[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 215).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) استظهر المحقق أن صوابه: عبدالرحيم، موافقة لترجمته وروايات الحديث من طريقه.
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) روايته عند أبي داود في المراسيل (2)، وقد رواه محمد بن فضيل في الدعاء (37) عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن مرسلاً كرواية هشام بن حسان، ولفظ كلا الروايتين: عن الحسن قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم»، اختلفتا في تقديم وتأخير.
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) كذا، ولعل الصواب: عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو: عن أنس. أشار لذلك محقق العلل.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) العلل (12/ 130).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) لسان الميزان (4/ 160).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) إلا في رواية تأتي دراستها في الحديث (25).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) الجرح والتعديل (7/ 4).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) الضعفاء (3/ 370).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) انظر: لسان الميزان (5/ 39، 51).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) العلل (12/ 118).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 47).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) نتائج الأفكار (1/ 195، 196).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) فتح الباري (1/ 244).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) انظر: المسند الجامع (3790).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) نتائج الأفكار (1/ 219).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص100).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) تهذيب التهذيب (3/ 185).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) نتائج الأفكار (1/ 219).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) انظر: لسان الميزان (1/ 34).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 05:23]ـ
26 - (1/ 121، 122) ("و" يستحب أن يقول "عند الخروج منه" أي: من الخلاء ونحوه: "غفرانك" ... ؛ لحديث عائشة [/ URL][1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1): كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك»، رواه الترمذي وحسنه). حسن.
أخرجه ابن أبي شيبة (7، 29904) -وعنه ابن ماجه (300) -، والنسائي في الكبرى (9824) -وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (23) -، وابن خزيمة (90) -ومن طريقه البيهقي (1/ 97) وابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 214) -، وابن حبان (1444)، والحاكم (1/ 158) -ومن طريقه البيهقي (1/ 97) -، كلهم من طريق يحيى بن أبي بكير، وأحمد (6/ 55)، وأبو داود (30) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1/ 379) والأنوار في شمائل النبي المختار (505) -، وابن الجارود (42)، وابن المنذر (325) -وعنه ابن المقرئ في الأربعين (18 - ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية) -، وابن المقرئ في جزء مأمون بن هارون -ومن طريقه ابن حجر في النتائج (1/ 214) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) - والبيهقي (1/ 97)، كلهم من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والدارمي (680) -ومن طريقه ابن حجر في النتائج (1/ 214) -، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 386) والأدب المفرد (693) -وعنه الترمذي (7)، ومن طريق الترمذي ابن الجوزي في العلل المتناهية (540) -، وابن الأعرابي في معجمه (1684)، وأبو الحسن القطان في زوائده على ابن ماجه (عقب 300)، والطبراني في الدعاء (369) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (32/ 414) -، كلهم من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1440) من طريق يحيى بن آدم، وابن خزيمة (90) -ومن طريقه البيهقي (1/ 97) -، والحاكم (1/ 158) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (1/ 97) والصغرى (74) -، كلاهما من طريق عبيدالله بن موسى، والطوسي في مستخرجه على الترمذي (7)، والسراج في مسنده (30)، والبيهقي (1/ 97)، وابن دقيق العيد في الإمام (2/ 478)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 565، 566)، كلهم من طريق طلق بن غنام،
(يُتْبَعُ)
(/)
والطبراني في الدعاء (369)، والبيهقي في الدعوات (56)، كلاهما من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والطبراني في الدعاء (369) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والحكم بن مروان الضرير، تسعتهم -ابن أبي بكير وأبو النضر وأبو غسان ويحيى بن آدم وعبيدالله بن موسى وطلق بن غنام والوهبي والفريابي والحكم بن مريم- عن إسرائيل بن يونس، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه أبي بردة، عن عائشة قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك».
دراسة الإسناد:
إسرائيل ثقة صدوق، وشيخه يوسف بن أبي بردة قال فيه العجلي: (كوفي ثقة) ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3))، وذكره ابن حبان في ثقاته [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وقال الحاكم: (الذي عندي أنهما –يعني: الشيخين- لم يهملاه لجرح ولا لضعف، بل لقلة حديثه؛ فإنه عزيز الحديث جدًّا) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وقال: (يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، وصحح له هذا الحديث وغيره: ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وانتقاه ابن الجارود في منتقاه، وهذا توثيق ضمني ليوسف ممن لم يوثقه صراحة منهم، وقد خلص الذهبي إلى أنه ثقة [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
وقد جوَّد يحيى بن أبي بكير إسناد الحديث، فذكره مسلسلاً بالسماع، قال: حدثنا إسرائيل، قال: أخبرنا يوسف بن أبي بردة، قال: سمعت أبي يقول: دخلت على عائشة فسمعتها تقول: ... ، فذكره، فانتفى بهذا احتمال انقطاعه. وقد تابع ابنَ أبي بكير على ذكر دخول أبي بردة على عائشة: عبيدالله بن موسى، وذكره بصيغة التحديث أو السماع بين أبي بردة وعائشة: أبو النضر هاشم بن القاسم وأبو غسان النهدي وأحمد بن خالد الوهبي. وقد نبه عبدالحق الإشبيلي على مسألة السماع في هذا الحديث، فقال: (سمع إسرائيلُ يوسفَ، ويوسفُ أباه) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
وهذا الإسناد حسن؛ لحال يوسف.
وربما أعل هذا الحديث بعلتين:
الأولى: حال يوسف بن أبي بردة؛ فإنه قد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وما تكلما في حاله، ولم يوثقه إلا المتساهلون؛ العجلي وابن حبان والحاكم، ففيه جهالة.
وهذا له حظ من النظر، إلا أن قلة حديث يوسف بن أبي بردة جدًّا -كما ذكر الحاكم فيما سبق نقله عنه-، مع تتابع هؤلاء الأئمة على توثيقه وغيرهم على تصحيح حديثه وانتقائه= دليل على أن الرجل ضابط لما روى، وهذا ينفي جهالة حاله، أو احتمال ضعفه.
ثم هذا الحديث ليس بذاك الذي يحتاج إلى ضابط حافظ، فإنه قد جاء في كلمات يسيرة، لا يصعب أن يحفظها الراوي ولو لم يكن حافظًا.
الثانية: تفرد يوسف بن أبي بردة، فإنه مع كونه مستورًا قليل الحديث؛ قد تفرد بهذا الحديث، فلم يُروَ إلا من طريقه، وقد نصَّ الأئمة على تفرده به، قال الترمذي: (هذا حديث غريب حسن، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة -وأبو بردة بن أبي موسى اسمه: عامر بن عبدالله بن قيس الأشعري-، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9))[10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وقال البزار: (لا نعلمه يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وقال الدارقطني: (تفرد به يوسف عن أبيه عنها -يعني: عن عائشة-، وتفرد به عنه إسرائيل) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
ويرد هذا: أن التفرد إنما يرد به الحديث إذا احتفت به قرائن تدل على ذلك، وأما هنا، فالقرائن تدل على صحة الحديث، وقبول التفرد، فمن ذلك:
1 - أن الرجل مع ندرة حديثه موثق، وهذا دليل ضبط وحفظ يقبل معه التفرد.
2 - أنه لم يتفرد عن إمام يجمع حديثه كالزهري وأبي إسحاق وقتادة ونحوهم.
3 - أن شيخه الذي تفرد عنه إنما هو أبوه، وللابن مزيد اختصاص بأبيه، ويصح أن يقبل تفرده عنه، بل ربما فُضِّلت روايته عن أبيه على رواية غيره، ولو كان الآخر أوثق في الجملة.
4 - أن جمعًا من الأئمة قبلوا هذا الحديث بعينه، ولم يعدوا التفرد فيه قادحًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عدَّ الإمام أبو حاتم الرازي هذا الحديث أصحَّ أحاديث الباب، قال ابنه: سمعت أبي يقول: (أصح حديث في هذا الباب -يعني: في باب الدعاء عند الخروج من الخلاء-: حديثُ عائشة -يعني: حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة-) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، ولا يفهم من هذا أنه يصححه، قال الألباني: (وهذا لا يفيد صحة الحديث -كما هو مقرر في المصطلح-، وإنما يفيد صحة نسبية) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
وفي الباب: حديث علي وبريدة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك ربنا وإليك المصير».
وقد سبق تخريجه وبيان نكارته في دراسة الحديث (25).
27 - (1/ 122) (وسُنَّ له أيضًا أن يقول: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"؛ لما رواه ابن ماجه عن أنس: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»). ضعيف.
1 - تخريج حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
[ U] أ- رواية الحسن وقتادة عن أنس:
أخرجه ابن ماجه (301) -ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 217) - من طريق المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن وقتادة، عن أنس قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني».
دراسة الإسناد:
سبق دراسة هذا الإسناد وبيان نكارته والاضطراب فيه في دراسة أحاديث التسمية عند دخول الخلاء -عقب الحديث (23) -، حيث جاء في بعض الروايات عن قتادة ذكر التسمية.
ب- رواية أبان بن أبي عياش عن أنس:
سبق تخريجها والكلام عليها في الحديث (25).
2 - تخريج حديث أبي ذر -رضي الله عنه-:
أخرجه النسائي في الكبرى (9825) -وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (22) - عن حسين بن منصور، عن يحيى بن أبي بكير، وعلقه الدارقطني في العلل (6/ 235) عن عبدالله بن أبي جعفر، كلاهما عن شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، عن أبي ذر -زاد ابن أبي جعفر: وسهل بن أبي حثمة-، قالا: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني».
وأخرجه النسائي في الكبرى (9826) عن محمد بن بشار بندار، عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن منصور، قال: سمعت رجلاً يرفع الحديث إلى أبي ذر؛ قوله -موقوفًا على أبي ذر-.
وعلقه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 27) والدارقطني في العلل (6/ 235، 236) عن شعبة، عن منصور، عن رجل يقال له: الفيض، عن ابن أبي حثمة، عن أبي ذر، أنه كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي عافاني وأذهب عني الأذى؛ موقوفًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (10، 29907) عن وكيع وعبدة بن سليمان، والنسائي في الكبرى (9827) من طريق عبدالرحمن بن مهدي ومحمد بن بشر، والطبراني في الدعاء (372) -ومن طريقه ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 216) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، خمستهم عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي علي الأزدي، أن أبا ذر كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني؛ موقوفًا.
دراسة الأسانيد:
اختُلف فيه على منصور:
فرواه عنه شعبة، واختُلف عنه:
فرواه يحيى بن أبي بكير وعبدالله بن أبي جعفر الرازي عنه، عن منصور، عن أبي الفيض، عن أبي ذر -زاد ابن أبي جعفر: وسهل بن أبي حثمة-، به مرفوعًا، وروي عنه، عن منصور، عن الفيض، عن ابن أبي حثمة، عن أبي ذر، موقوفًا، ورواه غندر عنه، عن منصور، عن رجل، عن أبي ذر، به موقوفًا، ورواه سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي علي الأزدي، عن أبي ذر، به موقوفًا، وما اختُلف على الثوري فيه.
فأما رواية شعبة؛ فالظاهر أنه لم يضبط إسناده، إذ قال مرةً في شيخ منصور: عن أبي الفيض، ومرةً: الفيض، ومرةً: رجل، وقد رفعه شعبة مرة، ووقفه أخرى.
وزِيدَ عن شعبة في الإسناد: ابن أبي حثمة، إلا أن هذه الزيادة فيها نظر ما لم يثبت إسنادها، إذ علقها الدارقطني وابن أبي حاتم، أما ما رواه عبدالله بن أبي جعفر عن شعبة وفيه: عن أبي ذر وابن أبي حثمة؛ فابن أبي جعفر تكلم فيه، ولم يتابَع على ذكر ابن أبي حثمة هكذا، قال الدارقطني: (وليس هذا القول بمحفوظ) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15).
(يُتْبَعُ)
(/)
والرواية الأرجح والأصح من كل ذلك: روايةُ الثوري، قال أبو زرعة: (وَهِم شعبة في هذا الحديث، ورواه الثوري فقال: عن منصور، عن أبي علي عبيد بن علي، عن أبي ذر، وهذا الصحيح، وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال)، ومال إليه أبو حاتم، قال: (كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصحيح، والثوري أحفظ، وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال، ولا ندري هذا منه أم لا) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16).
والتحقيق أن الراجح عن شعبة موافق في الجملة لرواية سفيان، فإن أقوى الروايات عن شعبة: رواية غندر؛ إذ غندر حَكَمٌ في شعبة، وهو أوثق الرواة عنه، وقد أبهم شعبةُ في روايته شيخَ منصور برجل؛ لعله لعدم ضبطه لاسمه، وضبطه الثوري؛ فعيَّنه بأبي علي الأزدي.
وأبو علي هذا جاء معيَّنًا في رواية الطبراني في الدعاء بأنه الصيقل، ولم أعرف على وجه التحديد صاحب هذا التعيين، وعيَّنه وكيع والبخاري وأبو زرعة الرازي والنسائي وأبو أحمد الحاكم بأنه عبيد بن علي [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17). وأيًّا من كان منهما، فالصيقل أبو علي قال فيه ابن السكن: (مجهول) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وعبيد بن علي أبو علي لم يجئ فيه توثيق سوى ذكر ابن حبان له في الثقات [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، ولذا قال فيه ابن حجر: (مقبول).
فالراجح عن أبي ذر وقف هذا الحديث، أما الإسناد المرفوع فخطأ، والحديث عن أبي ذر على الوجهين في إسناده جهالة.
وفي الباب: حديث ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من الخلاء قال: «الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى فيَّ قوتَه وأذهب عني أذاه»، وقد سبق تخريجه وبيان نكارته في الحديث (25)، حيث إن هذه قطعة من حديث ابن عمر، والقطعة الأولى فيها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عند دخول الخلاء: «اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم».
وقد ذكر ابن حجر لحديث الحمد بعد الخروج من الخلاء ثلاثة شواهد، اثنان منها منكران، والآخر مرسل لم يصح إسناده [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
ولا يصح في الباب شيء.
28 - (1/ 122، 123) ("و" يستحب له تقديم "يمنى" رجليه "خروجًا ... و" لبس "نعل" وخف، فاليسرى تقدم للأذى، واليمنى لما سواه، وروى الطبراني في المعجم الصغير عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ باليسرى»).
أخرجه مسلم (2097) والطبراني في الأوسط (73) والصغير (48) من طريق محمد بن زياد، وأخرجه البخاري (5856) من طريق مالك عن أبي الزناد عن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا أو ليخلعهما جميعًا»، لفظ مسلم من طريق محمد بن زياد، وفي لفظ البخاري: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال، ليكن اليمنى أولهما تنعل، وآخرهما تنزع».
وانظر: المسند الجامع (13903، 13904).
دراسة الإسناد:
إسناد الطبراني في الصغير -الذي عزى إليه المصنف- فيه محمد بن كثير الصنعاني، فيه ضعف، وكان أولى بالمصنف أن يعزوه إلى الشيخين في صحيحيهما.
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) في الأصل -وبعض الطبعات-: (أنس)، وهو خطأ، وجاء على الصواب في الطبعة المحققة (1/ 214) وطبعات أخرى.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) قارن إسناده بالمعجم المفهرس (ص346، 347).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) معرفة الثقات (2/ 375).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) (7/638).
[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5) المستدرك (1/ 32)، ووقع فيه: بجرح ولا بضعف، والتصويب من نسخة الأزهرية (1/ق99أ).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) المستدرك (1/ 158).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) الكاشف (6427).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) الأحكام الكبرى (1/ 363).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) أورد بعض الشراح المتأخرين على الترمذي أحاديث في الباب غير هذا الحديث، لكن أبان ابن حجر مراد الترمذي بكلام جيد، قال -في نتائج الأفكار (1/ 216) -: ( ... فلعله أراد ما يثبت).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) السنن (1/ 12)، وراجع نسخة الكروخي (3أ).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) نتائج الأفكار (1/ 215).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) أطراف الغرائب والأفراد (2/ 495)، نتائج الأفكار (1/ 215).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) العلل (1/ 43).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) صحيح سنن أبي داود (1/ 60 - الأم).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) العلل (6/ 235).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) علل ابن أبي حاتم (1/ 27).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/ 405)، علل ابن أبي حاتم (1/ 27)، تهذيب التهذيب (12/ 192).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) لسان الميزان (7/ 83).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) (5/136).
[20] (http://majles.alukah.net/#_ftnref20) نتائج الأفكار (1/ 219 - 221)، وقد خفف ابن حجر العبارة في بعض رواة هذه الشواهد، وحقهم ما وصفهم به الأئمة من أوصاف أشد وأبعد في الضعف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 04:27]ـ
كتاب الطهارة (7)
29 - (1/ 124) ("و" يستحب له "اعتماده على رجله اليسرى" حال جلوسه لقضاء الحاجة؛ لما روى الطبراني في المعجم والبيهقي عن سراقة بن مالك: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتكئ على اليسرى، وأن ننصب اليمنى). منكر.
أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في مسنديهما -كما في المطالب العالية (47) وإتحاف الخيرة المهرة (447) - عن محمد بن عبدالله الأسدي أبي أحمد الزبيري، والطبراني في الكبير (7/ 136) من طريق أبي نعيم، والبيهقي (1/ 96) من طريق أبي عاصم، ثلاثتهم عن زمعة بن صالح، عن محمد بن عبدالرحمن [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، عن رجل من بني مدلج، عن أبيه قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم، فجعل يقول: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، فقال له بعض القوم: علمكم كيف تخرؤون؟ قال: نعم، أمرنا أن نتكئ على اليسرى، وأن ننصب اليمنى. لفظ أحمد بن منيع عن الزبيري، وقال أبو نعيم في لفظه: جاء سراقة بن مالك بن جعشم من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا وكذا، فقال رجل كالمستهزئ: أما علمكم كيف تخرؤون؟ قال: بلى والذي بعثه بالحق، أمرنا أن نتوكل على اليسرى، وأن ننصب اليمنى. وقال أبو عاصم: قدم علينا سراقة بن جعشم، فقال: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل أحدنا الخلاء أن يعتمد على اليسرى وينصب اليمنى. وأبدل ابن أبي شيبة عن أبي أحمد الزبيري اليسرى باليمنى والعكس.
دراسة الإسناد:
فيه زمعة بن صالح، وهو ضعيف، ولم أعرف شيخه محمد بن عبدالرحمن، وفيه رجلان مبهمان، فالحديث منكر، وقد أشار البيهقي إلى تضعيفه، فقال في تبويبه عليه: (باب تغطية الرأس عند دخول الخلاء، والاعتماد على الرجل اليسرى إذا قعد -إن صح الخبر فيه-) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وقال الحازمي: (لا نعلم في هذا الباب غير هذا الحديث، وهو حديث غريب جدًّا، لا يروى إلا بهذا الإسناد، وزمعة بن صالح المكي لينٌ ضعيف، ومحمد بن عبدالرحمن مجهولٌ لا يعرف، فالحديث منقطع) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، وقال ابن دقيق العيد: (وهذا في حكم المنقطع؛ لجهالة الرجل من بني مدلج، وجهالة أبيه) [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
30-(1/124) (" و" يستحب "بُعْدُهُ" إذا كان "في فضاء" حتى لا يراه أحد؛ لفعله -عليه السلام-، رواه أبو داود من حديث جابر). ضعيف من حديث جابر، وورد من حديث المغيرة بن شعبة، وهو حسن من حديثه.
1 - تخريج حديث جابر -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن أبي شيبة (1138، 31754) -ومن طريقه ابن ماجه (335) وابن عبدالبر في التمهيد (1/ 223) -، وابن راهويه في مسنده -كما في المطالب العالية (3800) وإتحاف الخيرة المهرة (6466) -، وعبد بن حميد في مسنده (1053 - منتخبه)، والدارمي (17)، أربعتهم عن عبيدالله بن موسى، وأبو داود (2) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1/ 374) وفي الأنوار في شمائل النبي المختار (503) - عن مسدد، عن عيسى بن يونس، والسراج في مسنده (16) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 20) -، والبيهقي في السنن (1/ 93)، وفي دلائل النبوة (6/ 18)، من طريق يونس بن بكير،
والسراج في مسنده (16) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 20) -، وابن عدي في الكامل (1/ 279)، والحاكم (1/ 140)، من طريق عبدالحميد الحماني، أربعتهم -عبيدالله بن موسى وعيسى بن يونس ويونس بن بكير والحماني- عن إسماعيل بن عبدالملك، عن أبي الزبير، عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يأتي البراز حتى يتغيب فلا يُرَى، لفظ ابن أبي شيبة ومن معه عن عبيدالله بن موسى، وهو مختصر من حديث طويل جاء بتمامه في رواية يونس بن بكير عن إسماعيل بن عبدالملك. وقال عيسى بن يونس: إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد. وقال يونس بن بكير: إذا أراد حاجة -وفي لفظ البيهقي: البراز- تباعد حتى لا يكاد يُرَى -وفي لفظ البيهقي: حتى لا يراه أحد-. وقال عبدالحميد الحماني: إذا أراد أن يقضي حاجته أبعد حتى لا يراه أحد، لفظ الحاكم، ولفظ السراج: إذا أراد حاجة تباعد حتى لا يكاد يُرَى، ولفظ
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عدي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبعد للحاجة.
دراسة الإسناد:
قال الدارقطني: (غريب من حديثه -يعني: أبا الزبير- عن جابر، تفرد به إسماعيل عنه) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وإسماعيل بن عبدالملك هذا هو ابن أبي الصفيراء الأسدي المكي، وهو ضعيف، وتفرده عن أبي الزبير محل نكارة.
2 - تخريج حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-:
أخرجه أحمد (4/ 248) عن محمد بن عبيد، والدارمي (660)، وابن المنذر في الأوسط (250)، والطبراني في الكبير (20/ 437)، من طريق يعلى بن عبيد، وأبو داود (1)، والطبراني في الكبير (20/ 436)، من طريق عبدالعزيز بن محمد، والترمذي (20) من طريق عبدالوهاب الثقفي، والنسائي في الصغرى (1/ 18)، والكبرى (16)، وابن خزيمة (50)، والطبراني في الكبير (20/ 436)، والحاكم (1/ 140)، من طريق إسماعيل بن جعفر، وابن ماجه (331)، والطبراني في الكبير (20/ 437)، من طريق إسماعيل بن علية، وابن الجارود (27)، والبيهقي في الكبرى (1/ 93)، والصغرى (62)، من طريق يزيد بن هارون، سبعتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، عن المغيرة بن شعبة قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره، وكان إذا ذهب أبعد في المذهب. لفظ محمد بن عبيد عن أبي سلمة، وغالب الألفاظ عن أبي سلمة بنحو هذا اللفظ.
دراسة الإسناد:
ظاهر إسناده الحسن، لحال محمد بن عمرو، وإن كان تُكُلِّم في روايته عن أبي سلمة، إلا أن الأئمة صححوا حديثه هذا، قال الترمذي: (حسن صحيح)، وصححه ابن خزيمة، وقال ابن المنذر: (ثابتٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أراد حاجته أبعد في المذهب)، ثم أسند هذا الحديث.
وقد جاء الحديث بألفاظ كثيرة عن المغيرة بن شعبة، مطولة ومختصرة، وهو حديثه المشهور في المسح على الخفين، وقد أخرجه البخاري (363) ومسلم (274) من طريق مسروق عن المغيرة بن شعبة، وفيه: فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى توارى عني، فقضى حاجته ...
وجاء بنحو لفظ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة، أخرجه عبد بن حميد (395) والدارمي (661) عن أبي نعيم، والطبراني في الأوسط (7716) من طريق علي بن عبدالحميد، كلاهما عن جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين، حدثني عمرو بن وهب الثقفي، عن المغيرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا تبرز تباعد. لفظ عبدٍ والدارمي، وفي لفظ الطبراني: إذا أراد الحاجة أبعد.
وحديث المغيرة هذا يغني عن حديث جابر الذي استدل به المؤلف، وهو ضعيف.
31 - (1/ 125) ("و" يستحب "استتارُهُ"؛ لحديث أبي هريرة قال: «من أتى الغائط فليستتر»، رواه أبو داود). ضعيف.
أخرجه أحمد (2/ 371) عن سريج، وأبو داود (35) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (367) وفي السنن الصغرى (65) والبغوي في شرح السنة (1/ 374، 12/ 118) - عن إبراهيم بن موسى الرازي، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 121) من طريق يحيى بن حسان، والطبراني في مسند الشاميين (481) من طريق علي بن بحر وعمرو بن خالد، والبيهقي (1/ 94، 104) من طريق محمد بن أبي بكر، ستتهم عن عيسى بن يونس، والدارمي (662، 2087)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 121) وبيان مشكل الآثار (138) عن إبراهيم بن مرزوق، والطحاوي في بيان المشكل (138) عن بكار، وابن حبان (1410) من طريق سليمان بن سيف، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 290) من طريق زهير بن محمد بن قمير، خمستهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن ماجه (337) عن محمد بن بشار، و (338، 3498) عن عبدالرحمن بن عمر، كلاهما عن عبدالملك بن الصباح، والطبراني في الشاميين (481) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي (1/ 94، 104) من طريق عمرو بن الوليد -هو الأغضف-، خمستهم -عيسى وأبو عاصم وعبدالملك بن الصباح والقطان وعمرو بن الوليد- عن ثور بن يزيد، عن الحصين الحبراني، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اكتحل فليوتر؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن استجمر فليوتر؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع؛ من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبًا من رمل فليستدبره؛ فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم؛ من فعل فقد أحسن،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن لا فلا حرج». لفظ أبي داود، وقد خرجوه مختصرًا ومطولاً، واقتُطِعت منه قطع، وهذا التخريج لِمَا جاء فيه ذكر الاستتار.
وقد اقتصر سريج عن عيسى بن يونس على ذكر الحصين، دون نسبة، وقال أبو عاصم -في أكثر الروايات عنه- وعبدالملك بن الصباح: الحصين الحميري، وقد قال سريج ومحمد بن أبي بكر عن عيسى بن يونس عن ثور في اسم شيخ الحصين: أبو سعد الخير، وقال علي بن بحر وعمرو بن خالد عن عيسى: أبو سعيد الخير، وقال إبراهيم بن موسى ويحيى بن حسان: أبو سعيد، وقال أبو عاصم -في رواية الأكثر عنه-، وعبدالملك بن الصباح عن ثور بن يزيد: أبو سعد الخير، وقال يحيى القطان عن ثور: أبو سعيد الخير.
دراسة الإسناد:
فيه حصين الحبراني، وقيل: الحميري، كذا قال البخاري [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) وأبو حاتم [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7) بالتفريق بين النسبتين، وقد قال أبو بكر بن أبي داود وغيره: حبران بطن من حمير.
والحصين هذا ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة: (شيخ) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وذكره ابن عبدالبر بالجهالة [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وقال عبدالحق الإشبيلي: (ليس بالقوي) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وقال ابن حزم: (مجهول) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، والجهالة إليه أقرب، وقد نقل ابن الملقن أن يعقوب الفسوي قال فيه: (لا أعلم إلا خيرًا) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، وهذه العبارة -إن صحت عن يعقوب وصح أنها في هذا الراوي- لا تفيد التوثيق والضبط.
وقد وقع خلاف -سبق شرحه- في تسمية شيخ حصين هذا، والذي ذكره أهل التراجم [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13): أن الراوي عن أبي هريرة ويروي ثورٌ عن حصين الحبراني عنه: هو أبو سعيد الحبراني، وكأن هذا ترجيح منهم لرواية من قال: أبو سعيد، وأما من أضاف (الخير)؛ فلعله صحفه عن (الحبراني) وحذف آخره، وخلطه بأبي سعد الخير -أو: أبي سعيد الخير- الصحابي، وإلى هذا أشار أبو داود، فإنه لما أخرج رواية إبراهيم بن موسى عن عيسى بن يونس، وفيها: عن أبي سعيد، عن أبي هريرة= قال: ( ... ورواه عبدالملك بن الصباح عن ثور، فقال: "أبو سعد الخير")، قال أبو داود: (أبو سعد الخير هو من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، فكأن أبا داود يخطِّئ عبدَالملك بن الصباح في روايته، ويفصل بين أبي سعيد مهملاً -وهو التابعي الحبراني-، وبإضافة (الخير) -وهو الصحابي-، حيث خلط بينهما ابن الصباح، وقد رجح ذلك الدارقطني، حيث سئل "عن حديث روي عن أبي سعد الخير عن أبي هريرة ... "، فقال: (يرويه ثور بن يزيد، واختلف عنه، فرواه عبدالملك بن الصباح والحسن بن علي بن عاصم عن ثور، عن حصين الحبراني، عن أبي سعدٍ [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، عن أبي هريرة. ورواه عيسى بن يونس عن ثور، عن حصين، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة. والصحيح: عن أبي سعيد) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، وقال ابن حجر: (الصواب: التفريق بينهما، فقد نص على كون أبي سعد الخير صحابيًّا: البخاري وأبو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة، وأما أبو سعيد الحبراني فتابعيٌّ قطعًا، وإنما وهم بعض الرواة، فقال في حديثه: عن أبي سعد الخير، ولعله تصحيفٌ وحذف) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، يعني: تصحيف (الحبر) إلى (الخير)، وحذف لباقي الكلمة (اني).
وإذا ثبت ذلك؛ فقد قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه -يعني: أبا سعيد الحبراني-، فقال: (لا أعرفه)، فقلت: لقي أبا هريرة؟ قال: (على هذا يوضع) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وقال العجلي: (أبو سعيد الحبراني شامي تابعي ثقة) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وذكره ابن حبان في الثقات باسم: أبو سعد الخير [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وذكره ابن عبدالبر بالجهالة [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21).
وعلة الضعف باقية في الحديث من جهة جهالة حال حصين الحبراني، وربما كان الاختلاف في تسمية شيخه منه؛ لضعفٍ فيه. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ضعف هذا الحديث البيهقي، قال: (فهذا وإن كان قد أخرجه أبو داود في كتابه؛ فليس بالقوي) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وقال عنه: (ليس هذا بمشهور ... ، ولم يحتج بهذا الإسناد أحدٌ منهما) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وعلق بناء الحكم عليه بقوله: (إن صح) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وضعَّفه ابن عبدالبر أيضًا، قال: (وهو حديث ليس بالقوي؛ لأن إسناده ليس بالقائم، فيه مجهولون) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25).
ـــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) وقع عند الطبراني: محمد بن أبي عبدالرحمن، ولعله خطأ، وهو قديم، أشار إليه ابن دقيق العيد وابن الملقن.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) السنن (1/ 96).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) نقله ابن الملقن في البدر المنير (2/ 332)، ووقع فيه: معاوية بن صالح المكي، وهو خطأ.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) الإمام (2/ 506).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 325).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) التاريخ الكبير (3/ 6).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) الجرح والتعديل (3/ 199).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) الجرح والتعديل (3/ 199)، ونقله ابن الملقن -في البدر المنير (2/ 302) -، فجاء فيه: (شيخ معروف)، والمثبت من الجرح هو الصحيح.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) التمهيد (11/ 21)، وانظر: البدر المنير (2/ 301، 302).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) الأحكام الكبرى (1/ 381).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) المحلى (1/ 99).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) البدر المنير (2/ 302).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 378) -وذكره باسم: أبو سعد الحبراني-، والمزي في تهذيب الكمال (33/ 353).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) وقع في بعض نسخ السنن في الموضعين: أبو سعيد الخير، والظاهر أن صوابه كما أثبت -وهو المثبت في طبعة عوامة-؛ فكذلك نقله ابن حجر من رواية ابن الأعرابي -كما في النكت الظراف (10/ 455) -، وكذلك نقل المزي -في تهذيب الكمال (33/ 353) - كلمة أبي داود، ولأنه على ذلك رواية عبدالملك بن الصباح -كما في الموضع الثاني عند ابن ماجه (3498) وتحفة الأشراف (10/ 455) -، ولأن عامة أهل العلم على اعتبار أبي سعد الخير الصحابيَّ؛ لا أبا سعيد.
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) وقع في المطبوع: سعيد، والصواب كما أثبت؛ بمراجعة نسخة عتيقة للعلل لم يعتمد عليها المحقق -صورتها أدناه-، كما أن هذا التصويب لازمٌ من ترجيح الدارقطني.
http://majles.alukah.net/userfiles/image/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B4 %D9%8A%D8%A9.JPG
[16] (http://majles.alukah.net/#_ftnref16) العلل (8/ 283 - 285).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) تهذيب التهذيب (12/ 120).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) الجرح والتعديل (9/ 378)، ولم أجد من شرح كلمة أبي زرعة الأخيرة هذه، ولعله أراد: أن الذي تواضعت عليه الروايات -أي: توافقت-: أنه لقي أبا هريرة، والله أعلم.
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) معرفة الثقات (2/ 404).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) (5/568).
[21] (http://majles.alukah.net/#_ftnref21) التمهيد (11/ 21)، ويأتي كلامه.
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) معرفة السنن (1/ 348).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) الخلافيات (2/ 87).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) السنن (1/ 104)، معرفة السنن (1/ 348).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) التمهيد (11/ 21)، ونقله ابن الملقن -في البدر المنير (2/ 301) -، فجاء فيه: (فيه مجهولان).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 08:52]ـ
32 - (1/ 125، 126) ("وارتياده لبوله مكانًا رخوًا" ... ؛ لحديث: «إذا بال أحدكم فليرتد لبوله» رواه أحمد وغيره)؛ ضعيف.
1 - تخريج حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص71) -ومن طريقه الحاكم (3/ 465، 466) -، وأحمد (4/ 396) عن محمد بن جعفر غندر، و (4/ 399) عن بهز، و (4/ 414) عن وكيع، والروياني (558) من طريق عبدالرحمن بن مهدي، وابن المنذر في الأوسط (263) من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ، والبيهقي (1/ 93) من طريق وهب بن جرير، سبعتهم عن شعبة، وأبو داود (3) -ومن طريقه البيهقي (1/ 93) - من طريق حماد بن سلمة، كلاهما -شعبة وحماد- عن أبي التياح، عن رجل، أن أبا موسى الأشعري كتب إلى ابن عباس: إنك رجلٌ من أهل زمانك، وإني لم أحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- منها [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) بشيء، إلا أني كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأراد أن يبول، فمال إلى دمث حائط، فبال، وقال: «إن بني إسرائيل كان إذا أصاب أحدهم البول قرضه بالمقراضين، فإذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله»، لفظ الطيالسي.
إلا أنه سقط في رواية ابن المنذر ذكر الرجل شيخ أبي التياح.
وقد تفاوت الرواة في وصف هذا الرجل وسياقته للرواية، فقال أبو داود الطيالسي عن شعبةعن أبي التياح: سمعت رجلاً أسودَ كان يقدم مع ابن عباس البصرة، قال: لما قدم ابن عباس البصرةَ حدث بأحاديث عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكتب إليه ابن عباس يسأله عنها، فكتب إليه الأشعري ... ، وقال غندر: ... حدثني رجل أسود طويل -قال: جعل أبو التياح ينعته أنه قدم مع ابن عباس البصرة-، فكتب إلى أبي موسى، فكتب إليه أبو موسى ... ، وقال بهز: عن شيخ لهم عن أبي موسى ... ، وقال وكيع: ... سمعت رجلاً -وَصَفَهُ- كان يكون مع ابن عباس، قال: كتب أبو موسى إلى ابن عباس ... ، وقال ابن مهدي ونحوه لوهب بن جرير: ... سمعت رجلاً أسود قدم مع ابن عباس البصرة، قال: لما قدم ابن عباس البصرة سمعهم يحدثون عن أبي موسى أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكتب إليه يسأله عن ذلك، فكتب إليه ... ، وقال حماد بن سلمة عن أبي التياح: حدثني شيخ قال: لما قدم عبدالله بن عباس البصرة، فكان يحدث عن أبي موسى، فكتب عبدُالله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء، فكتب إليه أبو موسى ...
دراسة الإسناد:
فيه هذا الرجل المبهم، وبسببه يضعف الإسناد. قال ابن المنذر في هذا الحديث وحديث آخر: (وفي الإسنادين جميعًا مقال) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وقال ابن حجر: (وأما الأحاديث التي في إسنادها انقطاع أو إبهام ففي الكتاب -يعني: سنن أبي داود- من ذلك أحاديث كثيرة، منها: ... ) فذكر هذا الحديث، ثم قال: (لم يتكلم عليه في جميع الروايات، وفيه هذا الشيخ المبهم. إلى غير ذلك من الأحاديث التي يمنع من الاحتجاج بها ما فيها من العلل) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعله، وهو الآتي:
2 - تخريج مرسل عبيد بن رُحَي -أو: دحي- الجهضمي:
أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 383) عن مسلم بن إبراهيم، والحارث في مسنده -كما في بغية الباحث (64) والمطالب العالية (35) وإتحاف الخيرة المهرة (432)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4798) والخطيب في المتفق والمفترق (1714) -، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 185) والطبراني في الأوسط (3064) عن بشر بن موسى، كلاهما -الحارث وبشر- عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، وابن عدي في الكامل (3/ 377) من طريق أبي عاصم، وسعيد بن يعقوب الأصبهاني في كتابه في الصحابة -كما في المطالب العالية (2/ 154) - من طريق ابن أبي السري، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4799) من طريق هناد بن السري، كلاهما -ابن أبي السري وهناد- عن وكيع، وعلقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (عقب 4799) عن عمرو بن عاصم، خمستهم -مسلم بن إبراهيم ويحيى بن إسحاق وأبو عاصم ووكيع وعمرو بن عاصم- عن سعيد بن زيد، وعلقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (عقب 4799) عن عمرو بن عاصم، عن حماد بن زيد، كلاهما -سعيد وحماد ابني زيد- عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الطبراني في روايته عن بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق، وعمرو بن عاصم في روايته عن سعيد وحماد ابني زيد= زادا: عن أبي هريرة، وسقط من إسناد ابن قانع ذكر واصل مولى أبي عيينة [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وجاء في رواية ابن أبي السري عن وكيع: عن واصل، عن عبيد بن صيفي، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ...
دراسة الإسناد:
قال الطبراني: (لم يروه عن واصل إلا سعيد، ويحيى هو يحيى بن عبيد بن دحي)، وذكر اسم جدِّ يحيى بن عبيد (دحي) جاء في رواية ابن قانع، وجاءت نسبته جهضميًّا في رواية مسلم بن إبراهيم عن سعيد بن زيد عند ابن سعد.
وقد اختُلف في ذكر أبي هريرة في الإسناد:
فذكره الطبراني عن بشر بن موسى عن يحيى بن إسحاق، ولم يذكره ابن قانع عن بشر بن موسى، ولا الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن إسحاق، والصحيح عدم ذكره، وحتى لو صح عن يحيى بن إسحاق، فقد خالفه مسلم بن إبراهيم وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ووكيع؛ كلهم لم يذكر أبا هريرة.
وجاء ذكر أبي هريرة في رواية معلقة لا يدرى إسنادها عن عمرو بن عاصم، عن حماد وسعيد ابني زيد، وإن صحت هذا الرواية؛ فعمرو بن عاصم صدوق فيه شيء، ولا يحتمل هذا القرن بين هذين الراويين، ولا زيادة أبي هريرة مع مخالفة الجمع عن سعيد بن زيد، وفيهم الثقات الكبار المتقدم ذكرهم.
وقد جاء عن وكيع رواية الحديث عن سعيد بن زيد، عن واصل، عن عبيد بن صيفي، عن أبيه، وهذا خطأ من ابن أبي السري، وهو كثير الغلط والوهم، وخالفه هناد بن السري الحافظ، فرواه عن وكيع على الصواب كرواية الجماعة، قال ابن حجر: (وهذا وهمٌ نشأ عن سقط، وفي إسناده إلى وكيع ضعف) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
والإسناد فيه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، وفيه ضعف، ويحيى بن عبيد الجهضمي لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وأما أبوه، فقد أُدخل في الصحابة بناءً على هذه الراوية، ونفى ذلك الإمام أبو زرعة الرازي، قال: (هذا مرسل، ليس لوالد يحيى بن عبيد صحبة) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، قال الهيثمي: (وهو من رواية يحيى بن عبيد بن دحي عن أبيه، ولم أرَ من ذكرهما) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
فاجتمع خفة ضبط وجهالة وإرسال، وهذا يضعف الحديث ويوهنه، ولهذا أشار ابن المنذر، حيث أسند حديث أبي موسى السابق، ثم قال: (وقد روينا عنه أنه كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله، وفي الإسنادين جميعًا مقال) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
3- تخريج حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-:
أخرجه الدارقطني في الأفراد (3442 - أطرافه) من طريق محمد بن حرب النشائي، عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذئب، وفي الأفراد (3456 - أطرافه) من طريق ابن أبي السري، عن حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، كلاهما -ابن أبي ذئب وموسى- عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يبول ارتاد لبوله. لفظ ابن أبي ذئب، وقال موسى بن عقبة: عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتبوأ لبوله.
دراسة الإسنادين:
في الإسنادين جميعًا تفرد وغرابة حكاهما الدارقطني عقب تخريجهما، وهذا علامة على الضعف والنكارة، فمثل هذا الحديث عن نافع حقه أن يشتهر ويعرف، لا أن يجيء بإسناد غريب في طبقات متأخرة.
فأما رواية ابن أبي ذئب، فالراوي عنه: إسماعيل بن يحيى، وقد روى عن ابن أبي ذئب وغيره أحاديث موضوعة -كما ذكر الحاكم-، وسبق طرف من حاله في الحديث (23/حديث ابن عمر).
وأما رواية موسى بن عقبة، فموسى ليس بالمقدم في نافع، بل قال ابن معين: (كانوا يقولون في روايته عن نافع: فيها شيء)، والراوي عنه: حفص بن ميسرة، ثقة في حديثه ضعف وأوهام، وابن أبي السري كثير الغلط والوهم -كما سبق قريبًا في دراسة مرسل سعيد بن رحي-. وتفرد هؤلاء بهذا الحديث عن نافع منكر، لحالهم في الوهم والغلط، ولتأخر طبقتهم، ولعدم متابعتهم.
4 - تخريج حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 91) وابن عدي في الكامل (5/ 31) من طريق عمر بن هارون البلخي، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرتاد لبوله كما يرتاد أحدكم لصلاته.
دراسة الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عدي: (وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم رواه عن الأوزاعي غير عمر بن هارون)، وعمر بن هارون متروك، واتهمه ابن معين بالكذب، ونُصَّ على أنه يروي المناكير عن الأوزاعي، وأورد هذا الحديثَ في ترجمته ابنُ حبان في المجروحين وابنُ عدي في الكامل؛ للدلالة على نكارة حديثه.
5 - تخريج مرسل طلحة بن أبي قنان:
أخرجه أبو داود في المراسيل (1) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 131) - عن موسى بن إسماعيل، والحارث في مسنده -كما في بغية الباحث (65) والمطالب العالية (36) وإتحاف الخيرة المهرة (433)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 132) - عن الحكم بن موسى، كلاهما -موسى والحكم- عن الوليد بن مسلم، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 131) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، كلاهما -الوليد ومحمد بن شعيب- عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن طلحة بن أبي قنان، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازًا من الأرض؛ أخذ عودًا فنكت به حتى يثرى، ثم يبول. لفظ أبي داود، وللباقين نحوه.
دراسة الإسناد:
صرح الوليد بالتحديث في رواية أبي داود، وتوبع عليه، فانتفى تدليسه.
والحديث مرسل، قال البخاري: (طلحة بن أبي قنان عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وقال مثله أبو حاتم [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وأورده أبو داود في المراسيل، وقال ابن حبان: (يروي المراسيل) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وقال أبو أحمد العسكري: (حديثه مرسل) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، وقال الدارقطني: (حديثه مرسل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الارتياد للبول) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وقال عبدالحق الإشبيلي: (وهذا أيضًا من المراسيل) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
وطلحة غير معروف، قال الخطيب: (وليس يُروَى عن طلحة بن أبي قنان سوى هذا الحديث) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، وقال ابن القطان: (وطلحة هذا لا يُعرَف بغير هذا) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، وقال: (طلحة بن أبي قنان مجهول) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وقال الذهبي: (ولا يُدرَى مَنْ طلحة) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
فالحديث ضعيف للإرسال والجهالة.
33 - (1/ 127) ("و" يستحب "نتره ... ثلاثًا"، أي: نتر ذكره ثلاثًا؛ ليستخرج بقية البول منه؛ لحديث: «إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاثًا» رواه أحمد وغيره)؛ ضعيف.
أخرجه ابن أبي شيبة (1710)، وأحمد (4/ 347)، وأبو داود في المراسيل (4)، وابن ماجه (326)، من طريق وكيع، وابن أبي شيبة (1708)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 238) من طريق الحميدي، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6679) من طريق مسدد، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس، وابن ماجه (326)، وابن أبي خيثمة في تاريخه (2533 - السفر الثاني)، والعسكري في الصحابة -كما في شرح مغلطاي على ابن ماجه (1/ 190) -، وأبو الحسن القطان في زوائده على ابن ماجه (عقب 326)، من طريق أبي نعيم، والبغوي في معجم الصحابة -كما في تهذيب التهذيب (1/ 174) -، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1050)، من طريق المعتمر بن سليمان، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 238) من طريق أبي عاصم وسفيان بن عيينة، والعقيلي في الضعفاء (3/ 381)، وابن عدي في الكامل (5/ 254) -ومن طريقه البيهقي (1/ 113) - من طريق روح بن عبادة، سبعتهم -وكيع وعيسى وأبو نعيم والمعتمر وأبو عاصم وابن عيينة وروح- عن زمعة بن صالح، وأحمد (4/ 347)، والعقيلي (3/ 381)، وابن عدي (5/ 254) -ومن طريقه البيهقي (1/ 113) من طريق روح بن عبادة، عن زكريا بن إسحاق، كلاهما -زمعة وزكريا- عن عيسى بن يزداد - وقيل: يزداذ، وفي روايات: أزداد-، عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاثًا». لفظ أحمد وابن أبي شيبة عن وكيع، وللبقية مثله أو نحوه. إلا أن رواية ابن قانع من طريق عيسى بن يونس، ورواية العسكري من طريق أبي نعيم، ورواية المعتمر وأبي عاصم وروح -في رواية الأكثر عنه- عن زمعة، ورواية العقيلي وابن عدي من طريق روح عن زكريا بن إسحاق، كلها جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعله، أنه كان إذا بال نتر ذكره ثلاثًا.
دراسة الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه عيسى بن يزداد، قال ابن معين: (لا يعرف) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وقال أبو حاتم: (هو وأبوه مجهولان) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وقال العقيلي: (عيسى بن يزداد اليماني عن أبيه، [لا يتابع عليه]، ولا يعرف إلا به) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، وقال ابن عدي: (وعيسى بن يزداد عن أبيه -وقيل: عيسى بن أزداد عن أبيه- لا يعرف إلا بهذا الحديث) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وقال ابن القطان: (وعلَّته أن عيسى وأباه لا يعرفان، ولا يُعلَم لهما غير هذا) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
وأبوه قيل إنه صحابي، مرَّض القول بذلك ابن حبان [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24) وابن عبدالبر [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وأورده عدد من المصنفين في الصحابة بناء على روايته هذه، ونفاها الأئمة، قال البخاري: (عيسى بن يزداد عن أبيه مرسل) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وقال أبو حاتم: (عيسى بن يزداد ... ليس لأبيه صحبة) [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27)، وقال: (ومن الناس من يدخله في المسند على المجاز) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، ومراده: أن بعض العلماء أدخله في المسند تجوّزًا، لا حكمًا بصحة صحبته؛ ذلك أنه لا يعرف -كما حكم ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن عبدالبر: (وأكثرهم لا يعرفونه) [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29)-، والإسناد إليه فيه مجهول، وممن حكم بأن حديث يزداد مرسل: أبو داود؛ بإخراجه حديثه في المراسيل.
وهذا الحديث ضعفه الأئمة، قال البخاري: (لا يصح) [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30)، وقال أبو حاتم في عيسى: (لا يصح حديثه) [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31)، وضعفه غيرهما، بل قال النووي: (اتفقوا على أنه ضعيف) [32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32).
34-(1/133) (" و" يكره "استنجاؤه واستجماره بها" أي: بيمينه؛ لحديث أبي قتادة: «لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه»، متفق عليه).
أخرجه البخاري (153، 154، 5630) ومسلم (267) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه، به، ولفظ المصنف لمسلم، وفي الحديث النهي عن التنفس في الإناء.
وانظر: المسند الجامع (12508).
35 - (1/ 134) ("ويحرم استقبال القبلة واستدبارها" حال قضاء الحاجة "في غير بنيان"؛ لخبر أبي أيوب مرفوعًا: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا»، متفق عليه).
أخرجه البخاري (394) ومسلم (264) من طرق عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، به، واللفظ للبخاري، وزاد مسلم بعد قوله: ولا تستدبروها: (ببول ولا غائط).
وانظر: المسند الجامع (3500، 3501).
ـــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) يعني: أحاديث كتب ابن عباس إلى أبي موسى يسأله عنها، وتأتي سياقات الرواة للإسناد.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الأوسط (1/ 329).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) النكت (1/ 443).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) الظاهر أن هذا سقط من أصول الكتاب، وإلا فالروايات متفقة في أن سعيد بن زيد يرويه عن واصل لا عن يحيى بن عبيد.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) الإصابة (3/ 472).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) المراسيل، لابن أبي حاتم (ص163)، وانظره (ص135)، والعلل (1/ 41).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) مجمع الزوائد (1/ 482).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) الأوسط (1/ 329).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) التاريخ الكبير (4/ 347).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) الجرح والتعديل (4/ 476).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) الثقات (6/ 488)، وقد أخره ابن حبان، فذكره في أتباع التابعين.
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) الإصابة (3/ 555).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) المؤتلف والمختلف (4/ 1882).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الأحكام الوسطى (1/ 126).
(يُتْبَعُ)
(/)
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) تاريخ دمشق (25/ 132)، نقله ابن عساكر بعد أن أسند من طريق الخطيب رواية الحارث بن أبي أسامة، والظاهر أنه في بعض مصنفات الخطيب، ونقله المزي في تهذيب الكمال (13/ 432).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) بيان الوهم والإيهام (3/ 41).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) بيان الوهم والإيهام (5/ 657).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) ميزان الاعتدال (2/ 342).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) الجرح والتعديل (6/ 291)، ونقله المزي في ترجمة عيسى فقال: (لا يعرف أبوه)، والنص في تاريخ ابن أبي خيثمة (2534 - السفر الثاني)، لكن وقع في كلام ابن أبي خيثمة اضطراب في النسخة، وأما كلام ابن معين فلم يُزَد فيه على: (لا يعرف)، ونقل ابن عبدالبر -في الاستيعاب (3/ 683 - بهامش الإصابة) - أن ابن معين قال: (لا يعرف عيسى هذا ولا أبوه)، وكذلك نقله العراقي في ذيل الميزان (ص120، 121).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) الجرح والتعديل (6/ 291)، العلل (1/ 42).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) الضعفاء (3/ 381)، وما بين المعقوفين من البدر المنير (2/ 345).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) الكامل (5/ 254).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) بيان الوهم والإيهام (3/ 307)، وقال (5/ 657) منتقدًا عبدالحق الإشبيلي: (ولم يبين علته، وهي الجهل بعيسى بن أزداد وأبيه).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) الثقات (3/ 449)، وقال: (إلا أني لست أحتج بخبر زمعة بن صالح)؛ وزمعة متابَعٌ عليه -كما ظهر-، لكن العلة ليست في تفرد زمعة.
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) الاستيعاب (3/ 682 - بهامش الإصابة).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) التاريخ الكبير (6/ 392)، ونقله ابن عدي -في الكامل (5/ 254) - مقرًّا له.
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) المراسيل (ص238)، الجرح والتعديل (6/ 291)، العلل (1/ 42).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) الجرح والتعديل (6/ 291)، العلل (1/ 42).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) الاستيعاب (3/ 682).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) التاريخ الكبير (6/ 392).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) الجرح والتعديل (6/ 291).
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) المجموع (2/ 91).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 02:09]ـ
كتاب الطهارة (18)
36 - (1/ 138) ("ويستجمر" بحجر أو نحوه "ثم يستنجي بالماء"؛ لفعله -صلى الله عليه وسلم-، رواه أحمد وغيره من حديث عائشة، وصححه الترمذي).
ضعيف مرفوعًا، وإنما صح عن عائشة موقوفًا عليها.
إن قصد المؤلف أن الوارد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتبع الماء الحجارة، فقال الألباني: (لا أصل له بهذا اللفظ) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، والظاهر أنه وهم تتابع عليه بعض الفقهاء [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وقد بوَّب البيهقي بقوله: (باب الجمع بين المسح بالأحجار والغسل بالماء)، وأسند فيه حديث عائشة الذي يقصده المؤلف، فتعقبه ابن التركماني، قال: ( ... وليس فيه ذكر الجمع بين الأحجار والماء) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
فأما الذي ذكر المؤلف أنه رواه أحمد وغيره، فهو:
1 - حديث عائشة -رضي الله عنها-:
أخرجه ابن أبي شيبة (1618) عن عبدالرحيم بن سليمان، وأحمد (6/ 236)، ويعقوب بن شيبة -كما ذكر ابن عبدالبر في التمهيد (13/ 160) -، وابن عبدالبر في الاستذكار (2/ 205) من طريق الحارث بن أبي أسامة، ثلاثتهم -أحمد ويعقوب والحارث- عن يزيد، وأحمد (6/ 171) عن محمد بن جعفر، وإسحاق بن راهويه في مسنده (1379) عن عبدة، وأبو يعلى (4514) من طريق محمد بن بكر، والبيهقي (1/ 105) من طريق عبدالوهاب، ستتهم -عبدالرحيم ويزيد ومحمد بن جعفر وعبدة ومحمد بن بكر وعبدالوهاب- عن سعيد بن أبي عروبة، وأحمد (6/ 95، 120، 171) عن بهز، وأخرجه (6/ 130) والبيهقي (1/ 105) من طريق عفان، وأبو يعلى (4859) -وعنه ابن المقرئ في الأربعين (17 - جمهرة الأجزاء الحديثية) - عن هدبة بن خالد، وابن المنذر (319) من طريق عبدالله بن يزيد المقرئ، أربعتهم -بهز وعفان وهدبة
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقرئ- عن همام، وأحمد (6/ 113) عن يونس، و (6/ 114) عن سويد بن عمرو، كلاهما عن أبان، والترمذي (19)، والنسائي في الصغرى (1/ 42)، والكبرى (46)، وابن حبان (1443)، من طريق قتيبة بن سعيد، والترمذي (19) عن محمد بن عبدالملك ابن أبي الشوارب، والبيهقي (1/ 105) من طريق عفان، ثلاثتهم -قتيبة وابن أبي الشوارب وعفان- عن أبي عوانة، أربعتهم -سعيد وهمام وأبان وأبو عوانة- عن قتادة، وابن أبي شيبة (1633) عن إسماعيل بن علية، وأحمد (6/ 113) من طريق أبان، وابن الأعرابي في معجمه (2069)، والطبراني في الشاميين (1283) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 278) - من طريق عبدالله بن شوذب، وعلق إبراهيم الحربي في العلل -كما في شرح مغلطاي لابن ماجه (1/ 254) - وابن أبي حاتم في العلل (1/ 42) والدارقطني في العلل (14/ 428) رواية شعبة، وعلق الحربي والدارقطني رواية حماد بن زيد، وعلق الحربي رواية عبدالوارث وجعفر بن سليمان، سبعتهم -ابن علية وأبان وابن شوذب وشعبة وحماد بن زيد وعبدالوارث وجعفر- عن يزيد الرشك، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 300) من طريق الصلت بن مسلم، عن الحسن، والطبراني في الأوسط (4853) من طريق حوثرة بن أشرس، عن إبراهيم بن مرثد، عن إسحاق بن سويد، وفي الأوسط (8948)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 341)، من طريق عمر بن المغيرة [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وعلق الدارقطني في العلل (14/ 428) رواية زائدة وعبدالله بن رجاء، ثلاثتهم -عمر وزائدة وابن رجاء- عن هشام بن حسان، عن عائشة بنت عرار، وعلق الحربي في العلل -كما في شرح مغلطاي لابن ماجه (1/ 254) - رواية أصحاب أيوب، والحربي والدارقطني في العلل (14/ 428) رواية إبراهيم بن طهمان، والدارقطني رواية معمر وحماد بن زيد، كلهم -إبراهيم بن طهمان ومعمر وحماد بن زيد ومن أشار إليه الحربي- عن أبي قلابة الجرمي [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وعلق الحربي والدارقطني رواية عاصم الأحول، سبعتهم -قتادة ويزيد الرشك والحسن وإسحاق بن سويد وعائشة بنت عرار وأبو قلابة وعاصم الأحول- عن معاذة، عن عائشة قالت: مرن أزواجكن أن يغسلوا أثر الغائط والبول، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله، وأنا أستحييهم. لفظ سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وللبقية نحوه؛ قال بعضهم عن همام: أن يغسلوا أثر الخلاء والبول، وقال أبو عوانة: أن يستطيبوا بالماء، وقال ابن علية عن يزيد الرشك: أن يغسلوا عنهم أثر الحشو.
إلا أن يزيد الرشك -في رواية إسماعيل بن علية وشعبة وحماد بن زيد وعبدالوارث وجعفر بن سليمان عنه-، والحسن، وعائشة بنت عرار -في رواية زائدة عن هشام بن حسان عنها-، وأبو قلابة -في رواية معمر وحماد بن زيد عنه-، أربعتهم لم يرفعوه عن معاذة، وقد قال الحسن: عن أم الصهباء -امرأة من أهل البصرة ثقة-، قال البخاري: (وأم الصهباء هي معاذة).
وجاء من رواية ابن سيرين عن عائشة، أخرجه ابن أبي شيبة (1619)، لكنه لم يرفعه.
وجاء من رواية شداد أبي عمار عن عائشة، أخرجه أحمد (6/ 93) وابن راهويه (1726) والبيهقي (1/ 106) من طريق الأوزاعي، عن أبي عمار، به.
وجاء من رواية أبي سلمة عن عائشة، أخرجه الطبراني في الأوسط (5435) من طريق أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، به.
دراسة الأسانيد:
وقع في هذا الحديث -من رواية معاذة العدوية عن عائشة- اختلاف كثير.
• فلم يُختلَف عن قتادة في رفعه، حيث ذكر قول عائشة: (فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله)،
• ورواه يزيد الرشك، واختُلف عنه:
- فرواه أبان بن يزيد العطار وعبدالله بن شوذب عنه مرفوعًا.
- ورواه إسماعيل بن علية عنه موقوفًا، وتابعه على الوقف شعبة وحماد بن زيد وعبدالوارث وجعفر بن سليمان، وهؤلاء جاءت رواياتهم معلقة، ولم أجد أسانيدها، وقد جزم إبراهيم الحربي ثم ابن أبي حاتم ثم الدارقطني برواية شعبة، فلعلها صحيحة عنه؛ لأن تواردهم على ذلك يدل على شهرتها صحيحةً عندهم، وكذا اتفق الحربي والدارقطني على رواية حماد بن زيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواية أبان العطار جاءت مقرونة بقتادة، فربما كان الرفع حملاً منه أو ممن دونه لرواية يزيد الرشك على رواية قتادة المرفوعة، ويؤيده أن الحربي قال: (وأوقفه يزيد الرشك، واتفق على ذلك أصحابه إلا ابن شوذب ... )، فكأنه لم ينظر إلى رواية أبان؛ للعلة المذكورة فيها، أو لم تكن مشهورة عندهم، وإن كان الدارقطني ذكر أبان متابعًا لابن شوذب على الرفع.
وأما رواية عبدالله بن شوذب، فقد احتمل الحربي أن يكون الوهم فيها منه أو من ضمرة بن ربيعة الراوي عنه، قال: (والوهم في ذلك منه أو من ضمرة)، والأمر كما قال، وضمرة كان راويةً لعبدالله بن شوذب، وكانت له أوهام، فربما كان هو الواهم هنا، وإن صحت روايته؛ فالوهم معلَّق بابن شوذب؛ لمخالفته الجماعة عن يزيد الرشك.
وقد جزم البخاري بأن يزيد الرشك رواه عن معاذة موقوفًا [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، فأيد ذلك أنه الراجح عنه.
• ورواه الحسن عن معاذة، وكناها بأم الصبهاء، ووصفها بالثقة، إلا أن الراوي عنه: الصلت بن مسلم، قال فيه أبو زرعة: (لا أعرفه) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، ولم أجد من تكلم فيه، ولا وجدت روايةً له غير هذه، ولا راويًا عنه إلا محمد بن إسحاق -وقد صرح بالتحديث عنه-، لكنه لم يأتِ بما يستنكر، وقد توبع الحسن على هذه الرواية موقوفًا، فرواية الحسن عن معاذة صالحة.
• ورواه إسحاق بن سويد عن معاذة مرفوعًا، رواه الطبراني عن شيخه عبدالوارث بن إبراهيم العسكري، عن حوثرة بن أشرس، عن إبراهيم بن مرثد، عن إسحاق، ثم قال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن إسحاق بن سويد إلا إبراهيم بن مرثد العدوي، تفرد به حوثرة بن أشرس) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
وشيخ الطبراني غير معروف [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وحوثرة بن أشرس ذكره ابن حبان في الثقات [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، ولم أجد فيه للمتقدمين جرحًا ولا تعديلاً، وقال الذهبي: (المحدث الصدوق ... ما أعلم به بأسًا) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وإبراهيم بن مرثد لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً، إلا ذكر ابن حبان له في الثقات [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، وذكروه في رجال الشيعة [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15). وهذا الإسناد ليس مما يُعتمد عليه -وحال رواته ما وُصف-، خاصة أن الحربي والدارقطني جزما بأن إسحاق بن سويد رواه عن معاذة فأوقفه.
• ورواه هشام بن حسان، عن عائشة بنت عرار، عن معاذة، واختُلف عن هشام:
- فرواه عمر بن المغيرة عنه مرفوعًا.
- ورواه زائدة عنه موقوفًا، وهذا علقه الدارقطني، ولم أجده مسندًا.
قال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن عائشة بنت عرار إلا هشام بن حسان، تفرد به عمر بن المغيرة) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، يعني: مرفوعًا، وعمر قال فيه ابن المديني: (لا أعرف عمر هذا، مجهول) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وقال أبو حاتم: (شيخ) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، ونقل الذهبي عن البخاري قوله فيه: (منكر الحديث مجهول) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وقال الذهبي: (صالح الحديث) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وقال ابن حجر: (ضعيف جدًّا) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21). فروايته هذه فيها نظر مع تفرده عن هشام بن حسان -كما حكى الطبراني-، ومع ما حكى الدارقطني من مخالفة زائدة له، ومع جزم إبراهيم الحربي بأن عائشة بنت عرار روته عن معاذة موقوفًا [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
• ورواه أبو قلابة الجرمي عن معاذة، ولم أجد روايته مسندة، وقد اتفق البخاري والحربي والدارقطني والبيهقي على أنها موقوفة، إلا أن إبراهيم بن طهمان رفعها عن أيوب عنه، قال الحربي: (ولم يختلف أصحاب أيوب، إلا ابن طهمان فإنه رفعه)، وقال الدارقطني: (ورواه أيوب عن أبي قلابة عن معاذة، واختلف عنه في رفعه، فوقفه معمر وحماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن معاذة عن عائشة، ورفعه إبراهيم بن طهمان عن أيوب) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)، والوقف هو الراجح إن صحت هذه الروايات؛ لاجتماع أصحاب أيوب عليه، ولاتفاق الأئمة الأربعة على أن رواية أبي قلابة
(يُتْبَعُ)
(/)
موقوفة.
• ورواه عاصم الأحول عن معاذة موقوفًا، ذكره الحربي والدارقطني، ولم أجده مسندًا [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
وخلاصة ذلك:
أن قتادة رفعه عن معاذة، ووقفه يزيد الرشك، والحسن البصري، وإسحاق بن سويد -على احتمال-، وعائشة بنت عرار، وأبو قلابة، وعاصم الأحول= عنها.
ويؤيد رواية قتادة المرفوعة:
أن الحديث جاء عن عائشة مرفوعًا من رواية شداد أبي عمار وأبي سلمة عنها، فأما رواية أبي عمار، فقال البيهقي: (هذا مرسل، أبو عمار شداد لا أراه أدرك عائشة) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وشداد شامي، وقد نُصَّ على أنه لم يسمع من أبي هريرة، فأولى به ألاّ يسمع من عائشة وقد بقي أبو هريرة بعدها وصلى عليها.
وأما رواية أبي سلمة، فجاءت من حديث أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا أيوب بن عتبة) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وأيوب ضعيف، ونص الإمام أحمد على ضعفه في حديث يحيى بن أبي كثير خاصة، فهذه الرواية منكرة.
ويؤيد رواية الجماعة عن معاذة موقوفًا:
أن محمد بن سيرين رواه عن عائشة موقوفًا، وقد نصَّ أبو حاتم على أن ابن سيرين لم يسمع من عائشة، إلا أنه بصري، ومعاذة بصرية، والظاهر أنه أرسله موقوفًا اعتمادًا على المشهور عند أهل البصرة من أن الحديث من رواية معاذة موقوف غير مرفوع.
وقد رجح رواية قتادة:
أبو زرعة، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول في حديث رواه سعيد عن قتادة عن معاذة عن عائشة: مروا أزواجكن أن يغسلوا عنهم أثر الغائط والبول، فإني أستحييهم، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله، وقلت لأبي زرعة: إن شعبة يروي عن يزيد الرشك عن معاذة عن عائشة موقوفًا، وأسنده قتادة، فأيهما أصح؟ قال: (حديث قتادة مرفوعًا أصح، وقتادة أحفظ، ويزيد الرشك ليس به بأس) [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27)، والدارقطني، قال: (ورفعه صحيح) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، وأشار إلى ذلك البيهقي، قال -بعد أن أسند رواية قتادة-: (ورواه أبو قلابة وغيره عن معاذة العدوية فلم يسنده إلى فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقتادة حافظ)، وصحح رواية قتادة الترمذي وغيره.
ورجح الرواية الموقوفة:
الإمام أحمد بن حنبل، قال حرب الكرماني عنه: (لم يصح في الاستنجاء بالماء حديث)، قال حرب: قيل له: فحديث عائشة؟ قال: (لا يصح؛ لأن غير قتادة لا يرفعه) [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29)، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، قال: (والحديث عندي -والله أعلم- موقوف؛ لكثرة من أجمع على ذلك ممن تقدم ذكره) [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30).
والظاهر أن الأقوى قول من حكم بصحة وقفه؛ لاجتماع البصريين على ذلك، وأيد روايتهم روايةُ محمد بن سيرين.
وقد نبه العلامة مغلطاي إلى علةٍ في رواية قتادة عن معاذة، قال: (وفي حديث معاذة المذكور علة أغفلاها -أعني: الإمامين أحمد والحربي [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31)-، وهي انقطاع ما بين قتادة ومعاذة، ذكر ذلك يحيى بن معين -فيما حكاه عنه ابن أبي حاتم- ... ) [32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32)، والذي حكاه ابن أبي حاتم إنما هو عن يحيى بن سعيد القطان، قال: (قتادة لم يصحِّح عن معاذة) [33] ( http://majles.alukah.net/#_ftn33)، ومراده: أن قتادة لا يثبت له سماع منها [34] ( http://majles.alukah.net/#_ftn34)، وشكك الإمام أحمد في هذه الرواية أيضًا، فقال: (يقولون: إن قتادة لم يسمع من معاذة) [35] ( http://majles.alukah.net/#_ftn35)، وسئل أبو حاتم الرازي: أبو قلابة عن معاذة أحب إليك أو قتادة عن معاذة؟ فقال: (جميعًا ثقتان، وأبو قلابة لا يعرف له تدليس) [36] ( http://majles.alukah.net/#_ftn36)، وسئل أيضًا: قتادة عن معاذة أحب إليك أو أيوب عن معاذة؟ فقال: (قتادة إذا ذكر الخبر) [37] ( http://majles.alukah.net/#_ftn37)، فكأنه يشير -في الموضعين- إلى أن قتادة يدلس عن معاذة ما لم يسمعه.
وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما [38] ( http://majles.alukah.net/#_ftn38) حديثين صرح فيهما قتادة بالتحديث عن معاذة، فالظاهر أنه سمع منها، لكنه يدلس عنها، وهذا الظاهر من رأي أبي حاتم الرازي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما حديثنا هذا؛ فقد عزف شعبة عن روايته عن قتادة [39] ( http://majles.alukah.net/#_ftn39)، فلم أجد له رواية للحديث عنه البتة، بل ذهب إلى يزيد الرشك، فرواه عنه عن معاذة -كما سبق-، مع أن الحديث مشهور عن قتادة، فالظاهر أنه لم يثبت فيه سماعه عنده، ولم أجد لقتادة تصريحًا بالسماع فيه إلا في رواية همام -من رواية عفان عنه-، ولم يذكره غير عفان عن همام (فقد رواه بهز بن أسد وهدبة بن خالد وعبدالله بن يزيد المقرئ عن همام؛ لم يذكروا السماع)، ولم يذكره غير همام عن قتادة (فقد رواه سعيد بن أبي عروبة -أثبت أصحاب قتادة- وأبان بن يزيد العطار عن قتادة؛ لم يذكراه)، ولهمام أوهام، وتكلم بعض الأئمة في روايته عن قتادة.
ويؤيد عدم ثبوت هذا التصريح بالسماع ما سبق من عزوف شعبة عن رواية هذا الحديث عن قتادة، مع أنه كان يوقف قتادة ويسأله أن يصرح بالسماع من شيوخه، فما صرح فيه حدث به عنه، وما أبى فيه تركه.
والله أعلم.
وفي الباب حديث وأثر:
2 - تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (247) - من طريق أحمد بن محمد بن عبدالعزيز، قال: وجدت في كتاب أبي، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين}، فسألهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: إنا نُتْبِع الحجارة الماء.
دراسة الإسناد:
قال البزار: (هذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن الزهري إلا محمد بن عبدالعزيز، ولا نعلم أحدًا روى عنه إلا ابنه) [40] ( http://majles.alukah.net/#_ftn40)، ومحمد بن عبدالعزيز هو ابن عمر بن عبدالرحمن بن عوف، منكر الحديث على قلَّته [41] ( http://majles.alukah.net/#_ftn41)، ولم أجد ترجمة لابنه أحمد.
وقد نص ابن كثير على أن هذا اللفظ هو سبب الوهم الواقع في حديث عائشة السابق -وقد أشرت إليه في صدر المبحث-، قال: (وإنما ذكرته بهذا اللفظ لأنه مشهور بين الفقهاء، ولم يعرفه كثير من المحدثين المتأخرين أو كلهم، والله أعلم) [42] ( http://majles.alukah.net/#_ftn42)، وقال ابن الملقن: (فرواية البزار هذه موافقة لما أورده الإمام الرافعي وغيره من الفقهاء) [43] ( http://majles.alukah.net/#_ftn43).
وجاء بنحوه من حديث رجل من الأنصار [44] ( http://majles.alukah.net/#_ftn44)، أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة (1/ 48، 49) عن معاوية بن عمرو، عن زهير بن معاوية، عن عاصم الأحول، عن رجل من الأنصار في هذه الآية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} قال: فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل قباء عن طهورهم، وكأنهم كانوا يستحيون أن يحدثوه، فقالوا: طهورنا طهور الناس، فقال: ((إن لكم طهورًا))، فقالوا: إن لنا خبرًا: إنا نستنجي بالماء بعد الحجارة -أو: بعد الدراري-، قال: ((إن الله قد رضي طهوركم يا أهل قباء)).
وعاصم الأحول تابعي، إلا أن روايته عن الصحابة قليلة -فيما يظهر-، ولم يصرح هنا أن الرجل صحابي، ولا صرح الرجل بسماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالظاهر أن هذا الحديث بهذا الإسناد مرسل.
وفي سبب ثناء الله -تعالى- على أهل قباء في هذه الآية أحاديث أخرى ليس هذا موضع البسط فيها.
3 - تخريج أثر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
أخرجه عبدالرزاق -كما ذكر الزيلعي في نصب الراية (1/ 219) - والدارقطني في العلل (4/ 55) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (1634) عن يحيى بن يعلى، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 802) -ومن طريقه البيهقي (1/ 106) -، والحمامي في جزء من حديثه عن شيوخه (25 - مجموع فيه مصنفات الحمامي)، كلاهما من طريق مسعر، والبيهقي (1/ 106) من طريق زائدة، وابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (6/ 2849، 2850) من طريق حفص بن عمر قاضي حلب، خمستهم -الثوري ويحيى بن يعلى ومسعر وزائدة وحفص بن عمر- عن عبدالملك بن عمر، قال: قال علي: إن من كان قبلكم كانوا يبعرون بعرًا، وإنكم تثلطون ثلطًا، فأتبعوا الحجارة بالماء، لفظ يحيى بن يعلى ومسعر -في رواية الحمامي- وحفص بن عمر، وقال زائدة والثوري: إنهم كانوا ... ، وقال مسعر -في رواية الفسوي-: إنا كنا ...
دراسة الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الدارقطني في هذا الحديث خلافًا في إدخال واسطة بين عبدالملك بن عمير وعلي [45] ( http://majles.alukah.net/#_ftn45)، والأكثر على روايته بلا واسطة.
وعبدالملك بن عمير تكلم فيه بعض الأئمة، ووثقه آخرون، وذكره ابن حبان بالتدليس، قال العلائي: (رأى عليًّا -رضي الله عنه- ولم يسمع منه) [46] ( http://majles.alukah.net/#_ftn46)، وهذا ظاهر تفريق من ترجم له بين من رآه عبدُالملك ومن روى عنه.
وقد ورد تصريحه بالسماع من علي في هذا الأثر في رواية حفص بن عمر الحلبي، قال: ذهبت أنظر إلى علي -رضي الله عنه- فسمعته يقول: ... ، وحفص هذا منكر الحديث [47] ( http://majles.alukah.net/#_ftn47)، ولا يعتد بروايته.
فالأثر منقطع ضعيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) إرواء الغليل (1/ 82).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) ويأتي سببه من كلام ابن كثير وابن الملقن في تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) الجوهر النقي (1/ 106).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) وقع في المطبوع: عبدالله بن المغيرة، والتصويب من نقل ابن عساكر -في تاريخ دمشق (45/ 341) -، ونقل مغلطاي -في شرح ابن ماجه (1/ 254) -، ويؤيده: أن الحديث الذي قبله في معجم الطبراني الأوسط كان عن مقدام عن عبدالله بن يوسف التنيسي عن عمر بن المغيرة، وهذا هو إسناد الطبراني لهذا الحديث أيضًا.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) واكتفى البخاري -في تاريخه (4/ 301) - والبيهقي -في السنن (1/ 105) - بتعليقه عن أبي قلابة موقوفًا.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) وقع في المطبوع: عن أبي سليمان، وقد علقه الدارقطني -في العلل (14/ 429) - عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة، واستظهرت أنه صواب إسناد الطبراني.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) التاريخ الكبير (4/ 301).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) الجرح والتعديل (4/ 439).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) المعجم الأوسط (5/ 122).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) انظر: إرشاد القاصي والداني في ترجمة شيوخ الطبراني (ص402).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) (8/215).
[12] (http://majles.alukah.net/#_ftnref12) الجرح والتعديل (3/ 283).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) سير أعلام النبلاء (10/ 668).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) (8/57).
[15] (http://majles.alukah.net/#_ftnref15) انظر: لسان الميزان (1/ 110).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) المعجم الأوسط (9/ 5)، تاريخ دمشق (45/ 341)، شرح مغلطاي على ابن ماجه (1/ 254).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) تاريخ دمشق (45/ 342).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) الجرح والتعديل (6/ 136).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) ميزان الاعتدال (3/ 224)، كذا فيه، وقد قال الذهبي -في تاريخ الإسلام (وفيات 171 - 180، ص278) -: (لم يورده البخاري في تاريخه)، ولم يورد الذهبي عبارة البخاري تلك، ففي نسبتها إليه نظر.
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) تاريخ الإسلام (وفيات 171 - 180، ص278).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) تهذيب التهذيب (1/ 193).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) وقد علق الدارقطني رواية لعبدالله بن رجاء المكي عن هشام بن حسان، رفع فيها الحديث وأسقط عائشة بنت عرار، وهذه الرواية -إن صحت- غريبة، وعبدالله بن رجاء تغير حفظه، فكانت له أخطاء، والرواية الموقوفة أصح.
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) جاء النص في نسخة العلل: (فرفعه معمر وحماد بن زيد عن أيوب ... ورفعه إبراهيم بن طهمان عن أيوب)، كذا بتكرار الرفع، واستظهر المحقق أن الصواب في الثانية: (ووقفه إبراهيم بن طهمان)، والظاهر أن الصواب بعكسه -كما أثبتُّ-؛ بإفادة كلام الحربي في علله.
(يُتْبَعُ)
(/)
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) وفي نقل مغلطاي لكلام الحربي اضطراب لم أفهمه، ونصُّه: (ورواه عاصم الأحول فأوقفه، إلا أن أبا زيد قد رفعه عنه، وعاصم أحفظ من أبي زيد -إن شاء الله-)، فإن كان أبو زيد (والظاهر أنه ثابت بن يزيد الأحول) قد رواه عن عاصم مرفوعًا، فكيف تعل روايته بأن شيخه أحفظ منه؟ والنصُّ بحاجة إلى تقويم أو تأمل.
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) السنن (1/ 106).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) المعجم الأوسط (5/ 323).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) العلل (1/ 42).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) العلل (14/ 429).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) الإمام، لابن دقيق العيد (2/ 537)، شرح مغلطاي على ابن ماجه (1/ 253)، الفروسية، لابن القيم (ص191).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) شرح مغلطاي على ابن ماجه (1/ 254).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) وأغفلها -أيضًا- من صحح رواية قتادة.
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) شرحه على ابن ماجه (1/ 254).
[33] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33) المراسيل (ص174)، وقد أسنده عن عبدالله بن أحمد، وهو في روايته للعلل ومعرفة الرجال عن أبيه (3/ 227).
[34] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34) انظر في مصطلح التصحيح: الاتصال والانقطاع، للشيخ إبراهيم اللاحم (ص437 - 442).
[35] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35) العلل ومعرفة الرجال (ص197، 198 - رواية المروذي والميموني وغيرهما)، ونقله الذهبي -في السير (5/ 277) - من قول أحمد لا من نسبته إلى غيره.
[36] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref36) الجرح والتعديل (5/ 58).
[37] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref37) الجرح والتعديل (7/ 134).
[38] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref38) البخاري (321)، مسلم (719)، وحديث البخاري اعتمد عليه في الأصول.
[39] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref39) بل ربما عن أحاديث قتادة عن معاذة عامة.
[40] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref40) البدر المنير، لابن الملقن (2/ 375).
[41] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref41) انظر: لسان الميزان (5/ 259).
[42] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref42) تفسيره (4/ 217).
[43] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref43) البدر المنير (2/ 376).
[44] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref44) أفاده الشيخ عبدالله الدويش -رحمه الله- في تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني (101).
[45] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref45) العلل (4/ 54، 55).
[46] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref46) جامع التحصيل (ص230).
[47] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref47) الجرح والتعديل (3/ 179).
ـ[أبو أحمد اليماني]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 05:53]ـ
تخريج موسع وماتع وفقك الله.
وننتظر البقية بإذن الله.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Dec-2009, صباحاً 10:03]ـ
كتاب الطهارة (19)
37 - 1/ 145) ("ولا يصح قبله" أي: قبل الاستنجاء بماء أو حجر ونحوه "وضوء ولا تيمم"؛ لحديث المقداد [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) المتفق عليه: ((يغسل ذكره ثم يتوضأ))).
لا يصح بلفظ الترتيب.
لم يجئ في الصحيحين بهذا اللفظ، وإنما أخرجه البخاري (132، 178) ومسلم (303) من طريق ابن الحنفية، والبخاري (269) من طريق أبي عبدالرحمن السلمي، ومسلم (303) من طريق ابن عباس، ثلاثتهم عن علي، في قصة إرساله المقداد ليسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المذي، فجاء لفظ البخاري من طريق ابن الحنفية في الموضعين: (فيه الوضوء)، وأخرجه مسلم من طريقين عنه، فلفظ الأول: (يغسل ذكره ويتوضأ)، ولفظ الثاني: (منه الوضوء)، ولفظ البخاري من طريق أبي عبدالرحمن السلمي: (توضأ واغسل ذكرك)، ولفظ مسلم من طريق ابن عباس: (توضأ وانضح فرجك).
وهذا ظاهر في أن اللفظ لم يأتِ بالترتيب بـ (ثم) بين الغسل والوضوء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء بهذا اللفظ فيما أخرجه النسائي (1/ 214) من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار، قال: أرسل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- المقداد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن الرجل يجد المذي، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يغسل ذكره ثم ليتوضأ)).
دراسة الإسناد:
هذا من حكاية سليمان بن يسار للحادثة، ونقلِهِ قولَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ابتداءً من عنده، وسليمان بن يسار تابعي، فهذه الرواية مرسلة، وهي أحد الوجوه عن سليمان بن يسار وعمن دونه، فقد جاء عنه عن ابن عباس عن علي [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وعنه عن المقداد -من مسنده-، وغير ذلك، إلا أنه لم يجئ الترتيب في اللفظ بـ (ثم) إلا في هذه الرواية المرسلة.
تنبيه:
وقع في معجم الطبراني (20/ 238) من طريق عبدالرزاق، عن معمر، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن عائش بن أنس قال: قال علي بن أبي طالب للمقداد: سل لي رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- ... ، إلى أن قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ليغسل ذكره، ثم ليتوضأ، ثم لينضح فرجه))، وهذا اللفظ خطأ؛ ذلك أن عبدالرزاق رواه في مصنفه (601) بإسناده ومتنه، فجاء فيه: ((ليغسل ذكره، وليتوضأ، ثم لينضح في فرجه)).
38 - (1/ 150) ("مسنون كل وقت" خبر قوله: "التسوك"، أي: يسن كل وقت؛ لحديث: ((السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب))، رواه الشافعي وأحمد وغيرهما).
صحيح من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
جاء من حديث جماعة من الصحابة:
1 - تخريج حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-:
أخرجه أحمد (1/ 3) عن أبي كامل، و (1/ 10) عن عفان، وابن أبي خيثمة في تاريخه (3742 - السفر الثاني)، وإبراهيم بن نصر الرازي في مسنده -كما ذكر الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (2/ 428، 429) -، كلاهما عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، وابن أبي خيثمة في تاريخه (3743 - السفر الثاني)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (110)، وأبو يعلى في مسنده (110)، وأبو عمرو السمرقندي في الفوائد المنتقاة (53)، من طريق يونس بن محمد، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (668)، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (108)، وأبو يعلى (109، 4915) -وعنه ابن عدي في الكامل (2/ 261)، ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 166) -، وأبو العباس السرَّاج في مسنده -كما ذكر ابن حجر في فتح الباري (4/ 159)، ورواه من طريقه في تغليق التعليق (3/ 166) -، والسراج أيضًا في كتاب البيتوتة (5)، وابن عدي في الكامل (2/ 261) عن عمران بن موسى، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (509) عن أبي القاسم البغوي، ستتهم -ابن أبي عاصم والمروزي وأبو يعلى والسراج وعمران بن موسى والبغوي- عن عبدالأعلى بن حماد النرسي، وابن عدي في الكامل (2/ 261) من طريق عبدالله بن معاوية، والدارقطني في الأفراد (57 - أطرافه) من طريق عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة، وتمام الرازي في فوائده (130) من طريق محمد بن عبيد الغساني، وأبو نعيم الأصبهاني في كتاب السواك -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 337) - من طريق عيسى بن إبراهيم البركي [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، تسعتهم -أبو كامل وعفان والتبوذكي ويونس وعبدالأعلى وعبدالله بن معاوية وابن جبلة والغساني وعيسى بن إبراهيم- عن حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)).
إلا أن ابن أبي خيثمة قال عن التبوذكي: عن حماد، عن ابن أبي عتيق، عن جده، عن أبي بكر، وقال إبراهيم بن نصر عن التبوذكي: (عن حماد، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، وقال مرةً: عن ابن أبي عتيق، عن جده، عن أبي بكر)،
وقال عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة عن حماد: عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن أبي بكر، زاد عائشة في الإسناد، وقال محمد بن عبيد الغساني عن حماد: عن ابن عون، عن أبيه، عن أبي بكر.
2 - تخريج حديث عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-:
أ- رواية ابن أبي عتيق عنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه الشافعي في الأم (1/ 52) -ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 34)، ومعرفة السنن (1/ 258)، والبغوي في شرح السنة (1/ 394) -، والحميدي (162) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (18/ 301) -، وابن أبي عمر العدني في مسنده -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 332) -، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، وإسحاق ابن راهويه في مسنده (1116) عن عيسى بن يونس، وأحمد (6/ 47)، وأبو يعلى (4598) -ومن طريقه ابن حجر في التغليق (3/ 164) - عن محمد بن الصباح، كلاهما عن إسماعيل بن علية، وأحمد (6/ 62) عن عبدة بن سليمان، و (6/ 238) عن يزيد، وابن أبي خيثمة في تاريخه (3740 - السفر الثاني) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، وابن المنذر في الأوسط (338) عن أبي حاتم الرازي، وأبو نعيم في الحلية (7/ 159) والسواك -كما في الإمام (1/ 335) - من طريق محمد بن يونس، وفي السواك -كما في الإمام (1/ 335) - من طريق إسماعيل بن عبدالله، والبيهقي في شعب الإيمان (1939) من طريق عبدالملك بن محمد الرقاشي، أربعتهم عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة، وأبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 334) - من طريق جبارة بن المغلس عن قيس بن الربيع، والبيهقي (1/ 34) من طريق ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن مسعر، والبغوي في شرح السنة (1/ 394، 395) من طريق أحمد بن خالد، وعلق الدارقطني في العلل (14/ 422) رواية ابن أبي عدي، كلهم -أحد عشر راويًا- عن محمد بن إسحاق.
وأحمد (6/ 124) عن عفان، وابن أبي خيثمة في تاريخه (3741 - السفر الثاني) عن عبيدالله بن عمر القواريري، وابن أبي خيثمة (3741 - الثاني)، وأبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 334) - من طريق يحيى بن عبدالحميد الحماني، والحسن بن علي المعمر في اليوم والليلة -كما نقل ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 164) - عن أبي كامل الجحدري ومحمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب وعبدالأعلى بن حماد، والنسائي في الصغرى (1/ 10)، والكبرى (4) -ومن طريقه ابن حجر في التغليق (3/ 165) - عن حميد بن مسعدة ومحمد بن عبدالأعلى، وابن حبان (1067) من طريق روح بن عبدالمؤمن، وأبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 334)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (17/ 229) - من طريق علي بن المديني، وأبو نعيم فيه -كما في الإمام (1/ 334) -، والبيهقي (1/ 34) من طريق محمد بن أبي بكر، كلهم -أحد عشر راويًا- عن يزيد بن زريع، وابن أبي خيثمة في تاريخه (3743 - السفر الثاني) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر (109)، وأبو يعلى (4916)، كلاهما عن عبدالأعلى بن حماد، كلاهما -يعقوب وعبدالأعلى- عن عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، والطبراني في الأوسط (276) من طريق روح بن بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، ثلاثتهم -يزيد بن زريع والدراوردي وسعيد بن أبي أيوب- عن ابن أبي عتيق (ابن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر)، كلاهما -محمد بن إسحاق وابن أبي عتيق- عن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق (وهو ابن أبي عتيق والد الراوي عنه)، أنه سمع عائشة تحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب)).
وقد سمَّى يزيدُ بن زريع شيخَه ابنَ أبي عتيق (ابن عبدالله بن محمد): عبدَالرحمن، وسماه سعيد بن أبي أيوب: محمدًا، ولم يسمه الدراوردي.
ب- رواية القاسم بن محمد بن أبي بكر عنها:
أخرجه ابن أبي شيبة (1792)، والدارمي (684) -ومن طريقه ابن حجر في التغليق (3/ 165) -، كلاهما عن خالد بن مخلد القطواني، وابن راهويه (936)، وابن عدي في الكامل (1/ 235) من طريق أبي عامر العقدي، وأحمد (6/ 146) عن ابن أبي فديك، وأبو يعلى (4569) من طريق حميد بن عبدالرحمن، وابن عبدالبر في التمهيد (18/ 301) من طريق ابن أبي أويس، خمستهم - القطواني والعقدي وابن أبي فديك وحميد وابن أبي أويس- عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (913) عن الحسن بن الصباح، وأبو نعيم في الحلية (7/ 94) من طريق عبدالله بن الليث، كلاهما عن مؤمل بن إسماعيل، وأبو نعيم في الحلية (7/ 94) من طريق يزيد بن أبي حكيم، وعلقه الدارقطني في العلل (14/ 421) عن مصعب بن المقدام، ثلاثتهم -مؤمل ويزيد ومصعب- عن سفيان الثوري، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (913) عن الحسن بن الصباح، وأبو نعيم
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحلية (7/ 94) من طريق عبدالله بن الليث، كلاهما عن مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، كلاهما -الثوري وشعبة- عن محمد بن إسحاق، عن رجل -وقال ابن الليث عن مؤمل: عن أبي عتيق التيمي-، وأبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 335) - والبيهقي (1/ 34) من طريق سليمان بن بلال، وعلق الدارقطني في العلل (14/ 422) رواية داود بن الزبرقان، كلاهما عن ابن أبي عتيق -سماه سليمانُ بن بلال: عبدَالرحمن-، وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1570) من طريق خالد بن عبدالرحمن، عن عيسى بن ميمون، أربعتهم -داود بن الحصين والرجل (الذي قيل: إنه أبو عتيق التيمي) وابن أبي عتيق وعيسى بن ميمون- عن القاسم، عن عائشة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب))، لفظ أبي عامر العقدي عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين، وقال ابن أبي فديك عن ابن أبي حبيبة: (( ... مطيبة للفم ... ))، وقد زاد ابن أبي حبيبة في الحديث ألفاظًا.
إلا أن الحسن بن الصباح في روايته عن مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وشعبة عن محمد بن إسحاق عن رجل= جعله عن القاسم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، لم يذكر عائشة.
ج- رواية عبيد بن عمير عنها:
أخرجه ابن خزيمة (135) -ومن طريقه البيهقي (1/ 34) -، وعلقه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 105) عن عبيدالله بن أحمد بن محمد بن ماهان، عن سهل بن موسى، كلاهما -ابن خزيمة وسهل بن موسى- عن الحسن بن قزعة، عن سفيان بن حبيب، عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)).
وقد أخرجه عبدالرزاق (19603) عن معمر، عن رجل، عن عبيد بن عمير قال في السواك: (مطيبة للفم مرضاة للرب)، من قول عبيد، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 100) عن نعيم بن عمر، عن عبيد بن عمير، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((عليكم بالسواك، فإنه مرضاة للرب))، لم يذكر عائشة.
د- رواية عروة عنها:
أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 299) عن عمر بن سنان، وابن عساكر في تاريخ دمشق (37/ 323) من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما عن عبدالوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1570) من طريق خالد بن عبدالرحمن، عن عيسى بن ميمون، كلاهما -إسماعيل بن عياش وعيسى- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)).
هـ- رواية أم عبدالله عن عائشة:
أخرجه أبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 335، 336) - من طريق خالد بن يحيى السعيدي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أم عبدالله، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب)).
و- رواية عمرة عنها:
أخرجه البيهقي في الشعب (2522) من طريق عبدالله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)).
دراسة الأسانيد:
أ- حديث أبي بكر، وحديث عائشة من رواية ابن أبي عتيق عنها:
وهما حديث واحد اختُلف فيه على ابن أبي عتيق، وهو ابن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق:
- فرواه حماد بن سلمة، واختُلف عن حماد:
• فرواه ستة رواة -فيهم ثقات كبار، كأبي كامل الجحدري وعفان ويونس بن محمد المؤدب- عنه، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق.
• ورواه أبو سلمة التبوذكي عن حماد كرواية الجماعة، إلا أنه قال: وقال -يعني: حمادًا- مرةً: عن ابن أبي عتيق، عن جده، عن أبي بكر.
• ورواه عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة عن حماد، فزاد عائشة بين ابن أبي عتيق الأب (عبدالله بن محمد) وأبي بكر، وعبدالرحمن بن جبلة هذا متروك مكذَّب [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، ولا يشتغل بروايته.
• ورواه محمد بن عبيد الغساني عن حماد، فجعله عن ابن عون، عن أبيه، عن أبي بكر، ولم يتحرر عندي تعيين محمد بن عبيد هذا، وروايته خطأ بمخالفة الجمع الأثبات.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ورواه يزيد بن زريع والدراوردي وسعيد بن أبي أيوب عنه، عن أبيه، عن عائشة، والترجيح عن ابن أبي عتيق في روايته هذه منبنٍ على تعيينه، إذ لعبدالله بن أبي عتيق ابنان: محمد وعبدالرحمن، فإن كان راوي هذا الحديث واحدًا منهما؛ نُظر أي الروايات عنه أصح، وإن كان يرويه الاثنان؛ نُظر أيهما أصح روايةً عن أبيه، ولعله لذلك لم يجزم أبو حاتم بالراوي موضع العلة في الحديث [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
وقد نصَّ يزيد بن زريع على أن اسمَ شيخِهِ ابنِ أبي عتيق الابن: عبدُالرحمن، وجاء في رواية سعيد بن أبي أيوب أنه محمد، إلا أن رواية سعيد بن أبي أيوب منكرة، قال الطبراني - بعد أن أخرجها وأحاديث أخرى-: (لم يروِ هذه الأحاديث عن سعيد بن أبي أيوب إلا روح بن صلاح) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، وروح هذا ضعفه الدارقطني وابن عدي، وذكر ابن يونس أنه رويت عنه مناكير، ووثقه الحاكم وذكره ابن حبان في ثقاته [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، والظاهر أنه ضعيف، وتفرده عن سعيد بن أبي أيوب -وقد روى عنه أئمة- منكر، ثم في الإسناد شيخ الطبراني: أحمد بن رشدين، ضعيف، وقد شدد بعض الأئمة في أمره [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
ولم يأتِ عن الدراوردي -فيما وقفت عليه- تسمية ابن أبي عتيق، إلا أن المزي [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9) وابن حجر [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10) ذكرا أنه روى هذا الحديث عن ابن أبي عتيق، وسماه: عبدالرحمن، أما حماد بن سلمة؛ فجاء في روايةٍ عن عيسى بن إبراهيم البركي عنه تسميةُ ابنِ أبي عتيق محمدًا، وعيسى البركي ذو أوهام، وزيادته تسميةَ الراوي عن حماد بن سلمة لا تقبل مع اجتماع الأثبات الثقات على ترك ذلك، ولعله بناءً على هذه الرواية سمَّى بعضُ الأئمة -كالمزي [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11) والحسيني [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)- شيخَ حماد: محمدًا.
إلا أن الذي يظهر أن ابن أبي عتيق الذي يروي عنه حماد بن سلمة: هو عبدالرحمن، وهو الذي يروي عنه يزيد بن زريع والدراوردي نفسُهُ، لقرائن:
الأولى: أنه ما دام يزيد بن زريع قد سماه وروى حديثه، فالظاهر أنه هو نفسه صاحب الحديث وراويه الذي شَهَرَهُ وحدَّث به يزيدَ وغيرَه [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وكون أخيه يشرَكُه في رواية الحديث يحتاج تصريحًا صحيحًا باسمه في الروايات، وليس ثَمَّ شيء من ذلك.
الثانية: أن سليمان بن بلال قد رواه عن ابن أبي عتيق أيضًا، وسماه عبدالرحمن، إلا أنه جعله عنه عن القاسم عن عائشة، وسيأتي -إن شاء الله- الكلام على رواية سليمان بن بلال، لكن هذا يفيد أن عبدالرحمن هو الذي يروي الحديث ويُختَلَف عنه فيه.
الثالثة: أن الإمام الحافظ محمد بن يحيى الذهلي قال: (وأما ابن أبي عتيق؛ فهو مدني من ولد أبي بكر الصديق، يقال له: محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق، ولم يروِ عنه فيما علمتُ غير سليمان بن بلال، وسمعت أيوب بن سليمان بن بلال سئل عن نسبه فذكره، وقال: ما علمت أحدًا روى عنه بالمدينة غير أبي)، قال الذهلي: (لولا أن سليمان بن بلال قام بحديثه لذهب حديثه) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، فهذان نصَّان من ابن سليمان بن بلال -وهو مدني ثقة-، ومن الإمام الذهلي على أن محمد بن أبي عتيق ما له راوٍ إلا سليمان بن بلال، وعليه؛ فلا يصح أن حماد بن سلمة يروي عنه، لكن ربما ورد على ذلك أن للدراوردي روايةً عنه في بعض كتب الحديث، إلا أن المنقول عن الذهلي وأيوب بن سليمان بن بلال يفيد أن حديث محمد بن أبي عتيق محصورٌ قليل، وأنه روى عنه المدنيون ولم تنتشر روايته، وهذا يُبعد أن حماد بن سلمة يروي عنه.
الرابعة: أن يزيد بن زريع بصري مثل حماد، واتفاقهما في البلد يلمح إلى أنهما يشتركان في الشيخ المدني نفسه، فربما كان سماعهما واحدًا، أو كان انتشر في البصرة عن أحدهما أنه يروي الحديث عن ابن أبي عتيق، أو أفاد أحدُهما الآخر به، فطلبه الآخرُ من الشيخ نفسِهِ، وتحمله منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ترجيح هذا نصٌّ عزيز عن الإمام أبي زرعة الرازي، قال: (ابن أبي عتيق الذي يروي عنه حماد بن سلمة اسمه: عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، ووافقه ابن حجر، حيث قال: ( ... وخالفهم حماد بن سلمة، فرواه عن عبد الرحمن بن أبي عتيق ... ) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
وعلى ذلك: فالخلاف في الحديث على شيخ واحد، وينظر في الراجح عنه:
فإنه اجتمع يزيد بن زريع والدراوردي وسعيد بن أبي أيوب -ولم يصح عنه- على روايته عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، وتابع ابنَ أبي عتيق على هذا الوجه: محمد بن إسحاق، حيث رواه عن ابن أبي عتيق الأب، عن عائشة، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية أحمد عن إسماعيل بن علية عنه، وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه، وإبراهيم بن سعد مقدَّم في ابن إسحاق، وكان له كتاب عنه يبيِّن سماعه من عدمه [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وهذا يزيح علة تدليس ابن إسحاق [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وخالف في ذلك: حمادُ بن سلمة، فرواه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، وروى أبو سلمة التبوذكي -وهو حافظ ثقة ثبت- عن حماد أنه رواه مرةً عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، ومرةً عنه، عن جده، عن أبي بكر.
والوجه الأول عن ابن أبي عتيق أصح؛ لقرائن:
الأولى: كون الأكثر من الرواة عليه.
الثانية: كون أحدهم مدنيًّا كابن أبي عتيق، وهو الدراوردي، واتفاق البلدان قرينة في الترجيح؛ إذ بلديُّ الراوي أحفظ لحديثه من الغرباء.
الثالثة: أن يزيد بن زريع وحده أثبت من حماد بن سلمة، فإن لحماد -على ثقته- أوهامًا، وأما يزيد بن زريع، فقال فيه الإمام أحمد: (إليه المنتهى فى التثبت بالبصرة).
الرابعة: متابعة محمد بن إسحاق لابن أبي عتيق على هذا الوجه.
الخامسة: التردد المنقول عن حماد بن سلمة في شيخ ابن أبي عتيق؛ بين أبيه وجده، وهذه قرينة على أن حمادًا لم يضبط هذا الحديث ولم يتقنه.
وهذا الوجه هو الذي رجحه غير واحد من الأئمة:
- فقد سأل أبو يعلى الموصلي شيخَهُ عبدالأعلى بن حماد النرسي -أحد الرواة للوجهين عن حماد بن سلمة، وعن يزيد بن زريع والدراوردي- عن حديث أبي بكر، فقال: (هذا خطأ) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
- وعلَّق البخاري في صحيحه (3/ 31) حديث عائشة، قال: (وقالت عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)))، وتعليقه بصيغة الجزم يدل على أنه هو الصحيح عنده،
- وقال أبو زرعة في رواية حماد بن سلمة: (هذا خطأ، إنما هو: ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، أخطأ فيه حماد)،
- وقال أبو حاتم نحو قول أبي زرعة، إلا أنه قال: (الخطأ من حماد أو من ابن أبي عتيق) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21).
- وقال ابن عدي: (ويقال: إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، وإنما رواه غيره عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
- وقال الدارقطني: (يرويه حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، وخالفه [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23) جماعةٌ من أهل الحجاز وغيرهم، فرووه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الصواب) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
- وقال ابن حجر: ( ... وشذَّ حماد بن سلمة، فرواه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، وهو خطأ) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25).
والمخطئ في الحديث حماد بن سلمة؛ إذ ترجح -فيما سبق- أن الجميع يروونه عن شيخ واحد، فالخطأ ممن شذ عنهم، وهو حماد، وأما تردد أبي حاتم؛ فقد سبق بيان وجهه، وأنه -لعله- للاحتمال في شيخ حماد، والله أعلم.
وإسناد الرواية الراجحة جيد، عبدالرحمن بن أبي عتيق قال فيه أحمد: (لا أعلم إلا خيرًا)، وقال ابن حبان: (كان ثبتًا، إلا أنه ربما وهم في الأحايين) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وقد تابعه محمد بن إسحاق، وأبوه عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر صدوق، ووثقه العجلي، وقد ذكر سماعه لهذا الحديث من عائشة في غير رواية، فصَحَّ، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتبعه -بعون الله-:
دراسة بقية أسانيد حديث عائشة -رضي الله عنها-، وتخريج أحاديث الباب عن غيرها من الصحابة، ودراستها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[( http://majles.alukah.net/#_ftnref2)1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) كذا قال، والحديث المتفق عليه من مسند علي -كما في تحفة الأشراف (7/ 403، 412، 442) -، وإنما المقداد هو الرجل الذي أرسله علي ليسأل الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) وهي رواية مسلم المتقدمة.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) نص كلام ابن دقيق العيد: (روى أبو نعيم من حديث عيسى بن إبراهيم البركي، ثنا حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب»، رواه عن فاروق الخطابي، عن أحمد بن محمد العطار الأيلي، عنه. ثم رواه من حديث محمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن عيسى، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر -رضي الله عنه-، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ... نحوه، رواه عن أبي بكر بن خلاد، عن أبي معشر الحسن بن سليمان الدارمي، عنه)، هكذا بقلب الاسم في الموضع الثاني، والظاهر أن صوابه: عيسى بن إبراهيم، وأنه وجه ثانٍ عن عيسى؛ نصَّ عليه ابن دقيق العيد لأن فيه تسمية ابن أبي عتيق بمحمد، ويؤيده أن عيسى بن إبراهيم البركي معروف بالرواية عن حماد بن سلمة، ويروي عنه محمد بن يحيى -وهو الذهلي الإمام [انظر: اللآلئ المصنوعة، للسيوطي (1/ 107)]-، ولم أجد فيمن يروي عن حماد من اسمه إبراهيم بن عيسى.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) انظر: لسان الميزان (3/ 424).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (1/ 12)، ويأتي.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) المعجم الأوسط (1/ 91).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) انظر: لسان الميزان (2/ 465).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) انظر: لسان الميزان (1/ 257)، وإرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص155، 156).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) تحفة الأشراف (11/ 465).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) تغليق التعليق (3/ 165)، فتح الباري (4/ 159).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) تهذيب الكمال (25/ 549).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد من الرجال ... (ص573).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) قال ابن حجر-في التلخيص الحبير (1/ 60) -: ( ... فإن صاحب الحديث هو عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن ... ).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) تهذيب الكمال (25/ 550).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) وقع في المراسيل: عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله، وهو خطأ؛ فنَسَبُهُ في كتب التراجم كما أثبت، ومن ذلك ترجمته في الجرح والتعديل (5/ 255).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) المراسيل (ص128).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) فتح الباري (4/ 159).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) كما سبق في الحديث (10).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) وقع خلاف في رواية ابن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن ابن إسحاق، فنقله ابن دقيق العيد -في الإمام- من مسند ابن أبي عمر، قال: (ورأيته في مسند ابن أبي عمر كما رواه الشافعي عن ابن عيينة)، يعني: عنه، عن ابن إسحاق مباشرة، وأخرجه البيهقي من طريقين عن علي بن عبدالحميد الغضائري، عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن مسعر، عن ابن إسحاق، فأدخل مسعرًا بين ابن عيينة وابن إسحاق، وقد ذكر هذه الرواية الدارقطني -في العلل (14/ 421) -، ثم قال: (وخالفه الحميدي وغيره، رووه عن ابن عيينة عن ابن إسحاق، ولم يذكروا فيه مسعرًا ... )، وكلام الدارقطني هذا يشعر بإعلال ذكر مسعر، وهو الصحيح.
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) مسند أبي يعلى (109، 4915).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) العلل (1/ 12).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) الكامل (2/ 261).
(يُتْبَعُ)
(/)
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) في العلل: وخالفهم.
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) العلل (1/ 277).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) تغليق التعليق (3/ 166).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) مشاهير علماء الأمصار (ص144).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 04:24]ـ
توطئة:
مضى في الحلقة السابقة دراسة حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب»، وتبيَّن أنه خطأ من حماد بن سلمة، وأن صوابه من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
وفي هذه الحلقة أواصل دراسة أسانيد حديث عائشة، ثم أحاديث الباب عن غيرها من الصحابة.
ب- رواية القاسم بن محمد عن عائشة:
وقد جاءت من طرق عنه:
1 - طريق داود بن الحصين عن القاسم:
وقد تفرد بها -فيما وجدت- إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود، وهو منكر الحديث، حكم عليه الداقطني بالترك، وقرن بعض الأئمة جرحهم بذكر روايته عن داود بن الحصين نفسه، فلعل المناكير في روايته عن داود كثيرة، وهذه الطريق لهذا الحديث منها.
2 - طريق رجل عن القاسم:
وقد رواه أبو نعيم، عن الطبراني، عن عباد بن عبدالله العدني، عن يزيد بن أبي حكيم، عن الثوري، عن محمد بن إسحاق، عن رجل، به، وعباد بن عبدالله ترجمه الذهبي باسم: عباد بن محمد بن عبدالله [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، ولم يذكر أكثر من روايته عن حفص بن عمر العدني، ورواية الطبراني عنه [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وقد روى الطبراني عنه غيرَ حديث عن يزيد عن سفيان [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، فحال هذا الرجل مجهولة.
وتابع يزيدَ بن أبي حكيم عن الثوري: مصعبُ بن المقدام -فيما علقه الدارقطني ولم أجده موصولاً-، ومصعب فيه ضعف.
ورواه مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وشعبة، واختُلف عنه:
• فرواه الحسن بن الصباح عنه، عنهما، عن ابن إسحاق، عن رجل من آل أبي بكر، عن القاسم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، به مرسلاً.
• ورواه عبدالله بن الليث المروزي عنه، عن الثوري وشعبة، عن ابن إسحاق، عن أبي عتيق التيمي، عن القاسم، عن عائشة، به.
• وقد علق الدارقطني رواية مؤمل، عن الثوري وشعبة، عن ابن إسحاق، عن رجل، عن القاسم، عن عائشة، به [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، والظاهر أن الدارقطني وقعت له هذه الرواية عن مؤمل.
وهذا من اضطراب مؤمل بن إسماعيل وتخليطه؛ فإنه سيئ الحفظ كثير الغلط.
وأما رواية يزيد بن أبي حكيم ومصعب بن المقدام عن الثوري، ففي القلب منهما؛ لأمرين:
أولهما: أن الثوري روى عنه من الكبار الأثبات الأئمة، وجاء حديثه بالأسانيد الصحاح المشهورة، ولا يقبل أن يجيء حديثه بهذين الإسنادين الغريبين، في أحدهما جهالة، وفي الآخر ضعف.
الثاني: أن هذه الرواية تؤدي بالثوري لمخالفة عشرة رواة، أكثرهم أثبات حفاظ، كشعبة بن الحجاج وإسماعيل بن علية وسفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان ويزيد بن هارون وعيسى بن يونس ونحوهم، كلهم رووه عن ابن إسحاق عن ابن أبي عتيق عن عائشة، ولم يذكروا رجلاً، ولا جعلوه عن القاسم، ومثل هذا يبعد أن يرويه الثوري شاذًّا عن الجماعة، ولا يصح أن يُثبت ذلك بهذين الإسنادين.
3 - طريق عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق عن القاسم:
وقد جاءت من طريق سليمان بن بلال عنه، وعلقها الدارقطني عن داود بن الزبرقان كذلك، وداود هذا متروك منكر الحديث، لكن الشأن في رواية سليمان بن بلال، إذ إنه ثقة مدني.
وروايته أخرجها البيهقي عن الحاكم، عن أبي العباس الأصم، عن الربيع بن سليمان، عن عبدالله بن وهب، عن سليمان بن بلال، به [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وقد احتمل البيهقي -بناء على رواية سليمان بن بلال- أن عبدالرحمن بن أبي عتيق سمعه من أبيه -وهي رواية يزيد بن زريع والدراوردي المارّة آنفًا- وسمعه من القاسم -كما في هذه الرواية-، قال: (وقيل: عبدالرحمن، عن القاسم بن محمد، فكأنه سمعه منهما جميعًا) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، وجزم بذلك في موضع آخر، فقال: (وقد رواه عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق مرةً عن أبيه عن عائشة، ومرةً عن القاسم بن محمد عن عائشة) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، ولهذا وجهٌ من حيث إن سليمان بن بلال ثقة، واتفق في البلاد مع شيخه ابن أبي
(يُتْبَعُ)
(/)
عتيق، وقد قيل: إنه مولى لعبدالله بن أبي عتيق -والد شيخه-، وفي هذا مزيد اختصاص بهذه العائلة.
لكن الظاهر أن رواية ابن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة أصح، فقد رواه عنه كذلك الدراوردي، وهو من أهل المدينة، وإن كان أدنى ضبطًا من سليمان بن بلال، إلا أنه تابعه من هو أوثق منهما جميعًا: يزيد بن زريع، وهو حافظ ثقة ثبت متقن، وله رواية عن المدنيين، ثم قد توبع عبدالرحمن بن أبي عتيق على هذا الوجه -كما سبق-؛ تابعه محمد بن إسحاق، فرواه عن ابن أبي عتيق الأب عن عائشة، وهذا يؤيد هذا الوجه ويقويه.
وقد ذكر الدارقطني رواية داود بن الزبرقان، ولم يتعرض لرواية سليمان بن بلال، وقال: (وليس هو بمحفوظ)، وقال: (وذكر القاسم فيه غير محفوظ) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وهذا هو الراجح، وربما كان الخطأ ممن دون سليمان بن بلال لا منه، خاصة أن هذا الإسناد فردٌ في طبقات متأخرة، فورود الخطأ عليه قوي.
4 - طريق عيسى بن ميمون عن القاسم:
وفي إسنادها من لم أعرفه، وعيسى بن ميمون منكر الحديث، وأنكروا عليه أحاديث عن القاسم خاصة، وهذا الحديث من مناكيره عنه، وقد قرن بالقاسم: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهذان إسنادان من أصح الأسانيد عن عائشة، لا يحتمل أن يقرنهما هذا الراوي.
ج- رواية عبيد بن عمير عن عائشة:
جاءت من طريق ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير، به.
ورواه معمر، عن رجل، عن عبيد بن عمير قوله.
ورواه نعيم بن عمر، عن عبيد بن عمير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً.
وفي كل هذه الروايات -على اختلافها- ضعف.
فأما رواية ابن جريج؛ فلم أجده صرح فيها بالتحديث، وهو مشهور بالتدليس، كما أن طبقة عثمان بن أبي سليمان متأخرة عن إدراك عبيد بن عمير، وغالب شيوخ عثمان ممن توفي بعد سنة تسعين، أما عبيد بن عمير فمن كبار التابعين، وقد توفي سنة ثمان وستين، وعثمان بن أبي سليمان يدخل واسطة بينه وبين عبيد بن عمير [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، ففي الإسناد انقطاع.
ورواية معمر فيها الرجل المبهم.
ولم أعرف نعيم بن عمر راوي الوجه الثالث، وقد ترجمه البخاري في تاريخه، فذكر روايته هذه فحسب.
د- رواية عروة عنها:
جاءت من طريق إسماعيل بن عياش وعيسى بن ميمون عن هشام بن عروة، عن أبيه، به، وسبق بيان حال عيسى بن ميمون وروايته، وأما رواية إسماعيل بن عياش؛ فرواها عنه عبدالوهاب بن الضحاك، وهو متروك مكذَّب متهم بالوضع.
هـ- رواية أم عبدالله عن عائشة:
جاءت من طريق خالد بن يحيى السعيدي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أم عبدالله، به، ولم أتبين بالدقة خالد بن يحيى هذا، وروايته منكرة؛ لمخالفته الأثبات -ممن سبق ذكرهم- الذين رووه عن ابن إسحاق، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة.
و- رواية عمرة عنها:
جاءت من طريق عبدالله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن أبي بكر، عن عمرة، به، قال الدارقطني: (ولم يتابع عليه) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، يعني: ابن إدريس، وقال البيهقي: (كذا قال، والصواب: عن محمد بن إسحاق، عن عبدالله بن محمد بن أبي عتيق [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، عن عائشة) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
3- تخريج حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أخرجهأحمد (2/ 108)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 57، 58، 37/ 409) من طريق السراج، كلاهما عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في الأوسط (3113) -وعنه أبو نعيم في السواك، كما في الإمام (1/ 336) - من طريق عبدالله بن يوسف، والطبراني في الأوسط (3113) من طريق شعيب بن يحيى، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 57) من طريق كامل بن طلحة، أربعتهم -قتيبة وعبدالله بن يوسف وشعيب وكامل- عن عبدالله بن لهيعة، عن عبيدالله بن أبي جعفر، وأبو طاهر السلفي في معجم السفر (613) من طريق عمرو بن أحمد بن بديل، عن عبدالملك بن قريب الأصمعي، عن مالك، كلاهما -عبيدالله بن أبي جعفر ومالك- عن نافع، وابن عدي في الكامل (6/ 277) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 6) من طريق ميسرة بن علي، عن علي بن أبي طاهر، عن إسماعيل بن توبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن عبدالله بن دينار، ثلاتثتهم -نافع ونعيم
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبدالله بن دينار- عن عبدالله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالسواك، فإنه مطيبة للفم ومرضاة للرب»، لفظ أحمد عن قتيبة.
دراسة الأسانيد:
أ- طريق نافع عن ابن عمر:
وقد جاء عنه من روايتين:
الأولى: رواية ابن لهيعة، عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن نافع، به، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف مطلقًا -على الراجح-، ورواية العبادلة أقل ضعفًا من غيرها، والجميع ضعيف، وقد تفرد به عبيدالله بن أبي جعفر عن نافع [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وهذا التفرد بهذا الإسناد الضعيف منكر، فنافع ممن يجمع حديثه، وأصحابه المقدَّمون فيه كثر، لم يأتِ عن أحدٍ منهم روايةٌ للحديث عنه.
الثانية: رواية الأصمعي، عن مالك، عن نافع، وهذه رواها السِّلَفي بإسناد مليء بالمجاهيل، وهي منكرة جدًّا عن مالك، وصحيحُ حديثِ مالكٍ أشهرُ من أن ينفرد به هذا الإسناد.
ب- طريق نعيم المجمر عن ابن عمر:
قال ابن عدي: (وهذا لا أعرفه إلا من رواية محمد بن معاوية عن الليث)، ومحمد بن معاوية متروك منكر الحديث، وبعض الأئمة كذَّبه.
ج- طريق عبدالله بن دينار عن ابن عمر:
وهذه رجالها عن آخرهم ثقات، لكن في الإسناد نكارة؛ لشدة الفردية فيه من أوله إلى آخره، وإسناد جليل عن ابن عمر كهذا الإسناد، ينفرد به ابن عساكر (في القرن السادس)، ولا تأتي متابعة له في أي طبقة من طبقات الإسناد= هو إسناد منكر، لا بد أن يكون دخل فيه الخطأ والوهم في إحدى طبقاته، وربما دخل حديث في حديث على بعض الرواة، فركَّب إسناد ذاك على ذا، وربما كان الخلل فيه من إسماعيل بن توبة، فإنه لم يذكر بمزيد حفظ. والله أعلم.
4 - تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 396)، والطبراني في الكبير (11/ 428) من طريق خليفة بن خياط، عن حباب بن عبدالله الدارمي [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، عن يعقوب بن إبراهيم بن حنين، عن أبيه، عن جده -وهو عبدالله بن حنين-، والبزار -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 333) من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، وابن عدي في الكامل (3/ 60) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (2521) - من طريق بقية، عن الخليل بن مرة، كلاهما عن عطاء، والطبراني في الأوسط (7496) من طريق بحر السقاء، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، ثلاثتهم -عبدالله بن حنين وعطاء والضحاك- عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب»، لفظ عطاء، وزيدت فيه ألفاظ عند ابن عدي، وقال الضحاك: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة للبصر»، وقال حنين: «السواك يطيب الفم ويرضي الرب».
دراسة الأسانيد:
أ- رواية عبدالله بن حنين عن ابن عباس:
وقد رواه حباب بن عبدالله الدارمي، عن يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن حنين، عن أبيه، عن جده، وحباب بيض له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، وذكره أصحاب المؤتلف والمختلف [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً، ويعقوب بن إبراهيم ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، وذكرا له حديثين أحدهما هذا [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وذكره ابن حبان في ثقاته [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، فهذان المجهولان هما علة الحديث وسبب ضعفه.
ب- رواية عطاء عن ابن عباس:
وجاء عن عطاء من طريقين:
الأولى: طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، عن عطاء، والربيع -وهو الملقب بعليلة- واهٍ متروك الحديث،
الثانية: طريق بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء، وفيها علل:
إحداها: أنه قد رواه عن بقية: محمد بن أبي السري، وهو كثير الغلط والوهم [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19).
العلة الثانية: أن بقية مدلس، وما صرح بالتحديث.
الثالثة: قال البيهقي: (وهو مما تفرد به الخليل بن مرة، وليس بالقوي في الحديث)، وحق الخليل أشد من هذا، فقد قال فيه البخاري: (منكر الحديث).
وهذ يبين أن رواية عطاء عن ابن عباس جاءت من طريقين منكرين.
ج- رواية الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس:
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء عن الضحاك من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن جويبر بن سعيد، عنه، وبحر بن كنيز ضعيف جدًّا، ومثله جويبر، وخص الأئمة بالنكارة ما رواه جويبر عن الضحاك مرفوعًا، وهذا الحديث من ذلك، فالحديث واهٍ جدًّا.
5 - تخريج حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن ماجه (289) من طريق محمد بن شعيب، والطبراني في الكبير (8/ 262) من طريق الوليد بن مسلم، وابن عساكر في تاريخ دمشق (15/ 280) من طريق صدقة بن خالد، ثلاثتهم عن عثمان بن أبي العاتكة، والروياني (1220) من طريق ابن وهب، والطبراني في الكبير (8/ 248) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن يحيى بن أيوب، عن عبيدالله بن زحر، وأبو عروبة الحراني في جزئه -برواية الأنطاكي- (73) من طريق أبي عبدالرحيم، ثلاثتهم -عثمان وابن زحر وأبو عبدالرحيم- عن علي بن يزيد، والطبراني في الكبير (8/ 210) ومسند الشاميين (888) من طريق بقية، عن إسحاق بن مالك الحضرمي، عن يحيى بن الحارث، كلاهما -علي بن يزيد ويحيى بن الحارث- عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تسوكوا، فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يفرض عليَّ وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم، وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي»، لفظ ابن ماجه، وللبقية نحوه، واختصره بعضهم، ولفظ الوليد بن مسلم عن ابن أبي العاتكة، وعبيدالله بن زحر، وأبي عبدالرحيم، عن علي بن يزيد: «السواك مطيبة للفم ... ».
دراسة الأسانيد:
جاء الحديث عن القاسم عن أبي أمامة من طريقين:
الأولى: رواية علي بن يزيد، وعنه عثمان بن أبي العاتكة، وعبيدالله بن زحر، وأبو عبدالرحيم، وهو خالد بن أبي يزيد الحراني، وقد دلَّس أبو عبدالرحيم أو من دونه عليَّ بن يزيد، فقال: عن أبي عبدالملك، عن القاسم، وأبو عبدالملك هو علي بن يزيد.
وعلي بن يزيد هذا هو الألهاني، وهو ضعيف، قال الجوزجاني: (رأيت غير واحد من الأئمة ينكر أحاديثه التى يرويها عنه عبيدالله بن زحر وابن أبي العاتكة، ثم رأيت جعفر بن الزبير وبشر بن نمير يرويان عن القاسم أحاديثَ تشبه تلك الأحاديث ... ، وأظننا أُتِينا من قبل علي بن يزيد ... ) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وهذا الحديث من هذا الضرب، فقد رواه ابن زحر وابن أبي العاتكة عن علي بن يزيد، وتابعهما خالد بن بن أبي يزيد الحراني، وهو ثقة، إلا أن النكارة من علي بن يزيد، قال ابن معين: (علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها)، وكذلك قال أبو حاتم الرازي، وقد شدد بعض الأئمة في تضعيف علي بن يزيد، والظاهر أنه منكر الحديث.
الثانية: رواية يحيى بن الحارث، رواه بقية عن إسحاق بن مالك الحضرمي عنه، قال الأزدي في إسحاق بن مالك: (ضعيف)، وذكر له هذا الحديث، وقال: (لا يصح هذا) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، وقال ابن القطان في حديثٍ: (إسحاق بن مالك هذا لا يعرف حاله، وبقية غير مقبول الرواية، لا سيما عمن لا يعرف) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وقد نص الأئمة على أن بقية إذا روى عن المجاهيل وغير المعروفين أتى بالمناكير، ثم إن بقية مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث. فهذه الرواية منكرة.
6 - تخريج حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن حبان (1070) من طريق عبدالقدوس بن محمد بن عبدالكبير، عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبيدالله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب -عز وجل-».
دراسة الإسناد:
في هذا الإسناد مخالفة لما رواه جمعٌ من الأثبات عن حماد بن سلمة على الوجه الذي سبق في حديث عائشة، وذلك الوجه أرجح وأقوى، وعبدالقدوس بن محمد بن عبدالكبير راوي هذا الوجه صدوق، فربما كان هو الواهم فيه.
وإن صحت هذه الراوية عن حماد، فهي دليل يُضاف إلى ما سبق ذكره من أن الرواية عن حماد على غير وجه تدل على عدم ضبطه لحديثه، وعلى أن رواية من خالفه أصح وأقوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أعلَّ حديثَ أبي هريرة هذا ابنُ حجر من وجهين، قال: (والمحفوظ عن حماد بغير هذا الإسناد: من حديث أبي بكر كما تقدم، والمحفوظ عن عبيدالله بن عمر بهذا الإسناد: بلفظ «لولا أن أشق ... »، رواه النسائي وابن حبان) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
7- تخريج حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
أخرجه أبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 336) من طريق هشام بن سليمان، عن يزيد الرقاشي، وفي السواك -كما في الإمام (1/ 336، 337) - من طريق داود بن الزبرقان، عن داود بن جحادة [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، عن محمد بن المنكدر، والديلمي في الفردوس -كما نقله الشيخ الألباني في الضعيفة (9/ 21) - من طريق كنانة بن جبلة، عن بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن أبيه، وكذلك من طريق عمرو بن جميع، عن أبان، أربعتهم -الرقاشي وابن المنكدر وعمرو والد ضرار وأبان- عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب».
دراسة الأسانيد:
أ- رواية الرقاشي عن أنس:
الرقاشي منكر الحديث خاصة عن أنس.
ب- رواية محمد بن المنكدر عن أنس:
فيها داود بن الزبرقان، متروك منكر الحديث -كما سبق في رواية عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي عتيق عن القاسم عن عائشة-.
ج- رواية ضرار بن عمرو عن أبيه عن أنس:
فيها كنانة بن جبلة، اتهمه ابن معين بالكذب [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وضرار بن عمرو منكر الحديث [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
د- رواية أبان عن أنس:
فيها عمرو بن جميع، متروك الحديث منكرُهُ، كذبه بعض الأئمة [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27).
والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) وكذلك سماه المزي -في تهذيب الكمال (7/ 43) -، وربما كان هو عباد بن محمد بن عباد؛ إذ له روايات عن يزيد بن أبي حكيم عن الثوري أيضًا، انظر: تاريخ أصبهان (2/ 325)، التمهيد (9/ 135، 168).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) تاريخ الإسلام (وفيات 281 - 290، ص196)، أفاده الشيخ نايف بن صلاح المنصوري في مراسلة خاصة، وقد سقطت ترجمة هذا الراوي من كتابه (إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني)، فتستدرك.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) انظر: المعجم الأوسط (4881)، المعجم الكبير (23/ 264)، سنن البيهقي الكبرى (5/ 284)، سنن البيهقي الصغرى (3633).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) العلل (14/ 421).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) وقد أخرجها أبو نعيم في السواك -كما في الإمام (1/ 335) - من طريق سليمان بن بلال، ولم ينقل ابن دقيق العيد إسناد أبي نعيم إلى سليمان.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) السنن (1/ 34).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) معرفة السنن والآثار (1/ 259).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) العلل (14/ 422).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) انظر: المسند الجامع (5774).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) العلل (14/ 421).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) ابن أبي عتيق هنا منصرفة إلى عبدالله، وأما محمد فهو أبو عتيق -كما نبه عليه غير واحد-.
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) شعب الإيمان (4/ 282).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) ومتابعته الآتية لا اعتبار لها.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) وقع في التاريخ الكبير: (حمران بن عبدالله الدارمي، قال: نا يعقوب ... )، ونقل ابن أبي حاتم -في بيان خطأ البخاري (ص141) - أن في التاريخ: (محمد بن عمران عن يعقوب ... )، وصوَّب أبو زرعة وأبو حاتم أنه: حباب بن عبدالله الدارمي، وعلى الصواب جاءت رواية الطبراني.
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) (3/302).
[16] (http://majles.alukah.net/#_ftnref16) المؤتلف والمختلف، للدارقطني (1/ 478، 479)، الإكمال، لابن ماكولا (2/ 141).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) الموضع المخرَّج منه من التاريخ الكبير، الجرح والتعديل (9/ 201).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) (7/643).
[19] (http://majles.alukah.net/#_ftnref19) كما سبق في الحديث (32) -مرسل عبيد بن رحي-.
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) تهذيب الكمال (21/ 180).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) لسان الميزان (1/ 370).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) بيان الوهم والإيهام (3/ 557).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) التلخيص الحبير (1/ 60).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) كذا، ورجح المحقق أن صوابه: محمد بن جحادة.
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) لسان الميزان (4/ 490).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) انظر: المجروحين (1/ 380)، لسان الميزان (3/ 202).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) انظر: لسان الميزان (4/ 358).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Dec-2009, صباحاً 11:07]ـ
(1/ 150، 151) ("لغير صائم بعد الزوال" فيكره، فرضًا كان الصوم أو نفلاً ... ؛ لحديث: «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي»، أخرجه البيهقي عن علي -رضي الله عنه-).
جاء من حديث علي وخباب ومن قول أبي هريرة:
1 - تخريج حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن معين في تاريخه برواية الدوري (2037) -ومن طريقه الدولابي في الكنى (2/ 41) والبيهقي (4/ 274) - عن علي بن ثابت، والبزار (2137) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والطبراني في الكبير (4/ 78) من طريق محمد بن الخليل المخرمي، والدارقطني (2/ 204) -ومن طريقه البيهقي في السنن (4/ 274) ومعرفة السنن (6/ 333) - من طريق محمد بن أحمد بن السكن، ثلاثتهم عن عبدالصمد بن النعمان، كلاهما -علي بن ثابت وعبدالصمد بن النعمان- عن كيسان أبي عمر، عن يزيد بن بلال، عن علي، قال: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورًا بين عينيه يوم القيامة)، لفظ عبدالصمد بن النعمان، وقال علي بن ثابت: (لا يستاك الصائم بالعشي، ولكن بالليل، فإن يبوس شفتي الصائم نور بين عينيه يوم القيامة). وهو في الروايات موقوف على علي، إلا في رواية البزار، فإنه مرفوع.
دراسة الإسناد:
الصحيح في الحديث وقفه؛ لأنه رواية الأكثر، وأما الرفع فخطأ.
وقد قال الدارقطني عقب الحديث: (كيسان أبو عمر ليس بالقوي، ومَنْ بينه وبين عليٍّ غير معروف)، وهو يقصد يزيد بن بلال، ويزيد هذا قد وثقه العجلي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وقال فيه البخاري: (فيه نظر)، وقال ابن حبان: (منكر الحديث، يروي عن علي ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وقال الأزدي: (منكر الحديث، لا يشتغل بحديثه) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
وكيسان ضعفه أحمد وابن معين والساجي والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات.
فأثر عليٍّ -رضي الله عنه- منكر.
2 - تخريج حديث خباب بن الأرت -رضي الله عنه-:
أخرجه البزار (2138)، والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 88) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 89) -، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والطبراني في الكبير (4/ 78) من طريق محمد بن الخليل المخرمي، والدارقطني (2/ 204) -ومن طريقه البيهقي في السنن (4/ 274) ومعرفة السنن (6/ 333) - من طريق محمد بن أحمد بن السكن، ثلاثتهم عن عبدالصمد بن النعمان، عن كيسان أبي عمر، عن عمرو بن عبدالرحمن، عن خباب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورًا بين عينيه يوم القيامة). إلا أن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال عن عبدالصمد بن النعمان: عن كيسان، عن يزيد بن بلال، عن خباب.
دراسة الإسناد:
قال البزار: (ولا نعلم يروى هذا الكلام عن خباب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد)، وكيسان راويه هو راوي أثر علي السابق، وقد تفرد به وبهذا الحديث، ولا يحتمل من مثله روايتهما.
فحديث خباب منكر أيضًا، بل قال الذهبي: (ما أراه إلا باطلاً) [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
3- تخريج أثر أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أخرجه الدارقطني (2/ 203) -ومن طريقه البيهقي (4/ 274) - من طريق عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: لك السواك إلى العصر، فإذا صليت العصر فألقه، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
دراسة الإسناد:
فيه عمر بن قيس سندل، متروك الحديث منكَرُهُ، وكان يروي عن عطاء خاصةً البواطيل، والحديث روي من طرق عن أبي هريرة، ليس في أحدها قوله هذا.
قال ابن عبدالهادي: (هذا إسنادٌ غير قوي) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وقال ابن الملقن: (وقد روي عن أبي هريرة خلاف هذا؛ قال ابن أبي شيبة في المصنف: ثنا وكيع، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي هريرة؛ سئل عن السواك للصائم، فقال: «أدميت فمي اليوم مرتين»، وهذا سندٌ حسن، إلا أنه مرسل. ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
(يُتْبَعُ)
(/)
40 - (1/ 155، 156) ("ويَدَّهِنُ" استحبابًا "غِبًّا": يومًا يدَّهن، ويومًا لا يدَّهن؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبًّا، رواه النسائي والترمذي وصححه).
1 - تخريج حديث عبدالله بن المغفل -رضي الله عنه-:
أخرجه محمد بن عبدالله الأنصاري في حديثه (54) -ومن طريقه الطبراني في الأوسط (2436) وأبو نعيم في الحلية (6/ 276) ومعرفة الصحابة (4517) والبيهقي في شعب الإيمان (6048) والآداب (697) وابن عبدالبر في التمهيد (22/ 138) والديلمي في الفردوس (2/ق50 - زهر الفردوس) والذهبي في سير أعلام النبلاء (6/ 362، 363) -، وأحمد (4/ 86)، وأبو داود (4161) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (5/ 53) -، والحربي في غريب الحديث (2/ 415، 609)، كلاهما عن مسدد، والترمذي في السنن (1756) والشمائل (35) -ومن طريقه فيها البغوي في شرح السنة (12/ 83) -، والروياني (870)، كلاهما عن محمد بن بشار بندار، وابن حبان (5484) من طريق سهل بن صالح، وابن عبدالبر في التمهيد (24/ 11) والاستذكار (27/ 78) من طريق علي بن المديني، خمستهم -أحمد ومسدد وبندار وسهل بن صالح وابن المديني- عن يحيى بن سعيد القطان، والترمذي (1756)، والنسائي في الصغرى (8/ 132) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7) والكبرى (9264)، كلاهما عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، والروياني (870) عن بندار، عن ابن أبي عدي، وعلقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1781) عن زائدة، خمستهم -الأنصاري والقطان وعيسى بن يونس وابن أبي عدي وزائدة- عن هشام بن حسان، والطبراني في الأوسط (7557) من طريق حبان بن هلال، وابن عدي في الكامل (1/ 257) من طريق إبراهيم بن زكريا العجلي، كلاهما عن مجاعة بن الزبير، كلاهما -هشام بن حسان ومجاعة- عن الحسن، عن عبدالله بن مغفل، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبًّا، لفظ أحمد، وقال الديلمي من طريق الأنصاري: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الترجل غبًّا فصاعدًا»، وقال مجاعة -في رواية الطبراني- عن الحسن: «لا يترجل الرجل إلا غبًّا: أربعًا أو خمسًا».
وأخرجه ابن أبي شيبة (25559) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والنسائي في الصغرى (8/ 132) والكبرى (9265) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن قتادة، وابن أبي شيبة (25557) من طريق أبي خزيمة، كلاهما -قتادة وأبو خزيمة- عن الحسنقال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الترجل إلا غبًّا؛ لفظ ابن أبي شيبة في الموضعين، مرسلاً.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 157) عن عفان، عن جويرية بن أسماء، عن عبدالرحمن السراج، والنسائي في الصغرى (8/ 132) والكبرى (9266) من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن الحسن -زاد يونس: ومحمد- قالا: الترجل غبٌّ، لفظ يونس، وقال السراج: كان الحسن يكره الترجل كل يوم، جعلاه من قول الحسن ورأيه.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذا الحديث عن الحسن:
• فرواه هشام بن حسان عنه، عن عبدالله بن مغفل، مرفوعًا. وقد تُكُلِّم في رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري، ونفى غير واحد من أصحاب الحسن أنهم رأوه عنده، وروي عن جرير بن حازم قال: (قاعدت الحسن سبع سنين، ما رأيت هشامًا عنده قط)، قيل له: يا أبا النضر، قد حدَّثَنا عن الحسن بأشياء ورويناها عنه، فعمّن تراه أخذها؟ قال: (أراه أخذها عن حوشب [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8))، وقال ابن المديني: (كان الناس يرون أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب)، وقال: (وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب)، وقال أبو داود: (إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب)، إلا أن هشامًا قد صرح بسماعه من الحسن في رواية أحمد، وبالتحديث في رواية الروياني عن بندار، وابن عبدالبر من طريق علي بن المديني، ثلاثتهم عن يحيى القطان، عن هشام، ويشكل على هذا التصريح ما صحَّ عن سفيان بن حبيب، قال: (ربما سمعت هشام بن حسان يقول: "سمعت عطاء ... "، وأجيء بعد ذلك، فيقول: "حدثني الثوري وقيس عن عطاء ... "؛ هو ذاك نفسه، فقلت له: اثبُتْ على أحدهما! فصاح بي).
(يُتْبَعُ)
(/)
وللأئمة كلمات في تضعيف رواية هشام عن الحسن مطلقًا؛ دون نسبة ذلك إلى أخذه عن حوشب عنه، قال ابن علية: (كنا لا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئًا)، وقال معاذ بن معاذ: (كان شعبة يتقي حديث هشام بن حسان عن عطاء ومحمد والحسن)، وقال يحيى القطان: (هو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وقد جعله علي بن المديني في الطبقة الخامسة أو السادسة من أصحاب الحسن، قال: ( ... وأبو حرة وهشام بن حسان في الحسن طبقة) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وأبو حرة هذا هو واصل بن عبدالرحمن، وثق وضعف، وقال البخاري: (يتكلمون في روايته عن الحسن)، وذكر غير واحد أن ذلك لأنه لم يسمع من الحسن إلا حديثًا أو أحاديث معدودة.
وكل هذا يفيد ضعفًا في رواية هشام بن حسان عن الحسن، وقد خالف في ذلك ابنُ عيينة، فقال -فيما رواه عنه نعيم بن حماد-: (كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن)، وقول أئمة النقد مقدَّم على هذا، خاصة مع الضعف الذي في نعيم بن حماد.
وقد توبع هشامٌ عليه، حيث جاءت رواية عن مجاعة بن الزبير عن الحسن، ورواها عن مجاعة اثنان:
أحدهما: إبراهيم بن زكريا، وهو ضعيف صاحب مناكير وأغاليط [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)،
والآخر: حبان بن هلال، ثقة ثبت، قال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن مجاعة إلا حبان بن هلال)، ولعله فاتته رواية إبراهيم بن زكريا السابقة، أو لم يعتبر بها؛ لضعف إبراهيم، والإسناد إلى حبان ظاهره الحسن، وإن كان انفراد الطبراني به في هذا الكتاب، وتفرُّد شيخه محمد بن عاصم الأصبهاني به -وقد ذُكر بالفقه، ولم يذكر بمزيد تثبت وحفظ [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)-= قد يحدث شكًّا في صحة هذه الرواية.
ومجاعة كان شعبة يُسأل عنه، وكان لا يجترئ عليه؛ لأنه كان من العرب، وكان يقول: (هو خير الصوم والصلاة)، قال ابن أبي حاتم -تعليقًا على هذا-: (كان يحيد عن الجواب فيه، ودلَّ حيدانه عن الجواب على توهينه) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وقال فيه عبدالصمد: (كان نحو الحسن بن دينار) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، والحسن بن دينار متروك، وقال أحمد: (لم يكن به بأس في نفسه) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، وضعفه الدارقطني، وقال ابن خداش: (ليس مما يعتبر به) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16).
• وخالف الاثنين (هشامًا ومجاعةَ) عن الحسن: قتادة، رواه عن الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، وقد قال أبو زرعة: (قتادة من أعلم أصحاب الحسن)، وقال أبو حاتم: (أكبر أصحاب الحسن قتادة)، وحفظ قتادة وثقته أشهر من أن ينوَّه بهما، وتابعه أبو خزيمة صالح -أو: نصر- بن مرداس العبدي، وهذا قال فيه أبو حاتم: (ليس به بأس) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وذكره ابن حبان في الثقات.
• ورواه يونس بن عبيد عن الحسن قوله، ويونس قدَّمه أبو زرعة على قتادة وهشام بن حسان معًا في الحسن، قال: (يونس بن عبيد أحب إليَّ في الحسن من قتادة؛ لأن يونس من أصحاب الحسن، وقتادة ليس من أقران يونس، ويونس أحب إليَّ من هشام بن حسان)، وقدَّمه أبو حاتم على هشام بن حسان في الحسن.
وتابع يونسَ: عبدالرحمن السراج، رواه عن الحسن من رأيه، وعبدالرحمن ثقة.
وظاهرٌ أن قتادة ويونس بن عبيد يتنازعان التقديم في الحسن، وتوبعا متابعتين جيدتين، بينما هشام بن حسان متأخر عنهما في الدرجة، وتوبع متابعة ضعيفة.
ولذا فروايتهما مُعِلَّة لرواية هشام، وما رواه هشام خطأٌ منه، وهذا ما يشير إليه النسائي؛ حيث أخرج رواية هشام، ثم أعقبها برواية قتادة ويونس، وصرَّح به الذهبي، قال: (وله علة؛ فقد رواه حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن مرسلاً، ورواه بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن وابن سيرين قولهما، وهذا أقوى) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
والظاهر أن لا اختلاف يوجب الترجيح بين وجهَيْ قتادة ويونس، فأما ما رواه قتادة؛ فهو ما عند الحسن من روايةٍ في الباب، وأما رواه يونس؛ فرأيه، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه: لفظ الديلمي من طريق الأنصاري منكر، فقد تتابع الأئمة على روايته من طريق الأنصاري بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الترجل إلا غبًّا، ومثل ذلك زيادة مجاعة: أربعًا أو خمسًا، فإنها لم تأتِ إلا من طريقه، وسبق ضعفه.
2 - تخريج حديث رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه-:
أخرجه النسائي في الصغرى (8/ 132) والكبرى (9267) عن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، وابن عبدالبر في التمهيد (24/ 11) والاستذكار (27/ 78، 79) من طريق سعيد بن سليمان، عن عبدالله بن المبارك، كلاهما عن كهمس بن الحسن، عن عبدالله -قال خالد بن الحارث: بن شقيق، وقال ابن المبارك: بن بريدة-، قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس مشعان، قال: ما لي أراك مشعانًا وأنت أمير؟ قال: كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه، قلنا: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم. لفظ خالد بن الحارث، وقال ابن المبارك: عن ابن بريدة، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه. قلنا لابن بريدة: وما الإرفاه؟ قال: الترجل كل يوم.
وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 60) -ومن طريقه الحارث في مسنده (569 - بغية الباحث)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (3/ 292) -، والنسائي في الصغرى (8/ 185) والكبرى (9268) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعلقه البيهقي في الشعب (8/ 431) عن زهير بن حرب، ثلاثتهم -أبو عبيد والدورقي وزهير- عن إسماعيل بن علية، وأحمد (6/ 22)، وأبو داود (4162) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (6049) - عن الحسن بن علي، كلاهما -أحمد والحسن- عن يزيد بن هارون، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2929)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7238) من طريق الحسن بن سفيان، كلاهما عن إبراهيم بن الحجاج، والبيهقي في الشعب (6050) والآداب (698) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، ثلاثتهم -ابن علية ويزيد وحماد- عن الجريري، عن عبدالله بن بريدة، أن رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى عن كثير من الإرفاه، سئل ابن بريدة عن الإرفاه قال: منه الترجل. لفظ يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية، ونحوه لحماد بن سلمة، وزاد يعقوب عن ابن علية: يقال له: عبيد، يعني: الصحابي، وزاد حماد بن سلمة أن الرجل كان يمشي حافيًا ولا يدَّهن، فقيل له في ذلك: أنت أمير الناس تمشي حافيًا ولا تدَّهن؟! فذكره، وزاد تفسير الإرفاه بالترجل كل يوم -أدرجه في الرواية-، وقال: وكان يأمرنا أن نحتفي أحيانًا، إلا أن أبا عبيد أرسله عن ابن علية، فجعله عن عبدالله بن بريدة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، وزاد تفسير الإرفاه عن الجريري بأنه كثرة التدهُّن، ولم يذكر زهير بن حرب عن ابن علية إلا الاحتفاء، قال: ... عن عبدالله بن بريدة أن رجلاً سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثًا، وقد سمعه معه رجل يقال له: عبيد، فأتاه فقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرنا بالاحتفاء.
وقال يزيد بن هارون: ... عن عبدالله بن بريدة أن رجلاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر، فقدم عليه وهو يمد ناقة له، فقال: إني لم آتك زائرًا، إنما أتيتك لحديثٍ بلغني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجوت أن يكون عندك منه علم، فرآه شعثًا، فقال: ما لي أراك شعثًا وأنت أمير البلد؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهانا عن كثير من الإرفاه، ورآه حافيًا، فقال: ما لي أراك حافيًا؟ قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن نحتفي أحيانًا. لفظ أحمد عن يزيد، جعله من مسند فضالة بن عبيد.
دراسة الأسانيد:
جاء هذا الحديث عن كهمس والجريري، واختُلف عنهما:
أ- الخلاف على كهمس:
اختُلف عنه على وجهين:
• فرواه خالد بن الحارث عنه، عن عبدالله بن شقيق، عن رجل من الصحابة.
• ورواه عبدالله بن المبارك عنه، عن عبدالله بن بريدة، عن رجل من الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالد وابن المبارك ثقتان ثبتان حافظان، وكهمس الذي اختلفا عليه ثقة له أوهام، والظاهر أنه وهم لما حدَّث به خالدَ بن الحارث، فذكر عبدالله بن شقيق، وأصاب لما حدث به ابنَ المبارك، بدليل متابعة الجريري له:
ب- الخلاف على الجريري:
اختُلف عنه:
فرواه عنه ابن علية، واختُلف عنه:
• فرواه يعقوب الدورقي وزهير بن حرب عنه، عن الجريري، عن ابن بريدة، عن رجل من الصحابة.
• ورواه أبو عبيد عن ابن علية، عن الجريري، عن ابن بريدة، مرسلاً.
ويعقوب الدورقي ثقة حافظ، وتابعه أبو خيثمة زهير بن حرب -إن صح عنه؛ إذ لم أجد روايته موصولة-، وأبو خيثمة ثقة ثبت حافظ، والظاهر أن أبا عبيد قصَّر به؛ لحال كتابه في غريب الحديث، فإنه ليس من مقاصده المهمة ذكر الأسانيد، وإنما يهتم بذكر المتون ذات الألفاظ الغريبة، ثم يفسرها. ولذا فرواية الوصل صحيحة.
وقد سمَّى ابنُ علية عن الجريري الصحابيَّ: عبيدًا.
• وتابع ابنَ علية على رواية الوصل: حمادُ بن سلمة، ولم يسمِّ الصحابي.
• ورواه يزيد بن هارون، عن الجريري، عن ابن بريدة، فجعله عن فضالة بن عبيد.
والجريري هو سعيد بن إياس، ثقة، وقد اختلط قبل موته، قال العجلي: (روى عنه في الاختلاط: يزيدُ بن هارون وابن المبارك وابن أبي عدي، وكلُّ ما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو مختلط، إنما الصحيح عنه: حماد بن سلمة والثوري وشعبة وابن علية ... )، وقال أبو داود: (أرواهم عن الجريري: إسماعيل بن علية)، وقد جاء عن يزيد بن هارون ما يفيد أنه سمع من الجريري وقد قيل له: إنه اختلط.
وهذا يبيِّن أن الصواب ما اجتمع عليه إسماعيل بن علية وحماد بن سلمة، وأن في رواية يزيد بن هارون وهمًا من حيث جعله الحديثَ من مسند فضالة بن عبيد، ويؤيد هذا أن كهمسًا تابع الجريريَّ على هذا الوجه -كما سبق-.
وتسمية الصحابي: عبيدًا زاده إسماعيل بن علية، وهو ثقة حافظ أرواهم عن الجريري، فتقبل زيادته لذلك. وقد خطَّأ المزي هذه التسمية، قال: (وهو وهم، والصواب: فضالة بن عبيد) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، واعتمد المزي في ذلك على رواية يزيد بن هارون؛ وقد سبق أن يزيد روى عن الجريري بعد الاختلاط، وأن تسمية فضالة بن عبيد إنما هي من اختلاط الجريري، والصواب في اسمه ما رواه ابن علية: عبيد.
وإسناد الحديث حسن إن كان ابن بريدة سمع الحديث من الصحابي الذي ذكره عنه، إذ لم أجده صرح بسماعه منه.
يتلوه -بعون الله- تخريج بقية أحاديث الباب.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) معرفة الثقات (2/ 360).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) المجروحين (3/ 105).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) تنقيح التحقيق (3/ 242).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) تنقيح التحقيق (1/ 379).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) تنقيح التحقيق (3/ 242).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) البدر المنير (2/ 37).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) وقع فيها اسم شيخ النسائي: علي بن حجر، وكذلك وقع في نسخة أبي القاسم ابن عساكر، والتصويب من تحفة الأشراف (7/ 174)، ويدل عليه رواية السنن الكبرى.
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) هو حوشب بن مسلم الثقفي، قال أبو داود: (من كبار أصحاب الحسن)، ولعل المراد: من قدمائهم، لا أنه مُقدَّم فيه تثبتًا وحفظًا، وقال الأزدي: (ليس بذاك)، وذكره ابن حبان في الثقات.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) بعقب كلمة القطان هذه -في الجرح والتعديل (9/ 55) -: (يعني: الواقفي الأنصاري)، وهذا التفسير من ابن المديني أو ابن أبي حاتم، ومحمد بن عمرو الواقفي هذا كان يحيى بن سعيد يضعفه جدًّا.
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) المعرفة والتاريخ، ليعقوب الفسوي (2/ 53).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) انظر: الجرح والتعديل (2/ 101)، ضعفاء العقيلي (1/ 54)، الكامل (1/ 256)، لسان الميزان (1/ 58).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص563، 564).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) مقدمة الجرح والتعديل (ص154).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الكامل، لابن عدي (6/ 425).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) الجرح والتعديل (8/ 420)، والظاهر من عبارة أحمد أن قصده: الصلاح والتقوى، لا الضبط والحفظ.
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) انظر: لسان الميزان (5/ 16).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) الجرح والتعديل (4/ 414)، وكرره ابن أبي حاتم (8/ 471) باسم: نصر بن مرداس، ونقل فيه قول أبيه: (لا بأس به).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) سير أعلام النبلاء (6/ 363).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) تحفة الأشراف (7/ 226)، تهذيب الكمال (19/ 254، 255)، قال مغلطاي -في إكمال تهذيب الكمال (9/ 108) -: (وأما قول المزي: ... ؛ فهو كله كلام ابن عساكر، لا مدخل للمزي في شيء منه، أغار عليه، وترك من كلامه شيئًا بيَّن وجه الصواب فيه).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - Dec-2009, مساء 04:34]ـ
توطئة:
مرَّ تخريج حديثين من أحاديث النهي عن الترجل إلا غبًّا، وتبدأ هذه الحلقة بإتمام تخريج أحاديث الباب.
3 - تخريج حديث رجل آخر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه-:
سبق تخريجه ودراسته في الحديث (15)، حيث جاء في أكثر طرقه: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يمتشط أحدنا كل يوم ... ، وقد اقتصر بعض الرواة على الامتشاط، ورواه بعضهم بالمعنى، وهذا تخريج رواياتهم:
أخرجه الترمذي في الشمائل (36) -ومن طريقه البغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار (1082) - عن الحسن بن عرفة، عن عبدالسلام بن حرب، عن يزيد أبي خالد [1] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn1)، والنسائي في الصغرى (8/ 131) والكبرى (9263) عن قتيبة، عن أبي عوانة، والحاكم (1/ 168) من طريق أبي الموجه، عن أحمد بن يونس، عن زهير، ثلاثتهم -يزيد وأبو عوانة وزهير- عن داود بن عبدالله الأودي أبي العلاء، عن حميد بن عبدالرحمن، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، به. وقال يزيد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يترجل غبًّا. إلا أن أبا الموجه في روايته عن أحمد بن يونس قال: ... عن حميد بن عبدالرحمن الحميري، أظنه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
دراسة الأسانيد:
سبق بيان صحة هذا الحديث واتصاله، وأما الشكُّ في رواية أبي الموجه عن أحمد بن يونس عن زهير؛ فمطروح بما سبق تخريجه من رواية أبي داود عن أحمد بن يونس، ورواية حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي وأبي غسان؛ ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، ليس في رواياتهم ذلك الشك، وإنما فيها قول حميد: لقيت رجلاً صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- كما صحبه أبو هريرة.
وأما رواية يزيد أبي خالد الدالاني، فقد رواه بالمعنى فأخطأ، وقد كان صدوقًا كثير الخطأ.
4 - تخريج حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 137) من طريق محمد بن موسى الحريري، عن جويرية بن أسماء، وابن عدي في الكامل (2/ 94) من طريق داود بن معاذ، عن ثابت بن زهير، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الترجل إلا غبًّا. لفظ جويرية، وقال ثابت بن زهير: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يترجل غبًّا: يومًا، ويومٌ لا.
دراسة الإسنادين:
أما رواية جويرية، ففيها محمد بن موسى، قال فيه أبو حاتم: (شيخ) [2] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn2)، وذكره العقيلي في الضعفاء، وذكر له هذا الحديث، وقال: (لا يتابع عليه).
وروايته هذه معلولةٌ بما سبق تخريجه عن ابن سعد في طبقاته (4/ 157) قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، قال: حدَّث عبدُالرحمن السراج عند نافع؛ قال: كان الحسن يكره الترجل كل يوم، قال: فغضب نافع، وقال: كان ابن عمر يدَّهن في اليوم مرتين. وأخرجه ابن أبي شيبة (25558) قال: حدثنا وكيع، عن جويرية بن أسماء، عن نافع، أن ابن عمر كان ربما ادَّهن في اليوم مرتين، وعفان ووكيع ثقتان حافظان، وقد روياه عن جويرية فجعلاه عن ابن عمر موقوفًا بالترجل في اليوم مرتين، وهذه الرواية هي الصواب، ومحمد بن موسى أخطأ برفعه الإسناد، وبقلبه معنى المتن.
وأما رواية ثابت بن زهير؛ فثابت ضعيف منكر الحديث، وتركه ابن المديني في المتروكين من أصحاب نافع، وجعله دون جابر الجعفي [3] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn3).
فالحديث عن ابن عمر منكر.
وقد عقب العقيلي رواية جويرية بقوله: (وقد رُوي هذا من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا)، والظاهر أنه يقصد ما سبق من حديث الرجلين من الصحابة.
5 - تخريج أثر أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن أبي شيبة (25560) عن يونس بن محمد، عن أبي هلال الراسبي، عن شيبة بن هشام، عن مغيرة بن الحارث، عن أبي هريرة قال: الترجل غبًّا.
دراسة الإسناد:
فيه أبو هلال الراسبي، فيه لين، وشيبة بن هشام ترجمه البخاري [4] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn4) وابن أبي حاتم [5] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn5)، وذكره ابن حبان في الثقات [6] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn6). فالإسناد على ذلك صالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
41 - (1/ 156) ("ويكتحل" في كل عين "وترًا": ثلاثًا، بالإثمد المطيب، كل ليلة قبل أن ينام؛ لفعله -عليه السلام-، رواه أحمد وغيره عن ابن عباس).
في الاكتحال أحاديث كثيرة، والمخرَّج هنا: ما دلَّ على ما ذكره المصنف؛ من الكحل ثلاثًا قبل أن ينام.
1 - تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنه-:
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص349) -ومن طريقه الترمذي في السنن (1757) والعلل الكبير (528) والشمائل (50) والبيهقي في السنن (4/ 261) والشعب (6008) والآداب (766) والبغوي في شرح السنة (12/ 116) والأنوار في شمائل النبي المختار (1091) -، وابن سعد في الطبقات (1/ 484)، وابن أبي شيبة (25636، 23490) -وعنه ابن ماجه (3499) -، وأحمد (1/ 354)، وعبد بن حميد (573)، والترمذي في السنن (1757) والشمائل (51) عن علي بن حجر، وفي السنن (1757، 2048) عن محمد بن يحيى، وأبو يعلى (2694) -وعنه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه (522) - عن موسى بن محمد بن حيان، والطبري في تهذيب الآثار (18 - مسند ابن عباس) عن سفيان بن وكيع، والعقيلي في الضعفاء (3/ 136) من طريق الحسن بن علي [7] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn7)، وابن الأعرابي في معجمه (1580) عن خلف بن محمد، وابن حبان في المجروحين (2/ 166) من طريق محمد بن يزيد، كلهم -أحد عشر راويًا- عن يزيد بن هارون، وأحمد (1/ 354) عن أسود بن عامر، والترمذي في الشمائل (51) -ومن طريقه البغوي في في شرح السنة (12/ 117) والأنوار (1092) -، والطبري في تهذيب الآثار (19 - مسند ابن عباس)، كلاهما عن عبدالله بن الصباح، والطبري في تهذيب الآثار (19 - مسند ابن عباس) عن أبي كريب، كلاهما -عبدالله بن الصباح وأبو كريب- عن عبيدالله بن موسى، والطبري في تهذيب الآثار (19 - مسند ابن عباس) عن سليمان بن عبدالجبار، وابن سمعون في أماليه (312) من طريق عباس بن محمد، كلاهما -سليمان وعباس- عن الحسن بن عطية، والطبراني في الكبير (11/ 325)، والحاكم (4/ 408)، كلاهما من طريق أحمد بن يونس، أربعتهم -أسود وعبيدالله والحسن بن عطية وأحمد بن يونس- عن إسرائيل بن يونس، والبزار في مسنده (3032 - كشف الأستار) من طريق عمرو بن محمد بن أبي رزين، وابن عدي في الكامل (2/ 31) من طريق بكر بن بكار، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه (523) من طريق أبي عبيدة الحداد، ستتهم -الطيالسي ويزيد بن هارون وإسرائيل وابن أبي رزين وبكر بن بكار وأبو عبيدة- عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم بالإثمد؛ فإنه يجلو البصر وينبت الشعر»، وزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثًا في هذه، وثلاثًا في هذه. لفظ أبي داود، وقال إسرائيل: ... أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام، ثلاثًا في كل عين. وقال يزيد بن هارون -ونحوه لابن أبي رزين وبكر بن بكار وأبي عبيدة الحداد-: كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثًا في كل عين. وزاد محمد بن يحيى عن يزيد بن هارون ألفاظًا في التداوي.
دراسة الأسانيد:
قال الطبري: (وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلل:
إحداها: أنه خبر لا يُعرف له مخرج يصح من حديث عكرمة عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه.
والثانية: أنه من رواية عكرمة عن ابن عباس، وقد بينا قولهم في عكرمة فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا.
والثالثة: أنه من رواية عباد بن منصور عن عكرمة، وفي نقل عباد عندهم معانٍ يجب التثبت فيه من أجلها) [8] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn8).
والمؤثر مما ذكر الطبري: الأولى والثالثة، فحديث عكرمة محفوظٌ معروف، رواه الثقات الكبار من أصحابه، ولا يصح أن ينفرد بهذا الحديث عنه عباد بن منصور، وفيه من الكلام ما فيه -كما سيأتي-، قال الترمذي: (حديث ابن عباس حديثٌ حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور)، وعباد بن منصور توافرت كلمات الأئمة في تضعيفه، وذكروا أنه يدلس، وخصُّوا بذلك روايته عن عكرمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما تضعيف روايته عن عكرمة؛ فقال أبو حاتم: (في روايته عن عكرمة وأيوب ضعف) [9] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn9)، وأما تدليسه عنه؛ فقال البخاري: (عباد عن إبراهيم بن أبي يحيى عن داود عن عكرمة، وربما دلسها فجعلها عن عكرمة) [10] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn10)، وقال أبو حاتم: (ونرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبي يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس)، وقال البزار: (روى عن عكرمة أحاديث ولم يسمع منه)، وقال ابن حبان: (وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين، فدلسها عن عكرمة).
وقد بيَّن ذلك هو بنفسه في حديثنا هذا خاصةً وحديثٍ آخر، قال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قلت لعباد بن منصور الناجي: عمَّن سمعت «ما مررت بملأ من الملائكة ... »، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكتحل بالليل ثلاثًا؟ فقال: (حدثني ابن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس) [11] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn11).
وابن أبي يحيى الذي أخذ عبادٌ الحديثَ عنه هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك مشهور الترك، متهم بالكذب وبألوان من البدع، وداود بن الحصين في روايته عن عكرمة خاصة نكارة، قال ابن المديني: (ما روى عن عكرمة؛ فمنكر الحديث)، وقال أبو داود: (أحاديثه عن عكرمة مناكير ... ).
إلا أنه جاء التصريح من عباد بالتحديث عن عكرمة في هذا الحديث، وذلك في رواية العقيلي من طريق الحسن بن علي عن يزيد بن هارون، ورواية ابن عدي من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن عباد، فأما رواية الحسن بن علي -وهو الحلواني-؛ فإن صحت عنه، فقد رواه أئمة كبار -كما سبق- عن يزيد بن هارون لم يذكروا هذا التصريح، وأما بكر بن بكار؛ فإنه ضعيف [12] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn12)، وهذا التصريح تنقضه حكاية عباد بن منصور السابقة، ولا يثبت.
وبهذا تتبين شدة نكارة هذا الحديث وضعفه.
هذا، وقد نقل الترمذي عن البخاري قوله: (هو حديث محفوظ، وعباد بن منصور صدوق) [13] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftn13)، وقال الحاكم: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يتكلم فيه بحجة).
والراجح نكارة الحديث؛ للدلائل المذكورة آنفًا.
2 - تخريج حديث عائشة -رضي الله عنها-:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 433، 434) -ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1723) - وابن مردويه في أماليه (13) -ومن طريقه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 277) - من طريق سيف بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وأبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه (521) من طريق أبي أسامة، عن محمد بن عبيدالله، عن أم كلثوم، كلاهما -عروة وأم كلثوم- عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكتحل كل ليلة. لفظ عروة، وزاد فيه ألفاظًا في الاحتجام والتداوي، وقالت أم كلثوم: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إثمد يكتحل به عند منامه في كل عين ثلاثًا.
دراسة الأسانيد:
جاء من طريقين عن عائشة:
أ- طريق هشام بن عروة عن أبيه:
ورواه عن هشام: سيف بن محمد، وهو كذاب وضاع.
ب- طريق أم كلثوم عن عائشة:
ورواه عن أم كلثوم: محمد بن عبيدالله، وهو العرزمي، متروك الحديث، وقد روي عنه من حديث أنس، ويأتي -إن شاء الله-.
فهذان الطريقان شديدَي الوهاء، ولا يثبت الحديث عن عائشة.
3 - تخريج حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه (525) -ومن طريقه البغوي في الأنوار في شمائل النبي المختار (1094) - من طريق محمد بن القاسم الأسدي، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين (7) وأبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 252) من طريق يوسف بن أسباط، كلاهما -محمد بن القاسم ويوسف بن أسباط- عن محمد بن عبيدالله العرزمي، وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين (7) من طريق يوسف بن أسباط، عن الثوري، كلاهام -العرزمي والثوري- عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك قال: كانت للنبي -صلى الله عليه وسلم- مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثًا ثلاثًا. لفظ يوسف بن أسباط، وزاد فيه في كراهية الكي والطعام الحار، وقال محمد بن القاسم: كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كحل أسود، إذا أوى إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
فراشه كحل في هذا العين ثلاثًا، وفي هذا العين ثلاثًا.
دراسة الأسانيد:
أما العرزمي، فقد سبق بيان حاله في حديث عائشة، وأما متابعة الثوري له؛ فمنكرة، إذ لم أعرف بعض رواتها عند أبي سعيد النقاش، ويوسف بن أسباط له غلط في الحديث كثير، ويشتبه عليه فيه، ولا يقبل أن يتفرد عن الثوري بهذا، خاصة أنه قرن الثوري بالعرزمي، فلعله دخل عليه حديث هذا في حديث هذا.
ومتن الحديث في كراهية الطعام الحار، وقوله: (عليكم بالبارد؛ فإنه ذو بركة، ألا وإن الحار لا بركة فيه) = دليل على نكارته وضعفه، وأنه من روايات المتروكين والضعفاء، لا من رواية مثل الثوري.
وفي الحديث علة أخرى، وهي ما حكاه الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي: هل رأى صفوانُ بن سليم أنسَ بن مالك؟ فقال: (لا، و لا تصح روايته عن أنس).
ــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref1) وقع في الشمائل: يزيد بن أبي خالد، وكذا في تحفة الأشراف (11/ 142)، ولعل صوابه كما أثبت، ونبه عليه الجليمي محقق الشمائل، وصححوه في المسند الجامع (18/ 582).
[2] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref2) الجرح والتعديل (8/ 84).
[3] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref3) انظر: لسان الميزان (2/ 76).
[4] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref4) التاريخ الكبير (4/ 242).
[5] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref5) الجرح والتعديل (4/ 336).
[6] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref6) (6/445).
[7] (http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref7) سقط رجلان من إسناده في مطبوعتي قلعجي وحمدي السلفي، والإتمام من مطبوعة السرساوي (4/ 100).
[8] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref8) تهذيب الآثار (1/ 472، 473 - مسند ابن عباس).
[9] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref9) الجرح والتعديل (6/ 86).
[10] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref10) التاريخ الكبير (6/ 40)، وقد جُعل نصُّ البخاري في المطبوع في فقرة مستقلة، والظاهر أنه تابع لترجمة عباد بن منصور السابقة له.
[11] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref11) ضعفاء العقيلي (3/ 136، 137)، المجروحين، لابن حبان (2/ 166).
[12] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref12) انظر: لسان الميزان (2/ 48).
[13] ( http://alukah.net/articles/1/9406.aspx#_ftnref13) ترتيب علل الترمذي الكبير (ص288)، ويحتاج مصطلح (حديث محفوظ) عند البخاري إلى تقصٍّ ودراسة، وقد قال الترمذي في موضع من علله الكبير (ص135) عن حديثٍ: قلت -يعني: للبخاري-: هو صحيح؟ قال: (أرجو أن يكون محفوظًا)، وقد قالها البخاري في حديثٍ مرسل -كما في ترتيب علل الترمذي (ص134) -، وقال في حديثٍ -فيه (ص263) -: (هو حديث حسن إن كان محفوظًا)، قال الترمذي: ولم يعرفه. فالله أعلم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[29 - Dec-2009, مساء 01:54]ـ
42 - (1/ 157، 158) ("وتجب التسمية في الوضوء مع الذكر" ... ؛ لخبر أبي هريرة مرفوعًا: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»، رواه أحمد وغيره).
البحث في أحاديث التسمية على الوضوء طويل جدًّا، وقد أطال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تخريجها في كتاب مستقل، سماه "كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء" [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وقد خلص فيه إلى ثبوت أحاديث التسمية عند الوضوء بطرقه، وخالف في ذلك جمعًا من أئمة الحديث المتقدمين الذين ضعّفوا أحاديث الباب، وسيأتي ذكرهم وذكر أقوالهم.
ولذا؛ فسأكتفي في التخريج بتخريجاته وإحالاته، وسأثبت هنا نقدًا لكتابه وتعرُّضًا لما أراه وقع فيه من خلل [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
وإلى الشيخ أشير بقولي: "المؤلف"، وقد ألخّص كلامه اختصارًا، وقد أزيد أشياء مهمةً فاتته، أو عزوًا أو تخريجًا، أشرتُ إلى ذلك أم لم أشر.
1 - أعلَّ (ص13) حديث أبي بكر بليث بن أبي سليم، ولم يذكر أن شيخه حسين بن عمارة مجهول، قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: (ما أدري) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن غالب رواية ليث بن أبي سليم عن صغار التابعين، وأولاء لم يلحقوا أبا بكر -رضي الله عنه-، ولم يرووا عنه، فالانقطاع وارد في رواية حسين بن عمارة عن أبي بكر.
ويدل لذلك: أن حسين بن عمارة هذا يروي عن بكر بن عبد الله المزني -كما ذكر ابن أبي حاتم-، وبكر من الوسطى من التابعين -حسب تقسيم ابن حجر-.
فاجتمع في هذا الوقفُ والضعفُ والجهالةُ والإرسال.
2 - ذكر (ص 13، 14) في حديث أبي سعيد الخدري: كثيرَ بن زيد الأسلمي، وخلص إلى أنه إلى القوة أقرب منه إلى الضعف، وذكر في أقوال الأئمة: أن الطبري ضعفه.
والطبري إنما نقل ذلك عن جماعة من المحدثين -كعادته في نقل إعلال الأحاديث في تهذيب الآثار-، قال: (وكثير بن زيد عندهم ممن لا يحتج بنقله).
وكلمات الأئمة تُليِّن كثيرًا؛ لعدم بلوغه مرتبة الثقة، وهو أقلُّ أيضًا من درجة الصدوق حسن الحديث، فإن من قوَّى حاله قرن ذلك بتليين -سوى أحمد-، فابن معين كان يقول: (ليس بشيء)، ثم قال فيه: (ليس بذاك القوي)، وقال: (صالح)، وقال: (ليس به بأس)، وقال أبو زرعة: (صدوق، فيه لين)، وقال أبو حاتم: (صالح، ليس بالقوي، يكتب حديثه)، وقال يعقوب بن شيبة: (ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو)، وكأن كلمةَ يعقوب هذه تفسيرٌ لكلام الأئمة السابق، حيث إن مفاد تقويتهم أمره: أنه ليس بالساقط المتروك، لكنه ضعيف.
وابن حبان -وإن ذكره في الثقات-، فقد ذكره في المجروحين أيضًا، وقال: (كان كثير الخطأ على قلة روايته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد) [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
فكثير -فيما يظهر- ضعيفٌ صالح للاعتبار، وليس صدوقًا حسنَ الحديث ولا ثقة [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
3- ذكر المؤلف (ص14) ربيح بن عبد الرحمن، وذكر قول ابن عدي فيه: (أرجو أنه لا بأس به)، وكلمة ابن عدي هذه يستعملها كثير من الباحثين في إثبات أن من قيلت فيه صدوق، وليست هذه الكلمة مفيدة ذلك دائمًا، ونبّه إلى ذلك الشيخ المعلمي [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، والشيخ الألباني، قال: (ثم إن قول ابن عدي: "أرجو أنه لا بأس به" ليس نصًّا في التوثيق، ولئن سُلِّم؛ فهو أدنى درجة في مراتب التعديل، أو أول مرتبة من مراتب التجريح، مثل قوله: "ما أعلم به بأسًا"، كما في «التدريب» ص234) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
وأما قول أبي زرعة في ربيح: (شيخ)، فلا تدل على التضعيف المطلق، إلا أنها ليست دالة على الضبط، وهي إلى وصفِهِ بالتحمل والرواية مع عدم معرفة الحال أقرب، قال ابن القطان: (فأما قول أبي حاتم: "شيخ"، فليس بتعريف بشيء من حاله، إلا أنه مُقلّ، ليس من أهل العلم، وإنما وقعت له رواية أُخذت عنه) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وقد توصل بعض أفاضل الباحثين (وهو الشيخ أبو تيمية إبراهيم الميلي) إلى هذه النتيجة، بتتبع من قيلت فيه هذه الكلمة من الرواة [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
فأبو زرعة لم يحكم على ربيح؛ لأنه علم أن له رواية، إلا أنه لا يدري حالَهُ في الضبط، وتفسير ابن أبي حاتم موافق لهذا، فغير معروف الحال يُكتب حديثه، ويُنظر فيه: فإن وافق الثقات قُبل، وإلا أو تفرد؛ رُدّ.
ولم يعرف الإمام أحمد ربيحًا، قال: (ربيح رجل ليس بمعروف)، وأعلّ به هذا الحديث، وقال -في رواية خطاب بن بشر: (ليس الخبر بصحيح، روي عن رجل ليس بالمشهور) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10).
وأسند أبو عبيد القاسم بن سلام حديثًا، ثم أسند هذا الحديث، ثم عقب عليهما بقوله: (فأما الحديثان الأولان، فقد كان بعض أهل الحديث يطعن في إسنادهما ... ، ولِمَا في الآخر من ذكرٍ لرجلٍ ليس يُروى عنه كثيرُ علم) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، ويظهر أنه يشير بكلامه هذا إلى ربيح، وقوله فيه كالحكم بجهالته وقلة روايته، ونَقَلَ عن بعض أئمة الحديث أنهم كانوا يطعنون في إسناد الحديث بسببه.
وقد قال المؤلف (ص15) تعليقًا على كلام الإمام أحمد: (فمن عرف حجة على من لم يعرف، وقد عرفه غيره)، وفي قوله هذا نظرٌ بالنظر إلى كلمتي ابن عدي وأبي زرعة؛ لما سبق من عدم إفادتهما شيئًا في حال الرجل في ضبطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن تعليقه السابق صحيحٌ بالنظر إلى كلام الإمام البخاري في ربيح، فقد قال فيه: (منكر الحديث) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، ولم يُجِبِ المؤلف عن قول البخاري هذا إلا بأن قال: (ويغلب على ظني -والله أعلم- أن حكم البخاري -رحمه الله- له اعتبار آخر، بخلاف حال ربيح في نفسه، فقد يكون روى شيئًا رآه البخاري منكرًا، فألصق التبعة بربيح، أو نحو ذلك)!
وهذا غريب من المؤلف -وفقه الله-، فكلمة هذا الإمام هي أصرح ما قيل في الرجل، والجواب عن جوابه جوابان:
أحدهما: بعدم التسليم بما ذكر، فإن عموم إطلاق البخاريِّ النكارةَ على حديث ربيح لا ينبغي أن يُخصَّ إلا بدليل ظاهر، وليس ثَمَّ شيءٌ من ذلك،
والآخر: على التسليم به، فدلالة الكلمة على الضعف باقية -خاصة في هذا الحديث-، من وجهين:
الأول: أن ألصَقَ روايةٍ من روايات ربيحٍ بحكم البخاري على ربيح: هي هذا الحديث، فقد عقّب الترمذيُّ هذا الحديثَ بنقل كلام البخاري، فأولى الأحاديث بتحميل ربيحٍ نكارتها: هذا الحديث.
الثاني: أن ربيحًا قليل الحديث -كما سبق في تفسير كلمة أبي زرعة، وفي نصِّ كلام أبي عبيد، وكما قال ابن عدي بعد أن أسند لربيح نحو ثمانية أحاديث في ترجمته في الكامل: (ولربيح غيرُ ما ذكرت شيءٌ يسير من الحديث، وعامةُ حديثه ما ذكرتُه) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)-، ولو كان روى شيئًا ألصَقَ البخاري به التبعةَ في نكارته فَوَصَفَهُ بأنه (منكر الحديث)، فإن ربيحًا إذن ضعيفٌ أو ضعيفٌ جدًّا، إذ هو -على قلة حديثه- يروي ما يستحق أن يصفه البخاري بسببه بأنه (منكر الحديث)، والبخاري وصفه بنكارة الحديث، ولم يقتصر على الضعف أو اللين، ومن روى المنكرات وحديثُهُ قليل؛ فأولى به أن يكون عامة حديثه منكرًا، خاصة إذا تفرّد أو خالف.
وقد دلَّ صنيعُ ابن عدي لما أدخل عامة أحاديث ربيح في ترجمته في الكامل على أنها من مناكيره، إذ من عادة ابن عدي أن يذكر في ترجمة الراوي ما أُنكر عليه، ولحقه بروايته وصف الضعف، واستحق به أن يُدخل في الضعفاء، وقد نصَّ على ذلك ابن عدي نفسُه، وغير واحد من أئمة الاستقراء. وهذا الصنيع من ابن عدي موافقٌ لحكم البخاري في نكارة حديث ربيح.
وقد كرر ابن عدي هذا الحديث مرتين في كتابه الكامل: في ترجمة كثير بن زيد، وترجمة ربيح، وسبق منهجه في إيراد الأحاديث في كتابه، بل وأعلّه بتفرد كثير به، قال: (ولا أعلم يروي هذا الحديث عن ربيح غير كثير بن زيد) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
وقد تفرد بالحديث كثير وربيح -على ضعفهما-، قال البزار: (لا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلا بالإسناد المذكور) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15).
فهذا الحديث منكر، تفرد به ضعيفان، أحدهما منكر الحديث. وإنما اعتبره الإمام أحمد بن حنبل أحسن أحاديث الباب؛ لخفاء حال ربيح عليه، إذ لم يعرفه، وقد عرفه البخاري فأنكر حديثه، ووافقه ابن عدي.
تنبيه: ظهر ما في قول الذهبي: (وربيح صويلح ما ضُعِّف) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16) من نظر.
وقد ذكر الذهبي هناك أنه تابع كثيرًا عن ربيح أربعة، ولم أجد ذلك، والظاهر أنه أراد أنه توبع زيد بن الحباب عن كثير، ردًّا على حكم ابن عدي بتفرد زيد عنه. والله أعلم.
4 - ذكر المؤلف (ص16) حديث يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة، ونقل عن الشوكاني أنه ليس في إسناده ما يسقطه عن درجة الاعتبار. وفي هذا نظر؛ ففي الحديث علل، وقد شرحها ابن الملقن بكلام جيد، قال: وحاصل ما يُعلل به هذا الحديث الضعف والانقطاع:
أمّا الضعف:
? فيعقوب بن سلمة لا أعرف حاله، وقال الذهبي في الميزان: "شيخ ليس بعمدة".
? وأمّا أبوه سلمة؛ فلم يعرف حاله المزي ولا الذهبي، وإنما قال في الميزان: "لم يروِ عنه غير ولده"، وقد ذكره أبو حاتم ابن حبان في ثقاته، وقال: "ربما أخطأ".
وأمّا الانقطاع:
فقال الترمذي -في علله-: سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث، فقال: "محمد بن موسى المخزومي لا بأس به، مقارب الحديث، ويعقوب بن سلمة مدنيٌّ، لا يُعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة") ا. هـ كلام ابن الملقن [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
وأعلّه بهذه العلل أيضًا: العلامة مغلطاي [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد علّق ابن حجر على كلمة ابن حبان في سلمة، فقال: (وهذه عبارةٌ عن ضعفه، فإنه قليل الحديث جدًّا، ولم يروِ عنه سوى ولده، فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى، فكيف يوصف بكونه ثقة؟!) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19).
فالحديث فيه جهالة، وضعف، وانقطاع في موضعين، فسقوطه عن درجة الاعتبار فيه ظهور.
ثم ذكر المؤلف الروايات الأخرى عن أبي هريرة:
أ- رواية محمد بن سيرين:
وقد بيَّن أن راويها إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري ضعيف، ويروي المناكير، وشيخه علي بن ثابت مجهول.
وقد تفرد علي بن ثابت هذا -فيما وجدتُ- بهذا الحديث عن محمد بن سيرين، وتفرُّد هذا المجهول ومثلِهِ عن هذا الإمام ومثلِهِ منكر.
واجتماع الضعف وتفرد المجهول نكارةٌ شديدة، ونقل المؤلف أنه أنكر هذه الروايةَ ابنُ الجوزي في الموضوعات -بل قال: (حديث ليس له أصل) -، وابنُ حجر في اللسان.
ب- رواية أبي سلمة:
وقد بيَّن المؤلف عللها:
? ففيها محمود بن محمد الظفري، قال فيه الدارقطني: (لم يكن بالقوي) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، ونقل كلمةَ الدارقطني الذهبيُّ، فقال: (قال الدارقطني: "ليس بالقوي، فيه نظر") [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)،
? وشيخه أيوب بن النجار لم يسمع -كما ذكر هو نفسه- من شيخه في هذه الرواية (يحيى بن أبي كثير) إلا حديثًا واحدًا، ليس هو هذا الحديث.
واجتماع هاتين العلتين يؤكد النكارة، حيث إن ضعف الظفري أدى به إلى التحديث بهذا الحديث الذي لا أصل له عن يحيى بن أبي كثير.
وقد أعلّه الدارقطني في الأفراد بتفرد محمود عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
ولذا؛ فقد قال الذهبي: (قلت: هذا منكر، وقال الدارقطني: "محمود بن محمد ليس بالقوي، فيه نظر"، قلت: أيوب من رجال الصحيحين، صدوق، لا يحتمل مثل هذا أصلاً، فالآفة من محمود) ا. هـ[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
ج- رواية مجاهد عن أبي هريرة:
وذكر المؤلف -نقلاً عن ابن حجر- أن فيها مرداس بن محمد، وهو من ولد أبي موسى الأشعري، ضعفه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (يغرب وينفرد)، وبقية رجاله ثقات.
ومرداس هذا هو أبو بلال الأشعري، عينه به الحافظ ابن حجر [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وهو مشهور بكنيته، ضعفه الدارقطني، وليّنه الحاكم، وذكر ابن حبان -كما سبق- أنه يغرب وينفرد.
وتوثيق ابن حجر لبقية رجال الحديث فيه نظر، فشيخ أبي بلال: محمد بن أبان غير معروف، قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي: (محمد بن أبان لا أعرفه الآن) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وقد غلّب ابن القطان أنه محمد بن أبان الجعفي جدُّ مشكدانه [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وهو محتمل، فإن يكنه؛ فإنه ضعيف؛ ضعفه أحمد وابن معين والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وابن حبان [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27)،
وشيخُهُ أيوب بن عائذ وثّقه الأكثر، وذكر ابن المديني أن له نحو عشرة أحاديث، ومع ذلك قال ابن حبان فيه: (يخطئ)، ويُنظر في إمكان سماع ابن عائذ من مجاهد.
وقد انتقد ابنُ القطان إعلالَ عبد الحق الحديثَ بمحمد بن أبان، فقال: (وقد ترك في الإسناد من يعتلّ الخبر به، لم يعرض له، وهو الراوي له عن محمد بن أبان، وهو مرداس بن محمد) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، وكانُ ابن القطان لم يعرف مرداس هذا، قال: ( ... في إسناده من لا يُعرف البتة، وهو راويه عن محمد بن أبان، وهو مرداس بن محمد بن عبدالله بن أبي بردة، فاعلم ذلك) [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29)، فتعقبه ابن حجر، قال: (هو مشهور بكنيته، أبو بلال ... وقول ابن القطان: "لا يُعرف البتة" وهم في ذلك؛ فإنه معروف) [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30).
وقد قال الذهبي: (مرداس بن محمد بن عبدالله، عن أبان الواسطي. لا أعرفه، وخبره منكر في التسمية على الوضوء) [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31)، وتعيين محمد بن أبان بالواسطي لم أجده إلا هنا، ومحمد بن أبان الواسطي متأخر عن طبقة أيوب بن عائذ، فهو يروي عن طبقة تلاميذ أيوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالعموم، فهذا حديث من تفردات وإغراب أبي بلال الأشعري، وهو ضعيف، وتفردات الضعفاء منكرة، ومجاهد إمام حافظ كبير، فلا يُقبل الحديث عنه وقد جاء من هذه الطريق الضعيفة المنظور فيها، التي تفرد بها ضعيف، وفيها مَنْ يحتمل أنه ضعيف. ولذا أنكر هذا الحديث الحافظ الذهبي -كما سبق-.
فقول المؤلف (ص20) -بعد هذا الحديث-: (فمثله يصلح للاعتبار) فيه نظر، فهذه حال أبي بلال، وهذه حال السند الذي تفرد به -على ضعفه-، وهو مما يحرص عليه الثقات لو صح؛ فانقطاع الروايات عن مجاهد إلا من هذه الطريق مع ما له من أصحاب ثقات= دليل على نكارتها وضعفها.
هذه الروايات التي ذكرها المؤلف عن أبي هريرة، وتبيَّن أنها تدور بين المنكرة والمنكرة جدًّا، وتعضيدها ببعضها تساهلٌ لا يجري على طريقة أئمة الحديث النقاد.
يتلوه -إن شاء الله- مناقشة المؤلف في حديث سعيد بن زيد -رضي الله عنه-، وفي الأحاديث الأخرى.
ــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) طُبع في مكتبة التوعية الإسلامية بالقاهرة، عام 1408.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) بعد كتابته وقفت على ما كتبه شيخنا د. أحمد بن محمد الخليل في نقد هذا الكتاب في كتابه "مستدرك التعليل على إرواء الغليل" (ص57 - 70)، وهو نقد قيِّم، وفيه شيء يسير بحاجة إلى تحرير، وأرجو أنه محرر في نقدي هذا.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) الجرح والتعديل (3/ 61).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) (2/222).
[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5) كان هذا تلخيصًا لحال كثير بن زيد في أصل التعقبات على (كشف المخبوء)، ثم جرى حوله نقاش في بعض المنتديات العلمية على الشبكة الإلكترونية (ملتقى أهل الحديث)، فكتبتُ تفصيلاً لحاله وأقوال الأئمة فيه:
أقوال من قوّاه أو وثقه:
قال عنه محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي: (ثقة)، وقال أحمد بن حنبل: (ما أرى به بأسًا)، وقال ابن عدي: (ولكثير بن زيد عن غير الوليد بن رباح أحاديث لم أذكرها، ولم أرَ به بأسًا، وأرجو أنه لا بأس به)، وقال أبو زرعة -كما في الجرح (7/ 151) -: (صدوق، فيه لين)، وهذه الكلمة وإن كان ظاهرها اعتبار كثير صدوقًا، إلا أن أبا زرعة لم يغفل جانب الضعف فيه، فغمزه باللين. وقال الحاكم -في المستدرك (1/ 47) -: (فأما الشيخان؛ فإنهما لم يخرجا عن كثير بن زيد، وهو شيخٌ من أهل المدينة، من أسلم، كنيته أبو محمد، لا أعرفه بجرحٍ في الرواية، وإنما تركاه لقلة حديثه)، وقد تعقبه الشيخ الألباني بأنه وُثق وضُعف ومُشِّي -كما تراه في السلسلة الصحيحة (6/ 283) -، وقال الحاكم أيضًا -في المستدرك (1/ 217) -: (كثير بن زيد وأبو عبد الله القراظ مدنيان لا نعرفهما إلا بالصدق). وقال ابن القطان -في بيان الوهم والإيهام (5/ 211) - في حديثٍ: (وينبغي أن يُقال فيه: حسن، لِمَا بكثير بن زيد من الضعف، وإن كان صدوقًا)، وإن كان قال في موضع آخر -في البيان (4/ 644) -: (ضعيف).
وقال ابن عبد الهادي -في تنقيح التحقيق (4/ 595) -: (صدوق، وقد تكلم فيه بعض الأئمة)، وقال ابن حجر -في تغليق التعليق (3/ 282) -: (وكثير بن زيد أسلمي، لينه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وقال أحمد: ما أرى به بأسًا، فحديثه حسن في الجملة ... )، وهذان الإمامان وإن خلصا إلى أنه صدوق، فقد بيّنا أنه مغموز مُضعَّف.
حال كثير بن زيد عند ابن معين:
روى ابن أبي مريم عن ابن معين أنه قال في كثير: (ثقة)، وروى الدورقي عنه قوله: (ليس به بأس)، والروايتان في الكامل لابن عدي (6/ 67)، ولعل فيهما نظرًا، أو قَصَدَ ابن معين بهما غير ظاهرهما، كأن يكون وقوعهما في مقارنة بين اثنين -وربما كان الآخرُ: كثيرَ بن عبد الله بن عمرو بن عوف، فكثيرًا ما يُقارن بينهما، وابن زيد أقوى من ابن عبد الله-، أو نحو ذلك؛ حيث إن أكثر الروايات عن ابن معين على خلافهما، وفي الرواة عنه من هو أعرف به وأجلّ من غيره، فرواية ابن أبي خيثمة عن ابن معين -في تاريخه (2/ 336 - السفر الثالث) -، قال: وسئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد، روى عنه عبد المجيد الحنفي -كذا-؟ قال: (ليس بذاك القوي)، وكان قال أول: (ليس بشيء)، ونحوه في رواية الحنبلي عن ابن أبي خيثمة -عند ابن حبان في المجروحين (2/ 222) -، قال: وكان قال: (لا شيء)، ثم ضرب عليه. فهذا كالصريح في أن ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
معين عدل عن قوله الأول إلى قوله: (ليس بذاك القوي)، وهذه الرواية مشعرة بأن الرأي المتأخر لابن معين في كثير بن زيد هو تضعيفه، ويؤيدها رواية ابن محرز، قال -كما في معرفة الرجال (1/ 70) -: سمعت يحيى -وقيل له: كثير بن زيد مدني؟ - قال: (نعم، ضعيف)، وقد روى عبدالله بن شعيب الصابوني عن ابن معين قوله في كثير: (ليس بذاك القوي)، وقال المفضل بن غسان الغلابي ومعاوية بن صالح عن ابن معين: (صالح)، والأصل في إطلاق (صالح) عند الأئمة: إطلاقه على من يستشهد بهم -كما قرره الشيخ السليماني في شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل (ص146) -، ويبين ذلك إطلاقات كلمة (صالح) عند ابن معين، ومن أظهر ذلك: قول ابن محرز -في معرفة الرجال (1/ 70) -: سألت يحيى عن مندل بن علي، فقال: (ليس بذاك)، وضعّف في أمره، ثم قال: (هو صالح)، وهذا التفسير لإطلاق كلمة (صالح) ينفي ما قد يظهر من تعارض بين تضعيفِ ابن معين كثيرَ بن زيد، وقولِهِ فيه: (صالح).
أقوال من ضعَّف كثير بن زيد:
نقل ابن جرير الطبري تضعيفه عن جماعة من أئمة الحديث، قال -كما في تهذيب التهذيب (8/ 371) -: (وكثير بن زيد عندهم ممن لا يحتج بنقله)، وضعفه يحيى بن معين -كما سبق-، وقال ابن المديني -كما في سؤالات ابن أبي شيبة (ص95) -: (هو صالح، وليس بالقوي)، وهذا يؤيد تفسير إطلاق (صالح) بالضعف غير الشديد، الذي يعتبر برواية من وقع عليه، وقال أبو حاتم -كما في الجرح (7/ 151) -: (صالح، ليس بالقوي، يكتب حديثه)، ويُلاحظ الاتفاق أو شبهه بين كلمتي الحافظين الإمامين ابن المديني وأبي حاتم، وقال يعقوب بن شيبة -كما في تاريخ دمشق (50/ 25) -: (كثير بن زيد ليس بالساقط، وإلى الضعف ما هو)، وقال النسائي -في الضعفاء (505) -: (ضعيف)، وقال ابن حبان -في المجروحين (2/ 222) -: (كان كثير الخطأ على قلة روايته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد)، وذكر ابن عبد البر -في التمهيد (21/ 14) - حديثًا فيه كثير، ثم قال: (إسناده ليس بالقوي)، وأغلب الظن أن سبب ذلك عنده: كثير، وقال الحافظ عبدالحق الإشبيلي -في الأحكام الوسطى (3/ 275) -: (وهو ضعيف عندهم، وإن كان قد روى عنه جلة)، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء (3/ 22)، وضعفه المنذري -كما في عون المعبود (14/ 54) -، وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء، وفي ديوان الضعفاء، وقد كان الحافظ البزار قال -كما في البدر المنير (2/ 78) -: (روى عنه جماعة من أهل العلم، واحتملوا حديثه)، وهذه الكلمة يقرنها البزار كثيرًا بقوله في بعض الرواة: (لين الحديث)، و (ليس بالقوي)، و (لم يكن بالحافظ)، ونحوها، وقالها في الثقة ومن لم يكن به بأس عنده، ويشبه أحيانًا أن يكون مقصوده أن الرواة كتبوا حديث الرجل، ولم يتركوه لشدة ضعف ونحوه، بل احتملوه فرووا عنه، وانظر: شفاء العليل للسليماني (ص147)، والحاصل أن هذه ليست كلمة تعديل من البزار، بل هي إلى الجرح أقرب، والله أعلم.
وهذا الاجتماع من أكثر أئمة الحديث وأكبرهم وصيارفته ونقاده على تضعيف كثير بن زيد يبيّن بجلاء أن كثيرًا ضعيف، وأنه إنما وثقه بعض الأئمة أو قوى أمره لأنه لم يكن شديد الضعف، بل هو محتمل، يعتبر به ويستشهد، إلا أنه لا يحتج به ولا يقبل عند تفرده. وقد بيَّنت كلمةُ الحافظ يعقوب بن شيبة كلماتِ الأئمة ولخّصَّتْها، حيث قال: (كثير بن زيد ليس بالساقط، وإلى الضعف ما هو). والله أعلم.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) انظر: حاشية الفوائد المجموعة (ص35، 459).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) الضعيفة (3/ 112).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) بيان الوهم والإيهام (4/ 627).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) ذكر ذلك في كلام له في (ملتقى أهل الحديث) على الشبكة الإلكترونية.
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) شرح مغلطاي على ابن ماجه (1/ 338).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) الطهور (ص66).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ترتيب علل الترمذي الكبير (ص33).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) الكامل (3/ 173، 174).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الكامل (3/ 173).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) البدر المنير (2/ 78).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) تنقيح التحقيق، للذهبي (1/ 44).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) البدر المنير (2/ 70).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) شرح ابن ماجه (1/ 342 - 344).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) التلخيص الحبير (1/ 72).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) العلل (14/ 295).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) تنقيح التحقيق (1/ 45).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) أطراف الغرائب والأفراد (2/ 364).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) تنقيح التحقيق (1/ 45).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) لسان الميزان (6/ 14).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) الأحكام الوسطى (1/ 163).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) بيان الوهم والإيهام (3/ 227).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) انظر: الجرح والتعديل (7/ 199)، المجروحين (2/ 260)، تعجيل المنفعة (ص357).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) بيان الوهم والإيهام (5/ 661).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) السابق (3/ 227).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) لسان الميزان (6/ 14).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) ميزان الاعتدال (4/ 88)، ولعل صواب قوله: (أبان الواسطي): محمد بن أبان -كما في التعليق المغني بحاشية الدارقطني (1/ 74) -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 12:24]ـ
توطئة:
مضى في الحلقة السابقة شطرٌ من مناقشة كتاب "كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء" للشيخ أبي إسحاق الحويني.
وأواصل في هذه الحلقة مناقشة الكتاب؛ بادئًا بمناقشة حديث سعيد بن زيد -رضي الله عنه-.
5 - ذكر (ص20) رواة الوجه الأول عن عبدالرحمن بن حرملة في حديث سعيد بن زيد، وأشار إلى الاختلاف على بعضهم. وقد اختُلف على وهيب بن خالد -بما لم يذكره المؤلف-، فقد رواه عنه عفان والعباس بن الوليد النرسي، واختُلف عن النرسي:
فرواه عبدالله بن أحمد بن حنبل - وعنه الطبراني في الدعاء (375) -، وأبو يعلى -في معجم شيوخه (255) -، كلاهما عن العباس عن وهيب عن ابن حرملة عن أبي ثفال عن رباح بن عبدالرحمن عن جدته عن أبيها، - وخالفهما أبو القاسم البغوي - وعنه ابن شاهين في الترغيب (97) -، فرواه عن العباس به، ولم يذكر: (عن أبيها)، فجعله من مسند جدة رباح.
والرواية بذكر أبيها أصح.
6 - ذكر (ص21) يزيد بن عياض، وسليمان بن بلال، والحسن بن أبي جعفر= في الرواة عن عبدالرحمن بن حرملة، وهذه عجيبة من المؤلف، ولعله لم يدقق النظر!
أما يزيد والحسن، فروايتهما عن أبي ثفال شيخ ابن حرملة، لا عن ابن حرملة نفسه، وأما سليمان بن بلال، فروايته في الموضعين اللذَيْن عزا إليهما المؤلف إنما هي عن أبي ثفال أيضًا!
وكذلك لم يُذكر فيهما والدُ جدة رباح، وهو سعيد بن زيد، فحق هذه الرواية أن يذكرها المؤلف في اللون الثاني متابعةً لابن حرملة عليه، لا الأول!
لكن قد اختُلف على سليمان بن بلال [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1):
• فرواه سعيد بن كثير بن عفير عنه عن أبي ثفال عن رباح عن جدته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يذكر أباها، أخرجه من طريق سعيد: الطحاوي (1/ 27)، والحاكم (4/ 60)، وابن شاهين في الترغيب (95)،
• ورواه سعيد بن أبي مريم عن سليمان بن بلال عن عبدالرحمن بن حرملة عن أبي ثفال عن رباح عن جدته عن أبيها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال سليمان: وقد سمعته من أبي ثفال، أخرجه عن سعيد: أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (54) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 26) -.
وسعيد بن أبي مريم أوثق من سعيد بن عفير، فهو حافظ ثبت، وروايته أرجح. وهي متابعة صحيحة لعبدالرحمن بن حرملة عن أبي ثفال.
تنبيه: ضعّف الشيخ الألباني -رحمه الله- رواية سعيد بن عفير التي أخرجها الحاكم من طريق ابنه عبيدالله، فقال: (قلت: وهذا إسناد واهٍ جدًّا، آفته عبيدالله بن سعيد، قال ابن حبان: "لا يشبه حديثه حديث الثقات"، وغمزه ابن عدي) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، ولكن عبيدالله هذا متابَعٌ عن أبيه، تابعه عبدالرحمن بن الجارود [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) عند الطحاوي، وعثمان بن خرزاذ -وهو ثقة حافظ- عند ابن شاهين.
وإنما علة الرواية: ما سبق بيانه من مخالفة سعيد بن أبي مريم.
ووقع خلاف على الحسن بن أبي جعفر أيضًا [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
7- ذكر (ص22) رواية أبي معشر، ثم نقل إسنادها من كتاب الدعاء للطبراني، وفيه: (محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو معشر البراء ... )، ثم قال: (ولكن اختُلف في سنده، فأخرجه أحمد (6/ 382) قال: حدثنا يونس، ثنا أبو معشر، عن عبدالرحمن بن حرملة ... فذكره بمثله مع تقديم وتأخير.
فسقط ذكر سعيد بن زيد.
قلت -المؤلف-: ويظهر أن هذا الاختلاف من أبي معشر، واسمه يوسف بن يزيد ... ) ا. هـ.
وقد رواه جبارة بن المغلس عن أبي معشر أيضًا كما رواه يونس شيخ الإمام أحمد؛ أخرجه أبو بكر الدقاق في حديثه (41/ 2) -كما أفاده محقق علل الدارقطني (4/ 434) -.
والرواية التي أسندها أحمد في مسنده أشار إليها الدارقطني في العلل، فقال: (وخالفهم حفصُ بن ميسرة، وأبو معشر نجيح، وإسحاق بن حازم؛ فرووه عن ابن حرملة عن أبي ثفال عن رباح عن جدته أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكروا أباها في الإسناد) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
وقد نقل المؤلف كلام الدارقطني هذا بواسطة ابن حجر في التلخيص، وقد اختصره ابن حجر، فلم ينقل قوله: (نجيح)، والمؤلف قد اطلع على هذا الموضع من العلل ونقل منه -كما في (ص22) قبل رواية أبي معشر مباشرة-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو معشر نجيح هو نجيح بن عبدالرحمن السندي، وأبو معشر البراء هو يوسف بن يزيد البصري، وهما اثنان من طبقة واحدة، ولم يُذكر في تهذيب الكمال يونسُ وجبارةُ بن المغلس في الرواة عن أبي معشر البراء، وذُكرا في الرواة عن أبي معشر نجيح، ولم يُذكر محمد بن أبي بكر المقدمي في الرواة عن أبي معشر نجيح، وذُكر في الرواة عن أبي معشر البراء.
فالأظهر أن رواية يونس وجبارة إنما هي عن نجيح لا عن البراء، وهذا ما عيّن به الدارقطنيُّ أبا معشر.
وبه؛ تكون الروايتان مختلفتين، وكلٌّ روى وجهًا عن عبدالرحمن بن حرملة، فوافق أبو معشر البراء الجماعة، وخالفهم أبو معشر نجيح. والله أعلم.
8 - قال (ص23): "وأما رواية إسحاق بن حازم فلم أقف عليها".
وهي في علل ابن أبي حاتم (2/ 357)، قال: (وسألت أبي عن حديث رواه أسد بن موسى، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن إسحاق بن حازم -أو: خازم، شك أسد-، قال: أخبرني عبدالرحمن بن حرملة الأسلمي، عن ثفال بن أبي ثفال، عن رباح بن عبدالرحمن بن شيبان، عن أمه بنت زيد بن نفيل، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لم يحبب الله من لم يحببني، ولم يحبني من لم يحبب الأنصار، ولا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» ... ) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
وفي هذا الإسناد أخطاء، لذا قال أبو حاتم: (هذا خطأٌ في مواضع).
فقوله: (ثفال بن أبي ثفال) صوابه: أبو ثفال، وقوله: (رباح بن عبدالرحمن بن شيبان) صوابه: رباح بن عبدالرحمن بن أبي سفيان، وقوله: (عن أمه) صوابه: عن جدته، وقوله: (بنت زيد بن نفيل) صوابه: بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ويحتمل في الأخير هذا النسبة إلى الجد الأعلى.
9 - رجح المؤلف (ص23) الوجه الأول عن عبدالرحمن بن حرملة، ونقل ترجيحه عن الدارقطني، وقد سبق أبو حاتم إلى ذلك، فقال: (والصحيح: عبدالرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال المري، عن رباح بن عبدالرحمن بن حويطب، عن جدته، عن أبيها سعيد بن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
وهذا الترجيح إنما هو لكثرة الثقات الذين رووا هذا الوجه عن عبدالرحمن بن حرملة، ولأنه توبع عليه من جمع، إلا أنه ليس فيهم ثقة إلا سليمان بن بلال.
10 - ثم نظر المؤلف (ص25) في حال أبي ثفال، وذكر تجهيل أبي حاتم والبيهقي له.
وقد جهَّله الإمام أحمد بن حنبل أيضًا، فنقل ابن قدامة عن الحسن بن محمد، قال: ضعَّف أبو عبدالله الحديثَ في التسمية، وقال: (أقوى شيءٍ فيه: حديثُ كثير بن زيد عن ربيح -يعني: حديث أبي سعيد-)، ثم ذكر ربيحًا، أي: (مَنْ هو؟! ومَنْ أبو ثفال -يعني: الذي يروي حديث سعيد بن زيد-؟!)، يعني: أنهم مجهولون، وضعَّف إسناده ا. هـ[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
وذكر المؤلف قول البخاري فيه: (في حديثه نظر)، وفسَّره بأنه يطعن في صحة حديثه لا في صدقه، ثم ذكر قول ابن حبان: (ليس بالمعتمد على ما تفرد به)، ومن المفيد سياق كلام ابن حبان كله، قال -في ترجمة جدة رباح-: (ابنة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، جدة رباح بن عبدالرحمن، لا أدري ما اسمها، تروي عن أبيها، روى عنها رباح بن عبدالرحمن بن أبي سفيان بن حويطب، إلا أني لست بالمعتمد على ما انفرد به أبو ثفال المري) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وهذه إشارة من ابن حبان إلى حديثنا هذا، وهي تقتضي أنه لا يصحح الحديث؛ لتفرد أبي ثفال به، وقد زاد في ترجمة أبي ثفال في الثقات أن في قلبه من هذا الحديث، لأنه قد اختُلف على أبي ثفال فيه [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وعلة الاختلاف مُجابٌ عنها، إلا أن علة التفرد باقية، وبها أعلّه البزار قبلُ، قال: (ورباح بن عبدالرحمن وجدَّتُهُ لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، ولا حدَّث عن رباح إلا أبو ثفال، فالخبر من جهة النقل لا يثبت؛ للعلة التي وصفنا) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11).
وذكر العقيليُّ أبا ثفال في الضعفاء، وذكر كلمة البخاري فيه، وأسند حديثه هذا.
فأبو ثفال مجهولٌ إذن، وقد تفرد بهذا الحديث، فأعلّه الأئمة لذلك.
قال الذهبي في أبي ثفال: (ما هو بقوي، ولا إسناده يمضي) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
ورباح مجهول أيضًا -كما قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، ونقله المؤلف-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أعلّه بجهالة أبي ثفال ورباح: ابنُ القطان، وزاد إعلاله بجهالة جدة رباح، قال: (وفي إسناد هذا الكلام ثلاثة مجاهيل الأحوال:
أوَّلهم: جدة رباح، فإنها لا تعرف بغير هذا، ولا يُعرف لها اسم ولا حال، وغاية ما تعرفنا بهذا أنها ابنةٌ لسعيد بن زيد -رضي الله عنه-.
والثاني: رباح المذكور، فإنه مجهول الحال كذلك، ولم يعرف ابن أبي حاتم من حاله بأكثر مما أخذ من هذا الإسناد: من روايته عن جدته، ورواية أبي ثفال عنه.
والثالث: أبو ثفال المذكور، فإنه أيضًا مجهول الحال كذلك، وهو أشهرهم؛ لرواية جماعةٍ عنه، منهم: عبدالرحمن بن حرملة وسليمان بن بلال وصدقة مولى الزبير والدراوردي والحسن بن أبي جعفر وعبدالله بن عبد العزيز، قاله أبو حاتم، فاعلم ذلك) ا. هـ[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
وقد سُبِقَ ابنُ القطان إلى تجهيل جدة رباح، فقال أبو عبيد القاسم بن سلام -وسبق نقل طرف من كلامه-: (فأما الحديثان الأولان، فقد كان بعض أهل الحديث يطعن في إسنادهما؛ لوجود المرأة المجهولة في الأول ... ) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، ولم يُشر المؤلف إلى كلام أبي عبيد هذا.
وقد ردَّ الحافظ ابن حجر -فيما نقله المؤلف- تجهيل جدة رباح، بأن اسمها معروف، وأنها مذكورة في الصحابة، إلا أن ذِكْرها في الصحابة هو اعتمادٌ على الوجه الثاني من هذا الحديث، وسبق أنه مرجوح عن عبدالرحمن بن حرملة، وأما قول ابن حجر -بعد ذلك-: (وإن لم يثبت لها صحبة، فمثلها لا يُسأل عن حالها)، فلا أدري ما وجهه! [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15) وتجهيل أبي عبيد لها -بيانًا لسبب تضعيف بعض أهل الحديث لهذا الحديث- دليلٌ على أن تجهيلها قديم عند الأئمة، فالراجح أنها تابعية مجهولة أيضًا -كما قال أبو عبيد وابن القطان-.
وقد حاول الحافظ مغلطاي نفي جهالة الحال عن رباح وجدّته، إلا أنه لم يأتِ بما يرتفع به ذلك [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16).
فالحديث اجتمع فيه ثلاثة مجاهيل، وأنكره العلماء على أبي ثفال -على جهالته- بتفرده به عن رباح، فإلى الضعف الشديد ما هو، ونصَّ ابن القطان على أنه "ضعيف جدًّا"، ويؤيده ما ذكره الحافظ مغلطاي في تفسير قول البخاري: (في حديثه نظر)، قال -بعد أن نقل ذلك-: (والبخاري إذا قال ذلك يكون غير محتمل عنده) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
لذا، فقد قال الإمام أحمد لما سئل عن الحديث: (لا يثبت) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وسبق نقل كلمة البخاري في أن في هذا الحديث -حديث أبي ثفال- نظرًا عنده، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: (ليس عندنا بذاك الصحيح)، وقال البزار -وسبق-: (هذا الخبر من جهة النقل لا يثبت)، وضعفه ابن حبان -كما سبق أيضًا-، وما هذه حاله من الأحاديث لا يعتبر به، خاصة أن أحمد والبزار والعقيلي وغيرهم ضعفوا أحاديث الباب جميعها مع وقوفهم عليه -ويأتي ذلك قريبًا-.
وأما اعتبار البخاري هذا الحديث أحسن أحاديث الباب، فله اعتباره، وهو أحسن عنده من حديث أبي سعيد الخدري، لأنه أنكر أحاديث ربيح بن عبدالرحمن راويه، وأما هنا؛ فلم يعرف اسم أبي ثفال -كما نقل عنه الترمذي [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)-، وذكر أن في حديثه عن رباح نظرًا.
11 - ذكر المؤلف (ص28) حديث سهل بن سعد، فذكر رواية عبدالمهيمن بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده، وبيَّن ضعفها الشديد، ثم ذكر أن أخاه أبيًّا تابعه عن أبيهما عباس، وذكر أن أبيًّا أخف ضعفًا من أخيه عبدالمهيمن، ونقل في ذلك عن الأئمة.
إلا أن رواية أبيّ معلولة لا تصح، وعلّتها رواية عبدالمهيمن ذاتها!
فالحديث رواه الحافظ دحيم عبدالرحمن بن إبراهيم عن ابن أبي فديك عن عبدالمهيمن به، أخرجه من طريقه ابن ماجه (400) والطبراني في الكبير (5698)،
ورواية أُبيّ أخرجها الطبراني في الكبير (5699) وفي الدعاء (382) قال: حدثنا عبدالرحمن بن معاوية العتبي المصري، ثنا عبيدالله بن محمد المنكدري، ثنا ابن أبي فديك، عن أبيّ ... به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبدالرحمن بن معاوية شيخ الطبراني مجهول الحال [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وشيخه عبيدالله بن محمد المنكدري لم أعرفه، ووقع في مطبوعة الكبير: عبيدالله بن محمد بن المنكدري، ونقل الإسنادَ ابنُ عبد الهادي، فجاء فيه: عبيدالله بن محمد الكندي [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، ونقله ابن القيم، فجاء فيه: عبيدالله بن محمد بن المنكدر [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وأسنده ابن حجر، فجاء فيه: عبيدالله بن المنكدري [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وروايته هذه عن ابن أبي فديك منكرة، إذ خالف الحافظ دحيمًا، فأبدل عبدالمهيمن بأبيّ، وإنما هو حديث عبدالمهيمن، وبهذا أعلّه ابن عبد الهادي وابن القيم وابن كثير والسخاوي:
قال ابن عبد الهادي -بعد أن نقل إسناد رواية أبيّ-: (وقد روي عن ابن أبي فديك عن عبدالمهيمن بن عباس، وهو أشبه بالصواب) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
وقال ابن القيم: (فإن كان عبدالمهيمن قد سرقه من أخيه؛ فلا يضر الحديث شيء، ولا ينزل عن درجة الحديث الحسن، وإن كان ابن أبي فديك أو من دونه غلط من عبدالمهيمن إلى أخيه أبيّ، وهو الأشبه -والله أعلم-؛ لأن الحديث معروف بعبدالمهيمن= فتلك علّة قوية فيه) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25).
وقال ابن كثير -بعد أن ذكر رواية عبدالمهيمن وضعفها-: (وقد رواه الطبراني من رواية أخيه أبيّ بن عباس، ولكن في ذلك نظر، وإنما يُعرف من رواية عبدالمهيمن) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
وقال السخاوي -بعد أن ذكر رواية عبدالمهيمن-: (وقد أخرجه الطبراني وأبو موسى المديني من رواية أخيه أبيّ بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده، وصححه المجد الشيرازي، وفي ذلك نظر، لأنه إنما يُعرف من رواية عبدالمهيمن) [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27).
فالرواية المُتابِعةُ هنا معلولةٌ بالرواية المُتابَعَة، ولا يصح تقويتها بها، أو اعتبارها إسنادًا معتبرًا به لهذا الحديث.
ثم وجدتُ المؤلف نقل كلام السخاوي المذكور -في "النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة" (126)، ولم ينقله في كشف المخبوء-، ثم قال: (فيرى السخاوي -رحمه الله تعالى- أن رواية أبيّ لا تشهد لرواية عبدالمهيمن، وهذا رأيٌ سديد، فإن أبيّ بن العباس إنما وافق أخاه في الفقرتين الأوليين فقط، ولم يروِ الفقرتين الثالثة والرابعة، وفيهما النكارة، أما الفقرتان الأوليان، فلهما شواهد صحيحة ... ) ا. هـ.
والسخاوي إنما يُعلّ إحدى الروايتين بالثانية، فهو يرد على تصحيح رواية أبيّ، ويقول: (إنما يُعرف من رواية عبدالمهيمن)، ومعناه: أن رواية أبيّ ضعيفةٌ غير معروفة، وأن المعروف في هذا الحديث: رواية عبدالمهيمن، وليس مقصوده: أن رواية أبيّ "لا تشهد لرواية عبدالمهيمن"؛ لأنه لا يُنظر في كون الرواية المتابِعة تشهد للرواية المتابَعة أو لا تشهد= إلا بعد ثبوتهما جميعًا، فإذا ثبتت الرواية المتابِعة؛ نُظر في متنها ومدى صلاحيته لتقوية الرواية المتابَعة والشهادة لها.
ولم تثبت الرواية المتابِعة هنا، حيث لم يصح أن أُبيًّا روى الحديث عن أبيه متابعًا لأخيه، فذِكْرُ أبيٍّ في الإسناد خطأٌ من رجلٍ مجهول، خالفه حافظٌ إمام -كما سبق بيانه-، وهذا الذي يشير إليه السخاوي، ومن ثَمّ فلا يُفهم من كلامه أنه يرى قصور متن رواية أبيّ عن الشهادة لمتن رواية عبدالمهيمن؛ لعدم تحقق المقدمة المذكورة.
هذا فضلاً عن أن رواية أبيّ التي في معجم الطبراني والدعاء له= فيها الفقرات الأربع جميعًا، ولا أدري ما وجه قول المؤلف: إن أُبيًّا لم يروِ الفقرتين الثالثة والرابعة!
إلا إن كان اعتمد على اختصار ابن حجر في نتائج الأفكار، فإنه أسند رواية أبيّ من طريق الطبراني، واختصر متنه، فلم يذكر إلا الفقرتين الأوليين!
فإن صح؛ فغريبٌ من المؤلف ذلك، والرواية الأصلية بين يديه في المعجم والدعاء، وقد خرجها منهما!
12 - نبّه المؤلف (ص37) إلى أن الحديث حسن على أقل أحواله بمثل هذه الشواهد، وهي حديث أبي سعيد، وبعض طرق حديث أبي هريرة، وسعيد بن زيد، وسهل بن سعد، وما عدا ذلك فضعفه لا يحتمل.
وقد بان في هذه التعليقات أن هذه الشواهد لا ترقى إلى أن تتقوى فيحسن الحديث بها:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- فحديث أبي سعيد الخدري فيه رجلان، أحدهما ضعيف، والآخر منكر الحديث على قلّتِهِ.
ب- وحديث أبي هريرة جاء من طرق:
• إحداها (رواية يعقوب بن سلمة عن أبيه) فيها جهالة، وضعف، وانقطاع في موضعين.
• والأخرى (رواية محمد بن سيرين) تفرد بها مجهولٌ عن محمد بن سيرين، وأنكرها من الأئمة ابن الجوزي وابن حجر.
• والثالثة (رواية أبي سلمة) فيها ضعيف أتى بما لا يحتمله شيخه، وأنكرها الحافظ الذهبي.
• والرابعة (رواية مجاهد) تفرد بها ضعيف، وفيها جهالة، ولو صحت عن مجاهد لرواها عنه كبار أصحابه، ولَمَا انفردت بها هذه الطريق الضعيفة، وأنكرها الحافظ الذهبي.
ج- وأما حديث سعيد بن زيد، ففيه ثلاثة مجاهيل، وأنكر الأئمة تفرد أحدهم (وهو أبو ثفال) بالحديث، وذكروا أن في حديثه نظرًا، فضعفوه لذلك.
د- وأما حديث سهل بن سعد، فالإسناد الذي أحسب المؤلفَ يجعله صالحًا للاستشهاد: هو إسناد أبيّ بن عباس بن سهل، وقد بان أنه منكر من أحد المجاهيل، خالفه أحد الحفاظ؛ فعاد به إلى رواية عبدالمهيمن بن عباس، وهي ضعيفة جدًّا.
فهذه طرق الحديث التي قوّاه بها المؤلف.
وقد وقف على أقوى ما فيها الأئمة فلم يقوّوها ببعضها:
فوقف أحمد بن حنبل على حديث أبي سعيد وحديث سعيد بن زيد.
ووقف البزار عليهما أيضًا.
ووقف العقيلي عليهما أيضًا.
ووقف ابن المنذر على حديث سعيد بن زيد.
ووقف البيهقي على الحديثين وغيرهما.
وهذا الذي نعرفه عن هؤلاء بيقين، حيث ذكروا هذه الأحاديث في كلامهم، ولا يبعد على مثلهم البتة الوقوف على أحاديث الباب كلها.
ومع ذلك، نجد أحمدَ يقول -في رواية أبي داود-: (ليس فيه إسناد) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، ويقول -في رواية ابن هانئ-: (لا يثبت حديث للنبي -صلى الله عليه وسلم- فيه) [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29)، ويقول -في رواية أبي زرعة الدمشقي-: (فيه أحاديث ليست بذاك ... ولم تثبت سنة) [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30)، ويقول -في رواية الأثرم-: (ليس في هذا حديث يثبت ... ليس في هذا حديث أحكم به) [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31)، ويقول -في رواية إسحاق الكوسج-: (لا أعلم فيه حديثًا له إسناد جيد) [32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32)، ويقول -في رواية الكوسج أيضًا، وفي رواية أحمد بن حفص-: (لا أعلم فيه حديثًا يثبت) [33] ( http://majles.alukah.net/#_ftn33).
والبزارَ يقول: (وكل ما روي في ذلك فليس بقوي الإسناد، وإن تأيّدت هذه الأسانيد) [34] ( http://majles.alukah.net/#_ftn34).
والعقيليَّ يقول: (الأسانيد في هذا الباب فيها لين) [35] ( http://majles.alukah.net/#_ftn35).
وابنَ المنذر يقول: (ليس في هذا الباب خبرٌ ثابت يوجب إبطال وضوء من لم يذكر اسم الله عليه) [36] ( http://majles.alukah.net/#_ftn36).
والبيهقيَّ يقول: (وأما ما روي عن أبي هريرة وغيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وضوء إن لم يذكر اسم الله عليه»؛ فأسانيده غير قوية) [37] ( http://majles.alukah.net/#_ftn37).
وقد قال البخاريُّ في حديث أبي ثفال عن رباح عن جدته عن أبيها سعيد بن زيد: (ليس في هذا الباب حديثٌ أحسن عندي من هذا) [38] ( http://majles.alukah.net/#_ftn38)، وهو الذي قال في أبي ثفال: (في حديثه نظر)، فالظاهر أنه يضعف جميع أحاديث الباب، وأحسنها عنده هذا الحديث، وهو ضعيف عنده أيضًا.
فلم يقوِّ أحد هؤلاء الأئمة الكبار -وهم أهل الأقدام الراسخة والقامات السامقة في نقد الحديث وتصحيحه وتضعيفه-= هذه الأحاديث ببعضها، ولا حكموا بحسنها لشواهدها، لا لعدم صحة أساس التحسين بالشواهد عندهم، بل لعدم صلاح هذه الأحاديث للاستشهاد، ومن ثم تحسينها أو تصحيحها بذلك.
وكلمة البزار كالصريحة في أن أسانيد هذا الحديث وإن كثرت وتعددت واختلفت مخارجها، فإنها لا تقبل التعاضد والتقوِّي.
وهذا ظاهر عند النظر والتدقيق في أسانيد الحديث، وهو ما تبيَّن في هذه التعليقات.
ومما يضعَّف به الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ما أشار إليه الإمام أحمد، قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: فما وجه قوله: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه»؟ قال: (فيه أحاديث ليست بذاك، وقال الله -تبارك وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: 6]، فلا أوجب عليه، وهذا التنزيل، ولم تثبت سنة) [39] ( http://majles.alukah.net/#_ftn39)، فهذه صفة الوضوء في الآية، لم تذكر فيها التسمية.
2 - والأحاديث الصحيحة الواصفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تذكر التسمية أيضًا.
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) لم يكن الشيخ الحويني أشار إلى هذا الاختلاف في كشف المخبوء، إلا أنه وقف - في بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبدالرحمن (2/ 350) - على رواية أبي عبيد في الطهور من طريق سليمان بن بلال، لكنه لم يشر إلى الخلاف عليه، وألحق رواية أبي عبيد برواية الطحاوي والحاكم، وجعلهم جميعًا يروون الحديث من طريق سليمان بن بلال عن عبدالرحمن بن حرملة! مع أن في الأمر تفصيلاً على النحو الذي سأشرحه الآن.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الضعيفة (10/ 348).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) له ترجمة في تاريخ بغداد (10/ 272).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) لم يكن الشيخ أثبته في كشف المخبوء، ثم أثبته في بذل الإحسان (2/ 350).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (4/ 434).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) ثم وقف عليها الشيخ وأثبتها -في بذل الإحسان (2/ 353) -.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) علل ابن أبي حاتم (2/ 357)، ومع وقوف الشيخ على ترجيح أبي حاتم الرازي هذا، ونقله إياه في الكلام على رواية إسحاق بن حازم، إلا أنه لم يثبته في ترجيحه النهائي، وأبقى على ذكر ترجيح الدارقطني فقط.
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) المغني (1/ 146)، ووقع في مطبوعة هجر: (من هو؟ ومن أبوه؟ فقال: يعني الذي يروي ... )، وهو خطأ، ونقل النصَّ ابنُ تيمية -في شرح العمدة (1/ 169 - الطهارة) - فجاء على الصواب، ونقل الجزءَ المتعلقَ بأبي ثفال ابنُ الجوزي -في التحقيق (1/ 143) -، ثم ابنُ عبد الهادي -في تعليقته على علل ابن أبي حاتم (ص142) -، فنقلا: (مَنْ أبو ثفال؟!).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) الثقات (5/ 594).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) الثقات (8/ 157، 158).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) نقله المؤلف (ص26) مختصرًا، وهو بتمامه عند ابن دقيق العيد -في الإمام (1/ 449) -، ومنه نقلت.
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ميزان الاعتدال (4/ 508).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) بيان الوهم والإيهام (3/ 314).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الطهور (ص66).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) أشار بعض الباحثين الفضلاء إلى أن "وجهه أنها من كبار التابعين الذين هم أقرب لزمن الصحبة، حيث لم يفشُ الكذب ولم يعرف إلا نادرًا، وهؤلاء قد جرى الأئمة كثيرًا على تمشية حالهم، والاعتبار بهم"، وهذا صحيح من حيث أصله، إلا أنه قد يكون في هذه القاعدة (التخفّف في جهالة كبار التابعين) نظرٌ مع إيراد بعض الأئمة هذا الحديث في الأحاديث المناكير، وتضعيف الأئمة له، بل وتعليل بعضِهم إياه بجهالة هذه التابعية نفسها.
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) شرح ابن ماجه (1/ 341).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) السابق.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) ضعفاء العقيلي (1/ 177).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) العلل الكبير (ص32 - ترتيبه).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص357، 358).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) تنقيح التحقيق (2/ 276).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) جلاء الأفهام (ص47).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) نتائج الأفكار (1/ 232).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) تنقيح التحقيق (2/ 276).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) جلاء الأفهام (ص47).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) تفسيره (6/ 461).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (ص256، 257).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) مسائل أبي داود (ص11).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) مسائل ابن هانئ (1/ 3).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1828).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) التحقيق، لابن الجوزي (1/ 143).
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) مسائل الكوسج (2/ 263).
[33] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33) مسائل الكوسج (2/ 381)، الكامل، لابن عدي (6/ 67).
[34] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34) الإمام، لابن دقيق العيد (1/ 449).
[35] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35) الضعفاء (1/ 177).
[36] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref36) الأوسط (1/ 368).
[37] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref37) معرفة السنن (1/ 266).
[38] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref38) ترتيب علل الترمذي الكبير (ص31، 32).
[39] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref39) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1828).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 08:37]ـ
43 - (1/ 162، 163) (ويسن إبقاء شعر الرأس ... ويكون إلى أذنيه، وينتهي إلى منكبيه؛ كشعره -عليه السلام-).
أخرج البخاري (5901) من طريق إسرائيل، و (3551) ومسلم (2337) من طريق شعبة، و (2337) من طريق سفيان، كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: ... إن جمته -يعني: النبي صلى الله عليه وسلم- لتضرب قريبًا من منكبيه، لفظ إسرائيل [/ URL][1] (http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn1)، وقال شعبة -في رواية البخاري-: له شعر يبلغ شحمة أذنه، وقال -في رواية مسلم-: عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، وقال سفيان: شعره يضرب منكبيه.
وأخرج البخاري (5903، 5904) ومسلم (2338) من طريق همام، عنقتادة، عن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يضرب شعرُه منكبيه.
وأخرج البخاري (5905) ومسلم (2338) من طريق جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس، قال: كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً، ليس بالسبط ولا الجعد، بين أذنيه وعاتقه.
وأخرج مسلم (2338) من طريق حميد، عن أنس قال: كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أنصاف أذنيه.
وانظر: المسند الجامع (1333 - 1335، 1805).
44 - (1/ 179، 180) (والوضوء ... وكان فرضه مع فرض الصلاة -كما رواه ابن ماجه، ذكره في المبدع-)، قال ابن قاسم (1/ 180): (ولفظه: أن جبريل علم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الوضوء عند نزوله عليه بالوحي. وهو من طريق رشدين بن سعد، وأخرجه أحمد من طريق ابن لهيعة، والطبراني من طريق الليث، موصولاً).
1 - تخريج حديث أسامة بن زيد، وأبيه زيد بن ثابت -رضي الله عنهما-:
أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (661) -وعنه أبو زرعة الرازي في "المختصر" كما ذكر ابن أبي حاتم في العلل (1/ 46)، وعنه أيضًا ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (259) -، وأحمد (4/ 161)، وعبد بن حميد في مسنده (283 - المنتخب) -ومن طريقه لؤلؤ في جزئه (ص24) -، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (72 - بغية الباحث، 579/ 3 - إتحاف الخيرة المهرة) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (8/ 56) والاستذكار (1/ 184) وأبو موسى المديني في اللطائف (168) -، أربعتهم -ابن أبي شيبة وأحمد وعبد والحارث- عن الحسن بن موسى الأشيب، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 300) -ومن طريقه البيهقي (1/ 161)، وأبو الحسن القطان في زوائده على سنن ابن ماجه (عقب 462) عن أبي حاتم الرازي، والطبراني في الكبير (5/ 85) عن بكر بن سهل، ثلاثتهم -يعقوب وأبو حاتم وبكر- عن عبدالله بن يوسف التنيسي، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (258) والأوائل (38)، والطبراني في الكبير (5/ 85) عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، وابن عدي في الكامل (4/ 150) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2858) والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 363) والمزي في تهذيب الكمال (10/ 40) من طريق أحمد بن محمد بن خالد البراثي، والدارقطني (1/ 111) عن أبي القاسم البغوي، أربعتهم -ابن أبي عاصم وعبدالله بن أحمد والبراثي والبغوي- عن كامل بن طلحة، والبزار (1332) عن إبراهيم بن زياد، وابن المنذر في الأوسط (151) من طريق الرمادي، كلاهما عن الحجاج بن محمد، وابن ماجه (462) من طريق حسان بن عبدالله، وابن المنذر في الأوسط (152) من طريق أسد بن موسى، والطبراني في الأوائل (18)، والحاكم (3/ 217) عن محمد بن عبدالله التاجر، كلاهما -الطبراني والتاجر- عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، سبعتهم -الأشيب والتنيسي وكامل بن طلحة والحجاج وحسان وأسد وعثمان بن صالح- عن عبدالله بن لهيعة، وأحمد (5/ 203)، وإبراهيم الحربي في غريب الحديث (2/ 895)، وعبدالله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (5/ 203)، والدارقطني (1/ 111) من طريق حمدان بن علي، أربعتهم -أحمد وابنه والحربي وحمدان- عن الهيثم بن خارجة، عن رشدين بن سعد، والطبراني في الأوسط (3901) عن علي بن سعيد الرازي، عن محمد بن عاصم الرازي، عن سعيد بن شرحبيل، عن الليث بن سعد، ثلاثتهم -ابن لهيعة ورشدين والليث- عن عقيل، والدارقطني (1/ 111) من طريق حمدان بن علي، عن الهيثم بن خارجة، عن رشدين بن سعد، عن قرة، وأبو موسى المديني في اللطائف (167) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، عن جده، عن أيوب بن محمد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، ثلاثتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
-عقيل وقرة والمهاجر- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم، أن جبريل -عليه السلام- أتاه في أول ما أوحي إليه، فعلمه الوضوء والصلاة، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء، فنضح بها فرجه. لفظ أحمد عن الحسن بن موسى، وللباقين نحوه، لكنهم يختلفون في ذكر الصلاة، ويُختَلَف على بعضهم في ذلك، وقال بعض الرواة: وضوءَ الصلاة.
ولم يذكر رشدين بن سعد في روايته عن عقيل وقرة زيدَ بن حارثة، بل جعله عن أسامة بن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد اختلف الرواة في صيغة رواية الحديث:
فأما ابن لهيعة:
فقال أحمد وعبد بن حميد عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة: عن زيد بن حارثة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل -عليه السلام- أتاه ... ، وقال ابن أبي شيبة والحارث عن الحسن: عن زيد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل.
وقال عبدالله بن يوسف عن ابن لهيعة: عن زيد، أن جبريل نزل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه.
وقال ابن أبي عاصم عن كامل بن طلحة عن ابن لهيعة: عن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أتاه جبريل ... ، وقال عبدالله بن أحمد عن كامل: عن زيد، أن جبريل -عليه السلام- نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه ... ، وقال البراثي عن كامل: عن زيد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما أراني جبريل ... »، وقال البغوي عن كامل: عن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل أتاه في أول ما أوحي إليه.
وقال إبراهيم بن زياد عن الحجاج بن محمد عن ابن لهيعة: عن زيد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل ... ، وقال الرمادي عن الحجاج: عن زيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل ... » [ URL="http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn2"][2] (http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn1)، وقال حسان بن عبدالله عن ابن لهيعة: عن زيد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «علمني جبريل ... »، وقال أسد بن موسى عن ابن لهيعة: عن زيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل ... »، وقال الطبراني عن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه عن ابن لهيعة: عن زيد، قال: أول ما علم جبريل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ... ، وقال محمد بن عبدالله التاجر عن يحيى بن عثمان: عن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أتاه جبريل في أول ما أوحي إليه.
وأما رشدين بن سعد في روايتيه:
فقال أحمد وابنه عن الهيثم بن خارجة عن رشدين: عن أسامة بن زيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن جبريل -عليه السلام- لما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ، وقال حمدان بن علي عن الهيثم: عن أسامة، أن جبريل -عليه السلام- لما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ، وقال الحربي عن الهيثم: عن أسامة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما علمه جبريل.
وأما الليث بن سعد، فجاءت روايته: عن زيد بن حارثة، أن جبريل نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه.
وأما المهاجر بن عكرمة، فجاءت روايته: أن زيد بن حارثة حدَّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه علمه جبريل.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في الحديث في صيغ الأداء كما شُرح، وكل ذلك راجع إلى صيغتين:
الأولى: عن الصحابي، أن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ، فحكى الصحابي القصةَ بين جبريل والنبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى هذا أكثر الرواة، وبعضهم يُدخل فيه: (عن النبي -صلى الله عليه وسلم-)، وليس المراد بهذه الصيغة إسنادَ الرواية، بل المراد: أن الصحابي يحكي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه وقع له ذلك.
الثانية: عن الصحابي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أتاني جبريل ... »، أو: «علمني جبريل ... » أو: «لما أراني جبريل وضوء الصلاة ... »، فجعل النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يحكي الواقعة، وهذا قاله البراثي عن كامل بن طلحة، وحسان بن عبدالله، وأسد بن موسى، ثلاثتهم عن ابن لهيعة.
وقد اختُلف في الحديث على عقيل -وهو ابن خالد الأيلي-:
(يُتْبَعُ)
(/)
• فرواه ابن لهيعة عنه، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة.
• ورواه رشدين بن سعد عنه به، ولم يذكر: عن أبيه، فجعله من مسند أسامة.
وتوبع ابن لهيعة على روايته، تابعه الليث بن سعد، حيث أخرج الطبراني روايته، وقال: (لم يروِ هذا الحديث عن الليث إلا سعيد بن شرحبيل، والمشهور من حديث ابن لهيعة)، وفي إسناد الطبراني: شيخه علي بن سعيد الرازي، قال فيه الدارقطني: (ليس في حديثه بذاك ... حدث بأحاديث لم يتابع عليها)، وقد تكلم الدارقطني فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان، ومن جهة حديث أيضًا، فنَقَدَهُ من الجهتين، ولم يكن كلامه فيه لمجرد دخوله في أعمال السلطان، وقد أثنى عليه بالثقة والحفظ والفهم والعلم بالحديث [3] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn3)، وهذا لا ينفي النكارة التي تقع في الأحاديث التي يتفرد بها، وهذا الإسناد منها، وقد أشار إلى نكارته الطبراني حيث قال: (والمشهور: من حديث ابن لهيعة)، فاستغربه من حديث الليث، وردَّه إلى حديث ابن لهيعة، وقد أعلَّه كذلك الحافظ ابن حجر، قال: (وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق الليث عن عقيل موصولاً، ولو ثبت لكان على شرط الصحيح، لكن المعروف رواية ابن لهيعة) [4] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn4).
وهذا الإسناد المتفرَّد به في غير طبقة من الطبقات المتأخرة؛ الذي ينتهي إلى الليث في حفظه وثقته وتقدمه، مع كون الحديث مشهورًا من حديث ابن لهيعة= إسنادٌ منكر، لا يصح أن يعتبر به، وإنما الحديث حديث ابن لهيعة، فأخطأ بعض الرواة وأبدله بالليث.
وهذا الحديث رواه ابن لهيعة -على ضعفه- فذكر فيه زيد بن حارثة، قال ابن عدي: (وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري) [5] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn5)، وخالفه رشدين بن سعد -وهو أضعف من ابن لهيعة في رأي ابن معين وأحمد وأبي حاتم- فلم يذكر فيه زيدًا، واختُلف على ابن لهيعة في جعله من كلام زيد بن حارثة، أو من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، واختُلف على ابن لهيعة أيضًا في ذكر الصلاة في المتن وعدم ذكرها، وهذا الاختلاف على ابن لهيعة، ومخالفة رشدين له= إنما هو اضطراب من هذين الضعيفين، وهي رواياتٌ متفاوتةٌ منهما عن الحافظ الثقة الحجة عقيل بن خالد، عن الحافظ الإمام الزهري، ورواية عقيل عن الزهري من أصح الروايات؛ إذ هو من أوائل المقدَّمين فيه، وحديثه محفوظ عند الليث بن سعد وغيره من الثقات، ولا يقبل أن ينفرد عنه -والحال كذلك- ضعيفان يضطربان في روايتيهما، بل هذا في درجة من النكارة شديدة.
ولهذا؛ فقد أبطله وكذَّبه أبو حاتم الرازي، قال: (هذا حديثٌ كذبٌ باطل) [6] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn6)، والكذب يستعمل في شدة الخطأ، وقد لا يُراد به الوضع، ووافق أبا حاتم ابنُه، حيث ذكر أن أبا زرعة أخرج هذا الحديث في كتاب "المختصر"، فلما رأى ابن أبي حاتم شدة النكارة في الحديث قال: (فظننتُ أنه أخرجه قديمًا للمعرفة) [7] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn7)، يعني: أن أبا زرعة إنما أخرج الحديث في الكتاب قديمًا حال جمعه الروايات والطرق، وذلك ليعرف أن الحديث مروي من هذه الطريق، ويعرف علّته، لا ليحتج به ويصححه.
وكتابة الحديث للمعرفة شطرٌ من منهج الأئمة المتقدمين في الأحاديث الواهية من أحاديث المتروكين والضعفاء، قال الحاكم: (وكذلك من بعدهم -يعني: مالكًا والشافعي وأبا حنيفة- من أئمة المسلمين قرنًا بعد قرن، وعصرًا بعد عصر، إلى عصرنا هذا= لم يخلُ حديثُ إمامٍ من أئمة الفريقين [8] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn8) عن مطعونٍ فيه من المحدثين، وللأئمة فى ذلك غرضٌ ظاهر: وهو أن يعرفوا الحديث: من أين مخرجه؟ والمنفرد به عدلٌ أو مجروح؟) [9] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn9)، وقال ابن رجب: (فرقٌ بين كتابةِ حديثٍ وبين روايته، فإن الأئمة كتبوا أحاديث الضعفاء [10] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn10) لمعرفتها، ولم يرووها، كما قال يحيى: "سجرنا بها التنور" [11] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn11)، وكذلك أحمد؛ خرق حديثَ خلقٍ ممن كتب حديثهم، ولم يحدث به، وأسقط من المسند حديث خلقٍ من المتروكين لم
(يُتْبَعُ)
(/)
يخرجه فيه، مثل: فائد أبيالورقاء وكثير بن عبدالله المزني وأبان بن أبي عياش وغيرهم، وكان يحدث عمن دونهم في الضعف.
والذي يتبين من عمل الإمام أحمد وكلامه أنه يترك الرواية عن المتهمين والذين غلب عليهم الخطأ للغفلة وسوء الحفظ، ويحدث عمن دونهم في الضعف، مثل من في حفظه شيء أو يختلف الناس في تضعيفه وتوثيقه، وكذلك كان أبو زرعة الرازي يفعل، وأما الذين كتبوا حديث الكذابين من أهل المعرفة والحفظ؛ فإنما كتبوه لمعرفته، وهذا كما ذكروا أحاديثهم في كتب الجرح والتعديل ... ) [12] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn12)، فكتابة الحديث للمعرفة تدل على وهنه ونكارته.
والظاهر أن منشأ الخطأ عند هذين الضعيفين: ما ذكره ابن حجر، قال: ( ... أخرجه ابن لهيعة في المغازي التي يرويها عن أبي الأسود -يتيم عروة-، عنه [13] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn13)، أن جبريل علَّم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الوضوءَ عند نزوله عليه بالوحي، وهو مرسل) [14] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn14)، وهذا أصح، والظاهر أن ابن لهيعة ضبطه حين أخرجه في كتابه في مغازي أبي الأسود عن عروة، فرواه عن أبي الأسود محمد بن عبدالرحمن بن نوفل -يتيم عروة-، عن عروة، به مرسلاً، إلا أنه لما حدَّث به الرواةَ خلَّط -لضعفه-؛ فرواه عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، عن أبيه. والله أعلم.
وقد جاءت متابعتان لعقيل عن الزهري:
إحداهما: رواية قرة -فيما رواية حمدان بن علي عن الهيثم بن خارجة عن رشدين عنه-، وفي إسنادها شيخ الدارقطني: محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، ثقة يروي مناكير [15] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn15)، ولم يَذكر قرةَ أحمدُ وابنُه عبدالله وإبراهيمُ الحربي عن الهيثم بن خارجة عن رشدين، فالأصح عدم ذكره. وقد سبق بيان حال رشدين في الضعف، ولا يحتمل من مثله التفرد برواية الوجهين: عن عقيل وعن قرة، مع المخالفة فيهما.
الثانية: رواية المهاجر بن عكرمة عن الزهري، وفي إسنادها: أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، كذَّبه سلمة بن شبيب وأبو حاتم الرازي وابن صاعد، وضعَّفه وتركه غيرهم، وحدَّث بنسخ مناكير [16] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn16)، وفي إسنادها أيضًا: أيوب بن محمد الراوي عن يحيى بن أبي كثير، وهو ضعيف منكر الحديث [17] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn17).
فهذه المتابعة ساقطة لا اعتداد بها.
2 - تخريج حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن ماجه (463)، والترمذي (50) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (586)، والبزار (8844)، وأبو يعلى (6356) -وعنه ومن طريق أخرى ابن عدي في الكامل (2/ 321) -، والعقيلي في الضعفاء (1/ 234)، وابن حبان في المجروحين (1/ 235)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 47، 48)، كلهم من طريق سلم بن قتيبة، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «جاءني جبريل فقال: يا محمد، إذا توضأت فانتضح»، لفظ الترمذي، وللباقين نحوه، وفي لفظ العقيلي: أن جبريل -عليه السلام- علَّم النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الوضوء، فقال: يا محمد، إذا توضأت فانتضح.
دراسة الإسناد:
قال الترمذي: (هذا حديث غريب)، وقال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد)، وقال العقيلي-بعد أن أسنده وأسند حديثًا آخر للحسن بن علي الهاشمي راويه-: (لا يتابع عليهما من هذا الوجه).
والحسن بن علي الهاشمي هذا هو الحسن بن علي بن محمد بن ربيعة بن نوفل، وهو ضعيف الحديث منكَرُه، ونصَّ الدارقطني على نكارة ما يرويه عن الأعرج خاصة، وهذا منها.
ولهذا فقد استنكر هذا الحديث الأئمة، بل قال ابن حبان -فيه وفي حديث آخر-: (جميعًا باطلان) [18] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftn18).
ـــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref1) ولم يذكره البخاري بإسناده، وإنما علقه عن بعض أصحابه، عن مالك بن إسماعيل (شيخه في هذا الحديث).
[2] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref2) رواية الرمادي قرنها ابن المنذر برواية أسد بن موسى، والظاهر أن هذا السياق لأسد بن موسى.
[3] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref3) انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص430، 431).
[4] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref4) فتح الباري (1/ 233).
[5] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref5) الكامل (4/ 150).
[6] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref6) العلل، لابنه (1/ 46).
[7] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref7) العلل (1/ 46).
[8] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref8) لعله يعني: أهل الحديث وأهل الرأي.
[9] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref9) المدخل إلى كتاب الإكليل (ص31).
[10] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref10) يعني ابنُ رجب: من اشتدَّ ضعفهم، وهو هنا يفصل فيما أجمله الحاكم من تجويز الرواية عن الضعفاء من أهل التهمة بالكذب والغفلة وكثرة الغلط.
[11] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref11) يعني: ما نقله قبله من طريق ابن معين، قال: (كتبنا عن الكذابين، وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزًا نضيجًا).
[12] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref12) شرح علل الترمذي (1/ 384 - 387).
[13] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref13) يعني: عن عروة.
[14] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref14) فتح الباري (1/ 233).
[15] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref15) انظر: الدليل المغني لشيوخ الإمام أبي الحسن الدارقطني، لنايف المنصوري (ص331، 332).
[16] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref16) انظر: لسان الميزان (1/ 282).
[17] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref17) انظر: لسان الميزان (1/ 487).
[18] ( http://alukah.net/articles/1/9715.aspx#_ftnref18) المجروحين (1/ 235).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[23 - Jan-2010, صباحاً 11:49]ـ
45 - (1/ 183) ("و" الثالث "مسح الرأس" كله، "ومنه الأذنان"؛ لقوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «الأذنان من الرأس»، رواه ابن ماجه).
1 - تخريج حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -:
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (88، 359)، وأحمد (5/ 258) -وعنه الأثرم في سننه (8) -، والطبراني في الكبير (8/ 143) عن أحمد بن محمد السوطي [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، ثلاثتهم عن عفان بن مسلم، وأحمد (5/ 264) عن يونس بن محمد المؤدب، و (5/ 268) عن يحيى بن إسحاق، وابن ماجه (444) والروياني (1247) والدارقطني في السنن (1/ 103) والمؤتلف (3/ 1206) وابن دقيق العيد في الإمام (1/ 500) والمزي في تهذيب الكمال (12/ 148) من طريق محمد بن زياد الزيادي، وأبو داود (134) -ومن طريقه البيهقي (1/ 67) -، والدارقطني (1/ 104) -ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 66) والخلافيات (229) - من طريق يوسف بن موسى القطان، كلاهما -أبو داود والقطان- عن سليمان بن حرب، وأبو داود (134) -ومن طريقه البيهقي (1/ 67) - والترمذي (37) عن قتيبة بن سعيد، وأبو داود (134) -ومن طريقه البيهقي (1/ 67) -، والبيهقي (1/ 66) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، كلاهما -أبو داود ويوسف القاضي- عن مسدد، وأبو مسلم الكجي في سننه -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 504)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (8/ 143) وأبو بكر الجصاص الرازي في أحكام القرآن (3/ 360) والدارقطني في السنن (1/ 103) [/ URL][2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)- عن حفص بن عمر أبي عمر الضرير، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، والطبري في تفسيره (10/ 32) عن أبي كريب، والدارقطني (1/ 103) من طريق محمد بن شاذان، كلاهما عن معلى بن منصور، والطبري في تفسيره (10/ 32) عن محمد بن عبدالله بن بزيع، والطبري في تفسيره (10/ 32) عن أبي كريب، والطوسي في مستخرجه على الترمذي (33) عن محمد بن عثمان بن كرامة، والبيهقي في الخلافيات (219) من طريق أحمد بن عبدالحميد الحارثي، ثلاثتهم -أبو كريب وابن كرامة والحارثي- عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن المنذر في الأوسط (362) من طريق عبدالله بن الجراح، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 33) من طريق يحيى بن حسان، والطبراني في الكبير (8/ 142، 143) من طريق محمد بن الفضل عارم، وخالد بن خداش، وابن عدي في الكامل (3/ 440) من طريق أحمد بن عبدة، والدارقطني (1/ 103) من طريق الهيثم بن جميل، والخطابي في غريب الحديث (1/ 145، 146) من طريق عبدالوارث بن عبيدالله، عن عبدالله بن المبارك ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)[3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)، والبيهقي في السنن (1/ 66) من طريق سليمان بن داود أبي الربيع الزهراني، كلهم -عشرون راويًا- عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة أبي ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فغسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، وقال: «الأذنان من الرأس»، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين. لفظ يونس بن محمد، ويأتي بيان اختلاف الألفاظ في دراسة الأسانيد؛ لارتباطه بها.
إلا أن سليمان بن حرب وقف الحديث على أبي أمامة، ونقل يونس بن محمد وقتيبة بن سعيد ومعلى بن منصور [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3) أن حماد بن زيد كان يشك بين رفع الحديث ووقفه، وشك محمد بن عبدالله بن بزيع بين كون الصحابي أبا أمامة أو أبا هريرة.
وابن عدي في الكامل (1/ 191) والدارقطني (1/ 104) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (235) - من طريق عيسى بن يونس، و (1/ 104) من طريق شريح بن يزيد أبي حيوة، كلاهما -عيسى وشريح- عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة به.
إلا أن شريحًا أرسله، فجعله عن راشد بن سعد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يذكر أبا أمامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وابن عدي في الكامل (7/ 240) من طريق يحيى بن كثير، والدارقطني (1/ 104) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (231) - من طريق علي بن عاصم، وأبي جابر، ثلاثتهم عن جعفر بن الزبير، وتمام في الفوائد (1571) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 150) من طريق سليمان بن عبدالرحمن، عن عثمان بن فائد، عن أبي معاذ الألهاني، كلاهما -جعفر بن الزبير والألهاني- عن القاسم بن عبدالرحمن أبي عبدالرحمن الشامي، عن أبي أمامة به.
دراسة الأسانيد:
أ- رواية شهر بن حوشب عنه:
مدار هذه الرواية على حماد بن زيد، ولم يُختلف عليه في كون الحديث عن أبي أمامة، وأما شك محمد بن عبدالله بن بزيع في صحابي الحديث بين أبي أمامة وأبي هريرة؛ فمُطَّرح؛ لاتفاق جمع الرواة عن حماد بجعله أبا أمامة.
وقد نُقل عن حماد أنه كان يشك في رفع قوله: «الأذنان من الرأس» ووقفه، قال: (لا أدري هذا من قول أبي أمامة أو من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-)، نقله عنه بنحوه يونس بن محمد وقتيبة بن سعيد ومعلى بن منصور، وهم ثقات حفاظ.
واختلف الباقون في النقل عن حماد:
فقال محمد بن زياد الزيادي -ونحوه لمحمد بن عبدالله بن بزيع وأحمد بن عبدة والهيثم بن جميل-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأذنان من الرأس»،- وقال مسدد وأبو الربيع الزهراني -قُرنت روايتاهما، ونحوها ليحيى بن إسحاق وأبي عمر الضرير وعبدالله بن الجراح ويحيى بن حسان-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثًا ويديه ثلاثًا ومسح برأسه، وقال: «الأذنان من الرأس»، ولفظ يحيى بن إسحاق: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمضمض ثلاثًا واستنشق ثلاثًا وغسل وجهه، وكان يمسح المأقين من العين، قال: وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح رأسه مرة واحدة، وكان يقول: «الأذنان من الرأس».
واختُلف على أبي أسامة:
• فقال عنه أبو كريب ومحمد بن عثمان بن كرامة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأذنان من الرأس».
•وقال عنه أحمد بن عبدالحميد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، وقال: «الأذنان من الرأس»، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المأقين.
• ولم أتبين لفظ محمد بن أبي بكر المقدمي [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، ولم يذكر الطبراني لفظ محمد بن الفضل عارم وخالد بن خداش، واختصر الخطابي حديث ابن المبارك، فلم يذكر منه إلا لفظ مسح المأقين.
• ووقف سليمان بن حرب الحديث على أبي أمامة، قال أبو داود عقب روايته: (قال سليمان بن حرب: يقولها أبو أمامة)، وقال يوسف بن موسى القطان بعد أن رواه عنه: (قال سليمان بن حرب: «الأذنان من الرأس» إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدَّل -أو كلمة قالها سليمان- أي: أخطأ).
وظاهرٌ من هذا العرض أن أقل الرواة رووه صريحًا بالرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن أكثر الرواة -وفيهم حفاظ ثقات، كمسدد وأبي الربيع الزهراني ويحيى بن حسان- رووه بصيغة غير صريحة في الرفع، وهي أقرب إلى المحتملةِ الرفعَ والوقفَ منها إلى المفيدةِ أحدَهما، وهي قوله بعد أن ذكر وصف الوضوء: وقال: «الأذنان من الرأس».
وقد اتفق ثلاثة من الثقات الحفاظ على إثبات أن حماد بن زيد كان يشك في رفع هذه اللفظة ووقفها، وبيَّن سليمان بن حرب أن الصواب عن حماد وقف اللفظة على أبي أمامة، وسليمان بن حرب من أئمة الحديث الحفاظ الأثبات، وكان له اختصاص بحماد بن زيد، وملازمة ومجالسة.
قال أبو حاتم الرازي: (سليمان بن حرب إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال وفي الفقه، وليس بدون عفان، ولعله أكبر منه ... وهو أحب إليَّ من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شيء ... )، وقال يعقوب بن شيبة: (كان ثقةً ثبتًا صاحب حفظ)، وقال النسائي وابن قانع: (ثقة مأمون).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما اختصاصه بحماد بن زيد، فقال يعقوب بن سفيان الفسوي: سمعت سليمان بن حرب يقول: (طلبت الحديث سنة ثمان وخمسين ومئة، فاختلفت إلى شعبة، فلما مات شعبة جالست حماد بن زيد ولزمته حتى مات)، قال: (جالسته تسع عشرة سنة، جالسته سنة ستين، ومات سنة تسع وسبعين ومئة)، وكان من شدة ملازمته لحماد يعرف الرواة الذين يحضرون مجلسه، ويؤخَذ قوله في ذلك، نقل الفسوي عنه قوله: (لم أرَ أبا الربيع عند حماد بن زيد) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
وهذه الإمامة والثقة العالية تقضي بألا يُهمل كلام سليمان ويُترك، بل لكلامه قيمة وأهمية، خاصة أنه من ألزم الرواة لحماد بن زيد -شيخه في هذه الراوية-، وأعرفهم بحديثه، وهو قد أنكر -كما سبق النقل عنه- رواية الرفع عن حماد بن زيد، وهي حقيقةٌ بهذا الحكم، إذ إن مَنْ رواها أقل الرواة عددًا وحفظًا وثقةً، واحتمال الاختصار والرواية بمعنى الصيغة قائم.
وكون سليمان بن حرب لازم حماد بن زيد حتى مات -كما ذكر هو- مفيدٌ أنه يعرف ما كان عليه حديث حماد بن زيد في أوله وآخره، وأن نقلَهُ عنه أقوى من نقل غيره.
والذي يظهر أن حمادًا كان يشك في الرواية -كما نقل عنه بعض الحفاظ- بين الرفع والوقف، ويرويه بصيغة تحتمل الرفع والوقف؛ لشكِّه فيه، ثم انتهى بروايته موقوفًا على أبي أمامة، ونقل هذا عنه سليمان بن حرب، وخطَّأ من روى غير ذلك عنه.
وقد رجح الوقف -سوى الحافظ سليمان بن حرب-:
• موسى بن هارون الحمال، قال في سياق تضعيف الحديث: (والحديث في رفعه شك) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
• والدارقطني، قال: ( ... أسنده هؤلاء عن حماد، وخالفهم سليمان بن حرب، وهو ثقة حافظ ... ) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وقال: (وقال سليمان بن حرب في هذا الحديث عن حماد بن زيد: إن قوله: «والأذنان من الرأس» هو من قول أبي أمامة غير مرفوع. وهو الصواب) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
• والبيهقي، قال: (والحديث في رفعه شك) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10).
• وابن العربي، قال: (والصحيح أن ذلك من قول أبي أمامة صدي بن عجلان، لا من نفس الحديث، والحديث نصه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه، وقال: "الأذنان من الرأس"، يعني أن هذا قول أبي أمامة لا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11).
• وابن عبدالهادي، قال: (والصواب أنه موقوف على أبي أمامة، كما قال الدارقطني) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
وجوَّز ابن الجوزي صحة الوجهين، قال: (الراوي قد يرفع الشيء وقد يفتي به) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وجوَّز ذلك ابن التركماني، قال: (وإذا رفع أحد حديثًا، ووقفه آخر، أو فعلهما شخص واحد في وقتين= يرجح الرافع، لأنه أتى بزيادة، ويجوز أن يسمع الإنسان حديثًا فيوقفه في وقت، ويرفعه في وقت آخر، وهذا أولى من تغليط الرافع) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، ونحوه للزيلعي [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، وكلامهم هذا جارٍ على مناهج الأصوليين والفقهاء في التجويزات العقلية، وذلك ما لم يلتفت إليها أئمة الحديث النقاد الحفاظ ومن سلك مسلكهم، ومنهم -في هذا المثال خاصة-: سليمان بن حرب، وموسى بن هارون الحمال، والدارقطني، والبيهقي، وابن العربي، وابن عبدالهادي.
فتبيَّن أن لفظة «الأذنان من الرأس» موقوفة على أبي أمامة، وأن باقي الحديث مرفوع -وهذا ظاهر، إذ هو وصفٌ لوضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان هذا نوعًا من الإدراج في الحديث، ولذا قال ابن حجر: (وقد ذكرت طرق حديث شهر هذا في كتاب المدرج بدلائله وكيفية الإدراج فيه -بحمد الله تعالى-) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تقرر ذلك، فليعلم أن سنان بن ربيعة أبا ربيعة راوي الحديث ضعيف [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وتظافرت كلمات الجرح المفسر من الأئمة فيه، وقد قال ابن عدي: (له أحاديث قليلة)، وقلة حديثه مع تضعيف الأئمة له مفسَّرًا دالٌّ على ضعف الرجل، وأنه أتى بالمناكير على قلة حديثه، وقد أخرج ابن عدي هذا الحديث في ترجمة سنان محتجًّا به على أحقيته بالذكر في الضعفاء، فدل على أنه مما ينكره ابن عدي عليه، وأما قوله: (أرجو أنه لا بأس به)، فسبق أنها ليست على ظاهرها مطلقًا [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
ومن المحتمل أن شك حماد في رفع الحديث ووقفه يرجع إلى سنان هذا، إذ لم يضبط الحديث، فلم يؤدِّه إلى حماد مستقيمًا، فأورث حمادًا الشك فيه، وذلك لأن سنانًا "مضطرب الحديث" -كما قال أبو حاتم الرازي-.
وشيخه: شهر بن حوشب فيه كلام طويل، وخلاف، وقد قواه بعض من قوى هذا الحديث، واعتمد على ضعفه بعض من ضعفه، وعلى القول بتقوية حال شهر؛ فإن له تخليطات متفقًا عليها، وقد وقع في هذا الحديث نوع اضطراب، يحتمل أن يكون من تخليطاته هو، أو من تخليطات الراوي عنه: سنان بن ربيعة، وقد سبق ضعفه.
واجتماع هذين الرجلين اللذين تُكُلِّم فيهما في الحديث، خاصة سنان، الذي أنكر عليه هذا الحديث بخصوصه، وضُعِّف مع قلة حديثه، مع الاختلاف في رفعه ووقفه= قرائن يثبت معها أن هذا الحديث منكر من طريق أبي أمامة، وأن ضعفه مما لا يُقبل معه الاستشهاد به وتقويته.
قال الترمذي بعد أن أخرج الحديث: (هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وقال الحافظ دعلج بن أحمد: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث، قال: (ليس بشيء، فيه شهر بن حوشب، وشهر ضعيف، والحديث في رفعه شك) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
هذا، وقد روى الحديث حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا توضأ غسل مآقيه بأصبعيه، ولم يذكر قوله: (الأذنان من الرأس)، ورواية حماد هذه علقها ابن أبي حاتم والدارقطني [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، ولم أجدها مسندة، وإن صحت فهي دليلٌ على اضطراب سنان بن ربيعة في هذا الحديث، ومؤيدة لشدة ضعف روايته، وأشار إلى هذا أبو حاتم الرازي في تعليقه على رواية حماد بن سلمة، قال: (روى حماد بن زيد، عن سنان، عن شهر، عن أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحماد بن زيد أحفظ وأثبت من حماد بن سلمة، وسنان بن ربيعة أبو ربيعة مضطرب الحديث) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، فبيّن أبو حاتم أن حماد بن زيد أحفظ من ابن سلمة، ثم عقب بأن أبا ربيعة مضطرب الحديث، فكأنه يشير إلى تحميله الاضطرابَ في هذا الحديث، وروايتَه بهذين الإسنادين المختلفين، والاضطراب إذا وقع من أحد الضعفاء كانت روايته شديدةَ الضعف، منكرة.
ب- رواية راشد بن سعد عن أبي أمامة:
ومدارها على أبي بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف، وقد وصفه بعض الأئمة بنكارة الحديث، وتركه بعضهم، وقد اختُلف عنه في هذا الحديث:
• فرواه عيسى بن يونس عنه عن راشد موصولاً.
• ورواه شريح بن يزيد أبو حيوة عنه عن راشد مرسلاً.
ورواية عيسى بن يونس لا تصح، قال ابن عدي: (وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه إلا أحمد بن عيسى) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وأحمد بن عيسى هو الخشاب، متهم بالكذب والوضع [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
ورواية شريح المرسلة أصح، ونكارتها باقية بحال أبي بكر بن أبي مريم.
ج- رواية القاسم عن أبي أمامة:
وقد جاءت عنه من طريق جعفر بن الزبير، وهو متروك، نُقل الإجماع على تركه، وتابعه أبو معاذ الألهاني، ولم أعرفه، وعنه عثمان بن فائد، قال فيه دحيم: (ليس بشيء)، وقال ابن عدي: (قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بمحفوظ)، وتكلم فيه غير واحد من العلماء بجرح شديد، وهو أولى بكونه منكر الحديث، فإن كل ذلك الكلام كان مع قلة ما يرويه، ومن كثرت مناكيره وقلت روايته عُلم أن ضعفه شديد.
فالخلاصة:
أن هذين الطريقين منكران، ولا يصح الحديث عن القاسم عن أبي أمامة، والاستشهاد به خطأ، فالمنكر لا يفيد شهادة ولا تقوية.
2 - تخريج حديث عبدالله بن زيد -رضي الله عنه-:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه ابن ماجه (443)، والبيهقي في الخلافيات (238) من طريق عمران بن موسى بن مجاشع، كلاهما عن سويد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبدالله بن زيد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «الأذنان من الرأس»، لفظ ابن ماجه.
دراسة الإسناد:
اختصر ابن ماجه متنه، ورواه عن سويد بن سعيد مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بتمامه -كما في رواية عمران بن موسى عن سويد-: عن عبدالله بن زيد، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، والأذنان من الرأس. وظاهرُ هذا اللفظ أن قوله: «والأذنان من الرأس» من كلام عبدالله بن زيد.
وقد جاء عن سويد بدون ذكر لفظة: «الأذنان من الرأس»، أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (584/ 4) -، والضياء في المختارة (9/ 365، 366) من طريق أبي لبيد محمد بن إدريس السرخسي، كلاهما -أبو يعلى وأبو لبيد- عن سويد به، ولفظ أبي يعلى: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بثلثي مد، فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه. ولفظ السرخسي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح بأذنيه.
كما رواه غيرُ سويد عن ابن أبي زائدة، وغير ابن أبي زائدة عن شعبة؛ بدون لفظة «الأذنان من الرأس»:
فقد أخرجه النسائي في ما أغرب به شعبة على سفيان (49) -ومن طريقه ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 564، 565) - عن محمد بن عبيد بن محمد، وأبو يعلى في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (584/ 2)، ومن طريقه الضياء في المختارة (9/ 365) - عن عبدالله بن عامر بن زرارة، والروياني (1009) وابن خزيمة (118) -ومن طريقه الضياء في المختارة (9/ 368) - وابن حبان (1083) والحاكم (1/ 161) من طريق محمد بن العلاء أبي كريب، والشاشي (1088) عن أبي قلابة الرقاشي عن سليمان بن داود، والحاكم (1/ 144) -وعنه البيهقي (1/ 196) - من طريق إبراهيم بن موسى الرازي، خمستهم -محمد بن عبيد وابن زرارة وأبو كريب وسليمان والرازي- عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والطيالسي في مسنده (ص148) -ومن طريقه أحمد (4/ 39) والنسائي في ما أغرب به شعبة على سفيان (50) -، ومسدد في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (584/ 1)، ومن طريقه ابن حبان (1082) - عن يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى -كما في إتحاف الخيرة المهرة (584/ 3)، ومن طريقه وطريق أخرى الضياء في المختارة (9/ 368، 369) - عن معاذ بن معاذ، والبيهقي (1/ 196) من طريق أحمد بن سلمان النجاد عن أبي قلابة الرقاشي عن سليمان بن داود عن أبي خالد الأحمر، خمستهم -ابن أبي زائدة والطيالسي والقطان ومعاذ والأحمر- عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبدالله بن زيد به؛ بلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بثلثي مد ماء، فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه. لفظ القطان وابن أبي زائدة -في رواية أبي كريب والرازي عنه-، ولفظ محمد بن عبيد وابن زرارة عن ابن أبي زائدة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح بأذنيه. وجمع بين اللفظين معاذ بن معاذ، واختصره الطيالسي بذكر الدلك فقط.
وفي الحديث خلاف آخر عن شعبة ليس هذا موضع بسطه.
واختُلف عن أبي قلابة الرقاشي -كما ظهر-، فقال النجاد: عنه عن سليمان بن داود عن أبي خالد الأحمر، وقال الشاشي: عنه عن سليمان بن داود عن ابن أبي زائدة. وسليمان بن داود هذا إن كان الطيالسي؛ فالرواية التي في مسنده عن شعبة مباشرة، وإن كان غيره؛ فقد تُكُلِّم في أبي قلابة من حيث اختلاطه بعد أن قدم بغداد، ومن حيث أنه يحدث بحفظه. والمقصود حاصلٌ برواية غيره.
وقد اجتمع ثقتان حافظان (أبو كريب وإبراهيم بن موسى الرازي) مع عبدالله بن عامر بن زرارة على روايته عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثم اجتمع ثلاثة حفاظ (الطيالسي والقطان ومعاذ بن معاذ) على متابعة ابن أبي زائدة، فرووه عن شعبة؛ لم يذكروا قوله: «الأذنان من الرأس»، وشذَّ عنهم: سويد بن سعيد، فرواه عن ابن أبي زائدة، وذكر ذلك -في بعض الروايات عنه-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسويد متكلم فيه، وتغير وعمي فصار يتلقن، وكثرت المناكير في روايته بعد عماه [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وحتى لو اعتُبر ثقةً، فإن غيرَه عن ابن أبي زائدة أوثق، واجتماعهم أقوى من انفراده، كما أن المتابعات التي جاءت لابن أبي زائدة على ما رووه مفيدةٌ صحة روايتهم عنه دون رواية سويد.
قال ابن حجر: (إلا أن له علة، فإنه من رواية سويد بن سعيد كما ترى، وقد وهم فيه. وذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن هذا الحديث، فضعف سويدًا) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
وقد نقل البيهقي كلام الترمذي هذا، قال -بعد أن أسند رواية سويد-: قال أبو عيسى الترمذي: قلت للبخاري: فإنهم يذكرون عن سويد بن سعيد عن ابن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد، فقال: (هو حبيب بن زيد. ودع سويد)، وضعفه جدًّا، وقال: (كلما لقن شيئًا تلقنه)، وضعف أمره [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27). فهذا تضعيف شديد من البخاري لسويد خاصةً في حديثه هذا، فإنه منكرٌ من روايته.
ثم ذكر ابن حجر -في تمام كلامه المنقول آنفًا- أن رواية عمران بن موسى بن مجاشع عن سويد -عند البيهقي في الخلافيات- هي الأصوب عنه، بوقف لفظة «الأذنان من الرأس» على عبدالله بن زيد، قال: (وقد حدَّث -أي: سويد- بهذا الحديث في حال صحَّته [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28) فأتى به على الصواب؛ فرواه البيهقي من رواية عمران بن موسى السختياني عن سويد بسنده إلى عبدالله بن زيد، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، قال: والأذنان من الرأس. انتهى. وقوله: قال: «والأذنان من الرأس» هو من قول عبدالله بن زيد، والمرفوع منه ذكر الوضوء بثلثي مد، والدلك. وكذا أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم من حديث أبي كريب عن ابن أبي زائدة دون الموقوف. وقد أوضحت ذلك بدلائله وطرقه في الكتاب الذي جمعته في المدرج) ا. هـ كلام ابن حجر [ URL="http://majles.alukah.net/#_ftn29"][29] (http://majles.alukah.net/#_ftn28).
وأيَّد هذه الرواية: ما سبق من رواية أبي يعلى وأبي لبيد السرخسي عن سويد بدون إدراج لفظ: «الأذنان من الرأس»، فكأنهما اختصرا حديث سويد، فلم يذكرا إلا المرفوع منه، وتركا الموقوف.
فظهر أن الصحيح في قوله: «الأذنان من الرأس» في هذا الحديث عن سويد: وقفُهُ على عبدالله بن زيد، وعن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ثم شعبة: روايته بدون تلك اللفظة.
فالخلاصة:
أن الحديث من هذه الطريق -طريق عبدالله بن زيد- منكرٌ مرفوعًا، وهو من أوهام سويد ومناكيره التي حدث بها -فيما يظهر- حال تغيره، فضعفه الأئمة بسببها، وإن كان الوهم من سويد نفسه -لا تلقينًا-؛ فلعل منشأه أنه روى هذه اللفظة من طريق أخرى ضعيفة جدًّا، وهي رواية القاسم بن غصن عن إسماعيل بن مسلم المكي عن عطاء عن ابن عباس [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30)، فأدرجها بهذا الحديث.
يتلوه -بعون الله- تخريج أحاديث أبي هريرة وابن عمر وعائشة -رضي الله عنهم- ومرسل سليمان بن موسى في الباب، ودراسة أسانيدها وبيان الراجح فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) كذا في المطبوع، وصوّب الشيخ مشهور في تحقيق الخلافيات (1/ 410) كونه: السمري؛ لا السوطي، ولعل ما وقع في المطبوع صواب، فانظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني، للمنصوري (ص180)، والمراجع التي عزا إليها.
وقد وقع شيخ السوطي في المطبوع من المعجم: عثمان بن مسلم، وصوابه: عفان، كما نبه الشيخ مشهور (1/ 410)، ومحققو المسند (36/ 555).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) رواية الطبراني والجصاص من طريق أبي مسلم عن أبي عمر فقط، دون المقدمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ورد اسماهما (عبدالوارث وابن المبارك) في الغريب مهملين، وأغرب الشيخ مشهور في تعليقه على الخلافيات (1/ 411)، حيث سقط في نقله: "عبدالوارث"، ونقل اسم ابن المبارك: "عبيدالله"، وقال: (ولعله القواريري)، والنص في المطبوع: (عبدالله)، وهو آتٍ في سندٍ متكرر عند الخطابي: عبدالعزيز بن محمد، عن ابن الجنيد، عن عبدالوارث، عن عبدالله، وقد صرّح في موضع أنه ابن المبارك، انظر: (2/ 283)، وصرح في موضع آخر بذلك، لكنه من رواية محمد بن سعدويه عن ابن الجنيد، انظر: (2/ 351). وعبدالوارث هذا هو ابن عبيدالله العتكي المروزي، قال ابن أبي حاتم -في الجرح (6/ 76) -: (روى عن عبدالله بن المبارك الكثير، حتى روى عنه مسائل سأله وسئل وهو حاضر).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) في رواية أبي كريب عنه، ونقل محمد بن شاذان عنه الشكَّ، ولم ينسبه إلى حماد، ولعله راجعٌ إليه.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) ولعل في سياق ابن دقيق العيد في الإمام (1/ 104) للفظ أبي عمر الضرير، وعطفه رواية المقدمي على ذلك= إشارة إلى كونه مثله أو نحوه، والذي في سنن الدارقطني من طريق أبي مسلم عن الضرير والمقدمي: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأذنان من الرأس»، والظاهر أنه اختصار من الدارقطني، فإن لفظ أبي مسلم عن أبي عمر مثبت عند الطبراني وابن دقيق بتمامه، وليس فيه التصريح بالرفع.
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) المعرفة والتاريخ (1/ 170)، وانظر: (2/ 131).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) سنن الدارقطني (1/ 104).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) السنن (1/ 103).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) العلل (12/ 263).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) السنن (1/ 66).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) عارضة الأحوذي (1/ 50).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) تنقيح التحقيق (1/ 117)، المحرر (ص49).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) التحقيق (1/ 152).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الجوهر النقي (1/ 66).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) نصب الراية (1/ 19).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) النكت على ابن الصلاح (1/ 415).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) انظر -سوى التهذيبين-: إكمال مغلطاي (6/ 121).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) انظر: الحديث (42).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) الجامع (1/ 87 ط. بشار)، وفيه التنبيه على عدم ثبوت قول الترمذي عن الحديث: "حسن" في المصادر، ويضاف: أنها ليست في نسخة الكروخي أصح نسخ الترمذي (ق6أ)، ولا نقلها عنه الطوسي في مستخرجه (1/ 210)، ولا ابن دقيق لما نقل كلامه في الإمام (1/ 501)، ولا ابن سيد الناس لما نقله في النفح الشذي (1/ 357)، ولا الزيلعي لما نقله في نصب الراية (1/ 18).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) سنن الدارقطني (1/ 104).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) يأتي تخريجها في حديث أنس -إن شاء الله-.
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) علل ابن أبي حاتم (1/ 28).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) الكامل (1/ 191).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) انظر: لسان الميزان (1/ 240).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) انظر -سوى التهذيبين-: النكت، لابن حجر (1/ 411).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) النكت (1/ 411).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) الخلافيات (1/ 431، 432)، وقد سقط هذا من ترتيب أبي طالب القاضي لعلل الترمذي الكبير.
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) يعني: قبل أن يعمى ويتغير ويسوء حفظه.
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) النكت (1/ 411).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) يأتي تخريج روايته -إن شاء الله- في حديث ابن عباس.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:40]ـ
توطئة:
بدأتُ في الحلقة السابقة بدراسة حديث: «الأذنان من الرأس»، ومرَّ فيها تخريج حديثي أبي أمامة وعبدالله بن زيد -رضي الله عنهما-، ودراسة أسانيدهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وستكون هذه الحلقة في تخريج أحاديث أبي هريرة وابن عمر وعائشة -رضي الله عنه-، ومرسل سليمان بن موسى.
وسأبدأ بتخريج ثلاثة الأحاديث والمرسل، ثم أدمج دراسة أسانيدها جميعًا؛ نظرًا للتداخل الحاصل في طرقها ورواياتها.
3 - تخريج حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن ماجه (445) عن محمد بن يحيى، والطبراني في الأوسط (8318) عن موسى بن زكريا، والدارقطني (1/ 102) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (208) - من طريق محمد بن أيوب الرازي، والبيهقي في الخلافيات (207) من طريق محمد بن إبراهيم العبدي، أربعتهم -محمد بن يحيى وموسى ومحمد بن أيوب ومحمد بن إبراهيم- عن عمرو بن الحصين، عن محمد بن عبدالله بن علاثة، عن عبدالكريم الجزري، والبيهقي في الخلافيات (211) من طريق عبدالوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، كلاهما -عبدالكريم الجزري ويحيى بن سعيد- عن سعيد بن المسيب، وأخرجه أبو يعلى (6370) والطبري في تفسيره (8/ 172) وابن حبان في المجروحين (2/ 110) والطبراني في الأوسط (538) والدارقطني (1/ 101) والبيهقي في الخلافيات (181، 182) من طريق علي بن هاشم، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، وأخرجه الدارقطني (1/ 100) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (172) - من طريق محمد بن حرب، عن علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، وأخرجه الدارقطني (1/ 102) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (212) - من طريق سعيد بن شرحبيل، وابن عدي في الكامل (2/ 57) وابن الحطاب في مشيخته (89) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 88) - من طريق هشام بن عمار، كلاهما -سعيد وهشام- عن البختري بن عبيد بن سلمان، عن أبيه، أربعتهم -سعيد بن المسيب وعطاء وسليمان بن موسى وعبيد بن سلمان- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «الأذنان من الرأس».
4 - تخريج حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-:
أخرجه عبدالرزاق (24) -ومن طريقه الدارقطني في السنن (1/ 98) والبيهقي في الخلافيات (154) - عن عبدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به؛ موقوفًا، وقد أخرجه الدارقطني (1/ 97) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (153) - وتمام في الفوائد (620) عن محمد بن عمر بن أيوب الرملي، وتمام (620) عن محمد بن هارون، كلاهما عن عبدالله بن وهيب الغزي، والبيهقي في الخلافيات (152) وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (5/ 59) من طريق إسحاق بن إبراهيم الغزي، كلاهما عن محمد بن أبي السري، عن عبدالرزاق، عن عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به؛ مرفوعًا، إلا أن تمامًا في روايته من طريق عبدالله بن وهيب، وإسحاق بن إبراهيم الغزي في روايته عن محمد بن أبي السري= زادا الثوري، فجعلاه شيخًا لعبدالرزاق.
وأخرجه ابن عدي (1/ 300) والبيهقي في الخلافيات (145) وابن المقرئ في معجمه (34) من طريق عيسى بن يونس الفاخوري، وابن المقرئ في معجمه (35) من طريق أبي عمير بن النحاس، كلاهما -الفاخوري وابن النحاس- عن ضمرة بن ربيعة، والدارقطني (1/ 97) من طريق القاسم بن يحيى بن يونس البزاز، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، وابن البختري في الجزء الحادي عشر من فوائده (165 - مجموع مصنفاته) من طريق فرج بن فضالة، كلاهما -إسماعيل بن عياش وفرج بن فضالة- عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر به، إلا أن أبا عمير بن النحاس -في روايته عن ضمرة عن إسماعيل بن عياش-، وفرجَ بن فضالة= وقفاه على ابن عمر.
وأخرجه ابن عدي (3/ 200) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (156) - من طريق عيسى الغنجار، عن محمد بن الفضل، عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر به.
وأخرجه الدارقطني في السنن (1/ 97) والعلل (12/ 346) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (140) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 196) - والمخلص في الفوائد المنتقاة في الثاني من السادس منها (ق190/ 1) -كما ذكر الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 84) - عن يحيى بن محمد بن صاعد، والبيهقي في الخلافيات (141) من طريق محمد بن عفان الهروي، والخطيب في تاريخ بغداد (14/ 161) من طريق محمد بن عثمان بن سعيد، وجعفر بن أحمد، أربعتهم -ابن صاعد ومحمد بن عفان ومحمد بن عثمان وجعفر بن أحمد- عن الجراح بن مخلد، عن يحيى بن العريان، والبيهقي في الخلافيات (1/ 350) -معلقًا- عن أبي زيد الهروي، كلاهما -يحيى بن
(يُتْبَعُ)
(/)
العريان والهروي- عن حاتم بن إسماعيل، وأخرجه ابن أبي شيبة (163) -ومن طريقه الدارقطني (1/ 98) والبيهقي في الخلافيات (143) - عن أبي أسامة، والدارقطني (1/ 98) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (142) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 195، 196) - من طريق وكيع، ثلاثتهم -حاتم وأبو أسامة ووكيع- عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر به.
إلا أن أبا زيد الهروي في روايته عن حاتم، وأبا أسامة ووكيعًا، ثلاثتهم عن أسامة= أبدلوا نافعًا بهلال بن أسامة، ووقفوا الحديث على ابن عمر.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 406) من طريق السراج، عن الحسن بن كليب، عن مصعب بن المقدام، عن سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر به؛ مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة (164) والدارقطني (1/ 98) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (165) - من طريق عبدالرحيم بن سليمان، والطبري في تفسيره (8/ 170) عن محمد بن يزيد، والطحاوي (1/ 34) والدولابي في الكنى والأسماء (2037) عن علي بن معبد، وابن المقرئ في معجمه (534) من طريق عبيدالله بن سعيد، كلاهما -علي بن معبد وعبيدالله بن سعد- عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم -عبدالرحيم ومحمد بن يزيد وإبراهيم بن سعد- عن محمد بن إسحاق، والدارقطني (1/ 98) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (166) - من طريق عبدالله بن نافع، كلاهما -محمد بن إسحاق وعبدالله بن نافع- عن نافع، عن ابن عمر به؛ موقوفًا.
وأخرجه الدارقطني (1/ 98) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (155) - من طريق إدريس بن الحكم العنزي، عن محمد بن الفضل، عن زيد العمي، والبيهقي في الخلافيات (197) من طريق عبدالوهاب بن مجاهد، كلاهما -زيد وعبدالوهاب- عن مجاهد، عن ابن عمر به.
5 - تخريج حديث عائشة -رضي الله عنها-:
أخرجه العقيلي (4/ 32) والدارقطني (1/ 100) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (243) - من طريق محمد بن الأزهر، عن الفضل بن موسى السيناني، والبيهقي في الخلافيات (241) من طريق عصام بن يوسف، عن ابن المبارك، كلاهما -الفضل بن موسى وابن المبارك- عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فليمضمض وليستنشق، والأذنان من الرأس».
6 - تخريج مرسل سليمان بن موسى:
أخرجه سفيان الثوري في الجامع -كما ذكر البيهقي في الخلافيات (1/ 368)، ومن طريقه ابن البختري في الجزء الحادي عشر من حديثه (164 - مجموع مصنفاته) والدارقطني (1/ 99) والبيهقي في الخلافيات (244) والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 406) -، وعبدالرزاق (23) -ومن طريقه العقيلي (4/ 32) والدارقطني (1/ 99) -، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (360) عن حجاج بن محمد، وابن أبي شيبة (156) والدارقطني (1/ 99) من طريق وكيع، والطبري في تفسيره (8/ 172) من طريق الوليد بن مسلم، والدارقطني (1/ 99) من طريق صلة بن سليمان، والدارقطني (1/ 99) من طريق عبدالوهاب بن عطاء الخفاف، والدارقطني في العلل (13/ 321) -معلقًا- عن سفيان بن عيينة، وعبيدالله بن موسى، تسعتهم عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من توضأ فليمضمض وليستنشق، والأذنان من الرأس»، اختصره بعضهم.
أ- رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة:
وقد جاءت عنه من طريقين:
إحداهما: طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن عبدالله بن علاثة، عن عبدالكريم الجزري، عن سعيد، وابن علاثة متكلم فيه، ونُسب الكلام فيه إلى ما رواه عمرو بن الحصين عنه من مناكير، وعمرو متروك الحديث، وقد وصف أبو حاتم الرازي أحاديثه عن ابن علاثة بأنها أحاديث موضوعة.
فهذه الطريق شديدة النكارة.
ثاني الطريقين عن ابن المسيب: رواية عبدالوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد، وهذا وجهٌ عن إسماعيل بن عياش، قال عنه الحاكم بعد أن رواه: (تفرد به إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد، وإسماعيل بن عياش على جلالة محلِّه إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه) [1] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn1).
والوجه الآخر عن إسماعيل بن عياش: ما رواه القاسم بن يحيى بن يونس البزاز عنه، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر؛ مرفوعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ورواه ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل، واختُلف عنه:
• فرواه عيسى بن يونس الفاخوري عنه عن إسماعيل به؛ كرواية القاسم بن يحيى.
• ورواه أبو عمير بن النحاس عنه عن ضمرة به؛ موقوفًا على ابن عمر.
وأبو عمير مقدَّم في ضمرة، قال ابن معين: (من أحفظ الناس لحديث ضمرة)، وللفاخوري أخطاء، قال ابن حبان: (كان راويًا لضمرة، ربما أخطأ)، فرواية أبي عمير أولى بالصواب عن ضمرة، وهو وجه ثالثٌ عن إسماعيل بن عياش.
والوجهُ الأول أنكَرُها، فإن راويه عن إسماعيل: عبدالوهاب بن الضحاك متروك، كذبه بعض الأئمة، واتهم بوضع الحديث.
والقاسم بن يحيى راوي الوجه الثاني ضعفه الدارقطني والبيهقي عقب روايته هذه [2] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn2)، وضمرة بن ربيعة من ثقات الشاميين، وله أخطاء، وروايته الموقوفة عن إسماعيل بن عياش أقوى من رواية غيره، وذلك ما رجحه الدارقطني، قال بعقب الرواية المرفوعة عن إسماعيل بن عياش: (رفْعُهُ وهم، والصواب عن ابن عمر من قوله) [3] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn3)، وقال البيهقي: (والصواب موقوف) [4] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn4).
فتبين أن الرواية المرفوعة هنا خطأ عن إسماعيل بن عياش، وأن الصواب عنه الرواية الموقوفة.
وقد تابعه على هذا الموقوف عن يحيى بن سعيد: فرج بن فضالة، وهو ضعيف الحديث، خاصة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، فإن له مناكير عنه.
وهذا الموقوف ضعيفٌ عن ابن عمر كذلك؛ فإن يحيى بن سعيد الأنصاري إمام مدني حجازي، وإسماعيل بن عياش مخلط في غير الشاميين، خاصة المدنيين والحجازيين [5] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn5)، وله مناكير عن يحيى بن سعيد خاصة، قال الحاكم: (ولإسماعيل بن عياش أخواتٌ في روايته المناكير عن يحيى بن سعيد الأنصاري)، ثم ذكر أحدها مكتفيًا به للدلالة على ذلك [6] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn6).
ومتابعة فرج بن فضالة لا تفيد إسماعيلَ شيئًا، فإنها منكرةٌ عن يحيى بن سعيد؛ لما يجيء به فرج من مناكير عنه، والمنكر لا يتقوى بالمنكر.
وإمامة يحيى بن سعيد وتقدُّمه في أهل المدينة تُبعد أن يصحَّ تفرُّد ضعيفين من أهل الشام [7] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn7) عنه بذلك.
فالخلاصة: أن رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة منكرة واهية.
ب- رواية عطاء عن أبي هريرة:
وهذه رواها عنه إسماعيل بن مسلم، وهو المكي، وهي وجهٌ عنه رواه علي بن هاشم، قال الطبراني عقبها: (لم يروِ هذا الحديث عن عطاء إلا إسماعيل، تفرد به علي بن هاشم) [8] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn8).
والوجه الآخر عن إسماعيل: رواه القاسم بن غصن عنه عن عطاء عن ابن عباس [9] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn9).
وعنه وجهٌ ثالث: رواه عثمان بن حفص عن سلام عنه عن عطاء عن جابر بن عبدالله [10] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn10).
وإسماعيل بن مسلم منكر الحديث واهيه، وتركه بعض الأئمة.
والقاسم بن غصن راوي الوجه الثاني عنه ضعيف [11] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn11)، ولم أعرف سلامًا راوي الوجه الثالث، إلا أن يكون الطويل المتروك، وهو محتمل -ويأتي-.
وأوثق منهما راوي الوجه الأول: علي بن هاشم بن البريد، فإنه صدوق، ووثقه بعض العلماء، وروايته أصح.
وهذه الرواية واهيةٌ بوهاء إسماعيل بن مسلم.
ج- رواية سليمان بن موسى عن أبي هريرة، وتفصيل الخلاف فيها:
وقع خلافٌ واسع في هذه الرواية على ابن جريج، هذا بيانه:
حيث رواه ابن جريج، واختُلف عنه:
• فرواه علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة.
• ورواه سفيان الثوري عن ابن جريج، واختُلف عنه:
• فرواه الحسن بن كليب، عن مصعب بن المقدام، عن سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر.
• ورواه أبو نعيم وقبيصة وعبدالله بن الوليد ومحمد بن يوسف الفريابي عن سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى مرسلاً، وهو كذلك في الجامع للثوري.
• ورواه محمد بن جعفر غندر، والربيع بن بدر؛ كلاهما عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس [12] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn12).
(يُتْبَعُ)
(/)
• ورواه محمد بن الأزهر عن الفضل بن موسى السيناني، وعصام بن يوسف عن ابن المبارك، كلاهما عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
• ورواه عبدالرزاق، وحجاج بن محمد المصيصي، والوليد بن مسلم، وصلة بن سليمان، وعبدالوهاب بن عطاء، وابن عيينة، وعبيدالله بن موسى، عن ابن جريج عن سليمان بن موسى مرسلاً.
فأما حديث علي بن عاصم عن ابن جريج، عن سليمان، عن أبي هريرة؛ فإن عليًّا صدوق له أخطاء، وقد ضُعِّف، وهذا الحديث من أخطائه، خاصة أنه جاء الحديث عنه من وجهين: أحدهما ذا، والآخر: عنه، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة -وسبق-، ومن كانت حاله كحال عاصم وخالف الثقات وتعددت عنه الأسانيد، فحديثه كذلك منكر.
قال الدارقطني بعد أن أسند الرواية المرسلة، ثم رواية علي: (وَهِمَ علي بن عاصم في قوله: عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي قبله أصح عن ابن جريج) [13] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn13) - يعني: المرسل-، وقال: (ورواه علي بن عاصم عن ابن جريج، فقال: عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة؛ مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووهم فيه، وإنما أراد أن يقول: سليمان بن موسى، عن الزهري؛ مرسلاً) [14] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn14).
والوجه الأول في الخلاف عن الثوري (وهو روايته عن ابن جريج عن سليمان عن عن نافع عن ابن عمر) منكر؛ فهو مخالف لما في مصنف سفيان نفسه، ولما رواه عنه أصحابه الثقات. قال الدارقطني: (هذا حديث منكرٌ بهذا الإسناد متصلاً، تفرد به الحسن بن كليب، وهو ضعيف الحديث) [15] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn15).
وأما رواية غندر والربيع بن بدر؛ فيأتي الكلام عليهما بالتفصيل في دراسة حديث ابن عباس -إن شاء الله-، وخلاصته أن الرواية محتملة الثبوت عن غندر، وأن الربيع بن بدر واهٍ متروك الحديث، وهما مخالَفان في روايتهما هذه عن ابن جريج -كما مضى ويأتي-.
وأما رواية الفضل بن موسى السيناني؛ فاحتمال ضعفها وارد، إذ قد تُكُلِّم في محمد بن الأزهر الجوزجاني الراوي عنه، وقد ذكر العقيلي هذا الحديث في ترجمته، لكنه وُثق [16] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn16)، والفضل بن موسى -مع كونه ثقة حافظًا- روى مناكير -كما قال علي بن المديني-، ولعل هذا الحديث خطأ منه أو عليه، قال العقيلي بعد أن أسند رواية الفضل، ثم الرواية المرسلة: (هذا أولى) [17] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn17)، ويأتي كلام الدارقطني في هذه الرواية.
ولا تصح رواية ابن المبارك عن ابن جريج؛ فعصام بن يوسف متكلَّم فيه، وله أخطاء [18] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn18)، والظاهر أن هذه الرواية من أخطائه؛ لأنه جعل ابن المبارك يخالف الجمع من الثقات، وابن المبارك ثقة حافظ، أولى به ألا يخالفهم. قال الدارقطني: (وأحسب أن عصام بن يوسف حدَّث بهذا الحديث من حفظه، فاشتبه عليه حديث ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل»، فأتى بإسناد هذا الحديث، وذكر عليه القصة في المضمضة والاستنشاق) [19] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn19)، وقال البيهقي عقب روايته: (وَهِمَ فيه عصام بن يوسف أو من دونه) [20] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn20).
قال الدارقطني: (يرويه عصام بن يوسف عن ابن المبارك عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة، وكذلك روي عن الفضل بن موسى عن ابن جريج، وكلا الروايتين وهمٌ في الإسناد والمتن، والصحيح: عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مضمضوا واستنشقوا، والأذنان من الرأس»، وكذلك رواه الثوري وهمام ووكيع وعبدالرزاق وابن عيينة وأصحاب ابن جريج، وهو الصواب، وبعضهم قال: عن سليمان بن موسى، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-) [21] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn21).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الظاهر أن الرواية الأقوى عن ابن جريج: ما اتفق عليه جمع من الثقات الحفاظ الكبار عنه -وفيهم المقدَّمون في ابن جريج-، وهو روايته الحديث عن سليمان بن موسى مرسلاً، وسبق ترجيح العقيلي والدارقطني لهذا الوجه، كما قال الدارقطني -بعد أن ساق بعض أوجه الخلاف عن ابن جريج-: (والمرسل أصح) [22] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn22)، وقال: (والصواب: عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً) [23] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn23)، ورجح المرسل كذلك البيهقي [24] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn24)، وقال: (هؤلاء الذين وصلوا هذا الإسناد تارة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كما قدمنا ذكره، وتارة عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة، وغير ذلك مما سبق ذكرنا له= ليسوا من أهل الصدق والعدالة، بحيث إذا انفردوا بشيء يقبل ذلك منهم، أو جاز الاحتجاج بخبرهم، فكيف إذا خالفوا الثقات، وباينوا الأثبات، وعمدوا إلى المعضلات فجوَّدوها، وقصدوا إلى المراسيل والموقوفات فأسندوها؟! والزيادة إنما هي مقبولة عن المعروف بالعدالة، والمشهور بالصدق والأمانة، دون من كان مشهورًا بالكذب والخيانة، أو منسوبًا إلى نوع من الجهالة) [25] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn25)، وقال ابن عبدالهادي: (والصواب ما قاله الدارقطني: أنه مرسل) [26] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn26).
وإسناد هذا المرسل إلى سليمان بن موسى صحيح، وصرح ابن جريج بالتحديث عنه عند عبدالرزاق.
د- رواية عبيد بن سلمان عن أبي هريرة:
وهي رواية البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة، قال الدارقطني بعد أن أخرجها: (البختري بن عبيد ضعيف، وأبوه مجهول) [27] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn27)، وقد ضعف البختري غير واحد، وتركه بعض الأئمة، ورواية البختري عن أبيه عن أبي هريرة نسخة منكرة، قال ابن عدي: (روى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدر عشرين حديثًا، عامتها مناكير) [28] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn28)، وقال الحاكم: (روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة موضوعة) [29] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn29).
فهذه الرواية شديدة النكارة.
هـ- رواية نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما-:
وقد جاءت عنه من طرق، وسبق -في رواية ابن المسيب عن أبي هريرة، وفي الخلاف على سليمان بن موسى- دراسة بعض طرقها، وفيما يلي دراسة ما لم يُنظر فيه منها:
1 - دراسة أسانيد رواية عبيدالله بن عمر عن نافع:
وقد رواها محمد بن أبي السري عن عبدالرزاق، واختُلف عنه:
• فرواه عبدالله بن وهيب عن ابن أبي السري، واختُلف عنه:
• فرواه محمد بن عمر بن أيوب الرملي عن ابن وهيب، واختُلف عنه:
• فرواه الدارقطني عنه عن ابن وهيب عن ابن أبي السري عن عبدالرزاق عن عبيدالله عن نافع.
• ورواه تمام الرازي عنه عن ابن وهيب عن ابن أبي السري عن عبدالرزاق عن الثوري عن عبيدالله عن نافع.
• ورواه محمد بن هارون عن ابن وهيب عن ابن أبي السري عن عبدالرزاق عن الثوري عن عبيدالله عن نافع؛ كرواية تمام عن محمد بن عمر الرملي.
• ورواه إسحاق بن إبراهيم الغزي عن ابن أبي السري عن عبدالرزاق عن الثوري عن عبيدالله عن نافع.
وقد وهَّم الدارقطني إسحاقَ الغزي في روايته، قال: (ورواه إسحاق بن إبراهيم قاضي غزة عن ابن أبي السري عن عبدالرزاق عن الثوري عن عبيدالله ... ووَهِمَ في ذكر الثوري) [30] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn30).
ولا يبعد أن ذكر الثوري وإسقاطه من أوهام ابن أبي السري، فإنه كثير الوهم والغلط [31] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn31)، وقد خالف في هذه الرواية: الروايةَ الثابتة عن عبدالرزاق في مصنفه، فقد رواه عبدالرزاق في مصنفه عن عبدالله بن عمر العمري -أخي عبيدالله- عن نافع عن ابن عمر؛ موقوفًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الدارقطني -بعد رواية ابن أبي السري-: (كذا قال عن عبدالرزاق عن عبيدالله، ورفعه وهم ... وإنما رواه عبدالرزاق عن عبدالله بن عمر -أخي عبيدالله- عن نافع عن ابن عمر عنه؛ موقوفًا) [32] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn32)، وقال: (والصحيح عن عبدالرزاق موقوفًا) [33] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn33).
فرواية ابن أبي السري المخالِفة وهمٌ وخطأ، خاصة مع هذا الاختلاف في إثبات الثوري شيخًا لعبدالرزاق وإسقاطه، وتحميل مثل هذا الاضطراب ابن أبي السري أولى من تخطئة بعض ثقات الأئمة رواة الحديث.
وبعدُ؛ فإن إسناد هذا الموقوف صالح، وعبدالله بن عمر العمري مشهور بالضعف، لكنه توبع عليه عن نافع، وتوبع نافع عليه عن ابن عمر، وقد سئل ابن معين: عبدالله العمري ما حاله في نافع؟ فقال: (صالح) [34] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn34)، وهذا يقتضي أنه يكتب حديثه عنه، ويقبل حيث توبع عليه، ويرد ما تفرَّد به أو خالف عنه.
2 - إسناد رواية زيد العمي عن نافع:
وهي وجهٌ عن محمد بن الفضل عن زيد، يأتي في مجاهد عن ابن عمر -إن شاء الله-.
3 ً- دراسة أسانيد رواية أسامة بن زيد عن نافع:
وقد اختُلف على أسامة:
• فرواه حاتم بن إسماعيل، واختُلف عنه:
• فرواه يحيى بن العريان عن حاتم به؛ مرفوعًا.
• ورواه أبو زيد الهروي عن حاتم عن أسامة عن هلال بن أسامة عن ابن عمر؛ موقوفًا، ورواية أبي زيد هذه علقها البيهقي بصيغة التمريض، ووهَّى إسنادها، قال: (وقد روي عن أبي زيد الهروي بإسناد واهٍ عن حاتم بن إسماعيل ... ) [35] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn35).
ويحيى بن العريان راوي الوجه الأول ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد، ونقل عن أحمد بن محمد بن ياسين الهروي أن ابن العريان كان محدثًا ببغداد، ثم أسند له حديثنا هذا [36] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn36)، ولم أقف على من جرحه أو عدله.
• ورواه وكيع بن الجراح وأبو أسامة حماد بن أسامة عن أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة عن ابن عمر؛ موقوفًا -كرواية أبي زيد الهروي عن حاتم بن إسماعيل-.
وحاتم بن إسماعيل ثقة، وله أوهام، وقد خالف وكيعًا وأبا أسامة الإمامين الحافظين، وروايتهما أرجح.
قال الدارقطني عقب رواية حاتم: (كذا قال، وهو وهم، والصواب: عن أسامة بن زيد عن هلال بن أسامة الفهري عن ابن عمر؛ موقوفًا) [/ URL][37] (http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn37)، وقال البيهقي: (ومن رواه مسندًا ليس ممن يقبل منه ما تفرد به إذا لم تثبت عدالته، فكيف إذا خالف الثقات، مثل وكيع بن الجراح الحافظ المتقن، وأبي أسامة حماد بن أسامة؛ المتفق على عدالتهما، وقد أتيا به موقوفًا) [38] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn37)، وقال الخطيب البغدادي: (والخطأ فيه من وجهين:
أحدهما: قوله: عن نافع.
والثاني: روايته مرفوعًا.
وحديثُ وكيع الصوابُ، والله أعلم) [39] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn39).
وهلال بن أسامة هذا مجهول، لم يرو عنه غير أسامة بن زيد [40] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn40)، وقد تُكُلِّم في أسامة.
فإسناد هذا الموقوف ضعيف أيضًا.
4 ً- الموقوفات عن نافع عن ابن عمر:
جاء الحديث موقوفًا عن نافع عن ابن عمر -سوى طريق هلال بن أسامة السابقة- من طريقين:
إحداهما: طريق محمد بن إسحاق، وفيه الخلاف المعروف، وتدليسه مأمون برواية إبراهيم بن سعد عنه [41] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn41)،
الثانية: طريق عبدالله بن نافع، وهو ضعيف، وتركه بعض الأئمة، وهو أضعف ولد نافع عند أبي حاتم الرازي.
وللحديث طرق أخرى موقوفة عن ابن عمر.
و- رواية مجاهد عن ابن عمر:
وقد جاءت من طريقين:
1 - دراسة أسانيد رواية زيد العمي عن مجاهد:
رواه محمد بن الفضل بن عطية عن زيد، واختُلف عنه:
• فرواه إدريس بن الحكم العنزي عن محمد بن الفضل عن زيد عن مجاهد به،
• ورواه عيسى الغنجار عن محمد بن الفضل عن زيد عن نافع به.
ومحمد بن الفضل هذا كذاب متروك، لا يُشتغل بروايته.
2 - دراسة إسناد رواية عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه:
وقد رواه عن أبيه عن ابن عمر وابن عباس -رضي الله عنهم-، قرنهما.
وعبدالوهاب متروك؛ نُقل الإجماع على تركه، وكذبه بعض الأئمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتلوه -بإذن الله- تخريج حديثي ابن عباس وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهم- في الباب، ودراسة أسانيدهما.
ـــــــــــــــــــــــــ
[ URL="http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref1"][1] (http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftn41) الخلافيات (1/ 400).
[2] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref2) سنن الدارقطني (1/ 97)، الخلافيات (1/ 353).
[3] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref3) السنن (1/ 97).
[4] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref4) الخلافيات (1/ 353).
[5] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref5) كما سبق في الحديث (10) -حديث أبي هريرة-.
[6] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref6) الخلافيات (1/ 353 - 355).
[7] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref7) ضعف إسماعيل بن عياش هنا نسبي لا مطلق -كما سبق-.
[8] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref8) الأوسط (1/ 172).
[9] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref9) يأتي تخريجه -إن شاء الله-.
[10] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref10) يأتي تخريجه -إن شاء الله-.
[11] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref11) انظر: لسان الميزان (4/ 464).
[12] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref12) يأتي تخريجه في حديث ابن عباس -إن شاء الله-.
[13] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref13) السنن (1/ 100).
[14] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref14) العلل (14/ 106).
[15] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref15) تاريخ بغداد (7/ 406).
[16] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref16) انظر: لسان الميزان (5/ 64).
[17] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref17) الضعفاء (4/ 32).
[18] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref18) انظر: لسان الميزان (4/ 168).
[19] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref19) العلل (14/ 106).
[20] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref20) الخلافيات (1/ 435).
[21] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref21) العلل (14/ 105، 106).
[22] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref22) العلل (13/ 322).
[23] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref23) السنن (1/ 99)، ونحوه في تاريخ بغداد (7/ 406).
[24] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref24) الخلافيات (1/ 435، 437).
[25] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref25) الخلافيات (1/ 436).
[26] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref26) تنقيح التحقيق (1/ 208).
[27] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref27) السنن (1/ 102).
[28] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref28) الكامل (2/ 57).
[29] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref29) المدخل إلى الصحيح (1/ 173).
[30] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref30) السنن (1/ 97).
[31] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref31) كما سبق في الحديث (32) -مرسل عبيد بن رحي-.
[32] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref32) السنن (1/ 97).
[33] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref33) العلل (12/ 347).
[34] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref34) تاريخ ابن معين برواية الدارمي (523)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 20).
[35] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref35) الخلافيات (1/ 350).
[36] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref36) تاريخ بغداد (14/ 161)، والظاهر أن كلمة ابن ياسين في كتابه "تاريخ هراة"، وقد ظنها بعض المشايخ من قول الخطيب، وهو خطأ.
[37] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref37) السنن (1/ 97)، العلل (12/ 346، 361).
[38] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref38) الخلافيات (1/ 350).
[39] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref39) موضح أوهام الجمع والتفرق (1/ 196).
(يُتْبَعُ)
(/)
[40] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref40) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 195)، تهذيب الكمال (30/ 345).
[41] ( http://alukah.net/articles/1/9920.aspx#_ftnref41) سبق بيان ذلك في الحديث (10).
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 08:43]ـ
أولا: جزى الله الأخ سليمان على هذا الجهد الطيب بلا ريب.
وثانيًا: عندي له عدة ملاحظات لعله يلتفت إليها مشكورًا.
الملاحظة الأولى: ألتمس من الأخ الفاضل أن يلتفت ولو بكلمة شكر إلى إخوانه الذين شاركوا هنا في هذا الموضوع بالثناء والدعاء لراقمه. وهذا من حقوقهم عليه إن شاء الله.
والملاحظة الثانية: تخريج الأخ سليمان لحديث (لا صلاة لمن لا وضوء له ..... ) هو - في ظني - كالنسْخ - مع زيادات - لمقال أخينا: (محمد بن عبد الله) المشرف بهذا المنتدى -!
فما أدري ما هذا؟ ولم أجد كاتب الموضوع هنا قد أشار إلى ذلك! ولعلني لم أتأمل تلك الإشارة جيدًا!
الملاحظة الثالثة: قول الكاتب في مواطن متفرقة من تخاريجه:
ومن طريقه القزويني في التدوين في أخبار قزوين (1/ 476) .............
والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (4/ 107) من طريق إبراهيم بن إسماعيل الزاهد ............
ومن طريقه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 277) - من طريق سيف بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه .......
فهذا وأشباهه من الأخطاء التي درج عليها جماعة من كبار المتأخرين! وتبعهم عليها من تبعهم دون تمحيص أو مزيد نظر!
حيث يعزون إلى الرافعي أحاديث علَّقها في (كتابه) أو عزاها إلى من خرَّجها من الحفاظ والفقهاء والمحدثين، ويجعلونه بمنزلة من رواها بسنده أول مرة!
فيقولون: أخرجه الرافعي! أو رواه الرافعي! وذلك قصور منهم ولا بد!
وكل تلك المواطن التي جزم الكاتب فيها بكون الرافعي قد أخرجها في (تاريخه)! عند النظر ترى الرافعي قد علَّقها إلى من رواها وأخرجها من الشيوخ المحدثين والحفَّاظ! ولم يذكر سنده إليهم أصلا! فكيف يُنْسَب إلى الرجل أنَه خرَّج! وما خرَّج!؟ أو أنه روى! وما روى!؟
فانتبه يا رعاك الله. فإن ذاك الموضع من مزلات الأقدام.
وأنا عازم على إفراده في موضوع مستقل أكشف فيه النقاب عن أوهام طوائف من كبار المتأخرين في هذا الصدد. والله المستعان لا رب سواه.
وبالمناسبة: قول الأخ الكاتب في آخر كلامه في تلك الصفحة:
يتلوه -بإذن الله- تخريج حديثي ابن عباس وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهم- في الباب ...
فأني بعد ما مضى من الملاحظة الأخيرة: بانتظار ماذا سيقول الأخ الفاضل عندما يأتي لتخريج حديث ابن عباس من (تاريخ الرافعي) وهو فيه؟!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 08:59]ـ
والملاحظة الثانية: تخريج الأخ سليمان لحديث (لا صلاة لمن لا وضوء له ..... ) هو - في ظني - كالنسْخ - مع زيادات - لمقال أخينا: (محمد بن عبد الله) المشرف بهذا المنتدى -!
فما أدري ما هذا؟ ولم أجد كاتب الموضوع هنا قد أشار إلى ذلك! ولعلني لم أتأمل تلك الإشارة جيدًا!
الأخ (سلمان) -لا: (سليمان)! - ناقلٌ لا كاتب، وقد صرَّح باسم كاتب هذه السلسلة في صدر هذا الموضوع.
الملاحظة الثالثة: قول الكاتب في مواطن متفرقة من تخاريجه:
فهذا وأشباهه من الأخطاء التي درج عليها جماعة من كبار المتأخرين! وتبعهم عليها من تبعهم دون تمحيص أو مزيد نظر!
حيث يعزون إلى الرافعي أحاديث علَّقها في (كتابه) أو عزاها إلى من خرَّجها من الحفاظ والفقهاء والمحدثين، ويجعلونه بمنزلة من رواها بسنده أول مرة!
فيقولون: أخرجه الرافعي! أو رواه الرافعي! وذلك قصور منهم ولا بد!
وكل تلك المواطن التي جزم الكاتب فيها بكون الرافعي قد أخرجها في (تاريخه)! عند النظر ترى الرافعي قد علَّقها إلى من رواها وأخرجها من الشيوخ المحدثين والحفَّاظ! ولم يذكر سنده إليهم أصلا! فكيف يُنْسَب إلى الرجل أنَه خرَّج! وما خرَّج!؟ أو أنه روى! وما روى!؟
فانتبه يا رعاك الله. فإن ذاك الموضع من مزلات الأقدام.
رأيتُ تنبيهك هذا في موضع آخر، وهو مما توافَق على مادته العلمية، دون مبالغتك في تهويل أمره -وهو ديدنك في مثل هذا، سددك الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهلاّ إذ خطَّأتَ غير واحد مشنِّعًا عليهم؛ ذكرتَ وجه الصواب في العزو إلى ما صفتُهُ ما وصفتَ من أسانيد ذلك الكتاب، خاصةً إن كان الإسناد يعزّ إلا عنده؟
وبالمناسبة: قول الأخ الكاتب في آخر كلامه في تلك الصفحة:
فأني بعد ما مضى من الملاحظة الأخيرة: بانتظار ماذا سيقول الأخ الفاضل عندما يأتي لتخريج حديث ابن عباس من (تاريخ الرافعي) وهو فيه؟!
سيقول مثل ما قال في المقالات الأُوَل، إلا أن يسعفه الوقت في استدراك ذلك.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 09:36]ـ
الأخ (سلمان) -لا: (سليمان)! - ناقلٌ لا كاتب
جزاك الله خيرًا على هذا التنبيه.
وقد صرَّح باسم كاتب هذه السلسلة في صدر هذا الموضوع.
إذًا أنت: (الشيخ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السّريِّع).
مرحبًا بك يا أخي. وماذا كان يضيرك لو أنك أفصحتَ عن نفسك في هذا المقام؟!
رأيتُ تنبيهك هذا في موضع آخر، وهو مما توافَق على مادته العلمية، دون مبالغتك في تهويل أمره -
ليس ثمة تهويل إن شاء الله.
ولو أن باحثًا أكثر من عزو الأحاديث إلى أحد أصحاب الكتب الستة مثلا وهي عنده معلقة! ألا يكون هذا الباحث ملومًا عندك يا رعاك الله؟!
وهل هذا الصنيع لا يعد من مزلة أقدام المشتغلين بهذا الفن اللطيف؟!
وهل لا يكون ذلك قرينة على تقصيرهم في العزو والتخريج فيما هم بسبيله؟!
وهو ديدنك في مثل هذا، سددك الله.
أمَّا هذه فلسُت أردّها عليك! لأن أخاك ممن لا يُؤذَنُ له في الدفاع عن نفسه فضلا عن الانتصار لها!
وهلاّ إذ خطَّأتَ غير واحد مشنِّعًا عليهم؛ ذكرتَ وجه الصواب في العزو إلى ما صفتُهُ ما وصفتَ من أسانيد ذلك الكتاب، خاصةً إن كان الإسناد يعزّ إلا عنده؟
أما التشنيع والتقريع! فليس من ذلك شيء! وأنا لم أصف هذا الصنيع إلا بكونه من الأخطاء ومزلات الأقدام وحسب!
أما توبيخ الصانع! فلستُ أُحسِنه مع كل أحد! وإنما مداره عندي على الأمارت والقرائن! تمامًا كما نفعل ذلك في معالجة الشذوذ وزيادة الثقة!
أما وجْه الصواب في العزو: فيكفيك أن ترجع لمعرفته إلى تنبيهي الذي وجدتَه لي في ذلك الموضع الآخر؟!
وأنا أعيده لك هنا مرة أخرى فأقول: يكفيك أن تقول مثلا: (علقه الرافعي في تاريخه من طريق فلان) أو (ومن طريقه: أخرجه الرافعي في تاريخه - مُعلَّقًا ... ).
وثمة طريق أخرى في العزو هي أفضل من ذلك كله! وهي التي ينتهجها أخوك في تخاريجه؟!
فإن شئتَ أوقفتُك عليها في هذا المقام.
وإلا: فلعلك تنتظر موضوعي القادم في هذا الصدد إن شاء الله.
سيقول مثل ما قال في المقالات الأُوَل، إلا أن يسعفه الوقت في استدراك ذلك.
لا ريب بعد ما سبق: فإن الوقت سيُسْعفه إن شاء الله. مع رجاء عدم الغفلة عن الدعاء لصاحبه راقم تلك الكلمات.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 10:59]ـ
لا ريب بعد ما سبق: فإن الوقت سيُسْعفه إن شاء الله ..
ولعلي أزيدك هنا بيانًا باختصار الوقت عليك في حديث ابن عباس القادم إن شاء الله.
وهذا الحديث قد روِّيناه من طريق الرافعي في (تاريخه).
فأخبرنا به: صلاح الدين بن محمد المنصوري - إجازة بالمشافهة والمكاتبة - عن شيخه زكي الدين محمد بن إبراهيم الحسيني عن أحمد بن عبد الرحمن البنا المعروف بـ (الساعاتي) عن بدر الدين الحسني عن المحدث المسند أبي النصر الخطيب عن عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن محمد مرتضى الزبيدي عن حسن بن عليّ العجيمي عن البرهان إبراهيم الميموني عن الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر عن أبي هريرة ابن الذهبي عن أبي المجامع إبراهيم بن محمد الجويني عن عزيز الدين محمد ابن الإمام أبي القاسم عبد الكريم الرافعي عن أبيه أنه قال في ترجمة (محمد بن علي بن الحسن بن مخلد بن زنجويه) من (تاريخه) المعروف بـ (التدوين في أخبار قزوين) [1/ 459/الطبعة العلمية]:
( ... روى عنه أبو حفص ابن جابارة، وعن أبي الخطيب عبد الكافي بن عبد الغفار بن مكي كتابه أنبأ جدي أبو بكر مكي بن محمد الحربي سنة خمس وخمسمائة أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن جابارة المالكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن الجارود أنبأ أبو الحسن محمد بن زنجويه المقرىء بقزوين ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا أبو كامل الجحدري ثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأذنان من الرأس).
قلتُ: فالجادة أن يُقال عند عزو هذا الحديث إلى الرافعي: (أخرجه الخطيب عبد الكافي بن عبد الغفار بن مكي في (كتابه) كما في تاريخ الرافعي .... ).
ثم نظرت: فإذا الخطيب هذا من مشيخة أبي القاسم القزويني! فقوله الماضي: (وعن أبي الخطيب ..... ) أراه موصولا من روايته عنه إن شاء الله.
فللباحث أن يقول بدون غضاضة: أخرجه الرافعي في (تاريخه) من طريق فلان به ....
والله المستعان لا رب سواه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 11:47]ـ
جزاك الله خيرًا.
فانتبه إذن لمثل هذا فيما ستستدركه على الأئمة وتكتبه فيما تزمع كتابته في هذه المسألة.
ويبدو أن سقطًا ما قد وقع في تلك الترجمة، فليدقق في الأمر.
وفقك الله.
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 08:42]ـ
ويبدو أن سقطًا ما قد وقع في تلك الترجمة.
.
هذا يدور في دائرة الاحتمال!
ومطبوعة (تاريخ قزوين / الطبعة العلمية) مكتظة بالتحريف والتصحيف وكل شيء!
ولو أنني وجدتُ من يكفيني وأهلي بضعة أشهر، لما ترددتُ طرفة عينٍ في خدمة هذا (التاريخ العجيب!) وإخراجه في حُلّةٍ قشيبةٍ تحتارُ في تأمُّل جمالها أعينُ الناظرين؟!
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 08:39]ـ
توطئة:
مرَّ في الحلقتين الماضيتين دراسة شطرٍ من روايات حديث: «الأذنان من الرأس» عن خمسة من الصحابة، ومرسل واحد.
وستكون هذه الحلقة -بعون الله- في تخريج حديثي ابن عباس وأبي موسى الأشعري -رضي الله عنهم-، ودراسة أسانيدهما.
7 - تخريج حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-:
أ- رواية عطاء عن ابن عباس:
أخرجه البزار في مسنده -كما في النكت لابن حجر (1/ 412) ولسان الميزان (5/ 361)، ومن طريقه الدارقطني (1/ 98) والبيهقي في الخلافيات (170) -، والحسن بن علي المعمري في اليوم والليلة -كما في النكت (1/ 412)، ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (167) -، وابن عدي (3/ 131، 4/ 196) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (169) - والدارقطني (1/ 99) وابن شاهين في حديثه (10) والبيهقي في الخلافيات (168) والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 459) من طريق محمد بن محمد الباغندي، ثلاثتهم -البزار والمعمري والباغندي- عن أبي كامل الجحدي، عن محمد بن جعفر غندر.
وأخرجه ابن عدي (3/ 131) والدارقطني (1/ 99) من طريق كثير بن شيبان، والدارقطني (1/ 99) من طريق يحيى بن قزعة، وأبو نعيم في الحلية (8/ 281) من طريق سالم بن ميمون، والبيهقي في الخلافيات (173) من طريق داود بن معاذ، وفي الخلافيات (174) من طريق عبدالله بن الجراح، خمستهم -كثير ويحيى وسالم وداود وعبدالله- عن الربيع بن بدر عليلة، كلاهما -غندر وعليلة- عن ابن جريج، وابن عدي (1/ 188) والدارقطني (1/ 100) من طريق أحمد بن بكر البالسي، عن محمد بن مصعب القرقساني، عن إسرائيل بن يونس، والدارقطني (1/ 100) من طريق حسن بن صالح، والدارقطني (1/ 100) من طريق علي بن يونس، والحكم بن عبدالله أبي مطيع الخراساني، كلاهما -علي والحكم- عن إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم -إسرائيل وحسن بن صالح وابن طهمان- عن جابر الجعفي، والدارقطني (1/ 101) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (195) - من طريق عمر بن قيس، والدارقطني (1/ 101) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (180) - والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 234، 6/ 384) من طريق سويد بن سعيد، عن القاسم بن غصن، عن إسماعيل بن مسلم، أربعتهم -ابن جريج وجابر الجعفي وعمر بن قيس وإسماعيل بن مسلم- عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، به.
إلا أن الحكم بن عبدالله بن أبي مطيع عن إبراهيم بن طهمان عن جابر الجعفي؛ جعله عن عطاء، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً، وأوقفه عمر بن قيس في روايته عن عطاء على ابن عباس.
ب- رواية أبي غطفان عن ابن عباس:
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 391) من طريق أحمد بن حنبل، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، عن ابن عباس به.
ج- رواية ميمون بن مهران عن ابن عباس:
أخرجه الدارقطني (1/ 101) - ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (189) - من طريق محمد بن صالح، وخلاد بن يحيى، وعلي بن عياش، ثلاثتهم عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به.
د- رواية مجاهد عن ابن عباس:
أخرجه البيهقي في الخلافيات (197) من طريق عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه مجاهد، عن ابن عباس به.
دراسة الأسانيد:
أ- رواية عطاء عن ابن عباس:
وقد رواها عنه أربعة:
أحدهم: ابن جريج، وعنه محمد بن جعفر غندر، والربيع بن بدر، وهي وجهٌ عن ابن جريج في الخلاف على سليمان بن موسى -كما سبق-.
فأما الربيع بن بدر؛ فواهٍ متروك الحديث [1] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn1)، ليست روايته معتبرة ولا مفيدة شيئًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورواية غندر رواها عنه أبو كامل الجحدري، وعنه ثلاثة: البزار والحسن بن علي المعمري ومحمد بن محمد الباغندي.
وقد اتهم بعض العلماء الباغندي به، بناءً على حكمهم بأنه تفرد به، قال الخليلي: سمعت الحاكم يقول: سألت أبا علي الحافظ عن حديث أبي كامل الجحدري عن غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأذنان من الرأس»، فقال: هذا حديث حدثنا به ابن الباغندي، ونحن نتهمه به، فإنه لم يحدث به في الإسلام أحد غيره عن أبي كامل عن غندر.
قال الحاكم: فذاكرني أبو الحسين بن المظفر البغدادي، فقال لي: الباغندي ثقة إمام لا ينكر منه إلا التدليس، والأئمة قد دلسوا. فقلت: لا تقل بهذا، أليس قد روى عن أبي كامل هذا ولم يتابع عليه؟! فقال: قد ذُكر لي عن عبدالخالق البزار -كذا- عن أبي كامل كما عند الباغندي [2] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn2).
والذي ذكره ابن المظفر صواب، فإن البزار -واسمه: أحمد بن عمرو بن عبدالخالق- قد رواه عن أبي كامل كرواية الباغندي، بل تابعهما الحسن بن علي المعمري.
وقد نقل البيهقي عن الحاكم قوله: (هذا حديث يعرف بالمعمري، وهو آخر ما ذكره موسى بن هارون في الإنكار عليه، وقد سرقه منه الباغندي وغيره) [3] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn3).
واتهام الباغندي بسرقته غير قائم -فيما يظهر-، فإنه قد نَقل عن أبي كامل ما لم ينقله غيره، وهو قوله: (لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث الواحد، أفادنيه عنه عبدالله بن سلمة الأفطس) [4] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn4)، وقد اعتمد هذه الكلمة ابن عدي، وقال: (وحدث عن أبي كامل بهذا الحديث: المعمري والباغندي) [5] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn5)، وأخرج الحديث في ترجمة الأفطس للدلالة على جرحه، واعتمدها كذلك البيهقي [6] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn6) وغير واحد. ولعل اتهام الباغندي بسرقته من باب تعصيب جناية الخطأ به، إذ غيرُهُ في الإسناد ثقةٌ بلا خلاف، لكن يأتي بيان الذي وقع منه الخطأ [7] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn7).
وقد تفرد بهذا الحديث أبو كامل عن غندر، قال ابن عدي: (وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن غندر بهذا الإسناد غير أبي كامل) [8] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn8)، وقال الدارقطني: (تفرد به أبو كامل عن غندر)، وقد وهَّم الدارقطنيُّ أبا كامل فيه، قال: (ووَهِمَ عليه -أي: على غندر- فيه) [9] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn9)، وقال ابن عدي: (ومن حديث غندر ليس بالمحفوظ) [10] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn10)، وربما كان منشأ الخلل في هذا الإسناد ما ذكره أبو كامل -وسبق-، قال: (لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث الواحد، أفادنيه عنه عبدالله بن سلمة الأفطس)، والأفطس هذا متروك منكر الحديث، فلعل في إفادة الأفطس ما يشكك في كون الحديث صحيحًا عند غندر، قال ابن حجر معلقًا على كلمة أبي كامل المذكورة: (والأفطس ضعيف جدًّا، فلعله أدخله على أبي كامل) [11] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn11).
وكون الحديث فائدةً يفيدها بعضُ الرواة بعضًا= محلُّ نكارة وغلط، وإن كان رواه الثقات الحفاظ، قال الإمام أحمد: (إذا سمعتَ أصحاب الحديث يقولون: "هذا حديث غريب"، أو: "فائدة"؛ فاعلم أنه خطأ، أو دخل حديثٌ في حديث، أو خطأ من المحدِّث، أو حديثٌ ليس له إسناد، وإن كان قد روى شعبة وسفيان) [12] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn12).
وحتى لو صحت رواية أبي كامل عن غندر، فقد سبق -في الخلاف على ابن جريج- أن الراجح عنه: عن سليمان بن موسى مرسلاً، وهو ما اتفق عليه جمع من الثقات الأثبات عن ابن جريج، واجتماعهم أقوى من انفراد غندر -مع ثقته-، وهذه العلة الأقوى في الحديث، وتأتي علة أخرى مؤيدة ذكرها الحافظ ابن حجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن ابن الجوزي صحح رواية غندر عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، قال: (أبو كامل لا نعلم أحدًا طعن فيه، والرفع زيادة، والزيادة من الثقة مقبولة، كيف وقد وافقه غيره؟! فإن لم يعتدّ برواية الموافق اعتبر بها، ومن عادة المحدثين أنهم إذا رأوا من وقف الحديث ومن رفعه وقفوا مع الواقف احتياطًا، وليس هذا مذهب الفقهاء، ومن الممكن أن يكون ابن جريج سمعه من عطاء مرفوعًا، وقد رواه له سليمان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير مسند) [13] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn13)، ولابن القطان نحو ذلك، حيث ذكر أن الدارقطني احتج على وهم أبي كامل عن غندر بأن الثقات رووه عن ابن جريج عن سليمان بن موسى مرسلاً، ثم قال: (وما أدري ما الذي يمنع أن يكون عنده -يعني: ابن جريج- في ذلك حديثان: مسند ومرسل؟!) [14] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn14).
والذي قالاه نموذج لمنهج التجويز الذي دخل على علم الحديث من الفقهاء والأصوليين، الذي لا ينظر إليه أئمة النقد وأطباء العلل.
وقد رد العلماء كلام ابن الجوزي ثم ابن القطان:
قال الذهبي بعد كلام ابن الجوزي: (هذا كلام من لا شَمَّ العلل) [15] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn15)، وقال ابن عبدالهادي بعد أن نقل كلام ابن الجوزي ثم كلام ابن القطان: (وفيه نظر كثير ... وهذه الطريقة التي سلكها المؤلف ومن تابعه في أن الأخذ بالمرفوع والمتصل في كل موضع= طريقةٌ ضعيفة، لم يسلكها أحد من المحققين وأئمة ا
لعلل في الحديث) [16] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn16).
وقال ابن حجر بعد أن نقل كلام ابن القطان: (لكن في سماع أهل البصرة من ابن جريج نظر، ومنهم غندر، فرواية من رواه عن ابن جريج عن سليمان بن موسى سالمة من هذه العلة، فلهذا رجحها الدارقطني، والله أعلم) [17] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn17)، وقال: (والعلة فيه من جهتين:
إحداهما: أن سماع غندر عن ابن جريج كان بالبصرة، وابن جريج لما حدث بالبصرة حدث بأحاديث وَهِمَ فيها [18] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn18)، وسماع من سمع منه بمكة أصح،
ثانيهما: أن أبا كامل قال -فيما رواه أبو أحمد بن عدي عنه-: "لم أكتب عن غندر إلا هذا الحديث، أفادنيه عنه عبدالله بن سلمة الأفطس" انتهى، والأفطس ضعيف جدًّا، فلعله أدخله على أبي كامل) ا. هـ كلام ابن حجر [19] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn19).
الراوي الثاني عن عطاء عن ابن عباس: جابر الجعفي، ورواه عنه ثلاثة:
1 - إسرائيل بن يونس، وعنه محمد بن مصعب القرقساني، وفي القرقساني كلام، وذكر بعض العلماء أنه منكر الحديث، ووُثِّق، وعنه أحمد بن بكر البالسي، قال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يعرف الا بأحمد بن بكر" [20] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn20)، وقد تُكُلِّم في أحمد أيضًا [21] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn21).
2- الحسن بن صالح بن حي.
3 - إبراهيم بن طهمان، واختلف عن إبراهيم:
- فرواه علي بن يونس عنه عن جابر عن عطاء عن ابن عباس.
- ورواه الحكم بن عبدالله أبو مطيع الخراساني عنه عن جابر عن عطاء مرسلاً، ولعل علي بن يونس هو البلخي العابد، وفيه كلام [22] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn22)، وأبو مطيع أيضًا ضعيف [23] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn23).
وقد قال الدارقطني عقب رواية علي بن يونس: (أرسله الحكم بن عبدالله أبو مطيع عن إبراهيم بن طهمان عن جابر عن عطاء، وهو أشبه بالصواب) [24] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn24).
ولا يبعد أن يكون هذا الاضطراب من جابر الجعفي نفسه، فإنه رافضي ضعيف، ترك بعض الأئمة حديثه، وقد اتهم بالكذب.
فهذا الوجه عن عطاء شديد الضعف.
الثالث عن عطاء: عمر بن قيس المكي، وهو الملقب بسندل، وقد أوقفه على ابن عباس.
وسندل متروك، وكان يروي عن عطاء خاصةً البواطيل [25] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn25)، وهذا منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع عن عطاء: إسماعيل بن مسلم المكي، وهو وجه عنه، وسبق في عطاء عن أبي هريرة بيان أن إسماعيل بن مسلم منكر الحديث واهيه، وقد روي الحديث عنه على أوجه، وهي مناكير كلها.
فالخلاصة: أنه لا يصح الحديث عن عطاء عن ابن عباس بحال، وطرق الحديث عنه راجعة إلى بعض المتروكين وشديدي الضعف.
ب- رواية أبي غطفان عن ابن عباس:
وقد أخرجها الطبراني عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، ولفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس».
وهذا الحديث بهذا التمام غريب عن أحمد بن حنبل، فإنه جاء عن وكيع من رواية الثقات عنه، وعن ابن أبي ذئب كذلك، وليس فيه: «الأذنان من الرأس»، وقد رواه أحمد نفسه عن غير واحد متابعين لوكيع عن ابن أبي ذئب، فلم يذكروا هذه اللفظة:
فأخرجه أبو داود الطيالسي (ص356) -ومن طريقه البيهقي (1/ 49) وابن حجر في تغليق التعليق (2/ 105) -، وابن أبي شيبة (277)، وأبو داود (141) عن إبراهيم بن موسى، وابن ماجه (408) عن علي بن محمد، ثلاثتهم عن وكيع، وابن أبي شيبة (277) -وعنه ابن ماجه (408) - عن إسحاق بن سليمان الرازي، وأحمد (1/ 228) عن يحيى القطان، و (1/ 315) عن هاشم بن القاسم، و (1/ 352) عن يزيد بن هارون، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 201)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (206) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 246، 247) -، كلاهما -البخاري وأبو زرعة- عن آدم بن أبي إياس، والنسائي في الكبرى (97) وابن عبدالبر في التمهيد (18/ 223، 224) من طريق عبدالله بن المبارك، وابن الجارود (77) من طريق أسد بن موسى، وابن المنذر في الأوسط (359) من طريق إسحاق بن عيسى، والحاكم (526) من طريق خالد بن مخلد، والمزي في تهذيب الكمال (23/ 334) من طريق ابن أبي فديك، الاثنا عشر راويًا عن ابن أبي ذئب، عن قارظ، عن أبي غطفان، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا»، لفظ يحيى القطان والرواة عن وكيع، وبعضهم رواه بالصيغة الفعلية، إلا أنهم اتفقوا جميعًا على عدم ذكر لفظة: «الأذنان من الرأس».
وهذا يدل دلالة واضحة على أن في اللفظة التي عند الطبراني في الكبير نظر [26] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn26).
بل حتى لو صحت عن وكيع، فإنه قد انفرد عن أحد عشر راويًا فيهم يحيى القطان وغيره من كبار الثقات، فذكرها ولم يذكروها، وروايتهم أولى بالصواب.
وهذا يبين أن الحديث من هذه الطريق شاذ معلول.
ج- رواية ميمون بن مهران عن ابن عباس:
وقد رواها عن ميمون: محمد بن زياد الطحان، وهو كذاب خبيث -كما قال أحمد-.
د- رواية مجاهد عن ابن عباس:
وهي وجه عنه، سبق بيانه في عبدالوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عمر.
8 - تخريج حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن أبي شيبة (158) -ومن طريقه الأثرم في سننه (10) وابن المنذر في الأوسط (396) وابن عدي (1/ 373) والدارقطني (1/ 103) والبيهقي في الخلافيات (205) -، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 53) من طريق إبراهيم بن موسى الفراء، والعقيلي في الضعفاء (1/ 31) عن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، والطبراني في الأوسط (4084) وابن عدي (1/ 373) عن علي بن سعيد، وابن عدي (1/ 373) والدارقطني (1/ 102) -ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (204) - من طريق أبي حاتم الرازي، ثلاثتهم -ابن الضريس وعلي بن سعيد وأبو حاتم- عن علي بن جعفر بن زياد الأحمر، ثلاثتهم -ابن أبي شيبة والفراء والأحمر- عن عبدالرحيم بن سليمان، عن أشعث بن سوار، عن الحسن البصري، عن أبي موسى به.
إلا أن الطبراني في روايته عن علي بن سعيد أبدل عبدالرحيم بن سليمان بعلي بن مسهر، وأوقفه ابن أبي شيبة وإبراهيم بن موسى على أبي موسى الأشعري.
دراسة الإسناد:
جاء الحديث من طريق علي بن جعفر بن زياد الأحمر عن عبدالرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن الحسن عن أبي موسى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالف عليًّا: ابنُ أبي شيبة وإبراهيم بن موسى الفراء، أوقفاه على أبي موسى، وروايتهما أصوب، ورواية علي خطأ، وإلى هذا أشار أبو حاتم لما سأله ابنه عن الحديث المرفوع، قال: (ذاكرت أبا زرعة بهذا الحديث، فقال: حدثنا إبراهيم بن موسى، عن عبدالرحيم، فقال: عن أبي موسى؛ موقوف) [27] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn27)، وقال ابن عدي: (ولا أعلم رفع هذا الحديث عن عبدالرحيم غيرُ علي بن جعفر، ورواه غيره موقوفًا عن عبدالرحيم) [28] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn28)، ثم أسنده من طريق ابن أبي شيبة عن عبدالرحيم، وقال الدارقطني: (رفعه علي بن جعفر عن عبدالرحيم، والصواب موقوف، والحسن لم يسمع من أبي موسى) [29] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftn29).
وهذا الموقوف ضعيف، ففيه أشعث بن سوار ضعيف، وهو منقطع، إذ لم يسمع الحسن من أبي موسى -كما ذكر الدارقطني، وهو قول ابن المديني وأبي حاتم وأبي زرعة والبزار أيضًا-.
يتلوه -بعون الله- تخريج أحاديث أنس بن مالك وسمرة بن جندب وعبدالله بن أبي أوفى وسلمة بن قيس وأسماء بنت يزيد وجابر بن عبدالله -رضي الله عنهم-، ثم ختم البحث المطوَّل في هذا الحديث ببيان خلاصته، وبنقل بعض أحكام الأئمة عليه برواياته المختلفة.
ــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref1) كما سبق في الحديث (38) -حديث ابن عباس-.
[2] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref2) الإرشاد (3/ 844، 845 - منتخبه).
[3] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref3) الخلافيات (1/ 366).
[4] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref4) الكامل لابن عدي (4/ 196)، ونحوه في (3/ 131)، ولو كان سرقه من غيره ما كان انفرد بنقل هذا.
[5] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref5) الكامل لابن عدي (4/ 196).
[6] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref6) الخلافيات (1/ 367).
[7] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref7) وقد برّأ الباغنديَّ: ابن حجر -كما في اللسان (5/ 361) -.
[8] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref8) الكامل (4/ 196).
[9] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref9) السنن (1/ 99)، سؤالات البرقاني (676).
[10] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref10) الكامل (3/ 131).
[11] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref11) النكت (1/ 413). وقد عقَّب ابن عدي قولَه: (ومن حديث غندر ليس بالمحفوظ) بهذه الحكاية، فكأنه يشير إلى أنها منشأ الخطأ على غندر، وذكرها في موضع آخر (4/ 196)، ثم قال: (وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن غندر بهذا الإسناد غير أبي كامل، وحدَّث عن أبي كامل بهذا الحديث المعمري والباغندي، وقد رُوي هذا الحديث عن الربيع بن بدر عن ابن جريج)، ولعله يشير بهذا إلى أن الحديث إنما يحفظ من حديث الربيع بن بدر -وهو متروك الحديث-، وأنه لا يؤمن أن يكون عبدالله بن سلمة الأفطس قد أدخله على أبي كامل، أو على غندر.
[12] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref12) الكفاية في علم الرواية، للخطيب (ص142).
[13] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref13) التحقيق (1/ 154).
[14] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref14) بيان الوهم والإيهام (5/ 263، 264).
[15] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref15) تنقيح التحقيق (1/ 51).
[16] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref16) تنقيح التحقيق (1/ 119).
[17] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref17) إتحاف المهرة (7/ 404).
[18] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref18) انظر: تاريخ ابن أبي خيثمة (1/ 255 - 257/السفر الثالث).
[19] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref19) النكت (1/ 412، 413).
[20] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref20) الكامل (1/ 188).
[21] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref21) انظر: لسان الميزان (1/ 140).
[22] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref22) انظر: ضعفاء العقيلي (3/ 256).
[23] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref23) انظر: لسان الميزان (2/ 334).
[24] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref24) السنن (1/ 100).
[25] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref25) كما سبق في الحديث (39) -حديث أبي هريرة-.
[26] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref26) وانظر: تحقيق الخلافيات (1/ 391 - 393)، وتحقيق المسند (36/ 558).
[27] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref27) العلل (1/ 53).
[28] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref28) الكامل (1/ 373).
[29] ( http://alukah.net/articles/2/10049.aspx?cid=46#_ftnref29) السنن (1/ 103).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Feb-2010, صباحاً 11:44]ـ
توطئة:
مرَّ في الحلقات الثلاث الماضية تخريج ودراسة أسانيد حديث: «الأذنان من الرأس» من طريق جماعة من الصحابة.
وستكون هذه الحلقة في تخريج بقية الطرق المرفوعة للحديث، مع خلاصة البحث، وأحكام الأئمة.
9 - تخريج حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
أ- رواية عبدالحكم عن أنس:
أخرجه ابن عدي (2/ 18) من طريق بشر بن محمد، وأبو بكر الجصاص الرازي في أحكام القرآن (3/ 360) من طريق زياد بن علاقة، والدارقطني (1/ 104) من طريق عفان بن سيار، ثلاثتهم عن عبدالحكم، عن أنس به.
ب- رواية يزيد الرقاشي عن أنس:
أخرجه ابن عدي (3/ 55) - ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (218) - من طريق خارجة بن مصعب، عن الهيثم بن جماز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس به.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 28) -معلقًا- والدارقطني في السنن (1/ 104) والعلل (12/ 263) -معلقًا- عن حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس به، ولم يذكر فيه لفظة: «الأذنان من الرأس».
دراسة الأسانيد:
جاء الحديث عن أنس من طريقين:
إحداهما: رواية عبدالحكم بن عبدالله القسملي عنه، والحكم منكر الحديث، قال أبو نعيم الأصبهاني: (روى عن أنس نسخة منكرة، لا شيء) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وقال الحاكم: (روى عن أنس أحاديث موضوعة) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
ثانيهما: رواية يزيد الرقاشي، وعنه الهيثم بن جماز، متروك الحديث، وعنه خارجة بن مصعب، متروك كذلك، ولا يبعد عن حالهما حال يزيد الرقاشي نفسه.
فالحديث عن أنس كالموضوع.
وأما رواية حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس؛ فسبق في حديث أبي أمامة أنها -إن صحت- من اضطراب سنان بن ربيعة في الحديث.
10 - تخريج حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه-:
أخرجه تمام في المقلين من الأمراء والسلاطين (3، 4) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 234) - والبيهقي في الخلافيات (240) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن الحجاج بن يوسف الثقفي، عن سمرة به.
دراسة الإسناد:
فيه الحجاج بن يوسف الثقفي، الأمير الظالم المشهور.
قال البيهقي عقب هذه الرواية: (والحجاج بن يوسف لا يحتج بحديثه -إن كان محفوظًا عنه، والطريق إليه سليم-، ولا يخفى حاله على أحد) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
ويُنظر في كونه سمع سمرة، فإنه يقول في هذا الحديث: (سمعت سمرة)، بينما كانت وفاة سمرة بالعراق وللحجاج أقل من أربع عشرة سنة، وقد كانت نشأة الحجاج في الطائف!
11 - تخريج حديث عبدالله بن أبي أوفى -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن عدي (6/ 282) من طريق محمد بن يزيد المستملي عن يزيد بن هارون، عن فائد بن عبدالرحمن، عن ابن أبي أوفى به.
دراسة الإسناد:
فيه محمد بن يزيد المستملي، متروك الحديث، ويسرقه، ويضعه [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، قال ابن عدي عقب روايته: (وهذا حديث باطل بهذا الإسناد) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
12- تخريج حديث سلمة بن قيس الأشجعي -رضي الله عنه-:
أخرجه الخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/ 782) وابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 349، 350) من طريق خيثمة بن سليمان، عن وزير بن القاسم، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة به. «إذا توضأت فانتثر، وإذا استجمرت فأوتر، والأذنان من الرأس».
دراسة الإسناد:
قال الخطيب البغدادي بعد أن أخرجه: (قوله في هذا الحديث: «الأذنان من الرأس» خطأ فظيع، ووهم شنيع، وذلك أن المتن المرفوع إلى: «فأوتر» حسب، لا زيادة عليه.
والوهم في هذا الحديث من وزير بن القاسم؛ وهمه على آدم، أو من خيثمة؛ وهمه على وزير، والحديث في كتاب آدم عن شعبة، وآخره: «فأوتر»، وبعده إثره بإسناد آخر عن عبدالله بن عمر، قال: «الأذنان من الرأس». فأسقط الناقل لحديث سلمة بن قيس ما بعده من إسناد حديث ابن عمر، ووصل لفظه بمتن حديث سلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى معمر بن راشد [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) وسفيان الثوري [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7) وموسى بن مطير [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8) وقيس بن الربيع [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9) وأبو عوانة [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10) وحماد بن زيد [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11) وسفيان بن عيينة [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12) وجرير بن عبدالحميد [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13) = عن منصور حديث سلمة بن قيس، فلم يزيدوا على قوله: «وإذا استجمرت فأوتر».
وكذلك رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة عن منصور [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
وروى إبراهيم بن الهيثم البلدي عن آدم بن أبي إياس عن شعبة حديث سلمة بن قيس، وأتبعه بحديث ابن عمر، وميز كل واحد منهما عن صاحبه [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)) ا. هـ كلام الخطيب [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16).
وقال ابن عساكر بعد أن أخرجه: (هكذا رواه خيثمة، وقوله: «والأذنان من الرأس» ليس من الحديث المرفوع، وإنما روى آدم هذا الحديث عن شعبة مثل ما رواه أبو الوليد الطيالسي، وآخره: «وإذا استجمرت فأوتر»، ثم روى بعده عن شعبة: حدثني رجل كان بواسط مولى لبني مخزوم، قال: سمعت ابن عمر يقول: «الأذنان من الرأس» ... وقد رواه عن منصور: معمر بن راشد وسفيان الثوري وقيس بن الربيع وأبو عوانة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وجرير بن عبدالحميد وموسى بن مطير= فلم يذكروا فيه: «والأذنان من الرأس») [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
فتبين أن اللفظة في هذا الحديث مدرجة خطأً، بسبب انتقال النظر أو نحوه، وهذا ضربٌ مما يطلق عليه: دخول حديثٍ في حديث.
13 - تخريج حديث أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها-:
أخرجه الدارقطني في العلل (15/ 305) -معلقًا- عن محمد بن عبدالرحيم الشماخي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن شهر بن حوشب، عن أسماء به.
دراسة الإسناد:
قال الدارقطني في الشماخي هذا: (كان بالشام، ولم يكن مرضيًّا)، ثم قال: (والمحفوظ: عن حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر عن أبي أمامة) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
وهذه هي الرواية الأولى لهذا الحديث، وقد خولف الشماخي هذا، خالفه أبو داود السجستاني ويوسف بن موسى القطان، روياه عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد من طريق أبي أمامة [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وهو الصواب -كما هو ظاهر-.
14 - تخريج حديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-:
أخرجه البيهقي في الخلافيات (202، 203) من طريق عثمان بن حفص، عن سلام، عن إسماعيل بن أمية وإسماعيل المكي، عن عطاء، عن جابر به.
دراسة الإسناد:
قال البيهقي -عقب تخريجه-: (أخبرناه أبو عبدالله الحافظ في كتاب التاريخ: أنبأ أبو عمرو بن مطر ... فذكر مثله، إلا أنه لم يذكر سلامًا في إسناده، وهم فيه الراوي عن إسماعيل، أو من دونه. وذكر جابر فيه خطأ.
وقد اختُلف فيه على إسماعيل المكي كما سبق ذكري له، والله أعلم.
والأشبه بالصواب حديث عطاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تقدم ذكري له، والله أعلم) ا. هـ كلام البيهقي [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
وسلام إن كان هو الطويل، فإنه متروك منكر الحديث، وإن كان غيره فلم أعرفه، ولم تصح روايته عن إسماعيل بن مسلم المكي؛ إذ الصحيح عن إسماعيل: روايته عن عطاء عن أبي هريرة -كما سبق بيانه في موضعه-. وإسماعيل واهٍ منكر الحديث أصلاً، وهذه الرواية لغرابتها اضطُرب فيها اضطرابًا متأخرًا، فالنظر فيها شديد، والأظهر أنها واهية منكرة.
الخلاصة:
يظهر من العرض السابق:
أنه لم ترد طريق للحديث مرفوعة صحيحة البتة، وهذا ما حكم به غير واحد من أئمة الحديث النقاد:
1 - قال حرب بن إسماعيل: قلت لأبي عبدالله -يعني: أحمد بن حنبل-: الأذنان من الرأس؟ قال: (نعم)، قلت: صح فيه شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: (لا أعلم) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، والظاهر أن قوله: (لا أعلم) يعني: أن أحمد -رحمه الله- لا يعلم شيئًا يصح من طرق الحديث، وأبعد منه: أن المقصود: أن أحمد لا يعلم أصح فيه شيء أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وسبق قول الإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي: (هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم)، وكلامه عقب إخراجه حديث أبي أمامة، ثم قوله: (وفي الباب عن أنس).
3 - وقال الإمام الحافظ أبو جعفر العقيلي: (الأسانيد في هذا الباب لينة) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
4- وعرض الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني طرق الحديث بتوسع، وبين عللها وضعفها جميعًا [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
5- ونسب العراقي [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24) والسيوطي [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25) تضعيف الحديث إلى الحاكم، وكان الحاكم قد قال في نوع المشهور من الحديث: (فرُبَّ حديث مشهور لم يخرج في الصحيح ... )، ثم ضرب لذلك أمثلة فيها حديثنا هذا، ثم قال: (فكل هذه الأحاديث مشهورة بأسانيدها وطرقها وأبواب يجمعها أصحاب الحديث، وكل حديث منها يُجمع طرقه في جزء أو جزئين، ولم يخرج في الصحيح منها حرف) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
ولا يظهر من كلام الحاكم هذا التضعيف الذي نسبه إليه الإمامان، والله أعلم.
6 - وقال الحافظ أبو محمد ابن حزم: (الآثار في ذلك واهية كلها، قد ذكرنا فسادها في غير هذا المكان) [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27).
7- وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: (رُوي ذلك بأسانيد ضعاف) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، وقال: (وربما استدل أصحاب أبي حنيفة بما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الأذنان من الرأس» بأسانيد كثيرة، ما منها إسناد إلا وله علة) [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29).
8- وقال الحافظ عبدالحق الإشبيلي: (وقد روي عن أبي أمامة وابن عباس وأبي موسى وأبي هريرة وابن عمر كلهم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الأذنان من الرأس»، ولا يصح منها كلها شيء) [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30).
9- وذكر هذا الحديث الإمام ابن الصلاح مثالاً على ما لا يتقوى بأسانيده، قال: (لعل الباحث الفهم يقول: إنا نجد أحاديث محكومًا بضعفها مع كونها قد رويت بأسانيد كثيرة من وجوه عديدة، مثل حديث: «الأذنان من الرأس» ونحوه، فهلا جعلتم ذلك وأمثاله من نوع الحسن؟ لأن بعض ذلك عضد بعضًا كما قلتم في نوع الحسن، على ما سبق آنفًا.
وجواب ذلك: أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه بل ذلك يتفاوت:
• فمنه ضعف يزيله ذلك؛ بأن يكون ضعفه ناشئًا من ضعف حفظ راويه مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه ولم يختل فيه ضبطه له، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ، إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر،
• ومن ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك؛ لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته، وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب، أو كون الحديث شاذًّا) [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31).
10- وقال المنذري: (قد وقع لنا هذا الحديث من رواية ابن عباس وابن عمر وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وأنس وعائشة، وليس شيء منها يثبت مرفوعًا) [32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32).
والدراسة المرقومة هنا تثبت صحة ما ذهب إليه هؤلاء الأئمة ودقته، فالطرق مناكير وشذوذات، ولا يصح تقوية بعضها ببعض البتة.
والله أعلم، وله الحمد على ما وفق.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) انظر: لسان الميزان (6/ 204).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) المدخل إلى الصحيح (ص173).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) الخلافيات (1/ 433، 434).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) انظر: لسان الميزان (5/ 429).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) الكامل (6/ 282).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) روايته عند أحمد (4/ 340) والطبراني في الكبير (6306) -ومن طريقه الخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (2/ 784) -.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) روايته عند أحمد (4/ 313، 339، 340) -ومن طريقه الخطيب في الفصل (2/ 784) - وابن حبان (1436) والطبراني في الكبير (6306، 6314) -ومن طريقه الخطيب في الفصل (2/ 784) -.
(يُتْبَعُ)
(/)
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) روايته عند الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 286) والفصل (2/ 784).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) روايته عند الطبراني في الكبير (6310) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 286) والفصل (2/ 784).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) روايته عند الطبراني في الكبير (6311) والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 286) والفصل (2/ 784، 785).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) روايته عند الترمذي (27) والنسائي (1/ 67) وابن ماجه (406) والطبراني في الكبير (6312) والخطيب في الفصل (2/ 785).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) روايته عند أحمد (4/ 339) والحميدي (856) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (6313) - والخطيب في الفصل (2/ 785).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) روايته عند أحمد (4/ 313) -ومن طريقه الخطيب في الفصل (2/ 786) - والترمذي (27) والطبراني في الكبير (6315).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) روايته عند الخطيب في الفصل (2/ 786).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) روايتاه عند الخطيب في الفصل (2/ 786، 787).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) الفصل للوصل (2/ 783).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) تاريخ دمشق (41/ 350).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) العلل (15/ 305).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) كما سبق في تخريج حديثه.
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) الخلافيات (1/ 393، 394).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) تنقيح التحقيق (1/ 117).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) الضعفاء (1/ 31).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) السنن (1/ 97 - 104).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) التبصرة والتذكرة (2/ 75).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) تدريب الراوي (2/ 165).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) معرفة علوم الحديث (ص304، 305).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) المحلى (2/ 55).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) السنن (1/ 66).
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) الخلافيات (1/ 347).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) الأحكام الوسطى (1/ 171).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) علوم الحديث (ص103).
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) النكت على ابن الصلاح، للزركشي (1/ 236).
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[04 - Apr-2010, صباحاً 02:52]ـ
الشيخ الفاضل سلمان تتميما للفائدة
فقد بدأت الاستفادة من الموضوع من أوله
فأحببت أن أسهم في النفع تحت إشرافكم ,
قلتم:
لم أجد ترجمة لمحمد بن عمرو بن خالد
وقد أورده ابن القطان الفاسي في كتابه"بيان الوهم والإيهام (1315) ووثقه وقال:
عَمْرو بن خَالِد الْحَرَّانِي روى عَنهُ البُخَارِيّ فِيمَن روى عَنهُ
وَأما ابْنه مُحَمَّد، فيكنى أَبَا علاثة، حدث عَن أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ ثِقَة،
قَالَه أَبُو سعيد بن يُونُس فِي كِتَابه فِي تَارِيخ المصريين، قَالَ: وَقد رَأَيْته، وَذكر وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Apr-2010, صباحاً 08:18]ـ
تنبيه:
الأخ (سلمان) ناقلٌ لا كاتب، وقد صرَّح باسم كاتب هذه السلسلة في صدر هذا الموضوع.
وجزاكُم اللَّهُ خَيرًا،ونفعَ بكُم جميعًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 08:32]ـ
46 - (1/ 184، 185) ("و" الخامس "الترتيب" على ما ذكر الله -تعالى-؛ لأن الله أدخل الممسوح بين المغسولات، ولا نعلم لهذا فائدة غير الترتيب، والآية سيقت لبيان الواجب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- رتَّب الوضوء، وقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به»).
حديثٌ واهٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أجده بهذا السياق (بذكر ترتيب الوضوء، ثم قوله في عدم قبول الصلاة إلا به)، قال الألباني: (لا أعلم له أصلا بذكر الترتيب فيه ... ) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، والذي وجدته إنما فيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة، وقال قولته تلك، وربما ورد في بعض الروايات [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2) تفصيل الأعضاء المغسولة، لكن الترتيب غير مذكور فيه [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3).
1- تخريج حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أ- رواية معاوية بن قرة عنه:
أخرجه أبو داود الطيالسي (ص260)، والعقيلي (2/ 288) من طريق عمرو بن عون [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 45) من طريق أسد بن موسى، وابن عدي في الكامل (3/ 300) -ومن طريقه البيهقي (1/ 80) - من طريق أبي الربيع الزهراني، وابن عدي (3/ 300) من طريق عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، والدارقطني (1/ 80) من طريق زافر بن سليمان، وقبيصة بن عقبة، وشبابة، وابن بشران في أماليه (633) من طريق خالد بن أبي اليزيد، ثمانيتهم عن سلام بن سلم الطويل، وابن ماجه (419) عن أبي بكر بن خلاد، والطبراني في الأوسط (6288) من طريق بشر بن عبيس بن مرحوم، كلاهما عن مرحوم بن عبدالعزيز العطار، وأبو يعلى في مسنده (5598) ومعجمه (46) -ومن طريقه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 316) - عن محمد بن بشير المذكر، وأبو عروبة الحراني في حديثه برواية أبي أحمد الحاكم عنه (59) من طريق عتاب بن بشير، والعقيلي في الضعفاء (2/ 288) والطبراني في الكبير (13/ 234) وابن عبدالبر في التمهيد (20/ 260) من طريق عبدالله بن عبدالوهاب، وابن حبان في المجروحين (2/ 162) من طريق محمد بن موسى، وابن الأعرابي في معجمه (143، 748) من طريق سوار بن عمارة، والبيهقي في السنن الصغرى (112) والخلافيات (283) وابن عساكر في معجمه (1350) من طريق محمد بن سعيد بن زائدة، سبعتهم عن عبدالرحيم بن زيد العمي، والدارقطني (1/ 79) من طريق محمد بن الفضل، ثلاثتهم -سلام الطويل وعبدالرحيم بن زيد ومحمد بن الفضل- عن زيد بن الحواري العمي، وعبدالغني الأزدي في إيضاح الإشكال -كما ذكر ابن الملقن في البدر المنير (2/ 133) - من طريق عباد بن صهيب، عن مسعر، كلاهما -مسعر وزيد العمي- عن معاوية بن قرة، عن عبدالله بن عمر، قال: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بماء، فتوضأ واحدةً واحدة، فقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به»، ثم دعا بماء، فتوضأ مرتين مرتين، فقال: «هذا وضوء من يؤتى أجره مرتين»، ثم دعا بماء، فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، فقال: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي». لفظ سلام الطويل، وللآخرين نحوه، وقال بعضهم في الوضوء مرةً مرة: «هذا وضوءُ مَنْ لا يقبل الله صلاته إلا به»، وقال بعضهم: «هذا وظيفة الوضوء الذي لا يقبل الله صلاة إلا به»، وقد زاد عبدالرحيم فيه ألفاظًا في الذكر بعد الوضوء، إلا أن أسد بن موسى قال: عن سلام بن سليم، عن زيد بن أسلم، عن معاوية بن قرة، به، وقال بشر بن عبيس، عن جده مرحوم بن عبدالعزيز: عن عبدالرحيم بن زيد، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن جده، فذكره.
ب- رواية نافع عن ابن عمر:
أخرجه أحمد (2/ 98) -ومن طريقه الدارقطني (1/ 81) - عن الأسود بن عامر، عن أبي إسرائيل، عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ واحدةً؛ فتلك وظيفة الوضوء التي لا بد منها، ومن توضأ اثنتين؛ فله كفلان، ومن توضأ ثلاثًا؛ فذلك وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي».
ج- رواية عبدالله بن دينار عن ابن عمر:
أخرجه الحسن بن سفيان في الأربعين (17) -ومن طريقه الدارقطني (1/ 80) والبيهقي في معرفة السنن (1/ 298) -، وأبو عروبة الحراني في حديث برواية أبي أحمد الحاكم عنه (58) -ومن طريقه ابن المقرئ في حديثه عن شيوخه (3 - ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية) والبيهقي (1/ 80) ومن طريق ابن المقرئ: ابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 201) -، والدارقطني (1/ 80) من طريق العباس بن الفضل، والبيهقي في السنن (1/ 80) والخلافيات (284) وابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 201) من طريق أبي بكر بن أبي داود، أربعتهم -الحسن بن سفيان وأبو عروبة والعباس بن الفضل وابن أبي داود- عن المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، عن عبدالله بن دينار، عن
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عمر، قال: توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرةً مرة، وقال: «هذا وضوء من لا يقبل الله منه الصلاة إلا به»، ثم توضأ مرتين مرتين، وقال: «هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين مرتين»، ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: «هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي».
د- رواية أبي حازم عن ابن عمر:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 246) عن محمد بن تمام بن صالح البهراني، عن المسيب بن واضح، عن سليمان بن عمرو أبو داود النخعي، عن أبي حازم، عن ابن عمر، نحوه.
هـ- رواية أبي سنان القسملي عن ابن عمر:
أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (24) من طريق النضر بن كثير، عن عبدالله بن عرادة، عن أبي سنان القسملي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وظيفة الوضوء مرةً مرة، فمن توضأ مرتين؛ كان له كفلان من الأجر، ومن توضأ ثلاثًا؛ فهو وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي».
2 - تخريج حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن ماجه (420) عن جعفر بن مسافر، وابن المنذر في الأوسط (413) والعقيلي في الضعفاء (2/ 288)، كلاهما عن ابن أبي مسرة، والشاشي في مسنده (1498) عن إسحاق بن إبراهيم، والآجري في الأربعين (14) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (20/ 260) - من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، ومحمد بن عبدالله بن عمرو الغزي، والدارقطني (1/ 81) من طريق يحيى بن عثمان بن صالح، ستتهم عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، عن عبدالله بن عرادة، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن عبيد بن عمير، عن أبي بن كعب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم توضأ، فتوضأ مرةً مرة، ثم قال: «هذا وظيفة الوضوء الذي لا يقبل الله صلاةً إلا به»، ثم توضأ مرتين مرتين، فقال: «هذا وضوءٌ من توضأه أعطاه الله -عز وجل- كفلين من الأجر»، ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي».
دراسة الأسانيد:
أ- رواية معاوية بن قرة ونافع وأبي سنان عن ابن عمر، وحديث أبي بن كعب -رضي الله عنهما-:
مدار هذه الرواية على زيد العمي، قال الدارقطني: (يرويه زيد العمي، وقد اختُلف عنه:
• فرواه سلام بن سلم الطويل وعبدالرحيم بن زيد العمي ومحمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر،
• ورواه أبوإسرائيل الملائي، عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر ...
• وقال مرحوم بن عبدالعزيز العطار: عن عبدالرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة مرسلاً.
• ورواه عبد الله بن عرادة، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن عبيد بن عمير، عن أبي بن كعب) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
والرواية التي ذكرها الدارقطني عن مرحوم بن عبدالعزيز العطار لم أجدها، والذي وجدت أنه اختُلف عليه في الحديث:
• فرواه أبو بكر بن خلاد عنه، عن عبدالرحيم بن زيد، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر.
• ورواه ابن ابنه: بشر بن عبيس بن مرحوم عنه، عن عبدالرحيم، عن أبيه، عن معاوية، عن أبيه، عن جده.
• وأبو بكر بن خلاد أوثق من بشر، وروايته أصح.
وقد روى الحديثَ أسدُ بن موسى، عن سلام بن سليم، عن زيد بن أسلم، كذا قال؛ جعله زيدَ بنَ أسلم، وقد بيَّن أبو حاتم أنه عنى: زيدَ العمي، قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: فإن الربيع بن سليمان حدثنا بهذا الحديث عن أسد بن موسى، عن سلام بن سليم، عن زيد بن أسلم، عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (هو سلام الطويل -وهو متروك الحديث-، وهو زيد العمي -وهو ضعيف الحديث-) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
وجاء الحديث عن عبدالله بن عرادة على وجه آخر -غير الذي ذكره الدارقطني-، فروي عن النضر بن كثير، عن ابن عرادة، عن أبي سنان القسملي، عن ابن عمر، والرواية الأولى أصح، وإن كان احتمال اضطراب ابن عرادة واردًا؛ فإنه منكر الحديث.
وأما الخلاف على زيد العمي؛ فقد عقَّب الدارقطني رواية أبي إسرائيل الملائي (التي ذكر نافعًا فيها) بقوله: (وهم فيه، والصواب قول من قال: عن معاوية بن قرة)، وقال في رواية عبدالله بن عرادة: (ولم يتابع عليه)، وزيد العمي ضعيف، والرواة عنه بين ضعيفٍ ومتروكٍ ومنكرٍ حديثُه: سلام الطويل، وعبدالرحيم بن زيد، ومحمد بن الفضل، وأبو إسرائيل الملائي، وعبدالله بن عرادة، ولا يبعد أن هذه الأوجه اضطرابات من زيد نفسه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما متابعةُ مسعر لزيدٍ عن معاوية بن قرة عن ابن عمر؛ فرواها عن مسعر: عباد بن صهيب، متروك الحديث منكَرُه [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
وفي الحديث علة أخرى؛ قال أبو زرعة: (معاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وذكر الحاكم هذا الحديث قال: (وشاهده -يعني: حديثًا أخرجه- الحديثُ المرسل المشهور عن معاوية بن قرة، عن ابن عمر) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
ب- رواية عبدالله بن دينار وأبي حازم عن ابن عمر:
رواه المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، عن عبدالله بن دينار، به، قال الدارقطني: (تفرد به المسيب بن واضح عن حفص بن ميسرة، والمسيب ضعيف) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وقال البيهقي: (وهذا الحديث من هذا الوجه ينفرد به المسيب بن واضح، وليس بالقوي) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وقال: (ورواه المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر ... ، وهذا أيضًا ضعيف) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
وقد اختُلف عن المسيب:
• فرواه عنه جماعة فيهم بعض الحفاظ على الوجه المذكور.
• ورواه محمد بن تمام بن صالح البهراني عنه، عن أبي داود النخعي، عن أبي حازم، عن ابن عمر.
والبهراني راوي الوجه الثاني قال فيه الذهبي: (المحدِّث العالم)، ونقل قول ابن منده فيه: (حدَّث عن محمد بن آدم المصيصي بمناكير)، ثم عقب قائلاً: (قلت: لا أظن به بأسًا) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
والأولى تحميل هذا الاضطراب المسيبَ بن واضح نفسه؛ فإنه ضعيف، وقد تفرد بهذين الوجهين الغريبين، والنكارة عليهما لائحة؛ لتفرد الضعيف مع تأخر الطبقة.
3 - تخريج حديث بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-:
أخرجه الطبراني في الأوسط (3661) عن سيف بن عمرو الغزي، عن محمد بن أبي السري، عن أبي هنيدة، عن ابن لهيعة، عن عبدالله بن هبيرة، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوضوء، فتوضأ واحدةً واحدة، فقال: «هذا الوضوء الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به»، ثم توضأ ثنتين ثنتين، فقال: «هذا وضوء الأمم قبلكم»، ثم توضأ ثلاثًا ثلاثًا، فقال: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي».
دراسة الإسناد:
قال الطبراني: (لا يروى هذا الحديث عن ابن بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن أبي السري)، وشيخ الطبراني مجهول [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، ولم أعرف أبا هنيدة شيخ ابن أبي السري، وابن أبي السري تقدم -غير مرة- أنه كثير الغلط والوهم، وقد غلط في هذا الحديث غلطًا شنيعًا، فجعله بهذا الإسناد، وإنما هو حديث ابن عمر السابق، وغلط كذلك بقوله في الوضوء ثنتين ثنتين: «هذا وضوء الأمم من قبلكم»، وإنما الذي في الحديث: «هذا وضوء من يؤتى أجره مرتين»، أو: «هذا وضوء من يضاعف الله له الأجر مرتين».
4 - تخريج حديث عكراش بن ذؤيب:
أخرجه ابن عدي (7/ 28) وابن المقرئ في معجمه (1098) -ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 28) -، كلاهما عن عبدالوهاب -قال ابن عدي: عبدالله- بن أبي عصمة، وابن عدي (7/ 28) عن محمد بن الحسين بن شهريار، كلاهما عن النضر بن طاهر، عن عبيدالله بن عكراش، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة، فقال: «هذا لا يقبل الله الصلاة إلا به».
دراسة الإسناد:
حديث عكراش عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث مشهور، وقد ضعفه جمع من الأئمة [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، واستعظم الحافظ محمد بن يحيى النيسابوري أن يحدث مثلَه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)؛ لشدة نكارته، وليس في أكثر طرقه ذكر المتن الذي ذكره النضر بن طاهر عن عبيدالله بن عكراش، بل جاء عن النضر بن طاهر وليس فيه ذلك، بل الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- غسل يده ومسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه، فقال: «يا عكراش، هذا الوضوء مما مست النار».
والحديث على أيٍّ شديد النكارة -إن لم يكن موضوعًا-؛ فالمتفرد به: النضر بن طاهر؛ "معروفٌ بأنه يَثِبُ على حديث الناس ويسرقه، ويروي عمن لم يلحقهم، والضعف على حديثه بيِّن" [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
5- تخريج حديث قرة بن إياس -رضي الله عنه-:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عدي -في الكامل (3/ 99) -: (وروى داود بن محبر، عن أبيه، عن جده، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثًا آخر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرةً مرة، فقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به»، ثم توضأ مرتين ... الحديث).
دراسة الإسناد:
داود بن المحبر متروك، شبه لا شيء، والحديث حديث ابن عمر السابق.
6 - تخريج حديث زيد بن ثابت وأبي هريرة -رضي الله عنهما-:
أخرجه ابن المظفر في غرائب حديث مالك (34)، والدارقطني في غرائب مالك -كما ذكر الزيلعي في نصب الراية (1/ 29) -، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 258)، والحسن بن أبي طالب الخلال في المجالس العشرة (95)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 357) وأسماء الرواة عن مالك -كما في البدر المنير (2/ 140) -، كلهم من طريق علي بن الحسن، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن ثابت وأبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه دعا بالماء، فتوضأ مرةً مرة، وقال: «هذا الذي لا يقبل الله العمل إلا به»، وتوضأ مرتين، وقال: «هذا يضاعف به الأجر»، وتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي»، لفظ ابن المظفر.
دراسة الإسناد:
قال الدارقطني: (تفرد به علي بن الحسن -وكان ضعيفًا-)، وقال الخطيب: (تفرد به عن مالك عليُّ بن الحسن السامي، وغيره أوثق منه)، وعلي بن الحسن السامي هذا كذاب يروي البواطيل عن مالك وغيره [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، قال ابن حجر -عقب ذكره هذا الحديث-: (وهو مقلوب، ولم يروه مالك قط) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وقال: (وهو مختَلَقٌ على مالك) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وهو كما قال.
7 - تخريج حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
أخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (23) عن ابن أبي داود، عن محمد بن مصفى، أخبرنا ابن أبي فديك، عن طلحة بن يحيى، عن أنس بن مالك، قال: دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوضوئه، فغسل وجهه مرةً، ويديه مرةً، ورجليه مرةً مرةً، وقال: «هذا وضوء لا يقبل الله -عز وجل- الصلاة إلا به»، ثم دعا بوضوء، فتوضأ مرتين مرتين، وقال: «هذا وضوء؛ من توضأ ضاعف له الأجر مرتين»، ثم دعا بوضوء، فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: «هكذا وضوء نبيكم ووضوء النبيين قبله»، أو قال: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي» [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21).
دراسة الإسناد:
إن صح الحديث عن طلحة بن يحيى -إذ في النفس من تفرد محمد بن مصفى به وغرابة إسناده مع تأخر الطبقة-؛ فطلحة صدوق فيه ضعف، وغالب شيوخه من أتباع التابعين، فروايته عن أنس منقطعة، بل معضلة.
خلاصة:
تبين أن كافة طرق الحديث تدور على الهلكى والمتروكين والأسانيد الضعاف المناكير، وقد وهَّى الأئمة هذا الحديثَ بطرقه وضعَّفوه، قال أبو زرعة: (هو عندي حديثٌ واهٍ)، وقال أبو حاتم: (لا يصح هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وأسند العقيلي وجهين عن زيد العمي، وقال: (كلاهما فيه نظر) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23)، وقال البيهقي: (وروي من أوجه كلها ضعيف) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وقال ابن عبدالبر: (وحديث: «هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي»؛ فإنما يدور على زيد بن الحواري العمي والد عبدالرحيم بن زيد، وهو انفرد به، وهو ضعيف ليس بثقة ولا ممن يحتج به، وقد اختلف عليه فيه أيضًا ... وهو حديث لا أصل له)، ثم أسند رواية عبدالله بن عرادة وعبدالرحيم بن زيد، ثم قال: (هذا كلُّه منكرٌ في الإسناد والمتن ... ) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، وقال ابن العربي: ( ... فإن قيل: فقد توضأ النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة، وقال: «هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ... »)، وساق الحديث، ثم قال: (قلنا: هذه الأحاديث لم تصح، وقد ألقيت إليكم وصيتي في كل وقت ومجلس؛ ألا تشتغلوا من الأحاديث بما لا يصح سنده، فكيف ينبني مثلُ هذا الأصل على أخبارٍ ليس لها أصل؟!) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وقال الحازمي: (وقد روي من أوجه عن غير واحد من الصحابة، وكلها ضعيفة) [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27)، وذكر ابن الملقن له عدة طرق، ثم قال: (وهو حديث ضعيفٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
بمرة، لا يصح من جميع هذه الطرق) [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28).
ــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) إرواء الغليل (1/ 125).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) وهو حديث أنس عند ابن شاهين، ويأتي.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) ورأيتُ ذِكْرَ الحديث بذكر الترتيب وقع قديمًا لابن عبدالبر في التمهيد (2/ 82)، قال: (وبدليل قوله أيضًا -وقد توضأ على الترتيب-: «هذا وضوء لا يقبل الله صلاة إلا به»).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) وقع في إسناده سقط، واستدركته من طبعة السرساوي (3/ 298).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (13/ 226).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) العلل (1/ 45).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) انظر: لسان الميزان (3/ 230).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) علل ابن أبي حاتم (1/ 45).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) المستدرك (1/ 150).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) السنن (1/ 80).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) السنن (1/ 80).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) الخلافيات (1/ 488، 489).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) سير أعلام النبلاء (14/ 468).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص329).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) انظر: تهذيب التهذيب (7/ 33)، المسند الجامع (9967).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) سؤالات البرذعي لأبي زرعة (2/ 748).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) الكامل، لابن عدي (7/ 28).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) انظر: لسان الميزان (4/ 212، 213).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) التلخيص الحبير (1/ 82).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) لسان الميزان (4/ 213).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) وذكر ابن الملقن -في البدر المنير (2/ 140) - أن أبا علي ابن السكن أخرجه في كتاب "السنن الصحاح المأثورة" عن أنس، ولم يذكر إسناده، وذكر لفظًا قريبًا من هذا اللفظ، فالظاهر أنه أخرجه بنفس إسناده.
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) علل ابن أبي حاتم (1/ 45).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) الضعفاء (2/ 288).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) معرفة السنن والآثار (1/ 299).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) التمهيد (20/ 260). [
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) أحكام القرآن (2/ 583).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) البدر المنير (2/ 138).
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) البدر المنير (2/ 133).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 08:38]ـ
47 - (1/ 186) ("و" السادس "الموالاة"؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يصلي وفي ظهر قدمه لمعةٌ قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره أن يعيد الوضوء، رواه أحمد وغيره).
1 - تخريج حديث الرجل من الصحابة
أخرجه أحمد (3/ 424) عن إبراهيم بن أبي العباس، وأبو داود (175) - ومن طريقه: البيهقي في السنن (1/ 83)، والخلافيات (261) - عن حيوة بن شريح، كلاهما - إبراهيم وحيوة - عن بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن بعض أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4): أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى رجلاً يُصلِّي وفي ظهر قَدَمه لمعةٌ قدرُ الدِّرهم لم يصبْها الماء، فأمره رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُعيدَ الوضوء"؛ لفظ إبراهيم، زاد حيوة: والصَّلاة.
دراسة الإسناد:
يرويه بقية بن الوليد، وقد أُعلَّ بعلل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: حال بقية، قال ابن حزم: "هذا خبرٌ لا يصح؛ لأنَّ راويَه بقيَّةُ، وليس بالقوي" [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وقال عبدالحق الإشبيلي: "في حديث خالد: بقيَّة بن الوليد، وقد تُكلِّم فيه، ولا يُحتج به" [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، وقال المنذري: "في إسناده بقية، وفيه مقال" [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، لكن الصحيح أنَّه ثقة ما لم يروِ عن المجاهيل، أو يتركْ ذِكْر التصريح بالسماع عن شيخه، إذ هو مدلِّس.
قال ابن القَيم: "هكذا علَّل أبو محمد المنذري وابن حزم هذا الحديث برواية بقيَّة له، وزاد ابن حزم تعليلاً آخر ... ، والجواب عن هاتين العِلَّتين:
أمَّا الأولى: فإن بقيَّة ثقة في نفسه، صدوق حافظ، وإنَّما نقم عليه التدليس مع كثرة روايته عن الضُّعفاء والمجهولين، وأمَّا إذا صرَّح بالسماع فهو حجَّة ... " [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
العلَّة الثانية: تدليس بقية، قال مغلطاي: "وأعلَّه بعض الحفَّاظ من المتأخِّرين بأنَّ بقية، وإن كان حديثه في الصحيح، فعنعنتُه لا تُقبل؛ لتدليسه" [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وقد قال النَّسائي فيه: "إذا قال: "حدَّثنا"، و"أخبرنا"، فهو ثقة، وإذا قال: "عن فلان"، فلا يُؤخذ عنه؛ لأنَّه لا يُدرَى عمَّن أخذه" [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وبقية كان يروي عمَّن كان أصغرَ منه، ويأخذ الحديث عن المجاهيل والضُّعفاء والمتروكين عن شيوخهم الثِّقات، ثم يتركهم ويقول: قال فلان - الثِّقة - فجاء تلامذته من بعده، فجعلوا الأسانيد: عن بقية، عن ذاك الثِّقة.
وقد شرح هذا ابنُ حبَّان بما لا مزيد عليه، قال: "سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمدَ بن الحسن الترمذيَّ يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أنَّ بقيَّة لا يحدِّث المناكير إلاَّ عن المجاهيل، فإذا هو يحدِّث المناكير عن المشاهير، فعلمنا من أين أُتي.
قال ابن حبان: "لم يسبر أبو عبدالله - رحمه الله - شأنَ بقيَّة، وإنَّما نظر إلى أحاديثَ موضوعة رُويت عن أقوام ثقات، فأنكرها، ولعمري إنَّه موضع الإنكار، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان في الحديث، ولقد دخلتُ حمص وأكثرُ همِّي شأن بقية، فتتبعتُ حديثَه، وكتبتُ النسخ على الوجه، وتتبعتُ ما لم أجد بعلوٍّ من رواية القدماء عنه، فرأيتُه ثقة مأمونًا، ولكنَّه كان مدلِّسًا: سمع من عبيدالله بن عمر، وشعبة، ومالك أحاديثَ يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذَّابين ضعفاء متروكين عن عبيدالله بن عمر، وشعبة، ومالك، مثل: المجاشع بن عمرو، والسَّري بن عبدالحميد، وعمر بن موسى الميتمي وأشباهِهم، وأقوامٍ لا يُعرفون إلاَّ بالكُنى، فروى عن أولئك الثِّقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضُّعفاء [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11).
وكان يقول: قال عبيدالله بن عمر عن نافع، وقال مالك عن نافع كذا، فجعلوه: بقيَّة عن عبيدالله، وبقية عن مالك، وأُسقِط الواهي بينهما، فالْتزق الموضوع ببقية، وتخلَّص الواضع من الوسط، وإنَّما امتُحن بقيةُ بتلاميذَ له كانوا يُسقِطون الضعفاءَ من حديثه ويُسوونه، فالْتزق ذلك كلُّه به" [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
ورُدَّت علَّةُ تدليس بقية من وجهين:
الأول: أنَّ بقيَّة صرَّح بسماعه من بحير بن سعد في رواية أحمد، قال ابن دقيق العيد: "قلت: في المستدرك [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13) من طريق بقية: "حدَّثنا بحير"، فعلى هذا يَسلم من تهمة التدليس من بقية في روايته عن بحير" [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، وقال نحوَه مغلطاي [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، وقال ابن القيم: "وقد صرَّح في هذا الحديث بسماعه له" [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، ثم نقله من المسند.
وأجيب عنه: بأنَّ بقيَّة يدلِّس تدليس تسوية؛ فلا يكفي تصريحُه عن شيخه، وهذا مبنيٌّ على ما شهر عندَ المتأخِّرين من اتهام بقية بتدليس التسوية مطلقًا.
والصواب: أنَّ التسوية عند بقية قليلة نادرة، ولا يُحكم بها إلاَّ بثبوتها من طرق أخرى أو بنصٍّ إمام [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، ويدلُّ على هذا ما سيأتي من حُكم الإمام أحمد بجودة هذا الإسناد، مع كون بقيَّة لم يصرِّحْ فيه إلاَّ عن شيخه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب الثاني عن تدليس بقية: ما قاله الحافظ ابن عبدالهادي: "ورواية بقية عن بحير صحيحة؛ سواء صرَّح بالتحديث أم لا" [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وهذا يؤخذ - ولعلَّ ابن عبدالهادي أخذه - من أمور:
الأول: قول بقيَّة: "أشهد أني سمعته: حديث بحير عن ابن معدان" [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، ففي هذا تصريحٌ من بقيةَ أنَّه سمع من بحير بن سعد ما حدَّث به عن خالد بن معدان، فلا حاجة إذًا لتطلُّب سماعه في كلِّ حديثٍ بعينه.
الثاني: أنَّ شعبة بن الحجاج قال لبقية: "إنِّي لأسمع منكَ أحاديث لو لم أحفظْها عنك لطرت"، وفي لفظ: قال بقيَّة: لَمَّا قرأت على شعبة كتاب بحير بن سعد، قال لي: "يا أبا يحمد، لو لم أسمعْ هذا منك لطرت"، قال بقيَّة: "واستهداني شعبةُ أحاديثَ بحير بن سعد"، وكان شعبة يقول له: "بحِّر لنا، بحِّر لنا"، يعني: حدِّثنا عن بحير بن سعد، وقال له: "تمسَّك بحديث بحير"، ورفع شعبةُ شأنَ حديث بقيَّة عن بحير [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
وقال أبو داود: سمعتُ أحمد قال: "بلغني أنَّ شعبة قال لبقيَّة: "اكتب إليَّ أحاديث بحير"، قال أحمد: "كان يُعجبه الإسناد" - يعني: شعبة - قال أحمد: "رأى أسانيدَ منها، فأُعجب بها شعبةُ؛ لحُسن أسانيدها" [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21).
هذا مع أنَّه استفاض عن شعبةَ شدةُ المذهب في التدليس، وإيقافه مشايخَه المدلِّسين ليُبيِّنوا سماعهم، ولو كان شعبةُ يرى أنَّ بقية يدلس هذه الأحاديث عن بحير، ما كان ليُعجب بها، ويحرِص عليها، ويرفع شأنَها، ويوصي بقيةَ أن يتمسَّك بها.
الثالث: أنَّ لبقية إكثارًا عن بحير واختصاصًا به، وقد تقرَّر أنَّ من قرائن قَبول رواية المدلِّس عن شيخه، ولو لم يصرِّح بسماعه: أن يكون المدلِّس مكثرًا من الرِّواية عن شيخه؛ إذ تكون روايته عن شيخه ذاك محمولةً على الاتِّصال، حتى يتبيَّن في حديثٍ معيَّن أنه دلَّسه عنه [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
وقد قال الإمام أحمد: "بقية إذا حدَّث عن قوم ليسوا بمعروفين؛ فلا تقبلوه، وإذا حدَّث بقية عن المعروفين - مثل بحير بن سعد وغيره - قُبِل" [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
وقال الحافظ عبدالحق بن الخراط الإشبيلي: "أحسنُ حديث بقيةَ ما كان عن بحير بن سعد" [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
وقال ابن رجب: "إذا حدث عن الثِّقات المعروفين ولم يدلِّس، فإنَّما يكون حديثه جيِّدًا عن أهل الشام - كبحير بن سعد ومحمد بن زياد وغيرهما" [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، فنصُّوا على أنَّ حديث بقية عن بحير جيِّدٌ مقبول [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
العلة الثالثة مما أُعلَّ به الحديث:
الإرسال، عبَّر به البيهقي، قال: "وهو مرسل" [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27)، قال ابن دقيق العيد: "يريد: لعدم ذكْر اسم الصحابي الراوي له" [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، ووافقه على ذلك ابنُ حزم، قال: "وفي السَّند مَن لا يُدرَى من هو" [29] ( http://majles.alukah.net/#_ftn29).
قال ابن دقيق العيد: "وليس هذا - يعني: عدم ذكْر اسم الصحابي - ممَّا يجعل الحديث في حُكم المرسل المردود عندَ أهل الحديث، فإن سمَّاه مرسلاً مع أنَّ حُكمه حُكمُ الموصول، فلا يضر المستدلَّ به" [30] ( http://majles.alukah.net/#_ftn30)، وقال ابن عبدالهادي - بعد نقلِه كلامَ البيهقي -: "وليس كما قال؛ فإنَّ المرسَل ما رواه التابعيُّ عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذا من رواية بعضِ أصحابه عنه، وجهالةُ الصحابي لا تضرُّ" [31] ( http://majles.alukah.net/#_ftn31)، وقال: "وتَكلَّم فيه - يعني: هذا الحديثَ - البيهقيُّ وابنُ حزم وغيرُهما بغير مستندٍ قويٍّ" [32] ( http://majles.alukah.net/#_ftn32)، وقال الذهبي: "ما أراه إلاَّ متصلاً" [33] ( http://majles.alukah.net/#_ftn33)، وقال مغلطاي: "والذي عليه المحدِّثون قاطبةً: أنَّ جهالة الصحابي غيرُ قادحة في الإسناد، ولا سيّما مع شهادة التابعي المعروف له بالصُّحبة" [34] ( http://majles.alukah.net/#_ftn34)، وقال ابن القَيِّم عن العلَّة التي ذكرها ابن حزم: "وأمَّا العلَّة الثانية، فباطلةٌ أيضًا على أصل ابن حزم، وأصل سائر أهل الحديث، فإنَّ عندهم
(يُتْبَعُ)
(/)
جهالة الصحابي لا تقدح في الحديث؛ لثبوتِ عدالتهم جميعًا ... " [35] ( http://majles.alukah.net/#_ftn35).
وقد قال الأثرم: قلت له - يعني: أحمد -: هذا إسنادٌ جيِّد؟ قال: "نعم"، قلت لأبي عبدالله: إذا قال رجلٌ من التابعين: "حدَّثني رجلٌ من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم"، ولم يسمِّه، فالحديث صحيح؟ قال: "نعم" [36] ( http://majles.alukah.net/#_ftn36)، فهذا التجويدُ من أحمدَ لإسناد هذا الحديث يدلُّ على عدم اعتبار العِلل السابقة عندَه، وهو دليلٌ جيِّد لعدم اشتراط ذِكْرِ بقيةَ السماعَ بين شيخه وشيخ شيخه إلى آخر الإسناد، وقد قال ابن عبدالهادي: "وإسناد هذا الحديث جيِّد" [37] ( http://majles.alukah.net/#_ftn37)، وقال ابن كثير: "وهذا إسنادٌ جيِّدٌ قويٌّ صحيح" [38] ( http://majles.alukah.net/#_ftn38).
وربما أورد: أنَّ خالد بن معدان لم يُصرِّح بسماعه من الصحابي، وخالد وإن كان لقي جمعًا من الصحابة، فإنَّه كان يُرسِل عن بعضهم، إذ لم يسمع منهم [39] ( http://majles.alukah.net/#_ftn39)، ولم يتبيّن مَنْ هذا الصحابي الذي روى هذا الحديث؛ ليُنظر هل هو ممن سمع منهم خالد، فيكون متصلاً، أم لا، فيكون مرسلاً.
وهذا الإيراد له وجهُه، إلاَّ أنَّ تجويد أحمد للإسناد، مع كون سؤال الأثرم بعقبِ ذلك فيه تصريحُ التابعي بالتحديث من الصحابيِّ، يُشير إلى أنَّ رواية خالد بن معدان هذه جيِّدة، ولعلَّه وقع في روايةِ للأثرم - إذ قد أخرج هذا الحديث [40] ( http://majles.alukah.net/#_ftn40) - تصريح خالد بالتحديث، والله أعلم.
2 - تخريج حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
أ - رواية جابر بن عبدالله عن عمر:
أخرجه أحمد (1/ 23)، وأبو عوانة في مستخرجه (693) عن الصغاني، كلاهما عن الحسن بن موسى الأشيب، وأحمد (1/ 21) عن موسى بن داود، وابن ماجه (666)، وابن حزم في المحلَّى (2/ 71 - 72) من طريق بكر بن مضر، كلاهما عن حرملة بن يحيى، وأبو عوانة (537) من طريق أصبغ، كلاهما عن عبدالله بن وهب، وابن ماجه (666) من طريق زيد بن الحُبَاب، أربعتُهم - الحسن بن موسى، وموسى بن داود، وابن وهب، وزيد بن الحُبَاب - عن عبدالله بن لهيعة.
ومسلم (243)، والبزار (232)، وأبو عوانة (691) عن عبدالله خردلة، وشعيب بن عثمان، وأبو نعيم في مستخرجِه على مسلم (571) من طريق عبدالله بن محمد بن العبَّاس، والبيهقي في السنن (1/ 70) والخلافيات (257) من طريق إبراهيم بن محمد الصيدلاني، وفي السنن (1/ 83) من طريق أبي الفضل أحمد بن سلمة [41] ( http://majles.alukah.net/#_ftn41)، سبعتُهم عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمَّد بن أعين، عن معقل بن عبيدالله الجزري، كلاهما - عبدالله بن لهيعة، ومعقل بن عبيدالله - عن أبي الزُّبير، عن جابر بن عبدالله، أخبرني عمر بن الخطَّاب: أنَّ رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ ظُفر على قَدَمه، فأبصره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((ارجعْ فأحسن وضوءَك))، فرجع، ثم صلَّى، لفظ معقل - عند مسلم، ونحوه للباقين - وابن لهيعة - في رواية الأكثر عنه - وقال زيد بن الحباب وابن وهب - في رواية ابن ماجه - كلاهما عن ابن لهيعة: رأى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ الظُّفر على قَدَمه، فأمره أن يُعيدَ الوضوء والصَّلاة.
وأخرجه ابن أبي شيبة (454) عن أبي معاوية، وأبو يعلى (2312) من طريق محمد بن عبيد، والبيهقي في السنن (1/ 84) والخلافيات (263) من طريق سفيان الثوري [42] ( http://majles.alukah.net/#_ftn42)، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبدالله: "أنَّ عمر رأى في قَدَمِ رَجُلٍ مثلَ موضع الفِلس لم يصبْه الماء، فأمره أن يُعيد الوضوء، ويُعيد الصلاة"؛ لفظ أبي معاوية، وقال محمد بن عبيد: "إنَّ عمر رأى رجلاً توضَّأ، فترك موضع الظُّفر على قَدَمه، فأمره بالإعادة"، وقال الثوري: "رأى عمر رجلاً يتوضَّأ، فبقي في رِجْله لمعة، فقال: أعدِ الوضوء"؛ وقفه أبو سفيان عن جابر على عمر.
ب - رواية أبي المتوكل عن عمر:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه البيهقي في الخلافيات (262) من طريق محمد بن عبدالله المخرمي، عن قراد أبي نوح، عن شعبة، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكِّل، قال: توضَّأ عمر [43] ( http://majles.alukah.net/#_ftn43)، وبقي على رِجْله قطعة لم يصبها الماء، فأمره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُعيدَ الوضوء والصلاة.
ج - رواية أبي قلابة عن عمر:
أخرجه عبدالرزاق (118) عن معمر، وابن أبي شيبة (447)، والطبري في تفسيره (10/ 54) عن يعقوب، كلاهما عن إسماعيل بن عُليَّة، والطبري في تفسيره (10/ 52) من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي (1/ 84) من طريق سفيان الثوري، أربعتُهم عن خالد الحذَّاء، عن أبي قلابة: أنَّ عمر بن الخطَّاب رأى رجلاً يصلِّي، وقد ترك من رِجْليه موضعَ ظُفر، فأمره أن يُعيدَ الوضوء والصلاة؛ لفظ معمر، ونحوه للباقين، موقوفًا على عمر.
د - رواية عبيد بن عمير عن عمر:
أخرجه ابن أبي شيبة (446) - ومن طريقه الدَّارقطني (1/ 109) - عن عبدالرحيم بن سليمان، والدارقطني (1/ 109) - ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 84) والخلافيات (266) - من طريق هُشيم، كلاهما - عبدالرحيم وهُشيم - عن الحجَّاج، والدارقطني (1/ 109) - ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 84) والخلافيات (266)، من طريق هُشيم، عن عبدالملك، كلاهما - الحجَّاج وعبدالملك - عن عطاء، عن عُبيد بن عُمَير: "أنَّ عمر بن الخطَّاب رأى رجلاً في رِجْله لمعةٌ لم يصبْها الماء حين تطهر، فقال له عمر: بهذا الوضوء تحضر الصلاة؟! وأمره أن يغسل اللمعةَ ويُعيد الصلاة"؛ لفظ عبدالرحيم عن الحجَّاج، وقال هُشيم عن الحجَّاج وعبدالملك: أنَّ عمر بن الخطَّاب رأى رجلاً، وبظهر رِجْله لُمعةٌ لم يصبْها الماء، فقال له عمر: أبهذا الوضوء تحضُر الصلاة؟! قال: يا أميرَ المؤمنين، البردُ شديد، وما معي ما يُدَفِّيني، فَرَقَّ له بعد ما همَّ به، فقال له: اغسل ما تركت من قَدَمك وأعد الصلاة، وأمر له بخميصة"؛ موقوفًا في الروايتين.
دراسة الأسانيد:
أ - رواية جابر بن عبدالله عن عمر:
اختُلف في هذا الحديث على جابر:
• فرواه معقلُ بن عُبيدالله وابن لهيعة عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمر، مرفوعًا.
• ورواه الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر، عن عمر، موقوفًا.
قال البزَّار في الوجه المرفوع: "وهذا الحديثُ لا نعلمُ أحدًا أسنده عن عمر إلاَّ من هذا الوجه ... " [44] ( http://majles.alukah.net/#_ftn44)، وقال الحافظ أبو الفضل ابن عمَّار الشهيد الهروي: "ووجدت فيه - يعني: صحيحَ مسلم - من حديث ابنِ أعين، عن معقِل، عن أبي الزُّبير، عن جابر، عن عمر بن الخطَّاب: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى رجلاً توضَّأ، فترك موضعَ ظُفر على قَدَمه ... [45] ( http://majles.alukah.net/#_ftn45)، وهذا الحديث إنَّما يُعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزُّبير بهذا اللَّفظ، وابن لهيعة لا يُحتجُّ به" [46] ( http://majles.alukah.net/#_ftn46)، وقال ابن رجب في معقل بن عُبيدالله: "كان أحمدُ يضعِّف حديثَهُ عن أبي الزُّبير خاصَّة، ويقول: "يُشبه حديثُهُ حديثَ ابن لهيعة"، ومَن أراد حقيقةَ الوقوف على ذلك، فلينظرْ إلى أحاديثه عن أبي الزُّبير؛ فإنَّه يجدها عند ابن لهيعة، يرويها عن أبي الزُّبير كما يُرويها معقل سواء" [47] ( http://majles.alukah.net/#_ftn47)، وقال: "وظَهر مِصداقُ قول أحمد في أن أحاديثَه عن أبي الزبير مثلُ أحاديث ابن لهيعة سواء، كحديث اللُّمعة في الوضوء، وغيره" [48] ( http://majles.alukah.net/#_ftn48)، وهذه كلماتِ نفيسة من ابن رجب، وهذا الحديث مثال صحيح لما ذكره - كما ذكر هو أيضًا.
وفي كلمة الحافظ ابن عمَّار الشهيد، ثم كلمة أحمد وبيانها لابن رجب، ما يشير إلى أنَّ معقلاً أخذ هذه الأحاديثَ من ابن لهيعة، ثمَّ رواها عن أبي الزُّبير؛ إمَّا خطأً أو تدليسًا، والظاهر أنَّه كانت عنده - أو أُدخِلت عليه - نسخةُ ابن لهيعة عن أبي الزُّبير عن جابر [49] ( http://majles.alukah.net/#_ftn49)، فرواها عن أبي الزُّبير ظانًّا أنَّها من حديثِهِ هو عنه، فسارتْ بذلك بين الرُّواة نسخةُ معقل عن أبي الزُّبير عن جابر، قال ابن عدي: "ولمعقل هذا عن أبي الزُّبير عن جابر نسخة يَرويها عنه الحسن بن محمد بن أعين، وحدَّثنا أبو عقيل بعلوٍّ من هذه النُّسخة بأحاديثَ عن سعيد بن حفص
(يُتْبَعُ)
(/)
عن معقِل" [50] ( http://majles.alukah.net/#_ftn50).
ومعقلٌ مذكورٌ بالخطأ، وقال فيه ابن معين - في رواية -: "ضعيف"، وقال أحمد والنَّسائي - في رواية عنهما -: "صالح"، وقال ابن حبَّان: "وكان يخطئ"، وقال: "ربَّما وهم" [51] ( http://majles.alukah.net/#_ftn51)، وجاء عن جمعٍ - فيهم يحيى وأحمد والنسائي - أنَّهم وثَّقوه ولم يَروْا به بأسًا [52] ( http://majles.alukah.net/#_ftn52)، والظاهرُ أنَّ هذا فيما لم يروِهِ عن أبي الزُّبير، وأنَّ مِن ضعفِه وخطئِه ما كان من روايته حديثَ ابن لَهيعة عن أبي الزُّبير - كما سبق - إذ لم يَضبط حديثَه من حديث غيره؛ ولذا فقد أُنكر عليه غيرُ حديثٍ عن أبي الزُّبي؛، منها: حديثنا هذا [53] ( http://majles.alukah.net/#_ftn53).
وهذا يُعيد الحديثَ إلى ابن لهيعة، وهو نصُّ ابن عمَّار الشهيد، حيث قال: "وهذا الحديث إنَّما يعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزُّبير بهذا اللَّفظ، وابن لهيعة لا يُحتجُّ به".
وعليه؛ فالحديث لا يصحُّ مرفوعًا عن أبي الزُّبير؛ لضعفِ ابن لهيعة الرَّاوي عنه، وأمَّا كون عبدالله بن وهب رواه عنه، فالمعتمد أنَّ روايته والعبادلة عنه أقوى من غيرها، والجميع ضعيف [54] ( http://majles.alukah.net/#_ftn54).
وقد رجَّح الرِّوايةَ الموقوفةَ من رواية أبي سفيان عن جابر عددٌ من الأئمَّة:
• فأشار إلى ذلك البزَّار، قال - بعدَ أن أخرج الرِّواية المرفوعة -: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن عمرَ إلاَّ من هذا الوجه، وقد رواه الأعمش، عن أبي سفيان، [عن جابر]، عن عمرَ موقوفًا" [55] ( http://majles.alukah.net/#_ftn55).
• وقال الحافظ أبو الفضل ابنُ عمَّار الشهيد - بعد أنَّ ذكر الرِّواية المرفوعة -: "وهو خطأٌ عندي؛ لأنَّ الأعمش رواه عن أبي سفيان، عن جابر، فجعله من قول عمر" [56] ( http://majles.alukah.net/#_ftn56).
• ونقل الدقَّاق الأصبهانيُّ الحافظ عن الحافظ أبي عليٍّ النيسابوري [57] ( http://majles.alukah.net/#_ftn57) أنَّ الحديث المرفوع ممَّا عِيب على مسلم إخراجه، وقال: "الصواب ما رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: رأى عمرُ في يدِ رَجُلٍ مثلَ موضع ظُفر ... فذكره، موقوفًا"، قال أبو علي: "هذا هو المحفوظ، وحديثُ معقِل خطأٌ، لم يُتابَعْ عليه" [58] ( http://majles.alukah.net/#_ftn58).
• وأشار إليه البيهقي، قال - بعد أن أخرج الرِّواية المرفوعة -: "ورواه أبو سفيان عن جابر بخلاف ما رواه أبو الزُّبير" [59] ( http://majles.alukah.net/#_ftn59).
ومِن أوجه هذا الترجيح وجهان:
أحدهما: أنَّ الحديث لم يصحَّ عن أبي الزُّبير مرفوعًا - كما سبق - بل الظاهر أنَّ الحديث كان عنده موقوفًا - كما كان عندَ أبي سفيان - فغلط ابن لَهيعة، فرفعه.
الثاني: أنَّ الحديث جاء عن عمرَ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - موقوفًا من غير وجه.
وربَّما أُعلت هذه الرِّواية الموقوفة بأمور:
الأول: حال أبي سفيان، قال ابن حزْم: "أمَّا الرواية عن عمرَ أيضًا فلا تصحَّ ... ؛ وأبو سفيان ضعيف" [60] ( http://majles.alukah.net/#_ftn60)، وهذا فيه نظرٌ؛ ذلك أنَّ ابن معين انفرد بقوله في أبي سفيان: "لا شيء"، وأمَّا أحمد والنَّسائي فقالا: "ليس به بأس"، وقال ابن المديني: "يُكتب حديثُه، وليس بالقوي"، وقال العِجليُّ: "جائزُ الحديث، وليس بالقوي" [61] ( http://majles.alukah.net/#_ftn61)، وقال أبو زُرعة: "روى عنه الناس"، ولم يعطِه مرتبةَ الثِّقة، وقال البزَّار: "هو في نفسه ثقة"، وذكره ابن حبَّان في ثقاته، وقال في موضع آخرَ: "وكان يَهِم في الشيء بعدَ الشيء" [62] ( http://majles.alukah.net/#_ftn62)، وقال ابن عدي: "لا بأس به" [63] ( http://majles.alukah.net/#_ftn63)، ومثل هذا لا يُطلق القول بضعْفه، بل هو صدوق، وهو مُكثِر عن جابر بن عبدالله، معروفٌ بالرواية عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: سماع أبي سفيان مِن جابر، إذ لم يصرِّحْ بسماعه في هذه الرِّواية، وقد قال شعبة: "لم يَسمع أبو سفيان من جابر إلاَّ أربعةَ أحاديث"، واستفاده منه ابنُ المديني، ونقل عن يزيد الدَّالانيِّ قولاً كقول شُعبةَ، وقال ابن حجر: "لم يخرجِ البخاري له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنُّها التي عناها شيخُه عليُّ بن المديني، منها حديثانِ في الأشربة؛ قرَنَه بأبي صالح، وفي الفضائل حديث: ((اهتزَّ العرْش ... ))؛ كذلك، والرابع في تفسير سورة الجُمُعة؛ قرَنَه بسالم بن أبي الجعد" [64] ( http://majles.alukah.net/#_ftn64).
وهذا لم يرضَه بعضُ الأئمة، فقد صرَّح أبو حاتم: أنَّ أبا سفيانَ قد سمع من جابر، إلاَّ أنَّ تصريحه ذاك لا يُفيد نفيَ هذا القول، وسيأتي كلامُه - إن شاء الله.
وقال البخاري: "كان يزيدُ أبو خالد الدالانيُّ يقول: "أبو سفيان لم يَسمع من جابر إلاَّ أربعةَ أحاديث"، وما يدريه؟! أولا يَرضَى أن ينجوَ رأسًا برأس، حتى يقول مثلَ هذا؟! " [65] ( http://majles.alukah.net/#_ftn65)، قال ابن رجب: "يُشير البخاري إلى أنَّ أبا خالد في نفسه ليس بقوي، فكيف يتكلَّم في غيره؟! "، قال ابن رجب: "وأثبت البخاريُّ سماعَ أبي سفيان من جابر، وقال في "تاريخه": "قال لنا مُسدَّد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان: "جاورتُ جابرًا بمكَّة سِتةَ أشهر" [66] ( http://majles.alukah.net/#_ftn66)، قال: وقال عليٌّ: سمعتُ عبدالرحمن، قال: قال لي هُشَيم، عن أبي العلاء، قال: قال لي أبو سفيان: "كنتُ أحفظ، وكان سليمان اليَشْكُريُّ يكتب"؛ يعني: عن جابر [67] ( http://majles.alukah.net/#_ftn67)، وخرَّج مسلم حديثَ أبي سفيان عن جابر، وخرَّجه البخاريُّ مقرونًا" [68] ( http://majles.alukah.net/#_ftn68).
وقال مسلم: "سمع جابرًا" [69] ( http://majles.alukah.net/#_ftn69).
وأثبتَ بعضُ الأئمة أنَّ رواية أبي سفيان عن جابر صحيفةٌ لم يسمعْها - أو لم يسمع أكثرَها - قال شعبة، وابن عيينة: "حديثُ أبي سفيان عن جابر إنَّما هي صحيفة" [70] ( http://majles.alukah.net/#_ftn70)، وفي رواية عن شُعبة: "إنَّما هو كتابُ سُليمانَ اليشكري" [71] ( http://majles.alukah.net/#_ftn71)، وقال أبو حاتم: "جالس سليمانُ اليَشكري جابرًا، فسمع منه، وكتب عنه صحيفة، فتُوفِّي، وبَقيتِ الصحيفة عندَ امرأته، فروى أبو الزُّبير وأبو سفيان والشَّعْبي عن جابر - وهُم قد سمعوا من جابر - وأكثرُهُ من الصحيفة، وكذلك قتادة" [72] ( http://majles.alukah.net/#_ftn72).
ولأجل ذلك - مع كثرة رواية أبي سفيان عن جابر - ذَكَره الحاكم في المدلِّسين؛ لكنَّه جعله فيمَن كان لا يدلِّس إلاَّ عن ثقة، قال: "فمن المدلِّسين من دلَّس عن [73] ( http://majles.alukah.net/#_ftn73) الثِّقات الذين هم في الثقة مثل المحدِّث، أو فوقه، أو دونه ... ، فمنهم من التابعين: أبو سفيان طلحة بن نافع ... "، ثم أسند عن ابن مهديٍّ قوله: "كان شعبة يرى أحاديثَ أبي سفيان عن جابر صحيفة، إنَّما هو من كتاب سليمان اليشكري" [74] ( http://majles.alukah.net/#_ftn74)، فبيَّن الحاكم أنَّ رواية أبي سفيان أحاديثَ صحيفة سليمان اليشكري عن جابر مباشرة - ولم يَسمعها - جنسٌ من التدليس، لكنَّه تدليسٌ عن سليمان اليشكري، وسليمانُ ثقة، والتدليس عن الثِّقات غير قادح.
فيتحصَّل من هذا أنَّ أبا سفيان سمع جابرًا، وصرَّح بأنَّه كان يجالسه عدَّة أشهر؛ لكنْ فيما روى عنه ما لم يسمعْه، وهذا الانقطاع معلومُ الواسطة، إذ كان يروي ما كتبه سليمان اليشكري عن جابر، وسليمان ثقة من أصحاب جابر [75] ( http://majles.alukah.net/#_ftn75)، وقدِ اعتمد على صحيفته غيرُ واحد من أصحاب جابر الذين سمعوا منه، وهذا يُصحِّح رواية أبي سفيان عن جابر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبو سفيان أحدُ المعروفين بالرِّواية عن جابر، وكان يُقارَن بينَه وبينَ أبي الزُّبير فيه، وقد مشَّى له الأئمَّة روايتَه عنه وقَبِلوها، فمن ذلك ما سبق، ومنه: تصحيحُ التِّرمذيِّ لغير حديثٍ عنه عن جابر، وقول العُقيليِّ - في إسنادٍ من طريق حفص بن غِياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر -: "وهذا إسنادٌ صالح" [76] ( http://majles.alukah.net/#_ftn76)، وقول ابن عدي في أبي سفيان: "روى عن جابر أحاديث صالحة، رواها الأعمش عنه" [77] ( http://majles.alukah.net/#_ftn77)، ومن ذلك: تضافرُ إشارات ونصوص الأئمَّة في تقديم روايةِ أبي سفيان عن جابر في حديث الباب على رواية معقِل، وابن لَهِيعة عن أبي الزُّبير عن جابر.
الأمر الثالث: سماعُ الأعمش من أبي سفيان، إذ قد نقل الكرابيسيُّ عن ابن المديني والشاذكوني قولهما: "روى الأعمشُ عن أبي سفيان أكثرَ من مائة، لم يسمعْ منها إلاَّ أربعة"، قال ابن المديني: "سمعتُ يحيى يقول ذلك" [78] ( http://majles.alukah.net/#_ftn78)، وقال البزَّار: "الأعمش لم يسمعْ من أبي سفيان، وقد روى عنه نحوَ مائة حديث" [79] ( http://majles.alukah.net/#_ftn79)، وقال ابن حبَّان في أبي سفيان: "وكان الأعمش يدلِّس عنه" [80] ( http://majles.alukah.net/#_ftn80).
فأمَّا عدم السَّماع، ففيه نقل الكرابيسيُّ، وكلمة البزَّار:
أمَّا نقْل الكرابيسي، فالظاهر أنَّه في كتاب المدلِّسين له، وهذا الكتاب ذمَّه الإمام أحمد ذمًّا شديدًا، وأنكره عليه أبو ثور، وغيره من العلماء، قال ابن رجب: "وقد تسلَّط كثيرٌ ممَّن يطعن في أهل الحديث عليهم بذكْرِ شيء من هذه العِلل، وكان مقصودُه بذلك: الطَّعن في أهل الحديث جملةً والتشكيك فيه، أو الطَّعن في غير حديث أهل الحِجاز، كما فعله حسينٌ الكرابيسي في كتابه الذي سمَّاه بـ"كتاب المدلِّسين"، وقد تسلَّط بهذا الكتاب طوائفُ من أهل البِدع من المعتزلة وغيرهم في الطَّعن على أهل الحديث، كابن عبَّاد الصاحب ونحوه، وكذلك بعضُ أهل الحديث ينقل منه دسائسَ - إمَّا أنَّه يَخفَى عليه أمرها، أو لا يَخفى عليه - في الطعن في الأعمش ونحوه، كيعقوب الفسوي ونحوه" [81] ( http://majles.alukah.net/#_ftn81)، وانفرادُ مَن هذه حالُه بالنقل عن هؤلاء الأئمَّة لا يصحُّ الاعتماد عليه، ولم يُجب ابنُ رجب عن نقله؛ فالظاهر أنَّه لم يعتمدْه، ولم ينظر إليه؛ لظهورِ حال الناقل، وحال كتابه.
وأمَّا كلمة البزَّار؛ فقال ابن رجب: "كذا قال، وهو بعيدٌ، وحديث الأعمش عن أبي سفيانَ مخرَّج في الصحيح" [82] ( http://majles.alukah.net/#_ftn82)، وقال الهيثمي: "عجبتُ من قوله: لم يسمعِ الأعمش من أبي سفيان" [83] ( http://majles.alukah.net/#_ftn83)، وقال أبو زرعة ابن العراقي: "وهذا غريبٌ جدًّا؛ فإنَّ روايته عنه في الكتب الستَّة، وهو معروف بالرِّواية عنه، لَمَّا ذكر المِزيُّ رواية الأعمش عنه قال: "وهو رَاويتُه" [84] ( http://majles.alukah.net/#_ftn84).
قلت: ولا يكاد الأعمش أن يكون من أقران أبي سفيان" [85] ( http://majles.alukah.net/#_ftn85)، وأخشى أنَّ البزَّار استفاد كلمتُه من نقل الكرابيسي السابق، والله أعلم.
وأمَّا التدليس، فتدليس الأعمش عن أبي سفيان مغتفَر؛ لأمرين:
أحدهما: أنَّ ابن عدي نصَّ على أنَّ رواية الأعمش عن أبي سفيان مستقيمة، قال في أبي سفيان: "روى عن جابر أحاديثَ صالحة؛ رواها الأعمش عنه، ورواها عن الأعمشِ الثِّقاتُ، وهو لا بأسَ به، وقد روى الأعمشُ عنه أحاديثَ مستقيمة" [86] ( http://majles.alukah.net/#_ftn86)، واستقامة الحديث دليلٌ على عدم وجود التدليس القادح فيه.
الثاني: أنَّ الأعمش أكَثَر عن أبي سفيان، واختصَّ به، حتى صار يُنسب إليه: "صاحب الأعمش" [87] ( http://majles.alukah.net/#_ftn87)، وحتى قيل في الأعمش: "رَاويتُه" [88] ( http://majles.alukah.net/#_ftn88)، وقد مرَّ أنَّ رواية المدلِّس عمَّن أكثر عنه واختصَّ به محمولةٌ على الاتصال، ورواية الأعمش عن أبي سُفيان من هذا الضرب.
الأمر الرابع - مما قد تُعلُّ الرواية الموقوفة به:
(يُتْبَعُ)
(/)
درجة أبي سفيان في جابر، إذ قد فضَّل أحمدُ وابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي - أبا الزُّبير على أبي سفيان في جابر؛ قال أحمد: "لأنَّ أبا الزبير أعلمُ بالحديث منه" [89] ( http://majles.alukah.net/#_ftn89)، وهذا يُفيد ترجيحَ رواية أبي الزُّبير لهذا الحديث مرفوعًا على رِواية أبي سفيان الموقوفة.
والجواب: أنَّ رواية أبي الزُّبير لم تصحَّ عنه أصلاً؛ إذ سبق أنَّ طريقيها عنه عائدتانِ إلى ابن لهيعة، وقد عُلم ضعفُه، بل الظاهر أنَّ أبا الزُّبير موافق لأبي سفيان في وقْف الحديث، وأخطأ عليه ابن لِهيعة فرفَعَه - كما سبق أيضًا - والله أعلم.
ب - رواية أبي المتوكل عن عمر:
رواه قُرَاد أبو نوح، عن شُعبةَ، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكِّل، به.
قال أبو حاتم: "إسماعيل هذا ليس به بأسٌ" [90] ( http://majles.alukah.net/#_ftn90)، وقال ابن عبدالهادي: "وإسماعيل بن مسلم هذا: هو العبديُّ البصري، روى له مسلم في صحيحه، ووثَّقه الإمام أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنَّسائي، وغيرُهم، وقال أبو حاتم عن مسلم بن إبراهيم: كان شُعبةُ يقول لنا: اذهبوا إلى إسماعيل بن مسلم العبديِّ، ولم يَذكر شُعبةَ في الرُّواة عن إسماعيلَ هذا البخاريُّ في تاريخه، ولا ابنُ أبي حاتم في كتابه، ولا شيخُنا أبو الحجَّاج في كتاب "تهذيب الكمال"، ولم يذكر الحافظُ أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن مندَه في "معجم شعبة" أنَّه روى عن إسماعيل هذا شيئًا، بل قال: "شُعبة عن إسماعيل بن مسلم العبدي: بصري، سمع أبا الطفيل. أخبرنا أحمد بن سعد البغدادي - بتِنِّيس - ثنا أبو مُلَيل محمد بن عبدالعزيز بن ربيعة الكلابي، ثنا أبي، ثنا عبدالعزيز بن أَبَان، ثنا إسماعيل بن مسلم العبدي - قال عبدالعزيز: وكان شُعبة يُثني عليه"، لم يزد على هذا" [91] ( http://majles.alukah.net/#_ftn91).
وأَبَانَ أبو حاتم عن علَّة الأثر، قال: "أبو المتوكِّل لم يسمعْ من عمر" [92] ( http://majles.alukah.net/#_ftn92)، وقال البيهقي: "وهذا منقطِع" [93] ( http://majles.alukah.net/#_ftn93)، والظاهر أنَّ العلَّة أبعدُ من الانقطاع بين أبي المتوكِّل وعمر، إذ ظاهر لفظ أبي المتوكِّل أنَّه يحكي الواقعةَ بين النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعمر، ثم قولَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذا مرسل.
ج - رواية أبي قلابة عن عمر:
أبو قلابة لم يدركْ عمر [94] ( http://majles.alukah.net/#_ftn94).
د - رواية عبيد بن عمير عن عمر:
رواه عبدالرحيم بن سليمان وهُشيم عن الحجَّاج "هو ابن أرطاة" - زاد هشيم: وعبدالملك "هو ابن أبي سليمان".
وفي النَّفس شيء من ذِكْر عبدالملك؛ لأنَّ هُشيمًا موصوف بتدليس العطف، وهو أن يُحدِّث عن شيخ سمع الحديث منه، ويعطف عليه شيخًا لم يسمعْه منه [95] ( http://majles.alukah.net/#_ftn95)، وصورة هذا موجودة هنا، حيث روى هُشيم عن الحجَّاج بن أرطاة - وهو معروف عنه؛ إذ تابع هُشيمًا عبدُالرحيم بن سليمان - ثم عطف هُشيمٌ عبدَالملك بن أبي سليمان على الحجَّاج.
فإن صحَّ هذا، فالحجَّاج بن أرطاة ضعيفٌ مدلِّس [96] ( http://majles.alukah.net/#_ftn96)، وانفراده عن عطاء ضعيف، ويؤيِّد هذا: أنَّ المتن مخالفٌ لِمَا رواه جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - وأبو قلابة عن عمر - على انقطاع رواية أبي قلابة؛ إذ في تلكما الرِّوايتين الأمر بإعادة الوضوء، لا بغسل الموضع فقط.
وإن لم يصحَّ ما ذُكر من تدليسِ هُشيمٍ تدليسَ العطف، فرواية الحجَّاج تتقوى برواية عبدالملك بن أبي سليمان، ويكون هذا الإسنادُ حسنًا، قال البيهقي: "إسناده جيِّد" [97] ( http://majles.alukah.net/#_ftn97).
وقد فسَّر به البيهقي ما ورد في الرِّوايات الأخرى عن عمر، قال: "هذا يدلُّ على أنَّ الذي أمر به عمر - رضي الله عنه - من إعادة الوضوء على طريق الاستحباب" [98] ( http://majles.alukah.net/#_ftn98)، إلاَّ أنَّ في إثبات هذا بهذه الرِّواية نظرًا، حيث إنَّ الذي في رواية جابر وأبي قِلابة عن عمر: الأمر المطلق بإعادة الوضوء - كما سبق - وروايتاهما أَوْلى بالصِّحة والتقديم؛ لجلالةِ جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - واتفاقِهما، وموافقتِها للمرفوع عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكونِ إسنادِ هذه الرِّواية ليس بالصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
جدًّا.
3 - تخريج حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -
أخرجه أحمد (3/ 146)، وأبو داود (173)، ومن طريقه أبو عوانة في مستخرجه (692) والبيهقي (1/ 83)، وعبدالله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (3/ 146)، وأبو يَعلَى (2944)، ومن طريقه أبو نعيم في الحِلية (8/ 330)، والضياء في المختارة (7/ 32)، وأبو عَوانة (692) والبيهقي (1/ 70) من طريق الصغاني، والبيهقي في الخلافيات (258) من طريق أحمد بن يوسف، سِتَّتُهم عن هارون بن معروف، وابن ماجه (665)، وابن حزم في المحلَّى (2/ 71)، والبيهقي في الخلافيات (259) من طريق حرملة بن يحيى، وابن خزيمة (164) والدارقطني (1/ 108) - ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (260) - من طريق أحمد بن عبدالرحمن بن وهْب، وابن خزيمة (164) من طريق أصبغ بن الفرج، والطبراني في الأوسط (6525) وابن عدي (2/ 126)، والسهمي في تاريخ جرجان (ص: 361)، من طريق أحمد بن عمرو بن السَّرح، وأبو الشيخ في طبقات المحدِّثين بأصبهان (3/ 422، 423)، وعنه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 123)، من طريق هارون بن موسى، والدارقطني في الأفراد (975 – أطرافه)، ومن طريقه الضياء في المختارة (7/ 31 - 32)، من طريق يونس بن عبدالأعلى، سَبعتُهم عن عبدالله بن وهب، حدَّثني جرير بن حازم: أنَّه سمع قتادة بن دعامة، حدثنا أنس بن مالك: أنَّ رجلاً جاء إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد توضَّأ وترك على قَدَمه مثلَ موضع الظُّفر، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ارجعْ فأَحِسنْ وُضوءَك».
دراسة الإسناد:
قال أبو داود: "وهذا الحديث ليس بمعروف [عن جرير بن حازم]، ولم يروِه إلاَّ ابنُ وهب" [99] ( http://majles.alukah.net/#_ftn99)، قال البيهقي: "يعني: بهذا الإسناد" [100] ( http://majles.alukah.net/#_ftn100)، وقال الطبراني: "لم يروِ هذا الحديثَ عن قتادة إلاَّ جريرُ بن حازم، تفرَّد به ابن وهب" [101] ( http://majles.alukah.net/#_ftn101)، وقال ابن عدي - بعد أن ذكره وحديثًا آخَرَ: "وهذان الحديثانِ تفرَّد بهما ابنُ وهب عن جرير بن حازم" [102] ( http://majles.alukah.net/#_ftn102)، وقال الدارقطني: "تفرَّد به جرير بن حازم عن قتادة، وهو ثقة" [103] ( http://majles.alukah.net/#_ftn103)، وقال: "تفرَّد به جريرُ بن حازم عنه - يعني: قتادة - ولم يروه عنه غيرُ ابن وهب" [104] ( http://majles.alukah.net/#_ftn104)، وقال أبو نعيم: "غريب من حديث جرير عن قتادة، لم يروِه عنه إلاَّ ابن وهب" [105] ( http://majles.alukah.net/#_ftn105).
وفي هذا إجماعٌ من هؤلاء الأئمَّة على أنَّ الحديث فَرْد؛ رواه ابن وهب، عن جرير، ولم يُتابَع أيٌّ منهما عليه.
وإن اغتُفر تفرُّد ابن وهب عن جرير؛ لجلالة ابن وهب، واعتمادِ الشيخَين وغيرهما روايتَهُ عنه، وحفظِهِ لهذا الحديث من غير وجه، فإنَّ في تفرُّد جرير - مع ثقته - عن قتادة نظرًا، فقد قال ابن معين: "ليس بشيء، هو عن قتادة ضعيف"، وقال أحمد: "كأنَّ حديثَه عن قتادة غيرُ حديث الناس، يُوقِف أشياء، ويُسنِد أشياء"، وقال: "كان يحدِّث بالتوهُّم أشياءَ عن قتادة يسندها؛ بواطيل"، وقال الأثرم: "حديثُه عن قتادة مضطرب"، وقال عبدالله بن أحمد - لَمَّا أجابه ابنُ معين بأن جريرًا ليس به بأس -: "يُحدِّث عن قتادة عن أنس أحاديثَ مناكير"، وقال ابن عدي: "وهو مستقيم الحديث، صالحٌ فيه، إلاَّ روايته عن قتادة؛ فإنَّه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيرُه" [106] ( http://majles.alukah.net/#_ftn106).
وحديث الباب بعضُ هذا، وإلى هذا أشارت كلماتُ الأئمَّة - الآنف نقلُها - في تفرُّد جرير عن قتادة به، وقال الذهبي: "مع غرابته؛ رواتُه ثقات، ولجرير ما يُنكَر عن قتادة، هذا منه" [107] ( http://majles.alukah.net/#_ftn107)، وقال ابن رجب: "وقد أنكر عليه أحمدُ ويحيى وغيرُهما من الأئمَّة أحاديثَ متعدِّدة يرويها عن قتادة عن أنس عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذكروا أنَّ بعضها مراسيل أسندها؛ فمنها: حديثُه بهذا الإسناد في الذي توضَّأ، وترك على قَدَمه لُمعةً لم يصبْها الماء ... " [108] ( http://majles.alukah.net/#_ftn108).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أسند أبو داود عقبَ حديث جرير هذا مباشرة: مرسلَ الحسن - الآتي إن شاء الله - والظَّاهر أنَّه أراد بذلك بيان منشأ وهْم جرير؛ إذ الظاهر أنَّ جريرًا وقع له هذا المرسل، فرواه على سبيل التوهُّم مسندًا عن قتادة عن أنس، وربَّما كان الذي وقع لجرير غيرُه، إلاَّ أنَّ روايته عن قتادة عن أنس - بكلِّ حال - متوهَّمة خاطئة.
فالحديث منكرٌ عن أنس، وإن كان بعض العلماء - كابن خُزيمةَ وابن حزم والبيهقي [109] ( http://majles.alukah.net/#_ftn109) - نظر إلى ظاهر الإسناد؛ فلم يفطن إلى علَّته.
4 - تخريج حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -
أخرجه أبو عوانة في مستخرَجه (694)، والدارقطني (1/ 109) عن ابن صاعد، كلاهما عن أبي فروة يَزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، والعقيلي في الضُّعفاء (4/ 182) عن علي بن الحسين بن الجنيد، وأحمد بن محمد بن أبي موسى، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 67) عن محمد بن عوف، وأبو عمرو السمرقندي في الفوائد المنتقاة (69) عن أبي أمية، والطبراني في الأوسط (2219) والصغير (27) عن أحمد بن عبدالوهاب، وابن عدي في الكامل (6/ 359، 7/ 96) عن عمر بن الحسن بن نصر، والدَّارقطني (1/ 109) من طريق عبدالكريم بن الهَيثم، سبعتُهم عن أبي خَيثمة مصعب بن سعْد، وابن عدي (6/ 359) من طريق أحمد بن عبدالله بن ميسرة، والدارقطني (1/ 109) وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (128)، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين (4/ 148) من طريق الحارث بن بَهْرام، أربعتُهم - أبو فَروة وأبو خيثمة وابن ميْسرة والحارث بن بَهْرام - عن المغيرة بن سقلاب، عن الوازع بن نافع، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه، عن جَدِّه عمر، عن أبي بكر الصِّدِّيق، قال: بينا أنا جالس مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ جاءه رجل قد توضَّأ، وبقي على ظهْر قَدَمه مثلُ ظفر إبهامه، فأبصره رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فقال: ((ارجع فأتِمَّ وضوءَك))، قال: ففعل؛ لفظ أبي عوانة.
إلاَّ أنَّ أحمد بن عبدالوهاب المِصِّيصي في روايته عن مصعب بن سعيد، عن المغيرة بن سقلاب - لم يَذكُرْ عمر بن الخطَّاب في الإسناد؛ جعله عن ابن عمرَ عن أبي بكر مباشرة، وقال الحارث بن بَهْرام عن المغيرة: عن ابن عمر، عن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما ...
دراسة الإسناد:
أسنده العُقيلي في ترجمة المغيرة بن سقلاب، وقال: "ولا يتابعُه إلاَّ مَن هو نحوُه"، وقال الطبراني: "لا يُروى عن أبي بكر الصِّدِّيق إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به المغيرة بن سقلاب" [110] ( http://majles.alukah.net/#_ftn110)، وقال ابن عدي: "ولا أعلم رواه عن الوازع بهذا الإسناد غير مغيرة هذا" [111] ( http://majles.alukah.net/#_ftn111)، وقال الدَّارقطنيُّ: "غريب من حديث سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن جَدِّه عن أبي بكر، تفرَّد به الوازع بن نافع عنه، وتفرَّد به المغيرة بن سقلاب عن الوازع" [112] ( http://majles.alukah.net/#_ftn112).
وقد اخُتلف على المغيرة، فجُعل عن سالم، عن أبيه، عن جَدِّه، عن أبي بكر، وعن سالم، عن أبيه، عن أبي بكر، وعن سالم، عن أبيه، عن أبي بكر وعمر.
والمغيرة بن سقلاب ضعيفٌ يروي مناكير [113] ( http://majles.alukah.net/#_ftn113)، والوازع بن نافع أسوأُ حالاً منه، تركه بعض العلماء [114] ( http://majles.alukah.net/#_ftn114)، وأعلَّ الدَّارقطنيُّ الحديثَ عقب تخريجه بضعْف الوازع.
فهذا الحديث منكر جدًّا؛ للتفرُّد، والضعْف، والاختلاف.
5 - تخريج حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -
أخرجه الرُّوياني (1244) عن عمرو بن علي، والطبراني في الكبير (8/ 348) من طريق زيد بن الحريش، كلاهما عن ميمون بن زيد، عن ليثِ بن أبي سُليم، عن عبدالرحمن بن سابط، عن أبي أُمامة قال: نظر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى رجل يتوضَّأ للصلاة، وترك موضعَ الظُّفر من الوضوء، فأمَرَه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُسبِغ الوضوء، وقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ويلٌ للأعقاب من النار))؛ لفظ عمرو بن علي، وقال زيد بن الحريش: ((ويلٌ للعراقيب ... )).
دراسة الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديثُ معروف عن لَيْث عن ابن سابط، رَواه عنه عليُّ بن مُسهِر [115] ( http://majles.alukah.net/#_ftn115)، وجَرير [116] ( http://majles.alukah.net/#_ftn116)، وخالد بن عبدالله الواسطي [117] ( http://majles.alukah.net/#_ftn117)، وزائدة بن قُدامة [118] ( http://majles.alukah.net/#_ftn118)، وعبدالواحد بن زياد [119] ( http://majles.alukah.net/#_ftn119)، وجماعة غيرهم، ولم يَسُق أحدُهم الحديثَ كما ساقه ميمون بن زيد عن ليث، حيث اقتصر بعضُهم على لفظ: ((ويلٌ للأعقاب من النار))، وذَكَر بعضُهم قصَّة ذلك: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى قومًا يتوضؤون، فيبقى على أعقاب أحدِهم مثلُ موضع الدِّرهم لم يصبْه الماء، فقال ذلك، وزاد بعضُهم: فكان أحدُهم يَنظر، فإن رأى في عَقبِه موضعًا لم يصبْه الماء، أعادَ الوضوء، وفي لفظ: فخرج مَن كان بتلك المنزل، فتوضؤوا ورجعوا، ولم يذكر أحدٌ مِن هؤلاء الرُّواة أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَرَهم بإعادة الوضوء، قال البيهقي: "وهذا - إن صحَّ - فشيءٌ اختاروه لأنفسهم ... " [120] ( http://majles.alukah.net/#_ftn120).
وقد اختُلف على لَيْث بن أبي سُلَيم في صحابي الحديث، حيث قيل عنه: عن أبي أُمامة، وقيل: عن أخي أبي أُمامة، وقيل: عن أبي أُمامة أو أخيه، وليس هذا موضعَ التفصيل في ذلك.
وميمون بن زيد راوي الحديث هو أبو إبراهيم السَّقاء، قال فيه البزَّار: "ليس به بأس" [121] ( http://majles.alukah.net/#_ftn121)، وقال أبو حاتم: "لَيِّن الحديث"، وقال الأزدي: "سيِّئ الحفظ، كثير الخطأ، فيه ضعْف"، وذكره ابن حبَّان في الثِّقات، وقال: "يخطئ" [122] ( http://majles.alukah.net/#_ftn122)، فالرَّجل ضعيف، وسياقه منكر، هذا على أنَّ ليث بن أبي سليم نفسَه ضعيف، وأنَّ يحيى بن معين نَفَى سماع عبدالرحمن بن سابط من أبي أمامة - إن كان هو صحابيَّ الحديث.
6 - تخريج حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنه -
أخرجه البيهقي في الخِلافيات (269) عن علي بن أحمد بن عَبْدان، عن أحمد بن عُبيد - هو الصَّفَّار - عن ابن ناجية، عن الوليد بن مسلم [123] ( http://majles.alukah.net/#_ftn123)، أخبرني رجلٌ، عن عمرو بن دينار، عن جابر: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لذلك الرَّجل - يعني: رجلاً توضَّأ، فَتَرك في رِجْليه موضعَ دِرهم لم يصبْه الماء -: ((انطلق فأحْسِن وضوءَك))، فرجع الرَّجل، فغسل ذلك المكان.
دراسة الإسناد:
فيه الرَّجل الذي أبهمه الوليد بن مسلم.
والحديثُ بهذه السِّياقة منكر؛ فإنَّه معروف عن جابر بسياقة أخرى، حيث رواه أبو سفيان طلحةُ بن نافع [124] ( http://majles.alukah.net/#_ftn124) وسعيدُ بن أبي كرب [125] ( http://majles.alukah.net/#_ftn125)، كلاهما عن جابر، قال: رأى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قومًا يتوضؤون فلم يمسَّ أعقابَهم الماءُ، فقال: ((ويلٌ للأعقاب من النار))، وأمَّا أمرُه بإحسان الوضوء، فإنَّما جاء عن جابر عن عمر - وقد سبق.
7 - تخريج مرسل الحسن البصري
أخرَجَه ابنُ أبي شَيْبة (445) عن ابن عُليَّة، وأبو داود (174) - ومن طريقه البيهقي (1/ 83) - من طريق حمَّاد، كلاهما عن يونس، وأبو داود (174) - ومن طريقه البيهقي (1/ 83) - من طريق حُميد، كلاهما - يونس وحُميد - عن الحسن: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأى رجلاً تَرَك من قَدَمه موضعَ ظُفر، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَحْسِنْ وُضوءَك))، قال يونس: فكان الحسنُ يغسل ذلك المكان؛ لفظ ابن أبي شَيْبة، وأحال أبو داود على لفظ حديث جَرير عن قتادةَ عن أنس - وقد سبق.
دراسة الإسناد:
صحيحٌ عن الحسن، مرسَل.
الخلاصة
صحَّ الحديث مرفوعًا عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث خالد بن مَعْدان، عن بعض أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفيه الأمر بإعادة الوضوء والصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصحَّ موقوفًا على عمر من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - عنه، وفيه الأمر بإعادة الوضوء والصلاة - كما في المرفوع - وجاء بطريق محتملة للتحسين من حديث عُبيد بن عمير عن عمر، وفيه الأمر بغسل الموضعِ الذي ترك غسلَه وإعادة الصلاة، إلاَّ أنَّ رواية جابر أولى بالتقديم؛ لوجوه سبق ذِكرُها في الكلام على رواية عبيد بن عمير.
وصحَّ عن الحسن مرسلاً، وفيه الأمر بإحسان الوضوء.
ولم يصحَّ الحديث من وجه آخَرَ.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 08:42]ـ
ـــــــــــــــــــ الهوامش ـــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) المغني (1/ 192).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) شرح النووي على صحيح مسلم (3/ 132).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) إعلاء السنن (1/ 120).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) وقع في نقل بعض العلماء عن رواية المسند: عن بعض أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والذي في المسند وأطرافه لابن حجر (8/ 266)، كما أثبت، وقد ذكره أحمد في سياق أحاديث بعض الصحابة ممن لم يُسَمَّ، لا في مسانيد النساء.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) المحلى (2/ 71).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) الأحكام الوسطى (1/ 184).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) مختصر سنن أبي داود (1/ 128).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) تهذيب السنن (1/ 204).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) شرح ابن ماجه (3/ 220).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) تهذيب الكمال (4/ 198).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) أي: روى بطريق التدليس أحاديثَ سمعها من هؤلاء الضعفاء؛ رواها عن أولئك الثقات الذين رآهم، فكان يقول ...
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) المجروحين (1/ 200 - 201)، ونقله السمعاني في الأنساب (5/ 119) وغيره، وفي كلام ابن حبان هذا إلقاء لتبعة تدليس التسوية على بعض تلامذة بقية، لا عليه هو، وقد اشتهر عند المتأخرين أن بقية يدلس تدليس التسوية، واعتمادهم في ذلك على حديث أو حديثين حكم فيهما أبو حاتم الرازي - في العلل (2/ 133 – 154) - بأن بقية دلَّس تدليس تسوية، إلاَّ أنَّ ضمَّ ذلك إلى كلام ابن حبَّان، مع عدم وجود أمثلة صحيحة غير ما ذكر أبو حاتم - وإن وجد فنادر - يدلُّ على أنَّ تدليسَ بقيةَ التسويةَ إن ثبت فنادر، وربَّما لا يتعدَّى هذين المثالين، وعليه؛ فإن الأرجح: أن يُنفَى تدليس بقية إذا صرَّح بالتحديث عن شيخه، إلاَّ أن يتبين أنه سوَّى الإسناد بجمع طرقه، أو بنصٍّ من أحد الأئمة في الحديث بعينه، وقد أطال في نفي صحة تدليس التسوية عن بقية الشيخُ الألباني - رحمه الله - في الضعيفة (12/ 107 - 111)، وانظر: مقدمة الشيخ عبدالله السعد على كتاب منهج المتقدِّمين في التدليس (ص: 28).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) هكذا عزَا غيرُ واحد من المتأخِّرين الحديث إلى المستدرك، قال ابن الملقِّن - بعد أن نقل هذا الكلام لابن دقيق العيد في البدر المنير (2/ 240): وقوله: قلت& shy;: في المستدرك ... لعلَّه وهم من الناسخ؛ فإن هذا الحديث ليس له ذكرٌ فيه، وإنما صوابه: في المسند؛ يعني: لأحمد بن حنبل؛ فإنه أخرجه كذلك فيه.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الإمام (2/ 11).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) شرح ابن ماجه (3/ 221).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) تهذيب السنن (1/ 204).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) كما سبق في الحاشية 12.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) تعليقة على عِلل ابن أبي حاتم (ص: 157) في التعليق على هذا الحديث، وقال نحوه في تنقيح التحقيق (4/ 658) في التعليق على حديث آخر، وقال فيه: حسنة أو صحيحة.
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) المعرفة والتاريخ، ليعقوب الفسوي (2/ 387).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) انظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 398 - 399)، الجرح والتعديل (2/ 435 - 436)، الكامل، لابن عدي (2/ 73 - 74).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) سؤالات الآجري لأبي داود (2/ 241)، سؤالات أبي داود لأحمد (ص: 260 - 261).
(يُتْبَعُ)
(/)
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) انظر: الاتصال والانقطاع، للشيخ إبراهيم اللاحم (ص: 336 - 340)، وفيه نقل أقوال الأئمة متقدِّميهم ومتأخِّريهم في تقرير ذلك، التدليس، لصالح الجزائري (ص: 155 - 157).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) ضعفاء العقيلي (1/ 162).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) الأحكام الوسطى (2/ 27)، (4/ 106)، ووقع في الموضعين تصحيف، تصويبه من بيان الوهم والإيهام، لابن القطَّان (4/ 166).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) شرح علل الترمذي (2/ 774).
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) وليس قول أحمد وابن رجب: حدَّث يُراد به: التصريح بالتحديث، بل هذا الإطلاق يشمل ما لم تكن فيه صيغة الرِّواية صريحة في السَّماع؛ لأنَّه يصدق عليه أنه حدَّث به، ومثله قول الرواة: سمعت فلانًا يحدِّث عن فلان؛ أي: أنه سمع شيخه - وجلس في مجلس التحديث - ساق حديثًا عن فلان، ولا يُدرَى مصرحًا بالسماع أم لا، وانظر: الجوهر النقي (10/ 168).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) السنن (1/ 83)، معرفة السنن (1/ 312)، وعبَّر عن ذلك في السنن الصغرى (1/ 166) بالانقطاع.
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) الإمام (2/ 11)، وهذا مذهب للبيهقي، ردَّه كثير من أهل الحديث، وانظر من ذلك: الجوهر النقي (1/ 190)، 191)، النكت، لابن حجر (2/ 563 - 564)، ويأتي طرف منه.
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) المحلى (2/ 71).
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) الإمام (2/ 11).
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) تعليقة على علل ابن أبي حاتم (ص: 157).
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) تنقيح التحقيق (1/ 225).
[33] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33) المهذب في اختصار سنن البيهقي (1/ 88).
[34] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34) شرح ابن ماجه (3/ 221).
[35] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35) تهذيب السنن (1/ 205)، وذكر بعدَهُ أصلَ ابن حزم في توثيق وتعديل كل نساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهذا فرعٌ عن كون الرِّواية في مسند أحمد: عن بعض أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتقدَّم أن الذي في المسند غير ذلك.
[36] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref36) نقله بفقرتيه: ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 11)، وعنه - فيما يظهر - ابن الملقِّن - في البدر المنير (2/ 239)، ونقل الفقرة الأولى: ابن قدامة في المغني (1/ 186)، وابن عبدالهادي - في تنقيح التحقيق (1/ 225) وتعليقته على علل ابن أبي حاتم (ص: 158، وابن القيم - في تهذيب السنن (1/ 204)، وغيرهم.
[37] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref37) تعليقة على علل ابن أبي حاتم (ص: 157).
[38] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref38) تفسيره (3/ 56).
[39] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref39) انظر: تهذيب التهذيب (3/ 102 - 103).
[40] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref40) ذكره ابن قدامة - في المغني (1/ 186)، ولم أخرجه منه لأنَّه لم يسق من إسناده شيئًا.
[41] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref41) هو النيسابوري البزاز، رفيق مسلم في رحلته، وقد وقع في مطبوعة البيهقي: ... أحمد بن سلمة البزاز، نا الحسن بن محمد بن أعين ... ، والظاهر أنه سقط سلمة بن شبيب بينهما، فإن أحمد بن سلمة لم يلحق ابن أعين، وعامَّة الروايات تدور على سلمة بن شبيب، فالظاهر أنه المتفرد به عن الحسن بن محمد بن أعين.
[42] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref42) قال الذهبي مختصِرًا هذه الطريق - في اختصار سنن البيهقي (1/ 89) -: الثوري في الجامع: عن الأعمش ... ، فالظاهر أنَّ هذا الإسناد هو إسناد البيهقي إلى جامع الثوري.
[43] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref43) وقع فيه: ابن عمر، وصوَّبه محققه.
[44] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref44) مسنده (1/ 350).
[45] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref45) يُلاحظ أن مسلمًا أخرج الحديث في آخر أحاديث غسل الرِّجْلين في الوضوء، فالظاهر أنه لم يكن بالمعتمد عليه، إن لم يكن فعل ذلك ليشير إلى علَّته.
[46] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref46) علل أحاديث مسلم (5).
[47] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref47) شرح علل الترمذي (2/ 793).
(يُتْبَعُ)
(/)
[48] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref48) السابق (2/ 866)، وانظر: جامع العلوم والحكم له (2/ 451).
[49] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref49) قال ابن عدي - في الكامل (4/ 146) -: ولابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر نسخة، يحدِّث بذلك ابن بكير وقتيبة وغيرهما من المتأخرين، وانظره (6/ 432)، وانظر: مسند أحمد (3/ 335، 337، 339، 342، 345، 349، 360، 386، 387، 393، 397)، وقد سئل ابن معين عن هذه النسخة، قال الدارمي - في تاريخه عنه 533 - : قلت: كيف رواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر؟ فقال: ابن لهيعة ضعيف الحديث، ونصُّه على تضعيفه مع كون السؤال عن هذه النسخة يُفيد أنَّ فيها ما يُضعَّف بسببه.
[50] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref50) الكامل (6/ 453).
[51] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref51) مشاهير علماء الأمصار (ص: 186 - ولم ينقل في التهذيبين.
[52] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref52) انظر: تهذيب التهذيب (10/ 210).
[53] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref53) قاله ابن رجب - في شرح العلل (2/ 794) - وانظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 505).
[54] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref54) وفي ذلك تفصيل ليس هذا محلُّه، ويُنظر: النقد البناء لحديث أسماء في كشف الوجه والكفين للنساء، للشيخ طارق بن عوض الله (ص: 43 - 50)، وللشيخ أحمد معبد عبدالكريم بحث معروف مطوَّل - في تعليقه على النفح الشذي، لابن سيد الناس (2/ 792 – 863) خلص فيه إلى ما ذُكر، وسبق - في الحاشية 49 - تضعيف ابن معين لرواية ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر خاصَّة.
[55] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref55) مسنده (1/ 350)، وما بين المعقوفين ساقط منه، والصواب إثباته.
[56] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref56) علل أحاديث مسلم (5).
[57] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref57) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (16/ 51 - 59).
[58] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref58) نقله ابن حجر في النكت الظراف (8/ 16 - 17).
[59] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref59) السنن (1/ 84).
[60] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref60) المحلى (2/ 71).
[61] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref61) معرفة الثقات (1/ 481).
[62] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref62) مشاهير علماء الأمصار (ص: 109 - ولم يذكر في التهذيبين).
[63] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref63) انظر: تهذيب التهذيب (5/ 24).
[64] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref64) انظر: شرح علل الترمذي، لابن رجب (2/ 852)، تهذيب التهذيب (5/ 24 - 25).
[65] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref65) ترتيب علل الترمذي الكبير (ص: 388).
[66] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref66) وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي - في المعرفة والتاريخ (3/ 229) - من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، ولفظه: "كنا نأتي جابرًا وهو مجاور ستة أشهر".
[67] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref67) التاريخ الكبير (4/ 346).
[68] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref68) شرح علل الترمذي (2/ 852 - 853).
[69] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref69) الكنى والأسماء (1/ 386).
[70] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref70) تهذيب الكمال (13/ 440).
[71] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref71) مقدمة الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم (1/ 144).
[72] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref72) الجرح والتعديل (4/ 136).
[73] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref73) في المطبوع: على، والتصويب من نسخة ابن سعدالله الحنبلي - وهي إحدى نسخ المحقق، ولم يشر في الحاشية إلى خلاف بين النسخ.
[74] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref74) معرفة علوم الحديث (ص: 339 - 340).
[75] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref75) انظر: تهذيب التهذيب (4/ 188).
[76] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref76) ضعفاء العقيلي (2/ 220).
[77] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref77) الكامل (4/ 113).
[78] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref78) شرح علل الترمذي، لابن رجب (2/ 855).
(يُتْبَعُ)
(/)
[79] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref79) كشف الأستار (2/ 36)، واحتمل محققه أن في نقل كلمة البزار خطأً، وأنه أراد: أن أبا سفيان لم يسمع من جابر، وربما أيد ذلك أنه عقب هذه العلة بقوله: وإنما نذكر من حديثه ما لا نحفظه عن غيره لهذه العلة، وهو في نفسه ثقة، وهو يعني بكلمته الأخيرة أبا سفيان لا غير.
[80] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref80) الثقات (4/ 393).
[81] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref81) شرح علل الترمذي (2/ 892 - 893).
[82] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref82) السابق (2/ 856).
[83] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref83) كشف الأستار (2/ 36).
[84] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref84) تهذيب الكمال (13/ 439).
[85] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref85) تحفة التحصيل (ص: 137).
[86] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref86) الكامل (4/ 113)، ووقع فيه تصحيف واضطراب، تصويبه من مختصره، للمقريزي (ص: 440 - 441)، ومن النقل في تهذيب الكمال (13/ 440)، وهدي الساري (ص: 411)، وغيرها.
[87] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref87) العلل ومعرفة الرجال، لأحمد (3/ 225) - رواية عبدالله - تاريخ ابن معين - برواية الدوري – (2865)، المعرفة والتاريخ (2/ 797)، (3/ 236).
[88] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref88) سبق من كلام المزي.
[89] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref89) انظر: تهذيب الكمال (13/ 439)، (26/ 406 - 409)، سنن النسائي الكبرى (2/ 443) - وهو مما يستدرك على التهذيبين في ترجمة أبي سفيان وأبي الزبير.
[90] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref90) العلل، لابنه (1/ 54).
[91] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref91) تعليقة على علل ابن أبي حاتم (ص: 156 - 157).
[92] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref92) العلل (1/ 54)، المراسيل (ص: 139).
[93] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref93) الخلافيات (1/ 460).
[94] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref94) المحلى (2/ 71)، تهذيب الكمال (14/ 543).
[95] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref95) انظر: مقدمة الشيخ عبدالله السعد لكتاب منهج المتقدِّمين في التدليس (ص: 30 - 31)، حيث ذكر مثالاً جيِّدًا لتدليسِ هشيم تدليسَ العطف، سوى المثال المعروف.
[96] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref96) انظر: تهذيب التهذيب (2/ 172 - 174).
[97] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref97) الخلافيات (1/ 463).
[98] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref98) الخلافيات (1/ 463)، السنن (1/ 84).
[99] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref99) السنن (1/ 44)، وما بين المعقوفين اختلفت المصادر الناقلة في ذكره وإسقاطه، ولم يُذكر في تحفة الأشراف (1/ 302)، وزاد أبو عوانة في نقله كلام أبي داود - عقب إسنادِهِ الحديثَ عنه -: ولا عن قتادة، والظاهر أنَّ هذا الاختلاف من رواة السنن، انظر: شرح مغلطاي على ابن ماجه (3/ 218).
[100] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref100) السنن (1/ 83).
[101] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref101) المعجم الأوسط (6/ 323).
[102] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref102) الكامل (2/ 126).
[103] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref103) السنن (1/ 108).
[104] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref104) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 206).
[105] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref105) حلية الأولياء (8/ 330).
[106] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref106) انظر: سير أعلام النبلاء (7/ 103)، شرح علل الترمذي، لابن رجب (2/ 699 - 784)، تهذيب التهذيب (2/ 61 - 62).
[107] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref107) المهذب في اختصار سنن البيهقي (1/ 89).
[108] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref108) شرح علل الترمذي (2/ 784 - 785).
[109] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref109) المحلى (2/ 71)، الخلافيات (1/ 454 - 456)، وتبعهم بعض المتأخِّرين والمعاصرين، وقد قال الشيخ الألباني - رحمه الله - بعد نقل بعض كلام الأئمة في رواية جرير عن قتادة - في صحيح أبي داود (1/ 309) - الأم -: قلت: "ونحن نرى أنَّ الحديث صحيح؛ فإنَّ جريرًا ثقة حجَّة بالاتفاق إلا في روايته عن قتادة، وليس عندنا ما يدل على أنه وهم في روايته هذه عنه، بل الأحاديث في الباب تشهد له".
(يُتْبَعُ)
(/)
وتطلُّب دليل على وهمه مناقضٌ لتضعيف روايته عن قتادة، إذ روايته عن قتادة إذًا كرواية أيِّ راوٍ ضعيف، ولا يُقال في رواية الضعيف: إنَّه لا دليل على وهمه، مع أنه ربما أصاب؛ إذ إن تضعيفَه دليلٌ على كثرة وهمه وغلطه، وعليه؛ فالأصل في روايته: ألا يُقبل ما يرويه إلا إن ظهر دليلٌ على إصابته، ولا دليل هنا على ذلك، بل قد دلَّت الدلائل على غلط جرير فيه؛ منها: تفرده عن قتادة دون سائر أصحابه، ومعرفة الحديث في البصرة عند أصحاب الحسن مرسلاً عنه، وهذا - مع ضعف جرير في قتادة - يفيد نكارة هذه الرواية، والمنكر لا يستفيد التعضيد والتقوية؛ لأنه أبدًا منكر - كما قال الإمام أحمد.
[110] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref110) المعجم الصغير (1/ 39).
[111] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref111) الكامل (6/ 359).
[112] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref112) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 33).
[113] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref113) انظر: لسان الميزان (6/ 78).
[114] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref114) انظر: لسان الميزان (6/ 213).
[115] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref115) مصنف ابن أبي شيبة (272)، المعجم الكبير (8/ 347).
[116] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref116) تاريخ ابن أبي خيثمة (2550) - السفر الثاني، الآحاد والمثاني (1251)، المعجم الكبير (8/ 348).
[117] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref117) مسند الروياني (1240).
[118] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref118) تفسير الطبري (10/ 74).
[119] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref119) المعجم الكبير (8/ 348 - 349)، سنن الدارقطني (1/ 108)، سنن البيهقي (1/ 84).
[120] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref120) السنن (1/ 84).
[121] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref121) مسنده (11/ 146) - وهو مما يستدرك على اللسان.
[122] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref122) انظر: لسان الميزان (6/ 141) - وقد خلطه ابن حجر بآخر مدني، الثقات (9/ 173).
[123] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref123) وقع فيه: ابن ناجية، ثنا أبو الوليد بن مسلم، والظاهر أنَّ شيخَ ابن ناجية الراويَ عن الوليد بن مسلم هنا: أبو الوليد القرشي؛ أحمد بن عبدالرحمن بن بكار، وسبق نظر الناسخ، أو الطابع، فكتب: أبو الوليد بن مسلم. ولابن ناجية روايةٌ عن أبي الوليد عن الوليد، انظر: الكامل، لابن عدي (7/ 21)، تاريخ بغداد (4/ 241).
[124] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref124) مصنف ابن أبي شيبة (268)، مسند أحمد (3/ 316)، مسند أبي يعلى (2308)، تفسير الطبري (10/ 71)، مستخرج أبي عوانة (689)، المعجم الصغير (781)، وغيرها.
[125] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref125) مسند الطيالسي (ص: 248)، الطهور، لأبي عبيد (378)، (379)، (380)، مصنف ابن أبي شيبة (271)، مسند أحمد (3/ 369، 390، 393)، التاريخ الكبير، للبخاري (5/ 209)، سنن ابن ماجه (454)، مسند أبي يعلى (2065)، (2145)، ومعجمه (15)، تفسير الطبري (10/ 69 - 71)، شرح معاني الآثار (1/ 38)، أحكام القرآن، للطحاوي (40)، الأوسط، لابن المنذر (404)، المعجم الأوسط (2830)، (5650)، حلية الأولياء (9/ 25)، التمهيد (24/ 253)، وغيرها.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:48]ـ
48 - (1/ 189، 190) ("والنية ... شرط ... لطهارة الأحداث كلها"؛ لحديث: «إنما الأعمال بالنيات»).
أخرجه البخاري (1، 54، 2529، 3898، 5070، 6689، 6953) ومسلم (1907) من طرق عن عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه» , لفظ البخاري في الموضع الأول.
وانظر: المسند الجامع (10626).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن رجب: (هذا الحديث تفرد بروايته يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وليس له طريق يصح غير هذا الطريق، كذا قال علي بن المديني وغيره، وقال الخطابي: "لا أعلم خلافًا بين أهل الحديث في ذلك"، مع أنه قد روي من حديث أبي سعيد وغيره [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وقد قيل: إنه روي من طرق كثيرة، لكن لا يصح من ذلك شيء عند الحفاظ.
ثم رواه عن الأنصاري الخلق الكثير والجم الغفير، فقيل: رواه عنه أكثر من مائتي راوٍ، وقيل: رواه عنه سبعمائة راوٍ؛ ومن أعيانهم: الإمام مالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، والليث بن سعد، وحماد بن زيد، وشعبة، وابن عيينة، وغيرهم. واتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول ... ) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
49-(1/208، 209) (" ويغسل الأقطع بقية المفروض"؛ لحديث: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، متفق عليه).
أخرجه البخاري (7288) ومسلم في الفضائل؛ باب باب توقيره -صلى الله عليه وسلم- وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه ... (1337) من طريق أبي الأعرج، ومسلم في الحج؛ باب فرض الحج مرة في العمر، وفي الفضائل؛ باب باب توقيره -صلى الله عليه وسلم- وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه ... (1337) من طريق محمد بن زياد، وأبي سلمة بن عبدالرحمن، وسعيد بن المسيب، وأبي صالح، وهمام بن منبه، كلهم عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «دعوني ما تركتكم، إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم». لفظ البخاري.
وانظر: المسند الجامع (13367، 14514 - 14520).
50 - (1/ 209، 210) ("ثم يرفع نظره إلى السماء" بعد فراغه [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، " ويقول ما ورد"؛ ومنه: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله»).
أخرجه مسلم (234) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا يحدث الناس، فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه؛ إلا وجبت له الجنة»، فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت، فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا، قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ -أو: فيسبغ- الوضوء، ثم يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله"؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء». لفظ ابن مهدي عن معاوية، وقال زيد بن الحباب: «من توضأ فقال: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله».
وانظر: المسند الجامع (9814 - 9817).
51 - (1/ 214، 215) ("يجوز [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4) يومًا وليلة" لمقيم ومسافر لا يباح له القصر، "ولمسافر" سفرًا يبيح القصر "ثلاثة" أيام "بلياليها"؛ لحديث علي يرفعه: للمسافر ثلاثة أيام بلياليهن، وللمقيم يوم وليلة، رواه مسلم).
أخرجه مسلم (276) من طريق شريح بن هانئ، قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب، فسله؛ فإنه كان يسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألناه، فقال: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلة للمقيم.
وانظر: المسند الجامع (10013).
52 - (1/ 220) ("وجورب صفيق [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)"، وهو ما يلبس في الرِّجْل على هيئة الخف من غير الجلد؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين والنعلين، رواه أحمد وغيره، وصححه الترمذي).
منكر.
1 - حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-:
أ- رواية هزيل بن شرحبيل عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه ابن أبي شيبة (1973)، وأحمد (4/ 252) -ومن طريقه ابن حزم في المحلى (2/ 81، 82)، ومسلم في التمييز (79) عن يحيى بن يحيى، وأبو داود (159) عن عثمان بن أبي شيبة، والترمذي (99) عن هناد، ومحمود بن غيلان، والنسائي في الكبرى (129) - ومن طريقه ابن حزم في المحلى (2/ 81، 82) عن إسحاق بن راهويه، وابن ماجه (559) عن علي بن محمد، وابن خزيمة (198) عن سلم بن جنادة، والطبراني في الكبير (20/ 415) من طريق يحيى بن عبدالحميد الحماني، عشرتهم عن وكيع بن الجراح، وعبد بن حميد (398)، وابن خزيمة (198) عن بندار، ومحمد بن الوليد، وابن المنذر في الأوسط (488) والبيهقي (1/ 283، 284) من طريق علي بن الحسن، والعقيلي في الضعفاء (2/ 327) عن إبراهيم بن عبدالله، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 97) عن أبي بكرة، وإبراهيم بن مرزوق، والطبراني في الأوسط الكبير (2/ 414) والأوسط (2645) عن أبي مسلم الكشي، والبيهقي (1/ 284) من طريق محمد بن أحمد بن أنس، تسعتهم عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن خزيمة (198) -وعنه ابن حبان (1338) - عن محمد بن رافع، وابن خزيمة (198) عن أحمد بن منيع، والطبراني في الكبير (20/ 415) من طريق يحيى الحماني، ثلاثتهم عن زيد بن الحباب، والطبراني في الكبير (20/ 415) من طريق عبدالحميد الحماني، وابن المبارك، وعبدالله بن أحمد في العلل لأبيه (3/ 366، 367) -تعليقًا- عن الأشجعي، ستتهم -وكيع وأبو عاصم وزيد بن الحباب والحماني وابن المبارك والأشجعي- عن سفيان الثوري، عن أبي قيس عبدالرحمن بن ثروان الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. لفظ أحمد.
ب- رواية عمرو بن وهب عن المغيرة:
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 13) من طريق إسماعيل بن يزيد، عن أبي داود، عن سعيد بن عبدالرحمن، عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على العمامة والجوربين والخفين.
ج- رواية فضالة بن عمرو عن المغيرة:
أخرجه الإسماعيلي في معجم شيوخه (327) عن عبدالرحمن بن محمد بن الحسن بن مرداس، عن أحمد بن سنان، قال: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: عندي عن المغيرة بن شعبة ثلاثة عشر حديثًا في المسح على الخفين، فقال أحمد الدورقي: حدثنا يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة بن عمرو الزهراني، عن المغيرة بن شعبة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. قال: فلم يكن عنده -يعني: ابن مهدي-؛ فاغتمّ.
دراسة الأسانيد:
أ- رواية أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة:
قال الثوري: (لم يجئ به غيره) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) - يعني: أبا قيس-، وقال أحمد: (ليس يُروى هذا إلا من حديث أبي قيس) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، وقال الطبراني: (لم يروِ هذا الحديث عن أبي قيس إلا سفيان) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وقال الدارقطني: (لم يروه غير أبي قيس) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
وقد أنكر هذا الحديثَ جماعةٌ من الأئمة:
? قال ابن المبارك: (عرضت هذا الحديث -يعني: حديث المغيرة من رواية أبي قيس- على الثوري، فقال: لم يجئ به غيره؛ فعسى أن يكون وهمًا) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وقال الثوري -فيما روى عبدالرحمن بن مهدي عنه-: (الحديث ضعيف -أو: واهٍ، أو كلمة نحوها-) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11).
? وقال أحمد: (أبى? عبدُالرحمن بن مهدي أن يحدث به، يقول: "هو منكر" -يعني: حديث المغيرة هذا-، لا يرويه إلا من حديث أبي قيس) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، وقال أبو داود: (كان عبدالرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث؛ لأن المعروف عن المغيرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وقال أبو قدامة السرخسي عن ابن مهدي: (قلت لسفيان الثوري: "لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك ... ") [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
(يُتْبَعُ)
(/)
? وقال البخاري -بعد أن ساق حديثًا من رواية أبي قيس-: (وكان يحيى ينكر على أبي قيس حديثين: هذا، وحديث هزيل عن المغيرة: مسح النبي -صلى الله عليه وسلم- على الجوربين) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15).
? وقال أحمد بن حنبل: (المعروف عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه مسح على الخفين، ليس هذا إلا من أبي قيس، إن له أشياء مناكير) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)، وقال: (أحاديث أبي قيس ليست صحيحة، المعروف عن المغيرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين)، وقال عن أبي قيس: (ليس به بأس، قد أنكروا عليه حديثين، أحدهما: حديث المغيرة في المسح ... ) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
? وقال المفضل بن غسان: سألت أبا زكريا -يعني: يحيى بن معين- عن هذا الحديث، فقال: (الناس كلهم يروونه: "على الخفين" غير أبي قيس) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
? وقال ابن المديني: (حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهلُ المدينة وأهلُ الكوفة وأهلُ البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة، إلا أنه قال: "ومسح على الجوربين"؛ وخالف الناس) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19).
? وقال مسلم: (ذكر خبر ليس بمحفوظ المتن)، ثم ساقه، ثم قال: (حدثنا أبو بكر، ثنا أبومعاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن المغيرة قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر ... ، وساقه. الأسود بن هلال، عن المغيرة. وعلي بن ربيعة، خطبنا المغيرة. وإياد بن لقيط، عن قبيصة بن برمة، عن المغيرة بن شعبة. وعن حمزة بن المغيرة، عن أبيه. وعروة بن المغيرة، عن أبيه. والزهري، عن عباد، عن عروة وبكر بن عبدالله، عن ابن المغيرة، عن المغيرة. وسليمان التيمي، عن بكر، عن الحسن، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه. وشريك، عن أبي السائب، عن المغيرة. ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة. وعروة بن المغيرة، عن أبيه. وعامر وسعد بن عبيدة، قالا: سمعنا المغيرة. وأبو العالية، عن فضالة، عن المغيرة. وعمرو بن وهب، عن المغيرة. وابن عون، عن عامر، عن عروة، عن المغيرة. وابن سيرين، عن المغيرة. وقتادة، عن الحسن وزارة بن أبي أوفى، عن المغيرة. وحريز بن حية الثقفي عن المغيرة)، قال مسلم: (قد بيَّنَّا مِنْ ذِكْرِ أسانيد المغيرة في المسح بخلاف ما روى أبو قيس عن هزيل عن المغيرة= ما قد اقتصصناه -وهم من التابعين وأجلتهم؛ مثل مسروق-)، وذَكَرَ من قد تقدم ذكرهم، (فكل هؤلاء قد اتفقوا على خلاف رواية أبي قيس عن هزيل، ومن خالف خلاف بعض هؤلاء بَيِّنٌ لأهل الفهم من الحفظ في نقل هذا الخبر وتحمل ذلك، والحمل فيه على أبي قيس أشبه؛ وبه أولى منه بهزيل؛ لأن أبا قيس قد استنكر أهل العلم من روايته أخبارًا غير هذا الخبر، سنذكرها في مواضعها -إن شاء الله-) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
وقال يحيى بن منصور [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21): رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر، وقال: (أبو قيس الأودي وهزيل بن شرحبيل لا يحتملان هذا مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا: مسح على الخفين) [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
? وقال النسائي: (ما نعلم أن أحدًا تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
? وترجم العقيلي لأبي قيس الأودي، وذكر له حديثه هذا، ثم قال: (والرواية في الجوربين فيها لين) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24).
? وقال الدارقطني: (ولم يروه غير أبي قيس، وهو مما يغمز عليه به؛ لأن المحفوظ عن المغيرة: المسح على الخفين) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25).
? وقال البيهقي: (وذاك حديث منكر، ضعفه سفيان الثوري، وعبدالرحمن بن مهدي, وأحمد بن حنبل, ويحيى بن معين, وعلي بن المديني، ومسلم بن الحجاج، والمعروف عن المغيرة: حديث المسح على الخفين) [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26).
فهؤلاء نحو أحد عشر إمامًا من سفيان الثوري، إلى البيهقي؛ اجتمعت كلماتهم على إنكار الحديث، وردِّه وتضعيفه، ووجه ذلك عندهم أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: حال أبي قيس؛ عبدالرحمن بن ثروان، فإنه صدوق يخالف، وله ما ينكر -مع قلة حديثه-، وقلة الحديث مع وجود هذا مظنة للخطأ والوهم.
الثاني: تفرد أبي قيس به مع عدم المتابعة المعتبرة له عن هزيل، ولهزيل عن المغيرة، وتفرده -مع ما وصف من حاله- دليل ظاهر على خطئه ووهمه.
الثالث: عدم ذكر لفظة الجوربين في أيٍّ من طرق حديث المغيرة في المسح، والحديث مشهور مستفيض عن المغيرة، وقد سبق تعداد مسلم لما يربو على خمسة عشر راويًا رووه عن المغيرة، لم يذكر أحد منهم الجوربين، والحديث متفق عليه من رواية عروة بن المغيرة، ومسروق، كلاهما عن المغيرة به بذكر الخفين [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27).
وهذا من الدلائل الأكيدة على وقوع الخطأ في هذا الحديث، فإن اجتماع الناس على رواية الحديث، وفيهم بعض الثقات الأعلام، وفيهم بعض أهل بيت المغيرة ممن له اختصاصٌ به ومعرفة بحديثه= يقضي بأن الصواب ما رووه، وأن انفراد بعض الرواة بذكر الجوربين خطأ.
والذي انفرد عن المغيرة بذكره: هو الهزيل بن شرحبيل، إلا أنه ثقة، وقد نصَّ مسلم على أن تحميل الخطأ أبا قيس الأودي أشبه، وهو بذلك أولى؛ إذ في حديثه ما ينكره الأئمة.
يتلوه -بعون الله- ذكرُ بعض أجوبة مصححي الحديث عن تضعيفه، ومناقشتها، ثم دراسة بقية طرق الحديث عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-.
ـــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) أخرجه من حديث أبي سعيد: أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 342)، والخليلي في الإرشاد (1/ 233 - منتخبه)، والقضاعي في الشهاب (1173)، والسلفي في الطيوريات (908)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 235)، كلهم من طريق عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، به. وقد أعلَّه وأبطله وخطَّأ ابنَ أبي رواد فيه جماعة، فانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 131)، علل الدارقطني (2/ 193، 11/ 253)، حلية الأولياء (6/ 342)، الإرشاد (1/ 167، 233 - منتخبه)، التمهيد (21/ 270)، نصب الراية (1/ 302)، البدر المنير (1/ 658 - 660).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) جامع العلوم والحكم (1/ 59 - 61).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) يعني: من الوضوء.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) يعني: مسح الخفين.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) عبارة الزاد: (يجوز -يعني: المسح- يومًا وليلة، ولمسافر ثلاثة بلياليها من حدث بعد لبس، على طاهر، مباح، ساتر للمفروض، يثبت بنفسه، من خفٍّ، وجورب صفيق، ونحوهما).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) التمييز، لمسلم (ص204).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) العلل ومعرفة الرجال (3/ 366 - رواية عبدالله).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) المعجم الأوسط (3/ 112).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) العلل (7/ 112).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) التمييز، لمسلم (ص203، 204).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) سنن البيهقي (1/ 284).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) العلل ومعرفة الرجال (3/ 367 - رواية عبدالله)، ووقع فيه: أتى عبدالرحمن ... ، وهو خطأ، وقوله: (لا يرويه ... ) كذلك وقع، وقد نقله المحقق نفسه -في حاشيته على العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية المروذي وغيره (ص219) - فجاء: (لا يروونه ... ). وانظر رواية مهنا عن أحمد -بنحو رواية عبدالله- في شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 278).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) السنن (1/ 224، 225).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) سنن البيهقي (1/ 284).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) التاريخ الكبير (3/ 137)، ولم أتبين على وجه الدقة يحيى هذا، وللبخاري إطلاق كهذا على القطان، وعلى ابن معين، وانظر: حاشية د. بشار عواد على تهذيب الكمال (4/ 442).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) العلل ومعرفة الرجال (ص219 - رواية المروذي وغيره).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 278).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) سنن البيهقي (1/ 284).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) سنن البيهقي (1/ 284).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) التمييز (ص202، 203)، وقارن بنقل مغلطاي في شرح ابن ماجه (2/ 278).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) ترجمته في سير أعلام النبلاء (16/ 28).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) سنن البيهقي (1/ 284).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) السنن الكبرى (1/ 124).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) الضعفاء (2/ 327).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) العلل (7/ 112)، وقارن بنقل ابن دقيق العيد -في الإمام (2/ 201) -.
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) معرفة السنن والآثار (2/ 122).
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) انظر: المسند الجامع (11723 - 11739).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 11:36]ـ
توطئة:
مضى في الحلقة السابقة تخريج حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- في المسح على الجوربين، وتبيَّن أنه قد تفرد به أبو قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة، وأن الأئمة قد أنكروه وردُّوه.
وأعرض في هذه الحلقة أجوبة بعض المتأخرين عن تضعيف الحديث، مع مناقشتها، ثم أدرس بقية طرق الحديث. والله الموفق.
قد أجاب بعض من صحح حديث المغيرة في المسح على الجوربين بأجوبة:
الأول: قال ابن التركماني: (وأبو قيس عبدالرحمن بن ثروان وثقه ابن معين، وقال العجلي: "ثقة ثبت"، وهزيل وثقه العجلي، وأخرج لهما معًا البخاري في صحيحه) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1).
والجواب عن هذا من وجوه:
أحدها: أن حال أبا قيس لا يكفي فيها هذا الإجمال، وقد سبق أنه صدوق له ما ينكر -على قلة حديثه-.
ثانيها: أن وجود حديث الراوي في الصحيح، وتوثيق الأئمة له لا يمنع خطأه، ولا بد للثقة من الوهم.
ثالثها: أن هذا احتجاجٌ بأقوال الأئمة على أقوالهم أنفسهم؛ فالبخاري الذي أخرج حديث أبي قيس؛ قد نقل إنكار بعض الأئمة لحديثه بما يشبه الإقرار، وأحمد الذي قال عن أبي قيس -في رواية-: (ليس به بأس)؛ أنكر حديثَه هذا وخطَّأه، وكذلك أشار إلى خطئه ابن معين مع أنه وثقه، وغمز الدارقطني أبا قيس بهذا الحديث؛ مع أنه قال فيه: (ثقة)، ولا يستقيم مع ذلك أن يُحتَجَّ بأحد قولي الإمام على قوله الآخر؛ إذ إنهم كانوا يعرفون حين غلَّطوا أبا قيس -للعلل السابقة- أنه ثقة، وليس من شرط الثقة عندهم ألا يخطئ، وهذا نصُّ أحمد، قال -وقد سبق-: (ليس به بأس، قد أنكروا عليه حديثين، أحدهما: حديث المغيرة في المسح ... )، فالنظر إلى توثيق الراوي وصدقه -فحسب- نظر إلى العموم دون اعتبار للخصوص، والخاص مقدَّم على العام.
الجواب الثاني:
قال ابن دقيق العيد: "من صححه يعتمد -بعد تعديل أبي قيس- على كونه ليس مخالفًا لرواية الجمهور مخالفةَ معارضة، بل هو أمر زائد على ما رووه ولا يعارضه، وهو طريق مستقل برواية هزيل عن المغيرة، لم يشارك المشهورات في سندها" [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
وقال الشيخ أحمد شاكر: "وهو حديث آخر غير حديث المسح على الخفين، وقد روى الناس عن المغيرة أحاديث المسح في الوضوء، فمنهم من روى المسح على الخفين، ومنهم من روى المسح على العمامة، ومنهم من روى المسح على الجوربين، وليس شيء منها بمخالف للآخر؛ إذ هي أحاديث متعددة، وروايات عن حوادث مختلفة. والمغيرة صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو خمس سنين، فمن المعقول أن يشهد من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقائع متعددة في وضوئه ويحكيها، فيسمع بعض الرواة منه شيئًا، ويسمع غيره شيئًا آخر، وهذا واضح بديهي" [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، وأخذ بعض المتأخرين يناقش في شأن الحديث الشاذ وتعريفه والمراد به [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
والجواب عن ذلك:
أولاً: أنه يُنازع في كون ما في الحديث زيادة، إنما هو مخالفة، فالرواة ذكروا الخفين، وخالفهم أبو قيس عن هزيل؛ فذكر الجوربين.
قال المباركفوري: "فإن الناس كلهم رووا عن المغيرة بلفظ: مسح على الخفين، وأبو قيس يخالفهم جميعًا؛ فيروي عن هزيل عن المغيرة بلفظ: مسح على الجوربين والنعلين، فلم يزد على ما رووا، بل خالف ما رووا، نعم لو روى بلفظ: مسح على الخفين والجوربين والنعلين؛ لصح أن يقال: إنه روى أمرًا زائدًا على ما رووه، وإذ ليس؛ فليس" [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
وقد ردَّ هذا الشيخ أحمد شاكر، قال: "هكذا قال، وهي انتقال نظر، فليس المراد أنه روى زيادة في لفظ الحديث، بل أراد القائلون بأنها زيادة: أنه روى حكمًا آخر زائدًا على ما رواه غيره، فرووا هم المسح على الخفين، وروى هو المسح على الجوربين، ولم ينفِ رواية المسح على الخفين، فروايته على الحقيقة زيادة على روايات غيره، وهذا واضح" [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
والمفصل في هذا -فيما يظهر-: أن المباركفوري يرى أن الحديث حديثٌ واحد، وأن من قال بالزيادة يرى أنهما حديثان مستقلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: أن اعتبار الحديث حديثين مختلفين، وطريقين مستقلَّين منهج مخالفٌ لما عليه أهل الحديث من أئمته النقاد في التعامل مع هذا الحديث؛ فقد صرَّح الثوري وابن مهدي وأحمد وابن معين وابن المديني ومسلم والنسائي والدارقطني والبيهقي بأن الحديث حديثٌ واحد، وأنه يُنظر فيه - مع اتحاد مخرجه - إلى الراجح عن المغيرة، والمعوَّل على إجماع هؤلاء واتفاقهم.
وأما ما ذهب إليه بعض المتأخرين من التفريق بين الحديثين، فلعله من تأثير منهج الفقهاء والأصوليين عليهم؛ حيث اعتبر مَن سبق ذكره مِن الأئمة في تعليل الحديث كونَهُ حديثًا واحدًا عن المغيرة، واعتبروا روايةَ الجمع الكثير الحديثَ عنه بذكر المسح على الخفين، وانفرادَ هذا الراوي - المتكلم فيه - بذكر الجوربين، وأما بعض المتأخرين؛ فتخلَّص من ذلك بالتجويزات العقلية، وطرحِ احتمالات تعدد الحادثة، وإمكانية التحمل والأداء على غير وجه، وهذه التجويزات - كما هو لائح في التعامل مع هذا الحديث وغيره - "لا يلتفت إليها أئمة الحديث وأطباء علله ... ، ولهم ذوقٌ لا يحول بينه وبينهم فيه التجويزات والاحتمالات" [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، وما دام الحديث في مسائل التصحيح والتضعيف، والكلام في الأسانيد؛ فالقول قول أولئك الأئمة؛ فهم أئمة هذا الفن وروَّاده الأوائل ومؤسسوه وواضعو قواعده، وهم أعلم به ممن جاء بعدهم - بلا شك -.
وقولهم في كون حديث المغيرة واحدًا أوجه وأعدل وأولى؛ لأمور:
أحدها: أن القصة التي ذكرها الجمهور عن المغيرة مذكورة في بعض طرق رواية أبي قيس عن هزيل عنه، إذ ذكر يحيى الحماني عن أبيه وابن المبارك، وذكر هو ومحمد بن رافع عن زيد بن الحباب، بإسناد ثلاثتهم عن المغيرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بال، فتوضأ، ومسح على الجوربين والنعلين. فذكر قضاء النبي -صلى الله عليه وسلم- حاجته، ووضوءه، ومسحه، وهذا ما ذكره عامة الرواة عن المغيرة.
ثانيها: أن الاختصار في رواية الحديث أمر شائع معروف عندهم، ولما كانت القصة معروفة مشهورة من الطرق الأخرى؛ لم يكن لتردادها في حديث أبي قيس عن هزيل حاجة، فاختصرها الرواة، واقتصروا على ما أغرب به أبو قيس من كون المسح على الجوربين لا الخفين.
ثالثها: أن الأصل في حديث المغيرة في المسح: أنه حديثٌ واحد، سمعه منه الرواة على وجه واحد، والعدول عن هذا الأصل بلا دليل تحكُّم؛ إذ لا بد من إقامة الدليل على كون الحديث حديثين، والواقعة واقعتين، بنصٍّ في الرواية، أو نحو ذلك، ولا شيء من ذلك هنا، فلم يكن له وجه.
ثالثًا: أنه على التسليم بكون الحديث حديثًا مستقلاًّ - وهذا بعيد؛ لما سبق -؛ فإن تفرد أبي قيس بحديث المسح على الجوربين فيه نظر، والتفرد ربما لم يقبله الأئمة من الثقات، فكيف بهذا الصدوق الذي أنكرت عليه أحاديث.
الثالث -مما رُدَّ به إعلال هذا الحديث-: قول الشيخ أحمد شاكر: "ثم إن الحكم على رواية هذا الحديث بتخطئة الرواة الثقات حكم دون دليل كما بينَّا، وقد تابعه على روايته هذه عمل الصحابة الذين حكى ابن القيم الحجة بعملهم؛ فهو لم يروِ حكمًا شاذًّا مخالفًا لم يقل به أحد، بل روى عملاً ثبت أن الصحابة هؤلاء عملوا به وأخذوا بحكمه" [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
فأما كون المُخطَّأ هنا "الثقات"؛ فلا يسلم به، إذ المُخطَّأ أبو قيس لا يبلغ مرتبة الثقة، وأما كون التخطئة بغير دليل؛ فادعاء غير صحيح، وقد سبق من الدلائل ما يكفي للجزم بخطأ هذا الراوي فيه، وأما كون عمل الصحابة تابع روايةَ أبي قيس بذكر الجوربين، وأنه لم يروِ حكمًا شاذًّا مخالفًا لم يقل به أحد؛ فلا ينازع فيه، إلا أنه خارج محل النزاع، فالنزاع في صحة هذا الحديث عن المغيرة مرفوعًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا في صحة العمل بمقتضاه.
وإن صح استفادةُ الروايةِ الضعيفةِ القوةَ من الموقوفات؛ فذلك فيما لم يظهر أنه خطأ ووهم، وليس ذلك بمتحقق هنا، والخطأ لا يتقوى بغيره؛ لأنه وهم توهَّمه راويه، ليس له أصل صحيح.
ب- رواية عمرو بن وهب عن المغيرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت من طريق إسماعيل بن يزيد، عن أبي داود الطيالسي، عن سعيد بن عبدالرحمن - هو أخو أبي حرة واصل -، عن ابن سيرين، عن عمرو بن وهب، به، والرواية الثابتة في مسند الطيالسي بالإسناد نفسه (ص95): أن المغيرة قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على العمامة والخفين، ورواها أيضًا عن الطيالسي دون ذكر الجوربين: عبدة بن عبدالله الصفار [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، ومحمد بن معمر البحراني [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10).
وخولف سعيد بن عبدالرحمن - إن صح عنه - عن ابن سيرين؛ فرواه أيوب وهشام ويونس بن عبيد [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11) وغيرهم عنه، فذكروا العمامة والخفين، دون الجوربين.
وكل هذا يبين أن ذكر الجوربين في الحديث منكر، وإسماعيل بن يزيد الذي رواه عن أبي داود فيه ضعف، وكان كثير الغرائب [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، وقد خالف الأثباتُ روايتَه؛ فلم يذكروا الجوربين.
ج- رواية فضالة بن عمرو الزهراني عن المغيرة:
رواها الإسماعيلي عن شيخه عبدالرحمن بن محمد بن مرداس، عن أحمد بن سنان، عن أحمد الدورقي، عن يزيد بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية، عن فضالة، عن المغيرة، وفي الإسناد شيخ أبي بكر الإسماعيلي، لم أجد له ترجمة، وقد جاء الحديث من هذه الطريق بغير ذكر الجوربين:
فرواه ابن أبي شيبة [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)، وإدريس بن جعفر العطار [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14)، كلاهما عن يزيد بن هارون، ورواه خالد بن عبدالله الواسطي [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)، كلاهما -يزيد وخالد- عن داود بن أبي هند، به؛ بدون ذكر الجوربين.
وذكرهما مما أخطأ به ابن مرداس شيخ الإسماعيلي، والصواب عدمه - كما رواه الثقات عن يزيد بن هارون، وعن داود بن أبي هند -.
2 - حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
أخرجه الباغندي في أماليه (9) من طريق الصغدي بن سنان، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 333) عن سعيد بن سليمان، وابن ماجه (560) من طريق بشر بن آدم، و (560) والروياني (574) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 97) والبيهقي (1/ 284) من طريق المعلى بن منصور، والطبراني في الأوسط (1108) من طريق أبي جعفر النفيلي، أربعتهم عن عيسى بن يونس، والعقيلي في الضعفاء (3/ 383) من طريق القاسم بن مطيب، ثلاثتهم -الصغدي وعيسى بن يونس والقاسم- عن عيسى بن سنان، عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. لفظ ابن ماجه، وزاد النفيلي عن عيسى بن يونس: والعمامة، وزاد القاسم بن مطيب: توضأ ثلاثًا ثلاثًا، ولم يذكر الروياني في لفظه إلا العمامة، وقال البخاري: في المسح -لم يسق لفظه-.
دراسة الإسناد:
قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى" [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16) - يعني: ابن سنان -.
وفي الحديث علل:
الأولى: ضعف عيسى، فإن كلمة الأئمة تكاد تجمع على تضعيفه، هذا مع أن أحاديثه يسيرة [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)، وظهور الضعف مع قلة الحديث دليل على أن عامة الحديث مناكير.
الثانية: تفرده - كما ذكر الطبراني -، وتفرد الضعيف دليل نكارة.
الثالثة: الانقطاع، قال أبو داود: (ليس بالمتصل) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وقال أبو حاتم: "ضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب ... ، روى عن أبي موسى الأشعري؛ مرسل" [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19)، وقال البيهقي: "الضحاك بن عبدالرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى" [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
وقد اعتمد بعضهم لرد هذه العلة: أن البخاري قال - في تاريخه -: "سمع أبا موسى" [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21)، وأن عبدالغني المقدسي قال في كتابه "الكمال": "سمع أبا موسى" [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22)، وعبدالغني استفاده من البخاري - في أغلب الظن -، وأما البخاري؛ فقوله في التاريخ: "سمع ... " لا يفيد أنه يثبت السماع - على الأصح -، وإنما هو يحكي ما وقع له من أسانيد، وربما كانت خطأ أو أوهامًا أو رواية ضعفاء [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن التركماني: (ثم قال -يعني: البيهقي-: "الضحاك لم يثبت سماعه من أبي موسى ... "، قلت: هذا أيضًا -كما تقدم- أنه على مذهب من يشترط للاتصال ثبوت السماع) [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وهذا ربما انصرف إلى كلمة البيهقي المحتملة، وأما كلمتا أبي داود وأبي حاتم؛ فصريحتان في الانقطاع، على أن اشتراط الاتصال هو الصحيح المختار.
ولاجتماع هذه العلل، قال أبو داود عن الحديث: "ليس بالمتصل ولا بالقوي"، وذكره العقيلي فيما يُنكر على عيسى بن سنان، ثم قال بعده: "والأسانيد في الجوربين والنعلين فيها لين".
فالحديث منكر.
3 - حديث بلال بن رباح -رضي الله عنه-:
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 350، 351) من طريق ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والجوربين.
دراسة الإسناد:
فيه يزيد بن أبي زياد، ضعيفٌ سيئ الحفظ، وروايته خطأ من وجهين:
الأول: أن الحديث مرفوعًا ليس فيه ذكر الجوربين، فقد رواه الحكم عن ابن أبي ليلى به كذلك، وروايته في صحيح مسلم [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25)، والحكم ثقة ثبت، لا يقارن بيزيد بن أبي زياد، وكذلك رواه غير واحد عن بلال [26] ( http://majles.alukah.net/#_ftn26)، وقد اختُلف في إسناد حديث بلال ومتنه عن بعض الرواة، إلا أن ذكر الجوربين لم يجئ به غير يزيد عن ابن أبي ليلى، وهذا هو المنكر هنا.
الثاني: أن الحديث بمسح الجوربين جاء عن بلال موقوفًا، رواه أبو سعد البقال عن ابن أبي ليلى [27] ( http://majles.alukah.net/#_ftn27) عن بلال، لم يذكر كعب بن عجرة، وأبو سعد ضعيف، إلا أن روايته بالوقف أصح من رواية يزيد بن أبي زياد.
وستأتي دراسة موسَّعة لحديث بلال هذا - بإذن الله -.
تنبيه: أعلَّ ابن دقيق العيد الحديثَ بابن أبي ليلى [28] ( http://majles.alukah.net/#_ftn28)، ظنًّا منه أنه محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى الضعيف، وإنما هو أبوه التابعي الثقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) الجوهر النقي (1/ 284)، ونسب كلامه مغلطاي إلى (قائل) -في شرح ابن ماجه (2/ 279، 280) -. ولعل الجميع استفاده من قول ابن دقيق العيد -في الإمام (2/ 203) -: (من صححه يعتمد -بعد تعديل أبي قيس- ... ).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) الإمام (2/ 203)، الجوهر النقي (1/ 284)، شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 280).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) التعليق على سنن الترمذي (1/ 168)، وزاد -في تقديم رسالة "المسح على الجوربين"، للقاسمي (ص10) -: (أن العلماء جمعوا بين الأحاديث التي صحت في صفة صلاة الكسوف على أوجه متعددة= بأن هذا اختلاف وقائع لا اختلاف رواية، مع علمهم بأن وقوع الكسوف والخسوف قليل، فأولى أن يجمع في ذلك بصفة الوضوء الذي يتكرر كل يوم مرارًا، كما هو بديهي). واعتمد كلامه الشيخ الألباني -في صحيح أبي داود (1/ 276 - الأم)، وفي التعليق على رسالة القاسمي المذكورة (ص30) -.
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) المسح على الجوربين، للقاسمي (ص32 - 34)، ولا حاجة إلى الإطالة في رده، فإنه لائح الضعف لمن اشتمَّ منهج أئمة الحديث وطريقتهم.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) تحفة الأحوذي (1/ 279).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) تقديم رسالة "المسح على الجوربين" (ص11).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) تهذيب السنن، لابن القيم (1/ 169).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) تقديم رسالة "المسح على الجوربين" (ص11).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) المعجم الأوسط (1389).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) المعجم الكبير (20/ 428)، ووقع فيه: محمد بن عمرو البحراني، ولعل صوابه كما أثبت.
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) المسند الجامع (11728).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) انظر: لسان الميزان (1/ 443).
(يُتْبَعُ)
(/)
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) في مسنده -كما في المطالب العالية (4315) وإتحاف الخيرة المهرة (4308) -، ولم يَسُقا لفظه، لكنهما ذكرا أن الحديث في المسح على الخفين، ولو كان الجوربان مذكورين فيه، لنصَّا عليه؛ لِعِزَّة هذا عن المغيرة.
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) المعجم الكبير (20/ 425، 426)، وإدريس متروك، انظر: إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني (ص200، 201).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) المعجم الكبير (20/ 425).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) المعجم الأوسط (2/ 24).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) نصَّ عليه ابن عدي -في الكامل (5/ 254) -.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) السنن (1/ 225).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) الجرح والتعديل (4/ 459).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) السنن (1/ 284).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) تقديم الشيخ أحمد شاكر لرسالة "المسح على الجوربين" (ص12).
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) الجوهر النقي (1/ 284).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) وقد حرر ذلك الشيخ المعلمي -في حاشيته على موضح أوهام الجمع والتفريق، للخطيب (1/ 128) -، والجديع -في تحرير علوم الحديث (1/ 183) -، وغيرهما، وقارن بين قول البخاري في ترجمة ابن الفراسي في تاريخه (8/ 444)، ونقل الترمذي عنه -في علله الكبير (ص41 - ترتيبه)، وهذا مثالٌ في أمثلة.
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) الجوهر النقي (1/ 284).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) المسند الجامع (1955)، إتحاف المهرة (2/ 640، 641)، الأوسط، لابن المنذر (489)، المعجم الكبير (1/ 350)، سنن البيهقي (1/ 61)، وغيرها.
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) المسند الجامع (1956 - 1960)، إتحاف المهرة (2/ 642)، الأوسط، لابن المنذر (490)، المعجم الكبير (1/ 351، 352، 358 - 363)، سنن البيهقي (1/ 62)، وغيرها.
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) الأوسط، لابن المنذر (484) من طريق يعلى بن عبيد عنه، وأخرجه ابن بشران في أماليه (443) من طريق يوسف بن خالد، عن أبي سعد البقال، به مرفوعًا، والظاهر أن يوسف بن خالد هذا هو السمتي الكذاب، ورواية يعلى هي الصواب.
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) الإمام (2/ 205).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 03:58]ـ
53 - (1/ 220، 221) ("ونحوهما [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)"، أي: نحو الخف والجورب، كالجرموق [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، ويسمى: الموق، فيصح المسح عليه؛ لفعله -عليه السلام-، رواه أحمد وغيره).
1 - حديث بلال بن رباح -رضي الله عنه-:
ورد هذا الحديث بأسانيد كثيرة عن بلال، ولم يتفق الرواة فيها على ذكر لفظ الموقين، وسيقتصر التخريج هنا على الأسانيد التي ذُكر فيها -ولو في طريق واحد- هذا اللفظ.
أ- رواية أبي عبدالرحمن -أو: أبي عبدالله- عن بلال:
التخريج:
أخرجه عبدالرزاق (734) -ومن طريقه أحمد (6/ 12) والطبراني في الكبير (1/ 359) -، وأحمد (6/ 12) عن محمد بن بكر، والروياني (737) وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (2/ق3أ) من طريق أبي عاصم، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 177) عن مفضل بن فضالة، أربعتهم عن ابن جريج، وابن أبي شيبة (1929) والشاشي في مسنده (964) من طريق يحيى بن أبي بكير، وأحمد (6/ 13)، والنسائي في حديث شعبة والثوري مما أغرب بعضهم على بعض (182) عن عمرو بن علي، ومحمد بن الوليد، ثلاثتهم -أحمد وعمرو ومحمد- عن محمد بن جعفر غندر، والبخاري في التاريخ (2/ 106) والبرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف (40) والطبراني في الكبير (1/ 359، 360) -ومن طريقه في أحد إسناديه المزي في تهذيب الكمال (34/ 32) - من طريق أبي الوليد الطيالسي، والحسن بن محمد بن الصباح في مسند بلال (8) عن عفان، وأبو داود (153) والحاكم (1/ 170) -وعنه البيهقي (1/ 288) - من طريق معاذ بن معاذ، والشاشي (966) والطبراني في الكبير (1/ 359) -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (34/ 32) - من طريق سليمان بن حرب، والشاشي (963) من طريق النضر، و (965) من طريق شبابة، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص349، 350)
(يُتْبَعُ)
(/)
من طريق حجاج بن محمد، والحاكم (1/ 170) -وعنه البيهقي (1/ 288) - من طريق آدم، عشرتهم عن شعبة بن الحجاج، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 177) عن عبدالملك بن أبجر، ثلاثتهم -ابن جريج وشعبة وعبدالملك بن أبجر- عن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي عبدالله مولى بني تيم بن مرة، عن أبي عبدالرحمن، أنه كان قاعدًا، فمرَّ بلال، فسألوه عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي الحاجة، فيدعو بالماء، فكنت آتيه بالماء، فيمسح على موقيه وعمامته. لفظ عفان، وذكر أكثر الرواة أن الراوي عن بلال كان قاعدًا مع عبدالرحمن بن عوف، وفي بعض الروايات أن السائل هو عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه-.
إلا أن ابن جريج قال - في رواية عبدالرزاق ومحمد بن بكر وأبي عاصم عنه-: أخبرني أبو بكر بن حفص بن عمر، أخبرني أبو عبدالرحمن، عن أبي عبدالله، أنه سمع عبدالرحمن بن عوف يسأل بلالاً ... ، فقدَّم أبا عبدالرحمن وأخَّر أبا عبدالله في الإسناد. وقال مفضل بن فضالة عن ابن جريج: عن أبي بكر بن حفص، عن رجل، عن عبدالرحمن بن عوف.
وقال عبدالملك بن أبجر: عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبدالرحمن مسلم بن يسار، أنه كان قاعدًا عند عبدالرحمن بن عوف، فقال عبدالرحمن: يا بلال ... ، لم يذكر أبا عبدالله فيه، وسمَّى أبا عبدالرحمن: مسلم بن يسار.
وقد ذكر جميع الرواة عن شعبة -خلا غندرًا إلا في رواية عمرو بن علي عنه- الموقين في الحديث، إلا أن شبابة شك بين الموقين والخفين، وذكر بعضهم بدل العمامة: الخمار، وهما واحد.
وأما ابن جريج؛ فذكر الخفين والخمار -وفسره بالعمامة-، ولم يذكر الموقين.
ولم يسق الدارقطني لفظ عبدالملك بن أبجر عن أبي بكر بن حفص.
دراسة الأسانيد:
اختُلف فيها عن أبي بكر بن حفص:
• فرواه شعبة عنه، عن أبي عبدالله، عن أبي عبدالرحمن، عن بلال.
ورواه ابن جريج واختُلف عنه:
• فرواه عبدالرزاق ومحمد بن بكر وأبو عاصم عنه، عن أبي بكر، عن أبي عبدالرحمن، عن أبي عبدالله، عن بلال.
•ورواه مفضل بن فضالة، عن ابن جريج، عن أبي بكر بن حفص، عن رجل، عن عبدالرحمن بن عوف.
• ورواه عبدالملك بن أبجر، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبدالرحمن مسلم بن يسار، عن بلال.
فأما رواية مفضل بن فضالة عن ابن جريج؛ فإنه لم يحفظه، قال الدارقطني: (ورواه مفضل بن فضالة عن ابن جريج عن أبي بكر بن حفص، ولم يحفظ من بينه وبين عبدالرحمن بن عوف ... ) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، واجتماع الثلاثة الثقات عن ابن جريج أصح من رواية مفضل.
وأما رواية عبدالملك بن أبجر؛ فلم أقف لها على إسناد، وقد قصر في إسقاطه أبا عبدالله، وزاد تسمية أبي عبدالرحمن، وخالفه شعبة وابن جريج في ذلك؛ فلم يسمياه، وقولهما أرجح [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، ولذا لم يعتمد الدارقطني هذه التسمية، حيث سئل: في رواية شعبة: عن أبي بكر بن حفص، عن أبي عبدالرحمن، عن أبي عبدالله، من هما؟ فقال: (ما سماهما أحد إلا ابن أبجر، فقال: عن أبي عبدالرحمن مسلم بن يسار، وليس عندي كما قال) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
وبقي الخلاف الواقع بين شعبة وابن جريج.
وقد قال ابن حجر: (وأما قول من قال فيه: أبو عبدالرحمن، عن أبي عبدالله، عن بلال؛ فقد قلبه ابن جريج، صرَّح بذلك غير واحد من الحفاظ) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، ولم أجد من صرَّح به.
وقال ابن عبدالبر: (هذا إسناد مضطرب مقلوب، مرةً يقولون: عن أبي عبدالله، عن أبي عبدالرحمن، ومرة: عن أبي عبدالرحمن، عن أبي عبد الله ... ) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
وثَمَّ خلاف آخر بين شعبة وابن جريج؛ فإن شعبة ذكر في أكثر الألفاظ عنه المسح على الموقين، وذكر ابن جريج المسح على الخفين.
وابن جريج أقدم وأكبر من شعبة، وهو مكي، وشيخه أبي بكر بن حفص مدني، فاتفقا في الحجازية، إلا أن شعبة حافظ، ولم يختلف عليه، وروايته أشهر، وقد غمز بعض الأئمة رواية ابن جريج.
وهذا يبين أن الخلاف متقارب في القوة، فالقول بالاضطراب قوي، خاصة أن أبا بكر بن حفص المختلَف عليه لم يذكر بمزيد حفظ، وإنما وثقه العجلي والنسائي، وحكى ابن عبدالبر الإجماع على ثقته وكونه من أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن أبا عبدالله وأبا عبدالرحمن غير معروفين، وقد سبق قول الدارقطني في ذلك، وقد قال ابن عبدالبر: (وكلاهما مجهول لا يعرف) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وقال ابن دقيق العيد: (ولم يُسمَّ هو -يعني: أبا عبدالله- ولا أبو عبدالرحمن، ولا رأيت في الرواة عن كلٍّ منهما إلا واحدًا: وهو ما ذُكر في الإسناد) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
إلا أن الحاكم قال: (هذا حديث صحيح؛ فإن أبا عبدالله مولى بني تيم معروف بالصحة والقبول) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، ولعل هذا داخلٌ في التساهل الواقع من الحاكم؛ فإنه لم يأت توثيقه إلا عنه، وقد جهَّله غيره. وحتى لو صحَّ توثيقه؛ فالجهالة باقية في أبي عبدالرحمن.
ب- الخلاف على أبي قلابة في حديث بلال:
التخريج:
1 - أبو قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال:
أخرجه ابن أبي شيبة (1868) وأحمد (6/ 15) وإسماعيل القاضي في حديث أيوب (48) والبزار (1377) والروياني (744) وابن خزيمة (189) وابن المنذر في الأوسط (490) وابن قانع (1/ 78) والطبراني في المعجم الكبير (1/ 362)، من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، والبزار (1378) وأسلم بن سهل بحشل في تاريخ واسط (ص201) والطبراني في الكبير (1/ 363) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 230) - والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 62) والصغرى (127) ومعرفة السنن والآثار (1/ 278)، من طريق خالد بن عبدالله، عن حميد الطويل، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، كلاهما (أيوب وأبو رجاء) عن أبي قلابة، والحسن بن محمد بن الصباح في مسند بلال (11) والأثرم في سننه (13) والبغوي في الجعديات (2669) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 229، 230) - والطبراني في الكبير (1/ 362) وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 230)، من طريق زهير أبي خيثمة، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 182) عن زياد بن خيثمة، والمعتمر بن سليمان، ثلاثتهم (زهير وزياد والمعتمر) عن حميد الطويل، عن أبي رجاء ابن أخي أبي إدريس، والطبراني في الكبير (1/ 363) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 230) - من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل الناجي، ثلاثتهم (أبو قلابة وأبو رجاء وأبو المتوكل) عن أبي إدريس، عن بلال، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار. لفظ أبي رجاء عن أبي قلابة، ونحوه لأبي المتوكل ولأبي رجاء عن أبي إدريس، وقال حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين والخمار.
2 - أبو قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن بلال:
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 363)، والأوسط (6832)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 482، 66/ 121) من طريق الوليد بن مسلم، والطبراني في الشاميين (2784) من طريق مروان بن محمد، كلاهما (الوليد ومروان) عن سعيد بن بشير، عن مطر الوراق، عن أبي قلابة، به، ولفظ إسناد الوليد: عن أبي الأشعث، أن أبا جندل بن سهيل والحارث بن معاوية مرَّا على بلال فسألاه عن المسح على الخفين ... ، فقال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والخمار، وهذه حكايةُ أبي الأشعث قصةَ أبي جندل والحارث وبلال، فكأنه يروي الحديث عن بلال، ولذا اختصر الطبراني الإسناد في الكبير، فجعله: عن أبي الأشعث، عن بلال، وقال مروان بن محمد، عن سعيد بن بشير: عن مطر، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي جندل، أنه سأل بلالاً ...
3 - أبو قلابة، عن بلال مباشرة:
أخرجه عبدالرزاق (732) -ومن طريقه ابن الأعرابي في معجمه (1443) والطبراني في الكبير (1/ 362) - عن معمر، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 180) عن عبدالوهاب الثقفي وسعيد بن أبي عروبة وحماد بن زيد، أربعتهم (معمر وعبدالوهاب وسعيد وحماد) عن أيوب السختياني، والروياني في مسنده (735) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68/ 109) - من طريق خالد الحذاء، والطبراني في الكبير (1/ 362) من طريق يحيى بن أبي إسحاق، ثلاثتهم (أيوب وخالد ويحيى) عن أبي قلابة، به، ولفظ أيوب: قال: مسح بلال على موقيه، فقيل له: ما هذا؟ قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والخمار. فوقف المسح على الموقين، ورفع المسح على الخفين والخمار، وقال خالد الحذاء: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
(يُتْبَعُ)
(/)
يمسح على الموقين وفوق الخمار، وقال يحيى بن أبي إسحاق: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذه الرواية على بعض الرواة ممن هو دون أبي قلابة، وفيما يلي توضيح ذلك، ثم توضيح الخلاف على أبي قلابة:
أولاً: الخلاف على أيوب السختياني:
• رواه حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال.
•ورواه معمر وعبدالوهاب الثقفي وابن أبي عروبة وحماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بلال مباشرة، بإسقاط أبي إدريس.
والروايات عن أيوب على الوجه الثاني عدا رواية معمر معلقة، لم أجدها مسندة.
وقد توبع أيوب عن أبي قلابة على الوجه الأول؛ تابعه أبو رجاء مولى أبي قلابة -وفي روايته اختلاف يأتي-، وتوبع على الوجه الثاني؛ تابعه خالد الحذاء ويحيى بن أبي إسحاق.
وقد حكم البخاري بخطأ حماد بن سلمة في روايته، وأشار إلى ذلك البزار: قال البخاري: (وقال حماد بن سلمة: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال: مسح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال غير واحد: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بلال) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وقال أيضًا: (أخطأ فيه ابن سلمة، أصحاب أبي قلابة رووا عن أبي قلابة، عن بلال، ولم يذكروا فيه: عن أبي إدريس) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12)، وقال البزار: (وقد روى حديث أيوب غير واحد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن بلال، ولم يذكروا أبا إدريس، ولا نعلم أحدًا قال: عن أبي إدريس؛ إلا حماد بن سلمة) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
ومتابعات أيوب على الوجه الثاني (أبو قلابة عن بلال مباشرة) أقوى من متابعته على الوجه الأول، وهذا يؤيد راجحية ما حكم به البخاري وأشار إليه البزار.
ومن خطأ حماد بن سلمة في الحديث أيضًا: أنه خلط موقوف الحديث بمرفوعه، فجعل المتن: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين والخمار، وإنما المسح على الموقين من فعل بلال، والمرفوع في المسح على الخفين والخمار؛ بيَّن ذلك معمر عن أيوب عن أبي قلابة، ووافقه في المرفوع حسب: يحيى بن أبي إسحاق، وأما خالد الحذاء؛ فقال كما قال حماد بن سلمة عن أيوب، وفي هذا نظر، ورواية معمر أقوى.
فالراجح عن أيوب: روايته عن أبي قلابة، عن بلال مباشرة، وتفريقه بين الموقوف والمرفوع في الحديث.
وتابع أيوبَ على وجهه الإسنادي: خالد الحذاء ويحيى بن أبي إسحاق، وعلى بعض وجهه المتني: يحيى بن أبي إسحاق
ثانيًا: الخلاف على حميد الطويل:
• رواه خالد بن عبدالله الواسطي، عن حميد، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال.
• ورواه زهير بن خيثمة وزياد بن خيثمة والمعتمر بن سليمان -في وجهٍ عنه- عن حميد، عن أبي رجاء ابن أخي أبي إدريس، عن عمه أبي إدريس، عن بلال.
•ورواه المعتمر بن سليمان -في الوجه الآخر عنه-، عن حميد، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي إدريس، عن بلال.
فأما الوجهان الأولان:
فلم أقف على رواية زياد بن خيثمة ولا رواية المعتمر بن سليمان -عليه- مسندةً [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
وقد قوَّى أبو حاتم زهيرًا على خالد الواسطي، إلا أنه صوَّب في هذا الحديث رواية خالد بن عبدالله، ولعله لأجل ذلك لم يجزم بخطأ زهير، فقد سأله ابنه عن رواية زهير هذه، فقال: (هذا خطأ، إنما هو حميد، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-)، قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: الخطأ ممن هو؟ قال: (لا يُدرَى) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15).
وقد سأل البرقانيُّ الدارقطنيَّ عن رواية زهير، فقال: (ينفرد زهير فيه بزيادة أبيرجاء)، قال: يخرج هذا الحديث في الصحيح؟ قال: (نعم) [16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16). ولم أقف على روايةٍ عن حميد فيها إسقاط أبي رجاء، إلا رواية المعتمر بن سليمان، وفيها إبداله بأبي المتوكل الناجي لا إسقاطه، وأما رواية خالد بن عبدالله ففيها زيادة أبي قلابة في الإسناد، فمن المشكل قول الدارقطني: (ينفرد زهير فيه بزيادة أبيرجاء) مع كون أبي رجاء مذكورًا عند الجميع، وإن كان الظاهر أنه يرى في رواية زهير تفردًا مشكلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما لا يبدو من موافقة الدارقطني على تخريجه في الصحيح تصحيحٌ للحديث، ولعل هذا لأن زهيرًا ثقة ثبت، وأولى به ألا تُبعَد روايته من الصحيح، أو لأن الحديث فيه غرابة مع سلامة الإسناد، وقد أمر الدارقطني بتخريج إسنادٍ مع نصِّه على ضعفه، ولم يُنَصَّ في ذلك على كونه في الصحيح، لكنه الظاهر من السياق [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
فالراجح من هذين الوجهين عن حميد: رواية خالد بن عبدالله.
وأما الوجه الثالث عن حميد: رواية المعتمر عنه، عن أبي المتوكل، عن أبي إدريس، عن بلال، فقد أخطأ فيه المعتمر، قال البزار: (وروى هذا الحديث المعتمر، عن حميد، عن أبي المتوكل؛ فأخطأ فيه) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18)، وقال الدارقطني: (فقيل عن المقدمي، عن معتمر، عن حميد، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي إدريس، وليس ذلك بمحفوظ) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19).
وهذا أحد الوجهين عن المعتمر -فيما حكاه الدارقطني-، وإن صح عنه رواية الوجهين، فتلك قرينة على اضطرابه وخطئه فيه.
ثالثًا: الخلاف على سعيد بن بشير، عن مطر الوراق:
اختُلف عن سعيد:
• فرواه الوليد بن مسلم عنه، عن مطر، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، أن أبا جندل والحارث بن معاوية سألا بلالاً، فقال: ... الحديث.
• ورواه مروان بن محمد عن سعيد، عن مطر، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي جندل، عن بلال.
ولعل رواية مروان اختصارٌ منه أو ممن دونه، وإدراجٌ لصاحب القصة في الإسناد، وفي رواية الوليد بن مسلم زيادة حفظ وتفصيل.
رابعًا: الخلاف على أبي قلابة:
تلخص مما سبق أنه قد صح عن أبي قلابة الخلاف التالي:
رواه أيوب السختياني وخالد الحذاء ويحيى بن أبي إسحاق، عن أبي قلابة، عن بلال.
•ورواه أبو رجاء مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال.
•ورواه مطر الوراق، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن بلال؛ من رواية سعيد بن بشير، عن مطر.
فأما الوجه الأخير، فسعيد بن بشير ومطر الوراق متكلم فيهما، فهذا الوجه ضعيف.
وبقي الوجهان الأولان، والراجح منهما الأول؛ لاجتماع أوثق أصحاب أبي قلابة (أيوب وخالد) عليه، في مقابل انفراد أبي رجاء مولى أبي قلابة، وهو صدوق.
وأبو قلابة لم يدرك بلالاً، قاله الشافعي والبخاري والدارقطني والبيهقي [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20)، وقد توفي أبو قلابة بعد المائة بقليل، وهو في الخمسين أو أكثر بقليل من عمره، فتحقق أنه ولد بعد الخمسين، وبلال -رضي الله عنه- توفي سنة عشرين أو قبلها بقليل، وقد حكم أبو حاتم بأنه لم يسمع من علي ولا عبدالله بن عمر، وهؤلاء تأخرت وفاتهم عن بلال كثيرًا، فأولى ألاّ يكون سمع من بلال.
وأما المتن، فقد تبيَّن قبلُ انفرادُ حماد بن سلمة في روايته الخطأ بذكر المسح على الموقين، وترجح أن الصواب وقف المسح على الموقين على بلال ورفع المسح على الخفين إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
يتلوه في الحلقة التالية -بعون الله-: تخريج الخلاف على الحكم بن عتيبة في حديث بلال، ودراسته والترجيح فيه.
ـــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) هذا عطفٌ على ما سبق تعداده مما يجوز المسح عليه.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) في حاشية ابن قاسم: (بضم الجيم، نوع من الخفاف، قال الجوهري: الذي يلبس فوقه لحفظه من الطين وغيره، وقال ابن سيده: خف صغير، وقال النووي: شيء يشبه الخف فيه اتساع، يلبس فوق الخف في البلاد الباردة ... ).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) العلل (7/ 177).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) قد جاء في رواية الشاشي من طريق شبابة: (عن أبي عبدالرحمن السلمي)، ويظهر أن هذا إقحام من بعض الرواة أو النساخ؛ فإنه لم يجئ إلا هنا، ولا يصح.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (7/ 177).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) تهذيب التهذيب (12/ 172).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) نقله مغلطاي -في شرحه على ابن ماجه (2/ 294) - عن الاستغناء، ولم أقف عليه فيه.
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) السابق.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) الإمام (2/ 199).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) المستدرك (1/ 170).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) التاريخ الكبير (1/ 390).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) ترتيب علل الترمذي الكبير (ص55).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) مسنده (4/ 212، 213).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) إنما علقها الدارقطني في علله، قال (7/ 182): (ورواه حميد الطويل واختلف عنه، فرواه زهير وزياد بن خيثمة عن حميد ... )، وأخشى أن كلمة (وزياد) مقحمة في النسخة، وأن الصواب: (زهير أبو خيثمة).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) علل ابن أبي حاتم (1/ 29). [
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) سؤالات البرقاني (32)، وفيه: عن أبي رجاء، عن عمه، عن أبي إدريس، وكذا وقع في نسخته الخطية، وصوابه: عن عمه أبي إدريس، كذلك جاء في نقل ابن عساكر هذا النص -في تاريخ دمشق (66/ 230، 231) -.
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) سؤالات البرقاني (13، 16).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) مسنده (4/ 213).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) العلل (7/ 182).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) التاريخ الكبير (1/ 390)، العلل (7/ 180)، معرفة السنن والآثار (1/ 277، 278).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 11:10]ـ
توطئة:
بُدئ في الحلقة الماضية بتخريج حديث بلال -رضي الله عنه- في المسح على الموقين، ومضى منه روايتان عن بلال، وفي هذه الحلقة تخريج ودراسة الرواية الثالثة من الروايات عنه.
ج- الخلاف على الحكم بن عتيبة في حديث بلال:
التخريج:
1 - الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال:
أخرجه ابن أبي شيبة (219، 1860، 36099) -ومن طريقه مسلم (275) وأبو عوانة في مستخرجه (716) والشاشي (952) والطبراني في الكبير (1/ 350) -، وأحمد (6/ 12)، ومسلم (275)، والبزار (1358)، والنسائي في الصغرى (1/ 75) والكبرى (122)، وابن خزيمة (180)، وأبو عوانة (715)، وابن المنذر في الأوسط (489)، والشاشي (951، 954، 955)، والطبراني في الكبير (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (1/ 61) وفي معرفة السنن (1/ 279)، جميعهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، وأحمد (6/ 14)، والبزار (1358)، والنسائي في الصغرى (1/ 75) والكبرى (122)، وابن خزيمة (180)، وأبو عوانة (714، 716)، والبغوي في معجم الصحابة (175)، والشاشي (949، 951)، والطبراني في الكبير (1/ 350)، والبيهقي في الكبرى (1/ 271) ومعرفة السنن (1/ 279)، جميعهم من طريق عبدالله بن نمير، ومسلم (275)، وابن ماجه (561)، وابن المنذر في الأوسط (489)، وأبو عوانة (716)، والطبراني في الكبير (1/ 350)، والبيهقي (1/ 271)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 430)، جميعهم من طريق عيسى بن يونس، ومسلم (275)، والترمذي (101)، والبغوي في معجم الصحابة (174)، من طريق علي بن مسهر، والروياني (754) عن سفيان بن وكيع، وأبو عوانة (717) من طريق عبيدالله بن عمر القواريري، والطبراني في الكبير (1/ 350) من طريق عثمان بن أبي شيبة، ثلاثتهم (ابن وكيع والقواريري وعثمان) عن محمد بن فضيل، والشاشي (950) عن الصغاني، عن يحيى بن أبي بكير، عن زائدة بن قدامة، والشاشي (953، 961) من طريق حماد بن شعيب، وعبدالسلام بن حرب، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 172، 173) عن عبدالرحمن بن مغراء، وأبي عبيدة بن معن، وأبي حمزة السكري، وأبي إسحاق الفزاري، الاثنا عشر راويًا (أبو معاوية، وابن نمير، وعيسى بن يونس، وعلي بن مسهر، وابن فضيل، وزائدة، وحماد، وعبدالسلام، وابن مغراء، وأبو عبيدة بن معن، والسكري، والفزاري) عن الأعمش، وأخرجه ابن أبي شيبة (1930) -ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (266) والطبراني في الكبير (1/ 350) -، والبزار (1369)، والبغوي في معجم الصحابة (177)، وابن الأعرابي في معجمه (1271)، والخطيب في المتفق المفترق (1740)، جميعهم من طريق يحيى بن يعلى أبي المحياة، عن ليث بن أبي سليم، كلاهما (الأعمش وليث) عن الحكم، وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 350) من طريق محمد بن فضيل، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 173) عن علي بن عابس، كلاهما (ابن فضيل وعلي بن عابس) عن يزيد بن أبي زياد، كلاهما (الحكم ويزيد) عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، به، ولفظ ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن الحكم: مسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الخفين والخمار، وكذا جاء في عامة الروايات عن الأعمش، وعبَّر بعضهم بالعمامة عن الخمار، وجاء في معجم الطبراني (1/ 350) من طريق ابن أبي شيبة واثنين آخرين عن أبي معاوية عن الأعمش بلفظ: على الموقين والخمار.
وزاد يحيى بن يعلى عن ليث عن الحكم: ومسح من بعده -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- أبو بكر وعمر وعثمان.
وجاء في رواية يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والجوربين.
إلا أن عبدالسلام بن حرب ويزيد بن أبي زياد -من رواية علي بن عابس عنه- في روايتيهما عن الأعمش عن الحكم لم يذكرا بلالاً، وجعلاه من مسند كعب بن عجرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2 - الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن بلال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أحمد (6/ 15) والبغوي في معجم الصحابة (1/ 270) والطبراني في الكبير (1/ 341) من طريق معاوية بن عمرو، وأحمد (6/ 15) والروياني (739) عن محمد بن إسحاق الصغاني، كلاهما (أحمد والصغاني) عن يحيى بن أبي بكير، والبزار (1359) وابن خزيمة (183) والبغوي في معجم الصحابة (1/ 270) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والنسائي في الصغرى (1/ 75) والكبرى (123) من طريق طلق بن غنام، أربعتهم (معاوية بن عمرو، وابن أبي بكير، وأبو أسامة، وطلق) عن زائدة بن قدامة، والبزار (1360) والبيهقي في معرفة السنن (1/ 280) من طريق عمار بن رزيق، والنسائي في الصغرى (1/ 75) والكبرى (123) من طريق طلق بن غنام، عن حفص بن غياث، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 173) عن روح بن مسافر، وفي الأفراد (1371 - أطرافه) عن يحيى بن المنذر، عن موسى بن محمد الأنصاري، وفي الأفراد (1381 - أطرافه) عن عافية بن يزيد، وهريم بن سفيان، ويحيى بن المهلب، والقاسم بن معن، تسعتهم (زائدة، وعمار، وحفص، وروح، وموسى، وعافية، وهريم، ويحيى بن المهلب، والقاسم بن معن) عن الأعمش، عن الحكم، به، ولفظ زائدة: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين، وللباقين نحوه، وزاد عمار: والخمار.
3 - الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال مباشرة:
أخرجه أبو داود الطيالسي (ص152) -ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (1/ 280) -، وأحمد (6/ 13) والروياني (733) والبغوي في معجم الصحابة (172) من طريق محمد بن جعفر غندر، وأحمد (6/ 13) والنسائي في الصغرى (1/ 76) والكبرى (124) والبغوي في معجم الصحابة (172) من طريق وكيع، وأحمد (6/ 15) عن عفان، والحسن بن محمد بن الصباح في مسند بلال (7) والبغوي في معجم الصحابة (172) من طريق يحيى بن عباد، وابن الصباح في مسند بلال (9) والطبراني في الكبير (1/ 357) من طريق عاصم بن علي، والبغوي في الجعديات (141) ومعجم الصحابة (171) -ومن طريقه ابن عساكر في معجمه (1150) - والطبراني في الكبير (1/ 357) من طريق علي بن الجعد، والبغوي في معجم الصحابة (172) من طريق وهب بن جرير، والشاشي (956) من طريق شبابة، و (962) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والطبراني في الكبير (1/ 357) من طريق آدم بن أبي إياس، والربيع بن يحيى الأشناني، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 136) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 383) - من طريق بقية بن الوليد، الثلاثة عشر راويًا (الطيالسي، وغندر، ووكيع، وعفان، ويحيى بن عباد، وعاصم بن علي، وابن الجعد، ووهب، وشبابة، وأبو النضر، وآدم، والربيع، وبقية) عن شعبة بن الحجاج، وعبدالرزاق (736) -ومن طريقه أحمد (6/ 13، 15) والطبراني في الكبير (1/ 356) - وابن الأعرابي في معجمه (725) والبيهقي في معرفة السنن (1/ 280) وابن عساكر في معجمه (1468) من طريق سفيان الثوري، والشاشي (960) من طريق شريك، كلاهما (الثوري وشريك) عن الأعمش، وعبدالرزاق (735) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (1/ 357) - عن عبدالله بن محرر، والحميدي (150) -ومن طريقه الشاشي (957) -، والطبراني في الكبير (1/ 357) -ومن طريقه أبو موسى المديني في اللطائف (869) - من طريق إبراهيم بن بشار، كلاهما عن سفيان بن عيينة، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (716) من طريق إبراهيم بن طهمان، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 176) عن عمر بن يزيد، ثلاثتهم (سفيان وابن طهمان وعمر بن يزيد) عن محمد بنعبدالرحمن بن أبي ليلى، والحميدي (150) -ومن طريقه الشاشي (957) -، والحسن بن محمد بن الصباح في مسند بلال (12) عن علي -لعله ابن المديني-، والطبراني في الكبير (1/ 357) -ومن طريقه أبو موسى المديني في اللطائف (869) - من طريق إبراهيم بن بشار، ثلاثتهم (الحميدي، وعلي، وإبراهيم بن بشار) عن سفيان بن عيينة، عن أبان بن تغلب، وأحمد (6/ 14) والشاشي (958) من طريق عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، والبزار (1368) والبغوي في معجم الصحابة (173) والطبراني في الكبير (1/ 357) من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور بن المعتمر، والبغوي في معجم الصحابة (176) عن زياد بن أيوب، عن محمد بن فضيل، والدارقطني في الأفراد (1382 - أطرافه) من طريق محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، وعلقه في الأفراد (1380 - أطرافه) عن إسماعيل بن عياش، عن
(يُتْبَعُ)
(/)
عبدالعزيز بن عبيدالله، وفيه (1381، 1386 - الأطراف) عن العرزمي، وحلو بن السري، وفيه (1381 - الأطراف) عن الحسن بن عمارة، وفائد بن كيسان، وفيه (1383 - الأطراف) عن خلف بن أيوب، عن قيس، عن واصل بن حيان، وفي العلل (7/ 174) عن عمر بن عامر، والحجاج بن أرطأة، وإبراهيم بن عثمان، جميعهم -ثمانية عشر راويًا- عن الحكم بن عتيبة، وأخرجه البغوي في معجم الصحابة (178) والشاشي (959) والطبراني في الأوسط (3151) من طريق ابن لهيعة ويحيى بن أيوب، عن يزيد بن عبدالله بن الهاد، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وابن المنذر في الأوسط (484) من طريق يعلى بن عبيد، وابن بشران في أماليه (443) من طريق يوسف بن خالد، كلاهما عن أبي سعد البقال سعيد بن المرزبان، والطبراني في الكبير (1/ 357) من طريق داود بن الزبرقان، عن ميمون أبي سفيان، أربعتهم (الحكم، ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، والبقال، وميمون) عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، به، ولفظ شعبة عند سائر الرواة عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار، وللباقين نحوه، وعبر بعض الرواة بالعمامة عن الخمار، واقتصر بعضهم على الخفين، إلا أن:
• بقية قال عن شعبة: مسح على الخمار والموقين.
• وزياد بن أيوب زاد عن ابن فضيل عن الأعمش: ومسح من بعده أبو بكر وعمر وعثمان.
• وإبراهيم بن بشار قال عن ابن عيينة عن ابن أبي ليلى وأبان بن تغلب عن الحكم: مسح على الموقين والخمار.
• ومطرف بن طريف قال عن الحكم: مسح على الموقين والخمار.
• ويعلى قال عن أبي سعد البقال: عن ابن أبي ليلى، قال: رأيت بلالاً قضى حاجته، ثم توضأ ومسح على جوربيه وخفيه؛ ذكر الجوربين وأوقف الحديث على بلال.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذه الرواية على بعض الرواة ممن هو دون الحكم، وفيما يلي توضيح ذلك، ثم توضيح الخلاف على الحكم، وسأجعل الكلام على الروايات التي ذُكر فيها المسح على الموقين في خاتمة المبحث:
أولاً: الخلاف على زائدة بن قدامة:
• رواه الشاشي، عن الصغاني، عن يحيى بن أبي بكير، عن زائدة، عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال.
• ورواه الروياني، عن الصغاني، به، بإبدال كعب بن عجرة بالبراء بن عازب.
وتابع الصغاني على الوجه الثاني عن يحيى بن أبي بكير: الإمام أحمد بن حنبل.
وتابع يحيى بنَ أبي بكير عليه ثلاثة ثقات: معاوية بن عمرو، وأبو أسامة، وطلق بن غنام.
فالراجح الوجه الثاني عن زائدة، وهو المشهور به، وإنما يُذكَر من روايته هذا الوجهُ عند سياق الخلاف عن الأعمش.
• وقد رواه الحسين بن علي الجعفي عن زائدة، عن منصور بن المعتمر، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال.
قال البزار: (ولا نعلم روى منصور، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال؛ إلا هذا الحديث، ولا نعلم أحدًا حدث به عن منصور إلا زائدة) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، لكن قد علَّق الدارقطني رواية عمرو بن أبي قيس والقاسم بن معن عن منصور به [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، وعلَّق رواية محمد بن ميسر عن الثوري عن منصور والأعمش به، ولم أجد هذه الروايات مسندة، ورواية الثوري عن منصور خطأ؛ فمحمد بن ميسر ضعيف، وقد رواه غير واحد عن الثوري، عن الأعمش فقط، به.
والحسين بن علي الجعفي الراوي عن زائدة ثقة عابد، كان من أروى الناس عن زائدة، وهذا مما يؤيد صحة روايته، وإن صحت متابعتا عمرو بن أبي قيس والقاسم بن معن لزائدة عن منصور؛ فهو مؤيد آخر لصحة هذه الرواية.
ثانيًا: الخلاف على محمد بن فضيل:
• رواه سفيان بن وكيع وعبيدالله بن عمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة عن ابن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال.
• ورواه زياد بن أيوب عن ابن فضيل، به، لكنه أسقط كعب بن عجرة، وجعله عن ابن أبي ليلى، عن بلال مباشرة.
ورواية الجماعة أولى بالصواب من انفراد زياد بن أيوب، وقد أعل الدارقطني رواية زياد، قال: ( ... ومحمد بن فضيل، واختلف عنه:
فرووه عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال،
ورواه زياد بن أيوب، عن ابن فضيل، فلم يذكر فيه كعبًا.
ولعله سقط عليه أو على من روى عنه) [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد زاد زياد بن أيوب ذكر المسح عن أبي بكر وعمر وعثمان، وهذا خطأ؛ فإنه لم يذكر عن الأعمش في أي طريق إلا هذه الطريق، ورواية الناس أصح.
ثالثًا: الخلاف على محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى:
• رواه سفيان بن عيينة وإبراهيم بن طهمان وعمر بن يزيد عنه، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى (أبيه)، عن بلال،
• ورواه عنه يزيد بن عبدالله بن الهاد، عن أبيه عبدالرحمن بن أبي ليلى مباشرة، عن بلال، أسقط الحكم.
ورواية ابن الهاد قال فيها الطبراني: (لم يروه عن ابن الهاد إلا يحيى -يعني: ابن أيوب- والليث بن سعد) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، وقد أخرج الشاشي رواية ابن الهاد من طريق يحيى بن أيوب وابن لهيعة، ولم أجد رواية الليث بن سعد.
ومحمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ضعيف سيئ الحفظ، وربما كان هذا الاضطراب بإدخال الحكم وإسقاطه منه.
رابعًا: الخلاف على الأعمش:
وهو خلاف واسع في هذا الحديث، حيث روي عن الأعمش على أوجه:
الوجه الأول: رواه أبو معاوية الضرير، وعبدالله بن نمير، وعيسى بن يونس، وعلي بن مسهر، ومحمد بن فضيل، وحماد بن شعيب، وعبدالرحمن بن مغراء، وأبو عبيدة بن معن، وأبو حمزة السكري، وأبو إسحاق الفزاري؛ عشرتهم عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال، ورواية عبدالرحمن بن مغراء فمن بعدَهُ معلقة عند الدارقطني، ولم أجدها مسندة.
وتوبع الأعمش على هذا الوجه؛ تابعه ليث بن أبي سليم، وزاد في متنه ذكر المسح عن أبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-.
الوجه الثاني: رواه زائدة بن قدامة، وعمار بن رزيق، وحفص بن غياث، وروح بن مسافر، وموسى بن محمد الأنصاري، وعافية بن يزيد، وهريم بن سفيان، ويحيى بن المهلب، والقاسم بن معن، تسعتهم عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن بلال،
ورواية روح بن مسافر فمن بعدَهُ معلقة عند الدارقطني، ولم أجدها مسندة.
الوجه الثالث: رواه سفيان الثوري، وشريك بن عبدالله، عن الأعمش، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال مباشرة، وتوبع الأعمش على هذا الوجه؛ تابعه شعبة بن الحجاج، ومنصور بن المعتمر، وأبان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة، وغيرهم.
الوجه الرابع: رواه عبدالسلام بن حرب وعلي بن عابس، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يذكرا بلالاً، ورواية علي بن عابس معلقة عند الدارقطني، ولم أجدها مسندة.
النظر في الخلاف:
أما الوجه الأخير من هذه الأوجه؛ ففيه نظر، ورواية علي بن عابس لا يُدرَى إسنادها، وعلي ضعيف، وانفراد عبدالسلام بن حرب بهذا الوجه مع كون الناس تختلف عن الأعمش بغيره يفيد خطأه في ذلك، وقد كان لعبدالسلام مع ثقته مناكير، ولعل هذا منها.
وأما الأوجه الأخرى؛ فالخلاف فيها عن الأعمش قوي، ولكل وجه مرجحاته:
فمما يرجح الوجه الأول:
1 - اجتماع جماعة من ثقات أصحاب الأعمش عليه، منهم: أبو معاوية الضرير -وهو من أحفظ الناس لحديث الأعمش-، وابن نمير، وعيسى بن يونس، ومحمد بن فضيل.
2 - متابعة ليث بن أبي سليم له عليه عن الحكم.
3 - احتمال كون إسقاط الواسطة بين ابن أبي ليلى وبلال تقصيرًا ممن رواه، وتقصير من قصِّر بالإسناد لا يؤثر غالبًا بتجويد من جوَّده.
ومما يرجح الوجه الثاني:
اجتماع زائدة وحفص بن غياث -وهما ثقتان ثبتان- وعمار بن رزيق -وهو صدوق- عليه.
ومما يرجح الوجه الثالث:
1 - كون رواية سفيان الثوري -وهو الحافظ الثبت الإمام- عليه، مع متابعة شريك له.
2 - متابعة شعبة ومنصور وأبان بن تغلب للأعمش عليه عن الحكم، ومتابعة المختلَف عليه تؤيد رجحان الوجه الذي وافقها من الخلاف.
ولقوة هذه المؤيدات اختلفت أنظار الأئمة في الترجيح:
فأما أبو زرعة الرازي، فقال: (الصحيح حديثَ الأعمش: عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن كعب، عن بلال)، وقال: (الأعمش حافظ، وأبو معاوية وعيسى بن يونس وابن نمير، وهؤلاء قد حفظوا عنه) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
فأيَّد ترجيح هذا الوجه باجتماع الثقات عليه، وهو يفيد أنهم قد حفظوا هذا الوجه عنه.
وهذا الوجه هو الذي أخرجه مسلم في صحيحه، إلا أنه أخرجه في الشواهد لا في أصل الباب، وأخَّره في أحاديث المسح، فأشار إلى عدم اعتماده عنده، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصححه العلائي من المتأخرين [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
• وأما أبو حاتم الرازي، فقال: (الصحيح من حديث الأعمش: عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8).
وقال إبراهيم الحربي: (ثم اختلف أصحابه -يعني: الأعمش-، فكان ما روى سفيان أحب إليَّ، وليس من قال: كعب بن عجرة؛ بأثبت ممن قال: البراء، ومِنْ سفيان حين لم يذكر كعبًا ولا البراء) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
وقال الحافظ أبو الفضل ابن عمار الشهيد: (وروايته -يعني: الثوري- أثبت الروايات)، وقال: (وحديث الثوري عندنا أصح من حديث غيره) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10).
وقال البيهقي: (وإذا اختلف سفيان وغيره في حديث الأعمش؛ كان الحكم لرواية سفيان، كيف وقد رواه شعبة بن الحجاج عن الحكم بن عتيبة كما رواه سفيان، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة؟!) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11).
• وقد أخرج ابن خزيمة الوجهين الأولين عن الأعمش (بواسطة كعب بن عجرة والبراء بن عازب).
وقال البيهقي -بعد أن ساق أوجه الخلاف-: (ومن أقام إسناده ثقات) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
وقال ابن منده: (وقد أثبت الأعمشُ في الإسناد كعبَ بن عجرة والبراء من رواية الثقات عنه، فثبت الحديث بروايتهم، وأخرجوه) [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
• وذهب ابن التركماني من المتأخرين إلى القول باضطراب الحديث، قال: (تركه البخاري لاضطراب إسناده؛ فمنهم من رواه عن ابن أبي ليلى عن بلال بلا واسطة، ومنهم من رواه بواسطة بينهما، واختلفوا فيها؛ فمنهم من أدخل فيها كعب بن عجرة، ومنهم من أدخل بينهما البراء بن عازب) [14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14).
والحق أن لكل من رجَّح وجهًا قويًّا في ترجيحه، وأكثر الأئمة -كما بان- على ترجيح إسقاط الواسطة.
ولعل الأشبه في ذلك والأرجح -إن شاء الله-: أن الأعمش كان يقصِّر به أحيانًا؛ فلا يذكر واسطة بين ابن أبي ليلى وبلال، ويذكر أحيانًا كعب بن عجرة، وأحيانًا البراء بن عازب، ولعل الأعمش لم يضبط إسناده جيدًا، ويأتي قول الإمام أحمد بن حنبل في ذلك.
خامسًا: الخلاف على الحكم بن عتيبة:
تلخص أنه اختُلف عنه على أوجه:
الوجه الأول: رواية الأعمش، حيث رواه عن الحكم على الأوجه السابق ذكرها.
الوجه الثاني: رواه ليث بن أبي سليم -من رواية أبي المحياة يحيى بن يعلى عنه- عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال،
وتابع الحكمَ على هذا الوجه عن ابن أبي ليلى: يزيد بن أبي زياد، وقال في متنه: (كان يمسح على الخفين والجوربين).
الوجه الثالث: رواه شعبة بن الحجاج، ومنصور بن المعتمر، وأبان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة، وجماعةٌ آخرون؛ عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال مباشرة.
وأكثر روايات الجماعة -سوى من ذُكر- معلقة غير مسندة، أو روايات ضعفاء ومتروكين، وإنما العمدة رواية هؤلاء الأربعة.
وتابع الحكمَ على هذا الوجه عن ابن أبي ليلى: أبو سعد البقال، وميمون أبو سفيان.
دراسة الروايات في الخلاف:
1 - الوجه الأول:
وهو رواية الأعمش، حيث اختُلف عنه فيه -كما سبق-، والظاهر أنه لم يضبطه جيدًا، قال الإمام أحمد: (رواه شعبة وزيد بن أبي أنيسة وغير واحد؛ ليس فيه كعب، والأعمش يختلف عنه: زائدة يقول: عن البراء، عن بلال، وغيره يقول: كعب بن عجرة عن بلال)، وقال: (أظن الأعمش غلط فيه، إنما قال الناس: عن ابن أبي ليلى، عن بلال، زاد الأعمش كعبًا) [15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15).
2- الوجه الثاني:
وهو رواية ليث بن أبي سليم، وليث متكلم فيه، وزاد في هذا الحديث ذكر المسح عن أبي بكر وعمر وعثمان، وهذا لم يذكره غيره عن الحكم، ثم إنه اضطرب في هذا الحديث؛ فرواه على وجه آخر:
قال ابن أبي حاتم لأبيه وأبي زرعة: فإن ليث بن أبي سليم يحدث فيضطرب، يحدث عنه يحيى بن يعلى، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أبي بكر وعمر في المسح.
ورواه معتمر، عن ليث، عن الحكم، وحبيب بن أبي ثابت، عن شريح بن هانئ، عن بلال، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان: (ليث لا يشتغل به، في حديثه مثلُ ذي كثيرٌ، هو مضطرب الحديث) [17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17).
وقال إبراهيم الحربي: (وأما رواية ليث، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب، عن بلال؛ فأحسبه سمعه من الأعمش موافقًا لرواية عيسى وابن فضيل، وقال غير أبي المحياة؛ وهو معتمر: عن ليث، عن الحكم، عن حبيب، عن شريح، عن بلال ... ) [18] ( http://majles.alukah.net/#_ftn18).
وأما متابعة يزيد بن أبي زياد للحكم على هذا الوجه؛ فقد اختُلف عن يزيد:
• فرواه ابن فضيل عنه به.
• ورواه علي بن عابس عنه، فأسقط بلالاً، وجعله من مسند كعب بن عجرة.
وعلي بن عابس ضعيف، والأقوى رواية ابن فضيل.
ويزيد ضعيف سيئ الحفظ، ولا يفرح بمتابعته، وقد ذكر فيه الجوربين منفردًا بهذا اللفظ في هذه الرواية على كثرة رواتها، وقد سبق الكلام عليها في تخريج الحديث (52).
3 - الوجه الثالث:
اتفق عن الحكم أربعة ثقات: شعبة، ومنصور، وأبان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة؛ على روايته عنه، عن ابن أبي ليلى، عن بلال مباشرة، بلا واسطة، وتابعهم غير واحد أيضًا.
وهذا الوجه أقوها عن الحكم؛ لتوافر عدة قرائن:
الأولى: اجتماع الثقات من الرواة عن الحكم عليه.
الثانية: كون رواية شعبة عليه، وشعبة من أثبت الناس في الحكم، بل نصَّ الإمام أحمد على أنه أثبت من الأعمش فيه.
الثالثة: عدم الاختلاف على رواة هذا الوجه إلا اختلافًا يسيرًا.
الرابعة: متابعات الحكم عن ابن أبي ليلى، وهما متابعتان:
إحداهما: متابعة أبي سعد البقال، واختُلف عن أبي سعد:
• فوقفه عنه يعلى بن عبيد، وذكر المسح على الجوربين والخفين،
• ورفعه عنه يوسف بن خالد، وذكر المسح على الخفين والعمامة.
ويوسف بن خالد متروك، وكذَّبه ابن معين، وأما يعلى فثقة، والصحيح روايته.
وأبو سعد ضعيف، وقصر به فوقفه، وذكر الجوربين مكان الخمار، وإن كان حفظه؛ فذِكْرُ الجوربين موقوف على بلال حسب، والصحيح من المرفوع رواية الحكم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى.
الثانية: متابعة ميمون أبي سفيان، والراوي عن ميمون: داود بن الزبرقان، وهو متروك، وكذَّبه بعض الأئمة، فلا شأن لروايته.
ومن ثم؛ فالراجح عن الحكم: الوجه الثالث عنه، وهو روايته عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال مباشرة، وهذا هو ترجيح الأئمة الحفاظ:
فقد سبق ترجيح الإمام أحمد بن حنبل لهذا الوجه.
وقال أبو زرعة الرازي: (من غير حديث الأعمش: الصحيح: عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب، ورواه منصور وشعبة وزيد بن أبي أنيسة، وغير واحد) [19] ( http://majles.alukah.net/#_ftn19).
وقال أبو حاتم الرازي: (الصحيح ما يقول شعبة وأبان بن تغلب وزيد بن أبي أنيسة أيضًا، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن بلال، بلا كعب) [20] ( http://majles.alukah.net/#_ftn20).
وقال إبراهيم الحربي: (وأجمع شعبة ومنصور وحجاج وأبان بن تغلب وابن أبي ليلى أنه عن ابن أبي ليلى، عن بلال ... ، وهذا عندي -والله أعلم- هو القولُ؛ لعلم شعبة بحديث الحكم، وكثرة مجالسته إياه، وتثبت منصور، وقلة الاختلاف عنه، ولكثرة من وافقهما، ولأنه لم يوافق الأعمش من ينتفع به) [21] ( http://majles.alukah.net/#_ftn21).
وختم النسائي بهذا الوجه الباب بعد أن أسند الوجهين الأولين، مشعرًا برجحانه عنده؛ حيث كان ذلك من منهجه [22] ( http://majles.alukah.net/#_ftn22).
وقال أبو الفضل ابن عمار الشهيد -بعد أن رجح رواية الثوري عن الأعمش-: (وقد رواه عن الحكم غير الأعمش أيضًا: شعبة ومنصور بن المعتمر وأبان بن تغلب وزيد بن أبي أنيسة وجماعة، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، كما رواه الثوري عن الأعمش) [23] ( http://majles.alukah.net/#_ftn23).
وسبق كلام البيهقي في ترجيح هذا الوجه حين رجح رواية الثوري عن الأعمش.
وإذا تقرر ذلك؛ فالحكم لم يدرك بلالاً ولم يلقه، قاله الشافعي وابن عمار الشهيد والبيهقي وغيرهم [24] ( http://majles.alukah.net/#_ftn24)، وقد ولد الحكم سنة خمسين أو قبلها بقليل، وأما بلال فتوفي سنة عشرين أو قبلها بقليل، فتحقق الانقطاع.
النظر في الروايات التي ورد فيها ذكر المسح على الموقين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: رواية الطبراني من طريق ابن أبي شيبة ومحمد بن سعيد الأصبهاني وإبراهيم بن بشار الرمادي عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الحكم:
هكذا أخرجه الطبراني من طريق هؤلاء؛ فأما ابن أبي شيبة؛ فالثابت في مصنفه لفظ: (الخفين والخمار)، وكذلك ذكره كافة من رواه من طريق ابن أبي شيبة، وأما محمد بن سعيد الأصبهاني؛ فقد رواه أبو عوانة والشاشي من طريقين عنه بلفظ (الخفين)، ولم أجد من رواه من طريق إبراهيم بن بشار سوى ما هنا، إلا أن الخطأ في لفظ الروايتين الأوليين قرينة على وقوع الخطأ في لفظ هذه الرواية.
وحتى لو صح عن هؤلاء هذا اللفظ؛ فقد رواه جماعة كثيرون عن أبي معاوية، وعن الأعمش، بذكر الخفين لا الموقين.
وأصل رواية الأعمش غير محفوظة -كما تبين-.
الثانية: رواية بقية بن الوليد، عن شعبة، عن الحكم:
وقد خالفه اثنا عشر من أصحاب شعبة كلهم ذكرو الخفين والخمار -أو العمامة-، وانفراد بقية بذكر الموقين خطأ.
الثالثة: رواية ابن عيينة، عن ابن أبي ليلى وأبان بن تغلب، عن الحكم:
قال إبراهيم بن بشار عن ابن عيينة في هاتين الروايتين: مسح على الموقين والخمار، وخالفه الحميدي، فذكر المسح على الخفين والخمار، ورواية الحميدي أولى، ولابن بشار أخطاء عن ابن عيينة.
الرابعة: رواية مطرف بن طريف، عن الحكم:
وهي من رواية محمد بن سعيد بن سابق، عن عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، وقد أعلها الدارقطني إسنادًا، قال: (والمحفوظ: عمرو، عن منصور، عن الحكم، عنه) [25] ( http://majles.alukah.net/#_ftn25).
ولم أجد من رواه على الوجه المحفوظ عن عمرو، إلا أن الخطأ في الإسناد يسوق إلى الخطأ في المتن، وكافة الروايات عن الحكم ليس فيها ذكر الموقين.
يتلوه -بإذن الله-: تخريج روايتي مكحول الشامي ومحمد بن سيرين، ودراسة الخلاف عليهما في حديث بلال، والترجيح في ذلك.
ـــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) سماه البغوي: عبدالرحمن بن أبي ليلى، وبنى عليه الحكم بالإرسال، قال: (وهو عندي مرسل؛ لأن ابن الهاد لا أحسب سمع من ابن أبي ليلى)، إلا أنه جاء مسمى في رواية الشاشي والطبراني: محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وهو أولى؛ فإنه رواه هنا عن أبيه (عبدالرحمن بن أبي ليلى)، ولا تُعرف لعبدالرحمن رواية عن أبيه.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) مسنده (4/ 205).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) العلل (7/ 174).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) العلل (7/ 172، 173).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) المعجم الأوسط (3/ 282).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) علل ابن أبي حاتم (1/ 16).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) جامع التحصيل (ص226).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) العلل (1/ 16).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 292).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) علل أحاديث في صحيح مسلم (7).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) معرفة السنن والآثار (1/ 280).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) السنن الكبرى (1/ 271).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) الإمام، لابن دقيق العيد (1/ 556).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) الجوهر النقي (1/ 61).
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 291، 292).
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 358) من طريق مسدد، عن معتمر، به، وقد اختُلف على معتمر، انظر: المعجم الأوسط، للطبراني (3214)، أطراف الغرائب والأفراد (1380).
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) العلل (1/ 16).
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 292، 293). وانظر في اضطراب ليث في هذا الحديث، وإدخاله بعض الأحاديث في بعض: علل الدارقطني (3/ 233، 7/ 171، 172).
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) علل ابن أبي حاتم (1/ 16).
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) علل ابنه (1/ 16).
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 292).
(يُتْبَعُ)
(/)
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) انظر: شرح علل الترمذي، لابن رجب (2/ 625).
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) علل أحاديث في صحيح مسلم (7).
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) علل أحاديث في صحيح مسلم (7)، معرفة السنن والآثار (1/ 277، 280)، السنن الكبرى (1/ 271).
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 266).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 03:23]ـ
توطئة:
مضى في الحلقتين الماضيتين ثلاث روايات في حديث بلال بن رباح - رضي الله عنه - في المسح على الموقين، ومضى تخريج الخلاف والدراسة والترجيح فيها.
وفي هذه الحلقة تخريج روايتين من من روايات الحديث، وهما رواية مكحول الشامي، ومحمد بن سيرين.
د- الخلاف على مكحول الشامي في حديث بلال:
التخريج:
1 - مكحول، عن الحارث بن معاوية وأبي جندل، عن بلال:
أخرجه سعيد بن منصور في سننه -كما في تنقيح التحقيق لابن عبدالهادي (1/ 346) -، والبزار (1380)، والدولابي في الكنى والأسماء (445)، والطبراني في الكبير (1/ 360، 361)، وفي مسند الشاميين (1364، 1372، 3579)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 481، 482، 66/ 122)، من طريق أبي وهب عبيدالله بن عبيد الكلاعي، والحسن بن محمد بن الصباح في مسند بلال (10)، والبغوي في الجعديات (3401) ومعجم الصحابة (179) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 122) -، والطبراني في الكبير (1/ 360) ومسند الشاميين (201، 3578)، وابن عدي في الكامل (4/ 282)، من طريق علي بن الجعد، عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه ثابت بن ثوبان، وابن أبي خيثمة في تاريخه (4655 - السفر الثاني) -وعنه الشاشي (970) -، والطبراني في الشاميين (3581) عن محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي، كلاهما (ابن أبي خيثمة ومحمد بن عثمان) عن أحمد بن يونس، عن المعافى بن عمران، عن المغيرة بن زياد، والطبراني في الكبير (1/ 361) من طريق الهيثم بن حميد، وفيه (1/ 361) وفي الشاميين (1520) وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 481) من طريق يحيى بن حمزة، كلاهما (الهيثم ويحيى بن حمزة) عن العلاء بن الحارث، والروياني (736) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 482) -، والطبراني في الكبير (1/ 361) والشاميين (3580)، من طريق إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة، والطبراني في الكبير (1/ 362) من طريق النعمان بن المنذر، وفي الشاميين (1442) من طريق هشام بن خالد الأزرق، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 482) من طريق عمرو بن عثمان، كلاهما (هشام وعمرو بن عثمان) محمد بن عبدالله الشعيثي، والهروي في ذم الكلام وأهله (432) من طريق محمد بن يزيد الدمشقي، وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 121) من طريق سعيد بن عبدالعزيز، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 181) عن محمد بن إسحاق، عشرتهم (أبو وهب الكلاعي، وثابت بن ثوبان، والمغيرة بن زياد، والعلاء بن الحارث، وابن أبي فروة، والنعمان بن المنذر، والشعيثي، ومحمد بن يزيد، وسعيد بن عبدالعزيز، وابن إسحاق) عن مكحول، واختلفوا في صيغة الرواية عنه:
فقال أبو وهب عبيدالله بن عبيد الكلاعي: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن سهيل، قالا: سألنا بلالاً عن المسح، فذكره، واقتصر بعض الرواة عن أبي وهب على الحارث الكندي، وقال ثابت بن ثوبان: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وسهيل بن أبي جندل، أنهما سألا بلالاً عن المسح، فذكره، وقال المغيرة بن زياد -في رواية ابن أبي خيثمة، عن أحمد بن يونس، عن المعافى بن عمران، عنه-: عن مكحول، أن الحارث بن معاوية وأبا جندل بن سهيل قال أحدهما لصاحبه: حتى يجيء بلال، فنسأله عن وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما جاء ... فذكر الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال المغيرة - في رواية محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي، عن أحمد بن يونس، به-: عن مكحول، عن الحارث وأبي جندل، عن بلال، وقال العلاء بن الحارث -في رواية الهيثم بن حميد عنه-: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، قال: كان هو ورجل من قريش يتوضآن من مطهرة المسجد، فتنازعا في المسح على الخفين، فقال بلال ... ، فذكره، وقال العلاء -في رواية يحيى بن حمزة عنه-: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وأبي جندل، عن بلال، وقال إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية، عن بلال، وقال النعمان بن المنذر ومحمد بن يزيد الدمشقي: عن مكحول، عن بلال.
وقال محمد بن عبدالله الشعيثي - في رواية هشام بن خالد عن الوليد بن مسلم عنه-: عن مكحول، عن أبي جندل بن عمرو بن سهيل وعن الحارث بن معاوية الكندي، أنهما كانا يتوضآن عند ميضأة مسجد دمشق، إذ أقبل بلال ... ، فذكره.
وقال الشعيثي - في رواية عمرو بن عثمان عن الوليد عنه -: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي، عن بلال.
وقال سعيد بن عبدالعزيز: عن مكحول، قال: كان الحارث بن معاوية الكندي وأبو جندل بن سهيل يتوضآن ... ، فمر بهما بلال، فسألاه ... ، فذكره.
وقال محمد بن إسحاق: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وصاحب له، عن بلال.
وأما المتن، فقد ذُكر مسح الموقين في أكثر الروايات عن مكحول، واختُلف في جعله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوله أو فعله:
فجاءت رواية إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة عن أبي وهب الكلاعي عن مكحول من قوله.
ورواية الهيثم بن حميد وسويد بن عبدالعزيز عن أبي وهب من فعله.
ورواية ثابت بن ثوبان ومحمد بن عبدالله الشعيثي وسعيد بن عبدالعزيز عن مكحول من قوله.
ورواية المغيرة بن زياد والعلاء بن الحارث وإسحاق بن أبي فروة والنعمان بن المنذر ومحمد بن يزيد عن مكحول من فعله.
ولم يسق الدارقطني لفظ محمد بن إسحاق.
واختلفت ألفاظهم في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-، فورد: «امسحوا على الخفين والموق»، و: «امسحوا على الخمر والموق»، و: «امسحوا على النصيف والموق»، و: «امسحوا على الخفين والخمار»، و: «تمسحوا على الأمواق والنصف».
وأخرجه عبدالرزاق (737) -ومن طريقه أحمد (6/ 12) والطبراني (1/ 352) -، وأحمد (6/ 12، 14)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 188، 189)، من طريق محمد بن راشد، والطبراني في الكبير (1/ 352)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 189)، من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن معاذ بن محمد، عن الأوزاعي، كلاهما (محمد بن راشد والأوزاعي) عن مكحول، عن نعيم بن همار، عن بلال، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «امسحوا على الخفين وعلى الخمار»، لفظ عبدالرزاق عن محمد بن راشد، وجاء لفظ رواية الأوزاعي فعليًّا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذه الرواية على بعض الرواة ممن هو دون مكحول، وفيما يلي توضيح ذلك، ثم توضيح الخلاف على مكحول:
أولاً: الخلاف على المغيرة بن زياد:
اختُلف عن أحمد بن يونس، عن المعافى بن عمران، عن المغيرة:
• فقال ابن أبي خيثمة، عنه، به: عن مكحول، أن الحارث بن معاوية وأبا جندل بن سهيل قال أحدهما لصاحبه: حتى يجيء بلال، فنسأله عن وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما جاء ... فذكر الحديث،
• وقال محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي، عن أحمد بن يونس، به: عن مكحول، عن الحارث وأبي جندل، عن بلال.
ولفظ الأداء في رواية ابن أبي خيثمة يفيد أن مكحولاً يحكي القصة التي وقعت بين الحارث وأبي جندل وبلال، وأما لفظ محمد بن عثمان بن سعيد فإنه يجعل مكحولاً يروي ذلك عن الرجلين، وهما يرويان له حديث بلال لهما مرفوعًا.
وابن أبي خيثمة أحفظ وأضبط؛ فإنه من الحفاظ الأثبات المشاهير، وروايته في تفصيلها أولى وأصح من الرواية المجملة المختصرة.
ثانيًا: الخلاف على العلاء بن الحارث:
اختُلف عنه:
• فقال الهيثم بن حميد عنه، عن مكحول: عن الحارث بن معاوية، قال: كان هو ورجل من قريش يتوضآن من مطهرة المسجد، فتنازعا في المسح على الخفين، فقال بلال ... ، فذكره،
• وقال يحيى بن حمزة عنه، عن مكحول: عن الحارث بن معاوية وأبي جندل، عن بلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الخلاف كسابقه؛ فإن الظاهر من رواية الهيثم بن حميد حكاية مكحول لقصة الحارث بن معاوية وصاحبه القرشي - وهو أبو جندل - مع بلال.
والظاهر أن يحيى بن حمزة قد اختصر الحديث، وأجمل الإسناد، وقد قُدِّم الهيثم بن حميد على يحيى في الحديث، ووصف بأنه أشد تحفُّظًا.
ثالثًا: الخلاف على محمد بن عبدالله الشعيثي:
اختُلف عن الوليد بن مسلم، عنه:
• فقال هشام بن خالد الأزرق عن الوليد: عن مكحول، عن أبي جندل بن عمرو بن سهيل وعن الحارث بن معاوية الكندي، أنهما كانا يتوضآن عند ميضأة مسجد دمشق، إذ أقبل بلال ... ، فذكره،
• وقال عمرو بن عثمان عن الوليد: عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي، عن بلال.
وسياقة هشام بن خالد تفيد حكاية مكحول للقصة، وسياقة عمرو بن عثمان تفيد روايته إياها عن الحارث بن معاوية.
ورواية هشام بن خالد أطول أكثر تفصيلاً، فقد ساق القصة كاملة، وسؤال الرجلين لبلال، وجوابهما له، وأما رواية عمرو بن عثمان فمختصرة مجملة، والظاهر أن هشام بن خالد أكثر ضبطًا لهذا الحديث، وروايته أولى بالصواب عن الشعيثي.
رابعًا: الخلاف على مكحول:
تلخص مما سبق أنه اختُلف عن مكحول على أوجه:
• فرواه عبيدالله بن عبيد الكلاعي عن مكحول، عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية، عن بلال.
• ورواه ثابت بن ثوبان عن مكحول، عن سهيل بن أبي جندل والحارث بن معاوية، عن بلال.
• ورواه محمد بن إسحاق عن مكحول، عن الحارث بن معاوية وصاحب له، عن بلال.
• ورواه إسحاق بن عبدالله بن أبي فروة عن مكحول، عن الحارث بن معاوية فقط، عن بلال.
• ورواه المغيرة بن زياد والعلاء بن الحارث والنعمان بن المنذر ومحمد بن يزيد الدمشقي ومحمد بن عبدالله الشعيثي وسعيد بن عبدالعزيز عن مكحول، عن بلال، حيث ذكر المغيرة والعلاء والشعيثي وسعيد بن عبدالعزيز القصةَ من كلام مكحول، فكأنه رواه عن بلال مباشرة.
• ورواه محمد بن راشد والأوزاعي - من رواية معاذ بن محمد عنه - عن مكحول، عن نعيم بن همار، عن بلال.
والأوجه الأربعة الأولى كالوجه الواحد، سوى أن ثابت بن ثوبان قلب اسم أبي جندل بن سهيل خطأً، قال الدارقطني: (فرواه ثابت بن ثوبان والعلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية، عن بلال، قال ذلك العلاء بن الحارث، وقال ابن ثوبان: سهيل بن أبي جندل، وقول العلاء بن الحارث أشبه بالصواب) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وسوى أن ابن إسحاق أبهم اسم أبي جندل بن سهيل، قال الدارقطني: (وقال ابن إسحاق عن مكحول، عن الحارث بن معاوية، وصاحب له -لم يسمه-، وهو أبو جندل بن سهيل) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، وسوى أن ابن أبي فروة اقتصر على الحارث بن معاوية.
ورواة هذه الرواية مختلفو الرتب، فأوثقهم ثابت بن ثوبان، وهو ثقة، والكلاعي وابن إسحاق صدوقان، وأما ابن أبي فروة فمتروك لا يشتغل بروايته.
وأما رواة الوجه الآخر؛ فمع كونهم أكثر؛ فإن فيهم المقدمون في مكحول: العلاء بن الحارث وسعيد بن عبدالعزيز.
ورواية الوجه الثاني بكون مكحول يحكي قصة أبي جندل والحارث بن معاوية مع بلال= تبيِّن سبب دخول الخلل على من رواه على الوجه الأول؛ حيث إن مكحولاً إنما يروي القصة من تلقاء نفسه، فظن بعضهم أنه يرويها عمَّن حصلت له، أو اختصر الأمر وأجمل الإسناد؛ فرواه كذلك، وهو خطأ.
وأما رواية محمد بن راشد والأوزاعي عن مكحول، فمحمد بن راشد صدوق له مناكير، ولا تصح رواية الأوزاعي؛ إذ إن راويها عنه (معاذ بن محمد) ضعيف، في حديثه وهم، وربما اختلط عليه حديث محمد بن راشد بحديث الأوزاعي [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، ولعل هذا الحديث من ذلك، فمدار رواية مكحول عن نعيم بن همار عن بلال على محمد بن راشد، وهو المعروف بها، ورواية الأوزاعي غريبة.
ومن ثم، فالراجح عن مكحول: رواية الأكثر والأوثق عنه، وهي روايته الحديث بقصَّته عن بلال مباشرة.
ومكحول متأخر عن إدراك بلال -رضي الله عنه-، ونص على كون روايته عنه مرسلة: الدارقطني [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)، بل قد نُصَّ على أن مكحولاً لم يسمع إلا من بعض آحاد الصحابة، ليس أحدهم بلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المتن، فقد اجتمع المغيرة بن زياد والعلاء بن الحارث والنعمان بن المنذر ومحمد بن يزيد من رواة الوجه الراجح على جعله من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لا من قوله، وهو الأصح عن مكحول، والعلاء بن الحارث من أعلى أصحاب مكحول وأوثقهم فيه.
وقد ذكر المغيرة والعلاء المسح على الموقين، ولعل ذكر ذلك صحيح عن مكحول.
هـ- الخلاف على محمد بن سيرين في حديث بلال:
التخريج:
1 - محمد بن سيرين، عن أبي جندل بن سهيل، عن بلال:
أخرجه البزار (1379)، والشاشي (969)، والطبراني في الكبير (1/ 362)، من طريق سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 179) عن الجريري، كلاهما (قتادة والجريري) عن محمد بن سيرين، به، بلفظ: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين والخمار، ولفظ البزار: على الخفين والخمار، إلا أن الجريري أبهم اسم أبي جندل، فقال: عن محمد بن سيرين، عن رجل رأى بلالاً ...
2 - محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، عن بلال:
أخرجه الدارقطني في الأفراد (1389 - أطرافه) من طريق عمار بن مطر، عن أبي هلال، عن محمد بن سيرين، به، بلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الموقين والعمامة.
3 - محمد بن سيرين، عن بلال:
أخرجه عبدالرزاق (733) عن هشام بن حسان، وعلقه الدارقطني في العلل (7/ 179) عن يونس بن عبيد، كلاهما عن ابن سيرين، به، ولفظ عبدالرزاق: قال ابن سيرين: دخل رجل على بلال [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6) وهو يتوضأ تحت مثعب، فمسح على خفيه، فقال له الرجل: ما هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار.
دراسة الأسانيد:
اختُلف عن محمد بن سيرين:
• فرواه قتادة - من رواية سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عنه - والجريري عن ابن سيرين، عن أبي جندل، عن بلال، وأبهم الجريري أبا جندل.
• ورواه أبو هلال - من رواية عمار بن مطر عنه - عن ابن سيرين، عن كثير بن أفلح، عن بلال.
• ورواه هشام بن حسان ويونس عن ابن سيرين، عن بلال مباشرة.
ورواية قتادة قال فيها البزار: (ولا نعلم روى هذا الحديث عن قتادة إلا عمر بن عامر) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، وقال الدارقطني: (غريب من حديث قتادة عن ابن سيرين عن أبي جندل عن بلال، تفرد به عمر بن عامر قاضي البصرة عنه، وتفرد به سالم بن نوح عن عمر) [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وسالم بن نوح اختُلف في أمره، وعمر بن عامر المتفرد به عن قتادة صدوق له أوهام، وله مناكير عن قتادة، والظاهر أن هذه الرواية من ذلك؛ لتفرده عن قتادة دون أصحابه الثقات، ولتأديته بقتادة أن يخالف الأثبات عن ابن سيرين.
وأما رواية الجريري؛ فقد علقها الدارقطني ممرضة، قال: (وقيل عن الجريري ... )، وهذا إشعار بعدم ثبوتها عنه، ولم أجدها مسندة، والجريري اختلط، ولا بد من تمييز الراوي عنه لتحديد روايته قبل الاختلاط أم بعده، وليس هنا ما يدل على ذلك.
وأما الوجه الثاني عن ابن سيرين، فقد قال فيه الدارقطني: (تفرد به عمار بن مطر، عن أبي هلال، عن محمد بن سيرين، عن كثير) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9)، وعمار بن مطر هالك متهم بالكذب [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10).
فالراجح عن ابن سيرين إذن: رواية هشام بن حسان ويونس بن عبيد؛ إذ إن هشامًا من أثبت الناس في محمد بن سيرين، ووافقه يونس بن عبيد، وهو من الثقات الأثبات.
وابن سيرين لم يدرك بلالاً، فإنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وقد توفي بلال قبل ذلك بمدة.
ولم يذكر في لفظ الرواية الراجحة المسح على الموقين، بل ذكر المسح على الخفين والخمار، وذلك هو الصحيح عن ابن سيرين.
يتلوه -إن شاء الله- روايات أسامة بن زيد، وأبي سلمة بن عبدالرحمن، وعلي بن أبي طالب؛ ثلاثتهم عن بلال، ثم ختام الكلام على حديث بلال بخلاصةٍ فيها الراجح فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) جاء في مطبوعة المعجم الكبير ونُسخِهِ في هذا الموضع: عن الحارث بن معاوية، عن معاوية الكناني، والظاهر أن غلط، وصوابه: عن الحارث بن معاوية الكندي.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) العلل (7/ 180، 181).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) العلل (7/ 181).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) انظر: ضعفاء العقيلي (4/ 202)، لسان الميزان (6/ 55).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (7/ 182).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) شك عبدالرزاق في كونه بلالاً أو أسامة، ولعل صوابه أن يكون هو بلال؛ لشهرة هذا الحديث عنه، ولكونه مرويًّا عن ابن سيرين من وجه آخر عن بلال.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) مسنده (4/ 213).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 267).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) أطراف الغرائب والأفراد (1/ 267).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) انظر: لسان الميزان (4/ 275).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 10:59]ـ
ما شاء الله ,, تباركَ الله ,,
جهدٌ مبارك, أسأل الله أن ينفع به , وأن يجزل لكم المثوبة ..
هل من الممكن أن يوضع هذا التخريج على ملف ( pdf ) أو ملف وورد؛ حتى تسهل طباعتها والاستفادة منها بشكل أفضل.
وجزيتم الجنة ..
وبلغنا الله وإياكم شهر الصيام والقيام, وجعلنا فيه من المقبولين .. آمين
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 02:01]ـ
توطئة:
مضى في الحلقات السابقة دراسة خمس طرق في حديث بلال بن رباح -رضي الله عنه- في المسح على الموقين، وفي هذه الحلقة دراسةُ ثلاثِ الطرق الباقية من الحديث، وخلاصة الكلام فيه.
و- الخلاف على زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال:
التخريج:
أخرجه الشافعي الأم (1/ 70) -ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن (1/ 281، 2/ 99) -، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1986) -ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4117) -، والطبراني في الكبير (1/ 351)، من طريق بكر بن عبدالوهاب، والنسائي في الصغرى (1/ 81) والكبرى (126) -ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (11/ 144) والمراغي في مشيخته (ص352 - 354) - من طريق سليمان بن داود، وعبدالرحمن بن إبراهيم دحيم، وابن خزيمة (185) -ومن طريقه الجورقاني في الأباطيل والمناكير (370) -، والبيهقي في السنن (1/ 274) ومعرفة السنن (1/ 281، 2/ 100)، وابن عبدالبر في التمهيد (11/ 144، 145)، من طريق يونس بن عبدالأعلى، ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم، وقاسم بن أصبغ في مصنفه -كما نقل عبدالحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (1/ 474)، ومن طريقه ابن عبدالبر في التمهيد (11/ 143) والاستذكار (2/ 245) - من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، وابن حبان (1323) من عن أبي يعلى، والحاكم (1/ 151) من طريق علي بن الحسين بن الجنيد، كلاهما عن محمد بن إسحاق المسيبي [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، وأبو بكر المراغي في مشيخته (ص353، 354) من طريق إسحاق بن بهلول، تسعتهم (الشافعي، وبكر بن عبدالوهاب، وسليمان بن داود، ودحيم، ويونس، وابن عبدالحكم، وأبو الطاهر ابن السرح، والمسيبي، وإسحاق بن بهلول) عن عبدالله بن نافع، والطبراني في الأوسط (8831) من طريق خالدبن نزار، والحاكم (1/ 151) -وعنه البيهقي في معرفة السنن (2/ 100) - من طريق أحمد بن محمد بن نصر [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم (عبدالله بن نافع وخالد بن نزار وأبو نعيم) عن داود بن قيس، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1985) -ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4116) -، والشاشي (967) عن شعيب بن الليث، وابن عدي في الكامل (4/ 272) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4116) من طريق عمر بن سعيد بن سنان، وابن عدي (4/ 272) عن سعيد بن محمد البكراوي، وتمام في الفوائد (613) من طريق الحسن بن جرير، خمستهم (ابن أبي عاصم وشعيب بن الليث وابن سنان والبكراوي والحسن بن جرير) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 128)، والطبراني في الكبير (1/ 171، 351، 14/ 394)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 81)، من طريق أبي مصعب الزهري، كلاهما (ابن كاسب وأبو مصعب الزهري) عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، والشاشي (968) عن أبي بكر الصغاني، عن أبي صالح كاتب الليث، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، والحاكم (1/ 151) من طريق محمد بن إسحاق المعمري، عن عبدالله بن نافع، عن مالك، وعلقه الطبراني في الأوسط (8/ 347) عن الدراوردي، خمستهم (داود بن قيس وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وسعيد بن أبي هلال ومالك والدراوردي) عن عطاء بن يسار، واختلفوا في صيغة الرواية عنه:
فقال داود بن قيس عن زيد بن أسلم: عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال، فذهب لحاجته، ثم خرجا، فسألت بلالاً ... فذكر المسح على الخفين، هذا لفظ الشافعي عن عبدالله بن نافع عن داود، وللباقين نحوه، واختصره بعضهم بدون ذكر القصة، وقال يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه: عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال وعبدالله بن رواحة، أن النبي توضأ في دار حمل، فمسح ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو مصعب الزهري عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه: عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن رواحة وأسامة بن زيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل دار حمل هو وبلال، فخرج إليهما بلال فأخبرهما ... فذكر الوضوء والمسح.
وقال سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم: عن عطاء بن يسار، أن ابن رواحة وأسامة بن زيد أرادا أن يتوضيا، وقد دخل بلال بوضوء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال أحدهما للآخر: حتى يخرج بلال فيخبرنا كيف توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال -يعني: بلال-: ... فذكر الوضوء والمسح.
ولم يسق الطبراني إسناد الدراوردي.
وأما المتن، فقد ذكر المسح على الموقين في بعض طرق رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه فحسب، وأما داود بن قيس وسعيد بن أبي هلال؛ فذكرا المسح على الخفين، وزاد سعيد: والخمار.
دراسة الأسانيد:
اختُلف في هذه الرواية على بعض الرواة ممن هو دون زيد بن أسلم، وفيما يلي توضيح ذلك، ثم توضيح الخلاف على زيد:
أولاً: الخلاف على عبدالله بن نافع:
? رواه الشافعي وبكر بن عبدالوهاب وسليمان بن داود ودحيم ويونس بن عبدالأعلى ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم وأبو الطاهر ابن السرح وإسحاق بن بهلول، عن عبدالله بن نافع، عن داود بن قيس، عن زيد، به.
? ورواه محمد بن إسحاق المسيبي وحده -في رواية علي بن الحسين بن الجنيد عنه-، عن عبدالله بن نافع، عن داود ومالك بن أنس، عن زيد، به، زاد مالكًا في الإسناد.
والمسيبي من جملة الثقات، إلا أن انفراده من بين حفاظ كالشافعي ودحيم ويونس ونحوهم= محل نكارة وغلط، ولو كان الحديث عند مالك لاشتهر عنه وانتشر، وقد كان الثقات يُغَلَّطون في قرن الرواة؛ لحاجة ذلك إلى دقَّة ومزيد تثبت.
وقد نصَّ الحاكم عقب تخريجه على صحته من حديث مالك بن أنس، وفي ذلك نظر ظاهر -كما تبيَّن-.
ثانيًا: الخلاف على عبدالرحمن بن زيد بن أسلم:
? رواه يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال وعبدالله بن رواحة، أن النبي توضأ في دار حمل، فمسح ...
? ورواه أبو مصعب الزهري، عن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن عبدالله بن رواحة وأسامة بن زيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل دار حمل هو وبلال، فخرج إليهما بلال فأخبرهما ... فذكر الوضوء والمسح.
فجعل يعقوب بن حميد الحديث من مسند عبدالله بن رواحة وبلال، ورواه عنهما أسامة بن زيد، وجعل أبو مصعب الحديث من مسند بلال، ورواه عنه أسامة وابن رواحة.
والرجلان صدوقان -على خلاف في ابن كاسب-، وأوثقهما أبو مصعب، إلا أن شيخهما عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدًّا، والظاهر أن هذا الاضطراب منه.
ثالثًا: الخلاف على زيد بن أسلم:
? رواه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه على الوجهين المذكورين سابقًا، وفيهما ذكر عبدالله بن رواحة.
? ورواه داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال.
? ورواه سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن ابن رواحة وأسامة بن زيد أرادا أن يتوضيا ... ، فقال بلال: ... فذكره، وهذا يفيد أن زيد بن أسلم يحكي القصة الواقعة، وينقل فيها قول بلال، فكأنه رواه مباشرة عن بلال.
فأما رواية عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، فقد سلف أنه ضعيف جدًّا، وروايته هذه منكرة على اضطرابه فيها، قال الإمام أحمد -لما سئل عن هذه الراوية-: (ليس بصحيح، ولم يكن عبدالرحمن بصحيح الأحاديث، وهو متروك الحديث) [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وقال الدارقطني -بعد أن ذكر وجه أبي مصعب عن عبدالرحمن بن زيد-: (لا يثبت هذا القول) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
ورواية سعيد بن أبي هلال لم يروها -فيما وجدت- إلا عبدالله بن صالح كاتب الليث، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد، ولم أجد خرج هذا الإسناد إلا الشاشي.
وهذا الإسناد من الأسانيد المصرية الصحيحة، وقد خرج به البخاري عدة أحاديث في صحيحه، وفي تفرد كاتب الليث -مع الكلام في ضبطه- بإسنادٍ كهذا نظر، خاصة أن الحديث كما قال الحاكم: (مشهور بداود بن قيس الفراء) [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6)، ومن طريقه أخرجه الأئمة في كتب السنة المشهورة، كالنسائي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل الحديث قد أُدخل على كاتب الليث فتركَّب له هذا الإسناد، فرواه كذلك للصغاني، ومن قرائن ذلك: أن في رواية سعيد بن أبي هلال ذكر عبدالله بن رواحة، وهو ما جاء به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، والله أعلم.
وبقيت رواية داود بن قيس، وهو من الثقات العباد، وقد جاءت رواية من طريق ثلاثة من الرواة:
الأول: عبدالله بن نافع:
وعنه انتشر الحديث، ورواه الحفاظ كالشافعي ودحيم وغيرهم.
وعبدالله بن نافع هو الصائغ المدني، وهو من فقهاء المدينة، وقد اختلفت فيه أقوال الأئمة، فوثقه بعضهم مطلقًا، وتكلم فيه بعضهم مطلقًا، وتوسط فيه بعض، وفرق بعضهم بين ما حدث به من حفظه وما حدث به من كتابه، وقُدِّم في الرواة عن مالك، وقال الدارقطني: (يعتبر به).
ولعل الصواب في أمره استخلاصًا من كلام الأئمة أن يكون حديثه مراتب:
فما حدث به من حفظه ينُظر فيه، فإن توبع عليه صحَّ، وإن تفرد به ودلت القرائن على نكارته كان منكرًا، وإلا بقي ضعيفًا صالحًا.
وما حدث به من كتابه فهو مستقيم.
وما حدث به عن مالك فإنه حسن لا بأس به، ما لم يخالف أصحاب مالك.
وليس حديثه هذا عن مالك، ولم أجد في الروايات عنه ما يدل على أنه حدث به من كتابه.
لكن ثم قرينتان تدلان على أنه حفظ الحديث وضبطه:
1 - فقد صحح حديثَه هذا الأئمةُ وقبلوه، فصححه محمد بن عبدالله بن عبدالحكم فقيه مصر -وهو أحد رواته-[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7)، واجتباه النسائي في المجتبى، وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصححه الحاكم، وحسنه الجورقاني [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، وقال ابن عبدالبر: (حديث ابن نافع هذا معروفٌ عند أهل المدينة ومصر، رواه ثقات الفقهاء) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
2- ثم إنه قد توبع -كما سيأتي-.
الثاني -عن داود بن قيس-: أبو نعيم الفضل بن دكين:
وقد تفرد عنه -فيما وجدت-: أحمد بن محمد بن نصر أبو نصر اللباد، وهو من طبقة شيوخ شيوخ الحاكم، وقد ترجم له الحاكم في تاريخ نيسابور، فقال: (شيخ أهل الرأي في عصره، ورئيسهم) [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، ولم أجد في ضبطه وحفظه كلامًا، وقد روى كثيرًا عن أبي نعيم وغيره، وصحح الحاكم أحاديثَ عددًا من طريقه، فلعله صدوق في روايته.
إلا أن روايته في هذا الحديث عن أبي نعيم غريبة جدًّا؛ ولم تأتِ عن أبي نعيم إلا من طريق هذا الراوي، مع شهرة أبي نعيم وكثرة أصحابه من الأئمة الحفاظ، ولو كان أبو نعيم يروي الحديث عن داود بن قيس؛ لكانت روايته أولى بالشهرة والانتشار من رواية عبدالله بن نافع، إذ أبو نعيم ثبت حافظ، وقد سبق الكلام في عبدالله بن نافع.
ففي رواية أبي نعيم نظر، ولعله وقع فيها تصحيف أو دخول حديث في حديث، والله أعلم.
الثالث: خالد بن نزار:
وهو ثقة له أخطاء وغرائب [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، ورواه عنه المقدام بن داود، وقد تُكُلِّم في حديث المقدام بعامة، وفي حديثه عن خالد بن نزار خاصة، قال محمد بن يوسف الكندي: (لم يكن بالمحمود في روايته عن خالد بن نزار؛ وذلك لأنهم سألوه عن مولده، فأخبرهم، ثم نظروا إلى الإسطوانة على رأس خالد بن نزار، فإذا سن المقدام يومئذ أربعة أعوام أو خمسة)، وردَّه ابن حجر، قال: (وهذا جرح هين، فلعله سمع عليه وهو صغير) [12] ( http://majles.alukah.net/#_ftn12).
ولعل هذه الرواية صالحة للاعتبار، ومؤيدة لرواية عبدالله بن نافع، عن داود بن قيس.
كما أن الطبراني قد علَّق رواية الدراوردي عن زيد بن أسلم -متابعًا لداود بن قيس-، ولم أجدها مسندة، وهي إن صحت مؤيدة لصحة رواية عبدالله بن نافع عن داود، والله أعلم.
وعلى ذلك، فهذه الرواية عن زيد بن أسلم حسنة الإسناد، وليس فيها إلا عدم ما يثبت سماع عطاء بن يسار من أسامة بن زيد، ولعل الأئمة الذين صححوا هذا الإسناد وقووه وقفوا على ما يفيد ذلك.
وليس في هذه الرواية ذكر الموقين، بل اقتصر فيها على الخفين، وهو الصحيح في متن الحديث من هذا الوجه، والله أعلم.
ز- رواية أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن بلال:
التخريج:
أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 78) عن إبراهيم الحربي، عن العجلي، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به، بلفظ: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين والخمار.
دراسة الإسناد:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الرواية منكرة إسنادًا ومتنًا، فقد رواه جمع عن يحيى بن أبي كثير، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، به، بذكر المسح على الخفين والعمامة -أو: الخمار-، وقد أخرجه البخاري وغيره من هذا الوجه [13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13).
ح- رواية علي بن أبي طالب، عن بلال:
التخريج:
أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 340) من طريق شيبان، عن ليث بن أبي سليم، عن الحكم، عن شريح بن هانئ، عن علي، به، بلفظ: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الموقين والخمار.
دراسة الإسناد:
سبقت الإشارة إلى اضطراب ليث في هذا الحديث، وهذا وجه من اضطرابه فيه، وليس هذا المتن بمحفوظ.
الخلاصة في حديث بلال -رضي الله عنه-:
تبين من الدراسة المطولة السابقة أن الحديث جاء عن بلال من طرق كثيرة، وصح منها الطرق التالية:
1 - أبو قلابة، عن بلال، ولم يسمع منه، ووُقف في هذه الطريق المسحُ على الموقين على بلال، ورُفع المسح على الخفين والخمار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
2 - الحكم، عن بلال، ولم يسمع منه، وذكر فيها المسح على الخفين والخمار -أو: العمامة-.
3 - مكحول، عن بلال، ولم يسمع منه، وذكر فيها المسح على الخفين والموق.
4 - محمد بن سيرين، عن بلال، ولم يسمع منه، وذكر فيها المسح على الخفين والخمار.
5 - عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيد، عن بلال، وفيها كلام في بعض الرواة، واشتباه الانقطاع بين عطاء وأسامة، وذكر فيها المسح على الخفين حسب.
ومما يلاحظ في ذلك: أن الحديث في البصرة (أبو قلابة وابن سيرين) والكوفة (الحكم) والشام (مكحول) = مرسلٌ، وفي المدينة (عطاء عن أسامة) موصول.
وهذه الروايات تعتضد ببعضها، ويزول الضعف الحاصل فيها بورودها من الطرق الأخرى، واجتماع خمس مخارج للحديث تدل على أن له أصلاً عن بلال -رضي الله عنه-.
ويلاحظ في متن الحديث اتفاق رواية أبي قلابة وابن سيرين على أن بلالاً توضأ ومسح، فسئل عن فعله هذا، وكون روايتي أسامة بن زيد ومكحول في حكاية حادثتين أخريين سئل فيهما بلال عن المسح، واقتصار الحكم على المرفوع من الحديث، فلعل بلالاً سئل عن الحديث في حوادث، أو أن بعض الألفاظ من تصرف الرواة وروايتهم بالمعنى.
والأكثر في الحديث -كما هو ظاهر- على ذكر الخفين لا الموقين، وهو الراجح في متنه، والله أعلم.
يتلوه -بعون الله- تخريج بقية أحاديث الباب ودراستها، وهي أحاديث أنس، والمغيرة، وأبي ذر، وأبي هريرة، وصفوان بن عسال -رضي الله عنهم-.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ولم يذكر فيه بلال، ولعله اختصار من الراوي.
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) وقع في مطبوعة المستدرك نسبته: (المعمري)، والظاهر أنه غلط، صوابه: (العمري)، وهو نسبة إلى جده الأعلى، فإنه: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن المسيب بن أبي السائب بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، وقد نقل ابن حجر -في إتحاف المهرة (2/ 645) - إسناد ابن حبان، وفيه (المسيبي)، ثم نقل إسناد الحاكم، فلم يذكر النسبة، وكأنه يحيل إليها في إسناد ابن حبان. ثم وقفت على احتمال الشيخ محفوظ الرحمن في حاشيته على علل الدارقطني (7/ 178) أن الصواب: (المسيبي)، والله أعلم.
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) سقط اسمه في مطبوعة المستدرك، وهو ثابت في رواية البيهقي عن الحاكم، وفي إتحاف المهرة (2/ 645).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 238، 239).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) العلل (7/ 178).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) المستدرك (1/ 151).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) التمهيد (11/ 144).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 382، 383).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) التمهيد (11/ 144).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) الجواهر المضية في تراجم الحنفية (1/ 320، 321)، وترجم له ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 181)؛ لروايته حديثًا عن الإمام أحمد، والذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 261 - 280، ص275).
(يُتْبَعُ)
(/)
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) يستدرك على التهذيبين في ترجمته: توثيق الدارقطني له -في سؤالات السلمي (188) -، وينظر: إكمال تهذيب الكمال، لمغلطاي (4/ 154، 155).
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) لسان الميزان (6/ 84).
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) انظر: إتحاف المهرة (12/ 444)، المسند الجامع (10704).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 08:46]ـ
توطئة:
مضى في الحلقات الماضية تخريج حديث بلال -رضي الله عنه- في المسح على الموقين، وتفصيل تخريج طرقه ورواياته، ودراستها والترجيح فيها.
وفي هذه الحلقة إكمال تخريج أحاديث الباب -سوى حديث بلال-.
2 - حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
التخريج:
أ- عاصم الأحول، عن أنس:
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (1492)، والبيهقي (1/ 289)، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 141)، من طريق الحسن بن الربيع، عن أبي شهاب الحناط، وعلقه الدارقطني في العلل (12/ 102) عن إسماعيل بن نصر، عن عمران القطان، كلاهما (أبو شهاب وعمران) عن عاصم الأحول، به، ولفظ أبي شهاب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الموقين والخمار، ولفظ عمران: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين.
وأخرجه عبدالرزاق (738)، وعلقه ابن حزم في المحلى (2/ 85) عن أبي عاصم الضحاك بنمخلد، كلاهما (عبدالرزاق وأبو عاصم) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة (224) عن عبدة بن سليمان، وابن أبي شيبة (1923، 1925)، وابن المنذر (496) عن إسماعيل بن عمار، والخطابي في غريب الحديث (2/ 513) من طريق محمد بن عبدالملك الدقيقي، والبيهقي (1/ 285) من طريق محمدبن عبيدالله بن المنادي، أربعتهم (ابن أبي شيبة وإسماعيل بن عمار والدقيقي وابن المنادي) عن يزيد بن هارون، والأثرم في سننه (19) من طريق ثابت بن يزيد، والبغوي في الجعديات (2158) من طريق شريك بن عبدالله، وعلقه الدارقطني في العلل (12/ 102) عن علي بن مسهر، وزهير، وطلحة بن سنان، ثمانيتهم (الثوري، وعبدة، ويزيد بن هارون، وثابت بن يزيد، وشريك، وعلي بن مسهر، وزهير، وطلحة) عن عاصم الأحول، قال: قال رأيت أنس بن مالك بال، ثم قام فتوضأ، فمسح على خفيه وعلى عمامته، ثم قام فصلى صلاة مكتوبة. لفظ عبدالرزاق عن الثوري، وللبقية نحوه، واختصره بعضهم، وزاد فيه شريك ألفاظًا وتفاصيلَ في الوضوء، لكن أبا عاصم في روايته عن الثوري ذكر المسح على الجوربين.
وقد قال ابن المنادي في روايته عن يزيد بن هارون: عن عاصم الأحول، عن راشد بن نجيح، قال: رأيت أنس بن مالك دخل الخلاء وعليه جوربان أسفلهما جلود وأعلاهما خز؛ فمسح عليهما، زاد راشد بن نجيح، وذكر المسح على الجوربين.
ب- حميد الطويل، عن أنس:
أخرجه الطبراني في الأوسط (786) من طريق الفيض بن وثيق، عن عيسى بن ميمون، عن حميد، به، بلفظ: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين.
دراسة الأسانيد:
أ- رواية عاصم الأحول، عن أنس:
اختُلف في هذا الحديث عن عاصم الأحول في الإسناد والمتن:
فأما الإسناد:
? فقال أبو شهاب الحناط -من رواية الحسن بن الربيع عنه- وعمران القطان -من رواية إسماعيل بن نصر عنه- عن عاصم، عن أنس، مرفوعًا.
? وقال الثوري وعبدة بن سليمان وثابت بن يزيد وشريك وعلي بن مسهر وزهير وطلحة بن سنان عن عاصم، عن أنس موقوفًا.
واختُلف عن يزيد بن هارون:
? فقال ابن أبي شيبة وإسماعيل بن عمار والدقيقي عنه، عن عاصم، عن أنس موقوفًا.
? وقال ابن المنادي عن يزيد، عن عاصم، عن راشد بن نجيح، عن أنس، موقوفًا.
فأما الخلاف على يزيد بن هارون؛ فإن رواية ابن أبي شيبة (في حفظه وضبطه مع موافقة اثنين له ومتابعة الناس يزيدَ على روايته) هي المعتمدة عن يزيد بن هارون، وأما ابن المنادي فإنه صدوق وله أغلاط، لعل هذا منها، وقد غلط في المتن أيضًا -كما سيأتي-.
وأما الخلاف على عاصم؛ فإن رواية الأثبات: الثوري وعبدة وثابت بن يزيد ويزيد بن هارون عنه على الوقف، وهو الراجح عن عاصم.
وقد روى الوجه المرفوع: أبو شهاب الحناط، وهو صدوق له أوهام، وعمران القطان، من رواية إسماعيل بن نصر عنه، ولم أعرف إسماعيل هذا، والرواية عنه معلقة لا يدرى إسنادها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الإمام أحمد يرضى أبا شهاب الحناط؛ فلذا أعل الحديث بالوقف، لكنه لم يعلِّق الخطأ بأبي شهاب، فقال: (ليس بصحيح، إنما هو: عن أنس، أنه كان يمسح، وكان يقول: حدثنا أصحابنا)، وقال: (هو عن عاصم، عن أنس، موقوفًا)، قال الميموني: قلت: تخاف أن يكون من الحسن بن الربيع؟ قال: (نعم)، قلت: أبو شهاب؟ قال: (ثبْتٌ، وليس هذا من أبي شهاب) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1).
ووافقه الدارقطني في الإعلال بالوقف، فقال -بعد أن ذكر الروايتين المرفوعتين-: (وكلاهما وهم، والصحيح عن عاصم: ما رواه علي بن مسهر وثابت بن يزيد وزهير وطلحة بن سنان عن عاصم، عن أنس موقوفًا، أن أنسًا مسح على خفيه) [2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2).
وأما أبو حاتم الرازي، فوافقهما في الإعلال بالوقف، لكنه أعل المرفوع برواية راشد بن نجيح، قال: (هذا خطأ، إنما هو: عاصم، عن راشد بن نجيح، قال: رأيت أنسًا مسح على الخفين؛ فعله) [3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)، ولم أجد لذلك وجهًا، والأرجح قول أحمد والدارقطني؛ فإن رواية راشد بن نجيح معلولة -كما سبق-.
وأما المتن، فقد اختُلف عن عاصم فيه:
? فجاء في رواية أبي شهاب الحناط المرفوعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الموقين والخمار.
? وجاء في رواية عمران القطان المرفوعة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على الجوربين.
? وجاء في رواية أبي عاصم عن الثوري عن عاصم: أن أنسًا مسح على جوربيه.
? وجاء في رواية ابن المنادي عن يزيد بن هارون عن عاصم عن راشد بن نجيح: أن أنسًا مسح على جوربيه.
? واتفقت بقية الروايات على ذكر المسح على الخفين والعمامة.
وقد سبق بيان الخطأ الإسنادي في الروايتين المرفوعتين، وفي رواية ابن المنادي عن يزيد، والغلط في الإسناد مع المخالفة في المتن قرينة قوية على الغلط فيه.
وأما رواية أبي عاصم عن الثوري؛ فإنها معلقة لا يدرى إسنادها، والأرجح رواية عبدالرزاق عن الثوري؛ لكون الثوري فيها يوافق الجماعة الثقات عن عاصم الأحول، وروايتهم هي الراجحة عنه.
ب- رواية حميد الطويل، عن أنس:
في إسنادها: الفيض بن وثيق، وقد كذبه ابن معين وشدد فيه، وذكره ابن حبان في الثقات [4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4)، وشيخه عيسى بن ميمون منكر الحديث، فهذا الوجه عن أنس واهٍ، قال إبراهيم الحربي: (غيره أوثق منه -يعني: عيسى بن ميمون-، وحديثه هذا منكر) [5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5).
وإنما روى حميد عن أنس مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما موقوفًا من فعله، ونَسَبَهُ كذلك إلى ابن مسعود، كذلك رواه أصحاب حميد عن حميد [6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6).
3- حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-:
التخريج:
أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (4232 - السفر الثاني) عن موسى بن إسماعيل، وابن المنذر في الأوسط (492) والطبراني في الكبير (20/ 379) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبدالله المزني، عن حمزة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الموقين والخمار.
دراسة الإسناد:
حديث المغيرة في المسح من أشهر أحاديث الباب، إلا أن ذكر الموقين فيه غريب، ولم أجده إلا في هذه الطريق.
وقد روى الحديث عن حميد غير واحد، وعن بكر غير واحد، فذكروا المسح على الخفين والعمامة، ولا يذكر فيه المسح على الموقين إلا حماد بن سلمة، ويظهر أنه قد أخطأ فيه.
4 - حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-:
التخريج:
أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في مشيخته -كما ذكر ابن دقيق العيد في الإمام (2/ 200) -، والطبراني في الأوسط (6220) عن محمد بن علي الصائغ، كلاهما (يعقوب والصائغ) عن المسيب بن واضح، عن مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، عن حميد بن هلال، عن عبدالله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ومسح على الموقين والخمار. لفظ يعقوب، ونحوه للصائغ، ولم يذكر الوضوء.
دراسة الإسناد:
قال الطبراني عقبه: (لم يرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن الحسين، تفرد به المسيب بن واضح).
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسناد فوق المسيب بن واضح ظاهره الصحة، بل إن مسلمًا أخرج في صحيحه عدة أحاديث بسلسلة (حميد بن هلال، عن عبدالله بن الصامت، عن أبي ذر)، ولذا فقد ذكر ابن حزم هذا الحديث في جملة من الأحاديث في المسح، وقال: (فهؤلاء ستة من الصحابة ... كلهم يروي ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأسانيد لا معارض لها، ولا مطعن فيها) [7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7).
إلا أن المتفرد بهذا الحديث: المسيب بن واضح؛ قد تكلم فيه، وضعفه غير واحد، وشدد فيه بعضهم، وذكروا أن له أخطاء كثيرة [8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8)، ومن كانت حاله كذلك فإن تفرده بمثل هذا الإسناد الصحيح في هذه الطبقة المتأخرة= تفرد منكر غير مقبول.
5 - حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-:
التخريج:
أخرجه الطبراني في الأوسط (1473)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 186)، من طريق معلى بن عبدالرحمن، عن عبدالحميد بن جعفر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار -يعني: العمامة-. لفظ الطبراني، ولفظ الخطيب: مسح على الموقين والخمار.
دراسة الإسناد:
قال الطبراني عقبه: (لم يرو هذا الحديث عن عبدالحميد إلا معلى)، وقال الدارقطني: (تفرد به معلى بن عبدالرحمن عن عبدالحميد بن جعفر عن يحيى) [9] ( http://majles.alukah.net/#_ftn9).
ومعلى بن عبدالرحمن متروك متهم بالوضع والكذب، وإنما روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، مرفوعًا، بذكر المسح على الخفين والخمار -أو العمامة-، كما سبقت الإشارة إليه في وجه أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن بلال بن رباح.
6 - حديث صفوان بن عسال -رضي الله عنه-:
التخريج:
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 285) من طريق الخليل بن زكريا، عن هشام الدستوائي والحسن بن أبي جعفر، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن صفوان، به، وفيه: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الموقين والخمار.
دراسة الإسناد:
هذا الحديث معروف من حديث عاصم، عن زر، عن صفوان [10] ( http://majles.alukah.net/#_ftn10)، وقد رواه جمع كثير عن عاصم، فلم يسق أحد فيه هذا اللفظ، ولم يذكر أحد فيه المسح على الموقين، ولم أجد ذلك إلا في هذه الطريق، وإنما ذكروا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرهم بالمسح على الخفين، ووقَّت لهم ذلك بثلاث للمسافر ويوم وليلة للمقيم، وفي الحديث قصة وتفاصيل أخرى.
والخليل بن زكريا متروك متهم بالكذب، ولا نظر لروايته.
الخلاصة:
تبين مما سبق أنه لم يصح حديث في المسح على الموقين، وقد قال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل: قلت لأبي: رجل مسح على خفيه، ثم لبس فوقهما جرموقين، أله أن يمسح فوق الجرموقين؟ قال: (هذا لا يعجبني) [11] ( http://majles.alukah.net/#_ftn11)، وهذا من الإمام أحمد مع روايته بعضَ أحاديث المسح على الموقين إشارةٌ إلى أنها لم تثبت عنده -فيما يظهر-.
والله أعلم، وله الحمد على ما وفق.
هذا، وقد بقيت في أحاديث كتاب الطهارة من (الروض) بقية، سائلاً الله أن ييسر العمل على بحثها وتخريجها، وأن يبارك فيما مضى ويلحق، وينفع به كاتبه وقارئه، إنه سميع قريب.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 225).
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) العلل (12/ 102).
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) علل ابنه (1/ 73).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) انظر: لسان الميزان (4/ 455).
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) شرح مغلطاي على ابن ماجه (2/ 226).
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) انظر: إتحاف المهرة (1/ 603، 604، 10/ 166)، الطهور، لأبي عبيد (357).
تنبيه: تصحف متن هذا الأثر على ابن المنذر إلى: (فمسح على خفيه)، فذكره في كتاب المسح على الخفين من الأوسط (1/ 431).
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) المحلى (2/ 59، 60).
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) انظر: لسان الميزان (6/ 40).
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) أطراف الغرائب والأفراد (2/ 362).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) انظر: المعجم الكبير (8/ 56 - 66)، إتحاف المهرة (6/ 296 - 299)، المسند الجامع (5392).
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) مسائل عبدالله (ص34).
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 06:30]ـ
ياليت تثبتون هذا الموضوع
فوالله إني لا أعلم على الإطلاق في جميع المواقع العلميه موضوعا في علوم الحديث أحق وأجدر بالتثبيت منه
أسأل الله العظيم الكريم أن يديم لنا الشيخ محمد بن عبد الله و أن يستمر في نشاطه لتكملة هذه السلسلة المباركة والتي هي مدرسة لمن تدبرها(/)
سؤال عن الرواي محمد بن جعفر الإمام بدمياط
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:56]ـ
في معجم الطبراني عن محمد بن عبدوس و في معجم بن المقرئ عن محمد بن عبد الرحمن الأرزناني عن محمد بن جعفر الإمام بدمياط كل منهما عن علي بن الجعد عن ورقاء بن عمر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن ابي سعيد الخدري و لفظيهما: الطبراني: إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، أو أسفل من الكعبين، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا، ابن المقرئ إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين، ما أسفل الكعبين ففي النار.
قال الطبراني "لم يرو هذا الحديث عن ورقاء إلا علي بن الجعد"
هل الراوي المذكور محمد بن جعفر هو المعروف بابن الإمام سكن دمياط وثقه النسائي و توفي سنة ثلاث مئة؟
و بارك الله فيكم
ملاحظة
الظاهر انه لم يتفرد به علي بن الجعد, رواه الصمد بن النعمان عن ورقاء في الفوائد الشهير بالغيلانيات لأبي بكر الشافعي:
عن محمد (و هو محمد بن غالب) قال: حدثني عبد الصمد (بن النعمان)، حدثني ورقاء، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن ابي سعيد و ابي هريرة عن رسول الله عليه الصلاة و السلام إزرة المؤمن إلى أنصاف الساق لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من الكعبين في النار، لا ينظر الله تعالى إلى من جر إزاره بطرا. و السند حسن
و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 01:10]ـ
هو الأشبه به، واسمه بالكامل:
أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن عمر بن راشد الحنفي الرافقي الربعي _ مولاهم _ البغدادي، ابن الإمام الدمياطي.
وقريب منه في الصفات جدا وفي الطبقة وفي الشيوخ وفي نزول مصر: أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أعين البغدادي المتوفى سنة 293هـ، أخو عبيد الله بن جعفر.
وعلى الحالين؛ فكلاهما (ثقة).
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 01:18]ـ
بارك الله فيك
هل يمكن التفريق بينهما بإستقراء إسمه في المعجم أو أن الطبراني يروي عن كليهما؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 02:04]ـ
أحسنت (أبا عبد الرحمن) ونفع الله بك آمين
الإمام الطبراني يروي عنهما جميعا، وعندما يروي عنهما فإنه يروي مصرحا باسميهما كاملين، وروايته عن (ابن أعين) أكثر بكثير من روايته عن (ابن الإمام)؛ انظر على سبيل المثال [لابن أعين]: (المعجم الكبير 23/ 19)، (22/ 434، 435، 445، 450)، (18/ 178)، (10/ 175)، (8/ 14، 201)، (7/ 207)، (3/ 26)، (المعجم الصغير 2/ 186)، (المعجم الأوسط 6/ 341، 342، 344، 345، 347، 348).
وانظر على سبيل المثال [لابن الإمام]: (المعجم الصغير 2/ 195)، (المعجم الأوسط 6/ 354، 356، 357، 358، 359، 361).
وهذه قاعدة ثابتة عند الإمام الطبراني في التحديث عنهما، يميز بينهما بالتصريح باسميهما كاملين.
وسألفت نظرك أخي الحبيب إلى معلومة مهمة عند الإمام الطبراني: فهو غالبا جدا عندما يروي عن شيخ اسمه يتفق وشيخ آخر فإنه يكتب اسمه في الكامل في أول حديث جديد يرويه عنه، فإن كان الحديث المسرود خلف الحديث الذي رواه من طريقه أيضا؛ فإنه في هذه الحالة يكتفي في بعض الأحيان بذكر اسمه واسم أبيه، فإذا أتت الرواية لحديث آخر لراوٍ جديد يحمل نفس الإسم كتبه كاملا حتى يميزه عمن سبقه، فإن كان الحديث القادم من روايته أيضا؛ اكتفى باسمه واسم أبيه وهكذا.
فهذا غالبا جدا صنيع الإمام الطبراني في تمييز شيوخه، وحقيقة لا أخفيك إن قلت: الإمام الطبراني من تتبع طريقته وجد بحث أسماء الشيوخ عنده سهل وميسر وواضح.
ويعلم الله لمعاجم الطبراني الثلاثة لأنه يمكن أن يستخرج منها علوم حديثية لا يعلم قدرها وفائدتها إلا الله، فآهٍ لو خدمت معاجمه!! ففيها علم كبير كثير.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 02:39]ـ
بارك الله فيك و نفع المسلمين بك(/)
نريد جمع أسماء الرُّدَفَاء من الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في دابته.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعني بهذا اللفظ من ثبت في السنة الصحيحة أن رسول صلى الله عليه وسلم أردفه، ويحضرني الآن أربعة فقط:
1 الفضل بن عباس
2 - أسامة بن زيد
3 - معاذ بن جبل
4 - الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنهم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 11:13]ـ
للفائدة:
ليحيى بن عبد الوهاب ابن منده، كتاب تحت عنوان: ((معرفة أسامي أرداف النبي صلى الله عليه وسلم)) بتحقيق يحيى مختار، نشر (المدينة للتوزيع) عام 1410 بيروت.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 11:22]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل،
لم أكن أعرف هذا الكتاب وإن كنت أحدث نفسي عند كتابة السؤال بأن الموضوع قد طُرق من قبل وأُفردت له مصنفات.
وعلى كل حال استفدت معرفة كتاب.
وكم عددهم في هذا الكتاب ياشيخنا؟ فإن في الركوب خلف رسول الله صلى عليه وسلم منقبة وفضلاً.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:21]ـ
عددهم 32 صحابيا.
وفي المرفقات الكتاب السابق بصيغة ebook
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 02:15]ـ
أخي العزيز
جاء في دليل الفالحين لابن علان الشافعي أنه جمع مايقارب الاربعين صحابيا وهذه أسماءجماعة منهم قال:
لقد أردف المختار طه جماعة
فسنّ لنا الإرداف إن طاق مركب
أبو بكر عثمان عليّ أسامة
سهيل سويد جبرئيل المقرب
صفية والسبطان ثم ابن جعفر
معاذ وقيس والشريد المهذ
وآمنة مع خولة وابن أكوع
وزيد أبو ذر سما ذاك جندب
معاوية زيد وخوّات ثابت
كذاك أبو الدرداء في العدّ يكتب
وأبناء عباس وابن أسامة
صديّبن عجلان حذيفة صاحب
كذلك جافيهم أبو هرّ من روى
ألوفاً من الأخبار تروي وتكتب
وعد من الإرداف ياذا أسامة
هو ابن عمير ثم عقبة يحسب
وأردف غلماناً ثلاثاً كذا أبو
إياس وأنثى من غفار تقرب
وأردف شخصاً ثم أردف ثانياً
وما سميا فيما روى يا مهذب
أولئك أقوام بقرب نبيهم
لقد شرفوا طوبى لهم يا مقرب
1/ 229
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 02:36]ـ
هذا وقد جمعهم محمد بن يوسف الصالحي (ت: 942هـ) في كتابه سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (7/ 606 وما بعدها)؛ فقال:
فيمن حمله صلى الله عليه وسلم وهم نحو الخمسين (*)
أفرد أسماءهم الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الحافظ الكبير ابن عبد الله بن مندة رحمهم الله تعالى في جزء لطيف وبلغ بهم أني زدت إليهم جماعة مزجت أسماءهم بصورة وروى الإمام أحمد والبخاري وأبو يعلى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر، وغزا أردف كل يوم رجلا من أصحابه.
الأول: جبريل.
الثاني: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
وروى الإمام أحمد والبخاري عن محمد بن يحيى بن عمر وابن أبي شيبة عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهو مردف أبا بكر فذكر حديث الهجرة وتقدم.
الثالث: أبو ذر رضي الله تعالى عنه.
وروى أبو داود عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار، والشمس عند غروبها فقال: (هل تدري أين تذهب) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تغرب في عين حمئة).
الرابع: عثمان.
روى ابن مندة عن خالد الزياد عمن أخبره أن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالروحاء عند مقدمه من بدر فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من غرز الركاب، وقال لعثمان: (اركب فردفه)، فنفخ عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسكت)، قال يوسف البهلول أحد رواته أي اسكت، فإن الله تعالى زوجك أختها.
الخامس: علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
روى عن عرفة بن الحارث رضي الله تعالى عنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وأتي بالبدن فقال: (ادعوا لي أبا الحسن)، فدعى علي رضي الله تعالى عنه فقال: خذ بأسفل الحربة، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها، فطعن بها البدن، فلما فرغ ركب البغلة، وأردف عليا رضي الله تعالى عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى عن عمرو بن رافع المزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بعد الظهر على بغلة، ورديفه علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
السادس: عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى قال: أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابته، فلما استوى عليها كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، وحمد ثلاثا، وسبح ثلاثا، وهلل الله تعالى واحدة.
السابع: أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما.
روى البخاري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلة مردفا أسامة بن زيد وذكر الحديث.
وروى الإمام أحمد والشيخان عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار عليه إكاف تحته قطيفة فركبه، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود عبادة بن الصامت في بني الحارص من الخزرج - الحديث.
الثامن: أبو المليح بن أسامة رضي الله تعالى عنه وروى الحاكم في المستدرك والنسائي واللفظ له عن أبي المليح بن أسامة رضي الله تعالى عنه، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقل تعس الشيطان، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صرعته ولكن قل: باسم الله، فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب).
التاسع: زيد بن ثابت.
العاشر: سهيل بن بيضاء رضي الله تعالى عنه وهو وهب بن ربيعة بن هلال بن وهب ابن ضبة توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد رضي الله تعالى عنه.
وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير، وابن أبي شيبة، وابن مندة، وعبد بن حميد وابن حبان عنه قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا رديفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا سهيل بن بيضاء) ورفع صوته مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يجيبه سهيل، فسمع الناس صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا أنه يريدهم فحبس من كان يسن يديه، ولحقه من كان خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله عزوجل على النار، ووجبت له الجنة).
الحادي عشر: معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه.
وروى البزار بسند رجاله ثقات عن أبي هريرة، والإمام أحمد، والشيخان عن أنس، والإمام أحمد، والشيخان، والترمذي عن معاذ رضي الله تعالى عنهم أن معاذا كان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير، ليس بينه، وبينه شئ إلا مؤخرة الرحل، فقال: (يا معاذ) فقال: لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: (يا معاذ بن جبل): قال لبيك يا رسول الله، وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل): فقال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: هل تدري ما حق الله تعالى على العباد؟ قال معاذ: الله ورسوله أعلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن حق الله عز وجل على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا)، ثم سار ساعة ثم قال: (يا معلذ بن جبل) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله؟) قال: الله أعلم قال: (حق العباد على الله عز وجل ألا يعذبهم) قال: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: (لا تبشرهم فيتكلوا)، فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.
الثاني عشر: حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما.
روى البزار برجال ثقات عنه رضي الله تعالى عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا حذيفة: أتدري ما حق الله تعالى على العباد) قلت: الله ورسوله أعلم قال: (يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا)، ثم قال: (يا حذيفة) قلت: لبيك يا رسول الله، قال: أتدري ما حق العباد على الله تعالى إذا فعلوا ذلك؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال: (يغفر لهم).
الثالث عشر: الفضل بن العباس رضي الله تعالى عنهما.
روى الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: لما كان في حجة الوداع قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردف الفضل بن العباس، فقال: (يا أيها الناس خذوا مني العلم، قبل أن يقبض العلم، أو قبل أن يرفع العلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الأئمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: مان الفضل بن العباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم - الحديث ويأتي بتمامه في حجة الوداع وفي النكاح إن شاء الله تعالى.
الرابع عشر: عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما.
وروى الإمام أحمد، ومسلم وأبو داود، وابن ماجه عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلي حديثا، لا أحدث به أحدا من الناس.
الخامس عشر: أبو هريرة رضي الله تعالى عنه، ذكر المحب الطبري في سيرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عربا إلى قباء، وأبو هريرة معه، فقال: (يا أبا هريرة أحملك؟) فقال: ما شئت يا رسول الله، قال: (اركب)، فوثب أبو هريرة ليركب فلم يقدر، فاستمسك، برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقعا جميعا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: (يا أبا هريرة أحملك؟) فقال: ما شئت يا رسول الله، قال: (اركب)، فوثب أبو هريرة ليركب، فلم يقدر أبو هريرة على ذلك، وتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعا جميعا، ثم قال: (يا أبا هريرة أحملك؟)، فقال: لا، والذي بعثك بالحق نبيا، لا أرميك ثلاثا.
روى عنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أبا هريرة)، أو (يا أبا هر هلك الأكثرون، إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال: بالمال هكذا وهكذا).
السادس عشر: قثم كما تقدم في باب حمله صلى الله عليه وسلم واحدا أمامه، وواحدا خلفه، عن ابن عباس في رواية الإمام أحمد والشيخان حيث قال: أو قثم خلفه، والفضل بين يديه.
السابع عشر: زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه.
روى عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مردفني إلى نصب من الأنصاب وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته، وهو مردفني خلفه، فلما كان بأعلى مكة لقيه زيد بن عمرو بن نفيل فذكر الحديث.
الثامن عشر: ثابت بن الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي أبو زيد رضي الله تعالى عنه [قال] أبو زرعة الرازي - وهو من هل الصفة، وممن بايع تحت الشجرة، وكان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، ودليه إلى حمراء الأسد.
التاسع عشر: الشريد بن سويد الثقفي أبو عمرو رضي الله تعالى عنه.
روى البخاري في الأدب عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أما تروي لأمية بن أبي الصلت) قلت: بلى قال: (هيه).
العشرون: سلمة بن عمرو بن وهب بن سنان، وهو الأكوع الأسلمي رضي الله تعالى عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا المدينة.
وروى الطبراني، برجال ثقات، عن سلمة رضي الله تعالى عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا، ومسح رأسي مرارا، واستغفر لي، ولذريتي عدد ما بيدي من الأصابع.
الحادي والعشرون: علي بن أبي العاص بن الربيع، قال مصعب الزبيري: أردفه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقال الزيبر بن بكار: حدثني عمر بن أبي بكر الموصلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف علي بن أبي العاص على راحلته يوم الفتح.
الثاني والعشرون: غلام من بني عبد المطلب.
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح استقبله غلامان من بني عبد المطلب، فحمل أحدهما بين يديه والآخر خلفه.
الثالث والعشرون: عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما عن أبي مليكة أن ابن الزبير قال لعبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما: أتذكر يوم تلقانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملني وتركك.
الرابع والعشرون: أسامة بن عمير الهذلي رضي الله تعالى عنه.
وروى الطبراني، برجال الصحيح، عنه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان فقال: (لا تقل تعس الشيطان، فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صرعته ولكن قل: باسم الله، فإنه يصير مثل الذباب).
الخامس والعشرون: رجل لم يسم يحتمل أنه أسامة الذي قبله، ويحتمل أنه أسامة الذي قبله، ويحتمل أنه غيره.
وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فعثر فقلت تعس الشيطان - الحديث.
السادس والعشرون: رجل آخر لم يسم.
(يُتْبَعُ)
(/)
روى أبو داود عن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فجاءه ناس.
السابع والعشرون: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله تعالى عنه.
روى عنه قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، فجعلت فمي على خاتم النبوة، فجعل ينفخ علي مسكا، ولقد حفظت منه تلك الليلة سبعين حديثا، ما سمعها أحد معي.
الثامن والعشرون، عبيد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتله رجل فقال: يا رسول الله أن أمه عجوز كبيرة إن حرمها خشى أن يقتلها، وإن حملها لم تستمسك فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحج عنها.
التاسع والعشرون: عقبة بن عامر.
الثلاثون: أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله تعالى عنه قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، الولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله عز وجل).
الحادي والثلاثون: أبو الدرداء عويمر بن مالك، ويقال ابن ثعلبة بن مالك، ويقال غير ذلك رضي الله تعالى عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أبا الدرداء، من شهد إن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة).
الثاني والثلاثون: أبو إياس رضي الله تعالى عنه.
روى ابن منده، والحارث بن أبي أسامة رضي الله تعالى عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (قل)، فقلت: ما أقول؟ فقال: (قل هو الله أحد) حتى ختمها، وقال: (قل أعوذ برب الفلق) وقال: (قل أعوذ برب الناس) ثم قال: (يا أبا إياس ما قرأ الناس بمثلهن).
الثالث والثلاثون: قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم دار سعد فقام على بابها فسلم فرد سعد وخافت، ثم سلم فرد سعد وخافت، ثم سلم فرد سعد وخافت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك انصرف راجعا، وخرج سعد يسعى في أثره، فقال: بأيي أنت وأمي يا رسول الله، ما منعني أن أرد عليك إلا لتكثر لنا من السلام، فأدخل يا رسول الله فدخل فوضع له ماء يستبرد به، فاغتسل، ثم جلس فقال: (اللهم صلي على الأنصار، وعلى ذرية الأنصار، وعلى ذرية ذرية الأنصار)، فلما أراد أن يرجع أتي بحمار وجعلت عليه قطيفة - ما هي بخز - وقرام عربي فأرسل ابنه معه ليرد الحمار، قال: (احمله بين يدى)، فقال: سبحان الله يا نبي الله أحمله بين يديك؟ قال: (نعم، هو أحق بصدر حماره)، قال: هو لك يا رسول الله قال: (احمله إذا خلفي).
الرابع والثلاثون: خوات بن جبير الأنصاري رضي الله تعالى عنه، قال ابن منده كان
ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر، فرده من الروحاء لأنه اشتكى هذا آخر ما أورده ابن منده رحمه الله تعالى.
الخامس والثلاثون: الحسن أو الحسين رضي الله تعالى عنهما.
السادس والثلاثون: معاوية.
روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما فقال له: (ما يليني منك يا معاوية؟) قال: بطني، قال: (اللهم املأه حلما)، قال ابن عائذ: فذاكرت به أبا مسهر فقال: نعم فيه من صدقه أنه حشي حلما.
وروى عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: كان معاوية رضي الله تعالى عنه ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما يليني منك؟) قال: بطني قال: (ملأ الله بطنك حلما).
السابع والثلاثون: صفية بنت حييي رضي الله تعالى عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: إقبلنا من خيبر، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حييي قد حازها، وكنت أراه يجري، وأراه بعباءة، أو بكساء، ثم يردفها.
وروي عنه: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه فعثرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته وصفية رديفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوثب أبو طلحة فقال: (أضررت؟ فقال: (لا)، عليك بالمرأة)، قال: فألقيت على وجهي ثوبا، فألقيته عليها.
الثامن والثلاثون: امرأة من بني غفار رضي الله تعالى عنها.
روى الإمام أحمد وأبو داود عنها رضي الله تعالى عنها قالت: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيبة رحله، فوالله لا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح فأناخ وتوليت من حقيبة رحله وإذا بها دم، وكانت أول حيضة حضتها قالت: فتقبضت إلى الناقة، واستحيت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم، قال: (لعلك نفست؟) قلت: نعم، قال: (فأصلحي من شأنك، ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا، ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمر كبك)، قالت: فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وهب لنا من الفئ.
التاسع والثلاثون ... (1)
الأربعون: بريرة.
الحادي والأربعون: خولة بنت قيس.
الثاني والاربعون: آمنة كما ذكر في النظم الآتي.
وقد نظم أسماءهم بعضهم فقال
وإردافه جم غفير فمنهم * علي وعثمان سويد وجبريل
أسامة والصديق ثم ابن جعفر * وزيد وعبد الله ثم سهيل
معاوية قيس بن سعد صفية * وسبطاه ماذا عنهم سأقول
معاذ أبو الدرد بريدة عقبة * وآمنة إن قام ثم دليل
وأولاد عباس كذا قال شارح * أسامة والدوسي فهو نبيل
كذلك خوات حذيفة سلمة * كريم وأما وجهه فجميل
كذا بنت قيس خولة وابن أكوع * وقدرهم في العالمين جليل
كذلك غلمان ثلاث وزاد أبا * إياس وحسبي الله فهو وكيل
كذلك زيد جابر ثم ثابت * فعن جبهم والله لست أحول
وقد ذيلها بعضهم فقال
هناك رجال لم يسموا حذيفة * غفارية فاعلمه ثم أقول
صدي بن عجلان سويد أبو ذر * فذلك حاز الفضل وهو جزيل
كذاك أبو هر رووه فكن له * سميعا رواة النقل
ثم عدول وعقبة بن عامر لم يروا له * عليك بها يدعى لدي نبيل
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) كذا بالأصل.
(*) هذا نقل من الكتاب، والأحاديث تحتاج إلى دراسة حديثية، فبعضها لا يقوم إسناده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 08:10]ـ
جزاكم الله خيرا
انا الآن بصدد تصوير جزء ابن منده المذكور
وساتحفكم فور الفراغ من تنسيقة ان شاء الله تعالى(/)
إشكاليةُ فّهمِ العلاقَةِ مع نصِّ الناقدِ (التقريب أنموذجاً)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 11:19]ـ
كثيراً ما يلحَظُ المتأملُ عكوفَ ولهَفَ الباحثينَ وطلبةَ الحديثِ في إدراكِ مقعدِ الراوي عندَ الحافظ-رحمه الله- صحَّةً وضَعفا ...
وهذه ظاهرةٌ صحيةٌ - ولا شكَّ - وتشفُّ عن اعتدادِ الباحثينَ وطلبةِ الحديثِ بنصوص النقاد واحتفائهم بآرائهم واجتهاداتهم ...
وليس الإشكالُ في ذات العلاقة وإنما في إشكالٍ يظهرُ عندَ بعضِ المشتغلينَ بالسنَّة في فهم العلاقة ...
فثمة فهم ٌيجنَحُ إلى تسليمِ أزمَّة نقد الرجال للحافظ –رحمه الله- كونه صاحبَ استقراء وفهمٍ ثاقبٍ لنصوصِ النقاد المتقدِّمينَ في الرَّاوي-وهذا لا مريةَ فيه- ويَرى هذا الرأي أيضاً أن رأيه في (التقريب) بمنزلة الفَيصلِ في الحُكم وحَذَامِ عند أهلها ...
والملاحظُ للمشهدِ الحديثي المعاصرِ وحالِ طلبةِ السنَّة يرى الرأي السالفَ ماثلاً أمامَهُ وإن كان أربابُ المشهدِ لا يصرِّحون بقطعية نصِّ الحافظِ وإنمَّا لسانُ حالهِم يصرخُ بهذا حتى كأنك لتسمعُ له دويَّا أو طنيناً على أقلِّ تَقدير ...
وهنا مكمنُ الخلَلِ في فهم العلاقةِ بين الباحث ونص الحافظِ –رحمه الله- ...
فليستِ العلاقةُ مبنيةً على فردِّيةِ رأي الحافظِ ..
فلِمَا (التقريب) وحسبْ؟؟؟
ولما لا نأخذُ باجتهادِ الإمام الذهبي-رحمه الله- في (الكاشف)؟؟؟
مع أن الإمامَ الذهبيَّ-رحمه الله- من أهلِ الإستقراء ِالتَّامِ في نَقْدِ الرِّجال كما وصَفَه بذلك الإمامُ الحافظُ-رحمه الله- ..
وهذا الإشكالُ هو الذي نهى عنه أئمةُ الدينِ وأساطينه بَلْهَ نهى عنه الحافظُ نفسُهُ-رحمه الله- ...
والفهمُ الصحيحُ يتأتَّى في استعراضِ نصوصِ النقَّادِ المتقدمينَ في الراوي ومحاولةِ استخلاصِ رأيٍ عبرَ استخدامِ تقنياتٍ معروفةٍ للمُشْتغلِ في أحوالِ الرِّجال ويخلُصُ الباحثُ بعدَ إعمالِ تلكَ التَّقنياتِ بما يظهر له ويترجَّح سواء ً وافق ما في (التقريب) أو خالفَ ...
والإعمالُ السابقُ مرتبةٌ عاليةٌ لا تجيءُ بسهولةٍ للباحثِ إلا بعدَ إدراكِ أعماقِ أصولِ النقدِ وأبعادَ إطلاقَِ المصطلحِ النَّقديِّ ومراتبَ الرواةِ وقوالبَ البيانِ والمرانِ والدُّربةِ مع ما سَبَقَ ...
كحال الشيخِ المحدِّث عبد الله السعد-حفظه الله- فتراهُ خيرَ مثالٍ على ما سبقَ، مع ما حباه اللهُ من قدرةٍ على تتبِّع روايةِ الرَّ اوي ممَّا له أكبرُ الأثرِ في تحريرِ رأيٍ في الراوي مبنيٍ على روايتهِ أكثرَ من كونِ الأمرِ لا يعدو ترجيحَ قولٍ على قول ...
فالحاصلُ أن رأي الإمام ِالحافظِ-رحمه الله- كرأي غيرِه من النقَّاد ..
وأمَّا أن نرتهَنَ لرأي الحافظِ-رحمه الله- دونَ غيره فذلكَ مما حذَّرَ منه الأئمة كما أسلفتُ ...
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
ـ[سامح الوصيف]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:39]ـ
بارك الله فيك وأسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك
وارجوا منك اعادة كتابة الرسالة مرة اخر بخط واضح لوجود تعب فى العين
وارجوا منك ايضا ارسال كتاب (قيمة الزمن عند العلماء)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 03:11]ـ
بارك الله فيك وأسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك
وارجوا منك اعادة كتابة الرسالة مرة اخر بخط واضح لوجود تعب فى العين
حبا وكرامة ...
وإن شئت يا أخي انسخ المقالة واجعلها في الوورد واختر الخط والحجم المرغوب ...
ولكني سأخدمك لأنك طالب حديث وخير مني-أحسبك-
وارجوا منك ايضا ارسال كتاب (قيمة الزمن عند العلماء)
لعلك تبحث عنه في الشبكة-تكرما- لأني على أهبة السفر ...
وإليك نص المقالة:
كثيراً ما يلحَظُ المتأملُ عكوفَ ولهَفَ الباحثينَ وطلبةَ الحديثِ في إدراكِ مقعدِ الراوي عندَ الحافظ-رحمه الله- صحَّةً وضَعفا ...
وهذه ظاهرةٌ صحيةٌ - ولا شكَّ - وتشفُّ عن اعتدادِ الباحثينَ وطلبةِ الحديثِ بنصوص النقاد واحتفائهم بآرائهم واجتهاداتهم ...
وليس الإشكالُ في ذات العلاقة وإنما في إشكالٍ يظهرُ عندَ بعضِ المشتغلينَ بالسنَّة في فهم العلاقة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فثمة فهم ٌيجنَحُ إلى تسليمِ أزمَّة نقد الرجال للحافظ –رحمه الله- كونه صاحبَ استقراء وفهمٍ ثاقبٍ لنصوصِ النقاد المتقدِّمينَ في الرَّاوي-وهذا لا مريةَ فيه- ويَرى هذا الرأي أيضاً أن رأيه في (التقريب) بمنزلة الفَيصلِ في الحُكم وحَذَامِ عند أهلها ...
والملاحظُ للمشهدِ الحديثي المعاصرِ وحالِ طلبةِ السنَّة يرى الرأي السالفَ ماثلاً أمامَهُ وإن كان أربابُ المشهدِ لا يصرِّحون بقطعية نصِّ الحافظِ وإنمَّا لسانُ حالهِم يصرخُ بهذا حتى كأنك لتسمعُ له دويَّا أو طنيناً على أقلِّ تَقدير ...
وهنا مكمنُ الخلَلِ في فهم العلاقةِ بين الباحث ونص الحافظِ –رحمه الله- ...
فليستِ العلاقةُ مبنيةً على فردِّيةِ رأي الحافظِ ..
فلِمَا (التقريب) وحسبْ؟؟؟
ولما لا نأخذُ باجتهادِ الإمام الذهبي-رحمه الله- في (الكاشف)؟؟؟
مع أن الإمامَ الذهبيَّ-رحمه الله- من أهلِ الإستقراء ِالتَّامِ في نَقْدِ الرِّجال كما وصَفَه بذلك الإمامُ الحافظُ-رحمه الله- ..
وهذا الإشكالُ هو الذي نهى عنه أئمةُ الدينِ وأساطينه بَلْهَ نهى عنه الحافظُ نفسُهُ-رحمه الله- ...
والفهمُ الصحيحُ يتأتَّى في استعراضِ نصوصِ النقَّادِ المتقدمينَ في الراوي ومحاولةِ استخلاصِ رأيٍ عبرَ استخدامِ تقنياتٍ معروفةٍ للمُشْتغلِ في أحوالِ الرِّجال ويخلُصُ الباحثُ بعدَ إعمالِ تلكَ التَّقنياتِ بما يظهر له ويترجَّح سواء ً وافق ما في (التقريب) أو خالفَ ...
والإعمالُ السابقُ مرتبةٌ عاليةٌ لا تجيءُ بسهولةٍ للباحثِ إلا بعدَ إدراكِ أعماقِ أصولِ النقدِ وأبعادَ إطلاقَِ المصطلحِ النَّقديِّ ومراتبَ الرواةِ وقوالبَ البيانِ والمرانِ والدُّربةِ مع ما سَبَقَ ...
كحال الشيخِ المحدِّث عبد الله السعد-حفظه الله- فتراهُ خيرَ مثالٍ على ما سبقَ، مع ما حباه اللهُ من قدرةٍ على تتبِّع روايةِ الرَّ اوي ممَّا له أكبرُ الأثرِ في تحريرِ رأيٍ في الراوي مبنيٍ على روايتهِ أكثرَ من كونِ الأمرِ لا يعدو ترجيحَ قولٍ على قول ...
فالحاصلُ أن رأي الإمام ِالحافظِ-رحمه الله- كرأي غيرِه من النقَّاد ..
وأمَّا أن نرتهَنَ لرأي الحافظِ-رحمه الله- دونَ غيره فذلكَ مما حذَّرَ منه الأئمة كما أسلفتُ ...
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 11:26]ـ
لعل كون الحافظ رحمه الله تعالى آخرهم، فلذا استوعب جل كلامهم؛ ومن ثم وضَعَهُ في ميزان (التنقيح) فكان رأيه خلاصة الكلام، وقوله ختام القول.
ومع ذلك فلا يغفل كما تفضلت أخي الكريم كلام الأئمة السابقين، ولا يقتصر على قول الحافظ وحده، بل غايته أنه يستأنس به في تقوية التعارض إن وجد.
جزاك الله خيرا على الطرح
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 09:02]ـ
لعل كون الحافظ رحمه الله تعالى آخرهم، فلذا استوعب جل كلامهم؛ ومن ثم وضَعَهُ في ميزان (التنقيح) فكان رأيه خلاصة الكلام، وقوله ختام القول.
ومع ذلك فلا يغفل كما تفضلت أخي الكريم كلام الأئمة السابقين، ولا يقتصر على قول الحافظ وحده، بل غايته أنه يستأنس به في تقوية التعارض إن وجد.
جزاك الله خيرا على الطرح
كلام حلو ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 08:48]ـ
لعل كون الحافظ رحمه الله تعالى آخرهم، فلذا استوعب جل كلامهم؛ ومن ثم وضَعَهُ في ميزان (التنقيح) فكان رأيه خلاصة الكلام، وقوله ختام القول.
ومع ذلك فلا يغفل كما تفضلت أخي الكريم كلام الأئمة السابقين، ولا يقتصر على قول الحافظ وحده، بل غايته أنه يستأنس به في تقوية التعارض إن وجد.
جزاك الله خيرا على الطرح
جزاكم الله خيرا أبا عصام (السكران التميمي) ...
###
ثمة سؤال يطرح نفسه؟؟؟
هل هناك نص للحافظ -رحمه الله- يشير إلى أنه قد حرر رأيه في الراوي في التقريب؟؟؟
أو قال مثلا: لقد بينا رأينا في الراوي وخلاصة القول فيه عندنا في التقريب؟؟
تكرما ... إن كان النص موجودا فأريد من أحدكم أن يتكرم بإيراده؟؟؟
ولا شك ولا ريب أن التقريب من أنفس الكتب التي اختزلت الآراء في الراوي-بإجتهاد الحافظ- ...
وإنما الإشكال في التعاطي مع نص الحافظ ليس إلا ...
رحم الله الحافظ وأسكنه الفردوس الأعلى
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 01:42]ـ
يرفع(/)
لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم
ـ[سامح الوصيف]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:21]ـ
أيها المتفقه ..
كثير من طلبة العلم يخبط خبط عشواء بسبب افتقاده للمنهجية في التعلم، فهو لا يعرف ماذا يدرس؟ بماذا يبدأ؟ ما هي الكتب التي عليه أن يقتنيها؟
والأمر سهل ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ فإنَّ سلفنا الصالح قد قيدوا في ترتيب العلوم مصنفات لبيان هذه المسالة.
ولابد أن تعرف قواعد السير حتى لا يتعثر جوادك:
أولا: العلم كثير، والعمر قصير، فلا تشتغل بمفضول عن فاضل، ولا تتعدَّ.
ثانيًا: خذ من كل علم بطرفه بادئ الأمر ثمَّ ترقَّ في الدرجات.
ثالثًا: علومنا كلٌ واحد فلا تركن لجانب دون الآخر.
رابعًا: علومنا منها علوم وسائل، ومنها علوم ثمرات، فابدأ بالبذر، واصبر في زمان السقي، وارتقب حصول الثمرة لتحصدها.
خامسًا: لابد من المنهجية والمرحلية، فلكل علم ثلاث مراتب: اقتصار، واقتصاد، واستقصاء.
فهن ثلاث: للمبتدئ، والمتوسط، والمنتهي.
ولا يجوز بحال أنْ تأخذ ما جُعل لمن هو أرقى منك درجة، وإلا بنيت من غير أسس صحيحة، وتلك آفة التَّسرع والعجلة، فلا تعجلْ.
سادسًا: قدِّم فروض الأعيان على فروض الكفايات على المندوبات، وإياك ومكروه ناهيك عن حرام. [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)
سابعًا: لابد من متابعٍ دليل يأخذ بيدك، يبصِّرك بمفاتيح العلوم، ومداخل الكتب، لتنأى عن شبهة " تصحيف " أو " تحريف "، ولابد أنْ يكون دليلك سلفي المنهج لتتربى بعيدًا عن التأويلات الباطلة والآراء الشاذة المنكرة.ثامنًا: لكل علم وفن مصطلحاته، ولا مشاحة في الاصطلاح، فاحرص على اقتناء معاجم المصطلحات، واجعل لكل علم دفترًا عندك، ودوِّن فيه كل مصطلح جديد.تاسعًا: لا يمر بك يوم دون تحصيل، فوقتك رأس مالك، والعلماء أبخل النَّاس بزمانهم الوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع عاشرًا: الكتاب خير جليس، وأفضل أنيس، فلا تقرا قراءة الغافل، بل حادثه وحاوره، لا تكن كالإسفنجة تتشرب كل شيء، بل كن كالقارورة المصمتة، تبصر من وراء حجاب
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) ممَّا يحرم تعلمه السحر والموسيقى، وكذلك الفلسفة في قطر لم تفشُ فيه، فإنْ فشت تعلمها المضطر لاستدفاع ضررها عن الناس، وبيان خطرها، ورد قالة السوء، ومنها تعلم القوانين الوضعية للحكم بغير ما أنزل الله، والقاعدة شهيرة: الوسائل تأخذ حكم المقاصد، فكل ما أدى إلى حرام فهو حرام، كمن يتعلم صناعة الخمور أو السجائر، أو المعاملات الربوية الخبيثة في البنوك وشركات التأمين، فكل ذلك حرام تعلمه فضلاً عن العمل به.
. (من كتاب منطلقات طالب العلم لفضيلة الشيخ /محمد حسين يعقوب)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:59]ـ
وانصح طلابة العلم بمراجعة كتاب (قيمة الزمن عند العلماء)(/)
أريد بعض النقول والأبحاث عن حفظ العالم بعد الثمانين
ـ[عبدالرحمن الحسين]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:56]ـ
أريد بعض النقول والأبحاث عن حفظ العالم بعد الثمانين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد بعض النقول والأبحاث عن حفظ العالم بعد الثمانين
وكلام السلف
والمحدثون
والفقهاء(/)
السوال إلي المتخصصين بالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 10:00]ـ
عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ". أخرجه البيهقي (9/ 260، رقم 18789). وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 215، رقم 17920)، وأبو داود (3/ 93، رقم 2788) والترمذي (4/ 99، رقم 1518) والنسائي (7/ 167، رقم 4224) وابن ماجه (2/ 1045، رقم 3125). وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي، رقم 1518). قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله معلقاً على هذا الحديث: .. و العتيرة: الذبيحة في رجب, و هذه الذبيحة قال أهل العلم منسوخة و الرّاجح أنّ نسخ الوجوب فقط و ليس نسخ الأصل, فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب, و هذه سُنّة مهجورة. من السّنة ذبْح ذبيحة في رجب ...
فضيلة الشيوخ المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد رجاء الخير والعافية
ماذا رأيكم في التعليق المذكورفي الأعلي
شكرا وجزاك الله تعالي في الدارين
ولاتنسانا في دعواتكم الصالحة
أخوكم في الدين
محمديامين بن منيرأحمد القاسمي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 10:59]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36418&highlight=%D0%C8%ED%CD%C9(/)
تبسيط مصطلح الحديث للمبتدئين
ـ[سامح الوصيف]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:53]ـ
http://www.rasoulallah.net/fl_list2.asp?lang=ar&folder_id=452&parent_id=452
تبسيط مصطلح الحديث للمبتدئين محمد سعيد رسلان(/)
فوائد نفيسة من تعليقات الألباني على الباعث الحثيث
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:58]ـ
فوائد نفيسة من تعليقات الألباني على الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير – رحمه الله-:
بسم الله الرحمن الرحيم
رأي الحاكم في تعريف الشاذ موافق للجمهور
قال في الباعث الحثيث 1/ 180 مكتبه المعارف:
"وقال الحاكم النيسابوري: هو [يعني الشاذ] الذي ينفرد به الثقة، وليس له متابع".
قال الإمام الألباني تعليقا على قوله:
" وهذا خلاف صنيع الحاكم في " مستدركه " فإنه يصحح أحاديث تفرد بها بعض الثقات، من ذلك حديث ساقه (1/ 35) من طريق مالك بن سعير: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا: " يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة " وقال: صحيح على شرطهما، فقد احتجا جميعا بمالك بن سعير، والتفرد من الثقات مقبول، ووافقه الذهبي.
قلت: فيحسن تقييد كلامه الذي في الكتاب بأنه يعني به الثقة المخالف لغيره ممن هو أحفظ أو أكثر".
وفي الباعث الحثيث 1/ 182: "فإن الذي قاله الشافعي أولا هو الصواب، أنه إذا روى الثقة شيئا قد خالفه فيه الناس فهو الشاذ – يعني المردود – وليس من ذلك أن يروي الثقة ما لم يرو غيره، بل هو مقبول إذا كان عدلا ضابطا حافظا".
قال الألباني معلقا عليه: "وعليه يحمل كلام الحاكم، بدليل ما نقلته عنه في المستدرك".
في الصحيحين بعض الأحاديث الضعيفة قول الإمام ابن تيمية وغيره
قال الألباني (1/ ص125) فيما يتعلق بالصحيحين:
"وقد تتبعت كثيرا منها، فوجدت بعضا منها ضعيفا، قد ضعفها كثير من العلماء المحققين من المتأخرين كابن تيمية وغيره. وللحافظ العراقي كتاب جمعه فيما تكلم فيه من أحاديث الصحيحين بضعف أو انقطاع ذكره في شرح المقدمة (ص 21) ".
قبول زيادة الثقة قول جمهور المحدثين ليس فقط الفقهاء
قال في الباعث الحثيث 1/ 190: "وهذا الذي يعبر عنه بزيادة الثقة فهل هي مقبولة أم لا؟ فيه خلاف مشهور، فحكى الخطيب عن أكثر الفقهاء قبولها، وردها أكثر المحدثين".
قال الإمام الألباني – رحمه الله - معلقا على هذا القول: "في علوم ابن الصلاح" (ص 92):" إن جمهور المحدثين مذهبهم في هذه المسألة كجمهور الفقهاء".
بعض من لم ير العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال
قال الألباني (1/ 278): "وأما العمل بالحديث الضعيف في الفضائل، فقد نقل النووي الاتفاق على جواز العمل به ودفعه القاري في " شرح الشمائل " قال: لأن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال المعروفة في الكتاب والسنة، لكن لا يستدل به على إثبات الخصلة المستحبة. وهذا من دقيق فهمه رحمه الله تعالى".
قال الألباني (1/ 279): قال الحافظ ابن رجب في شرح الترمذي (ق 112/ 2): "وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه – يعني الصحيح – يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب، إلا عمن يروى عنه الأحكام".
قبول رواية غير البالغ
قال في الباعث الحثيث 1/ 280: "المقبول: الثقة الضابط لما يرويه وهو: المسلم العاقل البالغ سالما من أسباب الفسق، وخوارم المروءة، .... "
قال المحدث الألباني: "اشتراط البلوغ [يتنافى] مع احتجاجهم بأحاديث صغار الصحابة، مثل عبد الله بن عباس – ولد قبل الهجرة بثلاث سنين – وعبد الله بن الزبير أول مولود في الإسلام بالمدينة".
رحم الله شيخنا الألباني وأدخله فسيح جنته!
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
ـ[خيبر شكن]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 09:24]ـ
أحسنت وللشيخ فوائد شتى على "اختصار علوم الحديث". رحمنا الله وإياه.
ـ[الأعرابي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 08:07]ـ
جزاك الله خيرًا، و رحم اللهُ الشيخَ.(/)
ذَهَبي العَصر؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 12:29]ـ
إنه صاحب (الطليعة والتنكيل)
وهذا الكتاب قاضٍ له بالإمامة والتفرد وشاهدٌ على علو كعبه في علوم السنة ...
وإلى الله نشكوا ما تعانيه بحوثنا-والجامعية بالأخص- من الإنتفاخ والتورم ...
حتى أن المرء أحيانا ليتذكر قول دعبل الخزاعي:
إني لأفتح عيني حين أفتحها** على كثيٍر ولكن لا أرى أحدا
أي أن الأمر كما قيل:
تمخض جبلٌ فأخرج فأراً
واعجب بعد هذا ممن يستسمن ذا ورم ...
أعيذها نظرات منك صادقة ... أن تحسب الشحم في من شحمه ورمُ
بل يزدد عجبك ممن لو سكت لكان أولى له واسلم ...
(فالرجل في فسحة من عقله مالم يكتب كتابا أو يقل شعرا) الجاحظ
ولا تملك حيال هذا إلا أن تتذكر ...
(تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) المجمع
وعل كل حال فالورم حميد-والحمد لله- ولا أريد الأسترسال أكثر من هذا ...
وللعلم فإن الكوثري الضال صاحب التأنيب قد عرف بسعة الإطلاع وقوة الحجاج وامتلاك أدوات العرض والتمويه ومع هذا فقد أتى ذهبي العصر عليه من القواعد ...
فلله درُّه
و (الأنوار الكاشفة)
والتحقيقات الفريدة
إنه الإمام الناقد ذهبي العصر المحقق المدقق نزيل البلد الحرام الشيخ عبد الرحمن المعلمي ...
فالعلامة عبد الرحمن المعلمي هو عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعلمي، ينسب إلى بني المعلم من بلاد غنمة باليمن، ولد رحمه الله تعالى سنة 1313هـ في اليمن لأبوين صالحين، تلقى علومه الأولى باليمن فقرأ القرآن على رجل من عشيرته وعلى والده رحمه الله، وتنقل بين المدن اليمنية طالباً للعلم، ثم ارتحل إلى جيزان سنة 1336هـ فولاه محمد الإدريسي أمير عسير آنذاك رئاسة القضاء، ولقبه بشيخ الإسلام لما كان يتحلى به الشيخ من العلم والزهد والورع، وكان إلى جانب القضاء يشتغل بالتدريس، فلما توفي محمد الإدريسي سنة 1341هـ ارتحل الشيخ إلى الهند وعين في دائرة المعارف قرابة ثلاثين سنة ثم عاد إلى مكة سنة 1371هـ فعين أميناً لمكتبة الحرم المكي في ربيع الأول من نفس العام، وقد أثنى عليه عدد كبير من معاصريه من أهل العلم والفضل، ووصفه غير واحد منهم بالعلامة المحقق، ومن هؤلاء العلماء المثنين عليه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ووصفه بالعالم خادم الأحاديث النبوية، وكذا أثنى عليه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة ومحمد حامد الفقي والألباني وقال عنه الشيخ بكر أبو زيد ... ذهبي عصره العلامة المحقق.
ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 11:52]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 11:30]ـ
آه لو يخرج لنا الآن ولو (ذُهَيبيٌ) صغير يسير على منواله رحمه الله رحمة واسعة.
فعلاً قد كان شوكة في نحور الخبثاء، وسيفا قاطعا لألسنة البلهاء.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 06:15]ـ
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاحُ
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 10:39]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
بارك الله في شيخنا الحبيب العطاب
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:23]ـ
وفيك بارك الله أبا العمار
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 10:35]ـ
يرفع
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[15 - Mar-2010, مساء 11:49]ـ
عليه رحمة الله وعلى جميع علماء المسلمين.
فبارك الله فيك.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[16 - Mar-2010, صباحاً 01:41]ـ
ولو رأيتم صورته لرأيتم عليه سيما الزهد والعبادة
فرحمه الله ورفع درجته وألحقه بأهل الحديث والسنة، فالمرء مع من أحب.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 01:12]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا
عندي استفسار لو تسمح:
لماذا كلما ذكر أحدنا الكوثري جمع له أقبح الأوصاف ليصفها بها؟
...................
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 01:57]ـ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا
عندي استفسار لو تسمح:
لماذا كلما ذكر أحدنا الكوثري جمع له أقبح الأوصاف ليصفها بها؟
...................
حياك ربي أبا سعيد ...
عهدي بك رفع الله قدرك أنك من طلاب علم الخبز (الفقه) ابتسامة:)
الإجابة:
لأنه من أئمة الضلال والزيغ ومن مبتدعة الزمان، ولأن التأنيب طافح بالقدح على أئمة السنة الذين جعلهم الكوثري أغراضا له، فنزوة الكوثري وغرامه الضال في الإمام الفقيه أبي حنيفة رحمه الله تعالى دفعه إلى حالة هستيرية مع الأئمة الذين بينوا بعض أخطاء الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه
والعلم عند الله تعالى
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 02:17]ـ
تفضل هذا الرابط
- سيرة الكوثري و كلامه في أهل العلم:
http://arabic.islamicweb.com/sunni/Kauthari.htm
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 03:11]ـ
على الرغم من حبي الشديد للحافظ الذهبي، والعلامة المعلمي اليماني.
إلا أني لا أحب وصفه بأنه ذهبي العصر .. ويميل قلبي لكراهة ذلك .. كراهة شديدة كحبي الشديد لهما.
وأما الكوثري، فقد يكون له وعليه .. بمنهج الموازنة، ولكن منهج الموازنة لا يكون على الاطلاق.
فلا يوجد موازنة مثلا بين الإيمان والكفر .. ولا السنة والبدعة.
وكذلك هناك من يسقط ولا يعلو أبدا بأي موازنة، لطعنه في السلف الكرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 04:30]ـ
نقلا عن الرابط
http://arabic.islamicweb.com/sunni/Kauthari.htm
يقول الشيخ بكر أبو زيد في "براءة أهل السنة" ص (6): أن الكوثري (اجتمعت فيه أمراض متنوعة: من التقليد الأصم، والتمشعر بغلو وجفاء، والتصوف السادر، والقبورية المكبَّة للمخلوق عن الخالق)، ولهذا يقول علامة الشام محمد بهجة البيطار في"الكوثري وتعليقاته" ص (92): (وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 02:03]ـ
بل هو ذهبي عصره ولو حلفت أنه ما يوجد شخص أعلم منذ وقت الحافظ ابن حجر إلى زماننا هذا لما كنت لأحنث.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 02:40]ـ
على الرغم من حبي الشديد للحافظ الذهبي، والعلامة المعلمي اليماني.
إلا أني لا أحب وصفه بأنه ذهبي العصر .. ويميل قلبي لكراهة ذلك .. كراهة شديدة كحبي الشديد لهما.
للعلامة المعلّمي-رحمه الله-جلالة عظيمة في نفس مَن مارَس علمَه وكتبه من طلبة الحقّ, فهلاّ تفضلت -أستاذي الفاضل مشكورا- بالافصاح عن سبب هذه الكراهة .. والشديدة.
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 10:22]ـ
للعلامة المعلّمي-رحمه الله-جلالة عظيمة في نفس مَن مارَس علمَه وكتبه من طلبة الحقّ, فهلاّ تفضلت -أستاذي الفاضل مشكورا- بالافصاح عن سبب هذه الكراهة .. والشديدة.
الشخصنة لم يقم بها أحد من السلف .. ولا من تبعهم بإحسان. ولكن مؤخرًا سمعنا:
هذا ذهبي العصر، هذا ابن عبدالهادي لهذا العصر، هذا شيخ الإسلام في هذا العصر.
وأخطأت هذا الخطأ فيما قبل .. كما أخطأ غيري.
وما هذه الأوصاف إلا أوصاف ابتدعها الناس ظنًا منهم أن هذا خير، وهذا لا يعدو كونه نوع من أنواع الغلو في الأشخاص.
وليس من المستبعد بعد السكوت على هذا الخطأ أن يأتي أقوم يقولون هذا ابن مبارك العصر، ويأتي بعدهم من يقول هذا ابن مسيب العصر .. و ( ...... ) .. !؟!
والأليق أن يوصف بما هو أهل له. ومن يعرفه ويعرف علومه وأحواله لا ييبس ذهنه في وصفه بأجود الأوصاف الصحيحة.
ــــ
ليست المشكلة في أن يوافقني شخص، ويعارضني آخر.
ولكن المصيبة أن يكون هذا الفعل سنة سيئة يتبعك عليها من يأتي بعدك، ويأخذ الغلو تسلسله المعتاد الذي يصاحب كل غلو، ويظهر من الناحية الأخرى من يواجه الغلو بالغلو في الاتجاه المضاد ... وهلما جرة.
والله المستعان.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 01:23]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخواني وبارك فيكم
تقبلوا شكري
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 02:35]ـ
حياك ربي أبا سعيد ...
عهدي بك رفع الله قدرك أنك من طلاب علم الخبز (الفقه) ابتسامة:)
لم تعجبني هذه الكلمة فتصوير علم الفقه على أنه علم الخبز يدل على أنه أصحابه تعلموه ليتكسبوا به قال الشافعي (أفضل علوم الدين الفقه) بل قال الصادق المصدوق (من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين) وإن كانت مزحة فالأمر أدهى وأمر الكلمة أمانه يا أخي فالإيمان كلمه وأمر الله كلمة ولا داعي لتبصيرك فإنك أنت الأريب الأديب والله أعلم
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 03:13]ـ
شكر الله للجميع
ورحمِ الشيخ المعلمي ..
ولكنني أول مرةٍ اسمعُ عنه,
فهل لكم أن تذكروا لنا شيئاً من مصنفاتهِ أو تحقيقاته؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 09:54]ـ
تشبيه عالم بآخر أو مقارنته به وقع للسلف ,لا كما قال بعض الإخوة
وحتى لو لم يقع فليس هذا قاضيا بكراهية ذلك إذ ليس كل مالم يفعلوه مذموما
بل ثم تفصيل, شكر الله لأخي الفاضل العطاب الحميري على تنويهه الكريم بالعلامة المعلمي
والله الموفق
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 04:23]ـ
تشبيه عالم بآخر أو مقارنته به وقع للسلف ,لا كما قال بعض الإخوة
وحتى لو لم يقع فليس هذا قاضيا بكراهية ذلك إذ ليس كل مالم يفعلوه مذموما
بل ثم تفصيل, شكر الله لأخي الفاضل العطاب الحميري على تنويهه الكريم بالعلامة المعلمي
والله الموفق
شكر الله لكم أخي أوس عبيدات وعصام الحازمي
وجزاكم الله خيرا أبا القاسم ونفع بكم(/)
طلب مساعدة
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 10:13]ـ
إخواني أنا العبد الفقير إلى الله بصدد إعداد خطة بحث حول ما يتعلق بالقرائن وأثرها في التجرح أو التعليل.
أشيروا علي بقرائن لم تبحث من قبل جديرة بالبحث والتأصيل والتطبيق.
جزاكم الله خيراً. والمرء كثير بأخيه.(/)
(لغة المحدِّث) كتاب رائع؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 02:47]ـ
انصح إخواني المبتدئين -من أمثالي- بقراءة كتاب الشيخ طارق بن عوض الله (لغة المحدث) ...
فهو كتاب جيد ورايع ...
والشيخ معروف بعلم السنة واتقانه المتفوق للحديث ...
الناشر: مكتبة ابن تيمية
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 05:22]ـ
وقبله المدخل الى علم الحديث
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 11:21]ـ
أظنه منظومة، ولعلك تعرف بالكتاب، وتذكر شيئًا من فوائده مشكورًا.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 06:48]ـ
أظنه منظومة، ولعلك تعرف بالكتاب، وتذكر شيئًا من فوائده مشكورًا.
أخي أبا الوليد ..
حياك الله ..
كم أود أن ألبي طلبك لكن قدر الله وما شاء فعل ...
وكما تفضلت فالشيخ كتب منظومة وشرحها شرحا يتناسب وقدرة المبتدئين الإستيعابية ..
تقبل شكري وتحياتي
ـ[أم البررة]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 08:13]ـ
ليتكم تتفضلون بذكر فهرس مواضيع الكتاب
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 08:33]ـ
وقبله المدخل الى علم الحديث
هل من تعريف بهذا الكتاب؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 11:23]ـ
ليتكم تتفضلون بذكر فهرس مواضيع الكتاب
بارك الله فيكم
للفائدة:
حمل الكتاب من هنا ( http://ia350604.us.archive.org/3/items/louratelmouhadeth/LouratElMouhadith.pdf)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 07:33]ـ
للفائدة:
حمل الكتاب من هنا ( http://ia350604.us.archive.org/3/items/louratelmouhadeth/LouratElMouhadith.pdf)
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 09:33]ـ
أين تباع كتب الشيخ طارق عوض الله حفظه الله؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:02]ـ
أين تباع كتب الشيخ طارق عوض الله حفظه الله؟
أخي محمد ..... وفقك الله
تجدها- يا رعاك الله- في المكتبات الكبيرة ..
تقبل تحياتي ...
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 09:59]ـ
جزيت خيرا ً
شيخنا الغالي
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:20]ـ
بارك الله فيك أبا العمار
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[09 - Mar-2010, مساء 11:24]ـ
ما رأيكم بالمنظومة البيقونية والنخبة؟
ـ[أبو عاصم النبيل المصري]ــــــــ[23 - Apr-2010, صباحاً 04:20]ـ
جزاك الله خيراً وأفضل ما يميز كتب الشخ طارق أنه يوضح القاعدة بالأمثلة بنماذج من كلام الأئمة المتقدمين(/)
حديثٌ طالما في النفس منه أشياء, وقد تراجع العلامة الألباني عن تصحيحه فجزاه الله خيراً
ـ[الأعرابي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 08:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب "عبد الرحمن العميسان" يقول:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه, وبعدُ:
فلقد كنت في درس من دروس شيخنا عبد المحسن العباد البدر-حفظه الله- وذلك قبل سنتين أو ثلاث تقريباً في شرحه لجامع الترمذي.
فسُئِل الشيخ سؤالاً –كما يقال يطرحُ نفسه- عن حديثٍ مشهورٍ بين الخاصة والعامة, ويستدلُ به بعض أهل الأهواء على مقصدٍ غير صحيحٍ ألا وهو (((جواز الكذب في مصلحة الدعوة!))) وعلى إثرها قاعدتهم الهزيلة (((الغاية تبرر الوسيلة!))) والحزبيون أكثر من يرددها! ولقد سمعت شريطاً لأحدهم وهو يُقَعِّد لهذا المسلك الخطير, على حديثٍ لا يصح, وللأسف!.
ومن المعلوم أن علم الحديث في وادٍ وهم في وادٍ آخر وفاقد الشيء لا يعطيه!
وهذا الحديث هو:
من حديث عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عن مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: (كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ, قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ, فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى, فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا, فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي الله عنهما- فَقَالَ: إِنِّي لاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ.
قَالَ أَنَسٌ: فكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ, فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا, غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا. فَلَمَّا مَضَتْ الثلاث لَيَالٍي, وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ, قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلا هَجْرةٌ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَاتٍ:
((يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاثَ مِرَات, فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ؟ فَأَقْتَدِيَ بِهِ, فَلَمْ أَرَكَ عملتَ كبيرَ عَمَلٍ, فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ, غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا, وَلا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ).
هل تعلمون ما هو جوابُ شيخنا لما قُرأ عليه؟ بادر الشيخ بالاستنكار للحديث, وكأنه لأول مرة يسمعه, وقال كيف أن صحابي يفعل مثل هذا؟! قال الشيخ لا أظن مثل هذا يصح عنه.
فقلت لشيخنا: قد صحح الشيخ الألباني-رحمه الله- هذا الحديث, فأتيت به في اليوم التالي, فقُرء على شيخنا ولازلتُ أرى الاستنكار على وجهه! -حفظه الله- فبحثتُ أخرى عن الحديث فوجدتُ أن الشيخَ الألباني-رحمه الله- قد تراجع عن تصحيحه إلى تضعيفه! وبيًّن ذلك في ضعيف الترغيب والترهيب قائلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أخرجه عبد الرزاق في المصنف, ومن طريقه جماعة منهم أحمد: قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك. وهذا إسناد ظاهر الصحة, وعليه جرى المؤلف والعراقي وجرينا على ذلك برهة من الزمن, حتى تبينت العلة, فقال البيهقي في الشعب عقبه: ورواه ابن المبارك عن معمر, فقال: عن معمر عن الزهري عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري, قال: حدثني من لا أتهم عن أنس .. , وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري
ولذلك قال الحافظ عقبه في النكت الظراف على الأطراف: فقد ظهر أنه معلول". [ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 245 - 247)].
فلما أخبرت شيخنا بهذا التراجع فرح بذلك واستبشر, وقال: هذا الذي ينبغي أن يكون, والصحابة أرفع من ذلك.
قلت: وهناك نكارة في متنه وهي ما يلي:
الأولى: أن هذا الذي الصق بهذا الصحابي هو كذبٌ محض لا تورية فيه؛ وهو إخبار بشيءٍ على خلاف الحقيقة! , وحاشا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقعوا في مثل هذا, أو أقل من ذلك.
فالغاية لا تبرر الوسيلة عندهم, ومن المعلوم عند أهل العلم أن " الوسائل لها أحكام المقاصد"
[القواعد السعدية (ص39) القاعدة الثانية].
فما بني على حرام فهو حرام وما من جسد نبت من سحت فالنار أولى به. وكلام العلماء في هذه القاعدة معروف فليرجع له.
ولذا فقد استنكر هذه القصة العلامة محمد تقي الدين الهلالي-رحمه الله- قائلاً: " ولكن عندنا هنا إشكالاً في ادعاء عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أنه خاصم أباه فغضب عليه, واتخذ ذلك وسيلة إلى أن يكون ضيفاً عند الأنصاري ليراقب عمله بالليل من صلاة, وقراءة قرآن ودعاء, فهل كان جائزاً أن يتذرع المرء بالكذب البحت, ليتوصل إلى خير, وهو ما يسمونه في لغة أهل هذا الزمان المأخوذة من اللغات الأجنبية!: (الغاية تسوغ الواسطة!) , والذي نفهمه من أدلة الكتاب والسنة أن الكذب في مثل هذا لا يجوز, فهي هفوة ارتكبها هذا الصحابي الناشئ, حرصاً منه على الخير ... " [تقويم اللسانين, للعلامة محمد تقي الدين الهلالي (ص83)].
ولو قيل إن هذا قياس على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها, و والكذب في الحرب, والكذب ليصلح بين الناس).
فإن هذا ليس مما يجوز القياس عليه, وهو قياسٌ مع الفارق, لأن في ذلك نص يمنع القياس وهو استثناؤه -صلى الله عليه وسلم- بعد عموم تحريم الكذب, ومثل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسله- (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى, قالوا: من أبى يا رسول الله؟! قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) , فلا يستثنى من بعد استثناءٍ شيئاً.
وأيضاً فإن جمهور العلماء على أن المقصود بالكذب في الحديث هو التعريض كما فعل إبراهيم -عليه السلام- وعدهن ثلاث كذبات وهي من باب التورية واستعمال المعاريض, وكما فعل يوسف -عليه السلام-.
وقد نصَّ على ذلك العلماء منهم النووي وابن حجر وابن بطال وابن رجب وغيرهم.
الثانية: قوله (فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ).
وهذا مستبعدٌ عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين عدلهم الله تعالى من فوق سبع سماوات, أنهم لا يطيقون ذلك!.
قال تعالى عنهم:
?لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ? (الحشر:8).
وهذه في حق المهاجرين, وفي حق الأنصار قال الله تعالى:?وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? (الحشر:9).
قال الحسن البصري-رحمه الله-: "?وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً? يعني: الحسد".
[تفسير القرآن العظيم, لابن كثير (8/ 69)].
ولا شك أن المهاجرين أفضل من الأنصار كما قرره علماء السنة؛ لجمعهم بين النصرة والهجرة, فلهم زيادة فضل.
قال ابن جرير الطبري-رحمه الله- وذكر بإسناده إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " وسلامٌ على عباده الذين اصطفى" أي: أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- اصطفاهم الله لنبيه".
جامع البيان (20/ 2) , وانظر: لوامع الأنوار, للسفاريني (2/ 384).
قال العلامة ابن كثير في وصفهم -رضي الله عنهم-: " فالصحابة -رضي الله عنهم- خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم فكل من نظر إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم وقال مالك -رحمه الله-: بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة -رضي الله عنهم- الذين فتحوا الشام يقولون: والله لهؤلاء خير من الحواريين فيما بلغنا. وصدقوا في ذلك فإن هذه الأمة معظمة في الكتب المتقدمة وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, وقد نوه الله تبارك وتعالى بذكرهم في الكتب المنزلة والأخبار المتداولة ... إلى أن قال: ?فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ? قال: فكذلك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطء مع الزرع".
تفسير القرآن العظيم (4/ 173 - 174).
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن توفقنا لكل خير وأن تجنبنا كل شر, كما نسأله تعالى أن يرضى عن الصحابة الكرام وأن يحشرنا في زمرتهم مع سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(الموضوع منقول بنصه و لفظه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك ...
######
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
لتعلم أخي الكريم أن هذا الحديث قد وقع الخلل فيه من جهتين:
جهة السند: حيث عُلَّ بالإرسال. وأنه منقطع بين الزهري وأنس رضي الله عنه.
جهة المتن: حيث اضطرب فيه عدد من الرواة وخلطوا فيه مع حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، فتداخلا عند بعض الرواة مما أدى إلى وقوع الاختلاف الذي تجده في بعض طرق الحديثين.
أما حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب فهو الذي يروي فيه دخول سعد بن أبي وقاص عليهم وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة، وهي قصة أخرى مستقلة لا دخل لها بحديث قصة عبد الله بن عمرو بن العاص.
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فهو الذي يروي فيه قصته مع الرجل الذي بات عنده ثلاثة أيام.
وعليه أخي الكريم، سأقوم مستعينا بالله تعالى بتبيين الصحيح والصواب من الطرق والروايات قدر الوسع والطاقة، ومن الله التوفيق والإعانة، فأقول وبالله التوفيق:
لتعلم أخي الفاضل أن من أعل الحديث ليس لأن متنه منكر إطلاقا، بل يعلم الله تعالى لا يوجد نكارة واضحة بينة في متنه ترده، فلا نكارة مشينة في المتن، فإنه لا عصمة إلا لرسل الله وأنبيائه، وأنفس الناس تهفوا وتلين وإن كان الشخص من الصحابة. ويعلم الله تعالى قد روى هذا الحديث بهذا المتن أساطين الحديث وجباله الشامخة ولم يعترضوا عليه بكلمة واحدة تفيد نكارته. فتأمل
إنما بيان العلة فيه هي في مسألة: هل رواه الزهري عن أنس مباشرة أم هو مرسل بينهما واسطة؟! هذا كل ما في الأمر، وستجد خيرا كثيرا إن شاء الله تعالى فيما يلي.
أولا: سأذكر حديث: حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:
وهذا الحديث يروى عنه من طرق كلها ضعيفة، فتنبه. وقد رواه كلٌ من:
(1) أبو يعلى في (المعجم رقم 12) قال:
(حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الله بن قيس الخزاز بصري، قال: ثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة" فليس منا أحد إلا يتمنى أن يكون من أهل بيته فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع).
(2) ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/ 325) قال:
(أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو طاهر محمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن الحسن؛ قالوا: أنا أبو الحسين بن أبي نصر أنا أبو بكر الميانجي، أنا أبو يعلى، ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الحزاز بصري، ثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر قال: ... الخ).
(3) ابن حبان في (صحيحه رقم 6991) قال:
(أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي، حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة" قال: وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع.
(4) العقيلي في (الضعفاء ترجمة 863) قال:
(حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن قيس الرقاشي الخراز، قال: حدثنا أيوب السختياني، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" قال: فليس منا رجل إلا هو يتمنى أن يكون من أهل بيته، فإذا سعد بن أبى وقاص قد طلع.
عبد الله بن قيس الرقاشي، عن أيوب، حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به.
ليس بمحفوظ من حديث أيوب إلا عن هذا الشيخ.
(5) البزار في (المسند رقم 5836) قال:
(حدثنا محمد بن المثنى، نا عبد الله بن قيس الرقاشي، نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل عليكم ... الخ.
وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أيوب إلا عبد الله بن قيس، ولم يسمعه إلا من أبي موسى عنه).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: قال الهيثمي: (رواه البزار وفيه عبد الله بن قيس الرقاشي، قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، قلت: لا أدري أي حديث عنى؛ هذا أو غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح).
(6) ابن عدي في (الكامل 4/ 63) قال:
(حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا داود بن منصور، ثنا صالح المري، ثنا عمرو مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فإذا سعد.
قال ابن عدي: ولصالح غير ما ذكرت، وهو رجل قاص حسن الصوت من أهل البصرة، وعامة أحاديثه التي ذكرت والتي لم أذكر منكرات، ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي مع هذا لا يتعمد الكذب بل يغلط بيِّنا).
(7) ورواه من طريق ابن عدي أيضا ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/ 325) قال:
(أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو طاهر محمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن الحسن بن إسماعيل بن مسعدة؛ قالوا: أنا أبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا داود بن منصور، ثنا صالح المزني، ثنا عمرو مولى آل الزبير، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: ... الخ).
قلت: ومن أسباب حصول الاضطراب في كون الرجل في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص هو سعد بن أبي وقاص، ورود الحديث من رواية عبد الله نفسه كما عند الإمام أحمد في (المسند رقم 7069) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/ 325) قال:
(حدثنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا رشدين، عن الحجاج بن شداد، عن أبي صالح الغفاري، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة" فدخل سعد بن أبي وقاص.
ثانيا: سأذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
أولا: من روى الحديث عن الزهري بالعنعنة الغير مفيدة السماع من أنس بن مالك رضي الله عنه، فأقول رواه كلٌ من:
(1) عبد الله بن المبارك في (الزهد رقم 694) وفي (المسند رقم 1) قال:
(أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه إذ قال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" قال: فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من ماء وضوئه معلق نعليه بيده الشمال، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص ... الخ).
(2) ومن طريق ابن المبارك؛ رواه الحكيم الترمذي بسنده في (النوادر رقم 818) قال:
(حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ... الخ).
قلت: ويشهد لصحة متن الحديث وأنه لا اضطراب فيه وانه من قصة عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنه ليس المراد بالرجل سعد بن أبي وقاص؛ شاهد آخر فيه زيادة توضيح وبيان، يرويه الحكيم الترمذي في (النوادر رقم 819) قال:
(حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا بشر بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: بلغنا أن رجلا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا رجل من أهل الجنة" فقال عبد الله بن عمرو: فأتيته فقلت: يا عماه الضيافة. قال: نعم. فإذا له خيمة ونخل وشاة، فلما أمسى خرج من خيمته، فاحتلب العنز، واجتنى لي رطبة، ثم وضعه فأكلت معه، فأتِ نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما، ففعل ذلك ثلاث ليال، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: إنك من أهل الجنة، فأخبرني ما عملك؟ قال: فأتِ الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ائتيه فمره يخبرك" فقلت: إن رسول الله يأمرك أن تخبرني.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أما الآن فنعم، لو كانت الدنيا لي فأخذت مني لم أحزن عليها، ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت، وأبيت وليس في قلبي غل على أحد. قال عبد الله: لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار، ولو وهبت لي شاة لفرحت بها، ولو ذهبت لحزنت عليها، والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا.
(3) ومن طريق ابن المبارك أيضا رواه النسائي في (السنن رقم 10633) قال:
(أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك ... الخ).
(4) ومن طريق النسائي عن ابن المبارك رواه أيضا ابن السني في (عمل اليوم والليلة رقم 756) قال:
(أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سويد بن نصر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك ... الخ).
(5) ومن طريق ابن السني أيضا أخرجه السمعاني في (أدب الإملاء الاستملاء 1/ 122) قال:
(أخبرنا أبو سعد أحمد بن أبي الفضل السليماني قرأت عليه بالأجفر، أنا أحمد بن أبي الربيع الأستراباذي، أنا علي بن عمر الهمذاني، أنا أبو بكر بن إسحاق السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا سويد بن نصر، أنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ... الخ).
(6) ورواه البزار من طريق عبد الرزاق في (المسند رقم 6308) قال:
(حدثنا زهير بن محمد، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن أنس ... الخ).
(7) ورواه ابن عبد البر من طريق عبد الرزاق في (التمهيد 6/ 121) قال:
(حدثني عبد الرحمن بن مروان، قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن عمرو البغدادي بمصر، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عفير الأنصاري، قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الأصبهاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس قال: ... الخ).
ثانيا: من روى الحديث عن الزهري مصرحا بالسماع من أنس بن مالك رضي الله عنه، فأقول:
(1) رواه عبد الرزاق في (المصنف رقم 20559) قال:
(أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
(2) ومن طريق عبد الرزاق رواه الإمام أحمد في (المسند رقم 12720) قال:
(حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
(3) ومن طريق الإمام أحمد عن عبد الرزاق رواه الضياء في (المختارة رقم 2619) قال:
(أخبرنا أبو الطاهر المبارك بن أبي المعالي ابن المعطوش بقراءتي عليه بالجانب الغربي من بغداد قلت له: أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، أبنا الحسن بن علي، أبنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
(4) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه عبد بن حميد في (المسند رقم 1157) قال:
(أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، أن أنس بن مالك أخبره ... الخ).
(5) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه البغوي في (شرح السنة رقم 3535) والبيهقي في (الشعب رقم 6181) قالا:
([البغوي] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي. [البيهقي] أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
(6) ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه الأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم 1135) قال:
(أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق.
قال أبو عبد الله: أخبرنا خيثمة وأحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن محمد بن الأزهر، قالوا: أنبأ إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر.
قال أبو عبد الله بن المبارك: عن معم ربن راشد، عن الزهري، قال: أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
(7) ومن طريق عبد الله بن المبارك رواه الأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم 2274) قال:
(أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا نعيم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر بن راشد، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك ... الخ).
ثالثا: من روى الحديث عن الزهري بواسطة إلى أنس رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الرواية لم تروى إلا من طريق واحد قد أتى موافقا للمتن الصحيح غير المضطرب والموافق لطريق عبد الرزاق وابن المبارك؛ وهو طريق شعيب بن أبي حمزة؛ أخرجه:
البيهقي في (الشعب رقم 6182) قال:
(أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ببخارى، أخبرنا علي؛ يعني ابن محمد بن عيسى، حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، قال: حدثني من لا أتهم، عن أنس بن مالك أنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث بنحوه غير أنه قال: فإذا توضأ أسبغ الوضوء وأتم الصلاة ثم أصبح مفطرا.
قال عبد الله بن عمرو: فرمقته ثلاثة أيام وثلاث ليال لا يزيد على ذلك غير أنه لا أسمعه يقول إلا خيرا ... وذكر الحديث ثم قال في آخره: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين، ولا أقوله، ولا أحسده خيرا أعطاه الله إياه، قال: فقلت: هؤلاء اللاتي بلغن بك، وهي التي لا أطيق).
قلت: أما رواية عقيل بن خالد عن الزهري في الإسناد السابق؛ فإنها مضطربة جدا ومختلف فيها؛ حيث قال في متنه: فطلع سعد بن أبي وقاص لم يقل رجل من الأنصار.
وهذه الطريق رواها ابن وهب، عن حيوة عنه، وهي مخالفة للثابت من طرقه. سواء ما قيل أنها مرسلة أو متصلة.
قال ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/ 326):
(أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن عبد الملك، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى التجيبي، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة، أخبرني عقيل، عن ابن شهاب، حدثني من لا أتهم، عن أنس قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة" فأطلع سعد بن أبي وقاص، حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته الأولى، حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني عارضت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت. قال أنس: فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى كان مع الفجر، فلم يقم من تلك الليلة شيئا غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمه، ثم يصبح مفطرا، قال عبد الله بن عمرو: فرمقته ثلاث ليال وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله فقلت: إنه لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك فيك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة" فأطلعت أولئك المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: ما هو إلا الذي قد رأيت. قال: فلما رأيت ذلك انصرفت عنه، فدعاني حين وليت فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين ولا أقوله، قال: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا أطيق.
على أنه قد اختلف أيضا عن عقيل بن خالد في سند هذا الحديث مع بقاء غلط النسبة لسعد، فقد رواه عنه ابن لهيعة أنه سمع ابن شهاب يخبر عن أنس بن مالك ... ، كما عند البزار في (المسند رقم 6307).
فلذلك قال ابن أبي حاتم في (العلل رقم 2611):
(سألت أبي عن حديث رواه الزهري، عن يزيد بن وديعة بن خذام، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأنصار أعفة صبر".
وعن حديث رواه الزهري، عمن لا يتهم، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يطلع عليكم رجل من أهل الجنة" فطلع سعد.
وعن حديث رواه الزهري، عن السائب بن يزيد، قال: ذكر عبد الله بن شريح الحضرمي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ذاك رجل لا يتوسد القرآن".
فقال أبي: قد تفرد الزهري برواية هذا الحديث وأحاديث معه).
قلت: وفي إشارة ابن أبي حاتم لوالده على هذه الطريق إفادة أنها معلة لم تثبت عنده. فتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك رواية شاذة مختلفة مضطربة متخبطة أخرى رواها البيهقي في (الشعب رقم 6183) ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 20/ 326) قال:
(أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثننا عبد الرحيم بن منيب، حدثنا معاذ؛ يعني ابن خالد، أخبرنا صالح، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة" فجاءه سعد بن مالك فدخل منه ... ، فذكر الحديث.
قال: فقال عبد الله بن عمر: وما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل فأنظر عمله ... ، فذكر الحديث في دخوله عليه.
قال: فناولني عباءة، فاضطجعت عليها قريبا منه، وجعلت أرمقه بعيني ليله كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله، حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ، ثم دخل المسجد فصلى اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله، ولا من قصاره، يدعو في كل ركعتين بعد التشهد ثلاث دعوات يقول: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا، اللهم إنا نسألك من الخير كله، وأعوذ بك من الشر كله، حتى إذا فرغ ... ، فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال:
فقال: آخذ مضجعي وليس في قلبي غمر على أحد).
قلت: وهذه رواية سندها ضعيف، ومتنها غاية التداخل والاضطراب. فسقطت هذه الرواية.
أقوال العلماء الذين أعلوه بالإرسال:
· قال الحافظ حمزة الكناني: (هذا الحديث لم يسمعه الزهري من أنس: رواه عن رجل عن أنس، ورواه غير واحد عن الزهري، كذلك رواه عنه عقيل وإسحاق بن يزيد، وهو الصواب).
قلت: يشير إلى أنه معلول. قال ابن حجر بعد نقله كلامه: (وقد ظهر أنه معلول).
· وقال البيهقي ملمحاً: (هكذا قال عبد الرزاق: عن معمر عن الزهري، قال: أخبرني أنس. ورواه ابن المبارك عن معمر فقال: عن الزهري عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كما.
· وقال ابن كثير بعد ذكره رواية أحمد والنسائي: (لكن رواه عقيل وغيره عن الزهري عن رجل عن أنس فالله أعلم).
قلت: هكذا توقف رحمه الله.
· وقال البوصيري بعد أن روى طريق عبد بن حميد: (وهذا إسناد صحيح مرسل).
· قال الشيخ المحدث أبو أسامة سليم الهلالي:
(صحح شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في (الضعيفة 1/ 26) هذا الحديث على شرط الشيخين تبعا للمنذري في (الترغيب والترهيب 4/ 13)، لكنه تراجع عنه رحمه الله؛ كما سمعته منه.
ثم رأيته صرح بذلك في (ضعيف الترغيب والترهيب رقم 1728)؛ فقال معقبا على قول المنذري في (الترغيب والترهيب): رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم؛ قلت:
هو كما قال؛ لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس، بينهما رجل لم يسم؛ كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في (تحفة الأشراف 1/ 395)، ثم الناجي؛ وقال: وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف. ثم أفاد أن النسائي أن النسائي إنما رواه في (اليوم والليلة) لا في (السنن) على العادة المتكررة في الكتاب، فتنبه. أهـ
قلت _ الهلالي _: وهذا إسناد ظاهره الصحة، وعليه جرى المؤلف والعراقي في (تخريج الإحياء 3/ 187)، وجرينا على ذلك برهة من الزمن، حتى تبينت العلة).
هذا آخر ما أراد الله بحسب جهدي جمعة وتوضيحه حول هذا الحديث مما لن تجده في غيره بإذن الله، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
وخلاصة الحديث: أنه صحيح مرسل، ضعيف متصل، على أن الطريق المرفوعة في النفس منها شيء، وإن كان الثابت عندي في رأيي الشخصي بعد تتبع طرقه ورواياته أنه متصلٌ أصلا من رواية الزهري عن أنس بن مالك، وأن من جعل بينهما واسطة قد وهم، كيف وقد اتى لفظ التصريح بالسماع بينهما. والله أعلم
وعلى كل الأحوال؛ الحديث مما تفرد به الزهري، وله شواهد تعضده مر بك بعضها.
وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 04:53]ـ
الشيخ السكران: جزاك الله خيرا على هذا التخريج الطيب النافع، وارجو أن تسمح لي بهذه الإضافة:
يضاف إلى من روى الحديث عن الزهري بواسطة إلى أنس رضي الله عنه:
ما أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (باب ماء في ذم الحسد والتعوذ منه):
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، عن الهقل بن زياد، عن الصدفي يعني معاوية بن يحيى، حدثني الزهري، حدثني من لا أتهم، عن أنس، مثل حديث معمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. يطلع عليكم رجل» فذكره بنحوه.
والصدفي أبو روح الدمشقي، ضعيف، كما في التقريب ص (538).
ويبقى متن الحديث، ونكارته من جهة وقوع الكذب الصريح من الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ.
ـ[الأعرابي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 06:07]ـ
ويبقى متن الحديث، ونكارته من جهة وقوع الكذب الصريح من الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ.
أحسنتَ، فإنه من الجائز وقوع الكذب بمعنى الإخبار عن الشيء بما يخالف الواقع بطريق الخطأ، فهذا مما يقع من الصحابي و غيره من العلماء.
لكن أن يقع الكذب و يستقر في نفس و كيان الصحابي بمعناه الشرعي المذموم، فهذا لا أرى أن أحدًا يوافق عليه!
كيف نتفهم وقوع الكذب من الصحابي - أيّ صحابي - ثم نقبل منه الشرع المنقول؟
ربما تقول: في الشرع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يعصم اللهُ الصحابيَّ، و هذا كما قال ابن حزم عليه رحمة الله تعالى بالنسبة لرواة الخبر جميعًا.
لكن أليست هذه الواقعة هي من شرع الله تعالى متعبدون نحن بها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 11:37]ـ
أحسنتَ، فإنه من الجائز وقوع الكذب بمعنى الإخبار عن الشيء بما يخالف الواقع بطريق الخطأ، فهذا مما يقع من الصحابي و غيره من العلماء.
لكن أن يقع الكذب و يستقر في نفس و كيان الصحابي بمعناه الشرعي المذموم، فهذا لا أرى أن أحدًا يوافق عليه!
كيف نتفهم وقوع الكذب من الصحابي - أيّ صحابي - ثم نقبل منه الشرع المنقول؟
ربما تقول: في الشرع المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يعصم اللهُ الصحابيَّ، و هذا كما قال ابن حزم عليه رحمة الله تعالى بالنسبة لرواة الخبر جميعًا.
لكن أليست هذه الواقعة هي من شرع الله تعالى متعبدون نحن بها؟
نعم، كلام صحيح بارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 11:52]ـ
ما أظنه هو الأشبه بالصواب _ على أني لم أجده عند غيره رحمه الله _ ما رواه الحكيم الترمذي في (النوادر رقم 819 النسخة المسندة المحققة) قال:
(حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا بشر بن منصور، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، قال: بلغنا أن رجلا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا رجل من أهل الجنة" فقال عبد الله بن عمرو: فأتيته فقلت: يا عماه الضيافة. قال: نعم. فإذا له خيمة ونخل وشاة، فلما أمسى خرج من خيمته، فاحتلب العنز، واجتنى لي رطبة، ثم وضعه فأكلت معه، فأتِ نائما وبت قائما وأصبح مفطرا وأصبحت صائما، ففعل ذلك ثلاث ليال، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: إنك من أهل الجنة، فأخبرني ما عملك؟ قال: فأتِ الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ائتيه فمره يخبرك" فقلت: إن رسول الله يأمرك أن تخبرني.
قال: أما الآن فنعم، لو كانت الدنيا لي فأخذت مني لم أحزن عليها، ولو أعطيتها لم أفرح بها وأبيت، وأبيت وليس في قلبي غل على أحد. قال عبد الله: لكني والله أقوم الليل وأصوم النهار، ولو وهبت لي شاة لفرحت بها، ولو ذهبت لحزنت عليها، والله لقد فضلك الله علينا فضلا بينا).
أما باقي الرويات والطرق ففيها من الإضطراب متنا وسندا ما الله به عليم.
لكن المجزوم به قطعا أن للقصة أصل، لكن ما هو على الصواب؟ الله أعلم.
ـ[الأعرابي]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 06:54]ـ
أحسن الله إليك
لو سلمت هذه الرواية لكان فيها الفصل.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 11:46]ـ
يرفع للفائدة
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 11:05]ـ
علام استقر الرأي بارك الله فيكم؟
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 07:31]ـ
سؤال: ما الكذب الذي جزمتم أنه مخالف للواقع في هذه الرواية؟
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 10:34]ـ
سؤال: ما الكذب الذي جزمتم أنه مخالف للواقع في هذه الرواية؟
أن عمر بن العاص قال (لاحيت أبي) ثم أقر في الأخير أنه لم يكن بينه وبين أبيه شيئا، فيستدل به البعض على جواز الكذب كوسيلة من أجل التوصل للمطلوب (الغاية) فنصل في النهاية إلى أن الغاية تبرر الوسيلة
ولكن قد يرد على ذلك بأنه نوع تورية مثلا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 02:27]ـ
أرجو من الأحبة قراءة مشاركاتي أعلاه بدقة وتمعن .. ففيها الإجابة بإذن الله على سؤلكم .. وكلامي فيها دقيق واضحٌ محدد لا يستدعي إعادته أخرى.
هذا بالنسبة لي .. أما عن غيري فهو كفيلٌ بنفسه.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:47]ـ
أن عمر بن العاص قال (لاحيت أبي) ثم أقر في الأخير أنه لم يكن بينه وبين أبيه شيئا، فيستدل به البعض على جواز الكذب كوسيلة من أجل التوصل للمطلوب (الغاية) فنصل في النهاية إلى أن الغاية تبرر الوسيلة
ولكن قد يرد على ذلك بأنه نوع تورية مثلا؟
بارك الله فيكي,
لم يخف علي هذا ولكن قلت لعله خفي علي من الأمر,
ووجه سؤالي, هو استنكار جزم الأخوة بأنه كذب, والعبارة تحتمل الكثير من التعاريض,
فهو رضي الله عنه:
1 - لم يذكر متى كان بينه وبين أبيه ما كان, ومثل هذا يُعرّض به.
2 - لم يذكر متى أقسم قسمه.
فقد تكون الواقعة كالآتي:
1 - رجل خاصم أباه في يوم من الأيام وأقسم بهجره, ثم من بعد حين رأى ما كان, فعرّض بهذا الأمر وكأنه من يومه حتى يصل لمراده, هل هذا كذب؟
2 - رجل خاصم أباه ولم يقسم بهجره يوماً ما, ثم لما رأى ما كان, أحب أن يعرض بهذا فأقسم من ساعته أن لا يدخل على أبيه ثلاثاً -وليس لها متعلق بالخصام الذي ربما حدث من عشرين عاماً- ثم قال للرجل خاصمت أبي وأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثاً, لوصوله لمبتغاه, هل هذا كذب مجزوم به أم من التعاريض؟
أنا لا أقول أن هذا ما حدث, ولا أتكلم في صحة الحديث, ولكن القدح في متن الرواية لهذا الأمر وهو محتمل لكثير من الأوجه قد لا يستقيم, والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
ووجه سؤالي, هو استنكار جزم الأخوة بأنه كذب
أرجو أن لا تعمم خطابك أخي الفاضل .. فهذا الذي حداني لأن أكتب تعليقي الأخير عندما لمست هذا منك غفر الله لك.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
أرجو أن لا تعمم خطابك أخي الفاضل .. فهذا الذي حداني لأن أكتب تعليقي الأخير عندما لمست هذا منك غفر الله لك.
بارك الله فيكم أخي الحبيب,
والله ما قصدتك بمشاركتي, وقد قرأت مشاركتكم الأولى وجهدكم في التخريج.
وكلامي قد يُفهم منه العموم, ولكن مقصدي مخصوص بمن صرح منهم بذلك.
وجزاك الله خيراً.(/)
فوائد قيمة من الموقظة للذهبي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 09:30]ـ
فوائد قيمة من الموقظة للذهبي
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي القارئ الكريم أقدم لك
هذه الفوائد القيمة من رسالة "الموقظة في علم مصطلح الحديث" لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي (673 - 748) لعلك تعرفها وتحفظها وتفهمها لمزيد أهميتها لطالب الحديث سائلا الله تعالى أن يجعلنا جميعا ممن يبتغي رضاه ويحرص على نفع المسلمين بكل مستطاع!.
ما معنى المطروح؟
المطروح:
ما ا نحطَّ عن رُتبة الضعيف.
ويُروَى في بعض المسانيد الطِّوال وفي الأجزاء، وفي ((سنن ابن ماجَهْ)) و ((جامع أبي عيسى)).
مثلُ عَمْرِو بن شَمِر، عن جابر الجُعفي، عن الحَارِث، عن عليّ.
وكصَدَقَة الدَّقِيقي، عن فَرْقَدٍ السَّبَخي، عن مُرَّةَ الطَّيَب، عن أبي بكْر.
وجُوَيْبِر، عن الضحاك، عن ابن عباس.
وحفص بن عُمَر العَدَني، عن الحكَم بن أبان، عن عكرمة.
وأشباهُ ذلك من المتروكين، والهَلْكَى، وبعضهم أفضل من بعض.
ما الفرق بين مثله ونحوه؟
ـ مسألة: إذا ساق حديثاً بإسناد، ثم أَتبعَه بإسنادٍ آخَرَ وقال: مثلُه،
فهذا يجوزُ للحافظ المميز للألفاظ، فإن اختَلَف اللفظُ قال: نحوُه، أو
قال: بمعناه أو بنحوٍ منه.
حدثنا مذاكرة تدل على وهن ما
6ـ مسألة: إذا قال: حدَّثَنا فلانُ مذاكَرةً، دَلَّ على وَهْنٍ مَّا، إذْ
المذاكرةُ يُتَسمَّحُ فيها.
ينبوع معرفة الثقات
ويَنْبُوعُ معرفةِ (الثقات): تاريخُ البخاريِّ، وابنِ أبي حاتم، وابنِ
حِبَّان، وكتابُ ((تهذيب الكمال)).
معاني بعض ألفاظ الجرح والتعديل
ومن الثقات الذين لم يُخْرَجْ لهم في ((الصحيحين)) خَلْقٌ، منهم:
من صَحَّح لهم الترمذيُّ وابنُ خزيمة ثم: من رَوَى لهم النسائي وابنُ حِبَّان
وغيرُهما، ثم: ـ مَنْ ـ لم يُضَعِّفْهم أحد واحتَجَّ هؤلاء المصنِّفون بروايتهم.
وقد قيل في بعضهم: فلانٌ ثقة، فلان صدوق، فلان لا بأس به،
فلان ليس به بأس، فلان محلُّه الصدق، فلان شيخ، فلان مستور، فلان
رَوَى عنه شعبة، أو: مالك، أو: يحيى، وأمثالُ ذلك. كـ: فُلانٌ حسَنُ
الحديث، فلانٌ صالحُ الحديث، فلانٌ صدوقٌ إن شاء الله.
فهذه العبارات كلُّها جيَّدة، ليسَتْ مُضعِّفةً لحالِ الشيخ، نعم ولا
مُرَقِّيةً لحديِثه إلى درجة الصِّحَّةِ الكاملةِ المتفَقِ عليها، لكنْ كثيرٌ ممن ذكرنا
مُتَجَاذَبٌ بين الاحتجاجِ به وعَدَمِه.
وقد قيل في جَمَاعاتٍ: ليس بالقويِّ، واحتُجَّ به. وهذا النَّسائيُّ
قد قال في عِدَّةٍ: ليس بالقويّ، ويُخرِجُ لهم في ((كتابه))، قال: قولُنا:
(ليس بالقوي) ليس بجَرْحٍ مُفْسِد.
والكلامُ في الرُّواة يَحتاجُ إلى وَرَعٍ تامّ، وبَراءةٍ من الهوى والمَيْل،
وخِبرةٍ كاملةٍ بالحديثِ وعِلَلِه، ورجالِه.
ثم نحن نفتَقِرُ إلى تحرير عباراتِ التعديلِ والجرح وما بين ذلك، من
العباراتِ المُتَجَاذَبَة.
ثم أهَمُّ من ذلك أن نَعلمَ بالا ستقراءِ التامِّ: عُرْفَ ذلك الإمامِ
الجِهْبِذ، واصطلاحَه، ومقاصِدَه، بعباراتِه الكثيرة.
أما قولُ البخاري: (سكتوا عنه)، فظاهِرُها أنهم ما تعرَّضوا له
بجَرْح ولا تعديل، وعَلِمنا مقصدَه بها بالا ستقراء: أنها بمعنى تركوه.
وكذا عادَتُه إذا قال: (فيه نظر)، بمعنى أنه متَّهم، أو ليس بثقة. فهو
عنده أسْوَأُ حالاً من (الضعيف).
وبالا ستقراءِ إذا قال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، يُريد بها: أنَّ
هذا الشيخ لم يَبلُغ درَجَة القويِّ الثَّبْت. والبخاريُّ قد يُطلقُ على الشيخ:
(ليس بالقوي)، ويريد أنه ضعيف.
أسماء بعض المتشددين والمعتدلين والمتساهلين في الجرح
ومن ثَمَّ قيل: تجبُ حكايةُ الجرح والتعديل، فمنهم من نَفَسُهُ حادٌّ في
الجَرْح، ومنهم من هو معتدِل،ومنهم من هو متساهل.
فالحادُّ فيهم: يحيى بنُ سعيد، وابنُ معين، وأبو حاتم، وابنُ خِراش،
وغيرُهم.
والمعتدلُ فيهم: أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو زُرْعَة.
والمتساهلُ كالترمذيِّ، والحاكم، والدارقطنيِّ في بعض الأوقات.
وقد يكون نَفَسُ الإمام ـ فيما وافَقَ مذهبَه، أو في حالِ شيخِه ـ
ألطفَ منه فيما كان بخلاف ذلك. والعِصمةُ للأنبياءِ والصديقين وحُكَّام
القِسْط.
حفظ السنة
ولكنَّ هذا الدين مؤيَّد محفوظ من الله تعالى، لم يَجتمع علماؤه
على ضلالة، لا عَمْداً ولا خطأ، فلا يَجتمِعُ اثنانِ على توثيقِ ضعيف،
ولا على تضعيفِ ثقة، وإنما يقعُ اختلافُهم في مراتبِ القُوَّةِ أو مراتبِ
الضعف. والحَاكمُ منهم يَتكلَّمُ بحسبِ اجتهادِهِ وقُوَّةِ مَعارِفِه، فإن قُدِّرَ
خطؤه في نقده، فله أجرٌ واحد، والله الموفق.
اختار هذه الفوائد أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
فوائد مهمة من النكت لابن حجر
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 07:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد عن السنن الأربعة والدارمي والموطأ
قال الحافظ ابن حجر في كتابه "النكت " 1 - (ج 1 / ص 114):
"وفي الجملة فكتاب النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين (حديثاً) ضعيفاً ورجلاً مجروحاً، ويقاربه كتاب أبي داود وكتاب الترمذي ويقابله في الطرف الآخر كتاب ابن ماجه فإنه تفرد فيه بإخراج أحاديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث وبعض تلك الأحاديث لا تعرف إلا من جهتهم ....... وكان الحافظ صلاح الدين العلائي يقول: ينبغي أن يعد كتاب الدارمي سادساً للكتب الخمسة بدل كتاب ابن ماجه فإنه قليل الرجال الضعفاء نادر الأحاديث المنكرة والشاذة وإن كانت فيه أحاديث مرسلة وموقوفة فهو مع ذلك أولى من كتاب ابن ماجه.
قلت: وبعض أهل العلم لا يعد السادس إلا الموطأ. كما صنع رزين السرقسطي وتبعه المجد بن الأثير في جامع الأصول.
وكذا غيره. وحكى ابن عساكر أن أول من أضاف كتاب ابن ماجه إلى الأصول أبو الفضل ابن طاهر وهو كما قال، فإنه عمل أطرافه معها وصنف جزءاً آخر في شروط الأئمة الستة فعده معهم. ثم عمل الحافظ عبد الغني كتاب الكمال في أسماء الرجال الذي هذبه الحافظ أبو الحجاج المزي فذكره فيهم.
وإنما عدل ابن طاهر ومن تبعه عن عد الموطأ إلى عد ابن ماجه لكون زيادات الموطأ على الكتب الخمسة من الأحاديث المرفوعة يسيرة جداً بخلاف ابن ماجه، فإن زياداته أضعاف زيادات الموطأ فأرادوا بضم كتاب ابن ماجه إلى الخمسة تكثير الأحاديث المرفوعة والله أعلم".
بيان خطأ العزو إلى السنن بدون بيان درجة الحديث
قال الحافظ ابن حجر في كتابه "النكت " 1 - (ج 1 / ص 116):
" ومن هنا يتبين ضعف طريقة من صنف في الأحكام بحذف الأسانيد من الكتب المذكورة كأبي البركات ابن تيمية، فإنه يخرجون الحديث منها ويعزونه إليها من غير بيان صحته أو ضعفه وأعجب من ذلك أن الحديث يكون في الترمذي وقد ذكر علته فيخرجونه منه مقتصرين على قولهم رواه الترمذي، معرضين عما ذكر من علته. وقد تتبع أبو الحسن ابن القطان الأحاديث التي سكت عبد الحق في أحكامه عن ذكر عللها بما فيه مقنع. وهو وإن كانت قد تعنت في كثير منه فهو مع ذلك جم الفائدة والله سبحانه الموفق".
أكثر أهل الحديث لا يفردون الحسن من الصحيح
في "النكت " 1 - (ج 1 / ص 112):
"واعلم أن أكثر أهل الحديث لا يفردون الحسن من الصحيح، فمن ذلك ما رويناه عن الحميدي شيخ البخاري قال: ((الحديث الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (هو) أن يكون متصلاً غير مقطوع معروف الرجال)). وروينا عن محمد بن يحيى الذهلي قال: ((ولا يجوز الاحتجاج إلا بالحديث المتصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح)). فهذا التعريف يشمل الصحيح والحسن معاً. وكذا شرط ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما لم يتعرضا فيه لمزيد أمر آخر على ما ذكره الذهلي".
على بن المديني هو الإمام السابق في اصطلاح الحسن
في "النكت"1 (ج 1 / ص 89):
" فأما ما وجد في ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله بل وفي عبارة أحمد بن حنبل [يعني التعبير بالحسن] فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الاصطلاحي، بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك.
........ وأما علي بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله، فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح، وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد. وعن البخاري أخذ الترمذي".
عدم الاعتماد على سكوت أبي داود
في "النكت" 1 - (ج 1 / ص 97):
"فالصواب عدم الاعتماد على مجرد سكوته لما وصفنا أنه يحتج بالأحاديث الضعيفة، ويقدمها على القياس إن ثبت ذلك عنه. والمعتمد على مجرد سكوته لا يرى الاحتجاج بذلك فكيف يقلده فيه؟ وهذا جميعه إن حملنا قوله: ((وما لم أقل فيه فهو صالح)). على أن مراده أنه صالح للحجة. وهو الظاهر. وإن حملناه على ما هو أعم من ذلك وهو الصلاحية للحجة أو للاستشهاد أو للمتابعة، فلا يلزم منه أنه يحتج بالضعيف. ويحتاج إلى تأمل تلك المواضع التي يسكت عليها وهي ضعيفة هل فيها أفراد أم لا؟ إن وجد فيها أفراد تعين الحمل على الأول وإلا حمل على الثاني وعلى كل تقدير، فلا يصلح ما
(يُتْبَعُ)
(/)
سكت عليه للاحتجاج مطلقاً.
وقد نبه على ذلك الشيخ محي الدين النووي رحمه الله تعالى فقال: ((في سنن أبي داود أحاديث ظاهرة الضعف لم يبينها مع أنه متفق على ضعفها، فلا بد من تأويل كلامه.
ثم قال: والحق أن ما وجدناه في سننه ما لم يبينه، ولم ينص على صحته أو حسنه أحد ممن يعتمد فهو حسن، وإن نص على ضعفه من يعتمد أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف ولا جابر له
حكم بضعفه ولم يلتفت إلى سكوت أبي داود)).
قلت: وهذا هو التحقيق، لكنه خالف ذلك في مواضع من شرح المهذب وغيره من تصانيفه، فاحتج بأحاديث كثيرة من أجل سكوت أبي داود عليها فلا يغتر بذلك والله أعلم".
لا يصح الاحتجاج بحديث من السنن دون معرفة لصحته أو حسنه
في "النكت" 1 (ج 1 / ص 100):
"وإذا تقرر هذا فسبيل من أراد أن يحتج بحديث من السنن أو بأحاديث من المسانيد واحد إذ جميع ذلك لم يشترط من جمعه الصحة ولا الحسن خاصة، فهذا المحتج إن كان متأهلاً لمعرفة الصحيح من غيره، فليس له أن يحتج بحديث من السنن من غير أن ينظر في اتصال إسناده وحال رواته كما أنه ليس له أن يحتج بحديث من المسانيد حتى يحيط علماً بذلك.
وإن كان غير متأهل لدرك ذلك فسبيله أن ينظر في الحديث إن كان خرج في الصحيحين أو صرح أحد من الأئمة بصحته، فله أن يقلد في ذلك. وإن لم يجد أحداً صححه ولا حسنه فما له أن يقدم على الاحتجاج به فيكون كحاطب ليل فلعله يحتج بالباطل وهو لا يشعر".
هل تفسير الصحابي من المسند؟
في "النكت"2 (ج 1 / ص 8):
" لكن أطلق الحاكم النقل عن البخاري ومسلم أن تفسير الصحابي رضي الله عنه الذي شهد الوحي والتنزيل حديث مسند. والحق أن ضابط ما يفسره الصحابي رضي الله عنه إن كان مما لا مجال للاجتهاد [فيه] ولا منقولاً عن لسان العرب فحكمه الرفع وإلا فلا، كالإخبار عن الأمور الماضية من بدء الخلق وقصص الأنبياء وعن الأمور الآتية:
كالملاحم والفتن والبعث وصفة الجنة والنار والإخبار عن عمل يحصل به ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص، فهذه الأشياء لا مجال للاجتهاد [فيها] فيحكم لها بالرفع ......
إلا أن يستثنى من ذلك ما كان المفسر له من الصحابة رضي الله تعالى عنهم من عرف بالنظر في الإسرائيليات، كمسلمة أهل الحديث مثل عبد الله بن سلام وغيره. وكعبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان حصل له في وقعة اليرموك كتب كثيرة من (كتب) أهل الكتاب فكان يخبر بما فيها من الأمور المغيبة حتى كان بعض أصحابه ربما قال له: حدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن الصحيفة، فمثل هذا لا يكون حكم ما يخبر (به) من الأمور التي قدمنا ذكرها الرفع، لقوة الاحتمال والله أعلم".
هل المالكية والحنفية لا يقبلون المرسل مطلقا؟
في "النكت"2 (ج 1 / ص 29):
" تقدم النقل عن ابن عبد البر وغيره أن من قال بالمرسل لا يقول به على الإطلاق، بل شرطه أن يكون المرسل ممن يحترز في الرواية أما من كان يكثر الرواية عن الضعفاء أو عرف من شأنه أنه يرسل عن الثقات والضعفاء، فلا يقبل مرسله مطلقاً. وممن حكاه أيضاً أبو بكر الرازي من الحنفية.
وهذا وارد على إطلاق المصنف النقل عن المالكية والحنفية أنهم يقبلون المرسل مطلقاً، وكذا نقل الحاكم عن مالك أن المرسل عنده ليس بحجة، وهو نقل مستغرب، والمشهور خلافه والله أعلم".
مرسل الصحابي الذي لم يمكنه التحمل والسماع
في "النكت" 2 - (ج 1 / ص 13):
"قولهم: مراسيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم مقبولة بالاتفاق إلا عند بعض من شذ إنما يعنون بذلك من أمكنة التحمل والسماع أما من لا يمكنه ذلك فحكم حديثه حكم غيره من المخضرمين الذين لم يسمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم".
السر في إيراد بعض الأئمة أحاديث ساقطة بدون بيان
في "النكت" 2 - (ج 1 / ص 172):
"قلت: والاكتفاء بالحوالة على النظر في الإسناد طريقة معروفة لكثير من المحدثين وعليها يحمل ما صدر من كثير منهم من إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحاً وقد [وقع] هذا لجماعة من كبار الأئمة، وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان والله أعلم".
هل للمتأخر الحكم على الأحاديث؟
في "النكت" 2 - (ج 1 / ص 183):
"قلت: إذا بلغ الحافظ المتأهل الجهد وبذل الوسع في التفتيش على ذلك المتن من مظانه، فلم يجده إلا من تلك الطريق الضعيفة، فما المانع له من الحكم بالضعف بناء على غلبة ظنه، وكذلك إذا وجد كلام إمام من أئمة الحديث قد جزم بأن فلاناً تفرد به، وعرف المتأخر أن فلاناً المذكور قد ضعف بتضعيف قادح، فما الذي يمنعه من الحكم بالضعف والظاهر أن المصنف مشى على أصله في تعذر استقلال المتأخرين بالحكم على الحديث بما يليق به والحق خلافه كما قدمناه".
انتهى ما أحببت بثه من فوائد من كتاب " النكت" للحافظ ابن حجر تغمده الله برحمته.
انتقاه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)(/)
هل من السنة ذبح الذبيحة (العتيرة) في رجب؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 01:36]ـ
بعث لي أحد الأخوة هذا التخريج، فأحببت أن استفسر من الأخوة لعل أحدكم قام بتخريج الحديث والحكم عليه.
" عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ".
أخرجه البيهقي (9/ 260، رقم 18789). وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 215، رقم 17920)، وأبو داود (3/ 93، رقم 2788) والترمذي (4/ 99، رقم 1518) والنسائي (7/ 167، رقم 4224) وابن ماجه (2/ 1045، رقم 3125). وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي، رقم 1518).
قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله معلقاً على هذا الحديث: .. و العتيرة: الذبيحة في رجب, و هذه الذبيحة قال أهل العلم منسوخة و الرّاجح أنّ نسخ الوجوب فقط و ليس نسخ الأصل, فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب " اهـ
والمعلوم أن البخاري رحمه الله بوب في صحيحيه في كتاب العقيقة: باب العتيرة ولم يروي فيه سوى حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (لا فرع ولا عتيرة).
وبالبحث في الشاملة وقفت على نقل الزيلعي في "نصب الراية" عن ابن الجوزي قوله: " وهذا متروك الظاهر، إذ لا يسن العتيرة أصلاً "
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 08:57]ـ
سألت الدكتورة رقية المحارب- أستاذة الحديث وعلومه في كلية التربية بجامعة الأميرة نوره- عن ماسبق ذكره من سؤال فقالت:
بعد قراءة ما جاء في العتيرة تبين أنها ليست من السنن الثابتة لأن السنن العامة الثابتة تكون أشهرويندر أن تندثر لما يكون فيها من التواصل ووصول النفع للغير وما هذا حاله فيكون أشبه بالشعائر، ومن المعلوم أن الجماهير يتوارثون الشعائر وتتواتر فلما كانت العتيرة مما لم يشتهر دل على أنها ليست بسنة خاصة والأحاديث المتفق عليها جاءت بالنهي عنها والأحاديث المقابلة لا ترقى لدرجتها مع ما جاء من القول بنسخها وكلام الشيخ ابن عثيمين أرجح وأقرب للصواب. أرى عدم نشر العتيرة على أنها سنة والله أعلم
ما هي العتيرة؟ وما حكمها؟.
الحمد لله
العتيرة هي ذبيحة كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب , وجعلوا ذلك سنة فيما بينهم كذبح الأضحية في عيد الأضحى.
وأما حكمها , فقد اختلف العلماء في حكمها , وسبب اختلافهم: اختلاف الأحاديث الواردة فيها , فمنها ما أمر بها ورخص فيها , ومنها ما نهى عنها.
والصحيح من أقوالهم - كما سيأتي – أن أحاديث الأمر بها والترخيص في فعلها كانت في أول الأمر , ثم نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف العلماء في حكمها على عدة أقوال:
القول الأول: أنها سنة مستحبة , وهذا قول الإمام الشافعي رحمه الله , واستدل على ذلك بعدة أدلة , منها:
1 - ما رواه الإمام أحمد (6674) والنسائي (4225) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن َالْعَتِيرَةُ فقَالَ: (الْعَتِيرَةُ حَقٌّ) حسنه الألباني في صحيح الجامع (4122).
2 - ما رواه الإمام أحمد وأبو داود (2788) والترمذي (1518) عن مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ. هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ) حسنه الألباني في صحيح أبي داود.
3 - ما رواه النسائي (4226) عن الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً مِنْ النَّاسِ قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْعَتَائِرُ؟ قَالَ: (مَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ) ضعفه الألباني في ضعيف النسائي.
انظر: "المجموع" (8/ 446,445).
القول الثاني:
أنها لا تستحب ولا تكره , وقال بهذا القول بعض الشافعية , كما حكاه النووى عنهم في "المجموع" (8/ 445).
القول الثالث:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنها مكروهة، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها , وقال بعضهم: هي حرام باطلة.
وقالوا: أحاديث الترخيص فيها والأمر بها كانت في أول الأمر , ثم نسخت بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها.
نقل النووي في "شرح مسلم" (13/ 137) عن القاضي عياض قوله: " إن الأمر بالعتيرة منسوخ عند جماهير العلماء ".
واستدلوا على تحرمها بـ:
1 - ما واه البخاري (5474) ومسلم (1976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا فَرَعَ وَلا عَتِيرَةَ).
والفرع هو أول ولدٍ للناقة كانوا يذبحونه لأصنامهم.
2 - أن العتيرة من شأن أهل الجاهلية , ولا يجوز التشبه بهم في عباداتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود (4031) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1269).
وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر بعض الأحاديث الدالة على مشروعية العتيرة:
" وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر – بعد أن ذكر بعض الأحاديث في العتيرة – قال: وَقَدْ كَانَتْ الْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَفَعَلَهُ بَعْض أَهْل الإِسْلام , فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا ثُمَّ نَهَى عَنْهُمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (لا فَرَع وَلا عَتِيرَة) فَانْتَهَى النَّاس عَنْهُمَا لِنَهْيِهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُمَا , وَمَعْلُوم أَنَّ النَّهْي لا يَكُون إِلا عَنْ شَيْء قَدْ كَانَ يُفْعَل , وَلا نَعْلَم أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْل الْعِلْم يَقُول: إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَهَاهُمْ عَنْهُمَا ثُمَّ أَذِنَ فِيهِمَا , وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْفِعْل كَانَ قَبْل النَّهْي قَوْله فِي حَدِيث نُبَيْشَة: (إِنَّا كُنَّا نَعْتِر عَتِيرَة فِي الْجَاهِلِيَّة , وَإِنَّا كُنَّا نُفْرِع فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّة) وَفِي إِجْمَاع عَوَامّ عُلَمَاء الأَمْصَار عَلَى عَدَم اِسْتِعْمَالهمْ ذَلِكَ وُقُوف عَنْ الأَمْر بِهِمَا , مَعَ ثُبُوت النَّهْي عَنْ ذَلِكَ بَيَان لِمَا قُلْنَا " انتهى.
وجزم الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله في "فتاويه" (6/ 165) بتحريم العتيرة، وقال:
" قوله صلى الله عليه وسلم: (لا فرع ولا عتيرة) فيما أفهم الآن أنه أقرب إلى التحريم.
والنفي يفيد البطلان كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة)، أفلا يكون: (لا فرع ولا عتيرة) إبطال لذلك؟!
هذا مع دلالة: (من تشبه بقوم فهو منهم) فمنع من مشابهة الجاهلية.
ثم هذا من باب العبادات، والعبادات توقيفية، فلو لم ينفها صلى الله عليه وسلم كانت منتفية، فإن أمور الجاهلية كلها منتفية لا يحتاج إلى أن ينصص على كل واحد منها.
وقد صرح بعض العلماء بالكراهة. والذي نفهم أنه حرام. وهذا بالنسبة إلى تخصيصهم ذبح أول ولد تلده الناقة، والذبح في العشر الأول من رجب. أما إن كان ما يفعله الجاهلية لآلهتهم فهو شرك " انتهى بتصرف.
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (7/ 325):
" قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا فَرَعَ ولا عتيرة)، وفي رواية: (لا فَرَعَ ولا عتيرة في الإسلام)، تخصيص ذلك في الإسلام يوحي بأنها من خصال الجاهلية، ولهذا كره بعض العلماء العتيرة، بخلاف الفرعة لورود السنة بها، وأما العتيرة فجديرة بأن تكون مكروهة - يعني الذبيحة في أول رجب - لاسيما وأنه إذا ذبحت في أول رجب، وقيل للناس إن هذا لا بأس به، فإن النفوس ميالة إلى مثل هذه الأفعال، فربما يكون شهر رجب كشهر الأضحية، ذي الحجة، ويتكاثر الناس على ذلك، ويبقى مظهراً ومشعراً من مشاعر المناسك، وهذا لا شك أنه محظور.
فالذي يترجح عندي: أن الفرعة لا بأس بها، لورود السنة بها، وأما العتيرة فإن أقل أحوالها الكراهية " انتهى.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 09:33]ـ
قال العلامة الألباني في إرواء الغليل - (ج 4 / ص 413)
"هذا وقد أفادت هذه الاحاديث مشروعية الفرع وهو الذبح أول النتاج ى:
أن يكون لله تعالى ومشروعية الذبح في رجب وغيره بدون تمييز وتخصيص لرجب على ما سواه من الاشهر فلا تعارض بينها وبين الحديث المتقدم (لا فرع ولا عتيرة) لانه إنما أبطل صلى الله عليه و سلم به الفرع الذي كان أهل الجاهلية لاصنامهم والعتيرة وهى الذبيحة التى يخصون بها رجبا. والله أعلم " انتهى كلامه.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 06:44]ـ
أخي/ غالب الساقي
هل من الممكن أن تبين لي مذهب الشيخ في العتيرة؟
أنا فهمت أنها جائزة من غير تخصيص برجب، فهل فهمي صحيح؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 12:26]ـ
نعم هذا هو رأي الشيخ الألباني في العتيرة أنها مستحبة ولكن بدون تخصيص رجب بها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 12:41]ـ
نعم هذا هو رأي الشيخ الألباني في العتيرة أنها مستحبة ولكن بدون تخصيص رجب بها
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 02:42]ـ
بورك فيك يا شيخ غالب.
واسمح لي أنا في مقام التعلم هنا، فتحملني ...
الشيخ مشهور يقول: " فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب " اهـ
وهذ كما يبدو جرياً على تصحيح الحديث وهو أمر مفهوم واجتهاد للجمع بين الأحاديث: فالشيخ يرى أن الوجوب منسوخ فبقي حكم الاستحباب.
ولكن مذهب الشيخ الألباني في استحباب "العتيرة" في غير رجب كيف يتم تخريجه.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 11:22]ـ
* قال الإمام أبو بكر الجصاص: (والعتيرة منسوخة بالاتفاق؛ وهي: أنهم كانوا يصومون رجب ثم يعترون؛ وهي الرجبية).
* وقال الإمام الكاساني: (ثم نسخت العتيرة).
* وقال الحافظ ابن عبد البر: (وكان في أول الإسلام ثم نسخ).
* وقال العلامة المغربي المالكي: (قال مالك: العتيرة شاة كانت تذبح في رجب يتبررون بها، كانت في الجاهلية؛ وقد كانت في الإسلام، ولكن ليس الناس عليها.
قال ابن رشد: أي أنها قد كانت في الإسلام معمولا بها كالضحايا، ولكنها الآن منسوخة بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "لا فرع ولا عتيرة".
قال المغربي: وقد اختلف في قوله هذا صلى الله عليه وسلم؛ فقيل: إن ذلك نهي عنهما فلا بر في فعلهما. وقيل: إن ذلك نسخ للوجوب وفعل ذلك؛ أي لمن شاؤ أن يفعله.
واحتج من ذهب إلى هذا بما روى الحارث بن عمر التميمي أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قال: فقلت: يا رسول الله الفرائع والعتائر؟ قال: "من شاء أفرع ومن شاء لم يفرع، ومن شاء أعتر ومن شاء لم يعتر"، وما روي عن لقيط بن عامر من حديث وكيع أنه سأل الني صلى الله عليه وسلم فقال: إنا كنا نذبح في رجب فنطعم من جاءنا. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بأس").
* وقال الإمام ابن قدامة: (وهذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم في بدء الإسلام تقرير لما كان في الجاهلية؛ وهو يقتضي ثبوتها بغير نذر، ثم نسخ ذلك بعد.
ولنا ما روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا فرع ولا عتيرة" متفق عليه، وهذا الحديث متأخر عن الأمر بها فيكون ناسخا، ودليل تأخره أمران:
أحدهما: أن راويه أبو هريرة؛ وهو متأخر الإسلام فإن إسلامه في سنة فتح خيبر وهي السنة السابعة من الهجرة.
والثاني: ان الفرع والعتيرة كان فعلهما أمرا متقدما على الإسلام، فإظهار بقاؤهم عليه إلى حين نسخه واستمرار النسخ من غير رفع له، ولو قدرنا تقدم النهي على الأمر بها لكانت قد نسخت ثم نسخ ناسخها؛ وهذا خلاف الظاهر.
إذا ثبت هذا: فإن المراد بالخبر نفي كونها سنة؛ لا تحريم فعلها ولا كراهته، فلو ذبح إنسان ذبيحة في رجب أو ذبح ولد الناقة لحاجة إلى ذلك او للصدقة به وإطعامه لم يكن ذلك مكروها. والله تعالى أعلم).
* قال الحافظ البيهقي: (وهذا إن صح فالمراد به على طريق الإستحباب، والعتيرة غير واجبة بالإجماع).
* وقال سبط ابن الجوزي: (والعتيرة اسم الشاة التي تذبح في رجب؛ إلا أنها نسخت).
* وقد قال الإمام الحافظ أبو داود بعد روايته للحديث: (العتيرة منسوخة؛ هذا خبر منسوخ).
* وقال الإمام ابن الجوزي: (وهذا متروك الظاهر، إذ لا يسن العتيرة أصلا).
وبالنسبة للحديث:
* فقد قال الحافظ ابن كثير: وقد تكلم في إسناده.
* وقال العلامة البهوتي: فقد ضعفه أصحاب الحديث.
* وقال العلامة الزركشي الحنبلي: قال عبد الحق: إسناده ضعيف. قلت: وصدقه ابن القطان لجهالة عامر.
* وقال الإمام الخطابي: هذا الحديث ضعيف المخرج؛ لأن رملة مجهول.
* وقال الإمام ابن حزم: أما حديث مخنف فعن أبي رملة الغامدي وحبيب بن مخنف؛ وكلاهما مجهول لا يدرى.
* وقال الإمام الحافظ الترمذي بعد روايته له: حديث حسن غريب، ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث عون. وكأنه يشير إلى علة فيه، بل في بعض النسخ ليس فيه: حسن. فتأمل
* وقال أبو بكر المعافري: حديث مخنف بن سليم ضعيف لا يحتج به.
والخلاصة أن الحديث ضعيف المخرج لا يصلح أن يحتج به في مقابلة الأحاديث الأقوى الناهية عن ذلك والمانعة، وعلى فرض صحته وثبوته؛ فهو منسوخ اتفاقا حكمه.
إذا ثبت هذا: فإن المراد بالخبر نفي كونها سنة؛ لا تحريم فعلها ولا كراهته، فلو ذبح إنسان ذبيحة في رجب أو ذبح ولد الناقة لحاجة إلى ذلك او للصدقة به وإطعامه لم يكن ذلك مكروها. والله تعالى أعلم
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 12:53]ـ
الشيخ السكران بارك الله فيك على هذه الإضافة المباركة، ولا عطر بعد عروس!
وليسمح لي الشيخ غالب مرة أخرى: من أين أخذت استحباب الشيخ ناصر للعتيرة؟ فبعد التأمل فيما نقلتَ عن الشيخ -رحمه الله- وجدت أنه يتكلم عن مطلق المشروعية فقط ولم يذكر الاستحباب وهو مطابق لقول أبي محمد المقدسي الذي نقله الشيخ السكران.
فهل اطلعت على قول للشيخ -غير ما نقلتَ- يفيد الاستحباب؟(/)
الحديث الحسن ومسائله
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 03:51]ـ
هذه محاضرة للشيخ عبد الرحيم الطحان فرغتها لماوجدت فيها من عضيم الفائدة وهي مبسطة في حد الحديث الجسن وبعض مايتعلق به من مسائل فارجو أن يستفاد منها
الحديث الحسن
معنى الحسن عند أهل الحديث*: ـ
كثرت تعريف أئمتنا للحديث الحسن وهي على كثرتها اختصرت على أمرين الأول ذكره الإمام الترمذي في آخر كتابه العلل بقوله (وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن أردنا به حسن إسناده عندنا وهو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه نحو ذالك فهو عندنا حسن) وهذا التعريف خاص بالترمذي أي لو لم يروى بغير وجه من ذالك لكان ضعيفا أي انه لو قال حسن صحيح لم يقصد به هذا التعريف أو قال حسن غريب فلا يقصد به هذا التعريف ولا كن التعريف الذي ذكره خاص بتعريف الحديث الحسن فقط.
فإذ قال حديث حسن يعني أن أحد رواته لم يتهم بالكذب بل فيه ضعف قليل هو مستور فيه جهالة ولا كن لا يصل إلى درجة الكذب بل في حفظه نقص لا كن ليس أنه يكذب فإن لم يروى من طريق آخر أو لم يوجد له شاهد أو تابع لكان ضعيفا ولا كن لما ورد من طريق آخر تجبر ما فيه من ضعف وزال. وألا يكون شاذا وهو (ألا يخالف الثقة من هو أوثق منه) والأمر الثالث أن يرد من وجه نحو ذاك فإن وجدت تلك الشروط الثلاث فهو حسن عند أبي عسى محمد بن عيسى الترمذي وهذا الكلام مذكور في كتابه العلل.
ولقد ذكر شيخ الإسلام الإمام ابن كثير في كتابه الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث لما جاء اختصار علوم الحديث لبن الصلاح استغرب هذا الكلام الذي أضيف إلى الإمام الترمذي بعد أن نقله عن ابن الصلاح وأن تعريف الحسن عند الإمام الترمذي هو كذا .... علق عليه الإمام ابن كثير بقوله (وهذا إن كان قد روي عن الترمذي أنه قاله ففي أي كتاب له قد قاله وأين إسناده عنه وإن كان فهم من اصطلاحه في كتاب الجامع فليس ذالك بصحيح فإنه يقول في كثير من أحاديثه هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) ولقد علق على ذالك الإمام العراقي في كتابه التقيد والإيضاح قوله (وهذا إنكار عجيب فإنه في آخر العلل التي في آخر الجامع وهي داخلة في سماعنا وسماع النكر لذلك وسماع الناس) صفه 45 في كتاب القيد والإيضاح للعراقي.
التعريف الثاني ذكره الإمام الخطاب المتوفى سنة 388 وهو أول من شرح السنة في كتاب معالم السنن يقول في تعريف الحديث الحسن وهو (ما عرف مخرجه واشتهرت رجاله وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويتعامل معه عامة الفقهاء)
فالخطاب عرف الحديث الحسن لذاته والترمذي عرف الحديث الحسن لغيره
يقول ابن حجر في شرح نخبة الفكر (والخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل الإسناد غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته يقول فإن خف الضبط فالحسن لذاته وبكثرة طرقه يصحح) يقول ابن الجزري في كتابه الموضوعات والعلل 597ـ هـ (الحسن ما فيه ضعف قريب محتمل) وهذه العبارة شاملة لقسمي الحديث الحسن. وقول الترمذي هذا حديث حسن غريب يقصد به الحسن عند الجمهور أما إذا قال حسن فقط قصد به اصطلاحه الخاص به.
يقول ابن الصلاح:ــ إن هذه التعريفات كلها عليها اعتراضات وليس واحد منها قيد وحد وضبط الحديث الحسن.
مسألة في الحديث الحسن
في حكم الترمذي عن بعض الأحاديث: " هذا حسن صحيح".
ففي هذا شيء من الإشكال فإذا قلت حسن فإنه ليس بصحيح وإذا قلت صحيح فهو ليس بحسن أما أن تجمع بينهما في لفظ واحد ففيه إشكال والجواب عن هذا بأن أئمتنا ذكروا أربعة أجوبة على هذا منها جوابان معتبران وجوابان آخران لا اعتبار بهما أولهما ما ذكره ابن حجر في النخبة بقوله (فإن جمعا ـ الوصفان الصحيح والحسن ـ فالتردد للناقل حيث التفرد وإلا فباعتبار إسنادين) هذان جوابان معتبران بمعنى أنه إذا كان الإسناد واحدا تردد الحافظ في الحكم على رجال الحديث هل بلغوا أعلى الرتب فحديثهم صحيح أو خف الضبط في بعضهم فحديثهم حسن فاحتاط في العبارة أي لو قال حسن لنزل بهم وإن قال صحيح رفعهم فليحتاط قال حسن صحيح بمعنى حسن أو صحيح أي أنه متردد هذا إن كان له إسناد واحد وهذا معنى قوله (فتردد للناقل حيث التفرد أي لا يوجد للحديث إلا إسناد واحد وهذا يفهم من قول الإمام هذا حسن
(يُتْبَعُ)
(/)
أو صحيح فكلاهما حجة فاعملوا به فهو ليس ضعيفا فكونوا على بينة من ذلك وعليه ما يقال فيه صحيح فهو أعلى مما يقال فيه حسن صحيح لأنه هناك قد جُزم بالصحة وهنا مُتَرَدَّد فيه هذا إن كان للحديث إسناد واحد.
أما إن كان للحديث أسانيد متعددة فرأى الحافظ أن هناك بعض الأسانيد رجالها رجال الصحيح وبعضها خف ضبطا الرواة فيها فتأخذ وصف الحسن فهو يخبرنا أن هذا الحديث له أسانيد بعضها صحيح وبعضها حسن فقال لنا حسن صحيح أي حسن وصحيح وعليه فما يقال فيه حسن صحيح أعلى مما يقال فيه صحيح لأن هناك إسنادا صحيحا وإسنادا حسنا بعكس الأول لأن هناك حسنا أو صحيحا فللحديث إسناد واحد وهنا حسن وصحيح فللحديث أكثر من طريق منها حسن ومنها صحيح فاختلف الأمر وهذا معنى قوله (فباعتبار إسنادين) هذان القولان معتبران وقررهما الحافظ ابن حجر في نزهة النظر في شرح نخبة الفكر
أما الجواب الثاني فذكره ابن الصلاح فقال (لا يستبعد أن مراد الإمام بالحسن الحسن اللغوي وليس مراده منه الاصطلاح الشرعي أي المراد منه الحسن اللغوي لا الحسن الاصطلاحي بمعنى أن الحديث صحيح اصطلاحا حسن لغة، وقد رد عليه ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح في علم الحديث والاصطلاح قال: (لو كان الأمر كما قال ابن الصلاح لصح أن نقول عن الحديث الضعيف حسن إذا كانت ألفاظه قوية المعنى بل يمكن أن نقول عن الموضوع حسن إذا كانت ألفاظه مقبولة في الشرع واللغة وهذا لم يقصده أهل علم الاصطلاح لأنهم يتكلمون في اصطلاح دقيق في علم الحديث فما الذي أخذهم إلى الاصطلاحات اللغوية.
الجواب الرابع: ذكره ابن دقيق العيد بعد أن رد على ابن الصلاح وقال إنه بعيد قال الحديث عندما يقال عنه حسن صحيح فهو صحيح وأطلق عليه الحسن لاشتراك الحسن في تعريف الصحيح لأن الرجال إذا أحرزوا الصفة العليا يكونون قد أحرزوا الصفة الدنيا من باب أولى وقال كل صحيح حسن وعلى هذا يجوز أن نقول عن الحديث الصحيح حسن صحيح أما الحديث الحسن فلا يجوز أن نقول عنه حسن صحيح وفي هذا إشكال لأنه إذا ذكر الصفة العليا فما الداعي لذكر الصفة الدنيا وقول ابن حجر فهو المعول عليه والله أعلم.
وهذا ملحق أضفته من كتاب شرح النخبة في
قول الإمام الترمذي هذا حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
فالجواب أن الترمذي لم يعرف الحسن مطلاقا وإنما عرف نوعا خاصا منه وقع في كتابه وهو ما يقول فيه: (حسن) من غير صفة أخرى، وذلك أنه يقول في بعض الأحاديث: حسن، وفي بعضها: صحيح، وفي بعضها: غريب، وفي بعضها: حسن صحيح، وفي بعضها حسن غريب، وفي بعضها صحيح غريب، وفي بعضها حسن صحيح غريب، وتعريفه إنما وقع على الأول فقط، وعبارته ترشد إلى ذلك، حيث قال في آخر كتابه: " وما قلنا في كتابنا: حديث حسن فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا: كل حديث يُروى لا يكون راويه متهما بكذب ويروى من غير وجه نحو ذلك ولا يكون شاذا فهو عندنا حديث حسن " فعُرف بهذا أنه نما عرّف الذي يقول فيه: حسن فقط، أما ما يقول فيه حسن صحيح، أو حسن غريب، أو حسن صحيح غريب، فلم بُعرّج على تعريفه كما لم يُعرّج على تعريف ما يقول فيه:" صحيح " فقط أو " غريب " فقط، وكأنه ترك ذلك استغناء لشهرته عند أهل الفن، واقتصر على تعريف ما يقول فيه في كتابه: حسن فقط إما لغموضه، وإما لأنه اصطلاح جديد، ولذلك قيده بقوله: " عندنا " ولم ينسبه إلى أهل الحديث كما فعل الخطابي، وبهذا التقرير يندفع كثير من الإيرادات التي طال البحث فيها ولم يُسفر وجه توجيهها، فلله الحمد على ما ألهم وعلم.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 08:04]ـ
أحسنت يا أسامة ...
أشار الحافظ-رحمه الله- في
تعريفه للحديث الحسن هو أن يكون راويه ممن خف ضبطه ...
حيث قال رضي الله عنه:
في شرح نخبة الفكر (والخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل الإسناد غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته يقول فإن خف الضبط فالحسن لذاته وبكثرة طرقه يصحح)
ولكن خفة الضبط أيضا متحققة في الحديث الضعيف؟؟
فالضعيف هو من خف ضبط راويه أيضا؟؟
فما الضابط في ((خفة الضبط)) الملحقة صاحبها بالحديث الحسن والمنزلة له للحديث الضعيف؟؟؟
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 03:12]ـ
لعل الجواب على سؤالك يحتاج لمتمكن في علم الحديث ولكن قد يكون ما عرف ابن الجوزي في كتابه الموضوعات والعلل (الحسن ما فيه ضعف قريب محتمل) حيث حصر الضعف بأن يكون قريبا او محتملا والضعيف مايكون اقل من الحسن
قال البيقوني في منظومته (وكل ما عن رتبة الحسن قصر# فهو الضعيف وهو أقسم كثر) حيث أنه يتفاوت بحسب شدة ضعف رواته وخفته.
وفي تدريب الراوي شرح تقريب النووي يقول النووي تعريف الحسن (الثاني: أن يكون راويه مشهورا بالصدق والأمانة ولم يبلغ درجة الصحيح لقصوره في الحفظ والإتقان وهو مرتفع عن حال من يعد تفرده منكرا)
يقول السيوطي وهو الشارح بعد ماذكر تعريف الحسن عند الحافظ ابن حجر (فشارك بينه وبين الصحيح في الشروط إلا تمام الضبط ثم ذكر الحسن لغيره بالإعتضاد. ثم قال قال شيخنا الإمام تقي الدين الشمني (الحسن خبر متصل قل ضبط راويه العدل وارتفع عن حال من يعد تفرده منكرا وليس بشاذ ولا معللا) فبذلك كان تعريف الحسن لذاته هو الحديث المتصل سنده بنقل عدل خف ضبطه ولم يكن شاذا ولا معللا ولعله يكون هذا هو الضابط ثم عرف الضعيف مالم يجمع صفة الصحيح والحسن يقول السيوطي وإن قيل إن الاقتصارعلى الثاني أولى للأنه مالم يجمع الحسن فهو عن الصحيح أبعد ولذالك لم يذكره ابن دقيق العيد والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 09:40]ـ
للشيخ أبو العينين لقاء مع الشيخ الالباني حول مسائل الحديث الحسن و هو مطبوع(/)
أصحاب الكتب التسعة
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 04:04]ـ
عن عبيدة عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) صحيح البخاري.
(أول التسعة المصنفين ميلادا: الإمام مالك ولد سنة 93هـ وتوفي سنة 179هـ وآخرهم ميلادا الإمام النسائي ولد سنة 215هـ وتوفي سنة 303هـ)
ر. م
اسم الكتاب
اسم المؤلف
تاريخ الميلاد
تاريخ الوفاة
عمره
1
صحيح البخاري واسمه: الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه واستغرق في تأليفه ستة عشر سنة [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1) .
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزيه الجعفي البخاري
194 هـ
256 هـ
62
2
صحيح مسلم واستغرق في تأليفه خمسة عشر سنة [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2) .
أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري
204 هـ
261 هـ
57
3
سنن أبي داود واستغرق في تأليفه عشرين سنة.
سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني
202 هـ
275 هـ
73
4
جامع الترمذي أو سنن الترمذي واسمه الجامع المختصر للسنن والآثار ومعرفة الصحيح منها والمعلول وعليه العمل [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3) .
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي
209 هـ
279 هـ
70
5
سنن النسائي، كما سمي بالمجتبى أو السنن الصغرى.
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني
215 هـ
303 هـ
88
6
سنن ابن ماجه القزويني.
أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني
209 هـ
273 هـ
64
7
مسند الإمام أحمد بن حنبل.
أحمد بن حنبل الشيباني
164 هـ
241 هـ
77
8
موطأ الأمام مالك واستغرق في تأليفه أربعون سنة وقيل ستون [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4) .
مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري
93 هـ
179 هـ
86
9
سنن الدارمي ويسمى الجامع الصحيح تغليبا كما يسمى بالمسند والأصح أنه كتاب سنن.
عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي الدارمي السمرقندي
181 هـ
255 هـ
74
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) ـ مقدمة فتح الباري.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) ـ مقدمة فتح الباري.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) ـ هذا القول للشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على الأجوبة الفاضلة للكنوي.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) ـ شرح الزرقاني على الموطأ.(/)
التحاكم إلى موافقة الذهبي للحاكم
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 07:11]ـ
التحاكم إلى موافقة الذهبي للحاكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد:
فإن موضوع موافقة الإمام الذهبي في مختصر المستدرك لتصحيح الإمام الحاكم لكثير من الأحاديث، شغب عليها كثير من إخواننا طلاب العلم، والذين نسبوا لجمهور العلماء الغفلة والوهم في حكمهم بموافقة الذهبي للحاكم للأحاديث الذي نقلوا تصحيحه كما هو في المستدرك.
وصال وجال في هذه المسألة كثير من الأخوة، تابعين في ذلك زمرة من العلماء الأفاضل، وهم بذلك جميعا يتغافلون عن حقائق واضحة ليبرئوا ساحة الإمام الذهبي من متابعة الحاكم في كثير من أخطائه فوقعوا فيما اتهموا به العلماء.
وأنا في هذه المشاركة أحاول - قدر الجهد – أن أبين الحق - حسبما تراءى لي - ولا أجزم به كما جزم به الأخوة الكرام الذين وهموا العلماء من بعد عصر الإمام الذهبي إلى عصرنا.
وسيكون نقاشنا للموضوع في نقاط محددة حتى لا يتوسع المقال ..
وقبل بضع سنوات قرأت مقالات عدة لأخوة أفاضل يقررون فيها أن موافقة الذهبي للحاكم ما هو إلا وهم وقاعدة فاسدة أسست بالباطل بدون تحقيق ..
وكنت أمر على هذا مرور الكرام فلا أبدي أدنى رأيٍ في الموضوع إذ إنني رأيت الصواب حليف من قال أن نقل الذهبي لحكم الحاكم بالتصحيح ولم يتعقبه هو موافقة منه للحاكم على الظاهر ما لم يتراجع عنه في كتبه المتأخرة ..
ولما اشتريت كتاب الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه شرحه بلوغ الأماني للشيخ عبد الرحمن الساعاتي رحمه الله طبعة بيت الأفكار في أربعة مجلدات وعليها تعليق حسان عبد المنان ..
وفي مقدمته في أثناء الكلام على المسند أشار إلى مقدمة كبيرة له كتبها للمسند طبعة عالم الكتب، وبين ما فيها من مواضيع هي فهرس مقدمته المشار إليها فوجدت فيها بحثاً لموضوع موافقة الذهبي للحاكم متتبعا الشيخ شعيب في طبعة مؤسسة الرسالة للمسند ..
فلما رأيت رؤوس المواضيع اتصلت به وطلبت منه نسخة من المقدمة فصورها مشكورا وكلفت أحد إخواني هنا في قطر وكان ذاهبا إلى الأردن أن يجلبها معه ووصلت والحمد لله وشكر الله الجميع ..
وبالتالي فسيكون ردي وتعقبي يخص الشيخ حسان أيضاً لأنني وجدته أكثر من تكلم عن الموضوع من الأخوة المشاركين بمقالاتهم في الشبكة العنكبوتية في كثير من المواقع السلفية، بل لا أخفي أن كثيرا منهم نقل عنه بدون أن يبين، لمعرفته بالخلاف الكبير بينه وبين الإمام الألباني رحمه الله ..
وقبل البيان:
هذه أمور كالمقدمة يكاد الفريقان المختلفان في هذه المسألة أن يكونا قد اتفقا عليها.
أولها: الإمام الحاكم معروف بتساهله في التصحيح
وهذا لا يحتاج إلى برهان لشهرته بين العلماء .. وقد قالوا: أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني، بل تصحيحه كتحسين الترمذي، وأحياناً يكون دونه .. وأن صحيحي شيخيه ابن حبان وابن خزيمة أعلى من مستدركه بمراتب ..
ولذلك لما نجد حديثا صححه الحاكم فهذا يرجع في الغالب إلى توثيقه لرجاله، فإن كان ثمة اختلاف ظاهر بين ترجمته للراوي وتصحيحه حديثه في المستدرك كأن يأتي الحاكم نفسه فيصحح أحاديث جماعة من الرواة وقد أخبر في كتاب المدخل مثلا أنه لا يحتج بهم، وأطلق الكذب على بعضهم .. فهذا قد يرجع إلى اجتهاده، فيكون التصحيح أو الجرح أحدهما متأخر عن الآخر.
وأمر آخر: وهو أنه ألف المستدرك ليرد به على أقوام شنعوا على السنة واستقلوا المروي الصحيح فيها، فألف المستدرك ليبين لهم أن هناك أحاديث كثيرة تركها الشيخان ..
والثانية: أن الإمام الحاكم ألف المستدرك ولم ينقحه كله
وهذا يشهد له عدة أمور، أهمها أن الإمام الحاكم كان يملي على تلاميذه المستدرك وكان من أجل تلاميذه الحافظ أحمد بن حسين البيهقي صاحب السنن، وظهر أن الربع الأول من الكتاب والذي أملاه الحاكم على تلاميذه منقح، وَقَلَّتْ فيه الأوهام والأحاديث الضعيفة ولذلك ينقل البيهقي عن هذا الربع بصيغة التحديث وينقل عن الباقي بالإجازة ..
وقال الذهبي في سير النبلاء (19/ 411): إن الحاكم إنما ألف المستدرك في أواخر عمره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختلف في زمن تأليفه فقيل ألفه وهو في الخمسين من عمره وقيل بل تجاوز السبعين ..
وهذا وإن كان ترجيح أحدهما صعب المنال إلا أنه من المتفق عليه أنه بدأ في تنقيح المستدرك ولم يتمه كما أشرنا أعلاه.
والثالثة: أن الإمام الذهبي اختصر المستدرك في منتصف عمره
وهذا لا إشكال فيه بين الفريقين وأدلته واضحة لا حاجة إلى ذكرها، فمن المسلم به أن الإمام الذهبي اختصر المستدرك في أوائل تصنيفه بدليل ذكره له في غالب مؤلفاته، ومن المعروف أن البدايات تكون باختصار الكتب النافعة كما هو معلوم.
وقد قال في السير كما سيأتي: ولقد كنت زماناً طويلاً أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهوْل من الموضوعات التي فيه!! فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء!!.
فبين هذا النص أن تعليقه على المستدرك بعد زمان طويل .. وهو تقريبا في منتصف العمر وأوائل التصنيف لما قدمنا ..
فمن قال أنه ألف المختصر وهو في بداياته فقد أخطأ، لتصريح الذهبي أنه كان زمانا طويلا لا يعتقد أن يكون حديث الطير في المستدرك .. وهذا يبين أنه ألفه في منتصف عمره وقبل إخراجه كتب الرجال الأخرى.
والرابعة: كلامنا هنا على إقرار الذهبي وليس على سكوته
فيجب أن نفرق بين سكوت الإمام الذهبي وبين نقله لتحقيق الحاكم، فالأول ليس هو مدار النقاش، ولا اختلاف في أنه ليس للذهبي فيه حكما، أما الثاني وهو نقل كلام الحاكم فهذا هو المعني به في نقاشنا.
وقد يكون سكوت الذهبي عن بعض الأحاديث يرجع إلى تكرارها أو أنه توقف فيها فلم يبدي فيها حكما ..
والآن نذكر الأدلة التي احتج بها المعاصرين
ويحسن بي أن اذكر هنا ما قاله المؤلف الفاضل صاحب كتاب لسان المحدثين (3/ 328) في الأدلة التي ساقها ليثبت بها أن تعليق الذهبي على المستدرك ما هو إلا اختصار وليس إقرار،،
قال:
الأول: أنه إن كان الأمر كذلك: كان معناه ولازمه أن الإمام الذهبي كثير الخطأ وكثير التساهل وكثير التناقض، فإنه قد سكت على أحاديث كثيرة صححها الحاكم مطلقاً أو على شرط الشيخين أو أحدهما وفيها رواة قد وهنهم الذهبي نفسه في الميزان أو غيره أو فيها علل أخرى مانعة من ذلك التصحيح معروفة بل مشهورة عند عامة المشتغلين بالحديث فضلاً عن الحافظ الذهبي ذلك الإمام النقاد المدقق الذي لا يخفى مثلها على مثله بحال.
وهذه اللوازم الثلاثة أي كثرة الخطأ وفحش التساهل وتكرار التناقض منتفية - قطعاً - عن الإمام الذهبي، باطلٌ - جزماً - وصْفُهُ بها، فالملزوم - وهو أن سكوت الذهبي عما سكت عليه من أحكام الحاكم كان إقراراً له فيها وموافقة له عليها -: باطل أيضاً.
الثاني: أن الذهبي لم يصرح بهذا الذي صرح به الناس على لسانه نيابة عنه، ولا رأيناه قال هذا الذي قولوه إياه.
الثالث: أن الذهبي نفسه قد صرح عند ذكره اختصاره للمستدرك، بأن المستدرك لا يزال به حاجة إلى العمل والتحرير؛ فقد قال في السير ( ... وبكل حال فهو كتاب مفيد، قد اختصرته، ويُعْوِز عملاً وتحريراً).
فتدبر عبارته الأخيرة هذه، ترى لو كان الذهبي استوفى نقده للحاكم في تلخيص المستدرك أيكون لهذه العبارة معنى؟ بل الظاهر أنه لو كان أتى على جميع الكتاب نقداً واستدراكاً لذكره، ولما اقتصر على قوله (قد اختصرته) ثم أردفه بما رأيت، فنقد المستدرك أنفع من اختصاره بلا ريب.
ومما يؤيد قول من يرى أن الذهبي لم يقصد نقد المستدرك، وإنما أراد تلخيصه واختصاره كيفما اتفق - والذهبي مشهور بكثرة اختصاره للمطولات من كتب الرواية والرجال - أن الذهبي نفسه سمى تلخيص المستدرك تعليقاً فقد قال في التلخيص عند رواية الحاكم لحديث الطير (3/ 130 - 131): (ولقد كنت زماناً طويلاً أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهوْل من الموضوعات التي فيه!! فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء!!).
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: عدم اشتهار هذا المعنى وشيوعه إلا عند المعاصرين، فيما يظهر، بل الظاهر أنه ما صرح بما صرح به المعاصرون في هذا الباب أحد من معاصري الذهبي أو تلامذته من الحفاظ والمحدثين والمؤرخين، وما كان أكثرهم، وما أكثر من ترجم منهم للحافظ الذهبي، وما كان أحرصهم على مثل هذه التنبيهات بل على ما هو دونها بكثير، كابن عبد الهادي وابن القيم والعلائي وابن كثير وابن رافع والحسيني وغيرهم. انتهى ..
خلاصة ومجمل للشبهات والرد عليها
فمما ذكره الفريق القائل بأن كلام الذهبي على المستدرك ما هو إلا اختصار لا إقرار:
1 - قالوا أنه أكثر من المختصرات في مقتبل عمره لينتفع بها فيما بعد!!
قلنا: وهل هذا فعله ليفيد غيره ويستفيد هو أم لا؟ إن قالوا إنما فعل ذلك لنفسه! قلنا وكيف انتشرت هذه المختصرات في حياته وبعد مماته؟
فلا مناص من الاعتراف أنه اختصرها للناس ولنفسه تبعا، وإن كان ذلك كذلك، فهو مسئول أمام الله عما يقدمه للناس من دين الله عز وجل .. وسيأتي مزيد بيان لهذا إن شاء الله تعالى.
2 - قالوا أنه مُختَصِر وليس للمُختَصِر إلا نقل كلام من اختصر كلامه!!
قلنا جاء على لسانه أنه اختصره وأنه علق عليه .. والمعنيان من لوازمهما التحقيق والتعليق والنقد .. لأن من إقبال المُختَصِر لأي كتاب يكون لدواعي معروفة، منها:
- أنه يختصر لطول الكتاب وكبر حجمه فيأخذ المختصر المفيد من الكتاب إرادة التيسير ..
- أو لرفع ما فيه من أحاديث واهية وباطلة فيبين ما في الكتاب من حق ويكشف الباطل ..
- أو يختصره لينقده ويعقب عليه.
والمتأمل لاختصار الذهبي يجد الهدف الأسمى من هذا الاختصار هو تبيين ما فيه من أحاديث صحيحة وضعيفة أو باطلة ..
وذلك لأن كتاب الحاكم كتاب حديث مسند وليس كتاب وعظ ورقائق أو سير ومغازي، فإقباله عليه لا يكون إلا للتعقيب والبيان عما فيه من أحاديث ضعيفة أو موضوعة وإقراره على ما فيه من أحاديث صحيحة.
بل الظاهر من فعله وتتبعه الكتاب كله من أوله وآخره أنه أراد التعليق على الأسانيد بما تراءى له وقتئذ ..
3 - قالوا أنه وصف عمله بأنه في حاجة إلى مراجعة وتحرير!!
قلنا: وهذا الكلام متى قاله وأين؟ الإجابة: قاله في كتابه سير النبلاء ..
قلنا: وهذا الكتاب من أواخر كتبه وبعد تمرسه في فن علم الحديث وتراجم رجاله، بل بعد إخراجه لأكثر كتبه وموسوعاته، فإن سير النبلاء مختصر ومستل من كتابه الكبير تاريخ الإسلام ..
وإذا كان ذلك كذلك: فقد بين أن كتابه المختصر على المستدرك يحتاج إلى تحرير ومراجعة ..
فإن قلتم أنه كان يختصر فقط، فلماذا قال أنه في حاجة إلى تحرير ومراجعة؟
أما نحن فنقول: أنه جمع وصنف ودرس وصار بفضل الله إمام عصره في الرجال مع الحافظ المزي، فمن أصبحت هذه حاله فهو بلا شك تغير اجتهاده وأصبح ما كتبه قديما في حاجة إلى مراجعة ..
وقد يكون في هذا إشارة قوية إلى أنه أقر الحاكم على أحاديث كثيرة ظهر له ضعفها فيما بعد، وهذا حق لا شك فيه، بل قوله: أن الكتاب في حاجة إلى مراجعة وتحرير هو أكبر شاهد على أنه رأى من نفسه التقصير في خدمة هذا الكتاب ولا نقول قصر في الاختصار!! وإنما قصر في الأحكام على الأسانيد وظهر له هذا بعد أن فتح الله عليه.
4 - قالوا أنه يخالف الحاكم في كتبه الأخرى فكيف يكون وافقه؟
قلنا: وهذا من أوضح الأدلة على أنه كان موافقا له أولا وقت تصنيفه مختصر المستدرك، ولما فتح الله عليه وترجم لجمهور رواة الأحاديث بان له ما كان وافق الحاكم عليه فأنكر أحاديث وضعف رواة ..
ومعرفة أن كتبه التي نقد أو خالف الحاكم فيها هي المتأخرة، أي بعد المختصر بسنين كثيرة فلا إشكال حينئذ .. وهذا من أوضح ما يكون ..
فمن جعلها حجة في أن الذهبي لم يوافق الحاكم لأنه قال بخلافه في كتبه الأخرى - كالميزان مثلا – فقد دلس على ضعاف العقول لأن الفرق بين الكتابين في وقت التأليف واضح جدا ولا يحتاج إلى برهان.
وأنا أتعجب من الأخوة الذين نقلوا أحاديث كثيرة من التلخيص وافق الحاكم عليها ثم جاؤا بما يخالفه في السير أو الميزان أو غيرهما، مستدلين بهذا أنه لا يمكن أن يقر في المختصر وينكر في غيره، فقدموا حكمه المتأخر عن الأول وحاكموا أنفسهم بما لا يجدي نفعا، لأنهم يعلمون أن كتبه الأخيرة حاكمة على كتبه الأولى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقرب مثال على ذلك: بعض الاختلافات بين سير النبلاء وتاريخ الإسلام مع أن السير من التاريخ، ومع ذلك يتغير اجتهاده في الحكم على الرواة أو بيان وهم أو تصحيح تاريخ أو غير ذلك ..
5 - قالوا: أنه على هذا فالإمام الذهبي كثير الخطأ وكثير التساهل وكثير التناقض!
قلنا: إذا تبين لنا أن هذا الذي فعله كان في أوائل التصنيف، وأن نقده لما سبق وأقر الحاكم عليه كان بعد تمكنه في علم الرجال حتى صار من أئمة عصره بلا نزاع، فلا إشكال حينئذ ..
بل هي في الحقيقة منقبة له، إذ إنه بين أن بعض كتبه في حاجة إلى تحرير ومراجعة، وهذا من سمات العلماء الكبار الذين حمى الله قلوبهم من الكبر، وهذا ديدن علماء الأمة الناصحون من قديم الزمان ..
فالشافعي مثلا له القديم والجديد وما هذا إلا من تغير الاجتهاد .. ولأحمد تغير واضح في الرجال وفي الحكم على بعض الأحاديث، ومن راجع كتب ابنه عبد الله علم ذلك، وكثير من علمائنا كذلك والمقام لا يتسع لذكر الأمثلة إذ إن هذا مما تقرر بداهة بالحس والعقل والنقل ..
فعجيب قول الفاضل صاحب لسان المحدثين:
وهذه اللوازم الثلاثة أي كثرة الخطأ وفحش التساهل وتكرار التناقض منتفية - قطعاً - عن الإمام الذهبي، باطلٌ - جزماً - وصْفُهُ بها، فالملزوم - وهو أن سكوت الذهبي عما سكت عليه من أحكام الحاكم كان إقراراً له فيها وموافقة له عليها -: باطل أيضاً. اهـ
فقد صور الإمام الذهبي وكأنه معصوم، فنفى عنه الخطأ والوهم والتساهل والتناقض!! ولو أنه بين للناس أن هذا في أوائل التصنيف وفي بداياته لأراح نفسه من هذا الغلو ..
6 - أنه لم ينقل عن أحد أن نقله لتصحيح الحاكم موافقة له؟
قلنا هذا منقول عن العلماء عمليا في كثير من كتبهم؟ والأمثلة عليه كثيرة ..
فمعنى أنهم يقولون صححه الحاكم ووافقه الذهبي أنهم فهموا أن تلخيص الذهبي يشمل التضعيف والتصحيح، وليس بهذه التفرقة المخترعة في هذه الحقبة الأخيرة ...
ومع ذلك فقد يرجع هذا إلى أمور:
منها: أن يكون المختصر ليس مشهورا بيد يدي بعض تلاميذه ..
فهذا الإمام ابن كثير في البداية والنهاية، نقل كثيرا من تصحيح الحاكم ولم يتعقبه ولم يذكر إقرار الذهبي عليه.
وعلى سبيل المثال في البداية (1/ 149) قال عن حديث: الكرسي موضع القدمين: رواه الحاكم في مستدركه وقال إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقد رواه الحاكم رقم (3116) وقال صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
وفي (1/ 73) قال في حديث: رواه .. والحاكم من حديث عبادة بن مسلم به وقال الحاكم صحيح الإسناد. وهذا الحديث رواه الحاكم رقم (1902) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
وفي حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه قال أي رب ألم تخلقني بيدك الحديث قال ابن كثير (1/ 90): ثم قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقد رواه الحاكم في المستدرك رقم (4002) وقال: صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: صحيح.
وموافقاته للحاكم كثيرة جدا انظر على سبيل المثال في البداية (1/ 97) وفي (1/ 100) وفي (1/ 108)
وقال في حديث غدير خم في البداية (5/ 228): قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي وهذا حديث صحيح.
وقد رواه الحاكم في المستدرك (3/ 118) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
ورواه الحاكم في (3/ 613 رقم 6272) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: صحيح.
ولا أجزم بأن ابن كثير اطلع على مختصر المستدرك لشيخه، لاحتمال أن يكون نقل تصحيحه من كتبه الأخرى وهي كثيرة.
ومنها: أن يكون وقع لبعض تلاميذه ونقلوا عنه التضعيف ولم ينقلوا التصحيح حسب الحاجة فيما يكتبون ..
ومنها: أنهم قد يصححون للحاكم اكتفاء بإقرار الذهبي وحينئذ لا حاجة لذكره لمقام الاختصار في التخريج.
ومنها: أن ينقلوا تصحيحه وإقراره في بعض الأحيان مثل ما وقع للزيلعي وابن الملقن:
فقد ذكر الإمام الزيلعي في نصب الراية (4/ 161) عن حديث: " سيد الشهداء عند اللّه يوم القيامة حمزة " قال: رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وأقره الذهبي عليه. اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فهاهو ينقل إقرار الذهبي على الحديث، وبهذا نرد على من قال أن تلاميذ الذهبي لم يعرفوا هذا الإقرار!!
وقد يأخذ بتصحيح الذهبي فيما سكت عليه الحاكم كما في حديث " إذا شربوا الخمر فاجلدوهم " قال الزيلعي في نصب الراية (3/ 347): رواه .. والحاكم في المستدرك وسكت عنه، قال شيخنا الذهبي في مختصره: هو صحيح.
وفي حديث: " يا عمر هاهنا تسكب العيون " قال الزيلعي في نصب الراية (3/ 38):
رواه الحاكم في المستدرك وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ولم يتعقبه الذهبي في مختصره ولكنه في ميزانه أعله بمحمد بن عون ونقل عن البخاري أنه قال: هو منكر الحديث، انتهى
وهنا قال أن الذهبي لم يقر الحاكم، والذهبي إنما سكت ولم ينقل كلام الحاكم، فبان بهذا أن غير سكوته عنده إقرار، وهذا من أوضح ما يكون، وهو من كلام الزيلعي تلميذ الذهبي ..
ومثل هذا حديث آخر (3/ 80) قال فيه: ووهم الحاكم في المستدرك فرواه وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ولم يتعقبه الذهبي في ذلك.
وهذا الحديث رواه الحاكم (1743) وسكت الحافظ الذهبي عليه، فبان بهذا أن تعقب الذهبي عند الزيلعي ما هو إلا إقرار أو مخالفة في التصحيح أو التضعيف.
وقريب من هذا صنيع ابن الملقن - وهو من طبقة الزيلعي – عند حديث المسور بن مخرمة مرفوعاً: " إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري " قال: ثم قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي عليه. (نقلا من كلام الدكتور سعد بن عبد الله الحميد في مناهج المحدثين)
وكثير من الناس بعد ذلك اطلع على مختصر الذهبي للمستدرك ونقلوا عنه، وليس بالضرورة أن ينقلوا تصحيح الذهبي، بل العناية في النقد تكون فيما ضعفه الذهبي عند الحاكم فهي أولى بالنقل ..
فهذا ابن حجر: قال في فتح الباري (12/ 181):
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن عباس عن عمر أنه قال لرجل أقعد جاريته وقد اتهمها بالفاحشة على النار حتى احترق فرجها هل رأيت ذلك عليها؟ قال لا قال فاعترفت لك؟ قال لا قال فضربه وقال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقاد مملوك من مالكه، لأقدتها منك.
قال الحاكم صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بأن في إسناده عمرو بن عيسى شيخ الليث وفيه منكر الحديث، كذا قال فأوهم أن لغيره كلاما وليس كذلك فإنه ذكره في الميزان فقال لا يعرف لم يزد على ذلك ولا يلزم من ذلك القدح فيما رواه بل يتوقف فيه.
وابن حجر ينقل تصحيح الحاكم ويقره أحيانا كثيرة، ولا يذكر تعقيب الذهبي، ولا يبعد أن يكون ذلك لمعرفته بإقرار الذهبي عليه.
والأئمة الذين قالوا بإقرار الذهبي للحاكم فيما ينقله من عبارات التصحيح هم العلماء الحفاظ الثقات، ومن بعدهم مجموعة من المحققين الكبار لا يبلغ شأوهم ولا يصنع صنيعهم أحد ممن بعدهم ..
فمن قال بخلاف هؤلاء كيف نرجح قوله عليهم وما معه إلا أوهام وتخيلات وضرب من الحدس يقوله غير جازم به ..
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 07:12]ـ
7 - قالوا: أن الذهبي لم يصرح بهذا الذي صرح به الناس على لسانه نيابة عنه، ولا رأيناه قال هذا الذي قولوه إياه.
قلنا: هذا الذي في مختصره ما هو في الحقيقة إلا إقرار منه لتصحيح الحاكم، فإننا وإن لم نقل إن سكوته إقرار – مع أنه في غير المختصر يعد إقرارا صريحا – إلا أننا قلنا إن نقله لتصحيح الحاكم ما هو إلا إقرار وذلك لأمور:
الأول: أنه تعرض للأسانيد التي فيها ضعف من جهة الرواة أو نكارة في المتن أو ما هو من هذا القبيل، وارتضى العلماء قوله هذا، ونقلوه عنه، ونسبوه حكما صريحا له، ويحتجون بتضعيفه فيه، فمن باب أولى أن نقله لتصحيح الحاكم يدل على أنه أقره عليه.
الثاني: أن تعقيبه على الأحاديث التي فيها ضعف أو في سندها نكارة موجود من أول الكتاب إلى آخره، ومنهجه فيها واحد، يتكلم عما رأى فيه علة، ويسكت عما رآه وقتئذ صحيح فيكون هذا موافقة منه للحاكم.
الثالث: أنه في تعقيبه يتكلم عن الأحاديث التي سكت عليها الحاكم فيصفها بما يوافقها من حكم وهاكم أمثلة أربعة:
أن أول حديث ذكره الحاكم في المستدرك (1/ 43) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
قال الذهبي قي التلخيص: لم يتكلم عليه المؤلف وهو صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثله حديث (رقم 12) عن أبي هريرة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفرا غير الصلاة.
قال الذهبي قي التلخيص: لم يتكلم عليه وإسناده صالح.
ومن وسط الكتاب الحديث (4479) سكت عنه الحاكم وقال الذهبي قي التلخيص: صحيح.
ومن آخر الكتاب حديث رقم (8792) سكت عنه الحاكم وقال الذهبي قي التلخيص: سنده صالح.
فإن كان يحكم على ما سكت الحاكم عليه ..
ويحكم على كثير من أسانيده بالضعف والنكارة ووو ..
ويتوقف أحيانا فيسكت ولا يقول فيه شيئا ..
فما بقي إلا ما قعدتموه أنتم: وهو إقراره لما ينقله من تصحيح، فما الدليل على هذا الاستثناء؟
رابعا: أن الاختصار أحيانا يكون في السند والمتن ثم يلخص قول الحاكم على الحديث، فبالضرورة اطلع على السند والمتن الذين لخصهما، فمن باب أولى أن نقول أنه لم ير علة أو راويا ضعيفا فيكون اختصاره لحكم الحاكم على الحديث إقرار له، لا سيما وهو يأتي بزبدة قول الحاكم.
خامسا: أنه قد يخالفه في صيغة التصحيح مما يبين بجلاء أنه وافقه بتصرف مثل أن يقول الحاكم: حديث صحيح على شرطهما فيتعقبه الذهبي فيقول أنه على شرط أحدهما .. أو يقول الحاكم: صحيح على شرط أحدهما فيقول الذهبي أنه على شرطهما أو على شرط الآخر .. وهذا كثير جداً.
أو أن يصحح الحاكم حديثا وهو على شرطهما أو أحدهما مثل حديث رقم (8790) صححه الحاكم فقط فقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه، وتعقبه الذهبي قي التلخيص وقال: على شرط مسلم.
والأحاديث الكثيرة التي ذكرها الحاكم وقال لم يخرجاه، فيتعقبه الذهبي بأنه عندهما أو عند أحدهما.
سادسا: أن كم الأحاديث التي صححها الحاكم ووافقه عليها الذهبي كثيرة جدا، وأقصى ما قد يقال في أكثرها أنها حسنة ولا فرق ..
نعم: فيها جملة من الضعيف والشاذ والمنكر وما في سنده كلام، لكن هذا من جملة ما وافقه الذهبي عليه قليل بالنسبة لما وافقه على تصحيحه .. وقلما نجد فيه حديثا موضوعا إذ إن الذهبي قد أخرجها مفردة وهي قرابة المائة حديث.
وهذا وإن كان في حاجة إلى سرد وتعداد إلى أنه من الغبن أن نهجم هجوم البربر على كل ما صححه الحاكم ووافقه الذهبي عليه فنهدمه كله بلا مبرر ..
فالدعوة إلى التنقيب عما صححه الحاكم ووافقه الذهبي ودراسة سنده جيدا أمر مطلوب، ولكن إن لم يكن في الحديث إلا تصحيحهما ولم يضعفه غيرهما فأقل أحواله أن يوصف بالحسن إن خلا إسناده من متهم أو غير ذلك ..
حتى الأحاديث التي لم يتكلم عليها الحاكم قال عنها الذهبي أثناء تعليقه على أول حديث في كتابه مختصر المستدرك: ولذا لم أره يتكلم على أحاديث حجة بعضها جيدة وبعضها واهٍ. اهـ
سابعا: أن اتهامكم للذين شنعتم عليهم وقلتم أنهم بذلك غلطوا الذهبي ووهموه لأنه أقر الحاكم على أحاديث فيها ضعف أو نكارة، أنتم أولى بهذا الاتهام من غيركم لأنكم بهذا الرأي اتهمتم الإمام الذهبي بخيانته للأمانة العلمية فيرى الباطل والمنكر ويسكت عليه، مع أنه من أول الكتاب إلى آخره يتعقبه فيما رآه وقتئذ يستحق التعقيب ..
فجنيتم أنتم على الإمام الذهبي من حيث أردتم صيانته وتبرئته والدفاع عنه ..
ولو أنكم سلمتم بأن هذا قبل انتشار كتبه الكثيرة في الرجال وتمرسه في علم الحديث وأن هذا من طبع البشر، وجوزتم عليه الخطأ والوهم كأي عالم يخطيء ويسهو ويفوته الكثير في بدايات التصنيف لما أوقعتم أنفسكم في هذا الغلو الذي ينأى عنه الإمام الذهبي رحمه الله ..
قال الإمام الذهبي في سير النبلاء (3/ 321) عند قول أبي هريرة: رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه. يعني: من العلم ..
قلت (الذهبي): هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع ; أو المدح والذم ; أما حديث يتعلق بحل أو حرام، فلا يحل كتمانه بوجه ; فإنه من البينات والهدى. اهـ
فأنتم على رأيكم تتهمون الذهبي بأنه مر على أحاديث صححها الحاكم وهي عنده ضعيفة واختصر كلام الحاكم ولم يتعقبه، وهذا في الظاهر حسب رأي جمهور العلماء إقرار منه له ..
فأي اتهام هذا الذي نسبتموه لغيركم، والذهبي يقول: لا يحل كتمان هذا لأنه من البينات والهدى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامنا: أن الأحاديث التي تعقبها الذهبي بالتضعيف وكان قبل وافق الحاكم عليها عددها قليل جدا بالنسبة لحجم كتاب المستدرك وما وافقه الذهبي فيه على التصحيح ..
وقد يكون من المفيد أن يقوم أحد الأخوة محتسبا بعد الأحاديث التي نقدها الذهبي في كتبه المتأخرة وكان من قبل مقر للحاكم فيها، وفي نظري أنها لا تصل إلى مائة حديث!!
8 - وتعلقوا بقول الذهبي في ترجمة الحاكم من السير (19/ 410) وهو يرد على الماليني قوله:
طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره، فلم أر فيه حديثا على شرطهما.
قلت (الذهبي): هذه مكابرة وغلو، وليست رتبة أبي سعد أن يحكم بهذا، بل في المستدرك شئ كثير على شرطهما، وشئ كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها، كنت قد أفردت منها جزءا، وحديث الطير بالنسبة إليها سماء، وبكل حال فهو كتاب مفيد قد اختصرته، ويعوز عملا وتحريرا. الخ
هذا نص كلام الذهبي في سير النبلاء ..
ومن المفيد أن أنقل هنا ما ذكره السيوطي في تدريب الراوي (1/ 106) قال:
قال الذهبي: وهذا إسراف وغلو من الماليني وإلا ففيه جملة وافرة على شرطهما وجملة كثيرة على شرط أحدهما لعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء أو له علة وما بقي وهو نحو الربع فهو مناكير أو واهيات لا تصح وفي بعض ذلك موضوعات. الخ
فبين هذين النصين فرق، وهو أنه على رأي الذهبي في السير فإن حوالي ثلث الكتاب على شرط الشيخين أو أحدهما، وربعه صحيح حسن جيد وباقيه ضعيف ومنكر ..
وكلام السيوطي أن ربع الكتاب فقط مناكير وواهيات .. ومعلوم أن هناك مائة حديث موضوعة.
فبهذا قد يكون كلام السيوطي صحيح في نسخته من السير والموجود فيه خطأ من النساخ، ونقل هذا النص كما هو عند السيوطي، التهانوي في قواعد التحديث (1/ 218) وقال أنه موجود في طبقات الشافعية لتقي الدين شهبة.
أو يكون السيوطي نقل كلام الذهبي بالمعنى فتغير الكم تبعا لذلك .. وهذا ليس ببعيد ..
لكن ما يلفت النظر:
أن الذين يستشهدون بهذا النص يتغافلون عن شهادة الذهبي بأن في الكتاب صحيح على شرطهما أو على شرط أحدهما وصحيح وحسن وجيد ولا يرون هذا إقرار منه وهو من أوضح ما يكون بيانا!!
نعم: قد يقولون الكم الذي وافق فيه الذهبي للحاكم أكثر مما قاله هنا ..
فيقال حينئذ: هذا كلامه الأخير بعد لمعان ذهبه في هذا العلم وبعد وضع كثير من كتبه، فلعل الحكم هنا بعد هذه الممارسة، وهو وصف تقديري على كل حال، لا يراد منه الدقة في العدد، والجزم به بدون تحقيق الأرقام صعب جدا ..
لكن نأخذ منه بوضوح هنا أنه أقر على جملة كبيرة من الكتاب صحيحة وحسنة وجيدة، فليس لأحد أن يقول بعد ذلك أن نقله لكلام الحاكم ليس إقرار منه له.
نص من المعلمي بموافقة الذهبي للحاكم
أشار المعلمي اليماني - رحمه الله - في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص464) إلى أن في تخريج بعض الأحاديث كان الذهبي يعلم عليها بالصحة فقال: وقف الذهبي في تلخيصه فلم يتعقبه ولا كتب علامة الصحة كعادته فيما يُقرّ الحاكم على تصحيحه. اهـ
وهذا النص فيه مسألتان:
الأولى: أن ما استشفه وتخيله البعض من احتمال أن تكون هناك نسخة علق الذهبي على بعضها بالصحة وأن المعلمي اطلع عليها!!
وهذا كلام غريب، وأظنه وهم من صاحبه جزاه الله خيرا، فإن مسألة كهذه لا يكتمها صاحبها الذهبي أولا، وكانت تكون مشهورة عند جميع المحدثين من عصر الذهبي إلى عصرنا، وهذا لم يوجد، ولم يصرح به أحد ولا المعلمي نفسه ..
والحديث الذي أشار إليه المعلمي رواه الحاكم في المستدرك رقم (8196) في كتاب التعبير وصححه الحاكم على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي ..
فسكوته ها هنا كسكوته على بعض أحاديث المستدرك التي لم يعقب عليها بشيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبان بهذا أن مراد المعلمي بالعلامة المشار إليها هو تلخيص الذهبي وتعقيبه على أحاديث المستدرك كما في بعض النسخ كان يرمز حرف (خ – م) أي على شرطهما و (خ) لشرط البخاري و (م) لشرط مسلم .. وهكذا.
الثانية: في قول المعلمي: وقف الذهبي في تلخيصه، فلم يتعقبه، ولا كتب علامة الصحة كعادته فيما يقر الحاكم على تصحيحه. اهـ
فيها تصريح من المعلمي على إقرار الذهبي فيما يكتبه من كلام الحاكم في التصحيح ..
ومن هذا ما قاله المعلمي أيضا في بعض تعليقاته على الفوائد للشوكاني: وقول الذهبي على شرط مسلم أراد على فرض صحته عن أبي نعيم.
أي أن الإشكال في سند الحاكم إلى شيوخ الشيخين كما هو معلوم، فإن الحاكم عندما يصحح على شرطهما أو على شرط أحدهما فإنما هذا الحكم على غير شيوخه وهذا واضح.
وبان بهذين الأمرين: رد قول من قال أن المعلمي لا يعرف عنه هذه المسألة – وهي إقرار الذهبي للحاكم – إذ إن كلامه الصريح هذا يرد هذا التخيل ويبطله.
خلاصة من الأدلة التي ساقها الأستاذ حسان عبد المنان
وقد حشر الأستاذ حسان عبد المنان في مقدمته لمسند أحمد طبعة عالم الكتب، وهو يرد على الشيخ شعيب الأرنؤوط، تحت عنوان: نقل موافقات الذهبي لتصحيحات الحاكم في المستدرك، ورقم فيها ستة عشر مسألة اعتبرها أدلة على ما ادعاه، ولا يصفوا منها له إلا قليل:
وأولها: أنه قايس مختصر الذهبي على مستدرك الحاكم بمهذب الذهبي لسنن البيهقي الكبرى!!
وأول شيء يبين أن هذا القياس مردود: أن البيهقي لم يشترط الصحة في كتابه بينما اشترطها وادعاها الحاكم، فكان تعقبه للحاكم في أحكامه على الكتاب أولى من تعقب البيهقي ..
والذهبي في مقدمة مهذب السنن قال: وقد تكلمت على كثير من الأسانيد حسب جهدي. اهـ
والأمر الثاني في إبطال هذا القياس: أن الذهبي في مهذب السنن يسكت عن أحاديث ويتعقب البيهقي في أخرى، ونحن لم نحاكم الذهبي في سكوته لا في المهذب ولا في تلخيص المستدرك، وإنما نتحاكم لنقله كلام الحاكم في التصحيح وإقراره عليه .. وبهذا لا يقاس عمله في التلخيص بالمهذب.
الثاني: في قوله (ص388) فإذا أراد أحد تلخيصه (المستدرك) فلابد إذن (كذا) من نقل رأي الحاكم في كل حديث فيذكر الحديث، ثم يذكر كلام الحاكم عليه، وإلا فقد الكتاب قيمته العلمية، وما عاد لسرد أحاديثه أي فائدة. اهـ
كذا قال أبي صهيب الكرمي، وهو يعلم أن الاختصار يفقد قيمته العلمية أكثر إن مر المختصر على الخطأ ولم يعقب عليه ..
وماذا يقول في الأحاديث التي سكت عليها الذهبي؟ أنتهمه كذلك أنه لم يحسن التلخيص؟
وماذا يقول في الأحاديث التي أوردها الحاكم ولم يتكلم عليها بشيء فتعقبه الذهبي بتصحيحها أو تضعيفها؟
الثالث: قال: أن الذهبي لم يقدم للكتاب بمقدمة كي نعرف منهجه في التلخيص.
وهذا لا يدل على شيء أبدا، وهو محقق كبير في كتب التراث ويعلم هذا جيدا، فكم من كتاب كبير لعالم جهبذ خلا من المقدمة .. وتعداد ذلك يفوق الحصر، فأي حجة في هذا؟
ثم أنه قال أن المقدمة الموضوعة ليست للذهبي، وقد يكون صحيحا ولا نجاذبه في ذلك، ولكن لماذا لا نتحاكم إليها؟ وهذا نصها كما نقلها الفاضل:
" هذا ما لخص محمد بن احمد بن عثمان ابن الذهبي من كتاب المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي عبد الله الحاكم رحمه الله فأتى بالمتون وعلق الأسانيد وتكلم عليها " اهـ
فبان من هذه المقدمة ثبوت الاختصار للذهبي وهذا لا يشك عاقل فيه، ثم بيان طريقته وهي سرد المتون وتعليق الأسانيد والكلام عليها .. وهذا ما يخصنا هنا: وهو الكلام عليها .. ولم يستثن كما استثنى الفاضل وأول هذه الجملة الواضحة على مراده فقال:
أن العبارة الأخيرة (والكلام عليها) هي من تتمة الاختصار، وقد يراد بها أنه علق عليها حسب النشاط والاجتهاد .. كذا قال!! والكتاب كله من أوله إلى آخره عليه تعليق الذهبي سوى ما سكت عنه فمن أين أتى هذا الاستثناء؟
الرابع: قال أن جملة الذهبي (وبكل حال فهو كتاب مفيد قد اختصرته ويعوز عملا وتحريرا) يراد بها أنه لم يتعقب الحاكم في كل شيء!!
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يؤخذ من هذه الجملة ما ادعاه وقرره؟ أليس من الواضح أنه اختصره كله وعقب على ما تراءى له وقتئذ، ولما فتح الله عليه أشار إلى أنه في حاجة إلى تحرير، وذلك لتغير اجتهاد الحافظ وإطلاعه على جل تراجم الرواة في موسوعاته التي ألفها بعد اختصار المستدرك .. أيهما أوضح؟
الخامس: أنه يستدل بكتب بعيدة عما صححه الحاكم ووافقه الذهبي عليها، ويريد أن يثبت من عدم ذكرهم لموافقة الذهبي للحاكم حجة لما ادعاه ..
فذكر كتاب ابن الملقن ولم يذكر اسمه حتى لا يهدم استشهاده به، وكتابه اسمه (النكت اللطاف في بيان أحاديث الضعاف المخرجة في مستدرك الحافظ النيسابوري) وموضوعه يظهر من عنوانه، فهو لم يتعرض للصحيح الذي صححه الحاكم ووافقه الذهبي وإنما للضعيف كما هو في العنوان، ولعلي بعد أن أحصل على نسخة منه أحكم أكثر على مراده.
وممن ذكرهم أيضا: السخاوي في المقاصد الحسنة وابن عراق في تنزيه الشريعة .. وهما كتابان في الموضوعات والأباطيل، فكيف به يريد منهما نقل تصحيح الذهبي؟؟ هذا غريب وعجيب.
على أنه ذكر حديث: " الرسول لا يقتل " ونقله السخاوي وأقر الحاكم على تصحيحه على شرط مسلم، فلماذا لا تكون هذه الثقة مأخوذة من معرفته بإقرار الإمام الذهبي؟
والحديث رواه الحاكم في المستدرك (3/ 54 رقم 4377) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي قي التلخيص: على شرط مسلم.
السادس: قال أن أول من ابتدع! هذه الفكرة (وهي موافقات الذهبي للحاكم) المناوي!!
كذا قال: وقد نقلنا عن الزيلعي تلميذ الذهبي فيما سبق نقله لموافقة الذهبي للحاكم ..
السابع: وهو قوله: " وكثيرا من الأحاديث المضعفة التي لا تخفى عليه (أي الذهبي) لو بحثها أو راجعها في كتب الرجال أو كتابه ميزان الاعتدال الذي أرجح انه أُلف بعده " اهـ
فلا أدري معنى " ألف بعده " هل أراد أن مختصر المستدرك ألف بعد ميزان الاعتدال؟ وما هو دليله على ذلك؟
وإن أراد أن الميزان ألف بعد المختصر فبطل رأيه حينئذ وعاد عليه ..
هذه باختصار بعض الشبهات التي أوردها أبو صهيب الكرمي، وبعضها الآخر رددنا عليه ضمن ردنا الأول ..
فخلاصة هذا المقال:
أن العلماء الذين قالوا بإقرار الذهبي للحاكم فيما صححه ونقله الذهبي هو قول صحيح لما قد بيناه أعلاه ..
وأن سكوت الذهبي لا يعد حكما فيتحرز من هذا، فيقال صححه الحاكم وسكت عنه الذهبي، وقد يكون سكوته لتكرار الحديث أو لتوقفه في الحكم عليه أو ما هو من هذا القبيل.
ومن الضروري هنا أن نبين، أنه علينا عدم متابعة الحاكم في التصحيح ولا إقرار الذهبي عليه أيضا، لما علمنا أن اختصار الذهبي متقدم بزمن عما أخرجه من كتب كثيرة في تراجم الرواة.
وأن الذين قالوا هذا القول الجديد، ليس معهم دليل قاطع على دعواهم تلك إلا تخمينات وضعوها من باب صيانة الإمام الذهبي من الوهم والتناقض، ولو وضعوا الأمور في نصابها لأراحونا من هذا الرأي جملة وتفصيلا.
وليتهم اتبعوا نصيحة الإمام الذهبي عندما قال أن المستدرك في حاجة إلى تحرير ومراجعة ..
وأخيراً:
هذا جهد المقل، أعرضه ولا أقطع به، وأحيل الأمر إلى علام الغيوب لحين تخرج لنا دراسة موثقة عن هذا الموضوع وخفاياه الشائكة ..
والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - Jul-2009, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيكم.
لم أقرأ إلا نتفًا من بحثكم، لكن أردت الاستفسار: هل اطلعتم على رسالة الماجستير المفردة في هذا الموضوع: (تصحيح أحاديث المستدرك بين الحاكم النيسابوري والحافظ الذهبي)، للدكتور عزيز رشيد الدايني -رحمه الله-؟
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/carton/151/151115.gif وهي أوسع ما كتب فيه، وفيها جمع وتتبع واستقراء.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 12:54]ـ
شكر الله لك أخي محمد .. وجزاك الله خيرا ..
أنتظر منك " متفضلا علينا " تنزيل الكتاب ان وجد ..
بارك الله فيك وسدد خطاك.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيكم.
وأن صحيحي شيخيه ابن حبان وابن خزيمة أعلى من مستدركه بمراتب ..
ابن خزيمة توفي سنة 311هـ، وولد الحاكم سنة 321هـ (!!) فلا يكون شيخه أبدًا.
فإن سير النبلاء مختصر ومستل من كتابه الكبير تاريخ الإسلام ..
نازع في ذلك بعض الباحثين، ولا يحضرني اسمه، ربما الدكتور بشار عواد، في كتابه "الذهبي ومنهجه في تاريخ الإسلام".
ملحظ: (قال الذهبي قي التلخيص) هذا التصحيف في المكتبة الشاملة في كتاب المستدرك، وقد نُقِلَتْ إلى هنا، فيُسْتدرك على المستدرِك. (ابتسامة)
تقبل شكري.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 09:44]ـ
سامحك الله أخي العزيز (أبا سليمان) ..
طبعة بيت الأفكار في أربعة مجلدات وعليها تعليق حسان عبد المنان
وهل هذه الدار؛ أو هذا المحقق ممن يثق بهما أو يعتمد عليهما؟!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 11:41]ـ
نصح للمسلمين حتى لا ينغروا بـ (هدّام السنة) ..
أبو صهيب الكرمي! هو نفسه: حسان عبد المنان. وهو الملقب بـ (هدّام السنة).
لقبه بهذا محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ت1420هـ رحمه الله تعالى؛ وذلك لما رأى من جنايته على السنة، وتخريبه لكتب الأئمة، وتضعيفه للأحاديث الصحيحة، وخوضه مجال الجرح والتعديل بجرأة بالغة وانحراف منهجي خطير، فلم يكن من الإمام الهمام رحمه الله وهو في الأيام الأخيرة من عمره، رغم مرضه وأسره؛ إلا أن انبرى لفضح هذا المفسد، فخصّه فضح فيه تعالمه وجهالاته، وتعديه على سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسماه: "النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة"، وكتب الله لنصيحة الشيخ المخلصة المتجردة القبول عند أهل التوحيد والسنة، وانتشر الكتاب في مشارق الأرض ومغاربها، وطبع أكثر من مرة، وسارت به الركبان، وصار الخائن للعلم، المعتدي على السنة؛ عبرة لغيره على مدى الأزمان، ليعلم المفسدون المتربصون بالسنة النبوية أن الله تعالى يهيأُ لهذا الدين في كل عصر جهابذة ينصرونه وينتصرون له، ويفضحون أعداءه.
وقد صار لقب (الهدّام) علما على هذا المنحرف المتعالم المدعي، وإن تخلى عن اسمه الحقيقي لمّا فضحه الله، فصار يستخفي بتلك الكنية والنسبة (أبو صهيب الكرمي).
وهذا الهدّام أصبح قارورة شر قد ملأت كيدا ومكرا، وحقدا وحسدا، وكبرا وعجبا، اتخذه أهل الأهواء مطية لأغراضهم، يستفيدون منه في بث سمومهم، ويستفيد هو شهرة ومالا.
وقد تتبع غير واحد من طلبة العلم جملة من تحريفاته لكتب السنة وتراث الأئمة، وبذلوا النصيحة في التحذير منه.
ومن أكاذيبه التي نبه عنها بعض أهل العلم الرادين على ضلالاته (وهو الشيخ عبد الحق بن ملا حقي)؛ أنه كتب مقدمة مطولة لطبعة "مسند الإمام أحمد" التي صدرت عن دار الكتب في بيروت، وأقحم مع اسمه في عنوان الغلاف اسم المستشرق السويدي (جان جاربيه)، مدعيا أن الكتاب يصدر بإشرافه ومشاركته أو التعاون معه، مطمئنا إلى عدم انكشاف الأمر بسبب ضعف الصلات العلمية بين السويد والبلاد العربية، لكنه غفل عن علم الله واطلاعه، وكيده لمن تلاعب بدينه، فإذا به سبحانه يسخرني للإتصال بالمذكور وسؤاله عن حقيقة زعم الهدّام، فكتب إليّ بتاريخ (22/ 9/2002) يقول مشكورا:
(الشيء المؤكد: أنني لا أستطيع أن أتذكر أنه حصل لي عمل ما مع أحد عمل في إصدار لأحمد بن حنبل، ولا أتذكر أيضا اسم "أبو صهيب الكرمي" أو "حسان عبد المنان". لا شك أنني تعرفت على عدد كبير من الأشخاص خلال سنوات حياتي، فأنا الآن كبير السن حقا، لهذا فليس من الممتنع أن يكون قد اتصل بي مرة من المرات، لكنني لا أستطيع تذكر ذلك، غير أنني لم أشارك معه قطعا في مشروع إصدار الكتاب).
اللهم هل بلغت؛ اللهم فاشهد.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[06 - Jul-2009, صباحاً 02:48]ـ
شكر الله لكم إخواني الكرام على مروركم الطيب، ونصائحكم الغالية وتصحيحكم المبرور ..
ونعم أخي عبد الله الحمراني:
أعلم أن الإمام الحاكم لم يدرك الإمام ابن خزيمة، ولكن، ابن خزيمة هو شيخ شيخ الحاكم، إذ الحاكم من تلاميذ ابن حبان وابن حبان من تلاميذ ابن خزيمة، فأردت الجمع بأنهما شيوخه مجازا .. ولأن ثلاثتهم ألفوا في الصحيح .. بارك الله فيك وسدد خطاك ..
والحاكم كان مهتما به جدا حتى قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 729): قد استوعب الحاكم سيرة ابن خزيمة وأحواله .. اهـ
أما أن السير مستل من التاريخ .. وذكر من نازع في هذا ..
فهو في الجملة مختصر ومستل من تاريخه، فأكبر دليل على هذا: أنه أفرد المجلدين الأول والثاني اللذين جمعا السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين ولم يكتبهما في السير وإنما أحال على كتابه تاريخ الإسلام، ليؤخذا منه ويضما إلى السير، فكتب ما نصه: " في المجلد الأول والثاني سير النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة تكتب من تاريخ الإسلام ". كما أشار إليه الدكتور بشار عواد.
ولكن ليس معنى هذا أنه اختصر بالنص من التاريخ!! فالسير فيها من الزوائد والفوائد والنقد ما لم يوجد في تاريخ الإسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعلوم أن كتابه تاريخ الإسلام هو أوسع كتب التاريخ له، وقد اختصر منه كتابي العبر ودول الإسلام .. ولا شك أن مادة سير النبلاء بجميع تراجمه مأخوذة من تاريخه ولكن له زيادات وتعليقات وتخريجات ليست فيه .. وهذا لا ننازع فيه، لكنه لا يخرجه عن كونه مأخوذا منه.
وبخصوص موضوع المقال، لا فرق عندي أن يكون مستلا من التاريخ أو مؤلفا قائما بذاته، فالكتاب ما فيه ينبئ عن جمال العرض وشمول النقد، ومنهجه في الكتابين واحد، إلا أن في الأخير زيادات وتوسعا ليس في الأول، وهو ما يثبت تغير اجتهاده وتعديله لكتبه القديمة.
وجملة (قال الذهبي قي التلخيص) بالقاف في حرف الجر .. نعم أنا أنسخها من الشاملة لأبين مكان الحديث في المستدرك، فجزاك الله خيرا على تنبيهك وسأصلحها عندي، ولكن كيف أصلحها في الشاملة؟ دلني بارك الله فيك ..
أما أخي السكران التميمي .. فبارك الله فيك أخي الحبيب .. وأسأل الله السماح والعفو ..
أنا لا أهتم ببيت الأفكار ولا بحسان بهذا القدر من الضرورة .. فكتاب الفتح الرباني في هذه الطبعة له إخراج جيد، وليس لحسان فيه أي تحقيق للأسانيد أو المتون، وإنما فقط بوضعه أرقام الحديث والفهرسة ..
وعلى كلٍ: أنا نقدت حسان عبد المنان في الموضوع أعلاه .. وإن شاء الله في صدد تحضير ردود أخرى على مقدمته لمسند أحمد في مسألتي: نقده للصحيحين، وتوثيق ابن حبان ..
وموضوع المحقق السويدي هذا!! أنا استغربت منه أكثر منك، ولكني لم أرى حسان يذكر شيئا عنه في مقدمته، ولا أشار إليه لا من قريب ولا من بعيد ..
وفي ظني – والله أعلم – أن هذا من عمل الدار لتنفق طبعتها بوضع اسم محقق غربي!!
وقد تكلمت مع حسان في بعض المسائل كتضعيفه لأثر مالك (الاستواء معلوم) أثناء تحقيقه لمجموعة رسائل نسيب الرفاعي، وان شاء الله سأتابع استفهام بعض المسائل الأخرى وأناقشها معه ..
وأول ما أريد مناقشته فيه: لماذا لم يرد على النصيحة؟ فالحقيقة التي لا مهرب منها، أن في النصيحة للإمام الألباني عدة أمور لا يصح السكوت عليها إلا إذا كانت واقعة حقا وصدقا .. وهذا ما يجعلني أتحير في أمره ولا يخرج عما اتهمه به الإمام إلا إذا بين خطأه بنفسه ..
وأرجوا أن يكون فهمنا للخلاف الدائر هو فهم علمي، فالرجل يضعف الأحاديث لأدنى شبهة في الإسناد، ولا يعتد بالشواهد والمتابعات في كثير من الأحاديث ..
وقد أثنى الإمام على أدبه معه عندما حكى زيارة حسان له في بيته، وأظنه في المجلد السادس من الصحيحة، فلا نسرف نحن في شخصه بما لا نعلم ..
دعنا نخطئه فيما أخطأ فيه، ونبين له مكمن الخطر، فإن عاد وأناب فلله الحمد، وإلا فالله حسيبه بما انطوت عليه نيته ..
وعموما أشكر لكم إخواني جميعا مداخلاتكم الطيبة ..
بارك الله فيكم وسدد خطاكم.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 06:30]ـ
ومما يؤيد ما قلناه في هذا المقال:
قول الإمام الذهبي في السير ردا على الماليني:
بل في المستدرك شئ كثير على شرطهما، وشئ كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب .. الخ
وبغض النظر عن الكم لأن قوله " لعل " غير قاطع في ذلك، وقد يكون لبعد عهده بالعمل في الكتاب ..
لكن من الواضح جدا قوله: في المستدرك شئ كثير على شرطهما، وشئ كثير على شرط أحدهما ..
أليس هذا يعد إقرارا - صريحا من كلامه - على إقراره للحاكم في مختصره؟
بل أقوى من هذا في نظري، كلمة الذهبي نفسه في مقدمة مختصره للمستدرك،،
فقال عن الأحاديث التي لم يتكلم عليها الحاكم أثناء تعليقه على أول حديث في كتابه مختصر المستدرك
قال الذهبي: ولذا لم أره يتكلم على أحاديث، حجة بعضها جيدة وبعضها واهٍ. اهـ
[انظر مختصر المستدرك في التعليق على أول حديث للحاكم]
وماذا يعني هذا؟ يعني أنه تكلم عن الأحاديث الأخرى التي صححها الحاكم فضعف منها، ووافقه على تصحيح بعضها ..
فإذا كان يعلق على ما سكت عنه الحاكم، فمن باب أولى أن تعليقه على ما صححه الحاكم ونقل تصحيحه من باب الموافقة، خلا الأحاديث التي تعقبه فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقوى من هذا وذاك ..
نص مقدمة مختصر المستدرك والتي قيل أنها ليست للذهبي، وقد يكون صحيحا ولا نتجاذب في ذلك، ولكن لماذا لا نتحاكم إليها؟ وقد كتبت في عصر المؤلف أو في عصر تلاميذه على أقل تقدير، وهذا نصها:
" هذا ما لخص محمد بن أحمد بن عثمان ابن الذهبي من كتاب المستدرك على الصحيحين للحافظ أبي عبد الله الحاكم رحمه الله، فأتى بالمتون، وعلق الأسانيد، وتكلم عليها ". اهـ
ونتأمل هذا الترتيب في عمل الذهبي على المستدرك:
(1) فأتى بالمتون (2) وعلق الأسانيد (3) وتكلم عليها.
وما يخصنا هنا الأمر الثالث وهو قول صاحب المقدمة [وتكلم عليها] وأنتم ما زلتم تقولون بأنه ما هو إلا مختصر برغم ما ترون فيه من تعليق من أول الكتاب إلى آخره ..
زيادة مهمة:
ومما جاء عن الإمام الزيلعي في نقله لإقرار شيخه الإمام الذهبي لتصحيح الحاكم ..
وتسميتها تصريحا بالإقرار:
ما جاء في كتابه تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري، وهي في مواطن عدة، أذكر منها:
في (2/ 160): ذكر حديث أسماء الكواكب التي رآها يوسف عليه السلام وقال:
رواه الحاكم وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي عليه.
وفي (4/ 43) عند حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال خطبنا رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران .. الخ
وقال: وكذلك رواه ابن حبان ... والحاكم في مستدركه في موضعين فرواه في الجمعة وقال حديث صحيح على شرط مسلم ورواه في كتاب اللباس وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وهو مما ينتقد عليه، فإن الحسين بن واقد احتج به مسلم فقط.
وفي (1/ 170) ذكر حديثا وقال بعده:
ووهم الحاكم في مستدركه فقال في باب فضائل القرآن: وقد خرج مسلم رحمه الله حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال: أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش. انتهى
وهذا وهم وإنما روى مسلم بهذا الإسناد أن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال: فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وذكر خصلة أخرى. انتهى بحروفه في الصلاة ..
فلذلك عدلت عنه إلى لفظ النسائي فإنه أقرب إلى لفظ الكتاب ..
وعجبت من شيخنا الذهبي!! كيف لم يتعقبه في مختصره، وأصحاب الأطراف جعلوه حديثا واحدا وعزوه لمسلم والنسائي على عادتهم في الرجوع إلى أصل الحديث دون مراعاتهم لاختلاف ألفاظه.
انتهى من الزيلعي.
قلت:
فأما الحديث الأول:
فرواه الحاكم في المستدرك (4/ 438) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وسكت عنه الذهبي في التلخيص .. فلا أدري وجه إقراره الذي حكاه الزيلعي!!
فإما أنه عنده في نسخته إقرار الذهبي على تصحيح الحاكم، أو أنه يسمي سكوته إقرار، وهذا الأخير ليس بمطرد فكثيرا ما يقول وسكت عنه شيخنا أو لم يعلق عليه وهكذا .. فالله أعلم.
والحديث حكم ابن الجوزي بوضعه، وقوى السيوطي سند الحديث عند الحاكم وتابعه على هذا الشوكاني في الفوائد المجموعة وابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (1/ 218) والزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف (2/ 161)
وقال الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي (1/ 6): الحكم قال ابن حبان يروي عن الثقات الموضوعات. فكأنه لا يعلم برواية الحاكم، وهذا فيه إشارة إلى أنه ألف مختصر المستدرك بعد مختصر الموضوعات، وها محتمل والله أعلم.
وأما الحديث الثاني: فرواه الحاكم في المستدرك (1/ 424) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه وهو أصل في قطع الخطبة والنزول من المنبر عند الحاجة.
وقال الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم.
ثم رواه الحاكم في كتاب اللباس (4/ 210) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وقال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم. وتعقبهما الزيلعي بأن الحسين بن واقد من رجال مسلم فقط، ولم يحتج به البخاري وإنما استشهد به في فضائل القرآن.
والحديث صححه الألباني.
وأما الحديث الأخير .. فان الذهبي لم يعلق على كتاب فضائل القرآن كله بشيء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وظهر من هذا النقل أن ما سكت عليه الذهبي يقول عنه تلميذه الزيلعي (لم يعلق عليه بشيء)
وأما ما ينقل تصحيح الحاكم فيقول عنه (وأقره الذهبي)
فهو كما نقل تعقبات الذهبي في التضعيف نقل إقراره على التصحيح كذلك ..
فمن يا ترى أعلم بحال الذهبي، المتأخرون أم تلميذه؟
وأرى - والله أعلم - أنه إن لم يكن إلا هذا النقل عن تلميذ الذهبي، وعده ما نقله من تصحيح الحاكم بالموافقة لكفى به دليلا على من ادعى غير ذلك، وشنع به على العلماء الكبار، وأتى بما لم يأتي به أحد ..
تقرير الدكتور / سعد بن عبد الله الحميد
ومما جاء في مناهج المحدثين (1/ 115) تأليف الدكتور / سعد بن عبد الله الحميد (حفظه الله)
قال تحت عنوان:
ما ألف حول المستدرك:
هناك عدة مؤلفات من الكتب التي ألفت حول مستدرك الحاكم، ومن أهمها كتاب "التخليص" للذهبي.
وهذا الكتاب ألفه الذهبي في مقتبل عمره، واستغرقت مدة تأليفه ثلاثة أشهر وأحد عشرة يوماً، وهي فترة وجيزة بالنظر إلى عدد أحاديث مستدرك الحاكم التي تقرب من تسعة آلاف وخمسمائة (9500) حديث.
منهج الذهبي في كتابه " التخليص ":
نجد الذهبي في " التخليص " يحذف بعض الإسناد ويذكر بعضه، ويذكر المتن، وقد يختصره أو يتصرف فيه أحياناً، ثم يذكر كلام الحاكم فيتعقبه، أو يقره، وقد يسكب عنه.
وعندما يحذف الذهبي بعض الإسناد إنما يحذف الرواة الذين لا كلام له فيهم، ويبقي في الإسناد الرجل الذي يريد أن يتكلم عنه، أو على الأقل الرجل الذي اختلفت فيه عبارات الأئمة.
أولاً - بالأمثلة التي ذكرها يتضح منهج الذهبي:
فإذا قال الحاكم مثلاً: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووجد الذهبي أن كلام الحاكم صحيح حكاه وذكره ولم يتعقبه بشيء. فيقول بعد الانتهاء من الحديث: "خ-م"، أي على شرط البخاري ومسلم.
وإذا صححها الحاكم على شرط البخاري فقط، ورأى الذهبي أن ذلك صواب قال: "خ"؛ أي على شرط البخاري.
وإذا صححه الحاكم على شرط مسلم، ورأى الذهبي أن ذلك صواب قال: "م"؛ أي على شرط مسلم.
وإذا صححها الحاكم فقط، ولم يذكر أنه على شرط الشيخين أو أحدهما، قال الذهبي: "صحيح".
فهذه صور من أنواع موافقة الذهبي للحاكم على تصحيحه.
ثانياً: وأما تعقب الذهبي للحاكم فهو على صور أيضاً ومنها:
أن الحاكم قد يصحح الحديث على شرط الشيخين. فيقول الذهبي " قلت: خ".
فإذا جاء في التخليص كلمة "قلت " فهي تعني تعقب الذهبي للحاكم.
فإذا قال: " قلت: خ "، أي ليس الحديث على شرط الشيخين، وإنما هو على شرط البخاري فقط.
وإذا قال: " قلت: صحيح:، فهو يعني أن الحديث ليس على شرط الشيخين ولا أحدهما، ولكنه صحيح فقط.
وإذا قال: "قلت: فيه فلان لم يخرجا له "، فهو يعني أن الحديث ليس على شرط الشيخين؛ لأنه فيه فلاناً ولم يخرج له الشيخان.
ومثله إذا قال: " فيه فلان لم يخرج له البخاري " أو مسلم "، ومثله إذا قال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري" أو "على شرط مسلم". وتعقبه الذهبي بأحد هذه التعقبات.
وقد يكون تعقب الذهبي بالنص على الشيخين أو أحدهما قد أخرجا الحديث، فإذا قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وكان قد أخرجه الشيخان، نجد الذهبي في "التلخيص" يحكي كلام الحاكم فيقول: "خ-م"، ثم يقول: "قلت: قد أخرجاه"، أو أخرجه "خ" أي البخاري، أو أخرجه "م" أي مسلم.
وقد يكون تعقب الذهبي للحكم بتضعيف الحديث، فيحكم الحاكم على الحديث بالصحة على شرط الشيخين أو أحدهما أو بالصحة فقط، ثم يقول الذهبي: "فيه فلان وهو ضعيف" أو "وهو واه" أو "له مناكير"، أو يحكي الذهبي كلام العلماء فيه فيقول مثلاً:
" فيه فلان، ضعفه أبو حاتم، وقال النسائي: ليس بثقة".
وقد يكون تضعيفه للحديث بسبب انقطاع في سنده، فيقول: "قلت: مرسل"، وهو يعني بذلك - في الغالب - أن التابعي لم يسمع من ذلك الصحابي الذي روى الحديث. فهذا بالنسبة لبعض صورة تعقب الذهبي.
ثالثاً- وأما سكوت الذهبي:
فهو قليل في "المستدرك "، وصورته أن يترك كلام الحاكم؛ فلا يذكره ولا يتعقبه بشيء:، وإنما يذكر الحديث فقط. وهكذا يكون سكوت الذهبي.
أوهام الذهبي في التلخيص:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما ينبغي لنا أن نعلمه أن الذهبي قد وقع في أوهام كثيرة في "التخليص"، ومنها في موافقاته للحاكم، وأحياناً في كلامه على بعض الرواة، وعُذره في ذلك أنه ألفه في مقتبل العمر. ومعلوم بأن صغير السن لم ينضج علمياً، ويتضح هذا في اختلاف رأيه في بعض المسائل وفي بعض الرجال بين كتابه "التخليص" وبين كتبه المتأخرة كـ " ميزان الاعتدال".
وقد اعترف الذهبي في ترجمة الحاكم في " سير أعلام النبلاء" بأن عمله هذا يحتاج إلى إعادة نظر وتحرير.
تعقب الإمام الذهبي للحاكم:
وأحياناً قد يعلق الحاكم الحديث عن راوٍ مشهور مثل شعبة بن الحجاج؛ والسبب أنه يرى أن هذا الراوي هو مخرج الحديث.
فحينما يكون له على الإسناد كلام يعلق الحديث على الراوي الذي تدور عليه أسانيد الحديث مثل قوله: شعبة عن أبي بلج يحيي سمع عمرو بن ميمون الأزدي .. إلخ.
ولابد أن يبرز الراوي الذي يريد أن يتكلم فيه، مثل قوله: شعبة عن أبي بلج قال: "م"؛ أي أن الحاكم صححها على شرط مسلم، قال الحاكم: " هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين، وهو على شرط مسلم بن الحجاج".
وطريقة الذهبي أن يختصر هذا الكلام كله، فبدلاً من أن يقول: "قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، بدلاً من ذل يحذف كل هذا الكلام ويعبر برمز صغير فقط هو "م"، ومعناه أن الحاكم صححها على شرط مسلم.
وعندما قال: "م" قال: قلت: احتج "م" بأبي بلج. قلت -أي الذهبي-: لا يحتج به، ووثق، وقال البخاري: فيه نظر.
أي أن الذهبي تعقب الحاكم على هذا الحديث، فقد رأى الحاكم أن مسلماً احتج بأبي بلج هذا، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: لا يحتج به، وقد وثق"، أي يتهم من وثقه ويتهم من ضعفه.
فالذهبي إما أن يقر الحاكم أن يتعقبه؛ فإذا تعقبه فإنما يتعقبه بتصحيح أو بتضعيف أو بيان أمر من الأمور.
فإذا قال الحاكم: هذا صحيح على شرط البخاري، وحكى الذهبي كلام الحاكم ثم تركه ولم يعلق عليه، قيل: إن الذهبي أقر الحاكم على تصحيحها لهذا الحديث، وذلك مثل قول الذهبي: "يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب أن أبا بكر لما بعث الجيوش نحو الشام مشى معهم حتى بلغ ثنية الوداع، قالوا: يا خليفة رسول الله تمشي ونحن ركُب "خ-م".
ويقصد الذهبي بـ "خ - م" أن هذا كلام الحاكم؛ أي أن الحاكم صححه على شرط البخاري ومسلم، فيختصر الذهبي كل هذا الكلام بقوله بين قوسين: "خ-م".
وإذا لم يتعقب الذهبي الحاكم فيقال: إن الذهبي قد وافق الحاكم.
أما إذا تعقبه، كأن يكون الحاكم قد قال على الحديث: "إنه صحيح على شرط "البخاري ومسلم"، فيقول الذهبي: "مرسل".
أي ليس الحديث على شرط البخاري ومسلم، فهذا الحديث ضعيف؛ لأنه مرسل.
وقد أخرج الحاكم حديث "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً". ولم يصححه على شرط البخاري ومسلم، ولا على شرط واحد منهما، وإنما سكت عنه، فقال الذهبي: "قلت: لم يتكلم عليه المؤلف، وإنما سكت عنه وهو صحيح، لذلك لم أره يتكلم على أحاديث جمة بعضها جيد، وبعضها واهٍ ... إلخ"، فقد تعقب الذهبي الحاكم في هذا الحديث بالتصحيح.
ومن أمثلة ذلك أيضاً حديث عاصم عن زر بن حبيش قال:
" خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد، فرأيت عمر بن الخطاب يمشي حافياً شيخاً أصلع آدم أعسر أيسر، طوالاً مشرفاً على الناس كأنه على دابة ببرد قطري يقول: عباد الله، هاجروا ولا تهجروا، وليتق أحدكم الأرنب يخذفها بالحصى أو يرميها بالحجر فأكلها، ولكن ليذك لكم الأسل والرماح والنيل".
فقد أخرج الحاكم هذا الحديث وسكت عنه، فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت " صحيح".
فإذا أورد الذهبي كلام الحاكم مختصراً ولم يذكر بعده: "قلت"، ولا ذكر كلاماً، فهذا يعني أنه يوافق الحاكم.
وإذا قال: "قلت"، فهذا يعني أن تعقب الحاكم.
الكلام على ما سكت عليه الذهبي وتوضيح الإشكال في ذلك:
وأما إذا لم يذكر شيئاً، لا كلام الحاكم ولا شيئاً من قبل نفسه؛ فهذه هو الذي يُقال عليه "سكوت الذهبي".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك حديث زياد بن لبيد الأنصاري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُحدث أصحابه، وهو يقول: " قد ذهب أوان العلم" قلت: بأبي وأمي، وكيف يذهب أوان العلم ونحن نقرأ القرآن ونعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناؤهم إلى أن تقوم الساعة؟ فقال: "ثكلتك أمك يا ابن لبيد، إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة، وليس اليهودي والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون منهما شيء؟!.
قال الحاكم: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
ولم يذكر الذهبي كلام الحاكم في الهامش، ولم يعلق عليه. فمثل هذا يقال عنه: سكت الذهبي عنه.
وهذه المسألة من المسائل التي يُخطئ فيها كثير من طلاب العلم في هذا الزمان. وأقول: في هذا الزمان؛ لأنها لم تكن واردة من قبل.
فبعض طلبة العلم في الحديث - وبعضهم كتب هذا في بعض المؤلفات - يقول:
لا تقول: إن الذهبي يُوافق الحاكم، فهذا الكلام غير صحيح؛ لأن الذهبي لا يُمكن أن يخفى عليه مثل هذا الكلام، ونحن نجد أن الذهبي إنما يحكي كلام الحاكم فقط، فكيف تقولون إنه أقر الحاكم؟
وللجواب على ذلك نقول:
تختلف أحوال الذهبي مع الحاكم؛ فالذهبي أحياناً يتعقب الحاكم، وقد أوردت بعض أمثلة التعقب، وأحياناً يحكي كلام حكمه فقط، فإذا حكاه يقال له: إقرار وموافقة، وقد بينت مثاله، وأما أنه لا يذكر كلام الحاكم إطلاقاً ولا يتعقبه بشيء، فإن هذا سكوت.
فهي إذن ثلاثة أحوال: تعقب، وإقرار، وسكوت.
نجد أن الذهبي سكت عن حديث عمارة بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال: "أنزل من القبر؛ لا تؤذي صاحبه ولا يؤذيك ".
فهذا الحديث سكت عنه الحاكم وسكت عنه الذهبي أيضاً، ولكن الذهبي حينما سكت عنه، لم يسكت عنه فيما يظهر، لأنه لا يحرر فيه الكلام، بل إنه علق الحديث عن ابن لهيعة، وكأنه يشير إلى من يقف على الحديث إني أبرزت لك ابن لهيعة فاعرف أنه هو الذي يعتبر علة هذا الحديث.
فأحياناً قد يصنع الذهبي هذا الصنيع، ويشر للعلة مجرد إشارة بطريقة تعليقه للحديث بهذه الصورة، وأحياناً لا يصنع هذا.
وبعض طلبة العلم الذين أشرت إليهم، وبعض المؤلفين يرون، أننا حين نقول عن حديث من الأحاديث: إن الذهبي وافق الحاكم وأقره عليه، كأن يقول الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، فيذكر الذهبي هذا الحديث في "التخليص" ويقول: "خ، م"، أي أن الحاكم قال: على شرط البخاري ومسلم، ثم لا يتعقبه بشيء - هم يقولون حينذاك: لا يجوز لكم أن تقولوا: إن الذهبي وافق الحاكم.
ونحن نقول: إن الذهبي وافق الحاكم في هذه الحالة.
ومنشأ النزاع أنهم يقولون: الذهبي لم يصرح بموافقة الحاكم، فهو لم يقل: أصاب الحاكم، أو: إنني أوافق الحاكم، ولم ينص في المقدمة على إنني إذا قلت كذا فأنا موافق للحاكم، فكيف تنسبون للذهبي ما لم يقله؟!.
نقول لهم: أولاً عرف دائماً أن الإنسان حين يحكي كلام عالم من العلماء في مقام من المقامات ولا ينتقده ولا يتعقبه بشيء فهو مقر له.
ومثاله: لو أن أحدكم سألني في مسألة من المسائل، ولتكن مسألة الطلاق ثلاثاً، فقال لي: ما تقول في الطلاق ثلاثاً؟ فقلت له: الشيخ عبد العزيز بن باز يرى أنه يقع واحدة.
فأنا حينما أذكر كلام الشيخ ابن باز ولا أتعقبه بشيء يكون مقصودي موافقته على مثل هذا، ولو لم يكن الأمر كذلك لقلت: الشيخ عبد العزيز يرى كذا، وأنا أرى كذا، هذا من الناحية اللغوية والناحية المنهجية عند العلماء.
ثم إننا إذا نظرنا لصنيع الأئمة من قبل الذهبي حتى هذا العصر الذي خرج فيه، فإذا بنا نجد أن أحداً منهم لم يخالف هذا المنهج، بل إن الزيلعي في " نصب الراية " - وهو تلميذ الذهبي - حينما ينتقل تصحيح الحاكم يقول في بعض الأحيان: " ووافقه الذهبي".
وقريب من هذا صنيع ابن الملقن، في طبقة الزيلعي - ولكن لست أدري هل تتلمذ على الذهبي أم لا - يقول ابن الملقن في اختصاره لكتاب الذهبي بعد أن ذكر حديث النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:" كل سبب منقطع يوم القيامة غير سببي ونسبي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أخرج الحاكم هذا الحديث وصححه وتُعقب عليه. ثم بعد ذلك بأوراق في ترجمة فاطمة - رضي الله عنها - من حديث المسور بن مخرمة مرفوعاً: "إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري"، ثم قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي عليه.
هذا كلام ابن الملقن، وهو في طبقة تلاميذ الذهبي، فهم كانوا عارفين أن صنيع الذهبي هذا يعني إقراره للحاكم على هذا التصحيح على هذه الصورة؛ لأننا حين نرجع إلى الحديث الذي ذكره نجد الحاكم قال: "حديث صحيح الإسناد"، ثم حكى الذهبي كلامه فقال: صحيح، أي أنه [صحح] كلام الحاكم ولم يتعقبه بشيء، فاعتبر ابن الملقن هذا إقراراً من الذهبي.
ثم إن باقي الأئمة كذلك، مثل الشيخ أحمد شاكر والشيخ الألباني وأمثال هؤلاء، بل حتى ابن حجر والسيوطي، ولكن لا أستطيع أن أنسب شيئاً ليس فيه مستمسك، لكن من نظر في تخريجاتهم وجد من هذا جملة، وهذا هو الذي أردت التنبيه عليه في هذه المسألة.
تفسير خاطئ لعدم إيراد الذهبي الحديث في الاختصار:
يقول بعضهم: يعتبر سكوت الذهبي عن الحديث حينما لا يورد الذهبي الحديث إطلاقاً، فهذا هو الذي نعتبره سكوتاً للذهبي، فيبدو أنهم ما ظفروا بمثل هذه الأمثلة التي ذكرتها من "المستدرك"، ويمكن لمن تتبع الكتاب أن يعلم أن سكوت الذهبي هو بهذه الصورة.
أسباب عدم إيراده للحديث إطلاقاً:
والذهبي قد لا يورد الحديث إطلاقاً لسبب من الأسباب الآتية:
السبب الأول:
لا يكون الحديث في نسخة الذهبي من "المستدرك"، وهذا وارد؛ لأن المستدرك الذي بين أيدينا الآن طبع على بعض النسخ التي سقط منها أحاديث، وبعض الأحاديث محقق مستدرك الحاكم لا يستطيع أن يثبته إلا من "التخليص"، و "التخليص" يحذف بعض الإسناد، إلا أن يثبته من " التخليص".
فإذن بعض النسخ تسقط منها بعض الأحاديث، فقد يكون الحديث سقط من نسخة الذهبي.
السبب الثاني:
أن الذهبي قد يحذف الحديث؛ لأنه يرى أنه مكرر، ويصرح بذلك، فيقول: "وقد أعاده الحاكم في الموضع الفلاني"، فتأتي للموضع الفلاني، فتجد الذهبي لم يأت بالحديث اختصاراً منه، فلا داعي لتكرار الحديث.
السبب الثالث:
وقد يكون الحديث سقط من نفس تخليص الذهبي، فإن هذه النسخة التي طبعت سواء المستدرك أو تلخيص الذهبي نسخة سقيمة، وتحتاج إلى إعادة تحقيق وإعادة نظر وضبط على أصول خطية جيدة. وعندي أمثلة كثيرة على سقط مهم جداً، فأحياناً في تعقيبات الذهبي للأحاديث نجد الكلام سقط من هذه النسخة المطبوعة، ولكنني أجده في النسخ الخطية لابن الملقن، فإذن هذه الأمور كلها تكشف هذا الكتاب.
وبذلك أكون قد انتهيت من الكلام باختصار على مستدرك الحاكم، وأرجو أن يكون قد وضح ولو بعض الشيء.
انتهى من الدكتور سعد بن عبد الله الحميد، في مناهج المحدثين ..
ولعله يكون مقنعا لمن رام خلاف ذلك ..
والدكتور سعد (حفظه الله) له خبرة بالمستدرك وبتلخيص الذهبي وبتلخيص ابن الملقن كذلك، إذ إنه حقق نصف الكتاب في النسخة المطبوعة لمختصر ابن الملقن.
والله الموفق لما يحب ويرضى.(/)
هل هو "محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني"، أم محمد بن الحسين ... ؟!!
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إخواني الكرام: لقد أعياني البحث عن هذا الاسم
فهل هو: محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني؟
أم
محمد بن الحسين بن قتيبة العسقلاني؟
فإني وجدته هكذا وهكذا، مرة الحسن في عدة مراجع
ومرة الحسين في عدة مراجع
وهو محدث فلسطين، وشيخ ابن حبان، توفي سنة 320هـ
ولم يُستبان الصواب لي حتى الآن، وغالب ظني أنه الأول (محمد بن الحسن)
أرجو الإفادة
وجزاكم الله خيرًا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 11:51]ـ
صوابه إن شاء الله (محمد بن الحسن)
ويتضح ذلك بقرينة قول الحافظ ابن حجر في لسان الميزان:
الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني عن مسعر ومستلم بن سعيد وغيرهما.
محمد بن عيسى بن حبان المدائني: حدثنا الحسن بن قتيبة ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذ معك إداوة من ماء فذكر ليلة الجن وفيه فقال تمرة حلوة وماء عذب قال الدارقطني لا يصح هذا بن عدي ثنا قسطنطين ثنا الحسن بن عرفة ثنا الحسن بن قتيبة ثنا مستلم بن سعيد عن الحجاج بن الأسود عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه مرفوعا الأنبياء احياء في قبورهم يصلون الحسن بن قتيبة عن عبد الخالق بن المنذر عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما مرفوعا من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد قال بن عدي أرجو انه لا بأس به قلت بل هو هالك قال الدارقطني في رواية البرقاني متروك الحديث وقال أبو حاتم ضعيف وقال الأزدي واهي الحديث وقال العقيلي كثير الوهم انتهى
وليس هذا والد محمد بن الحسن بن قتيبة شيخ ابن حبان وابن عدي ذاك شيخ آخر قليل الرواية .....
انتهى.
[فلما صدَّر الترجمة بـ (الحسن) ثم فرَّق بينه وبين هذا لزم أن يكون الحسن بلا ياء، والله أعلم].
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 12:53]ـ
هو كذلك يا شيخ عبد الله .. على الصواب فيه.
أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني؛ الحافظ الثقة.
ومن ذكر (الحسين) فقد صحفه، على أنني قد رأيت فيمن ذكر أنه (الحسين) أنه قد ذكره أكثر من مرة في نفس الكتاب على الصواب (الحسن) كالحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق. فتأمل
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 01:43]ـ
على أنني قد رأيت فيمن ذكر أنه (الحسين) أنه قد ذكره أكثر من مرة في نفس الكتاب على الصواب (الحسن) كالحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق. فتأمل
غالب الظن أن هذا راجع إلى نُسَخ الكتاب لا إلى الحافظ ابن عساكر.
فمَرَدُّ مثل هذا التحريف إلى اختلاف النسخ، ومثل هذا إن وقع من مثل الحافظ ابن عساكر لا بد وأن تتفق النسخ على ذلك، أو ينقل أحد الأئمة عنه ذلك، أو يكون الكتاب بخطه. (ابتسامة)
وفي السلسلة الصحيحة عقب الألباني رحمه الله على حديث بقوله: أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين " (2/ 74/942): حدثنا محمد بن الحسين (!) بن قتيبة قال: ثنا محمد بن خلف: ثنا أبو اليمان: ثنا صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النوّاس بن سمعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات من رجال "التهذيب "؛ غير ابن قتيبة هذا، وهو (محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني)، تحرف اسم (الحسن) إلى (الحسين) في المطبوعة، والتصحيح من النسخة المصورة (1/ 187) وغيرها،
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 05:04]ـ
جزى الله خيرًا أستاذنا الكريم، ومشرفنا العزيز، وأخانا الحبيب: (عبدالله الحمراني)، وبارك الله فيك، فقد أفدتَ وأجدتَ.(/)
من يشرح هذه الجملة في مسند الإمام أحمد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 01:05]ـ
قال أبو الدرداء: يا معدان، ما فعل القرآن الذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليوم؟
قال: قد علم الله منه فأحسن
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 01:18]ـ
إن شكلناها هكذا: (قد علّم) يكون المعنى واضحاً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 02:28]ـ
يا معدان؛ ما فعل القرآن (أي: كيف أصبح حاله فيك) الذي كان معك (مما علمتك إياه في السابق وقرّأته لك وحفّظتك إياه) كيف أنت (الآن لما لقيتك بعد هذه المدة الطويلة) والقرآن اليوم (هل تغير أم هو باقٍ أم نسيته وضيعته أم فهمته وطبقته) قال (معدان): قد علّم الله منه (أي: علمني الله قدرا وجزءا يسيرا منه) فأُحسن (ما علمني الله منه فأقضي به عبادتي اللازم فيها القراءة).
والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيك أخي الموقر التميمي،
على ما اعتمدت في ضبط "فأُحسِنُ"؟ ألا يمكن أن تضبط اللفظة "فأحسنَ" أي أن الله تعالى أحسن تعليمي فمكنني من حفظ ما تعلمته فلم أنسه؟
سؤال مستفسر وليس سؤال المعترض.
وجزاك الله خيراً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 07:54]ـ
أعتذر عن تأخري أخي الحبيب العزيز (أبا بكر) ..
هو السياق أخي السياق وأحداث القصة، وحتى يتضح لك الأمر أكثر أكمل باقي الخبر وسيتضح لك أن معدان كان يصلي وحده في مكان سكنه مكتفيا بما عنده من قرآن، حتى نهاه أبو الدرداء رضي الله عنه عن ذلك.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 08:04]ـ
بارك الله فيك يا أخا تميم!
نعم .. السياق يساعد ما ذهبتَ إليه أكثر، وما أشرتُ إليه يبقى في حيّز الاحتمال وآمل أن أقرأ الأثر في طبعة مشكولة.
وشكر الله لك أخي الفاضل.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 05:56]ـ
بارك الله فيكم ورفع قدركم.
على ما اخترتموه من ضم الهمزة هكذا ((فأُحسن))، يكون الفعل مضارعًا، فهل الفاء ناصبة أم الفعل مرفوع.
الأخ أبا بكر
[[وآمل أن أقرأ الأثر في طبعة مشكولة]]
المشكول في البرامج التي بين يدي [والله أعلم بالصواب]: ((فأَحسنَ))، بفتح الهمزة والنون.(/)
هل هناك كتب أو أبحاث حول اختلاف العقائد وأثره في قبول الجرح?
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 01:47]ـ
اختلاف العقائد وأثره في قبول الجرح. هل هناك كتب أو أبحاث حوله؟ نرجو الإفادة من إخواننا.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 10:33]ـ
إخواني بحثت كثيراً على الشبكة، وسألت بعض أهل العلم عما إذا كان هناك كتابات أو أبحاث لكن لم أصل إلى نتيجة، سوى أن اختلاف العقائد مانع من موانع قبول الجرح عند المحدثين، نص عليه بعضهم.
الرجاء ممن عنده اطلاع من الإخوة المساعدة.(/)
فوائد حديثية من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقن (متجدد)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالله أستعين
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعده:
فقد أحببت أن أتحف طلاب الحديث ببعض الفوائد من شرح ابن الملقن رحمه الله تعالى على صحيح البخاري، لعل الله أن ينفعني وإياكم بها.
هذا، وسأقدم رقم الجزء والصفحة من طبعة وزارة الأوقاف القطرية لهذا الكتاب، لمن أراد الرجوع والتثبت.
/// (2/ 142): ليس في الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره، فهو من الأفراد – أحد أنواع علوم الحديث، وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفسا على خلاف في بعضهم، وربما يلتبس بعمرو بزيادة واو في آخره وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم رضي الله عنهم.
/// (2/ 144): ليس في الكتب الستة علقمة بن وقاص غيره.
/// (2/ 154): ومن الغريب العزيز رواية ستة من التابعين بعضهم عن بعض، وقد أفرده الخطيب بجزء وجمع اختلاف طرقه وهو حديث منصور بن المعتمر، عن هلال بن يَساف، عن الربيع بن خُثيم، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الل عليه وسلم في أن {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
/// (2/ 205): ليس في الصحابة الحارث بن هشام (*) إلا هذا، وإلا الحارث بن هشام الجهني.
(*) أخو أبي جهل لأبويه.
/// (2/ 219): ليس في الرواة مالك بن أنس غير هذا الإمام، وغير مالك بن أنس الكوفي، روي عنه حديث واحد عن هانئ بن حزام، وقيل: جزام، ووهم بعضهم فأدخل حديثه في حديث الإمام. نبه عليه الخطيب في كتابه المتفق والمفترق.
/// (2/ 322): ليس في الصحيحين (معمر بن راشد) غير هذا، بل ليس فيهما من اسمه معمر غيره، نعم في "صحيح البخاري" معمر بن يحيى بن سام الضبي، وقيل: إنه بتشديد الميم روى له البخاري حديثا واحدا في الغسل. وفي الصحابة معمر ثلاثة عشر، وفي الرواة معمر في الكتب الأربعة ستة، وفيها معمر بالتشديد بخلف خمسة، وفي غيرها خلق ...
/// ولما شرح الحديث الخامس: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قَالَ جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ
قال (2/ 346 - 347): هذا الإسناد على شرط الستة، ورواته ما بين مكي وكوفي وبصري وواسطي، وكلهم من الأفراد لا أعلم من شاركهم في اسمهم مع اسم أبيهم، وفيه من طرف الإسناد رواية تابعي عن تابعي، وهما موسى بن أبي عائشة عن سعيد.
/// (2/ 347 - 348): هذا الحديث حصل في إسناده نوع من علوم الحديث وهو التسلسل بتحريك الشفة لكنه لم يتصل، وقل في المسلسل الصحيح.
/// (2/ 355): عبد الله بن المبارك هذا من أفراد الكتب الستة، ليس فيها من يسمى بهذا الاسم غيره، نعم في الرواة خمسة غيره، ذكرهم الخطيب في "المتفق والمفترق".
/// (2/ 357): عبدان لقب جماعة أكبرهم هذا قال ابن طاهر: إنما قيل له ذلك؛ لأن كنيته ابو عبد الرحمن واسمه عبد الله، فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان. وهذا لا يصح بل ذلك من تغيير العامة للأسامي وكسرهم لها في زمن صغر المسمى أو نحو ذلك، كما قالوا في علي: عليان وفي أحمد بن يوسف السلمي وغيره: حمدان، وفي وهب بن بقية: وهبان.
/// ولما تكلم على حديث هرقل الطويل (2/ 371): هذا الحديث ليس لأبي سفيان في الصحيحين، وهذه الكتب الثلاثة (*) سواه ولم يروه عنه إلا ابن عباس.
(*) الضمير هنا يعود إلى كتب [سنن أبي داود والترمذي والنسائي] فقد قدمهم ابن الملقن بالذكر.
/// (2/ 372): أبو سفيان في الصحابة جماعة لكن في هذه الترجمة – أعني: ابن حرب- من الأفراد.
/// (2/ 374): ليس في الكتب الستة الحكم بن نافع وصالح بن كيسان غير هذين، وفي الرواة الحكم بن نافع آخر، روى عنه الطبراني، وهو قاضي القلزم، ذكره الخطيب في المتفق والمتفرق.
(يبتع إن شاء الله .......... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 03:37]ـ
بارك الله فيك
هل رفع كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح كاملا؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 03:44]ـ
بارك الله فيك
هل رفع كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح كاملا؟
رفع منه بعض أجزاء (1 - 4) فقط
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 05:05]ـ
/// (2/ 322): ليس في الصحيحين (معمر بن راشد) غير هذا، بل ليس فيهما من اسمه معمر غيره، نعم في "صحيح البخاري" معمر بن يحيى بن سام الضبي، وقيل: إنه بتشديد الميم روى له البخاري حديثا واحدا في الغسل. وفي الصحابة معمر ثلاثة عشر، وفي الرواة معمر في الكتب الأربعة ستة، وفيها معمر بالتشديد بخلف خمسة.
بارك الله فيك يا شيخ عبد الله على هذه الفوائد.
ألا يمكن أن يستدرك على هذا الإمام بما أورده الحافظ في الفتح عند قول البخاري في كتاب تفسير القرآن
باب قوله " ياأيها النبي قل لأزواجك" الآية
وقال معمر: التبرج أن تُخرج محاسنها؟
قال الحافظ رحمه الله تعالى:
قوله (وقال معمر) كذا لأبي ذر وسقط هذا العزو من رواية غيره.
قوله (التبرج أن تخرج زينتها)
هو قول أبي عبيدة واسمه معمر بن المثنى ولفظه في كتاب "المجاز" في قوله تعالى " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"
( ............ ) وتوهم مغلطاي ومن قلّده أن مراد البخاري معمر بن راشد فنسب هذا إلى تخريج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر، ولاوجود لذلك في تفسير عبد الرزاق. وإنما أخرج عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال: كانت المرأة تخرج تتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية.
والله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 05:25]ـ
ألا يمكن أن يستدرك على هذا الإمام بما أورده الحافظ في الفتح عند قول البخاري في كتاب تفسير القرآن
باب قوله " ياأيها النبي قل لأزواجك" الآية
وقال معمر: التبرج أن تُخرج محاسنها.
قال الحافظ رحمه الله تعالى:
قوله (وقال معمر) كذا لأبي ذر وسقط هذا العزو من رواية غيره.
قوله (التبرج أن تخرج زينتها)
هو قول أبي عبيدة واسمه معمر بن المثنى ولفظه في كتاب "المجاز" في قوله تعالى " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ..... وتوهم مغلطاي ومن قلّده أن مراد البخاري معمر بن راشد فنسب هذا إلى تخريج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر، ولاوجود لذلك في تفسير عبد الرزاق. وإنما أخرج عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال: كانت المرأة تخرج تتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية.
والله أعلم
/// بارك الله فيكم على المرور.
/// وبالتأكيد أخي الكريم قد يستدرك على أي فائدة، وقد يستدل أيضا لكل فائدة، وبالنسبة لمعمر هنا، فهو ابن المثنى كما أشرنا في حاشيتنا على التوضيح (23/ 113) أن كلامه في المجاز (2/ 138)، وغالب ظني أن الحافظ إنما قصد بقوله (ومن قلده) ابن الملقن رحمهم الله أجمعين.
/// لكن يبقى حصرُ ابن الملقن رأيه هو -وليس رأيي- إذ إنه لما ذكر كلام معمر المذكور قال: (هذا ذكره عبد الرزاق عن معمر). وعليه فحصره مستقيم عنده، وإلا لو علم أنه ابن المثنى لأثبته.
/// وإنما قصدت بهذه الفوائد إبراز عَلَم من العلماء، ومن ذا الذي ما ساء قط، ومن له الحسنى فقط.
/// وستجد أخي الكريم أن الفوائد القادمة - إن شاء الله تعالى - منها ما قد استدركه عليه مَنْ بعده خاصة الحافظ ابن حجر.
/// وإلا فما فائدة الفوائد إلا تشغيل الذهن وتتبع هذه الفوائد والنظر فيها، فربما كانت على الصواب وربما كان فيها نزاع، فمن مقل ومستكثر، لكن تبقى رأيا لصاحبها دون ناقلها (ابتسامة).
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 08:11]ـ
فوائد (2)
/// (2/ 380): ليس في الصحابة من اسمه دحية سواه (*) ... لم يخرج من الستة حديثه إلا السجستاني في سننه وهو من أصحاب الحديثين. قاله ابن البرقي.
(*) يعني دحية الكلبي رضي الله عنه.
/// لما ترجم لعبد الله بن عمر بن الخطاب قال (2/ 435): في الصحابة أيضا عبد الله بن عمرن جَرْمي، يقال: إن له صحبة، يروى عنه حديث في الوضوء.
/// (2/ 464): أبو هريرة من الأفراد، ليس في الصحابة من اكتنى بهذه الكنية سواه. وفي الرواة آخر اكتنى بهذه الكنية، يروى عن مكحول وعنه أبو المليح، لا يعرف. وآخر اسمه محمد بن فراس الضبعي .... وفي أصحابنا الشافعية آخر اكتنى بهذه الكنية واسمه ثابت بن سنبل.
/// (2/ 466): ليس في الكتب الستة من اسمه سليمان بن بلال غير هذا.
/// (2/ 482): إذا أطلق الشعبي فالمراد به هذا الإمام، وإن كان جماعة بما وراء النهر يطلق عليهم ذلك لكنهم متأخرون جدا.
/// (2/ 485): ليس في الكتب الستة شعبة بن الحجاج غيره.
/// (2/ 487): ليس في هذه الكتب آدم بن أبي إياس غير هذا.
/// (2/ 495): أبو موسى في الصحابة هذا [الأشعري] والأنصاري، والغافقي مالك بن عبادة أو ابن عبد الله، وأبو موسى الحكمي.
/// ولما شرح حديث: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.
قال (2/ 501): هذا الإسناد كله مصريون أعلام وهو من لطائف الإسناد.
/// (2/ 506): أنس بن مالك في الصحابة اثنان لا ثالث لهمها أحدهما هذا وهو الأشهر، والثاني أبو أمية الكعبي.
/// (2/ 507): أنس يشتبه بـ (أتش) بالمثناة فوق بدل النون وشين معجمة، وهو محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني، المتروك، وأخوه علي بن الحسن فاعلم ذلك.
/// (2/ 508): ليس في الكتب الستة من اسمه قتادة بن دعامة سوى هذا.
/// (2/ 511): ليس في الكتب الستة مسدد غيره.
/// الأعرج (2/ 514): ليس في الكتب الستة من اسمه عبد الرحمن بن هرمز سواه.
(يتبع إن شاء الله .... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 01:03]ـ
فوائد (3)
/// (2/ 519): في الكتب الستة يعقوب بن إبراهيم اثنان، أحدهما: هذا (*) وثانيهما: الزهري.
(*) يعني: الدَّوْرَقِي.
/// لما أورد حديث: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ.
قال (2/ 527): رجال هذا الحديث كلهم بصريون خرج لهم الشيخان وباقي الستة.
/// (2/ 541): عبادة بن الصامت هذا فرد في الصحابة، وفيهم عبادة بدون ابن الصامت اثنتا عشرة نفسا.
/// ولما أرود حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ.
قال (2/ 565): هذا الإسناد فيه لطيفة مستطرفة وهي أن رجاله كله مدنيون.
/// ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ.
قال (2/ 605): هذا الرجل لم أقف على اسمه وكذا الأخ فليُطْلَب.
/// في ترجمته لسعيد بن المسيب قال (2/ 618): والمسيب: بفتح الياء على الصحيح المشهور، وقاله أهل المدينة بكسرها، وحكي عنه كراهة الفتح، ولا خلاف في فتح الياء من المسيب بن رافع وولده العلاء بن المسيب.
/// ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا؛ فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا. فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا؛ فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا. ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا سَعْدُ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. وَرَوَاهُ يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قال (2/ 640): في هذا الإسناد لطيفتان:
الأولى: أنه جمع ثلاثة زهريين مدنيين.
الثانية: أنه جمع ثلاثة تابعيين يروي بعضهم عن بعض، صالح وابن شهاب وعامر، وصالح أكبر من الزهري؛ لأنه أدرك ابن عمر فهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وهذه لطيفة ثالثة.
/// تابعة لما سبق (2/ 640 - 641): معنى قوله: (رواه يونس .. ) إلى آخره، أن هؤلاء الأربعة تابعوا شعيبا في رواية هذا الحديث عن الزهري فيزداد قوة بكثرة طرقه، وفي هذا وشبهه من قول الترمذي: وفي الباب عن فلان وفلان إلى آخره.
فوائد:
هذه إحدها (*)
(يُتْبَعُ)
(/)
وثانيها: أن تعلم رواته؛ ليتبع رواياتهم ومسانيدهم من يرغب في شيء من جمع الطرق أو غيره لمعرفة متابعة أو استشهاد أو غيرهما.
الثالثة: ليعرف أن هؤلاء المذكورين رووه، فقد يتوهم من لا خبرة له أنه لم يروه غير ذلك المذكور في الإسناد، فربما رآه في كتاب آخر عن غيره فتوهمه غلطا، وزعم أن الحديث إنما هو من جهة فلان فإن قيل: في الباب عن فلان وفلان ونحو ذلك زال الوهم المذكور، فتنبه لذلك.
(*) يعني معنى قوله .... إلخ.
(يتبع إن شاء الله .... )
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 03:24]ـ
فوائد (4)
/// لما أورد حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قُلْتُ أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ.
قال (3/ 17): في هذا الإسناد لطيفتان كل رجاله بصريون وفيه ثلاثة تابعيون يروي بعضهم عن بعض، وهم: الأحنف والحسن وأيوب مع يونس.
/// (3/ 34): عبد الله بن مسعود في الصحابة ثلاثة، أحدهم هذا (*) وثانيهم أبو عمرو الثقفي أخو أبي عبيد، استشهد يوم الجسر كأخيه، وثالثهم غفاري، وقيل أبو مسعود له حديث، وفيهم رابع اختلف في اسمه فقيل: ابن مسعدة، وقيل ابن مسعود. فزاري.
(*) يعني ابن غافل.
/// ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ وحَدَّثَنِي بِشْرُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
قال (3/ 40) هذا الإسناد اجتمع فيه ثلاثة من التابعين من أهل الكوفة بعضهم عن بعض: الأعمش وإبراهيم وعلقمة، أئمة فضلاء.
/// لما ترجم للبراء بن عازب قال (3/ 90): أبوه صحابي أيضا ذكره ابن سعد في طبقاته، وقل من ذكره ولم يسمع له ذكر في شيء من المغازي، وقد جاء حديثه في الرجل الذي اشترى منه الصيدق بثلاثة عشر درهما، وليس في الصحابة عازب غيره، ولا فيهم البراء بن عازب سوى ولده.
/// (3/ 110): همام بن منبه من الأفراد، وإن كان في الصحابة والتابعين من يشترك معه في الاسم دون الأب. فائدة أخرى: لا يلتفت إلى تضعيف الفلاس له فإنه من فرسان الصحيحين.
/// (3/ 144): إذا أطلق ابن سيرين فهو محمد.
/// في الرجلين المتلاحين في ليلة القدر (3/ 162): مكثت مدة فلم أعثر على من سماهما إلى أن رأيت ابن دحية في كتابه "العلم المشهور" قال: هما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد. قلت: وحديثهما ذكره البخاري في الخصومات وغيره كما ستعلمه.
/// لما أورد حديث: الحلال بين والحرام بين ... قال (3/ 193): تنبيه: نقل عن يحيى بن معين وأهل المدينة أنه لا يصح للنعمان (*) سماع من النبي صلى الله عليه وسلم. وهو باطل يرده هذا الحديث فإن فيه التصريح بسماعه، وكذا رواية مسلم: وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه، وهو مما صححه أهل العراق.
(*) هو ابن بشير.
/// (3/ 193): ليس في الصحابة من اسمه النعمان بن بشير غير هذا فهو من الأفراد، وفيهم النعمان جماعات فوق الثلاثين.
/// (3/ 204): وأما أبو جمرة فهو بالجيم والراء وليس في الصحيحين من يكنى بهذه الكنية غيره، ولا من اسمه جمرة بل ولا في باقي الكتب الستة أيضا ولا في الموطأ وفي كتاب الجياني أنه وقع في نسخة أبي ذر عن أبي الهيثم بالحاء والزاي وذلك وَهَمٌ. واسمه نصر بن عمران بن عصام وقيل: ابن عاصم بن واسع الضبعي البصري.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// (3/ 227): في الصحابة أبو مسعود هذا (*) وأبو مسعود الغفاري، قيل: اسمه عبد الله وثالث الظاهر أنه الأول.
(*) عقبة بن عمرو.
/// (3/ 232): ليس في الكتب الستة حجاج بن منهال سواه.
/// (3/ 237): ليس في الصحابة جرير بن عبد الله البجلي إلا هذا.
/// الأعرابي السائل: متى الساعة؟ (3/ 255): هذا الأعرابي لا يحضرني اسمه فليبحث عنه.
/// (3/ 268): وليس في الصحابة حذيفة بن اليمان سواه، وإن كان فيهم حذيفة ستة.
/// (3/ 269): وليس في الكتب الستة شقيق بن سلمة سواه، وإن كان فيهم من يسمى بهذا الاسم أربعة غيره.
/// لما شرح ترجمة (باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا) قال (3/ 270 - 272):
اختلف العلماء في هذه المسألة التي عقد لها البخاري الباب على ثلاثة مذاهب:
أحدها: ما ذكره البخاري وهو جواز إطلاق (نا، وأنا) في قراءة الشيخ والقراءة عليه، وهو مذهب جماعة من المحدثين، منهم: الزهري ومالك وابن عيينة ويحيى القطان وجماعة من المتقدمين، وقيل: إنه قول معظم الحجازيين والكوفيين.
وقال القاضي عياض: لا خلاف أنه يجوز في السماع من لفظ الشيخ أن يقول السامع فيه: (نا، وأنا) وأنبأنا وسمعته يقول، وقال لنا فلا، وذكر لنا فلان.
وكذا قال الطحاوي: لم يفرق القرآن بين الخبر والحديث ولا السنة، قال تعالى {الله نزل أحسن الحديث} وقال {يومئذ تحدث أخبارها} فجعل الحديث والخبر واحدا، وقال تعالى {قد نبأنا الله من أخباركم} وهي الأشياء التي كانت بينهم، و {هل أتاك حديث الجنود}، {ولا يكتمون الله حديثا}، وقال عليه السلام: ((ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟))، و ((أخبرني تميم الداري))، وذكر قصة الجن، وقال هنا: ((فحدثوني: ما هي؟)) وفي رواية ((فأخبروني))، وقال في الحديث السالف: ((وأخبروا به من وراءكم) وصحح هذا المذهب ابن الحاجب الأصولي، ونقل هو وغيره عن الحاكم أنه مذهب الأئمة الأربعة.
المذهب الثاني: المنع فيهما في القراءة عليه إلا مقيدا مثل: حدثنا فلان قراءة عليه، وأخبرنا قراءة عليه، وهو مذهب ابن المبارك ويحيى بن يحيى التميمي وأحمد بن حنبل والمشهور عن النسائي، وصححه الآمدي والغزالي وهو مذهب المتكلمين.
والمذهب الثالث: الفرق؛ فالمنع في حدثنا والجواز في أخبرنا، وهو مذهب الشافعي وأصحابه ومسلم بن الحجاج وجمهور أهل المشرق ونقل عن أكثر المحدثين منهم: ابن جريج والأوزاعي والنسائي، وابن وهب وقيل: إنه أول من أحدث هذا الفرق بمصر وصار هو الشائع الغالب على أهل الحديث.
وخير ما يقال إنه اصطلاح منهم أرادوا به التمييز بين النوعين، وخصصوا قراءة الشيخ بحدثنا بقوة إشعاره بالنطق والمشافهة.
(يتبع إن شاء الله .... )
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 07:30]ـ
جزاك الله خيرا
يرفع
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 12:27]ـ
جزاك الله خيرا
يرفع
وإياكم أخي الكريم
رفع الله قدرك
ـ[ابو بردة]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 06:53]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:02]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بكم
وفيك بارك، وبك نفع.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 01:23]ـ
/// (3/ 285 - 268): مراد البخاري بـ (العرض) القراءة على الشيخ.
سميت بذلك لأن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه كما يعرض القارئ على المقرئ، وسواء قرأت أو قرأ غيرك وأنت تسمع من كتاب أو حفظٍ، حفظ الشيخ ما تقرأه عليه أم لا، لكن يمسك أصله هو أو ثقة غيره.
ولا خلاف أنها صحيحة إلا ما حكي عن بعض من لا يعتد بخلافه؛ فيحتمل أن البخاري أراد بعقد هذا الباب الرد على هؤلاء واحتج عليهم بقول الحسن وغيره، وهذا المذهب محكي عن أبي عاصم النبيل فيما حكاه الرامهرمزي عنه.
قال ابن سعد: أخبرنا مطرف بن عبد الله قال: سمعت مالك بن أنس يقول لبعض من يحتج عليه في العرض أنه لا يجزئه إلا المشافهة، فيأبى ذلك ويحتج بالقراءة على المقرئ وهو أعظم من الحديث.
ثم اختلفوا بعد ذلك في مساواتها للسماع من لفظ الشيخ في الرتبة أو دونه أو فوقه على ثلاثة أقوال:
أولها: إنها أرجح من قراءة الشيخ وسماعه قاله أبو حنيفة وابن أبي ذئب وغيرهما، ومالك في رواية، واستحب مالك القراءة على العالم وذكر الدارقطني في كتاب "الروايات عن مالك" أنه كان يذهب إلى أنها أثبت من قراءة العالم.
وذكر فيه أيضا أنه لما قدم أمير المؤمنين المدينة هارون حضر مالك فسأله أن يسمع منه محمد والمأمون فبعثوا إلى مالك فلم يحضر فبعث إليه أمير المؤمنين؛ فقال: العلم يؤتى إليه ولا يأتي. فقال: صدق أبو عبد الله سيروا إليه فساروا إليه ومؤدبهم فسألوه أن يقرأ عليهم فأبى؛ وقال: إن علماء هذا البلد قالوا: إنما يُقرأعلى العالم ويفتهيم ما يقرأ القرآن على المعلم ويرد، سمعت ابن شهاب بحر العلماء يحكي عن سعيد وأبي سلمة وعروة والقاسم وسالم وغيرهم أنه كانوا يقرأون على العلماء وأما احتج به مالك في الصك يقرأ فيقولون: أشهدنا فلان حجة ظاهرة؛ لأن الإشهاد أقوى بخلاف الإخبار وكذلك القراءة على المقرئ.
القول الثاني: عكسه= أن قراءة الشيخ بنفسه أرجح من القراءة عليه، وهذا ما عليه الجمهور، وقيل: إنه مذهب أهل المشرق.
القول الثالث: أنهما سواء، وهو قول ابن أبي الزناد وجماعة، كما حكاه عنهم ابن سعد، وقيل: إنه مذهب علماء الحجاز والكوفة ومذهب مالك وأشياعه من علماء المدينة ومذهب البخاري وغيره.
(يتبع ... إن شاء الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Aug-2009, صباحاً 04:14]ـ
/// (3/ 404 - 405): رحل جماعات إلى حديث واحد من أماكن شاسعة.
قال عمرو بن أبي سلمة للأوزاعي: أنا ألزمك منذ أربعة أيام ولم أسمع منك إلا ثلاثين حديثا؛ فقال: وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام؟! لقد سار جابر إلى مصر واشترى راحلة يركبها حتى سأل عقبة عن حديث واحد وانصرف. وهذا قد قدمناه.
وعن مالك أن رجلا خرج إلى مسلمة بن مخلد بمصر في حديث سمعه.
وعن ابن بريدة أن رجلا من الصحابة رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر في حديث سمعه.
وعن سعيد بن المسيب لقد كنت أسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.
ورحل عُبيد الله بن عدي بن الخِيَار إلى علي بن أبي طالب بالعراق لحديث واحد.
وأبو عثمان النَّهْدي من العراق إلأى المدينة في حديث واحد عن أبي هريرة.
وابن الديلمي رحل من فلسطين إلى عبد الله بن عمرو بالطائف لحديث واحد.
وأبو معشر من الكوفة إلى البصرة لحديث واحد بلغه عن أبان بن أبي عياش.
وشعبة من البصرة إلى مكة شرفها الله تعالى ولم يرد الحج لحديث واحد.
وعلي بن المبارك من مرو إلى هارون بن المغيرة بالبصرة لحديث واحد.
وزيد بن الحباب رحل من البصرة إلى المدينة في حديث واحد؛ ومن المدينة إلى موسى بن علي بمصر.
وصالح بن محمد جزرة رحل إلى خراسان بسبب حديث عن الأعمش.
(يتبع ... إن شاء الله)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 06:26]ـ
/// (3/ 551 - 552): لو صح في الرواية ما هو خطأ، فالجمهور على روايته على الصواب، ولا يغيره في الكتاب، بل يكتب في الحاشية: كذا وقع، وصوابه كذا - وهو الصواب- وقيل: يغيره ويصلحه؛ روي ذلك عن الأوزاعي وابن المبارك وغيرهما، وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي إذا مر به لحن فاحش غيَّره، وإن كان سهلا تركه.
وعن أبي زرعة أنه كان يقول: أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث إلى اليوم.
/// (3/ 552): توقَّى جماعة من الإكثار في الرواية خوف دخول الوهم عليهم ولقيام غيرهم به.
/// (3/ 559): كتابة الحديث:
وقد اختلف الصدر الأول في ذلك؛ فمنهم من كره كتابته وكتابة العلم وأمروا بحفظه ومنهم من جوَّز ذلك.
وجاء النهي في حديث: "لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن ومن كتب عني غير القرىن فليمحه". رواه مسلم.
وفي الإباحة الحديث الآتي: "اكتبوا لأبي كبشة".
ولعل الإذن لمن خيف نسيانه والنهي لمن أمن وخيف اتكاله، أو نهى حين خيف اختلاطه بالقرآن، وأذن حين أمن.
ثم إنه زال ذلك الخلاف وأجمعوا على الجواز، ولولا تدوينه لدرَس في الأعصار الأخيرة.
/// (3/ 566): النَّحْوي: نسبة إلى قبيلة، وهم ولد النحو بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران.
وليس في هذه القبيلة من يروي الحديث سواه [يعني: شيبان بن عبد الرحمن] ويزيد بن أبي سعيد (م، د)، وأما ما عداهما فنسبه إلى النحو علم العربية كأبي عمرو بن العلاء وغيره.
/// (3/ 638 - 639): شيخ البخاري قيس بن حفص بن القعقاع الدارمي، وعنه أبو زرعة، وهو شيخ لا بأس به، وانفرد به البخاري عن باقي الكتب الستة، وليس في مشايخه من اسمه قيس سواه. مات سنة سبع وعشرين ومئتين.
/// لما شرح حديث (136): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ.
قال (4/ 26): هذا الإسناد جميع رجاله من فرسان الصحيحين، وباقي الكتب الستة إلا يحيى بن بكير فإنه من رجال البخاري ومسلم وابن ماجه فقط.
وفيه لطيفة أيضا: وهو أن النصف الأول من إسناده مصريون والنصف الثاني مدنيون.
/// لما ترجم لعبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري قال (4/ 38):
ووهم ابن عيينة فزعم أنه الذي أُرِيَ الأذان أيضا، وهو عجيب، فإن ذاك: عبدالله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد الأنصاري؛ فكلاهما اتفقا في الاسم واسم الأب والقبيلة وافترقا في الجد والبطن من القبيلة، فالأول مازني والثاني حارثي. وكلاهما أنصاريان خزرجيان، فيدخلان في نوع المتفق والمختلف.
وممن غلَّط ابن عيينة في ذلك البخاري في صحيحه في باب الاستسقاء كما ستعلمه هناك إن شاء الله تعالى وقدَّره.
(يتبع ... إن شاء الله)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 04:22]ـ
/// لما شرح حديث (145): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلَا تَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَقَدْ ارْتَقَيْتُ يَوْمًا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ وَقَالَ لَعَلَّكَ مِنْ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ يَعْنِي الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يَرْتَفِعُ عَنْ الْأَرْضِ يَسْجُدُ وَهُوَ لَاصِقٌ بِالْأَرْضِ.
قال (4/ 111): فائدة:
هذا الإسناد كله على شرط الشيخين وباقي الستة إلا عبد الله بن يوسف فإنه من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي؛ وكلهم مدنيون سواه = فإنه مصري تنيسي بكسر المثناة فوق.
وفي هذا الإسناد طرفة أخرى وهي: رواية ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض: يحيى بن سعيد ومحمد بن يحيى وواسع بن حَبان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد المقدشي]ــــــــ[18 - Jan-2010, مساء 10:47]ـ
جزاك الله خيرا وأعظم الله أجرك ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
أنا لاحظت أنك تتبع في الذين لم يُصرح بإسمهم في الصحابة حتى الأعراب فهل هذا يمكن أولا؟ ثم ما وراء بحثك الشديد على مثل هؤلاء؟
أعظم الله أجرك وجعلك من المقبولين
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - Jan-2010, مساء 12:30]ـ
جزاك الله خيرا وأعظم الله أجرك ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
أنا لاحظت أنك تتبع في الذين لم يُصرح بإسمهم في الصحابة حتى الأعراب فهل هذا يمكن أولا؟ ثم ما وراء بحثك الشديد على مثل هؤلاء؟
أعظم الله أجرك وجعلك من المقبولين
حياكم الله وبياكم.
من جملة الفوائد الحديثية، معرفة الأسماء المبهمة، وقد ذكر الخطيب البغدادي في كتابه "الأسماء المبهمة" جملة من ذلك، وهذا نوع قائم برأسه في علم مصطلح الحديث.
حقيقة أنا لم أتتبع، لكنني كنت عزمت على نفسي تقييد ما يمكن أن يقال عنه فائدة حديثية، فليس علم الحديث علم إسناد فقط أو علم متن فقط، بل يزاوج بين الأمرين.
وفقكم الله وسددكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 06:14]ـ
/// عند بداية شرحه لكتاب (بدء الخلق) قال:
(19/ 11): هذا الكتاب وما بعده من ذكر الأنبياء والسير والتفسير إلى النكاح لم أره في كتاب ابن بطال رأسا، وإنما عقب هذا بالعقيقة وما شاكلها، وما أدري لم فعل ذلك، وقد حذف نحو ربع الصحيح.
/// ومن فوائد تعليقات سبط ابن العجمي على التوضيح (19/ 63) بعد ذكر شيخه ابن الملقن في شرحه قوله: "الأحاديث الصحيحة" للضياء؛ قيَّد سبط:
"هو الضياء المقدسي محمد بن عبد الواحد في الأحاديث المختارة علمها على هيئة "المستدرك"، وقد سمعت منها جزأين بدمشق من بعض أصحاب أصحابه، وقد أخبرني بعض المحدثين أنها أحسن من "المستدرك" للحاكم".
ـ[أسامة]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 06:41]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عبدالله على هذه الفوائد والدرر ... نفع الله بك.
ـ[عبد المالك العاصمي]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 10:16]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Apr-2010, مساء 03:37]ـ
/// لما ذكر حديث البخاري (312): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ مَا كَانَ لِإِحْدَانَا إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ تَحِيضُ فِيهِ فَإِذَا أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ قَالَتْ بِرِيقِهَا فَقَصَعَتْهُ بِظُفْرِهَا.
قال (5/ 66 - 67):
ثم اعلم بعد ذلك أنه قد اختلف في سماع مجاهد من عائشة:
فقال يحيى بن معين، وأبو حاتم، ويحيى بن سعيد القطان، وشعبة، وأحمد، والبرديجي: لم يسمع منها.
وسيأتي في كتاب الحج [1775 - 1776] والمغازي [4253] من الصحيح ما يدل على سماعه منها، وفي الصحيحين عن مجاهد عنها عدة أحاديث [خ: 1393، 6516، م: 1211/ 133، 1255] وهو رأي المديني وابن حبان. انتهى
ـــــــــــــــــ
قلت: وقد صرح بالتحديث في حديث تقدير القدح الذي اغتسل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند أحمد في المسند (6/ 51 رقم 24248).
قال الإمام أحمد في العلل (1673): كان شعبة ينكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة وقال يحيى بن سعيد في حديث موسى الجهني عن مجاهد أخرجت إلينا عائشة أو حدثتني عائشة قال يحيى بن سعيد فحدثت به شعبة فأنكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة.
ـ[جنة الخلدبإذن الله موعدنا]ــــــــ[19 - Apr-2010, مساء 10:45]ـ
شكرا لك أخي وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد
أخوكم
محمد بن إسماعيل
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 02:47]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد
أخوكم
محمد بن إسماعيل
أهلا وسهلا ومرحبا بالحبيب الغالي.
أسأل الله أن يديم عليكم النعمة يا أبا عمر ..
ـ[نبيل أحمد الطيب الجزائري]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 01:26]ـ
نرجوا من الشيخ الحمراني تنزيل الفوائد في ملف وورد حتى يتسنى ظباعتها وقرائتها بتدبر
ولكم الاجر إن شاء الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 01:51]ـ
ها هي بين يديك أخي الكريم.(/)
ما هو وجه قول الإمام أبي حاتم رحمه الله
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[06 - Jul-2009, صباحاً 11:09]ـ
حديث عبد الله ابن بريدة عن أبيه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.
أخرجه بهذا اللفظ أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والنسائي في الكبرى وابن أبي شيبة في المصنف وعبد الرزاق في المصنف كلهم من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، ورواه الحاكم في المستدرك من طريق شريك عن أبي إسحاق عن ابن بريدة عن أبيه، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار من طريق شريك عن أبي إسحاق ومالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه.
لكن روى أبو داود في السنن، والنسائي في الصغرى وأحمد في المسند وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير من طريق عبد الوارث عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد غفر له، ولم يقل: لقد سأل الله باسمه الأعظم.
قال أبو حاتم في العلل (5/ 417 الحميد) (2082): حديث عبد الوارث أشبه.
فما هو وجه ترجيح الإمام أبي حاتم لهذه الرواية على رواية مالك بن مغول مع أن طريق مالك أوثق وقد رواه عنه وكيع وابن عيينة وغيرهما.
وهل بذلك نستطيع ان نضعف الحديث لأن الطريق التي رجحها ابو حاتم وهي طريق عبد الوارث فيها حسين المعلم وهو ثقة ربما وهم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Jul-2009, صباحاً 11:58]ـ
قول أبو حاتم: حديث عبد الوارث أشبه.
أي: أشبه في الجادة الصحيحة للفظ الحديث وقصته، وأنها بلفظ ورواية عبد الوارث أصح، وأن مالك بن مغول قد خالفه في سياق اللفظ للقصة، وأنه وهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل بعد سماعه لقوله.
ألمح إليه النسائي في كتاب (النعوت) له وفي (السنن الكبرى).
ـ[شهاب الدين السعدي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 12:19]ـ
كيف وحسين المعلم هو الموسوم بالوهم أما مالك بن مغول فهو ثقة ورواه عنه جمع من الأكابر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 02:11]ـ
أحسن الله إليك يا أخي (شهاب الدين السعدي) ..
لتعلم رحمك الله تعالى أن الخلل كله في رواية ابن بريدة للحديث، ففي طريق عبد الوارث يرويه ابن بريدة عن حنظلة بن علي، عن محجن بن الأدرع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي طريق مالك يرويه ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا الخلل.
فرواية عبد الوارث أشبه وأصح من رواية مالك وكلا الروايتين إسنادهما ثقات.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 06:35]ـ
لتعلم أخي
أن أئمة الحديث لهم مسالك كثيرة في ترجيح بعض الطرق على بعض
ومن هذه المسالك ما يسمى ((مخالفة الجادة))
فالجادة في رواية ابن بريدة أن تكون عن أبيه
فلمَّا خالف عبدُ الوارث ورواه عن حسين عن ابن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن
وعبد الوارث ثقة دل على مزيد ضبطه لهذه الرواية حتى وإن خالفه من هو أوثق منه
قال الحافظ في الفتح (ضمن كلامِه على سند حديثٍ)
((الَّذِي يَجْرِي عَلَى طَرِيقَة أَهْل الْحَدِيث أَنَّ رِوَايَة عَبْد الْعَزِيز شَاذَّة لِأَنَّهُ سَلَكَ الْجَادَّة، وَمَنْ عَدَلَ عَنْهَا دَلَّ عَلَى مَزِيد حِفْظه))
وهذا هو وجه ترجيح أبي حاتم لرواية عبد الوارث
والله أعلم وأحكم
وانظر على سبيل المثال
حديث سيد الاستغفار في صحيح البخاري وكلام الحافظ عليه في الفتح(/)
اشكل علي فهم هذا الحديث
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - Jul-2009, صباحاً 11:42]ـ
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه. قال أبي بن كعب فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر ذنبك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=6&idto=6&bk_no=44&ID=7#docu)} رواه الإمام أحمد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251) والترمذ ي والحاكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14070) وصححه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ما المقصود باجعل لك (ربعها) او (نصفها) او (كلها)؟
ـ[حمد]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 12:26]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113157
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 12:38]ـ
اخي حمد جزاك الله كل خير وبارك فيك(/)
نصيحة ذهبية لطلبة علم مصطلح الحديث من اسد السنة
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 02:28]ـ
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني:
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - أصحاب السمو الأمراء. أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله الذي علم بالقلم، وأقامنا بالدين الحق على قصد الأمم، وجعلنا باتباع الرسول النبي الأمي خير الأمم. أما بعد:
فمنذ نيف وخمسين سنة وأنا أطوف في آفاق السنة، وأصعد النظر في شعابها، وأجهد بصري في البحث والتنقيب عن نوادها وشواردها، وأركب الصعاب والذلول من رواحلها، وأرسل العنان لقلمي لوصل ما انقطع من نصوصها، والتوليف والتقريب بين ما تناثر وتفرق من أجزاء متونها، إلى غير ذلك مما حملت من أمانتها، في مؤلفات ناهزت المائة: تخريجًا، وتصنيفًا، وتهذيبًا، واختصارًا، وتبويبًا، وتصويبًا بتصحيح أو بتضعيفٍ، واستخراجًا واستنباطًا لأحكامٍ ومسائل، ومن أعلاها شأنًا، وأحبها لي السِّلسلتان الذهبيتان: " الصحيحة والضعيفة ": اللتان تصدران تباعًا على تباعدٍ، وكل واحدة منهما تعد مكتبةً قائمةً برأسها في علوم السنة، تتم كل منهما الأخرى، وأحسب أنه لا غنى لطلاب العلم والباحثين عنهما، فقد أوعبت فيهما ما تفرق في دواوين الإسلام، من علم الرجال، والجرح والتعديل، والأسانيد والعلل؛ وبخاصة الخفية منها، هذا إلى جانب الكثير من المسائل العلمية، والفوائد النادرة، والقواعد الفقهية الدقيقة.
وما خطوت خطوةً واحدةً في طريق هذا العلم الشريف إلاَّ وأراني لا زلت في أوله؛ إذ هو علمٌ متجددٌ في الأحكام التي يمضيها المتخصص على نصوصه في التصحيح، والتحسين، والتضعيف، بما أوفر الله لنا من فضل، ترخي ذيوله علينا في كل يومٍ دور النشر والطباعة، من صحاحٍ، وسننٍ، ومسانيدٍ، وأجزاءٍ كانت مخطوطات مكنونةً في غيابات أجباب المكتبات العتيقة، وكان من ثمار هذا ما وفقني إليه ربي سبحانه، من صنعي في كتابي الأول: " صحيح الترغيب والترهيب وضعيفه ". والثاني: " تهذيب صحيح الجامع وضعيفه ". إذ جعلت لكل من نوعي الحديث الصحيح، والضعيف خمس مراتب، وهي حديثية من حيث التطبيق، وقديمةٌ من حيث الوجود: صحيحٌ لذاته، صحيحٌ لغيره، حسنٌ لذاته، حسنٌ لغيره، حسنٌ صحيحٌ، ضعيفٌ، ضعيفٌ جداً، موضوعٌ، شاذٌ، منكرٌ سنداً أو متنًا.
وليس بخافٍ على أهل العلم المكانة التي رضيها الله لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأجمعت الأمة عليها، فهي صِنوُ القرآن، وشطر الوحي، ولسان التأويل الصادق لكتاب الله الذي لا يضل على الدهر، وقد علم أعداء الإسلام هذا الأمر من قديمٍ وحديثٍ، فأوضعوا خلالها بسوء مكرهم، يبغونا الفتنة بالتحريف، والوضع، والغلو، والطعن على الأسانيد العليَّة، والتشكيك فيما دونها، والنيل من حفاظها، وأمرائها، وسدنتها، والإنتقاص من الصحابة والتابعين، ورؤوس القرون الثلاثة المفضلة الأولى، في غير حقٍّ، ولا ورعٍ، ولا كتابٍ منيرٍ.
ومما يحاكي هذه الباب ويدخل فيه؛ أن يقتحم هذا العلم من لم تتهيأ له أسبابه، ونأت عنه دواعيه، ولهذا العلم قواعده، وأصوله، وأبوابه وفصوله: التي يعرف بها الناسخ من المنسوخ، والعام من الخاص، والمطلق من المقيَّد، وأسباب الوُرود، والعلل الخفية الدقيقة، والظاهرة الجلية، إلى غير ذلك مما لا بد منه لهذا العلم الشريف.
لذا، فإني أجدني أعييدُ النظر بين الفينة والأخرى في نصوص كنت خرجتها قبل وقوفي على طرقها الجديدة من بعد ظهور تلكم المخطوطات لأحكُم عليها بنقيضها، مما يحسبه بعضٌ ممن يجهل هذا الأمر تناقضًا وقعت فيه، أو وهمًا دهمني، وما علموا أن السكوت عن الحكم الجديد وإخفاءه ضربٌ من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (من كذب عليَّ متعمداً فليَتَبَوَّأ مقعده من النار).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونمطٌ مفظعٌ من الخيانة لله وللرسول، والله ينهى عن ذلك في مثل قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ. [الأنفال، الآية: 27].
واستسهال هذا العلم على نحو ما نرى عليه بعضًا من طلاب العلم الحدثاء الأسنان أمرٌ مستهجنٌ، بل مُستفظعٌ؛ لأنه ينتهي بهم إلى الخروج عن السنن الأولى التي اتفقت عليها الأمة، واستقر عليها عمل القرون، ومنذ أن كان لهذا العلم ذكرٌ في الناس، وأيما شيء يحدث في حياة الأمة يجري على سنن الهدى، وتجمع عليه الأمة، ويستقر بين ظهرانيها، موافقًا للأدلة التي تتأسس بها القواعد العامة في شتى المعارف والعلوم، فلا ينبغي أن يخالف، أو يخرج عنه، أو يزهد فيه.
وبدهي أن قواعد العلوم الإسلامية كلها - من علوم القرآن، والسنة، واللغة - لم تثبت وتشتد، ليصدر عنها المتخصصون الأقيال، ويفيدوا منها، تعلمًا وتعليمًا، وأخذًا وردًّا، وبحثًا واستقراءً، في شمولية واعية، حتى لا تكاد تشذُّ منها شاذَّةٌ، إلا وقد طوقها من كل جهاتها نصوصٌ من الكتاب والسنة، فمن أتاها بزيادةٍ، أو نقصٍ فقد ثلم الإجماع الذي رضيته طوائف علماء الأمة في شتى الأعصار والقرون، وإنما الأمة بعلمائها، فما رضيه العلماء واستقر إجماعهم عليه، فهو الذي رضيته الأمة، والأمَّة (لا تجتمع على ضلالةٍ)، وهي بهذا المحدث في واحدٍ من أصلي الأصول، وهو السنة: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)؟!
وهو من المشاقة لله وللرسول: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. [النساء، الآية: 115].
فلماذا إذًا هذا التجرؤ على قواعد علم السنة، وقد حفظها الله لنا هذه القرون بها، كما حفظ لنا كتابه العزيز؟!
وقد أنالنا بها من رحمته ما أنالنا نحن في هذا القرن، على ما كانت واستقرت عليه في القرون الغابرة، وجرى العمل بها، ولا أحسب إلا أن هذه القواعد إنما أخذت بدايتها ومطالعها من نهج القرن الأول، ولم يأت القرن الرابع إلا وقد استوفى علم السنة غايته منها، وغدت السنة بها مكلوءةً أن تؤخذ على غَرَّةٍ.
وها أنا ذا بعد أن سلختُ من عمري قرابة الستين عامًا؛ ماشيًا في ركاب هذا العلم الشريف، أعود بالنظر والتهذيب والتقريب فيه، وكأني لا زلت على أول مدرجته، لذا فإني ناصحٌ أمين لطلاب العلم الشدااة بثلاثٍ:
• أولاً: أن يتعلموا العلم لأنفسهم.
• ثانيًا: وأن يكون هو شاغلهم وهمَّهم.
• ثالثًا: وأن لا يعجلوا في أمر لا ينال إلا بالتريث، وإدامة البحث والنظر في خوافيه وقوادمه.
• ثم ليعلموا رابعًا: أن التصحيح والتضعيف في هذا العلم الشريف يدور بين الصدق وبين الكذب، وما لم يكن مريد الاشتغال بهذا العلم حاذقًا فيه فإنه يلبس عليه فيه، فيقع في الكذب وهو يريد الصدق، وكفى بذلك إثمًا، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس ككذبٍ على أحدٍ، إنه أقرب إلى الكفر، بل هو بالتعمد كُفرٌ بواحٌ.
وأخيرًا: فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد برعاية خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز، وأن يطيل في عمره في طاعة وسداد أمرٍ، وتوفيقٍ موصولٍ.
وإني لأشكر لمؤسسة الملك فيصل الخيرية على ما تبذله من خيرٍ وجهدٍ، وتكريم للعلم والعلماء، وهي بذلك إنما تؤدي شيئًا من حق الملك فيصل - رحمه الله - عليها، وهو شيء من معنى قوله سبحانه: وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ. [الشعراء، الآية: 84].
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة بمناسبة الحصول على جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1419 هـ / 1999
ـ[رائد أمين]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 03:17]ـ
بسم الله و الحمدلله و بعد:
جزاك الله خيرا.
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 04:25]ـ
ذالك الأسد ذالك الأسد ذالك الأسد محمد ناصر الدين الألباني فقيد الإسلام والمسلمين رحمه الله
فقدنا الألباني وبقي كتب الألباني
ـ[بن نعمان]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:19]ـ
رحم الله الإمام الألباني وأسكنه أعلى جناته(/)
أريد شرح هذا الحديث: (إن كان الشؤم في شيء .. ).
ـ[صقر]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم
http://www.sonnaonline.com/images%5Cnew-button_25.jpg 4822 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ ( java******:)، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ( java******:)، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ العَسْقَلاَنِيُّ ( java******:)، عَنْ أَبِيهِ ( java******:)، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ( java******:)، قَالَ: ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ، وَالمَرْأَةِ، وَالفَرَسِ " *
شرح هدا الحديث من فضلكم
ـ[علي الزيود]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 12:47]ـ
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 724:
أخرجه أحمد (6/ 150، 240، 246) و الطحاوي في " مشكل الآثار " (1/ 341)
عن قتادة عن أبي حسان قال: " دخل رجلان من بني عامر على عائشة، فأخبراها أن
أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (فذكره) فغضبت، فطارت
شقة منها في السماء و شقة في الأرض،و قالت: و الذي أنزل الفرقان على محمد ما
قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط، إنما قال: كان أهل الجاهلية يتطيرون
من ذلك ". و في رواية لأحمد: " ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
كان أهل الجاهلية يقولون: الطيرةفي المرأة و الدار و الدابة، ثم قرأت عائشة
(ما أصاب من مصيبة في الأرض و لافي أنفسكم إلا في كتاب) إلى آخر الآية ".
و أخرجها الحاكم (2/ 479) و قال: " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي.
و هو كما قالا، بل هو على شرط مسلم، فإن أبا حسان هذا قال الزركشي في
" الإجابة " (ص 128): " اسمه مسلم الأجرد، يروي عن ابن عباس و عائشة ".
قلت: و هو ثقة من رجال مسلم. و رواه ابن خزيمة أيضاكما في " الفتح " (6 /
46). و يشهد له ما أخرجه الطيالسي في " مسنده " (1537): حدثنا محمد بن
راشد عن مكحول قيل لعائشة: إن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: الشؤم في ثلاث: في الدار و المرأة و الفرس. فقالت عائشة: لم يحفظ أبو
هريرة لأنه دخل و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قاتل الله اليهود يقولون
: إن الشؤم في الدار و المرأة و الفرس، فسمع آخر الحديث، ولم يسمع أوله ".
و إسناده حسن لولا الانقطاع بين مكحول و عائشة، لكن لا بأس به في المتابعات و
الشواهد، إن كان الرجل الساقط من بينهما هو شخص ثالث غيرالعامريين المتقدمين
. هذا و لعل الخطأ الذي أنكرته السيدة عائشة هو من الراوي عن أبي هريرة، و ليس
أبا هريرة نفسه، فقد روى أحمد (2/ 289) من طريق أبي معشر عن محمد بن قيس
قال: " سئل أبو هريرة: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطيرة في
ثلاث في المسكن و الفرس و المرأة؟ قال: كنت إذن أقول علىرسول الله صلى الله
عليه وسلم (ما لم يقل و لكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) يقول: أصدق
الطيرة الفأل و العين حق ". و أبو معشر فيه ضعف.
و قدوجدت لحديث الترجمة شاهدا من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ: " الطيرة في
المرأة والدار و الفرس ". أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " (2/ 381) و
الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 192 / 2) من طرق عن محمد بن جعفر عن عتبة
بن مسلم عنحمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه. و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم،
لكنه شاذ بهذا الاختصار، فقد خالفه سليمان بن بلال: حدثني عتبة بن مسلم بلفظ
: " إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس .. " الحديث. أخرجه مسلم (7/ 34)
و الطحاوي.
قلت: فزادا في أوله. " إن كان الشؤم في شيء ". و هي زيادة من ثقة فيجب
قبولها،لاسيما و قد جاءت من طريق أخرى عن ابن عمر عند البخاري و لها شواهد
كثيرة
" قال بعض الأئمة: و رواية عائشة في هذاأشبه بالصواب إن شاء الله تعالى (
يعنى من حديث أبي هريرة) لموافقته نهيه عليهالصلاة و السلام عن الطيرة نهيا
عاما، و كراهتها و ترغيبه في تركها بقوله: " يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب
، و هم الذين لا يكتوون (الأصل لا يكنزون) ولا يسترقون، و لا يتطيرون، و
على ربهم يتوكلون ".
قلت: و قد أشار بقوله: " بعض الأئمة " إلى الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى.
فقد ذهب إلى ترجيح حديث عائشة المذكور في " مشكل الآثار "، و نحوه في " شرح
المعاني " و به ختم بحثه فيهذا الموضوع، و قال في حديث سعد و ما في معناه:
" ففي هذا الحديث ما يدل على غير ما دل عليه ما قبله من الحديث، (يعني حديث
ابن عمر برواية عتبة بن مسلم وما في معناه عن ابن عمر)، و ذلك أن سعدا أنتهر
سعيدا حين ذكر له الطيرة، وأخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا
طيرة، ثم قال: إن تكن الطيرةفي شيء ففي المرأة و الفرس و الدار، فلم يخبر
أنها فيهن، و إنما قال: إن تكن في شيء ففيهن، أي: لو كانت تكون في شيء
لكانت في هؤلاء، فإذ لم تكن في هؤلاءالثلاث فليست في شيء ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 12:54]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35195&highlight=%C7%E1%D4%C4%E3(/)
الأربعين التي رواها شيخ الإسلام بالسند
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 05:51]ـ
الأربعين التي رواها شيخ الإسلام بالسند
بسم الله الرحمن الرحيم رب أعن أخبرنا الزين أبو محمد عبد الرحمن بن العماد أبي بكر ابن زريق الحنبلي في كتابه إلي غير مرة أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن أحمد ابن عبد الحميد المقدسي سماعا في يوم السبت 24 صفر سنة 797 (ح وكتب إلي الأشياخ الثلاثة: أبو إسحاق الحرملي وأبو محمد البقري وأبو العباس الرسلاني قالوا: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي إذنا مطلقا قالا: أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة البارع الأوحد القدوة الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية قال الذهبي: بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة 721. قال: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.
الحديث الأول
أخبرنا الإمام زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة ابن أحمد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 667 أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن كليب قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءة عليه أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد [بن إبراهيم] بن مخلد البزاز أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء ابن عازب قال: {خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج. قال: فلما قدمنا مكة قال: اجعلوا حجكم عمرة قال: فقال الناس: يا رسول الله قد أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة؟. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا الذي آمركم به فافعلوا قال: فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة رضي الله عنها غضبان فرأت الغضب في وجهه فقالت: من أغضبك أغضبه الله قال: ومالي لا أغضب وأنا آمر بالأمر ولا أتبع}. رواه النسائي وابن ماجه من حديث أبي بكر ابن عياش مولده في صفر سنة 575. وتوفي يوم الاثنين ثامن رجب سنة 668.
الحديث الثاني
أخبرنا الشيخ المسند كمال الدين أبو نصر عبد العزيز بن عبد المنعم ابن الخضر بن شبل بن عبد الحارثي قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة سادس شعبان سنة 669 بجامع دمشق أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر قراءة عليه في ربيع الآخر سنة 596 أخبرنا أبو الفضائل ناصر بن محمود ابن علي القدسي الصائغ وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي؛ قراءة عليهما قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي المالكي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان حدثنا خيثمة حدثنا العباس بن الوليد حدثنا عقبة بن علقمة حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ألا إن الإيمان - إذا وقعت الفتن - بالشام}. مولده سنة 589. وتوفي في شعبان سنة 672.
الحديث الثالث
أخبرنا الإمام تقي الدين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 669 أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي أخبرنا أبو الحسين طاهر بن أحمد بن علي بن محمود المحمودي العاني أخبرنا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن بنت الكاغدي حدثنا أبو عمرو الحسن بن علي بن الحسن العطار حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير بن الحارث القيسي حدثنا وكيع ابن الجراح بن مليح الرواسي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد [الخدري] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {يدعى نوح يوم القيامة فيقال له:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل بلغت؟ فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته} فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}. قال: الوسط العدل ". مولده سنة 589. توفي في صفر سنة 672.
الحديث الرابع
أخبرنا الفقيه سيف الدين أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن نجم ابن عبد الوهاب الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الجمعة عاشر شوال سنة 669 وأبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن القواس والمؤمل بن محمد البالسي وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر العامري في التاريخ وأبو العباس أحمد بن شيبان وأبو بكر بن محمد الهروي وأبو زكريا يحيى ابن أبي منصور بن الصيرفي وأبو الفرج عبد الرحمن بن سليمان البغدادي والشمس بن الزين والكمال عبد الرحيم وابن العسقلاني وزينب بنت مكي وست العرب. قال الأول وابن شيبان وزينب: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد ابن طبرزذ. وقال الباقون وابن شيبان: أخبرنا زيد بن الحسن الكندي زاد ابن الصيرفي فقال: وأبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا قراءة عليه قالوا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني حميد عن {أنس: أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فجاء أخوها أنس بن النضر فقال: يا رسول الله انكسر سن الربيع؟ والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها - قال: - يا أنس كتاب الله القصاص فعفا القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره.}. أخرجه البخاري عن الأنصاري. مولده سنة 592. وتوفي في شوال سنة 672.
الحديث الخامس
أخبرنا الحاج المسند أبو محمد أبو بكر ابن محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهروي في رابع ربيع الأول سنة 668 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري قال حدثني حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال: قلت: يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره. ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه}. أخرجه البخاري عن عثمان بن أبي شيبة عن هشيم. وأخرجه الترمذي عن محمد بن حاتم عن الأنصاري - كما أخرجناه - وقال: حسن صحيح. وأخبرنا به الشيخ شمس الدين بن أبي عمر قراءة عليه أخبرنا أبو اليمن الكندي (فذكره. مولده سنة 594. وتوفي في رجب سنة 673.
الحديث السادس
أخبرنا الشيخ المسند زين الدين أبو العباس المؤمل بن محمد بن علي ابن محمد بن علي بن منصور بن المؤمل البالسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 669 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري قال: حدثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.}. رواه البخاري ومسلم بمعناه من رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس. مولده سنة 602 وقيل ثلاث. وتوفي في رجب سنة 677.
الحديث السابع
أخبرنا الشيخ العدل رشيد الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان العامري قراءة عليه وأنا أسمع سنة 669 والمذكورون بسندهم إلى الأنصاري حدثني التيمي حدثنا أنس بن مالك قال: {عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فشمت - أو فشمت - أحدهما ولم يشمت الآخر - أو فشمته ولم يشمت الآخر - فقيل: يا رسول الله عطس عندك رجلان فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر - أو فشمته ولم تشمت الآخر - فقال: إن هذا حمد الله فشمته وأن هذا لم يحمد الله فلم أشمته.}. رواه البخاري عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري. ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن حفص بن غياث. كلاهما عن التيمي. توفي في ذي الحجة سنة 682.
الحديث الثامن
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الإمام العالم الزاهد كمال الدين أبو زكريا يحيى بن أبي منصور بن أبي الفتح بن رافع بن علي الحراني ابن الصيرفي قراءة عليه في شوال سنة 668 أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن بركة ابن الديبقي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز قراءة عليه في حادي عشرين جمادى الأولى سنة 534 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر ابن المسلم المعدل إملاء من لفظه باستملاء شيخنا أبي بكر الخطيب في صفر سنة 463 أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {آية المنافق ثلاثة: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان}.
الحديث التاسع
أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم البارع جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن سليمان بن سعيد بن سليمان البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 668 أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زبد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن المقري أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص سنة 390 حدثنا يحيى حدثنا يونس حدثنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن محمد بن عمير عن أبي هريرة قال: {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين وعن لبستين: أن يلبس الرجل الثوب الواحد ويشتمل به ويطرح أحد جانبيه على منكبه ويحتبي في الثوب الواحد. وأن يقول: انبذ إلي ثوبك وأنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلبا}. مولده سنة 585 بحران. وتوفي في شعبان سنة 670 بدمشق.
الحديث العاشر
أخبرنا شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير بن القواس الطائي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 675 وأبو الحسن ابن البخاري قالا: أخبرنا أبو العباس الخضر بن كامل ابن سالم السروجي قراءة عليه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقري. وقال الفخر البخاري: أخبرنا أبو اليمن الكندي أيضا أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون ابن أخي ميميي الدقاق حدثنا عبد الله حدثنا داود حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من أعتق رقبة أعتق الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه} رواه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم عن داود بن رشيد ورواه مسلم عن داود نفسه. ورواه الترمذي عن قتيبة عن الليث عن ابن الهاد عن عمر بن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة. ولد سنة 602 وتوفي في ربيع الآخر سنة 682.
الحديث الحادي عشر
أخبرنا المشايخ الصلحاء المسندون أبو عبد الله محمد بن بدر بن محمد بن يعيش الجزري وأبو العباس أحمد بن شيبان وأبو الفضل إسماعيل بن أبي عبد الله بن العسقلاني وزينب بنت أحمد بن كامل قراءة عليهم وأنا أسمع في شعبان سنة 675 بقاسيون قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد البيضاوي؛ قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلم المعدل أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز البغوي حدثني عبد الله بن مطيع حدثنا إسماعيل ابن جعفر. قال البغوي: وحدثني صالح بن مالك حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال البغوي: وحدثني جدي حدثنا يزيد بن هارون. كلهم عن حميد. عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب}
(يُتْبَعُ)
(/)
واللفظ لابن مطيع. توفي في شعبان سنة 675.
الحديث الثاني عشر
أخبرنا الفقيه الإمام العالم العامل زين الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي الفرج بن أبي طاهر بن محمد بن نصر عرف بابن السديد الأنصاري الحنفي قراءة عليه في رجب سنة 675 أخبرنا أبو اليمن زيد ابن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه وأخبرتنا زينب بنت مكي قالت: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزذ. قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن الأنصاري أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا محمد بن موسى القرشي حدثنا عون بن عمارة حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الصائم بالخيار ما بينه وبين نصف النهار}. توفي في جمادى الأولى سنة 677 وله ثلاث وسبعون سنة
الحديث الثالث عشر
أخبرنا الشيخ الإمام المقرئ الرئيس الفاضل كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي السعدي قراءة عليه وأنا أسمع في رمضان سنة 674 أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي سنة 455 أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا شريح بن يونس ومحمد بن يزيد الآدمي وابن البزار وهارون بن عبد الله قالوا: حدثنا معن عن معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة}. أخبرناه عاليا بدرجة ويوافقه أحمد بن عبد الدائم أخبرنا ابن كليب أخبرنا ابن بيان حدثنا ابن مخلد أخبرنا الصفار حدثنا ابن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش عن بحير (فذكره. مولده سنة 596. وتوفي في صفر سنة 676.
الحديث الرابع عشر
أخبرنا الإمام المسند زين الدين أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم بن سلامة بن الحداد الدمشقي بقراءتي عليه وأنا أسمع في ربيع الأول سنة 675 قلت له: أخبرك أبو سعيد خليل ابن أبي الرجاء بن أبي الفتح الراراني إجازة وقرئ على والدي وأنا أسمع بحران سنة 666 أخبرك يوسف بن خليل أخبرنا الراراني أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد الله بن بكر حدثنا حميد عن أنس قال: {رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حبلا ممدودا بين ساريتين من سواري المسجد. قال: ما هذا الحبل؟ قالوا: يا رسول الله فلانة تصلي ما عقلت؛ فإذا غلبت أخذت به قال: فلتصل ما عقلت؛ فإذا غلبت فلتنم}. مولده في ربيع الأول سنة 609 وتوفي في يوم عاشوراء سنة 678
الحديث الخامس عشر
أخبرنا العدل المسند أمين الدين أبو محمد القاسم بن أبي بكر ابن قاسم بن غنيمة الإربلي وأبو بكر ابن عمر بن يونس المزي الحنفي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان العامري؛ قراءة عليهم وأنا أسمع سنة 677. قال الأول: أخبرنا أبو الحسن المؤيد عن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي. وقال الآخران: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن الحرستاني قراءة عليه أخبرنا الفراوي إجازة أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر ابن محمد بن عبد الغافر الفارسي أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى ابن عمرويه الجلودي أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج القشيري حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد كلهم عن حماد. قال خلف: حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زياد حدثنا أبو هريرة قال: قال محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم {أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار} ولد الإربلي في سنة 595 أو قبلها بإربل وتوفي في جمادى الأولى سنة 680 وولد المزي سنة 593 وتوفي في شعبان سنة 680.
الحديث السادس عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء بن حسن الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 667 وأبو العباس ابن علان وأبو العباس ابن شيبان قالوا: أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب التميمي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه حدثني أبي أحمد بن محمد حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار سمعت عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {من اقتنى كلبا - إلا كلب ماشية أو كلب قنص - نقص من أجره كل يوم قيراطان}. مولده سنة 595. وتوفي في جمادى الأولى سنة 673.
الحديث السابع عشر
أخبرنا الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد قاضي القضاة شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة 667 بقاسيون وابن شيبان وابن العسقلاني وابن الحموي قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ابن الحصين أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن سلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن {أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان القوم يصعدون عقبة أو ثنية فإذا صعد الرجل قال: لا إله إلا الله والله أكبر - قال: أحسبه قال بأعلى صوته - ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يعرضها في الجبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا موسى إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا. ثم قال: يا عبد الله بن قيس - أو يا أبا موسى - ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة. قال قلت: بلى يا رسول الله قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله} مولده سنة 597. وتوفي في سنة 682.
الحديث الثامن عشر
أخبرنا المسند الأصيل العدل مجد الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر بن هبة الله بن عساكر الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة 667 أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن علي ابن الحسن بن هبة الله بن عساكر قراءة عليه أخبرنا أبو الدر ياقوت ابن عبد الله الرومي التاجر مولى ابن البخاري قراءة عليه. وأخبرتنا زينب بنت مكي وإسماعيل بن العسقلاني قالا: أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري وأبو بكر أحمد بن الأشقر الدلال وأبو غالب محمد بن أحمد بن قريش وأبو بكر أحمد بن دحروج. قالوا جميعهم: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزار مرد الصريفيني قراءة عليه حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص إملاء في شعبان سنة 393 حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن البغوي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مبارك ابن فضالة حدثنا الحسن عن أنس قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جانب خشبة مسندا ظهره إليها. فلما كثر الناس قال: ابنوا لي منبرا له عتبتان فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أنس: وأنا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه من الله عز وجل فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه}. مولده سنة 587. وتوفي في ذي القعدة سنة 699.
الحديث التاسع عشر
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الشيخ الإمام الصدر الرئيس شمس الدين أبو الغنائم المسلم ابن محمد بن المسلم بن علان القيسي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 680 وأبو الحسن بن البخاري قالا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري إملاء أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى الله عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك}. ولد سنة 594. وتوفي في سادس ذي الحجة سنة 680.
الحديث العشرون
أخبرنا الرئيس عماد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الصعر بن السيد بن الصانع الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 676 وأبو العز يوسف بن يعقوب بن المجاور والمسلم بن علان قالوا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز الشيباني قراءة عليه أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها {أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها}. رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي موسى. توفي في رمضان سنة 679.
الحديث الحادي والعشرون
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي بن الحسين الدرجي القرشي قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة 680 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصيدلاني إجازة أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: [حدثنا] عاصم عن {زر قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت ابتغاء العلم. قال: فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. قلت: حك في نفسي - أو صدري - المسح على الخفين بعد الغائط والبول فهل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا؟ قال: نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة؛ ولكن من غائط أو بول أو نوم. قلت: هل سمعته يذكر الهدى؟ قال: نعم بينا نحن معه في مسير إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري فقال: يا محمد فأجابه على نحو من كلامه: هاؤم قال: أرأيت رجلا يحب قوما ولم يلحق بهم؟ قال: المرء مع من أحب. ثم لم يزل يحدثنا أن من قبل المغرب بابا يفتح الله عز وجل للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ولا يغلق حتى تطلع الشمس من قبله وذلك قول الله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها}}. . الآية. ولد سنة 599. وتوفي في صفر سنة 671.
الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا نجيب الدين أبو المرهف المقداد بن أبي القاسم هبة الله ابن المقداد بن علي القيسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر قراءة عليه أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أخبرنا أبو إسحاق البرمكي أخبرنا أبو محمد بن ماسي حدثنا أبو مسلم الكجي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام - أو قال ثلاث ليال} -.
الحديث الثالث والعشرون
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عامر بن أبي بكر الغسولي بقراءتي عليه في سنة 682 أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب قراءة عليه أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن محمد بن المأمون أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا المعتمر بن سليمان حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن {عامر بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله أعطيت فلانا وفلانا ومنعت فلانا وهو مؤمن. قال: أو مسلم}. توفي في جمادى الآخرة سنة 684 وقد قارب الثمانين.
الحديث الرابع والعشرون
أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن البخاري المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 681 والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر سنة 667 أخبرنا أبو المحاسن محمد بن كامل بن أحمد التنوخي قراءة عليه أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن إبراهيم الحنائي حدثنا أبو الحسن عبد الوهاب بن الوليد بن موسى بن راشد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الكلابي من لفظه أخبرنا أبو بكر محمد بن خريم بن مروان العقيلي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي حدثنا مالك بن أنس حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة}. رواه البخاري عن القعنبي عن مالك. ولد في سلخ سنة 595. وتوفي في ربيع الآخر سنة 690.
الحديث الخامس والعشرون
أخبرنا أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب بن حيدرة الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع سنة 684 أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري قراءة عليه في رمضان سنة 452 أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع حدثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح الأسدي حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: قال {عبد الله رضي الله عنه كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على الله دون عباد الله السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وعلى فلان. فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله}. أخرجه البخاري وأخرجه مسلم عن ابن المثنى عن غندر عن شعبة عن منصور كلاهما عن شقيق. مولده سنة 599. وتوفي في صفر سنة 685.
الحديث السادس والعشرون
أخبرنا أبو يحيى إسماعيل بن أبي عبد الله بن حماد بن عبد الكريم العسقلاني بقراءتي عليه في سنة 681 وأبو العباس بن شيبان والجمال أحمد بن أبي بكر الحموي وأبو الحسن بن البخاري وعلي بن محمود بن شهاب قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الجرار حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا حميد عن أنس قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق ومعه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت: يا رسول الله لي إليك حاجة فقال: يا أم فلان؛ اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك ففعلت؛ فجلس إليها حتى قصت حاجتها}. رواه أحمد عن عبد الله بن بكر. سمع ابن العسقلاني في الرابعة سنة 599. وتوفي في رمضان سنة 682 ومولد ابن شهاب في سنة 595 وتوفي في رمضان سنة 680.
الحديث السابع والعشرون
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا الشيخ الجليل الصالح كمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن يوسف بن قدامة المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع في صفر سنة 680 وأبو العباس بن شيبان أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي قراءة عليه أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزار وأبو المواهب أحمد [بن محمد] بن عبد الملك بن ملوك الوراق قالا: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أخبرنا محمد بن أحمد بن الغطريف حدثنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم عن هشام وشعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {العائد في هبته كالعائد في قيئه} متفق عليه. ولد في حدود سنة 598. وتوفي في جمادى الأولى سنة 680.
الحديث الثامن والعشرون
أخبرنا الشيخ الثقة زين الدين أبو بكر محمد بن أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنماطي قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة 668 وأبو حامد ابن الصابوني والرشيد محمد بن محمد العامري قالوا أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن بكر بن عثمان الأزدي أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زريق بانتقاء خلف الحافظ حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المهدي قراءة عليه حدثنا أبو عمرو الحارث بن مسكين حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر. فإنهما يلتمسان البصر ويسقطان الحبل}. وكان ابن عمر يقتل كل حية فرآه أبو لبابة - أو زيد بن الخطاب - وهو يطارد حية فقال له: قد نهي عن دواب البيوت. أخبرنا به هبة الله بن محمد الحارثي والشيخ شمس الدين بن أبي عمر وأحمد بن شيبان قالوا: أخبرنا ابن ملاعب أخبرنا الأرموي أخبرنا أبو القاسم بن البسري أخبرنا أبو أحمد الفرضي حدثنا أبو بكر المطيري أخبرنا بشر بن مطر حدثنا سفيان (فذكره. ولد سنة 609 وتوفي في ذي الحجة سنة 684 بالقاهرة.
الحديث التاسع والعشرون
أخبرنا الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد المقدسي سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وإسماعيل بن العسقلاني قال الأولان: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي وقال الآخران: أخبرنا أبو حفص ابن طبرزذ. قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين بن إبراهيم بن محمد الخفاف قراءة عليه وأنا أسمع سنة 447 أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قراءة عليه في سنة 373 حدثنا محمد بن هارون حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب حدثنا سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا يقيم إلا من أذن}. مولده سنة 606. وتوفي في ذي القعدة سنة 689.
الحديث الثلاثون
أخبرنا الأصيل المسند نجم الدين أبو العز يوسف بن يعقوب بن محمد بن علي المجاور الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع في المحرم سنة 680 والمسلم بن علان قالا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز الشيباني أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب حدثني علي بن الحسن بن المثنى العنبري بأستراباد حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سعيد الجوهري البغدادي بأرجان حدثنا الحسن بن عرفة. قال الخطيب. وأخبرنا أبو عمر بن مهدي وجماعة قالوا: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن}. لفظ حديث الجوهري رواه الترمذي عن ابن عرفة وابن حجر. ورواه ابن ماجه عن هشام بن عمار. كلهم عن إسماعيل. وأخبرنا عاليا أحمد بن عبد الدائم قراءة عليه أخبرنا [أبو] الفرج بن كليب أخبرنا أبو القاسم بن بيان أخبرنا أبو الحسن بن مخلد أخبرنا الصفار (فذكره. مولده في سنة 601. وتوفي في ذي القعدة سنة 690
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث الحادي والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو حامد محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن علي بن الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع في رمضان سنة 668 أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني قراءة عليه أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح السلمي سنة 526 أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي الصعب حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان البصري حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: سألت الزهري عن التي استعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني عروة عن عائشة: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى بابنة الجون فدنا منها قالت: أعوذ بالله منك قال: الحقي بأهلك تطليقة}. قال أبو زرعة: لم يروه من الأئمة في الحديث غير الأوزاعي. مولده سنة 604. وتوفي في ذي القعدة سنة 680.
الحديث الثاني والثلاثون
أخبرنا الجمال أحمد بن أبي بكر بن سليمان الواعظ بن الحموي بقراءتي عليه وأنا أسمع في رجب سنة 680 وقراءة عليه في سنة 681 أيضا أخبرنا أبو محمد عبد الجليل بن أبي غالب بن أبي المعالي بن مندويه قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 610 أخبرنا أبو المحاسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن النقور البزار قراءة عليه أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي في سنة 315 حدثنا أبو عثمان طالوت بن عباد الصيرفي من كتابه حدثنا فضال بن جبير سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب وإذا اؤتمن فلا يخن وإذا وعد فلا يخلف. غضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم}. ولد في حدود سنة ستمائة وتوفي في ذي الحجة سنة 687.
الحديث الثالث والثلاثون
أخبرنا الشيخ الأمين الصدوق شمس الدين أبو غالب المظفر بن عبد الصمد بن خليل الأنصاري قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة 684 وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عباس الفاقوسي وأبو عبد الله [محمد] بن محمد بن سليمان العامري أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل ابن الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان بن عبد الله الأزدي المصري حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بانتقاء عبد الغني بن سعيد حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب حدثني طلحة بن أبي سعيد أن سعيدا المقبري حدثه عن أبي هريرة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من احتبس فرسا في سبيل الله عز وجل إيمانا بالله وتصديق موعود الله كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة}. توفي في جمادى الأولى سنة 688 وعمره اثنان وثمانون سنة. وتوفي الفاقوسي في شعبان سنة 682 وله خمس وسبعون سنة.
الحديث الرابع والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام محيي الدين أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي بقراءتي عليه وأنا أسمع سنة 682 وأبو حامد الصابوني. قالا: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل الإسفراييني أخبرنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أخبرنا القاضي أبو الحسين علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي سنة 390 حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثنا عبد الرحمن بن جابر الكلاعي حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا العلاء بن سليمان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء. فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلو} وأخبرناه عاليا أبو الحسن بن البخاري أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا القاضي أبو بكر أخبرنا علي بن إبراهيم الباقلاني حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء حدثنا أبو بكر محمد بن محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
بن سليمان الواسطي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مالك بن أنس وحفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو (فذكره. أخرجه البخاري ومسلم من حديث هشام. مولده سنة 599. وتوفي في ثالث ذي القعدة سنة 682.
الحديث الخامس والثلاثون
أخبرنا أقضى القضاة نفيس الدين أبو القاسم هبة الله بن محمد بن علي بن جرير الحارثي الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة 679 والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر وأحمد بن شيبان. قالوا: أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن ملاعب البغدادي قراءة عليه أخبرنا الإمام أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنا أسمع سنة 546 أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري سنة 465 أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المطيري سنة 333 أخبرنا أبو أحمد بشر بن مطر الواسطي بسر من رأى حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار في حقه}. توفي في صفر سنة 680 وله ثلاث وسبعون سنة.
الحديث السادس والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الكمال عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن وشمس الدين عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك المقدسيان؛ قراءة عليهما وأنا أسمع في سنة 681. قالا: أخبرنا الشريف أبو الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمرون البكري قراءة عليه أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبرنا جدي أخبرنا أبو الحسين الخفاف أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله}. ولد في سنة 607. وتوفي في جمادى الأولى سنة 688.
الحديث السابع والثلاثون
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم الخير ست العرب بنت يحيى بن قايماز بن عبد الله التاجية الكندية قراءة عليها وأنا أسمع في رمضان سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وابن العسقلاني وأبو الحسن بن البخاري. قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء قراءة عليه وأنا أسمع سنة 524 أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري قراءة عليه أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا محمد بن يونس بن موسى حدثنا أبو عاصم النبيل عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم عن عائشة: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من جنابة فيأخذ حفنة لشق رأسه الأيمن ثم يأخذ حفنة لشق رأسه الأيسر}. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي موسى الزمن عن أبي عاصم. ولدت في سنة 599. وتوفيت سنة 684.
الحديث الثامن والثلاثون
أخبرتنا الشيخة الجليلة الأصيلة أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم علي بن أبي محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر قراءة عليها وأنا أسمع في رمضان سنة 681 وأبو العباس بن شيبان وست العرب بنت يحيى بن قايماز. قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ قراءة عليه ونحن نسمع أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الشيباني قراءة عليه أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قراءة عليه أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قراءة عليه في سنة 354 أخبرنا أبو القاسم محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن {أنس قال: مطرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر عن رأسه حتى أصابه المطر فقلت له: لم صنعت هذا يا رسول الله؟ قال: إنه حديث عهد بربه عز وجل} ولدت سنة 598. وتوفيت في شعبان سنة 683.
الحديث التاسع والثلاثون
أخبرتنا الصالحة العابدة المجتهدة أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني وأحمد بن شيبان وإسماعيل بن العسقلاني وفاطمة بنت علي بن عساكر؛ قراءة عليهم. قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغدادي أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت {البراء قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له موضع في الجنة}. رواه البخاري عن سلمان بن حرب. ولدت في سنة 598. وتوفيت في شوال سنة 688.
الحديث الأربعون
أخبرتنا الشيخة الصالحة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن كامل المقدسية قراءة عليها وأنا أسمع سنة 684 وأبو عبد الله بن بدر وأبو العباس بن شيبان وابن العسقلاني. قالوا أخبرنا ابن طبرزذ أخبرنا ابن البيضاوي والقزاز وابن يوسف قالوا أخبرنا ابن المسلمة أخبرنا المخلص أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا الحسن بن إسرائيل النهرتيرى حدثنا عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن سليمان بن يسار عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام ثم يتم صومه}. ولدت سنة 601 وتوفيت في شوال سنة 687.
والله أعلم
تم نسخه عن طريق موقع الإسلام
شبكة مشكاة الإسلامية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
أقدم سماع لشيخ الإسلام رحمه الله في هذه السلسلة، سنة سبع وستين وست مائة، وكان عمره ست سنوات، وكان شيخه زين الدين بن عبد الدائم المقدسي ابن اثنتين وتسعين سنة وتوفي بعدها بعام رحمه الله.
وحدّث بها تلميذه الحافظ الذهبي رحمه الله سنة إحدى وعشرين، فيكون بين أول سماعه وتاريخ تحديثه أربع وخمسون سنة.
هذا، وقدكان سفيان بن عيينة رحمه الله يقول: حدّثني عمرو بن دينار منذ سبعين سنة!(/)
ما حكم هذا الحديث: "أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلَّم كان ينهي النَّعي".
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 08:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
أرجومن حضرتكم أن تتفضلون علي بتخريج هذاالحديث التالي
إن النبي (ص) كان ينهي النعي
ومع هذامن فضلكم دلني علي الطريقة المسنونة والمشروعة في مسئلة النعي
شكرا لك ... بارك الله فيك ... شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أخوكم في الدين
محمديامين بن منيرأحمد القاسمي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 11:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وأهلا بعودتك أخي الكريم (محمد يامين) ..
بالنسبة للحديث فالحديث صحيح ثابت رواه ابن ماجة والترمذي والبيهقي وأحمد كلهم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: ... فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي).
ورواه الطبراني من حديث عمران بن حصين.
و (النعي) الدعاء بموت الميت والإشعار به.
ثم لتعلم أخي العزيز أن النعي المنهي عنه هنا هو (نعي الجاهلية) فمن حرم النعي ونها عنه تورعا من أن يتحول إلى مالا تحمد عاقبته مما كانت تفعله الجاهلية، فلذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا تؤذنوا بي أحدا فإني أخشى أن يكون كنعي الجاهلية).
وقد فسر النعي المنهي عنه أيضا بنحو ما قاله إبراهيم بن أدهم رحمه الله: (كان النعي أن الرجل يركب الدابة فيطوف ويقول: أنعي فلانا).
فلذلك كان كثير من السلف يكره إن هو مات أن ينعى، بل يأمر أهله بترك ذلك فيه.
أما النعي الذي لا يصل إلى حد الجاهلية المنهي عنه، أو المبالغة الزائدة في النعي والإبلاغ بموت الميت فهذا الذي جوزه كثير من أهل العلم وجمهورهم.
قال ابن عبد البر رحمه الله: ولا أعلم بأسا أن يؤذن الرجل صديقه حميمة.
وإلا أخي العزيز قد ورد في السنة أيضا ما فيد إباحة الإشعار بالجنازة والإعلام بها ليجتمع إلى الصلاة عليها، وهذا لا يدخل في النهي المحرم إطلاقا.
فلذلك قال ابن حجر رحمه الله تحت حديث باب (الرجل ينعى إلى أهل الميت نفسه): وفائدة هذه الترجمة الإشارة إلى أن النعي ليس ممنوعا كله، وإنما نهى عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، فكانوا يرسلون من يعلن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق.
وقال ابن العربي: (ويؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات:
الأولى: إعلام الأهل والأصحاب وأهل الصلاح. فهذا سنة.
الثانية: دعوة الحفل للمفاخرة. فهذه تكره.
الثالثة: الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك. فهذا يحرم).
وقال النووي رحمه الله: ( ... وفيه استحباب الإعلام بالميت لا على صورة نعي الجاهلية، بل مجرد إعلام الصلاة عليه وتشييعه وقضاء حقه في ذلك، والذي جاء من النهي عن النعي ليس المراد به هذا، وإنما المراد نعي الجاهلية المشتمل على ذكر المفاخر وغيرها).
قال ابن عبد البر رحمه الله: (والأصل في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم: " ... إذا ماتت فآذنوني بها"، ونعى النجاشي، ونعى أصحاب مؤتة واحدا واحدا).
وقد رخص في هذا: جماهير أهل العلم كما مر بك، وممن رخص فيه بحقه: أبو هريرة وابن عمر وابن سيرين وغير ما واحد من السلف.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي دفن ليلا: "ألا آذنتموني"؟
قال النووي رحمه الله تعالى: (والصحيح الذي تقتضيه الأحاديث الصحيحة التي ذكرناها وغيرها: أن الإعلام بموته لمن لم يعلم ليس بمكروه، بل إن قصد به الإخبار لكثرة المصلين فهو مستحب، وإنما يكره ذكر المآثر والمفاخر والتطواف بين الناس بذكره بهذه الأشياء، وهذا نعي الجاهلية المنهي عنه، فقد صحت الحاديث بالإعلام فلا يجوز إلغاؤها، وبهذا الجواب أجاب بعض أئمة الفقه والحديث المحققين والله أعلم).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 12:14]ـ
بالنسبة للحديث فالحديث صحيح ثابت رواه ابن ماجة والترمذي والبيهقي وأحمد كلهم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ...
بارك الله فيكم وفي جهودكم ..
أحببت التَّعقيب على قولك إنَّ حديث حذيفة صحيح =بأنَّ الأدق في ذلك -على رأي من يمشِّيه- الحكم عليه بالحسن لا الصِّحَّة ..
وأعلمُ أنَّ الأمر مقارب من جهة النَّتيجة والقبول، كما أحببت الإشارة إلى ما أُعِلَّ به إسناد الحديث.
/// كما قال ابن القطَّان في بيان الوهم (5/ 236): "حديثٌ محتاجٌ إلى نظر وذلك أنَّ بلال بن يحيى هذا وإن كان ثقة فإنَّ أبا محمد بن أبي حاتم قد قال: إنه وحده يقول: بلغني عن حذيفة.
فكان هذا عنده ريباً في سماعه منه.
وقد روى عن حذيفة أحاديث معنعة ليس في شيء منها ذكر سماع.
والترمذي قد صحح روايته عنه فمعتقده والله أعلم أنَّه سمع منه".
/// وفي التَّهذيب لابن حجر عن الدوري عن ابن معين: أنَّ روايته عن حذيفة مرسلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 01:11]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ (عدنان) وأكرمك آمين ..
نعم هو كما تفضلت حفظك الله تعالى، وقد كان تصحيحي _ إن صح _ مجازي فقط، وقد أشار إلى حسنه الحافظ في الفتح.
وأقول لشخصكم الكريم:
أدام الله له المساعي التي لا يفنى أمدها، ولا يملأ شيء مع تعاقب الأيام مددها، وخلد لديه النعم التي لا يحصى عددها، وأتاح له من المكارم الصافية الذيول أسناها وأرغدها.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 06:53]ـ
وأضيف من باب الفائدة:
ولا يدخل في نعي الجاهلية الكتابة في الصحف والعزاء لآل فلان فيها.
سئل شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
ما حكم نشر العزاء في الصحف ورد العزاء أيضاً في الصحف، وكتابة الآيات الكريمة التي فيها تزكية للميت؟
الجواب: في الصحف فيما بلغني أنه يكلف كثيراً، يخشى من التكلف، نفقات طائلة بلا حاجة وأنه لو كتب أحسن الله عزاء آل فلان في ميتهم، غفر الله له، ما يضر، لكن بلغني أنه يكون فيه كلفة، وتركه أولى إذا كان فيه كلفة، يكتب لهم كتابة، رسالة إليهم، برقية، ويكفي، إذا كان في الجريدة مشقة من نفقات، وليس من النعي الذي نهى عنه رسول الله، النعي الذي نهى عنه، كان أهل الجاهلية إذا مات الميت، اركبوا إنساناً يطوف بين القبائل، ينعى إليهم الميت، وهذا من عمل الجاهلية، أما إذا كتب كتابة يعزي، أو كتب في الجريدة أحسن الله عزاء آل فلان، لا بأس، لكن إذا كان يكلف وفيه مؤنة، ينبغي تركه؛ لأن الرسول نهى عن إضاعة المال، وهذا من إضاعة المال، يكفي الكتابة، الخط إليهم، أو برقية، أو مكالمة تلفونية تكفي.
ـ[المؤتسى]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 12:44]ـ
جزاك الله خيرا اخى السكران التميمي(/)
~ الدرس الثاني لدورة شرح كتاب الفتن من صحيح مسلم ~
ـ[دُرر]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجمل أن يعيش المرء بل يتقلب بين حلق العلم و بين حفظ القرآن
فالسعي للحلق و إن كان ظاهره الصعوبة و بعض المشقة إلا أنه يخلف راحة و و أجرا ًوعلما ً نافعا ً بإذن ربي و ما إن نتقاعس أو نتخلف عن الحضور .. فنجد من جند نفسه لـ نقل المحاضرات عبر بثها مباشرة عبر شبكات الانترنت
فيسهل علينا المتابعة
مثل هذه النعمة .. لا نغفل بأن نشكر الله عليها و نسأل الله أن يرزقنا و اياكم العلم النافع
و أن يبارك في جهود من قام بالنقل و الرفع و غيرها
أتيت لكم برابط لتسجيل الدرس الثاني لدروة شرح كتاب الفتن من صحيح مسلم
للشيخ الفاضل / عثمان الخميس
من هنا للحفظ حفظكن الله ( http://almanhaj2.net/lib//vedio/dawrat/Mosleem_ALFATEEN/MASLEM_FATAEN02.rm)
و هنا الأحاديث التي تم تناولها في هذا الدرس
15 - م - (2888) وحدثني حجاج بن الشاعر. حدثنا عبدالرزاق من كتابه. أخبرنا معمر عن أيوب، بهذا الإسناد، نحو حديث أبي كامل عن حماد. إلى آخره.
16 - (2888) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا المسلمان، حمل أحدهما على أخيه السلاح، فهما على جرف جهنم. فإذا قتل أحدهما صاحبه، دخلاها جميعا ".
[ش (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني، وقال: لم يرفعه الثوري عن منصور. وهذا الاستدراك غير مقبول، فإن شعبة إمام حافظ، فزيادته الرفع مقبولة. (فهما على جرف جهنم) هكذا هو في معظم النسخ: جرف. وفي بعضها: حرف. وهما متقاربان. ومعناه على طرفها، قريب من السقوط فيها].
17 - (157) وحدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر أحاديث منها:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان. وتكون بينهما مقتلة عظيمة. ودعواهما واحدة ".
[ش (حتى تقتتل فئتان عظيمتان) هذا من المعجزات. وقد جرى هذا في العصر الأول].
18 - (157) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج " قالوا: وما الهرج؟ يا رسول الله! قال " القتل. القتل ".
*3* 5 - باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض
19 - (2889) حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن حماد بن زيد (واللفظ لقتيبة). حدثنا حماد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله زوى لي الأرض. فرأيت مشارقها ومغاربها. وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها. وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض. وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة. وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم. فيستبيح بيضتهم. وإن ربي قال: يا محمد! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد. وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة. وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم. يستبيح بيضتهم. ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا ".
[ش (زوى) معناه جمع. (الكنزين الأحمر والأبيض) المراد بالكنزين الذهب والفضة. والمراد كنزا كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام. (فيستبيح بيضتهم) أي جماعتهم وأصلهم. والبيضة، أيضا، العز والملك. (أن لا أهلكهم بسنة عامة) أي لا أهلكهم بقحط يعمهم. بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام].
19 - م - (2889) وحدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى وابن بشار (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) معاذ بن هشام. حدثني أبي عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان؛
(يُتْبَعُ)
(/)
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تعالى زوى لي الأرض. حتى رأيت مشارقها ومغاربها. وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ". ثم ذكر نحو حديث أيوب عن أبي قلابة.
20 - (2890) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير (واللفظ له). حدثنا أبي. حدثنا عثمان بن حكيم. أخبرني عامر بن سعد عن أبيه؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية. حتى إذا مر بمسجد بني معاوية، دخل فركع فيه ركعتين. وصلينا معه. ودعا ربه طويلا. ثم انصرف إلينا. فقال صلى الله عليه وسلم " سألت ربي ثلاثا. فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة. سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها. وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها. وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ".
21 - (2890) وحدثناه ابن أبي عمر. حدثنا مروان بن معاوية. حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري. أخبرني عامر بن سعد عن أبيه؛
أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه. فمر بمسجد بني معاوية. بمثل حديث ابن نمير.
*3* 6 - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة
22 - (2891) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن أبا إدريس الخولاني كان يقول: قال حذيفة بن اليمان. والله! إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة، فيما بيني وبين الساعة. وما بي إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي في ذلك شيئا، لم يحدثه غيري. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعد الفتن " منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا. ومنهن فتن كرياح الصيف. منها صغار ومنها كبار ".
قال حذيفة: فذهب أولئك الرهط كلهم غيري.
23 - (2891) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قال عثمان: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا) جرير عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما. ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة، إلا حدث به. حفظه من حفظه ونسيه من نسيه. قد علمه أصحابي هؤلاء. وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره. كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه. ثم إذا رآه عرفه.
23 - م - (2891) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن سفيان، عن الأعمش، بهذا الإسناد، إلى قوله: ونسيه من نسيه. ولم يذكر ما بعده.
24 - (2891) وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. ح وحدثني أبو بكر بن نافع. حدثنا غندر. حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت، عن عبدالله بن يزيد، عن حذيفة؛ أنه قال:
أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. فما منه شيء إلا قد سألته. إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟
24 - م - (2891) حدثنا محمد بن المثنى. حدثني وهب بن جرير. أخبرنا شعبة، بهذا الإسناد، نحوه.
25 - (2892) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر. جميعا عن أبي عاصم. قال حجاج: حدثنا أبو عاصم. أخبرنا عزرة بن ثابت. أخبرنا علباء بن أحمر. حدثني أبو زيد (يعني عمرو بن أخطب) قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر. وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر. فنزل فصلى. ثم صعد المنبر. فخطبنا حتى حضرت العصر. ثم نزل فصلى. ثم صعد المنبر. فخطبنا حتى غربت الشمس. فأخبرنا بما كان وبما هو كائن. فأعلمنا أحفظنا.
*3* 7 - باب في الفتنة التي تموج كموج البحر
26 - (144) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن العلاء، أبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. قال ابن العلاء: حدثنا أبو معاوية. حدثنا الأعمش عن شقيق، عن حذيفة. قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنا عند عمر. فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال؟ قال فقلت: أنا. قال: إنك لجريء. وكيف قال؟ قال قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ". فقال عمر: ليس هذا أريد. إنما أريد التي تموج كموج البحر. قال فقلت: مالك ولها؟ يا أمير المؤمنين! إن بينك وبينها بابا مغلقا. قال: أفيكسر الباب أم يفتح؟ قال قلت: لا. بل يكسر. قال: ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا.
قال فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم. كما يعلم أن دون غد الليلة. إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. قال فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله. فسأله. فقال: عمر.
[ش (عن حذيفة) هذا الحديث سبق شرحه في كتاب الإيمان: 1/ 231].
27 - (144) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج. قالا: حدثنا وكيع. ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس. ح وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا يحيى بن عيسى. كلهم عن الأعمش، بهذا الإسناد، نحو حديث أبي معاوية. وفي حديث عيسى عن الأعمش عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول.
27 - م - (144) وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد؛ والأعمش عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قال عمر: من يحدثنا عن الفتنة؟ واقتص الحديث بنحو حديثهم.
28 - (2893) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم. قالا: حدثنا معاذ بن معاذ. حدثنا ابن عون عن محمد. قال: قال جندب:
جئت يوم الجرعة. فإذا رجل جالس. فقلت: ليهراقن اليوم ههنا دماء. فقال ذاك الرجل: كلا. والله! قلت: بلى. والله! قال: كلا. والله! قلت: بلى. والله! قال: كلا. والله! إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه. قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم. تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهاني؟ ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلت عليه أسأله. فإذا الرجل حذيفة.
[ش (الجرعة) بفتح الجيم وبفتح الراء وإسكانها. والفتح أشهر وأجود. وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة. ويوم الجرعة يوم خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان. فردوه وسألوا عثمان أن يولي عليهم أبا موسى الأشعري، فولاه. (أخالفك) وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة: أخالفك. قال القاضي: ورواية شيوخنا كافة: أحالفك. من الحلف الذي هو اليمين. قال: ورواه بعضهم بالمعجمة. وكلاهما صحيح. قال: لكن المهملة أظهر، لتكرر الأيمان بينهما].
*3* 8 - باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب
29 - (2894) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن القاري) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب. يقتتل الناس عليه. فيقتل، من كل مائة، تسعة وتسعون. ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ".
[ش (يحسر) أي ينكشف، لذهاب مائه].
29 - م - (2894) وحدثني أمية بن بسطام. حدثنا يزيد بن زريع. حدثنا روح عن سهيل، بهذا الإسناد، نحوه. وزاد: فقال أبي: إن رأيته فلا تقربنه.
30 - (2894) حدثنا أبو مسعود، سهل بن عثمان. حدثنا عقبة بن خالد السكوني، عن عبيدالله، عن خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب. فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ".
31 - (2894) حدثنا سهل بن عثمان. حدثنا عقبة بن خالد عن عبيدالله، عن أبي الزناد، عن عبدالرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب. فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ".
32 - (2895) حدثنا أبو كامل، فضيل بن حسين وأبو معن الرقاشي (واللفظ لأبي معن). قالا: حدثنا خالد بن الحارث. حدثنا عبدالحميد بن جعفر. أخبرني أبي عن سليمان بن يسار، عن عبدالله بن الحارث بن نوفل. قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت واقفا مع أبي بن كعب. فقال: لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا. قلت: أجل. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب. فإذا سمع به الناس ساروا إليه. فيقول من عنده: لئن تركن الناس يأخذون منه ليذهبن به كله. قال فيقتتلون عليه. فيقتل، من كل مائة، تسعة وتسعون ".
قال أبو كامل في حديثه: قال وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل أجم حسان.
[ش (مختلفة أعناقهم) قال العلماء: المراد بالأعناق، هنا، الرؤساء والكبراء. وقيل: الجماعات. قال القاضي: وقد يكون المراد بالأعناق نفسها، وعبر بها عن أصحابها. لا سيما وهي التي بها التطلع والتشوف للأشياء. (أجم) هو الحصن. وجمعه آجام. كأطم وآطام، في الوزن والمعنى].
33 - (2896) حدثنا عبيدالله بن يعيش وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لعبيد). قالا: حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان، مولى خالد بن خالد. حدثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت مصر إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم ". شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه.
[ش (وقفيزها) القفيز مكيال معروف لأهل العراق. قال الأزهري: هو ثمانية مكاكيك. والمكوك صاع ونصف وهو خمس كيلجات. (مديها) على وزن قفل، مكيال معروف لأهل الشام. قال العلماء: يسع خمس عشر مكوكا. (إردبها) مكيال معروف لأهل مصر. قال الأزهري وآخرون: يسع أربعة وعشرين صاعا].
*3* 9 - باب في فتح قسطنطينية، وخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم
34 - (2897) حدثني زهير بن حرب. حدثنا معلى بن منصور. حدثنا سليمان بن بلال. حدثنا سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أم بدابق. فيخرج إليهم جيش من المدينة. من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصادفوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا. والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا. ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله. ويفتتح الثلث. لا يفتنون أبدا. فيفتتحون قسطنطينية. فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون. وذلك باطل. فإذا جاءوا الشام خرج. فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة. فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم. فأمهم. فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه لانذاب حتى يهلك. ولكن يقتله الله بيده. فيريهم دمه في حربته ".
[ش (بالأعماق أو بدابق) موضعان بالشام، بقرب حلب. (سبوا) روي سبوا على وجهين: فتح السين والباء وضمهما. قال القاضي في المشارق: الضم رواية الأكثرين. قال: وهو الصواب. قلت: كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار. (لا يتوب الله عليهم أبدا) أي لا يلهمهم التوبة].
..
و هنا رابط الدرس الأول
~ الدرس الأول لدورة شرح كتاب الفتن من صحيح مسلم ~ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35963)
،
نفعنا ربي و إياكم
و نذكركم بأن الدال على الخير كفاعله(/)
مئة حديث بين الضعيف والموضوع
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 04:35]ـ
مائة حديث من الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وهي منتشرة بين الخطباء والوعاظ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه (100) حديث من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهي منتشرة بين الخطباء والوعاظ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف. وأسأل الله أن ينفع بها.
1 - ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً)). وفي لفظ: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له)). قال الذهبي: قال ابن الجنيد: كذب وزور. قال الحافظ العراقي: حديث إسناده لين، قال الألباني: باطل لا يصح من قبل إسناده ولا من جهة متنه. "ميزان الاعتدال" (3/ 293). "نخريج الإحياء" (1/ 143). "السلسلة الضعيفة" (2، 985).
2 - ((الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش)). وفي لفظ: ((الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)). قال الحافظ العراقي: لم أقف له على أصل، قال عبد الوهاب ابن تقي الدين السبكي: لم أجد له إسناداً، قال الألباني: لا أصل له. "تخريج الإحياء" (1/ 136). "طبقات الشافعية" للسبكي (4/ 145). "الضعيفة" (4).
3 - ((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)). قال الألباني: لا يصح مرفوعاً أي: ليس صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. "الضعيفة" (8).
4 - ((أنا جدُّ كل تقي)) قال السيوطي: لا أعرفه. قال الألباني: لا أصل له. "الحاوي" للسيوطي (2/ 89). "الضعيفة" (9).
5 - ((إنما بعثتُ مُعَلِّماً)) قال العراقي: سنده ضعيف، قال الألباني: ضعيف. "تخريج الإحياء" (1/ 11). "الضعيفة" (11).
6 - ((أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك)) قال الألباني: موضوع. "تنزيه الشريعة" للكناني (2/ 303). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (712). "الضعيفة" (12).
7 - ((إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما خضراء الدِّمن؟ قال المرأةُ الحسناء في المنبت السوء)). قال العراقي: ضعيف وضعفه ابن الملقن. قال الألباني: ضعيف جداً. "تخريج الإحياء" (2/ 42). "الضعيفة" (14).
8 - ((صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والفقهاء)). وفي لفظ ((صنفان من أمتي إذا صلحا، صلح الناس: الأمراء والعلماء)). قال الإمام أحمد: في أحد رواته كذاب يضع الحديث، قال ابن معين والدارقطني مثله، قال الألباني: موضوع. "تخريج الإحياء" (1/ 6). "الضعيفة" (16).
9 - ((توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم)). قال ابن تيمية والألباني: لا أصل له."اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (2/ 415). "الضعيفة" (22).
10 - ((من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا ......... أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له ألفُ ملكٍ)). ضعفه المنذري، قال البوصيري: سنده مسلسل بالضعفاء. قال الألباني: ضعيف. "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 272). "سنن ابن ماجه" (1/ 256).
11 - ((الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة)). قال ابن حجر: لا أعرفه. "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص 208). وهو في "تذكرة الموضوعات" للفتني (68). وفي "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" للقاري (ص 195).
12 - ((من نام بعد العصر، فاختُلس عقله، فلا يلومنَّ إلا نفسه)). أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 69). والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 279). والذهبي في "ترتيب الموضوعات" (839).
13 - ((من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني ...... )). قال الصغاني: موضوع. "الموضوعات" (53). والألباني: موضوع."الضعيفة" (44).
14 - ((من حج البيت ولم يزرني. فقد جفاني)). موضوع. قاله الذهبي في "ترتيب الموضوعات" (600). والصغاني في "الموضوعات" (52). والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (326).
15 - ((من حج، فزار قبري بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي)). قال ابن تيمية: ضعيف. "قاعدة جليلة" (57). قال الألباني: موضوع. "الضعيفة" (47). وانظر "ذخيرة الحفاظ" لابن القيسراني (4/ 5250).
16 - ((اختلاف أمتي رحمة)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" (506). "تنزيه الشريعة" (2/ 402). وقال الألباني: لا أصل له. "الضعيفة" (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - ((أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)). وفي لفظ: ((إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم)).قال ابن حزم: خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط."الإحكام في أصول الأحكام" (5/ 64) و (6/ 82). وقال الألباني: موضوع. "الضعيفة" (66). وانظر "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر (2/ 91).
18 - ((من عَرَفَ نفسهُ فقد عرف ربَّه)).موضوع."الأسرار المرفوعة" (506). و "تنزيه الشريعة" (2/ 402). "تذكرة الموضوعات" (11).
19 - ((أدَّبني ربي. فأحسن تأديبي)). قال ابن تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت."أحاديث القصاص" (78).وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (1020). والفتني في "تذكرة الموضوعات" (87).
20 - ((الناس كلهم موتى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم غرقى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم)). . قال الصغاني: هذا الحديث مفترى ملحون والصواب في الإعراب: العالمين والعالمين."الموضوعات" (200). وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (771). والفتني في "تذكرة الموضوعات" (200).
21 - ((سؤر المؤمن شفاء)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (217). "كشف الخفاء" (1/ 1500). "الضعيفة" (78).
22 - ((إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي)). ضعيف. "المنار المنيف" لابن القيم (340). "الموضوعات" لابن الجوزي (2/ 39). "تذكرة الموضوعات" (233).
23 - ((التائب حبيبُ الله)). لا أصل له. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (356). "الضعيفة" (95).
24 - ((أما إني لا أنسى، ولكن أُنَسَّ لأُشَرِّع)). لا أصل له. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" (357). "الضعيفة" (101).
25 - ((الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (555). "الفوائد المجموعة" (766). "تذكرة الموضوعات" (200).
26 - ((من حدث حديثاً، فعطس عنده، فهو حق)). موضوع. "تنزيه الشريعة" (483). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 286). "الفوائد المجموعة" (669).
27 - ((تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له العرش)). موضوع. "ترتيب الموضوعات" (694). "الموضوعات" للصغاني (97). "تنزيه الشريعة" (2/ 202).
28 - ((تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم)). موضوع. "ضعاف الدار قطني" للغساني (353). "الأسرار المرفوعة" (138). "الموضوعات" لابن الجوزي (2/ 76).
29 - ((السخي قريب من الله، قريب من الجنة. قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل)). ضعيف جدّاً. "المنار المنيف" (284). "ترتيب الموضوعات" (564). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 91).
30 - ((أنا عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي)). "تذكرة الموضوعات" (112). "المقاصد الحسنة" (31). "تنزيه الشريعة" (2/ 30).
31 - ((إن لكل شيء قلباً، وإن قلب القرآن (يس) من قرأها، فكأنما قرأ القرآن عشر مرات)). موضوع. "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 55). "الضعيفة" (169).
32 - ((فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة)). موضوع. "تنزيه الشريعة" (2/ 305). "الفوائد المجموعة" (723). "ترتيب الموضوعات" (964).
33 - ((لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)). ضعيف. "ضعاف الدارقطني" (362). "اللآلئ المصنوعة" (2/ 16). "العلل المتناهية" (1/ 693).
34 - ((الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده)). موضوع. "تاريخ بغداد" للخطيب (6/ 328). "العلل المتناهية" (2/ 944). "الضعيفة" (223).
35 - ((صوموا تصحوا)). ضعيف. "تخريج الإحياء" (3/ 87). "تذكرة الموضوعات" (70). "الموضوعات" للصغاني (72).
36 - ((أوصاني جبرائيل عليه السلام بالجار إلى أربعين داراً. عشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا، وعشرة من ها هنا)). ضعيف. "كشف الخفاء" (1/ 1054). "تخريج الإحياء" (2/ 232). "المقاصد الحسنة" للسخاوي (170).
37 - ((لولاك ما خلقت الدنيا)). موضوع. "اللؤلؤ المرصوع" للمشيشي (454). "ترتيب الموضوعات" (196). "الضعيفة" (282).
(يُتْبَعُ)
(/)
38 - ((من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً)). ضعيف. "العلل المتناهية" (1/ 151). "تنزيه الشريعة" (1/ 301). "الفوائد المجموعة" (972).
39 - ((من أصبح وهمه غير الله عز وجل، فليس من الله في شيء ومن لم يهتم للمسلمين فليس منهم)). موضوع. "الفوائد المجموعة" (233). "تذكرة الموضوعات" (69). "الضعيفة" (309 - 312).
40 - ((كما تكونوا يولي عليكم)). ضعيف. "كشف الخفاء" (2/ 1997). "الفوائد المجموعة" (624). "تذكرة الموضوعات" (182).
41 - ((عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا خرج، وأمر امرأته أن لا تخرج من بيتها، وكان أبوها في أسفل الدار، وكانت في أعلاها، فمرض أبوها، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت له ذلك فقال: «أطيعي زوجك» فمات أبوها، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أطيعي زوجك»، فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله غفر لأبيها بطاعتها لزوجها)). ضعيف. قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عصمة بن المتوكل، وهو ضعيف. قال الألباني:أخرجه الطبراني في (الأوسط) (2/ 169/ 1) من طريق عصمة بن المتوكل ... قلت: وهو ضعيف ... وشيخه زافر وهو ابن سليمان القُهُستاني ضعيف أيضا.انتهى. ورواه "عبد بن حميد" (1369) من طريق أخرى عن أنس، وفي سنده يوسف بن عطية وهو متروك.
"مجمع الزوائد" (313/ 4). "إرواء الغليل " (7/ 76. (
42 - ((من ولد له مولود. فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان)). موضوع. "الميزان" للذهبي (4/ 397). "مجمع الزوائد" للهيثمي. "تخريج الإحياء" (2/ 61).
43 - ((من تمسك بسنتي عند فساد أمتي، فله أجر مئة شهيد)). ضعيف جدا. "ذخيرة الحفاظ" (4/ 5174). "الضعيفة" (326).
44 - ((المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد)). ضعيف."الضعيفة" (327).
45 - ((أنا ابن الذبيحين)). لا أصل له. "رسالة لطيفة" لابن قدامة (23). "اللؤلؤ المرصوع" (81). "النخبة البهية" للسنباوي (43).
46 - ((النظر في المصحف عبادةٌ، ونظر الولد إلى الوالدين عبادةٌ، والنظر إلى علي بن أبي طالب عبادةٌ)). موضوع. ""الضعيفة" (356).
47 - ((من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا يفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب، وبرئ من النفاق)). ضعيف. "الضعيفة" (364).
48 - ((الأقربون أولى بالمعروف)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (51). "اللؤلؤ المرصوع" (55). "المقاصد الحسنة" للسخاوي (141).
49 - ((آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة، يقال له: جهينة، فيسأله أهل الجنة: هل بقي أحد يعذب؟ فيقول: لا فيقولون: عند جهينة الخبر اليقين)). موضوع. "الكشف الالهي" للطرابلسي (1/ 161). "تنزيه الشريعة" (2/ 391). "الفوائد المجموعة" (1429)
50 - ((خير الأسماء ما عبِّد وما حمِّد)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" (192). "اللؤلؤ المرصوع" (189). "النخبة" (117).
51 - ((اطلبوا العلم ولو بالصين)). موضوع. "الموضوعات" لابن الجوزي (1/ 215). "ترتيب الموضوعات" للذهبي (111). "الفوائد المجموعة" (852).
52 - ((شاوروهن - يعني: النساء - وخالفوهن)). لا أصل له. "اللؤلؤ المرصوع" (264). "تذكرة الموضوعات" (128). "الأسرار المرفوعة" (240).
53 - ((يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عز وجل عليهم)). موضوع. "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (2/ 449). "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 248). "ترتيب الموضوعات" (1123).
54 - ((السلطان ظل الله في أرضه، من نصحه هدي، ومن غشه ضل)). موضوع. "تذكرة الموضوعات" للفتني (182). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (623). "الضعيفة" (475).
55 - ((من خاف الله خوف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء)). ضعيف. "تخريج الإحياء" للعراقي (2/ 145). "تذكرة الموضوعات" (20). "الضعيفة" (485).
56 - ((قال الله تبارك وتعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليتمس رباً سوائي)). ضعيف. "الكشف الإلهي" للطرابلسي (1/ 625). "تذكرة الموضوعات" (189). "الفوائد المجموعة" (746).
(يُتْبَعُ)
(/)
57 - ((ليس لفاسق غيبة)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" للهروي (390). "المنار المنيف" لابن القيم (301). "الكشف الإلهي" (1/ 764).
58 - ((إذا مات الرجل منكم فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه. فليقل: يا فلان بن فلانة! فإنه سيسمع، فليقل: يا فلان بن فلانة! فإنه سيستوي قاعداً .... اذكر ما خرجت عليه من دار الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... الخ)). ضعيف. "تخريج الإحياء" (4/ 420). "زاد المعاد" لابن القيم (1/ 206). "الضعيفة" (599).
59 - ((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد)). موضوع. "الكشف الإلهي" (1/ 775). "الضعيفة" (611).
60 - ((كان إذا أخذ من شعره أو قلم أظفاره، أو احتجم بعث به إلى البقيع فدفن)). موضوع. "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 337). "الضعيفة" (713).
61 - ((المؤمن كيِّس فطِن حذر)). موضوع. "كشف الخفاء" للعجلوني (2/ 2684). "الكشف الإلهي" للطرابلسي (1/ 859). " الضعيفة" (760).
62 - ((يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليلة تطوعاً .. الخ)). ضعيف. "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 249). "الضعيفة" (871).
63 - ((يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم: فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة .. الخ)). موضوع. "الهيثمي" (10/ 387). "الضعيفة" (910).
64 - ((لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي)). ضعيف. "الضعيفة" (920).
65 - ((إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلاً يقيمه إلى جنبه)) ضعيف. "التلخيص الحبير" لابن حجر (2/ 37). "الضعيفة" (921).
66 - ((الأبدال في هذه الأمة ثلاثون. مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً)). موضوع. "الأسرار المرفوعة" لعلي القاري (470). "تمييز الطيب من الخبيث" لابن الديبع (7). "المنار المنيف" لابن القيم (308).
67 - ((ما فضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في صدره)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" لعلي القاري (452). "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (288). "المنار المنيف" (246).
68 - ((تحية البيت الطواف)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (130). "اللؤلؤ المرصوع" (143). "الموضوعات الصغرى" للقاري (88).
69 - ((إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن فإذا التفت قال له الرب: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى من هو خير لك مني؟ ابن آدم أقبل على صلاتك فأنا خير لك ممن تلتفت إليه)). ضعيف جداً. "الأحاديث القدسية الضعيفة والموضوعة" للعيسوي (46). "الضعيفة" (1024).
70 - ((وقع في نفس موسى: هل ينام الله تعالى ذكره؟ فأرسل الله إليه ملكاً. فأرقه ثلاثاً، ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة ... ثم نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان قال: ضرب الله له مثلاً أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماوات والأرض)). ضعيف. "العلل المتناهية" لابن الجوزي. "الضعيفة" (1034).
71 - ((النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفاً من الله آتاه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه)). ضعيف جداً. "الترغيب والترهيب" للمنذري (4/ 106). "مجمع الزوائد" للهيثمي (8/ 63). "تلخيص المستدرك" للذهبي (4/ 314).
72 - ((يعاد الوضوء من الرعاف السائل)). موضوع. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (5/ 6526)."الضعيفة" (1071).
73 - ((ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه الفعل ... الخ)). موضوع. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (4/ 4656). "الضعيفة" (1098). "تيببض الصحيفة" لمحمد عمرو (33).
74 - ((تخرج الدابة، ومعها عصى موسى عليه السلام، وخاتم سليمان عليه السلام .. فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر)). منكر. "الضعيفة" (1108).
75 - ((انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه فجاءت العنكبوت فنسجت على باب الغار ... الخ)). ضعيف. "الضعيفة" (1129). "التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث" لبكر أبي زيد (214).
(يُتْبَعُ)
(/)
76 - ((وجد النبي صلى الله عليه وسلم ريحاً فقال: ليقم صاحب هذا الريح فليتوضأ. فاستحيا الرجل أن يقوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقم صاحب هذا الريح فليتوضأ فإن الله لا يستحي من الحق، فقال العباس: يا رسول الله أفلا نقوم كلنا نتوضأ؟ فقال: قوموا كلكم فتوضؤوا)). باطل. "الضعيفة" (1132).
77 - ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء: إذا كان المغنم دولاً والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً ........ الخ)). ضعيف. "سنن الترمذي" (2/ 33). "العلل المتناهية" (2/ 1421). "الكشف الإلهي" (1/ 33).
78 - ((حب الدنيا رأس كل خطيئة)). موضوع."أحاديث القصاص" لابن تيمية (7). "الأسرار المرفوعة" (1/ 163). "تذكرة الموضوعات" (173).
79 - ((طلب الحلال جهاد، وإن الله يحب المؤمن المحترف)). ضعيف."النخبة البهية" للسنباوي (57). "الكشف الإلهي" (1/ 518). "الضعيفة" (1301).
80 - ((لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن)). منكر. "الضعيفة" (1350).
81 - ((سيد القوم خادمهم)). ضعيف. "المقاصد الحسنة" للسخاوي (579). "الضعيفة" (1502).
82 - ((عليكم بالشفائين: العسل والقرآن)). ضعيف. "أحاديث معلَّة ظاهرها الصحة" للوادعي (247). "الضعيفة" (1514).
83 - ((آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه)). ضعيف. "كشف الخفاء" (1/ 19). "الضعيفة" (1546).
84 - ((البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا ينام فكن كما شئت كما تدين تدان)). ضعيف. "الكشف الإلهي" للطرابلسي (681). "اللؤلؤ المرصوع" للمشيشي (414).
85 - ((لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف)). ضعيف جداً. "ترتيب الموضوعات" للذهبي (1071). "الموضوعات" لابن الجوزي (3/ 220).
86 - ((بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا مرضاً مفسداً وهرماً مفنداً أو غنى مطغياً أو فقراً منسياً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر)). ضعيف. "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (2/ 2313). "الضعيفة" (1666).
87 - ((أجرؤكم عل الفتيا أجرئكم على النار)). ضعيف. "الضعيفة" (1814).
88 - ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله)). ضعيف. "تنزيه الشريعة" للكناني (2/ 305). "الموضوعات" للصغاني (74).
89 - ((الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له)). ضعيف جدّاً. "الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء" للسبكي (344). "تذكرة الموضوعات" للفتني (174).
90 - ((لا تجعلوا آخر طعامكم ماءً)). لا أصل له. "الضعيفة" (2096).
91 - ((إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد وجلاؤها الاستغفار)). موضوع."ذخيرة الحفاظ" (2/ 1978). "الضعيفة" (2242).
92 - ((رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الأكبر)). لا أصل له. "الأسرار المرفوعة" (211). "تذكرة الموضوعات" للفتني (191).
93 - ((من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة رخصها الله له، لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه)). ضعيف. "تنزيه الشريعة" (2/ 148). "الترغيب والترهيب" (2/ 74).
94 - ((إن عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً)). موضوع. "المنار المنيف" لابن القيم (306). "الفوائد المجموعة" للشوكاني (1184).
95 - ((أبغض الحلال إلى الله الطلاق)). ضعيف. "العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/ 1056). "الذخيرة" (1/ 23).
96 - ((لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقولون:
طلع البدر علينا وجب الشكر علينا
أيها المبعوث فينا من ثنيات الوداع
ما دعا لله داع جئت بالأمر المطاع
ضعيف. "أحاديث القصاص" لابن تيمية (17). "تذكرة الموضوعات" (196).
97 - ((إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)). ضعيف. "التاريخ الكبير" (1/ 272). "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (7/ 226).
98 - ((إن الله يقول: أنا الله لا إله إلا أنا مالك الملوك وملك الملوك قلوب الملوك بيدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة
وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع، أكفكم ملوككم)). ضعيف جداً. "الأحاديث القدسية" للعيسوي (43). "الضعيفة" (602).
99 - الأذان والإقامة في أذن المولود. ضعيف جداً. "بيان الوهم" لابن القطان (4/ 594). "المجروحين" لابن حبان (2/ 128)."الضعيفة" (1/ 494).
100 - ((الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو أحق بها)). ضعيف. "المتناهية" لابن الجوزي (1/ 96). "سنن الترمذي" (5/ 51
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 05:04]ـ
وضعت هذا المبحث والم أنتبه أن هناك من سبقني إليه إلا ان وجدت أخي الجهني قد سبقني به فعسى ان تكون الفائدة أعضم
فسبحان الميسر(/)
كيف يقول ناصح الدين ابن الحنبلي: حدثنا مسلم وهو لم يره!!!
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 05:02]ـ
السلام عليكم ...
كيف يقول عبد الرحمن بن نجم الدين بن عبد الوهاب (ناصح الدين بن الحنبلي)
في كتابه أقيسة الرسول: حدثنا مسلم , وهو متأخر عن الإمام مسلم بأزمان؟!!!!
هذا أمر أشكل علي ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 06:52]ـ
أخي الكريم ...
قد جاء عن بعض السلف استخدم الصيغة الصريحة بالسماع باعتبارات معينة مع أن الراوي لم يسمع ممن حدث عنه ...
كما كان الحسن البصري رحمه الله يقول: (حدثنا أبو هريرة) والحسن لم يسمع من أبي هريرة وإنما أراد حدث أهل بلدنا-بهذا الاعتبار- راجع ((المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس)) للشيخ حاتم العوني فقد تكلم في صيغة التحديث (حدثنا) عند الحسن البصري -رحمه الله-بما يفيدك إن شاء الله
وقد جاء في صحيح السنة في قصة ذلك الرجل المؤمن الذي يتصدى للدجال فيقول ذلك المؤمن: أنت الدجال الذي (حدثنا) عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... (أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدثه قطعا ...
فالشاهد أن التحديث باعتبارات كأن روى عنه إجازة أو ما شابه ...
ولا يريد حقيقة التحديث والسماع ...
هذا ما يحضرني الآن ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 02:09]ـ
تعقيب يسير
غالبا عندما يروي عالم حديثا أو أثرا في كتابه وينتهي سنده إلى أحد أصحاب الكتب الستة أو المسند أو المعاجم، فإنه يذكر سنده المتصل أولا في بداية كتابه أو في أول حديث يرويه من طريق ومن ثم ومن باب الإختصار في الباقي من الطرق المتشابهة السند يقوم بالرواية عمن روى الحديث أو الأثر من أصحاب الكتب الستة وغيرها مباشرة؛ فيقول تجاوزا لفظا وحقيقة معنا: حدثنا مسلم، حدثنا البخاري، وهكذا.
وهذه طريقة قد جرى عليها كثير من المصنفين.(/)
(الفِقْه اللغَوي للمُصْطلح الحدِيثي)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 05:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان من لطف الله بالأمة أن جعل العربية لغتها ووسيلة التخاطب بين أفرادها ...
فالعربية قالبٌ بيانيٌ لا سمي له ولاشبيه بين لغات العالم طرا ..
ولقد أحسن شاعر النيل عندما قال بلسان العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وفي عتيق الزمان أنشأ العرب الأقحاح البناء اللغوي وتكاملت لبناته عبر الإرث التراكمي ...
وعندما أراد المحدثون إيجاد مصطلحات حديثية تداولية بينهم كانت العربية مأرِزَهم في ما يصبون إليه ...
ومن المعلوم أن ثمةَ خيطاً رفيعاً بين المصطلح الحديثي والمعنى اللغوي لذلك المصطلح، ولنضرب مثالا على ما سبق:
مصطلح التعديل الشهير (ثقة) قد جاء في لغة العرب وأشعارهم كما قال حسان رضي الله عنه في مدح أبي بكر:
إذا تذكرت شجوا من أخي (ثقة) ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
فالمعنى اللغوي لـ (ثقة) في البيت ظاهر واضح والمراد منه التعديل والثناء ...
وترى المحدثين يطلقون مصطلح (ثقة) على من توافرت فيه شرائط التوثيق عندهم القاضية بقبول حديث الراوي ...
وإدراك الفقه اللغوي للمصطلح الحديثي يسعف الباحث في مواطن كثيرة ...
فإذا صادف الباحث راو قد أطبقت كلمة النقاد على سوء ضبطه ولاح اجتهادُ ناقدٍِ قال عن ذلك الراوي (ثقة) فالباحث بين أمرين ...
إما أن يتجاهل قول الناقد الموثِّق ويبني على قول النقَدة الآخرين أو أن يحمل قول الناقد على الصواب ما أمكن ...
والحمل على الصواب أولى وذلك بحمل التوثيق على معناه اللغوي أي أن التوثيق ينصب على العدالة فحسب-وهذا إذا يتكلم أحد النقاد في عدالة الراوي-
وهكذا يتوافق قول الناقد الموثَّق ورأي الجمهور بتفريغ الدلالة العرفية من المصطلح وحمله على المعنى اللغوي ...
وبذلك استفدنا من الفقه اللغوي للمصطلح بحمل كلام الناقد على أحسن محمل ...
والأمثلة في هذا المقام كثيرة ولعلي-إن شاء الله- أذكر في وقت لاحق أمثلة أخرى ...
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 01:35]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
قال الخليلي عن (أبي زكير المدني): "شيخ صالح".
قال الحافظ ابن حجر في النكت: (أراد به في دينه لا في حديثه؛ لأن من عادتهم إذا أرادوا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث قيدوا ذلك فقالوا: صالح الحديث، فإذا أطلقوا الصلاح فإنما يريدون به الديانة، والله أعلم).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 01:37]ـ
ومن الرواة: (يونس بن محمد البصري الصدوق).
سمي بالصدوق تهكما لأنه كذوب!
قال الإمام أحمد: رأيت يونس الصدوق عند إبراهيم بن سعد فجعل يذاكره.
قال عبد الله بن أحمد: يعني بالصدوق الكذوب مقلوبا.
وقال الذهبي: (يونس الصدوق سمي بالضد).
وقال ابن حجر: (إنما قيل له الصدوق على سبيل التهكم).
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 01:55]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
_ وفي "سير أعلام النبلاء" (ترجمة محمد بن عثمان بن أبي شيبة):
"وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى: يتلقَّف ما يأفكون."
وهذا من بديع صيغ الجرح على ألسنة المحدِّثين!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 02:22]ـ
وينظر شرح ألفية العراقي عند قوله:
واعن بالالقاب فربما جعل ............ الواحد اثنين الذي منها عطل
نحو (الضعيف) أي بجسمه ومن ............ ضل الطريق باسم فاعل .... إلخ
..........
أبو محمد الطرسوسي الضعيف، لقب بذلك لضعفة جسمه من كثرة العبادة، وقيل غير ذلك.
معاوية بن عبد الكريم الضال، لقب بذلك لأنه ضل الطريق في مكة.
والمراد هنا التنبيه على عكس الفائدة التي ذكرها الأخ الفاضل صاحب الموضوع؛ فالوصف بـ (الضعيف) و (الضال) يراد بهما هنا المعنى اللغوي لا الاصطلاحي.
والله أعلم.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 10:44]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
من يفيدني بمواقع جيدة في تخريج الأحاديث؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 12:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
أرجو منكم إفادتي بمواقع جيدة في تخريج الأحاديث
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 03:20]ـ
الشاملة خير من المواقع أخي
ـ[الباحث المستفيد]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 06:45]ـ
http://www.dorar.net/enc/hadith(/)
التحقق من صحة دعاء انس بن مالك!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المحب لوطنه]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو افادتي بصحة هذا الحديث حيث انتشر بشكل كبير في رسائل الجوال و ارجو التاكد منه
بارك الله فيكم وهو:
دعاء عظيم لأنس بن مالك علمه اياه الرسول صلى الله عليه وسلم من دعا به كل صباح لم يكن لأحد عليه سبيل:
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله خير الاسماء
بسم الله الذي لايضر مع اسمه اذى بسم الله الكافي
بسم الله المعافي
بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله على نفسي وديني
وبسم الله على اهلي ومالي
بسم الله على كل شيء اعطانيه ربي
الله اكبر 00 الله اكبر 00 الله اكبر
اعوذ بالله مما اخاف واحذر
الله ربي لا اشرك به شيئاً عز جارك وجل ثناؤك وتقدست اسماؤك
ولا اله غيرك
اللهم اني اعوذ بك من شر كل جبار عنيد و شيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دآبة اخذ انت بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم.
وجزيتم عنا كل خير.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:57]ـ
أخي المحب لوطنه:
هذا السؤال سبق أن سألت عنه بمشاركة عنوانها (ما صحة دعاء أنس بن مالك عند الحجاج).
على العموم انظر الإجابة على سؤالك على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42312&highlight=%C7%E1%CD%CC%C7%CC (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42312&highlight=%C7%E1%CD%CC%C7%CC)
حفظك الله ورعاك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 11:57]ـ
أما حديث أنس رضي الله عنه فكل طرقه ضعيفة جدا، بل تالفة أيضا.
أما متن الحديث على وجه العموم في مسألة ما يقال عند خوف السلطان؛ فقد أتى ما يشهد له ويعضده من غير حديث أنس رضي الله عنه، منها:
* حديث خالد بن الوليد المخزومي. عند: الترمذي، وابن أبي شيبة، والطبراني في الصغير والكبير والدعاء، وابن مندة في الأمالي، ابن عدي في الكامل. وهو شاهد ضعيف أيضا.
* حديث عبد الله بن مسعود. عند: ابن أبي شيبة، والطبراني في الكبير والدعاء، والبخاري في الأدب. وهو شاهد لا بأس به إلا أنه روي مرفوعا وموقوفا.
* حديث ابن عمر. عند: الديلمي في الفردوس، وابن السني في عمل اليوم والليلة. وهو شاهد لا بأس به.
* حديث ابن عباس. عند: الطبراني. وهو شاهد لا بأس به، رجاله رجال الصحيح.
أما أن يحكم على الحديث بالوضع وعدم الثبوت؛ فلا فلا فلا. بل الحديث يرتقي بشواهده قطعا. ولا تهمني قصة أنس رضي الله عنه مع الحجاج ثبتت ام لم تثبت، ما يهمني هو نص ما بلغه من الحديث أو معناه من طرق أخرى، وقد وجد.(/)
الحديث الصحيح وبعض مسائله
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 06:55]ـ
تَعْرِيفُ اَلْحَدِيثِ اَلصَّحِيحِ
عرفه بن الصلاح فقال (هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا)
قَالَ وَهَذَا هُوَ اَلْحَدِيثُ اَلَّذِي يُحْكَمُ لَهُ بِالصِّحَّةِ, بِلَا خِلَافٍ بَيْنَ أَهْلِ اَلْحَدِيثِ وَقَدْ يَخْتَلِفُونَ فِي بَعْضِ اَلْأَحَادِيثِ, لِاخْتِلَافِهِمْ فِي وُجُودِ هَذِهِ اَلْأَوْصَافِ, أَوْ فِي اِشْتِرَاطِ بَعْضِهَا, كَمَا فِي اَلْمُرْسَلِ.
وقال بن كثير في كتابه الباعث الحثيث (حَدِّ اَلصَّحِيحِ أَنَّهُ اَلْمُتَّصِلُ سَنَدُهُ بِنَقْلِ اَلْعَدْلِ اَلضَّابِطِ عَنْ مِثْلِهِ, حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ r أَوْ إِلَى مُنْتَهَاهُ, مِنْ صَحَابِيٍّ أَوْ مَنْ دُونَهُ, وَلَا يَكُونُ شَاذًّا, وَلَا مَرْدُودًا, وَلَا مُعَلَّلًا بِعِلَّةٍ قَادِحَةٍ, وَقَدْ يَكُونُ مَشْهُورًا أَوْ غَرِيبًا.
وَهُوَ مُتَفَاوِتٌ فِي نَظَرِ اَلْحُفَّاظِ فِي مَحَالِّهِ, وَلِهَذَا أَطْلَقَ بَعْضُهُمْ أَصَحَّ اَلْأَسَانِيدِ عَلَى بَعْضِهَا فَعَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ أَصَحُّهَا اَلزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْمَدِينِيِّ والفَلَّاسُ أَصَحُّهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَصَحُّهَا اَلْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَنْ اَلْبُخَارِيِّ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَادَ بَعْضُهُمْ اَلشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ, إِذْ هُوَ أَجَلُّ مَنْ رُوِيَ عَنْهُ.)
قال بن دقيق العيد في كتاب الاقتراح في فن الاصطلاح (الصحيح:
ومداره بمقتضى أصول الفقهاء والأصوليين على صفة عدالة الراوي في الأفعال مع التَّيقُظ، العدالة المشترطة في قبول الشهادة، على ما قُرِّر في الفقه، فمن لم يقبل المرسل منهم زاد في ذلك أن يكون مسنداً.
وزاد أصحاب الحديث أن لا يكون شاذاً ولا معلَّلاً. وفي هذين الشرطين نَظَرٌ على مقتضى مذهب الفقهاء، فإن كثيراً من العلل (التي) يعلِّل بها المحدثون الحديث لا تجري على أصول / الفقهاء.
وبمقتضى ذلك حُدَّ الحديث الصحيح، بأَنه: الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً ولا معلّلاً.
ولو قيل في هذا الحدِّ: الصحيح المجمع على صحته هو كذا وكذا إلى آخره لكان حسناً، لأَنَّ من لا يشترط بعض هذه الشروط لا يحصر الصحيح في هذه الأوصاف. ومن شَرْطِ الحدِّ أن يكون جامعاً مانعاً.
وقد اختلف أئمة الحديث في أَصحِّ الأسانيد:
فمذهب البخاري: أَنَّ أَصحَّ الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر.
وعن يحيى بن مَعِين: أجودها: الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة (عن) عبد الله.
وعن عمرو بن عليّ: أصحُّ الأسانيد: محمد بن سِيرين عن عَبِيدة عن عليٍّ.
ثم قيل: أيوب عن محمد.
وقيل: ابن عَوْن، عن محمد.
وفي كتاب تدريب الراوي بشرح تقريب النووي للسيوطي ذكر الصحيح فقال (الأولى في حده وهو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة سبق الخطابي إلى تقسيمه المذكور وإن كان في كلام المتقدمين ذكر الحسن وهو موجود في كلام الشافعي والبخاري وجماعة ولكن الخطابي نقل التقسيم عن أهل الحديث وهو إمام ثقة فتبعه ابن الصلاح قال شيخ الإسلام ابن حجر والظاهر أن قوله عند أهل الحديث من العام الذي أريد به الخصوص أي الأكثر أو الذي استقر اتفاقهم عليه بعد الاختلاف (تنبيه) قال ابن كثير هذا التقسيم إن كان بالنسبة لما في نفس الأمر فليس إلا صحيح وكذب أو إلى اصطلاح المحدثين فهو ينقسم عندهم إلى أكثر من ذلك وجوابه أن المراد الثاني والكل راجع إلى هذه الثلاثة (الأول الصحيح) وهو فعيل بمعنى فاعل من الصحة وهي حقيقة في الأجسام واستعمالها هنا مجاز واستعارة تبعية (وفيه مسائل الأولى في حده وهو ما اتصل إسناده) عدل من قول ابن الصلاح المسند الذي يتصل إسناده لأنه أخصر وأشمل للمرفوع والموقوف (بالعدول الضابطين) جمع باعتبار سلسلة السند أي بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه كما
(يُتْبَعُ)
(/)
عبر به ابن الصلاح وهو أوضح من عبارة المصنف إذ توهم أن يرويه جماعة ضابطون عن جماعة ضابطين وليس مرادا قيل كان الأخضر أن يقول بنقل الثقة لأنه من جمع العدالة والضبط والتعاريف تصان عن الإسهاب (من غير شذوذ ولا علة) فخرج بالقيد الأول المنقطع والمعضل والمعلق والمدلس والمرسل على رأي من لا يقبله وبالثاني ما نقله مجهول عينا أو حالا أو معروف بالضعف وبالثالث ما نقله مغفل كثير الخطأ وبالرابع والخامس الشاذ والمعلل)
ذكر الشروط الخمسة للحديث الصحيح وشرحها من كتاب التذكرة في علوم الحديث*
(، العلماء رحمهم الله ذكروا أن الحديث الصحيح لا بد أن يكون مستوفيا خمسة شروط: الأول منها: عدالة الراوي.
والثاني منها: حفظه وتمام ضبطه.
والثالث منها: اتصال إسناده.
والرابع منها: سلامته من الشذوذ.
والخامس منها: سلامته من العلة.
فهذه الشروط الخمسة اتفق العلماء -رحمهم الله- على أن الحديث لا يصحح إذا اختل واحد منها، فالعدالة معناها أن يكون أكثر أحوال العبد مطيعا لله -تعالى-، ولا يضره ما يقع من بعض الخطايا؛ لأن العصمة ليست لأحد من الخلق إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
والثاني: أن يكون الراوي -وهو راوي الحديث الصحيح- ضابطا، وإذا أطلقوا ضابطا فإنهم يريدون به أن يكون تام الضبط، الضابط هو الحافظ، وليس معنى ذلك أنه لا يقع منه خطأ في الرواية، فما من إمام من الأئمة إلا وقد أخطأ في الرواية، لكن يقصدون بذلك أن تكون غالب أحاديث الراوي صحيحة مستقيمة لا يخالف فيها غيره، فإذا وقع منه الخطأ في بعض الأحيان فإن ذلك لا يضر الراوي نفسه وإن كان يضر الرواية في الموضع الذي أخطأ فيه.
فها هو حماد بن زيد والإمام مالك وسفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم من سادات الحفاظ الذين بلغوا في الحفظ غاية كبيرة، قد ثبت أنهم أخطئوا في بعض الأحاديث، وهذا لا يعني إذا أخطأ الراوي في حديثٍ ما أن نبطل جميع أحاديثه أو أن نقضي عليه بأنه ضعيف، ولكن يريدون أن الراوي إذا كانت غالب أحاديثه صحيحه مستقيمة فإنهم يحكمون عليه بأنه ضابط، وأن حديثه الأصل فيه إذا ورد أن يكون صحيحا، والموضع الذي أخطأ فيه يكون حديثه فيه ضعيفا.
فلا بد في راوي الحديث الصحيح أن يكون تام الضبط، العدالة وتمام الضبط يعبر عنهما العلماء بالثقة، فإذا أطلقوا على راوٍ بأنه ثقة فإنهم يقصدون أنه جمع بين الحفظ والعدالة، فإذا لم يكن عدلا فإن حديثه يسقط بالكلية ولا يقبل لا في المتابعات ولا في الشواهد، إذا ثبت أنه غير عدل بأن ثبت عليه الفسق، وأما إذا لم يكن كذلك وإنما جهلنا حاله، لا ندري أهو ثقة أو ضعيف فإن هذا يكون مجهولا، فصار عندنا ضد العدل قسمان: قسم نجهل حاله ولا ندري أثقة هو أو ضعيف، وهذا هو الذي يسمى المجهول، يعني: لم يثبت فيه ما يطعن فيه، ولم يثبت فيه ما يوثقه، فصار مجهولا.
فالمجهول درجتان: مجهول الحال، ومجهول العين، مجهول الحال: هو الذي روى عنه اثنان ولكن لم يوثق، ولم يُجرَّح، ومجهول العين: من لم يروِ عنه إلا واحد، ولم يجرح أو يعدل ويدخل في النوع الثاني وهو مجهول العين المبهم، وهو الذي ورد في الإسناد بأن قيل: رجل، أو عن فلان أو أخو فلان أو ابن فلان أو نحو ذلك، فمثل هذا يسمى المبهم وهو قسم من مجهول العين.
إذا كان الراوي مجهولا فإن حديثه لا يكون صحيحا؛ لأننا فقدنا شرطا من شروط صحة الحديث وهي ثبوت العدالة، ولأن العدالة في الحديث لا بد أن تثبت، إما أن ينصص عليها العلماء أو يكون الرجل مستفيضا مشهورا بالعدالة، فإذا نص على أن فلانا عدل قبلناه وصار حديثه من أحاديث .. أو داخل في حيز الحديث الصحيح، إذا لم تثبت العدالة بأن كان مجهولا لكن لم يثبت فيه الطعن فإننا عندئذ نجعل حديثه حديثا صحيحا.
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد ذلك يأتينا شرط الضبط وهو القسم الثاني مما يناقض العدالة: وهو أن يثبت على هذا الراوي ما يناقض العدالة، إما بفسقه أو كذبه واتِّهامه في الحديث، إذا ثبت أنه فاسق بكبيرة من كبائر العلماء يضعف حديثه ولا يُقبَل؛ لأنه ساقط العدالة، كأن يكون شرَّابا للخمر أو مشهورا بالفواحش، وقد وجد من هؤلاء في الرواة من هو كذلك، وأسقط العلماء أحاديثهم، أو ثبت عليه أنه يكذب في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- فإذا ثبت ولو مرة واحدة قضينا على أحاديثه بأنها .. أو قضينا عليه بأنه ساقط العدالة، أو كان متهما بالكذب، إما أن تقوم القرائن على كذبه في حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- لكن لم نقطع بها، أو أنه يكون معروفًا بالكذب في حديث الناس، فمثل هذا يسمى المتهم، إذا كان متهما كان ساقط العدالة.
كذلك إذا ثبت أنه يسرق الحديث فهذا ينافي العدالة، فإذا وصف بأنه يسرق الحديث أسقطنا عدالته، إذا سقطت العدالة سقط حديثه بالكلية، إذا أسقطنا العدالة وقضينا عليه بأنه ساقط العدالة أسقطنا الحديث كلية فلا يقبل، أما إذا جهلنا حاله أو عينه لا ندري عن هذا الرجل .. لا ندري هل هو عدل أو ضعيف، فإننا عندئذ لا نسقط حديثه بالكلية وإن كنا لا نقبله بل نرده ونجعله حديثا ضعيفا، ولكن ليس إسقاطه كإسقاط الذي قبله؛ لأن مجهول العدالة، يبقى عند العلماء فيبقى حديثه قابلا للاعتضاد إذا جاء ما يعضده، خاصة في مجهول الحال.
الشرط الثالث: اشترطوا في الحديث الصحيح أن يكون إسناده متصلا، واتصال الإسناد معناه: أن يأخذ كل راو ممن فوقه بإحدى طرق التحمل الصحيحة، يعني: لا بد أن يكون كل راوٍ قد روى عن شيخه، وهو الذي فوقه، أو روى عمن حدّث عنه بطريقة صحيحة من طرق التحمل إما بالسماع أو بالقراءة أو بالإجازة المقرونة بالمناولة، أما إذا كان ثبت أنه لم يسمع منه فإننا حينئذ نحكم على الحديث بأنه منقطع ولا يكون حديثا صحيحا، فإذا كان في الإسناد انقطاع بأي وجه من الوجوه سواء كان بإعضال أو إرسال أو تدليس فإننا لا نحكم على الحديث بأنه صحيح؛ لفقده شرطا من شروط الحديث الصحيح وهو اتصال السند.
كذلك إذا كان الراوي قد تحمل الحديث ممن فوقه وأخذه بطريقة من طرق التحمل غير الصحيحة؛ لأن طرق التحمل ثمان: منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف كما سيأتي إن شاء الله، فإذا تحمل عن طريق الوجادة، أو عن طريق الوصية، أو عن طريق الإعلام الذي ليس مقرونا بإجازة، فإنه يقال: هذا تحمل ضعيف، ويكون في حكم الإسناد المنقطع، فصار عندنا الحديث الصحيح لا بد أن يكون إسناده متصلا، وهذا يخرج ما إذا كان الإسناد منقطعا أو كان الإسناد متحملا بطريقة من طرق التحمل الضعيفة أو التي لا تصح.
الشرط الرابع: وهو أن يكون الحديث سالما من الشذوذ، والشاذ عرفوه بأنه مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، ومرادهم بسلامته من الشذوذ: أن يكون الشذوذ منتفيا عنه في إسناده ومتنه، وسيأتي إن شاء الله بيان للشاذ في الأنواع القادمة، لكن الذي يجب أن يعرف هو أن يكون الحديث قد انتفى عنه الشذوذ، كذلك يجب أن يكون الحديث الصحيح قد انتفت عنه العلة، والعلة كما سيأتينا إن شاء الله سبب خفي يقدح في الحديث مع أن الظاهر السلامة منه، وسيأتي إن شاء الله بيان للحديث المعلل.
لكن الذي يجب أن يعرف هنا: يجب أن يكون الحديث الصحيح سالما أيضا من العلة، فإن كان في الحديث شذوذ أو علة فإنه لا يحكم عليه بأنه حديث صحيح، إنما يحكم عليه بأنه حديث صحيح إذا سلم من الشذوذ والعلة مع استيفائه الشروط الثلاثة المتقدمة، فصار الحديث الصحيح لا بد أن يكون مستوفيا هذه الأشياء الخمسة، الأول منها والثاني والثالث، هذه قد تكون أسهل الجميع في الإدراك، الأول والثاني يعرف بممارسة كلام العلماء في الجرح والتعديل، ومن معرفة الألفاظ التي يطلقونها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أطلقوا على رجل بأنه ثقة عرفنا أنه يجمع بين العدالة والحفظ، وإذا أطلقوا على رجل بقولهم: إمام من أئمة المسلمين، أو فلان لا يسأل عنه .. أو نحو ذلك فهذه من العبارات الدالة على العدالة والضبط، أما إذا وصف بأنه حافظ ولم يوصف بأنه عدل فهذا لا يقتضي أن يكون الراوي ثقة؛ لأنه قد يكون حافظا ولا يكون عدلا، وإذا وصف بأنه عدل ولم يوصف بأنه حافظ فلا يلزم منه أن يكون ثقة، وإنما يحتمل أن يكون عدلا في دينه ولكنه غير حافظ، الثالث وهو اتصال الإسناد هذا أيضا إدراكه قريب في اليُسْر من النوعين الأولين وإن كان هو أعسر قليلا منهما، وهذا إن شاء الله سيأتينا في اتصال الحديث بأي شيء يعرف اتصال الحديث.
وأما الشرط الرابع والخامس: فهذان من أصعب العلوم، وهما يعتبران أدق علوم الحديث، وهذا النوع وهو معرفة الشذوذ والعلة لا يدرك إلا بكلام أهل العلم الأئمة كالإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو زرعة ونحوهم .. ،
الصحيح لذاته والصحيح لغيره
الحديث إذا استوفى هذه الشروط حكمنا عليه بأنه حديث صحيح)
وإذا أطلقوا الحديث الصحيح فإنهم يريدون الحديث الصحيح لذاته، معنى "لذاته" يعنى: أنه صحيح بمفرده لا يحتاج إلى غيره ليرفعه من درجة إلى درجة، بل هو بمجرد مجيئه بهذا الإسناد فإنه صحيح، فالصحيح لذاته معناه الصحيح بمفرده لا يحتاج إلى غيره لأن يرقيه إلى رتبة الصحة، يقابله الصحيح لغيره، الصحيح لغيره فهو الحديث الذي لا يصح إلا بوجود عاضد له يرقيه من الدرجة التي دون الصحة وهي الحسن لذاته إلى الصحيح لغيره.
بعض المسائل التي تتعلق بالصحيح من كتاب الباعث الحثيث
أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ صِحَاحَ اَلْحَدِيثِ
أَوَّلُ مَنْ اِعْتَنَى بِجَمْعِ اَلصَّحِيحِ أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ اَلْبُخَارِيُّ, وَتَلَاهُ صَاحِبُهُ وَتِلْمِيذُهُ أَبُو اَلْحَسَنِ مُسْلِمُ بْنُ اَلْحَجَّاجِ اَلنَّيْسَابُورِيُّ فَهُمَا أَصَحُّ كُتُبِ اَلْحَدِيثِ وَالْبُخَارِيُّ أَرْجَحُ; لِأَنَّهُ اِشْتَرَطَ فِي إِخْرَاجِهِ اَلْحَدِيثَ فِي كِتَابِهِ هَذَا أَنْ يَكُونَ اَلرَّاوِي قَدْ عَاصَرَ شَيْخَهُ وَثَبَتَ عِنْدَهُ سَمَاعُهُ مِنْهُ, وَلَمْ يَشْتَرِطْ مُسْلِمٌ اَلثَّانِيَ, بَلْ اِكْتَفَى بِمُجَرَّدِ اَلْمُعَاصَرَةِ وَمِنْ هَاهُنَا يَنْفَصِلُ لَكَ اَلنِّزَاعُ فِي تَرْجِيحِ تَصْحِيحِ اَلْبُخَارِيِّ عَلَى مُسْلِمٍ, كَمَا هُوَ قَوْلُ اَلْجُمْهُورِ, خِلَافًا لِأَبِي عَلِيٍّ اَلنَّيْسَابُورِيِّ شَيْخِ اَلْحَاكِمِ, وَطَائِفَةٍ مِنْ عُلَمَاءِ اَلْمَغْرِبِ.
ثُمَّ إِنَّ اَلْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا لَمْ يَلْتَزِمَا بِإِخْرَاجِ جَمِيعِ مَا يُحْكَمُ بِصِحَّتِهِ مِنَ اَلْأَحَادِيثِ, فَإِنَّهُمَا قَدْ صَحَّحَا أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابَيْهِمَا, كَمَا يَنْقُلُ اَلتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ اَلْبُخَارِيِّ تَصْحِيحَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ عِنْدَهُ, بَلْ فِي اَلسُّنَنِ وَغَيْرِهَا.
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلَّتِي فِي اَلصَّحِيحَيْنِ
وَتَكَلَّمَ اَلشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو عَلَى اَلتَّعْلِيقَاتِ اَلْوَاقِعَةِ فِي صَحِيحِ اَلْبُخَارِيِّ, وَفِي مُسْلِمٍ أَيْضًا, لَكِنَّهَا قَلِيلَةٌ, قِيلَ إِنَّهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوْضُوعًا.
وَحَاصِلُ اَلْأَمْرِ: أَنَّ مَا عَلَّقَهُ اَلْبُخَارِيُّ بِصِيغَةِ اَلْجَزْمِ فَصَحِيحٌ إِلَى مَنْ عَلَّقَهُ عَنْهُ, ثُمَّ اَلنَّظَرُ فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ مِنْهَا بِصِيغَةِ اَلتَّمْرِيضِ ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)) فَلَا يُسْتَفَادُ مِنْهَا صِحَّةٌ وَلَا تُنَافِيهَا أَيْضًا; لِأَنَّهُ وَقَعَ مِنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَهُوَ صَحِيحٌ, وَرُبَّمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمَا كَانَ مِنْ اَلتَّعْلِيقَاتِ صَحِيحًا فَلَيْسَ مِنْ نَمَطِ اَلصَّحِيحِ اَلْمُسْنَدِ فِيهِ, لِأَنَّهُ قَدْ وَسَمَ كِتَابَهُ (بِالْجَامِعِ اَلْمُسْنَدِ اَلصَّحِيحِ اَلْمُخْتَصَرِ فِي أُمُورِ رَسُولِ اَللَّهِ r وَسُنَنِهِ وَأَيَّامِهِ).
فَأَمَّا إِذَا قَالَ اَلْبُخَارِيُّ "قَالَ لَنَا" أَوْ "قَالَ لِي فُلَانٌ كَذَا", أَوْ "زَادَنِي" وَنَحْوَ ذَلِكَ, فَهُوَ مُتَّصِلٌ عِنْدَ اَلْأَكْثَرِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
عدد ما في صحيح البخاري من أحاديث كما ذكره بن حجر في ففتح الباري *
فجميع أحاديثه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات على ما حررته وأتقنته سبعة آلاف وثلاث مائة وسبعة وتسعون حديثا
فجميع ما في الكتاب على هذا بالمكرر تسعة آلاف واثنان وثمانون حديثا وهذه العدة خارج عن الموقوفات على الصحابة والمقطوعات عن التابعين
في الكتاب من التعاليق ألف وثلاث مائة واحد وأربعون حديثا وأكثرها مكرر
فجميع ما في صحيح البخاري من المتون الموصولة بلا تكرير على التحرير ألفا حديث وستمائة حديث وحديثان ومن المتون المعلقة المرفوعة التي لم يوصلها في موضع آخر من الجامع المذكور مائة وتسعة وخمسون حديثا فجميع ذلك ألفا حديثا وسبعمائة وأحد وستون حديثا
إِطْلَاقُ اِسْمِ "اَلصَّحِيحِ" عَلَى اَلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ
وَكَانَ اَلْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَالْخَطِيبُ اَلْبَغْدَادِيُّ يُسَمِّيَانِ كِتَابَ اَلتِّرْمِذِيِّ "اَلْجَامِعَ اَلصَّحِيحَ" وَهَذَا تَسَاهُلٌ مِنْهُمَا فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مُنْكَرَةً وَقَوْلُ اَلْحَافِظِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ اَلسَّكَنِ, وَكَذَا اَلْخَطِيبُ اَلْبَغْدَادِيُّ فِي كِتَابِ اَلسُّنَنِ لِلنَّسَائِيِّ إِنَّهُ صَحِيحٌ, فِيهِ نَظَرٌ وَإِنَّ لَهُ شَرْطًا فِي اَلرِّجَالِ أَشَدُّ مِنْ شَرْطِ مُسْلِمٍ غَيْرَ مُسَلَّمٍ, فَإِنَّ فِيهِ رِجَالًا مَجْهُولِينَ إِمَّا عَيْنًا أَوْ حَالًا, وَفِيهِمْ اَلْمَجْرُوحُ, وَفِيهِ أَحَادِيثُ ضَعِيفَةٌ وَمُعَلَّلَةٌ وَمُنْكَرَةٌ, كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ فِي (اَلْأَحْكَامِ اَلْكَبِيرِ).
مُسْنَدُ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ
وَأَمَّا قَوْلُ اَلْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ اَلْمَدِينِيِّ عَنْ مُسْنَدِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ إِنَّهُ صَحِيحٌ, فَقَوْلٌ ضَعِيفٌ, فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً, بَلْ وَمَوْضُوعَةً, كَأَحَادِيثِ فَضَائِلِ مَرْوٍ, وَعَسْقَلَانَ, وَالْبَرْثِ اَلْأَحْمَرِ عِنْدَ حِمْصٍ, وَغَيْرِ ذَلِكَ, كَمَا قَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ اَلْحُفَّاظِ.
ثُمَّ إِنَّ اَلْإِمَامَ أَحْمَدَ قَدْ فَاتَهُ فِي كِتَابِهِ هَذَا -مَعَ أَنَّهُ لَا يُوَازِيهِ مُسْنَدٌ فِي كَثْرَتِهِ وَحُسْنِ سِيَاقَتِهِ- أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ جِدًّا, بَلْ قَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ اَلصَّحَابَةِ اَلَّذِينَ فِي اَلصَّحِيحَيْنِ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْنِ.
(اَلْكُتُبُ اَلْخَمْسَةُ وَغَيْرُهَا)
وَهَكَذَا قَوْلُ اَلْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ اَلسَّلَفِيِّ فِي اَلْأُصُولِ اَلْخَمْسَةِ, يَعْنِي اَلْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ إِنَّهُ اِتَّفَقَ عَلَى صِحَّتِهَا عُلَمَاءُ اَلْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ تَسَاهُلٌ مِنْهُ وَقَدْ أَنْكَرَهُ اِبْنُ اَلصَّلَاحِ وَغَيْرُهُ قَالَ اِبْنُ اَلصَّلَاحِ وَهِيَ ذَلِكَ أَعْلَى رُتْبَةً مِنْ كُتُبِ اَلْمَسَانِيدِ كَمُسْنَدِ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ, وَالدَّارِمِيِّ, وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ, وَأَبِي يَعْلَى, وَالْبَزَّارِ, وَأَبِي دَاوُدَ اَلطَّيَالِسِيِّ, وَالْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ, وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ, وَعُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى, وَغَيْرِهِمْ; لِأَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ كُلِّ صَحَابِيٍّ مَا يَقَعُ لَهُمْ مِنْ حَدِيثِهِ.
* خارج عن كتاب الباعث الحثيث إنما هو إضافة(/)
قاعدةٌ مهمةٌ للإمامِ المُعلمي
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 04:55]ـ
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
قال الإمام المعلمي-رحمه الله- في تحقيقه لكتاب (الفوائد المجموعة) وهو في معرضِ التقعيدِ:
((صيغُ الجرحِ والتعديلِ كثيراً ما تطلقُ على معانٍ مُغايرةٍ لمعانيها المقررةِ في كتبِ المصطلحِ،ومعرفةُ ذلك تتوقفُ على طولِ الممارسةِ واستقصاءِ النظر))
ولا بد أن نقف مع هذا النص المهم ليتضح أكثر ...
ما المقصود ب (المغايرة) في كلام الإمام المعلمي؟؟
ثمة معنيان لتفسير المغايرة في النص السابق ..
الأول: أن هناك معانٍ لصيغ النقاد في الجرح والتعديل غير موجودة في كتب الصناعة،فكتب الصناعة أحتوت على بعض تلكم المعاني ولم تحتوي على باقي تلكم المعاني التي يجدها الباحثُ أثناء دراسته ...
الثاني: أن هناك معانٍ يجدها الباحثُ للصيغ مختلفةٌ عن تلكم المعاني الموجودة في كتب الصناعة لتلكم الصيغ ...
وعلى كلا المعنيين فالأمر ((كثير)) ..
وعلى أي التفسيرينِ قرأتَ كلام الشيخ المعلمي فإن كلامه يشير إلى أن كتب الصناعة تعاني من قصور في استيفاء معاني الجرح والتعديل ...
وعليه:
فما زالت الحاجةُ قائمةً لاستقصاء معاني صيغ الجرح والتعديل حتى لا يقع الباحث في إشكالية التباين بين معاني صيغ الجرح والتعديل وواقع كتب الصناعة ...
وهذا الكلام قاله المعلمي قبل عقودٍ من الزمن ولعل الجهود الحديثية التي قام بها كبار المحدثين وجهابذته-كالإمام الألباني (رضي الله تعالى عنه) - قاد ساهمت في سد هذه الثغرة ولكن الأمر لا يزال بحاجة لجهد أكبر-والعلم عند الله-
ولله الأمر من قبل ومن بعد
والله من وراء القصد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:27]ـ
أكبر دليل على ذلك أني لم أر ولم أطلع على مؤلف واحد فقط في إحصاء وجمع وتقصي ألفاظ الجرح والتعديل والتعريف بها وبيان المراد منها، على أن الحاجة ماسة إلى مثل هذا التأليف.
رحم الله العلامة الإمام العليمي، ورحمك معه أيها الفاضل العطاب الحميري.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 12:07]ـ
أليس هناك كتاب السلسبيل في شرح ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل للشيخ خليل بن محمد العربي؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 12:24]ـ
لكنه خاص يا (أبا عبد الرحمن) غفر الله لك وأيدك بالإمام الذهبي فقط، والأمر أوسع من مصطلحات الإمام الذهبي رحمه الله.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 12:29]ـ
وقد الف في هذا الباب من المعاصرين الا وهو الشيخ أبو الحسن المأربي كتاب اسماه شفاء العليل في شرح الفاظ الجرح والتعديل ولم يتمه الا انه جودة في هذا الباب من حيث شرح الألفاظ وبيان لمصطلحات اهل هذا الشأن وفك العبارات التي اعيت علماء هذا العصر وفق الله الجميع
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 12:35]ـ
نعم هو خاص بالذهبي، ربما تقصد عبارات السلف؟، تجد شيئا عنها في كتاب تحرير علوم الحديث للجديع و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 01:07]ـ
وقد الف في هذا الباب من المعاصرين الا وهو الشيخ أبو الحسن المأربي كتاب اسماه شفاء العليل في شرح الفاظ الجرح والتعديل ولم يتمه الا انه جودة في هذا الباب من حيث شرح الألفاظ وبيان لمصطلحات اهل هذا الشأن وفك العبارات التي اعيت علماء هذا العصر وفق الله الجميع
أخي الحبيب (أبا عبد الأكرم) الآن رأيت الكتاب، ولم أكن أعرفه قبل ذلك، وفعلا وجدت فيه جهدا مباركا واستيعابا جيدا للألفاظ. فعلا يستحق الإقتناء.
http://www.archive.org/download/shalaqgt/shalaqgt.pdf (http://www.archive.org/download/shalaqgt/shalaqgt.pdf)
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:27]ـ
اخي السكران ومع هذه الفائدة تبقى بضاعة في العلم مزجاة والله المستعان وفقك الله لما يحبه ويرضاه
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 09:52]ـ
رفع الله قدرك شيخنا الحبيب
العطاب الحميري
تقبل مروري أحسن الله إليك
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 09:50]ـ
بارك الله فيكم جميعا ...
واللهَ أسألُ لكم التوفيقَ
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[27 - Jan-2010, مساء 01:45]ـ
يرفع(/)
كتاب الطلاق من كتاب جمع الفوائد لشيخ محمد بن سليمان المغربي (ت:1094هـ)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة: محمد بن سليمان المغربي صاحب جمع الفوائد:
محمد بن سليمان المغربي ([1] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn1)) (1037 - 1094 هـ/1628 - 1683م): هو محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي بن طاهر السوسي، الروداني، المغربي، المالكي، نزيل الحرمين.
أديب، محدث مشارك في الرياضيات والهيئة والنحو والمعاني والبيان؛ ولد بتارودنت من قرى السوس الأقصى، وتعلم بالمغرب، ورحل إلى الشرق، وجاور بمكة والمدينة وتوفي بدمشق.
قال عنه صديق بن حسن القنوجي ([2] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn2)): " كان حافظا للحديث جامعا لفنون العلم ... وجَدَّ واجتهد في تصحيح كتب الحديث وأتقنها إتقانا كاملا حتى صار إماما بالحرمين الشريفين ومن ثقات الحفاظ".اهـ
من مؤلفاته:
1.صلة الخلف بموصول السلف.
2. بهجة الطلاب في العمل بالاسطرلاب ([3] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn3)).
3. حاشية على التسهيل في النحو.
4.حاشية على التوشيح.
5. ومختصر تلخيص المفتاح في المعاني والبيان وشرحه.
6.مختصر التحرير لابن الهمام (مع شرح له).
7.جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد ([4] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn4)).
التعريف بجمع الفوائد:
هو عبارة عن جمع للحافظ ابن الأثير (ت606 هـ) في كتابه (جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-) بين أحاديث ستة كتب أصول هي: (صحيح البخاري) و (صحيح مسلم) و (موطأ الإمام مالك)، و (جامع أبي عيسى الترمذي)، و (سنن أبي داود السجستاني)، و (سنن أبي عبد الرحمن النسائي) رحمة الله عليهم، ثم قام الحافظ الهيثمي (ت807 هـ) في كتابه (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) بجمع الأحاديث الزائدة على أحاديث (جامع الأصول في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-) من الكتب التالية: (مسند الإمام أحمد) و (مسند أبي يعلى الموصلي) , و (مسند أبي بكر البزار)، و (معاجم الطبراني الثلاثة)؛ وفي الأخير قام الإمام محمد بن سليمان المغربي (ت1094هـ) بالجمع بين كتابي ابن الأثير والهيثمي في كتاب سماه: (جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد) وأضاف إليهما زوائد الكتب التالية: (سنن ابن ماجة) و (سنن الدارمي) و (زوائد رزين) مجتنبا المكرّر منها، وقام بتحقيقه: "أبو علي سليمان بن دريع" فذكر في هامش الكتاب أحكام الهيثمي من مجمع الزوائد وأحكام الألباني على أحاديث السنن الأربعة؛ وقد ذكرنا أحكام سليم الهلالي على أحاديث الموطأ.
كتاب الطلاق: وفيه
ألفاظه والطلاق قبل الدخول وقبل العقد وطلاق الحائض.
طلاق المكره والمجنون والسكران والرقيق وغير ذلك.
الخلع و الإيلاء والظهار.
اللعان وإلحاق الولد واللقيط.
العدة والاستبراء والإحداد والحضانة.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:51]ـ
ألفاظه والطلاق قبل الدخول وقبل العقد وطلاق الحائض.
1.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 113)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذَا قَالَ أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا بِفَمٍ وَاحِدٍ فَهِيَ وَاحِدَةٌ [5] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn5).
2. ولرزين: أنه كان يقول إذا قال: أنت طالق أنت طالق أنت طالق فهي واحدة إن أراد التوكيد للأولى، و كانت غير مدخول بها.
3.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 113)
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَالَ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ رَادُّهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَنْطَلِقُ أَحَدُكُمْ فَيَرْكَبُ الْحُمُوقَةَ ثُمَّ يَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَإِنَّ اللَّهَ قَال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) وَإِنَّكَ لَمْ تَتَّقِ اللَّهَ فَلَمْ أَجِدْ لَكَ مَخْرَجًا عَصَيْتَ رَبَّكَ وَبَانَتْ مِنْكَ امْرَأَتُكَ وَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ) فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ [6] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn6).
4. موطأ مالك - (ج 4 / ص 104)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِي مِائَةَ تَطْلِيقَةٍ فَمَاذَا تَرَى عَلَيَّ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ طَلُقَتْ مِنْكَ لِثَلَاثٍ وَسَبْعٌ وَتِسْعُونَ اتَّخَذْتَ بِهَا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا [7] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn7).
5. سنن النسائي - (ج 11 / ص 79)
عَنْ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا فَقَامَ غَضْبَانًا ثُمَّ قَالَ أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَقْتُلُهُ [8] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn8).
6. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 413)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي طَلَّقْتُ امْرَأَتِيَ الْبَتَّةَ فَقَالَ مَا أَرَدْتَ بِهَا قُلْتُ وَاحِدَةً قَالَ وَاللَّهِ قُلْتُ وَاللَّهِ قَالَ فَهُوَ مَا أَرَدْتَ [9] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn9).
7. موطأ مالك - (ج 4 / ص 107)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ كُتِبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ الْعِرَاقِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَامِلِهِ أَنْ مُرْهُ يُوَافِينِي بِمَكَّةَ فِي الْمَوْسِمِ فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ لَقِيَهُ الرَّجُلُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا الَّذِي أَمَرْتَ أَنْ أُجْلَبَ عَلَيْكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَسْأَلُكَ بِرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مَا أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ حَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ لَوْ اسْتَحْلَفْتَنِي فِي غَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ مَا صَدَقْتُكَ أَرَدْتُ بِذَلِكَ الْفِرَاقَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ هُوَ مَا أَرَدْتَ [10] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn10).
8. موطأ مالك - (ج 4 / ص 108)
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ فِي الْخَلِيَّةِ وَالْبَرِيَّةِ إِنَّهَا ثَلَاثُ تَطْلِيقَاتٍ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا [11] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn11).
9. موطأ مالك - (ج 4 / ص 107)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ عَلَيَّ حَرَامٌ إِنَّهَا ثَلَاثُ تَطْلِيقَاتٍ [12] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn12).
10. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 310)
عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِذَا حَرَّمَ امْرَأَتَهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
11.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 428)
عَن ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا وَقَالَ (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
12.سنن النسائي - (ج 11 / ص 107)
عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي جَعَلْتُ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامًا قَالَ كَذَبْتَ لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) عَلَيْكَ أَغْلَظُ الْكَفَّارَةِ عِتْقُ رَقَبَةٍ [13] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn13) .
13. موطأ مالك - (ج 4 / ص 112)
عَن مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي جَعَلْتُ أَمْرَ امْرَأَتِي فِي يَدِهَا فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا فَمَاذَا تَرَى فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أُرَاهُ كَمَا قَالَتْ فَقَالَ الرَّجُلُ لَا تَفْعَلْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ أَنَا أَفْعَلُ أَنْتَ فَعَلْتَهُ [14] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn14).
14. موطأ مالك - (ج 4 / ص 113)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ إِذَا مَلَّكَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ أَمْرَهَا فَالْقَضَاءُ مَا قَضَتْ بِهِ إِلَّا أَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهَا وَيَقُولُ لَمْ أُرِدْ إِلَّا وَاحِدَةً فَيَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ وَيَكُونُ أَمْلَكَ بِهَا مَا كَانَتْ فِي عِدَّتِهَا [15] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn15).
15. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 415)
عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَيُّوبَ هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا قَالَ فِي أَمْرُكِ بِيَدِكِ إِنَّهَا ثَلَاثٌ إِلَّا الْحَسَنَ فَقَالَ لَا إِلَّا الْحَسَنَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ غَفْرًا إِلَّا مَا حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى بَنِي سَمُرَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ ثَلَاثٌ قَالَ أَيُّوبُ فَلَقِيتُ كَثِيرًا مَوْلَى بَنِي سَمُرَةَ فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ فَرَجَعْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ نَسِيَ [16] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn16).
16. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 305)
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الْخِيَرَةِ فَقَالَتْ خَيَّرَنَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- أَفَكَانَ طَلَاقًا قَالَ مَسْرُوقٌ لَا أُبَالِي أَخَيَّرْتُهَا وَاحِدَةً أَوْ مِائَةً بَعْدَ أَنْ تَخْتَارَنِي.
17.المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 271)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"إِذَا قَالَ: الرَّجُلُ لامْرَأَتِهِ: أَمْرُكِ بِيَدِكِ، أَوِ اسْتَفْلِحِي بِأَمْرِكِ، أَوْ وَهَبَهَا لأَهْلِهَا فَقَبِلُوهَا، فَهِيَ وَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ" [17] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn17).
18. المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 273)
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ (في الحرام):"إِنَّ كَانَ نَوَى طَلاقًا، وَإِلا فَهِيَ يَمِينٌ يَمِينٌ" [18] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn18).
19. سنن أبى داود - (ج 6 / ص 434)
عَنْ طَاوُسٍ أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ أَبُو الصَّهْبَاءِ كَانَ كَثِيرَ السُّؤَالِ لاِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا جَعَلُوهَا وَاحِدَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبِى بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ إِمَارَةِ عُمَرَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَلَى كَانَ الرَّجُلُ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا جَعَلُوهَا وَاحِدَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبِى بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ إِمَارَةِ عُمَرَ فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ تَتَابَعُوا فِيهَا قَالَ أَجِيزُوهُنَّ عَلَيْهِمْ. [19] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn19).
20. موطأ مالك - (ج 4 / ص 159)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ أَنَّهُ قَالَ طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا فَجَاءَ يَسْتَفْتِي فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَا لَا نَرَى أَنْ تَنْكِحَهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ قَالَ فَإِنَّمَا طَلَاقِي إِيَّاهَا وَاحِدَةٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّكَ أَرْسَلْتَ مِنْ يَدِكَ مَا كَانَ لَكَ مِنْ فَضْلٍ [20] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn20).
21. ولرزين: عن ابن عباس وأبا هريرة وابن عمرو بن العاص قالوا: الواحدةتبينها والثلاثة تحرمها إلا بعد زوج، ولا عدة عليها في واحدة ولا ثلاث لقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا). ولها المتعة، وذلك نصف ما سمى لها، وإن كان لم يسم لها شيئا فلها المتعة، وهي غير لازمة.
22.موطأ مالك - (ج 4 / ص 206)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَابْنَ شِهَابٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ بِطَلَاقِ الْمَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ يَنْكِحَهَا ثُمَّ أَثِمَ إِنَّ ذَلِكَ لَازِمٌ لَهُ إِذَا نَكَحَهَا [21] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn21).
23. موطأ مالك - (ج 4 / ص 206)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ فِيمَنْ قَالَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَنْكِحُهَا فَهِيَ طَالِقٌ إِنَّهُ إِذَا لَمْ يُسَمِّ قَبِيلَةً أَوْ امْرَأَةً بِعَيْنِهَا فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ [22] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn22).
24. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 421)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ وَلَا عِتْقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ [23] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn23).
25. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 313)
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَعَلَ اللَّهُ الطَّلَاقَ بَعْدَ النِّكَاحِ.
26.صحيح البخاري - (ج 15 / ص 199)
عن سَالِمٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَذَكَرَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَتَغَيَّظَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَالَ لِيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ فَتَطْهُرَ فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا فَتِلْكَ الْعِدَّةُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
27.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 412)
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً فَحُسِبَتْ مِنْ طَلَاقِهَا وَرَاجَعَهَا عَبْدُ اللَّهِ كَمَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-.
28.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 413)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلًا.
29.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 409)
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ لِأَحَدِهِمْ أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَمَرَنِي بِهَذَا وَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ قَالَ مُسْلِم جَوَّدَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً.
30.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 421)
عن الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ مَوْلَى عَزَّةَ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ وَأَبُو الزُّبَيْرِ يَسْمَعُ ذَلِكَ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا فَقَالَ طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لِيُرَاجِعْهَا فَرَدَّهَا وَقَالَ إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْ أَوْ لِيُمْسِكْ قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَقَرَأَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ.
31.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 416)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَقَالَ أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَهَا ثُمَّ تَسْتَقْبِلَ عِدَّتَهَا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ أَتَعْتَدُّ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ فَقَالَ فَمَهْ أَوَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:53]ـ
طلاق المكره والمجنون والسكران والرقيق وغير ذلك.
32.موطأ مالك - (ج 4 / ص 213)
عَنْ مَالِك عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْأَحْنَفِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فَدَعَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ فَجِئْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا سِيَاطٌ مَوْضُوعَةٌ وَإِذَا قَيْدَانِ مِنْ حَدِيدٍ وَعَبْدَانِ لَهُ قَدْ أَجْلَسَهُمَا فَقَالَ طَلِّقْهَا وَإِلَّا وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ فَعَلْتُ بِكَ كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقُلْتُ هِيَ الطَّلَاقُ أَلْفًا قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَدْرَكْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِي فَتَغَيَّظَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَالَ لَيْسَ ذَلِكَ بِطَلَاقٍ وَإِنَّهَا لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْكَ فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ قَالَ فَلَمْ تُقْرِرْنِي نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ أَمِيرٌ عَلَيْهَا فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِي وَبِالَّذِي قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ لَمْ تَحْرُمْ عَلَيْكَ فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ وَكَتَبَ إِلَى جَابِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَنْ يُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِي قَالَ فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَهَّزَتْ صَفِيَّةُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ امْرَأَتِي حَتَّى أَدْخَلَتْهَا عَلَيَّ بِعِلْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثُمَّ دَعَوْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَوْمَ عُرْسِي لِوَلِيمَتِي فَجَاءَنِي [24] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn24).
33. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 441)
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- كُلُّ طَلَاقٍ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ [25] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn25).
34. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 107)
عَن عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي غِلَاقٍ
قَالَ أَبُو دَاوُد الْغِلَاقُ أَظُنُّهُ فِي الْغَضَبِ [26] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn26).
35. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 315)
وَقَالَ عُثْمَانُ لَيْسَ لِمَجْنُونٍ وَلَا لِسَكْرَانَ طَلَاقٌ.
36.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 315)
وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُوَسْوِسِ.
37.سنن الترمذي - (ج 4 / ص 423)
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ طَلَاقُ الْأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ [27] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn27).
38. موطأ مالك - (ج 4 / ص 176)
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ إِذَا طَلَّقَ الْعَبْدُ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَتَيْنِ فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ حُرَّةً كَانَتْ أَوْ أَمَةً وَعِدَّةُ الْحُرَّةِ ثَلَاثُ حِيَضٍ وَعِدَّةُ الْأَمَةِ حَيْضَتَانِ [28] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn28).
39. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 102)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَن حَسَنٍ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ اسْتَفْتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فِي مَمْلُوكٍ كَانَتْ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ عُتِقَا بَعْدَ ذَلِكَ هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا قَالَ نَعَمْ قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-[29] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn29).
40. موطأ مالك - (ج 4 / ص 177)
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ مَنْ أَذِنَ لِعَبْدِهِ أَنْ يَنْكِحَ فَالطَّلَاقُ بِيَدِ الْعَبْدِ لَيْسَ بِيَدِ غَيْرِهِ مِنْ طَلَاقِهِ شَيْءٌ فَأَمَّا أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ أَمَةَ غُلَامِهِ أَوْ أَمَةَ وَلِيدَتِهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ [30] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn30).
41. ولرزين:" عن ابن عباس: طلاق الأمة خمس: عتقها وطلاق زوجها وبيع سيدها وهبته لها وميراثها.
42.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 157)
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ مَمْلُوكَيْنِ لَهَا زَوْجٌ قَالَ فَسَأَلَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَبْدَأَ بِالرَّجُلِ قَبْلَ الْمَرْأَةِ [31] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn31).
43. زاد رزين: " لئلا يكون لها خيار.
44.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 326)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ إِحْدَى السُّنَنِ أَنَّهَا أُعْتِقَتْ فَخُيِّرَتْ فِي زَوْجِهَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَالْبُرْمَةُ تَفُورُ بِلَحْمٍ فَقُرِّبَ إِلَيْهِ خُبْزٌ وَأُدْمٌ مِنْ أُدْمِ الْبَيْتِ فَقَالَ أَلَمْ أَرَ الْبُرْمَةَ فِيهَا لَحْمٌ قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ وَأَنْتَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ قَالَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَلَنَا هَدِيَّةٌ.
وَكَانَ زَوْجُهَا حُرًّا قَوْلُ الْأَسْوَدِ مُنْقَطِعٌ وَقَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَأَيْتُهُ عَبْدًا أَصَحُّ.
45.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 332)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لِعبَّاسٍ يَا عَبَّاسُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لَوْ رَاجَعْتِهِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي قَالَ إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ قَالَتْ لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ.
46.سنن النسائي - (ج 11 / ص 68)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ طَلَاقُ السُّنَّةِ تَطْلِيقَةٌ وَهِيَ طَاهِرٌ فِي غَيْرِ جِمَاعٍ فَإِذَا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ طَلَّقَهَا أُخْرَى فَإِذَا حَاضَتْ وَطَهُرَتْ طَلَّقَهَا أُخْرَى ثُمَّ تَعْتَدُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَيْضَةٍ [32] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn32).
47. موطأ مالك - (ج 4 / ص 212)
عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ أَيُّمَا امْرَأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ تَرَكَهَا حَتَّى تَحِلَّ وَتَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَيَمُوتَ عَنْهَا أَوْ يُطَلِّقَهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا زَوْجُهَا الْأَوَّلُ فَإِنَّهَا تَكُونُ عِنْدَهُ عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ طَلَاقِهَا [33] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn33).
48. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 91)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الطَّلَاقُ [34] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn34).
49. المعجم الكبير للطبراني - (ج 20 / ص 167)
عن أَبُي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-:"لا تُطَلِّقُوا النِّسَاءَ، إلا مِنْ رِيبَةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الذَّوَّاقِينَ وَلا الذَّوَّاقَاتِ" [35] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn35).
50. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 142)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة [36] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn36).
51. ِموطأ مالك - (ج 4 / ص 216)
عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثُمَّ يُرَاجِعُهَا وَلَا حَاجَةَ لَهُ بِهَا وَلَا يُرِيدُ إِمْسَاكَهَا كَيْمَا يُطَوِّلُ بِذَلِكَ عَلَيْهَا الْعِدَّةَ لِيُضَارَّهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) يَعِظُهُمْ اللَّهُ بِذَلِكَ [37] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn37).
52. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 100)
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ سُئِلَ عَنْ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثُمَّ يَقَعُ بِهَا وَلَمْ يُشْهِدْ عَلَى طَلَاقِهَا وَلَا عَلَى رَجْعَتِهَا فَقَالَ طَلَّقْتَ لِغَيْرِ سُنَّةٍ وَرَاجَعْتَ لِغَيْرِ سُنَّةٍ أَشْهِدْ عَلَى طَلَاقِهَا وَعَلَى رَجْعَتِهَا وَلَا تَعُدْ [38] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn38).
53. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 126)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تَسْأَلُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا.
54.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 109)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ [39] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn39).
55. و لرزين: عن ابن مسعود مثله وجعل العتق بدل الرجعة.
56.المعجم الكبير للطبراني - (ج 12 / ص 258)
عَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- "طَلَّقَ حَفْصَةَ"فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، فَوَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ بَعْدَ هَذَا، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ [40] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn40).
57. المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 267)
عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا إِلَى عُمَرَ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ زَوْجِي طَلَّقَنِي فَانْقَطَعَ عَنِّي الدَّمُ مُنْذُ ثَلاثِ حِيَضٍ، فَأَتَانِي وَقَدْ وَضَعْتُ مَائِي، وَرَدَدْتُ بَابِي، وَخَلَعْتُ ثِيَابِي، فَقَالَ: قَدْ رَاجَعْتُكِ قَدْ رَاجَعْتُكِ، فَقَالَ عُمَرُ لابْنِ مَسْعُودٍ: مَا تَرَى فيها؟ "أَرَى أَنَّهَا امْرَأَتُهُ مَا دُونَ أَنْ تَحِلَّ لَهَا الصَّلاةُ"، قَالَ عُمَرُ:"وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ" [41] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn41).
58. سنن ابن ماجه - (ج 6 / ص 206)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ إِذَا ادَّعَتْ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ زَوْجِهَا فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ اسْتُحْلِفَ زَوْجُهَا فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ وَإِنْ نَكَلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ وَجَازَ طَلَاقُهُ [42] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn42).
يتبع بحول الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:56]ـ
الخلع و الإيلاء والظهار.
59.سنن الترمذي - (ج 4 / ص 432)
عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ [43] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn43).
60. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 432)
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ [44] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn44).
61. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 320)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً.
62.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 144)
عَن عَائِشَةَ أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ كَانَتْ عِنْدَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ فَضَرَبَهَا فَكَسَرَ بَعْضَهَا [45] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn45).
63. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 211)
عَن أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- حَلَفَ لَا يَدْخُلُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ شَهْرًا فَلَمَّا مَضَى تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدَا عَلَيْهِنَّ أَوْ رَاحَ فَقِيلَ لَهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا قَالَ إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا.
64.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 342)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ إِذَا مَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ يُوقَفُ حَتَّى يُطَلِّقَ وَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ حَتَّى يُطَلِّقَ وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعَائِشَةَ وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم-.
65.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 342)
عنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يَقُولُ فِي الْإِيلَاءِ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدَ الْأَجَلِ إِلَّا أَنْ يُمْسِكَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يَعْزِمَ بِالطَّلَاقِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
66.موطأ مالك - (ج 4 / ص 127)
قَالَ مَالِك مَنْ حَلَفَ لِامْرَأَتِهِ أَنْ لَا يَطَأَهَا حَتَّى تَفْطِمَ وَلَدَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِيلَاءً وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهُ إِيلَاءً.
67.سنن الترمذي - (ج 4 / ص 456)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ آلَى رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- مِنْ نِسَائِهِ وَحَرَّمَ فَجَعَلَ الْحَرَامَ حَلَالًا وَجَعَلَ فِي الْيَمِينِ كَفَّارَةً [46] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn46).
68. المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 274)
عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَابْنَ عباس، قَالُوا:"إِذَا مَضَتِ الأَشْهُرُ الأَرْبَعَةُ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَهِي أَحَقُّ بنفْسِهَا"، قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ:"تَعْتَدُّ عِدَّةَ الْمُطَلَّقَةِ" [47] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn47).
69. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 452)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- قَدْ ظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ ظَاهَرْتُ مِنْ زَوْجَتِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ فَقَالَ وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ رَأَيْتُ خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ قَالَ فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ [48] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn48).
70. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 130)
عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِامْرَأَتِهِ يَا أُخَيَّةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أُخْتُكَ هِيَ فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ [49] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn49).
71. موطأ مالك - (ج 4 / ص 131)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مَالِك عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَةً إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِنَّ رَجُلًا جَعَلَ امْرَأَةً عَلَيْهِ كَظَهْرِ أُمِّهِ إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا فَأَمَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِنْ هُوَ تَزَوَّجَهَا أَنْ لَا يَقْرَبَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ الْمُتَظَاهِرِ [50] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn50).
72. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 134)
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ قَالَ ابْنُ الْعَلَاءِ الْبَيَاضِيُّ قَالَ كُنْتُ امْرَأً أُصِيبُ مِنْ النِّسَاءِ مَا لَا يُصِيبُ غَيْرِي فَلَمَّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ خِفْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ امْرَأَتِي شَيْئًا يُتَابَعُ بِي حَتَّى أُصْبِحَ فَظَاهَرْتُ مِنْهَا حَتَّى يَنْسَلِخَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَبَيْنَا هِيَ تَخْدُمُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ تَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَزَوْتُ عَلَيْهَا فَلَمَّا أَصْبَحْتُ خَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي فَأَخْبَرْتُهُمْ الْخَبَرَ وَقُلْتُ امْشُوا مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لَا وَاللَّهِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَنْتَ بِذَاكَ يَا سَلَمَةُ قُلْتُ أَنَا بِذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ وَأَنَا صَابِرٌ لِأَمْرِ اللَّهِ فَاحْكُمْ فِيَّ مَا أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ حَرِّرْ رَقَبَةً قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَمْلِكُ رَقَبَةً غَيْرَهَا وَضَرَبْتُ صَفْحَةَ رَقَبَتِي قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ وَهَلْ أَصَبْتُ الَّذِي أَصَبْتُ إِلَّا مِنْ الصِّيَامِ قَالَ فَأَطْعِمْ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا وَحْشَيْنِ مَا لَنَا طَعَامٌ قَالَ فَانْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ وَكُلْ أَنْتَ وَعِيَالُكَ بَقِيَّتَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى قَوْمِي فَقُلْتُ وَجَدْتُ عِنْدَكُمْ الضِّيقَ وَسُوءَ الرَّأْيِ وَوَجَدْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- السَّعَةَ وَحُسْنَ الرَّأْيِ وَقَدْ أَمَرَنِي أَوْ أَمَرَ لِي بِصَدَقَتِكُمْ [51] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn51).
73. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 135)
عَنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ ظَاهَرَ مِنِّي زَوْجِي أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَشْكُو إِلَيْهِ وَرَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يُجَادِلُنِي فِيهِ وَيَقُولُ اتَّقِي اللَّهَ فَإِنَّهُ ابْنُ عَمِّكِ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) إِلَى الْفَرْضِ فَقَالَ يُعْتِقُ رَقَبَةً قَالَتْ لَا يَجِدُ قَالَ فَيَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ مَا بِهِ مِنْ صِيَامٍ قَالَ فَلْيُطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَتْ مَا عِنْدَهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ قَالَتْ فَأُتِيَ سَاعَتَئِذٍ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخَرَ قَالَ قَدْ أَحْسَنْتِ اذْهَبِي فَأَطْعِمِي بِهَا عَنْهُ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَارْجِعِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ.
قَالَ وَالْعَرَقُ سِتُّونَ صَاعًا [52] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn52).
يتبع ان شاء الله ....
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 10:03]ـ
اللعان وإلحاق الولد واللقيط.
74.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 173)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- الْبَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا رَأَى أَحَدُنَا رَجُلًا عَلَى امْرَأَتِهِ يَلْتَمِسُ الْبَيِّنَةَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ الْبَيِّنَةُ وَإِلَّا فَحَدٌّ فِي ظَهْرِكَ فَقَالَ هِلَالٌ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا إِنِّي لَصَادِقٌ وَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ فِي أَمْرِي مَا يُبْرِئُ بِهِ ظَهْرِي مِنْ الْحَدِّ فَنَزَلَتْ: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ مِنْ الصَّادِقِينَ) فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَجَاءَا فَقَامَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ فَشَهِدَ وَالنَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا مِنْ تَائِبٍ ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ وَقَالُوا لَهَا إِنَّهَا مُوجِبَةٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا سَتَرْجِعُ فَقَالَتْ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ فَمَضَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ [53] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn53).
75. مسند أحمد - (ج 5 / ص 56)
وفي رواية: جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلًا فَرَأَى بِعَيْنَيْهِ وَسَمِعَ بِأُذُنَيْهِ فَلَمْ يَهِجْهُ حَتَّى أَصْبَحَ فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ أَهْلِي عِشَاءً فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا رَجُلًا فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- مَا جَاءَ بِهِ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَاجْتَمَعَتْ الْأَنْصَارُ فَقَالُوا قَدْ ابْتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ الْآنَ يَضْرِبُ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ وَيُبْطِلُ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ هِلَالٌ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِي مِنْهَا مَخْرَجًا فَقَالَ هِلَالٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ أَرَى مَا اشْتَدَّ عَلَيْكَ مِمَّا جِئْتُ بِهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ وَ وَاللَّهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ إِذْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- الْوَحْيَ وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ عَرَفُوا ذَلِكَ فِي تَرَبُّدِ جِلْدِهِ يَعْنِي فَأَمْسَكُوا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ الْوَحْيِ فَنَزَلَتْ: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ) الْآيَةَ فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ أَبْشِرْ يَا هِلَالُ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا فَقَالَ هِلَالٌ قَدْ كُنْتُ أَرْجُو ذَاكَ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَرْسِلُوا إِلَيْهَا فَأَرْسَلُوا إِلَيْهَا فَجَاءَتْ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- عَلَيْهِمَا وَذَكَّرَهُمَا وَأَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا فَقَالَ هِلَالٌ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَدَقْتُ عَلَيْهَا فَقَالَتْ كَذَبَ فَقَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَاعِنُوا بَيْنَهُمَا فَقِيلَ لِهِلَالٍ اشْهَدْ فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ فَلَمَّا كَانَ فِي الْخَامِسَةِ قِيلَ يَا هِلَالُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ عَلَيْهَا كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا فَشَهِدَ فِي الْخَامِسَةِ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنْ الْكَاذِبِينَ ثُمَّ قِيلَ لَهَا اشْهَدِي أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنْ الْكَاذِبِينَ فَلَمَّا كَانَتْ الْخَامِسَةُ قِيلَ لَهَا اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ فَتَلَكَّأَتْ سَاعَةً ثُمَّ قَالَتْ وَاللَّهِ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي فَشَهِدَتْ فِي الْخَامِسَةِ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ فَفَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- بَيْنَهُمَا وَقَضَى أَنَّهُ لَا يُدْعَى وَلَدُهَا لِأَبٍ وَلَا تُرْمَى هِيَ بِهِ وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا فَعَلَيْهِ الْحَدُّ وَقَضَى أَنْ لَا بَيْتَ لَهَا عَلَيْهِ وَلَا قُوتَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا وَقَالَ إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ أُرَيْسِحَ حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِهِلَالٍ وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا جُمَالِيًّا خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَوْلَا الْأَيْمَانُ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَانٌ [54] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn54).
قَالَ عِكْرِمَةُ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ وَكَانَ يُدْعَى لِأُمِّهِ وَمَا يُدْعَى لِأَبِيهِ.
76.صحيح مسلم - (ج 7 / ص 492)
عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَنَا أُرَى أَنَّ عِنْدَهُ مِنْهُ عِلْمًا فَقَالَ إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ وَكَانَ أَخَا الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ لِأُمِّهِ وَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ لَاعَنَ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ فَلَاعَنَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَبْيَضَ سَبِطًا قَضِيءَ الْعَيْنَيْنِ فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ جَعْدًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ قَالَ فَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ جَعْدًا حَمْشَ السَّاقَيْنِ.
77.صحيح البخاري - (ج 16 / ص 300)
عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُوَيْمِرًا الْعَجْلَانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ فَقَالَ لَهُ يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَ عَاصِمٌ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ عَاصِمٌ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- الْمَسْأَلَةَ الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا قَالَ عُوَيْمِرٌ وَاللَّهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَسْطَ النَّاسِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ
(يُتْبَعُ)
(/)
رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا قَالَ سَهْلٌ فَتَلَاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا فَرَغَا قَالَ عُوَيْمِرٌ كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَطَلَّقَهَا ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ.
78.صحيح البخاري - (ج 14 / ص 394)
وفي رواية: وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا ثُمَّ جَرَتْ السُّنَّةُ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا.
79.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 170)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي خَبَرِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَبْصِرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا قَالَ فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ [55] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn55).
80. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 369)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه ذكر قصية عاصم بنحوه وفيه: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَجْلِسِ هِيَ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- لَوْ رَجَمْتُ أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ رَجَمْتُ هَذِهِ فَقَالَ لَا تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الْإِسْلَامِ السُّوءَ.
81.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 174)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ رَجُلًا حِينَ أَمَرَ الْمُتَلَاعِنَيْنِ أَنْ يَتَلَاعَنَا أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ عِنْدَ الْخَامِسَةِ يَقُولُ إِنَّهَا مُوجِبَةٌ [56] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn56).
82. المعجم الأوسط للطبراني - (ج 17 / ص 420)
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا ما كنت صانعا؟» قال: كنت فاعلا به شرا، ثم قال: «يا عمر أرأيت لو وجدت رجلا ما كنت صانعا؟» قال: كنت والله قاتله. قال: «وأنت يا سهيل ابن بيضاء؟» فقال: لعن الله الأبعد فهو خبيث، ولعن الله البعدى فهي خبيثة، ولعن الله أول الثلاثة ذكره، فقال: «يا ابن بيضاء، تأولت القرآن: (والذين يرمون أزواجهم) إلى آخر الآية» [57] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn57) .
83. مجمع الزوائد - (ج 5 / ص 13)
عن ابن عباس قال تزوج رجل من الانصار امرأة من بلعجلان فبات عندها ليلة فلما أصبح لم يجدها عذراء فرفع شأنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الجارية فقالت بلى كنت عذراء فأمر بهما فتلاعنا وأعطاها المهر [58] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn58).
84. المعجم الكبير للطبراني - (ج 8 / ص 281)
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ:"إِنْ قَذَفَهَا وَقَدْ طَلَّقَهَا، وَلَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ لاعَنَهَا، وَإِنْ قَذَفَهَا، وَقَدْ طَلَّقَهَا وَبَتَّهَا لَمْ يُلاعِنْهَا" [59] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn59).
85. صحيح البخاري - (ج 7 / ص 205)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَى أَخِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ ابْنَ وَلِيدَةِ زَمْعَةَ مِنِّي فَاقْبِضْهُ قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ أَخَذَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَقَالَ ابْنُ أَخِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ فَقَامَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَقَالَ أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ فَتَسَاوَقَا إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ أَخِي كَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيهِ فَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ أَخِي وَابْنُ وَلِيدَةِ أَبِي وُلِدَ عَلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- هُوَ لَكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- احْتَجِبِي مِنْهُ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ.
86.سنن النسائي - (ج 11 / ص 204)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَتْ لِزَمْعَةَ جَارِيَةٌ يَطَؤُهَا هُوَ وَكَانَ يَظُنُّ بِآخَرَ يَقَعُ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ شِبْهِ الَّذِي كَانَ يَظُنُّ بِهِ فَمَاتَ زَمْعَةُ وَهِيَ حُبْلَى فَذَكَرَتْ ذَلِكَ سَوْدَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ فَلَيْسَ لَكِ بِأَخٍ [60] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn60) .
87. موطأ مالك - (ج 5 / ص 21)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّ امْرَأَةً هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا فَاعْتَدَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ثُمَّ تَزَوَّجَتْ حِينَ حَلَّتْ فَمَكَثَتْ عِنْدَ زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَنِصْفَ شَهْرٍ ثُمَّ وَلَدَتْ وَلَدًا تَامًّا فَجَاءَ زَوْجُهَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَا عُمَرُ نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ قُدَمَاءَ فَسَأَلَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ أَنَا أُخْبِرُكَ عَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ هَلَكَ عَنْهَا زَوْجُهَا حِينَ حَمَلَتْ مِنْهُ فَأُهْرِيقَتْ عَلَيْهِ الدِّمَاءُ فَحَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا فَلَمَّا أَصَابَهَا زَوْجُهَا الَّذِي نَكَحَهَا وَأَصَابَ الْوَلَدَ الْمَاءُ تَحَرَّكَ الْوَلَدُ فِي بَطْنِهَا وَكَبِرَ فَصَدَّقَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَقَالَ عُمَرُ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْنِي عَنْكُمَا إِلَّا خَيْرٌ وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْأَوَّلِ [61] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn61).
88. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 196)
عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَبَاحٍ قَالَ
زَوَّجَنِي أَهْلِي أَمَةً لَهُمْ رُومِيَّةً فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ مِثْلِي فَسَمَّيْتُهُ عَبْدَ اللَّهِ ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ مِثْلِي فَسَمَّيْتُهُ عُبَيْدَ اللَّهِ ثُمَّ طَبِنَ لَهَا غُلَامٌ لِأَهْلِي رُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ يُوحَنَّهْ فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ فَوَلَدَتْ غُلَامًا كَأَنَّهُ وَزَغَةٌ مِنْ الْوَزَغَاتِ فَقُلْتُ لَهَا مَا هَذَا فَقَالَتْ هَذَا لِيُوحَنَّهْ فَرَفَعْنَا إِلَى عُثْمَانَ أَحْسَبُهُ قَالَ مَهْدِيٌّ قَالَ فَسَأَلَهُمَا فَاعْتَرَفَا فَقَالَ لَهُمَا أَتَرْضَيَانِ أَنْ أَقْضِيَ بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ وَأَحْسَبُهُ قَالَ فَجَلَدَهَا وَجَلَدَهُ وَكَانَا مَمْلُوكَيْنِ [62] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn62).
89. صحيح البخاري - (ج 21 / ص 130)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ فَقَالَ هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا أَلْوَانُهَا قَالَ حُمْرٌ قَالَ هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنَّى كَانَ ذَلِكَ قَالَ أُرَاهُ عِرْقٌ نَزَعَهُ قَالَ فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ.
90.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 195)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا ابْنِي عَاهَرْتُ بِأُمِّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ [63] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn63).
(يُتْبَعُ)
(/)
91.صحيح البخاري - (ج 21 / ص 17)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ فَقَالَ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ.
92.صحيح البخاري - (ج 21 / ص 18)
وفي رواية: أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَزَيْدًا وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ.
93.سنن أبي داود - (ج 6 / ص 187)
وفي رواية: كَانَ أُسَامَةُ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ مِثْلَ الْقَارِ وَكَانَ زَيْدٌ أَبْيَضَ مِثْلَ الْقُطْنِ [64] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn64) .
94. موطأ مالك - (ج 5 / ص 22)
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُلِيطُ أَوْلاَدَ الْجَاهِلِيَّةِ بِمَنْ ادَّعَاهُمْ فِي الْإِسْلَامِ فَأَتَى رَجُلَانِ كِلَاهُمَا يَدَّعِي وَلَدَ امْرَأَةٍ فَدَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِفًا فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا فَقَالَ الْقَائِفُ لَقَدْ اشْتَرَكَا فِيهِ فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ ثُمَّ دَعَا الْمَرْأَةَ فَقَالَ أَخْبِرِينِي خَبَرَكِ فَقَالَتْ كَانَ هَذَا لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ يَأْتِينِي وَهِيَ فِي إِبِلٍ لِأَهْلِهَا فَلَا يُفَارِقُهَا حَتَّى يَظُنَّ وَتَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ اسْتَمَرَّ بِهَا حَبَلٌ ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهَا فَأُهْرِيقَتْ عَلَيْهِ دِمَاءٌ ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا هَذَا تَعْنِي الْآخَرَ فَلَا أَدْرِي مِنْ أَيِّهِمَا هُوَ قَالَ فَكَبَّرَ الْقَائِفُ فَقَالَ عُمَرُ لِلْغُلَامِ وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ [65] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn65).
95. صحيح البخاري - (ج 21 / ص 12)
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ.
فَذَكَرْتُهُ لِأَبِي بَكْرَةَ فَقَالَ وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-.
96.صحيح مسلم - (ج 1 / ص 197)
عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ.
97.سنن النسائي - (ج 11 / ص 199)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْمُلَاعَنَةِ أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى قَوْمٍ رَجُلًا لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ وَلَا يُدْخِلُهَا اللَّهُ جَنَّتَهُ وَأَيُّمَا رَجُلٍ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ احْتَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة [66] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn66).
98. ِ سنن أبي داود - (ج 6 / ص 185)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ فَقَضَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنْ اسْتَلْحَقَهُ وَلَيْسَ لَهُ مِمَّا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنْ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ وَلَا يَلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَمْ يَمْلِكْهَا أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنَّهُ لَا يَلْحَقُ بِهِ وَلَا يَرِثُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ فَهُوَ وَلَدُ زِنْيَةٍ مِنْ حُرَّةٍ كَانَ أَوْ أَمَةٍ [67] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn67) .
99. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 184)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَا مُسَاعَاةَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ لَحِقَ بِعَصَبَتِهِ وَمَنْ ادَّعَى وَلَدًا مِنْ غَيْرِ رِشْدَةٍ فَلَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ [68] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn68).
100. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 189)
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْيَمَنِ فَقَالَ إِنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَوْا عَلِيًّا يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ فِي وَلَدٍ وَقَدْ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لِاثْنَيْنِ مِنْهُمَا طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا فَغَلَيَا ثُمَّ قَالَ لِاثْنَيْنِ طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا فَغَلَيَا ثُمَّ قَالَ لِاثْنَيْنِ طِيبَا بِالْوَلَدِ لِهَذَا فَغَلَيَا فَقَالَ أَنْتُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ إِنِّي مُقْرِعٌ بَيْنَكُمْ فَمَنْ قُرِعَ فَلَهُ الْوَلَدُ وَعَلَيْهِ لِصَاحِبَيْهِ ثُلُثَا الدِّيَةِ فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ فَجَعَلَهُ لِمَنْ قُرِعَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ أَضْرَاسُهُ أَوْ نَوَاجِذُهُ [69] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn69).
101. سنن أبي داود - (ج 13 / ص 318)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ الْمُتَتَابِعَةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [70] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn70).
102. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 167)
عَنْ جَدِّي رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتْ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ فَأَتَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ ابْنَتِي وَهِيَ فَطِيمٌ أَوْ شَبَهُهُ وَقَالَ رَافِعٌ ابْنَتِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- اقْعُدْ نَاحِيَةً وَقَالَ لَهَا اقْعُدِي نَاحِيَةً قَالَ وَأَقْعَدَ الصَّبِيَّةَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ ادْعُوَاهَا فَمَالَتْ الصَّبِيَّةُ إِلَى أُمِّهَا فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- اللَّهُمَّ اهْدِهَا فَمَالَتْ الصَّبِيَّةُ إِلَى أَبِيهَا فَأَخَذَهَا [71] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn71).
103. موطأ مالك - (ج 5 / ص 17)
عَنْ سُنَيْنٍ أَبِي جَمِيلَةَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَنَّهُ وَجَدَ مَنْبُوذًا فِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فَجِئْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَخْذِ هَذِهِ النَّسَمَةِ فَقَالَ وَجَدْتُهَا ضَائِعَةً فَأَخَذْتُهَا فَقَالَ لَهُ عَرِيفُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَكَذَلِكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَهُوَ حُرٌّ وَلَكَ وَلَاؤُهُ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ.
104.وزاد رزين: وولاة المسلمين يرثونه ويعقلون عنه، وهو الذي ذكر في روايته: عيسى الغوير أبؤسا.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 10:17]ـ
العدة والاستبراء والإحداد والحضانة.
105. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 202)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا طُلِّقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ طُلِّقَتْ أَسْمَاءُ بِالْعِدَّةِ لِلطَّلَاقِ فَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ أُنْزِلَتْ فِيهَا الْعِدَّةُ لِلْمُطَلَّقَاتِ [72] ( http://majles.alukah.net/#_ftn72) .
106. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 204)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) وَقَالَ: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ) فَنُسِخَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) [73] ( http://majles.alukah.net/#_ftn73).
107. موطأ مالك - (ج 4 / ص 183)
عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا انْتَقَلَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حِينَ دَخَلَتْ فِي الدَّمِ مِنْ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ صَدَقَ عُرْوَةُ وَقَدْ جَادَلَهَا فِي ذَلِكَ نَاسٌ فَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: (ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) فَقَالَتْ عَائِشَةُ صَدَقْتُمْ تَدْرُونَ مَا الْأَقْرَاءُ إِنَّمَا الْأَقْرَاءُ الْأَطْهَارُ [74] ( http://majles.alukah.net/#_ftn74).
عَنْ مَالِك عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ فُقَهَائِنَا إِلَّا وَهُوَ يَقُولُ هَذَا يُرِيدُ قَوْلَ عَائِشَةَ.
108. موطأ مالك - (ج 4 / ص 201)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَيُّمَا امْرَأَةٍ طُلِّقَتْ فَحَاضَتْ حَيْضَةً أَوْ حَيْضَتَيْنِ ثُمَّ رَفَعَتْهَا حَيْضَتُهَا فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ فَإِنْ بَانَ بِهَا حَمْلٌ فَذَلِكَ وَإِلَّا اعْتَدَّتْ بَعْدَ التِّسْعَةِ أَشْهُرٍ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ حَلَّتْ.
109. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 429)
عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- أَوْ أُمِرَتْ أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ [75] ( http://majles.alukah.net/#_ftn75) .
110. موطأ مالك - (ج 4 / ص 151)
عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رُبَيِّعَ بِنْتَ مُعَوَّذِ بْنِ عَفْرَاءَ جَاءَتْ هِيَ وَعَمُّهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عِدَّتُهَا عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ [76] ( http://majles.alukah.net/#_ftn76).
111. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 146)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ عِدَّةُ الْمُخْتَلِعَةِ حَيْضَةٌ [77] ( http://majles.alukah.net/#_ftn77) .
112. سنن الترمذي - (ج 4 / ص 430)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ [78] ( http://majles.alukah.net/#_ftn78) .
113. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 385)
عَنْ أُمِّهَا أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهَا سُبَيْعَةُ كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا تُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ حُبْلَى فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا يَصْلُحُ أَنْ تَنْكِحِيهِ حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الْأَجَلَيْنِ فَمَكُثَتْ قَرِيبًا مِنْ عَشْرِ لَيَالٍ ثُمَّ جَاءَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ انْكِحِي.
114. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 469)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن رواياته: أنّ أبا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنَ عَبَّاسٍ اجْتَمَعَا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُمَا يَذْكُرَانِ الْمَرْأَةَ تُنْفَسُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِدَّتُهَا آخِرُ الْأَجَلَيْنِ وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ قَدْ حَلَّتْ فَجَعَلَا يَتَنَازَعَانِ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ فَبَعَثُوا كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ يَسْأَلُهَا عَنْ ذَلِكَ فَجَاءَهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ إِنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ نُفِسَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ وَإِنَّهَا ذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ.
115. سنن النسائي - (ج 11 / ص 233)
ومنها: وَلَدَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِنِصْفِ شَهْرٍ فَخَطَبَهَا رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا شَابٌّ وَالْآخَرُ كَهْلٌ فَحَطَّتْ إِلَى الشَّابِّ فَقَالَ الْكَهْلُ لَمْ تَحْلِلْ وَكَانَ أَهْلُهَا غُيَّبًا فَرَجَا إِذَا جَاءَ أَهْلُهَا أَنْ يُؤْثِرُوهُ بِهَا فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ [79] ( http://majles.alukah.net/#_ftn79).
116. سنن النسائي - (ج 11 / ص 234)
عن أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي امْرَأَةٍ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً أَيَصْلُحُ لَهَا أَنْ تَزَوَّجَ قَالَ لَا إِلَّا آخِرَ الْأَجَلَيْنِ قَالَ قُلْتُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الطَّلَاقِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ ابْنِ أَخِي يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ فَأَرْسَلَ غُلَامَهُ كُرَيْبًا فَقَالَ ائْتِ أُمَّ سَلَمَةَ فَسَلْهَا هَلْ كَانَ هَذَا سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ فَقَالَ قَالَتْ نَعَمْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَزَوَّجَ فَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ يَخْطُبُهَا [80] ( http://majles.alukah.net/#_ftn80).
117. صحيح البخاري - (ج 15 / ص 201)
ومنها: قُتِلَ زَوْجُ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ وَهِيَ حُبْلَى فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَخُطِبَتْ فَأَنْكَحَهَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ خَطَبَهَا.
118. سنن النسائي - (ج 11 / ص 240)
ومنها: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- أَنَّ سُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةَ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَوَلَدَتْ لِأَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَتَزَوَّجَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ [81] ( http://majles.alukah.net/#_ftn81).
119. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 468)
عن سُبَيْعَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ وَهُوَ فِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ فَقَالَ لَهَا مَا لِي أَرَاكِ مُتَجَمِّلَةً لَعَلَّكِ تَرْجِينَ النِّكَاحَ إِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ قَالَتْ سُبَيْعَةُ فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-
(يُتْبَعُ)
(/)
فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَلَا أَرَى بَأْسًا أَنْ تَتَزَوَّجَ حِينَ وَضَعَتْ وَإِنْ كَانَتْ فِي دَمِهَا غَيْرَ أَنْ لَا يَقْرَبُهَا زَوْجُهَا حَتَّى تَطْهُرَ.
120. صحيح البخاري - (ج 13 / ص 483)
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى.
121. سنن النسائي - (ج 11 / ص 245)
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَنْ شَاءَ لَاعَنْتُهُ مَا أُنْزِلَتْ: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) إِلَّا بَعْدَ آيَةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا وَضَعَتْ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا فَقَدْ حَلَّتْ [82] ( http://majles.alukah.net/#_ftn82).
122. موطأ مالك - (ج 4 / ص 220)
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الْمَرْأَةِ يُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا فَقَدْ حَلَّتْ فَأَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ عِنْدَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَوْ وَضَعَتْ وَزَوْجُهَا عَلَى سَرِيرِهِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ لَحَلَّتْ.
123. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 237)
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ لَا تُلَبِّسُوا عَلَيْنَا سُنَّةً قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى سُنَّةَ نَبِيِّنَا –صلى الله عليه وسلم- عِدَّةُ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ يَعْنِي أُمَّ الْوَلَدِ [83] ( http://majles.alukah.net/#_ftn83).
124. موطأ مالك - (ج 4 / ص 231)
عن مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا سَيِّدُهَا حَيْضَةٌ.
125. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 365)
عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ أَصَابُوا سَبْيًا يَوْمَ أَوْطَاسَ لَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَتَخَوَّفُوا فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).
126. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 61)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَرَفَعَهُ أَنَّهُ قَالَ فِي سَبَايَا أَوْطَاسَ لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً [84] ( http://majles.alukah.net/#_ftn84).
127. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 321)
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ أَتَى بِامْرَأَةٍ مُجِحٍّ عَلَى بَابِ فُسْطَاطٍ فَقَالَ لَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُلِمَّ بِهَا فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنًا يَدْخُلُ مَعَهُ قَبْرَهُ كَيْفَ يُوَرِّثُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُهُ وَهُوَ لَا يَحِلُّ لَهُ.
128. رواه رزين
عن مالك: بلغني أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يأمر باستبراء الإماء بحيضة إن كانت ممن تحيض وثلاثة أشهر إن كانت ممن لا تحيض، وينهى عن سقي ماء الغير. [85] ( http://majles.alukah.net/#_ftn85)
129. رواه رزين.
عن ابن عمر: إذا وهبت الوليدة التي توطأ أو بيعت أو عتقت فلتستبرىء رحمها بحيضة ولا تستبرىء العذراء.
130. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 447)
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَسَخِطَتْهُ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ تِلْكِ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي قَالَتْ فَلَمَّا حَلَلْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَكَرِهْتُهُ ثُمَّ قَالَ انْكِحِي أُسَامَةَ فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ.
131. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 450)
ومن رواياته: أَنَّ أَبَا حَفْصِ بْنَ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ لَهَا أَهْلُهُ لَيْسَ لَكِ عَلَيْنَا نَفَقَةٌ؛ بنحوه.
132. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 452)
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَرَجَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْيَمَنِ فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ بِتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ مِنْ طَلَاقِهَا وَأَمَرَ لَهَا الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ بِنَفَقَةٍ فَقَالَا لَهَا وَاللَّهِ مَا لَكِ نَفَقَةٌ إِلَّا أَنْ تَكُونِي حَامِلًا فَأَتَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَتْ لَهُ قَوْلَهُمَا فَقَالَ لَا نَفَقَةَ لَكِ فَاسْتَأْذَنَتْهُ فِي الِانْتِقَالِ فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ أَيْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِلَى ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَ أَعْمَى تَضَعُ ثِيَابَهَا عِنْدَهُ وَلَا يَرَاهَا فَلَمَّا مَضَتْ عِدَّتُهَا أَنْكَحَهَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَرْوَانُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ يَسْأَلُهَا عَنْ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَتْهُ بِهِ فَقَالَ مَرْوَانُ لَمْ نَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا مِنْ امْرَأَةٍ سَنَأْخُذُ بِالْعِصْمَةِ الَّتِي وَجَدْنَا النَّاسَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ مَرْوَانَ فَبَيْنِي وَبَيْنَكُمْ الْقُرْآنُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ) الْآيَةَ قَالَتْ هَذَا لِمَنْ كَانَتْ لَهُ مُرَاجَعَةٌ فَأَيُّ أَمْرٍ يَحْدُثُ بَعْدَ الثَّلَاثِ فَكَيْفَ تَقُولُونَ لَا نَفَقَةَ لَهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ حَامِلًا فَعَلَامَ تَحْبِسُونَهَا.
133. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 453)
وفي رواية: طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ فَقَالَتْ فَخَاصَمْتُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فِي السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ قَالَتْ فَلَمْ يَجْعَلْ لِي سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَدَّ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ.
134. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 457)
ومنها: أن الشَّعْبِيُّ بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً ثُمَّ أَخَذَ الْأَسْوَدُ كَفًّا مِنْ حَصًى فَحَصَبَهُ بِهِ فَقَالَ وَيْلَكَ تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا قَالَ عُمَرُ لَا نَتْرُكُ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا –صلى الله عليه وسلم- لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ أَوْ نَسِيَتْ لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ).
135. صحيح مسلم - (ج 7 / ص 459)
ومنها: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَخَرَجَ فِي غَزْوَةِ نَجْرَانَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ وَزَادَ قَالَتْ فَتَزَوَّجْتُهُ فَشَرَّفَنِي اللَّهُ بِأَبِي زَيْدٍ وَكَرَّمَنِي اللَّهُ بِأَبِي زَيْدٍ.
136. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 390)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَهُمَا يَذْكُرَانِ أَنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ طَلَّقَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ فَانْتَقَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِيِنَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ اتَّقِ اللَّهَ وَارْدُدْهَا إِلَى بَيْتِهَا قَالَ مَرْوَانُ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ غَلَبَنِي.
137. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 390)
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَوَمَا بَلَغَكِ شَأْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ لَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ حَدِيثَ فَاطِمَةَ فَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الحَكَمِ إِنْ كَانَ بِكِ شَرٌّ فَحَسْبُكِ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ مِنْ الشَّرِّ.
138. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 392)
عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَابَتْ عَائِشَةُ أَشَدَّ الْعَيْبِ وَقَالَتْ إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَكَانٍ وَحْشٍ فَخِيفَ عَلَى نَاحِيَتِهَا فَلِذَلِكَ أَرْخَصَ لَهَا النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم-.
139. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 393)
وفي أخرى: بَاب الْمُطَلَّقَةِ إِذَا خُشِيَ عَلَيْهَا فِي مَسْكَنِ زَوْجِهَا أَنْ يُقْتَحَمَ عَلَيْهَا أَوْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا بِفَاحِشَةٍ.
140. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 216)
عن مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طُلِّقَتْ فَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا فَقَالَ سَعِيدٌ تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتْ النَّاسَ إِنَّهَا كَانَتْ لَسِنَةً فَوُضِعَتْ عَلَى يَدَيْ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى [86] ( http://majles.alukah.net/#_ftn86).
141. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 218)
عَنْ جَابِرٍ قَالَ طُلِّقَتْ خَالَتِي ثَلَاثًا فَخَرَجَتْ تَجُدُّ نَخْلًا لَهَا فَلَقِيَهَا رَجُلٌ فَنَهَاهَا فَأَتَتْ النَّبِيَّ –صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ لَهَا اخْرُجِي فَجُدِّي نَخْلَكِ لَعَلَّكِ أَنْ تَصَدَّقِي مِنْهُ أَوْ تَفْعَلِي خَيْرًا [87] ( http://majles.alukah.net/#_ftn87).
142. سنن النسائي - (ج 11 / ص 256)
عَنْ الْفُرَيْعَةِ بِنْتِ مَالِكٍ أَنَّ زَوْجَهَا تَكَارَى عُلُوجًا لِيَعْمَلُوا لَهُ فَقَتَلُوهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَقَالَتْ إِنِّي لَسْتُ فِي مَسْكَنٍ لَهُ وَلَا يَجْرِي عَلَيَّ مِنْهُ رِزْقٌ أَفَأَنْتَقِلُ إِلَى أَهْلِي وَيَتَامَايَ وَأَقُومُ عَلَيْهِمْ قَالَ افْعَلِي ثُمَّ قَالَ كَيْفَ قُلْتِ فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ قَوْلَهَا قَالَ اعْتَدِّي حَيْثُ بَلَغَكِ الْخَبَرُ [88] ( http://majles.alukah.net/#_ftn88).
143. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 415)
عَنْ مُجَاهِدٍ: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا) قَالَ كَانَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ تَعْتَدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) قَالَ جَعَلَ اللَّهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: (غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ) فَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ عَلَيْهَا زَعَمَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ عَطَاءٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: (غَيْرَ إِخْرَاجٍ) وَقَالَ عَطَاءٌ إِنْ شَاءَتْ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهَا وَسَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ لِقَوْلِ اللَّهِ: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عَطَاءٌ ثُمَّ جَاءَ الْمِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ وَلَا سُكْنَى لَهَا.
144. موطأ مالك - (ج 4 / ص 225)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَرُدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ مِنْ الْبَيْدَاءِ يَمْنَعُهُنَّ الْحَجَّ.
145. موطأ مالك - (ج 4 / ص 226)
عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَبَّابٍ تُوُفِّيَ وَإِنَّ امْرَأَتَهُ جَاءَتْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَذَكَرَتْ لَهُ وَفَاةَ زَوْجِهَا وَذَكَرَتْ لَهُ حَرْثًا لَهُمْ بِقَنَاةَ وَسَأَلَتْهُ هَلْ يَصْلُحُ لَهَا أَنْ تَبِيتَ فِيهِ فَنَهَاهَا عَنْ ذَلِكَ فَكَانَتْ تَخْرُجُ مِنْ الْمَدِينَةِ سَحَرًا فَتُصْبِحُ فِي حَرْثِهِمْ فَتَظَلُّ فِيهِ يَوْمَهَا ثُمَّ تَدْخُلُ الْمَدِينَةَ إِذَا أَمْسَتْ فَتَبِيتُ فِي بَيْتِهَا.
146. موطأ مالك - (ج 4 / ص 58)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ طُلَيْحَةَ الْأَسَدِيَّةَ كَانَتْ تَحْتَ رُشَيْدٍ الثَّقَفِيِّ فَطَلَّقَهَا فَنَكَحَتْ فِي عِدَّتِهَا فَضَرَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَضَرَبَ زَوْجَهَا بِالْمِخْفَقَةِ ضَرَبَاتٍ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ فِي عِدَّتِهَا فَإِنْ كَانَ زَوْجُهَا الَّذِي تَزَوَّجَهَا لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ زَوْجِهَا الْأَوَّلِ ثُمَّ كَانَ الْآخَرُ خَاطِبًا مِنْ الْخُطَّابِ وَإِنْ كَانَ دَخَلَ بِهَا فُرِّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ اعْتَدَّتْ بَقِيَّةَ عِدَّتِهَا مِنْ الْأَوَّلِ ثُمَّ اعْتَدَّتْ مِنْ الْآخَرِ ثُمَّ لَا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا قَالَ مَالِك وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْهَا.
147. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 408)
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا أَنَّ امْرَأَةً تُوُفِّيَ زَوْجُهَا فَخَشُوا عَلَى عَيْنَيْهَا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْكُحْلِ فَقَالَ لَا تَكَحَّلْ قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَمْكُثُ فِي شَرِّ أَحْلَاسِهَا أَوْ شَرِّ بَيْتِهَا فَإِذَا كَانَ حَوْلٌ فَمَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ بِبَعَرَةٍ فَلَا حَتَّى تَمْضِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ.
148. صحيح البخاري - (ج 16 / ص 406)
قَالَ حُمَيْدٌ فَقُلْتُ لِزَيْنَبَ وَمَا تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ فَقَالَتْ زَيْنَبُ كَانَتْ الْمَرْأَةُ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشًا وَلَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا وَلَمْ تَمَسَّ طِيبًا حَتَّى تَمُرَّ بِهَا سَنَةٌ ثُمَّ تُؤْتَى بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ طَائِرٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ فَقَلَّمَا تَفْتَضُّ بِشَيْءٍ إِلَّا مَاتَ ثُمَّ تَخْرُجُ فَتُعْطَى بَعَرَةً فَتَرْمِي ثُمَّ تُرَاجِعُ بَعْدُ مَا شَاءَتْ مِنْ طِيبٍ أَوْ غَيْرِهِ سُئِلَ مَالِكٌ مَا تَفْتَضُّ بِهِ قَالَ تَمْسَحُ بِهِ جِلْدَهَا.
149. صحيح البخاري - (ج 5 / ص 27)
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ بِهِ ثُمَّ قَالَتْ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا.
150. صحيح البخاري - (ج 2 / ص 18)
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَلَا نَكْتَحِلَ وَلَا نَتَطَيَّبَ وَلَا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ وَقَدْ رُخِّصَ لَنَا عِنْدَ الطُّهْرِ إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أَظْفَارٍ وَكُنَّا نُنْهَى عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ.
151. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 231)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- عَنْ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا لَا تَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ مِنْ الثِّيَابِ وَلَا الْمُمَشَّقَةَ وَلَا الْحُلِيَّ وَلَا تَخْتَضِبُ وَلَا تَكْتَحِلُ [89] ( http://majles.alukah.net/#_ftn89).
152. موطأ مالك - (ج 4 / ص 251)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ حَادٌّ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ جَعَلَتْ عَلَى عَيْنَيْهَا صَبِرًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ إِنَّمَا هُوَ صَبِرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اجْعَلِيهِ فِي اللَّيْلِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ [90] ( http://majles.alukah.net/#_ftn90).
153. موطأ مالك - (ج 4 / ص 249)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ لِامْرَأَةٍ حَادٍّ عَلَى زَوْجِهَا اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْهَا اكْتَحِلِي بِكُحْلِ الْجِلَاءِ بِاللَّيْلِ وَامْسَحِيهِ بِالنَّهَارِ [91] ( http://majles.alukah.net/#_ftn91).
154. موطأ مالك - (ج 4 / ص 251)
عَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- كَانَتْ تَقُولُ تَجْمَعُ الْحَادُّ رَأْسَهَا بِالسِّدْرِ وَالزَّيْتِ [92] ( http://majles.alukah.net/#_ftn92).
155. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 199)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أَقُولُ هَذَا إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِابْنِي وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ وَقَدْ نَفَعَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- اسْتَهِمَا عَلَيْهِ فَقَالَ زَوْجُهَا مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي فَقَالَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- هَذَا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذْ بِيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ فَأَخَذَ بِيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بِهِ [93] ( http://majles.alukah.net/#_ftn93).
156. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 198)
عن عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي [94] ( http://majles.alukah.net/#_ftn94).
157. سنن أبي داود - (ج 6 / ص 200)
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى مَكَّةَ فَقَدِمَ بِابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ جَعْفَرٌ أَنَا آخُذُهَا أَنَا أَحَقُّ بِهَا ابْنَةُ عَمِّي وَعِنْدِي خَالَتُهَا وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ فَقَالَ عَلِيٌّ أَنَا أَحَقُّ بِهَا ابْنَةُ عَمِّي وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا فَقَالَ زَيْدٌ أَنَا أَحَقُّ بِهَا أَنَا خَرَجْتُ إِلَيْهَا وَسَافَرْتُ وَقَدِمْتُ بِهَا فَخَرَجَ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ وَأَمَّا الْجَارِيَةُ فَأَقْضِي بِهَا لِجَعْفَرٍ تَكُونُ مَعَ خَالَتِهَا وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ [95] ( http://majles.alukah.net/#_ftn95).
158. موطأ مالك - (ج 5 / ص 92)
عن مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَوَلَدَتْ لَهُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ ثُمَّ إِنَّهُ فَارَقَهَا فَجَاءَ عُمَرُ قُبَاءً فَوَجَدَ ابْنَهُ عَاصِمًا يَلْعَبُ بِفِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى الدَّابَّةِ فَأَدْرَكَتْهُ جَدَّةُ الْغُلَامِ فَنَازَعَتْهُ إِيَّاهُ حَتَّى أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقَالَ عُمَرُ ابْنِي وَقَالَتْ الْمَرْأَةُ ابْنِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ خَلِّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ قَالَ فَمَا رَاجَعَهُ عُمَرُ الْكَلَامَ.
يتبع ان شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 10:19]ـ
التهميش
[1] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref1) ينظر في ترجمته: معجم المؤلفين - (ج 11 / ص 221)؛ هدية العارفين - (ج 2 / ص 103)؛ أبجد العلوم - (ج 3 / ص 167)
[2] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref2) أبجد العلوم - (ج 3 / ص 167)
[3] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) هو علم يبحث فيه عن: كيفية استعمال آلة معهودة يتوصل بها إلى معرفة كثير من الأمور النجومية على أسهل طريق وأقرب مأخذ مبين في كتبها كارتفاع الشمس ومعرفة الطالع وسمت القبلة وعرض البلاد وغير ذلك. ينظر: كشف الظنون - (ج 1 / ص 81)؛ و يعد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حبيب البغدادي من ولد سمرة بن جندب الصحابي كان عالماً بالرياضيات. هو أول من عمل الإسطرلاب بالإسلام في خلافة المأمون العباسي. توفي سنة 188.ينظر: هدية العارفين - (ج 1 / ص 1).
[4] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref4) وهو ما نقوم بنشره، ملف وارد مع بعض التحقيقات.
[5] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref5) قال الألباني رحمه الله: في إرواء الغليل - (ج 7 / ص 122):"
كان له في هذه المسألة قولان: أحدهما: وقوع الطلاق بلفظ ثلاث. وعليه أكثر الروايات عنه. والآخر: عدم وقوعه كما في رواية عكرمة عنه. وهي صحيحة. وهي وان كان أكثر الطرق عنه بخلافها فإن حديث طاوس عنه المرفوع يشهد لها. فالأخذ بها هو الواجب عندنا لهذا الحديث الصحيح الثابت عنه من غير طريق وإن خالفه الجماهير فقد انتصر له شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما".
[6] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref6) قال الألباني صحيح.
[7] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref7) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 605 - 606/ 1571) عن مالك به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ لانقطاعه، وقد صح موصولا:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 397 - 398/ 11353) عن الثوري، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. قلت: وهذا سند صحيح".اهـ
[8] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref8) قال الألباني: ضعيف.
[9] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref9) [9] قال الألباني: ضعيف، ابن ماجة (2051)، ضعيف سنن ابن ماجة برقم (444)، ضعيف أبي داود (479/ 2206)، الإرواء (2063).
[10] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref10) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف- رواية أبي مصعب الزهري (1/ 606/1572).وأخرجه الشافعي في الأم (7/ 236) -ومن طريق البيهقي في السنن الكبرى (7/ 343)،و معرفة السنن والآثار (5/ 473/4436) -عن مالك به. قلت: سنده ضعيف؛ لانقطاعه".اهـ
[11] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref11) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 607/1574)، وسويد بن سعيد (324/ 714 - ط البحرين،274/ 344 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (203/ 599).
وأخرجه الشافعي في مسنده (2/ 80/133 - ترتيبه) -ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار (5/ 476/4444) -عن مالك به. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (433/ 1679)، وعبد الرزاق في مصنفه (6/ 358 - 359/ 11185)، والبيهقي في الكبرى (7/ 344) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع به.
قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين".اهـ
[12] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref12) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 606/1573) عن مالك به.
قلت: سنده ضعيف؛ لإعضاله، وقد وصله عبد الرزاق في المصنف (6/ 403/11380)، وسعيد بن منصور في سننه (1694) من طريقين عن جعفر بن مجمد بن علي ابن الحسين، عن أبيه، علي به. قلت: هذا سند ضعيف؛ لانقطاعه".اهـ
[13] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref13) قال الألباني: ضعيف الإسناد (الإرواء: 2088).
[14] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref14) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 601/1558) عن مالك به.
قلت: هذا سند ضعيف؛ لانقطاعه". اهـ
[15] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref15) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 601/1559)، وسويد بن سعيد (322/ 706 - ط البحرين،272/ 340 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (192/ 570).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الشافعي في الأم (7/ 254)،و المسند (2/ 80/133 - ترتيبه) -و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 348و10/ 182) و في معرفة السنن والآثار (5/ 477/4446)،و الخلافيات (ج2/ق125) عن مالك به. قلت: سنده صحيح".اهـ
[16] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref16) قال الألباني: ضعيف، لكنه عن الحسن قوله: صحيح، ضعيف أبي داود (379)، صحيح أبي داود (1914)
[17] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref17) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 337): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
[18] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref18) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 337):رواها كلها الطبراني ورجاله ثقات إلا أن مجاهدا لم يدرك ابن مسعود.
[19] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref19) قال الألباني: ضعيف.
[20] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref20) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 627/1629)، وسويد بن سعيد (332/ 734 - ط البحرين،281/ 355 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (196/ 581).
وأخرجه الشافعي في المسند (2/ 70 - 71/ 112 - ترتيبه) و الأم (5/ 138 - 183)،والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 87)،و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 335) و الخلافيات (ج2/ق122) ومعرفة السنن والآثار (5/ 489 - 490/ 4466)، والبغوي في شرح السنة (6/ 231/2360) من طرق عن مالك به. قلت: سنده صحيح.
وقد صححه شيخنا العلامة الألباني-رحمه الله-في صحيح سنن أبي داود (1924) ".اهـ
[21] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref21) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 646 - 647/ 1683) عن مالك به.
قلت: سنده ضعيف؛ لانقطاعه".اهـ
[22] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref22) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 647/1684) عن مالك به.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (18/ 116):' وأما بلاغ مالك عن ابن مسعود؛ فلا أحفظه عنه إلا منقطعا غير متصل') ".اهـ.
[23] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref23) قال الألباني حسن صحيح.
[24] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref24) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 651 - 652/ 1695)، وسويد بن سعيد (341/ 761 - ط البحرين،290/ 366 - ط دار الغرب)،و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 358) و في معرفة السنن والآثار (5/ 494/4474)،و الخلافيات (ج2/ق131) من طرق عن مالك به.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 408/11410و11411) من طريقين عن ثابت به بنحوه.
قلت: سنده صحيح".اهـ
[25] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref25) قال الألباني: ضعيف جداً والصحيح موقوف.
[26] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref26) قال الألباني: حسن.
[27] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref27) قال الألباني: ضعيف.
[28] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref28) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 631 - 632/ 1640)، وسويد بن سعيد (336/ 746 - ط البحرين، ص285 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (187/ 557).وأخرجه الشافعي في الأم (5/ 257)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 62) و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 182) و في معرفة السنن والآثار (5/ 509/4497).قلت" وهذا سند صحيح على شرط الشيخين".اهـ
[29] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref29) قال الألباني: ضعيف.
[30] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref30) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 632/1641)، وسويد بن سعيد (336/ 747 - ط البحرين، ص285 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (188/ 560).
وأخرجه الشافعي في الأم (5/ 257 - 258)،و المسند (2/ 76/121 - ترتيبه) والقديم؛ كما معرفة السنن والآثار (5/ 499) و البيهقي في معرفة السنن والآثار (5/ 498/4480و499/ 4481) و في السنن الكبرى (7/ 360)، و السنن الصغير (3/ 125/2696)، والحافظ ابن حجر في عشاريته (96/ 96) عن مالك به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين".اهـ
[31] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref31) قال الألباني: ضعيف.
[32] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref32) قال الألباني: صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
[33] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref33) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 650 - 651/ 1694)، وسويد بن سعيد (341/ 760 - ط البحرين، ص289 - 290 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (190/ 566). وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 351/11150) عن مالك به.
وأخرجه الشافعي في الأم (5/ 250)، ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار (5/ 505/4492) وعبد الرزاق في المصنف (6/ 351/11149و11150)،وسعيد بن منصور في سننه (1/ 398/152و1526) و البيهقي في الكبرى (7/ 364 - 365) من طرق عن الزهري به.
قلت: سنده صحيح ".اهـ
[34] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref34) قال الألباني: ضعيف.
[35] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref35) قال الألباني: ضعيف. انظر حديث رقم: 6244 في ضعيف الجامع الصغير.
[36] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref36) قال الألباني: صحيح.
[37] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref37)
[38] (http://majles.alukah.net/#_ftnref38) قال الألباني: صحيح.
[39] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref39) قال الألباني: حسن.
[40] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref40) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 334): رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اهـ، وهو وهم منه رحمه الله: ففي السند أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري: عن جده قال الدارقطني كذاب وقال بن عدي حدث عن جده عن الشافعي بحكايات بواطيل يطول ذكرها. ينظر: لسان الميزان - (ج 1 / ص 78)
[41] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref41) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 337): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
[42] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref42) قال الألباني: ضعيف.
[43] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref43) قال الألباني: صحيح.
[44] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref44) قال الألباني: صحيح.
[45] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref45) قال الألباني: صحيح.
[46] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref46) قال الألباني: ضعيف.
[47] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref47) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 5 / ص 11): رواه الطبراني وقتادة لم يدرك عليا ولا ابن مسعود ولم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
[48] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref48) قال الألباني: حسن.
[49] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref49) قال الألباني: ضعيف.
[50] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref50) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف حسن-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 612/1588)، وسويد بن سعيد (326/ 719 - ط البحرين، ص275ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (190/ 565).
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (6/ 435 - 436/ 11550) وسعيد بن منصور في سننه (290/ 1023 - ط الأعظمي) والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 133/2414 - ترتيبه)، و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 383) عن مالك به. قال الطحاوي: (فكان هذا الحديث منقطع الإسناد غير متصل بعمر).
قال البيهقي: (هذا منقطع؛ القاسم بن محمد لم يدرك عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-).
قلت: هو كما قالا. لكن وصله الطحاوي (4/ 134/2415) بسند صحيح عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن القاسم بن محمد، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن عمر به.
قلت: وهذا سند متصل حسن الإسناد؛ يحيى بن عبد الله؛ صدوق.
[51] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref51) قال الألباني: حسن.
[52] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref52) قال الألباني: حسن. دون قوله: والعرق.
[53] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref53) قال الألباني: صحيح.
[54] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref54)
[55] (http://majles.alukah.net/#_ftnref55) قال الألباني: صحيح.
[56] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref56) قال الألباني: صحيح.
[57] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref57) قال الهيثمي في مجمع الزوائد - (ج 5 / ص 12): رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن اسحق ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال ا لصحيح. اهـ. وقد رواه عبد الرزاق في مصنف - (ج 7 / ص 97) قال: عن الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع. ذكره مرسلا.
[58] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref58) رواه البزار ورجاله ثقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
[59] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref59) مجمع الزوائد - (ج 5 / ص 13): رواه الطبراني. وإسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح.
[60] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref60) قال الألباني: صحيح.
[61] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref61)
[62] (http://majles.alukah.net/#_ftnref62) قال الألباني: ضعيف.
[63] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref63) قال الألباني حسن صحيح.
[64] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref64) قال الألباني صحيح.
[65] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref65)
[66] (http://majles.alukah.net/#_ftnref66) قال الألباني: ضعيف.
[67] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref67) قال الألباني حسن.
[68] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref68) قال الألباني: ضعيف.
[69] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref69) قال الألباني صحيح.
[70] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref70) قال الألباني صحيح.
[71] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref71) قال الألباني صحيح.
[72] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref72) قال الألباني حسن.
[73] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref73) قال الألباني حسن.
[74] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref74) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 637/1656)، وسويد بن سعيد (337/ 750 - ط البحرين، ص286 - ط دار الغرب)، ومحمد بن الحسن (205/ 603).
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 61) و الشافعي في الأم (5/ 209)،و المسند (2/ 110/197 - ترتيبه) و البيهقي في السنن الكبرى (7/ 415) و معرفة السنن والآثار (6/ 26/4604) و الخلافيات (ج2/ق158) عن مالك به. قلت: سنده صحيح."اهـ
[75] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref75) قال الألباني صحيح.
[76] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref76) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف صحيح-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 620 - 621/ 1614)، وسويد بن سعيد (330/ 731 - ط البحرين، ص279 - ط دار الغرب).
وأخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 315 - 316)، و الصغير (3/ 105/2635و172/ 2844) من طريق الشافعي وابن بكير، عن مالك به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين.
[77] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref77) قال الألباني صحيح موقوف.
[78] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref78) قال الألباني صحيح.
[79] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref79) قال الألباني صحيح.
[80] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref80) قال الألباني صحيح.
[81] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref81) قال الألباني صحيح.
[82] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref82) قال الألباني صحيح الإسناد.
[83] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref83) قال الألباني صحيح.
[84] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref84) قال الألباني صحيح.
[85] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref85) هذا الحديث المروي بلاغاً، لم نجد له مستند، وجاء في مشكاة المصابيح، ولم يتم الألباني: دراسته.
[86] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref86) قال الألباني صحيح مقطوع.
[87] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref87) قال الألباني صحيح.
[88] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref88) قال الألباني صحيح.
[89] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref89) قال الألباني صحيح.
[90] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref90) قال سليم بن عيد الهلالي:" ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 664/1725)، وأخرجه الشافعي في الأم (5/ 231 - 232) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 440) و في معرفة السنن و الآثار (6/ 62 - 63/ 4679) من طريقين عن مالك به. قلت: سنده ضعيف؛ لانقطاعه، وبه أعله البيهقي".اهـ
[91] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref91) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 663/1721)،وأخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 440) من ابن بكير، عن مالك به. قلت: سنده ضعيف؛ لانقطاعه، وبه أعله البيهقي".اهـ
[92] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref92) قال سليم بن عيد الهلالي:" موقوف ضعيف-رواية أبي مصعب الزهري (1/ 53/1728)،.قلت: سنده ضعيف؛ لانقطاعه ".اهـ
[93] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref93) قال الألباني صحيح.
[94] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref94) قال الألباني حسن.
[95] ( http://majles.alukah.net/#_ftnref95) قال الألباني صحيح.
من اعداد الأخ أبو ابراهيم(/)
بشرى سارة لمحبي العلم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 02:05]ـ
بشرى سارة لمحبي العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بإذن الله تعالى إعتباراً من يوم السبت القادم 18 رجب 1430هـ
سيبدأ الشيخ محمد عيد العباسي " من كبار تلاميذ العلامة الألباني "
بشرح المنظومة البيقونية " في علم الحديث " ولمدة خمسة أيام الساعة الثانية عشرة ليلاً بتوقيت مكة
وذلك في غرفتكم غرفة معاً إلى الله
http://174.129.97.235/login.asp?r=33c33710
رابط الدخول عن طريق العادي
http://174.129.97.235/login.asp?r=33c33710&j=0(/)
ساعدوني في تحرير هذا الموضوع: تقريب السنة بين يدي الأمة
ـ[أبوعبدالرحمن الغنينوي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 04:16]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد.
فأرجو من الإخوة المتخصصين في علم الحديث التوجيه والإقتراحات حول هذا الموضوع: (تقريب السنة بين يدي الأمة في العصر الحاضر الشيخ الألباني نموذجا) وهو عنوان رسالتي في مرحلة الدكتورة, وأنا الآن مقبل على سياغة خطة البحث, فبيت القصيد من الموضوع, هو دراسة عن الوضع العام عن علم الحديث في الوقت الراهن من حيث مناهج المعاصرين في تقريب السنة - رواية ودراية- دراسة نقدية, ثم يتركز البحث على منهج الشيخ الألباني في ذلك.
لو تفضل الإخوة بالإشارة إلى مواضع هامة في مثل هذا البحث حتى أستفيد من أرآئكم, ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا من حراس السنة النبوية مع الإخلاص في العلم والعمل. والسلام عليكم
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 07:29]ـ
ما أبديه، و هو رأيي .. ،:
أن تتكلم -كمقدمة-عن مكانة السنةفي الإسلام .. ، و لعل هذا لا يخفى على مثلك .. ،
كما انه لم يمكن التحدث عن تقريب السنة للأمة في هذا العصر .. ، إلا بربطه بنشأة تقريب السنة تاريخيا، كما هو باد من صنيع أصحاب الصحاح و السنن و المسانيد، الذين جمعوا الأحاديث في هذه الكتب ليقربوها للامة .. ،و لتسهيل مأخذها .. ،
و أرى أن أصحاب كتب (الأطراف) يعدون من هذا الباب ... ،
ثم بعد هذا الربط التاريخي، تلج إلى هذا العصر مع إشارة إلى ما عرفه هذا العلم من ركود و خمود، و تذكر أهم الأعلام الذين عرفوا بخدمة السنة النبوية و إحيائها في العصر الحاضر - بإيجاز -، بعد ذلك تدلف إلى بيت القصيد، وهو الدور الذي قام به الطود الشامخ، ذو القدم الراسخ، و شيخ المشايخ الإمام الألباني - رحمه الله - في تقريب السنة للأمة مع بيان التهج الذي نهجه في تحقيق ذلك،
هذا ما بدا لي على عجل .. ، و أسأل الله أن يوفقك لإتمام هذا المشروع الجليل .. ،
ـ[أبوعبدالرحمن الغنينوي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 08:15]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التوجيه(/)
نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني (رحمه الله)
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 04:31]ـ
نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ الألباني (رحمه الله)
العلامة الشيخ
العلامة الشيخ ناصر الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، والشيخ الألباني حجة في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.
مولده ونشأته
* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 ه الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للأقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
* أتم العلامة الألباني دراسته الإبتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامه بهجة البيطار.
* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادهاحتى صار من أصحاب الشهره فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنه وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
تعلمه الحديث
توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به:
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب " المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " و هو مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب " الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح
(يُتْبَعُ)
(/)
(رحمهم الله).
نشاط الشيخ الألباني الدعوي
نشط الشيخ في دعوته من خلال:
أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
- فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنه لسيد سابق.
ب) رحلاته الشهريه المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفه، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى .... و هجرته
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السوريه، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للإعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الاسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعمال ... انجازات ... جوائز
لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:
1) كان شيخنا- رحمه الله - يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار - رحمه الله - مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي- رحمه الله - إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 ه، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اخير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 ه.
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعة فيما بعد بعنوان " الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام"
8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان"منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
12) للشيخ مؤلفات ( http://www.albani.org/Arabic/books/writing1.htm) عظيمة و تحقيقات ( http://www.albani.org/Arabic/books/tahqeq1.htm) قيمة، ربة على المئة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شيء من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
(يُتْبَعُ)
(/)
13) و لقد كانت قررت لجنة الإختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م، و موضوعها " الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المئة.
ثناء العلماء عليه
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني)
وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمه على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم.
وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين:
فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلىعلم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
(عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن، ألا وهو أستاذي محمد ناصر الدين الألباني - حفظه الله وبارك فيه).
وقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى:
(لو أن شهادات أهل العصر من شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر اجتمعت، فصيغ منها شهادة واحدة، ثم وضعت على منضدة تاريخ العلماء فإني أحب أن تكون شهادة صادقة في عالم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين).
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي
قول الشيخ عبد العزيز الهده: "ان العلامه الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".
الشيخ عبد الله العبيلان
عزي نفسي و إخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، و في الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، و مع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة السلفية و العمل بالسنة و التحذير من البدع لكان كافياً، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش و الذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر و قد توفي في سن مبكرة، يقول رحمه الله: منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة و الدقة مثل الشيخ ناصر.
وقال الشيخ مقبل الوادعي:
(والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]
وقال الشيخ عبد الله السبت:
(لا اعلم على وجه الأرض من هو اعلم من الألباني)
آخر وصية للعلامة المحدث
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة - أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره - هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبره قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش ...
و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت ..
وأوصي بمكتبتي- كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً- بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة 1420ه، الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، و دفن بعد صلاة العشاء.
و قد عجل بدفن الشيخ لأمرين أثنين:
الأول: تنفيذ و صيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ رحمه الله و التي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته رحمه الله فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ إلا المقربين منهم حتى يعينوا على تجهيزه و دفنه، بالإضافه إلى قصر الفترة ما بين وفات الشيخ و تدفنه، إلا أن آلاف المصلين قد حضروا صلاة جنازته حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي سليم]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 06:27]ـ
رحم الله شامة الشام .... بارك الله فيك اخي على ذا التذكير(/)
كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 08:06]ـ
كتابة الحديث في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم و صحابته
وأثرها في حفظ السنة
إعداد الأستاذ الدكتور
أحمد معبد عبدالكريم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ..
فإن العناية بتلقي السنة النبوية المطهرة عن مصدرها المباشر، وهو الرسول، ثم عن صحابته الكرام فمن بعدهم، قد توافر فيها ثلاثة جوانب، متزامنة، ومتكاملة، وهي:
1 - حفظ الصدور 2 - حفظ السطور
3 - حفظ التطبيق العملي بالقلوب والجوارح آناء الليل والنهار.
وتناول مسيرة هذه الجوانب الثلاثة بالتفصيل وبيان مظاهرها وثمارها يضيق عنه المقام، وليس من مطالب هذا البحث.
حيث إن مقصوده هو تناول معالم فترة معينة في جانب معين وهو كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته -رضي الله عنهم - وأثرها في حفظ السنة المطهرة، وذلك لأن هذا الجانب في هذه الفترة قد خفي الكثير من حقائقه على عدد غير قليل من الباحثين الشرقيين والمستشرقين، وبالتالي اختلفت الأنظار حوله حتى وجهت إلى السنة المطهرة بسبب التصور الخاطئ له بعض الانتقادات المغرضة، كما سنشير إلى ذلك في موضعه من هذا البحث إن شاء الله.
تمهيد
الأُمِيُّون وحفظ السنة في الصدور:
يقول الله عز وجل:* ghijklm) [ الحجر:9]. والذكر هنا هو القرآن الكريم، وقد قررت هذه الآية بوضوح وتأكيد أن الله تعالى بعظمته العليا كما تفرد بإنزاله على رسوله الكريم، فقد تفرد أيضا بحفظه وصيانته العامة الأبدية من أي تحريف أو دخيل، ومن لوازم حفظه
-سبحانه- لكتابه العظيم، أنه حفظ أيضًا سنة رسوله r التي جعلها بيانا له معصوما من الخطأ، لصدوره من مقام النبوة الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولما كانت بداية بعثته صلى الله عليه وسلم في الأميين لحكم سامية، فإن المرحلة الأولى لتلك البعثة قد شاعت فيها أمية القراءة والكتابة بلغة العرب التي اختارها -الله تعالى- لتكون لغة القرآن الكريم، ولم تكن تلك الأمية مثل أمية عصورنا هذه التي تحول بين صاحبها وبين سلامة النطق واستقامة الفهم لما يسمعه، بل كان من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم كونه أميًا، وكان الأمي من العرب الخلص يتمتع بسليقة أصيلة تجعله ينطق العربية نطقًا صحيحًا، ويفهمها فهمًا سديدًا.
كما كان العربي الأمي يتمتع أيضًا بحافظة تفوق قوتها ودقتها الوصف بحيث جعل الغالب فيهم تعويله الأصلي عليها بما يعوضه في غالب أمره عن حفظ الكتابة والقراءة، بل إن محمد بن عكرمة بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال: «كان ابن شهاب يختلف إلى الأعرج -يعني عبدالرحمن بن هرمز صاحب أبي هريرة فيسأله الحديث، ثم يأخذ قطعة ورق فيكتب بها ثم يتحفظ، فإذا حفظ الحديث مزق الرقعة». وفي رواية: كنا نأتي الأعرج ويأتيه ابن شهاب، فنكتب، ولا يكتب ابن شهاب، فربما كان الحديث فيه طول فيأخذ ابن شهاب ورقة من ورق الأعرج ثم يكتب، ثم يقرأ، ثم يمحوه مكانه، وربما قام بما معه فيقرؤها ثم يمحوها ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)).
وروى الفسوي في تاريخه من طريق عبدالرحمن بن سلمة الجمحي قال: سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يحدث عن رسول الله r حديثًا فكتبته، فلما حفظته محوته: «قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافًا وصبر على ذلك» ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)).
ومن هذا يستفاد أهمية الحفظ للسنة في الصدور ومدى الاعتماد عليه في عهد الصحابة والتابعين.
المبحث الأول: الإذن النبوي العام لمن سمع منه صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما سمع ورد الشبه عن ذلك إجمالا
لكن رغم هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل الكتابة وأذن في استعمالها في حفظ السنة النبوية طالما توافر تمييزها عن المكتوب من القرآن الكريم من جهة، وكانت الكتابة محققة لغاية الحفظ المطلوب للسنة أو لتبليغها للغير من جهة أخرى.
وبهذا صارت السنة النبوية تحفظ عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن صحابته بطريقين متكاملين ومتزامنين في أوقات كثيرة.
الأولى: طريقة التلقي بالسماع أو المشاهدة أو غيرهما، وحفظ المُتلَقّي في الذاكرة فقط دون كتابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثانية: طريقة الكتابة بجانب الحفظ في الذاكرة وذلك في ما كان متيسرًا مما يكتب عليه حينذاك، من العظام والجلود والأوراق.
لكن هذه الطريقة الثانية لم تأخذ حظًا كافيًا من إظهار دلائلها وصور العناية بها، وتعداد من قام بها من الصحابة والتابعين في مباحث خاصة بذلك، ولعل ذلك لأنها لم تكن محل شك أو إنكار في عصور تدوين السنة في مصنفات خلال القرن الثاني والثالث.
لكن جاء في العصور المتأخرة غير واحد، ممن ينسبون إلى البحث والاطلاع والتمحيص ينتقدون السنة النبوية من جهة عدم العناية بكتابتها وتدوين مروياتها وتصنيفها في مصنفات متداولة إلا في وقت متأخر عن عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، ويرتبون على ذلك الزعم بكثرة الدخيل فيها عند تصنيفها المتأخر عن عصر النبوة والصحابة.
وقد نهض -بحمد الله- من الباحثين المخلصين مَن ناقش هذه الانتقادات وردها جملة وتفصيلاً بالأدلة المناسبة، وذلك مثل الشيخ المعلمي - رحمه الله- في كتاب: «الأضواء الكاشفة» والدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه: «السنة قبل التدوين» يعني قبل كتابتها كتابة عامة بأمر الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز في مدونات جامعة، والأستاذ الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه: «دراسات في الحديث النبوي» ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3)) وغير هؤلاء كثير.
وما أقدمه اليوم هو مساهمة متواضعة في البيان الواقعي للعناية الظاهرة بكتابة السنة النبوية في عصره صلى الله عليه وسلم وعصر صحابته الكرام، مع الإذن العام في ذلك فمن وقائع عنايته صلى الله عليه وسلم بكتابة السنة: ما رواه رافع بن خديج -رضي الله عنه- قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نتحدث فقال: «ما تحدثون؟» فقلنا: ما سمعنا منك يا رسول الله، قال: «تحدثوا وليتبوأ مقعده مَن كذب عليَّ من جهنم» ومضى لحاجته، وسكت القوم فقال: «ما شأنهم لا يتحدثون؟» قالوا: للذي سمعناه منك يا رسول الله. قال: «إني لم أرد ذلك، إنما أردت مَن تعمد ذلك» فتحدثنا، قال: قلت: يا رسول الله إنا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: «اكتبوا ذلك ولا حرج» ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4)).
وفي الحديث كما نرى أمر بمعنى الإذن في كتابة الحديث عمومًا مع اجتناب الكذب عليه صلى الله عليه وسلم قولاً وكتابة.
وللحديث شواهد منها:
ما أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 106) من طريق عبدالله بن المؤمل، والنسائي في الكبرى (التحفة 3/ 8885) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح، عن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قيدوا العلم» قلت: وما تقييده؟ قال: «كتابته».
وروي الحديث عن أنس -رضي الله عنه- مرفوعًا وموقوفًا ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5)) وتضعيف المرفوع ينجبر بالشاهد السابق والآتي.
ولفظ رواية النسائي: إن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: يا رسول الله إنا نسمع منك أحاديث أفتأذن لنا أن نكتبها؟ قال: «نعم» فكان أول ما كَتبَ: كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة. «لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولا بيع وسلف جميعًا…» الحديث.
وما في سند هذا الحديث من عنعنة ابن جريج ينجبر بباقي الطرق السابقة واللاحقة فيرتقي إلى الصحيح لغيره ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)) وعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله r فنهتني قريش، وقالوا: تكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله r فأومأ بإصبعه إلى فيه فقال: «اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق» ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7)).
وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ما من أصحاب النبي r أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية لأحمد وغيره أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: إلا ما كان من عبدالله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعي بقلبه، وكنت أعي ولا أكتب بيدي، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتابة فأذن له ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9)).
وبهاتين الروايتين ينجبر ضعف غيرهما مما تقدم، من حديث رافع بن خديج وأنس وبعض طرق حديث عبدالله بن عمرو ويكون ما ذكره الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- في مجلة المنار ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10)) وتابعه غيره ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)) من الاقتصار على تضعيف بعض طرق حديث عبدالله بن عمرو، وحديث أنس -رضي الله عنه- مِنْ بعض طرقه مردود عليه بوجود ما يشهد له من الصحيح والحسن كما ترى.
كما أن حديث أبي هريرة السابق ينبغي أن يلاحظ فيه أمران متعلقان بموضوعنا:
الأمر الأول: المنافسة الظاهرة بين أبي هريرة وبين عبدالله بن عمرو رضي الله عنهم في حفظ ما تلقياه عن الرسول r بما يدل على علو همة مَنْ تصدَّى لهذه المهمة من الصحابة الكرام، وحرصه على القيام بها على أتم وجه.
الأمر الثاني: توافر عوامل طريقتي الحفظ معًا وهما حفظ الصدور من أبي هريرة، وحفظ الصدور والسطور من عبدالله بن عمرو -رضي الله عن الجميع- بحيث لا يُظن من اقتصار أبي هريرة عن حفظ الصدور أن محصلته كانت أقل أو ضبطه كان أضعف.
وذلك لأن ابن الجوزي وغيره ذكروا أن أبا هريرة قد رُوي عنه (5374) حديثًا ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12)) في حين ذكروا أن عبدالله بن عمرو قد روي عنه (700) حديث وقيل أقل من ذلك ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13)).
كما أن أبا هريرة أتيحت له فرصة ذهبية جعلت لحفظه مزية عليا حيث إن رسول الله r حدَّث يومًا وقال: أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لم ينس شيئًا سمعه؟ قال أبو هريرة: فبسطت بردة عليّ حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14)). ومن أجل ذلك قال الذهبي: كان حفظ أبي هريرة الخارق، من معجزات النبوة ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15)), وشهد له به غير واحد من الصحابة عن رؤية ومعايشة علمية، واختبار ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16)).
([1]) مكتفيا بالحفظ. انظر: ترجمة الإمام الزهري من تاريخ ابن عساكر (ص 60 - 62) ط/ مؤسسة الرسالة.
([2]) «المعرفة والتاريخ» للفسوي (2/ 523).
([3]) وهذه الكتب الثلاثة طبعت عدة طبعات.
([4]) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل واللفظ له حديث (331)، والخطيب في تقييد العلم (ص72 - 73)، والطبراني في الكبير 4/ حديث (4410) مع اختصار القصة في أوله، ثلاثتهم من طريق عبدالرحمن ابن ثوبان قال: حدثني أبو مدرك، قال: حدثني عباية بن رفاعة بن رافع، ابن خديج عن رافع به؛ وأبو مدرك هو عبدالله بن مدرك الأزدي شامى – ذكره ابن عبدالبر في الاستغناء (1911) ولم يذكر في حاله شيئا ولا ذكر راويًا عنه سوى ابن ثوبان وينظر تهذيب الكمال (14/ت3149) «عباية بن رفاعة» وعلى هذا فأبو مدرك هذا مجهول، وهو غير «أبي مدرك» المذكور في الميزان (4/ 10589)، «واللسان» (7/ 1117 - 1118) مع وصف الدارقطني له بأنه متروك.
([5]) تقييد العلم (ص97)، وجامع بيان العلم 1/ 395)، والمستدرك (1/ 106)، ومسند الشهاب (637).
([6]) ينظر مختصر استدراك الحافظ الذهبي لابن الملقن (1ح 19) بتحقيق د/ سعد الحميد.
([7]) أخرجه الإمام أبو داود حديث (3646)، وبنحوه أخرجه الإمام أحمد (2/ 207/ح 6930)، والحاكم (1/ 105) وصححه، وأقره الذهبي، وقال الحافظ في الفتح (1/ 207): إن طرقه يقوي بعضها بعضًا.
([8]) صحيح البخاري (مع الفتح) كتاب العلم حديث (113).
([9]) المسند (2/ 403/ح 9231)، والفتح (1/ 207).
([10]) مجلة المنار (10/ 763 - 766).
([11]) ينظر تقييد العلم للخطيب بتحقيق يوسف العش (73 حاشية 143).
(يُتْبَعُ)
(/)
([12]) ينظر تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي (363) وسير النبلاء (3/ 594).
([13]) تلقيح فهوم أهل الأثر: 363.
([14]) أخرجه البخاري كتاب الحرث والمزارعة برقم (2350) ومسلم، واللفظ له، في فضائل الصحابة برقم (2492) كلاهما من حديث أبي هريرة.
([15]) السير (2/ 594).
([16]) سير النبلاء (2/ 598، 603، 604، 606، 607).
يتبع بإذن الله
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 08:27]ـ
المبحث الثاني: مما كتبه وصنفه الصحابة
قد سبق أن ذكرت أن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قد أذن له الرسول r بأن يكتب عنه كل ما يصدر منه في كافة أحواله من الغضب والرضا، وأن العلماء استدلوا بهذا على جواز ذلك أيضًا لغير عبدالله ابن عمرو من الصحابة.
وقد جاء عن عبدالله بن عمرو نفسه ما يفيد وقوع ذلك فعلاً، فعن أبي قبيل المعافري قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- وسُئِل: أي المدينتين تفتح أولاً: القسطنطينية ([1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn1) ) أو رُومِيَّة؟ ([2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn2) )، قال: فدعا عبدالله بن عمرو بصندوق له حَلَق، قال: فأخرج منه كتابًا فجعل يقرؤه، قال: فقال عبدالله: بينما نحن حول رسول الله r نكتب، إذ سئل رسول الله r أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟
فقال النبي r: « بل مدينة هرقل أولاً تفتح» ([3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn3) ) يعني القسطنطينية.
وتقدم في حديث عبدالله بن عمرو هذا أيضًا: قلت: يا رسول الله إنا نسمع منك أحاديث لا نحفظها، أفلا نكتبها؟ قال: «بلى فاكتبوها» فمن قول عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- «أفلا نكتبها»، وقوله r « اكتبوها». ومن قوله في الحديث السابق «بينما نحن حول رسول الله r نكتب» يستفاد أن الكتابة للسنة كانت تقع بين يدي رسول الله r مباشرة، بعلمه وموافقته، وأن عبدالله بن عمرو استأذن الرسول r لنفسه ولجماعة معه، وأذن الرسول r لجماعتهم فقال: «اكتبوها». وبمقتضى هذا الإذن كانوا يجتمعون حوله r ويكتبون كتابة جماعية، كما يستفاد من الحديث الأول أن عبدالله بن عمرو كان يعتني بصيانة ما كان يكتبه عن رسول الله r في صندوق خاص حتى لا يتطرق إليه تلف أو ضياع أو دخيل، وهذا يعد تأصيلاً لما ذكره علماء المصطلح في ضبط الكتاب، دون أن يذكروا له مثالاً كهذا، ويستفاد كذلك أن عبدالله بن عمرو كان يخرج المكتوبات التي في هذا الصندوق، ويحدث منها بقراءته ويسمع منه جماعة الحاضرين، ومنهم من يسأله، كما يفيده قول الراوي عنه: «كنا عند عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- وسئل…» وقول الراوي: إن الصندوق الذي أخرج عبدالله منه المكتوب الذي حدثهم به كان له «حلق» إشارة منه لتأكده من مناسبة الحديث وملابساته، ووجود تلك الحَلَق في الصندوق تفيد، إما كبر حجمه، بحيث وُضع له حَلَق تُسهل حملَه ونقلَه، وإما مزيد العناية بوضع حلق فيه لإحكام إغلاقه.
كما أن هذا يدل على أن ما كتبه عبدالله بن عمرو عن رسول الله r لم يكن صحيفته المشهورة فقط، والتي كان يعتز بها، ويسميها (الصادقة) كما سيأتي ذكره، ولكن كان ما كتبه عنه r أكثر، بحيث احتاج في حفظه وصيانته إلى صندوق له حَلَق مما يدل على أنه كان كبير الحجم.
وقد حكم الذهبي بتحسين حديث الصندوق المذكور، ثم قال: «وهو دال على أن الصحابة كتبوا عن النبي r بعض أقواله…، ثم قال: وكتبوا عنه كتاب الديات، وفرائض الصدقة، وغير ذلك» ([4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn4) ).
وقال أيضًا عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه-: «وكَتَبَ الكثيرَ بإذن النبي r وترخيصه له في الكتابة بعد كراهيته للصحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن، وسوَّغ ذلك النبيُّ r ثم انعقد الإجماع بعد اختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- على الجواز والاستحباب لتقييد العلم… ثم قال الذهبي أيضًا: والظاهر أن النهي كان أولاً لتتوافر هممهم على القرآن وَحْدَه، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنة النبوية، فيؤمن اللبس، فلما زال المحذور واللبس ووضح أن القرآن لا يشتبه بكلام الناس، أذن في كتابة العلم، والله أعلم» ([5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn5) ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تقدم أن مجمل مرويات عبدالله بن عمرو بن العاص بلغت (700) حديث أو أقل، ولو أننا استعرضنا ما توافر لدينا من أدلة معتد بها على ما كتبه عبدالله بن عمرو بنفسه، وما كتبه عنه بعض من سمع منه، فسنجد أن ذلك يكوِّنُ نسبة غير قليلة من مجموع ما تقدم ذكره من أحاديثه المدونة في كتب الحديث الأصلية من الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها.
كما جاءت عنه بعض روايات أنه كان يحتفظ ببعض الآثار الموقوفة:
فروى عمرو بن شعيب قال: وجدنا في كتاب عبدالله بن عمرو، عن عمر بن الخطاب قال: «إذا عبث المعتوه ([6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn6) ) بامرأته، أُمر وَليُّهُ أن يُطلِّق» ([7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn7) ).
وفي رواية أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: «أنه يُؤجَّل سَنَةً، فإن برئ، وإلا فرق بينه وبين امرأته» ([8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn8) ).
وجاء عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أن مما كتبه عن رسول الله r صحيفة سماها (الصادقة) فعن مجاهد قال: أتيت عبدالله بن عمرو فتناولت صحيفة من تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئًا، قال: «هذه الصادقة، هذه ما سمعت من رسول الله r ليس بيني وبينه (فيها) أحد، إذا سلمتْ لي هذه، وكتاب الله - تبارك وتعالى- والوَهْط ([9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn9) ) فما أبالي ما كانت عليه الدنيا» ([10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn10 ))، ومن ذلك يفهم أن عنايته بكتابة السنة، لم تشغله عن عنايته بالقرآن الكريم.
وجاءت عنه رواية أخرى قال فيها: أما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله r وأما الوَهْط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص، وكان يقوم عليها ([11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn11 )).
ونقل الذهبي عن بعض العلماء قوله: ينبغي أن تكون تلك الصحيفة أصح من كل شيء؛ لأنها مما كتبه عبدالله بن عمرو عن النبي r والكتابة أضبط من حفظ الرجال ([12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn12 )).
ويذكر الدارسون: أن هذه الصحيفة الصادقة هي التي رواها عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو ([13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn13 )).
فإذاً ومَنْ يقف على وصف محتوياتها يظهر له أن تسميتها صحيفة ليس معناه أنها عبارة عن ورقة واحدة كما هو المتبادر؛ بل كانت أوراقًا كثيرة، فقد وقف ابن حبان على نسخة منها ورواها عن شيخه أبي يعلى الموصلي وقال: في نسخة كتبناها عنه طويلة ([14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn14 )).
فالمراد بالصحيفة أو النسخة في اصطلاح المحدثين: مجموعة الأحاديث التي رُويت بإسناد واحد ولو بلغت أوراقًا كثيرة مثل صحيفة أو نسخة عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده، وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده ([15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn15 )).
وقد أطلق ابن معين وغيره على صحيفة عمرو بن شعيب اسم «الكتاب» ([16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn16 )).
ومن آخر البحوث المتخصصة عن عدد أحاديثها ما قرر فيه صاحبه أنها تبلغ (231) حديثًا غير المكرر أكثر من مرة، وذلك بعد إحصائه لها من عدد من كتب السنن والمسانيد، وعلم الرجال حيث روى كل منها بعض أحاديثها ([17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn17 )).
لكن بعض تلاميذ عبدالله بن عمرو غير: شعيب والد عمرو هذا، ومحمد بن عبدالله بن عمرو، جد شعيب، جاء عنهم أيضًا ما يفيد وجود مكتوبات متعددة عنده، وكان يُسمعهم منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فتلميذه أبو راشد الحمراني ([18] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn18 )) قال: أتيت عبدالله بن عمرو بن العاص فقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول الله r فألقى بين يدي صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله r فنظرت فيها فإذا فيها: أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال له رسول الله r: « يا أبا بكر قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت …» الحديث ([19] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn19 )) وقوله: «هذا ما كتب لي رسول الله r» أي: أذن لي بكتابته عنه، كما في الروايات الأخرى التي سبق بعضها.
وكلام أبي راشد هذا، يفيد أنه كان بمفرده عندما جاء إلى عبدالله بن عمرو وأطلعه على صحيفة مما كتبه، ويعتبر صنيع عبدالله بن عمرو هذا مع تلميذه أبي راشد، من تأصيل التحمل بالمناولة، حيث ألقى بين يديه الصحيفة المكتوب فيها الحديث، وأخبره بأنها مما أذن له الرسول r بكتابته عنه، ثم مكنه من النظر فيها، وقراءة الحديث المذكور منها. ويبدو أن جماعة غير أبي راشد قد رأوا هذه الصحيفة أيضًا، وتحملوا منها رواية الحديث السابق نفسه بلفظ مقارب، فقد قال أبو عبدالرحمن الحُبلي المصري، تلميذ عبدالله بن عمرو أيضًا: أخرج لنا عبدالله بن عمرو قرطاساً ([20] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn20 )) وقال: كان رسول الله r يعلمنا، يقول: «اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء…» الحديث ([21] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn21 )).
فقول أبي عبدالرحمن الحبلي: «أخرج لنا» يفيد أنهم كانوا جماعة، وأن عبدالله بن عمرو قرأ عليهم المكتوب. ومن تلاميذه من روى بعض الأحاديث التي كتبها عبدالله بن عمرو وأرسل بها إليه، فأرض «الوهْط» التي كانت ل عبدالله بن عمرو - كما تقدم - كان له فيها عامل زراعيّ يقال له: «سالم مولى عبدالله بن عمرو» وعرض عليه جيرانه أن يشتروا منه ما يفيض عن حاجة عبدالله بن عمرو من المياه، قال سالم: أعطَوْنِي بفضل الماء من أرضه بالوهْط ثلاثين ألفًا، قال: فكتبت إلى عبدالله بن عمرو، فكتب إلي: لا تبعه، ولكن أقِمْ قِلْدَك ([22] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn22 )) ثم اسق الأدنى فالأدنى، فإني سمعت رسول الله r ينهى عن بيع فضل الماء ([23] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn23 )).
وجاء عن أحد تلاميذ عبدالله أنه أملى عليه بعض حديثه وكتبها عنه في صحيفة وهو: أبو سبرة الهذلي، فقد قال لعبيد الله بن زياد - لما سمعه يجادل في حوض رسول الله r الذي جعله الله له في الآخرة -: ألا أحدثك حديثًا فيه شفاء هذا، إن أباك بعث معي بمالك إلى معاوية، فلقيت عبدالله بن عمرو بن العاص، فحدثني مما سمع من رسول الله r وأملى عليَّ، فكتبت بيدي فلم أزد حرفًا، ولم أنقص حرفًا، حدثني أن رسول الله r قال: «إن الله لا يحب الفحش، أو يبغض الفاحش والمتفحش، قال: ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة، وحتى يؤتمن الخائن، ويُخوَّن الأمين، وقال: «ألا إن موعدكم حوضي عرضه وطوله واحد وهو كما بين أيلة ([24] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn24 )) ومكة» .. الحديث وفيه: «من شرب منه لم يظمأ بعده أبدًا» فقال عبيد الله: ما سمعت في الحوض حديثًا أثبت من هذا، فصدق به، وأخذ الصحيفة فحبسها عنده ([25] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn25 )).
وفي رواية أخرى للحديث: أنه لما حبس عبيد الله بن زياد الكتاب عنده، قال أبو بُسرة: فجزعت عليه، فلقيني يحيى بن يعمر، فشكوت إليه، فقال: والله لأنا أحفظ له من السورة من القرآن فحدثني به كما كان في الكتاب سواء ([26] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn26 )).
وهذه الرواية تفيد أن حفظ الصدور، وحفظ الكتاب كانا متضافرين على صيانة السنة وتعويض أحدهما ما فُقد من الآخر، وأن حفظ الصدور كان من القوة بحيث يطمأن إلى نيابته عن الكتابة عند افتقادها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء أيضًا عن أحد تلاميذ عبدالله بن عمرو من التابعين المصريين، وهو شُفَى بن ماتع الأصبحي المصري ([27] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn27 )): أنه سمع من عبدالله بن عمرو كتابين:
أحدهما: عبارة عن أحاديث قولية وفعلية مرفوعة.
والآخر: فيه ما يتعلق بما يقع آخر الزمن من الفتن وعلامات الساعة إلى يوم القيامة، وذكر ابن يونس: أن نسختي هذين الكتابين قد افتقدتا بإلقاء أحد الناس لهما في النيل ([28] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn28 )) ووصفهما بأنهما كتابان، مع بيان مشتملاتهما إِجمالاً، يستفاد منه أن حجمهما كان كبيرًا، لكن قد عوضنا الله - تعالى- عنهما بما حفظه لنا بعض تلاميذ شُفَي هذا، إما صدرًا، وإما كتابة، ووصل إلينا مدونًا في بعض كتب السنن ([29] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn29 )) والمسانيد وغيرها ([30] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn30 )).
وهكذا يظهر لنا من خلال ما تقدم: أن ماكتبه عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله r كان قدرًا كبيرًا، فمنه ما كان يحفظه في صندوق ذي حلقات، ومنه ما كان يعتز به أكثر فيحفظه تحت فراشه؛ ليكون قريبًا منه.
وبلغت نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحدها قرابة مائتين وخمسين حديثًا مرفوعًا بدون المكرر منها مرة فأكثر لما قدمت.
كما يظهر لنا أن عددًا آخر من تلاميذ عبدالله بن عمرو من غير أهله، قد تلقوا عنه مدونات في أكثر من كتاب، مشتملة على سنن فعلية، أو قولية، في العقيدة والشريعة، كما اشتملت أيضًا على بعض سنن الخلفاء الراشدين.
ويظهر لنا أيضًا أن ما أملاه عبدالله بن عمرو، أو كتب عنه عمومًا، قد انتشر بواسطة تلاميذه في أقطار الإسلام شرقًا وغربًا، كالشام، ومصر، والعراق، وغيرها.
ولم تقتصر عناية الصحابة على الكتابة الإجمالية لمروياتهم دون تنظيمها في مصنفات وأبواب موضوعية، بل وجدنا منهم من يجمع مما تلقاه عن رسول الله r أحاديث متعلقة بموضوع واحد في تصنيف خاص به.
من ذلك أن جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري -رضي الله عنه- المتوفى سنة 78هـ بالمدينة المنورة قد عُرف بأنه حمل عن النبي r علما كثيرا نافعا، وعرف بالفقه والفتوى والرحلة في طلب الحديث، ومروياته المسندة -كما ذكر الحافظ الذهبي - (1540) حديثاً.
ويعد من أول من صنف الحديث على الموضوعات من الصحابة حيث ذكر الذهبي أن له منسكاً ([31] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn31 )) صغيراً في الحج، أخرجه مسلم في صحيحه ([32] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn32 )).
وعند مراجعة صحيح مسلم نجد مصداق ذلك فعلا حيث إنه في كتاب الحج باب حجة النبي r أخرج من طريق حاتم بن إسماعيل المدني عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: دخلنا على جابر بن عبدالله، فسأل عن القوم ([33] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn33 )) حتى انتهى إلىَّ فقلت أنا محمد بن علي بن حسين، فأهوى بيده إلى رأسي، فنزع زِرّي الأعلى ([34] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn34 )) ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفه بين ثدْيَيَّ وأنا يومئذ غلام شباب فقال مرحبا بك يا بن أخي، سل عما شئت، فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصلاة، فقام في نساجة ([35] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn35 )) ملتحفا بها، كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها، ورداؤه إلى جنبه على المشجب ([36] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn36 )) فصلَّى بنا، فقلت: أخبرني عن حجة رسول الله r الحديث بطوله ([37] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn37 ))، ويقع في ست صفحات من المطبوع، ثم أخرج رواية أخرى هذه من طريق غياث بن طلق عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أتيت جابر بن عبدالله فسألته عن حجة رسول الله r وأحال ببقية المتن على الرواية السابقة بنحوها، ثم ذكر زيادة في هذه الرواية تبلغ ثلاثة أسطر، وأتبعها برواية ثانية من طريق غياث أيضا بذكر زيادة نحو سطرين، ورواية ثالثة من طريق سفيان عن جعفر عن أبيه به بزيادة نحو سطرين، ورواية من طريق مالك وخامسة من طريق مالك وابن جريج كلاهما عن جعفر بن محمد عن
(يُتْبَعُ)
(/)
أبيه، بزيادة تتعلق بالطواف ([38] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn38 )) وقد انفرد مسلم عن البخاري برواية هذا الحديث فعلا ([39] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn39 )). ويلاحظ أن الحديث اشتمل على سنة فعلية في أوله وهي صلاة جابر رضي الله عنه بجماعة الحاضرين عنده إمامًا وعليه لباس معين، كما اشتملت الرواية على وصفه في هذه الحالة بأنه كان أعمى، والمعروف أنه -رضي الله عنه- عَمِيَ في آخر عمره - ومقتضاه أنه حدثهم الحديث بطوله من حفظه، لا من كتاب، لكن جاء في روايات أخرى أن راوي الحديث عن جابر وهو محمد بن علي بن الحسين كان يذهب مع مجموعة إلى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- ويتلقون عنه الحديث كتابة وتعلما فأخرج ابن عدي والخطيب من طريق يعقوب القُمي عن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال: كنت أنطلق أنا ومحمد بن علي أبو جعفر ومحمد بن الحنفية إلى جابر بن عبدالله الأنصاري، فنسأله عن سنن رسول الله r وعن صلاته، فنكتب عنه ونتعلم منه ([40] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn40 )).
ويلاحظ أن هذه الرواية معبرة عما جاء في رواية مسلم السابقة لأنها ذكرت سؤال محمد بن علي ومن معه لجابر عن سنن رسول الله r التي منها مناسك حجته r التي أمر بأن تؤخذ عنه، وفيها الصلاة وفيها كتابة السائلين لما حدثهم به، وتعلمهم منه كيفية الصلاة. وفي لفظ آخر من طريق يعقوب القمي أيضا: أن عبدالله بن محمد بن عقيل قال: كنا نأتي جابرا فنسأله عن سنن رسول الله r فنكتبها ([41] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn41 )).
وفي رواية من طريق محمد بن علي السلمي عن ابن عقيل قال: كنت أختلف أنا وأبو جعفر إلى جابر بن عبدالله فنكتب عنه في الألواح ([42] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn42 )) وفي لفظ للخطيب «معنا ألواح نكتب فيها» ([43] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn43 )).
ومن ذلك يستفاد أن جابراً صنف منسكه هذا وهو مبصر، وكان مع ذلك يحفظه في صدره، ويسمعه إملاء لمن سأله عنه، وبذلك تلازم وتزامن الحفظان معا: حفظ الصدور وحفظ السطور. ولو من صحابي واحد.
ومما صنفه الصحابة أيضا كتاب الفرائض لزيد بن ثابت رضي الله عنه، وهو المعروف بكتابة الوحي القرآني أيضا بين يدي رسول الله r وممن قام بجمعه في مصحف واحد، وكان مبرزاً في علم الفرائض، وباشر القضاء وتوفي سنة 45هـ على الراجح ([44] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn44 )) وتعد وفاته مبكرة جدا عن وفاة جابر رضي الله عنه كما تقدم ذكرها.
وقد أخرج الفسوي بسنده إلى الزهري قال: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض رأيت أنها ستذهب من الناس ([45] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn45 )).
فيعد كتاب زيد هذا مؤلفا مخصصاً لموضوع المواريث الشرعية، وتاريخ وفاة زيد سنة 45هـ يجعل تأليفه هذا مبكرًا جدا، ومن الروايات التي توافرت عنه، يفهم أن زيداً جمع في كتابه هذا بين الأحاديث المرفوعة، وبين الآثار التي رواها عن بعض الخلفاء الراشدين، وبين تفسير منه لبعض آيات المواريث، وبين اجتهاد منه هو ([46] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn46 )).
كما يفهم أنه كتب بعض هذا الكتاب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سأله في الجد، وقرأه عمر رضي الله عنه ناسباً إياه إلى زيد مع إقراره له ([47] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn47 )).
ثم كتب به إلى معاوية رضي الله عنه - في خلافته، وذكر له فيه ما أقره عليه عمر وعثمان رضي الله عنهما ([48] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn48 )) وقد صار الكتاب يُروَى وينقل مجموعا ومتفرقا بالأسانيد عن زيد بواسطة الرواة عنه وبخاصة كبراء أولاده وآله مثل سعيد بن سليمان بن زيد، عن أبيه عن جده ([49] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn49 )) وعن خارجة بن زيد عن أبيه، ومن هذا الطريق اشتهرت رواية الكتاب عند المتقدمين ومن بعدهم من المشارقة والمغاربة ([50] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn50 )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويفهم من مراجعة نصوص هذا الكتاب المتفرقة في المصنفات الحديثية كما سبقت الإحالة عليها أن كتاب زيد -رضي الله عنه- في الفرائض، كان أكبر حجما من كتاب جابر -رضي الله عنه- في حجة رسول الله r.
أمّا ما أخرجه الطبراني من امتناع زيد بن ثابت عن كتابة مروان بن الحكم للحديث عنه، وروايته أن النبي r نهاهم أن يكتبوا حديثه ([51] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn51 )) فإنه لو صح عنه أو عن غيره فالجواب عنه مع مثله من أحاديث النهي، قد ذكره الحافظ ابن حجر حيث قال: إن هذه الأحاديث الصحيحة المفيدة لإذنه r في كتابة الحديث عنه، والأحاديث أيضاً التي اشتملت على نهيه عن ذلك كحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عند مسلم، أنه r قال: «لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن» ([52] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn52 )) يمكن الجمع بينها بوجوه متعددة ومعتبرة، وقال الحافظ: إن أقربها أن النهي متقدم زمنا، والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس، ثم قال: وقيل إن النهي خاص بمن خُشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أُمِنَ منه ذلك، ثم قال الحافظ قال العلماء: كره جماعة من الصحابة والتابعين كتابة الحديث، واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظا، كما أخذوا حفظا، لكن لما قصرت الهِمَمُ وخشِيَ الأئمة ضياع العلم دونوه.
ثم قال: وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة، بأمر عمر بن عبدالعزيز، ثم كثر التدوين، ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فلله الحمد ([53] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftn53 )).
[/URL]([1]) هي «إسطنبول» الموجودة في تركيا، حاليا. ينظر: معجم البلدان لياقوت (4/ 247).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f1)([2]) ذكر ياقوت الحموي أن «رومية» تطلق على بلدتين إحداهما تقع شمال غربي القسطنطينية السابق ذكرها، والثانية بالمدائن – يعني من بلاد فارس. ينظر: معجم البلدان 3/ 100.
([3]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 329 - 330 كتاب) الجهاد، واللفظ له، والباقون بنحوه.
وأحمد في المسند (2/ 176) حديث (6645).
والدارمي في سننه (1/ 133) حديث (492) كتاب العلم.
والحاكم في المستدرك (4/ 422، 555) كتاب الفتن.
أربعتهم من طرق، عن يحيى بن أيوب عن أبي قبيل – حيي بن نافع المعافري – عن عبدالله بن عمرو، به. وصححه الحاكم في الموضع الأول على شرط الشيخين، وفي الموضع الثاني قال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي في الموضعين.
وأخرجه ابن عبدالحكم في فتوح مصر (285) بتحقيق الأخ الدكتور علي عمر -حفظه الله- من طريق سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب به.
وقال الذهبي: «هذا حديث حسن غريب» السير (3/ 87).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f3)([4]) سير أعلام النبلاء (3/ 87 - 88) ونصب الراية للزيلعي (2/ 335، 344).
([5]) السير (3/ 80 - 81).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f5)([6]) أي المجنون، وشبهه.
([7]) أخرجه الإمام الدارقطني في سننه (4/ 65) حديث (159 - 161) من طرق عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن عمرو بن شعيب قال: وجدنا في كتاب عبدالله بن عمرو عن عمر بن الخطاب ... (الحديث). ومدار طرق الحديث كما ترى على حبيب بن أبي ثابت، ومع ثقته وجلالته، فإنه يدلس، تدليساً قادحاً/ ينظر التقريب (1084)، وطبقات المدلسين (ص84) ولم يذكر هنا ما يفيد الاتصال، فتكون روايته ضعيفة لانقطاعها، لكن للحديث طريق آخر يعضده، وهو الآتي عقب هذا، حاشية (3)، وبمجموع الطريقين يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f7)([8]) أخرجه الإمام الدارقطني أيضًا في سننه كتاب النكاح - باب المهر (3/ 267) حديث (86) من طريق هشيم بن بشير عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر بن الخطاب في مسلسل يخاف على امرأته منه، فكتب إليه ... (الحديث) وهذا إسناد رجاله ثقات إلى حجاج، وهو ابن أرطاة وهو صدوق كثير الخطأ -كما في التقريب (1119) فيكون ضعيفاً من جهة ضبطه، كما أنه يدلس تدليساً قادحاً / طبقات المدلسين (125)، وقد عنعن هنا، فتكون روايته هذه ضعيفة لأجله، ولكن تعضدها الرواية السابقة في
(يُتْبَعُ)
(/)
الحاشية رقم (2) كما قدمت، فتكون حسنةً لغيرها.
([9]) سيأتي تفسير معناه في الرواية الآتية.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f9)([10]) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 262) والخطيب في تقييد العلم (84) كلاهما من طريق إسحق بن يحيى عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو بن العاص، به. وليس في رواية ابن سعد قوله: إذا سلمت لي هذه ... (الحديث). وفي هذا الإسناد إسحق بن طلحة التيمي، وهو ضعيف/ التقريب (390).
وأخرج ابن سعد أيضاً عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صفوان بن سليم عن عبدالله بن عمرو قال: استأذنت النبي r في كتابة ما سمعته، فأذن لي، فكتبته، فكان عبدالله يسمي صحيفته تلك الصادقة / الطبقات (4/ 262).
ورجال هذا الإسناد ثقات غير شيخ ابن سعد، (أبو بكر بن عبدالله) فلم أقف على ترجمته.
وأيضاً هناك رواية أخرى ستأتي في حاشية (3) من طريق آخر، وبمجموع تلك الطرق يرتقي الحديث إلى الحسن لغيره.
([11]) أخرجه الدارمي في سننه -كتاب العلم- باب من رخص في كتابة العلم 1/حديث (502) والخطيب في تقييد العلم (84) من طريق شريك عن ليث عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو، به وأخرجه الخطيب في تقييد العلم (85) من طريق عنبسة بن سعيد عن ليث، به، ومن طريق الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني عن عبدالله بن عمرو، به بمعناه مع زيادة في آخره. وهذان الطريقان مع ماتقدم في حاشية رقم (2)، يرتقي بطرق الحديث إلى الحسن لغيره.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f11)([12]) تاريخ الإسلام (وفيات سنة -118ه. ص334).
([13]) ينظر كتاب «صحيفة عمرو بن شعيب، وبهز بن حكيم عند المحدثين والفقهاء» للأستاذ محمد علي بن الصديق (10 - 11، و129 - 134).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f13)([14]) المجروحين لابن حبان (2/ 72).
([15]) ينظر تهذيب التهذيب (1/ترجمة) (924) و (3/ 12).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f15)([16]) الميزان للذهبي (3/ 263 - 265).
([17]) ينظر كتاب صحيفة عمرو بن شعيب وبهز بن حكيم (ص: 132 - 134) وتحفة الأشراف للمزي (6) حديث (8655 - 8817). وإتحاف المهرة لابن حجر (9/حديث 11700 - 11871).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f17)([18]) تهذيب التهذيب (12/ 91).
([19]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 196) حديث (6852) بإسناد حسن.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f19)([20]) القرطاس: ما يكتب فيه. انظر المفردات للراغب الأصفهاني، مادة قرطس.
([21]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 178) حديث (6597) وإسناده حسن لغيره.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f21)([22]) يعنى اسق ما عندك من نوبتك من الماء، ثم أعط ما زاد لمن يليك دون بيع.
([23]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 183) حديث (6722)، والإمام البيهقي في سننه (6/ 16)، وله شاهد عند الإمام النسائي في سننه (7/ 307) بإسناد صحيح.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f23)([24]) هي المعروفة الآن باسم «العقبة» في جنوب الأردن على شاطئ البحر الأحمر، وفيها ميناء العقبة.
([25]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 162 - 163) حديث (6514).
والحاكم في المستدرك من طريق الإمام أحمد وغيره (1/ 175) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f25)([26]) أخرجها الإمام أحمد في المسند (2/ 199) حديث (6872).
([27]) تهذيب الكمال (15/ 357 - 359 و12/ 543 - 544).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f27)([28]) تهذيب التهذيب (4/ 360)، وخطط المقريزي (2/ 332)، وتذهيب تهذيب الكمال للذهبي: 1/ق 148 أ، ب (مخطوط).
([29]) ينظر تحفة الأشراف (6/ حديث 8825 - 8827).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f29)([30]) ينظر إتحاف المهرة (9/ حديث 11872، 11872 مكرر، 11873)، والمعجم الكبير للطبراني (13/ حديث 16 - 19).
([31]) أي كتاب يتناول بيان أحكام مناسك الحج، كما يوضحه بقية عبارة الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f31)([32]) ينظر تذكرة الحفاظ (1/ 43) وسير النبلاء (3/ 189 - 194).
([33]) أي جماعة الرجال الداخلين عليه حينذاك.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f33)([34]) زر قميصه الذي كان يلبسه.
([35]) نوع من الملاحف المنسوجة.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f35)([36]) ما يُعلق عليه الثياب.
([37]) صحيح مسلم – الحج- باب حجة النبي r (2/ ح 8/ 12).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f37)([38]) ينظر صحيح مسلم (2/ 892 - 893) باب ما جاء أن عرفة كلها موقف وص921 - باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة والطواف الأول في الحج.
([39]) ينظر الجمع بين الصحيحين للحميدي (2/ 372 - 377).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f39)([40]) ينظر الكامل لابن عدي (4/ 1447) وتقييد العلم للخطيب (104).
([41]) ينظر الكامل وتقييد العلم الموضع السابق.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f41)([42]) ينظر الإحالة السابقة.
([43]) تقييد العلم (104).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f43)([44]) ينظر سير النبلاء وحواشيها (2/ 426) والمعجم الكبير للطبراني (5/ 4) (4748).
([45]) المعرفة والتاريخ (1/ 486) والسير (2/ 436) والمراد ذهاب ما لم يوجد عند غيره من أحاديث أو اجتهادات منه أو من غيره ممن أدركهم من الصحابة، لأن الفرائض أصولها في القرآن الكريم وتفاصيل الكثير منها مما شارك زيد في روايته غيره من الصحابة كما هو معروف.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f45)([46]) ينظر المعجم الكبير للطبراني (5/ حديث 4860، 4941 - 4957) والسنن الكبرى للبيهقي
(6/ 225 - 227، 229 - 234، 236 - 239، 245، 247، 449 - 451).
([47]) سنن البيهقي (6/ 246).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f47)([48]) سنن البيهقي (6/ 245، 246 - 249و 250 - 251).
([49]) ينظر سنن البيهقي (6/ 247).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f49)([50]) تنظر الإحالات السابقة على المعجم الكبير للطبراني وسنن البيهقي الكبرى، وفهرس ابن خير الأشبيلي ص263 وقد رواه من طريق سعيد بن منصور صاحب السنن، عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه زيد بن ثابت -رضي الله عنه-.
([51]) ينظر المعجم الكبير للطبراني (5/ حديث 4871).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f51)([52]) ينظر صحيح مسلم (4/ حديث 3004) ولفظه لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه (الحديث).
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?p=250997#_ftnre f53"]([53]) ينظر فتح الباري لابن حجر (1/ 208).
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 08:58]ـ
المبحث الثالث: الإذن النبوي الخاص لبعض أفراد الصحابة بالكتابة ورد الشبه عنه
وبجانب ما أفادته الأحاديث السابقة من إذنه r العام في كتابة الصحابة الحديث عنه، فقد جاءت أحاديث أخرى بإذنه بالكتابة لأسباب ودواع خاصة: فمن ذلك: أنه في عام الفتح لما قتل رجل من خزاعة رجلاً من بني ليث، ركب r راحلته ليخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين» … الحديث في حرمة مكة وحُكْم مَنْ يقتل فيها، فقام أبو شاه -رجل من أهل اليمن- قال اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله r: « اكتبوا لأبي شاه» قال الوليد ابن مسلم- راوي الحديث عن الأوزاعي - قلت للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله r صلى الله عليه وسلم [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn1)) وفي رواية للبخاري أيضا إن الرجل قال: اكتب لي يا رسول الله. فقال رسول الله r: « اكتبوا لأبي شاه» صلى الله عليه وسلم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn2)) .
وتحديد زمن الحديث بأنه عام الفتح صريح في صحة تأخر الإذن بالكتابة؛ لأن الفتح كان في أواخر حياته r كما هو معلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولفظ الحديث كما ترى بصيغة الأمر بالكتابة، وتنفيذ الصحابة لذلك، فعلاً، يفيد الحمل على الوجوب فتكون دلالته على الإذن من باب أولى.
وقد علق عبدالله بن أحمد -رضي الله عنه- على رواية الحديث في المسند بقوله: «ليس يُروى في كتابة الحديث شيء أصح من هذا الحديث؛ لأن النبي r أمرهم فقال: «اكتبوا لأبي شاه» ما سمع النبي r، خطبته» صلى الله عليه وسلم [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn3)) .
ويلاحظ أن هذا الإذن بمناسبته المذكورة، ولسائل معين، ومع ذلك قرر عبدالله بن أحمد أنه أصح ما يروى في كتابة الحديث مطلقا دون تقييد.
وهناك ما ذُكر أن سبب الإذن في كتابته كان خشية النسيان أو عدم فهم المعنى المراد حال السماع، فقد أخرج الإمام أحمد وغيره من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - يعني عبدالله بن عمرو بن العاص
- رضي الله عنهما- قال: قلتُ يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث لا نحفظها أفلا نكتبها؟
قال: بلى فاكتبوهاصلى الله عليه وسلم [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn4)) .
وفي لفظ «أن عبدالله بن عمرو قال: إني أسمع منك أشياء أحب أن أعيها، فأستعين بيدي مع قلبي؟ قال: نعمصلى الله عليه وسلم [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn5)) وفي لفظ أن عبدالله بن عمرو قال: إني أسمع منك أشياء أخاف أن أنساها، فتأذن لي أن أكتبها؟ قال: اكتبهاصلى الله عليه وسلم [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn6)) وفي رواية زيادة أن ذلك كان أول ما كتب عبدالله بن عمروصلى الله عليه وسلم [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn7)) ، وما في بعض طرقه من ضعف ينجبر بطرقه الأخرى، فيرتقي إلى الصحيح لغيره, وبه يندفع تضعيف الشيخ رشيد رضا رحمه الله للحديث من طريق عمرو بن شعيب وحدها دون البحث أو النظر فيما يعضدهاصلى الله عليه وسلم [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn8)) .
وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبي r فيسمع منه الحديث فيعجبه فشكا ذلك إلى النبي r فقال: يا رسول الله: إني أسمع منك الحديث فيعجبني ولا أحفظه، فقال رسول الله r:« استعن بيمينك» وأومأ بيده للخط.
وقد ضعف الترمذي الحديث بإسناده الذي أخرجه به، ولكن أشار إلى أن ضعفه ينجبر بما يشهد له من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- فقال: وفي الباب عن عبدالله بن عمروصلى الله عليه وسلم [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftn9)) وهو حديث صحيح كما تقدم.
[/ URL]([1]) البخاري مع الفتح حديث (112، 2434).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftnref 1)([2]) البخاري مع الفتح الحديث ذكر في مواضع منها (6880) ومسلم (1355)، وأحمد في المسند (2/ 238 ح 7242).
([3]) المسند للإمام أحمد (2/ 238).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftnref 3)([4]) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 215/ ح7018) وبنحوه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وطريق من تابعه ينظر المسند (2/ 262ح 6510، 192ح 6820و 207ح 6930 و215، ح7018 و7020) والمستدرك للحاكم (1/ 104، 105) وتقييد العلم للخطيب (74 - 82).
([5]) تقييد العلم للخطيب (81).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftnref 5)([6]) المصدر نفسه (76)، (81 - 82).
([7]) ينظر تقييد العلم للخطيب (81).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftnref 7)([8]) ينظر المنار (10/ 765 - 766) وحاشية (152) (ص75) من تقييد العلم للخطيب بتحقيق يوسف العش.
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?t=37134#_ftnref 9"]([9]) جامع الترمذي (كتاب العلم/حديث 2666).
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 09:01]ـ
المبحث الرابع: الأمر الوجوبي من الرسول r بالكتابة ولا سيَّما للولاة والقبائل والمعاهدات، ورؤساء الدول
فلم يقتصر r على الإذن الخاص والعام لصحابته الكِرام بالكتابة بأنفسهم أو بواسطة بعضهم لبعض ما تلقوه عنه من السنن، وإنما صدرت منه أوامر متعددة ونُفذت فعلاً على جهة الوجوب، مع تضمن المكتوب أنواعاً من التشريعات والأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن ذلك ما تقدم من أمره r بالكتابة لأبي شاه، وتنفيذ الصحابة فعلاً لذلك، حيث كتب بعضهم لأبي شاه ما سمعه حين ذاك من الرسول r من أحكام الحج.
ومن ذلك ما أمر بكتابته لولاته على البلاد والقبائل من الصحابة، مثل عمرو بن حزم الأنصاري - رضي الله عنه - وكان ممن شهد غزوة الخندق، وقد استعمله النبي r على نجران، وكتب له كتابا إلى أهل اليمن، فيه الفرائض من صـ% E@ ددً8 D2 كاة وديات وغيرها، وقد أخرج ابن حبان في صحيحه نسخة هذا الكتاب في نحو ست صفحات، وذلك من طريق محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله r كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها: ثم ساقها، وقد أخرجها غير ابن حبان أيضا مختصرة ومطولةصلى الله عليه وسلم [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn1)).
فكتابة هذا الكتاب وأمثاله، كانت بأمر وجوبي منه r إلى بعض من كان يكتب له، ووجود نسخة هذا الكتاب وأمثاله في كتب الحديث المعتمدة التي بين أيدينا حتى اليوم، دليل الالتزام بكتابتها وتداولها، حتى وصلت إلينا بأسانيدها المتصلة إليه r.
ومن ذلك ما كتب به r إلى بني زهير، في قطعة من أديم، وبعث بها مع النمر بن تولب بن زهير بن أقيش العكلي الصحابي الشاعر، وقد أخرج ابن حبان من حديث يزيد بن عبدالله بن الشخير أنه هو وآخرين التقوا بـ «النمر» هذا في موضع يقال له «المربد» من أحياء البصرة قال: فقلنا له: ناولنا هذه القطعة الأديم التي في يدك، فأخذناها فقرأنا ما فيها: «فإذا فيها من محمد رسول الله إلى بني زهير، أعطوا الخمس من الغنيمة وسهم النبي، والصَّفيِّصلى الله عليه وسلم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn2)) وأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله»، قال ابن الشخير فقلنا: من كتب لك هذا؟ قال رسول الله r، قال: قلنا ما سمعت منه شيئا قال: نعم سمعت رسول الله r يقول: صوم شهر الصبر، صلى الله عليه وسلمالحديث) صلى الله عليه وسلم [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn3)).
يلاحظ في هذه الرواية بيان ما كان يكتب فيه حينذاك وهو الجلود بعد دباغتها وتنظيفها، وبيان محتويات المكتوب وأنه في صيغة معاهدة لأهل هذه القبيلة فيها أمرهم ببعض التشريعات والالتزام لهم كذلك بحق الأمان المكفول من الله تعالى ومن رسوله r.
كما أن في الرواية أن الصحابي الذي حمل إليهم هذه المعاهدة المكتوبة قد حفظ أيضا في صدره غيرها مما سمعه من الرسول r وأداه لمن سألوه من أهل البصرة وهو في طريقه إلى قومه بالكتاب المذكور.
وعن الضحاك بن سفيان الكلابي - ممن وفد على رسول الله r - وكان والياً على قومه، وقد روى سعيد بن المسيب عنه: «أن الرسول r كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها» صلى الله عليه وسلم [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn4)).
وعن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه قال لمروان بن الحكم: إن مكة إن لم تكن حراماً، فإن المدينة حرم، حرمها رسول الله r وهو مكتوب عندنا في أديم خولاني، إن شئت أن نقرئكه فعلنا، فناداه مروان: أجَلْ بلغنا ذلكصلى الله عليه وسلم [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn5)) وله شاهد في صحيح مسلم يرقيه إلى الصحيح لغيرهصلى الله عليه وسلم [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn6)) والأديم الخولاني نوع من الجلود، وسبق في الحديث السابق أنه كان مكتوبا في جلد أيضا.
ومن هذا الحديث يستفاد أن رافعاً - رضي الله عنه - كان يحتفظ ببعض الأحاديث المكتوبة عن رسول الله r، ويرجع إليها في مناسبتها للاحتجاج بها.
وقد سبق روايته حديث إذنه r له بالكتابة لما سمعه منه خشية النسيان.
ومن كتبه لأهل الولايات وحكام الدول أيضا: ما أخرج ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس أن النبي r كتب إلى «حبر تيماء» فسلم عليهصلى الله عليه وسلم [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn7)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج ابن حبان أيضا في صحيحه أن رسول الله r كتب إلى كسرى وقيصر، وأُكيدر دومة، يدعوهم إلى الله جل وعلاصلى الله عليه وسلم [8] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn8)) وسيأتي ذكر مصدر جامع لمشتملات تلك الكتب بأسانيدها. ومن أشهر ما أمر r بكتابته إلى الملوك ما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سفيان ابن حرب أنه في مدة الهدنة التي كانت بين الرسول r وبين كفار مكة بمن فيهم أبو سفيان - قال أبو سفيان: فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب رسول الله r إلى هرقل، جاء به دحية الكلبي فدفعه إلى عظيم بُصرى فدفعه بدوره إلى هرقل صلى الله عليه وسلمالحديث) صلى الله عليه وسلم [9] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn9)).
ومما أمر r بكتابته أيضا ما كان ردًّا على مكاتبات تُرسل إليه.
فقد أخرج البيهقي من حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أتى النبي r كتاب رجل قال لعبدالله بن الأرقم: أجب عني، فكتب جوابه، ثم قرأه عليه، فقال: أصبت وأحسنت اللهم وفقه، فلما ولي عمر
- رضي الله عنه- كان يشاور عبدالله بن الأرقم هذاصلى الله عليه وسلم [10] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn10)).
وأخرج البيهقي أيضا من حديث عبدالله بن الزبير أن النبي r استكتب عبدالله بن أرقم فكان يك%@ ددً8@ ´÷ C7 لله بن أرقمصلى الله عليه وسلم [11] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn11)) وكان يجيب عنه r الملوكَ فبلغ من أمانته أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب، ثم يأمره أن يكتب ويختم ولا يقرأه لأمانته عنده، ثم استكتب أيضا زيد بن ثابت، فكان يكتب الوحي، ويكتب إلى الملوك أيضا، وكان إذا غاب عبدالله بن أرقم وزيد ابن ثابت واحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك، أو يكتب لإنسان كتاباً بقَطِيعةَصلى الله عليه وسلم [12] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn12)) أمر جعفراً أن يكتب، وقد كتب له عمر وعثمان، وكان زيد والمغيرة، ومعاوية وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم ممن قد سُمِّي من العربصلى الله عليه وسلم [13] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn13)).
هذا وقد ألف الإمام محمد بن طولون الدمشقي المتوفى سنة 953ه كتابًا بعنوان: «إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين» صلى الله عليه وسلم [14] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn14)) وقد أورد فيه صلى الله عليه وسلم49) كتابًا، أمر الرسول r عددًا من أصحابه بكتابة كل منها على لسانه، بعضها إلى ملوك دول العالم والحكام في وقته، في فارس، والروم، واليمن، والشام، ومصر، والبحرين، وبعضها إلى قبائل وشخصيات معينة في أنحاء جزيرة العرب وما حولها، وبعضها إلى بعض من عينهم من الولاة على بعض مناطق الجزيرة العربية التي دخلت في الإسلام.
وتعد مشتملات هذه الكتب عمومًا من سنته r القولية، أو الفعلية أو التقريرية في عامة أمور الدين، العقدية والتشريعية وأحكام المعاهدين من غير المسلمين. ونجد ما ذكره الإمام ابن طولون في هذا الكتاب قد جمعه مما هو مُفرَّق في كتب السنة والسيرة النبوية المدونة والتي وقف عليها في عصره، والمتداولة بيننا الآن، وفي مقدمتها صحيحا البخاري ومسلم، وكتب السنن، والمسانيد، وبعضها يرويه المؤلف بسنده إلى أحد المسانيد التي تعد حاليًا مما افتقدت نسخه الخطية للأسف، وهو مسند بقي بن مخلد الأندلسيصلى الله عليه وسلم [15] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn15)) المتوفى سنة 276هـ قال عنه ابن حزم الذي اطلع عليه: ليس لأحد مثلهصلى الله عليه وسلم [16] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn16)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يقرأ هذه الكتب النبوية يتضح له من مضمونها، ومناسبة كتابتها، ومَنْ كُتبت لهم أن الكثير منها كان بعد غزوة الحديبية، في أواخر السنة السادسة للهجرة، وخلال السنة السابعة وما بعدها، وهذا يؤيد تأييدًا واقعيًا أن نهيه r عن كتابة أحاديثه كان متقدمًا، وأن إذنه r بالكتابة، وكذا أمره بها وجوبًا كان متأخرًا كما في مكاتبة الملوك والحكام، لدعوتهم إلى الإسلام وإبلاغهم مجمل عقائده، وأحكامه.
ونكتفي هنا بتقرير الخطيب البغدادي حيث يقول: «ولو لم يكن في هذا الباب إلا وقوع العلم بما كان رسول الله r يكتبه من عهود السعاة على الصدقات، وكتابه لعمرو بن حزم لما بعثه إلى اليمن لكفى، إذ فيه الأسوة، وبه القدوة» صلى الله عليه وسلم [17] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftn17)).
وسيأتي في المبحث التالي مصداق ما ذكره الخطيب.
[/ URL]([1]) ينظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ حديث 4971) والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (14/ 501) ذكر كِتْبة المصطفى r كتابه إلى أهل اليمن حديث (6559) وعزاه الحافظ في الإصابة إلى أبي داود والنسائي وابن حبان والدارمي/ الإصابة مع الاستيعاب (2 - ترجمة 5810).
وأخرج ابن خزيمة بعضه – كتاب الزكاة (4/ حديث 226) والحاكم بطوله في المستدرك (1/ 394 - 397) وما في سنده عند هؤلاء ينجبر بطرقه الأخرى وشواهده الصحيحة/ ينظر المستدرك الموضع السابق، وحواشي الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان- الموضع السابق ذكره وجمهرة النسب لابن حزم (199).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref1)([2]) الصَّفِيُّ هو: ما اصطفاه صلى الله عليه وسلم من عُرْض المغنم قبل القسمة من فرس أو غلام أو سيف أو ما أحب.
([3]) ينظر الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (14/ حديث 6557) وحواشيه.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref3)([4]) ينظر الإصابة (2/ ترجمة 4166) والمنتقى لابن الجارود مع تخريجه غوث المكدود (حديث / 966) وجامع الترمذي حديث (2110) وقال: حسن صحيح.
([5]) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 141 حديث 17272).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref5)([6]) صحيح مسلم (حديث/ 1361، 457).
([7]) الإحسان (14/ 497 حديث 6556) مع حاشية المحقق، وفيها: أن «تيماء» بلد تقع شمال المدينة المنورة وتبعد عن تبوك (150) ميلا.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref7)([8]) الإحسان (14/ حديث 6554).
([9]) أخرجه البخاري في صحيحه برقم 7، وابن حبان كما في الإحسان (14/ حديث 6555) مع حواشيه.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref9)([10]) السنن للبيهقي (10/ 126) ك أداب القاضي وإسناده حسن.
([11]) يعني يكتب آخر الكتاب: أن كاتبه عبدالله بن أرقم كما يفهم ذلك من رواية للبيهقي قبل هذه مباشرة (10/ 126) في إسناده «محمد بن حميد الرازي» وهو ضعيف (التقريب:5834، والمغني للذهبي2/ 573) ويشهد له حديث ابن عمر المتقدم فيرتقي إلى الحسن لغيره.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref11)([12]) كذا في بعض نسخ السنن للبيهقي وفي بعضها «يُقطعُه» والمعنى يستقيم على ما أثبته أكثر والمراد أنه r كان يكتب لبعض من يفد عليه من رؤساء القبائل ببعض المساحات من الأرض لاستغلالها مثلما أخرج ابن حبان وغيره أن أبيض بن جمال وفد على رسول الله r فطلب منه أن يُقطعه «الملح» الذي بمأرب فأقطعه إياه ثم استعاده منه الإصابة (1/ 17) مع الاستيعاب.
([13]) أخرجه البيهقي في السنن وقال الحافظ في الفتح (13/ 183 - 184) كتاب الأحكام باب يستحب للكاتب أن يكون أمينا - قال: إسناده حسن.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref13)([14]) طبع أكثر من مرة.
([15]) ينظر إعلام السائلين لابن طولون – ط مؤسسة الرسالة – بيروت سنة 1407هـ، ص52، 65، 74، 89، 91، 103، 134.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref15)([16]) الرسالة المستطرفة للكتاني (74، 75).
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251006&posted=1#_ftnref17"]([17]) تقييد العلم للخطيب (72) وحاشيتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 09:03]ـ
المبحث الخامس: كتابة الصحابة بعضهم إلى بعض أو عن بعض
فقد كان لقدوته r آثارها الفاعلة في صحابته الكرام، فكتب بعضهم إلى بعض بما تلقوه منه r، تبليغا أو استدلالا أو تذكيرا، وأيضا كتب بعضهم عن بعض، ولو جمع الآن ما هو متفرق في دواوين السنة من تلك الكتابات، لظهر لنا أن كميته أكثر جدا مما جمع من كُتبه r التي تقدم ذكرها في المبحث السابق، ولكن يكفينا في الدلالة على ذلك بعض الأمثلة فمن ذلك ما جاء عن القعقاع بن حكيم أن عبدالعزيز بن مروان كتب إلى عبدالله بن عمر أن ارفع إليَّ حاجتك، قال: فكتب إليه عبدالله: إني سمعت رسول الله r يقول: «ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى» صلى الله عليه وسلم [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn1)).
وكان لعبدالله بن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه، فكتب إليه مرة عبدالله بن عمر: أنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر فإياك أن تكتب إليَّ، فإني سمعت رسول الله r يقول: «سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر» صلى الله عليه وسلم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn2)).
وعن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي: أنه كان مع عقبة بن فرقد بأذربيجان أو بالشام قال: جاءنا كتاب عمر: أما بعد يا عتبة بن فرقد… الحديث وفيه: كان رسول الله r نهى عن لبوس الحرير إلا هكذا، ورفع لنا رسول الله r إصبعه الوسطى والسبابة وضمهماصلى الله عليه وسلم [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn3))، قال زهير: قال عاصم: هذا في الكتابصلى الله عليه وسلم [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn4)).
وفي رواية لأحمد: عن أبي عثمان النهدي أيضا، كنا مع عتبة بن فرقد، فكتب إليه عمر بأشياء يحدثه عن النبي r فكان فيما كتب إليه: أن رسول الله r قال: «لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من ليس له في الآخرة من شيء، إلا هكذا وقال: بإصبعه السبابة والوسطى» صلى الله عليه وسلم [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn5)).
ومن ذلك ما أخرجه الحميدي بسند صحيح أن الشعبي قال: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة -رضي الله عنها - أن اكتبي إليَّ بشيء سمعتيه من رسول الله r قال فكتبت إليه: سمعت رسول الله r يقول: إنه من يعمل بغير طاعة الله يعود حامده من الناس ذامًّاصلى الله عليه وسلم [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn6)).
وأخرج البخاري في الصحيح من طريق ورَّاد -كاتب المغيرة بن شعبة- قال: أملى عليَّ المغيرة بن شعبة في كتاب إلى معاوية: «أن النبي r كان يقول في دُبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» الحديثصلى الله عليه وسلم [7] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftn7)).
ومن هذا يظهر أن تلك المكاتبات شارك فيها الصحابة والصحابيات، ولاسيما عائشة -رضي الله عنها أم المؤمنين-.
خاتمة في خلاصة نتائج البحث
مما تقدم خلال فقرات هذا البحث نستخلص النتائج التالية:
1 - أن نهي الرسول r عن كتابة السنة عنه ثابت صحيح، ولكنه لا يتعارض مع ما صح أيضا عنه من الإذن بذلك، لأنه أمكن التوفيق بينهما بوجوه متعددة معتدّ بها، ومقنعة لمن كان له قلب واع، والتزام بالحقائق العلمية الثابتة.
2 - أنه ثبت عنه r الإذن بنوعيه الخاص والعام، وذلك من دلائل عنايته بكتابة السنة عنه في حياته، وتبليغها لمن بعده.
3 - أن حرص الصحابة على طلب الإذن بالكتابة للسنة دليل على عنايتهم بذلك، دون الاقتصار على حفظهم لها في الصدور رغم تمتعهم بالحافظة القوية، وتطبيقهم العملي لها في الليل والنهار.
كما أنهم بمجرد الإذن النبوي لهم قاموا بالكتابة كل على قدر طاقته، وكتب بعضهم إلى بعض.
كما تنوعت كتابتهم بين جمع عام لما تلقاه الصحابي، وبين تصنيف موضوعي في موضوعات خاصة.
4 - أن كتابات الصحابة، وإن لم يوجد كل منها إلى الآن بصورته التي كتبه عليها الصحابي، إلا أنها قد وجدت متضمنة في ثنايا المصادر الحديثية الأصلية بأسانيدها إلى الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- وهي متداولة الآن بيننا.
5 - أن الرسول r لم تقتصر عنايته بكتابة السنة عنه على الإذن العام والخاص، ولكنه أمر أيضا أمرًا وجوبيا بكتابة الكثير منها.
6 - أن الشبه التي أثيرت قديما وحديثا حول كتابة السنة في عصره r حال التلقي منه مباشرة أو بالواسطة في عصر صحابته الكرام، كل ذلك مردود على قائله جملة وتفصيلا. والله ولي التوفيق. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[/ URL]([1]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 152 - ح 6402) وإسناده حسن.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftnref1)([2]) أخرجه الإمام أحمد في المسند (2/ 9) حديث (5639) بإسناد حسن، ومن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 84). ومن طريق غيره أيضًا وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
([3]) إشارة إلى أنه لا يحل إلا مقدار أصبعين فقط.
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftnref3)([4]) رواه الإمام مسلم في صحيحه من طرق عن أبي عثمان النهدي حديث (2069) مكررًا.
([5]) المسند للإمام أحمد (1/ 36) حديث (243).
( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftnref5)([6]) أخرجه الحميدي في مسنده (1/ حديث (265) ومن طريقه أخرجه البيهقي في الزهد الكبير له حديث (886) وتنظر رواية أخرى مما كتبت به لمعاوية –رضي الله عنهما- في مسند أحمد 6/ 86 - 87 حديث (24566).
[ URL="http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251009&posted=1#_ftnref7"]([7]) صحيح البخاري مع الفتح كتاب الأذان (2/ 325) حديث (844).(/)
تخريج حديث عبد الرحمن بن سمرة في رؤية النبي لنفع الأعمال يوم القيامة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث يروى مطولاً ومختصرا، وهو من رواية عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه، وهو يروى عنه من طريق سعيد بن المسيب، ثم هو يروى عنه من خمسة طرق:
الطريق الأولى: من رواية علي بن زيد بن جدعان:
أخرجها ابن شاهين في (الترغيب في فضائل الأعمال رقم 526)، وابن حبان في (المجروحين رقم 1079)، وبحشل في (تاريخ واسط ج1/ص169)، وابن الجوزي في (العلل المتناهية رقم 1166)، والطبراني في (الدعاء رقم 1488، 1861) وفي (لأحاديث الطوال رقم 39)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق رقم 54).
وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وفي طريق ابن شاهين: مجاهيل.
وفي طريق ابن حبان وبحشل وابن الجوزي: مخلد بن عبد الواحد، قال عنه ابن حبان: منكر الحديث جدا ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات فبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات. وذكر حديثا طويلا مشهورا تركت ذكره لشهرته.
قال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح؛ فيه علي بن زيد قال أحمد ويحيى: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: يهم ويخطئ. فاستحق الترك. وفيه: مخلد بن عبد الواحد؛ قال ابن حبان: منكر الحديث جدا ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات.
وفي طريق الطبراني: سليمان بن أحمد الواسطي، وهو ضعيف.
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج7/ص179): رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف.
الطريق الثانية: من رواية عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن حرملة:
أخرجها الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول رقم 1329)، والأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم1682).
الطريق الثالثة: من رواية هلال أبو جبلة:
أخرجها ابن الجوزي في (البر والصلة رقم 73، 255) وفي (العلل المتناهية رقم 1165)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق ج34/ص406)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق رقم 55).
قال ابن عساكر قبل روايته للحديث: ومن غرائب حديثه؛ فذكره.
قال ابن الجوزي: وهذا حديث لا يصح؛ ففيه هلال أبو جبلة وهو مجهول، وفيه الفرج بن فضالة قال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به.
الطريق الرابعة: من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري:
أخرجها أبو نعيم في (طبقات المحدثين بأصبهان ج2/ص303) وفي (تاريخ أصبهان ج2/ص307).
وفيه يعقوب بن عبد الله الأشعري؛ لين.
وفيه ابنه نوح؛ مجهول الحال.
وفيه علي بن بشر الأصبهاني؛ ضعيف متهم بالوضع، وقال أبو نعيم: في حديثه نكارة.
قلت: وهناك طريق خامس من رواية عمرو بن ذر: أخرجها الطبراني في (المعجم الكبير) ولم أظفر بها في المطبوع.
قال الهيثمي: قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج7/ص179): رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف.
*والحديث قد أورده العلامة الألباني في (ضعيف الجامع الصغير ج2/ص219 وما بعدها) وضعفه.
*كما أورده العلامة الإمام ابن القيم في (الوابل الصيب ص112) وقال: وفي هذا الحديث العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم أن يحفظه، رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب (الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية) وبنى كتابه عليه، وجعله شرحا له، وقال: هذا حديث حسن جدا.
رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن ذر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال أبو جبلة.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شان هذا الحديث، وبلغني عنه أنه كان يقول: شواهد الصحة عليه.
*كما أورده أيضا في كتاب (الروح ص224) وقال: وقد جاء فيما ينجي من عذاب القبر حديث فيه الشفاء، رواه أبو موسى المديني، وبين علته في كتابه في (الترغيب والترهيب) وجعله شرحا له.
رواه من حديث الفرج بن فضالة، حدثنا هلال أبو جبلة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: .. ؛ فذكر الحديث.
قال الحافظ أبو موسى: هذا حديث حسن جدا، رواه عن سعيد بن المسيب وعمر بن ذر وعلى بن زيد بن جدعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وراوي هذا الحديث عن ابن المسيب هلال أبو جبلة: مدني لا يعرف بغير هذا الحديث، ذكره ابن أبى حاتم عن أبيه هكذا، وذكره الحاكم أبو أحمد والحاكم أبو عبد الله؛ أبو جبل بلا هاء، وحكياه عن مسلم.
وراويه عنه الفرج بن فضالة؛ وهو وسط في الرواية ليس بالقوى ولا المتروك.
وراويه عنه بشر بن الوليد الفقيه المعروف بابن الخطيب كان حسن المذهب جميل الطريقة.
وسمعت شيخ الإسلام يعظم أمر هذا الحديث وقال: أصول السنة تشهد له، وهو من أحسن الأحاديث.
قلت: ومرادهم بالحسن هنا: الحسن اللغوي لا الاصطلاحي. كما أفاده الشيخ محمد عوامة.
*قال المناوي في (فيض القدير ج3/ص25):
قال جمع من الأعلام: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، فينبغي حفظه واستحضاره والعمل عليه مع الإخلاص، فإنه الذي فيه الخلاص. وقال ابن القيم: كان شيخنا يعظم أمر هذا الحديث ويفخم شأنه ويعجب به ويقول: أصول السنة تشهد له ورونق كلام النبوة يلوح عليه.
وهو من أحسن الأحاديث الطوال، ليس من دأب المصنف إيرادها في هذا الكتاب لكنه لكثرة فوائده وجموم فرائده وأخذه بالقلوب اقتحم مخالفة طريقته فأورده إعجابا بحسنه وحرصا على النفع به، ولهذا لما أورده الديلمي في الفردوس استشعر الاعتراض على نفسه فاعتذر بنحو ذلك.
تنبيه: قال القرطبي وغيره: هذا حديث عظيم ذكر فيه أعمالا خاصة تنجي من أحوال خاصة. قال: لكن هذا الحديث ونحوه من الأحاديث الواردة في نفع الأعمال لمن أخلص لله في عمله، وصدق الله في قوله وفعله، وأحسن نيته له في سره وجهره، فهو الذي تكون أعماله حجة له أو دافعة عنه مخلصة إياه، فلا تعارض بين هذا الحديث وبين أخبار أخر، فإن الناس مختلفو الحال في خلوص الأعمال.
وعزاه الحافظ العراقي أيضا إلى الخرائطي في الأخلاق قال وسنده ضعيف انتهى وقال ابن الجوزي بعد ما أورده من طريقيه هذا الحديث لا يصح لكن قال ابن تيمية أصول السنة تشهد له وإذا تتبعت متفرقات شواهده رأيت منها كثيرا. انتهى
وممن أخرجه ولم أظفر بروايتهم: الديلمي في (مسند الفردوس)، وابن شاذان في (مشيخته)، والطبراني في (المعجم الكبير)، والتيمي كما عند السخاوي في (القول البديع ص265)، وأبو يعلى في (إبطال التأويلات لأخبار الصفات)، والباغبان في (فوائده) عن أبي عمرو بن مندة؛ بسنده إلى مجاهد عن عبد الرحمن بن سمرة، وقال: غريب.
قلت: وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة (مصنف عبد الرزاق رقم 6703). وكعب الأحبار (التذكرة للقرطبي1/ 405). ومن حديث ثابت البناني (الحلية 2/ 325، 6/ 189). ومن حديث يزيد الرقاشي (تاريخ بغداد 3/ 420) و (تاريخ دمشق 65/ 88).
خلاصة درجة الحديث: أنه حديث حسن لغيره.
والحمد لله الذي بتمامه تتم الصالحات.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 03:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرجها ابن شاهين في (الترغيب في فضائل الأعمال رقم 526)، وابن حبان في (المجروحين رقم 1079)، وبحشل في (تاريخ واسطج1/ص169)، وابن الجوزي في (العلل المتناهية رقم 1166)، والطبراني في (الدعاء رقم 1488، 1861) وفي (الأحاديث الطوال رقم 39)، والخرائطي في (مكارم الأخلاق رقم 54).
لي تعقيب:
-ابن الجوزي أخرج الحديث من طريق ابن حبان.
-تصويب تخريج الأحاديث الطوال هو: (36).
كما في ص84 من مطبوعة حمدي السلفي.
-استفسار: هل وقفت على مطبوع الترغيب لابن شاهين؟
-أين علة رواية الخرائطي؟! وقد جاءت مختصرة.
- على أي طبعة اعتمدت في عزو كتاب المجروحين؟
- ترك الترتيب الزماني في التخريج.
وبحشل في (تاريخ واسط ج1/ص169)
الطبعة التي عزوت لها هي طبعة كوركيس عواد، وهي مجلد واحد، فلا يحتاج إلى وضع الجزء.
الطريق الثانية: من رواية عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن حرملة:
أخرجها الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول رقم 1329)، والأصبهاني في (الترغيب والترهيب رقم1682).
لم تعلق على هذه الرواية بشيء!
على أن الشيخ الألباني في الضعيفة لما ذكر ما ذكره الغماري في المداوي حيث قال الغماري: هو ابن حرملة فيما أرى والله أعلم.
فقال الشيخ الألباني: هذه مجرد دعوى؛ لأنه ليس في الرواة عن سعيد بن المسيب من يسمى (عبد الرحمن بن أبي عبد الله)، ولا له ذكر في شيء من كتب الرجال، وانما ادعى ذلك؛ ليوهم القراء أن الحديث قوي. على أن ابن حرملة هذا وإن كان ثقة؛ ففيه كلام - كما هو مذكور في " التهذيب " وغيره. انتهى كلام الألباني رحمه الله.
وقد قال الخطيب البغدادي في غنية الملتمس (ص257 - 258): وأما عبد الرحمن بن أبي عبد الله فاثنان:
أحدهما يكنى أبا حمزة ويعرف بجابر شعبة حدث عن هلال بن يزيد روى عنه شعبة ويقال فيه عبد الرحمن بن عبد الله وابن أبي عبد الله أصح واسم أبي عبد الله كيسان نسبه وكيع عن شعبة وقد ذكرناه وأوردنا حديثه في صدر هذا الكتاب.
والآخر عبد الرحمن بن أبي عبد الله الحجازي حدث عن سعيد بن المسيب روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. انتهى كلام الخطيب.
ولم يقف محقق الكتاب ترجمة الأخير.
(ولي عودة إن شاء الله لباقي التخريج بارك الله فيكم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 04:42]ـ
قلت رحمك الله: ابن الجوزي أخرج الحديث من طريق ابن حبان.
أقول: أحسنت على التنبيه؛ ولم يخفاني رعاك الله لكن سهوت عن تقييده في النص.
..................
قلت رحمك الله: تصويب تخريج الأحاديث الطوال هو (36).
أقول: الذي في نسختي وهي طبعة العلوم والحكم الثانية بتحقيق السلفي رقمه (39).
..............
قلت رحمك الله: استفسار: هل وقفت على مطبوع الترغيب والترهيب؟
أقول: هذا هو بين يدي.
.............
قلت رحمك الله: أين علة رواية الخرائطي وقد جاءت مختصرة؟
أقول: علتها أنها من طريق زيد بن علي بن جدعان؛ ولا يخفاك رعاك الله ما قيل فيه.
.............
قلت رحمك الله: على أي طبعة اعتمدت في عزو كتاب (المجروحين)؟
أقول: هي الطبعة القديمة الكبيرة والتي حققها الفاضل/ محمود زايد.
.............
قلت رحمك الله: ترك الترتيب الزماني في التخريج.
أقول: لا ضير ولا مشاحة، وإن كان ما ذكرت أولى.
.............
قلت رحمك الله: الطبعة التي عزوت لها هي طبعة كوركيس عواد، وهي مجلد واحد، فلا يحتاج إلى وضع الجزء.
أقول: قد زاغت الأبصار، واختلطت الأذهان فجل من لا يسهو. فوالله لو ترى الكتب متناثرة أمامي لعذرتني.
................
قلت رحمك الله: لم تعلق على هذا الراوي بشيء.
أقول: لأنه تقرر عندي أنه ابن حرملة، وهو موثق، وباقي رجال السند ثقات مقبولون فلم تحتج هذه الطريق عندي لتعليق.
ويبقى كلام الشيخ الألباني رحمه الله محتملا.
وما قاله الخطيب رحمه الله فهو كلام حسن في الاستقراء للروايات، لكنه لا يعني عدم معرفة الرجل عنده أنه غير معروف عند غيره.
على أنه أتى عند ابن كثير في التفسير (ج2/ص536) عبد الرحمن بن عبد الله.
..............
قلت رحمك الله: ولي عودة إن شاء الله لباقي التخريج بارك الله فيك.
أقول: وفيك بارك؛ وإن عدتم عدنا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 05:17]ـ
بارك الله في الاخوة
إضافة هزيلة: من طريق علي بن زيد بن جدعان في أمالي ابن بشران برقم 249 (المجلس الحادي والخمسون والستمائة في شعبان من السنة) رواه عن أبي بكر الآجري.
و بارك الله فيكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 07:21]ـ
قلت رحمك الله: تصويب تخريج الأحاديث الطوال هو (36).
أقول: الذي في نسختي وهي طبعة العلوم والحكم الثانية بتحقيق السلفي رقمه (39).
اعتمدتُ في ذلك على الطبعة الثانية للكتاب من طبع المكتب الإسلامي 1419هـ، والرقم فيها: 36. والترقيم عندي متواصل وصحيح قبل ذلك وبعده.
قلت رحمك الله: أين علة رواية الخرائطي وقد جاءت مختصرة؟
أقول: علتها أنها من طريق زيد بن علي بن جدعان؛ ولا يخفاك رعاك الله ما قيل فيه.
أقصد الراوي عن زيد بن علي بن جدعان وقد اختلفت تسميته في هذا الطريق، ذلك لأنك قد بينت في عرض الطرق تضعيف الراوي عن زيد، فناسب أن تذكر الراوي هنا، وتعيينه أيضا يحتاج إلى بيان.
قلت رحمك الله: على أي طبعة اعتمدت في عزو كتاب (المجروحين)؟
أقول: هي الطبعة القديمة الكبيرة والتي حققها الفاضل/ محمود زايد.
الذي أخبره من طبعة محمود زايد أنه لم يرقم الأحاديث، وإلا هذه طبعة جديدة؟!
قلت رحمك الله: الطبعة التي عزوت لها هي طبعة كوركيس عواد، وهي مجلد واحد، فلا يحتاج إلى وضع الجزء.
أقول: قد زاغت الأبصار، واختلطت الأذهان فجل من لا يسهو. فوالله لو ترى الكتب متناثرة أمامي لعذرتني.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعلم الصالح.
قلت رحمك الله: لم تعلق على هذا الراوي بشيء.
أقول: لأنه تقرر عندي أنه ابن حرملة، وهو موثق، وباقي رجال السند ثقات مقبولون فلم تحتج هذه الطريق عندي لتعليق.
ويبقى كلام الشيخ الألباني رحمه الله محتملا.
وما قاله الخطيب رحمه الله فهو كلام حسن في الاستقراء للروايات، لكنه لا يعني عدم معرفة الرجل عنده أنه غير معروف عند غيره.
فكان عليك إذن عرض ذلك وتوضيحه، أما ترك تمييزه هكذا (عبد الرحمن بن أبي عبد الله) دون تمييز فيوقع في الشك، سيما وتعيين الرجل مُشكِل!
على أنه أتى عند ابن كثير في التفسير (ج2/ص536) عبد الرحمن بن عبد الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما جاء في تفسير ابن كثير منقول عن "نوادر الأصول" للحكيم الترمذي. والكتاب الأصل موجود، ولا يحتاج إلى الركون إلى المصدر الثانوي أو المساعد حال وجود المصدر الأصل.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 07:41]ـ
قلت: وهناك طريق خامس من رواية عمرو بن ذر: أخرجها الطبراني في (المعجم الكبير) ولم أظفر بها في المطبوع.
قال الهيثمي: قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج7/ص179): رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف.
رواية عمر بن ذر، أخرجها السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (1/ 163 - 165) بعد أن ساق بعض طرق الحديث: وأخبرناه محمد بن عبد المحسن بن حمدان الحاكم قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد بن حمزة بن الحبوبي أخبرنا أبو الوفا محمود بن إبراهيم بن سفيان بن منده إجازة أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الباغبان أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده أخبرنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري حدثنا أحمد بن معاذ السلمي حدثنا خالد بن عبد الرحمن السلمي حدثنا عمر بن ذر أراه عن مجاهد عن عبد الرحمن بن سمرة قال خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) على أصحابه فقال رأيت الليلة عجبا رأيت رجلا من أمتي يعذب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه ورأيت رجلا من أمتي احتوشته ملائكة العذاب فاستنقذته صلاته ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع فاستنقذه صيامه ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة وخلفة ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة فاستنقذه حجه وعمرته ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة رحمه فاستنقذته حتى كلم ورأيت رجلا جاثيا على ركبتيه قد حجب عن النور فاستنقذه حسن خلقه ورأيت رجلا أعطى كتابه بشماله فاستنقذه خوفه من الله فأعطيه بيمينه ورأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فاستنقذه وجله من الله عز وجل ورأيت رجلا من أمتي هوى من الصراط في جهنم فاستنقذته دموعه من خوف الله ورأيت رجلا من أمتي يلفح وجهه شرر النار فاستنقذته صدقته ورأيت رجلا من أمتي أخذته الزبانية فاستنقذه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ورأيت رجلا من أمتي يرعد على الصراط فاستنقذه حسن ظنه بالله عز وجل ورأيت رجلا من أمتي لا يجوز على الصراط فاستنقذته صلاته على ورأيت رجلا انتهى به إلى باب الجنة فأغلق عنه فاستنقذه شهادة أن لا إله إلا الله ورأيت أعجب العجب ناس تقرض شفاههم فقلت يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المشاؤون بالنميمة بين الناس ورأيت رجالا يعلقون بألسنتهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا
قال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد تفرد به خالد بن عبد الرحمن عن عمر بن ذر وروى من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الرحمن بن حرملة وعلي بن زيد وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه.
قلت (السبكي): قد خرجت جزءا أمليته في هذا الحديث مستوعبا وليس هو في شيء من الكتب الستة. انتهى.
وسأتعرض لرواته بعدُ إن شاء الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:15]ـ
قلت رحمك الله: أقصد الراوي عن زيد بن علي بن جدعان وقد اختلفت تسميته في هذا الطريق، ذلك لأنك قد بينت في عرض الطرق تضعيف الراوي عن زيد، فناسب أن تذكر الراوي هنا، وتعيينه أيضا يحتاج إلى بيان.
أقول: لم أعرفه، والذي يظهر إما أنه مجهول أو محرف. والله تعالى أعلم
.............................. ..
قلت رحمك الله: الذي أخبره من طبعة محمود زايد أنه لم يرقم الأحاديث، وإلا هذه طبعة جديدة؟.
أقول: غفر الله لك يا شيخ (عبد الله)؛ قصدت بالرقم رقم الترجمة التي ورد فيها رواية الحديث، وإلا هي لم ترقم أحاديثها وليست طبعتي جديدة.
..........................
قلت رحمك الله: فكان عليك إذن عرض ذلك وتوضيحه، أما ترك تمييزه هكذا (عبد الرحمن بن أبي عبد الله) دون تمييز فيوقع في الشك، سيما وتعيين الرجل مُشكِل!
أقول: هو كما تفضلتم، ولكن صنيعي في البنط العريض الأحمر عند ذكر عناوين الطرق قد أغناني عن ذلك لوضوحه.
...........................
قلت رحمك الله: ما جاء في تفسير ابن كثير منقول عن "نوادر الأصول" للحكيم الترمذي. والكتاب الأصل موجود، ولا يحتاج إلى الركون إلى المصدر الثانوي أو المساعد حال وجود المصدر الأصل.
أقول: والله ما ذكرته في صلب التخريج الأصل ولا أشرت له إطلاقا، ولكن مناقشتك لي بعد الطرح هي التي جعلتني أعرض كل الإحتمالات المتاحة.
والذي في نوادر الأصول المسندة (عبد الرحمن بن أبي عبد الله) على الصواب.
.........
في الحقيقة يا شيخ (عبد الله) سرني جدا جدا مناقشتك لي، ولكن يعلم الله لو أني قمت بتخريج نص من التوراة أو التلمود فأعتقد أنه لن تأتي عليه ربع هذه الإعتراضات المطروحة (ابتسامة؛ بل ضحكة مدوية في أرجاء مكتبتي).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:28]ـ
في الحقيقة يا شيخ (عبد الله) سرني جدا جدا مناقشتك لي، ولكن يعلم الله لو أني قمت بتخريج نص من التوراة أو التلمود فأعتقد أنه لن تأتي عليه ربع هذه الإعتراضات المطروحة (ابتسامة؛ بل ضحكة مدوية في أرجاء مكتبتي).
قال البربهاري: المُجَالَسَةُ لِلْمُنَاصحَةِ فَتْحُ بَابِ الفَائِدَة، وَالمُجَالَسَةُ لِلْمُنَاظَرِة غَلْقُ بَابِ الفَائِدَة.
ونسأل الله أن تكون لفتح باب الفائدة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:30]ـ
والله والله والله وأتشرف وأسعد يا شيخ (عبد الله)
بل فائدة لن تراها مجتمعة في غير هذه الصفحة بإذن الله تعالى.
ويعلم الله لولا الله ثم محبتكم لما مُنّا عليكم.
وبالنسبة لنقل (الطبقات) فوالله إني أشكرك عليه فلم أكن اعرف عنه شئيا، وهو نقل نادر لطريق نادر
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 02:01]ـ
الطريق الرابعة: من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري:
أخرجها أبو نعيم في (طبقات المحدثين بأصبهان ج2/ص303) وفي (تاريخ أصبهان ج2/ص307).
وفيه يعقوب بن عبد الله الأشعري؛ لين.
وفيه ابنه نوح؛ مجهول الحال.
وفيه علي بن بشر الأصبهاني؛ ضعيف متهم بالوضع، وقال أبو نعيم: في حديثه نكارة.
"طبقات المحدثين بأصبهان" الذي أعرفه أنها من تأليف أبي الشيخ ابن حيَّان، فهل ألف أبو نعيم كتابا بهذا الاسم؟! أعتقد لا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 02:07]ـ
وهذا الذي يعرفه الجميع يا شيخ (عبد الله) لكن هنا سقط في الكلام بسبب تحول النظر، صوابه:
رواه أبو الشيخ في (الطبقات) ومن طريقه أبو نعيم في (التاريخ).
وجزاك الله عني خيرا(/)
هل يصح رفع هذا القول الى المصطفى صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 01:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مما يكثر تداوله بين الخطباء والوعاظ
لا خير في قوم لا يتناصحون ينهم ...
وقد وجدنا أغلبهم يرفعه الى المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
ومن خلال بحثي القاصر واستقرائي الناقص استفدت حكما مفاده أن القول لا أصل له
لذلك أطلب من اخوتي المشايخ وطلبة العلم افادتي في ذلك
واللهَ أسألُ أن يجزيكم عنا خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 02:27]ـ
لعلك تقصد هذا الحديث
عن ابن عباس ( http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تناصحوا في العلم ; فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله، وإن الله سائلكم يوم القيامة ( http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=611&idto=611&bk_no=87&ID=130#docu)" .
قال الهيثمي رواه الطبراني ( http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687) في الكبير، وفيه أبو سعد البقال، قال أبو زرعة: لين الحديث، مدلس، قيل: هو صدوق؟ قال: نعم، كان لا يكذب.
وقال أبو هشام الرفاعي ( http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14381): حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا أبو سعد البقال، وكان ثقة. وضعفه شعبة لتدليسه والبخاري ( http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070) ويحيى بن معين ( http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17336)، وبقية رجاله موثقون.
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:41]ـ
[ quote= ابو محمد الغامدي;251189] لعلك تقصد هذا الحديث
بارك الله فيك أخانا على الفائدة لكني لم أرد هذا الحديث وانما المقصود ما طرحت
لا خير في قوم لا يتناصحون ينهم ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 05:32]ـ
أعينونا في ذلك وأجركم على الله
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 06:03]ـ
لا أصل له
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 02:34]ـ
لا أصل له
جزاك الله خيرا
ممكن تذكر لنا من قال بذلك من مشايخ علم الحديث
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 02:37]ـ
علي رضا(/)
الأسئلة إلي المتخصصين في الحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 08:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
من فضلك أجب علي الأسئلةالاتية
الأول
من فصلك دلني علي تخريج هذاالحديث ودرجته
إن الله تعالي قسم العقل علي مئة جزء وأعطي جزءاواحدالكل المخلوقات مع الأنبياء والباقي تسعةوتسعون جزءاللعقل أعطي لخاتم المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم
الثاني
كيف يكون لباس النبي صلي الله عليه وسلم وخاصة وضحوكيفية قميص النبي (ص)
الثالث
أرجوكم أن تدلوني علي كيفيةلحيةالنبي (ص) مع توضيح كيفيةشواربه (ص)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 08:43]ـ
أفيدوني بالإجابة
جزاكم الله تعالي في الدارين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 11:50]ـ
وعليكم السلام روحمة الله وبركاته ..
أما بالنسبة للسؤال الأول: فلا يثبت هذا الحديث بهذا اللفظ أبدا ولا أصل له منروايات الأئمة المعتبرين رحمهم الله تعالى، وغالب أحاديث العقل التي بهذه الصورة موضوعة باطلة لا أصل لها.
أما صفة قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد ثبت في السنة عند أبو داود وغيره أنه كان يحب من الثياب القميص، وكان كم قميصه إلى الرصغ، وفي رواية الطبراني: كانا كمي رسول الله إلى أسفل من الرسغين.
والرسغ والرصغ: هو الساعد.
وأتى في رواية البيهقي في الشعب من حديث أنس: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قميص من قطن قصير الكمين.
وفي رواية ابن عباس عنده: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قميصا قصير الكمين والطول.
وقال ابن عباس أيضا عنده: لبس النبي صلى الله عليه وسلم قميصا وكان فوق الكعبين وكان كماه بدو الأصابع. وفي رواية: مع الأصابع.
قلت: وهذا يحتمل تعدد القمصان التي لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وورد عند الترمذي في الشمائل من حديث قرة رضي الله عنه: أنه رأى قميص رسول الله مطلقاً؛ أو زر قميصه مطلق. أي كان مفتوح الأزرار. قال: فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم.
قال الجزري في الغريب وغيره: القميص ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب.
قال في القاموس: ولا يكون إلا من القطن وأما الصوف فلا.
وأما لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في السنة الصحيحة أنها كثيفة مربعة إلى منتصف صدره يراها من يقف خلفه من جانبي وجهه صلى الله عليه وسلم.
أما الشارب فلم تختلف الرواية عنه أنه كان يحفه الحف المعتاد الذي لا يصل إلى وصف البشرة التحتية.
والله تعالى أعلى وأعلم(/)
عدالته المبتدعة
ـ[الحضرمي2007]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الافاضل من مشايخ وطلاب علم
عندي ستفسار هو
((هل من شرط عدالة الرواة السلامة من البدعة، الانه حصل أختلاف بين طالبي علم فضلاء
ذهب احدهم أن البدعة قادحة في العدالة وأن رواية الائمة عن المبتدعة فهي من باب عموم البلوى بالبدعة والمفسدة من ترك السنةوإلا فهم مخرومي العدالة ببدعتهم أي ليسو عدولا.
وذهب الاخر أنه السلامة من البدعة ليست شرط في عدالة الرواه والدليل الاجماع العملي للائمة على الرواية عن المبتدعة وأعتماد حديثهم في الجملة مع التفريق عتد البعض بين الداعية وغير الداعية، إذا لوكانوافساق ببدعتهم لم جاز الرواية عن غير العدول وكلا أورد ححجه))
فما الصحيح
ـ[الحضرمي2007]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 05:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الفضلاء وطلاب العلم الاكرام الايوجد من يتفاعل مع إستفسار بارك الله فيكم(/)
سلسلة (كم ترك الأول للأخر) للشيخ أبو نعيم الحويني (متجدد ان شاء الله)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:33]ـ
http://dc111.4shared.com/img/117459252/741749a8/__online.avi (http://www.4shared.com/file/117459252/741749a8/__online.html)(/)
سلسلة (كم ترك الأول للأخر) للشيخ أبو نعيم الحويني (متجدد ان شاء الله)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 12:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأ فاضل السلم عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا ان شاء الله بداية لـ سلسلة (كم ترك الأول للأخر) للشيخ أبو نعيم الحويني حفظه الله.
و الشيخ حفظه الله من تلاميذ الشيخ الفاضل أبو اسحاق الحويني حفظه الله وكذلك الشيخ الفاضل مشهور حسن سلمان حفظه الله وغيرهما.
و الشيخ حفظه الله في هذه السلسلة - كما هو واضح من عنوانها - يورد بعض الأمثلة مما فات العلماء الافاضل أو لم يوفقوا فيه ليس للتعقب انما لتعليم الطلبة الأدب مع الكبار حيث أن ما فات هؤلاء الكبار أو أخطأوا فيه أولي أن يفوت الصغار.
وهذا هو المجلس الأول
http://dc111.4shared.com/img/117459252/741749a8/__online.avi (http://www.4shared.com/file/117459252/741749a8/__online.html)
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 09:33]ـ
وهذا هو المجلس الثاني
http://dc102.4shared.com/img/118444259/da8711a4/_____.avi (http://www.4shared.com/file/118444259/da8711a4/_____.html)(/)
في دفع التعارض بين أحاديث «الشؤم»
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 01:19]ـ
السؤال:
ورد في حديث صحيح: «الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ» (1 - أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/ 1059)، رقم: (2225)، والترمذي كتاب «الأدب»، باب ما جاء في الشؤم: (2824)، وأحمد: (2/ 152)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1'))) وفي رواية بأداة الحصر: «إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ ... » (2 - أخرجه البخاري كتاب «الجهاد والسير»، باب ما يذكر من شؤم الفرس: (2/ 53)، ومسلم كتاب «السلام»: (2/ 1060)، رقم: (2225)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_2'))).
ووردت أحاديث أخرى مطلقة تنفي الطيرة والشؤم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ ... » (3 - أخرجه البخاري كتاب «الطب»، باب الجذام: (3/ 156)، ومسلم كتاب «السلام»: (2/ 1057)، رقم: (2220)،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_3')))، فهل يمكن أن يقال إن الأحاديث التي وردت مطلقة يجوز تقييدها بهذه الثلاث حملاً للمطلق على المقيد لاتحاد الحكم والسبب، وبالتالي فالشؤم والطيرة منفية مطلقًا إلاّ فيما عدا الثلاثة المذكورة في الحديث أم أنّ المسألة غير ذلك؟ فكيف نوفّق بينها وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقبل الإجابة على هذا السؤال فإنه ينبغي التنبيه إلى أمرين:
-الأوّل: أنّ الإطلاق والتقييد تارة يقع في الأمر وتارة أخرى يقع في الخبر، لكن من شرط حمل المطلق على المقيد أن لا يقع في النهي والنفي، فإن حصل فإنه يندرج في باب العموم، كما أفاد ذلك ابن القيم (4 - «بدائع الفوائد» لابن القيم: (3/ 249) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_4'))) والبعلي (5 - «القواعد والفوائد الأصولية» للبعلي: (283) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_5'))) والشوكاني (6 - «إرشاد الفحول» للشوكاني: (166) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_6'))) وغيرهم.
- والثاني: أنه ينتفي التعارض الظاهري بين النصوص الشرعية بطرق دفع التعارض من: جمع، أو نسخ، أو ترجيح.
والنص الشرعي الوارد في المسألة المذكورة منفيّ نفيا مطلقًا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ»، فلا مجال لحمله على التقييد -كما تقدّم-، ومن جهة أخرى فلا تعارض بين الأحاديث المذكورة في السؤال إلاّ في ذهن الناظر، إذ يمكن الجمع بين نصوصها والتوفيق بين معانيها، ووجه الجمع أنّ أهل الجاهلية يرون الطيرة من هذه الثلاثة كما ثبت ذلك من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها، أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ: الطِّيَرَةُ مِنَ الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ» (7 - أخرجه أحمد: (6/ 246)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي: (2/ 521)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2/ 689) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_7')))، ثم بيّن النبي صلى الله عليه وآله سلم نفيه لهذا المعتقد في حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما بقوله: «إِنْ يَكُ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ» (8 - أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/ 1060)، رقم: (2225)، وأحمد: (2/ 85)، من حديث عائشة رضي الله عنها ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_8'))). ومعنى الحديث أنّ الشؤم لو صحَّ في شيء لصحَّ في هذه الثلاثة، فأفاد بمفهومه أنه ليس بثابت فيها ولا في غيرها أصلاً، ويقوّي هذا المفهوم منطوق الأحاديث التي جاءت تنفي الشؤم والطيرة – وهما بمعنى واحد - كما تقدّم في الحديث المرفوع: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ». ويزيد لهذا المعنى تأكيدا حديث مِخمَر بنِ معاويةَ النُّمَيْرِيّ رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لاَ شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ فِي ثَلاَثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالدَّارِ» (9 - أخرجه الترمذي كتاب «الأدب»، باب ما جاء في الشؤم: (2824)، وابن ماجه كتاب «النكاح»، باب ما يكون فيه اليمين والشؤم: (1993)، من حديث مخمر بن معاوية رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (4/ 564) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_9')))، فنفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشؤمَ مطلقا وجعل هذه الثلاثة: المرأة والفرس والدار من الْيُمْنِ وهو البركة وضدّه الشؤم.
أمّا الحصر الوارد في الحديث ب: «إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلاَثَةٍ» فهو من تصرف الرواة واختصارهم كما بيّنه أهل الحديث (10 - انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (6/ 61)، و «عون المعبود» للعظيم آبادي: (10/ 419)، و «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (1/ 4/183) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_10'))).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 03 رجب 1430هـ
الموافق لـ: 26 يونيو 2009م
1 - أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/ 1059)، رقم: (2225)، والترمذي كتاب «الأدب»، باب ما جاء في الشؤم: (2824)، وأحمد: (2/ 152)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
2 - أخرجه البخاري كتاب «الجهاد والسير»، باب ما يذكر من شؤم الفرس: (2/ 53)، ومسلم كتاب «السلام»: (2/ 1060)، رقم: (2225)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
3 - أخرجه البخاري كتاب «الطب»، باب الجذام: (3/ 156)، ومسلم كتاب «السلام»: (2/ 1057)، رقم: (2220)،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
4 - «بدائع الفوائد» لابن القيم: (3/ 249).
5 - «القواعد والفوائد الأصولية» للبعلي: (283).
6 - «إرشاد الفحول» للشوكاني: (166)
7 - أخرجه أحمد: (6/ 246)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي: (2/ 521)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (2/ 689).
8 - أخرجه مسلم كتاب «السلام»: (2/ 1060)، رقم: (2225)، وأحمد: (2/ 85)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
9 - أخرجه الترمذي كتاب «الأدب»، باب ما جاء في الشؤم: (2824)، وابن ماجه كتاب «النكاح»، باب ما يكون فيه اليمين والشؤم: (1993)، من حديث مخمر بن معاوية رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (4/ 564).
10 - انظر: «فتح الباري» لابن حجر: (6/ 61)، و «عون المعبود» للعظيم آبادي: (10/ 419)، و «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (1/ 4/183).
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 01:21]ـ
http://www.ferkous.com/rep/Bq126.php هذا رابط المقال(/)
سؤال عن الصحابة الذين روى عنهم إسماعيل بن أبي خالد.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 11:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ذكر الحافظ الذهبي في السير، في ترجمة إسماعيل بن أبي خالد رحمه الله، أنه روى عن عبد الله بن أبي أوفى وأبي جحيفة السُوائي وعمرو بن حريث وأبي كاهل قيس بن عائذ رضي الله عنهم.
فهؤلاء أربعة. ثم قال في الصفحة التي تليها: وكان صالحاً، سمع خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فمن هو خامسهم؟
وبارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 12:11]ـ
قدر روى عن طارق بن شهاب، رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. (تهذيب الكمال).
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 02:27]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل،
نعم، وقد رجعت إلى ترجمة طارق بن شهاب رضي الله عنه في السير فوجدت الحافظ صرّح بذلك إذ قال: حدّث عنه قيس بن مسلم وسماك بن حرب وعلقمة بن مرثد وسليمان بن ميسرة وإسماعيل بن أبي خالد ومخارق بن عبد الله وطائفة.(/)
لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت له: وفيك. ماصحة هذا الأثر عن ابن عباس
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 01:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت مقالة للشيق عبد العزيز العبد اللطيف وهي بعنوان: أبعدت النجعة با أب معاذ وهي رد على الشيخ سلمان العودة بخصوص المعاملة مع الكفار الحربيين وغيرهم وكان مما استدل به الشيخ سلمان في كلامه الاثر المذكور عن بن عباس.
أرجو بيان صحة هذا الأثر عن بن غباس و ما المقصود به بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 02:08]ـ
/// هذا الأثر أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1113) عن أبي نُعَيْم الفَضْل بن دُكَين، عن سفيان الثوري، عن أبي سِنان ضِرار بن مُرة عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون بارك الله فيك قلت وفيك وفرعون قد مات.
/// وأخرجه الطبراني (10/ رقم 10609)، علي بن عبد العزيز البغوي، عن أبي نعيم الفضل، به.
وعن الطبراني أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 322).
/// وأخرجه ابن المنذر في تفسيره (2072)، من طريق أبي بكر بن عَيَّاش، عن أبي سنان ضرار، به، بلفظ: وفيك بارك الله.
/// وقد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (26222/ اللحيدان) (26343/عوامة)، عن الفضل بن دكين، غير أنه لم ذكر (عن ابن عباس).
/// وأبو نعيم الفضل بن دكين، ثقة ثبت، "وهو ممن اشترك في الرواية عن السفيانين، وهو من القدماء، ومتى رأيت القديم يقول سفيان وأبهم فهو الثوري" (*).
/// والثوري إمام، وأبو سنان ضرار ثقة، وسعيد بن جبير إمام؛ لذا فالسند صحيح.
وقد قال الألباني في الصحيحية عن سند البخاري المذكور: سنده صحيح على شرط مسلم.
(*) ما بين العلامتين من كلام الذهبي بتصرف.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 03:00]ـ
لكن يبقى أنه لا مستند فيه لمن يحاول التجويز، فما زاد ابن عباس رضي الله عنهما عن قول: (وفيك)، وهذه لها احتمالات كثيرة جدا، وحتى لو حملناها على المعنى الأصلي لها فإنها إجابة محدودة جدا مقتضبة لا تفيد دليلا لمن حاول جاهدا أن يجوز ذلك.
وإني لأراها قريبة جدا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه: "وعليكم".
فالحذر الحذر من تتبع الزلات التي قد يقع بها بعض أهل العلم.(/)
أزجِي التَّحيةَ لمن هو في بِدايةِ طريقِ طلبِ الحَدِيث ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي طالب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أخي الكريم من هو في بداية طريق طلب الحديث ...
أزجي لك التحية العاطرة تشق عباب السماء ...
مكللةً بالحب والتقدير ..
أقول لك فيها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
من المعاني التي تقوم في الوجدان مالا تستطيع القوالب البيانية التعبير عنها ...
ولعل بعض ما أسطره يأتي على بعض ما في نفسي من حب لك ولما أنت عليه، ويبقى ما أكنّه لك في قلبي ...
أخي الكريم ...
ثمَّ وصايا –سلوكية ومنهجية- أريد أن أعرضها عليك أردت لك بها النصح-والله-حتى ترسخ قدمك في علوم السنة -بإذن الله- وإن كنتُ لا أعدُّ نفسي إلا شيئا من خلق الله ... وقد قال الله تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء .... ) فالله أسألُ أن تسعني وإياك رحمته وجميع المسلمين ...
أولا: أوصيك بتقوى الله في السر والعلن فالتقوى هي السلاح الأقوى ...
ثانيا: من تمام التقوى أن تخلص نيتك لله -سبحانه وتعالى-وأن تبتغي في دراستك للسنة وجه الله -سبحانه وتعالى-وحذار ثم حذار أن تبتغي في دراستك عَرَض الدنيا أو حطامها ...
واعلم يا أخي الكريم أن النية وحدها لا تكفي في صنع عالم في السنة؟؟؟
بل لا بد مع النية الصالحة الدأب والجد والمثابرة في الطلب ... فكم كان في زمن الامام علي بن المديني وأحمد وابن معين وغيرهم من المخلصين ولكن ذلك لم يكن كافيا في صنع إماما في السنة؟؟؟
فالنية الصالحة مع الجد والجَلَد في الطلب تصنع إماما في السنة ...
ثالثا: اتبع منهجية صحيحة في إدراك علم المصطلح ...
فابدأ بالمتن الأسهل ثم الذي يليه ثم الذي يليه، والعلماء قد بينوا المنهجية السليمة في دراسة المصطلح واحذر من الاستعجال ...
أن تتزبزب قبل أن تتحصرم ...
وأن تطير قبل أن تُريش ...
وأن تعمَّم قبل أن تعلَّم ...
وعليك بالتركيز على المنهج الذي خطه العلماء وبدأت به ... وتجنب التشتيت فذلك لا يسهم في صنع عالم في السنة بل يسهم في صنع مثقف في السنة؟؟؟
وعليك ياأخي الكريم تجنب المواضيع الشائكة والتي تعد من (العيار الثقيل) والسبب أن مداركك ليست مؤهلة لهذه المواضيع ...
فالفضول قد يدفعك إلى مثل هذا ولكن عليك أن تكبح جماح فضولك حتى يستقيم بنيانك الحديثي ...
وليس معنى هذا أنك لن تدرسها في مسيرتك العلمية ... كلا ... بل المعنى عندما يقوى عودك ادرسها حينئذ ...
فعلم المصطلح أطوار كعلم الفقه تماما ....
فكما أن طالب الفقه الذي يبدأ بدراسة الخلاف العالي في الفقه-كالمغني مثلا-سينقطع ويتخبط كذلك من يبدأ بدراسة العلل لابن أبي حاتم-رحمه الله-أو يبدأ بدراسة أبعاد المنهج النقدي عند الدارقطني-رحمه الله- سينقطع ويتخبط لا محالة ...
وقد نُقل عن الشيخ محمد بن إبراهيم-رحمه الله- أنه كان يطرد من هو في بداية طريق طلب الفقه من درسه في كتاب المغني ... والسبب أن القدرة الإستيعابية والمدارك ما زالتا قاصرتين عن إدراك ما يُطرح ...
رابعا: اعرف قدر شيخك وعظمه وحذار أن تتنقص منه أو أن ترى لنفسك فضلا عليه ...
وقد قال بعض العلماء: (الأبوة الدينية خير من الأبوة الطينية)
ولقد أصابني والله العجب من حال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز-رحمه الله- حينما سمعتُ تسجيلاً صوتيا له يذكر فيه شيخه الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم –رحمه الله- ويثني عليه ويبجله ثم إنه طفق يبكي بكاء لو سمعته لم تتمالك نفسك ...
رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته ...
وهذا مثال واحد من المعاصرين ...
كيف لو قرأت أن أبا حنيفة كان لا يمد رجليه إلى بيت شيخه حماد بن أبي سليمان -تقديرا وإجلالا- ...
والحوادث كثيرة
هذا ما أردت قوله ...
ولله الأمر من قبل ومن بعد ...
ـ[أبوالعمار]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 09:56]ـ
جزاك الله خيرا ً
شيخنا
وصايا في محل التقدير
وستكون إن شاء الله في محل الحفظ
والعمل للتنزيل
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:04]ـ
جزاك الله خيرا أبا العمار ...
ومن أحسن الكتب التي رأيتها لمن أراد طلب علم السنة = كتاب الشيخ حاتم العوني (نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية) الطبعة الثانية ...
فأنا اقرأه في هذه الأيام مستمتعا ومستفيدا ...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 11:08]ـ
اخي العطاب الحميري جزاك الله كل خير وبارك فيك على هذه الكلمات المفيدة المشجعة
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 08:57]ـ
جزاك الله خيرا أخي ماجد
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 03:24]ـ
جزاك الله خيرا ً
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 06:05]ـ
///بارك الله في الجميع(/)
اغتسال بعض السلف بين العشائين في العشر الاواخر؟؟؟؟ ياليت من يفيدنا
ـ[عبدالرحمن الحسين]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 06:18]ـ
السلام عليكم
ياليت الاخوان يفيدونني في مسألة اغتسال بعض السلف بين العشائين في العشر الاواخر
وماورد فيها
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 06:40]ـ
ورد في ذلك حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه الصلاة و السلام: (كان إذا دخلت العشر اجتنب النساء واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحورًا) وهو حديث باطل، في سنده حفص بن واقد. قال ابن عدي: هذا الحديث من أنكر ما رأيت له. وجاء هذا الحديث بعدة أسانيد كلها ضعيفة.
و في مصنف عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي، أنه: " كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين، واغتسل كل ليلة" و الله أعلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 06:47]ـ
ينظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39504
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 06:50]ـ
ورد في ذلك حديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه الصلاة و السلام: (كان إذا دخلت العشر اجتنب النساء واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحورًا) وهو حديث باطل، في سنده حفص بن واقد. قال ابن عدي: هذا الحديث من أنكر ما رأيت له. وجاء هذا الحديث بعدة أسانيد كلها ضعيفة.
ينظر هذا:
جزاك الله خيرا
هذا الكلام من ابن عدي رحمه الله إنما هو عن حديث أنس رضي الله عنه، حيث قال في الكامل
....... عن قتادة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حان العشر الأواخر من رمضان طوى فراشه وشد مئزره واجتنب النساء وجعل عشاءه سحورا
قال ابن عدي:وهذه الأحاديث انكر ما رأيت لحفص بن حكى هذا والحديث الأول عن إسماعيل بن مسلم قد رواه غير حفص بن حكى عنه وحديث ابن عون لا يرويه عنه غير حفص بن واقد وحديث هشام الدستوائي بعض متنه قد شورك فيه وبعض المتن لا يرويه عن هشام غير حفص ولم أر لحفص أنكر من هذه الأحاديث وليس له من الأحاديث إلا شئ يسير) انتهى كلام ابن عدي رحمه الله (منقول من نسخة الشاملة).
وأما الحديث الذي أخرجه ابن أبي عاصم فهو من حديث عائشة رضي الله عنها
حيث قال الحافظ ابن رجب:و لفظ حديث عائشة: [كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان رمضان قام و نام فإذا دخل العشر شد المئزر و اجتنب النساء و اغتسل بين الأذانين و جعل العشاء سحورا] أخرجه ابن أبي عاصم و إسناده مقارب.(/)
اذا سئل يحي بن سعيد القطان عن رجل فحرك يده
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 09:54]ـ
كثير من الائمة يتكلمون في الرواة بالاشارة وحركة اليد لكن ذلك معناهالجرح الخفيف الذي يصلح معه المسؤل عنه في الشواهد والمتابعات ويكون معنى تحريك اليد ان الراوي تعرف منه وتنكر فله احاديث يوافق فيها الثقات واخرى يخالف فيها الثقات لكن يحي بن سعيد القطان يحرك يده على سبيل الجرح الشديد فقد صرح بذلك ابن المديني وقال له <اذا حركت يدك فقد اهلكته يعني عمر بن الوليد الشنى كما في الجرح والتعديل <6ص139 ويدل على ذلك ايضا ما جاء في الجرح والتعديل ترجمة عمرو بن مسلم الجندي قال ابن المديني سمعت يحي بن سعيد ذكر عمرو بن مسلم فحرك يده وقال ما ارى هشام بن حجير الا امثل منه قلت له اضرب غلى حديث هشام ابن حجير نعم <6ص260فتصريح ابن المديني بان هذه الاشارة عند القطان جرح شديد يدل على ان ذلك هو الاصل عند القطان الا ان يتبث خلاف ذلك فيعمل به في محله(/)
قولهم ..... متقن
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 02:28]ـ
ذكر السخاوي رحمه الله انه لايدل اي لفظ متقن على العدالة وانما يدل على زيادة الضبط والذي يظهر ان قولهم {فلان متقن او يتقن ما سمع او كان يتقن حديثه} انه من اهل العدالة كما فعل الحافظ ابن حجر ويكون حديثه صحيحا وقد يكون من اهل المرتبة الاولى من مراتب التعديل واقل احواله هذه المرتبة الا ان تظهر قرينة تدل على خلاف ذلك فيعمل بها لان الاتقان اما ان يكون سببه عدالة في الدين فهذا ظاهر في اثبات العدالة والاتقان واما ان يكون سببه الاجتهاد في الطلب وطول الممارسة والخبرة في هذا الشأن وقد سبق ان حديث من هذا وصفه على الصحة حتى يثبت خلافه وما ذكره السخاوي ان الصابط والمتقن بينهما وبين العدالة عموم وخصوص من وجه فصحيح واستدل بان ابن ابي حاتم سأله ابا زرعة عن رجل فقال حافظ فسأله اهو صادق ويمكن ان ان يسأل احدهم عن رجل فيقول ثقة فيسأل ايحتج به كما في ترجمة نافع بن عمر الجمحي من {تهذيب التهذيب ج10ص409} ومعلوم ان الثقة يحتج به ولا يكون هذا السؤال مزحزحا لكلمة {الثقة} عن رتبتها في الاحتجاج الا لقرينة والعبرة بالاغلب واله اعلم(/)
قولهم.فلان ثقة وليس بمحل ان يقال له حجة او ليس بالحجة
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 02:44]ـ
هذا نفي لكونه في منزلة من قيل فيه {حجة} لا نفي انه ثقة يحتج به عن غير متابع وقد قال عثمان بن ابي شيبة في احمد بن يونس "كان ثقة وليس بحجة .... فقال المعلمي .. وعثمان على قلة كلامه في الرجال يتعنت وكلمة ليس بحجة لا تنافي الثقة.اه من التنكيل ص441 ومما يدل على تعنت عثمان ان اخمد بن يونس قد مدحه احمد وناهيك به فقال لرجل اخرج الى احمد بن يونس فانه شيخ الاسلام .. تهذيب ج1ص50 وقد يقولون ثقة وليس بحجة على من هو بمنزلة صدوق كما ترجم الذهبي لقول ابن معين في محمد بن اسحاق ثقة وليس بحجة بقوله صدوق في رسالة {الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ص1640 وقد يقولون ثقة ولا يحتج به او ليس ممن يحتج به او ثقة وليس كل احد يحتج به فهذا معناه انه ثقة في دينه ولكنه قليل الصبط فلا يحتج به بمفرده والعبرة بالسياق
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 04:52]ـ
ذكر الشيخ طارق بن عوض الله في أول محاضرة له في سلسلة الحديث للمبتدئين يقول قد يطلق المتأخرون لفظ الثقة ولا يقصدون بها عدالة وضبط الراوي وإنما يقصدون بها أنه ثبت سماعه من شيخه الذي يروي عنه الحديث فمثل هذا يطلقون عليه الثقة وقد يكون حديثه غير مقلبول.
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 02:01]ـ
تابع
يقول اللكنوي في الرفع والتكميل ((وقال تلميذه السخاوي في فتح المغيث)) مما ينبه عليه أنه ينبغي أن تتأمل أقوال المزكين والمخارجها فيقولون فلان ثقة أو ضعيف ولا يريدون به أنه ممن يحتج بحديثه ولا ممن يرد وإنما ذالك با النسبة لمن قرن معه على وفق ماوجه إلى القائل من السؤال وأمثلة ذالك كثيره منها ما قال عثمان الدرمي: سألت ابن معين عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه كيف حديثهما؟ فقال ليس بيه بأس فقلت هو أحب إليك أم سعيد المقبري؟ قال سعيد أوثق والعلاء ضعيف
فهذا لم يرد به ابن معين أن العلاء ضعيف مطلقا بديل أنه قال ليس به بأس (أي ثقه) وإنما أراد أنه ضعيف بالنسبة لسعيد المقبري
وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من الإختلاف في كلام أئمة الجرح والتعديل ممن وثق رجلا في وقت وجرح رجلا في وقت وقد يكون الإختلاف في التغير في الإجتهاد التكميل ص 155 173 174(/)
من سلسلة الدفاع عن الامام الالباني: التعريف الثالث من كتاب (تعريف اولي النهى والاحل
ـ[محب الشيخ الالباني]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 04:55]ـ
التعريف الثالث
الحلقة الاولى
قال الشيخ أبوعبود عبدالله عبود باحمران – حفظه الله – في التعريف الثالث من كتابه (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام):
تبيَّن –إن شاء الله- من التعريف الثاني خروج ممدوح على طريقة أئمة أهل الحديث , وفي هذا التعريف أُبيِّن من قول ممدوح نفسه خروجاً عملياًَّ وهي نتيجة لازمة للطريق الذي سلكه ممدوح.
** قال ممدوح في (1/ 187): " ولأهل الفقه والأصول نظر في قبول وردَّ الأحاديث. فدائرة القبول عندهم أوسع منها عند المحدثين." اهـ.
ومن هنا ستكون دائرة القبول عند ممدوح أوسع من دائرة القبول عند أئمة أهل الحديث, ومنه سيكون ردّ حكم أئمتنا المتقدمين ومتبعيهم بإحسان بقدر اتساع دائرة القبول عند ممدوح.
فلننظر ولنتأمَّل كيف تعامل ممدوح مع حكم أهل الاختصاص – وخاصة إذا اتبعهم الشيخ ناصر الدين الألباني –رحمه الله--.
وسأنقل -إن شاء الله- اعتراض ممدوح لما نقله هو فقط – والذي لم ينقله أكثر-.
ولن أنقل كل اعتراضاته عليهم, وأقتصر في ردَّه حكم أئمة فن العلل فقط ولا أُعَرِّج إلى ردِّه حكم غيرهم.
1) الحديث (3) , قال في (2/ 29): " وقد شرح الترمذي ما فيه من علل ٍ فقال " ..... "." اهـ.
ومع هذا قال ممدوح في (2/ 32): " والحاصل أنَّ الحديث صحيح" اهـ.
2) الحديث (7) , ذكر له شاهداً جاء مرفوعاً وموقوفاً, فقال في (2/ 41 - 42): " فهذا ذهاب من أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين لترجيح الموقوف, ووافقهما عليه الحافظ في كل من: النكت الظراف (12003) , ونتائج الأفكار (1/ 218) , والتهذيب (12/ 174)." اهـ.
ومع هذا قال –عن المرفوع- في (2/ 40): " هذا حديث حسن" اهـ.
3) الحديث (9) , نقل ترجيح البخاري وأبي حاتم للموقوف.
فردَّ حكمهما فقال في (2/ 53): " وهذا فيه نظر: خالد بن أبي الصَّلْت ثقة, ومسألة تعارض الرفع والوقف مشهورة, وما رجحه الخطيب ثُمَّ النووي هو أنَّ الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة ...... فالرفع لا يعارض الوقف فهو ليس بقادح."اهـ.
4) الحديث (13) , نقل تصحيح أبي حاتم لإرساله ووصله وهم من عكرمة, فردَّه ممدوح بغضب فقال في (2/ 64): " لم يَهِمْ فيه عكرمة بن عمار" اهـ.
5) الحديث (14) , نقل حكم أبي داود عليه بالنكارة , والنسائي: غير محفوظ.
فردَّ حكمهما فقال في (2/ 68): " فهمام ثقة محتج به في الصحيحين" اهـ.
ويا حسرة على أبي داود والنسائي فإنَّهما لا يعلمان ثقة همام.
6) الحديث (40) , أقرَّ نقل قول ابن خزيمة: " إن صَحَّ الخبر , فإن في القلب من رفعه" اهـ.
** فردَّه فقال في (2/ 143): " وعبيدالله بن عبد المجيد الحنفي ثقة محدث جيد, والرفع زيادة ثقة لا تنافي الوقف فوجب المصير إلى قبولها, كما هو مقرر في مواضع كثيرة. " اهـ.
** قال ممدوح في (2/ 307حاشية): " ولا تعتمد مخالفة الألباني لإمام الأئمة ابن خزيمة." اهـ.
هلَّا كان لنفسك ذا التعليم يا ممدوح.
7) الحديث (41) , نقل قول الدارقطني: " لا يثبت .. وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة " اهـ.
فردَّه فقال في (2/ 147 - 148): " والظن أن ما أعل به الدارقطني هذا الإسناد فيه نظر, .... ثُمَّ لا يلزم من عدم وجود الحديث في مصنف حماد أن لا يكون من حديثه , إذ أن حديثه غير محصور في مصنفه." اهـ.
لله درُّ ممدوح فقيه علل آخر الزمان. ظَنُّه في كفة, وحكم الحافظ الدارقطني في كفة. وتأمَّل فقيه آخر الزمن يقول: " ما أعل به الدارقطني هذا الإسناد" والحافظ الدارقطني يتكلم على الحديث. وسيأتي –إن شاء الله- أزيد مِمَّا هنا.
8) الحديث (51) , نقل ترجيح أبي حاتم للإرسال والدارقطني للوقف.
** فردَّ ترجيح أبي حاتم فقال في (2/ 171): " والاختلاف بين الوصل والإرسال خلاف مشهور, والوصل إذا جاء من مقبول الحديث فهي زيادة ثقة ينبغي المصير إليه." اهـ.
** وردَّ حكمهما معاً فقال في (2/ 172): " وحاصل ما تقدم أنَّه قد اختلف في الحديث بين الرفع والوقف, ومن رفع الحديث اختلف عليه أيضاً بين الوصل والإرسال , والجماهير يرجحون هنا الرفع والوصل". اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
تأمَّل: " ..... هنا ..... " فأبو حاتم والدارقطني ليسا من الجماهير قطعاً , ومعهما الشيخ ناصر الدين الألباني فهنيئاً له.
9) الحديث (54) , نقل قول الدارقطني: " الحديث في رفعه شك" اهـ.
** فردَّه فقال في (2/ 179): " لكن الأكثرين على ترجيح الرفع". اهـ.
أريد ذكر أسماء هذه الأكثرية.
10) الحديث (59) , نقل قول أبي زرعة:" حديث واهٍ, ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر ". ونقل قول الدارقطني: " عن ابن عمر وهم والصواب أبي بن كعب" اهـ.
** فردَّ حكمهما وحسَّن حديث ابن عمر فقال في (2/ 189): " الحديث حسن" اهـ.
11) الحديث (73) , نقل تصريح الترمذي " أنَّ الصحيح أنَّه من قول الحسن البصري" وقول أبي زرعة: " رفعه منكر" اهـ.
** فرَّد حكمهما فقال في (2/ 220): " هذا حديث حسن " اهـ.
12) الحديث (84) , نقل قول الإمام أحمد: " قوله (ونضح) تفرد به قبيصة عن سفيان, ورواه جماعة عن سفيان بدون هذه الزيادة " اهـ.
و الشيخ ناصر الدين الألباني مِنْ فقهه في العلل حكم على (الأمر بالنضح) بالنكارة.
** فردَّ ممدوح قول الإمام أحمد فقال في (2/ 252): " هذه زيادة غير مخالفة في شيء, فهي كالحديث المستقل" اهـ.
تأمَّل: ممدوح ههنا تغافل عن رواية الجماعة أي: الأكثر. لماذا؟
13) الحديث (92) , نقل حكم أبي داود وغيره بالنكارة.
** فردَّه فقال في (2/ 269): " وقد دفع البدر العيني دعوى النكارة, ... والحديث ليس بمنكر على طريقة الفقهاء" اهـ.
لا أدري أممدوح شافعي ام حنفي؟.
وتأمَّل: " دعوى النكارة" , لتعلم منزلة أبي داود حقيقة في نفس ممدوح.
14) الحديث (102) , نقل قول ابن خزيمة: " قد اختلفوا في هذا الخبر عن عبدالله بن نُجيَّ فلست أحفظ أحداً قال: عن أبيه غير شرحبيل بن مدرك هذا" اهـ.
** رده ممدوح فقال في (2/ 292): " هذا خلاف لا يضر, وشرحبيل بن مُدْرِك ثقة, وتفرده لا يضر"
15) الحديث (103) , انفرد عائذ بن حبيب برفع الحديث, وخالفه ستة من الثقات – منهم سفيان الثوري وإسحاق بن راهويه ويزيد بن هارون- فوقفوه, ونقل تصحيح الدارقطني للوقف.
** فردَّه وقال في (2/ 301): " تصحيح الدارقطني – رحمه الله تعالى – للموقوف لا يُعل المرفوع, والتعارض بين الرفع والوقف مسألة تتجاذبها أنظار المحدثين والفقهاء والأصوليين وكبار الحفاظ المغاربة كابن حزم, وعبدا لحق , وابن القطان , لا يعلون الحديث بمثل هذا, وهم يتفقون فيما ذهبوا إليه مع جمع آخرين من المحدثين ومع الفقهاء والأصوليين والقائلين بأنَّ الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة." اهـ.
أهذا قول قائل يقوله في "كتاب علل".؟
وكبار حفاظ المغاربة ابن حزم وابن القطان كم من المرات قد ألهبهما ممدوح بسوط لسانه؟.
16) الحديث (111) نقل قول الشافعي: " هذا الحديث ليس بثابت", وقول أبي داود: " الحارث بن وجيه حديثه منكر ", وقول الترمذي: " حديث الحارث بن وجيه؛ حديث غريب لا نعرفه إلا من حديثه, وهو شيخ ليس بذلك", وقول أبي حاتم: " هذا حديث منكر , والحارث ضعيف الحديث "
** ردَّ حكمهم فقال في (2/ 318): " وتضعيفهم للحديث هو باعتبار طريق الحارث بن وجيه , وهذا التوجيه لابد من المصير إليه لأنَّ للحديث شواهد قوية." اهـ.
للهِ دَرُّ ممدوح في فقهه لتعليل أئمتنا, فيردُّ حكمهم بالنكارة على الرواية التي أخطأ فيها الحارث, وعليه أنْ يتأمَّل قول الترمذي: " لا نعرفه إلا من حديثه". هذا إذا سُلِّم بهذه الشواهد.
17) الحديث (144) , نقل تضعيف أبي داود للمرفوع وأنَّ الصواب وقفه على عائشة, وتبعه المزي وابن كثير.
** قال في (2/ 382): " وما رجحه هؤلاء الحفاظ هو الصواب", ثُمَّ عاد وقال: " والكل صحيح , وتحمل رواية من وقفه على عائشة أنَّها سمعته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فروته مرة وأفتت به مرة أخرى ," اهـ.
هذا لتعلم أنّ َتصويب ممدوح لما رجحه الحفاظ لا يلزم منه إعلال المرفوع كما نقل هو عن أبي داود.
18) الحديث (149) , نقل قول أبي داود: ولم يذكر أحد منهم في هذا الحديث الضربتين إلا من سميت".
** رَدَّه فقال في (2/ 398): " فإن قيل رواية الضربتين مرجوحة لأنَّ الأكثرين لم يذكروها, أجيب بالآتي:
1 - إنَّ الزيادة إذا ثبتت من الراوي الثقة تقبل مالم تقع منافية لغيرها , " والضربتان" زيادة ثقة فوجب المصير اليها." اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
19) الحديث (174) , نقل قول البخاري: " وهو حديث فيه اضطراب " وقال: " بين الدارقطني اضطرابه".
** قال في (3/ 35): " وهو خاص بالطريق المتقدم. ومع ذلك فالحديث حسن بشواهده .... " اهـ.
20) الحديث (189) , نقل ترجيح أبي حاتم للموقوف وتأييد الذهبي له.
** فردَّه مع غمزه الحافظ الذهبي, فقال في (3/ 67): " لا تتسرع بإعلان الموافقة تقليداً لا تنقيداً" اهـ.
ونِعْمَ التريث بإعلان المخالفة يا ممدوح.
21) الحديث (254) , نقل قول الترمذي:" حديث أنس لا يصح , لأنه قد روى هذا الحديث عن الحسن, عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً".
** فردَّه وقال في (3/ 215): " هذا حديث حسن" اهـ.
22) الحديث (286) , في الشاهد الأول اختلف في رفعه ووقفه, فرفعه سعيد بن عبيدالله الثقفي, وخالفه قتادة والجُريري فروياه موقوفاً وكذا اختلفا في متنه , فنقل ممدوح قول البخاري: "هذا حديث منكر يضطربون فيه".
** ردّه فقال في (3/ 278): " وليس هذا الاختلاف بقادح إذا أمكن توجيهه, فإن سعيد بن عبيدالله الثقفي حسن الحديث وزيادته مقبولة على الوجهين أي سواء في الرفع أو في قوله: " وأن يسمع المنادي ثُمَّ لا يتشهد مثل ما يتشهد".
والرجل لم يخالف أحداً, بل أتى بزيادة , والمحدثون يبالغون في الاحتياط الذي ينزع بهم إلى التشدد, ورد الزائد إلى الناقص.
وقد مشى البدر العيني على ظاهر الإسناد فصححه, أو لم يلتفت لما قيل فيه ورأى إنَّه غير قادح في صحته, وقد اصاب فهو صحيح على الوجهين. فتدبر." اهـ.
تدبَّرتُ فسألتُ نفسي هل نَفَس ولسان شافعي متعلق بالحديث وأهله أم نَفَس ولسان حنفي غارق في تعصبه فيقدِّم رأي البدر العيني الحنفي , ويؤخر ويرد حكم الأمام البخاري ويغمزه بالتشدد؟ وهو الذي وصف البخاري بما هو أهله قبل صحائف:
** في (3/ 81): " وهو إمام الفن" اهـ.
** وفي (3/ 188): " إمام أهل الصناعة" اهـ.
إذا كان البخاري عند ممدوح – حقاً – هكذا فمن يكون البدر العيني ومصوِّب رأيه؟.
لذلك قام في نفسي سؤال حول كتاب (التعريف) هل اشترك فيه حنفية وشافعية جمعهم هدف مشترك نبيل – لن يتحقق بإذن الله, ويتحقق ضده كما هو ظاهر – ولو على حساب أئمتنا؟
ودار البحوث بدبي غافلة سامرة.
و ممدوح الذي فعل هذا كله يقول: " وقد مشى البدر العيني على ظاهر الإسناد فصححه" اهـ.
أسأل فقيه علل آخر الزمن: متى يقال هذا القول؟.
ـ[محب الشيخ الالباني]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 05:18]ـ
الحلقة الثانية والاخيرة من التعريف الثالث:
قال الشيخ أبوعبود عبدالله عبود باحمران – حفظه الله – في التعريف الثالث من كتابه (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام):
23) الحديث (293) , نقل تخطئة الترمذي ليحي ين اليمان في حديث, ثمَّ ذكر متابعة ليحي, ونقل فيها حكم أبي حاتم.
** وردَّ حكمهما؛ فقال في (3/ 290): " الحديث صحيح". ولم يفهم قول الإمام العَلَم أبي حاتم: " إنَّما روى على هذا اللفظ يحي بن اليمان ووهم. وهذا باطل" فغمزه فقال في (3/ 291): " الذي يهمنا هو متابعة شبابة ليحي بن اليمان, أمَّا حكم أبي حاتم فهو من تشدده المعهود." اهـ.
** ثمَُّ رجع ممدوح وقال في (3/ 292): " وقد رواه يحي بن اليمان بالمعنى, لأنَّه كان قد تغيَّر , فالحق أنَّه متابع وليس مخالف." اهـ.
وهكذا فالتكن العلل, و ممدوح نفسه قبل صحائف قال في (3/ 140):" الترمذي إمام حافظ, ولا يعترض عليه بمثل هذا الكلام, وقد بيّن ضعف حديث ابن عباس بوجود جابر الجعفي في إسناده, وهو مع –إمامته- لا يخفى عليه الصحيح من الضعيف في الباب." اهـ.
هلّا كان لنفسك ذا التعليم يا ممدوح.
24) نقل قول أبي حاتم: " أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وسمعان" اهـ.
** ردَّه بعصبية فقال في (3/ 328):" دع عنك " ربما" , و"أخاف" ونحو ذلك من الألفاظ المحتملة التي لا تفيد إلا الظن المرجوح" اهـ.
ومنكم نستفيد يا مَنْ الفاظكم لا تفيد إلا الصحة, فيا ممدوح إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.
25) الحديث (355) , قال في (3/ 439): " وأنكر الحفاظ هذا الحديث على إسماعيل بن عَيَّاش, وقالوا: الصواب أنه مرسل." وذكر منهم: أحمد وأبا حاتم وأبا زرعة والذهلي والدارقطني.
** ردَّ ممدوح حكمهم كلهم فقال في (3/ 438): " بل حسن لغيره".
(يُتْبَعُ)
(/)