ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:30]ـ
أخي الفاضل
يمكنك الاستفادة من رسالة الشيخ حُسَين الأنصاري اليماني: "التحفة المرضيّة في حلّ بعض المشكلات الحديثيّة"، وفي أوّلها: (وبعد: فإنه وقع السؤال: عن قول الحافظ الإمام الترمذي في "جامعه" إذا ذكر حديثا ضعيفا، قال: والعمل عليه عند أهل العلم ... ).
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 04:11]ـ
بارك الله فيكم قد كفيتم وشفيتم.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
ـ كلام العلامة الألباني رحمه الله الموعود به:
ـ قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الهدى والنور شريط رقم [776] بداية الشريط بعدما سأله سائل: هل ممكن أن يتقوى الحديث المرسل بقبول العلماء أو بعمل العلماء به؟
أجاب الشيخ: إذا لم يكن هناك خلاف نعم إذا لم يكن هناك خلاف في المسألة التي تضمنها الحديث المرسل فهو كذلك وعلى ذلك يُقاس أيُّ حديث آخر وآخر سهرة أقمناها مع بعض إخواننا الجدد كان في المجلس أحد إخواننا من طلاب العلم السعوديين ويبدو أنه على ثقافة جيدة وجَّه إليَّ السؤال التَّالي: قال: أنتَ ذكرتَ في صفة الصَّلاة في باب أو فصل التشهد أنَّ السنة في التشهد إخفاؤه. والحديثُ الذي أنتَ أوردتَهُ وخرَّجتَهُ في الحاشية في سنده أبو إسحق السّبيعي وهوكما تَعلَم مدلِّس. يقولُ هو بأنَّه راجَع المصادر التي أنا عزوتُ الحديثَ إليها فلم يجد في شيء منها تصريحه بالتَّحديث فإذن الحديث يكون على هذا مُعلَّلاً بعنعنة المُدلِّس وبالتَّالي يكون الحديثُ ضعيفا. كيفَ أنتَ ذكرتَهُ في صفة الصلاة ونَقلتَ – هو يقول هكذا – نقلتَ عن الحاكم أنَّه صحَّحه ووافقه الذَّهبي. قلتُ لهُ: - وهذه في الواقع من دقائق العلم الذي يتعلَّق بفنّ التخريج والتصحيح والتضعيف الذي يجهلهُ إذا قلتُ: جُلّ لا أكون إلاَّ صادِقاً وإذا قلتُ: كُلّ فقد لا
أكون بعيدا عن الصَّواب. يجهلُه جُلّ أو كُلّ طلبة العلم الذين اهتمُّوا في هذا الزمان بالتخريج وليس فقط بالتخريج بل وبالتصحيح والتضعيف فهم يتوهّمون أن التصحيح والتضعيف يقوم فقط على علم الحديث مصطلح حديث وتراجم روَّاة الحديث بينما هذا العلم له علاقة في كثير من جوانبه بالفقه الفهم للأحكام الشرعية. قُلتُ هذا في تلك الجلسة وأُكرِّر هذا في هذه الجلسة وتابَعتُ الكلام معه فقلتُ له: افتَرِض الآن أنَّ هذا الحديث لا وُجود له إطلاقا في كتب السنة. الحديثُ يقول بإخفاء التشهُّد. ماذا يكون موقفنا من النَّاحية العمليَّة أنجهرُ بالتَّشهُّد أم نُسِرُّ؟ قال – وهو كما قلتُ آنفا على شيء من العلم والفقه – قال: نُسِرُّ. قلتُ: من أين أخذنا هذا الحكم؟ نحن افترضنا أنه ليس عندنا حديث أبي إسحق السبيعي من أين أخذنا هذا الفقه أو هذا الحكم؟ طبعا تابعتُ كلامي قائلا: أخذناه من عمل المسلمين. جريان عمل المسلمين خلفا عن سلف. إذن هذا شاهد قوِيٌّ جرى عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا يشهد لصحَّة حديث أبي إسحق السبيعي. فأنا حينما خرَّجتُهُ ونقلتُ تصحيح الحاكم له وإقرار الذهبي إيَّاه وأقرَرتُهُ أو أقررتُهُما ذلك لأنّي مُطمَئِنّ في قرارة قلبي ونفسي بأنّ هذا الحديث صحيح ولو كان فيه تلك العلَّة وهذا يُقال نفسُهُ في الحديث المُرسَل أو في غيره من الأحاديث التي فيها علَّة تمنع من الحكم بالصحّة أو بالحُسن عليه حديثيّاً لكن قد يتقوَّى بناحية فقهيَّة ...
ـ وكما يُقال: الشيء بالشيء يُذكر لغفلة الجماهير عن هذه الناحية تجد هناك تفاوتا أحيانا في التصحيح والتضعيف بين بعض العلماء سواء كانوا قدماء أو مُحدَثين فمن الأمثلة التي يُناسِبُ ذكرها الآن الحديث الذي لا يزال بعض المتشددين على المرأة الذين يوجبون عليها إيجابا تغطية الوجه ولا يكتفون فقط عن القول باستحباب التغطية فيبادرون إلى تضعيف الحديث الذي رواه أبوداود بسند معلول ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا وجهها وكفيها. أجمعوا كل هؤلاء الذين يذهبون إلى فرضية تغطية المرأة لوجهها على تضعيف هذا الحديث وحينما يضعّفونه يضعفونه وقوفا منهم على إسناد الحديث في سنن أبي داود ويذكرون أن فيه انقطاعا أو إرسالا بين خالد [كلام لم أتبينه] وبين عائشة وعلة أخرى وهي سعيد بن بشير يذكرون
(يُتْبَعُ)
(/)
هاتين العلتين ويمضون إذن الحديث ضعيف ثمَّ يتجاهلون بعض الحقائق العلمية بعضها حديثية وبعضها فقهية دقيقة لها علاقة بالفقه المذكور آنفا أمَّا الناحية الحديثية فهي تتعلق بأمرين اثنين
ـ الناحية الأولى: أن لهذا الحديث شاهدا من حديث أسماء بنت عميس صحيح أن في إسناد هذا الشاهد عبد الله بن لهيعة وهومعروف أنه ضعيف لسوء حفظه لكن هذا لا يمنع العالم من الاستشهاد به فهم يتجاهلون الاستشهاد بمثل حديث ابن لهيعة ويكتفون أن يقولوا بأنه ضعيف وانتهى الأمر. أمَّا أن يتذكروا أن ضعيفا زائد ضعيف يساوي قويا هذه القاعدة المذكورة في المصطلح والتي أكني عنها أحيانا بقول الشاعر:
لا تُحارب بناظريك فؤادي ... فضعيفان يغلبان قوياً.
يتجاهلون هذه الحقيقة يقولون: ابن لهيعة ضعيف طيب لكن ضعيف زائد ضعيف لا يساوي شدة ضعف لا. يساوي حسنا. هذه واحدة. والأخرى: يتجاهلون أن سعيد بن بشير الذي روى الحديث بالانقطاع المُشار إليه آنفا قد تُوبِع من رجل ثقة فرواه عن شيخه قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث لو ضربنا صفحا عن الحديثين السابقين ذكرهما ووقفنا عند حديث قتادة مُرسلا لقلنا: هذا حديث مرسل صحيح الإسناد. وصلنا إلى سؤالك فهل هذا الحديث المرسل يتقوى بأمور أخرى منها:
حديث ابن بشير الذي رواه مسندا صح نحن ما نحتج به
منها حديث ابن لهيعة الذي رواه مسندا من طريق أخرى يأتي أخيرا مدعمات أخرى منها: أنه قد عمل بل أفتى بالحديث ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وأزهد الصحابة وأعبدهم وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب كلاهما قال بأن كشف وجه المرأة ليس بعورة ضربوا صفحا عن كل هذه القضايا وعن جريان عمل المسلمين وهذا آخر ما يُقال بجواز الكشف حتى من بعض علماء الحنابلة وعلى رأسهم ابن مفلح الحنبلي الذي شهد له ابن تيمية رحمه الله شهادة عظيمة جدا فقال: أنت مفلح سئل عن وجه المرأة إذا خرجت في الطريق هل يجوز لها أن تخرج سافرة ذكر الخلاف بين علماء المسلمين وقال بأنه يجوز وهذا ذكرته أنا مفصلا في مقدمة جلباب المرأة المسلمة فقصدي أن مثل هذا الحديث إذا وقفنا على رواية أبي داود فقط يبقى ضعيفا لكننا إذا نظرنا إلى تلك الشواهد وإلى إفتاء بعض كبار الصحابة ودون أن يُعرف أي مخالف لهما ثم استمرار عمل المسلمين خاصة في الحج على هذ الحكم كل ذلك مما يجعل الباحث يقطع بصحة قوله عليه الصلاة والسلام: إذا بلغت المرأة المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها وكفيها ومن العجائب أن الإمام الشافعي صرح بأن الحديث المرسل إذا جاء مسندا من طريق أخرى ولو كانت ضعيفة فيرتقي الحديث المرسل إلى مرتبة الحجة هذا أيضا تغافلوه فالشاهد أريد أن أقول أن علم الحديث لا يستغني عن علم الفقه كما أن علم الفقه لا يستغني عن علم الحديث بل هما أخوان متعاونان. انتهى.
ـ بعد مانقلتُ ما قال الشيخ الألباني رحمه الله أريد أن أنبِّه الأخوة الباحثين إلى أمور مهمة.
ـ أن المقصود من ذكر كلامه بيان منهجه الذي سار عليه ألا وهو تصحيح الحديث الضعيف بجريان العمل.
فلا يهجم الأخوة لبيان الراجح في مسألة وجه المرأة هل هو عورة فهذا له موضع آخر.
أن في كلام الشيخ من الأشياء التي ينكرها كبار العلماء في هذا العصر وهي التي جرَّأت طوائف من الأغمار على التنقص من شأن جهابذة من العلماء. فالله المستعان.
ـ أن العجب كل العجب يكمن في أنَّ الشيخ لم يمش ولم يطرد ما أصله هنا في جميع المسائل. ومما وقفتُ عليه
ـ حديث خلق الله آدم عل صورة الرحمن.
بين شيخ الاسلام في الرد على الجهمية أن الأئمة تلقوه بالقبول من جهة الرواية ومن جهة المعنى حيث أمرّوه كما جاء ولم يتعرَّضوا لتأويله. وبيّن أن أول من أنكره هم الجهمية. ثم قال بقول الجهمية أبوثور ومن بعدِه ابن خزيمة وقد غلطهما الأئمة.
ـ و تلقي العلماء له بالقبول نص عليه الإمام أحمد كما في الشريعة للآجري حيث قال بعد ذُكِر له طائفة من أحاديث الصفات التي تنكرها الجهمية ومنها هذا الحديث قال: حدَّثوا بها تلقاها العلماء بالقبول.
ـ وأمّا ما يُنقل عن أبي ثور فقد ردَّ عليه الأئمَّة وهجروه ونقل صاحب نفح الطيب تراجعه بين يدي الإمام أحمد.
ـ وقولهم: قال به بعض محدِّثي البصرة. فيُقال الوصف بالمحدِّث ليس تعديلا وكم من مبتدعة كانوا علماء في الحديث. وليس لهم سلف من الأئمة بل سلفهم الجهمية.
ـ أثر مجاهد في إجلاس النبي الكريم على العرش لأنه في حكم المرسل. لم ينكره زمن الأئمة إلا الجهمية. ومن ضعفه فقد وافق الجهمية في نفي فضيلة أثبتها السلف لنبيهم.
ـ وقول بعضهم: لا نقلد. قلنا: كذالكم قالها الخوارج من قبل لما زعموا الأخذ من النصوص وضربوا بفهم السلف عرض الحائط. لتتبعُنَّ سلفكم الصالح في إثبات ما أثبتوه أو لتقولُنَّ بقول الجهمية. فهنا إمَّا السنة وإمَّا البدعة. ولا يلزم من الوقوع في البدعة التبديع دائما.
ـ لهذا فقد عقدت مشاركة بعنوان: ـ فهم السلف وأثره في تصحيح الأحاديث وتعليلها.
ـ فمن أحب أن يدلي بدلوه بعلم وحلم فليتفضل مشكورا http://majles.alukah.net/showthread.php?p=201123#
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 01:41]ـ
وفي شرح الإلمام لابن دقيق العيد ..
ما يؤيد أن لتصحيح المتن طريقان:
1 - صحة الإسناد
2 - تلقي العلماء للمتن بالقبول
ـ[الحُميدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:07]ـ
من الأمثلة على ذلك ما نقله الحافظ في (تلخيص الحبير،3/ 168) عن الإمام احمد -رحمه الله - حيث قال عن حديث: "أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اختر أربعا وفارق سائر" .. ، (هذا الحديث ليس بصحيح، والعمل عليه)
ومن طالع سنن الترمذي حصل جملة وافرة من الاحاديث التي يعرض أو يصرح بضعفها،ثم يقول أن العمل عليها عند أهل العلم .. ،و المقصود باهل العلم اهل الرواية و الاجتهاد من الرعيل الأول من طبقة شيوخ الترمذي ومن فوقهم .. ، والله أعلم.
ولكن الإشكال إذا تلقى العلماء المتأخرون حديثا بالقبول،هل يقبل منهم قبولهم له ... ؟ .. ، ولا أدر هل هذا واقع ام لا .. ؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:37]ـ
للاستزادة بارك الله فيكم.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 04:43]ـ
ـ فائدة: في كلام العلامة الألباني المنقول أعلاه ذكر أن المدلس المذكور في السند هو أبو إسحق السبيعي. قلتُ: صوابه محمد بن إسحق كما يعلم من الأصول. فلعله انتقال ذهن والله أعلم.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 10:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرى أن بعض مشايخنا الكرام قد خلط بين عنوان الموضوع وهو تصحيح [نسبة] الحديث [إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابي: أي أنه قال هذا المتن] بتلقي العلماء له بالقبول.
وبين المسائل الآتية:
1 - قبول العلماء لمعنى متن الحديث وجريان عملهم عليه لكونه يوافق قواعد الشريعة ومقاصدها أو لكونه شبيه المتن من حديث صحيح كحال حديث (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر).
2 - قبول المرسل من عدمه والتفصيل في ذلك من حيث المرسِل والمرسَل عنه ومعرفة أصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة ...
3 - الحديث الذي اختلف العلماء في صحته على طريقة المحدثين.
وليعلم أن علماء الحديث النقاد رحمهم الله قد يحتجون (لا يصححون) بحديث غير صحيح وفق قواعد المصطلح التي دوّنها المتأخرون
وما يجلي الأمر أن نفهم كيفية احتجاج الأئمة بالحديث ولهذا ظهرت الدعوة إلى منهج النتقدمين في النقد.(/)
كشف المستور عن عدم ثبوت التسمية على الوضوء (الشيخ أيمن حسان)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 06:10]ـ
كشف المستور
عن عدم ثبوت التسمية على الوضوء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين،وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واهتدى بهديه وسار على دربه إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
لقد ورد الأمر بالتسمية في الوضوء عن عدة من الصحابة وكلها شديدة الضعف وسوف أبين ذلك إن شاء الله ونبدأ بأقلها ضعفا - وهي ضعيفة جداً - كما قال الإمام أحمد والإمام البخاري ونبين درجة الضعف في هذين الحديثين ليعلم أن ما ورائها أشد ضعفا منها فإذا تبين للقارئ الكريم أن ضعفهما شديد عُلم أن الأحاديث التي أشد منها ضعفا لا تقويها إذا الحديث شديد الضعف لا يتقوى ولا يقوى غيره، وأن كثرة الطرق والمتابعات والشواهد شديدة الضعف تزيد الحديث ضعفاً على ضعف،
قال الإمام أحمد عن حديث أبي سعيد الخدري أنه أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وقال الإمام البخاري أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (أي حديث سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ)
1 - حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه
قال الأمام أحمد حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ (أحمد 3/ 41/ رقم 11388،11389، الدارمي 1/ 187 / 691، ابن ماجه 1/ 139/ رقم 397، والحاكم 1/ 247/ رقم 520، أبو يعلى 2/ 324/ رقم 1060 – 2/ 424/ رقم 1221 وعبد بن حميد 1/ 285/ رقم 910، والبيهقي في الكبرى 1/ 43/ رقم 192، والدارقطني 1/ 50/ رقم 220، وابن أبي شيبة في مصنفه 1/ 13/ رقم 14،وابن عدي في الكامل 3/ 173/ ترجمة رقم 682، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 337 / رقم 552 وقال هذان حديثان لا يثبتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اما الأول فقال احمد بن حنبل ومن أبو ثقال وقال الدارقطني صدقة مجهول وأما الثاني فقال المروزي لم يصححه أحمد وقال ربيح ليس بالمعروف وليس الخبر بصحيح وأورده الترمذي في العلل 1/ 33/ رقم 18 وقال: قال محمد (أي البخاري) ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد منكر الحديث.
قلت مدار الحديث على كثير بن زيد الأسلمى السهمى، أبو محمد المدنى قال عنه يحيى بن معين ليس بذاك قال أبو بكر: و كان قال أولا: ليس بشىء. و قال يعقوب بن شيبة: ليس بذاك الساقط، و إلى الضعف ما هو.و قال أبو زرعة: صدوق فيه لين (أي صدوق في نفسه ضعيف في حفظه فهو خفيف الضعف)، و قال أبو حاتم: صالح، ليس بالقوى، يكتب حديثه (أي وينظر فيه وقد يصلح في المتابعات)، و قال النسائى: ضعيف و قال أبو جعفر الطبرى: و كثير بن زيد عندهم ممن لا يحتج بنقله، قال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا، و وثقه المتساهلون كابن حبان فهو ضعيف ضعفاً محتملاً.
وفيه أيضاً ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري المدني أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال: قال أحمد ربيح رجل ليس بمعروف وقال أبو زرعة شيخ وقال البخاري ربيح منكر الحديث (وهذا جرح شديد قال الذهبي في الميزان (1/ 119) "ونقل ابن القطان أن البخاري قال كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه" وقال ابن حجر في اللسان (1/ 20) بعدما أورد كلام الذهبي السابق "وهذا القول مروي بإسناد صحيح عن عبد السلام بن احمد الخفاف عن البخاري") فهو ضعيف ضعفاً شديداً).
ومما سبق يتبين لكل منصف أن هذا الحديث ضعيف جداً لأن فيه كثير بن زيد الأسلمى وهو ضعيف وفيه أيضاً ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري وهو ضعيف جداً فالحكم النهائي على الحديث أنه ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
2 - حديث سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضى الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الأمام أحمد ثنا هيثم يعنى بن خارجة ثنا حفص بن ميسرة عن بن حرملة عن أبي ثفال المزني أنه قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يقول حدثتني جدتي إنها سمعت أباها يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول} لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه {أخرجه أحمد 5/ 281/ رقم 23284، 6/ 382/ رقم 27189 – 27190 - 27191 والترمذي 1/ 37 - 38 / رقم 25 وابن ماجه 1/ 140/ رقم 398 وابن أبي شيبة 1/ 12/ رقم 15 وأبو داود الطيالسي 1/ 33/ رقم 243 والدارقطني 1/ 50 - 51/ رقم 222، 1/ 51/ رقم 223 - 224 - 225 - 226 - 227 والحاكم 4/ 66/ رقم 6899 والبيهقي 1/ 43/ رقم 193 - 194 وأبو يعلى 1/ 212/ رقم 255 والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 26 - 27 والشاشي في مسنده 1/ 257 - 258 / رقم 228 والذهبي الميزان 7/ 347 ترجمة رقم 10055 وقال: قال البخاري في حديثه نظر وقال الأثرم للأمام أحمد قلت فما روى عبد الرحمن بن حرملة (أي حديثنا هذا) قال لا يثبت وقال الذهبي عن أبي ثفال ما هو بقوي ولا إسناده يمضي والعقيلي في الضعفاء 1/ 177/ ترجمة رقم 222 وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 337/ رقم 551 وابن المنذر في الأوسط 1/ 367 رقم 344
قلت ومدار هذا الحديث على {أبي ثفال المري قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن حويطب يقول حدثتني جدتي إنها سمعت أباها (سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ)} وفيه أبو ثفال المري ثمامة بن وائل بن حصين بن حمام الشاعر قال عنه أحمد بن حنبل ومن أبو ثقال وقال البخاري في حديثه نظر وقال ابن حبان: فى القلب من حديثه هذا، فإنه اختلف فيه عليه وقال أيضاً في الثقات (5/ 594 / ترجمة رقم 6463) إلا أنى لست بالمعتمد على ما انفرد به أبو ثفال المري. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 39، 40) ضعيف، قال الكناني في مصباح الزجاجة (1/ 59) وأعله أبو زرعة وأبو حاتم وابن القطان، وقال البيهقي في السنن الكبرى (1/ 43/ تحت حديث 195) وأبو ثفال ليس بالمعروف جدا وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (1/ 95) وحديث الباب أعني حديث سعيد بن زيد أخرجه أيضا أحمد وابن ماجه والبزار والدارقطني والعقيلي والحاكم وأعل بالاختلاف والإرسال وفي إسناده أبو ثفال عن رباح مجهولان فالحديث ليس بصحيح قاله أبو حاتم وأبو زرعة، وقال المناوي في فيض القدير (3/ 534) قال الذهبي .. فيه أبو ثفال واهٍ، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 52/ 129) سمعت أبي وأبا زرعة وذكرت لهما حديثا رواه عبد الرحمن ابن حرملة عن أبي ثفال قال سمعت رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان ابن حويطب قال أخبرتني جدتي عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله" فقالا ليس عندنا بذاك الصحيح أبو ثفال مجهول ورباح مجهول، فمن مجموع ما تقدم يظهر جلياً أن أبا ثفال ضعيف جداً ولذلك قال ابن القطان الحديث ضعيف جداً فيه ثلاثة مجاهيل وقال ابن الجوزي: حديث غير ثابت.
وفيه رباح بن عبد الرحمن بن أبى سفيان بن حويطب قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 52/ 129) عن أبيه وأبي زرعة " ... ورباح مجهول"، وقال أبو عمر بن عبد البر: روى عن جدته قال: حديثه مرسل.
وفيه جدة رباح بن عبد الرحمن واسمها (أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوية) قال ابن القطان عنها أنها مجهولة، قلت: لم يوثقها معتبر ولم يرو عنها إلا رباح بن عبد الرحمن فهي مجهولة عين وقد قيل لها صحبة ولا يثبت لها صحبة.
ومما سبق يتبين لكل منصف أن هذا الحديث ضعيف جدا لجهالة أبي ثفال ورباح بن عبد الرحمن وجدته أسماء بنت سعيد بن زيد، والإرسال، والاضطراب الشديد فقد روي موصولاً ومرسلاً ومن مسند سعيد بن زيد ومن مسند أسماء ابنته ومن مسند رباح بن عبد الرحمن، فالحكم النهائي على هذا الحديث أنه ضعيف جدا لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
تنبيه
فإن قال قائل كيف تصنع بقول الإمام أحمد حديث أبي سعيد الخدري أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وقول إسحاق بن راهويه هو أصح ما في الباب، وقول الإمام البخاري أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت وبالله التوفيق هذا لا يعني الحسن أو الصحيح الاصطلاحي وإنما يعني أنه أحسن من غيره في حال المقارنة وإن كان في نفسه ضعيفاً أو شديد الضعف قال الزيلعي في نصب الراية (2/ 217) قال ابن القطان في كتابه هذا ليس بصريح ... فقوله هو أصح شيء في الباب يعنى أشبه ما في الباب وأقل ضعفا. وقال النووي في الأذكار لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء في الباب وإن كان ضعيفا ومرادهم أرجحه أو أقله ضعفا. قلت ومما يؤيد هذا المعنى أن الإمام أحمد في إحدى الروايات قال لا أعلم فيه حديثا صحيحا أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح (أي بالنسبة لغيره) ولقد قال المروزي لم يصححه أحمد وقال ربيح ليس بالمعروف وليس الخبر بصحيح وقال البخاري عن ربيح بن عبد الرحمن منكر الحديث.
أما الحديث الثاني قال البخاري في رباح بن عبد الرحمن بن حويطب في حديثه نظر، وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 74 - 75) قال البزار فالخبر من جهة النقل لا يثبت.
فإذا تبين الضعف الشديد في الحديثين السابقين وهما عند الأئمة أقل ضعفاً من غيرهما فكيف الحال في الأحاديث التي هي أشد ضعفاً منهما وها نحن نبين بحول الملك العلام حال بقية الأحاديث وما فيها من الضعف الشديد جداً إلى حد الترك أو أكثر من ذلك. والله المستعان
3 - حديث أبي بكر الصديق رضى الله عنه
قال ابن أبي شيبة (1/ 12/ رقم 17) حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن حسين بن عمارة عن أبي بكر قال إذا توضأ العبد فذكر اسم الله في وضوئه طهر جسده كله وإذا توضأ ولم يذكر اسم الله لم يطهر إلا ما أصابه الماء وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير (1/ 76) وقال قال أبو عبيد في كتاب الطهور سمعت من خلف بن خليفة حديثا يحدثه بإسناده إلى أبي بكر الصديق فلا أجدني أحفظه وهذا مع إعضاله موقوف0انتهى كلامه
قلت فيه ليث بن أبى سليم بن زنيم القرشي قال عنه ابن حجر في التقريب (1/ 464/ ترجمة رقم 5685) صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك، قال ابن حبان في المجروحين (2/ 231/ ترجمة رقم 906) كان من العباد ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم كل ذلك كان منه في اختلاطه تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ا. هـ
قلت فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
4 - حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه
قال ابن عدي في الكامل (5/ 243 / ترجمة رقم 1389) حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار ثنا الحسن بن محمد بن أبي عاصم ثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه وبهذا الإسناد أحاديث حدثناه بن مهدي ليست بمستقيمة
قال ابن حبان في المجروحين (2/ 121 / ترجمة رقم 711) عيسى بن عبد الله يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطيء حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت وكذا نقله عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/ 240 / ترجمة رقم 2651) وقال قال الدارقطني عيسى هذا يقال له مبارك وهو متروك الحديث وكذا قال الذهبي في الميزان (5/ 380/ ترجمة رقم 6584) وأقره ابن حجر في اللسان (4/ 399/ ترجمة رقم 1217) وقال أبو نعيم في الضعفاء (1/ 122/ ترجمة رقم 175) روى عن أبيه عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء.
قلت فهذا حديث متروك شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
5 - حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضى الله عنه
قال ابن ماجه (1/ 140 رقم 400) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ الْأَنْصَارَ ورواه الحاكم (1/ 402/ رقم 992) والبيهقي (2/ 379/ رقم 3781)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدى الأنصارى المدنى، قال عنه أبو حاتم الرازي والبخاري: منكر الحديث، و قال النسائى: ليس بثقة متروك الحديث، و قال ابن حبان: ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه فلما فحش الوهم في روايته بطل الاحتجاج به، و قال أبو نعيم الأصبهانى: روى عن آبائه أحاديث منكرة، لا شيء. وقال الذهبي في الكاشف واهٍ.
وله متابعه عند الطبراني (6/ 121/ رقم 5699) من طريق أخو عبد المهيمن واسمه أُبَّي بن عباس بن سهل قال الذهبي في الكاشف ضعفوه قال أحمد منكر الحديث وقال يحيى بن معين ضعيف، وقال البخاري والنسائي ليس بالقوي وقال ابن حجر في التلخيص "وقال إذنه لا يتابع على شيء من أحاديثه" وضعفه الدارقطني في (الإلزامات والتتبع) وقال الزيلعي في نصب الراية وحديث عبد المهيمن (أي الضعيف جداً) أشبه بالصواب (أي أن حديث عبد المهيمن أرحج وذكر أخيه أُبَّي خطأ) وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 509) عبد المهيمن هذا متروك وقد رواه الطبراني من رواية أخيه أبي بن عباس ولكن في ذلك نظر وإنما يعرف من رواية عبد المهيمن.
فهذا حديث واهٍ ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
6 - حديث أنس بن مالك رضى الله عنه
قال ابن حجر في التلخيص (1/ 75) وأما حديث أنس فرواه عبد الملك بن حبيب الأندلسي عن أسد بن موسى عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بلفظ لا إيمان لمن لم يؤمن بي ولا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يسم الله وعبد الملك شديد الضعف ا. هـ
قلت فيه عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن مروان الأندلسي قال عنه ابن الفرضي: لم يكن له علم بالحديث و لا يعرف صحيحه من سقيمه، و قال أبو محمد بن حزم: روايته ساقطة مطرحة، و قال أبو بكر بن أبى شيبة: ضعفه غير واحد، و بعضهم اتهمه بالكذب، و فى " تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفى " توهينه، فإنه كان صحفيا لا يدرى ما الحديث، قال ابن وضاح: لم يسمع من أسد بن موسى.
قلت فهذا ضعيف جداً للضعف الشديد في عبد الملك بن حبيب والانقطاع بينه وبين أسد بن موسى فلا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
7 - حديث أخر لأنس بن مالك رضى الله عنه
أخرجه أحمد 3/ 165/ رقم 12717 والنسائي 1/ 61/ رقم 78 وابن خزيمة 1/ 74/ رقم 144 وابن حبان 14/ 482/ رقم 6544 وأبو يعلى 5/ 379/ رقم 3037 و في جامع معمر بن راشد 11/ 276 والدارقطني 1/ 50/ رقم 218 والبيهقي في الكبرى 1/ 43/ رقم 191 وابن عبد البر في التمهيد 1/ 219 والأصبهاني في دلائل النبوة 1/ 211 رقم 293
من طرق عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ وَقَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ طَلَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَاءٌ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ وَيَقُولُ تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ قَالَ ثَابِتٌ قُلْتُ لأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ قَالَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ
قلت هذا الحديث فيه علل منها:-
أولاً: رواية معمر عن ثابت ضعيفة قال يحيى بن معين: معمر عن ثابت ضعيف، وقال أيضاً: حديث معمر عن ثابت و عاصم بن أبى النجود و هشام بن عروة و هذا الضرب مضطرب كثير الأوهام، وقال على بن المديني في العلل: وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة إذاً فطريق معمر عن ثابت عن أنس بزيادة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) ساقطة ومما يؤكد سقوطها وضعفها أن الثقات الأثبات خالفوا معمر فرووه عن ثابت عن أنس بدون جملة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) منهم حماد بن زيد وسليمان بن المغيرة القيسي وحماد بن سلمة.
ثانياً: رواه معمر عن قتادة وزاد فيه جملة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) وخالفه الثقات الأثبات مثل شعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة وهشام بن يحيى بن دينار فرووه بدون الزيادة
ثالثا: قتادة هو ابن دعامة السدوسي مدلس وقد عنعن
رابعاً: روى هذا الحديث عن أنس بدون زيادة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) الثقات الأثبات منهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وحميد بن أبي حميد الطويل والحسن البصري ومحمد بن كعب
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: أن الإمام البخاري ومسلم أخرجا هذا الحديث من طرق عن قتادة وأخرى عن ثابت ــ من غير طريق معمر ــ وغيرهما عن أنس بدون ذكر زيادة (تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ) فعلم مما سبق أن هذه الزيادة خطأ من معمر بن راشد فهي شاذة (والشاذ من أقسام الحديث الضعيف).
وهذه الزيادة على ضعفها ــ كما بينا ــ ليس فيها دلالة على ذكر البسملة في الوضوء كما قال ابن حجر في التلخيص (1/ 76): وأصله في الصحيحين بدون هذه اللفظة ولا دلالة فيها صريحة لمقصودهم، وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 7): والحديث ليس فيه حجة. والله أعلم
8 - حديث عائشة رضى الله عنها
رواه ابن ماجه (1/ 338/ رقم 1062) قال حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ عَمْرَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَوَضَّأَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي الْإِنَاءِ سَمَّى اللَّهَ وَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ... ) ورواه أبو بكر بن أبي شيبة (1/ 12/ رقم 16) وأبو يعلى (8/ 142 - 143 / رقم 4687، 8/ 227/ رقم 4796) وإسحاق بن راهوية (2/ 433/ رقم 999) والدارقطني (1/ 50/ رقم 221) والبزار (رقم 261) وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 143/ رقم 123) وابن عدي في الكامل (2/ 198/ ترجمة رقم 385) قلت في إسناده حارثة بن أبي الرجال قال عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو داود: ليس بشيء، و قال أبو زرعة: واهى الحديث ضعيف، و قال أبو حاتم والبخاري: منكر الحديث، و قال النسائى وعلى بن الجنيد: متروك الحديث و قال ابن حبان: كان ممن كثر وهمه، وفحش خطؤه، تركه أحمد و يحيى، قال بن عدي بلغني عن أحمد أنه نظر في جامع إسحاق بن راهويه فإذا أول حديث قد أخرجه هذا الحديث فأنكره جدا وقال أول حديث يكون في الجامع عن حارثة، وروى الحربي عن أحمد أنه قال هذا يزعم أنه اختار أصح شيء في الباب وهذا أضعف حديث فيه.
قلت فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
9 - حديث أبي سبرة رضى الله عنه (حيان مولى قريش)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 71/ رقم 1119) وفي الكبير (22/ 296/ رقم 755) وابن الضحاك في الآحاد والمثاني (2/ 152/ رقم 873) والدولابي في الكنى (1/ 36) وأورده ابن حجر في الإصابة 2/ 146/ ترجمة رقم 1893) والهيثمي في المجمع (1/ 228) من طرق عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده قال ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المنبر فحمد وأثنى عليه ثم قال أيها الناس لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
قلت فيه عيسى بن سبرة أبو عبادة الزرقى المدنى
قال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك، وقال أبو زرعة: ليس بالقوى وقال البخارى: منكر الحديث، و قال النسائى: متروك الحديث، و قال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، و قال العقيلى: مضطرب الحديث، و قال الأزدى: منكر الحديث مجهول، وقال ابن حجر: متروك، وقال الذهبي: واهٍ
قلت فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
10 - حديث أم سبرة رضي الله عنها
أورده ابن حجر في الإصابة (8/ 216 / ترجمة رقم 12043) أم سبرة ذكرها أبو موسى في الذيل عن المستغفري وساق من طرق عن رشدين بن سعد عن أبي بكر الأنصاري عن سبرة عن أمه أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر الله الحديث وقال في إسناد حديثها نظر. وقال الحافظ في التلخيص (1/ 75) وأخرجه أبو موسى في المعرفة فقال عن أم سبرة وهو ضعيف (وسنبين بمشيئة الله أن هذا الضعف من النوع الشديد)
قلت فيه رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهري أبو الحجاج المصري
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أحمد بن حنبل: رشدين بن سعد ليس يبالى عن من روى وضعفه، و قال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه ليس من حمال المحامل ليس بشىء. و قال أبو حاتم: منكر الحديث و فيه غفلة و يحدث بالمناكير عن الثقات، و قال النسائى: متروك الحديث لا يكتب حديثه. و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: عنده معاضيل، و مناكير كثيرة، و قال أبو زرعة وأبو داود والدارقطنى وابن سعد وابن قانع: ضعيف الحديث، و قال قتيبة بن سعيد: كان لا يبالى ما دفع إليه قرأه، و قال ابن حبان: كان ممن يجيب فى كل ما يسأل، و يقرأ كل ما دفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه، فغلبت المناكير فى أخباره. و قال يعقوب بن سفيان: و رشدين أضعف وأضعف.
فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
11 - حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
أخرجه الدارقطني 1/ 51 - 52/ رقم 228، و البيهقي في الكبرى (1/ 44/ رقم 199) وأبو الحسين الصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 291 - 292 تحت رقم 252) من طرق عن يحيى بن هاشم حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبدالله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله تعالى فإنه يطهر جسده كله وإذا لم يذكر اسم الله تعالى على طهوره لم يطهر إلا ما مر عليه الماء ... الحديث
قال البيهقي وهذا ضعيف لا أعلم رواه عن الأعمش غير يحيى بن هاشم وهو متروك الحديث وقال الزيلعي في نصب الراية (1/ 7) ورماه ابن عدي بالوضع
قلت فيه يحيى بن هاشم السمسار قال أحمد: ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال يحيى بن معين: عنه كان جاري لا يحمل عن مثله الحديث كذاب وقال أبو حاتم الرازي: كان يكذب وكان لا يصدق ترك حديثه وقال النسائي: متروك الحديث وقال العقيلي: كان يضع الحديث على الثقات وقال ابن عدي: يكنى أبا زكريا كان ببغداد ويضع الحديث ويسرقه وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات ويروي عن الأثبات الأشياء المعضلات لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة و قال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم وكان يكذب في الحديث وقال النقاش: روى الموضوعات عن الأعمش وغيره.
فهذا حديث موضوع (أي مكذوب) لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
12 - حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما
أخرجه الدارقطني 1/ 52/ رقم 230، و البيهقي في الكبرى (1/ 44/ رقم 200) من طرق عن محمد بن غالب نا هشام بن بهرام نا عبد الله بن حكيم عن عاصم بن محمد عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فذكر اسم الله على وضوئه كان طهورا لجسده قال ومن توضأ ولم يذكر اسم الله على وضوئه كان طهورا لأعضائه
قلت فيه عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري قال عنه أحمد: يروي أحاديث مناكير ليس هو بشيء سمعت بن حماد يقول قال السعدي أبو بكر الداهري كذاب مصرح وقال يحيى بن معين: ليس حديثه بشيء قال علي بن المديني: ليس بشيء وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث وقال مرة ذاهب الحديث وقال النسائي: ليس بثقة وقال أبو جعفر وأبو بكر: هذا حدث بأحاديث لا أصل لها ويحيل على الثقات وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات ويروي عن مالك والثوري ومسعر ما ليس من أحاديثهم لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه وقال الجوزجاني: كذاب وقال ابن عدي: منكر الحديث وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش الموضوعات وقال يعقوب بن شيبة: متروك يتكلمون فيه وضعفه غير واحد
فهذا حديث متروك ضعيف جداً لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
13 - حديث أبي هريرة رضى الله عنه
ورد من عدة طرق أو*لها: أخرجه أحمد (2/ 418/ رقم 9408) أبو داود (1/ 25/ رقم 101) وابن ماجه (1/ 140/ رقم 399) والترمذي في العلل (1/ 32/ رقم 17) وأبو يعلى (11/ 293/ رقم 6409) والحاكم (1/ 245/ رقم 518، 1/ 246/ رقم 519) والدارقطني (1/ 56/ رقم 252 - 253) والبيهقي في الكبرى (1/ 41/ رقم 183، 1/ 43/ رقم 195) والبغوي في شرح السنة (1/ 409) من طرق عن يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله تعالى عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأورده البخاري في التاريخ الكبير (4/ 76/ رقم 2006) ترجمة سلمة الليثي وقال: ولا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة ولا ليعقوب من أبيه، وأورده الذهبي في الميزان (3/ 276/ رقم3420) ترجمة سلمة الليثي عن أبي هريرة لا يعرف ولا روى عنه سوى ولده يعقوب من طريق محمد بن موسى الفطري بحديث لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. اهـ وأورده الذهبي في الميزان (7/ 278/ رقم 9822) ترجمة يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة بحديث لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه شيخ ليس بعمدة قال البخاري لا يعرف له سماع من أبيه ولا لأبيه من أبي هريرة قلت روى عنه محمد بن موسى الفطري وأبو عقيل يحيى. اهـ، وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 758/ رقم 7191) ترجمة يعقوب بن سلمة، وأورده ابن حجر في التلخيص (1/ 72/ رقم 70) وقال ورواه الحاكم من هذا الوجه فقال يعقوب بن أبي سلمة وادعى أنه الماجشون وصححه لذلك والصواب أنه الليثي قال البخاري لا يعرف له سماع من أبيه ولا لأبيه من أبي هريرة وأبوه ذكره بن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ وهذه عبارة عن ضعفه فإنه قليل الحديث جدا ولم يرو عنه سوى ولده فإذا كان يخطئ مع قلة ما روى فكيف يوصف بكونه ثقة قال بن الصلاح انقلب إسناده على الحاكم فلا يحتج لثبوته بتخريجه النووي وقال بن دقيق العيد لو سلم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون واسم أبي سلمة دينار فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال فلا يكون أيضا صحيحا. اهـ وأورده الزيلعي في نصب الراية (1/ 3)
قلت هذا الطريق فيه يعقوب بن سلمة الليثى مولى بنى ليث حجازى قال الذهبي ليس بحجة وقال ابن حجر مجهول الحال
وفيه أيضا والد يعقوب وهو سلمة الليثى مولاهم المدنى قال الذهبي ليس بحجة وقال ابن حجر لين الحديث قلت لم يوثقه معتبر ولم يروِ عنه غير ابنه يعقوب فهو مجهول عين.
وفيه أيضاً انقطاع كما بينه البخاري فهذا الطريق شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
الطريق الثاني: أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 131/ رقم 196) حدثتا أحمد بن مسعود الزنبري أبو بكر بمصر حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا إبراهيم بن محمد البصري عن علي بن ثابت عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء.
وأورده ابن حجر في اللسان (1/ 98/ رقم 292) ترجمة إبراهيم بن محمد بن ثابت وقال عنه: روى مناكير، وذكر الحديث وقال بعده وهو منكر، وقال الحافظ في النتائج (1/ 228) علي بن ثابت مجهول والراوي عنه ضعيف، وأورده ابن حجر أيضاً في التلخيص (1/ 73) وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (1/ 166) وقال وإسناده واهٍ، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 220) وقال إسناده حسن!!! قلت أنى له الحسن وفيه مجاهيل ومن يرون المناكير كما سنبينه بمشيئة الله، وأورده القاري في المصنوع (1/ 209/ رقم 406) وقال منكر وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 12/ رقم 32) وقال: قال ابن طاهر في تذكرته منكر، وأورده الكناني في تنزيه الشريعة (2/ 240/ رقم 5) وقال فيه مجاهيل، وأورده الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات (1/ 221 رقم 869) وقال حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم مكذوبة وهي يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله ... ثم قال: عن إبراهيم بن محمد البصري منكر الحديث عن علي بن ثابت مجهول.
قلت فيه عمرو بن أبى سلمة أبو حفص التنيسي قال عنه أحمد روى عن زهير أحاديث بواطيل، وقال يحيى بن معين ضعيف، وقال أبو حاتم الرازي يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال العقيلي في حديثه وهم، وقال الساجي ضعيف.
وفيه أيضاً علي بن ثابت وهو مجهول كما قال ابن حجر
وفيه أيضاً إبراهيم بن محمد بن ثابت الأنصاري وهو ضعيف قال عنه ابن حجر روى مناكير
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 265) وقال هذا حديث ليس له أصل وفيه إسناده جماعة مجاهيل لا يعرفون أصلا ولا نشك أنه من وضع بعض القصاص أو الجهال،
فهذا الطريق شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريق الثالث: أخرجه الدارقطني (1/ 50/ رقم 219) والبيهقي في الكبرى (1/ 44/ رقم 197) وابن الجوزي في التحقيق في مسائل الخلاف (1/ 141/ رقم 121) من طرق عن محمود بن محمد أبو يزيد الظفري ثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه وما صلى من لم يتوضأ
وأورده الذهبي في الميزان (6/ 384/ ترجمة رقم 8376) وأورده ابن حجر في اللسان (6/ 5/ ترجمة رقم 7) وأورده ابن حجر في التلخيص (1/ 73) وأورده الزيلعي في نصب الراية (1/ 3) وأورده الشوكاني في نيل الأوطار (1/ 166)
قلت فيه محمود بن محمد أبو يزيد الظفري، أورده الذهبي في الميزان والمغني في الضعفاء وقال: قال الدارقطني ليس بالقوي فيه نظر وأقره وكذا ابن حجر في اللسان
وللحديث علة أخرى قال ابن معين عن أيوب بن النجار لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا احتج آدم وموسى فكان حديثه هذا منقطعا. والله أعلم
فهذا الطريق شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
الطريق الرابع: أورده الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 73) وقال وفيه أيضاً من طريق الأعرج عن أبي هريرة رفعه إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ويسمي قبل أن يدخلها تفرد بهذه الزيادة عبد الله بن محمد عن هشام بن عروة وهو متروك
فهذا الطريق متروك شديد الضعف لا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
الطريق الخامس: أخرجه الدارقطني (1/ 52/ رقم 229) والبيهقي في الكبرى (1/ 45/ رقم 201) من طريق محمد بن مخلد نا أبو بكر محمد بن عبد الملك الزهيري نا مرداس بن محمد بن عبد الله بن أبي بردة نا محمد بن إبان عن أيوب بن عائذ الطائي عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ وذكر اسم الله تطهر جسده كله ومن توضأ ولم يذكر اسم الله لم يتطهر إلا موضع الوضوء
قلت فيه مرداس بن محمد بن الحارث بن عبد الله بن أبي بردة قال الذهبي في الميزان قال ابن القطان لا يعرف البتة وأقره على ذلك، وقال ابن حجر هو مشهور بكنيته أبو بلال من أهل الكوفة قال ابن حبان في الثقات يغرب ويتفرد ولينه الحاكم أيضا قلت ولم يوثقه معتبر وروى عنه غير واحد فهو مجهول الحال
وفيه انقطاع بين أيوب بن عائذ بن مدلج الطائي وبين مجاهد بن جبر فإن أيوب بن عائذ، عاصر صغار التابعين ومجاهد بن جبر من أواسط التابعين ولا يثبت له سماع منه.
فهذا الطريق شديد الضعف للجهالة والانقطاع فلا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره.
فحديث أبو هريرة بكل طرقه ضعيف جداً فلا يتقوى بغيره ولا يقوى غيره. والله أعلم
قلت ذكر الله أركان الوضوء ولم يذكر فيها البسملة فقال سبحانه {يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُواْ وَإِن كُنتُم مّرْضَىَ أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مّنْكُمْ مّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمّمُواْ صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلََكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ} (المائدة: 6)
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر البسملة على الوضوء كما بينا سابقاً وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقاً في العقائد والعبادات وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختار لنفسه غالباً عدم ذكر الله إلا على وضوء أو تيمم فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أَبُو الْجُهَيْمِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ (أَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ) فكيف يذكر النبي صلى الله عليه وسلم البسملة قبل الوضوء وهو على غير طهارة.
قال ابن المنذر في الأوسط (1/ 367) وقال أكثرهم لا شيء على من ترك التسمية في الوضوء عامدا أو ساهيا هذا قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد وأصحاب الرأي.
خلاصة البحث
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر البسملة على الوضوء كما بينا سابقاً و لم يثبت أنه أمر أحد بالبسملة عند الوضوء ولا ثبت أنه أقر أحد على البسملة عند الوضوء.
فالذي أختاره لنفسي وأعمل به عدم ذكر البسملة على الوضوء والله أعلى وأعلم.
وصلى الله وسلم على عبده وخليله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
كتبه الفقير إلى عفو ربه الكريم المنان
أيمن حسان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 11:20]ـ
أخي الفاضل .. السلام عليكم
أحسن الله إليك
هل اطلعت على رسالة الشيخ أبي إسحاق الحويني في هذا الحديث؟
والسلام عليكم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Aug-2010, صباحاً 02:33]ـ
ينظر بخصوص رسالة الحويني: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9251(/)
إذا قال التابعي كلاماً لا يقال من قبل الرأي فهل يكون له حكم الرفع؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال:
إذا قال التابعي كلاماً لا يقال به بالرأي؛ فهل يكون له حكم الرفع؟
هل نقول أنه مرسل وله حكم الرفع في نفس الوقت؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 03:01]ـ
الأصل:لا يقال بذلك
لأنه حتى لو رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأسقط الوسائط, لعد منقطعاً في الأصل
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 03:36]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 07:09]ـ
إذا كان الحديث مرفوعا صراحة و رواه التابعي فهو مرسل، فكيف إذا كان كلاما له دون تصريح بالرفع؟!!
فالقول ما قال أبوالقاسم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 01:40]ـ
وخرج عن ذلك أثر مجاهد في الجلوس على العرش لتلقي العلماء من أهل السنة له بالقبول وعده من العقائدوقرائن أخرى
فهو في حكم المرفوع لا لذاته بل لغيره
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:38]ـ
كنت سأستدرك ما استدركته شيخنا الكريم فقد سبقتنى بالخير.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:21]ـ
جزى الله كلمة "الأصل " خيرًا .. فبها يستدرك الكثير دون اضطرار لذكر التفاصيل:)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 02:40]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم على التوضيح
.........
وقد دلني بعض الإخوة على كلام للعلامة اللألباني - رحمه الله - في إجاباته على سؤالات الشيخ أبي الحسن المأربي - حفظه الله - هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=63 636&d=1234317446)
سوف تجدون الإجابة صفحة 34 وفيما بعدها فانظروا الفهرس لزاماً
وفقكم الباري
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 08:01]ـ
في انتظار إفادات جديدة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:38]ـ
اختلف العلماء في قول الصحابي، هل هو حجة أم لا؟ وقول الصحابي من الأدلة المختلف فيها اختلافاً قوياً، ويقدم عليه الإجماع والقياس (ومن قواعد ابن قدامة في المغني تقديم القياس الجلي على قول الصحابي إذا خالف هذا القياس)، ومن المعلوم أن قول الصحابي حجة بشروط معروفة، ولكن منها أن لا يكون ما قاله مما لا مجال للرأي فيه قطعاً، عندئذ يحتج به العلماء. فإذا كان هذا التفصيل والتحرز في حق الصحابي، فغيره من باب أولى، بل قد يقال غيره لا يجب التفصيل في قوله بههذه الطريقة لأنه لا يعد من الأدلة التي يستدل بها أصلاً. ومع أن هذا الكلام ألصق باستنباط الأحكام الفقهية التي موضوعها أفعال العباد، لا الأحكام العقائدية، إلا أنه يمكن سحبها لتشمل الأخيره، لأنها أهم وأخطر، وكلاهما مما لا يقال بالرأي. وبعض العلماء لهم شروط أخرى في كتب علم أصول الحديث، وهي أن التابعي إذا اشتهر بالرواية عن ثقات، ورفع الحديث، فإنهم يقبلون حديثه، مع قرائن تنضم، كصنيع الشافعي ومن وافقه في مراسيل سعيد بن المسيب إذ كان يقول مراسيل ابن المسيب أصح المراسيل. ولكن بعض المحققين ذكر أنه قد أخطأ من فهم أن مراد الشافعي صحة الاحتجاج بمراسيل ابن المسيب، لأن مراد الشافعي أن مراسيله مما يقبل الجبر.
وانظر: http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=176 ، ففيه جواب الشيخ مشهور حسن سلمان حفظه الله عن السؤال: ما القول الصحيح في حجية المرسل؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 11:45]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:29]ـ
شيخ امجد بارك الله فيك,
(وخرج عن ذلك أثر مجاهد في الجلوس على العرش لتلقي العلماء من أهل السنة له بالقبول وعده من العقائدوقرائن أخرى
فهو في حكم المرفوع لا لذاته بل لغيره)
- أي أثر تقصد؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 05:52]ـ
يقصد الاثر الذي رواه مجاهد أن الله يُقعد الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش يوم القيامة، وهو أحد الأقوال في تفسير المقام المحمود، وسئل الامام أحمد عن هذا الأثر؛ فقال: قد تلقته العلماء بالقبول يسلموا هذا الخبر كما جاء.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 01:00]ـ
# (اختلف العلماء في قول الصحابي، هل هو حجة أم لا؟ وقول الصحابي من الأدلة المختلف فيها اختلافاً قوياً، ويقدم عليه الإجماع والقياس (ومن قواعد ابن قدامة في المغني تقديم القياس الجلي على قول الصحابي إذا خالف هذا القياس)، ومن المعلوم أن قول الصحابي حجة بشروط معروفة، ولكن منها أن لا يكون ما قاله مما لا مجال للرأي فيه قطعاً، عندئذ يحتج به العلماء).
# يراجع ما قاله الامام ابن القيم-رحمه الله- في كتاب "اعلام الموقعين " في هذا الباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 02:09]ـ
- الصحيح والثابت- والله اعلم- عن الامام مجاهد رحمه الله هو تفسيره للمقام المحمود بالشفاعة, وما ورد عنه بأنه فسره بالجلوس على العرش لا يثبت بسند صحيح!
# ينظر على سبيل الاختصار كتاب: " عقيدة الامام ابن عبدالبر في التوحيد والايمان" للشيخ سليمان الغصن- رسالة علمية- (ص 71) طبعة العاصمة, و "مختصر العلو للذهبي" (ص 15 - 20) طبعة المكتب الاسلامي, والسلسة الضعيفة (2/ 255) برقم (865).
# أرجوا ممن يريد التعقيب للفائدة ان ينظر في المراجع التي ذكرت ثم يعقب, وشكرا.
# لعل هذا القول من احد طلبة العلم له حظ من النظر:
قلت: فالأثر ضعيف لا تثبت به حجة، وإنكار عبد الله بن الإمام أحمد إنما هو من باب الإنكار على أهل البدع الذين ينكرون الصفات، لإن الأثر فيه صفة الإستواء والعلو، وفيه كذلك إثبات الرؤية وغير ذلك، فكأن ابن الإمام أحمد لم يقصد قضية الجلوس على العرش.
ولو قصد ذلك فلا يثبت مثل هذا بهذه الموقوفات الواهيات، خصوصا أنه مخالف لما في الصحيحين من أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى. والله تعالى أعلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45229
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 02:40]ـ
تقدم النقاش حوله وليس هذا مكانه
يراجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85773
وقد تلقى العلماء هذا الأثر بالقبول والتسليم وشنعوا على من رده وعدوا رده من صفات أهل البدع
فعلى التسليم بعدم صحته سندا فتلقي العلماء له بالقبول يصححه كما تقرر في علم المصطلح
لكن الأثر صحيح سندا
وذلك أنه ضُعف من أجل ليث بن أبي سليم وهو ضعيف وسيء الحفظ عند الجمهور وهذا صحيح لكنه ليس كذلك فيما رواه من التفسير عن مجاهد خاصة
لأنها صحيفة سمعها وأخذها كما هو مقرر في موضعه ممن تكلم على أسانيد التفسير
فمن ضعف روايات ليث عن مجاهد في التفسير فقد خالف
ولذلك اعتمد عليها المفسرون بالأثر كابن جرير وغيره
إذا تقرر هذا علم أن الأثر صحيح ومعمول به لتلقي العلماء له بالتسليم
ولا تعارض بين تفسير المقام المحمود بإقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش وبين الشفاعة كما هو ظاهر لأنها كلها مناقب للنبي صلى الله عليه وسلم فلا مانع هنا لا شرعا ولا عقلا
كما ذكره ابن جرير وغيره
أما قول الأخ المنقول عنه هذا الكلام ففيه تاويل مستكره لكلام الإمام عبد الله وعلى التسليم به فلا يمكن تقبله مع باقي نصوص الأئمة المنقولة في كتاب السنة للخلال وعبد الله وفي الرابط السابق المصرحة تصريحا واضحا أن الإنكار كان على من رد هذا الأثر وهذه المنقبة وهي الجلوس على العرش ولذلك صنفت فيها الكتب وغدت من العقائد
فالأمر خطير وعقدي والمخالف متهم بالبدعة والتجهم وليس بالهين خاصة مع نقل الإجماع وعدم معرفة المخالف
وأما عده هذا الأثر من الواهيات فهذا واحد من أمثلة كثيرة كانت سببا في رفع دعوة الالتزام بمناهج المتقدمين في النقد والتعليل والصنعة الحديثية
فهذا الأثر الذي تلقته العلماء بالقبول بات عند بعضهم من الواهيات وللأسف!!!
ولذلك لما تكلم العلماء على بعض معالم التفريق بين منهج المتأخرين والمتقدمين ذكروا علامة تجزئة حال الراوي
فلعدم معرفة بعض المتأخرين والمعاصرين بهذا المسلك عند المتقدمين وغفلته عنه خالفهم في كثير من الأحكام على الرواة والأحاديث
لأنه عند المتقدم قد يكون الراوي ضعيفا في الأحكام ثقة مقبول في المغازي والسير والأخبار
وقد يكون ضعيفا فيما تقدم لكنه مقبول ثقة في التفسير
وقد يكون ضعيفا في جميع شيوخه إلا واحد أو اثنين وهكذا
أما من طرد الحال والحكم هنا فقد وهم وخالف أئمة النقد
والله أعلم
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 01:05]ـ
لعله يفيد المشاركة الأولى من هذ الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=992874#post99 2874(/)
مامعني هذاالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 11:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري
في كتاب التفسير
باب: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم}. الآية /223/
4253 - حدثني إسحاق: أخبرنا النضر بن شميل: أخبرنا ابن عون، عن نافع قال:
كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوما، فقرأ سورة البقرة، حتى انتهى إلى مكان قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى.
وعن عبد الصمد: حدثني أبي: حدثني أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: {فأتوا حرثكم أنى شئتم}. قال يأتيها في.
المطلوب من حضرتكم التشريح والتوضيح المفصل لهذاالحديث
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
اللقاء السادس في (سلسلة لقاءات المجلس العلمي) مع فضيلة الشيخ/ طارق بن عوض الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 03:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحباب الكرام أعضاء المجلس العلمي وروَّاده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فيسرُّ إدارة المجلس ومشرفيه أن يعلنوا عن لقاء جديد في سلسلة (لقاءات المجلس العلمي).
وهو اللقاء السادس في هذه السلسلة يجريه المجلس مع فضيلة الشيخ/ أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد حفظه الله.
ونأمل أن تكون الأسئلة المطروحة متعلقة بالحديث الشريف وعلومه، وبفن تحقيق التراث ونشر الكتب وما يتعلق بذلك.
وسنستقبل أسئلتكم في هذا الموضوع، ثم تُعرَض على فضيلته للإجابة عليها، إن شاء الله تعالى.
نسأل الله أن يبارك في الشيخ، وأن ينفع بعلمه.
ولا شك أن فضيلة الشيخ أشهر من أن يعرَّف به، لكن لمن لا يعرف:
هنا ترجمة مختصرة للشيخ طارق عوض الله:
http://www.islamacademy.net/Accounts/UserResume.asp?UserId=41304&Lang=Ar
وهنا صفحة الشيخ في موقع طريق الإسلام.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=438
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 06:35]ـ
أين أجد اللقاءات السابقة؟
تجد روابط اللقاءات السابقة على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=192223#post19 2223
ــــــــ الإشراف ـــــــــــ
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 09:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود طرح بعض الأسئلة على الشيخ حفظه الله
1 - كيفية توجيه أشتراط الذهبي عدم التدليس في حد الصحيح في الموقظة وهل سبقه أحد
2 - كيف نعرف أن هناك خطأ في إسناد ما إذا لم أجد إلا نسخة واحدة من الكتاب
3 - ما توجيه عدم تفريق العلماء المتقدمين بين التدليس والمرسل الخفي
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 04:22]ـ
حيّا الله الشيخ أبا معاذ بين إخوانه وأحبابه وطلابه، وجزاه خيرا على جهوده في خدمة الحديث والتراث.
أود سؤال الشيخ المكرم عن الآتي:
1) هل هناك نية لإعادة طبع كتابكم النافع (الإرشادات) بزيادة الأمثلة؟ ولا سيما بعد صدور المجلدات الأخيرة من السلسلة الضعيفة؛ الغنية بالأمثلة على شرطكم من جمع بين كلام الأئمة وتطبيقات الألباني الموافقة لها؟
2) حول المنتخب من علل الخلال، ذُكرت له قطعة أخرى، هل وقف عليها فضيلتكم؟
3) هل وقفتم على الجزء المفقود المزعوم من مصنف عبد الرزاق الذي أخرجه الحميري وممدوح؟ وهل كتبتُم فيه شيئا؟
4) بحكم معرفتكم وخبرتكم بممدوح، هل عندكم كلمة وتعقيب على كتابه: الاحتفال؟
وفي الختام: اعلم أنني من أولئك الذين يحبونك في الله وإن لم يروك، ويدعون لك ولأمثالك من ذوي العناية والإفادة، ونتمنى لكم ومنكم المزيد من الإفادة والعطاء.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم على هذه الفرصة الطيبة
الاسئلة
1 - هل ثبت شيء في صيام يوم الخميس عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن الصحابة؟
2 - هل ثبت شيء في تحديد الأيام البيض عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن الصحابة؟
3 - ما مدى صحة أحاديث و آثار تحريم دخول الحمام على النساء؟
4 - الحديث الحسن لغيره هل هو حجة في العقائد؟
5 - ما هي درجة حديث (إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه) الحديث؟
6 - ما هي درجة حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم)؟
بارك الله في الشيخ الفاضل.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 01:46]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع بكم.
السؤال الأول: حديث عائشة في التصاوير له - في ظني - ألفاظ لا يمكن الجمع بينها أنها حديث واحد. ومجلس واحد، فهل نرجح بين الألفاظ؟ أم نجعل كل لفظ مستقل؟ فإن كان ترجيح فما هو ترجيحكم لأي لفظ واسوق لكم من فتح الباري لابن رجب بعض ما قال فيه:
: ((أميطي عنا قرامك هذا؛ فإنه لا يزال تصاويره تعرض في صلاتي)).
[فهذا اللفظ الأول وأن النهي لأنه يعرض في صلاته]
ولكن خرج مسلم من حديث عائشة، أنها أخذت نمطا فسترته على الباب، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى النمط، فعرفت الكراهة في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال: ((أن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين)).
(يُتْبَعُ)
(/)
[هذا اللفظ الثاني: أن الرسول هو الذي قطعه والسبب كراهة كسوة الحجارة والطين]
.....
وخرج مسلم من حديث عائشة، قالت: كان في بيتي ثوب فيه تصاوير، فجعلته إلى سهوة في البيت، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إليه، ثم قال: ((يا عائشة أخريه
عني))، فنزعته، فجعلته وسائد.
[وهذا فيه أنه أمرها وليس من فعله صلى الله عليه وسلم]
وفي ((الصحيحين))، عنها، قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هتكه، وقال: ((أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله عز وجل)). قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين.
[وهذا لفظ آخر أن سبب المنع هو المضاهاة]
وفي ((صحيح مسلم)) عنها، قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حولي هذا؛ فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا))
[وهذه علة أخرى أن سبب المنع هو تذكير الدنيا.]
قال ابن رجب (فهذه ثلاث علل قد علل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - كراهة الستر.)
فما هو الصواب - وفقكم لله في هذه الألفاظ.؟
- حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؟ هل يقبل مطلقا أو ما تفرد به من الأحكام؟ وهل أصاب من رد روايته في تشطير مال تارك الزكاة؟ وإن كان لا يقبل تفرده في الأحكام؟ هل مثله حديث احفظ عورتك؟ لأن فيه حكما زائدا وهو وجوب ستر العورة في الخلاء من غير حاجة؟
-شروط تقوية المرسل التي ذكرتموها في كتابكم (النقد البناء) يُقال ليس عليها عمل أهل الحديث، وتنظير الشافعي في الرسالة هو تنظير عقلي أصولي لأنه رد حديث من دلس مرة واحدة وأهل الحديث على خلاف هذا. فهل هذا القول صحيح بارك الله فيكم؟
-الأحاديث التي ليس عليها العمل وصححها بعض أهل الحديث هل يصح أن نتطلب لها علة كما قال المعلمي في مقدمة (الفوائد المجموعة) عن المتقدمين. وأذكر حديثين الأول (لم يأخذ من شاربه فليس منا) أعله بعض المعاصرين بالانقطاع، لأن المتن منكر. فهو يقتضي أن هذا الفعل من الكبائر وهو بالاتفاق أنه مستحب ولم يخالف إلا الظاهرية ولا عبرة بخلافهم.
وحديث ابن عباس قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) فالفقهاء على أن من أدى الزكاة بعد الصلاة فهي زكاة صحيحة، ولم يخالف في ذلك إلا المتأخرين؟ فهل يكون هذا من علامات ضعف الحديث؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 01:58]ـ
أرجو أن تفصلوا القول في سماع الحسن من سمرة وقد ثبت له السماع وأيضا ثبتت له الوجاده فلماذا لم يقبل البعض روايته متصلة بارك الله فيكم شيخنا الكريم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 02:16]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علما
/// السؤال الأول: هل يصح تصنيف الإمام محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي رحمه الله في العلماء المتساهلين؟ وما توجيه قول تلميذه أبي حاتم الرازي رحمه الله عندما نفى اختلاف أصحابه في نفي سماع الزهري من ابان بن عثمان وقيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابوري كان يقول قد سمع؟ فقال محمد بن يحيى كان بابه السلامة؟
فهل يفهم منه الوصم بالتساهل مطلقا ونقول أبو حاتم بناه على الاستقراء لأحكام الذهلي؟ أم في باب إثبات السماع ونفيه فقط؟ أم في هذه المسألة _مسألة سماع الزهري من أبان_ فقط؟ وإذا قلنا بتساهله مطلقا فهل يستثنى من ذلك نقده لحديث الزهري؟
/// السؤال الثاني: ما رأيكم بمنهج إسحاق بن راهوية من حيث التساهل في النقد مقارنة بنقد أقرانه أحمد وابن معين وابن المديني؟
///السؤال الثالث: ما رأيكم بسماع الزهري رحمه الله من ابن عمر رضي الله عنهما إذ نفاه أحمد وابن معين وأثبته معمر والذهلي؟
/// السؤال الرابع: ما رأيكم بسماع عطاء بن أبي رباح رحمه الله من ابن عمر رضي الله عنهما إذ نفاه القطان وأحمد وابن معين وأثبته ابن المديني والبخاري ومسلم؟
/// السؤال الخامس: هل لكم أن تذكروا لنا شيئا عن تمسك الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله بمنهج الأئمة المتقدمين وسبب اقتناعه بذلك؟
/// السؤال السادس: هل يمكن أن يقال بإلحاق رواية مالك عن ابن عمر بالروايات المنقطعة التي لها حكم المتصلة كرواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وغيره لقول ابن القيم في الزاد:
"وكل من له ذوق في الحديث إذا قال إبراهيم: قال عبد الله لم يتوقف في ثبوته عنه وإن كان غيره ممن في طبقته لو قال: قال عبد الله لا يحصل لنا الثبت بقوله فإبراهيم عن عبد الله نظير ابن المسيب عن عمر ونظير مالك عن ابن عمر فإن الوسائط بين هؤلاء وبين الصحابة رضي الله عنهم إذا سموهم وجدوا من أجل الناس وأوثقهم وأصدقهم ولا يسمون سواهم البتة".ا. هـ
فهل تلحق رواية مالك عن ابن عمر برواية النخعي عن ابن مسعود في الاتصال لمعرفة مالك بابن عمر واختصاصه بعلمه وأصحابه من المدنيين
وهل وقفتم على كلام للمتقدمين في هذا؟
/// السؤال السابع: هل دلَّس الوليد بن مسلم تدليسَ تسويةٍ عن غير الأوزاعي؟ إن كان الجواب نعم فهل ذلك من إطلاق هذا الوصف عليه أم لثبوته في بعض أحاديث الوليد؟
/// السؤال الثامن: ما أخبار تحقيقكم لجزء رفع اليدين للبخاري ومتى سيطبع؟
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 03:19]ـ
نسأل الله أن يجزي القائمين على هذه اللقاءات خيرًا.
وبارك الله في شيخنا ونفع به.
سؤالي -حفظكم الله- عن كتاب البخاري " خلق أفعال العباد" هل ثبت عندكم شيء في تسمية البخاري للكتاب، وما هو منهج البخاري فيه من حيث صحة أحاديثه، وأخيرا: ما هي درجة عناية العلماء بهذا الكتاب؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:39]ـ
ما الضابط في قبول أو رد رواية قتادة إذا عنعن؟؟
ـ[ابن رشد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 04:05]ـ
شكرا لجهودكم ... ونفع الله بكم الاسلام والمسلمين ...
أسئلتي:
س1شاب دخل دورات حفظ السنة ,ومع ذلك اتمها ولم يضبط حفظها؟ فما هو التوجيه له؟ هل يستمر في حفظ السنة أم ماذا؟
س2 لماذا نرى _احيانا_التراشق والتخالف بين الممحققين للكتب ,فكل يدعي لنفسه ويتهم الآخر, رأيكم هل هذه أخلاق العلماء اوطلبة العلم؟
س3 ما هو المقصود بمنهج المتقدمين ومنهج المتاخرين؟ وماحجة من أثبته؟ وماحجة من نفاه؟
س4 في هذا العصر هل الافضل الاشتغال بحفظ الاحاديث ,أو فهمها دراية ,لمن لايمكنه الجمع؟
نحبكم في الله
اخوكم ابن رشد
ـ[أم البررة]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 06:43]ـ
كنتُ قد سجلتُ سؤالاً حُذف مع روابط اللقاءات السابقة التي وضعتها!
السؤال:
نصيحة الشيخ -وفقه الله- للباحثين في السنة وعلومها، وترشيحكم لأهم الكتب القديمة والمعاصرة في هذا المجال
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 11:27]ـ
الأخت الفاضلة / أم البررة
معذرة، وقع هذا الأمر سهوًا مني، أرجو قبول اعتذاري،
وسبب الحذف هو - فقط - أن يكون الموضوع خالصًا للأسئلة الموجهة للشيخ.
بارك الله فيك وكتب أجرك.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:26]ـ
[ center] جزاكم الله خيرًا و بارك الله فيكم
سؤالي هنا هو: مسألة الشروط التي يجب توافرها في الحديث المتواتر قد صار فيها اختلاف عجيب بالنسبة لشرط العدد في التواتر!!!
فالبعض يشترط عددًا كبيرًا بلا ضابط و البعض يكفيه الكثرة و البعض يكتفي باثنين!!!
فهل من ضابط صحيح لقول من هذه الأقوال؟
و ما أصح هذه الأقوال؟
و جزاكم الله خيرًا
###
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم شيخنا أبا معاذ طارق عوض الله
سؤالات هي:
1 - ما يشترط لأجل قبول حديث مدلس تدليس التسوية؟
2 - ما صحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ...... قالوا يا رسول الله! وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس؟
3 - ما هي الطريقة المثلى لتعلم علم التخريج؟
محبكم أبو أويس
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 11:21]ـ
جزاكم الله خيراً على استضافة الشيخ.
س: ما أفضل طبعات سنن النسائي؟
ـ[صهود]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:53]ـ
شيخنا الكريم
ما مرتبة حديث جسرة بنت دجاجة (اني لا احل المسجد لحائض ولا لجنب)
وهل قول البخاري عنها "عندها عجائب" يعد جرحا يضعف رواياتها؟
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 12:19]ـ
الشيخ الفاضل:
السؤال الأول: ما هو القول الفصل في مرتبة الحسن البصري من مراتب التدليس، حيث عده ابن حجر في الثانية، وعده بعض المتأخرين في الثالثة.
السؤال الثاني: هل تعرفون شيئا عن كتاب: [الأنوار السنية في اللفاظ السنية] لا بن جزي الكلبي (ت:741هـ).
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 12:36]ـ
الإخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكتفي بهذا القدر من الأسئلة، حتى لا نثقل على الشيخ ومراعاة لضيق وقته.
وسنوافيكم بالإجابات بإذن الله فور حصولنا عليها من فضيلته.
وإلى أن يحين موعد الأجوبة نترككم في حفظ الله ورعايته.(/)
مبارك تخصيص هذا القسم للعلم الشريف لذاته: الحديث
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 07:22]ـ
نحمد الله إليكم الذي وفقكم لتخصيص هذا القسم المبارك إن شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 08:43]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
نسأل الله أن يبارك في هذا القسم وأن يجعل له شأنا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Feb-2009, مساء 11:52]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
نسأل الله أن يبارك في هذا القسم وأن يجعل له شأنا
آمين
ونسأل الله أن نكون جميعاً من أهل الحديث حقاً وصدقاً
وأن يحشرنا على حوض نبيه صلى الله عليه وسلم واردين غير مطرودين.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 11:23]ـ
شكر الله لكم وبارك الله فيكم .. وكم نحن بالاننظار , ويجمل دخول أهله!!
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 12:16]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
بارك الله لنا جميعا،
وإن كنت أرى أن هذه الخطوة قد تأخرت، ولكنه في النهاية مجرد رأيٌ .............
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 01:24]ـ
نحمد الله إليكم الذي وفقكم لتخصيص هذا القسم المبارك إن شاء الله تعالى
والحمد لله رب العالمين
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
بارك الله لنا جميعا،
وإن كنت أرى أن هذه الخطوة قد تأخرت، ولكنه في النهاية مجرد رأيٌ .............
وأنا أحمد الله إليكم، وأهنئكم.
وكم تمنينا تخصيص قسم آخر لعلوم القرآن والقراءات.
نسأل الله أن لا تتأخر تلك الخطوة أيضًا
ـ[أم البررة]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 04:39]ـ
خُطوة مباركة
شكر الله جهود الإدارة(/)
اين أجد شرح الأربعين النووية صوتي لشيخ محدث
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 12:41]ـ
من يدلني عن شرح للأربعين النووية صوتي لشيخ محدث و ليس لفقيه أو أصولي.
هناك شرح للشيخ عبد الله السعد لكنه ناقص.
و بارك الله فيكم.
أخوكم أبو معاذ.
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[11 - Feb-2009, صباحاً 10:46]ـ
شرح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=667
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:05]ـ
يوجد للشيخ ابن عثيمين شرح صوتي ماتع لهما
ـ[أبوعبداللطيف]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 06:11]ـ
يوجد أكثر من شرح لشيخنا المحدث الفقيه/عبدالمحسن الزامل, على البث الإسلامي, وسيطبع إن شاء الله قريباً.
ـ[أبوحمدالعربى]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 11:47]ـ
شرح الشيخ فالح الصغير http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=56&lang=Ar
http://islamacademy.net/Index.aspx?function=Category&id=454&lang=Ar
ـ[احمد موسى]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 04:00]ـ
لقد رفعنا شرح جامع العلوم والحكم للشيخ عمر حسن فلاته وهو على ما يزيد على 200 شريط وهو لا يزال في الحدسث رقم 22
راجعي موقع اهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137876
ـ[احمد موسى]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 04:02]ـ
بالمناسبة راقبو هذه الصفخة للصوتيات العلمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=65
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 06:55]ـ
بارك الله فيكم
أبو معاذ.(/)
افتتاح مجلس الحديث وعلومه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 05:46]ـ
تم بحمد الله افتتاح مجلس الحديث وعلومه نظرا لكثرة طرْق موضوعات هذا العلم الشريف وما يتعلق به
ولأهمية هذا العلم بين علوم الشرع
وسيشمل المجلس إن شاء الله على جميع ما يتعلق بهذا العلم من فروع:
/// كعلم تخريج الأحاديث
/// وعلم الجرح والتعديل
/// وعلم مصطلح أهل الحديث
/// وعلم العلل
/// وعلم الإجازات والمشيخات والأثبات والمعاجم
/// وعلم مناهج المحدثين
وغير ذلك
/// وأحببنا أن تكون البداية مع أهل العلم والتخصص في هذا الفن
فقمنا بإجراء لقاء علمي مع فضيلة الشيخ أبي معاذ طارق عوض الله حفظه الله نطرح من خلاله عليه بعض الأسئلة والاستشكالات.
والشيخ مشهود له بتمكنه من هذا العلم ومعرفةٍ خاصةٍ بعلم العلل وممارسةٍ لكلام النقاد وكبار الحفاظ
وله في هذا الفن مصنفات تشهد له بذلك نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
/// وسيتبع ذلك _إثراءً للمجلس_ عدة لقاءات مع أهل العلم وشرح بعض المتون ووضع بعض الدروس وغير ذلك
وإثراء المجلس ونجاحه إنما يقوم بأعضائه وأهله
نسأل الله الكريم أن يكون هذا العمل فاتحة خير وبركة لطلاب العلم وأهل الحديث خاصة ونسأله تعالى جَده أن يجعله خالصا لوجهه الكريم
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 06:58]ـ
جزاكم الله خيرا خطوه موفقه بإذن الله
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 07:18]ـ
بارك الله فيكم؛ ومن تطور إلى تطور بإذن الله.
ـ[محمود الصيادي]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 09:21]ـ
أحسنتم
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[11 - Feb-2009, مساء 09:45]ـ
بارك الله فيكم ...
واقترح ان تستضيفوا كلاً من:
1ـ الشيخ عبدالله السعد
2ـ الشيخ الشريف حاتم العوني
3ـ الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع
4ـ الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم
5ـ الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
جزاكم الله خيرًا
و لكن، كيف سيكون هذا الأمر؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 10:29]ـ
وفيكم بارك الله
أي أمر من الأمور تقصد؟
ـ[محمد محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:07]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أتمنى أيضا أن يستضيف هذا القسم لقاء مع فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير فكلامه في هذا المجال يشفي الغليل , ويهدي السبيل , ويداوي العليل
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 12:40]ـ
بوركتم ... خطوة موفقة
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:33]ـ
حقا نحن بحاجة ماسة لهذا القسم .. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 01:49]ـ
خطوة مباركة إن شاء الله
ـ[الرقم الصعب]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 04:45]ـ
هنيئا لنا بهذه الخطوة المباركة
وكما قال الاخوة نرجو استضافة الشيخ السعد
ـ[محسن زاهد]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 05:30]ـ
وأقترج استضافة أبي الحسن المأربي
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 08:51]ـ
وفيكم بارك الله
أي أمر من الأمور تقصد؟
أقصد أين و كيف سيكون هذا المجلس؟
هل صوتيّ أم مكتوب أم كيف سيكون و أين سيكون؟
ـ[أبو عبد الله الخضير]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 03:43]ـ
جزاكم الله خيرا.
بداية موفقه و خاصه بالشيخ أبا معاذ طارق بن عوض الله فهو ممن شهد له من علماء الحديث بالتمكن في هذا الفن و خاصة الشيخ رحمه الله محمد عمرو و الشيخ الحويني
ورجاء دعوة أو كما يحدث في بعض المنتديات في طرح أسئله و يجاوب الشيخ
وعلي سبيل المثال لا الحصر الدكتور احمد معبد عبد الكريم و الشيخ الحويني
ويا حبذا لو كان الشيخ عبد الله السعد العلامه في هذا الفن و تلميذه الشيخ الصياح
ومعنا و لله الحمد و المنه الشيخ المحدث سعد الحميد حفظة الله
وبفضل الله أظهر الله لنا من كان له باع في هذا الفن رجاء الإجتهاد عليهم لتعم الفائده لنا ولطلاب العلم
جزيتم خيرا علي هذة الفكرة الكيبة المباركة و أدعوا الله العلي القدير ان ينفع بكم
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:50]ـ
أقترح أن تستضيفوا الشيخ الطريفي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 07:31]ـ
أخي يحيى صالح
المقصود أنه بات مجلسا (فرعا) مستقلا كمجلس اللغة وهو هنا:
http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=11
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - Feb-2009, مساء 10:19]ـ
أخي يحيى صالح
المقصود أنه بات مجلسا (فرعا) مستقلا كمجلس اللغة وهو هنا:
http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?s=&daysprune=-1&f=11
جزاك الله خيرًا، رأيته من قبل و لم أظن أنه سيكون مكتوبًا، بل مسموعًا!!!
ـ[أبو الحارث السلفي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيكم وزادكم توفيقا
اهل الحديث هم أهل النبي وان لم يتبعوا نفسه أنفاسه تبعوا(/)
موضوع كامل شامل ........
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[12 - Feb-2009, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله اوقاتكم وجعلها في ميزان حسناتك
اليكم هذا الكتاب والذي كتبه الشيخ ناصر الفهد فك اتلله قيده وفرج كربه وهو في موضوع التدليس
وعنوانه منهج المتقدمين في التدليس
اليكم الرابط http://download.kinguploader.com/Download.aspx?6274#6274.rar(/)
هل صحح الشيخ المحدث عبد الله السعد أثر كفر دون كفر؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:11]ـ
سمعت شريطا للشيخ عبد الله السعد, لا اذكر في شرح الاصول الثلاثة أو نواقض الإسلام, إلا أنه لما مر على حديث ابن عباس كفر دون كفر في آية (ومن لم يحكم بما أنزل الله) الأية لم يتعقبه بتصحيح أو تضعيف, و الشيخ كما هو معلوم لا يترك حديث ذكره إلا و يبين درجة صحته.
فهل الشيخ صحح أثر ابن عباس؟
لعل تلاميذ الشيخ و طلبته يعرفون هذا, أو يسألونه.
أخوكم ابو معاذ.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 03:45]ـ
الذي أذكره أن الشيخ المُحدّث عبدالله السعد يُضعف الأثر ..
وكذلك الشيخان المُحدثان "سليمان العلوان" فك الله أسره و "عبدالعزيز الطريفي" يضعفانه ..
ولعلي أبحث لك عن مصدر تضعيف الشيخ السعد للأثر ..
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 02:49]ـ
للرفع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 03:22]ـ
لقد استفدت من مجالسته تلك السويعات عشرات المسائل:
# الكفار مخاطبون بفروع الشريعة على الصحيح
# الواقدي متروك الحديث
# أثر علي رضى الله عنه في الشطرنج فيه ضعف وإن كانت لعبة الشطرنج محرمة سواء كانت بعوض أو لا .. ومثلها النردشير ..
# تقبل رواية المبتدع فيما يؤيد بدعته إذا كان ثقة وصدوقا في نفسه ....
# على الصحيح لايجوز نظر المرأة للرجال مطلقا ..
# ضعف أثر ابن عباس رضى الله عنهما في تفسير قوله تعالى: (ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون) ..
(كفر دون كفر) .. وصح بلفظ (ليس بالكفر الذي تذهبون إليه) ..
إلى غير ذلك من الدرر والفوائد التي قد لايحصل عليها طالب العلم بمطالعة الكتب ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103143
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 03:26]ـ
رأي الشيخ يحتاج إلى تحرير ولا يكفي ما سبق والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
فإنه وبغض النظر عن تصحيح علمائنا الكرام لهذا الأثر أو تضعيفهم له، فإن الأصول موجودة ومدونة أحبتي الكرام، والأثر صحيح ثابت لم يعترض عليه أحد، بل قرره العلماء الأعلام في استدلالاتهم واحتجوا به، وإليك طرفا من ذلك:
أخرجه ابن أبي حاتم في (التفسير ج4/ص1143) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، ثنا سفيان، عن هشام بن جحير، عن طاووس، عن ابن عباس في قوله: {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.
وأخرجه المروزي في (تعظيم قدر الصلاة ج2/ص521) قال:
حدثنا يحيى بن يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام يعني ابن حجير، عن طاووس، عن ابن عباس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ليس بالكفر الذي يذهبون إليه.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج2/ص342) قال:
أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي، حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى ج8/ص20) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أحمد بن سليمان الموصلي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن ملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر.
وأخرجه ابن عبد البر في (التمهيد ج4/ص237) قال:
حدثني محمد بن إبراهيم؛ قال: حدثنا أحمد بن مطرف؛ قال: حدثنا سعيد بن عثمان؛ قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس بكفر ينقل عن الملة، ثم قرأ: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
قال الترمذي في (السنن ج5/ص21):
وقد روي عن ابن عباس وطاووس وعطاء وغير واحد من أهل العلم قالوا: كفر دون كفر وفسوق دون فسوق.
وقال ابن عبد البر في (التمهيد ج17/ص16):
وروي عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر.
وقال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج7/ص350):
وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال الصحابة ابن عباس وغيره، كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره ممن قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بمؤمن، أنه يقال لهم مسلمون لا مؤمنون.
واستدلوا بالقرآن والسنة على نفى اسم الإيمان مع إثبات اسم الإسلام، وبأن الرجل قد يكون مسلما ومعه كفر لا ينقل عن الملة بل كفر دون كفر، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قالوا: كفر لا ينقل عن الملة وكفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم.
وكما قال الأخ (أمجد) إنه لا بد من االتحرير في النقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 02:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
فإنه وبغض النظر عن تصحيح علمائنا الكرام لهذا الأثر أو تضعيفهم له، فإن الأصول موجودة ومدونة أحبتي الكرام، والأثر صحيح ثابت لم يعترض عليه أحد، بل قرره العلماء الأعلام في استدلالاتهم واحتجوا به، وإليك طرفا من ذلك:
أخرجه ابن أبي حاتم في (التفسير ج4/ص1143) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، ثنا سفيان، عن هشام بن جحير، عن طاووس، عن ابن عباس في قوله: {ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.
وأخرجه المروزي في (تعظيم قدر الصلاة ج2/ص521) قال:
حدثنا يحيى بن يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام يعني ابن حجير، عن طاووس، عن ابن عباس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ليس بالكفر الذي يذهبون إليه.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج2/ص342) قال:
أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي، حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى ج8/ص20) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أحمد بن سليمان الموصلي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن ملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر.
وأخرجه ابن عبد البر في (التمهيد ج4/ص237) قال:
حدثني محمد بن إبراهيم؛ قال: حدثنا أحمد بن مطرف؛ قال: حدثنا سعيد بن عثمان؛ قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال ابن عباس: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه إنه ليس بكفر ينقل عن الملة، ثم قرأ: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
قال الترمذي في (السنن ج5/ص21):
وقد روي عن ابن عباس وطاووس وعطاء وغير واحد من أهل العلم قالوا: كفر دون كفر وفسوق دون فسوق.
وقال ابن عبد البر في (التمهيد ج17/ص16):
وروي عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس بكفر ينقل عن الملة ولكنه كفر دون كفر.
وقال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى ج7/ص350):
وفيه كفر دون الكفر الذي ينقل عن الإسلام بالكلية، كما قال الصحابة ابن عباس وغيره، كفر دون كفر. وهذا قول عامة السلف، وهو الذي نص عليه أحمد وغيره ممن قال في السارق والشارب ونحوهم ممن قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بمؤمن، أنه يقال لهم مسلمون لا مؤمنون.
واستدلوا بالقرآن والسنة على نفى اسم الإيمان مع إثبات اسم الإسلام، وبأن الرجل قد يكون مسلما ومعه كفر لا ينقل عن الملة بل كفر دون كفر، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قالوا: كفر لا ينقل عن الملة وكفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم.
وكما قال الأخ (أمجد) إنه لا بد من االتحرير في النقل.
وهل هكذا يحكم على الأحاديث والآثار؟!
وهذا هو ملخص للحكم على الأثر
قال الطبري في التفسير:
12053 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي عن سفيان، عن معمر بن راشد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافررن"، قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. اهـ
[صحيح إلى قوله (كفر) وبقيته مدرج من كلام طاووس] رجاله كلهم ثقات، وسنده متصل. والظاهر من هذا الطريق أن الكلام كله من قول ابن عباس رحمه الله. وقد اغتر بها الكثير لصحة الإسناد، وخفي عليهم الإدراج الذي بينته رواية عبد الرزاق الآتية:
قال الإمام عبد الرزاق: اخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله ( .. فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر. قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
(يُتْبَعُ)
(/)
فثبت من هذه الرواية الصحيحة التصريح بأن قوله: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله مدرجة من قول ابن طاوس لا من كلام ابن عباس كما قد يفهم من ظاهر رواية سفيان عن معمر.
قال الحافظ الذهبي: المدرج هو ألفاظ تقع من بعض الرواة متصلة بالمتن لا يبين للسامع إلا أنها من صلب الحديث ويدل دليل علي أنها من لفظ راوي، يأتي الحديث من بعض الطرق بعبارة تفصل هذا من هذا.
وما قرره الذهبي في هذه القاعدة واضح في أثرنا هذا وهو خير مثال لها. فطريق سفيان عن معمر توهم السامع أن الكلام كله لعبد الله بن عباس ولكن دل دليل آخر وهو طريق عبد الرزاق عن معمر أن هناك ألفاظ مدرجة وهي قوله قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته و ... فجاءت هذه العبارة تفصل هذا من هذا.
أضف إلى ذلك أن عبد الرزاق أثبت وأتقن الناس في معمر، بل القول قوله عند الاختلاف.
قال يعقوب بن شيبة: (عبد الرزاق أثبت في معمر جيد الإتقان).
وقال ابن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق). وانظر رسالة وقفات مع رسالة الحلبي المسماة (القول المأمون في تخريج ما ورد عن ابن عباس في تفسير قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). تأليف: مروان السوداني. وانظر ما سياتي بعده بواحد.
قال الطبري: 12054 - حدثني الحسن قال، حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: قال رجل لابن عباس في هذه الآيات:"ومن لم يحكم بما أنزل الله"، فمن فعل هذا فقد كفر؟ قال ابن عباس: إذا فعل ذلك فهو به كفر، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر، وبكذا وكذا. اهـ
[صحيح إلى قوله (كفر) وبقيته مدرج من كلام طاووس] تقدم قبله.وانظر ما سيأتي بعده.
قال الطبري: 12055 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، قال هي به كفر قال: ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكُتُبه ورسله.
[صحيح] تقدم قبله، وهذا أخرجه عبد الرزاق في التفسير [698]، ومن طريقه المصنف، وسند المصنف حسن من أجل الحسن.
قال الطبري: 12056 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن رجل، عن طاوس:"فأولئك هم الكافرون"، قال: كفر لا ينقل عن الملة= قال وقال عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. اهـ
[صحيح] كما تقدم قبل ثلاثة، وهذا سند ضعيف؛ فيه راوٍ لم يسم!! قال مروان السوداني: فثبت من ذلك أن الكلام لـ طاوس رحمه الله وليس لابن عباس كما هو واضح. أما قول علي الحلبي: (فمن الممكن أنه تلقاه عمن سمعه منه ثم أفتى به) فكأنه جعل الأثر مروياً من طريقٍ عن ابن عباس ثم من طريق أخرى عن طاوس. فإن من الخطأ أن يدرس إسناداً من هذه الأسانيد مستقلاً كما فعل. ثم حكم الحلبي على أنه صحيح عن طاوس وجعل إسناد عبد الرزاق الأول حسناً في الشواهد!! وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الباحثين. إذ أن الحديث لكي يصح يلزم- فضلاً عن صحة إسناده- السلامة من العلل كما قدمنا، فإن هذا الأثر مخرجه واحد وألفاظه واحدة فوصله إلى ابن عباس ووقفه على طاوس من العلل القادحة في الأثر كما قدمنا من منقولات أهل العلم وهي كثيرة فعلى العالم العارف بالعلل أن يرجح الصواب من هذا الاختلاف. ولكن كما قلنا أن رسالته هذه لا تمِتُّ لعلم العلل بصلة، بل هي تراجم لرواة الإسناد.اهـ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 05:29]ـ
وهل هكذا يحكم على الأحاديث والآثار؟!
وهذا هو ملخص للحكم على الأثر
قال الطبري في التفسير:
12053 - حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي عن سفيان، عن معمر بن راشد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافررن"، قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. اهـ
[صحيح إلى قوله (كفر) وبقيته مدرج من كلام طاووس] رجاله كلهم ثقات، وسنده متصل. والظاهر من هذا الطريق أن الكلام كله من قول ابن عباس رحمه الله. وقد اغتر بها الكثير لصحة الإسناد، وخفي عليهم الإدراج الذي بينته رواية عبد الرزاق الآتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام عبد الرزاق: اخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله ( .. فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر. قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
فثبت من هذه الرواية الصحيحة التصريح بأن قوله: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله مدرجة من قول ابن طاوس لا من كلام ابن عباس كما قد يفهم من ظاهر رواية سفيان عن معمر.
قال الحافظ الذهبي: المدرج هو ألفاظ تقع من بعض الرواة متصلة بالمتن لا يبين للسامع إلا أنها من صلب الحديث ويدل دليل علي أنها من لفظ راوي، يأتي الحديث من بعض الطرق بعبارة تفصل هذا من هذا.
وما قرره الذهبي في هذه القاعدة واضح في أثرنا هذا وهو خير مثال لها. فطريق سفيان عن معمر توهم السامع أن الكلام كله لعبد الله بن عباس ولكن دل دليل آخر وهو طريق عبد الرزاق عن معمر أن هناك ألفاظ مدرجة وهي قوله قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته و ... فجاءت هذه العبارة تفصل هذا من هذا.
أضف إلى ذلك أن عبد الرزاق أثبت وأتقن الناس في معمر، بل القول قوله عند الاختلاف.
قال يعقوب بن شيبة: (عبد الرزاق أثبت في معمر جيد الإتقان).
وقال ابن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق). وانظر رسالة وقفات مع رسالة الحلبي المسماة (القول المأمون في تخريج ما ورد عن ابن عباس في تفسير قوله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). تأليف: مروان السوداني. وانظر ما سياتي بعده بواحد.
قال الطبري: 12054 - حدثني الحسن قال، حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: قال رجل لابن عباس في هذه الآيات:"ومن لم يحكم بما أنزل الله"، فمن فعل هذا فقد كفر؟ قال ابن عباس: إذا فعل ذلك فهو به كفر، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر، وبكذا وكذا. اهـ
[صحيح إلى قوله (كفر) وبقيته مدرج من كلام طاووس] تقدم قبله.وانظر ما سيأتي بعده.
قال الطبري: 12055 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله:"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، قال هي به كفر قال: ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكُتُبه ورسله.
[صحيح] تقدم قبله، وهذا أخرجه عبد الرزاق في التفسير [698]، ومن طريقه المصنف، وسند المصنف حسن من أجل الحسن.
قال الطبري: 12056 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن رجل، عن طاوس:"فأولئك هم الكافرون"، قال: كفر لا ينقل عن الملة= قال وقال عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. اهـ
[صحيح] كما تقدم قبل ثلاثة، وهذا سند ضعيف؛ فيه راوٍ لم يسم!! قال مروان السوداني: فثبت من ذلك أن الكلام لـ طاوس رحمه الله وليس لابن عباس كما هو واضح. أما قول علي الحلبي: (فمن الممكن أنه تلقاه عمن سمعه منه ثم أفتى به) فكأنه جعل الأثر مروياً من طريقٍ عن ابن عباس ثم من طريق أخرى عن طاوس. فإن من الخطأ أن يدرس إسناداً من هذه الأسانيد مستقلاً كما فعل. ثم حكم الحلبي على أنه صحيح عن طاوس وجعل إسناد عبد الرزاق الأول حسناً في الشواهد!! وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الباحثين. إذ أن الحديث لكي يصح يلزم- فضلاً عن صحة إسناده- السلامة من العلل كما قدمنا، فإن هذا الأثر مخرجه واحد وألفاظه واحدة فوصله إلى ابن عباس ووقفه على طاوس من العلل القادحة في الأثر كما قدمنا من منقولات أهل العلم وهي كثيرة فعلى العالم العارف بالعلل أن يرجح الصواب من هذا الاختلاف. ولكن كما قلنا أن رسالته هذه لا تمِتُّ لعلم العلل بصلة، بل هي تراجم لرواة الإسناد.اهـ
ما هكذا تورد الإبل يا (إسلام).
أخي الفاضل أعد النظر فيما قلت، فليس هذا مقام تفنيد ما ذكرت.
هل خفي الإدراج على أئمة الدين وبان لك أنت وحدك يا (إسلام)؟!!
أخي الكريم استمر في الطلب والتحصيل، فوالله تشيب رؤوسنا ونحن لم ننتهي منه.
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 11:58]ـ
صحيح أن الأثر مختلف فيه و لكن الراجح أنه صحيح وللشيخ علي الحلبي بحث في ذلك و الرد على من ضعفه
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 06:02]ـ
الحديث اختُلف في تصحيحه، وهذا رأي الشيخ المُحدّث العلوان في الحديث:
الشيخ / سليمان العلوان
ما قيل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ((كفر دون كفر)) لا يثبت عنه.
فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 521) والحاكم في مستدركه (2/ 313)
من طريق هشام بن حُجَير عن طاووس عن ابن عباس به.
وهشام ضعفه الإمام أحمد ويحي بن معين والعقيلي وجماعة
انظر الضعفاء للعقيلي [4/ 337 – 338] والكامل [7/ 2569] لابن عدي وتهذيب الكمال [30/ 179 – 180] وهدي الساري [447 – 448].
وقال علي بن المديني قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام ابن حجير فقال يحي بن سعيد خليق أن أدعه قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم.
وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره.
وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات
فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)}
قال هي كفر وفي لفظ ((هي به كفر)) وآخر ((كفى به كُفْره))
رواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 191) وابن جرير (6/ 256)
ووكيع في أخبار القضاة (1/ 41) وغيرهم بسند صحيح
وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد.
وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:-
الوجه الأول: تفرد هشام به.
الوجه الثاني: مخالفته من هو أوثق منه.
انظر: كتاب الا ان نصر الله قريب للشيخ العلوان صفحة 7
والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[02 - Apr-2009, صباحاً 03:09]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
كان سؤالي مجرد معرفة واطلاع عن رأي شيخ محدث.
فالأثر سواء كان صحيحا أو ضعيفا لن يغير في الأمر شيء (لعلكم فهمتم قصدي؟)
أبو معاذ.
ـ[احمد موسى]ــــــــ[03 - Apr-2009, صباحاً 11:24]ـ
انا اشكل علي هذا الحديث وسألت الشيخ ابن عثيمين عنه فقال لي ان اهل العلم تلقوه بالقبول وهو يراه كذالك
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 12:08]ـ
قيل أن الشيخ عبد الله السعد ضعف أثر ابن عباس رضى الله عنهما في تفسير قوله تعالى: (ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم الكافرون) ..
(كفر دون كفر) .. وصححه بلفظ (ليس بالكفر الذي تذهبون إليه) .. و الله اعلم
المصدر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103143
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 01:10]ـ
سواء قيل إن الأثر صحيح أو غير صحيح، فمن يعتقد أحد القولين في المسألة المشهورة
لن يتغير قوله، لأجل صحة الأثر أو ضعفه،،،
والله المستعان
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 02:37]ـ
سواء قيل إن الأثر صحيح أو غير صحيح، فمن يعتقد أحد القولين في المسألة المشهورة
لن يتغير قوله، لأجل صحة الأثر أو ضعفه،،،
والله المستعان
اختلف العلماء في تصحيحه أو تضعيفه كما تقدم,
ولكني أشعر انا أن المرجئة تأخذ بتصحيحه حتى يوافق هواهم,
والتكفيريين يأخذون بتضعيفه حتى يوافق اهوائهم.
((وكأنه فيصل بالمسألة))
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 02:43]ـ
اختلف العلماء في تصحيحه أو تضعيفه كما تقدم,
ولكني أشعر انا أن المرجئة تأخذ بتصحيحه حتى يوافق هواهم,
والتكفيريين يأخذون بتضعيفه حتى يوافق اهوائهم.
((وكأنه فيصل بالمسألة))
أعتذر منك أخي الفاضل (أشجعي) ليس على إطلاقه
فكثير من أهل السنة والجماعة قد حكموا بتصحيحه، وهم يعلم الله أبعد ما يكون عن الإرجاء
كما ان بعضهم ضعفه وليسوا بتكفيريين ولا يظن بهم حتى
ـ[أشجعي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 03:15]ـ
أعتذر منك أخي الفاضل (أشجعي) ليس على إطلاقه
فكثير من أهل السنة والجماعة قد حكموا بتصحيحه، وهم يعلم الله أبعد ما يكون عن الإرجاء
كما ان بعضهم ضعفه وليسوا بتكفيريين ولا يظن بهم حتى
لا تفهمني خطأ يا شيخي -أرجوك-
ولا تستعجل.
انا ما قلت من صححه هو مرجئ
ومن ضعفه هو مُكفر,
كلا وحاشا,
أنا قلت أنا اشعر ان المرجئة تأخذ به ليوافق أهوائهم
والتكفيريين يأخذون به ليوافق اهوائهم, وهو ليس فيصلاً بالمسألة أصلا.
فانا أتكلم عن صاحب الهوى الذي لا ميزان له ولا معيار, فربما صحح او ضعف هذا الحديث بضوابط ما ارتضاها لاحاديث أخرى مثلا بنفس الضوابط.
ولم أقل شيئا عن المشايخ أو أهل العلم والمنصفين.
فانتبه ارجوك شيخي.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ السكران التميمي حفظه الله
هل من الممكن أن تفصل لنا القول في هشام ابن حجير
ان أمكن
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ السكران التميمي حفظه الله
هل من الممكن أن تفصل لنا القول في هشام ابن حجير
ان أمكن
السنن الكبرى للبيهقي - كتاب النفقات
جماع أبواب تحريم القتل ومن يجب عليه القصاص ومن لا قصاص - باب تحريم القتل من السنة
حديث: 14771
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أحمد بن سليمان الموصلي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، قال: قال ابن عباس: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن ملة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون كفر دون كفر
المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب التفسير
تفسير سورة المائدة - حديث: 3152
أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه " ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون كفر دون كفر " " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
السنة لأبي بكر بن الخلال - باب مناكحة المرجئة
حديث: 1425
حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس، قال: قال ابن عباس: " ليس بالكفر الذي تذهبون إليه ". قال سفيان: أي ليس كفرا ينقل عن ملة، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
هشام بن حجير:
قال احمد العجلي:ثقة، صاحب سنة
الذهبي: ثقة، قال أحمد: ليس بالقوي
بن حبان: ذكره في كتاب الثقات
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: صالح.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه فقال: ليس هو بالقوي، قلت: هو ضعيف؟ قال: ليس هو بذاك
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسألت يحيى بن معين عنه، فضعفه جدا.
قال علي ابن المديني: قرأت على يحيى بن سعيد: حدثنا ابن جريج عن هشام بن حجير، فقال يحيى بن سعيد: خليق أن أدعه. قلت: أضرب على حديثه؟ قال: نعم
قال بن شبرمة: ليس بمكة مثله.
قال ابو حاتم الرازي: يكتب حديثه.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود قال: هشام بن حجير ضُرب الحد بمكة. قلت: في ماذا؟ قال: فيما يُضرب فيه أهل مكة.
لخص بن حجر ذلك فقال: صدوق له أوهام
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 11:08]ـ
هشام بن حجير المكي
هو ممن اتفق الشيخان على الرواية عنه، لكنه عند مسلم مقرون بآخر.
قد وثقه العجلي في (ثقاته). وقال: ثقة صاحب سنة.
وقال فيه الإمام أحمد: ليس بالقوي. إلا أنه روى بسنده رحمه الله كما في (الجرح والتعديل) عن سفيان بن عيينة قوله: قال ابن شبرمة: ليس بمكة مثله، يعني: مثل هشام بن حجير. ولما سأله ابنه: هل هو ضعيف: قال: ليس بذاك. وقال مرة أخرى لما سأله عنه: هو ضعيف الحديث. فاضطربت أقواله رحمه الله فيه. ولكن أكثرها القبول له.
وقال يحيى بن معين كما في (الجرح والتعديل): هشام بن حجير أحب إلي من عمرو بن سليم الجندي. وقال مرة: اضرب على حديثه، وفي أخرى: إن شئت. وقال مرة: صالح. فاضطرب رأيه فيه رحمه الله. ولكن أكثر رايه فيه القبول.
وعليه: فقد أخطأ من جزم بأن الإمام أحمد وابن معين ضعفاه، بل أقل أحواله عندهما كما قلت لك: القبول والصلاح.
ولذلك قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هشام بن حجير، فقال: مكي يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في (الثقات) فجعله منهم.
كما ذكره الذهبي في (ذكر من تكلم فيه وهو موثق)، وهو يدل على ثقته عنده. وقد قال ذلك نصا في (الكاشف).
ولم يرضه يحيى القطان، وضرب عليه.
قال الحافظ ابن حجر: قال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث، وقال الساجي: صدوق، وقال العقيلي: قال ابن عيينة: لم نأخذ منه إلا ما لا نجد عنده غيره.
وعليه أخي: فالرجل مقبول الحديث صالحه يحتج به.
مداعبة: شكر الله لك أخي:) (التقرتي التميمي):) على إجابة أخيك. (ابتسامة)
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 11:17]ـ
هشام بن حجير المكي
هو ممن اتفق الشيخان على الرواية عنه، لكنه عند مسلم مقرون بآخر.
قد وثقه العجلي في (ثقاته). وقال: ثقة صاحب سنة.
وقال فيه الإمام أحمد: ليس بالقوي. إلا أنه روى بسنده رحمه الله كما في (الجرح والتعديل) عن سفيان بن عيينة قوله: قال ابن شبرمة: ليس بمكة مثله، يعني: مثل هشام بن حجير. ولما سأله ابنه: هل هو ضعيف: قال: ليس بذاك. وقال مرة أخرى لما سأله عنه: هو ضعيف الحديث. فاضطربت أقواله رحمه الله فيه. ولكن أكثرها القبول له.
وقال يحيى بن معين كما في (الجرح والتعديل): هشام بن حجير أحب إلي من عمرو بن سليم الجندي. وقال مرة: اضرب على حديثه، وفي أخرى: إن شئت. وقال مرة: صالح. فاضطرب رأيه فيه رحمه الله. ولكن أكثر رايه فيه القبول.
وعليه: فقد أخطأ من جزم بأن الإمام أحمد وابن معين ضعفاه، بل أقل أحواله عندهما كما قلت لك: القبول والصلاح.
ولذلك قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هشام بن حجير، فقال: مكي يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في (الثقات) فجعله منهم.
كما ذكره الذهبي في (ذكر من تكلم فيه وهو موثق)، وهو يدل على ثقته عنده. وقد قال ذلك نصا في (الكاشف).
ولم يرضه يحيى القطان، وضرب عليه.
قال الحافظ ابن حجر: قال ابن سعد: كان ثقة وله أحاديث، وقال الساجي: صدوق، وقال العقيلي: قال ابن عيينة: لم نأخذ منه إلا ما لا نجد عنده غيره.
وعليه أخي: فالرجل مقبول الحديث صالحه يحتج به.
مداعبة: شكر الله لك أخي:) (التقرتي التميمي):) على إجابة أخيك. (ابتسامة)
بارك الله فيك اخي التميمي (التقرتي) (ابتسامة)
لكن الصدوق لا يحتج بحديثه الا مقترنا مع غيره او في المتابعات و في هذا الحديث انفرد به و خالف فيه الثقات فما رأيك في ذلك؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
بارك الله فيك اخي التميمي (التقرتي) (ابتسامة)
لكن الصدوق لا يحتج بحديثه الا مقترنا مع غيره او في المتابعات و في هذا الحديث انفرد به و خالف فيه الثقات فما رأيك في ذلك؟
أحسن الله إليك (أبا الأمين) ولكني أراه مقبولا عندي صالح للإحتجاج، على الأقل أخرج له الإمام البخاري حديثا لا متابعة ولا مقرونا، فهو صالح عنده رحمه الله.
وبالنسبة لروايته لهذه الآثار فالذي أراه حفظك الله أنه لم يخالف ثقة ولا غير ذلك، بل هي نقولات _ على الأقل في نظري _ عن ابن عباس رضي الله عنهما ثابتة عنه صحيحة السند من طريق هشام.
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 11:42]ـ
تنبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
كلامي أخي العزيز فيمكن لم يتعمد التحاكم ألى غير ما أنزل الله، بخلاف القاصد المتعمد الذي يرى أن أحكام غير الله سبحانه أفضل من أحكامه، فهذا كافر كفر أصلي بلا نزاع.
لكن قد يوجد من هم ممن تحكمهم شريعة القبيلة مثلا ونحو ذلك، وهو يعتقد أن المشرع هو الله سبحانه وتعالى وحده،، فهل نقول الآن لهذا أنت كافر كفرا أصليا والحالة هذه؟
هنا الكلام.
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 11:57]ـ
أحسن الله إليك (أبا الأمين) ولكني أراه مقبولا عندي صالح للإحتجاج، على الأقل أخرج له الإمام البخاري حديثا لا متابعة ولا مقرونا، فهو صالح عنده رحمه الله.
وبالنسبة لروايته لهذه الآثار فالذي أراه حفظك الله أنه لم يخالف ثقة ولا غير ذلك، بل هي نقولات _ على الأقل في نظري _ عن ابن عباس رضي الله عنهما ثابتة عنه صحيحة السند من طريق هشام.
والله أعلم
من ناحية مخالفته للثقات فقد خالف:
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري سورة المائدة
القول في تأويل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل حديث: 10955
حدثنا هناد، قال: ثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن معمر بن راشد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله "
و للحديث طرق اذكر بعضها:
مشكل الآثار للطحاوي - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله:
حديث: 717
وحدثنا ابن أبي مريم، حدثنا الفريابي حدثنا سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن طاوس قال: قلت لابن عباس: من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر؟ قال: " هو به كفره وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وكتبه ورسله " ومثل ذلك أيضا ما قد رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
السنة لأبي بكر بن الخلال - باب مناكحة المرجئة
حديث: 1420
حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله "
السنة لأبي بكر بن الخلال - باب مناكحة المرجئة
حديث: 1426
حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن قوله: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، قال: " هي به كفر "، قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله
الإبانة الكبرى لابن بطة - باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج عن
حديث: 1001
حدثنا أبو شيبة , قال: حدثنا محمد بن إسماعيل , قال: حدثنا وكيع , عن سفيان , عن معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , عن ابن عباس: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. قال: " هي به كفر , وليس كمن كفر بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله
الإبانة الكبرى لابن بطة - باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج عن
حديث: 1005
حدثنا إسماعيل بن محمود الصفار , قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي , قال: حدثنا عبد الرزاق , قال: حدثنا معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر " قال ابن طاوس: ليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله
الإبانة الكبرى لابن بطة - باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج عن
حديث: 1001
حدثنا أبو شيبة , قال: حدثنا محمد بن إسماعيل , قال: حدثنا وكيع , عن سفيان , عن معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , عن ابن عباس: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. قال: " هي به كفر , وليس كمن كفر بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري - سورة المائدة
القول في تأويل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل - حديث: 10956
حدثني الحسن , قال: ثنا أبو أسامة , عن سفيان , عن معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , قال: قال رجل لابن عباس في هذه الآيات: ومن لم يحكم بما أنزل الله فمن فعل هذا فقد كفر؟ قال ابن عباس: إذا فعل ذلك فهو به كفر , وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري - سورة المائدة
القول في تأويل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل - حديث: 10957
حدثنا الحسن بن يحيى , قال: أخبرنا عبد الرزاق , قال: أخبرنا معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , قال: سئل ابن عباس عن قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر. قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله
تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - قول طائفة ثانية في مغايرة الإيمان
حديث: 496
حدثنا محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن قوله: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال هي به كفر " قال ابن طاوس: وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله
تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - قول طائفة ثانية في مغايرة الإيمان
حديث: 497
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: " هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته وكتبه ورسله "
تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي - قول طائفة ثانية في مغايرة الإيمان
حديث: 498
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: قلت لابن عباس: " من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر؟ قال: هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر
و الحديث صحيح فاللفظ الصحيح هي به كفر و ليس كفر دون كفر. فكما قال بن حجر هو صدوق و له اوهام فربما كانت هذه من اوهامه.
اما البخاري فاخرج له حديثا واحدا و له متابع و هذا نص الحديث
صحيح البخاري - كتاب كفارات الأيمان
باب الاستثناء في الأيمان - حديث: 6352
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس، سمع أبا هريرة، قال: " قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل: إن شاء الله، فنسي، فطاف بهن فلم تأت امرأة منهن بولد إلا واحدة بشق غلام " فقال أبو هريرة يرويه: قال: " لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان دركا له في حاجته " - وقال مرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - " لو استثنى "، وحدثنا أبو الزناد، عن الأعرج: مثل حديث أبي هريرة
و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:04]ـ
أحسنت (أبا الأمين) ويعلم الله أنني أستمتع بمدارستك فقليل ما أجد هكذا
لكن سؤالي على قولك:
و الحديث صحيح فاللفظ الصحيح هي به كفر و ليس كفر دون كفر. فكما قال بن حجر هو صدوق و له اوهام فربما كانت هذه من اوهامه.
ألا يمكن أن تكون رواية هشام مجرد لفظ آخر للأثر، أو قل عبارة أخرى للأثر؟. فعند النظر تجد أن المعنى للأثرين واحد. وليست وهما منه.
ويمكن أن نسأل سؤال آخر: أين التمايز والتباين في معنى الأثرين؟ أليس المعنى واحد؟.
وغفر الله لي ولك وللمسلمين آمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:22]ـ
أحسنت (أبا الأمين) ويعلم الله أنني أستمتع بمدارستك فقليل ما أجد هكذا
لكن سؤالي على قولك:
ألا يمكن أن تكون رواية هشام مجرد لفظ آخر للأثر، أو قل عبارة أخرى للأثر؟. فعند النظر تجد أن المعنى للأثرين واحد. وليست وهما منه.
ويمكن أن نسأل سؤال آخر: أين التمايز والتباين في معنى الأثرين؟ أليس المعنى واحد؟.
وغفر الله لي ولك وللمسلمين آمين
بارك الله فيك اخي فمنك نتعلم
اللفظ ليس نفسه اخي انظر لرواية الطبري:
قال رجل لابن عباس في هذه الآيات: ومن لم يحكم بما أنزل الله فمن فعل هذا فقد كفر؟ قال ابن عباس: إذا فعل ذلك فهو به كفر، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا.
و كذلك خالف هشام، بن جريح و ايوب فأوقفا اللفظ على عطاء و لم يصلاه لابن عباس رضي الله عنه
السنة لأبي بكر بن الخلال - باب مناكحة المرجئة
حديث: 1423
حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: " كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق "
الإبانة الكبرى لابن بطة - باب ذكر الذنوب التي تصير بصاحبها إلى كفر غير خارج عن
حديث: 1003
حدثنا أبو شيبة , قال: حدثنا محمد بن إسماعيل , قال: حدثنا وكيع , قال: حدثنا سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء , قال: " كفر دون كفر , وظلم دون ظلم , وفسوق دون فسوق "
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري - سورة المائدة
القول في تأويل قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل - حديث: 10953
ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار , قال: ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء , قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون قال: " كفر دون كفر , وفسق دون فسق , وظلم دون ظلم " حدثنا ابن بشار , قال: ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا حماد بن سلمة , عن أيوب , عن عطاء , مثله حدثني المثنى , قال: ثنا الحجاج , قال: ثنا حماد , عن أيوب بن أبي تميمة , عن عطاء بن أبي رباح بنحوه حدثنا هناد بن السري , قال: ثنا وكيع , عن سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء , بنحوه حدثنا ابن وكيع , قال: ثنا أبي , عن سفيان , عن ابن جريج , عن عطاء , بنحوه
و عطاء من المرجئة كما تعلم.
فعلى هذا الأرجح في لفظ هشام انه مقطوع اما اللفظ الصحيح الموقوف على بن عباس رضي الله عنه هو "هي به كفر" و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:33]ـ
وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وبكذا وكذا.
رفع الله قدرك أخي الحبيب وزادك من فضله
دع عنك (عطاء) فليس داخل في شرطنا للمناقشة.
وبالنسبة للأثر الصحيح، فمعلوم لا أجادلك فيه. فتجاوز هذه النقطة.
لكن أنظر إلى الذي اقتبسته لك من رواية الطبري، فهل فعلا يفهم منها مغايرة قول: كفر دون كفر، أو قول: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه؟!.
هذا ما أريد، فالذي أراه أنهما عبارتين مختلفتين لمعنى واحد.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 01:11]ـ
رفع الله قدرك أخي الحبيب وزادك من فضله
دع عنك (عطاء) فليس داخل في شرطنا للمناقشة.
وبالنسبة للأثر الصحيح، فمعلوم لا أجادلك فيه. فتجاوز هذه النقطة.
لكن أنظر إلى الذي اقتبسته لك من رواية الطبري، فهل فعلا يفهم منها مغايرة قول: كفر دون كفر، أو قول: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه؟!.
هذا ما أريد، فالذي أراه أنهما عبارتين مختلفتين لمعنى واحد.
ما قاله الأخ إسلام بن منصور ان الكلام مدرج من طاووس احتماله قائم فكل ما رواه عبد الرزاق صرح فيه ان الزيادة لطاووس.
الذي اميل اليه ان عبد الله بن العباس قال بالكفر العام من غير تفصيل و ان الكلام الزائد مدرج يبقى البحث عن حكم المحدثين في هذا الأمر: من صححه و هل هناك من قال ان الكلام مدرج.
الا انه ورد عن طاووس و بمعناه عن عطاء فعلى هذا هناك احتمال قائم انهم فهموا ذلك من عبد الله بن العباس و الله اعلم.
لكن هناك ما يؤيد ان المقصود من الاية هو الكفر الاصغر من حديث عبد الله بن مسعود في السحت قال هو الكفر
السنة لأبي بكر بن الخلال - باب مناكحة المرجئة
حديث: 1417
قال حدثنا أبو عبد الله، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا شريك، عن السدي، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: " سئل عبد الله عن السحت، فقال: الرشى. قيل له: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر. قال: ثم قرأ: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.
و معلوم ان الرشوة لا تخرج المرتشي من الملة
الذي اميل اليه كخلاصة ان هناك ثلاث ايات كفر، ظلم، فسق فعلى هذا لا يجوز الحكم بالكفر دون الفسق او الفسق دون الظلم فيكون الحاكم في ثلاث حالات: ان استحل الحكم بغير ما انزل الله فهو كفر، ان حكم ظالما لاقتطاع حق غيره فهو ظلم، ان طبق غير شريعة الله فهو فسق.
قال القرطبي:
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
و " الظَّالِمُونَ " و " الْفَاسِقُونَ " نَزَلَتْ كُلّهَا فِي الْكُفَّار؛ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث الْبَرَاء، وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَعَلَى هَذَا الْمُعْظَم. فَأَمَّا الْمُسْلِم فَلَا يَكْفُر وَإِنْ اِرْتَكَبَ كَبِيرَة. وَقِيلَ: فِيهِ إِضْمَار؛ أَيْ وَمَنْ لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّه رَدًّا لِلْقُرْآنِ، وَجَحْدًا لِقَوْلِ الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فَهُوَ كَافِر؛ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد، فَالْآيَة عَامَّة عَلَى هَذَا. قَالَ اِبْن مَسْعُود وَالْحَسَن: هِيَ عَامَّة فِي كُلّ مَنْ لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّه مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُود وَالْكُفَّار أَيْ مُعْتَقِدًا ذَلِكَ وَمُسْتَحِلًّا لَهُ؛ فَأَمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَهُوَ مُعْتَقِد أَنَّهُ رَاكِبُ مُحَرَّمٍ فَهُوَ مِنْ فُسَّاق الْمُسْلِمِينَ، وَأَمْره إِلَى اللَّه تَعَالَى إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ
ادن الايات الثلاث تجتمع و لا دليل لمن اخد بالكفر دون الظلم و الفسق
و يعضض كل هذا حديث رسول الله عليه الصلاة و السلام في منعه قتال الحكام ماداموا يقيمون الصلاة.
أظن اننا لا نحتاج لأثر عبد الله بن العباس لاثبات كل هذا فالقرآن يفسر نفسه بنفسه و السنة شارحة له و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 02:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
أخي الفاضل العزيز (أبا الأمين) لا يخفاني ما ذكره الأخ (إسلام منصور) لكنه قد هجم على ما كتبته هجوما قاصفا والعياذ بالله ولم يعلم هداه الله أن ما كتبت هو رواية (هشام فقط) فلم أتعرض للروايات الأخرى إطلاقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما وقد تعرض لها الآن فأنا أخبرك عنها بأمر لعلك لم تقف عليه أخي أنت ولا (إسلام منصور)، وقد تعلقتم بأن عبد الرزاق (صرح) _ قلتم كهذا _ بأن الزيادة لطاوس.
فأقول وبالله التوفيق، وعليه الاتكال ومنه العون:
* أولا: لم يصرح عبد الرزاق جزما أن هذه الزيادة لطاوس وأنه لا يوجد أي رواية أخرى غيرها تنسفها، أو توضحها، بل غاية ما هنالك أنها طريق من الطرق التي ورد الأثر بها ورواها هو كذلك كما روى غيرها من الطرق. وستجد معنى كلامي بعد قليل.
* ثانيا: ما رأيك إذا قلت لك أن (معمر) نفسه قد صرح بأن هذه الزيادة هي من كلام ابن عباس؟ إليك بيان كلامي:
قال المروزي في (تعظيم قدر الصلاة):
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: قلت لابن عباس: من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر؟ قال: هو به كفره، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: هو به كفره، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن رجل، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كفر لا ينقل عن الملة.
* ثالثا: أنه قد ثبت هذا القول بهذه الزيادة عن ابن عباس من قبل أئمة لا يشق لهم غبار، فهل يعقل أن يجهلهم أنها من قول غيره فينسبوه إليه رضي الله عنه؟ إليك بيان كلامي:
قال المروزي في (تعظيم قدر الصلاة):
حكى الشالنجي إسماعيل بن سعيد: أنه سأل أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم، هل يكون مصرا من كانت هذه حاله؟ قال: هو مصر مثل قوله: "لا يزني حين يزني وهو مؤمن" يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام، ومن نحو قوله: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن" ومن نحو قول ابن عباس في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، فقلت له: ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملة، مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه.
وقال ابن الأثير في (النهاية في غريب الأثر):
ومنه حديث ابن عباس قيل له: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون؟ قال: هم كفرة، وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر.
قال البيهقي في (السنن الكبرى):
والذي روينا عن الشافعي وغيره من الأئمة من تكفير هؤلاء المبتدعة؛ فإنما أرادوا به كفرا دون كفر، وهو كما قال الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال ابن عباس: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس بكفر ينقل عن ملة، ولكن كفر دون كفر.
وقد وقفت على سند الإمام الثوري في (تفسيره) وهو يعتبر من أقدم ما قد وصل إلينا مسندا؛ يثبت أن القول لابن عباس بسؤال طاوس له، قال:
سفين، عن ابن طاؤس، عن أبيه، قال: قيل لابن عباس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: هي كفره، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر.
فبان بهذا أخي العزيز أن تصريح بعض الرواة بذكر طاوس وأنه قائل الزيادة لا يعدو مجرد توضيح للكلمة مما قد أخذه هو رحمه الله من ابن عباس رضي الله عنه.
هذا ما وقفت عليه في بيان الإشكال، ويعلم الله أني أجزم جزما لا شكة فيه أن القائل للأثر بتمامه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما.
آخره، والحمد لله رب العالمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 03:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
أخي الفاضل العزيز (أبا الأمين) لا يخفاني ما ذكره الأخ (إسلام منصور) لكنه قد هجم على ما كتبته هجوما قاصفا والعياذ بالله ولم يعلم هداه الله أن ما كتبت هو رواية (هشام فقط) فلم أتعرض للروايات الأخرى إطلاقا.
أما وقد تعرض لها الآن فأنا أخبرك عنها بأمر لعلك لم تقف عليه أخي أنت ولا (إسلام منصور)، وقد تعلقتم بأن عبد الرزاق (صرح) _ قلتم كهذا _ بأن الزيادة لطاوس.
فأقول وبالله التوفيق، وعليه الاتكال ومنه العون:
* أولا: لم يصرح عبد الرزاق جزما أن هذه الزيادة لطاوس وأنه لا يوجد أي رواية أخرى غيرها تنسفها، أو توضحها، بل غاية ما هنالك أنها طريق من الطرق التي ورد الأثر بها ورواها هو كذلك كما روى غيرها من الطرق. وستجد معنى كلامي بعد قليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
* ثانيا: ما رأيك إذا قلت لك أن (معمر) نفسه قد صرح بأن هذه الزيادة هي من كلام ابن عباس؟ إليك بيان كلامي:
قال المروزي في (تعظيم قدر الصلاة):
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: قلت لابن عباس: من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر؟ قال: هو به كفره، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
حدثنا إسحاق، أنا وكيع، عن سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: هو به كفره، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن رجل، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كفر لا ينقل عن الملة.
* ثالثا: أنه قد ثبت هذا القول بهذه الزيادة عن ابن عباس من قبل أئمة لا يشق لهم غبار، فهل يعقل أن يجهلهم أنها من قول غيره فينسبوه إليه رضي الله عنه؟ إليك بيان كلامي:
قال المروزي في (تعظيم قدر الصلاة):
حكى الشالنجي إسماعيل بن سعيد: أنه سأل أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم، هل يكون مصرا من كانت هذه حاله؟ قال: هو مصر مثل قوله: "لا يزني حين يزني وهو مؤمن" يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام، ومن نحو قوله: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن" ومن نحو قول ابن عباس في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، فقلت له: ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملة، مثل الإيمان بعضه دون بعض فكذلك الكفر حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه.
وقال ابن الأثير في (النهاية في غريب الأثر):
ومنه حديث ابن عباس قيل له: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون؟ قال: هم كفرة، وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر.
قال البيهقي في (السنن الكبرى):
والذي روينا عن الشافعي وغيره من الأئمة من تكفير هؤلاء المبتدعة؛ فإنما أرادوا به كفرا دون كفر، وهو كما قال الله عز وجل: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال ابن عباس: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس بكفر ينقل عن ملة، ولكن كفر دون كفر.
وقد وقفت على سند الإمام الثوري في (تفسيره) وهو يعتبر من أقدم ما قد وصل إلينا مسندا؛ يثبت أن القول لابن عباس بسؤال طاوس له، قال:
سفين، عن ابن طاؤس، عن أبيه، قال: قيل لابن عباس: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: هي كفره، وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر.
فبان بهذا أخي العزيز أن تصريح بعض الرواة بذكر طاوس وأنه قائل الزيادة لا يعدو مجرد توضيح للكلمة مما قد أخذه هو رحمه الله من ابن عباس رضي الله عنه.
هذا ما وقفت عليه في بيان الإشكال، ويعلم الله أني أجزم جزما لا شكة فيه أن القائل للأثر بتمامه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما.
آخره، والحمد لله رب العالمين
اظنك تسرعت اخي التميمي فلم تقرأ ما كتبه اخونا جيدا و ما اوردته من روايات هذا الذي قلناه ان عبد الرزاق صرح بكلام بن طاووس و ليس طاووس نفسه فقال قال بن طاووس اظن ان الكلام واضح في الأثر.
على عكس سفيان الثوري، فكلاهما يروي عن معمر (حتى تفسير الثوري فهو لا يروي عن طاووس مباشرة بل عن معمر اما سفين عن بن طاوس فنحتاج التعريف به فلم اقف على ترجمته) غير انهما اختلفا احدهما جعل الكلام من كلام بن طاووس و الثاني من كلام عبد الله بن العباس فما نقلته قد نقلناه فوق. ارجع اليه لم نذكر روايات هشام فقط بل اوردنا روايات سفيان عن معمر و عبد الرزاق عن معمر.
و الفرق بين رواية عبد الرزاق و سفيان الثوري واضح احدهما قال قال بن طاووس و الثاني ربط الكلام بقول بن عباس رضي الله عنه. فاحتمال الادراج وارد.
عن سفيان، عن معمر بن راشد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله
عبد الرزاق , قال: حدثنا معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر " قال ابن طاوس: ليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله
فلو كان الكلام من كلام طاووس او بن العباس رضي الله عنه لما نزل لإبن طاووس.
كما ترى الاحتمال قوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
اما قول الائمة فهذا لا بد له من استقراء للجزم فلا يكفي اعتماد قول واحد لا بد من البحث في المسألة. و اغلب من ذكرتهم يستدلون بطريق سفيان. اما ما قاله الامام احمد فهو من اثر هشام و قد ذكرناه سابقا.
و في كل الاحوال الكلام وارد عن عطاء و طاووس (فاغلب الظن ان بن طاووس يرويه عن ابيه) و هما يفسران القرآن عن عبد الله بن العباس كما هو معروف فاغلب الظن انهما نقلا الكلام منه سواء باللفظ أو بالمعنى و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 08:38]ـ
يا (أبا الأمين): ما أحبك للجدال والمزايدات على أمور لم تأت على هواك. (ابتسامة)
أخي العزيز قد قلت ما عندي بالأدلة القاطعة (التي لم تذكروا أكثرها من قبل) وبينت الروايات الصريحة عن (معمر) والذي تمسكتم بطريق واحد عنه ولم تنظروا في باقي الطرق. ومع ذلك ما زلتم متمسكين بهذه الرواية تاركين الروايات الأخرى لأنها لم توافقكم.
على أنك في مشاركت السابقة قبل برقم (25) قد ذكرت عدة روايات تفيد وتبين ما أردته أنا، فلماذا لا تقبل بها هنا؟.
ثم دعك من هذا كله وانظر إلى هذه الرواية التي ذكرتها قبلا:
(حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن رجل، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كفر لا ينقل عن الملة).
أليست فاصلة للنزاع؟!
حقيقة أنا لا ألزم أحدا بأمر، فقد وضعت ما عندي من أدلة، ووالذي نفسي بيده لأنه قول ابن عباس رضي الله عنه كله. كيف وقد أتت الروايات التي نقلت لكم بالتصريح بالسؤال له عن معنى الآية، ومن ثم أجاب بحسب السؤال. وفي بعضها السائل هو الراوي عنه، فما المانع أن يقول التلميذ ما قاله شيخه؟!
أما قولك: (تسرعت فلم تقرأ ما كتبناه) فوالله لم أترك حرفا منه إلا وقرأته، لكنكم أنتم من (تجاهلتم ما كتبت) لأنه لا يوافق ما ترونه حول الأثر.
أما قولك: (و في كل الاحوال الكلام وارد عن عطاء و طاووس (فاغلب الظن ان بن طاووس يرويه عن ابيه) و هما يفسران القرآن عن عبد الله بن العباس كما هو معروف فاغلب الظن انهما نقلا الكلام منه سواء باللفظ أو بالمعنى و الله اعلم)
أليس هذا منك عدم جزم وتردد في تعيين الزيادة لمن؟ إذا لم هذه المجادلة الزائدة (أبا الأمين)؟ هذا رأي وجيه لا يستهان به.
لو نظرت إلى تفسير ابن جرير وغيره من التفاسير المسندة لوجدت روايات عديدة عن ابن عباس رضي الله عنه من غير هذا الوجه تكلها تفيد رأي ابن عباس الذي نحن نتكلم عليه بعبارات مختلفة. فكأن الأمر ثابت عنه أصلا رضي الله عنه.
ملاحظة مهمة: إن كان كلامي أخي العزيز سيغضبك أو سيسبب شحناء علي من جهتك، فإني أعتذر منك أشد الإعتذار فوالله ما قصدت شيئا به، ويعلم الله خلوص نيتي لك.
هذا آخر سطر سأرقمه في هذه المشاركة فقد قلت قبلا: (ويعلم الله أني أجزم جزما لا شكة فيه أن القائل للأثر بتمامه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما).
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 12:57]ـ
يا (أبا الأمين): ما أحبك للجدال والمزايدات على أمور لم تأت على هواك. (ابتسامة)
أخي العزيز قد قلت ما عندي بالأدلة القاطعة (التي لم تذكروا أكثرها من قبل) وبينت الروايات الصريحة عن (معمر) والذي تمسكتم بطريق واحد عنه ولم تنظروا في باقي الطرق. ومع ذلك ما زلتم متمسكين بهذه الرواية تاركين الروايات الأخرى لأنها لم توافقكم.
على أنك في مشاركت السابقة قبل برقم (25) قد ذكرت عدة روايات تفيد وتبين ما أردته أنا، فلماذا لا تقبل بها هنا؟.
ثم دعك من هذا كله وانظر إلى هذه الرواية التي ذكرتها قبلا:
(حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن رجل، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كفر لا ينقل عن الملة).
أليست فاصلة للنزاع؟!
حقيقة أنا لا ألزم أحدا بأمر، فقد وضعت ما عندي من أدلة، ووالذي نفسي بيده لأنه قول ابن عباس رضي الله عنه كله. كيف وقد أتت الروايات التي نقلت لكم بالتصريح بالسؤال له عن معنى الآية، ومن ثم أجاب بحسب السؤال. وفي بعضها السائل هو الراوي عنه، فما المانع أن يقول التلميذ ما قاله شيخه؟!
أما قولك: (تسرعت فلم تقرأ ما كتبناه) فوالله لم أترك حرفا منه إلا وقرأته، لكنكم أنتم من (تجاهلتم ما كتبت) لأنه لا يوافق ما ترونه حول الأثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قولك: (و في كل الاحوال الكلام وارد عن عطاء و طاووس (فاغلب الظن ان بن طاووس يرويه عن ابيه) و هما يفسران القرآن عن عبد الله بن العباس كما هو معروف فاغلب الظن انهما نقلا الكلام منه سواء باللفظ أو بالمعنى و الله اعلم)
أليس هذا منك عدم جزم وتردد في تعيين الزيادة لمن؟ إذا لم هذه المجادلة الزائدة (أبا الأمين)؟ هذا رأي وجيه لا يستهان به.
لو نظرت إلى تفسير ابن جرير وغيره من التفاسير المسندة لوجدت روايات عديدة عن ابن عباس رضي الله عنه من غير هذا الوجه تكلها تفيد رأي ابن عباس الذي نحن نتكلم عليه بعبارات مختلفة. فكأن الأمر ثابت عنه أصلا رضي الله عنه.
ملاحظة مهمة: إن كان كلامي أخي العزيز سيغضبك أو سيسبب شحناء علي من جهتك، فإني أعتذر منك أشد الإعتذار فوالله ما قصدت شيئا به، ويعلم الله خلوص نيتي لك.
هذا آخر سطر سأرقمه في هذه المشاركة فقد قلت قبلا: (ويعلم الله أني أجزم جزما لا شكة فيه أن القائل للأثر بتمامه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما).
اخي التميمي ما اكثر تسرعك. (ابتسامة) لم نأتي بالرواية التي اتيت بها لعلة لاحظناها
انظر ما كتبته
(حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان، عن رجل، عن طاوس، عن ابن عباس قال: كفر لا ينقل عن الملة
اظن ان هذا كافي لتضعيف الرواية فالرجل مجهول ..
اما قولك فما المانع أن يقول التلميذ ما قاله شيخه؟!
فاظنك لم تلاحظ ما كتبناه ايضا و اعيده لك:
عبد الرزاق , قال: حدثنا معمر , عن ابن طاوس , عن أبيه , قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال: " هي به كفر " قال ابن طاوس: ليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله
فليس طاوس الذي قال الكلام و لكن ابنه اذا فليس تلميذ بن عباس الذي قال الكلام و انما ابن ابن الشيخ فلاحظ الفرق؟
اما قولي (و في كل الاحوال الكلام وارد عن عطاء و طاووس (فاغلب الظن ان بن طاووس يرويه عن ابيه) و هما يفسران القرآن عن عبد الله بن العباس كما هو معروف فاغلب الظن انهما نقلا الكلام منه سواء باللفظ أو بالمعنى و الله اعلم)
فنعم هو ترجيح لكن للرواية بالمعنى لا اللفظ فالذي اظنه هو ان ما قاله عطاء و بن طاوس مأخود من عند عبد الله بن العباس لكن ليس بالنص المكتوب في الحديث فهذا ليس كافي لتصحيح اللفظ.
اما قولك: لو نظرت إلى تفسير ابن جرير وغيره من التفاسير المسندة لوجدت روايات عديدة عن ابن عباس رضي الله عنه من غير هذا الوجه تكلها تفيد رأي ابن عباس الذي نحن نتكلم عليه بعبارات مختلفة. فكأن الأمر ثابت عنه أصلا رضي الله عنه.
فقد تتبعتها اخي و كل الروايات عن عبد الله بن العباس من طريقين اما عطاء او طاوس اما طريق عطاء الموقوفة على بن عباس كلها من طريق هشام و قد ذكرنا الطرق الاخوى المقطوعة على عطاء و هي الاصح.
اما طريق طاوس فيرويها ابنه عنه و عنه معمر و عن معمر سفيان و عبد الرزاق و قد اتينا بها هنا
فان وجدت طرقا اخرى فتكرم علينا بذكرها.
اما ما اتفق عليه المفسرون في تفسير هذه الاية فهذا لا نختلف فيه انه الكفر الاصغر لكن العبرة بالسند و انت تعرف ذلك جيدا.
بالنسبة للملاحظة: إن كان كلامي أخي العزيز سيغضبك أو سيسبب شحناء علي من جهتك، فإني أعتذر منك أشد الإعتذار فوالله ما قصدت شيئا به، ويعلم الله خلوص نيتي لك.
لا عليك اخي نحن نتذاكر و اعلم اننا لا نغضب منك فكم استفدنا منك ففي كل مذاكرة تأتينا بجديد كنا نجهله. لكن لو تتريث قليلا في نقل الاثار (ابتسامة)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 02:27]ـ
هذا عشمي فيك (أبا الأمين) وأدام الله مودته ومحبته آمين
سألخص كلامي في نقاط ختامية رعاك الله تعالى، فأقول:
1) يعلم الله أني متأني وضابط فيما كتبت، فأنا أسير ضمن منهجية، وهي: ما رسمها الإخوة في المشاركات، من ذكر الروايات وتتبعها وبيان من أخرجها، فلم أتعرض لنقد السند أصلا، إلا ما سألني عنه الأخ (الجروان) فقط، وأعطيت رأيي في الرجل وفق من ذكرت لك من أقول الأئمة فيه، ولم أتعرض لبيان حال غيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) أما رواية (سفيان) التي فيها راو مبهم، فالأصل أنها شاهد يستأنس به، على أنه قد روى (سفيان) ما يشبهها مصرحا عمن روى عنهم، منهم: (سعيد المكي) و (معمر) و (ابن طاوس)، كما مر عليك. على أن الغالب على شيوخ (سفيان الثوري) الثقة.
3) أما قولك: أن الذي نقل الكلام الزائد هو (ابن طاوس). فلم أعترض عليه، وقد رأيته بعيني، لكن لا يعدوا أن يكون قاله عن أبيه، فهو كلام لا يمكن أن يقال إلا بنقل، ولن يقوم (ابن طاوس) بالحكم على أمر شرعي من تلقاء نفسه أبدا. وأعتقد أنك توافقني على هذا.
4) أما قولك: أنهم رووه بالمعنى. فأقول: وما المانع أن يكون بالنص لا بالمعنى، وقد سردت لك الروايات الواضحة التي لا تقبل الشك بأن القائل بها ابن عباس رضي الله عنه. فيكون قاله هو نصا وقالوه هم إما نصا أو معنى.
5) يبقى عندي (هشام بن حجير) ثقة صالح للاحتجاج يكتب حديثه، فلا معنى عندي لطرح روايته.
6) قد ظفرت بشاهد آخر عن ابن عباس يبين رأيه في المسألة كما ذكرت لك؛ بعبارة أخرى تؤدي نفس المعنى، وهذا الشاهد من رواية (علي بن أبي طلحة) عن ابن عباس رضي الله عنهما:
روى ابن جرير الطبري في (تفسيره) قال: حدثني المثنى قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق.
وروى ابن أبي حاتم في (تفسيره) قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد الحكم بما أنزل الله فقد كفر، ومن اقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق. يقول: من جحد من حدود الله شيئا فقد كفر.
وروى أيضا قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد شيئا من حدود الله فقد كفر، ومن أمر بها ولم يحكم بها فهو ظالم فاسق.
هذا ما لدي من بيان هنا، فالحمد لله أولا وآخرا.
أشكرك جدا أبا (الأمين) فقد حرّكت فيّ أمورا قد كانت ساكنة خامدة مدة ليست بالقليلة من الزمن، فأزحت الغبار عنها وشحنتها من جديد، فلك من الله عني خير الجزاء، وجزى الله الجميع خيرا آمين.
تمت بلا عودة هنا من غير شر كلماتي
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - Apr-2009, مساء 02:53]ـ
هذا عشمي فيك (أبا الأمين) وأدام الله مودته ومحبته آمين
سألخص كلامي في نقاط ختامية رعاك الله تعالى، فأقول:
1) يعلم الله أني متأني وضابط فيما كتبت، فأنا أسير ضمن منهجية، وهي: ما رسمها الإخوة في المشاركات، من ذكر الروايات وتتبعها وبيان من أخرجها، فلم أتعرض لنقد السند أصلا، إلا ما سألني عنه الأخ (الجروان) فقط، وأعطيت رأيي في الرجل وفق من ذكرت لك من أقول الأئمة فيه، ولم أتعرض لبيان حال غيره.
2) أما رواية (سفيان) التي فيها راو مبهم، فالأصل أنها شاهد يستأنس به، على أنه قد روى (سفيان) ما يشبهها مصرحا عمن روى عنهم، منهم: (سعيد المكي) و (معمر) و (ابن طاوس)، كما مر عليك. على أن الغالب على شيوخ (سفيان الثوري) الثقة.
3) أما قولك: أن الذي نقل الكلام الزائد هو (ابن طاوس). فلم أعترض عليه، وقد رأيته بعيني، لكن لا يعدوا أن يكون قاله عن أبيه، فهو كلام لا يمكن أن يقال إلا بنقل، ولن يقوم (ابن طاوس) بالحكم على أمر شرعي من تلقاء نفسه أبدا. وأعتقد أنك توافقني على هذا.
4) أما قولك: أنهم رووه بالمعنى. فأقول: وما المانع أن يكون بالنص لا بالمعنى، وقد سردت لك الروايات الواضحة التي لا تقبل الشك بأن القائل بها ابن عباس رضي الله عنه. فيكون قاله هو نصا وقالوه هم إما نصا أو معنى.
5) يبقى عندي (هشام بن حجير) ثقة صالح للاحتجاج يكتب حديثه، فلا معنى عندي لطرح روايته.
6) قد ظفرت بشاهد آخر عن ابن عباس يبين رأيه في المسألة كما ذكرت لك؛ بعبارة أخرى تؤدي نفس المعنى، وهذا الشاهد من رواية (علي بن أبي طلحة) عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى ابن جرير الطبري في (تفسيره) قال: حدثني المثنى قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق.
وروى ابن أبي حاتم في (تفسيره) قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد الحكم بما أنزل الله فقد كفر، ومن اقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق. يقول: من جحد من حدود الله شيئا فقد كفر.
وروى أيضا قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد شيئا من حدود الله فقد كفر، ومن أمر بها ولم يحكم بها فهو ظالم فاسق.
هذا ما لدي من بيان هنا، فالحمد لله أولا وآخرا.
أشكرك جدا أبا (الأمين) فقد حرّكت فيّ أمورا قد كانت ساكنة خامدة مدة ليست بالقليلة من الزمن، فأزحت الغبار عنها وشحنتها من جديد، فلك من الله عني خير الجزاء، وجزى الله الجميع خيرا آمين.
تمت بلا عودة هنا من غير شر كلماتي
بارك الله فيك اخي فقد نفعتنا بالجديد لكن ساعقب عليه:
قولك أما رواية (سفيان) التي فيها راو مبهم، فالأصل أنها شاهد يستأنس به،
اقول لا يمكن الاستئناس برواية رجل مبهم فلو كان ثقة لما ابهمه سفيان.
أن الذي نقل الكلام الزائد هو (ابن طاوس). فلم أعترض عليه، وقد رأيته بعيني، لكن لا يعدوا أن يكون قاله عن أبيه، فهو كلام لا يمكن أن يقال إلا بنقل، ولن يقوم (ابن طاوس) بالحكم على أمر شرعي من تلقاء نفسه أبدا. وأعتقد أنك توافقني على هذا.
ربما هذا ما فهمه بن طاوس لكن لا يعني انه مرفوع لابيه فضلا عن ان يكون لابن عباس انما القاعدة التي طبقتها نطبقها على الصحابة فقط لا التابعين فضلا عن تابعيهم.
أما قولك: أنهم رووه بالمعنى. فأقول: وما المانع أن يكون بالنص لا بالمعنى، وقد سردت لك الروايات الواضحة التي لا تقبل الشك بأن القائل بها ابن عباس رضي الله عنه. فيكون قاله هو نصا وقالوه هم إما نصا أو معنى.
استدلال بمحل النزاع فلو صحت عندنا روايات لابن عباس رضي الله عنه لما ناقشنا!!!
يبقى عندي (هشام بن حجير) ثقة صالح للاحتجاج يكتب حديثه، فلا معنى عندي لطرح روايته.
القاعدة عند المحدثين الصدوق الذي يهم يستعمل في المتابعات لا في الاحتجاج بروايته و اثر كفر دون كفر تفرد به بل خالف الثقات بقولهم "هو به كفر" و اوقفوه على عطاء و ليس بن العباس فعلى هذا لا يصح الاحتجاج به
قد ظفرت بشاهد آخر عن ابن عباس يبين رأيه في المسألة كما ذكرت لك؛ بعبارة أخرى تؤدي نفس المعنى، وهذا الشاهد من رواية (علي بن أبي طلحة) عن ابن عباس رضي الله عنهما:
روى ابن جرير الطبري في (تفسيره) قال: حدثني المثنى قال: ثنا عبد الله بن صالح قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق.
وروى ابن أبي حاتم في (تفسيره) قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد الحكم بما أنزل الله فقد كفر، ومن اقر به ولم يحكم به فهو ظالم فاسق. يقول: من جحد من حدود الله شيئا فقد كفر.
وروى أيضا قال: حدثنا أبى، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبى طلحة، عن ابن عباس قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله} يقول: من جحد شيئا من حدود الله فقد كفر، ومن أمر بها ولم يحكم بها فهو ظالم فاسق.
هذا الشاهد لا تقوم به حجة فهو مليئ بالعلل اولهما ان علي بن أبي طلحة لا يروي مباشرة عن بن عباس فالسند منقطع
و ثانيها صدوق قد يخطئ و قال عنه يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث، ليس بمحمود المذهب. وفي موضع آخر: علي بن أبي طلحة ليس بمتروك ولا هو حجة.
قال عنه دحيم لم يسمع من ابن عباس التفسير
و العلة الثالثة في سند هذا الأثر معاوية بن صالح و هو صدوق له اوهام
و العلة الرابعة انه يروي عن معاوية بن صالح عبد الله بن صالح و هو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة
فعلى هذا هذا السند ليس بشيئ
خلاصة البحث انه في اكثر الاحوال الرواية هي عن عطاء و طاوس و ليس بن عباس فعلى هذا تصحيح هذه الاثار فيه نظر و الله اعلم(/)
فوائد حديتية للعلامة الألباني
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 02:32]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين، و إمام المتقين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فحياكم الله إخوتي و أحبتي وطاب مسعاكم و تبوأتم من الجنة مقعدا
و لكي لا أطيل فهذه مجموعة فوائد حديثية منتخبة من كتب العلامة الألباني،جمعها أخ فاضل في رسالة و عزاها إلى أصولها،و لخصها أخوكم الفقير إلى عفو ربه راجين من الله الإخلاص في القول و العمل.
و الان مع الفوائد
1/الهدف من التخريج الوقوف على صحة الحديث أو ضعفه والحكم عليه.
2/الصحيح لغيره هو الذي في سنده ضعف غير شديد وله شاهد مثله أو أكثر فيكون حسنا لذاته، ويرتقي لدرجة الصحيح بشاهد معتبر.
3/مرفوعات البخاري في الصحيح كلها صحيحة إلا أحرف يسيرة وهم فيها بعض الرواة.
4/معلقات البخاري فيها الصحيح و الحسن والضعيف.
5/قول أبي داوود:" مالم أذكر فيه شيأفهو صالح"إختلفوا في المراد من هذا الكلام،فحمله البعض على حقيقته أي إما صحيح أو حسن، وقال أخرون بل يدخل فيه"حتى الضعيف بقرينة قوله:"وماكان فيه من وهن شديد فقد بينته"و بمفهوم المخالفة الوهن الغير الشديد لم يبينه وهو قول ابن منده، والذهبي وابن كثير ....
6/الترمذي وابن السكن وابن ما جة وابن خزيمة وابن حبان متساهلين في تصحيح الأحاديث.
7/مسند أبي عوانة مستخرج على صحيح مسلم.
8/مستدرك الحاكم فيه أوهام كثيرة في الرجال و الأسانيد وقال ابن حجر أظن أنه عند تصنيفه كان يعتمد على حفظه.
9/المختارة للضياء المقدسي شرطه قائم على التساهل تارة رواة مجهولون و أخرى ضعفاء.
10/القدماء كانوا يطلقون الصحيح على الحسن وغيره.
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 06:26]ـ
11/إذا قال الترمذي "غريب حسن "فهو حسن لذاته، و إذا قال "حديث حسن"فهو حسن لعيره، وإذا قال "حديث حسن"أي إسناده ضعيف.
12/إبن الصلاح يرى أن التصحيح والتضعيف للمتقدمين فقط، وبذالك يكون قد أغلق باب الإجتهاد،
رد عليه ابن حجر و شيخه العراقي و السيوطي في ألفيته
13/قد ينجبر الحديث الضيف إذا كانت له طرق ضعيفة خاصة إن كان الطعن في الرواة من جهة سوءالحفظ.
14/قولهم أصح ما في الباب أي صحيح نسبيا إذا قورن بغيره الأكثر ضعفا.
15/الحاكم انفرد عن الجمهور في تعريف الشاذ فقال "هو"الذي يتفرد به الثقة وليس له متابع".
16/إشترط الإمام الشافعي لتقوية مرسل بمرسل،إشترط في المرسل الثاني أن يكون مرسله أخذ العلم عن غير رجال التابعي الأول.
17/مذهب ابن حزم أنه لا يقبل حديث المدلس ولو صرح بالسماع.
18/المقصود بلا أصل له عند المتأخرين أي لا سند له.
19/تنجبر الجهالة بالجمع.
20/بعض العلماء من المتقدمين يرون الرواية عن مجاهيل التابعين كابن كثير و ابن رجب،بخلاف الألباني.
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:06]ـ
21/الصحابي الذي لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه،إختلفوا هل تثبت له الصحبة،رجح ابن حجر صحبته.
23/قول الصحابي ذكر لنا و أمرنا ... وماشابهه له حكم المرفوع بخلاف التابعي.
24/البخاري لطيف العبارة فإن قال في راو، فيه نظر، فهو متهم،وإن قال سكتو عنه فهو في أدنى المراتب و أردئها، وإن قال منكر الحديث لا تحل الرواية عنه.
25/قول ابن حجر صدوق يخطئ ليس نصا في تضعيفه،فإنه كثيرا ما يحسن حديث من قال فيهم مثل هذا الكلام.
26/قول أبي حاتم شيخ لا يعني أنه مجهول،بل معدل في المرتبة الثالثة
27/إذا قال إبن حبان يخطئ أي أنه وسط الحديث فحديثه حسن.
28/قول الذهبي ثقة قد ضعف، أي أنه من أصحاب الحديث الحسن، مالم يخالف من هو أوثق منه.
29/قول الحافظ ليس بقوي، فهو ضعيف،و قوله ليس بالقوي _معرفة_فهو نفي لنوع خاص من القوة وهي قوة الحفاظ الأثبات.
30/قول ابن حجر الراوي مقبول عند المتابعة، وإلا فلين عند التفرد.
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[16 - Feb-2009, صباحاً 01:10]ـ
31/قول الذهبي وُثق أي أن إبن حبان وثقه و هو ليس بثقة عنده.
32/قول ابن عدي أرجو أن لا بأس به فهي أدنى مراتب التعديل أو أول مراتب التجريح
33/قول الباخري مقارب الحديث أ ي لا بأ س به.
34/الواقيدي و الأزدي لا يقبل تجريحهم فالأول متهمم و الثاني مجروح.
35/الحاكم،لإبن حبان، العجلي ... متساهلون في التعديل.
36/للمعلمي كلام جميل عن قبول توثيق إبن حبان في كتابه التنكيل ص669
37/يكفي الواحد في الجرح أو التعديل إن لم يكن معروفا بتسلهله.
38/لا يشترط أن يكون الموثق من طبقة الراوي.
39/يقال في الراوي لا أعرفه إذا لم توجد له ترجمة.
40/التغير ليس جرحا مسقطا لحديث الراوي،إلا عند الترجيح.
41/من وصف بالإختلاط فحديثه ضعيف إلا إذا عرف أنه حدث به قبل الإختلاط.
42/إذا روى راوالحديث بسنده ثم أتبعه بإسناد أخر،فهل يجوز رواية لفظ الحديث الأول بإسناد الثاني؟؟
قال ابن معين يجوز على أن يقول في أخره مثله ولا يقول نحوه
43/إذا وضع الراوي في كتابه علامة _ص _فهي دليل على إختلاف في الكلمة أو تثبت نقلا فاسدة لفظا، بخلاف كلمة_صح_.
تم بحمد اله(/)
هل هذا الاثر صحيح
ـ[حامي الاسلام]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 07:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم جزيل الشكر والامتنان على هذا المنتدى المفيد ونشكر كل من ساهم في انجاحه من قريب او من بعيد.
بينما انا اطلع على منتدى من المنتديات وجدت فيه موضوع فا من جانب الاطلاع دخلت فيه فوجدت ما يليلذا ارجو منكم ان تتاكدو من صحة هذا الاثر في اقرب وقت ممكن لكي لا يكون هناك لبس وشبهة.
نص الرسالة كما وجدت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احياتنا الجنسية اساس مهم من اسس الحياة الزوجية والأسرية، واعرف اسرا كثيرة قد دمرها الجهل بالجنس على النحو الذي سنوضحه من خلال طرح الكثير من القضايا (ان سمحتم لنا بذلك)
ولكن عليكم ان تتحملوا صراحتي فمثل هذه المواضيع قد يضرها الإضمار والتلميح واعجب كثيرا عندما اقرأ في كثير من كتب التراث التي نحتفظ بها على ارفف مكاتبنا كلاما صريحا جدا بينما نجد من بيننا من يتحرج في تناول هذه المواضيع بصراحة .. رغم أن الوصول لتلك المواضيع أصبح لايكلف أي منا سوى كتابة احرف قليلة ثم ضغطة واحدة على جوجل .. لكننا مازلنا نتارجح بين مواجهة قضايانا الجنسية بصراحة .. وبين اخفاء الرؤوس فى الرمال وراء بعض الفتاوى المتشددة أو الآراء الجاهلة التي لاتزيد الواقع إلا سوءا على سوء.
وأول قضية سأطرحها على حضراتكم هي قضية العادة السرية أو الإستنماء باليد عند الذكور والإناث .. فحولها قد نسج مشايخنا وعلمائنا آراء وفتاوى تحرمها بشدة .. وتلعن من يفعلها وتتوعده بجهنم وبئس المصير .. بينما نقرأ في كتب التراث آراء أقل حدة وأكثر تفهما لمتطلبات الجسد .. بل يرى امام مثل ابن حزم أن العادة السرية للرجال والنساء امر طبيعي وان خالف فضائل الأعمال .. وقد أورد في كتابه المحلى كلاما كثيرا سأنقله حرفيا فيما بعد يؤكد فيه على أباحة فعلها دون أدنى حرج.
ومع كل الفتاوى التي صدرت وتصدر بالتحريم والتوعد بجهنم وبئس المصير اقولها صريحة بأن الناس أو أغلبهم لم يعبأوا بمثل هذه الفتاوى .. وان مثلت لهم عبئا نفسيا وعذابا في الضمير .. لاأجد له مبررا من الشرع
حتى الأطباء أيضا نسجوا حولها الكثير من الأقوال المتضاربة .. والتي لم تصدر عن بحث علمي وانما صدرت مناصرة لرجال الدين وارضاء للضمير الديني.
والآن أتمنى أن استمع إلى آرائكم دون محاولة للتجمل او اصطناع تقوى .. ألا ترون أن العادة السرية مخرجا طبيعيا يمارسه الشباب بل والمتزوجون أيضا .. فلم ير الفقهاء بأسا للرجل أن يمارسها بيد زوجته ولا بأسا للمرأة أن تمارسها بيد زوجها فمالفرق برأيكم إذا مارسها الأنسان بشكل معتدل دون افراط .. لتهدأ نفسه وتسكن شهوته.
وقبل أن أختم حديثي أنقل لكم حرفيا ما كتبه ابن حزم في كتابه المحلي:
قال أبو محمد رحمه الله: فَلَوْ عَرَضَتْ فَرْجَهَا شَيْئًا دُونَ أَنْ تُدْخِلُهُ حَتَّى يُنْزِلَ فَيُكْرَهُ هَذَا , وَلاَ إثْمَ فِيهِ
وَكَذَلِكَ " الأَسْتِمْنَاءُ " لِلرِّجَالِ سَوَاءٌ سَوَاءٌ , لأََنَّ مَسَّ الرَّجُلِ ذَكَرَهُ بِشِمَالِهِ مُبَاحٌ , وَمَسَّ الْمَرْأَةِ فَرْجَهَا كَذَلِكَ مُبَاحٌ , بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ كُلِّهَا , فَإِذْ هُوَ مُبَاحٌ فَلَيْسَ هُنَالِكَ زِيَادَةٌ عَلَى الْمُبَاحِ , إِلاَّ التَّعَمُّدُ لِنُزُولِ الْمَنِيِّ , فَلَيْسَ ذَلِكَ حَرَامًا أَصْلاً , لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ} وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا فَصَّلَ لَنَا تَحْرِيمَهُ فَهُوَ حَلاَلٌ , لقوله تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} إِلاَّ أَنَّنَا نَكْرَهُهُ , لأََنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاَقِ , وَلاَ مِنْ الْفَضَائِلِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي هَذَا فَكَرِهَتْهُ طَائِفَةٌ وَأَبَاحَتْهُ أُخْرَى: كَمَا، حَدَّثَنَا حُمَامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُفَرِّجٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ الأَسْتِمْنَاءِ فَقَالَ: ذَلِكَ نَائِكُ نَفْسِهِ. وَبِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
إلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: إنِّي أَعْبَثُ بِذَكَرِي حَتَّى أُنْزِلَ قَالَ: أُفٍّ , نِكَاحُ الأَمَةِ خَيْرٌ مِنْهُ , وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الزِّنَى. وَإِبَاحَةُ قَوْمٌ
كَمَا رُوِّينَا بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ يُعْرِك أَحَدُكُمْ زُبَّهُ حَتَّى يُنْزِلَ الْمَاءَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُبَاتٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَوْنِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: إنَّمَا هُوَ عَصَبٌ تُدَلِّكُهُ. وَبِهِ إلَى قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي الْمَغَازِي " يَعْنِي الأَسْتِمْنَاءَ " يَعْبَثُ الرَّجُلُ بِذَكَرِهِ يُدَلِّكُهُ حَتَّى يُنْزِلَ قَالَ قَتَادَةُ: وَقَالَ الْحَسَنُ فِي الرَّجُلِ يَسْتَمْنِي يَعْبَثُ بِذَكَرِهِ حَتَّى يُنْزِلَ , قَالَ: كَانُوا يَفْعَلُونَ فِي الْمَغَازِي. وَعَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: هُوَ مَاؤُك فَأَهْرِقْهُ " يَعْنِي الأَسْتِمْنَاءَ ". وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ مَنْ مَضَى يَأْمُرُونَ شَبَابَهُمْ بِالأَسْتِمْنَاءِ يَسْتَعْفُونَ بِذَلِكَ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَذَكَرَهُ مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ , أَوْ غَيْرِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ الْحَسَنِ: أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بَأْسًا بِالأَسْتِمْنَاءِ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: مَا أَرَى بِالأَسْتِمْنَاءِ بَأْسًا
قال أبو محمد رحمه الله: الأَسَانِيدُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ عُمَرَ فِي كِلاَ الْقَوْلَيْنِ مَغْمُوزَةٌ. لَكِنَّ الْكَرَاهَةَ صَحِيحَةٌ عَنْ عَطَاءٍ. وَالْإِبَاحَةُ الْمُطْلَقَةُ صَحِيحَةٌ عَنْ الْحَسَنِ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , وَعَنْ زِيَادٍ أَبِي الْعَلاَءِ , وَعَنْ مُجَاهِدٍ. وَرَوَاهُ مَنْ رَوَاهُ مِنْ هَؤُلاَءِ عَمَّنْ أَدْرَكُوا وَهَؤُلاَءِ كِبَارُ التَّابِعِينَ الَّذِينَ لاَ يَكَادُونَ يَرْوُونَ إِلاَّ عَنْ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم،
شكرا لكم .. وأعتذر إن لم يكن الموضوع مناسبا لمنتداكم الموقر.
أضافة تقييم إلى جزائري حر تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس
ـ[القضاعي]ــــــــ[15 - Feb-2009, مساء 10:24]ـ
قد تبع الإمام الشوكاني الإمام ابن حزم على جواز الاستمناء.
ورد عليه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله بجواب تطمئن له النفس فرحمهم الله وعفا عنهم.
وقدح في ذهني أن الحالات التي ذُكرت عمن قيل أنه فعلها , تدل على أنها حالات طارئة , والأصل أن الضرورات تبيح المحظورات فلا دليل لهم في تلك الحالات إن ثبتت.
ولن يخالف عاقل بالأضرار الجمة لهذه الفعلة الخبيثة , نفسياً وبدنياً , والشريعة تكفلت بحفظ الأنفس , والله أعلم.(/)
شرح نظم العراقي للاقتراح
ـ[أبوعبداللطيف]ــــــــ[14 - Feb-2009, صباحاً 06:19]ـ
(شرح نظم العراقي لكتاب الاقتراح لابن دقيق العيد)
لفضيلة الشيخ المحدث الفقيه/عبدالمحسن بن عبدالله الزامل.
دورة علمية في مدينة الدمام في مسجد المسحل بحي الريان غرب مسجد الدعوة
ابتداء من يوم السبت 26/ 2/1430هـ إلى يوم الخميس 1/ 3/1430هـ
ويوزع المتن في الدرس إن شاء الله.
وسيبث إن شاء الله على البث الاسلامي أو طريق الإسلام(/)
ما ضبط (هـ) ـشيم بن (بـ) ـشير؟ و ابن (جـ) ـماعة؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 02:54]ـ
أرجو أن تكون الإفادة معزوّة لأحد أهل الشأن، جزاكم الله خيراً.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 11:20]ـ
الأول: هُشَيْم بالتصغير بن بَشِير بوزن عظيم كذا في تهذيب الأسماء للنووي وجامع الأصول لابن الأثير والتقريب لابن حجر وتحفة الأحوذي وهو المعتمد
وخالف العيني في عمدة القاري فقال:هشيم بضم الهاء ابن بُشير بضم الباء الموحدة
ولكنه قال بقول العلماء قبله في مغاني الأخيار فضبطه كما ضبطوه
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 03:05]ـ
الأول: هُشَيْم بالتصغير بن بَشِير بوزن عظيم كذا في تهذيب الأسماء للنووي وجامع الأصول لابن الأثير والتقريب لابن حجر وتحفة الأحوذي وهو المعتمد
وخالف العيني في عمدة القاري فقال:هشيم بضم الهاء ابن بُشير بضم الباء الموحدة
ولكنه قال بقول العلماء قبله في مغاني الأخيار فضبطه كما ضبطوه
أحسنتَ إليَّ، فجزاك الله خيراً.
بقيَ ضبط "جماعة" ابنِ (جـ) ـماعة رحمه الله؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 02:38]ـ
بقيَ ضبط "جماعة" ابنِ (جـ) ـماعة رحمه الله؟
بينَ يدَيَّ كتاب الشيخ (عبد الفتاح أبو غُدَّة) رحمة الله عليه "العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج" وفيه (ص 182) ترجمة عز الدين بن جماعة رحمه الله وقد ضبط الشيخُ الجيم في جَماعة بالفتح، وعادتُهُ فيما طالعتُ له الاعتناء في كتبه بمثل هذا. فما رأيكُمْ؟
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 02:13]ـ
تذكير
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 06:51]ـ
ضبطها الزبيدي في تاج العروس (جَماعة) كـ (قَتادة). انظر مادة (ج م ع)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 06:03]ـ
ضبطها الزبيدي في تاج العروس (جَماعة) كـ (قَتادة). انظر مادة (ج م ع)
جزاك الله خيراً ايها المشرف الكريم. أفدتني(/)
شرح الموطأ - للعلامة محمد المنتصر بالله الكتاني
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:40]ـ
هذا شرحٌ لموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى؛ قام بشرحه العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله تعالى في المسجد الحرام.
http://www.pupr.edu/msa/fiqh.html (http://www.pupr.edu/msa/fiqh.html)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 01:02]ـ
جميل جدا، وجزاكم الله خيرا، ولا عدمنا فوائدكم يا شيخ زكريا.
ولكن هنا سؤال: كأن الشرح غير كامل، وبعض الروابط غير مفعلة؟
وماذا عن دراستكم عن الشيخ رحمه الله؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - Feb-2009, صباحاً 11:37]ـ
جزاكم الله خيرا.
ستُرفع إن شاء الله تعالى بقية الدروس.
وبالنسبة للدراسة فقد أنهيتُها، وهي قيد الدراسة من أعضاء لجنة المناقشة للإفادة حولها.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:37]ـ
بارك الله فيكم ورحم الله العلامة الكتانى
وفقكم الله في الدراسة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 04:10]ـ
برجاء من الإخوة أن يمدوا لنا يد العون في تفريغ شرح الموطأ للعلامة محمد المنتصر بالله الكتاني.
والأشرطة من 1 إلى 40 محجوزة.
وبقي من 41 إلى 80 .... فالرجاء ممن يستطيع التفريغ - ولو شريطا واحدا - أن يفعل ذلك، وأن يسجل هنا اسم الشريط الذي يفرغه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:09]ـ
لقد أخذ أحد الإخوة من الشريط 41 إلى 49 ليقوم بتفريغه ...... ونحن بحاجة إلى الإعانة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:34]ـ
لقد أخذ أحد الإخوة من الشريط 41 إلى 49 ليقوم بتفريغه ...... ونحن بحاجة إلى الإعانة.
يعني من 41 إلى 49 محجوزة؟ خلاص لا نلتفت إليها؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:56]ـ
http://www.pupr.edu/msa/fiqh.html (http://www.pupr.edu/msa/fiqh.html)
لم أجد في الرابط إلا من رقم 1 إلى رقم 30
أم أنّ هناك أمر لا أحسنه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:36]ـ
لم أجد في الرابط إلا من رقم 1 إلى رقم 30
أم أنّ هناك أمر لا أحسنه
نعم نعم كل ملف يحتوي أكثر من شريط
الآن فهمت
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:05]ـ
يعني من 41 إلى 49 محجوزة؟ خلاص لا نلتفت إليها؟
يبدو لي أن الأخ قد استقال وتخلى عن عمله
أليس كذلك يا شيخ؟ العمل المطلوب منّا يبدأ إذن من الشريط 41؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 06:32]ـ
يبدو لي أن الأخ قد استقال وتخلى عن عمله
أليس كذلك يا شيخ؟ العمل المطلوب منّا يبدأ إذن من الشريط 41؟
تفضلوا يا شيخ زكرياء الوجه الأول والثاني من الشريط 41
لكنه حسب ما قال لي الطويلب الذي فرغه هو يحتاج إلى مراجعة
حمله من المرفقات
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:56]ـ
تفضل هذا تفريغ وَحْدْ الطويلب
الوجه أ من الشريط 42
بالمرفقات
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 11:47]ـ
تفريغ نفس الطويلب
تفضل الوجه - ب - من الشريط 42
بالمرفقات
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:15]ـ
43
الشريط رقم 43 - الوجه - أ - والوجه - ب -
بالمرفقات
يقول أنه نسي كتابة كلمة "خرزات" مثلاً - يجب دائما مراجعة التفريغ
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 07:05]ـ
بيَّضَ الله وجهَكَ ووَجْهَ مَن يُفرِّغ [ليْسَ مِنْ عطفِ الْمُتبايِنَيْنِ -ابتسامة-]؛ وبلَّغَكما من الخير ما تتمَنَّوْنَ؛ وجزاكما اللهُ خيرَ الجزاءِ.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 06:11]ـ
للرفع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 02:15]ـ
آمين. وخاصّة وجه من يفرّغ
تنبيه: قد تم تفريغ رقم 44 ورقم 45
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 09:08]ـ
آمين. وخاصّة وجه من يفرّغ
تنبيه: قد تم تفريغ رقم 44 ورقم 45
حفظكم الله وبارك فيكم، وجزاكم خير الجزاء.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 06:06]ـ
آمين وإيّاكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 06:10]ـ
الشريط 44 بالمرفقات
الوجه - أ -
وَ الوجه - ب -
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
.
تفريغ الشريط 45 بالمرفقات: الوجه - أ -؛ الوجه - ب -
.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 02:26]ـ
يرفع
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 11:54]ـ
يُرْفع.
هل من معينٍ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 12:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشريط 46 بالمرفقات .. الوجه - أ - .. وَ الوجه - ب -
الرجاء الدعاء للطويلبـ المفرغـ للأشرطة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 09:23]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 11:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشريط 47
بالمرفقات ..
الوجه - أ - ..
وَ الوجه - ب -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 11:15]ـ
جزاكم الله خيرا.
وجزاكم الله بمثله ولا تنس المفرغ من دعائك
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 08:24]ـ
باركَ الله فيكَ وفيهِ، وبلَّغه اللهُ من الخيرِ ما يتَمَنَّاهُ، وزادَه اللهُ مِنْ فضْلِه.(/)
الرد على اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات، للشيخ طارق بن عوض الله
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 05:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ..
فقد سبق لي بحث مسألة اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات في المتون= بحثًا موسَّعًا هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1651
وخلصت فيه إلى أنه ليس على اشتراطها منهج المتقدمين من أهل الحديث، ولا عملهم وتطبيقاتهم، بل بعض المتأخرين اشترط ذلك تنظيرًا وخالفه أحيانًا تطبيقًا.
وسردت هناك أمثلةً كثيرة ونصوصًا عن أئمة هذا الشأن تبيِّن أن اشتراط المنافاة غير مُرَاعى حال النظر في الزيادات.
ووقفت أمس على كلام نفيس للشيخ طارق بن عوض الله في هذه المسألة، أطال فيه الكلام المؤصل، ونفى أن تكون المنافاة هي القانون الذي يرد الأئمة الزيادة على أساسه؛ إذا اتحد مخرج الرواية وكان الخلاف في الزيادة والنقصان على شيخ واحد في حديث واحد.
وسأسوق هنا كلامه بتمامه، ولي تعليق على موضع واحد من كلام الشيخ سأكتبه في النهاية.
قال -رعاه الله- في حاشيته على علوم الحديث لابن الصلاح ونكت العراقي وابن حجر (3/ 116 - 126) بعد أن أفاض في مقدمةٍ هامة في أن كثرة الزيادات في الأحاديث من الراوي سببٌ لطعن الأئمة فيه:
ثم إن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- قد صرح هنا، وكذا في "شرح النخبة" وفي أماكن كثيرة بأن الزيادة من الثقة لا يلزم قبولها في كل موضع، وإنما تقبل أحيانًا وترد أحيانًا بحسب القرائن المحتفة بكل رواية على حدة.
قال الحافظ ابن حجر في "النزهة" (ص: 47):
"واشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقًا من غير تفصيل، ولا يتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في "الصحيح" أن لا يكون شاذًّا، ثم يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه. والعجب ممن أغفل ذلك منهم مع اعترافه باشتراط انتفاء الشذوذ في حد الحديث الصحيح، وكذا الحسن".
قال: "والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين -كعبدالرحمن بن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم، والنسائي، والدارقطني وغيرهم-؛ اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، ولا يعرف عن أحدٍ منهم اطلاق قبول الزيادة".
ثم ذكر أن هذا هو مذهب الشافعي أيضًا، وسيأتي كلامه وكلام غيره في هذا قريبًا إن شاء الله.
لكن وقع في كلام ابن حجر في النزهة كلام يحتاج إلى توضيح؛ فإنه -بظاهره- يتعارض مع ما قدمته عنه، وقد أساء البعض فهمه، فحمله على غير مراد الحافظ ابن حجر منه.
قال قبل ما نقلته عنه:
"وزيادة راوي الصحيح والحسن مقبولة، ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة:
لأن الزيادة إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها؛ فهذه تقبل مطلقًا؛ لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره.
وإما أن تكون منافية، بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى؛ فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها، فيُقبل الراجح ويرد المرجوح" ا. هـ.
فقد وصف -كما ترى- الزيادة المقبولة بوصفين: الأول: أن يكون من زادها من راوي الصحيح أم الحسن. الثاني: أن لا تقع منافية لرواية من هو أوثق.
فأما ما يتعلق بالوصف الأول؛ فليعلم أنه ليس كل من كان ثقة أو صدوقًا يكون مقبول الزيادة، ولا حتى عند ابن حجر -رحمه الله-، بل لا بد وأن يكون من الحفاظ الذين يحتمل منهم الإتيان بالزيادة، بحيث يكون -لسعة حفظه- عنده ما ليس عند غيره، وأن لا يكون مع ذلك من لم يذكر الزيادة أكثر منه حفظًا أو عددًا.
وسيأتي قريبًا نقل الحافظ ابن حجر ذلك عن جماعة من الحفاظ، مثل الترمذي وابن خزيمة والدارقطني وابن عبدالبر والخطيب، وسيأتي -تعليقًا- كلام الإمام مسلم في معنى ذلك أيضًا.
بل سيأتي قول الحافظ ابن حجر نفسه الدال على ذلك أيضًا، حيث قال: "فحاصل كلام هؤلاء الأئمة: أن الزيادة إنما تقبل ممن يكون حافظًا متقنًا، حيث يستوي مع من زاد عليهم، فإن كانوا أكثر عددًا منه، أو كان فيهم من هو أحفظ منه، أو كان غيرَ حافظٍ ولو كان في الأصل صدوقًا؛ فإن زيادته لا تقبل" ا. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يتعلق بالوصف الثاني، وهو عدم التنافي؛ فلم يذكر ابن حجر -رحمه الله- ضابطًا تتميز به الزيادة المنافية من غير المنافية، وقوله في المنافية: "يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى"، ليس وصفًا منضبطًا يصلح أن تندرج تحته كل الزيادات المنافية؛ وإلا فزيادة الوصل ليست منافية، إذ لا تنافي بين الوصل والإرسال، ومع ذلك فما من إمام من الأئمة الذي سماهم ابن حجر في "النزهة"، وذكر أنهم يعتبرون الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها، وأنه لا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة؛ ما من إمام من هؤلاء الأئمة وغيرهم إلا وقد أعلَّ جملة من الأحاديث الموصولة ورجح كونها مرسلة، وأن من وصلها من الثقات أخطأ في ذلك.
فلو كان وقوع التنافي بين الرواية المزيدة والرواية الناقصة شرطًا لسلوك مسلك الترجيح بينهما لما سلك هؤلاء النقاد سبيل الترجيح فيما اختلف وصله وإرساله؛ إذ لا تنافي بين الوصل والإرسال في واقع الأمر.
وكذلك الشأن في زيادة الرفع؛ فإنها أيضًا ليست منافية؛ إذ ليس قبول الرفع يلزم منه ردُّ الوقف، كما أن قبول الوقف لا يلزم منه ردُّ الرفع، بل قد يكون الحديث محفوظًا على الوجهين؛ مرفوعًا وموقوفًا.
ومع ذلك؛ فنحن نرى هؤلاء العلماء وغيرهم يعتبرون الترجيح في مثل هذا، ولا يقبلونه مطلقًا، كما أنهم لا يردونه مطلقًا. فلو كان القانون عندهم الذي يقبلون الزيادة على أساسه هو عدم التنافي من دون شيء آخر، للزمهم قبول زيادة الرفع مطلقًا؛ إذ لا تنافي هاهنا.
والحافظ ابن حجر نفسه في كتبه عامةً؛ تارة يرجح الوقف، وتارة يرجح الرفع؛ وتارة يرجح الإرسال، وتارة يرجح الوصل، وتارة يصحح الحديث على الوجهين؛ موقوفًا ومرفوعًا؛ أو موصولاً ومرسلاً؛ فإن كان هذا النوع من الاختلاف هو عنده من قبيل التنافي، فكيف قَبِل الوجهين في مواضع؟! وإن لم يكن من قبيل التنافي فما الذي أحوجه إلى الترجيح في مواضع أخرى؟!
والواقع أن ما قاله الحافظ ابن حجر -رحمه الله- من أن الزيادة من راوي الصحيح والحسن مقبولة ما لم تقع منافية، لا يتعارض مع ما ذكرناه من سلوك مسلك الترجيح في زيادة الرفع والوصل رغم كونهما لا يتنافيان مع الوقف والإرسال.
وذلك؛ أن ما ذكره ابن حجر مشروط بما ذكره هنا -كما سيأتي- وفي مواضع كثيرة في كتبه من أنه إذا اتحد المخرج فلا بد من الترجيح، وأن الجمع لا يتأتى إلا مع اختلاف المخارج (1).
واختلاف الرفع والوقف، والوصل والإرسال؛ إما أن يكون واقعًا في رواية واحدة، اختلف الرواة لها عن الشيخ، فبعضهم رفع وبعضهم وقف، أو بعضهم وصل وبعضهم أرسل، فهاهنا قد اتحد المخرج، فلا بد من الترجيح، ولو تعذر الترجيح لكون كل وجهٍ قد رواه عن الشيخ جماعة ثقات حفاظ، لزم أن يكون الاختلاف من الشيخ نفسه، حدث به تارة هكذا وتارة هكذا، وإذا صح هذا حُمل ذلك على اضطراب الشيخ نفسه وعدم إتقانه لإسناد الحديث، اللهم إلا أن يكون الشيخ من كبار الحفاظ الذين يحتمل منهم رواية الحديث على غير وجهٍ.
أما إذا وقع الاختلاف في الرفع والوقف، أو في الوصل والإرسال مع اختلاف المخارج، فحينئذٍ تقبل الزيادة أبدًا، ولا معنى للترجيح، إذ لا خلاف أصلاً.
فلو روي المتن الواحد، عن شيخين مختلفين، بإسنادين مختلفين، عن تابعيين مختلفين؛ أحدهما وصله عن صحابي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والآخر أرسله عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أو أحدهما رواه عن صحابي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا، والآخر رواه عن صحابي آخر من قوله موقوفًا عليه؛ لم يَعُدُّوا ذلك اختلافًا أصلاً، ولا يتكلفون البحث عن ترجيح؛ بل يقبلون هذه الروايات كلها، ويتعاملون مع كل رواية منها على أنها مستقلة بذاتها، ويعتبرونها روايات متعددة في باب واحد، بل ويقوون بعضها ببعض، اللهم إلا أن يظهر لهم وقوع الخطأ في بعضها بدليل آخر.
هذا ما يتعلق بالزيادة الإسنادية، أما الزيادة المتنية، فلا شك أنها إذا وقعت في حديث آخر يختلف مخرجه عن مخرج الحديث الذي لم تقع فيه، فهي -بدون شك- زيادة مقبولة؛ إذ إنها -حينئذٍ- تكون بمنزلة حديث مستقل تفرد به ثقة، فتقبل ما لم تكن منافية، فإن كانت منافية رُدَّت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إذا اتحد مخرج الحديث، وزاد فيه بعض الرواة زيادة لم يذكرها بقية الرواة، فلا شك أيضًا أنها إذا وقعت منافية للرواية الناقصة أنها تكون مردودة غير مقبولة.
لكن إذا لم تقع منافية، أي لا يلزم من قبولها رد الرواية الناقصة، فهل الزيادة -هاهنا- يلزم أن تكون مقبولة أيضًا، كما هو الحال إذا ما وقعت في حديث يختلف مخرجه عن مخرج الحديث الناقص، أم أن قبولها هنا غير لازم؟
والجواب: أن قبولها -والحالة هذه- غير لازم ولا متحتم؛ بل الأمر راجع إلى الترجيح باعتبار القرائن المحتفة، وعلى أساسها إما أن تقبل، وإما أن ترد.
ولتوضيح هذا؛ لا بد من تمهيدٍ يتضح من خلاله طبيعة هذا النوع من الاختلاف، ليحسن التصور له، والتعرف على مقاصد علماء الحديث من كلامهم فيه؛ فأقول:
البحث في الرواية يختلف عن البحث في المعاني، فالبحث في الرواية ينحصر في تحقيق صحتها من عدمها، أي في صحة أو عدم صحة القول أو الفعل عمن نسب إليه؛ بصرف النظر عن كون المعنى الذي تضمنته تلك الرواية مستقيمًا في نفسه أو غير مستقيم.
فقول المحدثين -مثلاً-: "هذا صحيح من قول الزهري أو من فعله"، لا يفيد أكثر من أنه ثبت عندهم أن الزهري قال هذا القول، أو فعل ذلك الفعل؛ أما إصابة الزهري أو عدم إصابته فيما قال أو فعل، فهذا شيء آخر.
فلو أن الزهري أخطأ فيما قال أو فعل، لما كان ذلك طاعنًا في ثبوت هذا القول أو ذاك الفعل عنه؛ فإن الزهري أو غيره ليس معصومًا من الخطأ، إنما المعصوم هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فغير الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد يقول القول أو يفعل الفعل ويخطئ في ذلك، وهو أيضًا يحتمل منه الاختلاف والاضطراب، فقد يقول قولاً في يوم ويرجع عنه بعد ذلك، وقد يقول قولاً ثم يقول بعد ذلك ما يخالفه ويناقضه، وقد يهتدي هو إلى هذا التناقض فيرجع عن أحد قوليه، وقد لا يهتدي فيبقى على تناقضه، وقد يقول القول ثم ينساه، وقد يقول بخلافه، وربما نفى صدور القول الأول منه.
انظر -مثلاً- إلى ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من قوله: "تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ميمونة وهو محرم"؛ فهو من جهة الرواية صحيح عن ابن عباس، بمعنى أن ابن عباس -رضي الله عنهما- ثبت عنه أنه قال هذا القول؛ لكن هذا بمجرده لا يدل على أن ابن عباس أصاب في قوله هذا، بل قد يكون أخطأ، وهذا ما ذهب إليه جماعة من أهل العلم، كسعيد بن المسيب وأحمد بن حنبل وغيرهما، فرغم تسليمهم بصحة الرواية عن ابن عباس بذلك، إلا أنهم ذهبوا إلى أنه أخطأ في قوله هذا.
وانظر: "فتح الباري" (9/ 165).
فهذا شأن ما يروى عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم-، أما ما يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالأمر فيه يختلف، فإن الحكم بصحته عنه -صلى الله عليه وسلم- من جهة الرواية يقتضي صحته من جهة المعنى؛ إذ كل ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وسلم-.
وعليه؛ فلو نسب إليه ما لا يستقيم من جهة المعنى أو يتنافى مع ما صح من سنته -صلى الله عليه وسلم-، فالخلل إنما هو من قِبَل الرواة لا من قبله هو -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان الراوي ثقة حمل ذلك على خطئه وسهوه، وهذا يكفي للطعن في صحته والحكم بعدم ثبوته عنه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- لا يقول المنكر من القول، ولا يفعل الخطأ من الفعل، ولا تتعارض ولا تتناقض سنته -صلى الله عليه وسلم-.
فإذا جاءت روايتان صحيحتان، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من طريق صحابيين مختلفين، بإسنادين مختلفين، وتضمنت إحداهما زيادة على الأخرى؛ وجب حينئذٍ قبولها؛ لأن مخرجها يختلف عن مخرج الرواية الأخرى، ولا تردُّ إلا إذا وقعت منافية للرواية الأخرى التي لم تشتمل على هذه الزيادة.
وإذا أمكن الجمع بين الرواية الناقصة والمزيدة بوجه من وجوه الجمع المعتبرة، وجب حينئذٍ اللجوء إلى الجمع، ولا تكون الزيادة حينئذٍ منافية، ولا لها حكمها؛ لأن الجمع يرفع التنافين ,قد سبق أن الجمع يتأتى مع اختلاف المخارج، وهنا قد اختلف مخرج الروايتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما إذا اتحد المخرج؛ بأن يكون الحديث حديثًا واحدًا، روي عن شيخ واحد، بإسنادٍ واحد، عن صحابيٍّ واحد، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وقد وقع الخلاف بين أصحاب ذلك الشيخ؛ فبعضهم روى الحديث عنه فزاد في المتن زيادة لم يذكرها عنه بقية الرواة؛ فهنا تأتي مسألة "زيادة الثقة" التي تكثر في كلام علماء الحديث، ويكثر لجوؤهم فيها إلى الترجيح، فتارة يقبلونها، وتارة يردونها، بحسب القرائن المحتفة.
والزيادة في هذه الصورة، رغم وقوعها في المتن المنسوب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنهم يتعاملون معها على أنها من المضاف إلى اللراوي، لا من المضاف إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ولهذا هم لا يتوقفون في ردِّها -إذا ترجح لهم ردُّها- على كونها وقعت منافية، إذ قد لا تكون منافية، ومع ذلك أخطأ الراوي الذي زادها في الحديث، والصواب أنها ليست من الحديث، كما هو الشأن في الزيادات الإسنادية، والتي سبق بيان شأنها.
فنقطة البحث هاهنا: هذا الشيخ الذي وقع عليه الاختلاف من قِبَل الرواة عنه في ذكر هذه الزيادة: هل ذَكَر في روايته تلك الزيادة فعلاً، أم أن من زادها عنه أخطأ عليه؟
وإذا كان الأمر كذلك، فاستقامة تلك الزيادة، وعدم نكارتها من حيث المعنى، وعدم منافاتها لغيرها من باقي الرواية أو الروايات الأخرى؛ لا يلزم منه أن يكون الشيخ حدَّث بها في حديثه بالفعل؛ إذ قد تكون الزيادة إنما زادها من زادها فهمًا منه، وقد يكون فهمُهُ صحيحًا غير منافٍ لما تضمنته الرواية أو الروايات الأخرى.
شأن ذلك شأن كثير من الروايات المدرجة، وهي التي ذكر فيها قول بعض الرواة مع قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من غير فصل، فهذا القدر المدرج في الحديث، والذي هو في الواقع ليس من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما هو من قول الراوي، أكثر ما يكون مستقيم المعنى غير منافٍ للحديث، ومع ذلك يحكم الأئمة بإدراجه، وأنه من قول الراوي وليس من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد يكون الراوي إنما قال هذا القول -الذي أدرج بعد ذلك في الحديث- فهمًا منه للحديث، أو تفريعًا عليه، أو استنباطًا منه، وقد أصاب في ذلك؛ فلم يقع كلامه منافيًا للحديث لذلك.
بل قد يكون ما قاله الراوي من قِبَل نفسه يحتمله لفظ الحديث، لكنه ليس صريحًا فيه، فقد يكون لفظ الحديث يحتمل أكثر من معنى، فيفسره الراوي على بعض معانيه، فهو -من هذه الحيثية- غير منافٍ للحديث، لكن هذا شيءٌ وثبوت هذا المعنى -صريحًا- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيءٌ آخر.
كما في حديث شعبة عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج". فهكذا رواه الناس عن العلاء، وهكذا رواه أصحاب شعبة عن شعبة، وخالفهم وهب بن جرير، فرواه عن شعبة بلفظ: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب".
فلما فهم وهب بن جرير من "الخداج" عدم الإجزاء، رواه بالمعنى الذي فهمه، وليس الأمر كذلك، بل "الخداج" يحتمل هذا ويحتمل أيضًا عدم الكمال، ولهذا كان هذا اللفظ الذي جاء به وهب شاذًّا عند الحفاظ، كما سيأتي في "نوع المضطرب".
بل ربما تكون تلك الزيادة الواقعة في هذا الحديث عن هذا الشيخ محفوظةً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن في حديث آخر، أخطأ الراوي حيث زادها في جملة هذا الحديث عن هذا الشيخ؛ ولا شك أنها -من هذه الحيثية- مستقيمة المعنى غير منافية، كيف لا وهي صحيحة ثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن في حديث آخر؟!
لكنها -مع ذلك- هي في هذا الحديث خاصة، عن هذا الشيخ خاصة؛ خطأ لم يحدث بها الشيخ، فمن يقبل كل زيادة غير منافية، يجرُّه ذلك إلى قبول مثل هذه الزيادة الواقعة في مثل هذا الحديث خطأ ممن أدخلها فيه من حديث آخر، والصواب أنها ليست من جملة هذا الحديث، بل من حديث آخر.
قال الحافظ ابن حجر -كما سيأتي في "نوع المدرج"-:
"وربما وقع الحكم بالإدراج في حديث، ويكون ذلك اللفظ المدرج ثابتًا من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لكن من روايةٍ أخرى.
كما في حديث أبي موسى: "إن بين يدي الساعة أيامًا، يُرفع فيها العلم، ويظهر فيها الهرج؛ والهرج القتل".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ: "فَصَله بعض الحفاظ من الرواة، وبين أن قوله: "والهرج القتل" من كلام أبي موسى. ومع ذلك؛ فقد ثبت تفسيره بذلك من وجهٍ آخر مرفوعًا في حديث سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبي هريرة" اهـ.
قلت: فتلك اللفظة "والهرج القتل"، إنما هي من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة خاصة، وليست هي من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى؛ بل هي في حديثه من قول أبي موسى موقوفة عليه، فمن ظن أنها محفوظة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من حديث صحابيين عنه، فقد أخطأ، ومن قبلها في حديث أبي موسى وأثبتها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بناءً على أنها غير منافية فقط أخطأ أيضًا.
ثم قال الحافظ:
"ومثل ذلك حديث: "أسبغوا الوضوء" ... فهو من قول أبي هريرة -أي: في حديثه-، على أنه قد ثبت من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، من حديث عبد الله بن عمرو، في "الصحيح" ا. هـ.
يعني: "صحيح مسلم" (1/ 147 - 148).
وذكر أيضًا ابن الصلاح مثالاً آخر، فقال:
"مثاله: رواية سعيد بن أبي مريم، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا" الحديث.
قال ابن الصلاح: "فقوله: "لا تنافسوا"؛ أدرجه ابن أبي مريم من متن حديثٍ آخر؛ رواه مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فيه: "لا تحسَّسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا". والله أعلم" ا. هـ.
وفي "شرح العلل" لابن رجب (2/ 633) أن الإمام أحمد -رحمه الله- ذكر حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، عن عائشة -رضي الله عنها-؛ في تلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذكر فيها: "والملك، لا شريك لك".
قال الإمام أحمد: "وَهِمَ ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تعرف هذه عن عائشة، إنما تعرف عن ابن عمر".
قلت: وحديث ابن عمر في البخاري (3/ 408) ومسلم (4/ 7)، وفيه هذه الزيادة، وأما حديث عائشة فهو أيضًا في البخاري من غير طريق ابن فضيل، وليس فيه هذه الزيادة.
وذكر هذه الزيادة في حديث عائشة، هو خطأ من محمد بن فضيل -كما ذكر الإمام أحمد-، حمل لفظ حديث عائشة على لفظ حديث ابن عمر، والصواب أن حديث عائشة ليس فيه تلك الزيادة؛ فمن اكتفى بكونها غير منافية فأثبتها من حديث عائشة يكون قد أخطأ.
والأمثلة على ذلك كثيرة، راجع بعضها في كتابي "الإرشادات" (ص: 362 - 379).
فخلاصة القول: أن قبول الزيادة من الثقة أو عدم قبولها، ليس مرتبطًا بالتنافي وعدمه، بحيث تقبل من الثقة أبدًا ما لم تقع منافية، بل نقول:
نعم إذا وقعت فيه منافية فلا شك في عدم قبولها، أما إذا لم تقع منافية، فلا يلزم قبولها، بل تقبل أحيانًا وترد أحيانًا بحسب القرائن المحتفة بالرواية، والتي على أساسها ينبني القبول أو الرد.
وأيضًا؛ فهذا إذا كان مخرج الروايتين -الناقصة والمزيدة- واحدًا، أما إذا اختلف المخرجان، فهنا تقبل الزيادة من الثقة بلا تردد، لأنها حينئذٍ تكون بمنزلة حديث آخر يرويه الثقة، اللهم إلا أن تظهر فيها علة أخرى توجب ردها. والله أعلم.
انتهى كلام الشيخ طارق -حفظه الله-.
_________________
(1) هذا الحمل من الشيخ طارق لكلام ابن حجر على ما كان المخرج فيه مختلفًا= مخرج جيد للحافظ، وله اعتباره.
لكن فيه نظرًا -فيما أرى- من ثلاثة أوجه:
الأول: أن إطلاق زيادة الثقة -خاصة في المتون- في كلام الأئمة ينصرف أولاً إلى ما كان المخرج فيه متحدًا -وقد ذكر الشيخ طارق ذلك فيما يلي من كلامه-، وكلام الحافظ ابن حجر من جنس ذلك.
الثاني: أن الحافظ قد نصَّ على أن ما يتكلم فيه مغاير لمسألة الحديث المستقل، قال: " ... لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره"، والزيادة في الحديث مع اختلاف المخارج هي نوع من الحديث المستقل الذي لم يكن الحافظ يتكلم فيه، وإنما كان يتكلم في الزيادة مع اتحاد المخارج، وقسمها قسمين، وقاس أحد القسمين على الحديث المستقل.
الثالث: أن بعض تطبيقات الحافظ وفهم من بعده (كالمباركفوري وغيره) تدل على أن الكلام في الزيادة مع اتحاد المخرج.
والله أعلم.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 12:48]ـ
جزاكم الله خيرًا -شيخنا الكريم- على هذه الفوائد.(/)
فقه البخاري في تراجمه
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 09:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فغير خافٍ على الباحث في علوم الشريعة بله علم الحديث ما لصحيح البخاري من أهمية، ولم يقتصر البخاري -رحمه الله- في تصنيف كتابه على جمع الحديث النبوي الشريف وحسب، بل أودع فيه -رحمه الله- بعض فقهه والكثير الكثير من الإشارات والألغاز والاستنباطات الدقيقة التي تربي طالب العلم ومريده إلى استحضار الذهن وجمعيته.
وتراجم البخاري وتبويباته من ألطف ما أنت واجدٌ في كتابه العظيم، وقصدي من فتح هذا الموضوع مشاركة الأخوة شيء مما حُبِّب إليّ من تراجم البخاري -رحمه الله- في صحيحه، ولعل الأخوة يشاركون بشيءٍ مما وقفوا عليه في هذا الكتاب العظيم.
والله أسأل لي ولكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا هداةً مهتدين.
والآن أشرع في المقصود:
1 - قال البخاري -رحمه الله- في كتاب التوحيد الباب الحادي والعشرين:
" بابٌ: {قل أي شيء أكبر شهادةً قل الله} [الأنعام: 19] فسمى الله تعالى نفسه شيئا، وسمى النبي (ص) القرآن شيئا، وهو صفةٌ من صفات الله، وقال الله {كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه} [القصص: 88] ".
2 - قال -رحمه الله- في كتاب التوحيد، الباب السابع والعشرين،:
" باب ما جاء في تخليق السماوات والأرض وغيرها من الخلائق، وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره، وهو الخالق المكون غير مخلوق. وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون ".
3 - قال -رحمه الله- في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، الباب السابع والعشرين:
" باب نهي النبي (ص) على التحريم إلا ما تعرف إباحته، وكذلك أمره نحو قوله حين أحلو: (أصيبوا من النساء)، وقال جابرٌ: (ولم يعزم عليهم، ولكن أحلهن لهم)، وقالت أم عطية: (نُهينا عن اتباع الجنازة ولم يُعزم علينا) ".
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 10:10]ـ
بارك الله فيكم
في رأيى أننا لو أضفنا إلى ذلك:
/// بيان وجه الفقه في الترجمة سواء كان:
1_ بتفسيرها
2_ أو ببيان موطن الإلغاز فيها
3_ أو ببيان مناسبتها للكتاب الذي ذكرت فيه
4_ أو مناسبتها للحدبث الذي ترجمت عليه
5_ أو بيان موضع الغموض فيها
6_ أو جميع ما ذكر
/// بيان وجوه من فقه تراجمه لم يذكرها الشراح أو أشهرهم
لكان حسنا وأكمل لموضوعك
ويا حبذا إخراج ما وضح جدا ولم يشكل من التراجم(/)
حديث (الثقلين) من روايات أئمة السنة رحمهم الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد ...
فهذا تخريج على حسب الوسع والطاقة، جمعت فيه طرق وروايات حديث (الثقلين) في كتب أهل السنة، لعلي قد أوفيتها حقها بإذن الله تعالى. فأقول وبالله التوفيق:
هذا الحديث قد روي عن ستة (6) من الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا، وهم:
(زيد بن أرقم، زيد بن ثابت، أبي سعيد الخدري، جابر بن عبد الله، حذيفة بن أسيد، علي بن أبي طالب).
[1] أولا: (زيد بن أرقم) رضي الله عنه
أخرجه مسلم في (الصحيح) قال:
(1) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا، عن ابن علية، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حيان، حدثني يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟. قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وأخرجه الحاكم في (المستدرك على الصحيحين) قال:
(1) حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا يحيى بن حماد. (ح) وحدثني أبو بكر محمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن جعفر البزار قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن حماد، وثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، ثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي، ثنا خلف بن سالم المخرمي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن سليمان الأعمش، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن، فقال: "كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" ثم قال: "إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن" ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: "من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" وذكر الحديث بطوله. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما.
(2) حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي، قالا: أنبأ محمد بن أيوب، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل، عن بن واثلة، أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول، ثم قال: "أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي" ثم قال: "أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم" ثلاث مرات، قالوا: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مصلح الفقيه بالري، ثنا محمد بن أيوب، ثنا يحيى بن المغيرة السعدي، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبد الله النخعي، عن مسلم بن صبيح، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأخرجه ابن خزيمة في (الصحيح) قال:
(1) حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير ومحمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي وهو يحيى بن سعيد التيمي الرباب، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سمرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فجلسنا إليه، فقال له حصين: يا زيد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه، لقد أصبت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد حديثا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شهدت معه. قال: بلى ابن أخي، لقد قدم عهدي وكبرت سني ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه وما لم أحدثكموه فلا تكلفوني. قال: قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خم، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات، قال حصين: فمن أهل بيته يا زيد؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة. قال: من هم؟. قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس. قال حصين: وكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وأخرجه النسائي في (السنن الكبرى) قال:
(1) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: "كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" ثم قال: "إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن" ثم أخذ بيد علي فقال: "من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمع بأذنه.
(2) أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا إسحاق، قال: أنا جرير، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سمرة بن عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فجلسنا إليه، فقال حصين: يا زيد حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شهدت معه، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء يدعى خميا فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه تركه كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات، قال حصين: فمن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة. قال: من هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس.
وأخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) قال:
(1) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان، عن عمه يزيد بن حيان، قال: انطلقت إلى زيد بن أرقم فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء يدعى خما بين مكة والمدينة حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به" فحث عليه ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" قال حصين: يا زيد من
(يُتْبَعُ)
(/)
أهل بيته؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته الذين ذكرهم من حرموا الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس. قال: وكل هؤلاء حرموا الصدقة؟ قال: نعم.
(2) أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ جعفر بن عون، أنبأ أبو حيان وهو يحيى بن سعيد، عن يزيد بن حيان، قال: سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به" فحث عليه ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" قال حصين لزيد: ومن أهل بيته؟ نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم.
(3) أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، ثنا جعفر يعني بن عون، ويعلى يعني بن عبيد، عن أبي حيان التيمي، عن يزيد بن حيان، قال: سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام فينا ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله تعالى في أهل بيتي" ثلاث مرات.
وأخرجه الدارمي في (السنن) قال:
(1) حدثنا جعفر بن عون، ثنا أبو حيان، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وأني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به" فحث عليه ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات.
وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) قال:
(1) حدثنا محمد بن حيان المازني، ثنا كثير بن يحيى، ثنا حيان بن إبراهيم، ثنا سعيد بن مسروق أو سفيان الثوري، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا لقد رأيت خيرا، أصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه؟ قال: لقد رأيت خيرا وخشيت أن أكون إنما أخرت لشر، ما حدثكم فاقبلوا وما سكت عنه فدعوه، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد بين مكة والمدينة فخطبنا ثم قال: "أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم اثنين: أحدهما كتاب الله فيه حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات، فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا إن المرأة قد يكون يتزوج بها الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وأمها، أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده آل علي وآل العباس وآل جعفر وآل عقيل.
(2) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جعفر بن حميد، حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لكم فرط، وإنكم واردون علي الحوض، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين" فقام رجل فقال: يا رسول الله وما الثقلان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي، وإنهم لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا جعفر بن حميد. (ح) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا: ثنا عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ " قالوا: نصحت. قال: "أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟ " قالوا: نشهد. قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره ثم قال: "وأنا أشهد معكم" ثم قال: "ألا تسمعون" قالوا: نعم. قال: "فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين" فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: "كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا، والآخر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم" ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: "من كنت أولى به من نفسي فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
(4) حدثنا محمد بن حيان المازني، حدثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة وسعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عمرو بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمت ثم قام فقال: "كأني قد دعيت فأجبت إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" ثم قال: "إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن" ثم أخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.
(5) حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا محمد بن الطفيل. (ح) وحدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(6) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عمرو بن عون الواسطي، ثنا خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(7) حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا علي بن المديني، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(8) حدثنا محمد بن حيان المازني، ثنا كثير بن يحيى، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما" قلنا: ومن أهل بيته؟ قال: آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس.
(9) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم داخلا على المختار أو خارجا، قال: قلت: حديثا بلغني عنك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي" قال: نعم.
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان التيمي، حدثني يزيد بن حيان التيمي، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه، لقد رأيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه ومالا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا فينا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وأخرجه عبد بن حميد في (المسند) قال:
(1) أخبرنا جعفر بن عون، أنا أبو حيان التيمى، عن يزيد بن حيان قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه واني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات. فقال حصين: يا زيد ومن أهل بيته؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: آل يا علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
وأخرجه اللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) قال:
(1) أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن علي، ثنا عثمان بن جعفر، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير وابن فضيل واللفظ لجرير بن حيان التيمي، عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".
وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) قال:
(1) حدثنا أبو مسعود الرازي، حدثنا زيد بن عوف، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع كان بغدير خم، قال: "كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وإن الله مولاي وأنا ولي المؤمنين" ثم أخذ بيد علي رضي الله عنهما فقال: "من كنت وليه فعلي وليه" فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الركاب إلا قد سمعه بأذنيه ورآه بعينيه. قال الأعمش: فحدثنا عطية عن أبي سعيد لمثل ذلك.
وأخرجه أبي الطاهر في (جزءه) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثناالنبي صلىلقاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، سمع زيد بن أرقم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتموهما: القرآن وأهل بيتي عترتي" ثم قال: "هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأموالهم؟ " ثلاث مرات، فقال الناس: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
وأخرجه القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) قال:
(1) حدث الخليل الحافظ، عن محمد بن إسحاق، قال: قرأت على محمد بن مسعود، ثنا أبو حجر عمرو بن رافع، ثنا جرير، عن الحسن، عن مسلم، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لم يتفرقا حتى يردا على الحوض" قال الخليل: الحسن هو الحسن بن أبي عميرة، ومسلم هو ابن يسار.
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) قال:
(1) أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد في كتابه، وأخبرني أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني عنه، أنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يزداد، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر أحمد بن فارس، أنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي، ثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو حبان، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم في داره فقال حصين: يا زيد لقيت خيرا كثيرا، ولرأيت خيرا كثير، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه، فحدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه، فقال: أي أخي كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوه وما لم أحدثكم فلا تكلفونيه، ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور" فحث على كتاب الله ورغب فيه "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" فقال حصين: يا زيد ومن أهل بيته؟ أليست نساؤه؟ قال: إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. فقال: من هم؟ قال: آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر. قال: كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم.
(2) أخبرناه أبالله صلىسيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان، أنا أبو يعلى الموصلي، نا الأزرق بن علي، نا حسان بن إبراهيم، نا محمد بن سلمة، عن أبيه، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس أناس ما تحت السمرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول ثم قال: "يا أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إذا اتبعتموهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي"، ثم قال: "أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم" ثلاث مرات، فقال الناس: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فإن عليا مولاه".
وأخرجه ابن حزم في (الإحكام) قال:
(1) حدثناه عبد الله بن يوسف، عن أحمد بن فتح، عن عبد الوهاب بن عيسى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن علي، عن مسلم، ثنا زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل بن علية، ثنى أبو حيان، ثنى يزيد بن حيان أنه سمع زيد بن أرقم يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد ألا يا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله عز وجل واستمسكوا به" ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".
وأخرجه الفسوي في (المعرفة والتاريخ) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المنذر قالا: حدثنا ابن فضيل، عن أبي حيان، عن يزيد بن حيان، عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن عقبة إلى زيد بن أرقم فقال زيد: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ثم قال: "أما بعد أيها الناس إني أنتظر أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل فيه النور والهدى فاستمسكوا بكتاب الله عز وجل" فحث عليه ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي" ثلاث مرات، فقال له يزيد وحصين: من أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: إن نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة عليهم بعده. قال حصين: فمن هم يا يزيد؟ قال: هم أهل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل.
(2) حدثنا يحيى، قال: حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(3) حدثني أحمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: ثنا أبي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تركت فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(4) حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو يريد الدخول على المختار فقلت له: بلغني عنك حديث، قال: ما هو؟ قلت: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي" قال: نعم.
وأخرجه الإمام أحمد في (فضائل الصحابة) قال:
(1) أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا إسحاق، قال: أنا جرير، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان، عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سمرة بن عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال الحصين: يا زيد حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شهدت معه، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء يدعى خميا فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه وتركه كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات، قال حصين: فمن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة. قال: من هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس.
(2) أخبرنا محمد بن المثنى، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: "كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" ثم قال: "إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن" ثم أخذ بيدي علي فقال: "من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمعه بإذنه.
وأخرجه الترمذي في (السنن) قال:
(1) حدثنا علي بن المنذر كوفي، حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
?
[2] الثاني: (زيد بن ثابت) رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي، ثنا الهيثم بن جميل. (ح) وحدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا عصمة بن سليمان الخزاز. (ح) وحدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني قالوا: ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني قد تركت فيكم خليفتين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت يرفعه قال: "إني قد تركت فيكم الخليفتين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ".
(3) حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري، ثنا شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين من بعدي: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) قال:
(1) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض جميعا".
(2) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض".
وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) قال:
(1) حدثنا أبو بكر، ثنا عمرو بن سعد أبو داود الحفري، عن شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(2) أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت يرفعه قال: "إني قد تركت فيكم الخليفتين بعدي: كتاب الله وعترتي، إنهما لن يتفرقا حق يردا علي الحوض".
(3) حدثنا أبو بكر، ثنا أبو داود عمر بن سعد، ثنا شريك، عن الركين، عن القاسم، عن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الخلفيتين من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض".
وأخرجه الفسوي في (المعرفة والتاريخ) قال:
(1) حدثنا عبيد الله، قال: أخبرنا شريك، عن الركين، عن قاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم خليفتي: كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه الإمام أحمد في (فضائل الصحابة) قال:
(1) حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، نا شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود الأصبهاني، جاز أبي بكر بن أبي داود، نا علي بن خشرم المروزي، نا الفضل، عن شريك هو بن عبد الله، يعني عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما يردان علي الحوض".
وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) قال:
(1) حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري، عن شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض".
?
[3] الثالث: (أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا علي بن مسهر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
(2) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد رفعه قال: "كأني قد دعيت فأجبت، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) قال:
(1) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا أسود بن عامر، أخبرنا أبو إسرائيل يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
(2) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا أبو النضر، ثنا محمد يعني بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أوشك أن أدعي فأجيب، وأني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وان اللطيف الخبير أخبرني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما".
(3) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا بن نمير، ثنا عبد الملك يعني بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
(4) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا بن نمير، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) قال:
(1) حدثنا علي بن ميمون، حدثنا سعيد بن سلمة، عن عبد الملك، عن عطية العوفي، عن أبي الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به فلن تضلوا بعدي الثقلين: وأحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا أبو بكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا زكريا، حدثنا عطية، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) قال:
(1) أخبرنا أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن أحمد بن رافع، أنبأنا أبي أبو الفضل. (ح) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن إبراهيم المعروف بابن كبيبة النجار قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القطان، أنبأنا خيثمة بن سليمان، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا أبي، حدثنا عمرو والحسن، عن الحسن بن عطية، عن عطية قال: قال أبو سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني تارك فيكم الثقلين: ألا وأحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا عبيد الله، قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل سبب موصول من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه الإمام أحمد في (فضائل الصحابة) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا عبد الله، قال حدثني إسماعيل بن موسى بن بنت السدي، قثنا تليد، عن أبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا، كتاب الله وأهل بيتي".
(2) حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قثنا بن نمير، قثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، الثقلين: واحد منهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض". قال ابن نمير: قال بعض أصحابنا عن الأعمش: قال: "انظروا كيف تخلفوني فيهما".
(3) حدثنا عبد الله، قال حدثني أبي، نا الأسود بن عامر، نا أبو إسرائيل، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
(4) حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، نا أبو النضر، نا محمد يعني بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما".
وأخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) قال:
(1) حدثنا الحسن بن محمد بن مصعب الأشناني الكوفي، نا عباد بن يعقوب، نا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا حمدان بن إبراهيم العامري الكوفي قال: نا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز قال: نا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، وأبي مريم الأنصاري، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه الطبراني في (المعجم الصغير) قال:
(1) حدثنا الحسن بن محمد بن مصعب الأشناني الكوفي، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
(2) حدثنا الحسن بن مسلم بن الطيب الصنعاني، حدثنا عبد الحميد بن صبيح، حدثنا يونس بن أرقم، عن هارون بن سعد، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
وأخرجه أبي يعلى في (المسند) قال:
(1) حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أوشك أن أدعا فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا بم تخلفوني فيهما".
(2) حدثنا أبو بكر، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا زكريا، حدثني عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
(3) حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا محمد بن فضيل، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس إني كنت قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا بعدي الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه ابن الجعد في (المسند) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدثنا بشر بن الوليد، نا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أوشك أن أدعى فأجيب، وأني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما".
وأخرجه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) قال:
(1) أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمذاني بمصر، أخبرنا أبو هريرة محمد بن الليث بن شجاع الوسطاني، وزيد بن هبه الله البيع ببغداد قالا: أخبرنا أبو القاسم أحمد بن المبارك، أخبرنا قفرجل، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين ابن إسماعيل القاضي إملاء، حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا زكريا، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال) قال:
(1) حدثنا محمد بن الحسين بن حفص، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا أبو عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النوا، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه العقيلي في (الضعفاء) قال:
(1) حدثنا محمد بن عثمان، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، قال: حدثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن هارون بن سعد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) قال:
(1) أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني، أخبرنا محمد بن طلحة، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
وأخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) قال:
(1) أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي قال: أنا محمد بن المظفر قال: أنا احمد بن محمد العتيقي قال: حدثنا يوسف بن الدخيل قال: حدثنا أبو جعفر العقيلي قال: أنا احمد بن يحيى الحلواني قال: أنا عبد الله بن داهر قال: أنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، وإنهما لن يزالا جمعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
?
[4] الرابع: (جابر بن عبد الله) رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) قال:
(1) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، ثنا زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء فخطب فسمعته وهو يقول: "أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
وأخرجه اللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) قال:
(1) أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، أنبا الحسين ابن إسماعيل، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا حفص، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: خط لنا رسول الله خطا فقال: "هذا سبيل" ثم خط خططا فقال: "هذه سبل الشيطان فما منها سبيل إلا عليها شيطان يدعو إليه الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله عز وجل فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله عز وجل في أهل بيتي، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
وأخرجه القزويني في (التدوين في أخبار قزوين) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون عنه وعن محمد بن الحجاج قالا: ثنا محمد بن مهران، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة في حجته وهو على ناقته القصوا: "يا أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
وأخرجه الترمذي في (السنن) قال:
(1) حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: "يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
?
[5] الخامس: (حذيفة بن أسيد الغفاري) رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) قال:
(1) حدثنا محمد بن الفضل السقطي، ثنا سعيد بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، ثنا زيد بن الحسن الأنماطي، ثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيها الناس إني فرط لكم، وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين صنعاء وبصرى، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض".
(2) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء. (ح) وحدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قالا: ثنا زيد بن الحسن الأنماطي، ثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: "يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني يوشك أن أدعي فأجيب، وإني مسئول وإنكم مسئولون، فماذا أنتم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا. فقال: "أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور" قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: "اللهم أشهد" ثم قال: "أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ثم قال: "يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفة بيد الله وطرفة بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق) قال:
(1) أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي، نا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن، أنا العباس بن أحمد البرتي، أنا نصر بن عبد الرحمن أبو سليمان الوشاء، أنا زيد بن الحسن الأنماطي، أنا معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن ثم بعث إليهم فصلى تحتهم ثم قام فقال: "أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وأني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسئول وأنتم مسئولون، فماذا أنتمم قائلون؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا. قال: "ألستم تشهدون أن لا إله ألا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن جنته حق،
(يُتْبَعُ)
(/)
وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور" قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: "اللهم اشهد" ثم قال: "أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وإني أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" ثم قال: "أيها الناس إلي فرط لكم وإنكم واردون على الحوض، حوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر، كتاب الله سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي حوضي".
وأخرجه ابن الجعد في (الحوض والكوثر) قال:
(1) نا دحيم قال: نا إسماعيل بن عبد الله سمويه، نا سعيد بن سليمان، عن زيد بن الحسن القرشي، عن معروف، عن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني فرط لكم وإنكم واردون علي الحوض، حوضي عرضه ما بين صنعاء وبصرى، وفيه عدد النجوم قدحان من ذهب وفضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض".
وأخرجه أبو نعيم في (حلية الأولياء) قال:
(1) حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء، ثنا زيد بن الحسن الانماطي، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إني فرطكم، وإنكم واردون على الحوض فإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".
?
[6] السادس: (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه
أخرجه البزار في (المسند) قال:
(1) حدثنا الحسين بن علي بن جعفر قال: نا علي بن ثابت قال: نا سعاد بن سليمان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وأنكم لن تضلوا بعدهما، وأنه لن تقوم الساعة حتى يبتغى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تبتغى الضالة فلا توجد".
وأخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) قال:
(1) حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، حدثنا أبو عامر، حدثنا كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله سببه بيد الله وسببه بأيديكم، وأهل بيتي".
وأخرجه الدولابي في (الذرية الطاهرة) قال:
(1) حدثنا إبراهيم بن مرزوق، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثني كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم، قال: فخرج آخذا بيد علي فقال: "يا أيها الناس ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ " قالوا: بلى. قال: "فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه أو قال فإن هذا مولاه إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وأهل بيتي".
وصلى الله وسلم على بينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 12:34]ـ
عفوا
الحوض والكثر، لبقي بن مخلد
آسف
ـ[ايمان نور]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 01:34]ـ
جزاكم الله عنّا خيرا وبارك فيكم ..(/)
الجواب عن شبهة رواية أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأحاديث ومدة صحبته ثلاث سنوات؟
ـ[الهاجرية]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف روى أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأحاديث ومدة صحبته ثلاث سنوات فقط؟
السؤال: إحدى الأخوات المسلمات سألتني سؤالاً فلم أستطع أن أجيبها، قالت: طالما أن أبا هريرة رضي الله عنه أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث سنوات فقط، فكيف روى جميع هذه الأحاديث؟ أرجو التفصيل، وتدعيم الإجابة بالأدلة، حتى أتمكن من الشرح لها وتفهيمها.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ليس هذا محل إشكال على الإطلاق، وإذا قمنا بعملية حسابية سريعة يتبين لنا أن هذا الإشكال لا حقيقة له.
وبيان ذلك: أن ثلاث سنوات من صحبة أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم تعني أكثر من (1050) يوماً.
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، يصاحبه أينما حل وارتحل، ويقضي معه معظم يومه، كما أخبر هو عن نفسه رضي الله عنه، وأقر له الصحابة بذلك، فكم حديثاً نتوقع أن يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم؟
لا نريد أن نبالغ في العدد المفترض كي يتقبل القارئ الحجة، بل نفترض عدداً يقبله كل منصف يريد معرفة الحق لاتباعه، ولتكن خمسة أحاديث في اليوم فقط، ونعني بالأحاديث هنا خمسة مواقف، فالحديث قد يكون قولياً، وقد يكون فعلياً، وقد يكون إقرارا من النبي صلى الله عليه وسلم لفعل أو قول فعل أمامه أو بلغه، وقد يكون الحديث وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم.
فلو نقل أبو هريرة رضي الله عنه لنا فعلاً فعله النبي صلى الله عليه وسلم أو حدثاً معيناً - ولو كيفية الخروج للصلاة - فهذا يعد حديثا في عرف المحدثين.
فلو فرضنا أن أبا هريرة رضي الله عنه سيسمع عند كل صلاة من الصلوات الخمس كلمة من النبي صلى الله عليه وسلم، أو يشاهد موقفاً معيناً، فستكون حصيلة العلم الذي يجمعه أبو هريرة رضي الله عنه في اليوم الواحد خمسة أحاديث فقط.
ولا نظن أن أحداً يزعم أن هذا عدد كبير لحال أي صديق مع صديقه، فكيف بحال أبي هريرة رضي الله عنه المتفرغ للعلم، وهو يصاحب أعظم الرسل، وسيد البشر، محمداً صلى الله عليه وسلم؟
وعليه؛ ففي آخر صحبة أبي هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم ستكون حصيلة الأحاديث أكثر من خمسة آلاف حديث.
وهكذا هي فعلا الأحاديث التي تروى عن أبي هريرة في كتب السنة، نحو (5374) بحسب عددها في " مسند بقي بن مخلد " أضخم موسوعة حديثية مؤلفة، نقلاً عن الدكتور أكرم العمري في كتابه " بقي بن مخلد ومقدمة مسنده " (ص/19).
فأين هي المبالغة المنسوبة لأبي هريرة رضي الله عنه في روايته للأحاديث؟
نظن أن أي منصف يتأمل عدد مرويات أبي هريرة رضي الله عنه مع مدة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم يستنتج أنه لا صحة لهذه الزوبعة التي يثيرها البعض على مرويات أبي هريرة رضي الله عنه.
فكيف إذا علم القارئ الكريم أن الخمسة آلاف حديث المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة تشمل الصحيح والضعيف والموضوع؟ يعني أن بعض هذه الأحاديث التي تُنسب لأبي هريرة رضي الله عنه لم تصح عنه من الأصل.
وكيف لو علم القارئ الكريم أيضاً أن الخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة تشمل المكرر الذي جاء بمتن ونص واحد ولكن تعددت أسانيده وطرقه؟ فبعض الأحاديث تروى من عشرة طرق ونصها واحد، فهذه يعدها العلماء عشرة أحاديث وليست حديثا واحداً.
وكيف لو علم القارئ الكريم أيضاً: أن الخمسة آلاف حديثاً المروية لأبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة لم يأخذها كلها من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، بل أخذ كثيراً منها عن إخوانه السابقين في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم؟
ثم كيف لو علم القارئ الكريم أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنوات، وليس ثلاثة فقط.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مدة صحبة أبي هريرة رضي الله عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" قدم في خيبر سنة سبع، وكانت خيبر في صفر، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة إحدى عشرة، فتكون المدة أربع سنين وزيادة، وبذلك جزم حميد بن عبد الرحمن الحميري" انتهى.
" فتح الباري " (6/ 608).
وأما إخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن نفسه أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين، كما وقع في "صحيح البخاري" (حديث رقم/3591) أنه قال: (صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ فِى سِنِىَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِىَ الْحَدِيثَ مِنِّى فِيهِنَّ).
فهذا محمول على تقديره رضي الله عنه للمدة التي لازم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة شديدة، واستثنى الأيام التي ابتعد فيها حين ذهب إلى البحرين، أو في بداية إسلامه، أو في أيام الغزوات، حيث قد لا يتيسر له ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" فكأن أبا هريرة اعتبر المدة التي لازم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الملازمة الشديدة، وذلك بعد قدومهم من خيبر، أو لم يعتبر الأوقات التي وقع فيها سفر النبي صلى الله عليه وسلم من غزوه وحجه وعُمَرِه؛ لأن ملازمته له فيها لم تكن كملازمته له في المدينة، أو المدة المذكورة بقيد الصفة التي ذكرها من الحرص، وما عداها لم يكن وقع له فيها الحرص المذكور، أو وقع له لكن كان حرصه فيها أقوى، والله أعلم " انتهى.
" فتح الباري " (6/ 608).
فإذا تبين أن صحبة أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أربع سنين، وأسقطنا من عدد الأحاديث المروية عن أبي هريرة الأحاديث المكررة والضعيفة، فأي محل يبقى لدعوى مبالغة أبي هريرة رضي الله عنه في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
ثانياً:
ثم ننقل هنا بعض ما كتبه علماؤنا رحمهم الله في توضيح أسباب كثرة روايات أبي هريرة رضي الله عنه في كتب السنة عن غيره من الصحابة رض الله عنهم.
قال العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله:
"لكثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه أسباب، استخرجناها من عدة روايات:
أحدها: أنه قصد حفظ أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وضبط أحواله؛ لأجل أن يستفيد منها، ويفيد الناس، ولأجل هذا كان يلازمه ويسأله، وكان أكثر الصحابة لا يجترئون على سؤاله إلا عند الضرورة، وقد ثبت أنهم كانوا يُسَرُّون إذا جاء بعض الأعراب من البدو وأسلموا؛ لأنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الدلائل على هذا السبب ما رواه عنه البخاري قال: قلت: يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث).
وما رواه أحمد عن أُبيّ بن كعب: أن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره.
ثانيها: أنه كان يلازم النبي صلى الله عليه وسلم، ويتبعه حتى في زيارته لنسائه وأصحابه ليستفيد منه، ولو في أثناء الطريق، فكانت السنين القليلة من صحبته له كالسنين الكثيرة من صحبة كثير من الصحابة الذين لم يكونوا يَرَوْنه صلى الله عليه وسلم إلا في وقت الصلاة، أو الاجتماع لمصلحة يدعوهم إليها، أو حاجة يفزعون إليه فيها، وقد صرح بذلك لمروان.
وأخرج البغويّ بسند جيد - كما قال الحافظ ابن حجر - عن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة:
أنت كنت أَلَزَمَنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمَنا بحديثه.
وفي " الإصابة " عنه أنه قال: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث.
وعن طلحة بن عُبيد الله: لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما لم نسمع.
ثالثها: أنه كان جيد الحفظ قوي الذاكرة، وهذه مزية امتاز بها أفراد من الناس كانوا كثيرين في زمن البداوة، وما يقرب منه؛ إذ كانوا يعتمدون على حفظهم، ومما نقله التاريخ لنا عن اليونان أن كثيرين منهم كرهوا بدعة الكتابة عندما ابتدءوا يأخذونها، وقالوا: إن الإنسان يتكل على ما يكتب فيضعف حفظه، وإننا نفاخر بحفاظ أمتنا جميع الأمم، وتاريخهم ثابت محفوظ، قال الإمام الشافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره، وقال البخاري مثل ذلك، إلا أنه قال: عصره. بدل دهره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعظم من ذلك ما رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه.
رابعها: بشارة النبي صلى الله عليه وسلم له بعدم النسيان، كما ثبت في حديث بسط الرداء المتقدم – وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة: (ابْسُطْ رِدَاءَكَ. فَبَسَطْهُ. فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ضُمّهُ. قال أبو هريرة: فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ) رواه البخاري (119) - وهو مروي من طرق متعددة في الصحاح والسنن.
خامسها: دعاؤه له بذلك كما ثبت في حديث زيد بن ثابت عالم الصحابة الكبير رضي الله عنه عند النسائي، وهو: (أن رجلاً جاء إلى زيد بن ثابت فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد، ندعو الله ونذكره، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فقال: عودوا للذي كنتم فيه. قال زيد فدعوت أنا وصاحبي، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمّن على دعائنا، ودعا أبو هريرة فقال: إني أسألك
مثل ما سأل صاحباي، وأسألك علمًا لا يُنسى , فقال: سبقكم بها الغلام الدوسي) – قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/ 208): إسناده جيد -.
سادسها: أنه تصدى للتحديث عن قصد؛ لأنه كان يحفظ الحديث لأجل أن ينشره، وأكثر الصحابة كانوا ينشرون الحديث عند الحاجة إلى ذكره في حكم أو فتوى أو استدلال، والمتصدي للشيء يكون أشد تذكرًا له، ويذكره بمناسبة وبغير مناسبة؛ لأنه يقصد التعليم لذاته، وهذا السبب لازم للسبب الأول من أسباب كثرة حديثه.
سابعها: أنه كان يحدث بما سمعه وبما رواه عن غيره من الصحابة كما تقدم، فقد ثبت عنه أنه كان يتحرى رواية الحديث عن قدماء الصحابة، فروى عن أبي بكر وعمر، والفضل بن العباس وأُبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد وعائشة، وأبي بصرة الغفاري، أي: أنه صرح بالرواية عن هؤلاء، ومن المقطوع به أن بعض أحاديثه التي لم يصرح فيها باسم صحابي كانت مراسيل؛ لأنها في وقائع كانت قبل إسلامه، ومراسيل الصحابة حجة عند الجمهور.
فمن تدبر هذه الأسباب لم يستغرب كثرة رواية أبي هريرة، ولم ير استنكار أفراد من أهل عصره لها موجبًا للارتياب في عدالته وصدقه؛ إذ علم أن سبب ذلك الاستنكار عدم الوقوف على هذه الأسباب.
على أن جميع ما أخرجه البخاري في صحيحه له (446) حديثًا، بعضها من سماعه، وبعضها من روايته عن بعض الصحابة، وهي لو جمعت لأمكن قراءتها في مجلس واحد؛ لأن أكثر الأحاديث النبوية جمل مختصرة.
فهل يستكثر عاقل هذا المقدار على مثل أبي هريرة أو من هو دونه حفظًا، وحرصًا على تحمل الرواية وأدائها؟! " انتهى باختصار.
"مجلة المنار" (19/ 25).
الاسلام سؤال وجواب
والله أعلم.(/)
ماذارايكم عن هذاالعمل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أرجومن حضرتكم أن تظهروارايكم عن هذه العملية
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 01:56]ـ
هل هو من إعدادك أخي الكريم؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 11:35]ـ
هل هو من إعدادك أخي الكريم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا شكراعلي ردكم وبعد
نعم بفضل الله تعالي ومنه وتوفيقه علي كل من الكتب الستة قد قمت بهذه العملية
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 12:59]ـ
وفقك الله وسهل أمرك وبلغك مبتغاك
استمر أخي كلل الله مساعيك بالتوفيق والإعانة والقبول
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 10:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
أخي الكريم هل يمكن أن تعرفني عنك كاملا وتعطيني عنوانك الكامل لكي ألاقي معك مشافهة
وقل لي بوضاحة هل هذه العملية مني تفيد شيأ للطلبة
مرةأخري
أشكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:00]ـ
مشروع مبارك أعانك الله وسدد خطاك
ـ[مها البهاء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم
وفقك الله على هذا المشروع.
وجعل الله هذا العمل مباركا ً و خالصا ً لوجهه الكريم.
ونفع به الأمة ...
تحياتي لك.
دمت برعاية الله.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:42]ـ
لعلك تسأل أخينا -طارق بن ناجي- في هذا الباب, كي يدلك الى ما هو انفع أو غير ذلك, ولكن لا تخبره بأنني أعطتك رقمه! ابتسامة.
سأرسل لك رقمه على الخاص. (ولكن افتح الخاص)!!!(/)
هل هذاصحيح؟!
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 06:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري في صحيحه في كتاب الوصايا
- باب: تأويل قول الله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين} /النساء: 11/.
ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية.
وقوله: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} /النساء: 58/.
فأداء الأمانة أحق من تطوع الوصية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صدقة إلا عن ظهر غنى).
[1360، 1361]
وقال ابن عباس: لا يوصي العبد إلا بإذن أهله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (العبد راع في مال سيده).
2599 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير: أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: (يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى). قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال يا معشر المسلمين، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رحمه الله.
المطلوب والمسؤل من حضرتكم
أن في حدثنا محمد بن يوسف من هو وكتابة القسطلاني في تعيينه أنه محمد بن يوسف البيكندي صحيح أم لا
وقال البخاري
باب: إذا وقف أو أوصى لأقاربه، ومن الأقارب.
وقال ثابت، عن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: (اجعلها لفقراء أقاربك). فجعلها لحسان وأبي بن كعب.
وقال الأنصاري: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس: مثل حديث ثابت، قال: (اجعلها لفقراء قرابتك). قال أنس: فجعلها لحسان وأبي بن كعب، وكانا أقرب إليه مني، وكان قرابة حسان وأبي من أبي طلحة، واسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. وحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، فيجتمعان إلى حرام، وهو الأب الثالث، وحرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو
ابن مالك بن النجار، فهو يجامع حسان وأبا طلحة وأبيا إلى ستة آباء إلى عمرو بن مالك. وهو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، فعمرو بن مالك يجمع حسان وأبا طلحة وأبيا.
وقال بعضهم: إذا أوصى لقرابته فهو إلى آبائه في الإسلام.
المسؤل عمايلي
وقال الانصاري حدثني أبي
من هذاالأنصاري وأبوه
وكتابة الكرماني في تعيين هذا أن الأنصاري هومحمد بن عبدالله بن أنس بن مالك الأنصاري صحيح أم لا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 11:19]ـ
أما بالنسبة للسؤال الأول:
فالمراد على الصواب بإذن الله تعالى، هو:
محمد بن يوسف بن واقد، أبو عبد الله الفريابي
سمع الثوري، ومالك بن مغول، وإسرائيل، والأوزاعي، وورقاء بن عمر.
مات في شهر ربيع الأول سنة 212هـ
أما بالنسبة للسؤال الثاني:
فالمراد بالأنصاري وأبيه، هو:
محمد بن عبد الله بن المثنى، بضم الميم وفتح الثاء المثلثة وفتحالنون المشددة، ابن عبد الله بن أنس بن مالك.
وهو يروي عن أبيه عبد الله المذكور، وعبد الله يروي عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس
وهو يروي عن جده أنس بن مالك
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[19 - Feb-2009, صباحاً 11:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ولكن كبف أفهم راي الكرماني والقسطلاني(/)
استفسار حول الجزء من فوائد ابي بكر محمد بن بشر العكري الزبيري المصري المتوفى سنة 332
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[18 - Feb-2009, مساء 10:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
سؤالي إلى العارفين باخبار التراث .. هل حقق الجزء من فوائد أبي بكر محمد بن بشر العكري الزبيري (الزنبري) أو طبع .. أو تناوله أحد الباحثين بالدراسة و التحقيق، سواء ضمن الرسائل الجامعية .. أو المجلات العلمية ... أو حتى من تكلم عليه في أحد الكتب من المعاصرين.
أفيدونا بارك الله فيكم .. فإني أعمل فيه منذ أكثر من سنة.(/)
أسئلة فى مصطلح الحديث
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 06:51]ـ
هل العلماء الذين تكلموا فى مثلا نقص احاديث من مسند احمد وكوننا لا نجد منه الارواية ابنه فقط فهل تكلموا فى علاقة هذا الكلام بحفظ الدين (الذى هو قرءان وسنة) وماذا قالوا ان تكلموا؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 09:11]ـ
ليتك تتكرم بالتوضيح أكثر.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:49]ـ
- لا ادري بالضبط ماذا تقصد!!!
ولكن من باب الفائدة في هذا الباب: انظر في كتاب الامام الالباني رحمه الله " الذب الاحمد عن مسند الامام احمد", ومقدمة العلامة احمد شاكر للمسند.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:08]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي خالد على طرق هذا الموضوع
إن كان عندك كلام لأحد المشايخ في هذا الباب فضعه مشكورا.
وقد فهمت من مشاركتك أن النسخة المعتمدة في المطبوع هي التي من رواية ابنه
وأن غيرها قد ضاع.
وهذا يفسر ما كان يُظن أنه خطأ في الإحالة عنده خاصة في البلوغ.
وقد كان لدي إشكال في حديث ذكره ابن حجر في الفتح قال:
الا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي صلى الله عليه و سلم إني مسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم كذب بل هو على نصرانيته.
فهو غير موجود في المسند.
ولا أثر له في الشاملة إلا أن يكون روي بالمعنى.
فأرجوا من أهل الفضل ممن كان له علم بالموضوع عامة أو بهذا الحديث خاصة أن ينفعنا بما عنده وجزاكم الله خيرا.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:16]ـ
ما نقلته لكم نتف مما ذكره الشيخ سعد الحميد فى شرحه على الباعث الحثيث وانا ل أسأل عن كتاب بخصوصه ولكن سؤالى
اننا نعلم ان الله حفظ الوحى الذى هو قرءان وسنة فهنا اشكال أنمه قطعا ثم أحاديث نبوية كثيرة لم تصل لنا من التراث الاسلامى وسؤالى أليست تلك الاحاديث من الوحى ولها تأثير على الاحكام الشرعية والدين عموما
أنا متيقن من حفظ الدين لكن أبحث عن رد علمى ان كان طرق تلك المسألة اهل العلم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:54]ـ
لم تصل لنا من التراث الاسلامى وسؤالى أليست تلك الاحاديث من الوحى ولها تأثير على الاحكام الشرعية والدين عموما
لا يمكن أن لا تصلنا أحاديث لها تأثير على الأحكام الشرعية و الدين، لا عمومًا و لا خصوصًا!!!
كل ما لم يصلنا من الأحاديث لابد من وجود بديل صحيح له، لأن الله تعالى أكمل لنا الدين و أبلغنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم، و كل ما كلََّف الله به أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم فنحن - باليقين - مكلفون به، و لا يكلفنا الله إلا بما وصلنا "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل".
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:41]ـ
لقد أفدت وأجدت يا شيخنا جزاك الله خيرا
ليتك تدلنى ان كان للشيخ المقدم سيعقد امتحانا فى كتاب الشيعة الذى يشرحه الان
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 09:24]ـ
لا أعلم شيئًا عن هذا، لربما يعلم اخونا / عمر رحال.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:33]ـ
- انظر في ما قاله الشيخ عبدالكريم الخضير-حفظه الله- عن مسند بقي بن مخلد. (ابحث في قوقل)!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:49]ـ
فائدة: قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في أحكام الجنائز ص (180) ما ملخصه ومعناه: أن قول الترمذي في جامعه: حديث حسن، يعني حسن لغيره، وأنه اصطلاح خاص للترمذي كما نص عليه الترمذي نفسه في " العلل "، المذكورة في آخر كتابه.(/)
هل يُقال فيما أخرجه الشيخان في باب المتابعات والشواهد صححاه؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 10:03]ـ
هل يُقال فيما أخرجه الشيخان في باب المتابعات والشواهد صححاه؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Feb-2009, مساء 10:20]ـ
الظاهر نعم إلا ما بينا علته إما تصريحا أو تلميحا
والتلميح يعرف من ممارسة الكتابين ومنهج وطريقة صاحبيهما والله أعلم
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 11:56]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إذا كان المراد من قولك صححاه هو اصل الحديث أي متنه فلا إشكال .. أما إذا قصدت إسناد المتابعة أو الشاهد فالظاهر انه لا يطلق على إسناده انه صححاه إلا بتقييده أنه في المتابعات او الشواهد .. لأننا نجد كثيرا من الرواة في تلك الأسانيد ممن تكلم فيهم و انتقدا على إخراجهما لمثل حديثهم .. و يعتذر لهما بأنهما إنما أخرجا لهؤلاء في الشواهد و المتابعات. أما في الأصول فلا. لذلك نجد النقاد يردون على من استدرك عليهما بقوله " إسناده صحيح على شرطهما " .. بقولهم فلان ليس على شرطهما إنما اخرجا له في الشواهد أو المتابعات. و الله أعلم
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 04:33]ـ
للاستزادة.(/)
سلسلة الفوائد الحديثية (1) هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الإعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله جميع أوقاتكم، وبارك في علمكم.
إخواني هذه أول مشاركة في هذا المنتدى المبارك.
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن النبي الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - حرص أشد الحرص على تزكية أصحابه - رضي الله عنهم - أفضل تزكية، وتوجيههم أحسن توجيه، فهو - صلى الله عليه وسلم - معلمهم، ومربيهم، وقدوتهم، وإمامهم - صلى الله عليه وسلم -، فكان من ذلك أن تخرج من تحت يده - صلى الله عليه وسلم - جيل رباني فريد.
ومن تلك المواقف التي زكى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه موقفه من كعب بن مالك وصاحبيه - رضي الله عنهم -، ففي هذه القصة من العبر والعظات والفوائد العذاب الشيء الكثير، وقد أحببت أن أجمع تلك الفوائد من هذه الحادثة العظيمة، وأرتبها حتى يُستفاد منها.
وقد مضيت في هذه الرسالة على اعتماد نص القصة مما في الصحيحين فقط، ثم خرجتها من مواطنها في الصحيحين، ثم بينت غريب ألفاظها، ثم ترجمت بترجمة موجزة لكعب بن مالك - رضي الله عنه -، ثم ذكرت فوائد القصة.
وقد سرت في استنباط فوائد هذه القصة على السياق، فكلما مررت بفائدة ذكرتها، ثم أنقل من القصة المقطع الذي استفدت منه الفائدة في الغالب؛ فاجتمعت الفائدة مع مكان استنباطها، وذلك حتى يسهل الاستفادة منها.
وبعد فراغي من استنباط الفوائد راجعت ما قاله الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في كتابه فتح الباري عن هذه القصة، وكذلك الإمام النووي- رحمه الله تعالى - في شرحه على صحيح الإمام مسلم، فأضفت من الفوائد ما فاتني إيراده، فاجتمعت هذه الفوائد، وقد وسمت هذا الرسالة بـ (هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -)، وهي أول رسالة في هذه السلسلة المباركة، أسأل الله الهداية والتسديد، والعون والتيسير، والإخلاص والتوفيق.
ـــــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ــــــــــــــــ
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
نص الحديث:
قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ - قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه - يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ تَبُوكَ قَالَ كَعْبٌ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلاَمِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ في النَّاسِ مِنْهَا، كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ في تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا في تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّي بِغَيْرِهَا، حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ، وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَثِيرٌ، وَلاَ يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ - يُرِيدُ الدِّيوَانَ - قَالَ كَعْبٌ فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلاَّ ظَنَّ أَنْ سَيَخْفي لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللَّهِ، وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ، وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ في نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لي ذَلِكَ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ في النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، وَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ في الْقَوْمِ بِتَبُوكَ «مَا فَعَلَ كَعْبٌ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ؛ فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلاً حَضَرَنِي هَمِّي، وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا، وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْىٍ مِنْ أَهْلِي، فَلَمَّا قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ، وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَادِمًا.
وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَهُ الْمُخَلَّفُونَ، فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلاَنِيَتَهُمْ، وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ». فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لي: «مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ». فَقُلْتُ: بَلَى، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً، وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لاَ وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ». فَقُمْتُ وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَاتَّبَعُونِي، فَقَالُوا لِي: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، وَلَقَدْ عَجَزْتَ أَنْ لاَ تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُتَخَلِّفُونَ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ ذَنْبَكَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكَ، فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبُ نَفْسِي، ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، رَجُلاَنِ قَالاَ مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ؛ فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا: مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفي. فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا إِسْوَةٌ، فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي، وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ، فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ في نَفْسِي الأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا في بُيُوتِهِمَا يَبْكِيَانِ، وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ في الأَسْوَاقِ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهْوَ في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَأَقُولُ في نَفْسِي هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلاَمِ عَليَّ أَمْ لاَ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاَتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ. فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ، قَالَ فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِليَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ: لَمَّا قَرَأْتُهَا وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ. فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا، حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا. وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي الْحَقِي بِأَهْلِكِ فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ في هَذَا الأَمْرِ؛ قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَت امْرَأَةُ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ -رضي الله عنه - رَسُولَ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
- صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ: «لاَ وَلَكِنْ لاَ يَقْرَبْكِ»؛ قَالَتْ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا. فَقَالَ: لي بَعْضُ أَهْلِي لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في امْرَأَتِكَ كَمَا أَذِنَ لاِمْرَأَةِ هِلاَلِ بْنِ أُمَيَّةَ أَنْ تَخْدُمَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَسْتَأْذِنُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا اسْتَأْذَنْتُهُ فِيهَا، وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَملَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ كَلاَمِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أَوْفى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ. قَالَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلاَةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ فَأَوْفى عَلَى الْجَبَلِ وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ، فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ.
قَالَ كَعْبٌ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ «أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ». قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ «لاَ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ». وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قُلْتُ فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لاَ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلاَهُ اللَّهُ في صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي، مَا تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَى يَوْمِي هَذَا كَذِبًا، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيتُ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم -: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}.
فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلإِسْلاَمِ أَعْظَمَ في نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لاَ أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لأَحَدٍ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.
قَالَ كَعْبٌ وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ حَلَفُوا لَهُ، فَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ، فَبِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ مِمَّا خُلِّفْنَا عَنِ الْغَزْوِ، إِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرَنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ مِنْهُ.
تخريج الحديث:
أخرجه الإمام البخاري في كتاب المغازي، باب: حديث كعب بن مالك وقول الله تعالى: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} (فتح8/ 452برقم:4418)، وأخرجه الإمام مسلم في كتاب التوبة، باب: حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه (4/ 2120برقم:2769)، وغيرهما، وهذا لفظ البخاري.
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
ترجمة كعب بن مالك - رضي الله عنه -:
كعب بن مالك بن أبي كعب واسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي، يكنى أبا عبدالله وقيل أبا عبدالرحمن، وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة أيضاً.
لما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة آخى بينه وبين طلحة بن عبيدالله حين آخى بين المهاجرين والأنصار، كان أحد شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا يردون الأذى عنه، وكان قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به، ثم أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدراً وشهد أحداً والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها، وهو أحد الثلاثة الذين قال الله فيهم: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؛ وهم كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة - رضي الله عنهم -، تخلفوا عن غزوة تبوك فتاب الله عليهم وعذرهم وغفر لهم ونزل القرآن في شأنهم.
وفي يوم أحد لبس كعب - رضي الله عنه - لأمْةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت صفراء، ولبس النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمَتَهُ فجرح كعب بن مالك - رضي الله عنه - أحد عشر جرحاً.
قال محمد بن سيرين – رحمه الله تعالى -: (كان شعراء المسلمين حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك - رضي الله عنه - فكان كعب يخوفهم الحرب، وعبدالله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب، فبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك - رضي الله عنه -:
قضينا من تهامة كل وتر &&& وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
تُخَبِرنا ولو نطقت لقالت&&& قواطعهن دوساً أو ثقيفاً
فلما بلغ دوساً قالوا: خذوا لأنفسكم، لا ينزل بكم ما نزل بثقيف).
(يُتْبَعُ)
(/)
توفي - رضي الله عنه - في زمن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره - رضي الله عنه -.
انظر ترجمته - رضي الله عنه - في:
الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 456برقم7448)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 381برقم2231).
ـــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ـــــــــــــ
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 11:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
غريب الحديث:
تَوَاثَقْنَا: بمثلثة وقاف، أي تحالفنا وتعاهدنا والتَّواثُق تفاعُل منه والمِيثاقُ العهد، أي أخذ بعضنا على بعض الميثاق لما تبايعنا على الإسلام، (1).
المَفَاز: الصحراء البعيدة عن العمار، والماء، تفاؤلاً من الفوز بالنجاة منها.
فَجَلَّى: بالجيم وتشديد اللام أي أوضح (2).
أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ: الأُهبة بضم الهمزة وسكون الهاء، أي ما يحتاج إليه في السفر والحرب (3).
وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ: بالفاء والطاء المهملة، أي فات وسبق (4).
المَغْمُوص: بالغين المعجمة، والصاد المهملة، أي مطعوناً عليه في دينه متهماً بالنفاق (5).
يُؤَنِّبُونِي: بنون ثقيلة ثم موحدة، والتَّأْنِيبُ المُبالغة في التَّوْبِيخ والتَّعْنيف (6).
فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ: بالسين المهملة والقاف المعجمة، أي أنظر إليه في خفيه (7).
حَتَّى تَسَوَّرْتُ: أي علوت سور الدار (8).
إِذَا نَبَطِيٌّ: النبط نسبة إلى استنباط الماء واستخراجه، وهم فلاحوا العجم، وهذا النبطي الذي جاء لكعب - رضي الله عنه - نصراني (9).
نُوَاسِكَ: بضم النون وكسر السين المهملة من المواساة (10).
فَتَيَمَّمْتُ: أي قصدت (11).
فَأَوْفى: أي أشرف واطلع (12).
فَسَجَرْتُهُ: بسين مهملة، وجيم، أي أوقدته (13).
ــــــــــــــــــــــ
(1) لسان العرب (10/ 371)، والنهاية في غريب الحديث (5/ 326)، وفتح الباري (8/ 456).
(2) لسان العرب (5/ 392)، والنهاية في غريب الحديث (3/ 941)، وفتح الباري (8/ 457).
(3) النهاية في غريب الحديث (1/ 803)، وفتح الباري (8/ 457).
(4) لسان العرب (1/ 217)، والقاموس المحيط (ص:77)، وفتح الباري (8/ 458).
(5) لسان العرب (7/ 61)، وفتح الباري (8/ 458).
(6) لسان العرب (1/ 216).
(7) فتح الباري (8/ 461).
(8) لسان العرب (4/ 384)، والنهاية في غريب الحديث (2/ 1030)، وفتح الباري (8/ 461).
(9) فتح الباري (8/ 462).
(10) المصدر السابق.
(11) لسان العرب (12/ 22)، وفتح الباري (8/ 462).
(12) لسان العرب (15/ 398)، والنهاية في غريب الحديث (5/ 469)، وفتح الباري (8/ 462).
(13) فتح الباري (8/ 462).
ـــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ـــــــــــــ
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
الفوائد (141 فائدة)
الفوائد من (1) إلى (30)
الفوائد المنتقاة من هذه القصة:
1 - هذه القصة صحيحة ثابتة بالكتاب كما في سورة التوبة، وبالسنة الصحيحة فهي في أصح الكتب بعد القرآن الكريم البخاري ومسلم.
2 - جعلها الإمام البخاري في باب المغازي وهذا من فقهه - رحمه الله تعالى - فالقصة في باب الجهاد وخطورة التخلف عنه إذا استنفر الإمام الشرعي الناس.
3 - أن الإمام مسلم جعلها في كتاب التوبة، وذلك من فقهه - رحمه الله تعالى – أيضاً، فقد تجلى في هذه القصة صدق التوبة والصبر عليها، وشدة البلاء الذي معه تضعف النفوس؛ وظهر ذلك في تعبير القرآن عن هؤلاء التائبين، فقال تعالى: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ} [التوبة:118].
4 - مشروعية إيراد قصص التائبين حتى يستفيد ويعتبر منها السامع.
5 - أفضل من يورد القصة هو صاحبها، الذي عاش أحداثها، وتنقل بين فصولها، فمنه تكون أصدق وأوثق.
من قول عبدالله بن كعب: (سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه - يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ قِصَّةِ تَبُوكَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - جواز تحدث العبد بما أنعم الله عليه من النعم بشرط أن يأمن الفتنة على نفسه، قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]. من قول كعب - رضي الله عنه -: (لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ).
من قول كعب - رضي الله عنه -: (لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلاَّ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ).
7 - ومنها أيضاً: حرص الصحابة - رضي الله عنهم - في مشاركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومتابعته في كل أعماله، ومن أعظمها وأجلها الجهاد في سبيل الله - تعالى -.
8 - ومنها أيضاً: عدم تشبع العبد بما لم يعط، فلا يمدح نفسه بشيء ليس فيه فقد قال - صلى الله عليه وسلم - من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما -: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» أخرجه البخاري (5219)، ومسلم (5707).
من قول كعب - رضي الله عنه -: (غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبْ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ).
9 - إباحة الغنائم لهذه الأمة، فقد أحلها الله يوم أن كانت محرمة على من قبلنا، فهي من خصائص هذه الأمة.
من قول كعب - رضي الله عنه -: (إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ).
10 - مشروعية الإغارة والمباغتة للعدو المحارب في ماله ونفسه.
من قول كعب - رضي الله عنه -: (إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ).
11 - ومنها أيضاً: إذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه، وجعل السنن الكونية تسير لتحقيقه، فقدره نافذ، وأمره بعد الكاف والنون - عز وجل-.
12 - مشروعية التعاهد والتعاقد على نصرة الدين.
من قول كعب - رضي الله عنه -: (وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلاَمِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ).
13 - ومنها أيضاً: فضل نصرة الإسلام، وأنه من أعظم القرب التي يتقرب بها العبد إلى الله - تعالى -، ويرجو ثوابها عنده؛ قال تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]؛ وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد7 [محمد:8].
14 - ومنها أيضاً: حسنات الإنسان وسابقته مهما كانت لا تعصمه من الخطأ، ولا تمنع من معاتبته أو معاقبته عليه، وإن كانت محسوبة له.
15 - فضل أهل بدر والعقبة، وأن لهم ميزة على غيرهم، وهذا متقرر عند الصحابة - رضي الله عنهم -.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ في النَّاسِ مِنْهَا).
16 - قول الحق ولو على النفس، بدون زيادة ولا نقصان وهذا من التجرد الذي نحن بحاجة إليه وخاصة في هذا الزمن.
من قول كعب - رضي الله عنه -: (كَانَ مِنْ خَبَرِي أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ في تِلْكَ الْغَزْوَةِ، وَاللهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا في تِلْكَ الْغَزْوَةِ).
17 - وفيه أيضاً جواز الحلف، ويحذر المسلم من ا لإكثار منه لقوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:224].
من قوله - رضي الله عنه -: (وَاللهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهُ رَاحِلَتَانِ قَطُّ).
18 - جواز التورية للحاجة، وهي أن يقول القائل كلاماً يقصد به شيئاً ويفهم السامع منه شيئاً آخر.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّى بِغَيْرِهَا).
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - الحنكة العسكرية التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمتع بها، فهو يوري لأجل أن لا يصل الخبر إلى العدو فيأخذ أهبته واستعداده، بل كان يحافظ على أسرار سير جيشه - صلى الله عليه وسلم - حتى يباغت عدوه، وينال ما يريد.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرِيدُ غَزْوَةً إِلاَّ وَرَّي بِغَيْرِهَا).
20 - ومنها أيضاً: أن للعدو بين المسلمين جواسيس يخدمونهم ويخبرونهم بأخبار المسلمين؛ وكان الجواسيس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنافقون.
21 - أهمية بيان عوارض الطريق وصعوبته ومخاطره للمدعوين، وجعلهم على بصيرة من أمرهم، وكذلك عند بداية كل عمل لأخذ الأهبة والاستعداد الحسي والمعنوي.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ، غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في حَرٍّ شَدِيدٍ، وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا، وَمَفَازًا، وَعَدُوًّا كَثِيرًا، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ، فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ).
22 - إذا استنفر إمام المسلمين النَّاس وطلب منهم الجهاد كان واجباً عليهم وجوباً عينياً، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - جلَّا أمرها ودعاهم لأخذ الأهبة والاستعداد فيكون استنفارا منه - صلى الله عليه وسلم - للخروج فيها؛ وهذه الحالة الأولى من حالات وجوب الجهاد على الأعيان، دل لها حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاَ هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا». أخرجه البخاري (2631) ومسلم (1864).
والحالة الثانية: إذا حضر العدو بلدًا من بلدان المسلمين تعين على أهل البلاد قتاله وطرده منها، ويلزم المسلمين أن ينصروا ذلك البلد إذا عجز أهله عن إخراج العدو ويبدأ الوجوب بالأقرب فالأقرب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة:123].
والحالة الثالثة: إذا حضر المسلم المكلف القتال، والتقى الزحفان، وتقابل الصفان، كان الجهاد في حقه واجباً عينياً، قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ} [الأنفال: 45]. وقال سبحانه: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: 15 - 16]. وجاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا هُنَّ؟ قال:- وذكر منها - «وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ» أخرجه البخاري (2615) ومسلم (145).
من قوله - رضي الله عنه -: (فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ).
23 - ومنها أيضاً: وجوب الإعداد للجهاد وأخذ الحيطة في ذلك، قال الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60].
24 - تربية الأتباع على المراقبة الدائمة لله - تعالى - في السر والعلن، أسلوب ناجع لحل كثير من أمراض الأمة صغرت أم كبرت.
من قول كعب - رضي الله عنه -: (فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلاَّ ظَنَّ أَنْ سَيَخْفى لَهُ مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيُ اللهِ).
25 - على القائد والمربي أن يكون قدوة للأتباع في كل عمل، فهذا رسول البرية ? يتقدمهم في هذه الغزوة العظيمة، فكان الصحابة - رضي الله عنهم - تبع له في ذلك، وكان له الأثر الكبير عليهم.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَغَزَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ الْغَزْوَةَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
26 - تقديم ما يحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما تحب النفس.
من قوله: (وَغَزَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلاَلُ).
27 - ومنها أيضاً: عظم التضحية التي كان يقدمها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخدمة دينهم، ونصرة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، فهاهم يعدون للمعركة بكل جد واجتهاد مع علمهم ما ينتظرهم من لهيب الصحراء، وعطشها وجوعها، وبعد الشُّقة، وقوة بأس العدو، وألم الفراق للأهل والأولاد، والأرض، وهاهم يفارقون أرضهم وقد أخذت حلتها، وازينت، وطاب ثمرها وظلها.
28 - الحرص والاجتهاد على تهيئة النفس على العبادة، فكثير من العبادات يشرع أن يتهيأ لها العبد فالصلاة بالطهارة، والصيام بالسحور وغيرها، فإذا جاءت العبادة كانت النفس مستعدة للإتيان بها على أكمل وجه.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ).
29 - خطورة التسويف وأنه يفسد على العبد أمر دينه ودنياه؛ يقول ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في صيد خاطره: (إياك والتسويف فإنه أعظم جنود إبليس)، ويقول أبو حامد الغزالي كما في الإحياء: (إن التسويف يسبب أربعة أشياء: ترك الطاعة والكسل فيها، وترك التوبة وتأخيرها، والحرص على الدنيا والاشتغال بها، وقسوة القلب ونسيان الآخرة).
من قوله - رضي الله عنه -: (فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَأَقُولُ في نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ، فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لأَتَجَهَّزَ، فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ).
30 - على المسلم أن يسارع في الطاعات، ويحرص على أدائها بدون بعزم وجد، ويحرص على سد الخلل وإدراك ما فات.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ).
ــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ــــــــــــ
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 12:53]ـ
الفوائد من (31 - 60)
31 - الاحتجاج بالقدر يكون في المصائب لا في المعائب، فإذا أصيب العبد بمصيبة فيجوز له أن يحتج بالقدر عليها، أم الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي فلا.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَلَمْ يُقَدَّرْ لي ذَلِكَ).
32 - التحسر على ترك الطاعات، ولوم النفس عليها يدل على صحة القلب.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ في النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَطُفْتُ فِيهِمْ، أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ، أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ).
33 - أزهد الناس في الطاعات والقُرُبَات هم أهل النفاق، الذين يُلْقُوْنَ المعاذير كذباً وزوراً.
من قوله - رضي الله عنه -: (أَحْزَنَنِي أَنِّي لاَ أَرَى إِلاَّ رَجُلاً مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ).
34 - إعذار الله - تعالى - للضعفاء عن الجهاد في سبيله، وهذا عذرا شرعي يمنعهم من الجهاد؛ قال الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً} [النساء:75].
من قوله - رضي الله عنه -: (أَوْ رَجُلاً مِمَّنْ عَذَرَ اللهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ).
35 - على القادة والمربين أن يجالسوا النَّاس ويخالطوهم ويسألوا عن حالهم، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يجلس مع أصحابه ويحدثهم ويسأل عن حالهم. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ في الْقَوْمِ بِتَبُوكَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
36 - تفقد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، ومنه مشروعية متابعة الداعية للمدعويين، والسؤال عنهم وتفقد حالهم. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ وَهْوَ جَالِسٌ في الْقَوْمِ بِتَبُوكَ «مَا فَعَلَ كَعْبٌ»).
37 - على المسلم أن يحرص أن لا يجعل نفسه في مواطن التُهم، فهذا الرجل لما علم من كعب - رضي الله عنه - أنه ليس من أهل الأعذار اتهمه بالتخلف، وتعلقه بالدنيا. من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ).
38 - ومنها أيضاً: عدم إساءة الظن بالناس، وإلصاق التهم بهم بدون بينة، ولا برهان، ولا معرفة لملابسات الموضوع.
39 - خطورة الغيبة، وأنها كبيرة من كبائر الذنوب كما ذكر الله - تعالى -، وبين خطرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. من قول الرجل عن كعب - رضي الله عنه -: (حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَنَظَرُهُ في عِطْفِهِ).
40 - الذب والرد عن أعراض المسلمين من أسباب رد الله النار عن وجه العبد يوم القيامة؛ فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (1)، وهذا ظاهر من فعل معاذ بن جبل - رضي الله عنه - حينما قال: (بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا)؛ فلا يحكم على شخص من موقف بل بالنظر في عامة مواقفه حتى يكون الحكم صحيحاً، والقول فيه حق.
41 - ومنها أيضاً: إحسان الظن بالمسلمين – وهو الأصل -، ومنه قول معاذ - رضي الله عنه -: (وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا).
42 - قد يكون سكوت النبي - صلى الله عليه وسلم - إقرار لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - بأنه لا يعلم عن كعب - رضي الله عنه - إلا خيراً، أو قد يكون إغلاقاً لباب الجدل والنقاش إذا كانت المصلحة تقتضيه، فقد يكون للرجل مقالاً، وقول معاذ - رضي الله عنه - حق، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - إغلاق باب الجدال والنقاش.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -).
43 - إن النظر في العواقب يقي الإنسان من الوقوع في كثير من الأخطاء الدينية، والدنيوية، فلو نظر القاتل في عاقبة القتل، وأنه سيقتل لما أقدم على فعله ذاك.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ تَوَجَّهَ قَافِلاً حَضَرَنِي هَمِّي، وَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا).
44 - ومنها أيضاً: أن الشيطان لا يزال بالمسلم حتى يوقعه في المعصية والكفر ثم يتخلى عنه، قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر:16].
45 - أهمية الشورى في الإسلام، بشرط أن يكون المستشار مؤتمناًً، وناصحاً، وذو رأي رشيد.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَاسْتَعَنْتُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْىٍ مِنْ أَهْلِي).
46 - العزم على قول الصدق في كل الأحوال، فالصدق منجاة للعبد، وإن ناله شيءٌ من الأذى في سبيله، وكم الأمة في هذا الزمن بحاجة إلى قولة صادق، وصدق ناصح.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَلَمَّا قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ، فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ).
47 - ومنها أيضاً: أن من أعظم التوفيق أن يريك الله الحق حقاً، ويرزقك اتباعه، والباطل باطلاً، ويرزقك اجتنابه، فقد أرى الله كعباً الحق فزاح عنه الباطل، فأكثر من قول: (اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه).
(يُتْبَعُ)
(/)
48 - السنة أن الإنسان لا يطرق أهله ليلاً، فعن جابر - رضي الله عنه - قال: (نَهى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلاً) أخرجه البخاري (1801)، ومسلم (5078)؛ وصارف النهي في هذا الحديث أنه جاء في باب الآداب، وحتى لا يرى الرجل من أهله ما يكره، فقد بُيْنَت العلة في بعض الروايات: «حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ»، فإذا علم أهل الشخص بمجيئه فلا مانع من أن يطرق الرجل أهله ليلاً.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَأَصْبَحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَادِمًا).
49 - السنة للقادم من سفر أن يبدأ بمسجد محلته فيصلي فيه ركعتين ثم يذهب إلى أهله بعد ذلك.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ).
50 - يستحب لمن كان ذو هيئة أن يجلس للناس حال قدومه من سفر حتى يُسلَّم عليه، ويتفقد حالهم، فالمصالح العامة أولى من المصالح الخاصة.
من قوله - رضي الله عنه -: (ثُمَّ جَلَسَ - صلى الله عليه وسلم - لِلنَّاسِ).
51 - على الإنسان إذا فعل ما يُعاب عليه أن يبين مراده من فعله، أو يعتذر عنه بصدق.
من قوله - رضي الله عنه - عمن تخلف عن الغزوة: (فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ).
52 - ومنها أيضاً: أن كثرة الحلف بالكذب من صفات المنافقين لقوله - رضي الله عنه -: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» أخرجه البخاري (34)، ومسلم (106).
53 - الجهاد واجب على الرجال دون النساء، فالنساء عليهن جهاد لا قتال فيه ألا وهو الحج والعمرة كما ثبت ذلك عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً).
54 - قبول معاذير المنافقين ونحوهم بالأخذ بالظاهر ما لم يترتب على ذلك مفسدة.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -).
55 - الأصل في التعامل مع الناس أن يعاملوا بظواهرهم، وتوكل سرائرهم إلى الله - تعالى -.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ - تعالى - عَلاَنِيَتَهُمْ).
56 - إن التدخل في النيات واتهامها لهو من الافتراء والكذب والظلم، والله - تعالى - لم يأمرنا بالتعامل مع البواطن والنيات، بل أمرنا بمعاملة الظواهر والأعمال، وتوكل النيات إلى العالم به - سبحانة -.
من قوله - رضي الله عنه -: (بَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ).
57 - ومنها أيضاً: من السهل الخروج من غضب البشر بالمعاذير، أما الله فلا تخرج من غضبه إلا بالصدق في القول والعمل، والظاهر والباطن.
58 - استعمال بعض الإشارات، وبعض حركات الجوارح دون الكلام في علاج بعض الأخطاء أسلوب نبوي رائع.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ).
59 - ومنها أيضاً: أن التبسم قد يكون عن غضب، كما قد يكون عن تعجب.
60 - من آداب المحادثة أن تستقبل من تحدثه بكليتك، ولا تلتفت عنه يمنة ويسره وهو يحدثك.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ).
ــــــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ـــــــــــــــ
ـ[الآجري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:01]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك.
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:51]ـ
أخي الآجري
وفيك ربي بارك
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 10:48]ـ
الفوائد من (61 - 100)
61 - من آداب المناصحة والمصارحة أن تكون على خلوة من الناس، إلا إذا اقتضت المصلحة غير ذلك؛ فهذا كعب بن مالك - رضي الله عنه - جلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان بحضرة الصحابة، لأنهم - رضي الله عنهم - يعلمون تخلفه عن الغزوة.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لي: «مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ»).
(يُتْبَعُ)
(/)
62 - الاستيضاح والمصارحة وعدم التعجل منهج نبوي مع المخالف، دون تعنيف ولا تجريح، فبالاستيضاح يظهر للإنسان حقيقة الأمر، وبالمصارحة تُحلُ جميع الإشكالات.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَقَالَ لي - صلى الله عليه وسلم -: «مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ». فَقُلْتُ: بَلَى).
63 - ومنها أيضاً: على المربي متابعة من تحت يده من المتربين، فيتابعهم قبل العمل، وأثنائه، وبعده.
64 - الإجابة تكون دائماً على قدر السؤال، ثم يبين الإنسان ما يريد بعد ذلك، إلا إذا اقتضت المصلحة خلاف ذلك.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَقُلْتُ: بَلَى).
65 - إن استقطاع الحقوق والخلوص من الخلق بالحجة والجدل الكاذب لا ينفع العبد بل هو مما يضره، ومنه ما جاء من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِي نَحْوَ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلاَ يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» أخرجه البخاري (2534)، ومسلم (1713).
من قوله - رضي الله عنه -: (وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً).
66 - ومنها أيضاً: أن حسن المنطق، والإقناع مما ينعم الله به على العبد فأولى ما تُصْرَفُ فيه هي في الدعوة إلى مسديها والمتفضل بها، قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].
67 - من طلب رضا الناس بسخط الله - تعالى - سخط الله عليه وأسخط عليه الناس؛ وقد جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه - يقول: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ» (1).
من قوله - رضي الله عنه -: (لَكِنِّي وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَىَّ فِيهِ إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللهِ).
68 - الرجاء ركيزة من ركائز العبودية التي لا يصح سير العبد إلى الله - تعالى - إلا به مع الخوف والمحبة.
من قوله - رضي الله عنه -: (إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّه).
69 - تزكية النبي - صلى الله عليه وسلم - لكعب بن مالك - رضي الله عنه -.
من قوله - رضي الله عنه -: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ».
70 - الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشر لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ويتلقى أوامره ونواهيه من ربه - عز وجل -.
من قوله - رضي الله عنه -: «فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فِيكَ».
71 - جواز مدح المرء بما فيه من الخير إذا أُمن عليه الفتنة.
من قول قوم كعب - رضي الله عنه - له: (َقَالُوا لِي: وَاللهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا).
72 - ومنها أيضاً: عدم الاستهانة بالذنوب، ولو كان ذنباً واحداً، فإن بعض الذنوب تكون هلكة العبد - والعياذ بالله - فيها.
73 - على المسلم أن لا يجالس من يزين له المعصية، أو من يزين له الباطل، ولو كان أقرب قريب، فإنهم قد يكونوا سبباً في إضلاله وإغوائه.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَوَاللهِ مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبُ نَفْسِي).
74 - التأسي بالصالحين، وسلوك سبيل المؤمنين من أعظم ما يعن العبد على الثبات على دين الله - تعالى -، والبعد سبيل المجرمين.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا إِسْوَةٌ).
75 - إذا تيقن العبد أنه على الطريق الحق، والصراط المستقيم، وأنه قد سبق فعليه أن يمضي ولا يلتفت للصوارف والعوارض الأرضية.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي).
76 - الهجر أسلوب نبوي، وتربوي ناجع، فيستخدم إذا اقتضته المصلحة، وليس على الإطلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
من قوله - رضي الله عنه -: (وَنَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ).
77 - مشروعية هجران أهل البدع، والمعاصي الظاهرة أكثر من ثلاث إذا كان فيه مصلحة شرعية، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - هجر كعب بن مالك وصاحبيه أكثر من ثلاث، لكن كان لمصلحة شرعية.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَنَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلاَمِنَا أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ).
78 - الاستجابة التامة لأمر الله - تعالى -، وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالصحابة - رضي الله عنهم - ما إن سمعوا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهجر هؤلاء الثلاثة حتى استجابوا لذلك استجابة تامة.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا).
79 - عِظَمُ البلاء الذي أصاب كعب بن مالك وصاحبيه - رضي الله عنهم -.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى تَنَكَّرَتْ في نَفْسِي الأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ، فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً).
80 - ومنها أيضاً: أن الله - تعالى - قد يبتلي عبده ليعلم صدقه وثباته على الأمر.
81 - إذا وجد العبد من أصحابه وإخوانه جفوة، وصدود فلا يحملنَّه ذلك على ترك الحقوق والواجبات.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ في الأَسْوَاقِ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَآتِى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهْوَ في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ).
82 - إن مسارقة النظر، والالتفات في الصلاة لا يقدح في صحتها، لكنه ينقصها، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن ذلك قال: «هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ» أخرجه البخاري (751) من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -.
أما الالتفات في الصلاة للحاجة فلا حرج فيه، ودل لذلك ما جاء من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَتُصَلِّى لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ فِي الصَّلاَةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَلْتَفِتُ فِي صَلاَتِهِ - فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ فَرَأَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى ... الحديث.
وأما الالتفات بالرأس للتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند الوسوسة فيسن، وذلك عند شدة الحاجة إليه، فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنَّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلَبِسُهَا عَليَّ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزِبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا» قال: ففعلتُ ذلك فأذهبهُ الله عَنِّي. أخرجه مسلم (2203).
من قوله - رضي الله عنه -: (ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ).
83 - لابد للداعية من الحزم في التعامل مع المدعوين وخاصة في القضايا المهمة، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعامل مع كعب - رضي الله عنه - بحزم، فكان كعب ينظر إلى شفتيه هل تحركت برد السلام أم لا، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن من طبعه مثل هذا التعامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
من قوله - رضي الله عنه -: (آتِى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهْوَ في مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَأَقُولُ في نَفْسِي هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلاَمِ عَليَّ أَمْ لاَ ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ).
84 - على الداعية والمربي أن يهتم بإخوانه ويرحمهم، ويتفقد أحوالهم حتى وإن كانوا في فترة التربية، التي هي فترة الإعداد الديني والثقافي والتربوي، فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أقبل كعب على صلاته التفت إليه الرحمة المسداه - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أقبل عليه كعب أعرض عنه.
من قوله - رضي الله عنه -: (إِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاَتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ، وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي).
85 - إن من لوازم التربية أن المربي قد يحتاج إلى القسوة أحياناً على من يحب، وصدق القائل:
قسا ليزدجروا، ومن كان محباً ... فليقسُ أحياناً على من يرحمُ
فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - مع محبته لكعب بن مالك - رضي الله عنه - إلا أنه يعرض عنه.
من قوله - رضي الله عنه -: (وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي).
86 - جواز دخول المرء دار جاره وصديقه بغير إذنه، ومن غير الباب إذا تيقن رضاه، وأَمِنَ أن ترى عينه ما حرم الله - تعالى -.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ).
87 - الإكثار من سؤال الله - صلى الله عليه وسلم - العافية، فهذا كعب - رضي الله عنه - بلغ به البلاء مبلغه حتى أنه تسور حائط لأبي قتادة - رضي الله عنه -. وقد كان النبي يوصي أقرب الناس له وهو عمه العباس - رضي الله عنه - بسؤال الله العافية، فقد جاء من حديث العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله - تعالى - قال: «سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (1).
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ النَّاسِ مَشَيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِى قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ بِاللهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ. فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَايَ وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ).
88 - من أعظم صفات أهل الإيمان الحب في الله والبغض فيه، وموالاة المؤمنين وبغض الكافرين، فمع ما بين كعب وأبي قتادة من المحبة، والأخوة إلا أنه لما صار فيه ولاءٌ وبراء، لم يكلم أبو قتادة كعباً - رضي الله عنه -، بل انصرف عنه.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ وَهْوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَوَاللهِ مَا رَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا قَتَادَةَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ هَلْ تَعْلَمُنِي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ فَسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَنَشَدْتُهُ. فَقَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ).
89 - جواز الذهاب إلى الأسواق، والمشي فيها حتى لو لم يكن لحاجة، مع العلم أنها من أبغض الأراضي إلى الله - تعالى -، وأماكن الفتن فيحذر المسلم منها، فقد جاء من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا» أخرجه مسلم (671).
من قوله - رضي الله عنه -: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ).
90 - الأصل في التعامل مع الكفار في البيع والشراء الجواز.
(يُتْبَعُ)
(/)
من قوله - رضي الله عنه -: (إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّأْمِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ).
91 - ومنها أيضا: جواز دخول جزيرة العرب لغير المسلمين للحاجة.
92 - ومنها أيضاً: جواز أكل طعام الكفار الذي أحله الله لنا، وأما ما لم يحله الله لنا من اللحوم التي حرمها الله علينا كلحم الخنزير والكلاب وغيرها، أو مما لم يذكر اسم الله عليه فيحرم علينا أكلها.
93 - إن أعداء الله من الكفار والمنافقين لا يألون جهداً في استغلال الفرص في حرب الإسلام والمسلمين والنيل منهم.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِليَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ).
94 - ومنها أيضاً: وجود من ينقل أخبار المسلمين لأعدائهم، فكيف علم ملك غسان بهذه الحادثة الداخلية، إلا بجود من ينقل أخبار المسلمين لغيرهم.
95 - ومنها أيضاً: من أعظم أهدف أهل الشر استقطاب الطاقات، والمؤثرين في المجتمعات؛ وأهل الخير أولى بذلك.
96 - على المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد، وأن يستعين بالله على تحمله، فقد يكون البلاء بالضراء، وقد يكون بالسراء، فهذا كعب - رضي الله عنه - تأتيه رسالة من مالك غسان، فأصبح الملوك يُراسلونه، ومع ذلك يعد ذلك من البلاء، ويصبر على اللأواء، مع أنه - رضي الله عنه - في زمن هجر.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَقُلْتُ: لَمَّا قَرَأْتُهَا وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ).
97 - إن من أعظم أسباب الثبات على هذا الدين المفاصلة مع الباطل، وأهله.
من قوله - رضي الله عنه -: (فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا).
98 - ومنها أيضاً: جواز إحراق ما فيه اسم الله للمصلحة.
99 - ومنها أيضاً: الحذر من إبقاء دواعي الذنب، ومثيرات المعصية بالقرب من الإنسان فإن ذلك مدعاة للوقوع في الذنب مرة أخرى، فهذا كعب - رضي الله عنه - لم يُبْقِ من آثار ذلك الكتاب شيئاً حتى لا تسول له نفسه أمراً قد يكون سبباً لوقوعه في الذنب.
100 - سرعة الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - في أحرج المواقف، فهذا كعب مع ما هو فيه من البلاء، يأتيه الأمر باعتزال أهله، فيسارع في الاستجابة، بل ويسأل هل يطلقها؟ فلو أمر بذلك لكان من أسرع الناس للاستجابة، فيُؤمر باعتزالها دون طلاق.
من قوله - رضي الله عنه -: (حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنَ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْتِينِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا، أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لاَ، بَلِ اعْتَزِلْهَا وَلاَ تَقْرَبْهَا).
ــــــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ـــــــــــــــ
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 03:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع إن شاء الله تعالى(/)
سؤال إلي الشيخ ماهر الفحل
ـ[إسلام علاء]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفي و صلاة علي عباده الذين أصطفي ...
فأريد أن أسأل فضيلتكم عن أفضل الكتب الجامعة التي يعكف الطالب علي دراستها في علم علل الحديث تكون عوناً للمبتدئ و تذكرة للمنتهي
و طلب أنا محرج من طلبه منك::
فإني قد تركت لك رسالة خاصة في ملتقي أهل الحديث أرغب في أن تجيزني مروياتك
فهلا أجبتني إلي طلبي أن تعطيني إجازة لما تروي من كتب عسي الله أن يجمعنا و إياك في الفردوس الأعلي ...
و إسمي هو: إسلام بن علاء الدين بن مصطفي المصري.
و جزاك الله خيراً ...(/)
دراسة حديث (ماء زمزم لما شرب له)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 02:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
أحبتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد ..
فهذه دراسة متواضعة قمت بها حول حديث (ماء زمزم لما شرب له) بهذا اللفظ، حيث تتبعت طرقه ورواياته، وهي ما ترونها مسطرة أمامكم، وهو جهد المقل نسأل الله أن يطرح القبول والنفع آمين، فأقول وبالله التو فيق:
هذا الحديث قد رواه ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم: ابن عباس، وجابر، وعبد الله بن عمرو.
الرواية الأولى: رواية ابن عباس.
وهو يروى عنه من وجهين: موصول، وموقوف.
أولا: رواية الموصول:
وهو يروى عنه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه. أخرجه كلٌ من:
1) الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج1/ص646) قال:
حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام المروزي، ثنا محمد بن حبيب الجارودي، ثنا سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذا عاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه". هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي ولم يخرجاه.
قال المنذري في (الترغيب والترهيب ج2/ص136): يعني محمد بن حبيب. قال الحافظ: سلم منه؛ فإنه صدوق. قاله الخطيب البغدادي وغيره. لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه. أهـ
2) الدارقطني في (السنن ج2/ص289) قال:
ثنا عمر بن الحسن بن علي، ثنا محمد بن هشام بن عيسى المروزي، ثنا محمد بن حبيب الجارودي، نا سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل".
قال ابن حجر في (لسان الميزان ج5/ص115):
فهذا خطأ الجارودي وصله، وإنما رواه بن عيينة موقوفا على مجاهد، كذلك حدث به عنه حفاظ أصحابه كالحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم. أهـ
وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص223):
فآفة هذا هو عمر، فلقد أثم الدارقطني بسكوته عنه، فإنه بهذا الإسناد باطل ما رواه ابن عيينة قط، بل المعروف حديث عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر مختصرا.
ثانيا: رواية الموقوف:
يروى عن مجاهد من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عنه. أخرجه عنه الأزرقي و الفاكهي، كلاهما في (أخبار مكة):
قال الأزرقي في (أخبار مكة ج1/ص50):
حدثنا جدي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تريد شفاء شفاك الله، وإن شربته لظمأ أرواك الله، وإن شربته لجوع أشبعك الله، وهي هزمة جبريل بعقبه، وسقيا الله إسماعيل عليه السلام).
وقال الفاكهي في (أخبار مكة ج2/ص10):
حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تريد شفاء شفاك الله، وان شربته لظمأ أرواك الله) وربما قال: (إن شربته يقطع عنك الظمأ قطعه الله وان شربته لجوع أشبعك الله) قال: (وهي برة، وهي هزمة جبريل عليه السلام بعقبه وسقيا الله إسماعيل).
قال ابن حجر في (فتح الباري ج3/ص493):
وفي المستدرك من حديث بن عباس مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له" رجاله موثقون إلا أنه اختلف في إرساله ووصله وإرساله أصح. أهـ
الرواية الثانية: رواية عبد الله بن عمرو. وهي تروى عنه من طريق عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عنه. تفرد بها:
البيهقي (في شعب الإيمان ج3/ص481) قال:
أخبرنا علي بن احمد بن عبدان، أنا احمد، نا أبو علي بن سختويه، نا سعدويه، عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
الرواية الثالثة: رواية جابر بن عبد الله. وهي تروى عنه من طريقين:
الأول: من طريق أبي الزبير عنه. وهو يروى عنه من ثلاثة (3) طرق:
الطريق الأول: طريق عبد الله بن المؤمل. أخرجه كلٌ من:1) ابن ماجة في (السنن ج2/ص1018) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، قال: قال عبد الله بن المؤمل: إنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ماء زمزم لما شرب له".
قال البوصيري في (مصباح الزجاجة ج3/ص209): هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل. أهـ
2) البيهقي في (السنن الكبرى ج5/ص148) قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا الباغندي وأحمد بن حاتم المروزي، قالا: ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
3) ابن أبي شيبة في (المصنف ج3/ص274) قال:
حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سعيد بن زكريا وزيد بن الحباب، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
4) الطبراني في (المعجم الأوسط ج1/ص259) قال:
حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المؤمل، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله: "ماء زمزم لما شرب له".
وأيضا في (المعجم الأوسط ج9/ص26):
حدثنا المقدام، ثنا خالد بن نزار، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
5) الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج3/ص357) قال:
ثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
6) ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص136) قال:
ثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد، ثنا إسحاق بن بهلول، ثنا معن بن عيسى، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
7) العقيلي في (الضعفاء ج2/ص302) قال:
حدثنا بن أيوب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبى الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له".
8) الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج3/ص179) قال:
حدثنا أبو يعلى احمد بن عبد الواحد، حدثنا احمد بن الفرج بن محمد الوراق، حدثنا احمد بن محمد بن سعيد، حدثني محمد بن القاسم بن محمد المدائني، حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبى الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". قال قبيصة: وسمعته من عبد الله بن المؤمل.
9) الأزرقي في (أخبار مكة ج1/ص52) قال:
حدثني محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي قال: "ماء زمزم لما شرب له".
10) أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ج1/ص463) قال:
أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما أذن لي، ثنا عامر بن عامر، ثنا محمد بن سنان العوفي، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
11) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج32/ص435) قال:
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين واحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثني محمد بن عبد الرحيم الخويي في مجلس ابن قتيبة، نا محمد بن عبد الله النيسابوري، نا الحسن بن عيسى، قال: رأيت ابن المبارك دخل زمزم فاستقى دلوا واستقبل البيت ثم قال: اللهم أن عبد الله بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، اللهم أني اشربه لعطش يوم القيامة. فشرب.
الطريق الثاني: طريق حمزة الزيات عنه. تفرد بها: الطبراني في (المعجم الأوسط ج4/ص139) قال:
حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي، قال: نا عبد الرحمن بن المغيرة، قال: نا حمزة الزيات، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا عبد الرحمن بن المغيرة.
الطريق الثالث: طريق إبراهيم بن طهمان عنه. تفرد بها: البيهقي في (السنن الكبرى ج5/ص202) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو نصر بن قتادة، قالا: ثنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة، أنا معاذ بن نجدة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا أبو الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به، ورداؤه موضوع، ثم أتى بماء من ماء زمزم فشرب ثم شرب، فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له"، قال: ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: "أن أهد لنا من ماء زمزم ولا يترك" قال: فبعث إليه بمزادتين.
الثاني: من طريق محمد بن المنكدر عنه. أخرجها كلٌ من:
1) البيهقي في (شعب الإيمان ج3/ص481) قال:
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمد بن احمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن احمد بن الدهقان، نا سويد بن سعيد، قال: رأيت ابن المبارك أتى زمزم، فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال نا، عن ابن المنكدر، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". وهو ذا، اشرب هذا لعطش يوم القيامة. ثم شربه.
2) الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج10/ص166) قال:
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: اللهم إن بن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهذا اشربه لعطش القيامة. ثم شربه.
3) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج13/ص78) قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن الحسين بن سعيد، قالا: نا وأبو النجم بدر بن عبد الله، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهذا أشربه لعطش يوم القيامة. ثم شربه.
وقال أيضا في (تاريخ مدينة دمشق ج32/ص435):
أخبرنا أبوا الحسن قالا: نا وأبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الاسترابادي قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم أن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ماء زمزم لما شرب له ح وهذا اشربه لعطش القيامة ثم شربه.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر احمد بن الحسين، أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمد بن احمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن احمد الدهقان، نا سويد بن سعيد قال: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ الإناء ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم أن ابن أبي الموال حدثنا عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهو ذا اشرب هذا لعطش القيامة. ثم شربه.
كذا قالا: ابن أبي الموال، والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير.
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج8/ص394): كذا قال: ابن أبي الموال، وصوابه: ابن المؤمل عبد الله المكي، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير، عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد، رواه الميانجي عن ابن عباد. أهـ
ومما يشهد للحديث عموما، ما أخرجه كلٌ من:
(1) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج45/ص308) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، عن أبي بكر الحداد، أنا تمام بن محمد، نا أبو الميمون بن راشد، نا عمر بن علي الحلواني بدمشق، قال: سمعت ابن المقرئ يقول: كنا عند ابن عيينة فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد ألستم تزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"؟ قال: نعم. قال: فإني قد شربته لتحدثني بمائتي حديث. قال: اقعد. فحدثه بها.
(2) الفاكهي في (أخبار مكة ج2/ص32) قال:
حدثني عبد الله بن عبد الرحمن العنبري من أهل مصر، قال: حدثني إبراهيم بن يعقوب الفارسي، قال: ثنا عمران بن موسى، عن أبي الجارود المكي، عن رجل من أهل مكة قال: دخلت إلى زمزم فإذا فيها رجل يستقي فقال لي: ما تصنع بهذا الماء؟ فقلت له: أشرب؛ لما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لي: اشرب لظمأ يوم القيامة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، قال: فالتفت فلم أره.
أقوال أهل العلم حول الحديث:
قال ابن حجر في (تلخيص الحبير ج2/ص268):
قال البيهقي: تفرد به عبد الله وهو ضعيف. ثم رواه البيهقي بعد ذلك من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير، ولا يصح عن إبراهيم. قلت: إنما سمعه إبراهيم من ابن المؤمل.
ورواه العقيلي من حديث ابن المؤمل، وقال: لا يتابع عليه.
وأعله ابن القطان به وبعنعنة أبي الزبير، لكن الثانية مردودة، ففي رواية ابن ماجة التصريح بالسماع.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخ بغداد من حديث سويد بن سعيد عن بن المبارك عن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر، كذا أخرجه في ترجمة عبد الله بن المبارك، قال البيهقي: غريب تفرد به سويد. قلت: وهو ضعيف جدا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن، حتى قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا، من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير.
قلت: وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة، فجعله سويد عن أبي الموال عن ابن المنكدر، واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح، لأن ابن أبي الموال انفرد به البخاري، وسويدا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به، فضلا عما خولف فيه.
وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير عن جابر أخرجها الطبراني في الأوسط في ترجمة علي بن سعيد الرازي.
وله طريق أخرى من غير حديث جابر رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله ... " الحديث.
قلت: والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله.
ومما يقوي رواية ابن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال: كنا عند ابن عيينة فجاء رجل فقال: يا أبا محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح؟ قال: نعم. قال فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث. فقال: اجلس. فحدثه مائة حديث. أهـ
وقال ابن الملقن في (خلاصة البدر المنير ج2/ص26):
وقد رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه والبيهقي من رواية أبي الزبير عن جابر، قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل. قلت: لا بل توبع. وعبد الله هذا سيء الحفظ ضعفوه، قال العقيلي: ولا يتابع عليه. قلت: بلى.
وقال أبو محمد المنذري: هو حديث حسن. وأعله ابن القطان بتدليس أبي الزبير عن جابر. قلت: قد صرح بالتحديث في رواية ابن ماجه. وذكره الحافظ شرف الدين الدمياطي من حديث جابر وليس فيه عبد الله هذا وقال: إنه على رسم الصحيح.
ورواه الحاكم والدارقطني من رواية ابن عباس وقال: صحيح الإسناد إن سلم من رواية الجارودي. قلت: سلم منه، فإنه صدوق لكن الراوي عنه مجهول.
وروى ابن الجوزي في كتابه الأذكياء أن سفيان بن عيينة سئل عن حديث ماء زمزم لما شرب له؛ فقال: حديث صحيح. أهـ
قال السيوطي في (شرح سنن ابن ماجه ج1/ص220):
هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرا، واختلف الحفاظ فيه: فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه، والمعتمد الأول.
وقال المناوي في (فيض القدير ج5/ص404):
هذا الحديث فيه خلاف طويل، وتأليفات مفردة، قال ابن القيم: والحق أنه حسن، وجزم البعض بصحته والبعض بوضعه مجازفة. أه
وقال ابن حجر: غريب حسن بشواهده. وقال الزركشي: أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد. أهـ
وصلى الله وسلم على بينا ورسولنا محمد
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 07:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة:
توجد رسالة في هذا الباب-كأنها للحافظ ابن حجر رحمه الله- ضمن مجموعة رسائل مكتبة البشائر " رسائل العشر الاواخر", وينظر في مراجعها, والله أعلم.(/)
اسئلة في مصطلح الحديث
ـ[حاتم الحجازي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماالفرق في قول المصنف لكتاب عمدة الاحكام هذه الرواية لمسلم او للبخاري وبين هذا اللفظ لمسلم او للبخاري, مع بين منهجة المصنف بخصوص هذه الالفاظ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح صولا]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 04:38]ـ
السلام عليكم أخي حاتم الحجازي
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37603
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 08:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذي يظهر أنه لا فرق بين قوله "وفي لفظ" "وفي رواية" وقد تتبعت من ذلك طرفا فظهر لي ذلك
وأظنه عام لا يختص بصاحب العمدة
والمعنى المقصود منهما هو التنبيه على اختلاف روايات الحديث زيادة ونقصا وغير ذلك والله أعلم(/)
من منكم يساعدني في ضبط التشكيل لمتن المنظومة البيقونية؟!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من منكم يساعدني في ضبط التشكيل لمتن المنظومة البيقونية؟!
قد أشكل عليّ كثرة الأوجه؟!
فأحدهم يضبط كلمة (يشذ) بـ (يَشُذَّ) وآخر بـ (يَشِذَّ) وآخر (يُشَذّ)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:34]ـ
الوجه الأخير ((يُشَذَّ)) على البناء للمجهول ضبط به الشيخ مصطفى سلامة في ((صقل الأفهام الجلية بشرح المنظومة البيقونية)) (ص 40 - 41)، وقال الشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني في ((الجواهر السليمانية)) (ص 43): ((وهو الأشهر)).
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:32]ـ
بارك الله فيك
لكني لا أسأل عن تلك الكلمة فقط , إنما أريد أفضل ضبط للمنظومة بأكملها.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:01]ـ
الأفضل أن ترجع إلى متن مطبوع مع شرح يفك مشكل المتن، مثل الشرحين السابقين، ثم ما يشكل عليك بعد القراءة تضعه هنا، ليرفع عنه الإشكال من استطاع من إخواننا.
وهنا رابط عليه ذكر عدد كبير من شروح البيقونية:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1738&highlight=%C7%E1%C8%ED%DE%E6%E 4%ED%C9(/)
نبذة عن مذاهب إنكار السنة تاريخها ودوافعها
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد.
يتبادر إلى ذهن الكثيرين منا كلما سمع عن منكرى السنة سؤالان:
ما هى جذور هذا المذهب؟ وما هى الدوافع الحقيقية وراءه؟
فى البداية كان ظهور هذا المنحى على يد بعض غلاة الرافضة فعمدوا إلى إنكار حجية السنة وعملوا على نشر ذلك والترويج له بين العوام كما نجحوا فى ترويج الكثير من عقائدهم الفاسدة وأفكارهم الهدامة، وذكر السيوطى أن أول ظهور لهؤلاء كان فى عهد الشافعى وأنه قد تصدى لهم بكل حزم ((روى الإمام الشافعي يوما حديثا وقال إنه صحيح، فقال له قائل: أتقول به يا أبا عبد الله؟ فاضطرب وقال: يا هذا أريتني نصرانيا؟! أرأيتني خارجا من كنيسة؟! أرأيت في وسطي زنارا؟! أروي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أقول به؟!)) ثم ذكر أن تلك الدعوة قد اختفت زمنا طويلا ثم عادت للظهور فى عصره ومن ثم انبرى للتصدى لها وتحذير الناس من شرها، يقول السيوطى: ((فاعلموا رحمكم الله أن من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه و سلم قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر وخرج عن دائرة الإسلام وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة)) (1)
وقال بعض من لا يعتد بهم قديما إن السنة لا تستقل بتشريع، واستدلوا بما روى عن ثوبان رضى الله عنه فى الأمر بعرض الأحاديث على القرآن،قال الشافعى: وإنما هي رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية في شيء، وقال البيهقى: وقد روى الحديث من طرق أخرى كلها ضعيفة (2)، وقال: يحيى بن معين وعبد الرحمن بن مهدى والخطابى والصاغانى: إنه موضوع وضعته الزنادقة، على أن في هذا الحديث الموضوع نفسه ما يدل على رده لأنا إذا عرضناه على كتاب الله عز و جل خالفه ففي كتاب الله عز و جل ? وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ? (3) ونحو هذا من الآيات (4)
قال الشوكانى: ((اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام، وقد ثبت عنه (ص) أنه قال: "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه لا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع " (5) أي: أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن.)) (6)،
وذهبت طائفة من المبتدعة إلى إنكار ما لم يوافق أغراضهم من السنة بدعوى أنها مخالفة للعقول وغير جارية على مقتضى الدليل فيجب ردها كالمنكرين لعذاب القبر والصراط ورؤية الله عز وجل يوم القيامة، حتى إن بعضهم سئل هل يكفر من يثبت الرؤية فأجاب: ((لا يكفر لأنه قال ما لا يعقل ومن قال ما لا يعقل فليس بكافر)) وقد بالغ بعضهم فى غية حتى كان يحلف على أن بعض الأحاديث التى ثبتت عن العدول مما لا مدخل لدليل العقل فيه إثباتا أو نفيا من المسائل العملية أنه لم يقل بها رسول الله (ص) كعمرو بن عبيد (7).
وذهبت طائفة إلى إنكار أخبار الآحاد مطلقا بدعوى أنها ظنية الدلالة وأن اتباع الظن مذموم فى القرآن الكريم واستبدلوها بإثبات ما استنتجته عقولهم من القرآن الكريم حتى أباحوا الخمر، ومعلوم أن اتباع الظن المذموم فى القرآن إنما يقصد به اتباع الظن فى أصول الدين أو ترجيح أحد المتقابلين من دون دليل وليس المقصود به اتباع خبر الآحاد من الثقات العدول بدون علة أو شذوذ (8)
وقال بعض من لا يعبء بهم حديثا: لا نقبل السنة مطلقا، وسموا أنفسهم بالقرآنيين، ولا دليل لهم من العقل ولا من الشرع حتى يستأهلون ردا، وإنما عمدتهم أمران:
الأول: أن القرآن فيه تفصيل لكل شىء.
لكن هذا لا يعنى تكذيب السنة،كما لا يعنى أننا نستغنى عنها بدليل أنكم لا تجدون فى القرآن صفة الصلاة والصيام والحج.
والثانى: التشهير ببعض الأحاديث وقولهم إنها تناقض العقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذا لا يعنى أن نترك السنة جملة؛ فالسنة ليست هذا الأثر أو ذاك، بل هى أعم من ذلك، وليس الضعيف من الأحاديث مبطلا للصحيح منها، وهناك قواعد وأصول قررها أهل العلم لنقد الحديث.
على أنهم فى أغلب الأحيان يشهِّرون بأحاديث لمجرد أنها تناقض أهواءهم وأذواقهم وعقولهم القاصرة المتأثرة بما يشيعه العلمانيون والماديون ويسمون ذلك عقلا، والأعجب أنهم يستعيضون عن السنة بتأويلات بعيدة غاية البعد وبلا أدنى مناسبة، ويتبعون مناهج فى غاية السفاهة والنزق فى استنباط الأحكام كجمع حروف الآيات وطرحها!
وقد أجمع المسلمون على فسقهم وسفاهتهم، وأنهم ما بين جاهل مغرور وعميل مأجور، وأصل مذهبهم من وضع الزنادقة.
لكن ما هى الدوافع الحقيقية لإنكار السنة؟
الواقع أن الجواب عن هذا السؤال يختلف من حالة لأخرى فدوافع دهماء الرافضة المضلَّلون مثلهم مثل المعتزلة وبقية الفرق التى ضعف حظها من التسليم وعصفت بها رياح الهوى وإلف البدعة تختلف عن دوافع أصحاب المذهب الرافضى الأصليون من اليهود والسبئية قديما وحديثا؛ فهؤلاء لما لم يجدوا وسيلة لهدم الدين بالكلية دفعة واحدة عمدوا إلى النفاق وإفساد الدين من الداخل؛ فإن كان تمييع القضايا الإسلامية قد باء بالفشل وتحطمت كل المحاولات على صخرة صريح النصوص وليس ثم طريق لجحد تلك النصوص دون المرور بالكفر البواح .. كان أمامهم طريقين: الطريق الأول هو نفيها بحيث يستبعد معظمها بدعوى وجود المعارض العقلى والتعارض مع العلم، لكن ذلك سيعنى أنهم بحاجة لإدارة معركة حول كل نص على حده فما كان منهم إلا أن تجرأوا ودعوا إلى إنكار السنة واتزوا بزى من يتسمون بالقرآنيين واصبح من الصعب الآن التفريق بينهم وبين فرقة منكرى السنة الحقيقية كما لا توجد روابط بين منكرى السنة بصفى عامة فهناك من أنكرها لعداوتهم لرواتها كما فعلت الشيعة، وكان لهم فى مقابل ذلك أسانيدهم الخاصة وهناك من أنكرها بدوافع عقلية كالإسراف فى التأويل، وهناك من ينكرها كذريعة لترويج الإلحاد فما فشلت فى تحقيقة العلمانية من تمييع للقضايا يمكن لراكبى موجه إنكار السنة أن يحققوه بإبهام الرسالة وبالتالى يسهل التلاعب والتشويه بالحذف والإضافة تبعا لما تمليه الأهواء ووفقا للخطة الإلحادية.
ويعتمد هؤلاء المروجون فى إنكارهم لحجبة السنة كغيرهم من أهل الأهواء على تأويل آيات القرآن ولى أعناقها وتحميلها ما لا تحتمل ويستغلون لذلك مغالطة ((الكمال والإجمال)) حيث يخطلون بين كون القرآن كاملا وبين كونه مجملا يحتاج لتفصيل فيقولون: إذا كان القرن كاملا فلا يحتاج لتفصيل، وهم فى ذلك يلعبون على وتر عاطفى دقيق جدا وهو تعظيم المسلمين للقرآن أكثر من تعظيمهم لأى نص آخر حتى ولو كانت السنة وبذلك يضمنون تمرير سلعتهم لدى الكثير من العوام.
وقد وجد هؤلاء جمهورا عريضا بين من ضعفت قلوبهم عن التسليم التام ومن يقف فى منتصف الطريق وكل من تعلق إسلامه بقشة بحيث يصبح اختزال بعض واجبات الإيمان فى حقهم مما تمس إليه الحاجة فظنوا أن فى هذا المنهج استراحة من كثير مما يمرض قلوبهم وعجزوا عن التسليم به، وهم فى الواقع من أعظم الناس تناقضا لإيمانهم بالأصل وكفرهم ببعض الفروع وسرعان ما ينقلب حالهم فيؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ولن يتوقف أمرهم على إنكار السنة فأصل المرض واحد وسيؤول بهم الأمر فى نهاية المطاف لإنكار الجميع والخروج من الإيمان بالكلية وهو ما نشاهده من أحوالهم حيث لا نكاد نفرق بينهم وبين النصارى والملاحدة ولا عجب من أن نسمع أن بعضهم يصلى الجمعة خلف النساء فى كنيسة أو يحضر مؤتمرا لمناهضة الإسلام وتدعيم الصهيونية .. نسأل الله العفو والعافية والسلامة.
-----------
(1) السيوطى: مفتاح الجنة فى الاحتجاج بالسنة،الجامعة الإسلامية المدينة المنورة، 1399، ص5 - 6
(2) السابق: ص 22
(3) سورة الحشر:7
(4) انظر الشوكانى محمد بن على بن محمد: الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة، تحقيق عبد الرحمن يحيى المعلمى، المكتب الإسلامى بيروت،ط3، 1407، ص291.
(5) أخرجه عن المقدام بن معديكرب بأسانيد صحيحة:أحمد (28/ 410 - 411، رقم 17174) واللفظ له، وأبو داود (4/ 238، رقم 4604)، والطبرانى (20/ 283، رقم 670)،والبيهقى فى السنن الكبرى (9/ 332، رقم 19253)، والدارقطنى (4/ 287، رقم 59)، وابن حبان (1/ 189، رقم 13).
(6) انظر: الشوكانى إرشاد الفحول 1/ 96.
(7) هو أبو عثمان عمر بن عبيد بن باب شيخ المعتزلة فى وقته تنسب إليه المعتزلة كما تنسب لواصل بن عطاء، ولد سنة 80 هـ وتوفى بموضع اسمه مران سنة 144 وقيل غير ذلك، انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان 3/ 460 - 462.
(8) انظر: أبو إسحق إبراهيم بن موسى الشاطبى: الاعتصام، تحقيق أبى عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، مكتبة التوحيد 2/ 18 - 30(/)
حديث الوضوء سلاح المؤمن
ـ[نبراس]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 02:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابحث عن تخريج حديث الوضوء سلاح المؤمن فأرجوا المساعدة بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:35]ـ
الحديث ورد في الدعاء ولايصح
وقدذكر ه العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة وحكم بانه موضوع
((الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض)) الضعيفة (179
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:30]ـ
((الوضوء سلاح المؤمن)): بعض الدعاة يوردون هذا القول على أنه حديث، وقد ذكر الشيخ عطية سالم في شرحه على بلوغ المرام – شرح صوتي فرغه الإخوة في الشبكة الإسلامية وهو من كتب الشاملة – أنه من كلام العوام.
وهو الأظهر فإنه لا يوجد في شيء من كتب السنة بهذا اللفظ ألبتة، وإنما روي من حديث علي رضي الله عنه بلفظ: ((الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض))، رواه أبو يعلى وغيره.
وروي أيضًا من حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا بلفظ: ((ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن)) رواه أبو يعلى وغيره أيضًا.
وكلا الحديثين موضوع كما قال الشيخ الألباني في (السلسلة الضعيفة) رقم (179 و180) كما سبق وأشار إليه أخونا الشيخ أبو محمد الغامدي. والله أعلم.
ـ[نبراس]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 12:55]ـ
جزاكما الله خيرا للأسف فبعض الدعاة لا يدققون في مثل هذه المسائل مما يجعل البعض يعتقد مثل هذه الاقوال أحاديث نبوية أو آثار(/)
ما معني له مجردالروية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معني له مجردالروية
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:00]ـ
/// لعلَّك تقصد: "مجرَّد الرؤية".
/// فإن كان كذلك فيقصد بذلك بعض الصحابة الذي رأوه (ص)، ولم يحصل لهم شرف الرواية عنه.(/)
ما قول نقَّاد الحديث في الأحاديث التي يرويها العلاء بن عبدالرحمن?
ـ[كمال يسين]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 11:45]ـ
السلام عليكم
سؤالي هو: عن الأحاديث التي يرويها العلاء بن عبد الرحمان, فرغم أنّه متكلم فيه و ضعّفه البعض, إلّا أنّي لاحظت أن الكثير من المحدّثين يصحّح الأحاديث التي يرويها, منهم من المتأخرين الشيخ الألباني رحمه الله تعالى, لا حظت هذا عندما أردت أن أبحث في مسألة قراءة الفاتحة في الصّلاة,
و عندما بحث المسألة في المحلى, لا حظت أن الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى لم يحتجّ بالأحاديث التي يرويها في هذه المسألة رغم أنّها تؤيّد مذهبه
,فهل بالفعل الإمام ابن حزم لا يحتجّ به؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 06:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
العلاء بن عبد الرحمن اختلفوا فيه قديما والراجح أنه ثقة لكن ليس في الدرجة العليا من الضبط والتثبت
تكلم فيه القطان وفضل سهيل ابن أبي صالح عليه ورده تلميذه أحمد بأنه لم يخبر حاله ولم يجالسه بل جالس سهيلا
وتكلم فيه ابن معين ولكنه وثقه مرة وقال لا بأس به
أما أحمد فوثقه جدا ورفعه على سهيل ومحمد بن عمرو
وقال الترمذي هو ثقة عند أهل الحديث
والعلاء روى عنه الأئمة شعبة ومالك وابن جريج ونظراؤهم
لكن العلاء يهم أحيانا ويروي مناكير لذلك اعتمده العلماء إلا فيما تفرد فيه وظهرت نكارته
قال أبو حاتم الرازي: روى عن العلاء الثقات، وأنا أنكر من حديثه أشياء
وقال أبو عمر ابن عبد البر عن حديث له: ليس بالمتين عندهم، وقد انفرد بهذا الحديث ليس يوجد إلا له، ولا تروى ألفاظه عن أحد سواه، والله أعلم.
وقال أبو داود: سهيل أعلى عندنا من العلاء أنكروا على العلاء صيام شعبان يعني حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
وهذا الحديث أنكره الأئمة على العلاء كالقطان وابن مهدي وأحمد وابن معين والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم
قال الخليلي: العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة مديني مختلف فيه لأنه يتفرد بأحاديث لا يتابع عليها
كحديث عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان
وقد أخرج مسلم في الصحيح المشاهير من حديثه دون هذا والشواذ .. ا. هـ
فلم يحتج به مسلم مطلقا لكنه أخرج من حديثه المشهور وقد كان للعلاء صحيفة مشهورة في المدينة رواها عنه الأئمة منهم مالك
قال الحافظ في النكت: القسم الثاني: أن يكون إسناد الحديث قد أخرجا لجميع رواته لا على سبيل الاحتجاج بل في الشواهد والمتابعات والتعاليق أو مقرونا بغيره.
ويلحق بذلك ما إذا أخرجا لرجل وتجنبا ما تفرد به أو ما خالف فيه. كما أخرج مسلم من نسخة العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - ما لم يتفرد به.
فلا يحسن أن يقال إن باقي النسخة على شرط مسلم؛ لأنه ما خرج بعضها إلا بعدما تبين له أن ذلك مما لم ينفرد به. فما كان بهذه المثابة لا يلحق أفراده بشرطهما.
الخلاصة: أن العلاء ثقة لا كشعبة والثوري فهما حجة ولا كباقي الثقات فهو دونهم لأنه يهم وله ما ينكر
فإذا تفرد بحديث توقف فيه فإذا ظهرت نكارته رد وإلا بقي والله أعلم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:26]ـ
التحقيق عندي بشأن العلاء: أنه صدوق متماسك، وحديثه في رتبة الحسن، اللهم إلا إذا خالفه من هو أوثق منه، أو جاء بما يُنْكر عليه! والله المستعان لا رب سواه ...
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:48]ـ
لا حظت أن الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى لم يحتجّ بالأحاديث التي يرويها في هذه المسألة رغم أنّها تؤيّد مذهبه, فهل بالفعل الإمام ابن حزم لا يحتجّ به؟
قال أبو محمد بن حزم في "المحلى" (7/ 26):
«العلاء (ثقة)؛ روى عنه شعبة وسفيان الثوري، ومالك، وسفيان بن عيينة، ومسعر بن كدام، وأبو العميس؛ وكلهم يحتج بحديثه؛ فلا يضره غمز ابن معين له» اهـ.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:57]ـ
قال الخليلي: العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة مديني مختلف فيه لأنه يتفرد بأحاديث لا يتابع عليها
كحديث عن أبيه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرج مسلم في الصحيح المشاهير من حديثه دون هذا والشواذ .. ا. هـ
فلم يحتج به مسلم مطلقا لكنه أخرج من حديثه المشهور وقد كان للعلاء صحيفة مشهورة في المدينة رواها عنه الأئمة منهم مالك
قال الحافظ في النكت: القسم الثاني: أن يكون إسناد الحديث قد أخرجا لجميع رواته لا على سبيل الاحتجاج بل في الشواهد والمتابعات والتعاليق أو مقرونا بغيره.
ويلحق بذلك ما إذا أخرجا لرجل وتجنبا ما تفرد به أو ما خالف فيه. كما أخرج مسلم من نسخة العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - ما لم يتفرد به.
فلا يحسن أن يقال إن باقي النسخة على شرط مسلم؛ لأنه ما خرج بعضها إلا بعدما تبين له أن ذلك مما لم ينفرد به. فما كان بهذه المثابة لا يلحق أفراده بشرطهما.
الخلاصة: أن العلاء ثقة لا كشعبة والثوري فهما حجة ولا كباقي الثقات فهو دونهم لأنه يهم وله ما ينكر
فإذا تفرد بحديث توقف فيه فإذا ظهرت نكارته رد وإلا بقي والله أعلم
? ذكر الشيخ/ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله- في تعليقه على «الديباج» للسيوطي (3/ 187):
___أن تعليل حديث: «إذا انتصف شعبان .. » بالعلاء؛ تعليل مردود، ثم قال: «قد أخرج مسلم كثيرًا للعلاء عن أبيه، وقال أحمد: "العلاء ثقة؛ لم نسمع أحدًا ذكره بسوء"» اهـ نقلاً عن "نثل النبال" ص (969) (ت/2332).
? وقال صاحب «عون المعبود» (6/ 331) -رحمه الله-:
___ «العلاء بن عبد الرحمن؛ وإن كان فيه مقال؛ فقد .... احتج به مسلم في "صحيحه"، وذكر له أحاديث انفرد بها رواتها، وكذلك فعل البخاري أيضًا» اهـ.
? قلتُ [أبو رقية]:
? كلام صاحب «العون» ((صحيح))؛ فقد احتج الإمام مسلم بروايته في «صحيحه»؛ وهذا يظهر جدًا بإدخاله الأحاديث ((التي تفرد بها)) -ولا يرويها غيره- في «صحيحه»؛ كحديث: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ»، وحديث: «الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ»، وغيرها.
وكما هو معلوم أن التصحيح فرع التوثيق؛ فتصحيح الإمام مسلم لهذه الأحاديث التي لا يرويها غير العلاء؛ مما يدل على توثيقه له، وتصحيحه لما ينفرد به ما لم يُخالف فيه. والله أعلم.
? أما بخصوص قوله -أي قول صاحب «العون» - «وكذلك فعل البخاري أيضًا»:
- فإن كان يقصد أنه فعل ذلك في «صحيحه»؛ فهو وهم! منه؛ لأن البخاري -رحمه الله- لم يروِ للعلاء شيئًا فيما أعلم. قال ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" (10/ 38): «لم يخرج [يعني البخاري] عن العلاء حديثًا فى كتابه» اهـ.
- أما إن كان يقصد في غير «الصحيح»؛ فلا وجه لذكره تخريج البخاري لحديثه؛ إذ لم يشترط البخاري الصحة في غير «صحيحه»؛ والله أعلم.
? والتحقيق عندي بشأن «العلاء»؛ هو ما قاله أخونا الشيخ سعيد السناري -زاده الله من فضله-:
أنه صدوق متماسك، وحديثه في رتبة الحسن؛ اللهم إلا إذا خالفه من هو أوثق منه، أو جاء بما يُنْكر عليه!.
فقد قال الإمام الجهبذ الناقد البصير؛ الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه «سير أعلام النبلاء» (6/ 187): «لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه» اهـ
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 10:57]ـ
بارك الله فيكم
الكلام في محورين:
الأولى: تفرد العلاء بن عبد الرحمن هل يقبل أم يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟
الثانية: تفرد العلاء بهذا الحديث بعينه هل هو علة أم لا؟
/// أما الثاني فقد تقدم النقاش حوله هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6332
وأزيد هنا قول الحافظ في النكت وإنكار ابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم مما تقدم
وأن التفرد قد يكون علة عند النقاد وقد لا يكون بحسب القرائن التي تحف الرواية والراوي وشيخه
نعم لهم منهج كلي تقريبي ذكره ابن رجب في شرح العلل والذهبي في آخر الموقظة وتحد الكلام على مسألة التفرد هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3817
المقصود أنه على التسليم بأن تفرد العلاء يقبل فليس منها هذا الحديث للقرائن
ولذلك تتابع النقاد على إنكاره على العلاء بل جعلوه من أنكر ما روى
أما كونه على شرط مسلم فهو أبعد لما تقرر _وإن غفل عنه الكثير_ أن صاحبا الصحيح خرجا الروايات في كتابيهما على طريقة الانتقاء فلهم في كل حديث يودعانه في الصحيح نقد خاص به فأنى لغيرهما أن يزعم أن الحديث الفلاني على شرطهما
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن أن يقال ظاهر السند _لا الحديث_ الفلاني على شرطهما
وقد تقدم النقاش حول هذه المسألة في ملتقى أهل الحديث ولم أنشط لنقل الرابط فاعذرني
ولذلك على التنزل في هذه المسألة فإن الصواب أن يقال:ترجمة العلاء عن أبيه عن أبي هريرة على شرط مسلم في الجملة دون ما كان منها منكرا أو كما يفهم من كلام الخليلي: ما اشتهر منها على شرطه دون غيره
وعدل مسلم عن هذا الحديث بعينه وقد أخرج من هذه السلسة الكثير دليل على إنكاره له ولذلك قال الخليلي ومن قبله شيخه الحاكم:
وقد أخرج مسلم في الصحيح المشاهير من حديثه دون هذا والشواذ.
وقال الحافظ كما تقدم: فلا يحسن أن يقال إن باقي النسخة على شرط مسلم؛ لأنه ما خرج بعضها إلا بعدما تبين له أن ذلك مما لم ينفرد به. فما كان بهذه المثابة لا يلحق أفراده بشرطهما. ا.هـ
ولا يقال لم يشترط مسلم اخراج جميع ما صح لأنه يقال هذا الحديث محتاج إليه وأصل في بابه ومسألته من مشاهير المسائل في الأحكام
كما استدل العلماء على عدم تخريج الشيخين لأحاديث الجهر بالبسملة بأنها معلولة عندهم
وهذه المسألة _مسألة ترك الشيخين تخريج بعض الأحاديث الأصول في بابها المحتاج إليها هل يفهم منه الإعلال أم لا_ تقدم النقاش حولها في الملتقى والأقرب أنه قرينة قوية إذا ضمت لها قرائن أخرى حكم بها كما هو واقع هنا في هذا الحديث
والله أعلم
/// أما الأول: فيمكن أن يقال تفرده ليس بعلة إلا إذا جاء بما ينكر ويدل عليه:
أولا: قول الإمام أحمد عن العلاء:"ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا" فحصر النكارة في حديثة بهذا الحديث فقط
ثانيا: أن مسلما صحح أحاديثا تفرد بها
وقد يجاب عن هذا بأنه يمكن أن يكون صححها لقرائن كأن يكون نظر إلى شهرتها وتتابع الأئمة كمالك وشعبة على روايتها عنه من غير نكير أو غير ذلك من القرائن
أو يجاب بقول الحافظ: فلا يحسن أن يقال إن باقي النسخة على شرط مسلم؛ لأنه ما خرج بعضها إلا بعدما تبين له أن ذلك مما لم ينفرد به. فما كان بهذه المثابة لا يلحق أفراده بشرطهما.
ولم أتحقق بعد من الأحاديث التي انتقاها مسلم من هذه النسخة هل تفرد ببعضها العلاء أم لا؟ ولعل هذا يكون إن شاء الله
ثالثا: أنها صحيفة أو كتاب _إن صح كونها كذلك_ وهذا يجبر من تفردها لكن هذا يختص بما رواه العلاء عن أبيه عن أبي هريرة لا بما رواه عن غير أبيه
رابعا: أن هذه سلسلة مدنية وكون الحديث مدني أو مكي يجبر من تفرد راويه به بخلاف ما لو كان شاميا مثلا
/// ويمكن أن يقال تفرده دليل على الوهم والعلة إلا ما كان ثبت على خلاف هذا لقرائن ويدل عليه:
أولا: أنه ضُعف كما كان من القطان وابن معين فهو ليس غاية في التثبت والاتقان كالزهري وقتادة وأبي الزناد
ومعلوم أن من يقبل تفرده في الطبقات المتأخرة عند انتشار المدارس والرحلة في طلب الحديث إنما هو الثقة الثبت المتقن أو الإمام المكثر
أما جمهور الثقات ومن دونهم كالصدوق ومن دونه فلا يقبل تفرده
يراجع التفصيل في ذلك في الرابط السابق
ثانيا: أنه قد أنكر عليها أشياء تفرد بها منها هذا الحديث والحديث الذي ذكره أبو عمر إضافة إلى قول أبي حاتم:
"وأنا أنكر من حديثه أشياء"
وقول الخليلي:"مختلف فيه لأنه يتفرد بأحاديث لا يتابع عليها".
وقول الحافظ: فلا يحسن أن يقال إن باقي النسخة على شرط مسلم؛ لأنه ما خرج بعضها إلا بعدما تبين له أن ذلك مما لم ينفرد به. فما كان بهذه المثابة لا يلحق أفراده بشرطهما.
ثالثا: أنه يلحق بأمثاله ما لم يمنع مانع وهو أن الأئمة قد ردوا تفرد أمثاله كما يعلم من كتب العلل
بل قد رد بعضهم تفرد من هو أقدم منه في أصحاب أبي هريرة وهو نعيم المجمر
بل ردوا تفرد من هو أوثق منه والعلاء لمز وضعف
فيقال أين أصحاب أبي هريرة عن هذه الأحاديث التي تفرد بها العلاء عن أبيه وهم قرابة الثمانمئة
فهذا مجال بحث وتتبع وتدقيق والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 11:02]ـ
نقلك:
فقد قال الإمام الجهبذ الناقد البصير؛ الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه «سير أعلام النبلاء» (6/ 187): «لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه» اهـ
قد يكون حجة عليك لأن هذا الحديث يدخل في الذي استثناه الذهبي فقد تتابع الأئمة على إنكاره والله أعلم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 06:48]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلام في محورين:
الأولى: تفرد العلاء بن عبد الرحمن هل يقبل أم يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟
الثانية: تفرد العلاء بهذا الحديث بعينه هل هو علة أم لا؟
? أولاً:
التفرد في ذاته ليس علة تُرَدُّ بها الأحاديث ((مطلقًا))؛ وإلا لرددنا كثيرًا من الأحاديث التي تفرد بها بعض الرواة الأثبات؛ لكونهم تفردوا بها!!. وإنما التفرد طريق يسلكها الناقد الجهبذ أحيانًا لإعلال الحديث؛ فيجعل التفرد من القرائن التي يرد بها الحديث. فلا ينبغي أن يفهم إعلال بعض الأئمة لبعض الأحاديث بالتفرد؛ لا ينبغي أن يفهم ذلك على أن التفرد علة في ذاته!. فإعلال الأحاديث بالتفرد لا يكون على كل حال، وليس لذلك ضابط يضبطه؛ بل لكل حديث نقد خاص به في ذلك؛ فمن الخطإ البين أن يجعل التفرد ((مطلقًا)) من العلل.
? ثانيًا:
أراك فهمتَ من كلامي تصحيح حديث «إذا انتصف شعبان»!؛ فهذا ما لم أشر إليه؛ فضلاً عن أن أقوله!.
بل غاية ما أشرتُ إليه؛ إنما هو رد قول من أعل الحديث (بمجرد) تفرد العلاء؛ (بدليل) أنه ليس كل ما تفرد به العلاء قد رُدَّ عليه؛ والأمثلة كثيرة!. وسبب قولي ذلك: إنما هو للتعقيب على قولك أن الأحاديث التي تفرد بها العلاء يتوقف فيها!!؛ حتى نجد له متابعًا. وهذا خطأ -بارك الله فيك-؛ فالراجح: أن الأحاديث التي تفرد بها العلاء؛ لا يتوقف فيها؛ بل تُقبل منه؛ إلا ما أنكر عليه منها؛ فهذه تُرَدُّ؛ والله أعلم.
...
? وهناك تعقيب آخر!؛ أحب أن أنبه عليه؛ وهو ما ذكرتَه في كلامك من تضعيف يحيى بن معين للعلاء!؛ فأقول:
? أولاً:
إن تضعيف ابن معين للعلاء؛ لا يعدوا إلا أن يكون تضعيفًا ((نسبيًا))؛ لا تضعيفًا ((مطلقًا)). ولذلك تجد أقوال ابن معين إنما وردت في سياقات نسبية (=إما بالنسبة لغيره، وإما بالنسبة لحديثه)؛ كقوله -كما في "تاريخ الدارمي" (1/ 173) - على سبيل المثال: «هو أحب إليك أو سعيد المقبري؛ فقال: سعيد أوثق والعلاء ضعيف» اهـ. فابن معين لم يقل بضعف العلاء مطلقًا؛ وإنما قال ذلك بالنسبة لسعيد المقبري؛ فإنه قال: «سعيد أوثق والعلاء ضعيف» قال الحافظ ابن حجر في -"التهذيب" (8/ 166) - «يعني ((بالنسبة)) إليه؛ يعني كأنه لما قال أوثق خشي أنه يظن أنه يشاركه في هذه الصفة وقال إنه ضعيف» اهـ
? ثانيًا:
أن الثابت عن ابن معين؛ إنما هو توثيق العلاء؛ وليس تضعيفه!. فقد قال -كما في "تاريخ الدارمي" (1/ 173) -: «ليس به بأس» اهـ. ومعلوم عن ابن معين أنه يطلق هذه العبارة على من يوثقهم؛ وإن كانوا ليسوا في أعلى درجات التوثيق؛ فقد أخرج ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (1/ 227)، (3/ 192) -ومن طريقه ابن شاهين في "الثقات" (1/ 270)، وفي "الضعفاء" ص (34)، وكذا الخطيب في "الكفاية" (1/ 99) - قال: «قلت ليحيى بن معين: إنك تقول: (فلان ليس به بأس)، (وفلان ضعيف)؟؛ قال: إذا قلت لك: (ليس به بأس=)؛ (=فهو ثقة)، وإذا قلت لك: هو ضعيف؛ فليس هو بثقة؛ لا يكتب حديثه» اهـ و (إسناده صحيح) إلى ابن معين.
وقد قرر الحافظ -في "مقدمة الفتح" (1/ 455) - أن قول ابن معين: (ليس به بأس)؛ أن ذلك توثيق منه للراوي.
فائدة:
قال الحافظ العراقي: «لم يقل ابن معين: إن قولي: (ليس به بأس) كقولي: (ثقة)؛ .... إنما قال: إن من قال فيه هذا؛ فهو ثقة. وللثقة مراتب؛ فالتعبير بـ (ثقة) أرفع من التعديل بـ (لا بأس به) وإن اشتركا في مطلق الثقة» اهـ.
...
نقلك:
فقد قال الإمام الجهبذ الناقد البصير؛ الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه «سير أعلام النبلاء» (6/ 187): «لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه» اهـ
قد يكون حجة عليك لأن هذا الحديث يدخل في الذي استثناه الذهبي فقد تتابع الأئمة على إنكاره والله أعلم
بل لا يكون حجة مطلقًا؛ لأنني أسير على خطاهم في إنكار هذا الحديث إن شاء الله (:) ابتسامه:)).
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 10:25]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأما حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
فقد صحَّ خلافه، من أوجه، أذكر منها مثالا:
قال أبو عبد الله البخاري في كتاب الصوم، باب 52:
(يُتْبَعُ)
(/)
1970 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِى سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - حَدَّثَتْهُ قَالَتْ لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْراً أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ «خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ» وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا. طرفاه 1969، 6465 - تحفة 17780
وقال مسلم في كتاب الصيام، باب 34
2777 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ أَبِى النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضى الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ. وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَاماً فِى شَعْبَانَ. تحفة 17710 - 1156/ 175
2778 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ - عَنِ ابْنِ أَبِى لَبِيدٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ. وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ. وَلَمْ أَرَهُ صَائِماً مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً. تحفة 17729 - 1156/ 176
فهذا من أوجه إنكار هذا الحديث، ولم ينكر الحديثُ على العلاء اعتباطا، ومحاولة تصحيحه بمجرد توثيق رجاله، كما فعل بعض المعاصرين، مما لا يسعني أن أوافقهم عليه،
والله تعالى أجل وأعلم
[ u][color=red[/center]
[size=5] بل لا يكون حجة مطلقًا؛ لأنني أسير على خطاهم في إنكار هذا الحديث إن شاء الله (:) [ color=blue] ابتسامه:)).
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 10:28]ـ
وقال أبو داود في كتاب الصوم، باب 12:
2337 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَدِمَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدِينَةَ فَمَالَ إِلَى مَجْلِسِ الْعَلاَءِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا». فَقَالَ الْعَلاَءُ اللَّهُمَّ إِنَّ أَبِى حَدَّثَنِى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ الثَّوْرِىُّ وَشِبْلُ بْنُ الْعَلاَءِ وَأَبُو عُمَيْسٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلاَءِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لاَ يُحَدِّثُ بِهِ قُلْتُ لأَحْمَدَ لِمَ قَالَ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ وَقَالَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم خِلاَفَهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَلَيْسَ هَذَا عِنْدِى خِلاَفَهُ وَلَمْ يَجِئْ بِهِ غَيْرُ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ. تحفة 14051
والقائل: (قال أبو داوود) هو أبو عمرو اللؤلؤي
ـ[كمال يسين]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 11:08]ـ
بارك الله فيكم على تفاعلكم هذا, سأقول لكم كيف جاءت فكرة السؤال:
وجدت حديثا لأبي هريرة رضي الله عنه الذي قال فيه" إقرأ بها في نفسك يا فارسي"- أعتذر لأني لا أستحضر الحديث , و أنا الآن في العمل بعيدا عن المصادر-على ما أظن عند أبي داود,
(يُتْبَعُ)
(/)
و هذا الحديث فيه العلاء بن عبد الرحمان, و لا أظن أن هذا الحديث له طريق آخر من غير العلاء.
فهل يعتبر هذا الحديث صحيحا, لأنّه لو كان صحيحا, أظن أنّه سيكون حجة لمن اعتبر أن قراءة الفاتحة وراء الإمام منسوخة بحديث أبي هريرة الذي قال فيه "فانتهى الناس فيما جهر به"
لأن حديث العلاء هو المتأخر طبعا, و كلا الحديثين لأبي هريرة, فيكون حديث العلاء يبين أن أبا هريرة لم يقصد من الحديث الآخر النّهي عن القراءة وراء الإمام,
و الله أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:57]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال مسلمٌ في كتاب الصلاة، باب 11:
904 - وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهْىَ خِدَاجٌ - ثَلاَثاً - غَيْرُ تَمَامٍ». فَقِيلَ لأَبِى هُرَيْرَةَ إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ. فَقَالَ اقْرَأْ بِهَا فِى نَفْسِكَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِى عَبْدِى وَإِذَا قَالَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِى. وَإِذَا قَالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. قَالَ مَجَّدَنِى عَبْدِى - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَىَّ عَبْدِى - فَإِذَا قَالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. قَالَ هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. قَالَ هَذَا لِعَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ». قَالَ سُفْيَانُ حَدَّثَنِى بِهِ الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فِى بَيْتِهِ فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ. تحفة 14021 - 395/ 38
واحتج به البخاري في كتاب القراءة (12 و80 إلى 88)
هذه واحدة
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 01:00]ـ
وقال الترمذي في كتاب الصلاة، باب 121:
313 ت - وَلَيْسَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ مَا يَدْخُلُ عَلَى مَنْ رَأَى الْقِرَاءَةَ خَلْفَ الإِمَامِ لأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ هُوَ الَّذِى رَوَى عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم هَذَا الْحَدِيثَ وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِىَ خِدَاجٌ فَهِىَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ». فَقَالَ لَهُ حَامِلُ الْحَدِيثِ إِنِّى أَكُونُ أَحْيَاناً وَرَاءَ الإِمَامِ قَالَ اقْرَأْ بِهَا فِى نَفْسِكَ. وَرَوَى أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِىُّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ أَمَرَنِى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُنَادِىَ أَنْ لاَ صَلاَةَ إِلاَّ بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ. تحفة 14080 ل، 13619 ل - 312
ـ[كمال يسين]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيك أخي أبا مريم
هذا ما أردت , لكن أردت أن أتأكد هل حديث العلاء متفق على صحته.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 03:55]ـ
لأنّه لو كان صحيحا, أظن أنّه سيكون حجة لمن اعتبر أن قراءة الفاتحة وراء الإمام منسوخة بحديث أبي هريرة الذي قال فيه "فانتهى الناس فيما جهر به"
عفوا أقصد" حجة على من اعتبر أن قراءة الفاتحة وراء الإمام منسوخة بحديث أبي هريرة الذي قال فيه "فانتهى الناس فيما جهر به"
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 06:03]ـ
بارك الله فيك أخي أبا رقية
أولا: لم أقل أن التفرد علة بإطلاق ولكن فيه تفصيل ذكره ابن رجب والذهبي وسبق أن أشرت إليه بالإحالة على رابط قديم
ثانيا: الذي أفهمه من كلام النقاد على حديث انتصاف شعبان أن العلة نكارة في متنه سببها تفرد العلاء وتفرده به هنا دليل على وهمه
وقد قلت في الرابط المحال عليه:
هذه النكارة التي في المتن من أين جاءت؟؟
السند صحيح لكن المتن منكر فأين الخلل؟؟
هل يمكن أن يكون السند خاليا من العلة ومتنه باطل؟؟ لا يمكن أبدا لا بد من وجود علة كانت سببا في بطلان المتن
فممن دخل الخلل هل هو من أبي هريرة هل هو من عبد الرحمن مولى الحرقة أم من ابنه العلاء أم ممن هو دونهم؟؟
لا شك كما يفهم من كلام العلماء ومن تخريج الحديث ودراسة رجاله أن تعليق الوهم بالعلاء أقرب به من غيره
فما هو هذا الوهم؟؟ هل هو تدليسه؟؟ هل هو لسوء حفظه؟؟ هل هو لأنه لم يكن في كتابه؟ هل هو ....
لن تجد علة أقرب من تفرده بهذا الحديث
ويراجع كلام المعلمي حول هذه الجزئية في الرابط المحال عليه
أما قولك: (بدليل) أنه ليس كل ما تفرد به العلاء قد رُدَّ عليه؛ والأمثلة كثيرة!.
فلا يصح لأننا اتفقنا أن التفرد ليس علة مطلقا بل فيه تفصيل ومنه أن العبرة بالقرائن وكون الحفاظ قبلوا بعض تفردات راوٍ ما في مكان ما لا يعني أنهم يقبلون تفرده في كل مكان وهذا يساوي قولنا أن العلة هنا عندهم تفرد العلاء
ثالثا: لا شك أن ابن معين لم يضعف العلاء مطلقا هذا لا يفهم من تتبع كلامه ولكنه غمزه كما غمزه القطان لأوهامه وبعض منكراته
فقولي: "ضُعف" لا يساوي "ضعيف" كما يفهم من اصطلاح أهل الفن والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 08:17]ـ
الأخ/ أمجد الفلسطيني؛ بارك الله فيه
يبدو أنه لا خلاف بيننا؛ ولكن ما جواب هذا السؤال عندك:
تفرد العلاء بن عبد الرحمن هل يقبل أم يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟
عن نفسي؛ فأنا أقول كما قال الذهبي (الحافظ) -رحمه الله تعالى-: «لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه» اهـ عن «السِّيَر» (6/ 187).
ومعنى قول الذهبي: أن (الأصل) في تفرد العلاء أنه يُقبَلُ؛ اللهم إلا إذا أُنكِرَ عليه.
فهل تقول بذلك مثلي؟!
أم تقول بما فهمتُهُ منك: أن تفرد العلاء يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟!
فإن كنت لا توافقني؛ فما معنى إدراج الإمام مسلم لبعض الأحاديث التي تفرد بها العلاء في «صحيحه»؟!؛ وما جوابك عن ذلك؟!
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:42]ـ
الأخ/ أمجد الفلسطيني؛ بارك الله فيه
يبدو أنه لا خلاف بيننا؛ ولكن ما جواب هذا السؤال عندك:
تفرد العلاء بن عبد الرحمن هل يقبل أم يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟
عن نفسي؛ فأنا أقول كما قال الذهبي (الحافظ) -رحمه الله تعالى-: «لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، لكن يتجنب ما أنكر عليه» اهـ عن «السِّيَر» (6/ 187).
ومعنى قول الذهبي: أن (الأصل) في تفرد العلاء أنه يُقبَلُ؛ اللهم إلا إذا أُنكِرَ عليه.
فهل تقول بذلك مثلي؟!
أم تقول بما فهمتُهُ منك: أن تفرد العلاء يتوقف فيه إلى أن نجد له متابعا؟!
فإن كنت لا توافقني؛ فما معنى إدراج الإمام مسلم لبعض الأحاديث التي تفرد بها العلاء في «صحيحه»؟!؛ وما جوابك عن ذلك؟!
للتذكير؛ بارك الله فيك(/)
ما رأيكم في ردِّ الحافظ العراقي على الإمام ابن تيمية في كلامه على بعض أحاديث عاشوراء
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 01:32]ـ
ـ قال الفقيه شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني (المتوفى: 954هـ) في كتابه مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل: قلت: وقد سئل الحافظ عبد الرحيم العراقي الشافعي عن أكل الدجاج والحبوب يوم عاشوراء أهو مباح أو محرم فأجاب بأنه من جملة المباحات فإن اقترنت به نية صالحة فهو من الطاعات قال وذكر أن بعض أهل العصر أفتى بتحريم ذلك في هذا اليوم وأنه لا يستحب فيه شيء غيرالصوم قال فسألت عنه فإذا هو ممن ينتحل فتاوى الشيخ تقي الدين بن تيمية فنظرت بعض فتاوي الشيخ تقي الدين المتعلقة بذلك فوجدته سئل عن أشياء تتعلق بيوم عاشوراء ومن المسؤول عنه ذبح الدجاج وطبخ الحبوب في هذا اليوم فأجاب ليس شيء من ذلك سنة في هذا اليوم بل هو بدعة لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعلها هو ولا أصحابه ثم ذكر حديثا عن أبي هريرة يتضمن الأمر بصيامه والتوسعة فيه على العيال وإحياء ليلته والصلاة فيه وأن من اغتسل فيه لم يمرض إلا مرض الموت ومن اكتحل فيه لم ترمد عينه في تلك السنة ثم قال وقد علم أنه لم يستحب أحد من أئمة الإسلام ولا روى أحد من أئمة الحديث ما فيه استحباب الاغتسال في يوم عاشوراء ولا الكحل والخضاب وتوسيع النفقة ولا الصلاة المذكورة ولا إحياء ليلة عاشوراء ولا أمثال ذلك مما تضمنه هذا الحديث ولا ذكروا في ذلك سنة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلى ما بلغني في ذلك رواه ابن عيينة عن محمد بن المنتشر أنه من وسع على أهل يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته قال ابن المنتشر جربناه ستين سنة فوجدناه حقا ثم اعترض على ابن المنتشر فيما ذكره ثم قال العراقي ولقد تعجبت من وقوع هذا الكلام من هذا الإمام الذي تقول أصحابه أنه أحاط بالسنة علما وخبرة وقوله لم يستحب أحد من أئمة الإسلام توسيع النفقة على الأهل يوم عاشوراء وقد قال بذلك عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله ومحمد بن المنتشر وابنه وأبو الزبير وشعبة ويحيى بن سعيد وسفيان بن عيينة وغيرهم من المتأخرين وأما قوله: ولا روى أحد من أئمة الحديث ما فيه استحباب ذلك فليس كذلك فقد رواه من أئمة الحديث في كتبهم المشهورة الطبرانيفي الكبير والبيهقي في الشعب وابن عبد البر في الاستذكار وغيرهم من أئمة الحديث وأما قوله: ولا ذكروا في ذلك سنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس كذلك فقد رواه ابن عبد البر في الاستذكار عن عمر بن الخطاب بإسناد جيد ثم ذكر من حديث شعبة عن ابن الزبير عن جابر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته" قال جابر جربناه فوجدناه كذلك وقال ابن الزبير مثله وقال شعبة مثله رواه ابن عبد البر في الاستذكار ورجاله رجال الصحيح ثم ذكر من حديث ابن مسعود نحوه وقال رواه الطبراني في الكبير ثم ذكر حديث ابن مسعود من طريق آخر بزيادة فيه وهي أنا الضامن له كل درهم ينفق يوم عاشوراء يريد به ما عند الله حسب بسبعمائة ألف في سبيل الله وكان عند الله أكثر ثوابا ممن في السموات والأرض ومن تصدق في يوم عاشوراء فكأنما تصدق على ذرية آدم صلوات الله عليه وسلامه قال ابن عساكر حديث غريب جدا قال العراقي هو حديث منكر ثم قال العراقي واعلم أن حديث ابن مسعود في التوسعة ليس في شيء من الكتب الستة فلا يغتر بذكر ابن الأثير له في جامع الأصول فإن ذلك وهم عجيب قال وهذا الكتاب كأنه ليس بمحرر فإن فيه عدة أوهام وأعجب من ذلك أن أخاه ذكر في اختصاره لجامع الأصوال هذا الحديث وعلم عليه علامة البخاري ومسلم وهذا غلط فاحش منهما والحديث ليس في شيء من الكتب الستة ألبتة ثم ذكر من حديث أبي هريرة نحو حديث جابر المتقدم وقال رواه البيهقي في الشعب ثم ذكر حديث أبي هريرة الذي ذكره ابن تيمية وقال إن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات وقال هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه وأن ابن تيمية قال لا يجوز أن يقال هذا مؤمن فضلا عن أن يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال العراقي والحق ما قاله ابن الجوزي وابن تيمية من أنه حديث موضوع ثم ذكر من حديث أبي سعيد الخدري وابن عمر نحو حديث جابر المتقدم ثم قال هذا ما وقع لنا من الأحاديث المرفوعة وأصحها حديث جابر من الطريق الأولى م روي بسنده عن عمر بن الخطاب موقوفا من وسع على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة قال يحيى بن سعيد جربنا ذلك فوجدناه حقا قال وإسناده جيد انتهى. ملخصا من جزء للحافظ العراقي نحو الكراس وذكر السخاوي عن العراقي في أماليه أنه قال في طريق جابر التي ذكرها في الاستذكار إنها على شرط مسلم. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 02:37]ـ
أخي المكرم:
فتوى الحافظ العراقي في الرد على شيخ الإسلام ابن تيمية مخطوطة اطلعت عليها، والصواب في هذه المسألة من جهة التحقيق الحديثي هو ما ذكره الثاني، اعتماداً على بحث توسعتُ فيه، وما قيل من أسانيد الحديث إنه صحيح أو قوي فهو معلول.
- ملاحظة للأخ أبي نافع: لاحظت أن مواضيعك أكثرها أسئلة؟ فهل في هذا سر؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 04:15]ـ
"من حديث شعبة عن ابن الزبير عن جابر أنه قال"
لعله عن أبي الزبير عن جابر؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 11:10]ـ
أخي المكرم:
فتوى الحافظ العراقي في الرد على شيخ الإسلام ابن تيمية مخطوطة اطلعت عليها،
قد نقلها برمتها: النبهاني في (إغاثة الخلق) ..
وحديث جابر عند ابن عبد البر: إعلاله بما ذكره المتأخرون فيه نظر لا يخفى؟ ...
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:02]ـ
ماعنوان المخطوطة يا محمد زياد
ـ[سفيان باسويدان]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 10:51]ـ
للشيخ محمد زياد التكلة حفظه الله ... قد بحثت عن هذا المخطوط الذي اطلعت عليه، فهل تكرمت برفعه؟ وهل هو الجزء المراد من قول السخاوي في المقاصد نقلا عن العراقي: وقد جمعت طرقه في جزء؟ أفدني بارك الله فيك!(/)
هدية لطلاب الحديث النبوي
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[22 - Feb-2009, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف هذه الهدية لطلاب الحديث النبوي (ص)
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 09:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ...
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 11:04]ـ
غفر الله لك يا أخي لمَ لم تقل أن الكتاب باللغة الهندية بدل أن نتعب أنفسنا ونحمله ثم نتفاجأ بذلك
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 10:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
ياأخي هادي آل غانم الموقر
أولا أرجو منكم العفو
ثم أقدم إليك هذه الهدية المتعلقة بالحديث النبوي صلي الله عليه وسلم أيضا
وهذا باللغة العربية
مع طلب الدعاء من حضرتكم أن يتقبلهاويجعلهانافعا
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 11:09]ـ
وتفضل
وأنتظرالجواب منكم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 12:14]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد يامين القاسمي وأثابك الله
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 11:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وتفضل مزيدا
وأحيط حضرتكم ياأخي هادي آل غانم المحترم أنني بفضله وتوفيقه تعالي قمت بهذه العملية علي كل من الكتب الستة فإن تري من المناسب فأرسل شيأفشيأ إليكم إن شاءالله تعالي
أنتظرالجواب مع رجاء الدعاء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 11:12]ـ
وتفضل ياأخي المكرم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 07:48]ـ
وتفضلوا مزيدا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 08:07]ـ
وتقبل مزيدا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:46]ـ
وتفضلوا ياإخي المحترم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:34]ـ
وتفضلوا مزيدا(/)
ما هو حكم رواية هذا الراوي (الحارث بن غسان)؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 03:30]ـ
ما هو حكم رواية هذا الراوي؟
الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ أَبُو غَسَّانَ قال العقيلى حدث بمناكير و قال أبو حاتم مجهول و أورده ابن حبان في الثقات.
و في تفسير ابن كثير سورة الكهف الآية 110
قال الحافظ أبو بكر البزار: الحارث بن غسان روى عنه جماعة، وهو ثقة بصري ليس به بأس.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 10:30]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ما هو حكم رواية هذا الراوي؟
الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ أَبُو غَسَّانَ قال العقيلى حدث بمناكير و قال أبو حاتم مجهول و أورده ابن حبان في الثقات.
و في تفسير ابن كثير سورة الكهف الآية 110
قال الحافظ أبو بكر البزار: الحارث بن غسان روى عنه جماعة، وهو ثقة بصري ليس به بأس.
فهل لك أن تذكر الرواية التي تنظر فيها؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 05:06]ـ
في تفسير ابن كثير سورة الكهف الآية 110
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي حدثنا الحارث بن غسان حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة، فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا. فتقول الملائكة: يا رب! والله ما رأينا منه إلا خيراً! فيقول: إن عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي)، ثم قال: الحارث بن غسان روى عنه جماعة، وهو ثقة بصري ليس به بأس.
إلى أني بحثت عنه في مسند البزار بتحقيق د. محفوظ الرحمان فلم أجده
شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ >> التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ >> الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي إِخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ >>
6567 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، نا تَمْتَامٌ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، نا الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ أَبُو غَسَّانَ، نا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، نا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُجَاءُ بِأَعْمَالِ بَنِي آدَمَ فَيُصَبُّ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُحُفٍ مُخَتَّمَةٍ، فَيَقُولُ: خُذُوا وَأَلْقُوا هَذَا، فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَا إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: إِنَّ عَمَلُهُ كَانَ لِغَيْرِي، وَإِنِّي لَا أَقْبَلُ إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهِي " *
التَّارِيخُ الْكَبِيرُ >>
549 قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا أَتَقَبَّلُ إِلَّا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهِي " *
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 09:46]ـ
الحارث بن غسان المزني , أبو غسان المصري
قال أبو حاتم: شيخ مجهول
و قال العقيلي: لا يتابع على حديثه و قد حدث هذا الشيخ بمناكير.
و ذكره ابن حبان في الثقات (6\ 175) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
راجع:
الجرح و التعديل: (3\ 85)
الميزان: (1\ 441)
اللسان: (2\ 155)
الضعفاء للعقيلي: (1\ 218 - 219)
التاريخ الكبير: (1\ 2\278)
المغني في الضعفاء: (1\ 143)
المصدر:من هامش الجامع لشعب الإيمان للبيهقي , (10\ 295)
بتحقيق: مختار أحمد الندوي , طبعة الأوقاف القطرية.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 10:55]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
في تفسير ابن كثير سورة الكهف الآية 110
وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي حدثنا الحارث بن غسان حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة، فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا. فتقول الملائكة: يا رب! والله ما رأينا منه إلا خيراً! فيقول: إن عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي)، ثم قال: الحارث بن غسان روى عنه جماعة، وهو ثقة بصري ليس به بأس.
إلى أني بحثت عنه في مسند البزار بتحقيق د. محفوظ الرحمان فلم أجده
مسند أنس من مسند البزار ليس في الأجزاء التي حققها د/ محفوظ الرحمن، وقد حقق الأجزاء التسعة الأولى، وأحسب أن مسند أنس في المجلد الرابع عشر،
فيراجع،
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...
الرجل هو: الحارث بن غسان المزني (المري) البصري، أبو غسان
قال الهيثمي: لم أعرفه.
ترجم له البخاري في (التاريخ الكبير) ولم يعلق عليه، وذكر له حديثا منكرا.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ مجهول.
وذكره ابن حبان في (الثقات)، واكتفى بذكره فقط.
وذكره العقيلي في (الضعفاء) وذكر له بعض الأحاديث المنكرة، وقال: فلا يتابع عليهما، وقد حدث هذا الشيخ بمناكير.
قال ابن حجر في (لسان الميزان): قال الأزدي: ليس بذاك.
فالرجل ضعيف، بل شديد الضعف.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:31]ـ
وبالنسبة لرواية البزار، فقد أخرجها في المسند 14/ 8، وقال:
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، والحارث بن غسان رجل من أهل البصرة ليس به بأس قد حدث عنه جماعة من أهل العلم.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 08:22]ـ
بارك الله فيكم الأخ أبو مريم و محمد الجاسم و الأخ سكران التميمي.
"وبالنسبة لرواية البزار، فقد أخرجها في المسند 14/ 8،" في أي طبعة ثقصد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 08:55]ـ
بارك الله فيكم الأخ أبو مريم و محمد الجاسم و الأخ سكران التميمي.
"وبالنسبة لرواية البزار، فقد أخرجها في المسند 14/ 8،" في أي طبعة ثقصد
وفيك بارك أخي الكريم
ومرادي حفظك الله طبعة مكتبة العلوم والحكم للبحر الزخار(/)
تلخيص الشروح لمشكاة المصابيح
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[23 - Feb-2009, صباحاً 10:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
هل هناك مصنف لجميع الاحاديث التي رواها الامام مالك؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 02:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كما تعلمون ان موطأ الامام مالك بن انس رحمه الله تعالى له روايات مختلفة كرواية يحيى بن يحيى الليثي ومحمد بن الحسن الشيباني والقعنبي وغيرهم وتختلف الرويات في عدد الاحاديث.
ولكن هل هناك من صنف كتاب جمع فيها جميع الاحاديث التي رواها الامام مالك من جميع روايات الموطا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:25]ـ
أهلا بك أخي الكريم، ولكن لا تغضب مني لما سأقوله:
نعم يوجد، ولكني نسيت اسمه، فسامحني (ابتسامة)
لعل الأحبة هنا يذكروننا به.
طبعا ناهيك عن المخطوط الذي لم يطبع بعد
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 05:16]ـ
أخي الفاضل:
لقد جمع الشيخ سليم الهلالي روايات الموطأ الثمانية في كتاب واحد في خمس مجلدات الخامس منها الفهارس، ونشرته الفرقان في دبي
ولقد ألف الجوهري كتابه " مسند الموطأ " نشر دار الغرب الإسلامي
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 11:55]ـ
نعم جمعها الشيخ المحدث سليم الهلالي حفظه الله في ستة مجلدات تجدها مصور في الوقفية
ـ[المدقق اللغوي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 03:39]ـ
نعم جمعها الشيخ المحدث سليم الهلالي حفظه الله في ستة مجلدات تجدها مصور في الوقفية
نسخة الوقفية على موقع أرشيف
http://www.archive.org/details/motaa8motaa8
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 07:51]ـ
بالإضافة إلى نسخة الشيخ سليم الهلالي التي سبق ذكرها، يوجد نسخة أخرى للموطأ اعتنى بها أبو صهيب الكرمي: حسان عبد المنان، وطبعت في بيت الأفكار الدولية في مجلد واحد.
اعتمد المعتني بها على رواية يحيى بن يحيى الليثي وزاد عليها روايات محمد بن الحسن وأبي مصعب الزهري وابن زياد والقعنبي وزيادات آخرى من ثلاث وعشرين رواية. (حسب ما جاء على طرة الكتاب). طبع سنة 2004م.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 10:11]ـ
الاخوان الافاضل شكراً لكم وجزاكم الله كل خير
واعذروني على التاخر في الرد
ـ[أبومروة]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
مشكور أخي على هذه الفائدة الموطئية
(ابتسامة)
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 11:27]ـ
للحافظ ابي القاسم الجوهري الغافقي المالكي كتاب مسند ما ليس في الموطأ جمع فيه اغلب روايان الامام رضي الله عنه، غير ان الكتاب مفقود
وفقكم الله(/)
الخلاف في عجب الذنب وهل يبلى؟؟ الوارد في الحديث الصحيح
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 10:58]ـ
الحديث:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا اَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْاَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ اَبَا صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ اَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ اَرْبَعُونَ قَالُوا يَا اَبَا هُرَيْرَةَ اَرْبَعُونَ يَوْمًا قَالَ اَبَيْتُ قَالَ اَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ اَبَيْتُ قَالَ اَرْبَعُونَ شَهْرًا قَالَ اَبَيْتُ وَيَبْلَى كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الْاِنْسَانِ اِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ فِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ وقوله في الحديث " ويبلى كل شيء من الانسان "
قال الجافظ رحمه الله
يحتمل ان يريد به يفتى اي تعدم اجزاؤه بالكلية، ويحتمل ان يراد به يستحيل فتزول صورته المعهودة فيصير على صفة جسم التراب، ثم يعاد اذا ركبت الى ما عهد.
وزعم بعض الشراح ان المراد انه لا يبلى اي يطول بقاؤه، لا انه لا يفنى اصلا.
والحكمة فيه انه قاعدة بدء الانسان واسه الذي ينبني عليه فهو اصلب من الجميع كقاعدة الجدار، واذا كان اصلب كان ادوم بقاء، وهذا مردود لانه خلاف الظاهر بغير دليل.
وقال العلماء: هذا عام يخص منه الانبياء، لان الارض لا تاكل اجسادهم.
والحق ابن عبد البر بهم الشهداء والقرطبي المؤذن المحتسب.
قال عياض فتاويل الخبر وهو كل ابن ادم ياكله التراب اي كل ابن ادم مما ياكله التراب وان كان التراب لا ياكل اجسادا كثيرة كالانبياء.
قوله: (الا عجب ذنبه) اخذ بظاهره الجمهور فقالوا: لا يبلى عجب الذنب ولا ياكله التراب، وخالف المزني فقال " الا " هنا بمعنى الواو، اي وعجب الذنب ايضا يبلى.
وقد اثبت هذا المعنى الفراء والاخفش فقالوا: ترد " الا " بمعنى الواو.
ويرد ما انفرد به المزني التصريح بان الارض لا تاكله ابدا كما ذكرته من رواية همام، وقوله في رواية الاعرج " منه خلق " يقتضي انه اول كل شيء يخلق من الادمي، ولا يعارضه حديث سلمان " ان اول ما خلق من ادم راسه " لانه يجمع بينهما بان هذا في حق ادم وذاك في حق بنيه، او المراد بقول سلمان نفخ الروح في ادم لا خلق جسده(/)
التقسيم الثلاثي للحديث يذكره مسلم في مقدمة صحيحه
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 02:27]ـ
في صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط لإبن الصلاح صفحة رقم 91
"ذكر مسلم رحمه الله أولا أنه يقسم الأخبار ثلاثة أقسام
الأول ما رواه الحفاظ المتقنون
والثاني ما رواه المستورون المتوسطون في الحفظ والإتقان
والثالث ما رواه الضعفاء والمتروكون
فإذا فرغ من القسم الأول اتبعه بذكر القسم الثاني وأما الثالث فلا يعرج عليه فذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ وصاحبه أبو بكر البيهقي أن المنية اخترمته قبل إخراج القسم الثاني وذكر القاضي الحافظ عياض بن موسى من المغاربة أن ذلك مما قبله الشيوخ والناس من الحاكم وتابعوه عليه وأن الأمر ليس على ذلك فإنه ذكر في كتابه هذا أحاديث الطبقة الأولى وجعلها أصولا ثم اتبعها بأحاديث الطبقة الثانية على سبيل المتابعة والاستشهاد وليس مراد مسلم بذلك إيراد الطبقة الثانية مفردة وكذلك ما أشار إليه مسلم من أنه يذكر علل الأحاديث قد وفى به في هذا الكتاب في ضمن ما أتى به فيه من جمع الطرق والأسانيد والاختلاف"
ـ[معالم السنن]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 10:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راجع كتاب ماهكذا تورد الابل في الرد على الشيخ /ربيع
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
من يدلني أويرسلني
ـ[محمدأبوالمحاسن القاسمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, صباحاً 11:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يدلني أويرسلني
كتاب الرجال للببخاري للقاسمي
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 12:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
هل تقصدهذا
فتفضل
ـ[محمدأبوالمحاسن القاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
نعم هذاهو
أرجوكاملا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل
وارجو أن لاتنساني في الدعاء
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:24]ـ
وتفضل
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:30]ـ
وتفضل-
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:33]ـ
وتفضل
ا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, صباحاً 11:37]ـ
وتفضل
2(/)
أكثر من سبعين فائدة للعلوان حول أهمية تدبر وفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد
فقد ألقى فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان بتاريخ 29/ 1/1422هـ كلمة حول أهمية تدبر وفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الفهم الصحيح والتي بها يتوصل الإنسان الى معرفة حدود ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم إذ هي الغاية التي يجب المصير إليها ثم العمل بمقتضى ذلك ثم ذكر فضيلته حديثا في الصحيحين ـ على سبيل المثال مبينا ما حوته أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من المعاني العظيمة والفوائد الجمة والمعاني الغزيرة ـ واستنبط منه أكثر من سبعين فائدة فقال حفظه الله تعالى:
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الرحمن بن يعقوب كليهما عن أبي حازم سلمة بن دينار ـ واللفظ لعبد العزيز ـ قال:) أخبرني سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يُحِبُّ اللهَ ورسولَهُ ويحبُّهُ اللهُ ورسُولُهُ. قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمْر النعم (. وأخرجه مسلم أيضا من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه وفيه) قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال فسار عليٌّ شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (ورواه مسلم أيضا من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مختصرا.
فوائد الحديث:
1 - فيه حرص الصحابة على تبليغ هذا الدين.
2 - فيه عقد الإمام لألوية الجهاد.
3 - فيه أن الأمر المشترك لا تشبه فيه فالألوية والرايات كانت معروفة من قبل.
4 - فيه أن الإمارة خاصة بالرجال دون النساء.
5 - التبشير بالفتح علم من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام.
6 - فيه إثبات صفة المحبة لله والرد على الجهمية.
7 - فيه أن الله تعالى يُحب ويُحَبُّ.
8 - فيه إثبات الأخذ بالأسباب وذلك من قوله يفتح الله على يديه.
9 - فيه حرص الصحابة على الخير والبحث عمّا يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
10 - إبهام الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل هو من رحمته بالمؤمنين فقد حصل بذلك من تمنيهم لذلك الفضل العظيم والتطلع إليه من زيادة الإيمان ما الله تعالى به عليم.
11 - فيه الرد على المرجئة وأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان.
12 - فيه جواز السهر والسمر في أمور الخير ومصالح المسلمين.
13 - فيه مسارعة الصحابة إلى الخيرات وذلك في قوله) فلما أصبحوا غدوا (.
14 - فيه أن الرجاء إنما يكون في الأمور المتوقعة الحدوث وذلك بخلاف التمني.
15 - فيه الرد على الصوفية ومن شاكلهم ممن يدَّعون أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب المطلق في حياته وبعد مماته وذلك من قوله:) أين عليٌّ؟ (.
16 - فيه أن المحبة النافعة هي محبة الله ورسوله ومن والاهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - فيه الرد على اليهود والنصارى في قولهم) نحن أبناء الله وأحباؤه (.
18 - فيه معنى قوله تعالى) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (إذ حصل الفضل لمن لم يحضره وامتنع ممن تعرض له.
19 - فيه وجوب الإيمان بالقضاء والقدر وعظيم إيمان الصحابة بالقدر وكمال استسلامهم له.
20 - فيه الرد على القدرية القائلين بخلق أفعال العباد.
21 - فيه الرد على النواصب الذين يناصبون عليا رضي الله عنه العداء.
22 - فيه الرد على الخوارج الذين يكفرون علياً ويفسقونه.
23 - فيه أن محبة علي رضي الله عنه من الإيمان.
24 - فيه الرد على الروافض الذين يزعمون تخصصهم في محبة علي رضي الله عنه.
25 - فيه الرد على غلاة الرافضة الذين يؤلهون عليا وذلك من قوله (رجلا).
26 - فيه جواز الشكوى وذكر المرض ما لم يكن ثمة تسخط على أقدار الله جل وعلا.
27 - فيه بركة بصاق النبي صلى الله عليه وسلم.
28 - فيه أن دعا الأنبياء مستجاب غالبا.
29 - فيه أن الأمام يبعث من هو الأصلح والأفضل للمهمة ولا يراعي في ذلك القرابة ولا الوجاهة ولا النسب وليس معنى ذلك أن عليا أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان y بل لأن المقام اقتضى رجلا كعلي رضي الله عنه.
30 - فيه فضيلة عمر رضي الله عنه وعلو همته.
31 - فيه جواز طلب الإمامة في الدين.
32 - فيه شجاعة علي وحرصه على الجهاد في سبيل الله.
33 - فيه معنى قوله تعالى) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله (وأن الجهاد ماض إلى قيام الساعة.
34 - فيه جواز ذكر محاسن الشخص عند أمن الفتنة وسلامته من الكبر والعجب.
35 - فيه طهارة الريق.
36 - فيه وضع الإمام المحفزات لشحذ الهمم إلى معالي الأمور ومكارم الأخلاق.
37 - جواز الرقية بالنفث وأنها لا تنافي التوكل وذلك على القول بأن نفثه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان رقية والراجح أن ذلك من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
38 - فيه الأمر بالرفق وعدم العجلة والطيش والتأني في الأمور ودراستها قبل الإقدام عليها.
39 - فيه أن الدعوة إلى الإسلام تأتي أولا وقبل كل شيء.
40 - فيه فقه التدرج في الدعوة إلى الله من الأهم إلى المهم.
41 - فيه أن الدعوة العامة لابد فيها من العلم والفقه والدراية والحنكة وحسن السياسة في التعامل مع الناس والأحداث فالجاهل بهذه الأمور يفسد ولا يصلح.
42 - فيه قرن الدعوة إلى الشهادتين ببيان معناهما ومقتضياتهما ولا سيما في القرون المتأخرة حيث كثر الجهل بمعنى لا إله إلا الله وما تدل عليه من النفي والإثبات.
43 - فيه فضل الهداية وعظيم أمرها.
44 - فيه العمل على إقامة الحجة على العباد.
45 - فيه دليل على وجوب بيان الحجة وتفهيمها للمدعو وإزالة ما يعرض من شبه وإشكالات وتساؤلات.
46 - فيه أن الفضل المترتب على هداية الناس عام للرجال والنساء وإنما خرج الضمير مخرج الغالب.
47 - فيه أنه لا مقارنة بين الدنيا والآخرة.
48 - فيه أن حب الدنيا ليس بمذموم إذا كان العبد قائما بأمر الله فيها.
49 - فيه مشروعيه تقريب الأمر إلى الأفهام بالأمور الحسية المعلومة.
50 - فيه أن الهداية نوعان هداية الدلالة والإرشاد وهي دور الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين وهداية التوفيق والإلهام وهي خاصة بالله الواحد القهار.
51 - فيه جواز الحلف من غير استحلاف.
52 - فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية العباد.
53 - فيه أن هداية الناس أولى عند الشارع من قتالهم.
54 - فيه الرد على من قال بأن المسلمين لا همة لهم سوى إراقة الدماء، فإن الدعوة قبل القتال فإن كانوا قد بلغتهم الدعوة فيجوز حينئذٍ قتالهم ابتدآءً فقد جاء هذا في الصحيحين حين أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون.
55 - فيه فضل الجهاد في سبيل الله والصبر عليه.
56 - فيه أن من أحبه الله فلا يضره بعد ذلك من أبغضه أو غلا في حبه.
57 - فيه وجوب بغض من أبغض عليا رضي الله عنه وأن حبه من الإيمان.
58 - فيه فقه علي رضي الله عنه وسعة علمه وذلك من قوله (وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه).
59 - فيه أن الرجل ينسب لأبيه وإن كان كافرا.
60 - فيه تأدُّب علي رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم يناده باسمه ولا بقرابته منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
61 - فيه أن لله على عباده حقا عظيما لابد من أدائه والقيام به وإلا كان من أهل النار ألا وهو إفراده تعالى بالعبودية وإفراد نبيه صلى الله عليه وسلم بالاتباع.
62 - فيه أن على العبد إذا جاءه الأمر من الله تعالى أو من رسوله صلى الله عليه وسلم ألا يتلكأ ولا يتردد بل يبادر إلى الامتثال والتطبيق والعمل.
63 - فيه إثبات البعث والجزاء والحساب.
64 - فيه معنى اسم الله الحسيب.
65 - فيه أن على العباد أن يقبلوا من الناس ظواهرهم وأن يكلوا سرائرهم إلى الله تعالى مالم يأت من القول أو العمل ما ينافي دين الإسلام.
66 - جواز رفع الصوت عند أهل الفضل للحاجة.
67 - فيه وجوب الاستفصال عند وجود الإشكال.
68 - فيه معنى قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
69 - فيه أنه لا اجتهاد مع وجود النص أو ما يقوم مقامه كحضور المشرع صلى الله عليه وسلم كما هو الحال هنا.
70 - فيه أن أعظم أمر وأشرف عمل ينبغي للعبد أن يقوم به وأن يفرغ فيه وسعه هو الدعوة إلى الله والحرص على هداية العباد.
71 - فيه الرد على التكفيريين الذين يشتغلون بإصدار الأحكام على العباد من التكفير والتفسيق دون دعوتهم إلى التوحيد والسنة وبيان حقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب.
72 - فيه تفقد الصحابة بعضهم بعضا.
73 - فيه أن النطق بالشهادتين لا يعصم دم العبد وماله إلا أن يأتي بحقها وإلا لم تنفعه عند الله تعالى.
74 - فيه أن إقامة الحدود من شأن السلطان أو من ينوب عنه.
75 - فيه حرمة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم إلا بالحق.
76 - فيه طهارة قلوب الصحابة إذ لم يحسدوا عليا على ذلك بالاعتراض وتمني زوال النعمة والفضل عنه.
والله تعالى أعلم
والحمد لله رب العالمين.
=======================
بسم الله الرحمن الرحيم
قد اطلعت على هذه الفوائد والمعاني المستنبطة من حديث سهل بن سعد في الصحيحين وهو من كلامي وإملائي أسأل الله أن ينفع فيها.
أخوكم
سليمان بن ناصر العلوان
2/ 2 / 1422 هـ
منقول
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 06:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً أخي محمد الجروان على هذا النقل الممتع، وحفظ الله الشيخ سليمان بن ناصر العلوان ونصره وفك أسره.
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 12:35]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
اسأل الله ان يفك أسر الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
كيف تشرح حديثا؟
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 02:19]ـ
كيف تشرح حديث؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد ..
فهذا تلخيص لدورة علمية كان قد ألقاها الشيخ محمد بن عبدالله الخضير في جامع الأميرة الجوهرة بحي التعاون في مدينة الرياض عام 1421هـ، وكانت بعنوان كيف تشرح وتخرّج وتحكم على حديث مع التطبيق العملي. وهذا هو الجزء الأول وهو بعنوان: كيف تشرح حديثاً؟. وهذا أوان الشروع قي المقصود وما توكلنا إلا على الرب المعبود.
تنبيه/ تخريج الأحاديث يحتاج إلى دُربة. ويحتاج بعد التخريج إلى ترتيب وتركيب للأسانيد.
كيف تشرح حديثاً؟
يمكن شرح الحديث بعد أن تقسّمه إلى ثلاثة أقسام رئيسية (إجمالاً):
1/ الراوي الأعلى لهذا الحديث من الصحابي أو من دونه.
2/ لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم r . ( متن الحديث).
3/ تخريج الحديث والحكم عليه.
كيف أصل إلى شرحه تفصيلاً؟
أولاً: الراوي الأعلى:
يمكن أن يكون صحابياً او غير صحابي كالتابعي ومن بعده.
إذا كان صحابياً كيف أُعرّف بهذا الصحابي؟
إذا أردت أن تعرّف بالصحابي تعريفاً تاماً فعليك أن تستعرض خمس نقاط مهمة في الصحابي:
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره. 2/ كُنيته. 3/ بعض فضائله ومناقبه. 4/ عدد أحاديثه عن رسول الله r . 5/ وفاته زماناً ومكاناً.
تنبيه/ من الصحابة من هو كثير الحديث ومنهم من هو متوسط ومنهم من هو قليل الحديث.
فكيف نصوغ المادة العلمية لكل من هؤلاء:
المشهور أو المُكثر من الحديث: يجب أن أذكر اسمه ونسبه بما يُميزه عن غيره وعدد أحاديثه ووفاته زماناً ومكاناً، وأما بالنسبة لفضائله فأقتصر على منقبتين أو ثلاث، ويجب أن تكون هاتان المنقبتان مما له مِساس بالواقع. مثل: الحرص على طلب العلم أو في العبادة وغير ذلك.
وأما المتوسط: فأذكر كل ما ذُكر عنه. وأما المُقل: فإني أحرص على التقصي وجمع كل ما كُتب عنه. وإذا لم أجد شيئاً فإني أنص على عدم وجود سَنة وفاته مثلاً أو كنيته مثلاً .. وهكذا.
كيف أصل إلى المعلومات؟
بالنسبة للكتب التي يمكن أن أصل عن طريقها إلى المعلومات عن الصحابي، فهناك كتب تتصل بمزاياه الأربع. وهناك كتب مُختصة بعدد الأحاديث. فأولاً أذكر عدد أحاديثه ثم أرجع إلى الأربع لأنها مُتشعبة.
أما الكتب التي أُلفت في عدد أحاديث كل صحابي فأصلها وأهمها كتاب للإمام ابن حزم، أسماه (أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد). والكتاب مطبوع.
العدد الذي يُطرح أمام كل صحابي ليس كل ما رَوى ـ بل هو عدد نسبي لما رواه في مسند بقي بن مخلد الأندلسي، كما نص عليه السخاوي في فتح المغيث.
وخُصَّ مسند بقي بن مخلد بهذا لسببين:
1. أن ابن حزم تكفّل بعد مرويات الصحابة في هذا المسند.
2. أن هذا المسند يُعتبر أعظم موسوعة في الإسلام.
ومسند بقي بن مخلد مفقود. وقد نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أنه موجود في مكتبة برلين بألمانيا.
أما ما يتصل بالأربع الأخرى، فإن هناك ثلاث طرق تؤدي إلى معرفة هذا الصحابي:
الطريقة الأولى: هي معرفة الكتب المؤلفة في الصحابة خاصة. ككتاب الاستيعاب لابن عبدالبر، وكتاب أسد الغابة لابن الأثير، وكتاب تجريد الصحابة للذهبي، وكتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر.
الطريقة الثانية: وهي معرفة الكتب المؤلفة في رجال الكتب الستة خاصة. لأنه يغلب أن هذا الصحابي خُرّج له في كتاب من الكتب الستة. أول هذه الكتب: الكمال في أسماء الرجال لعبدالغني بن عبدالواحد الجمّاعيلي المقدسي ت 600هـ. وله ميزتان:
1. أنه هو الأساس الذي بُنيت علي فكرة التأليف في رجال الكتب الستة.
2. أنه حنبلي المذهب. والكتاب لا يزال مخطوطاً وهو موجود في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن الكتب التي دارت في فلكه: تهذيب الكمال للمزي، وتذهيب تهذيب الكمال للذهبي، والكاشف للذهبي، وتهذيب التهذيب لابن حجر، وتقريب التهذيب لابن حجر، والخلاصة للخزرجي.
الطريقة الثالثة: معرفة الكتب المؤلفة في رجال السير عموماً. منها: سير أعلام النبلاء للذهبي ـ ومختصراته وتهذيباته ـ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا إذا كان الراوي الأعلى صحابياً، وإذا لم يكن صحابياً. فكيف أُعرّف به؟
إذا كان غير صحابي فيجب أن استعرض ست نقاط:
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه. 2/ كُنيته. 3/ ذكر شيخين من شيوخه أحدهما مذكور في الإسناد، حتى يُستدل به على اتصال الحديث وعدمه ـ اتصال السند ـ، وحتى نعرف هل سمع من هذا الراوي. 4/ ذكر تلميذين من تلاميذه أحدهما في الإسناد وذكر التلميذين فيه فائدتان:
1. معرفة الاتصال.
2. لأنه برواية شيخين عنه ارتفعت جهالة العين، لأنه روى عنه راويان أو أكثر. وبقيت جهالة الحال كما سيأتي إن شاء الله.
5/ معرفة منزلته من حيث القبول وعدمه، هل هو ثقة أو غير ثقة. 6/ وفاته زماناً ومكاناً.
كيف أصل إلى المعلومات عن الراوي إن لم يكن صحابياً؟
إما عن طريق كتب عامة أو عن طريق كتب خاصة.
أما الكتب الخاصة فهناك كتب خاصة في صفة معينة أو كتب خاصة في كتب معينة.
مثال الكتب الخاصة بكتب معينة: ككتب الرجال الستة.
وأما الصفات الخاصة فكم أُلّف في الثقات وحدهم. كثقات ابن حبان، وثقات ابن شاهين، وثقات العجلي ـ أو ـ كُتب الضعاف خاصة، كالضعفاء والمتروكين للنسائي، وكذا للدارقطني، والضعفاء للبخاري، والضعفاء للعُقيلي، ومن أهمها الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. وأيضاً ميزان الاعتدال للذهبي، ولسان الميزان لابن حجر.
أو كتب خاصة في الكنى، ككنى الدولابي، وكُنى البخاري، وكُنى مسلم، و الاستغنى في معرفة حملة العلم بالكنى لابن عبدالبر.
أو الكتب المؤلفة في صفة خاصة مثل: الكتب المؤلفة في البلدان كتاريخ بغداد، وكتاريخ دمشق، وتاريخ حلب، وتاريخ جُرجان، وتاريخ داريا.
أو الكتب المؤلفة في الأنساب، كالأنساب للسمعاني، والُلباب للسيوطي، ولُب اللباب.
أو الكتب الخاصة المؤلفة في الألقاب.
وهناك كتب عامة، ككتاب التاريخ الكبير للبخاري، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وغيرها.
والرواة هناك من تُوسّع فيه، وهناك من لم يُتوسّع فيه، فينبغي أن يؤخذ ما يُناسب العرض. كما سبق في الصحابي.
ثانياً: لفظ الحديث ـ أو ـ كلام رسول الله r .
كلام رسول الله r يكون أحد أمرين:
1. إما أن تكون ألفاظاً لا يتضح معناها إلا بضمها إلى غيرها.
2. أو ألفاظاً معانيها تتضح بنفسها وإن لم تُضم إلى غيرها.
فالأول هو الحرف والثاني إما أن يكون إفادته بنفسه مع اقترانه بزمن سواءً كان الزمن حاضراً أو ماضياً أو مستقبلاً فهذا الفعل.
وإما أن يكون مفيداً بنفسه غير مقترن بزمن وهذا هو الاسم.
فكيف نصل إلى المعلومات المتصلة بالحروف وبالكلمة المفيدة سواءً اقترنت بزمن أو لم تقترن بزمن؟
تنبيهات/
1. أن الحروف تتناوب. أي أن الحروف تأتي بمعنى أصلي وتنوب عن غيرها بحيث يكون في هذا المعنى معنى فرعياً، فقد تكون الباء أصلية وقد تكون بمعنى على وبمعنى في. فعليك أن تُعيد النظر وتنظر إلى معانيها، وهل هي أصلية أو نائبة عن غيرها. وأيضاً الذي يليق مع سياق الكلام، وأيها الذي يَتناسب مع مُراد رسول الله r .
2. أن الحروف منها ما هو اسم ومنها ما هو حرف، فهل هي في هذا اللفظ حرف أو اسم.
3. أن الحرف الواحد يأتي لمعان متعددة مع اتحاد اللفظ. مثال ذلك: أن حرف (اللام) له أربعون معنى. مثال: (الميم) لفظ واحد وقد تكون اسم وقد تكون حرف، والاسم وحده له عشرة معانٍ وهذه المعاني العشرة يجمعها بيت واحد هو:
استفهام شرط الوصل فاعجب لنُكرها بكفٍ ونفي وزِيدَ تعظيمِ مصدري
[ويقولون فائدة وأي فائدة كل ما بعد (إذا) زائدة].
كيف أصل إلى معاني الحروف؟
أعرف الحروف ومعانيها بالرجوع إلى الكتب المؤلفة في كتب الحروف والمعاني، وهذه الكتب كثيرة منها:
الجنى الداني للمُرادي، ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي، ومعاني الحروف للرماني، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، واللامات للزجاجي، واللامات لابن كيسان، والنحاس أيضاً، وابن فارس، وأبو الحسن الهروي. وغيرهم.
ما عدا الحروف كيف أصل إليه ـ معاني الألفاظ ـ؟
يمكن أن أصل إلى معاني الألفاظ بطريقتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الطريقة الأولى: عن طريق الكتب المؤلفة في غريب حديث رسول الله r ، منها: غريب الحديث للهروي، وغريب الحديث لابن قُتيبة، وغريب الحديث لابن الجوزي، وغريب الحديث لإبراهيم بن إسحاق، وغريب الحديث لابن قدامة، الفائق في غريب الحديث للزمخشري، وأعظم هذه الكتب وأهمها وأولها وأساسها وأجمعها النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
الطريقة الثانية: عن طريق الكتب المؤلفة في معرفة معاني ألفاظ لغة العرب، لأن أولى من يُشرح لفظه هو رسول الله r . والكتب المؤلفة في بيان ألفاظ اللغة العربية كثيرة منها:
الصحاح للجوهري وشروحه، مختار الصحاح وتاج العروس للزبيدي، القاموس المحيط للفيروزأبادي، لسان العرب لابن منظور، وتهذيب اللغة لابن فارس، ومنها أيضاً المُحكم والمخصص لابن سِيدَه. وغيرها.
الأحكام المستمدة من لفظ الحديث، كيف أصل إليها؟
هي نوعان: 1/ إما حُكم مُجمعٌ عليه. 2/ أو مختلف فيه.
فأما المُجمعُ عليه، فأصل إليه من طريقين:
الطريق الأول: ـ وهو الأصل ـ عن طريق الكتب المؤلفة في الإجماع خاصة، مثالها: كتاب الإجماع والأشراط والأوسط لابن المنذر، وكتاب مراتب الإجماع لابن حزم مالم ينتقده شيخ الإسلام ابن تيمية في نقده لمراتب الإجماع، وكتاب الإفصاح لابن هُبيرة، وكتاب موسوعة الإجماع للسعدي أبي حبيب. وغيرها.
الطريق الثاني: التنصيص عليه من إمام. والتنصيص عليه من إمام سواءً نص عليه إمام في كتب شروح الفقه أو في كتب شروح الحديث وغيرها.
المختلف فيه كيف أصل إليه؟
ولكن قبل هذا هناك تنبيهان:
1. على طالب العلم إذا أراد أن يُبرء ذمته أمام الله عز وجل، وإذا أراد أن يُكتب له القبول في الدنيا والآخرة عليه أن يكون متجرداً هَمّه الوصول إلى الحق، غير متعصب لشخص أو مذهب معين، وليكن همه الوصول إلى الحق ومعرفة مراد الله سبحانه وتعالى مهما قال به فلان من الناس، والتعصب يُعمي فلا يصل صاحبه إلى الحق، وفي الوقت نفس يجعل هذا التعصبَ صاحبه مسئولاً أمام الله سبحانه وتعالى لما يُبين.
وينظر إلى الأدلة من منظارين: 1/ الثبوت. 2/ الدلالة. وكذلك ينظر إلى المُرجحات. وقد ذكر الحازمي في كتابه الاعتبار في ناسخ الحديث ومنسوخه من الآثار خمسين مُرجحاً، وذكر العراقي في كتابه التقييد والإيضاح لما أُطلق وأُغلق على ابن الصلاح أكثر من مائة مُرجّح، فليَنظر إلى هذه المُرجحات ثم يُرجّح ما ظهر له بأدلته إن تبين له في هذه المسألة شيء، أو يتبع الأئمة المتقدمين في الترجيح.
2. عليه أن يعرف الاصطلاحات الخاصة في المذاهب. وما هو الراجح والمرجوح في كل مذهب. فمثلاً: أي الرواة أقوى عند الاختلاف عن الإمام مالك، ومتى يعمل بالقديم والجديد من قولي الإمام الشافعي، وأي الروايات المعتمدة في مذهب الإمام أحمد ـ وأي الرواة المعتمدين عند الاختلاف في مذهب الإمام أبي حنيفة، فإن هذه أمور مؤثرة في المذاهب، عليه أن ينظر في هذه حتى لا يأخذ ما هو مرجوح في المذهب الذي يُريد طرحه ويُريد عرضه ويكون غير معتمدٍ أصلاً في المذهب.
ثم بعد ذلك يستطيع أن يشرح الحديث من طريقتين:
الطريقة الأولى: الكتب المؤلفة في المذاهب المتبوعة.
1. المذهب الحنفي: الهداية للمرغلاني وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الحنفي، وشرحه فتح القدير لابن الهُمام.
2. المذهب المالكي: المدونة للإمام مالك، والتمهيد والاستذكار والكافي في مذهب أهل المدينة لابن عبدالبر.
3. المذهب الشافعي: الأم للإمام الشافعي، مختصر المُزني وشرحه المسمى بالحاوي الكبير للماوردي، والمهذّب لأبي إسحاق الشيرازي وشرحه المسمى بالمجموع وقد تناوله بالشرح ثلاثة أولهم الإمام النووي ثم السبكي وأكمله المُطيعي.
قال العلامة الكبير الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: من وقف في مسائل الخلاف على المجموع وعلى المغني فقد استوفى المسألة.
4. المذهب الحنبلي: العمدة والكافي والمقنع والمغني كلها لابن قدامة المقدسي.
الطريقة الثانية: كتب شروح الحديث، فننظر إلى من أخرجه ثم نرجع إلى شرحه.
* فإن كان الحديث في البخاري، فنرجع إلى شروح البخاري الكثيرة ومنها:
أعلام الحديث للخطابي، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب الحنبلي، فتح الباري لابن حجر العسقلاني، إرشاد الساري للقسطلاني، عمدة القاري للعيني، شرح الكِرماني.وغيرها ..
* وإن كان الحديث في مسلم، فنرجع إلى شروح مسلم الكثيرة ومنها:
المُعلم بفوائد صحيح مسلم للمازري، إكمال المُعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض، المُفهم شرح صحيح مسلم للقرطبي، شرح النووي على مسلم الموسوم بالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، شرح الأُبي على مسلم، فتح المُلهم بشرح صحيح مسلم للشبّير بن أحمد العثماني.وغيرها.
* وإن كان في سنن أبي داود:
معالم السنن لخطابي، شرح بدر الدين العيني، عون المعبود وغاية المقصود للعظيم أبادي، بذل المجهود في حل سنن أبي داود للسهارنفوري، المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود لمحمود محمد خطاب .. وتكملته المسمى فتح الملك المعبود لابنه أمين محمود خطاب.
* وإن كان في سنن الترمذي:
عرضة الأحوذي لابن العربي، النفح الشذي لابن سيد الناس .. وتكملته للعراقي، قوت المغتذي للسيوطي، تحفة الأحوذي للمباركفوري.
* وإن كان في سنن النَسائي:
حاشية السيوطي على سنن النسائي، حاشية السندي، شرح للشنقيطي، شرح لمحمد الأثيوبي المولوي.
* وإن كان في سنن ابن ماجه:
حاشية للسيوطي، حاشية السندي، شرح ابن قُليج الحنفي ـ وهو أعظم شروحه ـ. وقد حقق أجزاء منه الشيخ عبدالعزيز الماجد رحمه الله.
تم بحمد الله وفضله
منقول من ملتقى أهل الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البقالي محمد]ــــــــ[24 - Feb-2009, مساء 05:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ... ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 01:25]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[ابو محمد الشمالي]ــــــــ[10 - Sep-2009, صباحاً 07:51]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم(/)
هل احتجاج العالم بحديث تصحيح منه له؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 04:07]ـ
هل احتجاج العالم بحديث تصحيح منه له؟ وللفائدة
ينظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157803&goto=newpost
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:50]ـ
أما معناه فنعم
أما إسناده فقد يكون تصحيحا وقد لا يكون
ومرد الأمر إلى القرائن:
كعبارة له أخرى منفصلة أو متصلة
أو فهم تلميذ
أو أتباع مذهبه
وغير ذلك
وإنما قلنا أن الاحتجاج لا يساوي التصحيح دائما لوجود احتمالات أخرى تزاحمه كالعمل بالضعيف وهذا كثير في كلام أحمد أو جريان العمل أو الاستحسان والاستئناس وغير ذلك والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 02:32]ـ
أحسنت يا شيخنا الفاضل
روى عبد العزيز غلام الخلال قال: سمعت الخلال يقول: إنما نروي هذا الحديث وإن كان في إسناده شيء تصحيحا لغيره ولأن الجهمية تنكره.
[ينظر: إبطال التأويلات لأبي يعلى، والشريعة للآجري، ذم الكلام وأهله للهروي]
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة اخرى و هي رواية الامام للحديث هل تعني تصحيحه له مثل هل كل الأحاديث التي رواها الامام أحمد في مسنده يصححها
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:38]ـ
للنفع.
ـ[التقرتي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:44]ـ
هو حسب مذهب الشيخ فمن الشيوخ من يحتج بالحديث الغير شديد الضعف ان لم يكن في الباب غيره فلا يمكن ان نقول انه يصححه و هذا صنيع الامام احمد و الامام ابي داود
و الله اعلم
ـ[ابو بردة]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 12:06]ـ
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
سألت أبي عن الرجل يكون ببلد لا يجد فيه إلاَّ صاحب حديث لا يعرف صحيحه من سقيمِه وأصحاب رأي، فتنزِل به النازلة، من يسأل؟
فقال أبي: يسأل صاحب الحديث ولا يسأل صاحب الرأي، ضعيف الحديث أقوى من رأي أبي حنيفة. انتهى
فاستدلال العالم بالحديث ليس تصحيحاً له
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 12:42]ـ
جزيت خيرا ........
ليس هو تصحيح حسب علمي لان ايراده قد يكون لمعان عدة كما ذكر الاخوان منها ان يكون العمل عليه واذكر ان احمد سئل عن احتجاجه بمنع تزويج الحجام والحائك فقيل له اليس هوضعيف؟ قال بلى ولكن عليه العمل!!(/)
قال البخاري له صحبةوقال أبوحاتم ليست له صحبةبل له رؤية
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 07:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
يوسف بن عبدالله بن سلام 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال البخاري له صحبةوقال أبوحاتم ليست له صحبةبل له رؤية
ما معني هذين القولين
ومع هذا أرجومنكم أن توضحولي هذه المسئلة يعني مسئلة الصحبةوالرؤيةبالبسط والتفصيل
كماأرجوالوضاحة لسن التمييزوسن غيرالتمييز
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 08:48]ـ
/// هنا جواب سؤالك وقد طرحته من قبل يا أخانا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27659
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:59]ـ
المعذرة من الأحبة الكرام، ولكن لا بأس في الإعادة ففيها فائدة إن شاء الله تعالى.
من المتقرر أن مجرد الرؤية لا تثبت الصحبة. كيف هذا؟
ذلك باعتبار ما قد تعارف عليه العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد وتعيين من هو الصحابي.
فمجرد الرؤية لا تفيد فقط إلا المعاصرة الزمنية، طبعا على اختلاف مدتها لأنها على حالين:
الأولى: من يراه عليه الصلاة والسلام وهو صغير ثم لم يلبث أن توفي عليه الصلاة والسلام.
الثاني: من يراه رؤية عابرة كمن يمر عليه وهو في طريقه مثلا، فهذا قد يتأخر وفاته هو أو وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، ومع ذلك لا يطلق عليه (صحابي).
إذا مجرد الرؤية أقل بكثير من الصحبة. فالصحبة تستلزم الأخذ منه، والجلوس معه، وملاقاته بعقل يعقل ويعي، وهكذا، كما هو متقرر.
ومن هنا ترددت أقوال العلماء في بعض الرواة هل ثبتت له صحبة، أم هي مجرد رؤية.
والله تعالى أعلى وأعلم(/)
سؤال حول العمل بالحديث الضعيف أرجو الإفادة
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 10:56]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فأرجو من الإخوة الكرام إفادتى حول حكم العمل بالحديث الضعيف حيث أننى حدث عندى خلط لما سمعت درس لفضيلة العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله من سلسلة شرح أصول الإيمان فكان من ضمن ماورد ما يلى
.. هذا كلام لبعض المتأخرين أن الحديث الضعيف لا يُعمل به في باب العقائد ولا يعمل به في
الفقه، هذا كلام للمتأخرين، أما السلف والأئمة فمنهجهم
أن الحديث الضعيف لا يُستدل به في أصل من الأصول، بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع، هذه عبارة شيخ الإسلام بنصها.
وقال حفظه الله:
أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع.
المتأخرون وخاصة لما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر بالغوا في نفي الاستدلال بالحديث الضعيف، ثم ورد هذا إلى البلاد الإسلامية الأخرى، وكثر حتى ظُنَّ أن هذا هو المنهج الصحيح، هذا ليس بمنهج وهو مخالف لطريقة أهل العلم المتقدمة، وطريقتهم هي ما ذكرتُ لك من التفصيل.
فينتبه لهذا ويعتبر منهج حتى ما يضلل المتأخرون أئمتهم وسابقيهم.
هذا بلاء، لأجل هذا الأصل الذي ليس بأصل، وهو أنهم قالوا: لا يحتج بالحديث الضعيف، ظن الظان أن معناه: أن الحديث الضعيف كالموضوع لا قيمة له ألبتة، والاستشهاد به أو الاستدلال به دليل ضعف المتكلم علمياً إلى آخره، هذا ليس بجيد.
أرجو الإفادة حيث أن كثير من المشايخ الكبار المعاصرين ينفى العمل بالحديث الضعيف مطلقا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:03]ـ
أخي الكريم، حتى لا يتشعب بك الأمر هنا، ألزمك رغبتا لا أمرا بأن تقتني كتاب الشيخ الفاضل المحرر عبد الكريم الخضير (الحديث الضعيف) طبعة دار المنهاج بالرياض.
ففيه شفاء غليلك، ومبتغاك.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 01:44]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
والبعض ينسب للأمام البخاري وغيرهم المنع من العمل بالحديث الضعيف، وهذا يحتاج إلى تحقيق وتثبت لعل شيخنا وةاهخونا الفاضل اللتميمي يبحث لنا ويفيدنا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 02:35]ـ
السلام علكم و رحمة الله أما بعد.
فإن الجمهور يستدلون بالحديث الظعيف، لاكنهم يشترطون له شروط و هي، أن لا يكون الحديث شديد الضعف و أن يكون في فضائل الأعمال أي ليس في الحرام و الحلال و لا قي العقائد و أن لا يعتقد نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم بل يعتقد الإحتياط.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 02:37]ـ
و أعتذر على الأخطاء الإملائية
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 08:48]ـ
ليبارك الله في الجميع آمين
أعد الآن مقالة هنا، فإن إنتظرتم عليّ قليلا وافيتكم بها، وإن تقدم أحد الإخوة بما عنده فشكر الله له وجزاه عنا خيرا.
معذرة: قد أتأخر قليلا؛ فأنا خارج البلدة.
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 01:21]ـ
نحن نتظرك شيخنا الفاضل، ولو تستطيع ان تحقق لنا القول فيما نسب للأمام البخاري من المنع، ويستدلون بكتابه الأدب المفرد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 08:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
(الحلقة الأولى)
هذا البحث في غاية الأهمية، كونه يحرر مسألة تتعلق بمصدر من مصادر التشريع الإسلامي وهو الحديث النبوي الشريف، وحكم الاحتجاج بالضعيف في فضائل الأعمال وما يستتبع ذلك من التعبد لله بمقتضى تلك الأحاديث.
إن التمييز بين صحيح المنقول وضعيفه لا يخفى، وأحوال حفاظ الحديث وجهودهم في ذلك معلومة، حتى إنهم لم يتركوا طريقا غلا حفظوه، ولم يدعوا متنا، بل ولا لفظة ولو في أثناء متن صحيح إلا نقدوها وجردوها عن أن تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالصحيح محفوظ، والضعيف معلوم.
ولتحرير مسألة الاحتجاج بالضعيف في فضائل الأعمال لا بد من التنبيه على جملة من الأصول وهي كما يلي:
الأول: النقل المجرد دعوى تحتاج إلى بينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالبعض ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا، أو فعل كذا، أو أقر بكذا، ويتهاون في نسبة ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما ترخص البعض في نسبة الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحجة أنه لم يتيقن ضعفه، وهذا لا شك أنه غير محمود، وغير جار على مقتضى الأدلة الشرعية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لابد من إقامة الدليل على صحة المنقول، وإلا فالاستدلال بما لا يثبت مقدماته باطل بالاتفاق، وهو من القول بلا علم، ومن قفو الإنسان ما ليس له به علم، ومن المحاجة بغير علم.
قال الإمام أحمد رحمه الله: للناس أحاديث يتحدثون بها على أبواب دورهم ما سمعنا بشيء منها، وقد حرم الله علينا أن نقول عليه ما لم نعلم، والقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عليه.
الثاني: الأحاديث الضعيفة عمدة المبتدعة والجهلة.
فالجهلة يريدون دعوة الناس وهدايتهم بغير علم، فهؤلاء لا خبرة لهم بالمنقولات فضلا عن تمييز صحيحها من ضعيفها، فحظ أحدهم بضعة أحاديث وقصص سمعها فهو يقذف بها إلى الناس وينسبها إلى الشرع، ولذلك كانت عامة أحاديث الجهال القصاص ضعيفة أو موضوعة.
والمبتدعة كذلك عمدتهم الضعيف، لأن البدعة لا يمكن أن يدل عليها خبر صحيح، فالمبتدعة إنما ضلوا عن الحق إما من جهة الاعتماد على ما لم يثبت أصلا، أو من جهة تأويل الصحيح تأويلا فاسدا.
فلذلك لا تجد للمبتدعة عناية بطرق تمييز المنقولات، وكلما كان المبتدعة أبعد عن السنة كانوا أكثر تعلقا واستدلالا بالضعيف والموضوع.
الثالث: لا تجوز رواية الضعيف بدون بيان ضعفه.
انصرفت همم جهابذة علماء الحديث إلى صيانة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ صحيحها، وتمييز السقيم والتنبيه عليه، نصيحة لله ورسوله وأئمة المسلمين وخاصتهم وعامتهم، ولذلك حفظوا الأسانيد وتكلموا في الرواة، وتقربوا إلى الله بذلك وشغلوا أوقاتهم، وافنوا أعمارهم في سبيل ذلك.
واشتد نكير العلماء على من حدث بالضعيف من دون أن يشير إلى ضعفه أو يحيل على إسناده حيث يتبين صحته من ضعفه.
وكان الإمام أحمد يرى رواية الضعيف والاحتجاج به معصية، ويأمر من وقع منه ذلك بالاستغفار، قال أبو عيسى الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل فذكروا من تجب عليه الجمعة، فذكر فيه عن بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم، فقلت: فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث.
فقال: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟! قلت: نعم، حدثنا حجاج بن نصير، أنا المعارك بن عباد، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله"، قال: فغضب أحمد وقال: استغفر ربك، استغفر ربك. مرتين.
قال أبو عيسى: وإنما فعل أحمد هذا لأنه لم يصدق هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لضعف إسناده.
الرابع: أسباب وقوع الضعيف في المصنفات الحديثية.
وتتلخص في أمور أربعة وهي:
1) معرفة مخرج الضعيف:
أئمة الجرح والتعديل حفظوا لنا أسانيد الأحاديث الضعيفة حتى إذا تقادم الزمن، لم يستطع مبتدع أو مفتر أن يحتج لبدعته أو ضلالته بحديث يختلقه أو يفتريه.
فمن اجل هذا كتب العلماء الأحاديث الضعيفة من باب التعريف بها لا من باب الاحتجاج بها.
وقال أبو عبد الله الحاكم رحمه الله: وللائمة رضي الله عنهم في ذلك غرض ظاهر، وهو أن يعرفوا الحديث من أين مخرجه، والمنفرد به عدل أو مجروح.
2) الذهول:
قد يقع الحديث الضعيف في مصنفات بعض أهل العم ليس لكونهم يرون العمل بالضعيف ويحتجون به، بل ذهولا عن مواطن الضعف وأسباب الرد، من حيث لا يشعرون، ذهولا منهم عن مواطن الضعف، واعتقاد منهم أن الحديث اجتمعت فيه شروط الصحة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: فإن بعض من صنف الأبواب قد اخرج فيها الأحاديث الضعيفة بل والباطلة، إما لذهول عن ضعفها، وإما لقلة معرفة بالنقد.
3) ليس في الباب غيره، أو لا يعرف الحديث إلا من ذلك الوجه الضعيف:
يورد بعض أئمة الحديث الضعيف في مصنفاتهم، وربما كان أحيانا فيما يتشددون فيه كأحاديث الأحكام، وهذا إنما هو من باب الضرورة، إذا لم يكن في الباب غيره، أو لا يعرفه من ساقه إلا من ذلك الطريق، ولان القول به أهون من أقوال وآراء الرجال.
4) رواية كل ما في الباب: وجرى عمل بعض أهل العلم في أنه يروي كل ما أسند في الموضوع الذي يجمع فيه، لأنه لم يقصد جمع الصحيح، ولأنه قد أظهر إسناده، فأحال على الإسناد ليتبين الناس مواطن العلل، ويميزوا بين الصحيح والضعيف.
فهذه هي الأسباب والبواعث على وقوع الضعيف في المصنفات الحديثية، وإذا كان المتقدمون معذورين وأغراضهم صحيحة، ولم يفعل أحد منهم ذلك تعمية على الخلق، ولا ترويجا للضعيف، ولا بناءا للعبادات والأحكام على الواهيات، فليس لأحد أن يتعلل بإيراد الضعيف من غير بيان ضعفه بما تعلل به المتقدمون، فأسانيد الأحاديث قد حفظها المتقدمون، ودونوها في الأغراض السابق ذكرها، وكفونا المؤنة في ذلك، فالأسباب في حقنا منتفية، فلا عذر لأحد في ذلك إلا على سبيل الذهول أو الخطأ عن مواطن الضعف في الحديث المظنون صحته.
ومما ينبغي التنبيه عليه أيضا، هو الفرق بين كتابة الحديث وروايته، فالأئمة كتبوا أحاديث الضعفاء للأغراض المذكورة، ولم يرووها فلا يجوز الاحتجاج بالكتابة على الرواية قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله: فرق بين كتابة حديث الضعيف وبين روايته، فإن الأئمة كتبوا أحاديث الضعفاء لمعرفتها ولم يرووها.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 09:34]ـ
(الحلقة الثانية)
الخامس: استغناء الشريعة عن الأحاديث الضعيفة.
فأدلة الشرع الصحيحة ولله الحمد فيها كفاية، ولذلك قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.
وقال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله: الأخبار الصحاح من رواية الثقات، وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة ولا مقنع.
وقال ابن حجر رحمه الله: والدين بحمد الله كامل غير محتاج إلى تقويته بالكذب.
والأحاديث الضعيفة هي التي أوقعت الناس في البدع، وأفسدت على الناس عباداتهم وشغلتهم عن الصحيح المشروع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وإنما اشتغلت قلوب طوائف من الناس، بأنواع من العبادات المبتدعة إما من الأدعية، وإما من الأشعار، وإما من السماعات ونحو ذلك لإعراضهم عن المشروع أو بعضه، أعني إعراض قلوبهم؛ وإن قاموا بصورة المشروع.
السادس: الاحتياط في ترك رواية الضعيف والعمل به.
لا يجوز أن يتعبد الناس بأحاديث الضعفاء، ولا يعتمد في الشريعة على أحاديث لم تثبت بالطرق المعروفة، وما حفظها الثقات، وإنما جاءت من طرق ضعيفة لا أركان ولا قوائم لها.
قال ابن دحية الكلبي: الاحتياط في رواية الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واجب، وغن نقلها بغير ثبوت السند ومعرفة الصحة حرام.
فما علم ضعفه وعدم صحة نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبناء الأحكام أو الأعمال عليها أعظم جرما من القول على الله بغير علم، قال شيخنا العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله: ولا يحل لنا أن نسند حكما في شريعة الله إلى دليل ضعيف، لأن هذا من القول على الله بما نعلم أنه لا يصح عن الله، وليس بلا علم، بل أشد، لأننا إذا أثبتنا حكما في حديث ضعيف، فهذا أشد من القول على الله بلا علم، لأننا أثبتنا ما نعلم أنه لا يصح.
والاحتياط هو مذهب الصحابة والتابعين، ونصوصهم في ذلك أكثر من أن نسطرها هنا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اشتهر أن أهل العلم يتسمحون في إيراد الأحاديث في الفضائل، وغن كان فيها ضعف ما لم تكن موضوعة، وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا، وأن لا يشهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة، وقد صرح بمعنى ذلك الأستاذ أبو محمد ابن عبد السلام وغيره.
وليحذر المرء من دخوله تحت قوله صلى الله عليه وسلم: "من حدث عني بحديث رأى أنه كذب فهو أحد الكذابين".
فتأمل شرط ابن حجر وقوله (وأن لا يشهر) فهو يقتضي عدم روايته وتحديث الناس به لئلا يشهر، ومع الأسف فإن كثير ممن نقل شروط ابن حجر في إيراد الأحاديث الضعيفة في الفضائل لا يذكر شرطه هذا.
ومما ينبغي التنبيه عليه هو أن ابن حجر رحمه الله لما ذكر الشروط في رواية أو إيراد الضعيف في الفضائل لم يسنده إلى أحد من المتقدمين، بل إن عبارات المتقدمين التي تم ذكر بعضها في مبحث استغناء الشريعة عن الأحاديث الضعيفة، تدل على عدم الحاجة إلى الضعيف مطلقا. واشتراط أن يكون للمروي الضعيف أصل صحيح هو في الحقيقة مؤيد لما ذكر من الاستغناء عن الضعيف، بل هو إلغاء للضعيف وإحالة إلى الصحيح. فتأمل ذلك.
السابع: لا خصوصية للضعيف بالفضائل.
من رخص في الاحتجاج والعمل بالضعيف إنما رخص فيه في فضائل الأعمال والقصص وأحاديث الترغيب والترهيب، ومنع من الاحتجاج به في الأحكام والعقائد.
وهذا الكلام عليه استدراكات كثيرة:
أولا: إنه على الرغم من دعوى قصر الاحتجاج بالضعيف في الفضائل والتشدد في أحاديث الأحكام، إلا أن الواقع أن الضعيف سرى إلى الأحكام أيضا، قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: وقد كتب أئمة الحديث كتبا كثيرة بينوا فيها كثير من الأحاديث الموضوعة المنتشرة في الوجود قد عمل بها كثير من الفقهاء الذين لا علم عندهم برجال الحديث.
ثانيا: إن العلماء انصرفت جهودهم إلى التفتيش عن أسانيد أحاديث الأحكام أكثر، إنما هو بسبب مسيس حاجة الناس إلى ذلك، فالفقه قوام دين الإسلام، دون أن يعني ذلك اختصاص الضعيف بالفضائل.
ثالثا: إن هذا الترخيص بالاحتجاج بالضعيف ليس محل إجماع، وإن جازف بزعم ذلك الشيخ علي القاري، والقائلون بعدم جواز الاحتجاج بالضعيف أئمة كثيرون، بل هم فرسان علم الحديث، وعلى رأسهم الامام مسلم بن الحجاج رحمه الله، إذ قال: وغنما الزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار، وأفتوا بذلك حين سئلوا، لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي، أو ترغيب أو ترهيب.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله معلقا على هذا الكلام: وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا عمن تروى عنه الأحكام.
وليس مع من رخص بالاحتجاج بالضعيف في فضائل الأعمال دليل من الشرع بل المانعون أسعد بالدليل، فمن فرق فعليه أن يقدم الدليل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل، إذ الكل شرع.
وغاية ما تعلق به المفرقون بين الفضائل والأحكام هو الاعتزاء بأقوال بعض المتقدمين، وهو في الحقيقة لا يراد به ما فهمه هؤلاء كما سيأتي.
رابعا: إن الناس تختلف أنظارهم في استنباط الأحكام في الأحاديث، فالبعض قد يستنبط من أحاديث الفضائل بعض الأحكام، وهي قد لا تظهر لغيره. كما قد أشار إليه أبو الحسن ابن القطان رحمه الله.
خامسا: ثواب وفضائل الأعمال مرتبط ارتباطا واضحا بينا بالعقيدة، وهذه العلاقة وهذا الارتباط بين الفضائل والاعتقاد عام لنوعي الاعتقاد: اعتقاد الفعل، واعتقاد الحكم. وقد وضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بما لا مزيد عليه في (الفتاوى 19/ 132).
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 10:05]ـ
كلام الشيخ صالح آل الشيخ التالى غريب ... فقد ورد عن المتقدمين خلافه
أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع.
المتأخرون وخاصة لما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر بالغوا في نفي الاستدلال بالحديث الضعيف، ثم ورد هذا إلى البلاد الإسلامية الأخرى، وكثر حتى ظُنَّ أن هذا هو المنهج الصحيح، هذا ليس بمنهج وهو مخالف لطريقة أهل العلم المتقدمة، وطريقتهم هي ما ذكرتُ لك من التفصيل.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في مقدمة تمام المنة:
القاعدة الثانية عشرة ترك العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال اشتهر بين كثير من أهل العلم وطلابه أن الحديث الضعيف يجوز العمل به في فضائل الأعمال
ويظنون أنه لا خلاف في ذلك
كيف لا والنووي رحمه الله نقل الاتفاق عليه في أكثر من كتاب واحد من كتبه؟ وفيما نقله نظر بين لأن الخلاف في ذلك معروف فإن بعض العلماء المحققين على أنه لا يعمل به مطلقا لا في الأحكام ولا في الفضائل
قال الشيخ القاسمي رحمه الله في " قواعد التحديث " (ص 94):
" حكاه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " عن يحيى بن معين ونسبه في " فتح المغيث " لأبي بكر بن العربي والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضا. . وهو مذهب ابن حزم. . "
قلت: وهذا هو الحق الذي لا شك فيه عندي لأمور:
الأول: أن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن المرجوح ولا يجوز العمل به اتفاقا فمن أخرج من ذلك العمل بالحديث الضيف في الفضائل لابد أن يأتي بدليل وهيهات الثاني: أنني أفهم من قولهم: ". . في فضائل الأعمال " أي الأعمال التي ثبتت مشروعيتها بما تقوم الحجة به شرعا ويكون معه حديث ضعيف يسمى أجرا خاصا لمن عمل به ففي مثل هذا يعمل به في فضائل الأعمال لأنه ليس فيه تشريع ذلك العمل به وإنما فيه بيان فضل خاص يرجى أن يناله العامل به
وعلى هذا المعنى حمل القول المذكور بعض العلماء كالشيخ علي القاري رحمه الله فقال في " المرقاة " (2/ 381): " قوله: إن الحديث الضعيف يعمل به في الفضائل وإن لم يعتضد إجماعا كما قاله النووي محله الفضائل الثابتة من كتاب أو سنة "
وعلى هذا فالعمل به جائز إن ثبت مشروعية العمل الذي فيه بغيره مما تقوم به الحجة ولكني أعتقد أن جمهور القائلين بهذا القول لا يريدون منه هذا المعنى مع وضوحه لأننا نراهم يعملون بأحاديث ضعيفة لم يثبت ما تضمنته من العمل في غيره من الأحاديث الثابتة مثل استحباب النووي وتبعه المؤلف إجابة المقيم في كلمتي الإقامة بقوله: " أقامها الله وأدامها " مع أن الحديث الوارد في ذلك ضعيف كما سيأتي بيانه فهذا قول لم يثبت مشروعيته في غير هذا الحديث الضعيف ومع ذلك فقد استحبوا ذلك مع أن الاستحباب حكم من الأحكام الخمسة التي لا بد لإثباتها من دليل تقوم به الحجة وكم هناك من أمور عديدة شرعوها للناس واستحبوها لهم إنما شرعوها بأحاديث ضعيفة لا أصل لما تضمنته من العمل في السنة الصحيحة ولا يتسع المقام لضرب الأمثلة على ذلك وحسبنا ما ذكرته من هذا المثال وفي الكتاب أمثلة كثيرة سيأتي التنبيه عليها في مواطنها إن شاء الله
على أن المهم ههنا أن يعلم المخالفون أن العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ليس على إطلاقه عند القائلين به فقد قال الحافظ ابن حجر في " تبيين العجب " (ص 3 - 4): " اشتهر أن أهل العلم يتساهلون في إيراد الأحاديث في الفضائل وإن كان فيها ضعف ما لم تكن موضوعة وينبغي مع ذلك اشتراط أن يعتقد العامل كون ذلك الحديث ضعيفا وأن لا يشهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضيف فيشرع ما ليس بشرع أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة وقد صرح بمعنى ذلك الأستاذ أبو محمد بن عبد السلام وغيره وليحذر المرء من دخوله تحت قوله " صلى الله عليه و سلم ": آمن حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " فكيف بمن عمل به؟ ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل إذ الكل شرع "
فهذه شروط ثلاثة مهمة لجواز العمل به:
1 - أن لا يكون موضوعا
2 - أن يعرف العامل به كونه ضعيفا
3 - أن لا يشهر العمل به
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المؤسف أن نرى كثيرا من العلماء فضلا عن العامة متساهلين بهذه الشروط فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به
ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثا صحيحا ولذلك كثرت العبادات التي لا تصح بين المسلمين وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التي وردت بالأسانيد الثابتة
ثم إن هذه الشروط ترجح ما ذهبنا إليه من أن الجمهور لا يريد المعنى الذي رجحناه آنفا لأن هذا لا يشترط فيه شيء من هذه الشروط كما لا يخفى
ويبدو لي أن الحافظ رحمه الله يميل إلى عدم جواز العمل بالضعيف بالمعنى المرجوح لقوله فيما تقدم: ". . ولا فرق في العمل بالحديث في الأحكام أو في الفضائل إذ الكل شرع "
وهذا حق لأن الحديث الضعيف الذي لا يوجد ما يعضده يحتمل أن يكون كذبا بل هو على الغالب كذب موضوع وقد جزم بذلك بعض العلماء فهو ممن يشمله قوله " صلى الله عليه و سلم ": ". . يرى أنه كذب " أي يظهر أنه كذلك
ولذلك عقبه الحافظ بقوله: " فكيف بمن عمل به؟ " ويؤيد هذا ما سبق نقله عن ابن حبان في القاعدة الحادية عشرة
" فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في الخبر "
فنقول كما قال الحافظ: " فكيف بمن عمل به. .؟ "
فهذا توضيح مراد الحافظ بقوله المذكور وأما حمله على أنه أراد الحديث الموضوع وأنه هو الذي لا فرق في العمل به في الأحكام أو الفضائل كما فعل بعض مشايخ حلب المعاصرين فبعيد جدا عن سياق كلام الحافظ إذ هو في الحديث الضعيف لا الموضوع كما لا يخفى ولا ينافي ما ذكرنا أن الحافظ ذكر الشروط للعمل بالضعيف كما ظن ذلك الشيخ لأننا نقول: إنما ذكرها الحافظ لأولئك الذين ذكر عنهم أنهم يتسامحون في إيراد الأحاديث في الفضائل ما لم تكن موضوعة فكأنه يقول لهم: إذا رأيتم ذلك فينبغي أن تتقيدوا بهذه الشروط وهذا كما فعلته أنا في هذه القاعدة والحافظ لم يصرح بأنه معهم في الجواز بهذه الشروط ولاسيما أنه أفاد في آخر كلامه أنه على خلاف ذلك كما بينا
وخلاصة القول أن العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لا يجوز القول به على التفسير المرجوح إذ هو خلاف الأصل ولا دليل عليه ولا بد لمن يقول به أن يلاحظ بعين الاعتبار الشروط المذكورة وأن يلتزمها في عمله والله الموفق
ثم إن من مفاسد القول المخالف لما رجحناه أنه يجر المخالفين إلى تعدي دائرة الفضائل إلى القول به في الأحكام الشرعية بل والعقائد أيضا وعندي أمثلة كثيرة على ذلك لكني أكتفي منها بمثال واحد
فهناك حديث يأمر بأن يخط المصلي ببن يديه خطا إذا لم يجد سترة ومع أن البيهقي والنووي هما من الذين صرحوا بضعفه فقد أجازا العمل به خلافا لإمامهما الشافعي وسيأتي مناقشة قولهما في ذلك عند الكلام على الحديث المذكور
ومن شاء زيادة بيان وتفصيل في هذا البحث الهام فليراجع مقدمة " صحيح الترغيب " (1/ 16 - 36)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 10:55]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل التميمي
لكن لقصر عقلي رأيت ان في مشاركتك وتوضيحك خروج في بعض المواضع وفي بعض النصوص عن محل النزاع، وذلك راجع لقصر عقلي وفهمي، ولعلي اكتبها غدا بغذن الله عز وجل لتصوبها لي وبارك الله فيك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:17]ـ
(الحلقة الأخيرة)
الثامن: تحقيق مذهب المتقدمين في الاحتجاج بالضعيف.
للمتقدمين عبارات فهم منها البعض الترخص والتساهل في الرواية والاحتجاج بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.
ولابد أولا من ذكر وبيان مراد المتقدمين بالضعيف في عباراتهم، ثم بعد ذلك نذكر مقالاتهم ونبين مرادهم، والمحامل التي خرج عليها كلامهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: حد الحسن باصطلاحنا المولد الحادث الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسمٍ من أقسام الصحيح الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء، أو الذي يرغب عنه أبو عبد الله البخاري ويمشِّيه مسلمٌ، وبالعكس، فهو داخل في أدنى مراتب الصحة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كان في عرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح، وضعيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن، كما أن ضعف الإنسان بالمرض ينقسم إلى مرض مخوف يمنع التبرع من رأس المال، وإلى ضعيف خفيف لا يمنع من ذلك.
فإن قلت: إننا نجد إطلاق بعض المتقدمين وصف (الحسن) على بعض الأحاديث؟!
فالجواب: أن هذا تجوز منهم يريدون به الصحيح، قال الحافظ الذهبي: ويلزم على ذلك أن يكون كل صحيح حسنا، فيلتزم ذلك، وعليه عبارات المتقدمين؟ فإنهم يقولون فيما صح: (هذا حديث حسن).
وبعد هذا الإجمال فإليك تفصيل حكاية أقوال العلماء المتقدمين:
عبد الله بن المبارك:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني ثنا أبي نا عبدة بن سليمان قال: قيل لابن المبارك - وروى عن رجل حديثاً - فقيل: هذا رجل ضعيف!! فقال: يحتمل أن يروى عنه هذا القدر، أو مثل هذه الأشياء، قلت لعبدة: مثل أي شيء كان؟ قال: في أدب في موعظة في زهد، أو نحو هذا.
فهذا الأثر لا يفهم منه أن ابن المبارك رحمه الله يرخص بأداء أنواع من العبادات في فضائل الأعمال لأحاديث ضعيفة، وغاية ما فيه أنه يرخص في حكاية ورواية القصص وما جرى مجراها للعظة، وهذا من جنس إذن النبي صلى الله علي وسلم في قص أخبار بني إسرائيل للاعتبار، دون التعبد بما في أخبارهم مما لا يوافق شرعنا، وقد نبه إلى هذا الحافظ الذهبي رحمه الله لما تحدث عن أقسام العلوم حيث قال: ومنها ما هو مباح كحديث أم زرع، وحديث الإسرائيليات من (جامع الأصول) ونحو ذلك مما يجري مجرى القصص، وبعض أولى من بعض.
وكيف يظن بعبد الله بن المبارك العمل بالضعيف ولو في الفضائل، وهو الذي نادى على رؤوس الخلائق بكمال الشرع واستغناءه عن الضعيف، حتى صارت عبارته (لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه)، كلمة سائرة عند أهل الحديث.
وكيف يظن بابن المبارك التعبد بالضعيف، وحاله معلومة في شدة تحريه صحيح الأخبار واطراح ضعيفها، من ذلك أنه رحمه الله ضلّ في بعض أسفاره في طريق، وكان قد بلغه أن من اضطر في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أ ُعين. قال: فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده.
قال الهروي: فلم يستجز أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده.
وعلق العلامة الألباني رحمه الله بقوله: فهكذا فليكن الإتباع.
سفيان بن عيينة:
قال سفيان بن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.
وهذا من أوضح ما يكون من الأدلة على أن مراد المتقدمين بالاحتجاج بالضعيف في الفضائل هو الحديث الحسن في اصطلاح المتأخرين.
وهذا واضح من حال بقية بن الوليد، فإنه ثقة محتج بحديثه إذا سلم من التدليس.
يحيى بن معين:
قال يحيى بن معين في زياد البكائي: لا بأس به في المغازي، وأما في غيرها فلا.
فالجواب عن هذا من وجهين:
الأول: أن زياد بن عبد الله البكائي ليس بضعيف، فقد قال عنه أحمد وأبو زرعة الرازي: (صدوق)، وقال عنه الدارقطني: (وعندي ليس به بأس)، وقال ابن عدي فيه: (قد روى عن الثقات من الناس، وما أرى برواياته بأسا).
وأما قول النسائي عنه: (ليس بالقوي) فهذا جرح غير مفسد لرواياته، بل هو متضمن لتعديله وقبول روايته، لكنه في درجة الصدوقين، وليس في حفظه كالمتقنين الحفاظ الكبار.
الثاني: هذا لا يعني الاحتجاج بالضعفاء في الفضائل والمغازي، هذا لو سلم بضعف زياد، فإن الضعيف قد يحتج به في علمٍ ما؛ لاختصاصه وعنايته وشغله به، وقد سبرت أقواله في هذا العلم الذي يتقنه فكانت موافقة لأخبار المرضيين، لا للترخيص في رواية الضعفاء في المغازي، فإنه لو كان كذلك لاحتج بكل ضعيف في المغازي، وهذا لم يقله أحد.
أحمد بن حنبل:
قال أبو الفضل العباس بن محمد الدوري سمعت أحمد بن حنبل يقول: وهو على باب أبى النضر هاشم بن القاسم، وسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله! ما تقول في محمد بن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي؟ فقال: أما موسى بن عبيدة فكان رجلا صالحا، فحدث بأحاديث مناكير.
وأما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث، يعنى المغازي ونحوها، فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا، قال أحمد بن حنبل بيده، وضم يديه، وأقام أصابعه.
فهذا أيضا يدل على أن مراد أحمد بالضعيف هو الحسن في اصطلاح المتأخرين، واحمد نفسه قال في ابن إسحاق: (هو حسن الحديث)، وقال فيه يحيى بن معين: (كان ثقة)، (وكان حسن الحديث).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قول أحمد رحمه الله: الحديث الضعيف أحب إليّ من الرأي.
فمراد أحمد بالضعيف في كلامه هذا هو الحسن في اصطلاح المتأخرين، وسماه بالضعيف لأنه قصر عن درجة الصحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الحسن فإنهم لا يسمونه صحيحا مع وجوب العمل به، وهذا كثير في كلام أحمد؛ يضعف الحديث ثم يعمل به، يريد أنه ضعيف عن درجة الصحيح.
وبهذا يتضح أن مراد أحمد بالضعيف هو الحسن في اصطلاح المتأخرين، ومن حمله على الضعيف المطروح الذي لا يحتج به فقد أخطأ على أحمد، قال ابن حامد الحنبلي رحمه الله: فكل ما ضعفه وأنكر صحته قطع عليه بأنه لا يتدين به.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن نقل عن أحمد انه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه.
عبد الرحمن بن مهدي:
قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال والعقاب والمباحات والدعوات تساهلنا في الأسانيد.
فهذا التساهل الذي حكاه ابن مهدي غير التساهل الذي يريده البعض من حمله على الضعيف الذي لا يحتج به، وكيف يظن بعبد الرحمن بن مهدي ذلك وهو القائل: لا ينبغي للرجل أن يشغل نفسه بكتابة الضعيف، فأقل ما في ذلك أن يفوته من الصحيح بقدره.
فمراد ابن مهدي بالتساهل هو التساهل عن اشتراط أعلى درجات الصحة، لا التساهل بأحاديث الضعفاء.
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: وأما ما قاله أحمد بن حنيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك: إذا روينا في الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا، فإنما يريدون به - فيما أرجح والله أعلم - إن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم مستقراً واضحاً، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو بالضعف فقط.
بتصرف من كلام الأخ حمد العثمان في كتاب (المحرر في مصطلح الحديث).
هذا ما جرى التنبيه عليه في هذه المسألة، فقد أبنتها لك بما لن تجده في غير هذا المنتدى بإذن الله تعالى.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:39]ـ
بارك الله فيكم
في كلام الإخوة من التأويل المستكره لنصوص الأئمة والمغالطات في نسبة الأقوال والمذاهب شيء كثير
والمعروف عن أئمة هذا الشأن من المتقدمين والمتأخرين التفريق بين أحاديث الأحكام وغيرها
والعمل بالضعيف إذا لم يوجد غيره في الباب في الأحكام فضلا عن الفضائل
وقد تقدم النقاش في هذه المسائل أكثر من مرة على الملتقى والمجلس
ولعلي أنشط فأنقل روابط تلك المواضيع وأزيد عليها ما يبين وجه المسألة ووجه المغالطة فيها
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[26 - Feb-2009, مساء 11:58]ـ
جزاكم الله خيرا إخوانى جميعا وبارك الله فيكم
إذن أخى ملخص الكلام أخى الحبيب التميمى (على حد فهمى) أن المقصود بالضعيف الذى يحوز العمل به عند المتقدمين هو الحديث الحسن باصطلاح المحدثين
ولكن أخى توجد عندى بعض الإشكالات وهى:
1ـ الحديث الحسن هل يجوز أن يكون أصلا فى الباب فى العقائد والأحكام حيث من عبارات المتقدمين يوجد خلاف فى هذا الأمر
مع أن العلماء المتأخرين يقولون بالعمل به وأظن بلا خلاف فى هذا
2 ـ المرسل من أقسام الضعيف ومذهب مالك وغيره يقولون بحجية المرسل بل إن البعض كاد أن ينقل الإجماع فى ذلك
قال ابن عبد البر فى التمهيد 4/ 1
وزعم الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على قبول المرسل ولم يأت عنهم انكاره ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين كأنه يعني أن الشافعي أول من أبى من قبول المرسل.
فأرجو إزالة هذا الإشكال بارك الله فى علمكم إخوانى
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:11]ـ
وهل كتاب الحديث الضعيف للعلامة عبد الكريم الخضير موجود على الشبكة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:16]ـ
بارك الله فيكم
في كلام الإخوة من التأويل المستكره لنصوص الأئمة والمغالطات في نسبة الأقوال والمذاهب شيء كثير
والمعروف عن أئمة هذا الشأن من المتقدمين والمتأخرين التفريق بين أحاديث الأحكام وغيرها
والعمل بالضعيف إذا لم يوجد غيره في الباب في الأحكام فضلا عن الفضائل
وقد تقدم النقاش في هذه المسائل أكثر من مرة على الملتقى والمجلس
ولعلي أنشط فأنقل روابط تلك المواضيع وأزيد عليها ما يبين وجه المسألة ووجه المغالطة فيها
معذرة منك أخي، ولكن ألست بهذا ضربت بما قلناه، وقدمناه عرض الحائط؟
أليس قد نقلنا كلام الأئمة بما لا تاويل فيه والنصوص امامك اخي الكريم؟
وهل المجال على الهوى مفتوح لكل من أراد ان يروج لخصلة حسنة سبك لها سندا وقال بعده قال رسول الله؟
أعتقد أنه لا بد من زيادة الطلب والتثبت، في فهم ما يشيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
حقيقةً لا اريد ان اتطفل على الشيخ التميمي,
ولكن بودي ان اتكلم حتى يصوبني الاخوة اذا اخطأت كي اتعلم,
(1ـ الحديث الحسن هل يجوز أن يكون أصلا فى الباب فى العقائد والأحكام حيث من عبارات المتقدمين يوجد خلاف فى هذا الأمر
مع أن العلماء المتأخرين يقولون بالعمل به وأظن بلا خلاف فى هذا)
- الذي اعرفه-على حسب علمي القاصر- ان يكون للحديث الضعيف-غير شديد الضعف- اصل وليس ان يكون اصلا, والله اعلم.
(ـ المرسل من أقسام الضعيف ومذهب مالك وغيره يقولون بحجية المرسل بل إن البعض كاد أن ينقل الإجماع فى ذلك
قال ابن عبد البر فى التمهيد 4/ 1
وزعم الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على قبول المرسل ولم يأت عنهم انكاره ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين كأنه يعني أن الشافعي أول من أبى من قبول المرسل.)
-الرد عليه موجود في كتاب النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ ابن حجر رحمه الله,
عليك بطبعة مكتبة الفرقان-تحقيق الشيخ ربيع بن هادي المدخلي- لان عليها استدراكات على الطبعة القديمة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 12:54]ـ
2 ـ المرسل من أقسام الضعيف ومذهب مالك وغيره يقولون بحجية المرسل بل إن البعض كاد أن ينقل الإجماع فى ذلك
قال ابن عبد البر فى التمهيد 4/ 1
وزعم الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على قبول المرسل ولم يأت عنهم انكاره ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين كأنه يعني أن الشافعي أول من أبى من قبول المرسل.
فأرجو إزالة هذا الإشكال بارك الله فى علمكم إخوانى
الأصل في المرسل أنه ضعيف لانقطاعه وعدم اسناده، قال الامام مسلم: والمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة.
وقال عبد الرحمن بن ابي حاتم: سمعت ابي وابا زرعة يقولان: لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة الا بالاسانيد الصحاح المتصلة.
والسبب في رد المرسل هو الجهل بمن وراء التابعي.
ولذلك اختلفت أقوال العماء في قبوله واعتباره، وفي رده وتركه.
فلهذا تجد العلماء في حكمهم على المرسل تصحيحا أو تضعيفا يقولون: وجدنا هذا التابعي يرسل عن ثقة، أو يرسل عن ضعيف.
من ذلك قول الشافعي رحمه الله: لا نحفظ عن ابن لمسيب روى منقطعا الا وجدنا ما يدل على تسديده، ولا آثره عن أحد فيما عرفنا عنه الا عن ثقة معروف.
وبسبب هذا الإستقراء من العلماء لمراسيل التابعين صاروا يميزيون بينها ولا ينزلونها منزلة واحدة.
لكن ينبغي أن يعلم ان بعض التابعين مروياته عن صحابي معين مسندة صحيحة، ويفصح عن ذلك، ثم يعمد في احيان أخرى إلى اسقاط الواسطة بينه وبين هذا الصحابي اكتفاءا بما سبق وأشرنا إليه من الإتصال، فهنا لا ينبغي لنا أن نضعف الطريق المرسلة لظاهر انقطاعها فنرد بذلك أحاديث كثيرة، خاصة إذا عرفنا الطريق المسند بينهما، وأنه ثابت.
هذا باختصار الكلام حول هذه المسألة
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:01]ـ
(لكن ينبغي أن يعلم ان بعض التابعين مروياته عن صحابي معين مسندة صحيحة)
- المعروف والمشتهر هو ان رواية سعيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقبولة اذا صح السند الى سعيد رحمه الله, فهل من الممكن ان تذكر لنا غيره يا شيخ لو تكرمت؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:03]ـ
1ـ الحديث الحسن هل يجوز أن يكون أصلا فى الباب فى العقائد والأحكام حيث من عبارات المتقدمين يوجد خلاف فى هذا الأمر
مع أن العلماء المتأخرين يقولون بالعمل به وأظن بلا خلاف فى هذا
2
الذي أعرفه أخي الكريم من خلال تتبع كلام المتقدمين أقصد من هم قبل الإمام الترمذي وصنيعه في التقسيم، كانوا يقسمون الحديث إلى صحيح وضعيف. وهذا الضعيف نوعان:
نوع ضعفه يسير، والآخر ضعفه شديد لا يقبل معه الحديث.
وهذا النوع الأول هو الذي لا يسقط الاحتجاج به، وعليه أخي الكريم فإنه إن كان هناك خلاف بين المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة فهو خلاف لفظي فقط، وإلا الكل يجيز الأخذ بهذا الحديث خاصة إذا تعددت طرقه وعضد بعضها بعضا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:08]ـ
(لكن ينبغي أن يعلم ان بعض التابعين مروياته عن صحابي معين مسندة صحيحة)
- المعروف والمشتهر هو ان رواية سعيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقبولة اذا صح السند الى سعيد رحمه الله, فهل من الممكن ان تذكر لنا غيره يا شيخ لو تكرمت؟
وجزاكم الله خيرا.
أبشر أخي الكريم
حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه، فأحيانا يروي ويذكر الواسطة وهو ثابت البناني، وأحيانا يسقط الواسطة ويوري عن أنس مباشرة.
وإن أردت المزيد زدناك.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 01:11]ـ
(وإلا الكل يجيز الأخذ بهذا الحديث خاصة إذا تعددت طرقه وعضد بعضها بعضا)
- يا شيخ وفقك الله, كأن سؤال الاخ عن الحديث الضعيف الذي لم يوجد ما يعضده, لانه اذا اعتضد خرج من الخلاف وصار حسنا, والله اعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 02:49]ـ
في كلام الإخوة من التأويل المستكره لنصوص الأئمة والمغالطات في نسبة الأقوال والمذاهب شيء كثير
بارك الله فيك مشرفنا الفاضل لكنها لا تعتبر مغالطات كما وصفتها اخينا المشرف بل اخطاء وخروج عن محل النزاع بلا تعمد ولا تدليس
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 09:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عونك يا رب
الأخ الكريم (أمجد الفلسطيني) تحية طيبة وبعد ...
حقيقة أخي الفاضل لا أعلم لماذ هذا التحامل الزائد هنا، وما تذكرت منه إلا ما تذكرته من التحامل الاخر في (النظرة الجديدة).
وكأننا أخي الكريم قد أتينا بأقوال الجهم، أو بأقوال بشر، أو بأقوال هشام؛ حتى تقول: (في كلام الإخوة من التأويل المستكره لنصوص الأئمة والمغالطات في نسبة الأقوال والمذاهب شيء كثير).
والله لو أنصف الناس لاستراح القاضي، يعلم الله لو ترويت في قرآءة ما سطرناه لعرفت أنك قد استعجلت في الحكم والتقدير.
العلم المنقول للآخرين أخي أمانة، ويعلم الله أننا إن شاء الله نحسب أنفسنا والله حسيبنا أننا ممن يراعي هذه الأمانة خشية عدم الجواب عند الوقوف بين يديه سبحانه.
رحم الله الأئمة العظام لما قالوا: الإسناد دين.
أخي الكريم ليست المسألة مسألة هوى وآراء مفروضة أغصب الناس على الأخذ بها والتزامها. المسألة هنا مقامها أعلى من ذلك، مقامها عدم العبث بحرمة المصطفى صلى الله عليه وسلم والعبث بكلمته التي من عبث بها فإن الوعيد الشديد قد أحاط به، مهما كانت نيته.
أستعجب منك هذا القول وأنت تعلم علم اليقين أن العلماء قد قرروا بما لا زيادة عليه خطورة هذا الأمر وشناعته، والأبواب الخطيرة التي سيفتحها ومن ثم انظر ماذا سيدخل عليك منها.
أنا سأسلك سؤال واحد وصدقني ستعرف أنت ما قصدته من كلامي:
ماذا تقول فيما وضع من فضائل السور وقراءتها في أول كل تفسير لها من كتب بعض العلماء؟
صدقني لن أشك بك طرفة أنك ستقول موضوعة لا تقبل، وهذا هو ما قاله العلماء الكرام في كتبهم، وبينوه وأنه لا يجوز الإعتماد عليها، لأنها أحاديث لا أصل لها، وإن كان رواتها لم يصلوا إلى درجة الإتهام بالوضع.
إذا لماذا هذا التحامل منك في رد ما سطرنا وأوضحنا؟ وكأننا قد نسخنا كتابا من كتب أهل البدع ووضعناه هنا. أو قمنا بالتعمية والتدليس واللعب بعقول الناس.
ليرحمنا الله جميعا ويغفر لنا، وأختم بهذا الكلام الذي لو لم يوجد إلا هو لكفى:
قال الشيخ العلامة د/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير في (الحديث الضعيف وحكم الإحتجاج به) بعد كلام طويل في تحرير المسألة وبيان أقوال أهل العلم الثلاثة فيها، ولولا خشية الإطالة وتوفر الكتاب لنقلت لكم كل ما قاله:
ومن خلال ما تقدم، يترجح الرأي الثاني، وهو عدم الأخذ بالحديث الضعيف مطلقا، لا في الأحكام، ولا في غيرها، لما يلي:
1 - لاتفاق علماء الحيث على تسمية الضعيف بالمردود.
2 - لأن الضعيف لا يفيد إلا الظن المرجوح، والظن لا يغني من الحق شيئا.
3 - لما ترتب على تجويز الاحتجاج به من ترك للبحث عن الأحاديث الصحيحة، والاكتفاء بالضعيفة.
4 - لما ترتب عليه من نشوء البدع والخرافات، والبعد عن المنهج الصحيح، لما تتصف به الأحاديث الضعيفة غالبا من أساليب التهويل والتشديد بحيث صارت مرتعا خصبا للمتصوفة، فصلتهم عن دين الله الوسط.
إلى آخر كلامه حفظه الله.
فوالله أخي ما نقلنا إلا ما رأيناه صوابا، ولم نلزم به أحد، أو ندلس فيه ونعمي.
نصيحة أخوية للجميع: لابد من أن يقتنى كتاب الشيخ عبد الكريم الخضير (الحديث الضعيف وحكم الإحتجاج به) فقد استوعب ما لم يستوعبه غيره. وفيه بيان لمن أراد الإنصاف وعدم رمي الناس. [مع مخالفتي للشيخ حفظه الله فيما توصل إليه في مسألة تحقيق بعض أقوال الأئمة].
أسبغ الله عليكم نعمه ظاهرة وباطنة آمين
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Feb-2009, صباحاً 09:30]ـ
معذرة على التعقيب
كأني الآن لمست أن المقصود هو ما نقلناه من التوضيح لأقوال أهل العلم، كلإمام أحمد، وابن المبارك وغيرهم. أليس كذلك؟.
في الحقيقة أخي الكريم، لم أضع ما فيه إفتراء على أحد منهم، فقد ذكرت كلامهم ومن ثم أعقبته بالمراد منه من كلامهم أنفسهم في موضع آخر، أو من كلام أتباعهم وأصحابهم العارفين لمقاصدهم ومراد كلامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلست بدعا هنا فيما وضعت.
وإن كنت أنت قد رأيت ما يخالف كلامي في كتاب ما، أو سمعته من شيخ ما، فهذا رأيه وفهمه، وهذا رأيي وفهمي.
أما أنك تشكك في كلامي برميه بالشناعة، فهذا لا يقبل إلا إذا كنت قد فعلته فعلا، وأنا ذكرت لك ما يراد من كلام الأئمة من أقولهم هم في أماكن أخرى يستفاد منها معرفة أقوالهم.
هذا ما جرى عليه التنبيه.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 04:07]ـ
الذي أعرفه أخي الكريم من خلال تتبع كلام المتقدمين أقصد من هم قبل الإمام الترمذي وصنيعه في التقسيم، كانوا يقسمون الحديث إلى صحيح وضعيف. وهذا الضعيف نوعان:
نوع ضعفه يسير، والآخر ضعفه شديد لا يقبل معه الحديث.
وهذا النوع الأول هو الذي لا يسقط الاحتجاج به، وعليه أخي الكريم فإنه إن كان هناك خلاف بين المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة فهو خلاف لفظي فقط، وإلا الكل يجيز الأخذ بهذا الحديث خاصة إذا تعددت طرقه وعضد بعضها بعضا.
جزاك الله خيرا أخى الحبيب ولكن الإشكال عندى أن المشهور أن الحديث الحسن يصح أن يحتج به كأصل فى الباب ولو فى الحلال والحرام فالإشكال عندى فى قول الإمام أحمد رحمه الله
وأما محمد بن إسحاق فهو رجل تكتب عنه هذه الأحاديث، يعنى المغازي ونحوها، فأما إذا جاء الحلال والحرام أردنا قوما هكذا، قال أحمد بن حنبل بيده، وضم يديه، وأقام أصابعه.
وما شابه هذا من أقوال الإئمة فهذا يعارض كون الحديث الحسن حجة مطلقاكأصل فى الباب فأرجو إزالة الإشكال
وأشكرك أخى على الإجابة عن الحديث المرسل فقد أفدت وأجدت فبارك الله فيكم
وقد وقفت على كلام لابن عبد البر رحمه الله وهو يحكى مذاهب العلماء فى الحديث المرسل حتى حكى أن بعض المالكية قالوا بتقديم مرسل الثقات على المسند فقال:
وقالت طائفة من أصحابنا:
مراسيل الثقات أو لى من المسندات واعتلوا بأن من أسند لك فقد أحالك على البحث عن أحوال من سماه لك ومن أرسل من الأئمة حديثا مع علمه ودينه وثقته فقد قطع لك على صحته وكفاك النظر.
ثم أخذ يحكى مذاهب العلماء القائلين بأن المرسل حجة من المالكية والحنفية ولا أريد أن أنقل كلامه كله إنما أنقل كلامه على المذهب الثانى والقائلين بأن المرسل ليس بحجة فقال:
وقال سائر أهل الفقه وجماعة أصحاب الحديث في كل الأمصار فيما علمت الانقطاع في الاثر علة تمنع من وجوب العمل به وسواء عارضه خبر متصل أم لا وقالوا إذا اتصل خبر وعارضه خبر منقطع لم يعرج على المنقطع مع المتصل وكان المصير إلى المتصل دونه.
وحجتهم في رد المراسيل ما أجمع عليه العلماء من الحاجة إلى عدالة المخبر وأنه لا بد من علم ذلك فإذا حكى التابعي عمن لم يلقه لم يكن بد من معرفة الواسطة إذ قد صح ان التابعين أو كثيرا منهم رووا عن الضعيف وغير الضعيف فهذه النكتة عندهم في رد المرسل لأن مرسله يمكن أن يكون سمعه ممن يجوز قبول نقله وممن لا يجوز ولا بد من معرفة عدالة الناقل فبطل لذلك الخبر المرسل للجهل بالواسطة.
قالوا ولو جاز قبول المراسيل لجاز قبول خبر مالك والشافعي والأوزاعي ومثلهم إذا ذكروا خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو جاز ذلك فيهم لجاز فيمن بعدهم إلى عصرنا وبطل المعنى الذي عليه مدار الخبر.
ومن حجتهم أيضا في ذلك أن الشهادة على الشهادة قد أجمع المسلمون أنه لا يجوز فيها إلا الاتصال والمشاهدة فكذلك الخبر يحتاج من الاتصال والمشاهدة إلى مثل ما تحتاج إليه الشهادة إذ هو باب في إيجاب الحكم واحد.
هذا كله قول الشافعي وأصحابه وأهل الحديث ولهم في ذلك من الكلام ما يطول ذكره.
ثم قال رحمه الله:
هذا أصل المذهب (أى الإحتجاج بالمرسل) ثم انى تأملت كتب المناظرين والمختلفين من المتفقهين وأصحاب الأثر من أصحابنا وغيرهم فلم أر أحد ا منهم يقنع من خصمه إذا احتج عليه بمرسل ولا يقبل منه في ذلك خبرا مقطوعا وكلهم عند تحصيل المناظرة يطالب خصمه بالاتصال في الاخبار. والله المستعان. انتهى
ومعذرة للإطالة فهى فائدة طرأت لى أثناء البحث فأردت أن يستفيد منها إخوانى
وأرجو إن كان كتاب الشيخ عبد الكريم موجود على الشبكة أن تدلنى عليه
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 04:14]ـ
ومازال كلام الشيخ صالح مشكل عندى حيث يعرف الشيخ من هو ويعرف بإستقراءه فهل من متصل بالشيخ يوضح لنا حيث أننى لا أتمكن من الإتصال بالشيخ
أهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في أصل من الأصول بل إما في تأييده أو في فرع من الفروع.
المتأخرون وخاصة لما نشأت مدرسة أهل الحديث في الهند في القرن الثالث عشر بالغوا في نفي الاستدلال بالحديث الضعيف، ثم ورد هذا إلى البلاد الإسلامية الأخرى، وكثر حتى ظُنَّ أن هذا هو المنهج الصحيح، هذا ليس بمنهج وهو مخالف لطريقة أهل العلم المتقدمة، وطريقتهم هي ما ذكرتُ لك من التفصيل.
فينتبه لهذا ويعتبر منهج حتى ما يضلل المتأخرون أئمتهم وسابقيهم.
هذا بلاء، لأجل هذا الأصل الذي ليس بأصل، وهو أنهم قالوا: لا يحتج بالحديث الضعيف، ظن الظان أن معناه: أن الحديث الضعيف كالموضوع لا قيمة له ألبتة، والاستشهاد به أو الاستدلال به دليل ضعف المتكلم علمياً إلى آخره، هذا ليس بجيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:34]ـ
أخي (محمد) حقيقة لم يتبين لي مراد الشيخ من كلامه، وأخشى أن هناك لبس في النقل، فلا يمكن أن نحكم على كلامه حفظه الله حتى نطلع على حيثياته كلها.
لكن بغض النظر عن كلام الشيخ أيده الله أكتب ما تريد أن تسأل عنه مباشرة وبالتحديد.
أحبتي المجال للإدلاء بما يعرف للجميع وليس حكرا. فمن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 01:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتميما لما سبق من كلام فقد وقفت زيادة على كلام نفيس يؤيد ما تقدم نقله، فأقول وبالله التوفيق:
قال الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح بعد أن ذكر قوله: (قال الخطابي: إن الحديث عند أهله ينقسم إلى الأقسام الثلاثة التي قدمنا ذكرها)، قال:
نازعه الشيخ تقي الدين ابن تيمية، فقال: (إنما هذا اصطلاح للترمذي، وغير الترمذي من أهل الحديث ليس عندهم إلا صحيح وضعيف، والضعيف عندهم: ما انحط عن درجة الصحيح، ثم قد يكون متروكا؛ وهو: أن يكون راويه متهما أو كثير الغلط، وقد يكون حسنا، بأن لا يتهم بالكذب). قال: (وهذا معنى قول أحمد: العمل بالضعيف أولى من القياس). [انظر مجموع الفتاوى 1/ 251، 18/ 23، ومنهاج السنة 3/ 341]
ويؤيده: قول البيهقي في رسالته إلى أبي محمد الجويني: (الأحاديث المروية ثلاثة أنواع: نوع اتفق أهل العلم على صحته. ونوع اتفقوا على ضعفه. ونوع اختلفوا في ثبوته، فبعضهم صححه، وبعضهم يضعفه لعلة تظهر فيه، إما أن يكون خفيت على من صححه، وإما أن يكون لا يراها معتبرة قادحة). انتهى كلام الحافظ
قال الشيخ أبا معاذ ابن عوض الله: وقد تضمن كلام شيخ الإسلام في هذه المواضع أمرا في غاية الأهمية، وقد فهمه بعض المعاصرين على غير وجهه، فرأيت أن ألقي الضوء هنا عليه، مبينا مراده منه، ووجهه على الحقيقة.
ذلك؛ أنه قد صرح في هذه المواضع أن الحديث الضعيف الذي يحتج به الإمام أحمد بن حنبل، وقال فيه: (العمل بالحديث الضعيف أولى من القياس)، وقال فيه أيضا: (ولضعيف الحديث أحب إلي من رأي الرجال)، وقال لابنه عبد الله: (يا بني؛ اعرف طريقتي في العلم؛ لست أخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يعارضه)، وشبيه ذلك من أقواله؛ إنما أراد الإمام أحمد بـ (الضعيف) في هذه المواضع: الضعيف الذي يحسن الترمذي مثله، وهو المنجبر بغيره، وليس الضعيف الذي هو منكر أو باطل أو موضوع.
ومراد شيخ الإسلام من كلامه واضح لا خفاء به، وهو أن الحديث الذي يضعفه الإمام أحمد ثم يحتج به، أو يحتج به ويكون ضعيفا من حيث الإسناد، إنما هو الحديث الذي ضعفه هين ليس شديدا، وقد انضم إليه ما يجبره ويأخذ بيده ويرقيه إلى مصاف الأحاديث المحتج بها، فيكون حينئذ بمنزلة الحديث الذي يحسنه الإمام الترمذي.
وان الإمام أحمد لا يحتج بكل حديث ضعيف، بل يحتج بالضعيف الذي اعتضد بغيره، كما يفعل الترمذي، إلا أن الترمذي يسمي هذا الحديث (حسنا) بينما الإمام أحمد لا يسميه حسنا، بل (ضعيفا)؛ وإن كان يحتج به.
وهذا المعنى قد ذكره غير شيخ الإسلام من العلماء:
منهم: الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله. (إعلام الموقعين 1/ 61).
ومنهم: الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله. (شرح علل الترمذي 1/ 344).
فسبيل من أراد تحقيق ذلك أن يعمد إلى ما ضعفه الإمام أحمد من الأحاديث ثم احتج به، ثم ينظر هل انضم إليها شيء من ذلك أم لا، فإن فعل فسيجد ولا بد.
إلا أن كثيرا من الباحثين لا يتنبه إلى العاضد الذي انضم إلى الحديث الذي ضعفه الإمام أحمد فاحتج به لذلك، فيتصور أن الإمام أحمد إنما احتج بالحديث الضعيف مطلقا، اعتضد أو لم يعتضد؛ وهذا خطأ وسوء فهم لصنيع الإمام أحمد ولكلامه. انتهى كلام الشيخ أبا معاذ ابن عوض الله
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 08:12]ـ
هذا رابط لشيخنا أبي الحسن السليماني - حفظه الله - وهو يتكلم عن العمل بالحديث الضعيف في أحد دروس مصطلح الحديث بعنوان "الطرح والإهمال للحديث الضعيف في فضائل الأعمال ".
http://sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=144
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 12:09]ـ
للرفع
ـ[ابن العباس]ــــــــ[13 - Jan-2010, صباحاً 05:00]ـ
إذا ذكر إمامٌ الحديث الضعيف محتجاً به فلابد من التفتيش عما حمله على ذلك
فلايظن بهم أنهم مشّوها لمجرد أنها في الفضائل,
فقد ينضم له من المرجحات من قول صحابي أو غيره ما يعضده فيظن الظان أنه استدل به
لكون بابه الفضائل , وليس الأمر كذلك
ولا ننكر أن هناك تفاوتًا في نظر الأئمة يخص موضوع الحديث إن كان من الأحكام أو غيره
لكن الأصل العريض أن الحديث الضعيف العري عن القرائن الرافعة لرتبته لا يعمل به مطلقاً, ولهذا يحكمون على بعض المراسيل بأنها قوية
فيظن الظان أن هذا الإمام يحتج بالمرسل,,والحال أن هذا المرسل بعينه قامت به قرائن ترفعه مثل رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه
ثم هناك فرق بين الاستدلال بالحديث وبين ذكره في معرض حشد الأدلة للاستتئناس على الأصل الثابت أصلاًً بآية أو بوجوه أخرى معتبرة
وإذا عرفت أن الاحتجاج لا يلزم منه الصحة بضميمة أنهم قسموا الحديث إلى صحيح وضعيف, أدركت أن الإمام قد يورد الحديث الذي فيه ضعف يسير
ويحتج به لما احتف به من أمور تجعله صالحاً للاحتجاج لاسيما مع تعظيمهم للآثار
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 12:37]ـ
إذا ذكر إمامٌ الحديث الضعيف محتجاً به فلابد من التفتيش عما حمله على ذلك
فلايظن بهم أنهم مشّوها لمجرد أنها في الفضائل,
فقد ينضم له من المرجحات من قول صحابي أو غيره ما يعضده فيظن الظان أنه استدل به
لكون بابه الفضائل , وليس الأمر كذلك
ولا ننكر أن هناك تفاوتًا في نظر الأئمة يخص موضوع الحديث إن كان من الأحكام أو غيره
لكن الأصل العريض أن الحديث الضعيف العري عن القرائن الرافعة لرتبته لا يعمل به مطلقاً, ولهذا يحكمون على بعض المراسيل بأنها قوية
فيظن الظان أن هذا الإمام يحتج بالمرسل,,والحال أن هذا المرسل بعينه قامت به قرائن ترفعه مثل رواية أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه
ثم هناك فرق بين الاستدلال بالحديث وبين ذكره في معرض حشد الأدلة للاستتئناس على الأصل الثابت أصلاًً بآية أو بوجوه أخرى معتبرة
وإذا عرفت أن الاحتجاج لا يلزم منه الصحة بضميمة أنهم قسموا الحديث إلى صحيح وضعيف, أدركت أن الإمام قد يورد الحديث الذي فيه ضعف يسير
ويحتج به لما احتف به من أمور تجعله صالحاً للاحتجاج لاسيما مع تعظيمهم للآثار
والله أعلم
كلمات تكتب بماء الذهب
بارك الله فيك أخي الكريم وأحسن الله إليك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 01:48]ـ
بارك الله فيكم
بل هو فهم مغلوط ومخالف لكلام الأئمة
أما الاحتاج بالمرسل والمنقطع لقرائن حفته فهو صحيح عن الأئمة وليس من مسألتنا
وأنبه على أن التساهل في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب عند الأئمة رحمهم الله لا يعني ولا يلزم منه:
/// إثبات حكم جديد
/// عدم تعظيمهم للآثار
وهذا ما فهمه العلماء بعدهم كشيخ الإسلام والعز وابن حجر
ولعل الله ييسر بسط الكلام في هذه المسألة المظلومة لاحقا
نفع الله بكم جميعا ...
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 03:09]ـ
ولعل الله ييسر بسط الكلام في هذه المسألة المظلومة لاحقا.
جزاك الله خيرا
لوتطالع مقدمة كتاب
(الصحيح المسندمن فضائل الأعمال والاوقات والامكنة)
لأبي عبد الله المغربي
قدم له الشيخ مصطفى العدوي
لعل فيها إضافة لما لديكم من معلومات بارك الله فيكم.
.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 05:16]ـ
وأنبه على أن التساهل في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب عند الأئمة رحمهم الله لا يعني ولا يلزم منه:
/// إثبات حكم جديد
/// عدم تعظيمهم للآثار
سامحك الله يا أخي ,وهذا هو الفهم المقلوب لكلامي, فأنا سقت كلمة تعظيم الآثار في معرض بيان تهيبهم من رد الآثار وإن كان فيها ضعف يسير
وليس لأقول ما فهمتَه
ـ[ابن العباس]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 07:02]ـ
أوجه عناية الإخوة المتناقشين إلى الأمور الآتية
-التفريق بين ذكر الحديث استئناساً وبين اعتباره في تقرير عمل جديد. فقد يكون الخلاف لفظياً ويُظن أن الخلاف في نفس محل النزاع.
-الانتباه أن الأئمة يأخذون بقول الصحابي ويحتجون به وهو لوحده, فكيف لو انضم له حديث فيه ضعف.
-ويشبه ذلك ذكر المفسرين لخبر إسرائيلي استئناساً لا على السبيل التفسير للآية فلا يتصور في الحافظ ابن كثير وأمثاله مثلاً أنه يورده ليستدل به كما وهمه بعض من رد على المفسرين لأنهم يعلمون أن ما كان شأنه "مشكوكاً فيه" وهو مقتضى قوله "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" لا يمكن أن يكون موضع حجة. والمقصود أنهم يتساهلون في إيراد حديث ضعيف لأن له أصلاً ثبت عندهم من وجوه أخرى كأن يكون قاعدة شرعية معلومة أو غير ذلك. فمثلا لو ثبت عندي أن نافلة معينة هي سنة ,فإنك لاتجد في عمل الأئمة وفهمهم ما يمنعهم من إيراد أجر فلاني لهذه النافلة ويكون هذا الأثر المبين لهذا الأجر ضعيفاً, أي كأنه يحشد لك المرغبات في القيام بهذه السنة الثابتة أصلاً.
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 07:55]ـ
,فإنك لاتجد في عمل الأئمة وفهمهم ما يمنعهم من إيراد أجر فلاني لهذه النافلة ويكون هذا الأثر المبين لهذا الأجر ضعيفاً, أي كأنه يحشد لك المرغبات في القيام بهذه السنة الثابتة أصلاً.
في هذه النقطه أحببت أن أنبه إلى أن إيراد الأجر العظيم بحديث ضعيف لنافلة مثلا
وعدم ورده في نافلة أخرى قد يكون حديثها أصح سندا وفضلها الثابت أقل مما ورد في الضعيف.
له أثر كبير في العمل بالأولى على حساب الأخرى -كما هو مشاهد-
فالأحوط ذكر ماثبت من الأجر فقط-ففي تقدير عظم الأجر من الشارع الحكيم حكم عظيمة -
والله تعالى أعلم.
.
ـ[ابن العباس]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 08:48]ـ
بارك الله فيكم
بل هو فهم مغلوط ومخالف لكلام الأئمة
أما الاحتاج بالمرسل والمنقطع لقرائن حفته فهو صحيح عن الأئمة وليس من مسألتنا
وأنبه على أن التساهل في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب عند الأئمة رحمهم الله لا يعني ولا يلزم منه:
/// إثبات حكم جديد
/// عدم تعظيمهم للآثار
وهذا ما فهمه العلماء بعدهم كشيخ الإسلام والعز وابن حجر
ولعل الله ييسر بسط الكلام في هذه المسألة المظلومة لاحقا
نفع الله بكم جميعا ...
بارك الله فيك
كلامك هو المغلوط
نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jan-2010, مساء 08:54]ـ
ونفع الله بك
وزادنا علما وفهما(/)
صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأذهان و الوجدان
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[25 - Feb-2009, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملامح النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته
وتصحيح صورته أمام التيارات المناهضة للإسلام {الحلقة الأولى}
توطئة: تحدث القرآن الكريم في آيات مكية وأخرى مدنية، عما نال الأنبياء والرسل من أذى، وما تعرضوا له من استهزاء بهم، فقال تعالى: {يا حسرة على العباد ما ياتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون} [يس 30] وقال: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا} [الرعد:32]
و لم يكن بدعا بعد ذلك أن يتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم – بدوره- لما تعرض له غيره من الرسل والأنبياء، بل وأن يكون نصيبه من ذلك أوفى وأدهى بحكم خاتمية رسالته وعالمية دعوته وامتدادها إلى قيام الساعة ... {وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر ءالهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون} الأنبياء:36 / وقال: {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا} الفرقان:41 –
لقد افتروا الكذب فقالوا عن الرسول الكريم: إنه شاعر، وكاهن وساحر.
واتهموه بالجنون والكذب {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فلياتنا بئاية كما أرسل الأولون} [الأنبياء 5]
{فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون} الطور [29]
{وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلاها واحدا إن هذا لشيء عجاب} [{ص} 4 - 5]
ولم يمر ذلك دون رد أو متابعة، بل جاء رد القرآن الكريم حاسما بتصحيح الصورة في الأذهان بالأدلة الدامغة، والوقائع الناطقة بصدق الرسول الأمين ودناءة مهاجميه الكاذبين وسخافة ما يدعون متوعدا إياهم بالخزي والهوان في الدنيا والآخرة {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا} [الأحزاب 57]
{والذين يوذون رسول الله لهم عذاب أليم} [التوبة 61 واستمر الطعن في الإسلام والافتراء على نبيه عليه السلام،لم ينقطع منذ تلكم القرون الخيرة إلى اليوم فادعى بعض الأساقفة – على سبيل المثال - منذ أكثر من ثمانية قرون أن {سيدنا} محمدا كان يقول لقومه لست أموت ولكن أرفع الى السماء فلما مات تركوه يومين حتى نتن ثم دفنوه ... و نسوا أو تناسوا أنه مكتوب في القرآن {إنك ميت و إنهم ميتون} الزمر: 30
وفيه أيضا: {و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} آل عمران: 144
وفيه: {و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون} الأنبياء:34
وكان صلى الله عليه و سلم يستعيذ بالله من عذاب القبر , وعندما مات فاحت منه لأصحابه رائحة المسك وكان بعضهم كأبي بكر الصديق و علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يقول:"بأبي أنت و أمي طبت حيا و ميتا" سيرة ابن كثير: 4 518 /
وتتابعت الإساءات وتكررت بعد ذلك فكان منها قبل قرن أو يزيد كتابة "اسمه المكرم الشريف المرفع المبارك محمد المنيف على صناديق الوقيد" ثم تجدد ذلك اليوم بشكل أوقح لكن دون أن ينال – كل ذلك - شيئا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يحجب – عن العقول والأنظار - الصورة الحقيقية له
كناطح صخرة يوما ليوهنها * * * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:09]ـ
الحلقة الثانية:
لم يهتم المسلمون في فجر الإسلام، بالتصوير أو النحت، لارتباطهما إذ ذاك بالأصنام، وإنما اهتموا بالتصوير بالحرف و الكلمة، باعتبارهما المادة الخام لفن القول، أو بالخط و الزخرفة، والنقش على الجدران والقباب وغير ذلك، مما عرف بفن "الأرابسك"
كما كانت الإحالة على الشبيه، وسيلة لتقريب الصورة من المخاطبين، كقول النبي صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام كان يأتيه أحيانا في صورة دحية الكلبي، ومثل ذلك قول أبي بكر الصديق {رضي الله عنه} وقد احتمل الحسن بن علي {رضي الله عنهما} على كاهله:" يا بأبي شبه النبي ليس شبيها بعلي "
ومن الصور الوصفية الرائعة، وصف أم معبد النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها أبي معبد، ولم تكن يومها مسلمة، ولا عرفت الرسول الكريم، أو رأته من قبل:
"رأيت رجلا ظاهر الوضاءة متبلج الوجه في أشفاره وطف وفي عينيه دعج وفي صوته صحل لا تشنؤه من طول و لا تقتحمه من قصر لم تعبه نجلة ولم تزر به صعلة كأن عنقه إبريق فضة إذا نطق فعليه البهاء وإذا صمت فعليه الوقار له كلام كخرزات النظم أزين أصحابه منظرا وأحسنهم وجها أصحابه يحفون به إذا أمر ابتدروا أمره وإذا نهى انتهوا عند نهيه "
قال أبو معبد:"هذه والله صفة صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته و لاجتهدن أن أفعل"
يتبع
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 03:28]ـ
بأبي هو و أمي صلوات الله و سلامه عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 10:33]ـ
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Feb-2009, صباحاً 11:13]ـ
الحلقة الثانية _ تابع
ووفق أبو جعفرأحمد بن عبد الصمد بن أبي عبيدة ابن عبد الحق الخزرجي {ت582 هـ} في " مقامع الصلبان " إلى تلخيص عدد من صفات النبي عليه الصلاة والسلام في معرض رده على ذلك القسيس القوطي الذي طعن في شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: " "هذه جملة من آيات سيد المرسلين والنبيين محمد صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ومن بشارات الأنبياء به إلى ما جبله الله عليه من الخلق العظيم والزهد في الدنيا والعلم والحكمة والبيان والصفح والوقار ولين الخلق والرأفة والرحمة والتواضع لله والصبر والجود.
وملك الحجاز واليمن كلها واليمامة كلها وأقصى نجد إلى العراق ومات ودرعه مرهونة عند يهودي فيما أكل أهله.
وكان بعد ما ملكه الله رقاب عباده وأوطأ له في الأرض من في الأرض وأخضع له الملوك، يؤاكل العبد واليتيم ويحملهما كالأب الرحيم.
ويركب الحمار، ويمشي في الأسواق راكبا وراجلا ويجلس على الأرض ويأكل عليها ويلبس العباءة ويرقع ثوبه ويخصف نعله ولم يشيد قصرا ولا غرس نخلا.
وكان يجوع حتى يجعل الحجر على بطنه ويصلي الليل بطوله حتى تورمت قدماه وإذا قام الليل في الصلاة يسمع لصوته أزيز كأزيز المرجل من البكاء وكان أشد حياء من البكر ولم يغضب قط ولا أكل وحده ولا ضرب عبيده ولا منع سائله من رفده، وكشف بشرته ليقتص منه عكاشة بن محصن – رجل من المسلمين – من شيء لم يتعمده، فلما وصل إليه تبرك خديه في بطنه، ويبكي صلى الله عليه وسلم وهو إذ ذاك تهابه الملوك وترتعد منه الجبابرة، ولو كان سبق في حكم الله تعالى أن يكون إنسان تام إلها تاما كما تزعمون، لم يكن غير محمد صلى الله عليه وسلم، لكماله وجلاله، وبيان فضله على جميع أولاد آدم، فتلك صفاته وآياته التي علمها جميع العالم "
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 12:49]ـ
الحلقة الثالثة
تلكم نماذج من مئات الصور، المستقاة من كتب الحديث والسيرة والشمائل، وهي في مجموعها، تمتاز بكونها ليست جامدة في أكثر الأحيان، بل تصف الرسول الكريم في أحوال كثيرة، مما يعطي للصورة بعدا أخلاقيا عظيما حسب المناسبات المختلفة والمواقف المتعددة التي يكون فيها النبي عليه الصلاة والسلام ...
وقد نشرت قبل بضعة قرون صور مزعومة للنبي الكريم في كتب تراثية في بعض البلاد الإسلامية،بل ما تزال تباع في الأسواق في كثير من البلاد بعض الرسوم والصور المتخيلة لأب البشر آدم وأمهم حواء في موقف محتشم، وأخرى لأب الأنبياء إبراهيم الخليل، وإسماعيل الذبيح، والروح الأمين جبريل، و ثالثة لنبي الله يوسف الصديق مع زليخة بين يدي العزيز، ورابعة لنبي الله سليمان وجنوده وخامسة لبعض صحابة رسول الله وآل بيته كأبي بكر الصديق و علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين والى جانبهم صورة للبراق وأخرى لبعض أولياء الله الصالحين كل ذلك في صفحة واحدة كانت إلى عهود قريبة تحتل الصدارة على جدران كثير من البيوت الإسلامية دون أن تثير– فيما يبدو- فضول أحد ...
وسبق ذلك وجاء بعده انتقال هذا الأمر إلى التمثيل خصوصا بعد ظهور السينما فقوبل في البداية بالرفض التام في معظم بلدان العالم الإسلامي، ثم سرعان ما لقي بعض الاستحسان والقبول، حين تم عرض فيلم "ظهور الإسلام" عن قصة الدكتور طه حسين وإخراج إبراهيم عز الدين ...
ثم جاء فيلم الرسالة للمخرج مصطفى العقاد الذي عرضه في أول الأمر على أهل العلم في كثير من البلاد الإسلامية ومنها المغرب و في سجل فتاوى المجلس العلمي لمراكش فتوى للشيخ الرحالي الفاروق رحمه الله و مما جاء فيها:"إن هذا المقام يجب أن يتنزه عن التمثيل حتى لا يقع أي مساس بشخصية الرسول صلى الله عليه و سلم , , , وبناء على تصفحنا لهذه القصة نزولا عند رغبة الأستاذ المذكور _ مصطفى العقاد_ فإننا نعلن أننا نقف من هذه القصة موقنا الأول _ أي موقف الرفض_ سدا للذريعة و خوفا من أن تمتد الأيدي إلى خدش الديانات و هتك المقامات "
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 11:11]ـ
الحلقة الثالثة _ تابع:
على الرغم من المآخذ التي أخذت على مثل هذه الأعمال و موقف بعض العلماء منها، كموقف شيخنا الرحالي المشار إليه آنفا، و موقف أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري في رسالته "إقامة الدليل على حرمة التمثيل" فإنها دلت على تعطش الناس وتطلعهم لمعرفة الرسول الكريم في ملامحه وأوصافه وفي سيرته وأعماله
و إن كان هذا لا يعني قبول رسم أو تمثيل شخص رسول الله صلى الله عليه و سلم مما يدل على رفضه مثل هذا الحديث الذي رواه الشيخان واللفظ لمسلم عن عائشة {ض} أن أم حبيبة و أم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا و صوروا عنه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل يوم اللقيامة"
كما تدل على رفض ذلك مثل هذه الواقعة التي أوردتها كتب السيرة و التي باء بإثمها الحكم بن أبي العاص الأموي أبو مروان بن الحكم وهو من مسلمة الفتح كان يحكي النبي صلى الله عليه و سلم ويمثله في مشيته و حركاته فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم يوما فرآه فلعنه و نفاه إلى الطائف
ترجمه الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب و نقل أنهم ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى يتكفأ و كان الحكم بن أبي العاص يحكيه فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم يوما فرآه يفعل ذلك فقال صلى الله عليه و سلم:"فكذلك فلتكن" فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ , فعيره عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ,,, الاستيعاب:1/ 359
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:45]ـ
الحلقة الرابعة:
والواقع أن شخصية الرسول بهرت الناس جميعا حتى من غير المسلمين مما عبر عنه المنصفون منهم بصريح العبارات وواضح الإشارات مثل: توماس كارلايل الذي اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم، في كتابه "الأبطال" النموذج للبطل في صورة رسول، بعد أن كان الناس يرون بطلهم إلاها، كما عده مايكل هارت في كتاب "المائة" أعظم رجل عرفته البشرية ومثله أنتوني ناتنج في كتابه:"العرب " الذي قال:
" لعل أشد ما يستأثر بلب دارس التاريخ العربي من غير المسلمين إنما هو ما طبع عليه محمد من صفات الإنسانية، كان أكثر الناس فهما للقصور البشري، ومن ثم كان أرحم الناس بالناس ... ولقد كان آية في الرحمة حتى للعدو المنهزم ... "
ومن هنا كانت الرسوم الأخيرة، المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الجارحة لمشاعر المسلمين،نشازا وافتراء على الحقيقة والتاريخ،وإن دلت في الوقت ذاته – للأسف - على عدم قيام المسلمين بالواجب في تقديم الصورة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسالته الى الناس كافة كما تحدث عنها القرآن الكريم:
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء:107 {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} الآية - آل عمران:159 {وإنك لعلى خلق عظيم} القلم:4
وهو ما اهتم به الصحابة منذ عصر النبوة، فسجلوا لنا بدقة وأمانة، صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقيقية خلقا وخلقا ...
أما تلك الرسوم و الصور المزعومة فلا تصور شخص رسول الله وأخلاقه أبدا، لا على الحقيقة ولا على التأويل، وإنما تعكس نفسية الرسام الذي رسمها، و ثقافته التي استقى منها تصوره، وقد يكون ذلك ناتجا عن جهله بسيرة رسول الله من جهة وعن قصور المسلمين في إعطاء الصورة الحقيقية لرسولهم الكريم كما سبقت الإشارة الى ذلك، وإلا فإن صورته صلى الله عليه وسلم الخارجية الظاهرة تنبيء عن صورته الداخلية المرتسمة على وجهه الشريف،كما قال عبد الله بن سلام:
"لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله، قدم رسول الله، فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استبنت وجه رسول الله عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ... " الحديث
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:50]ـ
الحلقة الخامسة:
كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه و سلم
من أهم ما يميز المسلمين في علاقاتهم بغيرهم من أتباع الرسالات السماوية السابقة احترامهم لعقائد هؤلاء جميعا وتوقيرهم لكل الرسل والأنبياء كما قال الله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُسُلِهِ} وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يعامل المسلمون بالنقيض؟ ولماذا هذا الهجوم المغرض على رسول الله؟ حتى إن كثيرا منهم - للأسفِ الشَّديد - لم يتورعوا عن اتهامه صلى الله عليه وسلم بتهم زائفة ملفقة فيما يتعلق بشخصه ودعوته، وتصويره صورا متخيلة كاذبة والإساءة إليه برسوم كاريكاتورية ساقطة. وإن المرء ليستغرب حين يرى مثل هذه الأخطاء الفكرية والسلوكية من أُناس كان من المفترض بحكم الحضارة والثقافة التي ينتمون إليها،وما تحمله من شعارات وإعلانات و مواثيق راقية وما تدعو إليه من حوار بين الأديان أن تكون لغتهم وسلوكهم غير هذا ...
وإذا كان من حق كل إنسان أن يقبل أو يعرض عن حريته في الفكر والتعبير وفي غير ذلك مما يرغب فيه من أنشطة وممارسات فإنه حين يمارس حريته يبقى في الوقت ذاته مسئولا عن كل ما يصدر عنه ....
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 11:24]ـ
الحلقة الخامسة _تابع
إنها لا تصح الإساءة إلى الآخرين على أساس الظن والتخمين فتلصق تهم باطلة بشعب أو أمة بأكملها ولعل خير ما تواجه به من المسلمين – اليوم - مثل هذه الحملات المغرضة ضد النبي صلى الله عليه وسلم القيام بالواجب في التعريف بالدين الحنيف وبالقيم السامية التي جاء بها، و الخدمات الجلى التي قدمها للبشرية و بإظهار الصورة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما تحلى به من خلق عظيم وسلوك قويم ورحمة بالناس أجمعين ...
ولعل هذا التحامل الظالم على الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام وتزييف الحقائق ما جعل عالمة منصفة كالمستشرقة الألمانية الراحلة آنا ماري شيمل {1922 - 2003م} تقول في جرأة وصدق:
"لا تلوموني علي حبي لرسول الإسلام .. حبي وشغفي بالإسلام ورسوله بلا حدود، حتى إنَّ البعض يقول إنني أخفي إسلامي، وأنا أقول مقولة لشاعر هندوسي: (قد أكون كافراً أو مؤمناً فهذا شيء علمه عند الله وحده، ولكني أود أن أنذر نفسي كمحب مخلص لسيد المدينة العظيم محمد رسول الله) .. فلماذا تلومونني على حبي ودفاعي عن رسول الإسلام الذي أحبه، في حين لم يتعرَّض شخص في التاريخ للظلم الذي تعرَّض له محمد في الغرب .. فأساطير القرون الوسطى اتهمته بأنَّه كان كاردينالاً استاء لعدم تعيينه بابا فانفصل عن الكنيسة وأسس ديانة جديدة، واتهمته رواية فرنسية بأنَّه شارك مع شخصين آخرين في تكوين نوع من الثالوث الشيطاني! وجريمة لا تُغتفر في حق محمد ارتكبها الأدباء الإنجليز؛ حوَّلوا اسم محمد ليكون مرادفاً للشيطان .. وحوَّل الأدب الألماني (محمد) إلى (ماحوم)، واتهموا المسلمين بأنَّهم يعبدون أصناماً ذهبية لماحوم .. وللأسف فإنَّ مثل هذه الصور الشنيعة راسخة في اللاوعي الجماعي للغرب، وهو ما يفسر العداء الغربي للإسلام .. أليس هذا الظلم دافعاً لي لتوضيح حقيقة رسول الإسلام والدفاع عنه حتى لو كلفني ذلك حياتي .. فإنَّ (الساكت عن الحق شيطان أخرس "
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:06]ـ
الحلقة الخامسة _ تابع
من أجل بلوغ هذا الهدف النبيل،لا بد أن تستعمل كل السبل الايجابية والأساليب المؤثرة، حيث يبذل كل واحد ما في وسعه من أجل إيصال هذه الرسالة النقية الجلية إلى كل إنسان في كل مكان وتصحيح تلك الصورة القاتمة التي ولدها الحقد والكراهية الناتجين عن أخطاء من الطرفين وقصور من الجانبين مما لم تزده الأحداث الإرهابية المؤلمة التي عرفها العالم في السنوات الأخيرة في كثير من الجهات إلا عمقا وربما حمقا - في بعض الأحيان - وتبديلها بصورة واضحة ناصعة تدافع عن الإسلام و قيمه و مبادئه السامية، و تنصر النبي الكريم شعراً و نثراً باللسان وبالقلم بمختلف اللغات، وبكل الوسائل الممكنة كالسينما والأنترنيت والمسرح وكل وسائل الإعلام على اختلافها، وباغتنام مختلف المناسبات لإبراز ملامحه صلى الله عليه وسلم وصفاته من خلال العناية بذلك شعرا ونثرا و كتابة السيرة بأسلوب جديد معاصر والتعريف برسول الله وسيرته عبر كل السبل الممكنة مع التواصل مع المنصفين والمعتدلين من غير المسلمين ممن لا يقبلون هذه الإساءات والعمل على الخروج بما يضمن مقاطعة كل ما يسئ للأنبياء والرسل ويثير معتنقي الأديان من إصدارات ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 11:00]ـ
مثال الشعر:
أدرك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أهمية الشعر في معركته ضد خصوم دعوته و الرد على افتراءاتهم، باعتباره ديوان العرب وأهم وسائل الإعلام في ذلك الزمان فكان يقول لحسان بن ثابت:"اهجهم أو هاجهم، وجبريل معك " رواه الشيخان
و لم تتأخر قريش حين بلغها خبر توجه شاعر كبير كالأعشى ميمون نحو رسول الله أن ترصد طريقه وتسأله أين يريد حتى إذا أخبرهم أنه يقصد محمدا {صلى الله عليه وسلم} ليسلم ساوموه على ذلك ...
وإذا كانوا قد استطاعوا أن يصدوه عن الوصول الى رسول الله فإنهم لم يستطيعوا أن يمنعوه من أن يقول في مدحه قصيدته الدالية التي مطلعها:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا * * * وعادك عاد ما السليم المسهدا
ثم يقول مخاطبا ناقته:
فآليت لا أرثي لها من كلالة * * * ولا من حفى حتى تزور محمدا
نبي يرى ما لا ترون وذكره * * * أغار لعمري في البلاد وأنجدا
له صدقات ما تغب ونائل * * * وليس عطاء اليوم مانعه غدا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم * * * تراحي وتلقي من فواضله ندى،
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 03:08]ـ
الحلقة الخامسة: تتمة
و استخدم خصوم الدعوة الإسلامية من جهتهم " فن الشعر" في عهد المبعث في معركتهم ضد الإسلام ورسوله فرد عليهم شعراء الإسلام بالمثل بل استطاعوا بفضل الله هزمهم والقضاء المبرم عليهم وعلى شعرهم وكان في مقدمتهم شاعر الرسول حسان بن ثابت:
هجوت محمدا فأجبت عنه* * * وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء* * * فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برا حنيفا* * * أمين الله شيمته الوفاء
و أحسن منك لم تر قط عيني* * * وأجمل منك لم تلد النساء
ــــــــــــــــــــ
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله * * * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * * * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله * * * فذو العرش محمود وهذا محمد
ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى شعراء مبدعين ينقلون صورة رسول الله المشرقة وسيرته النبوية العطرة من حيز برودة العواطف وبلادتها إلى رحاب حرارة الانفعالات وجذوتها على غرار ما فعل أولئك الشعراء الفحول الذين خلدت ذكرهم قصائدهم في المدائح النبوية من السابقين واللاحقين
و قبل شهور زار مدينة مراكش الشاعر السوري المعروف خالد البرادعي وهو يحمل بين يديه ديوانه الجديد:"ملحمة محمد {صلى الله عليه وسلم} " في ثلاث مجلدات وأنشد على مسامعنا مختارات رائعة منه بعثت في النفوس الأمل وردت إليها الثقة في قدرة مبدعينا على رسم أجمل الصور للرسول الأكرم وتقديم أجمل اللوحات من سيرته العطرة بشكل جديد أخاذ ...
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 11:21]ـ
الحلقة السادسة:
نماذج من صور رسول الإنسانية:
(يُتْبَعُ)
(/)
لرسول الله صلى الله عليه وسلم صورة إنسانية مشرقة داعية إلى أخوة إنسانية وعلاقة مودة ومحبة بين الشعوب والأمم مصداقا لقول الله تعالى: {يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} على أساس وحدة الأصل:"كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" و هي علاقة حميمة تظل قائمة ما دام الاعتداء غير واقع من أي طرف {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} فإذا ساءت العلاقة لسبب ما فعلى المسلمين أن يعدلوا مع أعدائهم {و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} ولقد ظهرت أخلاق الإسلام الراقية في الحرب كما ظهرت في السلم حتى إنه في حال وقوع اعتداء من الطرف الآخر على الأطفال والنساء والشيوخ بالقتل وهتك الأعراض وغير ذلك، فإن الإسلام يقف رافضا لهذا السلوك غير الإنساني داعيا الى عدم المعاملة بالمثل في ذلك ولقد مثل المشركون بجثمان حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمثل بأحد منهم - يقول شوقي:
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثت * * * لقتل نفس و لا جاءوا بسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة * فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم /
وظهر الرسول الكريم في صورة متلألئة يوم أحد وقد كسرت رباعيته وشج وجهه الشريف وهو يأبى الاستجابة لاقتراح أصحابه: لو دعوت عليهم - قائلا: "إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" رواه الشيخان وعندما أشار عليه أحد هم بقتل بعض المنافقين قال:"لا يتحدث أن محمدا يقتل أصحابه " رواه الشيخان وجئ إليه برجل فقيل:هذا أراد أن يقتلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لن تراع لن تراع ولو أردت ذلك لم تسلط علي " أحمد 3/ 471
ولا عجب فقد كان كما قالت السيدة عائشة {ض}: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم تكن حرمة من محارم الله وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله وما ضرب خادما قط و لا امرأة. رواه الشيخان والترمذي - ولما لم يستطع غورث بن الحارث الفتك برسول الله عندما سقط السيف من يده وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم و قال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ، فتركه وعفا عنه فجاء الى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس رواه الشيخان -
يتبع
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 01:30]ـ
الحلقة السادسة_ تابع
ولما وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر وكان من أشراف قريش وأفصحهم قال عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو، حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم " فأجابه رسول الله: "لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وإن كنت نبيا " ثم أدنى عمر منه وقال:" يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك "
وفي صلح الحديبية، أرسلت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول كمفاوض، ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال:" اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل:" لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم " فكتبها علي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو" فقال سهيل:" لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك"، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيلا بن عمرو" ويوم فتح الله على رسوله والمومنين مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة:" يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ " فأجابه سهيل بن عمرو قائلا: "نظن خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم" فأجابه الرسول الكريم وقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"
يقول ول ديورانت - على الرغم من عدم فهمه لكثير من الظواهر التي رافقت حياة النبي صلى الله عليه وسلم - عن بعض صفاته:"كان لطيفا مع العظماء بشوشا في أوجه الضعفاء عظيما مهيبا أمام المتعاظمين المتكبرين متسامحا مع أعوانه يشترك في تشييع كل جنازة تمر به ولم يتظاهر قط بأبهة السلطان وكان يرفض أن يوجه إليه شيء من التعظيم الخاص ... وإذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ ... "
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 11:55]ـ
خاتمة: لقد حمى الله رسله الكرام وانتقم لهم،فقال سبحانه: {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون} التوبة:64
و كفى الله نبيه المصطفى المستهزئين فقال له: {فاصدع بما تومر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزءين} الحجر: 94 - 95 كما قال له في آية أخرى: {يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} المائدة:67
روي أن المستهزئين في الدنيا يفتح لهم باب من الجنة فيسرعون نحوه فإذا انتهوا إليه سد عليهم فذلك قوله [تعالى]: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} [المطففين:34] وعلى هذه الوجوه قوله عز وجل: {سخر الله منهم ولهم عذاب أليم} – التوبة:79
وجاء في تفسير قوله تعالى {إنا كفيناك المستهزءين} أن الله تعالى أعلم رسوله الكريم أنه قد كفاه المستهزئين من كفار مكة ببوائق إصابتهم من الله تعالى لم يسع فيها محمد ولا تكلف فيها مشقة وعن ابن عباس أن {المستهزءين} كانوا ثمانية كلهم مات قبل بدر
وكان صلى الله عليه وسلم محاطا بحراسة من أصحابه من كل من يريد مسه بأذى إلى أن نزل قول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس} فأخرج رأسه من القبة وقال لحراسه:"يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني ربي "، فلم يقدر أحد على أن يصيب منه مقتلا مع حرصهم على ذلك
وتظل حماية الله لرسوله قائمة وعصمته له من الناس سارية، دون أن تعفينا من أداء الواجب في نصرة رسول الله ونشر صورته الحقيقية في الآفاق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 10:37]ـ
حيّاك الله أخي الفاضل محمد على هذا العرض الأكثر من ر ائع وجزاك الله عنا في كل خير ...
انّ ما يتعرّض له النبي صلى الله عليه وسلم اليوم من اساءة سواء بالرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية أو فيلم فتنة الهولندي انما هو من صنع أيدينا نحن أمةالاسلام , حيث لو أنّ أولياء أمور المسلمين اتخذوا خطوة ايجابية منذ عرضت الرسوم الدانمركية بالقدر الذي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم منا نحن المسلمبن , لما تجرأ احدا بعده من أن يمسّ الاسلام ولو بكلمة واحدة ولعرف كل شخص في العالم حدّه ولزمه, ولكن ماذا نقول والعالم الاسلامي برمته يقف موقف الشجب والاستنكار والذي اعتاده الغرب منا فتمادوا في اهانتنا حتى مسّت النبي صلى الله عليه وسلم ونساءه أمهات المؤمنين الطاهرات رضي الله عنهنّ وكأنهنّ لا يعنين أمة الاسلام اليوم بشيء, وهذا والله لهو الظلم بعينه يتعرض اليه النبي صلى الله عليه وسلم , ونحن بمقدورنا فعل كل شيء ولكنه الوهن الذي أصاب الأمة ليكون زادها الى جهنم ان بقيت على هذا الخنوع والذل والهوان.(/)
ظنية الثبوت مسألة إفادة خبر الآحاد للعلم
ـ[د/أحمد الصادق]ــــــــ[27 - Feb-2009, مساء 03:41]ـ
ظنية الثبوت ومسألة إفادة خبر الآحاد للعلم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد
فالقرآن الكريم منقول بالتواتر المفيد لقطعية الثبوت , لكن المتواتر من السنة قليل بل نادر خاصة المتواتر اللفظى قال السفارينى: ((والتواتر يكون في القرآن كالقراءات السبع، واختلف في الثلاث الباقية، هل هي متواترة أو لا؟ والحق أنها متواترة، وأما الإجماع فالمتواتر فيه كثير، وأما السنة فالمتواتر فيها قليل، حتى إن بعضهم نفى المتواتر اللفظي من السنة إلا حديث ((من كذب علي متعمدا))، وزاد بعضهم حديث الحوض، وكذا حديث الشفاعة، قال القاضي عياض: بلغ التواتر، وحديث المسح على الخفين، قال ابن عبد البر: رواه نحو أربعين صحابيا، واستفاض وتواتر)) (1) فهذه المسألة إذن خاصة بالسنة.
ومعلوم أن الدليل الشرعي عامة خبر منقول (2) وحقيقة الخبر قال الرازى إنها معلومة بالضرورة ,ولا يمكن حده إلا بنوع من الدور (3) وقال غيره يمكن حد الخبر, واختاره الأمدي وحده بأنه ((عبارة عن اللفظ الدال بالوضع علي نسبة معلوم إلي معلوم أو سلبها علي وجه يحسن السكوت عليه من غير حاجة إلي تمام, مع قصد المتكلم به الدلالة علي النسبة أو سلبها)) (4)
وهم يقسمون الخبر في ذاته إلي صادق وكاذب, الصادق: هو ما طابق الواقع, والكاذب هو ما يقابله.
قال بعضهم بل يشترط فيه مراعاة اعتقاد المخبر (5) ,والنزاع في هذه المسألة لفظي حيث إن أحد الطرفين يطلق أسم الصدق والكذب علي ما لا يطلقه الأخر (6)
وقد قسم البغدادي الخبر بحسب المخبر به إلي:
1ـ خبر من دلت المعجزة علي صدقه.
2 ـ خبر من أخبر عن صدقه صاحب المعجزة.
3ـ خبر رواه في الأصل قوم ثقات ثم انتشر بعدهم.
4ـ خبر من أخبار الآحاد (7)
أما القسمان الأول والثاني فهما مما اختص به طبقة الصحابة رضى الله عنهم، والذي يخصنا إنما هو الثالث والرابع , وهو خبر الآحاد والخبر المتواتر.
أما ما وصل إلى درجة التواتر فهو يفيد العلم باتفاق العقلاء باستثناء طوائف المسفسطة، وأما ما كان من الأخبار غير منته إلى حد التواتر فهو خبر من أخبار الآحاد.
وكما هو واضح فليس المقصود بخبر الآحاد هنا سوى المقبول وإنما يعتمد فى قبول الخبر على القواعد الثابتة التى وضعها علماء الحديث والأصوليون ومن أعظمها قاعدة الجرح والتعديل، وقد اتفق علي عدالة الصحابة لقوله –تعالى- ? وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? (8) وقوله النبي صلي الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي، فوالذى نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) (9)
قال البخارى ((ومن صحب النبي صلى الله عليه و سلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه)) (10) فلا يشترط طول الصحبة فيدخل فيه من أتى النبى (ص) من الوفود ومن حج معه فى حجة الوداع، وقوله من المسلمين أى من رآه مسلما ومات على ذلك فهؤلاء يشملهم لفظ الصحبة بالمعنى الاصطلاحى.
فإن قيل ليس فيما وصفهم الله تعالى به دليلا على عدالتهم فى جميع الأوقات فإنه قد ورد مثله عن بنى إسرائيل قال –تعالى- ?وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ? (11) وقول –تعالى- ?وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا? (12) ثم قال فى حقهم:?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ? (13) كما لا يستدل على عدالتهم بالحديث المروى عنهم والمستند فى صحته إلى عدالتهم ففيه دور كما أنه بمعنى قول القائل أنا عدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب: أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يرد عنهم فى كتاب الله تعالى سوى الثناء عليهم وأنهم خير أمة أخرجت للناس على الإطلاق، وقد عاتبهم الله تعالى على بعض الذنوب لكنه قرن ذلك بالصفح عنهم ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ? (14)، أما الاستدلال بالسنة وكونه دورا فالجواب أن ذلك قد ورد عن النبى (ص) بأسانيد صحيحة ومتواترة لا يرقى إليها الشك كما فى حديث ((خير الناس قرنى)) (15).
ثم إنه يستدل على عدالتهم بإجماع من يعتد بهم قال ابن الصلاح (16): ((إن الأمة مجمعة علي تعديل جميع الصحابة ومن لابس الفتن منهم: فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع إحسانا للظن بهم ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر وكان الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة والله أعلم)) (17)
ففيه إنه قد ثبتت عدالتهم بالإجماع، وهو ما ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب، والنووى فى التقريب، وابن جماعة فى المنهل الروى، وابن حجر فى نخبة الفكر (18)، وفيه أنه لا يقدح فى عدالة بعضهم تلبث بالفتن وذلك لكون العدالة ليست بمعنى العصمة بل المراد منها على الحقيقة ما تطمئن به النفس إلى أنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله (ص) البتة، وفيه أيضا تفسير يصلح دليلا عقليا على عدالة الصحابة وهو منقول عن إمام الحرمين فقد قال إمام الحرمين معللا حصول الإجماع على عدالتهم: ((ولعل السبب فيه أنهم نقلة الشريعة، فلو ثبت توقف في رواياتهم لانحصرت الشريعة على عصر الرسول (ص) ولما استرسلت على سائر الأعصار)) (19).
فإن قيل قد ورد فى القرآن والسنة ومن فعل الخلفاء الراشدين رد شهادة بعضهم، فالجواب: إن صح ذلك فهو لا يقدح فى صحة الرواية عنهم فحكم الرواية ليس كحكم الشهادة بدليل أنه تقبل رواية الواحد ولا تقبل شهادته، على أن ما ورد فى رد شهادة بعضهم إنما هو مشروط بعدم توبته وقد ثبت عنهم رضوان الله عليهم أنهم إما قد تابوا كحسان بن ثابت رضى الله عنه، أو أنهم لم يروا صحة اتهامهم بتلك التهمة حتى يجب عليهم التوبة منها كأبى بكرة رضى الله، ويحتمل أن يكون قد شبه له وهو ما ذكره المغيرة رضى الله عنه؛ فلا يأثم هو ولا المغيرة، وقد ثبتت عدالتهما باليقين فلا ينتقل عنه بالشك.
فإن قيل إن منهم منافقين بنص القرآن الكريم ومنهم من لا ترضى حالة.
فالجواب: أن المنافقين ليسوا من الصحابة فهم كفار بل شر من الكفار، أما من لا ترضى حاله فهم مستثنون من تلك الخاصية بالنص وإن شملهم الحد، يقول ابن حزم ((قد كان في المدينة في عصره عليه السلام منافقون بنص القرآن، وكان بها أيضا من لا ترضى حاله، كهيت المخنث الذي أمر عليه السلام بنفيه، والحكم الطريد، وغيرهما، فليس هؤلاء ممن يقع عليهم اسم الصحبة)). (20)
فالصحابة رضوان الله عليهم كلهم عدول مؤتمنون على نقل الشريعة لا يتعمدون الكذب على رسول الله (ص) البتة، وقد ثبت ذلك بالكتاب والسنة والإجماع، وقد خصهم الله تعالى بهذه الخاصية دون غيرهم لما يترتب على ذلك من استرسال الشريعة الخاتمة وعدم انحصارها فى زمن النبى (ص).
وينبنى على ذلك الأصل مسائل منها:
هل تضر الجهالة باسم الصحابى؟
ذهب فريق إلى أنه لا تضر الجهالة باسم الصحابى، وقد روى البخاري عن الحميدي قال: إذا صح الإسناد عن الثقات إلى رجل من أصحاب النبي (ص) فهو حجة وإن لم يسم ذلك الرجل، ونقل ذلك عن أحمد بن حنبل، وقال الحافظ عبد الكريم الحلبى إنه مذهب أكثر أهل العلم (21)، وذهب آخرون إلى أن الجهالة بالصحابى مما يقدح فى صحة الحديث كالحاكم فقال في صفة الحديث الصحيح: ((أن يرويه عن رسول الله (ص) صحابي زائل عنه اسم الجهالة، وهو أن يروي عنه تابعيان عدلان، ثم يتداوله أهل الحديث بالقبول إلى وقتنا هذا كالشهادة على الشهادة)). (22)
(يُتْبَعُ)
(/)
والواقع أن مدار ذلك على ثقتنا فى حكم الناقل الذى وصف المنقول عنه بأنه من الصحابة، ومعلوم أن للصحبة شروطا، وتطبيق تلك الشروط والتحقق منها ليس أمرا بديهيا بل كثيرا ما يخضع للاجتهاد ويقع فيه الخلاف، وهو ما أكد عليه ابن حزم فى تعليقه على رواية له عن أبى عمير بن أنس بن مالك عن عمومة له من أصحاب النبي (ص) .. حيث قال: ((هذا مسند صحيح, وأبو عمير مقطوع على أنه لا يخفى عليه من أعمامه من صحت صحبته ممن لم تصح صحبته وإنما يكون هذا علة ممن يمكن أن يخفى عليه هذا)) (23).
المسألة الثانية:حول صحة مرسل الصحابى.
قال ابن الصلاح ((ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه: مرسل الصحابي مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يسمعوه منه لأن ذلك في حكم الموصول المسند لأن روايتهم عن الصحابة والجهالة بالصحابي غير قادحة لأن الصحابة كلهم عدول والله أعلم)) (24).
وهذا على اعتبار الغالب وهو أن الصحابى لا يرسل إلا عن صحابى مثله، لكن لا يستبعد أن يكو قد نقل عن تابعى خاصة إذا كان من صغار الصحابة الذين لم يدركوا ولم يسمعوا، وابن الصلاح نفسه يذكر فى نقل الأكابر عن الأصاغر أن ابن عباس و العبادلة قد رووا عن كعب الأحبار وهو من التابعين وهو نفسه يروى عن التابعين، وقد ألف ابن حجر كتابا بعنوان ((نزهة السامعين فى رواية الصحابة عن التابعين)) فذكر فيمن روى من الصحابة عن التابعين: عمر، وابن مسعود، وابن عمر، وأبا هريرة، وأبا أمامة الباهلى .. وغيرهم رضى الله عنهم (25)
فالأمر يحتاج لتفصيل، ثم هو بعد ذلك إن تقرر فى بعض كبار الصحابة فمبناه على الغالب فيقال: إن روايتهم عن غير الصحابة نادرة فلا أثر لذلك النادر، أو على الاستقراء الكامل فيقال إنه بتتبع تلك المراسيل تبين أنه لا يوجد فيها ما يعد منكرا أو ضعيفا لمجرد الإرسال.
المسألة الثالثة: أن ما يرويه الصحابى فى معنى المرفوع كقوله كنا نفعل ذلك على عهد رسول الله (ص)،أو ما يخبر به عن أمر من الأمور الغيبية أو حكم من الأحكام الشرعية التى لا تدرك إلا عن طريق النبى (ص) ولا مجال فيها للعقل والقياس، وكذلك ما يرويه فى أسباب النزول- يأخذ حكم الحديث المرفوع إن كان ممن لم يعهد عليهم النقل عن أهل الكتاب، يقول الحافظ ابن حجر: ((وإنما كان له حكم المرفوع؛ لأن إخباره بذلك يقتضي مخبرا له، وما لا مجال للاجتهاد فيه يقتضى موقفا للقائل به، ولا موقف للصحابة إلا النبي (ص)، أو بعض من يخبر عن الكتب القديمة؛ فلهذا وقع الاحتراز عن القسم الثاني. فإذا كان كذلك، فله حكم ما لو قال: قال رسول الله (ص)، فهو مرفوع سواء كان مما سمعه منه، أو عنه بواسطة)) (26)
فإن كان الراوي صحابيا فقد اتفق علي قبول روايته, وإلا فالقبول في بقية الطبقات موقوف على العلم بحال الراوي، فما اتصل سنده بنقل العدل الضابط المشهود له من أهل العلم بالجرح والتعديل المعول عليهم فى هذا الشأن وخلا من العلة القادحة والشذوذ فهو الحديث الصحيح، فإن رواه العدل الذى خف ضبطه فهو الحسن، ومن نز ل عن رتبة الحسن فهو الضعيف وله أقسام كثيرة وقد تكلم عنها جميعا علماء الحديث وفصلوا القول فيها بما لا يتسع المجال لذكره.
وإن كانت السمة المميزة لأصحاب المناهج البراعة فى التنظير بما يتعدى القدرة على التطبيق الفعلى لتلك النظريات أو السير وراء أصحاب التطبيق العملى ووصف منهجهم بدلا من قيادتهم، فإن مثل ذلك لا ينطبق على المحدثين؛ فقد كانوا فى تطبيقهم للمنهج واستنباطهم له من الواقع العملى كالذى يضع قدمه عند منتهى بصره، والواقع أننا لا نجد أحدا أسس منهجا وطبقه فى نفس الوقت بمنتهى الدقة كما وجدناه لدى المحدثين، وقد كان لذلك أبلغ الأثر فى حياة الأمة وحفظ الدين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أمرين:
الأول: أن المحدث أشبه بالناقد يقتصر دوره عند نقد الحديث ولا يتعداه، فلا ينبغى أن يمتد دور المحدث ليشمل استنباط الأحكام فإن لذلك منهجا آخر، وقلما يجتمع فى شخص واحد القدرة على تطبيق المنهجين كل فى محله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانى: لقد شاهدنا فى عصرنا الحالى من انشغل بالحديث على حساب الفقه والأصول، وانتهج منهجا شبيها بمنهج أهل الظاهر، وبدع أتباع المذاهب الأربعة بدعوى حرمة التقليد فى فروع الشريعة، وظنوا فى أنفسهم القدرة على استنباط الأحكام من أدلتها، وقد تلخص منهجهم فى نقطتين:
الأولى: نقد الأحاديث وفقا لما هو مكتوب فى كتب الرجال والحكم عليها وفقا للتعريفات المقررة فى المصطلح، وقد ترتب على ذلك مخالفتهم لأئمة الحديث فتجدهم مثلا يضعفون ما حسنه الترمذى وربما يحكمون بوضعه لأنهم وجدوا فى أحد رواته من وصف بالضعف فى بعض الكتب، وهذا خطأ كبير؛ فالرجال لا تتلخص أحوالهم فى كلمات ورموز، وشتان بين من عايشهم وأخذ عنهم واجتمع له من قرائن الأحوال ما يمكنه من الحكم على كل حديث ورواية على حدة ما لا يمكن لغيره وبين هؤلاء.
النقطة الثانية: أنهم يوجبون العمل بظواهر الأحاديث الصحيحة فإن تعارضت ظواهرها فبالأصح سندا على طريقتهم خاصة إذا خالف ما اشتهر عن الفقهاء، أما الأحاديث الضعيفة فيوجبون العمل بنقيضها على أساس أن العمل بها بدعة وضلالة!!
ثم إن الحديث عن خبر الآحاد المقبول يتفرع إلى مسائل:
المسألة الأولى: هل يفيد العمل:
لا خلاف على ذلك بين الأصوليين وقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع:
أما الكتاب: فقوله تعالى?فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? (27) ووجه الاستدلال بتلك الآية كما يقول الرازى: ((أن الفرقة ثلاثة، والطائفة من الفرقة إما اثنان وإما واحد، فقد أوجب الله تعالى على كل طائفة أن يتفقهوا فى الدين بغرض أن ينذروا قومهم بعد الرجوع إليهم ثم أوجب على أولئك السامعين لتلك الإنذارات الحذر لأن قوله تعالى: (لعلهم يحذرون) يجب حمله على الإيجاب لأن الرجاء من الله تعالى محال)) (28)
ومنه قوله تعالى?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ? (29) فدل على أن العدل الواحد يثبت العمل بخبره وإلا لو كانا سواء لما كان لتخصيص الفاسق فائدة (30)
وأما السنة: ((فما روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يرسل رسله إلى القبائل لتعليم الأحكام وذلك يدل على أن خبر الواحد حجة)) (31) لأنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يرسل ما يحصل بهم التواتر بل آحادا من الناس.
وأما الإجماع: فقد انعقد فى عهد الصحابة رضوان الله عليهم ذلك ((أن بعض الصحابة عمل بمقتضى خبر الواحد وسكت الباقون عن الإنكار، ومتى عمل البعض وسكت الباقون حصل الإجماع)) (32) فقد كان العمل به شائعا عند الصحابة ـــ رضوان الله عليهم من غير نكير, وعلي ذلك جرت سنة التابعين, وتوضيح ذلك أن السكوت على الباطل باطلا، فلو كان العمل بخبر الواحد باطلا وسكتوا عنه جميعا لكانوا مجمعين على الباطل، وقد ثبت أن الأمة لا تجتمع على الباطل .. فثبت أن العمل به حق من تلك الجهة فهو ثابت بالإجماع المسمى سكوتيًا، وقد تواتر عنهم ذلك من جهة المعني.
وقد دل العقل على جوازه - خلافا للجبائي وجماعة من المتكلمين- لأنه لا يلزم عنه محال في العقل ولا معني للجائز العقلي سوي ذلك، وقد اختلف فى وجوبه عقلا (33).
المسألة الثانية هل يفيد اليقين: وفيه مذهبان
الأول لا يفيد اليقين مطلقا بل يفيد الظن
وهو قول الإسفرايينى، والباقلانى، وابن عقيل، وابن الجوزي،، والغزالى، والفخر الرازي، والآمدى.
ونص الإمام أحمد في رواية الأثرم: أنه يعمل به، ولا نشهد بأن النبي - (ص) - قاله. وأطلق ابن عبد البر وجماعة أنه قول جمهور أهل الأثر والنظر. (34)
الثانى: يفيد يقينا نظريا بشرط، وهؤلاء انقسموا:
منهم من قال يفيد اليقين بشرط تلقى الأمة له بالقبول.
وهو قول أبى يعلى وأبى الخطاب وابن الزاغونى (35) وابن تيمية وعامة أهل الحديث وقال ابن الصلاح ((ما أسنده البخاري ومسلم العلم اليقيني النظرى واقع له)) واستدل على ذلك بأن ((ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطئ، والأمة في إجماعها معصومة من الخطأ.)) ووافقه ابن كثير وقال ابن ((وإنا مع ابن الصلاح فيما عول عليه وأرشد إليه)) (36)
(يُتْبَعُ)
(/)
وطريقة ابن الصلاح جيدة، ولكن تحتاج لبعض التقويم كما جاء فى شرح الطحاوية؛ لأنه لو قلنا إن ظن المعصوم لا يخطئ فلا يعنى ذلك أنه يفيد اليقين بل يعنى أنه يبقى بالنسبة لنا ظنا، والفرق بينه وبين ظن غير المعصوم أن الثانى هو ظن فى حق صاحبه فقط وليس فى حقنا نحن؛ إذ قد يرجح ما ليس من حقه الترجيح لإمكان وقوع الخطأ فى نظره وترجيحه فإن زال احتمال وقوع الخطأ منه فى النظر والترجيح وكان معصوما من ذلك كان ظنا بالنسبة لنا لكن لا يرتقى إلى أن يصير يقينا بالنسبة لنا.
ومنهم من قال: يفيد إذا توافرت له قرائن الأحوال.
قاله ابن قدامة، وابن حمدان، والطوفي، والمرداوى ((والقرائن وإن قال الماوردي: لا يمكن أن تضبط بعادة، فقد قال غيره: بل يمكن أن تضبط بما تسكن إليه النفس، كسكونها إلى المتواتر أو قريب منه، بحيث لا يبقى فيها احتمال عنده البتة)) (37)
ومنهم من قال يفيد العلم بشرط أن يكون مستفيضا
والمستفيض ما بلغ رواته فى كل طبقة ثلاثة أو أكثر وهو مذهب ابن مفلح، والإسفرايينى، وابن فورك. (38)
المسألة الثالثة: هل يؤخذ به فى العقائد؟
وفيه مذاهب:
الأول: يؤخذ به فى العقائد، وهم من قالوا بإفادته لليقين مطلقا أو بشرط و كذلك بعض من قال يفيد الظن فقط، وحكى ابن عبد البر الإجماع على ذلك. قال الإمام أحمد: نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد منها شيئا إذا كانت بأحاديث صحاح وقال فى موضع آخر أحاديث الصحاح نؤمن بها ونقر وكل ما روى عن النبى (ص) بأسانيد صحيحة نؤمن بها (39) و قال ابن قدامة: ((مذهب الحنابلة أن أخبار الآحاد المتلقاة بالقبول تصلح لإثبات أصول الديانات، ذكره القاضي أبو يعلى في مقدمة المجرد، والشيخ تقي الدين في عقيدته)).
والثانى: يؤخذ به فى بعض المسائل المتعلقة بالسمعييات وتفاصيل مقادير الثواب والعقاب وصفة الجنة والنار حيث يتعذر فيها القطعيات. وهو مذهب متقدمى المتكلمين كالأشعرى وكان لا يرد مما رواه الثقات فى هذا الباب شيئا إذ أننا بصدد الحديث عن الاستدلال والبرهان لا الاعتقاد, علي أن الاعتماد علي أحاديث الآحاد الصحاح في باب السمعيات, وذلك لتعذر المتواترات, كما قد يؤخذ بها في باب العمليات في باب الأسماء والصفات (40)
الثالث: لا يؤخذ به فى العقائد مطلقا، قاله أبو الخطاب، وابن عقيل (41)
ويلاحظ أن هناك ميزة فى خبر الواحد فيما يتعلق بالمقدمات الشرعية وليست هى كبقية الأخبار فهى منقولة عن مؤيد بالمعجزة وهذا يعنى بجانب صدق المصدر أن الله تعالى متكفل بحفظ ما ترتب على حفظه حفظ الدين من خبر الآحاد، يقول ابن أبى العز الحنفى قال تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ? (42) فلا بد أن يحفظ الله حججه وبيناته على خلقه، لئلا تبطل حججه وبيناته؛ ولهذا فضح الله من كذب على رسوله في حياته وبعد وفاته، وبين حاله للناس. قال سفيان بن عيينة: ما ستر الله أحدا يكذب في الحديث، وقال عبد الله بن المبارك: لو هم رجل في السحر أن يكذب في الحديث، لأصبح والناس يقولون: فلان كذاب.)) (43) وليس هذا من باب ما يستأنس به، ولا من باب التعصب للدين بل إن العقل ليقر بأن الله تعالى إذا أسل رسولا أعانه على تبليغ رسالته، وإن كانت الرسالة هى الخاتمة فلا بد من أن يحفظها ويقيمها.
هذا لا يعنى أنه يستحيل عقلا الكذب على رسول الله تعالى وإنما يعنى أنه يستحيل عقلا أن يصل الكذب إلى حد إبطال الحق من السنة وتشويهها ولذلك كان لخبر الآحاد المروى عن النبى (ص) فى مجموعه ميزة تضاف إليه تميزه على ما سواه من أخبار الآحاد.
---------
(1) السفارينى: لوامع الأنوار ص 16
(2) ولهذا سماه الأصوليون خبرا رغم أن معظمه أوامر ونواه, البرهان 1/ 565ـ566، أما تسمية المتكلمين للدليل السمعي بالخبر فواضحة لكونهم يتناولون أدلة الاعتقاد وهي أخبار في الجملة.
(3) انظر الرازي: معالم أصول الفقه 6/ب -7/أ
(4) الآمدى: الإحكام 2/ 15
(5) انظر الجوينى: البرهان 1/ 564.
(6) انظر الآمدى: الإحكام 2/ 19
(7) انظر عبد القاهر البغدادي: أصول الدين، دار الهلال بيروت، ط2، 1980، ص13
(8) سورة التوبة:100
(9) رواه مسلم (7/ 188، رقم 6652)
(10) البخارى: الجامع الصحيح 2/ 1333
(يُتْبَعُ)
(/)
(11) سورة البقرة: 47
(12) سورة السجدة: 24
(13) سورة المائدة: 78
(14) سورة آل عمران: 155
(15) متفق عليه: البخارى (3/ 1335، رقم 3451 - 5/ 2362، رقم 6065 - 6/ 2452، رقم 6282 - 6/ 2463، رقم 6317 - 2/ 938، رقم 2508)، ومسلم (7/ 184، رقم 6633 - 7/ 185، رقم 6634 وحتى رقم 6638) قال ابن تيمية إنه قد استفاض عن النبى صلى الله عليه وسلم، وذكر السيوطى أنه أشبه بالمتواتر، وصرح ابن حجر بتواتره، انظر محمد بن جعفر الكتانى: نظم المتناثر فى الحديث المتواتر، دار الكتب السلفية للطباعة والنشر مصر، ط2، ص199.
(16) هو الإمام تقى الدين أبو عمر بن عبد الرحمن بن موسى الكردى الشهرزورى المعروف بابن الصلاح الشرخانى الفقيه الحنبلى، ولد (577هـ) وتوفى (643) انظر الزركلى: الأعلام طبعة دار العلم للملايين 4/ 207
(17) ابن الصلاح: مقدمة ابن الصلاح، ص 171
(18) قال الحافظ العراقى: ((وفي حكاية الإجماع نظر ولكنه قول الجمهور كما حكاه ابن الحاجب والآمدي وقال: إنه المختار وحكيا معا قولا آخر أنهم كغيرهم في لزوم البحث عن عدالتهم مطلقا، وقولا آخر إنهم عدول إلى وقوع الفتن وأما بعد ذلك فلابد من البحث عمن ليس ظاهر العدالة، وذهب المعتزلة إلى تفسيق من قاتل على بن أبي طالب منهم، وقيل يرد الداخلون في الفتن كلهم لأن أحد الفريقين فاسق من غير تعيين، وقيل نقبل الداخل في الفتن إذا انفرد لأن الأصل العدالة وشككنا في فسقه ولا يقبل مع مخالفه لتحقق فسق أحدهما من غير تعيين والله أعلم.)) (الحافظ العراقى عبد الرحيم بن الحسين: التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، المدينة السلفية المدينة المنورة، ط1، 1389 - 1969ص 302) ولا شك أنه لا ينخرق الإجماع بمثل من زعم فسق على أو معاوية ومن كان معهما من الصحابة رضى الله عنهم، ولا بمن ساواهم بغيرهم وقال نبحث فى أحوالهم .. فهؤلاء ممن أخرجهم النووى وابن الصلاح بتقييد القول بعبارة ((من يعتد بإجماعهم)) فما ذكره الحافظ العراقى هنا مما يؤكد على انعقاد الإجماع وليس العكس.
(19) السيوطى: تدريب الراوى شرح تقريب النووى 2/ 214
(20) ابن حزم: الإحكام 2/ 211
(21) الحافظ العراقى: التقييد والإيضاح ص 74.
(22) الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري: معرفة علوم الحديث، تحقيق السيد معظم حسين، دار الكتب العلمية بيروت،ط2، 1397 - 1977،ص 106
(23) ابن حزم: المحلى 5/ 62
(24) ابن الصلاح: المقدمة ص31
(25) ابن حجر: نزهة السامعين فى رواية الصحابة عن التابعين، تحقيق طارق محمد العمودى،دار الهجرة للنشر والتوزيع الرياض، 1415 - 1995، ص 25 - 27، 44، 47، 49، 79.
(26) ابن حجر: نزهة النظر ص 134
(27) سورة التوبة: 122
(28) الرازى معالم أصول الفقه 10/ أ- ب
(29) سورة الحجرات: 6
(30) انظر الباجى: الإشارة فى أصول الفقه 10/أ
(21) الرازى: معالم أصول الفقه 10/ ب
(32) السابق 11/ أ - ب
(33) انظر الآمدى: الإحكام 2/ 60
(34) انظر السفارينى: لوامع الأنوار البهية 1/ 18
(35) هو على بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل الزاغونى الفقيه المحدث الواعظ أحد أعيان المذهب الحنبلي، من مؤلفاته: الإقناع، والواضح، والإيضاح في أصول الدين، ولد سنة 455هـ - وتوفي 527هـ، انظر الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي: كتاب الذيل على طبقات الحنابلة تحقيق محمد حامد الفقى دار إحياء الكتب العربية القاهرة بدون تاريخ، 1/ 180 وما بعدها.
(36) انظر السفارينى: لوامع الأنوار:1/ 19
(37) انظر السابق: 1/ 17
(38) انظر السابق والصفحة
(39) الدكتور محمد السيد الجليند: منهج السلف بين العقل والنقل ص 50
(40) انظر البيجورى: شرح الجوهرة ص106
(41) انظر السفارينى: لوامع الأنوار 1/ 20
(42) سورة التوبة:33
(43) ابن أبى العز الحنفى: شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق أحمد محمد شاكر، وكالة الطباعة والترجمة في الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء الرياض، ص239(/)
مراتب ألفاظ الجرح و التعديل للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 01:55]ـ
مراتب ألفاظ الجرح و التعديل للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله
1 - مراتب الإحتجاج:
أ - الصحيح:
أوثق الناس – إليه المنتهى في التثبت – أمير امؤمنين في الحديث – ثقة حافظ – ثقة ثقة
ثقة –ثبت – عدل ضابط – مستقيم الحديث – مستوي الحديث
ب - الحسن:
صدوق – لا بأس به – مأمون – خيار – ثقة إن شاء الله
2 - مراتب الإستشهاد (لا يحتج بتفردهم):
محله الصدق – صدوق يهم – صدوق سيء الحفظ – وسط
صالح – شيخ – يكتب حديثه – ليس ببعيد من الصواب
مستور – مجهول الحال – تركوه – ليس من إبل المحامل
ضعيف – مضطرب – منكر الحديث – لا يحتج به – لا يترك
3 - مراتب الرد و الترك:
أ - لايحتج بتفرده:
ضعيف – مضطرب – منكر الحديث – لا يحتج به – لا يترك
ب - مردود الحديث:
مجهول عين – ليس بشيء – واه – ضعيف جدا – مردود الحديث
ت - متروك الحديث:
ساقط – تالف – هالك – متروك – متهم – فاسق – ليس بثقة
يكذب – كذاب – يضع – وضاع – دجال – من معادن الكذب – أكذب البرية
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما معنى هذا الاثر: «ما أدري ما بقائي فيكم وفيكم أبو بكر وعمر» ?
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 02:04]ـ
من مقال ازمة القيادة لمحمد العبدة والاثر فى اخر الكلام
هذا النموذج من القيادة لا يستطيع أحدهم تقديم الجديد فلا يجد أمامه إلا أن يستعيد ويردد مواقفه السابقة، ولكن الظروف تتجدد والاحتياجات تزداد وهو غير قادر على الاستمرار، عندئذ يقاوم ظهور قيادات جديدة من الجيل الثاني، ثم إن الاتجاه الهرمي الضيق في أمثال هذه المؤسسات لا يسمح بوجود المقتدرين من المثقفين في قمة القيادة مع أنهم كثر، وهناك نموذج من القيادات لا يحبون أن يبرز من حولهم قيادات شابة كالشيخ الذي يغار من تلامذته أن يصبح أحدهم مشهورا أكثر من أستاذه، وما هكذا كانت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقد كان كثير المشاورة لهم ويرسلهم في المهمات الكبيرة، وظهر منهم القائد العسكري والإداري والعالم والفقيه، وقد اطمأن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وجود قيادات تستمر من بعده مثل أبي بكر وعمر فقال: «ما أدري ما بقائي فيكم وفيكم أبو بكر وعمر».
ـ[أبو أنس القاهرى]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 02:47]ـ
فى انتظار الجواب
ـ[ابو بردة]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 08:58]ـ
روى الامام أحمد (22189) وغيره من طريق رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا فَقَالَ إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ عَمَّارٍ وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ
هذا اللفظ المحفوظ
أما لفظ «ما أدري ما بقائي فيكم وفيكم أبو بكر وعمر». فمختصر مخل
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 11:03]ـ
وهل روى بهذا الاختصار أم هو خطأ مطبعى؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 11:28]ـ
وهل روى بهذا الاختصار أم هو خطأ مطبعى؟
لم أر أخي الفاضل من أخرجه بهذا الإختصار بعد طول بحث مني، ولعل من رواه هكذا رواه بالمعنى.
وإلا الموجود الثابت ما تفضل به الأخ أبا بردة.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 02:42]ـ
جزاكم الله خيرا
أصل انا وجدته كذلك فى موقعه الالكترونى وكذلك ايضا مطبوع فى المقال فى مجلة المنار الجديد
ـ[ابو بردة]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 08:40]ـ
أخي الفاضل
هذا اللفظ نقله أحد الكتّاب بهذا اللفظ فتناقله مَن بعده
عموما أخي سؤالك عن معنى هذا اللفظ أم ماذا؟(/)
أسئلة فى المصطلح: عن الضعيف في الصحيحين وبعض المصطلحات كـ"ألحاكم"و"الحافظ" ..
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[28 - Feb-2009, صباحاً 02:27]ـ
يقول الشيخ احمد شاكر أن ليس فى الصحسحسن حديث واحد فيه ضعف وسؤالى كيف هذا وقد ثبت ان فيه احاديث فيها ضعف؟
مالفرق بين الحافظ والحجر والحاكم؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 07:34]ـ
بارك الله فيك
نص كلام الشيخ شاكر في الباعث:"الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين وممن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها ليس في واحد منها مطعن أو ضعف وإنما انتقد الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث على معنى أن ما انتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي التزمها كل واحد منهما في كتابه وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها فلا يهولنك إرجاف المرجفين وزعم الزاعمين أن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها وانقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم واحكم عن بينة والله الهادي إلى سواء السبيل".
فهذا رأيٌ للشيخ رحمه الله ولعله أراد دفع الطعون في الصحيحين بدعوى انتقاد أبي الحسن الدارقطني لها فإن كان كذلك فصحيح
فلا يجوز لأحد أن يضعف أحاديث في الكتابين ما لم يسبق بذلك من النقاد للإجماع على تلقى أحاديث الكتابين بالقبول
والضعف المقصود هنا إما أن يكون:
في بعض الألفاظ أو الزيادات أو الحروف أو في جزئية من السند كراوٍ أو لفظ الأداء أو السند كله دون المتن
أو
يكون التضعيف للحديث كله سندا ومتنا
أما الأول فلا أعلم فيه وقوعه خلافا بين العلماء ولا أظنه المقصود بكلام الشيخ شاكر لاتفاقهم على عدم عصمة الكتابين وصاحبيهما
وأما الثاني:
فهو في البخاري لا يوجد
أما مسلم ففيه بعض الأحاديث القليلة مما يترجح ضعفها على صحتها
واعلم أن في المسألة خلافا
فمثلا شيخ الإسلام وغيره يرى أن ما انتقد على البخاري كان الصواب فيه معه بخلاف مسلم
والمعلمي وغيره يصحح الأحاديث التي انتقدت على مسلم ويرى الصواب في جانبه
وهذا كله لا يشكك في مكانة الكاتبين ولا في نزع صفة الصحة عنهما ولا يسوغ أن نردد عبارة:"إن في الصحيحين أحاديث ضعيفة فلماذا الهيبة؟!! .... ونحو هذه الكلمات
ولا يسوغ إعادة النظر في أحاديث الكتابين كما يردده بعض الأغمار
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Mar-2009, صباحاً 07:57]ـ
أما ما سألت عنه من مصطلحات:
فقد شاع عند المتاخرين ما قاله المطرزي:
لأهل الحديث خمس مراتب أولها الطالب وهو المبتديء
ثم المحدث وهو من تحمل روايته واعتنى بدرايته
ثم الحافظ وهو من حفظ ألف حديث متنا وإسنادا
ثم الحجة وهو من حفظ ثلاثمائة ألف
ثم الحاكم وهو من أحاط بجميع الأحاديث.
أما مصطلح الحاكم
فعند المتقدمين لا علاقة للحاكم بمراتب الحفظ بل هو لقب عائلي لبعض العلماء منهم أبو احمد الحاكم الكبير صاحب الكنى وأبو عبد الله ابن البيع صاحب المستدرك وغيرهم
أما الحجة:
فقولهم في الراوي: (هو حجة) يعنون به أنه ثقة متقن بالغ من الوثاقة أعلى مراتبها، يصحح حديثه ويحتج به، ولو تفرد بروايته، إلا إذا قام الدليل القوي على وهمه فيه؛ وإذا اختلف الأقران الثقات كان الحجةُ منهم صالحاً في الجملة لترجيح قول أحد طرفيهما؛ ولكن ليس معنى ذلك أنه يرجح قوله على من هو دونه من الثقات مطلقاً؛ فقد تقوم القرينة على ضد ذلك، وإن كان هذا نادراً. (راجع لسان المحدثين) لمزيد فائدة.
أما الحافظ:
فباختصار قال الحافظ ابن حجر:
فللحافظ في عرف المحدثين شروط إذا اجتمعت في الراوي سمَّوه حافظاً وهو: الشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم، والمعرفة بالتجريح والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم، حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع استحضار الكثير من المتون، فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً.
ولمزيد فائدة راجع كتاب لسان المحدثين
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:51]ـ
جزيت خيرا أخي السائل وكذا أخي أمجد فقد استفدت من مداخلتك(/)
أجيبوا تؤجروا
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
قال البخاري في صحيحه
باب: قول الله تعالى:
{ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم} /البقرة: 220/. لأعنتكم: لأحرجكم وضيق. {وعنت} /طه: 111/: خضعت.
وقال لنا سليمان: حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع قال: ما رد ابن عمر
على أحد وصية.
وكان ابن سيرين: أحب الأشياء إليه في مال اليتيم أن يجتمع إليه نصحاؤه وأولياؤه، فينظروا الذي هو خير له.
وكان طاوس: إذا سئل عن شيء من أمر اليتامى قرأ: {والله يعلم المفسد من المصلح}. وقال عطاء في يتامى الصغير والكبير: ينفق الولي على كل إنسان بقدره من حصته
كتب القسطلاني في تعيين حماد المذكور في السند هوحمادبن أسامةأبوأسامة
فالمطلوب من حضرتكم هل هذاالتعيين صحيح أم لا والصحيح ماهو
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[صالح صولا]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 09:14]ـ
أخي والله أعلم سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب السختياني أما حماد بن أسامة فهو ممن يروي عن حماد بن زيد
وأيوب من الطبقة الخامسة توفى سنة 131 هـ وله خمس وستون
وحماد بن أسامة من التاسعة توفي 201 هـ وله ثمانون
راجع التقريب
وفي المرفقات رسالة مفيدة في هذا الباب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 10:29]ـ
ظنك في محله أخي (صالح) هو: حماد بن زيد؛ رحمه الله.
وهو ممن أخذ عنه شيخ البخاري سليمان بن حرب.
وقد ذكر الحديث العقيلي بروايته عن حماد نفسه، فقال:
حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع؛ قال: ما رد ابن عمر على أحد هدية، ولا رد على أحد وصية، إلا المختار.
وكذا ابن سعد بروايته عن سليمان بن حرب، فقال:
أخبرنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: ما رد ابن عمر على أحد وصية، ولا رد على أحد هدية، إلا على المختار.(/)
نبذة مقتضبة عن الحافظ أبي نعيم الفضل بن دُكين ومنهجه في الجرح والتعديل "منقول"
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام أنقل لكم هذه الابحاث
وليس بالضروري أن أوافق على كل ما جاء فيها ولكن مجمل البحث جيد
وأرجو منكم التواصل والدعاء
علمنا الله وأياكم
نبذة مقتضبة عن الحافظ أبي نعيم الفضل بن دُكين ومنهجه في الجرح والتعديل
اسمه ونسبه:
هو المحدث الحافظ الحجة أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن: عمرو بن حماد المُلائي الكوفي.
مولده:
وُلد بالكوفة سنة ثلاثين ومئة.
نشأته:
نشأ وترعرع - رحمه الله - بالكوفة، وبَكَّر في طلب العلم، وأخذ عن جماعة من أكابر المحدِّثين سيأتي ذكر أشهرهم.
وقد سرد له الحافظ المزي أكثر مِئَتَيْ شيخ.
وقد قال أبو نعيم: شاركتُ الثوري في ثلاثة عشر ومئة شيخ.
شيوخه:
روى عن الجم الغفير والعدد الكثير، منهم: الأعمش، وأبو العُمَيْس، وأفلح بن حُميد، ومالك بن مِغْوَل، ومِسْعَر بن كِدَام، وزكريا بن أبي زائدة، ومالك بن أنس، والثوري، وابن أبي ذئب، وزهير بن معاوية، وإسرائيل.
تلاميذه:
روى عنه خلقٌ منهم: الإمام أحمد، وإسحاق بن راهُويَه، وابن معين، وابن نُمَيْر، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وحجاج بن الشاعر، وزهير بن حرب، وأبو سعيد الأشج، وأبو محمد الدارمي، وعبد بن حُميد، وأبو عبد الله البخاري.
جِدُّه واجتهاده في طلب العلم:
كان من أحرص الناس على طلب الحديث وتتبُّعا لشيوخه، وتقدم أنه شارك شيخه الثوري في جمهرة كبيرة من شيوخه، ثم إنه كتب عن شيخه الثوري عددا عظيما؛ فقد قال: عندي عن أمير المؤمنين في الحديث - يعني: سفيان الثوري - أربعة آلاف.
وكتب - أيضا - عن شريكه وصاحبه عبد السلام بن حرب أُلُوفًا من الحديث.
حفظه وإتقانه:
قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل: قلت لأبي: وكيع وعبد الرحمان بن مهدي وأبو نعيم ويزيد بن هارون = أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟ قال: أبو نعيم يجيء حديثه على النصف من هؤلاء، إلا أنه كَيِّسٌ يتحرَّى الصدق. قلت: فأبو نعيم أثبت أم وكيع؟ قال: أبو نعيم أقل خطأ.
وقال حنبل بن إسحاق: سُئل أبو عبد الله فقيل له: فوكيع وأبو نعيم؟ قال: أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال، ووكيع أفقه.
وكان كتابه من أصح الكتب، ونظر ابن المبارك في كُتُبه فقال: ما رأيتُ أصحَّ من كتبك.
ثناء العلماء عليه:
قال الإمام أحمد: يحيى وعبد الرحمان وأبو نعيم الحجة الثبْت، كان أبو نعيم ثبتا.
وقال: إنما رفع الله عفان وأبا نُعيم بالصدق، حتى نُوِّه بذكرهما.
وقال: ذهبا محمودين - يعني أنهما ماتا ولم يُصابا بهاتيك الفتنة التي لم يثبت فيها إلا القليل -.
وقال: ثقة، وكان يقظان في الحديث، عارفًا به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يَقُمْ غيره، عافاه الله.
يعني: في المحنة بخلق القرآن.
وقال أيضا: إذا مات أبو نعيم صار كتابه إماما؛ إذا اختلفوا في شيء فَزِعُوا إليه.
وقال ابن معين: ما رأيت أثبت من رجلين: أبي نعيم وعفان.
وقال ابن عمار الموصلي: أبو نعيم متقنٌ حافظٌ، إذا روى عن الثقات فحديثه حجةٌ أحجَّ ما يكون.
وقال أحمد بن صالح المصري: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم.
وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا كثير الحديث حجة.
قال يعقوب بن شيبة: أبو نعيم ثقةٌ ثَبْتٌ صدوقٌ.
وقال يعقوب بن سفيان: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان والحفظ، وأنه حُجَّةٌ.
وقال ابن حبان البُستي: كان أتقن أهل زمانه.
وامتحنه ابن معين وحاول أن يُدْخِل عليه ثلاثة أحاديث ليست من حديثه، لكن لم يَرُجْ ذلك عليه، بل رفسه، فقال له أحمد: ألم أمنعْك من الرجل وأَقُلْ لك: إنه ثَبْتٌ؟ فقال ابن معين: والله لرَفْسَتُه أحب إلي من سَفْرَتي.
يعني: رحلته إلى عبد الرزاق بصنعاء اليمن!
محنته وثباته على العقيدة السلفية:
وكان ممن يُضرب به المثل في الصبر والثبات؛ فقد ثبت في المحنة، بل روى الكُديمي - وليس بِثَبْتٍ - أن أبا نعيم قال: عُنُقي أهون علي من زِرِّي هذا.
وكان يقول: لقيتُ سبع مئة رجل (ما منهم) إلا رجل من أهل العلم، كلهم يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
ورُوي عنه أنه قال: ما كتبتْ عليَّ الحَفَظةُ أنني سَبَبْتُ معاوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عثمان بن أبي شيبة: تذاكرنا أنا وأبو نعيم مسافرًا الجصاص، فقلت له: كنتم تتهمونه في شيء من رأيه؟ فقال لي: كان مسافرٌ يذهب مذهب الحارث بن حَصِيرَةَ، وما سمعتُ منه شيئا أعتد به عليه إلا شيئا واحدا، سمعته يقول: أجد قلبي لا يحب عثمان! [1]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم وذُكر عنده عبد الله بن طُفَيْل، فقال: لم يكن في الحديث بشيء، وقد بلغني تَرَفُّضُه. [2]
وقال: ما عرفت أبا معاوية إلا وهو يرى الإرجاء ويدعو إليه. [3]
وترك أبو نعيم طائفة من أهل الكوفة كانوا يرون السيف والخروج على السلطان. [4]
وساق بضعة عشر شيعيا سماهم للتعريف بحالهم. [5]
تصانيفه:
من تصانيفه:
1 - كتاب الصلاة.
ولم يَبْقَ منه إلا قطعة، طُبعت في مُجَيْلِيد.
2 - كتاب التاريخ
وهو في عِدَاد المفقود، لكن توجد منه نقول كثيرة في كتب التواريخ، منها ما نقله أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب التاريخ من مصنفه الكبير، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه.
وفاتُه:
بعد عمر طويل أمضاه - رحمه الله - في نشر الحديث وعلومه، نزل به الموت سنة 219.
من كلامه في تزكية الرواة وتضعيفهم:
قال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن مسلم الحنفي الذي حدث عنه سفيان، فقال: كان مسلمٌ أحد الثقات المأمونين. [6]
وقال عثمان بن أبي شيبة: قلت لأبي نعيم: حسن بن عياش كيف كان عندكم؟ فقال لي: كان ضعيفا لم يَزَلْ. [7]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن أبي سلمة علي بن سلمة فقال: كان أبو سلمة ثقة. [8]
وقال عثمان بن أبي شيبة: قلت أبا نعيم: شيخٌ حدث عن المنهال بن خليفة يُقال له: العلاء بن نَجيح، فقال أبو نعيم: كان أصحابنا يذكرونه بخير. [9]
وقال عثمان بن أبي شيبة: وذكرنا عند أبي نعيم الفضلَ بنَ يزيد الثمالي، فقال أبو نعيم: كان ابن عم لأبي حمزة الثمالي، وكانا جميعا ضعيفين. [10]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم يقول: عمر بن صُهْبان - الذي حدث عنه مندل - كان ضعيفا. [11]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن أبي جابر الذي حدث عنه عبد الله بن نُمَيْر، فقال: كان أبو جابر من الضعفاء. [12]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن عبد الملك بن أيوب، حدث عنه أبو المُحَياة، فقال: كان يُنْسَبُ إلى خير. [13]
وقال عثمان بن أبي شيبة: قلت لأبي نعيم: فحسن بن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي، فقال: كان حَسَنٌ خَيْرَ القوم، ولم يكن عندنا به بأسٌ. [14]
وقال عثمان بن أبي شيبة: قلت لأبي نعيم: وإن أبا المضاء حدث عن إبراهيم بن عبد الله بن صُبْح، فقال أبو نعيم: هذا كان أصحابنا يذكرونه بخير. [15]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن قَطَري الخشاب، فقال: كان قَطَري رجلا من أهل الخير. [16]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن عبد الله بن عبد الله بن الأسود الحارثي، فقال: كان عندنا لا بأس به، من الأخيار. [17]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم - وسأله عمر بن عبد الله عن عن جارود بن السري السعدي - فقال: كان شيخا من أهل السلامة إن شاء الله. [18]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن مُسْتَوْرَد الغزال، فقال: كان شيخا من أهل السوق لا بأس به، ولم يكن يعرف الحديث. [19]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن محمد بن الفضل بن عطية، فقال: كان ضعيفا. [20]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم - وذكر عبد الله بن معاوية القرشي - فقال: كان ضعيفا. [21]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم - وذكر نصير بن أبي الأشعث - فقال: كان عثمانيا، وكان يُقال: إنه كان عابدًا. [22]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن القاسم - حدث عنه أبو شهاب -، فقال: كان عثمانيا، ولم يكن من أهل الحديث. [23]
* وكان ورعا لا يتقحَّم ما لم يُحط به خُبْرا، فقد سأله عثمان بن أبي شيبة عن أبي رباح شيخٍ لسفيان = عندك معرفته؟ فقال: ما أقف عليها الساعة. [24]
* وإذا لم يَخْتَمِر عنده حكمٌ مناسب على الراوي لا يخوض في عرضه، وقد يتلطف فيُثني على والد الرجل، ومثال ذلك أن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبا نعيم وذُكر عنده إسماعيل بن عبد الأعلى العُرَني، فقال: كان هذا شيخا من عُرَيْنَةَ، وكان أبوه عبد الأعلى أحدَ الصالحين. [25]
(يُتْبَعُ)
(/)
*وقد أغرب أبو عبيد الآجري فزعم أن أبا داود قال: حدثني عباسٌ العنبري، قال: سمعتُ عليا يقول: أبو نعيم وعفان صدوقان، لا أقبل كلامهما في الرجال؛ هؤلاء لا يَدَعُونَ أحدًا إلا وقعوا فيه. [26]
وهذا غريب جدا، ولم يظهر لي من أبي نعيم تشديدٌ ولا وقوعٌ في الثقات، بل بدا لي منه قَصْدٌ واعتدالٌ وورعٌ، والله أعلم.
وقد سبق نقل قول الإمام أحمد: إنما رفع الله عفان وأبا نُعيم بالصدق، حتى نُوِّه بذكرهما.
* وقد يكتفي بالتلويح دون التصريح، وبالإشارة عن صريح العبارة، فقد قال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن مُهَلل العبدي، فقال لي: هذا من أصحاب أبي الجارود. قلت: فإن عبيد الله حدث عنه؟ قال: حَسْبُكَ، قد قلتُ لك. [27]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن أبي المضاء، فقال: هذا من شيوخ عبيد الله بن موسى الشيعة. [28]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم وسأله محمد بن عبد الله بن نُمَيْر عن عمر بن حمزة فقال: كان هذا من أصحاب أبي الجارود. [29]
*ومن نوادره أن عثمان بن أبي شيبة قال: كنا عند أبي نعيم فذكرنا سفيان بن عيينة وعمران بن عيينة وإبراهيم بن عيينة ومحمد بن عيينة، فقال أبو نعيم: سفيان بن عيينة الحِنْطَةُ (اللازوردية)، وسائر القوم شَعِيرُ البَطِّ. [30]
ثم قال عثمان بن أبي شيبة: ذكرتُ لأبي نعيم يعقوبَ (بن أبي) المُتَّئِد خالَ سفيان بن عيينة، فقال: كان ضعيفا. قلتُ: يا أبا نعيم، تجعله من شعير البَطِّ؟ قال: هو منهم. [31]
وقال عثمان بن أبي شيبة: ذكرتُ لأبي نعيم عبد الرحمان بن محمد بن عبيد الله العَرْزَمي فقال: كان هؤلاء أهلَ بيت يتوارثون الضعف قرنا بعد قرن. [32]
* ومن التراجم النادرة التي يعز وجودها في كتب التراجم ما يلي:
قال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن شيخ كتبتُ عنه يُقال له عبد الرحمان بن حفص التغلبي، فقال: ما كان به بأسٌ. [33] وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن القعقاع بن عمرو، فقال أبو نعيم: روى عنه قيس، وكان كالخير. [34]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سمعت أبا نعيم قول - وذكرنا عنده عبد الحميد بن حُرَيْث -، فقال أبو نعيم: قد روى عنه قيسٌ، وكان أصحابنا يصفونه بالثقة والخير. [35]
وقال عثمان بن أبي شيبة: سألت أبا نعيم عن شيخ حدثنا ابن المبارك عنه، يُقال له: عوف بن أبي دلهامة، فقال: كان هذا شيخا من أهل الحجاز، وكانوا يصفونه بخير. [36]
وكثيرٌ ممن تقدم نقل كلام أبي نعيم فيهم يَعِزُّ وجدان تراجمَ لهم، بَلْهَ أن يوجَد فيهم جرحٌ أو تعديلٌ.
*وسئل أبو نعيم عن رجل من أين جاءه الضعف؟ فقال أبو نعيم: حدث عن السدي أحاديث منكرة، ولم يُخبر بها أحدٌ غيرُه، وحدث عن علقمة بن مرثد بأحاديث منكرة، وحدث عن عاصم بن أبي النجود بأحاديث منكرة لم يَجئ بها أحدٌ غيرُه، ولم يحدث عن شيخ إلا جاء بشيء لم يُعْرَف؛ فمن ثَم جاءه الضعف. [37]
• وكان صاحب مزاح ودعابة وخفة روح، وقد قرأ عليه رجلٌ، فقال: حدثتْكَ أُمُكَ - يريد: حدثك أُمَي الصيرفي -. فقال له أبو نعيم: متى كانت أمي تدخل يدها في جرة العَسَل. [38]
من أقواله المأثورة:
• كان يقول: إذا رأيتَ كتاب صاحب الحديث مُسَججا - يعني: كثير التغيير -؛ فأقرب به من الصحة. [39]
• وقال: لا ينبغي أن يُؤْخَذُ الحديث إلا عن حافظ له، أمين عليه، عارف بالرجال. [40]
----------------------
ترجمة أبي نعيم في كتب كثيرة منها: المعرفة والتاريخ 633، وتهذيب الكمال 6/ 30 - 35، والثقات 7/ 319، ومختصر طبقات علماء الحديث 1/ 535 - 537.
[1] مسائل أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن شيوخه (6).
[2] المصدر نفسُه (74).
[3] المصدر نفسُه (83).
[4] المصدر نفسُه (82).
[5] المصدر نفسُه (84).
[6] المصدر نفسُه (7).
[7] المصدر نفسُه (9).
[8] المصدر نفسُه (40).
[9] المصدر نفسُه (42).
[10] المصدر نفسُه (46).
[11] المصدر نفسُه (48).
[12] المصدر نفسُه (49).
[13] المصدر نفسُه (52).
[14] المصدر نفسُه (58).
[15] المصدر نفسُه (61).
[16] المصدر نفسُه (62).
[17] المصدر نفسُه (63).
[18] المصدر نفسُه (66).
[19] المصدر نفسُه (67).
[20] المصدر نفسُه (72).
[21] المصدر نفسُه (73).
[22] المصدر نفسُه (79).
[23] المصدر نفسُه (80).
[24] المصدر نفسُه (43).
[25] المصدر نفسُه (68).
[26] تهذيب الكمال 5/ 189.
[27] مسائل أبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن شيوخه (59).
[28] المصدر نفسُه (60).
[29] المصدر نفسُه (69).
[30] المصدر نفسُه (44).
[31] المصدر نفسُه (45).
[32] المصدر نفسُه (57).
[33] المصدر نفسُه (75).
[34] المصدر نفسُه (76).
[35] المصدر نفسُه (77).
[36] المصدر نفسُه (71).(/)
صوتي: شرح حديث يا عبادي إني حرمت الظلم - للعلامة السحيمي
ـ[الصحاري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 04:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح حديث يا عبادي إني حرمت الظلم
للعلامة: صالح بن سعد السحيمي حفظة الله
شرح حديث يا عبادي إني حرمت الظلم الشريط الاول
استماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=404
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=404
شرح حديث يا عبادي إني حرمت الظلم الشريط الثاني
استماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=405
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=405(/)
رواية المستور: ما هو الضابط في قبول روايته أو ردّها مع التمثيل؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 06:57]ـ
أحسن الله إليكم:
هل يكفي لتصحيح روايته أن يروي عنه من عرف بأنه لا يروي إلا عن الثقات كشعبة بن الحجاج؟
هل تقبل روايته بتكاثر رواية الثقات عنه مع ذكر ابن حبان له في الثقات؟
وماذا عن بعض من خرج لهم الشيخان في صحيحيهما: كأمثال أسباط البصري وأحمد بن عاصم البلخي؟ هل يقال بتصحيح أو تحسين ما يرويانه بإطلاق وأن رواية الشيخان لهما مما يرفع عنهما جهالة الحال؟
إذا كان الراوي ممن خرّج له الشيخان أو أحدهما في صحيحيهما؛ هل يفرق بين ما إذا كانت روايته في الأصول أم المتابعات؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 07:45]ـ
حياك الله أخي (أبا حازم) وباختصار شديد أقول لك:
رواية المستورين مما اختلف في قبول حديثهم ورده.
ومع ذلك إلا أنه لم يطلق أحد على حديثهم اسم (الصحة)، بل الذين قبلوه جعلوه من جملة الحسن؛ بشرطين:
أحدهما: أن لا تكون روايتهم شاذة.
وثانيهما: أن يوافقهم غيرهم على رواية ما رووه.
وقبولها حينئذ؛ إنما هو باعتبار المجموعية. والله أعلم
هذا باختصار إلماحة لما أردت، فإن كفاك فبها ونعمت، وإن لم يكفيك فلن يبخل عليك إخوانك.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[01 - Mar-2009, مساء 10:11]ـ
حياك الله أخي التميمي، وبارك الله فيك على تفاعلك.
قولك:
وثانيهما: أن يوافقهم غيرهم على رواية ما رووه.
ماذا عن ضبط هؤلاء الغير؟ هل يكفي مثلا أن يروي الحديث ضعيفان ومستور حتى يقال بتحسين الحديث بمجموع الطرق؟
ولو كان عندك بعض الأمثلة فعجّل بها، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أما بعد
إختلف أهل العلم في توثيق الراوى إذا روى عنه من لا يروي إلى عن ثقة كشعبة مثلا، فجمهور المحدثين على أنه لايكفي رواية من لا يروي إلى عن ثقة تويقا له لإحتمال تفرده للتوثيق و مخالفت غيره له بجرح قادح، و ما عليه الأصوليين و بعض المحدثين وهو ما رجحه ابن الوزير فقال: "فإن سمى المجهول أو انفرد واحد عنه فمجهول العين، والحق عند الأصوليين أنه إذا وثقه الراوي أو غيره قبل خلافًا لأكثر المحدثين، والقول الصحيح قول الأصوليين
فالمستور هو من جملت من تقبل روايته إذا لم يروي ما لا يحتمل تفرده كأن يروي عن شيخ مشهور حديث غريب أو أن يحالف الثقات المشهورين في شيوخهم فيحكم بشذوذه أو نكارته، و الله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2009, صباحاً 12:18]ـ
ليرفع الله قدرك آمين
مسألة المجهول، أقسام:
الأول: المجهول العدالة ظاهرا وباطنا.
فلا تقبل روايته عند الجماهير.
الثاني: المستور.
وهو الذي جهلت عدالته الباطنة، وهو عدل في الظاهر، مجهول في الباطن، فيحتج بروايته بعض من رد رواية الأول، وهو قول بعض الشافعيين، وقطع به الإمام سليم بن أيوب الرازي.
وسبب الخلاف في المسألة على ما يفهم: هل يُحَسّن الظن عند فحص رواة الحديث أم لا؟
والصواب إن شاء الله: التفرقة بناءً على الطبقة؛ لتوسع المتأخرين في الألقاب، قال الذهبي: (فمن هذا الوقت، بل قبله صار الحفاظ يطلقون هذه اللفظة "ثقة" على الشيخ الذي سماعه صحيح، بقراءة متقن، وإثبات عدل، وترخصوا بتسميته بالثقة، وإنما الثقة في عرف أئمة النقد كانت تقع على العدل في نفسه المتقن لما حمله، الضابط لما نقل، وله فهم ومعرفة في الفن، فتوسع المتأخرون).
ولذا فالأقدمون إذا قالوا: فلان ثقة، فإن معنى هذا أنهم لا يقبلون رواية المستور، والمجهول من باب أولى، خلافا للمتساهلين، كابن حبان فكأنه يرى أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، كما هو مشهور.
(تنبيه) لا يتعامل مع المجاهيل والمستورين بمجرد الاصطلاح، ونجعلهم سواء على اختلاف طبقاتهم ومروياتهم، وأشار إلى هذا الذهبي في آخر (ديوان الضعفاء) وعبارته: (وأما المجهلون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم، احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ، وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين، فيتأنى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه، وعدم ذلك).
(يُتْبَعُ)
(/)
وتطبيقات ابن رجب وابن كثير وابن القيم في جماعة من المحققين، آخرهم الشيخ الألباني رحم الله الجميع؛ تدل على التفرقة.
فإذا ليس الحسن عند المحدثين رواية المستور، فهذا الإطلاق عليه مؤاخذة.
الثالث: مجهول العين.
وقد يقبل رواية مجهول العدالة من لا يقبل رواية مجهول العين.
قال ابن كثير في (اختصار علوم الحديث): لا يقبل روايته أحد علمناه لكن إذا كان في القرون المشهود لهم بالخير؛ فإنه يستأنس بروايته ويستضاء بها في مواطن. أ.هـ
فجهالة العين من أسباب الضعف الشديد، بخلاف جهالة الحال، وقد يذكر الراوي وينفرد أحد الضعفاء بالرواية عنه، فيحكم أهل العلم بجهالة عينه، لعدم الثقة بوجوده أصلا كما تراه في ترجمة (حفص بن هاشم بن عتبة) من "التهذيب".
وقد قال الخطيب: (من روى عنه عدلان مشهوران بالعلم فقد ارتفع عنه هذه الجهالة، إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتها عنه).
وبهذا يتبين لك ضعف رد ابن الصلاح لكلام الخطيب هذا؛ حيث قال: (قد خرج البخاري في "صحيحه" حديث جماعة ليس لهم غير راو واحد، منهم المرداس الأسلمي، لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم، وكذلك أخرج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد، مثل ربيعة بن كعب السلمي، لم يرو عنه غير أبي سلمة بن أبي عبد الرحمن، وذلك منهما مصيّر إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولا مردودا برواية واحد عنه).
والخلاف في هذا كالخلاف في اكتفاء التعديل بواحد.
قال النووي: (رد الشيخ تقي الدين على الخطيب غير متجه، لأن مرداسا وربيعة صحابيان معروفان عند أهل العلم، ومرداس من أهل بيعة الرضوان، وربيعة من أهل صفين، فالبخاري ومسلم ما خالفا ما نقله الخطيبعن أهل الحديث).
وقال الخطيب: (من عرفت عينه وعدالته، وجهل اسمه ونسبه احتج بخبره).
ولو قال الراوي: أخبرني فلان، أو فلان، وكلاهما عدلان يقبل؛ لأن السماع قد تحقق من عدل مسمى، وإن كان أحدهما عدلا دون الآخر، أو أحدهما مجهولا، فلا. لاحتمال كونه من غير العدل.
بتصرف من تقريرات العلامة التبريزي، والشيخ أبا عبيدة.
هذا أخي الحبيب ما جمعته لك حول المسألة، فما كان صوابا فالحمد لله عليه، وما كان غير ذلك، فهو ذهول من أخيك تجاوز له عنه.
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 10:24]ـ
الشيخ السكران، اعذرني ما شكرتك على مشاركتك، فجزاك الله خيراً.
ولي بعض الاستشكال إن أذنت لي وأسعفني الوقت طرحته لاحقاً.
بارك الله فيك ونفع بعلمك.(/)
مائة وخمس قواعد حديثية جمعها الشيخ ماهر الفحل .. هدية لطلاب الحديث.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 12:01]ـ
هذه مائة وخمس قواعد حديثية جمعها الشيخ ماهر الفحل وقام بنشرها أحد طلاب الحديث في منتدى صناعة الحديث -جزاه الله خيرا- عن لقاء مفتوح أجراه منتدى الدفاع عن السنة مع الشيخ -حفظه الله-، وقد استفدت من مذاكرتها كثيرا فأحببت أن أنقلها لكم هنا ..
1 – معرفة الخطأ في حديث الضعيف يحتاج إلى دقة وجهد كبير كما هو الحال في معرفة الخطأ في حديث الثقة.
2 – التفرد بحد ذاته ليس علة، وإنما يكون أحياناً سبباً من أسباب العلة ويلقي الضوء على العلة، ويبين ما يكمن في أعماق الرواية من خطأ ووهم.
3 – المجروحون جرحاً شديداً – كالفساق والمتهمين والمتروكين – لا تنفعهم المتابعات؛ إذ أن تفردهم يؤيد التهمة عند الباحث الناقد الفهم.
4 – الحديث الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول فهو مقبول يعمل به ولا يسمى صحيحاً.
5 – قد تُعَلّ بعض الأحاديث بالمعارضة إذا لم يمكن الجمع ولا التوفيق.
6 – من كثرت أحاديثه واتسعت روايته، وازداد عدد شيوخه فلا يضر تفرده إلا إذا كانت أفراده منكرة.
7 – فرق بين قولهم: ((يروي مناكير)) وبين قولهم: ((في حديثه نكارة)). ففي الأولى أن هذا الراوي يروي المناكير، وربما العهدة ليست عليه إنما من شيوخه، وهي تفيد أنه لا يتوقى في الرواية، أما قولهم: ((في حديثه نكارة)) فهي كثيراً ما تقال لمن وقعت النكارة منه.
8 – قول ابن معين في الراوي: ((ليس بشيء)) تكون أحياناً بمعنى قلة الحديث
9 – أشد ما يجرح به الراوي كذبه في الحديث النبوي، ثم تهمته بذلك، وفي درجتها كذبه في غير الحديث النبوي، وكذلك الكذب في الجرح والتعديل لما يترتب عليه من الفساد الوخيم.
10 – بين قول النسائي: ((ليس بقويٍّ))، وقوله: ((ليس بالقوي)) فرق فكلمة: ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً وكلمة: ((ليس بالقوي)) إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة.
11 – أبو حاتم الرازي يطلق جملة: ((يكتب حديثه ولا يحتج به)) فيمن عنده صدوق ليس بحافظ يحدث بما لا يتقن حفظه فيغلط ويضطرب، ومعنى كلامه: يكتب حديثه في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به إذا انفرد.
12 – قول ابن معين في الراوي: ((لم يكن من أهل الحديث)) معناها: أنه لم يكن بالحافظ للطرق والعلل، وأما الصدق والضبط فغير مدفوعين عنه.
13 – كون أصحاب الكتب الستة لم يخرجوا للرجل ليس بدليل على وهنه عندهم، ولا سيما من كان سنه قريباً من سنهم، وكان مقلاً فإنهم كغيرهم من أهل الحديث يحبون أن يعلوا بالإسناد.
14 – وقول ابن حبان في الثقات: ((ربما أخطأ)) أو ((يخطئ)) أو ((يخالف)) أو ((يغرب)) لا ينافي التوثيق، وإنما يظهر أثر ذلك إذا خالف من هو أثبت منه.
15 – ليس من شرط الثقة أن يتابع بكل ما رواه.
16 – الجرح غير المفسر مقبول إلا أن يعارضه توثيق أثبت منه.
17 – جرح الرواة ليس من الغيبة؛ بل هو من النصيحة.
18 – يشترط في الجارح والمعدِّل: العلم والتقوى والورع والصدق والتجنب عن التعصب ومعرفة أسباب الجرح والتزكية، ومن لم يكن كذلك لا يقبل منه الجرح ولا التزكية.
19 – اعتماد الراوي العدل على كتابه دون حفظه لا يعاب عليه، بل ربما يكون أفضل لقلة خطئه.
20 – الخطأ في حديث من اعتمد على حفظه أكثر منه في حديث من اعتمد على كتابه.
21 – الثقة هو من يجمع العدالة والضبط.
22 – صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، مرتبة واحدة، وهي تفيد أن الراوي حسن الحديث.
23 – قولهم في الراوي: ((صالح)) بلا إضافة تختلف عن قولهم: ((صالح الحديث))، فالأولى تفيد صلاحه في دينه، والثانية صلاحه في حديثه.
24 – قولهم: ((متروك))، و ((متروك الحديث)) بمعنى واحد.
25 – فرق بين قولهم: ((تركوه))، وقولهم: ((تركه فلان)) فإن لفظ: ((تركوه)) يدل على سقوط الراوي وأنه لا يكتب حديثه، بخلاف لفظ: ((تركه فلان)) فإنه قد يكون جرحاً وقد لا يكون.
26 – إذا قال البخاري في الراوي: ((سكتوا عنه)) فهو يريد الجرح.
27 – إذا قال البخاري: ((فيه نظر)) فهو يريد الجرح في الأعم الغالب.
(يُتْبَعُ)
(/)
28 – قولهم: ((تعرف وتنكر)) المشهور فيها أنها بتاء الخطاب، وتقال أيضاً: ((يُعرف وينكر)) بياء الغيبة مبنياً للمجهول، ومعناها: أن هذا الراوي يأتي مرة بالأحاديث المعروفة، ومرة بالأحاديث المنكرة؛ فأحاديث من هذا حاله تحتاج إلى سَبْر وعَرْض على أحاديث الثقات المعروفين.
29 – قول أبي حاتم في الراوي: ((شيخ)) ليس بجرح ولا توثيق، وهو عنوان تليين لا تمتين.
30 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك)) قد يراد بها فتور في الحفظ.
31 – قولهم: ((إلى الصدق ما هو)) بمعنى أنه ليس ببعيد عن الصدق.
32 – قولهم في الراوي: ((إلى الضعف ما هو)) يعني أنه ليس ببعيد عن الضعف.
33 – قولهم في الراوي: ((ضابط)) أو ((حافظ)) يدل على التوثيق إذا قيل فيمن هو عدل، فإن لم يكن عدلاً فلا يفيد التوثيق.
34 – وقوع الأوهام اليسيرة من الراوي لا تخرجه عن كونه ثقة.
35 – قولهم في الراوي: ((لا يتابع على حديثه)) لا يعد جرحاً إلا إذا كثرت منه المناكير ومخالفة الثقات.
36 – قولهم في الراوي: ((قريب الإسناد)) معناه: قريب من الصواب والصحة، وقد يعنون به قرب الطبقة والعلو.
37 – قول البخاري في الراوي: ((منكر الحديث)) معناه عنده لا تحل الرواية عنه. ويطلقها غيره أحياناً في الثقة الذي ينفرد بأحاديث، ويطلقها بعضهم في الضعيف الذي يخالف الثقات.
38 – إن نفي صحة الحديث لا يلزم منه ضعف رواته أو اتهامهم بالوضع.
39 – أكثر المحدثين إذا قالوا في الراوي: ((مجهول))، يريدون به غالباً جهالة العين، وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف والحال.
40 – التوثيق الضمني – وهو تصحيح أو تحسين حديث الرجل – مقبول عند بعض أهل العلم.
41 – يعرف ضبط الراوي بموافقته لأحاديث الثقات الأثبات.
42 – نتيجة الاعتبار: معرفة صحة حديث الرجل، لا الحكم عليه أنه ثقة.
43 – الثبت: هو المتثبت في أموره.
44 – المتقن: هو من زاد ضبطه على ضبط الثقة.
45 – قولهم: ((موثق)) معناه أنه ملحق بـ ((الثقة)) إلحاقاً، أو مختلف في توثيقه.
46 – ((مقارب الحديث))، بفتح الراء معناه أن غيره يقاربه، وبالكسر هو يقارب حديث غيره، وهما على معنى التعديل سواء بفتح الراء أو كسرها، وهي عند الإمام البخاري والترمذي من ألفاظ تحسين حديث الرجل.
47 – قول الذهبي: ((لا يعرف)) يريد جهالة العين أحياناً، ويريد جهالة العدالة أحياناً، والقرائن هي التي ترشح المراد.
48 – اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه، وأبي زرعة في ((المجهول)): يقصد بها مجهول الحال، وقد يريدون جهالة العين، وقد يطلق أبو حاتم: ((مجهول)) في بعض أعراب الصحابة.
49 – يقدم قول الجارح والمعدل لرجل من بلده على من كان من غير بلده.
50 – قولهم في راوٍ: ((كان يخطئ)) لا يقال إلا فيمن له أحاديث، لا حديث واحد.
51 – عادة ابن حبان في المختلف في صحبته أن يذكره في قسم الصحابة وقسم التابعين.
52 – قد يقدح ابن حبان في متن حديث بناءً على الفهم والفقه، ويأتي غيره فيزيل إشكاله.
53 – ابن حبان يتناقض فيذكر الراوي أحياناً في الثقات، ثم يذكره في المجروحين.
54 – ابن خراش رافضيٌّ لا يقبل قوله إذا خالف أو انفرد.
55 – ابن معين يطلق أحياناً: ((لا أعرفه)) على من كان قليل الحديث جداً.
56 – قول البخاري في الراوي: ((لا يحتجون بحديثه)) بمثابة قوله: ((سكتوا عنه)).
57 – إذا روى البخاري لرجل مقروناً بغيره فلا يلزم أن يكون فيه ضعف.
58 – إكثار البخاري عن رجل وهو شيخه المباشر: توثيق له ودليل على اعتماده.
59 – إذا كتب الذهبي في الميزان علامة: ((صح)) بجانب ترجمة فمعناه المعتمد توثيقه.
60 – الثقة لا يضره عدم المتابعة.
61 – ربما قالوا: ليس بثقة للضعيف أو المتروك.
62 – الشهرة لا تنفع الراوي، فإن الضعيف قد يشتهر.
63 – قبول التلقين قادح تسقط الثقة به.
64 – الصالحون غير العلماء يغلب على حديثهم الوهم والغلط.
65 – بلدي الرجل أعلم به.
66 – ليس كل ضعيف يصلح للاعتبار.
67 – لا يلزم من احتجاج إمام بحديث تصحيحه له.
68 – توثيق الرجال وتضعيفهم أمرٌ اجتهادي.
69 – ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل يتفاوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
70 – لا يلزم من قولهم: ((ليس في الباب شيء أصح من هذا)) صحة الحديث.
71 – الحديث الضعيف الإسناد يعبر عنه: بـ ((ضعيف بهذا الإسناد)) لا ضعيف فقط.
72 – يوصف الحديث المقبول بلفظ: الجيد، والقوي، والصالح، والمعروف والمحفوظ، والمجود، والثابت.
73 – الإرسال والتدليس ليس بجرح، وهو غير حرام.
74 – كلام الأقران في بعضهم لا يعبأ به إذا كان بغير حجة.
75 – جرح الراوي بكونه أخطأ لا يضعفه ما لم يفحش خطؤه.
76 – كل طبقة من النقاد لا تخلو من متشدد ومتوسط.
77 – قولهم في الراوي: ((ليس بذاك القوي)) تلين هين.
78 – غشيان السلطان للحاجة ليس بجارح.
79 – معرفة تصاريف كلام العرب شرط لعالم الجرح والتعديل.
80 – يغتفر في المتابعات والشواهد ما لا يغتفر في الأصول.
81 – قولهم: ((ليس هو كأقوى ما يكون)) تضعيف نسبي.
82 – لا يسمع قول مبتدع في مبتدع كناصبي في شيعي.
83 – اضطراب الرواة عن الشيخ لا يؤثر في الشيخ.
84 – إذا كان الجارح ضعيفاً فلا يقبل جرحه للثقة.
85 – فرق بين قولهم: تركه فلان، وقولهم: لم يرو عنه.
86 – لا يلزم من كون الراوي ضعيفاً ضعفه في جميع رواياته.
87 – ابن حبان متعنت في الجرح.
88 – رواية الإمام البخاري عن المختلط هي قبل اختلاطه، وبعد اختلاطه ينتقى من حديثه ما صح منه.
89 – لا يقبل الجرح إلا بعد التثبت خشية الاشتباه في المجروحين.
90 – حفظ الراوي للحديث ليس بشرط لصحة حديثه.
91 – ولاية الحسبة ليست بأمر جارح.
92 – الجرح الناشئ عن عداوة دنيوية لا يعتد به.
93 – قوة الحفظ وقلة الغلط أمر نسبي بين حافظ وحافظ.
94 – يكون بعض الرواة متقناً في شيخ، وضعيفاً في غيره.
95 – جرح الراوي بأنه من أهل الرأي ليس بجرح.
96 – لا يجرح الثقة بشهره السيف على الحاكم.
97 – إذا قرنوا لفظة: ((ثقة)) بلفظة: ((صدوق))، فهي تفيد إنزاله، فثقة لعدالته ودينه، وصدوق لخفة في ضبطه.
98 – يشترط فيمن يطلب الحديث ما قاله الذهبي: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4).
99 – إقران المشيئة للفظ التعديل منزل له عن مرتبته.
100 – قولهم: ((ثقة صدوق)) أعلى من ((صدوق)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
101 – قولهم: ((ثقة لا بأس به)) أعلى من: ((لا بأس به)) فقط وأدنى من ((ثقة)) فقط.
102 – قولهم: ((ثقة يغرب)) أشد من قولهم: ((ثقة له أفراد))، لما يستفاد من معنى الاستغراب.
103 – إن الإمام البخاري لا يُقْدم على إقران راوٍ بآخر في صحيحه إلا لنكتةٍ مثل: الدلالة على اتحاد لفظ الراويين، أو بيان أن للشيخ أكثر من راوٍ أو الإشارة إلى متابعة، أو غير ذلك.
104 – الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق.
فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
105 – الاختلاف في اسم الراوي أو نسبته أو كنيته لا يدل بحال من الأحوال على جهالة ذلك الراوي، وقد نص الخطيب وغيره على ذلك
[تمت و الحمد لله
إخواني أسألكم بالذي أحببتكم فيه أن تدعوا لي بأن يرزقني الله الشهادة في سبيله مقبلا غير مدبر وأن يخرجني من الدنيا بارا بأمي وما لأحد من الخلق في رقبتي حق ولا مظلمة]
ختم الفوائد ما بين المعكوفين لناقل القواعد عن منتدى الدفاع عن السنة الأخ "أبو قتيبة المهاجر"
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 02:30]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[علاء الحمدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 10:06]ـ
جزاك االه خير ننتظر جديدك
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله تعالى خير الجزاء وحقق أمنيتك فيما يرضيه عنك
ورزقني وإياك الشهادة في سبيله
وجزى الله الدكتور الفحل خيرا عظيما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رفيق طاهر]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 10:05]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[القرشي]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 07:12]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 10:59]ـ
بارك الله فيكم ..
وتكلم الشيخ ماهر حول عدد من الفوائد الحديثية في مقدمة تحقيقه لمسند الشافعي (ص85 - 120) ط. شركة غراس 1425 - 2004.(/)
ما صحَّة هذا الحديث "طوبى لعيش بعد المسيح .. "؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 09:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(طوبى لعيش بعد المسيح،طوبى لعيش بعد المسيح،يؤذن للسماء في القطر،ويؤذن للأرض في النبات،فلو بذرت حبك على الصفا لنبت،ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض،حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره،ويطأ على الحية فلا تضره،ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض))
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:23]ـ
أخي الفاضل، تحية طيبة وبعد ...
هذا الحديث بهذا اللفظ أُخرج من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه البرتي في (فوائد العراقيين) حديث رقم (28) بسنده، وقال بعده: (قال أبو إسحاق: سمعه من جعفر الصائغ أبو داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأنا معهما.
كما رواه الديلمي في (الفردوس) حديث رقم (3943).
وأشار الهندي في (كنز العمال) و المناوي في (فيض القدير) إلى أن أبو نعيم قد أخرجه أيضا، ولم أقف عليه.
وله شاهد آخر من حديث زيد بن أسلم، أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 47/ 499).
وآخر من حديث ابن عباس، أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق 47/ 504).
وآخر عن أبي أمامة الباهلي، أخرجه ابن ماجة في (السنن 2/ 1459). قال عنه ابن كثير في (التفسير 1/ 582): هذا حديث غريب جدا من هذا الوجه، ولبعضه شواهد من أحاديث أخر. أهـ
وعليه أخي فالحديث له أصل، ولا يمكن أن يحكم عليه بالوضع، أو الضعف الشديد.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 10:57]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله جزاك الله خيرا أخى وشيخنا التميمى
والذى أعلمه ان الشيخ الألبانى صححه فى الصحيحة برقم 1926وفى صحيح الجامع برقم 7366
وفى فوائدالعراقيين قال محمد بن علي بن عمرو النقاش
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمى ثنا جعفر الصائغ ثنا عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان وسألته فقال ثنا سعيد بن مينا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض
فالسند على حد علمى رجاله ثقات والله أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[03 - Mar-2009, صباحاً 10:30]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإن حديث النواس بن سمعان الذي رواه مسلمٌ في صحيحه أحق أن نأخذ به:
قال الإمام مسلمٌ في صحيحه (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب 20)
7559 - وَحَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِىُّ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِىِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ «مَا شَأْنُكُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِى طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِى عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِى عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّى أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ فَعَاثَ يَمِيناً وَعَاثَ شِمَالاً يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِى الأَرْضِ قَالَ «أَرْبَعُونَ يَوْماً يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْيَوْمُ الَّذِى كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ قَالَ «لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِى الأَرْضِ قَالَ «كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ فَيَأْتِى عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُراً وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعاً وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِى الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَىْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِى كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً مُمْتَلِئاً شَبَاباً فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعاً كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَاداً لِى لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِى إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِىُّ اللَّهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْراً مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِى الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْراً كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَراً لاَ يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِى ثَمَرَتَكِ وَرُدِّى بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا وَيُبَارَكُ فِى الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِى الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِى الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِى الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحاً طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ». تحفة 11711 - 2137/ 110
والله تعالى أجل وأعلم(/)
هل قولهم عن خبر: "له أصلٌ" تصحيح له؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 01:08]ـ
هل قولهم عن خبر: له أصل تصحيح له؟ جزاكم الله خيرا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 01:50]ـ
/// لا يلزم من قول أحد الأئمَّة: إنَّ الحديث له أصلٌ أن يكون صحيحًا؛ بل ينظر إلى السِّياق، فقد يقع أحيانًا بمعنى أنَّ له إسنادًا، ولا يلزم أن يكون صحيحًا.
/// وكذا العكس، فلو قيل: لا أصل له، قد يراد أنَّه ليس مسندًا، أو يراد أنَّه لم يصحَّ.
/// والسِّياق هو الذي يحدِّد مراد الإمام بكلامه.
/// والله أعلم.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 02:43]ـ
نعم السياق هو الذي يحدد المراد.
وقد يكون معنى قوله له أصل، أي شاهد كقولهم: أصله في الصحيح.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 04:35]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عدنان ونفع بكم وفعلا المتبادر إلى الذهن بعبارة ((لا أصل له)) يعني ليس له إسناد في كتب الرواية.
لكن قولك:
وكذا العكس، فلو قيل: لا أصل له، قد يراد أنَّه ليس مسندًا.
هذا حقيقة لم يمر علي من قبل، فلو ذكرت أحدًا من أهل العلم استعمل هذا المصطلح في ذاك المعنى للفائدة أكن لك من الشاكرين، هذا إذا سمح وقتك فأنا أقدر المشاغل بارك الله فيك.
والذي مر علي في هذه الصورة أن يقول العالم في حديث ما: ((ليس له أصل مسندًا)) ومعنى لا أصل له هنا يعني ليس له إسناد أيضًا لكن قيد كلامه بالمرفوع فقط بكلمة إضافية ((مسندًا)) ومعنى هذا احتمال أن يكون له إسناد موقوف أو مقطوع. والله أعلم
نعم السياق هو الذي يحدد المراد.
وقد يكون معنى قوله له أصل، أي شاهد كقولهم: أصله في الصحيح.
بارك الله فيك ليس المراد في هذا السياق ان الأصل يساوي الشاهد.
فمثلا لو قال عالم من العلماء في حديث رواه البيهقي مثلا إسناده ضعيف لكن أصله في الصحيحين يكون المراد أصله في الصحيحين من حديث نفس الصحابي، ويجوز أن يكون من حديث صحابي آخر لكن عند ذلك يجب التعيين فيقال: أصله في الصحيحين من حديث فلان.
وحقيقة للأمانة العلمية أنا أعتمد في الإيرادين على الذاكرة فلو بين الشيخان الفاضلان المعنى المذكور بمثال واضح حتى لو من كلام أهل العلم المتأخرين ليتضح الأمر فيكون ذلك تتميمًا للفائدة، أحسن الله إليكما.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:14]ـ
/// بارك الله فيكم يا شيخ علي .. لا يحضرني مثالٌ عليه الآن، ولا بأس أن أعود فيما بعد للتَّعقيب على ما سألت عنه.
/// ولكنِّي أعجِّل بهذا: في تدريب الراوي للسيوطي (1/ 297): "الثالثة: قولهم: هذا الحديث "ليس له أصل" أو "لا أصل له". قال ابن تيمية: معناه ليس له إسنادٌ".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:45]ـ
/// ثم تذكَّرتُ أنَّ هذا المصطلح مستعملٌ كثيرًا عند مصنِّفي كتب الأحاديث المشتهرة، ككشف الخفاء ونحوه، فيطلقون على الحديث الذي لا يُروى في كتب الرواية ولو بإسنادٍ واهٍ: لا أصل له.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 10:26]ـ
بارك الله فيك ليس المراد في هذا السياق ان الأصل يساوي الشاهد.
فمثلا لو قال عالم من العلماء في حديث رواه البيهقي مثلا إسناده ضعيف لكن أصله في الصحيحين يكون المراد أصله في الصحيحين من حديث نفس الصحابي، ويجوز أن يكون من حديث صحابي آخر لكن عند ذلك يجب التعيين فيقال: أصله في الصحيحين من حديث فلان.
.
أخي الكريم جزاكم الله خيرا على تعقيبك، وليس في كلامي ما يدل على حصر معنى الأصل في الشاهد بالمعنى الاصطلاحي بل مقصودي ما هو أعم من ذلك - وكما يقول علماء الأصول أن التنصيص على أحد أفراد العام بحكم العام لا يخصصه -.
قال الرزكشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 310): (حيث قلنا بالجواز في الفضائل - أي العمل بالضعيف - شرط الشيخ أبو الفتح القشيري في شرح الإلمام أن يكون له اصل شاهد لذلك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية). فهذا أعم من الشاهد والمتابع بالمعنى الاصطلاحي، وينظر كلام الشيخ بازمول في بحثه "تقوية الحديث الضعيف بين المحدثين والفقهاء".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 02:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: لا شوى الله هذه الأيدي المباركة على ما سطرتموه.
ثانيا: اسمحوا لي ببعض التعليق هنا؛ لعلي أبحر معكم.
لا يلزم من كون الشيء له أصل صحيح أن يكون هو صحيحا، فقد ذكر ابن الصلاح عند ذكر التعليق: (أن ما لم يكن في لفظه جزم، مثل: "روي" فليس في شيء منه حكم منه بصحة ذلك عمن ذكره عنه) قال: (ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله).
فلم يحكم في هذا بصحة، مع كونه له أصل صحيح.
ومن هذه الحيثية؛ لم يكن قول المحدثين في الحكم على الحديث: (له أصل) مستلزما عندهم صحة الحديث أو أنه موصول؛ بل قد يكون ضعيفا أو مرسلا، فقد يكون هذا الأصل الذي وجد له؛ فيه من العلل ما يستوجب معها ضعفه، من سوء حفظ من جاء به، أو إرساله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 03:56]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عدنان على ما أتحفتنا به وما زال النقل الأول والثاني في المعنى الأول المتفق عليه: ((لا أصل له)) = ليس له إسناد.
أما المعنى الثاني فأرجو أن تتمكن من استحضار نقل فيه فإن في نفسي منه شيء، بارك الله فيك.
أخي الكريم جزاكم الله خيرا على تعقيبك، وليس في كلامي ما يدل على حصر معنى الأصل في الشاهد بالمعنى الاصطلاحي بل مقصودي ما هو أعم من ذلك - وكما يقول علماء الأصول أن التنصيص على أحد أفراد العام بحكم العام لا يخصصه -.
قال الرزكشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 310): (حيث قلنا بالجواز في الفضائل - أي العمل بالضعيف - شرط الشيخ أبو الفتح القشيري في شرح الإلمام أن يكون له اصل شاهد لذلك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية). فهذا أعم من الشاهد والمتابع بالمعنى الاصطلاحي، وينظر كلام الشيخ بازمول في بحثه "تقوية الحديث الضعيف بين المحدثين والفقهاء".
جزانا الله وإياك.
أخي الفاضل أنا لم أقل انك حصرت معنى الأصل = الشاهد، لم أقل هذا، ولكني أعترض أن تجعل كلمة (الأصل) مساوية للشاهد، أما ما نقلته من كلام أبي الفتح فبعيد عن استدلالك بعد المشرقين.
ومعنى الأصل في عبارته: ((الدليل)).
فقوله: ((يكون له أصل شاهد لذلك)) يعني: ((يكون له دليل يدل على ذلك)) ويفسره باقي كلامه: ((كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية)).
ولذلك يسمى العلم الذي يبحث في أدلة الفقه الكلية علم أصول الفقه، فعلم الأصول هو علم الأدلة.
بارك الله فيك.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 07:05]ـ
ومعنى الأصل في عبارته: ((الدليل)).
فقوله: ((يكون له أصل شاهد لذلك)) يعني: ((يكون له دليل يدل على ذلك)) ويفسره باقي كلامه: ((كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية)).
بارك الله فيك.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
هل توضح لي المقصود بقولك: (يكون له دليل يدل على ذلك) هل تقصد المعنى؟ أم ماذا؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 01:19]ـ
بارك الله في إخواننا الباحثين والحمد لله على ما أنعم وألهم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 09:26]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
هل توضح لي المقصود بقولك: (يكون له دليل يدل على ذلك) هل تقصد المعنى؟ أم ماذا؟
وأنت جزاك الله خيرًا أخانا الفاضل، مرادي باختصار أن كلمة (الأصل) في العبارة التي نقلتها تساوي كلمة (الدليل)، بارك الله فيك.(/)
حسن صحيح عند البخاري
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 08:10]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ذكر الشيخ حاتم بن عارف الشريف حفظه الله ان تعبير الامام الترمذي رحمه الله عن الحديث بأنه حسن صحيح قد سبقه اليه الامام البخاري رحمه الله وذكر الامام الترمذي رحمه الله ذلك في العلل الكبير فهل وقف احد على هذا في العلل
وذكر ايضا حفظه الله ان تقسيم علماء الجرح والتعديل الى متشدد ومعتدل ومتساهل لا يرجع ذلك الى اختلاف الفاظهم بل يرجع الى الالفاظ التي يستخدمونها فهل ذهب الى هذا القول غير الشيخ الله يحفظه وما هو الراجح في المسأله
وجزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:30]ـ
/// بل نقله الترمذي عن شيخه البخاري في السنن أنَّه قال: ((حسنٌ صحيحٌ)) ..
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:32]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا اخي وكتب الله لكم المثوبة والاجر
ممكن العزو اخي الكريم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:38]ـ
سنن الترمذي ج5/ص369
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح".
عقب حديث اختصام الملأ الأعلى ..
ولعل ثم بقية تعقيب بعدُ إن شاء الله ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
/// أختصر عليك الأمر وأحيلك على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32048&highlight=%E3%DA%E4%EC+%DE%E6% E1+%C7%E1%C5%E3%C7%E3+%C7%E1%C A%D1%E3%D0%ED+%CD%D3%E4+%D5%CD %ED%CD
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 11:28]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا وكتب الله لكم المثوبة والاجر
السؤال الثاني في تقسيم علماء الجرح والتعديل نرجوا الجواب
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 12:09]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اين اجابة السؤال الثاني(/)
(إتحاف المهرة بتخريج حديث الدعاء عشية عرفة)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
فبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على نبيه ورسوله، فهذا جزء لطيف في تخريج حديث الدعاء عشية عرفة المروي عن عباس بن مرداس رضي الله عنه سميته (إتحاف المهرة بتخريج حديث الدعاء عشية عرفة).
فقد حصل في هذا الحديث كلام، وحامت حوله الملابسات، فأحببت أن أبين حالته، وأذكر من خرجه ورواه، وأعقبه بكلام أهل العلم حوله.
وقد سقت ألفاظ من خرّجه من الأئمة بأسانيدها، حتى تقف على كل جزئية منه بنفسك، وترى ما فيه من بعض الاختلاف في العبارات.
على أن للحديث شواهد عديدة صحيحة، قد أعرضت عن بيانها لعدم دخولها في شرطي لهذا الجزء، وستجد ألماحة إلى بعضها في ثنايا الحديث.
قد استوعبت في الكلام على الحديث مما لن تجده مجتمعا في غير هذا الجزء، إكراما لهذا المنتدى ورواده، فالله الحمد من قبل ومن بعد. وهذا أوان بيان المقصود، فأقول وبالله التوفيق:
///هذا الحديث قد تفرد بروايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي واحد، هو: عباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه. (أسلم قبل فتح مكة بيسير وأقبل في تسع مائة من قومه يشهد فتح مكة وهو من المؤلفة قلوبهم وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية).
///ثم هو قد تفرد بروايته عنه ابنه كنانة بن عباس بن مرداس. (اختلف في توثيقه وتجريحه وتجهيله، ويقال أن له صحبة، وذكره ابن منده وتبعه ابن حجر فيهم، والراجح قبوله لعدم معارضة توثيقه، أو على الأقل تجهيله، ولا عبرة في اضطراب ابن حبان فيه؛ فقد أشكل عليه، بناء على ظنه أن البخاري إنما لم يصحح حديثه هو أيضا).
///وهو قد تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس. (مجهول، لم يوثق ولم يعدل، ولم يصحح البخاري حديثه). وقد اختلف في تحديد اسمه اختلافا كبيرا. وسترى ذلك جليا في روايات الأئمة بإذن الله.
///وهو قد تفرد بالرواية عنه عبد القاهر بن السري السلمي. (قال ابن معين: صالح، وقال الذهبي: صدوق، وقال ابن حجر: مقبول، وذكره ابن شاهين في الثقات، وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم؛ وكأنه لم يرتضه).
///وهو يروى عنه من طريق تسعة (9) من الرواة.
الطريق الأول: من رواية: أيوب بن محمد الهاشمي الصالحي، يرويه:
(1) ابن ماجة في (السنن ج2/ص1002) قال:
حدثنا أيوب بن محمد الهاشمي، ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، ثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، أن أباه أخبره، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم؛ فإني آخذ للمظلوم منه. قال: "أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم"، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: تبسم. فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك؛ أضحك الله سنك؟ قال: "إن عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه".
(2) ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج6/ص74) قال:
حدثنا علي بن سعيد واللفظ له، ثنا أيوب بن محمد الصالحي، ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، ثنا عبد الله بن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي: أن أباه حدثه، عن أبيه العباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه عشية عرفة بالمغفرة لأمته، وإن الله أصابه بالمغفرة لأمته إلا ظلم بعضهم بعضا؛ فإنه آخذ للمظلوم من الظالم. قال: فأعاد الدعاء. فقال: "أي رب إنك قادر أن تثيب المظلوم خيرا من مظلمته الجنة، وتغفر لهذا الظالم". قال: فلم يجب تلك العشية شيئا، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجابه عز وجل: إني قد فعلت. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبسم، فقال أبو بكر وعمر: والله لقد ضحكت في ساعة ما كنت تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك؟ فقال: "ضحكت أن الخبيث إبليس حين علم أن الله قد غفر لأمتي واستجاب دعائي لهم؛ أهوى يحثي التراب على رأسه ويدعو بالويل والثبور فضحكت من الخبيث من جزعه".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: وعبد القاهر بن السري لم يحدث بهذا الحديث غيره عن عبد الله بن كنانة بن العباس.
(3) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج26/ص403 وما بعدها) قال: وابن كنانة الذي لم يسم في هذه الرواية هو: عبد الله بن كنانة، سماه أيوب بن محمد الهاشمي، عن عبد القاهر.
أخبرناه أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله الفقيه الحصيري، أنا محمد بن الحسين بن أحمد المقدمي، أنا القاسم بن أبي المنذر الخطيب، أنا علي بن إبراهيم بن سلمة، نا محمد بن يزيد بن ماجة، نا أيوب بن محمد الهاشمي، نا عبد القاهر بن السري السلمي، نا عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، أن أباه أخبره، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب: إني قد غفرت لهم ما خلا المظالم، فإني آخذ للمظلوم منه. قال: "أي رب الله إن شئت أعطيت المظلوم الجنة وغفرت للظالم"، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: تبسم، فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها؛ فما الذي أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: "إن عدو الله إبليس لما علم أن الله قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه".
(4) ابن الجوزي في (الموضوعات ج2/ص592) قال:
أنبأنا محمد بن عبد الملك؛ قال: أنبأنا إسماعيل بن مسعدة؛ قال: أنبأنا حمزة بن يوسف؛ قال: أنبأنا أبو أحمد بن عدي؛ قال: حدثنا علي بن سعيد؛ قال حدثنا أيوب بن محمد الصالحي. فذكره بنحو ما ذكر ابن عدي في (الكامل).
(5) الضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة ج8/ص398) قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم، أبنا محمد بن ريذة، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أيوب بن محمد الصالحي، ثنا عبد القاهر بن السري، عن عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الطريق الثاني: من رواية: عيسى بن إبراهيم البركي، يرويه:
(1) أبو داود في (السنن ج4/ص359) قال:
حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، (ح) وسمعته من أبي الوليد الطيالسي، وأنا لحديث عيسى أضبط قال: ثنا عبد القاهر بن السري يعني السلمي، ثنا ابن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو بكر أو عمر: أضحك الله سنك. وساق الحديث.
(2) الضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة ج8/ص397) قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم، أبنا محمد بن ريذة، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي قال: ثنا عبد القاهر بن السري، عن ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء لأمته عشية عرفة بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء؛ فأجابه: إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، فأما ما بيني وبينهم فقد غفرتها. فقال: "يا رب فإنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم". فلم يجب تلك العشية بشيء، فلما كانت غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه: إني قد غفرت لهم. ثم قال: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله إنك قد تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها. فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس إنه لما أن علم أن الله قد استجاب لي أخذ يدعو بالويل والثبور يحثو التراب على رأسه".
الطريق الثالث: من رواية: أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، يرويه:
(1) أبو داود في (السنن ج4/ص359) قال:
حدثنا عيسى بن إبراهيم البركي، (ح) وسمعته من أبي الوليد الطيالسي، وأنا لحديث عيسى أضبط قال: ثنا عبد القاهر بن السري يعني السلمي، ثنا ابن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو بكر أو عمر: أضحك الله سنك. وساق الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) الفاكهي في (أخبار مكة ج5/ص15) قال: حدثني الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي؛ قال: ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، عن عبد القاهر بن السري؛ قال: حدثني ابن لكنانة ابن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء، قال: فأجابه الله عز وجل: أنى قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، فأما ذنوبهم فما بيني وبينهم فقد غفرتها لهم. فقال: "يا رب أنك قادر أن تثيب هذا المظلوم من مظلمته أو تغفر لهذا الظالم". قال: لم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله عز وجل: أنى قد غفرت لهم. ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها. فقال: صلى الله عليه وسلم: "تبسمت من عدو الله إبليس لما علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي هو يدعو بالويل والثبور ويحثي التراب على رأسه".
(3) الفسوي في (المعرفة والتاريخ ج1/ص130) قال:
حدثنا أبو يوسف، حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني ابن [كنانة] بن عباس بن مر داس السلمي، عن أبيه، عن جده عباس بن مداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ وأكثر الدعاء فأجابه الله: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا فأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها. قال: "أي رب إنك قادر أن تثبيت هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم". فلما يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله: أني قد غفرت لهم. ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبتسم فيها. فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس أنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوي يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب علي رأسه".
(4) العقيلي في (الضعفاء ج4/ص10) قال:
حدثناه جدي رحمه الله ومحمد بن إسماعيل واليمان بن عباد وعلي بن عبد العزيز وإبراهيم بن بكر بن خلف؛ قالوا: حدثنا أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، حدثني عبد القاهر السري السلمي؛ قال: حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، حدثني أبي، عن جدي عباس بن مرداس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه: أني قد فعلت إلا الظلم بعضهم بعضا فأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها لهم. قال: فقال: "أي رب إنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر للظالم". قال: فلم يجبه. فلما كان بالمزدلفة فعاد المسألة قال فأجابه: إني قد فعلت. قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو بكر: يا رسول الله لقد ضحكت في ساعة ما كنت تضحك فيها، فما أضحك؟ فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس أنه لما علم أن الله تعالى استجاب لي في أمتي هو يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه".
قال: وقد روي هذا من غير هذا الوجه بإسناد يقارب هذا.
(5) ابن قانع في (معجم الصحابة ج2/ص276) قال: حدثنا علي بن محمد، نا أبو الوليد، نا عبد القاهر السلمي، نا ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة فأجابه: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا.
(6) الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول ج2/ص230 [ق 1635]) قال:
حدثنا حاتم بن نعيم التميمي؛ قال: حدثنا ..... ؛ قال: حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي؛ قال: حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي؛ قال: حدثني ابن كنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، وأما ذنوبهم فيما بيني و بينهم فقد غفرتها. قال: "يا رب إنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته و تغفر لهذا الظالم". فلم يجبه تلك العشية، فلما كان الغداة؛ غداة المزدلفة اجتهد في الدعاء فأجابه: أني قد غفرت لهم. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: تبسمت يا رسول الله في ساعة لم تكن تتبسم فيها. فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس؛ أنه لما علم أن الله قد استجاب
(يُتْبَعُ)
(/)
لي في أمتي أهوى يدعو بالويل و الثبور و يحثي على رأسه و يفر".
(7) ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج6/ص74) قال:
أخبرنا الفضل بن الحباب، ثنا أبو الوليد. (ح) وأخبرنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي، قالا: ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي: أن أباه حدثه، عن أبيه العباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه.
(8) أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ج2/ص297) قال:
حدثنا محمد بن معمر، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن نصر الرازي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، عن ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأجابه الله تعالى: إني غفرت لهم إلا ظلم بعضهم بعضا. فذكر الحديث بطوله.
(9) ابن عبد البر في (التمهيد ج1/ص122) قال: أخبرنا عبيد بن محمد؛ قال: حدثنا عبد الله بن مسرور؛ قال: حدثنا عيسى بن مسكين؛ قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني. (ح) وأخبرنا سلمة بن سعيد ومحمد بن خليفة؛ قالا: حدثنا محمد بن الحسين؛ قال: حدثنا الحسن بن الحباب أبو علي المقرئ؛ قال: حدثنا الحسين بن عرفة، قالا: حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي؛ قال: حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي؛ قال: حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، فأما ذنوبهم بيني وبينهم فقد غفرتها لهم. فقال: "أي رب إنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم". قال: فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه: أني قد غفرت لهم. قال: ثم تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال له أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لن تكن تتبسم فيها. قال: "تبسمت من عدو الله إبليس لما عرف انه قد استجاب الله لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثي التراب على رأسه".
(10) الضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة ج8/ص397) قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد: أن فاطمة الجوزدانية أخبرتهم: أبنا محمد بن ريذة، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي ومعاذ بن المثنى ومحمد بن يعقوب بن سورة البغدادي قالوا: ثنا أبو الوليد الطيالسي. (ح) وقال سليمان بن أحمد: وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي قالا: ثنا عبد القاهر بن السري، عن ابن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء لأمته عشية عرفة بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء؛ فأجابه: إني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، فأما ما بيني وبينهم فقد غفرتها. فقال: "يا رب فإنك قادر أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم". فلم يجب تلك العشية بشيء، فلما كانت غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه: إني قد غفرت لهم. ثم قال: تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله إنك قد تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها. فقال: "تبسمت من عدو الله إبليس إنه لما أن علم أن الله قد استجاب لي أخذ يدعو بالويل والثبور يحثو التراب على رأسه".
قال ابن عساكر: رواه أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ومحمد بن مخلد الحضرمي، عن عبد القاهر. ورواه عن أبي الوليد الناس.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنا أبو الحسين بن الطيوري، أنا أبو الحسن العتيقي. (ح) وأخبرنا أبو عبد الله البلخي، أنا ثابت بن بندار، أنا الحسين بن جعفر، قالا: نا الوليد بن بكر، أنا أبو الحسن الهاشمي، نا أبو مسلم العجلي، حدثني أبي؛ قال: وكان كثيرا مما يسأل يعني أبا الوليد الطيالسي عن حديث عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة.
وهو غريب، وليس يروي عن عباس بن مرداس سوى هذا الحديث، وكان إذا سألوه عنه قال: أي شيء ليس عندي سوى هذا الحديث.
الطريق الرابع: من رواية: إبراهيم بن الحجاج السامي (الشامي) (الناجي)، يرويه:
(1) ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني ج3/ص74) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، نا عبد القاهر بن السري، نا نعيم بن كنانة بن عباس بن مرداس: أن أباه حدثه، عن العباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والتوبة فأجابه الله تعالى: أني قد فعلت غفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضا. فعاد فقال: "يا رب إنك قادر على أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من ظلامته". فلم يكن تلك العيشة إلا ذي، فلما كان من الغد؛ غداة المزدلفة عاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم؛ فقال له أصحابه: بأبي أنت يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تضحك، فما أضحكك أضحك الله عز وجل سنك؟ قال: "ضحكت من عدو الله حين علم أن الله عز وجل قد أجاب لي في أمتي وغفر للظالم أدبر يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه فتبسمت بما صنع من جزعه".
(2) عبد الله بن أحمد بن حنبل في (المسند ج4/ص14) قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي؛ قال: ثنا عبد القاهر بن السري؛ قال: حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس بن مرداس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل: أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا. فقال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته". فلم يكن في تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: "تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه فتبسمت مما يصنع جزعه".
(3) أبو يعلى في (المسند ج3/ص149) و (المفاريد ص88) قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني ابن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي: أن أباه حدثه، عن أبيه العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، وأكثر الدعاء فأجابه الله: أني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضا. فأعاد فقال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته". فلم يكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة؛ فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله قد أجابني في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه وقال مرة فضحكت من جزعه".
(4) ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج6/ص74) قال:
أخبرنا الفضل بن الحباب، ثنا أبو الوليد. (ح) وأخبرنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي، قالا: ثنا عبد القاهر بن السري السلمي، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي: أن أباه حدثه، عن أبيه العباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه.
(5) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج26/ص403) قال:
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر، نا عبد الله بن أحمد، حدثني إبراهيم بن الحجاج السامي، نا عبد القادر بن السري؛ قال: حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس بن مرداس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل: أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضها بعضا. فقال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته". فلم تكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة؛ فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ضحكت في ساعة لم تكن تضحك، فيها فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: "تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالويل ويحثو التراب على رأسه فتبسمت مما صنع لجزعه".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنا أبو سعد الأديب، أنا أبو عمرو بن حمدان. (ح) وأخبرتنا أم المجتبا بنت ناصر قالت: قرئ على إبراهيم بن منصور وأنا حاضر، أنا أبو بكر بن المقرئ قالا: أنا أبو يعلى،نا إبراهيم بن الحجاج السامي، نا عبد القاهر بن السري، حدثني ابن لكنانة بن عباس بن مرداس السلمي: أن أباه حدثه، عن أبيه العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله: أني قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظلم بعضهم بعضا. فأعاد فقال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من ظلامته". فلم تكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته فلم ينشب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن حمدان: لم يلبث، أن تبسم. فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، مما ضحكت؟ وقال ابن حمدان: فما أضحكك أضحك الله سنك؟. قال: "تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله تبارك وتعالى قد أجابني في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه فتبسمت". وقال مرة: "فضحكت". زاد ابن المقرئ: "مما يصنع". وقالا: "من جزعه".
(6) ابن الجوزي في (الموضوعات ج2/ص592) قال:
أنبأنا ابن الحصين؛ قال: أنبأنا ابن المذهب؛ قال: أنبأنا أحمد بن جعفر؛ قال: حدثنا عبد الله بن أحمد؛ قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج. فذكره بنحو رواية عبد الله المتقدمة في (المسند).
(7) الضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة ج8/ص399) قال:
أخبرنا أبو علي عمر بن علي الواعظ الحربي: أن هبة الله أخبرهم: أبنا الحسن، أبنا أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني إبراهيم بن الحجاج الناجي، ثنا عبد القاهر بن السري، ثنا ابن كنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه: أن أباه العباس بن مرداس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل: أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا. قال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته". فلم يكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة؛ فعاد يدعو لأمته فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ضحكت في ساعة لم تك تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك؟. قال: "تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه؛ فتبسمت مما يصنع من جزعه".
(8) المزي في (تهذيب الكمال ج14/ص251) قال: أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري وأبو الغنائم بن علان وأحمد بن شيبان؛ قالوا: أخبرنا حنبل، قال: أخبرنا بن الحصين؛ قال: أخبرنا بن المذهب؛ قال: أخبرنا القطيعي؛ قال: حدثنا عبد الله بن أحمد؛ قال: حدثني إبراهيم بن الحجاج السامي؛ قال: حدثنا عبد القاهر بن السري؛ قال: حدثنا ابن لكنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه: أن العباس بن مرداس حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأجابه الله عز وجل: أن قد فعلت وغفرت لأمتك إلا من ظلم بعضهم بعضا. فقال: "يا رب إنك قادر أن تغفر للظالم وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته". فلم يكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، وعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: "تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه فتبسمت مما يصنع لجزعه".
الطريق الخامس: من رواية: إسماعيل بن سيف العجلي، يرويه:
(1) ابن جرير الطبري في (التفسير ج2/ص294) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثني إسماعيل بن سيف العجلي، قال: ثنا عبد القاهر بن السري السلمي؛ قال: ثنا ابن كنانة ويكنى أبا كنانة، عن أبيه، عن العباس بن مرداس السلمي قال: قال رسول الله: "دعوت الله يوم عرفة أن يغفر لأمتي ذنوبها فأجابني: أن قد غفرت إلا ذنوبها بينها وبين خلقي. فأعدت الدعاء يومئذ فلم أجب بشيء، فلما كان غداة المزدلفة؛ قلت: يا رب إنك قادر أن تعوض هذا المظلوم من ظلامته وتغفر لهذا الظالم. فأجابني: أن قد غفرت". قال: فضحك رسول الله، قال: فقلنا: يا رسول الله رأيناك تضحك في يوم لم تكن تضحك فيه. قال: "ضحكت من عدو الله إبليس لما سمع بما سمع إذا هو يدعو بالويل والثبور ويضع التراب على رأسه".
الطريق السادس: من رواية: أبو داود الطيالسي [هكذا في الأصول]، يرويه:
(1) البيهقي في (السنن الكبرى ج5/ص118) و (شعب الإيمان ج1/ص304) و (فضائل الأوقات ج1/ص379) قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا عبد القاهر بن السري، حدثني ابن لكنانة بن العباس بن مرداس السلمي، عن أبيه عن جده عباس بن مرداس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة؛ فأكثر الدعاء فأوحى الله تعالى إليه: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، وأما ذنوبهم فيما بيني وبينهم فقد غفرتها. فقال: "يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته وتغفر لهذا الظالم". فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله عز وجل: أني قد غفرت لهم. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله تبسمت في ساعة لم تكن تبسم فيها. قال: "تبسمت من عدو الله إبليس أنه لما علم أن الله قد استجاب لي في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه".
قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث له شواهد كثيرة، وقد ذكرناها في كتاب (البعث) فإن صح بشواهده ففيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله عز وجل: {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وظلم بعضهم بعضا دون الشرك. وفي الحديث الثابت عن زيد بن وهب، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة" قال: قلت: يا رسول الله وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق".
وقال الشيخ رضي الله عنه: يحتمل أن تكون هذه الإجابة في الظلم في العاقبة حتى لا يخلد في النار بظلمه الذي هو دون الشرك، فيحتمل أن يكون في الابتداء قبل أن يعاقبه بشيء من ذنوبه. فسبيلنا أن نجتنب من المظالم ما استطعنا. وبالله التوفيق.
قال الشيخ رضي الله عنه: وفي كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة على أن ما دون الشرك من الذنوب في مشيئة الله تعالى قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
الطريق السابع: من رواية: ابن أبي الشوارب القرشي الأموي، يرويه:
(1) ابن عبد البر في (التمهيد ج1/ص123) قال:
حدثنا أبو عثمان سعيد بن سيدح قال: حدثنا أبو عيسى يحيى بن عبيد الله بن أبي عيسى؛ قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن فحلون؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبيد البصري؛ قال: حدثنا ابن أبي الشوارب القرشي الأموي؛ قال: أخبرنا عبد القاهر بن السري السلمي؛ قال: حدثنا ابن لكنانة بن عباس ابن مرداس السلمي، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجابه الله: أني قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا. فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فقال: "يا رب إنك قادر أن تثيب المظلوم خيرا من مظلمته وتعفو عن الظالم". فأجابه الله: أنى قد فعلت. ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسما، فقلنا: يا نبي الله ما الذي أضحكك؟ قال: أن إبليس عدو الله لما علم أن الله عز وجل قد شفعني في أمتي أهوى يدعو بالويل والثبور ويحثو التراب على رأسه".
الطريق الثامن: يرويه: عبد العزيز بن أبان، يرويه:
(1) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج26/ص403) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنبأناه أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم، نا أبو بكر بن خلاد، نا الحارث بن أبي أسامة، نا عبد العزيز بن أبان، نا عبد القاهر بن السري، نا عبد الله بن كنانة بن العباس بن مرداس، عن أبيه عن جده. فذكر الحديث.
الطريق التاسع: من رواية: محمد بن مخلد الحضرمي. (أشار إليها ابن عساكر، ولم أر من خرجها).
///قال ابن كثير في (التفسير ج1/ص244):
وقد أوردناه في جزء جمعناه في فضل يوم عرفة.
///وقال الزيلعي في (نصب الراية ج3/ص64):
أخرجه ابن ماجة في سننه، ورواه الطبراني في معجمه [ولم أره في أي من كتب الطبراني المطبوعة]، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، ورواه ابن عدي في الكامل؛ وأعله بكنانة، وأسند عن البخاري أنه قال: كنانة روى عن أبيه لم يصح. وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء: كنانة بن العباس بن مرداس؛ أسلمي، يروي عن أبيه، وروى عنه ابنه، منكر الحديث جدا، فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من أبيه، ومن أيهما كان فهو ساقط الاحتجاج بما روى، وذلك لعظم ما أتى من المناكير عن المشاهير. انتهى
قلت: وقد تقدم أنه ذكره في كتاب (الثقات).
///وقال البوصيري في (مصباح الزجاجة ج3/ص203):
هذا إسناد ضعيف، عبد الله بن كنانة قال البخاري: لا يصح حديثه.
ولم أر من تكلم فيه بجرح ولا توثيق، روى أبو داود بعضه عن عيسى بن إبراهيم البركي، وأبي الوليد عن عبد القاهر بن السري به، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث العباس أيضا، ورواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق أبي داود الطيالسي عن عبد القاهر فذكره بالإسناد والمتن جميعه، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن إبراهيم بن الحجاج، ثنا عبد القاهر بن السري فذكره. وله شاهد من حديث عائشة رواه مسلم وغيره.
///وقال ابن حجر في (القول المسدد ص35):
أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا، ونقل عن ابن حبان أنه قال: كنانة منكر الحديث جدا ولا أدري التخليط منه أو من أبيه.
قلت: وحديث العباس بن مرداس هذا قد أخرجه أبو داود في السنن في أواخر كتاب الأدب منه في باب قول أضحك الله سنك؛ ولم يذكر في الباب غيره، وسكت عليه فهو صالح عنده.
وأخرجه ابن ماجه في كتاب الحج، وأخرجه أيضا الطبراني من طريق أبي الوليد وعيسى بن إبراهيم جميعا بتمامه، وأخرجه أيضا من طريق أيوب بن محمد به.
وأما إعلال ابن الجوزي له تبعا لابن حبان بكنانة؛ فلم يصب ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في ذلك؛ فإن ابن حبان تناقض كلامه فيه، فقال في (الضعفاء) ما نقله عنه ابن الجوزي، وذكره في كتاب (الثقات) في التابعين. وقال ابن منده في (تاريخه): يقال إن له رؤية، وعبد الله بن كنانة أكثر ما يقع في الروايات مبهما، وقد سمي في رواية ابن ماجه وغيرها، ولم أر فيه كلاما، إلا أن البخاري ذكر الحديث المذكور وقال: لم يصح. انتهى
ولا يلزم من كون الحديث لم يصح أن يكون موضوعا، وقد وجدت له شاهدا قويا أخرجه أبو جعفر ابن جرير في (التفسير) في سورة البقرة، من طريق عبد العزيز بن أبي داود، عن نافع، عن ابن عمر، فساق حديثا فيه المعنى المقصود من حديث العباس بن مرداس، وهو غفران جميع الذنوب لمن شهد الموقف، وليس فيه قول أبي بكر وعمر.
وقد أوسعت الكلام عليه في مكان غير هذا، وأورد ابن الجوزي الطريق المذكورة أيضا وأعلها ببشار بن بكير الحنفي راويها عن عبد العزيز فقال: إنه مجهول.
قلت: ولم أجد للمتقدمين فيه كلاما، وقد تابعه عبد الرحيم بن هانئ الغساني فرواه عن عبد العزيز نحوه، وهو عند الحسن بن سفيان في مسنده.
والحديث على هذا قوي؛ لأن عبد الله بن كنانة لم يتهم بالكذب، وقد روى حديثه من وجه آخر، وليس ما رواه شاذا، فهو على شرط الحسن عند الترمذي، وقد أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين. والله الموفق
ثم وجدت له طريقا أخرى من مخرج آخر بلفظ آخر، وفيه المعنى المقصود؛ وهو: عموم المغفرة لمن شهد الموقف، أخرجه عبد الرزاق في (مصنفه) ومن طريقه أخرجه الطبراني في (معجمه) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه، عن معمر، عمن سمع قتادة يقول: حدثنا خلاس بن عمرو، عن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: "أيها الناس إن الله عز وجل قد تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله". فلما كان يجمع قال: "إن الله قد غفر لصالحيكم، وشفع صالحيكم في طالحيكم، ينزل المغفرة فيعممها ثم يفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل كاتب ممن حفظ لسانه ويده، وإبليس وجنوده على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل يقول: كيف استفز بهم حقبا من الدهر ثم جاءت المغفرة فعمتهم، يتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور". رجاله ثقات أثبات معروفون إلا الواسطة الذي بين معمر وقتادة، ومعمر قد سمع من قتادة غير هذا، ولكن بين هنا أنه لم يسمع إلا بواسطة، لكن إذا انضمت هذه الطريق إلى حديث ابن عمر عرف أن لحديث عباس بن مرداس أصلا.
ثم وجدت لأصل الحديث طريقا أخرى أخرجها ابن منده في (الصحابة) من طريق ابن أبي فديك، عن صالح بن عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن زيد، عن أبيه، عن جده زيد قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال: "أيها الناس إن الله قد تطول عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان منكم". وفي رواية هذا الحديث من لا يعرف حاله، إلا أن كثرة الطرق إذا اختلفت المخارج نزيد المتن قوة. والله أعلم
قلت: وقد ولو تتبعت شواهد هذا الحديث لخرج هذا الجزء عن المقصود منه، ولذلك لم أشترطه هنا، وهي كثيرة لو جمعتها لأتت هي بجزء آخر.
تم الجزء
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على إمام المتقين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 03:30]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 02:35]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل وهم ابن فضيل أم سلك جرير الجادة؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - Mar-2009, صباحاً 05:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلاماً على خير الخلق أجمعين، سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد .. فهذه أولى مشاركاتي في مجلسكم العامر، نفعنا الله وإياكم وأفاض علينا من بركاته.
وتساؤلي هذا أطرحه على الأساتذة الأفاضل، وليعذروا الفقير إلى مولاه في سذاجة السؤال. فقد استوقفني قول عبد الله بن أحمد رحمهما الله تعالى في المسند عند ذكره حديثاً لمحمد بن فضيل. فقد أورد له أحاديث عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ثم قال في أحدها:
قال أبي: "كلها عن أبي زرعة، إلا هذا عن أبي صالح":
7165 - حدثنا عبد الله: حدثني أبي: ثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب درى في السماء إضاءةً. لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، وأزواجهم الحور العين. أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، في طول ستين ذراعاً)).
- وقد أخرجه إسحاق بن راهويه (177) والبخاري (3149) ومسلم (2834) وأبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246) من طريق جرير بن عبد الحميد.
- وأخرجه مسلم (2834) والبيهقي (البعث والنشور 323) من طريق عبد الواحد بن زياد.
- وأخرجه أحمد (7165) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246)، وأخرجه ابن أبي شيبة (36278) وعنه ابن ماجه (4333) وأبو نعيم الأصبهاني (صفة الجنة 246) من طريق ابن أبي شيبة. كلاهما (أحمد، وابن أبي شيبة): عن محمد بن فضيل.
وثلاثتهم (جرير، وعبد الواحد، وابن فضيل): عن عمارة بن القعقاع. إلا أن جريراً وعبد الواحد قالا: "عن عمارة، عن أبي زرعة"، وقال ابن فضيل: "عن عمارة، عن أبي صالح".
قال ابن رجب (شرح علل الترمذي 2/ 754 - 755): ((قال أحمد في رواية ابنه عبد الله: "نا محمد بن فضيل: نا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم". فذكر بضعة عشر حديثاً كلها بهذا الإسناد، إلا حديث: ((أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ... )) الحديث، فإنه قال: "عن عمارة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة" كذا قال. يشير أحمد إلى أن هذا قاله ابن فضيل، وأن الصحيح خلافه، وأنه عن أبي زرعة. وقد خرجاه في الصحيحين كذلك، وقد رواه عن عمارة، عن أبي زرعة: جرير، وعبد الواحد بن زياد)). اهـ
قلتُ: أما عبد الواحد بن زياد، فقد قال فيه يحيى بن سعيد: ((ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثا قط بالبصرة ولا بالكوفة. قال يحيى: وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الاعمش، لا يعرف منه حرفاً!)). وقال عمرو بن علي: سمعت أبا داود وذُكر عنده عبد الواحد بن زياد فقال: ((عهد إلي نقل أحاديث كان يرسلها الاعمش فوصلها كلها يقول حدثنا الاعمش قال حدثنا مجاهد في كذا وكذا)). وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى عن عبد الواحد بن زياد فقال: ((ليس بشئ)). اهـ (ضعفاء العقيلي، رقم 1015، 3/ 55).
وأما جرير بن عبد الحميد: فقد قال فيه الإمام أحمد (ضعفاء العقيلي 244، 1/ 200): ((لم يكن جرير الرازي بالذكى في الحديث .. كان اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول. حتى قدم عليه بهز، فقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. فعرفها، فحدث بها الناس)). وقال البيهقي في السنن: ((نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ)). (تهذيب التهذيب 1/ 369).
والسؤال هنا:
هل يمكن أن يكون ابن فضيل أتقن هذا الإسناد لغرابته، كما نبّه إليه الإمام أحمد، ويكون جرير قد سلك الجادة هو وعبد الواحد؟ أم يكون الوهم من ابن فضيل كما يُمكن أن يُفهم من صنيع الشيخين؟ أم يكون له إسنادان عن عمارة بن القعقاع؟
آسف للإطالة .. وجزاكم الله خيراً
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 02:30]ـ
أهلا بك أخي الكريم، وحياك الله في منتداك، من بعد إذن أصحابه.
وأمر آخر، ليس سؤالك بالساذج، فما أجمل أن نسأل عما أشكل حتى لا نتوه.
هناك أمور أخي سأحيطك بها:
///الأول: أن رواية أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ ثابتة معروفة، لا شك في ذلك.
///الثاني: أن رواية أبي صالح لعين هذا الحديث أيضا ثابتة، من غير طريق محمد بن فضيل، أخرجها:
من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: ابن أبي شيبة (المصنف 33996)، والإمام أحمد (المسند 7429)، وأبو الشيخ (العظمة 607)، والطبراني (الأوائل 31)، وابن أبي عاصم (الأوائل 59)، وهناد السري (الزهد 55)، والبخاري (التاريخ الكبير 783)، والقزويني (أخبار قزوين1/ 277)، وأبو نعيم (تاريخ أصبهان 1/ 353)
وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
///الثالث: أن هذه الرواية من طريق ابن فضيل لم يتفرد بها الإمام أحمد رحمه الله، بل أخرجها عنه:
ابن أبي شيبة (المصنف 35996).
الطبراني (المعجم الأوسط 3273).
أوردها أبو طاهر المقدسي (الغرائب والأفراد 5739).
وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/ 860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
بل الرواية ثابتة لكنها ليست بالمشهورة.
ويؤيد ما ذكرته لك؛ أنه لم يرد ذكر لتضعيف هذه الرواية أو وصفها بالشذوذ من أي من أهل العلم لا سلفا ولا خلفا، سوى ما استنتجه الحافظ ابن رجب فقط.
///الرابع: أن هذا الحديث قد روي بلفظه أو قريب منه جدا عن جمع من الأئمة غير أبي صالح، وغير أبي زرعة، عن أبي هريرة، ليس هذا مقام سردها.
فعليه: الذي يظهر أن هذا الإسناد صحيح ثابت، وهو طريق من الطرق المروية في الحديث، ومكانة محمد بن الفضيل مشهورة معروفة فهو شيخ صدوق ثقة من أهل العلم.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 01:26]ـ
وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
مراد أبي طاهر ومن قبله الطبراني وغيرهما ممن حكى تفرد ابن فضيل أنه تفرد بذكر أبي صالح شيخا لعمارة إذ خالفه جرير وعبد الواحد
ولم يكن مرادهم التفرد المطلق
كما يفهم من السياق والملابسات
فالكلام هنا عن رواية عمارة لا غير هل شيخه أبو زرعة أم أبو صالح؟
الصواب أبو زرعة لا أبو صالح كما قال أحمد لأن جريرا وعبد الواحد خالفا ابن فضيل
وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/ 860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
بل الرواية ثابتة لكنها ليست بالمشهورة.
ويؤيد ما ذكرته لك؛ أنه لم يرد ذكر لتضعيف هذه الرواية أو وصفها بالشذوذ من أي من أهل العلم لا سلفا ولا خلفا، سوى ما استنتجه الحافظ ابن رجب فقط.
ما ذكرته قبل هذا لا علاقة له به فقولك "وبهذا" غير واضح
وفهم كلام الإمام أحمد يكون بفهم القرائن التي تحف الحديث وهي مخالفة ثقتان لابن فضيل وهذا ما فعله ابن رجب
ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد وعبد الواحد بن زياد كلهم تقريبا في مرتبة واحدة ثقات لكن عندهم أوهام كباقي الثقات
ورواياتهم معتمدة في الأصول الستة وغيرها
فجرير قال أبو القاسم اللالكائي مجمع على ثقته وانظر كلامهم في التهذيب وقال أبو حاتم يحتج به ثقة
بينما قال أبو حاتم عن ابن فضيل: شيخ
وأما قول أحمد لم يكن جرير الرازي بالذكى في الحديث .. كان اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول. حتى قدم عليه بهز، فقال له: هذا حديث عاصم، وهذا حديث أشعث. فعرفها، فحدث بها الناس.
فلا يفهم منه التضعيف وقد قيل ليحيى بن معين عقب هذه الحكاية كيف تروي عن جرير فقال ألا تراه قد بين لهم أمرها
وقد قال حنبل سئل أبو عبد الله من أحب اليك جرير أو شريك فقال جرير أقل سقطا من شريك وشريك كان يخطئ وكذا قال ابن معين نحوه
وأما عبد الواحد فمثل جرير
قال ابن عبد البر أجمعوا لا خلاف بينهم أن عبد الواحد بن زياد ثقة ثبت وقال ابن القطان الفاسي ثقة لم يعتل عليه بقادح.
وانظر مدحهم وثنائهم عليه في التهذيب
أما ما نقل عن القطان فالقطان في نوع تشدد
وأما ما ذكر عن حديثه عن الأعمش فالمراد أنه قد يخالف أحيانا لا أنه ليس بثقة في حديثه عن الأعمش كما يفهم من الجمع بين كلام النقاد وصنيعهم
ولذلك اعتمد الشيخان روايته عن الأعمش
ولما سئل ابن معين عن أثبت أصحاب الأعمش ذكره بعد شعبة والثوري وأبي معاوية وهذه مرتبة عاليه
فبعد أن عرفنا حال كل واحد من هؤلاء الثلاثة صار الأمر خلاف بين ثقتين وثقة فقدما عليه
وقد رُوي عن ابن فضيل مثل رواية جرير وعبد الواحد رواه ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة عنه لكن المحفوظ عنه كما قال أحمد
والله أعلم
والحديث ثابت من طريق أبي هريرة ومن طريق أبي زرعة عنه وأبي صالح عنه
لكن الصحيح عن عمارة عن أبي زرعة لا عن أبي صالح والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 08:11]ـ
أشكرك أخي أمجد على مداخلتك، وبارك الله فيك
لم أخالفك حفظك الله في كون محمد بن الفضيل قد تفرد بطريق عمارة بن القعقاع عن أبي صالح.
فهذا مسلم معلوم لدينا. وإنما كان مرادي إثبات رواية أبي صالح عن أبي هريرة وثبوتها من غير طريق عمارة، وهو الأعمش. (وهذه انتهينا منها)
وبالنسبة لكلام الحافظ ابن رجب؛ فمرادي أنه لم يتفرد بتلك الطريق الإمام أحمد، فقد رواها كما ذكرت ابن أبي شيبة، والطبراني. وأنها قد عرفت وانتشرت على الأقل لبعض الأئمة. بغض النظر عن تسليمها أو تخطيئها.
وصدقني أخي الفاضل أنني معك في أن هذه الرواية من طريق ابن الفضيل عن أبي صالح قد خالفت روايات الثقات الأخرى، وأنها وهم قد وقع، والصحيح خلافها.
وسأذكر لك نكتة قيمة وقفت عليها من صنيع الإمام مسلم؛ وكأنه يحاول توضيح الأمر وملابساته، فأنظر (صحيح مسلم) الحديث رقم (2834) والذي بعده عند قوله: حدثنا قتيبة بن سعيد .... الخ.
فقد ذكر رواية (عبد الواحد) ورواية (جرير) سوية من طريق أبي زرعة، ثم أعقبها مباشرة بطريق (أبي صالح) لكن من طريق الأعمش.
وكأنه يريد أن يبين أن هذا الصحيح والصواب في الطرق.
ولكن صنيع ابن أبي شيبة في (المصنف) يعكر على هذا؛ إذ يوحي أن الطريقين كلاهما ثابت عن أبي صالح.
حيث قال في حديث (35996): حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وذكره.
وهو في (المصنف) لم يروي الحديث من طريق ابن الفضيل عن عمارة عن أبي زرعة أبدا.
ثم هناك إشكال: هل خفيت هذه الطريق عن الحفاظ الكبار والأئمة العظام حتى لا يناقشها إلا الحافظ ابن رجب؟. أم أنها لبيان ووضوح خطئها لم يعتبروها فلم يكلفوا الكلام عنها؟.
والذي تقرر لدي: أن طريق محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي صالح؛ وهو ثقة، مخالف لما جاء عنه هو في غير هذا الطريق، ومخالف للثقات غيره أيضا، فهو وغيره من الثقات قد رووه من طريق (أبي زرعة) على الصواب، وكأن طريق (أبي صالح) وهم أو ذهول.
فالمعروف من رواية أبي صالح أنها من طريق الأعمش، وعنه أخذها الرواة.
ولم يرويها من طريق أبي ابن الفضيل عن أبي صالح إلا (ثلاثة) فقط من الأئمة بحسب ما وقفت، وهذا يشعر بقوة خطأ هذه الرواية. وأن المحفوظ خلافها.
هذا كان مرادي من كلامي.
وجزاك الله عني خير الجزاء أيها العزيز الفاضل (أمجد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[05 - Mar-2009, صباحاً 09:43]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
[/ center]
لا وهم ولو وجد فانه ينسب الى الدارقطني لان الكلام له
وابن طاهر عمد الى ذكر اطرافه وترتيبه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 02:00]ـ
ولكن صنيع ابن أبي شيبة في (المصنف) يعكر على هذا؛ إذ يوحي أن الطريقين كلاهما ثابت عن أبي صالح.
حيث قال في حديث (35996): حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وذكره.
وهو في (المصنف) لم يروي الحديث من طريق ابن الفضيل عن عمارة عن أبي زرعة أبدا.
بارك الله فيك أخي الكريم
أبو بكر جمّاع كثير الراوية فأحب أن لا يخلوا مصنفه من مثل هذه الروايات وإن كانت خطئا
ثم هناك إشكال: هل خفيت هذه الطريق عن الحفاظ الكبار والأئمة العظام حتى لا يناقشها إلا الحافظ ابن رجب؟. أم أنها لبيان ووضوح خطئها لم يعتبروها فلم يكلفوا الكلام عنها؟.
قد يكون سبب ذلك عدم تأثير هذه العلة على صحة الحديث فالعلل غير القادحة يكون الاهتمام بها أقل من القادحة
بارك الله فيكم هذه المذاكرة
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 07:20]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه التعليقات النافعة ..
وبهذا يعرف وهم أبو طاهر المقدسي في (أطراف الغرائب 5739) بقوله: تفرد به محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عنه؛ أي: أبي صالح.
التفرُّد الذي أشار إليه هو تفرُّد ابن فضيل عن عمارة بهذا الإسناد، لا تفرُّد عمارة عن أبي صالح. ونبّه إليه أيضاً أبو نعيم الأصبهاني فقال (صفة الجنة 246): "تفرد به ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي صالح". اهـ فليس في كلام المقدسي وهم إن شاء الله.
أن هذه الرواية من طريق ابن فضيل لم يتفرد بها الإمام أحمد رحمه الله .. وبهذا لا يُسَلّم ما قاله الحافظ ابن رجب (شرح العلل 2/ 860) فيما فهمه من إنفراد هذه الرواية في (المسند) وأنه ما ذكرهاالإمام أحمد إلا لبيان صحة خلافها.
لم يشر ابن رجب إلى أن الإمام أحمد تفرّد بهذه الرواية، وإنما ساق تنبيه عبد الله بن أحمد عن أبيه في غرابة إسناد هذا الحديث خاصة، لأن عمارة بن القعقاع لا يُعرف له سماع من أبي صالح السمان. ولذلك قال المزي (تهذيب الكمال 4196): ((عمارة بن القعقاع .. روى عن .. أبي صالح السمان إن كان محفوظاً)). اهـ
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 01:46]ـ
بالفعل وهم ابن فضيل .. والمتن لأبي زرعة
بالنظر إلى متن حديث ابن فضيل يتضح أنه هو نفسه حديث أبي زرعة الذي رواه جرير وعبد الواحد. وقد يكون لهذا السبب عُدِّل السند عند ابن ماجه في روايته عن ابن أبي شيبة، بالرغم من أنه في مصنف ابن أبي شيبه نفسه: عن أبي صالح لا أبي زرعة!
وآية ذلك أن الحديث برواية جرير عن عمارة عن أبي زرعة عند ابن راهويه، الأعلى إسناداً، هكذا:
((أول زمرة من أمتى يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءةً. لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة. وأزواجهم الحور. وأخلاقهم على خَلْق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً)).
والحديث برواية محمد بن فضيل عن عمارة عند أحمد، الأعلى إسناداً، هكذا:
((إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب درى في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم في طول ستين ذراعاً)).
فاجتمع الوهم في الإسناد كما نبّه أحمد وابن رجب من بعده، مع تطابق المتن مع متن حديث أبي زرعة.
.. ولكن هل يصحّ عن أبي صالح بتدليس الأعمش؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تُعرف لأبي صالح رواية لهذا الحديث إلا من طريق الأعمش. وآراء الأئمة معلومة في عنعنته، ويكاد يكون الصواب فيها هو أن تُحمَل على الاتصال بشروط: كأن تكون عن شيوخ أكثر عنهم ما لم تدلّ القرائن على عدم السماع، أو يكون شعبة وحفص ممن رووا عنه هذا الحديث بعينه، أو يرد التصريح بالسماع في إحدى طرق الحديث الأخرى .. الخ. ولذلك ترّدد الحافظ ابن حجر في أمره ما بين طبقاته ونكته.
والذي يلوح لي أن هناك انقطاعاً بين الأعمش وأبي صالح وأنه لم يسمع منه هذا الحديث، دلّ على ذلك:
(1) أنه عنعنه في جميع طرقه، ولم يرد في واحدة منها تصريحه بالسماع.
(2) أنه اضطرب في إسناده فيما رواه عنه جرير وأبو معاوية عند مسلم (2835) فقال: "عن أبي سفيان، عن جابر" وساقه بنحوٍ منه.
(3) أن متن حديثه مطابق لحديث عمارة عن أبي زرعة أو يكاد: فهو عند أحمد، الأعلى إسناداً، هكذا:
((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة. ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)).
فقوله ((لا يبولون)) وقوله ((أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)) من حديث أبي زرعة. وقد أدرج قوله ((ثم هم بعد ذلك منازل))، وسقط منه قوله ((وأزواجهم الحور العين)).
وقد قمتُ باستعراض سريع لباقي روايات الحديث قدر علمي، فوجدتُ بخلاف أبي صالح أنه رواه عن أبي هريرة:
- همام بن منبه (أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم)
- الأعرج (البخاري والطبراني وأبو نعيم)
- ابن أبي عمرة (البخاري والبزار)
- ابن سيرين (أحمد ومسلم وأبو نعيم والبيهقي)
- أبو زرعة (ابن راهويه والبخاري ومسلم والبيهقي)
ووجدتُ هذه الألفاظ عينها مما تفرّد به أبو زرعة عن الآخرين. وبيان ذلك كالتالي:
- رواية همام، كما في مصنف عبد الرزاق: ((إن أول زمرة تلج في الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر لا يمتخطون ولا يبصقون ولا يتغوطون آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك. لكل امرئ منهم زوجتان يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن. لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرة وعشياً)).
- رواية الأعرج، كما عند البخاري: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بيينهم ولا تباغض، لكل امرئ منهم زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشياً. لا يسقمون، ولا يتمخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب، وقود مجامرهم الألوة - قال أبو اليمان: يعني العود - ورشحهم المسك)).
- رواية ابن أبي عمرة، كما عند البخاري: ((أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم)).
- رواية ابن سيرين، كما عند أحمد: ((إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوأ كوكب درى في السماء. لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم. وما في الجنة أعزب)).
- رواية أبي زرعة، كما عند ابن راهويه: ((أول زمرة من أمتى يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشدّ كوكب دريّ في السماء إضاءةً. لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوّة. وأزواجهم الحور. وأخلاقهم على خَلْق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً)).
- رواية الأعمش، كما عند أحمد: ((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة. ثم هم بعد ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون. أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة أخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم ستين ذراعاً)).
(4) أن الأعمش يروي عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة أحاديث كما عند أحمد ومسلم وغيرهما، فتلك قرينة منضمّة إلى تشابه متن الأعمش مع متن عمارة.
فماذا ترون أكرمكم الله؟(/)
معنى السنة لغة واصطلاحاً
ـ[نور السلفية]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 01:35]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين جاء في الصفات الإلاهية في الكتاب والسنة النبوية للشيخ محمد أمان الجامي في تعريفه للسنة بقوله: السنة لغة:
السنة، والسنن بمعنى واحد، يقال: استقام فلان على سنن واحد، ويقال: امض على (سننك) أي على وجهك، وتنح عن (سنن) الطريق، و (سننه) ثلاث لغات (السنة) السيرة2.
(السنة): الطريقة قبيحة كانت أو حسنة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"3.
وسن الطريق سنها سنا سار عليها، وقال خالد بن عتبة:
فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها
فأول راض سنة من يسيرها
وقال الأزهري: "السنة الطريقة المحمودة المستقيمة، ولذلك قيل: فلان من أهل السنة أي من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة"اهـ4.
والسنة من النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها (حكمه، وأمره، ونهيه) مما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أو نهى عنه، أو ندب إليه قولاً وفعلاً، مما لم ينطق به الكتاب العزيز، ولهذا يقال: أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي القرآن والحديث.
ومن ذلك حديث في الموطأ: "إني لأَنْسى أو أنسَّى لأَسنَّ"5، أي إنما أدفع إلى النسيان لأسوق الناس بالهداية إلى الطريق المستقيم، وأبين لهم ما يحتاجون أن يفعلوه إذا عرض لهم النسيان، ويجوز أن يكون من سننت الإبل إذا أحسنت رِعْيَتَها، والقيام عليها.
ومنه نزل المحصب، "ولم يسنَّه" أي نزول المحصب، أي لم يجعله سنة يعمل بها، وقد يفعل الشيء لسبب خاص فلا يعم غيره، وقد يفعل لمعنى، فيزول ذلك المعنى، ويبقى الفعل على حاله متبعاً، كقصر الصلاة في السفر للخوف، ثم استمر القصر مع عدم الخوف، صدقة من الله على عباده، كما ورد في السنة.
ومن حديث ابن عباس: "رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسنه" أي لم يسنَّ فعله لكافة الأمة، ولكن لسبب خاص، وهو أن يُرى المشركين قوة الصحابة، وهو مذهب ابن عباس، وأما غيره فيرى أن الرمل في طواف القدوم سنة باقية، وعليه العمل بين المسلمين.
ومن ذلك: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب"6، يعني المجوس في أخذ الجزية منهم، وقد ساق أبو السعادات (ابن الأثير) طائفة كبيرة من أمثلة هذا النوع، وقال الراغب: سنة النبي صلى الله عليه وسلم طريقته التي كان يتحراها، وسنة الله عز وجل طريقة حكمه وطريقة طاعته، نحو قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ} 7، {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} 8، وقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} 9.
وقال الزجاج: أي معاينة العذاب، وقال شَمَّر: (السنة في الأصل) سنة الطريق، وهي طريقة سنها أوائل الناس، فصارت مسلكاً لمن بعدهم10.
ورجل مسنون الوجه ملمسه، وقيل: حسنه وسهله، وقيل: الذي في وجهه وأنفه طول، (والسنين) كأمير ما يسقط من الحجر إن حككته11اهـ.
المعنى الاصطلاحي:
يطلق جمهور علماء الحديث (السنة) على ما يقابل البدعة، فيقولون: فلان على السنة إذا كان عمله وتصرفاته الدينية وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كما يقال: فلان على خلاف السنة، أو فلان مخالف للسنة إذا كان مبتدعاً، وعاملاً على خلاف هديه عليه الصلاة والسلام.
يقول الإمام النووي رحمه الله: " (السنة) سنة النبي عليه الصلاة والسلام وأصلها الطريقة، وتطلق سنته عليه الصلاة والسلام على الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وسلم"12 اهـ.
هذا إطلاق من إطلاقات السنة عند المحدثين، وتطلق السنة على المندوب، وهو خلاف الواجب. قال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات: "قال جماعة من أصحابنا في أصول الفقه: السنة، والمندوب والتطوع والنفل، والمرغب فيه والمستحب، كلها بمعنى واحد، وهو ما كان فعله راجحاً على تركه، ولا إثم في تركه يقال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أي: شرعه، وجعله شرعاً13"اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا اصطلاح جمهور الفقهاء على اختلاف مذاهبهم غالباً، وقد يتوسع في استعمال السنة حتى تشمل فعل الخلفاء الراشدين المهديين، ويشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"14، إلا أنها إذا أطلقت عند المحدثين تنصرف - غالباً- إلى أقوال النبي عليه الصلاة والسلام، وأفعاله وتقريراته.
والسنة بهذا المعنى أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أوحاه الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي القسم الثاني.
فالسنة إذاً صنو القرآن، ومنزلة من عند الله (معنى)، ويشهد لما ذكرنا القرآن الكريم نفسه إذ يقول الله تعالى في حق نبيه عليه الصلاة والسلام: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} 15، والآية كما ترى صريحة في أن كلام الرسول وحديثه فيما يبلغ عن الله من التشريع ليس حديثاًَ عادياً ينطق به عليه الصلاة والسلام كما يشاء، ولكنه كلام ينطق به بوحي من الله، فأمره عليه الصلاة والسلام من أمر الله سبحانه، ونهيه من نهيه، وما أحله مثل ما أحل الله، وما حرَّمَه مثل ما حرَّمه الله وهكذا.
وأما القسم الأول من قسمي الوحي فهو القرآن الكريم، وهو من عند الله لفظاً ومعناً، لأنه كلامه الذي خاطب به نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام، وهو المصدر الأول للعقيدة والشريعة والحجة القاطعة.
الفرق بينهما:
الفرق بين القرآن والسنة واضح كما يظهر مما ذكرنا آنفاً من حيثية واحدة، وهي أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه، متعبد بتلاوته، ولا تصح الصلاة إلاّ به، وهو من المعجزات الخالدة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد أعجز بلغاء العرب وأقعدهم.
وأما السنة فهي من عند الله من حيث المعنى، وأما ألفاظها فمن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتعبد بتلاوتها، ولا تصح الصلاة بها، وليست بمعجزة ويجوز روايتها بالمعنى بشروطها.
وأما من حيث ثبوت الأحكام بها، والاستدلال بها في فروع الشريعة وأصولها فلا فرق بين القرآن والسنة من هذه الحيثية، إذا ثبتت السنة عند أهلها بالطريقة المعروفة عندهم.
وأما الأحاديث القدسية - وإن كانت من عند الله لفظاً ومعنى - على خلاف في ذلك لأنهم مختلفون في تعريف الحديث القدسي- إلا أنها مثل الأحاديث النبوية في عدم التعبد بتلاوتها، وعدم صحة الصلاة بها، وأما من حيث ثبوت الأحكام والعقائد بها فهي مثل القرآن والسنة الصحيحة على ما تقدم16.
هذا ما سنتناوله بالبحث إن شاء الله.
--------------------------------------------------------------------------------
2 مختار الصحاح.
3 رواه مسلم في 4/ 2059 رقم 1017، وأحمد 4/ 357، 358 من حديث جرير بن عبد الله.
4 تاج العروس.
5 رواه مالك في الموطأ بلاغا 1/ 121.
6 أخرجه مالك في الموطأ 1/ 207.
7 سورة الفتح آية: 23.
8 سورة فاطر آية: 43.
9 سورة الكهف آية: 55.
10 تاج العروس.
11 المصدر السابق.
12 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 156.
13 المصدر نفسه 2/ 156.
14 أخرجه أحمد 4/ 126، والدارمي 1/ 44، وأبو داود 5/ 14، والترمذي 5/ 44، وابن ماجه 1/ 15، 16، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 31، والحاكم 1/ 95 - 97 في حديث طويل من حديث العرباض بن سارية، وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والألباني.
15 سورة النجم آية: 3، 4.
16 راجع المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام ابن القيم ص40 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، دار السلام - القاهرة.(/)
حجية القرآن والسنة في باب العقيدة
ـ[نور السلفية]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 03:35]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ننتقل إلى المطلب الثاني ألا وهو حجية القرآن في الكتاب والسنة:إنه لموقف يثير تساؤلا؟!!
هل من الجائز أن يبحث مسلم استسلم لربه، وتعاليم نبيه عن حجية القرآن والسنة، أو عدم حجيتهما وهو لا يزال مسلما؟!!
هل من الجائز أن يتوقف كاتب مسلم في صلاحية القرآن والسنة للاستدلال بهما في باب العقيدة، بينما هو يستدل بما يظن أنه معقول العقليين دون أدنى توقف؟!!
الجواب: لا.
إن هذه النهاية التي انتهى إليها أمر العقيدة الإسلامية هي التي تجعلنا نكتب تحت هذا العنوان حيث أصيب كثير من المثقفين من أبناء المسلمين باضطراب في عقائدهم. ذلك الاضطراب الذي أساسه إعراضهم عن كتاب ربهم، وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام17، إذ صار حظهما عندهم تقديس ألفاظهما تقديساً شكلياً مع هجرانها في العمل والتحكيم وعدم الرجوع إليها لأخذ أسس العقيدة منهما.
هما اتجاهان متناقضان: العناية التامة بألفاظ القرآن والسنة يحفظهما عن ظهر قلب، وطبعهما أحسن طباعة، ونشرهما بين القراء، وتخصيص مدارس ومعاهد وكليات لهما، وتخصيص إذاعة خاصة تعرف بـ (إذاعة القرآن الكريم) في بعض العواصم العربية والإسلامية، وهو أمر لم يسبق له نظير في التاريخ، وهو اتجاه كريم يستحق التقدير والإعجاب، ويقابل ذلك إعراض تام عنهما، وعزلهما عن حياة الأمة العامة والخاصة، مع الانحلال التام والبعد عن تعاليمهما ومبادئهما إلا من شاء الله، وقليل ما هم، وإذا أردنا أن نعرف تاريخ بدء هذا الانقسام، فلا بد من الرجوع إلى الوراء.
وبعد نشأة (علم الكلام) في العصر العباسي، في أواخر عصر بني أمية انقسم الناس ثلاث فرق في هذا الباب:
1 - أتباع السلف الصالح التابعون لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سلك مسلكهم، واقتفى أثرهم من أهل الحديث في كل عصر ومصر، الذين نرجو أن يكونوا هم الفرقة الناجية. وطريقتهم الإيمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة من شريعة وعقيدة، وإثبات صفات الله الواردة فيهما على ظاهرها اللائق بالله دون التورط في التأويل ظناً وتخميناً، ودون تشبيه وتمثيل جرأة على الله إذ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 18، وهم أيضاً يقولون بالآيات الكونية الدالة على وجود الله العليم الحكيم، وأفعاله الصادرة عن حكمة بالغة كما لا يهملون الأدلة العقلية، إذ لا يجوز تعطيل العقل في مجال العقيدة وغيرها، لأن العقل أساس التكليف، ومناط الأهلية، إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز حدوده ويتجاهل وظيفته، ويجمح في مجال الخيال الفاسد، والأوهام الكاذبة بعيداً عن نور الوحي.
والخيال والوهم لا يصلحان أساساً للعقيدة والمعرفة الصحيحة حتماً19، علماً بأن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح20.
2 - فريق يؤمن بالجملة بالله وبكلامه (القرآن)، وبسنة نبيه إيماناً فاتراً خالياً عن الحرارة والحلاوة. وهذا الفريق يستدل على ما آمن به من كمالات الله - في حدود تصوره- بالأدلة العقلية التي يسميها بالبراهين القطعية، ولا يرى الاستدلال بأدلة الكتاب والسنة، بدعوى أنها أدلة ظنية لا تفيد العلم اليقيني. وهو موقف أهل الكلام بالجملة علماً بأنهم فرق شتى، وقد تسربت بعض عقائدهم، ودخلت على الأشاعرة المتأخرين من حيث لا يعلمون، وسيأتي تفاصيل ذلك إن شاء الله.
3 - فريق يبدأ عقيدته من ذهن خال، فيأخذ في التفكير والبحث الدقيق ليصل بتفكيره وبحثه إلى الإيمان، بعد أن يقطع أشواطاً طويلة في التأني والسير خطوة خطوة حتى يصل للإيمان بأي شيء، أدى إليه تفكيره، فيؤمن به ويسميه حقيقة. يشبه بعض الكتاب هذا الفريق بقاضٍ عدل عرضت عليه قضية ما وهو خالي الذهن، فجعل يستمع إلى أقوال الخصوم وحججهم، حتى يدرك موقع الحق من عرض حججهم، فيحكم بينهم بما أدى إليه اجتهاده، بعد ذلك العرض الطويل من أقوال الخصوم وحججهم، وهؤلاء هم الفلاسفة الذين يسمون أنفسهم (بالحكماء) في الوقت الذي يسمون فيه غيرهم بالعوام، وقد يثبتون واسطة أحياناً، وهم علماء الكلام كما يقول أبو الوليد بن رشد: (إن علماء الكلام ليسوا بالعلماء -الحكماء- وليسوا من العوام) بل يسميهم (جدليين).
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا تفرق المسلمون في موقفهم من أدلة الكتاب والسنة، وهو الذي دعانا للكتابة في هذا الموضوع (حجية القرآن والسنة في مبحث العقيدة).
وبعد: فالقرآن والسنة هما المصدران الأساسيان لكل بحث في العقيدة، لأنهما وحيان من الله، ويمثلان الرسالة التي كلف الله بها رسله المختارين من البشر، لتكون رابطة بين السماء والأرض، وتحمل إلى سكانها أخبار السماء، أحكاماً ربانية وتعليمات وتوجيهات إلهية.
وقد كانت تلك الرسالات متحدة في أصول الدين والإلهيان، إذ كانت كلها تنادي أول ما تنادي: {اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} 21.
إذ كانت كلها تخرج من مشكاة واحد أي (من عند الله)، ولو كانت من مصادر متعددة لاختلفت وتضاربت، ولكنها كانت متنوعة ومختلفة في الشريعة والمناهج. حيث جعل الله لكل نبي ورسول شرعةً ومنهاجاً، يناسب أحوال وظروف أمته رحمة منه سبحانه ولطفاً، إنه لطيف بعباده.
ولقد كان كل نبي يبعث إلى قومه وبلسان قومه في ضوء منهج معين، وتشريع محدود ومؤقت. {وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِيرٌ} 22 واستمرت هذه السنة هكذا مدة من الزمن طويلة لحكمة يعلمها العليم الحكيم {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} 23.
ولما حان الوقت الذي أراد الله أن يختم فيه رسالاته إلى أهل الأرض اختار من بين عباده نبيه المصطفى محمداً من أمة أمية (العرب)، وقد كانت على فطرتها السليمة دون أن تتأثر بأي حضارة من الحضارات القائمة في ذلك الوقت، الحضارة الفارسية، والرومانية، والهندية، وغيرها، اختاره ليرسله إلى الناس كافة، وليختم به الرسالات، وبعد تمهيدات وإرهاصات مرّت عليه في صباه بعثه إلى الناس كافة، وأنزل عليه كتابه الأخير الذي ختم به الكتب السماوية (القرآن الكريم).
وقد وصفه بأنه كتاب مبارك24، وأنه {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} 25. يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرج به الناس من الظلمات إلى النور {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} 26، ولقد تكفل الله حفظ هذا الكتاب، إذ يقول عز من قائل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 27، ووكل تبيانه إلى رسوله، وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يقول جل وعلا: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} 28، وشهد له سبحانه أنه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى في بيانه هذا وأداء أمانة الرسالة: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} 29، ولما كانت هذه مكانته وهذا شأنه أوجب الله طاعته، وحرم معصيته، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، إذ يقول عز من قائل: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} 30، ويقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} 31، فأمر الله المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يقول بعض أهل العلم عند تفسير هذه الآية: "أعاد الفعل مع طاعة الرسول إعلاناً بأن طاعته عليه الصلاة والسلام تجب استقلالاً، من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقاً سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه، فإنه صلى الله عليه وسلم أوتي الكتاب ومثله معه، ولم يأمر بطاعة أولي الأمر استقلالاً، بل حذف الفعل وجعل طاعتهم في ضمن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: ثم أمر الله تعالى برد ما تنازع فيه المؤمنون إلى الله ورسوله، إن كانوا مؤمنين، وأخبرهم أن ذلك الرد خير لهم في العاجل وأحسن تأويلاً في العاقبة".
(يُتْبَعُ)
(/)
و (شيء) في قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ}، نكرة في سياق الشرط، تعم كل ما تنازع فيه المؤمنون من مسائل الدين دُقِّه وجُلِّه، ولو لم يكن في كتاب الله وسنة رسوله حكم ما تنازعوا فيه، ولم يكن كافياً لم يأمر بالرد إليه، فإنه من الممنوع أن يأمر تعالى بالرد عند النزاع إلى من لا يوجد عنده فصل النزاع، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه نفسه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته، وهو إجماع بين أهل العلم، وهذا يدل على أن أهل الإيمان قد يتنازعون في بعض الأحكام ولا يخرجون بذلك عن الإيمان، وقد تنازع الصحابة في كثير من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الأمة إيماناً، ولكنهم بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمة واحدة32اهـ.
هذا .. ولا يشك مسلم مهما انحطت منزلته العلمية، وضعفت ثقافته، وضحلت معرفته أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ما أنزل الله عليه من القرآن، ذلك لأن الإيمان بأن الله أنزل القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام، وأنه بلغه كما نزل، وأنه بيّن للناس، وأوضح ما يحتاج إلى البيان والإيضاح، وأنه دعا الناس إلى معرفة الله بصفات الكمال، ولم يفتر عن الدعوة إلى الله وإلى تعريف العباد بربهم حتى التحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم.
إن هذا المقدار من الإيمان من أصول هذا الدين وأساسه الذي ينبني عليه ما بعده من واجبات الدين وفروضه، إذا كنا نؤمن هذا الإيمان - ويجب أن نؤمن- فأين نجد بيانه عليه الصلاة والسلام، الذي به يتحقق امتثاله لتلك الأوامر؟
{بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} 33، {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} 34، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} 35.
الجواب: نجد ذلك في سنته المطهرة التي هي خير تفسير للقرآن بعد القرآن، والتي قيض الله لها من شاء من عباده فصانوها، وحفظوها من كل قول مختلق، وكل معنى مزيف، ودونوها منقحة مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 36 كما تقدم.
والذكر المنزل المحفوظ هو القرآن الكريم في الدرجة الأولى، والسنة تدخل في عموم الذكر عند التحقيق، وإنعام النظر وبيان ذلك:
إذا كان القرآن الكريم محفوظاً بنص الآية السابقة، فإن السنة المطهرة محفوظة أيضاً بدلالتها نفسها، وتوضيحه كالآتي:
1 - إنها داخلة في عموم الذكر، لأنها تذكّر، كما أن القرآن يُذَكّر.
2 - حفظ الله للقرآن الكريم يتضمن حفظ السنة لأنها بيان وتفسير له فحفظها من حفظه، وعلى كل حال فإن السنة المطهرة محفوظة ولا شك، وهو أمر يكاد أن يكون ملموساً لمس اليد، إذ قيض الله لها رجالاً أمناء ونقاداً أذكياء يدركون من العلل الخفية ما يعجز عن إدراكها غيرهم، منهم من قاموا بدراستها وحفظها سنداً ومتناً، وجمعها، ومنهم من عمدوا إلى غربلتها وتصفيتها حتى يتبين المقبول من المردود. ومنهم من دققوا في أحوال الرواة حتى إنهم يدرسون أحوالهم راوياً راوياً، بل حتى إنهم ليعرفون آباءهم وأجدادهم ومشايخهم، وتلامذتهم الذين حدثوا عنهم إلى آخر تلك الخدمة الفريدة التي قدمت ولا تزال تُقدم للسنة المطهرة، ولله الحمد والمنة.
ومن خدمتهم للسنة أنهم قسموا الأحاديث إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: الحديث الصحيح، وهو الحديث المسند القوي الذي يتصل بإسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط، من أول السند إلى منتهاه، وقد سَلِمَ من العلل والشذوذ، ومتى قالوا: هذا حديث صحيح، فمعناه: أنه اتصل سنده مع توافر سائر الأوصاف فيه، وقد يختلفون في صحة بعض الأحاديث لاختلافهم في توافر هذه الصفات فيه، أو لاختلافهم في اشتراط بعض هذه الأوصاف.
ثم إن الحديث الصحيح نفسه ينقسم إلى متفق عليه، ومختلف فيه، كما يتنوع إلى مشهور وغريب.
ويتفاوت الصحيح من حيث القوة أيضاً، فأقواه ما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به البخاري وحده ثم ما انفرد به مسلم، وهكذا.
وقد يحكم بعضهم على سند بعينه أنه أصح الأسانيد على الإطلاق، فيرى الإمام إسحاق بن راهويه أن أصح الأسانيد كلها ما رواه الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر، ويوافقه على ذلك الإمام أحمد بن حنبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى أبو بكر بن أبي شيبة أن أصح الأسانيد كلها: الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي.
بينما يرى الإمام البخاري صاحب الصحيح - وهو أول من صنف في الصحيح - أن أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر، وبنى على ذلك الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي أن أجل الأسانيد: الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر، واحتج بإجماع أصحاب الحديث على أنه لم يكن في الرواة عن مالك أجل من الإمام الشافعي رحمهم الله ورضي عنهم37.
هذا نوع من تلك الأنواع الكثيرة من خدمة السنة النبوية والاهتمام بها.
القسم الثاني: الحديث الحسن وقد عرفه بعضهم بأنه الذي عرف مخرجه واشتهر رجاله، بينما عرفه البعض الآخر بأنه الذي اشتهر رواته بالصدق والأمانة غير أنهم لم يبلغوا درجة رجال الصحيح، أي قد نقصت درجاتهم في الحفظ والإتقان عن درجات رجال الصحيح38.
فهذان النوعان يحتج بهما عند جمهور أهل العلم، لأن المدار عندهم على صحة الإسناد، وقد تحقق ذلك في النوعين مع التفاوت المشار إليه، ولا فرق عند الاحتجاج بين الصحيح والحسن لما ذكرنا من أن المدار على الصحة.
أما القسم الثالث: فهو الحديث الضعيف بأقسامه الكثيرة، وهو الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح، ولا صفات الحديث الحسن المذكورات39. وقد بلغت أقسامه عند بعضهم إلى خمسين قسماً.
وهذا القسم مستبعد عن الاحتجاج به لا في الأصول ولا في الفروع اللهم إلا إذا كان الضعف يسيراً وتعددت طرقه فيرتفع عندئذ إلى درجة الحسن، فيقال له الحسن لغيره للتفريق بينه وبين الحسن لذاته40.
وهذه العناية بالشطر الأول من الحديث (وهو الإسناد) إذا أضيفت إلى الاهتمام بالشطر الآخر وهو (المتن) تدلنا دلالة واضحة على أن الله قد حفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما حفظ كتابه لأنها شارحة لكتابه، وتفسير له، كما تقدم بيان ذلك، وتعتبر المحافظة على الإسناد، وضبط الأحاديث باباً مهماً من الدين، حيث لا تجوز الرواية إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز، بل قد يكون واجباً فضلاً من أن يعد من الغيبة المحرمة41، لأن هذا الجرح نوع من النصح والذب عن الشريعة المطهرة، فيقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة"، وقد روى عبدان بن عثمان عن ابن المبارك أنه كان يقول: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"، ويقول العباس بن أبي رزمة42: سمعت عبد الله بن المبارك "يقول: بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد".
فشبه الحديث بالحيوان ذي القوائم، فكما أن الحيوان لا يقوم بغير قوائم، فكذلك الحديث لا يقوم بغير الإسناد، فتحت هذه العناية البالغة بالإسناد والمتن معاً وصلت إلينا السنة المطهرة، ثم إن هذا الإسناد الذي ينقل إلينا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة الدقيقة لا تتمتع به أية ملة أخرى، لا اليهودية ولا النصرانية، بل الإسناد من خصوصيات هذه الأمة المحمدية.
يقول صاحب كتاب (الوضع في الحديث): "والإسناد بنقل الثقة عن مثله إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصية لهذه الأمة المحمدية، امتازت به عن سائر الأمم، فإن اليهود ليس لهم إلى نبيهم إلا الإسناد المعضل، ولا يقربون إلى نبيهم موسى عليه السلام قربنا لنبينا عليه الصلاة والسلام، بل الانقطاع بينهم وبينه بأكثر من ثلاثين نفساً، فغاية أسانيدهم تبلغ إلى شمعون ونحوه. وأما النصارى فلا يعرفون الإسناد إلا ما قيل في تحريم الطلاق"43.
قال محمد بن حاتم بن المظفر: "إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول"44.
فإذا كان كتاب الله محفوظاً -كما علم- وإذا كانت سنة نبيه محفوظة أيضاً -كما شرحنا، ثم عرفنا موقف خير هذه الأمة- وهم الصحابة والتابعون من نصوص الكتاب والسنة، حيث لا يعمدون إلى غيرها للاستدلال، ولا يلتمسون الهدى فيما سواها. ونحن على يقين أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأولها إنما صلح بالتمسك الصادق لهدي الكتاب والسنة عقيدة وشريعة كما نحن على يقين ثابت أنه لا يصبح اليوم ديناً ما لم يكن ديناً أمس، فإذا كان ذلك كذلك فقد وجبت حجية كتاب الله، وحجية سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بما لا يترك مجالاً للشك والتردد وأن تلك الحجية ثابتة في الأحكام والعقيدة على حد سواء إذ لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يوجد مبرر أو مصور للتفريق بين الأحكام والعقيدة حتى تصبح للعقيدة فئات خاصة من الأدلة غير الفئات التي يستدل بها في إثبات الأحكام، وتتخصص العقيدة في الأدلة العقلية ولا حظ لها في الأدلة النقلية إلا ما كان من باب الاتفاق أو الاستئناس لها.
وفي اعتقادي الجازم أن هذا التصرف من مبتدعات العصر العباسي وما بعده، وهو من منتجات مدرسة (علم الكلام) الذي لا يتجاوز تاريخ ميلاده العهد العباسي، ويذكرني هذا التصرف ما كان يقوله عبد الله بن مسعود لتلامذته: "عليكم بالأمر العتيق"45، ويقول أيضاً: "اتبعوا ولا تبتدعوا، وقد كفيتم"46، والذي نعتقده وندين الله به - وهو المعقول أيضاً- أن كل ما صح الاستدلال به على الأحكام من النصوص الصريحة، والأحاديث الصحيحة، يصح الاستدلال بمثله في العقيدة في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه وأفعاله، وما يتعلق بأفعال العباد، بل على كل ما يجب الإيمان به في الدين، ومن يفرق بين هذه الأبواب في أدلتها فيطالب بالدليل ولا دليل، فإذاً يصح الاستدلال بكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقيدة كما صح في الأحكام، وهذا هو المطلوب.
وأما دعوى المعارض (علماء الكلام) أنها أدلة لفظية عرضة للنسخ والتخصيص والتقييد، فلا يتم الاستدلال بها في هذا الباب، فهي ثرثرة نحفظها لعلماء الكلام الذين شغلهم الكلام عن العلم، فلا ينبغي أن يلقى لها بال، لأن جانب العقيدة لا يمكن أن يقع فيه نسخ وتغيير، وهذا التصرف لا يعرف قبل العصر العباسي، ولا يكاد يدور في رأس أحد من المسلمين قبل ذلك، إذ ليس من الدين ولا من مقتضى العقل الصريح، والفطرة السليمة ألاّ يستدل في المطالب الإلهية بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ليستدل عليها بقول العلاّف، والنظاّم، وابن أبي دُؤاد وأمثالهم، وما ذلك إلا لتزهيد الناس في نصوص الكتاب والسنة، بينما الواجب الذي يقتضيه الإيمان دعوة الناس إلى الاعتصام بهما فقط دون التفات إلى غيرهما، ولا سيما في باب العقيدة وهو باب يجب ألا يتجاوز فيه الكتاب والسنة، كما قال الإمام أحمد رحمه الله في أثناء المناقشة أيام المحنة.
وما أحسن ما حكاه الحسن بن صالح العباداني عن أحد العباد (سهل بن عبد الله التستري) قال: دخلت على سهل بن عبد الله التستري فقلت له: أوصني أيها الشيخ يرحمك الله فإني أريد الحج، فقال لي: أوصيك، وواعظك معك؟ فقلت: ومن واعظي يرحمك الله؟ قال: الكتاب المنزل، فقلت له: الكتاب كبير وفيه مواعظ وتخويف، فعظني يرحمك الله قال: بسم الله الرحمن الرحيم {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} 47، قال: ثم قال: استمسك بما سمعت ترشد، قال: فوالله لقد دلتني هذه الآية على كل خير48 ا. هـ
يستفاد من هذه القصة ما يأتي:
1 - إصرار ذلك العابد الكبير على أن كتاب الله خير واعظ ولا ينبغي العدول عنه إلى غيره وأن كل من طلب علماً ينتفع به في دينه، يجب أن يرشد ويشجع على التمسك بكتاب الله، ولا ينبغي للوعاظ والعلماء والمشايخ تزهيد الناس في كتاب الله بترغيبهم في التماس الحق والهدى والعقيدة السليمة في غيره، بل الواجب ترغيب الناس في التمسك بكتاب الله المنزل مشروحاً بالسنة المطهرة التي لا يستغني عنها كل مفسر لكتاب الله لأنها صنو القرآن، ووحي مثله في باب التشريع ووجوب الاتباع.
2 - حسن اختيار سهل بن عبد الله التستري، حيث اختار للسائل (آية المعية) ليشعر السائل عند تلاوتها أن الله معه بعلمه، والاطلاع عليه، ومحيط به، ولا يخفى عليه من أمره وتصرفاته شيء حيثما كان في سفره وحضره، وهي معية عامة، وسيأتي الكلام مفصلاً عن صفة المعية إن شاء الله.
هكذا يجب أن يكون الوعاظ والعلماء والدعاة، لئلا ينصرف الناس عن كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى السفسطة والجدل الكلامي الذي أصبح حجاباً منيعاً بين كثير من المتأخرين وبين كتاب ربهم وسنة نبيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما أروع قول الإمام مالك إمام دار الهجرة وأحد أئمة الدنيا الأربعة في عصر تابع التابعين، إذ يقول رحمه الله: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هؤلاء"49، وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى إن شاء الله.
ومن كل ما تقدم يتضح أن علماء المسلمين في هذا الشأن -سلفاً وخلفاً- ينظرون إلى السنة نظرهم إلى الكتاب من حيث الاستدلال بها، فيستدلون بالسنة حيث يستدلون بالقرآن دون أن يفرقوا بين الآحاد والمتواتر، وسوف نتحدث في المبحث التالي في هذه النقطة مستعينين بالله.
--------------------------------------------------------------------------------
17 وربما يعود أيضاً إلى أثر الثقافة الغربية والمناهج التعليمية التي خططها ونفذها دعاة التغريب في العالم الإسلامي. ولعل أول أهدافهم توهين الصلة بالكتاب والسنة وإبعادهما عن الزاد العلمي والثقافي الذي ينبغي أن يصبح في المكانة الأولى من اهتمام المسلم.
18 سورة الشورى آية: 11.
19 أضواء على طريق الدعوة إلى الإسلام ص: 67.
20 وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه القاعدة كتاباً، وهو مطبوع على هامش منهاج السنة باسم (موافقة العقل للنقل، وهو كتاب درء تعارض العقل والنقل الذي حققه الدكتور محمد رشاد سالم، وتم طبعه ونشره بواسطة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض).
21 سورة الأعراف آية: 59.
22 سورة فاطر آية: 24.
23 سورة الفتح آية: 23.
24 انظر: سورة الآنعام آية: 6، وسورة الأنبياء آية: 21، وسورة ص آية: 29.
25 سورة فصلت آية: 42.
26 سورة المائدة آية: 16.
27 سورة الحجر آية: 9.
28 سورة النحل آية: 44.
29 سورة النجم آية: 4، 5.
30 سورة محمد آية: 33.
31 سور النساء آية: 59.
32 إعلام الموقعين للحافظ ابن القيم بتصرف 1/ 48.
33 سورة المائدة آية: 67.
34 سورة النحل آية: 44.
35 سورة النحل آية: 125.
36 سورة الحجر آية: 9.
37 مقدمة ابن الصلاح ص: 8 - 9.
38 قال الإمام ابن تيمية: والترمذي أول من قسم الأحاديث إلى صحيح وحسن وغريب وضعيف، لم يعرف قبله عن أحد، لكن يقسمون الأحاديث إلى صحيح وضعيف، كما يقسمون الرجال إلى ضعيف وغير ضعيف اهـ.
شرح الحديث: إنما الأعمال بالنيات، ضمن مجموعة الرسائل الكمالية 2 في الحديث، مكتبة المعارف الطائف ص: 20.
39 المصدر السابق ص: 20.
40 انظر مقدمة ابن الصلاح ص: 17.
41 النووي، شرح مسلم 1/ 86.
42 رزمة بكسر الراء وسكون الزاء وفتح الميم، مقدمة صحيح مسلم بشرح النووي 1/ 88.
43 د. عمر بن حسن فلاته الوضع في الحديث 2/ 11.
44 المصدر السابق.
45 السنة لمحمد بن نصر المروزي ص: 23، مطابع دار الفكر بدمشق، وانظر أيضاً: سنن الدارمي 1/ 54، والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 2/ 7.
46 أخرجه وكيع في الزهد رقم 315، وأحمد في الزهد ص: 162، والدارمي 1/ 69، ومحمد بن وضاح القرطبي في البدع ص: 10، وأبو خيثمة في العلم ص: 122.
قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وقال الألباني: إسناده صحيح.
47 سورة المجادلة آية: 7.
48 المعارضة والرد لسهل بن عبد الله التستري تحقيق ونقد وتعليق الدكتور محمد كمال جعفر، ص: 75.
49 انظر: حلية الأولياء 6/ 324، وسير أعلام النبلاء 8/ 88، ورسالة الفتوى الحموية الكبرى ص: 32، بتصحيح وتعليق الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.(/)
هل إعراض الشيخان أو أحدهما عن إخراج حديث أو زيادة دالّ على العلة و الشذوذ؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 05:52]ـ
هل إعراض الشيخان أو أحدهما عن إخراج حديث أو زيادة دالّ على العلة و الشذوذ؟
ـ كأن يكون الحديث المُعرَض عنه أصلا في بابه أو تكون الزيادة مهمة يترتب عليها أثر كبير في المعنى والفقه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Mar-2009, مساء 07:42]ـ
نعم _إن شاء الله_ هذا مسلك معروف عند أهل العلم بالقيود التي ذكرت ويتأكد ذلك إذا دعمته القرائن التي تحف ذاك الأصل أو تلك الزيادة
ويضعف ذلك إذا كانت تلك القرائن دالة على الصحة والقبول
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:05]ـ
معذرة إخوتي الكرام؛ لكن لا يفهم الأمر هكذا!!
وباختصار شديد أقول ما يلي:
لم يشترط الإمام البخاري استيعاب الأحاديث الصحيحة، ويدل لذلك عدة أمور:
1) السبب الذي من أجله ألف البخاري صحيحه، قال رحمه الله: كنا عند إسحاق بن راهوية؛ فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.
فهذا واضح في أنه لم يقصد استيعاب كل الصحيح، بل قصد جمع مختصر في الأحاديث الصحيحة.
2) تصريح البخاري نفسه بتركه جملة من الأحاديث الصحيحة خشية الإطالة، قال: ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح، وتركت من الصحاح كيلا يطول الكتاب.
3) تصحيحه لجملة من الأحاديث التي لم يوردها في كتابه الصحيح، وقد نقل كثير منها الإمام الترمذي عنه.
وكذلك الحال بالنسبة للإمام مسلم فلم يقصد استيعاب الأحاديث الصحيحة، وقد قال رحمه الله: ليس كل شيء صحيح وضعته هنا، إنما وضعت هنا ما أجمعوا غليه.
وبهذا يظهر خطأ من قصر تصحيح البخاري للأحاديث على ما جاء في الصحيح فقط.
ومن ذلك اعتراض الإمام ابن عبد البر رحمه الله على الترمذي رحمه الله لمّا نقل عن البخاري رحمه الله تصحيح حديث أبي هريرة رضي الله عنه "هو الطهور ماءه الحل ميتته" حيث اعترض ابن عبد البر بقوله: لو كان عنده صحيحا لأخرجه في مصنفه الصحيح.
فتعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله: وهذا مردود لأنه لم يلتزم الاستيعاب.
والله تعالى أعلم
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 06:19]ـ
إذا أخرج البخاري الحديث بسنده ولفظه ورواه غير البخاري بنفس السند لكن بزيادة في متن الحديث
فهذا الزيادة يعرض عنها صاحب لضعفها.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 07:16]ـ
ـ تنبيه: قولي في المشاركة: هل إعراص الشيخان [كذا] وهم.صوابه: هل إعراض الشيخين. بارك الله فيكم.
ـ[محمود الرضواني]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 08:03]ـ
ليتنا نجد من يتحفنا بنماذج حديثية؛ لنعرف منهج الشيخين في ترك مثل هذه الأحاديث
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 11:26]ـ
الحديثُ إن كان أصلاً في بابه وتركه البخاريُّ أو مسلمٌ أو كلاهما، ففيه عِلَّةٌ خَفِيَت على مَن صحَّحه. قال ابن الصلاح (صيانة صحيح مسلم ص95): ((إذا كان الحديثُ الذي تركاه - أو أحدُهما - مع صحّة إسنادِه أصلاً في معناه عُمدةً في بابه، ولم يُخرجا له نظيراً: فذلك لا يكون إلا لعِلَّةٍ فيه خَفِيَتْ واطّلعا عليها - أو التاركُ له منهما - أو لغفلةٍ عرَضَت، والله أعلم)). اهـ
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 11:53]ـ
مثال:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا، الَّذِي وَعَدْتَهُ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، إِلا حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي "(/)
عدم صحة حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة للمحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 12:59]ـ
صحة حديث لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة
فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان أمدّ الله في عمره على عمل صالح.
قرأت في أحد الكتب حديث حذيفة ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس وسط الحلقة)).
فتعاظمت هذا الوعيد في مثل هذا العمل اليسير فقلت أكتب لفضيلتكم تبينون درجته فإن صح عندكم فما معناه؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه أبو داود في سننه (4826) حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثنا قتادة حدثني أبو مجلز عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة)).
ورواه أحمد (5/ 384) والترمذي (2753) والحاكم (4/ 281) من طريق شعبة عن قتادة نحوه.
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وصححه الحاكم وفيه نظر.
فالحديث رواته ثقات غير أنَّ أبا مجلز لا حق بن حميد لم يسمع من حذيفة قاله يحيى بن معين.
وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا حجاج بن محمد قال قال شعبة لم يدرك أبو مجلز حذيفة (العلل رقم 788).
فأصبح الحديث ضعيفاً وهو ليس على ظاهره اتفاقاً.
وقد تأوله قوم على الرجل السفيه الذي يقيم نفسه مقام السخرية ليكون ضحكة بين الناس.
وتأوله آخرون على من يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها ولا يقعد حيث انتهى به المجلس فلعن للأذى.
وتأولته طائفة ثالثة بتأويل آخر.
ولا يصح من هذه التأويلات شيء وقد علمتَ أن الحديث معلول فلا يؤخذ منه حكم.
*************
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 06:05]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ المُحدّث الغالي على القلب "سليمان العلوان" فرّج الله عنه ونفع بعلمه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:23]ـ
للا ستفسار كبف نجمع بين قول الامام احمد في عدم سماع ابي مجلز وماوجدته في الاداب الشرعية
قال الخلال: (كراهية الجلوس في وسط الحلقة) أنبأنا أبو داود قال: رأيت أحمد بن حنبل رضي الله عنه إذا كان في الحلقة فجاء رجل فقعد خلفه يتأخر يعني يكره أن يكون وسط الحلقة لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه ويتوجه تحريم ذلك ولعله مراد الخلال فإن عليه السلام لعن من جلس وسط الحلقة رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وغيرهم من رواية أبي مخلز عن حذيفة ولم يسمع منه.
قال في النهاية: إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم بظهره فيؤذيهم بذلك ويسبونه ويلعنونه
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:46]ـ
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال ثنا قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة: في الذي يقعد في وسط الحلقة قال ملعون على لسان النبي أو لسان محمد صلى الله عليه و سلم
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف.
حدثنا أحمد بن عبدة، قال: أنبأنا يزيد بن زريع، قال: أخبرنا سعيد يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي مجلز، أن حذيفة bه رأى رجلا جلس في وسط الحلقة فقال: «أما هذا فملعون على لسان محمد a أو قال: ملعون على لسان محمد a من جلس وسط الحلقة» وهذا الحديث لا نعلم يروى إلا عن حذيفة بهذا الإسناد.
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة وحجاج حدثني شعبة عن قتادة عن أبي مجلز لاحق بن حميد وقال حجاج سمعت أبا مجلز قال: قعد رجل في وسط حلقة قال فقال حذيفة ملعون من قعد في وسط الحلقة على لسان محمد صلى الله عليه و سلم وقال لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قعد في وسط الحلقة قال حجاج قال شعبة لم يدرك أبو مجلز حذيفة
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 08:48]ـ
للا ستفسار كبف نجمع بين قول الامام احمد في عدم سماع ابي مجلز وماوجدته في الاداب الشرعية
قال الخلال: (كراهية الجلوس في وسط الحلقة) أنبأنا أبو داود قال: رأيت أحمد بن حنبل رضي الله عنه إذا كان في الحلقة فجاء رجل فقعد خلفه يتأخر يعني يكره أن يكون وسط الحلقة لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى كلامه ويتوجه تحريم ذلك ولعله مراد الخلال فإن عليه السلام لعن من جلس وسط الحلقة رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وغيرهم من رواية أبي مخلز عن حذيفة ولم يسمع منه.
قال في النهاية: إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم بظهره فيؤذيهم بذلك ويسبونه ويلعنونه
بارك الله فيكم
يجمع بينهما _إذا لم نقل أن الحديث صح عنده من غير طريق أبي مجلز عن حذيفة_ بأن الإمام أحمد يعمل بالضعيف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه وأمثلة ذلك كثيرة في فقهه رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 10:56]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهو جمع حسن
وقد ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله فقال في إعلام الموقعين: «الأصل الرابع من أصول الإمام أحمد التي بنى عليها فتاويه: الأخذ بالمرسل، والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر، ولا ما في رواته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه والعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحَسَن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثرًا يدفعه، ولا قول صاحب، ولا إجماعًا على خلافه: كان العمل به عنده أولى من القياس»(/)
عدم صحة حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء للشيخ العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 01:01]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
قرأت في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله أنه صحح حديث عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
وقد سمعت من بعض العلماء أن هذا الحديث لا يصح فأحببت أن أرفع هذا السؤال لفضيلتكم لمعرفة الصحيح من ذلك والله أسأل أن يسدّد خطاكم وينفع فيكم القاصي والداني.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي (1397) وأحمد في مسنده (6/ 43) وأبو داود (228) والترمذي (118) وابن ماجة (581) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة قالت. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء).
وهو معلول أخطأ فيه أبو إسحاق واضطرب فيه ولم يأت به على وجهه الصحيح وقد رواه غير واحد عن الأسود عن عائشة بلفظ آخر فقد خرّج مسلم في صحيحه من طريق إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان جنباً أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءَه للصلاة)) وهذا هو المحفوظ.
وقد ذكر أبو داود في سننه (228) عن يزيد بن هارون أنه قال هذا الحديث وهم يعني حديث أبي إسحاق. وقال الإمام أحمد (ليس صحيحاً) وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه (وقد روى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق).
وهذا لا خلاف فيه بين أئمة الحديث حكى اتفاقهم غير واحد.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في الفتح (1/ 362) وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على أبي إسحاق منهم إسماعيل بن أبي خالد وشعبة ويزيد بن هارون وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة ومسلم بن الحجاج وأبو بكر الأثرم والجوزجاني والترمذي والدارقطني.
وقال أحمد بن صالح المصري الحافظ: لا يحل أن يُروى هذا الحديث – يعني أنه خطأ مقطوع به فلا تحل روايته دون بيان علته.
وأما الفقهاء المتأخرون: فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله فظن صحته.
وهؤلاء يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح ولا يتفطنون لدقائق علم علل الحديث. ووافقهم طائفة من المحدثين كالطحاوي والحاكم والبيهقي ... ).
وتبعهم على ذلك بعض أهل عصرنا وجزموا بصحة الخبر معتمدين على ظاهر إسناده وثقة رواته وهذه غفلة عن دقائق علم العلل ومخالفة لصنيع أئمة هذا الشأن الذين أطبقوا على خطأ أبي إسحاق واضطرابه في ذلك وتفرده عن الثقات والله أعلم.
*************(/)
معنى حدبث ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 10:22]ـ
قال الامام النووي رحمه الله
قوله صلى الله عليه وسلم: " يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " ضبطناه: يرى بضم الياء والكاذبين بكسر الباء وفتح النون على الجمع وهذا هو المشهور في اللفظتين.
قال القاضي عياض: الرواية فيه عندنا الكاذبين على الجمع , ورواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه المستخرج على صحيح مسلم حديث سمرة الكاذبين بفتح الباء وكسر النون على التثنية واحتج به على أن له أن يشارك البادئ بهذا الكذب , ثم رواه أبو نعيم من رواية المغيرة الكاذبين أو الكاذبين على الشك في التثنية والجمع.
وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء في يرى وهو ظاهر حسن , فأما من ضم الياء فمعناه يظن , وأما من فتحها فظاهر ومعناه وهو يعلم , ويجوز أن يكون بمعنى يظن أيضا. فقد حكي رأى بمعنى ظن. وقيد بذلك لأنه ; لا يأثم إلا بروايته ما يعلمه أو يظنه كذبا , أما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيره كذبا , أو علمه ,
وأما فقه الحديث فظاهر ففيه تغليظ الكذب والتعرض له وأن من غلب على ظنه كذب ما يرويه فرواه كان كاذبا , وكيف لا يكون كاذبا وهو مخبر بما لم يكن , وسنوضح حقيقة الكذب وما يتعلق بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا
ـ[ابن تيميه الصغير]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 02:08]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 02:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ما مدى صحة هذا الحديث: الشيخ في أهله كالنبي في أمته
ـ[وليد محروز]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 01:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة هذا الحديث
" الشيخ في أهله كالنبي في أمته أو قيل في قومه "
وجزاكم الله خيرا جميعا
ـ[ابو بردة]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 09:33]ـ
موضوع
قال الحافظ السخاوي في المقاصد
حديث: الشيخ في قومه كالنبي في أمته،
ابن حبان في الضعفاء والديلمي كلاهما من حديث رافع بن أبي رافع عن أبيه مرفوعاً به، وذكره ابن حبان في ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم الأفريقي وأنه رواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً قال: وهذا موضوع انتهى، ولعل البلاء فيه من غير الأفريقي فهو جليل القدر ثقة لا ريب فيه، وممن جزم بكونه موضوعاً شيخنا ومن قبله التقى ابن تيمية فقال: إنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقوله بعض أهل العلم وربما أورده بعضهم بلفظ: الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه، وكل ذلك باطل.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 06:33]ـ
من بعد إذن أخي (أبو بردة)
هذا الحديث قد روي من طريق عدة من الصحابة:
فرواه الديلمي في (الفردوس بمأثور الخطاب ج2/ص373) عن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ "الشيخ في أهله كالنبي في أمته".
ورواه القزويني في (التدوين في أخبار قزوين ج3/ص95) عن أبي رافع رضي الله عنه؛ وذلك في ترجمة الضحاك بن علي المروزي؛ قال: روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته فقال: ثنا أبو الحسن الضحاك بن علي الصوفي شاب قدم علينا، ثنا محمد بن أحمد بن توبة المروزى، ثنا عبد الله بن محمود المروزي، ثنا محمد بن عبد الملك الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن رافع بن أبي رافع، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشيخ في أهله كالنبي في أمته". لم يروه إلا عبد الله بن محمود.
وأشار ابن حبان في (المجروحين ج2/ص39) إلى أنه مروي عن ابن عمر رضي الله عنه، وذلك خلال ترجمته لعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية، قال:
يروي عن مالك ما لم يحدث به مالك قط. لا يحل ذكر حديثه ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. روى عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشيخ في بيته كالنبي في قومه".
قال الذهبي في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص151):
عبد الله بن عمر بن غانم الأفريقي مجهول الحال، واتهمه ابن حبان وذكر له عن نافع عن ابن عمر رفعه "الشيخ في بيته كالنبي في قومه".
قال أبو داود: أحاديثه مستقيمة.
قلت: لعل الآفة في الخبرين من عثمان صاحبه.
قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب ج5/ص289):
ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل، لأنه جليل القدر ثقة لا ريب فيه، ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه.
قال المناوي في (فيض القدير ج4/ص185):
أخرجه الخليلي في (مشيخته)، وابن النجار في (تاريخه)، كلاهما من حديث أحمد بن يعقوب القرشي الجرجاني الأموي، عن عبد الملك القناطري، عن إسماعيل، عن أبيه، عن رافع، عن أبي رافع.
قال ابن حبان: وهذا موضوع. وقال غيره: هذا باطل. وقال الزركشي: ليس من كلام النبي.
ورواه ابن حبان في (الضعفاء) والشيرازي في (الألقاب) وكذا الديلمي عن ابن عمر بن الخطاب. ثم تعقبه مخرجه ابن حبان: بأن ابن غنائم يروي عن مالك ما لم يحدث به قط. وذكره ابن حبان في ترجمة ابن عمر وقال: هذا موضوع. قال السخاوي: وجزم شيخنا يعني ابن حجر بكونه موضوعا ومن قبله ابن تيمية.
وقال ابن حجر في (لسان الميزان ج3/ص43):
سعيد بن معن، لا يكاد يعرف، واتهمه بعضهم. روى عن مالك بن أنس لكن الإسناد إليه مظلم، فذكر علي بن محمد بن حاتم القومسي، حدثنا يحيى بن محمد بن خشيش الأموي، ثنا يحيى بن عون السكري، ثنا أبي، ثنا سعيد ابن معن، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله عز وجل الجنة حفها بالريحان وحف الريحان بالحناء، وإن المختضب بالحناء لتصلى عليه ملائكة السماء". رواه الحسن بن يوسف الفحام أيضا عن ابن خشيش، فلعله الذي اختلقه. انتهى
والضمير في قوله: (لعله) لابن خشيش، لا للحسن بن يوسف.
وقد أخرج الخطيب في الرواة عن مالك الحديث المذكور من طريق القومسي وقال: رواه الدارقطني عن أحمد بن إسحاق الأنباري، عن الفحام.
قلت: راجعت غرائب مالك للدارقطني فوجدته أخرج الحديث عن الحسن بن رشيق، عن علي بن يعقوب بن سويد الوراق (ح) وعن أحمد بن محمد بن إسحاق الباموري، عن الحسن بن محمد بن يوسف الفحام، كلاهما عن يحيى بن محمد بن خشيش.
قال: ورواه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، عن ابن خشيش ولم اسمعه منه، عن يحيى بن عون، ثنا أبي، ثنا سعيد بن معن المديني به؛ وزاد في المتن: "وإن الشيخ في بيته مثل النبي في أمته"، وقال: باطل. ومن دون مالك ضعفاء.
وقال ابن حجر أيضا في (لسان الميزان ج5/ص267):
محمد بن عبد الملك الكوفي القناطيري، شيخ لعبد الله بن محمد السعدي المروزي. روى حديثا باطلا: "الشيخ في أهله كالنبي في أمته"، ساقه ابن عساكر في معجمه وقال: قيل له القناطيري لأنه كان يكذب قناطير.
وقال الخليلي في (الإرشاد ج1/ص420):
حديث (الطير) وضعه كذاب على مالك يقال له: صخر الحاجبي، من أهل مرو، وهو مشهور بذلك.
وهو الذي وضع حديثا بروايته عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشيخ في أهله كالنبي في قومه" وضعه مرة على الليث بن سعد، ثم جعله على مالك بن أنس.
قال ابن حجر في (لسان الميزان ج3/ص182):
صخر بن محمد المنقري الحاجبي المروزي، عن مالك. قال ابن طاهر: كذاب. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بالبواطيل. وقال أبو سعيد النقاش وأبو نعيم الأصبهاني: روى عن مالك والليث وغيرهما موضوعات.
قال السخاوي: ويقويه حديث: "العلماء ورثة الأنبياء" وإن كان ضعيفا. ويؤيده قوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد محروز]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:34]ـ
جزاكم الله خيرا على ردكم بارك ربي بكم ونفع بكم غيركم
ـ[ابو بردة]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 09:28]ـ
من بعد إذن أخي (أبو بردة)
بارك الله فيك
فوائدك الطيبة 000 لا تحتاج إلى إذن أخي الفاضل
ـ[وليد محروز]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 03:40]ـ
جزاكم الله خيرا على ردكم بارك ربي بكم ونفع بكم غيركم
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 12:53]ـ
الجامع الصغير: الشيخ في أهله كالنبي في أمته , وكذا: الشيخ في بيته كالنبي في قومه , وأيضا: (الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه).
قال ابن تيمية: هذا ليس من كلام النبي وإنما يقوله بعض الناس , ووضّعه ابن حبّان وقال غيره: أسنى المطالب ج:1 ص:169 أحاديث القصاص ج:1 ص:85
وذكره السيوطي في الجامع مع قوله: إنه صانه عما تفرد به وضاع أو كذاب ,. . الجد الحثيث ج:1 ص:122
وقال السيوطي عن الحديث: لا أصل له , وكذّبه: محمد الأمير الكبير المالكي.
قال الحافظ ابن حجر:
" وهذا موضوع. ولعل ابن حبان ما عرف هذا الرجل لأنه جليل القدر ثقة لا ريب فيه. ولعل البلاء في الأحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه ".
ـ[وليد محروز]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:37]ـ
جزاكم الله خيرا على ردكم بارك ربي بكم ونفع بكم غيركم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فوائد من كتاب دفاع عن الحديث النبوي والسيرة للِإمام الألباني
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 03:26]ـ
إطلاق الصحاح على السنن الأربعة خطأ
قال الإمام العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني – تغمده الله برحمته -:
" والذي يتلخص من هذا الفصل أن الدكتور، لم يكن الصواب حليفه حين أطلق: ((صحاح السنة)) على غير الصحيحين من الكتب المتقدمة، و أننا أثبتنا له ضعف أربعة أحاديث من أصل أحد عشر حديثاً عزاها إليها! فكيف يكون الحال لو أن عددها كان بلغ المائة أو المئات؟ لا شك أن نسبة الضعف فيها سيرتفع بنسبة الزيادة فيها! ".
كذا في "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة" – (ص 17).
قول المرء رواه فلان تعني بإسناده
قال الألباني:
" كذا قال الدكتور المسكين: ((رواه ابن كثير))! و متى كان ابن كثير راوية؟ فإن قول المرء: رواه فلان، معناه عند العلماء بإسناده، و لذلك لا يجوز عندهم أن يقال: ((رواه البخاري)) في حديث عنده لم يسق إسناده، بل يقول إشارة إلى ذلك: ((رواه البخاري معلقاً))، ففي قول الدكتور هذا إيهام للقارئ الذي لا علم عنده بطريقة ذكر ابن كثير للحديث أنه رواه بإسناده! فالصواب أن يقال: ((قال ابن كثير: قال قتادة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال)). فذكره لأنه هو الذي قاله ابن كثير، و لا إيهام فيه، بل فيه التصريح بأن قتادة بلغه الحديث و لم يسمعه من أحد من الصحابة فهو مرسل، فهو ضعيف)) دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - (ص 20). وقال الألباني – رحمه الله -:
" على أن قول القسطلاني: ((ذكره صاعد)) يشعر أنه ذكره معلقاً بدون إسناد فيكون معضلاً، فيكون الخبر ضعيفاً لا يصح، حتى و لو كان صاعد معروفاً بالثقة و الحفظ، و هيهات هيهات". " دفاع عن الحديث النبوي و السيرة "- (ص 24)
وقال الألباني:
" ومنه تصديره إياه بقوله: ((يقول ابن هشام))، فإن هذا إنما يقال عند أهل العلم فيما كان معلقا بدون إسناد، كما سأبينه في الحديث الآتي، و الواقع هنا أن ابن هشام قد ذكر إسناده كما رأيت، فالتصدير المذكور خطأ واضح، و الصواب: ((روى ابن هشام)) و روى ابن سعد، و هكذا". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - (ص 26) ".
من الخطأ أن يعزى حديث في الصحيحين للسنن وحديث في السنن لغيرها
قال الألباني – رحمه الله -:
" فإن من المعلوم عندهم أنه لا ينبغي عزو حديث هو في ((الصحيحين)) أو أحدهما إلى السنن الأربعة فضلا عمن دونهم، فكيف يجوز عزوه إلى من هو دونهم جميعاً كالزركشي صاحب ((إعلام الساجد))؟! قال مغلطاي: ((ليس لحديثي عزو حديث في أحد الستة لغيرها، إلا لزيادة ليست فيها، أو لبيان سنده ورجاله)). نقله المناوي في ((فيض القدير)) (1/ 280) ". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة" - (ص 48).
حديث غريب تعنى ضعيف غالبا لا دائما
قال الألباني:
" ويلوح لي أن الذي غر الدكتور و أوقعه في هذا الخطأ الفاحش أن قول العلماء: ((حديث غريب)) يعنون أنه ضعيف غالباً، و لم يعلم أن الغرابة قد تجامع الصحة فضلاً عن الحسن أحياناً، كما في قول الترمذي في هذا الحديث، و هو كما يجمع أحياناً في الحديث الواحد بين لفظي: ((حسن صحيح)) و يجمع بين لفظي ((حسن غريب)) وكما أن الحديث الذي قال فيه ((حسن صحيح)) ". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة "- (ص 68).
(له مناكير) ليس جرحا يسقط الحديث عن درجة الثبوت
قال الألباني:
"، فإن قول الذهبي في ابن غزوان: ((له مناكير)) ليس جرحاً يسقط الحديث عن درجة الثبوت، و لو في مرتبة الحسن، و ذلك من وجهين:
الأول: أن قول الذهبي أو غيره في الراوي: ((له مناكير)) ليس بجرح مطلقاً خلافاً لصنيع البوطي هنا لا سيما إذا كان ثقة كما هو شأن ابن غزوان هذا على ما يأتي بيانه، قال الذهبي في ((الميزان)) (1/ 56): ((و ما كل من روى المناكير ضعيف)). و قال الإمام ابن دقيق العيد: ((قولهم: ((روى مناكير)) لا يقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته و ينتهي إلى أن يقال فيه: منكر الحديث، لأن منكر الحديث و صف في الرجل يستحق به الترك لحديثه)). (راجع فتح المغيث للسخاوي 1/ 346 - 347) (39) ". "دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - (ص 68) ".
إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفا
قال الألباني:
" أقول: إي و الله إنه لمن النفائس العزيزة التي يغفل عنها كثير من المشتغلين بهذا العلم، فضلاً عن غيرهم ممن لا معرفة لهم به مطلقاً، كهذا الذي نحن في صدد الرد عليه، و التحذير من آثار جهله، ولذلك فإنه لما لخص الحافظ ابن كثير كلام ابن الصلاح هذا في ((مختصره)) (ص 43) و أقره عليه، علق عليه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بقوله: ((و بذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب، ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع ازداد ضعفاً، لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحيث لا يرويه غيرهم، يرفع الثقة بحديثهم، و يؤيد ضعف روايتهم و هذا واضح" .. " دفاع عن الحديث النبوي و السيرة - (ص 117) ".
انتقاها غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(/)
شرح حديث (غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا) عبد المحسن العباد.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 04:59]ـ
باب: (ما يقول الرجل إذا طعم)، جزء من محاضرة: (شرح سنن أبي داود 434) للشيخ: (عبد المحسن العباد).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
شرح حديث: (كان رسول الله إذا رفعت المائدة قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ... ).
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول الرجل إذا طعم، حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن ثور عن خالد بن معدان عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا رفعت المائدة قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا).
قوله: [باب: ما يقوله إذا طعم]، يعني: المسلم بعد الفراغ من الطعام. وأورد أبو داود حديث أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه: [(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفعت المائدة - يعني: إذا انتهى من الطعام - قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا)].
فهذا دعاء كان يدعو به الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الطعام، وهذا ثناء على الله عز وجل وحمد له على نعمه ومنها: نعمة الطعام الذي رزق الله إياه عباده، ووفق لتحصيله والاستفادة منه.
وقوله: [(غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا)] يعني: أن الله تعالى يستغني وغيره لا يستغني عنه، والله تعالى هو الكافي وغير الله تعالى هو الذي يكفيه.
فقوله: (غير مكفي) مثل قوله عز وجل: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} [الأنعام:14]، فهو الذي يكفي الناس سبحانه، قال عز وجل: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] أي: كافيه.
قوله: (ولا مودع) يعني: ولا متروك؛ لأنه لا يستغنى عن الله عز وجل طرفة عين، فهو المنعم المتفضل الذي له الحمد على كل حال، وما من نعمة في الناس إلا وهي من الله، قال عز وجل: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ * وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم:33 - 34]. وقال عز وجل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى:3] يعني: ما تركك.
قوله: (ولا مستغنى عنه) أي: أن الله لا يستغنى عنه طرفة عين، وهو غني عن الخلق، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15]، فكل من سواه فهو مفتقر إليه، والله تعالى غني عن كل أحد، وهذا هو معنى الصمد، أي: الذي تصمد الخلائق إليه بحوائجها؛ لأنه الغني عن كل من سواه، المفتقر إليه كل من عداه.
منقول من تسجيلات الشبكة الإسلامية ..
ـ[ناجية أحمد]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
جزاك الله خير
على نقلك المفيد نفع الله بك
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 08:14]ـ
بارك الله فيك و نفع الله بك و بالشيخ حفظكما الله
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 09:25]ـ
جزاكم الله خيرا على الكلام المفيد.
وقد علّق الشيخ العلامة عبد المحسن العباد على رجال الحديث فقال: قوله: [حدثنا مسدد]. هو مسدد بن مسرهد ثقة، أخرج له البخاري و أبو داود و الترمذي و النسائي. [حدثنا يحيى]. هو يحيى بن سعيد القطان البصري ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن ثور]. هو ثور بن يزيد وهو ثقة، أخرج له البخاري وأصحاب السنن. [عن خالد بن معدان]. خالد بن معدان ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. [عن أبي أمامة]. هو أبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة. (شرح سنن أبي داود) (20/ 162).
قال الشيخ ابن عثمين: إننا لا نستغني عن الله عز وجل ولا أحد يكفينا دونه فهو سبحانه حسبنا وهو رازقنا جل وعلا.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 10:06]ـ
كل هذه التفسيرات بناء على أحد الإحتمالات في الحديث، وفيها أقوال أخرى.
قال القارئ في المرقاة (8/ 110): ((غير مكفي) بنصب غير في الأصول المعتمدة على أنه حال من الله أو من الحمد وهو أقرب. وفي نسخة برفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف هو هو، والمرجع هو هو ومكفي اسم فاعل من الكفاية، والضمير راجع إلى الحمد أي لا يكتفي بهذا القدر من الحمد، فإن كل حمد يحمد به الحامدون فهم فيه مقصرون، وقيل الضمير راجع إلى الله [تعالى] أي غير محتاج إلى أحد فيكفي، لكنه يطعم ولا يطعم، ويكفي ولا يكفي؛ وقيل: يحتمل أنه يكون من كفات الإناء أي غير مردود عليه إنعامه، ويحتمل أن يكون الضمير للطعام ومعناه أنه غير مكفي من عندنا بل هو الكافي والرازق، وذكر ابن الجوزي عن أبي منصور الجوالقي أن الصواب غير مكافأ بالهمز أي نعمة الله لا تكافأ قال العسقلاني: وثبت هذا اللفظ هكذا في حديث أبي أمامة بالياء ولكل معنى والله أعلم ... )
وقال العيني في عمدة القارئ (21/ 78): (قلت: هذا التطويل بلا طائل، بل لفظ مكفي، من الكفاية وهو اسم مفعول أصله مكفوي على وزن مفعول، ولما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء ثم أبدلت ضمة الياء كسرة لأجل الياء والمعنى: هذا الذي أكلنا ليس فيه كفاية لما بعده بحيث إنه ينقطع ويكون هذا آخر الأكل، بل هو غير منقطع عنا بعد هذا، بل تستمر هذه النعمة لنا طول أعمارنا، ولا تنقطع والله أعلم. قوله: (ولا مودع)، بضم الميم وفتح الواو، وتشديد الدال المفتوحة قالت الشراح: معناه: غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده. قلت: معناه غير مودع منا من الوداع يعني: لا يكون آخر طعامنا ويجوز كسر الدال يعني: غير تارك الطعام لما بعده. قوله: (ولا مستغني عنه) يؤكد المعنى الذي قلنا: وحاصله لا يكون لنا استغناء منه).اهـ
والراجح عندي حمل المشترك على جميع معانية إن لم يكن بينها تضاد فلا مانع من عود الضمير إلى الله عزوجل والدعاء نفسه و الطعام.
والله علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 04:15]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا المنذر , ولكن لا استغناء عن بعضها من الأخر.(/)
هل سمع أبوالعالية من عمر؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Mar-2009, مساء 09:34]ـ
/// اختُلِفَ في سماع أبي العالية الرِّياحي عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، فقد نقل البيهقي عن الشَّافعي أنَّه لم يسمع من عمر، وتابعه على قوله في سننه (3/ 169).
/// وقد استدرك عليه الذَّهبي في المهذَّب عليهما فقال: «بلى! سمع منه».
/// وفي العلل ومعرفة الرجال لعبدالله بن أحمد: «قلتُ لأبي: أبوالعالية الرِّياحي سمع من عمر؟ قال: يقولون ذاك».
/// وفي تهذيب التَّهذيب لابن حجر: «قال ابن المديني: أبوالعالية سمع من عمر .. ».
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:27]ـ
قال ابن سعد في طبقاته [7/ 117]: قال: قال حجاج: قال شعبة: قد أدرك رفيع عليا ولم يسمع منه، وقال غيره: قد سمع من عمر وأبي بن كعب وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
وقال ابن عبد البر في كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى [2/ 836]: روى عن أبي بكر وعمر واختلف في سماعه منهما والأصح انه قد سمع منهما. اهـ
وقال ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل [3/ 510]: روى عن أبي بكر رضي الله عنه وهو غير محفوظ ويثبت له عن عمر وعلي وابن مسعود وابي ايوب وابن عباس. اهـ
وقال مغلطاي في كتابه إكمال تهذيب الكمال [4/ 397]: ونقل المزي من " كتاب الاجري " على إعادته في التقليد وترك إلى جانبها: وسمع من عمر وعثمان، وقال رأيت أبا بكر. اهـ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 01:04]ـ
سماع (أبو العالية الرياحي) رحمه الله تعالى من الخليفة الراشد (عمر بن الخطاب) ثابت صحيح مسموع.
وإليك طرفا من أندر ما قد تجد في بيان ذلك:
قال أبو نعيم عند ترجمته في (تاريخ أصبهان ج1/ص369):
روى عن أبي موسى وعمر وأبي بن كعب وغيرهم.
وروى الفسوي في (المعرفة والتاريخ ج3/ص139) بسنده قال:
حدثنا سليمان قال: ثنا حماد، عن عاصم قال: قال أبو العالية: قرأنا القرآن قبل أن يقتلوا صاحبهم ويفعلوا ما فعلوا باثني عشرة سنة. يعني: قبل أن يقتلوا عثمان.
وقال ابن رجب في (شرح علل الترمذي ج2/ص597) بعد كلام له:
أبا العالية سمع ممن هو أقدم موتاً من علي، فإنه قيل: أنه سمع من أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ.
وقد أورد له الدارقطني في الغرائب والأفراد حديثا واحد يرويه عن عمر رضي الله عنه، قال أبو طاهر في (أطراف الغرائب والأفراد ج1/ص156):
أبو العالية، عن عمر: حديث: "تعلموا القرآن خمس آيات ... " الحديث.
تفرد به أبو خالد عن أبي العالية عنه، وعنه علي بن بكار.
وقال النووي في (تهذيب الأسماء ج2/ص530):
من كبار التابعين المخضرمين، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبي بكر الصديق، وصلى خلف عمر رضي الله عنهما، وروى عن علي وأبن مسعود وأبي بن كعب وأبي أيوب وأبي موسى وابن عباس وأبر برزة.
ومثله قال المزي في (تهذيب الكمال ج9/ص215):
أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، ودخل على أبي بكر الصديق، وصلى خلف عمر بن الخطاب، وروى عن أبي بن كعب د ت س، وأنس بن مالك ت، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم د، وحذيفة بن اليمان ورافع بن خديج سي، وعبد الله بن عباس ع، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب وأبي أيوب الأنصاري وأبي برزة الأسلمي د سي، وأبي ذر الغفاري وقيل عن أبي مسلم الجذمي س، عن أبي ذر وعن أبي سعيد الخدري س، وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة ت، وعائشة أم المؤمنين د ت س.
وقال عبد الغني في (تكملة الإكمال ج4/ص93):
وأبو العالية الرياحي قال أبو عبد الله بن منده: اسمه رفيع، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عمر بن الخطاب.
وقال ابن الجوزي في (صفة الصفوة ج3/ص212):
أسند أبو العالية عن أبي بكر الصديق وعمر وعلي وأبى ابن كعب وأبي موسى وأبي هريرة وابن عباس في جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، إلا أنه أرسل الحديث عن بعض هؤلاء.
وروى ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج7/ص113) بسند صحيح:
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو خلدة قال: حدثني أبو العالية قال: أكثر ما سمعت من عمر يقول: (اللهم عافنا واعف عنا).
وقال في (طبقات المحدثين بأصبهان ج1/ص313):
أبو العالية رفيع الرياحي، روي عن أبي موسى: أنه خطبهم بأصبهان. وكان ممن شهدها، وقرأ القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين. وروى عن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وغيرهم، وأدرك الجاهلية والإسلام وروى عن أبي بكر حديثا لم يروه غيره.
قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب ج3/ص246):
وقال ابن المديني: أبو العالية سمع من عمر؛ حدثنا معمر، عن هشام، عن حفصة، عن أبي العالية قال: قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات.
وقال الذهبي في (الكاشف ج1/ص397):
رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي مولاهم البصري، رأى الصديق وروى عن عمر.
وروى الذهبي في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج3/ص203) عن أسد بن موسى قال:
حدثنا سعيد أخو حماد بن زيد، عن المهاجر أبي خالد، حدثني أبو العالية رفيع قال: حدثني عشرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أكثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له هوى سوى الجماعة يغضب ويرضى ويعرف قلا تعدونه شيئا".
بل أن الإمام البخاري ومسلم رحمهما الله قد أثبتا روايته وسماعه من عمر:
قال الإمام مسلم في (الكنى والأسماء ص621):
أبو العالية رفيع الرياحي؛ سمع عمر بن الخطاب وابن عباس.
وقال الإمام البخاري في (الكنى ص89):
أبو العالية الرياحي؛ اسمه رفيع، سمع عمر بن الخطاب.
ومثلهما قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ج3/ص510):
رفيع أبو العالية الرياحي؛ من بنى تميم، بصري، أدرك الجاهلية وكان أعتق سائبة مولى امرأة، روى عن أبى بكر رضي الله عنه وهو غير محفوظ، ويثبت له عن عمر وعلى وابن مسعود وأبى أيوب وابن عباس.
فهل بعد هذا كلام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 01:35]ـ
/// بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 04:43]ـ
وإليك ايضا شيخنا الفاضل ..
رفيع بن مهران أبو العالية الرياحي مولاهم البصري رأى الصديق وروى عن عمر وأبي وعنه عاصم الأحول وداود بن أبي هند قالت حفصة بنت سيرين سمعته يقول قرأت القرآن على عمر ثلاث مرات توفي سنة تسعين
إن صح خبر قراءته القرآن على عمر ثلاث مرات فهل يعقل ألا يسمع منه؟؟
وجاء في التعديل والتجريح:
قال البخاري حدثني عبيد ثنا يونس عن عيسى بن عبد الله الرازي عن الربيع بن أنس البكري عن أبي العالية صحب عمر وقرأ القرآن على أبي.
التعديل والتجريح ج2/ص578
هل الخبر هذا يناقض السابق في قراءته على عمر وهنا على أُبي، أم أنه قرأ على الاثنين؟؟
وإن كان صحب عمر فحتما أنه قد سمع منه!
وأيضا:
روى عن أبى بكر رضي الله عنه وهو غير محفوظ ويثبت له عن عمر وعلى وابن مسعود وأبى أيوب وابن عباس.
الجرح والتعديل ج3/ص510
وقد ذكر البخاري في تأريخه أنه سمع من علي ولم يذكر سماعه من عمر، والتأريخ كما تعلمنا عمدة في السماع.
والله تعالى أعلم .. ومنكم شيخنا نستفيد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 09:43]ـ
/// بارك الله فيكِ ونفع بكِ وسدَّدكِ.(/)
سؤال حول رواية الحديث بالمعنى
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
طالعت منذ امد كتابا تعرض صاحبه في معرض استدلاله على مسالة الى رواية الحديث النبوي الشريف فذكر ان اغلب المرويات النبوية نقلت اليبا بالمعنى وليس باللفظ مما اشكل علي فهل من متخصص وضابط للمسالة فيجيبني عن حقيقة الدعوى ونسبة ما روي بالمعنى مقارنة بغيره من الاحاديث
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 04:56]ـ
سأكتب لك طرفا أخي الفاضل ومن خلاله أتمنى أن تتضح لك الصورة، وليس غرضي التقصي ولكن الإلماح، والمجال واسع لمن أراد ذلك:
أخي العزيز مما ذكره الحافظ ابن حجر عند كلامه في بيان أي الصحيحين أفضل، قال:
(قلت: وما فضله به بعض المغاربة ليس راجعا إلى الأصحية، بل هو لأمور:
أحدها: ما تقدم عن ابن حزم.
والثاني: أن البخاري كان يرى جواز الرواية بالمعنى، وجواز تقطيع الحديث من غير تنصيص على اختصاره، بخلاف مسلم، والسبب في ذلك أمران:
أحدهما: أن البخاري صنف كتابه في طول رحلته، فقد روينا عنه أنه قال: "رب حديث سمعته بالشام فكتبته بمصر، ورب حديث سمعته بالبصرة فكتبته بخراسان".
فكان لأجل هذا ربما كتب الحديث من حفظه فلا يسوق ألفاظه برمتها، بل يتصرف فيه ويسوقه بمعناه.
الثاني: أن البخاري استنبط فقه كتابه من أحاديثه، فاحتاج أن يقطع المتن الواحد إذا اشتمل على عدة أحكام. انتهى
فبان بذلك أخي أن رواية الحديث بالمعنى مما قد اختلف فيه أهل الحديث وأئمته اختلافا مشهورا، ومنهم من جوزه ومنهم من منعه.
وقد ذكر رحمه الله تعالى أمثلة من الأحاديث التي رواها بعض الرواة بالمعنى الذي وقع له؛ وحصل من ذلك الغلط لبعض الفقهاء بسببه.
وذكر في موضع آخر: أن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوز الرواية بالمعنى.
وعليه فقد تشدد العلماء في مسألة الرواية بالمعنى فلم يمضوها على غاربها أبدا، قال الحافظ ابن الصلاح:
(إذا أراد رواية ما سمعه على معناه دون لفظه؛ فإن لم يكن عالما عارفا بالألفاظ ومقاصدها، خبيرا بما يحيل معانيها، بصيرا بمقادير التفاوت بينها؛ فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك، وعليه أن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه من غير تغيير.
فأما إذا كان عالما عارفا بذلك، فهذا مما اختلف فيه السلف وأصحاب الحديث وأرباب الفقه والأصول؛ فجوزه أكثرهم. ولم يجوزه بعض المحدثين وطائفة من الفقهاء والأصوليين من الشافعيين وغيرهم. ومنعه بعضهم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجازه في غيره.
والأصح؛ جواز ذلك في الجميع إذا كان عالما بما وصفناه، قاطعا بأنه أدى معنى اللفظ الذي بلغه؛ لأن ذلك هو الذي تشهد به أحوال الصحابة والسلف الأولين، وكثيرا ما كانوا ينقلون معنى واحدا في أمر واحد بألفاظ مختلفة، وما ذلك إلا لأن معولهم كان على المعنى دون اللفظ). انتهى
وهناك مسألة أخرى مهمة في هذا الباب أخي الكريم؛ وهي ما عبر به الحافظ ابن الصلاح بقوله:
(ينبغي لمن روى حديثا بالمعنى أن يتبعه بأن يقول: "أو كما قال، أو: نحو هذا" وما أشبه ذلك من الألفاظ. روي ذلك من الصحابة عن ابن مسعود وأبي الدرداء وأنس رضي الله عنهم). انتهى
والله تعالى أعلم
ـ[ابو هبة الباري]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 04:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله
فقط للتوضيح وجه الاشكال عندي ليس الحكم الشرعي الذي يتراوح بين المنع والجواز فالسؤال هو ان ما بين ايدينا من احاديث المصطفى وثبتت صحته هل نقل برواية الصحابة الى من بعدهم بالمعنى ام هي الفاظ النبي عليه الصلاة والسلام بلا تصرف
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لك ... بارك الله
فقط للتوضيح وجه الاشكال عندي ليس الحكم الشرعي الذي يتراوح بين المنع والجواز فالسؤال هو ان ما بين ايدينا من احاديث المصطفى وثبتت صحته هل نقل برواية الصحابة الى من بعدهم بالمعنى ام هي الفاظ النبي عليه الصلاة والسلام بلا تصرف
نفس الفكرة!!(/)
السوال إلي المتخصصين بالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد.
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهاد والسير
42 - باب: سفر الاثنين.
2693 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث قال:
انصرفت من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لنا، أنا وصاحب لي: (أذنا وأقيما، وليؤمكما أكبركما).
السوال أن العيني وغيره كتب في تعيين أبي شهاب المذكورفي سندهذاالحديث أنه موسي بن نافع الأسدي الحناط الكوفي
ولكن المزي ماذكره في شيوخ أحمدبن يونس ولافي تلامذةخالدالحذاء فكيف أفهم هذاالسند
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 07:56]ـ
هذا الراوي ليس هو: موسى بن نافع الأسدى، و يقال الهذلى، أبو شهاب الحناط الكوفى، و يقال البصرى، و هو أبو شهاب الأكبر (مشهور بكنيته)
ولكنه: (عبد ربه بن نافع الكنانى الحناط، أبو شهاب الكوفى (نزيل المدائن، و هو الأصغر)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:19]ـ
* أبو شهاب الأكبر: موسى بن نافع الأسدي ويقال الهذلي الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته البصري وهو الأكبر صدوق من السادسة.
* أبو شهاب الأصغر: عبد ربه بن نافع الكناني الحناط بمهملة ونون نزيل المدائن صدوق يهم من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين. (ومن شيوخه: خالد الحذّاء ومن تلامذته: أحمد بن عبد الله بن يونس) انظر: تهذيب الكمال.
*وقد قلتَ (أن العيني وضع أبا شهاب في الحديث أنه موسى) ولكن وجدتُ حديثا (حدثنا (أحمد بن يونس) قال حدثنا (أبو شهاب) عن (خالد الحذاء) عن (حفصة بنت سيرين) عن أم (عطية) رضي الله تعالى عنها قالت بعث إلي نسيبة الأنصارية بشاة .... )
وقال العيني: (أبو شهاب واسمه عبد ربه بن نافع الحناط) فتأمّل!! حيث إنه بنفس الطريق السابق , وقال هو: عبد ربه الأصغر.
*حديث (حدثنا (أحمد بن يونس) حدثنا (أبو شهاب) عن (الأعمش) عن (زيد بن وهب) عن (أبي ذر) رضي الله تعالى عنه قال كنت مع النبي فلما أبصر يعني أحدا قال ما أحب أنه تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار .... )
قال العيني هنا: أبو شهاب واسمه عبد ربه الحناط بالحاء المهملة والنون المشهور بالأصغر.
* حديث (حدثنا (أحمد بن يونس) حدثنا (أبو شهاب) عن (عاصم) عن (عكرمة) عن (ابن عباس) قال أقمنا مع النبي في سفر تسع عشرة .... )
قال العيني: وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع المدائني الحناط.
* حديث (حدثنا أحمد بن يونس) حدثنا (أبو شهاب عبد ربه بن نافع) عن (يونس) عن (ثابت البناني) عن (أنس) قال حرمت علينا الخمر حين حرمت .. ) والترجمة ذكرت أنه عبد ربه وليس موسى.
* حديث (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه .... )
قال العيني: وأبو شهاب اسمه عبد ربه بن نافع الحناط بالحاء المهملة والنون وهو أبو شهاب الحناط الصغير.
* حديث (حدثنا (أحمد بن يونس) حدثنا (أبو شهاب) عن (ابن عون) عن (مجاهد) عن (عبد الرحمان ابن أبي ليلى) عن (كعب بن عجرة) قال أتيته يعني النبي فقال ادن .... )
قال العيني: وأبو شهاب هو الأصغر واسمه عبد ربه بن نافع الخياط صاحب المدائني.
* [حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب]. أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع صدوق يهم، أخرج له أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي. [عن الحذاء]. الحذاء هو خالد بن مهران الحذاء ثقة.
* [حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه: (أن رجلاً أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: قطعت عنق صاحبك ...... ).
قال ابن حجر: أبو شهاب الخياط الكبير اسمه موسى بن نافع له حديث واحد في الحج.
وقال علي بن المديني: عن يحيى القطان أفسدوه علينا قلت ماله في الصحيحين _ أي موسى بن نافع _ سوى حديثه عن عطاء عن جابر في متعة الحج بمتابعة بن جريج.
فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: لم أجد في تراجم (موسى بن نافع) من أن شيوخه أحمد بن يونس أو من تلامذة خالد الحذاء , وإنما وجدت ذلك كلّه في ابي شهاب (عبد ربه نافع) كما قلتَ أخي الكريم.
ثانيا: جميع الأحاديث التي جاءت (حدثنا احمد بن يونس حدثنا أبو شهاب) وهي ما يقارب الستة وقد وجدت جميع الشرّاح قالوا: هذا عبد ربه بن نافع , حتى وجدتُ سند بهذا الطريق (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا ابو شهاب حدثنا خالد الحذاء .. ) وقال الشيخ عبد المحسن العباد: ابو شهاب هنا: عبد ربه الصغير , وأيضا كلام للعيني مثله , ولكن وجدت كلاما عارضا للعيني وهو كلامُه بما قال أخي السائل (فاستغربت) وأشد استغرابي أنه قال: (قد سبق شرح هذا الحديث في حديث السفر) فرجعت لها فلم أجد ذكرا لأبي شهاب (موسى بن نافع) فالظاهر والله أعلم: أن هذه السلسة من طريق , لأن أكثر الطرق في هذا الحديث يختلف , وارجع لشرّاح البخاري تجد ذلك.
ثالثا: قد سبق ذكر قول الأئمة بتضعيف (موسى بن نافع) ومنهم من نكّره وحُكم عليه بأشياء كثيرة , وقال أبو عبد الله: أبو شهاب الكبير ليس له مسند إلا هذا (وهو عن الحج كما سبق).
فتبيّن خطأ العيني في نسبه لأبي شهاب الكبير عن حديث الأذان لأسباب:: 1:
1: ان موسى بن نافع لم يرو إلا حديثا واحد (وهو في الحج) وليس (في الصلاة) كما قال الأئمة.
2: وجود أحاديث بمثل هذا الطريق ولكن يقال عن أبي شهاب بأنه (عبد ربه الأصغر) وفي ذلك أحاديث كثُر لا حاجة لذكرها , ولم يأت البتة عن أبي شهاب الأكبر إلا خطأ العيني.
3: شدة قول العلماء عن أبي شهاب الأكبر إذ لو كان هو فكيف يُعدّل وقد روى أحاديث كثُر!! فلهذا كلام العيني غير تمام.
4: أني لم أجد البتة أن من شيوخ أبو شهاب الأكبر خالد الحذاء ومن تلامذته احمد بن يونس , بخلاف أبو شهاب الأصغر فقد وجدت من شيوخه خالد الحذاء ومن تلامذته أحمد بن يونس. ورجعت لترجمة أحمد بن يونس وخالد الحذّاء فلم أجد ذكرا لأبي شهاب الأكبر إنما وجدت ذكرا لأبي شهاب الأصغر فتأمل!!.
5: قال الذهبي: روى عن أبيه عن ابن عمر. عنه محمد بن كثير المصيصي. في البخاري ومسلم.وقال المزي: وموسى بن نافع هذا بصري ليس بالمعروف ولم يحضرني له شيء. وقد صدق المزي حيث إني لم أجد إلا القليل القليل لأبي شهاب الأكبر.
وانظر للزيادة: تهذيب الكمال (33/ 407).
(هذا ما تيسّر جمعه بعد بحث طويل , أسال الله أن ننتفع بالأمة , وأرجوا من أحبتي الأفاضل أن يبيّنوا خطأ حدث , والله أعلم بالصواب.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:44]ـ
بارك الله بكما أخوي الكريمين
أبو شهاب الوارد في السند المذكور، هو:
موسى بن نافع الحناط الهذلي. ويقال: الأسدي، الكوفي.
وهو أبو شهاب الأكبر
وعليه أحبتي جرى التنبيه
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 06:09]ـ
المعذرة من الجميع، أرجو المسامحة
قد زاغ البصر في النقل حفظكم الله، وكتبت الشخص الخطأ
هو على الصواب: (الأصغر) عبد ربه بن نافع.
سامحوني
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 09:55]ـ
وفيك بارك، لا بأس (بارك الله فيك أخي التميمي).(/)
نقد تعريف العدالة عند ابن حجر.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 08:10]ـ
تعريف العدالة:
التعريف المشهور المتداول للعدالة هو تعريف ابن حجر، قال ابن حجر في شرح النخبة (ص/25): (والمراد بالعدل من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة. والمراد بالتقوى اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة).
وهذا التعريف موجه إليه عدة اعتراضات فهل نطرحها للنقاش العلمي.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:33]ـ
حقيقة أخي الكريم لا أملك في هذا المنتدى إلا اسمي، ومع ذلك لا أعتقد أن القائمين عليه سيعترضون بإذن الله تعالى.
ومبدئيا هلى هذه الإعتراضات معاصرة، أم لمتأخرين قدماء؟!
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 - Mar-2009, مساء 11:46]ـ
أطرحها ولكن!!!!!!!!!!!!! بأدلة قوية لا جعجعة وما نرى فيها طحنا وإياك وعي دغة وباقل، وإياك من بخل مادر في طرح المسائل، وجد جود حاتم تحيا حياة يحيا ..... تنتظر المناقشات المقشقشات ...................
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 07:26]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ...
وبعد ...
بداية أود أن أنوه إلى أن هذا البحث الذي سوف نعرض له بإذن الله تعالى إنما هو جزء من شرحي للموقظة للإمام الذهبي، فقد قمت بشرح الحديث الصحيح والحسن في إحدى الدورات وكان شرحا موسعا - فضلا من الله ومنة - وإن أردتم أن أضع لكم إشكالات أخرى فسوف أفعل بإذن الله تعالى شريطة التفاعل والنقاش العلمي.
ولنعد الآن إلى العدالة ...
أصل هذه الإعتراضات إنما هي للصنعاني في " ثمرات النظر في علم الأثر " وقد سبرت هذا الكتاب واستخرجت منه هذه الإعتراضات وتوسعت في البحث حولها ومناقشتها مناقشة علمية ...
وكان محصلة هذه الإعتراضات عندي خمسة وكنت أنوي أن أعيد النظر في الشرح جملة وتفصيلا، إلا أنني تشاغلت عنه بغيره، وهذه آفة طلاب العلم ... فلعل في وضعها هنا للنقاش العلمي ما يثري الموضوع وينشطني وغيري لإعادة النظر والبحث، فالله المستعان ...
الاعتراض الأول: عدم الملازمة بينه وبين التعريف اللغوي للعدالة:
قال الصنعاني (ص/53: 55): [تفسير العدالة بما ذكره الحافظ تطابقت عليه كتب الأصول وإن حذف البعض قيد الابتداع إلا أنهم الكل اتفقوا أنها ملكة إلى آخره وهذا ليس معناها لغة ففي القاموس العدل ضد الجور وهو إن كان كلامه في هذه الألفاظ قليل الإفادة لأنه يقول والجور نقيض العدل فيدور، وفي النهاية العدل الذي لا يميل به الهوى، وهو وإن كان تفسيرا للعادل فقد أفاد المراد في غيرها. العدل: الاستقامة، وللمفسرين في قوله تعالى) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ)، أقوال في تفسيره قال الرازي بعد سرده للأقوال إنه عبارة عن الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وهو قريب من تفسيره بالاستقامة، وقد فسر الاستقامة الصحابة وهم أهل اللغة بعدم الرجوع إلى عبادة الأوثان وأنكر أبو بكر رضي الله عنه على من فسرها بعدم الإتيان بذنب وقال حملتم الأمر على أشده ... ].
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 06:01]ـ
نعم؛ هناك بعض الملاحظات على هذا الحد.
فهو كما قيل: منخرم في التطبيق العملي، ولا سيما في الرواة المبتدعة، ويعسر تحققه حتى على رواة الصحيحين.
والغالب على المتقدمين اشتراط الحفظ والضبط؛ بخلاف المتأخرين.
قال العلامة مغلطاي معقبا: (ذكر الخطيب وغيره أن المروءة لم يشترطها أحد إلا محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله).
قال العراقي: (وليس على ما ذكره المعترض، بل الذين لم يشترطوا على الإسلام مزيدا؛ لم يشترطوا ثبوت العدالة ظاهرا، بل اكتفوا بعدم ثبوت ما ينافي العدالة، فمن ظهر منه ما ينافي العدالة لم يقبلوا شهادته ولا روايته، وأما من اشترط العدالة وهم أكثر العلماء فاشترطوا في العدالة (المروءة)، ولم يختلف قول مالك وأصحابه في اشتراط المروءة في العدالة مطلقا).
قال الخطيب: (وقد قال كثير من الناس: يجب أن يكون المحدث والشاهد مجتنبين لكثير من المباحات، نحو: التبذل، والجلوس للتنزه في الطرقات، والأكل في الأسواق، وصحبة العامة الأرذال، والبول على قوارع الطرقات، والبول قائما، ً والانبساط إلى الخرق في المداعبة والمزاح، وكل ما قد اتفق على أنه ناقص القدر والمروءة، ورأوا أن فعل هذه الأمور يسقط العدالة ويوجب رد الشهادة.
والذي عندنا في هذا الباب: رد خبر فاعلي المباحات إلى العالم، والعمل في ذلك بما يقوى في نفسه، فإن غلب على ظنه من أفعال مرتكب المباح المسقط للمروءة أنه مطبوع على فعل ذلك، والتساهل به، مع كونه ممن لا يحمل نفسه على الكذب في خبره وشهادته، بل يرى إعظام ذلك وتحريمه، والتنزه عنه؛ قبل خبره. وإن ضعفت هذه الحال في نفس العالم، واتهمه عندها؛ وجب عليه ترك العمل بخبره، ورد شهادته).
ثم أيضا هناك أمر آخر في أنا متى ما لم نجعل العدل إلا من لم يوجد منه معصية بحال؛ أدانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل، إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها.
والصحيح: أن العدل من كانت أكثر أحواله وظاهرها طاعة الله.
هذا بإختصار ما وقع لي التنبيه عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:57]ـ
والصحيح: أن العدل من كانت أكثر أحواله وظاهرها طاعة الله.
هذا بإختصار ما وقع لي التنبيه عليه. [/ font][/size]
جزاكم الله خيرا ...
بدأت كلامك بكلام جميل ونقلت عن الخطيب في الكفاية كلاما جميلا ثم عقبت بما لا ينضبط فحدك الأخير للعدالة لا ينضبط وأي أحوال تقصدها وكبف نضبطها كان عليك التبيين.
وعلى كل حال فقد اختار الصنعاني - وهو أيضا مفهوم من كلام الخطيب - أن مدار العدالة على ظن الصدق.
وجزاكم الله خيرا فقد كفيتني بإقرارك أن الحد مدخول مغبة الجعجعة بطحن أم بغير طحن ...(/)
هل صيغة "أنه حدَّثه" مساوية لـ "حدّثني"؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أتوجه للأساتذة الأفاضل بهذا التساؤل:
تقابلني في بعض الأسانيد عبارة يقولها الراوي لا يذكر فيها الصيغة التي أدّى بها شيخُه الحديث، بل يستخدم صيغة الغائب: "أن فلاناً حدّثه". ومثاله:
قال الترمذي (2489): حدثنا سويد بن نصر: أخبرنا عبد اللّه بن المبارك: أخبرنا حيوة بن شريح: أخبرنا الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدائني: أن عقبة بن مسلم حدثه: أن شفياً الأصبحي حدثه: أنه دخل المدينة ...
فهل هذه الصيغة تحلّ محلّ السماع الصريح، وتكون مساوية لقول الراوي "حدّثني فلان"؟ أم أنه غلب على ظنّ الراوي أن شيخ شيخه حدّث شيخه بذلك، ولم يذكر الصيغة التي أدّاها شيخه؟ وهل في مثل هذه الصيغة ما يدخله التدليس؟
وجزاكم الله خيراً ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 12:28]ـ
الصحيح الأظهر من هذه الصيغة؛ أنها مساوية لصيغة (حدثني فلان) خاصة إذا عرفنا ثقة الراوي وإمكانية اللقاء وثبوته.
ويمكن أن تكون هذه الصيغة على قلتها في الروايات؛ خاصة بمن حدثه شيخه الآخذ منه لوحده في ذلك المكان أو المجلس، بحيث لم يكن عندهم فيه أحد سواهما، أو على الأقل ممن يطلب الحديث منه.
ولا يدخل إعتراضك الذي إفترضته هنا، فمتى ما قال الراوي عن شيخه أن فلان حدثه، فلا يفهم منه إلا الملاقاة والأخذ منه شخصيا. فقد كانوا يتحرون مثل هذه الصيغ ولا يطلقونها جزافا.
وليس فيها بإذن الله ما يفهم منه تدليس، خاصة إذا تحققت ثقة الراوي وأمانته.
ويمكن أن تكون هذه العبارة من قبيل الإجازة على ما حكاه الخطيب.
على أن أبو المظفر الهمذاني قد رد أن تكون هذه الصيغة من قبيل الإجازة.
والله تعالى أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
تذنيب
قال الخطيب البغدادي في (الكفاية في علم الرواية ج1/ص215):
باب في: (المحدث يروى حديثا عن شيخ ينسبه فيه ثم يروى بعده عن ذلك الشيخ أحاديث يسميه فيها فلا ينسبه هل يجوز للطالب أن يذكر نسب الشيخ في الأحاديث كلها إذا رواها متفرقة)؟.
قد أجاز أكثر أهل العلم ذلك، منهم من قال: الأولى أن يقول إذا أراد أن ينسب الشيخ: يعنى بن فلان.
وممن ذهب إلى هذا أحمد بن حنبل، حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال: ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال: أخبرني عصمة بن عصام قال: ثنا حنبل قال: كان أبو عبد الله إذا جاء اسم الرجل غير منسوب قال: يعنى بن فلان.
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال: قرأت على بشر بن أحمد الاسفرائينى، حدثكم عبد الله بن محمد بن سيار قال: سمعتهم يذكرون بالبصرة عن على بن المديني قال: إذا حدثك الرجل فقال: ثنا فلان؛ ولم ينسبه فقل: حدثنا فلان أن فلان بن فلان حدثه.
وهكذا رأيت أبا بكر أحمد بن على بن محمد الأصبهاني نزيل نيسابور يفعل، وكان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين.
وسألته عن أحاديث كثيرة رواها لنا قال فيها أبو عمرو بن حمدان: أن أبا يعلى احمد بن على بن المثنى الموصلي أخبرهم. وأنا أبو بكر بن المقرئ؛ أن إسحاق بن أحمد بن نافع حدثهم. وأنا أبو أحمد الحافظ؛ أن أبا يوسف محمد بن سفيان الصفار أخبرهم. فذكر لي أن هذه الأحاديث سمعها قراءة على شيوخه في جملة نسخ نسبوا الذين حدثوهم بها في أولها واقتصروا في بقيتها على ذكر أسمائهم.
وكان غيره يقول في مثل هذا: أنا فلان، قال: أنا فلان وهو ابن فلان، ثم يسرد نسبه إلى منتهاه.
وهذا الذي أستحسنه؛ لأن قوما من الرواة كانوا يقولون فيما أجيز لهم: أخبرنا فلان أن فلانا حدثهم.
فاستعمال ما ذكرت أنفى للظنة، وإن كان المعنى في العبارتين واحدا.(/)
شَرْحُ مُوقِظَةِ الذَّهَبي في علم مصطلح الحديث للشيخ المحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[09 - Mar-2009, صباحاً 09:41]ـ
شَرْحُ مُوقِظَةِ الذَّهَبي في علم مصطلح الحديث للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان ثبته الله
الكتاب 263 صفحة
ـ[أبو مارية الصغرى]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 01:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو مروان بارك الله فيك
وأحسن إليك فإني كنت أبحث عن هذا الشرح
جزيت الجنة(/)
هل ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس يجدث حتى غروب الشمس؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[09 - Mar-2009, مساء 03:18]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
هل ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس يحدث الناس من بعد الفجر وحتى غروب الشمس
مما سيكون من أمر المستقبل؟
أتمنى ذكر المصدر مع الإجابة إن كانت بـ " نعم " ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 03:58]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب 6:
7449 - وَحَدَّثَنِى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِىُّ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ جَمِيعاً عَنْ أَبِى عَاصِمٍ - قَالَ حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ - أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ حَدَّثَنِى أَبُو زَيْدٍ - يَعْنِى عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ - قَالَ:
صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا. تحفة 10696 - 2892/ 25
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:19]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الإمام مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب 6:
7449 - وَحَدَّثَنِى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِىُّ وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ جَمِيعاً عَنْ أَبِى عَاصِمٍ - قَالَ حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ - أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ أَخْبَرَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ حَدَّثَنِى أَبُو زَيْدٍ - يَعْنِى عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ - قَالَ:
صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ فَنَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا. تحفة 10696 - 2892/ 25
والله تعالى أجل وأعلم
جزاك الله خيرا يا شيخنا، وأسأل الله أن يبارك فيك
كم سررت عندما وجدت إجابة سؤالي، خصوصاً لما علمت أن الحديث رواه مسلم
فجزاك الله خيرا
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 03:37]ـ
قوله (وخطبته قصدا)
فإن قلت هذا ينافي حديث أبي زيد قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن
رواه مسلم
قلت _ المباركفوري_: لا تنافي بينهما لورود ما في حديث أبي زيد نادرا اقتضاه الوقت ولكونه بيانا للجواز وكأنه كان واعظا والكلام في الخطب المتعارفة.
وقال القاري: لا تنافي بينهما، فإن الأول أي حديث جابر دل على الاقتصار فيهما، والثاني أي حديث عمار على اختيار المزية في الثانية منهما. (تحفة الأحوذي , مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)(/)
صحابة مغمورون
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 11:37]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و إمام المتقين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين و على أله وصحبه و من استن بسنته و اقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا مبحث صغير في البحث عن صحابة صحبوا النبي الأمين،في زمن تشاغلت فيه الأمة بتتبع أخبار المغنين و المغنيات و الفنانين و الفنانات و نجوم السينما و لاعبي كرة الهدم .... و غفلت عن التنقيب عن رموز و رجال. كما سماهم الله بهم ارتفعت راية الإسلام و ارتفع نداء الإسلام في أقصى الأرض و مغاربها.
و هذا الكلام لا ينطبق على عامة الناس فحسب بل حتى من نسبوا إلى العلم و سموا طلبة للعلم،و يظهر ذالك واضحا و جليا عند كل طالب فتح أي كتاب عنى بذكر أسماء الصحابة و ترجم لهم، وبكل صراحة فتحت كتاب الإصابة للإمام الذعبي رحمه الله 748هـ، وقعدت أبحث عن من أعرف من هؤلاء، أما من أجهلهم فهم خلق لا يعدون ولا يحصون و الله المستعان.
أما منهجية البحث فهي:
إراد أسماء عشرة من صحابة مرتبة حسب الترتيب الأبجدي:
1/ثمانية منهم لهم رواية أو ذكر مايدل على صحبتهم
2/ونموذج ممن له رؤية فقط
3/وأخرمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمكنه أن ينقل عنه ولم يرو عنه
كلها من كتاب الإصابة في معرفة الصحابة لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
وهذا جهد مقل و بداية من طويلب علم تحتاج لتفاعل لكي تصبح مشروعا متكا ملا ومتناسقا، والغرض من ذكر هؤلاء العشرة فقط هو تذكير وتنبيه فكان إراد هؤلاء الصحابة على سبيل التشبيه و التمثيل لا على سبيل الحصر و الإستقصاء و الله الموفق لكل خير.
أبان بن سعيد:
بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي قال البخاري وأبو حاتم الرازي وابن حبان: له صحبة وكان أبوه من أكابر قريش وله أولاد نجباء أسلم منهم قديما خالد وعمرو فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها:
ألا ليت ميتاً بالظربية شاهد ... لما يفترى في الدين عمرو وخالد
ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة فأقاما بها وشهد أبان بدراً مشركاً فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك ونجا هو فبقي بمكة حتى أجار عثمان زمن الحديبية فبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أبان:
أسبل وأقبل ولا تخف أحداً ... بنو سعيد أعزة الحرم
ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعاًعلى النبي صلى الله عليه وسلم أبان أيام خيبر وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم في سرية.
ذكر جميع ذلك الواقدي ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور وخالفهم بن إسحاق فعد أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية فالله أعلم.
وروى بن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الربذي أحد الضعفاء عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره أبان بن سعيد فحمله على سرجه أردفه حتى قدم مكة.
وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص وكان ولي صدق فخرج تاجراً إلى الشام فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له " يكا " وصف له صفة النبي صلى الله عليه وسلم واعترف بنبوته وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام فرجع أبان فجمع قومه وذكر لهم ذلك ورحل إلى المدينة فأسلم.
وفي البخاري وأبي داود عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد فقدم هو وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ... الحديث.
وقال الواقدي: حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز قال مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين ثم قدم أبان على أبي بكر وسار إلى الشام فقتل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب.
وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أنه تأخرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى بن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن فكلمه فيروز في دم دادويه الدى قتله قيس بن مكشوح فقال أبان لقيس: أقتلت رجلاً مسلماً فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلماً وأنه إنما قتله بأبيه وعمه فخطب أبان فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به ثم قال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين عمر وأنا أكتب لك إني قضيت بينكما فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البغوي: لا أعلم لأبان بن سعيد مسنداً غيره.
قلت: وذكره البخاري في ترجمته مختصراً ورجح بن عبد البر القول الأول ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت أمرهما بذلك عثمان ذكر ذلك بن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انتهى.
وهو كلام يقتضى التناقض والتدافع لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر؟ بل الرواية التي أشار إليها بن عبد البر رواية شاذة تفرد بها نعيم بن حماد عن الدراوردي. والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو ابن أخي أبان بن سعيد والله أعلم.
أبان المحاربي: من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس فيقال له أبان العبدي أيضاً. قال ابن السكن: له صحبة حديثة في البصريين. وقال ابن حبان: أبان العبدي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم عداده في أهل البصرة وأخرج له البغوي من طريق أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا إلا غفرت له ذنوبه " قال البغوي: لا أعلم له غيره.
قلت: وجدت له آخر أخرجه ابن شاهين ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النصيبي من طريق زياد البكائي قال: حدثنا أبو عبيدة العتكي عن الحكم بن حيان عن أبان المحاربي قال: كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة.
وأشار الدارقطني في " الأفراد " إلى أن أبان بن أبي عياش تفرد بالحديث الأول وهو ضعيف واه فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرد بالحديث عن الحكم المذكور.
شرحبيل:
بن أوس الكندي.
قال البخاري وأبو حاتم: له صحبة وقال البغوي: سكن الشام. وكذا ذكره ابن حبان في الصحابة.
وقال ابن أبي حاتم: قيل فيه شرحبيل بن أوس وقيل أوس بن شرحبيل فأما حريز فقال عن نمران عن شرحبيل. وأما الزبيدي فقال: عن عباس بن يونس عن عمران عن أوس بن شرحبيل. ورجح أبو حاتم والبغوي أنه شرحبيل وبه جزم أبو زرعة في مسند الشاميين. وقال ابن السكن. من الناس من غاير بينهما.
قلت: قد تقدم ذكر ذلك في أوس بن شرحبيل.
وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السكن وابن شاهين والطبراني من طريق حريز بن عثمان عن نمران عن شرحبيل بن أوس الكندي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شارب الخمر: " اجلدوه ". وقال في الرابعة: " اقتلوه ". وقد تقدم في أوس أن حديثه غير هذا فالراجح المغايرة ولا مانع أن يروي نمران عن أوس بن شرحبيل وعن شرحبيل بن أوس.
عبد الله بن خازم:
بالمعجمتين ابن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور أبو صالح الأمير المشهور.
يقال: له صحبة وذكره الحاكم فيمن نزل خراسان من الصحابة وفي ثبوت ذلك نظر.
وقد قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أن له إدراكا ولا حقيقة لذلك.
قلت: لكن روى أبو سعد الماليني من طريق محمد بن حمدان الخرقي بفتح المعجمة والراء بعدها قاف عن أبيه أنه سمع محمد بن قطن الخرقي عن خالهم وكان وصي عبد الله بن خازم وكانت لعبد الله بن خازم عمامة سوداء يلبسها في الجمع والأعياد والحرب فإذا فتح عليه تعمم بها تبركا بها ويقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرج أبو داود والبخاري في التاريخ من طريق سعد بن عثمان الدشتكي عن أبيه قال: رأيت رجلا ببخارى عليه عمامة سوداء يقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الرحمن: نراه عبد الله بن خازم السلمي.
وأخرج الحاكم من طريق عبد الله بن سعد بن الأزرق عن أبيه قال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ببخارى على رأسه عمامة خز سوداء وهو يقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن خازم.
وذكره المرزباني في معجم الشعراء ويعضده رواية الماليني لكن إسناده مجهول.
قال أبو أحمد العسكري: كان عبد الله بن خازم من أشجع الناس وولي خراسان عشر سنين.
وقال السلامي في تاريخه: لما وقعت فتنة ابن الزبير كتب إلى ابن خازم فأقره على خراسان فبعث إليه عبد الملك فلم يقبل فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبد الملك برأسه فغسله وصلى عليه ثم ثار عليه وكيع بن الدورقية فقتله.
وحكى ذلك الطبري بمعناه وزاد وذلك سنة اثنتين وسبعين.
وقيل: إن الرأس التي وجهت له هي رأس عبد الله بن الزبير وأن قتله هو كان بعد ذلك.
وذكره خليفة في فتح خراسان مع عبد الله بن عامر وأنه قام بالناس في وقعة فاران بباذغيس فأقره ابن عامر على خراسان حتى قتل عثمان.
وقال المبرد في الكامل في قول الفرزدق:
عضت سيوف تميم حين أغضبها ... رأس ابن عجلي فأضحى رأسه شذبا
فيروز الديلمي: ويقال ابن الديلمي يكنى أبا الضحاك ويقال أبا عبد الرحمن يماني كناني.
من أبناء الأساورة من فارس كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم.
وروى عنه أحاديث ثم رجع إلى اليمن فأعان على قتل الأسود العنسي.
وروى عنه أولاده الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد وأبو الخير اليزني وأبو خراش الرعيني وغيرهم.
قال ابن حبان يكنى أبا عبد الرحمن كان من أبناء فارس وقتل الأسود الكذاب وسكن مصر ومات ببيت المقدس. وقال ابن منده يقال إنه ابن أخت النجاشي ذكره أبو عمر فتناقض فيه فقال في أول الترجمة أن حديثه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأشربة حديث صحيح وكان ممن وفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال في آخرها الذي عندي أنه لا يصح وحديثه مرسل وروايته عن رجل من الصحابة وعن يعلى بن أمية أيضاً.
وقال الجوزجاني اختلف الناس فيه فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعقب بأن حديثه في نسائه يدل على أنه قدم قبل ذلك.
أخرجه أبو داود والترمذي من طريق ابن فيروز الديلمي عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان قال: " طلق أيتهما شئت " وفي سنده مقال فإنه من رواية ابن لهيعة عن أبي وهب الجيشاني عن الضحاك بن فيروز الديلمي أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان ... الحديث.
وأخرجه البغوي من وجه آخر عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه فيروز قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله إنا أصحاب أعناب ... الحديث وفي آخره فقلت فمن ولينا؟ قال: " الله ورسوله ".
وهذا هو حديثه في الأشربة الذي أشار إليه أبو عمر أولاً.
وأظن الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم برأس الأسود وأخرجه من طريق ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم برأس الأسود العنسي الكذاب فإن ضمرة لم يتابع عليه.
وأخرج سيف في الفتوح من طريق ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشرهم بقتل الأسود العنسي قبل أن يموت وقال لهم قتله فيروز الديلمي.
وعند أبي داود أيضاً والنسائي قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله أنا أصحاب كروم .... الحديث بطوله.
وقال النعمان بن الزبير عن أبي صالح الأحمسي عن مر المؤدب قال خرجت مع فيروز إلى عمر فقال هذا فيروز قاتل
كثير بن السائب القرظي:
ذكره ابن شاهين وابن منده وأبو نعيم في الصحابة وأخرجوا من طرق منها عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن كثير بن السائب قال عرضنا يوم قريظة فمن كان محتلماً أو نبتت له عانة قتل ومن لا ترك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا سند حسن ووقع عند ابن منده يوم حنين وخطأه أبو نعيم وهو كما قال.
وقد أخرج النسائي الحديث من طريق أسد بن موسى عن حماد فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة أنهم عُرِضوا فإن كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير لكن حجاج أحفظ من أسد ويحتمل أن يكون أيضاً ممن عرض ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره وجرى ابن أبي حاتم على هذا فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة روى عنه عمارة.
وذكر ابن حبان في ثقات التابعين كثير بن السائب قال روى عن محمود بن لبيد روى عنه عمارة بن خزيمة وعروة بن الزبير والله أعلم.
لاحب بن مالك بن سعد الله:
من بني جعيل ثم من بن صخر ذكره بن عبد الحكم في الصحابة الذين نزلوا مصر ونقل عن سعيد بن عفير انه بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عصابة من قومه فانتسبوا إلى جعل وصخر فقال لا صخر ولا جعل أنتم بنو عبد الله وقال بن يونس لاحب بن مالك البلوى صحابي شهد فتح مصر ولا تعلم له رواية ذكروه في كتبهم لاحق بن ضميرة الباهلي أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال وفدت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا شيء له أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا يبتغي به وجهه لاحق بن مالك أبو عقيل المليلي بلامين مصغرا ذكره أبو موسى في الذيل وأخرج من طريق الأصمعي عن هريم بن الصقر عن بلال بن الاسعر عن المسور بن مخرمة عن أبي عقيل لاحق بن مالك انه قال لعمر أنبأنا أبو عقيل أحد بني مليل لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ردهة بني جعل فآمنت به وسقاني شربة فذكر القصة وفيها انه مات قبل أن يرجع عمر من الحج فأمر بأهله فحملوه معه فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض ومن طريق الأصمعي أيضاً بهذا الإسناد قال أبو عقيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تكذبوا على فأنه من يكذب على يلج النار.
المحسن:-له رؤية-
بتشديد السين المهملة بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي سبط النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
استدركه بن فتحون على بن عبد البر وقال: أراه مات صغيراً واستدركه أبو موسى على بن منده. وأخرج من مسند أحمد ثم من طريق هانئ بن هانئ عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حرباً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أروني ابني ما سميتموه "؟ قلنا: حرباً قال: " بل هو حسن " فلما ولد الحسين فذكر مثله وقال: " بل هو حسين " فلما ولد الثالث قال مثله. وقال: " بل هو محسن ". ثم قال: " سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر " إسناده صحيح.
مالك بن الأغر بن عمرو التجيبي: _كان في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و لم يرو عنه_
من بني حلاوة.
قال بن يونس: شهد فتح مصر ثم ولى الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين.
قلت: قدمت أنهم كانوا لا يؤمرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابياً لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح العراق فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم.
هاشم بن صبابة:
بضم المهملة وموحدتين الليثي أخو مقيس - ويقال هشام. وسيأتي.
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزهري الشجاع المشهور المعروف بالمرقال بن أخي سعد بن أبي وقاص.
قال الدولابي: لقب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع من الإرقال وهو ضرب من العدو. وقال بن الكلبي وابن حبان: له صحبة قال: وسماه بعضهم هشاماً وهو وهم.
وأخرج مطين والبغوي وابن السكن والطبري والسراج والحاكم من طريق بشير بن أبي إسحاق عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال " إلا أن البغوي لم يسمه بل قال: عن بن أخي سعد وقال: الصواب عن نافع بن عتبة.
وقال بن السكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعاً.
وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن عمير عن جابر عن نافع بن عتبة وعد بن عساكر من رواه عن عبد الملك فقال: نافع سبعة أنفس وهو عند مسلم من هذا الوجه وتابعه سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أورده بن عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمر. وعده بعضهم في الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسية وله بها آثار مذكورة.
وقال الهيثم بن عدي: عقد له عمه سعد على الجيش الذي جهزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس فكانت وقعة جلولاء.
وأخرج يعقوب بن شيبة من طريق حبيب بن أبي ثابت قال: كانت راية علي يوم صفين مع هاشم بن عتبة.
وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال: قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين. وأخرج بن السكن من طريق الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا صفين مع علي وقد وكلنا بفرسه رجلين فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دماً قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم:
أعور يبغي أهلي محلا ... قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
قال: ثم أخذوا في واد من أودية صفين فما رجعا حتى قتلا.
وأخرج عبد الرزاق عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم - أن هاشماً أنشده فذكر نحوه.
وقال المرزباني: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعري: تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي فقال: لا تعجل فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: هذه لعلي وهذه لي وقد بايعت علياً وأنشد:
أبايع غير مكترث علياً ... ولا أخشى أميراً أشعريا
أبايعه وأعلم أن سأرضي ... بذاك الله حقاً والنبيا.
يناق:
بفتح أوله وتشديد النون وبعد الألف قاف العماني بضم وتخفيف.
له إدراك أورد حديثه الدارقطني في غرائب مالك من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح عن حبيب كاتب مالك قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان حجاجاً وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق وكان مالك يكرمه ويرفع مجلسه فأمرني مالك أن أكتب منه حديثاً يحدث به وأن أعرضه عليه فأملى علي قال: حدثني أبي عطية بن حماس قال: سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق قال: كنت أرعى إبلاً لأهلي في بادية لنا فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أسلموا فأبى قومي فأرسل إليهم من صالحيهم ثم جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحمل قومي إلى أبي بكر ما كانوا يحملونه فسألت قومي أن يحملوني معهم إلى عمر فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي فخرجت على راحلة لي نحو المدينة ... فذكر قصة طويلة فيها قتل عمر قال: فدخلت المدينة فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت ... الحديث بطوله.
قال حبيب: فجئت إلى مالك فقرأه وقال: حدثني نحو هذا نافع عن بن عمر. قال: ثم جاء الشيخ إلى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع بن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر إلى آخره.
قال الدارقطني: تفرد به حبيب عن صدقة وعن مالك وقال بعد ذلك: حبيب ضعيف عند أهل الحديث.
ـ[علاء الحمدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 10:32]ـ
اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل(/)
الأربعين النووية وبيان الصحيح من الضعيف مع زيادات الإمام ابن رجب للشيخ المحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 04:57]ـ
الحديث الثاني عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: وهذا الحديث رواه الترمذي وغيره من طريق قرة بن عبدالرحمن المعافري عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يصح، قرة بن عبدالرحمن سيء الحفظ وقد رواه مالك وغيره عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وصحح إرساله أحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني وغيرهم. ا، هـ.
الحديث الثامن عشر
عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي اللهعنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال (اتقالله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
رواه الترمذي: وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: والحديث جاء في مسند أحمد من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن شمر بن عطية عن أشياخه عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " قال: قلت: يا رسول الله، أَمِنَ الحسنات: لا إله إلا الله؟ قال: " هو أفضل الحسنات ".
ورواه موسى بن أعين عن الأعمش عن شمر عن أبي ذر ولم يذكر الأشياخ والأول أصح فقد رواه أبو معاوية والثوري عن الأعمش عن شمر عن أشياخه. ا, هـ.
الحديث التاسع والعشرون
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعملٍ يدخلنيالجنة ويباعدني عن النار، قاللقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيتثم قالألا أدلك على أبواب الخير؟: الصوم جنة، والصدقة تطفئالخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلاتَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغيَعْمَلُونَثم قالألا أخبرك برأس الأمر وعمودهوذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قالرأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد ثم قالألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ فقلت: بلى يا رسول الله! فأخذ بلسانه وقالكف عليك هذا، قلت: يا نبي الله وإنالمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك وهل يكبالناس في النار على وجوههم – أوقال على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟!
رواه الترمذي: وقال: حديث حسن صحيح.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: وهذا الحديث رواه الترمذي من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ.
ورواه أحمد في مسنده من طريق حماد بن سلمة عن عاصم عن شهر بن حوشب عن معاذ.
وهذا أصح من الأول وشهر بن حوشب ضعيف الحديث.ا, هـ.
الحديث الثلاثون
عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله، قالإن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلاتعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثواعنها.
حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه وغيره.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: وهذا الحديث فيه انقطاع بيد أن له شاهداً حسناً رواه الحاكم من حديث أبي الدرداء. ا. هـ.
الحديث الحادي والثلاثون
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي، فقال: (يا رسولالله! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس)؛ فقالازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس
حديث حسن، رواه ابن ماجه: وغيره بأسانيد حسنه.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: وهذا الحديث لا يصح بوجه من الوجوه وإن كان معناه صحيحاً.ا. هـ.
الحديث الثاني والثلاثون
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله قال لا ضرر ولا ضرار.
حديث حسن، رواه ابن ماجه: والدارقطني: وغيرهما مسنداً، ورواه مالكفي (الموطأ) عن عمرو بن يحي عن أبيه عن النبي مرسلاً، فأسقط أباسعيد، وله طرق يقوي بعضها بعضاً.
قال شيخنا سليمان بن ناصر العلوان: وهذا الحديث لا يصح إلاَّ مرسلاً قاله ابن عبدالبر وغيره، وقد عده أبو داود من الأحاديث التي يدور الفقه عليه.ا. هـ
الموضوع كامل في الملف المرفق
ـ[السرخسي المصري]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 01:06]ـ
بارك الله فيك جاري التحميل وأسأل الله ان يفك أسر الشيخ
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 12:42]ـ
بارك الله فيك جاري التحميل وأسأل الله ان يفك أسر الشيخ
آمين ..(/)
أيسر شرح لصحيح مسلم
ـ[ثابت]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شروح صحيح مسلم كثيرة منها المختصر والمطول
واتمنى ذكر لي ايسر الشروح لصحيح مسلم
ولا أقصد مختصر (أي مختصر صحيح مسلم) بل شرح ميسر
وما لي إلا الدعاء لكم
ـ[عادل المرشدي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 05:56]ـ
منة المنعم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري من مطبوعات دار السلام.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:05]ـ
كما ذكر اخي عادل المرشدي منة المنعم للشيخ العلامة صفي الرحمن المباركفوري من ايسر الشروح وانفعها والشيخ غني عن التعريف وهو احد علماء اهل السنة والجماعة النوادر رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجبر كسرنا به
ـ[ثابت]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:15]ـ
اسأل الله ألا يحرمكما الأجر أثناء تصفحي هذا الكتاب.(/)
السوال عن سند
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امابعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
88 - باب: ما قيل في درع النبي صلى الله عليه وسلم والقميص في الحرب.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما خالد فقد احتبس أدراعه في سبيل الله). [1399]
2759 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعا من شعير.
وقال يعلى: حدثنا الأعمش: درع من حديد. وقال معلى: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش وقال: رهنه درعا من حديد.
المطلوب من هذاسفيان المذكور في هذاالسند
العيني والقسطلاني كتب انه ابن عيينة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 08:51]ـ
قد اضطرب العيني فيه، فقال مرة: سفيان بن عيينة، وقال مرة: سفيان الثوري
والصحيح أنه: سفيان الثوري، كما عند الكلاباذي
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 10:22]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ولكن أين أقرأقول الكلاباذي
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 01:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ولكن أين أقرأقول الكلاباذي
كتابه (رجال صحيح البخاري)
المسمى
الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد
الذين أخرج لهم البخاري في جامعه
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ياشيخ هل يمكن أن تعطيني رقم تلفونك لكي أستفيدمنك كثيرا
وتتيح لي فصة اللقاء مشافهة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
حديث في كتاب الحيض اذهلتني فوائده
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 09:34]ـ
الحديث
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِهَا مِنْ الْمَحِيضِ فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ قَالَ خُذِي فِرْصَةً مِنْ مَسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا قَالَتْ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ قَالَ تَطَهَّرِي بِهَا قَالَتْ كَيْفَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي فَاجْتَبَذْتُهَا إِلَيَّ فَقُلْتُ تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ [رواه البخاري]
يا اخوان تأملوا هذا الحديث جيداً وتفكروا في فوائده
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:
وفي هذا الحديث من الفوائد التسبيح عند التعجب، ومعناه هنا كيف يخفى هذا الظاهر الذي لا يحتاج في فهمه إلى فكر؟ وفيه استحباب الكنايات فيما يتعلق بالعورات.
وفيه سؤال المرأة العالم عن أحوالها التي يحتشم منها، ولهذا كانت عائشة تقول في نساء الأنصار " لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ".
كما أخرجه مسلم في بعض طرق هذا الحديث، وتقدم في العلم معلقا.
وفيه الاكتفاء بالتعريض والإشارة في الأمور المستهجنة، وتكرير الجواب لإفهام السائل، وإنما كرره مع كونها لم تفهمه أولا لأن الجواب به يؤخذ من إعراضه بوجهه عند قوله " توضئي " أي في المحل الذي يستحيي من مواجهة المرأة بالتصريح به، فاكتفى بلسان الحال عن لسان المقال، وفهمت عائشة رضي الله عنها ذلك عنه فتولت تعليمها.
وبوب عليه المصنف في الاعتصام " الأحكام التي تعرف بالدلائل ".
وفيه تفسير كلام العالم بحضرته لمن خفي عليه إذا عرف أن ذلك يعجبه.
وفيه الأخذ عن المفضول بحضرة الفاضل.
وفيه صحة العرض على المحدث إذا أقره ولو لم يقل عقبه نعم، وأنه لا يشترط في صحة التحمل فهم السامع لجميع ما يسمعه.
وفيه الرفق بالمتعلم وإقامة العذر لمن لا يفهم.
وفيه أن المرء مطلوب بستر عيوبه وإن كانت مما جبل عليها من جهة أمر المرأة بالتطيب لإزالة الرائحة الكريهة.
وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وعظيم حلمه وحيائه. زاده الله شرفا.(/)
مصطلح الحديث
ـ[علاء الحمدي]ــــــــ[11 - Mar-2009, صباحاً 10:29]ـ
رسالة حافظ أحمد الحكمي رحمه الله في مصطلح الحديث(/)
ـ فهم السلف وأثره في تصحيح الأحاديث وتعليلها.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 12:48]ـ
ـ فمن أحب أن يدلي بدلوه بعلم وحلم فليتفضل مشكورا.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:30]ـ
للفائدة.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 04:57]ـ
للمتابعة
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:25]ـ
للإثراء
ـ[التقرتي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:27]ـ
هل تقصد اعلال الحديث بنكارة المتن؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 04:34]ـ
هو ذاك بارك الله قيك هل من توسع؟(/)
سلسلة التمييزبين الأسماء المتشابهة (المتفق والمفترق) 1
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 12:56]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه سلسلة كنت كتبتها من قبل فى إحدى المنتديات وقد أتممت منها بعض حلقات وأسأل الله أن يعيننى فيما بقى فأردت نشرها هنا رجاء المثوبة من الله وأسأل الله أن يصلح لنا نياتنا وإليكم الحلقة الأولى:
1ـ التمييز بين النافعين
إن الخلط فى معرفة الرجال مشكلة فقد كنت لفترة قريبة أظن أن نافع صاحب القراءة المشهورة الذى يروى عنه ورش وقالون كنت أظن أنه نافع الذى يروى عن ابن عمر ولكن بعد العلم وجدت أن هذا غير ذاك وهذا فائدة التعلم ولذلك عقد علماء الحديث باب المتفق والمفترق
قال البيقونى رحمه الله:
(متفق لفظا وخطا متفق ... وضده فيما ذكرنا المفترق)
قال الحافظ العراقى فى ألفيته:
وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ ... مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ ... نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّةِ
قال الحافظ ابن حجر " ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم، وأسماء آبائهم فصاعدًا، واختلفت أشخاصهم، فهو المتفق والمفترق " أهـ ملخصًا من " النزهة "
قال الشيخ أبو الحسن فى الجواهر السليمانية:
فخلاصة الأمر: أن المتفق والمفترق: هو اتفاق الأسماء، أو الكنى، أو الأنساب، ونحو ذلك، مع اختلاف الأعيان، مثل الخليل بن أحمد: فهناك ستة أشخاص يُسَمَّوْن بهذا الاسم، إلا أن أشخاصهم مختلفة.
وفائدة هذا العلم: عدم الخلط بين الرجال فيضعف الصحيح ويصحح الضعيف وربما ينسب الكلام إلى غير قائله فيحدث هناك خلط وغلط كبير
قال ابن الصلاح:" وَزَلَق بسببه غير واحد من الأكابر، ولم يَزَلْ الاشتراكُ مِنْ مظان الغلط في كل عِلْم "اهـ
ولذلك من العلماء من أفرد كتابا للمتفق والفترق
فقد صنّف فيه الخطيب كتابا حافلا سماه "المتفق والمفترق". قال الحافظ ابن حجر:"وقد لخصته وزدت عليه أشياء كثيرة"
وكذا فى علم المصطلح باب المؤتلف والمختلف
قال الحافظ العراقى:
وَاعْنِ بِمَا صُورَتُهُ مُؤْتَلِفُ ... خَطّاً وَلَكِنْ لَفْظُهُ مُخْتَلِفُ
نَحْوُ سَلاَمٍ كلُّهُ فَثَقِّلِ ... لاَ ابْنُ سَلاَمِ الحِبْرُ والمُعْتَزِلي
أَبَا عَلِيٍّ فَهْوَ خِفُّ الجَدِّ ... وَهْوَ الأَصَحُّ في أبِي البِيكَنْدِي
وابْنُ أَبِي الْحُقَيقِ وابْنُ مِشْكَمِ ... والأَشْهَرُ التَّشْدِيدُ فِيهِ فَاعْلَمِ
وقال صاحب البيقونية:
مؤتلف متفق الخط فقط ... وضده مختلف فاخش الغلط
ومعنى المؤتلف والمختلف: ما اتفقت في الخط صورته، واختلفت في اللفظ صيغته
كسَلَام بالتخفيف وسلام بالتثقيل (مشددة بالفتح)
أهميته:
قال النووى فى التقريب: المؤتلف والمختلف هو فن جليل يقبح جهله بأهل العلم لا سيما أهل الحديث ومن لم يعرفه يكثر خطؤه، وهو ما يتفق في الخط دون اللفظ
قال ابن حجر فى نزهة النظر: ومعرفته مِن مهمَّات هذا الفن حتى قال علي بن المديني: أشدُّ التصحيف ما يقع في الأسماء.
قال الحافظ العراقى:
مِنْ فنونِ الحديثِ المهمةِ: معرفةُ المؤتلفِ خطَّاً والمختلفِ لفظاً منَ الأسماءِ والألقابِ والأنسابِ ونحوِهَا، وينبغي لطالبِ الحديثِ أنْ يعتنيَ بمعرفةِ ذلكَ، وإلاَّ كَثُرَ عِثَارُهُ، وافتضحَ بينَ أَهلِهِ.
لا أحب أن أطيل عليكم فأ كتفى بهذا القدر حيث أن الكلام عن المتفق والمفترق وكذا المؤتلف والمختلف يطول من حيث ذكر أقسام كل منهما وأمثلة لكل والمؤلفات وغير ذلك
حيث اننى أريد أن أترجم لكل من النافعين اللذين قد يحدث الخلط بينهما كما قد حدث عندى من قبل
فنافع الذى يروى عن ابن عمر (حيث يشتهر بين أهل الحديث هذه السلسلة الذهبية {مالك عن نافع عن ابن عمر} ويعدهاكثير من أهل العلم أصح الأسانيد كما قال البخارى رحمه الله)
هو أبو عبد الله المدنى مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب قيل إن أصله من المغرب، و قيل: من نيسابور أصابه عبد الله فى بعض غزواته. و قيل: كان اسم أبيه هرمز،
و قيل: كاوس.
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة من أهل المدينة، و قال: كان ثقة كثير الحديث.
و قال البخارى: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال بشر بن عمر الزهرانى، عن مالك بن أنس: كنت إذا سمعت من نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالى أن لا أسمعه من غيره.
و قال نعيم بن حماد، عن سفيان بن عيينة: سمعت عبيد الله بن عمر يقول:
لقد من الله علينا بنافع. (من تهذيب الكمال للحافظ المزى)
قال ابن حجر رحمه الله فى التقريب: ثقة ثبت فقيه مشهور
مات سنة سبع عشرة و مئة
أمانافع صاحب القراءة المشهورة:
فهو: نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم القارىء المدنى، مولى بنى ليث
كنيته أبو رويم، و قيل: أبو عبد الرحمن
من الطبقة السابعة من أهل المدينة
قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: كان يؤخذ عنه القرآن، و ليس فى الحديث بشىء.
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ثقة.
و قال النسائى: ليس به بأس.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "
خلاصة الدرجة فيه عند ابن حجر: صدوق ثبت فى القراءة
روى عنه أنه قال: قرأت على سبعين من التابعين
مات سنة مائة وتسع وستين
وللمزيد فى ترجمته أنظر طبقات القراء للجزرى رحمه الله
فانظر الفرق بين الإمامين ومع ذلك قد يحدث بينهما هذا الخلط
ملحوظة: يوجد أكثر من راوى يسمى نافع لكن من ذكرتهما هما اللذان قد يحدث بينهما الخلط عند الكثير من العوام وذلك لشهرة هذين العلمين ولأن كلا منهما مدنى
ومن مفاسد الخلط فى الأسماء ان ينسب لإمام ثقة سنى قول لم يقله هو وإنما قاله آخر ليس على منهج السنة وما ذلك إلا لتشابه اسم كل منهما فمثلا الإمام الطبرى (أبو جعفر محمد بن جرير الطبرى) الإمام المفسر السنى السلفى يشتبه اسمه مع الشيعى الرافضى محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري فانتبه لهذا حيث أن البعض ينقل عن هذا الشيعى وينسب للإمام السنى الكلام وهو لايدرى وهذا من أشد الغلط وأفحشه حتى أن البعض ممن لايعقل ولا يعلم إتهم الإمام الطبرى بالتشيع ولا حول ولاقوة إلا بالله
واكتفى بهذا القدر وقد أكمل التمييز بين الأسماء المتشابهة والتى قد يحدث الخلط فى أصحابها فى وقت لا حق
وقد حاولت تبسيط الموضوع ليسهل على القارىء وأسألكم الدعاء
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 01:00]ـ
الحلقة الثانية
ـ التمييز بين ابنى الزيدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإكمالا لسلسلة التمييز بين الأسماء المتشابهة (المتفق والمفترق) والتى قد يقع فيها الخلط فالكلام سيكون عن ابنى الزيدين قال الشيخ الحكمى فى منظومته اللؤلؤ المكنون
وما بلفظ أو برسم يتفق ......... واختلف الأشخاص فهو المتفق
نحو ابن زيد فى الصحاب اثنان ..... راوى الوضو وصاحب الأذان
فهناك اثنان من الصحابة كل منهم يسمى عبد الله بن زيد أحدهم راوى حديث الوضوء وهو عبد الله بن زيد بن عاصم (وأمه أم عمارة نسيبة بنت كعب، و هو أخو حبيب بن زيد الذى قطعه مسيلمة الكذاب، و عم عباد بن تميم. له و لأبويه، و لأخيه حبيب صحبة)
والصحابى الآخر هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهو الذى أرى النداء بالصلاة فى النوم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: " هذه رؤيا حق " و أمر به على ما رأى عبد الله، و كانت رؤياه تلك فى السنة الأولى من الهجرة بعد ما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده. اهـ
وكلا منهما يكنى بأبى محمد وكلا منهما مدنى
لذلك وقع الخلط بينهما لبعض العلماء الكبار وربما يقول البعض أن الخطأ فيهما لا يضر حيث كلا منهما صحابى
فأقول لا لأن هذا قد يتوقف عليه صحة الحديث من حيث من أدركه من التابعين ومن لم يدركه حيث أن عبد الله بن زيد بن عاصم توفى سنة ثلاث وستين أما عبد الله بن زيد بن عبد ربه توفى سنة اثنين وثلاثين وبذلك تتضح أهمية التمييز بينهما حيث ان هناك من التابعين من أدرك عبد الله بن زيد بن عاصم ولم يدرك عبد الله بن زيد بن عبد ربه فإذا روى احد ممن لم يدرك الصحابى إذا روى عنه فيكون هناك انقطاع فيتميز بذلك الصحيح من الضعيف (المتصل من غيره) والله المستعان
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 12:44]ـ
الجزء الثالث:
الحمد لله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فمع الجزء الثالث من سلسلة الأسماء المتشابهة والتى قد يقع فيها الخلط (المتفق والمفترق)
وهذا من أشد ما يواجه الباحث فقد يشترك راويان فى الإسم واسم الأب وفى الكنية وأحيانا يشتركان فى بعض الشيوخ وأحدهما ثقة والأخرضعيف فيأتى يترجم لهذا فيترجم لغيره
ومن هذا النوع مثلا أسامة بن زيد فهناك اثنين غير الصحابى أسامة بن زيد بن حارثة وكلا من هذين الراويين من طبقة واحدة
أولهما أسامة بن زيد الليثى مولاهم أبوزيد المدنى وهو من الطبقة السابعة كبار أتباع التابعين ودرجته عند ابن حجر صدوق يهم
فحديثه يحتمل التحسين
أما الآخر فهو أسامة بن زيد بن أسلم العدوى أبو زيد المدنى وهو من الطبقة السابعة (كبار أتباع التابعين) وهو ضعيف
ولست بصدد ترجمة لكل وإلا طال الأمر
فانظر لهذا التشابه فى الإسم واسم الأب وفى الكنية وفى الطبقة وكلا منهما رتبته مختلفة
فالذى يروى له مسلم فى صحيحه هو الليثى وكذا أبوداود والترمذى والنسائى
اماالعدوى فقال الحافظ المزى فى تهذيب الكمال (روى له: ابن ماجة حديثا واحدا عن أبيه عن ابن عمر: " لا تؤخذ صدقات المسلمين إلا على مياههم ") اهـ.
وللتنبيه أن مسلم لما روى لأسامة بن زيد الليثى إنما روى له فى المتتابعات والشواهد
قال ابن القطان الفاسى: لم يحتج به مسلم إنما أخرج له استشهادا.
وقال ابن حجر فى تهذيب التهذيب (فى ترجمة الليثى): قال ابن حبان فى " الثقات ": يخطىء و هو مستقيم الأمر صحيح الكتاب و أسامة ابن زيد بن أسلم مدنى واه (يقصد العدوى)، و كانا فى زمن واحد إلا أن الليثى أقدم مات سنة ثلاث و خمسين و مئة، و كان له يوم مات بضع و سبعون سنة.
وأسألكم دعوة لى بظهرالغيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:44]ـ
الجزء الرابع:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإكمالا لسلسلة التمييز بين الأسماء المتشابهة ففى هذا الموضوع يكون الحديث عن نساء من السلف ممن تشابهت أسمائهم وربما يجرى الخلط بينهم
واخترت إسمين (رابعة ـ وخنساء) والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل
أولا: التمييز بين رابعة العدوية وغيرها
فقد تداخلت أخبار رابعة مع غيرها
فرابعة العدوية هى: رابعة بنت إسماعيل العدوية البصرية مولاة آل عتيك. تكنى بأم الخير وبأم عمرو
قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء 8/ 241:
{رابعة العدوية البصرية، الزاهدة، العابدة، الخاشعة، أم عمرو، رابعة بنت إسماعيل، ولاؤها للعتكيين. ولها سيرة في جزء لابن الجوزي.}
من كلامها: (اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم)
قال خالد بن خداش: سمعت رابعة صالحا المري يذكر الدنيا في قصصه، فنادته، يا صالح، من أحب شيئا أكثر من ذكره.
قال أبو سعيد بن الاعرابي: أما رابعة، فقد حمل الناس عنها حكمة
كثيرة، وحكى عنها سفيان وشعبة وغيرهما ما يدل على بطلان ما قيل عنها
أختلف فى سنة وفاتها فقيل سنة 135من الهجرة وقيل 180من الهجرة
والذى ذكره الذهبى أنها توفيت سنة 180 عن ثمانين سنة
من اسمه رابعة:
قال ابن تغرى بردى فى المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي:
فى ترجمة رابعة، بنت ولي العهد أبي العباس أحمد بن المستعصم بالله، أمير المؤمنين،
قال:
و هي خلاف رابعة بنت محمود بن عبد الواحد أم الغيث الأصبهانية عمة أبي نصر محمود بن الفضل، العالمة الصالحة و كانت وفاتها سنة سبع وخمسمائة.
وأيضاً خلاف رابعة العدوية أم عمرو، وقيل أم الخير، ووفاتها سنة خمس وثمانين ومائة.
و أيضاً خلاف رابعة العابدة. وكانت رابعة العابدة معاصرة لرابعة العدوية، وربما تداخلت أخبارهما ذكرنا هؤلاء خوف الالتباس والله الموفق.
وقال الذهبى: أما رابعة الشامية العابدة فأخرى مشهورة، أصغر من العدوية، وقد تدخل حكايات هذه في حكايات هذه
ثانيا: من اسمها خنساء
هناك من الصحابة أكثر من صحابية تسمى خنساء بل وفى التابعين كما سنعرف
وللعلم اسم خنساء سمى به رجال ونساء لكى لا يختلط الأمر
وممن سميت خنساء:
ـ خنساء بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة اسمها تماضر
وهى المشهورة عند الناس وهى التى توفى أولادها الأربعة فى القادسية سنة 16من الهجرة وفى هذا كلام عجب ليس موضع ذكره الأن
ـ خنساء بنت خذام الأنصارية الأوسية، زوجة أبى لبابة بن عبد المنذر، لها صحبة، و هى التى أنكحها أبوها و هى كارهة، فرد النبى صلى الله عليه وسلم نكاحها
ـ خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة عمة جابر بن عبد الله بن رئاب كانت من المبايعات ذكرها بن سعد وقال أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة تزوجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد (الاصابة فى تميز الصحابة)
ـ خنساء بنت خدام وليست بالصحابية ذكرها ابن الجوزى فى صفة الصفوة من عابدات أهل اليمن
جاء فى إكمال الكمال 2/ 476: وأما خنساء بخاء معجمة مفتوحة وبعدها نون ساكنة وسين مهملة فهى خنساء بنت خذام بن خالد، لها صحبة ورواية، روى حديثها حجاج بن السائب عن ابيه عن جدته خنساء بنت خذام
ـ وخنساء بنت عمرو بن الشريد، الشاعرة المشهورة
ـ وخنساء بنت ابى سلمى
اخت زهير ابن ابى سلمى واسمه ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلادة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن اد بن طابخة، وأم عثمان مزينة بنت كلب، وهى شاعرة ايضا
ـ وخنساء بنت ابى الطماح.
شاعرة، وكانت تحت الضحاك بن عقيل العقيلى وهى القائلة:
فان كنت من اهل الحجاز فلا تلج ......... وإن كنت نجديا فلج بسلام
ـ وخنساء بنت التيحان، شاعرة ايضا
ـ وبنو خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، منهم أبو داود المازنى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء، شهد بدرا - قاله شباب. انتهى
هذا ماتيسر جمعه وهذا جهد المقل وعمل الكليل فإن أخطأت فقومونى
والله المستعان وعليه التكلان(/)
هل رواية سفيان عن سليمان هي روايته عن الأعمش؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم
هل رواية: سفيان الثوري عن سليمان
هي رواية: سفيان الثوري عن الأعمش
أم الشخصان مختلفان؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:31]ـ
أخي الفاضل الأعمش اسمه سليمان
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 09:18]ـ
أخي الفاضل الأعمش اسمه سليمان
بارك الله فيك أخي، ولكن مقصودي عندما نقرأ في السند
سفيان عن سليمان، أو سفيان عن الأعمش
هل هما واحد؟ أم أن المقصود شخصين مختلفين؟
أتمنى أن يكون سؤالي قد اتضح
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 10:04]ـ
بارك الله فيك أخي، ولكن مقصودي عندما نقرأ في السند
سفيان عن سليمان، أو سفيان عن الأعمش
هل هما واحد؟ أم أن المقصود شخصين مختلفين؟
أتمنى أن يكون سؤالي قد اتضح
غالبا نعم
والعبرة في طبقة الشيوخ قبله؛ هل هم ممن أخذ عنهم أم لا؟ هذا الضابط
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 11:06]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلا شك أن سفيان الثوري أثبت أصحاب الأعمش:
قال عثمان بن سعيد الدارمي:
سألت يحيى بن معين عن أصحاب الأعمش، قلت:
47 - سفيان أحب إليك في الأعمش أو شعبة؟
فقال: سفيان أحب إلي في الأعمش
وقد وجدت سفيان قد روى عن ثلاثة اسمهم سليمان، وهم:
1 - سليمان بن مهران الأعمش
2 - سليمان بن طرخان التيمي
3 - سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني
وقال أبو عبد الله البخاري في كتاب الأدب، من الجامع الصحيح، باب 123:
6221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ «هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ». طرفه 6225 - تحفة 872 - 61/ 8
فسليمان هنا ليس سليمان بن مهران الأعمش بالتأكيد، فإن الأعمش لم يلق أنس بن مالك، وإنما هو سليمان بن طرخان، إن شاء الله تعالى، غير أن سفيان نسب سليمان بن طرخان في أكثر ما وقفت عليه من طرق حديثه عنه،
مثال ذلك، ما رواه مسلم، في كتاب الفضائل، باب 42:
6308 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِىِّ سَمِعْتُ أَنَساً يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّى فِى قَبْرِهِ». وَزَادَ فِى حَدِيثِ عِيسَى «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى». تحفة 882 - 2375/ 165 م
فالحاصل أمور:
1 - لسفيان بن سعيد الثوري اختصاصٌ بالأعمش
2 - إذا روى سفيان الثوري عن سليمان فلم يسمه، فلا بأس أن تنظر في شيخ سليمان هذا،
3 - ولا بأس بتتبع طرق الحديث محل النظر، فلعله نسبه أو بينه في بعض الطرق،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 12:21]ـ
بارك الله فيك يا أخي،
كنت أحسب أن أثبت أصحاب الأعمش محمد بن خازم أبو معاوية الضرير.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:47]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فسليمان هنا ليس سليمان بن مهران الأعمش بالتأكيد، فإن الأعمش لم يلق أنس بن مالك، وإنما هو سليمان بن طرخان، إن شاء الله تعالى، ............................
الأعمش رأى أنس بن مالك يصلي، ولكن لم يعرض له ولم يسمع منه باعترافه، وقد فصلت القول في هذا في غير هذا الموضع
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 09:48]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
بارك الله فيك يا أخي،
كنت أحسب أن أثبت أصحاب الأعمش محمد بن خازم أبو معاوية الضرير.
فهل نظرت في كتاب الطبقات للإمام النسائي؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 09:35]ـ
لم أقرأ طبقات النسائي بارك الله فيك.
ولا أحسب مشاركتي اعتراضاً على ما كتبت وإنما قلت ما كنت أعرفه في نقطة رأيتك تطرقت إليها جازماً.
وعلى كل حال نحن منكم نستفيد.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 12:07]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
لم أقرأ طبقات النسائي بارك الله فيك.
ولا أحسب مشاركتي اعتراضاً على ما كتبت وإنما قلت ما كنت أعرفه في نقطة رأيتك تطرقت إليها جازماً.
وعلى كل حال نحن منكم نستفيد.
فقد عقد الحافظ ابن رجب فصلا لأصحاب الأعمش (شرح العلل 2/ 715 همام - عتر 2/ 529)
افتتحه بنقل نص عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين:
{لم يكن أحد أعلم بحديث الأعمش من سفيان}
والظاهر من النقول التي نقلها ابن رجب:
تقديم يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وأبي حاتم الرازي لسفيان في حديث الأعمش
وأما كتاب الطبقات للنسائي فهو مطبوع ضمن مجموعة رسائل في الحديث (أعدتراجمه وتخريجاته نصر أبو عطايا) وصدر عن دار الخاني 1415هـ
ص 61:
{الطبقة الأولى من أصحاب الأعمش:
يحيى بن سعيد القطان وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج
الطبقة الثانية:
زائدة، وابن أبي زائدة، وحفصُ بنُ غياث،
الطبقة الثالثة
أبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد وأبو عوانة}
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:59]ـ
اجابة على سؤالكم حفظكم الله فرواية سفيان عن سليمان قد تكون عن الأعمش وقد تكون عن سليمان التيمي أو غيره ممن اسمه سليمان من شيوخ سفيان، ويتبين ذلك بجمع طرق الرواية، لأنك غالبا ستجد تصريحا بالاسم في أحد الطرق، وأيضا ينظر في شيخه الذي روى عنه هل هو من شيوخ الأعمش أو لا؟؟،
وفي الرواية التي ذكرها الأخ
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضى الله عنه - قَالَ عَطَسَ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ «هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ». طرفه 6225 - تحفة 872 - 61/ 8
نجد هنا أن سفيان يحدث عن سليمان ويذكر اسمه مهملا، وسليمان يروي عن أنس بعن، الأعمش ذكر المحدثون في ترجمته أن راى أنسا ولم يسمع منه، وروايته عنه مرسلة، فيحتمل أن يكون سليمان في هذه الرواية هو نفس الأعمش لأن اآداة التحمل هنا هي "عن"، لكن عندما قمنا بجمع طرق الحديث وجدنا روايات أخرى أخرجها ابن حبان وغيره تابع فيها سفيان آخرون في سليمان ويصرحون بكونه سليمان التيمي، مثال:
600 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالا حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: "عَطَسَ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَوْ فَسَمَّتَّ أَحَدَهُمَا وَتَرَكَ الآخَرَ قَالَ إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَحْمَدْهُ" صحيح ابن حبان ج2/ص363
وعند أبي داود رواية يبين فيها سفيان نفسه أن سليمان المهمل في رواية البخاري هو سليمان التيمي.
حدثنا أَحْمَدُ بن يُونُسَ ثنا زُهَيْرٌ ح وحدثنا محمد بن كَثِيرٍ أخبرنا سُفْيَانُ الْمَعْنَى قالا ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عن أَنَسٍ قال: "عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَتَرَكَ الْآخَرَ قال فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلَانِ عَطَسَا فَشَمَّتَّ أَحَدَهُمَا قال أَحْمَدُ أو فشمت أَحَدَهُمَا وَتَرَكْتَ الْآخَرَ فقال إِنَّ هذا حَمِدَ اللَّهَ وَإِنَّ هذا لم يَحْمَدْ اللَّهَ " سنن أبي داود ج4/ص309
وبخصوص أيٌّ أثبت في الأعمش فحسب ما وجدت في التعديل والتجريح ج3/ص1139
(قال يحيى: أثبت الناس في الأعمش سفيان)
والله تعالى أعلم
وأنتظر توجيه الإخوة الذين سبقونا في هذا الباب من أبواب العلم .. أثابهم الله ونفع بعلمهم .. آمين
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 06:24]ـ
وأنتظر توجيه الإخوة الذين سبقونا في هذا الباب من أبواب العلم .. أثابهم الله ونفع بعلمهم .. آمين
أحسنتِ يا أمة الله .. وكلامكِ هنا هو فصل الخطاب مع ضوابط أخرى لعلي آتي بها إن شاء الله ..
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 07:08]ـ
لاأدري فعلاً ماذا أقول لكم يا مشايخنا الفضلاء،
كلام مفصل ومفيد ف نفس الوقت .. استفدت والله فعلاً فوائد من ردودكم ..
وخلاصة ما فهمته: أن سفيان له عدة مشايخ ممن اسمهم: سليمان، كالأعمش سليمان بن مهران، وكسليمان بن طرخان التيمي، وسلمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني
وإن أردنا معرفة أيهم هم: فإننا /
أ- ننظر إلى شيخ سليمان هذا ..
ب- ننظر إلى بقية طرق الحديث، لأنه قد يكون صرح باسمه كاملاً ..
جزاااكم الله خيرا
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:55]ـ
أحسنتِ يا أمة الله .. وكلامكِ هنا هو فصل الخطاب مع ضوابط أخرى لعلي آتي بها إن شاء الله ..
بارك الله فيكم .. وننتظر افادتكم.(/)
السوال عن حديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 06:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل هذا حديث
إن تمكث البنت البالغة عندالأب بدون نكاح فتكون علي الأب إثم قتل نبي من الأنبياء في كل شهر
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:30]ـ
لا أعلمه حديثا ثابتا(/)
الأسئلة إلي المتخصصين في الحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة
حدثنا قبيضة: حدثنا سفيان، عن ابن ذكوان، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في القنوت: (اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف).
المطلوب من هذاسفيان المذكورفي السند
من المعلوم أن القسطلاني والعيني كتب أنه ابن عيينة
وقال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وأن لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله.
وقوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله} إلى آخر الآية /آل عمران: 79/.
حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي: حدثا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه). فقاموا يرجون لذلك أيهم يعطى، فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى، فقال: (أين علي). فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي له، فبصق في عينيه، فبرأ مكانه حتى كأنه لك يكن به شيء، فقال: نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم).
المطلوب إعراب هذه الجملةللحديث (فقيل يشتكي عينيه) وخاصةكلمةعينيه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:36]ـ
بالنسبة لسفيان هنا الوارد في السند الأول؛ هو: (سفيان الثوري) على الصحيح. فهم من يروي عنه (قبيصة بن عقبة) وليس ابن عيينة. فتنبه
على أن الحديث قد روي من طريق ابن عيينة أيضا. ولكن ليس من هذا الطريق. فتنبه
وبالنسبة لإعراب كلمة (عينيه)؛ فهي: مفعول به منصوب بالياء.
ـ[علاء الحمدي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 04:39]ـ
الله يهديك لا تتكلم بما لا تعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:15]ـ
الله يهديك لا تتكلم بما لا تعلم
علمني إذا بارك الله فيك
فقد أنهل من معينك، فلا يكمل إلا الله
على فكرة أخي الفاضل؛ هل قرأت توقيعي؟ نسأل الله الخشية فيما نقول آمين(/)
أريدتخريج هذاالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 07:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
من قضي حاجة لأحدمن أمتي فسرني ومن سرني فسرالله ومن سرالله أدخله الله الجنة
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 08:26]ـ
روي هذا الحديث من طريق أنس بن مالك رضي الله عنه
أخرجه الديلمي في (مسنده).
وأخرجه البيهقي في (الشعب) وقال: قال الإمام أحمد: سرور الله تعالى حسن قبوله لطاعة عبده، وارتضاؤه إياها.
وأخرجه ابن عدي في (الكامل).
وروي من طريق ابن عمر رضي الله عنه
أخرجه ابن أبي حاتم في (المجروحين) وفيه جعفر بن أبان.
وأخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) وقال: فيه جعفر بن أبان: كذاب. قاله ابن حبان. وقد روي لنا من طريق أصلح من هذا.
وروي من طريق ابن عباس رضي الله عنه
أخرجه ابن مردويه كما في (الدر المنثور).
وأخرجه ابو الغنائم في (قضاء حوائج الإخوان) بسنده.
وأخرجه القزويني في (تاريخ قزوين).
قال الذهبي عن هذا الحديث بهذا السند: هذا حديث شبه موضوع مع لطافة اسناده، وزيد هذا لم أجد له ذكر في دواوين الضعفاء؛ والآفة منه.
كما أبطل هذا السند الحافظ ابن حجر في (اللسان).
وروي من طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أخرجه أبو نعيم في (الحلية). وقال: غريب من حديث الأوزاعي عن هارون، لم نكتبه إلا من حديث العكاشي منصور بن زاذان.
وأخرجه أيضا في (تاريخ أصبهان).
وأخرجه العقيلي في (الضعفاء) وقال: حديث باطل لا أصل له.
وأخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) وقال: هذا حديث ليس بصحيح، ومحمد بن إسحاق العكاشي من أكذب الناس، قال يحيى: كذاب، وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.
وقال الذهبي: هذا كذب بين.
وألفاظ جميع طرقه المذكورة متقاربة لا يحتمل المقام ذكرها.
ومع هذا كله أقول: الحديث لا يحكم عليه بالوضع أبدا، وأقل أحواله الضعف، كما له شواهد في معناه كثيرة ثابتة.
والله تعالى أعلم(/)
تخريج حديث خضراء الدمن للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 02:16]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
وقفت على حديث يقول (إياكم وخضراء الدمن) فأريد من فضيلتكم بيان صحته 0
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم حفظه الله تعالى
هذا الخبر ليس له سند ثابت، وهو معدود عند أئمة الحديث من الأحاديث المنكرة، رواه الخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 509) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 96) والرامهرمزي في أمثال الحديث (1/ 120) وغيرهم. من طريق محمد بن عمر المكي – المعروف بالواقدي - عن يحيى بن سعيد ابن دينار، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم وخضراء الدمن) فقيل وما ذاك يا رسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء في منبت السوء) 0
وجاء الخبر من مسند عبد الملك بن محمد الأنصاري، ذكره ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى في الجرح والتعديل (4/ 139) فقال: سليمان بن محمد التيمى روى عن عبد الملك بن محمد الأنصاري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم وخضراء الدمن) فذكره ولم يحكم عليه بشيء 0
ومحمد بن عمر - هو الواقدي -: وثقه جماعة، وضعفه الأكثرون وهو الصواب فلا يحتج بشيء من حديثه، قال عنه الإمام أحمد في رواية، كذاب، وقال يحيى بن معين ليس بشيء. الكامل لا بن عدي (6/ 241) 0
وقال مسلم: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة ترك الناس حديثه
وقال الدارقطني غريب من حديث أبي وجزة يزيد بن عبيد، عن عطاء، تفرد به الواقدي، عن يحيى بن سعيد بن دينار عنه. أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (5/ 78)
ونقل الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 145) عن ابن طاهر وابن الصلاح أنهما قالا: يعد في أفراد الواقدي، وقال الدارقطني: لا يصح من وجه 0
وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/ 179) رواه الواقدي من رواية أبي سعيد الخدري، وهو معدود من أفراده، وقد علم ضعفه 0
وذكره العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 387) وعزاه للدارقطني في الأفراد والرامهرمزي في الأمثال 0
قال الرامهرمزي: وقد جاء هذا مفسراً، ومعنى ذلك أن الريح تجمع الدِّمَن وهي البعر - في المكان من الأرض، ثم يركبه الساقي فينبت ذلك المكان نبتاً ناعماً غضاً فيروق بحسنه وغضارته، فتجيء الإبل إلى الموضع وقد أعيت فربما أكلته الإبل فتمرض، يقول لا تنكحوا المرأة لجمالها وهي خبيثة الأصل، لأن عرق السوء لا ينجب معه الولد، وقال الشاعر
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا
أخوك
سليمان بن ناصر العلوان
26/ 11/1423هـ(/)
هل أسلم هذاالأعرابي
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
83 - باب: من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة.
2753 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني سنان ابن أبي سنان الدؤلي وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبر: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة وعلق بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي، فقال: (إن هذا اختراط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله ثلاثا). ولم يعاقبه وجلس.
[2756، 3898، 3905، 3906، 3908]
المطلوب
هل أسلم هذاالأعرابي
وماهوأحواله
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 07:28]ـ
هذا الأعرابي اسمه كما في نفس الصحيح للبخاري: (غورث بن الحارث).
وهو من بني محارب.
وقيل: اسمه عوف بن الحارث. كما عند ابن حبان في صحيحه.
بل أنه في رواية الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفه وسماه باسمه فقال: "يا غورث ما يمنعك مني".
وقد وقع عند الخطيب بالكاف. (غورك).
وقال الخطابي: (غويرث) بالتصغير.
ووقع عند الواقدي في سبب هذه القصة أن اسم الأعرابي (دعثور) وأنه أسلم. قال ابن حجر: ولكن ظاهر كلامه انهما قصتان في غزوتين فالله أعلم.
قال النووي في بيان ذلك: قال القاضي: وقد جاء في حديث آخر مثل هذا الخبر، وسمى الرجل (دعثورا).
وصنيع ابن حجر في الإصابة يوحي أنهما شخصين في قصتين متشابهتين:
أحدهما: دعثور بن الحارث الغطفاني.
والثاني: غورث بن الحارث.
وذكر أن كلا الرجلين قد أسلم.
قال في ترجمة (دعثور): وقصته هذه شبيهة بقصة غورث بن الحارث المخرجة في الصحيح من حديث جابر، فيحتمل التعدد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الإتحاد.
إلا أن صنيع ابن حجر في الإصابة يفيد أن من أسلم هو (دعثور) وليس (غورث) فتنبه، فإنه في رواية مسدد في مسنده الكبير، والإمام أحمد في مسنده ما يوحي بعدم إسلامه. انظرها في الإصابة 5/ 329.
ثم قال: وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله: جئتكم من عند خير الناس.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: (دعثور بن الحارث من بني محارب، وهو الذي قام بالسيف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يمنعك مني؟ فقال: "الله عز وجل"، وكان رئيس غطفان، وأسلم. سمعت أبي يقول ذلك.(/)
بحث في دلالة نزل ونزيل
ـ[الأزهري الشافعي]ــــــــ[12 - Mar-2009, صباحاً 11:29]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
وبه نستعين، والصلاة والسلام على سيد العالمين.
وبعد ....
فإننا بصدد البحث عن دلالة كلمة " نزل، ونزيل" سواء أكان في لغة العرب، أم في اصطلاح المحدثين وأهل الفن.
أما نزيل في اللغة فمعانيها كألاتي:
ففي القاموس المحيط للفيروزآبادي (1372/ 1) " والنَّزِيلُ: الضَّيْفُ "
وقال صاحب المصباح المنير (601/ 2): (أَنْزَلْتُ) الضيف بالألف فهو (نَزِيلٌ) فعيل بمعنى مفعول و (النُّزُلُ) بضمتين طعام النّزيل الذي يهيأ له.
وفي كتاب التعاريف للمناوي (335/ 1) " والدخيل بين القوم الذي ليس من نسبهم بل نزيل عندهم ومنه قولهم هذا الفرع دخيل في الباب أي ذكر استطرادا أو لمناسبة ولا يشتمل عليه عقد الباب".
أما النسبة فتعريفها كما قال ابن منظور: " النَّسَبُ نَسَبُ القَراباتِ وهو واحدُ الأَنْسابِ ابن سيده النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ القَرابةُ وقيل هو في الآباء خاصَّةً وقيل النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ والنُّسْبَةُ الاسمُ التهذيب النَّسَبُ يكون باللآباءِ ويكونُ إِلى البلاد ويكون في الصِّناعة. " لسان العرب (755/ 1).
والنسب اصطلاحا كما في "ابجد العلوم " هو علم يتعرف منه أنساب الناس، وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص.
وقال الصفدي في كتابه الرائع " الوافي بالوفَيَات " (11/ 1): النسب هو الإضافة لأن النسب إضافة شيء إلى بلد أو قرية أو صناعة أو مذهب أو عقدية أو علم أو قبيلة أو والد كقولك مصري أو مزي أو منجنيقي أو شافعي أو معتزلي أو نحويأ وزهري أو خالدي فهذا المعنى إنما هو إضافة. ولهذا كان النحاة الأقدمون يترجمونه بباب الإضافة وإنما سميته نسباً لأنك عرفته بذلك كما تعرف الإنسان بآبائه.
والمؤلفات في علم الأنساب كثيرة ومتباينة ومتغايرة.
فهذا محمد بن سعد صاحب الطبقات (493/ 7) يفرد لكل مصرٍ ما نزله من الصحابة فقال: " تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم "عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم , عبد الله بن عمرو بن العاص، خارجة بن حذافة بن غانم .............. الخ. فهل ننسب الصحابي الجليل عمرو بن العاص إلى مصر أم ماذا؟
وتوجد تراجم كثير ة يذكر فيها المصنف الترجمة ويبتدأ بالاسم ثم بالنسبة ثم يقول نزيل كذا وكذا. فلماذا لم ينسبه المصنف إلى هذه البلدة التي نزلها، فلو أن "نزل ونزيل" لها دلالة واضحة في النسبة لنسبه المصنف إليها، وهاكم صنيع الأئمة في إيراد الترجمة الحديثية:
فهذه بعض التراجم:
** يزيد بن زياد القرشي البصري: نزيل صور قيل إنه دمشقي حدث عن حميد الطويل. " تاريخ دمشق "
**موسى بن مروان أبو عمران البغدادي: نزيل الرقة التمار سمع بدمشق الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق الدمشقيين.
وهذا كتاب الأنساب للسمعاني؛ وهو كتاب رائد في هذا الفن. فأورد كثيرا من التراجم توضح أن " نزل ونزيل " ليست دلالة واضحة في انتساب الرجل إلى البلدة التي نزلها.
*البطي: بضم الباء الموحدة وبعدها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بطة وهو إسم لبعض أجداد أبي عبد الله محمد بن أحمد بن بطة بن إسحاق بن الوليد بن عبد الله البزاز الاصبهاني البطي من أهل أصبهان، نزل نيسابور ووردها سنة اثنتين وثلاثين
*باب الواو والضاد (المعجمة) الوضاحي: بفتح الواو والضاد المعجمة المشددة والحاء المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى الوضاح، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح بن حسان الانباري الوضاحي الشاعر.
من أهل الانبار، نزل نيسابور، وكان حسن الشعر، مليح القول، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: أبو عبد الله الوشاحي الشاعر، نزيل نيسابور وكان من أشعر من ذكر في وقته وأحسنهم عشرة، وقد سمعته يذكر غير مرة سماعه العلم من أبي عبد الله المحاملي القاضي، وأبي عبد الله بن مخلد الدوري وأبي روق الهزاني وغيرهم. وثلاثمائة، وخرج من نيسابور منصرفا إلى وطنه بأصبهان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
*الأرموي بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو - هذه النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان والمشهور بالنسبة إليها جماعة منهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن الشويخ الأرموي نزل مصر وتوفي بها سنة ستين وأربعمائة وغيره " اللباب 45/ 1".
فمن صنيع الأئمة يتبين أن كلمة " نزل ونزيل " لاتعطينا دلالة واضحة في أن الرجل إذا نزل بلداً من البلدان ينتسب إليها.
ومما فهمت من تعامل الأئمة مع هذا الشيء يتبين أن "نزيل كذا" توضح أن الرجل نزل هذه البلدة، ومكث فيها فترة ما. وقد يقطن فيها إلى الوفاة ولاينسب إليها.
وتوجد ترجمة توضح هذا وهي ترجمة أحمد بن حجر الهيثمي ((908 - 973هـ، 1503 - 1565م). شيخ الشافعية في عصره أبو العباس شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي السعدي الأنصاري، فقيه عصره. ولد بمصر وتعلم فيها، كتب في أكثر علوم عصره، تعلم بالأزهر، ثم انتقل إلى مكة.
من كتبه تحفة المحتاج شرح المنهاج؛ و الإيعاب شرح العباب المحيط بمعظم نصوص الشافعية والأصحاب؛ والصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة.
وهونزيل مكة ومات بها ولم ينسب إليها.(/)
هل يصح هذا الحديث: "إنَّ الله يبغض الحبر السَّمين"، وما معناه؟
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح حديث
(ان الله يبغض الحبر السمين)
وما معناه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزيتم خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في تفاسيرهم، واللفظ لابن أبي حاتم قال:
حدثنا محمد بن يحيى، أنبا أبو الربيع، ثنا يعقوب، أنبا جعفر، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين"؟ قال: وكان حبرا سمينا، فغضب وقال: ما أنزل الله على بشر من شيء. فقال له أصحابه الذين معه: ويحك ولا على موسى؟ قال: ما أنزل الله على بشر من شيء. فانزل الله عز وجل: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذين جاء به موسى نورا وهدى للناس}.
وأخرجه أبو نعيم في (حلية الأولياء ج7/ص165) قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن موسى الخطمي، ثنا علي بن عبد الله القراطيسي، ثنا حفص بن عمر النجار أبو عمران، ثنا شعبة، ثنا محمد بن النوار قال: سمعت رجلا يقال له محمد يحدث عن كعب الأحبار قال: إن الله ليبغض الرجل السمين وأهل بيت اللحميين. لم يسند شعبة عن محمد بن النوار، وروى عنه غير شعبة فقال: محمد بن أبي النوار بصري.
وأخرج أيضا في (حلية الأولياء ج2/ص362) قال:
حدثنا أبو بكر الطلحي قال: ثنا الحسين بن جعفر القتات قال: ثنا عبد الله ابن أبي زياد قال: ثنا سيار قال: ثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار يقول: قرأت في الحكمة: أن الله يبغض كل حبر سمين.
وأخرجه أبو نعيم في (الطب النبوي)، وأبو عبيد في (إصلاح المال ص103) واللفظ له قال:
حدثنا خالد بن مرداس المعلى الجعفي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قال عمر: أيها الناس إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة مفسدة للجسد مؤثرة للسقم، فإن الله عز وجل يبغض [الجبن]! السمين ولكن عليكم بالقصد في قوتكم فإنه أدنى من الإصلاح وأبعد من السرف وأقوى على عبادة الرب عز وجل فإنه لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه.
وأخرجه البيهقي في (شعب الإيمان ج5/ص33) قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال عبد الصمد، عن شعبة، عن محمد بن أبي النوار، عن محمد بن ذكوان، عن رجل، عن كعب قال: إن الله يبغض أهل البيت اللحميين والحبر السمين. قال: وسمعت العباس يقول: سمعت محمد بن عبيد الطنافسي قال: كنا عند سفيان الثوري فأتاه رجل فقال له: يا عبد الله أرأيت هذا الحديث الذي يروى: إن الله يبغض أهل البيت اللحميين. أهم الذين يكثرون اللحم؟ فقال سفيان: لا؛ هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس.
وهذا تأويل حسن غير أن ظاهره الإكثار من أكل اللحم، وفي جمعه بينه وبين الحبر السمين كالدلالة على ذلك.
قال ابن رجب في (شرح حديث لبيك ص67):
وسئل أبو الحسين بن بشار: هل يكون الولي سمينا؟ قال: نعم إذا كان الولي أمينا. قيل له: كيف والله يبغض الحبر السمين؟ قال: إذا علم الحبر عبد من هو؛ ازداد سمنا.
وقال الزيلعي في (تخريج الأحاديث والآثار ج1/ص443):
رواه الطبري في تفسيره: حدثنا ابن حميد، ثنا يعقوب القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف ... إلى قوله: فغضب. وزاد: فأنزل الله {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى}. انتهى
وكذلك ذكره الواحدي في أسباب النزول عن سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الصيف؛ إلى قوله: فغضب. وزاد: ثم قال: ما أنزل الله على بشر من شيء.
وقال العجلوني في (كشف الخفاء ج1/ص289):
رواه البيهقي في الشعب وحسنه؛ عن كعب من قوله، بلفظ: (يبغض) وزاد: (وأهل البيت اللحميين).
قيل في معنى الجملة الزائدة: أنهم الذين يكثرون أكل لحوم الناس، لكن ظاهرها الإكثار من أكل اللحم، وقرنه بالجملة الأخرى كالدليل على ذلك.
وعبارة الإحياء للغزالي: وفي التوراة مكتوب: إن الله ليبغض الحبر السمين.
وأخرجه الواحدي في أسباب النزول، وكذا الطبراني عن سعيد بن جبير مرسلا، وعزاه القرطبي أيضا للحسن البصري. ونقل الغزالي عن ابن مسعود أنه قال: إن الله يبغض القاري السمين، بل عزاه أبو الليث السمرقندي في بستانه لأبي أمامة الباهلي مرفوعا، وقال في المقاصد: ما علمته في المرفوع.
قلت: والصحيح أنه موقوف، وأنه من روايات أهل الكتاب، وأما رفعه فلا يثبت. ومعناه صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 08:24]ـ
جزاك الله خيرا اخى الحبيب ونفع بك لكن كيف يصح بالمعنى؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:40]ـ
دائماً هكذا كلما ولجت في احدى المشاركات لاسيما تلك التي تتلون بلون أهل الحديث ومسائلهم وجدت السكران التميمي يتصدى لتلك المسائل بصدر رحب على عادته فهو الحافظ المحدث من خلال مشاركاته اللهم اجعله يارب مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وبارك الله فيك يا أخانا السكران من فعلان أي كثير السكر من العلم، تميمي من السادة غفر الله لنا وله ...
نسألكم الدعاء
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 08:38]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله(/)
فائدة لا فائدة فيها
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 12:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (377/ 11)
" فائدة لا فائدة فيها، نحكيها لنليشَها. قال أبو عبيد محمد بن على الآجري صاحب كتاب (مسائل أبي داود) - وما علمة أحدا لينه-: سمعة أبا داود السجستاني، يقول إسحاق بن راهويه تغير قبل موته بخمسة أشهر. و سمعة منه في تلك الأيام، فرميت به.
قلت فهذه حكاية منكرة. و في الجملة فكل أحد يتعلل قبل موته غالبا و يمرض فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة، و يموت إلى رحمة الله على تغيره، ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه، و يتلاشى علمه، فإذا قضى زال بالموت حفظه، فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟ كلا و الله، و لاسيما مثل هذا الجبل في حفظه و إتقانه."
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 01:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي - بارك الله فيك - علمت (بفتح التاء)، وسمعت (بفتح التاء)، أخذت أقلّب الكلمات حتى علمت بالمراد!
بارك الله فيك أيها الفاضل وجزاك خيرا ..(/)
الجرح و التعديل و تصدي نقاد الحديث لظاهرة الوضع
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 02:28]ـ
الحمد الله الذي حفظ لهذه الأمة دينها كتابا و سنة و هيأ لها علماء أجلاء ينفون عن دينه انتحال المبطلين وزيغ الزائغين و ميولات أسحاب البدع و الاهواء،فهيئ لها رجالا قاموا بخدمة السنة النبوية خدمة لم يشهد التاريخ لها مثيلا،و لم يعرف لمجهوداتهم و تضحياتهم شبيها، و ذالك لما علموه من السنن و الأثار التي بينت و أوضحت مكانة السنة النبوية من التشريع الإلاهي،فاستخضروا قول النبي صلى الله عليه وسلم "ألا وإني أوتيت القرأن ومثله معه"،فكانت الحاجة ماسة تصفيتها و غربلتها، فبها يفسر مجمل القرأن و يعلم مراد الله من النصوص العامة في كتابه.
و لما علم أعداء الإسلام وحساد المسلمين ما أوتوا من نعمة وفضل، حاولوا تشويه السنة ود س الأحاديث المكذوبة فيها ووضع و اختلاق أحاديث مكذوبة على النبي وهذا الفعل الشنيع كان له مقصد بعيد المدى وهو تشويه السنة و التشكيك فيها و بالتالي إعراض المسلمين عنها فتذهب الأحكام وتبقا الصور فقط،و يقال السنة ليست كالقرأن فقد لحقها التحريف و التأويل و ثبوتها ظني فكيف نحكم بالقطع على دلالتها؟؟
فتنبه علماء السنة و في القرون الأولى لهذا الأمر و تحسسوا رائحة الفتنة وظهور بوادر الوضع،و لهذا قال ابن شهاب الزهري "لولا أحاديث تأتينا من قبل العراق ننكرها لما كتبت شيأ" فقعدوا قواعد لقبول الاخبار من أبرزها عدم فبول خبر عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا بسند، قال ابن سيرين "لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ".فتتبعو الأسانيد و فتشوا عن أحوال الرواة وصدقهم من كذبهم ومدى ضبطهم فاستدعى الحال البحث عن أحوال الرواة، فتكلموا في الرواة تجريحا و تعديلا و كان الواحد منهم لا تأخذه في الحق لومة لائم فوجدنا من تكلم في صديقه و جاره وأبيه وأخيه و لسان حالهم يقول لأن يكون هؤلاء خصمي يوم القيامة أحب إلي من أن يكون الرسول خصمي، فصنفت المصنفات في علم الرجال وتنوع طرحها هذا صنف في أسماء الصحابة و أخر في طبقاتهم ... وذا ك في التابعين و أخر في الضعفاء و المدلسين و الثقات ..... كم هائل من المصنفات تفنى الأعمار دون إكمالها وضبطها
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 03:00]ـ
و سنقف على نموذج لهذه المصنفات وهو مصنف عظيم القدر جليل النفع لعلم على نار كما يقال، إمام برز في العديد من الميادين وكان له باع و رسوخ و علو كعب في كل فن من فنون الشريعة هو الإمام الورع التقي النقي الفقيه المحدث العابد الزاهد شمس الدين أبوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
من خلال كتابه ميزان الإعتدال كتاب ضخم مؤلف من أربعة أ جزاءكل جزء تجاوز ست مائة صفحة.
إمتاز هذا الكتاب بترتيب الاسماء حسب المعجم حتى في الاباء ورمز للرواة الذين أخرج لهم أصحاب السنن الستة برموزهم المعروفة،
ف البخاري _خ_و مسلم _م_و الترمذي_ذ_ و النسائي_س_ ..... فإن اتفقوا على راو واحد فالرمز _ع_ و إن اتفق عليه أصحاب السنن الأربعة فالرمز_عو_،
و هو كتاب متنوع حوى الثقات و الضعفاء و المدلسين و الكذابين ..
سنقف على عشرة رواة من ميزان الإعتدال قاصدين إعطاء نظرة أولية و تصور ابتدائي حول منهج الكتاب.
تعمدنا أن لا نورد إلى من كان جرحه شديد،وذاك لنربط السابق بالاحق، قلنا أنهم حاربو ظاهرة الوضع والوضاعين، فبدلوا الجهد في تنظيف الأسانيد من أمثال هؤلاء،وذالك بقول كلام قادح فيهم لا يرفع عنهم إلا يوم القيامة ومن أمثال هؤلاء:(/)
ماالمراد بما جاء في الحديث ((وينطق فيها الرويبضة))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 11:44]ـ
قال الطحاوي رحمه الله في مشكل الاثار
- حدثنا إبراهيم بن أبي داود، حدثنا أبو كريب، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أمام الدجال سنين خوادع يكثر فيها المطر ويقل فيها النبت ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال من لا يؤبه (1) له»
وبه عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن دينار، عن أنس، مثله. غير أنه قال «قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟
قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة»
حدثنا ابن أبي داود، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن دينار، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، ويتكلم فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟ قال الفويسق يتكلم في أمر العامة»
فلم يكن فيما رويناه من هذه الآثار من ذكر الرويبضة ما يوجب اختلافا فيه من هو من الناس على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد يجوز أن يكون وصفه إياه بالفسق الذي يمنع مثله من الكلام في أمر العامة ينطلق له في الدهر المذموم الكلام في أمر العامة كما يكون فيه تصديق الكاذب وتكذيب الصادق وائتمان الخائن ويكون وصفه إياه بأنه لا يؤبه له لعلنه بفسقه ولأنه ممن لا حاجة بالناس إليه فيكون بذلك خاملا لا يؤبه له
فاتفق بحمد الله المعنيان اللذان روينا في تفسير الرويبضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الباب ولم يختلفا. والله نسأله التوفيق
ـ[الحافظة]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 05:43]ـ
اللهم ارحمنا برحمتك ...
نفع الله بكم على هذا الفائدة القيمة وجعلها الله في ميزان حسناتكم ........
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jan-2010, مساء 07:09]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 01:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك
ـ[سعيدالأثري]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 10:07]ـ
إخواني الأعزاء
ماذا تعرفون عن كتاب الزهرة الذي في علم الرجال والذي ينقل منه ابن حجر في كتابه تهذيب التهذيب كثيرا
هل تعرفون عنه شيئا؟ هل موجود منه شيء مخطوط؟
من يعرف فلا يبخل علينا، مشكورا.(/)
ما صحة حديث (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم) للشيخ المحدث العلوان
ـ[ابو مروان المروان]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 04:59]ـ
ما صحة حديث (لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم).
الجواب: هذا الخبر منكر سنداً ومتناً. قال عنه الإمام مالك هذا كذب ذكره عنه أبو داود في سننه.
وقال الأوزاعي. مازلت له كاتماً حتى رأيته انتشر يعني حديث ابن بسر هذا في صوم يوم السبت.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم. لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده. متفق عليه من حديث أبي هريرة وهو دليل على صوم يوم السبت والأحاديث في ذلك كثيرة والله أعلم.
الجلسات اليومية للشيخ المحدث العلوان من 1 - 15
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 01:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
أقول كما قال سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ
"قد أحسن من انتهى إلى ما سمع"
ولكن هذا الحديث صححه جماعة من أهل العلم منهم الترمذي والحاكم وأقره الذهبي وابن الملقن وابن السكن والألباني وغيرهم.
أما ما ورد عن الأئمة (مالك والأوزاعي وغيرهم) من تكذيب هذا الحديث فقد أجاب عنها غير واحد من أهل العلم
قال النووي متعقبا كلمة مالك "هذا كذب" ـ هذا لا يقبل منه وقد صححه الأمة ـ
وقول الأوزاعي "مازلت له كاتماً حتى رأيته انتشر" يدل على أن للحديث طرقا متعددة فهو كتم الطريق التي بلغته فانتشر من غير طريقه.
وحكم أبي داود على الحديث بالنسخ دليل على تصحيحه عنده فلو كان ضعيفا عنده لما احتاج إلى التصريح بالنسخ ولاكتفى بالتضعيف.
فالحديث صحيح والله أعلى وأعلم
فيبقى البحث في توجيه الحديث والجمع بينه وبين ما يعتقد أنه معارض له.
وأخيرا أنصح بقراءة البحث المودع في الإرواء للإمام الألباني تحت حديث 960 (4/ 118 - 125)
وأيضا كتاب "تنبيه ذوي العقول السديدة إلى حكم صوم السبت في غير فريضة"
وأيضا كتاب "زهر الروض في حكم صيام السبت في غير الفرض"(/)
طلب مساعدة حول جهود العلامة جمال الدين القاسمي في علم الحديث
ـ[أبو أيوب الجزائري]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم / الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إخواني بارك الله فيكم: أنا أريد أريد أن أقوم بدراسة عن العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي وجهوده في خدمة الحديث، هل من دراسات سابقة حول هذا الموضوع، أو هل من دراسات حول مؤلفات حول هذا الإمام، في علم الحديث أو السنة عموما، لا تبخلوا علي بارك الله فيكم، كما أرجوا منكم توجيها بهذا الصدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تحيات محبكم أبو أيوب الجزائري
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:34]ـ
الأخ العزيز، و الذهب الأبريز (أبو أيوب الجزائري)
سألت ولازلت سائلا عن (دراسات عن الشيخ جمال الدين القاسمي وجهوده العلمية في الحديث) أقول: لو كنا أهل الصنعة (الحديثية) لأمددنا لك يد العون، لكنا ضعفاء فيها، لكن نستطيع أن ندلك على (منتدى) مشرفه من علماء (الحديث، و الراسخين فيه) تستطيع من خلاله (التواصل معه) بكل بساطة.(/)
مرفوع أم موقوف: طواف سليمان على نسائه؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيّ بعده، وآله وصحبه ومَن اتبع هديَه
... وبعد،،
((قال سليمان بن داود: "لأطوفنَّ الليلة على سبعين امرأة، تحمل كل امرأة فارساً يجاهد في سبيل الله". فقال له صاحبه: "إن شاء الله". فلم يقل، ولم تحمل شيئاً إلا واحداً، ساقطاً أحد شقيه! فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: لو قالها، لجاهدوا في سبيل الله)).
هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورد في الصحيح مرفوعاً وموقوفاً:
فأخرجه مرفوعاً:
- البخاري (6263) والنسائي (الكبرى 4772) وأبو عوانة (4857) واللالكائي (1419) من طريق شعيب بن أبي حمزة. وأخرجه البخاري (3242) من طريق مغيرة بن عبد الرحمن. وأخرجه الحميدي
(1174) ومن طريقه أبو عوانة (4856)، ومسلم (1654) وأبو يعلى 6347) من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه مسلم (1654) والبيهقي (الكبرى 19694؛ الأسماء والصفات 353) من طريق موسى بن عقبة. وأخرجه مسلم (1654) من طريق ورقاء. وأخرجه النسائي (الكبرى 11302) وأبو عوانة
(4850) والبزار (8873) من طريق هشام بن عروة.
ستتهم (شعيب، ومغيرة، وسفيان، وموسى، وورقاء، وهشام): عن أبي الزناد.
وأخرجه البخاري معلقاً (2664) من طريق جعفر بن ربيعة.
كلاهما (أبو الزناد، وجعفر): عن الأعرج.
- وأخرجه ابن أبي شيبة (1563) من طريق يزيد بن هارون، وأبو عوانة (4851) من طريق ابن بكر السهمي. كلاهما (يزيد، والسهمي): عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين.
- وأخرجه أحمد (7701)، وأخرجه النسائي (الكبرى 3856) عن العباس بن عبد العظيم. كلاهما (أحمد، والعباس): عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس.
وأخرجه الحميدي (1175) ومن طريقه أبو عوانة (4856)، ومسلم (1654) والبيهقي (الأسماء والصفات 354) من طريق: سفيان، عن هشام بن حجير.
كلاهما (ابن طاوس، وابن حجير): عن طاوس بن كيسان.
وثلاثتهم (الأعرج، وابن سيرين، وطاوس): عن أبي هريرة مرفوعاً.
وأخرجه موقوفاً:
- البخاري (4944) عن محمود بن غيلان، ومسلم (1654) عن عبد بن حميد، وأبو عوانة (4855) عن محمد بن يحيى. ثلاثتهم (محمود، وعبد، وابن يحيى): عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس.
وأخرجه البخاري (6341) والبيهقي (الأسماء والصفات 354) من طريق علي بن المديني، وأخرجه أبو يعلى (6244) عن الحارث بن سريج. كلاهما (ابن المديني، وابن سريج): عن سفيان، عن هشام بن حجير.
وكلاهما (ابن طاوس، وابن حجير): عن طاوس.
- وأخرجه البخاري (7031) وأبو عوانة (4853) واللالكائي (1418) من طريق وهيب. وأخرجه مسلم (1654) وأبو عوانة (4852) والطحاوي (مشكل الآثار 184) من طريق حماد بن زيد. كلاهما (وهيب، وحماد): عن أيوب السختياني.
وأخرجه أحمد (10588) عن يزيد بن هارون، و (7137) عن هشيم. كلاهما (يزيد، وهشيم): عن هشام بن حسان.
وكلاهما (أيوب، وهشام): عن ابن سيرين.
- وأخرجه ابن الأعرابي (المعجم 1828) من طريق نصر بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج.
ثلاثتهم (طاوس، وابن سيرين، والأعرج): عن أبي هريرة موقوفاً.
والسؤال إلى الأساتذة والإخوة الفضلاء بارك الله فيهم:
كيف يُحكم برفع هذا الحديث بالرغم من اعتلاله بالوقف، لا سيما مع انضمام اختلاف الرواة في ضبط عدد النساء في متن القصة؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 10:36]ـ
كثيرا ما يرد مثل هذا أخي الكريم في نصوص كثيرة، ولا إشكال في ذلك، أعني: في اتصال إسناد حديث ما ورفعه إلى رسول الله مباشرة ممن سمعه منه، أو وقفه على من سمعه ممن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغالبا ما يكون له حكم الرفع، إذا كان مثله لا يقال من قبيل العادة بين الناس.
فحاصله: قد يأتي الحديث من طريقين: إحداهما: مرفوعة متصلة، والثانية: موقوفه منقطعة. وغالبا ما يكون الواقف ممن سمع من الراوي الأصل هذا الحديث، لكنه في هذه المرة رواه مباشرة دون الإحالة على الراوي الأصل لسبب من الأسباب، لكن مع ذلك فطريق الأصل معروف مشتهر واضح لا يخفى، فلا مجال للتعمية هنا.
فمتى ما وجدت الطريق الأصل مروية بإسناد صحيح ثابت، فلا عبرة بالموقوفة في هذه الحالة إلا في بيان بعض الألفاظ فقط.
وأما تعدد ضبط النساء في هذه القصة، فلا ضير فيه أخي؛ لأنه قد يكون راوٍ أضبط من آخر وأحفظ وأثبت.
هذا ما عندي هنا، فإن أصبت فقد وفقني الله، وإن أخطأت فقويموني رحمكم الله.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 10:54]ـ
أخي المفضال السكران التميمي ..
جزاك الله خيراً على سرعة الرد وهذا التبيان الكريم ..
وأنا الآن قد اجتمع لديّ من القرائن التي تحفّ هذا الحديث ما يرجّح أنه من كلام أبي هريرة رضي الله عنه موقوفاً عليه، سأقوم بضبطها وترتيبها وأسوقها للنقاش، فإنما نتعلم من المدارسة ومن سؤال أهل العلم أحسن الله إليهم ونفعنا بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
لعلي أسبقك قليلا أخي (أحمد) وأضع بين يديك ما قد وقفت عليه من طرق لهذا الحديث، علّها تبين ولو قليلا من الإشكال.
(1) طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
وهو يروى عنه من طريقين: موصولة، وموقوفة:
أولا: الطريق الموصول:
وهي تروى عنه من طريقين أيضا:
(1) الطريق المشهور المعروف: من طريق أبي الزناد عنه؛ رواها كلٌ من:
البخاري في (الصحيح ج3/ص1260) قال:
حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قالها لجاهدوا في سبيل الله". قال شعيب وابن أبي الزناد: تسعين؛ وهو أصح.
البخاري في (الصحيح ج6/ص2447) قال:
حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
مسلم في (الصحيح ج3/ص1275) قال:
وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثله أو نحوه (أي نحو حديث طاووس قبله في نفس الصحيح).
مسلم في (الصحيح ج3/ص1276) قال:
وحدثني زهير بن حرب، حدثنا شبابة، حدثني ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة فجاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
وحدثنيه سويد بن سعيد، حدثنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد مثله، غير أنه قال: "كلها تحمل غلاما يجاهد في سبيل الله".
النسائي في (السنن الكبرى ج3/ص141) قال:
أنبأ عمران بن بكار قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا شعيب قال: حدثني أبو الزناد؛ مما حدثه عبد الرحمن الأعرج؛ ما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "وقال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
النسائي في (السنن الكبرى ج6/ص385) قال:
أنا إبراهيم بن محمد، نا بن داود، عن هشام بن عروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة فتأتي كل امرأة برجل يضرب بالسيف؛ ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فجاءت واحدة بنصف ولد، ولو قال سليمان إن شاء الله لكان ما قال".
البيهقي في (السنن الكبرى ج10/ص44) قال:
حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله إملاء، أنبأ أبو حامد بن الشرقي، ثنا محمد بن عقيل، ثنا حفص بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة قال: أخبرني أبو الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كل واحدة تأتي بفارس يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يفعل ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله أجمعون".
أبو عوانة في (المسند ج4/ص52) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا زياد بن الخليل، قثنا مسدد (ح) وحدثنا يوسف القاضي، قثنا مسدد ونصر بن علي قالا: ثنا عبد الله ابن داود، عن هشام بن عروة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة فتأتي كل امرأة بغلام يجاهد في سبيل الله فلم تحمل منهن إلا امرأة نصف غلام" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان قال إن شاء الله كان كما قال".
حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قثنا الحميدي، قثنا سفيان، قثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حلف سليمان بن داود فقال: لأطيفن الليلة بسبعين امرأة كلهن تجيء بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه؛ أو قال الملك: قل إن شاء الله. فنسي فأطاف بهن فلم تجيء واحدة منهن بشيء إلا واحدة جاءت بشق غلام" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قال إن شاء الله لما حنث ولكان دركا له في حاجته".
حدثنا عمران بن بكار، قثنا علي بن عياش، قثنا شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون". رواه ورقاء عن أبي الزناد بنحوه: تسعين امرأة.
الطبراني في (مسند الشاميين ج4/ص266) قال:
أخبرني أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، ثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود عليه السلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تحمل فارسا يجاهد في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا واحدة جاءت بشق إنسان" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لجاءت كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله".
اللالكائي في (اعتقاد أهل السنة ج5/ص971) قال:
أنا أحمد بن محمد بن يوسف قال: أنا إسماعيل بن محمد قال: نا عبد الكريم بن الهيثم قال: نا أبو اليمان قال: أنا شعيب قال: نا أبو الزناد؛ أن عبد الرحمن الأعرج حدثه؛ أنه سمع أبا هريرة يحدث؛ أنه سمع النبي قال: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهم جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج22/ص259) قال:
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، أنا أبي أبو القاسم القشيري، أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد، أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، نا عمران بن بكار، نا علي بن عياش، أنا شعيب عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وأيم الله الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج8/ص202) قال:
وحدثني ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن على سبعين امرأة يعني في ليلة كل واحدة تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة منهن بشيء إلا واحدة جاءت بشق غلام ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له في حاجته ولجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعين".
(2) من طريق جعفر بن ربيعة عنه؛ وهي رواية واحدة رواها:
البخاري في (الصحيح ج3/ص1038) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل إن شاء الله فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
وقد أسنده أبو نعيم في المستخرج على صحيح البخاري كما في (تغليق التعليق ج3/ص433) قال ابن حجر:
قال أبو نعيم في المستخرج على صحيح البخاري: حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة به سواء.
ثانيا: الطريق الموقوف:
وهي تروى عنه من طريق أبي الزناد أيضا، رواها:
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج22/ص257) قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو الحسن بركات بن عبد العزيز قالا: أنا أبو بكر الخطيب، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا أحمد بن السندي، نا الحسن بن علي، نا إسماعيل بن عيسى، أنا إسحاق بن بشر، أنا مقاتل، عن أبي الزناد (ح) وابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة وستمائة سرية فقال يوما: لأطوفن الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحد منهن بفارس يجاهد في سبيل الله عز وجل ولم يستثن فطاف عليهن فلم تحمل واحدة منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق إنسان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو استثنى فقال إن شاء الله لولد له ما قال فرسان ولجاهدوا في سبيل الله".
فقد رفعه في آخره إلى رسول الله.
(2) طريق محمد بن سيرين
وهو يروى عنه من طريقين: موصولة، وموقوفة:
أولا: الطريق الموصول:
وهي تروى عنه من طريق هشام بن حسان؛ رواها كلٌ من:
أبو عوانة في (المسند ج4/ص51) قال:
حدثنا الصغاني، قثنا عبد الله بن بكر السهمي، قثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان ابن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة وتلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يستثن فطاف على مائة امرأة فلم تلد إلا امرأة ولدت نصف إنسان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه لو استثنى لولدت كل امرأة غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله".
ابن أبي شيبة في (المصنف ج1/ص136) قال:
حدثنا يزيد بن هارون، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله".
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج22/ص257) قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبو القاسم البجلي وعقيل بن عبيد الله (ح) وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أيضا، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء، أنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا: أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم، نا بكار بن قتيبة، نا وهب بن جرير بن حازم، نا هشام بن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رفعه قال: "قال سليمان بن داود: أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل الله ولم يستثن بشيء فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة ولدت نصف إنسان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو استثنى لو قال إن شاء الله لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف فارسا في سبيل الله".
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا إبراهيم بن منصور، أنا أبو بكر بن المقرئ، أنا أبو يعلى، نا زهير، أنا هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة كل امرأة منهن تلد غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف تلك الليلة على مائة امرأة فلم تلد منهن امرأة إلا امرأة ولدت نصف إنسان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان قال إن شاء الله لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل".
ثانيا: الطريق الموقوف:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي تروى عنه من طريق أيوب السختياني، رواها كلٌ من:
البخاري في (الصحيح ج6/ص2717) قال:
حدثنا معلى بن أسد، حدثنا وهيب، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة: أن نبي الله سليمان عليه السلام كان له ستون امرأة فقال: لأطوفن الليلة على نسائي فلتحملن كل امرأة ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله، فطاف على نسائه فما ولدت منهن إلا امرأة ولدت شق غلام. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان سليمان استثنى لحملت كل امرأة منهن فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله".
فرفعه في آخره إلى رسول الله.
مسلم في (الصحيح ج3/ص1275) قال:
حدثني أبو الربيع العتكي وأبو كامل الجحدري فضيل بن حسين؛ واللفظ لأبي الربيع قالا: حدثنا حماد وهو ابن زيد، حدثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال: كان لسليمان ستون امرأة فقال: لأطوفن عليهن الليلة فتحمل كل واحدة منهن فتلد كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله، فلم تحمل منهن إلا واحدة فولدت نصف إنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله".
فرفعه في أخره إلى رسول الله.
أبو عوانة في (المسند ج4/ص51) قال:
حثنا أبو أمية، قثنا سليمان بن حرب، قثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال: كان لسليمان بن داود عليهما السلام ستون امرأة فقال: أطوف عليهن الليلة فتحمل كل امرأة غلام فارس يقاتل في سبيل الله، فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا واحدة فولدت نصف إنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما لو كان استثنى لحملت كل امرأة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله".
فرفعه في آخره إلى رسول الله.
حدثنا حمدان بن علي، قثنا المعلى بن أسد، قثنا وهيب، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سليمان كانت له ستون امرأة فقال: لأطوفن الليلة عليهن فتحمل كل امرأة منهن ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله فطاف عليهن فما ولدت منهن إلا امرأة ولدت شق غلام، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان استثنى لحملت كل امرأة منهن غلام فارس يقاتل في سبيل الله".
فرفعه في آخره إلى رسول الله.
اللالكائي في (اعتقاد أهل السنة ج5/ص970) قال:
أنا محمد بن عبد الله الجعفي قال: أنا عبد الله بن علي القطعي قال: نا محمد بن الحسن الحنيني قال: نا معلى بن راشد قال: نا وهيب، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة: أن نبي الله سليمان كان له ستون امرأة فقال: لأطوفن الليلة على نسائي فتحمل كل امرأة ولتلدن فارسا يقاتل في سبيل الله. قال: فطاف على نسائه فما ولدت منهم إلا امرأة ولدت شق إنسان، فقال نبي الله: "لو كان سليمان استثنى لحملت كل امرأة منهن فولدت فارسا يقاتل في سبيل الله".
فرفعه في آخره إلى رسول الله.
(3) طريق طاووس
وهو يورى عنه من طريقين: موصولة، وموقوفة:
أولا: الطريق الموصول:
وهي تروى عنه من ثلاثة طرق:
(1) طريق هشام بن حجير، ورواها كلٌ من:
مسلم في (الصحيح ج3/ص1275) قال:
حدثنا محمد بن عباد وبن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه أو الملك: قل إن شاء الله. فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة من نسائه إلا واحدة جاءت بشق غلام" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له في حاجته".
أبو عوانة في (المسند ج4/ص52) قال:
حدثنا أبو إسماعيل، قثنا الحميدي، قثنا سفيان، قثنا هشام بن حجير، عن طاووس، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله (أي مثل حديث الأعرج قبله في المسند).
ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج8/ص202) قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني إبراهيم بن يزيد المكي، عن سليمان الأحول وهشام بن حجير، عن طاووس، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن على سبعين امرأة؛ يعني في ليلة؛ كل واحدة تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة منهن بشيء إلا واحدة جاءت بشق غلام ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له في حاجته ولجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعين".
(2) طريق ابن طاووس، رواها:
الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج2/ص275) قال:
ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله". قال: "ونسي أن يقول إن شاء الله، فأطاف بهن" قال: "فلم تلد منهن إلا واحدة نصف إنسان" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته".
(3) طريق سليمان الأحول، رواه:
ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج8/ص202) قال:
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني إبراهيم بن يزيد المكي، عن سليمان الأحول وهشام بن حجير، عن طاووس، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن على سبعين امرأة؛ يعني في ليلة؛ كل واحدة تأتي بغلام يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه: قل إن شاء الله. فلم يقل ونسي فلم تأت واحدة منهن بشيء إلا واحدة جاءت بشق غلام ولو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا له في حاجته ولجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعين".
ثانيا: الطريق الموقوف:
وهو يروى عنه من طريقين:
(1) طريق ابن طاووس أيضا، رواه كلٌ من:
الصنعاني في (التفسير ج2/ص401) قال:
أنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داود: لأطيفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله، فقيل له: قل إن شاء الله. فلم يقل فأطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته".
ورفعه في آخره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
البخاري في (الصحيح ج5/ص2007) قال:
حدثني محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل إن شاء الله. فلم يقل ونسي فأطاف بهن ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته".
ورفعه في آخره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسلم في (الصحيح ج3/ص1275) قال:
حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق بن همام، أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داود: لأطيفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله. فقيل له: قل إن شاء الله. فلم يقل فأطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته".
ورفعه في آخره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو عوانة في (المسند ج4/ص52) قال:
حدثنا محمد بن يحيى، قثنا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بسبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله. فقال له صاحبه أو الملك: قل إن شاء الله. فلم يقل أو فنسي قال فلم تجيء امرأة منهن إلا واحدة بنصف إنسان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا لحاجته".
ورفعه في آخره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) طريق هشام بن حجير، رواها:
البخاري في (الصحيح ج6/ص2470) قال:
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس سمع أبا هريرة قال: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه: _ قال سفيان: يعني الملك _ قل: إن شاء الله. فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة منهن بولد إلا واحدة بشق غلام. فقال أبو هريرة يرويه قال: "لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركا في حاجته". وقال مرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو استثنى".
ورفعه في آخره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثنا أبو الزناد عن الأعرج مثل حديث أبي هريرة.
(4) طريق أبي حازم
ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج22/ص257) قال:
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد، أنا أبو محمد الجوهري، أنا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار البصلاني، نا خالد بن يوسف السمتي، حدثني أبي، عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلها تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: إن شاء الله. فلم يقل فطاف عليهن جميعا فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وأيم الذي نفسي بيده إنه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون".
(5) طريق المقبري
ابن سعد في (الطبقات الكبرى ج8/ص203) قال:
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني أبو معشر، عن المقبري: أن سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة بمائة امرأة من نسائي فتأتي كل امرأة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يستثن ولو استثنى لكان فطاف على مائة امرأة فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة حملت شق إنسان.
هذا ما وجدته من طرق الحديث، والذي أراه بينا _ ولم أر بعد ما جمعته أنت حفظك الله _ أنه ثابت موصلا أيضا لا شك فيه.
والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أستاذنا التميمي على ما تفضلتَ به، وسأقوم بطرح نقاط هذا الموضوع طلباً للتدقيق أو التصويب أو التعضيد. فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: إرسال أبي هريرة
من المعلوم أن مراسيل الصحابة مُحتَجٌّ بها لأنها محمولة على الاتصال، ولكن ذلك قاعدة عامة لا على كل حديث حديث. وإلاّ فقد فرّق ابن حجر بين مرسل الصحابي في الأحكام وفي غيرها. يقول في صحة الاحتجاج بمراسيل الصحابة (فتح الباري 1/ 174): ((وهذا في أحاديث الأحكام دون غيرها، فإن بعض الصحابة ربما حملها عن بعض التابعين مثل كعب الأحبار)). اهـ
والسبيل إلى معرفة ذلك أن يكون متن الحديث عبارة عن حكاية أو قصة من قصص بني إسرائيل، كما قال الحافظ العراقي (التقييد والإيضاح ص59): ((إن رواية الصحابة عن التابعين غالبها ليست أحاديث مرفوعة، وإنما هي من: الإسرائيليات، أو حكايات، أو موقوفات)). اهـ وبه قال السيوطي (تدريب الراوي 1/ 109): ((بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة، بل: إسرائيليات، أو حكايات، أو موقوفات)). اهـ
ثانياً: تعارض الرفع والوقفقال الخطيب البغدادي (الكفاية 2/ 562) في الترجيح بين الأخبار: ((ويرجح أيضاً بأن يكون متفق على أنه مرويّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومرفوعاً إليه، والآخر مختلف فيه: فُيروى تارة مرفوعاً، وأخرى موقوفاً، ولا يمكن مثل ذلك فيما أجمع أنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم)). اهـ
والنووي يرى تبعاً لابن الصلاح بأنه إذا تعارض الرفع والوقف، حُكِم لمن رفعه لأنها زيادة ثقة. وتعقّبه السيوطي (التدريب 1/ 117) بأنه لا يُحكم ((بذلك لمجرّد الزيادة، بل لأن لحذاق المحدّثين نظراً آخر، وهو الرجوع في ذلك إلى القرائن، دون الحُكم بحُكم مُطَّرد)). اهـ
وهذا هو الجنس العاشر من أجناس العلل عند الحاكم (معرفة علوم الحديث ص118): أن يُروى الحديث مرفوعاً من وجه، وموقوفاً من وجه، نبّه عليه السيوطي في تدريبه (1/ 139).
والسؤال هنا: إن ترجَّح كون هذا الحديث موقوفاً على أبي هريرة، فهل له حُكم المرفوع؟
والجواب: اجتمع في هذا المتن عدم كونه من أحاديث الأحكام، ثم كونه قصة من الإسرائيليات، ثم في المتن اضطراب ونكارة. فكيف يكون له حُكم المرفوع؟
ثالثاً: الاضطراب في عدد النساء
قال ابن الجوزي (كشف المشكل 1/ 958): ((في عدد النساء أربعة أقوال:
أحدها: مائة. والثاني: تسعون. والثالث: سبعون. والرابع: ستون. وكلها في الصحيح)). اهـ
قلتُ: والخامس: تسع وتسعون وهو عند البخاري تعليقاً من حديث جعفر بن ربيعة عن الأعرج، وصله الإسماعيلي والطحاوي. وفي هذا المقام أشير إلى وهم البخاري في قوله: ((قال شعيب وابن أبي الزناد: "تسعين"، وهو الأصح)). اهـ فرواية ابن أبي الزناد "سبعين" وليست "تسعين"، أخرجها عنه ابن سعد، وابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عنه.
قال ابن حجر (الفتح 6/ 531): ((فمحصَّل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومائة. والجمعُ بينها: أن الستين كُنّ حرائر وما زاد عليهنّ كُنّ سراري، أو بالعكس. وأما السبعون، فللمبالغة. وأما التسعون والمائة، فكُنّ دون المائة وفوق التسعين: فمن قال "تسعون" ألغى الكسر، ومن قال "مائة" جبره. ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح: "ليس في ذكر القليل نفي الكثير، وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور"، فليس بكافٍ في هذا المقام. وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين، والله أعلم)). اهـ
قلتُ: لا وجه للجمع بين الأقوال بتقسيم النساء إلى حرائر وسراري، فهذا تكلُّف ظاهر وليس له دليل صحيح، وإن كان ورد تفصيل ذلك في الإسرائيليات كما سنذكر. بل الصحيح أنه اختلاف من الرواة أنفسهم، لأنه لا يُعقل أن يقول أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأعداد تارة بعد أخرى! ولذلك قال ابن حجر نفسه في موضع آخر (الفتح 11/ 614): ((وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من الناقلين. ونقل الكرماني: أنه ليس في الصحيح أكثر اختلافاً في العدد من هذه القصة)). اهـ
فعدم ضبط الرواة للعدد المذكور ينضمّ إلى عدم ضبطهم وقف الحديث مِن رفعه.
رابعاً: فقال النبي .. أم فقال أبو هريرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يلفت الانتباه - كما أشار الأخ المفضال السكران التميمي حفظه الله - أن الروايات الموقوفة نفسَها رَفَعَت آخر الحديث وهو قوله: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً في حاجته)). ولكن هذا الرفع أيضاً اشتبه على بعض الرواة، فجاء من طريق علي بن المديني موقوفاً على أبي هريرة. قال البخاري (6341): حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس: سمع أبا هريرة قال: ((قال سليمان: "لأطوفنَّ الليلة على تسعين امرأة، كلٌّ تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله". فقال له صاحبه – قال سفيان: يعني الملك – قل: "إن شاء الله"، فنسي. فطاف بهنَّ، فلم تأت امرأة تلد منهنَّ بولد، إلا واحدة بشق غلام)). فقال أبو هريرة يرويه، قال: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً في حاجته)). وقال مَرَّة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو استثنى)).
وقال البيهقي (الأسماء والصفات 354): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي: ثنا علي بن المديني: ثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ((قال سليمان عليه السلام: "لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كلهن تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله عز وجل". فقال له صاحبه – يعني الملك –: "قل: إن شاء الله"، فنسي. فأطاف بهن، فلم تأت امرأة بولد إلا واحدة، بشق غلام!)) قال أبو هريرة رضي الله عنه، يرويه: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً له في حاجته)).
وإنما استشهد أبو هريرة في آخر القصة بالحديث الذي رواه بنفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن حلف فقال "إن شاء الله"، لم يحنث)). أخرجه عبد الرزاق (16118) ومن طريقه الترمذي (1571) وابن ماجه (2104) والنسائي (3855)، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال الترمذي: ((سألتُ مُحَمَّدَ بنِ إسماعيلَ عن هذا الحديثِ، فقال: هذا حديثٌ خطأٌ، أخطأَ فيهِ عبدُ الرزَّاقِ. اختصرهُ من حديثِ معمرٍ عن ابنِ طاوسٍ عن أبيهِ عن أبي هُرَيرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم قال: "إنَّ سليمانَ بنِ داودَ عليهِ السَّلامُ قال: لأطُوفنَّ اللَّيلةَ على سبعينَ امرأةً تلدُ كلُّ امرأةٍ غُلاماً. فطافَ عليهنَّ فلم تلدْ امرأةٌ منهنَّ إلاَّ امرأةً نصفَ غلامٍ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: لو قالَ إنْ شاءَ اللهُ لكانَ كما قال". هكذا روى عبدُ الرزَّاقِ عن معمرٍ عن ابنِ طاوسٍ عن أبيهِ هذا الحديثَ بطولهِ، وقال: "سبعينَ امرأةً")). اهـ
قلتُ: حديث طواف سليمان ساقه البخاري بالمعنى فتصرّف في ألفاظه، فقد رواه في صحيحه عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بلفظ ((مائة)) لا ((سبعين))، وبلفظ ((لم يحنث وكان أرجى لحاجته)) وليس ((لكان كما قال)). وحديث الاستثناء ليس خطأ، فقد رُوي عن غير أبي هريرة أيضاً، وهو مرفوع حُكماً. وقد استند أبو هريرة رضي الله عنه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الاستثناء من اليمين وطبّقه على قصة سليمان. فاشتبه على الرواة، فرفع بعضهم القصة نفسها وجعلها من كلامه صلى الله عليه وسلّم. ثم تصرّفوا في آخر المتن:
فقال الأعرج: ((لو قال: "إن شاء الله"، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)).
وفي رواية هشام بن عروة من طريقه: ((لو قال: "إن شاء الله"، كان كما قال)).
وقال ابن سيرين: ((لو كان سليمان استثنى، لحملت كل امرأة منهنَّ، فولدت فارساً يقاتل في سبيل الله)).
وقال طاوس: ((لو قال: "إن شاء الله، لم يحنث، وكان دركاً لحاجته)).
فرواه جميعهم بالمعنى.
خامساً: منافاة القصة للمعقول
وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
سادساً: عقاب سليمان على عدم استثنائه
(يُتْبَعُ)
(/)
تشير القصة إلى أن سليمان أعرض عن قول: "إن شاء الله". وليس هو من قبيل قوله تعالى (ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله)، فالنص يقول إن الملَك حثّ سليمان في حينها على الاستثناء فلم يفعل: ((فقال له صاحبه: "قل: إن شاء الله"، فلم يقل: "إن شاء الله")). فكان عقابه من الله أن أعطاه نصف غلام! ثم إنه أقسم على الطواف بنية الإنجاب، وقد فعل ما أقسم عليه، ففيم الحنث؟ لا يقال إن القسم منصرف إلى الولادة، لأن سليمان عليه السلام لا يقسم على ما لا يملك. ولو كان كذلك، فقسَمُ النبي مبرور لا سيما وأنه وهب ما يلده لله عز وجلّ! ثم هل يكون عقاب الله لسليمان بأن يحرمه الذرية الصالحة لأنه غفل عن الاستثناء في أمر لا مدخل للحنث فيه؟
سابعاً: أجمعون .. أم أجمعين؟
وقعت في جميع طرق الأعرج بالرفع، وهو خطأ فهو لحن وليس من كلام النبوّة، وصوابها بالنصب "أجمعين". وهذه اللفظة تفرّد بها الأعرج دون غيره.
ثامناً: فحولية سليمان من الإسرائيليات
أخرج ابن عساكر في تاريخه (22/ 257) من طريق مقاتل عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: ((أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة، وستمائة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحد منهن بفارس يجاهد في سبيل الله عز وجل .. )) الحديث. فوقع فيه أن لسليمان ألف امرأة، ما بين حرة وسرية.
وقال ابن حجر (الفتح 6/ 531): ((وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ: أنه كان لسليمان ألف امرأة، ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية. ونحوه مما أخرج الحاكم في المستدرك، من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب قال: بلغنا أنه كان لسليمان ألف بيت من قوارير على الخشب، فيما ثلاثمائة صريحة وسبعمائة سرية)). اهـ
وأصل ذلك في العهد القديم اليهودي، في سفر الملوك الأول (11: 3 - 4): ((وكانت له سبعمائة من النساء السيدات، وثلاثمائة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه، كقلب داود أبيه)).
.. مِن هذه الإشكالات
يصبح التعويل على رفع الحديث أو وقفه رهن القرائن التي تحفّ الحديث، سواء في إسناده كإرسال أبي هريرة عن النبي في غير أحاديث الأحكام، ثم مجيء القصة مرفوعة من وجه وموقوفة من وجه آخر، ثم اضطراب الرواة في ضبط عدد النساء، ثم اشتمال المتن على أمر غير معقول، ثم قدحه في أحد الأنبياء فيما لا قادح فيه، ثم تلاقيه مع الإسرائيليات في أمر فحولية سليمان. من هنا أذهب إلى أن القصة موقوفة على أبي هريرة وليست من كلام النبوّة.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:34]ـ
حقيقة أيها العزيز الغالي (أحمد) بغض النظر من موافقتي لك أو مخالفتي؛ لكن يعلم الله أني أحب الشخص الذي متى ما وجد إشكالية في أمر ما لم يقف مكتوف الأيدي يستغرب ويتشكك فقط، فجزاك الله خيرا أخي على حرصك واهتمامك.
ما سأطرحه الآن من مناقشة لست ملزما بها أخي الفاضل، إنما هو ما بدا لي في الأمر المناقش وبينته فيه. فأقول:
أولاً: إرسال أبي هريرة
من المعلوم أن مراسيل الصحابة مُحتَجٌّ بها لأنها محمولة على الاتصال، ولكن ذلك قاعدة عامة لا على كل حديث حديث. وإلاّ فقد فرّق ابن حجر بين مرسل الصحابي في الأحكام وفي غيرها. يقول في صحة الاحتجاج بمراسيل الصحابة (فتح الباري 1/ 174): ((وهذا في أحاديث الأحكام دون غيرها، فإن بعض الصحابة ربما حملها عن بعض التابعين مثل كعب الأحبار)). اهـ
والسبيل إلى معرفة ذلك أن يكون متن الحديث عبارة عن حكاية أو قصة من قصص بني إسرائيل، كما قال الحافظ العراقي (التقييد والإيضاح ص59): ((إن رواية الصحابة عن التابعين غالبها ليست أحاديث مرفوعة، وإنما هي من: الإسرائيليات، أو حكايات، أو موقوفات)). اهـ وبه قال السيوطي (تدريب الراوي 1/ 109): ((بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة، بل: إسرائيليات، أو حكايات، أو موقوفات)). اهـ
قد تتبعت طرق الحديث ما أمكنني الاطلاع عليه، ويعلم الله لم أجد أن أباهريرة رضي الله عنه ولا في طريق واحد منها قد روى الحديث عن أحد من التابعين.
وعليه فهذا الأمر سقط من المناقشة على الأقل برأيي. (ومن أنا) الله المستعان
ثانياً: تعارض الرفع والوقف
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الخطيب البغدادي (الكفاية 2/ 562) في الترجيح بين الأخبار: ((ويرجح أيضاً بأن يكون متفق على أنه مرويّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومرفوعاً إليه، والآخر مختلف فيه: فُيروى تارة مرفوعاً، وأخرى موقوفاً، ولا يمكن مثل ذلك فيما أجمع أنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم)). اهـ
والنووي يرى تبعاً لابن الصلاح بأنه إذا تعارض الرفع والوقف، حُكِم لمن رفعه لأنها زيادة ثقة. وتعقّبه السيوطي (التدريب 1/ 117) بأنه لا يُحكم ((بذلك لمجرّد الزيادة، بل لأن لحذاق المحدّثين نظراً آخر، وهو الرجوع في ذلك إلى القرائن، دون الحُكم بحُكم مُطَّرد)). اهـ
وهذا هو الجنس العاشر من أجناس العلل عند الحاكم (معرفة علوم الحديث ص118): أن يُروى الحديث مرفوعاً من وجه، وموقوفاً من وجه، نبّه عليه السيوطي في تدريبه (1/ 139).
والسؤال هنا: إن ترجَّح كون هذا الحديث موقوفاً على أبي هريرة، فهل له حُكم المرفوع؟
والجواب: اجتمع في هذا المتن عدم كونه من أحاديث الأحكام، ثم كونه قصة من الإسرائيليات، ثم في المتن اضطراب ونكارة. فكيف يكون له حُكم المرفوع؟
هنا أمور أخي:
أولها: ليس كلام الخطيب رحمه الله على إطلاقه أخي العزيز، بل مراده هنا بالحديث المجمع عليه الثابت نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح توفرت شروط صحته، وليس الحديث الضعيف بأنواعه، وإلا أخي الفاضل قد رويت أحاديث لا تحصى كثرة من طريق موقوف وهي ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، كما رويت موصولة أيضا.
ثانيها: أن قرائن هذا الحديث بحسب الطرق التي رأيتها له كلها شاهدة أنه لم يقله أبو هريرة رضي الله عنه من نفسه، دليل ذلك: أنه لم أكثر الطرق الموقوفة إن لم يكن كلها قد صرح في آخرها بأن القائل للحديث بالجملة ابتداء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رواه من التابعين عن أبي هريرة لم يروه كاملا عنه لجميع أحداث القصة، بل رواه عنه بأوله ثم نسبت القصة إلى راويها الأصلي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الرواية.
ثالثها: لم أر من رجح الوقف في هذا الحديث سواك حفظك الله (وكلك خير وبركة) فلا نطيعك في هذا.
رابعها: تقسيم الأحاديث إلى ما ذكرت من أحاديث أحكام وغيرها، ليس محل اتفاق بين العلماء، فلم يرتضه بعضهم، فمتى ما ثبت الحديث متصلا مسندا تمت شروطه فلا فرق بين أنواعه وأجناسه في كونه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله.
خامسها: لا يمنع أن يكون الحديث من قصص الأمم السابقة أن يكون صحيحا ثابتا متصلا؛ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، ولو أطعناك في هذا لتركنا أحاديث كثيرة هي عبارة عن قصص للأمم السابقة. فلا نطيعك أيضا.
ثم أنه ليس هناك اضطراب أو نكارة بالمعنى الشديد الكبير الذي تظنه أخي الفاضل، فقط هي عدد النساء، وقوة نبي الله سليمان، وسيأتي فيما يلي بيان ذلك.
ثالثاً: الاضطراب في عدد النساء
قال ابن الجوزي (كشف المشكل 1/ 958): ((في عدد النساء أربعة أقوال:
أحدها: مائة. والثاني: تسعون. والثالث: سبعون. والرابع: ستون. وكلها في الصحيح)). اهـ
قلتُ: والخامس: تسع وتسعون وهو عند البخاري تعليقاً من حديث جعفر بن ربيعة عن الأعرج، وصله الإسماعيلي والطحاوي. وفي هذا المقام أشير إلى وهم البخاري في قوله: ((قال شعيب وابن أبي الزناد: "تسعين"، وهو الأصح)). اهـ فرواية ابن أبي الزناد "سبعين" وليست "تسعين"، أخرجها عنه ابن سعد، وابن عساكر من طريق إسحاق بن بشر عنه.
قال ابن حجر (الفتح 6/ 531): ((فمحصَّل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومائة. والجمعُ بينها: أن الستين كُنّ حرائر وما زاد عليهنّ كُنّ سراري، أو بالعكس. وأما السبعون، فللمبالغة. وأما التسعون والمائة، فكُنّ دون المائة وفوق التسعين: فمن قال "تسعون" ألغى الكسر، ومن قال "مائة" جبره. ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر. وأما قول بعض الشراح: "ليس في ذكر القليل نفي الكثير، وهو من مفهوم العدد، وليس بحجة عند الجمهور"، فليس بكافٍ في هذا المقام. وذلك أن مفهوم العدد معتبر عند كثيرين، والله أعلم)). اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: لا وجه للجمع بين الأقوال بتقسيم النساء إلى حرائر وسراري، فهذا تكلُّف ظاهر وليس له دليل صحيح، وإن كان ورد تفصيل ذلك في الإسرائيليات كما سنذكر. بل الصحيح أنه اختلاف من الرواة أنفسهم، لأنه لا يُعقل أن يقول أبو هريرة رضي الله عنه كل هذه الأعداد تارة بعد أخرى! ولذلك قال ابن حجر نفسه في موضع آخر (الفتح 11/ 614): ((وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من الناقلين. ونقل الكرماني: أنه ليس في الصحيح أكثر اختلافاً في العدد من هذه القصة)). اهـ
فعدم ضبط الرواة للعدد المذكور ينضمّ إلى عدم ضبطهم وقف الحديث مِن رفعه.
يعلم الله لم أر من جعل هذا القيد للحكم على الحديث بالوقف سواك (ويعلم الله أني أجلك وأحترمك) فلم يقله أحد. ولا نطيعك عليه أيضا.
على أن العلماء قد التمسوا لهذا التردد في العدد كلاما، لكنك لم ترتضه، وضعفته، ولا يهم الآن قوة تعليلهم أو ضعفه، إنما المهم هو بيان الكثرة هنا ولو لم تأتي مجمعا عليها.
وكلام ابن حجر رحمه الله ليس فيه دليلا لك أخي فمراده رحمه الله بيان تقرير القاعدة في مسألة نفي الكثير بذكر القليل، والشيخ رحمه الله إختار أنه لا تأثير بل مفهوم العدد معتبر عند الجمهور.
وأنا معك بالنسبة أن إختلاف العدد أتى عن طريق إختلاف الرواة وعدم تيقنهم بالصحيح، ولكن هذا لا يجعلني أصرف رواية صحيحة ثابتة من أجل أنه لم يضبط عدد معين فيها من الرفع إلى الوقف. فهذا غير مسلم وغير منضبط فتنبه.
على أنه قد يكون الحديث قد أخذ عن أبي هريرة رضي الله عنه على فترات، وقد تكون متباعدة فيذكر مرة وينسى مرة ويشك مرة ويجزم مرة ويهم مرة وهكذا. فالأمر يعلم الله أبسط مما ذكرت.
رابعاً: فقال النبي .. أم فقال أبو هريرة؟
مما يلفت الانتباه - كما أشار الأخ المفضال السكران التميمي حفظه الله - أن الروايات الموقوفة نفسَها رَفَعَت آخر الحديث وهو قوله: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً في حاجته)). ولكن هذا الرفع أيضاً اشتبه على بعض الرواة، فجاء من طريق علي بن المديني موقوفاً على أبي هريرة. قال البخاري (6341): حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس: سمع أبا هريرة قال: ((قال سليمان: "لأطوفنَّ الليلة على تسعين امرأة، كلٌّ تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله". فقال له صاحبه – قال سفيان: يعني الملك – قل: "إن شاء الله"، فنسي. فطاف بهنَّ، فلم تأت امرأة تلد منهنَّ بولد، إلا واحدة بشق غلام)). فقال أبو هريرة يرويه، قال: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً في حاجته)). وقال مَرَّة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو استثنى)).
وقال البيهقي (الأسماء والصفات 354): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ: أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي: ثنا علي بن المديني: ثنا سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاوس، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ((قال سليمان عليه السلام: "لأطوفن الليلة على سبعين امرأة، كلهن تلد غلاماً يقاتل في سبيل الله عز وجل". فقال له صاحبه – يعني الملك –: "قل: إن شاء الله"، فنسي. فأطاف بهن، فلم تأت امرأة بولد إلا واحدة، بشق غلام!)) قال أبو هريرة رضي الله عنه، يرويه: ((لو قال: "إن شاء الله"، لم يحنث، وكان دركاً له في حاجته)).
وإنما استشهد أبو هريرة في آخر القصة بالحديث الذي رواه بنفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن حلف فقال "إن شاء الله"، لم يحنث)). أخرجه عبد الرزاق (16118) ومن طريقه الترمذي (1571) وابن ماجه (2104) والنسائي (3855)، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً.
قال الترمذي: ((سألتُ مُحَمَّدَ بنِ إسماعيلَ عن هذا الحديثِ، فقال: هذا حديثٌ خطأٌ، أخطأَ فيهِ عبدُ الرزَّاقِ. اختصرهُ من حديثِ معمرٍ عن ابنِ طاوسٍ عن أبيهِ عن أبي هُرَيرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم قال: "إنَّ سليمانَ بنِ داودَ عليهِ السَّلامُ قال: لأطُوفنَّ اللَّيلةَ على سبعينَ امرأةً تلدُ كلُّ امرأةٍ غُلاماً. فطافَ عليهنَّ فلم تلدْ امرأةٌ منهنَّ إلاَّ امرأةً نصفَ غلامٍ. فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: لو قالَ إنْ شاءَ اللهُ لكانَ كما قال". هكذا روى عبدُ الرزَّاقِ عن معمرٍ عن ابنِ طاوسٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبيهِ هذا الحديثَ بطولهِ، وقال: "سبعينَ امرأةً")). اهـ
قلتُ: حديث طواف سليمان ساقه البخاري بالمعنى فتصرّف في ألفاظه، فقد رواه في صحيحه عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بلفظ ((مائة)) لا ((سبعين))، وبلفظ ((لم يحنث وكان أرجى لحاجته)) وليس ((لكان كما قال)). وحديث الاستثناء ليس خطأ، فقد رُوي عن غير أبي هريرة أيضاً، وهو مرفوع حُكماً. وقد استند أبو هريرة رضي الله عنه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الاستثناء من اليمين وطبّقه على قصة سليمان. فاشتبه على الرواة، فرفع بعضهم القصة نفسها وجعلها من كلامه صلى الله عليه وسلّم. ثم تصرّفوا في آخر المتن:
فقال الأعرج: ((لو قال: "إن شاء الله"، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)).
وفي رواية هشام بن عروة من طريقه: ((لو قال: "إن شاء الله"، كان كما قال)).
وقال ابن سيرين: ((لو كان سليمان استثنى، لحملت كل امرأة منهنَّ، فولدت فارساً يقاتل في سبيل الله)).
وقال طاوس: ((لو قال: "إن شاء الله، لم يحنث، وكان دركاً لحاجته)).
فرواه جميعهم بالمعنى.
هنا أمور:
أولها: المصطلح عند بعض العلماء إن لم يكن أكثرهم أن قولهم: (يرويه) المراد بها: (يرفعه) إلى من رواه أولا؛ طبعا هو هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تنافي ولا تعارض.
فلذلك أتت على التصريح في بعض الطرق مما يدل على أن المراد بها الرفع والرواية المباشرة. فتنبه.
ثانيها: قول البخاري صحيح لا غبار فيه، وهو ما قال هذا الكلام إلا لما أنه وجد من الرواة من أدخل الحديثين مع بعضهما البعض فاختلطا، ولا يحضرني الآن حقيقة من رواه بالاختلاط. فليس في نقلك لكلامه دليل لك. بل هو يؤيد ما قلناه، لأنه ينافح عن الحديث معنا في أنه ثابت معروف.
ثالثها: قولك: (أن أبا هريرة استند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الاستثناء من اليمين وطبّقه على قصة سليمان. فاشتبه على الرواة، فرفع بعضهم القصة نفسها وجعلها من كلامه صلى الله عليه وسلّم. ثم تصرّفوا في آخر المتن). أقول:
يعلم الله أخي الذي وجدته من رواية الحديثين أنهما مستقلان متباينان في سبب الورود، وما قال هذا البيان سواك حفظك الله، بل أن الخطأ أصلا والذي من أجله بين العلماء ذلك هو خلط الحديثين لنشابه الاسنادين لا أكثر ولا أقل، أم أن أبا هريرة رضي الله عنه استند به وجعله تطبيقا على قصة سليمان فغير صحيح ولا هو مسلم، فلم يوجد الحديثين مجتمعين أبدا إلا في رواية من وهم فيهما وخلط. فتنبه.
ثم تحديدك بأن الرواة استنادا على ما قلت أنت قد تصرفوا في آخر القصة، فهذا لا يجوز على جبال شمخ مثل هؤلاء. فهم ما نقلوا إلا ما سمعوه من شيخهم رضي الله عنه وقصدي أبو هريرة.
خامساً: منافاة القصة للمعقول
وهذا جليٌّ في أن إتيان الرجل لهذا العدد الهائل من النساء في ليلة واحدة يتنافى مع طبيعة الأشياء:
(1) فليلة واحدة فقط غير كفيلة بوطء تسعين بل سبعين بل ستين امرأة، مهما طالت المدة من المغرب إلى الفجر!
(2) أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتعارض مع ما تنسبه هذه القصة لسليمان عليه السلام من فحولية غير معقولة!
نحن هنا أخي العزيز لا نتكلم عني أو عنك أو عن آخر من الناس، بل نتكلم عن نبي من الأنبياء الذين أختصهم الله سبحانه بخصائص ليست لغيرهم، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه سلم قد اوتي قوة أربعة عشر رجل كما ورد، فكيف بمن كان قبله وهم يختلفون عنه في التركيبة البدنية من حيث القوة والضخامة.
فأعتقد أن هذا الأمر غير مستغرب. نهايك عن أن طرف القصة قد ورد في القرآن كما قال تعالى: {وألقينا على كرسيه جسدا}.
سادساً: عقاب سليمان على عدم استثنائه
تشير القصة إلى أن سليمان أعرض عن قول: "إن شاء الله". وليس هو من قبيل قوله تعالى (ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله)، فالنص يقول إن الملَك حثّ سليمان في حينها على الاستثناء فلم يفعل: ((فقال له صاحبه: "قل: إن شاء الله"، فلم يقل: "إن شاء الله")). فكان عقابه من الله أن أعطاه نصف غلام! ثم إنه أقسم على الطواف بنية الإنجاب، وقد فعل ما أقسم عليه، ففيم الحنث؟ لا يقال إن القسم منصرف إلى الولادة، لأن سليمان عليه السلام لا يقسم على ما لا يملك. ولو كان كذلك، فقسَمُ النبي مبرور لا سيما وأنه وهب ما يلده لله عز وجلّ! ثم هل يكون عقاب
(يُتْبَعُ)
(/)
الله لسليمان بأن يحرمه الذرية الصالحة لأنه غفل عن الاستثناء في أمر لا مدخل للحنث فيه؟
أخي رعاك الله هنا لبس، فالمراد بالقسم حفظك الله هو القسم على أنهم كلهم يجاهدون في سبيل الله ليس غير ذلك، فلما لم يستثني حصل ما حصل، فلذلك قال صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون". قتنبه
سابعاً: أجمعون .. أم أجمعين؟
وقعت في جميع طرق الأعرج بالرفع، وهو خطأ فهو لحن وليس من كلام النبوّة، وصوابها بالنصب "أجمعين". وهذه اللفظة تفرّد بها الأعرج دون غيره.
صدقني أخي الكريم حصل كثير من هذا القبيل في كثير من ألفاظ الأحاديث، وهي أحاديث صحيحة أيضا، ولكن ثق أن لها تأويلا في العربية مقبولا، فهل لأنها وردت من هذا الوجه نقول أن الحديث باطل وليس من قول الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أعتقد أن المسألة لا تؤخذ هكذا هنا، فإن في العربية مجالات ووجوه وأساليب لا يعرفها إلا من لديه الملكة.
ثامناً: فحولية سليمان من الإسرائيليات
أخرج ابن عساكر في تاريخه (22/ 257) من طريق مقاتل عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: ((أن سليمان بن داود كان له أربعمائة امرأة، وستمائة سرية. فقال يوماً: لأطوفن الليلة على ألف امرأة فتحمل كل واحد منهن بفارس يجاهد في سبيل الله عز وجل .. )) الحديث. فوقع فيه أن لسليمان ألف امرأة، ما بين حرة وسرية.
وقال ابن حجر (الفتح 6/ 531): ((وقد حكى وهب بن منبه في المبتدأ: أنه كان لسليمان ألف امرأة، ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية. ونحوه مما أخرج الحاكم في المستدرك، من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب قال: بلغنا أنه كان لسليمان ألف بيت من قوارير على الخشب، فيما ثلاثمائة صريحة وسبعمائة سرية)). اهـ
وأصل ذلك في العهد القديم اليهودي، في سفر الملوك الأول (11: 3 - 4): ((وكانت له سبعمائة من النساء السيدات، وثلاثمائة من السراري، فأمالت نساؤه قلبه. وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى، ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه، كقلب داود أبيه)).
.. مِن هذه الإشكالات
لا تعليق، حتى يتبين لي صحتها.
يصبح التعويل على رفع الحديث أو وقفه رهن القرائن التي تحفّ الحديث، سواء في إسناده كإرسال أبي هريرة عن النبي في غير أحاديث الأحكام، ثم مجيء القصة مرفوعة من وجه وموقوفة من وجه آخر، ثم اضطراب الرواة في ضبط عدد النساء، ثم اشتمال المتن على أمر غير معقول، ثم قدحه في أحد الأنبياء فيما لا قادح فيه، ثم تلاقيه مع الإسرائيليات في أمر فحولية سليمان. من هنا أذهب إلى أن القصة موقوفة على أبي هريرة وليست من كلام النبوّة.
أحسنت أنت بهذا قد سردت الأمور التي جعلتك تختار الوقف، وجزاك الله خير فقد قلت لك ما أجمل البحث والتنقيب، ولكني يعلم الله أرى ان الحديث صحيح ثابت موصول مرفوع قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
أخي الفاضل هذه مناقشتي، ولا تغضب مني فالقلوب يعلم الله صافية مليئة بالود والمحبة لكم جميعا، ولسن ألزم أحدا بأي كلمة مما قلت فقط سبر الموضوع يحدد الأمر.
وجزاك الله عني خير الجزاء وأكرمك آمين.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 02:32]ـ
حقيقة أيها العزيز الغالي (أحمد) بغض النظر من موافقتي لك أو مخالفتي؛ لكن يعلم الله أني أحب الشخص الذي متى ما وجد إشكالية في أمر ما لم يقف مكتوف الأيدي يستغرب ويتشكك فقط، فجزاك الله خيرا أخي على حرصك واهتمامك.
الأخ الكريم والأستاذ الفاضل السكران التميمي
رفع الله قدرك وأفاض عليك من بركاته .. والعبد الفقير إلى مولاه ليس أهلاً لأن يحمل نعال العلماء، وإنما هو يسعى للتفتيش والتدقيق والتمحيص في ضوء ما قعَّده أئمة العلل، تثبتاً في نسبة الأخبار إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم. وليس ذلك بدعاً من السعي، فإنما نتعلّم من سؤالاتنا كما كان الأئمة رحمهم الله يسألون أساتذتهم، فيعلّون ما صحّحوه، أو يصحّحون ما أعلّوه، وعلى الله قصد السبيل.
قد تتبعت طرق الحديث ما أمكنني الاطلاع عليه، ويعلم الله لم أجد أن أباهريرة رضي الله عنه ولا في طريق واحد منها قد روى الحديث عن أحد من التابعين.
وعليه فهذا الأمر سقط من المناقشة على الأقل برأيي. (ومن أنا) الله المستعان
هنا أمور:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) مُرسَل الصحابيّ محكوم له بالاتصال جوازاً لا أصلاً، إذ هو مقيَّد بكونه مأخوذ عن صحابيّ مثله، والصحابة كلهم عدول رضوان الله عليهم أجمعين. وإنما وقع الاستثناء في هذا الحُكم فيما تدخله العلّة مِن كَون الصحابي الذي يروي الحديث معروفٌ عنه أخذه عن أهل الكتاب، سواء كانوا من الصحابة الذين أسلموا على عهده صلى الله عليه وسلّم من أمثال عبد الله بن سلام، أو من التابعين ككعب الأحبار ووهب بن منبه ومَن على شاكلتهما.
وهنا يُحكَم على الحديث لا بقاعدة مطّردة بقبول مراسيل الصحابة مطلقاً، وإنما يدخل الاحتمال في الواسطة بين الصحابي والرسول صلى الله عليه وسلّم: فقد يكون سمعه هذا الصحابي من صحابي مثله، أو يكون سمعه من تابعي. فإنه متى كان هذا الصحابي مِن الآخذين عن أهل الكتاب، توُقِّف في رفع الحديث وجُمعت طرقه، فإن تبيّن وقف الحديث من وجوه أخرى، قَوِي الترجيح واعتلّ المتن.
وقد ذهبت جماعة إلى ردّ مراسيل الصحابة مطلقاً. قال ابن حجر (النكت ص546): ((وحُكي ذلك عن الأستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني. وظنّ قوم أنه تفرّد بذلك فاحتجّوا عليه بالإجماع، وليس بجيد لأن القاضي أبا بكر الباقلاني قد صرّح في التقريب بأن المرسَل لا يُقبَل مطلقاً حتى مراسيل الصحابة رضي الله عنهم. لا لأجل الشك في عدالتهم، بل لأجل أنهم قد يروون عن التابعين. قال: إلا أن يخبر عن نفسه بأنه لا يروي إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابي، فحينئذ يجب العمل بمرسله)). اهـ
قلتُ: ينضمّ إليه ما أوردتُه آنفاً من قول ابن حجر في فتح الباري (1/ 174) عن الاحتجاج بمراسيل الصحابة: ((وهذا في أحاديث الأحكام دون غيرها، فإن بعض الصحابة ربما حملها عن بعض التابعين مثل كعب الأحبار)). اهـ فهذا تقييد بعد إطلاق وتخصيص بعد تعميم، وهو متوجَّه للصحابة المشهورين بالنقل عن أهل الكتاب، لا لكافة الصحابة، فتأمّل.
(2) وهنا سؤال: كيف يُحكَم بأن هذا الصحابي نقل عن هذا التابعي وليس في طرق هذا الحديث ذكر للتابعي؟ وجوابه أنه يُستعان على ذلك بأمور، منها استشكال المتن بأن يتعارض مع القرآن أو مع صحيح السنة أو مع صريح العقل، ومشابهته للإسرائيليات، مع قرائن تنضمّ إليه. وبمثل هذا صنع البخاري مع حديث خلق التربة الذي أخرجه مسلم، فقد أعلّه في تاريخه الكبير بأن جعله عن كعب لا عن النبي صلى الله عليه وسلّم، مع أنه لم يرد ذِكر كعب في أيّ طريق من طرق هذا الحديث!
يقول ابن كثير (البداية والنهاية 1/ 18): ((قال البخاري في التاريخ: "وقال بعضهم (عن كعب) وهو أصح". يعني أن هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الاحبار، فإنهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث. فهذا يحدثه عن صحفه، وهذا يحدثه بما يصدقه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه، فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وأكد رفعه بقوله "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي" ثم في متنه غرابة شديدة)). اهـ
وقال أيضاً (البداية والنهاية 8/ 117): ((وقال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: "أبو هريرة كان يدلس". أي: يروي ما سمعه من كعب وما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يميز هذا من هذا، ذكره ابن عساكر)). اهـ قلتُ: وفيه أنه رضي الله عنه قد يُحدّث بالحديث لا يُسنده، فيُسنده مَن يرويه عنه، فيختلف الرواة في رفعه ووقفه، كما وقع أيضاً في حديث كذب إبراهيم عليه السلام.
(3) موقوفات الصحابي التي لا تقال من قبيل الرأي لها حُكم الرفع، ولكن هذا أيضاً ليس على إطلاقه. يقول الشيخ مصطفى بن إسماعيل السليماني (إتحاف النبيل 1/ 144): ((واشترطوا مع هذا الأمر: ألاّ يكون هذا الصحابي من المعروفين برواية الإسرائيليات، مثل: عبد الله بن عمرو بن العاص صاحب الزاملتين، ومثل أبي هريرة الذي كان يأخذ عن كعب الأحبار، ومثل ابن عباس على بحثٍ في ذلك، وعبد الله بن سلام رضي الله عنهم. فلا يُقبَل منهم الكلام في الأمور الغيبية، لأنهم ربما أخذوه عن بني إسرائيل)). اهـ
ليس كلام الخطيب رحمه الله على إطلاقه أخي العزيز، بل مراده هنا بالحديث المجمع عليه الثابت نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح توفرت شروط صحته، وليس الحديث الضعيف بأنواعه، وإلا أخي الفاضل قد رويت أحاديث لا تحصى كثرة من طريق موقوف وهي ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، كما رويت موصولة أيضا.
بارك الله فيك لم يأتِ ذِكرٌ للحديث الضعيف لا في كلامي ولا في كلام الخطيب البغدادي. وإنما مقصده أن الحديث إذا أطبقت جميع طرقه على رفعه، فهو متفق على إسناده للرسول صلى الله عليه وسلَّم. وأما الحديث المختلف فيه: فُيروى تارة مرفوعاً، وأخرى موقوفاً، فليس من المتفق على إسناده للرسول صلى الله عليه وسلّم. وهذا هو الشاهد لسياق كلامي، أنّ حديث طواف سليمان على نسائه ليس من الصنف المتفق عليه، وإنما من الصنف الذي تعارض فيه الرفع والوقف.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 05:12]ـ
أن قرائن هذا الحديث بحسب الطرق التي رأيتها له كلها شاهدة أنه لم يقله أبو هريرة رضي الله عنه من نفسه، دليل ذلك: أنه لم أكثر الطرق الموقوفة إن لم يكن كلها قد صرح في آخرها بأن القائل للحديث بالجملة ابتداء هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن رواه من التابعين عن أبي هريرة لم يروه كاملا عنه لجميع أحداث القصة، بل رواه عنه بأوله ثم نسبت القصة إلى راويها الأصلي وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الرواية.
أما رفعُ الحديث في آخره، فتصرَّف فيه الرواة لأنهم رووه بالمعنى فاختلّ الضبط:
- سفيان عن هشام بن حجير عن طاوس: ((فقال أبو هريرة يرويه قال: لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دركاً في حاجته)).
- عبد الرزاق عن ابن طاوس عن أبيه: ((فقال رسول الله (ص): لو قال "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دركاً لحاجته)).
- المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج: ((فقال النبي (ص): "لو قالها، لجاهدوا في سبيل الله")).
- شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج: ((وايم الذي نفس محمدٍ بيده، لو قال: "إن شاء الله"، لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)).
- هشام بن عروة عن أبي الزناد عن الأعرج: ((ولو قال سليمان: "إن شاء الله"، لكان ما قال)).
- الروايات عن ابن سيرين: ((فقال رسول الله (ص): "لو استثنى، لولدت كل واحدة منهن غلاماً فارساً يقاتل في سبيل الله")).
فهذا مِن تصرُّف الرواة، لأن قوله ((يرويه)) هو مِن كلام الراوي عن أبي هريرة، فرفعه الرواة وقالوا: ((فقال رسول الله)). ثم تصرَّف فيه آخرون فقالوا: ((والذي نفس محمد بيده))، ثم تصرّف فيه هشام بن عروة فأدرج قوله ولم يفصله!
فهذا مِن أغمض ما يكون، ومثاله ما أخرجه البخاري (2410) من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((للعبد المملوك الصالح أجران. والذي نفسي بيده، لولا الجهاد في سبيل الله، والحج وبر أمي، لأحببت أن أموت وأنا مملوك)). وفي المتن إدراج، إذ فهم الراوي أن قوله (والذي نفسي بيده)) هو من كلامه صلى الله عليه وسلّم، فرفعه. والصحيح أنه من كلام أبي هريرة كما عند مسلم (1665): ((والذي نفس أبي هريرة بيده)).
وعلى نفس المنوال جاء حديث اغتسال موسى وضربه للحجر، فقد أدرج بعض الرواة كلام أبي هريرة في آخر الحديث كما عند البخاري والترمذي وغيرهما. على أن هذا الحديث أيضاً اضطرب الرواة في رفعه ووقفه!
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه في بعض حديثه يقول بما فهمه من حديث النبي صلى الله عليه وسلَّم في المسألة. كما في الحديث الذي أخرجه مسلم (195): ((والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قعر جهنم لسبعون خريفاً)). فهمه من الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم (مسلم 2844): ((هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً. فهو يهوي في النار الآن، حتى انتهى إلى قعرها)).
فهنا في قصة سليمان، استند إلى الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلّم: ((مَن حلَف فقال: "إن شاء الله"، لم يحنث)). فالمرفوع هو حُكم الاستثناء في اليمين، وأما سياقة القصة فموقوفة على أبي هريرة. وجاء على نفس المنوال حديث موسى ومَلَك الموت، فقد أسند أبو هريرة في آخر القصة قول النبي صلى الله عليه وسلّم: ((لو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبره، إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر)). فالمرفوع مِن الحديث هو موضع قبر موسى، فوهم بعض الرواة ورفعوا القصة نفسها!
لم أر من رجح الوقف في هذا الحديث سواك حفظك الله (وكلك خير وبركة) فلا نطيعك في هذا.
أعزَّك الله .. مَن أنا حتى أطاع .. أستغفر ربي وأتوب إليه! إنما الترجيح مداره غلبة الظن لا أنه مقطوع به. وإنّما نحن مُتَّبِعون لا مقلِّدون. فمَن بانت له عِلّة حديث، نبّه إليها وفسَّرها. ثم تركها مَن تركها، وأخذ بها مَن أخذ بها. وهذا وأضرابه مبثوث في بطون كتب العلل، ولم يُسبَق عدد من العلماء إلى بعض ما ذهبوا إليه.
يتبع إن شاء الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 08:28]ـ
تقسيم الأحاديث إلى ما ذكرت من أحاديث أحكام وغيرها، ليس محل اتفاق بين العلماء، فلم يرتضه بعضهم، فمتى ما ثبت الحديث متصلا مسندا تمت شروطه فلا فرق بين أنواعه وأجناسه في كونه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا سياق كلام ابن حجر في الفتح (1/ 174) بعد أحاديث معلّقة ساقها البخاري في باب: قول المحدث حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا: ((ومراده من هذه التعاليق: أن الصحابي قال تارة "حدثنا" وتارة "سمعت"، فدلّ على أنهم لم يفرقوا بين الصيغ. وأما أحاديث ابن عباس وأنس وأبي هريرة في رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، فقد وصلها في كتاب التوحيد. وأراد بذكرها هنا التنبيه على العنعنة، وأن حُكمها الوصل عند ثبوت اللقيّ. وأشار على ما ذكره ابن رشيد إلى أن رواية النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي عن ربه، سواء صرّح الصحابيّ بذلك أم لا. ويدلّ له حديث ابن عباس المذكور، فإنه لم يقل فيه في بعض المواضع "عن ربه"، ولكنه اختصار فيُحتاج إلى تقدير.
قلتُ: ويُستفاد مِن الحُكم بصحّة ما كان ذلك سبيله صحّة الاحتجاج بمراسيل الصحابة، لأن الواسطة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ربه - فيما لم يكلمه به ليلة الإسراء - جبريلُ وهو مقبول قطعاً، والواسطة بين الصحابي وبين النبي صلى الله عليه وسلّم مقبول اتفاقاً وهو صحابي آخر. وهذا في أحاديث الأحكام دون غيرها، فإن بعض الصحابة ربما حملها عن بعض التابعين، مثل كعب الأحبار)). اهـ
ومقصد ابن حجر أن الصحابي إذا أرسل في أحاديث الأحكام، احتُجَّ بمرسله لأن الواسطة معلوم وهو صحابي مثله. أما في ما دون ذلك، فاحتمال كون الواسطة من التابعين قائم، لا سيما إذا كان الحديث من قصص بني إسرائيل لأن هذا هو الغالب على رواية الصحابة عن التابعين.
لا يمنع أن يكون الحديث من قصص الأمم السابقة أن يكون صحيحا ثابتا متصلا؛ وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله، ولو أطعناك في هذا لتركنا أحاديث كثيرة هي عبارة عن قصص للأمم السابقة. فلا نطيعك أيضا.
ليس الأمر على إطلاقه، إذ لا يُحكم في هذا بحُكم مطّرد أنّ كل ما رواه الصحابي من قصص تكون مأخوذة عن التابعين، وكذلك لا يُحكم بأن كل حكاية أرسلها الصحابي بسند مرفوع تكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلّم. بل كما قال ابن حجر (النكت ص778): ((كل حديث يقوم به ترجيح خاص)). اهـ
ثم أنه ليس هناك اضطراب أو نكارة بالمعنى الشديد الكبير الذي تظنه أخي الفاضل، فقط هي عدد النساء، وقوة نبي الله سليمان
لو كان الاضطراب في الحديث قاصراً على عدد النساء، لما كان ذلك في حد ذاته قادحاً، ومثاله حديث جابر المخرّج في الصحيحين إذ اختلافات رواياته في العدد لا تقدح في المتن. لكن إذا انضمّ إلى هذا الاضطرابِ اضطرابٌ آخر في رفع الحديث ووقفه مِن وجوهٍ رجالُها ثقات، هنا صار الاختلاف قادحاً، لا سيما مع قرائن تنضمّ إليه كمنافاة المعقول ومشابهة الإسرائيليات وغيرها. فإذا اجتمعت كل هذه الإشكالات في حديث، فأنَّى يُقطع برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلّم والاحتجاج به؟
على أن العلماء قد التمسوا لهذا التردد في العدد كلاما، لكنك لم ترتضه، وضعفته، ولا يهم الآن قوة تعليلهم أو ضعفه، إنما المهم هو بيان الكثرة هنا ولو لم تأتي مجمعا عليها.
وكلام ابن حجر رحمه الله ليس فيه دليلا لك أخي فمراده رحمه الله بيان تقرير القاعدة في مسألة نفي الكثير بذكر القليل، والشيخ رحمه الله إختار أنه لا تأثير بل مفهوم العدد معتبر عند الجمهور.
هناك مَن ذهب إلى أن العدد غير مقصود لذاته، فلا فرق بين كثير وقليل. وقد ردّ ابن حجر على هذا القول ومال للرأي الثاني، وهو أن العدد معتبر ومقصود لذاته. ثم حاول التوفيق بين اختلافات الرواة فيما لا طائل مِن ورائه، ولذلك رجع عن هذا في موضع آخر من الفتح بقوله (11/ 614): ((وليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من الناقلين)). اهـ فمتى عُلم ذلك، صار الجمعُ بين الأعداد ركيكاً متكلَّفاً.
على أنه قد يكون الحديث قد أخذ عن أبي هريرة رضي الله عنه على فترات، وقد تكون متباعدة فيذكر مرة وينسى مرة ويشك مرة ويجزم مرة ويهم مرة وهكذا. فالأمر يعلم الله أبسط مما ذكرت.
إذا اتحد المخرج، صار الحملُ على التعدد غير ممكن. كما قال ابن حجر (النكت ص804): ((وكذا حديث جابر رضي الله عنه في قصة الجمل، فإن الروايات اختلفت في قدر الثمن وفي الاشتراط وعدمه. وقد ذكر البخاري ذلك مبيناً في موضعين من صحيحه، وقال: "إن قول الشعبي بوقية أرجح، وأن الاشتراط أصحّ". وهو ذهاب منه إلى ترجيح بعض الروايات على بعض. أما دعوى التعدد فيها، فغير ممكن)). اهـ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 08:57]ـ
زادك الله حرصا وعلما، ونفع بك آمين، وأقر عين أهلك بك بجاهه وجلاله سبحانه
ولكني مع ذلك أقول: الحديث فيما تتبعته وسبرته فيه؛ (صحيحٌ رفعه، ثابت وصله) ولا ألزم بحكمي أحد.
أختم بقولي: لا مجال للإفتراضات في الأمور الثابتات المقررات، فلم أجد يعلم الله على ما عشته مع هذا الحديث من أهل العلم لا سلفا ولا خلفا من أشار إلى علة أو خلل قد يقدح بهذا الحديث ويزيل رفعه ووصله يمكن الإعتماد والاطمئنان إليها.
ويعلم الله لو شك الشيخين ولو لوهلة واحدة في تردد الحديث وقفا أو رفعا، أو أن طريق الرفع في مقال، والله لما ترددا في إخرجه من صحيحيهما ولما أدخلوه فيهما.
ليسهل الله أمرك أيها الشهم العزيز، فلقد أحببت إصرارك ومثابرتك، لأنها قليلة هذه الأيام، زادك الله من فضله آمين.
هذا ما لدي هنا. وسلام الله عليك ورحمته وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[19 - Mar-2009, صباحاً 01:52]ـ
أستاذنا السكران التميمي
جزاك الله كل خير وبارك فيك على هذه المباحثة الطيبة، وأشكر لك ردّك على العبد الفقير وأسألك الدعاء الخالص بظهر الغيب. أعزك الله وأكرمنا وإياك وجعلنا من أهل طاعته.(/)
من لهذا الإسناد وجزاه الله خيرا
ـ[المستفيد الصغير]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 12:40]ـ
قال الكليني في «أصول الكافي»:
باب: أن الأئمة عليهم السلام هم الهداة
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، وفضالة بن أيوب، عن موسى بن بكر عن الفضيل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله الله عزوجل: (ولكل قوم هاد) فقال: كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم.
برجاء من فرسان الحديث أن يكشفوا لنا عن رجال هذا الإسناد، وهل هناك من علماء السنة من نرجم للرجال الشيعة وتكلم عليهم أم أن هذا نادر الوجود، وجزاكم الله خيرا، اللهم قيض لهذا الإسناد من يكشف أسراره، وأكرمه بجنتك يا كريم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
قوله: (عدة من أصحابنا).
هذه عادة في أغلب أسانيده، وهي عبارة لا تقتضي السماع، بل هي مترددة. ثم هي لا تفيد العلم} بل هي تفيد الجهالة.
قوله: (عن أحمد بن محمد).
هو على أغلب الظن: أحمد بن محمد بن أبي نصر البَزَنْطي. ثقة جليل القدر. قاله الطوسي والمجلسي.
قوله: (الحسين بن سعيد).
هو: الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الأهوازي. ثقة. قاله الطوسي والمجلسي.
قوله: (النضر بن سويد).
هو: النضر بن سويد الصيرفي. ثقة. قاله الطوسي والمجلسي.
قوله: (فضالة بن أيوب).
هو: فضالة بن أيوب الأزدي. ثقة. قاله الطوسي والنجاشي والمجلسي.
قوله: (موسى بن بكر).
هو: موسى بن بكر الواسطي. وثقه قوم، وسكت عنه آخرون.
قوله: (الفضيل).
هو على الصواب: الفيض بن المختار الخثعمي. ثقة. قاله النجاشي والمجلسي، وعده المفيد من ثقات أبي عبد الله.
وعليه فالسند صحيحح (عندهم).
ـ[المستفيد الصغير]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، وجعلك الله من أهل الجنة.
أما ما أرغب فيه أنا أن أجد رد من علماء أهل السنة على هؤلاء الرجال، لأنني قد بحثت عنهم في كتبهم أعني كتب الشيعة وبالتالي هم يوثقون رجالهم وعلى ما أعتقد بل أجزم به أنهم لا يطعنون في أحد من رجالهم.
ونحن أهل السنة لا نعتقد في توثيقهم، بالتالي يكون السند عندهم صحيح، وعندنا ضعيف لبدعتهم، ولا سيما أنهم يرون ما يقوي هذه البدعة، هذه من القواعد العامة.
أما من ناحية رجال هذا السند فلم أجد من أهل السنة من تكلم عليهم.
ولو كان هؤلاء القوم منصفين لكان هذا السند عندهم ضعيف جهالة شيوخ الكليني وكيف يقبلون كتابه أيضا؟(/)
تفسير الترمذي لقوله حسن صحيح
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 06:25]ـ
سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ >> أَبْوَابُ الطَّهَارَةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ >> بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْبَوْلِ قَائِمًا >>
13 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا ". وَفِي الْبَابِ عَنْ عُمَرَ، وَبُرَيْدَةَ، حَدِيثُ عَائِشَةَ أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي الْبَابِ وَأَصَحُّ.(/)
تفضلواعلي بتخريج حديث: "أشدالبلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الصلحاء ثم الأمثل فالأمثل"؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, صباحاً 10:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضلواعلي بتخريج هذا الحديث
أشدالبلاء الأنبياء ثم العلماء ثم الصلحاء ثم الأمثل فالأمثل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 03:20]ـ
هذا الحديث يروى من طريق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده (من رواية مصعب بن سعد عن أبيه).
كما أخرجه الدورقي في مسند سعد بن أبي وقاص (حديث 41).
وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص53).
وأخرجه أيضا المحاملي في أماليه (حديث 151).
وأخرجه الضياء في المختارة (حديث 1053).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (حديث 120).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (حديث 2900).
وأخرجه النسائي في الكبرى (حديث 7481).
وأخرجه ابن ماجة في السنن (حديث 4023).
وأخرجه البيهقي في الكبرى (حديث 6326)، وفي الشعب (حديث 9775).
وأخرجه الترمذي في السنن (حديث 2398).
وأخرجه الدارمي في المسند (حديث 2783).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (حديث 10828).
وأخرجه أبو يعلى في المسند (حديث 830).
وأخرجه البزار في المسند (حديث 1150).
وأخرجه الشاشي في المسند (حديث 67).
وأخرجه الطيالسي في المسند (حديث 215).
وأخرجه عبد بن حميد في المسند (حديث 146).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (حديث 3).
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 209).
ويروي من طريق فاطمة أخت حذيفة بن اليمان أيضا
أخرجه الطبراني في الكبير (حديث 629).
والحديث صحيح ثابت كالشمس. وله شواهد لا تحصى هنا كثرة.(/)
رأي ابن تيمية في الحديث المتواتر (دعوة للنقاش)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:04]ـ
قال شيخ الاسلام بن تيمية في مجموع الفتاوي:
وأما عدد ما يحصل به التواتر، فمن الناس من جعل له عددًا محصورًا، ثم يفرق هؤلاء، فقيل: أكثر من أربعة، وقيل: اثنا عشر، وقيل: أربعون، وقيل: سبعون، وقيل: ثلاثمائة وثلاثة عشر، وقيل: غير ذلك. وكل هذه الأقوال باطلة؛ لتكافئها في الدعوي.
والصحيح الذي عليه الجمهور أن التواتر ليس له عدد محصور، والعلم الحاصل بخبر من الأخبار يحصل في القلب ضرورة، كما يحصل الشبع عقيب الأكل والرِّي عند الشرب، وليس لما يشبع كل واحد ويرويه قدر معين، بل قد يكون الشبع لكثرة الطعام، وقد يكون لجودته كاللحم، وقد يكون لاستغناء الآكل بقليله، وقد يكون لاشتغال نفسه بفرح، أو غضب، أو حزن، ونحو ذلك.
كذلك العلم الحاصل عقيب الخبر، تارة يكون لكثرة المخبرين، وإذا كثروا فقد يفيد خبرهم العلم، وإن كانوا كفارًا. وتارة يكون لدينهم وضبطهم. فرب رجلين أو ثلاثة يحصل من العلم بخبرهم ما لا يحصل بعشرة وعشرين، لا يوثق بدينهم وضبطهم، وتارة قد يحصل العلم بكون كل من المخبرين أخبر بمثل ما أخبر به الآخر، مع العلم بأنهما لم يتواطآ، وأنه يمتنع في العادة الاتفاق في مثل ذلك، مثل من يروي حديثًا طويلًا فيه فصول ويرويه آخر لم يلقه. وتارة يحصل العلم بالخبر لمن عنده الفطنة والذكاء والعلم بأحوال المخبرين وبما أخبروا به/ما ليس لمن له مثل ذلك. وتارة يحصل العلم بالخبر؛ لكونه روي بحضرة جماعة كثيرة شاركوا المخبر في العلم، ولم يكذبه أحد منهم؛ فإن الجماعة الكثيرة قد يمتنع تواطؤهم على الكتمان، كما يمتنع تواطؤهم على الكذب.
وإذا عرف أن العلم بأخبار المخبرين له أسباب غير مجرد العدد علم أن من قيد العلم بعدد معين، وسوي بين جميع الأخبار في ذلك فقد غلط غلطًا عظيمًا؛ ولهذا كان التواتر ينقسم إلى: عام، وخاص، فأهل العلم بالحديث والفقه قد تواتر عندهم من السنة ما لم يتواتر عند العامة؛ كسجود السهو، ووجوب الشفعة، وحمل العاقلة العقل، ورجم الزاني المحصن، وأحاديث الرؤية وعذاب القبر، والحوض والشفاعة، وأمثال ذلك.
وإذا كان الخبر قد تواتر عند قوم دون قوم، وقد يحصل العلم بصدقه لقوم دون قوم، فمن حصل له العلم به وجب عليه التصديق به والعمل بمقتضاه، كما يجب ذلك في نظائره، ومن لم يحصل له العلم بذلك فعليه أن يسلم ذلك لأهل الإجماع، الذين أجمعوا على صحته، كما على الناس أن يسلموا الأحكام المجمع عليها إلى من أجمع عليها من أهل العلم؛ فإن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة، وإنما يكون إجماعها بأن يسلم غير العالم للعالم؛ إذ غير العالم لا يكون له قول، وإنما القول للعالم، فكما أن من لا يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله فمن لا يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله، بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم. أ هـ (المصدر المجلد الثامن عشر من مجموع الفتاوي)
يا اخوان أليس هذا يخالف الرأي الدارج والذي عليه الحافظ بن حجر رحمه الله؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 06:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمك الله يا (أبا مسفر) وأجزل مثوبتك آمين.
لس في كلام الشيخ رحمه الله ما يخالف به قول غيره من المحققين؛ سواء الحافظ ابن حجر أو غيره، وحاصل كلام الشيخ رحمه الله ما يلي:
ما قاله الشيخ صحيح لا غبار عليه، لكن كثيرا من طلبة العلم وممن ينتسبون إلى العلم حتى؛ قد لا يفهمون معنى هذا الكلام، فكثير من المشتغلين بهذا العلم إذغ ما رأى خبرا قد جاء من طرق كثيرة تبلغ العشرة أو العشرين أو أكثر أيضا؛ بادر إلى الحكم بأنه خبر متواتر من غير أن ينظر في حال هذه الأسانيد وتلك الطرق التي وقف عليها، بناء على أن المتواتر لا حاجة إلى البحث عن أحوال رواته.
فيتصور أنه لو كثرت طرق الحديث كان هذا كافيا في إثبات التواتر، وأنه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا كما ترى ليس بشيء، بل الأمر على خلاف ذلك، بيان ذلك:
أنا إذا أردنا أن نتحقق من تواتر خبر ما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب علينا أن نتحقق أولا هل رواه جماعة من الصحابة توفرت فيهم شروط الحكم على خبرهم بأنه متواتر أم لا.
لأنه إذا لم يصح أن هؤلاء الصحابة الكثيرين قد رووا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا؛ فإنه لا يصح ما بني عليه؛ وهو الحكم بتواتر هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فمراد الأئمة من أنه لا حاجة إلى النظر في رواة الخبر المتواتر، أن هذا فيما إذا ما ثبت التواتر فعلا، وفي الطبقة التي صح أن الخبر تواتر فيها لا ما دونها.
وبالنسبة لاختلاف العدد الذي يحصل به التواتر، الصواب الذي عليه جمهور المحققين؛ أنه لا اعتبار للعدد في الحكم بالتواتر. وإنما العبرة بما يقع به العلم، فرب عدد قليل أفاد خبرهم العلم بما يوجب صدقهم، بينما أضعافهم قد لا يفيد خبرهم العلم.
وقد أشار الحافظ نفسه إلى مثل هذا الكلام في النزهة، فلا تعارض ولا مخالفة بينهما أخي الفاضل العزيز.
بتصرف وزيادة مما قرره الشيخ طارق حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:08]ـ
شيخنا السكران التميمي شكر الله لك هذه الاجابة وبارك الله فيك وزادك من فضله
وسبحان الله رجعت إلى شرح النخبة للشيخ سعد الحميد فوجدت اني لم أسيئ فهم كلام ابن تيمية ولكن على العكس أسئت فهم رأي ابن حجر!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 09:16]ـ
قل آمين؛ الله يجعلك في الجنة ووالديك ومن تحب يا حي يا قيوم.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 08:30]ـ
أحسنت شيخنا التميمي بارك الله فيك
ويوجدكلاما يسطّر بماء الذهب للإمام ابن حزم - رحمه الله - في كتابه الإحكام عن مسألة التواتر , ورجّح أنه لا عدد بمثل ما قال تقي الدين , ننقله لكم عنما يتسنّ لنا باذن الله.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 01:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قال اخواني من قبل لا يلزم من كثرة الرواة تواتر الخبر, بل يلزم منه تكذيبه قطعاً اذا كان رواته كذبة! فأي حديث هذا الذي لم تتناقله الا ألسنة الكذابين والوضاعين!
وقد يتبادر الى الذهن حديث النبي عليه الصلاة والسلام "صدقك وهو كذوب", وأن الشياطين صدقت في حديثها فما بالنا نكذب ما تواتر على لسان الكذبة؟!
والجواب عن هذا أن الأصل في أخبار الشياطين ومن كان على شاكلتهم من الانس الكذب حتى يثبت العكس ... وقد ثبت عكس هذا بتصديق النبي عليه الصلاة والسلام ... ولولا هذا ما صدقنا.
والسلام عليكم
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[26 - Jan-2010, صباحاً 09:29]ـ
قال الشيخ الجديع في تحرير علوم الحديث (1/ 42)
واعلم أنه ليس لأقل عدد التواتر حد منضبط، وإنما يراعي فيه التعدد فوق الشهرة، مع قرائن تنضم إلى التعدد تمنع الاتفاق على الخطأ والوهم فضلاً عن الكذب، وعلامته مع تعدد الطرق: حصول العلم الذي يتعذر دفعه للمطلع عليه العارف به.
والتواتر في الأحاديث النبوية هو من باب (التواتر النظري) لا من باب (التواتر الضروري)؛ لأن معرفته موقوفة على جميع طرق الحديث ورواياته، فهو مبني على البحث والنظر، والعلم به غير حاصل ضرورة كتواتر نقل القرآن المستغني عن الأسانيد والطرق.
لذا فالتواتر بالحديث لا يُستغنى فيه بمجرد تعدد الأسانيد عن ثبوت أفرادها؛ فمن الأحاديث ما تعددت أسانيده وكثرت، لكنها واهية لا يثبت منها شيء.
وهذا المعنى أغفله أكثر من تعرض لهذا الموضوع، خصوصا أن أكثر من تكلم في التواتر هم الأصوليون، وهؤلاء تكلموا في التواتر الضروري، كتواتر القرآن، ومن ثم عدَّاه طائفة إلى الحديث، وأغفل هؤلاء أن نقل القرآن ليس كنقل الحديث، فلا يستويان، فتواتر القرآن أغنى في صحته عن البحث في الإسناد، بخلاف تواتر الحديث، فإن عمدته على الإسناد، ويكفيك دليلا على ضعف القول باستغناء الحديث المتواتر عن الإسناد ما تنازعوه في قدر ما يُدَّعى فيه التواتر، فإن موجب التسليم لصحته دون مناقشةٍ على طريقة أهل الأصول، فكيف يصحُّ التنازع بعدُ في شيءٍ من ذلك: هو متواتر أو غير متواتر.
ولذا أحدث معنى للتواتر ليستوعب الحديث العائد إلى الإسناد، وهو (التواتر النظري)، إشعاراً بأن تمييز ما يُفيد العلم من الحديث على سبيل القطع ليُساوي التواتر في معناه، موقوف على النظر والبحث.(/)
حديث: (إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما .. ) ضعَّفه الإمام ابن حزم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 02:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
كنت كتبت بحثا في تخريج هذا الحديث، ورأيت اختصاره و نقله هنا للفائدة .. ،
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد:
فقد اختلفت مع بعض أحبابي من طلبة العلم في مسألة متفرعة عن المسح على الخفين،واحتجوا علي بحديث،وسأبين في هذه الرسالة رتبته، وهل يصلح لإثبات الاحكام الفقهية بمثله،والله المستعان.
والحديث هو قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم -: " إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليصل فيهما وليمسح عليهما،ثم لا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة.".
قلت: قد روي هذا الحديث عن انس بن مالك –رضي الله عنه – مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،و روي موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كلامه.
أما حديث أنس:
فقد أخرجه،الدارقطني في (سننه1/ 203)،و من طريقه البيهقي في (سننه1/ 279)،عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس به.
قلت: وقد تابع أسد بن موسى على روايته عبدالغفار بن داود:
فقد أخرجها الدارقطني في (سننه1/ 203)، والحاكم في (مستدركه1/ 250)،و البيهقي في (سننه الكبرى1/ 279)، عن مقداد بن داود عن عبد الغفار بن داود الحراني أنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس بن مالك به.
واما الحديث الموقوف فيرويه اسد بن موسى عن حماد بن سلمة،:
فقد اخرجه- أيضا -الدراقطني في (سننه1/ 203)،و من طريقه البيهقي في (سننه1/ 279)، عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن زبيد بن الصلت قال سمعت عمر-رضي الله عنه –يقول: (إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة.).
فحص السند:
قلت: أرى أن هذا الحديث مردود لا تقوم به حجة كما سيتضح إن شاء الله، و نبين حال عبد الغفار بن داود،و أسد بن موسى:
أما عبدالغفار، فهو كاتب ابن ليهعة،وقد وثقه ابن يونس و الحاكم، و قال أبو حاتم:
(صدوق، لا بأس به).
و اما أسد بن موسى، ملقب بـ (أسد السنة)،فقد تناوشته ألسن الجرح،فقد قال فيه ابن يونس: "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره."
وقال عنه النسائي: " ثقة، ولو لم يصنف لكان خيرا له".
و وثقه العجلي والبزار، وقال الخليلي: " مصري صالح".
وضعفه الإمام الأشم ابن حزم،وعبدالحق الإشبيلي.
قلت: فهو صدوق أيضا.
قلت: وقد قال ابن صاعد-شيخ الدارقطني- وهو احد رواة هذا الحديث مرفوعا و موقوفا من طريق أسد بن موسى،:" وما علمت أحدا جاء به إلا أسد بن موسى."
ولكن أشار الدارقطني و البيهقي إلى متابعة عبدالغفار بن داود،فقد قال البيهقي: " وقد تابعه في الحديث المسند عبد الغفار بن داود الحراني، .. ".
ولكنه قال بعد ذلك: " ... ، وليس عند أهل البصرة عن حماد،وليس بمشهور، والله أعلم."
وكذا قال شيخه الحافظ أبو عبدالله الحاكم،بعد إيراده للحديث: " إسناد صحيح على شرط مسلم،عبد الغفار بن داود ثقة،غير أنه ليس عند أهل البصرة عن حماد."
قلت: سنده ليس على شرط مسلم،فعبد الغفار لم يخرج له مسلم، وأما متابعة عبد الغفار بن داود فهي ساقطة،كما سيظهر من مناقشة ابن دقيق العيد –رحمه الله -.
وقد صرح بضعف هذا الحديث الإمام ابن حزم كما ذكر الزيلعي في (نصب الراية،1/ 376)،فقد نقل عن ابن دقيق العيد قال: " قال الشيخ في " الإمام " قال ابن حزم: هذا ممن انفرد به أسد بن موسى عن حماد، وأسد منكر الحديث لا يحتج به، قال الشيخ: وهذا مدخول من وجهين: أحدهما: عدم تفرد أسد به، كما أخرجه الحاكم عن عبد الغفار ثنا حماد.
الثاني: أن أسدا ثقة، ولم ير في شيء من كتب الضعفاء له ذكر، وقد شرط ابن عدي أن يذكر في " كتابه "،كل من تكلم فيه، وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ، ولم يذكر أسدا، وهذا يقتضي توثيقه، ونقل ابن القطان توثيقه عن البزار."
قلت: هذا كلام ابن دقيق العيد نقله عنه الزيلعي، وعليه مآخذ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: متابعة عبد الغفار ساقطة،فقد رواه عن عبدالغفار المقدام بن داود،وهو مشهور بالرواية عن أسد بن موسى، وليس عن عبدالغفار، وذكره لعبدالغفار بن داود في هذا الحديث وهم منه وغفلة،ولتعلم وهاء هذه المتابعة أنظر ما قاله الأئمة في مقدام بن داود:
فقد قال عنه النسائي:" ليس بثقة."
وقال ابن أبي حاتم و ابن يونس: " تكلموا فيه".
وقال أبو عمرو محمد بن يوسف الكندي: "كان فقيها مفتيا، لم يكن بالمحمود في الرواية."
وقال الدارقطني: "ضعيف.".
وضعفه ابن القطان الفاسي.
وروى له الذهبي حديثا منكرا اتهمه به،راجع ترجمته في (السير)،بل اكثر من ذلك فقد ذكره سبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، رقم: 782)،و ذكر له حديثا آخر اتهمه به الحافظ الذهبي، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء (ص: 3/ 137)، وأعاد ذكره الذهبي في (المغني في الضعفاء، ص2/ 275).
قلت: فقد تبين لك ان هذه المتابعة ساقطة، فذِكر عبدالغفار وهْمٌ أو تعمد من مقدام بن داود، فعاد الحديث إلى أسد بن موسى،و مدار الحديث عليه،وصح ما قاله الحافظ ابن صاعد: " وما علمت أحدا جاء به إلا أسد بن موسى".
وبذلك يسلم كلام الإمام ابن حزم من الاعتراض،والآن اناقش رواية أسد بن موسى إن شاء الله.
ثانيا: قوله أن أسدا ثقة،واستدل لذلك بأنه لم يذكر في كتب الضعفاء، بالخصوص (الكامل) لابن عدي.
قلت: وهذا مردود من وجهين:
الأول: لا يلزم من عدم ذكره في كتاب (الكامل) عدم ضعفه، حتى نبني على ذلك العدم توثيقا له، إذ العلم لا يبنى على العدم، بل ينظر إلى روايته وما احتف بها من القرائن التي تقوي حديثه او تقضي عليه بالضعف، فيحكم له بذلك، وهذا ينطبق على كل راو و إن كان ثقة ثبتا.
الثاني: اما بالنسبة لصاحب (الكامل في الضعفاء) فهو لم يستوعب في كتابه كل من ضُعف، فقد فاته الشيء الكثير،مما دفع بابن الرومية الظاهري أن يذيل عليه بـ (الحافل في التذييل على الكامل)، فتوثيق اسد بن موسى بعدم ذكره في كتاب (الكامل)، توثيق مردود لا وزن له.
وقد قال الزيلعي معقبا على كلام ابن دقيق العيد، ومناقشا للإمام ابن حزم: (ولعل ابن حزم وقف على قول ابن يونس في " تاريخ الغرباء " أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره، فإن كان أخذ كلامه من هذا فليس بجيد.
لأن من يقال فيه منكر الحديث ليس كمن يقال فيه: روى أحاديث منكرة؛ لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه، والعبارة الأخرى تقتضي أنه وقع له في حين لا دائما، وقد قال أحمد بن حنبل في " محمد بن إبراهيم التيمي ": يروي أحاديث منكرة، وقد اتفق عليه البخاري.).
قلت: أستبعد أن يكون ابن حزم بنى حكمه على كلام ابن يونس، بل حكم عليه من خلال رواياته المشهورة بالأندلس، وقد اشتهرت عن طريق تلميذه عبدالملك بن حبيب الأندلسي المالكي، وبسببها اتهم عبدالملك بالكذب،فمن قرأ كتاب (الزهد) لأسد بن موسى،وجد أحاديث كثيرة منكرة،الحمل فيها عليه، لهذا قال النسائي: "ولو لم يصنف لكان خيرا له."
قلت: الزيلعي يرد على قول الإمام ابن حزم في أسد بن موسى: (منكر الحديث) بأصول غيره، وإلا فإن ألفاظ التعديل و التجريح عند الإمام الأشم بابها واسع،وهو يعبر عن ضعف الراوي بما يراه مناسبا، بخلاف ما جرى عليه الأمر عند المشارقة، فإن الفاظ التجريح والتعديل لها مراتب، و رغم ذلك فالقول في أسد بن موسى قول الإمام ابن حزم، فهو لا يحتج به مطلقا عنده، إلا أنه يصلح للاعتبار على طريقة طائفة من أهل الحديث، بخلاف الإمام الأشم –رحمه الله – فدرجة الاعتبار غير مقررة عنده، وقد نهج نهْج الإمام الأشم في عدم الاحتجاج به مطلقا عبد الحق الإشبيلي، وقد قال بدرالعيني الحنفي في (مغاني الأخبار6/ 18) عن أسد بن موسى: " أسد السنة، صدوق، يغرب، فيه نصب."
قلت: وهذا انصف قول في حقه،واما رميه بالنصب،فالله أعلم بحقيقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فأسد بن موسى لا يحتج به،بل يصلح للاستشهاد فقط، وبهذا يرد حديثه هذا، فقد تفرد به عن حماد بن سلمة، كما انه اضطرب فيه فتارة يرويه عن حماد بن سلمة مرفوعا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم -، وتارة موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وهذا اضطراب موهن للحديث ومسقط له، واما متابعة عبدالغفار فقد بينا وهاءها، فمما سبق يتبين ان هذا الحديث ضعيف ساقط مطروح، لا يحتج و لا يتعبد بمثله.
و هناك جمع من المتأخرين قووا هذا الحديث اغترارا بظاهر السند،فقد قال ابن عبدالهادي في (تنقيح التحقيق،1/ 334)،: " إسناد هذا الحديث قويٌ.
وأسدٌ صدوقٌ، وثقه النَسائي وغيره، ولا إلتفات إل كلام ابن حزم فيه.
وقد صحَح إسناده الحاكم، وذكر أَنه شاذٌ بمرَّةٍ."
قلت: عجيب هذا الصنيع من ابن عبدالهادي،وهو الذي يقال عنه أنه من المتاخرين الذين نهجوا نهج المتقدمين في تعليل الاخبار، و لكنه في هذا الحديث يذر طريقة المتقدمين وراءه ظهريا، ولا أدري لماذا قَوَّى هذا الحديث - رحمه الله-؟، وهو غير مصيب فيما ذهب إليه، وأسد السنة لا يحتمل منه التفرد بهذا الحديث عن حماد بن سلمة، و تقويته لهذا الحديث تساهل منه، و اما الحاكم فهو متساهل في التصحيح،وهو لم يحكم على هذا الحديث بالشذوذ، بل الذي حكم عليه بالشذوذ هو الإمام الذهبي –رحمه الله -، وقد ذهب ابن عبد الهادي –تبعا لابن الجوزي – على تقييد هذا الحديث بالاحاديث التي ورد فيها التوقيت للمسح درءا للشذوذ 1الذي يكتنفه، و جمعا بين تعارضهما.
قلت: والجمع بين الحديثين المتعارضين مبني على صحتهما، فلا وجه للجمع بين هذين الحديثين هنا، لأن الحديث الذي وقع به التعارض ضعيف ساقط لا يصلح للمعارضة.
وممن ذهب إلى تصحيحه العلامة محدث العصر ومجدده شيخ مشايخنا محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله -،و لكن قد تبين لك خلاف ذلك فمتابعة عبدالغفار ساقطة لعدم صحة السند إليه، وأسد بن موسى صدوق لا يحتمل تفرده بهذا الحديث، و الشيخ الألباني قد حكم عليه بما ادى إليه اجتهاده فهو معذور مأجور إن شاء الله.
وآخر ما اختم به هذا المبحث، هو ما قاله الإمام الأشم ابن حزم -في المحلى (2/ 90 - معلا لهذا الحديث: ( ... ،وأسد منكر الحديث، ولم يرو هذا الخبر احد من ثقات أصحاب حماد بن سلمة، .. ).
فأنظر إلى دقة نظره،وسدادة حكمه –رحمات ربي عليه-، وهذا ما بيناه،و دللنا عليه أعلاه،فلله الحمد من قبل و من بعد.
________________________
1قلت: قد أعل الحافظ الذهبي هذا الحديث بالشذوذ.، انظر (المستدرك مع تعليقات الذهبي عليه،1/ 250).
______________________________ __
ومن أراد الرجوع إلى الإحالات والعزو .. ، فهي بالمرفق:
ـ[الحُميدي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 11:00]ـ
للفائدة .. ،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 01:20]ـ
بارك الله فيك أخي الحميدي.
قلت:
و اما أسد بن موسى، ملقب بـ (أسد السنة)،فقد تناوشته ألسن الجرح،فقد قال فيه ابن يونس: "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره."
وقال عنه النسائي: " ثقة، ولو لم يصنف لكان خيرا له".
و وثقه العجلي والبزار، وقال الخليلي: " مصري صالح".
وضعفه الإمام الأشم ابن حزم،وعبدالحق الإشبيلي.
قلت: فهو صدوق أيضا.
الظاهرُ أن أسدًا ثقةٌ؛ فيكفي أن ابن يونس - وهو أعرف الناس بالمصريين - وثقه. بل نفى عن حديثه النكارة بقوله: "وأحسب الآفة من غيره".
فمن ابنُ حزم وعبدُ الحق عند ابن يونس في المصريين؟! زد على ذلك توثيقَ النسائيِّ - وهو ذو شدة - وكذا العجليِّ والذهبيِّ له.
أو من الممكن أن يقال جرح ابن حزم: "منكر الحديث" يفسره قول ابن يونس أنه من غيره، وأما قول عبد الحق الأشبيلي: "لا يحتج به عندهم"! فلا أدري من هؤلاء (العند)!!
وفقك الله.
ملاحظة: يكثر في مشاركاتك تطويلُ الفراغ بين كل سطر والذي يليه، فحبذا تقليلها!! لكي لا تطول المشاركة فتفتر الهمم عن قراءتها.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 07:23]ـ
بارك الله فيك أخي الحميدي.
و فيك بارك أخي الفاضل،
قلت:
الظاهرُ أن أسدًا ثقةٌ؛ فيكفي أن ابن يونس - وهو أعرف الناس بالمصريين - وثقه. بل نفى عن حديثه النكارة بقوله: "وأحسب الآفة من غيره".
(يُتْبَعُ)
(/)
أرى من البعيد أن يكون ثقة، و أرى أقوم الأقوال فيه، تلخيص الحافظ لحاله في (التقريب): "صدوق يغرب ".
و أرى أن غاية ما يفيده توثيق ابن يونس إثبات أن أسد السنة يعتبر بحديثه، و ينظر إلى الرواي عنه في حديثه، فإذا كان ثقة، فلا يعتمد حديثه حتى يتابع.
زد على ذلك توثيقَ النسائيِّ - وهو ذو شدة - وكذا العجليِّ والذهبيِّ له.
و أما قلته عن شدة النسائي، فانظر لكلام ابن كثير - رحمه الله - في (اختصار علوم الحديث، 31):" وقول الحافظ أبي علي بن السكن، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم غير مسلم. فإن فيه رجالا مجهولين: إما عينا أو حالا، وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في " الأحكام الكبير."
أو من الممكن أن يقال جرح ابن حزم: "منكر الحديث" يفسره قول ابن يونس أنه من غيره، وأما قول عبد الحق الأشبيلي: "لا يحتج به عندهم"! فلا أدري من هؤلاء (العند)!!
حملك لجرحة الإمام الأشم ابن حزم على كلام ابن يونس بعيد، فتعبير الإمام يفيد أن المناكير تأتي من قبله (فهو غير حجة عنده)، و هذا يفيده صنيعه أيضا، و أما مقصود عبد الحق الإشبيلي فهو ظاهر، أي عند أهل الحديث .. ، و لا يلزم من نفيه أن يكون حجة نفي الاعتبار به،
فكما أسلفت، فأسد بن موسى صدوق يغرب (و هو حكم الحافظ) .. ، و هذا ما ترجح لي، و الله تعالى أعلم.
و أما بخصوص حديثه هنا، فقد بينت بأن للحديث عللا أخرى:
1) الاضطراب.
2) أن حماد بن سلمة تغير بآخرة كما قال البيهقي، و نقله الحافظ،و لا ندري متى روى عنه أسد بن موسى.
3) تفرد أسد بن موسى به دون أصحاب حماد بن سلمة، كما قال الإمام ابن حزم، و أشار إليه الحافظ ابن صاعد و البيهقي و غيره .. ،
و تشكر على ما قلتَ، و على ملاحظتك .. ،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 11:35]ـ
الأخ الفاضل الحميدي.
أرى أنك لم تجب عن استفساراتي كما ينبغي.
قلت:
و أرى أن غاية ما يفيده توثيق ابن يونس إثبات أن أسد السنة يعتبر بحديثه، و ينظر إلى الرواي عنه في حديثه، فإذا كان ثقة، فلا يعتمد حديثه حتى يتابع.
أقول: قولة ابن يونس واضحةٌ في توثيق أسد بن موسى بقرينة أنه جعل النكارة في حديثه من غيره لا منه؛ إذ كيف يقول عنه ابن يونس - وهو إمام في معرفة المصريين - ثقة، ثم تأتي - بارك الله فيك - وتقول يعتبر بحديثه؟! لأن الثقة - كما لا يخفاك - تُصحح الروايات من أجله ثقته. ومفهوم كلام ابن يونس أنه إن كان السند إليه (أسد) صحيحاً، فإن الرواية يُحتج بها.
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/ 229 - 231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
قلت:
و أما قلته عن شدة النسائي، فانظر لكلام ابن كثير - رحمه الله - في (اختصار علوم الحديث، 31):" وقول الحافظ أبي علي بن السكن، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم غير مسلم. فإن فيه رجالا مجهولين: إما عينا أو حالا، وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في " الأحكام الكبير."
ما علاقة هذا الكلام بشدة النسائي؟! الكلام حفظك الله عن الشدة في التعديل لا عن الشرط.
وأما عن شدة النسائي وأنه لا يوثق أحدًا إلا بعد الجهد، فقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "وحديث الحارث الأعور في السنن الأربع، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به، وقوى أمره. والجمهور على توهين أمره .... " (1) أ. هـ.
وقال أيضًا: "وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول: وابن وهب ثقة" (2) أ. هـ.
وقال أيضًا: "مالك بن دينار .... هذا النسائي قد وثقه، وهو لا يوثق أحدًا إلا بعد الجَهْد" (3) أ. هـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وأحمد بن عيسى التستري .... وقد احتج به النسائي مع تعنته" (4) أ. هـ.
ثم ختم الدكتور قاسم منهج النسائي في التعديل بقوله: "وفي ختام هذا الموضوع - أعني منهج النسائي في التوثيق والتعديل - أشير أن أبا عبد الرحمن يعد من المتشددين في التوثيق والتعديل .... " (5) أ. هـ. (2/ 1022)
قلت:
و أما مقصود عبد الحق الإشبيلي فهو ظاهر، أي عند أهل الحديث
لا زلت منتظرًا من هم أهل الحديث الذين لم يحتجوا بأسد بن موسى. أما ابن حزم فلا يُقدَّم قوله على قول ابن يونس - الخبير في المصريين بلا مدافعة - وكلام النسائي والعجلي والذهبي. ولبيان مخالفات ابن حزم لمنهج الأئمة المتقدمين موضعٌ آخرُ. ليس فقط في الحكم على الرجال، بل في سائر أبواب علوم الحديث. وارجع لرسالة الشيخ ناصر الفهد وفقه الله تعرف ذلك. فما بالك وقد وثقه من هم أعرف منه في هذا الفن؟!
وهذا رابط كتاب "منهج النسائي في الجرح والتعديل" للدكتور قاسم علي سعد:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=600
وفقك الله.
___________________
(1) "ميزان الاعتدال" (1/ 437).
(2) "سير أعلام النبلاء" (9/ 228).
(3) "المغني في الضعفاء" (2/ 538).
(4) "هدي الساري" (ص387). هذه النقول مستفادة من كتاب "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (2/ 999 - 1000) للدكتور قاسم علي سعد.
(5) "منهج النسائي .... " (2/ 1022).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, صباحاً 02:26]ـ
الأخ الفاضل الحميدي.
أرى أنك لم تجب عن استفساراتي كما ينبغي.
قلت:
أقول: قولة ابن يونس واضحةٌ في توثيق أسد بن موسى بقرينة أنه جعل النكارة في حديثه من غيره لا منه؛ إذ كيف يقول عنه ابن يونس - وهو إمام في معرفة المصريين - ثقة، ثم تأتي - بارك الله فيك - وتقول يعتبر بحديثه؟! لأن الثقة - كما لا يخفاك - تُصحح الروايات من أجله ثقته. ومفهوم كلام ابن يونس أنه إن كان السند إليه (أسد) صحيحاً، فإن الرواية يُحتج بها.
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/ 229 - 231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
أخي الفاضل قد سبق أن بينت قولي في أسد بن موسى، وهو قول الحافظ، و بينت القصد من توثيق ابن يونس له،
و حتى يتجلى لنا أثر توثيقك - و توثيق قاسم علي سعد- لأسد بن موسى،أود منك أخي الفاضل، أن تأيني بحديث واحد فقط لأسد بن موسى تفرد به - و الإسناد صحيح إليه- و ذاك الحديث صحيح، حتى يكون لتوثيقك وزن علمي، و حتى لا يكون كلامنا خاويا فارغا .. ،
و إذا ألفيته أنا ذاعن لك راضخ لما ذهبت إليه، بإذن الله .. ،
ما علاقة هذا الكلام بشدة النسائي؟! الكلام حفظك الله عن الشدة في التعديل لا عن الشرط.
وأما عن شدة النسائي وأنه لا يوثق أحدًا إلا بعد الجهد، فقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "وحديث الحارث الأعور في السنن الأربع، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به، وقوى أمره. والجمهور على توهين أمره .... " (1) أ. هـ.
وقال أيضًا: "وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول: وابن وهب ثقة" (2) أ. هـ.
وقال أيضًا: "مالك بن دينار .... هذا النسائي قد وثقه، وهو لا يوثق أحدًا إلا بعد الجَهْد" (3) أ. هـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وأحمد بن عيسى التستري .... وقد احتج به النسائي مع تعنته" (4) أ. هـ.
ثم ختم الدكتور قاسم منهج النسائي في التعديل بقوله: "وفي ختام هذا الموضوع - أعني منهج النسائي في التوثيق والتعديل - أشير أن أبا عبد الرحمن يعد من المتشددين في التوثيق والتعديل .... " (5) أ. هـ. (2/ 1022)
نعم هو متعنت .. ، و مع ذلك فهو قد وثق مجاهيل، و بنى على توثيقه لهم الاحتجاج بأحاديثهم .. ،
فتشدد النقاد في الجرح و التعديل يبقى أمرا نسبيا .. ، فإنك تجد بعض المتشددين يتسهالون .. ، و إن كان الغالب عليهم التشدد .. ،
لا زلت منتظرًا من هم أهل الحديث الذين لم يحتجوا بأسد بن موسى. أما ابن حزم فلا يُقدَّم قوله على قول ابن يونس - الخبير في المصريين بلا مدافعة - وكلام النسائي والعجلي والذهبي.
أنا بينت مقصود ابن الخراط، و السؤال يجب أن يوجه له لا لي؟؟
و لعله: رأى أصحاب الصحيح لم يررووا عنه مع أنهم رووا عن أقرانه، فرأى في تنكبهم عنه ما دفعه ليقول ما قال .. ، و أنا أحاول أن أعتذر له - رحمه الله-، و إلا فإنني قد قلت: بأن ابن الخراط - رحمه الله - هو المعني بالإجابة .. ، (و أرى أن ما قاله صحيح).
ولبيان مخالفات ابن حزم لمنهج الأئمة المتقدمين موضعٌ آخرُ. ليس فقط في الحكم على الرجال، بل في سائر أبواب علوم الحديث. وارجع لرسالة الشيخ ناصر الفهد وفقه الله تعرف ذلك. فما بالك وقد وثقه من هم أعرف منه في هذا الفن؟!
رحم الله الإمام الأشم و البحر الأطم ابن حزم، و أثابه الباري أجزل الثواب، و العصمة دفنت يوم دفن المعصوم - صلى الله عليه و سلم -.:)
و أود منك اخي الفاضل ألا تخرج على موضوع البحث، فكل ما ذكرتَه لا يؤثر في الحديث المخرج أعلاه صحة و لا ضعفا، فأنا إن سلمت لك أن أسد بن موسى ثقة - وهو ليس كذلك- فالحديث سيبقى ضعيفا للعلل الأخرى .. ،
ـ[تابعي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 01:43]ـ
جزاكم الله خيراً ..
بغض النظر عن صحة الحديث من عدمه فالراجح في أسد بن موسى - والله أعلم - هو توثيق الجمهور ويعضد ذلك تصحيح الأئمة له كابن خزيمة وابن حبان والحاكم ..
أما عن تغير حماد بن سلمة فلا يسلم له هنا لأنه أثبت الناس في ثابت البناني كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة.
وتبقى مسألة التفرد مدار البحث ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 04:56]ـ
شكر الله لك اخي الفاضل تابعي .. ، و مدار البحث سيكون على هذه العلل:
1) الاضطراب.
2) أن حماد بن سلمة تغير بآخرة كما قال البيهقي، و نقله الحافظ،و لا ندري متى روى عنه أسد بن موسى.
3) تفرد أسد بن موسى به دون أصحاب حماد بن سلمة، كما قال الإمام ابن حزم، و أشار إليه الحافظ ابن صاعد و البيهقي و غيره .. ،
4) الشذوذ الذي تضمنه المتن، كما قال الذهبي.
و بخصوص توثيق الجمهور، نورد أقوالهم مع فحص لها:
فقد قال ابن يونس: "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره."
قلت: جَعْل ابن يونس النكارة من غير أسد بن موسى حسبان و ظن منه، و هو لم يقطع بأن النكارة من غيره فعبر بـ (وأحسب)، فهذا حسبان و ظن .. ،
و أما قول ابن حزم:" منكر الحديث"
قلت: فهذا يقين و جزم من الإمام ابن حزم على أن النكارة من أسد بن موسى نفسه، و اليقين مقدم على الظن،
و هذا جلعني أقطع بأن مراد بـ (الثقة) عند ابن يونس - و كذا عند شيخه النسائي - مطلق الثقة لا الثقة المطلقة، إذ هو أقر بأن أسد بن موسى روى أحاديث منكرة بقوله (حدث بأحاديث منكرة)، و أراد أن يبين أنه لم يكن يتعمد، فقال: (و كان ثقة)، أي كان من أهل الصدق و العدالة، لا أنه كان حافظا غاية في الحفظ و الضبط، و كذلك قول شيخه النسائي: " ثقة، ولو لم يصنف لكان خيرا له"، فقصده بـ (ثقة) إثبات صدقه و عدالته، و إلا لما قال: (ولو لم يصنف لكان خيرا له)، إن كان عنده حافظا ضابطا، و قد قال الحافظ في (الفتح1/ 465) عن كلام النسائي هذا:" وأشار النسائي إلى خطئه ".
و يؤيد هذا صنيع إمام الصناعة البخاري عندما روى له مستشهدا لا معتمدا، و استشهد به في موضع واحد من (صحيحه) فقط، فهو صالح للاستشهاد لا للاحتجاج،
و بهذا تعلم صحة قول عبد الحق الإشبيلي:" لا يحتج به عندهم"، فهو لا يحتج به، بل يعتبر به فقط،
و كذا تعلم صدق قول الحافظ:" صدوق يغرب"، و اتبعه في ذلك العيني (مغانيه) .. ،
فهذه أقوال من سبر و خبر حديث أسد بن موسى، و فهم المقصود من توثيق الأئمة له، و أنهم لم يقصدوا إلا إثبات صدقه و عدالته، لما كان عليه من سنة و قمع لأهل البدع رحمه الله،
و أقول لك أخي الفاضل فواز، إنك لن تأتيني بحديث واحد بالوصف الذي ذكرتُ لك، و إن أمضيت عمرك كله في البحث؟؟
و لا أقول هذا احتقارا لك، لا لا .. ، و لكن هي الحقيقة أخي الفاضل .. ،
و مما أنعاه عليك أخي الفاضل .. ، هو تقليدك للمعاصرين و تسليمك لهم، فأنا تعجبت لما أخذت تحيلني على كتبهم، فأنأ أقول كما يقول ابن حزم: " لا أمتطي ظهر غيري، و لا اتحلى بحلي مستعار".، و أغلب من يكتب في علم الحديث من المعاصرين، تجد بحوثهم سطحية ينقصها التحرير و الدقة، و قليل منهم من يعطي البحث حقه .. ،
فأنت أخي الفاضل رضيت بأن تكون من أهل هذه الصناعة، فلا تسمح لنفسك بالتسليم للمعاصرين، و دونك المورد العذب الزلال، و اكرع من كتب السالفين المتقدمين، و لا تقنع إلا بالوقوف على الحجة و البرهان، فتكون بذلك قد أحكمت البنيان،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 10:11]ـ
وأود منك أخي الفاضل ألا تخرج على موضوع البحث، فكل ما ذكرتَه لا يؤثر في الحديث المخرج أعلاه صحة و لا ضعفا، فأنا إن سلمت لك أن أسد بن موسى ثقة - وهو ليس كذلك- فالحديث سيبقى ضعيفا للعلل الأخرى .. ،
يا أخي الفاضل.
أنا لم أخرج عن موضوع البحث، كلامي معك عن توثيق أسد بن موسى فقط. أما النقول التي ذكرتُها عن شدة النسائي فهي فرعٌ عن موضوعنا وليست خروجًا عنه. افهم بارك الله فيك. والحقيقة أن كلامك في غمز أسد لم أر فيه كبير شيء حتى أرد عليه، فالأئمة - عدا ابنُ حزم - على توثيقه، وما ذكرتُه من أن أسد بن موسى ثقةٌ هو الحق إن شاء الله، ولا أجدُ داعيًا لإعادة الكلام مرة أخرى. ولا زلت منتظرًا لكي أعرف هؤلاء (العند)! الذي ذكر عنهم الأشبيلي.
ولي عودةٌ بإذن الله
ـ[فواز الحر]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 11:01]ـ
قلت:
و بخصوص توثيق الجمهور، نورد أقوالهم مع فحص لها:
فقد قال ابن يونس: "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة، وكان ثقة، وأحسب الآفة من غيره."
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: جَعْل ابن يونس النكارة من غير أسد بن موسى حسبان و ظن منه، و هو لم يقطع بأن النكارة من غيره فعبر بـ (وأحسب)، فهذا حسبان و ظن .. ،
و أما قول ابن حزم:" منكر الحديث"
قلت: فهذا يقين و جزم من الإمام ابن حزم على أن النكارة من أسد بن موسى نفسه، و اليقين مقدم على الظن،
و هذا جلعني أقطع بأن مراد بـ (الثقة) عند ابن يونس - و كذا عند شيخه النسائي - مطلق الثقة لا الثقة المطلقة، إذ هو أقر بأن أسد بن موسى روى أحاديث منكرة بقوله (حدث بأحاديث منكرة)، و أراد أن يبين أنه لم يكن يتعمد، فقال: (و كان ثقة)، أي كان من أهل الصدق و العدالة، لا أنه كان حافظا غاية في الحفظ و الضبط، و كذلك قول شيخه النسائي: " ثقة، ولو لم يصنف لكان خيرا له"، فقصده بـ (ثقة) إثبات صدقه و عدالته، و إلا لما قال: (ولو لم يصنف لكان خيرا له)، إن كان عنده حافظا ضابطا، و قد قال الحافظ في (الفتح1/ 465) عن كلام النسائي هذا:" وأشار النسائي إلى خطئه ".
و يؤيد هذا صنيع إمام الصناعة البخاري عندما روى له مستشهدا لا معتمدا، و استشهد به في موضع واحد من (صحيحه) فقط، فهو صالح للاستشهاد لا للاحتجاج،
و بهذا تعلم صحة قول عبد الحق الإشبيلي:" لا يحتج به عندهم"، فهو لا يحتج به، بل يعتبر به فقط،
و كذا تعلم صدق قول الحافظ:" صدوق يغرب"، و اتبعه في ذلك العيني (مغانيه) .. ،
هذا فهمُك رعاك الله. فيكفينا فهم الإمام الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام) رحمه الله فإنه فهم أنه ثقة ولم يصنع كما صنعت!. وفهمك لتوثيق النسائي أنه يعني العدالة فهو بعيد؛ إذ التوثيق ينصرف بداهةً للعدالة والضبط. والذي أفهمه من فهمك لقول النسائي: "ولو لم يصنف لكان خيرًا له" أن سبب الخلل في ضبط أسد أنه صنَّف، فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي. أقول هذا على فرض صحة فهمك لكلام النسائي، وإلا فإنه يكفيني توثيق الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام) والعجلي.
وأراك طبقتَ قولة ابن حزم "لا أمتطي ظهر غيري" حذو القذة بالقذة، فضربت الصفح عن ذكر توثيق الذهبي لأسد وعن فهمه لكلام الأئمة، وجعلتَه وراءك ظهريًا.
وأما عن استشهاد البخاري به تعليقًا، فهل اشترط البخاري رحمه الله إدخال كل الثقات في صحيحه؟!!
و مما أنعاه عليك أخي الفاضل .. ، هو تقليدك للمعاصرين و تسليمك لهم، فأنا تعجبت لما أخذت تحيلني على كتبهم، فأنأ أقول كما يقول ابن حزم: " لا أمتطي ظهر غيري، و لا اتحلى بحلي مستعار".، و أغلب من يكتب في علم الحديث من المعاصرين، تجد بحوثهم سطحية ينقصها التحرير و الدقة، و قليل منهم من يعطي البحث حقه .. ،
فأنت أخي الفاضل رضيت بأن تكون من أهل هذه الصناعة، فلا تسمح لنفسك بالتسليم للمعاصرين، و دونك المورد العذب الزلال، و اكرع من كتب السالفين المتقدمين، و لا تقنع إلا بالوقوف على الحجة و البرهان، فتكون بذلك قد أحكمت البنيان،
هذا - والله - أراه تجنيًا عليَّ؛ فأنا لم أقلد الدكتور، وإنما ذكرتُ كلامَه تأييدًا لكلامي. فأنا ذكرتُ أقوال أهل العلم القاضية بتوثيق أسد ثم وجدتُ كلام الدكتور فأحلتُك عليه؛ بدليل قولي:
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/ 229 - 231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
أهذا تقليد؟!!!! عفا الله عنك.
وأما عن رسالة الدكتور قاسم فهي مرجع لمعرفة كلام النسائي ومنهجه في الجرح والتعديل، وقد أجيزت الرسالة بمرتبة الشرف الأولى بإشراف الشيخ العالِم أحمد نور سيف، فلا داعي أخي الكريم لهذا اللمز ومن دون قراءةٍ لها.
وفقك الله.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 02:14]ـ
هذا - والله - أراه تجنيًا عليَّ؛ فأنا لم أقلد الدكتور، وإنما ذكرتُ كلامَه تأييدًا لكلامي. فأنا ذكرتُ أقوال أهل العلم القاضية بتوثيق أسد ثم وجدتُ كلام الدكتور فأحلتُك عليه؛
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لم أقصد صاحب هذا الكتاب فقط، بل صاحب كتاب آخر ذكرته أعلاه، و على كل حال، فإن رأيت في كلامي تجن عليك، فأنا أعتذر لك .. ، و لعل عذري مقبول إن شاء الله .. ،:)
و أود قبل أن أناقشك فيما ذكرت، أن أبين لك أنني لا أبحث عن الغلبة و اللجاج .. ، و قد قلت لك: على فرض تسليم توثيقك لأسد بن موسى، ايتيني بحديث واحد فقط صحيح من روايته، مع صحة السند إليه .. ، و أنت لم تفعل حتى الآن؟؟،
و إن فعلت سأرجع عما قلته، و أقول بما تقوله، و اقطع بأنه الحق، و هذا سيزيح النزاع، بإذن الله .. ،
فأرجو منك أن يكون الحق بغيتك و مطلبك، و كن منصفا و جادا في تحصيله، وفقك الله و بارك فيك.
والذي أفهمه من فهمك لقول النسائي: "ولو لم يصنف لكان خيرًا له" أن سبب الخلل في ضبط أسد أنه صنَّف، فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي.
أخي الفاضل هذا ليس فهمي، بل فهم الحافظ فإنني قد بينت بأنه قال عن قول (و لم يصنف لكان خيراله) ... ، (و أشار النسائي إلى خطئه) كما في (الفتح) .. ، أي ان النسائي أشار إلى خطئه عندما صنف .. ، فتمنى بذلك أنه لم يصنف .. ،
و أما قولك:
فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي.
فلا أدري أي حديث تقصد .. ،؟؟ فإن كنت تقصد الحديث المخرج أعلاه .. ، فأظن أني و إن قلتُ بتوثيق أسد بن موسى فإنك لن تصحح الحديث بذلك .. ، لأن به أدواء تحتاج إلى دواء .. ،
و أما قولك:
وإلا فإنه يكفيني توثيق الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام)
لا يا أخي هذا لا يكفيك .. ، فأنت معارَض بتضعيف من هم أجل من الذهبي حفظا و استقراءً و اطلاعا من الحفاظ الذين تقدموا عليه، و أما من المتأخرين فالحافظ من أهل الاستقراء التام أيضا، فيصح فيه ما قاله عن الذهبي أيضا .. ،فاستقراء الذهبي معارَض باستقراء ابن حجر رحمة الله عليهما .. ، و معارض بأمر آخر يأتي بعد .. ،
و أما قولك:
فضربت الصفح عن ذكر توثيق الذهبي لأسد وعن فهمه لكلام الأئمة، وجعلتَه وراءك ظهريًا.
ألا أوقفتني على نص توثيقه بارك الله فيك و شكر لك .. ،؟
و أما قولك:
فهل اشترط البخاري رحمه الله إدخال كل الثقات في صحيحه؟!!
سؤال ليس في محله، لأنني لم أقل أن البخاري لم يخرج له، بل قلت انه خرج له، و لكن في الشواهد فقط، وكان الأليق أن يكون السؤال كالآتي، هل يكفي في إخراج البخاري لحديث الراوي في الشواهد أن لا يكون حجة معتمدا؟
فيجاب عنه: نعم يفيد أنه ليس بحجة عند البخاري و لا معتمد عنده، إذ لو كان حجة عنده لما اكتفى بتخريج حديثه في الشواهد، فصنيعه يدل على أن أسد بن موسى يستشهد به فقط عنده، و قد استشهد به في موضع واحد من صحيحه!!!
و كان صنيع البخاري كافيا للمنصف في بيان أن أسد بن موسى يستشهد به فقط، إذ هو أمير المؤمنين في الحديث و إمام هذه الصنعة، و من تسمك بصنيعه كانت حجته ظاهرة،
و بخصوص تعلقك بتوثيق الذهبي، فكما هو معارض بما ذكرت آنفا، فهو توثيق معارَض بجرح مفسر، فيجب تقديم الجرح المفسر على التوثيق،
فالذين يرون بأن أسد بن موسى لا يحتج به هم: البخاري و الخليلي و ابن حزم و ابن الخراط و الحافظ و بدر العيني.
و انت ترى أخي الفاضل بأن من قال: بأن أسد السنة صالح للاعتبار، تؤيده القواعد الحديثية وغيرها .. ،
و أود أن أنبهك أخي الفاضل، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه .. ، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله .. ،لأنك ان قلتَ بتوثيقه .. ، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها .. ، فما الجدوى من هذا التوثيق .. ، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن .. ، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما .. ، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد .. ،
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 03:52]ـ
والله يا أخي لم أزل متعجباً منك ومن كلامك على الأحاديث والرجال، وقد عزمت على ترك أي تعقيب عليك، ولكن سأخالف هذه المرة فقط حتى أضع بين يديك من هو (أسد بن موسى) إن كنت لا تعرفه:
- قال البخاري: (مشهور الحديث).
- وذكره ابن حبان في (الثقات).
- وقال النسائي وابن يونس وابن قانع والبزار والعجلي وابن ماكولا: (ثقة) بل زاد ابن يونس قوله: (حدث بأحاديث منكرة وهو ثقة؛ فأحسب الآفة من غيره).
- وقال الخليلي: (مصري صالح).
- وقال الذهبي: (وما علمت به بأساً، وقال ابن حزمٍ: منكر الحديث ضعيف. وهذا تضعيف مردود).
- وقال ابن حجر: (صدوق يغرب) وقال مرة: (محدث مشهور).
- وقال ابن عبد الهادي: (صدوق وثقه النسائي وغيره؛ ولا التفات إلى كلام ابن حزم فيه).
- وقال ابن دقيق العيد في (الإمام): (قال ابن حزم: هذا مما انفرد به أسد بن موسى، عن حماد، وأسد منكر الحديث لا يحتج به. قال ابن دقيق العيد: وهذا مدخول من وجهين:
أحدهما: عدم تفرد أسد به؛ كما أخرجه الحاكم عن عبد الغفار؛ ثنا حماد.
والثاني: أن أسد ثقة؛ ولم ير في شيء من كتب الضعفاء له ذكر، وقد شرط ابن عدي أن يذكر في كتابه كل من تكلم فيه؛ وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ ولم يذكر أسداً، وهذا يقتضي توثيقه)
وقال: (ولعل ابن حزم وقف على قول ابن يونس في تاريخ الغرباء: أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة وكان ثقة؛ وأحسب أن الآفة من غيره. فإن كان أخذ كلامه من هذا؛ فليس بجيد، لأن من يقال فيه: منكر الحديث ليس، كمن يقال فيه: روى أحاديث منكرة، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق الترك لحديثه، والعبارة الأخرى تقتضي أنه وقع له في حينٍ لا دائما).
- أما الإمام أحمد فلم يذكره إلا بخير؛ بحسب ما سأله عنه أبو داود.
فهل عرفت من هو (أسد بن موسى) وما هي مكانته وحديثه؟!!!
فالذين يرون بأن أسد بن موسى لا يحتج به هم: البخاري و الخليلي و الحافظ و بدر العيني.
أما هذه فمن كيسك الذي دائما ما عودتنا على إفراغه هنا. فاتق الله في حديث رسول الله ونَقَلَتِه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فواز الحر]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:12]ـ
قال الإمام الأشم صاحب الاستقراء التام الشمس الذهبي - رحمه الله تعالى ونوَّر وجهه وضريحه - عن أسد بن موسى: "هو الإمام الحافظ الثقة .... " "سير أعلام النبلاء" (10/ 162).
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:33]ـ
والله يا أخي لم أزل متعجباً منك ومن كلامك على الأحاديث والرجال، وقد عزمت على ترك أي تعقيب عليك، ولكن سأخالف هذه المرة فقط حتى أضع بين يديك من هو (أسد بن موسى) إن كنت لا تعرفه: أود منك أن تخالف نفسك دائما.، لأن مشاركتك تعجبني و أحبها:)
أكثرت النقل .. ،و لو قرأت ما هو مكتوب أعلاه لما نقلت ما نقلت .. ، فكل ما ذكرت قد اجيب عنه أعلاه .. ، و ما يهمني نقلك هو قول الذهبي:
(وما علمت به بأساً، وقال ابن حزمٍ: منكر الحديث ضعيف. وهذا تضعيف مردود).أرجو منك أن تبين لي ما تفيده عبارة الذهبي، هل تفيد بأن أسدالسنة حجة، أما تفيد أنه صالح للاعتبار؟؟
فهل عرفت من هو (أسد بن موسى) وما هي مكانته وحديثه؟!!! عرفت بأنك ترد على مواضيع لم تقرأها .. ، و ليس هذه طريقة اهل الفن عند النظر في أوقال المعدلين و المجرحين، فيجب أن تبين لنا خلاصة القول من أقوال النقاد، و ذلك بإعمال قواعد الترجيح المعمول بها عند أهل الشأن، أما أن تنسخ أقوالهم و تلصقها، فهذه الصناعة يحسنها كل شخص لا صلة له بالعلم الشرعي أصلا .. ،فيجب أن تنقل،
أما هذه فمن كيسك الذي دائما ما عودتنا على إفراغه هنا. فاتق الله في حديث رسول الله ونَقَلَتِه. لا تكن صاحب دعوى .. ، و بين كيف هي من كيسي ... ؟
و أنا قد بينت كيف أنهما لم يريا أن أسد بن موسى حجة، و هذا دليل على أنك لم تقرأ شيئا، أو قرأت و لم تفهم .. ،فارجع و تمعن فيما هو مسطور أعلا ه .. ،
و أنا سأبين للناظر كيف جعلت أسد بن موسى حجة عند البخاري،و ذلك انك رأيته قال فيه:" مشهور الحديث ".
و إني سائلك .. ،هل يفيد هذا توثيقا .. ؟:)
و تمنيت لو أنك انتظرت حتى نرى جواب الأخ الفاضل، و ما لعله يأتي به من فوائد
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:37]ـ
رحمة الله على الإمام الأشم و البحر الأطم و الطود الشمم الذهبي .. ،
و سأعيد ما قلته لآخر مرة:
و أود أن أنبهك أخي الفاضل، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه .. ، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله .. ،لأنك ان قلتَ بتوثيقه .. ، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها .. ، فما الجدوى من هذا التوثيق .. ، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن .. ، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما .. ، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد .. ،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:55]ـ
و أود أن أنبهك أخي الفاضل، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه .. ، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله .. ،لأنك ان قلتَ بتوثيقه .. ، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها .. ، فما الجدوى من هذا التوثيق .. ، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن .. ، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما .. ، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد .. ،
هذا السؤال حريٌّ بأن يوجه لابن يونس، والنسائي، والعجلي، والبزار، والذهبي وغيرهم ممن وثقوه (ابتسامة).
ثم يا أخي، ما الفائدة من إتياني بحديثٍ عن أسد بن موسى بهذه المواصفات التي ذكرتَ، إذا كان ثقةً؟
فإذا سلَّمتَ بأنه ثقة، فلا داعي لهذا الشرط المُتكلَّف ألا وهو:
لأنك ان قلتَ بتوثيقه .. ، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها .. ،فما الجدوى من هذا التوثيق .. ،
ثم إني سائلُك: ما الدليل على هذا الشرط في حديث الثقة؟
؛ فمن وثقه أعلاه لم يشترطوا هذا الشرط الذي لا أدري من أين أتيت به؟
وفقك الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:04]ـ
لا تقل الناس ما لم يقولوه
ولا تجعل ساحة العلم مرتعاً لخواطرك وبنيات أفكارك
ورد على الآخرين بعلم ودع عنك الاستنتاجات التي يخترعها عقلك
وللإنصاف والحق: أعطني نسبة الأحاديث التي تفرد بها عن غيرها
ثم في الأحاديث التي تفرد بها أعطني نسبة ما توبع عليها مما لم يتابع.
أحضر الحاسبة وأنا أنتظر المجموع النهائي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما قرّعنا ولا أغلظنا عليك وأنت لا تستحق
أما هذه:
أرجو منك أن تبين لي ما تفيده عبارة الذهبي، هل تفيد بأن أسدالسنة حجة، أما تفيد أنه صالح للاعتبار؟؟ فتفيد هذه:
قال الإمام الأشم صاحب الاستقراء التام الشمس الذهبي - رحمه الله تعالى ونوَّر وجهه وضريحه - عن أسد بن موسى: "هو الإمام الحافظ الثقة .... " "سير أعلام النبلاء" (10/ 162).وبالمناسبة؛ هل تعرف أن الإمام البخاري قد احتج به ورى له؟! طبعاً لا تعرف؛ وإلا لما تجرأت وقلت عنه ما قلته سابقاً. وليس شرطاً في الصحيح، وسأجعلها لك لكي تكتشفها أنت بنفسك؛ فأنت (خبير)
وعلى فكرة أيضاً؛ أقسم بالله ما حنثت في قسمي، لن يعلقه البخاري رحمه الله ومن ثم يحيل عليه وهو لا يحتج به أو لا يراه حجة مقبولاً، وإلا كانت خيانة يربأ عنها الإمام وحاشاه.
فيكفي جرأة، ورحم الله إمراءً عرف قدر نفسه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:31]ـ
هذا السؤال حريٌّ بأن يوجه لابن يونس، والنسائي، والعجلي، والبزار، والذهبي وغيرهم ممن وثقوه (ابتسامة).لا يا أخي السؤال لا يلزمهم مادام أن توثيقهم معارض بتجريح مفسر، و لكن يلزمك انت الذي تقول بأنه أسد السنة في غاية الحفظ و الضبط .. ،
ثم يا أخي، ما الفائدة من إتياني بحديثٍ عن أسد بن موسى بهذه المواصفات التي ذكرتَ، إذا كان ثقةً؟ الفائدة أنك ستثبت بأن أسد السنة حجة .. ، و هذا الذي تنافح عليه بداية .. ، فأرنا أحاديث هذا الراوي الحجة عندك .. ،
ثم إني سائلُك: ما الدليل على هذا الشرط في حديث الثقة؟
؛ فمن وثقه أعلاه لم يشترطوا هذا الشرط الذي لا أدري من أين أتيت به؟
وفقك الله. لا أنت الذي اشترطت أن يكون الإسناد صحيحا إليه، و هذا مسطور أعلاه من حر لفظك، و كلامك دليل على أن أسد بن موسى ليس حجة إذا تفرد .. ، و أعد هذا تهربا أو اسنحابا منك عن تلبية الطلب .. ،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 05:51]ـ
ممن وثق أسد السنة:
1) ابن العماد في "الشذرات".
2) الهيثمي في "المجمع".
3) الرحماني المباركفوري في "مرعاة المفاتيح".
4) مصنفو تحرير التقريب.
ـ[فواز الحر]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:04]ـ
بل أزيد هنا قاعدة في قبول مرويات من كان حالُه كحال أسد:
1 - أن يكون السندُ إليه صحيحًا.
2 - أن يروي عن الثقات.
3 - أن لا يكون الحديثُ من منكراته التي نصَّ عليها العلماء (لا الأخ الحميدي)!! (ابتسامة)
ـ[فواز الحر]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:16]ـ
لا أنت الذي اشترطت أن يكون الإسناد صحيحا إليه، و هذا مسطور أعلاه من حر لفظك، و كلامك دليل على أن أسد بن موسى ليس حجة إذا تفرد .. ، و أعد هذا تهربا أو اسنحابا منك عن تلبية الطلب .. ،
لم يكن مرادي عدمَ الاحتجاج بتفردات أسد. أقول هذا فهمك، فالذي يلعب بكلام الأئمة ويضرب كلام بعضهم ببعض= سهلٌ عليه أن يفهم كلام مثلي كما يشاء.
ثم أتعلم أن أسدًا يعتبر من المكثرين عن حماد بن سلمة؟؟!! أظنها صدمةً!!
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 05:20]ـ
ما كنت أظن أخي الفاضل أنك ستسلك هذا المسلك .. ، و على أي أنا سأسطر انسحابي مادام الحديث المخرج أعلاه ضعيفا .. ، و السلام .. ،
ـ[فواز الحر]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 08:58]ـ
ما كنت أظن أخي الفاضل أنك ستسلك هذا المسلك .. ، و على أي أنا سأسطر انسحابي مادام الحديث المخرج أعلاه ضعيفا .. ، و السلام .. ،
أيُّ مسلك رعاك الله؟
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 11:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بمناسبة الكلام على هذا الحديث فقد كنت أتصفح فهرسة السلسة الصحيحة على الأبواب الفقهية للشيخ مشهور حسن ففتحت أبواب الطهارة فاسترعى انتباهي لفظ هذا الحديث من حديث أبي هريرة، وقد كنت أعلم أن أبا هريرة من منكري المسح على الخفين فكيف يروي حديثا في المسح ثم ينكره؟ فاسترعاني الأمر فرجعت إلى السلسلة كي أطالع إسناد الحديث فوجدت الأمر كالآتي: رواه ابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع عن جرير عن أيوب عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال توضأ جرير ومسح على خفيه وقال أبو زرعة: قال أبو هريرة وذكر الحديث.
فاستغربت الأمر لنظافة الإسناد إذ الظاهر أن جريرا هو ابن حازم البصري وهو وإن كان في حفظه شيء فإن ذلك يكاد يكون فيما حدث به بمصر أو ما حدث به عن قتادة.
وأيوب الظاهر أنه السختياني الحافظ المعروف. لكن استغربت رواية أيوب عن أبي زرعة إذ الأول بصري والآخر كوفي فراجعت برنامجا حديثيا فتبين لي أن ليس لأيوب رواية عن أبي زرعة إلا في هذا الحديث مما يثير ريبة في النفس فلعل في الإستاد خللا ما، وبالفعل فقد راجعت العلل للدارقطني جزء 8 / مسند أبي هريرة، حيث سئل عن أحاديث المسح عن أبي هريرة منها هذا الحديث لكن بإسناد مخالف: وكيع عن جرير بن أيوب البجلي عن أبي زرعة به، فتبين لي أن في طبعة مصنف ابن أبي شيبة خللا فاحشا نشأ عن تصحيف " بن" إلى "عن": فصار من جرير بن أيوب إلى جرير عن أيوب. وجرير منكر الحديث وقد اتهمه أبو نعيم بالوضع. وقد أشار محقق العلل إلى الأر أيضا فجزاه الله خيرا، فانظر إلى تصحيف إسنادي كيف أفضى بالشيخ الألباني رحمه الله إلى تصحيح الحديث على ظاهر الإسناد.
وفيما يخص إنكار أبي هريرة لحديث المسح فقد رواه مسلم في التمييز من طريق شعبة عن يزيد بن زاذان - على ما علق في ذهني - عن أبي زرعة نفسه.
ونص عليه أحمد، كما ذكر الدارقطني وابن رجب في شرح العلل. وبالله التوفيق.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 12:08]ـ
قول أن الالباني رحمه الله أخد الحديث من مطبوع المصنف فيه نظر فالذي نعلمه عن الشيخ هو النظر في المخطوط إلا اذا كان التصحيف في المخطوط و الله أعلم
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، الشيخ الألباني أشار إلى ذلك (عزوه إلى المطبوع) عن طريق رقم الجزء والصفحة والحديث موجود في الصحيحة برقم 1201 على ما أذكر فارجع إليه إن شئت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 11:14]ـ
نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق ..
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 08:12]ـ
حياك الله أخي الحُميدي وأسأل الله لي ولك التوفيق في الدارين ..
أشهد الله وملائكته على حب منجنيق الغرب الإمام الحافظ أبو محمد ابن حزم الظاهري ..
وقد منَّ الله عليَّ باقتناء رسالته النفيسة (الإعراب عن الحيرة والإلتباس) -الطبعة المحققة- و (رسالة التلخيص) و (حجة الوداع) وغيرها من المؤلفات القيمة، وأسأل الله العلي العظيم أن يقيض للمحلى من يخدمه خدمة تليق به ...
لكن لا يعني حبي له أن أنساق وراء آرائه دون تمحيص ... لا سيما في فن الحديث ...
ومن المعلوم أن الإمام ابن حزم قد تكلم الأئمة المحدثون عن منهجه الحديثي وذكروا مآخذ عليها
وراجع إن شئت هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6686
وسأذكر في هذا المقام كلاماً للإمام المعلمي يردُّ فيه على الكوثري قوله في أسد السنة ((منكر الحديث عند ابن حزم)) حيث قال-رحمه الله تعالى- (قد قال البخاري: ((مشهور الحديث)) وهذا بحسب الظاهر يبطل قول ابن حزم، لكن يجمع بينهما قول ابن يونس ((حدَّث بأحاديث منكرة وأحسب الآفة من غيره)) وقول النسائي ((ثقة ولو لم يصنف كان خيراً له)) وذلك أنه لما صنف احتاج إلى الرواية عن الضعفاء فجاءت في ذلك مناكير، فحمل ابن حزم على أسد، ورأى ابن يونس أن أحاديثه عن الثقات معروفة، وحقق البخاري فقال ((حديثه مشهور)) يريد والله أعلم مشهور عمن روى عنهم فما كان فيه من إنكار فمن قِبَلِه، وقد قال ابن يونس أيضاً والبزَّار وابن قانع حافظ الحنفية: ثقة، وقال العجلي: ثقة صاحب سنة. وفي (الميزان): ((استشهد به البخاري، واحتج به النسائي وأبو داود وما علمت به بأساً)) انتهى.
وعليه فجماهير النقاد على توثيق أسد السنة وهو الحق ..
وتكرماً لا أمرا أخي الحميدي
هل من قال عنهم الحافظ-كأسد السنة- (صدوق يغرب) يحتج بحديثهم عند الحافظ أم هم من أهل الإعتبار؟
ثانيا: قلتَ للأخ المحاور:
(و بخصوص تعلقك بتوثيق الذهبي، فكما هو معارض بما ذكرت آنفا، فهو توثيق معارَضبجرح مفسر، فيجب تقديم الجرح المفسر على التوثيق،
فالذين يرون بأن أسد بن موسىلا يحتج به هم: البخاري و الخليلي و ابن حزم و ابن الخراط و الحافظ و بدر العيني)
وقلتَ:
(لا يا أخي السؤال لا يلزمهم مادام أن توثيقهم معارض بتجريح مفسر، و لكن يلزمك انتالذي تقول بأنه أسد السنة في غاية الحفظ و الضبط)
*والسؤال هو أرجو أن تبين تفسير الجرح؟؟
تقبل شكري
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 08:51]ـ
التحقيق عندي: أن أسد السنة ثقة له أوهام، والأصل قبول حديثه ما لم يخالفه من هو أوثق منه، أو يأتي بما ينكره عليه أحد حُذَّاق نقَّاد تلك الصناعة.
وقد نكتَ المحدث أبو إسحاق الحويني على الإمام ابن حزم، لكلامه في أسد السنة بما تراه في مقدمة تخريجه لـ (الزهد/لأسد بن موسى).
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 05:53]ـ
حياك الله أخي الحُميدي وأسأل الله لي ولك التوفيق في الدارين ..
أشهد الله وملائكته على حب منجنيق الغرب الإمام الحافظ أبو محمد ابن حزم الظاهري ..
وقد منَّ الله عليَّ باقتناء رسالته النفيسة (الإعراب عن الحيرة والإلتباس) -الطبعة المحققة- و (رسالة التلخيص) و (حجة الوداع) وغيرها من المؤلفات القيمة، وأسأل الله العلي العظيم أن يقيض للمحلى من يخدمه خدمة تليق به ...
أسعِدْ بما اقتينت ... ، و نفعك الله بها في الدنيا و الآخرة .. ،
لكن لا يعني حبي له أن أنساق وراء آرائه دون تمحيص ... لا سيما في فن الحديث ...
لا يصدُقُ حُبُّ المحب لابن حزم إلا بتخطئته .. ، بل حب ابن حزم يدعوك لتخطئه .. ، و هذا ما جعلني من المُغرقين في حبه .. ،فرحمة الله عليه و رضي عنه .. ،
ومن المعلوم أن الإمام ابن حزم قد تكلم الأئمة المحدثون عن منهجه الحديثي وذكروا مآخذ عليها
وراجع إن شئت هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6686
أما ما قلتَه عن منهج الإمام ابن حزم فحديث تردده ألسن لم تع منهج الإمام حق الوعي، و إلا فالرجل كغيره من الأئمة المعروفين بسعة الاطلاع و الحفظ يهم و يخطئ في آحاد المسائل .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
هل من قال عنهم الحافظ-كأسد السنة- (صدوق يغرب) يحتج بحديثهم عند الحافظ أم هم من أهل الإعتبار؟
ما أعلمه أن مثل هذه العبارات تصدق على من هم من أهل الاعتبار، أم عند الحافظ فتحتاج لتحرِّ.
والسؤال هو أرجو أن تبين تفسير الجرح؟؟
قول الإمام ابن حزم: أنه منكر الحديث.
وفقني الله و إياك .. ،
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 04:36]ـ
أسعِدْ بما اقتينت ... ، و نفعك الله بها في الدنيا و الآخرة .. ،
آمين
ما أعلمه أن مثل هذه العبارات تصدق على من هم من أهل الاعتبار، أم عند الحافظ فتحتاج لتحرِّ.
مراجعة مقدمة التقريب ومعرفة المرتبة الرابعة عند الحافظ كافٍ في معرفة ذلك
قول الإمام ابن حزم: أنه منكر الحديث.
أين تفسير الجرح الذي جعلته معارضا للتوثيق؟؟
فائدة:
قال الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - في تقديمه لـ (الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه) للإمام يعقوب بن شيبة، الذي حققه الشيخ د. علي الصياح (ص9 - 10):
"من القواعد التي يرجع إليها عند اختلاف الحفاظ في الحكم على الرواة: النظر إلى مكانة هؤلاء الحفاظ في علم الحديث، ومن المقرر أن المتكلمين في الرجال ليسوا على درجة واجدة في العلم بهذا الفن ..
فعلي بن المديني مثلاً ليس مثل أبي عيسى الترمذي
وأبو عيسى ليس مثل الحاكم
ويحيى بن معين مثلاً ليس مثل ابن حبان
وابن حبان ليس مثل أبي نعيم
وأحمد بن حنبل ليس مثل أبي جعفر العقيلي
والعقيلي ليس مثل أبي الفتح الأزدي.
فعندما يختلف قول علي بن المديني مع قول أبي عيسى الترمذي، فالأصل هو تقديم قول علي بن المديني، وعندما يختلف قول يحيى بن معين مع قول ابن حبان، فالأصل هو تقديم قول يحيى بن معين، حتى لو كان جرح ابن حبان مفسراً (1).
وأما القاعدة التي تقول: (الجرح المفسر يقدم على التعديل المجمل) أو عكس ذلك: (إذا كان الجرح غير مفسر فإن التعديل يقدم عليه إذا وجد)، فهذه القاعدة ليست على إطلاقها، بل هي مقيدة بما تقدم. والله تعالى أعلم" ا. هـ.
وفقني الله و إياك ..
آمين
_______________________
(1) إلا إذا تبين بالدليل الواضح صحة قول ابن حبان، كأن يوجد لهذا الراوي مثلاً أحاديث منكرة، فهنا يقدم قول ابن حبان. (تنبيه: الهامش من وضع الشيخ عبد الله السعد).
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 05:54]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - في تقديمه لـ (الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه) للإمام يعقوب بن شيبة، الذي حققه الشيخ د. علي الصياح (ص9 - 10):
"من القواعد التي يرجع إليها عند اختلاف الحفاظ في الحكم على الرواة: النظر إلى مكانة هؤلاء الحفاظ في علم الحديث، ومن المقرر أن المتكلمين في الرجال ليسوا على درجة واجدة في العلم بهذا الفن ..
فعلي بن المديني مثلاً ليس مثل أبي عيسى الترمذي
وأبو عيسى ليس مثل الحاكم
ويحيى بن معين مثلاً ليس مثل ابن حبان
وابن حبان ليس مثل أبي نعيم
وأحمد بن حنبل ليس مثل أبي جعفر العقيلي
والعقيلي ليس مثل أبي الفتح الأزدي.
فعندما يختلف قول علي بن المديني مع قول أبي عيسى الترمذي، فالأصل هو تقديم قول علي بن المديني، وعندما يختلف قول يحيى بن معين مع قول ابن حبان، فالأصل هو تقديم قول يحيى بن معين، حتى لو كان جرح ابن حبان مفسراً (1).
.
و هذا ليس على إطلاقه .. ، فالأمر يرجع لنظر المحدث أو المحقق بحيث يرجح قولا على قول لمرِّجحات و أمارات و قرائن تتحصل له بإمعان النظر، و إعمال الفكر، و طول المزاولة لهذا الفن، و في تحصيل هاته المرجحات و القرائن تتفاوت الأنظار و العقول، فيبرز الذكي الفهم اللقن، و يعجز قليل الفهم عن إدراك ما أدركه الأول، و بسط هذا يطول،
و لنرجع لصلب الموضوع .... ،(/)
السوال إلي المتخصصين بالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 07:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
باب التسبيح إذاهبط واديا
حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
كناإذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا.
المطلوب من سفيان ومحمد في سندهذاالحديث
مع العلم أن العيني والقسطلاني كتب أنهما الفريابي وابن عيينه
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:16]ـ
أما محمد؛ فهو: محمد بن يوسف بن واقد، أبو عبد الله، الفريابي.
أما سفيان؛ فهو: سفيان الثوري. على الصواب. وليس ابن عيينة.
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عفوا
هل يمكن
أرجوالاجوبة مع الدليل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عفوا
هل يمكن
أرجوالاجوبة مع الدليل
قصدك مستندي في التعيين؟
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:44]ـ
نعم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:57]ـ
أولا: لا يروي عن سفيان الثوري من اسمه (محمد بن يوسف) إلا الفريابي. وهو لم يأخذ من ابن عيينة.
ثانيا: العبرة في التحديد أخي الفاضل بتعيين الأسماء هو بمن قد تخصص بمعرفة الرجال من الأئمة الأعلام، أما من ذكرت أخي مع فضلهم ومكانتهم التي لا تنكر، فليسوا بهذه الدرجة من معرفتهم؛ فقد يحصل وهم أو لبس.
وعليه؛ فقد ذكر أهل العلم بالرجال في تحديد رجال البخاري في صحيحه رحمه الله، أن (محمد بن يوسف) هنا؛ هو: الفريابي. وأن (سفيان) هنا؛ هو: الثوري.
وذلك بعدة اعتبارات طبعا وليست جزافا، منها اللقاء والسماع والأخذ، وهكذا.
انظر على سبيل المثال (رجال صحيح البخاري) للكلاباذي.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:28]ـ
يراجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16006(/)
ما حكم الدعاء بعد ختم الصحيح للبخاري
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
ماذارايكم عن الدعاء بعدختم الصحيح للبخاري كاملا
وهكذا بعد ختم حصن الحصين
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:39]ـ
المعروف أن الدعاء إنما ورد عقيب ختم القرآن كما هو مشهور عن أنس وغيره رضي الله عنهم اجمعين.
أما عند ختم غيره من الكتب فلم يرد شيء من ذلك أبدا، بل هي بدعة محدثة، ومن فعل ذلك إنما أراد (التبرك) بهذا العمل، وهذا أيضا من المخالفات.
والله تعالى أعلم(/)
حقيقة: طريق معاوية بن صالح عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:30]ـ
قال أحمد: "إن بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن ابي طلحة لو رحل الرجل فيها إلى مصر قاصدا ماكان كثيرا" و قال ابن حجر: "و هي عند البخاري عند البخاري عن أبي صالح و قد إعتمد عليها في صحيحه فيما يعلقه عن ابن عباس.
طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الأندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. قال الخليلي (ت 446هـ) في الإرشاد (1|394): «وأجمع الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه (أي التفسير) من ابن عباس». أما زعم البعض أنه أخذه من ابن جبير أو من مجاهد أو عكرمة أو غيرهم (على اضطرابهم في هذا الأمر) فليس عليه دليل. لذلك قال الألباني في تعليقه على "التنكيل": «ولكن أين السند بذلك؟» (أي بتحديد الواسطة). ولم يُسمّ أحدٌ من العلماء المعاصرين لابن أبي طلحة هذه الواسطة. ومن سماه ممن تأخر عنه، إنما يخرص بظنه. إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ. عدا أن هذا التفسير قد يخالف تفسير مجاهد وابن جبير وعكرمة وغيرهم من تلاميذ ابن عباس. قال المعلمي في "التنكيل" –بعد أن قال بالانقطاع بينه وبين ابن عباس–: «ولا دليل على أنه لا يروي عنه بواسطة غيرهما. والثابت عنهما (مجاهد وسعيد بن جبير) في تفسير الصمد، خلاف هذا».
بل ثبت عن أحد أئمة الجرح والتعديل نفيه لأخذ ابن أبي طلحة التفسير عن أحد (من أصحاب ابن عباس الثقات). فقد أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11|428) بسند صحيح أن صالح بن محمد (جزرة) قد سُئِل عن علي بن أبي طلحة: ممن سمع التفسير؟ قال: «من لا أحد». وقال عنه أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (ت 428هـ) في كتابه "رجال مسلم": «تفسيره غير معتمَد»، أي بسبب الانقطاع. وابن منجويه قال عنه شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري: «أحفظ من رأيت من البشر». و هذه الصحيفة قد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير وابن القيم، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 10:48]ـ
بارك الله فيك
عرض أقوال وأدلة وآراء الموافقين والاعراض عن أقوال المخالفين في معرض المباحثة والترجيح لا يليق بالباحث كما أشار له أبو العباس ابن تيمية
رأي المخالف:
رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
ومن الرواة عن ابن عباس: علي بن أبي طلحة.
وقد روى عن علي بن أبي طلحة إسناده عن عبد الله بن عباس معاوية بن صالح، وقد رواه عن معاوية بن صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث أبو صالح، وقد اشتهر هذا الإسناد، وهو صحيفة لم يسمعها علي بن أبي طلحة من عبد الله بن عباس، وقد وقع في هذه الرواية خوضٌ وخلافٌ كثيرٌ عند المتأخرين، وخلاصة القول:
أنه قد اتفق الحفاظ على أن علياً لم يسمع من عبد الله بن عباس شيئًا، وإن كان قد يستشكل على البعض ما روى البلاذري في "أنساب الأشراف" عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: كان عبد الله بن عباس مديدَ القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميلَه أبيضَه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عيناً قبل أن يكف بصره.
قيل: في ذلك ما يشعر بأنه رآه، فيقال: إن هذا لا يعني أنه قد رآه، بل يكون قد حكى عمن رآه، وهذا شك لا يثبت مع يقين عدم سماعه.
ومثل هذه الحكاية مليئة كتب التاريخ والسير منها، يحكيها من بينه وبين الموصوف قرون، ولا خلاف في علي أنه لم يسمع من ابن عباس شيئًا، جزم به أبو حاتم ودُحيم وابن معين وابن حبان، بل قال الخليلي في "الإرشاد": أجمع الحفاظ على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: إنما سمعه من مجاهد بن جبر، أو عكرمة، وقيل أيضًا: إنه سمعه من سعيد بن جبير، جزم المِزِّي والذهبي أنه بواسطة مجاهد، وجزم ابن حجر في "الأمالي المطلقة" أنه بواسطة مجاهد وسعيد بن جبير، وهي صحيحة بلا ريب عند عامة النقاد، وصححها جمع من النقاد؛ منهم:
أحمد بن حنبل، قال: (بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً)، أسنده عنه أبو جعفر النحَّاس في "الناسخ والمنسوخ".
ومنهم النحاس تلميذ النسائي فقد قال في "الناسخ": (والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعناً؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق).
قال أبو حاتم: " علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس مرسلٌ؛ سمعه من مجاهد، والقاسم بن محمد، وراشد بن سعد، ومحمد بن زيد ".
وقد قال الطحاوي في شرح معاني الآثار: (وإن كان خبراً منقطعاً لا يثبت مثله، غير أن قوماً من أهل العلم بالآثار يقولون: إنه صحيح، وإن علي بن أبي طلحة، وإن كان لم يكن رأى ابن عباس رضي الله عنهما، فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى ابن عباس).
وجزم بذلك في "بيان مشكل الآثار"، فقال: وحَمَلنا على قبول رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وإن كان لم يلقه؛ لأنها - في الحقيقة - عنه عن مجاهد وعكرمة. أ. هـ.
وحديثه صحيفةٌ وكتابٌ، وهو في نفسه فيه ضَعْف يسير، قال أحمد فيه: "له منكرات"، وهذه العبارة منه ليست بتضعيف له، وقد قالها في عدد من الثقات والحفاظ، ويقصد بها التفرد.
وضعَّف علياً يعقوب بن سفيان، وتفرد بتضعيفه، فقد وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به، وقد روى له مسلم في "الصحيح"، وحديثه في التفسير صحيح، اعتمد عليه البخاري في مواضع من صحيحه، وليس له ما يُستنكر بعد النظر في حديثه إلا شيء قليل تفرد به، وقِلَّتُه تدل على صحة حديثه مع كثرة مروياته عن ابن عباس.
فإذا عُلمت الواسطة؛ فإنه لا ملجأ لإعلالها، وإن كان قد نص صالح بن محمد جَزَرَة على الانقطاع، فقد سئل عمن سمع منه عن عبد الله بن عباس قال: " لا أحد "؛ فلعل مراده أن روايته كتاب، وليست بسماع، وهذا يوافق قول أحمد السابق أنها صحيفةٌ، ثم إن من علم حجة على من لم يعلم، والواسطة علمت وهي: مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وعكرمة مولى عبد الله بن عباس. إذاً، فرواية علي بن أبي طلحة هي من رواية مجاهد بن جبر، أومن طريق سعيد بن جبير، أو من طريق عكرمة، وتقدم الكلام عليها.
وعلي بن أبي طلحة، مُقِل بالرواية في غير التفسير، ولا يكاد يوجد له رواية في الأحكام، وجُلُّ روايته في التفسير، وهي كتاب يرويه عنه معاوية بن صالح وعنه عبدالله بن صالح، وقد يصحُّ الإسناد في موضع ولا يصح في موضع، وهذا الطريق لو جاء مثله في الأحكام عند التفرد لا يُعتمد عليه مالم يُعضد، وفي التفسير حجة، لا وجه لإعلاله، إلا ما يستنكر من حديثه، مما لا يوافق عليه، ومثل هذا يوجد عند الثقات، ومنهج النقاد في ذلك معروف.
ما يستنكر من حديث علي بن أبي طلحة
وبالسبر والنظر في تفسير علي عن ابن عباس لم أر فيه ما يستنكر إلا شيئاً قليلاً؛ من ذلك ما رواه البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"، وابن جرير الطبري من حديث عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن عبد الله بن عباس في الحروف المقطَّعة، قال: " هذا قَسَمٌ أقسم الله به وهي من أسماء الله ".
وهذا منكرٌ لم يروِه أحدٌ غيره. وهذه من منكراته، التي تُرَد وأمثالها، وهذا ما يعنيه أحمد بقوله: "له منكرات"، مع قوله بنفاسة صحيفة علي، والرحلة إليها.
وقوعه في البدعة، وحكم الرواية عن المبتدع
ولعلي مذهب على طريقة الخوارج، ولذلك يقول أبو داود - كما في "سؤالات الآجري " - لما سأله عن علي بن أبي طلحة، قال: " إن شاء الله هو مستقيم الحديث وكان يرى السيف".
لعلَّه من هذا الوجه قد طعن فيه يعقوبُ الفسوي. وللعلم فَإِنَّ رأي العلماء في الرواية عن المبتدع إذا كان من الثقات الضابطين أنه لا يُرد حديثه، خاصة إذا كان متقدماً.
يقول أحمد: لو تركنا الرواية عن القدرية، لتركنا أكثر أهل البصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول علي بن المديني: " لو تركت رواية الراوي لأجل القدر، لتركت الرواية عن أهل البصرة، ولو تركت الرواية لأجل التشيع، لتركت الرواية عن أهل الكوفة ولخربت الكتب ".
والعلماء يروون عن المبتدعة إذا كانوا من أهل الثقة والديانة والضبط؛ لأن البدعة لا تجعل الإنسان يكذب في الحديث إذا كان ثقةً، فإن كذب فليس بثقةٍ، فإذا عُرِفَ أنه من الثقات، وممن يُؤخذ منهم الحديث، فإنه يُقبل، وقد يوجد من أهل البدع من هو أضبط في الرواية والتحرِّي والصدق من أهل السنة والجماعة، كالخوارج؛ فالخوارج يَروْن أن من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم كفر. ومن يعتقد أن من كذب على النبي ? يكفر هو أقرب للاحتياط ممن لا يرى أن الراوي يَكْفُر بذلك!
الغلو في البدع لا يوجد في متقدمي التابعين
والغلوُّ في البدع لم يوجد في عصر التابعين، فالتابعون الرواة لا يوجد فيهم سَبَئية ولا رافضة، وإنما هو تشيع يسير بتقديم علي بن أبي طالب على عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهذا غاية ما يوصفون به من التشيع، فإذا وُجد نص عن راوٍ من الرواة أنه يتشيع من تلك الطبقة، فمرادُهم ذلك، فأهلُ الكوفة كلهم شيعة على هذا المذهب، إلا نَزْرٌ يسير. قال أحمد بن حنبل: أهل الكوفة يفضِّلون علياً على عثمان، إلا رجلين طلحة بن مُصِّرف وعبدالله بن إدريس.
والتشيع في تلك الطبقة لم يخرُجْ عن الكوفة إلى الشام واليمن والحجاز ومصر، إلا شيئاً يسيراً، كطاووس بن كيسان فيه تشيعاً على تلك الطريقة، وهو يمانيٌّ.
وما نقله ابن تيمية رحمه الله في كتابه "في الرد على البكري" أن أحمد قال في علي بن أبي طلحة: ضعيفٌ، فهذا النقل لا أعلمه في المسائل عن أحمد، ولا في مروياته سوى في هذا الموضع، ولعله أراد قوله: "يروي المنكرات". وإلا فالمعروف عن الإمام أحمد أنه حَمِدَ صحيفة علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن عباس.
ولا يُوجد شيء يكاد يُذكر من التفسير من قول علي بن أبي طلحة، وإنما هو عن عبد الله بن عباس، أو عن رسول الله ? وهو قليل، فعليٌّ ناقل فقه ليس بفقيه.
من كحاضرة أسانيد التفسير للطريفي
وفيه ذكر من نصص على أخذه من تلك الواسطة
وآراء النقاد
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل "الشيخ أمجد" ونفع بعلمك، وقد وجدت في بعض المواقع مرضى شبهات يتعلقون بتضعيف صحيفة الوالبي كي يضعفوا أثر ابن عباس في الصحيفة الذي فيه الأمر للنساء بتغطية الوجه واخراج العين اليمنى!!
وزيادة على ما ذكر شيخنا الطريفي -ولا مزيد على كلامه- قول ابن حجر في الفتح عن الصحيفة ذاتها: ((وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرا على ما بيناه في أماكنه وهي عند الطبري وبن أبي حاتم وبن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح)) انتهى
وكفى -والله- باعتمادها من قبل البخاري -شيخ المحدثين وأحد أئمتهم - تزكية لها.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[15 - Mar-2009, صباحاً 01:14]ـ
# الكلام على هذه المسألة بإختصار شديد:
1 - عن صحة الاسانيد الى علي ابن ابي طلحة.
2 - اذا ما خالف علي ابن ابي طلحة- بعد صحة السند اليه - من هو اوثق منه.
# فإذا استوفت الرواية هذه الشروط فستكون مقبولة (ان شاء الله).
# وعلى هذا يحمل كلام الامامين الالباني والمعلمي رحمهم الله.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 12:57]ـ
بل ثبت عن أحد أئمة الجرح والتعديل نفيه لأخذ ابن أبي طلحة التفسير عن أحد (من أصحاب ابن عباس الثقات). فقد أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11|428) بسند صحيح أن صالح بن محمد (جزرة) قد سُئِل عن علي بن أبي طلحة: ممن سمع التفسير؟ قال: «من لا أحد». وقال عنه أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني (ت 428هـ) في كتابه "رجال مسلم": «تفسيره غير معتمَد»، أي بسبب الانقطاع. وابن منجويه قال عنه شيخ الإسلام إسماعيل الأنصاري: «أحفظ من رأيت من البشر». و هذه الصحيفة قد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير وابن القيم، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وزعم البعض أن الإمام أحمد قد صححها (مع أنه قد ضعف ابن أبي طلحة نفسه!). قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3|280 ط. الرسالة): حدثنا علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن فهم عن أبيه (ضعيف) قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: «لولا أن رجلا رحل إلى مصر فانصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح، ما رأيت رحلته ذهبت باطلة». ورواه أيضا أبو جعفر النحاس في كتاب "الناسخ والمنسوخ" (ص75) قال: وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال: سمعت علي بن الحسين يقول: سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول: سمعت أحمد بن حنبل –رحمه الله– يقول: «بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح، لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به، ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا». وأجيب عن هذا بأنه لا يثبت عن الإمام أحمد. فالراوي مجهول، وأبوه ضعفه الدراقطني وهو الصواب فيه، وانظر المغني في الضعفاء وميزان الاعتدال ولسان الميزان. ولو ثبت مثل هذا عن الإمام أحمد، فليس فيه البتة إثبات سماع ابن أبي طلحة من أحد من تلامذة بن عباس.
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». انظر تهذيب التهذيب (5|227).
هذا وقد شَغِبَ البعض علينا، فقال إن هذه صحيفة مكتوبة فلا يؤثر بها سوء حفظ عبد الله بن صالح إذا روى عنه إمام ثقة. أقول: كلامنا واضح أنه عن الدس في كتب عبد الله بن صالح، وليس عن سوء حفظه. وإذا كان الخط الذي يزوّره جار ابن صالح من الإتقان بحيث أن ابن صالح نفسه لا يستطيع تمييزه عن خطه، فمن الأجدر أن الرواة عن ابن صالح كذلك لا يميزونه.
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو علي بن سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه، فوثقه بعضهم وضعفه بعضهم الآخر. قال عنه أحمد بن حنبل: «له أشياء منكرات». ونقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». وقال عنه يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف الحديث، منكَر، ليس بمحمود المذهب». وفيه تشيّع، وكان يرى السيف على المسلمين.
رابعاً: معاوية بن صالح الحضرمي، فيه خلاف طويل كذلك. قال يعقوب بن شيبة: «قد حمل الناس عنه، و منهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه». قلت: من وثقه أكثر، لكن انتقدوا عليه إفرادات. والخلاف فيه تجده في ترجمته في التهذيب. وممن ضعفه –وليس قوله في التهذيب– ابن حزم في المحلّى (5|70). ولخّص ابن حجر حاله في التقريب بقوله: «صدوقٌ له أوهام».
ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" (3|41): «وهذا إنما هو مأخوذ من تفسير الوالبي علي بن أبي طلحة الذي رواه عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ... ». إلى أن قال: «وأما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس، ففيها نظر. لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع. وإنما أخذ عن أصحابه. كما أن السّدّي أيضا يذكر تفسيره عن ابن مسعود وعن ابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي ? وليست تلك ألفاظهم بعينها. بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر. وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة. وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات». ولذلك قال النووي في باب الصيد في "المجموع" عن تفسير الوالبي: «وقد ضَعَّفَهُ أيضاً الأكثرون».
وقد روي من هذا الطريق العديد من الآثار المنكرة عن ابن عباس. مثل القول بأن الحروف المقطعة في القرآن هي من أسماء الله عز وجل، وتأويل قوله تعالى يوم يكشف عن ساق، والقول بموت عيسى -عليه السلام-، والقول بعدم إبداء المرأة شعرها لأحد ولا حتى لمحارمها إلا لزوجها، والقول بالإشهاد عند الطلاق، وغير ذلك الكثير. ويروى أيضاً من هذا الطريق عن ابن عباس ما يخالف الثابت عنه من طرق أخرى صحيحة، مثل تفسير قوله تعالى {إلا اللمم}، وغير ذلك أيضاً. ويروى أيضاً من هذا الطريق ما يخالف الثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير (وهذا يرد على من زعم أنهما الواسطة).
قال الشيخ الطريفي في كتابه "التحجيل": «وقد نظرت في حديثه، فرأيت له ما يُنْكَر، وما يتفرد بمعناه عن سائر أصحاب ابن عباس، منها ما أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (81) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2|201) من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ ... } [النور: 35] يقول: "الله سبحانه وتعالى هادي أهل السماوات والأرض، {مَثَلُ نُورِهِ} مثل هداه في قلب المؤمن، كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته ازداد ضوءاً على ضوءٍ". وهذا خبر منكر. ومنها ما أخرجه الطبري في مواضع من "تفسيره": (8|115) (19|58، 131) (22|48) (23|117) (26|147) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (94) بهذا الإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {المص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: "قَسَمٌ أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ". وهذا خبر منكر بمرة. ويُروي هذا الطريق من حديث عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف ... ». اهـ.
ومن المنكرات الموضوعة التي رواها الوالبي هذا، ما أخرجه ابن جرير في تفسيره (6|257): حدثني المثنى قال ثنا عبد الله بن صالح قال ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: «من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق». وهذا كذبٌ على ابن عباس، مخالفٌ لإجماع الصحابة. بل ومخالف أيضاً لابن عباس نفسه! إذ أخرج عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سُئِلَ ابن عباس عن قوله {ومن لم يحكم ... }، قال: «هي به كفر»! وهذا إسنادٌ غاية في الصحة كما ترى.
ومن المنكرات أيضاً: ما أخرجه الطبري (#21861): حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن}: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة». وكأن الله خلق المرأة لتكون عوراء! وهو مخالف لما روي عن عكرمة أيضاً الذي يزعمون أنه الواسطة. فقد قال عكرمة: «تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها». وقول عكرمة هو الموافق لما رواه العوفي عن ابن عباس، قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} .... إلى قوله: {وكان الله غفورا رحيما} قال: «كانت الحرة تلبس لباس الأمة، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها». ثم هو مخالف لما رواه الوالبي نفسه عن ابن عباس! (#19655): حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني
(يُتْبَعُ)
(/)
معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قال: «الزينة الظاهرة: الوجه، وكحل العين، وخضاب الكف، والخاتم».
ومن الطوام التي تضمنتها تلك الصحيفة (#19669): حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قال {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} ... إلى قوله: {عورات النساء} قال: «الزينة التي يبدينها لهؤلاء: قرطاها وقلادتها وسوارها. فأما خلخالاها ومعضداها ونحرها وشعرها، فإنه لا تبديه إلا لزوجها». ومعناها أنه لا يجوز للمرأة أن تبدي شعر رأسها أمام أولادها، وهذه طامة.
وقد احتج بعضهم على صحة هذا الطريق باعتماد البخاري عليه في التعليق عن ابن عباس في قسم التفسير من صحيحه. وبرواية ابن جرير وابن أبي حاتم من هذا الطريق في تفسيريهما. أما البخاري فقد علق له ما شهدت به لغة العرب من المعاني، وهذا لا يشترط فيه الصدق، بل تجد المفسرين يكثرون النقل عن مقاتل وعن السدي وأمثالهما، كما أوضحنا في آخر المقال عن فائدة التفسير الموضوع. وأما عن الطبري وابن أبي حاتم، فقد أجاب عن ذلك الألباني في تعليقه على "التنكيل"، فقال: «ليس من السهل إثبات أن الإمامين المذكورين اعتمدا هذه الرواية في كل متونها، الله إلا إن كان المقصود بالاعتماد المذكور إنما هو إخراجهما لها، و عدم الطعن فيها، و حينئذ، فلا حجة، لثبوت إخراجهما لكثير من الروايات بالأسانيد الضعيفة، و قد ذكرت بعض الأمثلة على ذلك من رواية ابن أبي حاتم في بعض تأليفي، منها قصة نظر داود -عليه السلام- إلى المرأة و افتتانه بها و قصة هاروت وماروت». وتباكى بعضهم فقال: هل يعقل أن نضعف هذا الطريق وقد روي منه الكثير من الآثار (1500 مرة عند الطبري)؟ فكيف نقول عن هذا كله ضعيف هكذا بكل بساطة؟ فيقال: قد روي عن ابن عباس من طريق العوفيين العدد الكبير من الآثار في كتب التفسير، جاوزت الألف وخمسئة عند ابن جرير الطبري. ومع ذلك فهذا الطريق مجمع على ضعفه.
قلت: أما قول الأخ الفاضل شذى الجنوب "وقد وجدت في بعض المواقع مرضى شبهات يتعلقون بتضعيف صحيفة الوالبي كي يضعفوا أثر ابن عباس في الصحيفة الذي فيه الأمر للنساء بتغطية الوجه واخراج العين اليمنى!! " فبقراءته لهذا التخريج يتبين له أنه ليس كل من ضعف هذه الصحيفة إبتلي بالشبهة كما زعم فالعبرة بالدليل لا بالتقليد، و نحن أمة الدليل ندور معه حيث دار لا نقلد أحدا و أقوال العلماء نجعلها دليل إلى الدليل الأول فنستعين بفهمهم و نستضيء بنور علمهم في الوصول إلى الحق، و أسأل الله لنا و لك التوفيق.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 06:45]ـ
# بعض أسانيد تفسير الطبري:
# الطبري عن إسحاق بن شاهين عن خالد بن عبدالله عن داود بن ابي هند عن علي عن ابن عباس رضي الله عنه.
# الطبري عن المثنى عن عبدالاعلى عن داود بن ابي هند عن علي عن ابن عباس رضي الله عنه.
# للفائدة "على سبيل الاختصار ":
ينظر في كتاب "تفسير ابن عباس المسمى صحيفة علي بن الي طلحة عن ابن عباس في تفسير القرآن " - اعتنى بها وحققها وخرجها - راشد عبدالمنعم الرجال - طبعة مؤسسة الكتب الثقافية- الطبعة الثانية 1414 هجري.
@ وما ذكرته هو من هذا الكتاب.
# للتذكير فقط:
لا تنسى هذه القاعدة التي ذكرتها عن شيخ الاسلام رحمه الله:
(بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر. وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة. وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات».(/)
هل هذاالتفسير صحيح
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[14 - Mar-2009, مساء 08:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
بعض من العلماء يفسرون أن المرادبالشجرةفي هذه الاية (فلماذاق الشجرة) المرأة ومعني الاية أي جامع
فهل هذاالتفسيرصحيح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 02:45]ـ
معذرة منك على تأخر الرد
أولا أخي الفاضل: المراد بالشجرة هنا حقيقة الشجرة، ولا مجال لأي تأويل آخر فيها. وهو الصحيح الصواب من كلام أهل العلم والمفسرين.
ثانيا رحمك الله: اختلف في تحديد نوع هذه الشجرة اختلافا كبيرا كثيرا، واختصارا لكل أخي انظر لزاما تفسير ابن كثير رحمه الله (سورة البقرة) و (سورة الإسراء).(/)
تحقيق علمي حول اتصال رواية شعبة عن المدلسين
ـ[ابو حسان السلفي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 02:14]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مسودة البحث على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=64 826&d=1
و أصل الموضوع هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163165(/)
كثير من الناس يظنّه حديثا: (لعن الشارب قبل الطالب).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 03:11]ـ
هذه فتوى للشيخ: (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله - بخصوص لفظة منتشرة، والكثير يظنّه حديثا ..
السؤال: (يتردد على ألسنة العامة عندنا: " لعن الشارب قبل الطالب "، فهل هذا صحيح)؟
الجواب: (إذا أراد بهذا شارب الخمر فهذا صحيح؛ لأن الشارب أحق باللعنة ممن طلب قبل أن يشرب).
فأردف السائل بهذا السؤال بعد الإجابة الآنفة: ((وإذا كان غير الخمر))؟
فأجاب الشيخ: ((لا، هذا منكر , الشارب ما هو بملعون في غير الخمر، لا الشارب ولا الطالب.
مباحٌ لهم شربُ الماء واللبن والحمد لله، أما إذا كان المراد بهذا أنه لعن الشارب يعني الخمر قبل طالبه فهذا من كلام العامة، ولا شك أن الشارب أشد جريمة من الطالب. جزاكم الله خيرًا)) انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/9184
ـ[علاء الحمدي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 04:44]ـ
يوم صومكم يوم نحركم
لا تجعل آخر الطعام الماء
الجنة تحت أقداو الأمهات
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 05:41]ـ
" الجنة تحت أقدام الأمهات"
أخرجه الشهاب القضاعي في " مسنده" (1/ 103) من حديث أنس، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1702)،
والديلمي (2/ 116)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 568)، وفي ((كنز العمال)): (45439)
قال العجلونى (1/ 401): فيه منصور بن المهاجر وأبو النضر الأبار لا يعرفان، وذكره الخطيب أيضًا عن ابن عباس وضعفه.
وقال في أسنى المطالب: صححه الحاكم وتعقب لأن فيه مجهولان فهو منكر ومن عزاه لمسلم فقد ذهل. اهـ (1/ 121 برقم " 544)
وقال في الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة: قال ابن تيمية ما أعرف هذا اللفظ بإسناد ثابت". اهـ (1/ 120)
وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 966): (الجنة تحت أقدام الأمهات) يعني لزوم طاعتهن سبب قريب لدخول الجنة وتمامه من شئن ادخلن ومن شئن اخرجن وهذا قاله لمن أراد الغزو معه وله أم تمنعه فقال لزمها ثم ذكره (القضاعي خط في الجامع عن أنس) وفيه مجهولان (و رواه مسلم عن النعمان بن بشير). اهـ
وقال الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح بن آدم بن نجاتي الدمشقي الألباني: {موضوع}
ومعناه كما قال أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري (ابن الأثير): أي إن هذه الأشياء ـ ما ذكره ـ تؤدي إلى الجنة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 06:09]ـ
يوم صومكم يوم نحركم
لا تجعل آخر الطعام الماء
الجنة تحت أقداو الأمهات
وشو!
يا أخي ما دخل هذا الكلام بالموضوع!
ربما تقصد أن هذه الأحاديث نُسبت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي لم تصح عنه؟!
أنا أقول ربما، وذلك من خلال ذكرك لحديث (الجنة تحت أقدام الأمهات)، لكن هناك حديث بمعناه يؤخذ به، لا يستحضرني الآن؛ لضيق الوقت عندي ..
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 06:44]ـ
ورد بمعنى " الجنة تحت أقدام الأمهات" مارواه ابن ماجه في السنن:
حدثنا أبو يوسف محمد بن أحمد الرقي. ثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن معاوية بن جاهمة السلمي قال أتيت رسول الله فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال
: (ويحك أحية أمك؟) قلت نعم. قال (ارجع فبرها) ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال (ويحك أحية أمك؟) قلت نعم. يا رسول الله قال (فارجع إليها فبرها) ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة. قال (ويحك أحية أمك؟) قلت نعم. يا رسول الله قال (ويحك الزم رجلها. فثم الجنة) (2781)، وأخرجه الطبراني في " الكبير" (8162)، وابن أبي أشيبه في المصنف (25411)، قال: أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري في " اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة": رواه أبو بكر بن أبي شيبة والطبراني بسند ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق، وضعفه المنذري (3/ 216)، وقال الهيثمى (8/ 138): رواه الطبرانى عن ابن إسحاق، وهو مدلس عن محمد بن طلحة، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
============
وأيضاً بنفس المعنى حديث صحيح الإسناد هو: " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها ـ يعني الوالدة"
رواه أحمد في مسنده (15577)، والحاكم (2502) وقال: صحيح الإسناد، وابن سعد في " الطبقات" (4/ 274)، قال الهيثمي (8/ 138): رجاله ثقات، ولعل هذا ما يشير إليه الأخ الجليل (السلفية النجدية)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:37]ـ
============
وأيضاً بنفس المعنى حديث صحيح الإسناد هو: " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها ـ يعني الوالدة"
رواه أحمد في مسنده (15577)، والحاكم (2502) وقال: صحيح الإسناد، وابن سعد في " الطبقات" (4/ 274)، قال الهيثمي (8/ 138): رجاله ثقات، ولعل هذا ما يشير إليه الأخ الجليل (السلفية النجدية)
نعم صدقت أخي الفاضل هذا الحديث الذي أقصده؛ لكن العجالة شتت فكري فأنستني إياه ..
رفع الله قدرك وبارك فيك على الإضافة الكريمة ..(/)
من لديه شرحاً وافياً لهذا الحديث؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 08:02]ـ
الحديث رواه مسلم في صحيحه
عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا كل مال نحلته عبدا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن لا يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة قال استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك قال وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال قال وأهل النار خمسة الضعيف الذي زبر له الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك" وذكر البخل أو الكذب والشنظير الفحاش.
[رواه مسلم كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها» باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار]
قرأت شرح الامام النووي رحمه الله ولكن لا زلت ابحث عن شرحاً اوسع من شرح النووي واتمنى من كان لديه شرح اخر ان يسعفنا بنه
وهذا رابط لشرح النووي
http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8248&idto=8249&bk_no=53&ID=1331
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:22]ـ
إن أعطيتني وقتا أخي العزيز فلعلي أسعفك بما يفك عُقَدَه لك، وإلا فهناك من الأفاضل الجهابذة الكرام من يغنيك بإذن الله
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 10:19]ـ
شيخنا السكران التميمي جزاك الله كل خير وبارك فيك وانتظر اجابتك انت وبقية الاخوان الكرام
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 08:50]ـ
الأخ الفاضل في الله
بعد البحث والتنقيب عن الحديث المراد شرحه في كتب تخريج الألباني رحمه الله وجدنا أنه حديث ضعيف, افتح هذا الرابط
http://arabic.islamic ... .com/Books/albani.asp?id=1357
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 08:55]ـ
الى الأخ الفاضل ماجد العتيبي السلام عليكم ورحمة الله
بعد التقصي والبحث عن الحديث المراد شرحه في سلسلة كتب تخريج الحديث للألباني رحمه الله وجدنا هذه النتيجة:
كتب تخريج الحديث النبوي الشريف
للشيخ ناصر الدين الألباني
رقم الحديث 9
المرجع غاية المرام
الصفحة 22
الموضوع الرئيسي
الموضوع الثانوي
الموضوع الفرعي
نوع الحديث ضعيف
نص الحديث ذكر النبي (ص) فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إني خلقت عبادي حنفاء وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا رواه مسلم
الكتاب غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر المكتب الإسلامي
الطبعة الطبعة الثالثة
تاريخ الطبعة 1405 هـ - 1985 م
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 03:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفق يا كريم
* قوله: (ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا): "يومي هذا": الأظهر أنه معمول لـ"أعلمكم" لا "ليعلمني". ومعناه: بما أوحى الله إلي في هذا اليوم بخصوصه
* قوله: (كل مال نحلته عبدا حلال): هو حكاية ما علمه الله تعالى وأوحى إليه في يومه ذا. ومعنى نحلته: أعطيته ومكنته وملكته بوجه شرعي، وليس المراد بها رزقته. ويصح أن يكون معناها: أحللته. فإن قيل: يصير التقدير: كل حلال أحللته؛ وذلك تحصيل حاصل. قيل: ليس بتحصيل حاصل؛ لأن المعنى: كل مال أحللته فهو حلال لا ما أحلوه لأنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الكلام حذف: أي: قال الله تعالى: كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال، ليس لأحد أن يحرم عليه ويمنعه عن التصرف فيه تصرف الملاك في أملاكهم. فالمراد به: ما لا حق فيه لأحد ولا سبب يحرمه، والقصد: أن ما خلقه الله سبحانه في الأرض وغيرها مما ينتفع الناس به فإنه حلال، ولم يرد أنه لا يرزق الحرام كما قالت المعتزلة، ولا يغتر بظاهر هذا، فإن كل مال نحله الله تعالى إلى عبد فهو حلال. وهذا يدل على أنه لا يحل الحرام؛ لأن القصد بالحديث ما قلناه، وقد قام الدليل على أن الله سبحانه يرزق الحلال والحرام، لأن الرزق عندنا هو ما ينتفع به، وكل منفعة فالله خالقها.
وبوجه آخر: المراد بالحديث؛ هو: إنكار ما حرموا على أنفسهم من السائبة، والوصيلة، والبحيرة، والحامي وغير ذلك، فكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق، فلا يتحرم بتحريم أحد له غير الله ورسوله.
* قوله: (وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم): بمعنى قوله: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها}، جمع حنيف؛ وهو: المائل إلى الإسلام الثابت عليه، أي: مستعدين لقبول الحق والطاعة، إشارة إلى الفطرة.
فالمراد: أي: مسلمين. وقيل: طاهرين من المعاصي. وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية. وقيل: المراد حين أخذ عليهم العهد في الذر وقال: {ألست بربكم قالوا بلى}، وكلا المعاني واردة.
* قوله: (وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم): في بعض النسخ (فاختالتهم) ومعنى رواية الجيم وهي أوضح وأبين: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا بهم ومعهم في الباطل، وساقوهم إلى ما أرادوه بهم. ومن رواه (اختالتهم) بالخاء فقد يصح أيضا ويكون معناه: يحبسونهم عن دينهم ويصدونهم عنه، ويتعاهدونهم ويلازمونهم في ذلك. وقد قيل في معنى قوله (يتخولهم بالموعظة): أي يحبسهم عليها، كما يحبس خوله ويتعهدهم. والله أعلم
* قوله: (وحرمت عليهم ما أحللت لهم): أي: أن الشياطين حرمت عليهم ما أحللت لهم من البحيرة والسائبة وغيرهما.
قوله: (وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا): هو مفعول "يشركوا" يريد به الأصنام وسائر ما عبد من دون الله، أي: أمرتهم الشياطين بالإشراك بالله بعبادة ما لم يأمر الله بعبادته، ولم ينصب دليلا على استحقاقه للعبادة.
وقوله: "سلطانا" أي: حجة وبرهانا. سميت به لتسلطه على القلوب عند الهجوم عليها بالقهر والغلبة
* قوله: (وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب): أي: رآهم ووجدهم متفقين على الشرك منهمكين في الضلالة. والمقت: أشد البغض. والمعنى: أبغضهم كلهم لسوء اعتقادهم وخبث صنيعهم. والأظهر أنه أراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن العرب كانت حينئذ ضلالا، والعجم إلا بقايا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى، كما قال عليه السلام، تبرءوا من الشرك وعضوا على التوحيد والدين الحق الذي جاءت به رسلهم.
فالمراد ببقايا أهل الكتاب: الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير تبديل.
فالمعنى: أن الله جل وعلا يُظهر في الجميع ما علمه وأراده في الأزل، لا أنه يتجدد له علم بشيء سبحانه، وتعالى عن ذلك.
* قوله: (وقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك): البلاء: المحنة والاختبار والتجربة. واستعمل في الخير والشر، يقال: بلوته وابتليته، يقال: اللهم لا تبلنا إلا بالتي هي أحسن، قال تعالى: {وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا}. وأكثر ما يستعمل مطلقا في المكروه، ومنه في الدعاء: "نعوذ بك من جهد البلاء".
ومعناه: أمتحنك بما تلاقيه من الصبر على أذى المشركين، وبما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة، وغير ذلك من الجهاد في الله حق جهاده، وامتحنهم وأبتليهم، أي: الذين أرسلت إليهم بما لقوا منك من القتل والجلاء، فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص في طاعته، ومنهم من يتخلف ويتأبد بالعداوة والكفر، ومنهم من ينافق. والمراد: أن يمتحنه ليصير ذلك بالنسبة له واقعا بارزا، فإن الله تعالى إنما يعاقب العباد على ما وقع منهم لا على ما يعلمه قبل وقوعه، وإلا فهو سبحانه عالم بجميع الأشياء قبل وقوعها، وهذا من كمال العدل منه سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قوله: (وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء): يحتمل أن يشير إلى أنه أودعه قلبه، وسهل عليه حفظه، وما في القلوب لا يخشى عليه الذهاب بالغسل.
ويحتمل أن يريد الإشارة إلى حفظه وبقائه على مر الدهر، لا ينسخ ولا ينسى بالكلية، فكنى عن هذا بهذا اللفظ.
ويحتمل: أنه كتاب واضحة آياته، بينات معجزاته، لا يبطله جور جائر ولا تدحضه شبهة مناظر.
وكل هذه المعاني واردة؛ فهو محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب، بل يبقى على ممر الأزمان، سهل واضح معجز، وهكذا.
وقد عبر عن إبطال حكمه وترك قراءته والإعراض عنه بغسل أوراقه بالماء على سبيل الاستعارة.
* قوله: (تقرؤه نائما ويقظان): أي: يصير لك ملكة بحيث يحضر في ذهنك وتلتفت إليه نفسك في أغلب الأحوال، فلا تغفل عنه نائما ويقظان، فإنه قد يقال للقادر على الشيء الماهر به: هو يفعله نائما.
ويحتمل أن يريد أنه صلى الله عليه وسلم يوحي إليه في منامه كما يوحي إليه في يقظته، وأن ما يراه في منامه من ذلك حق موثوق به كما يوثق باليقظة، ولا يبعد أن الباري سبحانه يريد في المنام آية من القرآن يقرؤها تقدم إنزالها، أو يكون أعلم بصحتها يقظان.
ويحتمل أنه يقرؤه مضطجعا كما يقرؤه قائما. وسمي المضطجع نائما مجازا؛ لأن المضطجع يصلي كذلك إذا عجز عن القيام أو لعذر، لكن قوله: "يقظان" لا يكون فيه مقابلة لقوله: "نائما" إذا تأولناه على المضطجع، فيكون التأويل الأول ترجح بما في لفظه حين المماثلة.
ويمكن أن يكون معناه: أنه محفوظا لك في حالتي النوم واليقظة. وقيل: تقرأه في يسر وسهولة. وكل هذه المعاني واردة.
* قوله: (وإن الله أمرني أن أحرق قريشا): "أحرق" أي: أهلكهم، يريد به كفارهم. ويمكن أن يكون المعنى: أغيظهم بما أسمع من الحق الذي يخالف أهواءهم، وأوذيهم بعيب آلهتهم، وتسفيه أحلامهم، حتى كأني أحرقهم بالنار، لا أنه تعالى أمره بتحريقهم حقيقة؛ لأنه لم يرد أنه أحرق أحدا منهم.
* قوله: (فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة): قوله: "يثلغوا" كذا هو بالثاء والغين المعجمة، ومعناه: يشدخوا، ويفضخوا، ويشجوا. وفي رواية "يقلعوا" بالقاف والعين المهملة؛ ولا يصح مع قوله: "فيدعوه خبزة" أو كما ورد في غير الصحيح: "كما يثلغ الخبزة". ووجد عند بعضهم: "يفلغوا" بالفاء والغين المعجمة. ووقع في غير مسلم: "تفلعوا" بالفاء والعين المهملة، ومعناه: يشقوا. وكذا رواه الخطابي وغيره. ومنه: تفلعت البطيخة.
والمعنى: أنه شبه الرأس إذا شدخ بالخبزة إذا شدخت وكسرت لتثرد وتسقى بالدهن والمرق. أو يكون معناه: إذا صار رأسه بالخدش مصفحا كالخبزة. وكلاهما وارد.
وهذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كقول موسى عليه السلام: {وأخاف أن يقتلون}، وهذه الخشية منهم صلى الله عليهم وسلم جميعا كانت في بدء الأمر، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحمايتهم وعصمتهم.
على أنه يمكن حمل هذا الخوف على الخوف الجبلي الذي لا يقدر على دفعه، حتى إذا راجع الإنسان نفسه وثبت اضمحل.
* قوله: (قال: استخرجهم كما استخرجوك): السين والتاء زائدتان؛ أي: أخرجهم كما أخرجوك، والمراد: كفارهم، وهو يدل أن هذا القول كان منه وهو بالمدينة؛ لأن أهل مكة هم الذين أخرجوه. وهذا كما قال الله تعالى: {جزاء وفاقا}، على أن إخراجهم إياه بالباطل، وإخراجه إياهم بالحق.
وفيه إشارة إلى ما وقع من الإعلان يوم البراءة أن كفار جزيرة العرب لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف.
* قوله: (واغزهم نغزك): بضم النون؛ أي: نعينك وننصرك. من أغزيته إذا جهزته للغزو وهيأت له أسبابه. والمراد: جاهدهم.
* قوله: (وأنفق فسننفق عليك): أي: وأنفق ما في جهدك في سبيل الله فسنخلف عليك بدله في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}، وهذا الأسلوب في العبارة هنا فيه وعد وتسلية.
* قوله: (وابعث جيشا نبعث خمسة مثله): أي: أرسل أنت جيشا كبيرا أو صغيرا، نبعث من الملائكة خمسة أمثال تعينهم، كما فعل يوم بدر. والله أعلم
وهذا الكلام يدل على أن هذا قبل بدر، لأنه كان يوم بدر في ألف ونيف من الصحابة، فأيده الله تعالى بخمسة آلاف كما نطق القرآن.
* قوله: (وقاتل بمن أطاعك من عصاك): وقاتل بمن أطاعك بمعونة أو قاتل معه، من عصاك ولم يؤمن بك.
(يُتْبَعُ)
(/)
* قوله: (قال وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق): قوله: "مقسط" أي: عادل. ويدخل فيه الرجل في أهله، لحديث: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وحديث: "لا يؤمن الرجل في سلطانه".
* قوله: (ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال): في رواية: "ومسلم عفيف" بالرفع وحذف الواو بعده. وقد ورد عدة روايات وفي بعضها تخليط يفسد به القسمة والعدد. فقوله: "ومسلم" مجرور معطوف على ذي قربى.
ورحيم: كثير الرحمة، ورقيق القلب: لينه، من الموعظة. ويمكن أن يكون شفيقه. وعفيف: كثير العفة فكانت سجية له؛ وهي: انكفاف عما لا يليق، والمتعفف: المتكلف العفة. والمراد: من يتعفف عن كسب الحرام وإن كان ذو عيال.
* قوله: (قال وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له): زبر: بفتح الزاي وإسكان الموحدة؛ معناه: الذي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: معناه: الذي ليس عنده ما يعتمد عليه. وقيل: الذي لا مال له. وهذا القول الأخير ليس بشيء، بعيدا جدا.
وفي اللغة: الزبر: المنع والزجر، يقال: زبره، انتهره ومنعه. وهو حاصل بالعقل.
* قوله: (الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا): يتبعون: بالعين المهملة مخفف ومشدد؛ من الإتباع، وفي بعض النسخ (يبتغون) بالموحدة والغين المعجمة، أي: لا يطلبون.
وهو تفسير للضعيف الذي لا زبر له، أي: أن هؤلاء القوم ضعفاء العقول فلا يسعون في تحصيل مصلحة دينية ولا دنيوية، بل يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، لا يبالون بما يثبتون عليه من حلال أو حرام، وهذه الأوصاف الخبيثة حقيقة هي أوصاف كثير من أصحاب الفرق الضالة.
* قوله: (والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه): "لا يخفى:" أي: لا يظهر له وخفى. وهو من الأضداد يستعمل بمعنى الستر وبمعنى الظهور. وهذا هو المشهور من معناها في العربية.
والمراد: أنه لا يظهر له طمع ولا يخفى عليه شيء مما يمكن أن يطمع فيه وإن دق؛ بحيث لا يكاد أن يدرك إلا وهو يسعى في التفحيص عنه والتطلع إليه حتى يجده فيخونه. فيسعى بتحصيله وإن كان بطريق الخيانة.
* قوله: (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك): أي: بسببهما. فـ"عن" بمعنى الباء، كما في قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}.
* قوله: (وذكر البخل أو الكذب): روي هنا على الشك، وهي رواية أكثر النسخ، وروي عن جماعة بواو العطف، ولعل رواية الشك هي الصواب، فإنه به تصح القسمة؛ لأنه ذكر أن أصحاب النار خمسة: الضعيف الذي وصف، والخائن الذي وصف، والرجل المخادع الذي وصف. وذكر البخل أو الكذب، ثم ذكر الشنظير الفحاش، فيحمل هذا القائل أن الرابع هو صاحب احد الوصفين.
وقد يحتمل أن يكون الرابع من جميعهما، على رواية واو العطف كما جمعهما في "الشنظير الفحاش". والله أعلم
* قوله: (والشنظير الفحاش): الشنظير: بكسر السين والظاء المعجمتين وإسكان النون بينهما: السيئ الخلق. وهو الفحاش، قال في العين: الشنظير: الفحاش من الرجال القَلق، وكذلك من الإبل.
والله أعلم وصلى الله على النبي الأكرم.
ملاحظة: أخي (أبامسفر) إن زال عنك لبس فهم الحديث بما وضعت لك؛ فأسألك بالله ألا تنساني من صالح دعائك كل ما ذكرتني.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 03:31]ـ
أخي (سمير) تريث كثيرا وليس قليلا.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 10:06]ـ
الأخ العزيز (سمير) حتى لا أطيل عليك، أقول:
إستشهادك بقول العلامة الألباني في الحكم على الحديث قد ألتمس له عذرا بارك الله فيك؛ فلعلك نقلت تعليقه على حكم آخر، أو أن الشيخ رجع في آخره عن هذا الحكم. وإلا أخي العزيز فالحديث صحيح ثابت لا غبار فيه.
إلا طبعا إن كنت تقصد عدم سماع قتادة من يزيد فهذا لن أناقشه الآن لأنه قد ثبت.
وعليه فأقول حفظك الله:
قد روى الإمام البخاري طرفا من هذا الحديث في كتابه (الأدب المفرد) طبعا وأنا أتكلم عن الطبعة الموثوقة الصحيحة والتي هي أيضا بتعليقات وتخريجات العلامة الألباني رحمه الله الجميع، وأعني بها (طبعة دار الصديق)، حيث ساق الإمام البخاري كما قلت قبلا قطعة من الحديث وبنفس سند الأمام مسلم، وقال الألباني بعدها: صحيح.
فهل تعتقد أخي الفاضل أن الشيخين قد اتفقا على إخراج حديث ضعيف؟! ثم هم يسكتون عنه ولا يبينون ما فيه من خلل وعلة!!.
حقيقة أنا لا أعتقد، وارجع بنفسك أيها العزيز إلى كلام الأئمة الكبار في هذا، وقد تكلم الامام الحافظ ابن عبد البر في التمهيد والإستذكار عن شبهة عدم سماع قتادة من يزيد بما لا مزيد عليه، فراجعه غير مأمور.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
شيخنا الفاضل السكران التميمي جزاك الله كل خير وبارك فيك على هذه الشرح المفيد والغني وجعلها الله
في ميزان حسناتك يوم تلقى ربك وأسال الله ان يرزقك الفردوس الأعلى واشكرك ايضاً على فائدة تصحيح
الحديث وابشر ان شاء الله بعبد فقير يدعو لك في ظهر الغيب ولا تنسانا انت ايضاً من دعائك بارك الله فيك
اخوك والداعي لك بالخير ماجد العتيبي(/)
الأسئلة إلي المتخصصين في الحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
قال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
باب: قتل النساء في الحرب.
2852 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان
المطلوب من عبيدالله المذكور في السند
من المعلوم أن العيني والقسطلاني كتب أنه عبيد الله بن عبدالله بن عمربن الخطاب هل هذا صحيح أم لا
وقال البخاري في صحيحه
كتاب الجهادوالسير
باب: كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو.
وكذلك يروى عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتابعه ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد سافر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في أرض العدو، وهم يعلمون القرآن.
هناأيضا المطلوب التعيين لعبيدالله المذكورفي السند قبل نافع ولاتنسوا أن العيني والقسطلاني هنا ايضا كتب أنه عبيد الله بن عبدالله بن عمربن الخطاب هل هذا صحيح أم لا
أرجوا الاجوبة بالدليل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:33]ـ
أخي الفاضل حفظك الله:
بالنسبة للحديث الأول؛ فقد أخرجه الإمام مسلم (رقم 1744) بذاته سندا ومتنا، وقد ذكر هناك أن عبيد الله؛ هو: عبيد الله بن عمر.
وكذا ابن أبي شيبة (برقم 33112) وقال: عبيد الله بن عمر.
وكذا رواه البيهقي في الكبرى بعينه سندا ومتنا (برقم 17868) وقال: عبيد الله يعني ابن عمر.
وتمام في فوائده. وغيرهم.
إذا هو أخي الكريم على الصواب:
عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 09:46]ـ
تذنييب
قال الكلاباذي: عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب؛ أبو عثمان القرشي المدني العدوي، أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر.
سمع القاسم بن محمد، ونافعا، وعمر بن نافع، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وسعيد بن المقبري، وحبيب بن عبد الرحمن، ومحمد بن يحيى حيان، وسميا.
روى عنه ابن جريج، ويحيى القطان، وأنس بن عياض، وأبو خالد الأحمر، وعبدة بن سليمان، وأبو أسامة، وبشر بن الفضل، وعبد الله بن نمير.
ملاحظة: فهل يا أخي (علاء الحمدي) تكلمنا بما لا نعلم؟! لكن أقول لك كما قلت لي: (الله يهديك).
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أستطيع ياأخي الكريم السكران التميمي المكرم أن أبين فرحي والسرور علي الأجوبة من حضرتك لأنني هكذا أرجواالأجوبة
ومع هذا أشتاق لقاءك معاينة ومشافهة فتفضل علي بإتاحة الفرصةلللقاء
مرة أخري
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
شرح حديث: (فكم أجعل لك من صلاتي؟)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Mar-2009, صباحاً 12:00]ـ
السؤال: (جاء رجل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: (ما شئت!) قال: الربع؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك)، قال: النصف؟ قال (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك)، قال: الثلثين؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير) ..
الجواب: (هذا الحديث صحيح، ومعنى الصلاة هنا الدعاء، فإذا جعل الإنسان وقتاً يصلي فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيراً، فالله -جل وعلا- يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذاً تكفى همك، ويغفر ذنبك).
إذا أكثر من الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام-، قال بعض أهل العلم: هذا السائل له وقت خصه للدعاء، فإذا صرف ذلك الوقت كله في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حصل له هذا الفضل، (إذا تكفى همك) يعني يكفيك الله همك، (ويغفر ذنبك).
فينبغي الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا صلى على النبي في السجود قبل الدعاء أثنى على الله وصلى على النبي-صلى الله عليه وسلم- هذا من أسباب الإجابة، كما أن الصلاة عليه في آخر التحيات ثم الدعاء بعد ذلك من أسباب الإجابة.
وهكذا في غير ذلك، إذا حمد الله وأثنى عليه وصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة، لما ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما رأى رجل دعا ولم يصلِ على النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (عجل هذا)، ثم قال: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بما شاء).
فأرشد إلى أنه يحمد الله أولاً، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بما يشاء. وهذا من أسباب الإجابة، فيشرع لكِ -أيتها الأخت في الله- أن تجتهدي في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل والنهار.
وإذا صليت على النبي في السجود فلا بأس؛ لأن السجود محل دعاء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).
يعني فحري أن يستجاب لكم. فيشرع في ذلك الثناء على الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعاء، وهكذا في آخر الصلاة: يقرأ التحيات، ويتشهد، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة الإبراهيمية، ثم يتعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو بما شاء، فهو حري بالإجابة.
وهكذا إذا دعا في غير ذلك في الضحى أو الظهر أو الليل أو في أي وقت إذا دعا يستحب له أن يبدأ دعائه بحمد الله، والثناء على الله، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعاء) انتهى.
المفتي: الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ..
المصدر: من موقع الشيخ - رحمه الله - ..
http://binbaz.org.sa/mat/11382
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 04:28]ـ
يرفع للفائدة ..(/)
منهاج الامام مسلم في تعليل الروايات
ـ[محمد بن يوسف مظهر]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
السلام عليكم احبابي.
اذا كان بالامان لاحد من اهل العلم ان يرشدني لاسماء مراجع ومصادر لبحث بعنوان " منهاج الامام مسلم في تعليل الروايات " واكون لكم من الشاكرين، جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Mar-2009, مساء 05:43]ـ
عليك بجمع كتب الإمام رحمه الله قبل كل شيء(/)
انطبقت فيه شروط الصحبه ومع ذلك لا يسمى صحابي، بل يسمى تابعي ما اسم ذلك الرجل؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 12:22]ـ
رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسلم ومات هذا الرجل وهو مسلم وانطبقت فيه شروط الصحبه ومع ذلك لا يسمى صحابي، بل يسمى تابعي. ما هو اسم ذلك الرجل؟؟؟؟
ـ[ابن عيينه]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 11:53]ـ
هل هو من المتفق عليه أم من المختلف فيه؟
ـ[أشجعي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 02:20]ـ
لعله محمد بن أبي بكر الصديق أو من كان في حالته
فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان بن الصديق رضي الله عنه طفل (غير مميز) ,
والله أعلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 02:28]ـ
ومع ذلك لا يسمى صحابي، بل يسمى تابعي
هو تابعي وليس صحابي؟
المعذرة,
سؤال صعب فعلاً بهذه الشروط, التابعي الوحيد الذي أعرفه ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث عنه هو التنوخي.
"ولكن هناك شرط لا ينطبق عليه هنا".
فعلا سؤال صعب, واحب ان أعرف الجواب,
وعلى أية حال,
ننتظر الاجابة من المشايخ.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 09:59]ـ
أبوذؤيب الهذلي .. وابومسلم الخولاني ..
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:21]ـ
رجل رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسلم ومات هذا الرجل وهو مسلم وانطبقت فيه شروط الصحبه ومع ذلك لا يسمى صحابي، بل يسمى تابعي. ما هو اسم ذلك الرجل؟؟؟؟
هؤلاء لم يروا الرسول صلى الله عليه وسلم, والله أعلم.
فأصبح السؤال خاطئاً.
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:31]ـ
أبو مسلم الخولاني، غلبت عليه كنيته. قال شرحبيل بن مسلم: أتى أبو مسلم الخولاني المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكان فاضلاً عابداً ناسكاً، له فضائل مشهورة، وهو من كبار التابعين. وسنذكره في الكنى بأتم من هذا، وإن كان ليس بصاحب، لأنهلم ير النبي صلى الله عليه وسلم
أبو مسلم الخولاني
العابد. أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. واستخلف أبو بكر فهو معدود في كبار التابعين
هذا في كتاب الاستيعاب,
أما في كتاب الاصابة فقيل:
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم وأسلم في عهد معاوية وقيل: في عهد أبي بكر وقيل في عهد عمر.
اما في أسد الغابة:
أبو مسلم الخولاني العابد.
أدرك الجاهلية، وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره، وقدم المدينة حين قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وهو معدود في كبار التابعين، يعد في أهل الشام، واسمه: عبد الله ابن ثوب، وقد ذكرناه في اسمه
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:37]ـ
أبو ذؤيب الهذلي
الشاعر. كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولا خلاف أنه جاهلي إسلامي. قيل اسمه خويلد بن خالد ابن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذ
الاستيعاب.
أبو ذؤيب الهذلي الشاعر كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره. ولا خلاف أنه جاهلي إِسلامي
أسد الغابة.
أبو ذؤيب الهذلي خويلد بن خالد الشاعر المشهور، أدرك الجاهلية وأسلم في خلافة الصديق، وكان أشعر هذيل، وكانت هذيل أشعر العرب. ومن شعره:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... الفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
تاريخ الذهبي.
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:41]ـ
فها هو,
إما ان سؤالك خطأ أو ان جوابك خطأ.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 01:30]ـ
هناك تابعي على ماظن اسلم و وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم وفاته وكان له شرف حضور صلاة الميد على الرسول صلى الله عليه وسلم
ربما يكون
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 07:05]ـ
هم يذكرون -في شبيه او قريب من هذه المسألة - رسول كسرى الى الرسول صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك لا تنطبق عليه شروط الصحبة , لانه لم يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم الا بعد وفاته, والله اعلم.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 07:56]ـ
الذي حضر يوم وفاته أبو ذؤيب، ولَمْ يَرَه، إذ رؤيته مُسجّىً بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ليست رؤية تامة.
ولو قال أحد: الأشعث بن قيس وأمثاله، لقلنا إن الراجح عند الحافظ ابن حجر رحمه الله عدهم في الصحابة، وإن ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ظني أن الجواب لا يكون، والعنوان ينقض آخره أوله، إذ كيف تكون الشروط منطبقة ثم لا يكون صحابياً. هذا (الانطباق ناقص أو غير صحيح).
ونحن في انتظار جواب اللغز!!
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[25 - Mar-2009, صباحاً 11:39]ـ
الذي حضر يوم وفاته أبو ذؤيب، ولَمْ يَرَه، إذ رؤيته مُسجّىً بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ليست رؤية تامة.
ولو قال أحد: الأشعث بن قيس وأمثاله، لقلنا إن الراجح عند الحافظ ابن حجر رحمه الله عدهم في الصحابة، وإن ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ظني أن الجواب لا يكون، والعنوان ينقض آخره أوله، إذ كيف تكون الشروط منطبقة ثم لا يكون صحابياً. هذا (الانطباق ناقص أو غير صحيح).
ونحن في انتظار جواب اللغز!!
بارك الله فيكم،
هل عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام داخل في هذا إذ رآه في الملء الأعلى فهو بذلك صحابي وينزل بعده فيتبع شرعه فيسمى تابعياً من هذا الوجه؟
وعلى هذا يكون السؤال: رجل اجتمعت فيه الصحبة والتابعية، أخبروني من هو؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 04:00]ـ
هم يذكرون -في شبيه او قريب من هذه المسألة - رسول كسرى الى الرسول صلى الله عليه وسلم, ومع ذلك لا تنطبق عليه شروط الصحبة , لانه لم يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم الا بعد وفاته, والله اعلم.
رسول كسرى هو نفسه التنوخي المذكور في مسند الامام احمد.
بارك الله فيكم،
هل عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام داخل في هذا إذ رآه في الملء الأعلى فهو بذلك صحابي وينزل بعده فيتبع شرعه فيسمى تابعياً من هذا الوجه؟
وعلى هذا يكون السؤال: رجل اجتمعت فيه الصحبة والتابعية، أخبروني من هو؟
النبي عيسى عليه السلام مختلف في صحبته بين اهل العلم, وعده الامام الذهبي وبن حجر -كما في الاصابة- من الصحابة لأنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المعراج,
ولا يسمى النبي عيسى عليه السلام تابعي لأنه تبع شرع سيدنا محمد! , التابعي هو من رأى الصحابي وليس من تبع شريعة سيدنا محمد, فلو كان هذا لأصبح كل مسلم تابعي.
في تدريب الراوي ذكر لبعض هذه المسائل, كمسئلة التنوخي الذي رأى وسمع رسول الله وحدث عنه ولكنه يسمى تابعي ولا يسمى صاحبي لأنه أسلم بعد وفاة رسول الله,
أو كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم من طفل صغير غير مميز كمحمد بن أبي بكر.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 05:05]ـ
بارك الله فيك يا أخي
لم أرد بقولي "تابعي" المعنى الاصطلاحي ولذلك قلت من "هذا الوجه" وجزاك الله خيراً على التنبيه.
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:06]ـ
بارك الله فيك شيخي, الآن فهمت قصدك,
ولكن كما ترى فهو بعيد.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[26 - Mar-2009, مساء 03:28]ـ
سؤال:
هل طليحة الأسدي صحابي أم تابعي؟
فهو رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثم تاب ورجع إلى الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[كعب بن زهير]ــــــــ[11 - Apr-2009, مساء 06:10]ـ
يا عم وين الجواب والله شوقتني(/)
تعارض الآثار الموقوفة في الموطأ مع الأحاديث الصحيحة والجواب عنها ـ يا أهل الألوكة أرج
ـ[معاد الطالب]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 02:09]ـ
السلام عليكم
تعارض الآثار الموقوفة في الموطأ مع الأحاديث الصحيحة والجواب عنها
المشايخ الفضلاء ... إخواني الكرام ... أعضاء المنتدى ...
أرجو من كل من عنده فكرة على الموضوع أو مؤلفات أو دراسات حديثة أو ...
أن يرشدني إليها جزاكم الله خيرا وإذا كان بإمكانكم أن تضعوا الكتب التي تعينني
في هذا البحث في المنتدى فذاك أفضل وأحسن، بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 10:18]ـ
إن كان بحثك في (الموطأ) فقط فلن تجد أحسن وأجود من الاستذكار للإمام ابن عبدالبر رحمه الله
ـ[معاد الطالب]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 01:05]ـ
شكرا أخي الكريم
هل من دراسات حديثة في الموضوع؟؟؟ أو أي شيء يمكن أن يساعد في البحث
جزاكم الله خيرا
ـ[معاد الطالب]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 01:58]ـ
تعارض الآثار الموقوفة في الموطأ مع الأحاديث الصحيحة والجواب عنها
يا أهل الألوكة السلام عليكم
أستحلفكم بالله أي شيء يمكن يساعد في الموضوع
مصنف .. كتاب .. مقال ... بحث ... ؟؟؟؟!!!!!
أي شيء المهم يكون في الموضوع فأنا أريد أن أقدم قيمة مضافة في هذا البحث
وهذا لا يتم إلا بالتعاون والتوجيه وتبادل الخبرات والكتب ....
فلا تبخلوا علي جزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 02:20]ـ
انظر إلى هذا الرابط والمشاركة التي به، فقد تطرق صاحبها إلى ما ذكرت، نفع الله آمين
http://islamacademy.net/index.aspx?function=Item&id=4689&lang=
ـ[معاد الطالب]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 05:30]ـ
شكرا أخي الكريم
الموضوع مهم لكن ما أريده هو دراسة تكون
محكمة في صلب الموضوع وليس ما يتعلق بأنواع
التصنيف في الحديث.
أرجو منكم الإفادة أكثر جزاكم الله خيرا(/)
منهج السلف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه
ـ[نور السلفية]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 09:26]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بعد أن أثبتنا حجية كل من الكتاب والسنة في باب العقيدة دون تفريق بين الأحاديث المتواترة وأخبار الآحاد من حيث الاستدلال بها، ثم ناقشنا الزاعمين الاكتفاء بالقرآن دون السنة وأبنّا بطلان منهجهم. فجدير بنا أن نتحدث عن منهج السلف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه، وقبل أن نشرع في شرح المنهج وذكر قواعده فلنعرف من هم السلف؟
عندما نطلق كلمة السلف إنما نعني بها من الناحية الاصطلاحية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حضروا عصره فأخذوا منه هذا الدين مباشرة غضاً طرياً في أصوله وفروعه. كما يدخل في هذا الاصطلاح التابعون لهم الذين ورثوا علمهم قبل أن يطول عليه الأمد، والذين شملتهم شهادة الرسول لهم وثناؤه عليهم بأنهم "خير الناس" حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"83، كما يشمل الاصطلاح تابعي التابعين.
وهو لفظ مصطلح عليه، وقد ظهر هذا الاصطلاح، واشتهر حين ظهر النزاع ودار حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف وأعلن أن ما هو عليه هو ما كان عليه السلف الصالح، فإذاً لا بد أن تظهر والحالة هذه أسس وقواعد واضحة المعالم وثابتة للاتجاه السلفي حتى لا يلتبس الأمر على كل من يريد الاقتداء بهم، وينسج على منوالهم ويمكن إيجاز تلك القواعد فيما يلي:
القاعدة الأولى: تقديم النقل على العقل:
ولكن تقريرنا بأن النقل مقدم على العقل لا ينبغي أن يفهم منه أن السلف ينكرون العقل والتوصل به إلى المعارف، والتفكير به في خلق السموات والأرض وفي الآيات الكونية الكثيرة لا، ولكنهم لا يسلكون في استعمال العقل الطريقة التي سلكها علماء الكلام في الاستدلال بالعقل وحده في المطالب الإلهية من محاولة الاكتفاء به أحياناً، لو استطاعوا، أو تقديسه بحيث يقدمونه على كلام الله خالق العقل والعقلاء، وعلى سنة رسوله التي هي وحي الله.
بل إن السلف من منهجهم لا يدعون التعارض بين الدليلين، بل ينفون هذا التعارض الذي يصطنعه علماء الكلام المتأثرون بفلسفة اليونان، علماً بأن المسلك الذي سلكه علماء الكلام هو في الواقع مسلك الفلاسفة غير الإسلاميين في الأصل الذين لا يثبتون النبوات، ولا يرون أن إرسال الرسل، وما جاءوا به من نصوص الصفات، ونصوص المعاد أنها حقائق ثابتة. فكان أقوى شيء عندهم في الاستدلال على إثبات الأمور "العقل" ما أثبته العقل فهو الثابت، وما نفاه العقل فهو المنفي، فورثوا التركة لعلماء الكلام.
أما المؤمنون الذين يؤمنون بالأنبياء وبالكتب المنزلة عليهم وبما جاء فيها، ويؤمنون أن الرسل كلفوا أن يبينوا للناس ما أنزل إليهم من ربهم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} 84الآية، المؤمنون الذين يؤمنون هذا الإيمان فلا يجوز لهم أن يعرضوا عما جاءهم من ربهم من الكتاب والحكمة، وعن بيان رسولهم ليلتمسوا الهدى في غيره، ويعتمدوا في إثبات الصفات على عقول الفلاسفة، أو عقول تلامذتهم المتأثرين بهم. ولو وصفوها أنها أدلة عقلية قطعية وبراهين يقينية، وهي في حقيقتها بضاعة غير "إسلامية" وهم يعلمون من أين جاءت، ومتى جاءت، ومن جاء بها، كما أشرنا آنفاً، ثم إنهم نصبوا العداء بينها وبين الوحي، فقد أغنى الله المؤمنين بكتابه المبين وسنة نبيه الأمين عن تكلف المتكلفين، ومن الوقوع في العنت معهم85.
وبالاختصار: إن السلف إنما يقدمون الأدلة النقلية على الأدلة العقلية إيماناً منهم بأن الله أرسل الرسل، وأنزل عليهم الكتب من عنده، وكلفهم ببيان ما يحتاج إلى البيان "لأمر له شأنه" وهو أن ما جاء في هذه الكتب، وبلغته الرسل يغني عن كل شيء. وأما غيره فلا يغني عنه. هذه النقطة هي "سر المسألة" فلا يسع الخلف إلا اتباع السلف على أساس أنهم أعلم وطريقتهم أحكم وأسلم.
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف86
ما أصدق مضمون هذا البيت علماً أن قائله خلفي، وكأنّ الناظم يشير بهذا البيت إلى الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما يسوقه بعض علماء الكلام من مصطلحاتهم الكلامية، فيطلق عليها أنها أدلة قاطعة، فلا ينبغي أن تسلم هذه الدعوى، ولا سيما إذا عارضوا بها آيات قرآنية أو سنة نبوية صحيحة، -وهو الغالب عليه- للأسباب الآتية:
السبب الأول: أن كبار أئمتهم قد أدركوا خطورة هذا الموقف على "إيمانهم" فرجعوا في آخر حياتهم عن هذا المسلك إلى منهج السلف الذي نحن بصدد بيانه وفي مقدمتهم الإمام أبو الحسن الأشعري الذي عاش أربعين عاماً في الاعتزال، وهو إمامهم ثم تاب الله عليه فتاب. وسوف يأتي مزيد بيان لهذه النقطة إن شاء الله عند الترجمة لبعضهم.
السبب الثاني: لا يجوز شرعاً، ولا يستساغ عقلاً أن يعارض كلام الخالق العليم بالمصطلحات التي وضعها المخلوق الجاهل الضعيف. وخاصة إذا تصورنا أن واضعي هذه المصطلحات من غير المسلمين في الغالب الكثير، كما أشرنا آنفاً.
السبب الثالث: أن موافقتهم فيما ذهبوا إليه تؤدي إلى الاستخفاف بأدلة الكتاب والسنة وأنها لا قيمة لها، حيث لا يستدل بها على وجه الاستقلال، وإنما تعرض عرضاً شكلياً -كما هو الواقع، وللأسف لدى كثير من الكلاميين على الرغم من إيمانهم في الظاهر.
فلا بد من العمل بهذه النصوص بالاستدلال بها ليصدق الإيمان بها، هذا ما يعنيه الإيمان بالكتاب والسنة.
ومما يوضح ما ذهبنا إليه من أن القاعدة الأساسية عند السلف في باب الأسماء والصفات "تقديم النقل على العقل" موقف عبد العزيز المكي في حواره مع بشر المريسي بين يدي المأمون، حيث حرص عبد العزيز على بيان منهج السلف وتحديده قبل الشروع في الحوار ليكون هو الأساس والمرجع عندما يختلف هو وبشر أثناء الحوار، ولما طالبه المأمون أن يوضح أصل ذلك المنهج أبان بإيجاز حيث تلا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} 87.
ثم بيّن أن هذه طريقة اختارها الله لعباده المؤمنين وأدّبهم بها وعلمهم أنه لا يسعهم عند التنازع في أي شيء إلا الرجوع إلى كتابه وإلى رسوله في حياته عليه الصلاة والسلام، وإلى أخباره وسنته بعد وفاته لحل النزاع. وكل ما خالفهما يجب رفضه وعدم الالتفات إليه. ثم قال: فقد تنازعنا أنا وبشر وبيننا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن الإيمان بالله واليوم الآخر والإيمان بالكتاب نفسه وجوب الرجوع إليهما. مكتفين بهما حكماً لحل نزاعنا. فأقر المأمون هذا المنهج الذي عرضه المكي، وحقيقته: تقديم النقل على العقل، واعتبار النقل مرجعاً أساسياً في باب الأسماء والصفات، بل وفي كل باب.
والذي يدلنا على أن هذا هو منهج السلف ومذهبهم أن الصحابة نقلوا إلينا القرآن وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم. نقل مصدق غير مرتاب في صدق قائله وصدق ما يقوله وينقله، ثم لم يؤولوا ما يتعلق منه بالصفات من الآيات والأحاديث، بل كانوا ينكرون بعنف على من يتتبع الغوامض من نصوص هذا الباب، وربما ضربوه88 لئلا يفتن الناس بالتأويل، فدل ذلك على أن منهجهم هو اتباع النقل فقط مع عدم تأويله89.
فخلاصة قواعدهم:
1 - تقديم النقل.
2 - عدم التأويل.
3 - عدم التفريق بين الكتاب والسنة.
وسوف نفصل ذلك في الصفحات التالية إن شاء الله.
ولقد كان اللاحق منهم يحرص على فهم هذا المنهج من السابق منهم ويأخذ بتفسيره ولا يخالفه، ويأخذ الأوائل قدوة، لأن الوحي كان ينزل بين أظهرهم، فكانوا أعلم بتفسيره ممن بعدهم.
ويروي لنا في هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية ما كان يقوله الإمام مالك بن أنس نقلاً عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم جميعاً حيث يقول عمر: "سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمال الطاعة لله، وقوة على دين الله، وليس لأحد من خلق الله تغييرها، ولا النظر في شيء خالفها. من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاّه الله ما تولّى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً"90.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو كلام يلقي ضوءاً واضحاً على ما أشرنا إليه آنفاً أن اللاحق منهم يقتدي بالسابق. ثم إنهم كانوا متفقين غير مختلفين في أصول الدين، ولم تظهر فيهم البدع والأهواء، وهم أهل الحديث وحفاظه ورواته وعلماؤه المتبعون للآثار، لا الآراء وذلك سبيل المؤمنين91، واقفين عند قوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} 92.
ومن سبيلهم في باب الاعتقاد، الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم لا يزيدون ولا ينقصون ولا يفسرونها فيما يخالف ظاهرها الذي يظهر من وضع اللفظ العربي، ولا يشبهونها بصفات المخلوقين، بل يمرونها كما جاءت ويردون علم حقيقتها إلى قائلها، مع اعتقاد أنها على الحقيقة وكثير ما يحيل التابعون ومن بعدهم من سألهم أو أراد أن يفهم ما أشكل عليهم يحيلونهم على علم الصحابة، والأمثلة على ذلك كثيرة في كلام الأئمة من التابعين ومن بعدهم.
ومن هذا السياق يتبين الفرق بين طريقتهم التي تُخضِع العقل للنقل وبين طريقة المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة الذين يقدمون العقل على النقل، ويؤولون نصوص الكتاب والسنة حتى توافق العقل في زعمهم، والنصوص الصحيحة لا تخالف العقل الصريح كما سيأتي.
القاعدة الثانية: رفض التأويل93. ولفظ التأويل قد صار مستعملاً في ثلاثة معان على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بتعدد الاصطلاحات:
أحدها: وهو اصطلاح كثير من المتأخرين - من المتكلمين- أن التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به وهذا هو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل النصوص، وهو الذي يرفضه أتباع السلف الصالح قديماً وحديثاً، لأنه يؤدي إلى القول على الله بغير علم.
النوع الثاني: التأويل الذي هو بمعنى التفسير والبيان، وهو الغالب على اصطلاح المفسرين للقرآن كابن جرير وغيره.
النوع الثالث: التأويل الذي بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الكلام كما قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} 94، وأمثلة هذا النوع كثيرة في القرآن، ولا سيما ما يتعلق بأخبار المعاد95.
فالتأويل في اصطلاح المتكلمين إنما يعني اتخاذ العقل أصلاً حتى يكون النقل تابعاً له، فإذا ما ظهر تعارض بينهما - في زعمهم- فينبغي تأويل النص حتى يوافق العقل.
ولم يعلموا - أو هم يتجاهلون- أن الحجة العقلية الصريحة لا تعارض الحجة الشرعية الصحيحة. بل يمتنع تعارضهما إلا إذا كان هناك فساد في أحدهما أو فيهما جميعاً96، علماً بأن العقل إنما هو أمر معنوي يقوم بالعاقل سواء سمي عارضاً أم صفة، وليس هو عيناً قائمة بنفسها كما يعتبرها بعض الفلاسفة97.
فالسلف يحتكمون إلى النصوص في كل شيء كتاباً وسنة، ويكتفون بها، ولا يعارضونها بالأدلة العقلية كما ذكرناه آنفاً.
القاعدة الثالثة: عدم التفريق بين الكتاب والسنة
يرى السلف أن السنة تبين الكتاب وتوضحه وتفسره، بل السنة خير تفسير يفسر به القرآن بعد القرآن، بل قد يتوقف فهم بعض ما أجمل في القرآن إلا بواسطة السنة، وقد ترد أحكام بل صفات من صفات الله تعالى في السنة غير مذكورة في الكتاب، فيجب الأخذ بهما معاً دون محاولة تفريق بينهما، لأنها وحي من عند الله من حيث المعنى. ولقد رأينا السلف كيف استغرقوا في القرآن تلاوة وحفظاً وعكوفاً على تفسيره وتفهمه، منفذين أحكامه ومستنبطين منه القواعد في النظر العقلي، ومستمدين منه حقائق عالم الغيب هذا.
ويتضح مما تقدم أن مدلول السلفية أصبح اصطلاحاً معروفاً يطلق على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدون بهم في تلقي العلم، وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه، فلم يعد إذاً محصوراً في دور تاريخي معين، بل يجب أن يفهم على أنه مدلول مستمر استمرار الحياة وضرورة انحصار الفرقة الناجية في علماء الحديث والسنة، وهم أصحاب هذا المنهج، وهي لا تزال باقية إلى يوم القيامة، أخذاً من قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي منصورين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم"98.
(يُتْبَعُ)
(/)
وموقفهم من هذا المبحث واضح مما تقدم وهو الاتباع المطلق لأنه مبحث توفيقي لا يخضع للاجتهاد أو الاستحسان أو القياس، بأن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تحريف للنصوص باسم التأويل، ودون تشبيه لصفاته بصفات خلقه، انطلاقاً من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 99، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} 100، وهنا ثلاث نقاط ينبغي أن نعتبرها أسساً في هذا الباب:
1 - إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله: {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} 101، كما لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} 102.
2 - تنزيه الله عز وجل من مشابهة الحوادث في صفاته في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 103، والآية تشتمل على التنزيه لله والإثبات معاً كما ترى.
3 - عدم محاولة إدراك حقيقة صفاته كما لم تدرك حقيقة ذاته سبحانه إيماناً بقوله تعالى: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} 104، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} 105.
ومن التزم بهذه الأسس الثلاثة لا يكاد يتورط فيما تورط فيه المعطلون لصفات الله بدعوى التنزيه، ولا يقع في التشبيه بالمبالغة في الإثبات بل هو دائماً على الحق الذي هو وسط بين الطرفين. وهو الذي عليه أئمة المسلمين بل كل إمام من الأئمة المشهود لهم بالإمامة يدعو إلى هذا المنهج فإليك نموذجاً من كلام بعضهم وهو شرح لما كان عليه الأمر عند الرعيل الأول:
أ- قال الإمام الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من الصفات. نقل هذا التصريح عن الإمام الأوزاعي الإمام البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"106، وهو تصريح يدل على إجماع التابعين المبني على إجماع الصحابة المستند إلى صريح الكتاب وصحيح السنة في صفة الاستواء وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة.
والإمام الأوزاعي -كما يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية- أحد الأئمة الأربعة الذين كانوا في عصر تابع التابعين وهم:
1 - مالك بن أنس بالحجاز المتوفى سنة 179هـ.
2 - الأوزاعي بالشام المتوفى سنة 157هـ.
3 - الليث بن سعد بمصر المتوفى سنة 175هـ.
4 - الثوري بالعراق المتوفى سنة 161هـ.
وذكر الأوزاعي هذا الإجماع عندما ظهر جهم بن صفوان منكراً كون الله تعالى فوق عرشه، بل نافياً جميع صفات الله تعالى ذكره ليعرف الناس أن ما نادى به جهم مخالف لما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومصطدم من منهجهم لئلا ينطلي على عامة الناس دعواه بأن ما انتهى إليه مؤيد بالبراهين العقلية التي هي في واقعها وهميات وخيالات لا حقيقة لها.
ب- سئل الإمام محمد بن شهاب الزهري "المتوفى سنة 125" والإمام مكحول "توفي وله بضع عشرة سنة بعد المائة" سئلا عن تفسير أحاديث الصفات؟ فقالا: أمروها كما جاءت.
وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك، والليث، والثوري، فقالوا جميعاً في أحاديث الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف.
والزهري ومكحول -كما يصفهما الإمام ابن تيمية- من أعلم التابعين، ووصف الأربعة الذين تقدم ذكرهم، وهم مالك وزملاؤه أنهم أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين. وفي الوقت الذي يحثون على المنهج السلفي، فإنهم يحذرون الناس عن منهج أهل الكلام. فهذا الإمام الشافعي يقول في ذم أهل الكلام والتنفير عنه: "حكمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في القبائل والعشائر ويضربوا بالجريد، ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله واتبع علم الكلام"107اهـ.
أما الإمام مالك108 فما أروع ما قاله! في هذا الصدد، إذ يقول رحمه الله: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد عليه الصلاة والسلام لجدل هؤلاء؟! "109.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد: فلو أن مسألة من المسائل الفقهية الفرعية نالت مثل هذا الاتفاق من هؤلاء الأئمة الأعلام دون أن يشذ عنهم أو يخالف أحد تضر مخالفته اعتبرت مسألة إجماعية. وعيب على كل من يخالف هذا الإجماع وأنكر عليه العامي قبل العالم، فلا غرو إذا أنكر أتباع السلف على من يخرج على هذا المنهج الذي أجمع عليه الصحابة وعلماء التابعين، كما علمنا من كلام الإمام الأوزاعي رحمه الله.
--------------------------------------------------------------------------------
83 أخرجه أحمد في مسنده 4/ 427، والبخاري مكرراً في عدة مواضع 5/ 285، ومسلم 4/ 1964، 1965، عن غير واحد من الصحابة عائشة رضي الله عنها وابن مسعود وأبي هريرة وعمران بن حصين.
84 سورة المائدة آية: 67.
85 راجع صون المنطق والكلام عن فني المنطق والكلام للسيوطي 1/ 223، تحقيق د. سامي النشار وسعاد علي عبد الرزاق، مجمع البحوث الإسلامية.
86 صاحب جوهرة التوحيد.
87 سورة النساء آية: 59.
88 إشارة إلى ما فعله عمر بن الخطاب حيث ضرب "صبيغاً"، ثم نفاه إلى البصرة وأمر الناس بعدم مجالسته، وصبيغ على وزن أمير وهو ابن عسيل وقصته معروفة.
89 راجع: منهج علماء الحديث والسنة للدكتور مصطفى حلمي ص: 122، ط دار الدعوة الإسكندرية.
90 ابن تيمية: الحموية الكبرى ص: 32، تحقيق محمد عبد الرزاق حمزة.
91 ابن تيمية مجموع الفتاوى 9/ 279.
92 سورة النساء آية: 115.
93 لأن المعنى المؤول إليه ظني بالاتفاق، كما قال الشهرستاني نقلاً عن بعض أئمة السلف، كالإمام مالك وأحمد، فلا يجوز القول في حق الله وفي صفاته بالظن، والتأويل المرفوض هو تأويل علماء الكلام الذي معناه الحقيقي التحريف فالتعطيل، وسيأتي كلامه في صلب الرسالة ص:433.
94 سورة الأعراف آية: 53.
95 راجع: ابن تيمية الحموية الكبرى ص: 33.
96 ابن تيمية مجموع الفتاوى 9/ 279 مطابع الرياض.
97 د. مصطفى حلمي، قواعد المنهج السلفي ص: 35 - 46، ط دار الأنصار بالقاهرة 1396هـ/1976م.
98 أخرجه أحمد 4/ 93، والبخاري في العلم 1/ 164، وفرض الخمس 6/ 217، والاعتصام بالكتاب والسنة 13/ 293، ومسلم 4/ 1524 من حديث معاوية رضي الله عنه.
99 سورة الشورى آية: 11.
100 سورة الإخلاص آية: 4.
101 سورة البقرة آية: 140.
102 سورة النجم آية: 3، 4.
103 سورة الشورى آية: 11.
104 سورة طه آية: 110.
105 انظر أضواء البيان 3/ 304، تفسير سورة الأعراف.
106 الأسماء والصفات ص: 408.
وصحح ابن تيمية إسناده في الفتوى الحموية الكبرى، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 8/ 355، وفي العلو كما في مختصره للألباني ص: 138.
107 انظر قوله في مناقب الشافعي للبيهقي 1/ 462.
108 تقدم قوله.
109 ابن تيمية، مجموع الفتاوى 5/ 29 - 31 بالمعنى.(/)
مفهوم الذات الإلهية عند علماء الحديث والسنة
ـ[نور السلفية]ــــــــ[19 - Mar-2009, مساء 09:34]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بعد أن أوضحنا منهج السلف في إثبات صفات الله تعالى وأسمائه، وأبنّا أن منهجهم لا يتجاوز الكتاب والسنة.
سنستعرض فيما يأتي الاصطلاحات التالية مرتبة:
1 - مفهوم الذات الإلهية عند علماء الحديث والسنة.
2 - ثم نتحدث عن معنى الإلهية لغة وشرعاً.
3 - نتبع ذلك بالكلام على معنى الصفة الإلهية لغة واصطلاحاً.
4 - ثم نتناول بالبحث مفهوم الذات في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة.
أما مفهوم الذات الإلهية عند علماء الحديث والسنة:
فذاته تعالى كاملة الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه أحد، فلا تشبه ذاته ذوات خلقه بل لا يعلم كيف هو إلا هو سبحانه.
وذاته موصوفة بجميع الكمالات التي لا تعد ولا تحصى، وإلى هذا المعنى يشير رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، حيث يقول في بعض دعائه وتضرعاته وهو ساجد لله سبحانه: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"110، وزعمت المعتزلة - وبئس ما زعموا- أن اتصافه تعالى بالصفات يتنافى والواحدانية، أو على حد تعبيرهم أن وصفه تعالى بصفات زائدة على الذات يؤدي إلى تعدد القدماء. وهو ينافي التوحيد، والمراد بالتوحيد هنا "التوحيد" في مفهوم المعتزلة الذي سيأتي ذكره وتفسيره عند الكلام على أصولهم الخمسة المعروفة111، وهو مفهوم خاطئ كما لا يخفى على كل من له إلمام بالموضوع.
بل الممنوع الذي لا يساير التوحيد الصحيح هو إثبات ذوات قديمة لا إثبات ذات موصوفة بصفات الكمال. قال صاحب المواقف: "إن الكفر إثبات ذوات قديمة لا إثبات ذات وصفات"112، وشبهة المعتزلة -كما ترى- شبهة واهية وغير معقولة، إذ لا يتصور عقلاً، موجود في الخارج وهو مجرد عن الصفات، وعلى هذا يكون وجود واجب الوجود عندهم وجوداً ذهنياً لا خارجياً. تعالى الله عما زعموا علواً كبيراً.
وأما علم حقيقة ذاته وكيفيتها فأمر لا سبيل إليه لأي مخلوق، إذ ليس من الجائز أن يحيط المخلوق بالخالق علماً وإدراكاً لحقيقته ذاتاً ووصفاً، وصدق الله حيث يقول: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} 113، {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} 114، قال صاحب المواقف: "إن ذاته مخالفة لسائر الذوات، فهو منزه عن المثل والند، تعالى عن ذلك علواً كبيراً"، ثم قال: "قال قدماء المتكلمين: ذاته تعالى مماثلة لسائر الذوات وإنما تمتاز عن سائر الذوات بأحوال أربعة:
1 - الوجوب
2 - الحياة.
3 - العلم التام
4 - القدرة التامة.
وعند أبي هاشم تمتاز بحالة خامسة وهي الموجبة لهذه الأربعة يسمونها "بالإلهية"، ثم قال صاحب المواقف: "لنا لو شاركه غيره في الذات لخالفه بالتعيين ضرورة الاثنينية، وما به الاشتراك غير ما به الامتياز"115 ا. هـ
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد نقلاً عن السهيلي اللغوي: "وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس ولا سيما المتكلمين، القول فيها أنها في معنى النفس والحقيقة. ويقولون: ذات البارئ هي نفسه، ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته. ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام في قصة إبراهيم: "ثلاث كذبات كلهن في ذات الله"116، وقول خبيب: "وذلك في ذات الإله"117، قال: وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا، ولو كان كذلك لجاز أن يقال عند ذات الله واحذر ذات الله، كما قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} 118، وذلك غير مسموع، ولا يقال إلا بحرف "في" الجارة وحرف "في" للوعاء، وهو معنى مستحيل على نفس البارئ تعالى، إذا قلت: جاهدت في الله تعالى وأحببتك في الله تعالى محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة، لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء. وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته، فيكون الحرف على بابه كأنك قلت: هذا محبوب في الأعمال التي في مرضاة الله وطاعته، وأما أن تدع اللفظ على ظاهره فمحال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا ثبت هذا فقوله في ذات الله أو في ذات الإله إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله، فذات وصف للديانة، وكذلك هي في الأصل، موضوعها نعت لمؤنث. ألا ترى فيها تاء التأنيث وإذا كان الأمر كذلك فقد صارت عبارة عما تشرف بالإضافة إلى الله تعالى عز وجل، لا عن نفسه سبحانه، وهذا هو المفهوم من كلام العرب، ألا ترى إلى قول النابغة:
يجلهم ذات الإله ودينهم
فقد بان غلط من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيف إليه"اهـ كلام السهيلي.
وقال الحافظ ابن القيم معلقاً على هذا الكلام ومستحسناً: "وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء".
وأصل هذه اللفظة هو تأنيث "ذو" بمعنى صاحب، فذات كذا صاحبة كذا في الأصل. ولهذا لا يقال ذات الشيء إلا لما له صفات ونعوت تضاف إليه فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت، ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن "هان" وغيره على الأصوليين قولهم "الذات"، وقالوا: لا مدخل للألف واللام هنا كما لا يقال "الذو" في "ذو" وهذا إنكار صحيح، والاعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء وحقيقته وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوها باللام وجردوها، ومن هنا غلطهم السهيلي. فإن الاستعمال، والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي، فإن العرب لا تكاد تقول رأيت الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب ومن جهته. وهذا كجنب الشيء. إذا قالوا: هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته لا يريدون غير هذا البتة. فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظن من ظن أن هذا هو المراد من قوله عليه الصلاة والسلام: "ثلاث كذبات في ذات الله" وقول خبيب رضي الله عنه: "وذلك في ذات الإله"، فغلط واستحق التغليط، بل الذات هنا كالجنب في قوله تعالى: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} 119، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال هاهنا: فرطت في نفس الله وحقيقته. ويحسن أن يقال: فرطت في ذات الله كما يقال: فعل كذا في ذات الله، وقتل في ذات الله، وصبر في ذات الله، فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصراهـ120.
الفصل الأول: معنى الإلهية لغة وشرعاً
قال أهل اللغة: إن "إله" فعال بمعنى مفعول، مثل كتاب بمعنى مكتوب، وإمام بمعنى مؤتم به، فيكون معناه "معبود" ويقال: "أَلَه" يألَهُ بالفتح فيهما "إلهةً" أي عبادة وفيه قراءة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما {ويذرك وإلاهتك} بكسر الهمزة أي عبادتك. وكان يقول: إن فرعون كان "يعبد" ومنه قولهم "الله" أصله "إلاه" على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود، فلما دخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام و"إلاَهَةُ" اسم للشمس غير مصروف بلا ألف ولام، وربما صرفوه وأدخلوا عليه الألف واللام، فقالوا: "الإلاَهَةُ" كأنهم سموها "الإلاَهَةَ" لتعظيمهم لها وعبادتهم إياها، ومنه بيت لِمَّية بنت عتبة بن الحارث:
تروحنا من اللعباء قسرا
فأعجلنا الإلاَهَةَ أن تؤويا
على مثل ابن أمية فانْعَياه
تشقُّ نواعِمُ البشر الجُيوبا121
الآلهة الأصنام سموها بذلك لاعتقادهم أن العبادة مستحقة لها وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه "التأله" التنسك والتعبد، تقول: "أَلَهَ" أي تحير وبابه "طَرَبَ" وأصله وَلَه يَوْله وَلَهَا122 ا. هـ ويقال: أله بالمكان كفرح إذا أقام، ومنه قول الشاعر:
أَلِهْنا بدار تبين رسومها
كأن بقاياها وشوم على اليد123
والإله ينطلق على المعبود بحق وباطل وأما "الله" لا ينطلق إلا على المعبود بالحق124 اهـ.
وهذه المعاني اللغوية تلتقي كلها عند الآتي:
إن لفظة "إله" مأخوذة من التأله، وهو التعبد وجمعه آلهة "وإله والآلهة" ينطلقان على كل ما عُبد بأي نوع من أنواع العبادات ولو كان المعبود جماداً.
وأما لفظ الجلالة "الله" فلا ينطلق إلا على المعبود بالحق، وهو خالق السماوات والأرض، ومدبر الأمر فيهما سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما يعنيه الاستثناء في قولنا نحن المؤمنين: "لا إله إلا الله" لأن المعنى نفي استحقاق العبادة عن جميع الآلهة وإثباتها لله وحده، أي لا معبود بحق إلا الله، لأنه الخالق الرازق {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ} 125، وهو سبحانه موصوف بجميع الكمالات، ومنزه عن جميع النقائص فعيادة غيره معه أو دونه تعتبر تنقصاً له سبحانه، لأن في ذلك تشبيه المخلوق الضعيف العاجز بالخالق القادر على كل شيء القوي المتين الغني عن كل شيء، الغني وصف ذاتي له سبحانه. كما أن الفقر والعجز والضعف أوصاف ذاتية للمخلوق.
من هنا تعلم وجه خطأ أولئك الذين يفسرون كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" بـ"لا خالق إلا الله" أو رازق أو شبه ذلك من معاني الربوبية التي لم يختلف فيها أحد من بني آدم عبر التاريخ الطويل.
والتفريق بين توحيد العبادة الذي دلت عليه كلمة التوحيد، وبين توحيد الربوبية الذي لم يقع فيه نزاع كما تقدم أمر ضروري، وتوحيد الربوبية إنما يبحث ليستدل به على توحيد العبادة الذي عجز عن تحقيقه كثير من الناس في هذا العصر، واختلط عليهم الأمر، والله المستعان.
فالتفسير المشار إليه مخالف للغة العربية التي نزل بها القرآن كما ترى، فلا يلتفت إليه لأنه يتضمن تجاهل حقيقة التوحيد الذي طبقت عليه دعوة الرسل جميعاً والذي اصطدموا من أجله مع أقوامهم وهو توحيد العبادة أي إفراد الله بالعبادة كما انفرد بالربوبية سبحانه.
يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: "اسم "الله" دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى بالدلالات الثلاث:
أ- فإنه دال على الإلهية المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له سبحانه مع نفي أضدادها عنه تعالى، وصفات الإلهية هي صفات الكمال المنزه عن التشبيه والمثال، وعن العيوب والنقائص، ولهذا يضيف الله تعالى الأسماء الحسنى إلى هذا "الاسم العظيم" كقوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 126، ويقال: الرحمن الرحيم، القدوس، والسلام، والعزيز، والحكيم، من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك.
ب- فعلم أن اسم "الله" مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال. والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله.
جـ- واسم "الله" دال على كونه مألوهاً، معبوداً، تألهُهُ الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً وفزعاً إليه من الحوائج والنوائب وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته المتضمنتين لكمال الملك والحمد127.
وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم الجميع صفات كماله، إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا متكلم، ولا فعال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
وصفات الجلال والجمال أخص باسم "الله" وصفات الفعل والقدرة، والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع ونفوذ المشيئة، وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة أخص باسم "الرب" وصفات الإحسان والجود والبر والحنان، والمنة والرأفة واللطف أخص باسم "الرحمن""128 اهـ.
وكلام الحافظ ابن القيم غني عن التعليق لوضوحه في بيان العلاقة أو النسبة بين الربوبية والإلهية. وقال رحمه الله في موضع آخر في كتابه مدارج السالكين: "إن توحيد الربوبية باب لتوحيد الإلهية، فإن أول ما يتعلق القلب بتوحيد الربوبية ثم يرتقي إلى توحيد الإلهية كما يدعو الله عباده في كتابه بهذا النوع من التوحيد إلى النوع الآخر، ويحتج به عليهم، ويقررهم به ثم يخبر أنهم ينقضونه بشركهم به في الإلهية، وفي هذا المشهد يتحقق مقام: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، يقول الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} "129.
هذا، وإن توحيد الربوبية محل إجماع البشر، ولا فرق بين مؤمنهم وكافرهم، بل كلهم يؤمنون بربوبيته، وإن أشرك من أشرك في عبادته.
وأما الصراخ المنكر والقول الهجين الذي سمعته الدنيا لأول مرة في الآونة الأخيرة130، والذي ينادي بكل وقاحة، بإنكار وجود الله تعالى مكابرة، وأنه ليس هو الذي خلق هذا الكون، وأن الدين إنما يقصد به تخدير الشعوب إلى آخر تلك المغالطة، فإنها تهدف إلى تضليل متعمد إذ لا مستند له من العقل والفطرة السلمية بله الشرع، ولا أرى مناقشته هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل يناقش من ينكر وجود الشمس وهي طالعة؟!! وكيف ينكر وجود الخالق من هو مخلوق له وآية من آياته؟!!
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
الفصل الثاني: معنى الصفة والنعت لغة واصطلاحاً
المعنى اللغوي:
يقال: وصف الشيء يصفه وصفاً أي نعته، وهذا صريح في أن الوصف والنعت مترادفان، وقد أكثر الناس القول في الفرق بينهما ولا سيما علماء الكلام، وهو مشهور، ولا داعي للإطالة فيه. وفي اللسان: وصف الشيء له وعليه إذا حلاه، وقيل: الوصف مصدر، والصفة الحلية. وقال الليث: الوصف وصفك الشيء بحليته ونعته، والوصّاف العارف بالوصف131اهـ.
الوصيف "كأمير" الخادم أو الخادمة، أي غلاماً كان أو جارية، وربما قالوا للجارية: وصيفة والجمع وصائف، وجمع الوصيف وصفاء. وفي الأثر: "نهى عن بيع العُسَفَاء والوُصَفَاء"، وفيه حديث أم أيمن: "إنها كانت وصِيفَةً لعبد المطلب"132اهـ.
استوصف الطبيب لدائه سأله أن يصف له ما يتعالج به، والصفة كالعلم والجهل والسواد والبياض. وأما النحويون فليسوا يريدون هذا، بل الصفة عندهم النعت أي المشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة133اهـ.
المعنى الاصطلاحي:
والصفة في اصطلاح المتكلمين حال وراء الذات، أو ما قام بالذات من المعاني والنعوت وهي في حق الله تعالى نعوت الجلال والجمال والعظمة والكمال، كالقدرة والإرادة والعلم والحكمة.
والصفة غير الذات وزائدة عليها من حيث مفهومها وتصورها، بيد أنها لا تنفك عن الذات، إذ لا نتصور في الخارج ذاتاً مجردة عن الصفات، هذا وإن صفات الله تعالى توقيفية فلا مجال فيها للاجتهاد والاستحسان، بل الواجد الوقوف عند ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، قال الإمام أحمد في هذا الصدد: "لا يتجاوز الكتاب والسنة"، إذ لا يصف الله اعلم بالله من الله، ولا يصفه في خلقه أعلم من رسوله عليه الصلاة والسلام. ولا يقال في صفاته: هي مجاز بل صفاته كلها حقيقة على ما يليق بالله سبحانه، كما أن صفات خلقه حقيقة، حقيقة تناسب حالهم وضعفهم وحدوثهم. فليست الحقيقة كالحقيقة كما هو الشأن في الذات، لأن ذات الله حقيقة، حقيقة تليق به سبحانه، وذوات المخلوقات حقيقة أيضاً، والحقائق مختلفة هنا وهناك.
فليعلم ذلك لأنه مقام مهم، ومزلة أقدام زلّت فيها أقدام كثير من علماء الكلام، والله المستعان.
فإيماننا بصفات الله تعالى على وفق إيماننا بذاته تعالى، وهو إيمان إثبات وتسليم لا تكييف فيه ولا تشبيه، وبالتالي لا تحريف فيه ولا تعطيل، بل إيماننا بالله وبصفاته في ضوء قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} 134، وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} 135، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} 136، وما في هذا المعنى من نصوص الكتاب والسنة التي تدل على التنزيه الكامل مع إثبات الصفات إثباتاً لا يصل إلى التشبيه والتجسيم.
وهذه النصوص تتفق مع الأدلة العقلية التي تدعو إلى الإيمان بجميع كمالات الرب تعالى بالجملة، كمال الذات، وكمال الصفات، وكمال الأفعال.
ولا فرق فيما ذكرنا عند السلف بين صفات الذات كالقدرة والإرادة، والعلم مثلاً، وبين صفات الأفعال كالاستواء والنزول والمجيء لأنها كلها جاءت بها نصوص الكتاب والسنة، والعقل السليم لا يرفض ذلك، بل يبادر إلى قبوله.
فمن غير الجائز إذاً التفريق بين ما جمع الله في كتابه، أو فيما أوحى به إلى رسوله عليه الصلاة والسلام.
الفصل الثالث: مفهوم الذات في القرآن الكريم
تحدث القرآن عن الذات الإلهية في عديد من الآيات "دون تصريح بلفظ الذات" وكثيراً ما يصدر الحديث باسم "الله" فالله علم على الذات العلية مثل:
- قوله تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} 137.
- وقوله تعالى: {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} 138.
- وقوله تعالى: {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} 139.
- وقوله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} 140.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقوله تعالى: {اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} 141.
- وقوله تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} 142.
- وقوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 143.
- وقوله تعالى: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} 144.
- وقوله تعالى: {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ} 145.
- وقوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} 146.
- وقوه تعالى: {الرَّحْمَنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ* خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} 147.
فالله والرحمن وغيرهما من أسماء الله إنما هي أعلام دالة على ذات الله تعالى، وهي مع كونها أعلاماً دالة على الذات، وهي أيضاً أوصاف كمال.
وآيات أخرى كثيرة، هذا، وليس بين المؤمنين بالله وبكتابه وبرسوله عليه الصلاة والسلام، وما جاء به من الهدى خلاف في أن مقام الإلهية فوق كل مقام. وأن ذاته سبحانه فوق كل الذوات، وأن له سبحانه الكمال المطلق في ذاته وصفاته.
ثم إنه من غير الجائز عقلاً وشرعاً محاولة إدراك حقيقة ذاته، وصفاته بل العجز عن الإدراك هو الإدراك كما يحكى ذلك عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه148.
هذا ... وذات الله - مع أنها فوق أن تدرك، وفوق أن تحد - قد وصفت في القرآن بصفات كثيرة، كالإرادة والعلم، والقدرة وغيرها، وهي صفات كمال الكمال المطلق، ومع هذا فلا بد أن تضاف هذه الصفات إلى "ذات" كما تضاف مثل هذه الصفات وغيرها إلى ذاتنا مع الفارق البعيد بين كمالها في ذات الإله، ونقصها في ذات الإنسان.!!
وقد جاء في القرآن الكريم كثير من الآيات التي تضيف إلى الله صفات فعل تدل على الإيجاد كقوله تعالى: في أول ما نزل من الكتاب: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} 149، ففي الآيات تعريف بذات الله، وأنها تخلق وتعلم، وكقوله تعالى: {اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} 150، وقوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ} 151، وقوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} 152، فذات الإله ذات توصف بالسمع وتوصف بالرؤية وتوصف بالعزة والحكمة {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء* هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 153، وأكثر فواصل القرآن تنتهي غالباً بصفة من صفات الله تعالى، أو بالمزاوجة بين صفتين من صفاته.
ومن النوع الأول:
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} 154، {وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا} 155.
ومن النوع الثاني:
وهو الأعم الأغلب، قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} 156، وقوله: {إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} 157.
هذا ... وقد كان السلف من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم يتلون كتاب الله ويستمعون إلى آيات الكتاب وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فما وقفوا موقف تساؤل أو حيرة أمام صفة من صفات الله، ولا وقع في تفكيرهم أن "الذات" شيء وأن الصفات شيء، أو أنهما وجهان لحقيقة واحدة، أو غير هذا مما دار حوله الجدل واشتد فيه الخصام بين جماعات المسلمين بعد أن مضى عهد الراشدين ودخلت في الإسلام مذاهب وآراء وفلسفات، مع الذين دخلوا في دين الله من فرس وروم وبربر وهنود وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا نترك هذه الفقرة بهد أن استعرضنا نصوصاً من الكتاب العزيز في ذات الله تعالى مع الإشارة إلى موقف المسلمين الأولين من الصحابة والتابعين ومن اقتنع بمنهجهم من أهل العلم، لنرى في الفصل التالي كيف أفصحت السنة عن "ذات الله"، ولنرى هناك أقوالاً لبعض الأنبياء وبعض الصحابة مع النهي عن التفكير في ذات الله لينحصر التفكير في مخلوقات الله التي هي من آياته تعالى.
الفصل الرابع: مفهومات الذات في السنة النبوية
وقد وردت عدة أحاديث فيها إطلاق لفظ "الذات"، وإثباتها الله تعالى ومن ذلك:
أ- حديث أبي هريرة158 عند البخاري، حيث يقول الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام: "لم يكذب إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلا ثلاث كذبات، اثنين منهن في ذات الله عز وجل"159.
1 - قوله: إني سقيم.
2 - قوله: بل فعله كبيرهم هذا.
3 - قوله لسارة هي أخته خوفاً عليها من سلطان جبار وسارة زوجته والقضية مستوفاة في صحيح البخاري.
ب- حديث أبي هريرة في قصة خبيب الأنصاري عندما قتله المشركون حيث قال:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً
على أي شق كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع160
والقصة مذكورة ومكررة في صحيح البخاري في كتاب الجهاد، وفي المغازي، وفي كتاب التوحيد أخيراً.
ج- حديث ابن عباس: "تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله" روي مرفوعاً وهو ضعيف، وروي موقوفاً، قال الحافظ ابن حجر: وسنده جيد.
د- حديث أبي الدرداء: "لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في ذات الله"، قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه منقطع.
ثم قال الحافظ: ولفظ "ذات" في الأحاديث المذكورة بمعنى من أجل أبو بمعنى حق، وأردف قائلاً: ومثله قول حسان:
وإن أخا الأحقاف إذ قام فيهم
يجاهد في ذات الإله ويعدل
وهو كقوله تعالى حكاية عن قول القائل: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} ثم قال الحافظ: فالذي يظهر أن المراد جواز إطلاق لفظ "ذات" لا بالمعنى الذي أحدثه المتكلمون، ولكنه غير مردود إذا عرف أن المراد به النفس لثبوت لفظ النفي في الكتاب العزيز161 اهـ.
هذا ... وقد تقدم تحقيق لفظ "ذات" من حيث اللغة وفي اصطلاح المتكلمين نقلاً عن الحافظ ابن القيم في أول هذا المبحث162.
--------------------------------------------------------------------------------
110 أخرجه مالك 1/ 167، وأحمد 6/ 58، ومسلم 1/ 352، وأبو داود 1/ 547، والترمذي 4/ 524 و5/ 562، وابن ماجه 2/ 1263 من حديث عائشة رضي الله عنها.
111 انظر ص: 147.
112 الأيجي في المواقف ص: 280.
113 سورة طه آية: 110.
114 سورة الإسراء آية: 85.
115 المواقف في علم الكلام ص: 269.
116 أخرجه البخاري 6/ 338 من حديث أبي هريرة.
117 أخرجه البخاري 7/ 379.
118 سورة آل عمران آية 28، 30.
119 سورة الزمر آية: 56.
120 بدائع الفوائد للحافظ ابن القيم 2/ 7 - 8.
121 تاج العروس.
122 مختار الصحاح.
123 تاج العروس.
124 المصدر السابق.
125 سورة النحل آية: 17.
126 سورة الأعراف آية: 180.
127 وسيأتي تفصيل ذلك في الفصل الثاني إن شاء الله.
128 مدارج الساكين 1/ 32.
129 سورة الزخرف آية: 87، وانظر مدارج السالكين 1/ 411.
130 هذا الكلام يعني بالنسبة للعصر الحديث، فلا يَرِدُ موقف الدهرية الذين أخبر عنهم القرآن حيث كانوا يقولون: نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر. ومن كانوا في معناهم مثل الطبيعيين القائلين في تفسير الوجود "المادة والصدفة" ويعتبر موقف الماركسيين جديداً بهذا الاعتبار أي باعتبار هذا العصر.
131 لسان العرب مادة "وصف".
132 تاج العروس، والنهاية لابن الأثير.
133 مختار الصحاح.
134 سورة الشورى آية: 11.
135 سورة الإخلاص آية: 1 - 4.
136 سورة مريم آية: 65.
137 سورة البقرة آية: 255.
138 سورة النساء آية: 87.
139 سورة آل عمران آية: 2.
140 سورة البقرة آية: 257.
141 سورة إبراهيم آية: 2.
142 سورة طه آية: 8.
143 سورة النور آية: 35.
144 سورة النمل آية: 26.
145 سورة الصافات آية: 126.
146 سورة الزمر آية: 23.
147 سورة الرحمن آية: 1 - 4.
148 مقدمة ابن خلدون ص: 435. يقال إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سئل بم عرفت ربك؟ فقال: عرفت ربي بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي، فقيل له: وهل يتأتى لبشر أن يدركه؟ فقال: "العجز عن الإدراك إدراك". من كتاب حل الرموز ومفتاح الكنوز لشارح الفصوص 21، لانقطع بصحة القصة لأنها بلا سند، ولكن للاطلاع والبحث.
149 سورة العلق آية: 1 - 5.
150 سورة الرعد آية: 8 - 9.
151 سورة الشورى آية: 19.
152 سورة المجادلة آية: 1.
153 سورة آل عمران آية: 5 - 6.
154 سورة النساء آية: 32.
155 سورة النساء آية: 126.
156 سورة الفرقان آية: 6 وردت عدة مرات.
157 سورة البقرة آية: 115.
158 صحيح البخاري يراجع فتح الباري كتاب أحاديث الأنبياء 7/ 200، مطبعة البابي الحلبي وأولاده.
159 خصها بذلك لأن قصة سارة وإن كانت أيضاً في ذات الله، ولكن تضمنت حظاً لنفسه ونفعاً له بخلاف الاثنتين الأخريتين، فإنهما في ذات الله محضاً، وفي رواية هشام بن حسان: أن إبراهيم لم يكذب قط إلا ثلاث كذبات، كل ذلك في ذات الله. راجع فتح الباري 7/ 201 ط الحلبي.
160 فتح الباري كتاب التوحيد 17/ 152.
161 فتح الباري 17/ 153.
162 راجع ص 74.(/)
شرح حديث: (إنّ مِنَ البَيانِ لسِحرًا) صالح الفوزان.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 01:46]ـ
رقم الفتوى: 1696.
عنوان الفتوى: شرح حديث: «إنّ من البيان لسحرًا».
نص السؤال: (هل يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم «إنّ من البيان لسحرًا» التحذير من المبالغة في أساليب الكلام والتقعر في الكلمات واختيار الألفاظ)؟
نص الإجابة: قوله صلى الله عليه وسلم «إن من البيان لسحرًا» [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما].
فهم منه بعض العلماء أنه من باب الذم لبعض الفصاحة وذهب أكثر العلماء إلى أنه من باب المدح قال الشيخ سليمان بن عبد الله في " شرح كتاب التوحيد " قلت: والأول أصح وأنه خرج مخرج الذم لبعض البيان لا كله وهو الذي فيه تصويب الباطل وتحسينه حتى يتوهم السامع أنه حق أو يكون فيه بلاغة زائدة عن الحد أو قوة في الخصومة حتى يسحر القوم ببيانه فيذهب بالحق ونحو ذلك فسماه سحرًا؛ لأنه يستميل القلوب كالسحر ولهذا لما جاءه رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من البيان لسحرًا» [رواه الإمام البخاري في " صحيحه " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما] كما رواه مالك والبخاري وغيرهما.
وأما جنس البيان فمحمود بخلاف الشعر فجنسه مذموم إلا ما كان حكمًا ولكن لا يحمد البيان إلا إذا لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب أو تصوير الباطل في صورة الحق فإذا خرج إلى هذا الحد فمذموم وعلى هذا تدل الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها» [رواه الإمام أحمد في " مسنده " من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
وعليه فإنه ينبغي للمسلم أن يتكلم بالكلام المتوسط المعتاد والذي يفهمه السامع ويحصل به المقصود ويكره التقعر في الكلام وفي الحديث الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطّعون» [رواه الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث عبد الله رضي الله عنه] قالها ثلاثًا، قال أبو السعادات: (هم المتعمقون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم)، وقال النووي: (فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام) انتهى.
فضيلة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) حفظه الله.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1696
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 07:55]ـ
جزاك الله كل خي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 03:56]ـ
وخيرا جزاك الله أختي الكريمة ..
أختك ..
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 04:53]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
زهاد ضعفاء
ـ[ابن شهاب الزهري]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 01:53]ـ
الحمد لله الذي حفظ نصوص السنة بعلماء الأمة الجهابدة النقاد،اللذين صفوها تصفية وغربلوها غربلة،
فباتت صافية نقية ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك، فتححقق بحمد الله حفظ الدين و صدق الباري حين قال:"إنا نحن نزلنا الذكر و إن له لحافظون " فلم تذهب جهود الأئمة سدى و لم يستطع حاقد أن يقدح في السنة بالجملة و كل من سولت له نفسه أن يضع حديثا أو يكذب على المصطفى عليه السلام، أو يصحح أو يضعف إلا ووجد سائلا و متحريا يسأله:أنى لك هذا؟؟
فيبهت الكذاب و يتبين صدق الصادق، و يظهر الزاهد الغافل، ...
وممن كثر خطأهم و بان عورهم،طائفة من الزهاد اشتهرت بالتقشف و العبادة و الإنقطاع عن الدنيا،فظهرت بض الأخطاء في رواياتهم ومخالفتها للمحفوظ من أحاديث الأثبات و كان ذالك ناشئ عن كثرة غفلتهم، ووهمهم،و ذالك راجع لعدم تحريهم و تشاغلهم بالعبادة كما أسلفنا.
قال ابن منده: إذا رأيت في سند ما حدثنا فلان الزاهد فاغسل يدك منه ".
و أخرين كذبوا على النبي صلى الله عليه و سلم إثما وعدوان مدعين التقرب إلى الله بكذبهم هذا، كقول قائلهم بعد أن قيل له تكذب على النبي و قد علمت الويل الذي توعد به من كذب عليه متعمدا فقال: أكذب له _صلى الله عليه وسلم_لا عليه" و كأنه صلى الله عليه و سلم يحتاج لمن يختلق أقوالا و ينسبها إليه.
و لنقف على بعض هؤلاء اخترنا ثمانية من النماذج،تدل على عظم ما وقع فيه هؤلاء مع تعبدهم وزهدهم،وما شفع ولن يشفع لهم ذالك.
من كتاب الميزان للذهبي وكتاب الضعفاء و المجروحين لا بن حبان
فمن هؤلاء:
[904] كادح بن رحمة الزاهد /الثقات
من أهل الكوفة يروي عن الثوري ومسعر روى عنه سليمان بن الربيع النهدي كان ممن يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها أو غفل عن الإتقان حتى غلب عليه الأوهام الكثيرة فكثر المناكير في روايته فاستحق بها الترك وهو الذي روى عن مسعر بن كدام عن عطية عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله على أخو رسول الله وروى عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وزيري والقائم في أمتي من بعدي وعمر حبيبي ينطق على لساني وعثمان مني وعلى أخي وصاحب لوائي وروى كادح عن أبي جمرة الضبعي عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال بعد صلاة الجمعة مائة مرة سبحان الله العظيم وبحمده غفر الله له مائة ألف ذنب ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب أخبرنا بهذه الأحاديث كلها حمزة بن داود أبو سليمان قال حدثنا سليمان بن الربيع النهدي قال حدثنا كادح بن رحمة في نسخة كتبناها عنه أكثرها موضوعة ومقلوبة
6927 - كادح بن رحمة الزاهد.
عن سفيان الثوري.
قال الازدي وغيره: كذاب.
وقال ابن عدى: كوفى، يكنى أبا رحمة.
قال الخطابى: كان كادح رفيقي عند جرير الرازي ستين ليلة، فلم أره وضع جنبه ليلا ولا نهارا.
سليمان بن الربيع، حدثنا كادح بن رحمة، حدثنا مسعر، عن عطية، عن جابر - مرفوعا: رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، على أخو رسول الله.
فهذا موضوع.
سليمان بن الربيع - أحد المتروكين، حدثنا كادح، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير)، عن جابر - مرفوعا: أبو بكر وزيرى، والقائم في أمتى من بعدى، وعمر حبيبي ينطق على لساني، وعثمان منى، وعلى أخى وصاحب لوائى.
سليمان بن الربيع، حدثنا كادح، عن ابن أخى الزهري، عن عمه، عن نافع، عن ابن عمر - مرفوعا: من حفظني في أصحابي ورد على حوضى، ومن لم يحفظني فيهم لم يرنى إلا من بعيد.
ابن عدى، حدثنا محمد بن عبد الواحد الناقد، حدثنا أحمد بن يحيى الاودى، حدثنا حسن بن حسين الانصاري، حدثنا كادح العرنى، عن عبدالله بن لهيعة، عن
ابن أبي حبيب، عن مسلم بن جابر الصدفى، عن عبادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة
كتابه ورسوله.
[1172] همام بن مسلم الزاهد شيخ
(يُتْبَعُ)
(/)
من أهل الكوفة يروي عن محمد بن سوقة والثوري روى عنه سليمان بن الربيع الهندي كان ممن يسرق الحديث ويحدث به ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم على قلة معرفته بصناعة الحديث فلما فحش ذلك منه وكثر في روايته بطل الاحتجاج به وهو الذي روى عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم المضمضة والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب أخبرناه حمزة بن داود بن سليمان قال حدثنا سليمان بن الربيع النهدي قال حدثنا همام بن مسلم عن الثوري وهذا خبر باطل موضوع لا أصل لرفعه حدث به بركة بن محمد عن يوسف عن سفيان هذا إنما هو مرسل عن خالد الحذاء عن بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[1281] أبو عباد الزاهد شيخ/ابن حبان
يروي عن مخلد بن حسين ما لم يحدث به مخلد قط لا يحل الاحتجاج به روى عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرجئة والقدرية والروافض والخوارج يسلب منهم ربع التوحيد فيلقون الله كفارا خالدين مخلدين في النار أخبرناه محمد بن المسيب قال حدثنا محمد بن يحيى بن رزين قال حدثنا أبو عباد الزاهد عن مخلد بن حسين ومحمد بن يحيى بن رزين قد تبرأنا من عهدته
(10352) - أبو عباد الزاهد.
عن مخلد بن الحسين، عن هشام، عن الحسن، عن أنس بحديث باطل.
متنه: المرجئة والقدرية والخوارج والروافض يسلب منهم [ربع] (1) التوحيد فيلقون الله كفارا مخلدين في النار، فما أدرى أهو وضعه أو الراوى عنه محمد بن يحيى (2) بن رزين.
أورده ابن حبان في كتاب الضعفاء، وقال: لا يحل الاحتجاج به.
[441] سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد
يروي عن القاسم بن معن ما ليس من حديثه لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار روى عن القاسم بن معن عن أخته أمينة بنت معن عن عائشة بنت سعيد بن أبي وقاص قالت كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يلبسن العقيق في القلائد فسألت عائشة رضى الله تعالى عنها عن ذلك فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر خرز أهل الجنة العقيق حدثناه بن قتيبة ثنا أو ذهل عبيد بن الغازي العسقلني ثنا سلم الزاهد في مجلس آدم بنأبي إياس ثنا القاسم بن معن ثنا بهذا الحديث حاتم بن نصر بن حاتم بأشهر وسنة ثنا عبيد بن الغاز لم يقل في مجلس آدم بن أبي إياس
ميزان
3381 - سلم بن ميمون الزاهد الرازي الخواص.
عن مالك، وابن عيينة.
وعنه محمد بن عوف، وسعد بن عبدالله بن عبد الحكم.
قال ابن عدى: ينفرد بمتون وبأسانيد مقلوبة، وهو من كبار الصوفية.
وقال ابن حبان: وكان من كبار عباد أهل الشام، غلب على الصلاح حتى غفل من حفظ الحديث وإتقانه، فلا يحتج به.
روى عن أبى خالد الاحمر، عن إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس، عن سهل بن أبى حثمة، قال: بايع أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم إلى أجل، فقال على للاعرابي: إن مات النبي صلى الله عليه وسلم فمن يقضيك؟ قال: لا أدرى.
قال:
فأته فسله، فأتاه فسأله، فقال: يقضيك أبو بكر: وذكر الحديث / وآخره: إذا مت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان فإن استطعت أن تموت فمت.
رواه موسى بن سهل الرملي، وأحمد بن إبراهيم بن فلاس، عن سلم بن ميمون.
وقال العقيلى: / حدث بمناكير لا يتابع عليها.
وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
[140/ 2] 3382 - سلم العلوى البصري ابن قيس.
وثقه ابن معين.
وقال البخاري: يروى عن أنس، تكلم فيه شعبة.
وقال شعبة - فيما رواه عبدالله بن إدريس [عنه] سلم ذاك الذى يرى الهلال قبل الناس بليلتين.
وقال هارون بن موسى الاعور حدثنا سلم العلوى، قال: قال لى الحسن البصري: خل يين الناس وبين هلالهم، حتى يراه معك غيرك.
حماد بن زيد، أنبأني سلم العلوى، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه القرع.
قال ابن عدى: سلم مقل، له نحو الخمسة.
وبهذا القدر لا يعتبر أنه صدوق أو ضعيف، لا سيما إذا لم يكن فيما يرويه منكر.
قال النسائي: ليس بالقوى.
5819 - على بن الحسن الطرسوسى.
صوفي وضع حكاية عن الامام أحمد في تحسين أحوال الصوفية.
رواه العتيقي.
8103 - محمد بن كرام السجستاني العابد المتكلم، شيخ الكرامية.
ساقط الحديث على بدعته، أكثر عن أحمد الجويبارى، ومحمد بن تميم السعدى، وكانا كذابين.
قال ابن حبان: خذل حتى التقط من المذاهب أردأها، ومن الاحاديث أوهاها.
وقال أبو العباس السراج: شهدت البخاري، ودفع إليه كتاب من ابن كرام يسأله عن أحاديث، منها: الزهري، عن سالم، عن أبيه - مرفوعا: الايمان لا يزيد ولا ينقص - فكتب أبو عبد الله على ظهر كتابه: [من حدث] بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل.
وقال ابن حبان: جعل ابن كرام الايمان قولا بلا معرفة.
وقال ابن حزم: قال ابن كرام، الايمان قول باللسان، وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن.
قلت: هذا منافق محض، في الدرك الاسفل من النار قطعا، فإيش ينفع ابن كرام أن يسميه مؤمنا.
ومن بدع الكرامية قولهم في المعبود تعالى: إنه جسم لا كالاجسام.
وقد سقت أخبار ابن كرام في تاريخي الكبير.
وله أتباع ومريدون، وقد سجن بنيسابور لاجل بدعته ثمانية أعوام، ثم أخرج وسار إلى بيت المقدس، ومات بالشام في سنة خمس وخمسين ومائتين، وعكف أصحابه على قبره مدة.
وكرام - مثقل - قيده ابن ماكولا، وابن السمعاني، وغير واحد، وهو الجارى على الالسنة.
وقد أنكر ذلك متكلمهم محمد بن الهيصم وغيره من الكرامية، فحكى فيه ابن الهيصم وجهين:
أحدهما كرام - بالتخفيف والفتح - وذكر أنه المعروف في ألسنة مشايخهم وزعم أنه بمعنى كرم أو بمعنى كرامة.
والثانى أنه كرام بالكسر، على لفظ جمع كريم، وحكى هذا عن أهل سجستان وأطال في ذلك.
وقال أبو عمرو بن الصلاح: ولا معدل عن الاول، وهو الذى أورده ابن السمعاني في الانساب، وقال: كان والده يحفظ الكرم فقيل له الكرام.
قلت: هذا قاله ابن السمعاني بلا إسناد، وفيه نظر، فإن كلمة كرام علم على والد محمد سواء عمل في الكرم أو لم يعمل.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 12:10]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل ونفع بك(/)
وما علمناه الشعر وما ينبغي له!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)) رواه البخاري في الجامع الصحيح رقم: (3461).
* * * * * *
بينما أنا أقرأ كتاب من كتب العلامة الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - فإذا بحديث يصادفني جعلني أقف عنده لحظات وأفكر بأمره ولسان حالي يقول: ((كيف يكون هذا من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - والله تعالى قال وقوله الحق: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ .... } يس69))؟!
خاصة أن هذا الحديث في ((صحيح البخاري ومسلم))؟؟ فالشيخ - رحمه الله - في الكتاب الذي قرأته لم يتطرق لشرحه، فذهبت إلى كتاب أشمل منه وهو: ((شرح النووي على صحيح مسلم، جزء 6، صفحة 353 - 354)) ففتح الله - عز وجل - علي حتى وفقني للحصول على الأحاديث وشرحها، فجمعت بين كلامه - سبحانه - وكلام رسوله - صلوات ربي وسلامه عليه - فلله الحمد والمنة ..
شرح الحديث: ((قوله صلى الله عليه وسلم " أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب " قال القاضي عياض: قال المازري: أنكر بعض الناس كون الرجز شعرا لوقوعه من النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ... } وهذا مذهب الأخفش، واحتج به على فساد مذهب الخليل في أنه شعر، وأجابوا عن هذا بأن الشعر هو ما قصد إليه، واعتمد الإنسان أن يوقعه موزونا مقفى يقصده إلى القافية، ويقع في ألفاظ العامة كثير من الألفاظ الموزونة، ولا يقول أحد إنها شعر، ولا صاحبها شاعر، وهكذا الجواب عما في القرآن من الموزون كقوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} آل عمران 92، وقوله تعالى: {نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} الصف13، ولا شك أن هذا لا يسميه أحد من العرب شعراً، لأنه لم تقصد تقفيته وجعله شعرا، (12/ 119) قال: وقد غفل بعض الناس عن هذا القول فأوقعه ذلك في أن قال الرواية (أنا النبي لا كذب) بفتح الباء، حرصاً منه على أن يفسد الروي، فيستغني عن الاعتذار، وإنما الرواية بإسكان الباء، هذا كلام القاضي عن المازري.
قلت: وقد قال الإمام أبو القاسم علي بن أبي جعفر بن علي السعدي الصقلي، المعروف بابن القطاع في كتابه (الشافي في علم القوافي): قد رأى قوم منهم الأخفش وهو شيخ هذه الصناعة بعد الخليل، أن مشطور الرجز ومنهوكه ليسا بشعر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله مولانا ولا مولى لكم))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((هل أنت إلا أصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب)) وأشباه هذا. قال ابن القطاع: وهذا الذي زعمه الأخفش وغيره غلط بين، وذلك لأن الشاعر إنما سمي شاعراً لوجوه منها:
1 - أنه شعر القول، وقصده وأراده واهتدى إليه.
2 - وأتى به كلاماً موزوناً على طريقة العرب مقفى.
فإن خلا من هذه الأوصاف، أو بعضها لم يكن شعراً، ولا يكون قائله شاعراً، بدليل أنه لو قال كلاماً موزوناً على طريقة العرب، وقصد الشعر، أو أراده ولم يقفه، لم يسمَّ ذلك الكلام شعرا ولا قائله شاعراً بإجماع العلماء والشعراء، وكذا لو قفاه وقصد به الشعر، ولكن لم يأت به موزونا لم يكن شعراً، وكذا لو أتى به موزونا مقفى، لكن لم يقصد به الشعر لا يكون شعرا، ويدل عليه أن كثيرا من الناس يأتون بكلام موزون مقفى، غير أنهم ما قصدوه ولا أرادوه، ولا يسمّى شعراً، وإذا تفقد ذلك وجد كثيرا في كلام الناس، كما قال بعض السؤال: ((اختموا صلاتكم بالدعاء والصدقة)) وأمثال هذا كثيرة، فدل على أن الكلام الموزون لا يكون شعراً إلا بالشروط المذكورة، وهي القصد وغيره مما سبق، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بكلامه ذلك الشعر ولا أراده، فلا يعد شعراً وإن كان موزوناً، والله أعلم. انتهى كلامه رحمه الله.
******
أما ما وجدته في كتاب ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري، جزء 9، ص 429)) فهو مقارب جدا لما ذكر آنفا ..
(قوله: " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب " قال ابن التين: كان بعض أهل العلم يقوله بفتح الباء من قوله: (لا كذب) ليخرجه عن الوزن، وقد أجيب عن مقالته – صلى الله عليه وسلم – هذا الرجز بأجوبة:
أحدهما: أنه نظم غيره، وأنه كان فيه: (أنت النبي لا كذب أنت ابن عبد المطلب)، فذكره بلفظ (أنا) في الموضعين.
ثانيها: أن هذا رجز وليس من أقسام الشعر، وهذا مردود.
ثالثها: أنه لا يكون شعراً حتى يتم قطعة، وهذه كلمات يسيرة ولا تسمى شعراً.
رابعها: أنه خرج موزوناً ولم يقصد به الشعر، وهذا أعدل الأجوبة، وقد تقدم هذا المعنى في غير هذا المكان، ويأتي تاماً في كتاب الأدب {1}) انتهى كلامه رحمه الله.
هذا، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح ويرزقنا الإخلاص بهما إنه قريب مجيب وهو الموفق وعليه التكلان ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
{1} (14/ 6)، كتاب الأدب، باب 90، ح 6146.
وكتبته / الراجية عفو ربها: السلفية النجدية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 02:58]ـ
/// بارك الله فيكِ ..
/// ومن الأجوبة عن التَّعارض الظَّاهر بين تمثُّله (ص) بهذين البيتين ونفي تعلُّم الشِّعر عنه في الآية= ممَّا تقدَّم وممَّا لم يتقدَّم:
1 - أنَّ هذين البيتين من إنشاده لشعر غيره لا من نظمه، إذ لا دليل على أنَّه هو من نظمه، وتمثُّله بشعر غيره واردٌ، كما تمثَّل ببيت لبيد العامري:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل /// /// وكل نعيم لا محالة زائل
وببيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا /// /// ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّدِ
2 - أنَّ النَّبي (ص) لم يقصده شعرًا، بل وقع منه موقع الشِّعر، وبيانه في الثالث.
3 - أنَّ الشَّاعر لا يكون شاعرًا بنظم بيتٍ أوبيتين، إذ قد يقع على لسانه قصدًا ولا يحسن النَّظط على البحور ولا التَّقفية، وإيضاحه في الرَّابع.
4 - أنَّ النَّبي (ص) لو كان يعلم الشِّعر لما وقع منه خطأ في إنشاد بيت العبَّاس بن مرداس، حيث قال:
أتجعل نهبي ونهب العُبيد /// /// بين الأقرع وعيينة
وإنَّما البيت:
أتجعل نهبي ونهب العُبيد /// /// بين عيينة والأقرع
/// حتى أصلح العبَّاس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - البيت له، فقال أبو بكرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكان حاضرًا: أشهد أنَّك كما قال الله تعالى: ((وما علَّمناه الشِّعر وما ينبغي له)).
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[20 - Mar-2009, صباحاً 11:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 11:35]ـ
وفيك بارك الله أخي الموقر (عدنان البخاري) ..
مداخلة مباركة، نفع الله بك ..(/)
هل تراجع الشيخ الألباني رحمه الله عن هذه الزيادة؟؟
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[20 - Mar-2009, مساء 09:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام النبلاء!
أود أن أعرف إن كان الشيخ العلامة الألباني رحمه الله، قد رجع عن رأيه في زيادة (ومغفرته)
في رد السلام أم لا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 04:08]ـ
نقل الشيخ ابو اسحاق الحويني انه رجع عن تصحيح الرواية إلا انه بقي مع عموم الآية.
وإليك الرابط الصوتي للشيخ ابي اسحاق:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28443
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 05:51]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 10:13]ـ
الشيخ ضعف الحديث إلا انه صحح معناه من الآية مع العلم أن ما ذهب إليه ضعيف جدا في هذه الزيادة لعدم علمنا بسلف له في المسألة أولا و لمخالفته حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه الذي نقله بن كثير في تفسيره:
عن سلمان الفارسي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له: وعليك، فقال له الرجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي، فقال إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً فرددناها عليك.
قال ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر هذا الحديث: وفي هذا دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
و الحديث نقله بن ابي حاتم و الطبري
رجال السند ثقات الا هشام بن لاحق عن عاصم الأحول ففيه خلاف قال بن حجر في اللسان:
وقال أحمد تركت حديثه. قلت وكان قد روى عنه وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به وهو أبو عثمان المدائني قواه النسائي انتهى. وذكره العقيلي في الضعفاء ونقل عن أحمد قال حدثنا هشام بن لاحق أبو عثمان المدائني ثنا عاصم فذكر حديثا ثم قال كتبت عنه أحاديث عن عاصم رفعها لا يرفعها الناس وقال العقيلي والساجي قال البخاري هو مضطرب الحديث عنده مناكير أنكر شبابة أحاديثه قال الساجي وهو لا يتابع وقال ابن عدي أحاديثه حسان وأرجو أنه لا بأس به وذكره ابن حبان أيضا في الثقات فقال روى عن عاصم وعنه أحمد بن هشام بن بهرام نسخة في القلب من بعضها. اهـ
ان كانت صحة الحديث مختلف فيها إلا انه أولى من حديث و مغفرته فهو ضعيف مطلقا و كذلك ثبت نهر الصحابة على الذين يزيدون في بداية السلام فلا فرق بين بدايته و نهايته و اجتهاد في مثل هذا الموضع بعيد جدا.
فعلى هذا ما ذهب اليه السيخ رحمه الله اجتهاد على تفسير عام للآية لم يقل به احد من السلف
- نقل الينا خلافه من حديث عمار بن ياسر
- انكار الصحابة على من زاد في السلام ابتداءا
- لو كان ذلك جائزا لنقل الينا تواترا لأن السلام مما يذكر في اليوم مئات المرات بين الناس و لم تصلنا زيادات صحيحة فيه.
- قول عبد الله بن العباس في انتهاء السلام الى و بركاته.
أخرج مالك في الموطأ عن بن عباس قال انتهى السلام إلى البركة وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد الله بن بأبيه قال جاء رجل إلى بن عمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال حسبك إلى وبركاته انتهى إلى وبركاته.
فهذا عام صحيح لا يعارض بضعيف محتمل
و كذلك ما جاء في جامع معمر بسند قوي جيدا: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن نافع، أو غيره، أن رجلا كان يلقى ابن عمر، فيسلم عليه فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومغفرته ومعافاته، قال: يكثر من هذا، فقال له ابن عمر: " وعليك مائة مرة، لئن عدت إلى هذا لأسوءنك "
- شعب البيهقي، أن ابن عباس أتاهم يوما في مجلس فسلم عليهم، فقال: سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال: " من هذا؟ "، فقلت: عطاء، فقال: " انته إلى وبركاته "، قال: ثم تلا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
و لو تتبعنا لوجدنا الكثير من الاثار التي ترد مثل هذه الزيادة أما التفريق بين الإبتداء في السلام و الإنتهاء لا حجة فيه و لم يقم عليه دليل فلا فارق بينهما.
و ربما قال احد ان هناك آثار تشرع الزيادة فنقول اغلبها ضعيفة و الأصل عند الخلاف دفع المفسدة قبل جلب المصلحة فالاحسن في مثل هذه الامور اجتناب الزيادة فان كنا نقتصد في سنة لاجتناب بدعة فما بالك بزيادة لم تثبت و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 10:46]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله.
الشيخ ضعف الحديثمع العلم أن ما ذهب إليه ضعيف جدا في هذه الزيادة ... أليس هذا ضرب من التّناقض؟. و ما معنى قولك إلاّ أنّه صحّح معناه؟ ماذا تقصد بذلك أو ماذا تريد من ذلك؟.
ما نعرفه عنه هو أنّه قد كان صحّح الحديث>> يعمل به (هذا ظاهر من أشرطته).
و في النّهاية تراجع عنه (=ضعّفه=لا يعمل به) كما نقل عنه تلميذه العلاّمة الحويني.
فأين هو المشكِل؟!!.
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 10:52]ـ
ما قاله الحويني وهم منه بل صحح معناه من الآية كما اخبرنا بذلك تلميذه ابا اليسر الشيخ تراجع عن صحة سند الحديث الا انه قال معناه صالح اي تستطيع زيادة و مغفرته في الرد على السلام بدليل الآية وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً.
اي يزيد و مغفرته بدليل الآية و ليس من الحديث الضعيف و هذا ما اجاب به الشيخ الحلبي كذلك و الشيخ مشهور.
http://www.alalbany.name/audio/842/842_c_20.rm
سئل الشيخ علي الحلبي عن هل تراجع الإمام الألباني عن تصحيح زيادة ومغفرته فأجاب:
أقولُ كما كان شيخُنا يقولُ في بعضِ أجوبتِه، ونتشبَّهُ به؛ إنَّ التشبُّهَ بالكِرامِ فَلاحُ، يقول: (نعم، ولا). أما نعم: فلأنه تراجعَ عن تصحيح هذه الزيادةِ بالنسبة لإسنادِ روايةِ البُخاري في "التاريخ الكبير"؛ فقد كان الشيخُ يظنُّ أن ابنَ حُمَيد: هو ثقة. بينما ظهر له مِن بعد أنه: ابن حُميد الرازي، وهو ضعيف. فضعَّف الزيادةَ في السَّند، لكنه لم يُضَعِّفِ الزيادةَ بالشواهد؛ فقد حسَّنها بشاهدٍ مَروِيٍّ عن ابنِ عمر في "شعب الإيمان" للبيهقي، وبِعمومِ النصِّ القرآنيِّ في ردِّ السلام بِمثلِه أو بأحسنِ منه. واللهُ تعالى أعلم ..
قال الشيخ مشهور الشيخ تراجع عن تصحيحها من ناحية إسنادية لكن بقي على الزيادة من ناحية عموم الآية
اما في مسائل الشيخ الالباني رحمه الله فأسأل تلاميذه و ليس الحويني فهو ليس معدودا منهم
اما قولي ما ذهب اليه الشيخ ضعيف فقصدي في فتواه بجواز الزيادة من الآية، طالع في هذه المسألة فتوى الشيخ عبد الله فقيه و الله اعلم
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 11:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قاله الحويني وهم منه
اعذرني أخي التقريتي، ولكنك أنت الواهم ... ودعك من العجلة فليس فيها فلاح.
فأما الشيخ المحدث الحويني قال بنفس ما قاله الشيخ الحلبي والشيخ مشهور ... ألا وهو: تراجع الشيخ عن تصحيح الحديث، إلا أنه بقي مع عموم الأية
ولعلك تراجع:
نقل الشيخ ابو اسحاق الحويني انه رجع عن تصحيح الرواية إلا انه بقي مع عموم الآية.
وإليك الرابط الصوتي للشيخ ابي اسحاق:
http://www.islamway.com/?iw_s=lesson...esson_id=28443
والله يغفر لي ولك ولجميع الإخوة والأخوات
ودمتم بودّ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 11:25]ـ
قلت انه وهم منه على قول اخينا عامي (=ضعّفه=لا يعمل) به و هو قول الكثيرين من الدين نقلوا عن الحويني فلا احسب كل هذا الجمع يخطئ هكذا في النقل عن الحويني
و على كل الاحوال لا انصح الاخوة الاخد عن الحويني في غير علم الحديث و الله اعلم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 11:39]ـ
مدار الرّؤية عندك مُستسقاة من إخبار أبي اليسر لكم، لكن لا أظنّه-أي أبي اليسر-لعلّه واهم.
فالمعروف و المشهور عن الشّيخ رحمه الله أنّه من أشدّ النّاس نهيا عن العمل بالحديث الضعيف حتّى و إن كان في فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق، و ما أفنى حياته عليه إلاّ ذلك المشروع المسمّى ب "التّصفية و التّربية" ..
خلاصة القول: كان يزيد و مغفرته بدليل الحديث الذي كان قد صحّحه و ليس بدليل الآية، كيف لا و هو القائل: (كل نص عام لم يجر العمل على عمومه فلا يجوز الاحتجاج بعمومه). و بصيغة أخرى: (كلّ نصّ عام لم يجر العمل من السّلف الصّالح على جزء من هذا النص العام فالعمل بهذا الجزء العام من البدع الإضافية).
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 11:46]ـ
لم يعجبك التسجيل بصوت الشيخ يا اخ عامي و قول ابي اليسر الذي لازم الشيخ ثمان عشر سنة و زكاه الشيخ الالباني بنفسه و قول الشيخ الحلبي و قول الشيخ مشهور!!!!!
اتقي الله يا اخ عامي فاعد النظر فيما كتبته و لا تكن ممن يتبعون هواهم
استغفر الله احيانا هناك من الاخوة من لا ينتبهون لما يكتبونه
و على كل حال هذا تسجيل الشيخ مشهور ايضا
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=tadevi&id=8666&coid=118085
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[22 - Mar-2009, مساء 11:59]ـ
ما انتبهتُ لنقلك عن الشّيخ مشهور بسبب تعديلك.
قال الشيخ مشهور الشيخ تراجع عن تصحيحها من ناحية إسنادية لكن بقي على الزيادة من ناحية عموم الآية
أمّا هذه:
فأسأل تلاميذه و ليس الحويني فهو ليس معدودا منهمأصلا ما لنا و مال تلاميذته في هكذا مسائل، و الشّيخ قد انتقل إلى حياة البرزخ!!
فالواجب دائما و أبدا الحيطة و الحذر و إلجام اللسان عن الزّلل، و محاولة التماس (الأعذار) و توجيه اجتهادات العلماء على غرار ما عُلِم منهم من تقعيد و تأصيل، و إلاّ لكانت إضافة شيء إليهم من القدح و الطّعن -دون أن ندري- و يكون ذلك ذريعة لبعض ضعاف القلوب لل .. و أنتم تعلمون البقيّة.
مودّتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:10]ـ
اراك تقفز من موضوع لآخر الا يكفيك ما رددته من كلام الشيخ و كلام تلاميذه والآن تنتقل لموضوع الحويني و تلاميذ الشيخ الالباني رحمه الله هداك الله دعك من هذا فقد اجبانك و شرحنا لك امر سؤالك اما ان اردت مناقشة الحويني و تلاميذ الشيخ الالباني رحمه الله فأسأل بنفسك أو اسأل العلماء و لا تدخلنا في هذه المتاهات
قد قدمت نصيحة للاخوة و ادري جيدا لماذا قدمتها و من اراد المزيد من الاستفسار فليس هنا مكانه عندك هواتف العلماء الكبار فاتصل بهم ان اردت و السلام عليكم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:13]ـ
للتّوجيه فقط
قال الشيخ مشهور الشيخ تراجع عن تصحيحها من ناحية إسنادية لكن بقي على الزيادة من ناحية عموم الآيةقال الشّيخ الحلبي: لكنه لم يُضَعِّفِ الزيادةَ بالشواهد؛ فقد حسَّنها بشاهدٍ مَروِيٍّ عن ابنِ عمر في "شعب الإيمان" للبيهقي، وبِعمومِ النصِّ القرآنيِّ في ردِّ السلام بِمثلِه أو بأحسنِ منه. واللهُ تعالى أعلم ..
و عليكم السلام و رحمة الله.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:17]ـ
قولك:
قلت انه وهم منه على قول اخينا عامي (=ضعّفه=لا يعمل) به
لا يسلم لك، وليس بعذر تعتذر به، وكان عليك أن تراجع كلام العلامة الحويني قبل أن تكتب ما كتبت.
ولو سلمنا أنه لم يتيسر لك الرجوعُ إلى كلام الشيخ - حفظه الله - كان عليك -على الأقل- تقول: إن صح ما نقله عنه أخونا عامّي فلعل الشيخ قد توهم ... فهكذا يكون العلم والأدب ... فالله المستعان لا رب سواه
وأما قولك:
هو قول الكثيرين من الدين نقلوا عن الحويني فلا احسب كل هذا الجمع يخطئ هكذا في النقل عن الحويني
وأنا أعرف جمعا فهموا ما فهمتُ من كلام الشيخ الحويني وهو في غاية الوضوح فلا أحسبهم أيضا يخطئون، فارجع إلى كلامه فلقد نقله أخ قبل مشاركتكَ وأعدت نقلهُ لكَ ... فراجعه في مظانه.
ولم ينقضي عجبي حقا!
نقول قال الحويني كذا!! فيقول بعضهم لا أحسب أن الجمع يخطئ في نقله عن الشيخ خلاف كذا!!
فأي القولين نأخذ به؟! ... فتأمل!
وأما قولك:
و على كل الاحوال لا انصح الاخوة الاخد عن الحويني في غير علم الحديث و الله اعلم
لا تعليق
ومن باب الفائدة -وهي فائدة تعلمناها من الشيخ الحويني حفظ الله في قبول أي خبر-:
"لا نقبل خبر المجهول ... ولا سيما إن كان المتكلم مجهول الحال والعين!! "
ودمتم بودّ
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:18]ـ
يا اخ عامي اسمع تسجيل الشيخ الالباني رحمه الله ففيه الجواب بالتفصيل أما الزيادة فلا تصح لا من الآية و لا من الآثار وخ قد ضعفها الشيخ مقبل الوادعي و غيره كثير من العلماء
الشيخ الالباني رحمه الله له قدره لكن نحن نتبع الحق و في هذه الحق مع غيره من العلماء ظاهر فلا تحاول تصحيح الزيادة و قد ضعفها الشيخ الالباني بنفسه في التسجيل الصوتي فاستمع له و الله اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:21]ـ
بل يسلم لي يا اخي لانه نقل من جمع موثوق منهم و هذا هو اساس الاسناد و دعنا من هذا الجدال العقيم فاهتم بما هو مفيد خير لك و لي
فلا طائل منه بل لا تعليق على ما قلته انت فلا ادري اين المنفعة فيه لو تأملته جيدا فانصحك بمثل ما نصحت به الاخ عامي عندك هواتف العلماء الكبار فأتصل بهم و لا داعي للنقاش العقيم فسيأتيك الحق منهم فمشكلتكم انكم تجادلون بدون علم
هدانا الله الى الحق
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:30]ـ
و زيادة للفائدة ليس كل عالم عندك هو بعالم عندي فتنبه لذلك
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:46]ـ
الأخ التقرتي هداك الله
قولك:
فلا تحاول تصحيح الزيادة و قد ضعفها الشيخ الالباني بنفسه في التسجيل الصوتي فاستمع له و الله اعلم
أين رأيتني أحاول تصحيحها هداك الله؟
فكلّ ما تقدّمتُ به بين يدي هذه المشاركة ما هي إلاّ محاولة لتوجيه كلام الشيخ الألباني على غرار نقيض ما تريده أنت،
أمّا عن نفسي لا أعمل بتلك الزيادة.
و كفاك من قول فلان و علاّن،
و لي لك سؤال واحد،
هات لي بأن الشيخ الألباني ضعّف الحديث و عمل بالآية، هات لي بذلك. (سواء من كتبه أو أشرطته)
إذا عجزت فاعلم حينها أن كلّ هذا الكلام الذي أتحفتنا به مكانه هو سلّة المهملات.
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 12:57]ـ
ماذ ا تقصد بقولك؟ أن الشيخ مشهور كاذب لما قاله في تسجيله ام تعتقد ان الشيخ ابا اليسر كاذب فيما اخبرنا به مرارا؟ أم انك تكذب كلام الشيخ الالباني بنفسه في التسجيل؟
يا عامي ان لم تسمع التسجيلات التي ارسلتها لك فهل ينفع ان اعيد ارسالها لك هي امامك في الروابط افقهها ثم تعال و ناقش فان لم تعجبك الاشرطة عندك هاتف الحلبي و الشيخ مشهور و ابا اليسر اتصل بهم ثم كذبهم ان اردت فربما يلزمك سؤال الشيخ الالباني بنفسه في قبره
و الله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:11]ـ
ننقل كلام الشيخ الالباني بنفسه من الشريط و الشريط في الرابط بصوته فمن اراد تكذيب صوت الشيخ بنفسه فليتفضل:
http://www.alalbany.name/audio/842/842_c_20.rm
قال الشيخ هذا شاهد من حيث ان الحديث الضعيف اذا شهد لمعناه نص قرآني فهو من حيث المعنى صحيح ذلك لأن قوله تباك و تعالى إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها. فإذا كان لابتداء السلام درجاته الثلاث السلام عليكم .... و بركاته فأحسن درجات القاء السلام و ابتداءه أن يقول المسلم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فإذا اراد المسلم أن يطبق الآية الكريمة فحيوا باحسن منها فهو لابد أن يزيد شيئا على ما ألقاه المبتدي من سلامه و الا يكون قد طبق شطرا من الآية دون الشطر الآخر منها و هو الأكمل حيث قال احسن منها أو ردوها .....
هذا كلام الشيخ بنفسه في الشريط الحديث ضعيف و المعنى صحيح فماذا تريد اكثر من صوت الشيخ يا عامي؟ و هذا ما قاله الشيخ مشهور في التسجيل فإن كان الشيخ الالباني رحمه الله بصوته يقول الحديث ضعيف و معناه صحيح من الآية فماذا تريد؟؟؟
سبحان الله يا اخوة لا تتعصبوا للشيوخ شيخ اخطأ فأين المشكل؟ هل هو معصوم
الله المستعان هؤلاء المتعصبة يفسدون اكثر مما يصلحون
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:16]ـ
و على كل الاحوال لا انصح الاخوة الاخد عن الحويني في غير علم الحديث و الله اعلم
قال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شىء يسرك فى القيامة أن تراه
إلى ديان يوم الدين نمضى وعند الله تجتمع الخصوم
ما شاء الله على العلم بلغت من العلم مبلغا حتى أصبحت تعدل وتجرح!!!!!!!!
قال الذهبى: والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع.
الكلام يطول وفى هذا القدر كفاية لمن أراد الهداية
وما كان دافعى من الكتابة إلا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:22]ـ
لا تعجبك نصيحة نصح بها كبار العلماء؟ عندما يسألني الله سبحانه و تعالى عن ما كتبته يا اخ محمد المناوى اقول له سألت العلماء فأجابوني أما انت فما انت قائل في رد كلام العلماء؟ أو أنك لا تجرء في الطعن في كلامهم فتتحامل على أخيك التقرتي؟
و لو نقلت حرفيا ما نصح به العلماء لكان اكثر مما كتبته يا اخ فقد نصحتك عندك هواتف العلماء فاتصل بهم أو انك تكثر الكتابة فيما لا يفيد؟ اقطع الشك باليقين خد هاتف واحد من كبار اهل العلم المشهود لهم ثم اسأله بماذا تنصحني فسيجيبك و الله المستعان
شريطين للشيخ النجمي و الشيخ مقبل رحمهم الله و يوجد غيرهم كثير من العلماء
http://ia360932.us.archive.org/0/items/Fatawa_3olama2_Fi_Al7owaini/Shejk_Najmi_64kb.mp3
http://ia360932.us.archive.org/0/items/Fatawa_3olama2_Fi_Al7owaini/Shejk_Muqbil_64kb.mp3
و هذا كلام العلماء ان اعجبك فاطعن فيهم و قل لهم ما قلته لي ان اردت أما عني فقد اتيتك بالشريط الصوتي فمن اراد أن يأخد بكلام العلماء فليأخد و من اراد الجدال فحسبي الله و نعم الوكيل من امثالكم
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:37]ـ
عجيب خلط حقّا بباطل، فقال راويا عن الشّيخ:
قال الشيخ هذا شاهد من حيث ان الحديث الضعيف اذا شهد لمعناه نص قرآني فهو من حيث المعنى صحيح ذلك لأن قوله تباك و تعالى إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ....
و نسي ما خطّته أنامله حكاية عن الشيخ الحلبي:
لكنه لم يُضَعِّفِ الزيادةَ بالشواهد؛ فقد حسَّنها بشاهدٍ مَروِيٍّ عن ابنِ عمر في "شعب الإيمان" للبيهقي، وبِعمومِ النصِّ القرآنيِّ في ردِّ السلام بِمثلِه أو بأحسنِ منه. واللهُ تعالى أعلم ..
لذلك سألتك هذاك السّؤال، لأنّه يستحيل على الشّيخ أن يصحّح المعنى مجرّدا عن الحديث مُكتفيا بالآية. و إلاّ و قع فيما ينهى عنه، و هذا جدّ بعيد.
لعلّك فهمتَ عنّي ماذا أريد. و شكرا على سعة صدرك.
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 01:51]ـ
اظنك انت من لم تفهم يا اخ عامي هو لم يصحح الحديث انصحك بدراسة الفية العراقي ربما تفهم التفريق بين تصحيح متن الحديث و الحديث بذاته فالشيخ لم يصحح الحديث بتاتا افهم ذلك!!!!
هو يقول المعنى صحيح بالآية و الاثر لكن الحديث ضعيف فتصحيح الحديث بالشواهد هذا باب آخر في مصطلح الحديث فادرس هذا الباب يا اخ عامي لكي لا تخلط المصطلحات ببعضها فمشكلتك انك لم تدرس ذلك لذلك انت تتخبط في الكلام اما ما قلته لك فهو صحيح لا غبار عليه الشيخ الالباني ضعف الحديث لكن قال العمل بمعناه صحيح من الآية و الاثر فأفهم ذلك أما قولك يستحيل على الشّيخ أن يصحّح المعنى مجرّدا عن الحديث مُكتفيا بالآية ماذا تقصد به أنه لا يحق للشيخ الاستدلال بالقرآن؟ يعني لو لم يكن هناك اثر نضرب بالقرآن عرض الحائط؟؟ و ماذا تفعل بكلام الشيخ هذا شاهد من حيث ان الحديث الضعيف اذا شهد لمعناه نص قرآني فهو من حيث المعنى صحيح؟؟؟
اتقي الله يا اخ عامي تقول راوي عن الشيخ انا ارسل لك تسجيل بصوته و اكتب لك ما قاله في التسجيل ثم تقول راوي؟ يعني لا يعجبك كلام الشيخ أو انك تحاول الجدال فقط؟
انهي المناقشه هنا فما اظنك ممن يستحقون النقاش اصلا و السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 02:11]ـ
بارك الله فيك أخي التقرتي،
قد سمعت الشّريط المحال عليه كاملا و يبدو لي أنك أنت الذي لم يفهم.
الشيخ رحمه الله.
1) يحسّن الحديث>> هذه هي نتيجته النّهائية كما جاء في السلسلة الصّحيحة.
2) يضعّف الإسناد.
3) يصحّح المعنى بشهادة رواية "شعب الإيمان" و عموم الآية القرآنية.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
ملاحظة: في الردود السابقة أردت بتصحيح الحديث تحسين الحديث، فليُتنبه لهذا!
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 02:31]ـ
هذا شاهد من حيث ان الحديث الضعيف اذا شهد لمعناه نص قرآني فهو من حيث المعنى صحيح
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=1651
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 02:37]ـ
الفية العراقي الخضير
http://www.khudheir.com/ref/3454
فليدرس هذه الالفية من يظن ان الحديث يصبح حسن من الايات القرآنة و سنده ضعيف!!!!! جهل اكثر من هذا لم اره في حياتي
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 03:08]ـ
و ليعلم المخاطب بأن الحديث الضعيف يتحسن بالشواهد و الآيات القرآنية. [كلام في غير مسألتنا هذه]
و أيضا الحديث الضّعيف إذا صحّح معناه نص قرآني لا يعني ذلك العمل به، اللّهمّ إن توبع بالشّواهد. و الله أعلم.
أمّا بخصوص هذا الكلام سقط منّي بعض التّوضيح:
لذلك سألتك هذاك السّؤال، لأنّه يستحيل على الشّيخ أن يصحّح المعنى مجرّدا عن الحديث مُكتفيا بالآية. و إلاّ و قع فيما ينهى عنه، و هذا جدّ بعيد.
لذلك سألتك هذاك السّؤال، لأنّه يستحيل على الشّيخ أن يصحّح المعنى {للعمل به} مجرّدا عن الحديث مُكتفيا بالآية. و إلاّ و قع فيما ينهى عنه، و هذا جدّ بعيد.
و شكرا للمخاطب على سعة الصّدر-أقولها من قلبي- و اللّهمّ لا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين آمنو
و السلام عليكم.
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 07:02]ـ
لا تعجبك نصيحة نصح بها كبار العلماء؟ عندما يسألني الله سبحانه و تعالى عن ما كتبته يا اخ محمد المناوى اقول له سألت العلماء فأجابوني أما انت فما انت قائل في رد كلام العلماء؟ أو أنك لا تجرء في الطعن في كلامهم فتتحامل على أخيك التقرتي؟
و لو نقلت حرفيا ما نصح به العلماء لكان اكثر مما كتبته يا اخ فقد نصحتك عندك هواتف العلماء فاتصل بهم أو انك تكثر الكتابة فيما لا يفيد؟ اقطع الشك باليقين خد هاتف واحد من كبار اهل العلم المشهود لهم ثم اسأله بماذا تنصحني فسيجيبك و الله المستعان
شريطين للشيخ النجمي و الشيخ مقبل رحمهم الله و يوجد غيرهم كثير من العلماء
http://ia360932.us.archive.org/0/items/fatawa_3olama2_fi_al7owaini/shejk_najmi_64kb.mp3
http://ia360932.us.archive.org/0/items/fatawa_3olama2_fi_al7owaini/shejk_muqbil_64kb.mp3
و هذا كلام العلماء ان اعجبك فاطعن فيهم و قل لهم ما قلته لي ان اردت أما عني فقد اتيتك بالشريط الصوتي فمن اراد أن يأخد بكلام العلماء فليأخد و من اراد الجدال فحسبي الله و نعم الوكيل من امثالكم
أخى التقرتى لماذا أخذت بقول بعض العلماء الأفاضل وتركت قول الباقين وهل كل الجرح يقبل
قال الذهبى فى السير:يعجبني كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والمخبرة، بخلاف رفيقه أبي حاتم، فإنه جراح
ويكفى في الشيخ ثناء العلامة الألبانى عليه وغيره
بل ويكفينا أننا جالسنا الشيخ ولم نرى منه ما يخالف الكتاب والسنة ولا ما يدعيه البعض عليه
وأظن أنك لا تعلم عن الشيخ شىء
أما العلماء الذين ذكرت فاجتهدوا فلهم أجر وذاك عالم يرد على عالم
أما المقلد فلا يخوض فى هذه المسائل وينشغل بما يسأله الله عنه هل الله سيسألك هل تكلمت فى أبى إسحاق أم لا؟!!!
لا تقل لى أنا أنقل كلام العلماء فالعلماء قلت لك أنه إن أخطأ فله أجر أما أنت ........
فأرجو أن تكف عن الكلام فيما ليس لك به علم ولست له بأهل ولا تسأل عنه أنت
فمن اراد أن يأخد بكلام العلماء فليأخد و من اراد الجدال فحسبي الله و نعم الوكيل من امثالكم
وهذا أنا أسامحك عليها والله أعلم بالنوايا
وقد قلت أننى ما رددت إلا من باب الذب عن عرض مسلم
وما كان دافعى من الكتابة إلا لحديث النبى صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 12:26]ـ
لو تأملت نصيحتي جيدا لوجدتني انصفت في حقه فنصحت بالسماع له في علم الحديث لاطلاعي على مدى اتساع علمه في ذلك و نصحت على عدم السماع له في غير ذلك لاني اطلعت على الكثير من الهفوات منه في غير علم الحديث فلا تظنني من من يأخد الكلام مباشرة دون التأكد يا اخي.
فقد بحث في ما يقال عنه و تحريت بنفسي فلا ننكر للشيخ قوته في علم الحديث لكن في غيره من علم الأصول و ما شابه فما قاله العلماء الكبار هم صادقون فيه و ليتحر كل بنفسه فأنزلوا الناس منازلهم.
أما الاخ عامي فأعلم أن الحديث اذا قال العالم فيه سنده ضعيف فلا تتبعب نفسك لكي يرتقي إلى الحسن فضلا عن الصحيح إلا ان كان له توابع أو شواهد و قد ارسلت لك الفية العراقي لتعرف معنى التابع و الشاهد فلا يدخل في هذه الآيات القرآنية.
فالتابع هو رواية الحديث من راو آخر عن نفس الشيخ فإن لم يكن فعن شيخ الشيخ و هكذا نسمي هذا تابعه فلان أما الشاهد فهي رواية الحديث عن صحابي آخر
نستعين بالتابع و الشاهد لنجزم أن الحديث له أصل أما ان انعدم كلا من الاثنين فالحديث ضعيف لكن نقول أن المتن صحيح إن كان يوافق الأصول.
و لو وافق المتن الأصول يبقى الحديث ضعيف و للحديث الضعيف مرتبتان حسب ضعف الراوي فان كان الراوي متهم في الضبط أو ما شابه فهذا ضعف قليل و هذا الذي يقول فيه العلماء يعمل بمقتضاه أما إن كان الراوي متهم في العدالة فهذا حديث ضعيف جدا لا يقويه شيئ لذاته و حديثنا من هذا النوع فهو مروي عن محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن المختار الرازي و هذا كذبه أبو زرعة الرازي! وكذبه النسائي، وقال البخاري: فيه نظر
فمثل هذا الراوي أحسن أحوال حديثه الضعف الشديد
يعني راو الحديث كذاب فلا تنفع معه الشواهد يا أخي الا ان كانت صحيحة لذاتها فيكون الحديث صحيح لغيره و لا يمكن تقوية حديث كذاب بالطرق فراجع شرح الخضير على الفية العراقي كي تفهم ذلك جدا.
سئل الشيخ علي الحلبي:
هل صحيحٌ أنَّ الشيخَ الألباني ء رحمه الله ء تراجَعَ عن تصحيح زيادةِ كلمةِ (ومغفرته) عند ردِّ السلام؟ ..
فأجاب:
أقولُ كما كان شيخُنا يقولُ في بعضِ أجوبتِه، ونتشبَّهُ به؛ إنَّ التشبُّهَ بالكِرامِ فَلاحُ، يقول: (نعم، ولا). أما نعم: فلأنه تراجعَ عن تصحيح هذه الزيادةِ بالنسبة لإسنادِ روايةِ البُخاري في "التاريخ الكبير"؛ فقد كان الشيخُ يظنُّ أن ابنَ حُمَيد: هو ثقة. بينما ظهر له مِن بعد أنه: ابن حُميد الرازي، وهو ضعيف. فضعَّف الزيادةَ في السَّند، لكنه لم يُضَعِّفِ الزيادةَ بالشواهد؛ فقد حسَّنها بشاهدٍ مَروِيٍّ عن ابنِ عمر في "شعب الإيمان" للبيهقي، وبِعمومِ النصِّ القرآنيِّ في ردِّ السلام بِمثلِه أو بأحسنِ منه. واللهُ تعالى أعلم .. ا. هـ
ثم إن الشيخ رحمه الله تراجع عن تصحيحه للحديث في حياته، وذلك في إحدى جلساته مع أبي الحسن، فقد نببه على الأمر، فبين الشيخ رحمه الله أنه ضعفه ولكنه بين أن الزيادة ضعيفة من ناحية حديثية وصحيحة من ناحية فقهية وهذا يعني أنّه يُعمل بالزيادة بناءً على بالنصّ القرآني. فلتراجع
وبناءً على هذا فالحديث قد انتقل إلى الضعيفة في حياة الشيخ رحمه الله، إلا أنه لم يدون.
و قد حدثنا الشيخ ابو اليسر مرارا عن هذه القضية فان اردت طلبت لك رقم هاتفه منه فتتصل به كي يؤكدها لك و ان كان عندك سكيبي اعطيك اسمه فيه فاتصل به كي يجيبك بنفسه و الشيخ ممن لازم الشيخ الالباني رحمه الله ثمان عشرة سنة حتى وفاته و هو الذي يساعده في تخريج كتبه فهو اعلم تلاميذه في امور تراجعات الشيخ رحمه الله
و في كل الأحوال هذه الزيادة لا تصح اخي و ان افتى بها الشيخ رحمه الله ففي هذه الامور نتبع الحق و لا يضر الشيخ انه اجتهد في امر او اثنين فلم يصب فمن هو المعصوم من العلماء؟ كلهم يخطئون فلا تحسبن اننا ان ذكرنا خطأ أو اثنين لهم أننا ننتقدهم الأمر ليس كذلك.
لكل عالم هفوة و لا تنقص من قدره و لو تتبعنا هفوات العلماء لما سلم منها احد لكن فضل العالم أن اخطاءه تعد على الأصابع و لا تكاد تظهر أمام بحر حسناته.
لكن ننبه عليها لكي يتنبه لذلك طلبة العلم فيبحثون و يجتهدون و الكل يستفيد من الكل
(يُتْبَعُ)
(/)
فراجع استدراكات الخطيب البغدادي على أوهام البخاري و كيف قدم مقدمة جيدة لينبه أن استدراكاته ليست من باب نقد البخاري لكن هذا هو العلم الكل يخطئ و مازال العلماء يردون على بعضهم البعض.
أما نحن فلا نتعصب لعالم ننظر في أقوال الجميع و نرجح هذا هو المطلوب ان لا تقلد تقليدا اعمى و قد سمعت الشيخ وليد السيف يقول عن الشيخ الالباني أنه قال أن يخالفني تلميذي بدليل خير من أن يتبعني تقليدا
وقد حدثنا الشيخ ابو اليسر أنه كان احد الشيوخ يناقش الالباني رحمه الله في مسألة فقال الشيخ ان بن القيم يخالفك فقال له الشيخ الالباني رحمه الله لسنا تيميين و لا قيميين فزاد تلاميذ الالباني و لسنا ألبانيين فقال الشيخ الالباني نعم نعم. اهـ
فلو كان الشيخ الالباني رحمه الله حيا لأنتهر من يتعصب لقوله.
أما عن الزيادة فاعيد ارسال بعض الاحاديث و الاثار التي تبين لك عدم صحتها:
أولا قال بمنع الزيادة ابن كثير والامام القرطبي وابن عباس رضي الله عنهم
الإمام مالك في ((الموطأ)) بسند جيد عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عباس، فدخل عليه رجل من أهل اليمين فقال: السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته – ثم زاد شيئاً بعد ذلك قال ابن عباس – وهو يومئذ قد ذهب بصره ء:من هذا؟
قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك – فعرفوه إياه – قال: فقال ابن عباس: ((إن السلام انتهي إلي البركة)).
وأخرجه البيهقي في ((الشعب)) (6/ 455)، ولفظه: ((قال محمد بن عمرو بن عطاء: بينا أنا عند ابن عباس وعنده أبنه، فجاءه سائل فسلم عليه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، وعدد من ذلك.
فقال ابن عباس: ما هذا السلام؟ وغضب حتى أحمرت وجنتاه.
فقال له ابنه علي: يا أبتاه: إنه سائل من السؤال.
فقال: ((إن الله حد السلام حداً، ونهي عما وراء ذلك. ثم قرأ) رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في ((الشعب)) عن زهرة بن معبد قال: قال عمر – ت – ((انتهي السلام إلى وبركاته)) قال الحافظ ابن حجر: ء رجاله ثقات. ا هـ (11/ 6 الفتح)
ومن ذلك ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (10/ 390) عن معمر، عن أيوب، عن نافع أو غيره: أن رجلاً كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول: السلام عليك، ورحمة الله وبركاته، ومغفرته، ومعافاته، فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة، لئن عدت إلي هذا لأسوءنك))
ومن ذلك ما أخرجه البيهقي في ((الشعب) 9 (6/ 456) أن رجلاً سلم علي عبد الله بن عمر فقال: سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته
فانتهره ابن عمر وقال:
((حسبك إذا انتهيت إلي وبركاته، إلي ما قال الله عز وجل، وقد)) ا هـ قلت: يعني بما قال الله تعالي:
) رحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ((هود: من الآية73)
وفي ((الشعب)) أيضاً (6/ 510) عن زهرة بن معبد عن عروة بن الزبير أن رجلاً سلم عليه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقال عروة: ((ما ترك لنا فضلاً، إن السلام انتهي إلي وبركاته)).
وروى الطبراني في معجمه قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال زاد ربيع بن خيثم في التشهد بركاته ومغفرته فقال علقمة نقف حيث علمنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. المعجم الكبير: (10/ 52)
ما ورد عن ابن عمر وابن عباس بأنهم يرون الزيادة فانه تبين من خلال النقل انه لم يثبت عنهم إلا خلافه، بل التشديد في المنع من الزيادة و السلام كما هو معلوم عبادة فلا يصح فيه استعمال الحديث الضعيفة.
فتقرر من جملة ما تقدم: المنع من الزيادة علي ((وبركاته)) في السلام ابتداءً ورداً
و قال د. عبدالله الفقيه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الابتداء بالسلام سنة مرغب فيها، ورده فريضة، لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً [النساء:86].
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم: أفشو السلام بينكم. رواه أبو داود.
وقد نص أهل العلم على فضل الزيادة في رد التحية، على نحو ما رواه ابن أبي حاتم عن سلمان الفارسي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له: وعليك، فقال له الرجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي، فقال إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً فرددناها عليك.
قال ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر هذا الحديث: وفي هذا دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ومن هذا يتبين للسائل أن زيادة الكلمتين اللتين أوردهما في آخر التحية بدعة، وهما: ومغفرته ورضوانه، وذلك لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.
والله أعلم.
و هذا قول الشيخ المنجد
الحمد لله
أولا:
لا حرج في قول المبتدئ بالسلام: سلام عليكم، أو سلام عليك، وقد بين الله تعالى أن تحية الملائكة لأهل الجنة: سلام عليكم، فقال: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد/23، 24.
وقال: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) الزمر/73.
وجاء السلام بهذه الصيغة، في قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) النحل/32.
وقوله: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) القصص/55.
وقوله: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأنعام/54.
وروى ابن حبان في صحيحه (493) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا مَرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: سلامٌ عليكم. فقال: (عشر حسنات) ثم مَرَّ آخر فقال: سلامٌ عليكم ورحمة الله. فقال: (عشرون حسنة) ثم مَرَّ آخر فقال: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال (ثلاثون حسنة) فقام رجل من المجلس ولم يسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أوشك ما نسي صاحبكم، إذا جاء أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، وإن قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) صححه الألباني في صحيح الترغيب والرهيب (2712).
فهذه الأدلة وغيرها تبين أنه لا حرج في أن يسلم الإنسان بلفظ: (سلام عليكم) وأنه يثاب على ذلك، ويستحق الجواب.
وقد اختلف العلماء أيهما أفضل: (السلام عليكم) أو (سلامٌ عليكم)؟ أو هما سواء؟
قال المرداوي في "الإنصاف" (2/ 563): " إذا سلم على الحيّ , فالصحيح من المذهب: أنه يخيّر بين التعريف والتنكير. قدّمه في الفروع. وقال: ذكره غير واحد ".
ثم ذكر رواية عن الإمام أحمد أن التعريف أفضل من التنكير، وذكر عن ابن عقيل تفضيل التنكير على التعريف.
وقال النووي في "الأذكار" (ص 356 - 358):
(يُتْبَعُ)
(/)
" اعلم أن الأفضل أن يقول المُسَلِّم: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلَّم عليه واحداً، ويقولُ المجيب: وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَركاتُه. . .
قال أصحابنا: فإن قال المبتدىء: السلام عليكم، حصل السَّلامُ، وإن قال: السلام عليكَ، أو سلام عليكَ، حصل أيضاً.
وأما الجواب فأقلّه: وعليكَ السلام، أو وعليكم السلام، فإن حذف الواو فقال: عليكم السَّلام أجزأه ذلك وكان جواباً. . .
ولو قال المبتدىء: سلام عليكم، أو قال: السلام عليكم، فللمُجيب أن يقول في الصورتين: سلام عليكم، وله أن يقول: السلام عليكم، قال اللّه تعالى: (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ).
قال الإِمام أبو الحسن الواحديّ من أصحابنا: أنت في تعريف السلام وتنكيره بالخيار.
قلت (النووي): ولكن الألف واللام أولى " انتهى باختصار.
ثانيا:
المكروه هو أن يقول المبتدئ: عليك السلام أو عليكم السلام، لأنها تحية الموتى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى أبو داود (5209) والترمذي (2722) عَنْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: (لا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ الْمَوْتَى) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
والمقصود من قوله صلى الله عليه وسلم (فإن عليك السلام تحية الموتى): الإشارة إلى ما كان عليه كثير من الشعراء وغيرهم من السلام بهذه الصيغة على الأموات، وإلا فسنته صلى الله عليه وسلم في السلام على الموتى كسنته في السلام على الأحياء يقول: السلام عليكم.
قال ابن القيم رحمه الله موضحا ذلك: " وكان هديه في ابتداء السلام أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله، وكان يكره أن يقول المبتدىء: عليك السلام. قال أبو جريّ الهُجيميُّ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: (لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى) حديث صحيح.
وقد أشكل هذا الحديث على طائفة، وظنوه معارضا لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في السلام على الأموات بلفظ (السلام عليكم) بتقديم السلام، فظنوا أن قوله: (فإن عليك السلام تحية الموتى) إخبار عن المشروع، وغلطوا في ذلك غلطا أوجب لهم ظن التعارض، وإنما معنى قوله: (فإن عليك السلام تحية الموتى) إخبار عن الواقع، لا المشروع، أي: إن الشعراء وغيرهم يحيون الموتى بهذه اللفظة كقول قائلهم:
عليكَ سلامُ الله قيسَ بن عاصمٍ ورحمته ما شاء أن يترحما
فما كان قيسٌ هُلْكُه هُلكَ واحدٍ ولكنّه بنيان قومٍ تهدّما
فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحيى بتحية الأموات " انتهى من "زاد المعاد" (2/ 383).
ثالثا:
وأكمل السلام أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أو سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ لما سبق من حديث ابن حبان؛ ولما روى أبو داود (5195) والترمذي (2689)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَشْرٌ) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: (عِشْرُونَ) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ فَقَالَ: (ثَلاثُونَ) صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وأما زيادة (ومغفرته) أو (ورضوانه) فلا تصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، كما بين ابن القيم في "زاد المعاد" (2/ 381) والألباني في ضعيف أبي داود (5196).
والله أعلم.
فتأمل كلام كل هؤلاء العلماء ففي الأمور الشرعية نبحث عن الحق و ليس تصحيح قول عالم معين أما كون الشيخ ينهى عن العمل بالاحاديث الضعيفة فهذا معروف عنه رحمه الله لكن هذا اجمالا فلا يعني أنه يخرج عن هذه القاعدة احيانا فهو ليس معصوم
هدانا الله و اياكم إلى صراطه المستقيم و السلام عليكم
ـ[عبد الله نياوني]ــــــــ[24 - Mar-2009, صباحاً 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزى الإخوة خير الجزاء وجعل هذا الحوار الهادئ في ميزان حسناتهم ...
وأشكرك جزيل الشكر أخي الفاضل (التقرتي) على لين جانبك-ولا أزكي على الله أحدا-
لقد جئت بمسك الختام ...
والحمدلله رب العالمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 11:47]ـ
للفرع و الفائدة فبعضهم مازالم لم يسمع بتضعيف الشيخ الالباني رحمه الله للزيادة
اكرر ان الشيخ رحمه الله اعلم اهل زمانه في الحديث و قدره عال عندا جميعا لكننا نتبع الحق اينما كان.
نفعك الله بما خلفه لنا من علم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 07:57]ـ
فائدة نادرة (طازجة)
قبل أن أكتب أي كلمة أقول: شكر الله لكم أخوتي وبارك فيكم ونفع آمين، وجزاكم الله خير الجزاء
أما الآن فخذ هذه الفائدة النادرة
بعد أن أورد الشيخ العلامة السمهودي أحاديث النهي عن الزيادة، وأحاديث الزيادة، وبعد كلامه عنها، قال:
[قلت: فتلخص: أنه لم يثبت في الزيادة على البركة في السلام شيء، وهو باب إتباع، بل جاء ما يقتضي انتهاءه إلى البركة كما سبق، لكن روى الحافظ ابن حجر زيادة أبي داوود المتقدمة، وقال: إن إسنادها ضعيف، ثم ذكر حديث أنس الذي رواه ابن السني وقال: إن إسناده واه، ثم قال: وأخرج البيهقي في (الشعب) بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم: (كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم .. قلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته).
ثم قال الحافظ ابن حجر: وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت .. قوي ما اجتمعت عليه؛ من مشروعية الزيادة على وبركاته. أهـ
قلت: هذه الأحاديث وإن قويت باجتماعها .. فلا تقاوم حديث عائشة السابق} لقول النبي صلى الله عليه وسلم لها لما ذهبت تزيد: "إلى هذا انتهى السلام" الحديث السابق، فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
والعجب: أن الحافظ ابن حجر لم يذكره.
وقال ابن دقيق العيد في (شرح الإلمام): قد ذكرنا انتهاء السلام إلى البركة في الابتداء، فإن زاد عليها .. فالمنقول عن ابن عباس: أنه أنكر الزيادة على ذلك وقال: إن السلام انتهى إلى البركة.
وقال القاضي أبو الوليد بن رشد المالكي: في قوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} دليل على جواز الزيادة على البركة، إذا انتهى المبتدئ بالسلام في سلامه إليها، ثم ذكر ابن دقيق العيد ما رواه أبو داوود من الزيادة المتقدمة، ثم قال: وهذا يدل على جواز الزيادة، بل على طلبها، إلا أنه حديث فيه شك. أهـ
قلت: قوله: (إلا أنه حديث فيه شك) يشير إلى العلة الثالثة المتقدمة في كلام ابن القيم، وأما ما استدل به ابن رشد؛ من دلالة الآية على الزيادة في الرد على البركة إذا انتهى المبتدئ إليها .. ففيه نظر؛ لأن ظاهر ما قدمناه أولا بيان الأحسن بالانتهاء إلى البركة. والله سبحانه أعلم] انتهى
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 06:24]ـ
أحسنت أخي التميمي، فائدة يشد لها الرحل.
بارك الله فيكم.(/)
تصحيح الحاكم من كلام ابن القيم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 12:06]ـ
تصحيح الحاكم من كلام ابن القيم:
هذا كلام قيم وقفت عليه لابن القيم رحمه الله , يتكلم عن تصحيح الحاكم رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة , والحاكم على جلالته وفضله رحمه الله إلا أنه معلوم تساهله في الحكم على الأحاديث في المستدركـ فقط , لا في جميع الكتب كما يظن البعض , وهذا شيء مما ذكره ابن القيم رحمه الله أنقله للفائدة والتدارس:
تصحيح الحاكم
قالوا وأما تصحيح الحاكم فكما قال القائل
فاصبحت من ليلى الغداة كقابض على الماء خانته فروج الأصابع
ولا يعبأ الحفاظ أطباء علل الحديث بتصحيح الحاكم شيئا ولا يرفعون به رأسا البتة بل لا يعدل تصحيحه ولا يدل على حسن الحديث بل يصحح أشياء موضوعة بلا شك عند أهل العلم بالحديث وإن كان من لا علم له بالحديث لا يعرف ذلك فليس بمعيار على سنة رسول الله (ص) ولا يعبأ أهل الحديث به شيئا
والحاكم نفسه يصحح أحاديث جماعة وقد أخبر في كتاب المدخل له أن لا يحتج بهم وأطلق الكذب على بعضهم هذا مع أن مستند تصحيحه ظاهر سنده وأن رواته ثقات ولهذا قال صحيح الإسناد
وقد علم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحته فإن الحديث إنما يصح بمجموع أمور منها:
صحة سنده وانتفاء علته وعدم شذوذه ونكارته وأن لا يكون روايه قد خالف الثقات أو شذ عنهم.
وقال أيضا رحمه الله:
وقد أخرجه الحاكم في صحيحه وقال هو صحيح على شرط مسلم ولم يصنع الحاكم شيئا فإن مسلما لم يرو في كتابه بهذا الإسناد حديثا واحدا ولا احتج بإبن اسحاق وإنما أخرج له في المتابعات والشواهد وأما أن يكون ذكر ابن إسحاق عن الزهري من شرط مسلم فلا وهذا وأمثاله هو الذي شان كتابه ووضعه وجعل تصحيحه دون تحسين غيره.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 12:26]ـ
شكر الله لك .. ،
توثيق الفائدة بارك الله فيك .. ،أظن ان كلامه الثاني موجود بـ (زاد المعاد).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 12:35]ـ
شكر الله لك .. ،
توثيق الفائدة بارك الله فيك .. ،أظن ان كلامه الثاني موجود بـ (زاد المعاد).
مرحبا بعد الغياب ..
بالنسبة للاولى فقهي في كتابه الفروسية وقد ذكر غير الحاكم كابن حزم والترمذي ..
وأما الثانية فهي في المنار المنيف , وقد أحالني على الثانية الشيخ المحقق عبدالرحمن المعلمي رحمه في الحاشية.
وأما عن الزاد فلم أرجع له ولعلكـ تفيدنا ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 01:21]ـ
بارك الله أخي الفاضل .. ،
بخصوص (زاد المعاد) فقد وقفت له على كلام يصرح فيه بتساهل الحافظ ابن البيع .. ،ولكن كتابه ليس بين يدي الآن حتى انقل نص كلامه .. ، ولعل أحد الإخوة يتكرم بذلك .. ،
و من أول من وقفت عليه ممن رمى الحافظ ابن البيع بالتساهل،الحافظ ابن دحية الكلبي السبتي الظاهري،ولكنه شدد في العبارة -رحمه الله -، كما في كتابه (أعلام النصر المبين،ص:75).
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الهادي و ابن كثير و الزركشي إلى تساهل الحاكم .. ،وذلك بتفضيلهم (مختارة) الضياء على مستدرك الحاكم .. ،
قلت: وقد صرح ابن الصلاح في (مقدمته) بتساهل الحاكم،و قد أفاض الشراح و المنكتون و المحشُّون في إعطاء الأمثلة على ذلك .. ، وبالأخص الحافظ ابن حجر في (نكته) رحمه الله .. ،
و في هذا يقول الحافظ العراقي في ألفيته:
وخذ زيادة الصحيح إذ تنص ... صحته أو من مصنف يخص
بجمعه نحو ابن حبان الزكي ... و ابن خزيمة و كالمستدرك
على تساهل وقال ما انفرد ... به فذاك حسن مالم يرد
بعلة و الحق أن يحكم بما ... يليق و البستي يداني الحاكما
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 01:34]ـ
والحاكم على جلالته وفضله رحمه الله إلا أنه معلوم تساهله في الحكم على الأحاديث في المستدركـ فقط , ..... ولا يعبأ الحفاظ أطباء علل الحديث بتصحيح الحاكم شيئا ولا يرفعون به رأسا البتة.
سبحان الله، وبسبب جهلي بعلم الحديث، لم يخطر ببالي شيئ مما ذكرت، فقد كنت أظن أن الحاكم - كما هو معلوم من إطلاق لقب الحاكم على المحدث عند علماء مصطلح علم الحديث- قمة في ما يرويه او يصححه، حتى أني إذا سمعت أو قرأت حديثا ووجدت تصحيح الحاكم، سارعت بالحكم بصحة الحديث، وخاصة في المستدرك، أوليس مستدركا على الصحيحين، حتى قرأت هذه السطور عن إمام ثقة، فجزاك الله كل خير أخي ابن رجب، على هذه الفائدة القيمة، ولا حرمنا دررك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 02:02]ـ
بارك الله أخي الفاضل .. ،
بخصوص (زاد المعاد) فقد وقفت له على كلام يصرح فيه بتساهل الحافظ ابن البيع .. ،ولكن كتابه ليس بين يدي الآن حتى انقل نص كلامه .. ، ولعل أحد الإخوة يتكرم بذلك .. ،
و من أول من وقفت عليه ممن رمى الحافظ ابن البيع بالتساهل،الحافظ ابن دحية الكلبي السبتي الظاهري،ولكنه شدد في العبارة -رحمه الله -، كما في كتابه (أعلام النصر المبين،ص:75).
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن عبد الهادي و ابن كثير و الزركشي إلى تساهل الحاكم .. ،وذلك بتفضيلهم (مختارة) الضياء على مستدرك الحاكم .. ،
قلت: وقد صرح ابن الصلاح في (مقدمته) بتساهل الحاكم،و قد أفاض الشراح و المنكتون و المحشُّون في إعطاء الأمثلة على ذلك .. ، وبالأخص الحافظ ابن حجر في (نكته) رحمه الله .. ،
و في هذا يقول الحافظ العراقي في ألفيته:
وخذ زيادة الصحيح إذ تنص ... صحته أو من مصنف يخص
بجمعه نحو ابن حبان الزكي ... و ابن خزيمة و كالمستدرك
على تساهل وقال ما انفرد ... به فذاك حسن مالم يرد
بعلة و الحق أن يحكم بما ... يليق و البستي يداني الحاكما
باركـ الله فيكم ..
وهذا كله في المستدركـ , ووإلا فهو يتشدد في خارجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[23 - Mar-2009, صباحاً 11:02]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد كنت كتبت هذا المقال منذ مدة بملتقى أهل الأثر، إضافة لمشاركة من بعض إخواننا الأفاضل، وأسأل الله تعالى أن يعيد ما كتب، وكان نقلا من كتاب التنكيل للشيخ المعلمي اليماني:
فقد أحببت، إتماما للفائدة، أن أذكر أن لكتاب التنكيل للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي طبعة مصرية، أصدرتها دار الكتب السلفية بالقاهرة، ولم أجد تاريخ نشرها فيها، إلا أنها ليست حديثة، هي عندي مبذ سنوات وقد اصفرت أطراف بعض الصفحات، فمن كانت عنده هذه النسخة، فلينظر ص 470 - 473، وهذا جزء من الترجمة 215 للرجال الذين طعن فيهم الكوثري،
وقد أشار الشيخ عبد الرحمن - رحمه الله - إلى أنه وجد في المستدرك ما يدل على تاريخ السماع على الحاكم، وأن آخر ذلك كان السماع المشار إليه بعد،
(الجزء 3 ص 156 - الطبعة الهندية / ح4738 ط دار الكتب العلمية بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا/ح 4801 - ط
دار الحرمين 1417هـ بتحقيق مقبل بن هادي الوادعي):
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، إِمْلاءً غُرَّةَ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ وَأَرْبَعْمِائَةٍ، ثنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمِ بْنِ أَخِي الْحَسَنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ بِبَغْدَادَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى الصَّفَّارُ الْعَسْكَرِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، ثنا شِهَابُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ بِسَفَرْجَلَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، فَأَكَلْتُهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَعَلِقَتْ خَدِيجَةُ بِفَاطِمَةَ، فَكُنْتُ إِذَا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَقَبَةَ فَاطِمَةَ " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ وَشِهَابُ بْنُ حَرْبٍ مَجْهُولٌ وَالْبَاقُونَ مِنْ رُوَاتِهِ ثِقَاتٌ
قال الخطيب البغدادي في تاريخ مدينة السلام (ط دار الغرب - 1044): ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة (321هـ)، وقال في آخر الترجمة: حدثني الأزهري ومحمد بن يحيى بن إبراهيم المزكى، قالا: مات أبو عبد الله بن البَيِّع في سنة خمسٍ وأربعمائة (405هـ)، قال محمد: في صفر،
وهذا يؤيد أن تصنيفه للمستدرك كان في آخر عمره، وأن تصنيفه لهذا الجزء من المستدرك فما تلاه إذ كان قد جاوز الثمانين،
وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (7020 - ج7 ص 256 ط دار البشائر) فمما قال:
{وذكر بعضهم أنه حصل له تغيير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها،}
ثم ساق الحافظ مثالا لذلك،
هذا وقد وقع تصحيف في ذكر السماع المثبت في أول المطبوع من المستدرك:
أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ، إملاءً في يوم الاثنين السابع من المحرم سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاث مائة، والصواب ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة، يدل على ذلك تسلسل السماعات في المستدرك، كما أشار إليه الشيخ المعلمي، وبين أنه كان يعقد مجلسا لإملاء جزء من
المستدرك كل ثلاثة أشهر،
قال الراوي عن الحاكم: (الجزء 1 ص 36 - الطبعة الهندية / ح103 ط دار الكتب العلمية بتحقيق مصطفى عبد القادر
عطا/ح 103 - ط دار الحرمين 1417هـ بتحقيق مقبل بن هادي الوادعي):
(يُتْبَعُ)
(/)
أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، إِمْلاءً فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَصَمِّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ فَأَيْنَ النَّارُ؟، قَالَ: " أَرَأَيْتَ اللَّيْلَ الَّذِي قَدْ أَلْبَسَ كُلَّ شَيْءٍ فَأَيْنَ جَعَلَ النَّهَارَ؟ "، قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ،
قَالَ: " كَذَلِكَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلا أَعْلَمُ لَهُ عِلَّةً وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
ثم قال الراوي عن الحاكم: (الجزء 1 ص 69 - الطبعة الهندية / ح233 ط دار الكتب العلمية بتحقيق مصطفى عبد القادر
عطا/ح 233 - ط دار الحرمين 1417هـ بتحقيق مقبل بن هادي الوادعي):
: حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، إِمْلاءً فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّم مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَمَا يُهِمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ "
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَتِّبٍ مِصْرِيٌّ مِنَ التَّابِعِينَ، وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ، الْحَدِيثَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى قَرِيبٌ مِنْهُ
وهكذا،
فبداية التصنيف في آخر سنة 392هـ،
وقد صدر عن مكتبة التوبة بالرياض، سنة 1420هـ كتاب تنبيه الواهم، على ما جاء في مستدرك الحاكم، من إعداد رمضان أحمد علي محمد - حفظه الله - فجاءت تعقباته على مجلدات المستدرك على هذا النحو:
المجلد الأول: 471 واحد وسبعون تعقبا وأربعمائة
المجلد الثاني: 403 ثلاث تعقبات وأربعمائة (472 - 874)
المجلد الثالث: 184 أربع تعقبات وثمانون ومائة (875 - 1058)
المجلد الرابع: 513 ثلاثة عشر تعقبا وخمسمائة (1059 - 1571)
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[الحُميدي]ــــــــ[29 - Mar-2009, صباحاً 04:23]ـ
فقد كنت أظن أن الحاكم - كما هو معلوم من إطلاق لقب الحاكم على المحدث عند علماء مصطلح علم الحديث- قمة في ما يرويه او يصححه،
لم يلقب ابن البيع بالحاكم من باب الترتيب الاصطلاحي عند المتأخرين.،بل لقب بذلك لتوليه القضاء .. ،ولينظر -غير مأمور - كتاب (الإمام الحاكم وكتابه المستدرك مع العناية بكتاب التفسير منه) للدكتور عدل حسن علي ط: مؤسسة المختار، سنة1424هـ.
واما بخصوص ما أشرت إليه من كلام الإمام ابن القيم في (زاد المعاد) .. ،فقد أخطات في ذلك فهو صرح بتساهل الترمذي في التصحيح لا الحاكم .. ،ولينظر في المجلد2،ص:317،طمؤسسة الرسالة، بتحقيق شعيب و عبد القادر الأرناؤوطيين ... ، والله المستعان.(/)
مامعني هذا الحديث: نهانا رسول الله أن نتكلف للضيف?
ـ[محمدذوالقرنين القاسمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, صباحاً 10:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامعني هذاالحديث نهانا رسول الله (ص) أن نتكلف للضيف
ومامعني هذاالحديث الجائزة يوم وليلة
وهل ورد في الحديث أن الأمم الماضية حينماأثموا فتكتب ذلك الاثم بين عينيه أوعلي باب بيته
وهل ورد في الحديث أن في اخرالزمان تكون قوم جاهلون لايعرفون ولايعلمون ولكن الله تغالي وهبهم من عنده علومالم تعط أحدا قبلهم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مامعني هذاالحديث نهانا رسول الله (ص) أن نتكلف للضيف
يفسره أخي الحديث الآخر عند البيهقي وغيره من طريق سلمان رضي الله عنه قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نتكلف للضيف ما ليس عندنا، وأن نقدم ما حضر).
فلذلك قال الحافظ ابن رجب:
دل على أنه لا تجب عليه المواساة للضيف إلا بما عنده، فإذا لم يكن عنده فضل لم يلزمه شيء.
وأما إذا آثر على نفسه كما فعل الأنصاري الذي نزل فيه {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} فذلك مقام فضل وإحسان وليس بواجب، ولو علم الضيف أنهم لا يضيفونه إلا بقوتهم وقوت صبيانهم؛ وأن الصبية يتأذون بذلك؛ لم يجز له استضافتهم حينئذ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل له أن يقيم عنده حتى يحرجه"، وأيضا فالضيافة نفقة واجبة ولا تجب إلا على من عنده فضل عن قوته وقوت عياله كنفقه الأقارب وزكاة الفطر.
ومامعني هذاالحديث الجائزة يوم وليلة
المراد أخي العزيز، أن الضيف جائزته من مستضيفه بزيادة إكرام وإتحاف وتخصيص هو مقدار يوم وليلة، وما زاد عن اليوم والليلة فهو ضيافة لا يلزم لها ما لزم في اليوم الأول من زيادة.
قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله:
قوله: "جائزته يوم وليلة" معناه: أنه يتكلف له إذا نزل به الضيف يوما وليلة فيتحفه ويزيده في البر على ما يحضره في سائر الأيام، وفي اليومين الأخيرين يقدم له ما حضر فإذا مضى الثلاث فقد مضى حقه فإن زاد عليها استوجب به أجر الصدقة.
وهل ورد في الحديث أن الأمم الماضية حينماأثموا فتكتب ذلك الاثم بين عينيه أوعلي باب بيته
لا أعرفه، وليس في أحد من الأصول.
وهل ورد في الحديث أن في اخرالزمان تكون قوم جاهلون لايعرفون ولايعلمون ولكن الله تغالي وهبهم من عنده علومالم تعط أحدا قبلهم
لا أعرفه، وليس في أحد من الأصول.(/)
الزيادة على النص
ـ[ابراهيم شامي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 01:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخوتي في الله واجهت إشكالية في فهم مراتب الزيادة على النص التي ذكرها العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله حيث ذكر أن الزيادة على النص لها مرتبتان .. أرجو من كان له علم أن يفيدني في ذلك وجزاكم الله خيراً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 02:44]ـ
هل كلا المرتبتين ملتبسة عندك، أم فقط جزئيات منهما؟ وإن كان جزئيات؛ فهلا حددتها؟
فقط حتى يكون الجواب عليك من الإخوان دقيقا حفظك الله(/)
يا أهل الحديث هل حقا هذه الجملة معترضة؟
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 06:09]ـ
في مقال لأحد الفضلاء .. قال ما يلي نصا:
مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» كما في الصحيحين.
ولو حذفت هذه الجملة؛ لكان المعنى صحيحاً «ما رأيت أغلب لذي لبٍ منكن»، فهي أشبه بجملة معترضة؛ كما يقول النحاة، ولكن مناسبتها أن الرجال الألبّاء العقلاء تغلبهم ذات العاطفة الجياشة والحنان الفياض والأنوثة القاهرة، ويقع هذا للملوك والعباقرة, وقادة الجيوش ورجال الأعمال والمال، ولأكثر الناس شدة وبأساً!
مع كوني والله طويلبة علم ومازلت في مراحل الطلب الأولى بصرف النظر عن الألقاب الأكاديمية التي ما أظنها تسمن ولا تغني من جهل، لكني لم أهضم هذه الجملة بتاتا البتة!!
فما رأيكم لعلي أكون مخطئة؟؟!!.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 07:23]ـ
يعلم الله أخيتي تنحني أصلابنا، وتشيب رؤسنا، وتضعف أبصارنا ونحن لم نكتفي ولم ننتهي من طلب العلم، فاللهم أخلص النية والعمل آمين.
إن كان مرادك أن جملة (ناقصات عقلن ودين) هي الجملة المعترضة هنا، فثقي أخيتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ثن أعلمي انه قد أوتي جوامع الكلم، ولن يتكلم صلى الله عليه وسلم في حق النصف الآخر بكلمة زائدة هامشية لعل التلفظ بها مما قد يحزن الجنس المقولة له، لا والله وحاشاه بأبي هو وأمي.
ثم هذا الكلام بوركت يصدق لو لم ترد هذه العبارة إلا هنا في هذا الحديث، ولكنها قد وردت في أحاديث عديدة عنه صلى الله عليه وسلم وبألفاظ مختلفة، وكأنه يقرر أن ذلك أمر فطري غريزي فيكن أخيتي.
ولقد حاول من لم ترقه هذه العبارة أن يلتمس لها أشكال الإعتذارات والتأويلات وأنواعها، وما ذلك إلا لفهمه القاصر للمراد، وكأن رسول الله شخصية قاسية ظالمة مفرقة في الحقوق تشرّف وتنزه عن هذا عليه الصلاة والسلام.
فأخذ من تبنى هذا الفكر يهرف بما لا يعرف، مما جعله والعياذ بالله يقع في إتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم أو وهو يعلم؛ بأنه يتكلم كلاما ليس منه مراد، أو أنه قد ظلم المرأة حقوقها بجعلها أضحوكة. (نسأل الله العافية من هؤلاء)
وقد كنت قد أجبت بمشاركة سابقة على إحدى الأخوات حفظها الله في نفس الموضوع لعلك تتطلعين عليها في هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28721
المعنى كله أخيتي، أنه مع نقصان عقلهن الغريزي ودينهن أيضا العذري؛ مع ذلك كله، فإنهن قادرات على سلب من أوتي كمال العقل والدين في هذه الحالة _ وهو ما يسمى نقيض الطرف _ فهي ليس إلا لفظة إستغرابية تعجبية منه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 08:32]ـ
أليس المرأة كلها عورة و الرجل ما بين السرة و الركبة و هذا من كمال عقل و دين الرجل و نقصان عقل و دين المرأة.
أليس الذهب و الفضة حرام على الذكور حلال على الإناث و هذا من نقصان عقلها و دينها.
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[22 - Mar-2009, صباحاً 01:22]ـ
يعلم الله أخيتي تنحني أصلابنا، وتشيب رؤسنا، وتضعف أبصارنا ونحن لم نكتفي ولم ننتهي من طلب العلم، فاللهم أخلص النية والعمل آمين.
إن كان مرادك أن جملة (ناقصات عقلن ودين) هي الجملة المعترضة هنا، فثقي أخيتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ثن أعلمي انه قد أوتي جوامع الكلم، ولن يتكلم صلى الله عليه وسلم في حق النصف الآخر بكلمة زائدة هامشية لعل التلفظ بها مما قد يحزن الجنس المقولة له، لا والله وحاشاه بأبي هو وأمي.
ثم هذا الكلام بوركت يصدق لو لم ترد هذه العبارة إلا هنا في هذا الحديث، ولكنها قد وردت في أحاديث عديدة عنه صلى الله عليه وسلم وبألفاظ مختلفة، وكأنه يقرر أن ذلك أمر فطري غريزي فيكن أخيتي.
ولقد حاول من لم ترقه هذه العبارة أن يلتمس لها أشكال الإعتذارات والتأويلات وأنواعها، وما ذلك إلا لفهمه القاصر للمراد، وكأن رسول الله شخصية قاسية ظالمة مفرقة في الحقوق تشرّف وتنزه عن هذا عليه الصلاة والسلام.
فأخذ من تبنى هذا الفكر يهرف بما لا يعرف، مما جعله والعياذ بالله يقع في إتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم أو وهو يعلم؛ بأنه يتكلم كلاما ليس منه مراد، أو أنه قد ظلم المرأة حقوقها بجعلها أضحوكة. (نسأل الله العافية من هؤلاء)
وقد كنت قد أجبت بمشاركة سابقة على إحدى الأخوات حفظها الله في نفس الموضوع لعلك تتطلعين عليها في هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28721
المعنى كله أخيتي، أنه مع نقصان عقلهن الغريزي ودينهن أيضا العذري؛ مع ذلك كله، فإنهن قادرات على سلب من أوتي كمال العقل والدين في هذه الحالة _ وهو ما يسمى نقيض الطرف _ فهي ليس إلا لفظة إستغرابية تعجبية منه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
الحمد لله أخي الفاضل ما ذهبت إليه هو نفس ما انقدح في نفسي، فحشى رسول الله أن يتفوه بجملة لا معنى لها ويمكن الاستغناء عنها، لكنها فتنة الظهور بمظهر العالم المتفهم والمتسامح المستنير، علماء أمة فحسب!!!(/)