـ
لم يمر معنا مثل ذا ....(/)
سماع مجاهد من على رضى الله عنه .... ثابت أم لا؟؟
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
لست متخصصا فى علم الحديث ورجاله ....... ولكن هذا لا يمنعنى من السؤال المذكور أعلاه.
فأنا أقرأ فى تفسير الطبرى طبعة دار السلام بتحقيق الدكتور اسلام بن منصور ... وكلما مر على رواية من طريق مجاهد عن على رضى الله عنه قال هى مرسلة.
وفى نفس الوقت انا أقرأ فى كتاب السنة للمروزى تحقيق الشيخ سليم بن عيد الهلالى وأفاد فيه بسماعه منه. وقال أن عمر مجاهد يوم وفاة على رضى الله عنه كان 22 سنة. وهذا سن قابل للتحمل وقد أجاز العلماء بتحمل من هو أقل منه سنا.
وأتى برواية من كتاب حليه الأولياء فيها تصريح مجاهد بالسماع. وقال هى فاصلة فى المسألة وهذه الفائدة عض عليها بالنواجذ.
وممن قال بالارسال الحاكم وأبو زرعة الرازى.
ثم انى سألت أحد العلماء الثقات المعاصرين بمصر فقال لى هاتفيا: قول أبى زرعة والحاكم مقدم لأن كتاب الحلية به تصحيفات كثيرة ولا يصلح بمفردة فى نقطة كهذه ... الا انه قال ان المسألة محل اجتهاد ....
فما رأى الاخوة الافاضل فى هذا المنتدى القيم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 03:08]ـ
أين مشاركات الأفاضل فى هذا المنتدى المبارك .......... ؟؟؟
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 12:56]ـ
توقعت مشاركة الكثيرين فى هذا الموضوع ممن أرى لهم طول نفس فى التخريج .........
ولكن مرة اخرى يتبين لى أنه من الأفضل أن أظل متفرجا ........... أقصد قارئا .....
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 05:11]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كان يقصد بالتصريح الذي في الحلية: ما أخرجه أبو نعيم (1/ 70، 71) من طريق أيوب السختياني، عن مجاهد، قال: (خرج علينا علي بن أبي طالب يومًا معتجرًا، فقال: "جعت مرة بالمدينة جوعًا شديدًا ... ").
فهذه الرواية بعينها تكلم عليها الأئمة من وجهين:
الأول: التشكيك في صحتها:
قال زياد بن أيوب: سمعت يزيد بن هارون يقول -وذكر حديثًا-: (عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن مجاهد، قال: "خرج علينا علي")، فقلت له: ابن علية رواه عن أيوب، عن مجاهد، قال: "خرج علي"، فظنَّ -يعني: يزيد بن هارون- أني قلت: ابن عيينة، فقال: (ليس ابن عيينة عندنا في أيوب مثل حماد)، فقلت: إنما قلتُ: ابن علية! فقال: (ابن علية، ابن علية!)، ثم سكت.
ورواية ابن علية بقوله: (خرج علي) دون ذكر: (علينا) أخرجها الطبري في تفسيره (21/ 552).
وقيل ليحيى بن معين: يُروَى عن مجاهد أنه قال: "خرج علينا علي -رضي الله عنه-"؟ فقال: (ليس هذا بشيء).
الوجه الثاني: التشكيك في صحة إفادتها الاتصال:
قال ابن المديني -في حديث الحسن: "خطبنا ابن عباس بالبصرة"-: (إنما هو كقول ثابت: "قدم علينا عمران بن الحصين"، ومثل قول مجاهد: "خرج علينا علي"، وكقول الحسن: "إن سراقة بن مالك بن جعشم حدثهم"، وكقوله: "غزا بنا مجاشع بن مسعود"، الحسن لم يسمع من ابن عباس، وما رآه قط، كان ابن عباس بالبصرة ... ).
هذا، وانقطاع ما بين مجاهد وعلي محل إجماع -أو شبه إجماع- من الأئمة النقاد العارفين:
فقد حكم به: شعبة بن الحجاج، وابن معين، وابن المديني، وابن خراش، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، والحاكم، وربما غيرهم.
والمعاصرة والإدراك في ذلك لا تكفي البتة، فقد نفى بعضهم سماع مجاهد من معاوية، وبقي معاوية بعد علي (20) سنة، ونفى بعضهم سماعه من عائشة، وبقيت عائشة بعد علي (17) سنة، ونفى بعضهم سماعه من سعد بن أبي وقاص، وبقي سعد بعد علي (15) سنة، ونفى بعضهم سماعه من كعب بن عجرة، وبقي كعب بعد علي أكثر من (10) سنين.
وقد أقرَّ أبو حاتم الرازي بإدراك مجاهد لعلي، إلا أن هذا لا يكفي عندهم للحكم بالسماع، وإنما العمدة على صحة التصريح به، قال أبو حاتم: (مجاهد أدرك عليَّا، ولا يَذكُر رؤيةً ولا سماعًا).
ومع كل ما سبق، فقد قوَّى بعضُ الأئمة رواية مجاهد عن علي -مع انقطاعها-، ومرجع ذلك إلى أمرين:
الأول: أن مرسلات مجاهد قويَّة -كما نصَّ عليه الأئمة-؛ لأنه لم يكن يأخذ عن كل أحد، ولكونه كان أكثر تحريًّا وانتقادًا لمن يروي عنه من غيره.
الثاني: أنه كان يروي عن ابن أبي ليلى، عن علي:
قال يحيى القطان: (أما مجاهد عن علي، فليس به بأس، قد أسند عن ابن أبي ليلى عن علي).
قال الشيخ إبراهيم اللاحم: (ومراد يحيى: أن ما يرسله مجاهد عن علي -رضي الله عنه- ليس به بأس، رغم أنه منقطع؛ لأن مجاهدًا قد روى عن علي بواسطة عبدالرحمن بن أبي ليلى غير ما أرسله، وعبدالرحمن ثقة، فلا يبعد أن يكون قد أسقطه فيما يرسله.
قال ابن رجب معقبًا على كلمة القطان: "من عُرف له إسناد صحيح إلى من أرسل عنه؛ فإرساله خير ممن لم يعرف له ذلك").
إلا أنه جاء عن شعبة أن مجاهدًا يروي عن علي من كتاب، فالله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 07:18]ـ
أسأل الله أن يزيل همك ويشرح صدرك ويزيدك من علمه .......(/)
اريد ان اكتب البحث حول موضوع "السنة التركية''
ـ[حافظ رضوان]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم
اريد ان اكتب البحث حول موضوع "السنة التركية''
ساعدوني يااخوان
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:31]ـ
ربما وجدتم بعض ما تبحثون على هذا الرابط، فقد سبق الحديث عنه في مجلسنا هذا:
السنة التركية. هل يمكن أن أن تكون دليلا يُحتَكم إليه. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36269)
ركز على المشاركة رقم: 10، وتعليقات الإخوة عليها.(/)
مَتْنُ الأَرْبَعِين النَّوَوِيَّةِ لِلإِمامِ النَّوَوِيِّ ورد ومشكول كتبه محمود داود
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مَتْنُ الأَرْبَعِين النَّوَوِيَّةِ لِلإِمامِ النَّوَوِيِّ رحمه الله تعالى ورد ومشكول كتبه محمود داوددسوقي خطابي
مَتْنُ الأَرْبَعِين النَّوَوِيَّةِ
لِعالِمِ الزُّهَّادِ وَزَاهِدِ الْعُلَماءِ
الإِمامِ النَّوَوِيِّ
[المولود سنة 631هـ والمُتَوَفَّى سنة676هـ رحمه الله تعالى]
الحديث الأول: إنما الأعمال بالنيات
عََنْ أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». رواه إماما المُحدِّثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَهْ البخاريُّ وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القُشَيْريُّ النَّيْسابُورِيُّ في صَحِيحَيْهِماالذَّيْنِ هما أصح الكتب المُصَنَّفَةِ.
الحديث الثاني: مراتب الدِّين الإسلامي وأشراط الساعة
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي r فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِى عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: « الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِىَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَر خَيْرِهِ وَشَرِّهِ». قَالَ صَدَقْتَ. قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ الإِحْسَانِ. قَالَ «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ». قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِى «يَا عُمَرُ أَتَدْرِى مَنِ السَّائِلُ». قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».رواه مسلم
الحديث الثالث: أركان الإسلام
عَنْ أََبِِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». رواه البخاري ومسلم
الحديث الرابع: مراحل خَلْقِ الإنسان وخاتمته
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعوُدٍ t قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ r وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِى ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِىٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِى لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا». رواه البخاري ومسلم
الحديث الخامس: البدع المُحْدَثَةُ في الدِّيْنِ مردودة
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ ل قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
الحديث السادس: الحلال والحرام والمشتبهات ومنزلة القلب
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ب قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ». رواه البخاري ومسلم
الحديث السابع: الدِّيْنُ النصيحةُ
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ t أَنَّ النَّبِي َّ r قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ». رواه مسلم
الحديث الثامن: الدماء معصومة إلا بحق الإسلام
عَن ِابْنِ عُمَرَ ب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تعالى». رواه البخاري ومسلم
الحديث التاسع: وجوب اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم وترك مخالفته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرحمن بْنِ صَخْرٍ t قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلاَفُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ». رواه البخاري ومسلم
الحديث العاشر: إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً
عََنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: چ ? ? ? ? ? ہ ہہ ہ ھ ھ ھ چ المؤمنون: 51 وَقَالَ: چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ چ البقرة: 172ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!». رواه مسلم
الحديث الحادي عشر: دَعْ ما يريبك
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحسنِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالب سِبْطِ رسول اللهrورَيْحانتهب قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r:« دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ». رواه التِّرْمِذِيُّ والنَّسائي وقَالَ. التِّرْمِذِيُّ:حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الثاني عشر: مِنْ حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ»
حديث حسن رواه التِّرْمِذِيُّ وغيره هكذا.
الحديث الثالث عشر: الأُخُوَّةُ الحقيقيةُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t خَادِمِ رسول الله r عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ - أَوْ قَالَ لِجَارِهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».رواه البخاري ومسلم
الحديث الرابع عشر: ثلاثة أمور يحِلُّ بهن دَمُ المسلم
عَنْ ابْنِ مَسْعُود ٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِ وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ». رواه البخاري ومسلم
الحديث الخامس عشر: صور من كمال الإيمان
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ». رواه البخاري ومسلم
الحديث السادس عشر: النهي عن الغضب
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ r : أَوْصِنِى. قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ». فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ». رواه البخاري
الحديث السابع عشر: كتب الله تعالى الإحسان على كل شىء
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ». رواه مسلم
الحديث الثامن عشر: تقوى الله تعالى وحُسْنُ الخُلُقِ
عَنْ أَبِى ذَرٍّ جُنْدب بن جنادة وأبي عبد الرحمن مُعاذ بن جبل ب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r: « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». رواه التِّرْمِذِيُّ وقال:حَدِيثٌ حَسَنٌ. قَالَ وَفِى بعض النسخ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث التاسع عشر: احفظِ الله تعالى يحْفَظْكَ
عَنِ أَبِي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ ب قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ r يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ إِنِّى أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ». رواه التِّرْمِذِيُّ وقال:حَدِيثٌ حَسَنٌ. وفي رواية غير التِّرْمِذِيِّ: «يَا غُلاَمُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ». فَقُلْتُ بَلَى. فَقَالَ «احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِى الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِى الشِّدَّةِ وَاعْلَمْ أَنَّ مَاأَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيْبَكَ وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَاعْلَمْ َأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً».
الحديث العشرون: الحياء
عَنْ أَبي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عمرٍو الأنصاريِّ t قَالَ: قَالَ النبي r :« إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ». رواه البخاري
الحديث الحادي والعشرون: أهمية الإيمان والاستقامة
عَنْ أَبِي عمرٍو- وقِيلَ: عَمْرَةَ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِىِّ t قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قُلْ لِى فِى الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ». رواه مسلم
الحديث الثاني والعشرون: السبيل إلى الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَابِر بْنٍِ عَبْدِ اللهِ ب أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صليتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟! قَالَ: «نَعَمْ». رواه مسلم
الحديث الثالث والعشرون: من جوامع كَلِمِ الرسول r
عَنْ أَبِى مَالِكٍ الحارثِ بْنِ عاصمٍ الأَشْعَرِىِّ t : قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا». رواه مسلم
الحديث الرابع والعشرون: تحريم الله تعالى للظلم
عَنْ أَبِى ذَرّ الغِفاريِّ ٍ t عَنِ النبي r فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِى أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِى أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِى كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِى أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِى أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِى إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّى فَتَضُرُّونِى وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِى فَتَنْفَعُونِى يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِى مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِى شَيْئًا يَا عِبَادِى لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِى صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِى فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِى إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِى إِنَّمَا هِىَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ». رواه مسلم
الحديث الخامس والعشرون: فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء
عَنْ أَبِى ذَرٍّ t أَيْضَاً أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النبي rقَالُوا لِلنَّبِىِّ r : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: «أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيَأْتِى أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْر؟! ٌ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِى حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِى الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ». رواه مسلم
الحديث السادس والعشرون: الحث على فعل الخيرات
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ tقَالَ: َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ - قَالَ - تَعْدِلُ بَيْنَ الاِثْنَيْنِ صَدَقَةٌ وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِى دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ - قَالَ - وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خَطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ». رواه البخاري ومسلم
الحديث السابع والعشرون: البِرُّ والإثمُ
عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ t عَنِ النَّبِيِّ r َقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ». رواه مسلم وَعَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الأَسَدِىِّ t قَالَ:أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَ: يَا وَابِصَةُ جِئْتَ تَسْأَلُنِى عَنِ الْبِرِّ؟». فَقَالَ: نَعَمْ قال: «يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ:الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِى النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِى الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ». حديثٌ حسنٌ رُوِّيناه في مُسْنَدَيْ الإمامين: أحمدَ بْنِ حنبلٍ والدَّارِمِيِّ بإسناد حسن.
الحديث الثامن والعشرون: موعظة بليغة
عَنِ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ t قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ r مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِىٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»، «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ». رواه أبو داود والتِّرْمِذِيُّ وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث التاسع والعشرون: أعمال تدخل صاحبها الجنة
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ t قَالَ:قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ. قَالَ «لَقَدْ سَأَلْتَنِى عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ». قَالَ ثُمَّ تَلاَ: چ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں چ السجدة: 16 ... حَتَّى بَلَغَ ... چ ? چ السجدة: 19
ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ». قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ». ثُمَّ قَالَ «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ». قُلْتُ بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ قَالَ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فَقُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ». رواه التِّرْمِذِيُّ وقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الثلاثون: فرائض الله تعالى وحدوده
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِى ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىِّ: جُرْثُومِ بْنِ ناشِرٍ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تعالى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا وَحَدَّ حُدُودًا فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلاَ تَبْحَثُوا عَنْهَا».
حديث حسن رواه الدَّارَقُطْنِيُّ وغَيْرُهُ.
الحديث الحادي والثلاثون: فضيلة الزهد
عَنْ أَبِي العباسِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ ب قَالَ: أَتَى النبي - r رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِى عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِىَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِىَ النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« ازْهَدْ فِى الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ وَازْهَدْ فِيمَا فِى أَيْدِى النَّاسِ يُحِبُّوكَ». حديث حسن رواه ابنُ مَاجَهْ وغَيْرُهُ بأسانيدَ صحيحةٍ.
الحديث الثاني والثلاثون: النهي عن الضرر
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِىِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ».حديث حسن رواه ابنُ ماجَهْ والدَّارَقُطْنِيُّ وغيرُهُما مُسْنَداً، ورواه مالكٌ في الموطأ مُرْسَلاً عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي r فأسقط أبا سعيد.وله طُرُقٌ يُقَوِّي بعضُها بَعضَاً.
الحديث الثالث والثلاثون: البيِّنةُ على المُدَّعِي واليمينُ على مَنْ أنكرَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لاَدَّعَى رِجَالٌ أَمْوَالَ قَوْمٍ وَدِمَاءَهُمْ وَلَكِنَّ الْبَيِّنَةَ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ».حديث حسن رواه البَيْهَقِيُّ وغَيْرُهُ هكذا، وبعضه في الصحيحين.
الحديث الرابع والثلاثون: درجاتُ تغيير المنكر
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ». رواه مسلم.
الحديث الخامس والثلاثون: نصائحُ نَبَوِيَّةٌ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« لاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَنَاجَشُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى هَا هُنَا». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ». رواه مسلم
الحديث السادس والثلاثون: فضل تفريج الكربات وطلب العلم
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t عَنِ النبي r قَالَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ». رواه مسلم بهذا اللفظ.
الحديث السابع والثلاثون: وقت كتابة الحسنات والسيئات وكيفيته
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ U قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِها فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً».رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف.
الحديث الثامن والثلاثون: كل مؤمنٍ تقيٍّ هو لله تعالى وليٌّ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ». رواه البخاري
الحديث التاسع والثلاثون: من خصائص أمة النبي r
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِى عَنْ أُمَّتِى:الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ». حديث حسن رواه ابنُ ماجَهْ والبيْهَقِيُّ وغيرُهما.
الحديث الأربعون: الزهد في الدنيا والتقلل منها
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ r بِمَنْكِبي فَقَالَ: «كُنْ فِى الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ». وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ". رواه البخاريُّ.
الحديث الحادي والأربعون: هوى المسلم تابع للشريعة المحمدية
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍوبْنِ العاصِ ب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: « لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونُ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ». حديث حسن صحيح رُوِّيْناهُ في كتاب الحُجَّةِ بإسناد صحيح.
الحديث الثاني والأربعون: سعة رحمة الله تعالى وخطورة الشرك به I
عَنْ أَنَسٍ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تعالى:يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِى وَرَجَوْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِى يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِى غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِى لاَ تُشْرِكُ بِى شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً». رواه التِّرْمِذِيُّ وقال: حديث حسن صحيح(/)
(خيركم من أبكر على أنثى)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 03:45]ـ
السلام عليكم
هل لهذا الحديث أصل: (خيركم من أبكر على أنثى)؟ الرجاء التفصيل.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 09:31]ـ
الحمد لله وحده ...
أما هذا اللفظ فلم يقع لي من قبل، وإنما وقع لي قريب منه، وهو ما تجده عند ابن الجوزي في (الموضوعات)، وابن عساكر في (التاريخ)، من حديث وثلة بن الأسقع مرفوعًا:
(إن من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى، ألم تسمع الله يقول في كتابه: (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) فبدأ بالإناث قبل الذكور؟).
وإسناده مهلهل شديد الإظلام، مسلسل بالعلل المركبة!
وقد ذكر بعضها ابن الجوزي، فلا يحل لمسلم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[لا تغتر]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 12:02]ـ
الحمد لله وحده ...
أما هذا اللفظ فلم يقع لي من قبل، وإنما وقع لي قريب منه، وهو ما تجده عند ابن الجوزي في (الموضوعات)، وابن عساكر في (التاريخ)، من حديث وثلة بن الأسقع مرفوعًا:
(إن من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى، ألم تسمع الله يقول في كتابه: (يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور) فبدأ بالإناث قبل الذكور؟).
وإسناده مهلهل شديد الإظلام، مسلسل بالعلل المركبة!
وقد ذكر بعضها ابن الجوزي، فلا يحل لمسلم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 02:12]ـ
في كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للامام الشوكاني ص 133 ما نصّه:
حديث: إن من بركة المرأة تبكيرها بالانثى ... الخ
رواه الخرائطي عن واثلة بن الاسقع مرفوعا, وفي اسناده: العلاء بن كثير الدمشقي, يروي الموضوعات, وآخر متروك.
وقدرواه ابن مردويه في التفسير, ورواه ايضا ابو الشيخ من حديث عائشة رضي الله عنها (قال العلامة المعلمي اليماني هنا معلقا على هذا الشاهد: رجال سنده كلهم ساقطون, وآخرهم: عباد بن عبد الصمد هالك ولم يدرك عائشة.)
ـ[لا تغتر]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 04:54]ـ
في كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للامام الشوكاني ص 133 ما نصّه:
حديث: إن من بركة المرأة تبكيرها بالانثى ... الخ
رواه الخرائطي عن واثلة بن الاسقع مرفوعا, وفي اسناده: العلاء بن كثير الدمشقي, يروي الموضوعات, وآخر متروك.
وقدرواه ابن مردويه في التفسير, ورواه ايضا ابو الشيخ من حديث عائشة رضي الله عنها (قال العلامة المعلمي اليماني هنا معلقا على هذا الشاهد: رجال سنده كلهم ساقطون, وآخرهم: عباد بن عبد الصمد هالك ولم يدرك عائشة.)
بارك الله فيك
ـ[لا تغتر]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 04:56]ـ
الأزهري والجزائري أرجو منكما المشاركة في هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33124(/)
لذة العلم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 02:29]ـ
قال الخطيب البغدادي في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» [2/ 412]: «حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي يقول: سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب .. ، -وحدث بالحديث- فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب!، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني!
فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة، والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال .. اه
صدق، والله هذه اللذة، لا لذة الشهوات والمناصب الزائلة، قال الإمام إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف».
[«حلية الأولياء»: (7/ 370)].
ـ[احمد محمد محمد الشويمي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:01]ـ
نعم يا أخي جزاك الله خيرًا فلذة العلم لا يكاد يدركها إلا من ذاق مرارة الصبر على التعلم نسأل الله الثبات.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:55]ـ
جزاك الله خيرا
ومما يجدر التنبه له أن لذة العلم لا ينبغي أن تكون مقصدا لا هي ومحبة المدح
قال تعالى: في الحديث القدسي "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته و شركه"(/)
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... أحمد شاكر والمعَلِّمي وجهاً لوجه؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 03:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
///مشهد عظيم لعلمين من أعلام السنة المعاصرين، همهما رفعة الدين ونشره بين الخلق، عرفا بحب السنة رواية ودراية، وكتبهم نفع الله بها خلقاً كثيرا ... هما الأمامان أحمد شاكر والإمام عبد الرحمن المَعلِّمي-رحمهم الله تعالى-
تأمل هذا الموقف وحاسب نفسك وحاول اكتشاف سرَّ الرفعة التي منحها الله لهما في الدنيا ... إنه موقف يحمل في طياته الكثير من المعاني التي نحتاجها كثيرا في رحلة السير إلى الله تعالى ...
لقد هزَّ هذا الموقف وجداني وحرك مشاعري وخلط أوراقي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
قال الشيخ ماجد الزيادي في مقدمة تحقيق رسالة (عمارة القبور) -ورسالتين أخريين-للإمام المعلمي ص8 - ما نصه- (ولك أن تتصور انغمار المعلمي في الحياة أن الشيخ أحمد شاكر رغب في سنة من السنوات في رؤية الشيخ المعلمي-رحمهما الله تعالى-فدخل مكتبة الحرم واتجه صوب مدير المكتبة الشيخ سليمان الصنيع-رحمه الله تعالى-واثناء محادثته مع الشيخ سليمان الصنيع جاء المعلمي –رحمه الله تعالى- ((بالماء والشاي)) ووضعهما أمام الشيخ أحمد شاكر والصنيع، وانصرف المعلمي للقراءة، ثم قال الشيخ أحمد شاكر (باللهجة المصرية) عاوز أشوف الشيخ المعلمي؟؟ فقال له الصنيع: الذي أحضر لك الشاي والماء هو المعلمي، وما هي إلا دقائق حتى أخذ الشيخ أحمد شاكر بالبكاء)) انتهى
لله درُّكم يا أهلَ الحديث ...
فألبس الله هاتيك العظام وإن بليت**تحث الثرى عفوا وغفرانا
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 06:03]ـ
فألبس الله هاتيك العظام وإن بليت**تحث الثرى عفوا وغفرانا
اللهم آمين ..
بارك الله فيك أيها المفضال ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 09:42]ـ
رحمهم الله وجزاهم عنا خيرًا.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله المستعان على حال نحن فيه!
ـ[علي سليم]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:00]ـ
كم للتواضع من منزلة .... رحمهما الله تعالى ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 04:25]ـ
///جزاكم الله خيرا إخواني الكرام
أبو بكر الذيب
القضاعي
علي سليم(/)
حول كتاب:كشف المعلول
ـ[أبو المثنى الأفغاني]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 08:30]ـ
أريد رأي الأخوة ممن لهم إطلاع بخوص كتاب "كشف المعلول"للمؤلف صلاح الدين الإدلبي
طبعته دار البيارق, وبخصوص الكاتب.
والكاتب ينتقد 42 حديثا من صحيحة الألباني-رحمه الله-
وانت تلمس من الرجل إطلاعا على كتب الحديث, مع بعض الملاحظات على كلامه في الشيخ الألباني-رحمه الله-.
أفيدني مشكورين
ـ[المسيلي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 07:33]ـ
الكاتب -هدانا الله وإياه- أشعري المعتقد، من تلاميذ عبد الفتاح أبي غدة ...
فلا يشتغل به.
ـ[المسيلي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 09:09]ـ
و أما عن الكتاب، فقد أبدى بعضهم جملة من الملحوظات
من هنا ( http://fuadaboalghaith.wordpress.com/2009/08/27/%d9%85%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%b8 %d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d9%84 %d9%88%d9%84-%d9%85%d9%85%d8%a7-%d8%b3%d9%85%d9%8a-%d8%a8%d8%b3/)
1- ليت صاحب هذا الكتاب أحال في آخر كل سبب من أسباب الخلل الكثير في أقوال صاحب سلسلة الأحاديث الصحيحة، التي لخصها في مقدمة كتابه، إلى الأمثلة التي تدل عليه من الأحاديث التي تكلم عليها؛ لتسهل المحاكمة بين الباحِثَين (المُعَلِّل والمُصَحِّح) …
2 - أكثر ما أورده صاحب هذا الكتاب محتمل، ولا يستلزم وقوع شيء من الأسباب التي ذكرها، كما سيأتي …
3 - لا يلزم من ذكر مرجع واحد في البحث في أحوال بعض الرواة؛ أن يكون الباحث الذي ذكره اعتمد عليه اعتماداً كلياً في شأن أولئك الرواة، واستغنى به عن المطولات …
4 - يجوز تصحيح السند الذي قال ابن حجر عن أحد رواته “صدوق”؛ لأنه قد يضبط بعض الأحاديث كضبط الثقة وإن كان في الأصل دونه ضبطاً. بل ذكر الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم العبد اللطيف في كتابه “ضوابط الجرح والتعديل” حكم أحاديث من قيل فيه: محله صدق أو صدوق إن شاء الله تعالى أو صالح الحديث أو وسط أو شيخ ونحو ذلك، فقال: أحاديث أصحاب هذه المرتبة محل نظر؛لأن هذه الألفاظ متجاذبة بين الاحتجاج وعدمه، فكثيراً ما يحكم بالصحة أو الحسن على ما تفرد به هؤلاء لما يحف ذلك من قرائن ترتقي بها، وكثيراً ما يتنازع الأئمة في الحكم على أحاديثهم.
5 - قول صاحب هذا الكتاب عن الباحث أنه:”يُحَسِّن السند الذي قال ابن حجر عن أحد رواته “صدوق يخطئ” أو “صدوق له أوهام” دون التنبه إلى أن تلك الرواية قد تكون مما أخطأ أو وهم فيه ” ليس دقيقاً؛ لأنه إذا لم يتحقق كون الرواية مما أخطأ أو وهم فيه الراوي؛ لا يسلم اعتبار ذلك من أسباب وقوع الخلل في أقوال الباحث المشار إليه، وإنما يسلم بذلك إذا كان يُحَسِّن السند الذي قال ابن حجر عن أحد رواته “صدوق يخطئ” أو “صدوق له أوهام” دون التنبه إلى أن تلك الرواية مما أخطأ أو وهم فيه…
6 - قال الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي من الميزان ” والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة، ولم يأت بما ينكر عليه، أن حديثه صحيح ” وأقره على هذه القاعدة الحافظ ابن حجر في “لسان الميزان” كما ذكر الألباني في بعض كتبه مقراً، وبين وجهة نظره في ذلك في سؤالات ابن أبي العينين له، والتي طبعت في هذا العام (2002م). أما صاحب هذا الكتاب فقد أشار إلى هذا المسلك بقوله: وفي هذا تساهل شديد، إذ رواية جماعة عن أحد الرواة لا تعتبر توثيقاً، ولا قرينة على التوثيق. ولم يبين وجهة نظر من رأى ذلك ولا القائلين به قبل الباحث المشار إليه.
7 - قول صاحب هذا الكتاب عن الباحث المشار إليه إنه ” لا يعتني العناية الكافية بمسألة الاتصال والانقطاع في السند” غير واضح؛ فإذا استوضحت المسألة من الأحاديث التي تكلم عليها صاحب هذا الكتاب؛ نجده يقول في كلامه حول الحديث الأول: “ومما يرجح عدم سماع سعيد بن كثير بن عفير من سعيد ابن أبي أيوب أن وفيات شيوخ ابن عفير هي كالتالي: 186، 186، 174، 175، 177، 179، 181، 188، 197،202، من الثامنة، من التاسعة. فإذا كان سعيد ابن أبي أيوب قد توفي سنة 161 أو قبلها، فالظاهر أن ابن عفير لم يسمع منه، إما لأنه لم يدركه، وإما لأنه لم يكن قد طلب العلم في ذلك الوقت، فهو أقدم من أقدم شيوخه، وهذا إذا
(يُتْبَعُ)
(/)
استثنينا روايته عن أحد المدنيين المتروكين، وهو القاسم بن عبدا لله بن عمر العمري، الذي كانت وفاته فيما بين سنة 150 و 160؛ فلعل السند بينهما منقطع.” [؟!] فإذا كانت هذه عناية كافية؛ فكيف تكون العناية غير الكافية؟!
8 - قول صاحب الكتاب عن الباحث المشار إليه “رغم معرفته في الجملة بقاعدة المدلسين، فإنه لا يكاد يفرق بين الثقة وبين الثقة الموصوف بالإرسال” مجمل أيضاً، ولعل أول ما يصادف القارئ مما يصلح بياناً له؛ ما ذكره في كلامه عن الحديث التاسع (ص54) حيث قال:”والراوي الموصوف بالإرسال مروياته في حكم الانقطاع حتى نجد التصريح بالسماع [انظر: هدي الساري: (ص384 - 385). النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر: 2/ 615،326]. وخاصة عمن لم يعرف بكثرة ملازمته والسماع منه ” اهـ كلامه، والظاهر أن مراده – بذلك السبب المتقدم ذكره في أسباب الخلل في أقوال الباحث المشار إليه – أنه لا يكاد يفرق بين الثقة وبين الثقة الموصوف بالإرسال في حمل روايتهما بالصيغة المحتملة على الاتصال مطلقاً، بالرغم من أن مرويات الراوي الموصوف بالإرسال عمن لم يعرف بكثرة ملازمته والسماع منه في حكم الانقطاع حتى نجد التصريح بالسماع. فإن كان هذا هو مراده؛ دلَّ على قصور عبارة المقدمة، وأما إشارته في أولها إلى قاعدة المدلسين فإن الكلام في الإرسال ليس كالكلام في التدليس… والمراجع التي أحال إليها في كلامه عن الحديث التاسع – المنقول آنفاً – لم تذكر هذه المسألة كما عبر عنها صاحب هذا الكتاب، وإنما اهتم أئمة الحديث – رحمهم الله تعالى – بالتنصيص على ثبوت ساع الراوي ممن روى عنه، أو على عدم سماعه منه؛ لأنه إذا وجد نص بالسماع حكم بالاتصال وإن لم يُصرَّح بالسماع ما لم يكن الراوي مدلساً، وإذا وجد النص بطل الاجتهاد (وهو الحكم بالانقطاع بقرينة الصيغة الموهمة وعدم العلم بسماع الراوي مما روى عنه)؛ فعبارة صاحب هذا الكتاب تحتاج إلى أن يضاف إليها بعد قوله “حتى نجد التصريح بالسماع”:- أو ينص أحد أئمة الحديث على سماع ذلك الراوي ممن روى عنه… ولعل مراد صاحب هذا الكتاب التنبيه على حكم رواية الموصوف بالإرسال إذا لم يوجد نص أو تصريح بسماعه ممن روى عنه، وأن الصيغة الموهمة من الراوي الموصوف بالإرسال في روايته عمن لم يعرف بالسماع منه؛ بنص أو تصريح، ولم يُنص كذلك على عدم سماعه ممن روى عنه – محمولة على الانقطاع. فإن كان هذا مراده، فهو تنبيه جيد إلا أن قصَّر في بيانه، ومهما يكن من أمر؛ فيجوز أن يحمل الباحث المشار إليه الصيغة المحتملة في هذه الحال على الاتصال إما مطلقاً أو لاعتبارات معينة، كما يحتمل أنه يرى حملها في هذه الحال على الانقطاع إلا أنه غفل عن تطبيقه في بعض الأسانيد، أما أنه لا يكاد يفرق بين الثقة وبين الثقة الموصوف بالإرسال؛ ففي هذا مبالغة ظاهرة بقدر ما تقدم من تقصير …
9 - قال صاحب هذا الكتاب: إن من أسباب الخلل الكثير في أقوال الباحث المشار إليه “بعده الشديد عن علم العلل” و“تقليده المتساهلين في اختلاف الرواية وصلاً وإرسالاً، أو رفعاً ووقفاً، إذا يقبلون رواية الوصل والرفع مطلقاً، وإعراضه عن مذهب الأئمة النقاد من القدماء ”؛ ولم يبين مذهب الأئمة النقاد من القدماء، وقد ذكره في كلامه على الحديث الثاني حيث قال (ص18): إنهم يرون في مثل ذلك التوقف حتى تأتي قرينة ترجح أحد الحالتين على الأخرى، فالأصل أن الرواية المرسلة تعل الرواية الموصولة ولا تتقوى بها، وكذلك الموقوفة مع المرفوعة، فإذا رأوا قرينة تؤيد صحة الرواية الزائدة رجحوها لما احتف بها من قرينة، لا لرجحان الزيادة مطلقاً ”. ثم ذكر في الحديث الذي يليه (الثالث) أن الباحث المشار إليه صحح حديث “يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع أو الجدل في عينه! ” وذكر – يعني الباحث المشار إليه – أنه روي من طرق عن محمد بن حمير أنه قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر – يعني الباحث – أن مسكين بن بكير رواه عن جعفر بن برقان بسنده، لكنه جعله من قول أبي هريرة، موقوفاً عليه، لا مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثم رجح – يعني الباحث المشار إليه – أن هذا الحديث مرفوع، محتجاً بأن محمد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
حمير لم يوصف بالخطأ، ومسكين بن بكير صدوق يخطئ [وكلاهما من رجال البخاري – سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 42 حديث 33].اهـ ما ذكره صاحب هذا الكتاب. وعليه؛ فترجيح الباحث المشار إليه إحدى الحالتين وهي الرفع بالقرينة التي رآها يناقض القول بتقليده المتساهلين في اختلاف الرواية وصلاً وإرسالاً، أو رفعاً ووقفاً، الذين يقبلون رواية الوصل والرفع مطلقاً. بل يدل على أنه يوافق مذهب الأئمة النقاد الذي يرون في مثل ذلك التوقف حتى تأتي قرينة ترجح إحدى الحالتين على الأخرى.
10 - ذكر صاحب هذا الكتاب من أسباب الخلل الكثير في أقوال الباحث المشار إليه “عدم تفريقه بين سند مستقل عن سند آخر فيمكن أن يعتبر شاهداً له، وبين طريق من طرق السند مختلف عن الطريق الآخر في جزء من السند، فلا يمكن أن يعتبر أحد الطريقين شاهداً للطريق الآخر، لأن مدار الطريقين على جزء واحد من السند. وهل يشهد الإنسان لنفسه؟! أم يشهد له غيره؟! ” ولعل من الأمثلة التي استنبط منها هذا السبب الحديث الخامس والثلاثين في كتابه، وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الرجل ليصل في اليوم إلى مئة عذراء” يعني في الجنة؛ فقد جاء هذا الحديث من طرق عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وجاء من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام بن حسان، عن زيد ابن الحواري، عن ابن عباس، مرفوعاً. وقد رأى الباحث المشار إليه في كتابه (1/ 641 حديث 367) أن السند الثاني شاهد للسند الأول. ويرى صاحب هذا الكتاب أن هذا من باب اختلاف الرواية “فمدار الحديث على هشام ابن حسان، واختلف عليه فيه، فرواه أحد الثقات عنه عن ابن سيرين عن أبي هريرة، ورواه أحد الثقات عنه عن زيد بن الحواري عن ابن عباس”. وكلا الرأيين محتمل، وإن كان الظاهر الأول، وكون الإسنادين يلتقيان في رجل لا يمنع من اعتبار أحدهما شاهداً للآخر إذا كان ثقة ومن فوقه في أحد السندين مختلفين عمن فوقه في السند الآخر حتى الصحابي؛ فيكون أحد السندين شاهداً للآخر بالنسبة لمن فوق ذلك الرجل، وإن كان بالنسبة له لا يصح؛ لأن الإنسان يشهد له غيره ولا يشهد لنفسه، كما أشار إلى ذلك صاحب هذا الكتاب. وقد ذكر صاحب هذا الكتاب أنه بعد كتابة ما كتب حول هذا الحديث رجع إلى علل الحديث لابن أبي حاتم [2/ 213]. فإذا هو قد سأل أباه وأبا زرعة عن هذا الحديث من رواية حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة؛ فقالا: “هذا خطأ، إنما هو هشام بن حسان عن زيد العمي عن ابن عباس”. فسأل أباه: الوهم ممن هو؟ فقال: من حسين. قال صاحب هذا الكتاب: “فلله الحمد والمنة” يعني على أن وافق رأيه قول هذين الإمامين العالمين بالحديث وطرقه وعلله. لكن لا يلزم من اتفاق رأي صاحب هذا الكتاب وقول الإمامين أبي حاتم وأبي زرعة – رحمهما الله – أن يكون الطريق الذي سلكه لتقرير رأيه موافقاً للطريقة التي قررا بها قولهما؛ فإنه عدل عن الحكم بصحة اعتبار أحد السندين شاهداً للآخر – حسب الظاهر – إلى اعتبار ذلك الاختلاف من باب اختلاف الرواية بغير موجب صحيح؛ فقد قال: “ثم إنه قد يتراءى لبعض الناس صحة الطريقين، وهذا في غاية البعد، لأن هشام ابن حسان لو كان عنده الحديث من كلا الطريقين لما آثر – ولو في وقت من الأوقات – أن يرويه بالطريق الواهي دون الصحيح، والعادة في نحو هذا أن يرويه بطريقة الصحيح ويعطف عليه الآخر إن شاء.” اهـ كلامه ولكن لا يبعد أن يقع له الحديث من الطريق الواهي قبل الصحيح … فما استبعده غاية البعد يمكن أن يقع في وقت من الأوقات أو لغرض من الأغراض … كما أن صاحب هذا الكتاب رجح رواية أبي أسامة معللاً ترجيحها بقرينة في متن الرواية، “وهي الغرابة” ولم يبين وجه الغرابة وسببها، وقد أشار إلى ذلك ابن القيم في كتابه حادي الأرواح في آخر فصل من الباب الثالث والخمسين، ولخص كلامه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 374) بقوله: وقال ابن القيم: ليس في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين سوى ما في حديث أبي موسى [في الصحيحين] “أن في الجنة للمؤمن لخيمة من لؤلؤة فيها أهلون يطوف عليهم”.اهـ. فلعل المراد بهذا الحديث وأمثاله ما لكل واحد من السراري
(يُتْبَعُ)
(/)
زيادة على الزوجتين، ويكونون في ذلك على حسب منازلهم في القلة والكثرة كالخدم والولدان. (ينظر حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم في الفصل المشار إليه). ومما يدل على أن موافقة صاحب هذا الكتاب لأبي حاتم وأبي زرعة لا يلزم منها أن يكون مدركه هو مدركهما؛ قول أبي حاتم: “ [الوهم] من حسين ” يعني الجعفي، وهذا مما لا سبيل لصاحب هذا الكتاب إلى إدراكه …
11 - ذكر صاحب هذا الكتاب من أسباب الخلل الكثير في أقوال الباحث المشار إليه “عدم تفريقه بين نص نظير نص آخر في كل فقراته فيمكن أن يعتبر شاهداً له، وبين نص نظير نص آخر في بعض فقراته، فلا يمكن أن يعتبر شاهداً له بإطلاق، بل شاهداً للفقرات المشتركة بينهما فقط”. ومن أمثلته في هذا الكتاب الحديث الخامس حيث ذكر صاحب هذا الكتاب أن الباحث المشار إليه أخطأ في حكمه عليه بسبب ما تقدم “عدم تفريقه … إلخ”. وبالرجوع إلى الحديث في كتاب الباحث المشار إليه نجد أنه أورد الحديث كما يلي: 35 – (إن الله استقبل بي الشام، وولى ظهري اليمن، ثم قال لي: يا محمد إني قد جعلت ما تجاهك غنيمة ورزقاً، وما خلف ظهرك مدداً، ولا يزال الله يزيداً أو قال يعز الإسلام وأهله، وينقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين كذا – يعني البحرين – لا يخشى إلا جوراً، وليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل). ثم قال بعد الكلام على إسناده عند أبي نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق: “ولشطره الثاني شواهد تقدم أحدها في المقال الأول (رقم 3).” وهو حديث (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر). هذا الواقع وصفه صاحب هذا الكتاب فقال (ص29): “والشطر الثاني من الحديث يبدأ من قوله: “ولا يزال الله يعز الإسلام وأهله ” إلى آخر الحديث، والشاهد المشار إليه يشهد لبعض هذا الشطر بنحوه، دون قوله: “حتى يسير الراكب بين – كذا يعني البحرين – لا يخشى جوراً”، فهل ترى في الشاهد المشار إليه ما يشهد لهذا؟! وإذا تضمنت الدعوى ثلاث خصال وشهد شاهد باثنتين منها أفيحق لنا أن نثبت أن هذا الشاهد يشهد لها كلها؟ أم نقول إنه يشهد لبعضها؟! ويبدو أن الباحث لا يفرق بين ما يشهد للشطر الثاني من الحديث وبين ما يشهد لبعض الشطر الثاني من الحديث، ولا يهتم لبيان القدر المشهود له ” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب، وفيما قاله نظر؛ لأن الباحث المشار إليه قال: “ولشطره الثاني شواهد تقدم أحدها .. إلخ” ولم يقل: شاهداً… فإذا كان الشاهد المشار إليه يشهد لبعض الشطر الثاني فالبقية تشهد لما بقي … أي أن الشواهد المشار إليها تشهد بمجموعها للشطر الثاني … فقول صاحب هذا الكتاب: “وإذا تضمنت الدعوى ثلاث خصال وشهد شاهد باثنتين منها أفيحق لنا أن نثبت أن هذا الشاهد يشهد لها كلها؟ أم نقول إنه يشهد لبعضها؟! ” ليس في محله، بل يقال: إذا تضمنت الدعوى ثلاث خصال وشهد شاهد ببعضها، وشهد غيره بما بقي، أيحق لنا أن نثبت أن هؤلاء الشهود يشهدون لها كلها؟ أم نقول: إنهم يشهدون لبعضها؟!! كما لا يقال – مع ذلك –: ويبدو أن صاحب هذا الكتاب لا يفرق بين المفرد والجمع ولا يهتم لبيان عدد الشهود …، وإنما يقال: ربما استعجل أو وقع له شيء أثر على تفكيره ووجهة نظره فلم ينظر إلى الموضوع بجميع أبعاده … وإلا فإن صاحب هذا الكتاب فيما يظهر باحث جيد وناقد حاذق … كما أن الألباني عالم بالحديث رواية ودراية، وإن أخطأ في حكمه على بعض المسائل، وقد تكون أخطاؤه كثيرة لكنها ليست أكثر من صوابه؛ فقد شهد له بالعلم بالحديث رواية ودراية كثير من أهل العلم كابن باز وابن عثيمين ومقبل الوادعي وغيرهم، ولو كانت عنده أخطاء كثيرة في أصول علم الحديث لما شهدوا له بالعلم به مطلقاً؛ فكيف إذا كانت أخطاؤه أكثر من صوابه؟ والحكم على باحث صنف أكثر من (100) كتاب، وحكم على أكثر من ستة آلاف حديث؛بأن خطأه أكثر من صوابه، من خلال عدد من الفروع والتطبيقات؛ لا تبلغ الربع مما حكم عليه؛ لا يصح. بل لا بد أن يتفق عليه جمع من العلماء من خلال النظر في أكثر أحكام الباحث المشار إليه، بشرط أن لا يخالفهم من يكون قوله أولى بالقبول من قولهم …
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا كله على فرض أن الباحث المشار لم تصدر منه نصوص تخالف ما نسبه إليه صاحب هذا الكتاب من خلال نظره إلى بعض التطبيقات. وقد نص الباحث المشار إليه في مواضع من كتبه وفي كثير من أجوبته المسجلة في الكتب أو أشرطة التسجيل الصوتية على خلاف ما أدعاه عليه صاحب هذا الكتاب. بل نص على خلافه بعض أهل العلم الذين انتقدوا الباحث المشار إليه، كما في مسألة تقسيم متن الحديث إلى فقرات، وتصحيح أو تحسين بعض الفقرات بالشواهد دون بقية فقرات المتن، حيث قال بعضهم: إن ذلك بدعة أحدثها الباحث المشار إليه … فهو المقدَّم في هذه الطريقة …
12 - أنهى صاحب هذا الكتاب ما ذكره من أسباب الخلل الكثير في أقوال الباحث المشار إليه، بقوله: “بالإضافة إلى أوهام يقع فيها لا يكاد يسلم منها أحد، لكنها إذا كثرت أو فحشت زحزحت مرتبة المرء عن أن يوثق بأحكامه ونقوله ”. ولعله يشير بهذا إلى مثل قوله في آخر كلامه على الحديث الحادي والأربعين “الخلافة ثلاثون سنة، ثم تكون بعد ذلك ملكاً” حيث قال (ص169): “ومن العجائب أن الباحث نقل عن ابن خلدون تضعيفه لهذا الحديث ثم قال: وتبعه على ذلك العلامة أبو بكر ابن العربي. هذا وقد توفي ابن خلدون سنة 808، وتوفي القاضي أبو بكر ابن العربي سنة 543، أي قبله بـ 265 سنة، فتأمل وأعجب!! والله أعلم.” وهذا قد يكون وهماً؛ لكنه ليس وهماً فاحشاً كما وصفه صاحب هذا الكتاب في الفهرس؛ فيحتمل أن الباحث المشار إليه ضمَّن (تبعه) معنى (وافقه) فلا يلزم الترتيب، كما لا يلزم من إيراد الكلام على هذا النحو أن يكون القائل جاهلاً بتاريخ وفاة ابن خلدون، وتاريخ وفاة أبي بكر ابن العربي مطلقاً؛ فيحتمل أنه ذهل عن ذلك هنا، ولا سيما مع الفصل بينهما بإيراد نص ابن خلدون في تاريخه، والذي يقع في ثلاثة أسطر … وكلام صاحب هذا الكتاب لا يشعر بوجود ذلك الفصل الذي يمكن بسببه الذهول عن بعض لوازم الكلام حتى مع المراجعة التي ينشغل فيها الباحث بتصحيح الأخطاء الطباعية والفنية …
13 - نقل صاحب هذا الكتاب (ص13) عن الإمام أحمد أنه قال في يحيى بن أيوب الغافقي المصري: سيء الحفظ. ولكلام الإمام أحمد صلة لم يذكرها صاحب هذا الكتاب، وقد يكون لها أثر في الحكم على الراوي أو تحديد مراد الإمام أحمد بقوله؛ فإنه قال فيه: سيء الحفظ، وهو دون حيوة وسعيد بن أبي أيوب في الحديث. وحيوة [بن شريح] وسعيد بن أبي أيوب كلاهما ثقة ثبت؛ فمقارنة يحيى بن أيوب بهما لها أثر في تحديد مراد الإمام بقوله قبلها: سيء الحفظ …
14 - قال صاحب هذا الكتاب (ص12): “ويبدو أن هذا الراوي [يعني يحيى بن أيوب الغافقي] له روايات مستقيمة، وروايات أخطأ فيها، فمن نظر إلى رواياته المستقيمة وثَّقَه ومن رأى في بعض رواياته أخطاء قليلة في جنب كثرة ما روى وثقه كذلك، إذا لا يشترط في الراوي الثقة أن لا يعثر له على خطأ نادر، ومن رأى كثرة أخطائه لم يوثقه ووصفه بسوء الحفظ ونحوه، أو بالصلاح فقط، وهذا يعني أنه رجل من أهل الخير والصلاح، أو أنه صالح في باب المتابعات والشواهد، لا في باب الاحتجاج.” وهذا التحليل ليس على إطلاقه؛ فلا يتم إلا باستحضار بعض التقييدات، ومن ذلك أن لا يكون من رأى كثرة أخطائه قد رأى له روايات قليلة، ومن ذلك أنه ينبغي مراعاة منازل النقاد في العلم بالحديث وعلله؛ فابن سعد – مثلاً – ليس كالإمام أحمد، كما أن صاحب هذا الكتاب ليس كالحافظ ابن حجر …
15 - قال صاحب هذا الكتاب (ص13): “سعيد بن عفير هو سعيد بن كثير بن عفير المصري صدوق فيه لين” وبالرجوع إلى ترجمة سعيد بن كثير بن عفير في كتب الجرح والتعديل نجد أن الكلام فيه يدور بين مرتبة الثقة ومرتبة الصدوق بإطلاق، ولا نجد أحداً قال عنه: صدوق فيه لين، ولا نحو ذلك، إلا السعدي فإنه ضعفه، وقد رد ابن عدي على السعدي في تضعيفه؛ فليس من الإنصاف نقل مثل هذا الراوي الموثق إلى أدنى مراتب التعديل أو أول مراتب التجريح بلفظة جرح أو كلمة تضعيف مردودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - أعل صاحب هذا الكتاب الحديث الثاني في قصة أيوب عليه السلام بأن “ابن شهاب الزهري ثقة ربما دلس، ولم يصرح في هذه الرواية بالسماع، وإن كان من صححه يعتمد المراتب التي ذكرها ابن حجر في طبقات المدلسين فإنه قد ذكره في المرتبة الثالثة، يعني بها أن لا يقبل من مروياته إلا ما صرَّح فيه بالسماع ممن رواه عنه، فما الذي رجح تصحيح هذا السند وقبول رواية معنعنة من مدلس؟! ” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب، ولم يذكر أن الأئمة قبلوا قوله (عن) كما ذكر الحافظ العلائي في جامع التحصيل، ويظهر أنه لم يذكره؛ لأن محله ليس هنا، وإنما محله حيث يُعِلُّ الباحث المشار إليه رواية بعنعنة الزهري! وكأن المقصود هو مخالفة الباحث المشار إليه فقط! فصاحب هذا الكتاب لا يعتني كثيراً ببيان علة المخالفة والضابط الذي استعمله في ترجيح الجرح أو التعديل على ما يعارضه، ونراه يعمد إلى أشد ما قيل في الراوي فيعتمده ويوجهه مع إمكان الجمع بينه وبين الأقوال الأخرى … فما الذي رجح عدم قبول عنعنة الزهري هنا؟! وقد أعل صاحب هذا الكتاب الحديث المشار إليه بعلة أخرى وهي أن “نافع بن يزيد [الذي رواه عن عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم] وإن كان ثقة فقد خالفه ثقة آخر في وصل هذا الحديث. قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم … قال: فلا مناص عن التوقف في تصحيح وصل الحديث حتى نجد قرينة ترجح وصله على إرساله. وإذا لم نجد فالواجب التوقف.أ هـ كلامه ولم يصرح بأنه لم يجد القرينة، وإن كان هذا هو الظاهر، لكن لا يلزم من أنه لم يجد القرينة ألا تكون موجودة مطلقاً، كما أن القرائن نسبية وغير محدودة؛ فيمكن أن يقال إن مما يرجح رواية نافع بن يزيد الموصولة: ما ورد في ترجمة يونس بن يزيد من أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، ولم يرد مثل هذا في ترجمة نافع بن يزيد بل أُطلق القول بتوثيقه … وكثير من التعقبات الواردة في هذا الكتاب يمكن أن يناقش بمثل هذه المناقشة.
17 - قال صاحب هذا الكتاب (ص50): “ومن الغريب أن الباحث – بعد أن وضع هذا الحديث [يعني حديث "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"] في مرتبة الاحتجاج – استنبط منه أن مسمى الإسلام غير الإيمان، وكأنه يريد أن يؤكد أن عمرو بن العاص “آمن”، وأن الناس “أسلموا”، وأكد ذلك بالاستشهاد بقوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). وليس مقصود الباحث الإساءة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم، إنما قد يكتب الإنسان من الكلام ما يتوهم أن له غير معناه الظاهر المتبادر، ومن الذي يسلم منا من الخطأ والنسيان؟ (ربنا لا تؤاخذها [كذا وهو خطأ طباعي؛ صوابه: لا تؤاخذنا] إن نسينا أو أخطأنا) والله أعلم ” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب، وما استغربه ليس بغريب، ولا يلزم منه الإساءة إلى أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم؛ لأن الحديث ليس على عمومه، فالتعريف في قوله (الناس) للعهد والمعهود مسلمة الفتح من أهل مكة، فهو محمول على مثل من ذكرهم الله في آية الحجرات، وقد استنبط ما استغربه صاحب هذا الكتاب طائفةٌ من أهل السنة والجماعة كما ذكر الإمام محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، ونقله عنه ابن تيمية في كتاب الإيمان (ص302).
18 - ذكر صاحب هذا الكتاب (ص139): “أن عمر ابن أبي سلمة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا أكلت فسم الله”، ولم يحدث عنه أنه قال “إذا أكلت فقل: باسم الله” واللفظ الثاني من تصرف الرواة الذين يروون بالمعنى ”. ولم يبين الفرق بين اللفظين، والأثر الذي يترتب على هذا الفرق، ولماذا لا يشمل قوله “واللفظ الثاني من تصرف الرواة الذين يروون بالمعنى” الصحابيَّ نفسه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - قال صاحب هذا الكتاب (ص169):”ومن العجائب أن الباحث ذكر الزيادة التي في سنن الترمذي، وهي استفسار من سعيد بن جمهان وجواب من سفينة، ونصها، قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم! قال: كذبوا بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك. وعلق قائلاً: وهذه الزيادة تفرد بها حشرج ابن نباته عن سعيد بن جمهان، فهي ضعيفة، لأن حشرجاً هذا فيه ضعف. وهذه الزيادة لم يتفرد بها حشرج بن نباتة، بل روى غيره نحوها، وذلك في سنن أبي داود، وهو من مصادره في تخريج هذا الحديث، ونصها عنده: قال سعيد: قلت لسفينة: إن هؤلاء يزعمون أن علياً لم يكن خليفة! قال: كذبت أستاه بني الزرقاء. يعني بني مروان. ا. هـ، وكذا في السنة لابن أبي عاصم وهو من مصادره، إلا أن العبارة فيه غير واضحة.” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب وقد جعل عبارة “إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم!. قال: كذبوا بنو الزرقاء. بل هم ملوك من شر الملوك ” نحو عبارة “إن هؤلاء يزعمون أن علياً لم يكن خليفة!.قال: كذبت أستاه بني الزرقاء،. يعني بني مروان” مع أنه يوجد بينهما من الفروق ما تصح معه دعوى التفرد كما هو ظاهر …
20 - هذه الملاحظات لا تعدو كونها نماذج لم يقصد منها الاستيعاب، ولا شك أنه قد يكون في الكتاب تعقبات صحيحة بل لولا ما في المقدمة من الإطلاق والتعميم وعدم التمثيل لما كان يهم أن نعلم هل أصاب في تعقباته أم أخطأ؟ لأن الكلام على الفروع والتطبيقات يكون للاجتهاد فيه مجال واسع بخلاف الأصول؛ فالأمر فيها أضيق …
21 - تعقبات صاحب هذا الكتاب لا تقتصر على الباحث المشار إليه، وإنما قد تنسحب على من اعتمد عليهم الباحث المشار إليه أو وافقهم، كما في (ص165) حيث قال صاحب هذا الكتاب: “والعجب من الإمام أحمد كيف تسرع وحكم على هذا النقل بالبطلان … إلخ “، وقال (ص168): “هذا وقد تساهل في تصحيح هذا الحديث عدد من العلماء السابقين … إلخ” ولم يذكر أسماءهم، وهم تسعة، كما ذكر الباحث المشار إليه في كتابه في الأحاديث الصحيحة (حديث 459) منهم الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن تيمية… لكن أحكام صاحب هذه الكتاب على أولئك الأئمة مقيدة بمواضعها،وليست على إطلاقها، وكان ينبغي أن تكون كذلك بالنسبة للباحث المشار إليه؛ فهو متبع سبيلهم …
22 - لم يذكر صاحب هذا الكتاب سبب تأخره في طباعة هذا الكتاب أكثر من سبع سنين، فقد انتهى من تأليفه في 7/ 10/1413هـ ولم يطبع إلا في سنة 1421هـ /2001م.ولو لم يتأخر لأمكن أن نرى رد الباحث المشار إليه، أما الآن فلا يمكن ذلك؛ لأن الباحث المشار إليه توفي سنة 1420هـ – رحمه الله –.(/)
ترجمة الامام مسلم رحمه الله تعالى/مرئي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 02:49]ـ
ترجمة الامام مسلم رحمه الله تعالى/مرئي
http://www.4shared.com/video/bURC5GJj/_____.html (http://www.4shared.com/video/bURC5GJj/_____.html)
ابو اميمة محمد(/)
ياحفاظ الحديث أفيدوني من خلال تجربتكم
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 04:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم
من خلال تجربتكم أفيدوني في طريقتين:
1. لحقظ الأحاديث الطويلة، وهل يكفي الاقتصار على المعنى أم الأفضل والأكمل حفظه حرفيا؟
2. لحفظ الأسانيد، لأن مع كثرة الأسماء يتفلت الحفظ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:19]ـ
لست من حفاظ الحديث.
1 - لا فرق بين طويل الحديث وقصيره، ولتسهيل الحفظ يمكن اعتبار الحديث الطويل كأنه عدة أحاديث، وهذه هي طريقة المخ في الربط بين الأشياء إذا كثرت.
2 - معلومة خاطئة؛ بل مع كثرة الحفظ يسهل الأمر على الحافظ، وخاصة مع الأسانيد لكثرة ما يتكرر منها.
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 04:47]ـ
جزى الله خيرا العوضي ويمكنك الإستفادة بشدة من الأخ أبوزارع المدني في أمور الحفظ هذه
ـ[طخفه]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 11:28]ـ
فى الأحاديث الطويلة يكفى المعنى جدا و لكن
عليك بمراعاة الألفاظ التى نطقها رسول الله (ص) فلا تحيل المعنى
و حفظ المعنى إجمالا أيسر من تجزئة الحديث لحفظ ألفاظه
أما بالنسبة للأسانيد فهى تسبب خلطا كبيرا لذا إن أردت حفظها فعليك بالأجزاء التى لا تتشعب فيها الأسانيد و لا تطول،
و عادة ما يكتفى المستمع منك بالمتن مع الراو الأعلى (الصحابى)
مع ملاحظه هامه
فى باب العلل هناك أحاديث تتكرر كثيرا، بألفاظ متقاربة (فلا يصلح حفظ اللفظ فيها) و بأسانيد تكاد لا تختلف ألا على راو على الأكثر، فيسهل حفظ طرق الحديث
ملاحظة أخرى إذا كان لديك إسنادا متصل الى أحد الكتب، فأما إسنادك إلى المصنف فهو واحد
و أما أسانيد المصنف فعليك تقسيمها على الأبواب بطريقة العلل، و هذا لأنك ستجد الحديث الواحد يتكرر بألفاظ مختلفة و أسانيد مختلفة، فسيكون عليك حفظ متن واحد وتقول (ورد بألفاظ متقاربة) و أسانيده مدارها على (فلان)
بتلك الطريقة يثبت لديك رجلان على الأقل من سند كل متن و هما المصنف و المدار
كما أنها تكشف لك عن حال الرجل مدار الحديث فتميز صحته من ضعفه
قد تبدوا تلك طريقة معقدة وليست كذلك
لأن الطريقة التقليدية للحفظ ستودى بك اليها فى النهاية مع إختلاط كبير
كتاب رياض الصالحين على كبر حجمه أسهل فى الحفظ من عمدة الأحكام على صغره
بسبب التكرار أخى الكريم
هذا و ينصح بأن يكون الحفظ قبل النوم مباشرة
و العلم لله وحده
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 11:07]ـ
وهل هناك أحد الآن يحفظ الأسانيد؟؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[09 - Jul-2010, صباحاً 04:25]ـ
كثير من الشناقطة يحفظون الصحيحين من الجلدة إلى الجلدة، بأسانيدها ومتونها ومكرراتها.
وأقوم طريقة ما ذكره أبو مالك، والأولى حفظ الحديث كما هو في المصنف، ويتأكد ذلك في المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم.
وبقدر ما تحفظين من الأسانيد ستجدين سلاسل تتكرر فتصبح كالمثاني، وخير دواء للخلط مداومة النظر والتكرار.
ولكل همته، والله اعلم
و حفظ المعنى إجمالا أيسر من تجزئة الحديث لحفظ ألفاظه
بل حفظ المعنى إجمالا يحوج إلى إنشاء عبارات، فإما أن يحفظها فيرجع الأمر إلى أن يحفظ المسطور من باب أولى.
وإما أن ينشئ في كل مرة كلاما بحسب المعنى، فتزيد احتمالات الوهن، والله الموفق
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 07:00]ـ
الله المستعان فرطنا في السنة وجرينا وراء .........(/)
هل سمع أبو الجوزاء من عائشة؟
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 06:11]ـ
السلام عليكم
سمعت ان روايته عن عائشة منقطعة؟
فما الراجح فيها مشكورين؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم
سمعت ان روايته عن عائشة منقطعة؟
فما الراجح فيها مشكورين؟
قال ابن عدى: ((حدث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة، وأبو الجوزاء روى عن الصحابة وأرجو أنه لا بأس به، ولا يصحح روايته عنهم أنه سمع منهم، ويقول البخاري: في إسناده نظر، إنه لم يسمع مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما لا أنه ضعيف عنده، وأحاديثه مستغنية من أن أذكر منها شيئا في هذا الموضع)) اهـ (الكامل 411/ 1).
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب: ((حديثه عن عائشة فى الإفتتاح بالتكبير عند مسلم.
و ذكر ابن عبد البر فى "التمهيد " أيضا أنه لم يسمع منها و قال جعفر الفريابى فى " كتاب الصلاة ": حدثنا مزاحم بن سعيد حدثنا ابن المبارك حدثنا إبراهيم بن طهمان حدثنا بديل العقيلى عن أبى الجوزاء قال: أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها ـ فذكر الحديث ـ.
فهذا ظاهره أنه لم يشافهها، لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها، على مذهب مسلم فى إمكان اللقاء، والله أعلم)). اهـ.(/)
هل هذا حديث صحيح؟
ـ[مسلم الروسي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 01:50]ـ
17301 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَدْعُوَهُمْ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ وَيُنْبِئَهُمْ بِالَّذِى لَهُمْ فِيهِ وَعَلَيْهِمْ وَيَحْرِصَ عَلَى هُدَاهُمْ فَمَنْ أَجَابَهُ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَحْمَرِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ كَانَ يَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُ بِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَاتِلُ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ عَلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ فَإِذَا أَجَابَ الْمُدْعَوْنَ إِلَى الإِسْلاَمِ وَصَدَقَ إِيمَانُهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ حَسِيبُهُ وَمَنْ لَمْ يُجِبْهُ إِلَى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ مِنَ الإِسْلاَمِ مِمَّنْ يَرْجِعُ عَنْهُ أَنْ يَقْتُلَهُ.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 06:47]ـ
17301 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى مَنِ ارْتَدَّ مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَدْعُوَهُمْ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ وَيُنْبِئَهُمْ بِالَّذِى لَهُمْ فِيهِ وَعَلَيْهِمْ وَيَحْرِصَ عَلَى هُدَاهُمْ فَمَنْ أَجَابَهُ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ أَحْمَرِهِمْ وَأَسْوَدِهِمْ كَانَ يَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُ بِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَاتِلُ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ عَلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ فَإِذَا أَجَابَ الْمُدْعَوْنَ إِلَى الإِسْلاَمِ وَصَدَقَ إِيمَانُهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ حَسِيبُهُ وَمَنْ لَمْ يُجِبْهُ إِلَى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ مِنَ الإِسْلاَمِ مِمَّنْ يَرْجِعُ عَنْهُ أَنْ يَقْتُلَهُ.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
هذا الخبر رواه ابن وهب في جامعه و البيهقي في سننه الكبرى من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن الأسود (وهو المدني يقال له يتيم عروة) عن عروة بن الزبير ((أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه أمر خالد بن الوليد حين بعثه إلى من ارتد من العرب أن يدعوهم بدعاية الإسلام وينبئهم بالذى لهم فيه وعليهم ويحرص على هداهم فمن أجابه من الناس كلهم أحمرهم وأسودهم كان يقبل ذلك منه بأنه إنما يقاتل من كفر بالله على الإيمان بالله فإذا أجاب المدعون إلى الإسلام وصدق إيمانه لم يكن عليه سبيل وكان الله عز وجل هو حسيبه ومن لم يجبه إلى ما دعاه إليه من الإسلام ممن يرجع عنه أن يقتله)).
اعلم ان هذا الخبر له علتان وهما:
1 - أن ابن لهيعة الصحيح فيه أنه سيئ الحفظ قبل الاختلاط و بعد الاختلاط ساء حاله أكثر , قال ابن أبى حاتم: ((سألت أبى، و أبا زرعة، عن الإفريقى، و ابن لهيعة: أيهما أحب إليك؟ فقالا: جميعا ضعيفان، و ابن لهيعة أمره مضطرب، يكتب حديثه على الاعتبار)) , قال أبو زرعة:
((كان لا يضبط)) , و قال ابن معين: ((كان ضعيفا لا يحتج بحديثه، كان من شاء يقول له: حدثنا)) , فإن قال قائل أن الراوي عن ابن لهيعة هنا هو عبد الله ابن وهب وهو أحد من قال فيهم بعض العلماء أن روايتهم عن ابن لهيعة كانت قبل احتراق كتبه و اختلاطه , فأقول له: ليس هذا بصحيح بل رواية العبادلة كابن المبارك ومن ذُكر أنه روى عنه قبل الاختلاط و من روى عنه بعد ذلك سواء قال الامام يحيى بن معين:
((قال أهل مصر ما احترق لابن لهيعة كتاب قط، و ما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات)) قال عبد الرحمن (هو ابن ابي حاتم): ((قلت لأبى: إذا كان من يروى عن ابن لهيعة مثل ابن المبارك فابن لهيعة يحتج به؟ قال: لا))
فإن إبى فأقول له: 2 - أن عروة بن الزبير ولد في أول خلافة عثمان رضي الله عنه , فهو لم يدرك لا أبا بكر الصديق ولا عمر بن الخطاب رضي الله عن الصحابة أجمعين , فيكون الخبر منقطعا بهذا.
فإذا علمت هذا فستدرك أن هذا الاسناد واه , و الله أعلم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هل هذا الحديث متفق عليه
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 10:39]ـ
حديث سهل بن سعْدٍ السَّاعدي - رضي الله عنْه - قال: مرَّ رجلٌ على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((ما تقولون في هذا؟))، قالوا: حرِيٌّ إنْ خطَب أن يُنكَح، وإن شَفع أن يُشفَّع، وإن قال أن يُسمَع، ثمَّ سكت، فمرَّ رجُل من فقراء المسلمين، فقال: ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: حريٌّ إن خطَب ألاَّ يُنكح، وإن شَفع ألاَّ يُشفَّع، وإن قال ألاَّ يُسمَع، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هذا خيرٌ من مِلْءِ الأرْض مثل هذا)).
هل هو متفق عليه - كما جاء في رياض الصالحين؟؟
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 02:48]ـ
لم أقف على لفظه في مسلم.
هو عند البخاري -فقط- , والله أعلم.
ـ[طخفه]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 05:32]ـ
هذا الذى فى مسلم
صحيح مسلم - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها
باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء - حديث: 5200
وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جواظ زنيم متكبر "
و الله أعلم
ـ[ابو بردة]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 06:56]ـ
هو من أفراد البخاري(/)
شرح الأربعين النووية للشيخ الدكتور حمد العثمان حفظه الله
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 04:28]ـ
شرح كتاب الأربعين النووية شرح الشيخ الدكتور حمد العثمان حفظه الله
الاول
http://www.archive.org/download/Alar...aweiah1/01.mp3
الثاني
http://www.archive.org/download/alar...aweiah3/02.mp3
الثالث
http://www.archive.org/download/Alar...aweiah3/03.mp3
الرابع
http://www.archive.orgdownload/alar...wawiah4/04.mp3
الخامس
http://www.archive.org/download/alar...wawiah5/05.mp3
السادس
http://www.archive.org/download/Alar...wawiah6/06.mp3
السابع
http://www.archive.org/download/Alar...wawiah7/07.mp3
الثامن
http://www.archive.org/download/alar...awawiah/08.mp3
التاسع
http://www.archive.org/download/alar...wawiah9/09.mp3
العاشر
http://www.archive.org/download/alab...awiah10/10.mp3
الحادي عشر
http://www.archive.org/download/Alar...weiah11/11.mp3
الثالث عشر
http://www.archive.org/download/Alar...awiah13/13.mp3
الرابع عشر
http://www.archive.org/download/Alar...awiah14/14.mp3
الخامس عشر
http://www.archive.org/download/alar...awiah16/15.mp3
السادس عشر
http://www.archive.org/download/Alar...h16_777/16.mp3
السابع عشر
http://www.archive.org/download/Alar...awiah17/17.mp3
الثامن عشر
http://www.archive.org/download/Alar...awiah18/18.mp3
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 11:16]ـ
شكرا للفائدة
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 11:53]ـ
جزاكم الله خيرا.
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAlnawaweiah1/01.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalnawaweiah3/02.mp3
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAnawaweiah3/03.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalawawiah4/04.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalnawawiah5/05.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah6/06.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah7/07.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalnawawiah/08.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalnawawiah9/09.mp3
http://www.archive.org/download/alabaeenalnawawiah10/10.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawaweiah11/11.mp3
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAlnawawiah13/13.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah14/14.mp3
http://www.archive.org/download/alarbaeenalnawawiah16/15.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah16_777/16.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah17/17.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah18/18.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah19/19.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah20/20.mp3
http://www.archive.org/download/Alarbaeenalnawawiah21/21.mp3
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAlnawawiah22/22.mp3
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAlnawawiah23/23.mp3
http://www.archive.org/download/AlarbaeenAlnawawiah24/24.mp3
ـ[بوعبدالله السلفي]ــــــــ[14 - Aug-2010, صباحاً 03:28]ـ
شكرا للفائدة
العفو يالطيب وشكرا لمرورك
ـ[فتى بغداد]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 07:15]ـ
بسم الله. بارك الله فيك على المجهود الطيب. وكل العام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم. والسلام
ـ[محبة العقيده]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 08:26]ـ
جزاك الله خيراااااااااااااا(/)