أن بشر أبي عبد الله هذا لم يذكر إلا في رواية سعيد بن منصور في سننه، و لم يروه عنه إلا أبو داود عن سعيد في سننه، و من روى من طريقه.
أما الثقات (محمد بن علي الصائغ المكي و هلال بن العلاء الرقي، وجعفر بن محمد القانسي الرملي، وأحمد بن بشر المرثدى و أبو حاتم الرازي)، فرووه عن سعيد بدون ذكر لبشر هذا.
و لعل سعيد بن منصور وهم فيه مرة فثبته في سننه، و رواه عنه أبو داود، فأن بشر أبي عبد الله، يتضح أنه ناتج عن تصحيف و وهم، فأنه قد يكون بشر هو بشير نفسه، فصحف، ثم ذكر مرة أخرى كشيخ لبشر هذا في هذا الحديث، و الله أعلم.
و فيه علل:
1 - جهالة بشير بن مسلم أبو عبد الله الكندي: و قال البخاري: " و لم يصح حديثه "، قال مسلمة بن قاسم الاندلسي: " مجهول "، و قال ابن حجر في التقريب:" مجهول ".
2 - الانقطاع بين بشير هذا و عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال العراقي في تخريج الاحياء (2/ 86): " أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو وقيل إنه منقطع ".
كشف لنا هذا الانقطاع البخاري في التاريخ الكبير (2/ 104) بشير بن مسلم الكندي عن رجل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز قاله لنا محمد بن صباح سمع صالح بن عمر سمع مطرفا وقال لي أبو الربيع ثنا إسماعيل بن زكريا عن مطرف حدثني بشير أبو عبد الله الكندي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم الله عليه وسلم ولم يصح حديثه وقال أبو حمزة عن مطرف عن بشير أبي عبد الله عن عبد الله بن عمرو.
و ذكر الخطيب في التلخيص (1/ 158) كذلك من رواية الليث بن سعد، أن بشير بن مسلم رواه بلاغا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
3 - جهالة بشر أبي عبد الله: و الراجح عندي أنه من وهم الرواة، ليس أكثر.
4 - الاضطراب: فقد اضطرب فيه بشير بن مسلم أبو عبد الله الكندي، فرواه تارة معنعنا عن عبد الله بن عمرو، و تارة عن رجل عن عبد الله بن عمرو، و تارة بلاغا عن عبد الله بن عمرو، و كذلك أعله المنذري في مختصر سنن أبو داود (؟).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 05:52]ـ
أحسنت أحسنت
بارك الله فيك بارك الله فيك بارك الله فيك
تخريج مفيد ومرتب ومهذب وواضح ويشرح النفس
وإن ظهرت لي إضافات أو ملاحظات سوف أضيفها إن شاء الله تعالى
.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 07:48]ـ
أحسنت نفع الله بك.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:03]ـ
ما أنا الا تلميذكم، فمنكم تعلمت، و جزاكم الله خيرا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:06]ـ
وفقك الله أيها الأخ المبارك العزيز (أحمد) .. ونعم الاختيار لدراسة هذا الحديث فعلاً.
ولعلي من خلال هذا الاختيار لهذا الحديث أن أتطفل على موضوعك وأحشر نفسي فيه ببعض التعليقات المتممات لما أحسنتم بطرحه وتوضيحه حول هذا الحديث.
· فأبدأ أولاً بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص:
فهذا الحديث بهذا السند ضعيفٌ جداً لا يصح الاحتجاج به ولا يثبت؛ وفيه من العلل:
-[بشير بن مسلم الكندي]: مجهول لا يعرف. (وقد أشرت أنت إلى هذا)
كما أنه لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص .. فحديثه عنه منقطع. (وقد أشرت أنت إلى هذا)
وما أشار إليه الإمام البخاري من الواسطة بين بشير الكندي وعبد الله بن عمرو؛ يؤيده ما أشار إليه الليث بن سعد في طريقه لما قال في رواية بشير بن مسلم الكندي: (أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو بن العاص .. ).
وهذا هو الصحيح = أن بشيراً لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص.
-الاضطراب في سنده. (وقد أشرت أنت إلى هذا)
-الاختلاف والوهم الخاطئ في إقحام بشر أبي عبد الله في السند؛ وجعله راوٍ آخر. والصحيح الصواب أنهما شخص واحد؛ ووهمَ من جعلهما اثنان. (وقد ألمحت أنت إلى هذا)
فقد أتى عند الإمام البخاري ما يفيد هذا، بل هو الأقوى والأقرب لمن تتبع طرق الحديث عن عبد الله بن عمرو، فقد رواه عن مطرف الرواة لم يفرق بينهما إلا أبو داود؛ ومحمد بن علي بن زيد في رواية .. بينما بقية الرواة جعلاه راوٍ واحد فلم يفرقا.
-قال الإمام أحمد فيما رواه عنه أحمد بن إبراهيم الموصلي بعد روايته لهذا الحديث: (هذا حديث غريب).
-وقال البخاري عن بشير بعد أن روى حديثه: (ولم يصح حديثه).
-وقال النووي: (وضعف أبو داود هذا الحديث وقال: رواته مجهولون).
-وقال ابن عبد البر: (وهو حديث ضعيف مظلم الإسناد، لا يصححه أهل العلم بالحديث، لأن رواته مجهولون لا يعرفون).
-وقال الخطابي: (ضعفوا إسناده).
-وقال ابن دقيق العيد: (اختلف في إسناده).
-وقال ابن الملقن: (ضعيف باتفاق الأئمة).
والخلاصة: لا يثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص في هذا الباب شيء .. وكل ما ورد عنه في ذلك باطل لا يصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:21]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخي أبا عصام على زوائد فوائدك، و نفع بك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:42]ـ
هذا العشم بكم أخي الحبيب؛ ويعلم الله تعالى أننا نحبكم فيه، وما أطرحه هنا معكم ليس إلا مجرد تعليقات متممات فقط ليس لها علاقة بنقد شخصكم وعملكم إطلاقاً لا من بعيد ولا من قريب، فإن أمر هذا الحديث يهمني، فوجدتك قد فتحت بابه؛ فجزاك الله عني خير الجزاء أيها الأخ الغالي.
· أما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب:
فيروى عنه من طريقين:
1) طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع، عنه. (مرفوع)
قال الطوسي _ متعجلاً _: (حسن صحيح غريب).
2) طريق جعفر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عنه. (موقوف)
والصواب أنه موقوف على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل هو من قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما موقوفاً عليه.
ويؤيد الوجه الموقوف عن ابن عمر؛ ما روي عن مجاهد موقوفاً عليه، والذي أجزم أنه أخذه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. فقد روي عنه من طريقين:
1) إسماعيل بن زكريا، عن ليث بن أبي سليم، عنه.
2) حفص بن غياث، عن ليث بن أبي سليم، عنه.
وعلى كلٍ: فالحديث بوجهيه المرفوع والموقوف من جهتيه _ ابن عمر ومجاهد _، لا يصح ولا يثبت، قد اضطرب فيه الليث واختلط كثيراً، وقد عدّ الذهبي هذا الحديث من مناكير الليث بن أبي سليم؛ وذلك لما أن روى من طريقه الوجه المرفوع.
وقال ابن طاهر: (وليث هذا ضعيف الحديث جداً، تركه يحيى القطان، وعبد الرحمن، وأحمد، ويحيى بن معين).
على أنه في ثبوت هذا كله عن ابن عمر نظر، فقد تفرد الليث بنقل هذا الرأي عنه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:14]ـ
· أما حديث أبو بكرة رضي الله عنه:
لا يروى عنه إلا من طريق: الخليل بن زكريا، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري.
[الخليل بن زكريا]: كذاب متهم متروك الحديث.
[الحسن البصري]: في سماعه من أبي بكرة رضي الله عنه شك؛ والأقرب أنه لم يسمع منه، وقد عنعن.
والخلاصة من هذا كله: أن هذا الحديث لا يصح نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حديث باطل لا يثبت عنه عليه الصلاة والسلام، بل ولا يصح موقوفاً على غيره أيضاً.
وغايته التحذير من ركوب البحر ّإلا لحاجة.
فتح الله عليك يا شيخ (أحمد) كما فتحت هذا الموضوع.
ـ[رملة الفيفي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة لله
أولا جزاكم الله خيرا على ماطرحتموه من فوائد وأحمد الله سبحانه أن هداني لهذاالموقع الرائع
فقبل أيام فقط كنت أستمع لحلقة للدكتور زغلول النجار عن الإعجاز العلمي في البحار
فذكر أن العلم الحديث اكتشف وجود براكين (نار) تحت البحر وتحت هذه النار بحرا .. إلخ
ثم استشهد حفظه الله بهذا الحديث
فأحببت حينها أن أبحث عن نص الحديث وأعلم مدى صحته، فقادني حظي الطيب لهذا الموقع
وهذا الموضوع بالذات
والخلاصة التي خرجت بها من هذا الموضوع أن الحديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهنا دار في ذهني تساؤل أتمنى أن أجد له عندكم إجابة
وهو:
إذا كان الحديث ضعيف كما جاء في التخريج ولم يصح عن النبي عليه الصلاة السلام
فكيف علم قائل الحديث بهذه المعلومة التي لم تكتشف إلا حديثا؟؟؟؟؟
وفقكم الله لطاعته وجعل عملكم في رضاه
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 08:54]ـ
نرحب بك أختى الكريمة رملة
هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].
و انظرى هذا الرابط:
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=News&file=article&sid=105
و هذه صورته:
http://www.livearabictv.net/vb/imgcache/2723.imgcache.jpg
ـ[ابو احمد المكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 11:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
أسأل الله لكم الفردوس الاعلى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:37]ـ
و اياكم اخي الكريم أبو أحمد
ـ[رملة الفيفي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 09:37]ـ
نرحب بك أختى الكريمة رملة
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].
و انظرى هذا الرابط:
http://www.kaheel7.com/modules.php?name=news&file=article&sid=105
و هذه صورته:
http://www.livearabictv.net/vb/imgcache/2723.imgcache.jpg
وفقك الله أخي الكريم وأجزل لك المثوبة
وقد بحثت في كثير من التفاسير فوجدت أن هناك اختلاف في معنى المسجور فجلبت بعضها للفائدة.
************************
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي
[ص: 452] وقوله: والبحر المسجور فيه وجهان من التفسير للعلماء. أحدهما أن المسجور هو الموقد نارا، قالوا: وسيضطرم البحر يوم القيامة نارا، من هذا المعنى قوله تعالى: ثم في النار يسجرون [40\ 72].
الوجه الثاني: هو أن المسجور بمعنى المملوء، لأنه مملوء ماء، ...........
*************
تفسير القرطبي
والبحر المسجور قال مجاهد: الموقد ; وقد جاء في الخبر: (إن البحر يسجر يوم القيامة فيكون نارا). وقال قتادة: المملوء ..... وكذا قال الضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش بأنه الموقد المحمي بمنزلة التنور .....
************
تفسير ابن كثير
وقوله: (والبحر المسجور): قال الربيع بن أنس: هو الماء الذي تحت العرش، الذي ينزل [الله] منه المطر الذي يحيي به الأجساد في قبورها يوم معادها. وقال الجمهور:
هو هذا البحر. واختلف في معنى قوله: (المسجور)، فقال بعضهم:
المراد أنه يوقد يوم القيامة نارا كقوله: (وإذا البحار سجرت) [التكوير: 6]
أي: أضرمت فتصير نارا تتأجج، محيطة بأهل الموقف. رواه سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب،
وروي عن ابن عباس. وبه يقول سعيد بن جبير، ومجاهد، وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم.
وقال العلاء بن بدر: إنما سمي البحر المسجور لأنه لا يشرب منه ماء، ولا يسقى به زرع، وكذلك البحار يوم القيامة. كذا رواه عنه ابن أبي حاتم.
وعن سعيد بن جبير: (والبحر المسجور) يعني: المرسل.
وقال قتادة: ([والبحر] المسجور) المملوء. واختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقدا اليوم فهو مملوء.
وقيل: المراد به الفارغ، قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء، عن ذي الرمة، عن ابن عباس في قوله: (والبحر المسجور) قال: الفارغ ; خرجت أمة تستسقي فرجعت فقالت: " إن الحوض مسجور "، تعني: فارغا. رواه ابن مردويه في مسانيد الشعراء.
[ص: 430] وقيل: المراد بالمسجور: الممنوع المكفوف عن الأرض ; لئلا يغمرها فيغرق أهلها. قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه يقول السدي وغيره،
وعليه يدل الحديث الذي رواه الإمام أحمد، رحمه الله، في مسنده، فإنه قال:
حدثنا يزيد، حدثنا العوام، حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال: حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات، يستأذن الله أن ينفضخ عليهم، فيكفه الله عز وجل ".
********************
وقال محمد بن جرير الطبري بعد أن أورد كثير من الأقوال في معنى (سجرت)
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: والبحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض، وذلك أن الأغلب من معاني السجر: الإيقاد، كما يقال: سجرت التنور، بمعنى: أوقدت، أو الامتلاء على ما [ص: 460] وصفت، كما قال لبيد:
فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامها
وكما قال النمر بن تولب العكلي:
إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها النبع والساسما
سقتها رواعد من صيف وإن من خريف فلن يعدما
فإذا كان ذلك الأغلب من معاني السجر، وكان البحر غير موقد اليوم، وكان الله - تعالى ذكره - قد وصفه بأنه مسجور، فبطل عنه إحدى الصفتين، وهو الإيقاد صحت الصفة الأخرى التي هي له اليوم، وهو الامتلاء، لأنه كل وقت ممتلئ.
******************
وقال البغوي في تفسيره
(والبحر المسجور) قال محمد بن كعب القرظي والضحاك: يعني الموقد المحمى بمنزلة التنور المسجور، وهو قول ابن عباس، وذلك ما روي أن الله تعالى يجعل البحار كلها يوم القيامة نارا فيزاد بها في نار جهنم، كما قال الله تعالى: " وإذا البحار سجرت "، (التكوير - 6)
وجاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا يركبن رجل بحرا إلا غازيا أو معتمرا أو حاجا، فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ".
وقال مجاهد والكلبي: " المسجور ": المملوء، يقال: سجرت الإناء إذا ملأته.
وقال الحسن، وقتادة، وأبو العالية: هو اليابس الذي قد ذهب ماؤه ونضب
وقال الربيع بن أنس: المختلط العذب بالمالح
****************************** ****************
إذا فكما ترى أخي الكريم فألأقوال كانت مختلفة في معنى السجر ناهيك عن الترتيب الذي ورد في الحديث وهو أن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ........
حتى جاء العلم الحديث وأكد ذلك بما لايدعو مجالا للشك
ألا يدعو هذا للغرابة كيف وجد العلم الحديث تلك المعلومة صحيحة كما جائت في الحديث
رغم أنه لايوجد من المفسرين كإبن عباس وغيره من قال بذلك الترتيب؟؟؟؟؟؟
ألا يدعم هذا صحة الحديث وأن النهي الذي جاء في فيه قد يكون للكراهة فقط ....
وأن العلم وغيره قد يكون متوفر في البلاد التي يمكن الوصول إليها دون المرور بالبحار بعكس الحج والعمرة والجهاد الذي قد يكون المسلم مضطرا لركوب البحر ..............
والرابط الذي تفضلت به أخي الفاضل يثبت ماوصل له العلم الحديث وليس هذا ماقصدته
فقد كان تساؤلي كيف عرف قائل الحديث إذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
بهذه المعلومة وبهذا الترتيب والتي لم يثبتها إلا العلم الحديث؟؟؟؟؟
وفقك لله وبارك فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رملة الفيفي]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:26]ـ
انظر أخي الكريم كيف أثبت العلم الحديث هذه المعلومة كما جائت في لحديث وهذا ما أثار تساؤلي
http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=83&p=2&cat=6
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 03:00]ـ
لعلك اختى الكريمة لم تفرقى بين الآيتين
الآية الاولى:
(والبحر المسجور) [الطور: 6].
و هو الذي ثبت وجوده يقينا، و حدثنا عنه القرآن منذ اربعة عشر قرنا
فهذا هو الاعجاز العلمي في القرآن في هذه المسألة
أما الآية الثانية:
(وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]،
و قال تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3].
وهذه الآيتان لا تتحدثان عن هذه المعجزة بل تتحدث عن المستقبل
عن مصير بحار الدنيا بأكملها
عندما ياتى يوم القيامة
فتشتعل
ثم تنفجر
و من هنا نعلم حقيقة
بينما يحدثنا الكتاب المسمى مقدس (والحقيقة أنه مكدس بالخرافات) عن الأساطير والخرافات، التى تكاد تصرخ على تحريفه، و أنه مما عبثت به أيديهم
يحدثنا القرآن عن الحقائق العلمية قبل اربعة عشر قرنا التى لا يزال تكتشف الى اليوم التى تدل على أنه كتاب الله المعجز، الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
أرجو ان يكون قد زال الاشكال ان شاء الله
و لو كان هناك استفسار فانا نرحب به على أى حال
ـ[رملة الفيفي]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 08:43]ـ
لعلك اختى الكريمة لم تفرقى بين الآيتين
الآية الاولى:
(والبحر المسجور) [الطور: 6].
و هو الذي ثبت وجوده يقينا، و حدثنا عنه القرآن منذ اربعة عشر قرنا
فهذا هو الاعجاز العلمي في القرآن في هذه المسألة
أما الآية الثانية:
(وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]،
و قال تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3].
وهذه الآيتان لا تتحدثان عن هذه المعجزة بل تتحدث عن المستقبل
عن مصير بحار الدنيا بأكملها
عندما ياتى يوم القيامة
فتشتعل
ثم تنفجر
و من هنا نعلم حقيقة
بينما يحدثنا الكتاب المسمى مقدس (والحقيقة أنه مكدس بالخرافات) عن الأساطير والخرافات، التى تكاد تصرخ على تحريفه، و أنه مما عبثت به أيديهم
يحدثنا القرآن عن الحقائق العلمية قبل اربعة عشر قرنا التى لا يزال تكتشف الى اليوم التى تدل على أنه كتاب الله المعجز، الذي لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
أرجو ان يكون قد زال الاشكال ان شاء الله
و لو كان هناك استفسار فانا نرحب به على أى حال
أخي الفاضل لقد جلبت لك تفسير سورة الطور ولم أتحدث عن غيرها والفرق واضح بين الآيتين
ولكن ربما أنك لم تفهم ما أردت
فتساؤلي هو من أين عرف قائل الحديث بهذا الترتيب الذي ذكر (أن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ... الخ
والذي أثبته العلم الحديث فقط
مع أن القرآن لم يذكر ذلك جليا ولا المفسرين الذين فسروا سورة الطور بل اختلفوا حتى في معنى السجر الذي ورد في الآية كما رأيت ناهيك عن الترتيب الذي ورد في الحديث فهذا لم يذكر أصلا عند أحد من المفسرين ممايدلك على أن هذه المعلومة إنما جاءت من عند من لاينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام
وهذا يرجح عندي صحة الحديث لأن الحديث ذكر أمرا كان مجهولا في عهد راوي الحديث فكيف عرفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وللتوضيح أكثر
الآية ذكرت البحر المسجور ثم فسرها بعض العلماء بوجود النار في البحار ثم جاء العلم الحديث وأكد تلك المعلومة هذا أمر مفروغ منه لاجدال فيه,
المشكل عندي هو:
الترتيب الذي ذكر في الحديث فتحت البحر نارا أمر مفروغ منه ولكن أن يعلم قائل ذلك الحديث الذي جزمتم بعدم صحته أن تحت تلك النار بحرا أيضا وتحت البحر نارا هذا والله ما أثار تساؤلي ولايزال؟؟؟؟؟
أشكر لك حلمك وتجاوبك وفقك الله لكل خير.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - May-2010, مساء 10:09]ـ
.... فتساؤلي هو من أين عرف قائل الحديث بهذا الترتيب الذي ذكر (أن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا ... الخ
والذي أثبته العلم الحديث فقط
.....
الأخت الفاضلة
تصحيح الحديث أو تضيعفه يخضع لقواعد علم الحديث وليس للإعجاز العلمي
وقد تظهر نظرية علمية أخرى تبطل ما ذكره أهل الإعجاز المعاصرين
ـ[رملة الفيفي]ــــــــ[12 - May-2010, صباحاً 06:18]ـ
الأخت الفاضلة
تصحيح الحديث أو تضيعفه يخضع لقواعد علم الحديث وليس للإعجاز العلمي
وقد تظهر نظرية علمية أخرى تبطل ما ذكره أهل الإعجاز المعاصرين
صدقت ولكن هناك أحاديث يعتقد الناس ضعفها ثم إذا تتبع أهل الإختصاص أسانيدها بشكل جيد وجدوها صحيحة والعكس كذلك
على العموم جزاكم الله خير الجزاء
ووفقكم للخير
ـ[إسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 05:37]ـ
بارك الله فيك يا أحمد وجعله في ميزان حسناتك وشكر الله لمشايخنا الكرام
وأنا شاهدت حلقة الدكتور النجار ولم يستقر في نفسي تطابق هذه الحقائق العلمية مع النهي عن ركوب البحر
فالنار التي تحت البحر هي تحت قاع البحر بمسافة فما ضررها على الميت لو مات ووقع في البحر؟(/)
معنى سبحان الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 07:26]ـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني الشيوخ الكرام، عندي سؤال ديني، أرجو منكم أن تجيبوا لي عنه على إميلي.
أريد أن أعرف: هل يوجد حديث صحيح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن معنى سبحان الله، أو رواية عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجزاكم الله خيرًا والفردوس الأعلى؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام، على رسول الله، وبعد:
فقد ورد في تفسير معنى (سبحان الله) عدةُ أحاديث؛ منها ما هو مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها ما هو موقوف على الصحابة، ومنها ما هو مقطوع على التابعين.
أمَّا المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحديثان:
الأول: حديث طلحة بن عبيدالله:
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/ 128)، عن علي بن عيسى البزار.
والشاشي في "مسنده" (10)، عن أبي جعفر محمد بن علي الوراق.
والطبراني في "الدعاء" (1751)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 502)، والخطيب في "الكفاية" (ص: 226)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (59)، من طريق علي بن عبدالعزيز.
والحاكم (1/ 502)، من طريق زياد بن الخليل التستري، ومحمد بن أيوب البجلي.
والحاكم (1/ 502)، والخطيب (ص: 226)، من طريق محمد بن شاذان الجوهري، ومحمد بن إبراهيم العبدي.
جميعهم (علي بن عيسى، ومحمد بن علي الوراق، وعلي بن عبدالعزيز، وزياد بن الخليل، ومحمد بن أيوب، ومحمد بن شاذان، ومحمد بن إبراهيم العبدي) - عن عبيدالله بن محمد بن حفص القرشي، عن عبدالرحمن بن حماد، عن حفص بن سليمان، عن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيدالله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن تفسير (سبحان الله) قال: فقال: ((هو تنزيه الله عن كل سوء)).
وعن الحاكم: أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (59)، وقد تحرَّف عنده "حفص بن سليمان" إلى "جعفر بن سليمان".
وأخرجه البزار (950)، عن محمد بن المثنى، وابن حبان في "المجروحين" (2/ 60)، والخطيب في "الكفاية" (ص: 226)، من طريق الفضل بن الحباب؛ كلاهما (محمد، والفضل) عن عبيدالله بن محمد بن حفص، عن عبدالرحمن بن حماد الطلحي، عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عبيدالله، نحوه.
قال الفضل: "أخبرني بعض مَن خالفني أن إسناده غير هذا، ولم يُحلْني على حُجة قاطعة، وحفظتُه مِن فِيهِ كما حدثت به".
وقال الخطيب: "وعند عبيدالله بن محمد بن حفص، عن عبدالرحمن بن حماد - عدةُ أحاديث بهذا الإسناد، ولم يَذكر فيها حفصًا".
وهذا إسناد ضعيف جدًّا: عبدالرحمن بن حماد الطلحي، قال أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" (5/ 226): "منكر الحديث"، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 60): "يروى عن طلحة بن يحيى بنسخة موضوعة، روى عنه ابن عائشة، فلست أدرى أوضعها - يعني: عبدالرحمن - أو أقلبت عليه؟ وأيما كان من ذلك، فهو ساقط الاحتجاج به؛ لما أتى مما لا أصل له في الروايات على الأحوال كلها".
وحفص بن سليمان مع إمامته في القراءات، إلا أنه متروك في الرواية.
وأما طلحة بن يحيى فقد اختُلف فيه؛ فقال البخاري: منكر الحديث، ووثَّقه ابن معين وابن سعد وغيرهما.
والحديث له إسناد آخر عن موسى بن طلحة بن عبيدالله عن أبيه مرفوعًا، والصواب عن موسى بن طلحة مرسلاً، ليس فيه عن أبيه.
أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/ 128)، والطبراني في "الدعاء" (1752) من طريق سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيدالله، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: "قلت يا رسول الله، قول: سبحان الله؟ " قال: ((تنزيه الله عن السوء)).
وسليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى الطلحي، وثَّقه يعقوب بن شيبة والفضل بن سكين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": "صدوق يخطئ".
لكن روايته هذه عن آبائه نسخة، قال عنها ابن عدي في "الكامل" (3/ 284): "روى هذه النسخةَ جماعةٌ، وعامة هذه الأحاديث أفراد لهذا الإسناد، لا يتابع سليمانَ عليها أحدٌ".
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (5/ 327 – تحقيق: بشار عواد): "له عن آبائه نسخة نحو بضعٍ وعشرين حديثًا، أورد منها ابن عدي عدةَ أحاديث منكرة".
(يُتْبَعُ)
(/)
واختُلف أيضًا على موسى بن طلحة فيه، فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6745) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن عثمان بن عبدالله بن مَوْهَب، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله - ضمَّ عليهن ملكٌ جناحَه، فلا يرجعن بشيء، حتى يبلغ بهن العرش، ولا يمر على شيء إلا صلَّى عليهن، وعلى قائلهن، والتسبيح تنزيه الله من كل سوء، ومَن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال الله: أسلم عبدي واستسلم)).
قال الطبرانيُّ: "لم يروِ هذا الحديثَ عن موسى بن طلحة إلا عثمانُ بن عبدالله بن مَوْهَب، ولا رواه عن عثمان إلا أبو شيبة". اهـ.
وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان متروك، كما في "التقريب".
وأخرجه عَبْد بن حُمَيد - كما في "مجموع الفتاوى" (16/ 126) - وابن جرير الطبريُّ في "تفسيره" (12/ 127 و128) و (14/ 412)، والطبرانيُّ في "الدعاء" (1753، 1754)، والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات" (58)، من طريق سفيان الثوريِّ، والطبراني في "الدعاء" (1754)، من طريق قَيْس بن الربيع؛ كلاهما (الثوري، وقيس) عن عثمان بن عبدالله بن مَوْهَب الطَّلْحي، عن موسى بن طلحة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سبحان الله، فقال: ((تنزيهًا لله عن السوء)).
قال الطبرانيُّ: "لم يجاوِزْ بِهِ عثمانُ بنُ عبدالله بن مَوْهَب، موسى بنَ طلحة".
وهذه الرواية المرسلة أصحُّ ما جاء مرفوعًا في هذا الباب.
والثاني: مرسل إبراهيم بن يزيد التيمي:
أخرجه الطبرانيُّ في "الدعاء" (1755)، والخطابيُّ في "غريب الحديث" (1/ 139، 140) من طريق عبيدالله بن عمر القواريري، عن عبدالواحد بن زياد، عن المختار بن فُلْفُل، عن إبراهيم بن يزيد التيمي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن قول: "سبحان الله"، فقال: ((إنكاف الله من كل سوء)).
قال الخطابيُّ: "قوله: ((إنكاف الله)) معناه: التنزيه والتبرئة له مما يُستنَكف منه".
وهذا مرسل حسن الإسناد: رجاله ثقات؛ غيرَ المختار بن فُلْفُل، فقد وثَّقه غير واحد من الأئمة، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 429) وقال: يخطئ كثيرًا.
ولخص ابن حجر حالَه في "التقريب" بقوله: "صدوق له أوهام".
وأمَّا الموقوف:
فأثر ابن عباس: أخرجه ابن أبي حاتم - كما في "مجموع الفتاوى" (16/ 125) - عن أبي سعيد الأشج، والمحاملي في "أماليه" (439)، عن يوسف بن موسى القطان، والطبراني في "الدعاء" (1757)، من طريق عمرو بن علي الفلاس، ثلاثتهم عن حجاج بن أرطاة، عن ابن أبي مُلَيْكة، عن ابن عباس في قوله - تعالى -: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} [الأنبياء: 22، والروم: 17]، قال: "تنزيه الله نفسه من السوء".
وإسناده ضعيف؛ الحجاج بن أرطاة كثيرُ الخطأ والتدليس.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1756)، من طريق عبدالسلام بن مطهر، عن حجاج بن أرطاة، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال: عمر - رضي الله عنه - قد عرفنا ما أراد الله بـ"لا إله إلا الله"، و"الله أكبر"، أرأيت "سبحان الله" ما أراد؟ قالوا: الله - عز وجل – أعلم، فقال لابن عباس - رضي الله عنهما -: ما تقول؟ قال: كلمة رضيها الله - تعالى - فأحبَّ أن تقال، قال: صدقتَ.
وهذا أيضًا ضعيف؛ لحال الحجاج بن أرطاة، لكن أخرجه عبد بن حميد - كما في "مجموع الفتاوى" (16/ 125) - والطبراني في "الدعاء" (1758)، من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: "لا إله إلا الله" نعرفها: أنه لا إله غيره، و"الحمد لله" نعرفها: أن النعم كلها منه، وهو المحمود عليها، و"الله أكبر" نعرفها: أنه لا شيء أكبر منه، فما "سبحان الله"؟ فقال ابن عباس: وما ينكر منها؟ هي كلمة رضيها الله لنفسه، وأمر بها ملائكته، وفزع إليها الأخيارُ مِن خلقه.
وإسناده صحيح؛ جعفر بن برقان ثقة، إنما تكلموا في روايته عن الزهري، وقال أبو حاتم في "العلل" (749): "قَدِم جعفر بن برقان الكوفةَ وليس معه كتب، فكان يحدِّث من حفظه فيغلط"، لكن كثير بن هشام ثقة، صحب جعفرًا، وعُرف بروايته عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه عبد بن حميد - كما في "مجموع الفتاوى" (16/ 126) - عن الضحاك بن مخلد، عن شبيب بن بشر، عن عكرمة عن ابن عباس: "سبحان الله" قال: تنزيهه.
وشبيب بن بشر، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم الرازي: لين الحديث، وأورده ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ كثيرًا.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1759) عن الحسين بن جعفر القتات، عن عون بن سلاَّم، عن بشر بن عمارة، عن أبي روق عطية بن الحارث، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: سبحان الله، قال: تنزيه الله.
وإسناده ضعيف؛ لضعف بشر بن عمارة، وأيضًا الضحاك لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ تفسير ابن عباس عن سعيد بن جبير عنه.
وأثر علي بن أبي طالب: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1762)، عن داود بن محمد بن صالح المروزي، عن محمد بن أبي بكر المقدَّمي، عن محمد بن دينار، عن أبي رجاء محمد بن سيف، قال: سمعت عبدالله بن بريدة يحدِّث: أن رجلاً سأل عليًّا - رضي الله عنه - عن "سبحان الله"، فقال: تعظيم جلال الله.
وشيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة، إلا في كتاب "البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة" (ص: 100)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ومحمد بن دينار صدوق سيئ الحفظ.
وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/ 127، 128)، وعلي بن محمد الحميري في "جزئه" (5)، والطبراني في "الدعاء" (1760، 1761)، من طريق قابوس بن أبي ظبيان حصين بن جندب، عن أبيه: أن ابن الكوَّاء سأل عليًّا - رضي الله عنه - عن "سبحان الله"، فقال: كلمة رضيها الله - تعالى - لنفسه.
وهذا سند ضعيف؛ فقابوس بن أبي ظبيان، فيه لين، كما قال ابن حجر في "التقريب".
وأما المقطوع:
فمنه ما أخرجه ابن أبي حاتم - كما في "مجموع الفتاوى" (16/ 125) - والطبراني في "الدعاء" (1764)، من طريق النضر بن عربي، قال: سأل رجلٌ ميمون بن مهران عن "سبحان الله"، فقال: "اسم يُعَظَّم الله به، ويحاشى به من السوء".
وهذا إسناد حسن، إن شاء الله؛ فالنضر بن عربي، لا بأس به، كما في "التقريب".
ومنه ما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1767)، عن الفضل بن الحباب قال: سمعتُ محمد بن عائشة يقول: "العرب إذا أنكرت الشيءَ وأعظمته قالت: "سبحان"، فكأنه تنزيه الله - عز وجل - عن كل سوء، لا ينبغي أن يوصف بغير صفته، ونصبتْه على معنى: تسبيحًا لله"؛ وهذا سند صحيح إن شاء الله.
ومنه ما أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (15/ 30، 31)، عن أبي كريب، عن عبدالله بن إدريس قال: سمعت أبي عن غير واحدٍ - عطية فيهم -: "سبحان الله" تنزيه لله.
وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة من أسند عنهم إدريس بن يزيد، والد عبدالله.
ومنه ما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1766)، عن الفضل بن الحباب الجُمَحي، عن عبدالله بن محمد أبي محمد التوزي، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: "سبحان الله" تنزيه الله وتبرئته.
وإسناده حسن؛ فأبو محمد التوزي النحوي؛ قال عمر بن شبة: حدثني عبدالله بن محمد التوزي الصدوق ما علمت، العفيف، كما في "أخبار النحويين" (ص: 13).
ومنه ما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1763)، من طريق يحيى الحمَّاني، عن وكيع، عن الحسن بن صالح، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: "التسبيح إنكاف".
وهذا سند ضعيف؛ لضعف الحماني.
ومنه ما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1765)، عن محمد بن محمد التمار، عن هشام بن عبدالملك أبي الوليد الطيالسي، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن الحسن: "سبحان الله"، قال: اسم ممنوع، لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحله.
وفيه: محمد التمار، صدوق ربما أخطأ، ومثل هذا يحسن حديثه.
ينظر:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/14330
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 09:49]ـ
جزاك الله خيرًا
بارك الله في علمك يا شيخ/ عبدالله وبارك في علم الشيخ/ علي أحمد عبدالباقي
لعل هذه أول دراسة لمعنى سبحان الله تحمل هذا الكم من الفوائد في كلمات قليلة مختصرة عظيمة الفائدة.
أدام الله عليكم التوفيق، وسددكم ونصركم ونفع بكم.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 10:11]ـ
جزاكم الله خيرا، و بارك فيكم، و نفع بكم.
ـ[رضا العربي]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 06:51]ـ
شكر الله لكما وبارك فيكما شيخينا الكريمين
دمتما بفضل من الله ونعمة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 09:44]ـ
راجعوا كتاب " النفي في باب صفات الله تعالى ... " لأرزقي بن محمد سعيدان (41).(/)
من لديه معلومات عن حديث الترمذي " إن الله ليدخل السهم الواحد ثلاثة نفر الجنة "
ـ[محمد غزة]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 08:26]ـ
عن حديث الترمذي " إن الله ليدخل السهم الواحد ثلاثة نفر الجنة " سواء تحليل وشرح الحديث أو إعراب الحديث واللطائف البيانية فيه
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:55]ـ
حديث (إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير و الرامي به و منبله)
و حديث الترمذي
"إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به والممد به وقال ارموا واركبوا ولأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله فإنهن من الحق "
ضعفهما الشيخ الالباني رحمه الله رحمة واسعة.
.(/)
ما فائدة تدليس الشيوخ
ـ[المسترشد بالله]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:33]ـ
مسالة علمية بارك الله فيكم
اذا دلس المدلس شيخة بان ذكرة بغير ما اشتهر به فانة يترتب على ذلك ان يصبح شيخة مجهولا فما فائدة هذا النوع من التدليس بالنسبة للمدلس؟
وكذلك نفس السؤال بالنسبة لتدليس الاماكن ما فائدتة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
تدليس الشيوخ قد يكون وراءه عدة أهداف منها:
1 - إخفاء ضعف الشيخ.
2 - قد تكون بينه وبين شخص جفوة، و لا يريد أن يصرح بأنه شيخه.
3 - قد يكون شيخه منبوذًا عند قوم، فيعمد إلى ذلك.
4 - قد ينوي التفاخر بكثرة شيوخه، فيقول مثلًا: حدثني أبو عبد الله، ومرة حدثني زيد، ومرة حدثني ...... إلخ
وكلهم شخص واحد!
وندليس الأماكن له هذا الهدف نفسه، وهو التفاخر بكثرة الأماكن، وأن له رحلات عديدة في طلب الحديث.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:03]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
تدليس الشيوخ قد يكون وراءه عدة أهداف منها:
1 - إخفاء ضعف الشيخ.
2 - قد تكون بينه وبين شخص جفوة، و لا يريد أن يصرح بأنه شيخه.
3 - قد يكون شيخه منبوذًا عند قوم، فيعمد إلى ذلك.
4 - قد ينوي التفاخر بكثرة شيوخه، فيقول مثلًا: حدثني أبو عبد الله، ومرة حدثني زيد، ومرة حدثني ...... إلخ
وكلهم شخص واحد!
وندليس الأماكن له هذا الهدف نفسه، وهو التفاخر بكثرة الأماكن، وأن له رحلات عديدة في طلب الحديث.
أحسنت جزاك الله خيرا
وقد يكون شيخه أصغر منه فيمنعه الكبر من أن يصرح به
ـ[المسترشد بالله]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:21]ـ
ولكن بارك الله لكما كيف يخفي تدليس الشيوخ ضعف الشيخ
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 12:41]ـ
إذا قلت: حدثنا زيد بن عمرو وهو معروف لدى الجميع بضعفه، فسيسقط الحديث من أول مرة، لكن إذا قلت: أبو فلان بكنية لم يعرف بها، فابحثوا يا محدثون!!(/)
هل يوجد أحاديث عن جوزة الطيب ولو منكرة،وما حكم أكلها؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 10:12]ـ
هل يوجد أحاديث عن جوزة الطيب ولو منكرة،وما حكم أكلها؟
ـ[جميل فاكهاني]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 10:51]ـ
إن جوزة الطيب لايجودحديث فيهاوالله أعلم لاكن قوله صلى الله عليه وسلم إن كل ماكثيره مسكرفقليله حرام. إن جوزة الطيب فيها قليل من المخدر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Apr-2010, صباحاً 11:27]ـ
/// كلام غير واحدٍ من متأخري فقهاء المذاهب (من الحنفية والمالكية والشافعية) على حرمة استخدامها، وإلحاقها بالمسكرات المذهبة للعقل ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:23]ـ
السؤال
بارك الله سعيكم للحق وإيصال الألوكة إلى الناس، وقد نفع الله بها الناس واهتدى بها أقوام.
سؤالي: عن حكم جوزة الطيب، بعد أن سمعنا كلامًا كثيرًا حوله ما بين مبيح ومحل، فأرجو أن تبينوا حكمه بارك الله فيكم.
وتقبلوا شكري وامتناني، رعاكم الله لحفظ دينه وإبلاغ شريعته.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد اختلف أهل العلم في حكم استخدام جوزة الطيب، وهي نوع من أنواع التوابل تُستَعْمَلُ كمادة منكهة للطعام.
فذهب قومٌ إلى التحريم: كالهيتمي؛ حيث قال: "الذي صرَّح به الإمام المجتهد شيخ الإسلام ابن دقيق العيد أنها مسكرةٌ، ونَقَلَهُ عنه المتأخِّرون من الشافعيَّة والمالكيَّة واعتمدوه، وناهيك بذلك، بل بالغ ابنُ العِماد فجعل الحشيشةَ مقيسةً على الجَوْزَةِ المذكورة، وذلك أنه لما حكى عن القرافي نقلاً عن بعض فقهاء عصره أنه فَرَّقَ في إنكاره الحشيشة بين كونها ورقًا أخضَرَ فلا إِسكارَ فيها بخلافها بعد التحميص فإنها تُسْكِرُ. قال: والصواب أنه لا فَرْقَ; لأنها مُلحقةٌ بِجَوْزَةِ الطيب والزعفران والعنبر والأفيون، والشَّيكُران بفتح الشين المعجمة - وهو البنج - وهو من المخدرات المسكرات. ذكر ذلك ابنُ القسطلاني في "تكريم المعيشة"، فتأملْ تعبيره والصوابَ - وجعْلَهُ الحشيشةَ التي أجمع العلماء على تحريمها لإسكارها وتخديرها مقيسةً على الجوزة - تعلَمْ أنه لا مرية في تحريم الجوزة لإسكارها أو تخديرها، وقد وافقَ المالكيَّةَ والشافعيَّةَ على إسكارها الحنابلةُ بنصِّ إمامِ متأخِّريهم ابن تيميَّة، وتبعوه على أنها مسكرة، وهو قضية كلام بعض أئمة الحنفية؛ ففي فتاوى المرغيناني منهم: المُسكرُ من البَنْجِ ولَبَنِ الرِّماكِ أي أناثي الخيل حرامٌ ولا يُحَدُّ شاربُه، قال الفقيه أبو حفص: ونصَّ عليه شمس الأئمة السرخسي". انتهى كلام الهيتمي في "تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات".
وقال ابن عابدين الحنفي في "حاشيته": "ومثل الحشيشة في الحرمة جَوْزَةُ الطِّيب؛ فقد أفتى كثيرٌ من علماء الشافعية بِحُرْمَتِها, وممَّن صرَّح بذلك منهم: ابن حَجَرٍ نزيلُ مكَّة في فتاواه، والشيخ كمال الدين بن أبي شريف في رسالة وضعها في ذلك, وأفتى بحُرمَتها الأقصراوي من أصحابنا, وقفت على ذلك بخطه الشريف، لكن قال: حرمَتُها دون حرمة الحشيش, والله أعلم" ا هـ.
وقد رخَّص بعضُ العلماء بجواز استخدام القليل منها، مما لا يَضُرّ استخدامُه:
قال ابن فرحون كما في "مواهب الجليل": "وأما العقاقير الهندية فإنْ أُكِلَتْ لما تؤكل له الحشيشة امتنع أكلُها, وإن أُكِلَتْ للهضم وغيرِه من المنافع لم تَحْرُم، ولا يَحرُم منها إلا ما أفسدَ العقلَ، وذكر قبل هذا أن الجَوْزَةَ وكثير الزعفران والبنج والسيكران من المفسدات, قليلها جائزٌ وحُكمُها الطهارة. وقال البُرْزُلي: أجاز بعضُ أئمتِنا أكلَ القليل من جَوزَةِ الطيب لتَسخينِ الدِّماغ، واشترط بعضُهم أن تختلط مع الأدوية, والصواب العموم" اهـ. وانظر "شرح مختصر خليل" للخرشي.
وسُئل الرمليّ عن أكل جَوْزِ الطيب هل يجوز أو لا؟ فأجاب: نعم يجوز إن كان قليلاً, ويحرم إن كان كثيرا. ا. هـ من "فتاوى الرملي".
وقال الطيب آبادي في "عون المعبود": "وأما الجوز الطِّيب والبسباسة والعُود الهندي فهذه كلُّها ليس فيها سُكْر أيضًا، وإنما في بعضها التفتير وفي بعضها التخدير، ولا ريب أنَّ كلَّ ما أسكر كثيرُه فقليله حرامٌ، سواءٌ كان مفردًا أو مختلطًا بغيره، وسواء كان يقوى على الإسكار بعد الخلط أو لا يقوى، فكل هذه الأشياء الستَّة ليس من جنس المسكرات قطعًا، بل بعضها ليس من جنس المفَتِّرات ولا المخدرات على التحقيق، وإنما بعضُها من جنس المفَتّرات على رأي البعض ومن جنس المضارّ على رأي البعض، فلا يحرم قليلُه سواءٌ يؤكل مفردًا أو يُستهلَكُ في الطعام أو في الأدوية. نعم أن يؤكل المقدارُ الزائد الذي يحصل به التفتير لا يجوز أكله؛ لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كل مُفَتّر، ولم يقل إن كل ما أفتر كثيرُه فقليله حرامٌ، فنقول على الوجه الذي قاله - صلى الله عليه وسلم - ولا نُحْدِثُ من قِبَلي شيئًا، فالتحريم للتفتير لا لنفس المفتّر فيجوز قليلُه الذي لا يُفَتّر" اهـ.
الراجح هو القول الثاني أنه يجوز استخدام القليل منها، مما لا يَضُرّ استخدامُه ولا يصل لدرجة الفتور؛ لأنَّ الشرع قد دلَّ على المنع من كل مُفَتّرٍ، أما تناوُل الكمية القليلة التي لم تُفَتّر فمسكوتٌ عنها؛ فتدخل في جملة ما عفَى الله عنه.
وعليه؛ فيجوز إضافةُ نسبة قليلة من جوزة الطيب إلى الطعام وغيره؛ حيث إنَّ هذة النسبة لا تضر ولا تُفَتّر،، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
منقول:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/2650/11529/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ عبد الله الحمراني نقل موفق بارك الله فيكم(/)
فقلب كفيه؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 02:12]ـ
في شريط للشيخ الحويني قال:
أن عبدالله بن أحمد بن حنبل قال:
سألت أبي عن فلان، فقلب كفيه؟
ما معنى هذه الكلمة
وهل هي جرح؟(/)
تخريج حديث (يَا عِيسَى، إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً ... ) والحكم عليه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
أقول وبالله التوفيق: حديث:
"يَا عِيسَى، إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً، إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا اللَّهَ وَشَكَرُوا، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا، وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ هَذَا لَهُمْ، وَلَا حِلْمَ وَلَا عِلْمَ؟ قَالَ: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي".
هذا الحديث لا يروى إلا عن معاوية بن صالح الحضرمي؛ لا يعرف إلا به، تفرد به عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هو يروى عنه من طريقين فقط _ يكادان يكونان طريق واحد؛ مجازاً، قال أبو زرعة: سمعت عبد الله بن صالح يقول: قدم علينا معاوية بن صالح فجالس الليث بن سعد فحدثه فقال الليث: يا عبد الله ائت الشيخ فاكتب ما يملي عليك، فأتيته فكان يمليها علي ثم يصير إلى الليث فقرأها عليه؛ فسمعتها من معاوية مرتين. _:
* الطريق الأول: طريق الليث بن سعد؛ أخرجه:
-الإمام أحمد في (المسند رقم 26995)، والبزار في (المسند رقم 4088) من رواية: [الحسن بن سوار].
-أبو مسهر (في نسخته رقم 31) من رواية: [آدم بن عبد الرحمن].
-ابن أبي الدنيا في (الصبر رقم 91) من رواية: [عمر بن معروف الكوفي] .. وهو مجهول ليس بشيء.
* الطريق الثاني: طريق عبد الله بن صالح الجهني _ كاتب الليث بن سعد _؛ أخرجه:
-البخاري في (التاريخ الكبير 8/ 355) عنه.
-الحكيم في (النوادر رقم 123) من رواية: [أبو سنان أحمد بن حمويه البلخي] .. مجهول؛ من شيوخ بلخ.
-الطبراني في (الشاميين رقم 2050) و (الأوسط رقم 3252) ومن طريقه أبو نعيم في (الحلية 1/ 227، 5/ 243) ومن طريق أبو نعيم الشيخة مريم في (المعجم رقم 93) وابن حجر في (الأمالي المطلقة ص49) من رواية: [بكر بن سهل الدمياطي] .. مضعف، و [مطلب بن شعيب الأزدي].
-الحاكم في (المستدرك رقم 1221) ومن طريقه البيهقي في (الشعب رقم 9293) من رواية: [بشر بن سهل اللباد] .. متروك.
- البيهقي في (الأربعون الصغرى رقم 47) و (الأسماء والصفات رقم 230) و (الشعب رقم 4161) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 48/ 364) من رواية: [الفضل بن محمد الشعراني] .. متكلم فيه.
-الخرائطي في (الشكر رقم 19) من وراية: [علي بن داود القنطري].
ملاحظة:
قد سقط (معاوية بن صالح) من مطبوع المستدرك للحاكم. فتنبه
وأتى عند البزار بدل يزيد بن ميسرة؛ أخوه يونس .. وهو خلاف المحفوظ، وما أراه إلا خطأ ووهم عنده. فتأمل
وسقط من سند ابن عساكر (أم الدرداء).
* أقوال العلماء حول هذا الحديث:
-قال البزار: (وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِهَذَا الإِسْنَادِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ ثِقَةٌ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، مِنْ عُبَّادِهِمْ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ).
-وقال الطبراني: (لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ إِلا يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ).
-وقال أبو نعيم _ بتصرف _: (تَفَرَّدَ بِه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ الصَّحَابَةِ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، تَفَرَّدَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حلبسٍ).
-وقال الحاكم: (حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.
قلت: لم يصب لا الحاكم ولا الذهبي فيما قالاه، بل ليس هذا السند من روايته على شرط البخاري ولا حتى مسلم ولا ما يحزنون، وكيف يعقل أن يكون على شرط البخاري؟!!
-وقال الهيثمي: (رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط؛ ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوار، وأبي حلبس يزيد بن ميسرة؛ وهما ثقتان).
-وقال ابن حجر: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ).
· وأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الحديث مداره على (معاوية بن صالح بن حدير الحضرمي) عن (يزيد بن ميسرة بن حلبس) .. وعندي أن هذا الحديث من غرائب معاوية التي تفرد بها.
و [معاوية بن صالح] على أنه قد وثق؛ إلا أن الصحيح أنه ليس على إطلاقه أبدا، بل الواجب وضع حديثه في الميزان؛ فقد جرح وتكلم به من قبل أئمة؛ مما بجعل هذه الثقة فيه غير مطلقة، وإليك بيان هذا:
-روى ابن معين قال: (كان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه) .. وروى أخرى قال: (كان ابن مهدي إذا حدث بحديث معاوية بن صالح زبره يحيى بن سعيد؛ وقال: إيش هذه الأحاديث) وكان ابن مهدي لا يبالي عن من روى ويحيى ثقة في حديثه.
-بل قال يحيى بن سعيد نفسه: (ما كنا نأخذ عنه ذلك الزمان ولا حرف) وكان يضعفه.
-وقال حميد بن زنجويه لعلي بن المديني: (إنك تطلب الغرائب؛ فائت عبد الله بن صالح واكتب كتاب معاوية بن صالح تستفد مائتي حديث).
-وقال أبو حاتم: (يكتب حديثه ولا يحتج به).
-وقال يعقوب بن شيبة: (قد حمل الناس عنه؛ ومنهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف، ومنهم من يضعفه).
-وقال أبو إسحاق الفزاري: (ما كان بأهل أن يروى عنه).
-وقال محمد بن عبد اله بن عمار: (زعموا أنه لم يكن يدري أي شيء في الحديث).
-وقال ابن عدي: (يقع في أحاديثه إفرادات).
-وقال موسى بن سلمة: (أتيت معاوية بن صالح لآخذ عنه فرأيت أداة الملاهي؛ قال: فقلت: ما هذا؟ قال: شيء نهديه إلى ابن سعد صاحب الأندلس. قال: فتركته ولم أكتب عنه).
والخلاصة: فالذي يظهر من هذا كله أنه ثقة فيما وافق الثقات، أما ما تفرد به فهو ضعيف لا يصح ما تفرد به، بل ولا يحتمل منه أيضاً .. وروايته عن أبي حلبس من رواية الشاميين، والتي قال ابن حجر عنها: (وكان معاوية يغرب بحديث أهل الشام جداً).
وأما [يزيد بن ميسرة] فقد وثق، وهو قليل الحديث، ولكنه مع ذلك فإن الواضح على حديثه الغرابة، ولا يحتمل التفرد أيضا. فتأمل
فالحديث بهذا الإسناد ضعيفٌ جداً لا يصح. والله تعالى أعلم
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:43]ـ
جزاكم الله خيرا، يا شيخي أبا عصام، و بارك فيك، و نفع بعلمك.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:23]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
زد على ذلك تناقض محتمل في نفس المتن فكيف يكون لا حلم عندهم ولا علم ومع ذلك قد وهبهم الله من حلمه وعلمه
وزد على ذلك أيضا
أن العلوم الإنسانية في عصر في أمة محمدصلى الله عليه وسلم بلغت ما لم تبلغه في أي زمن مضى
وقال الله جل جلاله "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ".
وقد ذكرت هنا حديث منكر جدا لمعاوية بن صالح
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=52632 (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=350959#post35 0959)
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 06:46]ـ
جزاك الله خير ونفع بك(/)
فائدة هامة ..... لمن يخرجون الأحاديث من جوامع الكلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 04:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
أما بعد
أحبتي الكرام برنامج جوامع الكلم من أكبر نعم الله على أهل الحديث حتى الآن لسهولة حصول المعلومة منه
وهو بما أنه عمل بشري لابد أن يعتريه النقص كغيره من الأعمال
وقد حصل ذلك فعلا ففيه كثير من الأخطاء ولكن الغالب عليه هو الصواب ولله الحمد
فبما أنه تفوته أحيانا بعض الأحاديث التي يراد تخريجها وتوجد أغلاظ فيه كما في غيره من المطبوعات بل وكثيرا ما تكون نفس الأغلاط لنسخهم الأحاديث منها ووضعها كما هي
وكذلك أخطاء كثيرة في تراجم الرجال فتجدهم يترجمون لغير صاحب السند لتشابه الأسماء
وغير ذلك من الأخطاء
فلا بد من مراجعة ما يأخذ منهم وعدم الإعتماد عليه كليا كما لا يعتمد على غيره
وهو مع ذلك كله كنز عظيم جدا لمن أحسن التعامل معه
والفائدة
التي أردت أن أضيفها هنا هي
أنه إذا كان الحديث طويلا أو كان يتحدث عن عدة مواضيع مختلفة
فكثيرا ما لن تجده مخرجا عنهم في موضع واحد
فحاول أن تطلب الحديث بوضع كلمة أو كلمات من كل موضوع في الحديث ولو كان الحديث ليس بطويل
وبعدها سوف تكتشف أن كل تك المواضع هي لحديث وواحد وبسند واحد وهو مخرج عندهم في مو اضع مختلفه
وثمت أمر هام أيضا
وهو أنه لتخريج حديث ما لابد أن تخريج شواهده أيضا
والسبب هو أن بعض تلك الشواهد إنما هي إختلاف على نفس الطريق الأصليه وليست هي في الحقيقة شواهد
والله الموفق.
.(/)
لأهل الحديث قال ابن الوزير
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 01:35]ـ
قال الإمام المجدد محمد بن إبراهيم الوزير - رحمه الله -:
عليك بأصحاب الحديث الأفاضل ****** تجد عندهم كل الهدى والفضائل
أحن إليهم كلما هبت الصبا ****** وأدعو إليهم في الضّحى والأصائل
لئن شحت الأيام في الجمع بيننا ****** سخت بالقوافي بيننا والرسائل
وقد تلتقي الأرواح والبون نازح ****** عن الجمع للأشباح ذات الهياكل
وسمع الفتى أوفى وأسرع مدركا ****** وأهدى بسبل الحب قبل التواصل
فيا ليت شعري والأماني ضلة ****** متى نلتقي بعد النوى المتطاول؟!
شيوخ حديث المصطفى وعلومه ****** ومتبعوا أقواله في المسائل
هم القدوة الوسطى وهم خيرة الورى ****** وهم أنجم للدين غير أوافل
هم نقحوا منها الصحيح وبينوا ****** معارفه في الممتعات الحوافل
فهم في مبانيه جبال منيفة ****** وهم في مغانيه شموس محافل
يذبون عن دين النبي محمد ****** بألسنة مثل السيوف الفواصل
دليلهم قول الرسول وفعله ****** وذلك يوم الفصل أقوى الدلائل
ومدرسهم آي الكتاب وإنه ****** لأقمع برهان لكل مناضل
هما حجة الإسلام لا ما يطيش من ****** دماغ ألد الخصام مجادل
ولولاهما لم يحيى بالرسل ميت ****** ولا حاز أهل السبق أسنى الوسائل
ولولاهما كان ابن سينا منزلا ****** من العلم في أعلى بروج المنازل
وكان ابن مسعود وأعلام عصره ****** من الصحب في مهوى من الجهل نازل
فلا تقتدوا إلا بهم وتيمموا ****** لهم منهجا كالقدح ليس بمائل
ألم تر أن المصطفى يوم جاءه الـ ****** ـوليد بقول الأحوذي المحاول
تنكب منهاج المرا وتلا له ****** من السجدة الآيات ذات الفواصل
ولم يجعل القرآن خير مصدق ****** إذا لم تقدمه دروس الأوائل
كذا فعل الطيار يوم خطابه ****** لأصحمة بين الخصوم المقاول
تلا لهم آي الكتاب فأيقنوا ****** بها بشهادات الدموع الهواطل
إلى جمل الإسلام صار أولوا النهى ****** وعادوا إليها بعد بعد المراحل
أبو حامد وابن الخطيب وهكذا ****** الإمام الجويني الذي لم يماثل
كذا ابن عقيل وهو أبرع عاقل ****** غدا وهو معقول كبعض العقائل
فتلا تسبحوا في لجة البحر وابعدوا ****** عن الخوض فيه واكتفوا بالسواحل
فإن لم يكن بد من الخوض فاجعلوا ****** مواردكم مستعذبات المناهل
عليكم بقول المصطفى فهو عصمة ****** وما عاقل عما يقول بعادل
سعدت بذب عن حماه وحبه ****** كما شقيت بالصد عنه عواذلي
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 08:58]ـ
ولولاهما كان ابن سينا منزلا ****** من العلم في أعلى بروج المنازل
الله اكبر على هذا البيت لقد اصاب جرحاً في القلوب يعرفه ابن الوزير أشد المعرفة
وإلى يومنا هذا هناك من يضع ابن سينا في أعلى المنازل ويصفونه بالشيخ الرئيس
ويتبعون عقيدته الفاسدة ولكنهم بفضل الله ثم بفضل اهل الحديث مختبئين في جحورهم(/)
لأهل الحديث قال ابن الوزير
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 01:40]ـ
قال الإمام المجدد محمد بن إبراهيم الوزير ـ رحمه الله -:
عليك بأصحاب الحديث الأفاضل ****** تجد عندهم كل الهدى والفضائل
أحن إليهم كلما هبت الصبا ****** وأدعو إليهم في الضّحى والأصائل
لئن شحت الأيام في الجمع بيننا ****** سخت بالقوافي بيننا والرسائل
وقد تلتقي الأرواح والبون نازح ****** عن الجمع للأشباح ذات الهياكل
وسمع الفتى أوفى وأسرع مدركا ****** وأهدى بسبل الحب قبل التواصل
فيا ليت شعري والأماني ضلة ****** متى نلتقي بعد النوى المتطاول؟!
شيوخ حديث المصطفى وعلومه ****** ومتبعوا أقواله في المسائل
هم القدوة الوسطى وهم خيرة الورى ****** وهم أنجم للدين غير أوافل
هم نقحوا منها الصحيح وبينوا ****** معارفه في الممتعات الحوافل
فهم في مبانيه جبال منيفة ****** وهم في مغانيه شموس محافل
يذبون عن دين النبي محمد ****** بألسنة مثل السيوف الفواصل
دليلهم قول الرسول وفعله ****** وذلك يوم الفصل أقوى الدلائل
ومدرسهم آي الكتاب وإنه ****** لأقمع برهان لكل مناضل
هما حجة الإسلام لا ما يطيش من ****** دماغ ألد الخصام مجادل
ولولاهما لم يحيى بالرسل ميت ****** ولا حاز أهل السبق أسنى الوسائل
ولولاهما كان ابن سينا منزلا ****** من العلم في أعلى بروج المنازل
وكان ابن مسعود وأعلام عصره ****** من الصحب في مهوى من الجهل نازل
فلا تقتدوا إلا بهم وتيمموا ****** لهم منهجا كالقدح ليس بمائل
ألم تر أن المصطفى يوم جاءه الـ ****** ـوليد بقول الأحوذي المحاول
تنكب منهاج المرا وتلا له ****** من السجدة الآيات ذات الفواصل
ولم يجعل القرآن خير مصدق ****** إذا لم تقدمه دروس الأوائل
كذا فعل الطيار يوم خطابه ****** لأصحمة بين الخصوم المقاول
تلا لهم آي الكتاب فأيقنوا ****** بها بشهادات الدموع الهواطل
إلى جمل الإسلام صار أولوا النهى ****** وعادوا إليها بعد بعد المراحل
أبو حامد وابن الخطيب وهكذا ****** الإمام الجويني الذي لم يماثل
كذا ابن عقيل وهو أبرع عاقل ****** غدا وهو معقول كبعض العقائل
فتلا تسبحوا في لجة البحر وابعدوا ****** عن الخوض فيه واكتفوا بالسواحل
فإن لم يكن بد من الخوض فاجعلوا ****** مواردكم مستعذبات المناهل
عليكم بقول المصطفى فهو عصمة ****** وما عاقل عما يقول بعادل
سعدت بذب عن حماه وحبه ****** كما شقيت بالصد عنه عواذلي
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:20]ـ
احسن الله اليك ورزقنا محبة اهل الحديث والسير على منهاجهم وجعلنا -بفضله- ممن ورد موردهم وصدر عن مصدرهم ودعا ونادى الخلق الى طريقتهم
اهل الحديث همو اهل النبي وان لم يصحبوا نفسه انفاسه صحبوا
ولكن بقي عليك شيئ في مشاركتك المباركة وهو عزوها الى مصدرها سلمك الله!
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:15]ـ
فائدة: قال الإمام الألباني: قال العلماء: (من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله)، لأن في ذلك ترفّعاً عن التزوير.
الأخ ابو وائل هذه المشاركة منقوله من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47748
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 01:41]ـ
أحسن الله إليك ووفقك أختَنا الفاضلة والذي قصدته هو العزو إلى كتابه الذي ذكر فيه هذه الأبيات أو من نسبها إليه ممن ترجموا له ونحو ذلك, والرجاء ممن لديه اطلاع أن يتقدم به وجزاكم الله خيرا.(/)
ما أسند عباد بن أوس عن أبي هريرة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:11]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد: فقد وفقني الله تعالى لتتبع ما أسنده عباد بن أوس عن أبي هريرة فلم أظفر إلا بحديثين اثنين وأراهما كما سيأتي حديثا واحدا فرقه بعض الرواة وقد أنزلت ذلك في هذا الملتقى رغبة في مشاركة الإخوة واستدراك ما يمكن استدراكه
تنبيه مهم: في الحقيقة سبب تتبع هذا الحديث أني كنت أحرر ضمن تخريج أحاديث أدعية دخول المسجد والخروج منه حال راو من شيوخ يحيى بن أبي كثير وهو محمد بن عبد الرحمن إذ ذكر المزي في ترجمته ثلاثة من شيوخه يتسمون بهذا الاسم
1/ محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري المدني مولى بني زهرة قال ابن حبان في الثقات كنيته أبو عبد الله مولى الأخنس بن شريق وهو ثقة وثقه ابن سعد وأبو زرعة والنسائي وقال أبو حاتم هذا من التابعين لا يسأل عنه وقال ابن حبان في مشاهيره من ثقات أهل المدينة ومتقنيهم
2/ محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري المدني ابن أخي عمرة بنت عبد الرحمن وهو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ويقال ابن محمد بدل عبد الله ويقال محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة فمن قال محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة نسبه إلى جده لأبيه ومن قال محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة نسبه إلى جده لأمه وكان عامل عمر بن عبد العزيز على المدينة فيما قال يحيى بن أبي كثير وغيره قال ذلك المزي وهو ثقة وثقه النسائي وابن سعد
3/ محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة قال المزي محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة روى عن عباد بن أوس وأبي سلمة بن عبد الرحمن روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال إنه ابن ثوبان [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)
[1] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) ونحوه قال الذهبي في الكاشف
أقول: فتتبعت حديثه عن عباد بن أوس وأبي سلمة فخلصت إلى أنه ابن ثوبان المتقدم نفسه لا راو آخر وإليك بيان ذلك والبداية بحديثه عن عباد بن أوس والرجاء من الإخوة الأفاضل أن يشاركونا وعلى الله أجرهم
قلت في جزء تخريج أحاديث الأدعية المتقدم
ويقال لمحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أيضا محمد بن عبد الرحمن الزهري وقد فرق بينهما الإمام البخاري فترجم لهما ترجمتين في تاريخه الكبير وكذا فعل ابن أبي حاتم لكنه ذكر في ترجمة ابن ثوبان عن أبيه بعد إشارته إلى تفريق البخاري بينهما أنهما واحد فقال: وكتب البخاري بعد أربعة أوراق محمد بن عبد الرحمن الزهري روى عن عباد بن أوس روى عنه يحيى بن أبي كثير فسمعت أبي يقول هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال سئل أبي عنه فقال هذا من التابعين لا يسأل عنه اهـ
أقول: يوكد قول أبي حاتم أنهما واحد أن يحيى بن أبي كثير روى عن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن عباد بن أوس عن أبي هريرة حديثين كما سيأتي فكان الرواة عن يحيى يسمونه تارة محمد بن عبد الرحمن الزهري وتارة محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وهو ثقات حفاظ كما سيأتي
1/ الحديث الأول:
رواه عن يحيى بن أبي كثير جماعة واختلفوا عليه فرواه شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن عباد بن أوس أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة»
أخرجه المحاملي في الأمالي ثنا حجاج بن يوسف ثني شبابة
وأخرجه السراج في المسند ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا عبيد الله
وأخرجه أبو موسى المديني في اللطائف من طريق عثمان هو ابن أبي شيبة ثنا حسن بن موسى ثلاثتهم قالوا ثنا شيبان عن يحيى به
شيبان هو النحوي ثقة تقدم والسند إليه صحيح
وتابع شيبان فيما وقفت عليه اثنان
1/ الأوزاعي ورواه عنه جماعة
1/ بشر بن بكر
أخرجه البزار في المسند
وأخرجه السراج في المسند ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي قالا ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي ثني يحيى بن أبي كثير ثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ثني عباد بن أوس به
2/ الوليد بن مسلم 3/ عبد الحميد بن حبيب
أخرجه إبراهيم بن دحيم في فوائده نا أبي ومحمود قالا نا الوليد ونا إبراهيم قال [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1) ونا هشام نا عبد الحميد والوليد قالا نا الأوزاعي ثني يحيى ثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به
الأوزاعي إمام وهو من أثبت الناس في يحيى بن أبي كثير والسند إليه صحيح
قال البزار: ولا نعلم روى عباد بن أوس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث اهـ
2/ معاوية بن سلام
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم النحوي الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثني معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به
فهؤلاء ثلاثة شيبان النحوي والأوزاعي ومعاوية بن سلام رووه عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (الزهري) عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقول: رواية الأوزاعي ومعاوية تبين بجلاء أن محمد بن عبد الرحمن الزهري هو نفسه ابن ثوبان أبو عبد الله المدني مولى بني زهرة والله تعالى أعلم
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:21]ـ
وخالف هؤلاء يزيد بن سنان فرواه يحيى بن أبي كثير عن ابن شهاب الزهري عن عباد بن أوس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل سمعت أبي وحدثنا عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير به
ومن طريق محمد بن يزيد أخرجه أبو موسى المديني في اللطائف
يزيد بن سنان هو أبو فروة الرهاوي ضعيف الحديث ومنهم من تركه
وابنه محمد أبو عبد الله قال ابن أبى حاتم سألت أبي عنه فقال ليس بالمتين هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث صدوق وكان يرجع إلى ستر وصلاح وكان النفيلي يرضاه وقال البخاري أبو فروة مقارب الحديث إلا أن ابنه محمدا يروى عنه مناكير وقال أبو داود ليس بشيء وقال النسائي ليس بالقوي وقال الترمذي لا يتابع على روايته وهو ضعيف وقال الدارقطني ضعيف
أقول: رواية يزيد هذه منكرة وأحسب أنه اشتبه عليه محمد بن عبد الرحمن الزهري بمحمد بن شهاب الزهري والله اعلم
الخلاصة أن المحفوظ ما رواه شيبان النحوي والأوزاعي ومعاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (الزهري) عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 64) 218: وسألت أبي عن حديث رواه يزيد بن سنان الرهاوي عن يحيى بن أبي كثير عن ابن شهاب الزهري عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تفضل صلاة الرجل في الجميع.
قال أبي: يرويه معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: وهذا أشبه اهـ
وقال ابن أبي حاتم في علل الحديث أيضا (2/ 366) 440: وسمعت أبي وحدثنا عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني ابن شهاب الزهري أن عباد بن أوس أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الرجل وحده خمس وعشرين صلاة.
قال أبي: إنما هو يحيى بن أبي كثير أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان حدثه أن عباد بن أوس أخبره وليس بينهما الزهري اهـ
وفي علل الدارقطني (9/ 28) 1623: وسئل عن حديث عباد بن أوس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: تفضل صلاة الجمع على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرين درجة.
فقال: يرويه يحيى بن كثير واختلف عنه فرواه يزيد بن سنان عن يحيى بن أبي كثير عن ابن شهاب الزهري عن عباد بن أوس عن أبي هريرة.
وخالفه شيبان رواه عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن عباد بن أوس عن أبي هريرة وهو الصواب وهو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وهو مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي والأخنس حليف بني زهرة اهـ
أقول: قول شيخي العلل أبي حاتم والدارقطني قاطع أن محمد بن عبد الرحمن الزهري الراوي عن عباد بن أوس هو ابن ثوبان أبو عبد الله المدني
يتبع إن شاء الله بالحديث الثاني
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:28]ـ
2/ الحديث الثاني:
رواه أيضا يحيى بن أبي كثير واختلف عليه أيضا فرواه حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن عن عباد بن أوس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة تكتب له حسنة وتمحى عنه بها سيئة قال أو قال تكتب له حسنة أو تمحى عنه بها سيئة»
أخرجه إبراهيم بن طهمان في مشيخته عن حسين عن يحيى بن أبي كثير به
حسين هو ابن ذكوان المعلم البصري ثقة وثقه أبو حاتم وغيره وهو من أثبت الناس في يحيى أيضا
وتابع حسينا المعلم جماعة
1/ شيبان بن عبد الرحمن النحوي
أخرجه السراج في المسند ني أبو يحيى نا الحسن بن موسى الأشيب
وأخرجه السراج أيضا في المسند ثنا علي بن مسلم ومحمد بن عثمان بن كرامة قالا ثنا عبيد الله قالا ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير ني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به
ومن طريق الأشيب أخرجه ابن شاهين في الترغيب ومن طريق عبيد الله أخرجه ابن عساكر في تاريخه
شيبان هو النحوي ثقة تقدم والسند إليه صحيح
2/ عبد الرحمن الأوزاعي
أخرجه البزار في المسند ثنا محمد بن مسكين ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به
3/ معاوية بن سلام
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم النحوي الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثني معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به
فهؤلاء أربعة حسين المعلم وشيبان النحوي والأوزاعي ومعاوية بن سلام رووه عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورواه عبد الرحمن بن بحر عن مبارك بن سعيد ثني يحيى بن أبي كثير ثني محمد بن عبد الرحمن أن عمار بن أوس أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه.
أخرجه البزار في المسند ثناه إبراهيم بن نصر ثنا عبد الرحمن بن بحر ثنا مبارك بن سعيد ثني يحيى به
قال البزار: ولا نعلم روى عباد بن أوس ولا عمار إلا هذا الحديث اهـ
أقول: تسمية ابن أوس عمارا خطأ وأراه مصحفا عن عباد لتقاربهما في الرسم وهذا الخطأ أحسبه من عبد الرحمن إذ هو مستور فإبراهيم بن نصر هو الرازي محدث نهاوند ومبارك بن سعيد هو الثوري أخو سفيان ثقة
الخلاصة أن المحفوظ ما رواه أربعة حسين المعلم وشيبان النحوي والأوزاعي ومعاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عباد بن أوس عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقول: هذه الرواية أيضا توضح بجلاء أن شيخ يحيى والراوي عن عباد هو ابن ثوبان لا غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:36]ـ
تنبيه:
تقدم أن البزار قال بعد ذكر الحديث الأول " تفضل صلاة الجميع ... ": ولا نعلم روى عباد بن أوس عن أبي هريرة إلا هذا الحديث
وقال بعد الحديث الثاني " وكل خطوة ... ": ولا نعلم روى عباد بن أوس ولا عمار إلا هذا الحديث
أقول: الذي يظهر لي والله أعلم أن هذين الحديثين اللذين حدث بهما يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن الزهري " تفضل صلاة الجميع ... وكل خطوة ... " حديث واحد فرقه بعض الرواة
وشاهد ذلك أن الطبراني أخرج رواية معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير حديثا واحدا في مسند الشامين فقال ثنا أبو عامر محمد بن إبراهيم النحوي الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا محمد بن شعيب ثني معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير به
وهذا السند رجاله إلى يحيى بن أبي كثير لا بأس بهم خلا شيخ الطبراني فله ترجمة في تاريخ دمشق ولم أجد أحدا ذكره بجرح أو تعديل وعلى كل هذا الحديث محفوظ إلى معاوية بن سلام فقد علقه عنه أبو حاتم فيما سبق ولم يسق لفظه لننظر أتام هو أم مقطع
الخلاصة أن الأوزاعي وحسينا المعلم وشيبان النحوي ومعاوية بن سلام يزيد بعضهم على بعض رووا عن يحيى بن أبي كثير أن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان الزهري أخبره أن عباد بن أوس أخبره أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة يكتب له بكل خطوة حسنة ومحي عنه سيئة (وتفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة)
وهذا حديث صحيح ثابت عن أبي هريرة ورجال هذا الإسناد ثقات خلا عباد بن أوس فإنه ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في ثقاته لكنه لم يتفرد به عن أبي هريرة بل تابعه عليه جماعة من ثقات أصحاب أبي هريرة أبو صالح السمان وأبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وسلمان الأغر ونافع بن جبير مما يدل على أن عبادا حفظ هذا الحديث وهاك رواياتهم مقتصرا على ما ورد في الصحيحين فحسب
1/ أبو صالح السمان
رواه أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه وتصلي - يعنى عليه - الملائكة ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث فيه»
أخرجه البخاري في الصحيح ثنا مسدد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح به
2/ سعيد 3/ وأبو سلمة
رواه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا»
أخرجه البخاري في الصحيح
وأخرجه مسلم في الصحيح ثني أبو بكر بن إسحاق قالا ثنا أبو اليمان نا شعيب عن الزهري ني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن به
4/ سلمان الأغر
رواه سلمان الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة تعدل خمسا وعشرين من صلاة الفذ»
أخرجه مسلم في الصحيح ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ثنا أفلح عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن سلمان به
5/ نافع بن جبير
قال ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أنه بينا هو جالس مع نافع بن جبير بن مطعم إذ مر بهم أبو عبد الله ختن زيد بن زبان مولى الجهنيين فدعاه نافع فقال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده»
أخرجه مسلم في الصحيح ثني هارون بن عبد الله ومحمد بن حاتم قالا ثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرنى عمر بن عطاء بن أبى الخوار به
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره وخلاصة القول أن محمد بن عبد الرحمن الزهري الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير وروى هو عن عباد بن أوس هو ابن ثوبان مولى بني زهرة لا غيره
وسيتبع في موضوع جديد إن شاء الله بتحرير حال محمد بن عبد الرحمن الزهري الذي روى عنه يحيى أيضا وروى هو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والله المستعان وعليه التكلان قاله وكتبه أبو صهيب الجزائري كان الله له
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 03:34]ـ
كلامك واضح وأدلته كالشمس
فجزاك الله خيرا وتقبل الله منك
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 01:10]ـ
أوضح الله حجتك وجزاك خير الجزاء في الدنيا والآخرة(/)
كيفية رسم شجرة الإسناد لهذا الحديث
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني هل منكم من يساعدني في كيفية رسم شجرة الإسناد للحديث (مابين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة))
من طرق الصحابي أو هريرة رضي الله عنه
أنا جمعت الطرق لكن ما استطعت ان ارسم الشجرة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:45]ـ
التشجير سهل جدًا.
يجعل الرواي الأعلى -وهو الصحابي- رأس الشجرة ..
ثم بعدها تتفرع الأغصان حسب رواة الحديث عنه، وليتك تضعين طرق الحديث لنساهم برسم الشجرة.
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 08:39]ـ
هذه الطرق وأرجوا مساعدتي في رسم الشجرة في اقرب وقت أنتظركم ولكم الأجر
- أخرجه البخاري في صحيحه ,كتاب الجمعة ,باب فضل مابين القبر
والمنبر ج1,ص399حديث 1138 حدثنا مسدد عن يحي عن عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
- وأخرجه في كتاب الحج (باب) ج,2 ص 667,حديث 1789, حدثنا
مسدد عن يحي عن عبيد الله قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
-وأخرجه في كتاب الرقاق ,باب في الحوض وقوله تعالى:) أنا أعطيناك الكوثر (,وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم (أصبروا حتى تلقوني على الحوض) ج5 ,ص 2408 ,حديث 6216 حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
-وأخرجه في كتاب الاعتصام بالسنة ,باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض اتفاق أهل العلم وما أجمع عليه الحرمان بمكة والمدنية وما كان بهما من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم و المنبر والقبر ج 6 ,ص 2672,حديث 6904حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
2 - وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج ,باب مابين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة ج2 ,ص1011 ,حديث 1391 حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا:حدثنا يحي بن سعيد عن عبيد الله وحدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
3 - وأخرجه الترمذي كتاب المناقب ,باب ما جاء في فضل المدينة ج5 ص718
حديث 3915,حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا أبو نباته يونس بن يحي بن نباته حدثنا سلمه بن وردان عن أبي سعيد بن المعلى عن أبي هريرة.
-وأخرجه في موضع آخر ج5ص719,حديث 3916 قال:حدثنا محمد بن كامل المروزي حدثنا عبد العزيز بن ابي حازم عن سفير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة (الحديث)
4 - وأخرجه الإمام احمد في مسنده ج2 ,ص236 ,حديث 7222 قال:حدثنا عبد الرحمن حدثنا مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
-وأخرجه في موضع آخر ج2ص376,حديث 8872 قال: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
5 - وأخرجه ابن حبان في صحيحه ,كتاب الحج ,باب ذكر رجاء نوال المرء المسلم بالطاعة روضة من رياض الجنة إذا أتى بها بين القبروالمنبر
ج9 ,ص 65 ,حديث 3750 ,قال:أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحي القطان حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
6 - وأخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه ,كتاب الفضائل ,باب ما أعطى الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم ,ج6 ,ص305 ,حديث 31659 قال:
حدثنا أبو أسامه وبن نمير عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث)
7 - وأخرجه البزار في مسنده ج2 ص149,حديث 511 قال:حدثنا عبد الصمد بن سليمان المقري أنبأنا ابو نباته يونس بن يحي حدثنا سلمه بن وردان عن أبي سعيد بن المعلى عن أبي هريرة (الحديث)
8 - واخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ج1 ص 37 ,حديث 98 قال: حدثنا أحمد بن يحي بن خالد قال حدثنا جعدي بن جعفر قال حدثنا عبد الرحمن بن أشرس عن عبد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (الحديث)
9 - وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب (جامع أبواب الهدي) ,باب في الروضة ج5 ,ص246 ,حديث 10061 قال:أخبرنا ابو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقري وأبو عثمان بن سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان قالوا: حدثنا العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا محمد بن عبيد عن عبيد الله واخبرنا ابو عبد الله حدثنا أبو العباس حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا أبو عبد الله محمد بن بشر العبدي أنبأنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن
عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة (الحديث).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 09:55]ـ
هذه شجرة الأسانيد لبعض طرق الحديث(/)
سقطٌ في طبعة الرسالة لصحيح ابن حِبَّان
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[10 - Apr-2010, صباحاً 02:47]ـ
5205 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ بِأَذَنَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ (1)، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قَالَ: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَوَافِي مِنْهَا، فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ.
_حاشية__________
(1) قوله: "عن أيوب"، سقط من المطبوع.
والحديث؛ أَخرجه التِّرمِذِيّ (1379)، والنَّسَائِي، في "الكُبرَى" (5725)، وأَبو يَعلَى (2195)، والطبراني، في "الأوسط" (4779)، من طريق عَبد الوَهَّاب، قال: حَدَّثنا أَيوب، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن وَهْب بن كَيْسَان، به، على الصواب.
والغريب؛ أن محقق طبعة الرسالة كتب في الحاشية: وأخرجه أَبو يعلى (2195) عن سفيان، عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد.
قلتُ: والذي عند أبي يعلى: سفيان، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، (الذي سقط من طبعة الرسالة)، عن هشام.(/)
أرجو تخريج حديث: "ليس مِنْ أصحابي إلا مَنْ لو شئتُ لأخذتُ عليه ليس أبا الدرداء".
ـ[زهرة المدائن]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 12:16]ـ
" ليس مِنْ أصحابي إلا مَنْ لو شئتُ لأخذتُ عليه ليس أبا الدرداء". أفيدوني في تخريجه يجزيكم ربي خيرا
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 02:12]ـ
هذا الحديث لا ذكر له في كتب الحديث، بل قد ذُكر ضمن ترجمة سيبويه:
اخرج الخطيب في الجامع 2\ 67 برقم 1202:
أنا ابو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز قال أنا محمد بن عمران الكاتب قال قال علي بن سليمان الأخفش نا المبرد أن سيبويه كان يستملي على حماد بن سلمة فقال له حماد يوما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أحد من أصحابي الا وقد أخذت عليه ليس أبا الدرداء فقال سيبويه ليس أبو الدرواء فقال حماد لحنت يا سيبويه فقال سيبويه لا جرم لأطلبن علما لا تلحنني فيه فطلب النحو ولزم الخليل
*********************
وأما المعروف عند المحدثين:
قال يعقوب بن سفيان حدثنا حجاج حدثنا حماد عن زياد الأعلم عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أحد من أصحابي إلا لو شئت لأخذت عليه في خلقه ليس أبا عبيدة بن الجراح " هذا مرسل ورجاله ثقات.
الإصابة في معرفة الصحابة /ابن حجر العسقلاني
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
11920 - ما من أحد من أصحابي إلا و لو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه غير أبي عبيدة بن الجراح.
تخريج السيوطي: (ك) عن الحسن مرسلا.
****************************** ***************
(ما من أحد من أصحابي الا ولو شئت لاخذت عليه في بعض خلقه) بالضم (غير أبي عبيدة بن الجراح) بين به أنه انما كان أمين هذه الامة لطهارة خلقه ويخرج منه أن الامانة من حسن الخلق والخيانة من سوء الخلق (ك عن الحسن مرسلا) وهو البصري وفيه مع ارساله ضعف
التيسير بشرح الجامع الصغير/ المؤلف / الإمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي
دار النشر / مكتبة الإمام الشافعي - الرياض - 1408هـ - 1988م
الطبعة: الثالثة
2\ 692
****************************** ****
- (ما من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه؛ غير أبي عبيد ة بن الجراح).
ضعيف
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 266) عن المبارك بن فضالة، عن الحسن مرفوعا. وقال:
"هذا مرسل غريب، ورواته ثقات".
كذا قال! وابن فضالة؛ مدلس وقد عنعنه.
الكتاب: سلسلة الأحاديث الضعيفة 9\ 454
****************************** **********
وآسف على عدم ترتيب هذه النقولات، اذ نسختها من مسودة عندي كنت عزمت فيها دراسة مخطوطة الانبابي التي تخص هذه الرواية
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 03:31]ـ
بحثت عن هذا الحديث من قبل ولم أجد له وجودا إلا في بعض كتب النحاة, وفي تاريخ بغداد على ما أذكر
ـ[زهرة المدائن]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 06:54]ـ
أخي الكريم جزاكم الله خيرا، ولكن من الخطيب الذي أشرت إليه في الرواية الأولى؟ وما جامعه؟ وما توثيق الإصابة؟
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:08]ـ
الخطيب، هو الخطيب البغدادي، واقصد بالجامع: كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
أما عن الاصابة: فالحافظ ينقل من كتب الحديث والتواريخ المتقدمة
وهنا نقل عن كتاب تاريخ الفسوي - والله اعلم -.
ـ[زهرة المدائن]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:29]ـ
شكر الله لك ورزقت سعادة الدارين اللهم آمين
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:36]ـ
الغريب في الأمر أني لم أحدا من النحاة استدل بهذا الحديث على أن ليس تعمل عمل إلا حسب علمي, وذِكْرُ ابن هشام للحديث جاء حكاية لقصة سيبويه مع حماد بن سلمة رحمهما الله تعالى
ـ[زهرة المدائن]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 08:36]ـ
أخي الكريم أبا حاتم إن (ليس، ولايكون) يستعملان أداتي استثناء ك (إلا) وهما فعلان، واسمهما مستتر ضمير يعود علي البعض المفهوم من الكل السابق في الكلام قبلهما، واقرأ -إن شئت- باب الاستثناء، بارك الله فيك
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 02:01]ـ
بارك الله فيكم, أعني عدم استدلال النحاة بالحديث المذكور مع شهرته, هل وضح ما أقصده؟
انظر مثلا مغني اللبيب 1/ 323 طـ العصرية حيث استدل بمثال (أتوني ليس زيدا) , ولم يستدل بالحديث!!
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 09:15]ـ
الاخ ابو حاتم:
هناك مخطوطة للانبابي الشافعي شيخ الازهر ت 1313هـ عنوانها:
"رسالة فيما يتعلق بقوله صلى الله عليه وسلم ليس من اصحابي احد الا ولو شئت لاخذت عليه ليس ابا الدرداء"
قال في مقدمتها:
"اما بعد
فقد وقع السؤال كثيرا عن حديث ذكره الكفراوي في شرح الاجرومية من حيث اعرابه ومعناه واشكل على كثيرين فأحببت ان ابين ما يتعلق به في هذه الرسالة فاقول وبالله التوفيق"
ثم سرد ما يقرب 8 صفحات في اعرابها وتوجيه معناها.
وحبذا لو تفرد موضوعا بعنوان: "ما ذكره النحاة من احاديث ولم يحتجوا به"، أو ما في معناه.
.............(/)
تضعييف حديث: (ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 02:32]ـ
قال أبو يعلى في (مسنده) [رقم/5]: (حدتنا موسى بن محمد بن حيان أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث أخبرنا عبد العزيز الأندراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: إن هذا أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان).
5 - [صحيح] الموقوف منه فقط: أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة [1/رقم/ 7/مع عجالة الراغب]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم/ 4947]، والدارقطني في العلل [161/ 1]، وفي «الأفراد والغرائب» [1/ 33/أطرافه/الطبعة التدمرية]، والضياء في المختارة [1/ 76]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 201]، كلهم من طريق موسى بن محمد بن حيان عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن أبي بكر به موقوفًا ومرفوعًا ...
قال الهيثمي في المجمع [10/ 543]: «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان وقد وثقه ابن حبان».
وتعقبه المناوي في الفيض [5/ 367] بقوله: «وأقول: ليس توثيقه بمتفق عليه؛ فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة».
ولم يُعْجِب أبا الفيض الغماري هذا التعقب! فقال في المداوي [5/ 342] يردُ على المناوي: «انظر هذا وتعجَّب من غفلة هذا الرجل! - يعني المناوي - ... » ثم ذكر أن موسى بن حيان قد توبع عليه.
والغماري مغرم بانتقاد المناوي في كل ما دق وجلَّ! كما كان المناوي مغرم بتعقب السيوطي في كل صغير وكبير! ولا يخفى ما يكون في هذا الانتقاد وذاك التعقب من التمحُّل في كثير من المواطن!
وتعقُّبُ المناوي الماضي في محله الذي خُلِقَ له! وهو لم يُضَعِّف الحديث رأسًا، أو لم يجزم بتفرد «موسى بن حيان» به حتى يروق للغماري سعيَه بتطلُّب التعجُّب من الناظر في كلامه!
نعم: موسى بن حيان وإن ذكره ابن حبان في «الثقات» ومشَّاه الخطيب، لكن ترك أبو زرعة الرازي حديثه!
غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه غيره عن عبد الصمد به .. منهم:
1 - عبد الرحمن بن زبَّان بن الحكم الطائي: عند ابن أبي الدنيا في الورع [رقم 92]، وفي الصمت [رقم 31/طبعة دار الكتاب العربي]، ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل [1/ 201، 202]، والدارقطني في العلل [1/ 161]، وأبو بكر ابن النقور في الفوائد الحسان [رقم/13/طبعة أضواء السلف]، وغيرهم من طريق عبد الرحمن به نحوه …
وابن زبان هذا: ترجمه الخطيب في تاريخه [10/ 267]، والذهبي في تاريخه «وفيات: 249هـ»، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا!
وقد تصحف اسمه عند ابن النقور إلى «عبد الله» بدل: «عبد الرحمن»! فظنه المعلق الفاضل عليه: «عبد الله بن محمد بن شاكر البغدادي المقرئ!» وشَرَع يترجم له! ولم يفعل شيئًا!
وكذا قد تصحَّف اسم أبيه «زبَّان» – بالباء- عند ابن أبي الدنيا في الصمت «طبعة دار الكتاب العربي، وكذا في طبعة مؤسسة الكتب الثقافية [ص/37/رقم 13]» إلى: «زيَّان» بالياء! ولم ينتبه له المحدث الحويني في تعليقه عليه!
2 - ومحمد بن الحسين بن إشكاب: عند العسكري في تصحيفات المحدثين [1/ 295/طبعة المطبعة العربية الحديثة]، وابن السني في اليوم والليلة [رقم/ 7/مع عجالة الراغب]، وابن المقرئ في معجمه [ص/ رقم 823/طبعة الرشد]، وأبي نعيم للأصبهاني في تسمية الرواة عن سعيد بن منصور [رقم/25]، وغيرهم من طريق ابن إشكاب به نحوه ... وهو عند العسكري بالموقوف منه فقط. وعند الدارقطني إشارة!
وابن إشكاب هذا: ثقة حافظ مأمون من رجال التهذيب. فالإسناد ثابت إلى عبد الصمد بن عبد الوارث به ….
وقد ساقه الإمام الألباني من هذا الطريق في الصحيحة [2/ 34] ثم قال: «فالحديث صحيح الإسناد…!».
وقبله قال ابن كثير: «إسناده جيد»! نقله عنه السيوطي في الجامع الكبير [2/ 527/2 - مصورة المكتب]، كما في الصحيحة [34/ 2]، وعنه الهندي في كنز العمال [رقم/ 8890].
والتحقيق: أن المرفوع من الحديث منكر ولا بد! والموقوف منه صحيح ثابت.
والطريق المرفوع الماضي وإن كان ظاهره السلامة إلا أنه معلول!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبد الصمد بن عبد الوارث - وإن كان ثقة له أوهام – إلا أنه لم يضبطه عن الداروردي!
فقال الدارقطني عقب روايته في الأفراد: «تفرد به عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر…
قال ابن صاعد: كذا قال عبد الصمد، أدرج الحديث المسند بالموقوف، وفَصَلَه لنا عبد الله بن عمران العابِدي عن الدَّرَاوَرْدي عن زيد عن أبيه:" أن عمر اطلع على أبي بكر وهو يَدْلَع لسانه آخِذَه بيده، فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله ? قال: وهل أوردني الموارد إلا هذا "
قال ابن صاعد: هذا آخر الحديث، ثم ابتدأ آخَرُ في إِثْره: قال العابدي: ثنا الدَّرَاوَرْدي عن زيد بن أسلم: أن رسول الله ? قال: «ما من عضو من الأعضاء إلا ويشتكي إلى الله عز وجل ما يلقى من اللسان على حِدَتِه»».
وقال الدارقطني أيضا في «العلل» بعد أن ساق رواية عبد الصمد: «وهم فيه – يعني عبد الصمد - على الدراوردي! والصواب عنه – يعني عن الداروردي - عن زيد بن أسلم عن أبيه: " أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بلسانه فقال: هذا أوردني الموارد " وقال الدراوردي: عن زيد بن أسلم أن رسول الله ? قال كل عضو يشكو ….».
وقال الخطيب في «الفصل» بعد أن ساق كلام ابن صاعد الماضي، أعني قوله: «كذا قال عبد الصمد، أدرج الحديث المسند بالموقوف، وفَصَلَه لنا عبد الله بن عمران العابِدي… .. ».
قال الخطيب: «أما المسند المذكور في هذا الحديث عن رسول الله ?: فإنما يرويه الدراوردي عن زيد بن أسلم عن رسول الله ? مرسلا لا ذكر فيه لأبي بكر ولا لعمر ولا أسلم!
وأما الموقوف: فهو كما ساقه عبد الصمد من أول حديثه الى آخر قول أبي بكر" هذا أوردني الموارد "».
ثم قال الخطيب في ختام كلامه: «ليس في هذا الحديث إشكال يتخوف منه اختلاط كلام النبي ? بكلام أبي بكر الصديق، وأنما المشكل منه: أن عبد الصمد ابن عبدالوارث روى حديث أبي بكر واتبعه بكلام النبي ? من غير فاصلة! فشبه بذلك أن أبا بكر هو الذي رواه إثر قوله، ونسقه في كلامه! ولو ذكر في أحاديث من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع لكان لائقا بذلك الباب، والله الموفق لإدراك الصواب».
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 02:48]ـ
قلتُ: فحاصل هذا: أن عبد الصمد أخطأ في هذا الحديث على الداروردي! فأدرج ما أرسله زيد بن أسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم - من قوله: «ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان»، عقب قول أبي بكر الموقوف عليه: «هذا أوردني الموارد»! ولم يفصل بين الموقوف والمرسل! فأوهم أن المرفوع موصول من رواية أبي بكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم -!
واغتر بذلك من صحح أو جوَّد هذا الطريق من المتأخرين! ومشوا على ظاهر ذلك الإدراج الخفي!
وقد خولف فيه عبد الصمد! خالفه عبد الله بن عمران العابِدي – وهو صدوق صالح من رجال الترمذي – فرواه عن الدراوردي ففصَّله تفصيلا، وميَّز الموقوف من قول أبي بكر، والمرسل عن زيد بن أسلم.
فقال: «ثنا الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب " اطلع على أبي بكر وهو مدلع لسانه، [فـ] أخذ بيده فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله؟ فقال: وهل أوردني الموارد إلا هذا؟ "» ثم قال عقب هذا: «أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم أن رسول الله ? قال: " ما من عضو من الأعضاء إلا وهو يشتكي إلى الله ما يلقى من اللسان على حدته "» هكذا أخرجه الخطيب في الفصل [1/ 208 - 209]- واللفظ له - والدارقطني في العلل [1/ 161]، وفي الأفراد [1/ 33/أطرافه]، من طريق أبي محمد ابن صاعد عن العابدي به …
قال الخطيب: «وروى عبد الله بن عمران العابدي عن عبد العزيز الدراوردي الحديث الذي سقناه عن عبدالصمد بن عبد الوارث عن الدراوردي بطوله، إلا أنه فصل كلام أبي بكر الصديق من كلام رسول الله ?، وأفرد لكل واحد منهما إسنادا».
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: وهكذا رواه عبيد اللَّه بن عمر القواريري- الثقة الحافظ- عن الدراوردي فقال: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أنه رأى أبا بكر وهو مدل لسانه، [فـ] أخذه بيده فقال: ما تصنع يا خليفة رسول اللَّه؟! «فقال: وهل أوردني الموارد إلا هذا» ولم يذكر المرفوع من مرسل زيد بن أسلم! أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على «الزهد» [رقم/581/طبعة دار ابن رجب] قال: حدثني عبيد الله بن عمر به …
وهذا إسناد جيد من هذا الوجه، وقد توبع عليه الدراوردي كما سيأتي.
وقد وهم المُحدِّث الحُويني في تعليقه على كتاب «الصمت / لابن أبي الدنيا» [ص/51] في هذا الموطن! وظن أن عبيد الله القواريري يروي هذا الحديث الموقوف عن زيد بن أسلم! فساق روايته في جملة من تابع الدراوردي عليه عن زيد بن أسلم! وكذلك رأيته صنع في كتابه النافلة [رقم/16]!
وهي غفلة مكشوفة بلا ريب! إنما يرويه القواريري عن الدراوردي عن زيد بن أسلم. فانتبه يا رعاك الله.
فإن قلتَ: قد توبع عبد الصمد بن عبد الوارث على الوجه الأول عن الدراوردي!
تابعه سعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد، قالوا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر ?: «أنه اطلع على أبي بكر ? وهو يمد لسانه، فقال: يا خليفة رسول الله ?، ما تصنع؟ قال: إن هذا أوردني الموارد، وإني سمعت رسول الله ? يقول: «ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو اللسان إلى الله على حدته»! وها قد صرَّح أبو بكر بسماعه من النبي ?!
قلنا: هذه متابعة باطلة ولو أوقد عليها مُوقِدٌ ألفَ سنة!
فقد أخرجها أبو نعيم في الرواة عن سعيد بن منصور [رقم/23]، من طريق أبي الفرج أحمد بن جعفر النسائي عن أحمد بن محمد بن الصلت عن الثلاثة به ...
أما شيخ أبي نعيم: فمخفِيُّ الحال!! غائب الأحوال! قال البرقاني: «لا أعرف حاله!!»، كما في تاريخ الخطيب [72/ 4]، لكن نقل الذهبي في الميزان [87/ 1]، عن ابن الفرات الحافظ أنه قال: «ليس بثقة!!»
ولم يثبت هذا عن ابن الفرات إن شاء اللَّه. والذهبي قد نقله من تاريخ بغداد [72/ 4]، ولفظ الخطيب هناك: «حُدِّثت عن محمد بن العباس بن الفرات قال .... » وذكره.
وهذا منقطع لا تقوم به حجة في ثلب الرجل. والصواب التوقف في شأنه حتى يثبت التوثيق أو نقيضه.
وأما ابن الصلت: فما أدراك ما ابن الصلت؟! هو ذلك الساقط المنحط!! وقد كذَّبه الأئمة بخط عريض!! وماذا يُجْدي تحمس الكوثري دونه وهو المكشوف الأمر!!
وقد عركنا أُذُنَ كل مَنْ تعصَّب لهذا الكذاب الأشر في كتابنا: «المحارب الكفيل بتقويم أسنَّة التنكيل». وراجع ترجمته في «تاريخ بغداد»، و «تنكيل المعلمي».
ولسنا نشك في كون تلك المتابعة: هي أنسوجة مزركشة مما عملتْه يداه!
وقد كان ابن الصلت بارعًا جدًا في نسْج الأكاذيب على ألسنة ثقات الرواة والنَّقَلة! عامله الله بما يستحق.
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:54]ـ
والحديث: لا يثبت منه إلا الموقوف على أبي بكر وحسب.
وقد توبع الداروردي على هذا الوجه الموقوف عن زيد بن أسلم، تابعه جماعة منهم:
1 - مالك بن أنس - الجبل الراسخ-: وروايته في كتابه الموطأ [رقم/ 1788/رواية يحيى الليثي]، و [2/رقم/ 2078 /رواية أبي مصعب الزهري] وعنه ابن وهب في الجامع [1/رقم/ 308/طبعة ابن الجوزي]، وأبو نعيم في الحلية [33/ 1]، والبيهقي في الشعب [4/ رقم 4990]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 204]، وغيرهم.
2 - ومحمد بن عجلان - وهو ثقة له أوهام-: عند ابن أبي شيبة [رقم/26500]، و [رقم/37047]، وفي الأدب [رقم/222]، وابن أبي عاصم في الزهد [رقم/ 81]، وغيرهما.
3 - وأسامة بن زيد بن أسلم: عند ابن أبي عاصم في الزهد [رقم 22]، وعنه أبو نعيم في الحلية [17/ 9]، والعسكري في تصحيفات المحدثين [ص 294]،.
4 - والقاسم بن عبد اللَّه بن عمر - وهو واهٍ - عند ابن وهب في الجامع [2/رقم/ 412].
5 - وهشام بن سعد المدني – ضعيف إلا في زيد بن أسلم -: عند البلاذري في أنساب الأشراف [10/ 17/طبعة دار الفكر]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 206]، وأبي عبيد في «غريب الحديث» ومن طريقه الخطيب أيضًا [1/ 207]، وغيرهم من طريق هشام به نحوه …
(يُتْبَعُ)
(/)
[تنبيه] قال الخطيب في «الفصل للوصل» بعد أن ذكر رواية مالك وغيره لهذا الخبر عن زيد بن أسلم: «وخالف الجميع هشام بن سعد! فرواه عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر الصديق ... »!
ومراده بالمخالفة: هي قول هشام «عن زيد عن أبيه عن عمر»، والآخرون يروونه عن «زيد عن أبيه أن عمر ... »، فيكون هشامًا قد جوَّده عن أبيه عن عمر، ويكون غيره قد أرسله عن زيد عن أبيه!
وهو خلاف غير مؤثِّر على التحقيق.
والظاهر عندي: أن أسلم قد سمعه من عمر، فتارة كان يذكر ما يدل على سماعه، وتارة كان يسوق الخبر ولا ينشط لإقامة ما يدل على سماعه له من عمر.
وهشام بن سعد: وإن كان جماعة قد تكلموا فيه، إلا أنه أثبت الناس فى زيد بن أسلم، كما يقول أبو داود.
ولو رجَّحنا رواية مالك ومن تابعه على رواية هشام عن زيد، فالأثر موصول عندنا –أيضًا - إن شاء الله، فهو وإن كان صورته صورة المرسل: «زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر اطلع على أبي بكر ... » لكنه محمول على الاتصال؛ لكونه من رواية أسلم مولى عمر، وهو مَنْ هو في معرفته وخبرته بأحوال عمر.
وبمثل هذا: أجاب الحافظ عن الحديث الذي يرويه هشام بن عروة – عند البخاري [رقم/3683]- عن أبيه قال: «توفيت خديجة قبل مخرج النبي ? إلى المدينة بثلاث سنين فلبث، سنتين أو قريبا من ذلك، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين».
فقال في الفتح [7/ 224]: «قوله "عن أبيه" هذا صورته مرسل، لكنه لما كان من رواية عروة مع كثرة خبرته بأحوال عائشة يحمل على أنه حمله عنها».
وقد اختلف على هشام بن سعد في إسناده!! فرواه عنه شعيب بن حرب، وأبو نعيم الملائي على الوجه الماضي.
وخالفهما ابن وهب! فرواه عن هشام فقال: عن زيد بن أسلم عن عمر عن أبي بكر به ... وأسقط منه والد زيد!! هكذا رواه ابن وهب في الجامع [1/رقم/ 307].
وتابع هشامًا على هذا الوجه الثاني: يحيى بن عبد اللَّه بن سالم وعبد اللَّه بن عمر العمري عند ابن وهب أيضًا [1/رقم/ 307]- واختلف فيه على العمري كما سيأتي في كلام ابن النقور.
وتابعهم أيضًا على هذا الوجه: داود بن قيس كما ذكره الدارقطني في العلل [161/ 1]- واختلف عليه كما سيأتي في كلام ابن النقور.
وتابعهم أيضًا: سعير بن الخمس ... ذكره الدارقطني أيضًا.
ثم جاء سفيان الثوري وخالف الجميع!! واختلف عليه فيه! فرواه عنه ابن المبارك ووكيع ومحمد بن كثير، وأبو داود الحفري، وابن مهدي كلهم قالوا: عن الثوري عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر الصديق به ... !! وأسقط منه عمر!!
هكذا أخرجه ابن المبارك في الزهد [رقم 369]، وابن أبي عاصم في الزهد [رقم 91،02]، وأبو داود في الزهد [رقم/ 30]، وأحمد في الزهد [رقم 563/طبعة دار ابن رجب]، ووكيع في الزهد [رقم/ 281]، وعنه الخرائطي في مكارم الأخلاق [رقم/ 201/المنتقى منه للسِّلَفي /طبعة دار الفكر]، والخطيب في الفصل للوصل [1/ 205،207]، وغيرهم.
وخالفهم جميعًا: قبيصة بن عقبة! فرواه عن الثوري فقال: «عن زيد بن أسلم عن أبيه أن أبا بكر جعل يلوي لسانه أو يحرك لسانه ويقول هذا أوردني الموارد»! وأسقط من «أسلم» والد زيد!
هكذا أخرجه هناد في الزهد [2/رقم/1093]، ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل [1/ 206]، قال: حدثنا قبيصة به ...
قلتُ: ورواية الجماعة عن الثوري أصح.
وقد غلط المعلق على «الزهد لهناد / طبعة دار الخلفاء للكتاب الإسلامي]، وأقحم في إسناد هناد قوله: «عن أبيه» بين زيد بن أسلم وأبي بكر! وأشار بالهامش إلى أن تلك الزيادة لم ترد في المخطوط الذي بين يديه! ولكنه زادها لاتفاق أصحاب الثوري عليها!
وهذا تجاوز منه للحدود! وتعدٍّ على الأصول بالزيادة فيها على المعهود!
تابع البقية: ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:55]ـ
ولم ينهض الثوري بإسناد هذا الخبر عن زيد بن أسلم!
وقول من رواه عن زيد بن أسلم على الوجه الأول- بزيادة عمر فيه - هو الأصح.
فقال الدارقطني في علله [161/ 1]: بعد أن ذكر رواية الثوري: «ويقال: إن هذا وهم من الثوري .... والصحيح من ذلك ما قاله ابن عجلان وهشام بن سعد ومن تابعهما ..... ». يعني: في روايته عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن أبي بكر به …
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو بكر ابن النقور في الجزء الأول من الفوائد الحسان [1/ 133]، كما في الصحيحة [رقم/ 535]: « .... وقيل: إن هذا وهم من الثوري .... ». وقبل ذلك رواه من طريق الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن أبي بكر باللفظ المتقدم -أول التخريج- به مرفوعًا ثم قال: «واختلف عن زيد - يعني ابن أسلم- فرواه هشام بن سعد ومحمد بن عجلان وداود بن قيس وعبد اللَّه بن عمر العمري كرواية عبد العزيز التي رويناها .... ».
قلتُ: ففهم الإمام في الصحيحة [رقم 535] أن هؤلاء المذكورين جميعهم قد تابعوا الدراوردي على لفظه المرفوع!! فقال - يرحمه اللَّه-: «قلتُ: فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري!! فإن الدراوردي ثقة!! وإن كان من أفراد مسلم، فقد تابعه الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور!! ... ».
قلت: وهذا ما كان أصلاً!! ولن يكون!! ولو كان الإمام - يرحمه اللَّه- تتبع طرق هؤلاء المذكورين - وقد مضت- لأدرك أن هؤلاء ما وافقوا الدراوردي على رفعه البتة بذلك اللفظ المعهود!!
بل ما وافقوه إلا في إسناده عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن أبي بكر به موقوفًا بلفظ: «هذا الذي أوردني الموارد .... »، وهذا هو الذي لا يُفهم من كلام ابن النقور سواه؟!
أما سائره المرفوع فمرسل ليس فيه خير!!
ثم قال الإمام: « .... فالحديث عن زيد بن أسلم صحيح مشهور .. »
قلتُ: نعم ولكن موقوفًا عن أبيه عن عمر عن أبي بكر كما مضى شرحه ...
وأما المرفوع: فهو من مرسل زيد بن أسلم، كما بيَّن ذلك عبد الله بن عمران العابدي في روايته عن الدراودي عن زيد بن أسلم كما مضى.
وقد جزم الحافظ البزار في مسنده «المعلَّل» [1/ 161/البحر الزخار] بكون الوجه المرفوع منكرًا؛ فلهذا لم يُسْنده في كتابه وإنما علَّقه ... كذا قال.
وقد وجدت للموقوف عن أبي بكر: طريقًا آخر يرويه النضر بن إسماعيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: «رأيت أبا بكر ? آخذا بطرف لسانه وهو يقول: هذا أوردني الموارد». أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت [رقم/19]، ومن طريقه زين الدين ابن الشماع الحلبي في «ثَبَتِ شيوخه/الأول منه»، وأحمد في العلل [2/ 132،269/رواية عبد الله]، ومن طريقه العقيلي في الضعفاء [4/ 290]، من طرق عن النضر بن إسماعيل به ...
قلتُ: وهذا إسناد منكر! والنضر هذا قد ضعفوه وتكلموا فيه! وانفرد العجلي بتوثيقه! ولم يلتفت أحد إلى هذا التوثيق! ثم وجدتُ بعضهم قد مشَّاه أيضًا!
والصواب أنه شيخ ضعيف، ولا يحتمل لمثل هذا النضر التفرد عن مثل إسماعيل بن أبي خالد أصلا!
وقد أنكر عليه الإمام أحمد هذه الرواية من هذا الطريق!
فقال عبد الله بن أحمد قال في العلل [3/ 297]، ومن طريقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [8/ 474]، و العقيلي في الضعفاء [4/ 290]: «سألت أبي عن النضر بن إسماعيل أبي المغيرة القاص؟ قال: لم يكن يحفظ الإسناد، روى عنه إسماعيل حديثا منكرا عن قيس " رأيت أبا بكر أخذ بلسانه " ونحن نروي عنه، وإنما هذا حديث زيد بن أسلم».
وهذا النص: نقله البخاري في تاريخه [8/ 90]، ومن طريقه ابن عدي في الكامل [9/ 26]، عن الإمام أحمد، في ترجمة «النضر بن إسماعيل القاص».
وقد رأيتُ صاحب «الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات» قد ذكر رواية النضر هذه [ص/339 - 340]، وتكلم عليها بكلام حسن يشرح فيه عبارة الإمام أحمد الماضية.
ومن كلامه هناك: «فقول الإمام أحمد: " روى حديثاً منكراً "، بعد قوله " لم يكن يحفظ الإسناد "؛ يدل على أن النكارة هاهنا متعلقة بالإسناد، لا بالمتن.
ثم قوله: " إنما هذا حديث زيد بن أسلم "، يشير إلى أن أبا المغيرة القاص دخل عليه حديث في حديث، وأن الحديث هو كما يرويه زيد بن أسلم، لا كما قال أبو المغيرة هذا، وعليه؛ فلا اعتبار بإسناد أبي المغيرة هذا؛ لأنه إسناد خطأ منكر، لا علاقة له بهذا المتن ... » راجع كلامه.
لكني وجدتُ الدارقطني: قد قال في علله [1/ 161]: « ... ورُوِيَ هذا الحديث عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر ولا علة له! تفرد به النضر بن إسماعيل أبو المغيرة القاص عن إسماعيل بن أبي خالد عنه».
والتحقيق: ما قاله الإمام أحمد، وما يحتمل هذا للنضر بن إسماعيل أصلا! وقد كان الدارقطني حسن القول فيه! قال عنه: «كوفي صالح» كما في سؤالات البرقاني له [رقم/520]. وهذا الذي دعاه إلا أنه يقول عن خبر النضر هنا: «لا علة له»! وقد عرفتَ أنه معلول حتى النخاع!
[تنبيه] قد تحرَّف «النضر بن إسماعيل» عند ابن أبي الدنيا في الصمت «طبعة دار الكتاب العربي، وطبعة مؤسسة الكتب الثقافية» إلى «النضر بن أبي إسماعيل»! فانتبه أيها المسترشد. وباللَّه التوفيق.
انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/5].
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم أبو المظفر، و نفع بعلمك.
و أظن أن زيادة (ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان).
أصلها من حديث حذيفة بن اليمان، كما في الزهد لابن أبي عاصم (110) بلفظ: عن حذيفة، قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب اللسان، فقال: " أين أنت من الاستغفار؟ "
قلت: هذا إسناد ضعيف، فيه أبو إسحاق السبيعي ثقة إلا أنه مدلس و قد عنعن، و أبي المغيرة لا يعرف، و قد وثقه ابن حبان، الا أن أسمه قد اختلف في اسمه اختلافا كبيرا، عرف ذلك من نظر الى الطرق الأخرى للحديث.
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 04:01]ـ
أجدت وأتقنت كعادتك جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
لو تسمح لي بإضافة بسيطة وهي
فإن قلتَ: قد توبع عبد الصمد بن عبد الوارث على الوجه الأول عن الدراوردي!
تابعه سعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أويس، ويعقوب بن حميد، قالوا: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ...
و لو قال أحد-فرضا- أن حديث أبي نعيم عن محمد بن عيسى البروجردي أبو عبد الله مؤدب الخليفة، حدثنا عمير بن مرداس، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، عن عمر الحديث
والذي ذكره بعد حديث ابن الصلت هو لنفس المتن وهو مرفوع وفيه متابعة لعبد العزيز
فسنقول له سنده أيضا ضعيف جدا ولا يصلح متابعا
وقد وجدت للموقوف عن أبي بكر: طريقًا آخر يرويه النضر بن إسماعيل عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: «رأيت أبا بكر ......
وطريق أخرى أشد منها ضعفا
رواها الدينوري في المجالسة
قال:
حدثنا أحمد نا زكريا بن يحيى الناقد نا فضيل بن عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن يمان يقول كان سفيان الثوري رحمه الله إذا جلسنا معه كأنه على مقلاة من خوف الله تبارك وتعالى فإنما نسمعه يذكر الموت الموت النار النار فقيل له يوماً في ذلك فقال بلغني عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ........ فذكر الحديث و في آخره وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يجبذ لسانه ويبكي ويقول هذا الذي أوردني الموارد فإذا كان الأنبياء صلوات الله عليهم والصحابة رضي الله عنهم خائفين من هول ذلك اليوم فكيف بنا الذي قد أتعبنا الحفظة من كثرة ذنوبنا "
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:40]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم أبو المظفر، و نفع بعلمك.
وجزاك يا شيخ أحمد.
وقد كنا أهديناك هذا الكتاب على ذلك الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55426 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=55426)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:41]ـ
أجدت وأتقنت كعادتك جزاك الله خيرا وأحسن الله إليك
"
أحسن الله إليك يا شيخ عبد الرحمن.(/)
استفسار: هل حديث: " المسلم من سلم المسلمون ... " متفق عليه أم من أفراد البخاري ومسلم؟
ـ[اسر]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 04:31]ـ
مقتبس من أبي عبد الرحمن النجدي للفائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد قال البخاري في صحيحه [ج1/ص11/برقم10]: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif قَالَ: ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)).
وقال مسلم [ج1/ص47/برقم64 - (40)]: و حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ الْمِصْرِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)).
قال الحافظ في الفتح (ج1/ص55): (تَنْبِيه): هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَفْرَاد الْبُخَارِيّ عَنْ مُسْلِم، بِخِلَافِ جَمِيع مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَحَادِيث الْمَرْفُوعَة. عَلَى أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَ مَعْنَاهُ مِنْ وَجْه آخَر.
ورمز له المزي في التحفة (ج6/ص345/برقم8834): [خ د س]. قال: (حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. ومنهم من ذكر فيه قصة. خ في الإيمان (4) عن آدم، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر وإسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عنه به. قال: وقال أبو معاوية، عن داود يعني ابن أبي هند، عن عامر: سمعت عبد الله. وقال عبد الأعلى، عن داود، عن عامر: عن عبد الله. وفي الرقاق (26: 3) عن أبي نعيم، عن زكريا، عنه به. د في الجهاد (2: 3) عن مسدد، عن يحيى القطان. س في الإيمان (9: 1) عن عمرو بن علي، عن يحيى وفي السير (الكبرى 82: 2) عن محمد بن عبد الله بن (6345) يزيد، عن سفيان بن عيينة و (82: 3) عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى ثلاثتهم عن إسماعيل به).
وقال المزي في التحفة (ج6/ص381/برقم8929): [م] حديث: إن رجلاً سأل النبيّ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif : أي المسلمين خير؟ قال: من سلم الناس (1) من لسانه ويده. م في الإيمان (15: 2) عن أبي الطاهر، عن ابن وهب، عن عمرو، عن يزيد، عنه به.
ولكن:
قد عدَّه الحميدي من المتفق عليه من مسند أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقال في (ج3/ص436/برقم2940):
السادس عشر: أخرج البخاري من حديث الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهاه الله عنه.
وأخرج مسلم طرفاً من حديث أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن عمرو
أن رجلاً سأل النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif أي المسلمين خيرٌ قال من سلم المسلمون من لسانه ويده.
وكذا، عدَّه عبدالباقي من المتفق عليه: انظر فهارس صحيح مسلم (ج5/ص87/الحديث رقم40) ط. الحلبي.
وكذا، لم يذكره العبيلان في أفراد مسلم.
فما ترون الصواب في ذلك؟ أنَّ الحديث متفق عليه أم من أفراد كل واحد عن الآخر؟!
______________________________ __
(1) هو في متن مسلم كما مَرَّ: (من سلم المسلمون).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 10:54]ـ
بل قد اتفقا على إخراجه رحمهما الله تعالى(/)
هل سمع عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود من أبيه رضي الله عنه؟
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 06:16]ـ
سؤال اشكل علي آمل الاجابة عنه وجزيتم خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:12]ـ
أما السماع فقد سمع بلا شك، وقد كان مميزاً واعياً حين وفاة والده رحمه الله ورضي عنه، لكن هذا السماع ليس على إطلاقه عموماً؛ فليس كل حديث رواه عن أبيه يعني أنه سمعه منه؛ هذا غير صحيح، بل هو لم يسمع منه إلا قرابة أربعة أحاديث ونحوها، على أنه ليس له أصلاً كثير حديث عن أبيه؛ لا تتجاوز العشرين حديثاً إن أكثرنا.
هذا باختصار شديد الصحيح الصواب من حاله.
ـ[ابن حمدان]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:43]ـ
هنا تجد بغيتك رعاك الله.
http://www.addyaiya.com//ResearchDetails.aspx?ResearchI D=5
هل سمعَ عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود مِنْ أبيه؟
بقلم: أبي صهيب خالد الحايك.
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:28]ـ
شكر الله لك شيخنا السكران التميمي و
ابن حمدان(/)
سقط في مسند أبي يعلى! (مطبوعه ومخطوطه)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 07:47]ـ
جاء في مسند أبي يعلى (2010): حدثنا إسحاق حدثنا عبد الرزاق عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه.
/// ///
قال المحقق: إسناده صحيح. وهو عند عبد الرزاق برقم (2922)، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 3/ 295 .....
/// ///
قلت:
قد سقط (معمر) من مطبوع أبي يعلى! ومع ذلك صححه المحقق! وبالرجوع إلى مخطوط (شهيد علي - تركيا) (ق/117/ظ) إذا به قد: ضبب على (عن) التي بين عبد الرزاق ومنصور للدلالة على السقط، ولم يُذكر شيء في الحاشية.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن سعد (1/ 421)، وأحمد (3/ 295رقم 14138)، وابن خزيمة (649)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ رقم 1745)، والأوسط (3/ 223رقم 2983)، والصغير (271)، والبيهقي (2/ 115).
وقد أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 231)، من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به نحوه.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 08:23]ـ
جزاكم الله خيرا، تنبيه مهم، بارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 08:33]ـ
ملاحظة في محلها يا شيخ أبا محمد .. بارك الله فيك.
لكن يا شيخ عبد الله انظر إلى الحديث عند ابن المنذر في (الأوسط 3/ 171 طيبة) وستجده بنفس سند أبو يعلى .. وكأن السقط قديم.
فما رأيك؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 07:57]ـ
/// لا نستطيع الجزم بقدم السقط حتى ننظر في مخطوط الأوسط لابن المنذر.
- فربما كان الأمر توافقًا بين مخطوط أبي يعلى، ومطبوع الأوسط.
- وربما كان كما قلتَ.
-- وسند ابن المنذر عن الدبري عن عبد الرزاق.
وقد رواه عن الدبري؛ الطبراني في معاجمه الثلاثة! وقد روي من طريق الطبراني أيضًا إلى الدبري، وفيها كلها = ثبوت معمر.
فالاحتمال قائم.
ومع ذلك لا يقال إنه من أوهام الدبري، فقد ثبت عن عبد الرزاق ممن هم أوثق في عبد الرزاق من الدبري وأقدم في السماع منه عنه.
ومع ذلك فالخبر في المصنف بإثبات: معمر.
وقد راجعت مخطوط مصنف عبد الرزاق (ق/ 122/ و- مكتبة مراد ملا) فوجدت السند فيه بإثبات معمر.
يبقى الآن عليك يا أبا عصام أن تراجع لنا مخطوط الأوسط لابن المنذر (ابتسامة)
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 08:35]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبدالله
ونفع الله بك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:33]ـ
قال صاحب (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) في تخريج هذا الحديث [رقم/2010]:
2010 - صحيح: أخرجه عبد الرزاق [2922]، وعنه أحمد [294/ 3]، وابن خزيمة [649]، والطبراني في الكبير [2/ رقم 1745]، وفي الأوسط [3/ رقم 2983]، وفي الصغير [رقم/ 271]، ومن طريقه ابن عساكر في المعجم [رقم/ 355]، والبيهقي في سننه [رقم/2542]، وابن سعد في الطبقات [421/ 1]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد اللَّه به ...
قال الطبراني: لم يروه عن منصور إلا معمر لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد.
قلتُ: وهذا وسنده صحيح مستقيم.
وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه هشام بن يوسف الصنعاني عند أبي جعفر الطحاوي في شرح المعاني [231/ 1]، بإسناد صحيح إليه.
ثم رأيت مهنا بن يحيى الشامي قد قال في (سؤالاته عن الإمام أحمد) كما نقله عنه مغلطاي في الإعلام [1/ 1491]- وعنده تصحيف وأغلاط -: (سألت أحمد ويحيى عنه فقالا: ليس بصحيح ... )!
ويحيى: هو أبو زكريا الغطفاني الحافظ؟!
ثم كشف الإمام أحمد علة هذا الحديث! وهي أن معمر قد خولف فيه!
خالفه أبو عبد الله الثوري! فرواه عن منصور عن إبراهيم النخعي به مرسلا ... !
فقال الإمام أحمد: (ثنا ابن مهدى عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: حُدِّثتُ: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان إذا سجد جافى ... ) الحديث.
قلتُ: وهكذا رواه عبد الرزاق في مصنفه [رقم/2926]، عن الثوري عن منصور عن إبراهيم به مثله ...
ولا ريب أن قول الثوري هو المحفوظ!
ثم وجدت الزين ابن رجب في (شرح العلل): قد لَيَّنَ معمرًا في روايته عن منصور بن المعتمر!
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: (ومعمر في منصور كأنه ليس بالقوي، فإن معمراً روى عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر: "أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. كان إذا سجد جافى "، ورواه سفيان عن منصور عن إبراهيم مرسلاً.
والصحيح عند أحمد وابن معين قول سفيان في هذا، وحديث معمر عندهما خطأ).
قلتُ: وفاته أن ابن ثابت الحافظ قد أخرج في (تاريخه) بسنده عن محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي قال: (رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدَّثه، ورأيته قد مجمج على حديث كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" كان إذا سجد جافى بين جنبيه" وقد مجمج عليه أحمد!
فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم أنه "كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
فقال له أبو زرعة يا أبا عبد الله الحديث صحيح! فنظر إليه؟
فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل حدثنا رضوان البخاري قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
وحدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر عن منصور عن سالم عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
فقال أحمد: هات القلم إليَّ، فكتب: صح صح صح ثلاث مرات.)
قلتُ: فظاهر تلك القصة أن الإمام أحمد قد رجع عن إعلال حديث معمر، لكون الفضيل قد تابعه عليه عن منصور. بل وصححه أيضًا.
لكن يعكِّر على كل هذا: أن: (محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي) راوي تلك القصة عن أبي زرعة، شيخ غائب الحال!
ترجمه الخطيب في تاريخه [5/ 360] فقال: (محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي سمع أحمد بن حنبل وأبا زرعة الرازي، روى عنه عمر بن محمد بن إسحاق العطار، وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرازي إن شاء الله).
ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا! وطريق الخطيب إليه مخدوش أيضًا!
فالذي يظهر لي: أن تلك القصة غير ثابتة عن أبي زرعة ولا أحمد!
فالحاصل: أن الحديث هنا معلول لا يثبت من هذا الوجه!
لكن: له شواهد عن جماعة من الصحابة به ...
ويأتي منها: حديث ميمونة بنت الحارث عند المؤلف [برقم/ 7096، 7102]، وسنده صحيح ثابت، كما سنذكره هناك إن شاء الله.
[تنبيه مهم]: قد سقط ذكر (معمر) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد!! وهو ثابت في الطبعة العلمية [2/ رقم/ 2006].
وإسحاق شيخ المؤلف: هو ابن أبي إسرائيل الحافظ الورع الإمام الكبير.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:36]ـ
.
[تنبيه مهم]: قد سقط ذكر (معمر) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد!! وهو ثابت في الطبعة العلمية [2/ رقم/ 2006].
وهكذا سقط (معمر) من طبعة إرشاد الحق الأثري من (مسند أبي يعلى) [2/ 386] أيضًا.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:39]ـ
وبالرجوع إلى مخطوط (شهيد علي - تركيا) (ق/117/ظ) إذا به قد: ضبب على (عن) التي بين عبد الرزاق ومنصور للدلالة على السقط، ولم يُذكر شيء في الحاشية.
.
ومثله وقع: في نسخة مجيزنا الأستاذ الباحث (صبحي السامرائي) من مسند أبي يعلى [ق/110/أ].
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:40]ـ
[تنبيه مهم]: قد سقط ذكر (معمر) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد!! وهو ثابت في الطبعة العلمية [2/ رقم/ 2006].
وإسحاق شيخ المؤلف: هو ابن أبي إسرائيل الحافظ الورع الإمام الكبير.
لي تعقيب:
/// ما هو المخطوط الذي اعتمُد عليه في الطبعة العلمية في إثبات (معمر)؟! هل وقفوا على مخطوط آخر غير ما وقف عليه حسين أسد؟
وإسحاق شيخ المؤلف: هو ابن أبي إسرائيل الحافظ الورع الإمام الكبير.
صحيح، فسياق المؤلف يؤكد ذلك.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:42]ـ
ومثله وقع: في نسخة مجيزنا الأستاذ الباحث (صبحي السامرائي) من مسند أبي يعلى [ق/110/أ].
وأين مكان حفظها؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:44]ـ
لكن يا شيخ عبد الله انظر إلى الحديث عند ابن المنذر في (الأوسط 3/ 171 طيبة) وستجده بنفس سند أبو يعلى ..
وقد رواه عن الدبري؛ الطبراني في معاجمه الثلاثة! وقد روي من طريق الطبراني أيضًا إلى الدبري، وفيها كلها = ثبوت معمر.
ومع ذلك لا يقال إنه من أوهام الدبري،!
وظاهر هذه العبارات: أن أبا يعلى قد روى هذا الحديث من طريق إسحاق الدبري عن عبد الرزاق! وليس من ذلك شيئ!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:45]ـ
!
وظاهر هذه العبارات: أن أبا يعلى قد روى هذا الحديث من طريق إسحاق الدبري عن عبد الرزاق! وليس من ذلك شيئ!
راجع مشاركتي السابقة، فإنما أردتُ في تلك المشاركة قضية عين، وذهلتُ عن قوله (بنفس سند أبي يعلى) (ابتسامة)
يؤيد ذلك قولي قبلها:
-- وسند ابن المنذر عن الدبري عن عبد الرزاق.
(ابتسامة ونصف)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:52]ـ
لي تعقيب:
/// ما هو المخطوط الذي اعتمُد عليه في الطبعة العلمية في إثبات (معمر)؟! هل وقفوا على مخطوط آخر غير ما وقف عليه حسين أسد؟
.
ليس بيدي تلك الطبعة الآن حتى أنظر فيها! وقد انتهى عهدي بها منذ دهر أيام عملي في (الرحمات).
لكني سأحاول الرجوع إليها، لاستجلاء الأمر.
صحيح، فسياق المؤلف يؤكد ذلك
بل: وليس هناك احتمال غير ذلك! وابن المثنى لا أعرف له رواية عن الدبري أصلا! لا في المسند - بروايتيه - ولا في غيره!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:54]ـ
وأين مكان حفظها؟
لا أدري الآن؟!
وهي هدية من بعض الإخوان لي.
وليتها كانت في حوزتي قبل أعوام!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:58]ـ
لا أدري الآن؟!
وهي هدية من بعض الإخوان لي.
وليتها كانت في حوزتي قبل أعوام!
وماذا كنت تفعل لو كانت بين يديك الآن؟
وفي مخطوطات موقع المحجة مخطوط المسند، فلعلك تراجعه فيها، فربما كانت هي هي النسخة، ولا أجزم (ابتسامة)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:16]ـ
ليس بيدي تلك الطبعة الآن حتى أنظر فيها! وقد انتهى عهدي بها منذ دهر أيام عملي في (الرحمات).
لكني سأحاول الرجوع إليها، لاستجلاء الأمر.
خيرًا تفعل بإذن الله.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:25]ـ
وماذا كنت تفعل لو كانت بين يديك الآن؟
سؤال طريف ليس له محل من الإعراب؟!
وفي مخطوطات موقع المحجة مخطوط المسند، فلعلك تراجعه فيها، فربما كانت هي هي النسخة، ولا أجزم (ابتسامة)
لا أتحقق ذلك. وربما كانت هي التي هنالك؟!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:29]ـ
خيرًا تفعل بإذن الله.
إن شاء الله.
وبالمناسبة: فقد كنتُ عزمتُ على إفراد موضوع أستقصي فيه جميع ذلك السقط الذي وقع في المطبوع من (مسند أبي يعلى) أثناء عملي فيه قديما.
ثم فتر العزم الفاتر! وانثلم سيفُ إقداميَ الباتر!
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 05:30]ـ
قلتُ: وفاته أن ابن ثابت الحافظ قد أخرج في (تاريخه) بسنده عن محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي ...........
شيخنا أبو المظفر، من هو ابن ثابت الحافظ؟
و هل تاريخه هذا مطبوع، أم مخطوط؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 06:36]ـ
أخي أحمد ابن ثابت هو الخطيب البغدادي وتاريخه هو تاريخ بغداد
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 10:44]ـ
أخي أحمد ابن ثابت هو الخطيب البغدادي وتاريخه هو تاريخ بغداد
جزاك الله خيرا، يا شيخنا بن شيخنا، و نفع بعلمك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:56]ـ
قد رجعت إليها يا شيخ عبد الله؛ وكان هناك اتفاق في مخطوطتين ومخالفة في واحدة.
فإنه بالنسبة لهذا الجزء من الكتاب الذي ورد فيه هذا الحديث؛ فقد اعتمد المحققون على ثلاثة نسخ:
-النسخة [الأصل] (المجلد الأول منها) من آيا صوفيا باسم: الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف .. (ساقط)
-نسخة [د] (المجلد الأول منها) من دار الكتب المصرية باسم: اختلاف العلماء .. (مثبت)
-نسخة [ط] (المجلد الأول منها) من دار الكتب المصرية باسم: اختلاف العلماء .. (ساقط)
فتلاحظ أنه ليس هناك توافق بين النسخ ولا تقارب في الزمن أو النسخ؛ على أنها جميعها من الأوسط، وتلاحظ أيضاً أن النسختين اللتين حملتا نفس العنوان قد اختلفتا في هذا الموضع ووافقت إحداهما نسخة أخرى مختلفة عنها، ولعلها أقدم منها أيضا .. فما رأيك الآن؟! أليس كأنه سقط قديم؟!!
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 01:41]ـ
نفع الله بكم
أبا محمد
ـ[حسين أحمد اللندني]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 02:30]ـ
قلت:
قد سقط (معمر) من مطبوع أبي يعلى! ومع ذلك صححه المحقق! وبالرجوع إلى مخطوط (شهيد علي - تركيا) (ق/117/ظ).
يرجى تقديم وصلة التحميل لمخطوطة هنا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:40]ـ
يرجى تقديم وصلة التحميل لمخطوطة هنا
http://www.mediafire.com/?tuzyjzxntty
للعلم: الرابط منقول.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 12:09]ـ
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: وفاته أن ابن ثابت الحافظ قد أخرج في (تاريخه) بسنده عن محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي قال: (رأيت أبا زرعة الرازي دخل على أحمد بن حنبل وحدَّثه، ورأيته قد مجمج على حديث كان حدثه عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم" كان إذا سجد جافى بين جنبيه" وقد مجمج عليه أحمد!
فقال له أبو زرعة: أي شيء خبر هذا الحديث؟ فقال أخاف أن يكون غلطا على رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أن سفيان قد حدث عن منصور عن إبراهيم أنه "كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
فقال له أبو زرعة يا أبا عبد الله الحديث صحيح! فنظر إليه؟
فقال أبو زرعة: حدثنا أبو عبد الله البخاري محمد بن إسماعيل حدثنا رضوان البخاري قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن سالم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
وحدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا معمر عن منصور عن سالم عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين جنبيه"
فقال أحمد: هات القلم إليَّ، فكتب: صح صح صح ثلاث مرات.)
قلتُ: فظاهر تلك القصة أن الإمام أحمد قد رجع عن إعلال حديث معمر، لكون الفضيل قد تابعه عليه عن منصور. بل وصححه أيضًا.
لكن يعكِّر على كل هذا: أن: (محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي) راوي تلك القصة عن أبي زرعة، شيخ غائب الحال!
ترجمه الخطيب في تاريخه [5/ 360] فقال: (محمد بن صالح أبو عبد الله البغدادي سمع أحمد بن حنبل وأبا زرعة الرازي، روى عنه عمر بن محمد بن إسحاق العطار، وسنورد حديثه في أخبار أبي زرعة الرازي إن شاء الله).
ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا! وطريق الخطيب إليه مخدوش أيضًا!
فالذي يظهر لي: أن تلك القصة غير ثابتة عن أبي زرعة ولا أحمد!
ماذا عن قول أحمد -في رواية مهنا التي نقلها مغلطاي، ونقلتَ طرفها عنه-: (كنتُ تركتُ هذا الحديث حتى ذُكر لي أن فضيل بن عياض روى عن منصور مثلَ هذا -يعني: مثلَ رواية عبد الرزاق-)؟
وكتابة أحمد على الحديث -بعد أن مجمج عليه-: (صح صح صح)؛ هل تفيد تصحيحَه إياه نقدًا حديثيًّا؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:01]ـ
ماذا عن قول أحمد -في رواية مهنا التي نقلها مغلطاي، ونقلتَ طرفها عنه-: (كنتُ تركتُ هذا الحديث حتى ذُكر لي أن فضيل بن عياض روى عن منصور مثلَ هذا -يعني: مثلَ رواية عبد الرزاق-)؟
وكتابة أحمد على الحديث -بعد أن مجمج عليه-: (صح صح صح)؛ هل تفيد تصحيحَه إياه نقدًا حديثيًّا؟
أما ما ورد في رواية مهنا: فغاية ما فيها أن الإمام أحمد قد توقف في إعلال حديث معمر! لأجل متابعة الفضيل له! وليس في هذا تصحيح ولا شِبْه تصحيح!
وهذا كله: على التسليم باستقامة ما نقله ابن قليج الحافظ مع استقامة ما وقع في مطبوعة (الإعلام/لمغلطاي/طبعة نزار الباز)! وإلا فهي طبعة كدتُ لا أطيقها أصلا! ولو كنتُ أملك مالا؛ لبذلْتُه في شراء طبعة (دار ابن عباس /بتحقيق أبي العينين)، وإن كنتُ أكاد أجزم أن فيها من التصحيف ما فيها هي الأخرى؟ لكن غالب الظن أنها ستكون أفضل مما عندنا إن شاء الله.
وأما حكاية المجمجة عن أحمد مع تصحيحه الحديث: فاضرب عليها فما من هذا شيء؟ ولو صح سندها إليه؛ لكان للناقد البصير معها شأن آخر؟
والعمدة في هذا الباب: هو على ما نقله الزين ابن الشهاب الحافظ في (شرح علل أبي عيسى) عن أحمد، وهو لم يصرح بكونه نقل عنه من (سؤالات مهنا) حتى ينهض أحدٌ بعقد مقارنة حرفية بين نقْله ونَقْلِ العلاء البكجري الحافظ؟
فلعل ابن رجب نقل ما نقله عن أحمد من تلك القماطر التي كانت تحت يديه من تصانيف أصحاب أحمد وأقرانه، وقد وقع له من ذلك ما لم يقع لغيره في هذا الباب خاصة، كما كنا قد نبَّهنا على ذلك في تخريج حديث (عصفور من عصافير الجنة).
ومع احتمال أن يكون ابن رجب قد نقل ما نقل عن أحمد من مصدر آخر: يكون الإمام أحمد كان قبلُ يضعف حديث معمر، ثم توقف عن ذلك لما بلغه من متابعة الفضيل، كما ورد ذلك في (سؤالات مهنا)، ثم إنه ترجح لديه ضعف الحديث موصولا البتة! وأن الصواب فيه مرسل، كما نقله عنه ابن رجب.
فربما نظر أحمد في رواية الفضيل فبان له غلطه فيها هو الآخر! والثوري يزن الفضيل ومعمرًا ومعهما من أمثالهما جماعة، ثم يرجح عليهم بلا مثنوية!
وكم كان الثوري يُبيِّنُ أغلاط النقلة عن ثقات مشيخته بمخالفته من خالفه من أصحابه فيهم!
كما كان حماد بن سلمة يكشف أوهام الرواة عن ثابت البناني بروايته عنه خلاف ما رووه؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:15]ـ
نقلتُ النصَّ من طبعة ابن أبي العينين.
مرادي: أن رواية مهنا تُشعِر -إن لم تُفِد- بوجود أصلٍ لحكاية أبي زرعة وأحمد.
ولم يقل أحد: إن ما في رواية مهنا تصحيحٌ، ولا شبه تصحيح.
وهذا ما لا تفيده -كذلك- حكاية: (صح صح صح)، لا كما قلتَ:
فظاهر تلك القصة أن الإمام أحمد قد رجع عن إعلال حديث معمر، لكون الفضيل قد تابعه عليه عن منصور. بل وصححه أيضًا.
وأما ترتيب أقوال أحمد على النحو الذي رتَّبتَها عليه؛ فلا دليل عليه، والجمع مقدَّمٌ على النسخ.
وقَرنُ ابن رجب بين أحمد ويحيى، واتفاق ذلك مع رواية مهنا= قرينةٌ قويةٌ على نقل الأول من الثاني؛ خاصةً أن قَرْنَهما يضيق إلا عن مهنا.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 07:41]ـ
لعل عذر أخي أبوالمظفر
أن ذلك فقط مايظهر
فقد قال
فظاهر تلك القصة أن الإمام أحمد قد رجع عن إعلال حديث معمر، لكون الفضيل قد تابعه عليه عن منصور. بل وصححه أيضًا.
وقال
ولو صح سندها إليه؛ لكان للناقد البصير معها شأن آخر؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 01:07]ـ
وفقك الله.
(صح صح صح) بعد المجمجة ليست تصحيحًا نقديًّا للحديث؛ لا ظاهرًا، ولا باطنًا.
وأما إسناد القصة؛ فقد أوردتُ ما يؤيدها وإن كان في إسنادها بعض النظر.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 09:14]ـ
جزاك لله خيرًا يا شيخ عبد الرحمن.(/)
ماصحة أثر ابن عباس: (ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها) قال: "الكف والوجه"?
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ..
ماصحة أثر بن عباس في قوله تعالى (ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها)
قال الكف والوجه ..
من من العلماء ضعف هذا الأثر؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 10:58]ـ
أكثر طرقه لا تخلو من ضعف، بل في بعضها ضعف شديد، ناهيك عن الاختلاف الشديد في ألفاظها، ثم هل هو من قول ابن عباس أو من قول غيره؟ ثم إن كان قاله؛ فهل لم يزد عليه أم زاد ووضح؟ وهل له قول آخر في المسألة أم لا؟ كل هذا لا بد ان يكون في الحسبان.
فإنه قد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما غير هذا القول وخلافه؛ حيث ورد عنه أنها (الثياب)، وقال الراوي بعد ذلك وهو أبو إسحاق: (ألا ترى أنه قال: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}).
وقد كنت قلت في مشاركة سابقة:
(سادساً: من الخيانة العلمية والانتقائية الغائية أخذ بعض النصوص الموجزة العبارة لبعض الصحابة في تفسير معنى الآية وترك النصوص الأخرى المُفَسّرَة عنهم أنفسهم لها.
ولا أدل دليلٍ على ذلك إلا قول ابن عباسٍ رضي الله عنهما والذي يدندن عليه وحوله كل من أراد للمرأة كشف وجهها، ولم ينصف هذا المسكين نفسه قبل إخوته في هذا، فهلّا أتى بالنص الآخر المفسر عن ابن عباس نفسه في تفسير الآية!! وكأنه لم يقل إلا ذاك القول فقط!!
وسأكتفي بهذا المثال فقط لأهميته؛ فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}: (والزينة الظاهرة: الوجه وكحل العين وخضاب الكف والخاتم؛ فهذا تظهره في بيتها لمن دخل عليها) [انظره مسنداً في تفسير الطبري، وتفسير ابن أبي حاتم، وتمهيد ابن عبد البر، وسنن البيهقي، وصحيفة علي بن أبي طلحة].
فأين الإنصاف وإظهار الحق؟!).
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 01:24]ـ
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ >> كِتَابُ النِّكَاحِ >> جُمَّاعُ أَبْوَابِ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ >> بَابُ مَا تُبْدِي الْمَرْأَةُ مِنْ زِينَتِهَا لِلْمَذْكُورِينَ فِي الْآيَةِ مِنْ مَحَارِمِهَا >>
12682 أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا " وَالزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ الْوَجْهُ وَكُحْلُ الْعَيْنِ، وَخِضَابُ الْكَفِّ وَالْخَاتَمُ، فَهَذَا تُظْهِرُهُ فِي بَيْتِهَا لِمَنْ دَخَلَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ، أَوْ أَبْنَائِهِنَّ، أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ، أَوْ إِخْوَانِهِنَّ، أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ، أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ، أَوْ نِسَائِهِنَّ، أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ، أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ، وَالزِّينَةُ الَّتِي تُبْدِيهَا لِهَؤُلَاءِ النَّاسِ قُرْطَاهَا وَقِلَادَتُهَا وَسِوَارَاهَا، فَأَمَّا خَلْخَالَهَا وَمُعْضَدَتُهَا، وَنَحْرُهَا، وَشَعْرُهَا فَلَا تُبْدِيهِ إِلَّا لِزَوْجِهَا " وَرُوِّينَا عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ: " يَعْنِي بِهِ الْقُرْطَيْنِ، وَالسَّالِفَةَ، وَالسَّاعِدَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَهَذَا هُوَ الْأَفْضَلُ أَلَّا تُبْدِي مِنْ زِينَتِهَا الْبَاطِنَةِ شَيْئًا لِغَيْرِ زَوْجِهَا، إِلَّا مَا يَظْهَرُ مِنْهَا فِي مِهْنَتِهَا، فَإِنْ ظَهَرَ مِنْهَا لِذَوِي الْمَحَارِمِ شَيْءٌ فَوْقَ سُرَّتِهَا وَدُونَ رُكْبَتِهَا، فَقَدْ قِيلَ: لَا بَأْسَ " اسْتِدْلَالًا بِمَا رَوَيْنَا فِي كِتَابِ الصَّلَاةِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "
(يُتْبَعُ)
(/)
إِذَا زَوَّجَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَمَتَهُ أَوْ أَجِيرَهُ، فَلَا يَنْظُرَنَّ إِلَى عَوْرَتِهَا "، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى " فَلَا يَنْظُرْ إِلَى مَا دُونَ السُّرَّةِ وَفَوْقَ الرُّكْبَةِ "، وَالرِّوَايَةُ الْأَخِيرَةُ إِذَا قُرِنَتْ بِالْأُولَى دَلَّتَا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَدِيثِ، نَهْيُ السَّيِّدِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى عَوْرَتِهَا إِذَا زَوَّجَهَا، وَهِيَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ إِلَى الرُّكْبَةِ، وَالسَّيِّدُ مَعَهَا إِذَا زَوَّجَهَا كَذَوِي مَحَارِمِهَا، إِلَّا أَنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ رَوَاهُ عَنْ سَوَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَوَّجَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَمَتَهُ أَوْ أَجِيرَهُ، فَلَا تَنْظُرِ الْأَمَةُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ، فَإِنَّ مَا تَحْتَ السُّرَّةِ إِلَى رُكْبَتِهِ مِنَ الْعَوْرَةِ "، وَعَلَى هَذَا يَدُلُّ سَائِرُ طُرُقِهِ وَذَلِكَ لَا يُنْبِئُ عَمَّا دَلَّتْ عَلَيْهِ الرِّوَايَةُ الْأُولَى، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا لَا تُبْدِي لِسَيِّدِهَا بَعْدَمَا زَوَّجَهَا، وَلَا الْحُرَّةُ لِذَوِي مَحَارِمِهَا إِلَّا مَا يَظْهَرُ مِنْهَا فِي حَالِ الْمِهْنَةِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ، فَأَمَّا الزَّوْجُ فَلَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَوْرَتِهَا وَلَهَا أَنْ تَنْظُرَ إِلَى عَوْرَتِهِ، سِوَى الْفَرْجِ فَفِيهِ خِلَافٌ، وَكَذَلِكَ السَّيِّدُ مَعَهُ أَمَتُهُ إِنْ كَانَتْ تَحِلُّ لَهُ *
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ >> كِتَابُ الصَّلَاةِ >> جُمَّاعُ أَبْوَابِ لُبْسِ الْمُصَلِّي >> بَابُ عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا >>
2993 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " مَا فِي الْكَفِّ وَالْوَجْهِ " *
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ >> كِتَابُ الصَّلَاةِ >> جُمَّاعُ أَبْوَابِ لُبْسِ الْمُصَلِّي >> بَابُ عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ الْحُرَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا >>
2995 وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنبأ أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ، ثنا رَوْحٌ، ثنا حَاتِمٌ هُوَ ابْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، أنبأ خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهْرَ مِنْهَا قَالَ: " الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ " وَرُوِّينَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِثْلُ هَذَا *
السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهقِيِّ >> كِتَابُ النِّكَاحِ >> جُمَّاعُ أَبْوَابِ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ >> بَابُ تَخْصِيصِ الْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ بِجَوَازِ النَّظَرِ إِلَيْهَا عِنْدَ الْحَاجَةِ >>
12640 وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنبأ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أنبأ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنبأ مُسْلِمٌ الْمُلَائِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ " وَقَدْ رَوَيْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ *
شَرْحُ مَعَانِي الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ >> كِتَابُ الْكَرَاهَةِ >> بَابُ نَظَرِ الْعَبْدِ إِلَى شُعُورِ الْحَرَائِرِ >>
(يُتْبَعُ)
(/)
4793 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا " الْكُحْلُ , وَالْخَاتَمُ " *
الْأَوْسَطُ لِابْنِ الْمُنْذِرِ >> كِتَابُ السَّفَرِ >> جِمَاعُ أَبْوَابِ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ تَغْطِيَتُهُ فِي الصَّلَاةِ >> ذِكْرُ عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ >>
الطرف:" وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَجْهُهَا وَكَفُّهَا " ...
2359 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَا: ثنا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَجْهُهَا وَكَفُّهَا " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا صَلَّتْ أَنْ تُغَطِّيَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهَا، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: " إِذَا صَلَّتْ لَا يُرَى مِنْهَا شَيْءٌ وَلَا ظُفْرُهَا، تُغَطِّي كُلَّ شَيْءٍ "، وَقَالَ أَحْمَدُ " فِي الْمَرْأَةِ تُصَلِّي وَبَعْضُ شَعْرِهَا مَكْشُوفٌ، أَوْ بَعْضُ سَاقِهَا، أَوْ بَعْضُ سَاعِدِهَا، لَا يُعْجِبُنِي "، قِيلَ: فَإِنْ كَانَتْ صَلَّتْ: قَالَ: إِذَا كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا، فَأَرْجُو. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: " كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ حَتَّى ظُفْرِهَا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ ذَكَرْنَا قَوْلَ النُّعْمَانِ وَأَصْحَابِهِ فِي الْبَابِ وَقَدْ عَارَضَ النُّعْمَانُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ: يُقَالُ لَهُمْ: أَوَاجِبٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تُغَطِّيَ جَمِيعَ الْعَوْرَاتِ مِثْلَ الشَّعْرِ، وَالْفَخِذِ، وَالْبَطْنِ، أَوَ مُبَاحٌ لَهَا كَشْفُ مَا دُونَ الرُّبُعِ مِنْ هَذِهِ الْعَوْرَاتِ؟ قَالَ: وَهَذَا لَا اخْتِلَافَ فِي أَنَّ كَشْفَ شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ يَحْرُمُ عَلَيْهَا إِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ عَامِدَةً فِي صَلَاتِهَا، وَقَوْلُهُمْ، وَقَوْلُ سَائِرِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ وَاحِدٌ، فَإِذَا قَالُوا: إِنَّ ذَلِكَ يَحْرُمُ عَلَيْهَا قِيلَ لَهُمْ: فَلِمَ جَازَتْ صَلَاتُهَا مَعَ كَشْفِ خُمُسِ ذَلِكَ، وَفَسَدَتْ صَلَاتُهَا مَعَ كَشْفِ رُبُعِهَا، وَكُلُّ الْفِعْلَيْنِ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا؟ يَلْزَمُ يَعْقُوبَ فِي تَحْدِيدِهِ النِّصْفَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَلْزَمُ النُّعْمَانَ حَيْثُ جَعَلَ ذَلِكَ لِكُلٍّ مِنَ الرُّبُعِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَّا تَحَكُّمًا، مَنْ شَاءَ فَعَلَ فِيهِ مِثْلَ فِعْلِهِمْ، وَلَا حُجَّةَ مَعَهُمْ تُوجِبُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ مَالِكٌ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ فِي الْمَرْأَةِ صَلَّتْ وَقَدِ انْكَشَفَ قَدَمَاهَا أَوْ شَعْرُهَا أَوْ صَدْرُهَا، أَوْ صَدْرُ قَدَمَيْهَا: " تُعِيدُ مَا دَامَتْ فِي الْوَقْتِ ". وَقَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ: إِنْ صَلَّتِ الْمَرْأَةُ وَرَأْسُهَا وَعَوْرَتُهَا مَكْشُوفَةٌ، وَهِيَ تَعْلَمُ أَمْ لَا تَعْلَمُ، صَلَاتُهَا فَاسِدَةٌ، وَهَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَتُعِيدُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ كُلُّ مَنْ هَذَا سَبِيلُهُ فِي الْوَقْتِ وَبَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ وَتُعِيدُ عِنْدَ مَالِكٍ مَا دَامَتْ فِي الْوَقْتِ. وَكَانَ إِسْحَاقُ يَقُولُ: تُعِيدُ إِذَا كَانَتْ عَالِمَةً بِذَلِكَ، فَإِنْ عَلِمَتْ بَعْدَ الصَّلَاةِ لَمْ أُوجِبْ إِعَادَةً، وَكَانَ أَبُو ثَوْرٍ يَقُولُ: " إِذَا عَلِمَتْ أَعَادَتْ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْ، أَوْ كَشَفَتِ الرِّيحُ شَيْئًا مِمَّا عَلَيْهَا فَأَعَادَتِ السُّتْرَةَ عَلَيْهَا مَضَتْ فِي صَلَاتِهَا " *
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَوْسَطُ لِابْنِ الْمُنْذِرِ >> كِتَابُ السَّفَرِ >> جِمَاعُ أَبْوَابِ مَا يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ تَغْطِيَتُهُ فِي الصَّلَاةِ >> ذِكْرُ عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ >>
2359 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَا: ثنا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَجْهُهَا وَكَفُّهَا " وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا صَلَّتْ أَنْ تُغَطِّيَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهَا، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: " إِذَا صَلَّتْ لَا يُرَى مِنْهَا شَيْءٌ وَلَا ظُفْرُهَا، تُغَطِّي كُلَّ شَيْءٍ "، وَقَالَ أَحْمَدُ " فِي الْمَرْأَةِ تُصَلِّي وَبَعْضُ شَعْرِهَا مَكْشُوفٌ، أَوْ بَعْضُ سَاقِهَا، أَوْ بَعْضُ سَاعِدِهَا، لَا يُعْجِبُنِي "، قِيلَ: فَإِنْ كَانَتْ صَلَّتْ: قَالَ: إِذَا كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا، فَأَرْجُو. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: " كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْمَرْأَةِ عَوْرَةٌ حَتَّى ظُفْرِهَا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ ذَكَرْنَا قَوْلَ النُّعْمَانِ وَأَصْحَابِهِ فِي الْبَابِ وَقَدْ عَارَضَ النُّعْمَانُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ: يُقَالُ لَهُمْ: أَوَاجِبٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تُغَطِّيَ جَمِيعَ الْعَوْرَاتِ مِثْلَ الشَّعْرِ، وَالْفَخِذِ، وَالْبَطْنِ، أَوَ مُبَاحٌ لَهَا كَشْفُ مَا دُونَ الرُّبُعِ مِنْ هَذِهِ الْعَوْرَاتِ؟ قَالَ: وَهَذَا لَا اخْتِلَافَ فِي أَنَّ كَشْفَ شَيْءٍ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ يَحْرُمُ عَلَيْهَا إِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ عَامِدَةً فِي صَلَاتِهَا، وَقَوْلُهُمْ، وَقَوْلُ سَائِرِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي تَحْرِيمِ ذَلِكَ وَاحِدٌ، فَإِذَا قَالُوا: إِنَّ ذَلِكَ يَحْرُمُ عَلَيْهَا قِيلَ لَهُمْ: فَلِمَ جَازَتْ صَلَاتُهَا مَعَ كَشْفِ خُمُسِ ذَلِكَ، وَفَسَدَتْ صَلَاتُهَا مَعَ كَشْفِ رُبُعِهَا، وَكُلُّ الْفِعْلَيْنِ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا؟ يَلْزَمُ يَعْقُوبَ فِي تَحْدِيدِهِ النِّصْفَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَلْزَمُ النُّعْمَانَ حَيْثُ جَعَلَ ذَلِكَ لِكُلٍّ مِنَ الرُّبُعِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِمْ إِلَّا تَحَكُّمًا، مَنْ شَاءَ فَعَلَ فِيهِ مِثْلَ فِعْلِهِمْ، وَلَا حُجَّةَ مَعَهُمْ تُوجِبُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ مَالِكٌ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ فِي الْمَرْأَةِ صَلَّتْ وَقَدِ انْكَشَفَ قَدَمَاهَا أَوْ شَعْرُهَا أَوْ صَدْرُهَا، أَوْ صَدْرُ قَدَمَيْهَا: " تُعِيدُ مَا دَامَتْ فِي الْوَقْتِ ". وَقَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ: إِنْ صَلَّتِ الْمَرْأَةُ وَرَأْسُهَا وَعَوْرَتُهَا مَكْشُوفَةٌ، وَهِيَ تَعْلَمُ أَمْ لَا تَعْلَمُ، صَلَاتُهَا فَاسِدَةٌ، وَهَذَا قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَتُعِيدُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ كُلُّ مَنْ هَذَا سَبِيلُهُ فِي الْوَقْتِ وَبَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ وَتُعِيدُ عِنْدَ مَالِكٍ مَا دَامَتْ فِي الْوَقْتِ. وَكَانَ إِسْحَاقُ يَقُولُ: تُعِيدُ إِذَا كَانَتْ عَالِمَةً بِذَلِكَ، فَإِنْ عَلِمَتْ بَعْدَ الصَّلَاةِ لَمْ أُوجِبْ إِعَادَةً، وَكَانَ أَبُو ثَوْرٍ يَقُولُ: " إِذَا عَلِمَتْ أَعَادَتْ، وَإِنْ لَمْ تَعْلَمْ، أَوْ كَشَفَتِ الرِّيحُ شَيْئًا مِمَّا عَلَيْهَا فَأَعَادَتِ السُّتْرَةَ عَلَيْهَا مَضَتْ فِي صَلَاتِهَا " *
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ >> سُورَةُ النُّورِ >> قَوْلُهُ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا >>
(يُتْبَعُ)
(/)
13390 حَدَّثَنَا الْأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " وَجْهَهَا وَكَفَّاهَا، وَالْخَاتَمَ ". وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَزِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ نَحْوُ ذَلِكَ *
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ >> سُورَةُ النُّورِ >> قَوْلُهُ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ >>
13401 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِابْنِ عَبَّاسٍ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ قَالَ: " لَا تُبْدِي خَلَاخِلَهَا وَمِعْضَدَاتِهَا وَنَحْرَهَا وَشَعْرَهَا إِلَّا لِزَوْجِهَا " *
تَفْسِيرُ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ >> سُورَةُ النُّورِ >> قَوْلُهُ أَوْ آبَائِهِنَّ إِلَى قَوْلِهِ: أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ >>
13402 بِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ إِلَى أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ فَالزِّينَةُ الَّتِي تُبْدِيهَا لِهَؤُلَاءِ مِنَ النَّاسِ مِنْ قُرْطِهَا وَقِلَادَتِهَا وَسِوَارَيْهَا، فَأَمَّا خَلَاخِلُهَا وَمِعْضَدَتُهَا وَنَحْرُهَا وَشَعْرُهَا فَإِنَّهَا لَا تُبْدِيهِ إِلَّا لِزَوْجِهَا " *
تَفْسِيرُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ >> سُورَةُ النُّورِ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ >>
1968 عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " هُوَ الْكَفُّ , وَالْخِضَابُ , وَالْخَاتَمُ " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النُّورِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ >>
23711 ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، قَالَ: ثنا مُسْلِمٌ الْمُلَائِيُّ، عَنْسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْكُحْلُ وَالْخَاتَمُ " حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْآمُلِيُّ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ عَبَّاسٍ *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النُّورِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ >>
23716 حَدَّثَنِي عَلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " وَالزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ: الْوَجْهُ، وَكُحْلُ الْعَيْنِ،وَخِضَابُ الْكَفِّ، وَالْخَاتَمُ؛ فَهَذِهِ تَظْهَرُ فِي بَيْتِهَا لِمَنْ دَخَلَ مِنَ النَّاسِ عَلَيْهَا " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النُّورِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ >>
الطرف:وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْخَاتَمُ ...
23720 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْخَاتَمُ وَالْمَسَكَةُ " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النُّورِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ >>
23720 حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْخَاتَمُ وَالْمَسَكَةُ " *
جَامِعُ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ لِلطَّبَرِيِّ >> سُورَةُ النُّورِ >> الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ >> وَقَوْلُهُ: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ >>
23734 حَدَّثَنِي عَلِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ. إِلَى قَوْلِهِ: عَوْرَاتِ النِّسَاءِ قَالَ: الزِّينَةُ الَّتِي يُبْدِينَهَا لِهَؤُلَاءِ: قُرْطَاهَا وَقِلَادَتُهَا وَسِوَارُهَا، فَأَمَّا خَلْخَالَاهَا وَمِعْضَدَاهَا , وَنَحْرُهَا , وَشَعْرُهَا فَإِنَّهُ لَا تُبْدِيهِ إِلَّا لِزَوْجِهَا " *
جُزْءُ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ >>
8 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا قَالَ: " الْوَجْهُ وَالْكَفُّ وَالْخَاتَمُ " حَدَّثَنَايَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " الْكَفُّ وَالْوَجْهُ "، قَالَ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا، يَقُولُ ذَلِكَ *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 09:40]ـ
أريد أقوال العلماء المعاصرين في أثر ابن عباس رضي الله عنه ..
شكراً لكم جميعاً ..
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 09:34]ـ
لم يتعرض له أحدهم حتى الآن
و لا كلمه
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 01:58]ـ
تعرّض الشيخ عبدالعزيز الطريفي لهذا الأثر الوارد عن ابن عباس في محاضرته "الحجاب في الميزان"
تجد كلامه بعد الساعة الأولى و خمس دقائق من المحاضرة تقريباً.
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=56640
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 10:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال الشيخ العدوى حفظه الله:
المراد بهذه الزينة المذكورة في قوله تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النور:31]؟ لأهل العلم في ذلك أقوال: أقوى هذه الأقوال من ناحية السند وصحته قول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال: (إن هذه الزينة هي الرداء والثياب) فمن شأن العرب أن نساءهم كن يلبسن العباءة السوداء وتحتها ثوب ملون، فأحياناً يظهر ذيل الثوب الملون من أسفل العباءة، ويشق على المرأة ستره، فهذا الذي فسر به ابن مسعود الآية، فمن النساء الآن من تلبس العباءة السوداء وتأتي عند الرجال وتفتحها، فيرى الرجل الثوب الذي بداخلها فيفتن، فإذا كان شيء من ذلك يشق على المرأة ستره ولا تتعمد التبرج به جاز لها إظهاره، هذا قول عبد الله بن مسعود روي عنه بإسناد على شرط مسلم.
أما ابن عباس رضي الله عنهما فقد روي عنه بأسانيد في كل إسناد منها مقال وضعف، فذهب إلى أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان.
وانتصر للقول الأول بأن الزينة التي على الشيء تكون خارجة عن أصله، فالله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا} [الكهف:7] فالذي على الأرض ليس من أصل الأرض، إنما هو شيء منفصل عنها، فليكن كذلك في تفسير الثياب للزينة فهو شيء منفصل عن المرأة، فالثوب والكحل والخلخال مثلاً، كل هذه الأشياء من الزينة لأنها خارجة عن المرأة، أما وجه المرأة في حد ذاته فلا يقال: إنه زينة؛ لأنه من أصل خلقتها.
هذا الذي انتصر به بعض المفسرين بالقول الأول كـ الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان وغيره من العلماء، واستدلوا أيضاً بقول الله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:6] والكواكب ليست هي السماء الدنيا بل منفصلة عنها.
أما حديث: (يا أسماء! إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا) وأشار إلى وجهه وكفيه فهو إسناد تالف مسلسل بالعلل، فهو من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة، و الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، و سعيد بن بشير ضعيف، و قتادة مدلس وقد عنعن، و خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها، ثم هو بعد ذلك كله هل هو قبل الحجاب أو بعده؟ في ذلك أيضاً بحث، فالإسناد لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(سلسلة التفسير/ دروس مفرغة)
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:57]ـ
قرأت للمحدّث أبي عبدِ اللّه صادق بن عبد الله، تلميذ المُحدّث سُليمان العلوان –فكّ اللهُ أسرهما- قرأتُ كتابًا اسمه (حكم تغطية المرأة لوجهها)، وهو من إصدارات (شبكة الحكمة والأثر) تعرّض فيه المُحدّث العلّامة إلى هذا؛ وأنا سأرفع الكتاب هنا للفائدة والأجر، وعلى كلّ من يستفيدُ أنْ يدعوَ لي بالزّواجِ والمال، وشكرًا.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيمن أثار الموضوع وبارك فيمن جلى الحقيقة بعلمه جعلكم الله أقلام حق دائما ورزقنا وإياكم طلب الحق والعمل به وحب العفة لنساء المؤمنين جميعا
ـ[الناقد النعيمي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 05:18]ـ
نفع الله بكم
ـ[رنون]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 02:07]ـ
نفع الله بكم
ـ[ابو عبد الرحمن العربى]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:23]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه اول مشاركة لى فى هذا المنتدى المبارك و هو سؤال له علاقة بالموضوع: فكلنا نعرف حديث السيدة عائشة رضى الله عنها ان اسماء بنت ابى بكر الصديق رضى الله عنه دخلت على النبى صلى الله عليه و سلم فى ثياب رقاق فأعرض عنها ثم قال: ما هذا يا اسماء؟ ان المرأة اذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا و هذا - و اشار الى وجهه و كفيه.و قد ضعف هذا الحديث لان خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضى الله عنها.
و السؤال الذى قد يحل كثير من الاشكالات هل قام احد علماء العلل بنقد هذا الحديث من حيث ان المتن يخالف الاصل الشرعى و هو تغطية المرأة لوجهها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:38]ـ
يمكنكم الرجوع للمكتبة الوقفية، حيث أن هناك كثير من الكتب التي تحدثت عن هذه الأحاديث وبيان ضعفها.
ومن أفضل هذه الكتب على الإطلاق من ناحية الاهتمام بالدليل وصحته وفقهه:
الحجاب أدلة الموجبين وشبه المخالفين - مصطفى العدوي
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=807
ـ[أسامة]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:42]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه اول مشاركة لى فى هذا المنتدى المبارك و هو سؤال له علاقة بالموضوع: فكلنا نعرف حديث السيدة عائشة رضى الله عنها ان اسماء بنت ابى بكر الصديق رضى الله عنه دخلت على النبى صلى الله عليه و سلم فى ثياب رقاق فأعرض عنها ثم قال: ما هذا يا اسماء؟ ان المرأة اذا بلغت المحيض لم يصلح ان يرى منها الا هذا و هذا - و اشار الى وجهه و كفيه.و قد ضعف هذا الحديث لان خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضى الله عنها.
و السؤال الذى قد يحل كثير من الاشكالات هل قام احد علماء العلل بنقد هذا الحديث من حيث ان المتن يخالف الاصل الشرعى و هو تغطية المرأة لوجهها؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا ومرحبا بك بين إخوانك.
بلى .. تفضل
كشف النقاب عن ضعف حديث عائشة في الحجاب - صالح بن عبد الله العصيمي
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2940
ـ[ابو عبد الرحمن العربى]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
بارك الله فيك فهذا الكتاب شافى كافى باذن الله(/)
ما المقصود بالتجريح والتعديل الضمني؟
ـ[صالح صولا]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 11:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإجابة عن هذا السؤال مع التمثيل
جزاكم الله خيرا
ـ[الحبروك]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 12:14]ـ
أن لا يصرح بثقة الراوى أو ضعفة و لا يصفه بمصطلح الجرح و التعديل
و لكن يقول مثلا كان يفعل كذا و كذا (من صنوف الخير أو الشر)
أو يقص واقعة حدثت معه
و يترك للقارئ الحكم
كأن يقول (كان طيبا حسن الوجه من العباد) هذا ليس لازما منه الثقه بل إن الغالب على العباد الزهاد الضعف، ليس فى الجملة السابقه لفظ واحد من مصطلحات الجرح و التعديل
أما أن يذكر له حديثا أخطأ فيه أو منكرا فهذا جرح صريح ليس ضمنيا
هذا و الله أعلم
ـ[صالح صولا]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 12:33]ـ
فتح الله عليك
ـ[زياني]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 12:45]ـ
المقصود بالتوثيق الضمني أن له عدة صور منها أن يكون الشيخ معروفا بالرواية عن الثقات فقط كمالك وشعبة فإذا رويا عن شخص فهو توثيق ضمني له،
ومن ذلك أن يُصحح الناقد لمن يروي عنه الحديث الغريب الذي لا يعرف إلا من طريقه، فإذا صحح له كان توثيقا ضمنيا له
ومنها أن يحتج أصحاب الصحيح براو معين كاحتجاجهم بفصيل بن سليمان فهو توثيق ضمني له
ومنها أن يشترط صاحب الكتاب أن لا يخرج إلا عن ثقة كما يفعل ابن خزيمة فإذا خرج عن أحد كان توثيقا ضمنيا
وهكذا من اشتهرت إمامته ولم يوثقه أحد صراحة
وغير ذلك كثير وقد كتبته عن عجالة ولعلي أمثل لك في مرات قادمة
ـ[صالح صولا]ــــــــ[11 - May-2010, صباحاً 02:27]ـ
هل توجد كتب تناولت هذا الموضوع؟(/)
من هو أبو إسحاق الكوفي الذي يروي عنه هشيم؟
ـ[أبو مسلم الأزهري]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 11:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو أبو إسحاق الكوفي الذي يروي عنه هشيم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 11:15]ـ
بحثت في شيوخ هشيم في المكتبة الشاملة، ووجدت:
سليمان بن أبى سليمان: فيروز، أبو إسحاق الشيبانى الكوفى، مولى بنى شيبان و قيل مولى عبد الله بن عباس (و الصحيح الأول)
الطبقة: 5: من صغار التابعين
الوفاة: 140 هـ تقريبا
روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة
رتبته عند الذهبي: الحافظ
ـ[أبو مسلم الأزهري]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 10:23]ـ
أولا: جزاك الله خير على المشاركة
وهذا ما كنت أتوقعه أولا، إلى أن أوقفني أخي رمضان أبو مالك على أن الشيخ سعد الحميد عينه ب"عبد الله بن ميسرة"، وأن هشيم كان يدلس اسمه فيسميه، أبا عبد الجليل، أو أبا إسحاق الكوفي، وقد جزم يحيى بن معين أن الراوي الذي يروي عنه هشيم، واسمه أبو إسحاق الكوفي هو عبد الله بن ميسرة.
راجع كلام الشيخ سعد الحميد على تخريج الحديث رقم (489) من سنن سعيد بن منصور جزء التفسير
وبارك الله فيكم(/)
مامعني ومفهوم هذه العبارةوالألفاظ لهذالحديث"قال لاأدري قال مالك الآية أوفي الحديث"وما
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Apr-2010, صباحاً 11:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب مَنَاقِبُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
(3551) -[3810] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ k أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ: أُبَيٌّ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قُلْتُ لِأَنَسٍ: مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي "
المطلوب والمسؤل
ما هوالقول المحقق والراجح "في تعيين أبي زيدالمذكورفي هذالحديث"
وقال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
(3553) -[3812] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ k يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ "، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُف وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِق الْآيَةَ، قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: مَالِكٌ الْآيَةَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ
المطلوب والمسؤل
مامعني ومفهوم هذه العبارةوالألفاظ لهذالحديث"قال لاأدري قال مالك الآية أوفي الحديث"
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:47]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
-أما أبو زيد: فهو عمرو بن أخطب رضي الله عنه وأرضاه.
وقد قال أبو مطيع المصري في أماليه لما أن روى حديثاً لحفيده عزرة بن ثابت: (عَزِيزٌ مِنْ حَدِيثِ عَزَرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَهُمْ إِخْوَةٌ: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَزَرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، يَجْتَمِعُ حَدِيثُهُمْ فِي الْمُقِلِّينَ، حَدَّثَهُمْ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَهُ صُحْبَةٌ).
وقال أبو زرعة: (وَهُوَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ أَخْطَبٍ، وَهُوَ جَدُّ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَزْرَةِ بْنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ الَّذِي كَانَ قَاضِيًا عَلَى أَهْلِ مَرْوٍ).
-وأما بالنسبة للسؤال الثاني:
فالمراد أن عبد الله بن يوسف شك في الآية التي في آخر الحديث هل من أصل الحديث أم هي من قول مالك؛ فقال: (لا أدري _ هل _ قال مالك الآية _ هو من نفسه _ أو – هي _ في الحديث _ أصلا _).
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 10:35]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
-أما أبو زيد: فهو عمرو بن أخطب رضي الله عنه وأرضاه.
وقد قال أبو مطيع المصري في أماليه لما أن روى حديثاً لحفيده عزرة بن ثابت: (عَزِيزٌ مِنْ حَدِيثِ عَزَرَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَهُمْ إِخْوَةٌ: مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَزَرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، يَجْتَمِعُ حَدِيثُهُمْ فِي الْمُقِلِّينَ، حَدَّثَهُمْ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَهُ صُحْبَةٌ).
وقال أبو زرعة: (وَهُوَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ أَخْطَبٍ، وَهُوَ جَدُّ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَزْرَةِ بْنِ ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ الَّذِي كَانَ قَاضِيًا عَلَى أَهْلِ مَرْوٍ).
-وأما بالنسبة للسؤال الثاني:
فالمراد أن عبد الله بن يوسف شك في الآية التي في آخر الحديث هل من أصل الحديث أم هي من قول مالك؛ فقال: (لا أدري _ هل _ قال مالك الآية _ هو من نفسه _ أو – هي _ في الحديث _ أصلا _).
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ
أولا أقول لكم شكرا وجزاك الله تعالي في الدارين
والآن مع العفوأقول
الجواب الأول عن أبوزيد مافهمت فأرجوالوضاحة
شكراوعفوا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 10:56]ـ
وجزاك الله من الأجر مثله يا شيخ محمد يامين ..
الجواب الأول باختصار شديد = أبو زيد؛ هو الصحابي الجليل عمرو بن أخطب رضي الله عنه.(/)
أرجو بشدة إفادتي في هذا المبحث
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 12:45]ـ
طرحت نحو هذه المشاركة بقسم القرآن، ولكن لم يجب أحد؛ فلعل الحضور يكون أكثف هاهنا فنجاب لما أردناه:
* هل وقع لإخواننا، المشتغلين بكتب التراجم: ذكر أي امرأة في القرون الثلاثة الفاضلة جمعت القرآن كله، وعرضته على أحد القراء؛ عرض استجازة؟
* أو العكس: امرأة قارئة جمعته كله , والرجال يعرضون عليها القرآن؟
وأرجو الاقتصار على المراد؛ لا ذكر الجواز ونحوه
وجوزيتم خيرا(/)
تحرير حال محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 02:58]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ىله وصحبه ومن والاه أما بعد: فقد تقدم في الموضوع السابق أن الحافظ المزي ذكر في شيوخ يحيى بن أبي كثير ثلاثة رولة يتسمون بمحمد بن عبد الرحمن
1/ هو ابن ثوبان المدني مولى الأخنس بن شريق
2/ هو ابن سعد بن زرارة الأنصاري المدني
3/ محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة
وتقدم أيضا بيان أن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة الذي روى عنه يحيى وروى هو عن عباد بن أوس هو ابن ثوبان المتقدم
وفي هذا الموضوع سأذكر إن شاء الله تعالى من هو محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة الذي روى عنه يحيى وروى هو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وقبل أن أبدأ في تحرير ذلك أنقل قول المزي في تهذيبه: محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة روى عن عباد بن أوس وأبي سلمة بن عبد الرحمن روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال إنه ابن ثوبان [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)
أقول: محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة هذا خرج حديثه الشيخان
وحديثه هذا رواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي سلمة قال وأحسبني سمعت أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ القرآن في كل شهر ... » الحديث
ورواه عن يحيى فيما وقفت عليه اثنان
1/ شيبان بن عبد الرحمن ورواه عنه جماعة
1/ عبيد الله بن موسى
أخرج البخاري في الصحيح ثني إسحاق
وأخرج مسلم في الصحيح ثني القاسم بن زكرياء
وأخرجه البيهقي في الكبرى [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2) نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثلاثتهم قالوا نا عبيد الله عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة به
تنبيه: سمى سعيد بن مسعود وهو ثقة محمدا مولى بني زهرة محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان والسند إليه صحيح
2/ سعد بن حفص
أخرجه البخاري في الصحيح
وأخرجه البيهقي في الكبرى [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3) ابن بشران نا إسماعيل الصفار ثنا العباس بن محمد قالا ثنا سعد بن حفص ثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن به سند البخاري
قال البيهقي: رواه البخاري عن إسحاق عن عبيد الله بن موسى وعن سعد بن حفص ورواه مسلم عن القاسم بن زكريا عن عبيد الله لفظ حديثهما سواء غير أن في حديث ابن بشران عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بني زهرة ... اهـ
أقول: العباس بن محمد هو الدوري ثقة حافظ والسند إليه صحيح وقد سماه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مولى بني زهرة وهي زيادة مقبولة
3/ يزيد بن هارون
أخرجه أبو جعفر ابن البختري في حديثه ثنا يحيى بن جعفر بن أبي طالب ثنا يزيد بن هارون ني أبو معاوية شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي سلمة به
يزيد بن هارون أحد الأيمة وقد سماه أيضا محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
والسند إليه لا بأس به يحيى بن جعفر بن أبي طالب تكلم الناس فيه لكن قال الدارقطني لا بأس به ولم يطعن فيه أحد بحجة
أقول: قول عباس بن محمد عن سعد وقول سعيد بن مسعود عن عبيد الله وقول يزيد عن شيبان يبين أن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري مولاهم المدني أبو عبد الله مولى الأخنس بن شريق ووجه كونه مولى بني زهرة بينه الدارقطني إذ قال في العلل والأخنس حليف بني زهرة
ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن مسلم بن إبراهيم ثنا أبان بن يزيد العطار ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي سلمة به
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان بن يزيد العطار ثنا يحيى بن أبي كثير به
وأخرجه أبو داود في السنن ثنا مسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالا نا أبان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة به
أقول: مسلم بن إبراهيم ثقة مأمون وأبان ثقة مكثر ويحتمل أنه حدث به عن يحيى على الوجهين والله أعلم
خلاصة القول الذي يظهر لي أن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة هو نفسه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني مولى الأخنس بن شريق حليف بني زهرة
أقول: وبهذا يظهر ما في قول الذهبي في الميزان عنه: فيه جهالة خرج له مسلم عن أبي سلمة تفرد عنه يحيى بن أبي كثير وما في قول ابن حجر في التقريب مجهول والله أعلم
هذا ما تيسر لي تحريره وأرجو ممن كان عنده فضل علم في ذلك أن يسعفنا به وأنا له من الشاكرين سلفا وكتب أبو صهيب الجزائري كان الله له
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) ونحوه قال الذهبي في الكاشف
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) وهو في الصغرى أيضا وفي الشعب
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) وهو في الشعب أيضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 05:20]ـ
بارك الله فيك
خلاصة القول الذي يظهر لي أن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة هو نفسه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان المدني مولى الأخنس بن شريق حليف بني زهرة
قال الإمام أحمد في مسنده ثنا حسن بن موسى ثنا شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن يعنى بن ثوبان مولى بنى زهرة انه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره خيلاء ".
.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 01:21]ـ
بارك الله فيك يا عبد الرحمن شرطي ليقطع الشك باليقين أن يكون محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان راويا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
زادك الله حرصا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 02:17]ـ
أعلم حفظك الله
ولكن السند ألذي طرحته فيه متابعة -مطلقة - لسعد بن حفص على أن ابن ثوبان هو مولى بني زهرة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 03:20]ـ
أعلم حفظك الله
ولكن السند ألذي طرحته فيه متابعة -مطلقة - لسعد بن حفص على أن ابن ثوبان هو مولى بني زهرة
ألم تر أخي الكريم أن الحديثين مختلفان فلا متابعة
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 03:35]ـ
قصدي بقولي -مطلقة- أنه تابعه على قوله أن ابن ثوبان هو مولى بني زهرة بغض النظر عن السند
لا أنه تابعه على خصوص حديثنا
وكما تعلم
قوله أيضا أن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة هونفسه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يقتضي -بالضرورة -أن السند الآخر عن أبي سلمة عنه أيضا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 11:24]ـ
محمد بن عبد الرحمن الزهري = محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان = (شخص واحد)
وهو: مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي؛ والأخنس حليف بني زهرة.
قاله الدارقطني وصوبه
قلت: وهو الأقرب فعلاً
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 01:17]ـ
أخانا التميمي تمم لنا ولك بخير ليس كلامنا في محمد بن عبد الرحمن الزهري هذا مضى فيه القول في موضوع ما أسند عباد بن أوس عن ابي هريرة وهناك حررنا القول فيه وذكرنا قول الدارقطني وقول أبي حاتم قبله والحديثين الذين يبينان أنهما واحد إنما صاحبنا في هذا الموضوع محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة الذي خرج له الشيخان حديثا عن أبي سلمة وحكم عليه الذهبي وابن حجر بالجهالة فتنبه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 01:35]ـ
قد كنت متنبهاً وما زلت رحمك الله ..
ويحيى لا يروي إلا عن (محمد بن عبد الرحمن) واحد؛ وإن اختلف نقل اسمه من سند إلى سند بحسب الرواة .. وهو نفسه الذي يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
فهو رحمك الله:
- محمد بن عبد الرحمن.
- محمد بن عبد الرحمن الزهري.
- محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ مولى بني زهرة.
- محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي.
كل هذه المسميات هي لشخص واحدٍ رحمك الله وغفر لك، ومن قرر غير هذا فقد أبعد.
هذا ما أعتقده وأعرفه .. وليس عندي فوق هذا .. وكلام الإمام الدارقطني لمن تفطن إليه وغاص فيه فإنه يوحي ويلمح لهذا الكلام. فتأمل
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 02:13]ـ
قد كنت متنبهاً وما زلت رحمك الله ..
ويحيى لا يروي إلا عن (محمد بن عبد الرحمن) واحد؛ وإن اختلف نقل اسمه من سند إلى سند بحسب الرواة .. وهو نفسه الذي يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
.....
كل هذه المسميات هي لشخص واحدٍ رحمك الله وغفر لك، ومن قرر غير هذا فقد أبعد.
هذا ما أعتقده وأعرفه .. وليس عندي فوق هذا .. وكلام الإمام الدارقطني لمن تفطن إليه وغاص فيه فإنه يوحي ويلمح لهذا الكلام. فتأمل
والله تعالى أعلى وأعلم
أخي أبو عصام التميمي
الأخ عدلان لاينفي كلامك ولايعارضه
وإنما يريد أن يقرر ذلك بالأدلة
فكما أنه قرر ذلك بالأدلة الواضحة في نسبة الزهرى له في الموضوع السابق
أراد أن يأكد في هذا الموضوع نسبة مولى بني زهرة له أيضا
لاسيما من خلال حديث عباد وحديث أبي سلمة الذين رواهما عنهما
وروا هما عنه يحيى ابن أبي كثير
لا أنه يفرق بينهما أخي الفاضل.
قال الأخ عدلان في آخر المو ضوع السابق
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره وخلاصة القول أن محمد بن عبد الرحمن الزهري الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير وروى هو عن عباد بن أوس
هو ابن ثوبان مولى بني زهرة لا غيره
.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 02:00]ـ
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 02:08]ـ
[ quote= السكران التميمي;354431]
قد كنت متنبهاً وما زلت رحمك الله ..
ويحيى لا يروي إلا عن (محمد بن عبد الرحمن) واحد؛ وإن اختلف نقل اسمه من سند إلى سند بحسب الرواة .. وهو نفسه الذي يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
قاتل الله العجلة
أخي الكريم التميمي كلامك غريب ويحيى لا يروي إلا عن (محمد بن عبد الرحمن) واحد؛ كأنك لم تنظر في ترجمة يحيى بن أبي كثير فيحيى يروي عن ثلاثة كلهم يسمى محمد بن عبد الرحمن
1/ ابن ثوبان
2/ ابن سعد بن زرارة
3/ هو الزهري الذي حررت ترجمته وصوبت أنه ابن ثوبان
4/ ابن لبيبة أو ابن لبيبة وقد أشرت إلى الأولين في أول البحث لكن كأنك لم تنتبه له وكنت سأشير إلى الثالث في أثر أبي الدرداء في الدخول إلى المسجد الذي لأجله حررت ترجمة محمد بن عبد الرحمن فتأن أخي الكريم التميمي ولا تك من المتعجلين دمت لأخيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 02:56]ـ
4/ ابن لبيبة أو ابن لبيبة
صوابه ابن أبي لبيبة سقط في الكتابة أبي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 08:26]ـ
فعلاً أخي الفاضل عدلان: قاتل الله العجلة .. وما أراك من أول ردٍ علي إلا قد اصطحبتها رحمك الله!!
وأقول أخرى: لم نتعجل رحمك الله ولم نتسرع؛ وكلامنا منصب غفر الله لك عن (محمد بن عبد الرحمن) الذي أنت تتكلم عنه؛ والذي اختلف في تعيينه، وليس لي علاقة بغيره؛ فلا يخفاني أنه يروي عن (محمد بن عبد الرحمن) غيره.
ومعنى عبارتي = أن يحيى لا يروي _ عمن ذكرت من اختلافات من أسماء لـ (محمد بن عبد الرحمن) محل البحث _ إلا عن واحد فقط؛ وأنها اختلاف مسميات لشخص واحد.
وليس لي علاقة بابن سعد أو غيره. فتنبه ولا تتعجل الفهم رحمك الله
وكان الأولى منك رحمك الله الأخذ معي مستفسراً لا متعجباً مستغرباً!!
وهذا كلامي بحروفه:
ويحيى لا يروي إلا عن (محمد بن عبد الرحمن) واحد؛ وإن اختلف نقل اسمه من سند إلى سند بحسب الرواة .. وهو نفسه الذي يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
فهو رحمك الله:
- محمد بن عبد الرحمن.
- محمد بن عبد الرحمن الزهري.
- محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ مولى بني زهرة.
- محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي.
كل هذه المسميات هي لشخص واحدٍ رحمك الله وغفر لك، ومن قرر غير هذا فقد أبعد.
فهل تكلمت عن غيره؟!!
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 01:43]ـ
لعل عجلتي أخي الكريم أوتيتها من قبل عجمتي فأنا أمازيغي وفهمت من قولك يحيى لا يروي إلا عن محمد بن عبد الرحمن واحد؛ وإن اختلف نقل اسمه من سند إلى سند بحسب الرواة .. وهو نفسه الذي يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. ففهمت من السياق الحصر والقصر إذ ليس في كلامك ما يفهم أنك تريد حديثنا على الخصوص بل ما يقوي إرادة العموم أنك ذكرت روايته عن جابر
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا إلا للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم(/)
صحة حديث لايمس القرآن إلا طاهر
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المشايخ الفضلاء وعلماء الألوكة! إني بحثت عن صحة حديث "لا يمس القرآن إلا طاهر" ولكني لم أقف على جواب يقنعني. أرجو منكم المساعدة على تخريج الحديث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح الجسار]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 07:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لستُ بشيخ!! ولكن وجدتُ هذا الحديث في صحيح الجامع للعلامة الألباني رحمه الله وقال عنه: (صحيح) انظر حديث رقم: 7780
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - Apr-2010, مساء 07:57]ـ
وجدتُ هذا الحديث في صحيح الجامع للعلامة الألباني رحمه الله وقال عنه: (صحيح) انظر حديث رقم: 7780شاهد الحديث رقم 27
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=350909
د. عمر بن محمد السبيل
أستاذ مساعد - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة أم القرى
ملخص البحث
يشتمل البحث على مقدمة ومبحثين، وخاتمة.
فالمقدمة في بيان سبب البحث، ومنهجه، أما المبحثان؛ فالأول: في حكم الطهارة للبالغ، وقد بينت فيه إجماع العلماء على تحريم مس المصحف لمن كان عليه حدث أكبر، ولم يخالف في ذلك إلا الظاهرية، أما إن كان عليه حدث أصغر، فقد اختلف العلماء في حكم مسه للمصحف، على قولين:
الأول: أنه لا يجوز له مس القرآن. وبه قال جمع من الصحابة ولم يعرف لهم مخالف، وقال به كثير من التابعين، وهو مذهب الأئمة الأربعة.
الثاني: أنه يجوز له مس القرآن. وبه قال بعض التابعين وهو مذهب الظاهرية. وقد ظهر لي رجحان القول الأول: لقوة أدلته ورجحانها.
والمبحث الثاني: في حكم الطهارة للصغير. وقد بينت فيه أنه لا يجوز تمكين الصغير غير المميز من مس المصحف، أما المميز فقد اختلف العلماء في حكم مسه للمصحف إذا كان محدثًا على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه يجوز مسه للمصحف. وبه قال الحنفية، والمالكية، والشافعية في الصحيح من مذاهبهم، وبه قال الحنابلة في رواية.
والثاني: أنه يكره له مسه. كراهية تنزيه، وهو قول للحنفية، والمالكية.
الثالث: أنه يحرم عليه مسه. وهو قول للشافعية، والصحيح عند الحنابلة.
وقد ظهر لي رجحان القول الأول؛ لقوة أدلته، ورجحانها.
وأما الخاتمة فقد اشتملت على أهم نتائج البحث.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن العناية بكتاب الله الكريم، وما يتعلق به من المعاني والأحكام من أفضل أنواع العلم الشرعي وأجله، لشرف موضوعه؛ لأنه يتعلق بأشرف كلام، وأعظم كتاب، ولذا رأيت أن أسهم بجهدي المتواضع في بيان حكم مسألة من المسائل المتعلقة به في هذا البحث الذي عنونت له بـ (حكم الطهارة لمس القرآن الكريم) (1) مجليًا آراء العلماء في هذه المسألة، على سبيل الإيضاح والتفصيل، لأنني لم أقف على مؤلَّفٍ مستقل (2) عني ببيان أحكام هذه المسألة على التفصيل الذي ذكرته، والنهج الذي سلكته، وقد انتظم هذا البحث في مقدمة ومبحثين وخاتمة.
وقد سلكت في هذا البحث المسلك العلمي المتبع في بحث المسائل الشرعية بحثًا فقهيًا مقارنًا، بذكر آراء العلماء وأدلتهم، ومناقشة ما يحتاج منها إلى مناقشة، مع بيان الراجح من تلك الآراء، مبينًا وجه الترجيح.
فأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وزلفى لديه إلى جنات النعيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المبحث الأول: حكم الطهارة للبالغ
أجمع العلماء على أنه لا يجوز للمحدث حدثًا أكبر أن يمس المصحف وخالف في ذلك داود لظاهري (3) وتابعه على القول به أهل الظاهر (4).
أما المحدث حدثًا أصغر؛ فقد اختلف العلماء في حكم مسه للمصحف على قولين:
القول الأول: أنه لا يجوز للمحدث حدثًا أصغر أن يمس المصحف كله أو بعضه.
وبهذا قال من الصحابة: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وسعيد بن زيد، وسلمان الفارسي، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال به من التابعين: عطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، والحسن البصري، وطاووس بن كيسان، وسالم بن عبد الله بن عمر، والنخعي (5)، والفقهاء السبعة (6).
وهو قول المذاهب الأربعة: الحنفية (7)، والمالكية (8)، والشافعية (9)، والحنابلة (10).
واستدلوا على ما ذهبوا إليه بالكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ودونك (11) أدلتهم بالتفصيل:
أولاً: الكتاب:
استدلوا من الكتاب بقول الله عز وجل (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين) [الواقعة77 - 80].
وجه الدلالة:
أن الله عز وجل أخبر أن هذا القرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون إجلالاً له وتعظيمًا، وجاء الإخبار في الآية بصيغة الحصر فاقتضى ذلك حصر الجواز في المطهرين، وعموم سلبه في غيرهم (12)، والمراد بالمطهرين؛ المطهرون من الأحداث والأنجاس من بني آدم. والآية وإن كان لفظها لفظ الخبر، إلا أنه خبر تضمن نهيًا (13). فهو نظير قوله تعالى:) لا تضار والدة بولدها ([البقرة 233] فإنه خبر تضمن نهيًا، فدل ذلك على اشتراط الطهارة لمس المصحف (14).
ثانيًا: من السنة:
استدلوا من السنة بعدد من الأحاديث، ورد فيها النهي عن مس المصحف لغير طاهر، وأن المراد بالطاهر الطاهرُ من الحدث الأكبر والأصغر، ومن النجاسة الحسية والمعنوية (15)، ومن هذه الأحاديث:
1 – عن حكيم بن حزام _رضي الله عنه- قال: (لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: (لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر).
رواه الحاكم في المستدرك (16)، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ورواه الدارقطني في سننه (17)، والبيهقي في السنن الكبرى (18).
قال في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه سويد أبو حاتم ضعفه النسائي، وابن معين في رواية، ووثقه في رواية، وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، حديثه حديث أهل الصدق) (19).
وقال ابن حجر: (وحسَّن الحازمي إسناده) (20).
2 – عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يمس القرآن إلا طاهر). رواه الدارقطني في سننه (21)، وقال في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني في الكبير، والصغير، ورجاله موثقون) (22).
قال الأثرم: (واحتج أبو عبد الله يعني أحمد بحديث ابن عمر) (23)
وقال ابن حجروإسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أن أحمد احتج به) (24) ونقل في إعلاء السنن (25): تصحيح إسناده عن بعض أهل العلم.
3 – عن عثمان بن أبي العاص قال: (وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوني أفضلهم أخذًا للقرآن، وقد فضلتهم بسورة البقرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم، ولا تمس القرآن إلا وأنت طاهر).
رواه أبو داود في المصاحف (26)، وقال في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني في الكبير في جملة حديث طويل ... وفيه إسماعيل بن رافع ضعفه يحيى بن معين، والنسائي وقال البخاري: ثقة مقارب) (27).
4 – عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال: كان في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: (لا يمس القرآن إلا على طهر).
رواه عبد الرزاق في مصنفه (28)، ومالك في الموطأ (29)، وأبو داود في المصاحف (30) والدارمي في سننه (31)، والحاكم في مستدركه (32)، والدارقطني في سننه (33)، وقال: (مرسل ورواته ثقات)، والبيهقي في السنن الكبرى (34)، وفي معرفة السنن والآثار (35).
قال البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن هذا الحديث فقال: أرجو أن يكون صحيحًا).
وقال أيضًا: (لا أشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه) (36).
وقال يعقوب بن سفيان: لا أعلم كتابًا أصح من هذا الكتاب، فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين يرجعون إليه ويدعون رأيهم.
وقال الحاكم: قد شهد عمر بن عبد العزيز، والزهري لهذا الكتاب بالصحة (37).
وقال الإمام ابن عبد البر: (وكتاب عمرو بن حزم هذا تلقاه العلماء بالقبول والعمل، وهو عندهم أشهر وأظهر من الإسناد الواحد المتصل) (38).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وهو كتاب مشهور عند أهل العلم) (39).
ثالثًا: الإجماع:
(يُتْبَعُ)
(/)
أجمع الصحابة - رضوان الله عليهم- على القول بعدم جواز مس المحدث المصحف، حيث روي ذلك عمن تقدم ذكرهم من فقهاء الصحابة ومشاهيرهم، ولم يعرف لهم في عصرهم مخالف (40)، فكان إجماعًا سكوتيًا (41)، بل كان ذلك هو المستقر عند الصحابة زمن النبوة وبعده ويدل عليه قصة إسلام عمر، فإنه حين دخل على أخته وزوجها وهم يقرؤن القرآن فقال: أعطوني الكتاب الذي عندكم أقرؤه، فقالت له أخته: إنك رجس، ولا يمسه إلا المطهرون، فقم واغتسل، أو توضأ، فقام عمر فتوضأ، ثم أخذ الكتاب، فقرأ طه) رواه الدارقطني (42)، والبيهقي (43).
وروي عن علقمة قال: كنا مع سلمان الفارسي في سفر، فقضى حاجته، فقلنا له: توضأ حتى نسألك عن آية من القرآن، فقال: سلوني، فإني لست أمسه، فقرأ علينا ما أردنا، ولم يكن بيننا وبينه ماء) وفي لفظ آخر أنه قال: (سلوني فإني لا أمسه، إنه لا يمسه إلا المطهرون) (44).
قال البيهقي بعد روايته هذا الأثر: (وكأنهم ذهبوا – القائلون بعدم جواز مس المصحف – في تأويل الآية إلى ما ذهب إليه سلمان، وعلى ذلك حملته أخت عمر ابن الخطاب في قصة إسلامه) (45).
وروى الإمام مالك بسنده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص أنه قال: كنت أمسك المصحف على سعد بن أبي وقاص فاحتككت، فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قال: قلت: نعم، فقال: قم فتوضأ، فقمت فتوضأت ثم رجعت) (46).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد سوقه لهذه الآثار وغيرها: (وكذلك جاء عن خلق من التابعين من غير خلاف يعرف عن الصحابة والتابعين وهذا يدل على أن ذلك كان معروفًا بينهم) (47).
القول الثاني: أنه يجوز للمحدث حدثًا أصغر مس المصحف.
روي القول بهذا عن: ابن عباس، والشعبي، والضحاك (48)، والحكم ابن عتيبة، وحماد بن أبي سليمان، وداود الظاهري (49)، وهو مذهب الظاهرية (50).
واستدلوا على ما ذهبوا إليه بما يأتي:
1 – ما ثبت في الصحيحين (51) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث دحية الكلبي إلى هرقل عظيم الروم بكتاب يدعوه فيه للإسلام، وفيه قول الله تعالى:) يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ([آل عمران 64].
قال ابن حزم: فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث كتابًا وفيه هذه الآية إلى النصارى، وقد أيقن أنهم يمسون ذلك الكتاب (52). فإذا جاز مس الكافر له؛ جاز للمسلم المحدث من باب أولى (53).
2 – أنه لم يثبت النهي عن مس المصحف لا في الكتاب، ولا في السنة فيبقى الحكم على البراءة الأصلية، وهي الإباحة (54).
3 – ولأن قراءة القرآن لا تحرم على المحدث، فيكون المس أولى بعدم التحريم (55).
4 – ولأن حمل المصحف في متاع ونحوه لا يحرم على المحدث، فكذلك المس قياسًا عليه (56).
5 – ولأن الصبيان يحملون ألواح القرآن وهم محدثون من غير نكير في جميع العصور، فدل على إباحة مسه لكل محدث (57).
الإجابة عن أدلة القول الأول:
أجاب القائلون بعدم تحريم مس المصحف على المحدث عن أدلة الجمهور القائلين بتحريم مس المصحف بما يأتي:
1 – أن قوله تعالى:) لا يمسه إلا المطهرون (خبر، وليس بأمر بدليل: رفع السين في قوله سبحانه:) لا يمسه (ولو كان نهيًا لفتح السين فلا يجوز أن يصرف لفظ الخبر إلى معنى الأمر إلا بنص جلي، أو إجماع متيقن، ولم يثبت شيء من ذلك.
ولأن المصحف يمسه الطاهر، وغير الطاهر، فدل على أن الله عز وجل لم يعن بالمصحف المذكور في الآية هذا الذي بأيدي الناس، وإنما عني كتابًا آخر، وهو الذي في السماء (58).
كما أن المراد بالمطهرين في الآية الملائكة لأنهم طهروا من الشرك والذنوب، وليسوا بني آدم؛ لأن المطهر من طهره غيره، ولو أريد بهم بنوا آدم لقيل: المتطهرون (59).
2 – أن الأحاديث التي استدل بها على تحريم مس المصحف على المحدث كلها ضعيفة، ولا يخلوا إسناد واحد منها من قدح وعلة، فلا تقوم بها حجة، ولا تصلح للاحتجاج، قال ابن حزم: (فإن الآثار التي احتج بها من لم يجز للجنب مسه، فإنه لا يصح منها شيء، لأنها إما مرسلة، وإما ضعيفة لا تسند، وإما عن مجهول، وإما عن ضعيف، وقد تقصيناها في غير هذا المكان) (60).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – أن دعوى الإجماع غير متيقن، بدليل وجود المخالف من التابعين ومن بعدهم (61).
الإجابة عن أدلة القول الثاني:
أجاب الجمهور القائلون بعدم جواز مس المصحف للمحدث عن أدلة القائلين بالجواز بما يأتي:
1 – أجيب عن الدليل الأول: بأن الحديث إنما يدل على جواز مس الرسالة أو الكتاب إذا تضمن آية من القرآن ونحوها، ومثل هذا لا يسمى مصحفًا ولا تثبت له حرمته، وذكر الآيتين في الكتاب إنما قصد بها تبليغ الدعوة فيختص الجواز بمثل ذلك (62).
قال الحافظ ابن حجر: (إن الكتاب اشتمل على أشياء غير الآيتين، فأشبه ما لو ذكر بعض القرآن في كتاب في الفقه أو التفسير، فإنه لا يمنع قراءته ولا مسه عند الجمهور؛ لأنه لا يقصد منه التلاوة، ونص أحمد: أنه يجوز مثل ذلك في المكاتبة لمصلحة التبليغ وقال به كثير من الشافعية، ومنهم من خص الجواز بالقليل كالآية والآيتين) (63).
2 – وأجيب عن الدليل الثاني: بعدم التسليم بأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على تحريم المس، بل ورد فيهما ما يدل على ذلك كما سبق ذكره في أدلة الجمهور، فلا يبقى الحكم على البراءة الأصلية، لثبوت الدليل الناقل استنباطًا من القرآن، ونصًا من السنة الصحيحة.
3 – وأجيب عن الدليل الثالث: بأن القراءة على غير طهارة إنما أبيحت للمحدث حدثًا أصغر للحاجة، ولعسر الوضوء للقراءة كل وقت، وإذا حصلت المشقة جاء التيسير؛ لأن المشقة تجلب التيسير (64).
4 – وأجيب عن الدليل الرابع: بأن قياس مس المصحف على حمله في المتاع قياس مع الفارق؛ لأن الحامل له في متاعه لا يباشر مسه؛ ولأنه غير مقصود بالحمل بخلاف حمله وحده فإنه مقصود لذاته (65).
5 – وأجيب عن الدليل الخامس: بأن الألواح التي يحملها الصغار وهم محدثون لا تسمى مصحفًا؛ إذ لا يكتب فيها إلا شيء يسير من القرآن تقتضيها ضرورة التعليم (66) ولأنهم غير مكلفين (67).
الإجابة عن اعتراض القائلين بالجواز على أدلة المانعين:
أجاب جمهور العلماء عن اعتراض القائلين بجواز مس المحدث المصحف على أدلة التحريم بما يأتي:
أولاً: أنا نمنع أن قوله سبحانه:) لا يمسه (خبر فقط ورفع السين فيه لا ينفي إرادة النهي، بل هو خبر تضمن نهيًا؛ لأن خبر الله لا يكون خلافه، وقد وجد من يمس المصحف على غير طهارة، فتبين بهذا أن المراد النهي، وليس الخبر، وقد ورد مثل هذا كثير في الكتاب والسنة، ومنه قوله عز وجل:) لا تضار والدة بولدها ([البقرة233] فإنه خبر تضمن نهيًا، ومنه في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يبيع أحدكم على بيع أخيه) بإثبات الياء، فإنه خبر تضمن نهيًا (68).
وأما القول بأن الضمير في قوله سبحانه:) لا يمسه (إنما يعود على الكتاب الذي في السماء وهو اللوح المحفوظ، لا على المصحف الذي بأيدي الناس، فالجواب: أن قوله سبحانه:) تنزيل من رب العالمين (بعد قوله سبحانه:) لا يمسه إلا المطهرون (فيه دلالة ظاهرة على إرادة المصحف الذي بأيدي الناس، فلا يحمل على غيره إلا بدليل صحيح صريح (69).
كما أن القول بأن المراد بـ المطهرين في الآية هم الملائكة وليسوا بني آدم؛ لأن المطهرين هم الذين طهرهم غيرهم، وأنه لو أريد بهم بنو آدم لقيل (المتطهرون).
فالجواب: أن المتوضئ يطلق عليه طاهر ومتطهر، وهذا سائغ لغة (70).
ومع التسليم بأن المراد بالمطهرين الملائكة كما هو قول جمهور المفسرين، فإنه يمكن الاستدلال بالآية بقياس بني آدم على الملائكة (71)، أو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (من باب التنبيه والإشارة؛ لأنه إذا كانت الصحف التي في السماء لا يمسها إلا المطهرون، فكذلك الصحف التي بأيدينا من القرآن لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر، والحديث مشتق من هذه الآية) (72).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضًا: (الوجه في هذا والله أعلم أن الذي في اللوح المحفوظ هو القرآن الذي في المصحف كما أن الذي في هذا المصحف هو الذي في هذا المصحف بعينه سواء كان المحل ورقًا أو أديمًا أو حجرًا أو لحافًا، فإذا كان مِنْ حكم الكتاب الذي في السماء أن لا يمسه إلا المطهرون وجب أن يكون الكتاب الذي في الأرض كذلك؛ لأن حرمته كحرمته، أو يكون الكتاب اسم جنس يعم كل ما فيه القرآن سواء كان في السماء أو الأرض، وقد أوحى إلى ذلك قوله تعالى:) رسول من الله يتلو صحفًا مطهرة فيها كتب قيمة ([البينة2 - 3]، وكذلك قوله تعالى:) في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة ([عبس 13 - 14] فوصفها أنها مطهرة فلا يصلح للمحدث مسها) (73).
وقال أبو عبد الله الحَلِيمِي الشافعي: (إن الملائكة إنما وصلت إلى مس ذلك الكتاب؛ لأنهم مطهرون، والمطهر هو الميسر للعبادة، والمرضي لها، فثبت أن المطهر من الناس هو الذي ينبغي له أن يمس المصحف، والمحدث ليس كذلك؛ لأنه ممنوع عن الصلاة والطواف، والجنب والحائض ممنوعان عنهما، وعن قراءة القرآن فلم يكن لهم حمل المصحف ولا مسه) (74).
وقال الجصاص: (إن حُمِلَ –لفظ الآية – على النهي وإن كان في صورة الخبر كان عمومًا فينا، وهذا أولى، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار متظاهرة أنه كتب في كتابه لعمرو بن حزم: (ولا يمس القرآن إلا طاهر) (75) فوجب أن يكون نهيه ذلك بالآية إذ فيه احتمال له) (76).
ثانيًا: أن دعوى عدم صحة الأحاديث، وأنها لا تصلح للاحتجاج بها والعمل بها غير مسلم، فإن تلك الأحاديث التي استدل بها الجمهور على تحريم مس المصحف على المحدث وإن كان لا يخلو إسناد كل واحد منها من مقال إلا أنها بمجموع طرقها ترقى في أقل أحوالها إلى درجة الحسن، فصلح الاحتجاج بها، ووجب العمل بها، كما قال ذلك عدد من أئمة الحديث المشهورين كما تقدم نقل كلام بعضهم.
ومن ذلك أيضًا أن الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه احتجا بهذا الحديث، وصرح إسحاق بن راهويه بصحته، فقد قال إسحاق بن منصور المروزي في مسائله عنهما: (قلت –يعني لأحمد- هل يقرأ الرجل على غير وضوء؟ قال: نعم، ولكن لا يقرأ في المصحف ما لم يتوضأ، قال إسحاق – يعني ابن راهويه - كما قال، لما صح من قول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يمس القرآن إلا طاهر) وكذلك فعل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام والتابعون) (77).
وقال الإمام ابن عبد البر: (لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث بهذا الإسناد، وقد روي مسندًا من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السير، معروف ما فيه عند أهل العلم معرفة يستغنى بشهرتها عن الإسناد؛ لأنه أشبه المتواتر في مجيئه لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة …وما فيه فمتفق عليه إلا قليلاً) (78).
وقال الألباني: (صحيح. روي من حديث عمرو بن حزم، وحكيم ابن حزام، وابن عمر، وعثمان بن أبي العاص) ثم ساق أسانيد كل واحد منها ثم قال: (وجملة القول: أن الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعف، ولكنه ضعف يسير، إذ ليس في شيء منها من اتهم بكذب، وإنما العلة الإرسال، أو سوء الحفظ، ومن المقرر في علم المصطلح أن الطرق يقوي بعضها بعضًا إذا لم يكن فيها متهم، كما قرره النووي في تقريبه، ثم السيوطي في شرحه، وعليه فالنفس تطمئن لصحة هذا الحديث، لا سيما وقد احتج به إمام السنة أحمد بن حنبل … وصححه أيضًا صاحبه الإمام إسحاق بن راهويه) (79).
ثالثًا: وأما دعوى عدم ثبوت إجماع الصحابة فغير مسلم، لثبوت ذلك الحكم عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم زمن النبوة وبعده، ولم يعرف لهم في عصرهم مخالف، فكان ذلك منهم إجماعًا سكوتيًا على تحريم مس المصحف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وهو قول سلمان الفارسي، وعبد الله بن عمر، وغيرهما، ولا يعلم لهما من الصحابة مخالف) (80).
وقال الإمام النووي: (إنه قول علي وسعد بن أبي وقاص وابن عمر رضي الله عنهم، ولم يعرف لهم مخالف من الصحابة) (81) فلا عبرة بالمخالف للصحابة، ولا اعتداد بقوله، فهم أعلم الأمة، وأعدلها وأوثقها وقولها أقرب إلى الحق والصواب ممن سواهم.
الترجيح:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد بيان قولي العلماء في حكم مس المحدث حدثًا أصغر للمصحف وأدلة كل قول، وما أورد عليها من اعتراضات، والإجابة عما اعتُرض به على قول الجمهور، ظهر لي رجحان ما ذهب إليه جمهور العلماء من القول بتحريم مس المصحف على المحدث حدثًا أصغر لما يأتي:
1 – قوة ما استدلوا به من الأدلة على ما ذهبوا إليه.
2 – ضعف أدلة المخالف، والرد عليها، وبيان وجه ضعفها.
3 – أن القول بتحريم المس ناقل عن الأصل، وقد ذهب أكثر الأصوليين إلى أن الدليل الناقل عن الأصل مقدم على الدليل المبقي على البراءة الأصلية (82).
4 – أن القول بالتحريم أحوط للعبادة، وأبرأ للذمة، فالقول به أولى.
5 – أن القول بالتحريم هو الموافق لتكريم القرآن وتعظيمه، فإن الله عز وجل وصف القرآن بأنه كريم وأنه لا يمسه إلا المطهرون، فعظمه الله تعالى وكرمه، فالأليق بتعظيمه والأنسب لإجلاله وتكريمه أن لا يُمس إلا على طهارة كاملة، لأن مسه بغير طهارة مخل بتعظيمه وتكريمه.
6 – أن القول بالتحريم هو المنقول عن الصحابة زمن النبوة وبعدها، من غير خلاف بينهم، ولذا قال به أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم، وجماهير أهل العلم حتى قال ابن عبد البر (أجمع فقهاء الأمصار الذين تدور عليهم الفتوى وعلى أصحابهم بأن المصحف لا يمسه إلا طاهر) (83).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما مس المصحف فالصحيح أنه يجب له الوضوء كقول الجمهور وهذا هو المعروف عن الصحابة سعد وسلمان وابن عمر) (84) فدل ذلك على عدم الاعتبار للمخالفين، وعدم الاعتداد بقولهم لضعف أدلتهم.
فحسْب المسلم ما أجمع عليه الصحابة، وأفتى به أئمة التابعين، واختاره من بعدهم من أئمة الإسلام المجتهدين في العصور المفضلة وما بعدها إلى يومنا هذا، حيث هو القول المختار المفتى به عند المحققين من علماء العصر وفقهائه (85).
المبحث الثاني: حكم الطهارة للصغير
والمراد بالصغير هنا الصغير المميز، أما غير المميز فلا يجوز تمكينه من مس المصحف، ويأثم من مكنه من ذلك (86).
وقد اختلف العلماء في حكم مس المميز للمصحف على غير طهارة على الأقوال التالية:
القول الأول: أنه يجوز للصغير مس المصحف على غير طهارة، بمعنى: أنه لا يأثم من مكّن الصغير من مس المصحف وليّا كان أو غيره.
وبهذا قال: الحنفية في الصحيح من المذهب (87)، والمالكية في المعتمد (88)، والشافعية في الصحيح (89)، والحنابلة في رواية (90)، وهو مذهب الظاهرية (91).
وقيَّد بعضهم الجواز في حال التعلم لا غير (92).
واستدلوا على ما ذهبوا إليه: بأن في تكليف الصبيان وأمرهم بالوضوء حرجًا عليهم، قد يؤدي إلى ترك حفظ القرآن وتعلمه، فأبيح لهم المس لضرورة التعلم، ودفعًا للحرج والمشقة عنهم (93)، ولقصورهم عن حد التكليف (94).
القول الثاني: أنه يكره للصغير مس المصحف على غير طهارة.
وبه قال بعض الحنفية (95)، وبعض المالكية إن كان للمصحف كله، دون بعضه فلا يكره (96).
ولعل وجه الكراهة: أن الصغير غير مكلف، فيحمل النهي عن مس المصحف في حقه على الكراهة لا على التحريم، لقصوره عن حد التكليف، ولحاجة التعلم، ودفعًا للحرج والمشقة.
القول الثالث: أنه يحرم على الصغير مس المصحف كله أو بعضه على غير طهارة كالبالغ، ويأثم من مكنه من ذلك، وليًا كان أو غيره.
وبهذا قال: الشافعية في قول (97)، والحنابلة في الصحيح من المذهب (98) مستدلين على ذلك: بعموم الأدلة الدالة على تحريم مس المصحف على غير طهارة، وأنها عامة في الصغير والكبير، دون ما فرق بينهما (99).
تنبيه: استثنى الحنابلة من هذا الحكم مس الصغير لوحًا فيه قرآن فأجازوا تمكينه من ذلك لمشقة الطهارة عليه، ولضرورة التعلم على أن يمسه من المحل الخالي من الكتابة في الصحيح من المذهب (100).
الترجيح:
(يُتْبَعُ)
(/)
لعل ما ذهب إليه جمهور العلماء من القول بجواز مس الصغير للمصحف هو الأرجح، لقوة ما استدلوا به، وضعف ما استدل به المخالف، لأن مساواة الصغير بالكبير في إيجاب الطهارة هنا غير ظاهر مع الفارق الكبير بينهما لعدم التكليف في حق الصغير، ففي ذلك مشقة ظاهرة عليه مع عدم تكليفه، قد تؤدي إلى إعراضه عن تعلم القرآن، وقد جاءت قواعد الشرع باليسر والسهولة في الأحكام ورفع الحرج والمشقة عن الأنام، لا سيما فيما يتعلق بنوافل الطاعة فإن الشرع سهل في أحكامها ترغيبًا في العمل بها. فالقول بعدم وجوب الطهارة على الصغير لمس المصحف هو الذي يتمشى مع سماحة الإسلام ويسر أحكامه، هذا مع التأكيد على استحباب إتيانه بالطهارة وحثه عليها، إذ القائلون بالجواز لا يختلفون في استحباب طهارة الصغير لها (101) والعلم عند الله.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- أحكام القرآن.- أبو بكر محمد بن عبد الله ابن العربي، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت: دار المعرفة.
- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، محمد ناصر الدين الألباني، إشراف: محمد زهير الشاويش، الطبعة الأولى، بيروت - دمشق: المكتب الإسلامي.
- الاستذكار، تصنيف: الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت: دار قتيبة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م.
- أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في فقه الإمام مالك، أبي بكر بن حسن الكشناوي، بيروت: دار الفكر.
- إظهار الحق المبين بتأييد إجماع الأئمة الأربعة على تحريم مس وحمل القرآن الكريم لغير المتطهرين، محمد علي بن حسين المالكي، مكة المكرمة: المطبعة السلفية 1352هـ.
- إعلاء السنن، ظفر أحمد العثماني التهاوني، كراتشي – باكستان: إدارة القرآن والعلوم الإسلامية.
- إعلام الموقعين عن رب العالمين، شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الأولى: 1374هـ-1995م.
- الإفصاح عن معاني الصحاح، يحيى بن محمد بن هبيرة، الرياض: المؤسسة السعودية.
- الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، شرف الدين موسى الحجاوي المقدسي، تصحيح وتعليق: عبد اللطيف محمد السبكي، مصر: المكتبة التجارية الكبرى.
- الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، علي بن سليمان المرداوي.صححه وحققه: محمد حامد الفقي، القاهرة: مطبعة السنة المحمدية، 1376هـ/1957م الطبعة الأولى.
- البحر الرائق شرح كنز الدقائق، زين الدين بن نجيم الحنفي، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر الطبعة الثانية، طبعة بالأوفست.
- بداية المجتهد ونهاية المقتصد، أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد.، راجعه وصححه: عبد الحليم محمد عبد الحليم، عبد الرحمن حسن محمود، القاهرة: مطبعة حسان.
- البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير، تحقيق: محمد عبد العزيز النجار، القاهرة: مطبعة الفجالة الجديدة.
- البناية في شرح الهداية، أبو محمد محمود بن أحمد العيني، تصحيح: محمد عمر الشهير بناصر الإسلام الرامفوري، بيروت: دار الفكر، 1401هـ / 1981م الطبعة الأولى.
- التبيان في أقسام القرآن، الإمام محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد زهري النجار.الناشر: المؤسسة السعيدية للطبع والنشر.، القاهرة: مطابع الدجوي.
- التعليق المغني على الدارقطني (بهامش سنن الدارقطني)، محمد شمس الحق العظيم آباد، تصحيح وتحقيق: عبد الله هاشم اليماني، القاهرة: دار المحاسن للطباعة، 1386هـ /1966م.
- التفريع، عبد الله بن الحسين ابن الجلاب المصري، تحقيق: د. حسين بن سالم الدهماني، بيروت: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1408هـ- 1987م.
- تفسير البغوي (معالم التنزيل في التفسير والتأويل).، الحسين بن مسعود البغوي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر، 1405هـ-1985 م.
- تفسير ابن كثير، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1401هـ/1981م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، القاهرة: شركة الطباعة الفنية المتحدة، تصحيح وتعليق: عبد الله هاشم اليماني، 1384هـ/1964م.
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي، تحقيق: محمد بوخبزه، وسعيد أحمد أعراب، طباعة: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.
- الجامع لأحكام القرآن، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، الناشر: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، 1387هـ/1967م مصورة عن طبعة دار الكتب.
- الدر المختار شرح تنوير الأبصار (مع حاشيته لابن عابدين)، محمد علاء الدين الحصكفي.مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي1386هـ/1966م الطبعة الثانية
- الذخيرة، أحمد بن إدريس القرافي، تحقيق: محمد بوخبزه، بيروت: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى عام 1994م.
- رحمة الأمة في اختلاف الأئمة، محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني الشافعي، عني بطبعه: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، قطر: مطابع قطر الوطنية، 1401هـ /1981م.
- رد المحتار على الدر المختار (حاشية ابن عابدين).، محمد أمين الشهير بابن عابدين، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي1386هـ/1966م الطبعة الثانية.
- روضة الطالبين، يحيى بن شرف النووي، دمشق: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر.
- روضة الناظر وجنة المناظر، موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة،تحقيق: د. شعبان محمد إسماعيل، بيروت مؤسسة الرياض للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة الأولى1419هـ/1998م
- الروض المربع بشرح زاد المستقنع، منصور بن يونس البهوتي،القاهرة: المطبعة السلفية، الطبعة السادسة.
- سنن الدارقطني، علي بن عمر الدارقطني، تصحيح وتحقيق: عبد الله هاشم اليماني، القاهرة: دار المحاسن للطباعة، 1386هـ /1966م.
- سنن الدارمي، الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، عناية: محمد أحمد دهمان، نشر: دار إحياء السنة النبوية.
- السنن الكبرى، أحمد بن الحسين البيهقي، حيدر آباد الدكن – الهند: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية الطبعة الأولى.
- شرح الخرشي على مختصر خليل، أبو عبد الله محمد الخرشي، بيروت: دار صادر.
- الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك، أحمد بن محمد بن أحمد الدردير، القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، طبع على نفقة راشد بن سعيد المكتوم.
- شرح العمدة في الفقه (كتاب الطهارة)، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق د. سعود بن صالح العطيشان، الرياض: مكتبة العبيكان 1413هـ/1993 م.
- الشرح الكبير، عبد الرحمن بن محمد بن قدامة المقدسي، الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود كلية الشريعة.
- الشرح الكبير لمختصر خليل (بهامش حاشية الدسوقي)، أحمد بن محمد الدردير،بيروت: دار الفكر.
- صحيح البخاري (مع حاشية السندي)، محمد بن إسماعيل البخاري، مصر: مطبعة دار إحياء الكتب العربية.
- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر.
- عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، جلال الدين عبد الله بن نجيم بن شاس، تحقيق: د. محمد أبو الأجفان – أ. عبد الحفيظ منصور، بيروت: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى: 1415هـ – 1995م.
- فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش.الرياض: شركة العبيكان للطباعة والنشر الطبعة الأولى عام 1411هـ.
- فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
- جمع وترتيب وتحقيق: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم.
- مكة: مطبعة الحكومة، 1399هـ. الطبعة الأولى.
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تصحيح وتحقيق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، القاهرة: المطبعة السلفية ومكتبتها.
- فتح الجواد بشرح الإرشاد، أحمد بن حجر الهيتمي، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1391هـ /1971م الطبعة الثانية.
- الفروع، شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي، راجعه: عبد الستار أحمد فراج، القاهرة: دار مصر للطباعة، 1381هـ /1962م الطبعة الثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي.الطبعة الثانية، بيروت: المكتب الإسلامي، 1399هـ/1979م.
- كتاب المصاحف، تصنيف: أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، بيروت: دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى 1405هـ – 1985م.
- كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور بن يونس البهوتي، القاهرة: مطبعة أنصار السنة المحمدية 1366هـ/1947م.
- مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن سليمان المعروف بداماد أفندي، القاهرة: دار الطباعة العامرة، 1316هـ، تصوير: بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،علي بن أبي بكر الهيثمي، بيروت: دار الفكر 1408هـ – 1988م.
- المجموع شرح المهذب، الإمام يحيى بن شرف النووي، القاهرة: مطبعة العاصمة.
- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الرياض: مكتبة المعارف.
- المحلى، محمد بن علي بن حزم، بيروت: دار الآفاق الجديدة.
- مذكرة أصول الفقه،الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، المدينة المنورة: المكتبة السلفية.
- المستدرك على الصحيحين،أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، حلب: مكتبة المطبوعات الإسلامية.
- المصنف،عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت: المكتب الإسلامي. الطبعة الأولى.
- المصنف في الأحاديث والآثار، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، تحقيق: مختار أحمد الندوي، بومباي – الهند: الدار السلفية، 1401هـ/1981م الطبعة الأولى.
- مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، مصطفى السيوطي الرحيباني، دمشق: المكتب الإسلامي.
- معرفة السنن والآثار، تصنيف: أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: سيد كردي حسن، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1412هـ – 1991م.
- المعونة على مذهب عالم المدينة، القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي، تحقيق: د. حميش عبد الحق، الناشر: مكتبة مصطفى الباز مكة المكرمة الطبعة الأولى عام 1415هـ – 199م.
- المغني، عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.
- مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، محمد الشربيني الخطيب، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
- المقنع في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل، عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، القاهرة: المطبعة السلفية ومكتبتها.
- المنتقى من أخبار المصطفى، عبد السلام بن تيمية الحراني، تحقيق: محمد حامد الفقي، بيروت: دار المعرفة، 1398هـ/1978م. الطبعة الثانية.
- منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزياداته، محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي المصري تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، الناشر: عالم الكتب.
- المهذب في فقه الإمام الشافعي، إبراهيم بن علي الشيرازي، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر. مصور عن الطبعة الثانية 1379هـ/1959م.
- موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي، سعدي أبو جيب، بيروت: دار العربية للطباعة والنشر.
- الموطأ (مع شرحه المنتقى)، مالك بن أنس الأصبحي، بيروت: دار الفكر العربي.
- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، محمد بن علي الشوكاني، مصور عن الطبعة الأولى، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1402هـ/1982م.
- الهداية شرح بداية المبتدي، برهان الدين بن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي.
منقول
.
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 04:00]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء(/)
من يساعدني على الإجابة عن هذا السؤال
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 04:13]ـ
أيها المشايخ الفضلاء! الأحاديث التي يوردها ابن حجر العسقلاني في بلوغ المرام مع تعقيبه بقوله "وصححه ابن حبان" هل كلها مقبولة عنده أم فيها ما ليس هو مقبولا عنده
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 04:24]ـ
ما صححه ابن حبان وليس في الصحيحين يحتاج لمراجعة ولو صححه ابن حجر أيضا رحمهم الله جميعا
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 08:28]ـ
ما صححه ابن حبان وليس في الصحيحين يحتاج لمراجعة ولو صححه ابن حجر أيضا رحمهم الله جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا، ولكن الذي أريده أيها الشيخ أن الأحاديث التي صححها ابن حبان وأوردها الحافظ في "بلوغ المرام" هل هي مقبولة عند الحافظ؟ أم فيها ما هو ليس مقبولا عنده؟(/)
الأحاديث التي لم يضعفها أبو داود
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 08:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها المشايخ الفضلاء، وعلماء الألوكة! هل الأحاديث التي لم يضعفها أبو داود -رحمه الله- في سننه كلها صحيحة أم فيها ما هو صحيح وما هو ضعيف؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 08:50]ـ
قال الألباني رحمه الله في تمام المنة
القاعدة السابعة
عدم الاعتماد على سكوت أبي داود
اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه " السنن ": " ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح "
فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله: " صالح " فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به
وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشهد به وهو الضيف الذي لم يشتد ضعفه
وهذا هو الصواب بقرينة قوله: وما فيه وهن شديد بينته فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبين "
فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنا عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي مما سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر "
ومع هذا فقد جرى النووي رحمه الله على الاحتجاج بما سكت عنه أبو داود في كثير من الأحاديث ولم يعرج فيها على مراجعة أسانيدها فوقع بسبب ذلك في أخطاء كثيرة
وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أبي داود العلماء المحققون أمثال ابن منده والذهبي وابن عبد الهادي وابن كثير وقد نقلت كلماتهم في مقدمة كتابي " صحيح أبي داود "
ثم وقفت على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة وقد ذهب فيه إلى هذا الذي ذكرناه وشرحه واحتج له بما لا تراه لغيره ولولا خشية الإطالة لنقلته هنا فأكتفي بالإحالة إلى مصدره وهو " توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار " (1/ 196 - 199) للإمام الصنعاني(/)
سماع الحسن عن سمرة
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[12 - Apr-2010, صباحاً 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشايخ الفضلاء، وعلماء الألوكة! أرجوكم أن تساعدوني أن أعرف مدى صحة سماع الحسن عن سمرة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 12:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=43669
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121961
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?p=1188601
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:51]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 05:13]ـ
وسؤال على ذلك السؤال:
هل يقال في تخريج حديث "العقيقة" الذي فيه: الحسن عن سمرة - - -: أخرجه البخاري؟؟
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 11:10]ـ
هذه بعض المراجع في سماع الحسن من سمرة للفائدة:
الإمام لابن دقيق العيد 3/ 50، تنقيح التحقيق 3/ 575، تهذيب السنن 9/ 474، نصب الراية 1/ 88، البدر المنير 4/ 69، التلخيص الحبير 2/ 164, تهذيب التهذيب 1/ 388, تعليق حمدي السلفي على المعجم الكبير للطبراني 7/ 231 - 236، التابعون الثقات لمبارك الهاجري 1/ 238 - 257، تحرير علوم الحديث للجديع 1/ 155 - 160، وتوسع جداً د. حاتم الشريف في بحث هذه المسألة في كتابه المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس 3/ 1174 - 1366.
وسؤال على ذلك السؤال:
هل يقال في تخريج حديث "العقيقة" الذي فيه: الحسن عن سمرة - - -: أخرجه البخاري؟؟
البخاري أخرج قصة إثبات سماع الحسن لسمرة حديث العقيقة وهي من طريق قريش بن أنس عن حبيب الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فقال: من سمرة.
وحديث العقيقة أخرجه الأريعة وأحمد وغيرهم من طرق عن قتادة عن الحسن عن سمرة.
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 02:24]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 04:29]ـ
البخاري أخرج قصة إثبات سماع الحسن لسمرة حديث العقيقة وهي من طريق قريش بن أنس عن حبيب الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فقال: من سمرة.
وحديث العقيقة أخرجه الأريعة وأحمد وغيرهم من طرق عن قتادة عن الحسن عن سمرة.
يعني عند تخريج الحديث هل نقول: أخرجه البخاري؟؟
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 03:26]ـ
يعني عند تخريج الحديث هل نقول: أخرجه البخاري؟؟
لا ..
فالبخاري لم يخرج الحديث، وإنما أفادنا فائدة أن الحسن سمع من سمرة حديث العقيقة ..
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 - Apr-2010, صباحاً 09:28]ـ
أحسنت بارك الله فيك.(/)
«شرح كتاب المنتقى في الأحكام للشيخ مجد الدين ابن تيميّة»،لشيخنا صالح الفَوزان 1431
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:50]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ كِتَابِ الْمُنْتَقَى فِي الأَحْكَامِ عَن خَيْرِ الأَنَامِ
لِلشَّيخِ مَجْدِ الدِّيْنِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ
شَرْحُ
صَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيْخِنَا المُبَارَك العَلاَّمَةِ صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَانِ
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
جمعه / سَلْمَانُ بنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَلِوَالِدَيْهِ وَلِجَمِيْعِ المُسْلِمِيْنَ. آمين.
[الدَّرْسُ الأَوَّلُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa01.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:52]ـ
[الدَّرْسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa02.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:53]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa03.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:54]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa04.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:55]ـ
[الدَّرْسُ الخامِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa05.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:56]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِسُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa06.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 03:57]ـ
[الدَّرْسُ السَّابِعُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa07.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 04:00]ـ
[الدَّرْسُ الثَّامِنُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa08.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Apr-2010, مساء 04:02]ـ
[الدَّرْسُ التَّاسِعُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa09.mp3
يتبع، إن شاء اللَّهُ تعالى.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 03:57]ـ
[الدَّرْسُ العَاشرُ]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa10.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 12:48]ـ
[الدَّرْسُ الحَادِي عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa11.mp3
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 02:51]ـ
واصل وصلك الله بهده
كم عدد الدروس
وهل الشرح مستمر ام وقف الشيخ
بارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 01:45]ـ
وهل الشرح مستمر
الجواب: نعم.
وجزاكُم اللَّهُ خيرًا، وباركَ فيكُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 01:48]ـ
[الدَّرْسُ الثَّانِي عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa12.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 08:04]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِث عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa13.mp3
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 06:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: جديد اي في هذه الفترة وهل هذا الشرح لا يوجد على موقع الشيخ وهل يختلف عن شرحه المنتقى من اخبار سيد المرسلين لانه قد يحدث وهم في الاسم (المنتقى)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: جديد اي في هذه الفترة وهل هذا الشرح لا يوجد على موقع الشيخ وهل يختلف عن شرحه المنتقى من اخبار سيد المرسلين لانه قد يحدث وهم في الاسم (المنتقى)
وَعَلَيْكُم السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،
أخي الغالي ـ زادَكُم اللَّهُ فَضْلًا ونُبْلًا وتَوفيقًا ـ جَوَابًا على تسؤلاتِكُم:
الشَّرح هو نفسه الموجود على موقع شَيْخِنا وهو نفس الكتاب (المنتقى من اخبار سيد المرسلين).
وشيخنا لا يزال يشرح كتاب المنتقى كل يوم سبت بعد المغرب، وقد ابتداء شرحه بتاريخ 8 - 2 - 1431.
ولكن لما كانت أكثر شروحات شيخِنا الموجودة على موقعه الرَّسمي غير مرتبة وناقصة، لذا اجتهدتُ في جمع وترتيب شرح المُنتقى لشيخنا ليكون في صفحة الأرشيف مرتبًا.واللَّهُ الموفِّقُ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 11:17]ـ
[الدَّرْسُ الرَّابِع عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa14.mp3
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 07:17]ـ
جزاك الله خيرا ياطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 06:13]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:18]ـ
جزاكُمَا اللَّهُ خَيرًا، وَباركَ فيكُما.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 10:09]ـ
[الدَّرْسُ الخَامِس عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa15.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:34]ـ
[الدَّرْسُ السَّادِس عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa16.mp3
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:44]ـ
اللهم بارك
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 03:39]ـ
آمينَ.
وجزاكُم اللَّهُ خيرًا، وباركَ فيكُم.
[الدَّرْسُ السَّابِع عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa17.mp3
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 07:30]ـ
بوركتم ونفع المولى بكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 08:52]ـ
آمينَ.
وجزاكُم اللَّهُ خيرًا، وَنفعَ بكُم.
[الدَّرْسُ الثَّامِن عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa18.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:09]ـ
[الدَّرْسُ التَّاسِع عشر]:
http://www.archive.org/download/SharhMuntaqa_614/montqa19.mp3
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
جزاك اللَّهُ خيرًا .. وصل بكل شي جديد للشيخ صالح حفظه الله تعالى ونفع به(/)
ضم النظير إلى نظيره من أسماء الرجال تيسيراً للحفظ
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 03:42]ـ
تقليداً لموضوع أبي مالك العوضي
أحذوا حذوه ببضاعتي المزجاة و لكن أخصص الموضوع بأسماءالرجال فحسب؛ تيسيراَ لحفظها و استحضارها
و نرجوا من الإخوة المشاركة
وهذا أوان الشروع و بالله التوفيق
... ثلاثة من الأئمة تسموا بـ (محمد بن إسحاق) و كنيتهم: (أبو بكر):
- محمد بن إسحاق بن يسار، أبو بكر
صاحب المغازي
- محمد بن إسحاق بن خزيمة، أبو بكر
الملقب بـ: (إمام الأئمة)
- محمد بن إسحاق الصاغاني، أبو بكر
محدث خرسان
... ثلاثة من الأئمة اتفقوا في:
1 - كونهم من أكبر و أشهر أصحاب الإمام أحمد
2 - و أن لكل منهم مسائل له
3 - و اشتركوا في اسمه: (أحمد)
4 - و اسم أبيه: (محمد)
5 - واشتركوا في أن كلا منهم كنيته: (أبو بكر)!!!!!!
وهم:
- الأثرم (أحمد بن محمد) (أبوبكر)
- الخلال (أحمد بن محمد) (أبوبكر)
- المروذي (أحمد بن محمد) (أبوبكر)
يتبع إن شاء الله ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 08:22]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل، موضوع طيب.
ويمكن أن يضاف له بعض الإلغاز تنشيطا للأذهان؛ فمن ذلك: أن بعض العلماء يشتهر باسمه أو بكنيته ويخفى ما دون ذلك.
وقد ذكرني هذا بما وقع للحافظ الذهبي لما أراد امتحان ابن دقيق العيد؛ إذ قال له: (من أبو محمد الهلالي؟) فقال له كأنه كان على طرف لسانه: سفيان بن عيينة!
فعلى خطى العلماء نقول:
اذكر عالمين مشهورين بالكنية واللقب، واسم كل منهما (محمد بن عبد الواحد)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 08:23]ـ
لغز آخر:
عالمان مشهوران كانا إمامي عصرهما في اللغة والأدب أحدهما كوفي والآخر بصري، وكل منهما يُكْنَى (أبا العباس).
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:38]ـ
لغز آخر:
عالمان مشهوران كانا إمامي عصرهما في اللغة والأدب أحدهما كوفي والآخر بصري، وكل منهما يُكْنَى (أبا العباس).
المبرّد = محمد بن يزيد. (بصري).
ثعلب = أحمد بن يحيى (كوفي).
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:45]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل، موضوع طيب.
ويمكن أن يضاف له بعض الإلغاز تنشيطا للأذهان؛ فمن ذلك: أن بعض العلماء يشتهر باسمه أو بكنيته ويخفى ما دون ذلك.
وقد ذكرني هذا بما وقع للحافظ الذهبي لما أراد امتحان ابن دقيق العيد؛ إذ قال له: (من أبو محمد الهلالي؟) فقال له كأنه كان على طرف لسانه: سفيان بن عيينة!
فعلى خطى العلماء نقول:
اذكر عالمين مشهورين بالكنية واللقب، واسم كل منهما (محمد بن عبد الواحد)
الأخ الكريم أبا مالك.
إني أحبك في الله.
الإمامان الذهبي وابن دقيق العيد.
من الذي امتحن من؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:49]ـ
المبرّد = محمد بن يزيد. (بصري).
ثعلب = أحمد بن يحيى (كوفي).
الجواب صحيح، ومن أجاب فعليه أن يسأل (ابتسامة)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:51]ـ
ابنُ وهبٍ (ابتسامة) هو امتَحَنَ الذهبي رحمهما الله، أليسَ كذلك؟
شكراً لكم على الفوائد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:57]ـ
الأخ الكريم أبا مالك.
إني أحبك في الله.
أحبك الله الذي أحببتني فيه.
الإمامان الذهبي وابن دقيق العيد.
من الذي امتحن من؟
الذهبي أراد امتحان حفظ شيخه ابن دقيق العيد.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 11:58]ـ
بينتك أو يمينك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:06]ـ
الجواب صحيح، ومن أجاب فعليه أن يسأل (ابتسامة)
هذا تفضُّل منكم يا أخي الفاضل ..
والسؤال هو:
هات اثنين ممن يكنى من الصحابة والتابعيين (أبا ثابت)؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:08]ـ
بينتك أو يمينك
الله أكبر!
فلتجعلها مسابقة للبحث (ابتسامة)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:14]ـ
قال السبكي:
ولما دخل [الذهبي] إلى شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، وكان المذْكور شديد التَّحرّي في الإسماع قال له: من أين جئت؟ قال: من الشَّام.
قال: بم تعرف؟
قال: بالذَّهبي.
قال: مَن أبو طاهر الذَّهبي؟
فقال له: المخلص.
فقال: أحسنتَ، فقال: من أبو محمد الهلالي؟
قال: سفيان بن عينة.
قال: أحسنتَ، اقْرأ.
ومكَّنَه من القراءة عليه حينئذٍ؛ إذ رآه عارفا بالأسماء.
= = = = =
هل أسأل الآن؟:)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:34]ـ
يمكنك أن تسأل من قبل ذلك أيضا (ابتسامة)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:42]ـ
بوركت.
من المحقق محمد بن محمد بن محمد؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:48]ـ
يا جماعة الخير: لا يكن كل الكلام إلغازا!! فأتحفونا بالفوائد ثم بعد بالألغاز
............. ابتسامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 12:51]ـ
نعم.
المحقق هو: ابن الجزري.
وهذا اصطلاح في كتب القراءات والتجويد للمتأخرين.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 02:59]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد شددتم على ساعد أخيكم بمروركم الكريم
وعذرا على التأخير
... الخطيب: أحمد بن علي بن ثابت
أبو يعلى: أحمد بن علي بن المثنى
الحافظ: أحمد بن علي بن محمد
... ابن رشد الجد: محمد بن أحمد
ابن رشد الحفيد: محمد بن أحمد!!!
... أبو التياح: يزيد بن حميد
أبو مجلز: لاحق بن حميد
يتبع إن شاء الله ....
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 07:28]ـ
فائدة:
لا يوجد في الكتب الستة من يبدأ اسمه بـ "لا "
سوي لاحق بن جليز، وهو ثقة من الثالثة.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:58]ـ
... (عبد الله بن يوسف)
ابن هشام النحوي
أبو محمد الجويني
... (أحمد بن الحسين)
البيهقي
المتنبي
... عبد الله بن زيد من الصحابة اثنان:
عبد الله بن زيد بن عاصم المازني (صاحب حديث الوضوء)
عبد الله بن زيد بن عبد ربه (صاحب حديث الأذان)
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 08:57]ـ
... ابن المنذر: (محمد بن إبراهيم)
ابن الوزير: (محمد بن إبراهيم)
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 09:06]ـ
فائدة:
لا يوجد في الكتب الستة من يبدأ اسمه بـ "لا "
سوي لاحق بن جليز، وهو ثقة من الثالثة.
سبحان الله.
حدث سبق كيبوردي (ابتسامة).
إنما هو لاحق بن حميد، أبو مجلز.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 10:36]ـ
الذهبي أراد امتحان حفظ شيخه ابن دقيق العيد.
أينَ هذا؟، أخانا الفاضل.
|||||||||||||||||||||
الإمام الشافعي (ت204هـ)
والحافظ أبو حاتم الرازي (ت277هـ)
والحافظ أبو بكر الجرجرائي (ت415هـ)
كلهم اسمُهُ: محمد بن إدريس
رحمهم الله تعالَى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 07:46]ـ
هذا سهو يا أخي الكريم، نبه عليه الشيخ الفاضل القارئ المليجي.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 09:29]ـ
الأخ الكريم مسلم بن عبد الله.
لقد سبق لك التعليق على هذا، ألست القائل:
ابنُ وهبٍ (ابتسامة) هو امتَحَنَ الذهبي رحمهما الله، أليسَ كذلك؟
محمد بن علي بن وهب هو ابن دقيق العيد.
يا أخي ما نسيناك ولا تجاوزناك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 11:47]ـ
فعلى خطى العلماء نقول:
اذكر عالمين مشهورين بالكنية واللقب، واسم كل منهما (محمد بن عبد الواحد)
الأول: أبو عمر الزاهد، الملقب غلام ثعلب المتوفى 345 (سهلة الحفظ، وفيها أيضا: ابن أبي هريرة الفقيه الشافعي، ومبرمان النحوي، وابن طباطبا).
الثاني: ابن الهمام الحنفي، صاحب التحرير المتوفى 861 (كابن هشام).
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 11:51]ـ
ابن هشام 761
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 12:02]ـ
نعم .. هذا سهو مني، "والعلم في السهو له اكتنان" (ابتسامة)
الصواب: بعد ابن هشام بمائة سنة، كما قلنا في أبي علي القالي (356) بعد البخاري (256) بمائة سنة، وبعده ابن حزم بمائة سنة (456)، وبعده بمائة سنة أبو القاسم السمرقندي صاحب جامع الفتاوى (556) وبعده بمائة سنة الحافظ المنذري (656)، وبعده بمائة سنة تقي الدين السبكي (756)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 12:16]ـ
ومحمد بن عبد الواحد المقدسي
الضياء
صاحب المختارة - ت 643
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 02:45]ـ
الأخ الكريم مسلم بن عبد الله.
لقد سبق لك التعليق على هذا، ألست القائل:
محمد بن علي بن وهب هو ابن دقيق العيد.
يا أخي ما نسيناك ولا تجاوزناك.
مرحبا بك أخي الحبيب إنما علقتُ بعد أن لم يُبين الأستاذ الكريم أبو مالك -لا زال في كلاءة الله- كونَ تعليقه سهواً فخشيتُ أن يكون في القصة قولان. هذا كل ما في الأمر. فجزاكما الله أحسن الجزاء فإنكما من جماعة هنا استفدتُ منها فوائد لا أحصيها أدام الله النفع بكم جميعاً.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 04:35]ـ
ذو البجادين: عبدالله بن عبد بهم رضي الله عنه.
ذو الجوشن الضبابي: شرحبيل بن أبي شمر، رضي الله عنه.
ذو الرُّمَّة: غيلان بن عقبة الشاعر المشهور.
ذو الرياستين: الفضل بن سهل الوزير.
ذو الشمالين: عمير بن عمر، قتل ببدر، رضي الله عنه.
ذو الشهادتين: خزيمة بن ثابت، رضي الله عنه.
ذو الغُرّة الجهني: يعيش، له صحبة، رضي الله عنه.
ذو اليدين: عمير بن عبد عمرو السلميّ رضي الله عنه، وقيل خرباق، هو غير ذو الشمالين.
ذو الوزارتين: صاعد بن مخلد.
وأيضاً: ذو الوزارتين: لسان الدين بن الخطيب الأندلسي هو محمد بن عبد الله بن الخطيب صاحب الإحاطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد محمد جمال]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:24]ـ
وكنية ابو عبد الله ومنها:
ابو عبد الله مالك بن انس رحمه الله
ابو عبد الله سفيان الثورى رحمه الله
ابو عبد الله احمد بن حنبل رحمه الله وغيرهم كثير
وجزائكم الله خير على تلك الفوائد
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 06:13]ـ
أحمد بن الحسين أربعة:
شافعيان و محدث و شاعر
1 - البيهقي
2 - ابن شجاع صاحب متن الغاية
3 - أبو زرعة الرازي الصغير
4 - المتنبي(/)
تخريج حديثي المطلب وابن عمر في دخول المسجد
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 03:43]ـ
الحمد لله وبعد: فهذا هو تخريج الحديثين الخامس والسادس من أحاديث الأدعية والأذكار التي ورد استحباب قولها عند دخول المسجد أو الخروج وبالله الاستعانة
5/ حديث المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال اللهم ...
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن عمرو بن أبي عمرو المديني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال اللهم افتح لي أبواب رحمتك ويسر لي أبواب رزقك.
وهذا إسناد لا بأس به غير أنه معضل
عبد الله بن سعيد بن أبي هند هو أبو بكر المدني صدوق لا بأس به
وعمرو بن أبى عمرو واسمه ميسرة مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب أبو عثمان المدني لا بأس به احتج به الشيخان وخرجا له في الأصول
والمطلب بن عبد الله بن حنطب ثقة وثقه أبو زرعة ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغالب رواياته عن التابعين
قال ابن سعد كان كثير الحديث وليس يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وليس له لقي وعامة أصحابه يدلسون
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه لم يسمع من جابر ولا من زيد بن ثابت ولا من عمران بن حصين ولم يدرك أحدا من الصحابة إلا سهل بن سعد ومن في طبقته وقال أبو حاتم أيضا روايته عن ابن عباس وابن عمر مرسلة قال ولا ندري سمع منهما أم لا لا يذكر الخبر
وأخرج هذا الحديث عبد الرزاق في المصنف عن يحيى بن العلاء عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب به وزاد يحيى بن العلاء التسمية في أوله
أقول: ذكر التسمية فيه منكر فإن ابن العلاء هذا واه جدا قال أحمد كذاب يضع الحديث
6/ حديث ابن عمر علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد ...
رواه سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر قال: " علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب فضلك "
ورواه عن سالم فيما وقفت عليه اثنان
1/ الوليد بن القاسم
أخرجه ابن عدي في الكامل ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة نا عمر بن محمد القافلاني ثنا يوسف بن موسى قالا ثنا الوليد بن القاسم الهمداني عن سالم به
2/ إسماعيل بن صبيح
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا إسماعيل بن صبيح عن سالم به
فهذان اثنان الوليد وإسماعيل روياه عن سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله آله وسلم
هذا إسناد منكر
سالم بن عبد الأعلى هو أبو الفيض متروك الحديث وقد كذبه بعضهم قال الحاكم والنقاش روى عن نافع أحاديث موضوعة
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث إلا أبو الفيض تفرد به إسماعيل بن صبيح
أقول: بل تابعه الوليد بن القاسم خرجه الطبراني نفسه
وكتب أبو صهيب الجزائري كان الله له
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - Apr-2010, صباحاً 06:55]ـ
بارك الله فيك
2/ إسماعيل بن صبيح
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا إسماعيل بن صبيح عن سالم به
هل أنت متأكد أن الطبراني خرجه في الكبير؟؟
2/ إسماعيل بن صبيح
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا إسماعيل بن صبيح عن سالم به
وأخرجه عبد الغني المقدسي في الترغيب في الدعاء أيضا
أقول: بل تابعه الوليد بن القاسم خرجه الطبراني نفسه
هل أنت متأكد من قولك هذا أيضا؟؟
ملاحظة هامة عندي
وهي أنك كثيرا ما تحكم على الحديث أو سنده سواء كان ضعيفا أو ضعيفا جدا أو موضوعا مكذوبا بقولك منكر فقط
ياليت تبين درجة كل حديث خرجته من حيث هل هو ضعيف أو ضعيف جدا أو موضوع مع تبيين نكارته إن كان منكرا
فهو أوضح عند غير المتخصص
أتمنى أن تفعل ذلك
.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 01:25]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه صورة البحث قبل تبيضه وهو عندي مذ مدة طويلة
وقد وقفت على شاهد لحديث فاطمة من مسند ابن عمر أخرجه ابن عدي في الكامل ثنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم
وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة نا أبو حفص عمر بن محمد بن بكار القافلاني ثنا يوسف بن موسى قالا ثنا الوليد بن القاسم الهمداني
وأخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا إسماعيل بن صبيح قالا الوليد وإسماعيل عن سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر قال: " علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب فضلك "
قال الطبراني:لم يرو هذا الحديث إلا أبو الفيض تفرد به إسماعيل بن صبيح اهـ
وإسناده واه جدا سالم بن عبد الأعلى متروك الحديث كذبه بعضهم قال ابن معين سالم أبو الفيض ليس حديثه بشيء وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال متروك الحديث وقال البخاري في التاريخ الكبير تركوهوقال أيضا منكر الحديث كما في العلل الكبير للترمذي وقال النسائي متروك الحديث وقال ابن حبان في المجروحين سالم بن عبد الأعلى كنيته أبو الفيض وقد قيل سالم بن عبد الرحمان يروي عن عطاء ونافع روى عنه بن إدريس والكوفيون كان يضع الحديث لا تحل كتابةحديثه ولا الرواية عنه وقال الفسوي والفيض وسالم ضعيفان لا يفرح بحديثهما وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين وقال الحافظ في اللسان وقال ابن أبي حاتم والساجي والدولابي وغيرهم متروك ذكره ابن الجارود في الضعفاء وقال الحاكم والنقاش روى عن نافع أحاديث موضوعة
ولا يخفى ما في قول الطبراني تفرد به إسماعيل بن صبيح فقد تابعه الوليد بن القاسم الهمداني كما في رواية ابن عدي وابن السني والله أعلم
قال الحافظ في النتائج (1/ 283): قال سليمان لم يروه عن نافع إلا أبو الفيض تفرد به إسماعيل أبو الفيض كنية سالم المذكور ولم ينفرد به إسماعيل فقد أخرجه ابن السنى من رواية الوليد بن القاسم عن سالم بن عبد الأعلى وسالم المذكور ضعيف جدا وقال فيه ابن حبان كان يضع الحديث اهـ
أقو ل: عزو رواية إسماعيل إلى الكبير قديم ما أدري ما وجهه اللهم إلا التوهم وأيضا رواية القاسم أشرت في الاعتراض على الطبراني أنها عند ابن عدي وابن السني ولم يظهر لي ايضا وجه قولي كما خرجه الطبراني نفسه فالله المستعان
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن على هذا التنبه وبارك فيك(/)
ما مدى صحة هذا الأثر: يتظلمن و هن ظالمات، و يحلفن و هن كاذبات، و يتمنعن و هن راغبات
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 02:37]ـ
في كتاب التذكرة للقرطبي:
"و عن كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أيها الناس لا تطيعوا للنساء أمراً و لا تأمنوهن على مال و لا تدعوهن يدبرن أمر عشير، فإنهن إن تركن و ما يردن أفسدن الملك و عصين المالك و جدناهن لا دين لهن في خلواتهن و لا ورع لهن عند شهواتهن اللذة بهن يسيرة و الحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات و أما طوالحهن فعاهرات و أما المعصومات فهن المعدومات فيهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن و هن ظالمات، و يحلفن و هن كاذبات، و يتمنعن و هن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن و كونوا على حذر من خيارهن و السلام."
لم أجد تخريج لهذا الأثر، فألفاظ ومعاني هذا الكلام لاتستساغ.
-فما تخريج هذا الأثر وما مدى صحته؟؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 04:52]ـ
لم يثبت عن علي بن أبي طالب التشنيع على جنس النساء
السؤال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أيها الناس! لا تطيعوا للنساء أمراً، ولا تأمنوهن على مال، ولا تدعوهن يدبرن أمر عشير، فإنهن إن تُرِكن وما يردن أفسدن الملك، وعصين المالك، وجدناهن لا دين لهن في خلواتهن، ولا ورع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة، والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات، وأما طوالحهن فعاهرات، وأما المعصومات فهن المعدومات، فيهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن، وكونوا على حذر من خيارهن، والسلام.
الجواب: الحمد لله
هذا الكلام لا تصح نسبته إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك لدليلين اثنين:
الأول: أنه ليس له أصل إسنادي في كتب السنة والآثار، ولا يعرف له موضع في كتب أهل السنة، اللهم إلا أن القرطبي نقله بنصه في كتاب " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " (ص/818) من طبعة دار المنهاج، وقال المحقق الدكتور الصادق: بحثت عن هذا الأثر عن علي رضي الله عنه ولم أجده، وما أظن أن يثبت مثل هذا عنه رضي الله عنه، لما فيه من المبالغة في التشنيع على النساء على وجه لا يليق " انتهى. وعن الإمام القرطبي نقله السخاوي في " المقاصد الحسنة " (ص/458) والعجلوني في " كشف الخفاء " (2/ 63) ولم يحكما فيه بشيء.
الثاني: فيه مبالغة ظاهرة في التشنيع على جنس النساء، والتحذير منهن، ولو كان التحذير مقتصرا على شرار النساء لكان مقبولا، أما أن يشمل التحذير والتشنيع الصالحات من النساء فهذا أمر مرفوض لا يقبل، وليس في الشريعة ما يؤيده، ولا يصدر عن مثل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو العالم بقول الله تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) النساء/34، وبقوله عز وجل: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب/35.
وكل ما ورد من آثار في بعض كتب التاريخ والأدب تحث على ترك طاعة النساء، ومخالفة أمرهن، وذم الصالحات فيهن، وتخوين الطاهرات منهن: فهي آثار مردودة لا تثبت، وإنما يؤمن بها الرافضة في تراثهم المزور، فقد عقد الكليني في كتابه " الكافي " (5/ 518) بابا بعنوان " باب في ترك طاعتهن "، وسرد فيه مجموعة من الآثار التي تشنع على النساء في هذا الشأن، وأما نحن فنقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أبو داود (رقم/236)، فالنساء فيهن العابدات المؤمنات اللاتي شاركن في بناء التاريخ الإسلامي العظيم، فلا يقبل التعميم الذي يرد في بعض الآثار عن بعض السلف وفيه مبالغة التشنيع على جنس النساء.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 10:43]ـ
نفع الله بك الأمة(/)
توضيح المسند من المتصل
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 03:03]ـ
قال صاحب البيقونية
والمسند المتصل الإسناد من راويه حتى المصطفى ولم يبن
ومابسمع كل راو يتصل إسناده للمطفى فالمتصل
قال شارح البيقونية (المشاط) عندما شرح الحديث المتصل قال والمسند أخص من المتصل أي كل مسند متصل وليس كل متصل مسند.
والذي أراه والله أعلم هذا الكلام وإن كان صحيحا لكنه لا يتناسق مع البيتين.
فأرجو التعقيب بعلم وجزيتم خيرا ومنكم نستفيد
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 09:39]ـ
يقول السيوطى
المسند هو ما اتصل اسناده ظاهرا من غير بيان التدليس و الانقطاع الخفى و خلافه
و كذا الخطيب البغدادى
و لا أفهم البيت و لا شرح الشيخ له
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 10:11]ـ
كلام صاحب البيقونية يقتضي بأن يكون المتصل أخص من المسند وذلك لأنه المسند والمتصل كلاهما اشتُرِط إلى النبي وخص صاحب البيقونية المتصل بالسمع فعلى هذا يكون المتصل أخص ليس غير, وهذا خلاف ما عليه المحدثين.
فاستدرك أحد المشايخ على هذا البيت قائلا:
ومابسمع كل راوٍ يتصل أسناده للمنتهى فالمتصل
فقوله للمنتهى دخل الموقوف مع المرفوع فالآن أستقامت العبارة حيث أنه على هذا الكلام يكون المسند أخص من المتصل لأن المسند يكون مرفوعا للمصطفى , والمتصل يكون للمصطفى وغيره.
والحمد لله(/)
فائدة {كلُّ علة ٍ موجودة ٍ في الأرض , فهيَ في هذا الحديث}؟!؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 05:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام علي سيد الأنبياء والمرسلين.
وبعد.
قال الشيخ المحدِّث / عبدُ الله ِ بنُ عبد الرحمن السَّعد , في -شرح الموقظة - ملخصاً (1).!
ومن ذلك (2): من أبطل الأحاديث التي موجودة في الأرض فيه (غرابة وتفرد ومخالفة وضعف ونكارة)
{بل كل علة موجودة في الأرض فهي في هذا الخبر!:}
حديث أسماء بنت عميس في "كشف الوجه عند النبي صلى الله عليه وسلم " وجاء من حديث عائشة.عند البيهقي
ورواه أبو داود من "حديث الوليد بن مسلم عن سعيد بن بَشِير عن خالد بن دريك عن قتادة عن عائشة عن النبي: أن المرأة إذا بلغت المحيض فلا يرى إلا وجهها وكفيها " .. وهذا إسناد ضعيف سندا ومتنا بل الأقرب أنه باطل ولأسباب "
1_ تدليس الوليد بن مسلم تدليسَ التسوية
2_ ضعف سَعيد بن بَشير وله أوهام وأغلاط وما يستنكر
3 - تفرد به عن قتادة وأين أصحاب قتادة كشعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي؟!
4_ إن قتادة قد يدلس أحيانا ً وقد عنعن في هذا الحديث!
5_ لم يشتهر قتادة ُ برواية عن خالد بن دريك حتى يحمل َعلى الاتصال! فلو كان عنعن قتادة عن مالك أو الحسن لحمل على الاتصال
6 - إن خالد بن دريك شامي وليس بالمشهور وإن وثق! كما في الجرح والتعديل وقتادة بصري مكثر! وقال أبو داود وأبو حاتم: لم يسمع من عائشة وأهل الشام وأرسل عن عبد الله بن عمر , وأهل الشام لا يعتنون بالاتصال كثيرا كأهل المدينة والحجاز والعراق!
7 - أين أصحاب عائشة رضي الله عنها كعروة بن الزبير وابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر والأسود بن يزيد النخعي –يجالس عائشة-! من وراء الحجاب وكانت تقول (لا أحد في العراق أكرم عليَّ من الأسود - وعمرة بنت عبد الرحمن بن عوف رُبيت في حجرها .. !
والأقرب أنه باطل.
8_ رواه معمر وهشام عن قتادة وأرسلوه -ومراسيل قتادة ضعيفة - والطريق الآخر الذي جاء عند البيهقي من حديث أسماء فضعيف
والصحيح أنها تغطي وجهها .. لقول الله- يدنين عليهم من جلابيبهنّ - ولقول أم سلمة "إذا ترخيه شبرا ً" لأن القدم عورة
وأسماء كانت كبيرة ً , والصحابة لم يحبوا النظر إلى رسول الله كما قال (عمرو بن العاص) في مرض وفاته
فكيف أسماء بنت الصديق تدخل على الرسول عليه الصلاة والسلام؟!
حتى الأعراب في جاهليتم يُنكرون ذلك!
وحتى قالت هند (أوتزني الحرة)؟!
وجاء َ من جاء َ فصحَّحَ هذا الحديث!!! .. !!!
وجاء من جاء (فردَّ رواية الزبير عن جابر)! الذي اتفق الأئمة على قبولها , وردها بعضهم لأن أبا الزبير (عنعن)؟! وهذه ليست بعلة أصلا ً , وليس كلُّ معنعن ٍ يردُّ خبره , وسيأتينا في باب " التدليس " على سبعة أنواع , وفي القبول والرد على نوعين كما سيأتينا إن شاء الله.!
ليست المسألة في جمع الطرق وتتبع أقوال الحفاظ! لا! ليس هذا علم المصطلح! ليس هذا علم الحديث! ومن كان بهذه المثابة فالأولى أن يسكت ولا يقول في هذه المضائق! وكذلك كحديث السوق فاتفق الأئمة على ضعفه بل على بطلانه وأنه منكر وعدة ُ علل ٍ مجتمعة ٍ فيه! وضعفه الترمذي وابن عدي والعقيلي والدراقطني وابن المديني وأمثالهم!
...
أخوكم / أبو الهُمام البرقاوي.
ــــــــــــــ
(1) الشريط الخامس من آخر الساعة الأولى.
(2) أي من الأمثلة على الأحاديث الشاذة المنكرة!! ..(/)
تنصحوني! رأيكم في كتاب (تحرير علوم الحديث)؟
ـ[مرثد]ــــــــ[13 - Apr-2010, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن آخذ رأيكم في كتاب (تحرير علوم الحديث) لعبد الله بن يوسف الجديع؟
دون تجريح أو تشهير في المؤلف، أريد الرأي في الكتاب وليس المؤلف.
ولو كان الجواب من المختصين لحسن
ونفع الله بكم
:)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الحبروك]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 03:39]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23126&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
ـ[مرثد]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 06:03]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23126&highlight=%c7%e1%cc%cf%ed%da
جزاك الله خيراً أخي الكريم
:)(/)
فوائد من كتاب (المقترح في بعض اجوبة المصطلح) للعلامة الوادعي رحمه الله
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[14 - Apr-2010, صباحاً 01:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد من هذا الكتاب النفيس اسال الله ان ينفعنا بها وهي:
قال رحمه الله:
1*وهناك كتاب قيم في هذا الموضوع انصح اخواني في الله بقراءته ذلكم الكتاب القيم (العلو للعلي الغفار) للحافظ الذهبي رحمه الله وقد اختصره الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله. ص8
2*حديث (حب الوطن من الايمان) لم يثبت عن النبي (ص).ص9
3*حديث (اختلاف أمتي رحمة) لم يثبت عن النبي (ص).ص9
4*فالأحاديث الضعيفة كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) سبب من أسباب الفرقة. ص13
5*ذكر صاحب فتح المغيث أن الرجل اذا كان مشهورا بالطلب ولم يات فيه جرح ولاتعديل انهم يعدلونه وهكذا الامام الذهبي رحمه الله. ص18
6*ابن حبان رحمه الله شديد التجريح كما انه متساهل في توثيق المجهولين. ص23
7*قال ابن المديني رحمه الله:الحديث اذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه. ص24
8*هنا أمر أنصح به طلبة العلم وهو أن يعرضوا ما كتبوه على كتب العلل فرب حديث نغتر به ونقول:ان رجاله رجال الشيخين ثم بعد هذا نجد أن الحديث معل وقد حكم عليه بالوضع. ص24
علما أنني تصرفت يسيرا في كلامه رحمه الله وسنواصل لاحقا الفوائد.(/)
استشكال عن كلام الشارح لبيتٍ من منظومة البيقونية.
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 12:05]ـ
قال صاحب البيقونية
والمسند المتصل الإسناد من راويه حتى المصطفى ولم يبن
ومابسمع كل راو يتصل إسناده للمطفى فالمتصل
قال شارح البيقونية (المشاط) عندما شرح الحديث المتصل قال والمسند أخص من المتصل أي كل مسند متصل وليس كل متصل مسند.
والذي أراه والله أعلم هذا الكلام وإن كان صحيحا لكنه لا يتناسق مع البيتين.
فأرجو التعقيب بعلم وجزيتم خيرا ومنكم نستفيد
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 02:30]ـ
" قوله (ولم يبن) هذا تفسير للاتصال يعني لم ينقطع، فالسند عنده إذا هو المرفوع المتصل إسناده.
أما كونه مرفوعا فيؤخذ من قوله (المصطفى).
أما كونه متصل الإسناد فمن قوله (المتصل الإسناد – ولم يبن) هذا هو السند.
وعلى هذا فالموقوف ليس بمسند،لأنه غير مرفوع أي لم يتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك فالمنقطع الذي سقط منه بعض الرواة ليس بمسند، لأننا اشترطنا أن يكون متصلا، وهذا هو ما ذهب إليه المؤلف وهو رأي جمهور علماء الحديث.
وبعضهم يقول: إن المسند أعم من ذلك، فكل ما أسند إلى راويه فعو مسند، فيشمل المرفوع والموقوف والمقطوع و المتصل والمنقطع، ولا شك أن هذا القول وهو الذي يوافق اللغة، فإن اللغة تدل على أن المسند هو الذي أسند إلى راويه، سواء كان مرفوعا أم غير مرفوع، أو كان متصلا أو منقطعا، لكن الذي عليه أكثر المحدثين أن المسند هو الذي اتصل إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. "
قاله فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرحه للمنظومة.
ـ[محمد صالح نهار]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 02:57]ـ
بارك فيك يا أختاه ولكن أنا أردت هل يتفق قول الشارح مع البيتين لأني بصراحة أُدرس هذا الكتاب في المسجد أم لا يتفق
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 09:30]ـ
كلامه صحيح:
المسند: أن يسند كل راو عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم + إتصال السند.
المتصل: لا يشترط فيه أن يبلغ النبي عليه الصلاة والسلام.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 09:57]ـ
والمسند المتصل الإسناد من .. راويه حتى المصطفى ولم يبن
المسند: اسم مفعول من الإسناد، ويطلق بإزاء الإسناد والسند، ويطلق ويراد به الكتاب الذي رتبت أحاديثه على أسماء الصحابة كمسند أحمد، ويطلق على الكتاب الذي يروى بالأسانيد، ولو كان ترتيبه على الأبواب، كما في تسمية صحيح البخاري (الجامع الصحيح المسند) لأن أحاديثه مسندة، ويطلق ويراد به المرفوع، ويطلق ويراد به المتصل الإسناد، سواء كان مرفوعاً أو موقوفاً أو مقطوعاً كله مسند، ويطلق ويراد به المرفوع المتصل الإسناد، المرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بإسناد متصل، ولذا يقول:
"والمسند المتصل الإسناد من راويه -من راويه- حتى المصطفى ولم يبن" ولم يبن، أي لم ينقطع، إذا عرفنا أنه متصل الإسناد، اتصل إسناده إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو متصل الإسناد، ومرفوع في آن واحد، فجمع بين الأمرين،
فمنهم من يقول: المسند ما رفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بسند متصل،
ومنهم من يقول: ما رفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو بإزاء المرفوع، ولو كان بسند منقطع،
ومنهم من يقول: ما اتصل إسناده سواء أضيف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أو من دونه، فالخلاف قائم بين أهل العلم، لكن أحياناً يطلق فيما يقابل الموقوف، فيقال: أسنده فلان، ووقفه فلان، وحينئذ يكون المراد به المرفوع؛ لأنه مقابل بالموقوف، وحيناً يقال: أسنده فلان، وأرسله فلان، فالمراد بالإسناد هنا اتصال السند "من راويه حتى المصطفى -عليه الصلاة والسلام- ولم يبن" يعني لم ينقطع.
وما بسمع كل راوٍ يتصل .. إسناده للمصطفى فالمتصل
"وما بسمع كل راوٍ يتصل" بسمع، خص الاتصال بما يسمعه كل راوٍ ممن فوقه، لكن هل طرق التحمل خاصة بالسماع؟ لا، هناك طرق للتحمل غير السماع، نعم الأصل في الرواية السماع، الأصل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يحدث والصحابة يسمعون، ويتلقون عنه، هذا الأصل، لكن دل حديث ضمام بن ثعلبة أن القراءة على الشيخ تعطي اتصال، وهي التي تسمى العرض، فالسماع من لفظ الشيخ طريق معتبر بالإجماع، القراءة على الشيخ طريق معتبر للتحمل بالإجماع، المسائل المختلف فيها: الإجازة، المناولة، إلى آخر الطرق المعروفة، النبي -عليه الصلاة والسلام- كتب لأمير السرية كتاباً وناوله إياه، وقال: ((لا تقرؤه حتى تبلغ كذا)) استدل به أهل العلم على صحة الرواية بالمناولة، وكتب إلى الأقطار والملوك كُتب، فصححوا الرواية بالمكاتبة، على كل حال طرق التحمل لا تقتصر على السماع.
وقوله: "وما بسمع كل راوٍ يتصل" يعني بكل طريق من طرق التحمل المعتبرة، "إسناده للمصطفى فالمتصل"
المتصل: ما يتصل إسناده بحيث يكون كل راوٍ من رواته تحمله ممن فوقه بطريق معتبر، وهذا أشمل، فكل ما لم يتوافر فيه هذا الوصف فهو المنقطع، كل ما توافر فيه هذا الوصف فهو المتصل، سواء كان إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو إلى الصحابي، فيكون الأول: متصل مرفوع، والثاني: متصل موقوف .. اهـ
(من شرح العلامة / عبد الكريم الخضير على البيقونية)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 11:18]ـ
المسند أخص من المتصل أي كل مسند متصل وليس كل متصل مسند.
إذن على ما ذكر الأخ ربوع الإسلام:
المسند ما رفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بسند متصل.
ومنهم من يقول: ما رفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو بإزاء المرفوع، ولو كان بسند منقطع.
ومنهم من يقول: ما اتصل إسناده سواء أضيف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أو من دونه، فالخلاف قائم بين أهل العلم.
المتصل: ما يتصل إسناده بحيث يكون كل راوٍ من رواته تحمله ممن فوقه بطريق معتبر، وهذا أشمل، فكل ما لم يتوافر فيه هذا الوصف فهو المنقطع، كل ما توافر فيه هذا الوصف فهو المتصل، سواء كان إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو إلى الصحابي، فيكون الأول: متصل مرفوع، والثاني: متصل موقوف .. اهـ
فإذن: المسند أخص من المتصل أي كل مسند متصل وليس كل متصل مسند.(/)
[جناية أوزان ... عندما يتحدث الجنون] رد محكم على أوزان وعبدالجواد ياسين-د/المطيري
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 12:46]ـ
[جناية أوزان ... عندما يتحدث الجنون] رد محكم على زكريا أوزان وعبدالجواد ياسين- للدكتور حاكم المطيري
هذا ردٌ كتبه فضيلة الدكتور حاكم المطيري على كتاب (جناية البخاري) وكتاب (لفق المسلمون) للكاتب زكريا أوزون، وقد أبرز سقطات هذا الجاني، كما أنه أيضاً أبان فيه عن عوار عبد الجواد ياسين صاحب كتاب " السلطة في الإسلام العقل السلفي الفقهي بين النص والتاريخ"
أسأل الله أن يجزي الدكتور حاكماً خيرا الجزاء، نأمل من إخواننا طلاب العلم أن يقرئوا الكتاب قراءةً متفحصة، وأن يكتبوا ملاحظاتهم ويرسلوها إلى الدكتور حاكم-رعاه الله- على موقعه قبل أن يدفع الدكتور الكتاب إلى المطبعة ...
الكتاب على هذا الرابط
http://dr-hakem.com/portals/Files/ozoon.pdf (http://dr-hakem.com/portals/Files/ozoon.pdf)(/)
تنبيه: الشوكاني ممن صحح حديث القلتين! كذا قال الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 10:35]ـ
قال شيخنا العلامة المحدث/
أبو إسحاق الحويني ـ حفظه الله وشفاه وعافاه ـ في كتابه بذل الإحسان المجلد الثاني ص 17 في معرض كلامه عن حديث أن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث. فذكر جماعة من الحفاظ ممن صحح الحديث وعد من بينهم الإمام الشوكاني رحمه الله والحقيقة أن الشوكاني لم يصحح الحديث بل إن المذهب الذي رجحه يخالف هذا الحديث قال العلامة الشوكاني في الدرر البهية:
{والماء طاهر مطهر لا يخرجه عن الوصفين إلا ما غير ريحه أو لونه أو طعمه من النجاسات؛وعن الثاني:ما أخرجه عن اسم الماء المطلق من المغيرات الطاهرة؛ ولا فرق بين قليل ولا كثير؛ وما فوق القلتين وما دونهما ومتحرك وساكن ومستعمل وغير مستعمل}
ثم قال الإمام في الشرح الذي هو الدراري المضية:
"قال ابن مندة إسناد حدييث القلتين على شرط مسلم اهـ. ولكنه حديث قد وقع اضطراب في إسناده ومتنه بما هو مبين في مواطنه. وقد أجاب من أجاب عن دعوى الاضطراب".
وقال في نيل الأوطار:
"وَمَدَارُهُ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ فَقِيلَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.وَهَذَا اضْطِرَابٌ فِي الْإِسْنَادِ."اهـ.
قلت: فالذي ذهب إليه الإمام الشوكاني هو تضعيف الحديث بدعوى الاضطراب
وليس كما نقل عنه شيخنا تصحيح الحديث.
تنبيه:وحديث القلتين الراجح أنه صحيح كما بين هذا شيخنا في كتاب بذل الإحسان بما لا مزيد عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الجدير بالذكر التنبيه لوهم عند الإمام الشوكاني في الدراري المضية حيث قال في تخريجه لحديث بئر بضاعة حيث ساق جملة مخرجيه وذكر فيهم ابن ماجة والحاكم تبع في ذلك للحافظ الذي قال رواه أصحاب السنن ولم يقيد فظن من إطلاق الحافظ أن ابن ماجة فيهم وليس هو عند ابن ماجة ولا عند الحاكم.
قال أحمد الغماري في الهداية في تخريج أحاديث البداية:
حديث أبي سعيد عزاه الحافظ إلى أصحاب السنن؛فاقتضى إطلاقه أنه عند جميعهم؛حتى ابن ماجة وقد صرح بعزوه إليه جماعة تبعا لهذا الإطلاق وليس هو عند ابن ماجة
؛وكذلك عزاه الحافظ أيضا للحاكم وليس هو عنده.
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Apr-2010, مساء 11:05]ـ
نفع الله بك وبالشيخ أبي إسحق -شفاه الله وعافاه-.(/)
حديث (طوبى لمن تواضع من غير منقصة ... ) دراسة وتخريجاً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 02:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
فهذه دراسة وتخريج لحديث: (طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ، وَذَلَّ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ، وَأَنْفَقَ مَالا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الْفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ عَلانِيَتُهُ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، طُوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِهِ) وذكر أوجهه وطرقه .. فأقول مستعيناً بالله سبحانه:
هذا الحديث قد روي من غير ما وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد روي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه بأسانيد تالفةٍ ساقطة من أربعة طرق:
الطريق الأول: طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبان بن أبي عياش عنه به؛ أخرجه:
-ابن عدي في (الكامل 1/ 384) ومن طريقه: البيهقي في (الشعب رقم 10563) وابن الجوزي في (الموضوعات رقم 1593)، والقضاعي في (الشهاب رقم 614)، وابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 828) من رواية: محمد بن أبي السري المتوكل.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 54/ 240) من رواية: حسنويه بن الفرج الخياط.
-المعافى في (الجليس الصالح رقم 337) من رواية: محمد بن عيسى.
قال ابن حبان: (هذا مما سمعه أبان من الحسن وجعله عن أنس).
قال ابن الجوزي: (هذَا ليس من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن حبان: سمعه أبان من الْحَسَن فجعله عن أَنَس وهو يعلم، قال يَحْيَى: أبان ليس بشيء، وقال شُعْبَة: يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عَنْهُ).
· دراسة رجال هذا الطريق:
[أبان بن أبي عياش]: مجمع على تركه، وقد أتهم بالكذب.
[محمد بن أبي السري المتوكل]: على أنه قد وثق إلا أنه كثير الخطأ والوهم، وفي حديثه لين.
[حسنويه بن الفرج الخياط]: مجهولٌ لا يعرف.
-أما طريق المعافى؛ فهو وحده آفة:
[إبراهيم بن سليمان بن حمدويه الدهان]: مجهولٌ لا يعرف.
[أحمد بن علي بن سليمان]: وضّاع.
[محمد بن ثميلة]: مجهولٌ لا يعرف، ولا أظنه محمد بن عبد ربه.
[محمد بن عيسى]: مجهولٌ لا يعرف.
الطريق الثاني: طريق النضر بن محرز، عن محمد بن المنكدر عنه به؛ أخرجه:
-الكامل في (الضعفاء 7/ 81)، وابن حبان في (المجروحين 3/ 50)، والدارقطني في (الغرائب والأفراد كما في أطرافه رقم 1243)، والبزار في (المسند رقم 6237) ومن طريقه: الذهبي في (السير 13/ 557) من رواية: أحمد [عند البزار والذهبي (محمد)] بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، عن الوليد بن المهلب.
قال الذهبي: (هَذَا حَدِيثٌ وَاهِي الإِسْنَادِ، فَالنَّضْرُ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ. وَالْوَلِيدُ: لا يُعْرَفُ، وَلا يَصِحُّ لِهَذَا الْمَتْنِ إِسْنَادٌ).
وقال ابن حبان لما أورده بسنده: (إنما روى هذا أبان بن أبي عياش عن أنس).
· دراسة رجال هذا الطريق:
[النضر بن محرز]: قال أبو حاتم: (مجهول) وقال أبن حبان: (منكر الحديث جداً؛ لا يجوز الاحتجاج به) وقال العقيلي: (لا يتابع على حديثه) وقال ابن عدي: (أحاديثه غير محفوظة) وقال الدارقطني وابن هبة الله: (منكر الحديث) وقال عبد الغني بن سعيد: (ضعيف).
[الوليد بن المهلب الأزدي]: قال ابن عدي: (أحاديثه فيها بعض النكرة) وقال الذهبي: (لا يعرف) تفرد بتوثيقه كعادته ابن حبان؛ وليس كما قال.
[أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل]: لم يذكر بجرح ولا تعديل.
الطريق الثالث: طريق زكريا بن حازم الشيباني، عن قتادة عنه به؛ أخرجه:
-الحكيم في (نوادر الأصول رقم 273).
· دراسة رجال هذا الطريق:
[زكريا بن حازم]: مجهول لا يعرف .. وهو آفة هذا الطريق.
الطريق الرابع: طريق أبي سلمة المنقري، عن ثابت عنه به؛ أخرجه:
-الودعاني ومن طريقه الذهبي في (الميزان 6/ 269).
وحال راوي هذا الطريق يغني عن دراسته؛ فهو طريق موضوع مفترى.
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن أنسٍ لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 03:22]ـ
وروي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد تالفٍ ساقط أيضاً:
يروى من طريق عصمة بن محمد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سليمان بن يسار عنه به؛ أخرجه:
-الطبراني في (جزء من حديثه رقم 42 مخطوط) ومن طريقه: ابن مردويه في (المتقى رقم 43) من رواية: زهير بن عباد الرؤاسي.
-الطبراني في (مكارم الأخلاق رقم 17)، وتمام في (الفوائد رقم 491) من رواية: موسى بن ناصح.
· دراسة رجال هذا الطريق:
[عصمة بن محمد الأنصاري]: مجمع على ضعفه وتركه؛ قال أبو حاتم: (ليس بالقوي) وقال يحيى بن معين: (كذاب يضع الحديث) وقال: (كان كذاباً يروي أحاديث كذبا، رأيته وكان شيخاً له هيبة ومنظر؛ من أكذب الناس) وقال العقيلي: (يحدث بالبواطيل عن الثقات ليس ممن يكتب حديثه إلا جهة الاعتبار) وقال الدارقطني: (متروك) وقال ابن عدي: (حديثه غير محفوظ؛ وهو منكر الحديث) وقال ابن سعد: (كان عندهم ضعيفاً في الحديث).
[زهير بن عباد الرؤاسي]: وإن كان ثقة؛ إلا أنه يخطئ ويخالف. وتفرد ابن عبد البر بتضعيفه.
[موسى بن ناصح الواسطي]: له ترجمة، ولم يذكر بجرح ولا تعديل، والأظهر أنه مجهول الحال.
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن أبي هريرة لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 05:19]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله إليك يا شيخ أبو عصام
ملاحظة بسيطة
الطريق الأول: طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبان بن أبي عياش عنه به
..........
ابن الجوزي في (العلل المتناهية 2/ 828) من رواية: محمد بن أبي السري المتوكل.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 54/ 240) من رواية: حسنويه بن الفرج الخياط.
-المعافى في (الجليس الصالح رقم 337) من رواية: محمد بن عيسى.
لو قلت
الطريق الأول: طريق أبان بن أبي عياش عنه به
لكان أفضل
لأن محمد بن عسيى تابع عبد العزيز نفسه فكلا هما ررى الحديث عن أبان عن أنس
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 05:38]ـ
إلحاقٌ واستدراك إتمام بالنسبة لوجه رواية أنس رضي الله عنه:
الطريق الخامس: طريق إسماعيل بن زياد السلمي، عن حميد الطويل، عنه به؛ أخرجه:
-العبدي في (جزئه رقم 43) من رواية: حسين بن حسين.
و [إسماعيل بن زياد]: وضاعٌ متروكٌ من الكذبة الدجالين، يروي المناكير والموضوعات التي لا يتابع عليها.
و [حسين (حسن) بن حسين]: مجهولٌ لا يعرف.
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن أنسٍ لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 05:44]ـ
· وروي من حديث أبي أمامة صدي بن عجلان رضي الله عنه بإسناد واهٍ ساقط:
يروى من طريق فضال بن جبير [الزبير] عنه به؛ أخرجه:
-ابن زياد في (جزء الأربعين رقم 6 مخطوط).
و [فضالة بن جبير]: وقال ابن عدي: (له عن أبي أمامة قدر عشرة أحاديث؛ كلها غير محفوظة) وقال البيهقي: (صاحب مناكير) وقال ابن حبان: (يروي عن أبي أمامة ما ليس من حديثه، لا يحل الاحتجاج به بحال) وقال طالوت: (كتبنا عنه نسخة لا أصل لها) وقال أبو حاتم: (ضعيف الحديث).
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن أبي أمامة لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
· وروي من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما بسند واهٍ أيضاً:
يروى من طريق محمد بن عمر بن محمد بن سلم، عن القاسم بن محمد بن جعفر، عن أبيه محمد بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عبد الله، عن علي بن الحسين، عنه به؛ أخرجه:
-أبو نعيم في (الحلية 3/ 203).
قال أبو نعيم: (هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْعِتْرَةِ الطَّيِّبَةِ، لَمْ نَسْمَعْهُ إِلا مِنَ الْقَاضِي الْحَافِظِ).
و [القاسم بن محمد]: منكر الحديث جداً؛ يحدث عن آبائه بنسخة أكثرها مناكير.
و [محمد بن عمر بن سلم الجعابي]: على حفظه؛ إلا أنه متشيعٌ، صاحب غرائب، خلط وتغير في فهم الحديث، وحدث بأحاديث ليس له فيها أصل، رقيق الدين تالف فاسق.
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن الحسين بن علي لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
· وروي من حديث عائشة رضي الله عنها بسنادين تالفين ساقطين أيضاً من طريقين:
الطريق الأول: من رواية أحمد بن محمد الجمحي، عن أبو مصعب الزهري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عنها به؛ أخرجه:
-الدينوري في (المجالسة رقم 1288).
الطريق الثاني: من رواية أحمد بن الحسن المصري، عن عباد بن صهيب، عن هشام بن الزبير، عن أبيه، عنها به؛ أخرجه:
-الخطيب في (موضح الجمع 2/ 277).
· دراسة رجال هذا الوجه:
و [أحمد بن محمد الجمحي المصيصي]: مجهول لا يعرف.
و [أحمد بن الحسن المصري]: كذاب دجال وضاعٌ لا يساوي شيئا.
و [عباد بن صهيب]: واهٍ متروك الحديث متهم بالوضع، يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعة شهد لها بالوضع.
وعليه: فهذا الوجه لهذا الحديث عن عائشة لا يصح ولا يثبت؛ بل هو وجه موضوع.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 06:22]ـ
الطريق الأول: من رواية أحمد بن محمد الجمحي، عن أبو مصعب الزهري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عنها به؛ أخرجه:
-الدينوري في (المجالسة رقم 1288).
أبو مصعب الزهري قال عنه أبو حاتم و أبو زرعة صدوق
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال
أحمد بن أبى بكر، أبو مصعب الزهري الفقيه، صاحب مالك.
ثقة حجة، ما أدرى ما معنى قول أبى خيثمة لابنه أحمد: لا تكتب عن أبى مصعب، واكتب عمن شئت.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 07:51]ـ
لعل طريق الدينوري تحتاج لمزيد بحث
فأحمد الجمحي من شيوخ الطبراني
وأبو مصعب قال ابن حجر منع أبو خيثمة أبنه من الرواية عنه لأنه يفتي بالرأي
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 09:29]ـ
"فائدة "
عند الدينوري بعد ذكر حديث عائشة رضي الله عنها خبر باطل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 11:25]ـ
لعل طريق الدينوري تحتاج لمزيد بحث
فأحمد الجمحي من شيوخ الطبراني
وأبو مصعب قال ابن حجر منع أبو خيثمة أبنه من الرواية عنه لأنه يفتي بالرأي
ليس لكونه من شيوخ الطبراني أي عبرة في حاله .. غايته شيخ مجهولٌ لا يعرف حتى وإن سمع منه الطبراني، وكم من شيخ للطبراني مجهول لا يعرف بل ولا عينه.
وليس أيضأ كون أبا مصعب يرى الرأي سبباً لترك حديثه وعدم الأخذ والسماع منه، فكم من راوٍ صاحب رأي لكنه ثقة كبير الشأن.
والخبر آفته الجمحي، وأخشى أن يكون قد ألف له هذا الإسناد من عنده .. ولا يمتنع هذا؛ فمن أنت يا جمحي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 12:34]ـ
ليس لكونه من شيوخ الطبراني أي عبرة في حاله ..
لست أعني بكون الطبراني أخرج له تقوية له وإنما للبحث أكثر عن حاله
ولعل أحدا له تخصص في شيوخ الطبراني يفيدنا في الأمر
وليس أيضأ كون أبا مصعب يرى الرأي سبباً لترك حديثه
لست أعني هنا تضعيفا له وإنما أردت التعليق على ما قاله فيه أبو خيثمة رحمه الله
والذي يظهر هو أن آفته هو الجمحي حتى تثبت برآته
بارك الله فيك ياشيخ ونحن في انتظار البقية ........ تقبل الله منك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 01:55]ـ
· وروي من حديث ركب المصري بإسناد مظلم في الواقع لمن تحقق:
يروى من طريق إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام و عنبسة بن سعيد الكلاعي (مقرونين مرة، ومفرقين أخرى)، عن نصيح العنسي الشامي، عنه به؛ فأخرجه إما [مقروناً]، أو عن [مطعم] وحده، أو عن [عنبسة] وحده _ وسأسرد ذلك سرداً بلا تبيين فهو واضح لمن أراد الوقوف عليه _:
-ابن الأعرابي في (المعجم رقم 2307) ومن طريقه: القضاعي في (الشهاب رقم 615) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 350) وابن عربي في (محاضرة الأبرار 1/ 107)، ابن بشران في (الأمالي رقم 16)، البيهقي في (الكبرى رقم 7194)، ابن منده في (الصحابة ترجمة راكب) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349)، ابن عبد البر في (جامع العلم رقم 1211) من رواية: آدم بن أبي إياس.
-البيهقي في (الشعب رقم 3114) من رواية: يحيى بن يحيى التميمي.
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) من رواية: الحسن بن الزبرقان.
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847)، ابن أبي الدنيا في (الإخلاص رقم 31) و (الصمت رقم 43، 69) و (التواضع والخمل رقم 76) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349)، ابن الأثير في (أسد الغابة ترجمة راكب)، البيهقي في (الكبرى رقم 7194) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 353) من وراية: مهدي بن حفص. وقرن البيهقي بينها وبين رواية: الهيثم بن خارجة .. وأتى عند ابن أبي الدنيا: [عن مطعم، عن عنبسة].
-الطبراني في (الشاميين رقم 912) و (الكبير رقم 4616) ومن طريقه: السلفي في (العلم رقم 45 مخطوط) وأبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352)، البيهقي في (الشعب رقم 4584) من رواية: هشام بن عمار.
-ابن أبي عاصم في (الزهد رقم 108)، تمام في (فوائده رقم 1602)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 63/ 35) من رواية: عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.
-البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 338)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 351) من رواية: علي بن عياش.
-ابن أبي عاصم في (الآحاد رقم 2782) من رواية: عبد الوهاب بن الضحاك.
-الطبراني في (الكبير رقم 4615) ومن طريقه: أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) والسلفي في (العلم رقم 44 مخطوط) من رواية: يوسف بن عدي التيمي.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352) من رواية: الربيع بن روح.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352) من رواية: عمر بن عبد الله الكوفي. مقرونة مع رواية آدم.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 353) من رواية: زهير بن عباد. فأفسد سنده.
-ابن منده في (الصحابة ترجمة راكب) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349) من رواية: يزيد بن هارون.
-المعافى في (الجليس الصالح رقم 336) من رواية: إبراهيم بن العلاء.
ومدار هذا الإسناد على هؤلاء لا يعدوهم؛ وهم:
[إسماعيل بن عياش]: وإن كان قد وثق؛ لكنه لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم .. صعفه النسائي والدارقطني والجوزجاني، ولم يرتضه الإمام أحمد ومسلم، وقال الفزاري: (لا يدري ما يخرج من رأسه)، وقال البيهقي: (ليس بالقوي)، وقال أبو حاتم: (لين)، وقال ابن حبان: (لما كبر تغير حفظه؛ فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه)، وقال الغساني: (كان يأخذ عن غير ثقة)، وقال البهراني: (كان من أروى الناس عن الكذابين)، وقال الدارقطني: (متروك الحديث) ومرة: (مضطرب الحديث)، وقال ابن خزيمة: (لا يحتج به)، وقد تركه ابن مهدي وضرب على حديثه.
وأجزم أن هذا الحديث مما أدخل عليه في كبره .. فقد رواه عنه ضعفاء ومتهمين بالوضع، وحمله عنه ثقات، فيكون حمل الثقات له بعد أن أدخل الضعفاء هذا الحديث عليه.
[مطعم بن المقدام]:ثقة .. عزيز الحديث.
[عنبسة بن سعيد]:قال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، وقال أبو زرعة: (أحاديثه منكرة)
[نصيح العنسي الشامي]:مجهول الحال والعين لا يعرف.
[ركب المصري]:مجهول الحال والعين، لم يرو عنه إلا المجهول الذي قبله؛ لا يعرف .. ومن أثبت صحبته أثبتها من أجل هذا الحديث فقط، وهذا لا يصح إطلاقاً، بل ليس بصاحبي ولا ينبغي أن يكون منهم .. وقد رد صحبته عدد من الأئمته، ووهم ابن عبد البر لما نقل الإجماع على ذكره في الصحابة، بل لم يحصل إجماعٌ على ذلك ولا كرامة؛ كيف وقد رد ذلك .. ولا يعني ذكره فيهم أنه منهم. فتأمل وتنبه
قال ابن حبان: (إسناده ليس مما يعتمد عليه) .. وقال ابن حجر: (إسناد حديثه ضعيف).
ناهيك عن الإضطراب في سنده؛ فمرة (عن مطعم وحده) ومرة (عن عنبسة وحده) ومرة (عنهما جميعاً) ومرة (عن مطعم عن عنبسة) ومطعم ممن يروي عن عنبسة.
وقد عد الذهبي هذا الحديث من غرائب إسماعيل.
وعليه: فقد تعجل الإمام المنذري لما قال: (رواته إلى نصيح ثقات) .. وما ورد من تحسين ابن عبد البر له؛ فهو تحسين للفظ فقط.
والخلاصة = أن هذا الحديث حديث موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكذوب مفترى، لا يجوز رفعه ولا يصح نقله ولا يحل روايته.
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 02:34]ـ
وبعد هذا العرض، وبيان حال هذا الحديث مرفوعاً، يبقى الإشارة إلى الصواب في هذه الألفاظ ممن صدرت؟ ومن قائلها؟ .. فأقول وبالله التوفيق:
هذه العبارات مما قالها وهب بن منبه رحمه الله؛ وقد يكون اقتبسها من الكتب السابقة التي اطلع عليها، رواها عنه جعفر بن برقان؛ أخرجه:
-أبو نعيم في (الحلية 4/ 67) من رواية: كثير بن هشام.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 48/ 446) من رواية: سفيان بن سعيد الثوري.
-الإمام أحمد في (الزهد رقم 2213) من رواية: عمر بن أيوب.
ولفظه: (طُوبَى لِمَنْ نَظَرَ فِي [خ: لمن شغله] عَيْبِهِ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ [خ: أخيه]، وَطُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ مِنْ غَيْرِ مَسْكَنَةٍ، وَرَحِمَ أَهْلَ الذُّلِّ وَالْمَسْكَنَةِ، وَ [طوبى لمن] تَصَدَّقَ مِنْ مَالٍ جُمِعَ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَ [طوبى لمن] جَالَسَ أَهْلَ الْعِلْمِ وَالْحِلْمِ [والخشية]، وَأَهْلَ الْحِكْمَةِ، وَ [طوبى لمن] وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يَتَعَدَّهَا [خ: يعدها] إِلَى الْبِدْعَةَ).
آخر ما أراد الله الكلام فيه حول هذا الحديث، والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 07:19]ـ
بارك الله فيك جهد عظيم وتخريج موسع جدا ونتيجة موفقة وفقك لما تحبه وترضاه
وقد حكم الألباني رحمه الله على الحديث بالضعف فقط
والأقرب أنه ضعيف جدا أو هو موضوع كما تفضلت حفظك الله تعالى
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 03:47]ـ
وقال ابن الجوزي في المو ضو عات بعد أن ذكر حديث أنس
وروى لنا من طريق جابر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا نصر بن أحمد أنبأناعبد الواحد بن محمد الجهنى حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي حدثنا يحيى ابن محمد بن عبدالرحمن بن ناجية حدثنا أحمد بن عبدالرحمن حدثنى الوليد بن المهلب عن النضر بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العضباء فقال: يا أيها الناس كأن الموت في هذه الدنيا على
غيرنا وجب، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرنا كتب، وكأن ما نشيع من الموتى عن قريب إلينا راجعون - نبويهم -[نبوؤهم] أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنا كل جائحة.
فطوبى لمن وسعته السنة ولم يخالفها إلى بدعة ورضى من العيش بالكفاف وقنع بذلك ".
هذا لا يصح، فإن في إسناده مجاهيل وضعفاء، والمعروف أن هذا الحديث من حديث أبان عن أنس، فقد سرقه منه قوم.
وفي النافلة لأبي أسحاق الحويني
وأخرجه الأزدي في ((الضعفاء))، ومن طريقه =ابن الجوزي (3/ 179) من طريق الوليد بن المهلب، عن النضر بن محرز، عن محمد بن المنكدر، عن جابر ...... فذكره. ولا أدري هل هذا خطأ من ((النسخة)) أم هو مروي عن جابر بنفس السند إلى أنس؟! ولعل الأول أقرب.
.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:39]ـ
-ابنعدي في (الكامل 1/ 384) ومن طريقه: البيهقي في (الشعب رقم 10563) وابنالجوزي في (الموضوعات رقم 1593)، والقضاعي في (الشهاب رقم 614)، وابنالجوزي في (العلل المتناهية 2/ 828) من رواية: محمد بن أبي السري المتوكل.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 54/ 240) من رواية: حسنويه بن الفرج الخياط.
وتابع محمد بن أبي السري وحسنويه بن الفرج محمد بن جامع
كما في ذيل تاريخ بغداد
حيث فيه
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد المقرئ أنبأ عمر بن إبراهيم الباقدارى قراءة عليه أنبأ عمر بن عبد الله قراءة عليه سنة تسع وأربعين أنبأ أبو طاهر الكرخي وأنبأ أبو عبد الله الحسين بن سعيد الامين قراءة عليه أنبأ القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندى أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قالا أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ أبو بكر الاجرى حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد العطشى حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد الانصاري حدثنا محمد بن جامع أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبان عن أبى عياش عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته الجدعاء فقال في خطبته: " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وأنفق من مال أكتسبه من غير معصية، وطوبى لمن عمل بعلم ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة، وطوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته "
الطريق الرابع: طريق أبي سلمة المنقري، عن ثابت عنه به؛ أخرجه:
-الودعاني ومن طريقه الذهبي في (الميزان 6/ 269).
وأخرجه أيضا من طريق الودعاني ابن العديم في تاريخ حلب
بسنده إلى أبي سلمة المنقري قال: حدثنا حماد بن سلمة بن ثابت البناني عن أنس به
.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 03:57]ـ
الطريق الرابع: طريق أبي سلمة المنقري، عن ثابت عنه به؛ أخرجه:
-الودعاني ومن طريقه الذهبي في (الميزان 6/ 269).
وأخرجه أيضا ابن عساكر في معجمه وقال
أخبرنا محمد بن محمود ........ إلى أن قال ثنا أبو سلمة بن إسماعيل المنقري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء .............. فذكر الحديث
ثم قال: هذا حديث منكر بهذا الإسناد وقوله طوبى لمن شغله عيبه وما بعده يروى بإسناد صالح عن ركب المصري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث من جملة الأربعين حديثا التي وضعها أبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي وسرقها منه ابن ودعان وهي مستفيضة عند العوام وليس فيها حديث صحيح نعوذ بالله من خذلانه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 11:55]ـ
لا حرمك الله أجر هذه الإلحاقات يا شيخ (عبد الرحمن) .. ونفع بك آمين
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 01:50]ـ
· وروي من حديث ركب المصري بإسناد مظلم في الواقع لمن تحقق:
يروى من طريق إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام و عنبسة بن سعيد الكلاعي (مقرونين مرة، ومفرقين أخرى)، عن نصيح العنسي الشامي، عنه به؛ فأخرجه إما [مقروناً]، أو عن [مطعم] وحده، أو عن [عنبسة] وحده _ وسأسرد ذلك سرداً بلا تبيين فهو واضح لمن أراد الوقوف عليه _:
-ابن الأعرابي في (المعجم رقم 2307) ومن طريقه: القضاعي في (الشهاب رقم 615) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 350) وابن عربي في (محاضرة الأبرار 1/ 107)، ابن بشران في (الأمالي رقم 16)، البيهقي في (الكبرى رقم 7194)، ابن منده في (الصحابة ترجمة راكب) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349)، ابن عبد البر في (جامع العلم رقم 1211) من رواية: آدم بن أبي إياس.
-البيهقي في (الشعب رقم 3114) من رواية: يحيى بن يحيى التميمي.
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) من رواية: الحسن بن الزبرقان.
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847)، ابن أبي الدنيا في (الإخلاص رقم 31) و (الصمت رقم 43، 69) و (التواضع والخمل رقم 76) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349)، ابن الأثير في (أسد الغابة ترجمة راكب)، البيهقي في (الكبرى رقم 7194) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 353) من وراية: مهدي بن حفص. وقرن البيهقي بينها وبين رواية: الهيثم بن خارجة .. وأتى عند ابن أبي الدنيا: [عن مطعم، عن عنبسة].
-الطبراني في (الشاميين رقم 912) و (الكبير رقم 4616) ومن طريقه: السلفي في (العلم رقم 45 مخطوط) وأبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352)، البيهقي في (الشعب رقم 4584) من رواية: هشام بن عمار.
-ابن أبي عاصم في (الزهد رقم 108)، تمام في (فوائده رقم 1602)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 63/ 35) من رواية: عبد الوهاب بن نجدة الحوطي.
-البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 338)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 351) من رواية: علي بن عياش.
-ابن أبي عاصم في (الآحاد رقم 2782) من رواية: عبد الوهاب بن الضحاك.
-الطبراني في (الكبير رقم 4615) ومن طريقه: أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 2847) والسلفي في (العلم رقم 44 مخطوط) من رواية: يوسف بن عدي التيمي.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352) من رواية: الربيع بن روح.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 352) من رواية: عمر بن عبد الله الكوفي. مقرونة مع رواية آدم.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 353) من رواية: زهير بن عباد. فأفسد سنده.
-ابن منده في (الصحابة ترجمة راكب) ومن طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 58/ 349) من رواية: يزيد بن هارون.
-المعافى في (الجليس الصالح رقم 336) من رواية: إبراهيم بن العلاء.
ومدار هذا الإسناد على هؤلاء لا يعدوهم؛ وهم:
[إسماعيل بن عياش]: وإن كان قد وثق؛ لكنه لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم .. صعفه النسائي والدارقطني والجوزجاني، ولم يرتضه الإمام أحمد ومسلم، وقال الفزاري: (لا يدري ما يخرج من رأسه)، وقال البيهقي: (ليس بالقوي)، وقال أبو حاتم: (لين)، وقال ابن حبان: (لما كبر تغير حفظه؛ فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه)، وقال الغساني: (كان يأخذ عن غير ثقة)، وقال البهراني: (كان من أروى الناس عن الكذابين)، وقال الدارقطني: (متروك الحديث) ومرة: (مضطرب الحديث)، وقال ابن خزيمة: (لا يحتج به)، وقد تركه ابن مهدي وضرب على حديثه.
وأجزم أن هذا الحديث مما أدخل عليه في كبره .. فقد رواه عنه ضعفاء ومتهمين بالوضع، وحمله عنه ثقات، فيكون حمل الثقات له بعد أن أدخل الضعفاء هذا الحديث عليه.
[مطعم بن المقدام]:ثقة .. عزيز الحديث.
[عنبسة بن سعيد]:قال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، وقال أبو زرعة: (أحاديثه منكرة)
[نصيح العنسي الشامي]:مجهول الحال والعين لا يعرف.
[ركب المصري]:مجهول الحال والعين، لم يرو عنه إلا المجهول الذي قبله؛ لا يعرف .. ومن أثبت صحبته أثبتها من أجل هذا الحديث فقط، وهذا لا يصح إطلاقاً، بل ليس بصاحبي ولا ينبغي أن يكون منهم .. وقد رد صحبته عدد من الأئمته، ووهم ابن عبد البر لما نقل الإجماع على ذكره في الصحابة، بل لم يحصل إجماعٌ على ذلك ولا كرامة؛ كيف وقد رد ذلك .. ولا يعني ذكره فيهم أنه منهم. فتأمل وتنبه
قال ابن حبان: (إسناده ليس مما يعتمد عليه) .. وقال ابن حجر: (إسناد حديثه ضعيف).
ناهيك عن الإضطراب في سنده؛ فمرة (عن مطعم وحده) ومرة (عن عنبسة وحده) ومرة (عنهما جميعاً) ومرة (عن مطعم عن عنبسة) ومطعم ممن يروي عن عنبسة.
وقد عد الذهبي هذا الحديث من غرائب إسماعيل.
وعليه: فقد تعجل الإمام المنذري لما قال: (رواته إلى نصيح ثقات) .. وما ورد من تحسين ابن عبد البر له؛ فهو تحسين للفظ فقط.
والخلاصة = أن هذا الحديث حديث موضوعٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكذوب مفترى، لا يجوز رفعه ولا يصح نقله ولا يحل روايته.
يتبع إن شاء الله ..
بارك الله فيك أخي /السكران على هذا الجهد ..................... وهنا سؤال بمناسبة إسماعيل بن عياش هل تعد روايته عن راشد بن داوود من الروايات الصحيحة أم الضعيفة؟ أعني تحديدا حديث أوس بن الصامت في مسند الإمام أحمد والذي يستدل به الصوفية على مشروعية الذكر الجماعي ...................... فلو تكرمت شيخنا الحبيب أن تبسط الكلام في هذا الحديث تخريجا وتحقيقا متنا وسندا وبارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 06:19]ـ
أبشر بما يسرك أخي العزيز الحبيب (مصطفى) على حسب الوسع والطاقة، وما أطرحه من تخريج هو ما أراه وأعتقده .. فأقول وبالله التوفيق؛ ومنه ألتمس العون والتأييد:
هذا الحديث ضعيفٌ جداً غريبٌ، ومتنه منكر مريب، ولو قلت أنه موضوعٌ مكذوب لما شطحت.
وقد تعجل بعض أهل العلم رحم الله ميتهم وأيد الله حيهم؛ لما أن حكم على هذا الحديث بالحسن؛ بل أن بعض محدثي الصوفية حكم عليه بالصحة فما صدق؛ فعند التحقيق لمن غاص في هذا الحديث سنداً ومتناً عرف صحة الحكم الذي حكمنا به عليه.
هذا الحديث قد تفرد بروايته (راشد بن داود الصنعاني) عن (يعلى بن شداد بن أوس) ولم يروه غيره .. تفرد بروايته عنه اثنين؛ هما: (إسماعيل بن عياش العنسي) و (عبد الملك بن محمد الصنعاني).
وسأتكلم عن حالهم وغيرهم بعد قليلٌ إن شاء الله.
قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد).
أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش:
-الإمام أحمد في (المسند رقم 17162) من رواية: الحكم بن نافع.
-الحاكم في (المستدرك رقم 1844) من وراية: يحيى بن يحيى التميمي.
-البزار في (المسند رقم 27217)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 17/ 447) من رواية: إبراهيم بن العلاء.
-البزار في (المسند رقم 3483)، والدولابي في (الكنى رقم 500) من رواية: الحسن بن علي السكوني.
-الدولابي في (الكنى رقم 500) من رواية: عبد الله بن عبد الجبار. مقرونة مع رواية الحسن.
-الطبراني في (مسند الشاميين رقم 1103) ومن طريقه الخطيب في (تلخيص المتشابه رقم 1182) من رواية: عبد الوهاب بن نجدة.
وقد سقط من سند مطبوع الطبراني قوله: (حدثنا أبي) فصار الطريق عنده من رواية الابن أحمد.
وأخرجه من طريق عبد الملك بن محمد:
-الطبراني في (مسند الشاميين رقم 1104، 2148) و (المعجم الكبير رقم 7163) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 17/ 447) من رواية: أحمد بن المعلى، عن هشام بن عمار.
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 17/ 446) من وراية: محمد بن محمد بن سليمان، عن هشام بن عمار. لكنه أضاف عنده بين راشد بن داود ويعلى بن شداد من هذه الراوية (نافع)، وخالف بهذا جميع الطرق .. وهو خطأ منه بلا شك.
قال ابن عساكر بعد أن روى طريق ابن العلاء وابن عياش: (وهذا هو الصواب).
دراسة الإسناد:
[يعلى بن شداد]: قد وثق؛ ولم يوثقه إلا ابن حبان، وابن سعد؛ وقال: (إن شاء الله) فحمله على الظاهر، وليس هذا بفصلٍ في الرجل؛ بل هو على الصحيح فيه = شيخ مستور محله الصدق، يروي عن أبيه وعن عبادة بن الصامت، يكاد يكون حديثه مختصاً بهما لا يعدوهما.
بل أن بعض الأئمة توقف في الاحتجاج بخبره المشهور. فالنفس فيها منه شيء؛ خاصة فيما تفرد به وكان المتفرد عنه ضعيف.
[راشد بن داود]: مختلف فيه؛ ولكن الصحيح أنه ضعيف؛ فقد قال الدارقطني: (ضعيف لا يعتبر به) وقال البخاري: (فيه نظر).
وقد تفرد بهذا الخبر؛ ولا يحتمل التفرد منه ولا كرامة .. بل إن بعض الأئمة اعتبر حديثه عزيزاً لقلته، وعدم اشتهاره بهذا العلم وهذا المجال.
[إسماعيل بن عياش]: قد سبقت ترجمته في مشاركة سابقة؛ ولا بأس بنقلها هنا مرة أخرى ليتبين حاله:
وإن كان قد وثق؛ لكنه لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم .. ضعفه النسائي والدارقطني والجوزجاني، ولم يرتضه الإمام أحمد ومسلم، وقال الفزاري: (لا يدري ما يخرج من رأسه)، وقال البيهقي: (ليس بالقوي)، وقال أبو حاتم: (لين)، وقال ابن حبان: (لما كبر تغير حفظه؛ فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته، وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه)، وقال الغساني: (كان يأخذ عن غير ثقة)، وقال البهراني: (كان من أروى الناس عن الكذابين)، وقال الدارقطني: (متروك الحديث) ومرة: (مضطرب الحديث)، وقال ابن خزيمة: (لا يحتج به)، وقد تركه ابن مهدي وضرب على حديثه.
[عبد الملك بن محمد]: وإن وثق؛ فلا شيء، فهو شديد الضعف جداً؛ ليس بحجة، وذكر عند دحيم فلم يرتضه. قال أبو حاتم: (ليس بالقوي) وقال ابن حبان: (كان يجيب في كل مسألة حتى ينفرد عن الثقات بالموضوعات؛ لا يجوز الاحتجاج بروايته) وقال الأزدي: (ليس بالمرضي في حديثه).
هؤلاء هم مدار الإسناد؛ وقد تركت من روى عن (ابن عياش) و (ابن محمد) لسقوط السند أصلاً بمن ذكر.
فعليه: هذا الحديث بهذا السند تالفٌ؛ لا يصح ولا يثبت، ولا تقوم به حجة.
ناهيك عن نكارة المتن؛ وذلك من خلال:
-ذكر أهل الكتاب وخوف رسول الله أن يكون أحد من الحاضرين منهم!! وهل سيجهل عليه الصلاة والسلام أصحابه ومن هو دخيل عليهم؟!! أو هل كان في تلك الفترة من يخالطهم من أهل الكتاب حتى يخاف من حضورهم واندساسهم؟!! وهل في ذكر لا إله إلا الله في محضر غير المسلمين خوف حتى يؤمر بغلق الباب والنظر في الحضور؟!! بل مثل هذا مما يفرح به أن يحضره غير المسلم عله أن يرق قلبه فيدخل في الإسلام.
-المخالفة لغيره من الأحاديث الصحيحة التي وردت فيها طريقته صلى الله عليه وسلم في الدعوة؛ فهذا الحديث قد نسف القاعدة التي عرفت عنه صلى الله عليه وسلم في مجال البشارة والنذارة .. ثم المفهوم من هذا الحديث أنه كان بعد قوة المسلمين؛ فلم الداعي لكل هذا الخوف والوجل؟!!
-قد ثبت فضل لا إله إلا الله؛ من غير هذا الوجه التالف؛ والأحاديث في هذا صحيحة مبثوثة لا يحتاج معها إلى هذا المتن المنكر.
وهناك الكثير الكثير حوله؛ ولكن اختصاراً لضيق الوقت أكتفي بما ذكر.
فالحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:02]ـ
زادك الله علما شيخنا الحبيب .................. وأقول لك ما قلته قبل ذلك:
كم من سؤال بات يسهد خاطري ..... ويرش شوك قتاده بأماني
أوردته طبا فعضد شوكه ..... وأزالت الشكوى يد السكران
فوالله هذا ما أظنه فيك وكم أتمنى أن ألتقي بشخصك الكريم لأستفيد مما أفاض الله عليك من هذا العلم ..... وفقنا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى(/)
ما معنى قول الذهبي (أحد الحفاظ , وليس بالثبت)
ـ[صالح صولا]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الذهبي في كتابه الكاشف ترجمة علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير فقال عنه (أحد الحفاظ وليس بالثبت)
كيف يكون أحد الحفاظ وليس ثبتا؟ هل يقصد الذهبي بأحد الحفاظ أنه أحد الحفاظ قبل اختلاطه؟ أم أنه من العلماء الفقهاء وليس من أهل الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 08:37]ـ
ذكر الذهبي في كتابه الكاشف ترجمة علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير فقال عنه (أحد الحفاظ وليس بالثبت)
كيف يكون أحد الحفاظ وليس ثبتا؟
من منظوري الفردي، و رأيي الشخصي، أن قول الذهبي هذا، يفسره، قول ابن سعد:" كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به ".
فأنه قد يكون حافظا لكثرة حديثه، و ليس ثبتا لأنه يغلو في التشيع، و يرفع الحديث الذي يوقفه غيره، و تقع في روايته المناكير،و كما أنه أختلط بآخره.
و قد يكون معنى (ليس بالثبت) أي: لا يحتج به للأمور التي ذكرناها آنفا.
و الله أعلم.(/)
هل يوجدضرر فى حفط متن الحديث بدون تخريجة
ـ[أبان]ــــــــ[15 - Apr-2010, صباحاً 09:33]ـ
بداة بفضل الله حفظ كتاب بلوغ المرام وبعدحفظ المتن أحفظ تخريجة وهذا فى أغلب ألاوقات يسبب لى تلبيس ولاأحفظة هل التخريج من ضرورات الحديث أفيدونى
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 10:54]ـ
أخي الحبيب: إن كان الحديث في صحيح البخاري أو مسلم فمن الضروري حفظ ذلك
وإن كان في غيرهما فحفظه مهم أيضاً لطالب العلم ولكن إن عسر عليك ذلك في غير الصحيحين فاكتف بحفظ واحد أو اثنين ممن خرجه حسب قدرتك.
فمثلاً إذا رأيت أخرجه الأربعة فاحفظه أخرجه أبو داود فإن لم يخرجه أبو داود وقد أخرجه الترمذي فاحفظه أخرجه الترمذي. لكن اختر أحد السنن واستمر على حفظ تخريجها ولا تتذبذب إلاإذا لم يخرجه صاحب الكتاب الأول فاجعل لك كتاباً آخر تحفظ تخريجه.
كما أفيدك بوجود تقسيم لمتن بلوغ المرام في ثلاثة أقسام قد ييسر عليك حفظ التخريج اسمه (تقريب بلوغ المرام للحفاظ) قربه فهد اليحيى و طارق محمد الخضر فقد جعلا ما في الصحيحين في كتاب مستقل وما في سنن أبي داود في كتاب مستقل وبقية السنن في كتاب مستقل أيضاً ط. دار ابن الجوزي
كما أنصحك بالعناية بمعرفة صحة الحديث بحكم أحد العلماء عليه فكتاب البلوغ لا شك أن أغلبه مما يحتج به لكن فيه نزر يسير من الأحاديث الضعيفة(/)
ما صحة هذا الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أبي موسى الاشعري .. "؟
ـ[أبي إسحاق الهاني]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم ..
في تفسير القرطبي جاء كذا:
وروى الحاكم أبو عبد الله في " المستدرك " بإسناده: أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أبي موسى الاشعري لما نزلت هذه الآية فقال: (هم قوم هذا)
قال القشيري: فأتباع أبي الحسن من قومه، لان كل موضع أضيف فيه قوم إلى نبي أريد به الاتباع.
أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 313 وصححه على شرط مسلم، والطبراني ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد 7/ 16، والطبري في التفسير 10/ 414
فما صحةُ ذلك؟؟
ـ[زيد عبيد زيد]ــــــــ[15 - Apr-2010, مساء 11:38]ـ
الحديث صححه الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة برقم 3368
وفقكم الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Apr-2010, صباحاً 11:00]ـ
الحديث (سنداً ومتناً) يحتاج إلى دراسة متأنية متعمقة
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 06:36]ـ
فى صحابى الحديث إشكال و هو
عياض الأشعرى و ليس له سوى هذا الحديث
مختلف فى عينه
رأى البخارى إن له صحبه
و جزم ابو حاتم أنه تابعى سمع من أبو موسى الأشعرى و إبو عبيدة بن الجراح
و رأى آخرون أن عياض الأشعرى هو ذاته (أبو عبيدة بن الجراح) مذكور بإسمه، رواه ابن حجر
هذا و معلوم الإختلاف فى إسم أبو عبيده
و فى المسأله حديث آخر فى البخارى (هم قوم هذا ووضع يده على كتف سلمان)
و الله أعلم(/)
معنى حديث: (فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون).
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 06:46]ـ
هذا الامر ربما يشكل على كثير من المسلمين
او يدخل فيه الشيطان بالنزغ
احببنا ان ننقله
السؤال:
ما معنى الحديث الذي يقول: (إن الله -سبحانه وتعالى- يتجلى لعباده المؤمنين في صورة ينكرونها، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم في أحسن صورة فيعرفونه فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا)، هل هذا الحديث صحيح؟ وهل به مخالفات للعقيدة؟؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: دكتور ياسر برهامى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهو حديث صحيح ثابت في الصحيح، وليس به مخالفات للعقيدة، ولكن نص الحديث: (فيأتيهم الله -تبارك وتعالى- في صورة غير صورته التي يعرفون) (متفق عليه)، وفي رواية أخرى في الصحيح: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) (متفق عليه)، فهذا سبب استعاذتهم، ونحن نثبت لله صورة لا كالصور على قاعدة أهل السنة في إثبات الصفات مع نفي التمثيل.
راجع شرح الحديث في صحيح مسلم:
-36 باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم وباب معرفة طريق الرؤية. ( http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=1353&mode=r&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0&from=lecturer&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0)
-37 تكملة باب معرفة طريق الرؤية .. إلى باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار ( http://www.salafvoice.com/sndlib/lesson.php?id=1354&mode=r&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0&from=lecturer&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZva WNlLmNvbS9zbmRsaWIvc2hvd19zZXJ pZXMucGhwP2lkPTc0)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 09:16]ـ
/// المعنى الصَّحيح للحديث من بحثٍ قديمٍ لي، اقتبس منه ما قد يوفي:
• وأما الحديث فقد أخرجه الشيخان -بألفاظ مختلفة– عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم: أن ناسا ً قالوا لرسول الله: يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يارسول الله، قال:هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: " فإنكم ترونه كذلك. يجمع الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمرالقمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فثقول: أنا ربكم , فيقولون ك نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ... " إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة.
• أن إتيان (الذات العلية) في صورة بعد أخرى لا ضير فيها ولا استنكار، مادام أن ذلك قد ثبت لدينا بطريق الشرع، ثم إن كان ثمة استنكار على وصف (الذات العلية) بهذه السمة ووجوب تنزيهه عنها لكان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس عليه.
• لفظ التغير لفظ مجمل، فالتغير في اللغة المعروفة لا يُراد به مجرد كون المحل قامت به الحوادث.
• فإن الناس لايقولون للشمس والقمر والكواكب إذا تحركت: إنها قد تغيرت، ولا يقولون للإنسان إذا تكلم ومشى: إنه تغير، ولا يقولون إذا طاف وسعى وركب: إنه تغير إذا كان هذه عادته.
• بل يقولون (تغير): لمن استحال من صفة إلى صفة.
فإن الشمس إذا زال نورها ظاهراً لايقال إنها تغيرت، فإذا اصفرت قيل لها: تغيرت.
وكذلك الإنسان إذا مرض أو تتغير جسمه بجوع أو تعب قيل: قد تغير، وكذلك إذا تغير خلقه ودينه، مثل أن يكون فاجراً فينقل ويصير بَرَّاً فإذا جرى عادته في أقواله فلا يقال إنه قد تغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
• وإذا كان هذا معنى (التغير) فالرب تعالى لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال، منعوتا بنعوت الجلال ولإكرام، وكماله من لوازم ذاته، فيمتنع أن يزول عنه شيء من صفات كماله، ويمتنع أن يكون ناقصا بعد كماله.
• وهذا الأصل عليه قول السلف وأهل السنة، وهو أنه: لم يزل متكلما إذا شاء، ولم يزل كذلك، فلا يكون – [أي الله عز وجل وأفعاله] – متغيراً ... " بتصرف من: مجموع الفتاوى (6/ 249 - 250).
• وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية على من أول لفظ الحديث فقال رحمه الله: ((وأقرب ما يكون إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة.
• ومن التأويل لهذه الصفة ما يذكره بعض أهل الحديث؛ مثل أبي عاصم النبيل؛ حيث إنه كان يقول: (ذلك تغيير يقع في عيون الرائين؛ كنحو ما يخيل الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة).
• وكذلك ما ذكره عثمان بن سعيد الدارمي (في نقضه على المريسي) حيث قال ...
• ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((- وهذا باطل من وجوه:
• الوجه الأول: أن حديث أبي سعيد امتفق عليه: " فيأتيهم في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مره "؛ وهذا يفسر حديث أبي هريرة: " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون " ويبين أن تلك المعرفة كانت لرؤية منهم متقدمة؛ وفي صورته غير الصورة التي أنكروه فيها.
• وفي هذا التفسير [أي: التأويل المردود] قد جعل صورته التي يعرفون هي التي عرّفهم صفاتها في الدنيا، وليس الأمر كذلك؛ لأنه أخبر أن الصورة التي رأوه فيها أول مرة، لا أنهم عرفوها بالنعت في الدنيا.
• ولفظ الرواية صريح في ذلك، وقد بينا أنه في غير حديث ما يُبين انهم رأوه قبل هذه المرة.
• الوجه الثاني: أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ولم يروه في الدنيا في صورة؛ فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها؛ ولهذا قال تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى [11] فلو أرادوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك.
• فعُلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة.
• وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى: " فغشيها من أمر الله ما غشيها، حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها من حُسنها ".
• فالله أعظم من أن يستطيع أحد أ ينعت صورته، وهو سبحانه وص نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم.
• ومعلوم أن قدرتهم على معرف الجنة بالصفات أيسر، ومع هذا فقد قال: " أعددت لعبادي الصالحين، ما لاعبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
• فالخالق أن لا يكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى.
• الوجه الثالث: أن في حديث أبي سعيد: " فيرفعون رؤوسهم وقد تحوّل في الصورة التي رأوه فيها أول مرة "؛ فقوله [أي الدارمي] " لا يتحول من صورة إلى صورة ولكن يمثل ذلك في أعينهم " مخالف لهذا النص [حيث إن الرواية أثبتت التحول في الصورة ونفاها الدارمي].
• الوجه الرابع: أن أبي هريرة وأبن مسعود من طريق العلاء: " أنه يُمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون " وفي لفظ " أشباه ما كانو يعبدون " ثم قال: " ويبقى محمد وأمته؛ فيتمثل لهم الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون إن لنا غلها ً ما رأيناه بعد "، فقد أخبر أن الله تعالى هو الذي يتمثل لهم، ولم يقل لهم كما قال في معبودان المشركين وأهل الكتاب.
• الوجه الخامس: أن في عدة أحاديث؛ كحديث أبي سعيد وابن مسعود: " قال: هل بينكم وبينه علامة؟ فيقولون: نعم؛ فيكشف عن ساقه فيسجدون له ". وهذا بين أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف.
• وكذلك في حديث جابر: " قال: فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف في الدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة.
• الوجه السادس: أنه [أي الدارمي] مثل ذلك بقوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال ك [44] وبقوله: (ولكن شبه لهم) النساء: [157] وهذا غير مناسب؛ لأن اليهود غلطوا في الذي رأوه؛ حيث ظنوه المسيح ولم يكن هو؛ ولكن أُلقي شبهه عليه.
• وكذا يُقاس ما رؤي هو نفسه في صورة على مالم يُرَ؟
• واما التقليل والتكثير في أعينهم فهو المقدار، وليس المرئي ولكن في صفته.
• الوجه السابع: أن هذا المعنى [أي في الأمثلة التي ذكرها الدارمي] كان مقيدا بالرائي لا بالمرئي مثل قوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال [44].
• فقيد ذلك بأعين الرائين ولهذا يقال: كان هذا في عين فلان رجلا فظهر امرأة، وكان كبيرا فظهر صغيرا ونحو ذلك، ولا يقال: جاء فلان في صورة كذا ثم تحول في صورة كذا؛ ويكون التصوير في عين الرائي فقط ... " انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف من: نقض التأسيس (3/ 397 - 404) المخطوط، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/ 11).
• تنبيه: التغير الذي نفاه الأئمة عن الله عز وجل ليس هو الذي نفاه شيخ الإسلام ونزه الله سبحانه وتعالى عنه – في أول هذا المبحث –.
• فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى، والأئمة الثلاثة متفقون معه في هذه.
• إلا أن نفيهم للتغير في أقوالهم السالفة إنما يريدون به نفي إتيان الله في صورة بعد صورة بالتأويل وهو نفي باطل كما سبق.
• ولهذا فالأسلم أن يلتزم المؤمن بالألفاظ الشرعية في هذه المسألة بالذات؛ فيقول: أن الله يأتي في صورة بعد صورة.
• ولا يقول: إن الله تتغير صورته؛ وذلك بعدا عن هذه اللفظة المشتبهة والتزاما بالألفاظ الشرعية.
• وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، والحمد لله رب العالمين ..
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1059491
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 08:46]ـ
جزاك الله خيرا
على الاضافة الطيبة
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 03:54]ـ
ولكن الكلام ما خرج عم ما ذكر
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 02:11]ـ
الإشكال المورد في الصورة:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة ".
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ؟ فيقولون ننتظر إلهنا، فيقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا، و ذلك لقول الله تعالى: " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "، و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة.
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي: " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه. فيقول ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون ".
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود.
والله اعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 07:47]ـ
الإشكال المورد في الصورة:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة ".
كذلك ثبت في حديث سنده جيد كما قال الالباني في الصحيحة وابن تيمية في الفتاوى و اثبته الذهبي في العلو عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جمع الله العباد بصعيد و احد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ها هنا ؟ فيقولون ننتظر إلهنا، فيقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا، و ذلك لقول الله تعالى: " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "، و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد، ثم يقودهم إلى الجنة.
فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه و هو تعالى يفعل ذلك ليمتحن إيمان المؤمنين ثم يأتيهم فيكشف لهم عن ساق فيعرفونه بهذه الأمارة فيسجدون فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي: " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه. فيقول ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون ".
ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود. والله اعلم
/// قولك: "فهو يأتيهم في صورته كما هو تبارك وتعالى ولكنه لا يكشف لهم عن ساق فلا يعرفونه" =تأويلٌ للحديث باطلٌ غير صحيح! بل هو مصادمٌ للمعنى واللفظ الصَّريح الذي في الصَّحيحين، المبين بجلاء أنَّه سبحانه وتعالى يأتيهم في المرَّة الأولى في غير صورته التي هو عليها، فيستعيذون منه.
/// فقد تقدَّم أن اللَّفظ فيهما: "وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم , فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون".
/// أما اللَّفظ الذي أوردْتَه فليس فيه تصريح للمعنى الذي مهَّدتَ له وأوَّل إليه (واحتماله لمعنى لا يتضارب مع المصرَّح به ممكن)، ثم هو مصادم لما في لفظ الصَّحيحين.
/// أمَّا اعتمادك على لفظة: "إذا تعرَّف إلينا عرفناه" فلا يتنافى مع ما إتيانه في صورة غير صورته الأولى، إذ المقصود بالتعرُّف إمَّا إتيانه بصورته التي هو عليها، أوالعلامة التي بينه وبينهم، وهي الساق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 09:18]ـ
فليست الصورة الأولى غير الثانية و هم لم يروا الله قط و لم ينظروا اليه كما ذكر الحافظ و لكنهم يعرفونه بشيء هو يعرف به نفسه المقدسة لهم و هو الكشف عن الساق و قد ورد ذلك صريحا في لفظ ابن مسعود في العلو للذهبي: " فيقولون بيننا وبينه علامة فإذا رأيناه عرفناه. فيقول ما هي؟ فيقولون يكشف عن ساق، فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخرون " ففي المرة الأولى يأتيهم و يقول انا ربكم فيتعوذون بالله منه ثم يأتيهم في الثانية بنفس الصورة و يكشف لهم عن ساق فيعرفونه و الغرض من ذلك كما هو مثبت في الحديث امتحان المؤمنين فيما بينهم في الاتيان الأول ثم امتحان المؤمن من المنافق في الكشف عن الساق و السجود.
والله اعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
جاء فى رواية أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عند البخارى باب قوله تعالى " وجووه يومئذ ناضرة ":
" ....... قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم.
فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق.
فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعه، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً. "
وفي الرواية التي ذكرها [البخارى] في ((التفسير)): " أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة " وهو لفظ رواية مسلم (1)، وفي السنة لابن أبي عاصم: ((ثم يتبدى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة))، وفي رواية عنده أيضا: ((ثم يرفع برنا ومسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة)) (2).
وفي صحيح مسلم في هذا الحديث: ((ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا)) (3).
ففي هذه الألفاظ بيان صريح بأنهم قد رأوه في صورة عرفوه فيها، قبل أن يأتيهم هذه المرة، وفي ذلك رد لما قاله الإمام أبو سعيد الدرامي - رحمه الله -، حيث جعل معرفتهم إياه بصفاته التي تعرف بها إليهم في الدنيا.
وكذلك قوله: ((إن هذا التحول من صورة إلى صورة، هو تمثيل يمثله الله في أعينهم.
أما هو - تعالى - فلا يتحول من صورة إلى صورة، وهذا خلاف ما صرحت به الأحاديث كما ذكرنا (4).
__________
(1) انظر ((صحيح مسلم مع النووي)) (3/ 27).
(2) انظر ((السنة)) (1/ 285).
(3) صحيح مسلم)) (1/ 169)، رقم (302).
(منقول من نقض التأسيس بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخارى للعلامة الغنيمان رحمه الله، بتصرف).
إذ تقرر ذلك فقولك رحمك الله:
الصورة التي ذكرت في الحديث " في غير صورته التي يعرفونها " هي صورة " تعارف الله عليها مع عباده " و ليست صورة مستقلة عن صورته تعالى كقول الرجل آتيك حاملا لواءا فتعرفني به فإن جئتك على هذه الصورة فذلك أنا فاللواء لم يغير صورتك الأصليه إنما أضاف لها " أمارة ".
جانبه الصواب، والله أعلم.
وفى مشاركة شيخنا الفاضل عدنان البخارى الكفاية والبيان، والله المستعان.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 03:06]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 08:51]ـ
بارك الله في الاخوة على طرح مثل هذه المسائل وتوضيحها
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 05:55]ـ
بارك الله فى علمكم ونفع بكم
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 03:05]ـ
بارك الله في الاخوة على طرح مثل هذه المسائل وتوضيحها(/)
اريحونا يغفر الله لكم
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون هذا الموضوع نشر سابقا وعذري اني جديد ولم اطلع عليه
وقد يكون جديد فاريد ان اعرف صحة الحديث ومعناه اذا كان صحيحا
فصراحة قلبي لم يطمئن له وحاك في صدري منه شيئا والله المستعان
الحديث
عن عبيد بن حنين قال: بينا أنا جالس، إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال: انطلق بنا يا ابن جبير إلى أبي سعيد، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد
الخدري فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا وجلسنا، فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله يا ابن أم، لقد أوجعتني. فقال له: ذلك أردت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله لما قضى خلقه استلقى، فوضع رجله على الأخرى وقال: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل هذا ".
فقال أبو سعيد: والله لا أفعله أبداً.
فهل هو صحيح
وهل يقصد بقوله لا ينبغي لاحد من خلقي ان يفعل فعلي وضع الرجل فوق الا خري والاستلقاء ام يقصد خلق السموات والارض؟؟؟
وبارك الله في من ازاح عنا هذا الاشكال.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:24]ـ
قال عنه الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة: منكر جدا. (حديث 755) ثم قال رحمه الله:
"قلت: مع التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله تبارك وتعالى بعد أن فرغ من خلق السموات والأرض استراح! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وهذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه وتعالى عن ذلك.
وأنا أعتقد أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات وقد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب الأخبار، فهذا يؤيد ما ذكرته، وذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله بن عباس وكعب بن عجرة، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن في كثير من الإسرائيليات، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... " انتهى
أما ما يذكره المخرفون من أن هذا الحديث في الكتب الصحيحة لأهل السنة, والصحاح, والسنن ... الخ فمحض افتراء, وبهتان مبين للتلبيس على الناس, والله المستعان
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:32]ـ
جزاكم الله خيرا وقال أيضا الشيخ في ظلال الجنة: "
إسناده ضعيف والمتن منكر كأنه من وضع اليهود آفته سعيد بن الحارث ويقال:الحارث بن سعيد وهو الأصح وهو مجهول الحال وشيخه عبد الله بن منين وإن وثقه يعقوب بن سفيان فقد قال الذهبي: " ما روى عنه سوى الحارث بن سعيد " يشير إلى أنه مجهول العين.
وبقية رجال الإسناد ثقاث رجال البخاري لكن في محمد بن فليح كلام يسير حتى قال فيه إبن معين: ليس بثقة وقال الحافظ في التقريب "صدوق يهم"
" حديث رقم 568
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 01:46]ـ
قال عنه الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة: منكر جدا. (حديث 755) ثم قال رحمه الله:
"قلت: مع التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله تبارك وتعالى بعد أن فرغ من خلق السموات والأرض استراح! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وهذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه وتعالى عن ذلك.
وأنا أعتقد أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات وقد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب الأخبار، فهذا يؤيد ما ذكرته، وذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله بن عباس وكعب بن عجرة، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن في كثير من الإسرائيليات، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... " انتهى
أما ما يذكره المخرفون من أن هذا الحديث في الكتب الصحيحة لأهل السنة, والصحاح, والسنن ... الخ فمحض افتراء, وبهتان مبين للتلبيس على الناس, والله المستعان
الله اكبر والحمدلله
والذي نفسي بيده لم يرتح له قلبي وخفت ان ارده فيكون صحيحا فاهلك
(يُتْبَعُ)
(/)
والقضية .. حدث نقاش والطامة من استدل به من اهل السنة ومن رده اعتقد اشعري او من طائفة اخري وعن نفسي خفت اقول منكر اتهم اني مبتدع وفي نفس الوقت لا اصدق ان الله يرقد ويضع رجل على اخري
بارك الله فيك ورحم الله العلامة الالباني فقد اراحنا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 04:00]ـ
هذا الحديث أخي لا يعرف إلا من طريق: إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن فليح الأسلمي، عن أبيه فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبيد بن حنين.
لا يروى إلا من هذا الوجه فقط، تفرد به إبراهيم بن المنذر؛ حمله عن إبراهيم بن المنذر:
-ابن أبي عاصم في (السنة رقم 568) ومن طريقه أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 5792). وعنده [عبد الله بن منين] بدلاً من [عبيد بن حنين]، ولما رواه أبو نعيم من طريقه ذكر أنه ابن حنين لا ابن منين.
-جعفر بن سليمان النوفلي، وأحمد بن رشدين المصري، واحمد بن داود المكي؛ عند الطبراني في (الكبير رقم 15387) ومن طريقه من رواية جعفر؛ أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 5792).
-محمد بن إسحاق الضغاني؛ عند الحاكم ومن طريقه البيهقي في (الأسماء والصفات رقم 761)، وأبو يعلى في (إبطال التأويلات ج1).
وقبل الكلام على هذا الحديث وما قرره الأئمة حوله؛ يحسن أن نقدم بدراسة عن كل واحدٍ من هؤلاء الرواة؛ فنقول:
[إبراهيم بن المنذر]: وإن وثق؛ إلا أن الإمام أحمد رحمه الله كان يتكلم فيه ويذمه؛ من أجل قدومه على ابن أبي دؤاد وخلطه في القرآن بقوله الذي يدعو إليه.
وقال الساجي: (عنده مناكير).
[محمد بن فليح]: وإن وثق؛ إلا أن يحيى بن معين كان يحمل عليه؛ وقال مرة: (ليس بثقة) وقال أبو حاتم: (ليس بذاك القوي؛ لا يعجبني حديثه) وقال العقيلي: (لا يتابع على حديثه)، وقال البخاري: (وثقه بعضهم؛ وهو أوثق من أبيه).
[فليح بن سليمان]: وإن وثق؛ إلا أن ابن معين قال: (ليس بثقة؛ ضعيف) وقال مرة: (ليس بقوي ولا يحتج بحديثه) وقال أخرى: (ليس حديثه بذاك الجائز) وقال أبو حاتم والنسائي: (ليس بالقوي) وقال النسائي مرة وعلي بن المديني وأبو زرعة: (ضعيف) وقال أبو زرعة أخرى لما سئل عنه: (حرك رأسه؛ وقال: واهي الحديث هو وابنه محمد بن فليح؛ جميعاً واهيان) وقال أبو داود: (لا يحتج به) وقال أخرى: (ليس بشيء) وقال مرة: (بلغني عن يحيى بن معين أنه كان يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان) وقال الساجي (أصعب ما رمي به ما ذكر عن ابن معين عن، أبي كامل قال: كنا نتهمه لأنه كان يتناول من رجال مالك).
أقول: وبهذا يتضح لك مكانتهما عند الأئمة؛ فلا يقبل من حديثهما إلا ما توبعوا عليه ووافقوا الثقات، أما ما سواه فاضرب عليه ولا تلقه بالاً؛ فما هو بشيء إلا الهباء.
وقد صنع هذا إبراهيم بن المنذر نفسه فيما حكاه الإمام ابن أبي عاصم؛ فقد قال لما أن روى الحديث من طريقه: (وَقَرَأْتُ مِنْ كِتَابِهِ _ يعني إبراهيم _، ثُمَّ مَزَّقَهُ وَقَالَ لِي؛ وَاعْتَذَرَ إِلَيَّ: أَنْ لا أَرَاهُ إِلا مَزَّقْتُهُ، فَانْقَطَعَ مِنْ طَرَفِ الْكِتَابِ ... ).
[سعيد بن الحارث]: وإن كان أهون من سابقيه؛ فقد روى له الجماعة، وقد وثق؛ لكن هذا لا يعني مجاوزته القنطرة، فما أجمل الميزان، فعند النظر إلى حديثه عندهم تجده قليلٌ جداً جداً؛ غالبه أو كله عن فليح، ورحم الله الإمام يحيى بن معين لما قال: (مشهور) فوالله هي كلمة عالم عارف قد عرض على الميزان.
ناهيك عن أنه لم يتابع على هذا الحديث المنكر.
[عبيد بن حنين]: هو عم والد فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين .. وهو مثل سابقه.
[عبد الله بن منين]: مجهول لا يعرف، قال عبد الحق الأشبيلي: (لا يحتج به).
أقول: وبهذا تعرف أن هذا الحديث قد روي بسند لا تقوم به حجة .. وبهذا أيضاً يتبين لك خطأ إطلاق هذه العبارة على التعميم بدون سبرها؛ وهي عبارة: (على شرط الشيخين) أو (على شرط أحدهما) أو (رجاله رجال الصحيح) وهكذا، فليس مثل هذه العبارات على إطلاقها أبداً.
ثم لا يأتي من يحتج عليّ فيقول: لعل هذا الحديث مما تفرد به أهل المدينة دون غيرهم .. فهذا اعتراض عليل سقيم لا يقبل، وهل أهل المدينة إلا (فليح) و (سعيد بن الحارث) و (عبيد بن حنين) حتى لا يوجد هذا الحديث إلا عندهم فقط دون سائر أهل المدينة؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هل يجوز التعب على الله حتى نقول استراح ووضع إحدى رجليه على الأخرى؟!!
وهل لم يرد عن أحد من السلف الصالح أنه وضع إحدى رجليه على الأخرى بالمرة؟!!
وهل يجهل أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حديثاً بهذه الأهمية ولا يعرف حكم المسألة فيما فعله؟!!
قال الحافظ الإمام البيهقي:
(هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَلَمْ أَكْتُبْهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٍ، فَلَمْ يُخَرِّجَا حَدِيثَهُ هَذَا فِي الصَّحِيحِ، وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ الْحُفَّاظِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ.
فَإِذَا كَانَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ مُخْتَلِفًا فِي جَوَازِ الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَ الْحُفَّاظِ = لَمْ يَثْبُتْ بِرِوَايَتِهِ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ.
وَفِيهِ عِلَّةٌ أُخْرَى؛ وَهِيَ: أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُمَرُ، وَعُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ وَابْنِ بُكَيْرٍ، فَتَكُونُ رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ مُنْقَطِعَةً، وَقَوْلُ الرَّاوِي: وَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، لا يَرْجِعُ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، وَإِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْهُ، وَنَحْنُ لا نَعْرِفُهُ، فَلا نَقْبَلُ الْمَرَاسِيلَ فِي الأَحْكَامِ، فَكَيْفَ فِي هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ؟
ثُمَّ إِنْ صَحَّ طَرِيقُهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ بِهِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى طَرِيقِ الإِنْكَارِ، فَلَمْ يَفْهَمْ عَنْهُ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ إِنْكَارَهُ.
وَلِهَذَا الْوَجْهِ مِنَ الاحْتِمَالِ تَرَكَ أَهْلُ النَّظَرِ مِنْ أَصْحَابِنَا الاحْتِجَاجَ بِأَخْبَارِ الآحَادِ فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، إِذَا لَمْ يَكُنْ لِمَا انْفَرَدَ مِنْهَا أَصْلٌ فِي الْكِتَابِ أَوِ الإِجْمَاعِ، وَاشْتَغَلُوا بِتَأْوِيلِهِ، وَمَا نُقِلَ فِي هَذَا الْخَبَرِ إِنَّمَا يَفْعَلُهُ فِي الشَّاهِدِ مِنَ الْفَارِغِينَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مَنْ مَسَّهُ لُغُوبٌ، أَوْ أَصَابَهُ نَصَبٌ مِمَّا فَعَلَ، لِيَسْتَرِيحَ بِالاسْتِلْقَاءِ وَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى، وَقَدْ كَذَّبَ اللَّهُ تَعَالَى الْيَهُودَ، حِينَ وَصَفُوهُ بِالاسْتِرَاحَةِ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ... }.
وَأَمَّا النَّهْيُ عَنْ وَضْعِ الرَّجُلِ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دُونَ هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَحَمَلَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى مَا يُخْشَى مِنَ انْكِشَافِ الْعَوْرَةِ، وَهِيَ الْفَخِذُ إِذَا رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى مُسْتَلْقِيًا وَالإِزَارُ ضَيِّقٌ، وَهُوَ جَائِزٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ إِذَا لَمْ يُخْشَ ذَلِكَ) انتهى
قال الإمام ابن الجوزي لما أورد هذا الحديث في كتابه (دفع شبه التشبيه):
(قلت: وقد رواه عبد الله بن أحمد، عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني؛ قال: حدثني إبراهيم بن المنذر؛ قال: حدثنا محمد بن فليح؛ [عن أبيه]، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد الله بن حنين.
قلت: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ما رأيت هذا الحديث في ديوان من دواوين الشريعة المعتمد عليها.
وكان أحمد بن حنبل يذم إبراهيم بن المنذر ويتكلم فيه. وقال زكريا الساجي: عنده مناكير. وقال يحيى بن معين: فليح ليس حديثه بالجائز، وقال مرة: هو ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وأما عبيد بن حنين؛ فقال أبو بكر البيهقي: إذا كان فليح مختلفا في جواز الاحتجاج عند الحفاظ به؛ لم يثبت بروايته مثل هذا الأمر العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وفي الحديث علة أخرى؛ وهي: أن قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي، فتكون روايته عن قتادة بن النعمان منقطعة، وقول الراوي: فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد؛ لا يرجع إلى عبيد بن حنين، وإنما يرجع إلى من أرسله عنه، ونحن لا نعرفه. قال: ولا نقبل المراسيل في الأحكام فكيف في هذا الأمر العظيم.
قال الإمام البيهقي: ثم لو صح طريقه احتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث به عن بعض أهل الكتاب على طريق الإنكار عليهم فلم يفهم قتادة إنكاره عليهم.
قلت: ومن هذا الفن حديث رويناه: أن الزبير سمع رجلا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمع له الزبير حتى إذا قضى الرجل حديثه قال له الزبير: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال: هذا وأشباهه يمنعنا أن نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لعمري سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حاضر ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ بهذا الحديث فحدثناه عن رجل من أهل الكتاب حدثه إياه؛ فجئت أنت يومئذ بعد انقضاء صدر الحديث، وذكر الرجل الذي من أهل الكتاب فظننت أنه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: وغالب الظن أن الإشارة في حديث الزبير إلى حديث قتادة؛ فإن أهل الكتاب قالوا: إن الله تعالى لما خلق السموات والأرض استراح فنزل قوله تعالى: {وما مسنا من لغوب} فيمكن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم حكى ذلك عنهم ولم يسمع قتادة أول الكلام.
وقد روى أبو عبد الرحمن ابن أحمد في كتاب السنة عن أبي سفيان قال: رأيت الحسن قد وضع رجله اليمنى على شماله وهو قاعد؛ فقلت: يا أبا سعيد تكره هذه القعدة. فقال: قاتل الله اليهود، ثم قرأ: {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} فعرفت ما عنى فأمسكت.
قلت: إنما أشار الحسن إلى ما ذكرناه عن اليهود) انتهى
وقال الإمام ابن القيم:
(وأما الحديث الذي رواه الحاكم عن الأصم، عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن فليح، عن أبيه، عن سعيد بن الحارث، عن عبيد بن حنين؛ قال: بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءه قتادة بن النعمان فجلس فتحدث، فثاب إليه أناس ثم قال: انطلق بنا إلى أبي سعيد الخدري، فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري فوجدناه مستلقيا واضعا رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا وجلسنا، فرفع قتادة يده إلى رجل أبي سعيد الخدري فقرصها قرصة شديدة؛ فقال أبو سعيد: سبحان الله يا بن أم أوجعتني، قال: ذلك أردت. فذكر حديث الاستلقاء؛ وقال فيه: لا ينبغي لأحد من خلقي أن يفعل مثل هذا.
فهذا الحديث له علتان:
إحداهما: انفراد فليح بن سليمان به؛ وقد قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: فليح بن سليمان لا يحتج بحديثه. وقال في رواية عثمان الدارمي: فليح بن سليمان ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
والعلة الثانية: أنه حديث منقطع؛ فإن قتادة بن النعمان مات في خلافة عمر وصلى عليه عمر، وعبيد بن حنين مات سنة خمس ومائة وله خمس وسبعون سنة في قول الواقدي وابن بكير، فتكون روايته عن قتادة بن النعمان منقطعة. والله أعلم) انتهى
أقول: أما إن كان الراوي هو (عبد الله بن منين) فلا انقطاع حينئذ، ويستقيم الكلام في القصة بأنه من الراوي نفسه، وبهذا يتحقق زيادة على ما مضى سقوط الحديث وأنه لا شيء.
ـ[ايوب الجزائري]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 05:06]ـ
جزاكم الله خيرا وقال أيضا الشيخ في ظلال الجنة: "
إسناده ضعيف والمتن منكر كأنه من وضع اليهود آفته سعيد بن الحارث ويقال:الحارث بن سعيد وهو الأصح وهو مجهول الحال وشيخه عبد الله بن منين وإن وثقه يعقوب بن سفيان فقد قال الذهبي: " ما روى عنه سوى الحارث بن سعيد " يشير إلى أنه مجهول العين.
وبقية رجال الإسناد ثقاث رجال البخاري لكن في محمد بن فليح كلام يسير حتى قال فيه إبن معين: ليس بثقة وقال الحافظ في التقريب "صدوق يهم"
" حديث رقم 568
حفظك الله ورعاك وبارك فيك وفي مالك واهلك(/)
ابن خلدون: لم يترك المتقدم شيئا يعثر عليه المتأخر ...
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:39]ـ
"وأشهر كتاب للمتأخرين فيه كتاب أبي عمرو بن الصلاح كان لعهد أوائل المائة السابعة وتلاه محيي الدين النووي بمثل ذلك والفن شريف في مغزاه لانه معرفة ما يحفظ به السنن المنقولة عن صاحب الشريعة وقد انقطع لهذا العهد تخريج شئ من الاحاديث واستدراكها على المتقدمين إذ العادة تشهد بان هؤلاء الائمة على تعددهم وتلاحق عصورهم وكفايتهم واجتهادهم لم يكونوا ليغفلوا شيئا من السنة أو يتركوه حتى يعثر عليه المتأخر".
مقدمة ابن خلدون التي هي الجزء الأول من كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ص 281 طبعة دار الهلال ....
ـ[أبو بكر الأزهري]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 08:09]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ونعم ما قال ابن خلدون(/)
أيهما أفضل للحفظ صحيح مسلم أم رياض الصالحين؟ نرجو الإفادة
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 05:25]ـ
ايهما افضل للحفظ صحيح مسلم ام رياض الصالحين؟ نرجوا الافادة
بارك الله فيكم
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 06:36]ـ
هل أنت حافظ للقرآن؟
إن كان نعم.
فهل سبق حفظت شيئاً من السنة؟ كالأربعين النووية وعمدة الأحكام أو بلوغ المرام؟
لابد من معرفة هذا!
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 09:31]ـ
للحفظ؟؟؟
حجم رياض الصالحين يقل عن عُشر حجم صحيح مسلم!!!
إقتصر الرياض على الفضائل
و جمع مسلم جمعا
لا وجه للمقارنه أبدا
و ليس بكل من حفظ الرياض بقادر على مسلم!!!
هذه فقط ملاحظة صغيرة
و لا زال الفرق شاسعا
تقارن المحيط ببحيرة!!!
ـ[المقدسى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:40]ـ
رياض الصالحين كتاب مبارك ولكنه يختص بأحاديث الآداب والفضائل وصحيح مسلم ثانى أصح كتب السنة بعد صحيح البخارى علي الجميع الرحمة بإذن الله وهو كتاب شامل لعلوم الإسلام المختلفة لذلك فلا مقارنة بين الكتابين وإن كنت طالب علم في بداية الطلب وتريد البداية في حفظ كتب الحديث فعليك أولاُ بكتب الأحكام كعمدة الأحكام ومن ثم بلوغ المرام وبعد ذلك فالأمر واسع.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 03:46]ـ
راجع كلام أهل العلم في منهجية الطلب فسؤالك أساسا غير منضبط وفقك الله.
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 10:34]ـ
اعجبنى رد الاخ ابو محمد القصيمى و اختاره
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 11:04]ـ
هل أنت حافظ للقرآن؟
إن كان نعم.
فهل سبق حفظت شيئاً من السنة؟ كالأربعين النووية وعمدة الأحكام أو بلوغ المرام؟
لابد من معرفة هذا!
نعم وأنا أيضا أؤيد ما قاله أخي القصيمي فإن القرآن أصل الأصول وإنه لمن المؤسف جدا أن ترى طلبة العلم يقبلون على تعلم الحديث وعلومه والفقه وأصوله وينسون أصل الأصول ألا وهو القرآن وإن كان لديك الوقت والقدرة على الحفظ فلماذا لا تفكر في الحصول على إجازة في القرآن الكريم حتى يصبح لك إسناد متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي العزيز إذا كنت حافظا للقرآن فعليك بعمدة الأحكام ومن ثم تتوسع شيئا فشيئا
ـ[الطير الحنون]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 08:43]ـ
بعمدة الأحكام ومن ثم تتوسع شيئا فشيئا
لماذا دائما تنصحون بكتب الاحكام مثل عمدة الاحكام وبلوغ المرام ... ؟؟
بارك الله فيكم جميعا(/)
طلب تخريج ودراسة حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه
ـ[ابو ديس]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 10:32]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الاخوة الافاضل ارجو المساعدة العاجلة في تخريج و دراسة طرق حديث " ذكاة الجنين ذكاة امه " مع الحكم على كل طريق بشكل مستقل و لكم جزيل الشكر و العرفان اختكم في الله ابو ديس
ـ[ابن عدي]ــــــــ[18 - Apr-2010, صباحاً 03:09]ـ
حديث " ذكاة الجنين ذكاة أمه " روي عن جابر وابن عمر وأبى هريرة وأبى سعيد.
ـ حديث جابر.
يرويه أبو الزبير عنه به.
أخرجه أبو داود (2828) والدارمى (2/ 84) وأبو نعيم فى " الحلية " (7/ 92 و9/ 236) والدارقطنى (540) والحاكم (4/ 114) والبيقهى (9/ 334 ـ 335) من طرق عنه.
وقال الحاكم:" صحيح على شرط مسلم ".
ووافقه الذهبى.
قلت: وهو كما قالا , لولا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعنه فى جميع الطرق عنه , وبها أعله ابن حزم فى " المحلى " (7/ 419).
2 ـ حديث أبى سعيد.
يرويه أبو الوداك عن أبى سعيد قال:" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنين؟ فقال: كلوه إن شئتم ".
وفى لفظ: " يا رسول الله ننحر الناقة , ونذبح البقرة والشاة , فنجد فى بطنها الجنين , أنلقيه أم نأكله؟ قال: كلوه إن شئتم.
فإن ذكاته ذكاة أمه ".
أخرجه أبو داود (2827) واللفظ الثانى له فى رواية , والترمذى (1/ 279) وابن ماجه (3199) والدارقطنى والبيهقى وأحمد (3/ 31 و53) من طريق مجالد ابن سعيد عنه.
وقال الترمذى:" حديث حسن صحيح , وقد روى من غير هذا الوجه عن أبى سعيد ".
قلت: ومجالد ليس بالقوى , لكنه قد تابعه يونس بن أبى إسحاق عن أبى الوداك به.
أخرجه ابن الجارود (900) وابن حبان (1077) والدارقطنى (541) والبيهقى وأحمد (3/ 39).
وقال الزيلعى فى " نصب الراية " (4/ 189): " قال المنذرى: إسناده حسن , ويونس وإن تكلم فيه فقد احتج به مسلم فى " صحيحه " ".
وللحديث طريق أخرى عن أبى سعيد أخرجه أحمد (3/ 45) , والطبرانى فى " المعجم الصغير " (ص 48/ 94) والخطيب فى " التاريخ " (8/ 412) من طريقين ضعيفين عن عطية العوفى عنه.
قلت: وعطية ضعيف.
3 ـ حديث ابن عمر , يرويه عنه نافع , وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: يرويها وهب بن بقية حدثنا محمد بن الحسن الواسطى (وفى رواية المزنى) عن محمد بن إسحاق عنه.
أخرجه الطبرانى فى " الأوسط " (1/ 131/1) والحاكم (4/ 114) وقال الطبرانى: " لم يروه عن ابن إسحاق إلا محمد بن الحسن , تفرد به وهب بن بقية ".
وقال الزيلعى (4/ 190): " ورجاله رجال الصحيح , وليس فيه غير ابن إسحاق , وهو مدلس , ولم يصرح بالسماع , فلا يحتج به , ومحمد بن الحسن الواسطى ذكره ابن حبان فى " الضعفاء " وروى له هذا الحديث ".
قلت: إنما علته العنعنة , وأما الواسطى فثقة اتفاقا , وابن حبان تناقض فيه , فأورده فى " الضعفاء " كما ذكر الزيلعى وساق له هذا الحديث وقال: " إنما هذا قول ابن عمر موقوف " كما فى " التهذيب ".
وأورده أيضا فى " الثقات ".
قال الذهبى فى " الميزان ": " وهذا أصوب ".
ولهذا جزم الحافظ فى " التقريب " بأنه ثقة , وهو من رجال البخارى.
الثانية: يرويها عبيد الله بن عمر عن نافع به.
أخرجه الطبرانى فى " الصغير " من طريق عبد الله بن نصر الأنطاكى , حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله , وقال: " لم يروه مرفوعا عن عبيد الله إلا أبو أسامة , تفرد به عبد الله بن نصر ".
قلت: وهو ـ كما قال الذهبى ـ منكر الحديث.
ولكن لم يتفرد به شيخه عن عبيد الله , فقد رواه عصام بن يوسف أخبرنا مبارك ابن مجاهد عن عبيد الله به.
أخرجه الدارقطنى (539) والبيهقى (9/ 335) وقال: " وروى من أوجه عن ابن عمر مرفوعا , ورفعه عنه ضعيف , والصحيح موقوف ".
قلت: والمبارك بن مجاهد ضعفه غير واحد , فهو علة هذه الطريق.
الثالثة: عن أيوب بن موسى عن نافع به.
أخرجه الطبرانى فى " المعجم الصغير " (ص 221) عن طريق أحمد بن الفرات الرازى حدثنا هشام بن بلال حدثنا محمد بن مسلم الطائفى عن أيوب بن موسى عن نافع وقال: " لم يروه عن أيوب بن موسى إلا محمد بن مسلم , ولا عن محمد إلا هشام , تفرد به أبو مسعود ".
قلت: وهو ثقة وكذا سائر الرواة سوى شيخه هشام بن بلال ولم أجد له ترجمة.
وبالجملة فهذه الطرق عن ابن عمر كلها معلولة , ولذلك جزم البيهقى فيما تقدم بأن رفعه ضعيف , وأن الصحيح موقوف.
وقد أخرجه مالك فى " الموطأ " (2/ 490/8) عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: " إذا نحرت الناقة فذكاة ما فى بطنها فى ذكاتها , إذا كان قد تم خلقه , ونبت شعره , فإذا خرج من بطن أمه ذبح حتى يخرج الدم من جوفه ".
وقال ابن عدى: " اختلف فى رفعه ووقفه على نافع , ورواه أيوب وجماعة عن نافع عن ابن عمر موقوفا وهو الصحيح ".
وبقية الأحاديث عن غير من ذكرنا من الصحابة أسانيدها كلها معلولة وفيما ذكرنا كفاية , وتجد تخريجها فى " نصب الراية " (4/ 189 ـ 192) و" التلخيص " (4/ 156 ـ 158) وذكر فى أول تخريجه إياه: " قال عبد الحق: لا يحتج بأسانيده كلها.
وخالف الغزالى فى " الإحياء " , فقال: " هو حديث صحيح " وتبع فى ذلك إمامه , فإنه قال فى " الأساليب ": هو حديث صحيح , لا يتطرق احتمال إلى متنه , ولا ضعف إلى سنده , وفى هذا نظر , والحق أن فيها ما ينتهض به الحجة , وهى مجموع طرق حديث أبى سعيد , وطرق حديث جابر ".
قلت: وصححه ابن دقيق العيد بإيراده إياه فى " الإلمام بأحاديث الأحكام " (ص 299).
__________
من كتاب إرواء الغليل لشيخ الإسلام الألباني (8/ 172 - 175).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو ديس]ــــــــ[18 - Apr-2010, مساء 09:54]ـ
السلام عليكم اخى ابن عدي جزاك الله الف خير لقد افدتني بتخريج الحديث عظيم الفائدة(/)
هل هناك مشايخ في المدينة يُجيزون في ألفية العراقي
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[19 - Apr-2010, صباحاً 12:40]ـ
أرجوا من اخواننا الافادة
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 08:37]ـ
للرفع(/)
موعد سماع المسلسلات من الشيخ محمد بن عبد الله الشجاع آبادي في غرفة صوتية
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 12:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيبدأ سماع المسلسلات من الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الشجاع آبادي في الغرفة الصوتية
يوم الأربعاء
7:30م
بتوقيت المكة المكرمة
إن شاء الله تعالى
ونرجو منكم التواجد والتواصل
ولمن يرغب في السماع فليتفضل
هنا ( http://r482de02.zz.s1.roomsserver.com/)
ـ[يوسف اظهر ريحان خان]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف حالك شيخنا الفاضل؟. نرجو منكم رد السريع.
ـ[يوسف اظهر ريحان خان]ــــــــ[10 - May-2010, صباحاً 11:01]ـ
السلام عليكم شيخنا الفاضل , انت قد كتبت ان هناك يكون المحاضرة وسلسلة سماع الاحاديث على شيخنا العلامة المحدث محمد بن عبدالله الشجاع بادى , فمتى يكون ذالك؟ انا فى الانتظار , هل يكون فى اربعاء القادم , افيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 09:25]ـ
هل فات الموعد أم لا؟؟
ـ[ابو داود السجستانى]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن لى الحضور الان ام فات مجلس السماع علينا
افيدونى بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
سلسلة شرح حديث وجهت وجهى 00دعاء الاستفتاح رقم1
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 02:22]ـ
سلسلة طيبة ايمانية عقدية تربوية
شرح حديث ذكر قيام الليل رواه الامام مسلم
نحو سبع حلقات
تابعونا
الحلقة الاولى
كتبه/دكتور ياسر برهامي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد،
فإن من أنفع ما يعين العبد على حضور قلبه في الصلاة أن يتدبر ويتأمل أدعية الاستفتاح التي وردت عن النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png-، وخصوصا إذا كان العبد في قيامه بالليل، فقرأ وتدبر ما ورد من أدعية استفتاح قيام الليل، فاحفظ وتدبر - أخي الحبيب- هذا الدعاء الجامع العظيم الذي ثبت عن النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- إذ يقول: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (1)، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، استغفرك وأتوب إليك) (رواه مسلم).
فلقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا سراجا، ينير القلوب بعد ظلماتها ويوقظها بعد رقدتها وغفلتها فتبصر حقائق الوجود وتحيا من موت الكفر والنفاق وتشفى من أدواء الشبهات والشهوات. فاللهم لك الحمد على إرساله وإنزال الكتاب عليه، ولك الحمد على هدايتنا للإسلام وتوفيقنا له كما نقول وخيرا مما نقول، لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وقد خصه الله عز وجل وفضله على من سبقه من النبيين بخصال عديدة، منها أنه أوتي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- جوامع الكلم، فكانت كلماته ودعواته على اختصارها وإيجازها جامعة لمعاني الإيمان، مجددة لحقائقه في القلوب، مذكرة بالله واليوم الآخر، باقية لتكون معجزة مستمرة دالة على صدقه ونبوته - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png-، جمع الله له فيها من معاني الإيمان وحقائق التوحيد وأسباب حياة القلب ما يستغني به القلب عن غيره من أدعية يدعو بها سائر الناس.
ولا شك أن من تدبر الأدعية الثابتة عنه - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- وجد نفسه أمام شمس مبهرة لا ينقطع نورها، ووجد حياة لقلبه تحركه على طريق النور الذي سار عليه النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- وصحبه الكرام - رضوان الله عليهم- وتبعهم على ذلك السلف الصالح - رحمة الله عليهم-، ولما كانت حاجتنا إلى تذكر معالم هذا الطريق ضرورية، خصوصا في أيام المحن التي تمر بها أمتنا، وكان تحقيق التغير من داخلنا من الأعماق وليس فقط في الظاهر مطلبا أساسيا لكل العاملين في الحقل الإسلامي حتى يغير الله ما بنا، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلما كانت هذه الحاجة ضرورية، كانت هذه الوقفات مع ما في هذا الحديث الصحيح من معاني الإيمان والتوحيد وتزكية النفوس واستنارة القلوب وإحيائها بحقيقة ذكر الله عز وجل، فنسأل الله عز وجل أن يعيننا على شرح هذا الحديث وتدبر ما فيه، فإن تدبر هذا الحديث وغيره مما يشرح الله به الصدور، ويفتح للقلوب عيونا تبصر بها هذا الجمال والجلال، وتطعم وتسقى من معينه الميسر حتى تحيا من جديد حياة من نوع آخر، وتستنير بنوره - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- الذي جعله الله له (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) (الأحزاب:45 - 46)، فنحن نأخذ من النور الذي جعله الله للنبي -
(يُتْبَعُ)
(/)
http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png-، جعله الله سراجا منيرا فالقلوب لها طعام وشراب من هذا المعين الذي فضله الله - عز وجل- به، ورغم تباعد السنين يصل نور هذا السراج إلى من اجتباه الله من عباده قويا ظاهرا مبهرا.
فيقول المرء: فكيف بمن اقترب منه - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- زمانا ومكانا وعلما وعملا وسلوكا؟ فكيف بمن رآه وصحبه كيف نصيبهم من هذا النور؟ لاشك أن الصحابة كانوا أعظم الناس نصيبا من نوره - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- ولذلك اهتدت بهم الأمم، فالصحابة لم يؤلفوا كتبا ولم يسجلوا أشرطة ولم يكن أكثرهم خطباء فصحاء يجتمع المئات والآلاف عليهم، ومع ذلك فكانوا أساتذة العالم وغيروا الأمم تغييرا جذريا، فالواحد منهم كان يفتح الله به البلاد و تتغير به موازين القوى في المعارك، ففي الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه-قال: قال رسول الله - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png-: ( يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقولون: هل فيكم من صاحب رسول الله http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png؟ فيقولون نعم. فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png؟ فيقولون نعم. فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png؟ فيقولون نعم. فيفتح لهم) متفق عليه، فالله عز وجل فتح بهم البلاد وقلوب العباد وفتح بهم القلوب والأمصار، وذلك لأن نصيبهم من النور الذي جاء به النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- كان أعظم.
فنسأل الله عز وجل أن يجعل في قلوبنا نورا وفي ألسنتنا نورا، وأن يجعل لنا في أسماعنا نورا وفي أبصارنا نورا، وأن يجعل من خلفنا نورا ومن أمامنا نورا، ومن فوقنا نورا ومن تحتنا نورا، اللهم أعطنا نورا، ومن لم يجعل له نورا فما له من نور.
(1) وإن كان يجب على الواحد منا أن يقول وأنا من المسلمين، هذا هو الصحيح، ولكن الوارد عن
وجهت وجهي أي وجهتي وقصدي وإرادتي، والوجه يطلق ويراد به الوجهة كما يقال سرت في هذا الوجه، أي سرت في هذه الوجهة، ومنه الوجه البحري والوجه القبلي. ويحتمل في الحديث أن يكون الوجه بمعنى الوجه المعروف، وتوجهه لازم للوجهة والقصد، ولكن المعنى الأول أظهر.
و قضية توجيه الوجهة والقصد لله -عزوجل- يحتاج الإنسان أن يتذكرها كل يوم، لذا يتذكرها عند تلاوته هذا الذكر في قيام الليل، فالإنسان تشغله مشاغل الحياة كل يوم عن وجهته وقصده فتأخذه بعيداً عنها، وتلقيه في غمرة التنافس على متع الحياة وأموالها ومناصبها وفي صراعاتها ونزاعاتها، فتنسيه قضية وجهته.
وهذه الجملة في الحديث - "وجهت وجهي" - موافقة لقول إبراهيم -صلى الله عليه وآله وسلم- والذي جاء في الآية (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام79)،وهي قد وقعت بعد مجادلته قومه في عبادتهم للكواكب، وقوله عن الكوكب الأول (قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الأنعام76، وعن القمر قال بعده (فلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) (الأنعام77)، ثم لما رأى الشمس بازغة (قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ *إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام78 - 79)، يتبين لنا بعد هذا الترتيب أن توجيه الوجهة لله سبحانه وإفراده بالحب -حب العبادة- أمر لا يستغني عنه العبد طرفة عين. وقد قال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- (لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) لأنه لا يستطيع أن يستغني عن إلهه طرفة عين، لا يستطيع أن يستغني عن حبه وتوجهه لحظة وحدة، فمن يغيب لا يُحَب، وأما حبه لله عز وجل
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو في كل لحظة.
وتأمل هاتين الجملتين (قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)، و (قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) لتعلم أنه يحتاج إلى الأمرين معا، يحتاج إلى هداية ويحتاج إلى حب مستمر دائم، إذا فقد واحداً منهما لا يستطيع أن يحيى حياة مستقرة مستمرة، لا يحيى قلبه إلا بحب دائم لا يغيب، وبهداية من الله سبحانه وتعالى.
فيوجه العبد وجهته لله عزوجل الذي فطر السماوات والأرض طالبا منه أن يهديه وأن يوفقه لحبه على الدوام، هداية لاتغيب وحبا لا ينقطع، فهو يحتاج إلى هداية ربه في كل لحظة وخطرة ونفس. فإن القلب ترد عليه خواطر في كل لحظة بالليل والنهار، فما يميز بين الحق والباطل منها إلا بهداية وتوفيق من الله، ولايميز إلا بإخلاص يتوجه به إلى الله عز وجل، ولو لم يهده الله لوردت عليه خواطر وإرادات ورغبات تهلكه، وهو لا يستطيع أن يميز بينها وبين ما ينفعه إلا بتوفيقٍ من الله (وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود88) فيستشعر الإنسان أنه يحتاج إلى الله في كل لحظة، يحتاجه هادياً ومعبوداً محبوباً يخلص له عمله فلا غنى له أبداً عن إلهه وموالاه.
فإذا قال العبد "وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض" استشعر حبه -سبحانه وتعالى- وتذكر فضله بهدايته له، فوجًّه وجهة قلبه إليه، فهو لا يحب غيره لأنه يأفل، ولا يطلب الهداية من غيره لأنه يعجز عن أن يهديه، وعند ذلك يشعر العبد بعظيم قدر هذا الدعاء.
فأنت أيها العبد وجهت وجهك لله لأن الله هداك ووفقك وأعانك وأخذ بناصيتك إليه حتى أحببته وعرفته فاطراً للسماوات والأرض، وهذا إقرار بتوحيد الربوبية، فهذه الجملة الأولى جمعت توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية في قوله (وجهت وجهي) هذا هو توحيد الألوهية، وقوله (للذي فطر السماوات والأرض) هذا توحيد الربوبية.
نسأل الله أن يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا متقبلا، ونكمل في حلقة قادمة إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين.
موقع صوت السلف(/)
سلسلة شرح حديث وجهت وجهى 00دعاء الاستفتاح رقم2
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 04:04]ـ
سلسلة رائعة تضاف تباعا
ا2 - الحنيفية والبراء من المشركين
كتبه/ دكتورياسر برهامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
ثبت أن النبي - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png- كان إذا قام إلى الصلاة في الليل كبر، ثم قال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتيونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أولالمسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمتنفسي، واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرفسيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك).
إن المتأمل لخلق السماوات والأرض يجد بلا تردد آثار العلم التام والقدرة التامة والحكمة التامة والعزة والقهر والقوة والمجد والعظمة والجمال والجلال ظاهرةً تمام الظهور، من الذرة إلى المجرة، ويرى توازنا عجيبا وإحكاما وإتقانا تاما ويرى ملكا باهرا، ويوقن أنه لا يمكن أن يكون الكون بهذا الإحكام من وجود الذرة الصغيرة في خلق الإنسان إلى الكائنات الأكبر في السماوات والأرض إلا بقدرة تامة وحكمة في كل شيء.
ويرى الإنسان من آثار عزة الله عز وجل فهو عزيز قاهر غالب على أمره، يريد الناس شيئاً ويريد الله عز وجل شيئًا فيكون ما يريد الله، وهو قاهر فوق كل من دونه سبحانه وتعالى، قهرهم بالموت وقهرهم بالمرض وقهرهم بالحاجة والفقر وهم أصلاً كانوا عدما، خلقوا قهرا ويموتون قهرا. وكل من يتدبر خلق السماوات والأرض يجد آثار صفات الله، فهو القهار، له العزة والقهر والقوة (ولَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) ولو يتدبر الإنسان قدر القوة الموضوعة وكم منها بأيدي الناس يجد عجبا. فالبشر يغترون عندما يشعرون أن عندهم قوة وهي في الحقيقة قوة تافهة جدا وصغيرة جدا. إن أقوى الدول وأعتاها - فضلاً عمن دون ذلك وعن آحاد البشر- لهم سلطان محدود ولهم قدرة وقوة محدودة فكيف يغترون بها؟ لكن المؤمن ينظر دائماً إلى القوة التي أودعها الله في الكون والتي تدل على قوته عز وجل و (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعا).
تأمل قوة البحار، كم هي؟ وكيف يمكن تغرق العالم؟ وتأمل ما في قوة الريح، و تأمل ما في قوة الشمس من طاقة هائلة يمكن أن تدمر الكرة الأرضية وما حولها لو أنها وجهت إليها، وتأمل القوة الموجودة في الشهب والنيازك، وتأمل أضعاف ذلك من القوة المودعة في الكون، ثم تأمل كم من هذه القوة بأيدي الناس؟ ماذا يملك البشر منها؟ فالبشر لا يملكون شيئاً من القوة المخلوقة إلا ذرة يسيرة يغترون بها، فيقول الجاهلون: من أشد منا قوة؟ ويقولون: القوة العظمى - والعياذ بالله - وما هي بعظمى بل حقيرة ضعيفة عاجزة، والإنسان إنما يراها عظمى نتيجة إخلاده إلى الأرض، ولو أن نفسه ارتفعت وشاهدت حقائق الكون سيجزم ويوقن أن القوة ليست للناس و (أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً).
وتأمل الآيات التي فيها قول إبراهيم (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) كان أولها (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75)، فالملكوت موجود، ولكن العبرة أن يراه الإنسان ويشهده ليشهد ملك الله عز وجل في السماوات وفي الأرض، وهذه نعمة من الله (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثرة التفكر في خلق السماوات والأرض هي من صفات أهل الإيمان، قال الله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:190 - 191)، فإذا شهد العبد ذلك وجَّه وَجْهَهُ - ولابد- للذي فطر السماوات والأرض ممتثلاً أمره متبعاً شرعه راجياً ثوابه خائفاً من عقابه، ويفعل ذلك حنيفا - أي مائلاً إلى الله معرضاً عن غيره- وهذا الميل إلى الله هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، قال - تعالى-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)، وقال النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png فيما يرويه عن ربه عز وجل: (إني خلقت عبادي حنفاء) (رواه مسلم) هذه الحنيفية وهذا الميل إلى الله وحبه والرجوع إليه وامتثال شرعه والخضوع لأمره هي ملة إبراهيم التي بعث بها رسول الله - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png-، وهي الفطرة التي هي الدليل الثاني على توحيد الألوهية، فتوحيد الربوبية هو الدليل الأول الذي يدل عليه التفكر في خلق السماوات والأرض وهو الأكثر استعمالاً.
والدليل الثاني على توحيد الألوهية هو دليل الفطرة، وهو أن العباد يجدون في أنفسهم ميلاً وحباً لإلههم الحق ومعبودهم الذي لا شريك له، ولا تطمئن قلوبهم ولا تسكن نفوسهم إلا إذا توجهت إليه وأحبته وعظمته وخضعت له.
فحينما يولد الإنسان تولد له رغبات معينة، فيجد في نفسه الحاجة إلى الهواء فيتنفس، و يجد نفسه محتاجا إلى الأكل فيأكل ويمص ثدي أمه قبل أن يفهم، قد جعل الله فيه هذه الحاجات لكي تستمر حياته، فلو أن إنسانا لم يشعر بحاجته إلى التنفس سيموت. فمن أسباب الموت بالمخدرات - كالهيروين- أنه يشل مراكز التنفس في المخ، فيجعل مركز التنفس لا يشعر أنه محتاج إلى الهواء، فيموت الإنسان نتيجة لهذه الجرعة الزائدة التي تشلّ مركز التنفس، وتقول له أنت بحالة جيدة، ولا تحتاج إلى هواء، فلا يتنفس فيموت والعياذ بالله. ومن ضمن أسباب موت الأطفال في السن الصغير جداً، أن الطفل لا يريد أن يرضع، فيتوقف عن الرضاعة لأنه لا يشعر أنه جوعان، فيعجز الأطباء عن عمل أي شيء له إلى أن يموت. وحال القلب كذلك أيضاً، فكما أن البدن خُلِق محتاجا إلى النفس والطعام والشراب، خلق القلب مائلا إلى الله عز وجل، يحتاج إلى أن يتعبد، يحتاج إلى أن يحب، وأن يخضع إلى الله عز وجل، فهذه هي الفطرة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (الروم:30)، إن لم يشعر بهذا الأمر سيموت القلب ويضل ويهلك.
ويجد العبد في هذا التوجه والميل حقيقة غايته في هذه الحياة والحكمة من وجوده ومصيره الذي يصير إليه، وهو أنه يرجع إلى الله سبحانه وتعالى، يجد العبد الإجابة على الأسئلة الفطرية الضرورية من أنا؟ ومن أين جئت؟ ولماذا جئت؟ وماذا يراد مني؟ من أوجدني؟ ومن جاء بي؟ ومن خلقني؟ وإلى أين أذهب؟ أسئلة موجودة في نفس كل إنسان، لا يستطيع الإجابة عليها إلا إذا توجه إلى الله - عز وجل-. والعبد إذا جرب لذة التوحيد والعبادة والحب وجد شيئاً لا نظير له في حياته كلها ووجد نعيماً لا يدانيه نعيم أخر ويجد راحة لا تماثلها راحة أخرى. ويتأكد هذا المعنى عنده - بوجوب توحيد العبادة- إذا كان قد جرب قبل ذلك الجاهلية والتوجه لغير الله، وجرب مدى ضرره وشقاءه وعذابه به فيشعر بالفرق الهائل حينئذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا، إذا كان من البدء على هداية ولم يكن على سبيل الجاهلية فيتدبر حال غيره، فيتأكد هذا المعنى عنده حين يرى حال غيره من البشر من حوله كيف يشقون بآلهتهم الباطلة ويعانون معاناة لا نظير لها، يعانون من تعلقهم بأصنام وأوثان وشمس وقمر ونجوم، ورياسة وملك، ودرهم ودينار وكبراء ورؤساء، ومطاعين وضعوا لهم نظريات فاسدة وأديانٍ باطلة تشقى بها أجيال تلو أجيال في دنياهم قبل أخراهم، فيوقن الإنسان حينئذ ويزداد يقيناً بأنه لا إله إلا الله، فيكون حنيفا ويتبرأ من المشركين ومن طريقتهم وملتهم، ويبغض صفاتهم وأعمالهم ويبغضهم ويفارقهم، حتى لو كان محتاجاً في دنياه لموافقتهم، فَلَذَّة عبوديته لربه تسليه عن فقد بعض مصالح دنياه مؤقتاً بسبب هذه البراءة، لأنه حينما يتبرأ من المشركين سيعادونه ولن يعطوه المصالح التي يعطونها لأوليائهم، نعم، سيتعب تعبا قليلاً مؤقتاً، ثم بعد ذلك أثناء تعبه هذا وأثناء مفارقته وأثناء براءته من الشرك وأثناء عدم الحاجات التي يريدها في دنياه سيتسلى بعبادة الله -عز وجل-، وستُنَسيْه لذة عبوديته ألم فقد هذه المصالح، وسيجمع الله له شمل دنياه وأخراه، وسيجد هذه المصالح التي ضاعت منه قد جاءته من غير أن يبذل أي مجهود، لأنه من أصبح والآخرة همته جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة.
وقضية البراءة من المشركين في قوله: (وما أنا من المشركين) قضيةٌ عظيمةٌ الأهمية في عقيدة المؤمن وفي سلوكه ومعاملاته، ولأن المصالح متشابكة والأحوال متداخلة وقد اقتضت حكمة الله ألا توجد في الدنيا المثالية المنشودة، بل ما يزال الخير مختلطاً بالشر عند أكثر الناس، ولهذا كانت هذه المسألة بحاجة إلى تكرار يومي حتى تستقر في نفس المؤمن ولا ينحرف إلى ما يخالفها، ففي كل يوم لك مصالح عند أعداء الإسلام، وكثير من الناس ينسى قضية الولاء والبراءة من المشركين في المصالح، الأمر الذي يجعلهم يدورون في فلكهم تحت ضغط مصلحة موهومة أو لدفع مفسدة محتملة دون مفسدة موالاة المشركين والتي هي في الحقيقة أشد ضررا وأعظم مفسدة، والذل الذي يحصل بسبب طاعتهم أضعاف ما يفر منه الإنسان من الأذى أو من المضرة، لكن أكثر الناس موازينهم مختلة فلا يُحسن أكثر الناس استعمال الميزان الذي أنزله الله مع الكتاب (اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ) (الشورى:17) ز هذا الميزان إنما توزن به الأفكار والعقائد والتصرفات والأخلاق والسلوكيات، ولا يهتدي أكثر الناس أصلاً إلى هذا الميزان فيزن المصالح والمفاسد بموازين العقل القاصر أو الهوى الغاوي أو التقليد الجاهل، فيقول لك إنما نحن مصلحون (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ) (البقرة:12).
تجد أن أكثر العالم يظنون أنفسهم يصلحون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، لذا أصيبت الأمة بما أصيبت به من أنواع الضرر والهزيمة والذل والهوان وتسلط الأعداء من جراء تضييع الإيمان ومنه قضية البراءة من المشركين، بل إن هذه القضية لها خصوصية في هذا الباب، وهي أن الركون إلى الذين ظلموا بموافقتهم في باطلهم وافتراء الكذب على الله وعلى دينه وعلى رسوله - http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png - بما وافق أهواءهم يفقد العبد ولاية الله ونصرته. فقضية موالاة المشركين مرتبطة ارتباطا أساسيا بقضية الهزيمة التي تحل في الأمة، والتي سببها أساساً موالاة الكفار والعياذ بالله لأنه كما قال الله عز وجل (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) (هود:113)،
والمتأمل في تاريخ الإسلام وما حدث من مصائب كبرى في تاريخ المسلمين - ابتداء من سقوط بغداد على يد التتار، ومرورا بضياع الأندلس، وأخيرا احتلال بيت المقدس والأرض المباركة حوله من اليهود، هذا غير احتلال بلاد كثيرة من البلاد الإسلامية - يجد أن الهزيمة دائماً كانت بسبب من يتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يخون أمته وينصر عدوها، وإلا فأمة الإسلام قادرة قدرة عجيبة بفضل الله تعالى على الصمود في وجه أعتى الأعداء وأقواهم، ولها قوة عظيمة في الثبات أمام أقوى الأسلحة وأكثر الجيوش عددا وعدة، حتى تحصل الخيانة وتسقط فئة في
(يُتْبَعُ)
(/)
هوة الموالاة لأعداء الله وترك البراءة منهم، فتحصل الهزيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهذه القضية وكل قضايا التوحيد التي تضمنها هذا الدعاء العظيم تحتاج إلى تكرار حتى تستقر وتثبت بل تنمو وتكبر وتثمر ثمارها في حياة المؤمن فهي الشجر الطيبة (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم:24 - 25).
حاصل الكلام في هذه الجملة الأولى في هذا الاستفتاح العظيم (وَجَّهْتُ وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين) أن المتأمل يلحظ أن كل جزء من هذا الدعاء يقود إلى الذي يليه أو هو دليل عليه، فتوحيد الربوبية في قوله (للذي فطر السماوات والأرض) دليل على توحيد الألوهية في (وجهت وجهي)، والتفكر في خلق السماوات والأرض في قوله (فطر السماوات والأرض) يبين للعبد آثار الأسماء الحسنى والصفات العلى من الجلال والجمال والمجد والعظمة، فلا يجد العبد بداً من الميل الفطري إلى الله، حباًً وانقيادا وتعظيما وبُعدا عمن سواه حنيفًا، وهذا البعد عمن سواه من المعبودات الباطلة يستلزم بغضا وبعدا وبراءة منها ومن عابديها، فيقول (وما أنا من المشركين).
فسبحان من أحاط بكل شيء علما وتمت كلماته صدقا وعدلا، وله الحمد على ما شرع لعباده وهداهم لحقائق الإيمان المتلازمة المترابطة التي تفتح كل حقيقة منها لصاحبها أبواب الحقائق الأخرى، كمن دخل قصراً ووجد كنزاً فإذا دخل غرفة من غرف القصر وجد فيها مفاتيح غرف أخرى، وكلما طالع جواهر الكنز وجد معها ومنها مفاتيح كنوز أخرى.
فاللهم أنر قلوبنا بحبك وزدنا علماً ويقيناً وإيماناً.
قوله http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين)، وذكرنا أنها تتضمن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتذكير العبد بميله إلى الله و حبه له، والبراء من الشرك وأهله.
وأما الجملة الثانية من الدعاء فهي قول النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ( إن صلاتي و نُسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أُمرتُ و أنا أول المسلمين)، فهى امتثال قول الله عز وجل (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) (الأنعام162) والمقصود أن يقولهاالنبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png وغيره من المكلفين تبعا له، فامتثلها النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png فقال (إن صلاتي ونسكي)، قالها صادقا http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png، ويجب على كل مكلف أن يقولها صادقاكذلك.
أما قوله (وأنا أول المسلمين) أي من هذه الأمة، فالأظهر والله أعلم أن الداعي منا يقول "وأنا من المسلمين"، كما ذُكر في رواية مسلم (وأنا من المسلمين)، وذلك أنه لا يصلح أن يكون هو أول المسلمين من هذه الأمة، لأن أول المسلمين من هذه الأمة هو محمد http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png، كما لا يصح أن يقول أنا أول المسلمين في زمني، فإنه قد سبقه مسلمون لم يزالوا مسلمين منذ بُعث النبي صلى الله عليه و سلم إلى ما شاء الله من الزمان، فالأفضل أن يقول "وأنا من المسلمين"، وبعض العلماء يقول: ينبغي أن يقول "وأنا أول المسلمين" وهذا ليس بظاهر و الله أعلم.
هذه الكلمات المباركات تذكر العبد بغايته في الحياة، الإنسان كما ذكرنا يحتاج إلى تذكير دائم بقضايا أساسية في كل يوم وليلة، وهي قضايا الإيمان والتوحيد، فالغاية من الحياة والمقصد منها والغاية التي خلق من أجلها هي تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، فهو يؤكد أن صلاته و نسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين، تحقيقا للعبودية بمعناها الشامل لكل تصرفاته ولذلك قال (ومحياي ومماتي) ليست الصلاة والذبح المختصة بالعبودية فقط وإنما الحياة والموت أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبدأ بالصلاة لأنها أعظم العبادات البدنية، كما في الحديث الصحيح قول النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ( واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة)، لأنها تتضمن عبادة القلب واللسان و الجوارح، فعبادة القلب فيها، وهي الأصل، ولابد فيها من حضور النية والإخلاص وإلا فالصلاة تبطل بلا نية، وكذلك لابد فيها من الخشوع، وقد قال الله تعالى (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) (المؤمنون2)، و كل ما في الصلاة من أذكار تتضمن عبادات القلب، ثم يحرك لسانه بذلك ثم جوارحه من قيام وركوع وسجود، فالصلاة كلها عبودية لله عز وجل.
ولذلك فإن الصلاة تجمع أنواع العبودية، ولذا كانت خير الأعمال، وهي قرة العين للمحبين المتابعين لسيدهم خير الخلق محمد http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png الذي قال (وجُعلت قرة عيني في الصلاة)، فالله جعل له في الصلاة أسعد لحظاته وقرار عينه حيث لا تتطلع إلى شيء آخر.
وكان صلى الله عيه وسلم يقول لبلال (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)، والله عز وجل أمر عباده أن يستعينوا بالصبر والصلاة فقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) (البقرة45)، فالصلاة مفزع يفزع ويهرب الإنسان إليه متوجها إلى الله عز وجل، وكلما حزب الإنسان أمر فزع إلى الصلاة، كفعل النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فإن راحة الإنسان من الهموم والغموم في الصلاة الخاشعة، وإذا رزق الخشوع فيها والحضور فهي فعلا قرة العين، ولذلك بدأ بها فقال (إن صلاتي ونسكي).
وذكر النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png النسك، وله في هذا الموضع معنيان في تفسيرين:
المعنى الأول: الذبح، كما قاله مجاهد وسعيد بن جبير والضحَّاك.
أو المعنى الثاني وهو: التعبد بجميع أنواع العبادة، فيكون النسك بمعنى العبادة، ومنه متنسك أي متعبد، وهو من عطف العام على الخاص.
فكل العبادات بما فيها الذبح لله عز وجل وحده لا شريك له لا يجوز صرف شيء منها لغيره، كما قال تعالى في شأن الذبح أيضا وجمع بين الصلاة والذبح (فصل لربك وانحر) (الكوثر2)، أي اجعل صلاتك لله وحده ولا تسجد لغيره وكذلك اجعل نحرك وذبحك لله وحده لا شريك له ولا تذبح لصنم أو وثن أو غيره من دون الله، كما قال النبي http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png ( لعن الله من ذبح لغير الله).
ثم ذكر المحيى والممات في قوله (ومحياي ومماتي)، إقرارا بأن تكون حياته لله وأن يكون موته لله، فالمؤمن يحيى حياته كلها لله بأن يزن أمورها بتعاليم الإسلام، يعيش بالإسلام ويعيش من أجله، ويزن كل أمر من الأمور بميزان الإسلام ويعمل كل الأموربشرع الله ويدعو إليه ويسعى إلى أن يعبِّد الخلق كلهم لربهم، كأفراد ومجتمعات ودول وشعوب، يسعى إلى تحقيق عبودية الفرد وعبودية الأمة وهو يموت على ذلك و يموت أيضا من أجله.
وهنا تأكيد مرة ثانية على توحيد الألوهية والربوبية (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) هذه أفعال العبد، وهذه معاني الربوبية، فيثبت توحيد الربوبية مرة ثانية، وينفي الشرك بقوله (لا شريك له)، لا شريك له في ربوبيته ولا شريك له في ألوهيته ولا مثيل له في أسمائه وصفاته، والعبد يشهد ذلك ويعلمه ويطبقه في أقواله وأفعاله، فيحقق نوعي التوحيد العلمي والعملي، الإقرار والشهود، والقصد والطلب.
فتوحيد الإقرار والمعرفة والشهود في قوله (الذي فطر السماوات و الأرض)، وفي قوله (لله رب العالمين) فينزه الله عن الشريك، في الحقيقة وفي شهود العبد، يعني الله ليس له شريك في الحقيقة وإن ادعى أحد لله عز وجل شريكا فهو كاذب لان هذا ليس موافقا للحقيقة، والحقيقة أن الله واحدًا لا شريك له في ربوبيته وفي ألوهيته وفي أسمائه وصفاته، أما تحقق ذلك في شهود العبد فهو أن يشهد أن هذا الأمر هو الحق دون ما سواه، كما أنه في الحقيقة فهو يشهد هذه الحقيقة وفي استحقاق العبادة لله وحده لا شريك له، فالله يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، وهو واحد من هؤلاء العباد الله، فلا يشرك بالله أي شريك في إرادته و قصده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله (وبذلك أُمرت) يستحضر به أن الله أمره بالتوحيد، وأنه امتثل أمره سبحانه وأطاعه وقبله بخلاف من رده وأباه، ومشكلة كفر إبليس كان في رد أمر الله وقد أمره، والمؤمن يضاد ما فعل إبليس، فإن الله عز وجل قال له (قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) الأعراف12 فرد الأمر على الله، أما المؤمن يستحضر أن الله أمره فامتثل، افقال "وبذلك أمرت"، فحقق بالامتثال الخضوع والذل، وسبق أنه في قوله (حنيفا وما أنا من المشركين) حقق كمال الحب، فاكتمل ركني العبادة وهما كمال الحب وكمال الذل، فتضمن هذا الدعاء حقيقة العبودية.
ثم قوله (وأنا من المسلمين) فهو يدخل في زمرة المسلمين، كما في قوله (وما أنا من المشركين) براءة من الشرك، ففي قوله (وأنا من المسلمين) ولاء إلى أهل الإسلام، فهو يستحضر أنه جزء من هذه الأمة، يدخل في الأمة الواحدة، (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء92، أمة أولها الأنبياء وأولهم محمد http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png أرفعهم منزلة وقدرا، أفضل الخلق عند الله، وهو أول المسلمين http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png من هذه الأمة، فهنا إعلان الاستسلام لله والانتماء للأمة المكرمة المشرَّفة، التي اصطفاها الله على الأمم بهذا الدين، واختص أتباع محمد http://vb.islam2all.com/images/smilies/words/Sala-allah.png بأن سمَّاهم المسلمين من قبل خلقهم وإيجادهم، وهذا من أشرف ما شرف الله به أمة الإسلام أنه جعل اسم الإسلام والمسلمين علم على هذه الأمة، مع أن من قبلهم كانوا مسلمين فعلا ودينهم الإسلام، ولكن الإسلام لم يصر علما عليهم، وإنما صارت لهم أسماء أخرى أعلاما على دينهم وملتهم، مع أنها الإسلام في حقيقة الأمر، ولكن اختص الله أمة نبيه محمد بأن جعل اسم الإسلام علما لهم، وسمَّاهم به قبل خلقهم وإيجادهم، وسمَّاهم المسلمين في القرآن العظيم (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج78.
فقبل أن تُوجد سُميت مسلما، قبل أن تُخلق سميت مسلما، فالحمد لله أن جعلنا مسلمين، نسأله سبحانه أن يتوفانا مسلمين وأن يلحقنا بالصالحين.
صوى السلف(/)
«تَنقِيحُ تَحقِيق النَقَاءِ بِحَدِيثِ لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 08:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
وبعد:
فهذا جَمعٌ لطرق حديث النبى صلى الله عليه وسلم «لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ»، وكنت قد الحقت بحثاً بأسم «تَحقِيق النَقَاءِ بِحَدِيثِ لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ» وقد رجعت عن بعض الكلام فيه دون الحكم على الحديث نظرا لقصور نظرى آنذاك، وإن النظر قاصرٌ إلى الأن ولكن لا شك أن الرجل يعلو بكثرة المطالعة، وهذا بحث آخر بأسم «تَنقِيحُ تَحقِيق النَقَاءِ بِحَدِيثِ لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ» والله تعالى اعلم.
تخريج الحديث:
أخرجه الترمذى فى السنن (ح2139/ 4/448)، والبزار فى المسند (ح2540/ 6/501)، والطبرانى فى " الكبير " (6005/ 6/63)، وفى الدعاء (صـ30)، والقضاعى فى مسند الشهاب (ح776،777/ 3/280)، و الطحاوي في " المشكل " (4/ 169) كلهم من طريق محمد بن حميد الرازي و سعيد بن يعقوب، عن يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعاً بلفظ «لاَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ».
قال الترمذى: «حديث حسن غريب».
قلت: إسناده حسن ورجاله ثقات، غير محمد بن حميد وهو بن حيان التميمي وكنيته أبو عبد الله الرازى قال البخارى: فيه نظر (1) ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) ، وقال بن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالاشياء المقلوبات ولا سيما إذا حدث عن شيوخ بلده (( http://majles.alukah.net/#_ftn2)2) ، وقال الجوزجاني ردئ المذهب غير ثقة، ورماه أبا زرعة بتعمد الكذب (3) ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) .
وله متابع وهو سعيد بن يعقوب الطالقانى البغدادى، قال ابو زرعة والنسائى والدرقطنى ثقة، وقال ابو حاتم صدوق (4) ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) ، وذكره بن حبان فى الثقات (5) ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)
ويحيى بن الضريس هو بن يسار البجلى، قال وكيع من حفاظ الناس غير انه خلط فى حديثين، وقال يحيى بن معين كان كيساً ثقة وقال ربما خلط (6) ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) ، وقال النسائي ليس به بأس (7) ( http://majles.alukah.net/#_ftn7) ، وذكره ابن حبان في الثقات (8) ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
اما ابى مودود هو المسمى فضة، قال ابو حاتم: قدم الرى وكان خراسانيا ونزل بها وهو ضعيف، وقال: ان المسمى ابى مودود فضة هناك رويان غيره الاول اسمه ابى مودود المدنى والاخر اسمه ابى مودود بحر (9) ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وذكره الذهبى فى ميزان الاعتدال وقال ضعفه ابو حاتم يسيراً (10) ( http://majles.alukah.net/#_ftn10) ، وقال بن حجر فى التقريب (11) ( http://majles.alukah.net/#_ftn11) : فيه لين، قلت: وهو إشارة إلى من ليس له من الحديث إلا القليل ولم يَثبُت فيه ما يُترك حديثه من أجله والله اعلم.
وله شاهد أخرجه ابن ماجة فى السنن (4022/ 5/152)، واحمد في المسند (ح22440/ 5/277)، (ح22466/ 5/280)، (ح22491/ 5/282)،وابن حبان في صحيحه (ح872/ 3/154)، والحاكم في مستدركه (ح1814/ 1/670)، والقضاعى فى مسند الشهاب (ح775/ 3/280)، وقوام السنة فى " الترغيب والترهيب "، (2/ 111 - 112) و ابن أبي شيبة في " المصنف " (12/ 157 / 2)، و محمد بن يوسف الفريابي في " ما أسند سفيان " (1/ 43 / 2) و الطحاوي في " المشكل " (4/ 169)، و أبو محمد العدل المخلدي في " الفوائد " (2/ 223 /2، 246/ 2، 268/ 2) و الروياني في " مسنده " (25/ 133 / 1)، و أبو نعيم في أخبار أصبهان " (2/ 60) و البغوي في " شرح السنة " (4/ 81 / 2)
(يُتْبَعُ)
(/)
كلهم من طريق سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رضى الله عنه مرفوعاً بنفس اللفظ السابق بزيادة: «وَإِنَّ الرَّجُلَ – وفى رواية العبد - لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ».
قلت إسناده حسن، ورجاله ثقات غير عَبد الله بن أَبي الجعد الاشجعي الغطفاني وهو اخو سالم، ذكره ابنُ حِبَّان في الثقات (1 ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)2) ، وروى له النَّسَائي حديثًا، وابن ماجة هذا الحديث فقط، وقال الذهبى فى الميزان (13) ( http://majles.alukah.net/#_ftn13): وعبد الله هذا وان كان قد وثقه بن حبان ففيه جهالة، وقال بن حجر فى التقريب (14) ( http://majles.alukah.net/#_ftn14) : مقبول.
قال الشيخ الالبانى رحمه الله فى " السلسلة الصحيحة " (1/ 236) ح 154: " ابن ابى الجعد لم يسمه احد، وسمه بعضهم سالم بن ابى الجعد الاشجعى، وبعضهم عبد الله بن ابى الجعد، فإن كان سالم فهو منقطع لانه لم يسمع من ثوبان، وان كان الاخرفهو مجهول كما قال بن القطان وقال الذهبى فى الميزان – ونقل قوله المتقدم – ثم اخرجه الرويانى فى مسنده من طريق عمر بن شبيب حدثنا عبد الله بن عيسى عن حفص و عبيد الله بن أخي سالم عن سالم عن ثوبان به و زاد: «إن في التوراة لمكتوب يا ابن آدم اتق ربك، و بر والديك، و صل رحمك أمدد لك في عمرك، و أيسر لك يسرك، و أصرف عنك عسرك» قلت: فهذا قد يرجح أن الحديث من رواية سالم بن أبي الجعد، لكن عمر بن شبيب ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " و أما حفص و عبيد الله بن أخي سالم فلم أعرفهما، فإن ثبت هذا الترجيح فهو منقطع، و إلا فمتصل، لكن فيه جهالة كما سبق، ... والخلاصة أن الحديث حسن كما قال الترمذي بالشاهد من حديث ثوبان، دون الزيادة فيه، فإني لم أجد لها شاهدا " أ. هـ.
وله شاهدأخرجه الترمذى فى السنن (ح3548/ 5/552) من طريق الحسن بن عرفة، وأبو القاسم الأصبهاني فى الترغيب والترهيب (ح1259/ 2/110) من طريق هارون بن سفيان، والحاكم فى المستدرك (1815/ 1/492،493) من طريق العباس بن محمد الدوري، ومن طريقه البيهقى فى القضاء والقدر (ح191/ 1/204 - 205)، وأبو بكر الكلاباذي البخاري فى معانى الأخبار (صـ 36) من طريق ابن أبي العوام كلهم (الحسن بن عرفة، هارون بن سفيان، العباس بن محمد الدوري، ابن أبي العوام) من طريق يزيد بن هارون، قال: حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن مليكة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً بلفظ «الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ».
قال الترمذى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه.
قلت: وإسناده منكر، عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي القرشيقال البخارى: منكر الحديث (15) ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) ، وقال يحيى بن معين: ضعيف (16) ( http://majles.alukah.net/#_ftn16) ، قال النسائي: عَبد الرحمن بن أبي بكر متروك الحديث (17) ( http://majles.alukah.net/#_ftn17) ، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات ... فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه (18) ( http://majles.alukah.net/#_ftn18) .
ثم أخرجه احمد فى المسند (ح22044/ 36/370) من طريق الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ومن طريقه عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى فى " الترغيب فى الدعاء " (32 - 33 - 34)، والطبرانى فى المعجم الكبير (ح16627/ 5/15) من طريقسُلَيْمَانُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وكذلك فى الدعاء (صـ 31 - 32،ح32 - 33)، كلاهما (الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، سُلَيْمَانُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ) من طريق إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بن حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ مرفوعاً بلفظ «لَنْ يَنْفَعَ حَذَّرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنِ الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللَّهِ».
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (19) ( http://majles.alukah.net/#_ftn19) : شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة.
وإسناده ضعيف جداً، إِسْمَاعِيلُ بن عَيَّاشٍ الحمصي أبو عتبة العنسي قال أحمد بن حنبل: في روايته عن اهل العراق واهل الحجاز بعض الشئ وروايته عن اهل الشام كأنه اثبت واصح، وقال أبو زرعة: صدوق الا انه غلط في حديث الحجازيين والعراقيين، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس (20) ( http://majles.alukah.net/#_ftn20) ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ثقة قرشى مكى (فتنبه).
شَهْرِ بن حَوْشَبٍ الأَشعَريقال أبو بكر البزار: لم يسمع من معاذ بن جبل، قال الساجي فيه ضعف وليس بالحافظ، وتركه شعبة بن الحجاج، وقال النضر عن ابن عون شهرا تركوه (21) ( http://majles.alukah.net/#_ftn21) ، وقال ابن حجر: صدوق كثير الإرسال والأوهام (22) ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
ثمأخرجه البزار (2165)،والحاكم فى المستدرك (1813/ 1/492 - 493) من طريق عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدٍ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، والطبرانى فى (الأوسط/3/ 66)، وفى الدعاء (صـ 32/ح33)،و البيهقى فى القضاء والقدر (ح190/ 1/204 - 205) وعبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى فى " الترغيب فى الدعاء " (32 - 33 - 34) من طريق أحمد بن عبيد كلاهما (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ و أحمد بن عبيد) حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَطَّافٌ الشَّامِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مرفوعاً بزيادة: «وَإِنَّ الْبَلاَءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (23) ( http://majles.alukah.net/#_ftn23): رواه البزار وفيه زكريا بن منظور وثقه أحمد بن صالح المصري وضعفه الجمهور.
وإسناده ضعيف، زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ بن ثعلبة بن أبِي مالك أبو يحيى القرظيالأَنْصَارِيُّقال البخارى: منكر الحديث (24) ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وقال النسائى: ضعيف (25) ( http://majles.alukah.net/#_ftn25) .
وقال يحيى بن معين: ليس بشىء (26) ( http://majles.alukah.net/#_ftn26) ، وقال الدرقطنى: مدنى متروك (27) ( http://majles.alukah.net/#_ftn27).
وعَطَّافٌ الشَّامِيُّ، قال ابو حاتم: مجهول (28) ( http://majles.alukah.net/#_ftn28) .
ثم أخرجه البزار فى مسنده (2/ 29/ 2164)، و عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى فى " الترغيب فى الدعاء " (32 - 33) من طريق إبراهيم بن خُثَيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: «لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وان البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة».
قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (29) ( http://majles.alukah.net/#_ftn29) : رواه البزار وفيه إبراهيم بن خُثَيم وهو متروك.
ثم أخرجه الطبرانى فى مسند الشاميين (ح18/ 1/34) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وكذلك فى الدعاء (صـ 32/ح34)، وابن عساكر فى " معجم الشيوخ " (ح1544/ 2/220) من طريق أبو بكر محمد بن خريم البزاز كلاهما (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ و أبو بكر محمد بن خريم البزاز) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعاً بلفظ «مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَحْرٍ وَلا بَرٍّ إِلا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ الْبَلاءِ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ».
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابو حاتم: هذا حدِيثٌ مُنكرٌ، وإِبراهِيمُ لم يُدرِك عُبادة، وعِراكٌ مُنكرُ الحدِيثِ، وأبُوهُ خالِدُ بنُ يزِيد، أوثقُ مِنهُ، وهُو صدُوقٌ (30) ( http://majles.alukah.net/#_ftn30).
وله شاهد أخرجه احمد فى المسند (ح22044/ 36/370) من طريق عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ الْبَزَّازُ، وكذلك الطبرانى فى الكبير (ح10044/ 8/464)، وفى الأوسط (ح1963/ 2/274)، وفى الدعاء (صـ35/ح48) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطَاكِىُّ، وكذلك عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى فى " الترغيب فى الدعاء " (صـ45 - 46) كلاهما من طريق مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مرفوعاً بلفظ «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ».
قال الطبرانى: لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا موسى بن عمير.
وإسناده ضعيف جداً، موسى بن عُمَير القرشي أبو هارون الكوفي الاعمىقَال محمد بن عَبد الله بن نمير، وابو زرعة، والدارقطني: ضعيف، وَقَال أبو حاتم: ذاهب الحديث، كذاب (31) ( http://majles.alukah.net/#_ftn31) ، وَقَال النَّسَائي: ليس بثقة (32) ( http://majles.alukah.net/#_ftn32) ، وقال ابن حجر: متروك (33) ( http://majles.alukah.net/#_ftn33) .
والْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ النهاس، قال ابو حاتم:هو مجهول لا يعرف (34) ( http://majles.alukah.net/#_ftn34) .
وله شاهد أخرجه عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسى فى " الترغيب فى الدعاء " (34 - 35)، وابن شاهين فى (الترغيب فضائل الأعمال/1/ 171) من طريق يعقوب بن يوسف ثنا موسى بن محمد أبو هارون البكاء ثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم قال سمعت أنس بن مالك مرفوعاً بلفظ «يا بني أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم».
إسناده منكر، كَثِير بن عَبد الله، أَبو هاشم الأُبُلِّيّقال البخارى: منكر الحديث عن أنس (35) ( http://majles.alukah.net/#_ftn35)، قال ابو حاتم:منكر الحديث ضعيف الحديث جدا شبه المتروك (36) ( http://majles.alukah.net/#_ftn36)، وقال يحيى بن معين: ليس بشىء (37) ( http://majles.alukah.net/#_ftn37)، وقال النسائى: متروك (38) ( http://majles.alukah.net/#_ftn38) .
وله شاهدأخرجه اللالكائي فى " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (4/ 666) من طريقشيبان بن فروخ قال ثنا ابان عن يعلى بن عطاء عن أبي علقمة أو عن علي بن أبي طالبموقوفاً بلفظ «إن القدر لا يرد القضاء ولكن الدعاء يرد القضاء».
واسناده محتمل التحسين موقوفاً، رجاله ثقات غير الشك بين القطع الوقف والله اعلم.
ا. هـ بحمد الله 5 جماد أول 1431 هـ.
ـــــــ
(1) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1)( التاريخ الأوسط/4/ 1057) ط دار الرشد.
(2) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2)( المجروحين/2/ 303).
(3) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3)( تهذيب/9/ 113) ط دار الفكر.
(4) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4)( الجرح والتعديل/4/ 75) ط دار إحياء التراث العربي.
(( http://majles.alukah.net/#_ftnref5)5)( الثقات/8/ 270) ط دار الفكر.
(6) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6)( الجرح والتعديل/9/ 158) ط دار إحياء التراث العربي.
(7) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7)( تهذيب/11/ 204) ط دار الفكر.
(8) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8)( الثقات/9/ 252) ط دار الفكر.
(9) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9)( الجرح والتعديل/7/ 93) ط دار إحياء التراث العربي.
(10) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10)( ميزان الاعتدال/3/ 361) ط دار المعرفة.
(11) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11)( التقريب/ص402) ط دار ابن رجب.
(12 ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12))( الثقات/5/ 54) ط دار الفكر.
(13) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13)( الميزان/2/ 400) ط دار المعرفة.
(14) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14)( التقريب/ص249) ط دار ابن رجب.
(15) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15)( التاريخ الكبير/5/ 260).
(يُتْبَعُ)
(/)
(16) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16)( الجرح والتعديل/5/ 218) ط دار إحياء التراث العربي.
(17) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17)( الكامل فى الضعفاء/5/ 481) ط دار الكتب العلمية.
(18) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18)( المجروحين/2/ 52).
(19) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19)( المجمع/11/ 8) ط دار الفكر.
(20) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20)( الجرح والتعديل/2/ 192) ط دار إحياء التراث العربي.
(21) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21)( تهذيب/4/ 324 - 325) ط دار الفكر.
(22) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22)( تقريب/ص220) الترجمة 2830 ط دار ابن رجب.
(23) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23)( المجمع/7/ 132) ط دار الفكر.
(24) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24)( التاريخ الأوسط/4/ 803) ط دار الرشد.
(25) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25)( الضعفاء والمتروكين/صـ109) ط مؤسسة الكتب الثقافية
(26) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26)( المجروحين/1/ 314).
(27) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27)( سؤالات البرقاني/صـ 31).
(28) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28)( الجرح والتعديل/7/ 33) ط دار إحياء التراث العربي.
(29) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29)( المجمع/11/ 8) ط دار الفكر.
(30) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30)( العلل/1/ 220) ط مكتبة الرشد.
(31) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) ( الجرح والتعديل/8/ 155) ط دار إحياء التراث العربي.
(32) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32)( الضعفاء والمتروكين ص224) الترجمة 554.
(33) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33)( تقريب/ص509) ترجمة 6997 ط دار ابن رجب.
(34) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34)( الجرح والتعديل/3/ 125) ط دار إحياء التراث العربي.
(35) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35)( التاريخ الأوسط/3/ 587) ط دار الرشد.
(36) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref36)( الجرح والتعديل/7/ 154) ط دار إحياء التراث العربي.
(37) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref37)( تاريخ ابن معين/1/ 195) ط دار المأمون للتراث.
(38) ( http://majles.alukah.net/#_ftnref38)( الضعفاء والمتروكين/ص205) الترجمة 504.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 05:54]ـ
جزاك الله خيرا
أخي الفاضل محمد
اسمحلي أن أخبرك أنه فاتك الكثير من المواضع التي خرجت الحديث وشواهده
ولو كانت قليلة لأضفتها لك
فلو استخدمت بعض البرامج مثل جوامع الكلم أستخداما جيدا والمكتبة الشاملة وغيرهم لأفادوك
وأيضا عندي في حكمك على بعض الأسانيد نظر
وحديث" ..... وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ"
لاأعتقد أنه شاهد تام لحديث الباب
وفقني الله وإياك لما فيه الخير
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله فيك أخي (محمد) جهدٌ لا بأس به؛ تشكر عليه ويثنى عليك، وأضم صوتي إلى صوت الأخ الحبيب (عبد الرحمن) .. فإنه يحتاج المزيد من البحث، وإلى إعادة النظر في أكثر من موضع منه.
وقد صدقك الأخ الحبيب (عبد الرحمن) بما نصحك به ووجهك إليه .. والحمد لله على سلامته فقد أقلقنا غيابه الأخير.
أما قولك رحمك الله:
قلت: وهو إشارة إلى من ليس له من الحديث إلا القليل ولم يَثبُت فيه ما يُترك حديثه من أجله والله اعلم.
ففيه نظر كبير .. من أشار إلى هذا الكلام في صيغة (لين الحديث، أو لين) غيرك أيدك الله؟!
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 01:08]ـ
اولا: جزاكم الله خيرا على كل ملاحظة لانى اتعلم منكم، وارجو وضع ما فاتنى حتى نستفيد.
ثانيا: من أشار إلى هذا الكلام في صيغة (لين الحديث، أو لين) غيرك أيدك الله؟!
هذا كلام ابن حجر نفسه فى التقريب.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 01:53]ـ
بارك الله فيك أخي (محمد) .. وشكر الله لك رحابة صدرك ..
لكن لا أعرف أن هذا اللفظ في هذه العبارة التي اقتبستها من كلامك أنها من قول ابن حجر رحمه الله، بل ولا أعتقد أنها من قوله أصلاً؛ فهي خلاف ما قرره الأئمة ومنهم ابن حجر في تعريف اللين.
الحافظ فقط وصفه باللين، ولم يذكر الزيادة التي وضعتها أنت غفر الله لك .. ولا أظنه إلا من قولك .. فإن كان = فهذا كلام فيه نظر قد خالف القاعدة المعروفة الصحيحة في هذا. فتأمل وتنبه
فلا يلزم من كون الراوي لين = أن يكون قليل الحديث!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 04:54]ـ
اولا: جزاكم الله خيرا على كل ملاحظة لانى اتعلم منكم، وارجو وضع ما فاتنى حتى نستفيد.
مثل ما قلت لك أخي حفظك الله استخدم البرامج السابقه وما فاتك مما أستطعت إضافته فسوف أضعه إن شاء الله تعالى
والحمد لله على سلامته فقد أقلقنا غيابه الأخير.
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الفاضل
من يستطيع أن يبتعد عن فوائدكم القيمة كثيرا؟؟
أما أنا فأسأل الله أن يكون تواجدي له فائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 08:04]ـ
لا أعرف أن هذا اللفظ في هذه العبارة التي اقتبستها من كلامك أنها من قول ابن حجر رحمه الله، بل ولا أعتقد أنها من قوله أصلاً؛ فهي خلاف ما قرره الأئمة ومنهم ابن حجر في تعريف اللين، الحافظ فقط وصفه باللين، ولم يذكر الزيادة التي وضعتها أنت غفر الله لك .. ولا أظنه إلا من قولك
قال الحافظ فى مقدمة التقريب (صـ 30) ط دار ابن رجب: من ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه ما يُترك حديثُهُ مِن أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيثُ يُتَابُعُ، وإلا فلين الحديث. أ. هـ
قلت: {لين الحديث عند الحافظ ابن حجر تعنى ما سبق والله اعلم}.
ملاحظة هامة: مفتاح الكتاب فى المقدمة فتنبه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:02]ـ
غفر الله لك أخي الكريم ..
قد كنت متنبهاً وما زلت حفظك الله .. ولا تخفاني مفاتيح الحافظ ولا مراده منها ولله الحمد ..
الذي لم يتنبه غفر الله له هو من لم يحسن نقل المراد على الصحيح الذي وضعه له الحافظ رحمه الله. فتأمل
وما نقلته لي أيدك الله هو ردٌ عليك وبيان أنك لم تنتبه لمراد الحافظ من قوله؛ فما سطر رحمه الله إلا مصطلح (المقبول) ولم يسطر غير ذلك أبداً، فإن كان الراوي من غير نوع هذا المصطلح المسطر وهو (المقبول) فهو داخل تحت مصطلح جديد آخر يقال له (اللين) ولم يسطر الحافظ رحمك الله فيما نقلت له مصطلح حتى تقول لي: هذا هو كلام الشيخ فيه!!
أرجو منك الانتباه أخي العزيز؛ فهذا علمٌ خطير .. وإن أردت شرحاً للعبارة السابقة غير ما بينته لك فأبشر.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 11:31]ـ
غفر الله لك أخي الكريم ..
قد كنت متنبهاً وما زلت حفظك الله .. ولا تخفاني مفاتيح الحافظ ولا مراده منها ولله الحمد ..
الذي لم يتنبه غفر الله له هو من لم يحسن نقل المراد على الصحيح الذي وضعه له الحافظ رحمه الله. فتأمل
وما نقلته لي أيدك الله هو ردٌ عليك وبيان أنك لم تنتبه لمراد الحافظ من قوله؛ فما سطر رحمه الله إلا مصطلح (المقبول) ولم يسطر غير ذلك أبداً، فإن كان الراوي من غير نوع هذا المصطلح المسطر وهو (المقبول) فهو داخل تحت مصطلح جديد آخر يقال له (اللين) ولم يسطر الحافظ رحمك الله فيما نقلت له مصطلح حتى تقول لي: هذا هو كلام الشيخ فيه!!
أرجو منك الانتباه أخي العزيز؛ فهذا علمٌ خطير .. وإن أردت شرحاً للعبارة السابقة غير ما بينته لك فأبشر.
أخي التميمي كلام الأخ محمد بن حجاج صحيح
فالحافظ كأنه يقول أن من كان ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه ما يُترك حديثُهُ مِن أجله وتوبع فهو المقبول عنده
وأما من كان ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه ما يُترك حديثُهُ مِن أجله و لم يتابع فهو اللين الحديث عنده
هذا هو مراد الحافظ رحمه الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 12:01]ـ
الأحبة الكرام ..
أنا لم أعترض على تعريف (المقبول) الذي عرف به الحافظ رحمه الله مصطلحه .. فكلامه صحيح .. الاعتراض على حمل كلامه الأخير في (اللين) على عموم كلامه الأول في (المقبول).
بمعنى: أن محل النظر هو = حمل تعيينه الأخير لمصطلح (اللين) على المصطلح الذي وضعه لـ (المقبول) عموماً بدون مغايرة إطلاقا؛ إلا في المتابعة.
وبمعنى آخر: محل النظر هو إنزال التعريف المصطلحي للإطلاقين عليهما معاً؛ وجعل الفارق هو المتابعة فقط.
فهذا الذي لم يقله أحد من الأئمة وأهل الحديث ومنهم ابن حجر رحمه الله .. فمن قال أن من شرط اللين أن يكون قليل الحديث؟!!
هذا ما قصدته وعنيته .. وأنا أنتظر أياً كان أن يحضر لي كلاماً لأحد الأئمة والمحدثين قال أن من شرط الوصف باللين أن يكون حامله (قليل الحديث)!!
الحافظ لما أن ذكر تعريف مصطلح (المقبول) أعقبه بما يخالف هذا المصطلح من وجه؛ لا من جميع الوجوه. فتأمل
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 04:48]ـ
الأحبة الكرام ..
أنا لم أعترض على تعريف (المقبول) الذي عرف به الحافظ رحمه الله مصطلحه .. فكلامه صحيح .. الاعتراض على حمل كلامه الأخير في (اللين) على عموم كلامه الأول في (المقبول).
بمعنى: أن محل النظر هو = حمل تعيينه الأخير لمصطلح (اللين) على المصطلح الذي وضعه لـ (المقبول) عموماً بدون مغايرة إطلاقا؛ إلا في المتابعة.
وبمعنى آخر: محل النظر هو إنزال التعريف المصطلحي للإطلاقين عليهما معاً؛ وجعل الفارق هو المتابعة فقط.
فهذا الذي لم يقله أحد من الأئمة وأهل الحديث ومنهم ابن حجر رحمه الله .. فمن قال أن من شرط اللين أن يكون قليل الحديث؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحافظ ابن حجر خالف الجمهور فى اصطلاح (المقبول)، فهو يريد بها أن من قالها فيه فحديثه مقبول عند المتابعة ومردود غير مقبول عند الانفراد، وهم يريدون بها ـ كما هو معلوم ـ القبول عند الانفراد فضلاً عن المتابعة، ولكن هذا اصطلاح له قد بين مراده به ولا مشاحة في اصطلاح.
/// للفائدة:
هذا فهم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=274) فى اصطلاح (اللين) عند ابن حجر واليك الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=29658
وجاء في ((لسان الميزان)) (1/ 93) [وقال حمزة السهمي: قلتُ للدارقطني: فلان لين أيش تريد به؟ قال: لا يكون ساقطاً متروك الحديث، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقطه عن العدالة].
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 09:32]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل ..
ولكن هذا النقل عن الشيخ عبد المحسن:
(•• نص الإجابة:
"لين الحديث" هي: أقل من المقبول، والحافظ ابن حجر في التقريب إذا قال: مقبول يعني: إن اعتضد، وإلا فلين الحديث).
هو مجرد توضيح يسير مبسط لما ورد في التقريب من كلام للحافظ .. ولو لاحظت لوجدت الشيخ لم يتطرق لشرط (قليل الحديث) لمخالفتها مصطلح اللين. وهذه لفتة مهمة لمن تنبه لها .. وليس في كلامه ما يؤيد ما ذهبت إليه أنت وكتبته في تعريف (اللين).
يؤيده نقلك للقول الآخر عن الدارقطني؛ والذي نقله الحافظ نفسه:
(وجاء في ((لسان الميزان)) (1/ 93) [وقال حمزة السهمي: قلتُ للدارقطني: فلان لين أيش تريد به؟ قال: لا يكون ساقطاً متروك الحديث، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقطه عن العدالة].).
فأين شرط (قليل الحديث)؟!!
فلا يحسن هنا أن نقول:
(لا مشاحة في الاصطلاح)!
لأننا إن حملنا المصطلح الأخير على كامل أجزاء تعريف المصطلح الأول = خالفنا الاصطلاح وأصبح هناك مشاحة، فكم من مكثرٍ للحديث لين.
ثم إن الحافظ نفسه في مصطلح (المقبول) قد نقل عنه خلاف اشتراط هذا الشرط في أول كلامه؛ أعني: (قليل الحديث)، فبان من خلاله أن الحافظ رحمه الله إنما جعل قلة حديثه عامل مساعد في هذا التعريف لهذا المصطلح؛ لا أنها شرط أساسيٌ ثابت لابد أن يتوفر في الراوي حتى يوصف بهذا المصطلح أو ذاك. فتأمل في هذا فهو مهم.
فقد نقل تلميذه المقرب السخاوي في (فتح المغيث) ما يؤيد كلامي هذا؛ فقال:
(فكل من اشتهر بين الحفاظ بأنه من أصحاب الحديث؛ وإنه معروف بالعناية بهذا الشأن ثم كشفوا عن أخباره فما وجدوا فيه تبيناً ولا اتفق لهم علمٌ بأن أحداً وثقه؛ فهذا الذي عناه الحافظ وإنه يكون مقبول الحديث إلى أن يلوح فيه جرح). انتهى
المسألة لا تحتاج إلى دفاع وتبرير أكثر مما تحتاج إلى تأني ونظر ثاقب فقط وعرض أقوال.
ـ[عبدالله الضويلع]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 01:18]ـ
شيخ محمد أحسنت وجهدك مبارك
ومن لديه اضافة فليضف والله أعلم(/)
إذا كان الحديث فهل يطلق الرجل زوجته أم ماذا
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 09:43]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد جرى نقاش بيني وبين أحد الإخوة موضوع كتابة الدين والإشهاد على المدين فكان مني أن استشهدت بهذا الحديث فتحول النقاش إلى جانب آخر من الحديث ألا وهو هل يطلق الرجل زوجته إذا كانت سيئة الخلق أم يصبروهذا هو نص الحديث
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
" ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها،
و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، و رجل آتى سفيها ماله و قد قال الله
عز وجل: * (و لا تؤتوا السفهاء أموالكم) * ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 420:
رواه ابن شاذان في " المشيخة الصغرى " (57/ 1) و الحاكم (2/ 302) من
طريقين عن أبي المثنى معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فراس عن
الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري مرفوعا، و قال الحاكم: " صحيح
على شرط الشيخين و لم يخرجاه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى
الأشعري ". و وافقه الذهبي."
أحبتي ها أنا بانتظار ما تعرفونه حول المسألة
وجزاكم الله الجنة!!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 10:41]ـ
أخي أبا صالح الحوراني ـ حفظه الله ـ:
هذا الأمر يرجع إليه إن شاء صبر عليها، وإن شاء طلقها؛ لكن دعوته عليها لا تستجاب بنص الحديث.
وأعجبي كلام المناوي ـ رحمه الله ـ في فيض القدير (3/ 336) عند شرحه للحديث،
«ثلاثة يدعون اللّه عز وجل فلا يستجاب لهم رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق» بالضم (فلم يطلقها) فإذا دعى عليها لا يستجيب له؛ لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها وهو في سعة من فراقها.
«ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه» فأنكره فإذا دعى لا يستجاب له؛ لأنه المفرط المقصر بعدم امتثال قوله تعالى: (وأشهدوا شهيدين من رجالكم).
«ورجل أتى سفيهاً» أي محجوراً عليه بسفه (ماله) أي شيئاً من ماله مع علمه بالحجر عليه فإذا دعى عليه لا يستجاب له؛ لأنه المضيع لماله فلا عذر له، وقد قال اللّه تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)».
والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 03:53]ـ
أولاً: يحسن الوقوف عند تخريج هذا الحديث أو الأثر ودراسته قبل كل شيء؛ فنقول:
هذا الحديث أو الأثر قد اختلف في رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقفه على أبي موسى الأشعري من قوله.
على أن ثبوت هذا الكلام عموماً بأسانيده المروي بها فيه نظر؛ فقد قال الإمام الذهبي: (هو مع نكارته إسناده نظيف).
والمعروف من المتن بهذا السند ومن طريق فراس خاصة؛ قوله: "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ... " فالله أعلم.
هذا الأثر المسئول عنه قد تفرد به الشعبي، عن أبي بردة الأشعري، عن أبيه أبي موسى رضي الله عنه.
ثم هو يروى عن الشعبي من ثلاثة طرق تابع بعضها بعضا:
· الطريق الأول: طريق فراس المكتب؛ وهو يروى عنه من طريق شعبة، وقد روي عن شعبة مرفوعاً وموقوفاً:
فرواه عنه مرفوعاً:
-ابن شاذان في (الصغرى رقم 42)، الحاكم في (المستدرك رقم 3110) ومن طريقه البيهقي في (السنن الصغرى رقم 4538، وفي الكبرى رقم 18899، وفي الشعب رقم 7553)، والذهبي في (تاريخ الإسلام) من رواية: معاذ بن معاذ العنبري [مرفوعاً].
وقد وقع في هذا الطريق خللٌ كبير جداً؛ هذا تفنيده:
لم يضبطه سوى ابن شاذان في مشيخته، والبيهقي في الكبرى فقط.
فقد رواه الحاكم عن ابن حمشاذ؛ هكذا: (ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا شعبة) بإسقاط معاذ بن المثنى وأبوه المثنى، وجعل الراوي عن شعبة الجد الأكبر معاذ بن نصر.
ورواه البيهقي في الصغرى من نفس طريق الحاكم عن ابن حمشاذ؛ هكذا: (أنا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، أنا أَبِي، أنا شُعْبَةُ) بإسقاط معاذ بن معاذ، وجعل الراوي عن شعبة المثنى.
كما رواه البيهقي في الشعب عن ابن الهيثم؛ هكذا: (نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ) بإسقاط معاذ بن معاذ، وجعل الراوي عن شعبة المثنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام بنفس ما عند البيهقي في الشعب سواءً بسواء.
-أبو نعيم في (مسانيد فراس رقم 28) من وراية: داود بن إبراهيم، وعثمان بن عمر، وعمرو بن حكام [مرفوعاً].
-الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 2530)، الزبيري في (فوائده رقم 93مخطوط) من رواية: عمرو بن حكام [مرفوعاً].
ورواه عنه موقوفاً:
-ابن أبي شيبة في (المسند رقم 13015) من رواية: يحيى بن سعيد [موقوفاً].
-ابن جرير في (التفسير 4/ 246)، ابن المنذر في (التفسير رقم 32)، ابن الجوزي في (نواسخ القرآن رقم 110)، ابن حزم في (المحلى 8/ 345) من رواية: غندر؛ محمد بن جعفر [موقوفاً].
-ابن المنذر في (التفسير رقم 375) من رواية: معاذ بن معاذ العنبري [موقوفاً]. وقد سقط من المطبوع معاذ بن معاذ، فأصبح الراوي عن شعبة هو: عبيد الله بن معاذ العنبري، وعبيد الله لا يروي عن شعبة.
-الخرائطي في (مساوئ الأخلاق رقم 5) من رواية: عمرو بن مرزوق [موقوفاً].
· الطريق الثاني: طريق بشير الكوسج؛ أخرجه:
-ابن السمعاني في (المنتخب رقم 29) من رواية: إسماعيل بن عبد الله المروزي [مرفوعاً].
· الطريق الثالث: طريق الصلت بن بهرام؛ أخرجه:
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 24/ 190) من رواية: إسحاق بن وهب [مرفوعاً].
وعليه: فقد نتج عندنا ثلاثة من الرواة رووه عن الشعبي:
[فراس بن يحيى المكتب]: وإن وثق؛ إلا أن في بعض حديثه لين واضح على قلته، وفيه ما ينكر. وقد سئل عنه الإمام أحمد هو وإسماعيل بن سالم؛ فقال: (إسماعيل أوثق منه _ يعني في الحديث _ فراس فيه شيء من ضعف، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه في الحديث).
[بشير الكوسج]: مجهول لا يعرف، تفرد بذكره في الثقات كعادته ابن حبان.
[الصلت بن بهرام]: وإن وثق؛ إلا أنه عزيز الحديث مرجئ، الصحيح فيه أنه صدوق كما قاله البخاري. قال الأزدي: (إذا روى عنه الثقات استقام حديثه، وإذا روى عنه الضعفاء خلطوا).
قلت: والراوي عنه هنا هو: [إسحاق بن وهب البخاري]: مجهولٌ لا يعرف؛ قال عنه الخليلي: (يروى عنه ما تعرف وتنكر، ونسخاً رواها الضعفاء).
-هذا ما يتعلق بأصول الرواية .. ورأيت وهنها وعدم صلابة أرضها ..
يبقى الآن النظر على طريق الإمام شعبة رحمه الله؛ وبيان أي الوجهين أصح عنه على فرض سلامة طريق فراس المكتب الذي روى الحديث هو عنه:
· فمن رواه عنه مرفوعاً:
[معاذ بن معاذ بن نصر العنبري]: ثقة ثبت متقن. وفي شعبة بالذات من الأثبات المتقنين. وروايته هذه حملها ابنه المثنى عنه؛ وتعد روايته عنه عند بعض الأئمة أفضل روايات أبنائه. وسيأتي مخالفته أخيه عبيد الله له في الرواية عن أبيه.
[داود بن إبراهيم الواسطي]: وإن وثق؛ إلا أن فيه جهالة على الصحيح.
[عمرو بن حكام الأزدي]: مجمع على ضعفه؛ بل هو ضعيف جداً قد ترك.
[عثمان بن عمر البصري]: ثقة؛ لم يرتضه يحيى بن سعيد فقط.
· أما من رواه موقوفاً:
[يحيى بن سعيد القطان]: الإمام الحجة الثقة الثبت الحافظ لا يتكلم فيه أصلاً؛ أمير المؤمنين في الحديث.
[محمد بن جعفر؛ غندر]: ثقة إمام حافظ على غفلة فيه؛ اختص بشعبة رحمه الله، وكتابه عنه من أثبت وأوثق وأصح الكتب. قال ابن المبارك: (إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم) وقال هو عن نفسه: (لزمت شعبة عشرين سنة لم أكتب من أحد غيره شيئا، وكنت إذا كتبت عنه عرضته عليه) وقال العجلي: (كان من أثبت الناس في حديث شعبة).
[عمرو بن مرزوق الباهلي]: تكلم فيه؛ وهو ثقة إن شاء الله، قد وثقه غير واحد من الأئمة الكبار يضيق حصرهم هنا، قال أبو حاتم: (لم نجد أحداً من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه).
[معاذ بن معاذ العنبري]: قد سبق؛ ولكن هذا الوجه عنه يرويه ابنه عبيد الله؛ و [عبيد الله]: ثقة حافظ حجة؛ هو أتقن من أخيه مثنى على الصحيح.
فبان لك أن رواة الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعه؛ إتقاناً وحفظاً وإمامةً ووثوقاً وتثبتاً.
وعليه: فهذا الأثر لا يصح رفعه؛ بل هو موقوف على أبي موسى الأشعري من قوله؛ قاله رضي الله عنه اجتهاداً من عنده، وإن كان في ثبوته عنه نظر؛ ولولا متابعة هؤلاء اللينين بعضهم بعضاً لما شككنا في أنه لو تفرد بروايته واحد منهم أنه مكذوب.
ويبقى الأظهر عندي والأقوى أن طريق شعبة عن فراس قد حصل فيه خطأ، وأنه إسنادٌ للمتن الذي ذكرته في أول التخريج؛ والذي أخرجه في الصحيح (ثلاثة يؤتون .. )، ركب عليه هذا المتن وألزق به .. وأن السند الصحيح للمتن هو سند الطريقين الثاني والثالث، فيكون الحديث مرفوعاً لا يعرف إلا من هذين الطريقين، وأن طريق فراس خطأ، وعليه: فيكون حديث تالفٌ ساقط لا يصح ولا يثبت؛ ما أقربه من الوضع.
وعلى تمشيته؛ يبقى اللازم هنا = هو التفسير والتأويل الصحيح للكلام؛ حتى لا يكون مخالفاً لغيره من الأحاديث والآثار.
ولعل ما طرحه الشيخ أبا عبد الرحمن اليامي أيده الله فيه وجه قريبٌ لتفسير الكلام مقبول، وهناك غيره من التفاسير والتأويلات قد ذكرها أهل العلم كالطحاوي وغيره يطول الكلام بوضعها هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 06:08]ـ
[فراس بن يحيى المكتب]: وإن وثق؛ إلا أن في بعض حديثه لين واضح على قلته، وفيه ما ينكر. وقد سئل عنه الإمام أحمد هو وإسماعيل بن سالم؛ فقال: (إسماعيل أوثق منه _ يعني في الحديث _ فراس فيه شيء من ضعف، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه في الحديث). [/ font]
.
السلام عليكم!
فراس المكتب فهذه أقوال العلماء فيه: ((فراس المكتب: قال عبد الله بن أحمد: سئل أبي وأنا أسمع عن فراس بن يحيى، وإسماعيل بن سالم، فقال: فراس أقدم موتًا بن إسماعيل، وإسماعيل أوثق منه -يعني في الحديث- فراس فيه شيء من ضعف، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه في الحديث، وأقدم سماعًا، إسماعيل سمع من سعيد بن جبير، وفراس أقدم موتًا.
_ وقال عبد الله: وسئل أبي عن زكريا بن أبي زئدة، وفراس، فقال: زكريا بن أبي زائدة يحدث عن فراس ولكن زكريا، وابن أبي السفر، قيل له: ابن أبي السفر، وفراس؟ فقال: جميعًا ثقة، وزكريا صالح الحديث، ثقة. ((العلل)).
_ وقال ابن هانئ: قلت لأبي عبد الله: أيما أحب إليك زكريا، أو فراس؟ قال: ما فيهما إلا ثقة، وزكريا حسن الحديث. ((سؤالاته)).
_ وقال ابن هانئ: قلت (يعني لأبي عبد الله): أيما أحب إليك، بيان، أو فراس؟ قال: ما فيهما إلا ثقة. ((سؤالاته)).
_ وقال أبو داود: سمعت أحمد، قيل له: فراس؟ قال: فراس ثقة، روى عنه إسماعيل، وإسماعيل أكبر منه سنًا، وروى عنه زكريا، وشعبة، وسفيان. ((سؤالاته)).
_ وقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله، يعني أحمد بن حنبل: فراس كيف هو؟ قال: ثقة. ((الجرح والتعديل)).
((_فراس بن يحيى الهمداني: صاحب الشعبى وثقه أحمد وابن معين والنسائي.
قال القطان: ما أنكرت من حديثه إلا حديث الاستبراء. قلت: مات سنة تسع وعشرين ومائة.)) ميزان الاعتدال0
((_فراس بن يحيى الهمداني الخارفي أبو يحيى الكوفي المكتب روى عن الشعبي وعطية العوفي وأبي صالح السمان وفديك بن عمارة روى عنه منصور بن المعتمر وهو من أقرانه وزكرياء بن أبي زائدة وشعبة وشيبان وسفيان الثوري والحسن بن عمارة وأبو عوانة وشريك وغيرهم قال أحمد وابن معين والنسائي ثقة وقال أو حاتم شيخ ما بحديثه بأس وقال بن المديني عن يحيى بن سعيد ما بلغني عنه شيء وما أنكرت من حديثه إلا حديث الاستبراء وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة تسع وعشرين ومائة وكان متقنا قلت وقال العجلي كوفي ثقة من أصحاب الشعبي في عداد الشيوخ ليس بكثير الحديث ..... )) تهذيب التهذيب.
ومرة أخرى لا تنس يا أخي العزيز أن فراس هذا –رحمه الله- من رجال الشيخين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 08:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وحيا الله الأخ (الحوراني) ..
لم أنس أخي الحبيب أنه من رجال الصحيحين .. ولم أجهل أقوال أهل الجرح والتعديل والأئمة فيه.
وأخشى أنك أخي العزيز تعتقد يقيناً لا يقبل التغيير والتبديل (صحة) هذا الحديث؛ فلذلك لا تقبل نقده!! هذا لا يحسن في مقام الإنصاف وطلب الحق غفر الله لك.
وعلى كل حال لي معك وقفات مهمة حول هذا:
-من قال من الأئمة وأهل العلم كباراً أو صغاراً أن كون الرجل من رجال الصحيحين يعطيه حصانة تامة كاملة من أن يكون متكلماً فيه؟!! لا لا؛ هذا غير صحيح؛ ولم يقل به أحد من أهل العلم .. وكم من رواة كثر قد روى لهما الشيخان وقد تكلم فيهم؛ بل في بعضهم كلام شديد أيضا.
هذه مسألة مهمة إن لم تكن تعلمها فيلزمك لزاماً التنبه لها وأخذها بالاعتبار والحسبان .. لا أخي العزيز هذا خلاف المعروف المعتمد؛ بل هو خلاف منهج الشيخين أنفسمهما. فتنبه
ولو كنت أجد وقتاً لوضعت لك كلام أهل العلم في هذه المسألة المهمة الحساسة، والتي تخفى على كثير من طلبة العلم.
-كلامي حول فراس رحمه الله دقيقٌ أخي لم أتعرض فيه إلى ما يشينه؛ أو ينفي ثقته العامة؛ كلامي فيه حول متونه التي تأتي منكرة غريبة التي لم يتابعه عليه أحد، أو تابعة مجاهيل أو ضعفاء، كيف وكلامي فيه واضح جلي؛ قلت:
(وإن وثق؛ إلا أن في بعض حديثه لين واضح على قلته، وفيه ما ينكر. وقد سئل عنه الإمام أحمد هو وإسماعيل بن سالم؛ فقال: (إسماعيل أوثق منه _ يعني في الحديث _ فراس فيه شيء من ضعف، وإسماعيل بن سالم أحسن استقامة منه في الحديث).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتوثيقه أخي من قبل من وثقه لا يعني التوثيق المطلق؛ لا لا .. بل تعرض روايته فما استقام متنها وسندها فهو فيه ثقة لا جدال، وما سوى ذلك فيوزن في الميزان .. وكفى بالإمام أحمد أمير المؤمنين في الحديث بكلامه فيه .. فليس بالضابط المتقن الثبت أخي الكريم .. وكلامي فيه واضح كما قلت.
-هذا الحديث أخي العزيز لا يصح رفعه لرسول الله صلى الله عليه؛ وقد بان لك صحة هذا في التخريج أعلاه بما لا يدع مجالاً للشك، ثم ليس هذا من هديه عليه الصلاة والسلام، فهناك نصوص صريحة أخرى تخالف ما ورد في هذا الحديث. فتأمل
بل أن الذهبي رحمه الله استنكره واستغربه، والصحيح على فرض التسليم _ لأني سأآتيك بكلام آخر بعد قليل _ أنه موقوف على أبي موسى الأشعري من قوله رضي الله عنه _ إن صح أيضاً _.
-والصواب أن هذا الحديث بهذا السند عن فراس قد ألزق فيه، وليس هذا من حديث فراس عن الشعبي إطلاقاً، ولا يستقيم ذلك لمن عرف حرص الشعبي عن البعد عن ما يفسد حديثه من متون لا أصل لها.
بمعنى أن هذا السند أصلاً للحديث المعروف في الصحيح وغيره: "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين ... "، وضع هذا المتن المنكر الغريب عليه فكان كأنه من حديثه.
وكيف يجزم بعدم استجابة الله لدعاء رجلٍ قد جعل له الشرع الحنيف الخيار فيما قيل أنه لا يستجاب له إن فعله؟!!
هذه أمور كلها يجب أن تؤخذ بالحسبان أخي.
فلذلك الصحيح الذي أرى صوابه هو ما قلته سابقاً:
(ويبقى الأظهر عندي والأقوى أن طريق شعبة عن فراس قد حصل فيه خطأ، وأنه إسنادٌ للمتن الذي ذكرته في أول التخريج؛ والذي أخرجه في الصحيح (ثلاثة يؤتون .. )، ركب عليه هذا المتن وألزق به .. وأن السند الصحيح للمتن هو سند الطريقين الثاني والثالث، فيكون الحديث مرفوعاً لا يعرف إلا من هذين الطريقين، وأن طريق فراس خطأ، وعليه: فيكون حديث تالفٌ ساقط لا يصح ولا يثبت؛ ما أقربه من الوضع).
هذا ما لدي أخي الحبيب، وأرجو أن يقرأ كلامي بدقة وتمعن، وستعرف رحمك الله الحق بإذن الله.
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 11:11]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وحيا الله الأخ (الحوراني) ..
وأخشى أنك أخي العزيز تعتقد يقيناً لا يقبل التغيير والتبديل (صحة) هذا الحديث؛ فلذلك لا تقبل نقده!! هذا لا يحسن في مقام الإنصاف وطلب الحق غفر الله لك.
........................
..............
-هذا الحديث أخي العزيز لا يصح رفعه لرسول الله صلى الله عليه؛ وقد بان لك صحة هذا في التخريج أعلاه بما لا يدع مجالاً للشك، ثم ليس هذا من هديه عليه الصلاة والسلام، فهناك نصوص صريحة أخرى تخالف ما ورد في هذا الحديث. فتأمل
..........................
هذا ما لدي أخي الحبيب، وأرجو أن يقرأ كلامي بدقة وتمعن، وستعرف رحمك الله الحق بإذن الله.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفاه
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي العزيز (السكران- حياك الله وبياك) إني كنت لما أقرأ مشاركاتك وردودك فيما سبق كنت أعجب بطريقة عرضك للموضوع وسعة بحثك فيه وإني أرى أنه من الفخر لي ان أدخل معك في هذه المدارسة فأرجو منك أن تعتبرها دراسة وأن تراعي هذا الأمر واجعلني أمامك تلميذا يا أستاذي العزيز فتقبّل كلامي على أنه طرح للاستفسار والإجابة عن الإشكال فيه، هذا أولاً.
ثانيا: أما عن كوني أعتقد يقيناً لا يقبل التغيير والتبديل (صحة) هذا الحديث؛ وأني لا أقبل نقد فأرجو أن يغفر الله لك دعواك هذه فأنا أرى أنك رميتني فيها باتباع الهوى لا الحق وإني والله ما كنت أعتقد يقينا جازما أنه صحيح بل كان الأمر عندي غير محسوما، ولو كنت كذلك لما أتعبت نفسي بدراسة اسناد هذا الحديث مجددا الساعات الطوال0، واسمح لي أن أقول لك يا أخي أنك الذي تيقيناً لا يقبل التغيير والتبديل (نكارة وضعف هذا الحديث فتبل مني ما سأورده!
وأكرر أرجو أن تعتبر ذلك مدارسة فإني والله لست من أتباع الهوى0
ثالثا: أما عن قولك" ... ليس هذا من هديه عليه الصلاة والسلام، فهناك نصوص صريحة أخرى تخالف ما ورد في هذا الحديث. فتأمل" فأرجو منك إن كان هذا مخافا لنصوص صريحة مخالفة ظاهرة أن تطلعني عليها فإني إن شاء الله من السامعين لسيد المرسلين.
وانتظر مني عاجلا غير آجل ما سأورده حول اسناد هذا الحديث راجيا المولى أن يهدني وإياك لما اختلف فيه من الحق0
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 12:44]ـ
يا أخي الحبيب (الحوراني) غفر الله لك ورحمك .. وشكر لك حسن أدبك ورحابة صدرك.
يعلم الله ما رميتك ولا اتهمتك ولا ادعيت عليك؛ كلامي أمامك أخي العزيز؛ قلت في أوله: (أخشى) .. ومعناها تطرق الاحتمال غير الجازم غفر الله لك.
ومن أنا حتى أعلم خفايا الصدور؟!!
أما قولك: (كنت لما .. فيما سبق) .. فهذا أخي الحبيب الذي لا أريده؛ أن تغير فكرة سابقة على ضوء فهمك الخاطئ لكلامي .. وأسأل الله تعالى أن نكون موفقين وعند حسن الظن.
بل والله أنا من يتشرف بمخاطبة ومدارسة أمثالكم من أهل الفضل والحلم.
وقبل أن أذكر بعض النصوص المخالفة؛ أنا أريد منك فقط أن تحبرني:
-هل ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بتطليق سيئة الخلق؟
-بغض النظر عن ظاهر الآية الكريمة، وبغض النظر عن المجنون، أين ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن إعطاء السفيه _ غير ما استثنيته في أول الكلام _ مالا؟
-وهل ورد أن رسول الله صلى اله عليه وسلم أمر أمرا إلزامياً بأن يشهد على التقارض وأخذ المال؟
ثم هل يعقل أن هذه الأمور تمنع الدعاء؟ ألم تقرأ القرآن: {ادعوني أستجب لكم}.
وأنا تحت أمرك أخي العزيز بما نعلم في أي وقت إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:01]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله!
أما بعد أخي العزيز (السكران)! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صديقي العزيز دني أولا قبل أن أبحث لك - إن تيسر لي - فيما تطلب دعني أقدم بين يديك أخي الفاضل تخريجا يسيرا لطرق الحديث فأرجو أن تعطي ما سأكتبه بعض الوقت وإن كنت في غنى عن قراءته فأنا أطلب منك ذلك بشدة وذلك حتى تطلعني على مزيد ملاحظاتك فإني لا أمل من قراءتها!
أخي العزيز هذا ما وصلت إليه من بحث وإليكه:
{1ً- رجال الحديث من شعبة وحتى أبي موسى رضي الله عنهم رجال الشيخين وإن كان هناك إشكال حول فراس المكتب
فقد سبق وتقدم الكلام فيه!
2 - ً ما دون شعبة في سند هذا الحديث: أولا: روي هذا الحديث عن شعبة من عدة طرق إليك ما أعلمه منها من خلال تتبع أقوال العلماء فيه:
الطريق الأولى: الحاكم في المستدرك: حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .... الحديث0
*ولندرس حال من هم دون شعبة في هذا الإسناد ــــ1: علي بن حمشاذ)):قال الذهبي في التذكرة:"علي بن حمشاذ الحافظ الكبير أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف سمع الحسين بن الفضل والفضل الشعراني والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن ديزيل وإسماعيل القاضي وخلائق وعنه الحاكم وقرظه وبالغ في تعظيمه وله المسند في أربع مائة جزء والأحكام في مائتين وستين جزءا والتفسير في عشر مجلدات روى عنه أبو أحمد الحاكم وقال ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف منه ... "
2 - .... عن معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه: أبو المثنى معاذ بن معاذ: هو كما جاء عنه في تهذيب الكمال" قال أبو بكر المروذي عن أحمد بن حنبل: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث.
وَقَال في موضع آخر: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وَقَال عَبد الله بن أحمد بن حنبل، عَن أبيه: ما رأيت أفضل من حسين الجعفي وسَعِيد بن عامر، وما رأيت أحدًا أعقل من معاذ ابن معاذ.
وَقَال أبو داود: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: ما رأيت أعقل من معاذ بن معاذ كأنه صخرة.
وَقَال إسحاق بن منصور عن يحيى بن مَعِين، وأبو حاتم: ثقة ... "إذا فهو ثقة لا مرية في ذلك0والمثنى بن معاذ ثقة أيضا: أ-لمثنى بن معاذ بن معاذ العنبري أخو عبيد الله ثقة، تقريب التهذيب! ب- المثنى بن معاذ بن معاذ عن أبيه ومعتمر وعنه عثمان الدارمي وأحمد الأبار ثقة، الكاشف لذهبي،.ج- قَال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا وهو يحيى بن مَعِين: المثنى بن معاذ بن معاذ رجل صدق، ثقة صدوق، من خيار المسلمين، ما زال مذ هو حدث وهو خير من أخيه عُبَيد الله بن معاذ مئة مرة، تهذيب الكمال0
إذا سواء كان الحديث عن معاذ أو عن ابنه المثنى أو كان رواه الولد عن الوالد فلا بأس في ذلك لأنهم من بيت علم أثبات ثقات0
هذا خلاصة طريق الحاكم وكما رأينا أنه إسناد لا إشكال فيه.
الطريق الثانية: روى الطحاوي في مشكل الآثار: حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا عمرو بن حكام، قال: حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، ...
ولندرس حال من هم دون شعبة في هذا الإسناد أيضا:
1 - : أبو أمية:
((جاء في تهذيب الكمال "قال أبو عُبَيد الآجُرِّيّ: سئل أبو داود عَن أبي أمية الثغري، فقال: ثقة.
وَقَال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي: أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا، كان إماما في الحديث، مقدما في زمانه.
وَقَال ابن حبان في كتاب "الثقات: محمد بن إبراهيم بن مسلم أبو أمية السجستاني سكن طرسوس، حَدَّثَنَا عنه إبراهيم بطرسوس، وكان من الثقات، دخل مصر، فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا بما حدثت من كتابه.
وَقَال الحاكم أبو عبد الله بن الربيع: صدوق كثير الوهم.
وَقَال أبو سَعِيد بن يونس (4): بغدادي أقام بطرسوس. ويُقال: إنه من أهل سجستان كان من أهل الرحلة فهما بالحديث، وكان حسن الحديث، ... "0))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - : عمرو بن حكام ((قال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عنه، فقال: الزنجبيلى كان يروى عن شعبة نحو أربعة آلاف حديث. ترك حديثه.
وقال البخاري: عمرو بن حكام ليس بالقوى عندهم. ضعفه على)) ميزان الاعتدال.
الطريق الثالثة: روى أبو نعيم في (مسانيد فراس المكتب) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن جعفر الرازي حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود حدثنا داود بن إبراهيم الواسطي حدثنا شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى ... الحديث.
ولندرس حال من هم دون شعبة في هذا الإسناد كما سبق:
1 - :سليمان بن أحمد:هذا الطبراني الغني عن التعريف قال الذهبي في المغني في الضعفاء:" سليمان بن احمدالطبراني الحافظ، ثقة، لينه ابن مردويه وحده"0
2 - :محمد بن جعفر الرازي: (("محمد بن جعفر الرازي البزاز أبو جعفر المدائني ... قال مهنأ عن أحمد لا بأس به وقال الآجري عن أبي داود ليس به بأس وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وذكره بن حبان في الثقات ... "تهذيب التهذيب)) 0قلت: هو مقبول في المتابعات والله أعلم.
3 - :أبو بكر بن أَبي الأسود (("أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البصريّ. ابن أخت عبد الرحمن بن مهديّ. ولي قضاء همدان، وحدّث عن: مالك، وأبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد، وجعفر بن سليمان، وجدّه أبي الأسود، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وحاتم بن إسماعيل، وخلق. وعنه: خ. د. ت.، عن رجل، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل سمّويه، وابن أبي الدّنيا، وعثمان بن خرّزاذ، ويعقوب الفسويّ، وطائفة. وسمع وهو صغير باعتناء خاله.) قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: لا بأس به، ولكنّه سمع من أبي عوانة وهو صغير. وكان يطلب الحديث. وقال الخطيب: سكن بغداد، وكان حافظاً متقناً" تاريخ الاسلام للذهبي)).
(("أبو بكر بن أَبي الأسود، اسمه: عَبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود.
رَوَى عَن: جده أبي الأسود حميد بن الأسود، وغيره.
رَوَى عَنه: البخاري، وغيره ... "تهذيب الكمال)).
(("أبو بكر بن أبى الاسود البصري الحافظ ابن أخت عبدالرحمن بن مهدى. ثقة، استصغر في أبى عوانة. قال ابن معين: ما أرى به بأسا. وقال ابن المدينى: سماعه من أبى عوانة ضعيف، لانه كان صغيرا ... "الميزان)) 0
0
4 - : ((داود بن إبراهيم الواسطي. عن حبيب بن سالم فوثقه الطيالسي، وحدث عنه)) الميزان.
وقال الألباني في الصحيحة تعليقا على هذا الحديث:" فالسند ظاهره الصحة
لكن قد يعله توقيف أصحاب شعبة له إلا أنه لم ينفرد به معاذ بن معاذ بل تابعه
داود بن إبراهيمالواسطي: حدثنا شعبة به. أخرجه أبو نعيم في " مسانيد أبي
يحيى فراس " (ق 92/ 1). و داود هذا ثقة كما في " الجرح " (1/ 2 / 407).اهـ"
قلت فهذا الاسناد قد يصل وحده إلى درجة المقبول أو إلى درجة ما يصلح للمتابعات0
أقول وبالله أستعين: إذا ضممنا هذه الطرق إلى بعضها البعض فضلا عما قاله الألباني في الصحيحة نجد أن هذا الحديث صحيح- والله أعلم - لا مرية في ذلك}
هذا والله أعلم وما أصبت فمن الرحمن المنان وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
أسأل الله أن يغفر لي زلتي وأن يكفر عني خطيئتي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:36]ـ
أحسن الله إليك أيها الحبيب (الحوراني) .. ووفقك الله إلى كل خير آمين.
جمعٌ طيب مبارك أخي العزيز .. لكن على فرض سلامة هذا السند وأنه لهذا المتن .. لم أرك رجحت بين طرقه؛ هل هو من قول أبي موسى الأشعري موقوفاً عليه، أم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعه؟! .. وهذه مسألة مهمة لا تغفل ولا يستهان بها.
ثم عندما يكون في متن حديث ما نكارة واضحة تخالف سائر الهدي النبوي المعروف المنقول في السنة النبوية المطهرة؛ هل هذا يجعلنا نتغاضى عنها لمجرد أن الإسناد (نظيف)؟! .. إذاً أين العرض على الميزان الدقيق لقبول النصوص الشائكة التي يظهر فيها انتقاد؟!
وعلى فرض تسليم هذا المتن بهذا السند؛ فإن الصحيح أنه من قول أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، ولا يصح رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كيف وقد رواه من الوجه الموقوف من لا يشق لهم غبار في التثبت والإتقان.
ولعلي من بعد إذنك أن أعيد كلامي هنا من جديد؛ فقد قلت سابقاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
يبقى الآن النظر على طريق الإمام شعبة رحمه الله؛ وبيان أي الوجهين أصح عنه على فرض سلامة طريق فراس المكتب الذي روى الحديث هو عنه:
· فمن رواه عنه مرفوعاً:
[معاذ بن معاذ بن نصر العنبري]: ثقة ثبت متقن. وفي شعبة بالذات من الأثبات المتقنين. وروايته هذه حملها ابنه المثنى عنه؛ وتعد روايته عنه عند بعض الأئمة أفضل روايات أبنائه. وسيأتي مخالفته أخيه عبيد الله له في الرواية عن أبيه.
[داود بن إبراهيم الواسطي]: وإن وثق؛ إلا أن فيه جهالة على الصحيح.
[عمرو بن حكام الأزدي]: مجمع على ضعفه؛ بل هو ضعيف جداً قد ترك.
[عثمان بن عمر البصري]: ثقة؛ لم يرتضه يحيى بن سعيد فقط.
· أما من رواه موقوفاً:
[يحيى بن سعيد القطان]: الإمام الحجة الثقة الثبت الحافظ لا يتكلم فيه أصلاً؛ أمير المؤمنين في الحديث.
[محمد بن جعفر؛ غندر]: ثقة إمام حافظ على غفلة فيه؛ اختص بشعبة رحمه الله، وكتابه عنه من أثبت وأوثق وأصح الكتب. قال ابن المبارك: (إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم) وقال هو عن نفسه: (لزمت شعبة عشرين سنة لم أكتب من أحد غيره شيئا، وكنت إذا كتبت عنه عرضته عليه) وقال العجلي: (كان من أثبت الناس في حديث شعبة).
[عمرو بن مرزوق الباهلي]: تكلم فيه؛ وهو ثقة إن شاء الله، قد وثقه غير واحد من الأئمة الكبار يضيق حصرهم هنا، قال أبو حاتم: (لم نجد أحداً من أصحاب شعبة كان أحسن حديثاً منه).
[معاذ بن معاذ العنبري]: قد سبق؛ ولكن هذا الوجه عنه يرويه ابنه عبيد الله؛ و [عبيد الله]: ثقة حافظ حجة؛ هو أتقن من أخيه مثنى على الصحيح.
فبان لك أن رواة الوجه الموقوف لا يقارنون بمن رفعه؛ إتقاناً وحفظاً وإمامةً ووثوقاً وتثبتاً.
وعليه: فهذا الأثر لا يصح رفعه؛ بل هو موقوف على أبي موسى الأشعري من قوله؛ قاله رضي الله عنه اجتهاداً من عنده
هذا نص كلامي .. ومن نظر في الرجال والمتن عرف _ إن شاء الله _ صواب الوقف؛ على اعتبار أن هذا السند لهذا المتن؛ وإلا في النفس منه شيء.
الحديث منكر أخي العزيز لا شك في ذلك؛ كيف وقد وصف بها من قبل أهل الخبرة والإتقان بهذا العلم الشريف؛ وعلى رأسهم الإمام الذهبي.
ثم أيضاً حتى نجمع بين هذه النكارة وهذا السند لا يحسن أن نقول غير أنه موقوف على أبي موسى من قوله؛ كما سبق بيان ذلك، ويبقى تأويل كلامه رضي الله عنه.
وبالنسبة للمتابعات؛ فهي ضعيفة أخي العزيز لا تقوم بها حجة، ولا يقوى رواتها أصلاً على مقارعة الحفاظ الذين رووه عن شعبة موقوفا؛ وقد قلت فيما مضى:
· الطريق الثاني: طريق بشير الكوسج؛ أخرجه:
-ابن السمعاني في (المنتخب رقم 29) من رواية: إسماعيل بن عبد الله المروزي [مرفوعاً].
· الطريق الثالث: طريق الصلت بن بهرام؛ أخرجه:
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 24/ 190) من رواية: إسحاق بن وهب [مرفوعاً].
[بشير الكوسج]: مجهول لا يعرف، تفرد بذكره في الثقات كعادته ابن حبان.
[الصلت بن بهرام]: وإن وثق؛ إلا أنه عزيز الحديث مرجئ، الصحيح فيه أنه صدوق كما قاله البخاري. قال الأزدي: (إذا روى عنه الثقات استقام حديثه، وإذا روى عنه الضعفاء خلطوا).
قلت: والراوي عنه هنا هو: [إسحاق بن وهب البخاري]: مجهولٌ لا يعرف؛ قال عنه الخليلي: (يروى عنه ما تعرف وتنكر، ونسخاً رواها الضعفاء).
وليس قولي أو قلك أو قول الشيخ الألباني قرآن منزل لا يقبل النقاش، ولا يرد عليه الخطأ.
أسأل الله أن يوفقك إلى كل خير أخي ..
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 02:51]ـ
قلت فهذا الاسناد قد يصل وحده إلى درجة المقبول أو إلى درجة ما يصلح للمتابعات
أقول وبالله أستعين: إذا ضممنا هذه الطرق إلى بعضها البعض فضلا عما قاله الألباني في الصحيحة نجد أن هذا الحديث صحيح- والله أعلم - لا مرية في ذلك}
لا أخي الكريم ليس الحديث صحيحا ولاقريبامن ذلك
والذي يظهرجليا أن الحديث موقوف فقط
كمابين الأخ الفاضل أبوعصام التميمي
وأخطأ من رفعه
لأن من أوقفه أجل وأتقن وأشد تثبتا بمراحل من الذين رفعوه
ـ[المناضل]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عفوا شيوخنا الكرام لست على معرفة بعلم الحديث، لكني أتساءل ألا يتعارض هذاالحديث مع قول الله تعالى: (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا). من الآية: 19 النساء. وقد سألني السائل: ماذا يفعل من ابتلي بزوجة لا يحبها ولا يأنس بها، ويتمنى لو يتزوج بأخرى؟. أرجو الإفادة والتوضيح وجزاكم الله خيرا.
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 08:51]ـ
الإخوة الأفاضل،
الحديث وإن كان موقوفاً فإن له حكم الرفع.
إذ أنّا لأبي موسي الأشعري أن يتقول علي الله بغير علم.
فلو راجعنا الحديث " ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم " من أين أتي أبو موسي بمعرفة أن الله لن يستجيب لهم.
وجزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 10:05]ـ
الحديث وإن كان موقوفاً فإن له حكم الرفع.
ومن أين حكمت أن له حكم الرفع بهذا المتن بارك الله فيك؟!!
إذ أنّا لأبي موسي الأشعري أن يتقول علي الله بغير علم
ومن قال أن هذا الكلام الوارد من قبيل التقول على الله بغير علم؟!
المتن أصلاً كله أخي كما أسلفنا فيه نظر كبير .. وعندي أنه لا يصح لا موقوفاً ولا مرفوعاً .. وعلى فرض صحته فهو لا يعدو الوجه الموقوف بأي حال من الأحوال .. ويبقى هذا الكلام من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه اجتهاد منه رأى أنها أعمال يرد معها الدعاء .. ويبقى كما قلنا تأويله.
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 05:08]ـ
أخي الفاضل - حفظك الله ورعاك -؛
أكثر من تكلم في هذا الحديث من أئمة الحديث قد تكلم في وقفه ورفعه - مع التسليم بصحة إسناده -، كالحاكم والحافظ ابن حجر والعلامة الوادعي وغيرهم من العلماء.
وأشد من تكلم في الحديث هو الحافظ الذهبي فقال: إسناده نظيف مع نكارة فيه.
فقد سلم الجميع بصحة الإسناد.
أما عمن صححه من العلماء فيكفي أن صححه حافظي مصر والشام العلامة أحمد شاكر والعلامة الألباني.
فنحن نسلم جميعاً أن أبا موسي قاله، ولكن الخلاف هل رفعه إلي النبي أم لم يرفعه.
وفي جميع الحالات فله حكم الرفع، فلا يمكن لصحابي أن يجتهد فيقول: قبل الله دعاءك أو لم يقبل - إلا بتوقيف من رسول الله صلي الله عليه وسلم -؛ فلا مجال للاجتهاد هنا، إنما هو النص فقط.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 12:15]ـ
آمين أخي الحبيب .. وحفظك الله ورعاك أيضاً .. وشكر الله لك دماثتك.
أخي الحبيب .. عندما قلتَ: (أنهم تكلموا في وقفه ورفعه).
أليس هنا يلزمنا الترجيح؟
ألا يجب عرضه على الميزان الحديثي ليعرف أي الوجهين أصح؟
ومجرد الاختلاف في الوقف والرفع لا يعطينا مباشرة هكذا تغليب جانب الرفع وأخذه والإعراض عن الوجه الآخر الموقوف .. هذا لم يقله أحد من أهل العلم.
وكم من حديثٍ اختلف في وقفه ورفعه؛ ومن ثم غلب جانب الوقف لأن القرائن الحافة القوية المتيقنة رجحت كونه الصحيح.
ويعلم الله أخي العزيز لأن رجال الوجه الموقوف لهذا المتن (أصح، وأضبط، وأوثق، وأمتن، وأثبت، وأحفظ) من رجال الوجه والمرفوع ومتابعاته مجتمعين .. وهذا لا يخفى بارك الله فيك، بل وضوحه يكاد يكون أصفى من وجه السماء ساعة صحوتها.
أخي الحبيب .. عندما قلتَ: (مع التسليم بصحة إسناده، وعددت من صححه).
أليس الحديث عبارة عن سند ومتن؟
أليس التصحيح أو التضعيف نازلٌ على الجميع؟
مجرد تصحيح الإسناد أخي العزيز لا يلزم منه تصحيح المتن .. وهذا مقررٌ معروفٌ، وأمثلته كثيرة منتشرة.
وكم من سندٍ صحيحٍ أعل الحديث الذي روي متنه بواسطته؛ وإن اختلفت أسباب الإعلال، لكن هذا لا ينكر ولا يجحد، ومن عرف هذا العلم حق المعرفة عرف حصوله ووقوعه.
فلا يلزم من كون السند صحيحٌ ظاهراً سلامة المتن المروي به.
إذاً يبقى العرض والسبر والتقييم .. هنا لابد أن يستبين معنا شيء؛ فمتى وجد ما يشين هذا المتن ويعله ولو بوروده من طريق هذا السند الصحيح = نتوقف في الحكم عليه بالصحة التامة، ويبقى حديثاً معلولاً .. ومن تتبع علل ابن أبي حاتم وقف على هذا.
ثم لا يعني أن مثل هؤلاء العلماء لما أن حكموا على سنده بالصحة أنهم أخذوا به، ففرق بين أن يقال: (سنده صحيح)، وبين أن يقال: (الحديث كله صحيح).
ثم على فرض التسليم أنهم صححوا هذا الحديث؛ فإنهم أخي الفاضل ما صححوا إلا الطريق الذي وقفوا عليه فقط، فلم يستوعبوا جميع طرقه .. وأنا أجزم لك أخي الحبيب أنهم لو أحاطوا بجميع طرقه لكان لهم قولاً آخر فيه.
-فالحاكم ما صحح إلا طريقه (وهو عنده مرفوع). وهو نفسه الطريق الذي أخذه عنه البيهقي وقام الإمام الذهبي بالتعليق عليه .. فلم يحكما على غيره أصلا.
-ولم أقف على كلامٍ للحافظ ابن حجر فيه.
-وأما تصحيح العلماء المعاصرين له؛ فهو لهذا الطريق منه فقط، ليس لغيره .. ثم ليس ذلك التصحيح منهم تشريعٌ منزلٌ لا يعتريه ولا يقع عليه الخطأ .. ومن عرف حجة على من لم يعرف، وفي كلٌ خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن كنت تقول أنتَ أن هؤلاء حكموا على السند بالصحة؛ فلمَ لم تنظر وتنتبه إلى قول الحاكم نفسه في مستدركه؟! .. فقد ألمح إلى أن (الشيخين) _ واللذان لا يقارنان بكل من ذكر مجتمعين _ قد توقفا في إخراجه لتوقيف أصحاب شعبة هذا الحديث على أبي موسى، وإنما أجمعوا _ أي الشيخين _ على سند حديث شعبة بهذا الإسناد "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين .. ". انتهى كلامه
فهل تأملت هذا الكلام الدقيق المهم؟!! .. وقد كنت دائماً ألمح إليه في مشاركاتي أعلاه.
أخي الحبيب .. عندما قلتَ: (وفي جميع الحالات له حكم الرفع).
هل تخيلت النص؟
هل عرضته على الكتاب والسنة؟
لتعلم أخي العزيز أن هذا المتن قد خالف صريح الكتاب والسنة جميعاً .. وقد بينا هذا فيما مضى من مشاركات أعلاه .. وإنكار هذا تكلفٌ لا يحسن الإقدام عليه .. لأن فيه تأييد لكلام لم تثبت صحته مشكوك فيه على أنه شرعٌ مقررٌ لا يجوز مخالفته .. وهذا غير صحيح أخي الفاضل، وتحكم ليس له مبرر إلا تمشية ما تعتقده النفس أنه الصواب ولو كان على حساب الحق والصواب.
أخي الحبيب .. عندما قلتَ: (فلا يمكن لصحابي أن يجتهد فيقول: قبل الله دعاءك أو لم يقبل -إلا بتوقيف من رسول الله صلي الله عليه وسلم -؛ فلا مجال للاجتهاد هنا، إنما هو النص فقط).
قلتَ هذا الكلام لأنك أخذت بكلام غيرك وتمسك به ولم تبغ عنه حولا .. ولم تحاول تطبيق قواعد هذا العلم الشريف على هذا الحديث سنداً ومتنا .. ففهمت أنه نصٌ لا يقبل الاجتهاد معه.
وهل يسوغ أن يكون مثل هذا المتن المنكر المخالف نصاً لا يقبل الاجتهاد في مقابل غيره من نصوص الكتاب والسنة التي تخالفه؟!
وهل يمنع أن يقول الصحابي من اجتهاده أمراً يعتقده هو سبباً لمن الدعاء عنده بدون إلزام بهذا؛ لما أن توفرت له مرجحات وأسباب دعته لأن يقول بهذا الاجتهاد؟!
لا يحمل الأمر فوق حجمه أخي العزيز، فالاجتهاد ممن كان أهلاً له في حكمٍ ما؛ لا يعني لزومه، أو تقرير ما أدى إليه اجتهاده بعقوبة أنها عقوبة نهائية لا تقبل النقاش، وكأنها نص شرعي.
لا أريد الإطالة هنا رحمك الله ففي ما كتب بإذن الله فائدة لمن أراد التثبت والوقوف المتأني على ملابسات هذا الحديث .. والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 08:54]ـ
دائما نكرر ونعيد
أن كثيرا من الأحاديث التي يُقال أن لها حكم الرفع
ليس لها حكم الرفع
ولا يصح أن يقال له حكم الرفع إلا ما ورد فيه مثل من السنة كذا ونحوه
أما اجتهادات الصحابة الكرام رضي الله عنهم-والتي يُعتقد أنه لايمكن استنباطها- وهي كثيرة جدا ومتنوعة وإن كانت معتبرة جدا
إلا أنه لايجوز أ ن تجعل بمقام ماثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
والسبب في الوقوع في ذلك الخطأ
هو أنه يُظن أنه لا يمكن إستباط تلك الأحاديث من عمومات الشرع
بينما يمكن ذلك لمن تفطن وتدبر
فقد فهم بعض الصحابة نعيه صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى " إذا جاء نصر الله والفتح ... السورة
وقد يكون ذلك إجتهاد من عمر وابن عباس رضي الله عنهما وهو صحيح لإجماع الصحابة عليه
ولا يعني ذلك أن جميع إجتهاداتهم رضي الله عنهم معصومة
وإن كانت تلك الإجتهادات هي المقدَمة بلا شك ولا ريب لأسباب كثيرة
والله الموفق
والهادي إلى سواء السبيل
.
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة!
أحبتي جزاكم الله خيرا لما أفدتمونا فيه من مشاركاتكم وأرجو أن لا يكون هذا الاختلاف سببا في الخلاف لذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه المشاركات ليست لننكر على بعض أو نخطئ بعض بل إنما هي لتوصيل اجتهادنا في مسألة ما - لا أعني أنا بمنزلة المجتهدين - ولكن أعني اجتهادن فمن ننقل عنهم واجتهادنا في ترجيح أقوال العلماء حسب ما نتوصل إليه من دراسة- أي أننا إن شاء الله نسعى لايصال ما نراه حقا فإذا ما أوقفانا شخص ما عند هذه الرسالة فعلينا أن نتهمل وننظر في قوله فعسى الله يرينا على يديه ما خفي عنا ولنتقبل الطرف الآخر فكما أنا أقول ما أعلم به المسألة وأطرحه للمشاركة فعلي أن أتقبل ما يطرحه المقابل لي فلذلك علينا ألا نعتبر أن من يورد ملاحظة أو اعتراضا على مشاركانتا علينا ألا نعتبره خصما أو ... 0 بل علينا أن نحافظ على الإخوة 0 هذا على عموم معلوم أما إذا ا؛ د الأطراف يعرض فكرة بدعية أو شركية أو مخالفة لما كان عليه محمد (ص) وأصحابه فهذا هو الذي يقابل بالخصومة إن لم يرجع عن زعمه، أما عن الاختلافات المعتبرة فلا بأس أن نترفق ببعضنا بل عينا أن نكون كذلك فهي بإذن الله لا تفسد للود قضية 0
وأطلب إلى أخي الحبيب أن يتفكر معي في قصة إبراهيم (ص) لما زار ولده اسماعيل ولم يجده ووجد زوجته - في القصة المعروفة-
فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته [عنه] فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بشر نحن في ضيق وشدة. فشكت إليه قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له: يغير عتبة بابه ... "
لماذا أمره (ص) بتطليق زوجته؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 10:24]ـ
لم نختلف إن شاء الله ولم يحصل بيننا بحول الله ..
-كيف فهمت أن أمره عليه السلام بتغيير عتبة بابه للوجوب؟!!
-وهل هذه الحادثة الخاصة بهذا النبي الملهم الذي يأتيه الوحي ويطلعه، يصح أن نجعلها شرعاً عاماً لجميع الناس؟!!
-وهل شرع من قبلنا شرعٌ لنا؟!!
-وعلى فرض التسليم هل ورد في شريعتنا بالأمر بالتطليق لمن هذه حالها؟!!
لعلي أكتفي بهذا القدر في الموضوع برمته .. فقد سطرنا ما برئت معه ذمتنا إن شاء الله.
ـ[طالب علم السنة]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 11:32]ـ
أخي الفاضل التميمي - حفظك الله ورعاك، وجعل الجنة مثواك -.
فما زال أهل العلم - جعلنا الله منهم - يختلفون فيما بينهم، سواء في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، أو في أخذ الأحكام الفقهية من الحديث.
وكلا الأمرين من الاجتهاد، فمن تحققت له أهلية الاجتهاد وآليته، وقويت ملكته وفطنته، جاز له أن يجتهد في تلك المسألة.
والاختلاف في الاجتهاد اختلاف سائغ - ما دام داخل حظيرة العلم، وقواعد أهله -، فلا ينكر مجتهد علي آخر، لأنه لا ينقض اجتهاد بآخر.
ويختلف الاجتهاد لتخلف هذه الصفات، أو لضعف الملكة عند المجتهد.
فتجد أحد الأئمة يصحح الحديث ويضعفه إمام آخر، ولكل دليله.
وجزاكم الله خيراً.(/)
ما الصحيح في سكوت الذهبي هل يوافق الحاكم أم لا؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 09:11]ـ
ما الصحيح في سكوت الذهبي هل يوافق الحاكم أم لا؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 02:45]ـ
حياك الله يا أخ عبد الله
للشيخ الدكتور خالد بن منصور الدريس رسالة لطيفة طبعت في دار المحدث - الرياض، في شهر ذو القعدة سنة 1425هـ بعنوان ((الإيضاح الجلي في نقد مقولة "صححه الحاكم ووافقه الذهبي")).
وخلاصة رأيه في المسألة ذكره في خاتمة البحث (ص 53): ((بما مضى ترجح لنا أن عدم تعقب الذهبي على الحاكم لا يعد إقرارًا وموافقة، وعليه فإن مقولة: "صححه الحاكم ووافقه الذهبي" ليست صحيجة لما تقدم من قرائن ومناقشات لحجج من يرى صحة تلك المقولة)).
والبحث في جملته نافع فليراجع.
وأما فضيلة شيخنا أبي عبد الله سعد بن عبد الله الحميد فيفرق بين ما ينقل فيه الذهبي كلام الحاكم ولا يتعقبه وبين ما يسكت عليه ولا ينقل عقبه قول الحاكم.
فيسمي الأول موافقة ويسمي الثاني سكوتًا.
راجع كتاب ((مناهج المحدثين)) لفضيلة الشيخ سعد الحميد (ص 206 - 216).
ـ[أسامة]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:09]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ علي، نفع الله بك.
اشتقنا لكتاباتك القيمة ومشاركاتك النافعة - لا حرمنا الله منها-.
وحول نفس هذه النقطة، وضع الشيخ الإمام الوادعي -رحمه الله- ذيله على المستدرك، مسميًا إياه: تتبع أوهام الحاكم التي سكت عليها الذهبي.
ووضع تنبيها في مقدمة كتابه صـ37ـ:
الأوهام التي تتبعتها هي أوهام الحاكم -رحمه الله-، ولا يلحق الإمام الذهبي منها شىء، فقول من يقول: وهو من أوهامهما، واهم؛ لأمور:
1 - أن الإمام الذهبي -رحمه الله- لم يقل في المقدمة: وما سكت عليه، فأنا مقر للحاكم عليه.
2 - ومنها أن الحافظ الذهبي يقول في "سير أعلام النبلاء" (17/ 176): وقد اختصرته ويعوزه عملاً وتحريرًا.
ويقول في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1045): وليته لم يصنف المستدرك، فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه.
فعلى هذا فالأمر أوسع مما نبه الحافظ الذهبي عليه -رحمه الله-.
3 - أن الحافظ الذهبي ربما يسكت على بعض الأحاديث، وفي سندها ضعيف أو ضعيف جدًا أو كذاب، وقد ذكر ذلكم الحديث في ترجمته من "ميزان الاعتدال"، فعلى هذا فالأولى في التعبير أن يقال بعد ذكر حكم الحاكم على الحديث: وسكت عليه الذهبي، أو لم يتعقبه الذهبي.
أما: وأقره الذهبي، فلا، وإن كنت قد زلت قدمي في بعض كتبي اتباعاً لما هو مألوف، فعسى الله أن يوفقني الله لتعديلها في طبعات قادمة إن شاء الله. اهـ
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 11:12]ـ
قد رأيت كلام نفيس للشيخ خليل بن محمد العربى فى كتابه (مقالاتى الحديثية) مقالة: الأدلة العملية في بيان أن سكوت الذهبي في تلخيص المستدرك لا يعد موافقة منه للحاكم) ص 82) على هذا الرابط:
http://www.mahaja.com/library/books/book/260 (http://www.mahaja.com/library/books/book/260)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 07:25]ـ
هذا هو الظن بالإمام الذهبي خاصة وأن بعض الأحاديث أشار إلى ضعفها في كتب أخرى وأن أصلا جملة صححه الحاكم ووافقه الذهبي من وضع بعص العلماء اجتهادا منهم ومن أراد التفصيل فعليه الرجوع لرسالة الشيخ الدريس كما نبه على ذلك أخونا علي أحمد عبد الموجود حفظه الله تعالى.(/)
ماهوالقول المحقق في (أميةبن أبي الصلت) يعني هل هو صحابي أم لا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, صباحاً 09:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب أَيَّامُ الْجَاهِلِيَّةِ
(3579) -[3841] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ k : " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ: كَلِمَةُ لَبِيدٍ
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ "
المطلوب والمسؤل ماهوالقول المحقق في (أميةبن أبي الصلت) يعني هل هو صحابي أم لا
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 02:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ليس بصحابي أخي الكريم .. ولا يصح، ولم يثبت.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 10:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ليس بصحابي أخي الكريم .. ولا يصح، ولم يثبت.
شكراوجزاكم الله تعالي في الدارين(/)
تخريج حديث ابن عباس: من عجز منكم عن الليل أن يكابده ...
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 01:41]ـ
هذا الحديث رواه إسرائيل بن يونس عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عجز منكم عن الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن يجاهده فليكثر ذكر الله
ورواه عن إسرائيل جماعة
1/ عبيد الله بن موسى
أخرجه عبد بن حميد في المسند
وأخرجه البزار في المسند ثنا محمد بن عثمان بن كرامة
وأخرجه البيهقي في الشعب نا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق العطار قالا ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثلاثتهم قالوا نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد به
ومن طريق البزار أخرجه أبو علي الصدفي في معجم شيوخه
2/ عبد الله بن رجاء
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن الحسن بن كيسان
وأخرجه الخرائطي في الشكر حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق قالا ثنا عبد الله [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) بن رجاء عن إسرائيل عن أبي يحيى القتات به
ومن طريق الطبراني أخرجه الشجري في الأمالي
3/ محمد بن عبد الله الزبيري
أخرجه ابن شاهين في ترغيبه ثنا الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ثنا أحمد بن محمد بن نيزك ثنا أبو أحمد ثنا إسرائيل عن أبي يحيى به
فهؤلاء ثلاثة عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء ومحمد بن عبيد الله رووه عن إسرائيل بن يونس عن أبي يحيى القتات عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له طريقا عن ابن عباس إلا هذا الطريق وأبو يحيى فلا نعلم به بأسا قد روى عنه جماعة من أهل العلم وهو كوفي معروف.
القتات لين الحديث وقد تفرد به عن مجاهد من هذا الوجه وتفرد به عنه إسرائيل وقد قال الإمام أحمد روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جدا كثيرة
أقول: أرى القتات وهم في إسناد هذا الحديث وسلك الجادة فإن مجاهدا عن ابن عباس سبيل مطروقة والثقات من أصحاب مجاهد يخالفونه
فرواه حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال: كان يقال إذا جاء الشتاء لأهل القرآن قد طال الليل لصلاتكم وقصر النهار لصيامكم إن أعظمكم هذا الليل أن تكابدوه وبخلتم بالمال أن تنفقوه وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه فأكثروا من ذكر الله عز وجل.
ورواه عن حصين فيما وقفت عليه اثنان
1/ خالد بن عبد الله
أخرجه أبو نعيم في الحلية ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2) ثنا خلف بن هشام ثنا خالد عن حصين عن مجاهد به
خالد هو ابن عبد الله الواسطي ثقة ثبت والسند إليه صحيح
2/ عبد الله بن إدريس
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد ثنا علي ثنا أسد
وأخرجه الآجري في فضل قيام الليل ثنا عمر بن أيوب السقطي ثنا يعقوب الدورقي
وأخرجه ابن البختري في حديثه ثنا محمد بن عبد الملك ثنا علي بن الحسن بن سليمان أربعتهم قالوا ثنا عبد الله بن إدريس عن حصين به مختصرا ليس فيه الشاهد
ومن طريق ابن البختري أخرجه المنذري في مجلس في فضل صوم يوم عاشوراء
فهذان اثنان خالد بن عبد الله وعبد الله بن إدريس روياه عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد بن جبر عن عبيد بن عمير
حصين هو ابن عبد الرحمن ثقة والسند إليه صحيح غاية
وتابع حصين بن عبد الرحمن فيما وقفت عليه اثنان
1/ أبو حصين عثمان بن عاصم
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ثنا داود بن عمرو ثنا عبثر ثنا أبو حصين عن مجاهد عن عبيد بن عمير الليثي به
ومن طريق عبد الله أخرجه أبو نعيم في الحلية
أبو حصين هو عثمان بن عاصم ثقة ثبت
والسند إليه صحيح داود هو الضبي ثقة وعبثر هو ابن القاسم ثقة أيضا
تنبيه: قال أبو نعيم: كذا وقع في كتابي أبي حصين وصوابه حصين عن مجاهد كرواية خالد.
أقول: ما ذكره أبو نعيم محتمل ويحتمل أيضا أن يكون أبو حصين شارك حصين بن عبد الرحمن في روايته هذا الخبر عن مجاهد فإن عبثر بن القاسم يروي عن أبي حصين وأبو حصين يروي عن مجاهد وما وقع لأبي نعيم في كتابه هو نفسه ما وقع في كتاب الزهد ولا سبيل إلى الحكم بالتصحيف مع صحة السند إلا أن يكون اختلف على عبثر وهذا لم أقف عليه فالله أعلم ومن كان عنده فضل علم بذلك فليتحفنا به
2/ سليمان الأعمش
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام جارنا ثنا معمر بن سليمان أنا عبد الله بن بشر عن الأعمش عن مجاهد فذكره وزاد فيه " إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان "
ومن طريق عبد الله أخرجه أبو نعيم في الحلية
إسناده صالح
فهؤلاء ثلاثة حصين بن عبد الرحمن وأبو حصين عثمان بن عاصم والأعمش رووه عن مجاهد عن عبيد بن عمير قوله
وهذا إسناد صحيح
أقول: رواية هؤلاء عن مجاهد أحسبها كشفت عن علة رواية القتات عنه والله أعلم
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) ومن طريق حام بن نوح عن عبد الله أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ولم أعرف ابن نوح لأتبين من عبد الله فيحرر ذلك
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) مظنة هذا الخبر كتاب الزهد لكني لم أقف عليه فيه
يتبع إن شاء الله بإتمام تخريج أثر عبيد بن عمير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:09]ـ
تتمة تخريج:
1/ قوله " إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ... " ورد عن مجاهد من طريق منصور
أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ثنا ابن حميد
وأخرجه أبو نعيم في الحلية ثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال: «الدنيا هينة على الله يعطيها من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب»
2/ هذا الأثر ورد عن عبيد بن عمير من طرق
1/ مورق العجلي
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ثنا شبابة عن شعبة عن أبي التياح عن مورق العجلي عن عبيد بن عمير قال: إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه وعن العدو أن تجاهدوه وعن المال أن تنفقوه فأكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن أحب إلي من جبلي ذهب وفضة.
وهذا إسناد صحيح
2/ أبو نوفل بن أبي عقرب
أخرجه أحمد في الزهد ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا الأسود عن أبي نوفل قال قال عبيد بن عمير: «إن بخلتم بالمال أن تنفقوه وجبنتم عن العدو أن تقاتلوه وأعظمكم الليل أن تساهروه فاستكثروا من قول سبحان الله وبحمده فوالذي نفسي بيده هذا أوجه عند الله من جبلي ذهب وفضة»
وهذا إسناد صحيح
الأسود هو ابن شيبان البصري ثقة وثقه ابن معين وغيره وأبو نوفل هو ابن أبي عقرب ثقة أيضا وثقه ابن معين
3/ ثابت بن أسلم البناني
أخرجه أبو نعيم في الحلية ثنا عبد الله بن محمد بن عمر ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان بن كثير عن ثابت قال قال عبيد بن عمير: إن أعظمكم الليل أن تساهروه وبخلتم بالمال أن تنفقوه وعجزتم عن العدو أن تقاتلوه فعليكم بسبحان الله وبحمده والذي نفسي بيده لهما أحب إلى الله تعالى من جبلي ذهب وفضة.
إسناده صالح
4/ الحكم بن عتيبة
أخرجه محمد بن فضيل في الدعاء ثنا ليث عن الحكم عن عبيد بن عمير الليثي قال: «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب فمن جبن منكم عن العدو أن يجاهده وعجز عن الليل أن يكابده وضن بماله أن ينفقه فليكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل»
ليث هو ابن أبي سليم سيء الحفظ
فهؤلاء خمسة مجاهد ومورق العجلي وأبو نوفل وثابت البناني والحكم بن عتيبة رووه عن عبيد بن عمير موقوفا عليه
ورواه عبد الله بن كعب عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من ضن بماله أن ينفقه وبالليل يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده "
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ثناه عن أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير حدثني أبي ثنا إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن كعب عن عبيد به
وهذا إسناد منكر
أبو نعيم لم يسم من حدثه به عن أحمد بن مهران
وعبيد الله بن سعيد بن كثيرجرحه ابن حبان وغمزه ابن عدي
وإبراهيم بن محمد هو الأسلمي متروك الحديث كذبه القطان ولعله بلاء هذا الحديث والله أعلم
قال أبو نعيم: عبد الله بن حبيب مجهول حديثه عند عبيد بن عمير ذكره بعض المتأخرين ولا صحبة له
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 03:12]ـ
هذا الحديث ورد أيضا من حديث أنس وهو منكر ومن حديث أبي هريرة وهو ضعيف ومن حديث ابن مسعود والصحيح أنه موقوف عليه وإذا يسر الله تعالى خرجت ذلك في موضوع مفرد
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 11:20]ـ
بارك الله فيك وأدام عليك نعمه الظاهرة والباطنة
وأسعدك الله كما أسعدتنا بتخريجاتك القيمة
ملاحظة بسيطة جدا
ومن طريق عبد الله أخرجه أبو نعيم في الحلية
إسناده صالح
مع ملاحظة أنه ليس فيه موضع الشاهد عند أبي نعيم
وفيه حدثنا معمر وسليمان قالا: حدثنا عبد الله بن بشر
أخرجه الطبراني في الكبير ثنا محمد بن الحسن بن كيسان
وأخرجه الخرائطي في الشكر حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة
ما أقرب أن يكونا واحدا
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 12:16]ـ
ياشيخ عدلان حفظك الله
هل خرجتم حديث فضل الصلاة في مسجد قباء وكونها تعدل عمرة؟؟
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 02:33]ـ
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن على تنبيهاتك
أما حديث قباء فعلم الله كم مرة زرت مسجد قباء وقرأت ببابه الحديث بل حفظته وأرى فيه نقلهم تصحيح الشيخ له وفي نفسي أن أخرجه لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه فالله المستعان
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 02:56]ـ
ما أقرب أن يكونا واحدا
بل أخي الكريم ما أبعد ذلك فهما يختلفان في الاسم واسم الجد والأول مصيصي والثاني بصري مشهور وهو من طبقة شيوخ شيوخ الطبراني
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 03:11]ـ
بل أخي الكريم ما أبعد ذلك فهما يختلفان في الاسم واسم الجد والأول مصيصي والثاني بصري مشهور وهو من طبقة شيوخ شيوخ الطبراني
أخي الكريم ما أعنيه أنه قريب عندي أن يكون حدث تصحيف بين
محمد بن الحسن بن كيسان
حماد بن الحسن بن عنبسة(/)
كيف يُخرج البُخارِيُّ في صَحِيحِهِ عن رواةٍ ضُعفاءٍ .. ؟!
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 08:43]ـ
السؤال: وجدت شبهة تحتاج لرد متخصصٍ:
وهي: البخاري ضعف أحد الرواة، وهو حمران بن أبان، ثم أخرج له روايات فى صحيح البخاري ..
فكيف يضعف راو ثم يخرج له .. ؟!
كيف تكون هذه الأحاديث صحيحة وفيها راو ضعفه البخاري نفسه .. ؟؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
هذه المسألة من دقيق مسائل علوم الحديث، يخطئ في فهمها كثير من الناس، ويتورطون بما ينصبه لهم أعداء الإسلام من شبه، في حين أن جوابها سهل ميسور لا يختلف فيه أهل العلم المتخصصون.
وخلاصة هذه المسألة أنه ليس من منهج الإمام البخاري في صحيحه ألا يخرج عن رواة متكلم فيهم أو موصوفين بالضعف، ولكن من منهجه ألا يخرج إلا الصحيح من حديثهم، وفرق بين الأمرين:
فالراوي الضعيف أو المتكلم فيه لا يلزم أن ترد جميع مروياته – ما دام غير متهم بالكذب -، إذ قد يكون مضعفا في حال دون حال، أو في شيخ دون شيخ، أو في بلد دون بلد، أو في حديث معين دون أحاديث أخر، ونحو ذلك من أنواع التضعيف، فلا يجوز أن نرد جميع مروياته حينئذ، بل نقبل حديثه الذي تبين لنا أنه ضبطه وحفظه وأداه كما حفظه، ونرد حديثه الذي تبين لنا أنه أخطأ فيه، ونتوقف فيما لم يتبين لنا شأنه، وهكذا هو حكم التعامل مع جميع مرويات الرواة الضعفاء، وليس كما يظن غير المتخصصين أن الراوي الضعيف ترد جميع مروياته.
هذا هو منهج الأئمة السابقين، ومنهج الإمامين البخاري ومسلم صاحبي الصحيحين، ويسمى منهج " الانتقاء من أحاديث الضعفاء "، يعني تصحيح أحاديث بعض الرواة المتكلم فيهم بالضعف إذا تبين أنهم قد حفظوا هذا الحديث بخصوصه، تماما كما أننا قد نرد حديث الراوي الثقة إذا تبين أنه لم يحفظ هذا الحديث المعين، أو خالف فيه من هو أوثق منه وأحفظ. والبحث في المتابعات والشواهد ومن وافق هذا الراوي المتكلم فيه من الرواة الثقات مِن أنفع وسائل التثبت من حفظ الراوي المتكلم فيه لتصحيح حديثه أو تضعيفه.
وخلاصة الكلام أن إخراج البخاري عن بعض الرواة الضعفاء أو المتكلم فيهم لا يخلو من الأحوال الآتية:
1 - إما أن الصواب في هذا الراوي هو التوثيق، وأن تضعيف مَن ضعَّفه مردود عليه مثل: عكرمة مولى ابن عباس.
2 - أو أن الراوي مُضعَّف في الأحاديث التي يتفرد بها فقط، أما ما وافق فيه الرواة الآخرين فيقبل حديثه، فيخرج البخاري له ما وافق فيه الثقات، لا ما تفرد به، مثل: أفلح بن حميد الأنصاري، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وفضيل بن سليمان النميري.
3 - أو أن الراوي مُضعَّفٌ إذا روى عن شيخ معين، أما إذا روى عن غيره فيقبل العلماء حديثه، فتجد البخاري يجتنب روايته عن الشيخ المضعف فيه، مثل: معمر بن راشد عن ثابت البناني.
4 - أو أن الراوي مُضعَّف بالاختلاط والتغير، فيروي له البخاري عمَّن أخذ عنه قبل اختلاطه وتغيره، مثل: حصين بن عبد الرحمن السلمي.
5 - أو أن الراوي ضعيف، لكن البخاري لم يَسُق له حديثا من الأحاديث الأصول، وإنما أورده في إسناد يريد به متابعة إسناد آخر أو الاستشهاد له به، أو في حديث معلق.
وننقل هنا من كلام العلماء ما يدل على التقرير السابق:
يقول الحافظ ابن الصلاح رحمه الله – ضمن كلامه عن سبب وجود رواة ضعفاء في صحيح مسلم، ومثله يقاس الكلام على البخاري -:
" عاب عائبون مسلما بروايته في صحيحه عن جماعة من الضعفاء أو المتوسطين الواقعين في الطبقة الثانية، الذين ليسوا من شرط الصحيح أيضا.
والجواب أن ذلك لأحد أسباب لا معاب عليه معها:
أحدها: أن يكون ذلك فيمن هو ضعيف عند غيره ثقة عنده.
الثاني: أن يكون ذلك واقعا في الشواهد والمتابعات لا في الأصول، وذلك بأن يذكر الحديث أولا بإسناد نظيف رجاله ثقات ويجعله أصلا، ثم يتبع ذلك بإسناد آخر أو أسانيد فيها بعض الضعفاء على وجه التأكيد بالمتابعة أو لزيادة فيه.
الثالث: أن يكون ضعف الضعيف الذي احتج به طرأ بعد أخذه عنه باختلاط حدث عليه غير قادح فيما رواه من قبل في زمان سداده واستقامته " انتهى باختصار.
" صيانة صحيح مسلم " (ص/96 - 98)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الحافظ الحازمي (ت 524هـ) – وقد قسم الرواة إلى خمس طبقات وجعل الطبقة الأولى مقصد البخاري، ويخرج أحياناً من أعيان الطبقة الثانية -:
" فإن قيل: إذا كان الأمر على ما مهدت، وأن الشيخين لم يودعا كتابيهما إلا ما صح، فما بالهما خرجا حديث جماعة تكلم فيهم، نحو فليح بن سليمان، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وإسماعيل بن أبي أويس عند البخاري، ومحمد بن إسحاق وذويه عند مسلم.
قلت: أما إيداع البخاري ومسلم " كتابيهما " حديث نفر نسبوا إلى نوع من الضعف فظاهر، غير أنه لم يبلغ ضعفهم حداً يُرَدُّ به حديثهم " انتهى.
" شروط الأئمة الخمسة " (ص69 – 70)
ويقول الحافظ الذهبي رحمه الله:
" فما في الكتابين – يعني صحيحي البخاري ومسلم – بحمد الله رجل احتج به البخاري أو مسلم في الأصول ورواياته ضعيفة، بل حسنة أو صحيحة ... ومن خرج له البخاري أو مسلم في الشواهد والمتابعات ففيهم مَن في حفظه شيء، وفي توثيقه تردد " انتهى باختصار.
" الموقظة " (ص/79 - 81).
وقال الإمام ابن القيم – وهو يرد على من عاب على مسلم إخراج أحاديث الضعفاء سيئي الحفظ كمطر الوراق وغيره، ومثله يقاس الكلام على البخاري -:
" ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه؛ لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه، كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه، فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع أحاديث الثقة، ومن ضعف جميع أحاديث سيئي الحفظ " انتهى.
" زاد المعاد " (1/ 364)
ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وأما الغلط فتارة يكثر في الراوي وتارة يقل، فحيث يوصف بكونه كثير الغلط، ينظر فيما أخرج له، إن وجد مروياً عنده أو عند غيره من رواية غير هذا الموصوف بالغلط، علم أن المعتمد أصل الحديث لا خصوص هذه الطريق، وإن لم يوجد إلا من طريقه فهذا قادح يوجب التوقف فيما هذا سبيله، وليس في الصحيح – بحمد الله – من ذلك شيء، وحيث يوصف بقلة الغلط، كما يقال: سيء الحفظ، أو له أوهام، أو له مناكير، وغير ذلك من العبارات، فالحكم فيه كالحكم في الذي قبله، إلا أن الرواية عن هؤلاء في المتابعات أكثر منها عند المصنف من الرواية عن أولئك " انتهى.
" هدي الساري " (ص/381)
ولهذا يرى الحافظ ابن حجر أن يكون تعريف الحديث الصحيح على هذا النحو:
" هو الحديث الذي يتصل إسناده بنقل العدل التام الضبط، أو القاصر عنه إذا اعتضد، عن مثله، إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معللاً. وإنما قلت ذلك لأنني اعتبرت كثيراً من أحاديث الصحيحين فوجدتها لا يتم عليها الحكم بالصحة إلا بذلك – يعني بتعدد الطرق – " انتهى.
" النكت على ابن الصلاح " (1/ 86)
ويقول العلامة المعلمي رحمه الله:
" إن الشيخين يخرجان لمن فيهم كلام في مواضع معروفة:
أحدهما: أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام لا يضره في روايته البتة، كما أخرج البخاري لعكرمة.
الثاني: أن يؤدي اجتهادهما إلى أن ذلك الكلام إنما يقتضي أنه لا يصلح للاحتجاج به وحده، ويريان أنه يصلح لأن يحتج به مقروناً، أو حيث تابعه غيره، ونحو ذلك.
ثالثها: أن يريا أن الضعف الذي في الرجل خاص بروايته عن فلان من شيوخه، أو برواية فلان عنه، أو بما سمع منه من غير كتابه، أو بما سمع منه بعد اختلاطه، أو بما جاء عنه عنعنه وهو مدلس، ولم يأت عنه من وجه آخر ما يدفع ريبة التدليس.
فيخرجان للرجل حيث يصلح، ولا يخرجان له حيث لا يصلح " انتهى.
" التنكيل " (ص/692)
ولذلك كله ينبه العلماء إلى عدم صحة الاستدلال على ثقة الراوي بإخراج البخاري له، وإنما ينبغي النظر في كيفية إخراج البخاري له، فإن أخرج له حديثا في الأصول صحيحا لذاته فهذا الذي في أعلى درجات التوثيق، أما من أخرج له في المتابعات أو صحيحا لغيره فهذا يشمله اسم الصدق العام، ولكن قد لا يكون في أعلى درجات التوثيق.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
" تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما، هذا إذا خرج له في الأصول، فأما إن خرج له في المتابعات والشواهد والتعاليق فهذا يتفاوت درجات من أخرج له منهم في الضبط وغيره، مع حصول اسم الصدق لهم " انتهى.
" هدي الساري " (ص/381)
وهذا القيد الأخير مهم جدا في كلام الحافظ ابن حجر، يبين أن قوله في بداية الفقرة أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه مقيد بمن أخرج لهم في الأصول، يعني الأحاديث التي يصححها بنفسها ولم يوردها كمتابعة أو شاهد أو لغرض حديثي آخر، وهذا لا يميزه إلا أهل العلم المختصون بالحديث.
وللتوسع في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى فصل بعنوان: " موقف البخاري من الرواة الضعفاء "، من كتاب " منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها " لأبي بكر كافي (ص/135 - 159).
****************************
ثانيا:
وعلى هذا فمن الخطأ الظاهر عند علماء الحديث الاعتراض بوجود بعض الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري، فهذا أمر لا يخفى على المحدِّثين، ولا يخفى على الإمام البخاري نفسه، فالبخاري ينتقي من حديث المتكلم فيهم ما يجزم أنه صحيح مقبول، سواء كان هذا الراوي مضعفا مِن قِبَل البخاري نفسه، أو مِن قِبَل غيره مِن المحدثين.
فكل راو يُنقَل عن البخاري تضعيفه، لا بد في دراسته من التثبت من عدة أمور:
1 - التأكد من تضعيف البخاري له حقا، ولتحقيق ذلك يجب التنبه إلى أن ذكر البخاري المجرد للراوي في كتابه " الضعفاء " لا يلزم منه أنه يميل إلى تضعيفه تضعيفا مطلقا، فقد يكون يرى ضعفه في بعض الأحاديث دون أخرى، أو في بعض الشيوخ دون آخرين، أو في حال دون حال، وهكذا، وهذه مسألة دقيقة أيضا تحتاج شرحا وبسطا ولكن ليس هذا محله، مع العلم أن للبخاري كتابين في الضعفاء، وهما " الضعفاء الكبير " وهذا الكتاب ما زال مخطوطا، وكتاب " الضعفاء الصغير " وهذا هو المطبوع اليوم.
2 - النظر في كيفية إخراج البخاري عنه في صحيحه تبعا للأمور التي سبق ذكرها في الجواب أعلاه، هل أخرج له في الأصول، وما هي الأحاديث التي أخرجها، هل لها شواهد ومتابعات، وإن كان الراوي مختلطا ينظر كيف أخرج البخاري عنه، قبل الاختلاط أم بعده، إلى غير ذلك من التفاصيل التي يتقنها أهل الحديث.
****************************** *
ثالثا:
ومن ذلك ما ورد في السؤال من الكلام حول الراوي حمران بن أبان، وهو مولى عثمان بن عفان، قال ابن عبد البر رحمه الله: أهل السير والعلم بالخبر قالوا: وكان حمران أحد العلماء الجلة، أهل الوداعة والرأي والشرف بولائه ونسبه " انتهى. " التمهيد " (22/ 211)، وعامة أهل العلم على توثيقه، مع كونه قليل الحديث، ولم ينقل تضعيفه إلا عن ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (5/ 283) حيث قال: " كان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجون بحديثه " انتهى. وهذا جرح مبهم يقابل التعديل، والعلماء يقدمون التعديل والتوثيق على الجرح المبهم، ولذلك يقول الذهبي رحمه الله:
" حجة، قال ابن سعد: لم أرهم يحتجون به. قال الحاكم: تكلم فيه بما لا يؤثر فيه. قلت: هو ثبت " انتهى.
" الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم " (ص/9).
وأما تضعيف البخاري له فلم نقف عليه إلا في نقل الإمام الذهبي أيضا حيث قال:
" أورده البخاري في الضعفاء، لكنَّ ما قال ما بليته قط " انتهى.
" ميزان الاعتدال " (1/ 604)
وهذا كما ترى غير كاف لتضعيفه أيضا، إذ لم نقف على نص كلام البخاري نفسه في الضعفاء، ويبدو أنه في " الضعفاء الكبير " الذي لم يطبع بعد، ويبدو أنه البخاري أورده إيرادا مجردا من غير حكم عليه بالضعف، وهو ما يدل عليه قول الذهبي: (ما قال ما بليته)، يعني: أن البخاري لم يذكر سبب ضعفه. وقد ترجم البخاري رحمه الله نفسه لحمران بن أبان في " التاريخ الكبير " (3/ 80) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وعلى كل حال، فما أخرج البخاري في صحيحه لحمران هما حديثان اثنان فقط:
الحديث الأول قال فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِى الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مِرَارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)
رواه البخاري تحت الأرقام التالية: (159، 164، 1934)
وهذا الحديث من رواية حمران عن سيده عثمان بن عفان، وهي من أوثق الروايات وأصحها، فقد كان حمران ملازما لعثمان، يخدمه ويصحبه، بل كان حاجبا له، وكاتبا بين يديه، حتى كتب لعثمان وصية له بالخلافة لعبد الرحمن بن عوف حين مرض مرة، وقال قتادة: إن حمران بن أبان كان يصلى مع عثمان بن عفان فإذا أخطأ فتح عليه. وكان قرابة عثمان يجلون حمران كثيرا، ويقدرونه لأجل صحبته له، تجد كل ذلك في " تهذيب التهذيب " (3/ 25)
فمن هذا حاله ألا يقبل حديث يحدث به عن مولاه عثمان، ليس فيه ما يستنكر، بل جاءت له شواهد لا تعد كثرة في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وفي فضل الوضوء؟!
فعلى فرض أن الإمام البخاري يضعف حمران على وجه العموم، فذلك لا يلزم منه أن يرد جميع أحاديثه، بل سبق وأن بينا أنه قد يخرج حديثه الذي يطمئن إلى صحته لقرائن وأدلة أخرى.
الحديث الثاني قال فيه:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ:
(إِنَّكُمْ لَتُصَلُّونَ صَلاَةً، لَقَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصَلِّيهَا، وَلَقَدْ نَهَى عَنْهُمَا، يَعْنِى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ)
رواه البخاري (رقم/587)
وهذه الرواية كما ترى من رواية حمران عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في موضوع ساق له البخاري مجموعة من الأحاديث عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة في باب " لا يتحرى الصلاة قبل غروب الشمس "، وهذه المسألة وردت فيها الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تنهى عن الصلاة بعد العصر، فليس في رواية حمران شيء مستنكر ولا مستغرب، حتى يرد حديثه هنا، فتأمل كيف انتقى البخاري من حديثه ما هو صحيح مقبول.
والله أعلم.
(الإسلام سؤال وجواب)
ـ[أسامة]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:18]ـ
كلام رائق في موضوع شائك.
دمتم للسنة وأهلها. نفع الله بكم وجزاكم خير الجزاء.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 11:52]ـ
جزاك الله الجنة ,,,
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 08:26]ـ
أحسن الله إليكم أيها الأكارم الفضلاء، ونلتم شرف الذّوذ عن السنة المطهّرة والشريعة الغرَّاء ..
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 02:31]ـ
ما شاء الله ....................... كلام علمي محقق يروي غلة طالب العلم ويزيل الشبهات عن أعلام السنة وسدنتها الذين قيضهم الله للزود عن حياضها .................. بارك الله فيك
ـ[حفيد ابو هريرة]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 03:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين.
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
موضوع رائع جدا جدا
كنت ابحث عنه من مدة للرد على احد الروافض الذي دخل الى منتدى سيف الله المسلول و اراد بكل وقاحة ان يتحدى الاخوة اهل السنة حول صحيح البخاري على هذا الرابط:
اسمح لي اخي الحبيب بنقل موضوعك ليستفيد منه الاخوة
جزاك الله خيرا
و رزقك الله الحسنى و زيادة
و احسن الله اليك
في امان الله
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 01:10]ـ
نفع الله بكم الأمة .. وموضوع ومبحث مهم
ـ[سعود بن عبد العزيز]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 03:54]ـ
العجيب أننا ننشغل بأمور تعود علينا بالضرر ..
جزاك الله كل الخير ..
ـ[حفيد ابو هريرة]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 06:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين.
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
في امان الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 02:00]ـ
أحسن الله إليكم جميعًا، وغفر لنا ولكم، وعفا عنّا ..
وشملنا برحمته وعفوه وصفحه وغفرانه ..(/)
هل روايه هذا الحديث صحيحه
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 09:26]ـ
أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام على بن ابي طالب؟ فوالله لو اغضب زوجا زوجتة وقفى عنها راحلا تاركا اياها حزينة فان الله يكتب له في كل خطوة لعنة ويبعد عنه رزقه ويقلل من عافيته ويكتب له من كل دمعة من عينيها الف جمرة في كل ليلة نصفها في الدنيا والنصف الاخر في الاخرة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:12]ـ
لا والله أخيتي ما هي بصحيحة ..
ولا يجوز أن يقال أن هذا حديثٌ أصلا .. بل كذب صراح بواح.
ـ[أبو حمزة مأمون السوري]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 11:33]ـ
الله أكبر!!
كم أتي الإسلام من الوعاظ القصاص ...
ـ[واعظة المستقبل]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 12:38]ـ
شكرا لكم إخواني ..(/)
سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات .. رقم 3
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:10]ـ
اللهم أنت الملككتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء استفتاح صلاة الليل: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، استغفرك وأتوب إليك) (رواه مسلم).
واستكمالا لما بدأناه من شرح دعاء الاستفتاح، نذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت)، وهذه الجملة تتضمن أموراً عظيمة الأهمية والقدر، وبيان ذلك أن الصراع بين الحق والباطن مستمر والمؤمنون يمثلون في هذا الزمان حلقة من حلقات هذا الصراع، والقضية الأساسية في هذا الصراع هي قضية توحيد الله عز وجل، والخصومة في التوحيد مع أهل الشرك والكفر هي أنهم يريدون أن يُعبد غير الله، ونحن نريد أن يُعبد الله وحده لا شريك له.
وقد قضى الله بعلمه وحكمته أن تكون قوة المؤمنين المادية غالباً -وربما دائماً- ضعيفة خصوصاً في ابتداء كل حلقة من حلقات الصراع، وأن يكون الملك والسلطان الظاهر في الأرض فيما يبدو للناس لأعداء الله سبحانه، وذلك ليستعين المؤمنون بالله وليتوكلوا عليه لا على أنفسهم وليتعبدوا له بأنواع العبودية المتعددة والتي من أهمها شهود ملكه -عز وجل- في السموات والأرض.
فالمؤمن يشهد كل لحظة أن الملك لله، يستحضر هذا كل ليلة من الليالي حينما يقول (اللهم أنت الملك)، كما في الدعاء الآخر في استفتاح قيام الليل أيضاً (اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيَّام السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن) رواه مسلم، إن شهود ملك الله عز وجل هو من أعظم أنواع العبودية الذي اختص به أهل الإيمان، لأن الكفرة يظنون أن الملك لهم، وأما المؤمن فإنه رغم وجود الملك والسلطان الظاهر للكفار فإنه يستحضر أن الملك الكامل لله عز وجل، ويشهد ملك الله للسموات والأرض وما فيهن، والمؤمنون جند الله، جند الملك الذي لا يُغلب والذي لا يمانع ولا يُغالب، والتوسل إلى الله بهذا الاسم في الدعاء، اسم "الملك" من أعظم ما يستنزل به النصر وتثبت به الأقدام والقلوب، ويتذكر به المؤمن حقيقة الميزان في هذا الصراع، ولا تغره زينة الدنيا.
وقد روي في الأثر عظيم النفع - برغم كونه من الإسرائيليات- فيما أورده ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه أن الله - عز وجل- قال لموسى - صلى الله عليه وسلم-: (انطلق برسالتي، فإنك بسمعي وعيني، إن معك يدي وبصري، وإني قد ألبستك جُنة من سلطاني لتستكمل بها القوة في أمري، فأنت جند عظيم من جندي بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي بطر نعمتي وأمن مكري، وعثَّرته الدنيا عني حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي، وزعم أنه لا يعرفني، فإني أقسم بعزتي لولا القدر الذي وضعت بيني وبين خلقي لبطشت به بطشه جبار يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار، فإن أمرت السماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت الجبال دمرته، وإن أمرت البحار غرَّقَته، ولكنه هان علي وسقط من عيني، ووسعه حلمي واستغنيت بما عندي، فبلِّغْه رسالتي، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاصي، وذَكّْره أيامي، وحذره نقمتي وبأسي، وأخبره أنه لا يقوم شيء لغضبي، وقل له فيما بين ذلك قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى، وأخبره أني إلى العفو والمغفرة أسرع مني إلى الغضب والعقوبة، ولا يردعنَّك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي ليس ينطق ولا يطرف ولا يتنفس إلا بإذني، وقل له أجب ربك فإنه واسع المغفرة، وقد أمهلك أربعمائة سنة في كلها أنت مبارزه بالمحاربة تسبه، وتتمثل به، وتصد عباده عن سبيله، وهو يمطر عليك السماء، وينبت لك الأرض، لم تسقم ولم تهرم ولم تفتقر ولم تغلب، ولو شاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الله أن يعجل لك العٍقوبة لفعل، ولكنه ذو أناة وحلم عظيم. وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما تحتسبان بجهاده فإني لو شئت أن آتيه بجنود لا قبل له بها لفعلت، ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجموعه أن الفئة القليلة - ولا قليل مني- تغلب الفئة الكثيرة بإذني. ولا تعجبنكما زينته، ولا ما متع به، ولا تمدا إلى ذلك أعينكما فإنها زهرة الحياة الدنيا، وزينة المترفين، ولو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما فعلت، ولكني أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما، وكذلك أفعل بأوليائي، وقديما ما جرت عادتي في ذلك، فإني لأذودهم عن نعيمها وزخارفها كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة، وما ذاك لهوانهم عليًّ، ولكن ليستكملوا نصيبهم في دار كرامتي سالماً موفوراً لم تَكْلُمْه -لم تجرحه- الدنيا، واعلم أنه لا يتزين لي العباد بزينة هي أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا، فإنها زينة المتقين عليهم منها لباس يعرفون به من السكينة والخشوع، وسيماهم في وجوههم من أثر السجود، أولئك أوليائي حقا حقا، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك ولسانك، واعلم أنه من أهان لي وليا أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة، وبادأني وعرَّض لي نفسه، ودعاني إليها، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي؟ أم يظن الذي يعاديني أن يعجزني؟ أم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني؟ وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أَكِلُ -لا أترك- نصرتهم لغيري).
فالله يؤيده بنصره، وقد ألبسه جُنَّة أي وقاية من العدو من عند الله -عز وجل-، والله يعصم من اعتصم به وليس فقط موسى - صلى الله عليه وسلم-. والكفرة في أيديهم من القوة والسلطان ما يستطيعوا أن يدمروا به قوة المسلمين ومع ذلك فقد كف أيديهم عنهم، جعلهم يتركونهم في أنواع من العبودية لله عز وجل رغم ما يريدون من الكيد للإسلام، فهذه من آيات الله، وفي قصة موسى - عليه السلام- أمر من أجلى الأمور وأوضحها، وهو أن فرعون مهما يملك من القوة المادية الظاهرة يقول: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى) (غافر: 26).
ففي كل مرة فرعون ممنوع من قتل موسى، وإلا ما الذي يقيده حتى يقول (ذَرُونِي) سوى شعوره بأنه لا يقدر، وفي كل مرة يغرونه بموسى يبحث عن غيره (وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف: 127)، فالمؤمن كذلك عنده جُنَّة من سلطان الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المائدة: 11)، فهناك من يريدون أن يصلوا بأيديهم إلى المسلمين والله يكف أيديهم، فالله يصرف المؤمنين عن الدنيا لعلمه بأن القلوب تتعلق بها إذا وقعت فيها، ولذا كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم-: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) رواه مسلم، الذي يكفيه دون أن يحتاج إلى الناس ودون أن يزداد عن حاجته فيتعلق قلبه عن الدنيا، وكل نصيب يستمتع به المؤمن في الدنيا ينقص من نصيبه في الآخرة.
كل هذه المعاني يشعر بها المؤمن في قلبه عند قوله (اللهم أنت الملك)، يشهد بهذه المعاني وغيرها كثير فيحيي بها قلبه، ويثني على ربه هذا الثناء العظيم الذي يتكرر في الفاتحة، في قوله: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة: 4)، وهو ملك كل الأيام ولكن ذكر يوم الدين لأن الملك الكامل لله وحده ظاهر يومئذ للخلق جميعا، المؤمن والكافر، دون منازعة ولا حتى في الاسم، يوم الدين يوم يظهر فيه للكل، للمؤمن والكافر، أن الملك لله.
وإن للمؤمن حاجة، بل ضرورة إلى تمرير هذا المعنى على قلبه، بل وترسيخه وثبوته حتى يستحضر أن ما يفعله الأعداء أنما هو بأمر مليكه المقتدر ليختبره في ذلك، فلو شاء الله لتغيرت هذه الموازين كلها في لحظة ولكنه يختبرنا، أنفرده بالألوهية والعبودية والحب والخضوع والطاعة لا إله إلا هو، أم نغفل ونظن أن الكفرة والظلمة يملكون فنتابعهم على الباطل؟
فاللهم إنا نعوذ بك من ذلك، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، والحمد لله رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات .. رقم 4
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 10:12]ـ
اللهم أنت ربي وأنا عبدك
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، أما بعد،
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-:) وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك).
تكلمنا في المقالات السابقة عن الجملة الأولى (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين)، والثانية (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
ونستكمل اليوم كلامنا عن الجملة الثالثة (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت) حيث يشهد العبد فيها ملك الله عز وجل وألوهيته، ثم أتبعها النبي - صلى الله عليه وسلم- بقوله (أنت ربي وأنا عبدك) ففيها شهود الألوهية بعد شهود الملك والربوبية، فجمع أنواع التوحيد، ثم تجد هذه الأنواع تتكرر في أجزاء الدعاء، واحدة تلو الأخرى، فيعود ليشهد كل نوع بطريقة أخرى، وتكرار هذه الحقائق الإيمانية لكي تستقر قضية التوحيد في النفس، فمعاني الإيمان تتضح أكثر وأكثر مع كل كلمة من كلمات الأدعية النبوية.
ونجد الثناء على الله تعالى باسم (الرب) مضافا إلى ضمير المتكلم المفرد، حيث لم يقل أنت ربنا بل قال أنت ربي، فهذا له مذاق خاص وجميل في استشعار الإصلاح الخاص، فمعنى الرب: المصلح شأن غيره، كما في الحديث (قال هل لك عنده من نعمة تربُها؟) (رواه مسلم) يعني: تقوم عليها وتصلحها، فإذا قال العبد (اللهم أنت ربي) يستشعر فيها أن الله عز وجل هو الذي يدبر أمره، والله رب العالم كله، ولكن هناك ربوبية خاصة لعبده المؤمن، يصلحه إصلاحا غير الذي أصلح به شأن الآخرين، أصلح للآخرين شأن دنياهم وشأن حياتهم وأصلح للمؤمن كل أمره - دينه ودنياه-، فهو يتوسل إلى الله عز وجل بأنه عبده الذي يحتاج إليه، فهو يفتقر إلى الله عز وجل و يتوسل إليه بأعظم عمل صالح يعمله عبد، وهو العبودية له سبحانه.
هذا التوسل إلى الله عز وجل بالعمل الصالح، والتوسل إليه بالملك والألوهية والربوبية، كأن العبد يقول "أنا فقير إليك بكلي، وأتوسل إليك بكل ذرَّاتي، فتول أمري وإصلاحي".
وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ما يوضح ذلك، فإن وقوف القلب ذليلا منكسرًا بين يدي ربه من أعظم أسباب أن يُجبر وأن يعطى ما يزيل نقصه وكسرته، وأعظم أسباب محبته لربه، لأن الذل والحب قرينان في العبودية فإذا انكسر الإنسان لله أحبه، وإذا أحبه ذل لربه وخضع له، وهذا الذل يحدث للعبد من عدة جهات كلها مطلوبة:
أولا: ذل الفقر والحاجة، فالله هو الرب الغني الحميد، والعبد مربوب فقير بمقتضى كونه مخلوقا، أي أن العبد فقير ليس بيده من وجوده شيء، فقير في نبض قلبه وجريان الدم في عروقه، فقير في سمعه وفي بصره وفي مخه وفي كل جزء من أجزائه وفي كل شأن من شؤونه، (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) (فاطر:15)، هذه الحقيقة يشترك فيها المؤمن والكافر، ولكن يشهدها المؤمن فحسب، فيحصل له بذلك ذل الفقر والحاجة إلى الله سبحانه إذا شهد ذلك، فهذا النوع الأول من أنواع الذل إذا شهده العبد فإنه ينكسر لله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: ذل العبادة، تذلل العبد فعليا بالعبادة، كونه يمارس العبادة، كونه يركع و يسجد ويقف، فهذا ذل يحدث به للإنسان الانكسار، كذلك الهيئات التي تكون للإنسان في الصلاة يحصل بها أنواع عظيمة من الحب لله عز وجل، هيئته نفسها تقربه إلى الله كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد) (رواه مسلم)، والركوع لله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (الحج:77)، هذا افتقار إلى الألوهية، لأن الإنسان محتاج إلى أن يتعبد وينكسر لله، وإن لم ينكسر ويذل لله ذل لغيره لأنه فُطر على كونه عبدا، فأكثر الخلق يعبدون غير الله، فلماذا يذلون لغير الله من منصب وجاه وكبير ورئيس؟ يحصل هذا لأن العباد فطروا على أن يكونوا عبيدا محتاجين إلى التأله وتعلق القلب بإله، فنسأل الله تعالى ألا يذلنا لغيره.
فالأول ذل الفقر والحاجة، ذل إلى الربوبية، والثاني ذل العبادة الذي يتحقق للعبد بقوله (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) فهو يتوجه إلى الله بأعماله وبقوله (أنت ربي وأنا عبدك)، فإن العبادة و هيئات القيام والركوع والسجود - بخاصة- تجلب للعبد ذلا وانكسارا لا يحصل للعبد بغيرها، ولذلك لا يمكن أن تتحقق عبودية أحد بدون الصلاة، فالذين يقولون: "الصلاة وسيلة لا غاية"، أناس كفرة والعياذ بالله.
ثالثا: ذل الابتلاء والمحنة التي لا يملك العبد لها دفعا إلا بالله، ولا يجد قوة لدفع الضرر عن نفسه وأهله ولا تحويله إلا أن يكشفه الله ويحوله، وذلك يحصل للإنسان أثناء المحن وأثناء الألم وأثناء المرض والتعب، ويتعجب الإنسان فعلا إذا أصابه ابتلاء فيظل منكسرا ذليلا فيُفتح له أبواب من الخير فيحمد الله عز وجل على أن قدّر هذا المرض أو هذا الألم أو الابتلاء، لأنه من خلاله وصل إلى نوع من الذل والانكسار. أما الرخاء الدائم يجعل الإنسان مترفا، ويشعره أنه ليس محتاجا والعياذ بالله، وهو محتاج تمام الاحتياج، كما قال عز وجل (وأترفناهم في الحياة الدنيا) (المؤمنون:33).
وهذا الأمر من فوائد الاعتكاف حين تبعد عن الأهل فيحصل نوع من الألم يورث انكسارا، كما ورد عن قوم يونس - عليه السلام- أنهم ندموا عندما فارقهم يونس، فجأروا إلى الله عز وجل بالدعاء وفرقوا بين الوالدة وولدها، لأن الشعور بالألم والحاجة والمحنة والشعور بالغربة، تورث الإنسان فقرا وذلا لله عز وجل ليس له نظير، فقد نقول في بعض الأحيان أن من نعم الله العظيمة ما يقع للمسلمين من آلام ومحن، لأنها تفتح أبواب تضرع عظيم جدا وشعور بالانكسار وشعور بالذل والحاجة والافتقار إلى الله، وليس لهذه الأبواب بديل وليس لها نظير، فيستشعر الإنسان آلام المسلمين ومحنهم ويتضرع لله عز وجل أن يفرج ذلك الأمر، (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) (الأنعام:43).
ابحث عن نوع الألم الذي في حياتك واستحضره واستحضر أنه لا يكشفه إلا الله: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) (الإسراء:56)، ولا يوجد بشر إلا وعنده ضر وعنده ألم، ولكن كثيرا من الناس يتعاطى مُسكرا فينسى ذلك وهو عنده آلام مستكنة لكنه يحاول أن يغطيها، أما المؤمن لا يحاول تغطيتها بل يحاول أن يدفعها بالله عز وجل، ويستحضرها لينكسر لله سبحانه وتعالى.
رابعا: ذل الحب المتضمن في معنى الإله، فهو المحبوب لذاته، الذي يذل له العبد، فالحب أصلا يجلب الذل، تلقى الحبيب يمشي وراء محبوبه ذليلا له، لأنه لا يقدر على الاستغناء عنه، فالحب نوع آخر من الذل، مع أنه في الدنيا لو أحب الإنسان أحدًا فمن الممكن أن يستغني عنه، فهذا الحب لله عز وجل يجلب نوعا خاصا من الحب لأنه لا يُحب لذاته إلا الله فالحب يؤدي إلى الذل، والذل يؤدي إلى الحب ويزيد كل منهما في الآخر فيظل العبد في ارتفاع وسمو.
(يُتْبَعُ)
(/)
يبقى ذل آخر: وهو ذل الذنب وانكساره وشعور العبد بظلمه لنفسه، ثم إقراره واعترافه بقلبه ولسانه أنه قد أذنب وشعوره بأنه لا ينجيه ولا يخلصه من ذنبه ولا يغفره له إلا الله، فيتوسل إليه بهذا الذل، فيقول: "ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، فيحصل له بذلك نوع خاص من العبودية، لا يشبهه شيء آخر، ومن أجل هذا الذل قدر الله الذنوب على عباده المؤمنين وأوليائه المتقين بل على أنبيائه المرسلين، وإن كانت ذنوبهم تختلف عن ذنوبنا، إلا أن النوع البشري قدر الله عليه هذه الذنوب لتتحقق أنواع من العبودية لا يوجد لها نظير، يرتفعون بها فوق منزلة الملائكة في نهاية الأمر، رغم أن الملائكة لا يعصون الله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (البينة:7)، لذلك وقع ما سُمي ذنوبا في حق الأنبياء، والرسول - صلى الله عليه وسلم- هو الذي يقول (ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) فهذا ذل الذنب وانكساره.
ثم نتذكر أن هذه الكلمة (ظلمت نفسي واعترفت بذنبي) كان بها نجاة الأبوين وتوبة الله عليهما (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) (الأعراف:23)، فالإنسان إذا ظلم واعترف بذنبه كأنه لم يظلم، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فشعور الإنسان أنه ظلم واعترف بذنبه يرفعه مقامات عالية، كما ذكرنا لا يصل إليها بغير هذا النوع من العبودية وهذه الكلمة "إني كنت من الظالمين" مع كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هما كلمة النجاة من كل غم لكل مؤمن، كدعوة يونس - عليه السلام- (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) (الأنبياء87 - 88).
ففوائد عظيمة جدا تتحقق بأن يقول العبد (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، فهذا الاستفتاح يفتح الطريق إلى القلب للدخول إلى الصلاة، لأن الإنسان قد يدخل قلبه في الصلاة بعد دخوله فيها بمدة طويلة جدا، وقد لا يدخل قلبه في الصلاة أصلا، ولكن أدعية الاستفتاح إذا استحضرها العبد أعانه الله بها إعانة عظيمة جدا، خصوصا هذه الأدعية المعجزة، وأقسم بالله العظيم أنها معجزة ظاهرة جدًا، لأنه لا يمكن أن يكون هناك قلب بشر تكتمل فيه هذه المعاني بهذا الوضوح لمن تأملها، ولا يمكن أن تكون في كلام بشر آخر وإنما أوتي جوامع الكَلِم - صلى الله عليه وسلم-. والحمد لله رب العالمين.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 11:23]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 04:38]ـ
جزاك الله خيرا(/)
طلب ممن يملك مخطوط مصنف ابن أبي شيبة
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 03:15]ـ
مصنف ابن أبي شيبة (235) - (7/ 450)
24178 - حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا شعبة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي الحكم البجلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: لا تقتلوا الضفادع، فإن نقيقها الذي تسمعون، تسبيح.
الرجاء ممن يملك مخطوط المصنف أن ينظر لنا إن كانت الرواية فيه على هذا الوجه أم سقط من المطبوع قتادة فإن الحديث حديثه وقد حكى الخلاف في هذا الحديث ابن أبي حاتم في علله ولم يذكر هذا الوجه عن شعبة
وللناظر مني الشكر والدعاء
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 06:56]ـ
كذا في طبعة الرشد (8/ 70 رقم 24059)، وأيضا طبعة عوامة (12/ 150 رقم 24178)
وفي حاشية (طبعة الرشد) ذكر أنه في إحدى النسخ (الوطنية بتونس): يزيد بن هارون أخبرنا زرارة!
وفي أخرى (العمومية بتركيا بايزيد): يزيد بن هارون قال أخبرنا زرارة بن أبي أوفى عن الحكم!
وزاد في حاشية طبعة عوامة سقوطها من نسختي (نور عثمانية، محمد مراد ملا).
ولم يذكر فيهما شيء عن سقوط (قتادة)!
أما عن المخطوطات فليس بين يدي سوى قطعتين؛ إحداهما (المحمودية) إلى من أول الكتاب إلى البيوع، وأخرى (الظاهرية) من أوله إلى نهاية الصلاة.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 12:42]ـ
جزاك الله خيرا يا عبد الله
ـ[عبدالله الرباحي]ــــــــ[26 - Nov-2010, صباحاً 04:31]ـ
للفائدة وربما تكون قد اطلعت عليها فقد أخرجه أبو الشيخ في العظمة بسنده عن شعبة عن قتادة عن ابن أبي أوفى به
فلعله سقطا في سند ابن أبي شيبة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 02:43]ـ
الأظهر أن في هذا الطريق من رواية ابن أبي شيبة عن يزيد خلطٌ واضطراب قديم .. فهو من أفراد ابن أبي شيبة التي لم يقف عليها أحدٌ من الرواة والمصنفين فيما وقفت عليه .. فلم أر من تعرض لروايته هذه أبدا .. بل فعلهم يوحي أن الحديث ليس في المصنف أصلا؛ أقله في أصوله العتيقة. والله أعلم
وهذا الطريق عن شعبةً لا يعرف إلا من رواية قتادة، عن ابن أبي أوفى .. فإنه لا يعرف ولا يعقل أن يكون شعبة ممن يروي عن زرارة مباشرة!!
وقد أخرج الإمام الخطيب البغدادي في كتابه (موضح اوهام الجمع والتفريق)؛ قال: (أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْمَتُّوثِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبَجَلِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ أَصْوَاتَهَا تَسْبِيحٌ) .. هكذا مرسلاً من طريق شعبة .. وهو موافقٌ في الإرسال لطريق ابن أبي شيبة. فتأمل
فلذلك لما خولف هذا الطريق عن شعبة ووصل من طريق المسيب بن واضح، عن الحجاج بن محمد، عنه؛ قال الإمام الطبراني في معجميه الأوسط بعد أن رواه: (لَمْ يَرْفَعْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلا حَجَّاجٌ، تَفَرَّدَ بِهِ: الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ)، وقال في الصغير: (لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شُعْبَةَ مَرْفُوعًا، إِلا الْحَجَّاجُ، تَفَرَّدَ بِهِ الْمُسَيَّبُ).
قال ابن عدي في الكامل: (وهذا بهذا الإسناد يرويه المسيب، ويرفعه إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم والحديث موقوف).
قال ابن أبي حاتم في العلل: (وَسئل أبو زرعة عَنْ حديث رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: لا تَقْتُلُوا الضُّفْدَعَ، فَإِنَّ صَوْتَهُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ تَسْبِيحٌ.
وَرَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيها أصح؟ قَالَ: حَدِيث شُعْبَة أصح، وَأَبُو الحكم هو عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نعم).(/)
حول حديث الآحاد
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 06:10]ـ
أحبتي السلام عليكم
البعض يقول ان حديث الآحاد اذا احتف بالقرائن افاد العلم والعمل
وبالتأكد يعنى بالقرائن اي القرائن التي تسند الحديث وترقِّية
حسنا مالعمل اذا احتف حديث الآحاد بقرائن تفيد الضعف (((وإن بنظر الناظر))))
مع العلم أن الأصل بالحديث نفسه افادة الصحة كوجوده في البخاري مثلا او مسلم
احبتي من فضلكم اريد الجواب مدعما بالمصادر فالتوثيق أجمل بطلبة العلم وهذا ماأظنه فيكم
السلام عليكم
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 06:53]ـ
؟؟؟؟؟
ممكن توضيح؟
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 04:09]ـ
؟؟؟؟؟
ممكن توضيح؟
لم اكن اريد التوضيح لسبب في نفسي
ولكن
هذا الحديث مثلا
في صحيح البخاري قال رحمه الله:
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال (يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل؟ فقال مطبوب قال من طبه؟ قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر. قال وأين هو؟ قال في بئر ذروان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في ناس من أصحابه فجاء فقال (يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال (قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا). فأمر بها فدفنت
وفي مسلم قال رحمه الله:
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَهُودِىٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِى زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ - قَالَتْ - حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّىْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ دَعَا ثُمَّ دَعَا ثُمَّ قَالَ «يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِى فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ جَاءَنِى رَجُلاَنِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِى وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَىَّ. فَقَالَ الَّذِى عِنْدَ رَأْسِى لِلَّذِى عِنْدَ رِجْلَىَّ أَوِ الَّذِى عِنْدَ رِجْلَىَّ لِلَّذِى عِنْدَ رَأْسِى مَا وَجَعُ الرَّجُلِ قَالَ مَطْبُوبٌ. قَالَ مَنْ طَبَّهُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ. قَالَ فِى أَىِّ شَىْءٍ قَالَ فِى مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ. قَالَ وَجُبِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِى بِئْرِ ذِى أَرْوَانَ».
قَالَتْ فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ «يَا عَائِشَةُ وَاللَّهِ لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ». قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ أَحْرَقْتَهُ قَالَ «لاَ أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِى اللَّهُ وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا فَأَمَرْتُ بِهَا فَدُفِنَتْ»
الآن تلاحظون أن الحديث ربما كان في الفاظه اختلاف لكن يقع موقع المتفق عليه بحمد الله وهذا يجعلنا بإذن الله نجزم بالصحة بصرف النظر عن الروايات الأخرى لأن فيها مافيها
مظان العلل:
اولا:
* الروايتين تجتمع في هشام عن أبيه
ثانيا:
* هشام بن عروة رحمه الله قيل أنه يعنعن وربما ارسل الحديث عن ابيه خاصة ماكان من حديث في العراق
قيل ردا على هذه العلة:
- أن من عابه على العنعنه هو مالك لكن من نقلها عن مالك متهم بتشيع
- ثم انه لم يصرح بالسماع عن مالك
- وقد يقال أنهما أقران وحديث الأقران في بعضهم لا يعتبر ببعض الأحوال
- ثم قد ورد من رواها عن هشام وهو مدني وهكذا تكون الرواية قد تكون من حديث هشام في المدينة قبل العراق
- قالوا أن من رووها من اهل المدينة كلهم ذهبوا للعراق واخذوا بعضا من حديثهم هناك فلم لا يكون هذا الحديث اخذوه عن هشام في العراق؟
* وقالوا في هذا الحديث انه يعارض اصل العصمة النبوية في قوله تعالى (والله يعصمك من الناس)
- فيقال ردا على هذا
ان هذه الآية وقعت في سياق التبليغ واذا فالعصمة في البلاغ لا في أذية البشر الجسديه للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ثابت بتعذيبهم اياه صلى الله عليه وسلم في مكه بأحوال معروفه ومشهود عليها
* قيل أنها تعارض نفي السحر عنه صلى الله عليه وسلم فيما اتهمه به المشركون (انظر كيف ضربوا لك الامثال ... )
ليس عندي جواب لهذه الشبهة
هذه قد لاترتقي لأن تكون علل قادحة في الحديث كما رأينا ويكفي أن البخاري رحمه الله اخرجه وقد علمنا في البخاري رحمه من شدة في الأخذ عمن لا يثق بصحة اتصالهم بمن وراءهم وتلقيهم عنهم لكنها أيضا تبقى من الأحوال التي نضع حولها الدائرة لا نستطيع بحال من الأحوال اغفالها عند نشوب الخلاف
ثم
وفي حال أن وجدنا رجلا ليس كمن يرد الحديث بمعنى الرد لكنه يقول لا استطيع العمل بهذا الحديث لأني اعتقد ان السحر منفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول هذا الحديث اتوقف فيه مما يوحي بتلطفه واحترامه للحديث والم يثق بصحته ولم يعمل به
علما أن هذا الرجل لايبني منهجه على أصول المعتزله ولدينا يقين من عموم منهجه أنه لو علم الحق لأخذ به بلا تردد
السؤال هنا:
هل نستطيع الحاق هذا الرجل في هذه المسألة تحديدا بالمعتزله ونقول هو في هذا الجانب معتزلي؟
ألا تكون هذه القرائن الموحيه وإن من بعيد الى الضعف الى جعل الرجل في موقع أخطأ وأصاب لا تبدعيه وتفسيقه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 01:41]ـ
لكنها أيضا تبقى من الأحوال التي نضع حولها الدائرة لا نستطيع بحال من الأحوال اغفالها عند نشوب الخلاف
أي خلافٍ أخي؟!
وممن هذا الخلاف؟!
وهل المخالف أهلٌ لذلك؟!
وفي حال أن وجدنا رجلا ليس كمن يرد الحديث بمعنى الرد لكنه يقول لا استطيع العمل بهذا الحديث لأني اعتقد ان السحر منفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول هذا الحديث اتوقف فيه مما يوحي بتلطفه واحترامه للحديث والم يثق بصحته ولم يعمل به
وهل مثل هذه الشكوك والوسوسات عند بعض الأشخاص داعياً وسبباً في جعل حديثٍ متفق عليه تحت المجهر؟!
وهل أصلاً مثل هذه الاعتراضات على الحديث سائغة مقبولة لأن تكون عللاً يعل بها الحديث؟!
ألا تكون هذه القرائن الموحيه وإن من بعيد الى الضعف
ومن قرر أن هذه القرائن التي وضعتها رحمك الله موحية وإن من بعيد إلى الضعف؟!
الضعف هو في الفهم السقيم؛ ومن ثم إنزال هذا الفهم على المسلمات بدون عرض على الميزان.
الحذر الحذر من تتبع طائش الكلام وعواهنه بلا زاد وراحلة.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 02:45]ـ
أي خلافٍ أخي؟!
وممن هذا الخلاف؟!
وهل المخالف أهلٌ لذلك؟!
وهل مثل هذه الشكوك والوسوسات عند بعض الأشخاص داعياً وسبباً في جعل حديثٍ متفق عليه تحت المجهر؟!
وهل أصلاً مثل هذه الاعتراضات على الحديث سائغة مقبولة لأن تكون عللاً يعل بها الحديث؟!
ومن قرر أن هذه القرائن التي وضعتها رحمك الله موحية وإن من بعيد إلى الضعف؟!
الضعف هو في الفهم السقيم؛ ومن ثم إنزال هذا الفهم على المسلمات بدون عرض على الميزان.
الحذر الحذر من تتبع طائش الكلام وعواهنه بلا زاد وراحلة.
اخي الفاضل العدل العدل رحمك الله
تذكر بارك الله انه ثمة حديث في مسلم تلقته الامة بالقبول ورد بعضه شيخ الاسلام رحمه الله لا لشذوذ الثقة عمن هو اوثق منه بل لمبدأ عقلي تحت مضلة أصل شرعي عام
ثم عندما تأتي اية بسياق العموم نافية السحر عنه صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى? إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا))
فهنا الآية وقعت بسياق قول الكافرين عن محمد صلى الله عليه وسلم مسحورا فنفيت وهي ايضا ماتزال بسياق العموم ... نعم انا وانت نقيدها بآية العصمة ونجعل نفي السحر عنه فيما يبلغ به صلى الله عليه وسلم فلا يختلط بكلام الجن والشياطين
لكنها تبقى في حيز تأول العالم ومحاولة للجمع بين منطوق المتواتر الظاهر وبين منطوق الآحاد الذي احتف بقرينة ضعف
واذا سلمنا بوجود قرينة الضعف فقد يقال مادام الحال رجع الى التأول فأنت وهو سواء
ثم دعني بارك الله فيك اتكلم بلسان من يقول بهذا وخذني بحلمك وارفق بي رفق الله بك
اولا:
فالعلة الموحية بالضعف هي في خبر الآحاد وقد نقل غير واحد من أهل العلم جمهرة اهل العلم بقولهم إفادة خبر الآحاد الظن ولعل اقرب هؤلاء الى ذاكرتي الآن الشيخ محمد الامين الشنقيطي وابن حزم رحمهما الله
وثانيا:
في هذا الخبر الآحاد وجد معنعن حوله كلام لأمام دار الهجرة وهو وان كان المقال قد روي بصيغة عدم الجزم والراوي متهم باعتقاده الا انه يبقي على حيز يمنعك من التفرد بكامل اليقين من ثبوت الدليل القطعي أو بعبارة أوضح لا يجعلك تجزم بالقطعية بثبوت الخبر وإن كان حيز خصمك ضئيل إلا أنه موجود ولا تستطيع انكاره واذا سلمنا بهذا في هذا الحديث وايضا فيما في ظاهر الآية فقد يقال لك ان الاية اقوى بظاهرها ولا يقوى الخبر على صرفها
وهنا اذكرك بالعدل الذي قامت به السموات والارض
- أما في قولهم انه اخذ عن هذا المعنعن أحد اهل المدينة وفي هذا اثبات رواية هشام للخبر وهو في المدينة المكان الذي وثقت روايته فيه ولم توثق وهو في الكوفة او البصرة
* فهنا لي أن اقول ان المدنيين الذين تتحدث عنهم ثبت اخذهم للحديث في العراق فلم لا يكونوا اخذوه في العراق وظن الناس من بعدهم انما اخذوه في المدينة
نعم ليس لدي مستند بهذا لكن هل لديك مستند انت بثبوت اخذهم هذا الحديث يقينا في المدينة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
تذكر اخي بارك الله فيك اني اتحدث بلسانهم حتى نخرج بخلاصة
ثم اعيد ارجوا التكرم بردي الى المصادر في مظانها حتى نخرج بزبدة
حفظك الله اولا واخيرا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 02:57]ـ
حديث الآحاد يفيد العلم وأصحاب القرائن هم من مهدوا الطريق لمن يشكك في السنة
شكرا لك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 02:59]ـ
ما جانبت العدل أخي الفاضل بإذن الله وما حفت .. وما قسوت في كلامي ولا هجمت ..
وكونك تتكلم بلسان هؤلاء بكل هذه الاندفاعية يوحي أن في قلبك دخنٌ مما يقولونه ويروجونه بحسب ما فهمه فهمهم السقيم لقرائن اخترعوها من تلقاء أنفسهم.
أخي الفاضل .. كون الله سبحانه وتعالى ينفي دعوى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسحورٌ حينما رموه بذلك = لا يعني ذلك عدم إمكان حصوله .. لكن يبقى نوع السحر هنا بارك الله فيك .. فهناك في الدعوى الأولى زعموا أنه مسحورٌ بسحرٍ أفقده عقله؛ فأخذ يتكلم بكلام لم يعرفوه ولم يسبق لهم أن سمعوه .. وما ذلك إلا كذباً وتشويهاً وصداً منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي السحر الثاني الوارد في الحديث (الصحيح الثابت المتفق عليه) سحر إمراض وأذى، ليس له علاقة بالهذيان المزعوم الأول.
فكونه سبحانه وتعالى نفى حصول ذلك عليه صلى الله عليه وسلم فيما كان في أول الأمر؛ لا يعني رحمك الله عدم وقوعه وحصوله فيما سيأتي بعد.
لكن بإذن الله تعالى العصمة قائمة في كلٍ، وقد عصمه الله منه .. فلا أجد داعياً لأن ننساق وراء كل من تسول له نفسه التشكيك في أمرٍ لا يقبل ذلك؛ بحجة القرائن تدل على ذلك.
أي قرائن هذه التي تنسف القواعد الثابتة التي لا تقبل التغيير؟!!
الحديث متى ما ثبتت صحته وسلامته ولقي بالقبول والإجماع على التسليم من أهل العلم وأئمته وحدهم = فأي كلام في محاولة التأثير على ثبوت هذا = محاولات شيطانية غرضها التشكيك في المسلمات.
ولعل لي عودة أخرى بإذن الله تعالى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 03:09]ـ
عفواً .. قد كنت قلت:
ولعل لي عودة أخرى بإذن الله تعالى
لكن يا أخي العزيز (عمر بن سليمان) سأحيلك إلى دراسة مهمة متقنة علمية لهذا الباب الذي تتكلم حوله بارك الله فيك .. وأرجو قبل أن تواصل الكلام حول هذا الشأن أن تقرأها وتنظر ما فيها بدقة وروية .. ففيها خير كثير جداً.
هذه الدراسة أعدها الدكتور الفاضل/ عبد الله بن ناصر السرحاني.
تحت عنوان/ حديث الآحاد وحجيته في تأصيل الاعتقاد.
طبع/ مكتبة الرشد.
في مجلدين أوراقهما بحدود (1000) ورقة.
أرجو أن تنظر في هذه الدراسة وتراجعها قبل كل شيء.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 03:15]ـ
ما جانبت العدل أخي الفاضل بإذن الله وما حفت .. وما قسوت في كلامي ولا هجمت ..
وكونك تتكلم بلسان هؤلاء بكل هذه الاندفاعية يوحي أن في قلبك دخنٌ مما يقولونه ويروجونه بحسب ما فهمه فهمهم السقيم لقرائن اخترعوها من تلقاء أنفسهم.
ليس بقلبي دخلٌ من هذا فكن على أمن من هذا الجانب .. لكن الملاحظ أنك تأخذ بالقرينة المتوهمة مع رفظكها من غيرك .. فتأمل بارك الله فيك
فكونه سبحانه وتعالى نفى حصول ذلك عليه صلى الله عليه وسلم فيما كان في أول الأمر؛ لا يعني رحمك الله عدم وقوعه وحصوله فيما سيأتي بعد
جميل هنا اخي ما أوردت
لكن من أين استقيت كلامك هذا؟ ارجوا ان تبتعد عن حديث هشام لأنه محل العلة فإن كان ولابد فرد أولا على (سمها ان شئت توهماتهم) بيقينك
أما قولك ان الحديث اذا تلقته الامة بالقبول فلا مجال للتشكيك فيه
فيقولون لك ان شيخ الاسلام رد حديث في مسلم وقد تلقته الامة بالقبول بحجة عقلية
لاحظ أنني لم آتي بحججهم العقلية بعد
انتظر عودتك بشغف
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 03:19]ـ
عفواً .. قد كنت قلت:
لكن يا أخي العزيز (عمر بن سليمان) سأحيلك إلى دراسة مهمة متقنة علمية لهذا الباب الذي تتكلم حوله بارك الله فيك .. وأرجو قبل أن تواصل الكلام حول هذا الشأن أن تقرأها وتنظر ما فيها بدقة وروية .. ففيها خير كثير جداً.
هذه الدراسة أعدها الدكتور الفاضل/ عبد الله بن ناصر السرحاني.
تحت عنوان/ حديث الآحاد وحجيته في تأصيل الاعتقاد.
طبع/ مكتبة الرشد.
في مجلدين أوراقهما بحدود (1000) ورقة.
أرجو أن تنظر في هذه الدراسة وتراجعها قبل كل شيء.
عفوا
لا تؤاخذني اذا قلت اعتبر هذا الرد اول الغيث (احسبه كذلك)
اعدك بالبحث عنها في النت واذا كان لديك رابط مصور لها فلا تبخل بها على اخيك فأنا في محل لا يتيسر لي فيه لا الكتاب ولا المكتبة
ثم لم الاعتذار والتبرير
تمنيت لو تعود وترد مرارا وتكرارا ... عد ولا تبالي
لكن يأخي الفاضل:
من خلال احالتك لي حديث الآحاد وحجيته في تأصيل الاعتقاد
فهذا يعني أنك لم تعي تماما ما قلته ... من فضلك عد وانظر ما أريده وخاصه في ردي الثاني الذي اجاوب فيه على الأخ الغساني
وتحديدا عند قولي:
=======================
السؤال هنا:
هل نستطيع الحاق هذا الرجل في هذه المسألة تحديدا بالمعتزله ونقول هو في هذا الجانب معتزلي؟
ألا تكون هذه القرائن الموحيه وإن من بعيد الى الضعف الى جعل الرجل في موقع أخطأ وأصاب لا تبدعيه وتفسيقه؟
=======================
اشكر لك تفاعلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 04:29]ـ
رحمك الله وغفر لك .. والله ما أردت هذا الحد من النقاش؛ فيعلم الله وحده كرهي له .. وأخشى عدم الاحاطة بجوانب الموضوع من قبلكم؛ مع كل هذه الاعتراضات وهذه التعقبات الغير سديدة في محاولة نقض الموضوع = تسرعٌ غير مقبول لا يعذر صاحبه .. وكان الأولى منه عرض ملابساته نقطة نقطه؛ ومكن ثم الجواب عنها واحدة واحدة .. وليس الزج بهذا الشكل الغير منضبط.
قد قصدتها (دخنٌ) ولم أقصد غيرها .. وهي الصواب في السياق هنا أخي؛ فلم أخطئ فيها. وكون حصول الدخن هنا ألزق بك غفر الله لك من (الدخل) جنبك الله هذا الدخل آمين.
ومن تطرق لشخص (هشام) رحمه الله حتى تقول لي: (ابتعد عن حديث هشام)؟!
كلامي واضحٌ في تقرير أمرٍ لم يمنعه الشرع أصلا؛ إنما قرر عصمته منه بإذن الله. فتنبه
وليس لي علاقة (بتوهماتهم) .. فهي لا تعدوا اسمها (أوهام) الرد عليها سفسفة لا تحتمل.
فكيف يحسن بك رحمك الله أن تسألني قائلاً (من أين استقيت كلامك هذا؟)؟!
وهل قيل غيره أصلاً؟!
أم هل تخالفه أنت، وتقول بعدم إمكانية حصوله. مع حصوله وتحققه ووقوعه؛ متغذراً بكلام هؤلاء وشبهمهم؟!
دندنت كثيراً حول حديث صحيح مسلمٍ رحمه الله؛ وكيف أن شيخ الاسلام اعترض عليه.
شيخ الاسلام رحمه الله لم يعترض على صحة الحديث وفقك الله، بل اعترض على أنه قد ورد أيضاً أحاديث أخر تخالف ما ورد في ذاك الحديث.
وكون الراوي يروي الحديث الصحيح الذي فيه بعض المخالفة لغيره من الأحاديث لا يجعلنا نرده جزافاً هكذا بدون عرض وسبر .. فقد يكون منسوخاً، وقد يكون نازلاً على حالة خاصة .. وهكذا.
فليس من الحق والعدل أن تتعلق بهذا الصنيع من شيخ الاسلام فتجعله مستنداً لكلامك في نقض السنة.
هذا غير صحيح؛ واستدلال في غير محل النزاع، بل هو في حقيقته ردٌ على من قال بهذا .. فالشيخ رحمه الله لم يتعرض لصحة الحديث ولو بطرف كلمة .. وهذا أمرٌ مهم لمن عرف العلم ودرسه وفهمه.
ثم لا تقل لي: (لم تعي تماماً ما قلته) .. بل وعيته وفهمته وعرفته .. ووجدته في غير دائرة الضبط والعرض والفحص والتدقيق.
وهل كل كلام يقال محاولاً صاحبه إبطال الدين _ طبعاً بإبطال السنة _ أنه يحسن بنا أخذه واعتباره وإلقاء بال له؟! لا لا هذا غير صحيح.
وبالنسبة لسؤالك؛ فأقول:
إن اعتقد الرجل معتقد المعتزلة ظاهراً وباطناً وعمل به وطبقه شرعاً له، وتعبد به .. فهنا هو (معتزلي).
أما كونه يتقدم بفكرة علقت بفهمه من تلقاء نفسه هو، أو سمعها من غيره .. ومن ثم لا يتبين ولا يبحث عن الفهم السليم ولا يحاول تصحيح هذه الفكرة = هو هنا (مفرطٌ عاصٍ إن أدت هذه الفكرة إلى إنكار شيء من أمور الدين الثابتة؛ فهو هالك والعياذ بالله يخشى عليه من ... ) أما أن نصفه بالمعتزلي لمجرد هذا الأمر؛ فمن قال ذلك؟!
وبالنسبة لهشام وروايته عن أبيه عن عائشة؛ فثق أخي العزيز أنه من أثبت الناس في عائشة رضي الله عنه إذا روى عن أبيه .. وبسط هذا الكلام في غير هذا الموضع؛ فهو لا يخفى إلا على من لم يعرف السبر.
أسأل الله لي ولك وللمسلمين التوفيق والسداد آمين
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 08:46]ـ
اخي الفاضل
السكران التميمي عفى الله عني وعنه
قولي توهماتهم اريد يقينك لا اريد انصرافاً (قد) ينبيء عن العجز
الرجل عنعن ومالك ورد انه تكلم فيه ... رد هذا القول بيقين .. فقط
أما عن سؤالك كيف يحسن بي؟
اعذرني اخي لكن انا الذي اسألك كيف يحسن بك ان تسألني هذا السؤال والأمر كما ترى دين وليس فيه كبير الا الذي يأتيه الوحي
أما هل قيل غيره فوالله لقد انصف محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى افلا ننصف نحن من سيحاجنا بلااله الا الله محمد رسول الله
اخي هناك فرق بين ان انتصف من خصمي بالحجة والبرهان وهو قوي وانا اقوى منه وبين من ينتصف من خصمه بالغمغمة
(يُتْبَعُ)
(/)
لم افهم كلامك حول العصمة .. لكن .. ان كنت تعني اية العصمة فقد قلتها سابقا الرد على هذا ان وقوع الآية في سياق البلاغ صريح بالعصمة البلاغية ولست في شغل من هذا ... مايشغلني الآن اية نفي السحر التي وقعت في سياق عام وأنت قلت لي - في الرد السابق - ان هذا لاينفي وقوعه مستقبلا أين قيل هذا بنص قطعي الثبوت؟ أو كيف توصلت الى أنه نفي منقطع؟ انت تصر على حملي على أني طفلك الذي يجب أن يأخذ ما أوتي بهيئة زرع حصدا وحبا وكرامة اقول احملني على ماتريد لكن اجبني بما أفهمه اخي
أما قولك عن شيخ الاسلام فقد قلت كلاما لعلي لم افهمه جيدا لكن لعلك تعني أنه رحمه الله رد رواية الثقة اذا خالف الثقات او بمعنى اخر رواية الثقة الشاذة عن الثقات وان صحت
ومع هذا فلم يكن هذا هو تبرير شيخ الاسلام رحمه الله اذ قال رحمه الله:
(وَرِوَايَةُ مَنْ رَوَى فِي هَذَا: " لَا يَرْقُونَ " ضَعِيفَةٌ غَلَطٌ؛).
وقال أيضا:
وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ " وَلَا يَرْقُونَ " وَهُوَ غَلَطٌ فَإِنَّ رقياهم لِغَيْرِهِمْ وَلِأَنْفُسِهِمْ حَسَنَةٌ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقِي نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ وَلَمْ يَكُنْ يَسْتَرْقِي فَإِنَّ رُقْيَتَهُ نَفْسَهُ وَغَيْرَهُ مِنْ جِنْسِ الدُّعَاءِ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ وَهَذَا مَأْمُورٌ بِهِ) ا. هـ
فهذا كلام شيخ الاسلام في المجموع لم يتحدث عن الرواية الشاذة وانما الأصل الشرعي بتوجيه عقلي ولو اخذنا في هذا المنحى لوجدنا لديهم مايشابه فعل الشيخ رحمه الله من رد نص ظني بآخر قطعي يوجهه العقل هذا عدا النظر العقلي الصرف الذي اغفلته تماما
وعلى كل حال ويعلم الله عالم الغيب والشهادة ماكنت اتمنى لو طال بنا التفصيل الى هذه المرحلة وقد كان سؤالي في البداية واضحا ثم اضطررت للتوضيح ببعض الامور التي لم اشأ الخوض فيها، وقد كان يكفيني هذا منك ومن الأخوة
وبالنسبة لسؤالك؛ فأقول:
إن اعتقد الرجل معتقد المعتزلة ظاهراً وباطناً وعمل به وطبقه شرعاً له، وتعبد به .. فهنا هو (معتزلي).أما كونه يتقدم بفكرة علقت بفهمه من تلقاء نفسه هو، أو سمعها من غيره .. ومن ثم لا يتبين ولا يبحث عن الفهم السليم ولا يحاول تصحيح هذه الفكرة = هو هنا (مفرطٌ عاصٍ إن أدت هذه الفكرة إلى إنكار شيء من أمور الدين الثابتة؛ فهو هالك والعياذ بالله يخشى عليه من ... ) أما أن نصفه بالمعتزلي لمجرد هذا الأمر؛ فمن قال ذلك؟
لكن لو احلتني على عمدة بهذا القول اركن اليه بارك الله فيك فهلا اتممت الجميل؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 11:05]ـ
ذكرتني هذه المناقشة أخي الكريم (عمر) بمناقشة أخانا الشيخ الحبيب (أبا الفداء) مع الأخ الآخر (الراقي الشرعي) .. حتى أنني أريد أن أصل إلى نتيجة مما تتكلم حوله فلا أصل .. فلك آراء متجددة متغيرة في كل مشاركة بعد مشاركة .. لم تكن واضحاً أخي .. ولم تكن محدداً .. وهذا لا يصلح .. ولم أدع (الكُبْرَ) أو (المشيخة) حتى أتعالى على الآخرين؛ ثق أنني أقلكم وأضعفكم أخي الكريم.
لا بأس أخي الكريم .. وما زلت أقول عدم استعدادك بالمعلومات الكافية للخوض في هذا الموضوع هو أساس عدم قناعتك وتخبطك في أقوالك .. فأنت غفر الله لك تجادل في أمر محسوم لأنك لم تكلف نفسك قراءة ما قرره أهل العلم حوله .. ولا تغضب مني؛ فهذا ما أراه أمامي .. ولولا أني أريد نصحك وإفادتك لما تجرأت على هذا .. ولما استمر الحديث بيننا.
وعدم استعدادك هذا رحمك الله هو الذي ألجأك إلى طلب العون والمساعدة في هذا الأمر ليساعدك في مناقشة خصمك الذي أنت تناقشه؛ وجعلت قولي لك: بعدم حسن هذا منك = رداً علي أنا بدلاً منه .. فنحاول أن نساعدك فنجدك ترد علينا نحن وتركته هو.
لم تتصور المسألة أخي الحبيب؛ وكونك قد ألزمت نفسك الرد على ذاك الشخص؛ يلزمك قبل هذا أن تكون قادراً على المضي في ذلك بكل ما آتاك الله من علم ومعرفة، أما أنك تجازف فتفاجأ بطرح الخصم؛ ومن ثم تريد المساعدة ونخبرك بها فلا تريدها بل تنقلب علينا = هذا هو الذي لا يعقل ولا يتصور.
وقد قلت لك في السابق من كلامي: لو أنك حددت ما تريده وجعلته على شكل نقاط، وأخذت وأعطيت = لهان كل شيء واستقام ووضح، لكن بارك الله فيك لم تثبت على أمرٍ أستطيع معه معرفة ما تريد على وجه التحديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما زلت مستمراً في تقولي ما لم أقله، بل وتفهم كلامي من عندك هكذا فترد على فهمك أنت وكأنه كلامي!! وهذا خبط شديد لا يصلح في موطن نقاش يريد صاحبه العون والمساعدة.
سأكتفي بهذا معك أخي .. فلست طفلي؛ ولا أنا أبوك .. وكان يحسن منك اختيار أحسن الأساليب .. فإن كنت لم تفهم مراد من يخاطب فاسأله مرة أخرى عن مقصود كلامه .. لكن أن تزدري به بما لا يليق بمثل طالب علم = فهذا الذي لا نحبذه بيننا رحمك الله.
أخي الحبيب سددك الله؛ وأختم بهذا .. أردت الكلام عن هشام وروايته؛ وأخذت أخرى تدندن على كلامٍ (منسوب) للإمام مالك رحمه الله؛ وترك عشرات النقولات عن أئمة الحديث ورواته في سلامة هذا السند _ أعني هشام عن أبيه عن عائشة _ ونظافته .. وأظنك لا تدري أن هشاماً من رجال الموطأ غفر الله لك؛ وأن هذا السند بالذات من أسانيد مالك في موطأه وبالعنعة!! فهل تأخذ بقولٍ لم تثبت صحته عن فعل الإمام مالك؟!!
ولعلي في هذه العجالة أذكر لك ما تقر به عينك؛ وأختم به:
-أنت هنا أخي العزيز حملت العنعنة على (معناها القبيح الآخر وعممت) وأغفلت أن مثل هذه العنعنة في بعض الأسانيد متصلة؛ لأنها فعلاً كذلك، حيث ثبت الاتصال واللقاء والسماع بما لا يدع مجالاً للشك في ذلك .. ومن هذه الأسانيد التي يفتخر بها الرواة لسلامتها إن شاء الله (هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة).
-ثم أنت أخرى رحمك الله حملت وصف الراوي بالتدليس على وجه العموم؛ وأنه لا يروي أي رواية بالعنعنة إلا وهو مدلسٌ لها .. وهذا أيضاً غير صحيح أخي، فكون الراوي قد وصف بالتدليس فهذا لا يصح أن يكون حكماً عاماً على جميع مروياته، خاصةً إذا لم يشتهر بذلك، ولم يعتده .. وهشاماً لم يكن بالمكثر أبداً؛ بل لم يشتهر به أصلاً وإن وصف به .. فهذه أمور مهمة يحسن بك الوقوف عليها قبل الخوض في أي مناقشة أو جدال.
-كما أنك أخي تجادل عن أحاديث في الصحيحين معترضاً عليها؛ ولم تكلف نفسك أخرى في الوقوف على شروط الشيخين في صحيحيهما وتقرأه، ولو فعلت لعرفت أن مثل هذه العنعنة = الاتصال والسماع .. لكن جادلت في أمر محسوم الجدال، وتنبه على ذلك وتصر!!
وهل سيروي الشيخين حديثاً بسندٍ قد وقع فيه ما يشينه؟! وقد أجمعت الأمة على تقديم وتفضيل وصحة كتابيهما، فيقول مدعي: قد يكون هشاماً رواه في بغداد وليس في المدينة .. ما هذا التكلف المقيت في محاولة التشكيك والهدم للسنة النبوية المطهر؟! يا أخي إنما شفاء العي السؤال .. وقد أجبناك ولم ترض.
- (هشام بن عروة بن الزبير) أجمع الأئمة كلهم أنه أحد الحفاظ الكبار الثقات العدول، وبالنسبة لمكانته وفضله وتثبته وعدله؛ فلن أسطر منها هنا شيئاً فهو أعظم من أن يسطر فيه مقال؛ أنظر ذلك كله إن أردت في ترجمته في كتب التراجم والرواة .. ويعلم الله وحده أنهم أجمعوا على فضله وبروزه ومكانته؛ قال أبو حاتم _ وكفى به إماما _: (ثقة إمام في الحديث).
أما ما تطرقت إليه من جهة تحديثه في بغداد بعد قدومه إليها؛ فهذا أخي لا يؤثر إن شاء الله، فأهل العلم قد سبروا حاله ومروياته، وميزوا منها ما كان قبل وما كان بعد، ولا أعتقد أن هذا لم يؤخذ بالحسبان من قبل هؤلاء الأئمة الذين أفنوا أعمارهم في تتبع الروايات ونقلها وروايتها؛ خاصة منهم من شرط صحة مروياته كالشيخين.
ومع ذلك أخي فإن ما نسب إليه من إرساله عن أبيه في تلك الفترة لا يأتي شيئاً أمام مروياته المتقنة الثابتة الصحيحة، فكوني أجعل فترة لا تذكر قد حصل منه ما يعد إرسالاً _ لا يلزم منه التدليس كما يظن؛ فهذه نقطة مهمة _ هي الحكم العام على جميع مروياته؛ فهذا والله جهل مركب لم يرح قائله رائحة العلم.
قال الحافظ العلائي في (المختلطين): (ذكر ابن القطان في أثناء كلامه أن هشاماً هذا تغير واختلط؛ وهذا القول لا عبرة به لعدم المتابع له، بل هو حجة مطلقاً، وإن كان وقع شيء ما؛ فهو من القسم الذي لم يؤثر فيه شيء من ذلك).
وقال الحافظ ابن حجر في (المدلسين): (ذكره بذلك _ أي التدليس _ أبو الحسن القطان، وأنكره الذهبي وابن القطان؛ فإن الحكاية المشهورة عنه: أنه قدم العراق ثلاث مرات، ففي الأولى وحدث عن أبيه فصرح بسماعه، وفي الثانية حدث بالكثير. فلم يصرح بالقصة) .. فلذلك لم يثبت عليه هذا الوصف بارك الله فيك؛ فقد قال الحافظ في (التقريب): (ربما دلس). لعدم ثبوت ذلك، وإن حصل فهو محمول على السماع رعاك الله.
وقد أوضح الحافظ كلامه السابق في (التهذيب) بأوضح من هذا؛ فقال: (قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول: حدثني أبي، قال: سمعت عائشة. وقدم الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة. وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة).
وهذا كله لا يعني أن يوصف بالتدليس الذي تضرب به روايته ويعرض عنها .. فالثاني والثالث محمول على الأول.
ثم أتى آخر أقوال الحافظ رحمه الله وحدد ذلك تحديداً؛ فقال في (مقدمة الفتح): (مجمع على تثبته؛ إلا أنه في كبره تغير حفظه فتغير حديث من سمع منه في قدمته الثالثة إلى العراق) .. فهذا القسم من حديثه رحمه الله لا يؤثر فيه كما قال ذلك الحافظ العلائي .. كيف وقد حمل الناس روايته الأولى وانتشرت في الآفاق بما لا يخفى على من له اهتمام بهذا الشأن، ناهيك عن قصر هذه الفترة التي قيل أنه خلط فيها.
أخي الحبيب قد وضعت لك ما يجلي عنك الغشاوة، فإن قرأته قراءة متدبر وقفت على غايتك.
آخر مشاركة لي هنا؛ وجزاك الله عني خير الجزاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 04:47]ـ
كل هذا ولم تتعالى بعد ولم تتحدث بفوقيه؟!
اخي
عفى الله عني وعنك وغفر لي ولك هذا قصارى ماعندي حول ماجاء في مقدمة ردك الاخير وماسبقه .. ثم أعد اخي ان اعمل بنصحك
أما ماذكرته من نقاط فوالذي فلق الحب والنوي ماغاب عني وهو شيء احفظه ظهرا على بطن وهو عينه ما احاول الرمز اليه دون التعرض له لما فيه من التعدى على أهل الفضل على اعتبار اني اناقش موقفهم بعكس الذي يؤيد كلامهم ولو لاحظت انني اقول عنعنة هشام ولم اقل تدليسه
لكن وعلى كل حال وهنا مغزى سؤالي
هذا الكلام الذي ذكرته كله بالله عليك إلا يجعل في العقل حيزا فيه مظنة الضعف؟ ولو كان ضئيلا؟ أليس قرينة توحي ولو بضعف قليل جدا لا يذكر؟
إن قلت نعم فبها ونعمت وحللت الاشكال وهذا ماأبحث عنه
وإن قلت لا فسأبسط لك المسألة:
هل ثقتك في هذا النص كثقتك بنص تواترت طرقه واتفق عليه وقبلته الأمة بالقبول والرضي بل بالبداهة؟ وهنا لا اعني النص القرآني مازلت في السنة
فإن قلت لا فهي تعني أنك تقول بلى هناك قرينة توحي بالضعف أو قل جعل الحديث أقل مرتبة من غيره
فإن كان الحال كذلك ألا يكون عاملا مهما يجب النظر اليه عند التوقيع على تبديع او تفسيق من لم يتابع المعتزله إلا في هذه الجزئية للأسباب المذكورة السابقة ولأسباب أخر آثرت عدم ذكرها؟
كنت قد ذكرت لي في ردك السابق انه لايبدع ولا يفسق من خالف في هذه الحالة
حسنا أحلني
فقط هذا كل شيء
حفظ الله الجميع
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 08:27]ـ
كل هذا ولم تتعالى بعد ولم تتحدث بفوقيه؟!
وما زلت مصراً على هذه الاتهامات الباطلة وأنت تلتمس العون؟!! لا حول ولا قوة إلا بالله.
قد قلت أخي:
آخر مشاركة لي هنا؛ وجزاك الله عني خير الجزاء.
أخي الفاضل: لا تجزم بأمرٍ وأنت لم تحقق الاحاطة بجوانبه، ولم تطلب له العلم الكافي الذي يؤهلك لأن تخوض في مضماره.
أسأل الله لك العون والتوفيق.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 08:37]ـ
بعض الحديث لا جدوى منه ...
لعل الله يأتي بقوم من عنده اخي
شكر الله لك ماأدليت به سابقا وأجاب دعوتك وغفر لي ولك
في حفظ المولى
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 08:42]ـ
ومع ذلك سأجيبك أخي .. وأسأل الله أن يقيض لك من يكشف غمك الذي وضعت نفسك فيه ..
قلت:
هذا الكلام الذي ذكرته كله بالله عليك إلا يجعل في العقل حيزا فيه مظنة الضعف؟ ولو كان ضئيلا؟ أليس قرينة توحي ولو بضعف قليل جدا لا يذكر؟
أقول: لا لا يجعل؛ وليس ذلك لكل أحد .. بل من تعلم هذا العلم وأتقنه وعرف طرقه وقواعده .. ليس باباً مفتوحاً.
وليس هو قرينة توحي بالضعف ولو كان قليلاً جداً لا يذكر.
قلت:
هل ثقتك في هذا النص كثقتك بنص تواترت طرقه واتفق عليه وقبلته الأمة بالقبول والرضي بل بالبداهة؟
نعم ثقتي به حد الغاية؛ كثقتي بنص متواتر متفق عليه وقبلته الأمة بالقبول والرضى .. لأن هذا النص أيضاً متفق عليه، قد قبلته الأمة بالقبول والرضى.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 08:51]ـ
ومع ذلك سأجيبك أخي .. وأسأل الله أن يقيض لك من يكشف غمك الذي وضعت نفسك فيه ..
قلت:
أقول: لا لا يجعل؛ وليس ذلك لكل أحد .. بل من تعلم هذا العلم وأتقنه وعرف طرقه وقواعده .. ليس باباً مفتوحاً.
وليس هو قرينة توحي بالضعف ولو كان قليلاً جداً لا يذكر.
قلت:
نعم ثقتي به حد الغاية؛ كثقتي بنص متواتر متفق عليه وقبلته الأمة بالقبول والرضى .. لأن هذا النص أيضاً متفق عليه، قد قبلته الأمة بالقبول والرضى.
اذا هذا شأنك اخي فابحث لك عن امام في هذا المسلك او دع
شكر الله لك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 09:54]ـ
اذا هذا شأنك اخي فابحث لك عن امام في هذا المسلك او دع
شكر الله لك
سبحان الله!! كلامي أنا ليس لي فيه إمامٌ ومسلكه مبتدع!!
ألم أقل لك أنك لم تحط بالموضوع ولم تستعد له بالعلم المطلوب .. على العموم أخي هذه هي قاصمة الظهر لكل موضوعك .. وأترك البقية للأحبة لمن يرد المواصلة معك.
فعلاً صدقك لما قلت أنت:
بعض الحديث لا جدوى منه
أسأل الله أن يفتح عليك ..
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 12:02]ـ
تسجيل مرور
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 10:43]ـ
السيد الكريم ابن سليمان
قد يكون لكلامك وجاهه
و لكنك تبحث عن علة غير قادحة فى كتابين هما أوثق ما كتب البشر قاطبة
و ما دامت علتك غير قادحة
لن يفهم أحد أكثر مما واجهك به أخى السكران
بصراحه
له حق
حينما تريد طرح مثل هذا الموضوع
يقولون بتعبير أهل الحديث (لا أبا لك)
لن يساعدك أحد
إبحث أنت مع نفسك عما تراه من علة
و دلل عليها ما استطعت
ما أوردت من إحتمال إعتزال أحد الرواه لا معنى له حين يكون الكلام فى حديث الصحيحين
هل تستطيع المجيء بعشرون علة أخرى أقوى مما ذكرت؟
لا مشاحة فى كلامى
فقد سبق هذا فى حديث البخارى (منها يطلع قرن الشيطان)
أداء الحديث بالمعنى متفق عليه لدى أهل الحديث
و لكن حين تريد اللفظ
فقد لا يكون البخارى نفسه أتى بأدق الألفاظ
بل ربما يكون فى كتاب للغرائب كالدارقطنى أو الأوسط للطبرانى
لن يساعدك أحد قبل أن تثبت جديتك
تتكلم فى (من)؟
هلا جمعت حديث من تتكلم فيه لتميز ما رواه فى العراق من غيره؟
و تقول إعتزال؟
و هل كان الإعتزال على عهده؟
فضلا
أثبت جديتك
و لا تربط هذا بمسألة حديث الآحاد
فالأمر أشهر مما تتخيل
فهذا ليس حديث آحاد!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 05:45]ـ
اهلا بك اخي الفاضل
إما أنك لم تفهم مرادي أو أنني لم أفهم عليك مطلقا (والأخيرة أقرب)
لكن - إن كنت - قد فهمت عليك فأنا اعلم جيدا ما أنا بصدده من عظمة ولا يساورني شك فيهما
لكني أيضا اعلم شيئا آخر وهو عظم عرض المسلم الذي ثبت اسلامه باجماع لم يعلم له معارض أخطأ في مسألة من المسائل تابع فيها من ضلو فهل يلحق بهم ولما تقام عليه الحجة؟
هل حديث الآحاد يقاوم عظمة عرض المسلم؟
اخي انت والأخ السكران لكما في صدري من الاحترام والتقدير مالم تقدرا قدره
ولكما أن أن تحدثاني بما شئتما وبأي عبارة تريدان، أفحش القول أو اتبع سنة نبيك لم ولن اكترث لهذا في يوم من الايام
لكن حدثني بما قاله أهل العلم لا ماتراه انت وتقصى مالا تراه
أما الأخ السكران غفر الله له يريد مساواة قطعي الثبوت بظنيه وهذا مالا يستقيم - بحسبي - ومع هذا لم ارد قوله بل منحته ماتوجبه الأخوة وارعويت عن مقابلته بمثل ماجاءني به
قولك هل جمعت حديثه في العراق .. ببساطه (لا) ولا انوي
قولك ليس حديث آحاد ... فماهو؟
عند حديثك الأخير عن الاعتزال كأنك تعني شخصا بعينه ... من تعني؟؟؟؟؟؟
اراك تردد جديتك ... لم افهم ماتريد .. هل تعني اني اريد مالم اكتبه وأظهر وأبطن؟
حفظك الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 07:13]ـ
أما الأخ السكران غفر الله له يريد مساواة قطعي الثبوت بظنيه
ولك غفر أخي الكريم ..
أعجبني في هذا الباب مثلٌ مصري مفاده: (يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين)!!
أخي الفاضل .. أشكر لك ودك ومحبتك ومعزتك .. ولكن أن تؤدي هذه المحبة وهذا الود إلى تقويلي ما لم أقله فهذا الذي لا أريده ولا أقبله ولا أعذرك به.
كلامي أمام الجميع لا يقبل أن يفهم بفهم خاطئ ومن ثم يخرّج هذا الفهم على أنه قولي!! لا يقبل هذا أبدا.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 08:27]ـ
- عفوا -
فالأمر أشهر مما تتخيل
بكل يسر وسهوله .. احمل جهلي على حلمك وأتني بمالم أتخيله معزوا الى مصادره
فقط ...
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 09:40]ـ
هذه مشاركة سابقة في أحد المواضيع، أتمنى أن تجد فيها بعض الجواب:
السؤال الوارد في الموضوع:
ما هو موقف علماء الاصول المالكية من حديث الاحاد هل يفيد العلم او العمل اي هل يفيد الظن او اليقين؟.
الجواب:
الأخ الكريم أظن أن سؤالك هذا مركب من شقين، أو أن صياغته خاطئة.
والصحيح أن نقول: هل خبر الآحاد يفيد العلم أم الظن؟
وهل يفيد العمل أم لا؟
فالعلم شيء، والعمل شيء آخر.
......................
والجواب أن:
إفادته للعمل هي قول جميع علماء أهل السنة والجماعة، وغيرهم من بعض طوائف المسلمين ممن اشتغل بأصول الفقه.
لم يخالف إلا بعض المعتزلة ممن يعدون على الأصابع، ويعتبر قولهم هذا قول شاذ.
فأخبار الآحاد توجب العمل إن لم تخالف أصلا أقوى منها.
......................
أما إفادتها للعلم، أو الظن الراجح:
فعلماء المالكية على القول بإفادتها الظن الراجح.
أي أن طريق ورودها صحيح بنسبة عالية، لا ترتقي للقطع، وإنما تفيد ظنا قويا.
لم يخالف في ذلك إلا واحد من المالكية، هو محمد بن خويزمنداد، وينسب القول بإفادتها للعلم للإمام مالك رحمه الله.
وقد تعقبه كثير من علماء المالكية، وبينوا أن روايته هذه شاذة
إذ كيف يقول الإمام مالك بأنها تفيد العلم ثم يقدم عليها عمل أهل المدينة
.....................
وفقكم الله.
رابط الوضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=379211#post37 9211
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 04:13]ـ
هذه مشاركة سابقة في أحد المواضيع، أتمنى أن تجد فيها بعض الجواب:
رابط الوضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=379211#post37 9211
رفق الله بك اخي وجمعني بك تحت العرش بمنه وجوده
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 07:17]ـ
آمين ....
هل وجدت أخي الفاضل ما تبحث عنه في المشاركة؟
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 08:06]ـ
آمين ....
هل وجدت أخي الفاضل ما تبحث عنه في المشاركة؟
نعم اخي ولو لم يكن فيها الا إنها مدارسة في ديننا حفظك الله اخي المبارك .. لكن ومن باب الأخوة فقط لتعلم أني لا اريد ان أبني موقفي الشخصي العقدي في هذا الجانب لكني أبحث فيه لأعلم مدى مايقع فيه المخالف في هذا الباب من خلل ومدى بعده عني وقربه خاصة فيما لو وقع في الأثر مايشير بقوة الى مادة الشك في متنه وإن كنت - انا شخصيا - لا أراها كما يراها الآخر من باب أنه اذا كان الآحاد اذا احتف بالقرائن المشيرة الى صحته كان أقوى من غيره من الآحاد التي لم تحتف بالقرائن، فكذا اذا احتف بقرائن تشير الى ضعفه كان العقل يسوغ أخذها بعين الاعتبار، فهذه كتلك
مرة اخرى حفظك الله اخي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 12:35]ـ
جزاك الله خيرا
فقط/ أريد أن أنبهك أخي أن مسائل القطع والظن هي لتحديد مراتب الأدلة، ومن ثم الترجيح بالقوة، وإلا فالكل حجة
فمثلا ما نقلت لك من مذهب المالكية من قولهم بإفادة خبر الواحد للظن، فإن ذلك يترتب عليه تقديم دليل قطعي عليه كعمل أهل المدينة مثلا عند التعارض
ففي التكبير للآذان على سبيل التمثيل/
لدينا حديث ابن عمر رضي الله في صحيح مسلم فيه أن التكبير بالأربعة
أما العمل الذي توارثه الناس في القرون الثلاثة الأولى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده النبوي، وغيره كان بتكبيرتين
فالثاني بلا شك فيه زيادة علم، وجزم بالقرب من الصحة
فيقدم العمل المتوارث على الحديث لإفادته القطع.
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 09:12]ـ
جزاك الله خيرا
فقط/ أريد أن أنبهك أخي أن مسائل القطع والظن هي لتحديد مراتب الأدلة، ومن ثم الترجيح بالقوة، وإلا فالكل حجة
فمثلا ما نقلت لك من مذهب المالكية من قولهم بإفادة خبر الواحد للظن، فإن ذلك يترتب عليه تقديم دليل قطعي عليه كعمل أهل المدينة مثلا عند التعارض
ففي التكبير للآذان على سبيل التمثيل/
لدينا حديث ابن عمر رضي الله في صحيح مسلم فيه أن التكبير بالأربعة
أما العمل الذي توارثه الناس في القرون الثلاثة الأولى في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده النبوي، وغيره كان بتكبيرتين
فالثاني بلا شك فيه زيادة علم، وجزم بالقرب من الصحة
فيقدم العمل المتوارث على الحديث لإفادته القطع.
فتح الله عليك اخي فتوح العارفين وأحسن الله اليك ونفع بك وزادك الله بسطة في علمك
فيما لو جاء من يقول بصحة حديث ما لكنه لا يعمل به كونه آحاد وبنظره انه يعارض حد التضاد اية من كتاب الله وهو المتواتر
- الظاهر في الاية التضاد هذا لا خلاف عليه لكن الفرق بيني وبينه اني احاول الجمع بين الاية والحديث " هذا انا "
" مع ملاحظة ان كلانا يقول بصحة الحديث سندا "
- أما هو فيقول مالي ولجمعك ولست مكلفا بنظرك إنما التكليف فيما قوي من الدليل ولا اشنع عليك اذا جمعت بينهما لكن لاتلزمني بجمعك
- هذا عدا وجود ثغرات في السند هو وانا نتفق على انها لا ترتقي للنظر فيها بدليل انه يقول بصحة الحديث سندا لكن غيرنا ايضا يقول بإمكانية إعلالها للحديث بعمومه
الآن:
- ماموقفي انا منه؟
- هل استطيع ان اقذف به مباشرة الى أحضان المعتزله؟ مع انه لايبني منهجه "ككل" على خطوات المعتزله!
- هل اضلله هل افسقه؟ أم هو - بالنسبة لي كسني- يقع في حيز الخطأ والصواب وفقط؟
أملي اخي أن تربط اجابتك بأقوال اهل العلم المعتمدين لا شكا فيك الله يعلم لكن حتى نستطيع الركون الى أقوالنا
مرة اخرى جزاك الله عن اخيك خير الجزاء(/)
المطلوب والمسؤل من هذاالشيخ للبخاري"اسحاق"في سندهذالحديث من فضلك أجب بالدليل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Apr-2010, صباحاً 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب إِسْلَامُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
(3595) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: " مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلَّا فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ وَلَقَدْ مَكُثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ "
المطلوب والمسؤل من هذاالشيخ للبخاري"اسحاق"في سندهذالحديث من فضلك أجب بالدليل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 02:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
/// قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح:
" ويتقرر أنه إذا روى عن إسحاق عن أبي أسامة إذا لم ينسب إسحاق فهو ابن إبراهيم الحنظلي وإن روى عن غيره نسبه وربما روى عنه فنسبه أيضا والله أعلم ".
ولمزيد من الفائدة ينظر:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=254135&postcount=4
ـ[ابن عدي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 03:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إسحاق؛ هو ابن راهوية كما ذكر شيخنا الفاضل "الحمراني"،
والدليل أن أبا نعيم الأصبهاني أخرج هذا الحديث ونص على ذلك في كتابه تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة - (1/ 24)، فقال:
21 - حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، حدثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا أبو أسامة، حدثنا هاشم بن هاشم، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: سمعت سعدا، يقول: «ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام، وإني لثلث الإسلام».
دمت بحفظ الله،،
ـ[القضاعي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:53]ـ
هو ابن راهويه لأن من عادته غالبًا استعمال (أخبرنا) في صيغة التحديث , ولا يستعمل (حدثنا) قاله ابن حجر رحمه الله , وجعله من المرجحات حال الإهمال , وقد استفدته من شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله.
قال ابن حجر في هدي الساري: فهذه المواضع أخذت على أنه إذا روى عن إسحاق عن روح ولم ينسبه فهو بن منصور إلا أن عبر إسحاق بقوله أخبرنا فهو ابن إبراهيم لأنه لا يقول حدثنا. انتهى
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 02:03]ـ
هو ابن راهويه لأن من عادته استعمال (أخبرنا) في صيغة التحديث , قال ابن حجر رحمه الله أن هذا من المرجحات حال الإهمال.
أحسن الله إليك.
وقد قال الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ( http://waqfeya.com/book.php?bid=3487)(2 / 50):
وكان حماد بن سلمة وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون ويحيى بن يحيى النيسابوري وإسحاق بن راهويه وعمرو بن عون وأبو مسعود أحمد بن الفرات ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه: (أخبرنا) ولا يكادون يقولون (حدثنا).
ـ[القضاعي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 10:06]ـ
أحسن الله إليك.
وقد قال الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ( http://waqfeya.com/book.php?bid=3487)(2 / 50):
وكان حماد بن سلمة وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون ويحيى بن يحيى النيسابوري وإسحاق بن راهويه وعمرو بن عون وأبو مسعود أحمد بن الفرات ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه: (أخبرنا) ولا يكادون يقولون (حدثنا).
بوركت يا عبد الله على الفائدة.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 02:25]ـ
يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه: (أخبرنا) ولا يكادون يقولون (حدثنا).
أقول: ومن تتبُّع أحاديثهم، وجدت أن قول الخطيب إنما يتنزل على الغالب، وأن الندرة في قولهم (حدثنا) وقد وقفت في "الصحيح" على أمثلة يقول فيها بعض هؤلاء الرواة (حدثنا)، على خلاف ما قعَّد الخطيب له، ويحمل ما جاء على الندرة.
مثال ذلك:
(أ) (هشيم بن بشير)
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) صحيح البخاري (3943) حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْفَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ.
(2) صحيح البخاري (4722) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَإِذَا سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أَيْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا تُسْمِعُهُمْ {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}.
(3) صحيح البخاري (4966) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَوْثَرِ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ أَبُو بِشْرٍ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ سَعِيدٌ النَّهَرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنْ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
جميعا كذا جاءت في صلب اليونينية، وجاءت في الحاشية (أخبرنا) وعليها علامة رواية أبي ذر الهروي مصححا عليها برمز صحتها عنده أو عند الحافظ اليونيني.
(4) صحيح البخاري (5079) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةٍ فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي قَطُوفٍ فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخَسَ بَعِيرِي بِعَنَزَةٍ كَانَتْ مَعَهُ فَانْطَلَقَ بَعِيرِي كَأَجْوَدِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ الْإِبِلِ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا يُعْجِلُكَ قُلْتُ كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ قَالَ أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا قُلْتُ ثَيِّبًا قَالَ فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ قَالَ فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ قَالَ أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلًا أَيْ عِشَاءً لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(5) صحيح البخاري (6872) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ قَالَ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ لِي يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا قَالَ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
كذا جاءت في صلب اليونينية، وجاءت في الحاشية (أخبرنا) وعليها علامة رواية الأصيلي.
(6) صحيح البخاري (438) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ هُوَ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ الْفَقِيرُ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(ب) (عبد الله بن المبارك)
(1) صحيح البخاري (2454) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَخَذَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(ج) (عبد الرزاق بن همام)
(1) صحيح البخاري (3555) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ فَقَالَ أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ الْمُدْلِجِيُّ لِزَيْدٍ وَأُسَامَةَ وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(2) صحيح البخاري (6957) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ فَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ قَالَ وَاللَّهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِي رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ فَخَافَ أَنْ تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ فَبَاعَهَا بِإِبِلٍ مِثْلِهَا أَوْ بِغَنَمٍ أَوْ بِبَقَرٍ أَوْ بِدَرَاهِمَ فِرَارًا مِنْ الصَّدَقَةِ بِيَوْمٍ احْتِيَالًا فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ إِنْ زَكَّى إِبِلَهُ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الْحَوْلُ بِيَوْمٍ أَوْ بِسِتَّةٍ جَازَتْ عَنْهُ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(3) صحيح البخاري (6982) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ح و حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
كذا جاءت في صلب اليونينية، وجاءت في الحاشية (أخبرنا) وعليها علامة رواية أبي ذر الهروي مصححا عليها برمز صحتها عنده أو عند الحافظ اليونيني.
(4) صحيح البخاري (978) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَصَلَّى فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ خَطَبَ فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ فَأَتَى النِّسَاءَ فَذَكَّرَهُنَّ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلَالٍ وَبِلَالٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ الصَّدَقَةَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ زَكَاةَ يَوْمِ الْفِطْرِ قَالَ لَا وَلَكِنْ صَدَقَةً.
كذا جاءت في صلب اليونينية، وفوقها علامة (ابن عساكر) وجاءت في الحاشية (أخبرنا) وعليها علامة (أبي ذر الهروي، والأصيلي، وابن عساكر!، وأبي الوقت).
(ج) (يزيد بن هارون)
(1) صحيح البخاري (1935) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ أَخْبَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ احْتَرَقَ قَالَ مَا لَكَ قَالَ أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِكْتَلٍ يُدْعَى الْعَرَقَ فَقَالَ أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ قَالَ أَنَا قَالَ تَصَدَّقْ بِهَذَا.
كذا في صلب اليونينية، وفي الحاشية (أخبرنا) في رواية ابن عساكر.
(2) صحيح البخاري (2996) حَدَّثَنَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكْسَكِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ وَاصْطَحَبَ هُوَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فِي سَفَرٍ فَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا.
كذا في صلب اليونينية، وفي الحاشية (أخبرنا) في رواية أبي ذر مصححا عليها عنده أو عند الحافظ اليونيني.
(د) (عمرو بن عون)
(1) صحيح البخاري (2866) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ.
ولم يذكر شيء في الحاشية.
(2) صحيح البخاري (3728) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوْ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي.
وله مواطن أخر مثلك ذلك، عدتهم جميعا تسعة، ولم يذكر شيء في الحاشية.
إلى هنا، ولي شواغل أخرى، فأرجو المعذرة.(/)
بشرى شرح مقدمة ابن الصلاح للشيخ حاتم بن عارف العوني كاملة 112شريط مباشر
ـ[أبو مصعب الأوليلي]ــــــــ[22 - Apr-2010, مساء 10:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى شرح مقدمة ابن الصلاح للشيخ حاتم بن عارف العوني كاملة 112شريط مباشر
للدخول لتحميل على هذا الرابط
http://hadethmasr.com/showthread.php?p=1916#post1916
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 11:22]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
حديث عبد الرحمن بن عثمان: سأل طبيب النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع ..
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 12:57]ـ
رواه ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سأل طبيب النبي صلى الله عليه وسلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلها.
ورواه عن ابن أبي ذئب جماعة
1/ أبو داود الطيالسي
أخرجه في المسند ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد به
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى وفي معرفة السنن وأبو نعيم في معرفة الصحابة وفي الطب والمزي في تهذيب الكمال
2/ سفيان الثوري
أخرجه أبو داود في السنن
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة ثناه دران بن سفيان بالبصرة
وأخرجه ابن البختري في حديثه ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي
وأخرجه الخطيب في تاريخه نا علي بن يحيى ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى
وأخرجه الخطيب أيضا نا أبو الحسن الدقاق نا جدي ثنا أبو بكر العكبري ثنا إسماعيل بن يوسف خمستهم قالوا ثنا محمد بن كثير نا سفيان الثوري عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد به
3/ يزيد بن هارون
أخرجه أحمد في المسند وابن أبي شيبة في المصنف
وأخرجه البغوي في معجم الصحابة ثني جدي ثلاثتهم قالوا ثنا يزيد بن هارون نا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
ومن طريق البغوي أخرجه ابن عساكر في تاريخه
4/ عبد الملك بن عمرو
أخرجه عبد بن حميد في المسند
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة وفي الطب ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود قالا ثنا أبو عامر العقدي ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ به
ومن طريق أبي نعيم أخرجه المزي في تهذيب الكمال والذهبي في السير
5/ عبيد الله بن عبد المجيد
أخرجه الدارمي في المسند نا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا ابن أبى ذئب عن سعيد بن خالد القارظى به
6/ عبد الله بن وهب
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب ني ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
7/ أسد بن موسى
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا الربيع المرادي
أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي ثنا سليمان بن أحمد نا المقدام بن داود قالا ثنا أسد بن موسى ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
ومن طريق الربيع أخرجه الحاكم في المستدرك وسقط من سنده ابن المسيب
8/ عاصم بن علي
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة
وأخرجه الحاكم في المستدرك ني عمرو بن محمد بن منصور العدل
وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة ثنا حبيب بن الحسن ثلاثتهم قالوا ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ
9/ الضحاك بن مخلد
أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في الكبرى
10/ ابن أبي فديك
أخرجه الشافعي في كتاب حرملة كما في معرفة السنن
وأخرجه النسائي في المجتبى نا قتيبة قالا ثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
11/ هاشم بن القاسم
أخرجه أحمد في المسند ثنا هاشم عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
12/ معاوية بن هشام
قال أبو نعيم في الصحابة: رواه يزيد بن هارون ومعاوية بن هشام في آخرين عن ابن أبي ذئب
الخلاصة أن اثني عشر أبا داود الطيالسي وسفيان الثوري ويزيد بن هارون وأبا عامر العقدي وعبيد الله بن عبد المجيد وعبد الله بن وهب وأسد بن موسى وعاصم بن علي وأبا عاصم النبيل وابن أبي فديك وهاشم بن القاسم ومعاوية بن هشام رووه عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا إسناد صحيح قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: سعيد بن خالد هو ابن عبد الله بن قارظ القارظي الكناني المدني الصحيح أنه ثقة فقد ذكره ابن حبان في الثقات وصحح له وقال في المجروحين في ترجمة الخزاعي وليس هذا سعيد بن خالد الذي يروي عنه ابن أبي ذئب ذاك ثقة يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وقال البرقاني سمعت الدارقطني يقول سعيد بن خالد القارظي يحدث عنه ابن أبي ذئب وابن إسحاق [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) مدني يحتج به
واختلف النقل فيه عن النسائي فنقل المزي في تهذيبه أنه قال ضعيف فتعقبه الحافظ فقال وقال النسائي في الجرح والتعديل ثقة فينظر في أين قال إنه ضعيف وذكر مغلطاي [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2) أنه بحث في تصانيف النسائي فلم يجد هذا القول أعني تضعيفه وذكر مغلطاي أيضا أن ابن خلفون نقل توثيق النسائي له في ثقاته.
أقول: وهذا القول عن النسائي أقرب لموافقته قول ابن حبان والدارقطني ويقويه أن ابن معين وأحمد بن صالح وثقا شيوخ ابن أبي ذئب غير أبي جابر البياضي
ويقوي ثبوت الحديث أني لا أعلم أحدا من المتقدمين ضعفه وهو أصل في الباب بل إني وجدت الإمام أحمد يحتج به
قال عبد الله بن أحمد في مسائله: سألت أبي عن الضفادع؟ فقال لا تؤكل ولا تقتل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع حديث عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال في رواية أبي طالب كما في الآداب الشرعية: الضفدع لا يحل في الدواء نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn3)
وقال ابن تيمية في شرح العمدة وقال في رواية ابن القاسم وقال له يا أبا عبد الله الضفدع لا يؤكل فغضب وقال النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أن يجعل في الدواء من يأكله
وقال الكوسج في مسائله: قلت سئل سفيان عن الضفدع؟ قال فيه حكومة قال أحمد لا أعرف فيه حكومة من أين يكون فيه حكومة؟ قد نهي عن قتله قال إسحاق كما قال أحمد
هذا ما تيسر لي جمعه فإن يك صوابا فمحض فضل الله علي وإن تك الأخرى فمن تقصيري وأنا أستغفر الله وكتب أبو صهيب الجزائري كان الله له
وفي الباب أحاديث أخرى هذا أقواها كما قال الحافظ البيهقي وسيرد تخريجها إن شاء الله تعالى وأرجو من الإخوة الكرام إثراء الموضوع فإن الحديث من أحاديث الأحكام والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) ذكر الإمام مسلم في الوحدان أنه ممن تفرد ابن أبي ذئب بالرواية عنه
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) هذا القول استفدته من حاشية تهذيب الكمال
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref3) قال ابن القيم في الهدي: يريد الحديث الذى رواه فى مسنده من حديث عثمان بن عبد الرحمن رضى الله عنه أن طبيبا ذكر ضفدعا فى دواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عن قتلها
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 01:15]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم .. وأخشى أن هذا الموضوع برمته من أجل مشاركتي السابقة التي قلت فيها:
· أما بالنسبة للحكم على الحديث:
فكل ما ورد في شأن الضفدع من أحاديث = إما ضعيفة شديدة الضعف؛ وفي بعضها متروكين، أو لينة .. وليس في باب الضفدع حديثٌ ثابت الصحة.
فالحديث المسئول عنه هنا من رواية أبي داود؛ تفرد به (ابن أبي ذئب عن، سعيد بن خالد القارضي) لم يروى من غير هذا الوجه؛ ولم يتابعا عليه.
وإن كان (ابن أبي ذئب) ثقة معروف؛ لكن في بعض روايته ما ينكر؛ خاصةً إذا لم يتابع عليها.
والراوي عنه هو (سعيد بن خالد القارضي) وإن وثق؛ إلا أن الصحيح أنه لين الحديث، وقد تفرد بهذا ولم يتابع.
فالحديث بهذا السند لا تركن إليه النفس؛ وإن كان هو أقوى ما في الباب كما قرره الأئمة كالبيهقي .. فلذلك احتجوا به!!
وما زلت أعتقد ما فيها صواباً غير ملزمٍ أحدا به.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 01:36]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل الله منك
3/ يزيد بن هارون
أخرجه أحمد في المسند وابن أبي شيبة في المصنف
وأخرجه البغوي في معجم الصحابة ثني جدي ثلاثتهم قالوا ثنا يزيد بن هارون نا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد به
ومن طريق البغوي أخرجه ابن عساكر في تاريخه
ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن الجوزي في التحقيق في مسائل الخلاف
4/ عبد الملك بن عمرو
أخرجه عبد بن حميد في المسند
أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة وفي الطب ثنا عبد الله بن جعفر ثنا أبو مسعود قالا ثنا أبو عامر العقدي ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ به
ومن طريق أبي نعيم أخرجه المزي في تهذيب الكمال والذهبي في السير
ومن طريق أبي نعيم أخرجهابن عساكر في تاريخ دمشق
والحديث يظهرلي أنه حسن و جيد الإسناد
أسأل الله أن يوفقني وإياكم دائما وأبدا للصواب
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 02:06]ـ
أمين جزاكم الله خيرا(/)
كناشة النوادر الحديثية ... فوائد من بين السطور؛ المـ100ـائة الأولى،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 04:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
وأنا أرتب مكتبتي، وقفت على الجزء الثالث من (كناشة النوادر) الخاصة بي، فإذا هو أكثر الأجزاء في الناحية الحديثية؛ بالنسبة لما قبله، وما بعده،،
فرأيت أن أستخرج منه مائة فائدة، وأضعها في هذا الموضع،،
ولا يخفى عليكم أيها الأماجد ...
أن الشيء الواحد ربما كان نادرة في حق إنسان، وهو نفسه مسلمة وبديهة في حق آخر ..
فمن هذا المنطلق؛ فأنا أنقل ما يعتبر بالنسبة لي نوادر وفوائد ..
وبالله أستعين:
1 - (وهم لابن حجر في تقريب التهذيب)
قال في التقريب ترجمة (73): " أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ... مات سنة تسع وسبعين".
قلت: بل وفاته سنة واحد وثمانين، والسنة التي ذكرها الحافظ سنة سماع الطبراني من الحوطي .. ذكر ذلك المزي، ثم الذهبي، ثم الحافظ نفسه في التهذيب.
2 - (وهم لابن حجر في تهذيب التهذيب)
قال في التهذيب ترجمة (95): "أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ... ولم يذكره البخاري في تاريخه وغيره".
قلت: بل هو من رجال التاريخ الكبير، وله هناك ترجمة حافلة، ولكن البخاري ذكره في عامر، وكأنه والله أعلم سبق لذهن الحافظ أنه سيذكره في الكنى فلم يجده ..
قال في التاريخ ترجمة (2949) - عامر بن عبد الله بن قيس هو أبو بردة بن أبى موسى الأشعري رضى الله عنه، قال أبو نعيم: مات سنة أربع ومائة، وقال عمرو بن على: عن أبى داود: عن سليمان بن معاذ: عن أبى إسحاق: كان أبو بردة على قضاء الكوفة، فعزله حجاج وجعل أخاه مكانه، سمع أباه وعليا وابن عمر رضى الله عنهم، قال على سمعت سفيان: قال عمر بن عبد العزيز ... إلخ.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 05:32]ـ
أكمل أخي , وفقك الله
ـ[ابن عدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
3 - (فائدة في تدليس التسوية)
من يقبل حديث مدلس التسوية منهم من يشترط أن يصرح المدلس بالتحديث في كل الطبقات التي فوقه ..
وهذا كثير في كلام المعاصرين، لكن هل رأيت في كتب أحد من المتقدمين التنصيص عليه ...
في الحقيقة أعياني البحث في كتب المصطلح وغيره، فلم أقف على شيء من ذلك حتى أوقفني عليه شيخي العلامة محدث الديار المصرية أبو إسحاق الحويني (أطال الله في العافية بقاءه)، فدلني على موضع، ووفقني الله عز وجل لموضعين آخرين؛ وهاك البيان:
أ. فائدة الشيخ حفظه الله:
قال الحافظ الإمام ابن حجر في فتح الباري (2/ 318):
" ... عن أبي هريرة مرفوعا إذا تشهد أحدكم فليقل فذكر نحوه ... وأخرجه أيضا من رواية الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بلفظ إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فذكره وصرح بالتحديث في جميع الإسناد".
قلت:
ب. وقال الحافظ الإمام ابن حجر في فتح الباري (110/ 12):
"حديث أنس في قصة العرنيين أورده من طريق الوليد بن مسلم عن الآوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة مصرحا فيه بالتحديث في جميعه فأمن فيه من التدليس والتسوية".
ج. وقال الحافظ الإمام ابن حجر في فتح الباري (206/ 12):
"تقدم في اللقطة من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة مصرحا بالتحديث في جميع السند ".
فهذا تنصيص من الحافظ في الفتح تكرر ثلاث مرات، وهذه فائدة تشد إليها الرحال،
والحمد لله المتفضل في الأولى والآخرة.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 05:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
4 - (راو لم يعرفه ابن عدي، والذهبي، وابن حجر).
قال ابن عدي في الكامل (167/ 1): " أحمد بن حازم (كذا وصوابه بالخاء المعجمة) أظنه مديني، ويقال: مزني معافري مصري، ليس بالمعروف يحدث عنه ابن لهيعة ويحدث أحمد هذا عن عمر بن دينار، وعبد الله بن دينار، وعطاء وابن المنكدر، وصفوان بن سليم بأحاديث عامتها مستقيمة ... "
وقال الذهبي في الميزان (95/ 1 - بيجاوي): " أحمد بن خازم المعافري صاحب ذاك الجزء الذي رواه عنه بن لهيعة لا يعرف ولكنها نسخة حسنة الحال لم يرو عنه سوى بن لهيعة مات شابا بمصر ولم أورده إلا لذكر بن عدي له وقال عامة أحاديثه مستقيمة".
ونقله ابن حجر في اللسان (165/ 1) ولم يزد عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لكن قد فات هؤلاء الحفاظ الثلاثة: (ابْن عَدِيٍّ، ثم الذهبي وابن حجر) ما ذكره الحميدي في جذوة المقتبس ترجمة (204)؛ قال: "أحمد بن خازم المعافري، بالخاء المعجمة، مصري انتقل إلى الأندلس ومات بها، حدث عن محمد بن المنكدر، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر، وعطاء، وصفوان بن سليم، وصالح مولى التوأمة، وعمرو بن شراحيل الغفاري، وقيل المعافري. روى عنه عبد الله بن لهيعة نسخة يرويها عن صالح مولى التوأمة، ومحمد بن عمر الواقدي.
ذكره أبو سعيد بن يونس وصدر به في المصريين، ثم قال: توفي بالأندلس، وفيها ولد.
وقال أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ: أحمد بن خازم، مذكور في المصريين وفي أهل الأندلس.
وأخرج له أبو الحسن الدار قطني حديثا في السنن نسبه فيه إلى الأندلس، أخبرنا به القاضي أبو الغنائم علي بن محمد ... الحديث.
وذكر أبو أحمد عبد الله بْن عَدِيٍّ الجرجاني مؤلف كتاب"الكامل في رجال الحديث"أحمد بن خازم فقال: أظنه مدينيا، قال: ويقال معافري، مصري ليس بالمعروف، يحدث بأحاديث عامتها مستقيمة؛ قال لي بعض الحفاظ وقد ذكر كلام ابْن عَدِيٍّ هذا متعجبا منه: ما أدري من أين وقع له الظن بأنه مدني، ولعله لما رآه يروي عن هؤلاء المذكورين، ظنه كذلك وليس كما ظن، وقد عرفه ابن يونس، وعبد الغني وغيرهما، أو كما قال.
قلت: قد استفدنا من هذا النقل عدة فوائد:
1 - تحقيق نسب هذا الراوي على وجه الصواب وهو ما لم يتمكن منه ابْن عَدِيٍّ، وإن كان الذهبي قد أشار إلى كونه مصريًّا؛ لكنه لم يعرج على كونه من المعدودين في أهل الأندلس كذلك.
2 - هذا الراوي ممن وقع في النسخ من الكامل وغيره اضطراب في كونه (ابن حازم) بالحاء المهملة، أو بالخاء المعجمة، فضبطه الحميدي بالخاء المعجمة، ومثله قال الحافظ في الإصابة: "أحمد بن خازم بالمعجمتين"
3 - وقد زادنا الحميدي في الرواة عنه: الواقدي وبهذا تكون قد انكشفت جهالة عينه، إذا ما انضاف الواقدي إلى ابن لهيعة الذي ذكره ابْن عَدِيٍّ ثم الذهبي وابن حجر.
وحاصل القول أن أحمد بن خازم قد انكشفت جهالة عينه، وبقيت جهالة حاله فإذا استفدنا من كلام ابْن عَدِيٍّ قوله: "عامة أحاديثه مستقيمة"، ومن الذهبي قوله: "نسختة حسنة الحال .. ولم أورده إلا لذكر بْن عَدِيٍّ له"- تبين لنا أن هذا الراوي لا ينزل عن أن يكون صدوقًا. لا سيما مع قول ابْن عَدِيٍّ المتقدم: "عامة أحاديثه مستقيمة". والله الموفق.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 06:57]ـ
5 - (شيخ للحاكم ليس له ترجمة في الكتب المشهورة)
أبو بكر الداربردي محمد بن أحمد بن محمد المروزي:
ذكر الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة حديث رقم (1838) ما يلي:
"أحبوا الفقراء وجالسوهم، وأحب العرب من قلبك وليردك عن الناس ما تعلم من قلبك ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم (4/ 332): أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي حدثنا .... إلخ
فقال الشيخ: على أني لم أعرف أبا بكر المروزي هذا
وأخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (64/ 1) حديث رقم (59) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن أبي نصر الدازبزي!! (كذا وصوابه الداربردي) بمرو .. إلخ
فلم يترجم له المحقق الفاضل د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي، مع أنه على شرطه في ترجمة رواة الكتاب، وقد ترجم لمن بعده.
وأخرج البيهقي في الشعب (162/ 2) حديث رقم (655) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر الداربردي محمد بن أحمد بن محمد بمرو ... إلخ.
فعلق د. عبد العلي عبد الحميد حامد على ذلك بقوله: أبو بكر الداربردي محمد بن أحمد بن محمد، لم أجد له ترجمة.
وتكرر ذكره في الجزء الذي حقق بإشراف مختار أحمد الندوي، في الحديث رقم (5615) (143/ 8)، فقال: أبو بكر بن أبي نصر الداربردي لم نجد له ترجمة ..
قلت:
قال الحاكم رحمه الله:
وأما شيخنا أبو بكر بن أبي نصر فإني رحلت إلى مرو وأول ما دخلتها سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وليس بها من يقدم عليه في الصدق والعدالة، وكان من مزكيها.
وسمعت أبا عبد الرحمن محمد بن بن مأمون الحافظ؛ وشكوت إليه عسرًا في أبي العباس المحبوبي، فقال:
ينبغي أن تغتنم السماع من أبي بكر بن أبي نصر، وليس في مدينتنا هذه أورع منه ولا أقدم ثروة، ولا أصدق لهجة منه.
ذكرها العلامة مقبل الوادعي في رجال الحاكم في المستدرك (ج2/ص 405 - 406)، نقلًا عن أسئلة مسعود السجزي (ص: 241) بتحقيق د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر.
وهذه الفائدة، والتي قبلها، والتي تليها قد أدرجتها جميعًا في كتابي " القول المعتمد في كشف حال من لم يعرف من الرواة في سند " تحت الباب الثالث.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 07:27]ـ
تنبيه هام
الداربردي، هذه النسبة لا وجود لها في كتب الأنساب ولا البلدان، فتستدرك عليها .. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 02:03]ـ
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
موضوع رائع يا أخ محمود، أكمل أحسن الله إليك.
1 - (وهم لابن حجر في تقريب التهذيب)
قال في التقريب ترجمة (73): " أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ... مات سنة تسع وسبعين".
قلت: بل وفاته سنة واحد وثمانين، والسنة التي ذكرها الحافظ سنة سماع الطبراني من الحوطي .. ذكر ذلك المزي، ثم الذهبي، ثم الحافظ نفسه في التهذيب.
هذا غير كاف في الحكم بالخطأ على ما ذهب إليه الحافظ رحمه الله، فقد يكون مات في نفس السنة التي سمع منه الطبراني، فالأمر يحتاج إلى قرائن أخرى للترجيح، أحسن الله إليك.
ـ[أبوعبيدة المصري]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 03:28]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
و فيما يتعلق بالفائدة الثالثة:
قال ابن حجر - في نكته على مقدمة ابن الصلاح -: " فإذا روى البخاري - مثلا - عن علي بن المديني , عن سفيان بن عيينة , عن الزهري حديثا , و رواه الإسماعيلي - مثلا - عن بعض مشايخه , عن الحكم بن موسى , عن الوليد بن مسلم , عن الأوزاعي , عن الزهري , و اشتمل حديث الإوزاعي على زيادة على حديث ابن عيينة , توقف الحكم بصحتها على تصريح الوليد بسماعه من الأوزاعي , و سماع الأوزاعي من الزهري , لأن الوليد بن مسلم من المدلسين على شيوخه و على شيوخ شيوخه , و كذا يتوقف على ثبوت صفات الصحيح لشيخ الإسماعيلي. " (1 - 179) طبعة طارق بن عوض الله
هذا موضع اخر تكلم فيه ابن حجر رحمه الله على هذه المسألة
و هذا الموضع أهم من الثلاثة مواضع التي ذكرتها حفظك الله , لأن ابن حجر رحمه الله تطلب التصريح بين الوليد و شيخه , و بين شيخه و شيخ شيخه فقط
و علل هذا بمعرفة نوع تدليس الوليد , و أنه يدلس على شيوخه و على شيوخ شيوخه
و كأنه رحمه الله يتطلب التصريح , بحسب نوع تدليس هذا الذي يتعاطى هذا النوع , و الله أعلم
و كأن جميع من تأخر , أخذ هذا عنه رحمه الله , و لا أعلم من تكلم في هذه المسألة غيره
جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 04:01]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن عدي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 06:23]ـ
6 - (توثيق نص في الجرح والتعديل من مصدره الأصلي)
من عبارات الثناء التي قيلت في الإمام الحافظ ابن حبان، قول الخطيب البغدادي: "وكان ثقة ثبتًا فاضلًا فهمًا".
وهذه العبارة تناقلها أهل العلم في كتبهم معزوة للخطيب، فممن تناقلها:
ابن عساكر في تاريخه (252/ 52)، والذهبي في السير (94/ 16)، وفي تذكرة الحفاظ (921/ 3)، والسبكي في طبقاته الكبرى (132/ 3)، وابن بلبان في مقدمة ترتيبه لصحيح ابن حبان (99/ 1)، والسخاوي في فتح المغيث (61/ 1) وغيرهم.
والعزو للخطيب عند الإطلاق يفيد أنه في التاريخ، ومن ثم فإن كل من حقق كتابًا من هذه الكتب أعلاه بحث في تاريخ بغداد عن هذه الكلمة فلم يجدها ....
فمنهم من سكت، ومنهم من صرح بعدم الوجدان، فقال الأرناؤوط في تعليقه على صحيح ابن حبان (99/ 1): "لكن لم أظفر بترجمته في المطبوع من تاريخ بغداد"، وسكت في تعليقه على السير،
وسبقه العلامة شاكر إلى ذلك النفي في تعليقه على صحيح ابن حبان، وتبعه العلامة د. عبد الكريم الخضير على النفي المذكور في تعليقه على فتح المغيث (61/ 1) قائلًا: " لعل هذا النقل فيما لم يطبع من تاريخ الخطيب، كما استظهره الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على صحيح ابن حبان (54/ 1)، ... ".
قلت:
هذا الذي قاله الخطيب في ابن حبان ليس في التاريخ كما ظنه الأفاضل المذكورون، وإنما هو في كتابه " تلخيص المتشابه" (109/ 1) في التفريق بين (حبان بالفتح والضم والكسر)، فقال:
" وأما الثالث - بكسر الحاء - فهو: محمد بن حبان بن أحمد، أبو حاتم التميمي البستي ... وكان ثقة ثبتًا فاضلًا فهمًا".
فهذا موضع النص الأصلي والحمد لله على توفيقه.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 06:25]ـ
ملحوظة هامة:
أعتذر عن التجاوب مع إخواني (الشاكر والمنتقد) إلا بعد الفائدة العاشرة، فرجاء المسامحة لحينه.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 06:54]ـ
7 - (ملحظان على تخريج حديث في السلسلة الضعيفة)
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تحت الحديث رقم 6106 - (مَا وُجِدَ مِنْ نَاقِصِ الدِّينِ وَالْرَأْي أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ ذَوِي الأَمْرِ .... إلخ).
منكر بهذا اللفظ.
أخرجه الحاكم (2/ 190) فقال: ... وأخبرنا عبد الله بن
محمد بن موسى العدل - واللفظ له -: ثنا محمد بن أيوب: ... إلخ
قال الشيخ: " .... وفي الإسناد علة أخرى؛ وهي تنحصر في: شيخ الحاكم؛ فإني لم أعرفه،
أو: محمد بن أيوب؛ فلم أعرفه أيضاً، وبهذا الاسم والنسبة جمع فيهم الثقة والضعيف، ولا أدري إذا كان هذا أحدهم ".
قلت:
1 - شيخ الحاكم هو: عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب العدل الكعبي، النيسابوري.
ترجم له الذهبي في سير النبلاء (530/ 15) فقال: " .. المحدث العالم الصادق ... روى عنه: الحاكم، .... ذكره الحاكم، فقال: محدث كثير الرحلة والسماع، صحيح السماع، توفي سنة تسع وأربعين وثلاث مئة".
2 - محمد بن أيوب هو: محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلي الإمام الحافظ المتفق على جلالته له ترجمات كثيرة منها في تذكرة الحفاظ (643/ 2)
يروي عنه الكعبي كثيرًا، وقد صرح الحاكم باسمه تحت الحديث (1889) وهو من رواية الكعبي عنه.
فزالت هذه العلة بالكلية ... والحمد لله على توفيقه.
والبقية تأتي بإذن الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحجار]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 05:43]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا ابن عدي، وهكذا فلتكن المشاركات التي نتعلم منها ونستفيد، بارك الله لكم في جهدكم، وجعله في ميزان حسناتكم، وزادنا الله من علمكم. تلميذكم الحجار
ـ[بن بدرالدين]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 10:30]ـ
جزاك الله أخي الشيخ ابن عدي
موضوع في منتهى الأهمية والفائدة , لا يقدر عليه إلا أمثالك.
حفظك الله ورعاك وزادك من فضله.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:29]ـ
8 - (راو ضعيف فات الميزان، واللسان، وذيله للشريف العوني)
أخرج الطبراني في معجميه الصغير (186) والأوسط (7231) حديثًا من طريق إبراهيم بن سلم بن رشيد الهجيمي البصري: ثنا عبد العزيز بن قيس .... إلخ.
قلت: إبراهيم هذا ليس له ترجمة في أي كتاب من كتب التراجم؛ لا من كتب الثقات ولا الضعفاء ..
على أنه من شرط الميزان ثم اللسان ثم ذيل لسان الميزان للشريف العوني ... ومع ذلك لم يرد في شيء منها ... وهاك البيان:
هذا الحديث المذكور في معجمي الطبراني، ذكره المنذري في الترغيب (278/ 2)، وقال عقبه:
" وفي إسناده إبراهيم بن سالم بن شبل الهجعي لا أعرفه بجرح ولا عدالة".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد - (10/ 252):
"رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمي ولم أعرفه".
وذكر الحديث السخاوي في (القول البديع ص: 110)، وعقب عليه بقوله:
" إبراهيم بن سالم بن شبل الهجمي، قال المنذري: لا أعرفه بعدالة ولا جرح،
وقال الهيثمي نحوه ".
قلت: فهذا إقرار من السخاوي لكلامهما، وهؤلاء الحفاظ الثلاثة قد جعلوه من جملة المجاهيل، فلذا اعتبرته ممن فات على الذهبي ثم ابن حجر ثم العوني .. والله الموفق.
فائدة: قد أدرجت هذا الرجل في تذييلي على الميزان واللسان، وهو أول من استدركته، وقد وتجاوز رجال الذيل بحمد الله ( ... ) راو.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 03:52]ـ
9 - (شروط العمل بالضعيف - عند من يعمل به - ليست ثلاثة شروط)
الشائع في كتب المصطلح، والدراسات الحديثية؛ أن شروط العمل بالضعيف - عند من يعمل به - ثلاثة شروط، وبالتتبع وقفت على أنها أكثر من ذلك، وأنها يذكُر بعضَها بعضُ العلماء، وبعضُهم يذكر البعضَ الآخر، فدونك الشروط من مصادرها:
1 - كونه في الفضائل ونحوها خاصة، نص عليه ابن الصلاح والنووي، قال السيوطي في التدريب (298/ 1): " تنبيه: لم يذكر ابن الصلاح والمصنف - يعني النووي - هنا وفي سائر كتبه لما ذكر - يعني جواز العمل بالضعيف - سوى هذا الشرط وهو: كونه في الفضائل ونحوها"، واقتصر السخاوي في فتح المغيث (154/ 2) على أن النووي حكى في عدة من تصانيفه إجماع أهل الحديث عليه.
قلت: وسيأتي أيضًا في عبارة الزركشي ما يفيده.
2 - أن لا يكون الضعف شديدًا، نص عليه الحافظ ابن حجر، ونقله عنه السخاوي في فتح المغيث (154/ 2)، والسيوطي في التدريب (298/ 1) وعزا نقل الاتفاق عليه للعلائي، بقوله: "وذكر شيخ الإسلام - يعني ابن حجر - له ثلاثة شروط: أحدها أن يكون الضعف غير شديد فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه نقل العلائي الاتفاق عليه".
3 - أن يندرج تحت اصل معمول به، نقله الزركشي في نكته على ابن الصلاح (310/ 2) عن ابن دقيق العيد، فقال: "حيث قلنا بالجواز في الفضائل، شرط الشيخ أبو الفتح القشيري في شرح الإلمام أن يكون له أصل شاهد لذلك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية فأما في غير ذلك فلا يحتج به".
وقد نص عليه أيضًا الحافظ ابن حجر، ونقله عنه السيوطي في التدريب (299/ 1)، والسخاوي في فتح المغيث (154/ 2)، وقد قيد السخاوي هذا الشرط بقيد آخر فقال: " وكان مندرجًا تحت أصل عام، حيث لم يقم على المنع منه دليل أخص من ذلك العموم".
قلت: وعلى هذا القيد بنى الألباني الشرط التالي:
4 - أن لا يعارض الضعيف حديثًا صحيحًا، قال الألباني في الثمر المستطاب (217/ 1): "هذا الحديث الضعيف معارض لعموم الحديث الصحيح .... فمثله لا يجوز العمل به عند من يقول بجواز العمل بالحديث الضعيف".
5 - أن يعتقد العاملُ كونَ ذلك الحديث ضعيفاً، ولا يعتقد عند العمل به ثبوته.
6 - أن لا يُشهر العامل بالضعيف ذلك الضعيف بين الناس.
نقل اشتراط أولهما عن الحافظ ابن حجر السخاوي (154/ 2)، والسيوطي (299/ 1) ونصه: "أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط ".
وقد نص عليهما الحافظ ابن حجر في تبيين العجب (ص:23)، وأن معنى ذلك صرح به الأستاذ أبو محمد ابن عبد السلام وغيره، فقال: "وينبغي مع ذلك اشتراطُ أن يعتقد العاملُ كونَ ذلك الحديث ضعيفاً، وأن لا يُشهر ذلك ... وقد صرّح بمعنى ذلك الأستاذ أبو محمد بن عبد السلام وغيره".
وتبعه في اشتراطهما الألباني في تمام المنة (ص:36).
فائدة: هذا الغير الذي أشار إليه الحافظ؛ هو ابن دقيق العيد، صرح به السيوطي في تدريبه (299/ 1).
تنبيه: عزا السيوطي لابن حجر نقله للشرطين الثالث والخامس عن ابن عبد السلام، وابن دقيق العيد، وليس كذلك إنما نقل عنهما الشرطين الخامس والسادس، وأما الشرط الثالث فقد وقع في كلام ابن دقيق فقط، كما سبق، ولم يحك الحافظ نقله عنه ولا عن غيره. والله الموفق.
7 - أن لا يخلو الضعيف عن متابع مساو له أو أعلى منه، نص عليه الزركشي فقال: "الضعيف مردود ما لم ... تتعدد طرقه ولم يكن المتابع منحطا عنه" نقله عنه السيوطي في تدريبه: (299/ 1)، وقال إنها عبارته.
قلت: وهذا الشرط الأخير، معتبر فيما لم يصر بمتابعاته حسنًا، وكأنه والله أعلم فيما كان عريًا عن الشرط الثالث.
هذا ما عندي الآن .. والله أعلم.
والبقية تأتي بإذن الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عدي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 09:12]ـ
10 - (راو انقلب على المناوي)
أخرج الطبراني في المعجم الكبير (40/ 12)، حديث رقم (12411):
- حدثنا عبد اللَّهِ بن أَحْمَدَ بن حَنْبَلٍ ثنا محمد بن خَالِدِ بن عبد اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ... إلخ.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم: (1176)، فقعلق عليه المناوي بقوله: "قال الهيثمي: فيه خالد بن محمد الطحان وهو ضعيف. اهـ" فيض القدير (2/ 2).
وكما ترى فقد انقلب الاسم على المناوي، فلم يقف على حقيقة حال الراوي، ولم يعلم أنه أحد رجال ابن ماجة، وله ترجمة حافلة، في تهذيب الكمال، وفروعه، والميزان؛ حاصلها أنه كذاب ساقط.
والمناوي بين يديه ميزان الاعتدال، لا يكاد يترك الكلام في رجل ما دام في الميزان، فهو عمدته في الرواة، لكن لما انقلب عليه الاسم لم يفطن له.
قلت: ثم إن العجب ليس عندي من المناوي، إنما العجب من الغماري في مداويه؛ إذ لم يتعقب المناوي في هذا الحديث، مع أن المناوي ذهب لتقوية الحديث بشواهده، لوقوفه في تضعيف الراوي على كلام الهيثمي فحسب، والغماري يتعقبه فيما هو أدنى من ذلك بكثير، بل يتعقبه فيما لا يقتضي التعقب ...
لكن يبدو أنه ركن لكلام المناوي ولم يراجع ترجمة الراوي بنفسه، ولذا سكت ... والله أعلم.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيك أخي ابن عدي ونفع بك، فوائد قيمة جداً.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 03:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعد أن منّ الله تعالى علي بذكر هذه الفوائد العشر، فقد وجب علي أن أكتب ردًا على عبارات الثناء التي تفضل علي بها إخواني، وأنا لست أهلًا لها ...
وأعتذر لتأخر الرد؛ فقد كنت آليت على نفسي أن لا أرد قبل تمام الفوائد العشر، وها أنا أكتب الرد على ترتيب المشاركات:
- الشهم الكريم أبو حاتم بن عاشور، لي كل الشرف بمرورك العطر،،
ودائمًا أنت إلى جواري في مواضعي، وأنا أشعر بك، ولو لم تكتب .. إي والله.
بارك الله فيك، ولا حرمني من أمثالك من المخلصين،،
- أخي الأكبر، وشيخي الأول علي أحمد عبد الباقي شكرًا شيخي لمرورك الكريم ..
وبالنسبة لمناقشتك، فسوف أفرد لها مشاركة مستقلة.
بارك الله في جهودك، ونفع الله بك،،
- أخي الحبيب الفاضل أبا عبيدة المصري!!
أشكرك لمرورك العطر ... وبالنسبة لمناقشتك، فسوف أفرد لها مشاركة مستقلة.
شاكرًا لمشاركتك النافعة،،
- أخي الحبيب أبا عبد الرحمن الجزائري،،
ممنون لمرورك الكريم، وشاكر لدعواتك الطيبة،،
- شيخي الحبيب د. الحجار!!
أخجلتني والله بلطفك الزائد، وكلماتك التي هي أنفس من الخرائد، وأنفع من العوائد، وأملح من الفرائد ... فلا أدري ماذا أقول،،
جعلتني أرسف في قيد العي، بروعة لفظك الزكي، وبهاء أسلوبك العبقري ...
فلك مني وافر الشكر، وجميل الذكر ...
- أخي الغالي الكريم ابن بدرالدين
هذا الكلام كبير جدًا جدًا على حجمي الصغير جدًا جدًا،،
والله يا أخي لا أقول ذلك تواضعًا ولا شيئًا من ذلك ... بل اعترافًا بالحقيقة،،
لكنه إنما خرج من قلبك الطاهر لأخيك؛ من حسن ظنك به ..
فلك من خالص الود
- أخي الحبيب ضيدان بن عبد الرحمن اليامي،،
سعدت كثيرًا بمرورك، وشكرًا لثنائك الذي أخجلني،،
بارك الله فيك، ونفعني وإياك بالعلم والعمل،،
شكرًا لكم جميعًا .. ودمتم بحفظ الله وأمنه،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 09:20]ـ
11 - (عدة أوهام في وفاة الجندي صاحب "فضائل المدينة"؛ منها ... ).
المفضل بن محمد بن إبراهيم أبو سعيد الجندي، ترجمته في العديد من المراجع؛ كـ (سير أعلام النبلاء 257/ 14، والعبر /137/ 2، وتذكرة الحفاظ 756/ 2، وتاريخ الإسلام (139/ 7 - بشار)، ولسان الميزان 140/ 8، وغاية النهاية 307/ 2) كلهم اتفقوا على أنه مات في سنة ثمان وثلاثمائة 308هـ، وقد نقل الذهبي وحده ذكر تأريخ وفاته - في السير - عن أبي القاسم بن مندة، كما زاد ابن حجر وابن الجزري تحديد مكان وفاته بمكة، وزاد ابن الجزري أنه في جمادى الأولى.
ومع ذلك كله فقد شذ السمعاني في الأنساب 321/ 3 فقال: "ومات بعد سنة عشر وثلاثمائة".
كذا قال، فتعقبه الحافظ في اللسان فقال: "وهذا وهم منه".
قلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
والعجيب أن العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني لم يعلق على هذا القول من السمعاني 321/ 3 بشيئ، وكذا محمد بن عبد الرحمن المرعشلي في طبعة الأنساب التي بعنايته 437/ 1 والتي صدرت عن دار إحياء التراث.
وأعجب منه أن د. بشار عواد لما ذكر الجندي، في مقدمة تحقيقه لذيل ابن الدبيثي على تاريخ مدينة السلام31/ 1 علق عليه بما يلي: " توفي سنة 310هـ (الإعلان بالتوبيخ 642) ".
قلت:
فهو بهذا العزو يحيل الكلام على السخاوي، فرجعت للإعلان، فما وجدت السخاوي قال ذلك؛ إنما هو مما علقه المحقق المستشرق "فرانز روزنثال" في الهامش، وأحال على الأنساب ص: 137، يعني من مخطوطة المتحف البريطاني، والتي نشرها مرجليوث، وهي بين يدي وأنا أكتب هذه السطور والمنقول عن السمعاني يقع في 138/أ منها.
فهذا الخطأ من بشار خطأ مركب، فهو لم يراجع مرجعًا معتبرًا، وإنما اعتمد على معلومة أثبتها المستشرق في هامش تحقيقه ...
ثم هو الذي حقق تاريخ الإسلام للذهبي، وفي الموضع المذكور آنفًا من نسخته هو، تأريخ وفيات الجندي على الصواب .. لكن يبدو أنه لم ينشط للمراجعة.
قلت:
وأبعد من كل ذلك في الخطأ؛ ما ذكره بهاء الدين الجندي في السلوك في طبقات العلماء والملوك حيث ترجم له مرتين، الأولى في أبناء المئة الثالثة (148/ 1)، والثانية في الرابعة (216/ 1) وقال: (المقدم ذكره، لأنه كان موجودا في آخر المئة الثالثة وصدر الرابعة وذلك سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، ولأجل وجوده في آخر المئة الثالثة وعدم تحقيقي بوجوده في المئة الرابعة ذكرته أولا، ثم رأيت بخط الفقيه ابن أبى ميسرة ما يحقق وجوده بالتاريخ الذى ذكرته آنفا).
قلت:
وثمة خطأ آخر في تاريخ وفاة الجندي؛ وهو ما وقع لإسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين 4/ 16 حيث قال: المفضل بن محمد بن .... المتوفى سنة 300 ثلاثمائة.
فهذا التخليط كله مخالف لما ذكرناه في مطلع الترجمة مما ثبت في المراجع المعتبرة ... والله الموفق،،
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[23 - May-2010, صباحاً 06:19]ـ
12 - (فائدة في التدليس في غير مظانها)
فائدة عزيزة المنال: قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (500/ 1) ترجمة (502 - مكرر): " أحمد بن عبد الله وقيل ... وقال ابن الجوزي في الموضوعات: دلسه المفضل بن محمد الجندي، فقال: عبد الرحمن بن محمد والمعروف أنه أحمد بن عبد الله، كذا قال .. ".
قلت:
المفضل الجندي المذكور في الفائدة السابقة لهذه مباشرة، ولم أر - مع كثرة المراجع التي طالعت ترجمته فيها، ومنها ما سبق أعلاه - من ذكره بالتدليس.
وهو على قول ابن الجوزي هذا يكون قد دلس تدليس الشيوخ، لكن ...
قد طالعت عدة نسخ من موضوعات ابن الجوزي، عند هذا الحديث (ورقمه: 777)، ولم أظفر بالنقل المذكور، إنما فيها (420/ 1 - النسخة السلفية)، (224/ 2 - نسخة أضواء السلف)، "وأما ابن أخت عبد الرزاق فما نعرف أن اسمه إلا أحمد بن عبد الله".
ولا هو في تلخيص الموضوعات للذهبي (ص:131 - العلمية)، ويبدو لي أنه ساقط من طبعة الرشد.
وما هو عند السيوطي في اللآلئ (364/ 1).
فلا أدري أين ظفر الحافظ بالنقل المذكور ... فلو صح، فيضاف الجندي لكتب التدليس، ولو للمباحثة ... والله الموفق.
والبقية تأتي بإذن الله،،
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 07:30]ـ
في انتِظار المزيد شيخَنا المِفضَال.
ـ[ابن عدي]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 06:43]ـ
في انتِظار المزيد شيخَنا المِفضَال.
بارك الله فيك أخي الحبيب،،
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال،،
ـ[ابن عدي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 07:31]ـ
13 - (فائدة تشد إليها الرحال، وتسوي بدرة مال)
من شيوخ الطبراني المشهورين:
أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان أبو العباس الرقي المصري،
وقد روى عنه عدد من الثقات غير الطبراني، وأكثر عنه الطبراني في معاجمه الثلاثة، وقال ابن أبي يعلى (في طبقات الحنابلة 84/ 1): أحمد من روى عن إمامنا أحمد، ولم يزد على ذلك، وأرخ الذهبي وفاته في تاريخ الإسلام (88/ 22) بقوله: "توفي في ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين".
وليس في هذا الراوي أكثر مما ذكر سوى ...
قول حافظ الوقت (محمد ناصر الدين الألباني؛ برد الله مضجعه): في السلسلة الصحيحة (303/ 6): "فالأسناد جيد، وإن كنت لم أجد من ترجم أحمد بن يحيى الرقي؛ فإن الظاهر من كلام الطبراني أنه لم يتفرد به. ثم هو من شيوخه المكثرين، فقد روى له نحو ثمانين حديثًا (78 - 160) ".
وعلق في الهامش بذكر ما سبق عن طبقات الحنابلة.
وقال في الإرواء: (194/ 4) " أحمد بن يحيى الرقي، لم أجد له الآن ترجمة".
وأما صاحبنا أبو الطيب المنصوري فقد نقل قول الألباني في الصحيحة بمعناه بعد أن ذكر للرقي ثمانية مراجع لم يظفر فيها بكلمة جرح أو تعديل، ثم بنى أبو الحسن السليماني تلخيصه للحكم على الراوي على كلام الألباني فقال (إرشاد القاصي 193 - 194):
" قلت: (صدوق) لأنه مشهور مكثر ولم يطعن فيه."
قلت: قد وقفنا بحمد الله على نص صريح بأنه ثقة، و"إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" كما في المثل العربي ...
قال الحافظ العراقي في ذيل الميزان (150) [في ترجمة أيمن بن أبي خلف]: " أحمد بن يحيى الرقي، وثقه أبو نصر هبة الله بن معاذ السجزي".
وقد ارتضى العراقي هذا الحكم، فقال عن سند الحديث الذي فيه الرقي: " ليس فيه محل نظر ... إلخ". والله الموفق لا رب سواه.
تنبيه هام لخص الحافظ رحمه الله هذه الترجمة في لسان الميزان فأسقط منها هذه الفائدة العظيمة.
والبقية تأتي بإذن الله،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 08:45]ـ
من أجمل ما قرأت في الفوائد بارك الله فيك، استمر
ـ[ابن عدي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:01]ـ
من أجمل ما قرأت في الفوائد بارك الله فيك، استمر
شكرًا للطفك أخي الحبيب!!
ومديحك من طيب أصلك،،
دمت بحفظ الله،،(/)
أريد إجابه
ـ[عمر الأمين]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 03:34]ـ
اربعه يعذبون فى النار العذاب الاليم فماذا فعلوا؟؟
انها اشياء بسيطه للغايه فانظر كيف يعذبون يوم القيامه:
الاول: ياتى يوم القيامه و هو فى تابوت من نار وهو يعذب فى النار
الثانى: ياتى يوم القيامه وامعاءه تنزل من دبره
الثالث: ياتى يوم القيامه ويسيل الدماء من فمه بغزاره
الرابع: ياتى يوم القيامه ولحمه يتناثر من جسده فيمد يده وياكل منه
فانظروا ماذا فعلوا ..
الاول / هو الذى ياكل اموال الناس بالباطل ويستدين فلا يسد دينه ...........
كان ((رسول الله صلى الله عليه وسلم)) قبل ان يصلى على الميت يسال اهله: هل كان عليه دين فاذا كان عليه دين لايصلى عليه رسول الله
اما من ياكل اموال الناس وياكل مال اليتامى فيوضع فى النار فى تابوت من النار ...
الثانى / هو الذى لا يستبرىء من بوله فاذا دخل الى الخلاء ويتبول لا يستبرىء من بوله ومن يتبول وهو واقف مثل الحيوانات فيتناثر رذاذ من البول على جسه وثوبه فيصبح غير طاهر فلا تصح له صلاه فتلعنه الملائكه فياتى يوم القيامه وامعاءه واحشائه من دبره فى النار امام الخلق ...
الثالث / هو الذى عنما قابل احد فى اى مكان فيبيح بما يحدث بينه وبين زوجته ومثلها الزوجه التى تبيح ما يحدث بينها وبين زوجها فيوم القيامه يسيل الدماء والقيح من فمهما ....
الرابع / وهو الذى يسير بين الناس بالنميمه والبغضاء فبيسير بين العدو والحبيب ويشيع البغضاء والعداوه بينهم او من ياتى بسيره الناس فيتكلم عن هذا وذاك من الاحسن ان تترك الخلق للخالق فياتى يوم القيامه وهو ياكل من جسده ويمضغ لحمه فى النار ...
انتشر هذا الحديث في الاونه الاخيره بشك كبير
أريد أن اتحقق من صحته
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 11:17]ـ
هذا ليس حديثا، و لايجوز نشره بهذه الصيغة، على أنه من حديث النبي صلى الله عليه و سلم:
و هناك أحاديث صحيحة، تغني عن هذا الذي لا زمام له ولا خطام، الملفق من عدة أحاديث:
فأما النميمة وعدم الاستتارمن البول:
فروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ (عليه الصلاة والسلام) عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، ثم قال بلى، إنه لكبير، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، قَالَ: فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا. (و هذا حديث في أعلى مراتب الصحة)
وبالنسبة لافشاء اسرار الزوجية:
أخرج الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها {أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال لعل رجلا يقول ما فعل بأهله , ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها , فأرم القوم أي بفتح الراء وتشديد الميم أي سكتوا من خوف ونحوه , فقلت أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال لا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون}.
أخرج مسلم وأبو داود وغيرهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه}. وفي رواية {إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها}
و بالنسبة لأمر من مات و عليه دين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدين ليس مانعاً من الصلاة على الميت، بل تجب الصلاة على المدين، ولا فرق بينه وبين غيره في وجوب الصلاة عليه، وانما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه زجراً عن المماطلة والتقصير في الأداء وتحذيراً من التقحم في الدين، قال في تحفة الاحوذي عند شرح ما رواه الترمذي وغيره من: ان النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل ليصلي عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا على صاحبكم فإن عليه دينا: قال أبو قتادة: هو عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالوفاء، قال: بالوفاء، فصلى عليه. وهو حديث صحيح.
قال القاضي وغيره: امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المديون اما للتحذير عن الدين والزجر عن المماطلة والتقصير في الأداء، أو كراهة ان يوقف دعاءه بسبب ما عليه من حقوق الناس ومظالمهم. وقال القاضي ابن العربي: وامتناعه من الصلاة لمن ترك عليه ديناً تحذيراً عن التقحم في الديون لئلا تضيع أموال الناس، كما ترك الصلاة على العصاة زجراً عنها حتى يجتنب خوفاً من العار ومن حرمان صلاة الإمام وخيار المسلمين.
وقيل: ان الحديث منسوخ بحديث آخر وهو كما في رواية الترمذي عن أبي هريرة: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتي بالرجل المتوفى عليه الدين فيقول: هل ترك لدينه من قضاء، فإن حدث انه ترك وفاء صلى عليه، والا قال للمسلمين: صلوا على صاحبكم. فلما فتح الله عليه الفتوح قام فقال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي من المسلمين فترك ديناً علي قضاؤه، ومن ترك مالاً فهو لورثته».
قال المنذري في الترغيب: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لا يصلي على المدين ثم نسخ ذلك، وفي سنن أبي داود عن أبي موسى الاشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «إن أعظم الذنوب عند الله ان يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها ان يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء». قال في عون المعبود عند شرح هذا الحديث: فعل الكبائر عصيان الله تعالى واخذ الدين ليس بعصيان، بل الاقتراض والتزام الدين جائز، وانما شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على من مات وعليه دين ولم يترك ما يقضي دينه كيلا تضيع حقوق الناس. هذا محمول على ما اذا قصر في الوفاء أو استدان لمعصية، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «من اخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد اتلافها أتلفه الله» رواه البخاري. وقال الحافظ ابن حجر: وفيه الترغيب في تحسين النية، والترهيب من ضد ذلك، وان مدار الاعمال عليها، وفيه الترغيب في الدين لمن ينوي الوفاء.
و الله أعلم
ـ[عمر الأمين]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 02:21]ـ
جزاك الله خيراعلى ماقدمت ونفع الله بعلمك
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 02:35]ـ
و اياكم اخي الكريم .... آمين(/)
هل في هذا لإسناد تصحيف؟ أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 06:33]ـ
المعجم الكبير للطبراني 20/ 405
966 -
حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى (ح)
وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال قالا ثنا حماد بن سلمة (ح)
وحدثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عاصم بن بهدلة و حماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن المغيرة: أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى سباطة بني فلان ففحج رجليه فبال قائما
هل أبو بكر بن أبي شيبة له رواية عن عاصم بن بهدلة و حماد بن أبي سليمان؟ أم أن هذا تصحيف؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 11:42]ـ
بل ولا يعرف لسعيد بن سليمان بن كنانة رواية عن ابن أبي شيبة ..
والأظهر أن قوله: (وحدثنا محمد بن الفضل السقطي، ثنا سعيد بن سليمان، ثناأبو بكر بن أبي شيبة) مقحمة ليست من أصل السند.
ودليله: أن هذا الحديث من هذا الوجه لا يرويه إلا حماد بن سلمة؛ ولما ذكر الإمام الطبراني روايتيه لهذا الوجه؛ وهما رواية (أسد بن موسى) و (الحجاج بن منهال) قال بعدها: (قالا) بالتثنية .. وهما لا يرويان إلا عن حماد بن سلمة هذا الوجه .. فكان ذكر ما سبق بيانه إقحام في السند ليس منه. والله تعالى أعلم(/)
سماع مجاهد من جابر رضي الله عنه؟
ـ[أبوأروى]ــــــــ[23 - Apr-2010, مساء 10:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
الإخوة الفضلاء: إشكال أرجو تبييه غاية البيان.
أفاض أهل العلم في سماع مجاهد من عائشة رضي الله عنها , وخلافهم في ذلك مشهور , ولكني لما قرأت كلام أهل العلم في سماعه من جابر , لم أجد من تكلم فيه كلاما واضحا , إلا إشارات أذكرها:
أ- نقل عن البرديجي قوله " وأحاديث مجاهد عن جابر ليس لها ضوء , إنما هي من حديث ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد , ومن حديث ليث بن أبي سليم عنه " جامع التحصيل ص273.
وقد أفاد كذلك بأن الذي يصح من سماعه عن الصحابة: ابن عباس وابن عمر , وأبي هريرة على خلاف , ونفى سماعه من أبي سعيد , وعائشة , "
ب- ونُقل عن القطان قوله " وكانوا يرون أن مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر " تحفة التحصيل ص295
ج- ولم يذكر البخاري سماع مجاهد إلا من ابن عمر وابن عباس وعلي - التاريخ الكبير 7/ 411.
د- وفي العلل لابن المديني " أن مجاهدا سمع من عائشة , وابن عباس , وابن عمر , وأبي هريرة, وعبد الله بن عمرو , وعبد الله بن السائب " تحفة التحصيل ص295
هـ- وذكر ابن أبي حاتم سماعات مجاهد فقال " روى عن ابن عمر , وابن عباس , وجابر, وأبى هريرة , وأبى سعيد الخدري , وأبى ريحانة. وروى عن عائشة مرسل , ولم يسمع منها " الجرح والتعديل 8/ 319
مما تقدم يتضح أن هناك من نفى سماع مجاهد من جابر صراحة , وهو قول القطان والبرديجي.
وهناك من صحح سماع مجاهد من عدد من الصحابة ولم يذكر جابرا , كما هو قول ابن المديني , والبخاري
وهناك من يفهم من قوله إثبات السماع , وهو قول ابن أبي حاتم.
وقد استعرضت الصحيحين - عن طريق برامج الحاسوب - فلم أجد لمجاهد رواية عن جابر , سواء كانت بواسطة أو من دون واسطة.
واستعرضت السنن الأربعة مع سنن البيهقي الكبير لأرى صحة قول البرديجي أنها من طريق أبان بن صالح أو ليث بن أبي سليم:
فوجدت أن الرواة عن مجاهد عن جابر ثلاثة /
1 - أبو يحيى القتات- وهو ضعيف- (حديث مفتاح الجنة الصلاة و مفتاح الصلاة الوضوء) الترمذي.
2 - ابن أبي نجيح - ثقة ربما دلس - (حديث لو استقبلت من أمري ما استدبرت) البيهقي الكبرى
وحديث (في المكاتبين قال: شروطهم بينهم) موقوف في الكبرى
وحديث (إذا كان أحدكم ذا حاجة فليبدأ بنفسه) الكبرى.
3 - أبان بن صالح - ثقة - (حديث فرأيته صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة) أخرجه الأربعة (وحديث. إذا كان أحدكم ذا حاجة فليبدأ بنفسه) الكبرى.
فهل سمع مجاهد من جابر شيئا؟
مع أن إمكان اللقاء بينهما قوي , فإن جابرا رضي الله عنه توفي متأخرا قال ابن حجر: ويقال إنه عاش أربعا وتسعين سنة , وذكر أيضا أنه كانت له حلقة في المدينة ,وتوفي سنة 74 وقيل73 , وقيل 78 , و مجاهد مكي , وولد سنة سنة إحدى وعشرين في خلافة عُمَر , ومات سنة سنة أربع ومئة , وقد قدم المدينة , وسمع من ابن عمر , فلا يبعد أن يكون سمع منه, لكن قول القطان والبرديجي, مع قلة مرويات مجاهد عن جابر قد تؤيد القول بأن رواياته إنما هي صحيفة , وليست سماعا.
فياليت الإخوة يفيدوننا في هذا الباب؟ جزاهم الله عني خير الجزاء.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 11:21]ـ
و الله لقد أستفدت من موضوعك، جزاك الله خيرا، و ننتظر افادات الأخوة الكرام
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 11:56]ـ
وقد استعرضت الصحيحين - عن طريق برامج الحاسوب - فلم أجد لمجاهد رواية عن جابر , سواء كانت بواسطة أو من دون واسطة
البخاري (1570):
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقُولُ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً.
مسلم (1216):
وحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ وَقُتَيْبَةُ جَمِيعًا عَنْ حَمَّادٍ قَالَ خَلَفٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقُولُ لَبَّيْكَ بِالْحَجِّ فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً.
ـ[أبوأروى]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 12:38]ـ
جزاك الله خيرا , ونفع بك ,
فائدة عزيزة ترجح تحديث مجاهد عن جابر , ففيها التصريح بالسماع.
بارك الله فيك ,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 12:45]ـ
الصحيح أن مجاهداً سمع جابراً رضي الله عنه لا شك في هذا .. لكن هل كل حديثه عنه مسموع؟!
في نظري = أظن لا.
ـ[أبوأروى]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 04:52]ـ
الأخ التميمي: لم جزمت بصحة السماع منه , وقد نفاه غيرك. ولو قلت: الأرجح , الأقرب فهو في نظري أولى.
وإشكالك الآخر دعوى تحتاج إلى إثبات , فإنه يفهم منها أن مجاهدا ممن كان يدلس , وقد قال ابن حجر: ولم أجد من وصفه بالتدليس , وذكر حادثة يفهم منها تدليس مجاهد وأجاب عنها.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 06:22]ـ
أخي العزيز حفظه الله .. إن كان هذا النافي لا يوجد إلا قوله؛ وكان مع هذا شبه إجماع منهم = لقلت لك: نعم كلامك صحيح .. كيف وقد وجد من تيقن سماعه، وثبت نقله في الروايات.
سماع مجاهد من جابر رضي الله عنه متيقن؛ قلت أعلاه: لثبوت النقل لهذا السماع في الروايات المخرجة، ولإثباته من قبل الأئمة
وما جزمت بما جزمت به أخي العزيز إلا بعد السبر والتتبع للروايات ..
على أن الذين نقلتَ عنهم نفي السماع لم يجزموا بذلك غفر الله لك .. غاية ما صرحوا به _ بعضهم وليس كلهم _ أنه يروي من صحيفة.
وهذا لا يعني النفي التام القاطع أخي بارك الله فيك .. كيف وقد ثبت خلاف هذا.
وكم من راوٍ قد ثبت سماعه من صحابيٍ ومع ذلك لم ينقل لنا سماعه في كتب تراجمه .. فليس هذا دليلاً قاطعاً بارك الله فيك.
ثم لا يعني كونه يروي من صحيفة أن تكون هذه الصحيفة هي كل حديثه عنه.
ولا يلزم من كونها صحيفة أن تكون صحيفة غير متصلة وثابتة السماع.
ويبقى السبر والتتبع هو الحكم .. وقد سبرت وتتبع رواياته عنه؛ فوجدتها لا تخرج عن قولي السابق .. بل ولا عن قول غيري من الأئمة.
وكون هذا السماع ليس قائماً على كل مروياته عنه _ في نظري الجازم؛ والذي وصفته بالدعوى!!! _ فليس لأن الإمام ابن حجر يرى غير هذا أن يكون قوله صوابٌ لا يقبل غيره أو لا يحتمل طروء ما ينقضه .. وكونه لم يجد من وصفه بالتدليس لا يعني هذا أنه لم يقع منه، أو لا يحتمل منه أخي الفاضل.
وتمسكك بمثل هذه النتائج وجعلها قواطع لا يسلم أخي العزيز في مقامٍ النظر فيه مفتوح، والاستدراك عليه متاح.(/)
القول السديد في تخريج أحاديث كتاب التوحيد
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:06]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا تخريج لأحاديث وآثار كتاب التوحيد للمجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقد صنف جماعة من علماء العصر في تخريج أحاديثه:
منهم:
1) الشيخ المفيد: صالح بن عبد الله العصيمي –حفظه الله-، وسمّى مصنَفَه بـ (الدر النضيد)، وطبع سنة [1413] هـ. ولم يعاد طبعُه.
2) ومنهم من اقتصر على بعض أحاديثه: كالشيخ صغير الشمري –حفظه الله- صنف رسالة أسماها (ضعيف كتاب التوحيد) ذكر فيها واحداً وثلاثين (ما بين أثر وحديث). ولم أطلع عليه.
3) وخرج الشيخ فريح البهلال –حفظه الله- تلك الأحاديث في مصنف أسماه (تخريج أحاديث منتقدة في كتاب التوحيد) خلص في جل الأحاديث أنها محتج بها. وقد قدم لهذا الكتاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. وطبع الكتاب سنة [1415] هـ
4) ثم صنف الشيخ: ناصر الفهد –فرج الله عنه- كتابه (تنبيهات على كتب تخريج كتاب التوحيد) تتبع فيه بعض ما في (الدر النضيد) وما في رسالة (ضعيف كتاب التوحيد) من الملاحظات.
والذي دعاني لهذا التخريج القصور في تخريج بعض الأحاديث أوفي الحكم عليها، وسأقوم -إن شاء الله- في كل يوم أو يومين بتخريج أحاديث باب من أبواب كتاب التوحيد، راجيا من المشائخ الفضلاء تصويبي فيما أخطأت فيه، ورفع الإشكال فيما أستشكله.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 03:08]ـ
[كتاب التوحيد]
1. قال: [قال: ابن مسعود - رضي الله عنه - " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه و سلم - التي عليها خاتمه فليقرأ قوله - تعالى -: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم ألا تشركوا به شيئا} إلى قوله: {و أن هذا صراطي مستقيما} الآية.].
أخرجه الترمذي [3070] , والبيهقي ((الشعب)) , و الطبراني فى ((الكبير)) [10060]، وفي ((الأوسط)) [1186].
من طريق محمد بن فضيل، عن داود الأودي، عن عامر الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود.
قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا داود تفرد به محمد بن فضيل.
وداود الأودي يحتمل أنه ابن يزيد، ويحتمل أنه ابن عبد الله؛ ابن فضيل يروي عنهما، وكلاهما يروي عن الشعبي.
جاء في الأوسط للطبراني بأن داود هو ابن يزيد، وهو ضعيفُ الحديث. ولكن الراوي عن محمد بن فضيل هو: خالد بن يوسف السمتي, وهو ضعيف، فاحتمال التصريح منه بأن داود هو ابن يزيد محل توقف. ولم ينسب في غيره من المصادر-فيما وقفت عليه-.
بينما المزي ذهب إلى أنه ابن عبد الله: فإنه في التهذيب لما ترجم لابن فضيل رمز لروايته عن داود بن عبد الله الأودي: بـ (ت)، ولم يرمز لروايته عن ابن يزيد شيئاً.
وكذلك فإنه: لما ترجم لداود بن عبد الله رمز لروايته عن الشعبي: بـ (ت)، ولما ترجم لداود بن يزيد رمز لروايته عن الشعبي: بـ (ق).
ويقوي ما ذهب إليه المزي: (ما ذكره بعض شيوخنا): وهو أن الراوي الثقة أو الصدوق إذا روى عن اثنين [متفقي الاسم] أحدهما ضعيف والآخر ثقة، فإنه إذا أبْهَمَ= غلب أنه يعني الثقة، وإلا عد عمله في التدليس، ومحمد بن فضيل لم يوصف بالتدليس.
والله أعلم بالصواب.
2. قال: [وعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه -قال:
كنت رديف النبى - صلى الله عليه و سلم - على حمار،
فقال لي: " يا معاذ أتدرى ماحق الله على العباد ,
و ماحق العباد على الله ? "
قلت: الله رسوله أعلم.
قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه , و لا يشركوا به شيئا ,
وحق العباد على الله أن لا يعذب منهم من لا يشرك به شيئا "
قلت: يا رسول الله , أفلا أبشر الناس ?
قال: " لا تبشرهم فيتكلوا ". أخرجاه في الصحيحين.]. أخرجه البخارى [2856] [5967] [6267] [6500] [7373]، ومسلم [30]، وأحمد (5/ 229)، من طرق عن معاذ به.
انظر [أحمد: 36/ 318 ط. الرسالة]
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 05:02]ـ
[كتاب التوحيد]
1.قال: [قال: ابن مسعود - رضي الله عنه - " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه و سلم - التي عليها خاتمه فليقرأ قوله - تعالى -: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم ألا تشركوا به شيئا} إلى قوله: {و أن هذا صراطي مستقيما} الآية.].
أخرجه الترمذي [3070] , والبيهقي ((الشعب)) , و الطبراني فى ((الكبير)) [10060]، وفي ((الأوسط)) [1186].
من طريق محمد بن فضيل، عن داود الأودي، عن عامر الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود.
قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا داود تفرد به محمد بن فضيل.
وداود الأودي يحتمل أنه ابن يزيد، ويحتمل أنه ابن عبد الله؛ ابن فضيل يروي عنهما، وكلاهما يروي عن الشعبي.
جاء في الأوسط للطبراني بأن داود هو ابن يزيد، وهو ضعيفُ الحديث. ولكن الراوي عن محمد بن فضيل هو: خالد بن يوسف السمتي, وهو ضعيف، فاحتمال التصريح منه بأن داود هو ابن يزيد محل توقف. ولم ينسب في غيره من المصادر-فيما وقفت عليه-.
بينما المزي ذهب إلى أنه ابن عبد الله: فإنه في التهذيب لما ترجم لابن فضيل رمز لروايته عن داود بن عبد الله الأودي: بـ (ت)، ولم يرمز لروايته عن ابن يزيد شيئاً.
وكذلك فإنه: لما ترجم لداود بن عبد الله رمز لروايته عن الشعبي: بـ (ت)، ولما ترجم لداود بن يزيد رمز لروايته عن الشعبي: بـ (ق).
ويقوي ما ذهب إليه المزي: (ما ذكره بعض شيوخنا): وهو أن الراوي الثقة أو الصدوق إذا روى عن اثنين [متفقي الاسم] أحدهما ضعيف والآخر ثقة، فإنه إذا أبْهَمَ= غلب أنه يعني الثقة، وإلا عد عمله في التدليس، ومحمد بن فضيل لم يوصف بالتدليس.
والله أعلم بالصواب.
]
انظر هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=49673
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 10:38]ـ
ورجح الشيخ محمد بن عبد الله -في الرابط الذي وضعه أخونا- أن داود هو ابن يزيد؛ لأمور:
1 - ابن فضيل معروف بالرواية عن داود بن يزيد، لا عن داود بن عبدالله. بل إن الرواة عن داود معدودون أيضًا، وعدُّ ابن فضيل فيهم غلط كذلك؛ فإنه لم يُذكر ابن فضيل في تلامذة داود بن عبدالله، إلا عند المزي ومن تابعه بسبب هذا الوهم الذي نحن بصدده، بل قد نصَّ ابن المديني على أنه لم يروِ عن داود بن عبدالله إلا أبو عوانة وزهير بن معاوية، وهو مخالَف في هذا؛ فقد روى عنه أيضًا أبو خالد الدالاني -ذكره البخاري وأبو حاتم الرازي-، وأبو حمزة السكري -ذكره أبو حاتم الرازي-، إلا أن كلمة ابن المديني تشير إلى تضييق مجال الرواة عن داود بن عبدالله، وأنه إنما يشتهر من الرواة عنه اثنان فقط، والأمر كذلك في الواقع لو بحثت في مروياته.
فإثبات راوٍ جديد لم يذكره الأئمة في تلامذة داود بن عبدالله يحتاج دليلاً ظاهرًا، وليس ثمة دليل، بل القرائن على خلاف ذلك.
وقد نصَّ الإمام أحمد على أن داود بن عبدالله أقدم من داود بن يزيد، قال: (الذي روى عنه أبو عوانة وزهير أقدم من هذا)، ووفاة أبي عوانة وزهير (الراويين عن داود بن عبدالله) كانت قبل سنة (177)، وأما محمد بن فضيل؛ فتوفي سنة (195)، فيُستبعد أن يكون ابن فضيل يروي عن الأقدم (داود بن عبدالله)، وإنما روايته عن المتأخر منهما، وهو داود بن يزيد.
بل إن شيوخ داود بن عبدالله معدودون، وعدُّ الشعبي فيهم غلط -فيما أرى-،
3 - ويؤيد الأمرين السابقين أ 2 - داود بن يزيد معروف بالرواية عن الشعبي، دون داود بن عبدالله. ن عامة رواية ابن فضيل عن الأودي إنما هي عنه عن الشعبي، فهو ابن يزيد لا ابن عبدالله.
4 - [أن الدارقطني نسبه في الغرائب والافراد فإنه قال عقب إيراده لهذا الحديث: (تفرد به داود بن يزيد الأودي عن الشعبي، وتفرد به محمد بن فضيل عنه)]
وكذلك عينه الحافظ عبدالعزيز بن محمد النخشبي:
حيث أخرج الحنائيُّ الحديثَ في فوائده، قال (271): أخبرنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبدالله بن هلال الحنائي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: ثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثني محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي، عن داود الأودي، عن عامر، عن علقمة، عن عبدالله، قال: (من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمه فليقرأ: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}، إلى قوله: {لعلكم تتقون}).
فقال النخشبي:
(هذا حديث حسن من حديث داود بن يزيد الأودي، عن أبي عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، عن علقمة بن يزيد النخعي، عن عبدالله بن مسعود ...
غير أن داود الأودي ضعيف لم يخرج حديثه).
- ثم إنه يُستأنس برواية الطبراني في الأوسط، وإن كان فيها ضعف من جهة خالد بن يوسف السمتي، وهي تنصُّ على أن شيخ محمد بن فضيل: داود بن يزيد، لا داود بن عبدالله.
والله أعلم.
ثم أجاب -سدده الله- عمن قال بأن الراوي إذا أُبهم فإنه ينصرف إلى الثقة, فلو قال محمد بن فضيل عن داود الأودي ويعني الضعيف دون الثقة وهو ابن عبد الله, لعُدَّ هذا ضربا من التدليس.
بما يلي:
- الحاجة أولاً لإثبات وجود قاعدة (أن الراوي إذا أبهم انصرف إلى الثقة)،
- ثم لإثبات صحَّتها وعمل الأئمة بها.
- وقوله: (فلو قال محمد بن فضيل عن داود الأودي ويعني الضعيف دون الثقة وهو ابن عبد الله, لعُدَّ هذا ضربًا من التدليس) مناقشٌ بأمرين:
أحدهما: أنه إنما يعد من التدليس في حال التقارب والإيهام، ومستقرٌّ -في حالتنا هذه- عند الأئمة أن الرواة عن داود بن عبدالله قدماء، وابن فضيل متأخر عنهم، وأنهم معدودون، وليس فيهم محمد بن فضيل، فلا إيهام ثَمَّ ولا تدليس.
الثاني: أن إطلاق (داود الأودي) متكاثرٌ جدًّا في أسانيد عديدة، ومن رواةٍ كثر، منهم أبو أسامة حماد بن أسامة وعبيدالله بن موسى وأبي معاوية الضرير وشريك وسفيان بن عيينة ووكيع ومكي بن إبراهيم ومحمد بن عبيد وغيرهم، جميعًا لم ينسبوا شيخهم، ولو صحَّ ما ذكر الشيخ؛ لأُطلق التدليس على جميع هؤلاء، ولا يصح ذلك، وإنما لم ينسبوه لظهور كونه: (داود بن يزيد) من خلال طبقته ومشايخه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: هذا، وقد سبق من المرجحات والقرائن ما يكاد المرء يقطع معه بأن داود الأودي في إسناد الترمذي هو داود بن يزيد لا غير.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 08:41]ـ
[1] [باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب]
3.قال: [عن عبادة بن الصامت - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه و سلم - " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله و رسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل "
أخرجاه.]
أخرجه البخارى [3435]، ومسلم [28] من طريق عمير بن هانئ، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة، به.
4.قال: [ولهما فى حديث عتبان: " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغى بذلك وجه الله ".]
أخرجه البخاري [425، 1186، 5401، 6423، 6938]، ومسلم [1496]، وأحمد [16482] من طرق عن الزهري، أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه، عن عتبان، به، مطولا.
5.قال: [وعن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
" قال موسى: يا رب علمنى شيئا أذكرك و دعوك به. قال: قل يا موسى لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن أيرى والأرضين السبع في كفة،
ولا إله إلا الله فى كفة، مالت بهن لا إله إلا الله "
رواه ابن حبان، والحاكم وصححه.]
أخرجه النسائى فى ((الكبرى)) [10602، 10913 ط. الرسالة]، وأبويعلى [1393]، وابن حبان [6218] , والحاكم [1/ 528]، وأبو نعيم في ((الحلية)).
من طرق عن درّاج أبي السمح عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد.
صحّح الحديثَ ابنُ حِبانَ والحاكمُ.
وهذا سند ضعيف؛ دراجٌ ضعيف، والأئمة في كلامهم على روايته عن أبي الهيثم خاصة: على فريقين:
1) منهم من قوى أمره، وهو ابن معين، قال عباس الدورى: سألت يحيى بن معين عن حديث دراج، عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد، فقال: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس، دراج ثقة، و أبو الهيثم ثقة.
2) ومنهم من ضعف أمره، كالإمام أحمد وأبو داود،
حكى ابنُ عدي، عن أحمد بن حنبل أنه قال: أحاديث دراج، عن أبى الهيثم عن أبى سعيد فيها ضعف.
وقال أبو عبيد الآجرى، عن أبى داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد.
وقال ابن عدي –بعد أن أخرج عدة أحاديث من مناكيره-: (و سائر أخبار دراج غير ما ذكرت من هذه الأحاديث يتابعه الناس عليها، و أرجوا إذا أخرجت دراجا و برأته من هذه الأحاديث التى أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها و تقرب صورته مما قال فيه يحيى بن معين). ولم يذكر هذا الحديث من مناكيره.
وإنما تكلم العلماء في روايته عن أبي الهيثم خاصة: لأنه راويته. ولأن في روايته عنه مناكير وعجائب
قلت: والأقرب أن الحديث الذي لا يأتي إلا من هذا الطريق أنه لا يحتج به.
أقول: ولعل المحفوظ أنه من كلام كعب؛ فقد أخرج ابن أبي شيبة [10/ 304]: قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَن مُفَضَّلٍ، عَن مَنْصُورٍ، عَن مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هِشَامٍ، عَن كَعْبٍ، قَالَ: (قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْته كَانَ شُكْرًا لَكَ فِيمَا اصْطَنَعْت إلَيَّ، قَالَ: يَا مُوسَى قُلْ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَوْ قَالَ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قَالَ: فَكَأَنَّ مُوسَى أَرَادَ مِنَ الْعَمَلِ مَا هُوَ أَنْهَكُ لِجِسْمِهِ مِمَّا أُمِرَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ , وَوُضِعَتْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ).
وللحديث شواهد تشهد لمعناه:
1) منها ما أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) [546]، وأحمد (2/ 169)، والحاكم [154]:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن حماد بن زيد، عن الصقعب بن زهير، عن زيد بن أسلم، -قال حماد: لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نوحا قال لابنه " آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة، و وضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله ". وقد رواه جرير بن حازم عن الصقعب بلا شك، كما عند أحمد (2/ 225).
قلت: وهذا إسناد جيد إلا أن الصقعب قد خولف:
فقد رواه الحاكم [1/ 49] عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم مرسلاً.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد) [رقم548] عن عبد الله بن مسلمة، عن عبدالعزيز –لعلّه الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن عبدالله بن عمرو.
وروى الحديث –أيضاً- موسى بنُ عبيده، فقال فيه: عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكر نحوه). أخرجه ابن أبى شيبة فى ((المصنف)) [29425]، وعبد بن حميد [1151].
وموسى ضعيف، وفيه انقطاع؛ فزيد لم يسمع من جابر كما ذكر ابن معين.
فهذه أربعة أوجه عن زيد بن أسلم، أقواها رواية ابن عجلان ورواية عبد العزيز، والله أعلم ما المحفوظ منهما.
2) ومن الشواهد التي تشهد لمعنى هذا الحديث أيضا: حديث البطاقة: وأخرجه ابن المبارك ((الزهد)) (371)، ومن طريقه أحمد (2/ 213)، والترمذى (2639)، وابن حبان (225)،
وأخرجه ابن ماجه (4300) عن ابن أبي مريم،
وأخرجه الحاكم (1/ 6)، ومن طريقه البيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283) عن يونس بن محمد
وأخرجه الحاكم (1/ 529) عن يحيى بن عبد الله بن بكير،
أربعتهم (ابن المبارك و ابن أبي مريم و يونس بن محمد و يحيى بن عبد الله بن بكير) عن الليث بن سعد عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعَافِرىِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لا يا رَبِّ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ؟، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ)). فى رواية ابن المبارك ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي))، وزاد بآخره ((فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)). ويزيدون عليه ((أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ)).
وقد تابع الليثَ ابنُ لهيعة: أخرجه الإمام أحمد (2/ 221) ولفظه: ((تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ، فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، قَالَ: فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ، إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لا تَعْجَلُوا لا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ)). وفي سياقها ما يخالف سياقَ اللّيث.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 08:46]ـ
أقول: ولعل المحفوظ أنه من كلام كعب؛ فقد أخرج ابن أبي شيبة [10/ 304]: قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَن مُفَضَّلٍ، عَن مَنْصُورٍ، عَن مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث بن هِشَامٍ، عَن كَعْبٍ، قَالَ: (قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذَا عَمِلْته كَانَ شُكْرًا لَكَ فِيمَا اصْطَنَعْت إلَيَّ، قَالَ: يَا مُوسَى قُلْ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَوْ قَالَ: لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، قَالَ: فَكَأَنَّ مُوسَى أَرَادَ مِنَ الْعَمَلِ مَا هُوَ أَنْهَكُ لِجِسْمِهِ مِمَّا أُمِرَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا مُوسَى لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرْضِينَ السَّبْعَ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ , وَوُضِعَتْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ).
...
فهذه أربعة أوجه عن زيد بن أسلم، أقواها رواية ابن عجلان ورواية عبد العزيز، والله أعلم ما المحفوظ منهما.
يا أصحاب الحديث؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 11:16]ـ
أخي الحبيب (النجدي) سلمه الله ..
كلا الوجهين ضعيف لا يصحان ولا يثبتان:
أما الأول: فالكلام فيه معروف لا يعاد هنا .. ناهيك أن أبا نعيم قال بعده: (غريب من حديث عمرو؛ لم يروه عنه إلا ابن وهب).
أقول: وعمرو بن الحارث وإن كان ثقة متفق عليه .. لكن قرر أهل الرواية أن له ما ينكر من حديثه.
وأما الثاني: فهو سند مقطوع .. فإنه لم يلق أبو بكر بن عبد الرحمن كعباً، قال هو: (نبئت عن كعب) كما عند الدينوري في المجالسة.
ولا يعتبر بهذا السند الذي لم يخرجه سوى ابن أبي شيبة والدينوري (محفوظا).
ولا يغررك تصحيح الحاكم وابن حبان له .. فدراجٌ متكلم فيه بكلام شديد وإن وثقه البعض، لكن من تكلم فيه أعظم شأناً ممن وثقه.
وقد ورد في فضل لا إله إلا الله ما يغني عن هذا.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 12:43]ـ
وأما الثاني: فهو سند مقطوع .. فإنه لم يلق أبو بكر بن عبد الرحمن كعباً، قال هو: (نبئت عن كعب) كما عند الدينوري في المجالسة.
ولا يعتبر بهذا السند الذي لم يخرجه سوى ابن أبي شيبة و الدينوري (محفوظا).
شيخي الكريم أبا عصام، أليس الدينوري نفسه مجروح، جرحه الدارقطني، و ان كان مسلمة بن قاسم الأندلسي قد وثقه، و لكن الدارقطني أقعد بعلم الرجال من مسلمة، كذا قرأت في كتاب (لا أذكره الآن) للشيخ المحدث محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 12:49]ـ
1) منهم من قوى أمره، وهو ابن معين، قال عباس الدورى: سألت يحيى بن معين عن حديث دراج، عن أبى الهيثم، عن أبى سعيد، فقال: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس، دراج ثقة، و أبو الهيثم ثقة.
.
من منظوري الفردي، و رأيي الشخصي، أن أبا زكريا رحمه الله، أنما قصد أنهما ثقتان في أعيانهما، و لم يلتفت الى المناكير - في المتون خاصة في التفسير - التي وقعت في تلك النسخة دراج عن ابي الهيثم عن أبي سعيد الخدري. و الله أعلم، أرجو أن تصحح لي.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 01:26]ـ
شيخاي الكريمين: (السكران التميمي) و (أحمد السكندري): جزاكما الله خيرا على المرور والإفادة.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 02:46]ـ
أخي الحبيب (النجدي) سلمه الله ..
كلا الوجهين ضعيف لا يصحان ولا يثبتان:
أما الأول: فالكلام فيه معروف لا يعاد هنا .. ناهيك أن أبا نعيم قال بعده: (غريب من حديث عمرو؛ لم يروه عنه إلا ابن وهب).
أقول: وعمرو بن الحارث وإن كان ثقة متفق عليه .. لكن قرر أهل الرواية أن له ما ينكر من حديثه.
وأما الثاني: فهو سند مقطوع .. فإنه لم يلق أبو بكر بن عبد الرحمن كعباً، قال هو: (نبئت عن كعب) كما عند الدينوري في المجالسة.
قلت: الأحاديث التي أنكرها ابن عدي في الكامل جلها من طريقه عن دراجبه،
ولعل هذا له علاقة: قال ابن عدي (ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر عن عباس قال سئل يحيى عن حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد؟ قال: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به باس، فقلت له: إن دراج يحدث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم (اصدق الرؤيا بالأسحار) ويروي أيضا (اذكر الله حتى يقولوا مجنون)؟ قال: هما ثقة دراج وأبو الهيثم، وقد روى بعض هذه الأحاديث عمرو بن الحارث)
أقول: وأما الثاني: فيؤيد كلامك أنه ولد في خلافة عمر (ولا أعلم خلافا في هذا)، وقد استصغر فرد يوم الجمل (36هـ) هو وعروة بن الزبير+الرد الشرعي إنما هو رد من دون 15 سنة= فلعله ولد في أوائل سنة 23هـ (في آخر خلافة عمر)
وأما كعب فقد خرج إلى الشام، فسكن حمص حتى توفى بها سنة ثنتين و ثلاثين فى خلافة عثمان بن عفان. أضف إلى هذا أن خروجه إلى الشام كان قبل هذا التاريخ.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 02:49]ـ
ورواه البخاري في (الأدب المفرد) [رقم548] عن عبد الله بن مسلمة، عن عبدالعزيز –لعلّه الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن عبدالله بن عمرو.
هل سمع زيد من ابن عمرو1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 12:25]ـ
لا يصح أن تعصب جناية حديث دراج عن أبي الهيثم بعمرو بن الحارث الثقة الحافظ، وإن ذُكرت له بعض المناكير والأغلاط، فإنما يُغلَّط بدليل ظاهر على الغلط، كأن يضطرب أو يُخالَف أو يروي عن بعض من ذُكر أن له مناكير عنه؛ فإن أكثر أهل العلم على ذكر حفظه وإتقانه وضبطه وعلمه، بل قال أبو حاتم -على تشدده-: (كان أحفظ أهل زمانه).
وبعد هذا كله، فقد توبع ابن وهب -شيخ عمرو- على هذا الحديث خاصة، تابعه ابن لهيعة -عند أبي يعلى وغيره-.
ورواية دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد= نسخةٌ فيما يظهر، وساق منها أبو يعلى أحاديث متتالية من رواية ابن لهيعة عن دراج، وما كان من النسخ كذلك، فلا تكون العلة فيما دونه؛ لأن النسخة محفوظة معروفة مروية، وإن كان ثم علة؛ ففي النسخة نفسها.
وأما حديث زيد بن أسلم؛ فقد تابع الصقعب: هشام بن سعد، ويُنظر في صحابي الحديث في روايته؛ فإنه قد وقع في روايته خلاف. وقد قيل في هشام: إنه أثبت الناس في زيد بن أسلم.
وفي الحديث وجهٌ منكر أخرجه الخرائطي في المساوئ من طريق محمد بن عبدالرحمن بن المجبر، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.
ورواية موسى بن عبيدة أنكرها عليه ابن حبان في المجروحين، وموسى متكلم فيه.
وقد جاء أن المتن إنما هو من كلام نوف البكالي في مجلس عبدالله بن عمرو بن العاص، فربما كان هذا منشأ الوهم في رفع الحديث من مسند عبدالله بن عمرو -إن تبين بالبحث أن ذلك وهم-.
ولا يصح إعلال أحد هذه الأوجه بعدم سماع زيد بن أسلم من صحابيِّه، إلا أن يكون الوجه محتمل الثبوت، أما أن يكون الوجه خطأً لا يصح عن زيد، فإن البحث في سماع زيد من صحابيِّه= بحثٌ في شيءٍ لا حقيقة له، وإنما هو وهمٌ وذهول ممن رواه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:27]ـ
الحمد لله
أعتذر للأخوة الأفاضل عن طول الغياب، وذلك بسبب الانتقال من منزل لآخر.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:32]ـ
[2] باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
6. (وعن حُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمّ قُلْتُ: أَمَا إِنّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلَكِنّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اَرْتقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدّثَنَاهُ الشّعْبِيّ. قَالَ: وَمَا حَدّثَكُمُ الشّعْبِيّ؟ قُلْتُ: حَدّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ, أَنّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدّثَنَا ابْنُ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النّبِيّ وَمَعَهُ الرّهَطُ. وَالنّبِيّ وَمَعَهُ الرّجُلُ وَالرّجُلاَنِ. وَالنّبِيّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنّهُمْ أُمّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَىَ وَقَوْمُهُ. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ".
فنَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النّاسُ فِي أُولَئِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ.
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الّذِينَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَكْتَوُون. وَلاَ يَتَطَيّرُونَ. وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ"، فَقَامَ عُكّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: يا رسول الله ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: "أَنْتَ مِنْهُمْ" ثُمّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَةُ").
أخرجه البخاري (3410) (5705) (5752) (6472) (6541)، ومسلم (220) من طرق عن حصين به، واللفظ لمسلم من طريق هشيم عن حصين به.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:35]ـ
3 [باب الخوف من الشرك]
7. (وفي الحديث: "أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر". فسئل عنه فقال: "الرياء").
حديث جيد.
أخرجه أحمد (23631) عن إبراهيم بن أبي العباس، وبرقم (23636) عن إسحاق بن عيسى، و أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6831) عن ابن أبي مريم، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد.
وإبراهيم بن أبي العباس وإسحاق بن عيسى عراقيون، وروايتهم عن ابن أبي الزناد متكلم فيها، قال عبد الله بن على بن المدينى، عن أبيه: ما حدث [ابن أبي الزناد] بالمدينة فهو صحيح، و ما حدث ببغداد، أفسده البغداديون.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، صدوق، و فى حديثه ضعف، سمعت على ابن المدينى: يقول: حديثه بالمدينة مقارب، و ما حدث به بالعراق فهو مضطرب. انتهى.
وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف؛ قال ابن عدى: الغالب على حديثه الغرائب، و قلما يوافقه الثقات.
وقد توبع ابن أبي الزناد:
فقد أخرج الحديث البغويُّ في "شرح السنة" (4135) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، به.
وأخرجه أحمد (39/ 39)
من طريق يزيد بن الهاد عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، به.
وهذه الرواية منقطعة، ولعل الصواب في الحديث ذكر عاصم بن عمر بين عمرو بن أبي عمرو ومحمود بن لبيد، وإسقاطه إما لخلل في المطبوع أو المخطوط، أو هو من بعض الرواة، ودليل ذلك ما تقدم من الروايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرج الحديثَ الطبراني في "الكبير" (4301) من طريق عبد الله بن شبيب إسماعيل بن أبي أُويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خَديج، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد جوَّد الحافظ المنذري إسناده في "الترغيب والترهيب" 1/ 69، وقال: قيل: إن حديث محمود هو الصواب دون ذِكْر رافع بن خديج فيه، والله أعلم.
قلت: وما قيل فهو الصواب إن شاء الله؛ لأنه خلاف رواية الأكثر، وفي إسناده ابن أبي أويس وهو سيءُ الحفظ رحمه الله إلا أن ساحته بريئةٌ من الخطإ في هذا الحديث، والحمل فيه على الراوي عنه وهو عبد الله بن شبيب؛ لأمرين اثنين:
1 - الحمل على الراوي الأدنى هو الأولى.
2 - وكذلك فإن حال ابن شبيب أسوء من حال ابن أبي أويس؛ فقد قال فيه ابن حبان (المجروحين: 2/ 47): (يقلب الاخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به؛ لكثرة ما خالف أقرانه في الروايات عن الاثبات)، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه.
ومدار جميع الطرق السابقة على عمرو بن أبي عمرو، وهو جيد الحديث إن شاء الله، وقد توبع، تابعه سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرة:
أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 481 عن أبي خالد الأحمر، وابن خزيمة (937) من طريق أبي خالد الأحمر وعيسى بن يونس، كلاهما عن سعد بن إسحاق بن كعب ابن عُجْرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أيها الناس، إياكم وشركَ السَّرائر" قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهداً، يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر". هذا لفظ ابن خزيمة، ورجاله ثقات.
وأخرجه البيهقي 2/ 290 - 291 من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد، لكن جعله من حديث محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله. والراجح أنه من مسند ابن لبيد –كما تقدم-؛ لأن محمد بنَ سعيد الأصبهاني وإن كان فقد خالفه من هو أوثق منه وأكثر كأبي بكر ابن أبي شيبة وعبد الله بن سعيد الأشج.
وعاصم بن عمر الراوي عن محمود بن لبيد، والذي تدور عليه جميع طرق الحديث: ثقة، روى له الجماعة. ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجل روايته عن النبي r مرسلة.
8. (وعن ابن مسعود - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار". رواه البخاري).
أخْرَجَه البخاريُّ (1238) (4497) (6683)، ومسلمٌ (92) من طرق عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود، وهذا أحد ألفاظ البخاري، وتمامُ الحديثِ: وَقُلْتُ أَنَا [أي: ابن مسعود]: مَنْ مَاتَ وَهْوَ لَا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ.
9. (ولمسلم عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ الْجَنّةَ, وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ النّارَ").
أخرجه مسلم (93) (151) من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال: (من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار).
ورواه أيضا (93) (152): من طريق أبي الزبير عن جابر.
تنبيه: قد روى الحديثَ جماعةٌ عن الأعمش ****عٍ وابنِ نمير وغيرِهما فجعلوه من مسند ابن مسعود –وهو الحديث الذي أورده المصنف قبل هذا الحديث-، وهي الرواية التي اعْتمدها البخاري، وصدّر بها مسلمٌ البابَ.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:38]ـ
4 [باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله]
10. قال (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: ((إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ - وَفِي رِوَايَةٍ: إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللهَ - فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ؛ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ)). أَخْرَجَاهُ.)
أخرجه البخاري (1395) (1458) (1496) (2448) (4347) (7371)، ومسلم (19) من طرق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس.
والرواية الأخرى: عند البخاري (7372).
وفي رواية لهما: (فليكن أول ما تدعوهم إليه: عبادةُ الله عز وجل، فإذا عرفوا الله) الحديثَ.
11. قال (وَلَهُمَا عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: ((لأَُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ)).
فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ، أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا، فَقَالَ:
((أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟)).
فَقِيلَ: هُوَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرِئ، كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَقَالَ: ((انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى فِيهِ، فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ)).)
أخرجه البخاري (2942) و (3009) و (3701) و (4210)، ومسلم (2406) من طريقين عن أبي حازم عن سهل بن سعد به.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:40]ـ
5 [باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله]
13. قال (وَفِي (الصَّحِيحِ) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)).
أخرجه مسلم (23) من طريق أبي مالك عن أبيه (طارقٍ الأشجعي) عن النبي r به.
وفي لفظ عنده: (من وحد الله، وكفر بما يعبد من دون الله) الحديثَ.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 06:42]ـ
شيخي الفاضل/ محمد بن عبد الله، جزاك الله خيرا على المرور والإفادة.(/)
من يفيدني بترجمة شيخ الحاكم في هذا الحديث
ـ[شموع]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 12:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عن ترجمة شيخ الحاكم في هذا الإسناد ولم أجده أرجوا من الإخوة الكرام التكرم بمساعدتي
الحديث انفرد بتخريجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 368/ح7947) قال –رحمه الله-:
أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي ثنا محمد بن غالب ثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن الحجاج بن الأسود عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة t
" أَحِبُّوا الْفُقَرَاءَ وَجَالِسُوهُمْ, وَأَحِبَّ الْعَرَبَ مِنْ قَلْبِك, وَلْيَرُدَّك عَنْ النَّاسِ مَا تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِك".
وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن الأسود آخر كتاب الرقاق.
لم أجد ترجمة (أبو بكر بن أبي نصر المروزي)؟؟
جزيتم خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 01:39]ـ
هو أبو بكر محمد بن أبي نصر أحمد بن حاتم المروزي الدرابردي الحافظ العدل المزكي المذكر محدث مرو في وقته بعد أبو الموجه، صاحب كتاب.
لم أقف له على ترجمة .. ومحله الصدق.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 01:56]ـ
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " 4/ 318:
" أحبوا الفقراء و جالسوهم، و أحب العرب من قلبك و ليردك عن الناس ما تعلم من
قلبك ".
ضعيف.
أخرجه الحاكم (4/ 332): أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر المروزي
حدثنا محمد بن غالب حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي عن الحجاج بن الأسود عن
محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكره، و قال: " صحيح الإسناد، إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن
الأسود ". و قال الذهبي: " حجاج ثقة ". قلت: هو كما قال الذهبي، و لكنه لم
يحم حول العلة التي أشار إليها الحاكم، و هي الانقطاع، لا نفيا، و لا إثباتا
، و لم تتبين لي، فإن الرياحي ثقة أيضا من رجال مسلم، و قد روى عن إبراهيم بن
سعد، و جويرية بن أسماء و غيرهما من هذه الطبقة، و قد رويا عن بعض التابعين
مثل نافع و الزهري و صالح بن كيسان و غيرهم، و حجاج بن الأسود من طبقتهما
، فإنه روى عن التابعين أيضا مثل ثابت البناني و أبي نضرة و جابر بن زيد، فهو
ممن يمكن للرياحي أن يلقاه و يسمع منه، فلماذا شك الحاكم في سماعه منه؟ لست
أدري، و لكن القلب لم ينشرح لصحة الحديث، فإن عليه طابع التصوف! و يمكن أن
تكون العلة من محمد بن غالب، فإنه و إن كان ثقة، فقد وهم في أحاديث كما قال
الدارقطني، على أني لم أعرف أبا بكر المروزي هذا. و أما المناوي فقال في
" فيضه ": " قال الحاكم: صحيح. و أقره الذهبي، و تبعهما المصنف، فرمز
لصحته ". قلت: فهذا خطأ على الحاكم، لأنه أعله بالانقطاع كما رأيت، و
الذهبي لم يصححه. و أما السيوطي فلا قيمة لرمزه! و الله أعلم. و الفقرة
الوسطى منه رويت في عجز حديث موضوع كما سيأتي برقم (1865).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 02:49]ـ
ويفهم من قول الحاكم " صحيح الإسناد، إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن
الأسود " توثيقه لشيخه أبي بكرالمروزي
وقدروى عنه في مواضع متعددة في مستدركه على الصحيحين
ولاأرى ضعف الحديث بسببه
على مافي توثيقه من كلام
ـ[ابن عدي]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 03:46]ـ
أخي الحبيب!!
هذه الفائدة من كناشة النوادر الخاصة بأخيك المسكين:
قال الحاكم رحمه الله:
وأما شيخنا أبو بكر بن أبي نصر فإني رحلت إلى مرو وأول ما دخلتها سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وليس بها من يقدم عليه في الصدق والعدالة، وكان من مزكيها.
وسمعت أبا عبد الرحمن محمد بن بن مأمون الحافظ؛ وشكوت إليه عسرًا في أبي العباس المحبوبي، فقال:
ينبغي أن تغتنم السماع من أبي بكر بن أبي نصر، وليس في مدينتنا هذه أورع منه ولا أقدم ثروة، ولا أصدق لهجة منه.
ذكرها العلامة مقبل الوادعي في رجال الحاكم في المستدرك (ج2/ص 405 - 406)، نقلًا عن أسئلة مسعود السجزي (ص: 241) بتحقيق د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 03:52]ـ
بارك الله فيك
فائدة قيمة يا ابن عدي فجزاك الله خيرا
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 12:03]ـ
جزاكم الله خيرا يا مشايخنا الكرام، فوائد قيمة
و الحاكم من الواضح أنه يصح عنده الحديث ان ثبت سماع الرياحي من حجاج
و لكنه لم يتحقق عنده ذلك، فاورده بصيغة الشك.
ـ[شموع]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 09:05]ـ
جزيتم خيرا أجمعين وبارك الله لكم
لدي استفسار الأخ التميمي: أين موضع الترجمة؟ ومن قال لم أقف له على ترجمة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 10:28]ـ
جزيتم خيرا أجمعين وبارك الله لكم
لدي استفسار الأخ التميمي: أين موضع الترجمة؟ ومن قال لم أقف له على ترجمة
لن تجديها مجتمعة أخيتي في موضعٍ واحد.
الكلام كله بارك الله فيك من وضع وجمع الفقير الضعيف أخوك .. تتبعت فيها الراوي تتعباً دقيقاً بإذن الله.(/)
سلسلة شرح حديث وجهت وجهى للذى فطر السماوات .. رقم 5
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[25 - Apr-2010, صباحاً 11:04]ـ
واهدني لأحسن الأخلاقكتبه د ياسر برهامي
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
قول النبي صلى الله عليه وسلم:) وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله لي إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك واليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، استغفرك وأتوب إليك).
نواصل الكلام عن قوله صلى الله عليه وسلم (واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت).
الأخلاق منها وهبي جبلي، يفطر عليه الإنسان حسب ما كان قبيحا أو حسنا، ومنها ما هو كسبي عملي يسعى الإنسان إليه بجهده ويتخلق به، وكلا النوعين بيد الله، وهما من عطائه ورزقه، ورزق الإنسان في الأخلاق أهم وأخطر بكثير من رزقه في الجاه الدنيوي، والنوع الأول الجبلي قابل للتأثير عليه والتغيير وإن كان الأثر فيما يخالف ما جُبل عليه الإنسان ليس كقوته فيما يوافق، فالإنسان المجبول على الكرم ستجد النفقة عليه سهلة جدا، أما المجبول على البخل، هل له أن يتغير؟ نعم، من الممكن أن يتغير وإن كان لن يصبح كالذي جُبل على الكرم لكن سيتغير، وإن العبد لن يجد وسيلة لتحسين خلقه أعظم ولا أهم ولا أكبر أثرا - بل في الحقيقة لا وسيلة غيرها - اللهم إلا اللجوء إلى الله، فتغيير الأخلاق أصعب شيء على الإنسان، وهنا يأتي الارتباط بين الجزء الأول من الدعاء الذي كله عن قضية التوحيد والإيمان، وبين قضية الخُلق، لأن الخُلق هو جزء من الإيمان في الحقيقة.
ولهذا كان هذا الدعاء العظيم (واهدني لأحسن الأخلاق ... ) و دعائه صلى الله عليه وسلم (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها)، فتزكية العبد لنفسه لن تثمر ثمرتها إلا أن يُزكيه الله، والعبد مأمور أن يتزكى (قد أفلح من تزكى)، فتزكيته عز وجل خير تزكية، وتزكية المرء لنفسه ليس لها قيمة إذا لم يزكها الله عز وجل.
فصل مختصر في أحسن الأخلاق: أحسن الأخلاق هي أخلاق الرسل وهي صفات الرجولة (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم) فلم يقل "إلا ذكورا" بل قال رجالا، فالرجولة صفات، فنذكر بها أنفسنا باختصار.
بني هذا الأمر على الصدق مع الله والناس، وترك الكذب بالكلية والصبر واحتمال الأذى من الخلق، وعندما ننظر إلى صدق الأنبياء، نجد صدقا مع الله و مع الناس وفي العمل وهذا شيء أساسي، فمن المستحيل أن يُعرف عن نبي أنه كذب أبدا.
و أما صفة الصبر واحتمال الأذى، فتأمل صبر يوسف عليه السلام واحتمال الأذى الذي تعرض إليه من إخوته، الذين باعوه وفرقوا بينه وبين أبيه وهو يحتاج إلى أبيه أشد الحاجة، وهو كريم بن كريم بن كريم بن كريم، وفعلوا كل هذا فيه وظلوا حاقدين عليه إلى أن كبروا وكبر هو، ومع ذلك سامحهم سيدنا يوسف، فسبحان الله!، أرأيت إلى أي مدى يصل احتمال الأذى، فلنصبرولنحتمل الأذى من الناس نولنحلم عليهم، ولعلنا نتأمل ونأخذ القدوة من حلم يعقوب عليه السلام على أبنائه حين حرموه من ابنه قرة عينه.
إن من أحسن الأخلاق احتمال الأذى من الخلق وكظم الغيظ وكف الأذى عن الناس باللسان واليد والقلب وعدم الانتقام للنفس، إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل، فينتقم العبد لله عز وجل لا لنفسه.
ومن مكارم الأخلاق الأناة والتمهل والعفة عن المحارم وعما في أيدي الناس، فيتعفف العبد بأن يبتعد عما حرم الله ويبتعد عما في أيدي الناس وعن سؤالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها اجتناب القبائح والفواحش وهي الكلمات الظاهرة الفاحشة خاصة بما يتعلق بالعورات، فالإنسان الخلوق هو الذي يتجنب الفواحش في القول والعمل وفي الأموال والأعراض، كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في طوافه "اللهم قِني شُح نفسي" ويقول "إذا وقيت شح نفسي لم أسرق ولم أزني "، لأن كل ذلك من عدم العفة.
ومنها الحياء والكرم والجود والسخاء، والحياء أن يستحي من الله ومن الناس فهذا من حسن الخلق، وترك البخل والغيبة والنميمة وخيانة الأعين وهي تطلعها إلى ما لا يحل خلسة.
ومنها الشجاعة وعزة النفس، والبذل في الحق والقوة فيه، والتضحية، والاستعداد لبذل المحبوب الغالي على النفس وإخراجه ومفارقته عند أمر الله بذلك.
ومنها الوفاء بالعقود والوعود والأمانات، للأهل والأصدقاء والأقرباء، والبر، والصلة والإحسان إلى الخلق، والعدل والتوسط في شيم النفس، فالجود وسط بين التبذير والبخل، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والحياء وسط بين الوقاحة والعجز والمهانة والخور، والحلم وسط بين الغضب وذل النفس وسقوطها، والتواضع والعزة المحمودة وسط بين الكبر والهوان، والقناعة وسط بين الحرص والتنافس على الدنيا، والصبر وسط بين الجزع والهلع وبين القسوة والغلظة وتحجر الطبع والفظاظة، والرحمة وسط بين القسوة والضعف. فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت.
ومن الأخلاق الحسنة الإيثار بالدنيا، كما وصف الله تعالى الأنصار: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، وهذا الإيثار بالدنيا من علامات غنى النفس بالله عز وجل، وإنما يؤثر الإنسان على نفسه لأجل أن ما عنده من الله يكفيه، ويحصل غنى القلب وغني النفس بالله سبحانه وتعالى والعبودية له، و كلما اكتملت العُبودية كلما اكتمل الغنى بالله عز وجل فلم يشعر الإنسان بالحاجة إلى الدنيا فعند ذلك يجود بها بل ويُؤثر بها، قال الله تعالى: (ويُطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا).
ومن الأخلاق الحسنة مقابلة الإساءة بالإحسان وسرعة العفو والصفح وقبول المعذرة، قال سبحانه وتعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن)، وقال أيضا (ادفع بالتي هي أحسن السيئة)، وقال عز وجل عن المؤمنين: (ويدرؤون بالحسنة السيئة)، فإن كان بينك وبين أحد خصومة، فأساء إليك، فانظر كيف تعامله إذا كنت تريد أن تعرف منزلتك من حسن الخُلق وهل هُديت إلى أحسن الأخلاق؟، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان فأنه يدل على كمال حُسن الخُلق.
وكذا سرعة العفو والصفح وقبول المعذرة، هناك من تجده بطيء العفو وربما لا يعفو، و لا يسهل عليه أبدا أن يعفو ويصفح، وإذا جاءه أحد معتذراُ أذله وأهانه وأذاقه كأس الهوان الأمر الذي يمنع الناس من أن يعتذروا إليه، وتأمل كيف أن يوسف عليه السلام بادر إلى العفو والصفح وأحسن إلى من أساء إليه من إخوته.
وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من أشد الناس إيذاءا له عليه الصلاة والسلام، وكان يهجوه في أشعاره، وتأخر إسلامه إلى عام الفتح، حيث أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى فتح مكة، فلما أتى مسلما تذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع منه فكان يُعرض عنه بعض الإعراض، فشكا أبو سفيان إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ذلك، فقال له: ائته من قبل وجهه، وقل له تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن مردودا منه، فأتاه من قبل وجهه وقال: تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، و كان بعد ذلك لا يحجبه وكان يقول: عسى أن يجعل الله منه خلفا لحمزة، وكان بالفعل من شُجعان الفرسان وممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حُنين.
ومن الأخلاق الحسنة المروءة في اللسان و المال و الجاه.
والمروءة في اللسان بحلاوة المنطق ولينه، فليس من المروءة أن يتكلم الإنسان كلاما حسنا في حد ذاته ولكن بأسلوب غليظ،، فالكلام يكون بالرفق واللين في الطريقة ويكون نوع الكلام نفسه حلوا طيبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمروءة في الخُلق بسعته وانشراح الصدر في معاملة الخلقَ، بمعنى: أن يكون الإنسان ذا صدر واسع يحتمل الناس، فتجد بعض الناس عنده ضيق، لا يحتمل أحدا؛ فبمجرد أن يكلمه أحد في شيء لا يعجبه يضيق به، فمن عنده مروءة في الخلق يكون عنده انشراح وسعة صدر في معاملة الناس، وهذا إنما يحصل بانشراح الصدر بالإسلام وبالإيمان.
والمروءة في المال ببذله في المواقع المحمودة شرعا كصلة الرحم و الإحسان إلى الجار و الإحسان إلى الملهوف والصدقة والنفقة في سبيل الله فيُبادر بالنفقة ولا يكون بخيلا بالمال.
والمروءة في الجاه: ببذله للمحتاج إليه، فلو أن الإنسان عنده منزلة وكلمته مسموعة عند الناس وأتاه أحد الأشخاص يطلب وساطته، وهو محتاج لهذه الوساطة فيبذلها ويشفع شفاعة حسنة ويُعين بجاهه من يحتاج إليه من المسلمين.
ومن الأخلاق الحسنة القُرب من الخلق بحيثُ يجدونه في أزماتهم ومشاكلهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل مؤمن هين لين قريب سهل) فالناس تشعر بأنه قريب منها وليس بعيد جدا لا يشعر بهم، لا يعنيه الشعور بآلام الناس ومشاكلهم وأزماتهم، فقد كانت الوليدة (الأمة أي الجارية) من ولائد المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيثُ شاءت، وكانت امرأة في عقلها شيء فخلا النبي صلى الله عليه وسلم بها في بعض الطرق فقضى حاجتها، فالقُرب من الخلق صفة مطلوبة للمسلم والمؤمن عموما وللداعية خصوصا، فيجده الناس في أزماتهم ومشاكلهم يحمل الكَل، ويُكسب المعدوم، ويُقري الضيف، كما استدلت خديجة رضي الله عنها: أن الله لا يُخزي محمدا صلى الله عليه وسلم بهذه الصفات، فمن كان كذلك لا يُخزيه الله كما قالت: "والله لا يُخزيك الله أبدا فإنك تحمل الكل وتُكسب المعدوم وتُقري الضيف وتعين على نوائب الحق".أي إذا أصابت الإنسان نائبة أومصيبة وجده صلى الله عليه وسلم معينا.
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحسن إلى الخادم والمملوك فضلا عن الأهل، فأنس رضي الله عنه كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ولم يقل له لشيء فعله، لم فعلته؟، ولا لشيء تركه، لم تركته؟، ويعتذر لأهله عما تركه أنس ويقول: دعوه فإنه إن قُدر شيءٌ كان، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن ينتقم لنفسه ولا ضرب خادما ولا مملوكا ولا أمة ولا امرأة إلا أن يُجاهد في سبيل الله.
و كان كل من يرى يوسف عليه السلام يقول له: إنا نراك من المُحسنين، وسيدنا يوسف دخل السجن ومع ذلك لم يكن مهموما مغموما ولم يقل "أدخلتموني السجن ظلما"، بل كان يعود المريض ويواسي المحزون ويُحسن إلى الناس في داخل السجن بالرغم من أنه لا يملك شيئا، فالإنسان ممكن ألا يسع الناس بماله بل بخُلقه والكلمة الطيبة، لذلك قال الصاحبان لسيدنا يوسف: (نبأنا بتأويله إنا نراك من المُحسنين)، فالإحسان أمر ظاهر، ففي السجن كان محسناُ وفي الملك كان محسنا، وقال إخوته: (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين).
والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الكمال البشري في هذه الصفات، فكان يُجالس المساكين ويُجيب الدعوة ولو إلى شيءٍ يسير، فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاب الدعوة إلى إهالة سنخة وهي دُهن متغير بدأ يكون فيه بعض النتن، لكنه لم يُنتن النتن الذي يضر، فكل من تشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون له نصيب من من هذا النور بقدر، فنريد أن يكون تشبهنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ليس فقط في الهيئة الظاهرة ولكن أيضا في الصفات المذكورة. فالمسلم الصالح يمشي مع الأرملة واليتيم والمسكين ليقضي حوائجهم، ويبدأ بالسلام من لقيه فأبو بكر الصديق رضي الله عنه مشي مع بعض صغار الصحابة فكان إذا لقيه أحد بادره أبو بكر بالسلام من بعيد ولا ينتظر الناس أن تلقي عليه السلام حتى يرده. ولابد أن يكون العبد هينا لينا سهلا، فالهين عنده تواضع، لَيِّن في الكلام والمعاملة سهل في التعامل، فليس هناك صعوبة في الوصول إليه ولا أن تقضي حاجتك منه، ليس عنده حده في الطباع ولا شدة ولا غلظة.
و أيضا فالمسلم يعود المريض ويشهد الجنازة ويرد السلام ويشمت العاطس وينصح السائل ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ويعفو عن من ظلمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتعطي من حرمك والذي منع أن يعطيك وأنت محتاج فعندما يرزقك الله تعطيه، وتصل من قطعك و قد قال صلى الله عليه وسلم: (وليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعوه وصلهم) وتعفو عمن ظلمك، فلا تتكبر ولا تحسد ولا تتعالى على الخلق ولا تبغي فتجاوز الحدود، ولا تفخر بأن تقول أنا فلان، أنت لا تعرف من أنا!.
و كذلك المسلم لا يغش الناس في بيع ولا شراء ولا معاملة، ولا يتبع المحرم من شهوات الجنس أو شهوة المال أو شهوة الطعام والشراب أو شهوات الرياسة والملك.
وكذلك لا يُخاصم لنفسه بل لله عز وجل ولا يعاتب أحدا في حقها، فلا يعاتب الناس كثيرا ويقول لهم أنت قصرت في حقي وفعلت كذا وأنت صدر منك كذا. لا ... بل يتنازل عن حقه، وإنما يُخاصم لله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت).
فهو يخاصم لله وبالله، ينتقم لله عز وجل، ويغضب من الناس لو أنهم قصروا في حق الله عز وجل، أما في حق نفسه فلا يُخاصم ولا يُعاتب ولا يُماري ولا يُجادل إلا بالتي هي أحسن.
فمثلا: بعض الناس يكون لها رأي في مسألة معينه فيأخذ الرأي المُخالف حتى يُخالف من أمامه ويجادله حتى يريه أنه يعرف المجادلة، ومهما يعطيه الآخر من الحجج والأدلة يظل على المذهب المخالف، وكل ذلك بسبب حب الجدل والمراء، وليس هذا من الجدال بالتي هي أحسن، والله عز وجل يقول: (ولا تُجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) فعندما تجد المناقشة قد دخلت في جدال ليس بالتي هي أحسن، و ليس الوصول إلى الحق هو الغاية المقصودة، اترك الجدال ولا تستقصي حقكوتمثل قول علي رضي الله عنه: " ما استقصى كريم حقه قط".
فالكريم لا يستقصي حقه، بل دائما ما يكون متسامحا، سمح إذا باع سمح إذا اشترى سمح إذا اقتضى، وعندما يأخذ حقه يتنازل عن شيء منهولا يستقصي حقه كاملا، ويغض الطرف عن عيوب من أساء إليه فضلا عمن سواه إلا لحق الله تعالى، فلا يشعر من أساء إليه بإسأته، ومن أحسن ذلك فعل يوسف عليه السلام لما ذكر أمر ما وقع من إخوته - بعد وعده لهم أنه لا تثريب عليهم - قال: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)، ولم يقل: من بعد أن فعل إخوتي ما فعلوا من بيعهم لي أو حرماني من أبي أو حرمانه مني، وإنما نسب الفعل إلى الشيطان، بل وبدأ بنفسه فقال: بيني وبين إخوتي حتى لا يكون هناك تلميح ولو من بعيد بأن الشيطان أتى من ناحيتهم.
فالمسلم يتغافل عن عثرات الأهل والأصحاب والناس مع إشعارهم بأنه لا يعلم لهم عثرة، و مثال ذلك أن الأصم كان قاضيا حكيما فأتت إليه امرأة كانت عندها مشكلة، وعندما كانت تشكي له خرج منها صوت، فاستحيى ثم قال لها: أعيدي عليَّ المسألة فأنا لم أسمع، فاستراحت وشعرت أنه لم يسمع الصوت الذي صدر منها.
فلابد على الإنسان أن يتغاضى عن العثرات كلما وجد من أهله خطأ ما، فيستر الأشياء التي تتكرر رغم أنها عثرات، ويوقر الكبير ويرحم الصغير و يعامل الناس بأفضل ما يحب أن يعاملوه به، ويحسن عشرة كل من عاشره من أم وأب وبنت وأبن وأخت وأخ وقريب وجار وامرأة وصاحب ومملوك وغيرهم، فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و هناك فائدة لطيفة جدا في السؤال لأحسن الأخلاق فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: واهدني لحسن الأخلاق وإنما قال لأحسنها، وفي صرف السيئ لم يقل: واصرف عني أسوأها وإنما سيئها. فطلب صرف السيئ الذي يشمل صرف الأسوأ، وأما في الحسن فلم يطلبه فقط وإنما طلب الأحسن فاستعمل أفعل التفضيل في طلب الأحسن واستعمل الاسم المُجرد في صرف السيئ.
و نلحظ هنا مدى الارتباط بين حقائق التوحيد والإيمان وبين مبادئ الأخلاق والسلوك، فالدعاء بدأ بتقرير التوحيد والثناء على الله عز وجل بملكه وإلُهيته وربوبيته (اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك)، ثم باعتراف العبد بالعبودية، وهذا أفضل عمل يتوسل به مع اعترافه بذنبه (ظلمت نفسي واعترفت بذنبي) ثم يدعو بمغفرة الذنوب والهداية لأحسن الأخلاق وصرف سيئها.
ولو واظب كلٌ منا على هذا الدعاء يوميا مع استحضار معانيه في قلبه وافتقر إلى الله الافتقار التام كما يتضمنه هذا الدعاء لحلت مشكلة من أكبر مشاكل الالتزام الحقيقي، وهي مشكلة تخلف الأخلاق والسلوك عن الالتزام الظاهري في الهيئة، أو الاكتفاء بمجرد إعلان الالتزام دون أن يتحول هذا الإعلان إلى تفاصيل يعيش بها المرء في حياته بدلا من الأخلاق التي كان يعيش بها في جاهليته.
هناك الكثير من الناس من يعلن التزامه فيلتحي ويبدأ الذهاب إلى المساجد، ويمتنع عن سماع الأغاني والموسيقى، لكن تبقى أخلاقه كما هي لم تتغير، فليس هذا هو المطلوب، وإنما المطلوب أن يعيش حياة جديدة بأخلاق جديدة غير أخلاق الجاهلية التي كان يعيش بها، وهذه المسألة دالة بلا شك عند ورودها على نقص الإيمان، بأن يكون الأمر إعلانا ظاهريا أو التزاما في الخارج مع بقاء الأخلاق كما هي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا).
إذا هناك ارتباط قوي بين الإيمان والخلق، فليس منهج أهل السنة مجرد قضايا فكرية يحسن الإنسان صياغتها والرد على المخالفين فيها، كما أن الالتزام بالسنة ليس مجرد شكل وهيئة يحافظ عليها الإنسان وفقط، بل الإيمان قول وعمل، عقيدة وسلوك، وقد أدرك علماء الأمة مدى أهمية هذا الارتباط بين الإيمان والأخلاق فوضعوا في مختصرات عقائدهم الأمر بمكارم الأخلاق والنهي عن مساوئها مع أصول الإيمان.
فتجد في العقيدة الواسطية بعد ما ذكر ابن تيمية الإيمان بالأسماء والصفات والقضاء والقدر والإيمان والكفر، قوله: "وهم مع ذلك يأمرون بمكارم الأخلاق وينهون عن مساوئها".
والسؤال الآن: لماذا وضعوا مكارم الأخلاق في العقيدة؟؟!! لأن الإيمان قول وعمل و قضية الأخلاق جزء من معتقدنا وسلوكنا ومنهجنا.
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/)(/)
«شرح كتاب زكاة من سنن أبي داودَ»،لشيخِنا المُحَدِّثِ عبد اللَّه آل سَعد، عام 1414
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 03:16]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شرحُ كِتَابِ زَكَاةِ مِن سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ»،
لِشَيْخِنَا المُحَدِّثِ عبدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ آل سَعدٍ
[الدَّورة العلمية الأولى في جامِع شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ عام 1414]
[الدّرسُ الأوّل]:
http://www.archive.org/download/SharhKitabZakat/kitabzakat01.mp3
[ الدَّرسُ الثَّاني]:
http://www.archive.org/download/SharhKitabZakat/kitabzakat02.mp3
[ الدَّرسُ الثَّالِث]:
http://www.archive.org/download/SharhKitabZakat/kitabzakat03.mp3
[ الدَّرسُ الرَّابِع]:
http://www.archive.org/download/SharhKitabZakat/kitabzakat04.mp3
حفظَ اللَّهُ شيخَنا عبدَ اللَّهِ،ورفع قدره. آمين.
أَخُوكُم المُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيْ، آمين ـ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Apr-2010, مساء 03:18]ـ
http://www.archive.org/details/SharhKitabZakat
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 11:19]ـ
باركَ اللَّهُ في جهود شيخِنا عبد اللَّه. آمين.(/)
بين رواية الحديث والتاريخ
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[26 - Apr-2010, صباحاً 07:57]ـ
كتبه/ محمد مصطفى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فممَّا اختصَّ اللهُ -عز وجل- به الأمةَ الإسلامية خصيصةُ الإسناد المتصل، تلك الخصيصة التي لا توجد عند أي أمَّة من الأمم، ممَّا جعلها أمةً فريدةً في إثبات ما تدين به وتعتقده، بخلاف غيرها من الأمم ممن يدين بما لا يمكن إثباته بسند متصل، فضلاً عن أي سند ولو كان منقطعًا!
والإسناد اصطلاحًا هو: سلسلة الرواة الذين نقلوا الخبر واحدًا بعد واحد إلى أن يصلوا بالرواية إلى مصدرها الأصلي، فصار الإسناد بذلك هو الوسيلة لنقد الأخبار؛ إذ بمعرفة نقلة الخبر تُعرف قيمته من حيث القبول والرد، قال ابن المبارك -رحمه الله-: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" رواه مسلم في مقدمة الصحيح.
وكما أمر الشرعُ بقبول خبر العدل الثقة؛ فقد أمر الله -عز وجل- في كتابه وأمر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في سنته بالتثبُّت من خبر الفاسق، فقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ) (متفق عليه)، وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) (رواه مسلم).
قال الحاكم -رحمه الله-:
"فلولا الإسناد، وطلب هذه الطائفة له، وكثرة مواظبتهم على حفظه؛ لدرس منار الإسلام، ولتمكَّن أهل الإلحاد والبدع بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد؛ فإن الأخبار إذا تعرَّت عن وجود الأسانيد كانت بُترًا" معرفة علوم الحديث: ص6.
وصدق رحمه الله؛ فقد بذل علماء المسلمين غاية الجهد في الحفاظ على الأسانيد وتنقيتها من الكذب والوضع؛ فوضعوا قواعد لجرح الرواة وتعديلهم، ودقَّقوا في وضع الألفاظ الدالة على الجرح أو التعديل وبيان معانيها، وتشهد بذلك عشرات المؤلفات لعلماء المسلمين في شروط وقواعد الرواية وبيان الثقات والضعفاء، فجزاهم الله عن الإسلام خيرًا.
الاهتمام بالأسانيد امتد ليشمل غير الحديث النبوي، كالتاريخ:
وإن كان الحديث النبوي قد نال أعلى الاهتمام بدراسة أسانيده وتنقيتها؛ إلا أن الاهتمام بالأسانيد قد امتدَّ ليشمل عددًا من العلوم كالتفسير، والتاريخ، والأدب، حتى صار صفةً غالبةً على منهج تدوين العلوم الإسلامية المختلفة.
والروايات التاريخية المسندة يجدُها الباحث في كتب التاريخ المسنَدة نفسها، وعلى رأسها "تاريخ الأمم والملوك" المعروف بـ"تاريخ الطبري"، ومنها أيضًا كتاب "التاريخ" لخليفة بن خيَّاط البصري، وكتاب "التاريخ الكبير" ليعقوب بن سفيان الفَسَوي، وكتاب "التاريخ" لأبي زرعة الدمشقي، وغيرها من الكتب المسندة، وكذلك توجد بعض المرويات التاريخية في كتب الحديث مثل: "صحيح البخاري" و"مسند أحمد" و"جامع الترمذي"، أو في المصنفات مثل: "مصنف ابن أبي شيبة"، أو في كتب التفسير التي تذكر بعض الروايات التاريخية بالأسانيد مثل: "تفسير الطبري".
ولكن الناظر في الروايات التاريخية يجد أنه بالرغم من وجود روايات مسندة إلا أن الأغلب الأعم في الروايات التاريخية أنها لا تصل في ثبوتها وعدالة رواتها واتصال أسانيدها إلى درجة الأحاديث النبوية، وأكثرها محمول عن الإخباريين بأسانيد منقطعة يكثر فيها المجاهيل والضعفاء والمتروكون، إلا فيما يتعلق ببعض المرويات في السيرة والخلافة الراشدة.
تساهل العلماء في التعامل مع الروايات التاريخية بخلاف الحديث النبوي:
إلا أن الناظر في طريقة العلماء في التعامل مع الروايات التاريخية يجد أن هناك فرقًا بين تطبيق قواعد نقد الحديث على الحديث النبوي وعلى الروايات التاريخية؛ فقد كان مِن علماء السلف نوعُ تساهلٍ -تحكُمُه ضوابطُ- مع روايات التاريخ، ولم يعاملوها معاملة الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أكرم ضياء العمري: "أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسُّف كثيرٌ، والخطر الناجم عنه كبير؛ لأن الروايات التاريخية التي دوَّنها أسلافنا المؤرخون لم تُعامَل معاملة الأحاديث، بل تمَّ التساهل فيها، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثِّل هوَّة سحيقة بيننا وبين ماضينا، مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع ... لكن ذلك لا يعني التخلي عن منهج المحدثين في نقد أسانيد الروايات التاريخية؛ فهي وسيلتنا إلى الترجيح بين الروايات المتعارضة، كما أنها خير مُعين في قبول أو رفض بعض المتون المضطربة أو الشاذة عن الإطار العام لتاريخ أمتنا، ولكن الإفادة منها ينبغي أن تتم بمرونة، آخذين بعين الاعتبار أن الأحاديث غير الروايات التاريخية، وأن الأُولى نالت من العناية ما يمكِّنها من الصمود أمام قواعد النقد الصارمة" دراسات تاريخية: ص27.
التفريق بين ما يُتشدد وما يُتساهل فيه من الأخبار:
ولكن هذا التساهل لا يمكن تعميمه على جميع الروايات التاريخية؛ فإن الناظرَ في طريقة العلماء في التعامل مع الروايات التاريخية من حيث تطبيق قواعد نقد الحديث من عدمه أو التساهل فيه يجد أن الأمر نسبي تحدده طبيعة الروايات.
وباستقراء ما ذكره العلماء نجد أن أهم ما تشدد فيه العلماء من روايات التاريخ:
1 - ما يتعلق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمرويات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- منها ما يُمكن أن يستنبط منها حكم شرعي، ومنها ما لا يُستنبط منه، وإنما هو من باب الأخبار المجرَّدة.
فأمَّا يمكن أن يُستنبط منه حكمٌ شرعيٌّ فإنه يُتشدَّد في تطبيق قواعد نقد الحديث عليه، أما الأخبار التي لا تُستنبط منها أحكام كتاريخ سرية من السرايا، أو عدد مَن كان فيها، أو تحديد موقعها بدقة، ونحو ذلك؛ فهذا يُتساهل في روايته.
ولكن ينبغي التعامل بحذر أيضًا مع هذه الأخبار؛ لأنه أحيانًا تكون مثل هذه الأخبار المُتسَاهل فيها لها علاقة غير مباشرة باستنباط الأحكام، وهذا كمعرفة تقدُّم خبر أو تأخُّره مما يفيد في معرفة الناسخ والمنسوخ على سبيل المثال، فهنا ينبغي العودة إلى التعامل مع قواعد نقد الحديث فيما يتعلق بهذا الحكم، مع مراعاة أنه يمكن الاستفادة من الخبر جملةً مع التوقُّف في تقرير الأحكام منه، سواء أستُفِيدت هذه الأحكام بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
2 - ما يتعلق بثلب أو تنقص أحد من العلماء والأئمة ممن ثبتت عدالته، وعلى رأسهم الصحابة- رضي الله عنهم-، فتشدَّد العلماء في قبول الروايات التاريخية المتعلقة بما جرى بين الصحابة، وكذلك تشدَّدوا في الروايات المنسوبة إلى الأئمة المعروفين الثابتة عدالتهم مما يطعن في اعتقادهم أو سلوكهم، قال ابن حجر -رحمه الله-: "لأنَّ كل من ثبتت عدالته لا يُقبل جرحه حتى يَتبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه" التهذيب "7/ 273".
3 - ما يتعلق بقضية في العقيدة كإثبات أسماء وصفات غير واردة في الصحيح، أو ما يتعلق بحكم شرعي كتحليل وتحريم.
قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "إذا روينا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدَّدنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضائل الأعمال، وما لا يضع حكمًا أو يرفعه تساهلنا في الأسانيد" الكفاية في علم الرواية: ص212.
وروايات التاريخ تدخل فيما لا يضع حكمًا أو يرفعه، بالضوابط المذكور آنفًا، وقال محمد بن سليمان الكافيجي -رحمه الله-: "يجوز للمؤرخ أن يروي في تاريخه قولاً ضعيفًًا في باب الترغيب والترهيب والاعتبار مع التنبيه على ضعفه، ولكن لا يجوز له ذلك في ذات الباري -عز وجل- وفي صفاته، ولا في الأحكام" المختصر في علوم التاريخ: ص326.
وقد عقد الخطيب البغدادي -رحمه الله- في كتابه "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" فصلاً بعنوان: "ما لا يفتقر كتبه إلى الإسناد"، ومما قال فيه: "وأما أخبار الصالحين وحكايات الزهَّاد والمتعبِّدين ومواعظ البلغاء وحكم الأدباء فالأسانيد زينة لها، وليست شرطًا في تأديتها"، ثم ساق بإسناده عن يوسف بن الحسن الرازي قوله: "إسناد الحكمة وجودها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وساق بإسناده أيضًا إلى سعيد بن يعقوب، قال: "سمعت ابن المبارك وسألناه قلنا: نجد المواعظ في الكتب، فننظر فيها؟
قال: لا بأس، وإن وجدت على الحائط موعظة فانظر فيها تتعظ.
قيل له: فالفقه؟
قال: لا يستقيم إلا بالسماع".
وساق بإسناده أيضًا عن محمد بن عبد الخالق، قال: كنت جالسًا عند يزيد بن هارون وخراساني يكتب الكلام ولا يكتب الإسناد، قال: فقلت له أو قيل له: "مالك لا تكتب الإسناد؟ "، فقال: "أنا خانه خواهم نبازار"، قال أبو طالب تفسيرَه قال: " أنا لبيتٍ أريده لا للسوق"، قال أبو بكر: "إن كان الذي كتبه الخراساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ فلا بأس بما فعل، وإن كان ذلك من أحاديث الأحكام وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط أسانيده؛ لأنها هي الطريق إلى تبيُّنه، فكان يلزمه السؤال عن أمره والبحث عن صحته". الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع "2/ 316 - 319" ط. الرسالة.
فكانت هذه طريقة العلماء -رحمهم الله- في التعامل مع المرويات التاريخية التي لا تُستقى منها الأحكام، ويبدو هذا المنهج جليًّا أيضًا في تعامل عدد كبير من العلماء ممَّن جمع بين معرفة الحديث والتاريخ مع المرويات التاريخية كابن عساكر، والمزِّي، والذهبي، ومغلطاي، وابن حجر، والسخاوي -رحمهم الله أجمعين-.
مثال تطبيقي مِن تعامُل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- مع الروايات التاريخية:
وبعد استعراض المنهج الإجمالي نقف مع مثالٍ تطبيقيٍّ من تعامل الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- مع المرويات التاريخية، وهو أمير المؤمنين في الحديث الذي شهد له القاصي والداني بعلوِّ الكعب في علم الحديث رواية ودراية، بل إمامته في هذا الفن، ونختار لذلك أمثلةً من تعامله مع مرويات محمد بن إسحق -رحمه الله-.
قال ابن حجر -رحمه الله- عن محمد بن إسحق: "إمام في المغازي صدوق يدلس" طبقات المدلسين: ص51.
وبالرغم من تدليس محمد بن إسحق -رحمه الله- وتقرير ابن حجر لذلك إلا أنه -رحمه الله- كان يعتبر قولَه في السيرة والمغازي فيما لو طُبِّقت عليه قواعد النقد الحديثية لا يصمد أمامها بالمرَّة، ومن ذلك:
أ- في قصة بني النضير ومتى كان حصارهم: ذكر ابن إسحق أنها كانت بعد أُحد وبعد استشهاد القراء في بئر معونة، والذي في البخاري معلَّقًا مجزومًا به عن عروة أنها كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر، أي قبل أحد.
قال البخاري -رحمه الله-: "باب حديث بني النضير، ومخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم في دية الرجلين، وما أرادوا من الغدر برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الزهري عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد، وقول الله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ) (الحشر: 2)، وجعله ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد".
وقد مال ابن حجر -رحمه الله- إلى ترجيح رواية ابن إسحق رغم إيراده سببًا للغزوة غير الذي ذكره ابن إسحق، فقد ذكر ابن إسحاق أن عامر بن الطفيل أعتق عمرو بن أمية لما قتل أهل بئر معونة عن رقبة كانت على أمِّه، وقد كانت بئر معونة بعد بدرٍ باتفاق أهل العلم، فخرج عمرو إلى المدينة فصادف رجلين من بني عامر معهما عقد وعهد من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يشعر به عمرو، فقال لهما عمرو: "ممن أنتما؟ "، فذكرا أنهما من بني عامر، فتركهما حتى ناما، فقتلهما عمرو، وظن أنه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: (لَقَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنِ، لأُودِيَنَّهُمَا).
فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني النضير يستعينهم في ديتهما، وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحِلف، فلما أتاهم يستعينهم قالوا: "نعم"، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: "إنكم لن تجدوه على مثل هذه الحال"، وكان جالسًا -صلى الله عليه وسلم- إلى جانب جدارٍ لهم، فقالوا: "مَن رجل يعلو على هذا البيت فيُلقي هذه الصخرة عليه فيقتله ويريحنا منه؟ "، فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فأتى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- الخبر من السماء، فقام مظهرًا أنه يقضي حاجة وقال لأصحابه: (لا تَبْرَحُوا)، ورجع مسرعًا إلى المدينة، واستبطأه أصحابه، فأُخبروا أنه توجَّه إلى المدينة، فلحقوا به، فأمر بحربهم والمسير إليهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
فتحصَّنوا، فأمر بقطع النخل والتحريق.
وبعد أن أورد ابن حجر -رحمه الله- كلام ابن إسحق نقل ما رواه ابن مردويه بإسناد صحيح -خلافًا لابن التين في زعمه أنه ليس في هذه القصة حديث بإسناد- إلى معمر، عن الزهري، وفيه: "فلمَّا كانت وقعة بدر كتبت كفار قريش بعدها إلى اليهود أنكم أهل الحلقة والحصون؛ يتهدَّمونهم، فأجمع بنو النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اخرج إلينا في ثلاثة من أصحابك، ويلقاك ثلاثة من علمائنا، فإن آمنوا بك اتبعناك"، ففعل، فاشتمل اليهود الثلاثة على الخناجر، فأرسلت امرأة من بني النضير إلى أخٍ لها من الأنصار مسلم تخبره بأمر بني النضير، فأخبر أخوها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يصل إليهم، فرجع، وصبَّحهم بالكتائب، فحصرهم يومه".
ثم قال ابن حجر: "فهذا أقوى مما ذكر ابن إسحاق من أن سبب غزوة بني النضير طلبه -صلى الله عليه وسلم- أن يعينوه في دية الرجلين، لكن وافق ابن إسحاق جلُّ أهل المغازي، فالله أعلم، وإذا ثبت أن سبب إجلاء بني النضير ما ذكر من همِّهم بالغدر به -صلى الله عليه وسلم-، وهو إنما وقع عندما جاء إليهم ليستعين بهم في دية قتيلي عمرو بن أمية؛ تعيَّن ما قال ابن إسحاق؛ لأن بئر معونة كانت بعد أحد بالاتفاق" فتح الباري "7/ 329 - 332".
ب- في قصة مقتل أبي جهل يوم بدر: جعل رواية ابن إسحق جامعة بين الروايات رغم مخالفتها لما في الصحيح، وذلك في قوله: "فهذا الذي رواه ابن إسحق يجمع بين الأحاديث، لكنه يخالف ما في الصحيح من حديث عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنه رأى معاذًا ومعوذًا -رضي الله عنهما- شدَّا عليه جميعًا حتى طرحاه -يعني: أبا جهل-" فتح الباري "7/ 269".
ج- في ذكر عدد الغزوات: استشهد بقول ابن إسحق وجمع بينه وبين أقوال من هو أوثق منه من رواة الصحيح. "فتح الباري: 7/ 279 - 280".
وكذا فعل مع الواقدي بالرغم من أنه قال عنه: "متروك مع سعة علمه" التقريب "2/ 194".
ليس معنى التساهل في رواية التاريخ الرواية عن ساقطي العدالة:
وليس معنى التساهل في رواية التاريخ أن يُتساهل في الرواية عن المعروفين بالكذب وساقطي العدالة؛ لأن ساقط العدالة لا يُحمل عنه أصلا، وإنما المقصود التساهل في:
1 - قبول رواية من ضعف ضبطه بسبب الغفلة أو كثرة الغلط أو التغيُّر والاختلاط ونحو ذلك.
2 - قبول الروايات المرسلة والمنقطعة.
وهذا ما جعل العلماء لا يتساهلون مع كتب التاريخ التي كتبها ساقطو العدالة من كذابين ووضَّاعين أو من غلاة المبتدعة، فالتساهل في الروايات التاريخية لا يمتد إلى التساهل في حال المؤرخ نفسه؛ فإن المؤرخ يُشترط له ما يُشترط في راوي الحديث من عقل وضبط وإسلام وعدالة.
قال السبكي -رحمه الله-: "فلابد أن يكون المؤرخ عالمًا عادلاً عارفًا بكل من يترجمه، ليس بينه وبينه من الصداقة ما قد يحمله على التعصب له، ولا من العداوة ما قد يحمله على الغضِّ منه" قاعدة في المؤرخين: ص7.
فالمسعودي -مثلاً- صاحب كتاب "مروج الذهب" تُطرح مروياته التاريخية، ولا تُقبل بحال، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "في تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله، فكيف يُوثق بحكاية منقطعة الإسناد في كتاب قد عُرِف بكثرة الكذب؟! " منهاج السنة النبوية "4/ 84".
وقال ابن حجر -رحمه الله- عنه: "وكتبه طافحة بأنه كان شيعيًّا معتزليًّا" لسان الميزان "5/ 532".
الخلاصة:
1 - للإسناد أهمية كبيرة في الإسلام، ولعلماء المسلمين جهود عظيمة في الحفاظ على الأسانيد.
2 - الرواية بالأسانيد لا تقتصر على الأحاديث؛ وإنما تمتد لتشمل التاريخ وغيره.
3 - الأغلب الأعم في الروايات التاريخية أنها لا تصل في درجة ثبوتها إلى درجة الأحاديث.
4 - عامَلَ العلماء الروايات التاريخية بصورة مختلفة عن الأحاديث النبوية؛ حيث تساهلوا في روايتها، على ألا يشمل هذا التساهل الرواية عن ساقطي العدالة.
5 - اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة فيه تعسُّف كبير.
6 - يُتشدَّد في تطبيق قواعد نقد الأسانيد فيما يتعلق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وما يتعلق بتنقص أحد من العلماء والأئمة ممن ثبتت عدالته وعلى رأسهم الصحابة الكرام، وكذا ما يتعلق بالاعتقاد أو الأحكام الشرعية.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا.
مراجع لم يُشر إليها في ثنايا المقال:
تاريخ الطبري - حقبة من التاريخ - تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
موقع صوت السلف ( http://www.salafvoice.com/) (http://www.salafvoice.com/)
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 09:16]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 08:44]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا عظيما(/)
نقد كتاب (التاج) في الحديث
ـ[ابو مالك الصغير]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 12:46]ـ
حدثني صديقي أن زميلا له في العمل تم تعيينه إماما خطيبا بأحد المساجد، فكان مما دار بينهما من حديث أن سأله عن المراجع التي يستند إليها لتحضير خطبة الجمعة فيما يختص بعلم الحديث، فأجابه الزميل -الخطيب الجديد-: كتاب "رياض الصالحين" و كتاب "التاج" فقال صديقي في نفسه مستغربا (التاج؟ ماهذا الكتاب؟ ما سمعت به قط قبل الساعة) وكذلك قلت أنا أيضا. فبحثت عن هذا الكتاب في شبكة الأنترنت، فهذا ماذا وجدت:
نقد كتاب (التاج) في الحديث
للشيخ محمد ناصر الدين الألباني
منذ بضع سنين جمعني مجلس مع أحد الطلاب للعلم الشرعي فجرى البحث فيه حول بعض السنن النبوية التي هجرها الناس جهلاً بها أو غفلة عنها، ومنها وضع اليدين على الصدر في الصلاة، فذكر الطالب المشار إليه أن من السنة وضعهما تحت السرة.
فقلت له: إنها لا تثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فقال: بلى إنها ثابتة!
ثم جاءني بكتاب " التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول " تأليف الشيخ منصور علي ناصف من علماء الأزهر، وأراني فيه (ص 188 ج 1) الحديث المعروف عن علي رضي الله عنه قال: " السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة " وقال في تخريجه: " رواه أبو داود وأحمد " وعلق عليه بقوله: " فالسنة وضعهما تحت السرة. . . ".
فقلت له: إن هذا الحديث ضعيف باتفاق علماء الحديث، فلم يقبل ذلك مني بحجة أن أبا داود سكت عليه، بناء على سكوت المؤلف عليه!
فقلت: لو سكت أبو داود عليه فلا حجة فيه بعد تبين علة الحديث واتفاق العلماء على تضعيفه، وفي سنن أبي داود كثير من الأحاديث الضعيفة وقد سكت عنها أبو داود، وهو إنما تعهد أن يبين ما فيه وهن شديد، وأما الضعيف فقط الذي لم يشتد ضعفه فلم يتعهد بيانه كما هو مشروح في " مصطلح الحديث "، ومع ذلك فإن أبا داود لم يسكت على هذا الحديث بالذات، بل عقبه ببان ضعفه وعلته فقال: " سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي " يعني أحد رواة الحديث، ثم أحلته في الاطلاع على تفصيل القول في تضعيف الحديث على كتاب " المجموع " للنووي و " نصب الراية " للزيلعي، وذكرت له أن الأحاديث الصحيحة تصرح بخلاف هذا الحديث، وأن السنة وضع اليدين على الصدر لا تحت السرة.
وكنت من قبل لا علم لي بهذا الكتاب (التاج)، فلما أطلعني ذلك الطالب على الحديث المذكور فيه راعني منه سكوت المؤلف عن تضعيف أبي داود للحديث حتى توهم الطالب أنه صالح! فكان ذلك حافزاً لي على تتبع أحاديث أخرى منه، فتبينت لي أخطاء أخرى كثيرة فيه، فاندفعت أدرس الكتاب من أوله حديثاً حديثاً دراسة فحص وتدقيق إلى آخر الجزء الأول منه، فهالني ما فيه من الأخطاء الفاحشة التي توحي بأن المؤلف -مع احترامنا لشخصه- لا علم عنده بالحديث وعلومه ورواته.
ثم حالت ظروف علمية بيني وبين الاستمرار في نقد (التاج) وبيان أخطائه المتكاثرة المختلفة، ولكني تيقنت من دراستي المشار إليها أن الكتاب لا يصلح أن يعتبر من المصادر الحديثية التي ينبغي الرجوع إليها والاعتماد عليها، وان كان المؤلف قد زينه بتقاريظ كثيرة " لحضرات أصحاب الفضيلة علماء الإسلام " جاء في بعضها: " إني وجدت الكتاب إلى الخير هادياً وإلى صحيح السنة مرشداً " وفي بعضها: " إني أعد ظهور هذا الكتاب في هذا الزمن. . . معجزة من معجزاته -صلى الله عليه وسلم-. . . " إلى غير ذلك مما جاء في تقاريظهم التي تدل على الأقل أن فضيلتهم لم يدرسوا الكتاب دراسة إمعان وتدبر بل مروا عليه مر السحاب.
ولذلك فقد ظللت أنصح كل من يسألني عن الكتاب أن لا يقتنيه، وأن يستعيض عنه بغيره من الكتب الجامعة المؤلفة قبله، فإنها أقل بكثير خطأ منه لا سيما كتاب " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر، فإنه على اختصاره منقح مصحح، إلى أن كان يوم الأحد السابع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 1379 فجاءني أحد الشباب المؤمن المثقف فسألني عن الكتاب ورأيي فيه فأخبرته به وضربت له بعض الأمثلة فهاله ذلك، وحضني على نشر ما كتبته عن الجزء الأول منه، أو نشر فكرة عامة عن الكتاب حتى يكون الناس على علم بحقيقته لا سيما وقد طبح الكتاب طبعة ثانية! فوعدته خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم نظرت في الأمر فرأيت أن نشر نقد الجزء الأول كله يقتضي أن أتوجه إلى نقد بقية أجزاء الكتاب الخمسة وهذا يتطلب مني سعة من الوقت والفراغ، وهذا مما لا سبيل إليه ولا يمكن الحصول عليه، ولذلك فقد بدا لي أن اكتب كلمة جامعة عن الكتاب ألخص فيها رأيي فيه، وأحصر فيها أنوع الأخطاء التي وردت فيه مع ضرب أمثلة لكل نوع منها حتى يكون القاريء الكريم على بينة مما أقول فيه.
والله تعالى يشهد أنه ليس لي غرض من وراء ذلك إلا نصح الأمة وخدمة السنة وتطهيرها من الأخطاء التي قد تلصق بها باجتهاد خاطيء أو رأي غير ناضج.
أسأل الله عز وجل أن يلهمني الصواب في القول والعمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم.
إن الأخطاء الواردة في (التاج) من الكثرة بحيث لا يمكن إحصاؤها في هذه الكلمة، ولذلك فإني أقتصر فيها على ذكر رؤوس هذه الأخطاء وأهمها، فأقول، وبالله أستعين:
أخطاء (التاج) بالجملة
يمكن حصر الأخطاء المشار إليها على الوجه الآتي:
1 - تقويته للأحاديث الضعيفة والموضوعة.
2 - تضعيفه للأحاديث القوية، وهذا النوع والذي قبله أخطر شيء في (التاج).
3 - نقله الأحاديث من كتب أخرى غير الأصول الخمسة التي ألف كتابه منها وخاصة في التعليق عليه، فإنه ينقل فيه ما هب ودب من الحديث، مما لا أصل له البتة في كتب السنة، أو له أصل لكنه منكر، أو موضوع دون أن ينبه عليها، أو يشير أدنى إشارة إليها!
4 - سكوته عن تضعيف الحديث، مع أن من عزاه إليه قد صرح بضعفه أو أشار إليه! وليس هذا من الأمانة العلمية في شيء!
5 - عزوه الحديث إلى أحد أصحاب الأصول الخمسة وهو لم يخرجه!
6 - تقصيره في تخريج الحديث، فإنه يعزوه لأحد أصحاب الأصول وهو عند سائرهم أو بعضهم وقد يكون من أصحاب الصحيح، وهذا عيب كبير عند أهل الحديث كما هو واضح.
7 - إطلاقه العزو إلى البخاري، وهو يفيد عند أهل العلم أنه عنده في صحيحه، وليس الحديث فيه، بل في غيره من كتبه كخلق أفعال العباد وغيره التي لا يتقيد فيها البخاري بالحديث الصحيح بخلاف كتابه " الجامع الصحيح " الذي اشترط أن يورد فيه أصح ما عنده، فيوهم المؤلف أن الحديث في " الصحيح " وقد يكون غير صحيح!
8 - إطلاقه العزو للصحيحين وهو يفيد عندهم أنه عندهما متصل الإسناد منهما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، والواقع أنه عندهما معلق بدون سند فيوهم المؤلف بذلك أنه صحيح مسند، وقد يكون صاحب الصحيح قد أشار لضعفه، فتأمل كم في هذا الإطلاق من البعد عن الصواب! وقد يطلق العزو إلى غير الصحيحين أيضاً، وهذا أيسر، إلا إذا أشار لضعفه وسكت عليه المؤلف!
9 - قوله في الحديث الذي رواه أبو داود ساكتاً عليه " إسناده صالح " فيوهم بذلك القراء الذين لا علم عندهم باصطلاحات العلماء أنه صالح حجة أي أنه حسن أو صحيح، كما هو الاصطلاح الغالب عند العلماء، وهو المتبادر من هذه اللفظة (صالح)، مع أن فيما سكت عليه أبو داود كثيراً من الضعاف، ذلك لأن له فيها اصطلاحاً خاصاً، فهو يعني بها ما هو أعم من ذلك بحيث يشمل الضعيف الصالح للاستشهاد به لا للاحتجاج كما يشمل ما فوقه، على ما قرره الحافظ ابن حجر، فما جرى عليه بعض المتأخرين من أن ما سكت عليه أبو داود فهو حسن، خطأ محض، يدل عليه قول أبي داود نفسه " وما فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض " فهذا نص على أنه إنما يبين ما فيه ضعف شديد، وما كان فيه ضعف غير شديد سكت عليه وسماه صالحاً، من أجل ذلك نجد العلماء المحققين يتتبعون ما سكت عليه أبو داود ببيان حاله من صحة أو ضعف، حتى قال النووي في بعض هذه الأحاديث الضعيفة عنده: " وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر " ذكره المناوي، وعليه كان ينبغي على المصنف أن يعقب كل حديث رواه أبو داود ساكتاً عن ضعفه ببيان حاله تبعاً للعلماء المحققين، لا بأن يتبعه بقوله " صالح " وإن كان ضعيفاً بين الضعف دفعاً للوهم الذي ذكرنا، ولأنه لا يفهم منه على الضبط درجة الحديث التي تعهد المؤلف بيانها بقوله المذكور في مقدمة كتابه " كل حديث سكت عنه أبو داود فهو صالح " وسأتبع ذلك في بيان درجة ما رواه بقولي: بسند صالح " وليس في قوله البيان المذكور، لما حققته آنفاً أن قول أبي داود يشمل الضعيف والحسن والصحيح، فأين
(يُتْبَعُ)
(/)
البيان؟!
10 - تناقضه في تقليده لأبي داود في كلمته المذكورة آنفاً، وفي تعهد المؤلف في اتباع ما سكت عليه أبو داود بقوله " صالح "، فتراه تارة قد وفى بهذا التعهد، وإن كان فيه ما سبق بيانه في الفصل الذي قبله، وتارة يسكت عن كثير مما سكت عليه أبو داود خلافاً للتعهد، وفيه الضعيف والحسن والصحيح، وأحياناً يعقبه بقوله: " لم يبينوا درجته "، ورأيته مرة تعقبه في حديث بأن في سنده ضعيفاً، والحديث صحيح -كما سيأتي بيانه-.
11 - تقليده للترمذي في التضعيف، مع أن سنده عند التحقيق حسن أو صحيح نظيف، وفي التحسين وهو يستحق التصحيح.
12 - مخالفته للترمذي وغيره في التضعيف، فيقوي ما ضعفوه وهو مخطئ في ذلك!
13 - يورد الحديث عن صحابي برواية بعض أصحاب الأصول، ثم يعطف على ذلك فيقول: " ولأبي داود " (مثلاً) فيذكر الحديث بلفظ آخر يوهم أنه عنده عن ذلك الصحابي أيضاً، والواقع أنه حديث آخر عن صحابي آخر! وتارة يقول: " رواه فلان وفلان " وتارة يزيد عليه بقوله: " بسند حسن "، والواقع أنهما إسنادان وقد يكون أحدها صحيحاً، ولا يخفى ما في ذلك من بخس في الرواية لأن الحديث إما أن يكون ضعيفاً بسنده الأول فيقوى بسنده الآخر، وإما أن يكون حسناً فيرتقي إلى الصحة بالسند الآخر أو صحيحاً فيزداد صحة.
14 - يعزو الحديث لجماعة من المخرجين ثم يقول: " فلان سنده كذا وفلان سنده كذا " يغاير بين السندين والسند واحد، وقد يكون الأول رواه من طريق الآخر، وهذا من الطرائف!!
15 - يعزو الحديث لأحدهم من رواية صحابي وهو عنده عن غيره أو لا إسناد له به!
16 - يزيد في الحديث من عنده ما ليس عند أحد ممن عزاه إليهم بل ولا عند غيرهم، وتارة يحذف منه ما هو ثابت فيه!!
17 - يطلق العزو للنسائي، وهو يعني به سننه الصغرى المعروفة بالمجتبى كما نص عليه في المقدمة، وكثيراً ما لا يكون الحديث فيه، بل في غيره من كتبه الأخرى مثل " عمل اليوم والليلة " و" السنن الكبرى "!!
18 - تحسينه أو تصحيحه لأسانيد الأحاديث التي يقول الترمذي فيها " حديث حسن " أو " حديث صحيح " متوهماً أن الترمذي لا يقول ذلك إلا فيما كان سنده حسناً أو صحيحاً! وذلك غفلة منه عما ذكره الترمذي نفسه في آخر كتابه! قال (2/ 340): " كل حدث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن ".
فهذا نص منه على أنه يحسن الحديث الذي فيه ضعيف غير متهم وله طريق آخر، فتحسين إسناد الحديث حينئذ لقول الترمذي فيه " حديث حسن " خطأ واضح، بل لابد من النظر في سنده وأن يعطى له ما يستحق من ضعف أو حسن أو صحة، شأنه في ذلك شأن الأحاديث التي سكت عليها أبو داود، وقد عرفت الحق فيها -كما تقدم-.
19 – اعتماده على التوثيق الواهي دون التضعيف الراجح.
المصدر: مجلة المسلمون (6/ 1007 – 1012).
وصدق الشيخ أبو إسحاق الحويني عندما سُئل عن كثرة استشهاد خطباء الجمعة بالأحاديث الضعيفة فقال: "يا ضياع تعب المُحدثين"
ـ[العبيد]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 11:50]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
ما صحة حديث: (يا عثمان إن الله تعالى مقمصك قميصا, فإن أرادك المنافقون على خلعه .. )؟
ـ[طالبة الدعوة]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ,ارجوا إفادتي في مدى صحة الحديث التالي:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ياعثمان إن الله تعالى مقمصك قميصا, فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه)
جزاكم الله خير
ـ[عمر الغسانى]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 01:25]ـ
المستدرك
4544 - أخبرني عبد الله بن الحسن القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا موسى بن داود الضبي ثنا الفرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعثمان: إن الله مقمصك قميصا فأن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه
هذا حديث صحيح عالي الإسناد و لم يخرجاه
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص: أنى له الصحة ومداره على فرج بن فضالة
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 01:49]ـ
الحديث قد روي من حديث عثمان و زيد بن ارقم و عائشة.
و نحن بصدد تخريجه، و اتحافكم به غدا ان شاء الله تعالى، و أظنه و الله أعلم ضعيف أو ضعيف جدا.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 06:02]ـ
و ورد أيضا من حديث أنس و عبد الله بن عمرو
و له شواهد كثيرة جدا، و قد رجعت عن ظني بالضعف
و يحتمل الصحة أو الحسن
و الله أعلم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ,ارجوا إفادتي في مدى صحة الحديث التالي:
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ياعثمان إن الله تعالى مقمصك قميصا, فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه)
جزاكم الله خير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وعَلَيْكنَّ السَّلَام ورحمةُ اللَّهِ وَبركاتُهُ،
مِن مَن صحَّحَ الحديثَ:
ـ الشَّيخُ الألبانيُّ «كَمَا في ظِلالِ الجَنَّةِ في تَخْرِيْجِ السُّنَّةِ [ص 559 ح 1179]، وَصَحِيْحِ الجَامِع،ج 2 ص 1316 ح 7947، وَصَحِيْحِ سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ ج 1 ص 55 ح 90 ... »
ـ الشَّيْخُ شُعَيْبٌ الأَرْنَؤُوط «في تَعْلِيقَاتِهِ على سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ ج 1 ص 81، وَ قالَ في تَعْلِيْقَاتِهِ على جَامِع التِّرْمِذِيِّ ج 6 ص 278 ـ 279 ح 4038: حديثٌ صحيحٌ،وأخرجه ابن ماجه (112)،وهو في المُسندِ (24466) و (24566)،وصحيح ابنِ حِبَّانَ (6915) مطولًا.».
ـ الشَّيْخُ عبدُ المُحْسِن العَبَّاد فِي «شَرْحِهِ لسُننِ ابْنِ مَاجَهْ»،قال: " الحديثُ فيه الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ وهو ضعيفٌ، ولكن وجد ما يعضده ".
ـ الشيخُ عبدُ الكريمِ الخُضَيْر، قالَ في شَرْحِهِ لمُقَدِّمَةِ سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ: " ... حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ وهو ضعيفٌ؛ فالإسنادُ ضَعيفٌ، لكن الخبر له طُرُق يَصحُّ بها ".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 09:31]ـ
بارك الله في الجميع آمين ..
قدر روي هذا المعنى من حديث: (عائشة _ من عدة طرق يعضد بعضها بعضا _، وعبد الله بن عمرو، وزيد بن أرقم، وجبير بن نفير، وعروة بن الزبير، وغيرهم).
وقد أوما إليه الإمام أحمد معتداً به لما أن أتى ذكر قصة عثمان؛ كما ذكر الميموني؛ حيث قال الإمام أحمد بعد كلامٍ: (قد أرادوه على ذلك) يقصد خلع القميص.
والحديث بمجموع طرقه = (حسن)؛ أقله لا ينزل عنه (لغيره) .. وتكاد تكون قصته مشهورة متواتره.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 10:52]ـ
وقد أوما إليه الإمام أحمد معتداً به لما أن أتى ذكر قصة عثمان؛ كما ذكر الميموني؛ حيث قال الإمام أحمد بعد كلامٍ: (قد أرادوه على ذلك) يقصد خلع القميص.
قاَلَ أبو بكرٍ الخَلَّال في السُّنَّةِ (ج 1 ص 321): أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " قَدْ أَرَادُوهُ عَلَى ذَلِكَ، يَعْنِي فِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: «فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلا تَخْلَعْهُ».
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 01:30]ـ
فائدة:
قالَ الشَّيْخُ مُقْبلٌ الوَادعِيُّ في «الصَّحِيحِ المُسْنَدِ مِمَّا ليسَ في الصَّحِيحَيْنِ» (ج 2 ص 501 ـ 502 ح 1589) على إسناد الحديث عندَ الإمامِ أحمدَ وأبي عيسى التِّرْمِذِيِّ: حديثٌ صحيحٌ على شرط مُسْلمٍ.
ثم قالَ: الحديث أخرجهُ ابنُ ماجَهْ (ج 1 ص 41) وعنده، عن ربيعة بن يزيد، عن النّعمان بن بشير، بدون واسطة، وسند التِّرمذيّ أرجح.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 09:05]ـ
وقد جمع طرق هذا الحديث الشَّيخُ سعدٌ الحُمَيِّد وغيره في تخريجهم للحديث من كتاب العلل لابن أبي حاتِمٍ (ج 6 ص 371 ـ 373).
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 09:20]ـ
الشيخ (سلمان أبو زيد) حفظه الله ورعاه ..
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته؛ وصبحك الله بكل خير وعافية؛ وبعد ..
فقد أرسلت لكم رسالة على الخاص ففوجئت بهذا:
سلمان أبو زيد تجاوز المحد له من مساحة الرسائل الخاصة المخزونة ولا يمكنه إستلام رسائل أخرى إلى أن يحرر بعض المساحة.
فعليك بالرسائل وقم عليها حتى تقرأ رسالتي. (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 04:39]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الشَّيخ الفَاضِل / السّكران التميميّ ـ زاده اللَّهُ فضلا ونبلا وتوفيقًا ـ:
وعليكم السَّلام ورحمة اللَّه وبركاته،،،
لم تصلني رسالتك على الخاص.
وفّقكم اللَّهُ تعالى،ونفع بكم.
أخُوكُم المُحبّ
سَلمانُ بنُ عَبدِ القَادِر أبُو زَيْدٍ
عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ،آمِين.
ـ[طالبة الدعوة]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 09:31]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أشكر كل من أعانني في معرفة صحة هذا الحديث وجزاكم الله خيرا
[/ quote](/)
للمهتمين بالحديث والفرق المبتدعة _فكر معي_
ـ[العقل العربي]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 07:21]ـ
سألني أحد الشيعة من طلاب الحوزات عندهم عن مصنف عبدالرزاق (كم سعره وأين يجده)
فياترى ماذا يريد بمصنف عبدالرزاق؟؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[26 - Apr-2010, مساء 08:23]ـ
يقصد به مصنف عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني المشهور عند أهل السنة
قال الذهبي: عبد الرزاق بن همام ابن نافع، الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني الثقة الشيعي.
قال عبدالله بن أحمد: سألت أبي: أكان عبد الرزاق يفرط في التشيع؟
قال: أما أنا، فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس أو الأخبار.
قلت: و هو شيعي، و ليس رافضي، و الفرق بينهم، كالفرق بين السماء و الأرض، (فليتأمل)، و يحاول الرافضة ان ينتحلوه، و هو منهم براء، و الله أعلم
ـ[العقل العربي]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 10:51]ـ
بوركت
ولكن هل يجد له بغية في الكتاب؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 11:17]ـ
نعم أخي العزيز ..................... فرغم أن عبد الرزاق غير مفرط في التشيع وهو ليس برافضي وهو محدث ومصنف من مصنفي أهل السنة إلا أنه قد أورد في مصنفه روايات ضعيفة في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه ربما دفعه إليها تشيعه أو تساهله في التصحيح ومن ذلك الرواية التي نقلها عنه أحمد بن أزهر وحدث بها واستنكرها يحيى بن معين وعلق عليها الإمام الذهبي بضعفها الشديد الذي يصل إلى درجة الوضع رغم تصحيح الحاكم لها .......................... و هذا دأب الروافض دائما أخي العزيز فهم يبحثون على ما يوافق ما يذهبون إليه في كل الكتب حتى وإن كان في كتب أهل السنة وإن ضعفه العلماء وحكمواببطلانه وإن كان ماورد صحيحا أولوه ليوافق معتقداتهم الباطلة ................. فنسأل الله العافية ونحمده على السلامة من مذاهب أهل الضلال.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 11:40]ـ
جزاكم الله خيرا، أخي الكريم مصطفى
و هم لا يعرفون القاعدة عند أهل العلم: (من أسند فقد أحال، و بالتحقيق يتبين الحال)
فعلم الحديث عند الروافض ليس له اصول، انما وضعوا له قواعد سطحية و وهمية ليوهموا العوام أنه مضبوط عندهم، و الحق أنه مضبوط بأهوائهم.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 01:45]ـ
وجزاكم الله أخي العزيز /أحمد السكندري ...................... ..... وهذا المنهج ليس غريبا على من يتدينون بالكذب ويتجرءون على الصحابة الأخيار وأمهات المؤمنين الأطهار ...................... عليهم من الله ما يستحقون(/)
نخريج حديث ابن عباس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب ...
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 02:56]ـ
رواه ابن شهاب الزهري واختلف عليه ورواه عنه معمر بن راشد واختلف عليه فرواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد
أخرجه عبد بن حميد وأحمد في المسند وعنه أبو داود في السنن
وأخرجه الدارمي في المسند وابن ماجه في السنن قالا نا محمد بن يحيى
وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا القاسم بن عبد الله أبو طاهر ثنا أبو مصعب
وأخرجه البيهقي في الكبرى [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) نا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله الصنعاني ثنا إسحاق بن إبراهيم
وأخرجه الثعلبي في الكشف والبيان ني ابن فنجويه نا ابن شنبة نا الحضرمي ثنا حسن الخلال ستتهم قالوا ثنا عبد الرزاق - المصنف - نا معمر عن الزهري به
ومن طريق أحمد ومحمد بن يحيى أخرجه الضياء في المختارة ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الكبرى وفي معرفة السنن
ورواه رباح عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن أبي حاتم في علله
رباح هو ابن زيد الصنعاني ثقة جليل ولم أقف عليه موصولا من هذا الوجه
قال ابن ابي حاتم في علل الحديث: قلت لأبي زرعة فما وجه هذا الحديث عندك؟ قال: أخطأ فيه عبد الرزاق والصحيح من حديث معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
أقول: عبد الرزاق مقدم في معمر وقد روى هذا الحديث عنه كبار أصحابه!
ورواه سهل بن يحيى بن سبأ الحداد عن الحسن بن على الحلواني ثنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن أبي صالح عن أبي هريرة
أخرجه الخطيب في تاريخه نا على بن محمد المالكي نا محمد بن عبد الله الأبهري ثني سهل بن يحيى السقطي وأخبرنا محمد بن عبد الملك نا عمر بن أحمد الواعظ ثنا سهل بن يحيى بن سبأ الحداد ثنا الحسن بن علي الحلواني وقال الأبهري الخلال ثم اتفقا ثنا عبد الرزاق به
وهذا إسناد منكر
سهل بن يحيى هو ابن سبأ بن سهل بن عبد الله بن عبد المدان أبو السري الحدادذكره الخطيب في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وهذا الإسناد من منكراته
قال الدارقطني [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn2) في العلل (10/ 124) س 1912: وسئل عن حديث أبي صالح عن أبي هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد.
فقال: يرويه الزهري واختلف عنه فرواه شيخ يعرف بسهل بن يحيى بن سبأ الحداد عن الحسين بن علي الحلواني عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي صالح عن أبي هريرة ووهم فيه وإنما رواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.
أقول: وتابع معمرا على الوجه المرسل فيما وقفت عليه اثنان
1/ يونس بن يزيد
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ثنا وكيع عن يونس عن الزهري قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل.
2/ عبد الرحمن بن إسحاق
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: وقد روى هذا الحديث هشام الدستوائي وأبان العطار عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم.
فهؤلاء ثلاثة معمر بن راشد ويونس بن يزيد وعبد الرحمن بن إسحاق رووه عن ابن شهاب الزهري مرسلا
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) وهو في السنن الصغرى أيضا وفي معرفة السنن والآثار
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref2) وأخرجه الخطيب في تاريخه نا البرقاني نا أبو الحسن الدارقطني به
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 02:57]ـ
ورواه سليمان بن أبي سليمان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
أخرجه البزار في المسند ثنا زيد بن أخزم ثنا عبد القاهر بن شعيب ثنا سليمان بن أبي سليمان عن الزهري به
وهذا إسناد منكر
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة إلا سليمان بن أبي سليمان ولا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه وقد خولف في إسناده ... وأحسب أن سليمان [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftn1) بن أرقم وهو لين الحديث
ورواه حبان بن علي عن عقيل بن خالد [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftn2) عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس
أخرجه ابن حبان في الصحيح نا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا نا بشر بن الوليد الكندي ثنا حبان بن علي العنزي عن عقيل عن الزهري به
ومن طريق محمد بن صالح أخرجه الدمياطي في الرابع من معجم شيوخه
حبان بن علي العنزي لين الحديث
ورواه الحارث بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نهى رسول الله عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد
أخرجه الخطابي في غريب الحديث ثنا إبراهيم بن فراس نا موسى بن هارون نا الحارث بن عبد الله الهمذاني [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftn3) أنا إبراهيم بن سعد عن الزهري به
الحارث بن عبد الله هو ابن إسماعيل بن عقيل أبو الحسن الحارثي المعروف بالخازن كان خازنا لبعض الخلفاء ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث وصحح له ابن خزيمة
قال ابن أبي حاتم في علل الحديث: قلت لأبي زرعة ما حال هذا الشيخ الهمذاني؟ قال كان شيخا لم يبلغني عنه أنه حدث بحديث منكر إلا هذا وقد كان كتب عن أبي معشر حديثا كثيرا.
وقال أبو زرعة: وأخطأ فيه الشيخ يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث وليس هذا الحديث من حديث إبراهيم بن سعد.
أقول: وجه قول أبي زرعة " يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث " أن الحارث هذا روى عن شداد بن حكيم عن عباد بن كثير عن عثمان الأعرج عن الحسن عن عمران بن حصين وجابر بن عبد الله وأبي هريرة قالوا: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد وأن يمحى اسم الله بالبصاق.
أخرجه أبو نعيم في الحلية ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قال الحارث بن عبد الله الهمداني ثنا شداد بن حكيم به
قال أبو نعيم: غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير.
إسناده منكر عباد بن كثير متروك الحديث قال أحمد روى أحاديث كذب
أقول: أحسب أن أبا زرعة عنى هذا الحديث في قوله يشبه أن يكون دخل عليه حديث في حديث لكني قد وقفت على متابع للحارث عن إبراهيم بن سعد
أخرجه البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله ني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثني أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري به
أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثقة حافظ
والسند إليه صحيح على كلام في الفضل لا يضر إن شاء الله تعالى
أقول: هذا المتابعة لم يذكرها أبو زرعة وأحسبها تنفي الوهم عن الحارث والله أعلم
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftnref1) كذا ولعله ابن بهمزة وصل خبر سليمان
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftnref2) قرن بعقيل ابن جريج
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270730#_ftnref3) في غريب الحديث الهمداني يدال مهملة وتصويبه من تلخيص المتشابه فقد ضبطه الخطيب كتابة لله دره
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 02:59]ـ
ورواه عن الزهري ابن جريج واختلف عليه فرواه أيوب بن سويد عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
أخرجه ابن أبي حاتم في علل الحديث وسمعت أبي وحدثنا عن أبي عمير بن النحاس الرملي عن أيوب بن سويد عن ابن جريج به
أيوب بن سويد هو الرملي ضعيف الحديث
قال أبو زرعة: وروى أيوب بن سويد عن ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وأخطأ فيه ولم يسمع ابن جريج من الزهري هذا الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: قول أبي زرعة يبين أن أيوب رواه عن ابن جريج عن الزهري بلا واسطة وما أدري أهذا من اضطرابه أم وقع شيء في نسخة علل الحديث غير أني أستبعد هذا الأخير لأن ابن أبي حاتم ساق رواية أيوب بذكر سليمان بن موسى في موضعين
ورواه أبو معاوية الضرير عن ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخرجه البزار في المسند ثنا عمرو بن علي
وأخرجه أبو الشيخ في ذكر الأقران ثنا الصوفي ثنا الحسن بن حماد
وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا مجاهد بن موسى ثلاثتهم قالوا ثنا أبو معاوية عن ابن جريج به
تنبيه:
ذكر البزار في روايته مكان الهدهد الضفدع وهو خطأ وورد عقب الحديث: " فأما النملة والنحلة والصرد فلا أشك وأشك في الرابع وهو الضفدع أو غيره. " ولم يظهر لي من صاحب هذا القول آلبزار أو شيخه
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه إلا ابن جريج عن الزهري ولا نعلم رواه عنه إلا أبو معاوية.
أقول: قد وقفت على متابع لأبي معاوية
أخرجه أبو الشيخ في ذكر الأقران ثنا محمود الواسطي ثنا أبو الشعثاء ثنا حفص بن غياث عن ابن جريج مثله
حفص ثقة والسند إليه صحيح
تنبيه: هذا الرواية ساقها أبو الشيخ عقب رواية أبي معاوية ولم يسق سندها فيمن بعد ابن جريج لكنه قال مثله والأصل اتفاق السند
فهذان اثنان أبو معاوية وحفص بن غيات روياه عن ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ورواه سعيد بن سالم عن ابن جريج عن ابن شهابعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا الربيع المرادي ثنا أسد بن موسى ثنا سعيد بن سالم قال الربيع أظنه عن ابن جريج به
وتابع سعيدا في ما وقفت عليه اثنان
1/ حبان بن علي
أخرجه ابن حبان في الصحيح نا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا نا بشر بن الوليد الكندي ثنا حبان بن علي العنزي عن ابن جريج عن الزهري
ومن طريق محمد بن صالح أخرجه الدمياطي في الرابع من معجم شيوخه
2/ محمد بن ربيعة
قال البزار في المسند: وقال محمد بن ربيعة الكلابي عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس.
فهؤلاء ثلاثة سعيد بن سالم وحبان بن علي ومحمد بن ربيعة رووه عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
أقول: ابن جريج لم يسمع هذا الحديث من الزهري كما قال أبو زرعة وقد دلسه على هؤلاء
ورواه ابن وهب قال سمعت ابن جريج يحدث عن رجل حدثه عن ابن شهاب عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي عليه السلام.
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ثنا يونس
وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار أيضا ثنا بحر قالا ثنا ابن وهب سمعت ابن جريج به
ومن طريق بحر أخرجه البيهقي في السنن الكبرى
وتابع ابن وهب جماعة
1/ عبد الله بن المبارك
أخرجه ابن المبارك في مسنده عن ابن جريج قال حدثت عن الزهري به
وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ثنا محمد بن يحيى بن عبد العزيز ثني علي بن الحسن نا عبد الله [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftn1) نا ابن جريج عن ابن شهاب به
علي بن الحسن هو أبو عبد الرحمن المروزي ثقة حافظ من أصحاب ابن المبارك
والسند إليه صحيح محمد بن يحيى بن عبد العزيز هو أبو علي المروزي ثقة وثقه النسائي
أقول: ما رواه ابن المبارك في مسنده أصح فإنه ينبأ عن حفظ وضبط وأخشى أن يكون الوهم من الحكيم الترمذي
2/ يحيى بن سعيد القطان
أخرجه أحمد في المسند وفي العلل
وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه وزعم علي (هو ابن المديني) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftn2)
وأخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين ثنا أحمد بن محمد ثنا عبد الله بن هاشم
وأخرجه ابن عدي في الضعفاء ثنا جعفر بن محمد بن مغلس ثنا أحمد بن داود الضبي أربعتهم قالوا ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال حدثت عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النحلة والنملة والهدهد والصرد
ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في المختارة والبيهقي في الكبرى ومن طريق ابن المديني أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftn3)
قال يحيى بن سعيد: وكان (هذا الحديث) عندي ضعيفا فمحوته ثم قال: رأيته في كتاب سفيان بن سعيد عن ابن جريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس.
وقال الطحاوي: ووجدنا هارون بن محمد العسقلاني قد أجاز لنا عن الغلابي قال روى هذا الحديث الثوري عن ابن جريج عن ابن أبي لبيد عن الزهري قال الغلابي سمعت هذا من أبي داود.
فوقفنا بذلك على أن الرجل المسكوت عن اسمه في هذا الحديث من رواية ابن وهب عن ابن جريج الذي ذكرناه في هذا الباب هو ابن أبي لبيد فعقلنا أن هذا الحديث قد صح لنا من رواية ابن جريج كصحته لنا من رواية معمر
وقال أبو زرعة بعد حكاية الخلاف على ابن جريج: وهو أصح. يعني هذه الرواية الأخيرة وعبد الله بن أبي لبيد ثقة عابد
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftnref1) قال محقق النوادر سقط " عبد الله " من (د)
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftnref2) وروى قول يحيى أيضا عن ابن المديني دون الحديث الرازيان في علل الحديث
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftnref3) ورد في مطبوعه " فوجدنا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قد حدثنا عن صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا ابن جريج " وهذا تصحيف بين فإن يحيى هو ابن سعيد لا ابن معين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 03:00]ـ
الخلاصة أن هذا الحديث رواه يونس بن يزيد وعبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري مرسلا
وروه معمر واختلف عليه فرواه رباح بن زيد عن معمر عن الزهري مرسلا
ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا الوجه خطأ فيه عبد الرزاق أبو زرعة الرازي
ورواه الحارث بن عبد الله ومحمد بن عبيد الله عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقد خطأ أبو زرعة رواية الحارث ونفى أن يكون الحديث من حديث إبراهيم بن سعد غير أنه فاته رواية أبي ثابت المقوية لرواية الحارث
ورواه حبان بن علي عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحبان ضعيف
ورواه عن الزهري ابن جريج واختلف عليه وأصح الأقوال ما ثبت في كتاب الثوري عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي لبيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقد اختلف قول الأيمة في هذا الحديث فحكم أبو حاتم عليه بالاضطراب كما في علل الحديث
وصحح روايتي عبد الرزاق وابن جريج الطحاوي في شرح مشكل الآثار
وصحح رواية عقيل ابن حبان في الصحيح
وأما أبو زرعة فقال: وأما نفس الحديث فالصحيح عندنا على ما روي في كتاب ابن جريج عن عبد الله بن أبي لبيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت (ابن أبي حاتم): أليس هشام وأبان العطار رويا عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال بلى ولكن زيادة الحافظ على الحافظ تقبل.
أقول: وهذا الترجيح مشكل فقد تابع عبد الرحمن حافظان من أصحاب الزهري معمر [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ويونس وليس ابن أبي لبيد من بابتهم في الزهري فتحتمل زيادته
ثم أليس هذا الوجه الذي صححه أبو زرعة شاهدا قويا لصحة قول عبد الرزاق عن معمر
وأرى أيضا رواية إبراهيم بن سعد محفوظة وهي شاهد آخر قوي لثبوت قول عبد الرزاق عن معمر ويدل على أن الزهري كان ربما أرسله وربما أسنده وهكذا حدث به عنه معمر والله أعلم
وخلاصة البحث أن هذا الحديث مما أستخير الله فيه والقول بترجيح الإرسال [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) أراه قويا لكني أجد حرجا في مخالفة شيخ العلل أبي زرعة في ترجيحه وقد صححه عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي أن رواية إبراهيم بن سعد وأراها ثابة تطمئن القلب لصحة الموصول والله أعلى وأعلم
هذا ما تيسر جمعه وتحريره وأسأل الله أن يغفر لنا الخطأ والزلل وما طغا به القلم وكتب أبو صهيب الجزائري كان الله له
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) وهو الوجه الذي رجحه أبو زرعة نفسه عن معمر
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) نقل ابن الملقن في البدر المنير أن أبا زرعة قال في الحكم على الحديث الصحيح أنه مرسل وهذا من أوهامه فإن أبا زرعة رجح الرواية المرسلة في الاختلاف على معمر لا في الحديث أما حكمه في الحديث فقد رأيته يصححه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 09:29]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل وسددك ..
هنا تعقبات واستدراكات .. يسهل الله تسطيرها إن شاء الله.
لنا عودة بإذن الله تعالى.
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 11:03]ـ
ما هو الصرد ..... وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - Apr-2010, صباحاً 11:45]ـ
ما هو الصرد
هو طائر
أنظر هذا الرابط:
http://search.suhuf.net.sa/magazine/11042006/huatna62.htm
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 02:36]ـ
هذا الحديث روي عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس مرفوعاً من عدة طرق:
الطريق الأول: طريق معمر؛ رواه:
-عبد الرزاق في (المصنف رقم 8415)؛ رواه عنه من طريقه:
1) أحمد في (المسند رقم 3057) ومن طريقه أبو داود في (السنن رقم 5267) والضياء في (المختارة رقم 3880) ومن طريق أبي داود؛ البيهقي في (الكبرى رقم 9850) و (المعرفة رقم 5722).
(يُتْبَعُ)
(/)
2) محمد بن يحيى الذهلي؛ عند ابن ماجة في (السنن رقم 3224)، الدارمي في (السنن رقم 1999)، الضياء في (المختارة رقم 3882).
3) إسحاق بن إبراهيم الدبري؛ عند البيهقي في (الصغرى رقم 4231) و (الكبرى رقم 19157) و (والمعرفة رقم 3245)، من رواية: الحاكم، عن محمد بن علي الصنعاني .. والأسدي في (حديث إسحاق الدبري رقم 11)؛ من وراية: ابن أبي نصر التميمي، عن خيثمة بن سليمان.
4) عبد بن حميد في (المنتخب من مسنده رقم 650).
5) أحمد بن القاسم القرشي؛ عند الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 869)؛ من رواية: القاسم بن عبد الله.
الطريق الثاني: طريق عبد الله بن أبي لبيد؛ من رواية ابن جريج [وفي الطرق المروية يقول ابن جريج: حدثت عن الزهري؛ بالإبهام، والكلام في توضيح هذا الأمر مبثوث واضح] ... رواه عنه:
-يحيى بن سعيد القطان؛ عند أحمد في (المسند رقم 3232) و (العلل) ومن طريقه البيهقي في (الكبرى رقم 19160) والضياء في (المختارة رقم 3881) والقطيعي في (جزء الألف رقم 56).
وابن عدي في (الكامل 4/ 241)؛ من رواية: جعفر بن محمد بن مغلس، عن أحمد بن داود الضبي.
وأبو الشيخ في (طبقات محدثي أصبهان رقم 1024)؛ من رواية: أحمد بن محمد الخزاعي، عن عبد الله بن هاشم العبدي.
-عبد الله بن وهب؛ عند الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 866)، البيهقي في (الكبرى رقم 19159)؛ من وراية: عن بحر بن نصر. وزاد الطحاوي أيضاً إخراجه من رواية: يونس بن عبد الأعلى.
-ابن المبارك في (المسند رقم 196).
-يحيى بن معين؛ عند الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 869)؛ من رواية: محمد بن أحمد الدولابي، عن صالح بن أحمد، عن علي بن المديني.
الطريق الثالث: طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وعقيل بن خالد (مقرونين)؛ رواه:
-ابن حبان في (الصحيح رقم 5763) من وراية: محمد بن صالح بن ذريح، عن بشر بن الوليد الكندي، عن حبان بن علي العنزي.
الطريق الرابع: طريق إبراهيم بن سعد الزهري؛ رواه:
-الخطابي في (الغريب 2/ 142)؛ من رواية: إبراهيم بن فراس، عن موسى بن هارون، عن الحارث بن عبد الله. والبيهقي في (الكبرى رقم 19158)؛ من رواية: الحاكم، عن إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، عن جده، عن محمد بن عبيد الله.
قد تابع بعضهم بعضا .. وبهذا يضعف هنا ما قاله أبو زرعة في العلل لما أن قال:
(وَرَوَى هَذَا الْحَدِيث حارث الخازن شيخ بهمذان، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ وأخطأ فيه الشيخ، يشبه أن يكون دخل له حَدِيث فِي حَدِيث، وليس هَذَا الْحَدِيث من حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سَعْد.
قُلْتُ _ ابن أبي حاتم _ لأَبِي زُرْعَةَ: ما حال هَذَا الشيخ الهمذاني قَالَ: كَانَ شيخا لم يبلغني عنه أَنَّهُ حدث بحديث مُنْكَر إلا هَذَا، وقد كَانَ كتب عَنْ أَبِي معشر حديثا كثيرا).
فلذلك أبو زرعة نفسه لم يجزم بذلك؛ فإنه لما قرر الخطأ _ ظناً منه _ قال: (يشبه أن يكون دخل له حديث في حديث) .. وهذا الاشتباه قد انتفى لما أن توبع على روايته عن الزهري، وهي رواية مستقيمة لا خلل فيها.
فلذلك لما سئل عن هذا الشيخ لم يجد عليه سوى ما بلغه فقط عنه، وليس الأمر جزماً ويقينا .. فالحديث من طريقه مستقيم على الجادة.
وعليه: فكل هؤلاء رووه عن الزهري على الجادة على الصواب فيه.
-قال البيهقي: (وحديث عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أقوى ما ورد في هذا الباب).
-وقال النووي: (رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم).
-وقال ابن كثير: (رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة؛ وإسناده صحيح) لكن وقع عنده خطأ رحمه الله _ الله أعلم ممن _؛ فجعل الصحابي بدلاً من ابن عباس أبو هريرة رضي الله عن الجميع.
-وقال ابن دقيق العيد؛ وتابعه ابن حجر: (رجاله رجال الصحيح).
· وهنا بعد هذا العرض وقفات مهمة يجدر التنبه لها:
الأولى: قد روى الحكيم في (النوادر رقم 571) هذا الحديث من طريق ابن المبارك؛ ولكنه أسقط الراوي بين ابن جريج والزهري .. وهذا خلاف الصواب؛ بل هو خطأ وقع في السند، ولعل العتب فيه ممن رواه عن ابن المبارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما طريق الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 866) والذي رواه عن الربيع رحمه الله وجعله عن ابن جريج، عن الزهري؛ فهذا سند قد اضطرب فيه راويه أصلاً ولم يضبطه، ولا يبعد أيضاً مع ذلك أن يكون قد أسقط من السند الرجل بين ابن جريج والزهري .. فلا يعتد بهذا السند في المخالفة.
الثانية: قول الإمام أبو حاتم: (هذا حديثٌ مضطرب) .. المراد به هذا الوجه المسئول عنه من طريق ابن جريج وسليمان بن يسار؛ لا أن الحديث على وجه العموم مضطرب، وكأنه عنده هذا الوجه المسئول عنه خلاف المحفوظ من رواية ابن جريج، عن رجلٍ، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله.
وإلا فقد جود سنده من طريق ابن جريج من غير رواية (أيوب بن سويد) وأيوب هذا لا تقوم به حجة ولا بمخالفته .. فلا تعد شيئا في مقابل من جوده ممن تقدم ذكرهم.
فذلك قال أبو زرعة رحمه الله عقب ذكره له من طريقه: (وأخطأ فيه، ولم يسمع ابن جريج من الزهري هذا الحديث).
وهذا الوجه المسئول عنه قد أخرجه البزار في (المسند رقم 5289) لكن من طريق (أبو معاوية محمد بن خازم) وهو في غير الأعمش مثل سابقه؛ قال الإمام أحمد: (في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا) .. وقال ابن خراش: (هو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب).
قال البزار بعده: (وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ إِلا ابْنَ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَلا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْهُ إِلا أَبُو مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ غَيْرُ أَبِي مُعَاوِيَةَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ).
قلت: وهذا الذي أشار إليه البزار هو الاضطراب الذي عناه الإمام أبو حاتم، فالاضطراب في حديث طريق (ابن جريج) فقط.
الثالثة: قد أورد ابن عدي بسنده في (الكامل 2/ 249) عن ابن عباس بسند آخر من رواية (حماد بن عبيد، عن جابر بن يزيد الجعفي) بمتن مختلف قريب من لفظ حديثنا.
وهذا الحديث بهذا السند لا شيء، ولا يسمى حديثاً أصلاً بل هو دجلٌ وإفك.
الرابعة: رواية (هشام الدستوائي وأبان العطار) عن (عبد الرحمن بن إسحاق) المرسلة؛ لا يلتفت إليها، فهي مخالفة خاطئة واهمة؛ آفتها [عبد الرحمن بن إسحاق] واهٍ ليس حديثه بشيء، ولولا الإطالة لسطرت كلام الأئمة الشنيع فيه.
فلا يصح أصلاً أن يجعل هذا الوجه من طريق محلاً للنظر ولا كرامة.
كيف وقد قدّم الإمامين الكبيرين أبو حاتم وأبو زرعة خلافه، ولم يعيراه أي انتباه؛ فقالا بعد السؤال عنه: (رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ).
وهذا دليلٌ منهم على أن هذا هو الوجه المحفوظ فيه من جهة ابن جريج.
ثم بعد ما قالا هذا الكلام أتبعاه بما قاله يحيى حول هذا الرجل المبهم؛ وسبق بيان ذلك؛ وأشار أبو زرعة مؤكدا إلى ما قلته لك فقال: (وهو أصح) .. ثم أعقبه أبو زرعة بالطريق الذي لم يتابع عليه راويه؛ وخالف فيه الجماعة، وكأنه ذكره في مقابل الصحيح؛ وهو طريق (رباح).
وقد جهدت بأن أقف عليه مسنداً فلم أقف عليه، وإن كان أبو زرعة قد صوب الإرسال من طريق معمر؛ من أجل رواية رباح التي لم يتابعه عليها أحد؛ فيه نظر كبير، فإنه وإن كان (رباح) من الثقات الأثبات؛ فـ (عبد الرزاق) لا يقل عنه خاصةً في معمر، كيف وقد توبع عبد الرزاق على روايته المرفوعة.
فليس في هذا بارك الله أي وجهٍ ولو ضعيف لترجيح الوجه (المرسل)؛بل كل الكلام منصبٌ على توهين هذا الطريق.
وأكبر دليلٌ على هذا الكلام _ أقصد أن الحديث صحيح مرفوع؛ بصفة عامة، وأن وجه الإرسال فيه غريب _ ما قاله أبو زرعة نفسه بعد هذا؛ حيث قال:
(وأما نفس الْحَدِيث: فالصحيح عندنا عَلَى ما روي فِي كتاب ابْن جُرَيْج: عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي لبيد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْتُ _ ابن أبي حاتم _: أليس هِشَام وأبان العطار رويا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بلى، ولكن زِيَادة الحافظ عَلَى الحافظ تقبل).
وقد تقدم معك الكلام عن طريق عبد الرحمن بن إسحاق وأنه لا شيء.
الخامسة: قال الدارقطني رحمه الله لما سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِ: النَّمْلَةُ وَالنَّحْلَةُ وَالْهُدْهُدُ وَالصُّرَدُ:
(يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ: فَرَوَاهُ شَيْخٌ يُعْرَفُ بِسَهْلِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَبَأٍ الْحَدَّادِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَوَهِمَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ).
وهذا الكلام من الإمام الدارقطني يعطينا يقيناً أن المحفوظ هو الطريق الأخير الذي ذكره، والذي تتبعناه أعلى التخريج كما مر.
وهذا الوجه الوهم عن أبي هريرة رواه الخطيب بسنده في (تاريخ بغداد 9/ 119) ونقل بعده كلام الإمام الدارقطني السابق.
السادسة: قد روى ابن ماجة بسنده _ وتفرد به _ في (السنن رقم 3223) من رواية: إبراهيم بن الفضل المخزومي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
وهذا سند تالفٌ لا شيء، آفته (إبراهيم بن الفضل): متروك لا يجوز الاحتجاج بحديثه، صاحب مناكير وفحشٍ في الأخطاء.
السابعة: قد روي هذا من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه؛ من رواية: عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، عن جده .. رواه:
-علي بن بحر القطان؛ عند الروياني في (المسند رقم 1097)، والبيهقي في (الكبرى رقم 19162)؛ من رواية: محمد بن إسحاق الصغاني.
وأبو نعيم في (تاريخ أصبهان 2/ 291)؛ من رواية: جعفر بن محمد السوسي.
-محمد بن أبي فديك؛ عند الطبراني في (المعجم الكبير رقم 5728)؛ من رواية: محمد بن يحيى بن منده، عن أبو بكر بن أبي النضر.
أقول: وهذا سند تالفٌ لا يثبت ولا يصح، و (عبد المهيمن) واهٍ منكر الحديث قد ترك، يحدث عن أبيه عن جده بنسخة منكرة لا تثبت.
الثامنة: روي أيضاً من حديث عمران بن حصين وجابر بن عبد الله وأبي هريرة _ ثلاثتهم مقرونين ببعض _؛ من رواية: عباد بن كثير، عن عثمان الأعرج، عن الحسن البصري .. رواه:
-أبو نعيم في (الحلية 2/ 160)؛ من رواية: محمد بن أحمد بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن الحارث بن عبد الله، عن شداد بن حكيم.
قال أبو نعيم: (غريب من حديث الحسن، عن عمران وجابر وأبي هريرة؛ لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير).
قلت: و [عباد بن كثير]: كذابٌ متروكٌ يضع الحديث.
والخلاصة: أنه لا يثبت في هذا الباب سوى حديث الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً .. ولا عبرة بغير ذلك.
والله تعالى أعلم.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 02:57]ـ
أرجو من أخي التميمي أن يجعل بحثه في موضوع جديد ويقتصر هنا على تعقباته واستدراكاته فإنه بنشر بحثه هنا طال الموضوع بغير فائدة ولا يدري من يريد التدخل أيعلق على الموضوع الأول أو الثاني هذا رأي بارك الله فيك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 03:04]ـ
غفر الله لك أخي ..
وإن كان الموضوع موضوعك فعلاً؛ لكن ليس هناك من داعٍ لأن يفرد لكلامي موضوع جديد؛ فالكلام للكلام _ الكلام الثاني للكلام الأول _.
ولا أعتقد أن هناك طولٌ، وأنه ليس هناك فائدة .. بل الفائدة موجودة إن شاء الله لا تعدم .. فهون عليك أخي.
ومن أراد التعليق فلن يعجز عن أي الكلامين يريد التعقيب.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 05:52]ـ
بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
جهدكبيرأسأل الله الكريم المنان أن يتقبله منكم
وقد خطأ أبو زرعة رواية الحارث ونفى أن يكون الحديث من حديث إبراهيم بن سعد غير أنه فاته رواية أبي ثابت المقوية لرواية الحارث .....
أخرجه البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله ني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثني أبو ثابت محمد بن عبيد الله ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري به
ليس ببعيد عندي أن يكون محمدبن الفضل أخطأ في اسم الحارث بن عبدلله فظنه محمدبن عبيدالله الثقة المشهور
وذلك لتقاربهم في الرسم ولأنه لوكان من حديث أبي ثابت لكان مشتهرا لاسيماعندأبي زرعة
وعليه فيكون كلام أبوزرعة لاإشكال فيه
والله أعلم.
أخي الفاضل أبوعصام لم تذكر طريق الحضرمي عن حسن الخلاف والتي فيهامتابعة لمن رووالحديث عن عبدالرزاق
-يحيى بن معين؛ عند الطحاوي في (مشكل الآثار رقم 869)؛ من رواية: محمد بن أحمد الدولابي، عن صالح بن أحمد، عن علي بن المديني.
أليس واضح أن هناك تصحيف
كمابين الأخ عدلان حيث قال [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1270731#_ftnref3) ورد في مطبوعه " فوجدنا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي قد حدثنا عن صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا ابن جريج " وهذا تصحيف بين فإن يحيى هو ابن سعيد لا ابن معين
قلت حفظك الله
الرابعة: رواية (هشام الدستوائي وأبان العطار) عن (عبد الرحمن بن إسحاق) المرسلة؛ لا يلتفت إليها، فهي مخالفة خاطئة واهمة؛ آفتها [عبد الرحمن بن إسحاق] واهٍ ليس حديثه بشيء، ولولا الإطالة لسطرت كلام الأئمة الشنيع فيه.
هنايصح أن يقال إذاكان عبدالرحمن بن إسحاق الواهي رواه ولم يزد في إسناده فكيف بغيره
ولهذا فهي متابعة معتبرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 06:33]ـ
الحمد لله على سلامتك أخي العزيز القريب (عبد الرحمن) وعوداً حميدا ..
قولك رعاك الله:
أليس واضح أن هناك تصحيف
كمابين الأخ عدلان
بلى هناك تصحيف أكيد أيضاً .. وهذا مما يستدرك عليّ فعلاً رحمك الله.
فجزاك الله والأخ عدلان عني خير الجزاء.
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 03:25]ـ
قلت حفظك الله
هنايصح أن يقال إذاكان عبدالرحمن بن إسحاق الواهي رواه ولم يزد في إسناده فكيف بغيره
ولهذا فهي متابعة معتبرة
قلت قبل: وتابع معمرا على الوجه المرسل فيما وقفت عليه اثنان
1/ يونس بن يزيد
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ثنا وكيع عن يونس عن الزهري قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل.
يونس من أثبت أصحاب الزهري وروايته تعضدد رواية عبد الرحمن الذي ليس بالواهي
وهذه الرواية لم يذكرها أخونا التميمي ولا علق عليها وهي في تخريجي لرواية معمر
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 07:52]ـ
يونس من أثبت أصحاب الزهري وروايته تعضدد رواية عبد الرحمن الذي ليس بالواهي
نعم وحتى لو كان الواهي فهي في ما أحسب متابعة معتبرة ليونس
والله أعلم
وأصح أسانيد الحديث في نظري ما وجد في كتاب سفيان الثوري لقبول يحى بن سعيد له
وإن كان القول بالإرسال قوي
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 12:26]ـ
كيف يكون (يونس بن يزيد) من أثبت أصحاب الزهري؟!!!
كيف يكون هكذا وقد قال عنه إمام الأئمة أحمد بن حنبل: (كثير الخطأ عن الزهري)، ومرة: (في حديثه منكرات عن الزهري).
وقال الحافظ ابن حجر: (في روايته عن الزهري وهما قليلا، وفي غير الزهري خطأ)، وقال مرة: (ضعفوا بعض روايته؛ حيث يخالف أقرانه أو يحدث من حفظه، فإذا حدث من كتابه فهو حجة واحتج به الجماعة، وفي حفظه شيء وكتابه معتمد).
لا ينكر تخصصه بالزهري؛ لكن ليس من أثبت من حمل عنه. فتأمل
ثم هولا يقارن بمعمرٍ في التثبت عن الزهري، والكلام في الفرق بينهما مبثوث واضح. كيف وقد توبع معمراً على ذلك من طريق غير ما واحد من الرواة.
ثم كيف يكون طريق (عبد الرحمن بن إسحاق) مقوياً للحكم بالإرسال، وأئمة الجرح والتعديل وعلى رأسهم أبو حاتم لم يرتضه ولم يسلم به؛ بل بين أنه خلاف المحفوظ عن الزهري، وذكر المحفوظ. فتأمل
ولا يهمني الآن هل هو الواهي _ وهو الأقرب والأظهر _ أم غيره .. فالطريق أصلاً لم يُسَلّم به.
فالأظهر من هذا كله أن الحديث كما قيل سابقاً:
والخلاصة: أنه لا يثبت في هذا الباب سوى حديث الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً .. ولا عبرة بغير ذلك.(/)
أريد نبذة عن منهج الحافظ في كتاب "هدي الساري"
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[27 - Apr-2010, مساء 11:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
أريد نبذة عن منهج الحافظ في كتاب "هدي الساري"، و هل من دراسات تناولت هذا الباب؟(/)
عدد أحاديث الجامع الصحيح بدون المعلَّقات
ـ[جزا]ــــــــ[28 - Apr-2010, مساء 11:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعضاء الفضلاء, تحية من عند الله طيبة مباركة, استشكل على أخيكم الأصغر مسألة فلم أجد غير هذا القسم موئلاً لكشف الغمَّة - إن شاء الله تعالى - فسؤالي يا أفذاذ.
يقول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - " عدد أحاديث البخاري 9082 مع المكرر, والمعلَّقات " (1)
دعونا من قضية المعلَّقات الآن. عندما أذهب إلى آخر صفحة من الجامع الصحيح, أجد آخر حديثٍ برقم (7563) , الترقيم هذا في الأحاديث التي بالجامع الصحيح, هل هو من ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.؟ ولماذا هذا العدد الضخم الذي ذكره ابن حجر.؟
أمَّا السؤال الثاني: كم تبلغ عدد الأحاديث المتفق عليها (لفظًا ومعنى) بين الإمامين البخاري ومسلم.؟ وهل كتاب اللؤلؤ والمرجان, مؤلفٌ في هذا الشأن.؟
وأخيرًا: ما معنى, طرق الحديث, أو رواه فلان بطرقه المختلفة؟ هل المقصود برواياته المكررة.؟
والله وحده أعلى وأعلم
_______
1ـ هدي الساري: (1/ 1268) , ط/ طيبة
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 01:12]ـ
بالنسبة للسؤال الأول:
الذي أعرفه أن عدد المعلقات في صحيح البخاري هو (1341)
و نعم فأن ترقيم الاستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله هو (7563)
و لعل ابن حجر يقصد بهذا الرقم (المرفوع + الموقوف + المعلقات و الشواهد)، و عدد الأسانيد أيضا، فأنه ربما يكون في الحديث الواحد اسنادان أو أكثر، يحجز بينهم رمز (ح)، فربما هو داخل في ترقيم الحافظ ابن حجر رحمه الله
وعلى ذلك فلا اشكال اطلاقا.
بالنسبة للسؤال الثاني:
كتاب اللؤلؤ و المرجان فيما اتفق عليه الشيخان للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله، نعم و هو مؤلف في هذا الشأن
جمع فيه (1906) حديث من الأحاديث التي أوردهما الامامان البخاري و مسلم رحمهما الله في صحيحهما، و هو كتاب جيد ينصح به قبل حفظ الصحيحان تيسيرا.
بالنسبة للسؤال الثالث:
طرق الحديث، يقصد به عدد سلاسل الرواة من المصنف الى الراوي الأعلى، سواء كان طريقا واحدا أو أكثر
فاذا كان طريقا واحدا، فيسمى غريبا
و ان كان طريقان فيسمى عزيزا
و ان كان ثلاثة أو أكثر ما لم يبلغ التواتر فيسمى مشهورا
وهذا الحديث اذا كان من الأنواع الثلاثة فأنه يسمى آحادا
و ان كان أكثر فأنه يسمى متواترا
و هم الناقد أن يصل الى مدار الحديث، و هو النقطة (الراوي) التي تتلاقى عندها طرق الحديث.
ـ[جزا]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 02:45]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء, ويمد في عمرك على طاعته
ولكن كم عدد أحاديث صحيح مسلم, بحسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي.؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 12:23]ـ
و اياكم، و بارك الله فيكم
عدد أحاديث صحيح مسلم (3033) كما في طبعة دار المغني، و يقال أنه بترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله
و هي بدون احصاء المكررات و الشواهد و الا فأحاديث صحيح مسلم ربما وصلت الى 12000 اذا احصينا الشواهد و الأسانيد.(/)
أرجوكم ساعدوني " الدراسات التجديديه في السنة النبوية "
ـ[قطرات غيث]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 01:23]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني أرجو افادتي في " المراد بالدراسات التجديديه في السنة النبويه "
وما الفرق بينها وبين الدراسات الاحيائيه ... ؟!
ولكم فائق الشكر
ـ[قطرات غيث]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 12:02]ـ
لوسمحتم ما في أحد رد علي ...
الحمدلله لعل في التأخير خير .... !
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 09:57]ـ
الإحياء هو إعادة بعث الشيء، لذلك يسمون مراكز تحقيق التراث = مراكز إحياء التراث.
فالدرسات الإحيائية للسنة - إن صح التعبير ففي النفس منه شيء - هي التي تهتم بإبراز ما اندرس وغاب منها وتصحيح المعلومات المغلوطة عند كثير من الناس.
فتحقيق نصوص السنة وإعادة الحكم عليها ومعرفة كلام الأئمة في تصحيحها وتضعيفها كله من الدراسات الإحيائية.
وكذلك إعادة اكتشاف مناهج الإئمة في التصحيح والتعليل من الدراسات الإحيائية لأنها جميعًا موجودة في التراث، ودور الباحث هو إعادة اكتشافها فقط.
أما الدراسات التجديدية فهي الدراسات التي تعتمد على معطيات العصر وما تتيحة العلوم الحديثة في البحث والتنقيب.
هذه فكرة سريعة والأمر يحتاج إلى مزيد.(/)
خبر نُدُورِ عين قتادة رضي الله عنه وإرجاع رسول الله عليه السلام لها (دراسة وتخريجا)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ...
خبر نُدُورِ عين (قتادة) رضي الله عنه لما أصيبت يوم أحد؛ وإرجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم لها .. حديثٌ استوقفني، ورأيت أنه في دراسته فائدة مرجوة لا تخلو بإذن الله .. فإن هذا الأمر هو من علامات نبوته ومعجزاته عليه الصلاة والسلام.
وهذا الخبر لهذه القصة والواقعة في الواقع قد أتى من عدة طرق لا تخلو كلها من مقال، وقفت على خمسة منها.
· الطريق الأول لها: فقد روي من طريق (محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة)؛ وهو يروى عنه من أربعة طرق:
الأول: طريق (عبد الله بن إدريس الأودي)؛ رواه:
-ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 33031).
-ابن سعد في (الطبقات 3/ 239) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 282).
(فائدة): في هذا الطريق أتى عند ابن عبد البر في الاستيعاب ذكر الراوي الذي روى عنه عاصم هذا الأثر؛ وهو جابر بن عبد الله، فصار السند عنده موصولاً هكذا: (رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ يَوْمَ أُحُدٍ ... ) .. وأيد صحة هذا النقل وروده عند العيني في عمدة القاري؛ حيث قال: (وعن ابن إسحاق من حديث جابر ... ) فذكره.
ثم رأيت أبو نعيم في (الدلائل رقم 416) قد وصله من طريق آخر؛ فكان السند عنده هكذا: (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ سَقَطَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ ... ).
وعندي أن هذا كله من وهم واضطراب محمد بن إسحاق؛ لم يضبطه.
الثاني: طريق (يونس بن بكير الشيباني)؛ رواه:
-البيهقي في (الدلائل رقم 1140) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 282)، ابن الأثير في (أسد الغابة رقم 1367)؛ من رواية: أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
الثالث: طريق (سلمة بن الفضل الأنصاري)؛ رواه:
-الطبري في (تاريخه رقم 608)؛ من رواية: محمد بن حميد التميمي.
(فائدة): في هذا الطريق صرح ابن إسحاق بالتحديث من عاصم.
الرابع: طريق (زياد بن عبد الله البكائي)؛ رواه:
-عياض في (الشفا 1/ 197)؛ من رواية: ابن هشام.
(فائدة): في هذا الطريق صرح ابن إسحاق بالتحديث من عاصم .. وحقيقة يعد هذا الطريق ملفق من عدة أخبار متناً وسندا.
· الحكم على هذا الطريق:
هذا الطريق لهذه القصة ضعيف؛ وفيه من العلل:
1) [محمد بن إسحاق]: وإن مشاه بعض الأئمة؛ لكن ضعّفه بعضهم وأقذع، والصحيح أنه ضعيف؛ والكلام في تفسير ضعفه مبثوث يضيق هذا المختصر في نقله.
2) عنعنته؛ فقد عنعن هذا الخبر عن عاصم. وبالنسبة للطريق الذي صرح فيه بالتحديث فلا شيء ولا يطمئن إليه في إزالة أثر العنعنة، فهو من رواية [محمد بن حميد التميمي]: كذاب متروك .. ومن رواية [زيد بن عبد الله البكائي]: وهو وإن كان ثبتاً في ابن إسحاق؛ لكنه فاحش الخطأ كثير الوهم مضعّف.
فقد اتفق ثلاثة من الرواة على رواية العنعنة: ابن أبي شيبة، وابن سعد، وأحمد بن عبد الجبار .. ولا يقاس الأولين بمن رويا الخبر بالتحديث.
3) الانقطاع؛ فعاصم لم يسمع من جده قتادة. وبالنسبة لما أورده ابن عبد البر من وصله بجابر بن عبد الله فلم أقف على ذلك مسنداً في شيء من الكتب.
وسبق أن قلت فيما تقدم أن سند ابن عبد البر وسند أبو نعيم من أوهام واضطراب وتخبط ابن إسحاق.
ثم على فرض تسليم ثبوت الوصل؛ يبقى الخبر ضعيفاً بالعلتين الأوليين .. على أنه يبقى هذا الاضطراب علة رابعة أخرى تضاف لباقي العلل.
· الطريق الثاني لها: طريق (عبد الله بن الفضل بن عاصم، عن أبيه، عن جده عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة)؛ رواه:
(يُتْبَعُ)
(/)
-الطبراني في (الكبير رقم 19/ 8) ومن طريقه أبو نعيم في (الدلائل رقم 417) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 281) والذهبي في (تاريخ الإسلام)؛ من رواية: الوليد بن حماد الرملي.
(فائدة): وقع في سند الطبراني زيادة خاطئة لابد من حذفها؛ حيث زيدت (عن) فأصبح السند هكذا: عبد الله بن الفضل، حدثني أبي، عن أبيه، عن عاصم.
· الحكم على هذا الطريق:
هذا الطريق لهذه القصة ضعيف؛ وفيه من العلل:
1) [الوليد بن حماد الرملي]: تفرد بتضعيفه الخليلي في الإرشاد .. والصحيح أنه لا بأس به.
2) [عبد الله بن الفضل بن عاصم]: هو وأبيه مجهولان لا يعرفان.
3) [عمر بن قتادة]: له صحبة؛ مقبول إن شاء الله. تفرد بالرواية عنه ابنه عاصم، ولا يروي إلا عن أبيه.
· الطريق الثالث لها: طريق (يحيى بن أيوب الغافقي، عن عمارة بن غزية الأنصاري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري)؛ رواه:
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 283)؛ من وراية: سعيد بن أبي مريم.
· الحكم على هذا الطريق:
هذا الطريق لهذه القصة ضعيف؛ وفيه من العلل:
1) [يحيى بن أيوب]: ليس بذاك القوي؛ سيء الحفظ.
2) الانقطاع؛ فإن يحيى بن سعيد لم يسمع من قتادة .. فالخبر مرسل.
· الطريق الرابع لها: طريق (عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده)؛ روي عنه من طريقين:
الأول: طريق (يحيى بن عبد الحميد الحماني)؛ رواه:
-أبو يعلى في (المسند رقم 1549) وفي (المفاريد رقم 59)، ومن طريقه ابن عدي في (الكامل 4/ 283) والبيهقي في (الدلائل رقم 1001، 1142) وابن الأثير في (أسد الغابة رقم 1366) والذهبي في (المعجم الكبير رقم 191). ومن طريق البيهقي ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 279)
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 5789)؛ من رواية: محمد بن إبراهيم السراج.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 280)؛ من رواية: ابن أبي الدنيا.
الثاني: طريق (مالك بن إسماعيل النهدي)؛ رواه:
-البيهقي في (الدلائل رقم 1141) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 279)، قوام السنة في (الدلائل رقم 120)؛من رواية: أحمد بن أبي خيثمة.
(فائدة): قد حصل خللٌ وخطأ في سند أبي يعلى في المسند وتابعه عليه بعض من رواه عنه من طريقه في المسند؛ وهو خطأ قديم حاصلٌ _ في نظري _ من راوية المسند عنه، قد أتى على الصواب والجادة عنده نفسه في المفاريد، وعند الأئمة ابن عدي والبيهقي وابن الأثير وابن عساكر والذهبي .. وهو على الصواب أيضاً في متابعة محمد بن إبراهيم السراج له عند أبو نعيم.
فإن كان راوية المسند عنه هو (محمد بن أحمد بن حمدان أبو عمرو) فقد بان السبب.
وبالنسبة لطريق مالك بن إسماعيل؛ فقد جعل رواية عاصم عن جده قتادة مباشرة؛ مسقطاً أبيه .. ومثلها رواية ابن أبي الدنيا عن يحيى عند ابن عساكر.
· الحكم على هذا الطريق:
هذا الطريق لهذه القصة ضعيف جداً؛ وفيه من العلل:
1) [يحيى الحماني]: ضعيفٌ جداً، متهم بالسرقة. وكلام الأئمة في حقه بالتضعيف والتشنيع لا يسع هذا المختصر وضعه فيه.
لكنه هنا تابعه مالك بن إسماعيل النهدي.
2) [عبد الرحمن بن الغسيل]: لين الحديث.
3) [عمر بن قتادة]: وقد تقدم.
4) الانقطاع في الطريق الذي روى فيه عاصم عن جده قتادة.
· الطريق الخامس لها: طريق تفرد به البيهقي في (الدلائل رقم 1144)؛ قال: (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ _ وَكَانَ أَخَاهُ لأُمِّهِ _ أَنَّ عَيْنَهُ ذَهَبَتْ يَوْمَ أُحُد ... ).
أخرجه من طريقه: ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 282).
· الحكم على هذا الطريق:
هذا الطريق لهذه القصة تالفٌ لا شيء؛ فيه من العلل:
1) [سليمان بن أحمد الواسطي]: كذابٌ متروك الحديث، ومتهم بالسرقة.
2) [إسحاق بن عبد الله]: متروك الحديث ذاهبه، لا تحل الرواية عنه، ولو لم يوجد إلا هو علة لهذا الخبر لكفى.
والخلاصة: أن هذه القصة لقتادة رضي الله عنه قد رويت من عدة طرق لا تخلو جميعها من مقالٍ وضعف .. ولكن مع هذا؛ فإن هذا المجموع يوحي بأصلٍ للقصة، وأتوقف في الحكم عليها بشيء أرفع من أصلها وهو (الضعف)، ولا يعني هذا أني أحكم به. فتنبه وتأمل.
وفي الواقع كنت قد وقفت عند هذه القصة وأسانيدها وكونها في باب خصائصه صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ودلائل نبوته؛ ووجدت أن كلَّ ما ورد في مثل هذا الباب من متشابه هذه القصة يحتاج إلى دراسة متأنية .. وليس كلامي عن بصقه صلى الله عليه وسلم؛ ونحوه .. بل هو ما فوق البصق من أمثال خبر قتادة من المعجزات الخارقة.
ولا يأتي أحدٌ ويقول: لا يُتَشَدَّدُ في هذا .. فهذا والله لا يقبل منه، بل ويرد عليه، كيف والأمر إذا لم يثبت = فيه تكذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة أنه فعل ذلك وهو لم يفعل.
ففعلاً هذا باب يحتاج إلى دراسة .. وإن كنت _ بفضل الله وتوفيقه _ قد بدأت أول هذا الباب؛ فالبقية على الأحبة الكرام الغوالي حفظهم الله.
والله تعالى أعلم .. وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 06:20]ـ
جزاك عنا ألف خيروبارك الله فيك وفي علمك
ولي عودة للموضوع إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 05:42]ـ
.
الظاهر أن الحديث ضعيف جدا
ولكن لإثراء الموضوع وإتقانه
إليك حفظك الله وبارك فيك
· الطريق الرابع لها: طريق (عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده)؛ روي عنه من طريقين:
الأول: طريق (يحيى بن عبد الحميد الحماني)؛ رواه:
-أبو يعلى في (المسند رقم 1549) وفي (المفاريد رقم 59)، ومن طريقه ابن عدي في (الكامل 4/ 283) والبيهقي في (الدلائل رقم 1001، 1142) وابن الأثير في (أسد الغابة رقم 1366) والذهبي في (المعجم الكبير رقم 191). ومن طريق البيهقي ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 279)
-أبو نعيم في (معرفة الصحابة رقم 5789)؛ من رواية: محمد بن إبراهيم السراج.
-ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 280)؛ من رواية: ابن أبي الدنيا.
في معجم الصحابة لابن قانع
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَرَّازُ، نا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ , فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ , فَدَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ , فَلَمْ يَدْرِ أَيُّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ ".
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر
قَالَ: أَنْبَأَنَا الْبَيْهَقِيُّ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ " أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لا، فَدُعِيَ بِهِ فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ، فَكَانَ لا يُدْرَى أَيُّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ "، وَفِي الرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ الْغَسِيلِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الثاني: طريق (مالك بن إسماعيل النهدي)؛ رواه:
-البيهقي في (الدلائل رقم 1141) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 49/ 279)، قوام السنة في (الدلائل رقم 120)؛من رواية: أحمد بن أبي خيثمة.
(فائدة): قد حصل خللٌ وخطأ في سند أبي يعلى في المسند وتابعه عليه بعض من رواه عنه من طريقه في المسند؛ وهو خطأ قديم حاصلٌ _ في نظري _ من راوية المسند عنه، قد أتى على الصواب والجادة عنده نفسه في المفاريد، وعند الأئمة ابن عدي والبيهقي وابن الأثير وابن عساكر والذهبي .. وهو على الصواب أيضاً في متابعة محمد بن إبراهيم السراج له عند أبو نعيم.
فإن كان راوية المسند عنه هو (محمد بن أحمد بن حمدان أبو عمرو) فقد بان السبب.
وبالنسبة لطريق مالك بن إسماعيل؛ فقد جعل رواية عاصم عن جده قتادة مباشرة؛ مسقطاً أبيه .. ومثلها رواية ابن أبي الدنيا عن يحيى عند ابن عساكر.
في مستخرج أبي عوانة
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، ثنا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، ثنا ابْنُ الْغَسِيلِ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، أَوْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا، ثُمَّ قَالُوا: نَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَشِيرُهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا، ثُمَّ غَمَزَهَا بِرَاحَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ أَكْسِبْهُ جَمَالا "، قَالَ: فَمَا يَدْرِي مَنْ لَقِيَهُ أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي السفر الثاني من تاريخ ابن أبي خيثمة
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ، أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ، فَأَرَادَ الْقَوْمُ أَنْ يَقْطَعُوهَا، فَقَالُوا: نَأْتِي نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ نَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ، فَجِئْنَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ، فَأَدْنَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فَرَفَعَ حَدَقَتَهُ حَتَّى وَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا ثُمَّ غَمَزَهَا بِرَاحَتِهِ، وَقَالَ: " اللَّهُمَّ اكْسِهِ جَمَالا ". قَالَ: فَمَاتَ وَمَا يَدْرِي مَنْ لَقِيَهُ أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ.
· الطريق الأول لها: فقد روي من طريق (محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة)؛ وهو يروى عنه من أربعة طرق:
.........
الرابع: طريق (زياد بن عبد الله البكائي)؛ رواه:
-عياض في (الشفا 1/ 197)؛ من رواية: ابن هشام.
في تاريخ الإسلام الذهبي
قَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .....
وفي تلخيص المتشابه في الرسم
أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّسَفِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، بِبُخَارَى، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ، نَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبِيدَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي رَجَبٍ سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ السِّجْزِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: " رُمِيتُ بِسَهْمٍ يَوْمَ أُحُدٍ بِعَيْنِي، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَتَفَلَ عَلَيْهَا حَتَّى إِنْ كَانَتْ لأَحْسَنَ عَيْنٍ وَأَحَدَّهَا بَصَرًا ".
و إليك حفظك الله ما جاء في عين قتادة رضي الله عنه من أحاديث شديدة الضعف أيضا
وردت في
حلية الأولياء لأبي نعيم
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنَايَ يَوْمَ بَدْرٍ فَسَقَطَا عَلَى وَجْنَتَيَّ، فَأَتَيْتُ بِهِمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَعَادَهُمَا مَكَانَهُمَا وَبَزَقَ فِيهِمَا فَعَادَتَا تَبْرُقَانِ "، غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَابْنِ النُّسَيْلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بِنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: يَوْمَ أُحُدٍ
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بُخْتِيَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى الْقَاضِي أَبِي مَنْصُورٍ الْيَعْقُوبِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْحَافِظُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الأَثْرَمُ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ " أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَوَقَعَتْ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَرَدَّهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ، وَأَحَدَّهُمَا ".
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر أيضا
قَالَ: وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ " سَالَتْ عَيْنُهُ عَلَى خَدِّهِ يَوْمَ بَدْرٍ، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ "، قَالَ عَاصِمٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: تِلْكَ الْمَكَارِمُ لا قُعْبَانُ مِنْ لَبَنٍ شَيْبًا بِمَاءٍ فَعَادَا بَعْدَ أَبْوَالا. وَرُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ.
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ عَيْنَ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ أُصِيبَتْ، فَسَالَتْ عَلَى خَدِّهِ، " فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَكَانَتْ أَصَحَّ وَأَحْسَنَهُمَا ".
وأخرج الحاكم في المستدرك ومن طريقه البيهقي في الدلائل و ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق
عن أبي عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُسْتَةَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الشَّاذَكُونِيُّ
وابن عساكرأيضا في تاريخه بطريقه إلى مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ
كلاهما (سليمان بن داود ومحمد بن شجاع) عن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ثم حكى قصة قتادة وعينه رضي الله عنه.
.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 05:55]ـ
الأول: طريق (يحيى بن عبد الحميد الحماني)؛ رواه:
-أبو يعلى في (المسند رقم 1549) وفي (المفاريد رقم 59)، ومن طريقه ابن عدي في (الكامل 4/ 283) والبيهقي في (الدلائل رقم 1001، 1142) .........
كنت ذكرت ما أخرجه ابن عساكر من طريق البيهقي بسنده إلى محمد بن غالب عن يحيى الحماني
والبيهقي نفسه أخرجه في دلائل النبوة حيث قال
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: أخبرنا محمد بن غالب، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد .... الخ
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:13]ـ
انتفعت جدا
واستفدت من مساجالتكما الحديثية الشيقة
نفع الله بكما الامة
اقول للشيخ عبد الرحمن ما اعظم ادبك و ادب الشيخ التميمى فى الطرح
ثم مع نزلى عنكما وتطفلى
اقول ما ختم به الشيخ التميمى لا ريب فيه وهو التردد او الجزم بحسن الحديث بهذه الطرق اما كونه لا زال ضعيف جدا
مع ما طرحه الشيخ فبيبعد وقد جبر العلماء اسانيد اقل من هذا فى القوة بعضها ببعض
و لا يحضرنى الان نص ما حكم به الحفظ بن حجر و غيره على مثل هذا
فلا اقل ان يكون حسن لغيرة فقد تعددت الطرق و المخارج
ومنكم ننتظر المزيد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:35]ـ
وما أعظم أدبك أنت أيها الأخ العزيز (المحب لأهل الحديث) ..
وبالنسبة لموضوع الجبر بمجموع الطرق لأن يكون الخبر حسناً لغيره .. فالذي يظهر استحالة ذلك حفظك الله؛ فالطرق من شدة ضعفها ووهنها لا تقوى على التقوية حتى مجتمعةً.
وهذا بابٌ معروف حفظك الله؛ في أنه لا يلزم من تعدد طرق الحديث أن يرتقي بها ويتقوى .. بل بعض العلماء يعبر عن هذا بقوله: ما زادته _ أي هذه الطرق _ إلا ضعفاً ووهنا.
ولو رأيت رعاك الله أسانيد الروايات لبان لك فعلاً شدة ضعف رواتها، وجهالة البعض.
ولعل أقوى ما يمكن أن يجزم به هنا: أن للقصة أصلٌ؛ وذلك على التسليم؛ وإلا يكاد يكون المصدر الناقل لها واحد. والله تعالى أعلم
ويمكن أن يكون لأخي (عبد الرحمن) رأي آخر؛ فيطرحه مشكوراً مأجورا.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 07:23]ـ
شيخنا ابو عصام جزاك الله كل خير وبارك فيك على ما تتحفنا به من فوائد ودرر ودروس في التخريج
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 12:50]ـ
ويمكن أن يكون لأخي (عبد الرحمن) رأي آخر؛ فيطرحه مشكوراً مأجورا.
الذي يظهر بوضوح عندي أن الحديث ضعيف جدا
ولا تزيده شواهده إلا ضعفا على ضغف
وأصل القصة عندي هو ما ورد عن على رضي الله عنه يوم خيبر ورمد عينيه
فجعله الضعفاء (مع تحريف كامل للقصة) مرة عن جد عبدالرحمن بن الحارث ومرة عن رافع ابن مالك ومرة عن قتادة رضي الله عنهم
بل وعن قتادة نفسه مرة في غزوة أحد ومرة في بدر ومرة في الخندق ومرة عينه ومرة عينيه وغير ذلك من إختلا فات يدركها من تتبع المتون
فائدة
مثل هذا يوجد في كثير من الأحاديث من تحريف لأسماء صاحب القصة بل وموضوعها
فائدة
ورد مثل لك من سقوط العين أو إصابتها أو الوجه وأن النبي صلى الله عليه وسلم رد إليهم أعينهم أوبزق فيها لجد عبدالرحمن بن الحارث ورافع ابن مالك وعبد الله بن أنيس وقتادة رضي الله عنهم جميعا
ولا يحضرني في الباب حديث صحيح غير حديث علي رضي الله عنه
والله تعالى أعلم وأحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 11:49]ـ
ما أجمل هذا الأدب والاحتراز يا أهل الحديث ................. والله إنكم لتحملون الحديث علما وتطبيقا نفعكم الله ونفع بكم ولا حرمنا الله سديد أقوالكم ولا مفيد علمكم ..................... بارك الله فيكم
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 07:01]ـ
نعم شيخ التميمى
ارجع الى ما قلتكم مؤخرا
نعم الضعيف جدا لا ينجبر
وانما دفعتى الى ذالك اعتمادى على ما قررتم وتأملى لما كتبتم
فرأيت عدة طرق غير ضعيفة جدا
ولعلى أخطأت واحتاج لاعادة النظر
والقراءة وايضا اعتمدت على تصحيح البعض له فى الجملة
والله اعلم
وفى الاول والاخر انا متطفل حقيقة ليس تواضع
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 04:04]ـ
هذه ترجمة ابن إسحاق من الميزان:
محمد بن إسحاق بن يسار [عو، م معا]، أبو بكر المخرمى، مولاهم المدنى، أحد الائمة الاعلام.
ويسار من سبى عين التمر، من موالى قيس بن مخرمة بن عبدالمطلب بن عبد مناف.
رأى محمد أنسا، وابن المسيب، وروى عن سعيد بن أبي هند، والمقبرى، وعطاء، والاعرج، ونافع، وطبقتهم.
وعنه الحمادان، وإبراهيم بن سعد، وزياد البكائى، وسلمة الابرش، ويزيد بن هارون، وخلق.
وقال ابن معين: قد سمع من أبي سلمة بن عبدالرحمن
وثقه غير واحد، ووهاه آخرون [كالدارقطني] (1).
وهو صالح الحديث، ماله عندي ذنب إلا ما قد حشا في السيرة من الاشياء المنكرة المنقطعة والاشعار المكذوبة.
قال الفلاس: سمعت يحيى القطان يقول لعبيد الله القواريرى: إلى أين تذهب؟ قال: إلى وهب بن جرير، أكتب السيرة.
قال: تكتب كذبا كثيرا.
وقال أحمد بن حنبل: هو حسن الحديث.
وقال ابن معين: ثقة، وليس بحجة.
وقال على بن المدينى: حديثه عندي صحيح.
وقال النسائي وغيره: ليس بالقوى.
وقال الدارقطني: لا يحتج به.
وقال يحيى بن كثير وغيره: سمعنا شعبة يقول: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث.
وقال شعبة أيضا: هو صدوق.
وقال محمد بن عبدالله بن نمير: رمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه.
وقال ابن المدينى: لم أجد له سوى حديثين منكرين.
وقال أبو داود: قدري معتزلي.
وقال سليمان التيمى: كذاب.
وقال وهيب: سمعت هشام بن عروة يقول: كذاب.
وقال وهيب: سألت مالكا عن ابن إسحاق فاتهمه.
وقال عبدالرحمن بن مهدى: كان يحيى بن الانصاري ومالك يجرحان ابن إسحاق.
وقال يحيى بن آدم: حدثنا ابن إدريس، قال: كنت عند مالك فقيل له: إن ابن إسحاق يقول: اعرضوا على علم مالك فإنى بيطاره.
فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة.
وقال ابن عيينة: رأيت ابن إسحاق في مسجد الخيف فاستحييت أن يرانى معه أحد.
اتهموه بالقدر.
وروى أبو داود، عن حماد بن سلمة، قال: ما رويت عن ابن إسحاق إلا باضطرار.
وقال الفلاس: سمعت يحيى يقول: قال رجل لابن إسحاق كيف حديث شر حبيل بن سعد؟ فقال: واحد يحدث عنه.
قال يحيى: العجب من ابن إسحاق يحدث عن أهل الكتاب، ويرغب من شرحبيل.
وقال أحمد بن حنبل.
حدثنا يحيى، قال: وقال هشام بن عروة أهو كان يدخل على امرأتي - يعنى محمد بن إسحاق / وامرأته فاطمة بنت المنذر.
قلت: وما يدرى هشام بن عروة؟ فلعله سمع منها في المسجد، أو سمع منها وهو صبى، أو دخل عليها فحدثته من وراء حجاب، فأى شئ في هذا؟ وقد كانت امرأة قد كبرت وأسنت.
وقال على: سمعت يحيى القطان يقول: دخل ابن إسحاق على الاعمش وكلموه فيه، ونحن جلوس، ثم خرج علينا الاعمش وتركه في البيت، فلما ذهب قال الاعمش: قلت له شفيق.
قال: قل أبو وائل.
قال (1): زودني من حديثك إلى المدينة.
قلت له: صار حديثى طعاما.
وقال على: سمعت ابن عيينة يقول: ما سمعت أحدا يتكلم في ابن إسحاق إلا [في قوله] (2) في القدر.
وقال على: سمعت يحيى يقول: حجاج بن أرطاة، وابن إسحاق، وأشعث بن سوار دونهما.
وقال ابن أبي فديك: رأيت ابن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب.
قلت: ما المانع من رواية الاسرائيليات عن أهل الكتاب مع قوله صلى الله عليه وسلم: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وقال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا
تصدقوهم ولا تكذبوهم، فهذا إذن نبوى في جواز سماع ما يأثرونه في الجملة، كما سمع منهم ما ينقلونه من الطب، ولا حجة في شئ من ذلك، إنما الحجة في الكتاب والسنة.
وقال أحمد: هو كثير التدليس جدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل له: فإذا قال أخبرني وحدثني فهو ثقة؟ قال: هو يقول أخبرني ويخالف.
فقيل له: أروى عنه يحيى بن سعيد؟ قال: لا.
ومن مناكيره: عن نافع، عن ابن عمر، قال: يزكى عن العبد النصراني.
وقال ابن عدى: كان ابن إسحاق يلعب بالديوك.
قلت: لم يذكر ابن إسحاق أبو عبد الله البخاري في كتاب الضعفاء له.
أبو قلابة الرقاشى، حدثنى أبو داود سليمان بن داود، قال: قال يحيى القطان: أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب.
قلت: وما يدريك؟ قال: قال لى وهيب، فقلت لوهيب: وما يدريك؟ قال: قال لى مالك بن أنس.
فقلت لمالك: وما يدريك؟ قال: قال لى هشام بن عروة، قال: قلت لهشام بن عروة: وما يدريك؟ قال: حدث عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، وأدخلت على وهى بنت تسع، وما رآها رجل حتى لقيت الله تعالى.
قلت: قد أجبنا عن هذا، والرجل فما قال إنه رآها، أفبمثل هذا يعتمد على تكذيب رجل من أهل العلم.
هذا مردود.
ثم قد روى عنها محمد بن سوقة، ولها رواية عن أم سلمة وجدتها أسماء، ثم ما قيل من أنها أدخلت عليه وهى بنت تسع غلط بين، ما أدرى ممن وقع من رواة الحكاية، فإنها أكبر من هشام بثلاثة عشرة سنة، ولعلها ما زقت إليه إلا وقد قاربت بضعا وعشرين سنة، وأخذ عنها ابن إسحاق وهى بنت بضع وخمسين سنة
أو أكثر.
والحكاية فقد رواها عن أبي قلابة أبو بشر الدولابى، ومحمد بن جعفر بن يزيد، وعنهما ابن عدى، وغيره.
أبو بكر بن أبي داود، حدثنى ابن أبي عمرو الشيباني، سمعت أبي يقول: رأيت محمد بن إسحاق يعطى الشعراء الاحاديث يقولون عليها الشعر.
وقال أبو بكر الخطيب (1): روى أن ابن إسحاق كان يدفع إلى شعراء وقته أخبار المغازى ويسألهم أن يقولوا فيها الاشعار ليلحقها بها.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنى بعض أصحابنا، قال: سمعت ابن إسحاق يقول: حدثنى الثقة.
فقيل له: من؟ قال: يعقوب اليهودي.
وروى عباس، عن ابن معين، قال: الليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمد بن إسحاق.
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبدالله بن دينار، عن أنس، قيل يا رسول الله، ما الرويبضة؟ قال: الفاسق (1) يتكلم في أمر العامة.
وقال أبو زرعة: سألت يحيى بن معين عن ابن إسحاق، هو حجة؟ قال: هو صدوق، الحجة عبيد الله بن عمر، والاوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز.
أبو جعفر النفيلى، حدثنى عبدالله بن فائد، قال: كنا نجلس إلى ابن إسحاق فإذا أخذ في فن من العلم ذهب المجلس بذلك الفن.
وقال محمد بن عبدالله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال الزهري لا يزال بهذه الحرة علم ما دام بها ذاك الاحول - يريد محمد بن إسحاق.
وروى نحوها ابن قدامة وغيره، عن سفيان، عن الزهري.
ولفظه: لا يزال
بالمدينة علم مادام بها.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين كيف ابن إسحاق؟ قال: ليس بذاك.
قلت: ففي نفسك من صدقه [شئ] (2)؟ قال: لا، وكان صدوقا.
[وقال] (2) سعيد بن داود الزبيري: حدثنى الدراوردى، قال: كنا في مجلس ابن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة، فقال: إنى رأيت الساعة كأن إنسانا دخل المسجد، ومعه حبل، فوضعه في عنق حمار، فأخرجه، فلما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل فوضعه في عنق ابن إسحاق، فأخرجه فذهب به إلى السلطان فجلد - قال سعيد: من أجل القدر.
وروى عن حميد بن حبيب أنه رأى ابن إسحاق مجلودا في القدر، جلده إبراهيم ابن هشام الامير.
قال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: لو كان لى سلطان لامرت ابن إسحاق على المحدثين.
عقبة بن مكرم، حدثنا غندر، عن شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة - أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر أربعا.
يحيى بن كثير العنبري، حدثنا شعبة، عن محمد بن إسحاق، عن الاعرج، عن أبي هريرة - مرفوعا: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء.
أبو داود الطيالسي، حدثنا سعيد بن بزيع، قال: قال ابن إسحاق: حدثنى
شعبة، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقنني ما استطعت.
ثم ساق ابن عدى عدة أحاديث لابن إسحاق عن شعبة بن الحجاج، ومتونها معروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، حدثني سفيان الثوري، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: إنها لكلمة نبي، ويأتيك بالاخبار من لم تزود يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنى الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد الجهنى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مس فرجه فليتوضأ.
يقال: هذا غلط، وصوابه عن بسرة بدل زيد.
يونس بن بكير، (1 [عن ابن إسحاق] 1)، عن عبدالرحمن بن الحارث، عن عبدالله بن أبي سلمة، عن ابن عمر - أنه بعث إلى ابن عباس يسأله: هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فبعث إليه أن نعم.
رآه على كرسى من ذهب، يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، في روضة خضراء دونه فراش من ذهب.
البخاري في تاريخه، قال: وقال عباس بن الوليد: حدثنا عبدالاعلى، حدثنا ابن إسحاق، حدثنا محمد بن يحيى بن حبان، قال: كان جدى منقذ بن عمرو أصابته أمة في رأسه فكسرت لسانه وبزغت عقله، وكان لا يدع التجارة، فلا يزال يغبن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا بعت فقل لا خلابة وأنت في كل سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال.
وعاش مائة وثلاثين سنة، فكان في زمن عثمان يبتاع من السوق فيغبن فيصير
إلى أهله فيلزمونه (1) فيرده ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جعلني بالخيار ثلاثا حتى يمر الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: صدق.
هذا غريب، وفيه انقطاع بين ابن حبان وبين جد أبيه ابن علية وابن المبارك.
عن ابن إسحاق، حدثنا سعيد بن عبيد بن السباق، عن أبيه، عن سهل بن حنيف، قال: كنت ألقى من المذى شدة، وأكثر الاغتسال منه، فسألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال منه الوضوء.
قلت: فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به من ثوبك حيث ترى أنه أصابه.
فهذا حكم تفرد به محمد.
قال الترمذي: هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث ابن إسحاق.
قال ابن عدى، قد فتشت أحاديث ابن إسحاق الكثير فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ (2) أن يقطع عليه بالضعف.
وربما أخطأ أو وهم كما يخطئ غيره، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والائمة، وهو لا بأس به.
وقال الفسوى: حدثنا مكى بن إبراهيم، قال: جلست إلى ابن إسحاق - وكان يخضب بالسواد - فذكر أحاديث في الصفة.
فنفرت منها فلم أعد إليه، رواها عبد الصمد بن الفضل، عن مكى، وقال: فإذا (3) هو يروى أحاديث في صفة الله، لم يحتملها قلبى.
وقال إسحاق بن أحمد النجارى الحافظ: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد بن إسحاق ينبغى أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت ابن المدينى عن ابن إسحاق، قال: حديثه عندي صحيح.
قلت: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه ولم يعرف، وأى
شئ حدث بالمدينة؟ قلت: فهشام بن عروة قد تكلم فيه؟ قال: الذي قال هشام ليس بحجة، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها، وإن حديثه ليتبين فيه الصدق، يروى مرة: حدثنى أبو الزناد، ومرة: ذكر أبو الزناد، ويقول: حدثنى الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
وقال أحمد بن عبدالله العجلى: ابن إسحاق ثقة.
مات ابن إسحاق سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقيل بعدها بسنة، فالذي يظهر لى أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا.
وقد احتج به أئمة، فالله أعلم.
وقد استشهد مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق ذكرها في صحيحه.
ـ[عبدالله]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 11:24]ـ
راجع الخاص أخي السكران(/)
حديث (العابد والرمانة) وتصحيح ابن القيم له
ـ[عمر زعلة]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 10:49]ـ
الحمد لله وبعد،
فإنه قد استوقفني تصحيح الإمام ابن القيم لإسناد حديث العابد والرمانة في كتابه شفاء العليل ص114، ونص عبارة ابن القيم: وفي صحيح الحاكم حديث صاحب الرمانة ... رواه من طريق يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن سليمان بن هرم ...... والإسناد صحيح، ومعناه صحيح لا ريب فيه، فقد صح عنه (ص) أنه قال: «لن ينجو أحد منكم بعمله» وفي لفظ: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا الا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».اهـ
فشرعت في البحث عن هذا الحديث وكلام العلماء فيه.
والحديث أخرجه الحكيم الترمذي ح51، 52، والخرائطي في فضيلة الشكر ح59 والحاكم في المستدرك ج 4 ص 278 ح7637، وتمام في الفوائد (الروض 5/ 57) البيهقي في الشعب وابن الجوزي في المنتظم، كلهم من طريق سليمان بن هرم القرشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
خرج علينا النبي (ص) فقال: «خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده عبد الله تعالى خمس مائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله تعالى له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى بعثه وهو ساجد قال ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول يا رب بل بعملي فيقول الرب أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول رب بل بعملي فيقول الله عز وجل للملائكة قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول أدخلوا عبدي النار قال فيجر إلى النار فينادي رب برحمتك أدخلني الجنة فيقول ردوه فيوقف بين يديه فيقول يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا فيقول أنت يا رب فيقول كان ذلك من قبلك أو برحمتي فيقول بل برحمتك فيقول من قواك لعبادة خمس مائة عام فيقول أنت يا رب فيقول من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك فيقول أنت يا رب فقال الله عز وجل فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي فيدخله الله الجنة قال جبريل عليه السلام إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد». لفظ الحاكم.
قال الحاكم –وقد رواه من طريق الليث عن سليمان-: هذا حديث صحيح الإسناد فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين.اهـ
وتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، وسليمان بن هرم غير معتمد.اهـ
وقال في الميزان بعد أن نقل الحديث من المستدرك: قلت لم يصح هذا.اهـ
وسليمان بن هرم هذا سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال: مجهول في الرواية، حديثه غير محفوظ ... ثم ساق له حديث الرمانة.
ونقل الذهبي عن الأزدي قوله: لا يصح حديثه.
والحديث ذكره المنذري في الترغيب، ولم يمرضه، ولا تعقب تصحيح الحاكم بعد ما نقله.
وذكره ابن رجب في جامع العلوم، ثم شفعه بكلام العقيلي.
والحديث مخرج في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني 3/ 330.
وأما قول الحاكم: -: هذا حديث صحيح الإسناد فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين.اهـ
فإن الحاكم نفسه لم يعتمد هذا قبل نحو بضع وعشرين صفحة فقط من حديث ابن هرم في نفس المجلد من مستدركه، حيث روى حديثاً من طريق الليث بن سعد عن إسحاق بن بزرج ... ، ثم قال: لولا جهالة إسحاق بن بزرج لحكمت للحديث بالصحة!.اهـ
إضافة إلى أن أبا حاتم قد حكم بالجهالة على جماعة من شيوخ الليث، ومنهم:
سهل بن ثعلبة المصري، وشداد بن الحارث، ومحمد بن سعيد الأموي، ويحيى بن عبد الواحد الثقفي. [الجرح: ج 4 ص 195، ج 4 ص 331، ج 7 ص 264، ج 9 ص 171].
ثم إن الحاكم استشهد لحديث الرمانة بما أخرجه من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص): «من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ووجبت له الجنة ومن قال سبحان الله وبحمده مائة كتب الله له ألف حسنة وأربعا وعشرين حسنة» قالوا يا رسول الله إذا لا يهلك منا أحد قال: «بلى إن أحدكم ليجيء بالحسنات لو وضعت على جبل أثقلته ثم تجيء النعم فتذهب بتلك ثم يتطاول الرب بعد ذلك برحمته».
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد شاهد لحديث سليمان بن هرم ولم يخرجاه.اهـ
وسكت عنه الذهبي، وفي إسناده جمع من الرواة، قال الشيخ الألباني: لم أعرفهم، ومن المحتمل أن يكون وقع فيهم تحريف أو تصحيف، .... .اهـ حاشية ضعيف الترغيب 1/ 468.
على أن مراد الحاكم بالاستشهاد هنا هو للمعنى العام الذي دلت عليه القصة، لا لخصوص ثبوتها.
والخلاصة، أن الحديث لا يصح لجهالة ابن هرم القرشي، ويزداد الأمر سوءً لتفرده بالخبر.
وأما تصحيح ابن القيم لهذا الحديث فلعل اهتمامه كان - بشكل أكبر -منصباً على معنى ما دلت عليه القصة، مما لم يتح له الفرصة للتحقق من حال إسناده، فالظاهر أن حكمه على الحديث إنما جاء عرضاً، بمعنى أنه لم يكن موجهاً كلامه لبحث درجة الحديث، والفحص عن رواته وعلله، ولذا فيجب التفريق بين قوة حكم الناقد على الخبر عندما يأتي في كلام له عارض، وبين حكمه عليه قصداً في بحث مستقل، كإجابة سائل، أو استخراج حكم مبني على درجة الخبر.
وعند تعارض الحكمين فلا شك أنه يقدم حكمه في الثاني على الأول.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 02:40]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر زعلة]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 12:39]ـ
وإياك، أخي المحب
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 11:14]ـ
شكر الله شيخي المبجل أبا عبد الله ..
استفدتُ كثيراً مما سطرت ..
وما أعظمَ هذه الفائدة!!
((ولذا فيجب التفريق بين قوة حكم الناقد على الخبر عندما يأتي في كلام له عارض، وبين حكمه عليه قصداً في بحث مستقل، كإجابة سائل، أو استخراج حكم مبني على درجة الخبر.
وعند تعارض الحكمين فلا شك أنه يقدم حكمه في الثاني على الأول.))
ـ[عمر زعلة]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:10]ـ
حياك الله يا عصام وبارك فيك
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 06:19]ـ
للرفع , حتى تعم الفائدة ..
رفع الله قدركم.(/)
شرح كتاب تدريب الراوي للشيخ مجدي عرفات
ـ[أبو مصعب الأوليلي]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشرح هنا بفضل الله
http://hadethmasr.com/showthread.php?t=266
وإن شاء الله سيتم وضع باقي الدروس(/)
بعض الدروس والشرحات للشيخ المحدث مجدي عرفات حفظه الله
ـ[أبو مصعب الأوليلي]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 10:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجد إن شاء الله كم طيب من دروس وخطب الشيخ على هذا المنتدى
http://hadethmasr.com/showthread.php?t=35(/)
ما المراد بعلامتي التعجب في متن الحديث في صحيح مسلم؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 01:02]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن. كقلب واحد. يصرفه حيث يشاء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! مصرف القلوب! صرف قلوبنا على طاعتك)).
رواه مسلم - كتاب القدر - باب 3 / حديث رقم 17 ص 995
سؤالي هو: ما المراد بعلامة التعجب في متن الحديث؟؟
لانه وصلني الحديث عبر رسائل الجوال بهذا اللفظ:
" اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك "
فلما رجعت إلى صحيح مسلم لم أجد ( .. يا مصرف ... )، وإنما ( ... ! مصرف .. )
فسؤالي هو: ما المراد بعلامة التعجب في متن الحديث؟
علما أنني بحثت عن هذا اللفظ ( .. يا مصرف ... ) و ( .. ! صرف قلوبنا .. ) في غير صحيح مسلم، وهذا الذي وجدته:
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( .. قال يا مصرف القلوب ثبت قلبي على دينك) المصدر الكامل في الضعفاء.
(كان إذا رفع بصره إلى السماء قال: يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك) المصدر ضعيف الجامع للألباني.
فما المقصود بعلامتي التعجب في صحيح مسلم؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 06:55]ـ
أولا:
علامات الترقيم بصورتها الحالية مستحدثة اتخذها المحققون والمؤلفون لإيصال المعاني الخفية إلى القراء، ولم تكن معروفة لدى علماء الأمة على مدى ثلاثة عشر قرنا.
ثانيا:
الرسائل التي يتواصل بها الناس في الجوال يدخل فيها عنصر تجميل العبارات بعلامات لا مدلول لها.
ثالثا:
كثير مما يتبادله الناس من أحاديث يلزمه التحقق من صحة الحديث وروايته قبل نشره وإشاعته لئلا يقع المُرْسِل فيم يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فليتق الله هؤلاء وليقولوا قولا سديدا لعل الله يغفر لنا ولهم ولكل مسلم يتحرى الصدق فيما ينقل من كلام صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 01:29]ـ
أولا:
علامات الترقيم بصورتها الحالية مستحدثة اتخذها المحققون والمؤلفون لإيصال المعاني الخفية إلى القراء، ولم تكن معروفة لدى علماء الأمة على مدى ثلاثة عشر قرنا.
إذن ما المعاني الخفية وما المراد من علامتي التعجب في متن الحديث: ((اللهم! مصرف القلوب! صرف قلوبنا على طاعتك))
؟؟؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 01:48]ـ
هذه ليست معاني خفية بل أخطاء في الكتابة لاغير, فلا تقفي أمامها كثيرا أختي الفاضلة
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 06:11]ـ
بداية: أقرر ما ذكره الإخوة من أن هذه العلامات متأخرة الاستعمال، وهي اجتهاد من المحققين، فقد يقع فيها الخطأ خصوصًا إذا كان من قام على طباعة الكتاب ليس معروفًا بالتحقيق والتدقيق ومعرفة دقائق اللغة.
ثانيًا: هناك خطأ في تصور كثير من طلبة العلم عن موضع هذه العلامة (!) وهو أن هذه العلامة تعبر عن التعجب وحده، وهذا غير صحيح بل هي علامة التأثر أو الانفعال، فكل ما ينفعل معه الإنسان يصح أن تستعمل فيه هذه العلامة، فتوضع هذه العلامة في آخر الجمل التي يعبر بها عن فرح، أو حزن، أو تعجب، أو استنكار، أو دعاء، أو إغراء، أو تحذير، أو مدح، أو ذم، أو استغاثة لتدل على تأثر قائلها وهيجان شعوره.
فيصح وضع هذه العلامة في الموضعين المذكورين لكن هذا فيه - من وجهة نظري - شيء من التكلف، والأولى وضعها في آخر جملة الدعاء، ويمكن تكرارها لتدل على شدة التأثر والانفعال. والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:27]ـ
طبعاً أخي الفاضل هم بهذا الصنيع يظنون أنهم وقفوا على ما لم يقف عليه غيرهم، وأن في الكلام نقص لم يدخل اللفظ بهذه الصورة بسببه عقولهم .. وهذا كله من جهلهم وقلة علمهم وجرأتهم على ما لا علاقة لهم به.
هم ظنوا أن لفظ الصحيح بهذا الشكل غير كامل، وفيه خلل، وأنه خلاف النصوص الأخرى .. وما علموا أن اختلاف الألفاظ أمرٌ معروف معهود لا يخفى على الأئمة الكبار رحمهم الله.
ثم لو تفرد الإمام مسلم _ فرضاً وتجاوزاً _ بهذا اللفظ لكان هناك كلامٌ آخر؛ لكنه لم يتفرد به رحمه الله تعالى .. فقد روى هذا الحديث (حيوة بن شريح) وحمله عنه: (عبد الله بن يزيد المقرئ) و (عبد الله بن المبارك التميمي) اتفقوا على هذا اللفظ عن حيوة.
فقد أخرجه بنفس النص واللفظ:
-النسائي في (الكبرى رقم 6792).
-عبد بن حميد في (المسند رقم 348).
-الفاكهي في (الفوائد رقم 205).
-الدارمي في (نقض المريسي 1/ 376).
-الدار قطني في (الصفات رقم 29).
-ابن بطة في (الإبانة رقم 1265).
-اللالكائي في (الاعتقاد رقم 709).
-البيهقي في (الأسماء والصفات رقم 298).
-الطبري في (التفسير 5/ 232).
-الخرائطي في (اعتلال القلوب رقم 15).
فكل هؤلاء ويمكن غيرهم قد رووه بهذا اللفظ من الطريقين المذكورين أعلاه .. فبان أن العجب ممن وضع علامة التعجب!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 01:37]ـ
نفع الله بكم الأمة
رجعت لكتاب تحفة الأشراف:
وجدت الحديث عند الراوي عبدالله بن يزيد أبو عبدالرحمن الحبلي المصري (6/ 351)
(م س)
م في القدر (3) عن زهير بن حرب ومحمد بن عبدالله بن نمير كلاهما عن المقرئ
س في النعوت (الكبرى 52: 7) عن محمد بن حاتم عن سويد بن نصر عن ابن المبارك - كلاهما عن حيوة عن أبي هانئ، عنه به.
سؤالي إن كتاب تحفة الأشراف جمع أحاديث الكتب الستة وبعض ملحقاتها
فكيف أخرج أسانيد الحديث من الكتب الأخرى كما فعل الأخ السكران التميمي:
-عبد بن حميد في (المسند رقم 348).
-الفاكهي في (الفوائد رقم 205).
-الدارمي في (نقض المريسي 1/ 376).
-الدار قطني في (الصفات رقم 29).
-ابن بطة في (الإبانة رقم 1265).
-اللالكائي في (الاعتقاد رقم 709).
-البيهقي في (الأسماء والصفات رقم 298).
-الطبري في (التفسير 5/ 232).
-الخرائطي في (اعتلال القلوب رقم 15).
فهل أعتمد على المعجم المفهرس لألفاظ الحديث فقط؟؟؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:39]ـ
الأخت/ أم علي، حقيقة رأيت مشاركتك هذه منذ فترة، والجواب عليها يطول جدًا، لذلك أنصحك بمراجعة بعض الكتب التي تشرح معنى التخريج وكيفيته، وأهم هذه الكتب:
- أصول التخريج ودراسة الأسانيد، للدكتور محمود الطحان، له أكثر من طبعة في مكتبة المعارف بالرياض وغيرها.
- طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، للدكتور عبد المهدي عبد القادر، طبع بدار الاعتصام بمصر.
- التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل، للعلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، أنزل الله على قبره شآبيب الرحمات، وهو مطبوع بدار العاصمة بالرياض.
- طرق تخريج الحديث، محاضرات ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميد حفظه الله وأطال في الخير بقاءه، واعتنى بنشرها الأخ ماهر بن صالح آلمبارك، وإن كان فضيلة الشيخ غير راض عن طريقة صياغتها وطباعتها، لأن الأخ التزم فيها بطريقة الإلقاء العفوية. وهو مطبوع بدار علوم السنة للنشر.
- كيف ندرس علم تخريج الحديث، للدكتور حمزة بن عبد الله المليباري، حفظه الله، وهو مطبوع بدار ابن حزم.
- وللدكتور محمد عمر بازمول بحث كبير ضمن كتابه ((الإضافة: دراسات حديثية)) بعنوان: التخريج ودراسة الأسانيد يقع في قرابة مئتي صفحة من القطع المتوسط، والكتاب مطبوع بدار الهجرة.
- وهناك العديد من المحاضرات في موضوع التخريج منشورة على الشبكة يمكن الرجوع إليها.
رزقنا الله وإياك العلم النافع، والعمل الصالح.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 09:45]ـ
نفع الله بكم الأمة
كثير من النساء من تنكر علي دراستي لعلم أصول الحديث وعلم الجرح والتعديل، بقولهم أنه علم لايليق بالمرأة!!! فعلى المرأة علم أصول الفقة والفقة والعقيدة والتجويد والعربية!!
علما أنه كثيرا ما أجد هؤلاء النسوة لديهن أحاديث ضعيفة وهن لايعلمن بضعفها، أو أحاديث صحيحة ولكن متن الحدبث فيه بعض الاخطاء بسبب اعتمادهن على الانترنت، وكثيرا ما أصحح لهن ما يقعن فيه من الاخطاء، وللأسف صدمت بإحدى الداعيات تشرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاحاديث لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السؤال: هل فعلا أن علم أصول الحديث والتخريج لايليق بالمرأة لانها لا تفلح فيه؟؟؟(/)
سكوت الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – على حديث في «الفتح
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 02:15]ـ
هل سكوت الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – على حديث في «الفتح» أو «التلخيص الحبير» يدل على صحة الحديث أو حسنه عنده؟(/)
اختصام الملأ الاعلى
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 02:54]ـ
^^@@÷÷ـ ـ حديث اختصام الملاء الأعلى ـ ـ÷÷@@^^
أخرج الإمام أحمد رحمة الله تعالى
من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات غداة في صلاة الصبح , حتى كدنا نتراءى قرن الشمس ,
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فثوب بالصلاة , وصلى وتجوز في صلاته ,
فلما سلم قال:كما أنتم على مصافكم ,
ثم أقبل علينا فقال:
إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة ,
إني قمت من الليل فصليت ما قُدر لي ,
فنعست في صلاتي حتى استثقلت
فإذا أنا بربي عز وجل في أحسن صورة
فقال: يا محمد أتدري فيما يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري يا رب.
قال: يا محمد فيما يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري يا رب.
قال: يا محمد فيما يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري يا رب.
فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري ,
وتجلَّى لي كل شيء , وعرفت ,
فقال: يا محمد!! فيما يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: في الكفارات و الدرجات
قال: وما الكفارات؟
قلت: نقل الأقدام إلى الجمعات , وجلوس في المساجد بعد الصلوات ,
وإسباغ الوضوء عند الكريهات.
قال: وما الدرجات؟
قلت: إطعام الطعام , ولين الكلام , والصلاة والناس نيام.
قال: سل.
قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات , وترك المنكرات
وحب المساكين , وأن تغفر لي وترحمني ,
وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون ,
وأسألك حبك وحب من يحبك , وحب عمل يقربني إلى حبك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنها حق فادرسوها وتعلموها.
[رواه الترمذي وأحمد والطبراني]
============================== ===
^^@@÷÷ـ ـ بعض الفوائد والأحكام من الحديث ـ ـ÷÷@@^^
01 في الحديث دلالة على أن النبي صلى الله وسلم
لم يكن من عاداته تأخير صلاة الصبح (الفجر) إلى قرب طلوع الشمس
ولهذا اعتذر لأصحابه في الحديث.
02 في الحديث دلالة على عظم اجر المشي إلى المساجد
وعظم اجر الجلوس في المساجد بعد الصلاة
وعظم اجر اسباغ الوضوء
وعظم اجر الصدقة , و لين الكلام , و الصلاة في اخر الليل.
03 (فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فثوب بالصلاة ,وصلى وتجوز في صلاته)
في الحديث دلالة على أن من أخر الصلاة إلى آخر الوقت
لعذر أو غيره وخاف خروج الوقت في الصلاة إذا طولها
فله الحق أن يخفضها حتى يدركها كلها في الوقت.
04 في حديث معاذ دليل على أن من رأى رؤيا تسره
فإنه يقصها على أصحابة وإخوانه المحبين له
ولا سيما إن تضمنت رؤيا بشارة لهم وتعليما ً لما ينفعهم.
05 فيه أيضاً أن من استثقل نومه في تهجده بالليل
حتى رأى رؤيا تسره فإن في ذلك بشرى له.(/)
بشرى الى اهل الكويت مجلس سماع الصحيح الجامح للبخاري باعلى اسناد سماعي على ست مشايخ
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 05:04]ـ
http://islam.gov.kw/thaqafa/admin/softs/topics/data/upload/1272277438.jpg
مبارك لاهل الكويت نعمة من الله وشرف يرجوه كل محب للسنة ومتعلق باحاديث رسول الامة
عليه الصلوات والسلام
المرجوا من الاخوة من سيحضر للمجالس ان يصطحب معه الحاسب المحمول وشبكة خدمة الانترنت
الاسلكية وينقل لنا المجالس مباشرة على الغرفة الصوتية اهل الاثر
http://r482de02.zz.s1.roomsserver.com/
او الغرفة الصوتية التابعة للمجلس العلمي
او يتقدم المشرفين على المجلس العلمي بطلب الى الوزراة المعنية لنقل المجلس على الغرفة الصوتية التابعة لها
ولكم الاجر والثواب
والله الموفق لكل خير
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 02:57]ـ
المرجوا من الاخوة المبادرة فالمسندين اعلاه لا يقدر على جمعهم في مجلس واحد الا هيئات رسمية وذلك لانهم من شتى اقطار الارض
ولو ادر الواحد القراءة عليهم الصحيح الجامع لن يقدر
فاغتنموا النعمة التي انعم الله عليكم بها
وحمدوه حمدا كثيرا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 06:38]ـ
الى الاخوة الافاضل من اهل الكويت من سيحضر المجالس المرجوا مراسلتي على الخاص لامر مهم
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 10:54]ـ
وبخصوص سند المشايخ اعلاه الى الجامع المسند الصحيح المختصر من أموررسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه
للامام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المغيره ابن بردزبه البخاري الجعفي 194 - 256 هـ
- العلامة المحدّث محمد إسرائيل بن محمد إبراهيم السلفي الندوي عن عبد الجبار الشكراوي سماعا لجميعه على الشيخين عبد الوهاب الملتاني وأحمد الله القرشي، كلاهما عن نذير حسين سماعا لجميعه،
- العلامة المحدّث الحافظ ثناء الله بن عيسى خان المدني عن الحافظ عبد الله الروبري سماعا لجميعه عن عبد الجبار الغزنوي سماعا لجميعه عن نذير حسين.
- الشيخ المسند عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي عن عبد الحق الهاشمي سماعا لجميعه عن أبي سعيد البتالوي سماعا لجميعه عن نذير حسين.
- الشيخ المحدّث المحقق صبحي البدري السامرائي عن أبي العباس الصاعقة سماعا لجميعه عن يوسف حسين الخانفوري سماعا لجميعه عن نذير حسين قال:
أخبرنا الشاه محمد إسحاق الدهلوي لجميعه، أخبرنا الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي لجميعه، أخبرنا والدي سماعا إلى كتاب الحج، مع إكمال باقيه على خلفائه،
- الشيخ المعمر أحمد علي بن محمد يوسف السورتي، عن عبد الرحمن الأمروهوي، عن فضل الرحمن المراد آبادي، عن الشاه عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي، عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي قال:
أخبرنا أبو طاهر الكوراني لجميعه، أخبرنا حسن العجيمي لجميعه، أخبرنا عيسى الثعالبي الجعفري لجميعه، أخبرنا سلطان المزاحي لجميعه، أخبرنا أحمد بن خليل السبكي لجميعه ح
قال العجيمي: وأخبرنا محمد بن العلاء البابلي لجميعه، أخبرنا سالم بن محمد السنهوري قراءة لبعضه وإجازة، قال هو والسبكي: أخبرنا النجم محمد الغيطي لجميعه، أخبرنا زكريا الأنصاري لجميعه، أخبرنا إبراهيم بن صدقة الحنبلي لجميعه، أخبرنا عبد الوهاب بن رَزين الحَمَوي لجميعه ح
وقال زكريا: أخبرنا أحمد بن علي بن حجر العسقلاني سماعا للكثير منه وإجازة، أخبرنا إبراهيم بن أحمد التنوخي البعلي لجميعه، قال هو وابن رزين: أخبرنا أحمد بن أبي طالب الحجار لجميعه، زاد الثاني: وست الوزراء وزيرة بنت عمر التنوخية، قالا: أخبرنا الحسين بن المبارك الزَّبيدي لجميعه، أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السِّجْزي الهَرَوي لجميعه، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداوُدي البُوشَنْجي لجميعه، أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حَمُّويَه السَّرخسي لجميعه، أخبرنا محمد بن يوسف بن مطر الفَرَبْري لجميعه، أخبرنا محمد بن إسماعيل البُخاري مرتين لجميعه قال: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 01:55]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الاخوة الافاضل المرجوا مراسلة ادارة الثقافة حيث انها هي الساهرة على مجلس سماع الصحيح الجامع
المرجوا من ادارة الموقع والاعضاء والاخوة مراسلتها عدة مرات لعل الله ييسر لنا نقل المجلس مباشرة
كما يرجى الاشارة الى موقع البث الاسلامي او الغرفة الصوتية التابعة
لملتقى اهل الاثر
وهذا رابط لمراسلة ادارة الثقافة
http://islam.gov.kw/thaqafa/contact_us/contact_us.php
ومن يستطيع مراسلتها على الفاكس وهو افضل
فتجد الفاكس في الاعلان هنا
http://islam.gov.kw/thaqafa/topics/current/index.php?cat_id=4
استعينو بالله ولا تعجزوا فالمجلس لن يعقد حتى 14 مايو
والله الموفق لكل خير(/)
رجاء الي اعضاء المجلس
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 08:12]ـ
اريد تخريج حديث هو موجود في مصنف عبد الرزاق رقم 697وفيه عبدالرزاق عن معمر عن منصور قال دخلت علي ابراهيم وهويحتجم فقلت اتغتسل اليوم يا ابا عمران قال لا ولكن اثر المحاجم ..... انتهي .. بحثت عنه في الكنز فلم اجده وبحثت في موسوعة اطراف الحديث فلم اجده ومطلوب مني تخريجه من كتب التخريج لاقدمه في البحث .. رجاءا اخواني افيدوني بارك الله فيكم
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 09:07]ـ
اين الأحبة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2010, مساء 09:49]ـ
الحديث موجود فعلاً في مصنف عبد الرزاق أخي الكريم، وبنفس الرقم الذي أوردته!!
فهل تريد مساعدة في تخريجه لك والنظر فيمن رواه؟
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 12:04]ـ
الحديث موجود فعلاً في مصنف عبد الرزاق أخي الكريم، وبنفس الرقم الذي أوردته!!
فهل تريد مساعدة في تخريجه لك والنظر فيمن رواه؟
المطلوب منا في البحث اولا هو تخريج الحديث من كتب الدلائل ليعرف جميع طرق الحديث وبحثت عنه في موسوعة الاطراف وكنز العمال فلم اجده
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 04:07]ـ
إن أردت رواية هذا الكلام عن إبرهيم بهذا الإسناد بالذات تحديداً؛ فقد ((تفرد)) به عبد الرزاق رحمه الله.
وإن أردت طرقاً إسناديةً أخرى لهذا الكلام عن إبراهيم؛ فقد ((تفرد)) ابن أبي شيبة رحمه الله بذكر متابعة [مغيرة] لـ[منصور] عليه.
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 07:41]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ... ولو خرجت لي الحديثين رقم698و 699 التاليان لهذا الحديث في مصنف عبد الرزاق اكون في غاية الشكر وجزاك الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 09:36]ـ
أبشر أخي العزيز .. وبحسب الوسع والطاقة.
أما الأثر رقم (698) أثر مجاهد .. فهو أيضاً مما ((تفرد)) به عبد الرزاق رحمه الله.
وقد ذكر ابن المنذر في (الأوسط) قوله: (وكان مجاهد يغتسل منها) أي: الحجامة.
أما الأثر رقم (699) أثر الحسن وقتادة معاً:
فقد أخرجه عن الحسن: الأثرم في (السنن رقم 79)، وابن أبي شيبة في (المصنف رقم 461، 462).
أما قتادة؛ فلم أجد غير عبد الرزاق فقط نقل رأيه مقروناً مع الحسن في هذا الأثر في المصنف.
وقد ذكر ابن المنذر في (الأوسط) قوله: (وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ، وَهُوَ: أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيَغْسِلَ أَثَرَ الْمَحَاجِمِ، رُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَعَطَاءٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ).
والله تعالى أعلم
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 11:11]ـ
والله اني احبك في الله بارك الله لك اخي الكريم وجزالك الله خيرا ....(/)
مقاومة الرواة للحن في الحديث النبوي
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 03:11]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد, فهذه كلمات موجزة عن رعاية المحدثين للحديث النبوي وصيانته من اللحن والزلل في العربية لئلا ينسب ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم, وهو أفصح العرب, وخير من نطق بها صلى الله عليه وسلم.
والذي دفعني لهذا الطرح أني رأيت بعض إخواني من الذين يشتغلون بالحديث النبوي تحقيقا وتخريجا يخطئون في بعض أبواب العربية, ولا أعني ما كان من باب الخطأ أو السهو, بل الأمر ظاهر ومتكرر فيما تخطه الأيدي وتراه الأعين, فأردت النصيحة لي أولا ثم لإخواني بأن نهتم بإصلاح ألسنتنا وأقلامنا من اللحن في الحديث, وفي غيره مما نكتبه, وتطير به الشبكة الدولية في كل مكان, ولنا في سلفنا الصالح أسوة في تربيتهم النشء والمتعلم مايصون به لسانه من اللحن, وليعلم كل من يتعامل مع الحديث النبوي أنه أمام مصدر ثرّ من مصادر العربية, ولو اهتم طلاب العلم بإصلاح منطقهم ونظروا في شروح أهل العلم وتخريجاتهم لِما يعنُّ لهم ويستغلق عليهم فهمُه لحصَّلوا الخيرَ الكثير, والعلم الغزير, ومن لطيف ما قرأت قول السخاوي عن حفيد ابن هشام الأنصاري النحوي "وسمعته يقول: إنما تمهرت في العربية بقراءة البخاري وتنزيلي ما أقرؤه على الاصطلاح" [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) فانظر –رحمني الله وإياك- كيف كانت مطالعته لكتب الحديث سببا في تحصيل علم العربية.
وقد تبين لي بعد فترة من البحث أن أصحاب الحديث قد بذلوا جهودا كبيرة من أجل مقاومة تلك الظاهرة التي تفشت في مجتمعاتهم بين العامة والخاصة, واجتهدوا في ذلك حماية للسنة من أن يصلها اللحن فتروى ملحونة والنبي صلى الله عليه وسلم لا يلحن في كلامه, وسوف ألخص لك أخي الحبيب تلك الجهود التي وقفت عليها في النقاط التالية:
/// التحقق من لفظ الحديث عند تَحُّملِه، وإعادته على من سمع منه، وكتابته, كما هو مشهور في كتب الرواية.
/// تغيير اللحن عند وجوده لمن أجاز ذلك من أهل العلم، فكانت طائفة من الرواة يتواصَوْن فيما بينهم على تغيير اللحن في الحديث النبوي, سواء أذن الراوي لهم بذلك، أو لم يأذن ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
/// النص على اللحن في الحاشية, وعدم تغييره في المتن المنقول, وذلك إذا لم يكن الراوي ممن يغير اللحن الذي سمعه في الحديث.
/// النص على أنه سمع الحديث هكذا؛ لينبه المتلقي على أن اللحن (أو مايظن أنه لحن) ليس منه، بل هكذا جاءته الرواية التي ظاهرها اللحن، كما في حديث ابن مسعود (أنت أبا جهل) قال البخاري: "حدثني يعقوب بن إبراهيم, حدثنا ابن عُليّة, حدثنا سليمان التيمي, حدثنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر "من ينظر ما صنع أبو جهل". فانطلق ابن مسعود, فوجده قد ضربه ابنا العفراء حتى برد, فقال: آنت أبا جهل؟ قال ابن علية: "قال سليمان: هكذا قالها أنس قال أنت أبا جهل؟ " ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
/// نسبة بعض الرواة للحن, أو الضعف في العربية، حتى يُتحرى في الأخذ عنهم ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
/// حض رواة الحديث, والتلاميذ على تعلم النحو؛ حتى يعصموا ألسنتهم من الوقوع في الخطأ عند رواية الحديث النبوي ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
/// عدم الأخذ ممن فحش لحنُه، وترك الرواية عنه، حتى يصلح من لسانه ([6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
/// تحذير الشيخ من يروي عنه من اللحن في حديثه الذي يرويه، وأنه إذا فعل ذلك، فلا يروي عنه, كقول حماد بن سلمة رحمه الله: (من لحن في حديثي، فليس يحدث عني) ([7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
/// تحذيرهم من يلحن في الحديث من أن يكون من جملة الكاذبين على النبي صلى الله عليه وسلم لحديث "من كذب علي متعمدا؛ فليتبوأ مقعده من النار"، والذي يلحن في الحديث يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يلحن ([8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
(يُتْبَعُ)
(/)
/// عد بعض الرواة من يلحن في الحديث الذي يرويه عنه كاذبا عليه؛ لأنه لم يلحن في الحديث, فعن حماد بن سلمة أنه قال لإنسان: "إن لحنت في حديثي، فقد كذبت عليّ، فإني لا ألحن". ([9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)).
/// وصف الذين يطلبون الحديث وليس لهم علم بالعربية بأقذع الأوصاف، وأبشع النعوت ([10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)).
/// تفضيلهم الرجل الذي يحسن العربية على الذي يلحن فيها، وذلك إن استويا في الصفات الأخرى ([11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)).
/// اشتراط بعض الرواة تعلم النحو قبل إملاء الحديث، وأنه الأولى من طلب الحديث ابتداء؛ حتى لا يلحن فيما يروي عنه ([12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)).
/// كان منهم من يضرب أولاده على اللحن، حتى أثر ذلك عن على بن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين ([13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)).
تلك أهم الوسائل التي استخدمها المحدثون في مقاومة تفشي اللحن في المجتمع العربي آنذاك، وذلك من شدة حرصهم على أداء الحديث النبوي كما سمعوه، بعيدا عن شين اللحن ومعرته، وكان من ثمرة توالي نداءات أصحاب الحديث بتعلم النحو وإتقانه قبل الدخول إلى عالم الرواية أن ضاق بعض الرواة بتحذير أئمتهم من اللحن في الحديث، فنادى بالإقلال من تعلم النحو، والأخذ منه بقدر الحاجة، وعدم الإغراق في عويصه، بل بلغ الأمر بأحدهم أن قال "إنه لا يعاب اللحن على المحدثين" ([14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) الضوء اللامع 5/ 57
([2]) انظر: علوم الحديث ومصطلحه، للدكتور صبحي الصالح، صـ331.
([3]) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل, وانظر: الكفاية في علم الرواية، 1/ 182، 183.
([4]) انظر: العلل ومعرفة الرجال، لأحمد بن حنبل، ترجمة إياس بن معاوية، 1/ 347.
([5]) انظر: تدريب الراوي، 2/ 105 - 107، وفتح المغيث، 2/ 259.
([6]) تدريب الراوي، 2/ 105.
([7]) الكفاية في علم الرواية، 1/ 196.
([8]) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث، للسخاوي، 2/ 257، 258.
([9]) فتح المغيث2/ 258 والجامع لأخلاق الراوي، 2/ 29.
([10]) انظر: فتح المغيث، 2/ 261، وتدريب الراوي، 2/ 106، المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن، صـ379.
([11]) انظر: الجامع لأخلاق الراوي، 2/ 25، 26، وتاريخ دمشق، 45/ 380.
([12]) السابق، 2/ 26.
([13]) السابق، 2/ 26، 27.
([14]) انظر: فتح المغيث، 2/ 260، 261.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 08:32]ـ
بوركت يا أستاذ الأستاذين.
وفي شرح الإمام النووي على صحيح الإمام مسلم (ج 1 / ص 71):
قال العلماء: وينبغي لقارئ الحديث أن يعرف من النحو واللغة وأسماء الرجال ما يسلم به من قوله ما لم يقل، وإذا صح في الرواية ما يعلم أنه خطأ، فالصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنه يرويه على الصواب، ولا يغيره في الكتاب؛ لكن يكتب في الحاشية أنه وقع في الرواية كذا، وأن الصواب خلافه، وهو كذا، ويقول عند الرواية: كذا وقع في هذا الحديث أو في روايتنا، والصواب كذا؛ فهذا أجمع للمصلحة؛ فقد يعتقده خطأ ويكون له وجه يعرفه غيرُه، ولو فُتح باب تغيير الكتاب لتجاسر عليه غير أهله.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 10:19]ـ
بارك الله فيك
سمعت في شريط للحويني أن المحدثين كانوا يحفظون الخطأ كما يحفظون الصواب
وذلك رعاية وصيانة لكلام رسول الله؛ أن يدخل فيه ما ليس منه
فرحمهم الله وغفر لهم
فهلا أتحفتنا بأمثلة على ذلك؟
ـ[ابن العيد]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 08:45]ـ
بارك الله فيكم(/)
مختصر عن احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه
ـ[طالبة الدعوة]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ([1]). يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ([2]). يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ([3])) ([4]).
أما بعد ,
فقد بدأ عثمان رضي الله عنه حياته الإيمانية، كسائر إخوانه الصحابة رضي الله عنهم الذين تربوا في رحاب النبوة وتتلمذوا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بترويض النفس على الصبر في طاعة الله والاحتساب فيما يلقاه من أذى.
وقد كان أمره ونهيه حريا بالقبول بين الناس ,وجديرا بالتأثير في حياتهم بإذن الله تعالى.
وقد احتسب رضي الله عنه في جميع المجالات ,العقيدة والشريعة والأخلاق, وتميز عصره رضي الله عنه بمعالم عديد سنتعرف عليها في ثنايا هذا البحث ونسأل الله العون والتوفيق وفيما يلي نستعرض بإذن الله تقسيمات البحث التي سيكون الحديث عنها:
تقسيمات البحث:
الفصل التمهيدي:
التعريف بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه, يشتمل على:
نسبه ومولده
فضائله
إسلامه وهجرته
استخلافه رضي الله عنه
الفتنة الكبرى واستشهاده رضي الله عنه
الفصل الأول:
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه, ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول:
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال العقيدة
المبحث الثاني:
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الشريعة
المبحث الثالث:
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الأخلاق
الفصل الثاني:
المعالم الرئيسة لتاريخ الحسبة في عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه
الفصل التمهيدي
التعريف بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
نسبه ومولده:
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أمير المؤمنين، ذو النورين ([5]).
كان رضي الله عنه – يكني في الجاهلية أبا عمرو، فكما كان في الإسلام ولد له غلام فسماه عبد الله، واكتني به، فكناه المسلمون، أبا عبد الله ([6]).
ولد بعد حادثة الفيل بست سنوات على الصحيح بمكة ([7]).
فضائله:
تبؤ عثمان رضي الله عنه مكانة عالية بين الأمة ,لما حازه من فضائل ويتجلى فضله ومكانته رضي الله عنه في عدة وجوه منها:
-سابقته إلى الإسلام ,ومعلوم ما للسابقين الأولين إلى الإسلام من فضل ومزية كما قال تعالى:چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹٹ ٹ ٹ ? ? چ ([8]).
- أحد العشرة المبشرين بالجنة:
فقد ثبت أن النبي صلّى الله عليه وسلّم شهد له، بل بشّره بالجنة على بلوى تصيبه,
فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَفَتَحْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا عُثْمَانُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ([9]).
(يُتْبَعُ)
(/)
-حياء الملائكة منه رضي الله عنه:
فقد ورد في حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسوى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلست، وسويت ثيابك. فقال: " ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة " ([10]).
- مصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم:
ولمنزلة عثمان رضي الله عنه الكبيرة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الصحابة رضي الله عنهم ,ولما كان يتمتع به من فضل , فقد زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقيه رضي الله عنها وكانت من أجمل الفتيات, ثم لما توفيت بالمدينة ليالي غزوة بدر , وكان قد تأخر عن الغزوة لمرضها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه عليه السلام أختها أم كلثوم. رضي الله عنها لذا سمي عثمان رضي الله عنه بذي النورين. [11]
عنها. ([12]).
إسلامه وهجرته:
كان عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤ أو تلعثم بل كان سباقاً أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين حتى قال أبو إسحاق: كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان ([13]).
لما أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث والله لا أحلك أبداً حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين فقال عثمان: والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه، فكان عثمان ممن هاجر من مكة إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والهجرة الثانية إلى المدينة ومعه فيهما جميعاً امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ([14])
استخلافه رضي الله عنه:
كان عمر رضي الله عنه الخليفة الثاني قد جعل الأمر بعده شورى بين ستة نفر وهم، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن عوام، سعد بن أبي وقاص، عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم. حينما توفى عمر أوصاهم بالتشاور.
فيما بينهم لاختيار الخليفة، وبالفعل اجتمع الستة في بيت يتشاورن في أمرهم، فكثر القول، وعلت الأصوات، حتى انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه ([15]).
وهكذا صار عثمان رضي الله عنه – كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – إماماً بمبايعة الناس له، وجميع المسلمين بايعوه، ولم يتخلف عن بيعته أحد ([16]).
الفتنة الكبرى واستشهادهرضي الله عنه:
كان رحمه الله قد ولي على أهل مصر عبد الله بن سعد بن أبي السرح فشكوه إليه، فولى عليهم محمد بني أبي بكر الصديق باختيارهم له، وكتب لهم العهد وخرج معهم مدد من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السرح، فلما كانوا على ثلاثة أيام من المدينة، إذ هم بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى، وعليه خاتم عثمان رضي الله عنه، إلى أبن أبي السرح يحرضه ويحثه على قتالهم إذا قدموا عليه، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنه لم يأمر ولم يعلم من أرسله، وصدق رضي الله عنه فهو أجل قدراً وأنبل ذكراً.
وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل، ولما حلف لهم عثمان طلبوا منه أن يسلم إليهم مروان، فأبي عليهم، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبي ([17]) لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قال له: " يا عثمان، إن الله تعالى مقمصك قميصاً، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه " ([18]).
وقد كان مع عثمان رضي الله عنه في الدار نحو ستمائة رجل، فطلبوا منه الخروج للقتال، فكره وقال: إنما المراد نفسي، وسأقي المسلمين بها، لله در عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم لم يستسلم لمطالب المعتدين باعتزال الخلافة، وقد أحاطوا به من كل جانب شاهرين سيوفهم ([19]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قيل إن عبد الله ابن عمر دخل على عثمان رضي الله عنه وهو محصور، فقال له: أي عثمان انظر ما يقول هؤلاء، يقولون: أخلع نفسك أو نقتلك، فقال له ابن عمر: أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: هل يملكون لك جنة أو ناراً؟ قال: لا قال: فلا تخلع قميص الله عنك فتكون سنة، كلما كره قوم خليفتهم خلعوه أو قتلوه ([20]).
وظل عثمان رضي الله عنه أيام الحصار تالياً لكتاب الله تعالى، مصلياً له سبحانه، وكانت جموع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبنائهم يحرسون الباب ويدفعون عنه، حتى إذا عجز المتمردون عن الدخول أحرقوا باب الدار، وبدأت مناوشات دامية بين الفريقين، واستطاع جماعة من المتمردين الدخول على عثمان رضي الله عنه منهم الغافقي بن حرب وسودان بن حمران، وكان رضي الله عنه يقرأ في المصحف، فضربه الأول بحديد معه، وضربه الثاني بالسيف، ووثب عمرو بن الحمق فجلس على صدر عثمان وبه رمق وأخذ يطعنه تسع طعنات حتى مات رضي الله عنه، وكان ذلك سنة 35هـ ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة تقريباً ([21]).
الفصل الأول
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه
كان احتسابه رضي الله عنه منطلقاً من نفس عملت بما علمت، وأتت ما أمرت الناس أن يأتوه من معروف، وانتهت عما نهت الناس عن أن يأتوه من المنكر، وهذا هو الشأن المطلوب من المحتسب، فيعمل بما يعلم، ولا يكون قوله مخالفاً لفعله ([22]).
وفيما يلي نستعرض – بإذن الله – شواهد احتساب أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بنفسه بحسب المجالات المتنوعة.
المبحث الأول
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال العقيدة:
1 - حرصه رضي الله عنه على حرمة دم المسلم:
كتب عبدالله بن مسعود إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه يخبره عن رجالا بالكوفة ينعشون حديث مسيلمة الكذاب ويدعون إليهم, فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن
كَتَبَ إليه قائلا له: اعْرِضْ عَلَيْهِمْ دِينَ الْحَقِّ وَشَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمَنْ قَبِلَهَا وَبَرِئَ مِنْ مُسَيْلِمَةَ فَلاَ تَقْتُلْهُ وَمَنْ لَزِمَ دِينَ مُسَيْلِمَةَ فَاقْتُلْهُ فَقَبِلَهَا رِجَالٌ مِنْهُمْ فَتُرِكَوا وَلَزِمَ دِينَ مُسَيْلِمَةَ رِجَالٌ فَقُتِلُوا. ([23])
يدل هذا على حرصه رضي الله عنه على الاحتساب في بيان حرمة دم من شهد أن لا إله الإ الله وأن محمد رسول الله حيث كتب إلى عبدالله بن مسعود يخبره بما يجب عليه فعله تجاه هؤلاء الرجال.
******
2 - احتسابه على من كفر بعد إسلامه:
-احتسب عثمان بن عفان رضي الله عنه على رجل كفر بعد إيمانه فدعاه إلى الإسلام ثلاثا فأبى فقتله ([24]).
نرى هنا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يلجأ إلى قتل الرجل مباشرة لارتداده عن الإسلام بل دعاه إلى الإسلام ثلاثا ثم لما امتنع الرجل عن الاستجابة لدعوته قتله ,نرى هنا التدرج في احتسابه رضي الله عنه.
******
3.هدمه رضي الله عنه بيتاً لصنم بصنعاء:
قال ابن الجوزي رحمه الله في معرض بيانه لبيوت الأصنام التي كانت في بعض البلاد:
والخامس بيت بصنعاء بناه الضحاك على اسم الزهرة، فخربه عثمان بن عفان رضي الله عنه ([25]).
وهذا يدل على حرصه رضي الله عنه على أمر التوحيد، وعنايته الشديدة بإزالة معاقل المنكرات الشركية ومظاهرها بهدمها وطمسها.
******
4.أمره رضي الله عنه بتسوية القبور:
أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بتسوية القبور قال: " ولكن يرفع من الأرض شيئاً " فمروا بقبر أم عمرو بنت عثمان فأمر به فسوي. ([26])
احتسب عثمان بن عفان رضي الله عنه في هذا الحديث بالقول حيث قال: (ولكن يرفع من الأرض شيئا).
******
المبحث الثاني
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الشريعة:
1. احتسابه رضي الله عنه على النساء في صلاة التراويح:
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه جمع الرجال والنساء على قارئ واحد سليمان بن أبي حثمة ([27])، وكان يأمر النساء فيحبسن حتى يمضى الرجال ثم يرسلن [28].
وفي هذا دلالة على عناية عثمان بن عفان رضي الله عنه بأمر النساء وحرصه على منع الفتنه فبل وقوعها ,وقيامه رضي الله عنه بالاحتساب على أصناف المدعوين رجالا ونساء.
******
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أمره رضي الله عنه بالأذان الثالث يوم الجمعة لحث الناس على التبكير والسعي إلى الصلاة:
لما اتسعت الحياة الاقتصادية في عهد ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وازدهرت الأسواق وكثر الناس، رأى رضي الله عنه الحاجة إلى حث الناس ومناداتهم إلى التبكير إلى صلاة الجمعة قبل النداء الأول الذي يكون بين يدي الإمام حين يصعد المنبر يوم الجمعة.
فعن السائب بن يزيد ([29]) قال: " كان النداء يوم الجمعة، أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء " ([30]) ([31]).
3 - إنكاره على قاصدات الحج والعمرة وهن في العدة:
كان رضي الله عنه يرد النساء اللواتي كن يخرجن للعمرة أو الحج وهن في العدة، فقد ذكر الإمام عبد الرزاق عن مجاهد:كان عمر وعثمان – رضي الله عنهما – يرجعانهن حواج ومعتمرات من الجحفة وذوي الحليفة ([32]).
وهذا يدل على دقة متابعة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في الاحتساب على كل من يرتكب منهياً، سواءً ذكوراً أو إناثاً، وفيه أهمية قيام المحتسب بالاحتساب على النساء إذا علم أنهم يتركن واجباً وه البقاء في المنزل أثناء العدة.
4 - نهيه رضي الله عنه عن حج التمتع:
كان عثمان ينهي عن المتعة وكان علي يأمر بها، فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أجل ولكنا كنا خائفين.
في هذا الحديث قوله (كان عثمان رضي الله عنه ينهى عن المتعة وكان علي يأمر بها): أن المتعة التي نهى عنها عثمان هي التمتع المعروف في الحج، وكان عمر وعثمان ينهيان عنها نهي تنزيه لا تحريم،وإنما يأمران بالإفراد لأنه أفضل والنهي نهي تنزيه لأنه مأمور بصلاح رعيته وكان يرى الأمر بالإفراد من جملة صلاحهم. والله أعلم ([33]).
5. إنكاره على يعلى بن أمية رضي الله عنه ([34]) طلبه منه استلام الركن الغربي للكعبة في الطواف:
أخرج الإمام أحمد عن يعلى بن أمية قال: قال يعلى طفت مع عثمان فاستلمنا الركن قال يعلى فكنت مما يلي البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك، فقلت: ألا تستلم، فقال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: بلى قال: أرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين قلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة، قلت: بلى، قال: فانفذ عنك ([35]).
يدل على شدة حرص عثمان رضي الله عنه بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وحثه الصحابة بذلك.
6 إنكاره على أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها عند أمرها بقتل الساحرة دون الافتئات على حق الإمام:
حدث في عهد عثمان رضي الله عنه أن جارية لحفصة سحرتها، فاعترفت الجارية بذلك، فأمرت حفصة بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها، فأنكر ذلك عليها عثمان، فقال: ابن عمر: ما تنكر على أم المؤمنين امرأة سحرتها واعترفت، فسكت عثمان.
لم ينكر عثمان رضي الله عنه على حفصة القتل وإنما أنكر عليها الافتئات على حق الإمام في إقامة الحدود، فإن أمر الحد ود إلى الإمام. وهذا يدل على حرصه رضي الله عنه على عدم التجاوز على واجبات الإمام ([36]).
7. نهيه عن شرب الخمر:
روى البيهقي في سننه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أنه قال: اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث، إنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد، فعلقته امرأة أغوته فأرسلت إليه جاريتها، فقالت له: إنها تدعوك الشهادة، فانطلق مع جاريتها، فطفق كلما دخل باباً أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، عندها غلام وباطية خمر، فقالت: والله ما دعوتك للشهادة، ولكن دعوتك لتقع علي، أو تشرب من هذا الخمر كأساً، أو تقتل هذا الغلام، فقال: فاسقني من هذا الخمر كأساً، فسقته كأساً، فقال: زيدوني، فلم يرم حتى وقع عليها وقتل الغلام، فاجتبوا الخمر، فإنها والله لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر إلا ويوشك أن يخرج أحدهما صاحبه ([37]).
في هذا بيان في تنوع عثمان رضي الله عنه في أساليب الاحتساب حيث استخدم أسلوب التخويف وأسلوب القصة.
8. احتسابه على اللعب بالنرد:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان عثمان رضي الله عنه ينهي عن اللعب بالنرد، وأمرهم بتحريقه أو كسره ممن كان في بيته، فقد روى البيهقي عن زبيد بن الصلت أنه سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو على المنبر يقول: " يا أيها الناس، إياكم والميسر – يريد النرد.
فإنها قد ذكرت لي أنها في بيوت الناس معكم، فمن كانت في بيته فليحرقها أو فليكسرها ([38]).
قال عثمان مرة أخرى وهو على المنبر " يا أيها الناس أني قد كلمتكم في هذا النرد ولم أركم أخرجتموها ولقد هممت أن آمر بحزم الحطب ثم أرسل إلى بيوت الذين هم في بيوتهم فأحرقها عليهم ([39]).
يدل هذا على شدة حرصه رضي الله عنه على إزالة المنكر وهو النرد هنا حيث أمر بكسره أو إحراقه, ثم إنه رضي الله عنه استخدم مراتب الاحتساب في إنكار المنكر حيث عرف به ثم هدد من كان في بيته بإيقاع العقوبة. كما أنه استخدم وسيلة المنبر ليبلغ الناس عن هذا المنكر.
*****
المبحث الثالث
قيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالاحتساب بنفسه في مجال الأخلاق
1. إنكاره رضي الله عنه على من لبس الثوب المعصفر:
أنكر رضي الله عنه على محمد بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ([40]) لبسه الثوب المعصفر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: راح عثمان رضي الله عنه إلى مكة حاجاً، ودخلت على محمد بن جعفر بن أبي طالب امرأته، فبات معها حتى أصبح، غدا عليه ردع ([41]) الطيب وملحفة معصفرة مقدمه ([42])،
فأدرك الناس بملل ([43]) قبل أن يروحوا، فلما رآه عثمان رضي الله عنه انتهر واقف وقال: " أتلبس المعصفر وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ([44]).
نجد أمير المؤمنين هنا استخدم درجات الإنكار في احتسابه فمن درجات إنكار المنكر التعنيف والأمر بالتغير ,وقد كان نهيه عن هذا المعصفر لأنه ربما يجره إلى الكبر.
******
2. إخراجه من يراه على شر أو يشهر سلاحاً في المدينة:
كان عثمان رضي الله عنه ينكر على من يراه على شر أو كان يحمل معه سلاحاً ويخرجه من المدينة، فعن سالم بن عبد الله رضي الله عنه قال: وجعل عثمان لا يأخذ أحداً منهم على شر أو شهر سلاح، عصا فما فوقها إلا سيره ([45]).
ويتبين في هذا دور ولي الأمر في النهي عن البغي و في المحافظة على أمن المدينة في عدم إشهار السلاح فربما كان البغي سبيل إلى انتشار الفساد فيها.
******
3. ضربه لمن استخف بعم النبي صلى الله عليه وسلم:
في أيام خلافته ضرب رجلاً في منازعة استخف فيها بالعباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقيل له عن مبررات ضربه، فقال: نعم، أيفخم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه وأرخص في الاستخفاف به، لقد خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك ومن رضي الله به منه ([46]).
وهذا يدل على احتساب عثمان رضي الله عنه في مراعاة جانب النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ مكانة عمه العباس
******
4. احتسابه على ضابئ البرجمي ([47]) حينما هجا قوماً من الأنصار:
أنكر عثمان رضي الله عنه – على ضابئ بن الحارث البرجمي, هجاً قوماً من الأنصار وكان قد استعار منهم كلباً في زمن الوليد بن عقبة، يدعى (قرحان) يصيد الظباء، فحبسه ضابئ عنهم فانتزعوه " الأنصار" منه قهراً فهجاهم إلى أن قال:
فكلبكم لا تتركوا فهو أمكم
فإن عقوق الأمهات كبير
فلما شكاه الأنصاريون إلى عثمان –رضي الله عنه – عزره وحبسه فما زال في محبسه حتى مات فيه ([48]).
استخدم عثمان رضي الله عنه الشدة في الإنكار لعلمه بحال المدعو الذي عرف بأنه كثير الشر ,فحبسه وأبقاه في محبسه حتى لايتعدى الأمر إلى مالا يحمد عقباه.
******
6. احتسابه على محمد بن أبي بكر ([49]) لما مسك بلحيته:
قال ابن عبد البر، وهو يتحدث عن أخبار الفتنة التي وقعت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإقدام المتمردين على قتله، وكان أول من دخل عليه، محمد بن أبي بكر، فأخذ بلحيته فقال له: (محتسباً عليه) دعها يا ابن أخي، والله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ([50]).
يظهر هنا احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه باستخدام أسلوب الرفق في الاحتساب على المدعو وعدم محاباة ابن أخيه بل احتسب عليه.
وهذا ماينبغي على المحتسب فعله تجاه مايرى من منكرات على أقاربه فالأقربون أولى بالمعروف.
******
7.أمره بذبح الحمام:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن احتسابه أنه منع الناس من الانشغال في طيران الحمام لما بدأوا ينشغلون فيه مع سعة العيش، وأمرهم بذبحه؛ فقد روى الإمام البخاري عن الحسن قال: سمعت عثمان رضي الله عنه يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام. ([51])
يظهر في هذا الحديث احتساب عثمان رضي الله عنه من خلال خطبه ومنعه مايشغل الناس عن الطاعات.
******
الفصل الثاني:
المعالم الرئيسة لتاريخ الحسبة في عصر عثمان بن عفان رضي الله عنه:
1. اتسمت الحسبة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بممارسة الاحتساب بجميع درجاته.
2. استمراره رضي الله عنه في الاحتساب حتى وهو يعاني أعراض الفتنة التي انتهت باستشهاده رضي الله عنه.
3. الحزم والشدة والتعنيف في الإنكار على من ارتكب مخالفة تستوجب الحد أو التعزير فقد مر بنا – ضربه الرجل الذي استخف بعم الرسول صلى الله عليه وسلم.
4. حرص عثمان بن عفان رضي الله عنه على أمر التوحيد وعنايته الشديدة بإزالة معاقل المنكرات الشركية ومظاهرها، بهدمها وطمس معالمها ([52]).
5. حرص عثمان رضي الله عنه على الاحتساب في كل آفة يرى أنها تدمر العقول والأخلاق، وتشغل عن الطاعات، كأمره بذبح الحمام، ونهيه عن شرب الخمر.
6. اهتمام عثمان بن عفان رضي الله عنه بالإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل عباداته وأمره الصحابة بذلك.
7. شمول احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه لكلا من الرجال والنساء.
هذا مايسره الله تعالى,
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين.
([1]) سورة آل عمران، الآية:102.
([2]) سورة النساء، الآية: 1.
([3]) سورة الأحزاب، الآية:70 - 71.
([4]) خطبة الحاجة، سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي، كتاب الجمعة، باب كيفية الخطبة، رقم الحديث (1403) (ج3/ص116)، تحقيق مكتب تحقيق التراث الإسلامي، ط [الثالثة، 1414 هـ، دار المعرفة، بيروت].
(5) الإصابة في تمييز الصحابة، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ص890، (بيت الأفكار الدولية)؛انظر: تحرير تقريب التهذيب، بشار معروف وشعيب الأرنؤوط، ص443، ج2، (مؤسسة الرسالة)، ط1، (1417هـ.
(2) تاريخ الطبري – المسمي بـ " تاريخ الأمم والملوك "، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: أ. محمد أبو الفضل، ص419، ج4، (دار التراث – بيروت).
(3) صور من سير الصحابة، عبد الحميد بن عبد الرحمن السحيباني، ص41، (دار ابن خزيمة)، ط: 4، (1417هـ).
) 4) سورة التوبة, آية:100.
(1) صحيح البخاري, محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري, مناقب عمر بن الخطاب ص26,ج12؛المكتبة الشاملة.
(2) صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، رقم الحديث: 4414، ص132، ج12؛انظر: كتاب فضائل الصحابة، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، حققه: وحي الله محمد بن عباس، ص462، ج1، (مؤسسة الرسالة)، ط1، (1403هـ).
(3) انظر: احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه جمعاً ودراسة، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في الدعوة والاحتساب، مهنا بن سليمان المهنأ، إشراف: د. عبد الرحمن بن زيد الزنيدي, ص114.
(4) المرجع السابق, ص102.
(5) السيرة النبوية، عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، ص287،ج1، (دار الجيل – بيروت).
(1) انظر: الطبقات الكبرى، محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، ص55، ج3، (دار صادر – بيروت).
(2) انظر: البداية والنهاية، أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي، ص163، ج7، (دار البيان للتراث)، ص: (1408هـ).
(3) انظر: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، لابن تيمية أبي العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم، تحقيق: محمد رشاد سالم، ص532، ج1، (مكتبة ابن تيمية – القاهرة)، ط2، (1409هـ).
(1) صور من سير الصحابة، عبد الحميد السحيباني، ص45.
(2) انظر: مسند الإمام أحمد، أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني، ص75، ج6، (مؤسسة قرطبة – القاهرة)؛حديث صحيح صححه الألباني.
(3) انظر: صور من سير الصحابة، عبد الحميد السحيباني، ص45.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) انظر: تاريخ الطبري، ص117، ج5.
(5) انظر: احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه , ص145، ج1؛انظر: تاريخ الطبري، ص415، ج4.
(1) المرجع السابق, ص294.
(2) انظر: السنن الكبرى, أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي, ص208,ج8, (مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد) ,ط:1, (1344 هـ).
) 3) مصنف عبد الرزاق,، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي،. باب في الكفر بعد الإيمان, ص164,ج10, (المكتب الإسلامي – بيروت)، ط2 (1412هـ).
(1) تلبيس إبليس، مجال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، ص56، (دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت – لبنان)، ط1، (1421هـ).
) 2) مصنف عبد الرزاق، ص504، ج3.
(1) سليمان بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عويج بن كعب القرشي العدوي ,رحل مع أمه إلى المدينة وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم؛ انظر: الإصابة في تمييز الصحابة, ص242,ج6.
(2) انظر: حياة الصحابة، للكاندهلوي، ص283، ج3.
(3) السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ويقال عائذ بن الأسود الكندي أو الأزدي وقيل هو كناني ثم ليثي وقيل هذلي يعرف بابن أخت النمر؛ الإصابة في تمييز الصحابة, ص26.ج3
(4) الزوراء: موقع بالمدينة عند السوق؛المصدر نفسه.
(5) انظر: احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه، مهنأ بن سليمان المهنأ، ص458، ج1.
(1) المرجع السابق، ص32، ج7.
(2) انظر: البداية والنهاية، لابن كثير، ص159، ج5.
(3) يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي الحنظلي حليف قريش ,كنيته أبو خلف ويقال أبو خالد ويقال ابو صفوان؛ انظر: الإصابة في تمييز الصحابة, ص685,ج6.
(1) مسند أحمد، ص511، ج1؛ في صحته نظر ,إسناده فيه مجهول.
(2) انظر: مصنف عبد الرزاق، ص180، ج10.
(3) انظر: الترغيب والترهيب، عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، باب " كتاب الحدود وغيرها "، ص179، ج13، (دار الكتب العلمية – بيروت)، ط1، (1417هـ)؛ انظر: سنن البيهقي الكبرى، ص287، ج8، انظر: سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه الصلابي، ص67.
(1) انظر: سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه شخصية وعصره، د: علي محمد الصلابي، ص67، (دار الكتاب الثقافي – الأردن)، ط: (1429هـ)
(2) انظر: سنن البيهقي الكبرى، ص215، ج10.
(1) محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أخو عبد الله وقال محمد بن حبيب في المحبر هو أول من سمي محمد في الإسلام من المهاجرين وقال الدار قطني ولد بأرض الحبشة؛ انظر: الإصابة في تمييز الصحابة, ص8,ج6.
(2) ردع: لطخ وأثر؛ المصدر نفسه.
(3) مقدمه: مشبعة حمرة؛المصدر نفسه.
(4) ملل: موضع بين مكة والمدينة؛ المصدر نفسه.
(5) انظر: سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه، الصلابي، ص65.
(6) انظر: تاريخ الطبري، ص416،ج5، انظر: الحسبة في العصر النبوي والعهد الراشدي، د: فضل إلهي، ص30، (مؤسسة الجريسى – الرياض – جدة – الدمام)، ط2، (1419هـ).
(1) انظر: تاريخ الطبري، ص417، ج5.
(2) ضابئ بن الحارث بن أرطاة التميمي البرجمي: شاعر، خبيث اللسان، كثير الشر. عرف في الجاهلية. وأدرك الإسلام، فعاش بالمدينة إلى أيام عثمان. وكان مولعا بالصيد، وله خيل.
ومن شعره أحد أبيات الشواهد:
(فمن بك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب)
وكان ضعيف البصر,. ولما انطلق هجا قوما من الأنصار، فأعيد إلى السجن. وعرض السجناء يوما فإذا هو قد أعد سكينا في نعله يريد أن يغتال بها عثمان، فلم يزل في السجن إلى أن مات؛انظر: تتمة الأعلام ,خير الدين الزر كلي تحقيق:محمد خير رمضان يوسف, ص,212,ج3, (دار ابن حزم – بيروت) ,ط:1 (1998) م.
(3) انظر: الكامل في التاريخ، أبي الحسن علي بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير، ص92،ج3، (دار الفكر – بيروت)؛ انظر: تاريخ الطبري، ص402، ج4.
(1) محمد بن أبي بكر الصديق تقدم نسبه في ترجمة والده عبد الله بن عثمان وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولدته في طريق المدينة إلى مكة في حجة الوداع؛ انظر: الإصابة في تمييز الصحابة, ص245,ج6.
(2) الاستيعاب في معرفة الصحابة، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري، ص321، ج1
(3) انظر:: سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه، الصلابي، ص65.
(1) انظر: احتساب عثمان بن عفان رضي الله عنه، مهنأ ب سليمان المهنأ، ص434، ج1.(/)
انظروا هذا الإسناد في مصنف عبد الرزاق يا أهل الحديث
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 01:03]ـ
أخرجه عبد الرزاق في المصنف طبعة الأعظمي (4/ 446) عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا
قال محققو المسند ط الرسالة حاشية (41/ 81): وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
أقول: أرى هذا وهما شنيعا فأين أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن هذا الإسناد الجليل الذهبي وكيف لم ينسب هذا الحديث الصحيح أحد من المتأخرين ممن صنف في الأحكام إلى مصنف عبد الرزاق بل اقتصر بعضهم على بعض الأحاديث المتكلم فيها في تحريم قتل الضفدع وقال هي أقوى ما في الباب وأحسبني قد وقفت بحمد الله تعالى على ما يكشف عن خطأ هذا الإسناد
فقد قال السيوطي في الدار المنثور: وأخرج عبد الرزاق [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn1) في المصنف أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم وكانت الوزغ تنفخ عليه ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا "
أقول: هذا الإسناد الذي حفظه لنا السيوطي هو إسناد الحديث الأول وهو حقيق أن يكون إسنادا له وهو يبين أيضا أن السند الذي وضع في مطبوع المصنف مركب على الحديث لا حقيقة له إلا في ذاك مطبوع فالله المستعان
وأرجو ممن له شيء في ذلك أن يتحفنا به وأجره على الله تعالى
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftnref1) وهو في تفسير عبد الرزاق موقوف على قتادة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 08:29]ـ
أحسنت أخي العزيز (عدلان) .. ففعلاً كلامك سليم؛ فمثل هذا السند يبعد أن يقرر به هذا المتن.
وما نقلته عن العلامة السيوطي قد يكون دليلاً على خطأ هذا الاسناد لهذا المتن فعلاً.
لكن _ من باب الافتراض _ ألا تعتقد أنه قصد ما ورد في (تفسير عبد الرزاق) وأنه حصل سقط هناك؛ وهو قوله (عن بعضهم)؟!
فإني قد وقفت على طريق آخر مروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنحوه؛ فقد روى الامام إسحاق بن راهوية في (مسنده رقم 1583) بسنده؛ قال:
(أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا؛ فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ، قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ.
أَخْبَرَنَا الأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ).
لكن هل يقصد بحريق بيت المقدس حريق إبراهيم؟! فلا أدري. فالله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 10:28]ـ
أخرجه عبد الرزاق في المصنف طبعة الأعظمي (4/ 446) عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانت الضفدع تطفىء النار عن إبراهيم وكان الوزغ ينفخ فيه فنهي عن قتل هذا وأمر بقتل هذا
روجع على مخطوط مصنف عبد الرزاق (مكتبة مراد ملا) (ج 3 / ق/ 7/و) فوجد كما جاء في المطبوع.
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 11:05]ـ
مما يؤكد أن الإسناد غير صحيح هو حديث الزهري نفسه عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ومسلم وغيرهم
حيث فيه أنها لم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الوزغ
قال البخاري رحمه الله
حدثنا سعيد بن عفير عن ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عروة يحدث عن عائشة رضي الله عنها
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال للوزغ (الفويسق). ولم أسمعه أمر بقتله. وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بقتله
وفي المسند الجامع
أخرج أحمد 6/ 87 قال: حدثنا بشر بن شُعيب بن أبي حمزة. قال: وأخبرني أبي. وفي 6/ 155 قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا لَيْث. قال: حدثني عُقيل. وفي 6/ 271 قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبو أويس. وفي 6/ 279 قال: حدثنا عامر بن صالح. قال: حدثنا يونس بن يزيد. و (البخاري) 3/ 17 قال: حدثنا اسماعيل. قال: حدثني مالك. وفي 4/ 156 قال: حدثنا سعيد بن عُفَير، عن ابن وهب. قال: حدثني يونس. و"مسلم" 7/ 42 قال: حدثني أبو الطافر وحرملة قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس. و"ابن ماجة" 3230 قال: حدثنا أحمد بن عَمرو بن السرح. قال: حدثنا عَبد اللهِ بن وهب. قال: أخبرني يونس. و (النسائي) 5/ 209 قال: أخبرنا وهب بن بيان. قال: حدثنا ابن وهب. قال: أخبرني مالك ويونس.
خمستهم (شُعيب بن أبي حمزة، وعُقيل، وأبو أويس عَبد اللهِ بن عبد الله , ويونس بن يزيد , ومالك)
عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عروة، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلْوَزَغِ فُوَيْسِقٌ. وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 11:15]ـ
جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12/ 35):
قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 11:38]ـ
جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12/ 35):
قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
وماهو الغريب في ذلك؟؟
فعائشة رضي الله عنها قد روت قتل الوزغ عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بنفس الإسناد
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 11:39]ـ
جاء في الاستذكار لابن عبد البر (12/ 35):
قَالَ أَبُو عُمَرَ [ابن عبد البر]: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا.
رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
ذكر أسانيد هذا في التمهيد (15/ 186 - 187):
وحدثنا خلف بن القاسم قال أخبرني الحسن بن الخضر الأسيوطي قال حدثنا أبو الطاهر القاسم بن عبد الله بن مهدي قال حدثني أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أن النبي عليه السلام أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا.
وأخبرنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ فويسق". ولم أسمعه أمر بقتله.
ورواه ابن وهب عن مالك ويونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: "الفويسق" لم يزد ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, صباحاً 11:43]ـ
وماهو الغريب في ذلك؟؟
أن ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار جمع بين الروايتين: أنه (فويسق) على الرواية الأخرى، وأنه (أمر بقتله)؛ على الرواية الأولى؛ مما قد يوهم بجمعهما الإشارة معنًى إلى الحديث المذكور في المصنَّف.
ثم انظر إلى قوله المذكور في التمهيد (لم يزد).
ملحظ: لا بد من ذكر الإيرادات حتى يَسْلم التوجيه (ابتسامة)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 12:11]ـ
أن ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار جمع بين الروايتين: أنه (فويسق) على الرواية الأخرى، وأنه (أمر بقتله)؛ على الرواية الأولى؛ مما قد يوهم بجمعهما الإشارة معنًى إلى الحديث المذكور في المصنَّف.
أخي الفاضل قدورد حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا
ولكنه ضعيف كما أشار إلى ذلك البزار
ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 12:52]ـ
جزى الله الإخوان خيرا على إثراء الموضوع
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 12:54]ـ
أخي الفاضل قدورد حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وسماه فويسقا
ولكنه ضعيف كما أشار إلى ذلك البزار
ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت
بصرف النظر عن ضعفه أو صحته.
الكلام مذكور في توجيه كلام ابن عبد البر.
ولعله هو ما يعنيه ابن عبد البر لا أن عائشة روت اللفظين معا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كان الأفضل توضيح ذلك كما فعلت
كيف وقد جمعهما؟! لاحظ أخي أن الكلام على السند والدمج الذي حصل في متن الاستذكار.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 12:59]ـ
تركيب الإسناد على المتن لابد أن يثبت أولا في المصدر الأصلي له وهو (مصنف عبد الرزاق).
/// وذلك بالنظر في أصوله الخطية.
/// فإن تعذر فننظر فيمن أخرجه عنه.
/// ثم من نقله من كتابه بلا سند إلى الكتاب نفسه، ثم يسوق سند صاحب الكتاب بعدُ؛ كأن يقول قال فلان في كتابه: حدثنا فلان ...
/// /// فإن ثبت أولا في المصدر الأصلي، فلا بد من تقويم النص المذكور فيه، ووضع كل سند بجوار متنه الصواب.
/// أما إن ثبت من مصدر مساعد، فاستبان به بعض الصواب، لا كله، كأن ظهر لنا المتن المذكور مع السند الصواب، فيبقى السؤال عن السند المذكور مع متنه الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 01:05]ـ
في تفسير عبد الرزاق (2/ 25):
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة كان الوزغ ينفخ على النار وكانت الضفادع تطفئها فأمر بقتل هذا ونهي عن قتل هذا. انتهى
لم يذكر عن بعضهم!
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 01:20]ـ
نعم أخي لقد والله أصبت أنت وأخطأت أنا
فجمع ابن عبد البر يوهم أنه قد ورد مثل ذلك المتن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة في موضع واحد بذلك اللفظ
فوجب التنبيه على ذلك
فائدة
ورد في مسند سعد ابن أبي وقاص
حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن بقية، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتلوا الفواسق» يعني الوزغ
كما ورد في الحديث الصحيح عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فويسق
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 01:22]ـ
فإني قد وقفت على طريق آخر مروي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بنحوه؛ فقد روى الامام إسحاق بن راهوية في (مسنده رقم 1583) بسنده؛ قال:
(أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ؛ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَائِشَةَ إِذْ رَأَتْ وَزَغًا؛ فَقَالَتْ: اقْتُلِ اقْتُلْ، قِيلَ: مَا شَأْنُهُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ النَّارَ يَوْمَ احْتَرَقَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ الضِّفْدَعُ يُطْفِئُ.
أَخْبَرَنَا الأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَثِيرٍ الْمَدَنِيِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ).
لكن هل يقصد بحريق بيت المقدس حريق إبراهيم؟! فلا أدري. فالله أعلم
جزاك الله خيرا على هذا النقل فإن الخبر رجاله ثقات غير كثير بن عبيد وهو أبو سعيد رضيع عائشة روى عنه جمع من الثقات وذكره ابن حبان في الثقات غير أني أخشى أنه وهم في ذكر الضفدع فقد خالفه من هو أوثق وأثبت منه عموما وفي أم المؤمنين خصوصا القاسم بن محمد
أخرج أبو عبيد في غريب الحديث سمعت إسحاق الرازي
وأخرج الفاكهي في أخبار مكة ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا بشر بن السري
وأخرج البيهقي في الكبرى نا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبى عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبى طالب نا عبد الوهاب بن عطاء ثلاثتهم قالوا نا حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لما أحرق بيت المقدس كانت الأوزاغ تنفخه بأفواهها وكانت الوطاوط تطفئه بأجنحتها.
قال أبو نصر يعنى عبد الوهاب بن عطاء هو الخفاش
ذكره البيهقي وخبرا آخر وقال: فهذان موقوفان فى الخفاش وإسنادهما صحيح.
أقول: وهو صحيح كما قال وهذا بذكر الوطواط وهو الخفاش أصح فإن كثيرا لا يقارن بالقاسم والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 03:36]ـ
في تفسير عبد الرزاق (2/ 25):
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة كان الوزغ ينفخ على النار وكانت الضفادع تطفئها فأمر بقتل هذا ونهي عن قتل هذا. انتهى
لم يذكر عن بعضهم!
أحسنت يا شيخ (عبد الله) .. وهذا الاحتمال هو الذي جعلني أقول:
لكن _ من باب الافتراض _ ألا تعتقد أنه قصد ما ورد في (تفسير عبد الرزاق) وأنه حصل سقط هناك؛ وهو قوله (عن بعضهم)؟!
وبالنسبة لكلامك أخي (عدلان) فمحتملٌ جداً .. ومع هذا وذاك فإن المخالفة الكبرى هي في جعل الحريق في حديث عروة (حريق إبراهيم)؛ بينما في باقي الأوجه عنها رضي الله عنها (حريق بيت المقدس) .. فهذا أمرٌ قد يؤيد تركيب الاسناد على المتن.(/)
حديث استقبال القبلة عند قضاء الحاجة
ـ[تابعي]ــــــــ[02 - May-2010, مساء 02:12]ـ
في صحيح أبي داود (9)، ذكر الشيخ الألباني - رحمه الله - حديث الصحيحين عن عبد الله بن عمرقال:
"لقد ارتقيت على ظهر البيت، فرأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على لَبِنَتَيْنِ مستقبلَ بيت المقدس لحاجته"،
ثم قال: .. وللحديث إسنادان آخران عن ابن عمر:
الأول: من طريق فُلَيْحٍ عن عبد الله بن عكرمة عن أبي المغيرة رافع بن حنين عنه.
أخرجه أحمد (2/ 96 و 99 و 114).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات: رافع بن حنين؛ وثقه ابن حبان. وقال
الدارقطني:
" ولا أعلمه أسند إلا حديثاً واحداً، ولم يروه غير فليح بن سليمان عن عبد الله
ابن عكرمة عنه ".
قلت: وعبد الله بن عكرمة؛ ذكره ابن حبان في "الثقات " أيضا، وروى عنه
- غيرَ فليح- أسامة بن زيد.
وفليح بن سليمان؛ روى له الشيخان، وفيه كلام.
والآخر: من طريق أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عنه.
وهذا كالذي قبله: أيوب بن عتبة ضعيف لسوء حفظه؛ فإذْ قد روى ما وافق
فيه الثقات؛ فقد حفظ.
وبقية رجاله رجال الشيخين.
---------
قلت: متن حديث فليح هو " رأيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مذهبا مواجه القبلة ".
أما حديث أيوب بن عتبة فمتنه هو " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلى على لبنتين مستقبل القبلة ".
وظاهرهما مخالف للمتن الذي في الصحيحين فما توجيه كلام الشيخ؟
ـ[أبوأروى]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 06:19]ـ
جزاك الله خيرا.
أفدتني طريقا آخر لحديث ابن عمر (طريق فليح)
وهذا الإشكال في محله , وهو سهو من الشيخ - رحمه الله - , فإن حديث ابن عمر في الصحيحين , وقد رواه جمع من الرواة بهذه اللفظة (مستقبل بيت المقدس) , وبعضهم يزيد (ومستدبر الكعبة)
وهذا بيان ما وقفت عليه من تخريج هذا الحديث -:
مدار الحديث على مُحَمَّدِ بن يحيى بن حِبَّانَ عن عَمِّهِ وَاسِعِ بن حِبَّانَ عن ابن عمر , وقد اختلف عليه , وعلى الرواة عنه /
أولا: الاختلاف على الرواة عن محمد بن يحيى:
أ - الاختلاف على يحيى بن سعيد /
رواه مالك [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn1) , ويزيد بن هارون [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn2) , و الأوزاعي [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn3) , وهشيم [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn4) , و عبد الوهاب الثقفي [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn5) , و أَنَسٌ بن عياض [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn6) , وسليمان بن بلال [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn7)
كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن يحيى به , وفيه " مستقبل بيت المقدس " , وفي بعضها " مستدبر الكعبة " وهما بمعنى واحد.
وخولفوا /
فرواه حفص بن غياث [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn8) , و وُهَيْبٌ [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn9) , عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى به , وقالا " مستقبل القبلة "
والراجح ما رواه الأكثر عددا والأحفظ , بلفظ " مستقبل بيت المقدس " وفيهم إماما الحفظ والإتقان: الإمام مالك , والأوزاعي.
كما أن يحيى بن سعيد قد توبع من غيره , وسيأتي.
ب - الاختلاف على عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى عن عمه واسع بن حبان عن ابن عمر:
فرواه عَبْدَةُ بن سُلَيْمَانَ [10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn10) , وعبد الأعلى [11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn11) , وعقبة بن خالد [12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn12) , و محمد بن بشر العبدي [13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn13) , ويحيى بن سعيد القطان [14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn14) عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى به , وفيه " مستقبل بيت المقدس "
وخولفوا:
فرواه وهيب [15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn15) عن عبيد الله به , وفيه " مستقبل القبلة "
(يُتْبَعُ)
(/)
والراجح رواية لفظ " مستقبل بيت المقدس" فرواته أكثر عددا , وأحفظ وتوبعوا من يحيى بن سعيد – كما تقدم – وهو الإمام الحافظ.
وخولف يحيى وعبيد الله في الوجه الراجح عنهما:
فرواه محمد بن عجلان [16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn16) عن محمد بن يحيى به , وفيه " مستقبل القبلة " وروايته مرجوحه , لمخالفته للثقتان , وهو متكلم في حفظه.
وروي حديث ابن عمر من طريق آخر , وقد وقفت على ثلاثة طرق وهي:
1 - رواه الإمام أحمد عن حسين بن محمد المروذي عن أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن نافع به.
وهذا الطريق فيه: أيوب بن عتبة اليمامي، أبويحيى، قاضي اليمامة , روى عن: يحيى بن أبي كثير , وعطاء بن أبي رباح , وغيرهما. وعنه: الحسين بن محمد المروذي , وأبو داود الطيالسي , وغيرهما.
الأكثرون على تضعيفه , قال البخاري: هو عندهم لين [17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn17) ,
2- رواه ابن ماجه والدارقطني من طريق محمد بن يحيى عن عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُوسَى عن عِيسَى الْحَنَّاطِ عن نَافِعٍ به.
وفيه: عيسى بن أَبي عيسى الحناط الغفاري، أبو موسى، ويُقال: أبو محمد، المدني مولى قريش. روى عن: أنس بن مالك , ونافع , وغيرهما.وعنه: وكيع بن الجراح , وأبو معشر , وغيرهما.
مجمع على تجريحه , قال يحيى بن سعيد القطان: منكر الحديث, وقال أحمد: ليس بشيء ضعيف , وقال أبو حاتم: ليس بالقوي , مضطرب الحديث " [18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn18) وأشار إلى ضعف الحديث:ابن عبد البر [19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn19) , والبيهقي [20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn20) , والدارقطني [21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn21) , والبوصيري [22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn22)
(http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn24)
3- رواه الإمام أحمد من طريق فليح عن عبد الله بن عكرمة عن أبي المغيرة رافع بن حنين عن ابن عمر قال " رأيت من رسول الله مذهبا مواجه القبلة .. " [25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn25) ولم أقف على إسنادها , ولكن ما نقله الالباني غير كاف في تصحيح هذا الطريق , ثم هو مخالف لما رواه الأئمة الحفاظ.
وعليه فإن هذه اللفظة ضعيفة , وقد عدها ابن حجر من المقلوب في المتن [23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn23) , وهي معارضة للحديث الصحيح المخرج في الموطأ , والصحيحين , ورجح رواية الصحيحين ابن عبد البر , حيث قال " وهذا إن شاء الله أثبت الروايات في حديث ابن عمر " [24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftn24)
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 1) أخرجه في الموطأ 1/ 193 (456) باب الرخصة في استقبال القبلة لبول أو غائط , - ومن طريقه الشافعي في مسنده ص 183 , والبخاري في صحيحه 1/ 67 (145) كتاب الوضوء , بَاب من تَبَرَّزَ على لَبِنَتَيْنِ , وأبو داود في سننه 1/ 4 (12) كتاب الطهارة , باب الرخصة في ذلك – أي استقبال القبلة – والنسائي في سننه 1/ 23 (23) كتاب الطهارة , باب الرُّخْصَةُ في ذلك في الْبُيُوتِ – والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 233
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 2) أخرجه الدارمي في سننه 1/ 439 (667) كتاب الطهارة , باب الرخصة في ذلك , وابن ماجه 1/ 116 (322) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك في الْكَنِيفِ وَإِبَاحَتِهِ دُونَ الصحار , والبيهقي في الكبرى 1/ 92 (422)
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 3) أخرجه ابن ماجه 1/ 116 (322) كتاب الطهارة وسننها , باب الرخصة في ذلك في الْكَنِيفِ وَإِبَاحَتِهِ دُونَ الصحار
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 4) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 34 (59)
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 5) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 34 (59)
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 6) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 233 , وأبو عوانه في مستخرجه 1/ 171 (514).
[7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 7) أخرجه أبو عوانه في مستخرجه 1/ 171 (513)
[8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 8) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 1/ 140 (1611)
[9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 9) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 233
[10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 10) أخرجه الترمذي في سننه 1/ 16 (11) كتاب الطهارة ,بَاب ما جاء من الرُّخْصَةِ في ذلك ,وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
[11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 11) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 34 (59)
[12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 12) أخرجه ابن الجارود في المنتقى ص20 (30)
[13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 13) أخرجه أبو عوانه في مستخرجه 1/ 171 (512)
[14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 14) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 34 (59)
[15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 15) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 233 , وابن خزيمة في صحيحه 1/ 34 (59)
[16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 16) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 234 ابن عبد البر في التمهيد 1/ 306
[17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 17) الضعفاء 253 (نقلا من تحقيق تهذيب الكمال)
[18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 18) الجرح والتعديل 6/ 289
[19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 19) التمهيد 1/ 306
[20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 20) السنن الكبرى 1/ 93
[21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 21) سنن الدارقطني 1/ 60
[22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 22) مصباح الزجاجه 1/ 46
[23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 23) تلخيص الحبير 1/ 104
[24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 24) التمهيد 1/ 306
[25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57026#_ftnref 25) أخرجه أحمد 2/ 96 , 99 ,114
ـ[تابعي]ــــــــ[09 - May-2010, صباحاً 09:23]ـ
جزاكم الله خيراً على تفاعلكم في الموضوع:
سؤالي: ما قولكم في كلام ابن عبد البر التالي (الاستذكار 7/ 173) بعد أن ذكر اختلاف الروايات عن ابن عمر:
"وقال أحمد بن حنبل في حديث بن عمر هذا إنما نسخ فيه استقبال بيت المقدس واستدباره بالغائط والبول.
قال هذا الذي لا أشك فيه وأنا أشك في الكعبة.
قال أبو عمر: قد قال في حديث بن عمر من لا مدفع لأحد في نقله وهو عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن بن عمر مستقبل بيت المقدس مستدبر الكعبة فدل على أن النهي إنما أريد به الصحارى لا البيوت لما في ذلك من الضيق والحرج وما جعل الله في الدين من حرج ومعلوم أن بيت المقدس إنما ذكر في وقت كونه والله أعلم قبلة فالقبلة البيت الحرام كذلك فكيف وفي نقل الثقات الحفاظ مستقبل بيت المقدس مستدبر الكعبة فجاء بالوجهين جميعا." أهـ
فهل يصح هذا التوجيه وهل له أثر في ترجيح الروايات، بمعنى أن من ذكر "مستقبل القبلة" يقصد "مستقبل بيت المقدس" لأنه كان إذ ذاك قبلة؟(/)
حديث العماء رواية ودراية
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 04:12]ـ
حَدِيثُ
العَمَاءِ رِوَايَةً وَدِرَايَةً
حَقَّقَهُ
وَلِيدُ بنُ حُسْنِي بنِ بَدَوِي بنِ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ
عَفَا اللهُ عَنْهُ
مُقَدِّمَةٌ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا جزءٌ جَمَعْتُهُ من كلامِ أهلِ العلمِ في حديثِ أبي رُزَينٍ العُقَيلِيِّ المشهورِ والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى إنه كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، أسميته (حديث العماء رواية ودراية) وجعلت الكلام فيه في فصلين:
الفصل الأول: طرق الحديث، وذكر من صححه أو ضعفه من العلماء، ثم ذكر الترجيح.
الفصل الثاني: ذكر معنى الحديث عند أهل السنة، وذكر كلام بعض الفرق فيه.
والله أسأل أن يجعل عملي هذا مقبولًا وفي سبل الخير مصروفًا، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
الفصل الأول: طرق الحديث، وذكر من صححه وضعفه من العلماء، ثم ذكر الترجيح.
طرقه
رواه أحمد بن حنبل في مسنده (26/ 108) قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ:" كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ".
وأيضًا رواه (26/ 117) من طريق بهز قال: حدثنا حماد به.
ورواه كذلك من طريق يزيد بن هارون: ابن بطة في الإبانة الكبرى (2536). وكذلك ابن ماجه (1/ 64)، والترمذي (5/ 288)، وابن أبي شيبة في العرش (ص 313 برقم 7).
ورواه ابن الجوزي في تاريخه المسمى "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (1/ 122) وهو إسناد أحمد في المسند.
ورواه الطبراني (الكبير 19/ 207) من طريق أسد بن موسى، وحجاج بن منهال قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.
وابن حبان (14/ 8) من طريق حجاج وحده قال حدثنا حماد به. وكذلك ابن جرير في تفسيره (15/ 246، 246 - 247) من طريق حجاج، ويزيد بن هارون قال حدثنا حماد به.
ورواه كذلك ابن أبي عاصم في السنة (331) من طريق حجاج بن منهال.
ورواه أبو الشيخ في العظمة (1/ 363) من طريق أبي داود الطيالسي قال حدثنا حماد به. وأصل تلك الرواية في مسند الطيالسي (ص 147). وكذلك رواه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 235).ورواه أيضًا في الأسماء والصفات (2/ 303) من طريق ابن أبي إياس عن حماد به.
ورواه ابن عبد البر في التمهيد (7/ 137) من طريق محمد بن عبد الله الخزاعي قال حدثنا حماد بن سلمة به.
ورواه ابن الجوزي في تاريخه المسمى "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (1/ 122).
فلم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد غير أبي رزين، ولم يروه عن أبي رزين أحد غير وكيع بن عُدُس، ولم يروه عن وكيع أحد غير يعلى بن عطاء- ووكيع لا يرو عنه غير يعلى-، ولم يروه عن يعلى غير حماد بن سلمة، ورواه عن حماد نفر منهم: يزيد بن هارون، وأبوداود الطيالسي، وأسد بن موسى، وحجاج بن منهال، وبهز بن أسد العمي، وابن أبي إياس.
ذكرُ من صحَّحهُ من العُلماءِ
(1) الإمام إسحاق بن راهويه: قال فيما رواه ابن بطة في الإبانة عنه بسنده الصحيح ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)) :" قوله في عماء قبل أن يخلق السموات والأرض تفسيره عند أهل العلم أنه كان في عماء يعني سحابة"اهـ
وحكاية إسحاق ذلك التفسير عن العلماء ورضاه به يدل على اقتناعه بصحة الحديث وإلا صار كلامه من القول في الله بغير علم.
(2) الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: قال بعد تفسيره غريب ذلك الحديث ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)):" وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم ولا ندري كيف كان ذلك العماء وما مبلغه والله أعلم وأما العمى في البصر فإنه مقصور وليس هو من معنى هذا الحديث في شئ"اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وما كان لأبي عبيد أن يقول ذلك وقد ضعف الحديث، أو حتى توقف فيه، لأنه عند ذلك يكون متجرئًا على القول في الصفات بلا مستند ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3)).
(3) الإمام أبو عيسى الترمذي: حسنه في سننه ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4)) .
وقال ابن القيم ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5)):"... هذا الإسناد صححه الترمذي في موضع، وحسنه في موضع فصححه [أي الإسناد] في الرؤيا: أخبرنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين العقيلي، قال: قال رسول الله:" رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءًا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت"،قال: وأحسبه قال: لا تحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال ابن القطان: فيلزمه تصحيح الحديث الأول أو الاقتصار على تحسين الثاني يعني لأن الإسناد واحد.قال: فإن قيل لعله حسن الأول لأنه من رواية حماد بن سلمة،وصحح الثاني لأنه من رواية شعبة وفضل ما بينهما في الحفظ بين قلنا، قد صحح من أحاديث حماد بن سلمة مالا يحصى وهو موضع لا نظر فيه عنده ولا عند أحد من أهل العلم فإنه إمام وكان عند شعبة من تعظيمه وإجلاله ما هو معلوم"اهـ
(4) ابن جرير الطبري: صححه في تاريخه قال ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)):" وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: إن الله تبارك وتعالى خلق الماء قبل العرش لصحة الخبر الذي ذكرت قبل عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال حين سئل أين كان ربنا عز و جل قبل أن يخلق خلقه قال كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ثم خلق عرشه على الماء"اهـ
(5) ابن تيمية النمري الحراني: ذكره في كثير من كتبه ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7)) محتجًا به، ولم يذكر في سنده مطعنًا.
(6) الحافظ الذهبي: قال في كتابه العلو ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8)) :" إسناده حسن".
(7) ابن قيم الجوزية: صححه في إعلام الموقعين ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9)) ، وفي فتاوى إمام المفتين ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10))، وفي حاشيته على أبي داود ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)).
(8) ابن كثير: نقله في تفسيره ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12)) ، وأردف بعده قول الترمذي:"هذا حديث حسن"، ولم يعقب.
ذكرُ من ضعَّفوهُ من العلماءِ
(1) ابن الجوزي: في دفع شبه التشبيه ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13)).
(2) ابن قتيبة: قال في تأويل مختلف الحديث ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14)):" ونحن نقول: إن حديث أبي رزين هذا مختلف فيه، وقد جاء من غير هذا الوجه بألفاظ تستشنع أيضًا!، والنقلة له أعراب!!،ووكيع بن حدس الذي روى عنه حديث حماد بن سلمة أيضًا لا يعرف غير أنه قد تكلم في تفسير هذا الحديث أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا عنه أحمد بن سعيد اللحياني أنه قال: العماء السحاب. وهو كما ذكر في كلام العرب إن كان الحرف ممدودًا وإن كان مقصورا كأنه كان في عمى، فإنه أراد كان في عمى عن معرفة الناس كما تقول: عميت عن هذا الأمر فأنا أعمى عنه عمى إذا أشكل عليك فلم تعرفه ولم تعرف جهته،وكل شيء خفي عليك فهو في عمى عنك.
وأما قوله:" فوقه هواء وتحته هواء" فإن قومًا زادوا فيه (ما) فقالوا "ما فوقه هواء وما تحته هواء استيحاشًا من أن يكون فوقه هواء وتحته هواء!! ويكون بينهما والرواية هي الأولى والوحشة لا تزول بزيادة ما لأن فوق وتحت باقيان والله أعلم"اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) بدر الدين بن جماعة: قال ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15)):" وأما حديث أبي رزين العقيلي أين كان ربنا قال كان في عماء فهو حديث ضعيف تفرد به يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس ويقال حدس"اهـ
(4) العلامة الألباني: في المشكاة (3/ 244)، وظلال الجنة (331)، والضعيفة (11/ 321)، ومختصر العلو (193 و 250)،وضعيف ابن ماجه (182) ...... ،وكذلك ضعفه بعض العلماء طلاب العلم المعاصرين.
وقال الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب التنكيل:" حديث أبي رزين مع شهرته وتحمس بعض السلفيين له لا يصح من قبل إسناده، فيه وكيع بن حدس، قال الذهبي: (لا يعرف)، وفيما صح في الباب ما يغني عنه"اهـ
وعلته عند الشيخ -رحمه الله- هي وكيع بن عدس أبو مصعب العقيلي: بضم الدال وقيل بفتحها. قال ذلك شعبة وهشيم.وقال أحمد ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16)):" وهم فيه هشيم، أخذه من شعبة".
وقيل: ابن حُدُس، قاله سفيان وأبو عوانة، وحماد. واختاره أحمد بن حنبل- رحمه الله- ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17)).
وقال الألباني في ظلال الجنة (1/ 228):" يقال حدس بالحاء المهملة وهكذا وقع في الرواية المتقدمة وهو الصواب كما قال الإمام أحمد في المسند وهذا من الفوائد التي خلت منها كتب الرجال فإنهم لم يحكوه عنه بينما نقلوا عن ابن حبان أنه قال في الثقات: أرجو أن يكون الصواب حدس بالحاء سمعت عبدان الجولقى يقول ذلك"اهـ
وعلة التضعيف جهالة وكيع بن عدس؛ قال الذهبي ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn18)):" عن عمه.
لا يعرف. تفرد عنه يعلى ابن عطاء"اهـ
وقال في الكاشف ([19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn19)):" وكيع بن عدس أو حدس العقيلي عن أبي رزين وعنه يعلى بن عطاء وثق"اهـ
قوله (وثق): حكاية عن توثيق ابن حبان له ([20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn20)).
قال في (مشاهير علماء الأمصار!) ([21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn21)):" وكيع بن عدس بن عامر بن أخى أبى رزين العقيلي لقيط بن عامر ويقال حدس من الأثبات! ".
وكلام ابن حبان عنه بضميمة تخريجه له في صحيحه ([22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn22)) كما مرَّ يدل على معرفته به فيصير توثيقه له في المرتبة الرابعة التي ذكرها العلامة المعلمي لما قال ([23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn23)):" وَالتَّحْقِيقُ فِي تَوْثِيقِ ابْنِ حِبَّانَ أَنَّهُ عَلَى دَرَجَاتٍ:
الأُولَى: أَنْ يُصَرِّحَ بِهِ كَأَنْ يَقُولَ: كَانَ مُتْقِنَاً، أَوْ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
الثَّانِيةُ: أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مِنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ جَالَسَهُمْ وَخَبَرَهُمْ.
الثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمَعْرُوفِينَ بِكَثْرِةِ الْحَدِيثِ، بِحَيْثُ يُعْلَمَ أََنَّ ابْنَ حِبَّانَ وَقَفَ لَهُ عَلَى أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ.
الرَّابِعَةُ: أَنْ يَظْهَرَ مِنْ سِيَاقِ كَلامِهِ أَنَّهُ قَدْ عَرَفَ ذَاكَ الرَّجُلَ مَعْرِفَةً جَيِّدَةً.
الْخَامِسَةُ: مَا دُونَ ذَلِكَ.
فَالأُولَى لا تَقِلُ عَنْ تَوْثِيقِ غَيْرِهِ مِنْ الأَئِمَّةِ، بَلْ لَعَلَّهَا أَثْبَتُ مِنْ تَوْثِيقِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَالثَّانِيَةُ قَرِيبٌ مِنْهَا، وَالثَّالِثَةُ مَقْبُولَةٌ، وَالرَّابِعَةُ صَالِحَةٌ، وَالْخَامِسَةُ لا يُؤْمَنُ فِيهَا الْخَلَلُ. وَاللهُ أَعْلَمُ"اهـ
وقال ابن قتيبة:" غير معروف". وقال ابن القطان:"مجهول الحال". نقلهما ابن حجر في التهذيب ([24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn24)).
ولكنه قال في التقريب ([25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn25)):" وكيع بن عدس بمهملات وضم أوله وثانيه وقد يفتح ثانيه ويقال بالحاء بدل العين أبو مصعب العقيلي بالفتح الطائفي مقبول من الرابعة"اهـ
وقال الألباني (السنة لابن أبي عاصم:459):" وقال الحافظ: مقبول، يعني: عند المتابعة"اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في اللسان ([26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn26)):" وكيع بن عدس أو حدس على وزنه الا انه بحاء مهملة أبو مصعب العقيلي الطائفي عن عمه أبي رزين وعنه يعلى بن عطاء فقط وثقه ابن حبان "اهـ
وقال الجورقاني ([27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn27)):" صدوق صالح الحديث".
وذكره مسلم في الوحدان ([28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn28)) ولم يذكره النسائي فيمن لم يرو عنه إلا واحد. وذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ولم يذكر فيه شيئًا ([29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn29)). وكذلك فعل البخاري في تاريخه الكبير ([30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn30)).
وقد اختلف أهل العلم في مجهول العين وهو الذي يروي عنه راو واحد فقط ولم يوثقه معتبر:
فقالت طائفة من المحققين: مجهول العين ترتفع جهالته برواية عدل مشهور عنه، ذهب إلى ذلك الحنفية، وابن خزيمة، وعزاه النووي في مقدمة شرح مسلم لكثير من المحققين.
وقالت طائفة: كذلك، إذا عرف الراوي عنه بأنه لا يروي إلا عن عدل، كابن مهدي رحمه الله.
وقيل: بل ترتفع إذا كان معروفًا في قبيلته، أو مشهورًا بفضل، أو روى عنه آخر ([31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn31)).
وقيل: ترتفع جهالته مع رواية واحد عنه بتزكية أحد أئمة الجرح والتعديل له.
وقيل: يستأنس بحديث من كان في عصر التابعين ولم يرو عنه إلا واحد لخيرية القرن.
والأكثرون على عدم قبول رواية مجهول العين ([32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn32)).
وبعضهم يعلل الضعف باختلاط حماد بن سلمة أو إن شئت فقل: لصحة عقيدة حماد بن سلمة ولموافته للسلف في إمرار آيات الصفات وأحاديثها على طريقة السلف الصالحين، ومن اولئك المغرورين محمد زاهد الكوثري في تعليقه على (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل)، قال ([33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn33)):" وأما حديث أبي رزين ففي سنده حماد بن سلمة مختلط، وكان يدخل في حديثه ربيباه ما شاءا؛ وليس في استطاعة ابن عدي ولا غيره إبعاد هذه الوصمة عنه، ويعلى بن عطاء تفرد به عن وكيع بن حدس أو عدس، وهو مجهول الصفة، وهو تفرد عن أبي رزين، ولا شأن للمنفردات والوحدان في إثبات الصفات فضلا عن المجاهيل وعمن به اختلاط، فليتق الله من يحاول أن يثبت به صفة لله.
وقد سئم أهل العلم من كثرة ما يرد بطريق حماد بن سلمة من الروايات الساقطة في صفات الله سبحانه. وقد روى أبو بشر الدولابي الحافظ عن ابن شجاع عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: " كان حماد بن سلمة لا يعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبدان فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطانا خرج إليه في البحر فألقاها إليه"اهـ
(قلت): أما قوله بأن ربيبيه يدخلان في كتبه ما شاءا فتكرار لما قال في (تأنيب الخطيب) ينقله عن ابن الجوزي الذي لم يذكر في دفع شبه التشبيه علة للحديث غير وكيع بن حدس وتفرد يعلى عنه، فلو كان حماد كذلك عنده لضعف الحديث بحماد ولكنه لم يفعل!، هذه واحدة.
وأما حكاية أن شيطانًا خرج إليه من البحر ... إلخ: فهي من رواية محمد بن شجاع ابن الثلجي، قال فيه الذهبي:" ابن الثلجي ليس بمصدق على حماد وأمثاله وقد اتهم. نسأل الله السلامة "اهـ
وأما أن يكون إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي قال ذلك ففيه نظر، ولذا قال المعلمي:" وإبراهيم بن عبد الرحمن ابن مهدي ولد أبوه سنة 135 فمتى ترى ولد إبراهيم؟ ومولد ابن الثلجي كما ذكر عن نفسه سنة 181 فمتى تراه سمع من إبراهيم؟ وفي ترجمة قيس بن الربيع من (التهذيب) شيء من رواية ابن المديني عن إبراهيم وهذا يشعر بأنه عاش بعد أبيه، وأبوه مات سنة 198 فإذا كان إبراهيم مات سنة 200 فمتى صحب حماد بن سلمة حتى عرف حديثه وعرف أنه لم يكن يروي تلك الأحاديث حتى خرج إلى ((عبادان)) وكيف عرف هذا الأمر العظيم ولم يعرفه أوه وكبار الأئمة من أقران حماد وأصحابه؟ وكلهم ابلغوا في الثناء على حماد كما يأتي"اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما دعوى الاختلاط فمردودة، ولا نطول بردها البحث فردها مبسوط في (التنكيل) للمعلمي: ترجمة حماد بن سلمة.
ويكفينا أن علي بن المديني وهو من هو في معرفة الحديث وعلله والإمامة في الجرح والتعديل قد قال:" من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين".
وغريب من الكوثري أنه لم يعله لروايته في المسند!!، لأنه القائل في المسند ([34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn34)):" والمسند مع انفراد ابن المذهب والقطيعي بروايته لا يكون موضع تعويل في شيء! "اهـ
والحاصل أن تعليل ضعف الحديث باختلاط حماد بن سلمة ونحوه لا يقوم به مسموع كلمة في هذه الصناعة وإنما يتحمس له متعصبة الجهمية ونحوهم الذين يبغضون أهل الحق وأئمة السلف ولا يألون جهدًا في غمزهم ولمزهم،
وكما قال ابن قيم الجوزية- قدس الله روحه-:
إنَّ الكلامَ مع الكبارِ وليسَ مَعْ
تلك الأراذلِ سِفْلةِ الحيوانِ
أوساخِ هذا الخلقِ بل أنتانِه
جيفِ الوجودِوأخبثِ الإنسانِ
الطالبين دماءَ أهلِ العِلمِ بالـ
كفرانِ والعُدوانِ والبُهتانِ
الشاتمي أهلِ الحديثِ عداوةً
للسُّنةِ العليا مع القرآنِِ
جعلوا مسبتهَم طعامَ حُلُوقِهم
فاللهُ يقطعُها من الأذقانِ
التَّرجيحُ
· ويترجح لي قبول الحديث لعدة أمور:
الأول: أني لم أقف على أحد ضعفه من أئمة السلف الذين هم أعلم من غيرهم بهذا الشأن لا سيما أئمة الجرح والتعديل منهم كأحمد وإسحاق وأبي عبيد. قال المعلمي- رحمه الله تعالى- ([35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn35)):" أئمة الحديث قد يتبين لهم في حديث من رواية الثقة الثبت المتفق عليه أنه ضعيف، وفي حديث من رواية من هو ضعيف عندهم أنه صحيح، والواجب على من دونهم التسليم لهم"انتهى
الثاني: أن العلة المذكورة في تضعيف الحديث وهي الجهالة العينية لوكيع بن حدس تزول عند طائفة بقرائن متعينة في وكيع منها أنه من التابعين ومن خير القرون بعد قرن الصحابة وأن عمه أبو رزين صاحب رسول الله وهو الراوي عنه.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي ([36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn36)) في ترجمة أصقع بن أسلع عن سمرة بن جندب:" ما علمت روى عند سوى سويد بن حجير الباهلي، وثقه مع هذا يحيى بن معين، فما كل من لا يعرف ليس بحجة لكن هذا الأصل"انتهى
الثالث: قبول كثير من أئمة السلف لهذا الحديث دون طعن على وكيع، مع علمهم بأن موضوعه أخطر موضوعات الدين موردًا.
الرابع: توثيق ابن حبان لوكيع بن حدس على النحو والشرح المذكورَينِ.
الخامس: عناية العلماء المتقدمين بوكيع بن حدس واختلافهم في ضبط اسمه، وتصحيحهم لحديثه في غير ذلك الموضع، هذه العناية لم نر مثلها لمثله.
السادس: قول الحافظ في التقريب إنه مقبول.
السابع: كون وكيع من مجاهيل التابعين فهو مظنة التوثيق.
قال الحافظ الذهبي ([37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn37)):" وأما المجهولون من الرواة , فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن , إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ , وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره , ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك"انتهى
قال المعلمي ([38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn38)):" فإن أئمة الحديث لا يقتصرون على الكلام فيمن طالت مجالستهم له وتمكنت معرفتهم به بل قد يتكلم أحدهم فيمن لقيه مرة واحدة وسمع منه مجلساً واحداً أو حديثًا واحدًا وفيمن عاصره ولم يلقه ولكنه بلغه شيء من حديثه وفيمن كان قبله بمدة قد تبلغ مئات السنين إذا بلغه شيء من حديثه ومنهم من يجاوز ذلك فابن حبان قد يذكر في الثقات من يجد البخاري سماه في تاريخه من القدماء وإن لم يعرف ما روى وعمن روى ومن روى عنه ولكن ابن حبان يشدد وربما تعنت فيمن وجد في روايته ما استنكره وإن كان الرجل معروفاً مكثرا والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء وكذلك ابن سعد، وابن معين والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة، بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد وإن لم يرو عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث واحد"انتهى
الفصلُ الثَّاني: ذكرُ معنى الحديثِ عندَ أهلِ السُّنَّةِ، وذكرُ كلامِ الفرقِ فيهِ.
اختلف الناس في العماء صورة ومعنى، فقال بعضهم إنها بالمد، وهو الأشهر والأصوب. وقال بعضهم: إنها بالقصر (العمى). وحكى ابن الجوزي وغيره أنها رويت (غمام) بالغين المعجمة وقال: إنه ليس محفوظًا ([39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn39)).
أما الأولى، فقال فيها أبو عبيد في غريبه ([40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn40)):" قوله: في عماء، في كلام العرب السحاب الأبيض، قال الأصمعي ([41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn41)) وغيره: هو ممدود.
وقال الحارث بن حِلِّزة اليشكري:
وكأن المنون تردي بنا ... أعصم ينجاب عنه العماء
يقول: هو في ارتفاعه قد بلغ السحاب ينشق عنه، يقول: نحن في عزنا مثل الأعصم، فالمنون إذا أرادتنا فكأنما تريد أعصم.
قال زهير يذكر ظباء وبقرًا:
يشمن بروقه ويرش أري الجنوب على حواجبها العماء"اهـ
وقال يزيد بن هارون:" العماء أي ليس معه شيء".
وقال الأصمعي ([42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn42)):" ويجوز أن يكون معنى الحديث في عمى أنه عمى على العلماء كيف كان".
وقال إسحاق بن راهويه ([43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn43)):" في عماء يعني في سحابة". وقال الخليل بن أحمد ([44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn44)):" العماء: السحاب الكثيف المطبق".
وقيل:"العماء: الغيم الرقيق".وقيل: السحاب الممطر.
وقيل: السحاب الأسود.
وأما بالقصر (العمى): هو عبارة عن الحالة المضادة للبصر ([45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn45)).
أولًا: معنى الحديثِ على ذلك عندَ أهلِ السُّنَّةِ.
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية:" وأما قوله (في عماء) فعلى ما ذكره يزيد بن هارون ورواه عنه أحمد بن منيع وقرره الترمذي في أن معناه ليس معه شيء فيكون فيه دلالة على أن الله تعالى كان وليس معه شيء"اهـ
وقال أيضًا ([46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn46)):" ... قوله (كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء) لا سيما وهذا لا ينافي الفوقية والعلو بالقدرة والقهر والتدبير"اهـ
وقال ([47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn47)):" وذكر بعضهم أن هذا هو السحاب المذكور فى قوله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام) "اهـ
وقال مرعي الكرمي ([48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn48)):" هذا الحديث من المشكلات حيث قال عليه السلام كان في عماء وهو سبحانه منزه عن الظرفية ولم أر من كشف عن حقيقته بما يرفع إشكاله إلا أن يقال إن في بمعنى على كما قالوا في قوله أأمنتم من في السماء الملك"اهـ
قلت: وليس كما ذكر، بل قد رفع إشكاله البيهقي في الأسماء والصفات ([49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn49))، فقال:" وَيُرِيدُ بِقَوْلِهِ فِي عَمَاءٍ أَيْ: فَوْقَ سَحَابٍ مُدْبِرًا لَهُ وَعَالِيًا عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَعْنِي: مَنْ فَوْقَ السَّمَاءِ وَقَالَ: وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ يَعْنِي: عَلَى جُذُوعِهَا"اهـ
وأما قوله (ما فوقه هواء وما تحته هواء) فما فيه محتملة لأن تكون نافية أو موصولة، والضمير عائد اتفاقًا على (العماء).
ومن فوائد الحديث:
· جواز السؤال: أين الله؟
· العلو الذاتي لله تعالى.
· الإشارة إلى سبق خلق الماء على العرش، كما قال ابن جرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس في الحديث إدنى إشارة إلى ما ذهب إليه الدهرية والفلاسفة من قدم العالم الذاتي أو الطبعي، قال ابن تيمية ([50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn50)):" ثم لو دل على وجود موجود على قول من يفسر العماء بالسحاب الرقيق لم يكن في ذلك دليل على قول الدهرية بقدم ما ادعوا قدمه ولا بأن مادة السموات والأرض ليستا مبتدعتين وذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه بابتداء الخلق الذي يعيده كما قال وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وأخبر بخلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام في غير موضع وجاءت بذلك الأحاديث الكثيرة"اهـ
ونقل ابن القيم ([51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn51)) في تفسير رواية (العمى):" قال أبو القاسم: العماء ممدود، وهو السحاب والعمى مقصور: الظلمة، وقد روي الحديث بالمد والقصر، فمن رواه بالمد فمعناه عنده كان في عماء سحاب ما تحته هواء وما فوقه هواء. والهاء راجعة على العماء، ومن رواه بالقصر فمعناه عنده كان في عمى عن خلقه لأنه من عمي عن شيء فقد أظلم عنه"اهـ
وذلك لأن (العمى) هو (الظلمة).
ثانيًا: معنى الحديثِ عندَ الأشاعرةِ.
ذهب كثير من أئمة الأشاعرة إلى تضعيف الحديث منهم: الفخر الرازي في تفسيره لما قال ([52] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn52)):" السؤال الثاني: هل يصح ما يروى أنه قيل يا رسول الله، أين كان ربنا قبل خلق السموات والأرض؟ فقال كان في عماء فوقه هواء وتحته هواء. والجواب: أن هذه الرواية ضعيفة، والأولى أن يكون الخبر المشهور أولى بالقبول وهو قوله صلى الله عليه وسلم كان الله وما كان معه شيء، ثم كان عرشه على الماء "اهـ
وبدر الدين بن جماعة في إيضاح الدليل لما قال:" وأما حديث أبي رزين العقيلي أين كان ربنا؟ قال كان في عماء فهو حديث ضعيف تفرد به يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس"اهـ
ورد على ظاهره بقوله ([53] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn53)):" قد بينا ضعف الحديث وعدم الاحتجاج به، وبتقدير ثبوته فالجواب: أن النبي لم ينفر الداخلين في الإسلام أولًا من الأعراب والجاهلية لأنهم كانوا أهل جفاء وغلظة طباع غير فاهمين لدقائق النظر فكان لاينفرهم ويعيرهم بمبادرة الأفكار عليهم.
وقيل: معناه أين كان عرش ربنا؟ بحذف المضاف ويدل عليه قوله: (وكان عرشه على الماء).
وأما قوله: في عماء، روي بالمد والقصر فأما المد فهو الغيم الرقيق والمراد به جهة العلو أي فوق العماء بالقهر والتدبير لا بالمكان.
وأما بالقصر قال الترمذي عن يزيد بن هارون أنه قال: العمى أي ليس معه شيء. فالمراد أنه كان وحده ولا شيء معه، ويدل عليه حديث عمران بن حصين الثابت في الصحيح كان الله ولم يكن شيء غيره وروي ولا شيء معه فشبه عدم الأشياء بالعمى لأن الأعمى لا يرى شيئًا وكذلك المعدوم لا يرى، ونفي التحتية والفوقية في العمى بقوله ما تحته هواء يعني ليس تحت المعدوم المعبر عنه بالعمى هواء ولا فوقه هواء لأن ذلك المعدوم لا شيء فلم يكن له تحت ولا فوق بوجه"اهـ
وذهب إلى تقدير محذوف مضاف إلى لفظ الجلالة كما تقدم من قولهم (عرش الله)، ذهب إلى ذلك غير واحد مهم ابن الأثير الجزري صاحب النهاية ([54] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn54))، وحكاه ابن الجوزي عن بعضهم في غريبه ([55] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn55))، وأبو عبيد الهروي صاحب الغريبين ([56] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn56))، وغير واحد.
وهو مردود لما تقدم من كلام ابن جرير، ولما "روى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة أن الله لم يخلق شيئًا مما خلق قبل الماء " ([57] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn57))، ولمناسبة عود الضمير على لفظ الجلالة في قوله (ثم خلق عرشه على الماء)، ومعناه على هذا التأويل أيضًا فاسد لأنه يكون: أين كان عرش الله؟ فيجاب: كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه!! على الماء. هذا لا يستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال القاضي ناصر الدين بن المنير ([58] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn58)):" وجه الإشكال في الحديث الظرفية والفوقية والتحتية قال: والجواب: أن في بمعنى على، وعلى بمعنى الاستيلاء أي كان مستوليًا على هذا السحاب الذي خلق منه المخلوقات كلها.
والضمير في فوقه يعود إلى السحاب وكذلك تحته أي كان مستوليًا على هذا السحاب الذي فوقه الهواء وتحته الهواء وروى بلفظ القصر في عمى والمعنى عدم ما سواه كأنه قال كان لم يكن معه شيء بل كل شيء كان عدمًا عمي لا موجودًا ولا مدركًا والهواء الفراغ أيضا العدم كأنه قال كان ولا شيء معه ولا فوق ولا تحت".
ثالثًا: معنى الحديثِ عندَ الصُّوفيَّةِ.
صنف ([59] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn59)) في ذلك الحديث أبو البركات الجامي الصوفي ([60] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn60)) رسالة، ونقل الكشميري عن الصوفية في معنى الحديث أنهم قالوا ([61] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn61)):" إن عماء صفته تعالى وجلّ شأنه هو الصادر الأول ويسمى وجوداً منبسطاً، ويقولون: إن الصفات زائدة لا عين الذات كما نسب إليهم من لا يدري مذهبهم، وقالوا: إن الصادر الأول صدر بالإيجاب وهو قديم، وحاصل الحديث عندهم: كان الله ولم يكن شيء، لأن العماء وغيره من الصفات ليست بغير الله، وقال الشيخ محب الله أبادي الصوفي: إن الوجود المنبسط هو مستقر كل شيء ويتصور عليه الأشياء وتستقر وإنه غير متناهٍ"اهـ
وقال ابن عربي ([62] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn62)):" ولا يقال الأشياء المذكورة ليس شيء منها على صورة الرحمن إلا الإنسان لأنا نقول معنى هذا على زعمك أن أول ظهور الحق من العماء ظهوره في صورة الإنسان ثم ظهر في الصور الأخر"اهـ
والصوفية عليهم غضب الله يعتقدون أن لله صورة تجلت في محمد صلى الله عليه وسلم كما تتجلى صورة المواجه المرآة في المرآة! صرح بذلك الكفر غير واحد منهم ([63] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn63)): الكشخانلي، ومحمد الدمرداش، والجيلي، والبيطار، والقاشاني، والفوتي، وعلي حرازم، والشعراني.
ويقولون في تفسير ذلك فيخبرون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ([64] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn64)):" الخاتم لما سبق من صور التجليات الإلهية التي تجلى الحق سبحانه بصورها في عالم الظهور لأنه - صلى الله عليه وسلم - أول موجود أوجده الله في العالم من حجاب البطون وصورة العماء الرباني ثم ما زال يبسط صورة العالم بعدها في ظهور أجناسها بالترتيب القائم على المشيئة الربانية جنسا بعد جنس إلى أن كان آخر ما تجلى به في عالم الظهور الصورة الآدمية على صورته - صلى الله عليه وسلم - وهو المراد بالصورة الآدمية "اهـ
وعندهم أن أول منفصل من عالم الغيب هو الدرة البيضاء التي هي مركز العماء! والدرة البيضاء ([65] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn65)) هي العقل الأول المذكور في الحديث الموضوع ([66] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn66)) :" أول ما خلق الله العقل".
وقد يعبرون عن الدرة البيضاء بمصطلح الياقوتة البيضاء،و"الياقوتة البيضاء: حقيقة الحقائق، وتفسيرها عندهم أن اللَّه تعالى قبل أن يخلق الخلق، كانت الموجودات مستهلكة فيه، ولم يكن له ظهور فى شئ من الوجود، وتلك هى الكنزية المخفية، وحقيقة الحقائق التى فى وجودها ليس لها اختصاص بنسبة من النسب، لا إلى ما هو أعلى ولا إلى ما هو أدنى، وهى الياقوتة البيضاء، فلما أراد الحق سبحانه وتعالى إيجاد هذا العالم، نظر إلى حقيقة الحقائق، وإن شئت قل إلى الياقوتة البيضاء، التى هى أصل الوجود، فذابت وصارت ماء، ثم نظر إليها بنظر العظمة، فتموجت لذلك، كما تموج الأرياح بالبحر فانفهقت كثائفها بعضها فى بعض، كما ينفهق الزبد من البحر، فخلق اللَّه من ذلك المنفهق سبع طباق الأرض، ثم خلق سكان كل طبقة من جنس أرضها، ثم صعدت لطائف ذلك الماء، كما يصعد البخار من البحار، ففتقها اللَّه تعالى سبع سموات، وخلق ملائكة كل سماء من جنسها، ثم صير اللَّه ذلك الماء سبعة أبحر محيطة بالعالم، فهذا أصل الوجود جميعه، ثم إن الحق تعالى، كما كان فى القدم موجودًا فى العماء التى عبر عنها بحقيقة الحقائق، والكنز المخفى، والياقوتة البيضاء كذلك هو الآن موجود فيما خلق من تلك الياقوتة، بغير حلول ولا مزج، فهو متجل فى جميعها، لأنه سبحانه وتعالى على ما عليه كان وقد كان فى العماء، وقد كان فى الياقوتة البيضاء" ([67] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn67)).
واليواقيت عندهم كثيرة وتفسيرها متغير بتغير لونها: فاليواقيت منها يواقيت بيضاء، وزرقاء، وصفراء، وحمراء .. ولكل معنى!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 04:14]ـ
أَهَمُّ المَرَاجِعُ
1. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات، مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى.
2. إعلام الموقعين عن رب العالمين، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت.
3. إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، تحقيق وهبي سليمان غاوجي الألباني، دار السلام، الطبعة الأولى.
4. اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة والجهمية، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى.
5. الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة، عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري، تحقيق عثمان عبد الله آدم الأثيوبي، دار الراية، الرياض، الطبعة الثانية.
6. الإشفاق على الطلاق، محمد زاهد الكوثري، المكتبة الأزهرية للتراث 1415 هـ / 1994 م.
7. الأسماء والصفات، أحمد بن الحسين أبو بكر البيهقي، تحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الأولى.
8. الاستقامة، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، تحقيق محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود، المدينة النبوية، الطبعة الأولى1403هـ.
9. التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، تحقيق السيد هاشم الندوي، دار الفكر.
10. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري أبو عمر، تحقيق مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، طبعة وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، المغرب.
11. الثقات، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستي، تحقيق السيد شرف الدين أحمد، دار الفكر، الطبعة الأولى1395هـ.
12. الجرح والتعديل، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي، دار إحياء التراث، بيروت، الطبعة الأولى.
13. السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل، علي بن عبد الكافي السبكي الخزرجي، تحقيق محمد زاهد الكوثري، نسخة شبكية من موقع الكوثري!.
14. الصفدية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، تحقيق محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود، المدينة النبوية، الطبعة الثانية1406هـ.
15. العرش وما روي فيه، محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، تحقيق محمد بن خليفة بن علي التميمي، مكتبة الرشد، السعودية، الطبعة الأولى 1418.
16. العرف الشذي شرح سنن الترمذي، محمد أنور شاه بن معطم شاه الكشميري، تحقيق محمود محمد شاكر، مؤسسة ضحى للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.
17. العظمة، عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني، تحقيق رضاء الله بن محمد بن إدريس المباركفوري، دار العاصمة، الطبعة الأولى.
18. العلل ومعرفة الرجال، أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، تحقيق وصي الله بن محمد عباس، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى1408هـ.
19. العلو للعلي الغفار، محمد بن أحمد بن عثمان قايماز أبو عبد الله الذهبي، تحقيق أشرف بن عبد المقصود، مكتبة أضواء السلف، الرياض، الطبعة الأولى.
20. الفتاوى الكبرى، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، حسنين محمد مخلوف، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى.
21. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، محمد بن أحمد الذهبي، تحقيق محمد عوامة، دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علو، جدة، الطبعة الأولى1413هـ.
22. الكفاية في علم الرواية، أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب البغدادي، تحقيق أبي عبد الله السورقي وإبراهيم حمدي المدني، المكتبة العلمية، المدينة النبوية.
23. المعجم الكبير، سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، الطبعة الثانية.
24. المعجم الصوفي، محمود عبد الرزاق الرضواني، نسخة شبكية من موقع المؤلف.
25. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج، دار صادر، بيروت.
26. المنفردات والوحدان، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، تحقيق سليمان عبد الغفار البنداري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى1408هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
27. النهاية في غريب الحديث والأثر، المبارك بن محمد أبو السعادات ابن الأثير الجزري، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، الطبعة الأولى.
28. بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة، مكة المكرمة، الطبعة الثانية.
29. تأويل مختلف الحديث، عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الدينوري، تحقيق محمد زهري النجار، دار الجيل، بيروت 1393هـ.
30. تهذيب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى.
31. تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير بن يزيد أبو جعفر الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت.
32. تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع.
33. تقريب التهذيب، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى1406هـ.
34. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، يوسف بن الزكي عبد الرحمن أبو الحجاج المزي، تحقيق بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت.
35. جامع البيان في تأويل آي القرآن، محمد ين جرير بن يزيد أبو جعفر الطبري، تحقيق تحقيق أحمد محمد شاكر وأخيه محمود، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى.
36. جهالة الراوي، عبد الله السعد، موقعه الإلكتروني على الشبكة المسماة بالإنترنت.
37. حاشية ابن القيم على سنن أبي داود، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية1415هـ.
38. درء تعارض العقل والنقل، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني، تحقيق محمد رشاد سالم، دار الكنوز الأدبية، الرياض.
39. دفع شبه التشبيه، مطبوع ضمن مجموعة مسماة بالعقيدة وعلم الكلام من أعمال الإمام محمد زاهد الكوثري!، ص229 إلى ص 276، دار الكتب العلمية، بيروت.
40. رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم، عمر بن سعيد الفوتي السينغالي.
41. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض.
42. سنن ابن ماجه، محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
43. سنن الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين، دار إحياء التراث، بيروت.
44. سؤالات أبي عبيد الآجري، سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق محمد علي قاسم العمري، الجامعة الإسلامية، المدينة النبوية، الطبعة الأولى1399هـ.
45. شرح سنن ابن ماجه، السيوطي وعبد الغني وفخر الحسن الدهلوي، طبعة قديمي كتب خانة، كراتشي.
46. صحيح ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية.
47. ظلال الجنة في تخريج أحاديث السنة، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة.
48. غريب الحديث، القاسم بن سلام أبو عبيد، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن، الطبعة الأولى.
49. غريب الحديث، عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج، تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى.
50. فتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، دار المعرفة، بيروت.
51. فتح المغيث شرح ألفية الحديث، محمد بن عبد الرحمن السخاوي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى1403هـ.
52. فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، الجزء الثالث، غالب بن علي عواجي.
53. لسان الميزان، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تحقيق دائرة المعارف النظامية، مؤسسة الأعلمي، بيروت.
54. مجموع فتاوى ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي الحنبلي وابنه محمد.
55. مختصر العلو، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية1412هـ.
56. مسند أبي داود الطيالسي، سليمان بن داود أبو داود الطيالسي، دار المعرفة، بيروت.
57. مسند أحمد، أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية.
58. مشاهير علماء الأمصار، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستي، تحقيق م. فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
59. مفردات غريب القرآن، الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، تحقيق محمد علي الصابوني، مركز إحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة، الطبعة الأولى.
60. من لم يرو عنه غير واحد، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، تحقيق محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب، الطبعة الأولى1369هـ.
61. ميزان الاعتدال، محمد بن أحمد بن قايماز الذهبي، تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت.
62. نعمة الذريعة في نصرة الشريعة، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحلبي القسطنطيني، تحقيق علي رضا بن عبد الله علي رضا، دار المسير، الطبعة الأولى.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) - الإبانة (3/ 170)، وقال محققه الشيخ الأثيوبي:" أثر إسحاق بن راهويه صحيح".
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) - غريب الحديث (2/ 9).
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) - قال الأستاذ محمود محمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري (15/ 246) معلقًا على لكام أبي عبيد:" وهذه كلمة عالم يعقل عن ربه، ولا يتنكر لخبر رسوله المبلغ عنه، العارف بصفاته، ويقاس عليه مثله مما ورد في أحاديث بدء الخلق وأشباهها، ما صح إسناد الخبر عن نبي الله، بأبي هو وأمي".
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) - سنن الترمذي (5/ 288).
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5) - حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (13/ 16 - 17).
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref6) - تاريخ الأمم والملوك (1/ 32).
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref7) - الاستقامة (1/ 126)، والصفدية (2/ 79)، ومجموع الفتاوى (2/ 275، 5/ 55، 315)، ومواضع من بيان تلبيس الجهمية، ودرء التعارض.
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref8) - العلو للعلي الغفار: ص 18.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref9) - إعلام الموقعين (4/ 267).
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref10) - فتاوى إمام المفتين (ص 13).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref11) - حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (13/ 16 - 17).
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref12) - تفسير ابن كثير (4/ 307).
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref13) - دفع شبه التشبيه (مطبوع ضمن مجموعة): ص 253 - 254.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref14) - تأويل مختلف الحديث: ص222.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref15) - إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل: ص 199.
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref16) - سؤالات الآجري (2/ 120).
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref17) - (( العلل ومعرفة الرجال)) (2/ 189).
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref18) - ميزان الاعتدال (4/ 335).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref19) - الكاشف (2/ 350).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref20) - الثقات (5/ 496).
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref21) - مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان: ص 124.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref22) - أخرج له ابن حبان في (صحيحه) عدة أحاديث، هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: 247 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا) قال أبو حاتم: شعبة واهم قي قوله (عدس) إنما هو (حدس) كما قاله حماد بن سلمة. وبرقم (5230) كذلك.
الثاني: 5891 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال: حدثنا أبو كامل الجحدري قال: حدثنا ابو عوانة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس: عن عمه أبي رزين أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: إنا كنا نذبح ذبائح فنأكل منها ونطعم من جاءنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا بأس بذلك).
الثالث: 6050 - أخبرنا محمد بن عبد الله الجنيد قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس: عن عمه أبي رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا على رجل طائر ما لم يعبر عليه فإذا عبرت وقعت) قال: وأحسبه قال: (لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي) وبرقم (6055) أيضًا بنحوه.
الرابع: 6141 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (هل ترون ليلة البدر القمر أو الشمس بغير سحاب)؟ قالوا: نعم قال: (فالله أعظم) قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء).
قال أبو حاتم رضي الله عنه: وهم في هذه اللفظة حماد بن سلمة من حيث (في غمام) إنما هو (في عماء) يريد به أن الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم إذ كان ولا زمان ولا مكان ومن لم يعرف له زمان ولا مكان ولا شيء معه لأنه خالقها كان معرفة الخلق إياه كأنه في عماء عن علم الخلق لا أن الله كان في عماء إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين.
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref23) - التنكيل (2/ 151 - 152)، وقال الشيخ الألباني معلقًا:" قلت: هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم اره لغيره ن فجزاء الله خيرًا". قلت: وقد تعقب بعض الباحثين الشيخ الألباني والعلامة المعلمي في ذلك وهو عداب الحمش، وجاء بأشياء لا يتسع لها البحث.
ولعلك تعجب من تعليق الألباني على المعلمي بذلك إذا وجدته ضعف الحديث بسبب وكيع بن حدس هذا والذي لا يخفى على الشيخ الألباني أنه من المرتبة الرابعة من تقسيم المعلمي لتوثيقات ابن حبان، ويزول ذلك العجب إذا علمت أن الألباني قال بعد كلامه آنف الذكر:" ولقد أجريت لطلاب الجامعة افسلامية في المدينة المنورة يوم كنت أستاذ الحديث فيها سنة (1382) تجربة عملية في هذا الشأن في بعض دروس (الأسانيد)، فقلت لهم: لنفتح على أي راو في كتاب ((خلاصة تذهيب الكمال)) تفرد بتوثيقه ابن حبان، ثم لنفتح عليه في ((الميزان)) للذهبي، و ((التقريب)) للعسقلاني، فسنجدهمت يقولان فيه ((مجهول)) أو ((لا يعرف))، وقد يقول العسقلاني فيه ((مقبول)) يعني لين الحديث، ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حبان فوجدناهم عندهما كما قلت: أما مجهول، أو لا يعرف، أو مقبول "اهـ
قلت: الشيخ الالباني يعتقد أن اصطلاح ابن حجر بأن فلانًا مقبول يعني أنه لين الحديث وذلك إذا لم يوثقه أحد غير ابن حبان! ولذا فإن مسلك الشيخ الألباني غير متناقض وإن كنا لا نوافقه في أصل الحكم على الحديث.
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref24) - تهذيب التهذيب (11/ 115).
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref25) - تقريب التهذيب: ص 581.
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref26) - لسان الميزان (7/ 425).
(يُتْبَعُ)
(/)
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref27) - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 232).
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref28) - المنفردات والوحدان: ص166.
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref29) - الجرح والتعديل (9/ 63).
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref30) - التاريخ الكبير (8/ 178).
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref31) - قال الخطيب في (الكفاية): ص 88:" وأقل ما ترتفع به الجهالة: أن يروى عن الرجل اثنان فصاعدًا من المشهورين بالعلم".
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref32) - الأقوال منثورة في " فتح المغيث " للسخاوي (1/ 314 - 321).
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref33) - تبديد الظلام المخيم في نونية ابن القيم: ص 145.
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref34) - الإشفاق على أحكام الطلاق: ص 27.
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref35) - التنكيل (2/ 32).
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref36) - ميزان الاعتدال (1/ 211).
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref37) - ديوان الضعفاء:ص 478 عن " جهالة الراوي" للشيخ عبد الله السعد، وهو بحث نافع.
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref38) - التنكيل (1/ 66).
[39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref39) - غريب الحديث (2/ 128).
[40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref40) - غريب الحديث (2/ 8).
[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref41) - العرش: ص 54.
[42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref42) - الإبانة (3/ 170). وكذا قال الراغب في المفردات (ص:349).
[43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref43) - الإبانة (3/ 170).
[44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref44) - الفتوى الحموية.
[45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref45) - بيان تلبيس الجهمية (1/ 561).
[46] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref46) - بيان تلبيس الجهمية (2/ 184).
[47] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref47) - مجموع الفتاوى (2/ 275).
[48] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref48) - أقاويل الثقات:ص89.
[49] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref49) - الأسماء والصفات (2/ 236).
[50] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref50) - بيان تلبيس الجهمية (1/ 144).
[51] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref51) - اجتماع الجيوش الإسلامية.
[52] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref52) - تفسير الرازي (هود/7).
[53] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref53) - إيضاح الدليل: ص 202 – ص 203.
[54] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref54) - النهاية في غريب الحديث (3/ 576).
[55] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref55) - غريب الحديث (2/ 128).
[56] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref56) - الأسماء والصفات (2/ 236).
[57] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref57) - هذه عبارة الحافظ بعينها في الفتح (6/ 289).
[58] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref58) - شرح سنن ابن ماجه، للسيوطي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[59] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref59) - العرف الشذي شرح سنن الترمذي للكشميري (3/ 439).
[60] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref60) - للتوسع في ترجمته، انظر شذرات الذهب (7/ 360)، و البدر الطالع (1/ 327)، و الجامي عصره وحياته للأستاذ عبد العزيز مصطفي محمد. قال الشوكاني عنه في بدره:" اشتغل بالعلوم أكمل اشتغال حتى برع فى جميع المعارف ثم صحب مشايخ الصوفية فنال من ذلك حظاً وافراً"اهـ
قلت: وهو صاحب كتاب نفحات الأنس في حضرات القدس، وله شرح على الألفية مشهور تخرج عليه رجال.
[61] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref61) - العرف الشذي شرح سنن الترمذي للكشميري (3/ 439).
[62] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref62) - نعمة الذريعة في نصرة الشريعة: ص 215 – 216.
[63] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref63) - انظر "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام: (3/ 103)، لغالب بن علي عواجي.
[64] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref64) - رماح حزب الرحيم (2/ 458)، بلوغ الأماني في الرد على النبهاني.
[65] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref65) - معجم اصطلاحات الصوفية لعبد الرزاق الكاشاني، والمعجم الصوفي للرضواني.
[66] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref66) - قال شيخ الإسلام ابن تيمة (الفتاوى الكبرى3/ 503):" الحديث موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث". وقال في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:" كذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث كما ذكر ذلك أبو حاتم البستي و الدارقطني و ابن الجوزي وغيرهم وليس في شيء من دواوين الحديث التي يعتمد عليها".
[67] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref67) - " المعجم الصوفي"، عن "الإنسان الكامل" للجيلي.
ـ[أبوقتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 04:17]ـ
تجدون البحث في المرفقات.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 08:44]ـ
شكر الله لك جهدك أخي الكريم؛ ونفع بك آمين.
لكن إن أذنت لي؛ فإن لي وقفات مهمة جداً تتعلق ببعض كلامك في تخريج هذا الحديث ودراسته، لها أثرها في الحكم على الحديث .. وسأجعل هذا الوقفات على شكل فقرات متتابعة.
الوقفة الأولى:
كنت قد قررت نفي الاختلاط عن حماد بن سلمة بالكلية؛ وهذا غير مسلمٍ أبدا؛ مهما كانت مكانة قائله، بل كان يقع منه رحمه الله؛ وغن كان ليس بكثير في حقه لكنه لم يكن يخلو منه في بعض حديثه، بل إن هذا الحديث ممن اختلط على حماد فيه.
فقد رواه الطيوري في (الطيوريات) من طريقه عن أبي العشراء عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنظره هناك غير مأمور.
لا ينكر فضله ومكانته؛ لكنه في أخرة تغير حفظه فوقع في الخلط لا ينكر هذا ولا يجهل.
وهذا يرد عليك قولك:
فلم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد غير أبي رزين ...
فالواجب رحمك الله إعادة النظر في كلامك هذا:
والحاصل أن تعليل ضعف الحديث باختلاط حماد بن سلمة ونحوه لا يقوم به مسموع كلمة في هذه الصناعة وإنما يتحمس له متعصبة الجهمية ونحوهم الذين يبغضون أهل الحق وأئمة السلف ولا يألون جهدًا في غمزهم ولمزهم
فقد تحاملت فيه تحاملاً شديداً بنيته على العاطفة وعلى النقل الجامد عن الآخرين.
فلن أتدخل في الحكم على الحديث، ولسنا من متعصبة الجهمية، وقد سُمع كلام الأئمة من قبل.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 08:58]ـ
الوقفة الثانية:
وهي على قولك رحمك الله بأن الإمام إسحاق بن راهوية قد صححه بناءً على أنه بين معناه فيما نقله عنه ابن بطة!!
وهذا عجيبٌ أخي غفر الله لك!! فلا يلزم من تفسير أمرٍ أو لفظة واردة في حديثٍ وتوضيحها أن يكون الحديث عند المفسر لها والموضح صحيح .. وهذا أمر معروف ظاهر مشاهد متوفرةٌ نماذجه وأمثلته.
فليس أن الإمام إسحاق فسره يعني أنه صحيح عنده، ولا يحتمل الأمر ما قررته أنتً في حقه بأنه يكون بهذا: قد تكلم على الله بغير علم.
غاية الأمر هو محاولة توضيح العبارة _ على التسليم _ حتى لا يفهم منها أي مرادٍ أو تأويل مخالف.
ومثله ما نقلته عن الإمام أبو عبيد رحمه الله؛ يقال فيه ما قيل أعلاه، فإنه لا يلزم من ذلك أن يكون قد حكم وقرر صحة الحديث.
بل لو عرفت منهج الإمام لرأيت أن غايته هي اللفظة الغريبة الواردة فيما قيل أنه حديث نبوي أو أثر، فلذلك تجده يفسر ألفاظاً كثيرة غريبة من أحاديث ضعيفة بل واهية؛ وهو لم يبين حكمها في كتابه!!
ومثلهما أيضاً قولك أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد نقله في بعض كتبه ولم يتعقبه .. فهل هذا يفهم منه التصحيح؟! .. وهل هذه قاعدة مسلمة مقررة؟! .. وهل ذكره له استشهاد به أو مجرد ورود في سياق الرد؟!
وكذا الإمام ابن كثير!
فحمل هذا الصنيع من بعض الأئمة أنه تصحيح لحديث ما = تسرعٌ في الحكم على مناهجهم وما قصدوه، وخلاف الواقع الظاهر، وفيه نظر كبيرٌ جدا.
يرجى التوقف في هذا المنهج أخي الكريم؛ ومحاولة إعادة النظر فيه بجدية.
يتبع إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 09:48]ـ
الوقفة الثالثة:
وهي عند محاولتك المستميتة في توثيق (وكيعٍ) ورفع جهالته!!
ولا أدري كيف تحاول أن تغير من منهج الإمام ابن حبان في كتابه (الثقات) في توثيقه لبعض المجاهيل لمجرد وروده فقط وعدم ورود كلام حوله من الأئمة!! فهذا أمرٌ معروف من ابن حبان لا يجهل.
كيف وهو لا يعرف حديثه أصلاً إلا من جهة عمه أبي رزين .. وفي بعضها مقال.
ولم يتفرد بتوثيقه إلا ابن حبان .. وهذا مؤشر صحيحٌ قويٌ لكلامنا؛ وأنه لا يعتمد على تفردات ابن حبان في التوثيق خاصةً للمجاهيل.
وابن حبان هو نفسه صاحب كتاب (مشاهير علماء الأمصار) فلا يكون ذكره له فيه مقوياً له أو رافعاً عنه الجهالة.
وكونه يروي عنه في صحيحه؛ فهذه عادته رحمه الله فيمن ذكرهم في ثقاته من المجاهيل الذين لا يعرفون ولم يرد فيهم كلام؛ فهو غالباً ما يملأ صحيحه بالرواية عنهم.
بل الصحيح فيه = أنه مجهول الحال لا يعرف، كيف وقد قرر هذا أئمة لا يستهان بهم ضبطاً وعلماً واتقاناً وحفظا؛ وعلى رأسهم ابن القطان رحمه الله.
وعندما أطلق عليه الحافظ مصطلح (مقبول) فهذا وهمٌ منه رحمه قد خالف فيه كلامه نفسه في مقدمته؛ فنعم له حديث قليلٌ؛ بل قليلٌ جداً، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله؛ لكنه لم يتابع على أكثرها؛ ومنها هذا الحديث.
فالصواب على قاعدة الحافظ = أنه (لين الحديث) وهذا هو الواضح عليه.
وبهذا يرد عليك قولك:
قلت: الشيخ الالباني يعتقد أن اصطلاح ابن حجر بأن فلانًا مقبول يعني أنه لين الحديث وذلك إذا لم يوثقه أحد غير ابن حبان! ولذا فإن مسلك الشيخ الألباني غير متناقض وإن كنا لا نوافقه في أصل الحكم على الحديث.
فالشيخ لم يرد ما أردته أنت، ولم يقصد ما قصدته أنت، بل أنت قررت أمراً من عند نفسك.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله:
(ذكرنا عند وكيع بن الجراح أحاديث يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس؛ فقلت: هذا يروي عنه خمسة أحاديث، فجعل يذكر ذلك.
قال عبد الله بن الإمام: قال أبي: لم يسمعها؛ هذه أحاديث معروفة لم يسمعها).
فأرجو الوقوف كثيراً كثيراً أمام هذا النص الصحيح عن إمام الحديث.
يتبع إن شاء الله ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 10:17]ـ
الوقفة الرابعة:
وهي حول خلاصتك الأخيرة في الحكم والدراسة وترجيحك.
-فقد ذكرت أولاً: قولك: (أني لم أقف على من ضعفه من أئمة السلف).
أقول: لا يلزم من عدم وجود الحكم الصريح المباشر التمشية للحديث وقبوله والأخذ به .. وهذا أمرٌ معروف حفظك الله لا يسع المنكر إنكاره.
وكون بعض هؤلاء الأئمة قد حكم بجهالة (وكيع) هذا منه إلماحة إلى عدم قبوله للحديث. فتأمل
فإنه لا يعني عدم الوقوف على التضعيف = عدم حصوله ووروده والإيماء إليه.
-ثم ذكرت ثانياً: (أن جهالة وكيعٍ تزول لأنه في عصر التابعين وأن عمه أبو رزين الصحابي).
أقول: هذا غريبٌ منك رحمك الله جداً، فهل هذا الأمر كافٍ في رفع الجهالة وتصحيح خبره على الإطلاق؟!! يا أخي لم يقل هذا أحد من أهل العلم.
ثم هل تعد هذه قرائن حاضرة في وكيع حتى تنفي جهالته، وتصحح حديثه؟!
أخي الكريم لا يعني وجود الراوي في عصر التابعين أن غير مجهول، وأنه لا يمكن أن يقع منه السوء والكذب وغير ذلك، كيف وقد وجد من هو في عصرهم وهو أخبث ما خلق الله على الأرض!!
ولا يعني كون عمه الذي يروي عنه صحابي = أنه قد جاوز القنطرة؛ فكم من قريبٍ قد روى عن قريبه الصحابي الباطل والضعيف .. فليس هذا بقرينة مساعدة إطلاقا.
واستشهادك بكلام الإمام الذهبي لعله استشهادٌ عليك أنت رحمك الله؛ فإن الأصل أن كل من لا يعرف أنه ليس بحجة، ومع ذلك قد يتغير هذا الأصل إذا وجد من يزيل هذه الجهالة بالمعرفة، ولو كان العارف له شخصٌ واحد أو اثنين؛ بشرط أن يكون العارف هذا له ثقةٌ معروفٌ ذو مكانة عالية وكلمة مسموعة.
-ثم ذكرت ثالثاً ورابعاً: (قبول لكثير من أئمة السلف له، وتوثيق ابن حبان له).
أقول: قد مر الكلام عن هذا في الكلام السابق من التعقيبات، وتوضيحه.
-ثم ذكرت خامساً: (عناية العلماء بضبط اسم وكيع؛ وأن هذا مما يؤيد رفع جهالته).
أقول: رحمك الله ومتى كان الاختلاف في اسم رجلٍ مما يقوي رفع جهالته إن كان مجهولا؟!! ومن قال هذا قبلك غفر الله لك.
بل لم يحصل الخلاف فيه إلا لأنهم لم يضبطوه لعدم معرفة الرجل أصلاً، وتبينه حق التبيين؛ وإلا لما حصل هذا الخلاف فيه .. على أنه قد أتى ما يبين الوجه الصحيح فيه؛ وأن خلاف هذا الوجه وهم قد تبع الرواة بعضهم بعضاً عليه.
-ثم ذكرت سادساً: (قول الحافظ في التقريب أنه مقبول).
أقول: وقد سبق فيما مضى توضيح هذا الأمر؛ وأنه ما أراد إلا (لين الحديث).
-ثم ذكرت سابعاً: (أنه من كبار التابعين؛ وأن هذا مظنة التوثيق).
أقول: هذا ليس على إطلاقه غفر الله لك؛ وإلا لما احتجنا إلى هذا الكم الهائل من كتب الرجال والأحكام الصادرة عليهم!!
كون التابعي من كبار التابعين؛ مع كونه مجهولاً لا يعرف؛ فهنا يعرض على الميزان؛ فإن جاوز فحديثه معتبر به في المتابعات فقط.
على أن الإمام الذهبي رحمه الله قد قنن هذا بقوله في آخر كلامه: (ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك). فتأمل
وعليه: فالحديث بهذا السند؛ مع ورود المخالفة الأخرى عند الطيوري = حديث ضعيف .. وفي غيره غنية عنه؛ كما قرر ذلك أهل العلم.
والله تعالى أعلم(/)
مساعدة في كتابة حديث موضوعي
ـ[طير المحبة]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 05:01]ـ
السلام عليكم
انا طالبة ادرس دراسات اسلامية ومعنا في الجامعة موضوع بعنوان الاحاديث الموضوعية
وقد كلفنا المحاضر بان نحضر حديث وندرسه دراسة موضوعية
ولكن لا اعرف كيف اصنع
اتمنى من يعرف ان يساعدني
ولكم خالص الاحترام والتقدير
ارق واجمل التحايا
طير المحبة
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 03:48]ـ
مراجع تفيد البحث الموضوعي في الحديث:
1 - فتح الباري لابن حجر
2 - زاد المعاد لابن القيم
ـ[ابن عدي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 01:57]ـ
هنا بارك الله فيكم دراسة توضيحية:
http://www.google.com/url?sa=t&source=web&ct=res&cd=11&ved=0CAUQFjAAOAo&url=http%3A%2F%2Fcpanel.rapeta .org%2Fresearches%2F%25D8%25AF .%2520%25D8%25B1%25D9%2585%25D 8%25B6%25D8%25A7%25D9%2586%252 0%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B 2%25D9%258A%25D8%25A7%25D9%258 6%2520487-526.doc&rct=j&q=%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8% A9+%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8 %B9%D9%8A%D8%A9+%D9%84%D8%AD%D 8%AF%D9%8A%D8%AB&ei=K0jjS533Hobw0wT55fyaAg&usg=AFQjCNEU4jiVGBf4poaC8I9P4O b09eyKWA&sig2=mVcmBvxVxFX_NCMFzkS6FA
وهنا فائدة بهذا الصدد:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=208
وهنا مثال تطبيقي (الرابط منقول من مكتبتنا العربية - من رفع أختنا النجدية):
http://www.mediafire.com/?jyowymytlhm
ولمزيد من الإيضاح أو الإفادة أنا حاضر،،
ودمتم بحفظ الرحمن،،
ـ[طير المحبة]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 01:35]ـ
بارك الله فيكم جميعا على الافادة
جزيتم خيرا ان شاء الله
انا ممنونالكم كتير والله على خدمتكم
دمتم في رعاية الله(/)
نريد تخريج لحديث ابو يزيد البسطامى مع القس
ـ[ابو معاذ الاثرى]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 08:22]ـ
نريد تخريج لحديث ابو يزيد البسطامى مع القس وجزاكم الله خير ا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 09:10]ـ
اخي ابو معاذ ارجع لكتاب الشيخ إحسان إلهي ظهير عن الصوفية
حتى تقراء عن ابو يزيد البسطامي ما يشيب له الرؤوس
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 04:00]ـ
كذلك ذكر الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه "إسلام بلا مذاهب" بعض الأقوال الكفرية المنسوبة لأبي اليزيد البسطامي، منها قوله:
(فرفعني و أقامني بين يديه، و قال لي: يا أبا اليزيد، إن عبادي يحبون أن يروك، فقلت: زيني بوحدانيتك، و زيني بأنانيتك، حتى أكون أنا ذاك، و لا أكون أنا هناك ... ) إلخ
حيث نلاحظ في كلامه عقيدة (الحلول و الاتحاد) و (وحدة الوجود)
..........
و كنت قد سألت أحد مشايخنا: كيف يحكي الشيخ عبد الحميد كشك هذه القصة؟
فأخبرني أن الشيخ كشك - رحمه الله - كان واعظا، ليس بعالم، و هو معذور.(/)
تخريج أنا مدينة العلم وعلي بابها؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:05]ـ
وقعت على رسالة عنوانها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي "
للغماري أحمد بن محمد بن الصديق
ورغم أني يسرني أن يكون جدي كذلك
فإن لي على هذا الحديث إشكالات لغوية، وعقلية منطقية، وشرعية
لكن هل فيه علة حديثية؟
علما بأن ممن يضعفه ابن الجوزي قديما والألباني حديثا
وللشوكاني رسالة خاصة فيه فيما أعلم
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 12:25]ـ
.
حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
حديثه ضعيف جدا منكر لايشك في ذلك أحد نظر في أسانيده
وكما هو جدك فهو جدي أنا أيضا ولله الحمد والمنة
ولكن الحق أحق أن يتبع
والشرف كل الشرف هو شرف التقوى والتباع الحق
.
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 04:02]ـ
.
حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
حديثه ضعيف جدا منكر لايشك في ذلك أحد نظر في أسانيده
وكما هو جدك فهو جدي أنا أيضا ولله الحمد والمنة
ولكن الحق أحق أن يتبع
والشرف كل الشرف هو شرف التقوى والتباع الحق
.
أحسنت يا ابن العم
ولكن
كيف نرد على حجج الغماري؟
وهل هو من أهل الحديث؟
أنا لا أعلم عنه شيئا إلا أني سمعت الألباني في شريط يقارن بينهما وبين أحمد شاكر
وكانت المقارنة لصالح أحمد شاكر
فهلا زدتنا بيانا وتفصيلا؟
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 05:04]ـ
إليك أخي الكريم
تخريج حديث
(أَنَا مَدِينةُ العلمِ، وعَليٌّ بَابها)
بقلم
خليفة الكواري
بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة الطبعة الثانية)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أمّا بعد
فقد قمت بنشر هذا البحث وهو: (تخريج حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها) في مجلة علمية بجامعة قطر، والآن أعيد نشره مرة أخرى وقد أضفت عليه بعض التعديلات والزيادات وتصحيح الأخطاء التي وقعت مني في تلك الطبعة، والتي لا يخلو منها كل إنسان.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لي وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو عبد العزيز خليفة الكواري
الأحد 4 / شوال / 1423 هـ
kalkuwari@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أَمَّا بعد، فهذا تخريج حديث: (أَنا مَدينةُ العلمِ، وعلي بَابها)، وهو حديثٌ قد تنازع العلماءُ فيه، فهو ما بين مصحح، ومُضَعف له، ومن هو حاكم عليه بالوضع.
فأمّا مَن صَحَحَه:
فأبو عبد الله الحاكم في: (مستدركه).1
وأَمّا من حَسَنه:
1. فالحافظ العلائي في كتابه:
(النقد الصحيح لما اعترض عليه من أَحاديث المصابيح).2
2. والحافظ ابن حجر في فُتْيا له.
قال السيوطي: سئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث في فتيا، فقال: (هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال إنه صحيح، وخالفه أبو الفرج ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وقال: إنه كذب، والصواب خلاف قولهما معاً، وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة، ولا ينحط إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولاً، ولكن هذا هو المعتمد في ذلك). 3
3. والسخاوي في: (المقاصد الحسنة).4
4. والشوكاني في: (الفوائد المجموعة).5
وأَمّا مَن ضَعفه أو حكم عليه بالوضع:
1. فالإمام البخاري، فإنَّه أنكره6، وقال: (ليس له وجه صحيح).7
2. وقال الترمذي: (حديثٌ غريبٌ منكرٌ).8
3. وقال ابن حبان: (هذا شيء لا أصل له من حديث ابن عباس، ولا مجاهد، ولا الأعمش، ولا أبو معاوية حدّث به، وكل من حدّث بهذا المتن، فإنما سرقه من أبي الصلت هذا، وإن أقلب إسناده) 9، وقال أيضاً: (وهذا خبر لا أصل له عن النبي عليه الصلاة والسلام).10
4. وقال العقيلي: (ولا يصح في هذا المتن حديث).11
5. وقال الدارقطني: (الحديث مضطرب غير ثابت).12
6. وحكم عليه بالوضع كل من: ابن الجوزي13، والذهبي14، وشيخ الإسلام ابن تيمية15، والعلامة عبد الرحمن المعلمي16، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.17
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمّا حصل لهذا الحديث مثل هذا الاختلاف، أحببت أن أبحث فيه بحثاً مطولاً متتبعاً فيه طرقه، سائلاً المولى ـ سبحانه وتعالى ـ التوفيق والسداد، كما أسأله ـ عز وجل ـ الإخلاص والصدق في العمل.
وقد ألف الناس في هذا الحديث مؤلفات، فمن هذه المؤلفات:
1. جزء فيه طرق حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911).18
2. جواب إلى عبد الرحمن بن محمد بن نهشل الخيمي حول حديث: (أنا مدينة العلم وعلي بابها).
لقطب الدين لطف الله بن محمد بن غياث بن الشجاع الظفيري (ت: 1035).19
3. بحث في حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
لإبراهيم بن عبد القادر الكوكباني (ت: 1223).20
4. جواب على معنى حديث: أنا مدينة العلم، وعلي بابها.
للإمام محمد بن علي الشوكاني (ت: 1250).
قام بتحقيقه: محمد صبحي حسن حلاق.
5. فتح الملك العلي بصحة حديث: باب مدينة العلم علي.
لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري (ت: 1380)، وهو مطبوع.
6. حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
طرقه؛ مرتبته؛ الأقوال فيه؛ الترجيح.
لحسن بن فرحان المالكي.21
7. إتمام النعمة بتصحيح حديث: علي باب دار الحكمة.
لحسن الحسيني آل المجدد الشيرازي الشيعي.
نشره في مجلة: (تراثنا) العدد: (52)، وله في هذا الجزء أخطاء وأوهام، وقلة علم في قواعد الجرح والتعديل، وهو أقرب ما يكون حاطب ليل، وقد بينت بعض ما عنده وتركت الكثير، لأن ذلك يستدعي أن أقوم بشرح قاعدة قاعدة، ولا طاقة لي في ذلك، والله المستعان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد العزيز خليفة الكواري.
11 من ذي الحجة, 1420هـ
kalkuwari@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد، فحديث: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها)، قد روي عن أربعة من الصحابة وهم: ابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري ـ (ـ أجمعين.
فأَمّا رواية ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
رواها الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
ورواها سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
فأمّا رواية الأعمش فرواها: أَََبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وعيسى بن يونس، وأَبو الفَتح سعيد بن عقبة الكوفي.
فهذه ثلاث طرق، ودونك التفصيل:
الأولى: طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الأعمش:
وقد روي عن أبي معاوية من وجوه عدة نذكرها:
الوجه الأول: عبد السلام بن صالح بن سليمان بن مَيْسَرة، أبو الصلت، الهروي.
أخرجه ابن محرز في: (معرفة الرجال) 22، وابن عدي في: (الكامل) 23، والطبراني في: (المعجم الكبير) 24، من طريقين، والحاكم في: (المستدرك) 25، والطبري في: (تهذيب الآثار) 26، والخطيب البغدادي في: (تاريخه) 27، ومن طريق الخطيب، ابن الجوزي في: (الموضوعات) 28، وابن المغازلي في: (المناقب) 29، وأبو الخير الطالقاني في: (كتاب الأربعين المنتقى) 30، والخوارزمي في: (المناقب) 31، وفي: (مقتل الحسين) 32، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً:
(أَنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أَرَادَ العلم، فليأت بابه).
أقول: هذا إسناد معلول بعدة علل:
الأولى: تدليس الأعمش.
والأعمش معروف بكثرة التدليس، وصفه به غير واحد من العلماء، وقد جعله الحافظ ابن حجر في الطبقة الثانية من طبقات كتابه: (طبقات المدلسين) 33، وحقه أن يكون في الطبقة الثالثة، فإنّ الأعمش مكثرٌ من التدليس مشهورٌ به، وربما أسقط الراوي الضعيف من بين الثقتين.
قال عثمان الدارمي: سمعت يحيى، وسئل عن الرجل يُلقي الرجل الضعيف من بين ثقتين، يوصل الحديث ثقة عن ثقة، ويقول: أنقص من الحديث وأصل ثقة عن ثقة يُحَسّن الحديث بذلك؟ فقال: (لا يفعل، لعل الحديث عن كذّاب ليس بشيء، فإذا هو قد حسّنه وثَبته، ولكن يُحدّث به كما روي).
قال عثمان الدارمي: وكان الأعمش ربما فَعَلَ ذلك.34
قال الحافظ ابن حجر: (ظاهر هذا تدليس التسوية، وما علمت أحداً ذكر الأعمش بذلك فَيُسْتَفَاد).35
أقول: وهذا يؤكد ما قلته أن الأعمش من حقه أن يكون في الطبقة الثالثة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ: (وربما لم يسقط المدلس اسم شيخه الذي حدثه لكنه يسقط ممن بعده في الإسناد رجلا ًيكون ضعيفاً في الرواية، أو صغير السن، ويحسن الحديث بذلك، وكان سليمان الأعمش، وسفيان الثوري، وبقية بن الوليد، يفعلون مثل هذا).36
وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: (قد كره أهل العلم بالحديث مثل: شعبة وغيرهِ التدليسَ في الحديث، وهو قبيحٌ ومهانةٌ، والتدليس على ضربين: فإن كان تدليساً عن ثقةٍ، لم يحتج أن يوقف على شيءٍ، وقُبل منه، ومن كان يدلس عن غير ثقةٍ،لم يُقبل منه الحديث إذا أرسله حتى يقول: حدثني فلان، أو سمعت، فنحن نقبل تدليس ابن عيينة، ونظرائه لأنه يحيل على ملئ ثقة، ولا نقبل من الأعمش، تدليسه لأنه يحيل على غير ملئ، والأعمشُ إذا سألته عمن هذا؟ قال: عن موسى بن طريف، وعَباية بن ربعي، وابن عيينة إذا وقفته قال: عن ابن جريج، ومعمر ونظرائهما فهذا الفرق بين
التدليسين).37
ولهذا نرى الإمام البخاري قد أعل خبراً يرويه الأعمش، عن سالم، مما يتعلق بالتشيع، فقال: (والأعمش لا يدرى، سمع هذا من سالم أم لا؟
حدثنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، أنّه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب، اتخذوها ديناً) 38.
ولا يشك أحد أن هذا الحديث يتعلق بالتشيع!!
وقال عبد الله بن نمير: سمعت الأعمش يقول: حدثت بأحاديث على التعجب، فبلغني أن قوماً اتخذوها ديناً، لا عُدتُ لشيء منها).39
وقد جعل الحافظ ابن حجر الأعمش في الطبقة الثالثة من كتابه:
(النكت على ابن الصلاح) 40، وبالطبع فهو مخالف لما في كتابه: (طبقات المدليسين)، كما سبق، ولعله لم يستحضر ما كتبه في كتابه: (النكت)، أو حصل له بعض التردد، فرأى أن بعض العلماء قد احتمل تدليسه، وبعضهم توقف فيه، ولعل ذلك وقع في شيوخه الذين أكثر عنهم الأعمش، كما قال الحافظ الذهبي:
(وهو يدلس، وربما دلّس عن ضعيفٍ، ولا يدرى به، فمتى قال: حدّثنا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلاّ في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمّان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال).41
وهاهو الحافظ ابن حجر نفسه قد أعل خبراً فيه عنعنة الأعمش، مما يبين لك أن من يقبل عنعنة الأعمش مطلقاً قد خالف منهج العلماء، قال الحافظ:
(وأصح ما ورد في ذم بيع العينة ما رواه أحمد والطبراني من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عطاء، عن ابن عمر قال: أتى علينا زمان ... ، صححه ابن القطان بعد أن أخرجه من الزهد لأحمد، كأنه لم يقف على المسند، وله طريق أخرى عند أبي داود أيضاً من طريق عطاء الخرساني، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت: وعندي أن إسناد الحديث الذي صححه ابن القطان معلول، لأنه لا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحاً، لأن الأعمش مدلس ولم يذكر سماعه من عطاء).42
أقول: ويتأكد تدليس الأعمش هنا، ويشتد في هذا الخبر خاصّة لأنه عن مجاهد43، وهو مقل عنه؛ وليس هو من شيوخه الذين أكثر عنهم، وقد نص ابن المديني ـ رحمه الله ـ، أن روايات الأعمش عن مجاهد لا تثبت منها إلاّ ما قال فيها: (سمعت)، لأن أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات، وأبو يحيى القتات ضعيف كما هو معروف.
قال يعقوب بن شيبة في: (مسنده): ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلاّ أحاديث يسيرة، قلت لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد قال: (لا يثبت منها إلاّ ما قال: سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده، عن أبي يحيى القتات).44
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه في أحاديث الأعمش، عن مجاهد: (قال أبو بكر بن عياش عنه: حدثنيه ليث، عن مجاهد).45
وليث ضعيف.
وقال يحيى بن سعيد: كتبت عن الأعمش أحاديث عن مجاهد كلها ملزقة لم يسمعها).46
وقال يحيى بن معين: (الأعمش سمع من مجاهد، وكل شيء يرويه عنه لم يسمع، إنما مرسلة مُدلَسة).47
وقال أبو حاتم الرازي: (الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يرويه عن مجاهد مدلس).48
فهذا هو كلام علماء الجرح والتعديل، علماء العلل في تدليس الأعمش وخاصة في أحاديثه التي يرويها عن مجاهد ولم يصرح فيها بالسماع، أو التحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا فإنه يجب التثبت من هذا الخبر، ولا بد من أن نقف على ما يرفع علة التدليس، ولا يقال: إن الأعمش في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، كما قال بعضهم فلا يضر تدليسه، وقد عرفت ـ فيما سبق ـ أن من يقبل تدليسه على الإطلاق، قد خالف منهج العلماء في ذلك، كيف وقد نص العلماء على أن أحاديثه عن مجاهد عامتها مرسلة مُدَلّسَة إلاّ ما صرح فيها بالسماع، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات وليث بن أبي سليم.
وخاصة إن هذا الخبر مما يتعلق بالتشيع وقد سبق أنه كان يحدث الأحاديث على وجه التعجب اتخذها أقوامٌ ديناً.
فالأخبار التي تأتي عن الأعمش غير مصرحة منه بالسماع وكانت تلك الأخبار مما تتعلق بالتشيع فلا بد من التصريح بالسماع، لما عرف عن الأعمش أنه كان يدلس عن الضعفاء والهلكى، والله أعلم.
الثانية: تفرد أبي معاوية محمد بن خازم الضرير بهذا الخبر.
أقول: تَفَردُ أبي معاوية بهذا الخبر عن الأعمش مع وجود الحفاظ من
أصحاب الأعمش كيحيى القطان، والثوري، وشعبة، وغيرهم يوقع الريبة في النفس من هذا الخبر، وإن تابعه عيسى بن يونس، وسعيد بن عقبة الكوفي ـ كما سيأتي ـ، إلاّ أن في صحة الإسناد إليهما نظر.
الثالثة: رجوع أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن التحديث بهذا الخبر.
روى ابن محرز عن يحيى بن معين، أنه قال: (أخبرني ابن نمير، قال: حدّث به أبو معاوية قديماً، ثم كف عنه).49
قال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ: (ويتأكد وهن الخبر بأن من يثبته عن أبي معاوية يقول: إنه حدّث به قديماً ثم كف عنه، فلو لا أنه علم وهنه لما كف عنه).50
فهذه ثلاث علل تعل بها جميع الطرق أو الوجوه التي رويت عن أبي معاوية عن الأعمش، عن مجاهد، فضلاً عمّا في بعض هذه الطرق من الكذابين والوضاعين.
الرابعة: عبد السلام بن صالح الهروي، أبو الصلت.
أقول: وهذه علة رابعة أيضاً وهي أن في إسناد هذا الخبر عبد السلام بن صالح الهروي، وهو متروك الحديث، ودونك أقوال العلماء فيه حتى تكون على بينة من الأمر، وقصدي من هذا أن بعضهم تمسك بتوثيق ابن معين له، ولذا فمن صحح الحديث أو حسنه اعتمد على توثيق ابن معين له، مع عدم النظر إلى من طعن فيه من أكابر العلماء:
1. قال الإمام أحمد: (روى أحاديث مناكير).51
2. وقال الجوزجاني: (كان زائغاً عن الحق، مائلاً عن القصد، سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال، وكان قديماً متلوثاً في الأقذار).52
3. وأمر أبو زرعة الرازي أن يضرب على حديثه، وقال: (لا أحدث عنه، ولا أرضاه).53
4. وقال ابن أبي حاتم الرازي سألت أبي عنه فقال: (لم يكن عندي بصدوقٍ، وهو ضعيفٌ)، ولم يحدّثني عنه.54
5. وقال النسائي: (ليس بثقة).55
6. وقال الساجي: (يحدث بمناكير، هو عندهم ضعيف).56
7. وقال العقيلي: (كان رافضياً خبيثاً) 57، وقال أيضاً: (كذّاب).58
8. وقال ابن حبان: (يروي عن حماد بن زيد، وأهل العراق العجائب في فضائل علي، وأهل بيته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد).59
9. واتهمه ابن عدي في: (الكامل).60
10. وقال الدارقطني: (كان رافضياً خبيثاً) وقال أيضاً: (روى حديث: الإيمان إقرار بالقول، وهو متهم بوضعه لم يحدث به إلاّ من سرقه منه، فهو الابتداء في هذا الحديث).61
11. ونقل الحافظ ابن حجر عن الحاكم أنه قال: (روى مناكير62).
12. وقال النقاش: (روى مناكير).63
13. وقال أبو نعيم الأصبهاني: (يروي عن حماد بن زيد، وأبي معاوية، وعباد بن العوام، وغيرهم أحاديث منكرة).64
14. وقال الحافظ الخليلي: (مشهور روى عنه الكبار، وليس بقويٍ عندهم).65
15. وكذّبه واتهمه بالوضع محمد بن طاهر66، وابن الجوزي.67
16. ووهاه الذهبي في عدة مواضع من كتبه68، وقال في المغني: (متروك الحديث) 69، وقال في سير أعلام النبلاء: (له فضل وجلالة، فيا ليته ثقة) 70، وقال أيضاً: (له عدة أحاديث منكرة) 71، وقال في تلخيص المستدرك معقباً على قول الحاكم حين قال: (ثقة مأمون)، قال: (لا والله لا ثقة ولا مأمون).72
17. وقال الزيلعي: (متروك) 73، وفي موضع آخر: (ضعيفٌ جداً).74
18. وقال ابن رجب: (متروك).75
19. وقال ابن عبد الهادي: (متروك الحديث).76
(يُتْبَعُ)
(/)
20. وقال الحافظ ابن حجر في الدراية: (ضعيف، يسرق الحديث) 77، وقال في تخريج أحاديث الكشاف: (متروك) 78، وخالف في التقريب فتساهل فقال: (صدوق له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذاب) 79!!!.
هكذا قال ـ رحمه الله ـ، وهذا عجيب منه، كيف يتهمه بالسرقة، ويقول عنه: (متروك)، ثم يقول: (صدوق له، مناكير .... ).
…وقد قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي ـ رحمه الله ـ: (وأتعجب من الحافظ ابن حجر: يذكر في ترجمة علي بن موسى من التهذيب تلك البلايا وأنه تفرد بها عنه أبو الصلت، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: صدوق والخلل ممن روى عنه، والذي روى عنه هو أبو الصلت، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: صدوق له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب).80
21. وقال البوصيري: (متفق على ضعفه، واتهمه بعضهم).81
…أقول: هذا ما وقفت عليه من أقوال العلماء فيه، وخلاصة أمره كما ترى أنه متروك.
…وأما ما نُقل عن أبي داود أنه قال: (كان ضابطاً، ورأيت ابن معين عنده) 82، فإنما ذلك في عبد السلام بن مطهر83، وليس هو الهروي.
…وقد وهم الشيخ الغماري في جعله عبد السلام بن صالح الهروي.84
…وكل من حسّن من أمر عبد السلام الهروي، أو وثقه، فلتوثيق ابن معين له، لكن كان ابن معين في بداية أمره لا يعرفه، وينكر حديثه جداً، ثم عرفه بعد ذلك، ووثقه بمتابع الفيدي له ـ كما سيأتي ـ، لكن كانت معرفته لأبي الصلت قاصرة، كما ستعلم.
…روى الخطيب البغدادي في: (تاريخه)، عن عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي الصلت؟ فقال: (ما أعرفه)، قلت له: إنه يروي حديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها).
…فقال: (ما هذا الحديث بشيء).85
…وروى أيضاً، من طريق: يحيى بن أحمد بن زياد قال: وسألته ـ يعني: يحيى بن معين ـ، عن حديث أبي معاوية الذي رواه عبد السلام الهروي عنه، عن الأعمش، حديث ابن عباس، فأنكره جداً.86
…ويحيى بن أحمد بن زياد تَرْجَم له الحافظ الذهبي في: (تاريخ الإسلام)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.87
…ثم جاءت رواية ابن الجنيد تبين أنه عرفه، لكن ما زال ينكر هذه الأحاديث التي يرويها.
…قال ابن الجُنَيْد: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي؟ فقال: (قد سمع وما أعرفه بالكذب)، قلت: فحديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس؟ قال: (ما سمعت به قط، وما بلغني إلاّ عنه).88
…وقال: سمعت يحيى وذكر أبا الصلت الهروي فقال: (لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها).89
…ثم لما وجد ابن معين من يتابعه في رواية هذا الحديث، وهو الفيدي، وثقه.
…قال الدوري: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي؟ فقال:
(ثقة)، فقلت: أليس قد حدّث عن أبي معاوية، عن الأعمش:
(أنا مدينة العلم)؟ فقال: (قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي90، وهو ثقة مأمون).91
…وروى الحاكم عن أحمد بن سهل الفقيه القباني ـ إمام عصره ببخارى ـ، قال: سمعت صالح بن محمد بن حبيب يقول: وسئل عن أبي الصلت الهروي، فقال: دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فسلّم عليه، فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول: رحمك الله في أبي الصلت؟
…قال: (هو صدوق)، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي (: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من بابها)، فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، كما رواه أبو الصلت).92
…وروى الخطيب البغدادي من طريق: عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال: سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: (ثقة صدوق، إلاّ أنه يتشيع).93
…وعمر بن الحسن بن علي له ترجمة في: (اللسان) 94، وضعّفه ابن حجر في: (الإصابة).95
…وأبوه الحسن بن علي بن مالك، قال عنه ابن المنادي: (به أدنى لين).96
…قال الخطيب البغدادي ـ رحمه الله ـ موجهاً لروايات ابن معين هذه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أحسب عبد الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديماً، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه، ثم عرفه بعد، فأجاب إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن حاله، وأمّا حديث الأعمش فإن أبا الصلت كان يرويه عن أبي معاوية عنه فأنكره أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية، ثم بحث عنه فوجد غير أبي الصلت قد رواه عن أبي معاوية).97
…ثم جاءت رواية ابن محرز توضح موقف ابن معين أكثر وتبينه.
…قال ابن محرز سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي؟ فقال: (ليس ممن يكذب)، فقيل له: في حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها)، فقال: (هو من حديث أبي معاوية، أخبرني ابن نمير قال: حدّث به أبو معاوية قديماً ثم كف عنه).
…وكان أبو الصلت رجلاً موسراً، يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، وكانوا يحدثونه بها.98
…إذاً بيّن ابن معين أن هذا الحديث هو من حديث أبي معاوية، وأن أبا الصلت أخذه عن أبي معاوية، وكان أبو الصلت يطلب هذه الأحاديث ويكرم المشايخ فيحدثونه بها.
…ولهذا لما سأل القاسم بن عبد الرحمن الأنباري ابن معين عن هذا الحديث؟ فقال: (هو صحيح).99
…وأكد الخطيب البغدادي بأن ابن معين أراد بالصحة أي: صحة إسناده إلى أبي معاوية، أي: أنه ثبت إسناده إلى أبي معاوية بمتابعة الفيدي لأبي الصلت.
…قال الخطيب البغدادي ـ موجهاً لرواية الأنباري ـ:
… (أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل، إذ قد رواه غير واحد عنه).100
…أقول: إذاً، استدل ابن معين ـ رحمه الله ـ على توثيق عبد السلام الهروي بمتابعة محمد بن جعفر الفيدي، والفيدي موثق عند ابن معين فارتفعت تهمة التفرد والكذب بهذا الحديث عن أبي الصلت، ولذا قال ابن معين: (هو من حديث أبي معاوية)، وأكد على ذلك ودللّ عليه بأن ابن نمير أخبره أن أبا معاوية حدّث به قديماً ثم كف عنه، فوثق ابن معين أبا الصلت الهروي بمتابعة الفيدي له، وبما أخبره ابن نمير، ثم كان كل من سأله عن حال أبي الصلت الهروي قال: (ثقة)، فإذا سئل عن حديث أبي معاوية قال: (ما تريدون من هذا المسكين؟ أليس قد حدّث به محمد بن جعفر الفيدي، عن أبي معاوية).
…ولهذا قال الخطيب البغدادي في تصحيح ابن معين للحديث: (أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية، وليس بباطل).
…فانحصرت العلة عند ابن معين والخطيب البغدادي في أبي معاوية ومن فوقه، وهذا هو الصحيح ـ إن شاء الله تعالى ـ، ليس كمن فهم أنهما يصححان الحديث.
…وقد سبق أن بينت أن علة الحديث هي: تدليس الأعمش، ثم ذكرت علة أخرى وهي: تفرد أبي معاوية به ثم رجوعه عن التحديث به.
…لكن تفرد ابن معين بتوثيق أبي الصلت الهروي مع وجود من اتهمه وضعفه من الحفاظ كأبي حاتم الرازي، وأبي زرعة، وغيرهما، مما يجعلنا لا نقبل توثيقه له، ولا سيما أن أبا الصلت الهروي كان يتصنع لابن معين فيما يظهر ويحسن إليه، حتى أحسن الظن فيه.
…وهذا مما جعل الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ أن يقول:
(جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وكان هذا 101 باراً بيحيى، ونحن نسمع من يحيى دائماً، ونحتج بقوله في الرجال، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته، أو قوة من وَهّاه).102
…وبهذا يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن ابن معين لم يعرف حال أبي الصلت جيداً كما عرفه الأئمة، وإنما جاء توثيقه له بمتابعة الفيدي، وهذا لا يكفي، ومن علم حجة على من لم يعلم، فيقدم الجرح هنا على التعديل، ولا يلتفت إلى توثيق ابن معين له!!!.
…ومما يدل على أن أبا الصلت كان يكذب ما ذكره العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ قال: (وأبو الصلت فيما يظهر لي كان داهية، من جهة خدم علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وتظاهر بالتشيع، ورواية الأخبار التي تدخل في التشيع، ومن جهة كان وجيهاً عند بني العباس، ومن جهة تقرب إلى أهل السنة برده على الجهمية، واستطاع أن يتجمل لابن معين حتى أحسن الظن به ووثقه، وأحسبه كان مخلصاً لبني العباس وتظاهر بالتشيع لأهل البيت مكراً منه لكي يصدق فيما يرويه عنهم، فروى عن علي بن موسى عن آبائه الموضوعات الفاحشة كما ترى بعضها في ترجمة علي بن موسى من التهذيب، وغرضه من ذلك حط درجة علي بن
(يُتْبَعُ)
(/)
موسى وأهل بيته عند الناس، وأتعجب من الحافظ ابن حجر: يذكر في ترجمة علي بن موسى من التهذيب تلك البلايا وأنه تفرد بها عنه أبو الصلت، ثم يقول في ترجمة علي من التقريب: صدوق والخلل ممن روى عنه، والذي روى عنه هو أبو الصلت، ومع ذلك يقول في ترجمة أبي الصلت من التقريب: صدوق له مناكير، وكان يتشيع، وأفرط العقيلي فقال: كذّاب).103
…وقال أيضاً: (وتبين مما هناك أن من يأبى أن يكذبه يلزمه أن يكذب علي بن موسى الرضا وحاشاه).104
…وأذكر هنا كلمة سديدة للحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ بما يناسب المقام فقد قال في مقدمة كتابه النفيس: (معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد)، عند ذكر تضعيف ابن معين للإمام لشافعي:
(قد آذى ابن معين نفسه بذلك، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات، كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس، فإنا نقبل قوله دائماً في الجرح والتعديل ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده، فإذا انفرد بتوثيق من ليّنه الجمهور أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه فالحكم لعموم أقوال الأئمة، لا لمن شذ، فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وكلامه كثير إلى الغاية في الرجال وغالبه صواب وجيد وقد ينفرد بالكلام في بعد الرحيل فيلوح خطأه في اجتهاده بما قلنا، فإنه بشر من البشر وليس بمعصوم، بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة ويلينه تارة، يختلف اجتهاده في الرجل الواحد فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت).105
…فانظر إلى هذا الكلام الجميل النفيس، وتأمله ثم قارنه بمن تمسك بتوثيق ابن معين لأبي الصلت ولم يلتفت إلى تضعيف الحفاظ له!!
…وأمّا ما ذكره الغماري: أن عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وثقه بروايته عنه، وذلك يدل على أنه ثقة عند أبيه أيضاً،لأن عبد الله كان لا يروي إلاّ عمن يأمره أبوه بالرواية عنه ممن هو عنده ثقة106، وقد قال الحافظ ابن حجر: (من عرف من حاله أنه لا يروي إلاّ عن ثقة، فإنّه إذا روى عن رجل وُصِف بكونه ثقة عنده كمالك، وشعبة والقطان، وابن مهدي، وطائفة ممن بعدهم).107
…فالجواب عن هذا، ما يلي:
…إنّ هذا مبني على الغالب، وإلاّ فمالك ـ رحمه الله ـ روى عن عبد الكريم بن أبي المخارق، وعبد الكريم هذا قال عنه الحافظ ابن حجر: (ضعيف).108
…وشعبة ـ رحمه الله ـ روى عن جابر الجعفي، وهو ضعيف عند الحافظ ابن حجر أيضاً.109
…والإمام أحمد ـ رحمه الله ـ روى عن عامر بن صالح الزبيري، وهو: (متروك الحديث) 110، وهكذا.
…وقد قال الحافظ ابن حجر: (قد كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلاّ عمّن يأذن له أبوه في الكتابة عنه، ولهذا كان معظم شيوخه ثقات).111
…وهناك فرق بين: (معظم) و (كل).
…وقال أيضاً: (حكم شيوخ عبد الله القبول، إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر، لأنه كان لا يكتب إلاّ عمن أذن له أبوه فيه).112
…ولاحظ قول الحافظ ابن حجر: (إلاّ أن يثبت فيه جرح مفسر).
…ولا يشك أحدٌ أنّ أبا الصلت قد ثبت فيه جرح مفسر!!!!
…فهذا حكم شيوخ عبد الله بن الإمام أحمد لا من أطلق القبول فيهم،
والله أعلم.
الوجه الثاني: محمد بن جعفر بن أبي مُواتية الكلبي، أبو عبد الله، وقيل: أبو جعفر الكوفي، ويقال: البغدادي العَلاّف، المعروف: بالفَيْدِي، نزل فَيْد، توفي سنة: 231، أو 236.
…أخرجه الحاكم في: (مستدركه) 113، عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، حدثنا: الحسين بن فهم، حدثنا: محمد بن يحيى الضريس، حدثنا: محمد بن جعفر الفَيْدي، ثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب).
…قال الحاكم: (ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ).114
…أقول: محمد بن جعفر الفيدي هذا، وثقه ابن معين115، وقال الحافظ أبو بكر البزار: (صالح).116
…وهل هو من شيوخ البخاري أو لا؟
…على خلاف بين العلماء، ورجح الحافظ ابن حجر أنه ليس من شيوخه، والله أعلم.
…ومحمد بن أحمد بن تميم القنطري، قال فيه ابن أبي الفوارس: (كان فيه لين).117
(يُتْبَعُ)
(/)
…والحسين بن فهم، قال عنه الدارقطني، والحاكم: (ليس بالقوي) 118، لكن قال الحاكم في: (المستدرك): (ثقة مأمون حافظ).119
…وأخرجه ابن محرز في: (معرفة الرجال) 120، وابن المغازلي في: (المناقب121).
عن محمد بن جعفر العلاّف ـ الذي كان ينزل بفيد كوفي ـ، قال: حدثنا محمد بن الطفيل، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه مرفوعاً.
…أقول: محمد بن الطفيل النَخَعي، ذكره ابن حبان في: (الثقات) 122، وقال الحافظ ابن حجر: (صدوق).123
…والحديث معلولة بما سبق:
1. من تدليس الأعمش.
2. وتفرد أبي معاوية به، والرجوع عن التحديث به.
الوجه الثالث: القاسم بن سلام أبو عبيد ـ رحمه الله تعالى ـ:
…أخرجه ابن حِبان في: (المجروحين) 124، ومن طريقه ابن الجوزي في: (الموضوعات) 125، عن الحسين بن إسحاق الأصبهاني، قال: ثنا: أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلاّم، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد الدار فليأتها من قبل بابها).
…أقول: هذا إسناد واه جداً، فيه: إسماعيل بن محمد بن يوسف الجبريني أبو هارون.
…قال ابن أبي حاتم: (كتب إليَّ بجزء فنظرت في حديثه فلم أجد حديثه حديث أهل الصدق).126
…وقال ابن حبان: (يقلب الأسانيد، ويسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به).127
…وقال الحاكم: (روى عن سنيد، وأبي عبيد، وعمرو بن أبي سلمة أحاديث موضوعة).128
…وقال ابن طاهر: (وإسماعيل هذا من أهل بيت جبرين، كذّاب).129
الوجه الرابع: عمر بن إسماعيل بن مجالد.
…أخرجه العقيلي في: (الضعفاء) 130، والخطيب البغدادي في: (تاريخه) 131،
وابن الجوزي في: (الموضوعات)، من طريقين132، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، حدّثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب).
…وعند العقيلي، وابن الجوزي بلفظ: (مدينة العلم) بدل من: (مدينة الحكمة).
…أقول: هذا إسناد ضعيف جداً، من أجل عمر بن إسماعيل بن مجالد.
…قال أبو حاتم: (ضعيف الحديث).133
…وقال ابن معين: (كذّاب، يحدث أيضاً بحديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ـ (ـ: أنا مدينة العلم، وعلي بابها، وهذا حديث كذب، ليس له أصل).134
( http://islamport.com/w/krj/Web/4515/1.htm#)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 05:05]ـ
…وقال أبو زرعة: (أتينا شيخاً ـ ببغداد ـ يقال: له عمر بن إسماعيل بن مجالد، فأخرج إلينا كراسة لأبيه فيها أحاديث جياد، عن مجالد، وبيان، والناس فكنا نكتب إلى العصر، وقرأ علينا فلما أردنا أن نقوم قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الحديث فقلت له: ولا كل هذا بمرة، فأتيت يحيى بن معين فذكرت ذلك له، فقال: قل له يا عدو الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد، متى روى هذا الحديث ببغداد؟).135
…وقال ابن معين: (قد كنت أرى ابنه هذا عمر بن إسماعيل بن مجالد شويطراً، ليس بشيء، كذاب، رجل سوء، خبيث، حدّث عن أبي معاوية بحديث، ليس له أصل، كَذِبٌ، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ـ (ـ: علي مدينة العلم، أو كلام هذا معناه).136
…وقال الحافظ ابن حجر عن عمر بن إسماعيل هذا: (متروك).137
الوجه الخامس: إبراهيم بن موسى الرازي
أخرجه ابن جرير الطبري في: (تهذيب الآثار).138
…قال: حدثني إبراهيم بن موسى الرازي ـ وليس بالفراء ـ، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها).
…قال أبو جعفر الطبري: (هذا الشيخ لا أعرفه، ولا سمعت منه غير هذا الحديث).
أقول: ولعله سرقه من أبي الصلت، فقد قال أبو زرعة الرازي: (حديث المعلى بن عرفان كم من قوم قد افتضحوا فيه، وحديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها، كم من خلق قد افتضحوا فيه) 139.
(يُتْبَعُ)
(/)
…وقال ابن عدي: (وهذا حديث أبي الصلت الهروي، عن أبي معاوية، على أنه قد حدّث به غيره وسرق منه من الضعفاء) 140.
…وهو معلول أيضاً بما سبق.
الوجه السادس: أحمد بن سلمة أبو عمرو الكوفي.
أخرجه ابن عدي في: (الكامل) 141، وعنه السهمي في: (تاريخ جرجان) 142، وعن السهمي ابن الجوزي في: (الموضوعات).143
…قال ابن عدي: حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان بن موسى بن عدي
الجرجاني ـ بمكة ـ، حدّثنا: أحمد بن سلمة أبو عمرو الجرجاني، حدثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأتها من قبل بابها).
…أقول: في إسناده أحمد بن سلمة الكوفي، وهو كذاب.
…قال ابن عدي: (حدّث عن الثقات بالبواطيل، ويسرق الحديث).144
…وقال الذهبي: (كذّاب).145
الوجه السابع: الحسن بن علي بن راشد.
…أخرجه ابن عدي في: (الكامل).146
…قال: حدثنا: الحسن بن علي العدوي ـ وهو ضعيف ـ، عن الحسن بن علي بن راشد، حدثنا: أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً:
… (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها).
…أقول: هذا إسناد ضعيف جداً، فيه: الحسن بن علي العدوي، وهو هالك.
…قال ابن عدي: (وهذا حديث أبي الصلت الهروي، عن أبي معاوية، على أنه قد حدّث به غيره وسرق منه من الضعفاء، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خير وأصدق من الحسن بن علي بن راشد، والذي ألزقه العدوي عليه).147
…وللعدوي ترجمة طويلة تجدها في: (لسان الميزان) 148، للحافظ ابن حجر، وخلاصة أمره أنه هالك
الوجه التاسع: موسى بن محمد الأنصاري الكوفي.
…أخرجه خيثمة بن سليمان.149
…قال: حدثنا ابن عوف، حدّثنا محفوظ بن بَحْر، ثنا: موسى بن محمد الأنصاري الكوفي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، مرفوعاً: (أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها).
…أقول: في إسناده: محفوظ بن بَحْر، وهو الأنطاكي.
…قال الذهبي: (كَذّبَه أَبو عَرُوبَة).150
…وقال برهان الدين العجمي بعد ما ذكر له هذا الحديث: (من وضعه وأكاذيبه).151
الوجه الثامن: رجل من أهل الشام عن هشام.
…قال الدارقطني في حديث أبي الصلت هذا عن أبي معاوية:
… (إنَّ أبا الصلت وضعه على أبي معاوية، وسرقه منه جماعة، فحدثوا به عن أبي معاوية، منهم: ... ، ورجل كذّاب من أهل الشام، حدّث به عن هشام، عن أبي معاوية).152
…أقول: لم أقف على إسناده، ويكفينا قول الدارقطني فيه.
…تنبيهان:
…الأول: قول الدارقطني: (أن أبا الصلت وضعه)، فيه نظر، وقد عرفت فيما سبق أنه قد تابعه الفيدي عن أبي معاوية.
…الثاني: لم أقف على اسم الرجل، وليس هذا بضار لأنه كذّاب، كما قال الدارقطني.
الوجه العاشر: جعفر بن محمد أبو محمد الفقيه البغدادي.
…أخرجه الخطيب البغدادي في: (تاريخه) 153، ومن طريقه ابن الجوزي في: (الموضوعات) 154، عن محمد بن عبد الله أبي جعفر الحضرمي، حدثنا: جعفر بن محمد البغدادي، أبو محمد، الفقيه ـ وكان في لسانه شيء ـ، حدثنا: أبو معاوية،عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله ـ (ـ، يقول: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب).
…قال أبو جعفر مطين: (لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد، رواه أبو الصلت فكذبوه).155
…وقال الذهبي: (جعفر بن محمد الفقيه، فيه جهالة).
…وحكم على الحديث بأنه موضوع. 156
…أقول: قد جاء في إسناد الخطيب البغدادي بأن جعفر بن محمد الفقيه كان في لسانه شيء، فلعل في هذه اللفظة إشارة إلى أنه كان يكذب، وإلاّ فقول أبي جعفر مطين بعد ذكر الحديث، فيه إشارة إلى عدم صحة الإسناد، وجعفر بن محمد الفقيه متهم فيه، ولعله سرقه من أبي الصلت، وقد سبق من قول أبي زرعة الرازي ـ قريباً ـ أنَّ: (حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس: أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها، كم من خلق قد افتضحوا فيه) 157.
…وقال ابن عدي: (وهذا حديث أبي الصلت الهروي، عن أبي معاوية، على أنه قد حدّث به غيره وسرق منه من الضعفاء) 158، والله أعلم.
…والحديث معلول بما سبق.
الوجه الحادي عشر: رجاء بن سلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
…أخرجه الخطيب البغدادي في: (تاريخه) 159، ومن طريقه ابن الجوزي في: (الموضوعات).160
…قال الخطيب البغدادي: أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، حدثنا: عبد الله بن محمد بن عبد الله ـ الشاهد ـ، حدثنا: أبو بكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، حدثنا: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، حدثني: رجاء بن سلمة، حدثنا: أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ـ (ـ:
(أنا مدينة العلم، وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب).
أقول: في إسناده رجاء بن سلمة، اتهمه ابن الجوزي بسرقة الأحاديث161، وقد افتضح أقوام بسرقة هذا الحديث من أبي الصلت، كما ذكر ذلك أبو زرعة الرازي، وابن عدي كما سبق عنهما قريباً.
الوجه الثاني عشر: محمود بن خداش.
… أخرجه أبو بكر ابن مردوية162، من حديث الحسن بن عثمان، عن محمود بن خداش، عن أبي معاوية.
…
…أقول: هذا إسناد معلول بالحسن بن عثمان، وهو التستري، كان يضع الحديث.
…قال ابن عدي: (كان عندي يضع ويسرق حديث الناس).163
…وقال عبدان الأهوازي: (كذّاب).164
الطريق الثانية: طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش.
…أخرجها ابن عدي في: (الكامل) 165، والآجري في: (الشريعة) 166، من طريق عثمان بن عبد الله العثماني، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مرفوعاً:
(أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها).
…قال ابن عدي: (وهذا الحديث لا أعلم رواه أحد عن عيسى بن يونس غير عثمان بن عبد الله، وهذا الحديث في الجملة معضل عن الأعمش، ويروي عن أبي معاوية، عن الأعمش ويرويه عن أبي معاوية أبو الصلت الهروي، وقد سرقه من أبي الصلت جماعة ضعفاء).167
…وذكر ابن حبان هذه الطريق في ترجمة: عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان العثماني، أبي عثمان.
…وقال: (كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات، ويروي عن الأثبات أسانيد ليس من رواياتهم، كأنّه كان يقلب الأسانيد، لا يحل الاحتجاج بخبره، روى عن عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: أنا مدينة العلم وعلى بابها).168
…لكن قال الدارقطني: (هذا وهم، لم يرو عثمان بن خالد، عن عيسى بن يونس شيئاً، وإنّما روى هذا الحديث عن عيسى بن يونس، عثمان بن عبد الله القرشي، الشامي).169
…أقول: وعثمان بن عبد الله القرشي الشامي هو الأموي، وقد فَرَّق الخطيب البغدادي، وابن الجوزي بينه، وبين عثمان بن عبد الله الأموي، والصحيح أنهما واحد.
…قال العراقي: (فَرَّق الخطيب، وابن الجوزي بينه وبين عثمان بن عبد الله الأموي، وكلاهما يروي عن مالك ... ، وجمع الذهبي بينهما في ترجمة واحدة).170
…قال الحافظ ابن حجر: (فأصاب).171
…أقول: وعثمان هذا كذّاب وضّاع.172
الطريق الثالثة: طريق أبي الفتح سعيد بن عقبة الكوفي، عن الأعمش.
أخرجها ابن عدي في: (الكامل) 173، ومن طريقه ابن الجوزي في:
(الموضوعات).174
…قال ابن عدي: حدثنا: أحمد بن حفص، حدثنا: سعيد بن عقبة أبو الفتح الكوفي، حدثنا: سليمان الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ (ـ:
(أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب).
أقول: هذا الإسناد معلول بعلتين:
الأولى: أحمد بن حفص السعدي.
قال ابن عدي: (حدّث بأحاديث منكرة، لم يتابع عليه).175
وقال أيضاً: (وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وممن يشبه عليه فيغلط فيحدث به من حفظه).176
…أقول: وسبب غلطه هو ما أشار إليه الإسماعيلي حيث قال: (يعرف بحمدان، جرجاني، ممرور يكون أحياناً أشبه).177
…قال الحافظ ابن حجر: (فأشار إلى أنه كان أحياناً يغيب عقله، والممرور هو الذي يصيبه الخَلطُ، من المِرّة فيخلط).178
…وقال الذهبي: (صاحب مناكير).179
…وقال في: (الديوان) (واهٍ، ليس بشيء) 180، واتهمه بوضع هذا
الحديث،كما في: (الميزان).181
…والظاهر أنه كان يخلط تخليطاً فاحشاً حتى وصل إلى حد الترك، وإلاّ فهو صدوق في نفسه، ولا يتعمد الكذب كما قال ابن عدي182، وحمزة السهمي183، وقال الإسماعيلي: (كان يعرف الحديث، وهو صدوق).184
…الثانية: سعيد بن عقبة الكوفي.
(يُتْبَعُ)
(/)
…قال ابن عدي: (مجهول، غير ثقة).185
…وأمّا الغماري اكتفى بقول (مجهول) ولم يذكر باقي كلام ابن عدي:
(غير ثقة).186
وأمّا رواية: سعيد بن جبير، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
أخرجها ابن شاذان في: (مائة منقبة).187
قال: حدثني محمد بن سعيد أبو الفرج 188، قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني سعد بن طريف الخفاف، قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لعلي:
(يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، لأنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من رسريرتي، وعلانيتك من علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك، وربح من تولاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وخسر من فارقك فمثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ـ عليه السلام ـ من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة).
أقول: هذا حديث موضوع، وعلامات الوضع ظاهرة جداً، والإسناد معلول بما يلي:
الأولى: سعد بن طريف الإسكافي الخفاف.
قال الحافظ ابن حجر: (متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضياً).189
الثانية: الانقطاع بين سعد بن طريف وسعيد بن جبير، فإن سعداً يروي عمن روى عن سعيد بن جبير.
الثالثة: ابن شاذان.
…وهو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان، دجال كذاب.
…اتهمه الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ بالوضع، فقال: (ولقد ساق الخطيب190 أخطب خُوَارزم من طريق هذا الدَّجَّال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيد علي ـ (ـ، .... ).191
…وهذا الحديث من تلك الأحاديث الباطلة.
…وذكرت هذه العلل من أجل أن يقف الباحث على حقيقة هذا الإسناد، وإلاّ فإني أرى هذا الإسناد من صنع هذا الكذّاب، والله أعلم.
…أقول: إذا عرفت عدم صحة حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، تبين لك بطلان قول الغماري حين قال: ( ... فكيف بانضمامه إلى حديث ابن عباس الذي هو من أصح الصحيح كما عرفت).192!!!
ثانياً: حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ:
روي عنه من عدة طرق:
الطريق الأولى: سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة193، عن الصُّنَّابحي، عن علي ـ (ـ.
وقد روي عن سلمة بن كهيل من وجهين:
الوجه الأول: يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه:
…رواه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سويد بن غفلة، عن الصُّنَّابحي.
…ذكره الدارقطني في: (العلل).194
…ويحيى بن سلمة بن كهيل، هو الحضرمي، أبو جعفر الكوفي، توفي سنة: 179.
…قال عنه الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: (متروك، وكان شيعياً).195
…وأمّا قول حسن الشيرازي: (وقد صحح حديثه الذهبي أيضاً في تلخيص المستدرك، وقال: ترك حديث يحيى بن سلمة من المحالات التي يردها العقل).196
…فإن هذا من أوهامه!!
…بل الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ ضعّفه جداً، في موضعين من تلخيص المستدرك، والثالث ما ذكره الشيرازي.
…فأمّا الموضع الأول: فقال متعقباً على قول الحاكم حين قال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
…قال: (بل يحيى متروك، قاله النسائي).197
…والموضع الثاني: قال: (إسماعيل وأبوه متروكان).198
…وإسماعيل هذا هو: ابن يحيى بن سلمة بن كهيل، وأبو هو يحيى بن سلمة.
…وأمّا الموضع الثالث: فهو ما ذكره الشيرازي، وكأنه لم يتنبه لقول الذهبي:
(قال النسائي متروك، وقال أبو حاتم منكر الحديث).
…فهو أخذ الجملة الأولى وهي: (ترك حديث يحيى بن سلمة من المحالات التي يردها العقل)، وترك باقي كلام الذهبي، وعبارة الذهبي ـ رحمه الله ـ كما في التلخيص هكذا: (صحيح، ترك حديث يحيى بن سلمة من المحالات التي يردها العقل، قال النسائي متروك، وقال أبو حاتم منكر الحديث).
(يُتْبَعُ)
(/)
…أقول: فالجملة الأخيرة تناقض الجملة الأولى، فالذي يبدو أن هناك سقط لكلمة: (قلت) وأن موضعها يأتي قبل: (قال النسائي ... ) لكي تصبح الجملة هكذا: (قلت: قال النسائي ... )، وتكون الجملة الأولى وهي: (صحيح، ترك حديث ... ) هي عبارة الحاكم، ورجحنا هذا لأن الذهبي قد ضعف يحيى جداً في الموضعين السابقين، وطريقتة في: (تلخيص المستدرك) كما هي معروفة، أنه يأتي بطرف من كلام الحاكم ثم يتبعه بكلامه إمّا مؤيداً أو متعقباً، أو يسكت أحياناً، والله أعلم.
الوجه الثاني: شريك، عن سلمة بن كهيل.
وقد روي عن شريك من عدة طرق:
الطريق الأولى: محمد بن عمر الرومي، عن شريك.
…أخرجها الترمذي199، وابن جرير الطبري في: (تهذيب الآثار) 200، من طريق إسماعيل بن موسى الفِزَاري، حدّثنا: محمد بن عمر بن الرومي، حدّثنا: شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غَفَلة، عن الصُّنَّابحي، عن علي ـ (ـ، مرفوعاً: (أنا دار الحكمة، وعلي بابها).
…أقول: هذا إسناد معلول بعلتين:
…الأولى: ضعف محمد بن عمر الرومي الباهلي.
…قال ابن أبي حاتم الرازي سألت أبي عنه؟ فقال: (هو قديم، روى عن شريك حديثاً منكراً)، قلت: ما حاله؟ فقال: (فيه ضعف).201
…وقال أبو زرعة: (شيخ لين).202
…وقال أبو داود: (ضعيف).203
…وقال ابن حبان: (عمر بن عبد الله الرومي، شيخ، يروي عن شريك، يقلب الأخبار ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنا دار الحكمة، وعلي بابها، فمن أراد الحكمة، فليأتها من بابها، رواه عنه أبو مسلم الكجي، وهذا خبر لا أصل له عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ولا شريك حدّث به، ولا سلمة بن كهيل رواه، ولا الصنابحي أسنده، ولعل هذا الشيخ بلغه حديث أبي الصلت، عن أبي معاوية، فحفظه ثم أقلبه على شريك، وحدث بهذا الإسناد).204
…ذكره في ترجمة: عمر بن عبد الله بن الرومي، فوهم ـ رحمه الله تعالى ـ، لأن عمر بن عبد الله الرومي هو والد محمد بن عمر بن عبد الله الرومي.
…قال الدارقطني: (قول أبي حاتم هاهنا: عمر بن عبد الله الرومي، إنما هو محمد بن عبد الله بن عمر الرومي، الذي روى عنه أبو مسلم، ونظراؤه، وأبوه عمر بن عبد الله ثقة، حدّث عنه قتيبة بن سعيد، والأكابر، يحدث عن أبيه، عن أبي هريرة، وأبو عبد الله الرومي حدّث عنه حماد بن زيد، وهو ثقة).205
…قال الذهبي: (عمر بن عبد الله الرومي عن شريك كذا قال ابن حبان فَوهِم، وقال: يأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم.
…قلت: بل الراوي عن شريك هو محمد بن عمر الرومي، وهو وَلَدُ المذكور، فأما الأبُ فثقة، حدّث عنه قتيبة بن سعيد، والكبار، له عن أبيه عبد الله).206
…ولخص الحافظ ابن حجر القول فيه فقال: (لين الحديث).207
…أقول: وقد عدّ حديثه هذا من منكراته.
…قال الترمذي بعد أن ذكر الحديث: (هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك، ولم يذكروا فيه عن الصُّنَّابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن واحدٍ من الثقات عن شريك).208
…وقد سأل الترمذي الإمام البخاري عن هذا الحديث فأنكره.209
…ثم قال أبو عيسى الترمذي: (لم يرو عن أحد من الثقات من أصحاب شريك، ولا نعرف هذا من حديث سلمة بن كهيل من غير حديث شريك).210
…وقد قال أبو حاتم الرازي: (هو قديم روى عن شريك حديثاً منكراً).211
…يعني: هذا الحديث.
الثانية: شريك بن عبد الله النخعي، ساء حفظه منذ ولي القضاء.
…قال الحافظ ابن حجر: (صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عدلاً، فاضلاً، عابداً، شديداً على أهل البدع).212
…فسماع المتقدمين الذين سمعوا منه بواسط، خال من التخليط، قال ابن حبان: (كان في آخر أمره يخطئ فيما يروى، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل: يزيد بن هارون، وإسحاق الأزرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة).213
أقول: شريك بن عبد الله ولد سنة: (95)، وتوفي سنة: (177)، وولي القضاء بواسط سنة: (150)، ثم ولي قضاء الكوفة بعد ذلك في زمن أبي جعفر المنصور حتى مات أبو جعفر سنة: (158).
(يُتْبَعُ)
(/)
…وبما أن محمد بن عمر بن الرومي، بصري، وبقي إلي قرب سنة: (220)، فيكون بين وفاة أبي جعفر المنصور إلى سنة (220)، (62) سنة تقريباً، فيكون محمد بن عمر غالباً سمع من شريك بن عبد الله بعد القضاء، والله أعلم.214
…وأمّا قول حسن الحسيني الشيرازي: (وقد تشبّث بعض الأغمار للطعن في حديث شريك هذا بأمور:
…الأول: اختلاط شريك وسوء حفظه.
…وجوابه: أنّ ذلك إنّما عرض له في آخر أمره، فسماع المتقدمين منه ليس فيه تخليط كما قال ابن حبان في الثقات، ... ) إلى أن قال: (ولا نعلم أحداً ادّعى أنّ ابن الرومي سمع من شريك بعد اختلاطه، فالأصل عدمه، والله أعلم).215
…أقول: كلا، لعمري أن كلامه هذا خال من التحقيق لما يلي:
…أولاً: قوله: (ولا نعلم أحداً ادّعى أنّ ابن الرومي سمع من شريك بعد اختلاطه).
…نعم، لا نعلم أحداً ادعى ذلك، وإنما يعرف ذلك بالتاريخ وقد بينت ذلك، وكما أننا عرفنا بعض الرواة سمعوا من شريك قبل تولي القضاء بالتاريخ ـ أيضاً ـ، منهم: أبان بن تغلب، وابن إسحاق، وسلمة بن تمام، فهولاء ـ مثلاً ـ ماتوا قبل توليه القضاء، وكان على الشيرازي أن يتتبع ذلك، لا أن يقول: (ولا نعلم أحداً ادّعى أنّ ابن الرومي سمع من شريك بعد اختلاطه).
…ثانياً: على فرض التسليم أن الأصل عدم سماعه في حالة الاختلاط، لكن ابن الرومي ضعيف، وقد أنكر الأئمة حديثه هذا.
…تنبيه: قال العلائي: (شريك هذا احتج به مسلم، وعلق له البخاري) 216
…أقول: هذا وهم منه ـ رحمه الله تعالى ـ، وتابعه على هذا الوهم الشيرازي فقد نقل قول العلائي وسكت عنه217.
…والصحيح أن مسلماً لم يخرج له في الأصول ولم يحتج به، بل روى له في المتابعات.
…قال الحافظ المزي: (روى له مسلم في المتابعات) 218.
…وقال الحافظ الذهبي: (وقد أخرج مسلمٌ لشريك متابعة) 219.
…وقول الشيرازي أيضاً: (قد قرر الحافظ العلائي أن تفرد شريك حسن).220
…أقول: بل مازال العلماء يتوقفون في ما يتفرد به، وهذا هو دأبهم، إلاّ ما ثبت أنه رواه قبل توليه القضاء، قال الحافظ البيهقي: (أهل العلم بالحديث لا يحتجون بما تفرد به شريك لكثرة أوهامه).221
…وصنيع الإمام مسلم في إخراج أحاديثه في المتابعات أكبر دليل على ذلك.
…وقد طعن بعضهم بتشيع شريك، والصحيح أنه كان يقدم عثمان بن عفان ا، والله أعلم.
…ومن طريق محمد بن عمر بن الرومي عن شريك:
…أخرجها القطيعي في: (جزء الألف دينار) 222، وفي زوائده على: (فضائل الصحابة، للإمام أحمد) 223، والآجري في: (الشريعة) 224، وأبو نعيم في: (معرفة الصحابة) 225، وابن عساكر في: (تاريخه) 226، والسلفي في: (المشيخة البغدادية) 227، وابن الجوزي في: (الموضوعات).228
…من طريق محمد بن عمر بن عبد الله الرومي، عن شريك، عن سلمة بن
كهيل، عن الصنابحي، عن علي ـ (ـ مرفوعاً: (أنا دار الحكمة، وعلي بابها).
…زاد الآجري: (فمن أرادها آتاها من بابها)، قال: وكان علي ـ (ـ يقول: إن بين أضلاعي لعلماً كثيراً.
…أقول: هكذا جاء الإسناد بإسقاط سويد بن غفلة بين سلمة والصنابحي.
…وهذا الإسناد معلول بثلاث علل:
…الأولى: ضعف محمد بن عمر الرومي.
…وقد تقدم الكلام عليه.
…الثانية: قد عَدّ الأئمة حديثه هذا من منكراته، كما تقدم أيضاً.
…الثالثة: لم يسمع سلمة بن كهيل من الصُّنَّابحي، قاله الدارقطني229، أقول: بينهما سويد بن غفلة.
الطريق الثانية: سويد بن سعيد الحدثاني عن شريك.
…أخرجها ابن المغازلي في: (المناقب) 230، وابن عساكر في: (تاريخه) 231، من طريق سويد بن سعيد، نا: شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصُّنَّابحي، عن علي ـ (ـ مرفوعاً: (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت باب المدينة).
…أقول: هذا الإسناد معلول بعلتين:
…الأولى: لم يسمع سلمة بن كهيل من الصُّنَّابحي، كما سبق.
…الثانية: سويد بن سعيد الحدثاني.232
…قال الحافظ ابن حجر: (صدوق في نفسه إلاّ أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول).233
…وقال في: (طبقات المدلسين) في الطبقة الرابعة: (موصوف بالتدليس وصفه به الدارقطني، والإسماعيلي وغيرهما، وقد تغير في آخر عمره بسبب العمى فضعف بسبب ذلك).234
الطريق الثالثة: عبد الحميد بن بحر البصري عن شريك.
(يُتْبَعُ)
(/)
…أخرجها الآجري في: (الشريعة) 235، وأبو نعيم في: (الحلية) 236، ومن طريقه ابن الجوزي في: (الموضوعات) 237، وشمس الدين الجزري 238، عن عبد الحميد بن بحر البصري، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، عن الصُّنَّابحي، عن علي ـ (ـ مرفوعاً: (أنا مدينة الفقه، وعلي بابها).
ولفظ أبي نعيم: (أنا دار الحكمة، وعلي بابها).
…أقول: هذا إسناد ضعيف جداً، وهو معلول بعلتين:
…الأولى: عبد الحميد بن بحر البصري، كان يسرق الحديث.
…قال ابن حبان: (يروي عن مالك وشريك، والكوفيين مما ليس من أحاديثهم، كان يسرق الحديث، لا يّحِل الاحتجاج به بحال).239
…واتهمه ابن عدي بالسرقة أيضاً.240
…وقال الحاكم، وأبو سعيد النقاش: (يروي عن مالك بن مغول، وشريك أحاديث مقلوبة).241
…وقال أبو نعيم: (يروي عن مالك، وشريك أحاديث منكرة).242
…الثانية: لم يسمع سلمة من الصنابحي، كما سبق.
…تنبيه: وقع في إسناد الآجري: (سلمة بن كهيل عن أبي عبد الرحمن).
…وهذا يحتمل ما يلي:
…أولاً: إن زيادة: (أبي) خطأ من الناسخ، وأن الصحيح حذفها، لأن اسم الصُّنَّابحي هو: عبد الرحمن، وهذا هو الصواب، وقد جاء عند أبي نعيم: (الصُّنَّابحي) بدل: (أبي عبد الرحمن).
…ثانياً: أن يكون للصُّنابحي كنيتان، والمشهور بها هي: أبو عبد الله، وهذا ضعيف.
…ثالثاً: أن يكون رجلاً غيره، وهذا بعيد.
…وعلى كل فالحديث مداره على عبد الحميد بن بحر، وقد عرفت أنه كان يسرق الحديث، والله أعلم.
…وبهذا يتبين أن جميع الطرق التي رويت عن شريك لا تصح، وقد قال الترمذي:
(لا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك).243
…وقال في: (العلل الكبير): (لم يرو عن أحد من الثقات من أصحاب شريك، ولا نعرف هذا من حديث سلمة بن كهيل من غير حديث: شريك).244
…وقد أنكره هو والبخاري، كما تقدم.
…ولقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث فحكم عليه بالاضطراب، وأنه غير
ثابت، فقد قال في: (العلل): (هو حديث يرويه سلمة بن كهيل، واختلف عنه، فرواه شريك عن سلمة عن الصُّنَّابحي، عن علي، واختلف عن شريك، فقيل: عنه، عن سلمة، عن رجل، عن الصُّنابحي.
…ورواه يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، ولم يسنده).245
…وقال العلامة المعلمي ـ رحمه الله ـ: ( ... وأن المروي عن شريك لا يثبت عنه، ولو ثبت لم يتحصل منه على شيء، لتدليس شريك وخطئه والاضطراب الذي لا يوثق منه على شيء).246
الطريق الثانية: الأصبغ بن نُبَاته، عن علي بن أبي طالب ـ (ـ.
…أخرجها أبو الحسن علي بن عمر الحربي في: (أماليه) 247، ومن طريقه ابن عساكر في: (تاريخه).248
…قال: حدّثنا إسحاق بن مروان، حدّثنا: أبي، حدثنا: عامر بن كثير السراج، عن أبي خالد، سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نُبَاته، عن علي ـ (ـ مرفوعاً: (أنا مدينة الجنة، وأنت بابها يا علي، كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها).
…قال ابن عساكر: (كذا قال، والمحفوظ: مدينة الحكمة).
…أقول: هذا إسناد واه جداً، وهو معلول بعلتين:
…الأولى: سعد بن طريف الإسكافي.
…قال الحافظ ابن حجر: (متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان
رافضياً).249
…الثانية: أصبغ بن نُبَاته التميمي.
…قال الحافظ ابن حجر: (متروك، رمي بالرفض).250
الطريق الثالثة: عاصم بن ضمرة، والحارث الأعور، عن علي ـ (ـ.
…أخرجها الخطيب البغدادي في: (تلخيص المتشابه) 251، وابن عساكر في: (تاريخه) 252، من طريق أبي جعفر محمد بن الحسن الخثعمي، نا: عباد بن يعقوب، نا: يحيى بن بشار الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي ـ (ـ، وعن عاصم بن ضمرة، عن علي ـ (ـ، قال: قال رسول الله ـ (ـ: (شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين من ثمرها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أرادها فليأت الباب).
…أقول: هذا خبر باطل، وعلامات الوضع عليه ظاهرة.
…قال الخطيب البغدادي: (يحيى بن بشار الكندي الكوفي حدّث عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني، وجميعاً مجهولان).253
…وقال الذهبي: (يحيى بن بشار الكندي شيخ لعباد بن يعقوب الرواجني
لا يعرف، عن مثله، وأتى بخبر باطل).254
(يُتْبَعُ)
(/)
…وقال في: (المغني): (شيخ لعباد الرّواجني لا يعرف، عن مجهول).255
الطريق الرابعة: الحسين بن علي، عن أبيه ـ (ـ:
أخرجها أبو جعفر الطوسي الرافضي في: (أماليه). 256
…قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمّي 257، قال: أخبرني أبي 258، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الليثي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، حدثنا أحمد بن حمّاد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السلام ـ، عن علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ، عن الحسين بن علي ـ عليه السلام ـ، عن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ، قال: قال رسول الله (: (أنا مدينة الحكمة، وأنت يا علي بابها ... الحديث).
…أقول: هذا إسناد واه جداً، وهو معلول بما يلي:
…الأولى: جابر بن يزيد.
…وهو الجعفي، قال الحافظ ابن حجر: (ضعيف رافضي).259
…الثانية: عمرو بن شمر.
…وهو الجعفي الكوفي، أبو عبد الله، واهي الحديث جداً، ولا نشغل أنفسنا بنقل أقوال الأئمة فيه، فأمره واضح.260
…الثالثة: أحمد بن حماد الهمداني.
…ضعّفه الدارقطني، ولم يعرفه الذهبي.261
…الرابعة: شيخ الشيعة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، صاحب
(الأمالي)، أعرض عنه الحفاظ لبدعته، وكان يتنقص السلف، قال ابن النجار:
(أحرقت كتبه عدة نوب بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر، واستتر هو خوفاً على نفسه بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف).
…قال الحافظ الذهبي: (وكان يعد من الأذكياء، لا من الأزكياء). 262
…وذكر ابن الجوزي أن أبا بكر ابن مردويه263 أخرجها عن الحسين بن علي، عن أبيه ـ (ـ مرفوعاً:
… (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم، فليأت الباب).
…لكن لم يذكر ابن الجوزي إسناد ابن مردويه إلى الحسين بن علي، والظاهر أن إسناده غير إسناد الطوسي لأن ابن الجوزي ذكر أن في إسناد ابن مردويه: (مجاهيل) 264، وأنا أستبعد أن يكون ابن الجوزي لم يعرف جابر الجعفي، وابن شمر
…وروي من طريق أخرى بإسنادٍ واه جداً، أخرجها ابن المغازلي في:
(المناقب). 265
…قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ـ رحمه الله ـ، فيما أذن لي في روايته عنه، أنّ أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى 266، يحدثهم، قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، حدثنا: أحمد بن محمد بن عيسى، سنة عشر وثلاث مائة، حدثنا: محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفار، بالبصرة، سنة أربع وأربعين ومائتين، حدثنا: أبو الحسن علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ، قال: قال رسول الله ـ (ـ:
(يا علي أنا مدينة العلم، وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاّ من الباب).
…أقول: وهذا إسنادٌ واهٍ جداً، وهو معلول بعلتين:
…الأولى: محمد بن عبد الله بن عمر اللاّحقي.
…ذكره الخطيب البغدادي في: (تاريخه) 267، ولم يذكر له جرحاً ولا تعديلاً.
…والظاهر أنه من رجال الشيعة، له ترجمة عندهم، وهو مذكور في: (رجال النجاشي).268
الثانية: محمد بن عبد الله بن المطلب.
هو: محمد بن عبد الله بن محمد، أبو المفضل الشيباني الكوفي، كان كذّاباً دجالاً، وكان يضع الأحاديث.269
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 05:07]ـ
الطريق الخامسة: علي بن موسى الرضى، عن آبائه، عن علي ـ (ـ.
…أخرجها ابن النجار في: (تاريخه).270
…قال: أنبأتنا رقية 271بنت معمر بن عبد الواحد، أنبأتنا: فاطمة بنت محمد بن أبي سعد البغدادي، أنا: سعيد بن أحمد النيسابوري، أنا: علي بن الحسن بن بندار بن المثنى، أنا: علي بن محمد مهروية، ثنا: داود بن سليمان الغازي، ثنا: علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي مرفوعاً:
… (أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب).
…أقول: في إسناده علتان:
…الأولى: داود بن سليمان الجرجاني الغازي.
(يُتْبَعُ)
(/)
…قال الذهبي: (كذّبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبِكُلّ حال فهو شيخ كَذّاب له نسخة موضوعة عن علي بن موسى الرضى، رواها علي بن محمد بن مهرويه القزويني الصدوق عنه).272
…الثانية: علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الإسْتراباذِي.
…اتهمه ابن طاهر.273
…وقال ابن النجار: (ضعيف) 274
…وقال حمزة بن يوسف السهمي: (تكلم فيه الناس).275
…تنبيه: علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الإستراباذي هذا غير علي بن الحسين بن بندار الأذَني، فإن الأول: اسم أبيه الحسن، والثاني: الحسين، وكثيراً ما تقع الأخطاء المطبعية في هذين الاسمين وكذا في المخطوطات، وقد ذكر ابن النجار سنة وفاة الأول في حدود الثمانين وثلاث مائة، والثاني توفي سنة: خمس وثمانين وثلاث مائة، فهو في الطبقة نفسها، والأول: متهم، والثاني: قال عنه الحافظ الذهبي: (ما علمت به بأساً).276
الطريق السادسة: الشعبي، عن علي بن أبي طالب ـ (ـ.
…رواها أبو بكر ابن مردويه277، من طريق الحسن بن محمد، عن جرير، عن محمد بن قيس، عن الشعبي، عن علي ـ (ـ مرفوعاً:
(أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب).
…أقول: هذا إسناد معلول بعلل:
…الأولى: الشعبي سمع من علي حرفاً، لم يسمع غير هذا قاله الدارقطني.278
…قال الحافظ ابن حجر: (كأنه عنى ما أخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي حين رجم المرأة قال رجمتها بسنة النبي ـ (ـ).279
…الثانية: الحسن بن محمد،لم أعرفه.
…الثالثة: جرير، لم أعرفه.
الطريق السابعة: عبيد الله بن أبي رافع، عن علي
..... أقول: حديث عبيد الله بن أبي رافع لم أقف عليه إلاّ عند حسن الحسيني الشيرازي ذكره في جزئه: (إتمام النعمة)، قال: (أخرجه الإمام الشريف محمد بن علي الحسني في كتاب من روى عن زيد بن علي الشهيد من التابعين، عن الحسن بن زيد، عن زيد بن الحسن السبط، عن زيد بن علي الشهيد، عن علي بن الحسين، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي عليه السلام).280
…هكذا ذكره معلقاً، ولم يسق إسناده لكي يتسنى لي دراسته.
الطريق الثامنة: جرير الضبي، عن علي ـ (ـ.
…أخرجها ابن المغازلي في: (المناقب).281
…قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا: أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ البغدادي، نا: الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا: محمد بن مُصَفَّى، نا: حفص بن عمر العدني، نا: علي بن عمر، عن أبيه، عن جرير، عن علي، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(أنا مدينة العلم، وعلي بابها، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها).
…أقول: هذا إسناد معلول بأربع علل:
…الأولى: جرير.
…هو الضبي، قال الحافظ الذهبي: (لا يعرف).282
…وقال الحافظ ابن حجر: (مقبول).283
…أي: حيث يتابع، وإلاّ فلين الحديث.
…الثانية: علي بن عمر.
…هو: علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، إن لم أكن مخطأً، قال الحافظ ابن حجر: (مستور).284
…وأمّا أبوه فقد قال عنه الحافظ ابن حجر: (صدوقٌ، فاضلٌ).285
…الثالثة: حفص بن عمر بن ميمون العَدَني الصنعاني، أبو إسماعيل، لقبه:
(الفَرْخ).
…قال الحافظ ابن حجر: (ضعيف).286
…الرابعة: محمد بن مُصَفَّى بن بُهْلُول القُرشِي.
…صدوق إلاّ أنه كان يدلس تدليس التسوية.287
…أقول: إذا تبين لك أن جميع الطرق التي رويت عن علي ـ (ـ، لم تصح، عرفت بطلان قول الشيخ الغماري: (فإذا ضم إلى هذه الطريق التي هي صحيحة تلك الطرق الأربعة من رواية الشعبي، والحسن، والأصبغ، والحارث، كان حديث علي ـ عليه السلام ـ بمفرده صحيحاً جزماً فكيف بانضمامه إلى حديث ابن عباس الذي هو من أصح الصحيح كما عرفت).288!!!!!
ثالثاً: حديث جابر ـ رضي الله تعالى عنه.
روي عنه من طرق:
الطريق الأولى: عبد الرحمن بن بَهْمان، عن جابر بن عبد الله ـ (ـ.
… أخرجها ابن حِبان في: (المجروحين) 289، وابن عدي في: (الكامل) 290، والحاكم في: (المستدرك) 291، والخطيب البغدادي في: (تاريخه) 292، وابن المغازلي في: (المناقب) 293، وابن المقرئ في: (المعجم) 294.
(يُتْبَعُ)
(/)
…ومن طريق ابن عدي والخطيب البغدادي، ابن الجوزي في: (الموضوعات) 295، وابن عساكر في: (تاريخه) 296، عن أحمد بن عبد الله بن يزيد الهُشَيْمِي المُؤدّب، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن عبد الرحمن بن بَهْمان، قال: سمعت جابر بن عبد الله ـ (ـ يقول: سمعت رسول الله ـ (ـ يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضَبْع علي بن أبي طالب: (هذا أمير البَرَرة، وقاتل الفَجَرة، منصور من نصره، مخذول من خذله)، مد بها صوته، ثم قال: (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الحكم فليأت الباب).
اللفظ لابن حبان، والبقية بألفاظ متقاربه.
…أقول: في إسناده أحمد بن عبد الله بن يزيد الهُشَيْمِي المُؤدّب، وهو كذّاب وضّاع.
…قال ابن عدي: (يضع الحديث).297
…وقال ابن حبان: (يروي عن عبد الرزاق والثقات الأوابد والطامات).298
…وقال الدارقطني: (يحدّث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير، يترك حديثه).299
…وقال الذهبي: (كذّاب).300
.... وقد حكم ابن عدي على الحديث بالوضع قال: (هذا حديث منكر موضوع، لا أعلم رواه عن عبد الرزاق إلاّ أحمد بن عبد الله المؤدب هذا).301
…وقال ابن حبان: (وهذا شيء مقلوب إسناده ومتنه معاً).302
…ونقل الخطيب عن أبي الفتح الأزدي قوله: (تفرد به عبد الرزاق وحده).
…ثم قال الخطيب البغدادي: (ولم يروه عن عبد الرزاق غير أحمد بن عبد الله
هذا، وهو أنكر ما حفظ عليه، والله أعلم).303
…أقول: وعلى رغم ما تقدم صحح إسناده الحاكم304 ـ عفا الله عنه ـ، وتعقبه الذهبي قائلاً: (العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل، وأحمد هذا دجال كذّاب).305
…وقال في موضع آخر من: (تلخيص المستدرك): (بل والله موضوع، وأحمد كذّاب فما أجهلك على سعة معرفتك).306
…لكن أقول: لم يتفرد الهُشَيْمي بهذا الإسناد بل تابعه، أحمد بن طاهر بن حرمله التُجِيي المصري، عن عبد الرزاق مثله.
…ذكره ابن الجوزي في: (الموضوعات) 307، وقال: (لا يصح من جميع الوجوه)، والتُجِيبي كذّاب أيضاً.
الطريق الثانية: جعفر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن جابر بن عبد الله ـ (ـ.
…أخرجها أبو الحسن ابن شاذان في: (خصائص علي () 308 ـ لم يذكر القصة ـ والدارقطني ـ رحمه الله تعالى ـ في: (المؤتلف والمختلف) 309، ومن طريقه الخطيب البغدادي في: (تلخيص المتشابه) 310، وابن عساكر أيضاً في: (تاريخه) 311، عن محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي، حدثنا: الحسين بن عبد الله التميمي، حدثنا: حُبَيْب بن النعمان، قال: أتيتُ المدينة لأجاور بها، فسألت عن خير أهلها؟ فأشاروا إلى جعفر بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، قال: فأتيتهُ فسلمت عليه، فقال: أنت الأعرابي الذي سمعت من أنس بن مالك خمس عشرة حديثاً؟
... قال: فأملها عَلَيّ، قال: فأمليتُ على ابنه وهو يسمع، فقلت له: ألا تحدثني عن جدك بحديث أخبركَ به أبوك؟
…قال: يا أعرابي تُريد أن يُبغضكَ الناس، وينسبونك إلى الرفض؟
…قال: قلت: لا.
…قال: حدّثني أبي، عن جدي، قال: حدّثني جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ـ (ـ: (أبو بكر، وعمر سَيّدا أهل الجنة).
…قال: فجعلتُ، فعرف الذي أردته، قال: وحدّثني أبي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ـ (ـ: (أنا مدينة الحكم، أو الحكمة، وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت بابها).
…أقول: هذا إسناد معلول بعلتين:
…الأولى: حُبَيْب بن النعمان.
…قال أبو الفتح الأزدي: (له مناكير).312
…وقال الخطيب البغدادي: (ليس بالمعروف).313
…الثانية: الحسين بن عبد الله التميمي.
…قال الخطيب البغدادي: (في عداد المجهولين).314
الطريق الثالثة: عبيد بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله ـ (ـ.
…أقول: لم أقف عليها إلاّ عند حسن الحسيني الشيرازي ذكرها في جزئه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إتمام النعمة) ولم يتكلم على إسنادها كعادته، قال: (ولحديث جابر طريق آخر أخرجه العاصمي في زين الفتى، قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن نصر، قال: أخبرنا الشيخ إبراهيم بن أحمد الحلواني، عن محمود بن محمد بن رجاء، عن المأمون بن أحمد، وعمار بن عبد الحميد، وسليمان بن خميرويه، عن محمد بن كرّام، عن أحمد بن محمد بن فضيل، عن زياد بن زياد، عن عبيد أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله (يقول: أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب).315
…أقول: هذا إسناد واه جداً، فيه شيخ الكرامية، محمد بن كرّام السجستاني، وهو ساقط الحديث على بدعته، أكثر عن أحمد الجُوَيْباري، ومحمد بن تميم السَّعْدِي، وكانا كَذَّابَين.316
.... تنبيه: وقع خطأ في اسم الراوي عن عبيد بن أبي الجعد، والصحيح يزيد بن زياد بن أبي الجعد317، ولم يتنبه له الشيرازي.
حديث: أبي سعيد الخدري ـ (ـ.
…أخرجه ابن شاذان في: (مائة منقبة).318
…قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن البهلول الموالي ـ رحمه الله ـ، قال: حدثني محمد بن الحسين 319، قال: حدثني عيسى بن مهران، قال: حدثني عبيد الله بن موسى، قال: حدثني خالد بن طهمان الخفاف، قال: سمعت سعد بن جنادة العوفي يذكر أنه سمع زيد بن أرقم يقول: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله، يقول:
… (علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ سيد العرب).
…فقيل: ألست أنت سيد العرب؟
…فقال: (أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، من أحبه وتولاه أحبه الله وهداه، ومن أبغضه وعاداه أصمه الله وأعماه، علي حقه كحقي، وطاعته كطاعتي، غير أنه لا نبي بعدي، من فارقه فارقني، ومن فارقني فارق الله، أنا مدينة الحكمة ـ وهي الجنة ـ، وعلي بابها، فكيف يهتدي المهتدي إلى الجنة إلاّ من بابها، علي ـ عليه السلام ـ خير البشر من أبى فقد كفر).
…أقول: وهذا أيضاً حديث موضوع، وهو معلول بما يلي:
…الأولى: خالد بن طهمان الكوفي أبو العلاء الخفاف.
…محله الصدق إلاّ أنه اختلط قبل موته بعشر سنين، قال ابن أبي مريم عن ابن معين: (ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كل ما جاءوا به يقرأه).320
…وقال الحافظ ابن حجر: (صدوق رُمِيَ بالتشيع ثم اختلط).321
…الثانية: عيسى بن مهران، أبو موسى المستعطف، كذّاب.
…قال ابن عدي: (حدّث بأحاديث موضوعة مناكير، محترق في الرفض).322
…قال الخطيب البغدادي: (كان عيسى بن مهران المستعطف من شياطين الرافضة ومردتهم، ووقع إليّ كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتضليلهم وإكفارهم، وتفسيقهم فوالله لقد قَفّ شعري عند نظري فيه، وعظم تعجبي مما أودع ذلك الكتاب من الأحاديث الموضوعة، والأقاصيص المختلفة، والأنباء المفتعلة بالأسانيد المظلمة عن سقاط الكوفيين، من المعروفين بالكذب، ومن المجهولين، ودلني ذلك على عمى بصيرة واضعه، وخبث سريرة جامعه، وخيبة سعي طالبه، واحتقاب ذرار كاتبه، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ().323
…قال الحافظ الذهبي: (رافضي، كذّاب جَبَل).324
…الثالثة: محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن البهلول.
…هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله الشيباني الكوفي، أبو الفضل، وبعضهم قال: أبو المفضل، مات سنة: (387)، كان دجالاً كذاباً، يضع الأحاديث.325، وقد تقدم.
الرابعة: ابن شاذان مؤلف المناقب، كان دجالاّ كذّاباً، وقد تقدم أيضاً.
…هذا آخر ما وقفت عليه، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
الخاتمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد.
فإني أختم هذا البحث بعرض خلاصة ما توصلت إليه، فأقول:
أولاً: حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
وهو حديث معلول: بتدليس الأعمش، وخاصة إذا روى عن مجاهد، وتفرد أبي معاوية بالحديث مع وجود الحفاظ من طبقته، ثم رجوعه عن التحديث به، دليل على وهن الخبر كما قال العلامة المعلمي ـ يرحمه الله ـ.
ثانياً: حديث علي بن أبي طالب ـ (ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: هو بجميع طرقه إلى علي بن أبي طالب لا تصح، و ذلك أكبر دليل على صحة قول الترمذي حين قال: (هذا حديث غريب منكر، وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك، ولم يذكروا فيه عن الصُّنَّابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن واحدٍ من الثقات عن شريك).326
وأما ما جاء عن محمد بن عمر بن الرومي فهو منكر، والذي تبين لي أنه من الذين رووا عن شريك بعد الاختلاط، ولو ثبت أنه روى قبل الاختلاط ما نفع ذلك لأن روايته هذه قد أنكرها الإمام البخاري، والإمام أبو حاتم الرازي، والإمام الترمذي.
ثالثاً: حديث جابر بن عبد الله ـ (ـ.
وهو حديث ضعيف جداً، فلا يصلح للاعتبار.
رابعاً: حديث أبي سعيد الخدري ـ (ـ.
وهو حديثٌ موضوعٌ.
وأمّا نكارة متن الحديث فقد بينها شيخ الإسلام والمسلمين ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ بياناً شافياً حيث قال: (و حديث: أنا مدينة العلم و علي بابها، أضعف، وأوهى، ولهذا إنما يعد في الموضوعات، و إن رواه الترمذي، وذكره ابن الجوزي، و بين أن سائر طرقه موضوعة، و الكذب يعرف من نفس متنه، فإن النبي (إذا كان مدينة العلم ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلغ عنه العلم إلا واحد، فسد أمر الإسلام، و لهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحداً، بل يجب أن يكون المبلغون أهل التواتر؛ الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب، وخبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن، وتلك قد تكون منتفية أو خفية عن أكثر الناس فلا يحصل لهم العلم بالقران، والسنن المتواترة، وإذا قالوا ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبرة، قيل: لهم فلا بد من العلم بعصمته أولاً، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن يعلم عصمته، فانه دور ولا تثبت بالإجماع، فإنه لا إجماع فيها، وعند الإمامية إنما يكون الإجماع حجة لأن فيهم الإمام المعصوم، فيعود الأمر إلى إثبات عصمته بمجرد دعواه، فعلم أن عصمته لو كانت حقاً لا بد أن تعلم بطريق آخر غير خبره، فلو لم يكن لمدينة العلم باب إلا هو،لم يثبت لا عصمته، ولا غير ذلك من أمور الدين فعلم أن هذا الحديث إنما افتراه زنديق، جاهل، ظنه مدحاً، وهو مطرق الزنادقة إلى القدح في دين الإسلام إذ لم يبلغه إلا واحد.
ثم إن هذا خلاف المعلوم بالتواتر، فإن جميع مدائن الإسلام بلغهم العلم عن الرسول من غير علي، أما أهل المدينة ومكة فالأمر فيهما ظاهر، وكذلك الشام، والبصرة فإن هؤلاء لم يكونوا يروون عن علي إلا شيئاً قليلاً، وإنما كان غالب علمه في الكوفة ومع هذا فأهل الكوفة كانوا يعلمون القران والسنة قبل أن يتولى عثمان، فضلاً عن علي.
وفقهاء أهل المدينة تعلموا الدين في خلافة عمر، وتعليم معاذ لأهل اليمن ومقامه فيهم أكثر من علي، ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل أكثر مما رووا عن علي، وشريح، وغيره من أكابر التابعين، إنما تفقهوا على معاذ بن جبل، ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضياً، وهو وعبيدة السلماني نفقها على غيره، فانتشر علم الإسلام في المدائن قبل أن يقدم علي الكوفة .... ) 327، إلى آخر كلامه ـ رحمه الله ـ.
فالحديث إذاً لا يصح إسناداً ولا متناً، وهو منكر جداً، ومن كان لديه أي استدراك أو تعقب وجيه علمي على ما كتبته وحققته فليتفضل، فإني صائر إليه طيبة بذلك نفسي، وأنا له شاكر.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد العزيز خليفة الكواري
11 من ذي الحجة, 1420
kalkuwari@hotmail.com
1 ( 3 / 126 ).
2 ( ص: 55).
3 اللآلئ المصنوعة، للسيوطي: (1/ 334)، وفي: (أجوبته على أحاديث المصابيح)، المطبوع في آخر كتاب: (مشكاة المصابيح)، تحقيق الشيخ الألباني: (3/ 317)، قال: (هو ضعيف، ويجوز أن يحسن)، وفي: (لسان الميزان): (2/ 123)، قال: (وهذا الحديث له طرق كثيرة في: مستدرك الحاكم، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل، فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع).
4 (رقم: 189).
5 (ص: 349).
6 العلل الكبير، للترمذي: (2/ 942).
7 المقاصد الحسنة، للسخاوي: (رقم: 189).
8 الجامع الصحيح: (5/ 596)، العلل الكبير: (2/ 942).
9 المجروحين: (2/ 94)، وانظر: (2/ 152).
10 المجروحين: (2/ 94).
11 الضعفاء: (3/ 150).
12 العلل: (3/ 248).
(يُتْبَعُ)
(/)
13 الموضوعات: (1/ 533).
14 الميزان: (1/ 415)، و (3/ 668)، وتلخيص المستدرك: (3/ 126).
15 منهاج السنة: (7/ 515)، وأحاديث القصاص: (ص: 62)، ومجموع الفتاوى: (4/ 410)، و (18/ 123).
16أنظر حاشية الفوائد المجموعة، للشوكاني (ص: 349).
17 ضعيف الجامع الصغير: (رقم: 1322).
18 دليل مخطوطات السيوطي: (ص: 189).
19 التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق، المجموعة الأولى: (ص: 32).
20 التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق، المجموعة الأولى: (ص: 32).
21 التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف، يوسف بن محمد بن إبراهيم العتيق، المجموعة الأولى: (ص: 33).
22 معرفة الرجال للأمام أبي زكريا ابن معين ـ رواية ابن محرز ـ: (2/ 242).
23 (5/ 67).
24 (11/ 66).
25 (3/ 126)
26 مسند علي بن أبي طالب: (ص: 105).
27 (11/ 48).
28 (1/ 351).
29 المناقب: (رقم: 121، 123، 124).
30 (رقم: 30)، من طريق الحاكم في: (تاريخ نيسابور)، فيما يظهر لي، والله أعلم.
31 (رقم: 69).
32 (رقم: 24).
33 تعريف أهل التقديس: (رقم: 55).
34 تاريخ عثمان الدارمي: (رقم: 952).
35 اللسان: (1/ 12).
36 الكفاية: (ص: 364).
37 الكفاية: (ص: 362).
38 التاريخ الأوسط: (1/ 255 ـ 256)، ذكره العلامة المعلمي ـ يرحمه الله ـ في حاشيته على الفوائد المجموعة: (ص: 351).
39 العلل ومعرفة الرجال: (1/ 411).
40 (2/ 640).
41 الميزان: (2/ 224).
42 التلخيص: (3/ 21).
43 كما ذكر ذلك المعلمي ـ يرحمه الله ـ، في حاشيته على الفوائد المجموعة، للشوكاني: (ص: 351).
44 تهذيب التهذيب: (4/ 197).
45 تهذيب التهذيب: (4/ 197).
46 مقدمة الجرح والتعديل: (ص: 241).
47 رواية ابن طهمان: (رقم: 59).
48 العلل: (2/ 210).
49 معرفة الرجال ـ رواية ابن محرز ـ: (1/ 79).
50 في حاشيته على الفوائد المجموعة، للشوكاني: (ص: 352).
51 بحر الدم، لابن عبد الهادي: (رقم: 1242).
52 الشجرة في أحوال الرجال: (رقم: 384).
53 الجرح والتعديل: (6/ 48).
54 الجرح والتعديل: (6/ 48).
55 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
56 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
57 الضعفاء: (3/ 70).
58 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
59 المجروحين: (2/ 151).
60 (5/ 332).
61 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
62 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
63 تهذيب التهذيب: (6/ 286).
64 الضعفاء: (رقم: 140).
65 الإرشاد: (3/ 873).
66 تهذيب التهذيب: (6/ 287)، وتذكرة الحفاظ في ترتيب أحاديث المجروحين: (137).
67 الموضوعات: (1/ 353).
68 كما في الكاشف: (1/ 653)، والمجرد: (رقم: 1739)، والمقتنى في سرد الكنى: (رقم: 3219)، وسير أعلام النبلاء: (15/ 400).
69 (2/ 394).
70 (11/ 446).
71 (11/ 448).
72 (3/ 126).
73 نصب الراية: (1/ 345).
74 تخريج أحاديث الكشاف: (2/ 465).
75 فتح الباري: (6/ 412).
76 تنقيح التحقيق: (2/ 827).
77 (1/ 133).
78 (2/ 465).
79 (رقم: 4098).
80 الفوائد المجموعة: (ص: 293)، في الحاشية.
81 مصباح الزجاجة: (1/ 55).
82 كما في: تهذيب التهذيب: (6/ 287).
83 نبّه عليه الدكتور / بشار عوّاد في تحقيقه لكتاب: (تهذيب الكمال)، للمزي: (18/ 81).
84 فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: (ص: 10).
85 (11/ 49).
86 (11/ 49).
87 (22/ 321).
88 سؤالات ابن الجنيد: (رقم: 358).
89 سؤالات ابن الجنيد: (رقم: 463).
90 متابعة الفيدي له ستأتي بعد قليل، في الوجه الثاني.
91 المستدرك: (3/ 126 ـ 127).
92 المستدرك: (3/ 127).
93 تاريخ بغداد: (11/ 48).
94 (4/ 290 ـ 293).
95 (2/ 239).
96 ميزان الاعتدال: (1/ 509).
97 تاريخ بغداد: (11/ 49).
98 معرفة الرجال ـ رواية ابن محرز ـ: (1/ 79)، رقم: (231).
99 تاريخ بغداد: (11/ 49).
100 تاريخ بغداد: (11/ 50).
101أي: عبد السلام الهروي.
102 سير أعلام النبلاء: (11/ 447).
103 الفوائد المجموعة: (ص: 293)، في الحاشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
104 الفوائد المجموعة: (ص: 349 ـ 350)، في الحاشية.
105 (ص: 49).
106 فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: (ص: 11).
107 اللسان: (1/ 15).
108 التقريب: (رقم:4184).
109 التقريب: (رقم: 886).
110 التقريب: (رقم: 3113).
111 تعجيل المنفعة: (2/ 161 ـ 162).
112 تعجيل المنفعة: (2/ 173).
113 (3/ 127).
114 (3/ 127).
115 المستدرك: (3/ 127).
116 كما في كشف الأستار: (3/ 219).
117 لسان الميزان: (5/ 49).
118 لسان الميزان: (2/ 308 ـ 309).
119 المستدرك: (3/ 127).
120 معرفة الرجال ـ رواية ابن محرز ـ: (2/ 242).
121 (128).
122 (9/ 63).
123 التقريب: (رقم: 6016).
124 (1/ 130 ـ 131).
125 (1/ 352).
126 الجرح والتعديل: (2/ 196).
127 المجروحين: (1/ 130).
128 اللسان: (1/ 433).
129 تذكرة الحفاظ، لابن القيسراني: (ص: 137).
130 (الضعفاء): (3/ 150).
131 (11/ 204).
132 الأولى: من طريق الخطيب البغدادي، والثانية: من طريق أخرى، (11/ 353).
133 الجرح والتعديل: (6/ 99).
134 سؤالات ابن الجنيد: (رقم: 51).
135 سؤالات البرذعي ضمن كتاب: (أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية) (520 ـ 521).
136 العلل للإمام أحمد: (3/ 9).
137 التقريب: (رقم: 4900).
138 مسند علي: (ص: 105).
139 سؤالات البرذعي ضمن كتاب: (أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية) (519 ـ 520).
140 (2/ 341).
141 (1/ 189 ـ 190).
142 (ص: 65).
143 (1/ 352 ـ 353).
144 (1/ 189).
145 ديوان الضعفاء: (رقم: 41).
146 (2/ 341)، (5/ 68).
147 (2/ 341).
148 (2/ 228 ـ 232).
149 كما في: (ميزان الاعتدال)، للذهبي، (3/ 444).
150 الميزان: (3/ 444).
151 الكشف الحثيث: (رقم: 601).
152 تعليقات الدارقطني على المجروحين،لابن حبان: (ص: 179).
153 (7/ 172).
154 (1/ 350).
155 تاريخ بغداد: (7/ 172).
156 الميزان: (1/ 415).
157 سؤالات البرذعي ضمن كتاب: (أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية) (519 ـ 520).
158 (2/ 341).
159 (4/ 348).
160 (1/ 350 ـ 351).
161 الموضوعات: (1/ 351)، واللسان: (2/ 456).
162 كما في: (الموضوعات)، لابن الجوزي، (1/ 352).
163 الكامل: (2/ 345).
164 الكامل: (2/ 345).
165 (5/ 177).
166 (3/ 236).
167 (5/ 177).
168 المجروحين: (2/ 102).
169 تعليقات الدارقطني على كتاب: المجروحين، لابن حبان: (ص: 183).
170 ذيل الميزان: (رقم: 571).
171 اللسان: (4/ 147).
172 كما في اللسان: (4/ 143).
173 (3/ 412).
174 (1/ 352).
175 (1/ 199).
176 (1/ 200).
177 معجم الإسماعيلي: (1/ 355).
178 اللسان: (1/ 163).
179 الميزان: (1/ 94).
180 (رقم: 28).
181 (2/ 153).
182 الكامل: (1/ 200).
183 الميزان: (1/ 94).
184 اللسان: (1/ 163).
185 الكامل: (3/ 413).
186 فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: (ص:19).
187 المنقبة: (18).
188 محمد بن سعيد بن عبدان أبو الفرج البغدادي، ولد سنة: (287)، وكان ثقة، وسمع منه أبو الفتح بن مسرور البلخي سنة: (355)، تاريخ بغداد: (5/ 312).
189 التقريب: (رقم: 2254).
190 سقطت من الميزان وهي ثابتة في اللسان: (5/ 62).
191 ميزان الاعتدال: (3/ 466 ـ 467)، لسان الميزان: (5/ 62).
192 فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: (ص: 30).
193 وفي بعض الطرق بإسقاط سويد بن غفلة، وفي بعضها بإثباته، وهناك بدل سويد جاء عن رجل، وستأتي هذه الطرق كلها، مع دراستها.
194 (3/ 247).
195 التقريب: (رقم: 7611).
196 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 76).
197 تلخيص المستدرك: (2/ 246).
198 تلخيص المستدرك: (3/ 126).
199 الجامع الصحيح: (5/ 596)، (رقم: 3723).
200 تهذيب الآثار ـ مسند علي ـ: (ص: 104).
201 الجرح والتعديل: (8/ 22).
202 الجرح والتعديل: (8/ 22).
203 تهذيب الكمال: (26/ 172).
204 المجروحين: (2/ 94).
(يُتْبَعُ)
(/)
205 تعلبقات الدارقطني على كتاب المجروحين، لابن حبان: (ص: 179).
206 الميزان: (3/ 212).
207 التقريب: (رقم: 6209).
208 الجامع الصحيح: (5/ 596)، (رقم: 3723).
209 العلل الكبير: (2/ 942).
210 العلل الكبير: (2/ 942).
211 الجرح والتعديل: (8/ 22).
212 التقريب: (رقم: 2803).
213 الثقات: (6/ 444).
214 وللفائدة فقد ذكر الشيخ المحقق / عبد الله بن يوسف الجديع ـ حفظه الله تعالى ـ بعض من سمع من شريك بن عبد الله النخعي قبل أن يتولى القضاء في تحقيه لكتاب (الأسامي والكنى)، للإمام أحمد: (ص:120) فراجعه فإنه قيم.
215 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 74).
216 النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح: (ص: 88).
217 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 73).
218 تهذيب الكمال: (12/ 475).
219 ميزان الاعتدال: (2/ 274).
220 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 74).
221 المعرفة: (7/ 483).
222 رقم: (216).
223 (1/ 634 ـ 635).
224 (3/ 232 ـ 233).
225 (1/ 308).
226 (12/ 317) المخطوط.
227 كما في الموسوعة الحديثة الكبرى ـ مسند علي بن أبي طالب ـ، تأليف: يوسف أوزبك:
(4/ 1312).
228 (1/ 349).
229 العلل: (3/ 248).
230 (رقم: 129).
231 (12/ 417) المخطوط.
232 أقول: قد سقط سويد بن سعيد عند الشيرازي في جزئه: (إتمام النعمة) (ص: 72)، وهل كان ذلك منه تعمداً أو سهواً؟ الله أعلم.
233 التقريب: (رقم: 2705).
234 تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: (رقم: 120).
235 (3/ 232).
236 (1/ 64).
237 (1/ 349).
238 مناقب الأسد الغالب: (رقم:29).
239 المجروحين: (2/ 142).
240 الكامل في الضعفاء: (5/ 323).
241 اللسان: (3/ 395).
242 الضعفاء: (رقم: 135)،و اللسان: (4/ 3 / 395).
243 الجامع الصحيح: (5/ 596).
244 العلل الكبير: (2/ 942).
245 العلل: (3/ 247 ـ 248).
246 الفوائد المجموعة، للشوكاني: (ص: 352) في الحاشية.
247 كما في اللآلئ المصنوعة: (1/ 335).
248 (12/ 316 ـ 317) المخطوط.
249 التقريب: (رقم: 2254).
250 التقريب: (رقم: 541).
251 (1/ 308).
252 (12/ 319 ـ 320) المخطوط.
253 تلخيص المتشابه: (1/ 308).
254 الميزان: (4/ 366).
255 (2/ 731).
256 بواسطة: إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 88 ـ 89).
257 محمد بن علي بن الحسين بن بابوية أبو جعفر القمي، قال الخطيب: (كان من شيوخ الشيعة، ومشهوري الرافضة)، تاريخ بغداد: (3/ 89).
258 هو: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، والد محمد بن علي المتقدم ذكره، وهو من كبار الرافضة ومصنفيهم، سير أعلام النبلاء: (16/ 304).
259 التقريب: (رقم: 886).
260 اللسان: (4/ 366 ـ 367).
261 ميزان الاعتدال: (1/ 94).
262 سير أعلام النبلاء: (18/ 334)، اللسان: (5/ 135).
263 كما في الموضوعات، لابن الجوزي: (1/ 350).
264 الموضوعات: (1/ 353).
265 (رقم: 126).
266 هو: إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى، أبو طاهر العلوي، قال الخطيب البغدادي: (كتبت عنه، وكان سماعه صحيحاً)، تاريخ بغداد: (6/ 174
267 تاريخ بغداد: (5/ 430).
268 رجال النجاشي: (رقم: 990).
269 تاريخ بغداد: (5/ 466)، اللسان: (5/ 231 ـ232).
270 ذيل تاريخ بغداد ـ مخطوط ـ: (1/ 125)، بواسطة: (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) (1/ 157)، و اللآلئ المصنوعة: (1/ 334).
271 هكذا في: (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) (1/ 157)، وأخشى أن يكون ذلك تصحيفاً، وأن الصواب هو: داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، أبو الفتوح العبشمي، فإنه روى عن فاطمة بنت محمد البغدادي وهي جدته، سير أعلام النبلاء: (22/ 268).
272 ميزان الاعتدال: (2/ 8)، واللسان: (2/ 417).
273 ميزان الاعتدال: (3/ 121).
274 لسان الميزان: (4/ 217).
275 تاريخ جرجان: (رقم: 571).
276 سير أعلام النبلاء: (16/ 464).
277 كما في الموضوعات، لابن الجوزي: (1/ 350).
278 العلل: (4/ 97).
(يُتْبَعُ)
(/)
279 تهذيب التهذيب: (5/ 60)، وانظر التلخيص: (2/ 116)، قد أعلّ الحافظ ابن حجر رواية رواها الشعبي عن علي ـ (ـ، فقال: فيه انقطاع، واستشهد بكلام الدارقطني.
280 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 84).
281 (رقم: 122).
282 (1/ 397).
283 التقريب: (رقم: 926).
284 التقريب: (رقم: 4809).
285 التقريب: (رقم: 4984).
286 التقريب: (رقم: 1429).
287 المجروحين: (1/ 94)، تهذيب التهذيب: (9/ 407).
288 فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي: (ص: 30).
289 (1/ 152 ـ 153).
290 (1/ 192).
291 (3/ 127 ـ 129).
292 (2/ 377)، (4/ 219).
293 (رقم: 120).
294 (رقم: 188).
295 (1/ 353).
296 (12/ 319) المخطوط.
297 الكامل: (1/ 192).
298 المجروحين: (1/ 152).
299 اللسان: (2/ 198).
300 المغني: (1/ 43).
301 (1/ 192).
302 المجروحين: (1/ 153).
303 تاريخ بغداد: (4/ 219).
304 المستدرك: (3/ 127).
305 تلخيص المستدرك: (3/ 127).
306 (3/ 129).
307 (1/ 353).
308 اللآلىء: (1/ 335).
309 (2/ 624 ـ 625).
310 (1/ 161 ـ 162).
311 تاريخ دمشق: (12/ 319).
312 المؤتلف والمختلف: (ص: 47).
313 تلخيص المتشابه: (1/ 161).
314 تلخيص المتشابه: (1/ 161).
315 إتمام النعمة بتصحيح حديث علي باب دار الحكمة، (ص: 93 ـ 94).
316 ميزان الاعتدال: (4/ 21)، واللسان: (5/ 353 ـ 356).
317 تهذيب الكمال: (32/ 130).
318 المنقبة: (94).
319 أبو حفص الأشناني، ثقة مأمون، ولد سنة: (221)، وتوفي سنة: (315)، تاريخ بغداد: (2/ 234).
320 الكامل لابن عدي: (1 / الورقة 308)، بواسطة المحقق بشار عواد في تحقيقه لتهذيب الكمال: (8/ 95)، وهو في المطبوع بختلف يسير: (3/ 19)، وتهذيب التهذيب: (3/ 86).
321 التقريب: (رقم:1654).
322 الكامل: (5/ 260).
323 تاريخ بغداد: (11/ 168).
324 الميزان: (3/ 324).
325 تاريخ بغداد: (5/ 466 ـ 467)، اللسان: (5/ 231).
326 الجامع الصحيح: (5/ 596)، (رقم: 3723).
327 منهاج السنة: (7/ 515 ـ 516).
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 06:09]ـ
أحسنت وأجدت وأفدت
وبارك الله فيك
و في الشيخ الكواري
وما كنا نريد إلا الحق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 10:44]ـ
للإثراء أيضاً:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1778(/)
ترجمة هناد بن السري، ارجوا مساعدتي
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:11]ـ
أحتاج لترجمة مفصلة عن كل من:
- هناد بن السري بن مصعب بن أبى بكر التميمي.
- هناد بن السري بن يحيى بن السري التميمي.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - May-2010, مساء 11:53]ـ
705_ هل هناك في الكتب الستة غير هناد بن السَّري؟ ج: نعم هناك هناد بن السري التميمي ليس له رواية مات بعد-320 - !
فقظ للفائدة من كلام الشيخ عبد الله السعد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 11:48]ـ
-هناد بن السري بن يحيى بن أبي عبيدة السري التميمي:
وهو قريبٌ لهناد بن السري بن مصعب الإمام المشهور؛ يعتبر ابن ابن أخيه رحمهم الله تعالى جميعا.
كوفيٌ يروي عن أبيه أبي عبيدة السري بن يحيى بن السري التميمي، وعن وكيع، وأبي معاوية الضرير؛ وغيرهما.
قال عنه ابن بكير: هناد بن السري كوفي متأخر؛ يروي عن أبي كريب وأبي سعيد الأشج وغيرهما.
روى عنه ابن أخيه أبو بكر أحمد بن أبي دارم محمد بن السري الحافظ، ومحمد بن عمر بن يحيى العلوي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل الأصبهاني، وأبو حازم محمد بن علي بن الحسن الوشاء، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الجعفي الكوفي.
ثقةٌ؛ من الثانية عشرة.
ذكره الحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي فيمن مات سنة 331هـ؛ وقال: كان ثقةً عسراً في الحديث، كتبت عنه ولم أحضر جنازته.
وقال مرة: كتبنا عنه وهو قليل الحديث، ولم يكن من علمه شيء يضعف فيه. مات بعد العشرين.
-أما الآخر فمشهور؛ وترجمته متوفرة مبثوثة.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 02:17]ـ
بارك الله فيكم
-أما الآخر فمشهور؛ وترجمته متوفرة مبثوثة.
ارجوا ذكر ترجمته أيضا؟(/)
البحث عن أثر لابن مسعود من طريق سعيد بن منصور
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني ابحث عن أثر ابن مسعود: ((من فاته العيد فليصل أربعا))
من طريق سعيد بن منصور
أو من أي طرق أخرى سوى طريق الثوري عن مطرف عن الشعبي عن ابن مسعود.
الهمة بارك الله فيكم لاني علمت أن سنن سعيد بن منصور نادرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 01:47]ـ
في الأوسط لابن المنذر
حدثنا محمد بن علي، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مطرف، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال: «من فاتته الصلاة مع الإمام يوم الفطر فليصل أربعا»
إلى أن قال:قال أبو بكر: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العيد ركعتين، فكل من صلى صلاة العيد صلاها كما سنها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تجوز الزيادة في عدد الصلاة لمن فاته العيد بغير حجة،
ولا أحسب خبر ابن مسعود يثبت، لأن الذي رواه مطرف عن الشعبي روى يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، عن مطرف، قال: حدثني رجل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، فيمن فاته العيد، فبطل الحديث لما أخبر مطرف أن رجلا أخبره، ولم يذكر من الرجل.
وفي حكام العيدين للفريابي
أخبرنا أبو بكر الفريابي، ثنا قتيبة، ثنا هشيم، عن مطرف، عن الشعبي، عن ابن مسعود، قال: «من فاتته الصلاة يوم العيد فليصل أربعا»
وفي الصنف لابن أبي شيبة
حدثنا هشيم، وحفص، عن حجاج، عن مسلم، عن مسروق، قال: قال عبد الله: " من فاته العيد فليصل أربعا "
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 02:20]ـ
جزاك الله خيرا أخي ولعلك لاحظت أني طلب الاثر من غير الطريق الذي ذكرته انت
بل طلبته من طريق سعيد بن منصور
وذلك لان الحافظين الحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن رجب ذكراه من هذه الطريق ((طريق سعيد بن منصور)) باسناد صحيح
تجده في فتح الباري ((من دون ذكر السند = بل صححا اسناده))
أما من طريق الشعبي عن ابن مسعود فهو لا يثبت لان الشعبي لم يسمع من ابن مسعود
كما حكاه جمع من اهل العلم
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 02:35]ـ
قد ذكرت لك ألأثر من طريق سعيد بن منصور
بارك الله فيك
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 07:45]ـ
إخواني ابحث عن أثر ابن مسعود: ((من فاته العيد فليصل أربعا))
من طريق سعيد بن منصور
أو من أي طرق أخرى سوى طريق الثوري عن مطرف عن الشعبي عن ابن مسعود.
جزاك الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 09:43]ـ
المحفوظ عن عبد الله بن مسعود؛ هذا المتن: (مَنْ فَاتَتْهُ الركعة الآخرة فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا يَعْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ)، وفي لفظ: (مَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ، فَقَدْ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرَّكْعَةَ، فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا)، وفي لفظ: (مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ إلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرُّكُوعَ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا).
وهو الموافق لحديث أبي هريرة وعمر رضي الله عنهما .. أما ما ورد من أنه قال بإعادة صلاة العيد إذا فاتت أربعاً!! فهذا لا يصح ولا يثبت، وهو خلاف المحفوظ عنه؛ بل وخلاف السنة والهدي النبويين .. بل هو خلاف ما أجمعت عليه الأمة قاطبةً.
والخبر المحفوظ عن ابن مسعود؛ رواه كلٌ من:
-ابن الجعد في (المسند رقم 1678)، وعبد الرزاق في (المصنف رقم 5323، 5325)، وابن أبي شيبة في (المصنف رقم 5192، 5193)، والطبراني في (المعجم الكبير رقم 9436،9438،9439،9440) من طريقين عنه: طريق أبي الأحوص، وطريق هبيرة بن مريم.
بل قد روى ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 5198) بالسند الذي رويت فيه المخالفة الموافقة؛ فقال:
(حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرُّكُوعَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا).
كما أن ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 5196) قد ذكر عن الشعبي نفسه من قوله ما يوافق المحفوظ والإجماع؛ فقال:
(حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: مَنْ أَدْرَكَ الْخُطْبَةَ فَهِيَ الْجُمُعَةُ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيْنِ فَهِيَ الْجُمُعَةُ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرُّكُوعَ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا).
وفي (رقم 5197)؛ قال:
(حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُغِيرَةُ، عَنْ إبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالُوا: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ فَلْيُضِفْ إلَيْهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكِ الرُّكُوعَ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا).
بل قد روى عبد الرزاق نفس الخبر عن الثوري عن أبي إسحاق على الجادة المحفوظة؛ كما عند الطبراني في (المعجم الكبير رقم 9437)، وابن المنذر في (الأوسط رقم 1804) وهو عند ابن الجعد مثله أيضاً. فتأمل
فبان أن ما ورد عنه من أن اللفظ موجه للعيدين = من خبر مطرفٍ أو غيره؛ وهم وخطأ وقع فيه لا يثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. وإن صححه من صححه؛ فليس بشيء .. وسواء وجدته من طريق سعيدٍ أو من غيره؛ فلا عبرة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, صباحاً 11:29]ـ
عفواً ..
وهذا هو طريق (سعيد بن منصور) كما أشار إليه أخونا الحبيب (عبد الرحمن):
-سَعِيدٌ؛ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: (مَنْ فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مَعَ الإِمَامِ يَوْمَ الْفِطْرِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا) .. رواه ابن المنذر من طريقه في (الأوسط).
وأنت تنظر أن الوهم لا يستبعد هنا أبدا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 12:32]ـ
لاني علمت أن سنن سعيد بن منصور نادرة
سنن سعيد بن منصور، حقق الشيخ الأعظمي قديما قطعة منه تبدأ بالفرائض وتنتهي بالجهاد؛ عن أصل خطي بتركيا.
ثم عثر فضيلة الشيخ سعد الحميد على قطعة أخرى توازي القطعة الأخرى التي حققها الشيخ الأعظمي بالإضافة إلى التفسير والزهد.
وظهر بذلك بعض الهنات والأسقاط في تحقيق الشيخ الأعظمي رحمه الله بعد مقابلة عمله بنفس المخطوط الذي اعتمد عليه.
وأشياء أخرى بعد مقابلة النسخة الأخرى التي حصل عليها الشيخ الحميّد.
والشيخ حفظه الله يقوم على المتبقي من الكتاب كله مرة أخرى وتخريج ذلك تخريجا موسعا.
وأصدر منه خمس مجلدات من فضائل القرآن، والتفسير إلى سورة الرعد؛ وذلك عن دار الصميعي.
وسيخرج قريبًا بإذن الله باقي التفسير.
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 09:37]ـ
وإن صححه من صححه؛ فليس بشيء .. وسواء وجدته من طريق سعيدٍ أو من غيره؛ فلا عبرة فيه.
سبحان الله ... وإن صححه من صححه
قال الحافظ ابن رجب لا عبرة بتضعيف ابن المنذر له فقد روي باسانيد صحيحه
وقال الحافظ ابن حجر اخرجه سعيد ابن منصور باسناد صحيح و لا عبرة بتضعيف ابن المنذر له فقد روي باسانيد صحيحه
واحتج به أحمد والثوري وإسحق والشعبي
وهؤلاء أعلم بالحديث ممن جاء بعدهم وأوسع لانهم اكثر اطلاعا واصفى ذكرا فقولهم مقدم
واختاره الخرقي والزركشي وابي بكر عبد العزيز بن جعفر وصاحب المقنع والمغني
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 11:39]ـ
سبحان الله ... وإن صححه من صححه
قال الحافظ ابن رجب لا عبرة بتضعيف ابن المنذر له فقد روي باسانيد صحيحه
وقال الحافظ ابن حجر اخرجه سعيد ابن منصور باسناد صحيح و لا عبرة بتضعيف ابن المنذر له فقد روي باسانيد صحيحه
واحتج به أحمد والثوري وإسحق والشعبي
وهؤلاء أعلم بالحديث ممن جاء بعدهم وأوسع لانهم اكثر اطلاعا واصفى ذكرا فقولهم مقدم
واختاره الخرقي والزركشي وابي بكر عبد العزيز بن جعفر وصاحب المقنع والمغني
حتى لو زدت في صبغة اللون الأحمر .. وكبرت حجم الخط أكثر؛ أقول:
وإن صححه من صححه .. وانتظر التفصيل إن شاء الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 12:02]ـ
وهذا الرد المفصل على كلامك الأخير:
1) أقول فيمال نقلته عن الإمام ابن رجب: بل لا عبرة بقول من خطأ ابن المنذر فيما قاله، فإنه لم يرو بأسانيد صحيحة .. على أني لم أقف على هذا القول للإمام!! فهل عزوته لي؟ على أنه حتى وإن فعلت فلن يتغير قولي السابق؛ لكن فقط ليطمئن قلبي.
2) أقول فيما نقلته عن الإمام ابن حجر: وإن قال بصحة إسناده؛ فهو أحياناً يصحح أحاديث في الفتح ضعيفة الأسانيد؛ فإن حكم بصحته فالعرض هو الفيصل؛ والعرض يثبت أن السند ضعيفٌ لا يثبت من عدة نواحٍ قد تقدم بيانها.
أما نقلك عنه في آخر الكلام أنه قال: (ولا عبرة بتضعيف ابن المنذر له فقد روي بأسانيد صحيحة) فوالله لم أجد هذا الكلام له رحمه الله؛ ولا أظنه قاله أصلاً. فتثبت
3) أقول فيما نقلته من احتجاج الإمام أحمد والثوري وإسحاق والشعبي: سبحان الله!! أنا الآن أقولها لا أنت .. وهل تسمي رواية الإمام أحمد للحديث أنه يحتج به؟!! .. ألم أنقل لك ما يخالف هذا الكلام من قول هؤلاء الأئمة جميعهم بالأسانيد الصحيحة؟!! .. ألم تمعن نظرك وفكرك وعلمك قليلاً حتى يتبين لك الأمر؟! سبحان الله!!
4) أقول فيما سطرته من أن هؤلاء أعلم وأوسع: هذا لا يجهل ولا ينكر؛ لكنهم ليسوا بأنبياء معصومين لا يرد الخطأ منهم وعليهم .. والحق أحق أن يتبع. فتأمل وتنبه
(يُتْبَعُ)
(/)
5) وأقول على ما سطرته من اختيار الزركشي وبن قدامة: فقط أورد لي هذا الاختيار من أقوالهما بارك الله فيك .. هذا ما أريده فقط .. لأني أعرف ان المذهب خلاف هذا؛ وهما يختاران المذهب.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 03:23]ـ
زيادة توضيح واستدراك:
-هذا الأثر قد خالف في متنه ما هو المعروف من الهدي في ذلك؛ ويكفي في هذا حديث أنس رضي الله عنه، وخالف المروي عن نفس أصحاب ورجال السند؛ وقد ذكرت فيما مضى الرواية عنهم الموافقة للجماعة بالأسانيد الصحيحة وقد تركت غيرها أيضا.
وهذا الأثر بهذا اللفظ الصحيح الصواب أن فيه سقط راوٍ بين مطرفٍ والشعبي؛ وقد روى هذا الثقة الثبت الحافظ الفاضل (يحيى بن آدم)، وهذه زيادة ثقة لا تغفل ولا تتجاهل.
وكون بعض الأئمة احتج به ورواه من الوجه المسقط؛ لا يعني هذا أن الأثر بهذا الصنيع صحيح ثابت .. فقد يكونوا لم يبلغهم غيره؛ فيكون احتجاجهم به على الظاهر منه؛ والظاهر منه = الصحة .. فلذلك صححه من صححه.
على أنه فعلاً يروي مطرف عن رجل عن الشعبي؛ فعلى سبيل المثال:
ما رواه ابن جرير الطبري في (التفسير)؛ قال: (حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ؛ قَالَ: ثنا حَكَّامٌ، عَنْ عَنبَسَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}، قَالَ: إِحْصَانُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ: ألا تَزْنِيَ، وَأَنْ تَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ).
-قول الأخ اختاره الخرقي والزركشي وأبو بكر عبد العزيز وبن قدامة؛ فأقول:
أما الخرقي: فلا إشكال.
وأما الزركشي: فلم يصرح أو يلمح بأي اختيار لهذا القول لا من بعيد ولا من قريب .. وهذا شرحه أمام الجميع لمن أراد الوقوف؛ بل المعروف أنه يختار أنها تعاد ركعتين.
وأما أبو بكر عبد العزيز: فكما نقل عنه بلا سند اختيار هذا القول؛ نقل عنه بالسند اختيار الإعادة ركعتين .. فقد حكى عنه أبو الحسين أنه اختار الإعادة ركعتين في كتابه (التنبيه) فيما حكاه الزركشي نفسه عنه.
وأما ابن قدامة: فليس له إلا اختيار واحد فقط؛ وهو الإعادة ركعتين .. وقد صرح به في كتابه (العمدة).
-وقول الأخ أن الإمام اختار الإعادة أربعاً لهذا الأثر؛ فنعم هذا في رواية، لكن نقل عنه ابنه عبد الله في رواية أخرى مثل ما ورد عن أنس رضي الله عنه .. قال عبد الله: سألت أبي عمن فاتته العيد؟ قال: لا بأس أن يجمع أهله وولده ويجمع بهم إذا فاته العيد؛ فأما أن لا يفوته فلا أرى ذلك.
-وأما ما ذكره الأخ عن إسحاق رحمه الله وأنه يختار هذا؛ فالصحيح أن إسحاق رحمه الله ليس له إلا اختيار واحد؛ وهو الرواية الثالثة عن الإمام أحمد؛ ومفاده: أنه إن أدرك معه التشهد صلى ركعتين، وإن فاتته الصلاة بالكلية ولم يدرك منها شيء أعاد أربعاً. هذا المعروف
-قال الزين ابن المنير: (كأنهم قاسوها على الجمعة، لكن الفرق ظاهر؛ لأن من فاتته الجمعة يعود لفرضه من الظهر، بخلاف العيد) انتهى
أقول: وهذا هو الأصل والهدي. فتأمل
ـ[محمد هاني محمد]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 02:40]ـ
1 - فتح الباري لابن رجب الحنبلي (مكتب تحقيق دار الحرمين - مكتبة الغرباء الأثرية ط1) / الجزء التاسع / تابع كتاب
العيدين / إذا فاته العيد يصلي ركعتين / ص 77.
2 - فتح الباري لابن حجر العسقلاني (نسخة بتحقيق عبد القادر شيبة الحمد) / الجزء الثاني / أبواب العيدين / باب إذا
فاته العيد يصلي ركعتين / ص 550.
3 - هذا المشهور في مذهبه - وقلت احتج به (فرق بين رواه واحتج به).
4 - هداك الله - هم ليسوا بمعصومين نعم ولا أنت كذلك فكيف يجمعون ويختارون هذا الاثر (هل هم متفقون على الخطأ
) كل منهم إمام.أصلحك الله وهداك - وأقولها ثانية: هؤلاء أعلم بالحديث ممن جاء بعدهم وأوسع لانهم اكثر اطلاعا
واصفى ذكرا وذهنا فقولهم مقدم على أي قول سوى قول النبي صلى الله عليه وسلم - أو أي صحابي يخالفه ولذلك مقام
أخر.
5 - رواه الزركشي في مختصره على الخرقي ولم يذكر أن الأثر باطل أو ضعيف أو شيئا من هذا، وابن قدامه في المقنع روى
الأثر ولم يذكر أن الأثر باطل أو ضعيف أو شيئا من هذا.
وأقولها وأعيدها الى أن القى الله على ذلك هؤلاء أعلم بالحديث ممن جاء بعدهم وأوسع لانهم أكثر اطلاعا واصفى ذكرا وذهنا فقولهم مقدم.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد
انتهى(/)
ارجو تخريج هذه الأحاديث اذا أمكن
ـ[باحث في الرقية الشرعية]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 07:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما صحة هذا الكلام ارجو المساعدة
في أحد المنتديات قرأت الآتي:
رقية لعلاج الصداع
روى الحميدي في "الطب" عن يونس بن يعقوب عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعوذ من الصداع "بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الكبير و اعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نَعَّار و من شر حر النار" و رواه ابن السني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
و اصاب اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما ورم في راسها، فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده على ذلك من فوق الثياب فقال: "بسم الله اذهب عنها سوأه و فحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله" صنع ذلك (ثلاث مرات) و امرها ان تقول ذلك فقالت ثلاثةايام فذهب الورم.
رواه الشيخ ابن النعمان بسنده و البيهقي.
منقول نصاً
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2010, مساء 11:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هذا الحديث تفرد بروايته: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس يرفعه.
ولا يعرف بغير هذا الوجه؛ قد حمله عن إبراهيم بن إسماعيل الرواة؛ وفيه من العلل القاتلة التي يرد بها هذا الحديث ويطرح ما يغني عن المواصلة في تخريجه؛ ولكن من باب الفائدة سأواصل ذكر من أخرجه من الرواة من طريقه؛ ومن ثم سأعلق على رجال السند وعلله؛ فقد رواه:
-الترمذي في (السنن رقم 2075)، ابن ماجة في (السنن رقم 3526)، البزار في (المسند رقم 4807)، ابن عدي في (الكامل 1/ 235) من رواية: أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي.
-ابن ماجة في (السنن رقم 3526)، الحربي في (الغريب 2/ 451) من رواية: ابن أبي فديك.
-الإمام أحمد في (المسند رقم 2724) من رواية: أبو القاسم بن أبي الزناد.
-الحاكم في (المستدرك رقم 8274) من رواية: السري بن خزيمة والفضل بن محمد البيهقي [مقرونين].
-عبد بن حميد في (المنتخب رقم 594)، ابن أبي الدنيا في (المرض والكفارات رقم 18)، القاسم بن سلام في (الغريب 3/ 102) من رواية: خالد بن مخلد البجلي.
-ابن أبي شيبة في (المصنف رقم 23926،29992) من رواية: زيد بن الحباب.
-عبد الرزاق في (الجامع رقم 19771،19781) ومن طريق الطبراني في (الدعاء رقم 1098) من رواية: حفص بن ميسرة.
-الطبراني في (الكبير رقم 11563) و (الدعاء رقم 1097)، البيهقي في (الأسماء والصفات رقم 54) من رواية: إسحاق بن محمد الفروي.
-الطبراني في (الكبير رقم 11563) و (الدعاء رقم 1097)، والبغوي في (شرح السنة رقم 1418)، العقيلي في (الضعفاء 1/ 55)، ابن عساكر في (تاريخ دمشق 41/ 212)، ابن السني في (عمل اليوم والليلة رقم 567)، أبو نعيم في (الحلية 10/ 379) من رواية: إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي.
قال الترمذي والبغوي: (هذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيث).
وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه). قلت: لا صحيحٌ ولا كرامة؛ وما أجرأك رحمك الله على التقول بما لا يصح. والعجب كل العجب موافقة الإمام الذهبي له؛ لمجرد أنه روي عن الإمام أحمد توثيق ابن أبي حبيبة!!
· الكلام على هذا الحديث:
أقول: هذا الحديث لا يصح ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وفيه من العلل ما يأتي:
1) تفرد به [إبراهيم بن إسحاق بن أبي حبيبة]_ وهو وحده علة كافية في سقوط هذا الحديث _: قال البخاري (منكر الحديث) ومرة (ضعيف) ومرة (عنده مناكير) ومرة (ذاهب الحديث)، وقال أبو حاتم (شيخ ليس بالقوي؛ يكتب حديثه ولا يحتج به، منكر الحديث)، وقال ابن معين (صالح لا يحتج به) ومرة (ليس بشيء)، وقال الدار قطني (ليس بالقوي في الحديث) ومرة (متروك)، وقال النسائي وابن عدي (ضعيف)، وقال ابن حبان (كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل)، وقال العقيلي (لا يتابع على حديثه)، وقال أبوأحمد الحاكم (حديثه ليس بالقائم).
وقد قال الإمام أحمد والعجلي: (ثقة) ولا أظنهما رحمهما الله قالا هذا إلا في فترةٍ متقدمة؛ بحيث لم يتبين لهما حاله .. ناهيك أن كل هؤلاء جرحوه وهم من هم في الإمامة؛ بل جرحهم مفسر رحمهم الله.
2) وتفرد به [داود بن حصين]: وإن وثق؛ لكنه لا يحمد في حديثه على الصحيح؛ فلا يقبل منه إلا ما رواه عنه ثقة، وحديثه عن عكرمة بالذات فيه مناكير، كما قاله ابن المديني وأبو داود .. وكان ابن عيينة يتقي حديثه.
قال ابن عدي (صالح الحديث إذا روى عنه ثقة)، وقال ابن الحكم (كانوا يضعفونه)، وقال أبو حاتم (ليس بقوي؛ ولولا أن مالكاً روى عنه لترك حديثه)، وقال أبو زرعة (لين)، وقال الساجي (منكر الحديث).
فالحديث بهذا السند لا يصح، وليس فيه تحديدها للصداع خاصة .. ويتبع إن شاء الله الذي بعده ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 01:24]ـ
أما الحديث الثاني؛ فقد أتى من عدة أوجه لا يصح منها وجه واحد ..
-فقد أخرجه البيهقي في (الدلائل رقم 2438) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق)؛ من طريق كَثِيرٌ أَبُو الْفَضْلِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ... ).
أقول: وهذا سند ضعيف: لجهالة هذا الرجل من قريش .. و [كثير بن يسار] ليس بذاك.
-ثم رواه ابن أبي الدنيا في (المرض والكفارات رقم 151)، والطبراني في (الدعاء رقم 1135)، والخرائطي في (المكارم رقم 1074) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو بْنِ جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبُو صَفْوَانَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجَ خُرَاجٌ فِي عُنُقِي).
أقول: وهنا توضّح من هو الراوي المبهم في الطريق الأول؛ وعليه:
فهذا السند ضعيفٌ جداً، بل تالف: فيه [ابن جبلة] كذاب يضع الحديث .. وفيه [ابن النعمان] صدوق له أوهام .. وفيه [كثير بن يسار] وقد تقدم .. وفيه [أبو صفوان] مجهول العين والحال لا يعرف.
-وأخرجه البيهقي في (الدلائل رقم 2441)؛ من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُوَيْدِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ مَعَ زَيْدٍ وَجَعْفَرٍ إِلَى مُؤْتَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَشْتَكِي ضِرْسِي آذَانِي، وَاشْتَدَّ عَلَيَّ، فَقَالَ: ادْنُ مِنِّي ... ).
أقول: وهذا سند ضعيف جداً؛ بل تالف: اجتمع فيه هؤلاء الثلاثة فسقط الاحتجاج به .. كما أنه جعل المصاب هنا عبد الله بن رواحة .. ناهيك عن الانقطاع فيه.
فلا يثبت مما ذكرت رحمك الله شيء.(/)
المطلوب والمسؤل ماهوالقول المحقق في المرادان بالخالان في هذه الجملةلهذالحديث"شهدبي خا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 10:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب المناقب
بَاب وُفُودِ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ k بِمَكَّةَ وَبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ
(3627) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عَمْرٌو، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: " شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ "، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَحَدُهُمَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ
المطلوب والمسؤل ماهوالقول المحقق في المرادان بالخالان في هذه الجملةلهذالحديث"شهدبي خالاي العقبة"من فضلكم أجيبوامع الدليل
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[ابن عدي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 02:04]ـ
قال ابن حجر في فتح الباري - (7/ 221):
" قال سفيان: خالاه؛ البراء بن معرور، وأخوه ولم يسمه ".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 07:49]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
هذا الأمر أخي العزيز الحبيب قد كثر الكلام عليه كثيراً .. وفي بعض الكلام تكلفٌ لا يقبل، ويمكن حصر الكلام في التالي:
-هل هما خالان اثنان؛ أم هو خال واحد؟
-هل هما خالاه لزماً لأمه؛ أم خالاه من جهة القرابة مجازاً؟
ولتبيين هذا الكلام؛ نقول وبالله التوفيق:
قد أتى ما يفيد أنه أتى مع خالٍ له (فرد) وليس خالان .. ورد هذا فيما رواه الأصيلي عن البخاري.
كما قد وقع عند ابن التين (وخالي) بغير ألف وتشديد التحتانية؛ وقال: لعل الواو واو المعية. أي: مع خالي، ويحتمل أن يكون بالإفراد بكسر اللام وتخفيف الياء.
وقد أتى ما يفيد أن خاله هذا (الفرد) هو جد بن قيس .. من قول جابر نفسه بسند حسن.
قال الحافظ ابن حجر: (وقد روى ابن عساكر بإسناد حسن عن جابر قال: حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، فخرج إلينا معه العباس عمه فقال: يا عم خذ لي على أخوالك.
فسمى الأنصار أخوال العباس لكون جدته أم أبيه عبد المطلب منهم، وسمى جد بن قيس خاله لكونه من أقارب أمه؛ وهو ابن عم البراء بن معرور، فلعل قول سفيان: وأخوه؛ عنى به جد بن قيس، وأطلق عليه أخا وهو ابن عم لأنهما في منزلة واحدة في النسب، وهذا أولى من توهيم مثل ابن عيينة.
لكن لم يذكر أحد من أهل السير جد بن قيس في أصحاب العقبة، فكأنه لم يكن أسلم؛ فعلى هذا فالخال الآخر لجابر إما ثعلبة وإما عمرو والله اعلم).
وقد بان أن قوله (خالي) لم يقصد أخو أمه؛ بل قريبه من جهتها. والله أعلم
وعلى القول بأنهما اثنان:
يحسن الوقوف على اسم أم جابر بن عبد الله وتحديد من هي؛ والمعروف أن أمه هي: أنيسة بنت غنمة.
فقد قال الإمام سفيان بن عيينة أنهما: أحدهما البراء بن معرور؛ وفي رواية: وأخوه .. وعند النظر إلى نسب البراء بن معرور؛ نجد أنه لا يلتقي مع نسب غنمة إلا في كعب بن سلمة. وهذا بعيد جداً أن يوصف بكونه خال.
فالبراء؛ البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الأنصاري .. وأمه الرباب بنت النعمان .. وهو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى.
فلذلك قال الإمام الدمياطي بعد هذا معترضاً قول سفيان: (وهذا وهم إنما خالاه ثعلبة، وعمرو ابنا غنمة بْن عدي بْن سنان بْن نابي بْن عمرو بْن سواد بْن غنم بْن كعب بْن سلمة، أختهما أنيسة بنت غنمة أم جابر بْن عَبْد الله).
فتعقب ابن حجر هذا الكلام من الإمام الدمياطي؛ فقال: (قلت: لكن من أقارب أمه؛ وأقارب الأم يسمون أخوالا مجازا).
وقد تعقب الإمام العيني ابن حجر في هذا التعقيب السابق؛ فقال: (قلت: لا ضرورة إلى الذهاب إلى المجاز من غير داعٍ له؛ مع شهرة النسب فيما بينهم؛ لأن ثعلبة وعمراً ابنا غنيمة بن عدي بن سنان بن عبيد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة، وشهد ثعلبة العقبة في السبعين، وأما عمرو أخوه فإنه شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة؛ وهو أحد البكائين).
لكن قال الحافظ مغلطاي: (يريد والله أعلم (بخالاي) عيسى بن عامر بن عدي بن سنان بن عبيد، وخالد بن عمرو بن عدي بن سنان؛ وذلك أن أم جابر أنيسة بنت غنمة بن عدي بن سنان؛ وهذا أقرب من قول ابن عيينة: أحدهما البراء بن معرور وأخوه؛ لأنهم كلهم شهدوا العقبة، لأن البراء من بني الخنساء بن سنان بن عبيد ... ) يعني فكل منهما ابن عمها بمنزلة أخيها فأطلق عليهما جابر أنهما خالاه مجازا.
وعقب ابن حجر على هذا الكلام؛ فقال: (قلت: إن حمل على الحقيقة تعين؛ كما قاله الدمياطي، وإلا فتغليط ابن عيينة مع أن كلامه يمكن حمله على المجاز بأمر فيه مجاز ليس بمتجه. والله المستعان).
وقال معترضاً: (أما عيسى فمذكور في الصحابة، وأما خالد بن عدي فلم يذكر فيهم، وإنما ذكر في الصحابة في كتاب ابن الأثير خالد بن عدي الجهني كان ينزل الأشعر).
فاجتمع عندنا اثنين أكيدين:
1) جد بن قيس.
2) البراء بن معرور.(/)
ما الصواب في الحكم على هذا الحديث؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:23]ـ
الأخوة الاعزاء .............. وأساتذتنا وشيوخنا الأفاضل
سؤالي عن حديث جاء في سنن ابي داود من حديث عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع .............................. ..... إلى آخر الحديث
ثم رأيت عن طريق الإجمال حكما للشيخ الألباني على الحديث بالضعف وحكما للعلامة احمد شاكر على نفس الحديث بالصحة
فما مستند الشيخين في الحكم على الحديث؟ وأيهما أصوب حكما؟
الرجاء الرد بالتفصيل المعهود عنكم لنستفيد من علمكم ................. بارك الله فيكم
ـ[أسامة]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 01:32]ـ
بارك الله فيك.
يرجى الرجوع إلى كتاب: أحاديث معلّة ظاهرها الصحة للشيخ المحدث الوادعي -رحمه الله- ص 272 - 273
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 01:54]ـ
فما مستند الشيخين في الحكم على الحديث؟ وأيهما أصوب حكما؟
الرجاء الرد بالتفصيل المعهود عنكم لنستفيد من علمكم ................. بارك الله فيكم
أما مستند الشيخ الألباني رحمه الله فقد قال في السلسلة الضعيفة مانصه
ما نصه
1105 - " إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا
اتق الله و دع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه أن يكون
أكيله و شريبه و قعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال:
* (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم) * إلى قوله
: * (فاسقون) *، ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر
و لتأخذن عن المنكر و لتأخذن على يدي الظالم، و لتأطرنه على الحق أطرا،
و لتقصرنه على الحق قصرا ".
ضعيف.
أخرجه أبو داود (4336) و الترمذي (2/ 175) و ابن ماجه (4006) و الطحاوي في
" المشكل " (2/ 61 - 62) و ابن جرير في " التفسير " (6/ 305) و أحمد في "
المسند " (1/ 391) من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن
مسعود به.
و خالف المؤمل بن إسماعيل فقال: حدثنا سفيان قال: حدثنا علي بن بذيمة عن أبي
عبيدة - أظنه عن مسروق - عن عبد الله به نحوه.
أخرجه ابن جرير.
و المؤمل هذا ضعيف لسوء حفظه.
و خالفه عبد الرحمن بن مهدي فقال: حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره هكذا مرسلا. و هو أصح.
أخرجه الترمذي (2/ 175 - 176) و ابن جرير و ابن ماجه.
و تابعه سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به و زاد في آخره:
" أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعنهم ".
أخرجه أبو داود (4337) و ابن أبي الدنيا في " الأمر بالمعروف " (ق 53/ 1)
و عبد الغني المقدسي فيه (85/ 2) و الخطيب في " تاريخه " (8/ 299) و البغوي
في " تفسيره " (3/ 206 - 207) من طرق عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن
سالم به.
و سالم هذا هو ابن عجلان الأفطس و هو ثقة من رجال البخاري.
و رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
ابن مرة عن سالم الأفطس به.
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (3/ 1248) و ابن جرير و كذا ابن أبي حاتم كما في
" تفسير ابن كثير " و ابن أبي الدنيا (54/ 1 - 2) و قال أبو داود بعد أن ذكره
معلقا:
" و رواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة ".
قلت: كأنه يشير إلى أن قول المحاربي: " عبد الله بن عمرو بن مرة " وهم. و هو
الظاهر لمخالفته لرواية الجماعة عن العلاء. و المحاربي لا بأس به، و كان يدلس
كما قال أحمد، و قد عنعنه، فلعل الوهم ممن دلسه.
و رواية الطحان التي علقها أبو داود هي التي وصلها البغوي كما سبقت الإشارة إلى
ذلك، أخرجها من طريق أبي يعلى: أنا وهب بن بقية: أنا خالد - يعني ابن
عبد الله الواسطي - عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود. و قد أخرجها أبو يعلى في " مسنده " (3/ 1262) بهذا
الإسناد.
و قد خولف وهب بن بقية في هذا الإسناد، فقال أبو جعفر الطحاوي: حدثنا محمد بن
(يُتْبَعُ)
(/)
إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي: حدثنا عمرو بن عون الواسطي: حدثنا خالد بن
عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي موسى قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره بنحوه.
قلت: هكذا في الأصل " عمرو بن مرة عن أبي موسى ". لم يذكر بينهما أبا عبيدة،
فلا أدري أسقط من الأصل، أم الرواية هكذا وقعت للطحاوي؟! و غالب الظن الأول
، لأمور:
1 - أن عمرو بن مرة لم يسمع من أبي موسى بل لم يذكروا له رواية عنه، و كان لا
يدلس، فينبغي أن يكون بينهما راو، و ليس هو إلا أبو عبيدة.
2 - أن ابن كثير قال: قال شيخنا الحافظ المزي: " و قد رواه خالد بن عبد الله
الواسطي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى ".
قلت: و الظاهر أنه يشير إلى هذه الرواية.
3 - أنهم ذكروا لأبي عبيدة رواية عن أبي موسى.
4 - أن الهيثمي أورده في " المجمع " (7/ 269) من حديث أبي موسى ثم قال:
" رواه الطبراني، و رجاله رجال الصحيح ".
و غالب الظن أنه عند الطبراني من هذا الوجه الذي ذكره المزي، فإذا كان كذلك،
و فرضنا أنه كانت الرواية عنده عن عمرو بن مرة عن أبي موسى، لنبه الهيثمي على
انقطاعها، و إن كان يفوته كثير التنبيه على مثله. والله أعلم.
ثم إن إسناد الطحاوي المتقدم رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين غير شيخ الطحاوي
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد البغدادي و هو ثقة مأمون كما روى الخطيب في
ترجمته (1/ 392) عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش. مات سنة ست و سبعين و مائتين
<1>.
و على هذا فينبغي أن يكون هذا الإسناد صحيحا، لاتصاله، وثقه رجاله، لولا أنه
قد اختلف في إسناده على العلاء بن المسيب، فرواه عمرو بن عون الواسطي عن خالد
ابن عبد الله عنه هكذا.
و خالفه وهب بن بقية فرواه عن خالد عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
عبد الله بن مسعود.
و هذه الرواية أولى بالأخذ بها و الاعتماد عليها، لأن وهب بن بقية ثقة أيضا من
رجال مسلم، و روايته موافقة لرواية أبي داود المتقدمة عن العلاء، و هي من
رواية أبي شهاب الحناط و اسمه عبد ربه بن نافع الكتاني من رجال الشيخين.
و من المحتمل أن يكون هذا الاختلاف على العلاء بن المسيب ليس من الرواة عنه،
بل منه نفسه، لأنه مع كونه ثقة، فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، حتى قال
الحافظ في " التقريب ":
" ثقة ربما وهم ".
قلت: فمن الممكن أن يكون وهم في قوله في هذا الإسناد: عن عمرو بن مرة [عن
أبي عبيدة] عن أبي موسى، و إذا كان قد صح عنه على الوجه الآخر " عن عمرو عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود ". فالقلب يطمئن لهذه الرواية دون تلك لموافقتها
لرواية علي بن بذيمة و سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود.
و على ذلك، فإسناد الطحاوي و كذا الطبراني عن أبي موسى يكون شاذا، فلا يكون
صحيحا، و هذا إذا سلم من الانقطاع بين عمرو بن مرة و أبي موسى على ما سبق
بيانه.
و إذا تبين هذا فالمحفوظ في هذا الحديث أنه من رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود
فهو على هذا إسناد ضعيف منقطع. قال المنذري في " الترغيب " (4/ 170):
" أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، و قيل: سمع ".
قلت: و الصواب الأول، فقد قال شعبة عن عمرو بن مرة: سألت أبا عبيدة: هل
تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا. و قال الترمذي: لا يعرف اسمه، و لم يسمع
من أبيه شيئا. و كذلك قال ابن حبان: إنه لم يسمع من أبيه شيئا. و بهذا جزم
الحافظ المزي في " تهذيب التهذيب "، و تبعه الحافظ في " تهذيبه ".
قلت: فقول الترمذي عقب الحديث:
" حديث حسن غريب ".
مما يتعارض مع الانقطاع الذي اعترف به هو نفسه. و ذلك من تساهله الذي عرف به.
و جملة القول أن الحديث مداره على أبي عبيدة، و قد اضطرب الرواة عليه في
إسناده على أربعة وجوه:
الأول: عنه عن أبيه عبد الله بن مسعود.
الثاني: عنه عن مسروق عن ابن مسعود.
الثالث: عنه مرسلا.
الرابع: عنه عن أبي موسى.
و لقد تبين من تحقيقنا السابق أن الصواب من ذلك الوجه الأول، و أنه منقطع فهو
علة الحديث. و به جزم المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم (3713)
. وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
و كان الحامل على كتابة هذا البحث أن بعض الكتاب ادعى في مجلة " الوعي الإسلامي
" العدد الأول من السنة الثانية (ص 96) أن الحديث مما صح عن الرسول صلوات
الله و سلامه عليه. فأحببت أن أتيقن من خطئه فيما قال، فكان من ذلك هذا
المقال. و كتبت إلى المجلة بخلاصة نافعة منه في أشياء أخرى بتاريخ لا يحضرني
منه إلا السنة 1386 هـ، و لكنها لم تنشر. و لله في خلقه شؤون.
*-------------------------------------------------*
[1] قلت: و لم يعرفه العيني في كتابه " مغاني الأخيار " كما في تلخيصه " كشف
الأستار "، و ليس هو محمد بن إبراهيم المروزي المترجم في " الميزان "
و المتكلم فيه كما توهم المعلق على " الكشف " بل هو آخر، و ترجمته عند الخطيب
أيضا عقب هذا. اهـ.
****************************** **********************
****************************** *********************
وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في النافلة
ما نصه
إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا،! اتق الله ودع ما تصنع، فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله، وشريبه، وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض. كلا والله، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم)).
ضعيف.
أخرجه الترمذي (3047)، وأحمد (1/ 391)، والطبراني في ((الكبير)) (ج 10/ رقم 10265)، من طريق شريك بن عبد الله، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن أبيه عبد الله بن مسعود.
قلت: وهذا سند ضعيف، وله علتان:
الأولى: ضغف شريك النخعي، فإنه سيئ الحفظ.
الثانية: الانقطاع بين عبيدة وأبيه، فإنه لم يسمع منه على أرجح أقوال العلماء المحققين.
أما العلة الأولى، فإن شريكا لم ينفرد بالحديث عن علي بن بذيمة، بل تابعه جماعة عنه، منهم:
يونس بن راشد، أخرجه أبو داود (4336)، وعنه البيهقي (10/ 93).
الأعمش. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 10/ رقم 10264)، ومن طريقه الشجري في ((الأمالى))
(2/ 231) 0
مسعر بن كدام. أخرجه الطبراني (10266) 0
موسى بن أعين. أخرجه الطحاوي في ((المشكل)) (2/ 61 - 62).
محمد بن مسلم بن أبي الوضاح. أخرجه الترمذي (5/ 253)، وابن ماجه (4006/ 2)، وكذا جرير
(6/ 206).
عمرو بن قيس الملائي، أخرجه ابن جرير، ولكن في السند إليه محمد بن حميد وقد خالفهم سفيان الثوري، فقال: ثنا علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، أظنه عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا فذكره. أخرجه ابن جرير (6/ 205) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان به.
قلت: وهذا سند متصل، غير أنني أرى أن ذكر ((مسروق)) فيه غير محفوظ. والآفة – عندي – هي من مؤمل هذا، فإنه كان كثير الخطأ كما قال أبو حاتم وأبو داود وغيرهما، حتى قال فيه البخاري: ((منكر الحديث)) وهو مع ضعفه، فقد خالفه عبد الرحمن بن مهدي – وهو من جبال الحفظ – فرواه عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فذكره مرسلا. أخرجه الترمذي (3048)، وابن ماجه (4006)، وابن جرير (6/ 205 - 206)، وتابعه وكيع بن الجراح – الجبل الراسخ -، عن سفيان بمثله. أخرجه ابن جرير أيضا (6/ 206) من طريقين عنه، فالصحيح في رواية سفيان، هو الإرسال. ولكن رواية الجماعة الذين ذكرناهم تترجح على رولية سفيان، ويكون الصواب هو: ((… علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن أبيه)). أما علي بن بذيمة – بفتح الباء الموحدة، وكسر المعجمة الخفيفة، بعدها تحتية – فقد وثقه غير واحد منهم ابن معين، وأبو زرعة والنسائي والعجلي وغيرهم، = =وجرحه الجوزجابي لكونه متشيعا، والجرح لمجرد المذهب قول ضعيف، ثم إنه توبع على الحديث. تابعه سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن أبيه به. أخرجه أبو داود (4337)، والطبراني في ((الكبير))
(10268) من طريق أبي شهاب الحناط، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس به.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وأبو شهاب الحناط اسمه عبد ربه بن نافع وقد وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة وابن سعد وغيرهم ورضيه أحمد، ولينه النسائي وغيره. وذكر له في ((التهذيب)) حديثا دلس فيه، ولكنه غير مشهور بالتدليس، لذا أهمل الحافظ ذكر التدليس عندما ترجم له في ((التقريب)). وقد خالفه عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فرواه عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس به فجعل شيخ العلاء فيه هو: ((عبد الله بن عمرو بن مرة)) بدل: ((عمرو بن مرة))!! أخرجه ابن جرير (6/ 205)، وابن أبي حاتم – كما في ((تفسير ابن كثير)) (2/ 74). – وأبو يعلى (ج 8/ رقم 5035).
قلت: والمحاربي حاله من حال أبي شهاب الحناط، ولكن اتهمه غير واحد بالتدليس، ورواية أبي شهاب الحناط ارجح من رواية المحاربي، لمتابعة عبار بن القاسم. ذكرها المزي في ((الأطراف)) (7/ 160). وقد اختلف على العلاء بن المسيب في سنده، وقد مر وجهان لذلك. فأخرجه الخطيب في ((التاريخ)) (8/ 299) من طريق خالد بن عمرو الأموي، حدثنا العلاء بن المسيب، عن عمرو ابن مرة، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. فاسقط ذكر: ((سالم الأفطس)) ولكن خالد بن عمرو كذبه ابن معين، واتهمه أحمد بن صالح بالوضع، غير أنه لم ينفرد بإسقاط ((سالم)) من السند، فتابعه جعفر بن زياد، عن العلاء به أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 10/ رقم 10267) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا جعفر به.
قلت: وجعفر بن زياد، هو الأحمر، وثقه ابن معين في رواية. وقال أحمد وابن عدي: ((صالح الحديث)) وقال أبو داود: ((صدوق)). فهذا لون ثالث من الخلاف … ولون رابع.!! فخالفهم جميعا خالد بن عبد الله الواسطي، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي موسى الأشعري … فذكره. فجعله من مسند ((أبي موسى))، أخرجه الطحاوي في ((المشكل))، (2/ 61) من طريق عمرو بن عون الواسطي، ثنا خالد .. فذكره.
قلت: كذا وقع الإسناد عند الطحاوي: ((… عمرو بن مرة، عن أبي موسى))، وهو عندي خطأ، فقد سقط ذكر: ((أبي عبيدة بينهما، يدل على ذلك أن المزي قال في ((الأطراف)) (7/ 161): ((وخالفهم خالد بن عبد الله الواسطي، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى)) ونقل الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) (2/ 74) مثل هذا عن شيخه المزي. وعمرو بن عون ثقة، ولكنه خولف فيه، خالفه وهب بن بقية، فرواه عن خالد بن عبد الله، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود. فوافق الجماعة على جعله في مسند ((عبد الله بن مسعود)). أخرجه البغوي في ((تفسيره)). فهذا اضطراب شديد في السند، والوجه الذي اتفق عليه الجماعة هو الراجح، وهو: ((… علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن أبيه)). أما علة هذا الإسناد، فهو الانقطاع بين أبي عبيدة، = =وبين أبيه عبد الله بن مسعود كما سبق وذكرت. ولكنى رأيت البدر العيني رحمه الله تعالى جعل يناطح في هذا، فقال في ((العمدة)) (2/ 302) يرد على الحافظ ابن حجر: ((وأما قول القائل: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، فمردود بما ذكر في ((المعجم الأوسط)) للطبراني من حديث زياد بن سعد، عن أبي الزبير، قال: حدثني يونس بن عتاب (أ) الكوفي، سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يذكر أنه سمع أباه يقول: ((كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر … الحديث. وبما أخرجه الحاكم في ((مستدركه)) من حديث أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، في ذكر يوسف - عليه السلام -، وصحح إسناده (أ)، وبما حسن الترمذي عدة أحاديث رواها الترمذي عن أبي عبيدة، عن أبيه، ومن شرط الحديث الحسن إن يكون إسناده متصلا عند المحدثين)) أ. ه.
قلت: كذا قال العيني رحمه الله تعالى، وقد كرهت له أن يجيب بهذا الجواب الواهي، ويمكن إجمال حججه في ثلاثة أمور:
الأول: ما وقع في ((الأوسط)) من التصريح بالسماع.
الثاني: تصحيح الحاكم لحديث فيه: ((… أبو عبيدة، عن أبيه)).
الثالث: تحسين الترمذي لأحاديث رواها أبو عبيدة عن أبيه، ولولا أن الإسناد متصل ما حسنها، إذ شرط الحديث الحسن اتصال السند.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب عن ذلك من وجوه:
الأول: أن التصريح بالسماع الذي وقع في ((الأوسط)) للطبراني لا يصح. وبنظرة إلى السند الذي ساقه البدر العيني رحمه الله تظهر لك الحجة. فأما زياد بن سعد، وأبو الزبير، فكلاهما ثقة، وقد صرح أبو الزبير بالسماع. وأما يونس بن عتاب، فلم أعرفه، ثم ترجح لدي أنه ((يونس بن خباب)) بالخاء المعجمة، بعدها باء. وقد ذكر المزي في ((تهذيب الكمال)) (ج 3/ لوحة 1567) في ترجمة ((يونس)) أنه ((روى عن أبي عبيدة بن عبد الله مسعود … وروى عنه … وأبو الزبير المكي، وهو من أقرانه)) أ. ه. فنظر في حال يونس. قال ابن معين: ((رجل سوء يشتم عثمان، … لا شيء)). وقال البخاري: ((منكر الحديث)). وهذا جرح شديد عنده. وقال النسائي: ((ليس بثقة)). وكذبه الجوزجاني وقال: ((مفتر)). ووثقه ابن معين، وابن شاهين، وعثمان بن أبي شيبة.
فإن قلت: فالعمل على التوثيق، وقد أظهر الساجي العلة في جرحه فقال: ((صدوق في الحديث، تكلموا من جهة رأيه السوء))، والجرح لمجرد المذهب قول ضعيف كما ذكرتم من قبل.
نقول: أما الجرح لمجرد لمذهب، فنعم هو ضعيف، ولذلك فنحن لا نعتد بتكذيب الجوزجاني له، لما عرف عنه من الشدة على كل متشيع، وأما أنه ضعفوه لأجل المذهب، فغير صحيح. يدل عليه قول أبي حاتم:
((ليس بقوي في الحديث)). واعتمد ذلك الحافظ في ((التقريب)) فقال: ((صدوق يخطئ)). وعليه فلا يمكن الاعتداد بذكر السماع لأجل يونس بن خباب، فإنه كان يخطئ ويخالف، ومن كان هكذا، فلا يستغرب منه أن يقلب العنعنة إلى تصريح بالسماع، وهذا معروف ظاهر لكل مشتغل بهذا الفن. والله أعلم.= = [هنا قاعدة هامة، فقد سألت شيخنا الألباني حفظه الله تعالى: ما وجه الحجة في قولكم في ((الضعيفة))
(1/ 68/ رقم 51): ((محمد بن سيرين لم يسمع من عمران بن حصين كما قال الدارقطني خلافا لأحمد)). مع أن محمد بن سيرين صرح بالتحديث عن عمران – كما في ((صحيح مسلم)) (1/ 198) – في حديث: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب .... ))؟!.
فقال حفظه الله: عهدي بعيد بهذا الأمر، غير أننا نلاحظ كيفية رواية مسلم لهذا الحديث هل أورده في الأصول، أم في الشواهد والمتابعات، لأنه إن أورده في الشواهد والمتابعات فحينئذ لا يحتج فيها بمسألة التحديث لأن في رواة الشواهد والمتابعات ضعفا، والإمام مسلم إنما يسوق الشواهد والمتابعات لقوية حديث الباب، وليس بغرض إثبات سماع راو من راو، والراوي الضعيف قد يهم في هذا البحث فيقلب العنعنة إلى تصريح بالسماع، وهذا معروف مشهور)) أ. ه.
قلت: وهذه قاعدة هامة جدا، لم أر من نبه عليها قبل الشيخ فجزاه الله خيرا، غير أنني أرى أن القاعدة وإن كانت عامة، فسماع محمد بن سيرين من عمران لا شك في صحته، مع أن الإمام مسلما رحمه الله ذكر سماع ابن سيرين من عمران في ((باب الشواهد)) فقال: حدثنا يحيى بن خلف الباهلي، ثنا المعتمر، عن هشام بن حسان، عن محمد ين سيرين، حدثني عمران .... فذكره. وشيخ مسلم وثقه ابن حبان وحده، على ما ذكره في ((التهذيب)). قال لي شيخنا: ((فهذا قد يكون المانع من اعتبار قبول السماع)). قلت له: ولكن توثيق ابن حبان لمثل هذه الطبقة مقبول لا شك فيه وتساهله إنما يقع في طبقة التابعين ونحوها كما ذكرتم أنتم ذلك في بعض تعليقاتكم. قال: صحيح، ولكنه يظل أدنى من توثيق غيره كابن معين واضرابه)).
قلت: ثم لما بحثت، وجدت الحديث له طريقا آخر عن ابن سيرين فأخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج18/ رقم 326) من طريقين عن أبي علي الحنفي، ثنا أبو حرة، عن محمد بن سيرين، ثنا عمران به، وأخرجه أبو عوانة قي ((صحيحه)) (1/ 87) من طريقين آخرين عن أبي علي الحنفي به ولكن بالعنعنة. فالسند حسن، وأبو حرة، واصل بن عبد الرحمن فيه كلام، وهو صدوق كما قال الحافظ، فإذا انضمت روايته لرواية هشام بن حسان، لم يعد شك في ثبوت السماع بين ابن سيرين وعمران. وتأيد ذلك بقول أحمد:
(يُتْبَعُ)
(/)
((سمع ابن سيرين من عمران))، فهو مقدم على قول الدارقطني: ((لم يسمع)) إذ المثبت معه زيادة علم، فهو مقدم على النافي. أما إدراك ابن سيرين لعمران، فلا يشك فيه محقق، فقد ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان يعني في حدود سنة (33): وتوفي عمران، - رضي الله عنه - سنة (52)، فقد كان لابن سيرين تسعة عشر عاما، ثم كلاهما بصري، وابن سيرين كان بريئا من التدليس، نعم كان مقلا عن عمران، بخلاف الحسن وغيره، فقد روى له مسلم عن عمران ثلاثة أحاديث، وزاد أحمد ثلاثة أحاديث آخر)) فالحاصل أن أحاديث ابن سيرين عن عمران نحو العشرة أو فوقها بقليل كما يعلم من النظر في رواياته. ولي جزء صغير في إثبات سماع ابن سيرين من عمران، حققت من خلاله كل الأحاديث التي رواها ابن سيرين عن عمران، فالله المستعان].=
=فإن قلت: قد روى ابن أبي حاتم في ((المراسيل)) بسنده إلى سلم بن قتيبة قال: قلت: لشعبة: إن البري يحدثنا عن أبي إسحاق، أنه سمع أبا عبيدة، أنه سمع ابن مسعود. فقال (يعني شعبة): أوه! كان أبو عبيدة ابن سبع سنين، وجعل يضرب جبهته)) أ. ه. فابن سبع سنين يمكن أن يسمع، بل يحفظ كما هو معروف ومثبوت في بطون الكتب. فهذا دليل في إثبات السماع.
نقول: أما ابن سبع سنين يمكن أن يسمع، بل ويحفظ فنعم ولكن البري واسمه عثمان بن مقسم كذبه ابن معين والجوزجاني، وتركه يحيى القطان وابن المبارك والنسائي والدارقطني، فالدليل غير قائم.
فإن قلت: قد قال الدارقطني: ((أبو عبيدة أعلم بحديث أبيه من حنيف بن مالك ونظرائه)) نقول: أما حنيف بن مالك، فصوابه: خشيف بن مالك – بخاء معجمة، ثم شين، فباء – وقد ذكر في ((الجرح والتعديل)) (1/ 2/ 401 - 402) أنه روى عن عمر، وابن مسعود)) فهذا يدل على أنه قديم، ولكن ليس هناك تلازم بين أن يكون الأعلم قد سمع، فيكون أبو عبيدة هو الأعلم بمذهب أبيه، وفتواه، فما دخل السماع هنا؟!!
فإن قلت: قد روى عبد الواحد بن زياد، عن أبي مالك الأشجعي، عن عبد الله بن أبي هند، عن أبي عبيدة قال: خرجت مع أبي لصلاة الصبح. فهذا يدل على أنه أدركه ووعاه.
نقول: قال ابن أبي حاتم في ((المراسيل)). ص 256) بعد أن ذكر لأبيه هذه الرواية: ((قال أبي: ما أدري ما هذا؟! عبد الله بن أبي هند من هو؟!
فإن قلت: قد روى البخاري في ((الكنى)) (رقم 447) قال: مسلم، نا أبان، عن قتادة، عن أبي عبيدة أنه فيما سأل أباه عن بيض الحمام؟! فقال: ((صوم يوم)). فهذا يدل على أنه رعاه حتى صار يسأله عن مثل هذا السؤال. نقول: أما مسلم بن إبراهيم، أبان بن يزيد فكلاهما ثقة ولكن في السند عنعنة قتادة، فقد كان مدلسا.
فإن قلت: قال الذهبي في ((سير النبلاء)) (4/ 363): ((روى عن أبيه شيئا، وأرسل عنه أشياء)) أ. ه. فهذا التفريق من الذهبي يدل على أنه سمع، وإلا لما كان هناك معنى لقول الذهبي: ((روى .. وأرسل)). نقول: الذهبي – يرحمه الله – يعتمد في التراجم على الكتب المتقدمة عليه، ولعله قال: ((روى عن أبيه شيئا)) يقصد به ما ذكره البخاري في ترجمته، وقد سبق وأجبنا عنه. ثم الرواية لا تستلزم السماع، لا سيما والدليل الصحيح قائم على النفي كما سيأتي – إن شاء الله تعالى.
قلت: وإذ قد فرغنا من الإجابة عما قيل في سماع أبي عبيدة من أبيه، نسوق أقوال العلماء في نفي السماع. فقد أخرج الترمذي (17)، وابن أبي حاتم في ((المراسيل)) (ص- 256) من طريق محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: قلت: أبا عبيدة، هل تذكر من عبد الله شيئا؟! قال: لا أذكر منه شيئا)). وتابعه أبو داود الطيالسي، قال: أخبرنا شعبة … فذكره. ... ... ... ... =
=أخرجه ابن سعد في .. الطبقلت)) (6/ 210)، عن الطيالسي. وهذا سند صحيح حجة، وهو وحده كاف في الحكم بالانقطاع. وقال جماعة من العلماء بأنه لم يسمع من أبيه، منهم:
أبو حاتم الرازي.
ابن سعد، قال: ((ذكروا أنه لم يسمع من أبيه)).
الترمذي. – كما سيأتي.
النسائي في ((السنن)) (3/ 105).
البيهقي – كما في ((نصب الراية)) (1/ 146).
المنذري.
العراقي.
الحافظ ابن حجر.
البوصيري. في ((الزوائد)) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
نور الدين الهيثمي في ((المجمع)) انظر مثلا (2/ 60 و6/ 71 و7/ 193).
النووي في ((المجموع)) (3/ 69).
الشيخ أحمد شاكر في مواضع كثيرة من ((المسند)). وانظر (6/ 4، 23، 24، 32، 44، 45، 67، 68، 81، 89، 95، 99، 119، 123، 124، 125، 156، 181، 199، 201) وكذا في تعليقه على ((الروضة الندية)) (ص – 173).
شيخنا الألباني. في مواضع، منها ((الضعيفة)) رقم (175، 334، 615، 965).
قلت: فهذا ما حضرني ساعة كتابة هذا البحث، ولو أني أمعنت النظر لوقفت على نماذج كثيرة. فهذا هو الوجه الأول في الرد على البدر العيني.
أما الوجه الثاني أن العيني – رحمه الله – اعتمد على حديث أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (2/ 572) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه قال: ((إنما اشترى يوسف بعشرين درهما …… الحديث)) قال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي!!.
قلت: كلا، وفي الإسناد، دون الانقطاع.
الأول: أن أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط، وزهير بن معاوية سمع منه الاختلاط، كما قال ابن معين وأحمد والترمذي.
الثانية: أن أبا إسحاق مدلس وقد عنعنه. فلو صرح أبو عبيدة بالسماع من أبيه في ذلك الخبر لم ينفعه، لكونه ما سلم من الخدش. والله أعلم. ثم إني – جد – متعجب من العيني رحمه الله تعالى، كيف طابت نفسه باعتبار أن هذا الذي رواه الحاكم دليل على السماع، مع كونه من العالمين – قطعا - بكثرة أوهام الحاكم في المستدرك، والذهبي يتبعه في كثير من هذا الوهم؟!! وهذا ما حدا بي – قديما – إلى تتبع كل ما = =وهم فيه الحاكم وتبعه عليه الذهبي، وأظهرت وجه الصواب فيه، وسميته: ((إتحاف الناقم بوهم الذهبي والحاكم، قطعت فيه شوطا لا بأس به، وله قصة ذكرتها في ((مقدمته))، فلله الحمد.
الوجه الثالث: وهو أعجب الثلاثة الوجوه على الإطلاق. وأكثرها طرافة. فقد زعم العيني رحمه الله أن الترمذي ممن يصححون سماع أبي عبيدة من أبيه اعتمادا على تحسينه لكل الأحاديث التي أخرجها له: ((إذ من شرط الحديث الحسن أن يكون اسناده متصلا عند المحدثين.
قلت: قد أخرج الترمذي عقبه، والله المستعان.
رقم (17) في ((الاستنجاء بحجرين)). وقال: ((وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه)).
رقم (179) كتاب الصلاة باب ((ما جاء في الرجل تفوته الصلوات يأيتهن يبدأ)). وقال: ((حديث عبد الله [يعني ابن مسعود] ليس بإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله)).
رقم (366) كتاب الصلاة باب: ((ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الأوليين)) وقال: ((هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه)).
رقم (622) كتاب الزكاة، باب: ((ما جاء في زكاة البقر)) وقال: ((أبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من عبد الله)).
رقم (1061) كتاب الجنائز باب: ((ما جاء في ثواب من قدم ولدا. ((وقال: ((هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه)).
رقم (1714) كتاب الجهاد، باب: ((ما جاء في المشورة)). قال: ((وهذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه)). ثم أخرجه الترمذي (3084) في كتاب ((تفسير القرآن)) في ((سورة الأنفال)).
رقم (3011/ 29) كتاب ((تفسير القرآن – آل عمران)). وقال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: فظهر من كلام الترمذي على هذه الأحاديث أنه لم يقل: ((حديث حسن)) ويسكت، بل يعقبه بأن: ((أبا عبيدة لم يسمع من أبيه)): فأين محل قول العيني: ((ومن شرط الحديث الحسن أن يكون إسناده متصلا .. ))؟!
ثم إن الترمذي قال: ((حديث حسن، فلا يمكن أن يحسن الحديث ثم يردفه بذكر الانقطاع في سنده، إلا أن قد قصد أنه ((حسن لغيره)) لمجيئه من طرق أخرى بخلاف المنقطعة، أو يكون له شواهد.
فإن قلت: قد قال الترمذي في الحديث (179): ((ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه)) فهذا يدل على أن الإسناد المنقطع ليس به بأس.
قلت: الجواب من وجهين:
الأول: أن يحمل كلام الترمذي على أنه لا بأس به في الشواهد والمتابعات، وإلا فالمنقطع عند جمهور المحدثين قسم من الحديث الضعيف. ... ... ... ... =
=الثاني: أن هذه العبارة يستخدمها كثير من المحدثين، فيقولون: ((إسناده صحيح لولا الانقطاع بين مكحول وأبي هريرة)) قال ذلك البيهقي في حديث: ((صلوا خلف كل بر وفاجر)) – فتخرج كلمة الترمذي هذا المخرج.
فإن قلت: قد قال في الحديث (3011/ 2): ((هذا حديث حسن)) فلم يذكر الانقطاع.
قلت: قد ذكر الانقطاع في مواضع كثيرة، والأخذ بالمفسر الزائد كما هو معروف. وبالجملة: فقد أطلت في هذا البحث، رجاء رفع الشبهة، وحسم مادة الجدل، وظهر منه أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح من أقوال المحققين، أما البدر العيني رحمه الله تعالى، فما تعلق بشيء له طائل والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 09:06]ـ
بارك الله فيك شيخنا / عبد الرحمن بن شيخنا ........................... هذا ما نعهده منكم(/)
شرح حديث إستقيموا ولن تحصوا - سمعي _ (الشيخ عبد الحفيظ العبدلاوي)
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم
شرح حديث استقيموا ولن تحصوا
الشيخ عبد الحفيظ العبدلاوي عضو المجلس العلمي بالحسيمة المغرب
قراءة الأستاذ علي القمري
http://www.rofof.com/4ulhyf8/W.html(/)
نظرات في " الجرح و التعديل"
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 01:52]ـ
الحمد لله تعالى ...
أثناء قراءتي للكتاب العظيم و السفر النفيس" فتح الباري شرح صحيح البخاري" للعلامة الحافظ الإمام شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني-رحمه الله-، و كذلك كتابه:" تهذيب التهذيب"، استوقفتني بعض المسائل، فرغبت أن أعرض بعضها على السادة الكرام عليّ أجد لها جوابا ..
قال الحافظ في "الفتح" (73/ 1):" قوله عن أبي أمامة بن سهل هو بن حنيف كما ثبت في رواية الأصيلي وأبو أمامة مختلف في صحبته ولم يصح له سماع وإنما ذكر في الصحابة لشرف الرؤية".إهـ
قلت: و الذي استوقفني هو قوله في الاحتمال الثاني، و إنما ذكر في الصحابة لشرف الرؤية.
و الغريب أن ابن حجر نفسه جعل من تعريف الصحابي مجرد اللقيا-ولم يقل الرؤية- ليدخل ابن أم مكتوم، قال في النخبة:"أَوْ إِلَى الصَّحَابِيِّ كَذَلِكَ وَهُوَ: مَنْ لَقِيَ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- مُؤْمِنًا بِهِ، وَمَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَلَوْ تَخَلَّلَتْ رِدَّةٌ فِي الْأَصَحِّ"إهـ
فلم جعل إدخال بن سهل في الصحابة لشرف الصحبة، و هو داخل فيها بتعريف ابن حجر السابق و شرف الرؤية شيء زائد على تعريف الصحبة.
قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (71/ 5 - 72) في ترجمة الصحابي الجليل أبي الطفيل عامر بن واثلة
-رضي الله عنه-:" ... قال ابن سعد وهذا الحديث غلط أبو الطفيل لم يولد تلك الليلة وينبغي أن يكون حدث بهذا الحديث عن غيره فاوهم الذي حمل عنه وكان أبو الطفيل ثقة في الحديث".
ثم قال:"وقال ابن عدي له صحبة قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من عشرين حديثا وكانت الخوارج يرمونه باتصاله بعلي وقوله بفضله وفضل أهل بيته وليس في رواياته بأس وقال ابن المديني قلت لجرير أكان مغيرة يكره الرواية عن أبي الطفيل قال نعم وقال صالح بن احمد عن أبيه أبو الطفيل مكي ثقة."إهـ
قلت: سبحان الله، و هل يسأل عن عدالة الصحابة؟؟ و أين القول بأن جميع الصحابة عدول لا ينظر إلى عدالتهم؟؟!!
و أغرب من هذا قول ابن المديني نقلا عن جرير أن المغيرة- و هو ابن شعبة- يكره الرواية عن أبي الطفيل، و ما هو ميزان هذه الكراهة، و كيف نضبطها؟؟ و هل قول المغيرة حجة على أبي الطفيل؟؟
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[06 - May-2010, صباحاً 03:10]ـ
لعل للقيا مفهوما مختلفا عند ابن حجر: كأن يكون كلام بين الرجل والرسول
أما مجرد الرؤية فلا يتضمن الكلام مع الرسول، فلعله رآه لكن لم يكلمه
وهذا أشرف من ذاك
أما الإشكال الثاني فما زلت أستشكله
والسؤال للجميع
قد نضمن عدالة الصحابة
لكن كيف نضمن حفظهم، خاصة إذا تفرد الراوي بالحديث
ألم يكن فيهم سيء الحفظ مثلا؟
ـ[ياسين علوين المالكي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 03:48]ـ
لعل للقيا مفهوما مختلفا عند ابن حجر: كأن يكون كلام بين الرجل والرسول
أما مجرد الرؤية فلا يتضمن الكلام مع الرسول، فلعله رآه لكن لم يكلمه
وهذا أشرف من ذاك
أما الإشكال الثاني فما زلت أستشكله
والسؤال للجميع
قد نضمن عدالة الصحابة
لكن كيف نضمن حفظهم، خاصة إذا تفرد الراوي بالحديث
ألم يكن فيهم سيء الحفظ مثلا؟
أخي الفاضل .. اللقيا عند ابن حجر معروفة و لا تحتاج إلى تخمين، فهو ذكر اللقيا كما قلت ليدخل في ذلك من لقيه و هو أعمى كابن أم مكتوم مثلا ..
أما الإشكال الثاني فهو في كلام علماء الجرح و التعديل على الصحابي أبي الطفيل مع أنه على تعريفهم للصحابي فوق الجرح و التعديل ..
أما ما تقدمت به من أنه يمكن أن يكون في الصحابة من هو سيء الحفظ .. فهذا بعيد لأن العرب وقتها كانوا أحفظ الناس و كانت لهم سليقة خارقة في الحفظ.
و إن كان ما قلت، فما هو ميزان ذلك ..
و الله الموفق
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 02:18]ـ
اللقيا عند ابن حجر معروفة و لا تحتاج إلى تخمين
فيعود الإشكال كما كان
العرب وقتها كانوا أحفظ الناس و كانت لهم سليقة خارقة في الحفظ.
أكلهم كانوا كذلك؟
لو قلت النصف ما قبلناه(/)
محدثوا المدينة المنورة الكبار
ـ[سائل]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 02:34]ـ
من بقي منهم اليوم؟
أرجو ذكر الاسم والمكان.
ـ[فيصل العقيلي]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي السائل منهم: الشيخ المحدث عبدالمحسن بن حمد العباد -أطال الله عمره على نشر الحق-وهو حاليا يدرس سنن ابن ماجه في المسجد النبوي(/)
(طلب مساعدة) دراسة إسناد
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[06 - May-2010, مساء 06:02]ـ
السلام عليكم
طلب منا أستاذ مادة (دراسة الأسانيد) أن نختار أي حديث من الكتب الأربعة ونقوم بدراسة إسناده، واخترتُ حديث من سنن الترمذي و نظرتُ في أقوال أهل العلم على رجال الإسناد، لكن الأمر التبس علي فلم أتمكن من الحكم على الإسناد، ففي الإسناد رجل كثير التدليس من المرتبة الثالثة وفيه أيضا رجل ثقة يرسل وآخر ثقة فاضل كثير الإرسال فيه نصب يسير من الثالثة، أرجو التوجيه والإرشاد
وهذا عملي الذي توصلت إليه
· الحديث من سنن الترمذي [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1) :
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته "
قال: هذا حديث حسن صحيح. و أبو الأشعث الصنعاني اسمه شرحبيل بن أدّة.
· دراسة الإسناد:
اسم الرجل
1/ تهذيب الكمال
2/ تقريب التهذيب
3/ الكاشف
أحمد بن منيع
1/قال النسائي وصالح بن محمد البغدادي ثقة
2/ ثقة حافظ
3/ -
هشيم بن بشير
1/ قال محمد بن عيسى بن الطباع قال عبد الرحمن بن مهدي كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري قال فقلت لعبد الرحمن تعجبا كان أحفظ من سفيان قال إن هشيما كان يقوى من الحديث على شيء لم يكن يقوى عليه سفيان قال بن الطباع وسمعت وكيعا يقول نحوا عني هشيما وهاتوا من شئتم يعني في المذاكرة وقال يعقوب بن شيبة السدوسي عن الحارث بن سريج النقال سمعت يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي يقولان هشيم في حصين أثبت من سفيان وشعبة
وقال أبو يعلى الموصلي عن الحارث بن سريج سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول هشيم أعلم الناس بحديث هؤلاء الأربعة أعلم الناس بحديث منصور بن زاذان ويونس وسيار وأثبت الناس في حصين قال الحارث فقلت لعبد الرحمن بن مهدي إذا اختلف الثوري وهشيم قال هشيم أثبت فيه قلت شعبة وهشيم قال هشيم حتى يجتمعا يعني يجتمع سفيان وشعبة في حديث
قال أبو داود قال أحمد بن حنبل ليس أحد أصح حديثا عن حصين من هشيم
قال أحمد بن سنان القطان سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول حفظ هشيم عندي أثبت من حفظ أبي عوانة وكتاب أبي عوانة أثبت عندي من حفظ هشيم
قال أحمد بن عبد الله العجلي هشيم واسطي ثقة وكان يدلس
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي عن هشيم ويزيد بن هارون فقال هشيم أحفظهما وقال أيضا سألت أبي عن هشيم فقال ثقة وهشيم أحفظ من أبي عوانة وقال أيضا سئل أبو زرعة عن جرير وهشيم فقال هشيم أحفظ
قال محمد بن سعد كان ثقة كثير الحديث ثبتا يدلس كثيرا فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي فقلت من أروى الناس عن يونس فقال هشيم أروى الناس عن يونس
2/ ثقة كثير التدليس والإرسال الخفي 2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)
3/ إمام ثقة مدلس
خالد بن مهران الحذاء
1/ قال أحمد بن حنبل: ثبت، قال يحيى بن معين والنسائي: ثقة، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به
2/ ثقة يرسل، أشار حماد بن زيد إلى أن حفظه تغيّر لما قدم الشام وعاب عليه بعضهم دخوله في عمل السلطان.
3/ ثقة
أبو قلابة، عبد الله بن زيد الجرمي
1/ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة وقال كان ثقة كثير الحديث وكان ديوانه بالشام، قال بن عون ذكر أيوب لمحمد حديث أبي قلابة فقال أبو قلابة إن شاء الله ثقة رجل صالح ولكن عمن ذكره أبو قلابة، قال العجلي بصري تابعي ثقة وكان يحمل على علي ولم يرو عنه شيئا ولم يسمع من ثوبان شيئا وقال عمرو بن علي لم يسمع قتادة من أبي قلابة
2/ثقة فاضل كثير الإرسال، قال العجلي فيه نصب يسير من الثالثة
3/حديثه عن عمر وأبي هريرة وعائشةومعاوية وسمرة في سنن النسائي وتلك مراسيل وعن ثابت بن الضحاك ومالك بن الحويرث وأنس وذلك في الصحاح وعنه قتادة ويحيى بن أبي كثير وأيوب وخلق هرب من القضاء فسكن داريا
أبو الأشعث الصنعاني، شرحبيل بن أدّة
1/قال احمد بن عبد الله العجلي شامي تابعي ثقة، ذكره بن حبان في كتاب الثقات
2/ثقة
3/ثقة
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) مدلس من المرتبة الثالثة، هو هشيم بن بشير الواسطي من أتباع التابعين، مشهور بالتدليس مع ثقته، وصفه النسائي وغيره بذلك ومن عجائبه في التدليس أن أصحابه قالوا له نريد أن لا تدلس لنا شيئا، فواعدهم، فلما أصبح أملى عليهم مجلساً يقول في أول كل حديث منه ثنا فلان وفلان عن فلان فلما فرغ قال هل دلست لكم اليوم شيئا؟، قالوا: لا، قال فإن كل شيء حدثتكم عن الأول سمعته وكل شيء حدثتكم عن الثاني فلم أسمعه منه، (قال ابن حجر): فهذا ينبغي أن يسمى تدليس العطف، انظر: طبقات المدلسين لابن حجر ص 47
المرتبة الثالثة: من أكثر من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا، ومنهم من قبله كأبي الزبير المكي، انظر: دراسة الأسانيد لعبد العزيز العثيم رحمه الله وصاحبه عطا الله بن فيض
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) كتاب الديات، باب ما جاء في النهي عن المثلة، ج 3 ص 105، رقم الحديث (1414)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قبل الكلام على رجال السند أخيتي؛ يحسن التنبيه لثلاثة أمور:
الأول: الأولى بكِ أن تنظري كتباً أكثر تكلم أصحابها عن الرواة بشكل أكبر وموسع؛ أما الاعتماد على (التقريب) وحده في الحكم على راوٍ معين فهذا لا يفيدك الإفادة التامة المرجوة؛ فإن أحكامه رحمه الله مقتضبة جداً على شكل رؤوس أقلام وخلاصة رأي الحافظ بما وقف عليه من كلامٍ عليه، تعد مفتاحاً للراوي؛ ولمن أراد التوسع والتدقيق النظر في غيره.
الثاني: لا تكتفي بالحكم على الحديث من مصدر واحد فقط؛ بل انظري من خرجه غيره؛ فقد توجد علةٌ في حديثك عند من اخترتي كتابه؛ قد انتفت في نفس الحديث عند صاحب كتاب آخر.
الثالث: لو قمتِ بالقراءة في بعض مختصرات علم مصطلح الحديث لأدى ذلك إلى حصول الثقافة الحديثية عندكَ؛ بحيث تعرفين أن الراوي المدلسَ مثلاً إذا صرح بالتحديث قد انتفت بإذن الله علة التدليس. وهكذا، فهذا نافعٌ جداً لكِ.
أما بالنسبة للحدين الذي معنا هنا؛ فسناساعد بكلام أشبه برؤوس أقلام على لا يكون هناك (تغشيش) لك (ابتسامة):
-الحديث أخرجه مسلمٌ في صحيحه من طريق هشيم به.
-أحمد بن منيع (ثقة حافظ) وقد صرح بالتحديث؛ على أنه لم يوصف ولم يذكر بالتدليس أصلا.
-هشيم بن بشير (ثقة حافظ ثبت) وقد وصف بالتدليس رحمه؛ لكنه هنا انتفى عنه؛ فقد صرح بالتحديث.
-خالد بن مهران الحذاء (ثقة متكلم فيه) وتدليسه إن ثبت عدم سماعه؛ فهو في أناس معيين، فليس ظاهراً عليه ولا مشهوراً به، وسماعه من [أبي قلابة] ثابت متحقق.
-أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي (ثقة) لا يعرف له تدليس؛ لكنه يرسل، وليس هذا الحديث بمرسل له؛ بل قد وصله بالرواية.
-أبو الأشعث شراحيل بن شرحبيل الصنعاني (ثقة) كان يرسل، وليس هذا الحديث بمرسل له؛ بل قد وصله بالرواية، وسماعه من شداد بن أوس رضي الله عنه ثابت متحقق.
فالحديث بهذا السند (صحيح) لا مطعن فيه.
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 11:11]ـ
شكر الله لك وبارك فيك
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 04:45]ـ
السلام عليكم
كلفتُ مرة أخرى بدراسة أحد الأسانيد الموجودة في الكتب الستة، واخترتُ إسنادين، أحدهما من سنن أبي داود والآخر من سنن ابن ماجة، واجتهدت في الدراسة وسرت على الطريقة التي أرشدنا إليها الأستاذ حفظه الله، وقبل تسليم هذا التكليف، بودي أن يراجعه أحد المختصين ويبين لي ما إذا كنت أسير على منهاج صحيح أم أن هناك خلل يحتاج تصويب.
فأرجو التوجيه والإفادة عاجلاً.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
الملف بالمرفقات.
ـ[علي المجمعي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 11:08]ـ
ارى والله اعلم
1 - ان خانة: ارساله وتدليسه، زائدة، اذ ذكرت في نتيجة دراسة حاله: التدليس او الارسال، فلا حاجة للتكرار
2 - حبذا لو تراجعين ترجمة ابي حية في ميزان الاعتدال
ـ[طالبة علم تواقة]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيك، ورفع درجتك في الدنيا والآخرة
1 - خانة الإرسال والتدليس و الاختلاط خاصة بكلام ابن حجر في طبقات المدلسين أو العلائي في جامع التحصيل أو ابن الكيال في الكواكب النيرات، أما خانة نتيجة دراسة حاله فهي خاصة بكل من: تهذيب الكمال للمزي والكاشف للذهبي و تهذيب التهذيب والتقريب لابن حجر، وماذكرَته من التكرار صحيح، لكني أظن أن الاستاذ قرر ذلك حتى يتبين له مصدر الكلام.
2 - سأرجع لها، شكر الله لك.
وقد اطلع أخ فاضل على هذه الدراسة، و بتصحيحه تبين أن الحكم على الإسنادين غير صحيح، فكلا الإسنادين حكمها الضعف.
الملف المعدل بالمرفقات.(/)
تخريج قصة سواك في الغزوة!
ـ[ابن العيد]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 09:02]ـ
إخوة دلوني على قصة السواك المشهورة بين الناس وقد ذكرهاصاحب .... الأشواق في الجهاد كذلك
إنها قصة سواك تركه الغزاة في سبيل الله , فلما أخذوا به فتحوا لأجله وقدسمعتها تنسب إلى الإمام المحدث المجاهد عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى كذلك؟؟؟؟
فهل يعرف أحد مرجعها؟؟؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[07 - May-2010, صباحاً 11:09]ـ
قد قرأت منذ فترة ليست بالقصيرة أن هذه القصة مختلقة لا أصل لها، فلا تتعبنفسك بالبحث عنها.
و لعلني قرأتها في ملتقى أهل الحديث فأبحث فيه
ـ[ابن العيد]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 10:20]ـ
شكرا على المرور
بارك الله فيك
أخي الدليل؟
ـ[ابن العيد]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 03:38]ـ
من يدلني؟؟؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 10:48]ـ
قال الشيخ محمد عبد السلام خضر الشقيري في "السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات":
(والحكاية المشهورة على ألسنة الناس، ويتشدق بها كثير من المتعالمين في دروسهم، وهي أن الصحابة غزوا غزوة، فنال الكفارمنهم، فتساءلوا عما هجروه من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، فتذكروا السواك،فاستاكوا بالجريدة، فرآهم العدو فولوا الأدبار خوفاً منهم، وقالوا: إنهم يسنون أسنانهم أي يحدونها ليأكلونا.
لا أصل لها، وإن تعجب فأعجب من ذكر المتعالمين لهذه الترهات ونشرها على الناس في المحافل والدروس مع أنها باطلة). اهـ.(/)
هل سمع الشعبي من أم سلمة رضي الله عنها؟
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[07 - May-2010, مساء 10:48]ـ
ذكر الشيخ العلامة عبد العزيز الطريفي في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أن حديث أم سلمة عند أبي داود:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ مَا خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ بَيْتِى قَطُّ إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَىَّ».
ضعيف لا يثبت لعدم سماع الشعبي من أم سلمة.
وقد عزاه المزي إلى المراسيل كما علق بذلك محمد عوامة على سنن أبي داود
أما كون الحاكم قال أنه على شرط الشيخين فقد وجهه الشيخ الطريفي على أن ما في كتاب علوم الحديث من مخالفة الحاكم لما قرره في المستدرك من الحكم على الاتصال بين الشعبي وأم سلمة بقوله:وربما توهم متوهم أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة وليس كذلك، فإنه دخل على أم سلمة وعائشة ثم أكثر الرواية عنهماجميعا. اه أدق مما في المستدرك.
لكن في المقابل نجد أن الشيخ الألباني رحمه الله قد صححه في صحيح و ضعيف سنن أبي داود
وهذا يدل على أن الشيخ رحمه الله يرى أن السند متصل وليس فيه انقطاع كما بين الشيخ الطريفي.
نرجوا البيان أثابكم الله أجمعين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 12:08]ـ
الأظهر أنه لم يسمع منها رضي الله عنها .. وهو أصلاً لم يرو عنها إلا ثلاثة أحاديث فقط؛ فكيف يقول الحاكم: (ثُمَّ أَكْثَرَ الرِّوَايَةَ عَنْهُمَا جَمِيعًا)؟! فهذا وهمٌ منه وعدم ضبط؛ ويبقى كلامه في (المعرفة) هو الأولى والمقدم.
على أن كثيراً ممن ترجم للشعبي لم يذكر أم سلمة رضي الله عنها ممن سمع منهم؛ ومن ذكرها _ وهم قلة قليلة _ إنما ذكرها من أجل هذه الأحاديث.
ويؤيده أن هذا الحديث قد روي عن الشعبي مرسلاً، وذلك من رواية زبيد وعاصم الأحول وابن أبي ليلى عنه؛ وانظر العلل للدارقطني سؤال رقم 783.
ثم هو على فرض أنه رواه الشعبي مرسلاً؛ فقد صحح أهل العلم مراسيله.
ـ[ابن الطيب]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 01:19]ـ
أفدتَ القاري أثابك الباري ونفع بك
يفهم من هذا أن الحديث عند أبي داود ضعيف بسبب الانقطاع، وتصحيح الألباني رحمه الله له باعتبار الاِعتداد بسماع الشعبي من أم سلمة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - May-2010, مساء 06:10]ـ
وأثابك بالمثل ونفع أيضاً أخي الحبيب ..
نعم؛ هذا الأظهر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 07:14]ـ
يقول الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
الصحيح أن الشعبي سمع من أم سلمة, قال أبوعبيد الآجري في سؤالاته لأبي داود (171):
سمعت أباداود قال: الشعبي سمع من أم سلمة وأم سلمة ماتت آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: صفية ماتت آخرهن. انتهى. واحتج من نفى سماعه منها بما نقله الحافظ ابن حجر في نتائج الافكار (1/ 155) عن علي بن المديني أنه قال في علله إن الشعبي لم يسمع من أم سلمة, ولم أره في العلل المطبوع فإن صح ما نقله الحافظ فإن المثبت مقدم على النافي, وخاصة مع إمكانية السماع كما هو الحال هنا, وعليه فإن الحديث الذي رواه أبوداود في سننه من طريق منصور بن المعتمر عن الشعبي عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا خرج من بيته (اللهم أني أعوذ بك أن أضل أو أضل ....... ) حديث صحيح, وقد ذكر الدارقطني الحديث في علله برقم (3964) وذكر ما وقع في إسناده من اختلاف وأن بعضهم رواه عن الشعبي مرسلاً بإسقاط أم سلمة ثم قال: "والمحفوظ حديث منصور ومن تابعه", أي بذكر أم سلمة في الإسناد, قلت: وقد يؤخذ من قول الدارقطني أن بعضهم رواه عن الشعبي مرسلاً أن رواية من رواه عن الشعبي عن أم سلمة ليس فيها إرسال فإن استقام لنا هذا فالحمدلله, وإلا فالعمدة على إثبات أبي داود سماعه منها, والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - May-2010, مساء 08:02]ـ
بارك الله فيك أخي (عبد الكريم) وبارك في الشيخ (فهد السنيد) ونفع بكما جميعاً .. وإن أذنت لي رحمك الله فإن لي بعض الوقفات على نص كلام الشيخ أيده الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: رأي الإمام أبي داود رحمه الله هو ما نقله عنه الشيخ من سؤالات الآجري له .. ولهذا أخرجه في سننه مسكوتاً عنه مرتضياً أنه سمع منها رضي الله عنها.
ويبقى هذا قولٌ لأبي داود رحمه الله قد ورد عن غيره من الأئمة خلافه .. فليس في النقل ترجيح ولا تأييد .. وكونه يكتفي بمجرد القرائن المرجحة لا يعني الإثبات للسماع.
ثانياً: كون الشيخ ينفي وجود نص نفي السماع في المطبوع من العلل فهذا غريب منه أيده الله؛ فهل طبع كتاب العلل كاملاً حتى يقول مثل هذا؟! وهل حوى هذا الكتاب جميع أقوال الإمام ابن المديني في العلل؟! لابد من تحرير هذا الكلام من الشيخ وفقه الله.
وعندي أن نقل الإمام ابن حجر للكلام = نقل ثقةٍ معتبرٌ موثوق به .. وكونه نسبه وحدد موطنه يعطي طمأنةً بصحة النقل والكلام. فتأمل
ثالثاً: قول الشيخ (المثبت مقدم على النافي) قاعدة غير منضبطة ولا مطردة. فتنبه
ولا يعني الإثبات تأخير النفي؛ والعبرة بالقائل ودواعي القول. فتأمل
فلا يسلم هذا الكلام دليلاً من الشيخ في إثبات السماع .. فالمعنى على الحق أين هو؛ لا على قاعدة لا تطرد ولا تنضبط.
وكونه يستند على إمكانية السماع فقط فهذا حقيقة تعميمٌ لهذه القاعدة وتبرير لها يلزمه أن ينزله على كل من كان مثل الشعبي من الرواة في السماع من بعض الصحابة المختلف في سماعهم؛ وهذا لا يستطيعه ولن يستطيعه لورود نقل الأئمة عدم السماع المصرح المتحقق من بعض الرواة مع إمكانية اللقاء أيضا. فتأمل
رابعاً: تصحيحه لحديث أبي داود بناءً على ما توصل إليه هو من نتيجة وفقه الله؛ بل قد سبقه إلى تصحيحه _ تجاوزاً _ الإمام ابن داود رحمه الله من حيث أنه يقول بالسماع، وأنه سكت عنه في سننه.
خامساً: أما تمسكه بقول الإمام الدارقطني (والمحفوظ حديث منصور ومن تابعه) في إمكان السماع؛ فغريبٌ من الشيخ هذا التوصل وهذا الاستدلال!!
وهل في كون هذا الطريق للحديث من رواية أم سلمة هو المحفوظ تصريحٌ بالسماع أو إمكانه؟!!
هناك فرقٌ أخي الحبيب بين كون هذا الطريق محفوظ، وبين كونه متصل الإسناد. فتأمل
وعليه: فقوله الذي قاله الأخير الذي استنتجه من كلام الإمام الدارقطني غير مسلم له وفقه الله؛ وليس استنتاج مقبولٌ في ترجيح الوصل وعدم الإرسال.
سادساً: قوله في آخر كلامه: (وإلا فالعمدة على إثبات أبي داود سماعه منها) .. هذا إلزام وتعميد بغير عمد .. وتحجيرٌ واطراحٌ لأقوال الأئمة الأخرى، وقد مضى بيان هذه النقطة .. ثم الإمام أبو داود لم يثبت السماع يقيناً رحمك الله؛ بل أثبته لقرينةٍ ممكنة. فتأمل
سابعاً: لا يعني هذا الكلام مني اختيار أي قول من الأقوال .. أبدا، _ وإن كنت أميل إلى أن الأظهر كما سبق عدم السماع _ ولكن أردت بكلامي هذا توضيح ما جاء في كلام الشيخ من أمور لا يحسن ترك بيانها وتوضيحها.
شكر الله لك وللشيخ فهد، ونفع بكما الإسلام والمسلمين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 04:21]ـ
يقول الشيخ فهد السنيد رداُ على الأخ السكران التميمي:
لو أوقفني أحد على نص أبي داود في إثباته سماع الشعبي من أم سلمة لقلت له: "جزيت خيرا على هذه الفائدة العزيزة" لأنه نص مثبت من إمام حافظ ناقد حجة؛ يقابل نصاً نافياً من إمام حافظ ناقد حجة لكن للأسف لم يفعل أخونا التميمي ذلك ولننظر في كلام أخينا.
أولاً: قول أخينا التميمي في رده على أخينا ابن الطيب: "الأظهر أنه لم يسمع منها رضي الله عنها" , لم يذكر مستنده وهل هو اجتهاد منه أو تقليد لغيره؟ وهل وقف على قول علي بن المديني في نفيه سماعه منها أم لا؟ اللهم إلا إذا كان قد ذكر ذلك في مقال آخر, ومع ذلك كان ينبغي أن يذكر مستنده.
ثانياً: قوله عن الحاكم: "فهذا وهم منه وعدم ضبط", لاينبغي استعمال مثل هذه الالفاظ التي قد توهم الحط من قدر هؤلاء العلماء, وأن الناقد لهم أعلم منهم بهذا الشأن, والذي ينبغي سلوك الأدب معهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: قوله: "على ان كثيراً ممن ترجم للشعبي لم يذكر أم سلمه ممن سمع منهم", قلت: المعروف في كتب الجرح والتعديل أنهم يفرقون بين الرؤية والرواية ولا يفرقون بين الرواية والسماع, فيقولون: "رأى فلاناً" أي: ولم يسمع منه, و"روى عن فلان" أي: وسمع منه, فإن كان هناك انقطاع ذكروه فهم يطلقون الرواية ويريدون السماع, هذا هو الغالب, ولهذا قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الشعبي: "روى عن أسامة بن زيد وأنس بن مالك .. وطلحة بن عبيدالله ولم يسمع منه .. وعبدالله بن عمر وابن عمرو وابن مسعود ولم يسمع منه .. وأم سلمة" ولم يقل ولم يسمع منها, فظاهر كلامه أنه سمع منها, ولسنا بحاجة الى هذا الظاهر بعد تصريح أبي داود بسماعه منها, نعم البخاري يفرق بين مطلق الرواية والسماع على أصله في اشتراط السماع فيقول سمع من فلان وروى عن فلان, وإن كان مراد أخينا أن بعضهم لم يذكر أم سلمة فيمن روى عنهم الشعبي, نقول: لا يلزم من عدم ذكر بعضهم لها فيمن روى عنهم الشعبي ألا يكون روى عنها بل وسمع منها.
رابعاً قوله: ويؤيده (أي عدم سماعه منها) أن هذا الحديث قد روي عن الشعبي مرسلاً فيؤخذ من كلامه أنه إذا وقع اختلاف على التابعي في ذكرالصحابي فمنهم من رواه عنه بذكر الصحابي ومنهم من رواه عنه بإسقاطه أن ذلك يدل على عدم سماع التابعي من الصحابي وهذا غريب جداً فهل يمكن أن يقول أحد أنه اذا اختلف على هشام بن عروة مثلاً فمنهم من رواه عنه عن أبيه عن عائشة ومنهم من رواه عنه عن أبيه مرسلاً بإسقاط عائشة أن في هذا دليل على أن عروة لم يسمع من عائشه لأنه روي عن عروة مرسلاً؟ هذا لا يمكن أن يقوله من شم رائحة هذا العلم, إذن هذه قرينة ساقطة, لكن هناك قرائن معتبرة عند الحفاظ في معرفة عدم سماع الراوي ممن روى عنه منها أن لا يعرف للراوي سماع ممن روى عنه (كأن لا يثبت من طريق صحيح تصريحه بالسماع ممن فوقه) مع إدخال واسطة بينه وبين من روى عنه أحيانا, فهنا يقوى القول بعدم سماعه منه فإن نفى سماعه منه حافظ ناقد تعين عدم السماع, فلو أن الشعبي أدخل واسطة بينه وبين أم سلمة لقلنا بعدم سماعه منها, خاصة مع نفي علي بن المديني سماعه منها, لكن إذا وجد حافظ ناقد يثبت السماع فإن هذه القرينة تسقط كما هو الحال هنا, حيث أثبت أبوداود سماعه منها وقول سليمان مقدم على نفي علي, لأنه مثبت وعلي ناف, وقول أخينا التميمي في رده علي: "ويبقى هذا قول لأبي داود قد ورد عن غيره من الأئمة خلافه", فأقول إن أباداود حافظ ناقد حجة فقوله معتبر بلا شك, وقوله: "قد ورد عن غيره من الأئمه خلافه"؛ فأقول: "الأئمة جمع وأقل الجمع ثلاثة على المشهور" وهو لم يرد إلا عن علي بن المديني! فلا داعي للتهويل, ثم إن أخينا لم يعرج ولا على قول علي؛ فلا أدري على ماذا اعتمد في نفي السماع؟ وقوله: "فليس في النقل ترجيح ولا تأييد" فهذا غريب, لأن العمدة في هذا الباب على كلام الحفاظ المتقدمين لما لهم من سعة الاطلاع ومعرفتهم التامة بتأريخ ميلاد الراوي ووفاته وتنقلاته, وهذه الميزة ليست لأحد من المتأخرين, ولا أظن أخي التميمي يدعي لنفسه ذلك, وقوله: "وكونه يكتفي بمجرد القرائن المرجحة لايعني الإثبات للسماع", فأقول: أبوداود جزم بالسماع ولم يبن ذلك على قرينة كما ادعاه أخونا التميمي, وأما قول أبي داود بعد ذلك: "وأم سلمة ماتت آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم" فهو كلام مستأنف والله أعلم وعبارات الحفاظ التي فيها تردد في إثبات السماع كثيره منها لو سئل هل سمع فلان من فلان فيقول: فلان أدرك أو يقول فلان قديم ونحو ذلك, وأما إذا قال: "فلان سمع من فلان" فهذا صريح لا يحتمل التأويل, وقوله: "وكون الشيخ ينفي وجود نص نفي السماع في المطبوع من العلل ..... ", فهذاصحيح لأن الكتاب لم يطبع كاملأ ولكني مستغرب من تفرد الحافظ بنقل ذلك مع خلو كتب المتقدمين والمتأخرين التي اعتنت بالمراسيل من هذا النقل المهم ككتاب ابن أبي حاتم و العلائي وولي الدين العراقي, ومع هذا قلت فإن صح ما نقله الحافظ لاحتمال صحة النقل, وأما قوله: "وهل حوى هذا الكتاب جميع أقوال الإمام ابن المديني في العلل؟ ", إن كان مراده بطبعته الناقصة فصحيح وإن كان مراده أصل الكتاب فليس بصحيح لأن الحافظ عزا النقل إليه ولم يقل:"قال علي" وأطلق, وأما قوله: "أن
(يُتْبَعُ)
(/)
(المثبت مقدم على النافي) قاعده غير منضبطة ... ", فصحيح أيضا لكن هنا القاعدة صحيحة لأن المثبت حافظ واسع الاطلاع مع إمكانية السماع, وقوله: "والعبرة بالقائل ... ", فالقائل أبو داود وحسبك به, وقوله: "وكونه يستند على إمكانية السماع ... ", أنا لم أستند على إمكانية السماع فقط, بل استندت مع ذلك على قول أبي داود أيضاً, وقوله: "يلزمه أن ينزله على كل من كان مثل الشعبي ... ", هذا لايلزمني لأني لا أقوله بإطلاق, وقوله: "وهذا لا يستطيعه ولن يستطيعه ... ", أقول لا داعي لمثل هذه العبارات, وقوله: "لورود نقل الأئمة عدم السماع المصرح المتحقق ... ", هذا الكلام فيه ركاكة, وعلى كل حال إذا اتفق الحفاظ المتقدمون على عدم سماع راو من آخر فالقول قولهم, وإجماعهم حجة, وإذا اتفقوا على سماعه من شيخه فكذلك, وأما إذا اختلفوا فالقول قول المثبت؛ لأن معه زيادة علم إلا اذا كان هناك قرينة قوية تدل على صحة قول النافي فيؤخذ بها, وأما مع عدم وجود قرينة فلا, وقوله: "أما تمسكه بقول الدارقطني والمحفوظ حديث منصور ومن تابعه في إمكان السماع ... ", فأنا لم أتمسك بذلك بل قلت: "قد يؤخذ .... " وقلت: "فإن استقام لنا هذا فالحمدلله والا فالعمده على إثبات أبي داود سماعه منها", وقوله: "هذا إلزام وتعميد بغير عمد", أقول: بل بعمد راسية؛ وهو قول أبي داود, وقوله: "وتحجير واطراح لأقوال الأئمة .. ", تقدم أنه لم ينقل النفي إلا عن إمام واحد! وأنا ولله الحمد معظم لأقوال الأئمة ولم أعتمد على رأيي ولا على قول أحد من المتأخرين, وقوله: "ثم الإمام أبو داود لم يثبت السماع يقيناً بل أثبته لقرينة ممكنة", تقدم الرد على هذا وأنه لا وجود لهذه القرينة وأن قول أبي داود أن أم سلمة آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفاة كلام مستأنف, هذا إن كان أخونا قصد بالقرينة هذه اللفظة, وإن أراد غيرها فما أدري ما هي؟
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 09:38]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ ثم أما بعد ..
وسأبدأ هنا بالكلام على آخر كلام الشيخ عفا الله عنه؛ وودت لو أنه كان هو من يحاورني لا وكيله وفقه الله.
فإن كان يعتذر بالشغل وعدم وجود الوقت؛ فلن يكون أشغل وأزحم منا.
وإن كان يعتذر بأن المكان لا يناسبه؛ فوالله قد حوى هذا المكان خيرة أهل العلم وطلبته؛ أسأل الله تعالى أن يوفقهم إلى كل خيرٍ آمين.
قال الشيخ فيما نقله الناقل عنه: (لو أوقفني أحد على نص أبي داود في إثباته سماع الشعبي من أم سلمة لقلت له: "جزيت خيرا على هذه الفائدة العزيزة" لأنه نص مثبت من إمام حافظ ناقد حجة؛ يقابل نصاً نافياً من إمام حافظ ناقد حجة لكن للأسف لم يفعل أخونا التميمي ذلك ولننظر في كلام أخينا).
أقول: هذا منه عفا الله رجوع على أصل قوله والذي من أجله ناقشناه وبيّنا عدم صحة الجزم به يقيناً في إثبات السماع .. فلا داعٍ لإعادته مرة أخرى.
لكن الكلام هنا على قوله الأخير: (لكن للأسف لم يفعل أخونا ... ) يريد أنني لم أفعل كما فعل من نقل كلامٍ لإمامٍ نصَّ على ما استظهرته في مشاركتي السابقة للأخ ابن الطيب سلمه الله .. وهذا إيراد ضعيف جداً من الشيخ غفر الله له؛ لأنه ما عرف هداه الله أن كلامي في بيان الترجيح والأولى بالصواب؛ لا التحقيق والتنصيص في المسألة. فتأمل قولي
ثم أخذ يسرد عفا الله عنه ما أوقفه عليه نظره في كلامي.
فقال الشيخ فيما نقله عنه الناقل: (أولاً: قول أخينا التميمي في رده على أخينا ابن الطيب: "الأظهر أنه لم يسمع منها رضي الله عنها" , لم يذكر مستنده وهل هو اجتهاد منه أو تقليد لغيره؟ وهل وقف على قول علي بن المديني في نفيه سماعه منها أم لا؟ اللهم إلا إذا كان قد ذكر ذلك في مقال آخر, ومع ذلك كان ينبغي أن يذكر مستنده).
فأقول: مستندي هو مضمون كلامي نفسه لمن تدبره حق التدبر؛ ولو رأيت أن الأخ الفاضل (أبا الطيب) لما أعاد سؤالي مرة أخرى بصيغة طلب الجزم بالأمر؛ لوجدت أن كلامي هو نفسه كلامي السابق؛ والذي أوضحته في الرد السابق.
وعليه: فمستندي رحمك الله هو السبر والتتبع، وعرض أقوال أهل العلم ومستندها؛ ثم الخلوص بهذه النتيجة التي أجبت بها الأخ المبارك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو فعلتَ كما فعلتُ رحمك الله لما جزمت بالسماع بمجرد قول الإمام أبي داود رحمه الله!
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (ثانياً: قوله عن الحاكم: "فهذا وهم منه وعدم ضبط", لا ينبغي استعمال مثل هذه الألفاظ التي قد توهم الحط من قدر هؤلاء العلماء, وأن الناقد لهم أعلم منهم بهذا الشأن, والذي ينبغي سلوك الأدب معهم).
أقول: سبحان الله!! ما هذا الرد الهزيل جداً على كلامي غفر الله لك .. لا يقبل ممن هو دونك حتى يقبل منك عفا الله عنك.
فإن كانت توهم الحط _ كما تقول _ فهذا شأنك أنت عفا الله عنه وفهمك؛ لكن لا تلزمني أو تلزم الآخرين بلازم فهمك هذا ..
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (ثالثاً: قوله: "على أن كثيراً ممن ترجم للشعبي لم يذكر أم سلمه ممن سمع منهم", قلت: المعروف في كتب الجرح والتعديل أنهم يفرقون بين الرؤية والرواية ولا يفرقون بين الرواية والسماع, فيقولون: "رأى فلاناً" أي: ولم يسمع منه, و"روى عن فلان" أي: وسمع منه, فإن كان هناك انقطاع ذكروه فهم يطلقون الرواية ويريدون السماع, هذا هو الغالب, ولهذا قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الشعبي: "روى عن أسامة بن زيد وأنس بن مالك .. وطلحة بن عبيد الله ولم يسمع منه .. وعبد الله بن عمر وابن عمرو وابن مسعود ولم يسمع منه .. وأم سلمة" ولم يقل ولم يسمع منها, فظاهر كلامه أنه سمع منها, ولسنا بحاجة إلى هذا الظاهر بعد تصريح أبي داود بسماعه منها, نعم البخاري يفرق بين مطلق الرواية والسماع على أصله في اشتراط السماع فيقول سمع من فلان وروى عن فلان, وإن كان مراد أخينا أن بعضهم لم يذكر أم سلمة فيمن روى عنهم الشعبي, نقول: لا يلزم من عدم ذكر بعضهم لها فيمن روى عنهم الشعبي ألا يكون روى عنها بل وسمع منها).
أقول: أراد الشيخ عفا الله عنه أن ينبهني على أمرٍ هو أصلاً لم يتنبه له؛ بيان ذلك:
الشيخ يريد أن يخبرني أن منهج الأئمة في هذا الأمر واحد؛ أعني: باب (روى عن) .. وغاب عنه عفا الله عنه أن ليس جميعهم على نفس المنهج في كتبهم في هذه المسألة.
فالمتقدمون منهم في كتبهم لا يطلقون هذه العبارة إلا على من تأكد عندهم سماع بعضهم من بعض، أما من أتى بعدهم إلى المتأخرين؛ فإنهم يقصدون بها الحصر فقط لا التحقيق فيه. فتأمل وتنبه
فإن غايتهم الحصر لذلك؛ ومنهم الإمام المزي رحمه الله والذي استشهدت به نموذجاً؛ فلذلك غالباً ما يضع رحمه الله هو أو غيره رمز حرف الإمام الذي وردت عنده هذه الرواية أو تلك.
ولا أعتقد أن هذا المنهج يخفى على من له باعٌ في علم الحديث وكتب مصطلحه ورجاله!! ولا دخل لنا بالرؤية غفر الله لك فليست محل نقاشنا.
وكونه رحمه الله لم يقل لم يسمع منها؛ فهذا لا يعني الجزم؛ وإلا لأنزلنا هذا القول منك على كثيرٍ من رجال التهذيب ممن اختلف في سماعهم. فتأمل كلامي
وهل تعتقد أن هذا ديدنٌ ثابت للإمام المزي؟!! أثبته
غايته: نقل ما ترجح عنده أنه الصواب في الأمر مع السكوت .. ولو نظرت إلى كتب المتقدمين لوجدت أنهم لا يذكرون أم سلمة رضي الله عنها ممن سمع منها الشعبي .. وعندي أن هؤلاء الأئمة أعلم وأثبت وأدق من الإمام المزي ومن وافقه من المتأخرين ألف ألف مرة.
أما قولك: (ولسنا بحاجة إلى هذا الظاهر بعد تصريح الإمام أبو داود بسماعه منها) فهذا تحكمٌ ما أنزل الله به من سلطان (واعتداد برأيك _ كما كنت قد اتهمتني _ لا يسلم لك).
وهل لا يوجد إلا إثبات الإمام أبي داود في الموضوع؟!
كيف وقد وجد ما يناقضه بالكلية؛ وهو التصريح بنفي السماع من إمامٍ لا يستهان بنقده ومتانته وسبره.
أما قولك: (لا يلزم من عدم ذكر بعضهم لها فيمن روى عنه الشعبي ألا يكون روى عنها بل وسمع منها)؛ فنقول أيضاً: لا يلزم من كونهم ذكروها رضي الله عنها فيمن روى عنها أنه سمع منها .. فلا تلزم الناس بما لا يلزم، ومناهج الأئمة في كتبهم معروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ فيما نقله عنه الناقل: (رابعاً قوله: ويؤيده (أي عدم سماعه منها) أن هذا الحديث قد روي عن الشعبي مرسلاً فيؤخذ من كلامه أنه إذا وقع اختلاف على التابعي في ذكر الصحابي فمنهم من رواه عنه بذكر الصحابي ومنهم من رواه عنه بإسقاطه أن ذلك يدل على عدم سماع التابعي من الصحابي وهذا غريب جداً فهل يمكن أن يقول أحد أنه إذا اختلف على هشام بن عروة مثلاً فمنهم من رواه عنه عن أبيه عن عائشة ومنهم من رواه عنه عن أبيه مرسلاً بإسقاط عائشة أن في هذا دليل على أن عروة لم يسمع من عائشة لأنه روي عن عروة مرسلاً؟ هذا لا يمكن أن يقوله من شم رائحة هذا العلم, إذن هذه قرينة ساقطة).
أقول: بل الغريب جداً هو الفهم الخاطئ للكلام!! من شك في عدم سماع عروة من أم المؤمنين عائشة حتى تعترض علي بهذا الاعتراض؟!! بل هذا اعتراض لا يقوله إلا من لم يشم رائحة هذا العلم كما تقول.
كلامنا في الشعبي الذي تردد في إثبات سماعه من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، ولم يثبت ذلك يقيناً كما ثبت في غيره؛ سواء بالتأييد أو النفي.
فلا يستقيم هذا الاعتراض منك عليّ .. ولو تمعنت جيداً لوجدت أن هذه قرينة قوية جداً لا يستهان بها .. فكم هي أحاديث الشعبي عن أم المؤمنين أم سلمة حتى تكون هذه القرينة ساقطة!! فهلّا تأملت معي رحمك الله
قال الشيخ فيما نقله عنه الناقل: (فلو أن الشعبي أدخل واسطة بينه وبين أم سلمة لقلنا بعدم سماعه منها, خاصة مع نفي علي بن المديني سماعه منها, لكن إذا وجد حافظ ناقد يثبت السماع فإن هذه القرينة تسقط كما هو الحال هنا, حيث أثبت أبو داود سماعه منها وقول سليمان مقدم على نفي علي, لأنه مثبت وعلي ناف).
أقول: كيف يحسن منك عفا الله عنك هذا الاعتراض؛ وهل لو كانت واسطةٌ تكلمنا أصلاً في هذا الموضوع؟!
وهل نفي الإمام الحجة علي بن المديني للسماع إلا رداً على هذا الاعتراض منك!
وهل تعتقد أن الشعبي الذي روى عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن أم سلمة بواسطة؟! ولا تأخذ من قولي هذا أنه سمع منها. فتأمل
وما زلت أقول وأقول: أنا لا أحدد أمراً بعينه إطلاقاً؛ بل هو الترجيح فقط.
ثم ما زلت تدندن على إثبات سماعه منها بقول الإمام أبي داود؛ والذي أخذته على أنه يقول بذلك جزماً ويقيناً؛ فأسقطت القرينة بناءً على فهمك هذا لكلام الإمام. وسيأتي مزيد بيان إن شاء الله.
وليس كون الشخص مثبت يعني أنه مقدمٌ في قوله على النافي .. هذا لم يقل أحدٌ على إطلاقه أبدا. فتأمل وتنبه
ويكفي أنك تقر بهذا فيما سيأتي من كلامك إن شاء الله.
قال الشيخ فيما نقله عنه الناقل: (وقول أخينا التميمي في رده علي: "ويبقى هذا قول لأبي داود قد ورد عن غيره من الأئمة خلافه", فأقول إن أبا داود حافظ ناقد حجة فقوله معتبر بلا شك, وقوله: "قد ورد عن غيره من الأئمة خلافه"؛ فأقول: "الأئمة جمع وأقل الجمع ثلاثة على المشهور" وهو لم يرد إلا عن علي بن المديني! فلا داعي للتهويل, ثم إن أخينا لم يعرج ولا على قول علي؛ فلا أدري على ماذا اعتمد في نفي السماع؟ وقوله: "فليس في النقل ترجيح ولا تأييد" فهذا غريب, لأن العمدة في هذا الباب على كلام الحفاظ المتقدمين لما لهم من سعة الإطلاع ومعرفتهم التامة بتأريخ ميلاد الراوي ووفاته وتنقلاته, وهذه الميزة ليست لأحد من المتأخرين, ولا أظن أخي التميمي يدعي لنفسه ذلك).
إن كنت تقول: أن أبا داود حافظ ناقد حجة فقوله معتبر بلا شك .. فغيره من الأئمة وعلى رأسهم علي بن المديني إمام حافظ ناقد حجة بل هو إمام هذا الفن؛ فقوله هو أيضاً معتبر بلا شك .. فلا وجه للتفريق أبدا.
وأما طلبك من الأئمة غير الإمام علي بن المديني وافقه على هذا؛ فأقول: لو عرفت ما قصدته في الرد السابق في تعليقي على مناهج المتقدمين في ذكر السماعات والرواية لعرفت أنهم لا يثبتون إلا ما تحقق عندهم سماع بعضهم من بعض، وهذا شأنهم في كتبهم رعاك الله؛ وهي لا تخفى على من عرف طريقتهم وسبر أحوالهم ..
ثم لماذا تصر أني (أدعي نفي السماع) كما تقول؟!! كلامي واضحٌ أمام الجميع: (الأظهر) ولست أجزم بالتعيين والتحديد؛ ولكن المرجحات التي ذكرتها وبينتها والتي لا يحتمل الموضوع إعادتها قد أعطتني هذا الترجيح والاستظهار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أخذت تعيد نفس كلامك السابق في حق أبي داود رحمه الله تعالى؛ بل وأصبحت تساومني على حقه وقدره ومكانته!!
مكانة أبي داود رحمه الله لا تخفى؛ فلا داعي للتنبيه عليها رحمك الله، لكن أذكرك بالإمام الذي في مقابلته غفر الله لك
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وقوله: "وكونه يكتفي بمجرد القرائن المرجحة لا يعني الإثبات للسماع", فأقول: أبو داود جزم بالسماع ولم يبن ذلك على قرينة كما ادعاه أخونا التميمي, وأما قول أبي داود بعد ذلك: "وأم سلمة ماتت آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم" فهو كلام مستأنف والله أعلم).
أقول: كيف يكون كلاماً مستأنفاً وهو قائمٌ على ما قبله، مترتبٌ عليه، ناتجٌ عنه مبررٍ له؟!
نعم؛ أبو داود رحمه الله جزم بالسماع بناءً على القرينة التي أثبتها هو في كلامه! وليست دعوى مني ادعيتها غفر الله لك.
ثم هل هذا هو أول حديثٍ لأم سلمة رضي الله عنها أورده حتى يكون هذا الكلام مستأنف في بيان معلومة تاريخية عنها رضي الله عنها؟!
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (ولكني مستغرب من تفرد الحافظ بنقل ذلك مع خلو كتب المتقدمين والمتأخرين التي اعتنت بالمراسيل من هذا النقل المهم ككتاب ابن أبي حاتم و العلائي وولي الدين العراقي).
أقول: لو أنك عرفت أهمية الكتاب عند الحافظ والرغبة في الحصول عليه وتملكه والدفع السخي في مقابل ذلك لما استغربت هذا منه.
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وأما قوله: "وهل حوى هذا الكتاب جميع أقوال الإمام ابن المديني في العلل؟ ", إن كان مراده بطبعته الناقصة فصحيح وإن كان مراده أصل الكتاب فليس بصحيح لأن الحافظ عزا النقل إليه ولم يقل:"قال علي" وأطلق).
هل اطلعت أنا على كتاب الحافظ في العلل حتى تقول هذا الكلام غفر الله لك؟!!
ثم من أين لك أن تجزم بأمر لم تقف عليه؟!! كيف تنفي صحة أمرٍ لمجرد أن الحافظ ابن حجر لم يقل: قال علي!! وأطلق؟!
وعلى فرض أنه ليس في كتابه العلل؛ فهل الحافظ ابن حجر رحمه الله سيكذب في نقلٍ مهم حساس كهذا؟!! حاشاه رحمه الله. فتأمل
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وأما قوله: "أن (المثبت مقدم على النافي) قاعدة غير منضبطة ... ", فصحيح أيضا لكن هنا القاعدة صحيحة لأن المثبت حافظ واسع الإطلاع مع إمكانية السماع.
وقوله: "والعبرة بالقائل ... ", فالقائل أبو داود وحسبك به).
سبحان الله!! وهل الإمام الآخر الذي في مقابل المثبت من أراذل القوم، أو سقط المتاع؟!!
وهذه الإمكانية التي تقولها رحمك الله هي التي جعلتنا لا نجزم بأمر بل نرجح؛ وليس الأمر وقفاً على كلام الإمام أبي داود رحمه الله. فتأمل
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وقوله: "وكونه يستند على إمكانية السماع ... ", أنا لم أستند على إمكانية السماع فقط, بل استندت مع ذلك على قول أبي داود أيضاً).
أقول: هذا ترديد للكلام قد سبق بيانه.
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وأما إذا اختلفوا فالقول قول المثبت؛ لأن معه زيادة علم إلا إذا كان هناك قرينة قوية تدل على صحة قول النافي فيؤخذ بها, وأما مع عدم وجود قرينة فلا).
أقول: وهذا ترديد للكلام السابق بعينه ..
كلامك رحمك الله لا ينضبط على إطلاقه هكذا غفر الله لك، والقرائن قد تقدم ذكرها فيما سبق.
ثم أثبت لي أن الإمام أبا داود رحمه الله جزماً يقيناً بالسماع بلا قرينة في غير هذا الموضع من كتابه؟! ولا تقل لي: (جملة مستأنفة) فليست كذلك .. وأنا أنتظر هذا السبق منك غفر الله لك.
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وقوله: "هذا إلزام وتعميد بغير عمد", أقول: بل بعمد راسية؛ وهو قول أبي داود).
أقول: وهذا ترديد وترديد وترديد لنفس الكلام؛ وما ذاك غفر الله لك إلا لأنك فهمت أن الإمام أبا داود يرى إثبات السماع تحقيقاً بلا قرينة .. وقد قلت لك أعلاه: أثبت لي تحقيق السماع منها من قول أبي داود في غير هذا الموضع الذي ذكر فيه قرينته. وأنا أنتظرك.
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وقوله: "وتحجير واطراح لأقوال الأئمة .. ", تقدم أنه لم ينقل النفي إلا عن إمام واحد! وأنا ولله الحمد معظم لأقوال الأئمة ولم أعتمد على رأيي).
أقول: وقد تقدم بيان مرادي.
قال الشيخ فيما نقله الناقل: (وقوله: "ثم الإمام أبو داود لم يثبت السماع يقيناً بل أثبته لقرينة ممكنة", تقدم الرد على هذا وأنه لا وجود لهذه القرينة وأن قول أبي داود أن أم سلمة آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وفاة كلام مستأنف, هذا إن كان أخونا قصد بالقرينة هذه اللفظة, وإن أراد غيرها فما أدري ما هي؟).
وأقول: كما قلت: تقدم الرد على هذا .. وأنه لم يثبت ذلك إلا لهذه القرينة، وأن الكلام ليس بمستأنف.
آخر ما لدي هنا .. وأسأل الله أن يغفر لي ولإخوتي آمين .. فإن الحق أحق أن يتبع.
وأنبه الأحبة جميعاً: أننا في منبرٍ علمي شريف؛ لا بد فيه من احترامه واحترام أهله ..
لا تعرفني ولا أعرفك .. لكننا نعرف الحق والأدب المتبادل بيننا .. ومكانة هذا المنتدى الموقر.
والله أعلم .. وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيكم.
اختُلف في هذه المسألة:
* فصرَّح الإمام أبو داود أنه قد سمع من أم سلمة، قال -كما في سؤالات الآجري (1/ 202) -: (الشعبي سمع من أم سلمة).
وجاء ما قد يُستفاد منه إثبات السماع عن بعض الأئمة، وهم:
1 - الترمذي:
ضمنًا؛ بتصحيح حديث دعاء الخروج من المنزل.
لكن هذا يَرِد عليه ما أورده ابن حجر -في النتائج (1/ 161) -، قال: (فلعل من صححه سَهَّل الأمرَ فيه لكونه من الفضائل، ولا يُقال: اكتَفَى بالمعاصرة، لأن محل ذلك ألا يَحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصِرَين، إذا كان النافي واسع الإطلاع، مثل ابن المديني).
وسيأتي كلام ابن المديني.
2 - الحاكم:
قال -في المستدرك (1/ 518) -: (وربما تَوَهَّم مُتَوَهِّمٌ أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة، وليس كذلك؛ فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعًا، ثم أكثرَ الروايةَ عنهما جميعًا).
وقد اعتمد الحاكم في إثبات السماع -كما هو ظاهرٌ في كلامه- على أن الشعبي دخل على عائشة وأم سلمة.
وفي كلامه هذا بحثٌ من جهتين: هل صَحَّ دخول الشعبي على عائشة وأم سلمة؟ وهل صَحَّ أنه أكثَرَ عن أم سلمة؟
ودخوله على عائشة وأم سلمة -إن صح- لا يلزم منه السماع، فكم أثبت الأئمة من لقاءٍ بين راويين، ونَفَوا سماع أحدهما من الآخر، بل قد نَفَى الحاكم نفسُه سماعَ الشعبي من عائشة -في معرفة علوم الحديث (ص354) -.
وليس المراد بالسماع هنا: مطلق السماع؛ إذ لا بُدَّ للراوي -إن صَحَّ اللقاء- من سماع بعض الكلام المعتاد، وإنما المنفيُّ هاهنا: السماع الحديثي؛ سماع التحمُّل والرواية.
هذا مع أن في نقد الحاكم وأحكامه وإطلاقاته في مستدركه نظرًا؛ من حيث تساهله ونزول درجة تحريره ودقَّته فيها، وهذا معلومٌ مشهورٌ ذائع.
3 - أبو نعيم:
قال -في حلية الأولياء (4/ 328) -: (أدرك الشعبيُّ أكابرَ الصحابة وأعلامَهم ... )، ثم عدَّ جماعةً من الصحابة، ثم قال: (ومن النساء: عائشة، وأم سلمة ... ).
وهذا ليس فيه أكثر من الحكم بالإدراك، وليس هو موضع الخلاف.
* وجاء نفي اللقاء عن إمامَين:
1 - ابن المديني:
قال -في العلل الكبرى؛ كما نقل مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (7/ 131)، واستفاده منه ابن حجر في التهذيب وغيره-: (الشعبي لم يسمع من زيد بن ثابت؛ حدَّث عن قبيصةَ عنه، ولم يلقَ أبا سعيد الخدري، ولم يلقَ أم سلمة).
وابن المديني من أثبات الأئمة وأجلتهم، وقد كان في الصَّنعةِ حديثِها وعللِها أعلمَ أهل عصره، وكان عصره يعجُّ بفحول العلماء وأساطين الحديث، فكيف بمن كان بعد ذلك؟
وكانت له عنايةٌ خاصةٌ بمسائل الاتصال والانقطاع، والرواية والسماع، حتى قيل: إن البخاري إنما أخذ منهجه المتحرِّي في ذلك من ابن المديني.
2 - يحيى بن يحيى النيسابوري:
جاء في تاريخ نيسابور -فيما نقله مغلطاي في الإكمال (7/ 130) -: سئل يحيى بن يحيى: الشعبي أدرك أم سلمة؟ فكأنه قال: (لا).
ويحيى إمامٌ ثبتٌ حجة، وشَكُّهُ أقوى مِنْ جزم مَنْ دونه.
ونفيُه هنا متوجِّهٌ إلى اللقاء والسماع بلا شك؛ لأن الإدراك الاصطلاحي حاصلٌ متحقق، ولا سبيلَ لنفيه.
ومما يقوِّي القول بالانقطاع:
1 - رواية ابن أبي شيبة لحديث دعاء الخروج من المنزل، حيث جاءت الرواية عنده (29810): (عن الشعبي، قال: قالت أم سلمة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ).
والظاهر أن قوله: (قالت أم سلمة) هي الصيغة الأصلية لرواية الشعبي لهذا الحديث، واختصرها بقية الرواة إلى (عن أم سلمة)، أو: (يحدث عن أم سلمة)، وهاتان الصيغتان محتملتان للسماع وعدمه.
وهذه الصيغة (قالت أم سلمة) مُشعِرةٌ جدًّا -وإن كانت غير صريحة- بأن الراوي لم يسمع المَقُول من أم سلمة، ولذا عَدَل عن صيغ السماع (سمعت، حدثتني، ... ) إلى صيغة القول (قالت).
2 - ويقوِّي القول بالانقطاع أيضًا: أن أم سلمة من أهل المدينة، والظاهر أنها ماتت فيها، وذلك بعد سنة سِتّين بقليل، وأما الشعبي؛ فكان من أئمة أهل الكوفة.
وقد كان الشعبي رحل إلى المدينة، وأقام بها مدة، قال ابن سعد -في الطبقات (6/ 248) -: (وكان سَبب مُقامه بالمدينة: أنه خاف من المختار، فهرب منه إلى المدينة، فأقام بها)، وإنما ظهر أمر المختار في سنة ست وستين -كما في البداية والنهاية (12/ 5) -، أو قبلها بقليل، وكان ذلك بعد وفاة أم سلمة بسنوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا يُوَضِّح أنه لم يكن للشعبي أن يلقى أم سلمة فيسمع منها؛ لكونه كان بالكوفة، ولم يلبث بالمدينة مدةً إلا بعد وفاتها.
ويشكل على هذا: أن الشعبي قد سمع من أبي هريرة -وحديثه عنه في الصحيحين-، وأبو هريرة مدني، وقد توفي قبل أم سلمة.
إلا أن هذا غير ناهض لتقريب سماع الشعبي من أم سلمة، وذلك أن الشعبي كما روى عن أبي هريرة متصلاً، فقد روى عنه بواسطة، قال الترمذي -في سننه (3/ 433) -: (أدرك الشعبيُّ أبا هريرة، وروى عنه ... ، وروى الشعبي عن رجلٍ، عن أبي هريرة)، وحديث الشعبي عن أبي هريرة قليل، ولعله قد لقيه لقاءً عارضًا، فسمع منه أحاديث، وروى عنه في البقية بواسطة.
وكل هذا لا يُصار معه إلى الحكم بأن الشعبي لقي أم سلمة، أو بأن لقاءهما قريب.
ويؤيد ذلك: أن هذا غيرُ خافٍ على الإمام علي بن المديني -أستاذ البخاري-، ومع ذلك فقد نفى سماعَ الشعبي من أم سلمة، بل نفى سماعَ الشعبي من مدنيٍّ آخر توفي بعد أم سلمة:
3 - فمما يقوِّي القول بالانقطاع كذلك: أن ابن المديني نفى -كما سبق- لقاءَ الشعبي لأبي سعيد الخدري، وأبو سعيد مدنيٌّ كأم سلمة، وفي تحديد وفاته خلاف، إلا أنه -على جميع الأقوال- قد بقي بعد أم سلمة، سنةً فما فوقها.
وإذا كان لم يلقَ أبا سعيد وقد بقي بعد أم سلمة مدةً، فأولى به ألاّ يلقى أم سلمة.
4 - كما أن الحجة الأقوى في القول بعدم السماع: عدم ورود التصريح بالسماع بأي صيغة في أي رواية للشعبي عن أم سلمة.
وكل هذا يؤكد صحة قول الحافظ ابن حجر المنقول آنفًا، حين أبعد هذه المسألة عن مسألةِ المعاصرة والخلاف بين البخاري ومسلم؛ فإن مسلمًا كان دقيقًا في ضبطه للمسألة، حيث اشترط في جملة ما اشترط: إمكان اللقاء والسماع، وقد تبيَّن فيما سبق أن الإمكان غير متحقِّق؛ لوجود القرائنِ المبعدةِ له، غيرِ نفي ابن المديني (وهذا النفي وحده هو ما اعتمده ابن حجر في ذلك)، على أن ابن المديني من أهل الاختصاص والعناية بباب الاتصال والانقطاع -كما سبق-، وقوله في ذلك قويٌّ معتَمَد.
وأما قول أبي داود بإثبات السماع، فالجواب عنه على مرتبتين:
الأولى: التشكيك في ثبوته عنه، فإن الآجري وإن تلقى الناس سؤالاته بالقبول؛ له عن أبي داود بعض التخاليط والأخطاء والأغلاط، وربما نَسَب إلى أبي داود نقلاً عن بعض الأئمة يُخالف ما يصح عنهم، ونحو ذلك.
فلا يُستبعد أن يُخطئ مثلُه على أبي داود في مثل هذه المسألة الدقيقة.
وللباحثين في رواية الآجري عن أبي داود كلام، وجُمعت في غيرِ موضعٍ نماذجُ وأمثلةٌ على أخطائه عنه.
الثانية: أن ذلك -في حال ثبوته عن أبي داود- رأيٌ له بناه على ما ظهر له من أدلة، والأدلة والقرائن الظاهرة لدينا تدل على خلافِ قوله، وترجيحِ قول ابن المديني وغيره ممن حكم بالانقطاع.
وبناءً على ما سبق؛ يتَّضح النظر الواقع في إعمالِ قاعدة (تقديم المثبت على النافي)، والتقصيرِ في البحثِ عن الأدلة والقرائن والأحوال والتواريخ ونحوها، بل ونفي وجود ذلك.
بل إن إدخال تلك القاعدة في علوم الحديث وصناعته محلُّ بحثٍ من أصله.
ويُنظر حولها هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19423
تنبيه:
الاحتجاج بصنيع المزِّي في ذكر أم سلمة في شيوخ الشعبي على أنه يحكم بالاتصال= احتجاجٌ ضعيف، ويُراجَع تفنيده وردُّه في (الاتصال والانقطاع)، للشيخ إبراهيم اللاحم (ص51 - 59).
تنبيه آخر:
بُحثت المسألة في كتاب (التابعون الثقات)، لمبارك الهاجري (2/ 491 - 494)، وقد جمع فيها الباحث جمعًا طيبًا يُستفاد منه، وإن كان خلص إلى نتيجةٍ مخالفة.
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 10:49]ـ
ومما يقوِّي القول بالانقطاع:
1 - رواية ابن أبي شيبة لحديث دعاء الخروج من المنزل، حيث جاءت الرواية عنده (29810): (عن الشعبي، قال: قالت أم سلمة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ).
والظاهر أن قوله: (قالت أم سلمة) هي الصيغة الأصلية لرواية الشعبي لهذا الحديث، واختصرها بقية الرواة إلى (عن أم سلمة)، أو: (يحدث عن أم سلمة)، وهاتان الصيغتان محتملتان للسماع وعدمه.
وهذه الصيغة (قالت أم سلمة) مُشعِرةٌ جدًّا -وإن كانت غير صريحة- بأن الراوي لم يسمع المَقُول من أم سلمة، ولذا عَدَل عن صيغ السماع (سمعت، حدثتني، ... ) إلى صيغة القول (قالت).
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يؤيد ذلك: قول ابن الغلابي -كما في سؤالات ابن الجنيد (ص318) -: (يزعمون أن عقبة بن أوس السدوسي لم يسمع من عبدالله بن عمرو، إنما يقول: "قال عبدالله بن عمرو").
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 10:14]ـ
يقول الشيخ فهد السنيد حفظه الله:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: فهذا رد على كلام أخينا المشرف الموقر:
قوله):سئل يحيى بن يحيى:الشعبي أدرك أم سلمة؟ فكأنه قال لا. ويحيى إمام ثبت حجة وشكه أقوى من جزم من دونه)؛ أقول أولاً: الشاك هنا ليس هو يحيى بل هو مجهول لا تعرف عينه فضلاً عن حاله, ولو عرفت حاله وكان ثقة لم يقبل شكه, اللهم إلا إذا كان من خواص أصحاب يحيى فينظر.
ثانياً: قوله):وشكه أقوى من جزم من دونه) فيه نظر, فأبو داود من كبار الحفاظ وإمام مجتهد, وقد جزم بسماعه منها فهو مقدم على شك يحيى, وقد علمت أنه ليس يحيى الشاك, وقول الحفاظ: (شك فلان أولى من يقين غيره)؛ مرادهم الثناء على حفظه وتثبته لا أنه يقبل شكه ويرد يقين غيره, (سواءً كان مساوياً له أو غير مساو) مع قيام القرينة على صحة قول ذلك الغير, وقد ردوا جزم كثير من الحفاظ فضلاً عن شكهم عندما دلت القرينة على خطئهم, وقبلوا قول رواية كثير من الضعفاء والمجاهيل فضلاً عن الثقات عندما دلت القرينة على صحة ما قالوه ورووه, وقوله):ومما يقوي القول بالانقطاع رواية ابن ابي شيبة لحديث دعاء الخروج من المنزل حيث جاءت الرواية عنده عن الشعبي قال قالت ام سلمة ( .... قلت: إذا ثبت السماع فإن (أن وعن وقال) محمولة على السماع أبداً إلا من مدلس ثبت أيضاً أنه دلس في ذلك الإسناد, وإن لم يثبت أنه دلس فالأصل الاتصال وعدم التدليس, وقد ثبت سماع الشعبي من أم سلمة فتحمل روايته عنها على السماع على أي صيغة كانت, قال شعبة: (لأن أزني أحب إلي من أن أقول قال فلان ولم أسمعه منه) , وقال همام بن يحيى العوذي: (ما قلت قال قتادة فأنا سمعته من قتادة) , وقول أخينا الفاضل فيما أضافه لاحقاً): مما يؤيد ذلك قول ابن الغلابي كما في سؤالات ابن الجنيد (يزعمون ان عقبة بن أوس السدوسي لم يسمع من عبدالله بن عمرو انما يقول قال عبد الله بن عمرو) قلت: هذا كثير في كلام الحفاظ, و إنما يقول الحفاظ هذا أو نحوه إذا لم يثبت سماع الراوي ممن روى عنه, وأما مع ثبوت السماع فلا فرق عندهم أن يقول الراوي: (عن فلان) أو (قال فلان) أوغيرهما من صيغ التحمل, فكلها محمولة عندهم على الاتصال بالشرط المذكور آنفاً, وقول أخينا المشرف):ويقوي القول بالانقطاع أيضا ان ام سلمه من المدينة ( ......... أقول: أنا قلت من البداية أنني مقلد لأبي داود في إثبات سماع الشعبي من أم سلمة, ولم أدع سبراً ولا تتبعاً لأن هذا الفن لا يمكن إدراكه إلا بكلفة, ويحتاج الى اطلاع واسع وأهله قد ولوا منذ أزمنة بعيدة, والمتأخرون هم عيال على المتقدمين, وهذا العلم لا يدخله القياس؛ فلا يجوز أن يقال فيه: بما أن فلاناً لم يسمع من فلان إذن لم يسمع من فلان, أو بما أن فلاناً أدرك فلاناً إذن أدرك فلاناً, فقد قال أبو زرعة: (أبو أمامة بن سهل عن عمر مرسل) مع أن أبا أمامة قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم, فلو طبقنا قاعدة (بما أن/ إذن) لقلنا إن أبا أمامة سمع من عمر ولابد, لكن لا مدخل للقياس في هذا الفن, إذن يجب التسليم فيه للحفاظ, فإذا اتفقوا على إثبات السماع أو نفيه فالقول قولهم, قال أبو حاتم: (حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة وقد سمع ممن هو أكبر منه غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك واتفاقهم على شيء يكون حجة) وأما إذا اختلفوا واللقاء والسماع ممكن فالقول قول المثبت, اللهم إلا أن يأتي النافي بحجة قوية تدفع قول المثبت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جزم الحفاظ أحمد وغيره بأن يحيى بن أبي كثير رأى أنس بن مالك ولكنهم لم يثبتوا له سماعاً منه, فقالوا رآه ولم يسمع منه, وقال ابن معين في رواية الدوري: لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه, فهل يستطيع أحد من المتأخرين أن يثبت الرؤية لراو معين وينفي سماعه ممن رآه؟ لا أظن ذلك, ولو اختلف الحفاظ المتقدمون هنا في السماع لرجحنا قول المثبت لحصول الرؤية, وقال أبو حاتم في يحيى بن أبي كثير: (ما أراه سمع من عروه بن الزبير لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً ورجلين ولا يذكر سماعاً ولا رؤية ولا سؤاله عن مسألة) , وقال ابن معين: (ابن جريج لم يسمع من مجاهد شيئاً إلا حرفاً في القرآن) , وقال الدارقطني: (لم يسمع الشعبي من علي إلا حرفاً واحداً) , ولو أعملنا القياس لقلنا: من سمع حرفاً فليسمع حرفين وثلاثة وعشرة! من الذي يحول بينه وبين أن يسمع المزيد؟ لكن سعة اطلاع الحفاظ هي التي حالت دون ذلك, فلا مدخل هنا للقياس, ولا لقاعدة (بما أن.إذن)
فهذا يدل على دقة الحفاظ وسعة اطلاعهم فلو اجتمع من بأقطارها من المتأخرين ما أدركوا هذا الفن ولا حاموا حوله والله المستعان (فدع عنك الكتابة لست منها/ وإن سودت وجهك بالمداد) , وقال البرديجي: (قتادة حدث عن الزهري, قال بعض أهل الحديث لم يسمع منه وقال بعضهم سمع منه, لأنهما التقيا عند هشام بن عبدالملك) , فهل يستطيع أحد من المتأخرين أن يدرك هذا اللقاء العارض؟ فلعل أبا داود اطلع على مثل هذا اللقاء العارض إما في المسجد النبوي أوفي الموسم أو غيرهما من الأماكن, فأثبت سماعه منها, وقد مر علي فيما سبق أظنه في سؤالات الدوري أن ابن معين أثبت سماع راو من آخر فقيل له: أين سمع منه؟ فقال: في الموسم, أو قال لعله في الموسم, وأبو داود لم يُسأل عن حجته فيدلي بها والله اعلم, بل ذهب الحفاظ إلى أبعد من هذا فقد يقع في الإسناد التصريح بالسماع فيحكمون عليه بالخطأ, قال أحمد في رواية هدبة عن حماد عن قتادة نا خلاد الجهني قال: (هو خطأ, خلاد قديم ما رأى قتادة خلاداً) أي أن التصريح بالتحديث بين قتادة وخلاد خطأ من بعض الرواة, وهذا كثير في كلامهم, إذن يجب التسليم لهم والاعتراف بالعجز.
وقول أخينا):كما ان الحجة الاقوى في القول بعدم السماع عدم ورود التصريح بالسماع بأي صيغة في أي رواية للشعبي عن أم سلمة) أقول: هذا صحيح لكن إذا ثبت عند الناقد السماع (بقرينة أو بغيرها (فلا يضر ألا تأتي صيغة صريحة بالسماع, فقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه بالعنعنة, وقد قال شعبة: (لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان) , وقال أبو حاتم: (روى عنه لا يذكر سماعاً لكن البخاري جزم في تاريخه الكبير بسماعه من عثمان وقوى ذلك بما ذكره في صحيحه بعد أن روى حديثه عن عثمان مرفوعاً (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) قال وأقرأ أبو عبدالرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج, كما أنه إذا ثبت عند الناقد عدم السماع فلا ينفع أن تأتي صيغة صريحة بالسماع كما تقدم قريباً عن أحمد في نفيه سماع قتادة من خلاد مع وجود التصريح بالسماع.
وقوله: (وكل هذا يؤكد صحة قول الحافظ ابن حجر حين أبعد هذه المسألة عن مسألة المعاصرة والخلاف بين البخاري ومسلم) قلت: إنما فعل الحافظ ذلك لنفي ابن المديني (واسع الاطلاع) سماع الشعبي من أم سلمة فقط ولا ندري ماذا يكون الحال لو وقف الحافظ على إثبات أبي داود (واسع الاطلاع) سماعه منها, وقوله: (وهذا النفي وحده هو ما اعتمده ابن حجر في ذلك) قلت: ولم يدع الحافظ سبراً ولا تتبعاً, بل قلد علياً في ذلك, كما أن عمدتي هو إثبات أبي داود, ولم أدع سبراً ولا تتبعاً.
وقوله: (وبناء على ما سبق يتضح النظر الواقع في إعمال قاعدة (تقديم المثبت على النافي) والتقصير في البحث عن الادلة والقرائن والاحوال والتواريخ ونحوها بل ونفي وجود ذلك) قلت: أنا لم أقل أن المثبت مقدم على النافي مطلقاً بل لا تكاد توجد قاعدة مطردة في هذا الفن, بل كل من ادعى قاعدة في هذا الفن فإنها منخرمة ولابد, لأن غالب هذا الفن مبني على القرائن, وانما قلت المثبت مقدم على النافي في مسألتنا هذه فقط؛ لأن الإدراك حاصل والسماع ممكن مع إثبات حافظ واسع الاطلاع السماع, وأما قول أخينا: (والتقصير في البحث الى آخر ما قال) فأقول: أولاً قد كفاني أبو داود البحث كما كفى علي بن المديني الحافظ ابن حجر, وأما أهل السبر والتتبع فنسأل الله لهم العون والتوفيق, وأما ثانياً فهل يمكن أن يقال أن أبا داود قد قصر في البحث والنظر في الأدلة والقرائن والتواريخ وأنه جزم بسماعه منها من غير أن يفعل شيئاً من ذلك؟ لا أظن أخانا المشرف يقول ذلك.
وقوله: (الاحتجاج بصنيع المزي في ذكر أم سلمة في شيوخ الشعبي على أنه يحكم بالاتصال احتجاج ضعيف) أقول:أنا لم أذكر كلام المزي إلا لأبين انهم لايفرقون بين الرواية والسماع, ثم إني قلت (ظاهر كلامه .. وقلت: ولسنا بحاجة الى هذا الظاهر) فلم أجزم ولم أحتج كما زعم أخونا المشرف, وأما تشكيكه بصحة النقل عن أبي داود فلا يجوز تخطئة الحفاظ إلا بحجة ,والآجري ثقة حافظ قد احتج الحفاظ بما ينقله عن أبي داود, والأصل صحة ما ينقله عنه اللهم إلا أن ينقل شيئاً خلاف ما اشتهر عن الامام فيمكن أن يخطئ فيه, وأما والأمر على الإمكان كما هنا فتخطئته أبعد ما يكون عن الصواب ,وأبوداود إمام مجتهد لا يبعد مخالفته لغيره من الحفاظ.
إذن يرد ما تبين خطؤه فيه: (ويكون هذا الرد من حافظ ناقد لا من كل أحد حتى لا يتجرأ أحد على رد كل ما يظنه خطأ) ولا يخطئ في بقية ما روى, ولايشكك في بقية ما نقل, والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 06:14]ـ
فهذا رد على كلام أخينا المشرف الموقر:
أنا -في هذا المقام- لستُ مشرفًا، بل باحثٌ يناقش باحثًا.
أقول أولاً: الشاك هنا ليس هو يحيى بل هو مجهول لا تعرف عينه فضلاً عن حاله, ولو عرفت حاله وكان ثقة لم يقبل شكه, اللهم إلا إذا كان من خواص أصحاب يحيى فينظر.
هذا الشك -وإن كان كان ظاهره من غير يحيى- منشؤه يحيى نفسه؛ لعدم جزمه بالنفي.
والناقل لم يقل: (فكأني سمعته يقول ... )، أو: (فأظنه قال ... )، أو نحو ذلك، وإنما قال: (فكأنه قال: لا)؛ وهذا توصيف لحالة يحيى حين قال ما مؤدَّاه: (لا)، وأنه لم يكن جازمًا بها، وإنما نفى نفيًا شبيهًا بقول: (لا)، وذلك لعدم جزمه.
ثانياً: قوله):وشكه أقوى من جزم من دونه) فيه نظر, فأبو داود من كبار الحفاظ وإمام مجتهد, وقد جزم بسماعه منها فهو مقدم على شك يحيى, وقد علمت أنه ليس يحيى الشاك
لم أقل: إن شك يحيى أقوى من جزم أبي داود، بل قلت: إنه أقوى من جزم (مَن دونه).
ولعلك تراجع ترجمة يحيى بن يحيى، وتنظر مكانته من الحفظ والثبت، حتى قال الإمام إسحاق بن راهويه: (يحيى بن يحيى أثبت من عبدالرحمن بن مهدي)! وتنظر كذلك في أنه كان يسمى (الشكَّاك)؛ لكثرة ما يشك في الحديث مع ثقته وثبته وإمامته، وفي قول بعضهم: (شكُّ يحيى بن يحيى عندنا يقين).
وقول الحفاظ: (شك فلان أولى من يقين غيره)؛ مرادهم الثناء على حفظه وتثبته لا أنه يقبل شكه ويرد يقين غيره, (سواءً كان مساوياً له أو غير مساو) مع قيام القرينة على صحة قول ذلك الغير, وقد ردوا جزم كثير من الحفاظ فضلاً عن شكهم عندما دلت القرينة على خطئهم, وقبلوا قول رواية كثير من الضعفاء والمجاهيل فضلاً عن الثقات عندما دلت القرينة على صحة ما قالوه ورووه
نعم، مع قيام القرينة على صحة قول ذلك الغير.
وقوله):ومما يقوي القول بالانقطاع رواية ابن ابي شيبة لحديث دعاء الخروج من المنزل حيث جاءت الرواية عنده عن الشعبي قال قالت ام سلمة ( .... قلت: إذا ثبت السماع فإن (أن وعن وقال) محمولة على السماع أبداً إلا من مدلس ثبت أيضاً أنه دلس في ذلك الإسناد, وإن لم يثبت أنه دلس فالأصل الاتصال وعدم التدليس, وقد ثبت سماع الشعبي من أم سلمة فتحمل روايته عنها على السماع على أي صيغة كانت, قال شعبة: (لأن أزني أحب إلي من أن أقول قال فلان ولم أسمعه منه) , وقال همام بن يحيى العوذي: (ما قلت قال قتادة فأنا سمعته من قتادة) , وقول أخينا الفاضل فيما أضافه لاحقاً): مما يؤيد ذلك قول ابن الغلابي كما في سؤالات ابن الجنيد (يزعمون ان عقبة بن أوس السدوسي لم يسمع من عبدالله بن عمرو انما يقول قال عبد الله بن عمرو) قلت: هذا كثير في كلام الحفاظ, و إنما يقول الحفاظ هذا أو نحوه إذا لم يثبت سماع الراوي ممن روى عنه, وأما مع ثبوت السماع فلا فرق عندهم أن يقول الراوي: (عن فلان) أو (قال فلان) أوغيرهما من صيغ التحمل, فكلها محمولة عندهم على الاتصال بالشرط المذكور آنفاً
وهذا كله احتجاجٌ بمحل النزاع، بل بالكلام الذي أناقشه أصلاً (وهو كلام أبي داود -رحمه الله-)، وهذا لا يتأتى في أساليب النقاش العلمي.
والسماع هاهنا لم يثبت، ولا يمكن الوقوف على رواية واحدة فيها التصريح به، وإنما وقفنا على كلمةٍ مناقَشَةٍ لأبي داود فيها إثباته.
والأئمة -كما في قول ابن الغلابي الذي نقلتُ- كانوا يرون أن من قرائن الانقطاع: أن الراوي يقول في روايته عن شيخه: (قال)، ولا يذكر السماع في أي رواية من رواياته عنه.
فهذا السماعُ المقصودُ في كلامهم (سماع الأسانيد والروايات)، وليس المراد به: السماع الذي ربما أثبته بعض الأئمة، ونفاه بعضهم.
وهذه قرينةٌ قوية، وما زالت قائمة لا جواب عليها.
وقول أخينا المشرف):ويقوي القول بالانقطاع أيضا ان ام سلمه من المدينة ( ......... أقول: أنا قلت من البداية أنني مقلد لأبي داود في إثبات سماع الشعبي من أم سلمة, ولم أدع سبراً ولا تتبعاً لأن هذا الفن لا يمكن إدراكه إلا بكلفة, ويحتاج الى اطلاع واسع وأهله قد ولوا منذ أزمنة بعيدة, والمتأخرون هم عيال على المتقدمين
قد تَرَك لنا "أهله" ما يمكننا به إدراكه والنظر فيه والسير على منهجهم وطريقتهم في أصوله وفروعه، وما نزال بذلك عيالاً عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أُراهم يرضون أن نترك منهجهم وطريقتهم إلى القواعد الدخيلة على علمهم.
وهذا العلم لا يدخله القياس؛ فلا يجوز أن يقال فيه: بما أن فلاناً لم يسمع من فلان إذن لم يسمع من فلان, أو بما أن فلاناً أدرك فلاناً إذن أدرك فلاناً, فقد قال أبو زرعة: (أبو أمامة بن سهل عن عمر مرسل) مع أن أبا أمامة قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم, فلو طبقنا قاعدة (بما أن/ إذن) لقلنا إن أبا أمامة سمع من عمر ولابد, لكن لا مدخل للقياس في هذا الفن,
....
وقد جزم الحفاظ أحمد وغيره بأن يحيى بن أبي كثير رأى أنس بن مالك ولكنهم لم يثبتوا له سماعاً منه, فقالوا رآه ولم يسمع منه, وقال ابن معين في رواية الدوري: لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه, فهل يستطيع أحد من المتأخرين أن يثبت الرؤية لراو معين وينفي سماعه ممن رآه؟ لا أظن ذلك, ولو اختلف الحفاظ المتقدمون هنا في السماع لرجحنا قول المثبت لحصول الرؤية, وقال أبو حاتم في يحيى بن أبي كثير: (ما أراه سمع من عروه بن الزبير لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً ورجلين ولا يذكر سماعاً ولا رؤية ولا سؤاله عن مسألة) , وقال ابن معين: (ابن جريج لم يسمع من مجاهد شيئاً إلا حرفاً في القرآن) , وقال الدارقطني: (لم يسمع الشعبي من علي إلا حرفاً واحداً) , ولو أعملنا القياس لقلنا: من سمع حرفاً فليسمع حرفين وثلاثة وعشرة! من الذي يحول بينه وبين أن يسمع المزيد؟ لكن سعة اطلاع الحفاظ هي التي حالت دون ذلك, فلا مدخل هنا للقياس, ولا لقاعدة (بما أن.إذن)
هذا الكلام ليس بعلمي، ولا محرر.
واستخدام (من باب أولى) معروفٌ مشهورٌ في كلام أئمة النقد، وفي كلام المتأخرين عنهم.
وهو إحدى القرائن والدلالات التي تستعمل في ترجيح ثبوت السماع ونفيه.
وهذا -لا شك- بمعزلٍ عمَّا إذا كانت هذه القرينة -أو غيرها- تخالف إجماعًا أو قولاً واحدًا للمتقدمين، فإن هذا يفيد أنهم قد وقفوا على ما هو أولى من تلك القرينة التي استعملوها أنفُسُهم.
إذن يجب التسليم فيه للحفاظ, فإذا اتفقوا على إثبات السماع أو نفيه فالقول قولهم, قال أبو حاتم: (حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة وقد سمع ممن هو أكبر منه غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك واتفاقهم على شيء يكون حجة) وأما إذا اختلفوا واللقاء والسماع ممكن فالقول قول المثبت, اللهم إلا أن يأتي النافي بحجة قوية تدفع قول المثبت.
عادت هنا قاعدة المثبت والنافي، وهي مصدر إشكال كبير لدى الشيخ -فيما يظهر-.
والأمر الذي بين يدينا: كلمات مجملة لبعض الأئمة، بعضها إثبات، وبعضها نفي، فمن التحكُّم ترجيح بعضها على بعض لمجرد كون بعضها إثبات والآخر نفي، حتى وإن كان الإثبات ممكنًا، فإن للنفي قرائنَ قائمةً أيضًا، لكن الشيخ خرج منها بأنه "أمر لا يمكننا إدراكه إلا بكلفة"، وبأن "أهله قد ولوا منذ أزمة بعيدة" -كما سبق في كلامه-!
وهذا أدى بالشيخ إلى أن يكرر الكلام على أن السماع ممكن، مع أنني أوضحتُ -في المشاركة السابقة- بالأدلة والتواريخ أن الإمكان غير متحقق.
فهذا يدل على دقة الحفاظ وسعة اطلاعهم فلو اجتمع من بأقطارها من المتأخرين ما أدركوا هذا الفن ولا حاموا حوله والله المستعان (فدع عنك الكتابة لست منها/ وإن سودت وجهك بالمداد) , وقال البرديجي: (قتادة حدث عن الزهري, قال بعض أهل الحديث لم يسمع منه وقال بعضهم سمع منه, لأنهما التقيا عند هشام بن عبدالملك) , فهل يستطيع أحد من المتأخرين أن يدرك هذا اللقاء العارض؟ فلعل أبا داود اطلع على مثل هذا اللقاء العارض إما في المسجد النبوي أوفي الموسم أو غيرهما من الأماكن, فأثبت سماعه منها، وقد مر علي فيما سبق أظنه في سؤالات الدوري أن ابن معين أثبت سماع راو من آخر فقيل له: أين سمع منه؟ فقال: في الموسم, أو قال لعله في الموسم, وأبو داود لم يُسأل عن حجته فيدلي بها والله اعلم, بل ذهب الحفاظ إلى أبعد من هذا فقد يقع في الإسناد التصريح بالسماع فيحكمون عليه بالخطأ, قال أحمد في رواية هدبة عن حماد عن قتادة نا خلاد الجهني قال: (هو خطأ, خلاد قديم ما رأى قتادة خلاداً) أي أن التصريح بالتحديث بين قتادة وخلاد خطأ من بعض الرواة, وهذا كثير في كلامهم, إذن يجب التسليم لهم والاعتراف بالعجز.
هذا كله معلوم، وعظم أمر المتقدمين وسعة اطلاعهم ليس بحاجةٍ إلى بيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان الواجب التسليم لهم؛ فحمل هذا (الواجب) على كلمة أبي داود ليس بأولى من حملها على كلمتي ابن المديني ويحيى النيسابوري.
وقول أخينا):كما ان الحجة الاقوى في القول بعدم السماع عدم ورود التصريح بالسماع بأي صيغة في أي رواية للشعبي عن أم سلمة) أقول: هذا صحيح لكن إذا ثبت عند الناقد السماع (بقرينة أو بغيرها (فلا يضر ألا تأتي صيغة صريحة بالسماع, فقد روى البخاري في صحيحه من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه بالعنعنة, وقد قال شعبة: (لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان) , وقال أبو حاتم: (روى عنه لا يذكر سماعاً لكن البخاري جزم في تاريخه الكبير بسماعه من عثمان وقوى ذلك بما ذكره في صحيحه بعد أن روى حديثه عن عثمان مرفوعاً (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) قال وأقرأ أبو عبدالرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج, كما أنه إذا ثبت عند الناقد عدم السماع فلا ينفع أن تأتي صيغة صريحة بالسماع كما تقدم قريباً عن أحمد في نفيه سماع قتادة من خلاد مع وجود التصريح بالسماع.
معتمد الأئمة في إثبات السماع: وجود التصريح بالسماع، وأما القرائن، فالأصح والتحقيق: أنهم لا يثبتون بها السماع.
والبخاري في تاريخه لا يثبت السماع، وإنما يحكي ما وقع في بعض الأسانيد من تصريح -على الأصح-.
وأما تخريجه في صحيحه لأبي عبدالرحمن عن عثمان، فعن ذلك أجوبة، تراجع في (الاتصال والانقطاع) للشيخ إبراهيم اللاحم.
ومنها: أنه قد ورد أن أبا عبدالرحمن قرأ على عثمان -وإن كان فيه ضعف-.
ومنها: أنه من أبواب الفضائل التي يُتسامح فيها. إلخ.
وقوله: (وبناء على ما سبق يتضح النظر الواقع في إعمال قاعدة (تقديم المثبت على النافي) والتقصير في البحث عن الادلة والقرائن والاحوال والتواريخ ونحوها بل ونفي وجود ذلك) قلت: أنا لم أقل أن المثبت مقدم على النافي مطلقاً بل لا تكاد توجد قاعدة مطردة في هذا الفن, بل كل من ادعى قاعدة في هذا الفن فإنها منخرمة ولابد, لأن غالب هذا الفن مبني على القرائن, وانما قلت المثبت مقدم على النافي في مسألتنا هذه فقط؛ لأن الإدراك حاصل والسماع ممكن مع إثبات حافظ واسع الاطلاع السماع
وقد سبق أن هذا منشأ الإشكال -فيما يظهر-، ولعل إهمال هذه القاعدة الأصولية أولى من إعمالها في علوم الحديث من الأصل.
وأما قول أخينا: (والتقصير في البحث الى آخر ما قال) فأقول: أولاً قد كفاني أبو داود البحث كما كفى علي بن المديني الحافظ ابن حجر, وأما أهل السبر والتتبع فنسأل الله لهم العون والتوفيق
قوام شطرٍ كبير من هذا العلم في كافة أبوابه على السبر والتتبع، ولعله لا يصح أن يتكلم المتكلم فيه إذا لم يستفرغ وسعه، ويسبر ويتتبع، خاصة في هذه القضايا المشكلة التي اختلفت فيها أنظار الأئمة.
وأصل المشكلة -كما سبق مرارًا-: الاسترواح إلى قاعدةٍ مؤدَّاها التحكم والترجيح بلا مرجح، وترك البحث والنظر وتقليب الأمر وسبر الروايات وجمع قرائن الوجوه المختلفة.
فإن قيل -وقد سبق نحوه في كلام الشيخ-: إن المرجح هنا: أن المثبت معه زيادة علم، فلعله وقف على ثبوت السماع.
فالجواب: أن هذا رجمٌ بالغيب، ولقائل أن يقول: إن النافي معه زيادة علم، ولعله وقف على ما ينفي السماع، ويخرج الرواية عن الأصل (وهو الاتصال).
وأما ثانياً فهل يمكن أن يقال أن أبا داود قد قصر في البحث والنظر في الأدلة والقرائن والتواريخ وأنه جزم بسماعه منها من غير أن يفعل شيئاً من ذلك؟ لا أظن أخانا المشرف يقول ذلك.
رحم الله أبا داود.
وقد قلتُ -فيما سبق-: (أن ذلك -في حال ثبوته عن أبي داود- رأيٌ له بناه على ما ظهر له من أدلة).
وغيرُ لازمٍ أن يكون بحث الإمام أبي داود وترجيحه صوابًا، والكمال لله وحده.
وقوله: (الاحتجاج بصنيع المزي في ذكر أم سلمة في شيوخ الشعبي على أنه يحكم بالاتصال احتجاج ضعيف) أقول:أنا لم أذكر كلام المزي إلا لأبين انهم لايفرقون بين الرواية والسماع, ثم إني قلت (ظاهر كلامه .. وقلت: ولسنا بحاجة الى هذا الظاهر) فلم أجزم ولم أحتج كما زعم أخونا المشرف
الحكم بأنهم لا يفرقون بين الرواية والسماع غلط، بل هم على التفريق بينهما في الأغلب الأعم؛ متقدمين ومتأخرين.
والبحث الذي توصلتَ به إلى ذلك "الظاهر" من كلام المزي= غلطٌ -أيضًا-، وهو ما أردتُ بيانه في ردي الأول.
وأما كونك احتججت به أو لم تحتج؛ فإنما رأيتُه في سياق الرد على من خالفك، والمسوق في الرد معتمدٌ -غالبًا-.
وأما تشكيكه بصحة النقل عن أبي داود فلا يجوز تخطئة الحفاظ إلا بحجة ,والآجري ثقة حافظ قد احتج الحفاظ بما ينقله عن أبي داود, والأصل صحة ما ينقله عنه اللهم إلا أن ينقل شيئاً خلاف ما اشتهر عن الامام فيمكن أن يخطئ فيه, وأما والأمر على الإمكان كما هنا فتخطئته أبعد ما يكون عن الصواب ,وأبوداود إمام مجتهد لا يبعد مخالفته لغيره من الحفاظ.
إذن يرد ما تبين خطؤه فيه: (ويكون هذا الرد من حافظ ناقد لا من كل أحد حتى لا يتجرأ أحد على رد كل ما يظنه خطأ) ولا يخطئ في بقية ما روى, ولايشكك في بقية ما نقل
أما كون أبي عبيد الآجري "ثقة حافظًا" فهذا من كيس الشيخ -وفقه الله-.
ومن غير المقبول الدندنة المتكررة حول إمكان السماع، وكأن السماع قريب جدًّا، وكأن من نفاه نفاه بلا حجة، مع أن قرائن النفي قوية ظاهرة، ولعلها أقوى من قرينة إمكان السماع، هذا إن سُلِّم أن السماع ممكن.
* يلاحظ أني كررت العزو إلى كتاب (الاتصال والانقطاع) للشيخ إبراهيم اللاحم، وأنصح الشيخَ بقراءته ودراسته؛ ليزداد تعمُّقًا في مباحث الاتصال والانقطاع.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)