ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:27]ـ
صح التي توجد في المخطوطات
التصحيح من مسائل ضبط الحديث وتقييده، وصورته أن يوضه كلمة:"صح", على كلام صحَّ روايةً ومعنى, وهو عُرْضة للشَّك فيه أو الخِلاف فيكتب ذلك الوجه, ليعرف أنَّه لم يغفل عنه, وأنَّه قد ضبط وصحَّ على ذلك الوجه، ونراها كثيراً في المخطوطات.
====
انظر للمزيد:كتابة الحديث وضبطه وتقييده
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:29]ـ
الضبة
التَّضبيب
و هو من مسائل ضبط الحديث وتقييده، ويسمَّى أيضًا التَّمريض وصورته أن يمدَّ على الكلمة خطاً, أوله كالصَّاد هكذا صـ , وفرق بين الصَّحيح والسَّقيم, حيث كتب على الأوَّل حرف كامل لتمامه, وعلى الثَّاني حرف ناقص ليدل نقص الحرف على اختلاف الكلمة.
ويُسمَّى ذلك ضبة, لكون الحرف مُقفلاً بها لا يتجه لقراءة, كضبة الباب يُقفل بها, ولا يُلزق بالممدُودِ عليه, يُمدُّ على ثابتٍ نقلاً فاسدٍ, لفظًا, أو مَعْنَى, أو مصحَّف, أو نَاقص, ومن النَّاقص موضع الإرْسَال, أو الانْقطاع, وربَّما اختصرَ بعضهم عَلامة التَّصحيح, فأشْبَهت الضبَّة, ويُوجد في بعضِ الأصُول القديمة, في الإسْنَاد الجامع جماعةً مَعْطوفًا بعضهُم على بَعْض, علامةٌ تُشْبه الضبة بين أسْمَائهم, وليست ضبَّة, وكأنَّها علامةُ اتِّصال.
====
انظر للمزيد:كتابة الحديث وضبطه وتقييده
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:31]ـ
اللحق
وهو من مسائل ضبط الحديث وتقييده،ونجده كثيراً في المخطوطات، حيث يراد به تَخْريج السَّاقط من الحديث أو غيره من الأصل فيوضع في الحَوَاشي ويسمى يُسمَّى عند أهل الحديث:""اللحق "- بفتح اللام والحاء المهملة -أخذًا من الإلحاق, أو من الزِّيادة.
وكيفيته بأن يَخُطَّ من موضع سُقُوطهِ في السَّطر خطًّا صَاعدًا, معطُوفًا بين السَّطرين عطفةً يسيرةً, إلى جهة اللَّحق, وقيل: يمدُّ العَطْفة إلى أوَّل اللَّحق, ويكتب اللَّحق قُبَالة العَطْفة في الحَاشية اليُمْنى إن اتَّسعت, إلاَّ أن يَسْقُط في آخر السَّطر, فيُخرجه إلى الشِّمالِ. ثَّم يكتُب في انْتهَاء اللحق بعده صح فقط. وبعضهم يكتب: انتهى اللحق.
والصَّواب صح.
وهذا كله في التخريج السَّاقط.
وأمَّا الحَوَاشي المَكْتُوبة من غير الأصل, كشرح, وبيان غلط, أو اختلاف في رِوَاية, أو نُسخة ونَحْوهُ. فقال القَاضي عياض الأولى أنَّه لا يخرج له خط لأنَّه يدخل اللَّبس, ويُحسب من الأصل, بل يجعل على الحرف ضبَّة أو نحوها تدل عليه. قال ابن الصَّلاح: والمُختار استحباب التخريج لذلك أيضًا, ولكن [من] على [وسط الكلمة المُخرج لأجلها] لا بين الكلمتين وبذلك يفارق التخريج للساقط.
وشأن المُتقنين من الحُذَّاق التَّصحيح, والتَّضبيب, والتَّمريض مُبَالغة في العِنَاية بضبط الكِتَاب.
فالتَّصحيح كِتَابة: صح, على كلام صحَّ روايةً ومعنى, وهو عُرْضة للشَّك فيه أو الخِلاف فيكتب ذلك الوجه, ليعرف أنَّه لم يغفل عنه, وأنَّه قد ضبط وصحَّ على ذلك الوجه.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:31]ـ
الدارة أو الدائرة الموجودة في المخطوطات الحديثية
ذكر العلماء أنه ينبغي أن يجعل ضمن ضبط الحديث وتقييده بين كل حديثين دائرة. وممن جاء عنه ذلك: أبو الزناد، وأحمد بن حنبل، وإبراهيم الحربي، وابن جرير الطبري.
وهذا نجده في كثير من المخطوطات وخاصة الحديثية منها.
وقال الخطيب البغدادي: وينبغي أن يترك الدائرة غفلاً أي خالية، فإذا قابلها نقط فيها نقطة،أو خط في وسطها خطًّا.
====
وانظر للمزيد:
كتابة الحديث وضبطه وتقييده
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:38]ـ
كتابة الحديث في العهد النبوي
روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد مرفوعاً: " من كتب عني شيئاً سوى القرآن فليمحه ".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اكتبوا لأبي شاه ".
وقد كره الكتابة من الصحابة عمر، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى، وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم و جماعة آخرين من الصحابة والتابعين.
وأباحها أو فعلها: علي، وابنه الحسن، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم وجمع من الصحابة والتابعين.
وذهب بعضهم إلى الكِتَابة, ثم المحو بعد الحفظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الأقوال في التوفيق بين هذه النصوص وأمثالها في كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمع العلماء بينها على الأوجه التالية:
1 - الإذْنُ بالكتابة لمن خِيفَ نِسْيانهُ, والنَّهي لمن أمِنَ وخيف اتِّكالهُ.
2 - النَهَي عنها حين خيفَ اختلاطها بالقُرآن, وأذنَ حين أمِنَ. فيكُون النَّهي منسوخًا.
3 - وقيل المُرَاد النَّهي عن كِتَابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة, لأنَّهم كانوا يسمعُون تأويل الآية, فربَّما كتبُوه معها, فنُهوا عن ذلك لخوف الاشْتَباه.
4 - وقيل: النَّهي خاصٌّ بوقت نُزُول القُرآن, خشية الْتباسهِ, والأذن في غيره.
والراجح الذي تدل عليه النصوص دلالة واضحة بينة أن النهي عن الكتابة منسوخ وهو الذي ذهب إليه جمع من العلماء.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه تهذيب السنن:
" قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الكتابة والإذن فيها , والإذن متأخر , فيكون ناسخا لحديث النهي , فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غزاة الفتح " اكتبوا لأبي شاة " يعني خطبته التي سأل أبو شاة كتابتها , وأذن لعبد الله بن عمرو في الكتابة , وحديثه متأخر عن النهي لأنه لم يزل يكتب , ومات وعنده كتابته وهي الصحيفة التي كان يسميها " الصادقة " ولو كان النهي عن الكتابة متأخرا لمحاها عبد الله لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمحو ما كتب عنه غير القرآن , فلما لم يمحها وأثبتها دل على أن الإذن في الكتابة متأخر عن النهي عنها , وهذا واضح. والحمد لله. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم في مرض موته " ائتوني باللوح والدواة والكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ". هذا إنما كان يكون كتابة كلامه بأمره وإذنه " ثم ذكر أدلة أخرى لوجود كتابة الحديث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات لأبي بكر الصديق وهو في صحيح البخاري.
وكتب صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر وملك مصر وعمان وغيرهم.
وكتب لعمرو بن حزم الديات والزكوات.
وكتب علي رضي الله عنه صحيفة كانت معلقة في سيفه فيها أسنان الإبل ومقادير الديات والحديث في صحيح البخاري رحمه الله وأوله فيه:
"ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة "
وبالجملة فلو تركت الكتابة في الأعصار الأخيرة لكان ذلك سبيلا إلى الجهل بالشريعة وموت كثير من السنن.
بل قد كتب عمر بن عبدالعزيز في عصره إلى أهل المدينة انظروا ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل المدينة انظروا ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه فانى خشيت دروس العلم وذهاب العلماء
وعن الشافعي إن هذا العلم يند كما تند الإبل ولكن الكتب له حماة والأعلام عليه رعاة
وبالجملة فقد استقر الأمر جواز الكتابة، قال الحافظ ابن حجر:
"لايبعد وجوبها على من خشى النسيان ممن يتعين عليه تبليغ العلم "ونحوه قول الذهبى.
وقال ابن القيم: "وقد وقع الاتفاق على جواز الكتابة وإبقائها , ولولا الكتابة ما كان بأيدينا اليوم من السنة إلا أقل القليل".
====
انظر تدريب الراوي: النوع الخامس والعشرون و (تهذيب سنن أبي داود) لابن القيم وعون المعبود شرح سنن أبي داود لشمس الحق العظيم آبادي كتاب العلم باب كتابة العلم شرح حديث 3646.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:40]ـ
كتابة الحديث وضبطه وتقييده
ذكر العلماء رحمهم الله عدة أمور ينبغي أن تراعى في كتابة الحديث منها:
ينبغي لكاتب الحديث أن يضبط ما يشكل منه، أو قد يشكل على بعض الطلبة، في أصل الكتاب، نقطاً وشكلاً وإعراباً، على ما هو المصطلح عليه بين الناس، ولو قيد في الحاشية لكان حسناً.
ينبغي أن يكُون اعتناؤه بضبط المُلتبس من الأسماء أكثر فإنَّها لا تُسْتدرك بالمعنى, ولا يُستدل عليها بما قبل ولا بعد.
ينبغي توضيح الخط ويكره التدقيق والتعليل في الكتاب لغير عذر. قال الإمام أحمد لابن عمه حنبل - وقد رآه يكتب دقيقاً -: لا تفعل، فإنه يخونك أحوج ما تكون إليه.
ويكره أن يكتب " عبد الله بن فلان " فيجعل " عبد " آخر سطر والجلالة في أول سطر، بل يكتبهما في سطر واحد.
وليحافظ على الثناء على الله، والصلاة والسلام على رسوله، وإن تكرر فلا يسأم، فإن فيه خيراً كثيراً. قال: وما وجد من خط الإمام أحمد من غير صلاة فمحمول على أنه أراد الرواية. قال الخطيب: وبلغني أنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم نطقاً لا خطاً.
وليكتب الصلاة والتسليم كاملةً لا رمزاً. ولا يقتصر على حرف أو حرفين, كمن يكتب صلعم بل يكتبهما بكمالهما ويقال: إنَّ أوَّل من رمزهما بصلعم قُطعت يده.
ولا يقتصر على قوله " عليه السلام " وليكتب " صلى الله عليه وسلم " واضحة كاملة.
وليقابل أصله بأصل معتمد، ومع نفسه أو غيره من موثوق به ضابط. ومن الناس من شدد وقال: لا يقابل إلا مع نفسه. قال: وهذا مرفوض مردود.
ومما يستخدمه العلماء في الأسانيد " ح " التي توجد بين الإسنادين، وهي مهملة و هي من التحويل أو الحائل بين الإسنادين، أو عبارة عن قولهم " الحديث " وقد سبق إيضاحها.
ولا يَنْبغي أن يَصْطلح مع نفسهِ في كتابه برمز لا يعرفه النَّاس فيُوقع غيره في حيرة في فهم مُرَاده وإن فعل ذلك فليُبين في أوَّل الكتاب, أو آخره مراده.
====
انظر:
تدريب الراوي النوع الخامس والعشرون للسيوطي، وتوضيح الأفكار للصنعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:46]ـ
معرفة التابعين
التابعي: من صحب الصحابي.
وفي كلام الحاكم ما يقتضي إطلاق التابعي على من لقي الصحابي وروى عنه وإن لم يصحبه.
ولم يكتف العلماء بمجرد رؤية الراوي للصحابي ليعد تابعيا، كما اكتفوا في إطلاق اسم الصحابي على من رآه عليه السلام. وذلك لأجل عظمة وشرف رؤيته عليه الصلاة والسلام.
أهمية معرفة التابعين:لمعرفة التابعين أهمية كبيرة من عدة وجوه:
لشرف مكانتهم وللقائهم للصحابة حيث يقول الله عزوجل (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم). ولذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم في قوله: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
ولأنه من غفل عن هذا العلم لم يفرق حينئذ بين الصحابة والتابعين، ثم لم يفرق أيضا بين التابعين وأتباع التابعين.
وللتفريق بين الصحابة والتابعين أحكام كثيرة تتعلق بفضل الصحبة وكذا معرفة نوع الحديث هل هو مرفوع متصل من رواية الصحابي أم هو مرسل من رواية التابعي عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أن لمعرفة الآثار عن السلف من الصحابة والتابعين في فقه العقيدة وفقه الأحكام والسلوك أهمية كبيرة لسلامة منهج السلف.
وما جاء عن التابعين أو من دونهم من أقوالهم وأفعالهم موقوفاً عليهم فيسمى المقطوع.
طبقات التابعين:
اخْتُلف في طبقات التَّابعين, فجعلهم مسلم ثلاث طبقات, وابن سعد أربع طبقات، وأما الحاكم فقد قسم طبقات التابعين إلى خمسة عشر طبقة فذكر:
الطبقة الأولى من التابعين: وهم قوم لحقوا العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ويعدهم جماعة من الصحابة فمنهم: سعيد بن المسيب، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن عباد، وأبو ساسان حضين بن المنذر، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو رجاء العطاردي، وغيرهم
ملاحظة:
قال ابن الصلاح: وعليه في بعض هؤلاء إنكار، كأن سعيد بن المسيب ليس بهذه المثابة، لأنه ولد في خلافة عمر، ولم يسمع من أكثر العشرة. وقد قال بعضهم: لا تصح له رواية عن أحد من العشرة إلا سعد بن أبي وقاص.
وذكر الحاكم أن سعيداً أدرك عمر فمن بعده إلى آخر العشرة وقال: ليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم. وليس ذلك على ما قال كما ذكرنا. نعم، قيس بن حازم سمع العشرة وروى عنهم، ليس في التابعين أحد روى عن العشرة سواه، ذكر ذلك عبد الرحمن ابن يوسف بن خراش الحافظ، فيما روينا أو بلغنا عنه. وعن أبي دارد السجستاني أنه قال: روى عن التسعة، ولم يرو عن عبد الرحمن بن عوف.
الطبقة الثانية من التابعين: الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، ومسروق بن الأجدع، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد وغيرهم من هذه الطبقة.
الطبقة الثالثة من التابعين: عامر بن شراحيل الشعبي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وشريح بن الحارث، وأقرانهم من هذه الطبقة، وهم طبقات خمس عشرة طبقة:
آخرهم من لقي أنس بن مالك من أهل البصرة.
ومن لقي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الكوفة.
ومن لقي السائب بن يزيد من أهل المدينة.
ومن لقي عبد الله بن الحارث بن جزء من أهل مصر.
ومن لقي أبا أمامة الباهلي من أهل الشام.
أفضل التابعين:
المشهور في ذلك أنه سعيد بن المسيب، قاله أحمد بن حنبل وغيره.
وقال أهل البصرة: الحسن.
وقال أهل الكوفة: علقمة، والأسود.
وقال بعضهم: أو يس القرني ..
وقال أهل مكة: عطاء بن أبي رباح.
وسيدات النساء من التابعين:
حفصة بنت سيرين. وعمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء الصغرى. رضي الله عنهم أجمعين.
ومن سادات التابعين: الفقهاء السبعة بالحجاز، وهم:
سعيد بن المسيب
القاسم بن محمد.
خارجة بن زيد.
عروة بن الزبير.
سليمان بن يسار
عبيد الله بن عتبة بن مسعود.
سالم بن عبد الله بن عمر، وقيل أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام.
ومن التَّابعين المُخَضْرمون كما سيأتي التعريف بهم استقلالاً إن شاء الله.
====
(يُتْبَعُ)
(/)
ينظر للمبحث: معرفة علوم الحديث للحاكم، و علوم الحديث لابن الصلاح، والباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث النوع الأربعون، قواعد التحيث للقاسمي، وما حررناه في المخضرمين.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:52]ـ
اللحن في الحديث
اللحن: الميل في الكلام عن الإعراب إلى الخطأ.
وذكر ابن الصلاح أنه حق على طالب الحديث أن يتعلم من النحو واللغة ما يتخلص به من شين اللحن والتحريف ومعرتهما.
وعن شعبة أنه قال: من طلب الحديث ولم يبصر العربية فمثله مثل رجل عليه رجل برنس ليس له رأس، أو كما قال.
وعن حماد بن سلمة قال: مثل الذي يطلب الحديث و لايعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها.
وأما إذا وقع لحن أو تحريف في أصل مسموعات الشيخ فهل على الرواة أن يردوا الحديث إلى الصواب أم لا؟
فيه ثلاثة أقوال للعلماء:
القول الأول: أن يروي الحديث ملحوناً كما سمعه، ولا يغيره ويحكى ذلك عن بعض التابعين كابن سيرين، ونافع مولى ابن عمر، وأبي معمر عبدالله بن سَخْبرة الأزدي، وغيرهم.
عن ابن عون قال: «كان ابن سيرين يلحن في الحديث، ولذا كان يزيد بن إبراهيم التُستَري إذا حدَّث عن الحسن لم يلحن، وإذا حدَّث عن محمد بن سيرين يلحن» , يعني تبعاً للحنه.
وأما نافع، فيقول إسماعيل بن أمية: كُنا نَرد نافعاً عن اللحن فيأبى، ويقول: «إلا الذي سمعته».
وروى عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن نافع مثل هذا.
وأما أبو معمر فكان يلحن في الحديث اقتداء بما سمع كما قال عمارة ابن عمير.
قال سهل بن موسى: سمعت بندارا يقول: «من أعرب لم ينبل».
وعلى هذا الرأي إذا وجد الراوي في أصل الكتاب خطأ فلا يصلحه، ولكن يبين الصواب في الحاشية، وإليه مال ابن الصلاح، وحكاه القاضي عياض عن عمل أكر الأشياخ.
قال أبو الحسين بن فارس: وهذا أحسن ما سمعت في هذا الباب، ثم إذا قرأ الراوي، أو القارئ عليه شيئاً من ذلك فإن شاء قدم ما وقع في الأصل والرواية، ثم بين الصواب، وإن شاء قدم ما هو الصواب، ثم قال: وقع في الرواية كذا وكذا. وهذا أولى من الأول، لئلا يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
وفيه جمع للمصلحة، فقد يعتقده خطأ، ويكون له وجه يعرفه غيره، ولو فتح باب تغيير الكتاب لتجاسر عليه غير أهله.
القول الثاني: أن يصلح الخطأ ويقرأ على الصواب، وإليه ذهب الأوزاعي وابن المبارك، والمحصِّلُون، والعلماء من المحدثين، لا سيما في اللحن الذي لا يختلف المعنى به.
ذكر ابن أبي خيثمة في كتاب الإعراب له: «أنه سئل الشعبي، والقاسم بن محمد، وعطاء، ومحمد بن علي بن السحين - الرجل يحدث بالحديث، فليحن، أأحدث كما سمعت؟ أو أعربه، فقالوا: لا بل أعربه».
قال أبو داود: «كان أحمد بن صالح يُقَوِّم كل لحن في الحديث «.
قال عبد الملك بن عبد الحميد الميموني -من ولد ميمون بن مهران: «رأيت أحمد بن حنبل يُغير اللحن في كتابه».
قال ابن دقيق العيد: «سمعت أبا محمد بن عبد السلام أحد سلاطين العلماء، كان يرى في هذه المسألة ما لم أره لأحد، أن هذا اللفظ المُخْتَلَّ لا يروى على الصواب، ولا على الخطأ، أما على الصواب فلأنه لم يُسْمع من الشيخ كذلك، وأما على الخطأ فلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله».
وإذا كان الساقط من الأصل شيئاً يسيراً يعلم أنه سقط في الكتابة، وهو معروف كلفظ ابن في النسب، وكحرف لا يختلف المعنى به فلا بأس بإلحاقه في الأصل من غير تنبيه على سقوطه، وقد سأل أبو داود أحمد بن حنبل فقال: وجدتُ في كتابي حجاج، عن جريج، عن أبي الزبير، يجوز لي أن أصلحه ابن جريج؛ فقال: أرجو أن يكون هذا لا بأس به.
وقيل لمالك: «أرأيت حديث النبي صلى الله عليه وسلم يزاد فيه الواو والألف، والمعنى واحد؛ فقال: أرجو أن يكون خفيفاً».
هكذا نقله العراقي في شرح ألفيته المسمى: بالتبصرة والتذكرة عن أئمة هذا الفن، كالإمامين أحمد ومالك، ولكن لو أصلح في الأصل، ونبَّه في الحاشية فلا بأس به.
وإذا كان الساقط يعلم أنه سقط من بعض من تأخر من رواة الحديث، وأن من فوقه من الرواة أتى به، فإنه يزاد في الأصل، ويؤتى قبله بلفظ، (يعني) كما فعل الخطيب، إذ روى عن أبي عمر بن مهدي، عن المحاملي بسنده إلى عروة، عن عمرة، يعني عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلى رأسه فأرجله).
قال الخطيب: «كان في أصل ابن مهدي، عن عمرة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنى رأسه، فألحقنا فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه، وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه، وإنما سقط من كتاب شيخنا، وقلنا فيه: (يعني): عن عائشة، لأن ابن مهدي لم يقل لنا ذلك. قال: وهكذا رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا، ثم روى عن وكيع قال: أنا أستعين في الحديث بـ (يعني)».
وقال ابن الصلاح:"الأولى سد باب التغيير والإصلاح، لئلا يجسر على ذلك من لا يحسن، وهو أسلم مع التبيين، فيذكر ذلك عند السماع كما وقع، ثم يذكر وجه صوابه، أما من جهة العربية، و أما من جهة الرواية. أن شاء قرأه أولا على الصواب، ثم قال " وقع عند شيخنا، أوفي روايتنا، أو: من طريق فلان: كذا و كذا ". هذا أولى من الأول، كيلا يتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل".
====
انظر: مقدمة ابن الصلاح،والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، والمحدث الفاصل (ص528)، والتبصرة والتذكرة (2/ 178)،وشرح علل الترمذي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:54]ـ
المُخَضْرمون
يُعدّ المُخَضْرمون من التَّابعين, واحدهم مُخَضْرَم - بفتح الرَّاء -.
وهم في مُصطلح أهل الحديث: الذين أدركوا الجاهلية - قبل البعثة، أو بعدها، سواء أكانوا صغارا أم كباراً -و نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم -ولم يشرفوا بلقائه، أو رآه أحدهم لكن على غير الإسلام، ثم أسلم بعد ذلك في حياته ولم تحصل له رؤية للرسول صلى الله عليه وسلم أو أسلم بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم.
والتسمية مأخوذة من قولهم: لحم مُخضرم لا يُدرى من ذكر هو أو أُنثى, كما في «المُحكم» و «الصِّحَاح».
وطعامٌ مُخضرم, ليس بحلو ولا مُر, حكاه ابن الأعرابي.
وقيلَ: من الخضرمة, بمعنى القطع, من خَضْرموا آذان الإبل, قطعوها, لأنَّه اقتطع عن الصَّحابة, وإن عاصر لعدم الرؤية.
ووجه التسمية بهذا فكأنهم قطعوا عن نظرائهم من الصحابة.
و قيل مأخوذة من قولهم: رجلٌ مُخضرم ناقص الحسب, وقيلَ: ليس بكريم النَّسب, وقيلَ: دعيٌّ, وقيلَ: لا يُعرف أبَوَاه, وقيلَ: ولدتهُ السَّراري, لكونه ناقص الرُّتبة عن الصَّحَابة, لعدم الرؤية مع إمكانه.
أمَّا المُخضرم في اصطلاح أهل اللغة, فهو الَّذي عاش نصف عُمره في الجاهلية, ونصفه في الإسْلام, سواء أدرك الصَّحَابة أم لا.
فبين الاصْطلاحين عمومٌ وخُصُوص من وجه, فحكيم بن حِزَام مُخضرم باصطلاح أهل اللغة, لا الحديث.
وبشر بن عَمرو مُخَضرم باصْطلاح أهل الحديث لا اللُّغة.
وحكى بعض أهل اللغة: مُخضرِم, بالكسر.
وحكى ابن خلكان: مُحَضرِم, بالحاء المُهملة والكسر أيضًا.
وحكى العَسْكري في «الأوائل» أنَّ المُخضرم من المَعَاني الَّتي حدثت في الإسلام, وسُميت بأسماء كانت في الجاهلية لمعان آخر, ثمَّ ذكر أنَّ أصله من خضرمت الغُلام, إذا ختنته, والأذن إذا قُطعت طرفها, فكأنَّ زمان الجَاهلية قطع عليه, أو من الإبل المُخضرمة, وهي الَّتي نتجت من العِرَاب واليَمَانية.
قال: وهذا أعجب القولين إليَّ.
وقد ذكر مسلم عشرين من المخضرمين منهم سُويد بن غَفَلة, وشُريح بن هانىء, ويُسَير بن عَمرو بن جابر, وأبو رجاء العُطَاردي, وغُنيم بن قيس. وزاد عليه العراقي طائفة مِمَّن لم يذكرهم مُسلم ومنهم:
أبو مُسلم عبد الله بن ثُوَب, بوزن عُمر الخولاني, والأحنف واسمه الضحَّاك بن قيس, وعبد الله بن عُكيم، وأُويس القُرَني, وكعب الأحْبَار, ومسروق بن الأجدع,.
كما زاد عليهما السيوطي عدداًً آخر وهم ممن ذكرهم شيخ الإسلام ابن حجر في كتاب «الإصابة» كما قال السيوطي نفسه.
ومن المؤلفات في المخضرمين:" تذكرة الطالب المعلم بمن يقال: إنه مخضرم "للبرهان الحلبي.
====
ينظر: تدريب الراوي النوع الأربعون معرفة التابعين،و معرفة علوم الحديث للحاكم النوع الرابع عشر معرفة التابعين، وفتح المغيث للسخاوي.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 10:00]ـ
مختلف الحديث وطرق الترجيح بينها
تعريفه: هو أن يأتي حديثان متضادان في المعنى ظاهراً فينظر فيهما بالتوفيق بينهما أو بترجيح أحدهما على الآخر أو غير ذلك.
وفي الحقيقة لا تعارض آيةٌ آيةً، ولا آيةٌ حديثاً صحيحاً، ولا يعارض حديثٌ صحيحاٌ آخر مثله،ولكن التعارض الذي قد يبدو بين النصوص إنما هو تعارض في الظاهر لا في الحقيقة لأن الجميع من الآيات والأحاديث من عند الله وما دام الأمر كذلك فإن الشرع لا يتناقض ولا يعارض بعضه بعضاً، وقد قال الله عز وجل:
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
ولهذا قال الإمام أبو بكر ابن خزيمة رحمه الله:
" ليس ثم حديثان متعارضان من كل وجه؛ ومن وجد شيئاً من ذلك فليأتي لأؤلف له بينهما".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاب عظيم في بابه واسمه:" درء تعارض العقل والنقل".
ومختلف الحديث من أهم أنواع علوم الحديث، ويضطر إلى معرفته جميع العلماء.
والذي يعنى بالقيام به الأئمة الجامعون بين صناعتي الحديث والفقه، وهم الغواصون على المعاني الدقيقة.
وينقسم مختلف الحديث إلى قسمين:
القسم الأول:ما يمكن الجمع فيه بين الحديثين، حيث يمكن القول بهما معأ.
ومثاله: حديث: " لا عدوى ولا طيرة ".
مع حديث: " لا يورد ممرض على مصح ".
وحديث، " فر من المجذوم فرارك من الأسد ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الجمع بينهما: أن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها، ولكن الله تبارك وتعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا لأعدائه مرضه.
ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في سائر الأسباب: ففي الحديث الأول: نفى صلى الله عليه وسلم ما كان يعتقده الجاهل من أن ذلك يعدي بطبعه، ولهذا قال: " فمن أعدى الأول ". وفي الثاني: أعلم بأن الله سبحانه جعل ذلك سببأ لذلك، وحذر من الضرر الذي يغلب وجوده عند وجوده، بفعل الله سبحانه وتعالى.
القسم الثاني: أن يتضادا بحيث لا يمكن الجمع بينهما،وذلك على ضربين:
أحدهما: أن يظهر كون أحدهما ناسخأ والآخر منسوخأ، فيعمل بالناسخ ويترك المنسوخ.
والثاني: أن لا تقوم دلالة على أن الناسخ أيهما والمنسوخ أيهما، فيلجأ حينئذ إلى الترجيح، و يعمل بالأرجح منهما والأثبت من خلال طرق الترجيح المتعددة.
طرق الترجيح بين النصوص المتعارضة:
يكون الترجيح في الأخبار التي ظاهرها التعارض من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول يتعلق بالسند.
والوجه الثاني يتعلق بالمتن.
والوجه الثالث يتعلق بالترجيح بأمر خارجي.
وأما الأول: الترجيح بالسند فمن عدة اعتبارات:
أولا: الترجيح بكثرة الرواية.
ثانيا: الترجيح بثقة الراوي، وضبطه وقلة غلطه.
ثالثا: الترجيح بورع الراوي وتقاه لشدة تحرزه فتقدم روايتة على رواية من هو دونه في ذلك.
رابعا: الترجيح بأن يكون الراوي صاحب القصة كحديث ميمونة أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال.
خامسا: الترجيح أن يكون الراوي مباشراً للقصة كحديث أبي رافع - رضي الله عنه - بذلك، لأنه هو السفير بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ميمونة رضي الله عنه. فكلاهما أي صاحب القصة ميمونة والمباشر لها وهو أبو رافع يرجحان على حديث ابن عباس أنه تزوجها وهو محرم.
وللأصوليين في الترجيح باعتبار السند أمور كثيرة منها: علو السند، فالسند الذي هو أعلى يقدم على غيره لأن قلة الوسائط بين المجتهد وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أرجح من كثرتها لأن قلة الوسائط يقل معها احتمال النسيان والاشتباه والزيادة والنقص.
ومنها: السلامة من البدع فالراوي غير البدعي أرجح من الراوي البدعي.
ومنها: فقهه في الباب المتعلق به المروي، فالفقيه في البيوع مثلا يقدم خبره على غير الفقيه فيها.
وكذا يقدم زائد الفقه على غيره، ولذا قالت المالكية يقدم خبر رواه ابن وهب في الحج على ما رواه ابن القاسم فيه لأنه أفقه منه فيه، وإن كان ابن القاسم أفقه منه في غيره.
ويقدم عندهم العالم باللغة على غير العالم بها، والعالم بالنحو على غير العالم به، لأن الخطأ منهما في فهم مقاصد الكلام أقل، ويقدم الفطن على من دونه.
ويقدم المشهورة بالعدالة على المعدل بالتزكية.
ويقدم الراوي الذي زكاه المجتهد باختباره اياه على المزكى عنده بالاخبار إذ ليس الخبر كالعيان.
ويقدم من زكى تزكية صريحة على من زكى تزكية ضمنية كالحكم بشهادته والعمل براويته.
ويقدم من زكاه جماعة كثيرون على من زكاه واحد مثلاً.
ويقدم غير المدلس على المدلس.
ويقدم حافظ الخبر الذي يسرده متتابعاً على من ليس كذلك، وهو من يتخيل اللفظ ثم يتذكره ويؤديه بعد تفكر وتكلف، ومن لا يقدر على التأدية أصلاً لكن إذا سمع اللفظ علم أنه مويه عن فلان.
ويقدم عندهم الذكر عن الأنثى إلا إذا علم أنها أضبط من الذكر, فتقدم عليه، وكذلك إن كانت صاحبة القصة قدمت على الذكر، قال بضعهم: الأنثى والذكر على السواء، ولا يرجح عليها إلا بما يرجح به الرجل على الرجل، وفصل بعض العلماء فقال: يرجح الذكر في غير أحكام النساء بخلاف أحكامهن كالحيض والعدة فيرجحن فيها على الذكور لأنهن أضبط فيها.
ويقدم الذي كانت روايته أوضح في إفادة المروي على الذي في روايته خفاء كالأجمال، ولأجمل ذلك يقدم الروي بالسماع على الروي بالإجازة لأن السماع طريق واضح في إفادة المروي بيان تفصيله بخلاف الإجازة لما فيها من الأحمال.
وتقدم رواية المكلف وقت التحمل على رواية من هو صبي وقت التحمل. والحال أنه أدى بعد البلوغ للاختلاف في المحتمل قبل البلوغ، وقدم الاختلاف في التحمل بعد البلوغ لأن ما لا خلاف فيه يقدم على ما فيه خلاف وان كان المشهور المعروف قبول رواية من تحمل قبل البلوغ إذا كانت التأدية بعد البلوغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقدم راوي الحديث بلفظه على الراوي بالمعنى لسلامة المروي باللفظ عن احتمال وقوع الخلل في المروي بالمعنى ويقدم خبر الراوي الذي لم ينكر شيخه أنه حدثه على خبر من أنكر شيخه الذي روى عنه روايته له عنه، وان قلنا بأن إنكاره لا يضر.
ويقدم ما في الصحيحين أو أحدهما على ما ليس فيهما إلى غير ذلك.
وكثير مما ذكر من المرجحات باعتبار السند لا تخلو من خلاف، ولكن له كله وجه من النظر.
الوجه الثاني من الترجيح الترجيح بأمر يعود إلى المتن وقد ذكر العلامة الشيخ الشنقيطي في كتابه "مذكرة أصول الفقه"عدة مرجحات من هذا النوع منها:
اعتضاد أحد الدليلين المتعارضين بكتاب أو سنة وغير ذلك من الأدلة، كأحاديث صلاة الصبح فإن في بعضها التغليس بها أي فعلها في بقية الظلام، وفي بعضها الأسفار بها، فتعضد أحاديث التغليس بعموم قوله تعالى: " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم "،
وكأن يختلف في وقف أحد الخبرين على الراوي والآخر يتفق على رفعه.
وكأن يكون راوي أحدهما قد نقل عنه خلافه فتتعارض روايتاه، ويبقى الآخر متصلاً، فالمتصل أولى لأنه متفق على الاحتجاج به وذلك مختلف فيه.
ومنها كثرة الأدلة فالخبر الذي اعتضد بأدلة كثيرة مقدم على ما اعتضد بأقل من ذلك من الأدلة.
ومنها أن يكون المتن قولاً فهو مقدم على الفعل كما أن الفعل مقدم على التقرير.
وإنما كان القول أقوى من الفعل لاحتمال الفعل الاختصاص به صلى الله عليه وسلم. ويفهم منه أن ليس كل قول أقوى بل إذا احتمل القول الاختصاص فلا يكون أقوى من الفعل.
ومنها الفصاحة، فالخبر يقدم على غير الفصيح يقدم على غير الفصيح للقطع بأن غير الفصيح مروي بالمعنى لفصاحته صلى الله عليه وسلم ولا عبرة بزيادة الفصاحة، فلا يقدم الخبر الأفصح على الفصيح. وقيل يقم عليه لأنه صلى الله عليه وسلم أفصح العرب فيعد نطقه بغير الأفصح فيكون مرياً بالمعنى فيتطرق إليه الخلل وأجيب بأنه يعد في نطقه بغير الأفصح لأنه كان يخاطب العرب بلغاتهم.
ومنها الزيادة، فالخبر المشتمل على الزيادة يقدم على غيره لما فيه من زيادة العلم كخبر التكبير في العيد سبعاً مع خبر التكبير فيه أربعاًًً، خلافاً لمن قدم الأقل كالحنفية.
ومنها ورود أحد الخبرين على علو شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقوته، ودلالة الآخر على الضعف وعدم القوة، فما اشعر بعلو شأنه مقدم على غيره لأن الشعر بعلو شأنه معلوم أنه هو المتأخر.
ومنها أن يتضمن الخبر قصة مشهورة بأنه يقدم على المتضمنة قصة خفية لأن القصة المشهورة يبعد الكذب فيها، قال القرافي.
ومنها ذكر السبب فالخبر المذكور فيه السبب مقدم على ما ليس كذلك لاهتمام راوي الأول به، واهتمامه دليل على كمال ضبطه للمروي لأنه يترتب عليه عادة.
وأيضاً فإن علم السبب يعين على فهم المراد، ولأجل ذلك اعتنى المفسرون بذكر أسباب نزول الآيات.
ومنها أن يكون أحد الخبرين رواه رواية عن شيخة بدون حجاب مع أن الثاني رواه من وراء حجاب كرواية القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن بريرة عتقت في حال كون زوجها عبداً على رواية الأسود بن يزيد عنها أنه حراً، لأن القاسم كان محرما لها لكونها عمته، وكان يسمع منها بدون حجاب بخلاف الأسود.
ومنها الخبر المدني فانه مقدم على الخبر المكي لتأخره عنه. ومعلوم أن المدني ما روى بعد الشروع في الهجرة، والمكي ما روى قبل الشروع فيها، فيشمل المدني ما ورد بعد الخروج من مكة وقبل الوصول إلى المدينة في سفر الهجرة. هذا هو الاصطلاح المشهور في المدني والمكي ولذا كان المشهور عندهم في آية: " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " إنها مدنية مع أنها نزلت بالجحفة في سفر الهجرة كما قاله غير واحد.
ومنها التهديد، فالخبر الذي فيه تهديد وتخويف مقدم على ما ليس كذلك، ومثل له بعضهم بحديث عمار رضي الله عنه، من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. ففي الحديث تخويف من صوم يوم الشك بأنه معصية للرسول صلى الله عليه وسلم فيقدم هذا الحديث على الأحاديث المرغبة في صوم النفل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فان قيل: التخويف المذكور من كلام الراوي فليس ترجيحاً باعتبار حال المتن، فالجواب أن حكمه الرفع، إذ لا يقال من جهة الرأي، نعم للناظر أن يقول: في التمثيل المذكور نظر، لأنه تقديم خاص على عام فلا تعارض أصلاً، ويمكن أن يجاب بان الخاص إنما رجح على العام في خصوص ما تعارضا فيه فقط والله تعالى أعلم.
ومنها عدم التخصيص، فالعام الذي لم يدخله تخصيص، مقدم على العام الذي دخله تخصيص، وهذا رأي جمهور أهل الأصول، ويقول الشيخ الشنقيطي: لم أعلم أحداً خالف فيه إلا صفي الدين الهندي، والسبكي.
ويقدم مفهوم الموافقة على مفهوم المخالفة على الصحيح لضعف مفهوم المخالفة بالخلاف في حجتيه كما تقدم. وشذ من قال بتقديم مفهوم المخالفة، ولا يخفى ضعف قوله وبعده عن الصواب.
الوجه الثالث: الترجيح بأمر خارجي
وقد ذكر له الشيخ الشنقيطي رحمه الله عدة أمور منها:
يقدم الحاظر على المبيح - والحظر المنع - ومثال تقديم الحاظر على المبيح تقديم عموم قوله: (وأن تجمعوا بين الأختين)، المقتضي بعمومه منع الأختين بملك اليمين على عموم .. (أو ما ملكت أيمانهم) الشامل بعمومه للأختين بملك اليمين، وهذا مبيح وذلك حاظر فقد الحاظر على المبيح.
ووجه تقديم الحاظر على المبيح، أن ترك مباح أهون من ارتكاب حرام، وزاد بعض الأصوليين تقديم الخبر الدال على الأمر على الدال على الإباحة.
ووجه ذلك هو الاحتياط في الخروج من عهدة الطلب، وأن الخبر الدال على النهي مقدم على الدال على الأمر، ووجهه عندهم أن درئ المفاسد مقدم على جلب المصالح، ومن أمثلته عند القائل به: ترك تحية المسجد في وقت النهي.
ومنها كون أحد الخبرين ناقلاً عن حكم الأصل، ومثاله حديث "من مس ذكره فليتوضأ". مع حديث " وهل هو إلا بضعة منك بأن هذا الأخير نافياً لوجوب الوضوء موافق للبراءة الأصلية، والخبر الموجب له ناقل عن حكم الأصل، وعكس بعضهم فرجح المبقي على الأصل بالبراءة الأصلية، والمشهور عند الأصوليين الأول.
وكذلك رواية الإثبات، فإنها مقدمة على رواية النفي ومثاله: حديث أنه صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة مع حديث أنه لم يصل فيها، وحديث أن المتمتعين مع النبي صلى الله عليه وسلم سعوا لحجهم وسعوا لعمرتهم مع حديث أنهم لم يسعوا إلا سعي العمرة الأول، ولم يسعوا للحج.
والظاهر أن المثبت والنافي إذا كانت رواية كل منهما في شيء معين في وقت معين واحد أنهما يتعارضان. فلو قال أحدهما: دخلت الكعبة مع النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كذا ولم أفارقه ولم يغب عن عيني حتى خرج منها ولم يصل فيها، وقال الآخر رأيته في ذلك الوقت بعينه صلى فيها فانهما يتعارضان فيطلب الترجيح من جهة أخرى والله أعلم. وهذا أصوب من قول من قدم المثبت مطلقاً ومن قدم النافي مطلقاً. ووجه تقديم رواية المثبت أن معه زيادة علم خفيت على صاحبه، وقد عرفت أن ذلك لا يلزم في جميع الصور مما ذكرناه آنفاً.
المصنفات في مختلف الحديث:
قد صنف فيه الإمام الشافعي كتاباً مستقلاً وهو أوَّل من تكلَّم فيه، وعقد في كتابه " الأم " فصلاً طويلاً، ولم يقصد رحمة الله استيفاءه، بل ذكر جملة ينبه بها على طريقة هذا العلم.
كما صنف فيه ابن جرير, والطَّحَاوي في كتابه «مُشْكل الآثار»، وابن قتيبة إلا أن العلماء قالوا في كتاب ابن قتيبة أتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة لكون بعض الترجيحات غيرها أقوى وأولى منها، وقد ترك أيضا معظم المختلف.
====
ينظر للمبحث:
تَدْريبُ الرَّاوِي في شَرْح تَقْريب النَّواوي النوع السادس والثلاثون،ومقدمة ابن الصلاح، والتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث،ومذكرة أصول الفقه للشيخ محمد الأمين الشنقيطي،وشرح الورقات للشيخ صالح الفوزان.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 10:09]ـ
اختصار الحديث
المقصود به هل يجوز اختصار الحديث، فيحذف بعضه، إذا لم يكن المحذوف متعلقاً بالمذكور؟
والعلماء في ذلك على قولين:
فالذي عليه صنيع أبي عبد الله البخاري: اختصار الأحاديث في كثير من الأماكن.
الموقظة للذهبي - (ج 1 / ص 14)
وأما مسلم فإنه يسوق الحديث بتمامه، ولا يقطعه. ولهذا رجحه كثير من حفاظ المغاربة، واستروح إلى شرحه آخرون، لسهولة ذلك بالنسبة إلى صحيح البخاري وتفريقه الحديث في أماكن متعددة بحسب حاجته إليه. وعلى هذا المذهب جمهور الناس قديماً وحديثاً.
وقد قال الذهبي:" اختصار الحديث وتقطيعه جائز إذا لم يخل معنى. ومن الترخيص تقديم متن سمعه على الإسناد، وبالعكس، كأن يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الندم توبة، أخبرنا به فلان عن فلان.
وقال ابن حجر: "الأكثرون على جوازه بشرط أن يكون الذي يختصره عالما؛ لأن العالم لا ينقص من الحديث إلا ما لا تعلق له بما يبقيه منه بحيث لا تختلف الدلالة، ولا يختل البيان، حتى يكون المذكور والمحذوف بمنزلة خبرين، أو يدل ما ذكره على ما حذفه؛ بخلاف الجاهل، فإنه قد ينقص ما له تعلق؛ كترك الاستثناء ".
الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث - (ج 1 / ص 18)
ولذا قال ابن الحاجب:"حذف بعض الخبر جائز عند الأكثر، إلا في الغاية والاستثناء ونحوه. أما إذا حذف الزيادة لكونه شك فيها، فهذا سائغ، كان مالك يفعل ذلك كثيرا، بل كان يقطع إسناد الحديث إذا شك في وصله. وقال مجاهد: انقص الحديث ولا تزد فيه.
====
ينظر للمبحث:الموقظة للذهبي،و نزْهة النَّظَر في تَوْضِيحِ نُخْبَةِ الفِكَر،وما حررناه في مسألة رواية الحديث بالمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:39]ـ
الفسق
الفسق لغةً: خروج الرطبة عن قشرها، وتسمى الفأرة: الفويسقة؛ لخروجها من جحرها على الناس.
وشرعاً: العصيان والترك لأمر الله عز وجل، والخروج عن طريق الحق.
وقد يكون الفسوق شركاً كما في قوله تعالى: (أو فسقاً أهل لغير الله به) أي: الذبح.
وقد يكون إثماً كما في قوله تعالى: (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) أي: بئس الاسم أن تقول له: (يايهوي) و (يانصراني) بعد أن آمن، أي لا تعيروهم بعد أن آمنوا. أو بئس الاسم أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن سمي مؤمناً بفعله شيئاً من هذه الأشياء التي نهي عنها، وهي: السخرية واللمز والتنابز بالألقاب؛ فهو فاسق وإن كان مؤمناً.
وقال ابن الأثير: «أصل الفسوق: الخروج عن الاستقامة، والجور؛ وبه سمي العاصي فاسقاً.
والفاسق هو: مرتكب الكبيرة، أو المُصِرُّ على الصغيرة، والفاسق المصرّح بفسقه لا يختلف أحد في رد روايته.
ولا بد أن يكون الحديث من رواية العدول، قال ابن الصلاح:"أجمع جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن يحتج بروايتة أن يكون عدلاً، ضابطً لما يرويه".
وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} [الحجرات: 6].
وقال: {وأشهدوا ذوي عدل منكم} [الطلاق: 2]. والموصوف بالفسق مسلوب العدالة.
وقال جل ثناؤه: {ممن ترضون من الشهداء}
وقال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عقب سياق الآيات السابقة: «فدل بما ذكرنا من هذه الآي أن خبر الفاسق أن خبر الفاسق غير مقبول، وإن شهادة غير العدل مردودة، والخبر وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض الوجوه، فقد يجتمعان في أعظم معانيهما؛ إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم، كما أن شهادته مردودة عند جميعهم».
وقال ابن حبان في النوع السابع عشر من أنواع جرح الضعفاء: «ومنهم المعلن بالفسق والسّفه، وإن كان صدوقاً في روايته؛ لأن لا الفاسق لا يكون عدلاً، والعدل لا يكون مجروحاً، ومن خرج عن حدّ العدالة لا يعتمد على صدقه، وإن صدق في شيء بعينه في حالة من الأحوال، إلا أن يظهر عليه ضد الجرح، حتى يكون أكثر أحواله طاعة لله عز وجل، فحينئذ يحتج بخبره، فأما قبل ظهور ذلك عنه فلا».
وأما مسألة قبول رواية الفاسق المتأول غير المبيح للفسق، فلا خلاف في قبول روايته؛ لأن الناس يختلفون في بعض أمور الفسق، فيرى بعضهم أنها فسق، ولا يرى غيرهم أنها فسق: مثل شرب النبيذ؛ فقد رأى الحنفية أن شربه جائز، ومنعه الشافعية.
فالفاسق الذي يرد حديثه هو: المجاهر بارتكاب المعاصي الكبيرة، وعدم مواظبته على الواجبات والفرائض؛ فمثل هذا لا يؤمن عليه أن يكذب في حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفتري على أحد من الصحابة والتابعين.
قال الذهبي في ترجمة زاهر بن طاهر: «مسند نيسابور، صحيح السماع، لكنه يخل بالصلاة، فَتَرك الرواية عنه غير واحد من الحفاظ تورعاً».
كما أن التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق تقبل روايتة، إلا التائب من الكذب متعمداً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا تقبل روايته،وإن حسنت توبته، على ما ذكر غير واحد من أهل العلم، منهم: أحمد بن حنبل، وأبو بكر الحميدي شيخ البخاري
====
انظر: مقدمة صحيح مسلم (1/ 9)، وكتاب المجروحين (1/ 79)، (1/ 80) ومقدمة ابن الصلاح، وتَدْريبُ الرَّاوِي في شَرْح تَقْريب النَّواوي - مبحث: صفة من تقبل روايته، والنهاية في غريب الحديث (3/ 446
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:41]ـ
أصح شيء في الباب كذا
في تَدْريب الرَّاوِي في شَرْح تَقْريب النَّواوي: "قال المُصنِّف - أي النووي - في «الأذكار»: لا يَلْزم من هذه العِبَارة صِحَّة الحديث, فإنَّهم يَقُولون: هذا أصح ما جَاء في البَاب, وإن كانَ ضعيفًا, ومُرادهم أرجحهُ, أو أقلَّه ضعفًا, ذكر ذلكَ عقب قول الدَّارقُطني: أصح شيء في فضائل السور, فضل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وأصح شيء في فَضَائل الصَّلوات فضل صَلاة التسبيح ...... إلى أن قال: فإنهم يقولون ((هذا أصح ما جاء في الباب)) وإن كان ضعيفاً ومرادهم أرجحة أو أقله ضعفاً))
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:45]ـ
الإجازة
(يُتْبَعُ)
(/)
الإجازة: هي إحدى أنواع التحمل عند المحدثين، وهي عبارة عن إذن في الرواية لفظاً أو كتابةً.
ومن منافع الإجازة أنه ليس كل طالب، وباغ للعلم فيه راغب يقدر على سفر ورحلة؛ كأن يكون الشيخ الذي يرحل إليه بعيدا وفي الوصول إليه يلقى تعبا شديدا.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى كسرى وقيصر وغيرهما مع رسله فمن أقبل عليهم وقبل منهم فهو حجة له، ومن لم يقبل ولم يعمل فحجة عليه.
ومما يحتج به أيضا في هذا الباب وأن الأخذ به عين الصواب، إيفاده صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى ناحية نخلة في سرية ودفع إليه كتابا مختوما وأمره ألا يفكه حتى يسير يومين ثم يفكه وينفذ ما فيه من الأمر، فامتثل عبد الله ذلك.
قال بان وهب: «كنت عند مالك بن أنس، فجاءه رجل يحمل الموطأ في كسائه فقال له: يا أبا عبد الله: هذا موطؤك قد كتبتُه وقابلتُه، فأجازه لي، قال: قد فعلتُ، قال: كيف أقول: حدثنا مالك، أو أخبرنا مالك؟ قالك قل أيهما شئت».
قال أبو عيسى الترمذي: ((وكنا عند أبي مصعب المديني، فقرئ عليه بعض حديثه، فلما فرغ منه، كيف نقول؟ قال قل: ثنا أبو مصعب)).
قال أبو عيسى: وقد أجاز بعض أهل العلم الإجازة. وإذا أجاز العلم لأحد أن يروي عنه شيئاً من حديثه فله أن يروي عنه.
حدثنا محمود بن غيلان أنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال: ((كتبت كتاباً عن أبي هريرة، فقلت: أرويه عنك؟ قال نعم)).
أخبرنا محمد بن إسماعيل الواسطي ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف الأعرابي قال قال رجل للحسن: ((عندي بعض حديثك، أرويه عنك؟ قال: نعم)).
وفي شرح العلل: "قد ذكر الترمذي عن بعض أهل العلم إجازتها، وقد حكاه غيره عن جمهور أهل العلم، وحكاه بعضهم إجماعاً، وليس كذلك. بل قد أنكر الإجازة جماعة من العلماء، وحكي ذلك عن أبي زرعة، وصالح بن محمد، وإبراهيم الحربي.
وروى الربيع عن الشافعي أنه كره الإجازة. قال الحاكم: ((لقد كره المكروه عند أكثر أئمة هذا الشأن)).
والذين أنكروا الإجازة المطلقة منهم من رخص في المناولة، وهو قول أحمد المصري، وروي أيضاً عن إبراهيم الحربي، وأبي بكر البرقاني. وظاهر كلام أحمد في رواية الأثرم في قصة رواية أبي اليمان عن شعيب يدل على مثل ذلك، إلا أن يحمل إنكاره على أبي اليمان على إطلاقه لفظ الإخبار في الرواية بالإجازة، لا على أصل الرواية بالإجازة.
وقد ذكرنا عنه رواية أخرى أنا أجاز لأبي اليمان إطلاق قول أنا فيما يرويه عن شعيب بالمناولة والإجازة.
وفي شرح ألفيه العراقي أن أقدم إجازة عثر عليها نقلا عن الإمام أبي الحسن محمد بن أبي الحسين بن الوزان قال ألفيت بخط أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الشهير صاحب يحيى ابن معين وصاحب التاريخ ما مثاله ((قد أجزت لأبي زكريا يحيى بن مسلمة أن يروي عني ما أحب من كتاب التاريخ الذي سمعه مني أبو محمد القاسم بن الأصبغ ومحمد بن عبد الأعلى كما سمعاه مني وأذنت له في ذلك ولمن أحب من أصحابه فإن أحب أن تكون الإجازة لأحد بعد هذا فأنا أجزت له ذلك بكتابي هذا وكتبه أحمد بن أبي خيثمة بيده في شوال من سنة ست وسبعين ومئتين))
وكذلك أجاز حفيد يعقوب بن شيبة وهذه نسختها فيما حكاه الخطيب ((يقول محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة قد أجزت لعمر بن أحمد الخلال وابنه عبد الرحمن بن عمرو لختنه على ابن الحسن جميع ما فاته من حديثي مما لم يدرك سماعه من المسند وغيره وقد أجزت ذلك عن أحب عمر فليرووه عني إن شاءوا وكتبت لهم ذلك بخطى في صفر سنه اثنتين وثلاثين وثلاثمائة)) 1هـ
====
انظر: الجامع للخطيب (2/ 286 ـ 287)، قواعد التحديث (ص 81)، الإجماع، ص 90، شرح علل الترمذي (2/ 753) مع السنن. الوجيز في ذكر المجاز والمجيز. الوجيز في ذكر المجاز والمجيز - (ص 2).
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:51]ـ
المستخرج
المستخرج: هو نوع من المصنفات الحديثية.
وطريقة تأليفه أن ياتي مصنف إلى كتاب ممن الكتب الحديثية كصحيح البخاري مثلاً فيُخرِّج أحاديث هذا الكتاب بأسانيد لنفسه من غير طريق البخاري، حيث يلتقي إسنادُ المصنف مع شيخ البخاري، أو مع شيخ شيخه أو من فوقه، ولو حصل الالتقاء في صحابي الحديث.
ويلاحظ في المصطلحات ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما أسقط المستخرج أحاديث لم يجد لها سنداً يرتضيه.
كما يحرص في المستخرجات على أن لا يصل المستخرج إلى شيخ أبعد ويفقد بذلك سنداً يوصله إلى الأقرب إلا لعذر من زيادة مهمة أو غيرها.
ولا يشترط في المستخرج تطابق الألفاظ المتون بين المستخرج والمستخرج عليه، لكونه يروي من غير جهة صاحب الكتاب طلباً للعلو، فيحصل فيه بعض تفاوت في الألفاظ،
ولذلك إذا وجد حديث في مستخرج من المستخرجات فلا يصح نسبة ألفاظ المتن للكتاب المستخرج عليه إلا إذا اتحدت عبارات المتن.
وبهذا يعلم أيضاً أن ما يرويه البيهقي والبغوي وغيرهما مما قالوا فيه: «أخرجه البخاري ومسلم»،ووقع في بعضها تفاوت في المعنى، فمرادهم أنهما رويا أصله، لا نصه بتمامه فلا يجوز والحال هذا أن يُنْقَلَ منهما حديث ويقال: هو هكذا فيهما، إلا بعد المقابلة.
وهذا بخلاف المختصرات من «الصَّحيحين» فإنَّهم نقلُوا فيها ألفاظهُمَا من غير زيادة ولا تغيير, فلك أن تنقل منها وتعزو ذلك للصحيح ولو باللفظ.
وكذا الجمع بين «الصَّحيحين» لعبد الحقِّ, أمَّا الجمع لأبي عبد الله الحُميدي الأندلسي, ففيه زيادة ألفاظ وتتمات على «الصَّحيحين» بلا تمييز كما ذكر ذلك السيوطي.
فوائد المستخرجات:
1 ـ فهم الحديث وفقهه، فإن ألفاظ الكتاب المستخرج قد توضح الإجمال الواقع في لفظ الحديث في أصل الكتاب المستخرج عليه.
2 ـ تصحيح القدر الزائد على الأصل من الحديث الذي لا يتم الوصول إليه إلا بطريق المستخرج.
3 ـ تصريح المدلس بالسماع إن لم يصرح به في أصل الكتاب.
4 ـ تعيين المبهم في أصل الكتاب.
5 ـ ترجيح الإسناد في أصل الكتاب بالمتابعة من طريق المستخرج.
6 ـ علو الإسناد.
7 - قد تكون فيه إزالة علة موجود في أصل الكتاب وهذا ما يشير إليه الحافظ ابن حجر بقوله: «وكل علة أُعِلَّ بها حديث في أحد الصحيحين جاءت رواية المستخرج سالمة عنه».
صحة المستخرجات على الصحيحين:
ذهب ابن الصلاح إلى أن الزيادات الواقعة في المستخرجات يحكم لها بالصحة لأنها مروية بالأسانيد الثابتة في الصحيحين أو أحدهما وخارجة من ذلك المخرج
واعترض عليه الحافظ ابن حجر في ذلك فقال هذا مسلم في الرجل الذي التقى فيه إسناد المستخرج وإسناد مصنف الأصل وفيمن بعده، وأما من بين المستخرج وبين ذلك الرجل فيحتاج إلى نقد،لأن المستخرج لم يلتزم الصحة في ذلك،وإنما جل قصده العلو فإن حصل وقع على غرضه،فإن كان مع ذلك صحيحا أو فيه زيادة فزيادة حسن حصلت اتفاقا، وإلا فليس ذلك همته.
المؤلفات في المستخرجات:
1 ـ المستخرج على الصحيحين للحفاظ الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني الإمام (ت 371هـ).
2 ـ المستخرج على الصحيحين للبرقاني أحمد بن محمد بن أحمد الخوارزمي الحافظ أبي بكر (ت 024هـ).
3 ـ المستخرج على صحيح مسلم لأبي عوانة، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفرائيني (ت 316هـ).
4 ـ مستخرجات على سنن أبي داود لقاسم بن أصبغ (ت 340هـ)، وأبي بكر بن منجويه (ت 410هـ) وأبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن فرج القرطبي (ت330هـ).
وهناك كتب قيل فيها إنها كالمستخرجات مثل كتاب ((الأموال)) لابن زَنْجُويه (ت251هـ) قال الكَتَّانيًّ عن كتابه: وكتابه كالمُسْتَخْرَجِ على كتاب أبي عُبيدٍ، وقد شاركهُ في بعض شيوخهِ وزاد عليهِ زيادات.
كذلك عد منتقى ابن الجارود كالمستخرج على صحيح ابن خزيمة.
ولكني أقول إذا نظرنا بهذا الاعتبار في موافقة مصنف لمصنف آخر لشيوخه في الأحاديث لخرجت عندنا مستخرجات عدة بهذا الاعتبار ولكن العبرة بأصل العمل وعلى طريقة المستخرجات كما سبق لا بمجرد الموافقة في عدد منها والله أعلم.
====
ينظر للمزيد: تَدْريب الرَّاوِي مبحث الحديث الصحيح، و توجيه النظر إلى أصول الأثر (ص 349)، و المُسْتَخْرَجات نشأتها وتطورها للدكتور موفق بن عبدالله بن عبدِ القادر نشر في مجلة جامعة أمِّ القرى،ومعجم الدكتور الأعظمي للمصطلحات الحديثية.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:54]ـ
العرض
العرض: هو القراءة على الشيخ حفظاً، أو من كتاب وهم من طرق تحمل الرواية.
والرواية بها سائغة عند العلماء، إلا أن بعضهم قد شدد فيه فلم ير جواز الرواية بالعرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحجة جواز العرض حديث ضمام بن ثعلبة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: آلله أمرك أن تصلي الصلوات؟ قال: "نعم".
يقول وكيع: «ما أخذتُ حديثاً قط عرضاً».
والصواب: أنه تصح الرواية بالعرض
وأما أيهما أعلى العرض أم السماع من لفظ الشيخ فعن مالك وأبي حنيفة وابن أبي ذئب أنها أقوى. وقيل: هما سواء، ويعزى ذلك إلى أهل الحجاز والكوفة، وإلى مالك أيضاً وأشياخه من أهل المدينة.
وذهب جمهور أهل المشرق وخراسان إلى أن القراءة درجة ثانية وأبوا من تسميتها سماعا وسموها عرضا وأبوا من إطلاق حدثنا فيها
وإلى هذا ذهب أبو حنيفة في أحد قوليه والشافعى وهو مذهب مسلم بن الحجاج ويحيى بن يحيى التميمي.
فإذا حدث بها يقول " قرأت " أو " قرئ على فلان وأنا أسمع فأقر به " أو " أخبرنا " أو " حدثنا قراءة عليه ". وهذا واضح، فإن أطلق ذلك جاز عند مالك، والبخاري، ويحيى بن سعيد القطان، والزهري، وسفيان بن عيينة، ومعظم الحجازيين والكوفيين، حتى إن منهم من سوغ " سمعت " أيضاً، ومنع من ذلك أحمد، والنسائي، وابن المبارك، ويحيى بن يحيى التميمي.
ومنهم من جوز أن يقول " أخبرنا " ولم يجوز " حدثنا " وبه قال الشافعي، ومسلم، والنسائي أيضاً، وجمهور المشارقة، بل نقل ذلك عن أكثر المحدثين. وقد قيل: إن أول من فرق بينهما ابن وهب. قال الشيخ أبو عمرو وقد سبقه إلى ذلك ابن جريج؛ والأوزاعي، قال: وهو الشائع الغالب على أهل الحديث.
واشترطوا في العرض على الشيخ أن يكون المحدث حافظاً بما يقرأ عليه من مروياته، أو يقابل بما يقرأ عليه على أصله، ويجوز أن يكون الأصل بيد أحد التلاميذ. فهذه الصور كلها جائزة عند علماء الحديث، إلا أنه دون السماع من لفظ الشيخ.
ومن مسائل العرض السماع على الضرير أو البصير الأمي إذا كان مثبتاً بخط غيره أو قوله -: فيه خلاف بين الناس: فمن العلماء من منع الرواية عنهم، ومنهم من أجازها كما نقل ابن كثير عن الخطيب في اختصارعلوم الحديث.
====
انظر للمزيد: تدريب الراوي النوع الرابع والعشرون كيفية سماع الحديث وتحمله، والإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:56]ـ
الأقران
الأقران جمع قرين وهم المتقاربون في سنهم وإسنادهم كما قال الحاكم.
أي أنهم أخذوا عن شيوخ من طبقة واحدة.
وذكر الإمام الحاكم هذا النوع وسماه معرفة رواية الأقران من التابعين وأتباعهم ومن بعدهم من علماء المسلمين ورواية بعضهم عن بعض وهذا النوع منه غير رواية الأكابر عن الأصاغر، وبين أنهم على ثلاثة أجناس:
فالجنس الأول منه الذي سماه بعض مشايخنا المدبج وهو: أن يروي قرين عن قرينه ثم يروي ذلك القرين عنه فهو المدبج.
والجنس الثاني منه غير المدبج حيث يكون قرينا ويروي أحدهما عن الآخر ولا يعرف للخر رواية عنه.
ومثاله فيما رواه الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا شعيب بن الليث بن سعد قال حدثنا أبي قال حدثني ابن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر بن الخطاب]
قال أبو عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وإن كان أسند وأقدم من إبراهيم بن سعد بن إبراهيم فإنهما في أكثر الأسانيد قرينان ولا أحفظ ل إبراهيم بن سعد عنه رواية.
وأما كلام الأقران بعضهم في بعض فقد قال فيه الذهبي:
"كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصراً من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس. اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم" الميزان ترجمة أبي نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ.
وقال ابن عبد البر: " لا يقبل فيمن صحت عدالته وعُلمت بالعلم عنايته وسلم من الكبائر ولزم المروءة والتعاون وكان خيره غالباً وشره أقلَّ عمله، فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به، فهذا هو الحق الذي لا يصح غيره إن شاء الله".
وقال ابن حجر: (وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد .... ويلتحق بذلك ما يكون سببه المنافسة في المراتب، فكثيراً ما يقع بين العصريين الاختلاف والتباين لهذا وغيره، فكل هذا ينبغي أن يتأنى فيه ويتأمل".
ويقول الدكتور محمد لطفي الصباغ في مقدمته لكتاب السيوطي (تحذير الخواص من أكاذيب القصاص) (ص42 - 47): (وأود أن أنبه إلى خطأ نشأ من اطلاق كلمة تشيع على ألسنة كثير من طلبة العلم، وهي أن حكم المتعاصرين بعضهم في بعض غير مقبول؛ إن هذا الاطلاق خطأ كبير في رأيي، ذلك أن أقدر الناس على الحكم على إنسان معين معاصروه الذين خالطوه وعاشروه وعرفوه المعرفة التامة؛ والصواب أن نطلب التأني في قبول الحكم، والتأمل فيه، واشتراط التقوى في الذي يُصدر هذا الحكم وبراءته من اللدد في الخصومة والمنافسة في الدنيا والمبالغة المتطرفة في الحكم ".
====
وانظر: مقدمة ابن الصلاح (ص 14)، ومعرفة علوم الحديث (ص 215) النوع السادس والأربعون،و جامع بيان العلم وفضله (2/ 150 - 162) , و (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل) 1/ 52 - 59. وراجع المدبج.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 11:59]ـ
المدبج
المدبج بضم الميم وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحدة وآخره جيم:
هو رواية القرين عن قرينه - والأقران هم المتقاربون في سنهم وإسنادهم.
وقد قال السخاوي في ألفيته:
(والقرنا من استووا في السند ... والسن غالبا وقسمين اعدد)
(مدبجا وهو إذا كل أخذ ... عن آخر وغيره انفراد فذ)
وسمي المدبج بهذا لحسنه لأنه لغة المزين، والرواية كذلك إنما تقع لنكتة يعدل فيها عن العلو إلى المساواة أو النزول فيحصل للإسناد بذلك تزيينٌ.
ويحتمل أن يقال: إن القرينين الواقعين في المدبج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة شُبِّها بالخدين إذ يقال لهما: الديباجتان، كما قاله الجوهريُّ وغيرُه.
وأول من سماه بذلك هو الإمام الدارقطني، ولم يقيده بكونهما قرينين، بل ظاهر كلامه أن كل اثنين روى كل واحد منهما عن الآخر يقال لهما: تدبج فلان مع فلان؛ وإن كان أحدهما أكبر من صاحبه.
وفي (شرح النخبة): لو روى الشيخ عن تلميذه فهل يسمى مدبجاً فيه بحث والظاهر لا، لأنه من رواية الأكابر عن الأصاغر، والتدبيج مأخوذ من ديباجتي الوجه فيقتضي أن يكون مستوياً من الجانبين.
وأهمية المدبج وفائدته ضبطه الأمن من ظن الزيادة في الإسناد أو إبدال الواو بعن إن كان بالعنعنة كما قال السخاوي.
وصورة المدبج رواية كل قرين عن صاحبه كعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما في الصحابة، والزهري وأبي الزبير في التابعين، ومالك والأوزاعي في أتباع التابعين.
أما رواية القرين عن قرينه من غير أن يعلم رواية الآخر عنه فلا يسمى مدبجاً كرواية زائدة بن قدامة عن زهير بن معاوية ولا يعلم لزهير رواية عنه.
ومثاله من الصحابة كما ساق الحاكم في المعرفة بإسناده:
حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال: ثنا أبو أسامة قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش، فجعلت أطلبه بيدي، فوقعت يدي على باطن قدميه، وهما منصوبتان فسمعته يقول: «اللهم إني أعوذ برحمتك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء (1) عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
قال أبو عبد الله: وقد روت عائشة، عن أبي هريرة وسألته عن حديثه أخبرنا أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو، قال: حدثنا عبد الله بن روح المدايني قال: حدثنا عثمان بن عمر قال: حدثنا أبو عامر الخزاز، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي، عن علقمة أن عائشة قالت لأبي هريرة: أنت حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة عذبت في هرة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
====
انظر: معرفة علوم الحديث،وفتح المغيث - (ج 3 / ص 174)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 12:37]ـ
المستملي
المستملي هو طالب الإملاء من الشيخ؛ يقال: استملاه الكتاب أي سأله أن يمليه عليه فالمستملي هو مستملٍ بالنسبة للشيخ، وهو بالنسبة للطلاب ممْلٍ أو سمي بذلك لأنه يستملي الشيخَ لهم.
والحاجة إليه قائمة إذ كان بعض الشيوخ الكبار من المحدثين يقصدهم الطالبون ويحرصون على الرواية عنهم فيعظم الجمع في مجالسهم جداً، حتى يصعب على الشيخ إسماع كل الحاضرين، فكان لكل واحد من هؤلاء شخص - أو أكثر - يُسمِع باقي المجلس.
وقد كانت المجالس تعقد ببغداد. وبغيرها من البلاد، فيجتمع الفئام من الناس، بل الألوف المؤلفة، ويصعد المُستملي. على الأماكن المرتفعة، ويبلغون عن المشايخ ما يملون، فيحدث الناس عنهم بذلك.
فإذا كان الراوي لم يسمع لفظ الشيخ وسمعه من المستملي وكان الشيخ يسمع ما يمليه مستمليه -: فلا خلاف في جواز الرواية عن الشيخ، لأنه يكون من باب الرواية بالقراءة على الشيخ.
وأما إن كان الشيخ لا يسمع ما يقوله المستملي، فقد اختلف في ذلك: فذهب جماعة من المتقدمين وغيرهم إلى أنه يجوز للراوي أن يرويه عن الشيخ. وقال غيرهم: لا يجوز ذلك، بل على الراوي أن يبين أنه سمعه من المستملي؛ وهذا القول رجَّحه ابنُ الصلاح؛ وقال النووي: إنه الصواب الذي عليه المحققون.
والقول الأول - بالجواز - هو الراجح وهو الذي عليه العمل، لأن المستملي يُسمع الحاضرين لفظ الشيخ الذي يقوله، فيبعد جداً أن يحكي عن شيخه - وهو حاضر في جمع كبير - غيرَ ما حدث به الشيخ، ولئن فعل ليَرُدَّنَّ عليه كثيرون ممن قَرُبَ مجلسهم من شيخهم وسمعوه وسمعوا المستملي يحكي غير ما قاله؛ وهذا واضح جداً.
ملخصاً من شرح الشيخ أحمد شاكر لألفية السيوطي (ص127 - 128).
وذكر العلماء أنه على المستملي أن يكون متيقظاً مُحصِّلاً، ولا يكون بَليداً مغفلاً، ولهذا احتاط المحدثون في اختيار المستملي.
====
انظر: أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني،ومقدمة ابن الصلاح: معرفة آداب المحدث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 12:45]ـ
الأمالي
الأمالي: وهي إما أن تكون جمع الإملاء أو جمع أملية كالأحاجي جمع أحجية.
ويسمي بعض الشافعية الأمالي التعليق.
وكتب الأمالي: نوع من المصنفات الحديثية حيث تعرف بهذا.
وعقد الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) باباً بعنوان (باب إملاء الحديث وعقد المجلس له) قال فيه: (يستحب عقد المجالس لإملاء الحديث، لأن ذلك أعلى مراتب الراوين، ومن أحسن مذاهب المحدثين مع ما فيه من جمال الدين والاقتداء بسنن السلف الصالحين ... ).
وطريقة الأمالي بأن يقعد عالم وحوله تلامذته فيتحدث العالم بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتبه التلامذة في يوم من أيام الأسبوع أو يوم الجمعة فيصير كتاباُ، ويسمونه الإملاء والأمالي؛ وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدثين وأهل العربية وغيرها في علومهم
واستحب بعض العلماء أن يكون الإملاء في المسجد ويوم الجمعة لشرفهما.
وطريقة العلماء فيها أن يكتب المستملي في أول القائمة: هذا مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا، ويذكر التاريخ، ثم يورد المملي بأسانيده أحاديث واثاراً، ثم يفسر غريبها ويورد من الفوائد المتعلقة بها بإسناد أو بدونه ما يختاره ويتيسر له.
ولكتب الأمالي فوائد منها:
اعتناء الراوي بطرق الحديث وشواهده ومتابعه وعاضده، بحيث بها يتقوى، ويثبت لأجلها حكمه بالصحة أو غيرها، ولا يتروّى،ويُرتّب عليها إظهار الخفي من العلل، ويهذب اللفظ من الخطأ والزلل، ويتضح ما لعله يكون غامضاً في بعض الروايات، ويفصح بتعيين ما أُبهم أو أُهمل أو أدرج، فيصير من الجليات، وحرصه على ضبط غريب المتن والسند، وفحصه عن المعاني التي فيها نشاط النفس بأتم مستنَد، وبعد السماع فيها عن الخطأ والتصحيف، الذي قلَّ أن يعرى عنه لبيب أو حصيف، وزيادة التفهم والتفهيم لكل من حضر، من أجل تكرر المراجعة في تضاعيف الإملاء والكتابة والمقابلة على الوجه المعتبر، وحوز فضيلتي التبليغ والكتابة، والفوز بغير ذلك من الفوائد المستطابة، كما قرَّره الرافعي وبيّنه، ونشَره وعيّنه.
وربما كان الشيخ المملي غير متمكن من تخريج أحاديثه التي يمليها، إما لضعفه في التخريج، وإما لاشتغاله بأعمال تُهمه، كالافتاء أو التأليف، فيستعين حينئذ في ذلك بمن يثق به من العلماء الحفاظ، فيكمل له من أصوله - أي أصول الشيخ - أو مصنفاته تخريجَ الأحاديث التي يريد إملاءها قبل يوم مجلسه.
ولمجالس الإملاء آداب أهمها:
1 - أن يختار الشيخ المملي الأحاديث المناسبة لمجالس الإملاء، لأنَّ فيها من لا يفقه كثيراً من العلم.
2 - أن يحدثهم بأحاديث الزهد والرقاق ومكارم الأخلاق ونحوها.
3 - أن يجتنب من الأحاديث ما لا تحتمله عقولهم وما لا يفهمونه وأحاديث الرخص والإسرائيليات وما شجر بين الصحابة من الخلاف، لئلا يكون ذلك فتنة للناس؛ وأن يجتنب الرواية عن كذاب أو فاسق أو مبتدع.
4 - أن يختار من الأحاديث ما علا سنده وقصر متنه، ويتحرى المستفاد منه.
5 - أن ينبه على صحة الحديث أو حسنه أو ضعفه أو علته إن كان معلولاً، وعلى ما فيه من علو وجلالة في الإسناد وفائدة في المتن أو السند كتقديم تاريخ سماعه وانفراده عن شيخه وكونه لا يوجد إلا عنده.
6 - أن يبين ضبط ما يُشكِل من الأسماء الواردة في السند أو المتن، وكذلك الألفاظ الغربية، يضبطها ويبين معناها، وأيضاً المعاني الغريبة والمستشكَلة الواردة في المتن يشرحها ويحل إشكالها.
قالوا: ويستحب له أن يجمع في إملائه الرواية عن جماعة من شيوخه - ولا يقتصر على شيخ واحد - مقدِّماً أرجحهم بعلو سنده أو غيره، ولا يروي إلا عن المقبولين من شيوخه.
7 - وكان من عادة كثير منهم أن يختم مجلس الإملاء بشيء من طُرَف الأشعار وحكايات ونوادر وإنشادات بأسانيدها، وأولاها عند أكثرهم ما كان في أبواب الزهد والآداب ومكارم الأخلاق
وكتب الأمالي كثيرة منها:
الأمالي لأبي القاسم بن عساكر، ولأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، ولأبي طاهر المخلص، ولأبي محمد الحسن بن محمد الخلال وهي عشرة مجالس، ولأبي عبد الله الحاكم)،ولأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي بفتح الميم،وابن الصلاح،وعبد الرحيم بن الحسين العراقي.، وابن حجر العسقلاني حيث أملى أكثر من ألف مجلس
و قال السخاوي: أمليت بمكة وبعدة أماكن من القاهرة وبلغ عدة ما أمليته من المجالس إلى الآن نحو الستمائة والأعمال بالنيات, و أملى السيوطي ثمانين مجلسا ثم خمسين أخرى، وللحافظ ابن حجر أمالى الأذكار يذكر فيها طرق الحديث كلها بأسانيده.
====
(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/ 111)، (فتح المغيث) (3/ 249 - 250)،ومقدمة تحقيق الأمالي لأبي عبدالله محمد بن العباس اليزيدي، و (كشف الطنون) (1/ 161)،و (الرسالة المستطرفة) (ص119).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:55]ـ
المستدركات
هي نوع من التصنيف عن المحدثين، وعرف العلماء المستدرك بأنه الكتاب الذي يخرج فيه صاحبه أحاديث على شرط صاحب كتاب معين مما فاته تخريجه.
ومن شرطه: أن يكون رجال الإسناد ممن أخرج لهم صاحب الكتاب الأصلي، يقول أبو عبد الله الحاكم في مقدمة كتابه (المستدرك):
«وقد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها أن أجمع كتاباً يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيدها يحتج محمد بن إسماعيل ومسلم بان الحجاج بمثلها، إذ لا سبيل إلى إخراج ما لا علة له، فإنهما رحمهما الله لم يدعيا ذلك لأنفسها».
ومن أشهر الكتب في هذا (المستدرك) للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري (ت 405 هـ).
والحاكم من المتساهلين في التصحيح فإنه قد صَحَّح في كتابه كثيراً من الأحاديث الضعيفة، بل والمنكرة والموضوعة كما بين ذلك الحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع على هامش كتاب المستدرك.
قال الذهبي عند رواية الحاكم لحديث الطير (3/ 130 - 131): (ولقد كنت زماناً طويلاً أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في "مستدركه"، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهوْل من الموضوعات التي فيه!! فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء!!).
وقد صرح الذهبي بأن المستدرك لا يزال به حاجة إلى العمل والتحرير إذ قال في السير (17/ 175 - 176): (في المستدرك شيء كثير على شرطهما وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة؛ وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها كنت أفردت منها جزءاً، وحديث الطير بالنسبة إليها سماء. وبكل حال فهو كتاب مفيد، قد اختصرته، ويُعْوِز عملاً وتحريراً).
كما انتُقِد الحاكم بأنه كان يروي أحياناً بإسناد ملفق من رجال الصحيحين مثل: سماك ابن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فسماك على شرط مسلم، وعكرمة انفرد به البخاري، فالحق أن هذا الإسناد ليس على شرط واحد منهما إلا أن الحاكم يحكم عليه بأنه على شرط الشيخين.
قال الحافظ ابن حجر: «كما أنه وقع في تناقض فذكر رجلاً في كتاب الضعفاء له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع الاحتجاج بهم، ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها».
ولعل السبب في ذلك أنه بدأ تصنيف هذا الكتاب في آخر عمره كما هو الظاهر من المجلد الثالث (ص 156).
يقول الراوي: حدثنا الحاكم الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبد الله إملاءً غُرة ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة، ثم توفي رحمه الله تعالى بعد سنتين فلم يتمكن من مراجعة الكتاب، وقد أكَّد الحافظ أنه ألفه في آخر عمره.
ومن المستدركات: ما ألفه الحافظ الدارقطني (ت 385هـ) باسم (الإلزامات) فجمع فيه ما وجده على شرط الصحيحين من الأحاديث من غير المذكور في كتابيهما، وألزمهما ذكره، وقد اعتنى به الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله.
ومنها: كتاب (المستدرك) على الصحيحين للحافظ أبي ذر عبد -بغير إضافة-ابن أحمد بن محمد بن عبد الله عفير الأنصاري الهروي (ت 434هـ)، وذكر الكتاني أنه كالمستخرج على كتاب الدارقطني في مجلد لطيف.
وكتاب (الأحاديث الجياد المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما)، لضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي (ت 643هـ)، وهو مرتب على المسانيد على حروف المعجم وليس على الأبواب،ولم يكمل، وقد التزم فيه الصحة وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها،وقد سلم له فيه إلا أحاديث يسيره جدا كما قال الكتاني، وذكر ابن تيمية و الزركشي وغيرهما: أن تصحيحه أعلا مزية من تصحيح الحاكم في المستدرك.
====
انظر: النكت على مقدمة ابن الصلاح (ج 1 / ص 197)،وتدْريب الرَّاوِي في شرْح تَقْريب النَّواوي (ج 1 / ص 56)،والباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث:النوع الاول،والرسالة المستطرفة (ص 31فما بعدها)، ومؤلف الدكتور عبد الله مراد السلفي حول المستدرك.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:15]ـ
سلك الجادة
(يُتْبَعُ)
(/)
سلك الجادة: يستعمل المحدثون هذه الكلمة في الحديث الذي يروى بمتن أو سند معروف ويكون في الحقيقة هذا المتن أو السند ليس صواباً وإنما جاء من أحد الرواة جريا على العادة في مثله.
ويستخدم أئمتنا رحمهم الله في ذلك عبارات منها:
سلك الجادة ـ لزم الطريق، لزم المجرة ونحو ذلك،والمقصود أن الراوي سار على ما هو أغلب وأشهر خلافاً للصواب في الحديث المقصود على سبيل الوهم.
ولما ذكر الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 278) عشرة من أجناس العلة مثالا لأحاديث كثيرة معلولة كما قال ليهتدي إليها المتبحر في هذا العلم، ذكر أمثلتها من غير تحرير لبيانها، أوضح السيوطي في تدريب الراوي هذه الأجناس ملخصة فقال في النوع التاسع:
أن تكون طريقه معروفة، يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق فيقع من رواه من تلك الطريق بناء على الجادة في الوهم؛ كحديث المنذر بن عبد الله الحزامي عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد الله دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم ... الحديث.
قال: أخذ فيه المنذر طريق الجادة، وإنما هو من حديث عبد العزيز ثنا عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي.
قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي رحمه الله في هذا الحديث: اتبع سفيان بن عيينة في قوله "الزهري عن عروة عن عبد الرحمن" المجرة، يريد لزوم الطريق.
وسلوك الجادة تعبير يستخدمه أئمة العلل في بيان وهم الرواة إذا وقع
الاختلاف في الروايات فيجعلون في الغالب قول الذي يسلك غيره الجادة - إذا كان ضابطاً- صواباً لأن عدوله دال على مزيد حفظ وضبط.
قال العلامة المعلمي -رحمه الله -في كتابه البديع "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" (2/ 67).: (وهكذا الخطأ في الأسانيد، أغلب ما يقع بسلوك الجادة، فهشام بن عروة غالب روايته عن أبيه عن عائشة، وقد يروي عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير، فقد يسمع رجل من هشام خبراً بالسند الثاني ثم يمضي زمان على السامع فيشتبه عليه فيتوهم أنه سمع ذاك الخبر من هشام بالسند الأول على ما هو الغالب المألوف، ولذلك تجد أئمة الحديث إذا وجدوا راويين اختلفا بأن رويا عن هشام خبراً واحداً، جعله أحدهما عن هشام عن وهب عن عبيد، وجعله الآخر عن هشام عن أبيه عن عائشة، فالغالب أن يقدموا الأول ويخطئوا الثاني، هذا مثال ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى).
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:23]ـ
سرقة الحديث
صورتها: أن يَكُون الحديث مشْهورا براو, فيجعل مكانه آخر في طبقته كأن يأتي حديث مشهور عن سالم, فيجعلَه السارق عن نافع ليرغب فيه لغرابته, أو عن مالك, فيجعلَ عن عُبيد الله بن عمر.
ومن صورها سرقه السماع بأن يدعي سماع حديث من رجل مما لم يسمعه،وكذا ادعاء ما لم يسمع من الكتب والأجزاء.
ومن صورها: من يجد كتاباً يباع في السوق، فقبل أن يسمع من الشيخ المصنف يبدأ يحدث بهذا الكتاب؛ فيقال: إنه سرق هذا الحديث من هذا الكتاب.
وتعد هذه السرقة من الكذب المجرد، وليست من الكذب على الرسول - صلى الله عليه وسلم -،بل هي من الكذب على الشيوخ، كما حرره الذهبي في الموقظة.
لذا فإن سارق الحديث يوصف بأنه كذاب، ولكن لا يطلق عليه اسم الوضع؛ وإنما يوصف به مقيَّداً فيقال: يضع المتابعات أو يضع الطرق أو يضع الأسانيد؛ لأن إطلاق الوضع إنما ينصرف إلى وضع المتون وتركيب الأسانيد لها، قال الذهبي في (السير) (11/ 405) في ترجمة محمد بن حميد الرازي: (قال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على ابن حميد وهو يركّب الأسانيد على المتون، قلت: آفته هذا الفعل وإلا فما أعتقد فيه أنه يضع متناً.
وأما من سرق فأتى بإسناد ضعيف المتن لم يثبت سنده، فهذا أخف جرماً ممن سرق حديثاً لم يصح متنه، وركب له إسناداً صحيحاً، فإن هذا نوع من الوضع والافتراء. فإن كان ذلك في متون الحلال والحرام،فهو أعظم إثماً وقد تبوأ بيتاً في جهنم والعياذ بالله.
ومما ينبغي أن يلاحظ في سرقة الحديث ما ذكره شيخنا العلامة الألباني أن سرقة الحديث من عمل بعض الكذابين وبطريق السرقة هذه ييدو للناظر تعدد الطرق، ولكنها في الحقيقة ترجع كلها إلى طريق واحد، آفته ذلك الكذاب الأول؛ فتنبه لهذا؛ فإنه أمر دقيق.
وسرقة الحديث من أشد درجات الضعف إذ تجتنب الروايه عنه و يلحق بالساقط والهالك وذاهب الحديث.
كما أن وضع إسناد بالكامل لبعض المرويات، أي اختلاق شواهد لها، يسمَّى وضع الاسناد، أو تركيب الاسناد، أو سرقة المتون، كما يطلق عليه اسم السرقة بلا تقييد.
====
انظر: فتح المغيث (ج 1 / ص 370)، وتَدْريب الرَّاوِي (ج 1 / ص 226)، والموقظة في علم مصطلح الحديث ص 12 ضمن مبحث المقلوب، وما نقله الحلبي في نكته على نزهة النظر عن العلامة الألباني (ص 53 - 54).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 08:05]ـ
مصطلح الحديث
مصطلح الحديث: علم يطلق عليه أيضاً (علم أصول التحديث) أو (علم الرواية) أو (علوم الحديث).
وبيان قواعد ومصطلحات هذا العلم نجدها في كتب ألفت في مسميات مختلفة ك مصطلح الحديث أو علوم الحديث وكذا في الكتب المفردة في بعض أنواعه كالعلل وغيرها و الكتب التي تعنى بدراساتُ مناهج المحدثين، وكتب الجرح والتعديل، ومقدمات بعض المؤلفين وكتب مجالس الختم.
وتاريخ التصنيف في هذا العلم كما حرره الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -في مقدمة نخبة الفكر بقوله:
أول من صنف في ذلك القاضي أبو محمد الرامهرمزي في كتابه ((المحدث الفاصل، لكنه لم يستوعب.
والحاكم أبو عبد الله النيسابوري، لكنه لم يهذب ولم يرتب.
وتلاه أبو نعيم الأصبهاني، فعمل على كتابه ((مستخرجا))، وأبقى أشياء للمتعقب.
ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي، فصنف في قوانين الرواية كتابا سماه ((الكفاية))، وفي آدابها كتابا سماه ((الجامع لآداب الشيخ والسامع)).
وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: كل من أنصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه.
ثم جاء بعدهم بعض من تأخر عن الخطيب فأخذ من هذا العلم بنصيب:
فجمع القاضي عياض كتابا لطيفا سماه ((الإلماع في كتاب الإسماع)).
وأبو حفص الميانجي جزءاً سماه ((ما لا يسع المحدث جهله)).
وأمثال ذلك من التصانيف التي اشتهرت وبسطت ليتوفر علمها، واختصرت ليتيسر فهمها.
إلى أن جاء الحافظ الفقيه تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح عبد الرحمن الشهرزوري - نزيل دمشق -، فجمع - لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية - كتابه المشهور، فهذب فنونه، وأملاه شيئا بعد شيء، فلهذا لم يحصل ترتيبه على الوضع المناسب، واعتنى بتصانيف الخطيب المتفرقة، فجمع شتات مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخب فوائدها، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره، فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر.
ثم قال ابن حجر: فسألني بعض الإخوان أن ألخص له المهم من ذلك فلخصته في أوراق لطيفة سميتها ((نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)) على ترتيب ابتكرته، وسبيل انتهجته، مع ما ضممته إليه من شوارد الفرائد وزوائد الفوائد.
ثم شرحها ابن حجر باسم: "نزهة النظر شرح نخبة الفكر"
أقول:
وهناك مؤلفات أخرى في مصطلح الحديث وعلومها من أبرزها فيما يبدو لي:
فتح المغيث للسخاوي،والبحر الذي زخر شرح ألفية أهل الأثر للسيوطي،وتدريب الراوي له، والنكت على ابن الصلاح،وتزهة النظر لابن حجر العسقلاني،وتوضيح الأفكار للصنعاني،وتوجيه النظر لطاهر الجزائري،وقواعد التحديث للقاسمي،ومباجث في علوم الحديث للدكتور صبحي الصالح،وتعليقات شيخنا الألباني على الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للشيخ أحمد شاكر، والحديث والمحدثون لمحمد أبي زهو، وغيرها كثير، والله أعلم.
وأما أنواع علوم الحديث ومصطلحه فقد ذكر الحافظ أبو عمرو الشهير بابن الصلاح أنه قد اعتنى بالكلام فيه جماعة من الحفاظ قديماً وحديثاً، كالحاكم والخطيب، ومن قبلهما من الأئمة، ومن بعدهما من حفاظ الأمة.، وأن ابن الصلاح ذكر من أنواع الحديث خمسة وستين تبعاً في ذلك للحاكم أبي عبد الله النيسابوري، وهي على النحو التالي كما هي عند ابن الصلاح وبترتيبه:
صحيح، حسن، ضعيف، مسند، متصل، مرفوع، موقوف، مقطوع، مرسل، منقطع، معضل، مدلَّس، شاذ، منكر، ماله شاهد، زيادة الثقة، الأفراد، المعلَّل، المضطرب، المدْرَج، الموضوع، المقلوب، معرفة من تقبل روايته، معرفة كيفية سماع الحديث وإسماعه، وأنواع التحمل من إجازة وغيرها، معرفة كتابة الحديث وضبطه، كيفية رواية الحديث وشرط أدائه، آداب المحدث، آداب الطالب، معرفة العالي والنازل، المشهور، الغريب، العزيز، غريب الحديث ولغته، المسلسل، ناسخ الحديث ومنسوخه، المصحَّف إسناداً ومتناً، مختلف الحديث، المزيد في الأسانيد، المرسل، معرفة الصحابة، معرفة التابعين، معرفة أكابر الرواة عن الأصاغر، المدبج، ورواية الأقران، معرفة الإخوة والأخوات، رواية الآباء عن الأبناء، عكسه، من روي عنه اثنان متقدم ومتأخر، من لم يرو عنه إلا واحد، من له أسماء ونعوت متعددة، المفردات من الأسماء، معرفة الأسماء والكنى، من عرف باسمه دون كنيته، معرفة الألقاب، المؤتلف والمختلف، المتفق والمفترق، نوع مركب من اللذين قبله. نوع آخر من ذلك، من نسب إلى غير أبيه، الأنساب التي يختلف ظاهرها وباطنها، معرفة المبهمات، تواريخ الوفيات، معرفة الثقات والضعفاء، من خلط في آخر عمره، الطبقات، معرفة الموالي من العلماء والرواة، معرفة بلدانهم وأوطانهم.
ثم قال ابن الصلاح:
" وليس بآخر الممكن في ذلك، فإنه قابل للتنويع إلى ما لا يحصى، إذ لا تنحصر أحوال الرواة وصفاتهم، وأحوال متون الحديث وصفاتها".
وتعقب الحافظ ابن كثير - رحمه الله -في اختصار علوم الحديث ابن الصلاح رحمه الله بقوله:
"وفي هذا كله نظر، بل في بسطه هذه الأنواع إلى هذا العدد نظر. إذ يمكن إدماج بعضها في بعض، وكان أليق مما ذكره.
ثم إنه فرق بين متماثلات منها بعضها عن بعض، وكان اللائق ذكر كل نوع إلى جانب ما يناسبه. ونحن نرتب ما نذكره على ما هو الأنسب، وربما أدمجنا بعضها في بعض، طلباً للاختصار والمناسبة. وننبه على مناقشات لا بد منها، إن شاء الله تعالى"انتهى.
ويقول أبو صهيب القريوتي: وستجد إن شاء الله في ثنايا تحريراتنا هذه الكلام على أبرز أفراد هذا العلم وأنواعه،سائلاً الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[29 - Oct-2008, صباحاً 08:11]ـ
العُلُو
قلة الوسائط بين الراوي وبين النبي صلى الله عليه وسلم،أو القرب إلى إمام معين، وهو ضد النزول.
والعلو أنواع:
1 - القرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - العُلُو النِّسبي وهو القرب إلى إمام حافظ، أو مصنف، أو بتقدم السماع.
وأشرف أنواعه ما كان قريباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما العلو بقربه إلى إمام حافظ، أو مصنف، أو بتقدم لسماع،فتلك أمور نسبية.
وقيل ليحيى بن معين في مرض موته: ما تشتهي؟ قال: بيت خالي، وإسناد عالي.
ومن مزايا العلو في الإسناد شرف القرب من الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن علو الإسناد أبعد من الخطأ والعلة من نزوله طالما كان الإسناد صحيحاً، ومع ذلك فقد قال بعض المتكلمين: كلما طال الإسناد كان النظر في التراجم والجرح والتعديل أكثر فيكون الأجر على قدر المشقة.
وللحرص على علو الإسناد تداعت رغبات كثير من الأئمة النقاد، والجهابذة الحفاظ، إلى الرحلة إلى أقطاب البلاد، طلباً لذلك،والسماع من الشيوخ والتلقي عنهم من الصغر.
كما أن العلو ليس مقدماً على الإسناد النازل دائماً ولذا قيل إن العالي من الإسناد ما صح سنده، وإن كثرت رجاله، كما قال ابن المبارك: ((ليس جودة الحديث قرب الإسناد بل جودته صحة الرجال)).
ولذا كان الأئمة يحرصون على علو الصفة أكثر من حرصهم على علو القرب، ويحرصون على سماع الرواية التي هي أعلى في صحتها وفي نظافة إسنادها أكثر من حرص بعض المتأخرين على سماع الرواية التي هي أعلى بأقلية عدد رواتها.
والإسناد النازل مفضول،إلا إن تميز بفائدة كزيادة الثقة في رجاله على العالي أو كونهم أحفظ أو أفقه ونحو ذلك،كما قال وكيع لأصحابه: أيما أحب إليكم: الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود.
أو سفيان عن منصور إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود؟
فقالوا: الأول. فقال: الأعمش عن أبي وائل: شيخ عن شيخ.
وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود: فقيه عن فقيه.
وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا مما يتداوله الشيوخ.
وهناك مباحث متعلقة بالعلو في الإسانيد كالموافقة والمصافحة والبدل تجدها في مواطنها إن شاء الله.
ينظر: الباعث الحثيث، وتَدْريب الرَّاوِي النوع التاسع والعشرون معرفة العالي والنازل، وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث (ص93).
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[03 - Nov-2008, صباحاً 10:33]ـ
المصافحة
المصافحة وهي من مباحث العلو.
وتعريفها: استواء عدد الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد تلميذ أحد المصنفين.
ومثالها: كأن يروي مصنف حديثاً بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أحد عشر نفساً، فيقع لنا ذلك الحديث بعينه بإسناد آخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقع بيننا فيه وبين النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر نفساً.
ففي هذه الصورة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم كما بين تلميذ المصنف والنبي في هذا السند.
وسميت مصافحة لأن العادة جرت في الغالب بالمصافحة بين من تلاقيا، وكأن الروي في هذه الصورة لقي المصنف فكأنه صافحه.
انظر تدْريب الرَّاوِي (ج 2 / ص 66)،و قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث - (ج 1 / ص 93)،ومبحثي العلو والمساواة.
ـ[عبدالرحمن]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 02:06]ـ
جزاك الله خير ونفع بك.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 10:44]ـ
جزاك الله خير ونفع بك.
وجزاك الله خيراً أخي الكريم عبدالرحمن , وشكر الله مشاركتك وأعاننا وإياكم على طاعته.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:00]ـ
البدل
وهو: من المباحث المتعلقة بالعلو، ويكون في العلو النسبي، وهو الوصول
ومثاله في رواية البخاري عن قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ النَّجْشِ.
فإذا روى أحد الرواة هذا الحديث بإسناد التقى فيه مع شيخ شيخ البخاري سمي هذا بدلاً.
وانظر مبحثي:العلو والموافقة.
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:01]ـ
الموافقة:
وهي: من المباحث المتعلقة بالعلو، وتكون في العلو النسبي، وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقة مع قلة الوسائط.
ومثالها:أن يروي البخاري عن قُتَيْبَة بْن سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنِ النَّجْشِ.
فإذا روى أحد الرواة هذا الحديث بإسناد التقى فيه مع البخاري كان العدد إلى قتيبة ثمانية،وإذا روى من غير طريقة كان العدد إليه سبعة.
فالراوي في الحالة الثانية قد وافق البخاري في شيخه مع علو الإسناد على الإسناد إليه.
وانظر مباحث: العلو والبدل والمساواة والمصافحة، وقد سماها ابن دقيق العيد في (الاقتراح) (علوَّ التنزيل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[13 - Nov-2008, صباحاً 11:04]ـ
المقابلة:
وهي: تصحيح الكتاب على أصله أو على فرع مقابل على ذلك الأصل، وهي متعلقة بكتابة الحديث وضبطه.
والغرض من المقابلة خشية سقوط شيء منه أو وقوع خطأ في النقل.
وهي واجبة كما قال القاضي عياض رحمه الله، ويقول ابن الصلاح: (على الطالب مقابلة كتابه بأصل سماعه، وكتاب شيخه الذي يرويه عنه، وإن كان إجازة.
روينا عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أنه قال لابنه هشام: كتبت؟ قال: نعم، قال: عرضت كتابك؟ قال: لا، قال: لم تكتب.
وروينا عن الشافعي الإمام وعن يحيى بن أبي كثير قالا: من كتب ولم يعارض كمن دخل الخلاء ولم يستنج.
وعن الأخفش قال: إذا نُسخ الكتاب ولم يعارَض، ثم نُسخ ولم يعارَض، خرج أعجمياً.
وقال القاضي عياض: «مقابلة النسخة بأصل السماع ومعارضتها به مُتَعَيِّنة لا بد منها، ولا يحل للمسلم التقي الرواية ما لم يقابل بأصل شيخه، أو نسخةٍ تحقِّق ووُثِق بمقابلتها بالأصل».
وأفضل المعارضة أن يعارض الطالب كتابه بنفسه مع شيخه بكتابه في حال تحديثه به فإنه يحصل في ذلك غالبا من وجوه الاحتياط من الجانبين ما لا يحصل في غيره
هذا إذا كان كل منهما أهلا لهذا الأمر وذا عناية به فإن لم تجتمع هذه الأوصاف نقص من مرتبته بقدر ما فاته منها.
وقيد ابن دقيق العيد الأفضلية بتمكن الطالب مع ذلك من التثبت في القراءة والسماع وإلا فتقديم المقابلة حينئذ أولى بل قال إنه يقول إنه أولى مطلقا لأنه إذا قوبل أولا كان في حال السماع أيسر وأيضا فإنه إذا وقع إشكال كشف عنه وضبط فقرئ على الصحة فكم من جزء قرئ بغتة فوقع فيه أغاليط وتصحيفات لم يتبين صوابها إلا بعد الفراغ فأصلحت
وربما كان ذلك على خلاف ما وقعت القراءة عليه فكان كذبا إن قال قرأت لأنه لم يقرأ على ذلك الوجه
وقال الحافظ أبو الفضل الجارودي أصدق المعارضة مع نفسك.
وقال بعضهم لا تصح مقابلته مع أحد غير نفسه،ولا يقلد غيره ولا يكون بينه وبين كتاب الشيخ واسطة،بل يقابل نسخته بالأصل حرفاً حرفاً حتى يكون على ثقة ويقين من مطابقتها له.
لكن قال ابن الصلاح وهذا مذهب متروك وهو من مذاهب أهل التشديد المرفوضة في أعصارنا ولا يخفى أن الفكر يتشعب بالنظر في النسختين بخلاف الأول.
وقال ابن دقيق العيد هذا يختلف باختلاف الناس فمن عادته عدم السهو عند النظر فيهما فهذا مقابلته بنفسه أولى ومن عادته السهو فهذا مقابلته مع غيره أولى.
ويقول الشيخ أحمد شاكر: أرى أن هذا يختلف باختلاف الظروف والأشخاص، وكثير من الناس يتقنون المقابلة وحدهم، ويطمئنون إليها أكثر من المقابلة مع غيرهم.
كما ذكر العلماء أنه يستحب أن ينظر معه في نسخته من حضر من السامعين ممن ليس معه نسخة لا سيما إن أراد النقل منها، وقد روي عن يحيى بن معين أنه سئل عمن لم ينظر في الكتاب والمحدث يقرأ هل يجوز أن يحدث بذلك عنه فقال أما عندي فلا يجوز ولكن عامة الشيوخ هكذا سماعهم.
وهذا من مذاهب أهل التشديد في الرواية،والصحيح أن ذلك لا يشترط،وأنه يصح السماع وإن لم ينظر أصلا في الكتاب حالة القراءة،وأنه لا يشترط أن يقابله بنفسه بل يكفيه مقابلة نسخته بأصل الراوي،وإن لم يكن ذلك حالة القراءة وإن كانت المقابلة على يدي غيره إذا كان ثقة موثوقا بضبطه.
وأما من لم يعارض كتابه بالأصل ونحوه أصلاً فقد اختلف في جواز روايته منه، فمنع من ذلك بعضهم،ونحا قريا من منحاه من قال لا يجوز للراوي أن يروي عن شيخه شيئاً سمعه عليه من كتاب لا يعلم هل هو كل الذي سمعه أو بعضه، وهل هو على وجهه أم لا، وأجاز ذلك جماعة منهم أبو بكر الخطيب البغدادي، غير أن الخطيب ذكر أنه يشترط أن تكون نسخته نقلت من الأصل،وأن يبين عند الرواية أنه لم يعارض،وحكى عن شيخه أبي بكر البرقاني أنه سأل أبا بكر الإسماعيلي هل للرجل أن يحدث بما كتب عن الشيخ ولم يعارض بأصله؟ فقال نعم ولكن لا بد أن يبن أنه لم يعارض، قال وهذا هو مذهب أبي بكر البرقاني فإنه روى لنا أحاديث كثيرة قال فيها أخبرنا فلان ولم أعارض بالأصل.
قال ابن الصلاح:ولا بد من شرط ثالث وهو أن يكون ناقل النسخة من الأصل غير سقيم النقل بل صحيح النقل قليل السقط.
ومن مسائلها حكم الرواية من نسخة لم تقابل فتساهل آخرون في الرواية من نسخ لم تقابل، بمجرد قول الطالب: " هذا من روايتك "، من غير تثبت ولا نظر في النسخة، ولا تفقد طبقة سماعه، وقد عدهم الحاكم في طبقات المجروحين.
====
انظر: الإلماع (ص 158 - 159)، علوم الحديث لابن الصلاح (ص105)، تدريب الراوي ضمن مبحث كتابة الحديث النوع الخامس والعشرون، الباعث الحثيث (ص136 - 137)،توجيه النظر (ج2 ص773)، شرح نخبة الفكر للقاري (ص 805)، الاقتراح (ص44).(/)
موقف الشيخ السعد من أبي الزبير المكي ....
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 02:43]ـ
قد كنت كتبت للشيخ عبد الله السعد بحثاً نفيساً حول هذه الرواية، ونشرته من قبل، ولا مانع من نشره مرة أخرى لتتم الفائدة.
قال حفظه الله تعالى:
رواية أبي الزبيرـ محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي ـ عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه.
هناك من تكلم في هذه الرواية إذا لم تكن من طريق الليث بن سعد، ولم يُصرّح فيها أبو الزبير بالتحديث عن جابر.
فأقول: هناك من تكلم فيها وردّها، مع أنها باتفاق أهل الحديث تُعْتَبر من أصح الأسانيد، ومع ذلك وُجِد أنّ هناك من يَردّ هذا الإسناد الذي هو في غايةٍ من الصحة.
فما الذي جعل هذا الشخص ـ وغيره من أهل العلم ـ أنْ يَردَّ مثل هذا الإسناد، وهو في غايةٍ من الصحة؟
قال: إن أبا الزبير مُدلس ولم يُصرّح بالتحديثِ هنا، فلا بُدَّ أن يُصرّحَ في كل حديثٍ.
فنُجيبُ على هذا الشخص ونَردّ عليه، فنقول: إنّ قولك هذا مَرْدودٌ من ستة أوجه:
الوجه الأول:
ما المقصود بالتدليس هنا فيما وُصِفَ به أبو الزبير؟ هل هو التدليس المذموم الذي يُردُّ به خبر الراوي أم لا؟
لأن التدليس يطلق على أشياءٍ كثيرة، فيطلق على الإرسال، ويطلق ـ أيضاً ـ على التدليس؛ الذي هو إسقاط الراوي.
الوجه الثاني:
أن التدليس تحته أقسام مُتعددة، وليس هو قسم واحد، فلا بُدَّ أن يُحَدَّد، ما المقصود من هذا التدليس الذي رُمِيَ به أبو الزبير؟
فهناك تدليس الإسناد، وهناك تدليس الشيوخ ـ وهو أن يُسمّي التلميذ شيخه بغير الاسم المشهور به ـ أو يُكنّيه بكنيةٍ غير معروف بها ... وهكذا، وهناك تدليس العَطْف، وهناك تدليس السُكوت، وهناك أنواعٌ متعددة، قد تصل إلى خمسة أو ستة (1)، فما المقصود من هذا التدليس الذي وُصِفَ به أبو الزبير؟.
الوجه الثالث:
هل أبو الزبير مُكْثِر مِن التدليس أم لا؟
فليس كل شخص قيل فيه أنه مدلس يكون مكثراً من التدليس، بل هناك من هو مُقلّ من التدليس جداً، ومنهم أبو الزبير، ويدل على هذا شيئين:
الأول: أنه لم يصفه أحد من الحُفّاظ بهذا، إلا ما جاء عن النسائي (2) رحمه الله، وهناك كلام لأبي حاتم يُفهم منه هذا الشي، وأما الباقي فلم يصفونه بالتدليس.
الثاني: قد تتبعنا حديثه، فأحياناً في روايته عن جابر يذكر شخصاً آخر، فلو كان مُكثراً من التدليس لأسقط هذه الواسطة، كذلك ـ أيضاً ـ عندما تتبعنا حديثه لم نجده ـ أحياناً ـ يذكر واسطة، وكثير من المدلسين عندما تَتَتَبّع حديثه قد يذكر واسطة بينه وبين هذا الشخص الذي يروي عنه مباشرة، فهنا يكون قد دَلس، وأما أبو الزبير فقد تتبعنا أحاديثه في الكتب، في الصِحَاح والسنن والمسانيد والمصنفات، فما وجدناه إلا مُستقيماً، وبحمد الله قد مرّت علينا سنوات ونحن نتتبع حديثه، فهو مُقلٌّ من التدليس، ومن كان مُقلّ من التدليس فالأصل في روايته أنها محمولة على السماع والاتصال ما لم يدل دليل على خلاف ذلك.
الوجه الرابع:
لو تنزّلنا وقلنا أنه دلس.
فنقول: الواسطة قد عُلِمَت بينه وبين جابر بن عبد الله، وصحيفة جابر صحيفة مشهورة، وقد رواها كبار التابعين في العلم والعمل، كقتادة وقبله الحسن البصري والشعبي، وأيضاً أبي الزبير، وغيرهم من أهل العلم.
كذلك نقول: أن أبا حاتم الرازي رحمه الله ـ وغيره ـ قد نصوا على أنهم قد أخذوا حديث أبا الزبير من سليمان بن قيس اليَشْكُري (3)، وسليمان بن قيس اليشكري ثقة، فانتفى هذا التعليل من أصله، لأن الانقطاع على قسمين:
1ـ انقطاع مقبول.
2ـ انقطاع مردود.
ومتى يكون الانقطاع مردود، ويتوقف فيه؟
إذا لم تُعْرف الواسطة المُسْقَطة، أما إذا عُلِمت الواسطة المُسْقَطة فيُنْظرُ فيها، فإن كان هذا الواسطة ثقة أصبح هذا الانقطاع لا يُؤثر.
فمثلا ً: حُمَيْد الطويل، روايته عن أنس مقبولة على الإطلاق، لأن الواسطة معلومة، وإن كان حُمَيْد وُصف ومُسَّ بالتدليس، إلا أن الواسطة معلومة، ألا وهي ثابت البُناني كما ذكر ذلك الحفاظ (4)، وثابت رأس في الحفظ والإتقان، إذاً من توقف في حديث حُمَيْد الطويل فقد أخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثلا ً: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود رحمه الله ورضي الله عن أبيه، أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره (علي بن المديني)، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول: إن أصحابنا، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند (5)، أي ضمن المتصل.
كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في ((السنن)) (6) أنه قد صححها.
ونقل الحافظ بن حجر في ((النكت)) (7) أن النسائي يصححها.
فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ، فلا شك أنه قد أخطأ، وهذا من الاتصال المقبول، لأن الواسطة قد عُلِمَت، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه.
إذاً الواسطة ـ على سبيل التنزّل أنه قد دَلس ـ معلومة بين أبي الزبير وجابر، ألا وهي سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة، فانتفى هذا التعليل من أصله.
الوجه الخامس:
أن كبار الحفاظ قد قبلوها، كالإمام مسلم بن الحجاج ـ وتعرف مكانته في علم الحديث ـ وكذلك أبو عيسى الترمذي ويقول: ((حسن صحيح))، وكذلك النسائي بدليل أنه قد أخرجها كثيراً في كتابه ((السنن))، والنسائي كان يسميه كبار الحفاظ المتقدمين أنه ((صحيح النسائي)) كما نص على ذلك بن عدي أبو أحمد في كتابه ((الكامل)) (8) حيث قال: ((ذكره النسائي في صحاحه))، وكذلك عندما تستقرأ كتابه تجد أن الغالب عليه الأحاديث الصحيحة، وأنه إذا كان هناك حديثاً معلولا ًبيّنه، ولذلك قيل: من يصبر على ما صبر عليه النسائي، عنده حديث بن لهِيعة عن قتيبة ولم يُخرّج من حديثه شيئاً (9)، وابن لهيعه فيه ضعف وليس بشديد الضعف، ومع ذلك لم يُخرّج له أبداً، حتى قال الزنجاني عندما سأله أبو الفضل بن طاهر المقدسي، قال: إن هناك رجالاً قد أعرض عنهم النسائي، وقد خرّج لهم البخاري في كتابه الصحيح، قال: يابني إن لإبي عبد الرحمن النسائي شرطاً أشد من شرط البخاري (10)، ولاشك أن هذا على سبيل المبالغة.
وكذلك الحافظ الذهبي في كتابه الميزان، ويستفاد هذا من كلام لابن تيمية، وللعلائي، ويستفاد لابن حجر نوعاً ما.
وكذلك بن حبان وبن خزيمة ـ وهم أئمة ـ وكذلك أبو الحسن الدارقطني لم ينتقد على الإمام مسلم ـ فيما نعلم ـ من رواية أبي الزبير عن جابر، فهي صحيحة، وشبه اتفاق بين الحفاظ على قبولها.
الوجه السادس:
أننا نطلب منك يا أيها الأخ أن تأتي لنا بأحاديث منكرة لأبي الزبير عن جابر، ولن تجد، ونحن قد تتبعنا حديثه ـ كما ذكرتُ ـ مُنْذ سنوات فوجدناها مستقيمة وفي غاية من الاستقامة، إلا في حديثين أو ثلاثة، وجدنا فيها نوع من النكارة، ومع أن هناك من قبلها وصححها.
حديثه عن بن عمر، عندما طلق امرأته وهي حائض، ففي رواية أبي الزبير أنها لم تحسب عليه طلقة، وفي رواية غيره كما عند البخاري في رواية أنس بن سيرين أنها حُسِبت عليه طلقة، وهذا الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم، وذكر أبو داود أنه تفرّد بهذا الشي عن بن عمر، وكذلك أبو عمر بن عبد البر، مع أن هناك من تابعه، لكن الصواب رواية الجماعة، وأنها حُسبت طلقة، بخلاف رواية أبي الزبير بأنها لم تحْسب، ومع ذلك أعتمد على هذه الرواية من أعتمد من كبار أهل العلم مثل الإمام بن تيمية والإمام بن القيّم وغيرهم من أهل العلم.
إذاً فالغالب على أحاديثه الاستقامة، والسبب في تضعيف هذا الشخص وغيره لرواية أبي الزبير المكي عن جابر هو عدم صِحّةَ المنهج، والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أنتهي ما أملاه فضيلة الشيخ المحديث (عبد الله السعد).
* الحواشي:
(1) انظر مقدمة الشيخ عبد الله السعد لكتاب ((منهج المتقدمين في التدليس)) للشيخ ناصر الفهد (ص 17).
(2) انظر ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (7/ 74).
(3) ((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم (4/ 136).
(4) انظر ((الكامل)) لابن عدي (3/ 67) طبعة دار الكتب العلمية، و ((تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس)) للحافظ ابن حجر (المرتبة الثالثة)، وغيرهم.
(5) انظر ((شرح علل الترمذي)) (1/ 298) للحافظ ابن رجب، ونص العبارة: (قال يعقوب بن شيبة: إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند (يعنى في الحديث المتصل لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها وأنه لم يأت فيها بحديث منكر).
(6) سنن الدارقطني (1/ 145) برقم (44) و (45) و (46).
(7) ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) (1/ 398).
(8) ((الكامل في ضعفاء الرجال)) (2/ 381)، ومثلة الإمام الذهبي في ((تذكرة الحفاظ)) (1/ 128).
(9) انظر ((شروط الأئمة الستة)) (ص 105) للحافظ بن طاهر المقدسي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة.
(10) المصدر السابق (ص 104).
منقول .. الكاتب (راية التوحيد).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 10:26]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ففي كتاب القراءة خلف الإمام (الورقة 7ب، وبترقيمي)
قال محمود بن إسحاق الخزاعي:
29 - قال البخاري: وروى الحسن بن صالح عن جابر عن أبي الزبير عن جابر عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ولا يُدرى أَسَمِعَ جابر ٌ من أبي الزبير -
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 03:18]ـ
لله در الشيخ المحدث عبدالله السعد ...
القضية ومافيها أن البعض صار يأخذ ببعض إطلاقات العلماء بعيدا عن منهجهم التطبيقي، وهذا ما يمارسه الآن المتطفلون على هذه الصنعة، يأتي بقاعدة ويريد أن يطبق عليها كل ما يراه-هو- يندرج تحت هذه القاعدة من غير مراعاة لمسلك العلماء المتقدمين، وطريقتهم في التطبيق .....
زدنا من هذه الدرر زادك الله من فضله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 06:57]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ففي كتاب القراءة خلف الإمام (الورقة 7ب، وبترقيمي)
قال محمود بن إسحاق الخزاعي:
29 - قال البخاري: وروى الحسن بن صالح عن جابر عن أبي الزبير عن جابر عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وَسَلَّمَ - ولا يُدرى أَسَمِعَ جابر ٌ من أبي الزبير -
والله تعالى أعلم
جابر الأول هو الجعفي
ومراد أخينا هشام أن البخاري لم يعلّ الحديث بعنعنة أبي الزبير عن جابر بل أعله بعلة أخرى
وسقط الصحابي في نقل صاحب عون المعبود عن البخاري فليحرر لنا الصواب أخونا هشام لوقوفه على عدة نسخ بارك الله فيه
ـ[الحُميدي]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 09:44]ـ
بارك الله فيكم .... سبق لي أن سمعت نفس الكلام من الشيخ عبد الله السعد في إحدى أشرطته،وهذا لا يسلم له.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 01:49]ـ
بارك الله فيكم .... سبق لي أن سمعت نفس الكلام من الشيخ عبد الله السعد في إحدى أشرطته،وهذا لا يسلم له.
وفيكم بارك الله .. أفدنا بما عندك نفع الله بك.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 01:59]ـ
بارك الله فيك أخى ابن رجب على هذا النقل الطيب
ـ[الحُميدي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:24]ـ
وفيكم بارك الله .. أفدنا بما عندك نفع الله بك.
بسم الرحمن الرحيم:
فكما ترى أخي الكريم أن الشيخ عبد الله السعد-حفظه الله - تساءل عن نوع التدليس الذي رمي به أبو الزبير، وفي ثنايا كلامه يجيب هو بنفسه على هذا تساءل الذي طرحه كما في الوجه الرابع من رده، فيتبين أن التدليس الذي رمي به أبو الزبير تدليس الإسناد.
وإن كان تدليس أبي الزبير لا يضركما صرح الشيخ عبدالله السعد، فلم عاود الإمام الليث بن سعد أبا الزبير وطلب منه أن يعلم له على ما سمعه من جابر في صحيفته؟
_ كما نرجو من الشيخ عبد الله السعد أن يسطر بحثا مطولا في تدليس أبي الزبير مطعما بالشواهد والأدلة،فهذه المسألة لا يفصل فيها بكلام موجز، بل لا بد من تمحيص وتحر والشيخ عبد الله السعد أهل لذلك حفظه الله.
وانقل كلاما نفيسا لحافظ الوقت الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني كما في "السلسلة الصحيحة" قال: (و جملة القول: أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن و نحوها و ليس من رواية الليث بن سعد عنه , فينبغي التوقف عن الاحتجاج به , حتى يتبين سماعه , أو ما يشهد له , و يعتضد به. هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق , فطالما غفل عنها عامة الناس , و قد كنت واحدا منهم , حتى تفضل الله علي فعرفني بها , فله الحمد و الشكر , و كان من الواجب علي أن أنبه على ذلك , فقد فعلت , و الله الموفق لا رب سواه.).
هذا ما سطرته بعيدا عن مكتبتي، وننتظر منكم الإفادة ..
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 11:47]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فللأسف الشديد، ليس عندي الوقت الآن لمناقشة هذه القضية من كافة جوانبها، لكن لا بأس بتسليط الأضواء على بعض النقاط المهمة، وسأعود إن شاء الله تعالى إن أمكن:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: لقد سمع شعبة من أبي الزبير ثم امتنع عن الرواية عنه، فمع أن مطاعنه فيه كثرت، إلا أنه ليس من بينها التدليس، مع شدة تحري شعبة وتشدده في التدليس
وهذه النقطة بالذات جديرة بالتأمل.
ثانيا: هل وقف أحدنا على حديث واحد أعله المتقدمون من الأئمة الحفاظ بتدليس أبي الزبير؟ من كان وقف على مثل ذلك فليأتنا به مشكورا مأجورا إن شاء الله.
وأذكر بالحديث الذي أعله البخاري في كتاب القراءة، وهو منسوب إلى أبي الزبير عن جابر، فلم يتعرض البخاري من قريب ولا من بعيد لسماع أبي الزبير من جابر، لكن انصب كلامه على سماع جابر (الجعفي).
فلو أن بعض إخواننا المعاصرين هداهم الله، تعرض لهذا الحديث، لربما أعله بعنعنة أبي الزبير وفاته أن جابرا الأول هو جابر الجعفي!!
ثالثا: قال الترمذي في الحديث 716 من كتاب العلل (بترتيب القاضي)
716 - حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، حدثنا محمد بن فضيلعن الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «إِذَا رَأَيْتُمْ أُمَّتِى تَهَابُ الْظَالِمَ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ». (راجع التحفة 8926 وأطراف المسند 5388)
سألت محمدا عن هذا الحديث. قلت له: أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: قد روى عنه ولا أعرف له سماعا منه.
قلت: لم أقف لأبي الزبير عن عبد الله بن عمرو إلا على ثلاثة أحاديث، ولم أجد في شيء من طرقها تصريح أبي الزبير بالسماع من عبد الله بن عمرو بن العاص:
1 - حديث (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم ...... )
2 - حديث (في أمتي خسف ومسخ وقذف)
3 - حديث (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الماء)
وقد نفى يحيى بن معين سماع أبي الزبير من عبد الله بن عمرو:
قال أبو الفضل الدوري في التاريخ:
{[566] سمعت يحيى يقول أبو الزبير لم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص}
وفي الكامل هذا النص (ج6/ص123) بزيادة (ولم يره)
فعلى هذا فرواية أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو مرسلة، ولفظ التدليس عند المتقدمين يشمل الإرسال وتدليس الإسناد، فينبغي أن ننتبه إلى أن المراد بالتدليس - إذا أطلقه المتأخرون - هو تدليس الإسناد، لا الإرسال.
النقطة الرابعة:
قصة الليث مع أبي الزبير (راجع الضعفاء للعقيلي، والكامل لابن عدي) هل هي فعلا تصلح دليلا على التدليس؟ سأعود إن شاء الله تعالى إلى مناقشة هذه النقطة في مشاركة قادمة:
ولا يفوتني تقديم الشكر لأخينا الفاضل ومشرفنا الحبيب (أمجد الفلسطيني) حفظه الله
يراجع:
1 - الضعفاء للعقيلي (بتحقيق حمدي السلفي) ترجمة محمد بن مسلم بن تدرس (1694) ج4/ص1284
2 - الكامل لابن عدي (1629) ج6/ص121
3 - مذهب المتقدمين في التدليس
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 10:36]ـ
بسم الرحمن الرحيم:
فكما ترى أخي الكريم أن الشيخ عبد الله السعد-حفظه الله - تساءل عن نوع التدليس الذي رمي به أبو الزبير، وفي ثنايا كلامه يجيب هو بنفسه على هذا تساءل الذي طرحه كما في الوجه الرابع من رده، فيتبين أن التدليس الذي رمي به أبو الزبير تدليس الإسناد.
وإن كان تدليس أبي الزبير لا يضركما صرح الشيخ عبدالله السعد، فلم عاود الإمام الليث بن سعد أبا الزبير وطلب منه أن يعلم له على ما سمعه من جابر في صحيفته؟
_ كما نرجو من الشيخ عبد الله السعد أن يسطر بحثا مطولا في تدليس أبي الزبير مطعما بالشواهد والأدلة،فهذه المسألة لا يفصل فيها بكلام موجز، بل لا بد من تمحيص وتحر والشيخ عبد الله السعد أهل لذلك حفظه الله.
وانقل كلاما نفيسا لحافظ الوقت الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني كما في "السلسلة الصحيحة" قال: (و جملة القول: أن كل حديث يرويه أبو الزبير عن جابر أو غيره بصيغة عن و نحوها و ليس من رواية الليث بن سعد عنه , فينبغي التوقف عن الاحتجاج به , حتى يتبين سماعه , أو ما يشهد له , و يعتضد به. هذه حقيقة يجب أن يعرفها كل محب للحق , فطالما غفل عنها عامة الناس , و قد كنت واحدا منهم , حتى تفضل الله علي فعرفني بها , فله الحمد و الشكر , و كان من الواجب علي أن أنبه على ذلك , فقد فعلت , و الله الموفق لا رب سواه.).
هذا ما سطرته بعيدا عن مكتبتي، وننتظر منكم الإفادة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام ليس بصحيح , ومن هنا وقع الشيخ الالباني في تضعيف احاديث مسلم من ورواية ابي الزبير عن جابر ولم يسبق.
مع العلم ان كلام السعد واضح جدا ..
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 01:09]ـ
بارك الله فيكم
لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 11:13]ـ
بارك الله فيكم
لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر ... وننتظر صدور هذا البحث بلهف ... عجل الله بطبعه ..
ولي وقفات مع كلام الاخ أبو مريم بارك الله فيه ...
لقدكان شعبة يروي عن أبي الزبير ثم ترك حديثه وهذا صحيح، ورواية شعبة عن أبي الزبير محمولة على السماع لأن شعبة لا يروي عن المدلسين إلا ما تيقن انهم سمعوه من مشايخهم.
وكلامه عن ما يرويه أبو الزبير عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهو لم يسمع منه ولم يره، وهذا ما يسمى بالإرسال الخفي، و إنما كلامنا هنا عن تدليس الإسناد، وإذا كان المتقدمون يقصدون بالتدليس،الإرسال وتدليس الإسناد، فإن قصة الليث بن سعد تحدد ما المقصود بالتدليس الذي رمي به أبو الزبير،وهو تدليس الإسناد،ولا أدري لماذا لا تصلح هذه القصة دليلا على ان أبا الزبير مدلس - مع العلم انني لم أرجع إلى الكامل والضعفاء-؟ ... ننتظرالإجابة
ولا ادري لماذا الشيخ عبدالله السعد حفظه الله لم يشر إلى هذه القصة في رده الذي سطره الاخ الكريم ابن رجب؟، مع انها الدليل الذي يستند إليه كل من يصف أبا الزبير بالتدليس ..
وأم بالنسبة لكلام أخينا الفاضل ابن رجب -حفظه الله-،فيجاب عليه كالتالي:
أما تضعيف الشيخ الألباني رحمه الله لأحاديث في صحيح مسلم لأنها من رواية أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أمر لم يسبق إليه، فلينظر في كلام الإمام الذهبي قال: "و في “ صحيح مسلم “ عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر , و لا هي من طريق الليث عنه , ففي القلب منها شيء." نقلته من "السلسلة الصحيحة". تأمله أخي الكريم.
بالإضافة إلى أن الشيخ الألباني رحمه الله مقدم في هذا الشأن على الشيخ عبد الله السعد حفظه الله، وممن قال بأن أبا الزبير مدلس في هذا العصر الشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله.
كما لي طلب من الإخوة السعوديين هل هذا الكتاب مطبوع و موجود في الأسواق؟، (مرويات ابي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن جابر رضي الله عنهما في الكتب و التسعة: جمعا و دراسة / اعداد هاشم بن هزاع بن محمد الشنبري؛ اشراف حسنين محمد حسين فلمبان.) موجود على موقع مكتبة الملك فهد الوطنية.
وللشيخ أبو الشيخ الأصفهاني جزء في (مرويات أبي الزبير عن غير جابر)،لا أدري هل هو مطبوع أم لا؟
وننتظر الإفادة من الإخوان الكرام، و رواية أبي الزبير عن جابر لا زالت نقطة إشكال بالنسبة لي،مع أنني أجنح إلى ما ذهب إليه الألباني ومن سبقه من الأئمة من ان أبا الزبير مدلس، وننتظر من الإخوة أن يفيدونا.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 12:08]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر ... وننتظر صدور هذا البحث بلهف ... عجل الله بطبعه ..
ولي وقفات مع كلام الاخ أبو مريم بارك الله فيه ...
لقدكان شعبة يروي عن أبي الزبير ثم ترك حديثه وهذا صحيح، ورواية شعبة عن أبي الزبير محمولة على السماع لأن شعبة لا يروي عن المدلسين إلا ما تيقن انهم سمعوه من مشايخهم.
ومن قال أن شعبة ترك الرواية عن أبي الزبير من أجل التدليس؟ لو رجعت إلى الكامل وإلى ضعفاء العقيلي لعرفت مطاعن شعبة في أبي الزبير والتي من أجلها ترك الرواية عنه، فأما التدليس، فأين هو طعن شعبة في أبي الزبير به؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلامه عن ما يرويه أبو الزبير عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهو لم يسمع منه ولم يره، وهذا ما يسمى بالإرسال الخفي، و إنما كلامنا هنا عن تدليس الإسناد، وإذا كان المتقدمون يقصدون بالتدليس،الإرسال وتدليس الإسناد،
القصد أن رواية أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو (وقد توفي قبل جابر بن عبد الله بن حرام) هو ما سماه الحافظ ابن حجر بالإرسال الخفي، وهو قسم من أقسام التدليس عند المتقدمين
السؤال الذي لم تجب أنت عنه: من من الأئمة الحفاظ أعل حديثا واحدا لأبي الزبير عن جابر بتدليس أبي الزبير عن جابر؟
فإن قصة الليث بن سعد تحدد ما المقصود بالتدليس الذي رمي به أبو الزبير،وهو تدليس الإسناد،ولا أدري لماذا لا تصلح هذه القصة دليلا على ان أبا الزبير مدلس - مع العلم انني لم أرجع إلى الكامل والضعفاء-؟ ... ننتظرالإجابة
ولا ادري لماذا الشيخ عبدالله السعد حفظه الله لم يشر إلى هذه القصة في رده الذي سطره الاخ الكريم ابن رجب؟، مع انها الدليل الذي يستند إليه كل من يصف أبا الزبير بالتدليس ..
قال أبو أحمد بن عدي في الكامل (1629) حدثنا علي بن أحمد بن سليمان، ثنا ابن أبي مريم، سمعتُ عمي - يعني سعيد بن أبي مريم- يقول: سمعتُ الليثَ يقول: أتيتُ أبا الزبير المكي، فدفع إلي كتابين، قال: فلما صرتُ إلى منزلي قلتُ لا أكتبها حتى أسأله، قال فرجعتُ إليه فقلتُ: هذا كله سمعته ن جابر؟ قال: لا، قلتُ: فأعلم لي على ما سمعت، فأَعلمَ لي على هذا الذي عندي،
وقال العقيلي في الضعفاء (1690 قلعجي/ 1694 حمدي السلفي):
حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني، حدثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم، حدثنا عمي، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا الليثُ بن سعد، قال: قدمت مكة، فجئت أبا الزبير، فرفع [قلت: هذا تصحيف: صوابه: دفع] إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعتُ ومنه ما حُدِّثناه عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعتَ، فأَعلمَ لي على هذا الذي عندي،
السؤال الأول: كيف قال الليث لأبي الزبير أول ما لقيه؟ فهل سأله عن أحاديث جابر التي عنده؟ أم سأله أن يحدثه بما سمعه من جابر؟
الملاحظ في القصة أن أبا الزبير دفع إلى الليث كتابين، فإن كان الليث سأل أبا الزبير أن يسمح له بنسخ كتابه عن جابر، فلا وجه لاتهامه بالتدليس.
ثم أين نجد في هذه القصة أن أبا الزبير حدث الليث بكل الأحاديث التي في كتابيه عن جابر؟ أو حدَّث غيره بها؟
لا بد من إمعان النظر في كتب العلل قبل القول بمثل هذا،
وأم بالنسبة لكلام أخينا الفاضل ابن رجب -حفظه الله-،فيجاب عليه كالتالي:
أما تضعيف الشيخ الألباني رحمه الله لأحاديث في صحيح مسلم لأنها من رواية أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أمر لم يسبق إليه، فلينظر في كلام الإمام الذهبي قال: "و في “ صحيح مسلم “ عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع من جابر , و لا هي من طريق الليث عنه , ففي القلب منها شيء." نقلته من "السلسلة الصحيحة". تأمله أخي الكريم.
هذا لا يكفي: الذهبي نكن له كل احترام وتقدير، لكن أين هو من مسلم (رحمه الله)؟ فإذا لم يستطع أحد من المتأخرين أو المعاصرين مع الإمام مسلم صبرا على رواية أبي الزبير عن جابر، نذهب إلى تخطئة مسلم في تصحيحه تلك الأحاديث؟
ثم ما أدراك أن تلك الأحاديث التي رواها مسلم عن أبي الزبير لم تكن جميعا في كتاب الليث؟ هل وقفت على كتاب الليث عن أبي الزبير؟
بالإضافة إلى أن الشيخ الألباني رحمه الله مقدم في هذا الشأن على الشيخ عبد الله السعد حفظه الله، وممن قال بأن أبا الزبير مدلس في هذا العصر الشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله.
أما في العلل، فإن الألباني كثير المخالفة لأحكام المتقدمين، وكثيرا ما يهون من شأن تعليلاتهم، فالله أعلم من المقدم ومن المؤخَّر،
(فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اهتدى)
ولك أن تراجع مثلا:
كتاب مستدرك التعليل على إرواء الغليل، لأحمد بن محمد الخليل (ط دار ابن الجوزي، 1429هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
كما لي طلب من الإخوة السعوديين هل هذا الكتاب مطبوع و موجود في الأسواق؟، (مرويات ابي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي عن جابر رضي الله عنهما في الكتب و التسعة: جمعا و دراسة / اعداد هاشم بن هزاع بن محمد الشنبري؛ اشراف حسنين محمد حسين فلمبان.) موجود على موقع مكتبة الملك فهد الوطنية.
وللشيخ أبو الشيخ الأصفهاني جزء في (مرويات أبي الزبير عن غير جابر)،لا أدري هل هو مطبوع أم لا؟
أما كتاب أبي الشيخ الأصبهاني، فهو مطبوع باسم: الجزء فيه ما روى أبو الزبير عن غير جابر، وقد رأيته غير مرة، طبعته دار الرشد، بتحقيق بدر بن عبد الله آل بدر
وننتظر الإفادة من الإخوان الكرام، و رواية أبي الزبير عن جابر لا زالت نقطة إشكال بالنسبة لي،مع أنني أجنح إلى ما ذهب إليه الألباني ومن سبقه من الأئمة من ان أبا الزبير مدلس، وننتظر من الإخوة أن يفيدونا.
كان مسلمٌ رحمه الله تعالى إمام مقدما في هذا الشأن، فلو أن الدارقطني مثلا تكلم في رواية أبي الزبير عن جابر لنظرنا في كلامه، فأما أن يستدرك المتأخرون على الإمام مسلم بغير حجة، فلا
ومع ذلك فقد وقفت على حديث في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم:
1668 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ زهير، قَالَ: قلت لأبي الزُّبَيْر: أحدثك جَابِر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ لا ينام حتى يقرأ قَالَ: لا، لم يحدثني جَابِر، حدثني صفوان أو ابْن صفوان
قلت: الظاهر أن ليثا هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف، فلا يكفي هذا في إثبات التدليس على أبي الزبير
قال البوصيري في إتححاف الخيرة المهرة: (طدار الرشد)
7778 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ ثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "، وَقَالَ طَاوُسٌ: " فُضِّلَتَا عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً "، قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، فِي الْجَامِعِ، وَالنَّسَائِيُّ، فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ بِهِ فَذَكَرَهُ دُونَ مَا قَالَهُ طَاوُسٌ
وقال الترمذي في الجامع: (كتاب فضائل القرءان، باب 9)
3135 - حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ مِسْعَرٍ - تِرْمِذِىٌّ - حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ (الم تَنْزِيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ مِثْلَ هَذَا. تحفة 2931 - 2892
3136 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ. تحفة 2931 - 2892
وقال في كتاب الدعوات باب 22
3733 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِىُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلَ السَّجْدَةِ وَبِتَبَارَكَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَىَ سُفْيَانُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ. تحفة 2931، 2931 ل - 3404
فهذا أيضا لا يكفي لإثبات التدليس على أبي الزبير
والله تعالى أعلم
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 10:07]ـ
نفع الله بكم ياأهل الحديث
وأسأل الله تعالى ان يمن علي بتعلم هذا الفن العظيم الشأن فإني ارى في وجوهكم ياأهل الحديث نضارة , نضّر الله وجوهنا جميعا يوم نلقاه
وهذه تحية خاصة لك ياأخي ابا مريم على حسن ردودك النافعة نفعنا الله بما علمك
ولو أنك ياأخي ابا مريم تتكرم على اخيك المحب الفقير بتعليمه هذا الفن!
والامر بسيط ان شاءالله فلن اكلفك من وقتك الكثير
واقترح - والرأي لكم شيخنا الكريم - ان ترشدني الى سلسلة علوم هذا الفن , فنبدأ فيه درجة درجة
وقبل ذلك تمتحنني اولاً امتحان قياس للقدرات ثم تقرر بعدها اولى الفقرات
وذلك بارشادي الى قراءة كتاب معين مثلاً وتمهلني فيه مدة معلومة ثم تمتحنني فيه بالطريقة التي تشاء لتخبر قدرتي
وما اشكل علي أسألكم فيه بارك الله فيكم
وهكذا نتدرج في سلسلة العلوم
حتى ترى انني قد اجتزت القنطرة
على ان يكون ذلك في يوم واحد في الاسبوع فقط وفي وقت معين كنصف ساعة مثلاً او ما تراه رحمك الله حتى لا اقطع عليك وقتك الثمين
ولعلنا نفتح صفحة مستقلة في المنتدى تكون خاصة بالدرس
ومن شاء من الاخوة امثالي ان يشاركنا في الدرس فنور على نور
وبهذا تغنم اجر التعليم وتؤدي زكاة العلم
ولا عدمنا فوائدك
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 12:24]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
بارك الله فيكم
لأستاذنا الفاضل الدكتور خالد بن منصور الدريس بحثٌ مطوَّل عن أبي الزبير وما قيل عن تدليسه
كتبه عام 1409هـ وأضاف عليه إضافات، ولا يزال مخطوطاً، ولعله يتيسر للشيخ إخراجه قريباً
فقد أذكرتني نصا وجدته في سؤالات السلمي لأبي الحسن الدارقطني:
قال السلمي:
328 - وقال الشيخ: وجدت كتبا لأبي عبيد كتبا صنفها، ولم يخرجها إلى الناس، وفيه: ((قال أبو عبد الله الشافعي))
قلت: أحسب أن تلك الكتب قد ضاعت .... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 12:42]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزى الله أخانا ابن رجب كل خير ....
قال السلمي في آخر السؤالات:
517 - قال الشيخ أبو الحسن: قرأت بخط أبي بكر الحداد عن أبي عبد الرحمن النسائي، قال:
ذكر المدلسين:
1 - الحسن
2 - وقتادة
3 - وحميد الطويل
4 - ويحيى بن أبي كثير
5 - والتيمي
6 - ويونس بن عبيد
7 - وابن أبي عروبة
8 - وهُشَيم
9 - وأبو إسحاق السبيعي
10 - وإسماعيل بن أبي خالد
11 - والحكم
12 - والحجاج بن أرطأة
13 - ومغيرة
14 - والثوري
15 - وأبو الزبير المكي
16 - وابن أبي نجيح
17 - وابن عيينة
ولأن عامة هؤلاء موصوفون بتدليس الإسناد، فالظاهر أن النسائي (إن صحت هذه الوجادة) يرى أن أبا الزبير المكي يدلس تدليس الإسناد،
لكننا لا نرى تفصيلا في هذا النص:
فحميد الطويل أسوأ أحوال تدليسه أنه يسقط ثابتا بينه وبين أنس، (إن كان شيء لم يسمعه من أنس)، لأن كلام شعبة فيه يدل على أن عامة حديثه عن أنس سمعها من ثابت أو ثبته فيها ثابت (كما في ترجمته من الكامل)
وسفيان بن عيينة، ربما أسقط عبد الرزاق عن معمر بينه وبين الزهري، كما في كتاب المدخل إلى كتاب الإكليل للحاكم، (النص 26، ص 113، ط دار ابن حزم) ولا يضر، عبد الرزاق جيد الحفظ لحديث معمر، ومعمر من أثبت أصحاب الزهري،
فبمنزلة من من أهل تدليس الإسناد يضعه الإمام النسائي؟؟ أبمنزلة الحسن وأبي إسحاق السبيعي، أم بمنزلة حميد الطويل وابن عيينة؟؟
وسأرجع إن شاء الله تعالى إلى كلام أبي حاتم في ذلك بعد الصلاة ....
ـ[مشكاة الأنوار]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 01:22]ـ
جزاكم الله كل خير.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:18]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال أبو محمد بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 596)
{سمعت أبى يقول: جالس سليمان اليشكري جابرا فسمع منه وكتب عنه صحيفة، فتوفى وبقيت الصحيفة عند امرأته، فروى أبو الزبير وأبو سفيان و؟ الشعبي عن جابر وهم قد سمعوا من جابر وأكثره من الصحيفة، وكذلك قتادة.}
وقال الحسين بن إدريس يروي سؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل: (بتحقيق البستوي)
{213 - حدثنا سليمان، قال: سمعت أحمد بن حنبل، قال:
قال ابن عيينة: شهدت أبا الزبير يُقرأ عليه ((صحيفة))
فقلت لأحمد: هي هذه الأحاديث - يعني صحيفة سليمان (وهو اليشكري) - التي في أيدي الناس عنه؟
قال: نعم.
قلت: أخذها أبو الزبير من الصحيفة؟
قال: كان أبو الزبير يحفظ. - أشك في (يحفظ) كيف قاله أحمد! - قالوا: ربما شك في الشيء فنظر فيه.}
قلت: فإذا كان أبو الزبير يستثبت من صحيفة سليمان بن قيس، عندما يشك في أحاديث سمعها من جابر، فهل من بأس؟
وقال أبو جعفر العقيلي (1694، بتحقيق حمدي السلفي):
{حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا الحسن، حدثنا نعيم، قال: قال سفيان: جاء رجل إلى أبي الزبير، ومعه كتاب سليمان اليشكري، وجعل يسأل أبا الزبير، فحدث بعض الحديث، ثم يقول: ((انظر كيف هو في كتابك))
قال: فيخبره بما في الكتاب، قال: فتجزئه كما في الكتاب.
حدثنا محمد، حدثنا الحسن، قال: أخبرنا ابن مسلم القسملي، قال: حدثنا سفيان، قال: جئت إلى أبي الزبير أنا ورجل، قال: فكنا إذا سألنا من (؟؟؟) الحديث، فتعايا فيه، قال: انظروا في الصحيفة كيف هو.
}
قلت: ينبغي أن نذكر أن ابن مسلم القسملي هو المغيرة، وفي أحاديثه عن أبي الزبير نكارة:
قال يحيى بن معين: ما أنكر حديثه عن أبي الزبير (سؤالات ابن الجنيد، 797)
وقال النسائي في الكبرى:
(عقب الحيث رقم (7425) ط دار الرشد): المغيرة بن مسلم ليس بالقوي في أبي الزبير وعنده غير حديث منكر.
وقارن بين حكم النسائي على هذه الأحاديث، وحكم الألباني ....
وترقيم هذه الطبعة، الظاهر أنه مطابق لترقيم طبعة دار الرسالة، وهي مأخوذة منها ..
وإذا نظرنا في تراجم ووفيات الرواة:
1 - جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام - رضي الله عنه - مات بالمدينة بعد السبعين (التقريب 879)
2 - سليمان بن قيس اليشكري مات قبل الثمانين (في فتنة ابن الزبير) (التقريب، نسخة شاغف 2616)
3 - محمد بن مسلم بن تدرس أبو الزبير مات سنة ست وعشرين (أي بعد المائة) (راجع التقريب 6331)
هذا وقد تناول أبو الحسن الدارقطني حديث أبي الزبير عن جابر في العلل الواردة في الأحاديث النبوية، برواية أبي بكر البرقاني عنه (ج13، ص 340، سؤال 3219 إلى 3238)
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 09:09]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فأما اتهام النسائي أبا الزبير بالتدليس، فإنه قد قال في السنن الكبرى (ط الرشد)
2112 - أنبا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاودَ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: السَّاعَةَ يَخْرُجُ، السَّاعَةَ يَخْرُجُ، أنبا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي يَوْمَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّجَاشِيِّ "،
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو الزُّبَيْرِ: اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ، مَكِّيٌّ كَانَ شُعْبَةُ يُسَئُ الرَّأْيِ فِيهِ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مِنَ الْحُفَّاظِ، رَوَى عَنْهُ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَيُّوبُ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، فَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا، فَهُوَ صَحِيحٌ، وَكَانَ يُدَلِّسُ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا فِي جَابِرٍ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبُو سُفْيَانَ هَذَا اسْمُهُ: طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
قلت: من كان عنده طبعة دار الكتب العلمية، فلينظر الحديث 2101
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .............................. .
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 09:15]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الحاكم النيسابوري رحمه في معرفة علوم الحديث:
النوع الحادي عشر: معرفة الأحاديث المعنعنة:
هذا النوع من هذه العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس، وهي متصلة بإجماع أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس:
مثال ذلك ما حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرِئَ بِإِذْنِ اللَّهِ. "
قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ بَصْرِيُّونَ (هكذا في النسخة، أراه تصحيفا صوابه: مصريون)، ثُمَّ مَدَنِيُّونَ، وَمَكِيُّونَ، وَلَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِهِمُ التَّدْلِيسُ، فَسَوَاءٌ عِنْدَنَا ذَكَرُوا سَمَاعَهُمْ أَوْ لَمْ يَذْكُرُوهُ، وَإِنَّمَا جَعَلْتُهُ مَثَلا لأُلُوفٍ مِثْلِهِ،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 02:51]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإجابة للسؤال الذي طرحه أخونا الفاضل ومشرفنا الحبيب - مع صالح الدعاء له -
جابر الأول هو الجعفي
ومراد أخينا هشام أن البخاري لم يعلّ الحديث بعنعنة أبي الزبير عن جابر بل أعله بعلة أخرى
وسقط الصحابي في نقل صاحب عون المعبود عن البخاري فليحرر لنا الصواب أخونا هشام لوقوفه على عدة نسخ بارك الله فيه
فقد قال أبو عبد الله ابن ماجه
في كتاب إقامة الصلاة والسنة، باب 13:
850 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ». تحفة 2675
والظاهر أن هذا هو الحديث الذي علقه البخاري في كتاب القراءة،
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[الحُميدي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 06:38]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الحاكم النيسابوري رحمه في معرفة علوم الحديث:
النوع الحادي عشر: معرفة الأحاديث المعنعنة:
هذا النوع من هذه العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس، وهي متصلة بإجماع أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال ذلك ما حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرِئَ بِإِذْنِ اللَّهِ. "
قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ بَصْرِيُّونَ (هكذا في النسخة، أراه تصحيفا صوابه: مصريون)، ثُمَّ مَدَنِيُّونَ، وَمَكِيُّونَ، وَلَيْسَ مِنْ مَذَاهِبِهِمُ التَّدْلِيسُ، فَسَوَاءٌ عِنْدَنَا ذَكَرُوا سَمَاعَهُمْ أَوْ لَمْ يَذْكُرُوهُ، وَإِنَّمَا جَعَلْتُهُ مَثَلا لأُلُوفٍ مِثْلِهِ،
والله تعالى أجل وأعلم
بسم الله الرحمن الرحيم:
لقد أخطأ الحاكم في قوله هذا، وبين وهمه الإمام الحافظ في (طبقات المدلسين ص 15): (و وهم الحاكم في “ كتاب علوم الحديث “ فقال في سنده:و فيه رجال غير معروفين بالتدليس! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس , ... ).
ولقد ذكره الحافظ في الطبقةالثالثة-أي أبوالزبير -.
ولقدلمست من كلامك انك تقول بتباين منهج المتقدمين من اهل الحديث على منهج المتأخرين، و هذا ما لا اقول به، ولكن سأثبت لك على طريقتك ان أبا الزبير مدلس.
فالإمام النسائي رماه بالتدليس،وكذا أبوحاتم الرازي لمح إلى ذلك فيما نقلت عنه انت، ولكنك غضضت الطرف عن محل الشاهد في قولك:
(ومع ذلك فقد وقفت على حديث في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم:
1668 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ زهير، قَالَ: قلت لأبي الزُّبَيْر: أحدثك جَابِر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ لا ينام حتى يقرأ قَالَ: لا، لم يحدثني جَابِر، حدثني صفوان أو ابْن صفوان)
فانظر إلى جواب أبي الزبير عندما سأله زهير.
وأما كلامك عن قصة الليث مع أبي الزبير فمحض تكلف منك فقط، والقصة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.
وأما عن المتأخرين الذين وصفوا أبا الزبير بالتدليس فهم جم غفير، منهم عبدالحق الإشبيلي وابن القطان والحافظ العلائي وسبط ابن العجمي والإمام الذهبي والحافظ وغيرهم .. - ولا أدري هل لكلامهم عندك وزن ام لا؟ -،واما بالنسبة لما رواه مسلم عن أبي الزبير عن جابر معنعنا من غير طريق الليث، فقد اعتذر له ابن العجمي وغيره: بانه وقف عليها من طريق الليث عنه،ولكنه رواها من غير طريق الليث بن سعد.
واما كلامك عن صحيفة اليشكري التي عند أبي الزبير،فما أدراك ان كل ما في الصحيفة من الاحاديث سمعها أبو الزبير من جابر؟
هذا ما تم تسطيره على عجالة،
وبارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 06:40]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فيا أخي اتق الله، ولا تقف ما ليس لك به علم
بسم الله الرحمن الرحيم:
لقد أخطأ الحاكم في قوله هذا، وبين وهمه الإمام الحافظ في (طبقات المدلسين ص 15): (و وهم الحاكم في “ كتاب علوم الحديث “ فقال في سنده:و فيه رجال غير معروفين بالتدليس! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس , ... ).
بل الظاهر أن الحافظ هو الذي لم يصب في النقل عن الحاكم ... انظر كلام الحاكم المتقدم
ولقد ذكره الحافظ في الطبقةالثالثة-أي أبوالزبير -.
ولقدلمست من كلامك انك تقول بتباين منهج المتقدمين من اهل الحديث على منهج المتأخرين، و هذا ما لا اقول به، ولكن سأثبت لك على طريقتك ان أبا الزبير مدلس.
لم تصنع شيئا ... ولم تثبت شيئا،
فالإمام النسائي رماه بالتدليس،وكذا أبوحاتم الرازي لمح إلى ذلك فيما نقلت عنه انت، ولكنك غضضت الطرف عن محل الشاهد في قولك:
(ومع ذلك فقد وقفت على حديث في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1668 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ زهير، قَالَ: قلت لأبي الزُّبَيْر: أحدثك جَابِر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ لا ينام حتى يقرأ قَالَ: لا، لم يحدثني جَابِر، حدثني صفوان أو ابْن صفوان)
فانظر إلى جواب أبي الزبير عندما سأله زهير.
أرأيت إن كان ليث ابن أبي سليم أخطأ على أبي الزبير، فما ذنب أبي الزبير؟ يكون مدلسا إذا أخطأ عليه ليث ابن أبي سليم؟ أوأكون أنا قد غضضت الطرف عن محل الشاهد؟ أي شاهد؟
أفتجعل ليث ابن أبي سليم حجة؟ فما معرفتك بالرجال إذا؟؟
[/ QUOTE]
وأما كلامك عن قصة الليث مع أبي الزبير فمحض تكلف منك فقط، والقصة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء.
محض تكلف؟ فأخبرني كيف قال الليث لأبي الزبير إن كنت من الصادقين!
فإن كان قال له - كما في بعض طرق القصة - أخرج إلي كتاب جابر، فأين التكلف؟؟ غاية ما في الأمر أن استدلالك بالقصة فيه نظر يخفى عليك،
ومع ذلك فقد قال أبو داود في السنن، كتاب الأقضية، باب 14،
3597 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَمَنْ خَاصَمَ فِى بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِى سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِى مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ». تحفة 8562
وأما عن المتأخرين الذين وصفوا أبا الزبير بالتدليس فهم جم غفير، منهم عبدالحق الإشبيلي وابن القطان والحافظ العلائي وسبط ابن العجمي والإمام الذهبي والحافظ وغيرهم .. - ولا أدري هل لكلامهم عندك وزن ام لا؟ -،واما بالنسبة لما رواه مسلم عن أبي الزبير عن جابر معنعنا من غير طريق الليث، فقد اعتذر له ابن العجمي وغيره: بانه وقف عليها من طريق الليث عنه،ولكنه رواها من غير طريق الليث بن سعد.
وهل وقف سبط ابن العجمي (وليس ابن العجمي كما تقول أنت) على كتاب الليث عن أبي الزبير؟
واما كلامك عن صحيفة اليشكري التي عند أبي الزبير،فما أدراك ان كل ما في الصحيفة من الاحاديث سمعها أبو الزبير من جابر؟
.
عليك أنت أن تثبت أن الأحاديث التي استثبت منها أبو الزبير من الصحيفة لم يكن سمعها من جابر، ولا يلزم أن يكون سمع من جابر كل ما في الصحيفة. الذي يعنينا هنا هو ما استثبت أبو الزبير من الصحيفة
هذا ما تم تسطيره على عجالة،
وبارك الله فيك أخي الكريم.
ما أعجلك ................
على كل حال: أسلوبك لا يمت للعلم بصلة، وقد دل كلامك من أمرك على ما دل عليه، فإن لم تكن ابتغيت بكلامك وجه الله، فإن الله ليس بظلام للعبيد.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 08:08]ـ
يبدو أن الأخ الذي ذكر تعليل البخاري لحديث جابر في القراءة خلف الإمام يخلط بين جابر بن عبد الله الصحابي وبين جابر بن يزيد الجعفي (الرافضي الخبيث)، إذ جابر الجعفي رواه عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، فأعله البخاري بعدم معرفة سماع للجعفي عن أبي الزبير فالجعفي كوفي وأبو الزبير مكي، مع نكارة المتن، وإلا كيف يتصور على البخاري جهل سماع أبي الزبير من جابر الصحابي؟ هذا لا يقوله من شم رائحة الحديث فكيف بإمام من أئمته؟
ثم العجب ممن يثني على من يطعن على أحاديث خرجها الإمام المقدم أبو الحسين مسلم بن الحجاج، وهذا المذكور لا يحفظ 10 أحاديث بإسنادها، بل ولا حديثا واحدا. فاعجب لتقلب الأيام والليالي.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 05:44]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد استمتعت بقراءة هذا البحث المؤصل وما تلاه من ردود ومناقشات فبارك الله في الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويا ليتنا نتحلى بالأدب في الردود، ولا نتهم الناس بما لا نعلمه يقينا عنهم، ولا نعرض بالسب لبعض من عرفوا بالعلم والتحقيق فليس هذا_أعني التعريض_ منهجا لأهل العلم المحققين، ولا يعني هذا الغض عن تبيين الخطأ، بل يبين الخطأ بغض النظر عن قائله وهذا منهج استفدته من الشيخين الفاضلين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله رحمة واسعة
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 11:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن رفع الناس عن أقدارهم التي يستحقونها، وتلقيبهم بألقاب لا يستأهلونها، منهج أهل البدع الذين يرفعون من أقدار مشايخهم وتلقيبهم بألقاب فخمة وأسامي ضخمة، هم من أبعد الناس عنها، وكم جلب على السلفية هذا الصنيع من تشتيت للصفوف وتسلل من ليس من أهل العلم في شيء، إلى الساحة العلمية، وإحاطة نفسه بهالة التقديس والترفع عن العامة، مما أدى إلى تعصب لهم مقيت لا يعلم خطره إلا الله، وأنا أعيش بين ظهراني أناس ملتزمين - زعموا- جعلوا اناس بأعينهم لا يخطئهم الحق، بل الخلق كهم مخطئون، فإذا قلت قال مالك أو الشافعي نكسوا رؤوسهم، وإذا قلت قال فلان استبشروا وفرحوا، هل يرضى هذا الذي تعصب له هؤلاء أن يجعل نفسه في مرتبة مالك والشافعي، وأبي حنيفة وأحمد؟ لكن يبدو أن له نصيبا مما اقترف هؤلاء فقد كان أول من ابتدأ بإمساك معول تحطيم قدر الأئمة في قلوب الناس بدعوى نبذ التقليد، ولو بقي الأمر هاهنا لهان، بل تعدى أصحابه أطوارهم فصاروا يقررون أمور العقيدة للناس ويحطون من أقدار العلماء العاملين المعروفين، وهم والله لا في العير ولا النفير أخبارهم وفضائهم منشورة منثورة لمن أنصف وكفى بالإرجاء مذهبا ذميما، وكفى بجهل عقيدة أهل السنة والجماعة جهالة وحيمة، قل بربك أمن يطمح إلى الاجتهاد يكون عريا عن الأصول، ومعرفة الخلاف؟ اللهم لا، فليوضع كل في مكانه وقد روت عائشة عن رسول الله انه قال: أنزلوا الناس منازلهم. وبالله التوفيق.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[01 - Jul-2008, صباحاً 05:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو الزبير (محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي) ثقة (على الأرجح) لكنه يدلّس عن الضعفاء في حديث جابر t. فما كان منه في صيغة العنعنة من غير طريق الليث فهو ضعيف.
أما خلاف العلماء في توثيقه فهو كالتالي: وثقه ابن المديني وعطاء وابن معين وابن سعد والساجي وابن حبان والنسائي ومالك وابن عدي، واحتج به مسلم. وجرحه خفيفاً ابن عيينة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ويعقوب بن شيبة والشافعي وأيوب السختياني وأحمد بن حنبل وشعبة، وأعرض عنه البخاري فلم يحتج به. وكل هذا جرحٌ خفيفٌ يفيد أن أبا الزبير ليس أوثق الناس، ولكنه جيد قد قبل أكثر الناس حديثه إذا تفرد، ومنهم من لم يحتج به إلا بالمتابعات.
ومن أمثلة أوهام أبي الزبير قصة ابن عمر عندما طلق زوجته وهي حائض. وقد أخطأ بها أبو الزبير الخطأ الفاحش وخالف الثقات الأثبات حتى قال أبو داود في سننه (2|256): «والأحاديث كلها على خلاف ما قال أبو الزبير». وقال ابن عبد البر في التمهيد: «إنه قد خالف أصحاب ابن عمر». مع أنه صرح بالتحديث في ذلك الحديث. فدل هذا على أن ما فيه نكارة من حديثه، يجب رده.
وتدليس أبو الزبير ثابتٌ معروفٌ عنه مشهور، يعترف به. والتدليس هو إسقاط الراوي بينه وبين شيخه جابر t، مع أنه سمع منه بعض الأحاديث القليلة. روى العقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل وابن حزم في المحلى (9|11) عن سعيد بن أبي مريم قال حدثنا الليث بن سعد قال: إن أبا الزبير دفع إلي كتابين (زاد في رواية: فانقلبت بهما، أي راجعاً من مكة). فقلت في نفسي لو سألته: أسمع هذا كله من جابر؟ فرجعت إليه فقلت: «هذا كله سمعته من جابر؟». فقال: «منه ما سمعته، ومنه ما حُدِّثْتُ عنه». فقلت له: «أَعْلِم لي على ما سمعت». فأعْلَمَ لي على هذا الذي عندي. (ولعلّ تلك الأحاديث التي سمعها منه هي 27 حديث). قال ابن حزم: «فكل حديث لم يقل فيه أبو الزبير أنه سمعه من جابر، أو حدثه به جابر، أو لم يروه الليث عنه عن جابر، فلم يسمعه من جابر بإقراره. ولا ندري عمن أخذه. فلا يجوز الاحتجاج به».
(يُتْبَعُ)
(/)
والقصة رواها الفسوي في المعرفة (1|166) مختصرة جداً: عن ابن بكير قال: وأخبرني حبيش بن سعيد عن الليث بن سعد قال: «جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتاباً، فقلت: "سماعُك من جابر؟ ". قال: "ومن غيره". قلت: "سماعَك من جابر". فأخرج إليّ هذه الصحيفة». فقد أخرج أبو الزبير في أول الأمر كتاباً كاملاً. فلما طالبه الليث بما سمعه فقط، أخرج صحيفة فقط من أصل الكتاب. فهذا يدل على أن غالب ما رواه عن جابر إنما دلسه عنه ولم يسمعه منه. فهو مكثرٌ من التدليس لا مُقِل. وقد أخرج مسلمٌ وحده من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر 22 حديثاً. وأخرج بهذه الترجمة بعض أصحاب السنن خمسة أخرى (إن صح الإسناد لليث). فهي 27حديثاً فقط، مما وصل إلينا.
وقد قال الليث: «فقلت له: "أَعْلِم لي على ما سمعت". فأعْلَمَ لي على هذا الذي عندي». فمن غير المعقول إذاً على أبي الزبير –وهو الحريص على تنفيق بضاعته– أن يعلّم له على بضعة أحاديث فقط ويقول له هذا بعض ما سمعت ولن أخبرك بالباقي!! فيكون قد غش الليث مرة أخرى لأن الليث قال له «أَعْلِم لي على ما سمعت». أي على كل ما سمعت. فقد دلّس على الليث قطعاً في أول الأمر. وكاد الليث يرجع لبلده لولا أنه عرف تدليس أبي الزبير، فعاد إليه وطلب منه التعليم على ما سمعه فقط.
أما أن شُعْبَة قد روى عنه، فهذا فيه خلاف. قال الخليلي في الإرشاد (2|495): «شعبة لا يروي عن أبي الزبير شيئاً». وقال ابن حبان في المجروحين (1|151) (1|166 - تحقيق حمدي السلفي): «ولم يسمع شعبة من أبي الزبير إلا حديثاً واحداً، أن النبي r صلى على النجاشي». يقصد لم يرو عنه إلا حديثاً واحداً، وإلا فقد سمع الكثير وما روى عنه. ولو فرضنا أن شعبة قد روى عنه، فقد رجع عن ذلك، وضعّف أبا الزبير. قال نعيم بن حماد سمعت هشيماً يقول: سمعت من أبي الزبير فأخذ شعبة كتابي فمزَّقه. قال ورقاء: قلت لشعبة: مالك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: «رأيته يزن ويسترجح في الميزان». وقال شعبة لسويد بن عبد العزيز: «لا تكتب عن أبي الزبير فإنه لا يحسن أن يصلي».
ثم إن حدّث شعبة عنه فلا ينف هذا أن يكون مُدلّساً. فقد حدَّث شعبة عن قتادة وعن كثيرٍ من المحدثين. نعم، ما يرويه شعبة عن المدلّسين فهو محمولٌ على الاتصال، ولا ينفِ هذا تدليس شيخ شعبة إن روى عنه غيره. وقال أحد أهل الجهل بأن شعبة يضعف الراوي المدلس، فتكون روايته عن أبي الزبير توثيقاً له من التدليس. قلت: وهذا كلام لو سكت عنه صاحبه لكان خيراً له. فأين يذهب بقول قتادة: «كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة»؟ وهؤلاء هم من أثبت أهل العراق في الحديث، فما اعتبر شعبة التدليس جرحاً لهم كالكذب والزنا، لكنه لم يرو عنهم إلا ما سمعوه من مشايخهم وأعرض عما لم يبينوا فيه السماع، لعلمه بأنهم مدلسين. والتدليس عند جمهور الحفاظ ليس بجرحٍ في الراوي إلا إذا تعمد التدليس عن مجروحين ليخفي ضعفهم. وكونه قد سمع الكثير من حديث أبي الزبير (400 كما يزعمون) لا يعني أن تلك الأحاديث خالية من التدليس، إلا إذا حدث بها شعبة. فهو يسمع حديث مشايخه كله لكنه لا يروي عنهم إلا ما سمعوه من مشايخهم.
ولا يشترط أن تجد وصفه بالتدليس عند كل من ترجم له. وكم من مدلّسٍ ثَبَتَ عنه التدليس بالدليل القاطع، ولا تجد كل من ترجم له يذكر ذلك في ترجمته. وكونه من أهل الحجاز لا ينفِ هذا التدليس عنه (كما زعم الحاكم، وحكم عليه ابن حجر بالوهم). فهذا ابن جريج من كبار حفاظ مكة. ومع ذلك فشرّ التدليس تدليس ابن جريج. وأبو الزبير قد وصفه النَّسائيّ بالتدليس. وأشار إلى ذلك أبو حاتم. ولا يشترط أن يصفه بذلك كل من ترجم له لأن التدليس يصعب كشفه إلا بحصر الروايات الكثيرة. ولذلك يخفى على كثيرين من الحفاظ. ومن علم حجة، كان ذلك حجة على من لم يعلم!
ثم لو لم يكن أبو الزبير يدلّس عن ضعيف، لسمع منه الليث حديثه كله، ولم يكتف بتلك الأحاديث القليلة ويترك الباقي. ولم يكن ليترك الباقي إن كان أبو الزبير قد سمعه من جابر أو سمعه من ثقة عن جابر. والليث هو في مرتبة مالك بن أنس في الحفظ والعلم والإمامة. وهو أعلم من هؤلاء المتأخرين بحال أبي الزبير. فقوله مُقدّمٌ عليهم قطعاً. ومن نفى تدليس أبي الزبير فقد كذب أبا الزبير نفسه الذي أقر على نفسه لليث بذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (4|136): «جالَسَ سليمان اليشكري جابراً فسمع منه وكتب عنه صحيفة، فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته. فروى أبو الزبير وأبو سفيان الشعبي عن جابر. وهم قد سمعوا من جابر، وأكثره من الصحيفة. وكذلك قتادة». فثبت إذاً أن غالب حديث أبي الزبير عن جابر لم يسمعه منه، بل كثيرٌ منه من صحيفةٍ أخذها وِجَادة. وبعضه لا نعرف من أين جاء به. وأبو حاتم لم يذكر لنا كل هؤلاء الناس الذين دلس عنهم أبو الزبير.
وأما من قال أن أبا الزبير قد سمع صحيفة جابر من سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة، فهذا غير كافٍ لنفي تدليس أبي الزبير. أولاً لأن غالب حديثه عن جابر أخذه وجادة عن صحيفة اليشكري. ومعلوم أن الوجادة أضعف أنواع التحمل (كالمناولة والمكاتبة) وهي غير مقبولة عند المتقدمين، خاصة في ذلك الزمن. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|331) عن صحف تلك الأيام: «وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط». ثانياً أنه قد ثبت أن أبا الزبير دلس عن صفوان كذلك. والصواب –على التحقيق– أنه سمع بِضعة أحاديث من جابر، ودلّس أكثرها إما عن سليمان اليشكري وإما عن صفوان وإما عن غيرهم ممن لا نعرفهم. ومن كانت هذه حاله لا يمكننا الاحتجاج به، لأنه من باب الظن. وقد قال الله تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}. وقد قال رسول الله r: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» متفق عليه.
فقد روى الترمذي مختصراً والنسائي في السنن الكبرى (6|178):
1 - أخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا شبابة قال حدثنا المغيرة وهو بن مسلم الخراساني عن أبي الزبير عن جابر قال: كان النبي r لا ينام كل ليلة حتى يقرأ تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك».
2 - أخبرني محمد بن آدم عن عبدة عن حسن بن صالح عن ليث (بن أبي سليم، وليس ابن سعد) عن أبي الزبير عن جابر قال: «كان النبي r لا ينام كل ليلة حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك».
3 - أخبرنا أبو داود قال حدثنا الحسن وهو بن أعين قال حدثنا زهير قال حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر قال «كان رسول الله r لا ينام حتى يقرأ آلم تنزيل وتبارك».
4 - أخبرنا أبو داود قال حدثنا الحسن قال حدثنا زهير قال: سألت أبا الزبير: «أسمعت جابراً يذكر ثم أن نبي الله r كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك؟». قال: «ليس جابر حدثنيه. ولكن حدثني صفوان أو أبو صفوان».
فالمغيرة بن مسلم (وهو ثقة) قد رواه عن أبي الزبير بالعنعنة بدون ذكر الواسطة، كما في الرواية (1). أي أن أبا الزبير قد دلّس عليه كما قد حاول التدليس من قبل على الليث بن سعد، الذي لولا ذكائه وعلمه لانطلى عليه تدليس أبي الزبير. وكذلك دلّس أبو الزبير على ليث بن أبي سليم فرواه معنعناً بدون ذكر الواسطة، كما في الرواية (2). ورواه زهير عنه كذلك، كما في الرواية (3). ثم إنه يعرف تدليس أبي الزبير، فلمّا التقى به سأله: هل أنت سمعت هذا الحديث من جابر؟ قال: «ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثني صفوان أو أبو صفوان».
فهذا دليلٌ واضحٌ أن أبا الزبير كان يدلّس ولا يوضح للناس تدليسه. فلو لم يشك زهير بسماع أبي الزبير فسأله عن ذلك، لما عرفنا أنه لم يسمع من جابر هذا الحديث. المغيرة بن مسلم الخراساني ثقة جيّد الحديث. وليث بن أبي سليم بن زنيم، يُكتَبُ حديثه ويُعتبَر به، ولذلك علق له البخاري وأخرج له مسلمٌ في المتابعات. وقال عنه ابن عدي: «له أحاديث صالحة. وقد روى عنه شعبة والثوري. ومع الضعف الذي فيه، يُكتب حديثه». وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: «ضعيف إلا أنه يكتب حديثه». وقال الذهبي في الكاشف (2|151): «فيه ضعف يسير من سوء حفظه». فهذا التدليس من أبي الزبير لم يتبيّن لنا إلا من جمع الطرق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن من الأئمة المتقدمين من نص صراحة على رفض حديث أبي الزبير المعنعن عن جابر. فقال عنه الإمام النسائي في السنن الكبرى (1|640) بعد أن سرد له حديثين بالعنعنة: «فإذا قال: سمعت جابراً، فهو صحيح. وكان يدلس!». أي إذا لم يقل سمعت فهو غير صحيح لأنه مدلس. مِثْلَ الذي كذب مرة فقد أبان عن عورته. فلا نقول: "نقبل حديثه ما لم نعلم أنه كذِب". والجرح مقدم على التعديل. فإن الله قد حفظ لنا هذا الدين. ومن حفظه له أن تصلنا أحكام هذا الدين من طريق صحيح متصل غير منقطع رجاله ثقات غير متهمين. فيطمئن المرء له ولا يرتاب. وإلا فلا نعلم يقيناً أن رسول الله r قد قال ذلك. ولم يوجب الله علينا اتباع الظن.
فهذا إمامٌ من المتقدمين من كبار أئمة الحديث ومن فقهائهم، قد نص على رد تدليس أبي الزبير. وكان النسائي من أعلم الناس بعلل الحديث وبأحوال الرجال. فإذا لم نقبل بقوله فمن نقبل؟ كيف وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع وباعتراف أبي الزبير بتدليسه؟ فإن لم يكن هذا كافياً، فلا نستطيع أن نثبت التدليس على أحد!
ولعلي أستشهد بما قاله فضيلة الشيخ الدكتور حمزة المليباري: «إن تدليس أبي الزبير عن جابر يقتضي نوعاً خاصاً من المعالجة يختلف عما تقتضيه بقية أنواع التدليس. لأن معنى تدليس أبي الزبير عن جابر: أنه لا يصرح فيما أخذه من الكتاب من أحاديث جابر بأنه وِجَادة. فإذا ورد عنه حديث من أحاديث جابر، ولم يصرح بالسماع، ولم يأت ذلك الحديث عن طريق ليث بن سعد، فإنه يَحتمِل أن يكون مما أخذه وجادة. وما أخذه وجادة –دون السماع أو القراءة على الشيخ– قد يدخل فيه تصحيف وتحريف وانتحال. وإذا وافقه غيره، أمِنَ من ذلك (قلت: إن لم تكن المتابعة عن صحيفة اليشكري كذلك كالذي يرويه قتادة وأبو سفيان).
لذلك ما ورد عن أبي الزبير من أحاديث جابر معنعناً، يقتضي أن يبحث الباحث عن وجود سماع صريح في طريق صحيح من طرق ذلك الحديث، أو ما يدل على ذلك من القرائن، أو راوياً آخر يوافق أبا الزبير فيما رواه عن جابر. وفي حال وجود شيء من ذلك، يكون السند سليماً من الشبهات التي أثارتها العنعنة الواردة فيه.
وفي ضوء ذلك فإطلاق الحكم بانقطاع السند أو بالتدليس بمجرد عنعنة أبي الزبير عن جابر على الرغم من اعتماد مسلم عليه في صحيحه ينطبق عليه ما قيل: "القواعد لدى العالم غير المجرّب، كالعصا في يد الأعمى". وكذا إطلاق الحكم بالاتصال فيما رواه مسلم والانقطاع في خارج مسلم يكون بعيداً عن الدقة أيضاً، لأن الأمر في ذلك يتوقف على التتبع والبحث.
ومن الجدير بالذكر أن مسلماً يورد الحديث في الأصول أصح ما عنده من الروايات وأفضله، ويختلف ذلك عما يورده في الشواهد. وعليه فما أورده في أول الباب من حديث أبي الزبير عن جابر، لا ينبغي القول فيه إنه معنعن بمجرد أن الباحث لم يطلع إلا على ما وقعت يده عليه من المصادر –مطبوعة كانت أو مخطوطة–. فإن أولئك الأئمة ينظرون إلى الواقع الذي يعرفونه من خلال معاينة الأصول أو صحبة المحدثين، وليس على مجرد صيغ التلقي والأداء التي قد يكون بريئاً منها الراوي المدلس». انتهى كلام الشيخ المليباري.
ـ[التقرتي]ــــــــ[12 - Apr-2009, صباحاً 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو الزبير (محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي) ثقة (على الأرجح) لكنه يدلّس عن الضعفاء في حديث جابر t. فما كان منه في صيغة العنعنة من غير طريق الليث فهو ضعيف.
أما خلاف العلماء في توثيقه فهو كالتالي: وثقه ابن المديني وعطاء وابن معين وابن سعد والساجي وابن حبان والنسائي ومالك وابن عدي، واحتج به مسلم. وجرحه خفيفاً ابن عيينة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ويعقوب بن شيبة والشافعي وأيوب السختياني وأحمد بن حنبل وشعبة، وأعرض عنه البخاري فلم يحتج به. وكل هذا جرحٌ خفيفٌ يفيد أن أبا الزبير ليس أوثق الناس، ولكنه جيد قد قبل أكثر الناس حديثه إذا تفرد، ومنهم من لم يحتج به إلا بالمتابعات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة أوهام أبي الزبير قصة ابن عمر عندما طلق زوجته وهي حائض. وقد أخطأ بها أبو الزبير الخطأ الفاحش وخالف الثقات الأثبات حتى قال أبو داود في سننه (2|256): «والأحاديث كلها على خلاف ما قال أبو الزبير». وقال ابن عبد البر في التمهيد: «إنه قد خالف أصحاب ابن عمر». مع أنه صرح بالتحديث في ذلك الحديث. فدل هذا على أن ما فيه نكارة من حديثه، يجب رده.
وتدليس أبو الزبير ثابتٌ معروفٌ عنه مشهور، يعترف به. والتدليس هو إسقاط الراوي بينه وبين شيخه جابر t، مع أنه سمع منه بعض الأحاديث القليلة. روى العقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل وابن حزم في المحلى (9|11) عن سعيد بن أبي مريم قال حدثنا الليث بن سعد قال: إن أبا الزبير دفع إلي كتابين (زاد في رواية: فانقلبت بهما، أي راجعاً من مكة). فقلت في نفسي لو سألته: أسمع هذا كله من جابر؟ فرجعت إليه فقلت: «هذا كله سمعته من جابر؟». فقال: «منه ما سمعته، ومنه ما حُدِّثْتُ عنه». فقلت له: «أَعْلِم لي على ما سمعت». فأعْلَمَ لي على هذا الذي عندي. (ولعلّ تلك الأحاديث التي سمعها منه هي 27 حديث). قال ابن حزم: «فكل حديث لم يقل فيه أبو الزبير أنه سمعه من جابر، أو حدثه به جابر، أو لم يروه الليث عنه عن جابر، فلم يسمعه من جابر بإقراره. ولا ندري عمن أخذه. فلا يجوز الاحتجاج به».
والقصة رواها الفسوي في المعرفة (1|166) مختصرة جداً: عن ابن بكير قال: وأخبرني حبيش بن سعيد عن الليث بن سعد قال: «جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتاباً، فقلت: "سماعُك من جابر؟ ". قال: "ومن غيره". قلت: "سماعَك من جابر". فأخرج إليّ هذه الصحيفة». فقد أخرج أبو الزبير في أول الأمر كتاباً كاملاً. فلما طالبه الليث بما سمعه فقط، أخرج صحيفة فقط من أصل الكتاب. فهذا يدل على أن غالب ما رواه عن جابر إنما دلسه عنه ولم يسمعه منه. فهو مكثرٌ من التدليس لا مُقِل. وقد أخرج مسلمٌ وحده من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر 22 حديثاً. وأخرج بهذه الترجمة بعض أصحاب السنن خمسة أخرى (إن صح الإسناد لليث). فهي 27حديثاً فقط، مما وصل إلينا.
وقد قال الليث: «فقلت له: "أَعْلِم لي على ما سمعت". فأعْلَمَ لي على هذا الذي عندي». فمن غير المعقول إذاً على أبي الزبير –وهو الحريص على تنفيق بضاعته– أن يعلّم له على بضعة أحاديث فقط ويقول له هذا بعض ما سمعت ولن أخبرك بالباقي!! فيكون قد غش الليث مرة أخرى لأن الليث قال له «أَعْلِم لي على ما سمعت». أي على كل ما سمعت. فقد دلّس على الليث قطعاً في أول الأمر. وكاد الليث يرجع لبلده لولا أنه عرف تدليس أبي الزبير، فعاد إليه وطلب منه التعليم على ما سمعه فقط.
أما أن شُعْبَة قد روى عنه، فهذا فيه خلاف. قال الخليلي في الإرشاد (2|495): «شعبة لا يروي عن أبي الزبير شيئاً». وقال ابن حبان في المجروحين (1|151) (1|166 - تحقيق حمدي السلفي): «ولم يسمع شعبة من أبي الزبير إلا حديثاً واحداً، أن النبي r صلى على النجاشي». يقصد لم يرو عنه إلا حديثاً واحداً، وإلا فقد سمع الكثير وما روى عنه. ولو فرضنا أن شعبة قد روى عنه، فقد رجع عن ذلك، وضعّف أبا الزبير. قال نعيم بن حماد سمعت هشيماً يقول: سمعت من أبي الزبير فأخذ شعبة كتابي فمزَّقه. قال ورقاء: قلت لشعبة: مالك تركت حديث أبي الزبير؟ قال: «رأيته يزن ويسترجح في الميزان». وقال شعبة لسويد بن عبد العزيز: «لا تكتب عن أبي الزبير فإنه لا يحسن أن يصلي».
ثم إن حدّث شعبة عنه فلا ينف هذا أن يكون مُدلّساً. فقد حدَّث شعبة عن قتادة وعن كثيرٍ من المحدثين. نعم، ما يرويه شعبة عن المدلّسين فهو محمولٌ على الاتصال، ولا ينفِ هذا تدليس شيخ شعبة إن روى عنه غيره. وقال أحد أهل الجهل بأن شعبة يضعف الراوي المدلس، فتكون روايته عن أبي الزبير توثيقاً له من التدليس. قلت: وهذا كلام لو سكت عنه صاحبه لكان خيراً له. فأين يذهب بقول قتادة: «كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبي إسحاق وقتادة»؟ وهؤلاء هم من أثبت أهل العراق في الحديث، فما اعتبر شعبة التدليس جرحاً لهم كالكذب والزنا، لكنه لم يرو عنهم إلا ما سمعوه من مشايخهم وأعرض عما لم يبينوا فيه السماع، لعلمه بأنهم مدلسين. والتدليس عند جمهور الحفاظ ليس بجرحٍ في الراوي إلا إذا تعمد التدليس عن مجروحين ليخفي ضعفهم. وكونه قد سمع الكثير من حديث أبي
(يُتْبَعُ)
(/)
الزبير (400 كما يزعمون) لا يعني أن تلك الأحاديث خالية من التدليس، إلا إذا حدث بها شعبة. فهو يسمع حديث مشايخه كله لكنه لا يروي عنهم إلا ما سمعوه من مشايخهم.
ولا يشترط أن تجد وصفه بالتدليس عند كل من ترجم له. وكم من مدلّسٍ ثَبَتَ عنه التدليس بالدليل القاطع، ولا تجد كل من ترجم له يذكر ذلك في ترجمته. وكونه من أهل الحجاز لا ينفِ هذا التدليس عنه (كما زعم الحاكم، وحكم عليه ابن حجر بالوهم). فهذا ابن جريج من كبار حفاظ مكة. ومع ذلك فشرّ التدليس تدليس ابن جريج. وأبو الزبير قد وصفه النَّسائيّ بالتدليس. وأشار إلى ذلك أبو حاتم. ولا يشترط أن يصفه بذلك كل من ترجم له لأن التدليس يصعب كشفه إلا بحصر الروايات الكثيرة. ولذلك يخفى على كثيرين من الحفاظ. ومن علم حجة، كان ذلك حجة على من لم يعلم!
ثم لو لم يكن أبو الزبير يدلّس عن ضعيف، لسمع منه الليث حديثه كله، ولم يكتف بتلك الأحاديث القليلة ويترك الباقي. ولم يكن ليترك الباقي إن كان أبو الزبير قد سمعه من جابر أو سمعه من ثقة عن جابر. والليث هو في مرتبة مالك بن أنس في الحفظ والعلم والإمامة. وهو أعلم من هؤلاء المتأخرين بحال أبي الزبير. فقوله مُقدّمٌ عليهم قطعاً. ومن نفى تدليس أبي الزبير فقد كذب أبا الزبير نفسه الذي أقر على نفسه لليث بذلك!
وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (4|136): «جالَسَ سليمان اليشكري جابراً فسمع منه وكتب عنه صحيفة، فتوفي وبقيت الصحيفة عند امرأته. فروى أبو الزبير وأبو سفيان الشعبي عن جابر. وهم قد سمعوا من جابر، وأكثره من الصحيفة. وكذلك قتادة». فثبت إذاً أن غالب حديث أبي الزبير عن جابر لم يسمعه منه، بل كثيرٌ منه من صحيفةٍ أخذها وِجَادة. وبعضه لا نعرف من أين جاء به. وأبو حاتم لم يذكر لنا كل هؤلاء الناس الذين دلس عنهم أبو الزبير.
وأما من قال أن أبا الزبير قد سمع صحيفة جابر من سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة، فهذا غير كافٍ لنفي تدليس أبي الزبير. أولاً لأن غالب حديثه عن جابر أخذه وجادة عن صحيفة اليشكري. ومعلوم أن الوجادة أضعف أنواع التحمل (كالمناولة والمكاتبة) وهي غير مقبولة عند المتقدمين، خاصة في ذلك الزمن. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|331) عن صحف تلك الأيام: «وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط». ثانياً أنه قد ثبت أن أبا الزبير دلس عن صفوان كذلك. والصواب –على التحقيق– أنه سمع بِضعة أحاديث من جابر، ودلّس أكثرها إما عن سليمان اليشكري وإما عن صفوان وإما عن غيرهم ممن لا نعرفهم. ومن كانت هذه حاله لا يمكننا الاحتجاج به، لأنه من باب الظن. وقد قال الله تعالى: {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}. وقد قال رسول الله r: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» متفق عليه.
فقد روى الترمذي مختصراً والنسائي في السنن الكبرى (6|178):
1 - أخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا شبابة قال حدثنا المغيرة وهو بن مسلم الخراساني عن أبي الزبير عن جابر قال: كان النبي r لا ينام كل ليلة حتى يقرأ تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك».
2 - أخبرني محمد بن آدم عن عبدة عن حسن بن صالح عن ليث (بن أبي سليم، وليس ابن سعد) عن أبي الزبير عن جابر قال: «كان النبي r لا ينام كل ليلة حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك».
3 - أخبرنا أبو داود قال حدثنا الحسن وهو بن أعين قال حدثنا زهير قال حدثنا ليث عن أبي الزبير عن جابر قال «كان رسول الله r لا ينام حتى يقرأ آلم تنزيل وتبارك».
4 - أخبرنا أبو داود قال حدثنا الحسن قال حدثنا زهير قال: سألت أبا الزبير: «أسمعت جابراً يذكر ثم أن نبي الله r كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك؟». قال: «ليس جابر حدثنيه. ولكن حدثني صفوان أو أبو صفوان».
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمغيرة بن مسلم (وهو ثقة) قد رواه عن أبي الزبير بالعنعنة بدون ذكر الواسطة، كما في الرواية (1). أي أن أبا الزبير قد دلّس عليه كما قد حاول التدليس من قبل على الليث بن سعد، الذي لولا ذكائه وعلمه لانطلى عليه تدليس أبي الزبير. وكذلك دلّس أبو الزبير على ليث بن أبي سليم فرواه معنعناً بدون ذكر الواسطة، كما في الرواية (2). ورواه زهير عنه كذلك، كما في الرواية (3). ثم إنه يعرف تدليس أبي الزبير، فلمّا التقى به سأله: هل أنت سمعت هذا الحديث من جابر؟ قال: «ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثني صفوان أو أبو صفوان».
فهذا دليلٌ واضحٌ أن أبا الزبير كان يدلّس ولا يوضح للناس تدليسه. فلو لم يشك زهير بسماع أبي الزبير فسأله عن ذلك، لما عرفنا أنه لم يسمع من جابر هذا الحديث. المغيرة بن مسلم الخراساني ثقة جيّد الحديث. وليث بن أبي سليم بن زنيم، يُكتَبُ حديثه ويُعتبَر به، ولذلك علق له البخاري وأخرج له مسلمٌ في المتابعات. وقال عنه ابن عدي: «له أحاديث صالحة. وقد روى عنه شعبة والثوري. ومع الضعف الذي فيه، يُكتب حديثه». وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: «ضعيف إلا أنه يكتب حديثه». وقال الذهبي في الكاشف (2|151): «فيه ضعف يسير من سوء حفظه». فهذا التدليس من أبي الزبير لم يتبيّن لنا إلا من جمع الطرق.
ثم إن من الأئمة المتقدمين من نص صراحة على رفض حديث أبي الزبير المعنعن عن جابر. فقال عنه الإمام النسائي في السنن الكبرى (1|640) بعد أن سرد له حديثين بالعنعنة: «فإذا قال: سمعت جابراً، فهو صحيح. وكان يدلس!». أي إذا لم يقل سمعت فهو غير صحيح لأنه مدلس. مِثْلَ الذي كذب مرة فقد أبان عن عورته. فلا نقول: "نقبل حديثه ما لم نعلم أنه كذِب". والجرح مقدم على التعديل. فإن الله قد حفظ لنا هذا الدين. ومن حفظه له أن تصلنا أحكام هذا الدين من طريق صحيح متصل غير منقطع رجاله ثقات غير متهمين. فيطمئن المرء له ولا يرتاب. وإلا فلا نعلم يقيناً أن رسول الله r قد قال ذلك. ولم يوجب الله علينا اتباع الظن.
فهذا إمامٌ من المتقدمين من كبار أئمة الحديث ومن فقهائهم، قد نص على رد تدليس أبي الزبير. وكان النسائي من أعلم الناس بعلل الحديث وبأحوال الرجال. فإذا لم نقبل بقوله فمن نقبل؟ كيف وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع وباعتراف أبي الزبير بتدليسه؟ فإن لم يكن هذا كافياً، فلا نستطيع أن نثبت التدليس على أحد!
ولعلي أستشهد بما قاله فضيلة الشيخ الدكتور حمزة المليباري: «إن تدليس أبي الزبير عن جابر يقتضي نوعاً خاصاً من المعالجة يختلف عما تقتضيه بقية أنواع التدليس. لأن معنى تدليس أبي الزبير عن جابر: أنه لا يصرح فيما أخذه من الكتاب من أحاديث جابر بأنه وِجَادة. فإذا ورد عنه حديث من أحاديث جابر، ولم يصرح بالسماع، ولم يأت ذلك الحديث عن طريق ليث بن سعد، فإنه يَحتمِل أن يكون مما أخذه وجادة. وما أخذه وجادة –دون السماع أو القراءة على الشيخ– قد يدخل فيه تصحيف وتحريف وانتحال. وإذا وافقه غيره، أمِنَ من ذلك (قلت: إن لم تكن المتابعة عن صحيفة اليشكري كذلك كالذي يرويه قتادة وأبو سفيان).
لذلك ما ورد عن أبي الزبير من أحاديث جابر معنعناً، يقتضي أن يبحث الباحث عن وجود سماع صريح في طريق صحيح من طرق ذلك الحديث، أو ما يدل على ذلك من القرائن، أو راوياً آخر يوافق أبا الزبير فيما رواه عن جابر. وفي حال وجود شيء من ذلك، يكون السند سليماً من الشبهات التي أثارتها العنعنة الواردة فيه.
وفي ضوء ذلك فإطلاق الحكم بانقطاع السند أو بالتدليس بمجرد عنعنة أبي الزبير عن جابر على الرغم من اعتماد مسلم عليه في صحيحه ينطبق عليه ما قيل: "القواعد لدى العالم غير المجرّب، كالعصا في يد الأعمى". وكذا إطلاق الحكم بالاتصال فيما رواه مسلم والانقطاع في خارج مسلم يكون بعيداً عن الدقة أيضاً، لأن الأمر في ذلك يتوقف على التتبع والبحث.
ومن الجدير بالذكر أن مسلماً يورد الحديث في الأصول أصح ما عنده من الروايات وأفضله، ويختلف ذلك عما يورده في الشواهد. وعليه فما أورده في أول الباب من حديث أبي الزبير عن جابر، لا ينبغي القول فيه إنه معنعن بمجرد أن الباحث لم يطلع إلا على ما وقعت يده عليه من المصادر –مطبوعة كانت أو مخطوطة–. فإن أولئك الأئمة ينظرون إلى الواقع الذي يعرفونه من خلال معاينة الأصول أو صحبة المحدثين، وليس على مجرد صيغ التلقي والأداء التي قد يكون بريئاً منها الراوي المدلس». انتهى كلام الشيخ المليباري.
من قال من العلماء ان ابا الزبير يدلس عن الضعاف؟ اثبت ذلك
و من الاولى بالاتباع الليث او شعبه؟ قول الشيخ ان الليث لم يروي عنه الا بعض الاحاديث لتدليس ابي الزبير عن الضعاف لم يأتي به احد فمن اين زيادة عن الضعاف هل وقف الشيخ على رواية عن ضعيف دلسه في حديث اخر؟. اما استدلاله بحديث زهير فقد ذكر الاخوة الضعف في الرواية فاثبت العرش ثم انقش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 10:07]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
اما استدلاله بحديث زهير فقد ذكر الاخوة الضعف في الرواية فاثبت العرش ثم انقش.
صدقت وبررت، لكن يبدو لي أن في الإعادة، مع مزيد بيان إفادة:
قال أبو عبد الرحمن النسائي
ذكر ما يستحبُّ للإنسان أن يقرأ كل ليلة قبل أن ينام
10474 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ - وَهُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنَامُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَقْرَأَ {تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ " تَابَعَهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ
قلت: قد سبق بيان حال رواية المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير
تابعه ليثُ بن أبي سُلَيم10475 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَنَامُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَقْرَأَ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "
10476 - أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَهُوَ ابْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ، وَتَبَارَكَ "
10477 - أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ: أَسَمِعْتَ جَابِرًا يَذْكُرُ، " أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ وَتَبَارَكَ؟ " قَالَ: لَيْسَ جَابِرٌ حَدَّثَنِيهِ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ أَوْ ابْنُ صَفْوَانَ
قلت: هذه القصَّة الصواب فيها أن المغيرة بن مسلم (وهو منكر الحديث عن أبي الزبير) رواه، وتابعه ليث بن أبي سليم (وهو متهم بأنه يحدث عن الثقات بما ليس من حديثهم)، فسمعه زهير من ليث، فكأنما أنكر أن يكون هذا الحديث من رواية أبي الزبير عن جابر، فلم يرض بحديث ليث حتى مضى إلى أبي الزبير يستثبت منه،
ويؤكد هذا الكلام قول أبي عيسى الترمذي في الجامع (كتاب فضائل القرآن، باب 9)
3135 - حَدَّثَنَا هُرَيْمُ بْنُ مِسْعَرٍ - تِرْمِذِىٌّ - حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ (الم تَنْزِيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ مِثْلَ هَذَا. تحفة 2931 - 2892
3135 ت - وَرَوَاهُ مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ هَذَا. وَرَوَى زُهَيْرٌ قَالَ: قُلْتُ لأَبِى الزُّبَيْرِ: سَمِعْتَ مِنْ جَابِرٍ؟ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ. فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: إِنَّمَا أَخْبَرَنِيهِ صَفْوَانُ أَوِ ابْنُ صَفْوَانَ. وَكَأَنَّ زُهَيْراً أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. تحفة 2969 ل، 18820 ل - 2892
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في العلل:
1668 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ وهيب، قَالَ: قلت لأبي الزُّبَيْر: أحدثك جَابِر عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ لا ينام حتى يقرأ قَالَ: لا، لم يحدثني جَابِر، حدثني صفوان أو ابْن صفوان
قلت: وهذا أيضا يؤكد خطأ ليث على أبي الزبير، ويثبت عليه تهمة الرواية عن الثقات بما ليس من حديثهم،
وأمَّا الاستدلال به على تدليس أبي الزبير، فلا يصحُّ من وجه، والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[13 - Apr-2009, صباحاً 10:18]ـ
فهذا دليلٌ واضحٌ أن أبا الزبير كان يدلّس ولا يوضح للناس تدليسه. فلو لم يشك زهير بسماع أبي الزبير فسأله عن ذلك، لما عرفنا أنه لم يسمع من جابر هذا الحديث. المغيرة بن مسلم الخراساني ثقة جيّد الحديث. وليث بن أبي سليم بن زنيم، يُكتَبُ حديثه ويُعتبَر به، ولذلك علق له البخاري وأخرج له مسلمٌ في المتابعات. وقال عنه ابن عدي: «له أحاديث صالحة. وقد روى عنه شعبة والثوري. ومع الضعف الذي فيه، يُكتب حديثه». وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: «ضعيف إلا أنه يكتب حديثه». وقال الذهبي في الكاشف (2|151): «فيه ضعف يسير من سوء حفظه». فهذا التدليس من أبي الزبير لم يتبيّن لنا إلا من جمع الطرق.
أما ليثٌ ففيه من الجرح أكثر مما ذكرت،
وكان ينبغي أن تذكر أن ابن مسلم القسملي هو المغيرة، وفي أحاديثه عن أبي الزبير نكارة:
قال يحيى بن معين: ما أنكر حديثه عن أبي الزبير (سؤالات ابن الجنيد، 797)
وقال النسائي في الكبرى:
(عقب الحيث رقم (7425) ط دار الرشد): المغيرة بن مسلم ليس بالقوي في أبي الزبير وعنده غير حديث منكر.
وإنما ساق أبو عبد الرحمن النسائي حديثه عن أبي الزبير ومتابعة ليث له ليدلل على خطئهما فيه،
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 10:25]ـ
وإن كان، فرغم ما قيل فيهما لكن نص الأئمة على الاعتبار بحديثهما
ـ[الحُميدي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
###
وأما قول عن ليثٍ .. ،
أما ليثٌ ففيه من الجرح أكثر مما ذكرت، فهذا عجيب منه .. ##حرره المشرف##
ليس العبرة بكثرة المجرحين أو المعدلين ... ، بل العبرة بالراجح من من كلا القولين .. ،و حتى يتبين للإخوة أن الأخ أبا مريم خالف نهج المتقدمين -حتى المتأخرين- في ليث بن أبي سليم،فليراجعوا كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (4/ 1)،حيث بين أن ليثا لا يسقط عن درجة الاعتبار .. ،
وأما كلام ابن البيع رحمه الله فقد سبق لي رده، على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19512
وهذا نصه:
وهناك حجة يذكرها من ينفي التدليس عن أبي الزبير -لم يذكرها الشيخ ابو الحسن حفظه الله-وهي كالآتي:
(النوع الحادي عشر: معرفة الأحاديث المعنعنة
هذا النوع من هذا العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس
مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: [لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز و جل]
قال الحاكم: هذا حديث رواته بصريون -الصحيح مصريون-ثم مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أولم يذكروه وإنما جعلته مثالا لألوف مثله). (1/ 78) معرفة علوم الحديث
و وددت من هؤلاء أن يذكروا المثال الثاني الذي أتى به الحافظ الحاكم بعد هذا الحديث وهو كالآتي:
(ومثال ذلك ما: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى]
قال الحاكم: هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع.) نفس المرجع
بالله عليكم .. ،إذا كان المصريون والمكيون والمدنيون والكوفيون والبصريون لا يدلسون .. ،؟
من يدلس إذن .. ،
وليعلم ان المتسمك بكلام الحاكم -رحمات ربي عليه- فهو متسمك بحبل مهترئ .. ،لتساهل الإمام الحاكم في هذا الفن .. ،
مع ان قول الحاكم ليس على إطلاقه فهناك من اهل مصر من يدلس كابن لهيعة،ومن أهل مكة كابن جريج وأبو الزبير، ومن المدينة كابن اسحاق .. ،
واما اهل الكوفة والبصرة .. ،فقد نقل عنه الحافظ السيوطي خلاف ذلك كما في"تدريب الراوي" .. ،ان الحاكم قال-ما معناه-:" ان اهل الكوفة هم الذين عرفوا بالتدليس وطائفة من أهل البصرة .. "ط دار الفكر ولا أستحضر الصفحة الآن .. ،
ولقد سبقني -وغيري- إلى تخطيء الحاكم رحمه الله .. ،الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين ص15" فقال: (و وهم الحاكم في “ كتاب علوم الحديث “ فقال في سنده:و فيه رجال غير معروفين بالتدليس! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس , ... ).
و أزيد على ذلك أن الزركشي نقل عنه خلاف ما قاله في (نكته 75/ 2) بتحقيق شيخنا الدكتور زين العابدين بلافريج حفظه الله .. ،
##حرره المشرف##
هذا ما تم تسطيره .. ،
تنبيه من المشرف: يمكنك إبداء رأيك العلمي بأسلوب مؤدب و بلا اتهامات عشوائية.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[09 - May-2009, مساء 09:28]ـ
أشكر المشرف الفاضل .. ، و أعتذر .. ،
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 01:06]ـ
والله لا أدري لماذا حذف هذا الكلام،وهو قولي:
أن الأخ أبا مريم متناقض في هذه المسألة ... ،
فهو تارة يقول أن أبا الزبير مدلس لكن تدليسه لا يضر ... ،ومرة ي ينفي تدليسه بالمرة .. ،!!!!!
فلا أدر ي والله ما سبب هذا التناقض .. ، فهلا بين لنا رأيه حتى نناقشه .. ؟؟؟
سبحان الله .. ، هل من يطلب سبب التناقض .. ، يحذف كلامه، لا حول ولا قوة إلا بالله .. ،
أخي أمجد كن منصفا .. ،
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 01:11]ـ
لا إله إلا الله ...
أبشر سأكون إن شاء الله
جعلني الله وإياك من المنصفين
لكن أعيد وأكرر أننا نرحب بالمشاركات العلمية وسنحذف ما تضمن منها الشدة وانتقاص المخالف
بارك الله فيك
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 04:58]ـ
جزيتم خيرا ........
لعل مما يثري هذا النقاش الجميل عدة نقاط:
1 - ان مسلما في عدة مواضع يعقب بتصريح بن الزبير في اخر الحديث وخاصة في رواية بن جريج عنه فيذكر تصريحهما بالسماع ومما يحضرني في ذلك ضرب الوجه والكتابة على القبور -دون ان يذكر زيادة في الالفاظ او ما شابه!! مما يدل على انه يراه مدلسا-ولا يشترط ان يذكر ذلك في كل المواضع- كما يفعل البخاري احيانا مع قتادة في صحيحة!! ولذلك قال البخاري في الحديث الذي يوجب قراءة السورة بعد الفاتحة وقتادة لم يذكر السماع- فلعل لهولاء الجهابذه ملحوظات لا تبلغها عقولنا بل قد تكون عندنا من التناقض!! وربما يتخرص عليهم البعض وقد يوفق وقد لا يوفق ........
2 - انه قد وجد في بعض احاديثه ما ينكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 05:55]ـ
######
بدلا من أن تجمع جراميزك وتحفي أقلامك وتفني أوقاتك للطعن في مجالس أهل السنة والعلم الشرعي المؤصل على طريقة العلماء السالفين والتي هي كالشعرة البيضاء في عالم المواقع الشبكية وإن وجد فيها بعض الزلات والهنات = اذهب وسخرها للتحذير من مواقع البدع والإثم والزور التي عجت بها الشبكة
والله المستعان
حرره المشرف
ـ[الحُميدي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 11:57]ـ
لم أحذر من هذا المجلس .. ، ولكن أشكو من هذا المجلس المؤصل على طريقة السالفين -كما تقول- من التلاعب بمشاركات الأعضاء .. ، و هذا التلاعب حاشا أن يكون من طريقة السلف أو ينسب للعلم .. ،
وأما أنا فأمر الكتابة عندي سهل .. ،لست ممن يقضُّون الساعات الطوال من أجل كتابة جملة أو كلمة .. ،
فالمجالس العلمية بادرة طيبة .. ،ولكن يجب أن تلتزم بالعلم و الإنصاف .. ،
ـ[التقرتي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:01]ـ
لم أحذر من هذا المجلس .. ، ولكن أشكو من هذا المجلس المؤصل على طريقة السالفين -كما تقول- من التلاعب بمشاركات الأعضاء .. ، و هذا التلاعب حاشا أن يكون من طريقة السلف أو ينسب للعلم .. ،
وأما أنا فأمر الكتابة عندي سهل .. ،لست ممن يقضُّون الساعات الطوال من أجل كتابة جملة أو كلمة .. ،
فالمجالس العلمية بادرة طيبة .. ،ولكن يجب أن تلتزم بالعلم و الإنصاف .. ،
و الأدب خاصة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيك
حصل خير ولابد من الهنات والزلات في أعمال البشر لكن العبرة للغالب
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 12:53]ـ
غفر الله لك
عدت إلى اللمز والطعن وكثرة الشقاق وتصوير الأمور على خلاف الواقع
أرجو منك عدم الخروج عن الموضوع
وعدم الانتقاص من المخالف
واعذرني هذا آخر تحذير
حرره المشرف
ـ[التقرتي]ــــــــ[13 - May-2009, صباحاً 01:00]ـ
لا يهمني مذهبك اخي لكن قد قرأت كلامك هنا و اقول لك انصافا اكثره تعدي على الاخوة فما حذف منه يستحق الحذف و قد قرأته قبل و بعد الحذف(/)
* نبذة في التخريج وطرقه * للشيخ محمد الحمود النجدي
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[02 - Jun-2008, صباحاً 09:31]ـ
* نبذة في التخريج وطرقه *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الأمين
وآله وصحبه والتابعين،،،
وبعد:
فهذه نبذه مختصرة في علم التخريج، مفيدة لمن أراد دراسة هذا العلم الشريف، منتخبة من مراجع شتى، أسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها، إنه سميع الدعاء.
والله تعالى أعلم،،،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه
* التخريج *
التخريج لغة:
من معانيه في اللغة: الاستنباط , قال في القاموس: والاستخراج والإخراج: (الاستنباط).
ومن معانيه: الإبراز والإظهار , ومنه قول المحدثين: أخرجه البخاري , أي: أبرزه للناس , وأظهره لهم.
أما اصطلاحا: فقال السخاوي في فتح المغيث: والتخريج: إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيحات والكتب ونحوها , وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك , والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين (2/ 338) (1).
* طرق التخريج *
للتخريج خمسة طرق , هي:
أولا: التخريج عن طريق راوي الحديث من الصحابة:
وهذه الطريقة يلجأ إليها عندما يكون اسم الصحابي مذكورا في الحديث.
ويستعان لذلك بثلاثة أنواع من المصنفات:
1 - المسانيد.
2 - المعاجم.
3 - كتب الأطراف (ككتاب تحفة الأشراف) للحافظ المزي.
ثانيا: التخريج عن معرفة أول الحديث:
ونلجأ إلى هذه الطريقة عندما نكون متأكدين من أول كلمة في الحديث , لأن عدم التأكد يسبب لنا ضياعا للوقت والجهد دون فائدة.
ويستعان بالكتب التالية:
أ- الكتب المصنفة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة , مثل: " المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة " للحافظ السخاوي , و" كشف الخفاء ومزيل الإلباس مما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس " لإسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162) و " الشذرة في الأحاديث المشتهرة " للأحمد بن طولون الصالحي (ت 953).
ب- الكتب التي رتبت أحاديثها على حروف المعجم , مثل: " الجامع الصغير من حديث البشير النذير " للسيوطي , والذي قام شيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بتحقيقه , وقسمه إلى صحيح وضعيف.
ج- المفاتيح والفهارس: مثل الفهارس التي وضعها محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديث كل من: صحيح مسلم , موطأ الإمام مالك , سنن ابن ماجة , وغيرها من الفهارس الملحقة بالكتب التي حققها وغيرها من الكتب المحققة.
ثالثا: التخريج عن طريق معرفة كلمة من أي جزء من الحديث:
ويستعان لهذه الطريقة بكتاب " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي " والذي وضعه لفيف من المستشرقين (2).
رابعا: التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث:
ويلجأ إلى هذه الطريقة من مارس الحديث النبوي قراءة واطلاعا وكتابة وفقها , بحيث يستطيع أن يحدد مكان الحديث النبوي من معرفة موضوعه , ولا يقوى على تحديد موضوعه كل شخص كما قلنا.
ويستعان لهذه الطريقة بالمصنفات الحديثية المرتبة على الأبواب الفقهية وكتبها , وهي كثيرة ويمكن تقسيمها إلى أقسام:
الأول: المصنفات التي شملت أبوابها موضوعاتها جميع أبواب الدين، مثل:
الجوامع – المستخرجات والمستدركات – المجاميع – الزوائد – كتاب مفتاح كنوز السنة.
الثاني: المصنفات التي شملت أبوابها وموضوعاتها أكثر أبواب الدين، مثل:
(السنن , والمصنفات , والموطآت , والمستخرجات من السنن).
ومثلها: كتب التخريج الحديثية التي خرجت الكتب الفقهية , كنصب الراية للحافظ للزيلعي , التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر , و " البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير " لابن الملقن الشافعي (ت 804)، إرواء الغليل للعلامة الألباني.
الثالث: المصنفات المختصة بباب من أبواب الدين , أو جانب من جوانبه , وهي أنواع كثيرة مثل: الأجزاء , والترغيب والترهيب , وكالمغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في إحياء علوم الدين من الأخبار , للحافظ زين الدين العراقي.
خامسا: التخريج عن طريق النظر في حال الحديث متنا وسندا:
وذلك عن طريق النظر في أحوال الحديث وصفاته.
1 - أما الصفات التي في متن الحديث:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- ظهور علامات الوضع على متن الحديث: أما لركاكة ألفاظه , أو فساد معناه , أو مخالفته لصريح القرآن أو غير ذلك , فينظر في كتب " الموضوعات " وهي الأحاديث المختلقة المكذوبة.
ب- إذا كان من الأحاديث القدسية: فنبحث عنه في الكتب التي أفردت لجميع الأحاديث القدسية، مثل: الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية لعبد الرؤوف المناوي , فقد جمع فيه (273) حديثا دون أسانيد , ورتبها على الحروف.
2 - وأما الصفات التي في الإسناد:
أ- مثل أن يروي الحديث أب عن ابنه , في الكتب التي أفردت لمثل هذه الأحاديث , ككتاب " رواية الآباء عن الأبناء " للخطيب البغدادي , أو من روى عن أبيه عن جده , للحافظ القاسم ابن قطلوبغا.
ب- أو يكون الإسناد مسلسلا , فيستعان بالكتب التي جمعت الأحاديث المسلسلة , مثل: " كتاب المسلسلات الكبرى " للسيوطي، وفيه (85) حديثا.
ج- أو يكون الإسناد مرسلا , فنبحث عنه في كتب المراسيل , مثل: كتاب " المراسيل " لأبي داود السجستاني , وكتاب " المراسيل " لابن أبي حاتم الرازي , " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " , للعلائي.
د- أو يكون في السند راو ضعيف , فيبحث عنه في كتب الضعفاء مثل " ميزان الاعتدال " للذهبي , أو " المجروحين " لابن حبان , أو " الكامل " لابن عدي وغيرها.
3 - أما الصفات التي في المتن والسند معا:
وذلك كالشذوذ والعلة فيبحث عنه في كتب العلل، مثل: "العلل" لابن أبي حاتم , مرتب على الأبواب الفقهية , أو " العلل " للدار قطني وهو أوسعها , ومرتب على المسانيد , أو وجود اسم مبهم في المتن أو الإسناد , فينظر في كتاب " المستفاد من مبهمات المتن والإسناد " لأبي زرعة العراقي.
_____________________
(1) ينظر للتوسع: علم تخريج الأحاديث – د. محمد محمود بكار , التأصيل لأصول التخريج – د. بكر أبو زيد , طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – د. عبد المهدي عبد القادر , كشف اللثام لعبد الموجود عبد اللطيف.
(2) (وقد استغرقت طباعته 33 سنة) وهو فهرس للكتب الستة مع مسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك وسنن الدارمي , وفيه قصور وإغفال لبعض الألفاظ.
كتبها
الشيخ محمد الحمود النجدي
http://www.al-athary.net/index.php?option=com_*******&task=view&id=762&Itemid=2
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:25]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[أبو عبد الله الخالدي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 09:15]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
وجزاكم أخي الكريم (محمود الغزي) .. وبارك الله فيكم ..(/)
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:49]ـ
تخريج الأحاديث والآثار الواردة في عمل قوم لوط
المبحث الأول: الأحاديث والآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط.
أولاً: حديث: " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول به ".
هذا الحديث رواه عمرو بن أبي عمرو،
و الحسين بن عبد الله،
وابن جريج،
وداود بن الحصين،
وعباد بن منصور،
وابن أبي حبيبة،
جميعهم عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً؛ وإليك تفصيل رواياتهم والكلام عنها:
أولاً: رواية عمرو بن أبي عمرو، وقد رواه عنه أربعةٌ هم:
1 – الدراوردي: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2732)، وأبو داود في سننه (4462) – ومن طريقه ابن حزم في المحلى (11/ 382)، وابن عبد البر في الاستذكار (20/ 149 ت. التركي) –، والترمذي في سننه (1456) وفي العلل الكبير (251)، وابن ماجه (2561)، وأبو يعلى (2463)، وابن عدي (5/ 116)، والدارقطني (3/ 124)، والبيهقي (8/ 231 – 232)، والبغوي (2593)، والخرائطي في المساويء (ح 441)، والطحاوي في المشكل (9/ 446)، والآجري في ذم اللواط (ح 27)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (1/ 495)، وابن الجوزي في ذم الهوى (201) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي.
2 – عبد الله بن جعفر المخرمي: أخرجه عبد بن حميد (575)، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 554)، والحاكم (4/ 355).
3 – سليمان بن بلال: أخرجه ابن الجارود (820)، والحاكم (4/ 355) – وعنه البيهقي في السنن (8/ 231 – 232)، وفي الصغرى (3289)، وفي معرفة السنن والآثار (5086) –، والطحاوي في المشكل (9/ 450)، والآجري في ذم اللواط (ح 26)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 203).
4 – زهير بن محمد: أخرجه أبو يعلى (2743)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (6/ 7)، وابن أبي جرادة في تاريخ حلب (3/ 1127).
وهذا إسناد ضعيفٌ، وذلك لما يلي:
1 – أنَّ عمرو بن عمرو الأقرب في حاله أنه صدوق – كما قال ذلك البخاري والذهبي – وعلى هذا فأين تلامذة عكرمة عن هذا الحديث حتى لا يرويه إلا عمرو بن أبي عمرو؟! ومع تفرده هذا احتفت قرائن تدل على عدم ضبطه لهذا الحديث – سيأتي ذكرها –.
فإن قيل: لم يتفرد عمرو بن أبي عمرو بهذا الحديث.
يجاب عنه: أن أسانيد المتابعات – كما سيأتي بيانه – لا تصح، وإسناد عمرو أقواها مع ما فيه.
2 – أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يثبت سماعه من عكرمة؛ كما يفهم هذا من تعليل البخاري الآتي ذكره.
3 – أنَّ أئمة الحديث ونقاده - عليهم رحمة الله – قد استنكروا هذا الحديث؛
أ – قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 622): سألت محمداً – يعني به البخاري – عن حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس – يريد به هذا الحديث – فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيءٍ من ذلك أنه سمع عن عكرمة.
ب – ونقل الحافظ في التلخيص (4/ 54) عن النسائي أنه استنكر هذا الحديث.
ج – وروى ابن عدي في الكامل (5/ 116 ت غزاوي) عن أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال: عمرو بن أبي عمرو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة، عن ابن عباس أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به " [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1) .
د – قال ابن حزم في المحلى (11/ 383): أما حديث ابن عباس فانفرد به عمرو بن أبي عمرو، وهو ضعيف.
هـ - قال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (1/ 437 وَ 4/ 2430): وعمرو ضعيف [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2) ، وكان ابن معين ينكر عليه هذا الحديث.
و – قال المنذري في الترغيب والترهيب (3665): وعمرو هذا قد احتج به الشيخان وغيرهما، وقال ابن معين: ثقة، ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس – يعني هذا الحديث –.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 – الاختلاف على عمرو بن أبي عمرو؛ فروى محمد بن إسحاق، والدراوردي، وسليمان بن بلال، وزهير بن محمد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً في لعن من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط، وليس فيها القتل.
وروى سليمان بن بلال والدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً في قتل الفاعل والمفعول به في البهيمة – وسيأتي بيان هذه الأحاديث إن شاء الله –.
فهذا يؤكد أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يضبط هذا الحديث واضطرب في روايته، فالرواة عنه في هذه الأحاديث من الأئمة الثقات، فالوهن من قبله لا غير.
5 – أنَّ أبا بكرٍ - رضي الله عنه – جمع الصحابة واستشارهم في قصة كتابة خالد بن الوليد – رضي الله عنه – إلى أبي بكر أنه وجد رجلاً في بعض نواحي المدينة ينكح كما تنكح المرأة، فجمع لذلك أبو بكر – رضي الله عنه – أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – وفيهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقال: إنَّ هذا ذنبٌ لم يعمل به أمةٌ من الأمم إلا أمة واحدة، ففعل الله بهم ما قد علمتم، أرى أن يحرقوا بالنار، فاجتمع رأي الصحابة على ذلك [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3) . ولو كان هناك نصٌّ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأشار به أحد الصحابة في ذلك المجلس أو أشيع فيما بعد ذلك، فعلم أنه لم يرد فيه شيءٌ.
ثانياً: رواية الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، فقد أخرجها الطبراني في الكبير (11527).
وهذا إسناد ضعيف جداً، ففيه عبد العزيز بن يحيى المديني، قال عنه العقيلي في الضعفاء (3/ 19): يحدث عن الثقات بالبواطيل، ويدعي من الحديث ما لا يعرف به غيره من المتقدمين عن مالك وغيره.
كما أنَّ الحسين هذا متكلم فيه بكلام شديد حيث تركه بعض الأئمة، واستنكرت عليه بعض الأحاديث، ينظر لذلك تهذيب التهذيب (2/ 296).
ثالثاً: رواية عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج؛ أخرجها الخرائطي في المساويء (ح 442وَ 574)، وفي اعتلال القلوب (1/ 191)، وابن حزم في المحلى (11/ 383)، والبيهقي في الشعب (4/ 375)، ولفظه: " اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي كل ذات محرم ".
وهذا إسنادٌ ضعيف، وذلك لأن ابن جريج لم يسمع من عكرمة – كما نصَّ على ذلك ابن المديني والمزي، ونقله العلائي مقراً له [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4) – ، كما أنَّ ابن جريج روى هذا الحديث عن عكرمة بالعنعنة، وقد حذَّر الأئمة من عدم تصريحه بالسماع وأنه يأتي بمناكير وهي شبه الريح [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5) .
رابعاً: رواية داود بن الحصين، فقد أخرجها عبد الرزاق في المصنف (13492)، والإمام أحمد في مسنده (2727) – ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/ 327)، وذم الهوى (201) –، والطبري في تهذيب الآثار (1/ 555 وَ 556)، والطبراني في الكبير (11568 وَ 11569)، وابن عدي في الكامل (1/ 222)، وابن عبد البر في الاستذكار (20/ 148 ت. التركي) [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6) .
وهذه الرواية لا تصح، فداود هذا تكلم فيه، كما تكلم في روايته عن عكرمة خاصة، فقد أنكرها علي بن المديني وأبو داود [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7) .
ثم إنَّ الراوي عنه هو إبراهيم بن أبي حبيبة تكلم فيه بكلام شديد يوجب تضعيفه [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8) .
وقد اختلف عليه – أيضاً – اختلافاً كثيراً بزيادة ونقص في ألفاظه، يراجع له المسند (4/ 458) طبعة مؤسسة الرسالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: رواية عباد بن منصور؛ أخرجها الطبري في تهذيب الآثار (1/ 550 وَ 551)، والإسماعيلي في معجم الشيوخ (2/ 526) [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9) ، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 233)، وابن الجوزي في ذم الهوى (202)، الآجري في ذم اللواط (25)، وابن عدي في الكامل (4/ 339) [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10) ، والذهبي في الدينار (رقم 23).
وهذه الرواية باطلة؛ فعباد هذا ضعيف جداً، وقد روى مناكير، ولم يسمع من عكرمة كما نصَّ على ذلك الأئمة؛ بل مروياته عن عكرمة إنما هي من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، عن عكرمة – كما في ترجمته في التهذيب (5/ 90)، وأشار لها أبو داود في سننه –، فرجع هذا الإسناد إلى الإسناد الذي قبله!.
وقد قال الطبري في تهذيب الآثار (1/ 551): وهذا خبرٌ عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح للعلل التي ذكرناها قبلُ، من قولهم: في نقال عباد بن منصور، وأخرى وهي: أنَّ هذا خبر قد حدث عن عباد بن منصور به غير عون بن عمارة، فقال: ن الحكم، عن ابن عباس وجعله من كلام ابن عباس ولم يرفعه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ..
سادساً: رواية ابن أبي حبيبة؛ أخرجها ابن الجوزي في التحقيق (2/ 327)، وذم الهوى (201)، وقد قرنها برواية داود بن الحصين، وهي من طريق الإمام أحمد.
وهذا الإسناد غلط، والصحيح أن الإسناد هكذا: ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين؛ كما في المسند (4/ 458)، فرجع إلى ما قبله! [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11) .
أقوال الأئمة على هذا الحديث:
1 – قال الترمذي في سننه بعد إخراجه للحديث (1456): وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – من هذا الوجه، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديث، عن عمرو بن أبي عمرو فقال: " ملعون من عمل قوم لوط "، ولم يذكر فيه القتل، وذكر فيه ملعون من أتى بهيمة [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12) .
2 – قال ابن القيم في الجواب الكافي (120): رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره، واحتج الإمام أحمد بهذا الحديث، وإسناده على شرط البخاري. وقال في روضة المحبين (370): وإسناده على شرط البخاري. وقال في زاد المعاد (5/ 40): ولكن ثبت عنه أنه قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به: رواه أهل السنن الأربعة، وإسناده صحيح.
3 – قال العظيم آبادي في عون المعبود (12/ 102): وحديث ابن عباس مختلف في ثبوته.
4 – وقال ابن عبد الهادي في المحرر (1148): وإسناده صحيح؛ فإن عكرمة روى له البخاري، وعمرو من رجال الصحيحين، وقد أُعِلَّ بما فيه نظر.
5 – قال الجصاص في أحكام القرآن (5/ 104): عاصم بن عمرو [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13) ، وعمرو بن أبي عمرو ضعيفان لا تقوم بروايتهما حجة، ولا يجوز بهما إثبات حد.
6 – وصححه الألباني في صحيح السنن.
___________________________
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) مع أنه يحتمل أنَّ المقصود بهذا الحديث: هو حديث البهيمة؛ والله أعلم.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) وقال في الموضع الثاني: وعمرو هذا ضعيف جداً.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (8/ 232 / ح 16805)، والآجري في ذم اللواط (ح 29)، وابن الجوزي في ذم الهوى (202)، والخرائطي في المساويء (ح 451).
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) علل ابن المديني (131)، وتهذيب الكمال (18/ 342)، والعلائي في جامع التحصيل (ص 229)، وقال ابن حجر في التهذيب: وقيل: لم يسمع منه.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) انظر كلام الأئمة هذا في ترجمته في: تهذيب الكمال (18/ 348، وسير أعلام النبلاء 6/ 328 وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6) قال في عون المعبود (12/ 100): ورأيت بخط بعض القدماء على هامش السنن ما نصه: رواه إسماعيل بن إسحاق في كتاب الفوائد: أخبرنا إسحاق بن محمد قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر معناه.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) تهذيب التهذيب (3/ 157).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) انظر تفصيل كلام الأئمة عنه في تهذيب التهذيب (1/ 90) وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (4/ 527 ط. أضواء السلف): وإبراهيم يضعف في الحديث؛ قاله الترمذي، لكن قد تابعه غيره عن داود، وقد رواه غير داود عن عكرمة.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) وقع في روايته: (داود بن أبي هند)، ثم قال: الصحيح: داود بن الحصين.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) وفيه زيادة: " وفي الذي يؤتى في نفسه "، وقال ابن عدي بعد أن ذكر رواية الدراوردي وغيره: فلا أرى هذه اللفظة في حديث عكرمة إلا من رواية عباد بن منصور عنه، ثم ساق سنداً آخر من طريق عباد بن منصور في قتل الفاعل والمفعول به، ثم قال: قال أبو كامل – أحد رجال الإسناد – فقلت أنا لأبي داود: لم يرفعه وليس بمرفوع، فقال: أهابه.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) وقد علَّق بن عبد الهادي في التنقيح على إسناد ابن الجوزي (4/ 527): كذا فيه (أخبرني ابن أبي حبيبة وداود) والصواب: عن داود. اهـ مما يؤكد أنَّ الخطأ في نسخ التحقيق وليس من نسخة الشاملة.
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12) وفي هذا إشارة لتضعيفه، كما سبق وأن بيناه في الاختلاف على عمرو بن أبي عمرو.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13) وهو راوي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – في رجم اللوطي – وسيأتي – إن شاء الله –.
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 06:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك خيرا
وننتظر المبحث الثاني وما بعده بشوق
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:41]ـ
ثانياً: تخريج حديث أبي هريرة: " ارجموا الأعلى والأسفل، فارجموهما جميعاً ".
أخرجه ابن ماجه (2562)، وأبو يعلى (6687)، والآجري في ذم اللواط (ح 28، 31)، وابن عدي في الكامل (5/ 230)، والطحاوي في المشكل (9/ 445)، وابن حزم في المحلى (11/ 384)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 156) من طريق عاصم بن عمر العمري،
وأخرجه الخرائطي في المساوئ (ح 440)، والحاكم في المستدرك (4/ 395 / ح 8048) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) ، وابن الجوزي في ذم الهوى (202) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر،
وأخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 384) من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر،
كلهم (عاصم، وعبد الرحمن، والقاسم) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً، ولفظ ابن ماجه: أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في الذي يعمل عمل قوم لوط قال: " ارجموا الأعلى والأسفل، ارجموهما جميعًا ".
والحديث ذكره الترمذي تعليقًا بعد الحديث رقم (1456) وقال: هذا حديثٌ في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غيرَ عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يضعف في الحديث من قبل حفظه.
أقوال الأئمة على هذا الحديث:
1 – قال ابن عبد البر في الاستذكار (20/ 150 ت. التركي): عاصم بن عمر هذا هو أخو عبيد الله وعبد الله ابني عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف، مجهول.
2 – وقال ابن حزم في المحلى (11/ 383): وأما حديث أبي هريرة فانفرد به القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص، وهو مطرح في غاية السقوط.
3 – وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 106): هذا إسناد فيه عاصم بن عمر العمري، وقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والبخاري والنسائي والدارقطني وغيرهم ... .
4 – قال الجصاص في أحكام القرآن (5/ 104): عاصم بن عمرو، وعمرو بن أبي عمرو [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ضعيفان لا تقوم بروايتهما حجة، ولا يجوز بهما إثبات حد.
5 – قال العظيم آبادي في عون المعبود (12/ 102): وحديث أبي هريرة لا يصح.
6 – قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (5/ 18): وإسناده ضعيف.
7 – وحسنه الألباني بما قبله كما في تعليقه على سنن ابن ماجه.
______________________________ _
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) قال الذهبي في تلخيص المستدرك: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري ساقط الحديث.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) وهو راوي حديث ابن عباس– رضي الله عنه – في رجم اللوطي – وتقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:45]ـ
ثالثاً: تخريج حديث جابر: " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه ".
أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده – كما في زوائده (517) –، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 439)، وابن حزم في المحلى (11/ 383)، وابن عبد البر في الاستذكار (20/ 150 ت. التركي)، وابن الجوزي في ذم الهوى (202): من طريق عباد بن كثير، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه ".
وهذا إسناد ضعيف جداً، وذلك لأن عباد بن كثير متروك، وابن عقيل مع ضعفه قد تفرد بهذا الحديث عن جابر في حدٍّ من الحدود؛ ولذا قال ابن حزم بعد روايته للحديث: وأما حديث جابر فعن يحيى بن أيوب وهو ضعيف عن عباد بن كثير وهو شرٌ منه اهـ، كما أنه روي عن ابن عقيل من وجه آخر أقوى من هذا ليس فيها ذكر القتل، وهو:
ما أخرجه الترمذي في سننه (1457) – وقال: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر –، وابن ماجه (2563)، وأحمد (23/ 317 / ح 15093)، وأبو يعلى في مسنده (2128)، والآجري في ذم اللواط (برقم 12، 13)، وابن حبان في المجروحين (2/ 4)، والحاكم في المستدرك (4/ 397 / ح 8057) – وقال: صحيح الإسناد –، والمزي في تهذيب الكمال (23/ 395) كلهم من طريق القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابراً يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ".
وهذا إسناد ضعيف، فالقاسم مقبول – كما قال ابن حجر في التقريب – وقد وثق، وقال عنه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (ص 148): وكان يهم في الشيء بعد الشيء. كما أنَّ ابن عقيل ضعيف وقد تفردا بشيء يخافه النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته مما تتوافر الدواعي لنقله وتحذير الناس منه إلا أنه أحسن حالاً من الذي قبله.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 05:48]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وجزاك خيرا
وننتظر المبحث الثاني وما بعده بشوق
وفيك بارك، وجزاك خيراً، ونفع بك
كما أتمنى من الإخوة مراسلتي بالأحاديث والآثار حتى يتم جمعها وتخريجها
ـ[صالح العواد]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 09:09]ـ
من باب الفائدة: يقول شيخنا الشيخ أ. د/ عبدالله الرشيد وهو يشرح لنا في كتاب الحدود في حد اللواط: أما الإجماع المذكور -يقصد إجماع الصحابة على قتل من عمل عمل قوم لوط- فإن كان مأخوذا من القضية اللتي كتب بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق اللتي رواها البيهقي فلا يثبت. فقد قال البيهقي: هذا مرسل، وقال ابن حجر: هو ضعيف جدا و لو صح لكان قاطعا للحجة. و استقصى ابن حزم طرق القصة في المحلى، وذكر أنها كلها منقطعة، فلم يدرك أحد من الرواة أبا بكر،
و شيخ الإسلام و تلميذه ذكرا إجماع الصحابة على القتل، و كنت أتابعهما على ذلك، لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة): (الحدود المختلف فيها)، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي، و حكم عليه بالإرسال. ا هـ. والله أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 10:27]ـ
جزاكم الله خيرا ابا معاذ جهود مشكور ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 04:53]ـ
من باب الفائدة: يقول شيخنا الشيخ أ. د/ عبدالله الرشيد وهو يشرح لنا في كتاب الحدود في حد اللواط: أما الإجماع المذكور -يقصد إجماع الصحابة على قتل من عمل عمل قوم لوط- فإن كان مأخوذا من القضية اللتي كتب بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق اللتي رواها البيهقي فلا يثبت. فقد قال البيهقي: هذا مرسل، وقال ابن حجر: هو ضعيف جدا و لو صح لكان قاطعا للحجة. و استقصى ابن حزم طرق القصة في المحلى، وذكر أنها كلها منقطعة، فلم يدرك أحد من الرواة أبا بكر،
و شيخ الإسلام و تلميذه ذكرا إجماع الصحابة على القتل، و كنت أتابعهما على ذلك، لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة): (الحدود المختلف فيها)، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي، و حكم عليه بالإرسال. ا هـ. والله أعلم
سيأتي الحديث عنها - بإذن الله - مع بقية آثار الصحابة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 05:02]ـ
جزاكم الله خيرا ابا معاذ جهود مشكور ..
وجزاك خيراً، وبارك فيك
ـ[إسماعيل جاد]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 05:47]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم
و أعانك الله على كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:04]ـ
رابعاً: تخريج حديث علي مرفوعاً: " يرجم من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط ".
أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار – كما نقله السيوطي في الحاوي 2/ 104 – قال: حدثني محمد بن معمر البحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكر، حدثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي به مرفوعاً.
وهذا إسناد ضعيف، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه، وحسين بن زيد ضعفه ابن المديني وابن معين وله مناكير [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) .
ومما بدل على ضعفه أن الأئمة الذين قرروا قتل من يعمل عمل قوم لوط لم يذكروا هذا الحديث، وإعراض الأئمة عنه وعن الاحتجاج به قرينة على وهائه.
____________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) تهذيب التهذيب (2/ 339).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:05]ـ
كلام أهل العلم عن الأحاديث الواردة في قتل الفاعل والمفعول به:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 116): والخبر الوارد في قتل الفاعل والمفعول به أو رجمهما ضعيف.
وقال العيني في عمدة القاري (24/ 14): وحديث: " ارجموا الفاعل والمفعول به " متكلم فيه.
وقال ابن الطلاع في أحكامه: لم يثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه رجم في اللواط، ولا أنه حكم فيه، وثبت عنه أنه قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه عنه ابن عباس، وأبو هريرة – وفي حديث أبي هريرة: أحصنا أم لم يحصنا – [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116893#_ftn1) .
وقال ابن القيم في زاد المعاد (5/ 36): ولم يثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قضى في اللواط بشيء، لأن هذا لم تكن تعرفه العرب، ولم يرفع إليه – صلى الله عليه وسلم –، ولكن ثبت عنه أنه قال: " اقتلوا الفاعل والمفعول به " رواه أهل السنن الأربعة وإسناده صحيح.
قال الزركشي في شرحه على الخرقي (3/ 106): وبالجملة هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً إذ ليس فيها متهم بكذب؛ وسوء الحفظ يزول بتتابعها، مع أنَّ الجارحين لم يبينوا سبب الجرح، وقد قال يحيى بن سعيد: عباد بن منصور ثقة، لا ينبغي أن يترك حديثه لأي خطأ فيه، وهذا يدل على أن تضعيفهم له كان بسبب خطئه في رأيه، ويقوي الحديث عمل راويه عليه (ثم ساق عمل ابن عباس والصحابة على قتل من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط).
______________________________ ___
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=116893#_ftnre f1) نقل كلامه هذا جماعة من أهل العلم؛ كابن حجر في التلخيص (4/ 54)، والعظيم آبادي في عون المعبود (12/ 102)، والشوكاني في النيل (7/ 167) وغيرهم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 03:08]ـ
جزاكم الله خيرًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم
و أعانك الله على كل خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكما الله .. وقد شرفني مروركما
ووفقني الله وإياكما لما فيه خير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 06:38]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:44]ـ
(وهذا إسناد ضعيف، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه).اهـ.
هو يحيى بن عبد الله بن (بكير)
والحديث ضعَّفه ابن جرير ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:52]ـ
جزاك الله خيرا. سأفيد منه كثيراً لو جعلته لي - وللإخوة - على ملف وورد. طلب تفضل لا أمر.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 06:28]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
وجزاك خيراً، ونفع بك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 06:31]ـ
(وهذا إسناد ضعيف، فيحيى لم أعرفه وأخشى أن يكون هناك تصحيف في اسمه).اهـ.
هو يحيى بن عبد الله بن (بكير)
والحديث ضعَّفه ابن جرير ..
جزاك الله خيراً، وقد وقع في نفسي أنه ابن بكير
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - Jun-2008, صباحاً 06:35]ـ
جزاك الله خيرا. سأفيد منه كثيراً لو جعلته لي - وللإخوة - على ملف وورد. طلب تفضل لا أمر.
وجزاك خيراً، ولك ما طلبت؛ لكن بعد أنهي الكتابة - بإذن الله -.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[07 - Jun-2008, مساء 02:48]ـ
أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس ((لواط))
لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام عمل قوم لوط عليه السلام
وهذه الفائدة سمعتها من سلمان العودة من سنين
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 12:06]ـ
أخ عبدالله ياليت تكتب في مقدمة البحث حكم قول الناس ((لواط))
لأن الله سماه في كتابه الفاحشة والنبي عليه السلام عمل قوم لوط عليه السلام
وهذه الفائدة سمعتها من سلمان العودة من سنين
هناك إشارة لذلك، وراجع معجم المناهي اللفظية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 07:50]ـ
فصلٌ: في ذكر الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في قتل من يعمل عمل قوم لوط.
الأثر الأول: قصة خالد بن الوليد مع أبي بكر واستشارته الصحابة فيمن يعمل عمل قوم لوط وإجماعهم على تحريقه.
هذه القصة رواها عبد العزيز بن أبي حازم واختلف عليه:
فرواها إسحاق بن إبراهيم، عن ابن أبي حازم، عن داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر ويزيد بن خصيفة وصفوان بن سليم به.
أخرج هذا الوجه ابن المنذر في الأوسط (ل 73 / أ).
ورواها عبيد الله بن عمر القواريري، عن ابن أبي حازم، عن داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر به.
أخرج هذا الوجه الآجري في ذم اللواط (ح 29)، وابن أبي الدنيا – ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 357 / ح 5389) –، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص 202).
ورواها يحيى بن بكير، عن ابن أبي حازم، عن داود بن بكر [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) ومحمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به.
أخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 381).
ورواها يحيى بن يحيى، عن ابن أبي حازم، عن داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر، عن صفوان بن سليم به.
أخرجها البيهقي في السنن الكبرى (8/ 232 / ح 16805)، وقال: هذا مرسل.
ورواها سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن ابن أبي حازم، عن داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم وموسى بن عقبه به.
أخرجه الخرائطي في مساوي الأخلاق (ص 205 / ح 451).
فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم فالرواة عنه ثقات؛ ثم إنَّ داود بن بكر صدوق، يهم في الشيء بعد الشيء – كما وصفه بذلك ابن حبان – [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn3) .
وهناك وجهٌ آخر ذكره ابن حزم تعليقاً في المحلى 11/ 381 عن مطرف بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي حازم، عن محمد بن المنكدر وموسى بن عقبة وصفوان بن سليم به، وقال (11/ 383): فهذه كلها منقطعة، ليس منهم أحدٌ أدرك أبا بكر.
أما إرسال هذه القصة فهو من مثل ابن المنكدر وصفوان بن سليم ممن روى عن بعض الصحابة محتمل، فهي قصة وقعت قريباً من زمنهم.
ولكن يشكل على إجماع الصحابة على تحريق المفعول فيه بالنار ما أخرجه البخاري في صحيحه (3016) وغيره عن أبي هريرة مرفوعاً في آخره: " ... وإنَّ النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما "؛ فكيف يتفق أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريقه بالنار مع نهي – عليه الصلاة والسلام – عن التعذيب بالنار؟! مع استحضارنا إنكار بعضهم على علي – رضي الله عنه – عندما حرَّق من غلا فيه.
قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 198): بإسناد جيد.
وقال ابن حجر في الدراية (2/ 103): وهو ضعيفٌ جداً، ولو صحَّ لكان قاطعاً للحجة، وروى الواقدي في الردة من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر إني أُتيتُ برجلٍ قامت عندي البينة يوطأ في دبره كما توطأ المرأة فذكر نحوه، وفيه: أنَّ عمر أشار بذلك – أيضاً – قال: فحرَّقَهُ خالد.
وتقدم كلام البيهقي.
______________________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) وقع في نسخة الشاملة: داود بن أبي بكر، والصواب ما أثبت. ولا أدري هل الخطأ في المطبوع كذلك أم لا؛ فلينظر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) الجرح والتعديل (5/ 382)، وضعفاء العقيلي (3/ 10)، والتعديل والتجريح (2/ 900)، وتذكرة الحفاظ (1/ 268)، وتهذيب التهذيب (6/ 297).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 3) مشاهير علماء المصار (131)، وتهذيب التهذيب (3/ 156).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 07:51]ـ
الأثر الثاني: عن عمر – رضي الله عنه – قال: " من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط فاقتلوه ".
أخرجه الآجري في ذم اللواط (43) من طريق عثمان بن النضر، عن ابن المبارك، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عمر.
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا عثمان بن النضر هذا فإني لم أجد له ترجمة.
وقد ذكره ابن الجوزي في ذم الهوى (203) بصيغة التمريض، وابن القيم في روضة المحبين (272).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:04]ـ
الأثر الثالث: أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار، فقال: أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة: أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 299 / ح 28484) وَ (14/ 422 / ح 28938) عن وكيع، عن محمد بن قيس، عن أبي حَصين به.
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه.
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 128) بصيغة التضعيف (وروي).
وقال السيوطي في الحاوي (2/ 105): هذا إسنادٌ صحيح، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس: (أما علمتم) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم؛ كالثلاثة المذكورة معه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية (4/ 243): وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:05]ـ
الأثر الرابع: عن علي – رضي الله عنه – أنه قال: سيكون في آخر الزمان أقوامٌ لهم أرحام منكوسة، يُنْكَحون كما تُنْكَحُ النساء، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به.
علقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 333)، وابن أبي حاتم في العلل (4/ 186 / رقم 1352).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:06]ـ
الأثر الخامس: أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم لوطياً.
هذا الأثر جاء عن علي من وجوهٍ متعددة؛ فرواه عنه
يزيد بن مذكور،
يزيد بن قيس،
وعن رجلٍ من قوم القاسم بن الوليد،
فالوجه الأول: أخرجه الشافعي في الأم (7/ 183) – ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن والآثار (6/ 349)، وفي السنن الكبرى (8/ 232) – عن رجلٍ، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن الوليد، عن يزيد – أُرَاهُ ابنَ مذكور – به.
وهذا إسناد ضعيف جداً، لجهالة الراوي عن ابن أبي ذئب، والقاسم بن الوليد وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ – كما وصفه بذلك ابن حبان في الثقات –، ويزيد بن مذكور لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً سوى ذكر ابن حبان له في الثقات (5/ 546) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn1) .
والوجه الثاني: فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 420 / ح 28927) – ومن طريقه الآجري في ذم اللواط (33) –، والدوري في ذم اللواط (57)، وابن حزم في المحلى (11/ 381) عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن القاسم بن الوليد، عن يزيد بن قيس به.
وقد اختلف على ابن أبي ليلى؛
فرواه الخطيب في تالي التلخيص (2/ 390) من طريق محمد بن ربيعة كرواية وكيع.
ورواه البيهقي في الشعب (4/ 357)، وابن الجوزي في ذم الهوى (203) من طريق ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن يزيد بن قيس به.
ورواه الخطيب في تالي التلخيص (2/ 390): من طريق يحيى بن زكريا، عن ابن أبي ليلى، عن يزيد بن قيس به.
ورواه الدوري في ذم اللواط (7) من طريق الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن رجل، عن علي به.
فأسقطوا (ابن أبي زائدة، ويحيى بن زكريا، والحسن بن صالح) ذكر القاسم بن الوليد.
ورواه ابن المنذر في الأوسط (73 / ب)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn2) من طريق هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن القاسم، عن رجلٍ من قومه به.
ورواه الدوري في ذم اللواط (106)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232): من طريق عبد الله بن الوليد، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن رجلٍ من همدان به بلفظ: أنَّ علياً – رضي الله عنه – رجم رجلاً محصناً في عمل قوم لوط.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه (13488): عن الثوري، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية، ولم يقيد ذلك بالإحصان.
وإسناد أثر علي من هذا الوجه ضعيف، وذلك لحال ابن أبي ليلى فهو سيء الحفظ وله مناكير وأحاديث مقلوبة [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn3) ، وأقوى الأوجه في الاختلاف عليه هي رواية وكيع ومحمد بن ربيعة.
والوجه الثالث: أخرجه الآجري في ذم اللواط (32)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn4) من طريق شريك، عن القاسم، عن بعض قومه [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn5) به.
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (73 / ب)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) من طريق هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن القاسم، عن رجلٍ من قومه به.
وأخرجه الدوري في ذم اللواط (106)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) من طريق سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن رجلٍ من همدان به بزيادة ذكر الإحصان في الرجل المرجوم.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه (13488): عن الثوري، عن ابن أبي ليلى رفعه إلى علي أنه رجم في اللوطية، ولم يقيد ذلك بالإحصان.
فقد اختلف على الثوري في ذكر قيد الإحصان، والراجح أن تقييد ذلك بالإحصان لا يثبت؛ فراوي التقييد عن الثوري هو عبد الله بن الوليد القرشي الأموي، قد تكلم فيه، وفي روايته عن الثوري غير الجامع [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftn6) ، فرواية عبد الرزاق مقدمة عليه وخاصةً أنها وافقت رواية الناس لهذا الأثر.
ولهذا قال الآجري في ذم اللواط بعد روايته لأثر علي: ولم يبينوا – أي: علي بن أبي طالب وجابر بن زيد والحسن وإبراهيم – محصناً ولا غير محصن، فعلى الرواية عنهم أن اللوطي عليه الرجم أحصن أو لم يحصن.
وقال الذهبي في المهذب (7/ 3368) عن إسناد البيهقي من طريق شريك: مع انقطاعه روايه مجهول.
__________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref1) قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 356): يزيد بن مذكور الهمداني سمع على بن أبي طالب. قال أحمد: كنيته أبو يوسف، لا أراه يصح اهـ ولا أدري قول البخاري (لا يصح) عائد لكنيته أم لسماعه من علي؛ فليحرر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref2) وهذه الرواية من طريق سعيد بن منصور.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref3) تهذيب التهذيب 9/ 302.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref4) وهذه الرواية من طريق ابن أبي الدنيا؛ فلعلها هي زوايته في ذم الملاهي، حيث عزاه المتقي الهندي في كنز العمال (5/ 186) إلى ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref5) وعند الآجري: عن شيخٍ من همدان.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118464&posted=1#_ftnref6) تهذيب التهذيب (6/ 70).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:08]ـ
الأثر السادس: سئل ابن عباس عن حدِّ اللوطي، فقال: يُنْظَر إلى أعلى بناءٍ في القرية فيًرمى منه منكساً، ثم يُتْبَع بالحجارة.
أخرجه يحيى بن معين في تاريخه (4/ 329 رواية الدوري) – ومن طريقه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (2842)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) –،
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 420 / ح 28925)،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (ح 30) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (203) –، عن هارون بن معروف،
وأخرجه الدوري في ذم اللواط (48) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (203) – عن عباس بن يزيد،
كلهم (يحيى ابن معين، وابن أبي شيبة، وهارون بن معروف، وعباس بن يزيد) عن غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة به.
وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 381) من طريق حسان بن مطر، عن يزيد بن مسلمة، عن أبي نضرة به.
ولعل هذا الإسناد خطأ صوابه ما تقدم: غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، ويحتمل: أن يرويه غسان عن والد سعيد بن يزيد، وهو: يزيد بن مسلمة، والله أعلم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 09:12]ـ
الأثر السابع: أنَّ ابن عباسٍ قال في الرجل يؤخذ – أو يوجد – على اللوطية: أنه يرجم.
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (7/ 367 / ح 13491) – ومن طريقه الطاوي في المشكل (9/ 447)، وابن حزم في المحلى (11/ 381)، والبيهقي في عرفة السنن والآثار (6/ 350) –،
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 420 / ح 28926) عن محمد بن بكر،
كلاهما (عبد الرزاق، ومحمد بن بكر) عن ابن جريج، عن ابن خثيم، عن مجاهد وسعيد بن جبير به.
وهذا إسناد حسن، لحال ابن خثيم وهو: عبد الله بن عثمان بن خثيم [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118468#_ftn1) .
_____________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=118468#_ftnre f1) انظر: تهذيب التهذيب (5/ 315).
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 01:40]ـ
الاخ صالح العواد لعله يقصد بقوله (لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة): (الحدود المختلف فيها)، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي، و حكم عليه بالإرسال. ا هـ. والله أعلم) هذه الرسالة
عنوان الرسالة: العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود
اسم الباحث: علي بن عبد الرحمن الحسون
المرحلة: دكتوراه
القسم: الفقه
المشرف: أ. د. عبد الله بن سعد الرشيد
تاريخ التسجيل: 14/ 4/1404هـ
تاريخ المناقشة: 19/ 5/1409هـ
--------------------------
شيخنا الفاضل لعلك مأجورا مشكورا تزيد التوضيح حول ابن ابي حازم لانه مهم لاسيما وان الجماعة قد روو عنه ووثقه الاكثر والرواة عنه ثقات اذن فلا بد من تفسير الجرح <<فمدار هذا الحديث على ابن أبي حازم هذا، وقد اختلف عليه اختلافاً كثيراً، وهو وإن خرج له الجماعة ووثقه الأكثر إلا أنه تكلم فيه من جهة روايته عن أبيه، وأنه روى عن أقوام لم يعرف أنه سمع منهم، وأنه لم يعرف بطلب الحديث وإن كان فقيهاً [2]، والاختلاف من قبل ابن أبي حازم >>
جزاك الله خير وليهنك العلم
ـ[صالح العواد]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 11:31]ـ
أخي سهيل الشامي ..
هل الرسالة اللتي ذكرت مطبوعة؟ و في أي دار؟
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 05:44]ـ
الاخ صالح العواد لعله يقصد بقوله (لكني أشرفت على رسالة دكتوراه في قسم الفقه (جامعة الإمام - كلية الشريعة): (الحدود المختلف فيها)، و بذل الباحث جهدا كبيرا في مسألة الإجماع، فما وجدنا له مستندا غير ما رواه البيهقي، و حكم عليه بالإرسال. ا هـ. والله أعلم) هذه الرسالة
عنوان الرسالة: العقوبات المختلف عليها في جرائم الحدود
اسم الباحث: علي بن عبد الرحمن الحسون
المرحلة: دكتوراه
القسم: الفقه
المشرف: أ. د. عبد الله بن سعد الرشيد
تاريخ التسجيل: 14/ 4/1404هـ
تاريخ المناقشة: 19/ 5/1409هـ
--------------------------
بارك الله فيك، وكنت أعلم أنه يقصد هذه الرسالة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي مطبوعة لدى كنوز إشبيليا - إن لم أكن واهماً -.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 10:04]ـ
للرفع بارك الله فيك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:15]ـ
بارك الله فيك، وكنت أعلم أنه يقصد هذه الرسالة،
وهي مطبوعة لدى كنوز إشبيليا - إن لم أكن واهماً -.
لا؛ بل دار النفائس
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:17]ـ
للرفع بارك الله فيك
وفيك بارك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:18]ـ
الأثر الثامن: عن عامر قال: يرجم، أحصن أو لم يحصن.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28929): حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn1) به.
وهذا إسناد ضعيفٌ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف (739): وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة (2/ 119): ولجابر حديث صالح؛ وقد روى عنه: الثوري الكثير، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري، وحدث عنه: زهير، وشريك، وسفيان، والحسن بن صالح، وابن عيينة، وأهل الكوفة وغيرهم، وقد احتمله الناس ورووا عنه، وعامة ما قذفوه: أنه كان يؤمن بالرجعة، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق.
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك: الثوري، والعجلي، وابن سعد وغيرهم – [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث.
___________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي (2/ 106): مجاهد بدلاً عن عامر؛ وهو يروي عن عامر الشعبي، وعن مجاهد بن جبر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر (133)، وتهذيب التهذيب (2/ 41).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 06:22]ـ
الأثر التاسع: عن إبراهيم النخعي أنه قال في اللوطي: لو كان أحدٌ يرجم مرتين رجم هذا!
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 421 / ح 28933)، وابن الجعد في مسنده (ح 3356) – ومن طريقه البيهقي في الشعب (4/ 358) – من طريق حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم به.
وقد عزاه السيوطي في الدر المنثور (3/ 498) إلى ابن أبي الدنيا.
وهذا إسناد ضعيف، لحال الحمَّادين، وقد قال الإمام أحمد في رواية ابن سلمة عن ابن أبي سليمان: ... ولكن حماد بن سلمة عنده عنه تخليط [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119833&posted=1#_ftn1) .
ويؤكد هذا التخليط ما ذكره ابن عبد البر في الاستذكار (7/ 493 ط. دار الكتب العلمية): ... إلا إبراهيم النخعي، فروي عنه ثلاث روايات؛ أحدها: هذه – أي: حد الزاني؛ والثانية: أنه يرجم على كل حال، وقال: ولو كان أحد يرجم مرتين رجم هذا؛ والثالثة: أنه يضرب دون الحد ... وأصح الروايات فيه عن إبراهيم أنه كالزاني.
______________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119833&posted=1#_ftnref1) شرح العلل لابن رجب (2/ 592)، وانظر ترجمتهما في التهذيب (3/ 11) وَ (3/ 14).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 05:50]ـ
الأثر السادس: سئل ابن عباس عن حدِّ اللوطي، فقال: يُنْظَر إلى أعلى بناءٍ في القرية فيًرمى منه منكساً، ثم يُتْبَع بالحجارة.
أخرجه يحيى بن معين في تاريخه (4/ 329 رواية الدوري) – ومن طريقه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (2842)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 232) –،
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 420 / ح 28925)،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (ح 30) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (203) –، عن هارون بن معروف،
وأخرجه الدوري في ذم اللواط (48) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (203) –، والذهبي في الدينار (ص 51) عن عباس بن يزيد،
كلهم (يحيى ابن معين، وابن أبي شيبة، وهارون بن معروف، وعباس بن يزيد) عن غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة به.
وهذا إسناد صحيح، وقد صححه ابن حجر في الدراية (2/ 103).
وأخرجه ابن حزم في المحلى (11/ 381) من طريق حسان بن مطر، عن يزيد بن مسلمة، عن أبي نضرة به.
ولعل هذا الإسناد خطأ صوابه ما تقدم: غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، ويحتمل: أن يرويه غسان عن والد سعيد بن يزيد، وهو: يزيد بن مسلمة، والله أعلم.
ما أضفته جعلته باللون الأحمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 06:13]ـ
الأثر الثامن: عن عامر قال: يرجم، أحصن أو لم يحصن.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28929): حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn1) به.
وهذا إسناد ضعيفٌ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف (739): وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة (2/ 119): ولجابر حديث صالح؛ وقد روى عنه: الثوري الكثير، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري، وحدث عنه: زهير، وشريك، وسفيان، والحسن بن صالح، وابن عيينة، وأهل الكوفة وغيرهم، وقد احتمله الناس ورووا عنه، وعامة ما قذفوه: أنه كان يؤمن بالرجعة، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق.
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك: الثوري، والعجلي، وابن سعد وغيرهم – [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث.
___________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي (2/ 106): مجاهد بدلاً عن عامر؛ وهو يروي عن عامر الشعبي، وعن مجاهد بن جبر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=119832&posted=1#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر (133)، وتهذيب التهذيب (2/ 41).
الأثر الثامن: عن عامر قال: يرجم، أحصن أو لم يحصن.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28929)،
وأخرجه الخرائطي في مساويء الأخلاق (457) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (203) – عن علي بن حرب،
كلاهما (ابن أبي شيبة، وابن حرب) عن وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftn1) به.
وهذا إسناد ضعيفٌ، آفته جابر بن يزيد الجعفي تكلم فيه كثيراً حتى قال الذهبي عنه في الكاشف (739): وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر أقوال الأئمة (2/ 119): ولجابر حديث صالح؛ وقد روى عنه: الثوري الكثير، وشعبة أقل رواية عنه من الثوري، وحدث عنه: زهير، وشريك، وسفيان، والحسن بن صالح، وابن عيينة، وأهل الكوفة وغيرهم، وقد احتمله الناس ورووا عنه، وعامة ما قذفوه: أنه كان يؤمن بالرجعة، وقد حدث عنه الثوري مقدار خمسين حديثًا، ولم يتخلف أحد في الرواية عنه، ولم أرَ له أحاديث جاوزت المقدار في الإنكار، وهو مع هذا كله أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق.
وجابر على ضعفه موصوف بالتدليس – كما وصفه بذلك: الثوري، والعجلي، وابن سعد وغيرهم – [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftn2) ، ولم يصرح بالتحديث.
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (47) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر – يعني الشعبي – قال: يقتل؛ أحصن أو لم يحصن.
وهذا كالذي قبله؛ آفته جابر الجعفي، وتقدم الكلام عنه.
______________________________ ___
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftnref1) وفي الحاوي للسيوطي (2/ 106): مجاهد بدلاً عن عامر؛ وهو يروي عن عامر الشعبي، وعن مجاهد بن جبر؛ والصواب: أنه عامر حيث جاء مصرحاً به في رواية الخرائطي والآجري بأنه الشعبي.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=119833#_ftnref2) طبقات المدلسين لابن حجر (133)، وتهذيب التهذيب (2/ 41).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:41]ـ
الأثر العاشر: عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر: عليه الرجم؛ قتلةَ قوم لوط.
رواه قتادة، عن عبيد الله بن عبد الله بن معمر؛ واختلف عليه:
فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 422 / ح 28936) من طريق سعيد، عن قتادة، عن عبيد الله به.
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (35) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن خلاس، عن عبد الله [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn1) بن معمر قال: اللوطي يقتل.
ولعل الصواب: رواية سعيد؛ وذلك لأنه مقدم في الرواية عن قتادة، ولأن مسلمًا ذكر أن حماد بن سلمة يخطئ كثيرًا في حديث قتادة [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn2) ؛ وإذا قلنا بذلك: يبقى النظر في سماع قتادة من عبيد الله.
مع ورود احتمال أن يكون قتادة قد دلٍّس في رواية سعيد، ورواه دون تدليس في رواية حماد؛ ويدل على هذا أن خلاسًا ممن ذكر أنه روى عن عبيد الله بخلاف قتادة [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftn3) .
______________________________ ___
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 1) كذا في نسخة الشاملة؛ والصواب: ما في المصنف.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 2) التمييز (218)، وشرح العلل لابن رجب في ذكر الرواة عن قتادة ومراتبهم (2/ 503).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444#_ftnref 3) تاريخ دمشق (38/ 125).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:44]ـ
الأثر الحادي عشر: عن جابر بن زيد قال: حرمة الدبر أعظمن من حرمة كذا. قال قتادة: نحن نحمله على الرجم.
وهذا الأثر رواه قتادة، عن جابر بن زيد؛ ورواه عن قتادة:
1 – سعيد بن أبي عروبة: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 422 / ح 28937)، الآجري في ذم اللواط (45) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120454#_ftn1) .
2 – حماد بن سلمة: أخرجه الخرائطي في المساوئ (رقم 461)، والآجري في ذم اللواط (رقم 39)، وابن الجوزي في ذم الهوى (ص 204).
3 – هشام الدستوائي: أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى (204).
وهذا الأثر صحيح.
_________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120454#_ftnre f1) ولفظه: عن جابر في الرجل غشيَ رحلاً في دبره؟ قال: الدبر أعظم حرمةً من الفرج؛ يرجم أحصن أو لم يحصن.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 12:47]ـ
الأثر الثاني عشر: عن الزهري أنه قال: يرجم أحصن أم لم يحصن.
ورواه عنه:
1 – مالك بن أنس: أخرجه الآجري في ذم اللواط (49 وَ 52) ابن الجوزي في ذم الهوى (205) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftn1) .
2 – صالح بن كيسان: أخرجه الآجري في ذم اللواط (41).
3 – إسحاق بن عيسى: أخرجه الآجري في ذم اللواط (42).
4 – يونس: أخرجه الآجري في ذم اللواط (41).
وألفاظهم متقاربة، وفي بعضها زيادة: سنةٌ ماضية.
وهذا الأثر صحيح؛ وهو أصح ما روي عن الزهري، وإلا فقد روي عنه معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني، وتأيد هذا برواية مالكٍ عنه وهو أثبت وأوثق الرواة عنه [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftn2) .
________________
[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftnref1) وهو من طريق الدوري، ولم يتيسر لي البحث في ذم اللواط له.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120456&posted=1#_ftnref2) شرح العلل لابن رجب (2/ 478).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 02:24]ـ
أحسنت أبا معاذ ..
أكمل نحن بالانتظار.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 05:20]ـ
أحسنت أبا معاذ ..
أكمل نحن بالانتظار.
بإذن الله،
وأنا بانتظار التعليقات والملاحظات
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 05:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفعبك
واصل ... جزاك الله خير
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 05:57]ـ
الأثر الثالث: أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار، فقال: أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة: أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 299 / ح 28484) وَ (14/ 422 / ح 28938) عن وكيع، عن محمد بن قيس، عن أبي حَصين به.
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه.
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 128) بصيغة التضعيف (وروي).
وقال السيوطي في الحاوي (2/ 105): هذا إسنادٌ صحيح، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس: (أما علمتم) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم؛ كالثلاثة المذكورة معه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية (4/ 243): وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة.
الأثر الثالث: أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أشرف على الناس يوم الدار، فقال: أما علمتم أنه لا يحل دم امرئ مسلم إلا بأربعة: أو رجل عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 299 / ح 28484) وَ (14/ 422 / ح 28938)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 379) عن وكيع، عن محمد بن قيس، عن أبي حَصين به.
وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أبا حصين فلم أعرفه.
قال أبو نعيم في الحلية (8/ 379):غريب؛ تفرد به وكيع، عن محمد بن قيس – وهو الأسدي الكوفي – يجمع حديثه.
وقد ذكر هذا الأثر ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 128) بصيغة التضعيف (وروي).
وقال السيوطي في الحاوي (2/ 105): هذا إسنادٌ صحيح، وفي قول عثمان – رضي الله عنه – للناس: (أما علمتم) دليلٌ على اشتهار هذا عندهم؛ كالثلاثة المذكورة معه.
وقال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية (4/ 243): وصح عن عثمان – رضي الله تعالى عنه – وذكر القصة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 05:58]ـ
الأثر الثالث عشر: عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: عليه الرجم محصنًا كان أو غير محصن.
أخرجه الآجري في ذم اللواط (49) عن عبد الله بن نافع، عن مالك بن أنس به.
وأخرجه الآجري – أيضاً – في ذم اللواط (48) من طريق ابن لهيعة، عن يونس أنه سأل ربيعة عن اللوطي؟ فقال: عليه الرجم ... .
وهذا إسناد حسن، لحال ابن نافع وابن لهيعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 05:59]ـ
الأثر الرابع عشر: أن ابن هرمز [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftn1) كان يرى الرجم على من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط؛ أحصن أو لم يحصن.
أخرجه الآجري في ذم اللواط (49) عن عبد الله بن نافع، عن مالك بن أنس به.
وهذا إسناد حسن؛ لحال ابن نافع هذا [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftn2) فهو من الرواة عن مالك بن أنس إلا أنه تكلم فيه من جهة تحديثه من حفظه، ومن جهة دخول الغلط عليه في الرواية عن مالك.
______________________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftnref1) هو: عبد الله بن يزيد بن هرمز، وهو من فقهاء المدينة؛ انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (5/ 224)، الجرح والتعديل (5/ 199)، الثقات لابن حبان (7/ 12)، ومشاهير علماء الأمصار (137).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=120686&posted=1#_ftnref2) تهذي الكمال (16/ 208)، وتهذيب التهذيب (6/ 52).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم و نفعبك
واصل ... جزاك الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله، وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 05:39]ـ
الأثر الخامس عشر: عن سعيد بن المسيب: على اللوطي الرجم؛ أحصن أو لم يحصن.
روى هذا الأثر عن ابن المسيب كل من:
1 – الزهري: أخرجه الخرائطي في المساوئ (458) – ومن طريقه ابن الجوزي في ذم الهوى (204) –، والآجري في ذم اللواط (50).
وعند الآجري زيادة: سنة ماضية.
2 – ابن جريج: أخرجه الآجري في ذم اللوط (46)، ولفظه: الفاعل والمفعول به بمنزلة الزنا؛ يرجم الثيب والبكر.
وروي عنه خلاف ذلك؛ فقد روى:
1 - يحيى بن سعيد الأنصاري: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13489 وَ 13490) ولفظه: فيه مثل حدِّ الزاني؛ إن كان محصناً رجم.
2، 3 – عمرو بن سليم، وسعيد بن خالد: أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13490) مثل الذي قبله.
ولعل الراجح: أن ابن المسيب يرى قتله مطلقاً؛ وذلك لملازمة الزهري له ست سنين [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) فهو من العارفين بحديثه ورأيه، ويمكن أن يفسر رأيه الآخر بما في رواية ابن جريج أنَّ هذا بمنزلة الزنا في وجوب العقوبة والرجم إلا أنه يخالفه في رجم البكر، ويدل على هذا: رواية ابن جريج، وما في زيادة الآجري (سنة ماضية)؛ والله أعلم.
______________________________ _____
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) تهذيب التهذيب (9 450).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 05:46]ـ
فصلٌ: في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعامل معاملة الزاني.
في الفصل السابق ذكرنا الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً، ولم نفرق بين من رأى القتل أو الرجم؛ أما هنا فسنذكر الآثار الواردة في معاملته معاملة الزاني بالتفريق بين المحصن وغيره.
ويلاحظ عدم وجود آثار عن الصحابة في معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني، ولعل هذا ما جعل بعض الأئمة يسوق إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط.
الأثر الأول: عن عطاء بن أبي رباح قال: حدُّ اللوطي حدُّ الزاني.
أخرجه الطحاوي في المشكل (9/ 448) من طريق عبد الرحمن بن مهدي،
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 233) من طريق عبد الله بن الوليد،
وأخرجه الخرائطي في المساوئ (459)، وابن الجوزي في ذم الهوى (204) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn1) من طريق سفيان،
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (ح 38) من طريق حماد،
كلهم (ابن مهدي، وابن الوليد، وسفيان، وحماد) عن ابن أبي نجيح، عن عطاء به.
كما رواه ابن جريج، عن عطاء؛ واختلف عليه:
فرواه روح بن عبادة، عن ابن جريج به: أخرجه الآجري في ذم اللواط (40) ولفظه: أن ابن جريجٍ قال: قلت: لعطاء: تأتي البينة على رجلٍ أنه صنع برجلٍ؟ قال: يرجم إن كان ثيباً، ويجلد وينفى إن كان بكراً.
وروه يحيى بن أيوب، عن ابن جريج به: أخرجه الآجري في ذم اللواط (46) ولفظه: أن عطاءً قال: الفاعل والمفعول بمنزلة الزنا؛ يرجم الثيب والبكر.
ولا شكَّ أن رواية روح بن عبادة هي الوجه الراجح؛ فهو ثقة، وقد كان يخصه ابن جريج بشيءٍ من الحديث كل يوم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn2) ، وفي المقابل يحيى بن أيوب الغافقي متكلم فيه وقد روى مناكير عن ابن جريج [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn3) ؛ كما أنَّ رواية روح توافق رواية الجماعة؛ ثم إنَّ في معنى الأثر إشكال كبير فكيف يكون بمنزلة الزنا ويرجم البكر؟! [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftn4)
وهذا الأثر صحيح الإسناد إلى عطاء.
__________________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f1) وروايته من طريق الدوري، ولم يتيسر لي الاطلاع على روايته في ذم اللواط؛ فلينظر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f2) تهذيب التهذيب (3/ 295).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f3) تهذيب التهذيب (11/ 187).
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121211#_ftnre f4) إلا أن يكون هناك سقط في النسخة؛ فليحرر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 05:52]ـ
الأثر الثاني: الحسن البصري قال: حدُّ اللوطي حدُّ الزاني.
ورواه عنه كل من:
1 – قتادة: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28932) عن يزيد، أخبرني سعيد، عن قتادة به.
2 – هشام: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28931) عن يزيد بن هارون، عن هشام به.
وقد اختلف عليه:
فرواه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن: أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى (204).
ورواه مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة، عن الحسن به: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 233).
ولعل رواية هشام عن الحسن خطأ [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn1) ، وذلك لأن مسلم بن إبراهيم ثقة حافظ،و قد أثني على حفظه وروايته لحديث هشام [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn2) وتأيد ذلك برواية ابن هشام الدستوائي – وإن تكلم فيه –، وخاصةً أنَّ هشاماً لم يذكر في شيوخه الحسن البصري.
3 – إبراهيم [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn3) وخالد [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftn4) : أخرجه الطحاوي في المشكل (9/ 448): من طريق سفيان، عن حماد، عن إبراهيم وخالد به.
وأخرجه الآجري في ذم اللواط (38) من طريق ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن خالد الحذاء به.
وهذا خبر صحيح عن الحسن البصري.
_______________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref1) يحتمل بسبب سوء النسخ الخطية، مع أني نقلت من أحد الطبعات الجيدة للمصنف، والتي هي بتحقيق محمد عوامة.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref2) تهذيب التهذيب (10/ 123).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref3) لم أعرفه.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121212&posted=1#_ftnref4) لعله: خالد الحذاء؛ كما في رواية الآجري.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:18]ـ
الأثر الثالث: عن الزهري أنه قال: يرجم اللوطي إذا كان محصناً، وإن كان بكراً جلد مائة.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28934) من طريق ابن أبي ذئب،
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13485) عن معمر به، وزاد بالنسبة للبكر: ويغلظ عليه العقوبة في الحبس والنفي.
وهذا الأثر وإن كان إسناده صحيحاً، إلا أنه سبق ذكر قول الزهري في الأثر الثاني عشر من القائلين بقتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً؛ ولعل قتله هو الراجح عن الزهري.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:20]ـ
الأثر الرابع: عن إبراهيم النخعي أنه قال: حدُّ اللوطي حد الزاني؛ إن كان محصنًا رجم وإلا جُلِدَ.
ورواه عنه كل من:
1 – حماد بن أبي سليمان: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 421 / ح 28930) من طريق مغيرة،
وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (13487)، والخرائطي في المساوئ (459) [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftn1) ، والآجري في ذم اللواط (ح 38)، وابن الجوزي في ذم الهوى (204) من طرق عن سفيان الثوري،
كلاهما (مغيرة، والثوري)، عن حماد به بألفاظ متقاربة بإضافة ما في آخر الأثر وحذفه.
2 – أبو معشر زياد بن كليب: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 421 / ح 28932) من طريق قتادة به.
3 – منصور بن المعتمر: أخرجه ابن الجوزي في ذم الهوى (204) من طريق محمد بن بشر، عن سفيان، عن منصور به.
وهذا الأثر صحيح عن إبراهيم النخعي؛ وإن كان لا بدَّ من الترجيح بين الرواة عن الثوري؛ فرواية ابن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وعبد الرزاق، عن سفيان، عن حماد به أقوى من رواية محمد بن بشر، ومحمد – وإن كان ثقةً – إلا أنَّ ابن المبارك ومن معه أكثر عدداً ومقدمين في الرواية عن سفيان على غيرهم [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftn2) .
وهذه الرواية أصحُّ ما روي عن النخعي؛ كما تقدم ذكر ذلك عن ابن عبد البر في الاستذكار (7/ 493 ط. دار الكتب العلمية) حيث قال: ... إلا إبراهيم النخعي، فروي عنه ثلاث روايات؛ أحدها: هذه – أي: حد الزاني؛
والثانية: أنه يرجم على كل حال، وقال: ولو كان أحد يرجم مرتين رجم هذا؛
والثالثة: أنه يضرب دون الحد ... وأصح الروايات فيه عن إبراهيم أنه كالزاني اهـ.
______________________________ _
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftnref1) من طريق الدوري، ولم يتيسر لي الاطلاع على روايته في ذم اللواط؛ فلينظر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=121716&posted=1#_ftnref2) شرح العلل (2/ 538).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:23]ـ
الأثر الخامس: سعيد بن المسيب: فيه مثل حدِّ الزاني؛ إن كان محصنًا رجم.
وقد تقدم الكلام عليه في الأثر الخامس عشر في الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط، وترجيح أنًَّ الثابت عن ابن المسيب هو رجمه مطلقاً.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:24]ـ
الأثر السادس: عن ابن جريج في الذي يعمل عمل قوم لوط، قال: يرجم إن كان محصنًا، ويجلد وينفى إن كان بكرًا.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13484) عن ابن جريج به.
وهذا إسنادٌ صحيح.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:25]ـ
الأثر السابع: عن قتادة أنه قال: يرجم إن كان محصنًا، وإن كان بكراً جُلِدَ مائةً.
أخرجه عبد الرزاق (13486) عن معمر، عن قتادة به.
وهذا إسناد صحيح.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 06:41]ـ
فصلٌ: في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعزر.
الأثر الأول: عن إبراهيم النخعي في اللوطي: يضرب دون الحد.
أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 422 / ح 28935): حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم به.
وهذا إسناد صحيح، إلا أنه يشكل عليه الرواية المتقدمة من معاملته معاملة الزاني، ولكثرة الرواة عنه في معاملته معاملة الزاني سواء بسواء قلت – كما قال ابن عبد البر في الاستذكار – أنها أصح الروايات عنه؛ والله أعلم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 06:42]ـ
الأثر الثاني: عن الحكم بن عتيبة في اللوطي: يضرب دون الحد.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (14/ 422 / ح 28935) عن وكيع، عن سفيان، عن الشيباني، عن الحكم به.
وهذا إسناد صحيح.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 06:43]ـ
أول من اتهم بعمل عمل قوم لوط في الإسلام
أخرج معمر في جامعه (11/ 243) – ومن طريقه عبد الرزاق في المصنف، والحراني في الأوائل (ص 132)، والبيهقي في الشعب (4/ 358) – عن الزهري، عن عروة، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: أول من اتهم بالأمر القبيح – يعني: عمل قوم لوط – على عهد عمر – رضي الله عنه – فأمرَ عمر شبابَ قريش أن لا يجالسوه.
وهذا إسناد صحيح؛ وهو يؤكد ضعف قصة جمع أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – للصحابة وإجماعهم على رجم من يعمل عمل قوم لوط؛ والله أعلم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 03:22]ـ
فصلٌ: في ذكر الآثار الواردة عن التابعين في أن من يعمل عمل قوم لوط يعامل معاملة الزاني.
في الفصل السابق ذكرنا الآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً، ولم نفرق بين من رأى القتل أو الرجم؛ أما هنا فسنذكر الآثار الواردة في معاملته معاملة الزاني بالتفريق بين المحصن وغيره.
ويلاحظ عدم وجود آثار عن الصحابة في معاملة من يعمل عمل قوم لوط معاملة الزاني، ولعل هذا ما جعل بعض الأئمة يسوق إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط.
وهذا كلام غير صحيح؛ مع أني في أوراقي المتناثرة كنت قد وضعت أثراً لقصة عثمان مع علي ... وقصة ابن الزبير ... على أن أقوم بتخريجها مع الآثار الواردة في معاملة اللوطي معاملة الزاني، ولم أتذكرها حتى وجدتها البارحة!
الأثر الأول: أنَّ عثمان – رضي الله عنه – أُتِيَ برجل قد فَجَرَ بغلامٍ من قريش – معروف النسب –، فقال عثمان: ويحكم! أين الشهود؟ أُحُصِنَ؟. قالوا: قد تزوَّجَ بامرأةٍ ولم يدخل بها بعدُ. فقال عليٌّ لعثمان – رضي الله عنه –: لو دَخَلَ بها لَحَلَّ عليه الرجم، فأما إذ لم يدخل بأهله فاجلده الحد. فقال أبو أيوب: أشهد أني سمعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول الذي ذكر أبو الحسن؛ فأمر به عثمان – رضي الله عنه – فَجُلِدَ مائة.
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 132) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن محفوظ بن نصر الهمداني، عن عمرو بن شمر، عن جابر (الجعفي) قال: سمعتُ سالمَ بن عبد الله، وأَبَانَ بن حسن، (وزيد بن الحسن) [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=121212#_ftn1) يذكرون أنَّ عثمان به.
وهذا إسناد ضعيفٌ جدًا؛ بل باطل!
فعمرو بن شمر، وجابر الجعفي متهمان، وقد تركهما بعض الأئمة، ولا يجتمعان في إسناد على خير! فهما رافضيان وقد رويا فضيلةً لعلي عندما وافق حكمه حكم النبي – صلى الله عليه وسلم – مع أنه لم يكن يعلم بذلك حتى أخبرهم أبو أيوب الأنصاري!
قال الهيثمي في المجمع (6/ 272): رواه الطبراني؛ وفيه جابر الجعفي وقد صرَّح بالسماع، وفيه من لم أعرفه.
___________________
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=121212#_ftnref1) استدركته من نصب الرابة (3/ 345).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 03:30]ـ
الأثر الثاني: قال عطاء: شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس.
ذكره ابن القيم في روضة المحبين (ص 364)، ولم أجده مسندًا.
[كأني أذكر أنه مرَّ عليَّ مسنداً، وعندما بحثت عنه اليوم لم أجده؛ فنظرة إلى ميسرة].
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:16]ـ
الأثر الثاني: قال عطاء: شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس.
ذكره ابن القيم في روضة المحبين (ص 364)، ولم أجده مسندًا.
[كأني أذكر أنه مرَّ عليَّ مسنداً، وعندما بحثت عنه اليوم لم أجده؛ فنظرة إلى ميسرة].
الأثر الثاني: قال عطاء: شهدت ابن الزبير أُتِيَ بسبعة أخذوا في اللواط؛ أربعة منهم قد أحصنوا وثلاثة لم يحصنوا، فأمر بالأربعة فأخرجوا من المسجد الحرام فرجموا بالحجارة، وأمر بالثلاثة فضربوا الحد، وفي المسجد ابن عمر وابن عباس.
أخرجه الآجري في ذم اللواط (ح 34)، والخرائطي في المساوئ (ح 452 / ص 206)، والبيهقي في الكبرى (16807) من طريق العباس بن محمد الدوري، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا اليمان بن المغيرة، عن عطاء بن رباح به.
وهذا إسناد ضعيف جداً؛ لحال اليمان بن المغيرة فقد قال عنه ابن حبان في المجروحين (3/ 143): منكر الحديث جدًا، يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها، فلما كَثُرَ ذلك في روايته استحق الترك.
فلذا قال الذهبي في اختصار السنن الكبير (7/ 3369): يمان لين.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 06:08]ـ
الأثر السادس عشر: سليمان بن حبيب [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) : عليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط.
أخرجه محمد بن خلف بن حيان في أخبار القضاة (3/ 210)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 473) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n2) من طريق القاسم بن هاشم، عن أبي اليمان [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n3) ، عن صفوان بن عمرو قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب – قاضي حمص – يسأله كم عقوبة اللوطي؟ فكتب إليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط، قال الله – تعالى –: " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل "، فقبل عبد الملك ذلك منه، وحسَّنَ رأيه.
وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات إلا القاسم بن هاشم فإنه صدوق – كما قال ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 429 –.
_____________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) هو من الطبقة الوسطى من التابعين، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (4/ 178).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref2) من طريق ابن أبي الدنيا، ولم أعثر عليه في المطبوع من كتبه.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref3) اسمه: الحكم بن نافع.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 06:09]ـ
الأثر السابع عشر: فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي قتلة قوم لوط.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (1/ 364) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 268) – عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الله بن واقد الجرمي – وكان قد شهد قتل الوليد – قال: دخلوا على الوليد – وقد ظاهر بين درعين، وبيده السيف صلتاً – فأحجموا عنه، فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي قتلةَ قومِ لوط؛ فقتله.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 06:11]ـ
الأثر السادس عشر: سليمان بن حبيب [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n1) : عليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط.
أخرجه محمد بن خلف بن حيان في أخبار القضاة (3/ 210)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 473) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n2) من طريق القاسم بن هاشم، عن أبي اليمان [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft n3) ، عن صفوان بن عمرو قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب – قاضي حمص – يسأله كم عقوبة اللوطي؟ فكتب إليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط، قال الله – تعالى –: " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل "، فقبل عبد الملك ذلك منه، وحسَّنَ رأيه.
وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات إلا القاسم بن هاشم فإنه صدوق – كما قال ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 429 –.
_____________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref1) هو من الطبقة الوسطى من التابعين، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (4/ 178).
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref2) من طريق ابن أبي الدنيا، ولم أعثر عليه في المطبوع من كتبه.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16444&page=2&highlight=%C7%E1%C3%CD%C7%CF%E D%CB+%E6%C7%E1%C2%CB%C7%D1#_ft nref3) اسمه: الحكم بن نافع.
الأثر السابع عشر: فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي قتلة قوم لوط.
أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (1/ 364) – ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 268) – عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عبد الله بن واقد الجرمي – وكان قد شهد قتل الوليد – قال: دخلوا على الوليد – وقد ظاهر بين درعين، وبيده السيف صلتاً – فأحجموا عنه، فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي قتلةَ قومِ لوط؛ فقتله.
هذين الأثرين يضافان للآثار الواردة في قتل من يعمل عمل قوم لوط مطلقاً.
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 10:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
واصل لاشلت يمينك ابا معاذ
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:41]ـ
أيها الإخوة الفضلاء:
بارك الله فيكم، وأشكر لكم تشجيعكم ... وأنا منشغل بأمور أخرى هذه الفترة، وسأكمل بعد حين - إن شاء الله -.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 01:18]ـ
موفق ..
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 09:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك ... بارك الله فيك ...
واصل لاشلت يمينك ابا معاذ
نعم واصل
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:46]ـ
نعم واصل
أبشر ..
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:50]ـ
فصلٌ: في تسمية مَنْ يعملُ عَمَلَ قوم لوط زانيًا.
أخرج الآجري في ذم اللواط (رقم 17)، والبيهقي في السنن الكبير (8/ 233) وفي شعب الإيمان (4/ 375) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن أبي موسى قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان، وإذا أتت المرأةُ المرأةَ فهما زانيتان ".
قال البيهقي في السنن الكبير بعد روايته لهذا الحديث: ومحمد بن عبد الرحمن هذا لا أعرفه، وهو منكر بهذا الإسناد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 607) وميزان الاعتدال (6/ 234) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بعد أنْ ذكرَ الحديث: قال الأزدي: لا يصح حديثه.
ورواه الآجري في ذم اللواط (برقم 16)، والطبراني في الأوسط (3/ 153 يراجع) والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (2/ 449) – وذكره البخاري في التاريخ الكبير (2/ 81)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 342)، ورواه الأزدي والطبراني في معجمه الكبير [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn1) قاله ابن الملقن في البدر المنير 8/ 606 – كلاهما من طريق أبي داود الطيالسي [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn2) ، عن بشر بن المفضل البجلي، (عن أبيه) [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn3) ، عن خالد الحذاء، عن أنس بن سيرين، عن أبي يحيى [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn4) ( المعرقب) [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn5) ، عن أبي موسى – رضي الله عنه – مرفوعًا [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftn6) ، ولفظ رواية الخطيب: " لا تُباشر المرأة المرأةَ إلا وهما زانيتان، ولا يُباشر الرجلُ الرجلَ إلا وهما زانيان ".
وقال الطبراني في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو داود، وأبو يحيى الذي روى عنه أنس بن سيرين – في هذا الحديث – هو: معبد بن سيرين.
قال الأزدي: بشر هذا مجهول.
وقال الهيثمي في المجمع (8/ 191): رواه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
وضعفه الألباني في الإرواء (8/ 20).
______________________________ _____
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f1) لم أعثر عليه في المعجم الكبير؛ فلينظر.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f2) ولم أجده في مسنده المطبوع بتحقيق محمد التركي؛ وساق إسناده ابن القيم في روضة المحبين (370).
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f3) زيادة من تالي التلخيص، وتاريخ البخاري.
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f4) وفي تاريخ البخاري: أبي عثمان.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f5) زيادة من ذم اللواط للآجري.
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163363#_ftnre f6) مقتصرًا على الشطر الأول من اللفظ السابق في رواية الآجري.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:52]ـ
فصلٌ منه:
قال أبو يعلى [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163365&posted=1#_ftn1) : حدثنا أبو همام، حدثني بقية بن الوليد، عثمان بن عبد الرحمن القرشي، حدثني عتبة بن سعيد، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " سحاق النساء بينهن زنا ".
قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف.
_____________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163365&posted=1#_ftnref1) لم أجده في المطبوع من مسنده، ونقلته من إتحاف الخيرة المهرة (4/ 260).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:54]ـ
المبحث الثاني: الأحاديث والآثار الواردة في ذَمِّ عمل قوم لوط والتنفير منه.
فصلٌ: في لعن من عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط.
ورد اللعن لمن عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوط في حديث ابن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي سعيد الخدري، وعطاء الخراساني.
فأما حديث ابن عباس: فقد رواه عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس.
ورواه عن عمرو كل من:
1 – زهير بن محمد التميمي: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 26)، وأبو يعلى (2539)، وابن حبان (4417)، والحاكم (4/ 396 / ح 8052) من طرق عن زهير.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 – محمد بن إسحاق [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn1) : أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 367) وَ (5/ 83 / ح 2914)، وابن عدي في الكامل (5/ 116)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 232)، والأصبهاني في مجلس من إملاء الدقاق (476)، والذهبي في الدينار من حديث المشايخ الكبار (20).
3 – عبد الرحمن بن أبي الزناد: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 83 / ح 2913).
4 – سليمان بن بلال: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 84 / 2915)، وعبد بن حميد (589).
5 – عبد العزيز بن محمد الدراوردي: أخرجه النسائي في الكبرى (7337) [2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn2) ، والطبراني في الكبير (11546)، والحاكم (4/ 396 / ح 8052)، والبيهقي في السنن الكبير (8/ 231 / ح 16794)، وفي الشعب (5373)، والآجري في ذم اللواط (ح 14، 15).
6 – سعيد بن سلمة: أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ح 443) واقتصر على لعن من وقع على بهيمة، ومَنْ عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط.
وإسناد هذا الحديث ضعيف، وذلك لما يلي:
1 – ما تقدم من حال عمرو بن أبي عمرو، فليس بالقوي، فكيف وقد تفرد بهذا عن مثل عكرمة، وقد احتفت قرائن أخرى تدل على عدم ضبطه؟!
2 – اضطرابه في الرواية عن عكرمة؛ كما تقدم بيانه في حديث: " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ".
3 – أنَّ عمرو بن أبي عمرو لم يثبت سماعه من عكرمة؛ كما يفهم هذا من تعليل البخاري الذي نقله الترمذي في العلل الكبير (2/ 622) عندما قال: عمرو بن أبي عمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيءٍ من ذلك أنه سمع عن عكرمة.
3 – قد ثبت كما في حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – الذي أخرجه مسلم (1978) أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من آوى محدثاً "، وفي لفظ عند مسلم: " لعن الله من لعن والده ".
وهذه المذكورات في حديث ابن عباس مع وجود الاضطراب في ذكرها فيه؛ بينما ثبت في صحيح مسلم الاقتصار على هذه الأربع دون لعن مَنْ عَمِِلَ عَمَلَ قوم لوط.
وقد صحح حديث ابن عباسٍ هذا الشيخُ الألباني – رحمه الله – في الترغيب والترهيب (2421).
وأما حديث أبي هريرة: فقد رواه عنه الأعرج، وأبو صالح.
أما رواية الأعرج: فقد رواها عنه هارون التيمي: أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 396 / ح 8053) وفيه: لعن من عمل عَمَلَ قوم لوط وغيره.
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا، وذلك لأن فيه هارون بن هارون التيمي وهو متكلم فيه، ونقل الذهبي في الكاشف (5924): اتفاق العلماء على تضعيفه، ولهذا تعقب الذهبي في اختصاره الحاكم حيث قال: هارون بن هارون التيمي ضعفوه [3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn3) .
وقد تابع محررٌ أخاه هارون في هذا الحديث، أخرجها الطبراني في الأوسط (8497)، وابن عدي في الكامل (6/ 442)، والخرائطي في المساويء (ح 438) من طريق أبي مصعب الزهري، والبيهقي في الشعب (5472) [4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn4) من طريق الحكم بن حبيب بن مهران، وابن عدي في الكامل (6/ 442) من طريق عبد الله بن عمر بن الرماح كلهم عن محرر.
وقد اختلف على محرر فرواه عبد الله بن وهب – كما في المساويء (ح 78) – بلفظ: " ملعون من لعن والديه "، وفي رواية (ح 679): " لعن الله من غير تخوم الأرض ".
وهذا إسناد ضعيف جداً؛ بل منكر! ومحرر هذا أشد ضعفاً من أخيه؛ بل منكر الحديث وخاصة فيما يرويه عن الأعرج [5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn5) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 419): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محرز بن هارون، ويقال: محرر، وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2420): رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح إلا محرز بن هارون التيمي، ويقال فيه: محرر بالإهمال. ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر، وقال: صحيح الإسناد. قال الحافظ: كلاهما واه؛ لكن محرز قد حسن له الترمذي، ومشاه بعضهم، وهو أصلح حالا من أخيه هارون. [6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftn6) والله أعلم.
وقال الألباني: صحيح لغيره.
أما رواية أبي صالح: فقد أخرجها الخطيب البغدادي في تاريخه (4/ 329) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة بنحوه وفيه لعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط. وقال: لا يثبت هذا الحديث بهذا الإسناد، والحمل فيه على الخلال، فإن كل من عداه من المذكورين في إسناده ثقة.
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: فقد أخرج الحارث بن أسامة – كما في زوائد الهيثمي (516) – قال حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن ثلاث مرات، ملعون ملعون ملعون من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط.
وهذا إسناد ضعيف جداً لحال الخليل بن زكريا – انظر التهذيب (، والمثنى بن الصباح – انظر التهذيب (10/ 32) –.
وأما حديث أبي سعيد الخدري: أخرجها ابن عدي في الكامل (3/ 154 ت غزاوي) من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد: لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الفاعل والمفعول به، وقال: " أنا منهما بريء ".
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا؛ وقد اجتمع فيه مجموعة من الضعفاء؛ كرشدين بن سعد، ودراج وخاصة في روايته عن أبي الهيثم.
وأما حديث عطاء الخراساني: فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (13494) عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني مرفوعاً بنحوه، وعطاء من صغار التابعين.
_______________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref1) وقد اختلف على محمد بن إسحاق، فرواه أبو شهاب – كما عند الخرائطي في المساويء (ح 75) – بلفظ: " ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه " فقط.
[2] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref2) اقتصر النسائي في روايته على لعن من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط، وقال بعد روايته للحديث: عمرو ليس بالقوي، تابعه خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمرو.
[3] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref3) وانظر ترجمته في التهذيب (11/ 15).
[4] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref4) وقد وقع في الشعب (محرز) بالمعجمة، وهو كذلك في بعض كتب التراجم.
[5] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref5) انظر ترجمته في التهذيب (10/ 50).
[6] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163367&posted=1#_ftnref6) وكون محرر أصلح حالاً من أخيه هارون فيه نظر ظاهر لكل من رجع لترجمتيهما في التهذيب وغيره.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:56]ـ
فصلٌ: في الأحاديث الواردة في عدم قبول شهادة أن لا إله إلا الله ممن يعمل عمل قوم لوط.
أولًا: حديث أبي هريرة مرفوعًا: أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 266) من طريق عمر بن راشد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله: الراكب والمركوب، والراكبة والمركوبة، والإمام الجائر ".
وقال الطبراني بعد أن روى الحديث: لم يرو هذا الحديث عن ابن حرملة إلا عمر بن راشد، ولا عن عمر إلا صالح بن أبي صالح، تفرد به عطاء.
وقال الهيثمي في المجمع (6/ 419): وفيه عمر بن راشد المدني الحارثي وهو كذاب.
وقال المنذري في الترغيب (3/ 198): حديث غريب جدًا.
وقد حكم عليه بالوضع الألباني – رحمه الله – في السلسلة الضعيفة (برقم 5363).
ثانيًا: حديث عائشة مرفوعًا: أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 94) من طريق عمر بن راشد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " ثلاثة لا يقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله: الراكب والمركوب، والراكبة والمركوبة، والإمام الجائر ".
وإسناد هذا الحديث ضعيف جدًا إن لم يكن موضوعًا؛ فعمر بن راشد هذا قال عنه ابن حبان في المجروحين (2/ 93): يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه؛ فكيف الرواية عنه؟!
وقد تفرد بهذا الحديث عن هشام بن عروة، فأين تلاميذه والرواة عنه؟! كيف وقد جعله مرةً من مسند أبي هريرة ومرةً من مسند عائشة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 12:57]ـ
فصلٌ: في خوف النبي – صلى الله عليه وسلم – من عمل أمته عَمَلَ قوم لوط.
ولفظه: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ".
هذا الحديث رواه بلفظه ومعناه جابر بن عبد الله، وعائشة، وابن عباس.
أما حديث جابر بن عبد الله: فأخرجه الإمام أحمد في مسنده (23/ 317 / ح 15093)، والترمذي في سننه (1457)، وابن ماجه (2563)،، وأبو يعلى في مسنده (2128)، وابن حبان في المجروحين (2/ 4)، والآجري في ذم اللواط (برقم 12، 13)، والحاكم في المستدرك (4/ 397 / ح 8057)، والبيهقي في الشعب (4/ 354)، والهروي في فوائده (1/ 51 يراجع)، وابن الجوزي في ذم الهوى (198)، والمزي في تهذيب الكمال (23/ 395)، وأبو مسلم الليثي – كما ساق إسناده ابن القيم في روضة المحبين 369 – [1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163370&posted=1#_ftn1) كلهم من طريق القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابرًا يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ".
وهذا إسناد ضعيف، فالقاسم مقبول – كما قال ابن حجر في التقريب – وقد وثق، وقال عنه ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (ص 148): وكان يهم في الشيء بعد الشيء. كما أنَّ ابن عقيل ضعيف وقد تفردا بشيء يخافه النبي – صلى الله علي وسلم – على أمته مما تتوافر الدواعي لنقله وتحذير الناس منه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن جابر.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقال ابن القيسراني في معرفة النذكرة (120): فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف.
وحسنه ابن مفلح في الآداب الشرعية (3/ 292).
وحسن إسناده السيوطي في الجامع، وقال المناوي في فيض القدير (2/ 420): وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل احتجَّ به أحمد، وقال ابن خزيمة: لا يحتج به، وليَّنَهُ أبو حاتم.
وللحديث لفظ آخر بزيادةٍ في آخره: أخرجها الخطيب في الرحلة في طلب الحديث (113، 118)، وابن الجوزي في ذم الهوى (197) / والقيسي في مجلس في حديث جابر (40) عن مقاتل بن حيان، عن أبي الجارود العبسي، عن جابر مرفوعًا بلفظ: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي
وأما حديث عائشة: فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13493) عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها رأت النبي – صلى الله عليه وسلم – حزيناً. فقالت: يا رسول الله، وما الذي يحزنك؟ قال: " شيءٌ تخوفت على أمتي أن يعملوا بعدي بعمل قوم لوط ".
وهذا إسناد باطل، آفته إبراهيم بن محمد الأسلمي مولاهم فهو متروك الحديث وكذبه بعضهم – انظر ترجمته في التهذيب (1/ 137) –؛ لذا قال الدارقطني في العلل (14 /) الصواب: حديث جابر.
وقال ابن حجر في اللسان (1/ 56): وروى إبراهيم بن رستم، عن همام، عن الهيثم، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مهم. قلت: يا رسول الله ما همك؟! قال: " أخاف أن يكون في أمتي من يعمل عمل قوم لوط " وقعَ خطأ إبراهيم في سنده ومتنه جميعًا، رواه الثقات الأثبات عن الهمام، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر - رضي الله عنه - رفعه: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " وقال أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين: أخطأ فيه إبراهيم بن رستم.
وأما حديث ابن عباس: أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 173) من طريق الجارود بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إنَّ أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي لفعل قوم لوط، ألا فلترتقب أمتي إذا فعلوا ذلك العذاب نكاحاً الرجال بالرجال والنساء بالنساء ".
وهذا الإسناد ضعيف جدًا، وآفته الجارود هذا فهو يروي المناكير، وقد تركه الأئمة، وقال عنه ابن عدي: فالجارود بَيِّنُ الأمر في الضعف.
________________
[1] ( http://majles.alukah.net/showthread.php?p=163370&posted=1#_ftnref1) وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي؛ كما في الدر المتثور (3/ 497).
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Nov-2008, صباحاً 07:50]ـ
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم، ونفع بعلمكم
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
شكرا
محمد يامين منير أحمد القاسمي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:33]ـ
للمتابعة؛ وبارك الله فيكم، ونفع بعلمكم
وفيك بارك الله، ونفع بك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 11:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلك دلني علي أحوال عبدالله بن مسافع الحجبي العبدري المكي
وخاصة بين لي هل هو ثقةأم صدوق أم مقبول
شكرا
محمد يامين منير أحمد القاسمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الفاضل:
ليس هذا موضعُ هذا السؤال؛ فليتك تفرد سؤالك بموضوع خاص.
حفظك الله.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[12 - Dec-2008, مساء 10:19]ـ
الأثر الرابع: عن علي – رضي الله عنه – أنه قال: سيكون في آخر الزمان أقوامٌ لهم أرحام منكوسة، يُنْكَحون كما تُنْكَحُ النساء، فمن أدركهم فليقتل الفاعل والمفعول به.
علقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 333)، وابن أبي حاتم في العلل (4/ 186 / رقم 1352).
أخرجه أبو محمد الدوري في ذم اللواط (ق 159/ 2) – كما أفاد الألباني في الإرواء 8/ 18 – ومن طريقه الخطيب في المؤتنف (ق 83 أ) – أفادني بصورة من هذه الصفحة أحد المشايخ – من طريق عباس بن يزيد، أخبرنا عيسى بن شعيب، حدثنا رباب [1] ( http://www.cip.gov.sa/vb/newreply.php?do=newreply&p=21256#_ftn1) الدارمي، عن عبد الله (بن سيابة)، عن علي مرفوعًا به.
وأخرجه الخطيب – أيضًا – في المؤتنف (ق 83 أ) من طريق الحسن بن حمدان بن داود، أخبرنا العباس بن يزيد، حدثنا عيسى بن شعيب، حدثنا دارم الرام (كذا)، عن عبد الله بن سيابة، عن علي مرفوعًا به.
وعيسى بن شعيب: قال عنه البخاري: بصري صدوق، وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 120): كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك، ثم روى له حديثًا مما استنكره عليه، وقد رَدَّ ابن حجر على ابن حبان في هذا فقال في التهذيب (8/ 191): وشيخه ضعيف مجهول، وليس إلصاق الوهن به بأولى من إلصاق الوهن بالآخر، وشيخ شيخِهِ ضعيفٌ أيضًا. وقال ابن حجر في اللسان (7/ 331): لين؛ وعيسى بن شعيب هذا ذكر المزي في تهذيب الكمال (22/ 612) من شيوخه: رئاب الدارمي، ولم يذكر هو ولا غيره من شيوخه (دارم).
أما رئاب بن سليمان: فقدذكره ابن حبان في الثقات (6/ 310)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 333).
وأما عبد الله بن سيابة: فلم أجد له ترجمة!
وقد خالف عبد الصمد بن عبد الوارث عيسى بن شعيب، فرواه موقوفًا من حديث عبد الرحمن بن سيابة عن علي.
علقه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 333)، وابن أبي حاتم في العلل (4/ 186 / رقم1352).
وعبد الرحمن بن سيابة هذا ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 291) وقال: سمع عليًا قوله، وسمع منه رئاب بن سليمان.
أقوال الأئمة على هذا الحديث:
1 – قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
2 – وقال الخطيب قبل روايته للحديث: وعبد الله بن سيابة حدث عن علي بن أبي طالب حديثًا منكرًا ثم ذكره.
3 – وقال الألباني في الإرواء (8/ 18): وهذا إسناد ضعيف، رباب الدارمي لم أعرفه، ولعله الذي في الجرح والتعديل (1/ 2 / 521): رباب بن حدير (وليس في التاريخ الكبير: ابن حدير) روى عن ابن عباس، روى عنه تميم بن حدير. اهـ
وعيسى بن شعيب، وهو: ابن إبراهيم النحوي، قال الحافظ: صدوق له أوهام.
________________
(( http://www.cip.gov.sa/vb/newreply.php?do=newreply&p=21256#_ftnref1) 1 ) كذا أثبتها الألباني – رحمه الله –، وصوابها: رئاب.
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 06:56]ـ
واصل رعاك الله
ـ[سهيل الشامي]ــــــــ[14 - Oct-2009, مساء 11:22]ـ
واصل رعاك الله(/)
اصطلاح غريب في تعريب الشاذ!!
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 10:19]ـ
الشاذ: ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو فوقه في الحفظ والإتقان.وعرفه الخليلي والحاكم،لكن تعريف كل منهما لم يسلم من الانتقاد.وهناك تعريف غريب له: وهو أنه رواية سيء الحفظ على رأي بعض أهل الحديث،فكيف هذا؟
أرجو التوضيح.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[04 - Jun-2008, مساء 08:04]ـ
إخواني: حتى الآن لم أتلق أي مشاركات منكم.أرجو المساعدة ممن يستطيع ذلك إن أمكن.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 07:25]ـ
هل يدخل هذا الاصطلاح في التفرد المطلق،وهو رأي ابن الصلاح.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 01:03]ـ
ما زلت أنتظر إجابات ومداخلات الإخوة حول الاصطلاح الغريب في الشاذ.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 12:48]ـ
ما هو سبب عدم الاهتمام بالمواضيع الاختصاصية؟ هل هو ضعف علمي،أم ذهول عقلي.يرجى الاهتمام من قبل المشرف.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 03:51]ـ
ليس كذلك
وفي المجلس مواضيع تخصصية كثيرة ساهم فيها الإخوة بما يرضي ويسر
وهل وضع المجلس العلمي إلا لذلك
لكن موضوع حد الشاذ وما يتعلق به كالمنكر والأفراد وزيادات الثقات قد قتل بحثا سواء في كتب المصطلح أو هنا أو على الملتقى
ولا يعني هذا عدم طرح هذه المواضيع فإنها من أهم مباحث علم المصطلح لكن المقصود أن يدرس الطالب هذه المسائل من كتب المصطلح فإذا أشكل عليه ما لايجد جوابه في تلك الكتب عرضه بعد البحث في الموقع
هذا من أسباب ترك المشاركة في مثل هذه المواضيع
ومن الأسباب عدم العلم وهناك أسباب أخرى
وعرفه الخليلي والحاكم،لكن تعريف كل منهما لم يسلم من الانتقاد
وانتقادهم لم يسلم من الانتقاد
والشاذ في اصطلاح المتقدمين أقل من المنكر والمنكر عندهم يطلق على الخطأ مطلقا راجع مظان المسألة ومنها مقدمة الشيخ طارق عوض الله على منتخب العلل للخلال
والفرد عندهم فيه تفصيل أحيانا يقبلونه وأحيانا ينكرونه راجع أواخر موقظة الذهبي وبحث الشيخ إبراهيم اللاحم في التفرد وغيرها
أما قول الحافظ في النزهة:" ثم سوء الحفظ وهو السبب العاشر من أسباب الطعن والمراد به من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه وهو على قسمين:
إن كان لازما للراوي في جميع حالاته فهو الشاذ على رأي بعض أهل الحديث .... "
فالذي يظهر أن الحافظ يريد بالشاذ هنا المنكر ولا يخفاك أن بعض أهل الحديث سوى بينهما
قال الشيخ عبد الكريم في تحقيق الرغبة:
"وحديث سيء الحفظ يسمى الشاذ وتقدم في شرح تعريف الصحيح أن الشاذ ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه وهذا ما حقّقه الإمام الشافعي رحمه الله.
قال الحافظ العراقي:
والشاذ ما يخالف الثقة فيه الملا فالشافعي حققه.
ويطلق الشاذ على المنكر فهما بمعنى واحد عند بعضهم ومن المتقدمين من يطلق الشذوذ على مطلق الفرد." ا. هـ
والمنكر عند الحافظ وغيره هو تفرد غير المقبول سواء خالف أم لم يخالف لأن المنكر عنده قسمان
وسيء الحفظ غير مقبول
هذا ما يظهر لي والله أعلم
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 09:22]ـ
أستاذي الشيخ أمجد،المشرف على هذا الملتقى الطيب: أرجو أن لا يُفهم كلامي السابق على أنه انتقاد وتجريح،حاشا وكلاّ،وأنا وغيري عيال على هذا المجلس المبارك،ولكن قصدت الاستيضاح فقط،فلك الأجر والثواب.
أما بشأن الشاذ: فقد حققت ودققت في تعريفه وأقسامه،وما عرفه به الشافعي والحاكم والخليلي،وما لهذه التعريفات،وما عليها.ولكن أشكلت عليّ نقطة ـ وحتى الآن لم تتوضح ـ وهي أن الحافظ كيف صرح بأن الشاذ هو من لازمه سوء الحفظ على رأي بعض أهل الحديث.ولم يذكر كيف هذا،ولا هو رأي من؟ فقط علق الشيخ ملا علي القاري: بأنه أراد بالشاذ هنا:المنفرد بصفة،أي صفة في الرواية،وقد بحثت كثيراً لتحقيق هذا لكنني عجزت،إلا أن يكون المقصود من الشاذ:التفرد المطلق،فيدخل كلام الحافظ فيه.
ومرة أخرى:شكر الله سعيك،وأجزل مثوبتك.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 07:46]ـ
أنتظر رد شيخنا الفاضل أمجد الفلسطيني.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 08:47]ـ
بارك الله فيك على حسن ظنك ورفع قدرك
بالنسبة لكلام الحافظ فليس عندي فيه إلا ما ذكرته من قبل من كلام الشيخ الخضير على هذا الموضع من النخبة وهو:
"ويطلق الشاذ على المنكر فهما بمعنى واحد عند بعضهم ومن المتقدمين من يطلق الشذوذ على مطلق الفرد"
فعلى هذين الرأيين يدخل سيء الحفظ في الشاذ
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 10:51]ـ
بارك الله فيك أستاذي الفاضل،وأدامك ذخراً لهذا المنتدى الطيب،والصواب كما ذكرت.وأدام الله إخواننا في هذا المجلس عوناً للخير.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 11:17]ـ
وقد يكون مراد الحافظ وصف الراوي لا المروي ويدل عليه كلامه بعد ذلك عن المختلط وهو القسم الثاني من سوء الحفظ راجع اليواقيت والدرر (2/ 476)
ولذك قال بعضهم في كلامه مسامحة لأن الراوي سيء الحفظ لا يوصف بالشاذ وراجع أيضا كلام القاري على هذا الموضع
فليس مراد الحافظ تعريف الشاذ لكن يشكل عليه أنه قال في النزهة عند كلامه على الشاذ "وله معنى ثاني سيأتي" ونبه القاري على أنه يريد هذا الموضع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 03:03]ـ
أتعبتك يا شيخ أمجد،بارك الله فيك.ولكن ألا ترى أن كلامه ينطبق تماماً عند من يسوي بين المنكر والشاذ،أو الفرد المطلق،فهو أقرب من التأويل.أليس كذلك؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jun-2008, مساء 08:44]ـ
وفيك بارك الله
بلى هو كذلك
ومع ذلك العبارة مشكلة أو فيها مسامحة والله أعلم
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 01:30]ـ
شيخ أمجد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،تيسرت الأمور بعد انقطاع،والحمدلله.نعود ـ إن لم يكن عندك مانع ـ إلى متابعة المناقشة في الاصطلاح الغريب للشاذ.يقول الشيخ ملا علي القاري: وهذ المعنى غير المعاني المذكورة للشاذ.
شرح الشرح (535).قلت: وكأنه يستغرب هذا الاصطلاح في الشاذ. ويقول الدكتور العتر في التعليق على نزهة النظر في هذا الموضع: وهذا اصطلاح غريب في الشاذ. فهل هذا الاصطلاح غريب فعلاً،وهل استغربه احد غير الدكتور العتر.وماذا يفهم من كلام الشيخ علي القاري،علماً بأنه ليس بغريب كما ناقشنا المسألة،بل هو رأي من سوى بين المنكر والشاذ،ورأي من أراد بالشاذ مطلق الفرد.
الرجاء من الإخوة المشاركة.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 08:11]ـ
مرة أخرى تكرار الطلب للمشاركة من قبل الإخوة في المجلس،وأخص المشرف على هذا الملتقى المبارك.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 03:06]ـ
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[23 - Jun-2008, صباحاً 10:56]ـ
أين أنتم يا أهل هذا المجلس المبارك.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:56]ـ
إخواني: حتى الآن لم يتحرر هذا الرأي في الاصطلاح الغريب للشاذ،رغم أن المشاهدات قد وصلت إلى 200من الإخوة،وكأن الأغلب لم يسمع بهذا من قبل.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 09:36]ـ
الشاذ: ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو فوقه في الحفظ والإتقان.وعرفه الخليلي والحاكم،لكن تعريف كل منهما لم يسلم من الانتقاد.وهناك تعريف غريب له: وهو أنه رواية سيء الحفظ على رأي بعض أهل الحديث،فكيف هذا؟
أرجو التوضيح.
هذا أحد معاني الشاذ. فمن لا يُحتَمل قبول تفرده يُحكَم على حديثه بالشاذ. وطائفة يعبرون عن هذا بالمنكر ولا مشاحة في الاصطلاح حين يُفهَم المعنى وتُوضَع الأمور على وجهها.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:00]ـ
أخي بندر: جزاك الله خيراً: ولكن ما قولك في كلام الشيخ علي القاري في شرح شرح النخبة: " وكأنهم أرادوا بالشاذ المنفرد بصفة ".وقول الدكتور العتر:" وهذا اصطلاح غريب في الشاذ ".
فهل مفهوم كلام القاري:مطلق التفرد،أم فقط تفرد من لا يحتمل تفرده كما ذكرت أم ماذا؟
مرة أخرى بارك الله فيك.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 11:30]ـ
الله أعلم الثاني.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 01:45]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الحافظ في التلخيص الحبير 2/ 91:
"والحق أن طرقه كلها ضعيفة وأن حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن ألا أنه شاذ لشدة الفردية فيه وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات وموسى ابن عبد العزيز وإن كان صادقا صالحا فلا يحتمل منه هذا التفرد." اهـ
فالأقرب أن المقصود هو التفرد ممن لا يحتمل تفرده فإنه في الغالب يوحي بوجود علة.
قال الحافظ ابن رجب: " وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الْحَدِيْث إذا تفرد بِهِ واحد – وإن لَمْ يروِ الثقات خلافه -: إنه لا يتابع عَلَيْهِ.ويجعلون ذَلِكَ علة فِيْهِ، اللهم إلاّ أن يَكُوْن ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أَيْضاً ولهم في كُلّ حَدِيْث نقد خاص، وليس عندهم لِذَلِكَ ضابط يضبطه.اهـ شرح علل الترمذي 2/ 406.
فقوله: إلا أن يكون ممن كثر حفظه يدلك على أن المقصود غير مشتهر الحفظ و الضبط، فإن تفرده مظنة خطئه. والله أعلم.
وفقك الله تعالى أخي.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 02:31]ـ
بارك الله فيك،واحسن إليك،وشرح الله صدرك كما،شرح الله بك صدري،ويسر أمري.(/)
أقسام الرواة من حيث أحكام النقاد عليهم
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[05 - Jun-2008, صباحاً 10:26]ـ
أقسام الرواة من حيث أحكام النقاد عليهم
يمكننا خلال النظر في كتب الجرح والتعديل تقسيم الرواة من حيث مراتبهم جرحاً وتعديلاً إلى أربعة أقسام:
ـ قسم متفق على توثيقهم أو الاحتجاج بهم في الرواية.
ـ قسم متفق على عدم الاحتجاج بهم في الرواية.
ـ قسم متعلق بالنوعين السابقين و بيانه أنه محتج بهم بقيود، و يتفرع بالتالي عنه قسم لا يحتج بهم بقيود.
ـ قسم مختلف فيهم بين النقاد، فالبعض يجعلهم في مرتبة الاحتجاج، والبعض الآخر يخرجهم من منزلة الاحتجاج.
ـ فالقسم الأول:
هم الذين أجمع أهل العلم بالحديث علي الاحتجاج بهم، ولم يختلفوا فيهم جرحاً وتعديلاً، بل كلهم علي كون هؤلاء ثقات أثبات عدول، ولم يطعن فيهم واحد ممن يعتد بقوله في الرجال، وهؤلاء على درجات متفاوتة من الحفظ والعلم، ومنهم على سبيل المثال: شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومحمد بن مسلم الزهري، ومالك بن أنس، ومحمد بن سيرين، وعبيد الله بن عمر العمري، وسليمان بن مهران الأعمش (إلا ما لم يُصرح فيه بسماع من شيخه)، وغيرهم بالمئات من الثقات الأثبات، رحمهم الله تعالي ورضي عنهم.
وهؤلاء لا خلاف في كونهم حجة بين نقاد الحديث الشريف على مر الدهور.
ـ والقسم الثاني:
يشمل كل راوٍ اتفق كل المتقدمون علي ترك الاحتجاج بهم في الروايات، وهؤلاء هم كل من نزل عن رتبة الثقة، سواء كان ثقة لا يحتمل التفرد، أو شيخ من أهل الصدق، أو تعرف منه وتُنكر، أو ضعيف، أو شديد الضعف، أو متروك أو متهم، أو غير هؤلاء ممن اتفق النقاد علي عدم الاحتجاج بهم إذا تفردوا أو مطلقاً.
ـ والقسم الثالث:
وهو متعلق بالنوعين السابقين و بيانه أنه محتج بهم بقيود، و يتفرع بالتالي عنه قسم لا يحتج بهم بقيود.
ومما يدخل في أنهم قد يضعفون الرجل بالنسبة إلى بعض شيوخه أو إلى بعض الرواة عنه أو بالنسبة إلى ما رواه من حفظه أو بالنسبة إلى ما رواه بعد اختلاطه وهو عندهم ثقة فيما عدا ذلك، فإسماعيل بن عياش ضعفوه فيما روى غير الشاميين. وزهير بن محمد ضعفوه فيما رواه عنه الشاميون. وجماعة آخرون ضعفوهم في بعض شيوخهم أو فيما رووه بعد الاختلاط. ثم قد يحكى التضعيف مطلقاً فيتوهم أنهم ضعفوا ذلك الرجل في كل شيء. ويقع نحو هذا في التوثيق راجع ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود قال أحمد مرة ثقة وكذا قال ابن معين ثم بين كل منهما مرة أنه اختلط وزاد ابن معين فبين أنه كان كثير الغلط عن بعض شيوخه غير صحيح الحديث عنهم.
ومن ذلك أن المحدث قد يسأل عن رجل فيحكم عليه بحسب ما عرف من مجموع حاله ثم قد يسمع له حديثاً آخر فيحكم عليه حكماً يميل فيه إلى حاله في ذاك الحديث ثم قد يسمع له حديثاً آخر فيحكم عليه حكماً يميل فيه إلى حال في هذا الحديث الثاني، فيظهر بين كلامه في هذه المواضع بعض الاختلاف، وقع مثل هذا للدارقطني في (سننه) وغيرها وترى بعض الأمثلة في ترجمة الدارقطني من قسم التراجم. وقد ينقل الحكم الثاني والثالث وحده فيتوهم أنه حكم مطلق.
ـ والقسم الرابع:
هم الذين اختلف فيهم أهل الجرح والتعديل فيهم فمنهم من يضعهم في مرتبة الاحتجاج، ومنهم من لا يضعهم في مرتبة الاحتجاج.
وهؤلاء كفليح بن سليمان، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ومحمد بن إسحاق، وعكرمة مولى بن عباس رضي الله عنه، وغيرهم من رواة الحديث الشريف،
وهؤلاء وإن كان يتم حسم أمر الاحتجاج بهم عن طريق جمع مروياتهم والنظر فيها، إلا أن الشاهد هاهنا أن النقاد المتقدمون رحمهم الله تعالي ظهر لهم منهم وخفي عليهم، كل ناقد علي قدر ما بلغه من مروياتهم، ولذا اختلفوا في الحكم عليهم جرحاً وتعديلاً.
من ضوابط الجرح والتعديل وإضافات الدكتور عاصم القريوتي(/)
فتوى علامة اليمن محمد العمراني في حديث " إذا حضر العشاء والعشاء ... ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 06:14]ـ
السؤال:
أفتونا عن حديث " إذا حضر العشاء والعشاء، فابدأوا بالعشاء " من رواه، ومن أخرجه أو حسنه أو صححه أو ضعفه؟
الجواب:
[هذا الحديث لا أصل له بهذا اللفظ عند علماء السنة المحمدية، كما قال الحافظ العراقي في "شرحه على سنن الترمذي " حيث قال في شرحه هذا: (لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ).
كما أنه قال في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين لغزالي: (أن المعروف في كتب الحديث " إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة ").
ولقد تابع العراقيَّ من جاء بعده من الحفاظ الذين ألفوا في الأحاديث الدارجة على الألسن أو في الأحاديث الموضوعة من المتأخرين عن العراقي، وممن عاش في القرن التاسع الهجري وما بعده من القرون إلى عصرنا هذا، وذلك مثل تلميذه الحافظ ابن حجر العسقلاني مؤلف " فتح الباري "، وتلميذ ابن حجر الحافظ السخاوي مؤلف " المقاصد الحسنة "، وتلميذ السخاوي الحافظ الديبع، وغيرهم من الحفاظ كالسيوطي مؤلف " الدرر المنتثرة "، والعجلوني مؤلف " كشف الخفاء"، وابن طاهر الفتَّني الهندي مؤلف " تذكرة الموضوعات "، والملا على القاري مؤلف " الأسرار المرفوعة "، والحوت البيروتي في " أسنى المطالب "، والشوكاني في " الفوائد المجموعة "، وغيرهم ممن نقل عن العراقي عدم وجود هذا الحديث بهذا اللفظ في كتب الحديث، وأقر العراقي على نفي وجود هذا الحديث بهذا اللفظ المسجوع في كتب السنة المطهرة، على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
هذا وممن أقر نفي وجود هذا الحديث بهذا اللفظ في كتب الحديث من علماء العصر الشيخ محمد الصباغ، الذي حقق وعلق على كتاب " الأسرار المرفوعة " للملا علي القاري، حيث قال معلقا على كلام القاري الذي أقر العراقي على نفي وجود هذا الحديث بهذا اللفظ ما نصه: (ويبدو أن تحريفا اعترى هذا الحديث من قبل من يولعون بالمحسنات اللفظية، وسواء كان هذا الحديث قد ورد في كتب السنة بهذا اللفظ أو لم يرد، ففي كتب السنة ما يدل على ما هو أعم من هذا المعنى بسند صحيح عن أنس – رضي الله عنه – مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البخاري في صحيحه بلفظ:
" إذا حضر العشاء، وأقيمت الصلاة، فابدأوا بالعشاء ".
فقوله: " و أقيمت الصلاة " أعم من أن تكون صلاة العشاء الواردة في الحديث المشهور على الألسن، أو تكون صلاة المغرب، وبمثل ما جاء في البخاري جاء في صحيح مسلم – رحمه الله تعالى – كما في حديث عائشة – رضي الله عنها – مرفوعا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " لا صلاة بحضرة طعام "، كما في صحيح البخاري ومسلم – رحمهما الله تعالى – فلفظة ((الصلاة)) هاهنا نكرة في سياق النفي،والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، فتعم كل صلاة من الصلوات الخمس وغيرها كما أن النفي هاهنا بمعنى النهي أي لا يصلي أحد بحضرة طعام يتوق إليه سواء كانت الصلاة ظهراً أو عصراً أو فجراً أو مغرباً أو عشاء.
وعلى هذا الأساس فلا ينبغي لأحد أن يستدل على عدم جواز الدخول في الصلاة إذا كان الأكل حاضراً، وكان المصلي جائعاً
فبهذا الحديث الذي جاء في بعض الكتب واشتهر على ألسنة الناس،ولا أصل له في علم الحديث.
بل اللازم على من يُريد الاحتجاج على عدم الصلاة بحضور الأكل لمن كان جائعاً بحديث ((إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة)) وذلك لكون هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم؛ ولكونه يعم صلاة المغرب وصلاة العشاء،أو يحتج بحديث ((لاصلاة بحضرة طعام)) لكونه في صحيح مسلم؛ولكونه يعم جميع الصلوات، وجميع الأطعمة التي تحضر حال دخول أي وقت من أوقات الصلوات الخمس أو غيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وقد نقل بعض العلماء عن مصنف أبي بكر ابن أبي شيبة الحافظ المتوفى سنة (235) أن الحديث قد جاء بلفظ ((إذا حضر العشاء وحضر العشاء فابدأوا بالعشاء)) وليس ذلك بصحيح أصلاً أي أنَّ من نقل عن ابن أبي شيبة أنه روى الحديث باللفظ المتداول على ألسنة الناس فهو غالط ولا أصل له في مصنف ابن أبي شيبة،ولا في غيره من المؤلفات المسندة،قال السيوطي: ووهم من عزاه لمصنف ابن أبي شيبة،قال الملا علي القاري في ((الأسرار المرفوعة)) ما معناه: وقد سبق العسقلاني السيوطي بهذا الكلام،حيث قال في فتح الباري:لفظ ابن أبي شيبة ((وحضرت الصلاة)) كما أخرجه في مسنده لا أنه في المصنف بلفظ ((حضرت العشاء)) كما توهم.
وقد نقل السخاوي في ((المقاصد)) عن شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني أنه عقّب على كلام شيخه العراقي الذي قال عن حديث ((إذا حضر العشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء)) أنه لا أصل لها في كتب الحديث بقوله: [لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين (يعني الحلبي) أنّ ابن أبي شيبة أخرجه عن إسماعيل يعني ابن علية عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن رافع عن أم سلمة – رضي الله عنها – مرفوعا " إذا حضر العشاء وحضرت العشاء، فابدأوا بالعشاء "، فإن كان ضبطه فذاك، وإلا فقد رواه أحمد في مسنده عن إسماعيل (أي ابن علية الذي رواه عن ابن إسحاق) بلفظ: " وحضرت العشاء " قلت (علي): ((كذا نقله الشيخ بلفظ "العشاء" وهذا وهم من الشيخ محمد، فهو في المقاصد على الجادة بلفظ " الصلاة")) اهـ.، ثم قال ابن حجر: ثم راجعت مصنف ابن أبي شيبة، فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد] اهـ من المقاصد.، وبناء على ذلك فلعل الحلبي توهم وهما أن ابن أبي شيبة رواه باللفظ المشهور عند الناس الذي لا أصل له بهذا اللفظ في كتب الحديث، أو لعله اعتمد على نسخة من نسخ المصنف غير صحيحة، ومهما يكن من شيء فالذي يكون الاعتماد عليه هو كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، فهو أرجح من كلام الحلبي – رحمه الله تعالى – عند تعارض النقلين عن مصنف ابن أبي شيبة – رحمه الله تعالى -.
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام
والخلاصة لما جاء في كلامي هذا ينحصر فيما يلي:
[1] لا وجود لهذا الحديث بلفظ " إذا حضر العشاء، وحضرت العشاء فابدأوا بالعشاء " في كتب السنة كما قال العراقي، وتابعه من جاء بعده من الحفاظ، وعلى رأسهم تلميذه العسقلاني، ثم تلميذ تلميذه السخاوي، ثم تلميذ السخاوي الديبع، كما تابعه أيضا السيوطي، والعجلوني، وابن طاهر الفتني، والقاري، والشوكاني وغيرهم.
[2] قد ورد في البخاري ومسلم بلفظ أعم وأشمل وهو حديث " إذا حضر العشاء، وأقيمت الصلاة فابدأوا العشاء "، لأن لفظة الصلاة ها هنا تعم المغرب والعشاء.
[3] قد ورد في الصحيح حديث آخر دال على هذا المعنى بلفظ أعم من الحديث السابق، وهو حديث " لا صلاة بحضرة طعام "، الذي شمل جميع الفرائض والسنن والنوافل، كما شمل طعام العشاء وغيره.
[4] من روى عن مصنف ابن أبي شيبة أنه أخرج الحديث بلفظ " إذا حضر العشاء، وحضرت العشاء فابدأوا بالعشاء " فهو غالط، فهذا الحديث بهذا اللفظ المسجوع لا وجود له في مصنف ابن أبي شيبة أصلا.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب].
انتهى هذا الجواب الماتع من " رسائل وفتاوى حديثية "
للعلامة القاضي الفقيه:
محمد بن إسماعيل العمراني.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 06:24]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذه الفائدة!.
وحبذا لو تعرفنا بالشيخ / محمد العمراني!.
بوركت أخي (علي).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 07:35]ـ
حياكم الله أخي محمود، وبارك الله فيكم.
ترجمة محمد العمراني (كما ترجم له بعض تلامذته).
هو محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شايع العَمْراني.
وُلد في ربيع الأول سنة (1340هـ) الموافق (1922) في مدينة "صنعاء".
نشأ يتيما، إذْ تُوفِّي والده سنة (1344هـ) وعمره لم يتجاوز الرابعة، وكان أبوه ذا ديانة، وجده كان من كبار علماء اليمن، لا سيما في الحديث، وقد ترجم له-أعني الجد- مؤلف "نزهة النظر في تراجم رجال القرن الرابع عشر من هجرة سيد البشر".
وكان أخوه-أي أخو الجد- عبد الرحمن بن محمد من كبار علماء اليمن، وقد أخذ الأخوان المذكوران عن العلامة الشوكاني في آخر عمره.
وأبو جده القاضي محمد بن علي العمراني أعلم من ولديه، وقد أخذ عن الشوكاني في أكثر الفنون، وصحبه أكثر من ثلاثين عاما، وله مؤلفات وترجم له جماعة كشيخه الشوكاني في " البدر الطالع"، والزركلي في " الأعلام" وغيرهما.
والعلامة محمد العمراني صاحب أسانيد عالية، وأقرب سند له إلى العلامة الشوكاني – رحمه الله تعالى –
وهو ما يرويه عن القاضي عبد الله حُميد عن شيخه العلامة علي السدمي عن شيخه (جد محمد بن إسماعيل) محمد بن محمد العمراني عن شيخه العلامة الإمام الشوكاني جميع ما حواه مؤلَّف الشوكاني، وهو " إتحاف الأكابر في مسندات الدفاتر".وله إسنادان قريبان آخران إلى الإمام الشوكاني.
وله أسانيد قريبة إلى العلامة الصنعاني صاحب المؤلفات المشهورة.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 10:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
بارك الله فيك أخي (علي) ............. أجدت وأفدت وما حدت لله أبوك!.أخوك/
مَحمُود الغَزّي(/)
هل هذا الفهم لهذا الحديث - صحيح؟؟!!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 11:42]ـ
قفي صحيح مسلم: أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
سمعت الكثير من الدعاة يشرحون الحديث ويبشرون الناس بأن من صلى الصبح في جماعة فهو في أمان الله فلن يصيبه أذىً أو مكروه طيلة يومه.
وأظن أن هذا المعنى ليس بصواب، بل إن الحديث فيه وعيد شديد لمن يتعرض لأولياء الله والصالحين من عباده الذين يحافظون على هذه الصلاة في المسجد، والتي يصعب على المنافقين إقامتها بالمسجد، وليس ذلك مانعاً أن يتعرض أحد من المجرمين بسوءٍ الى هؤلاء الصالحين فالحديث إخبار فيه معنى الانشاء والنهي
وذلك كقوله تعالى " ومن دخله كان آمناً " أي من دخله فأمنوه ولا تعرضوا له ولا تعتدوا عليه، وليس ذلك مانعاً من أن يتعرض احد له أو يؤذيه في الحرم كما حدث مراراً.
فأي الفهمين أولى بالصواب مع الاستدلال وذكر البرهان - وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 05:48]ـ
قفي صحيح مسلم: أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
سمعت الكثير من الدعاة يشرحون الحديث ويبشرون الناس بأن من صلى الصبح في جماعة فهو في أمان الله فلن يصيبه أذىً أو مكروه طيلة يومه.
وأظن أن هذا المعنى ليس بصواب، بل إن الحديث فيه وعيد شديد لمن يتعرض لأولياء الله والصالحين من عباده الذين يحافظون على هذه الصلاة في المسجد، والتي يصعب على المنافقين إقامتها بالمسجد، وليس ذلك مانعاً أن يتعرض أحد من المجرمين بسوءٍ الى هؤلاء الصالحين فالحديث إخبار فيه معنى الانشاء والنهي
وذلك كقوله تعالى " ومن دخله كان آمناً " أي من دخله فأمنوه ولا تعرضوا له ولا تعتدوا عليه، وليس ذلك مانعاً من أن يتعرض احد له أو يؤذيه في الحرم كما حدث مراراً.
فأي الفهمين أولى بالصواب مع الاستدلال وذكر البرهان - وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل
أنا طالب علم
ويحب مذاكرته مع طلاب العلم
لذلك:
أرى أني ارتحت لما ذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي:
(فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ)
(فَلَا يُتْبِعَنكُمْ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ) " .... أَوْ الْمُرَادُ بِالذِّمَّةِ الصَّلَاةُ الْمُوجِبَةُ لِلْأَمَانِ أَيْ لَا تَتْرُكُوا صَلَاةَ الصُّبْحِ فَيُنْتَقَضُ بِهِ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ فَيَطْلُبُكُمْ بِهِ " اِنْتَهَى.
فلا أشكال فيما يقوله الدعاة؛ لأن الله تعالى يقول:
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (الرعد:11).
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
" مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه، وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم.
وقال تعالى:
{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} (النساء:78)
فمن يدركه الموت وهو تارك لصلاة الفجر جماعة بلا عذر فهو في خطر.
وهذا يدل على فضلها العظيم، وعقاب تاركها الكبير، فكيف له أن يترك هذا الفضل الكبير.
وأيضا ما ذهبت إليه يبطل معنى الحديث فلا معنى له
ما معنى (في ذمة الله)
أليس الأمر عظيما، أيكل الله تعالى الأمر لذمم الناس وثباتهم وخوفهم من الله تعالى طبعا لا، وهو الذي يقول:
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (يوسف:103).
وأيضا فما فائدة الأذكار، إذا كان الأمر سيتعلق بذمم الناس!
والذين يحافظون على الأذكار يعلمون ويستشعرون حفظ الله لهم
ويشهد لذلك الكثير والحمد لله
وكفى بالذكر شاهدا على ذلك.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jun-2008, صباحاً 10:04]ـ
المعنى الذي فهمه الأخ شريف شلبي هو الصحيح.
ولا يمكن أن يكون الذي يصلي الصبح معصومًا من الأذى؛ فهذا خلاف الواقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 07:41]ـ
المعنى الذي فهمه الأخ شريف شلبي هو الصحيح.
ولا يمكن أن يكون الذي يصلي الصبح معصومًا من الأذى؛ فهذا خلاف الواقع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
نعم شيخنا الفاضل أبا مالك
إذا كان الأخ
يقصد العصمة التي للأنبياء فكلامه صحيح
لكن لا أعتقد أن الدعاة يقصدون هذا النوع من العصمة
بل انه في حفظ الله تعالى
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ." (أخرجه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ "
فهذه الأحاديث دالة على أن من دخل الإسلام فهو في ذمة الله تعالى.
إذن ما الفائدة أو الفقه الذي يضيفه الحديث
نعم إن المنافق تثقل عليه صلاة الفجر، وبذلك نعلم جيدا أن هذا الشخص من أهل الإيمان.
لكن هل سيزيد ذلك أو ينقص من كونه في ذمة الله تعالى = (فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ).
وهناك زيادة في المتن ذكرها ابن ماجة:
3935 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَابِسٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي عَهْدِهِ فَمَنْ قَتَلَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ حَتَّى يَكُبَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ.
وهذه الزيادة لو صحت لكانت مؤيدة لما ذهبتم إليه، وهي ضعيفة كما ظهر لي:
فالإسناد فيه انقطاع.
وورد في مجمع الزوائد:
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
ولم ترد في الرواية التي في الصحيح.
وقال تعالى:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل:97).
أما ما يخص الحفظ، فما ورد في الحديث التالي يصلح مفسرا له.
وقد أخرج الترمذي بسندٍ حسن من حديث أبي ذَرٍّ أن رسول الله قال: " من قال في دُبُر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويُميت وهو على كل شيءٍ قدير عًشْرً مرات كتبت له عشر حسنات، ومُحيت عنه عًشر سيئات ورُفع له عشر درجات وكان يومه هذا كله في حِرز من كل مكروه وَحِرس من الشيطان ولم ينبغِ لذنبٍ أن يدركهُ في ذلك اليوم إلا الشرك بالله " زاد النسائي: " بيده الخير"
وهذه مدارسة.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 09:08]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل راجعت شروح أهل العلم على الحديث؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 09:45]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: أبو البواسل
لسنا في حاجة الى الزيادة التي افدتم بعدم صحتها لتأييد فهمنا للحديث، حيث أنه صلى الله عليه وسلم في صلب الحديث يقول " فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء " أي لا تتعرضوا لمطالبة الله ومحاسبته لكم - بإصابتكم لمن هذه صفته بأذى أو ضرر أو مكروه
فلو كان المقصود بالحديث العصمة من المكروه والأذى، فكيف يكون هذا التهديد من الله تعالى؟! هل يكون على شيئ مستحيل وقوعه ... فتأمل!!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 08:42]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل راجعت شروح أهل العلم على الحديث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وفقكم الله شيخنا الفاضل نعم راجعت حفظكم الله
وفيما يلي بإذن الله سأضيف بعض النقول.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 09:07]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل: أبو البواسل
لسنا في حاجة الى الزيادة التي افدتم بعدم صحتها لتأييد فهمنا للحديث، حيث أنه صلى الله عليه وسلم في صلب الحديث يقول " فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء " أي لا تتعرضوا لمطالبة الله ومحاسبته لكم - بإصابتكم لمن هذه صفته بأذى أو ضرر أو مكروه
فلو كان المقصود بالحديث العصمة من المكروه والأذى، فكيف يكون هذا التهديد من الله تعالى؟! هل يكون على شيئ مستحيل وقوعه ... فتأمل!!
أخي الفاضل شريف شلبي:
العبد الفقير أبو الأسود يريد أن يقول ما يلي:
الدليل هو:
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
" مَنْ صَلَّى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذِمَّة اللَّه، وَإِنَّ مَنْ يَطْلُبهُ اللَّه بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّته يُدْرِكهُ ثُمَّ يَكُبّهُ عَلَى وَجْهه فِي النَّار " أَخْرَجَهُ مُسْلِم.
تذكر يا أخي ما يقوله العلماء من أن إعمال الدليل خير من إهماله
فإذا تذكرت ذلك، انتبه للحديث التالي:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ." (أخرجه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ "
إذن الدخول في الإسلام سبب لـ (فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ)
إذن فما الفائدة التي يضيفها الحديث لابد من فائدة.
ستقول لي أن حرمة من يصلي صلاة الفجر أكبر.
سأقول لك أن هناك من يصلي الفجر على سبيل الرياء أو النفاق، يعني عنده حاجة يريدها غير وجه الله تعالى.
أليس هذا هو الواقع.
هل ستقول لي أن حرمة هذا الإنسان ستكون أكبر، طبعا لا.
فلماذا قد تشعر أن الواقع لن يكون موافقا لواقع الناس واختلافهم. ألسنا متفقين على ذلك.
فمن سيفرق بين هؤلاء، طبعا لن يفرق إنسان إلا ببيان، لكن سيفرق الديان.
فما الفائدة التي سنجنيها من الحديث إذن.
ألم نتعلم أن السلف استفادوا من القرائن التي تحتف بالنص لتفسيره وسبر معانيه؟
هذا ما حاولته فيما سبق، فهل تستطيع أن تقول لي أن من يدخل الإسلام حرمته أقل من حرمة من يصلي الفجر؟
فإذا قلت ذلك، فهذه مشكلة ما فائدة هذا الأمر لابد من فائدة، هل القتل يتجزأ أخي الفاضل، الحرمة حرمة أليس كذلك، هذه مشكلة.
هناك أمر آخر، هل الحفظ إن ذهبت أنت لما ذهبت إليه أنا سيقير من قدر الله تعالى، طبعا لا، قد يسأل إنسان ما الله تعالى الشهادة، فيستشهد بعد صلاة الفجر، هل هذا يناقض الحفظ، طبعا لا، وما أجمله من حفظ!
أما ما يخص صلاة الفجر، فالقرائن تقول أنمعنى (في ذمة الله)، معناها في حفظ الله تعالى، فأنت تعلم بإذن الله تعالى فضائل صلاة الفجر أليس كذلك.، وتعلم أيضا بإذن الله تعالى عقاب النتهاون فيما يخص هذا الشأن وفيما يلي سأعرض بعض الأمور التي اعتقدت أنها تؤيد قولي بإذن الله تعالى.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 09:12]ـ
الإسلام سؤال وجواب:
معنى حديث (مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ)
ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ... )؛ وكيف أكون في ذمة الله؟ وهل صلاة الرجل مع زوجته في البيت جماعة له نفس معنى الجماعة المراد في الحديث؟
الحمد لله
روى مسلم (657) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي في "شرح مسلم" (5/ 158):" الذِّمَّة هنا: الضمان، وقيل الأمان " انتهى.
قال الطيبي رحمه الله: " وإنما خص صلاة الصبح بالذكر؛ لما فيها من الكلفة والمشقة، وأداؤها مظنة خلوص الرجل، ومنه إيمانه؛ ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله تعالى وعهده. " شرح مشكاة المصابيح، للطيبي (2/ 184).
وفي المراد بالحديث قولان للعلماء:
الأول: أن يكون في الحديث نهي عن التعرض بالأذى لكل مسلم صلى صلاة الصبح، فإن من صلى صلاة الصبح فهو في أمان الله وضمانه، ولا يجوز لأحد أن يتعرض لِمَن أمَّنَه الله، ومن تعرض له، فقد أخفر ذمة الله وأمانه، أي أبطلها وأزالها، فيستحق عقاب الله له على إخفار ذمته، والعدوان على من في جواره. انظر: فيض القدير للمناوي (6/ 164).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (1/ 591):
" في هذا دليل على أنه يجب احترام المسلمين الذي صدَّقوا إسلامهم بصلاة الفجر؛ لأن صلاة الفجر لا يصليها إلا مؤمن، وأنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم " انتهى.
ويدل لهذا المعنى ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 5) بسنده، وقال الألباني عنه في "صحيح الترغيب" (1/ 110): صحيح لغيره:
عن الأعمش قال: كان سالم بن عبد الله بن عمر قاعدا عند الحجاج، فقال له الحجاج: قم فاضرب عنق هذا، فأخذ سالم السيف، وأخذ الرجل، وتوجه باب القصر، فنظر إليه أبوه وهو يتوجه بالرجل، فقال: أتراه فاعلا؟! فردَّه مرتين أو ثلاثا، فلما خرج به قال له سالم: صليت الغداة؟ قال: نعم. قال: فخذ أي الطريق شئت، ثم جاء فطرح السيف، فقال له الحجاج: أضربت عنقه؟ قال: لا، قال: ولِمَ ذاك؟ قال: إني سمعت أبي هذا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى الغَدَاةَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ حَتَّى يُمسِيَ)!!
والقول الثاني: أن يكون المقصود من الحديث التحذير من ترك صلاة الصبح والتهاون بها، فإن في تركها نقضا للعهد الذي بين العبد وربه، وهذا العهد هو الصلاة والمحافظة عليها.
قال البيضاوي: " ويحتمل أن المراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان، فالمعنى: لا تتركوا صلاة الصبح ولا تتهاونوا في شأنها، فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم، فيطلبكم الله به، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه أدركه، ومن أدركه كبه على وجهه في النار، وذلك لأن صلاة الصبح فيها كلفة وتثاقل، فأداؤها مظنة إخلاص المصلي، والمخلص في أمان الله " انتهى. نقلا عن "فيض القدير" (6/ 164)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن فضيلة الدخول في ذمة الله تعالى وجواره، المذكورة في هذا الحديث، إنما تثبت لمن صلى الصبح في جماعة؛ ولذلك بوب عليه النووي رحمه الله ـ في تبويبه لصحيح مسلم: باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، وسبقه إلى ذلك المنذري رحمه الله، فذكر الحديث في كتابه: الترغيب والترهيب، باب: (الترغيب في صلاة الصبح والعشاء خاصة، في جماعة، والترهيب من التأخر عنهما).
بل إن هذا هو ظاهر صنيع الإمام مسلم؛ حيث روى قبل الحديث نحوا من عشرين حديثا، وبعده بضعة عشر حديثا، كلها تتحدث عن صلاة الجماعة، وما يتعلق بها.
ولذلك أورده الحافظ عبد الحق الأشبيلي في الجمع بين الصحيحين له، في باب: صلاة الجماعة (923).
واعتمده المباركفوري في شرح الترمذي. قال: " (من صلى الصبح) في جماعة ". انتهى.
وقال ابن علان في دليل الفالحين (3/ 550): " أي: جماعة، كما في رواية أخرى ".
ويشهد لهذا التقييد ـ من حيث الرواية ـ حديث أبي بكرة رضي الله عنه: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ... ) قال الهيثمي رحمه الله (2/ 29): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في الترغيب: "ورجال إسناده رجال الصحيح "، وقال الألباني: صحيح لغيره. انظر: صحيح الترغيب، رقم (461).
تنبيه: هذه الزيادة اعتمدها المناوي أيضا، ونسبها إلى مسلم. وهو وهم منه، فزيادة (جماعة ليست في مسلم، بل ولا في شيء من الكتب الستة.
وقيل: إن هذه الفضيلة تحصل لكل من صلى صلاة الصبح في وقتها، حتى ولو لم يدرك الجماعة، لعدم التقييد بذلك في رواية مسلم وغيره من أصحاب الكتب الستة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو الظاهر من تبويب ابن ماجة رحمه الله على هذا الحديث في سننه: باب: المسلمون في ذمة الله، من كتاب الفتن.
وعلى ذلك ـ أيضا ـ ابن حبان في صحيحه (5/ 36): " باب ذكر إثبات ذمة الله جل وعلا للمصلي صلاة الغداة "، هكذا بإطلاق المصلي.
ثالثا:الجماعة الشرعية التي جاء الأمر بها وترتيب الأجور عليها هي جماعة المسجد، وليست أي جماعة أخرى، وقد سبق تفصيل ذلك في الأسئلة (8918) (49947) (72398)
وفي خصوص فضل صلاة الصبح في جماعة جاءت بعض الأدلة:
فقد جاء في تفسير الطبري (3/ 270) في تفسير قوله تعالى (وَالمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ) عن زيد بن أسلم أنه قال: هم الذين يشهدون الصبح في جماعة.
وفي تفسير قوله تعالى (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا) السجدة/16 قال أبو الدرداء والضحاك: صلاة العشاء والصبح في جماعة.
انظر "زاد المسير" (6/ 339)
وفي صحيح مسلم (656) من حديث عثمان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ الَّليلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى الَّليلَ كُلَّهُ).
وروى البخاري (615) ومسلم (437) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَلَو يَعلَمُونَ مَا فِي العَتمَةِ وَالصُّبحِ لَأَتَوهُمَا وَلَو حَبوًا)
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة. "الاستذكار" (2/ 147)
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/72559
رقم الفتوى: 69311
عنوان الفتوى: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" هل ينالها من يؤديها منفردا
تاريخ الفتوى: 18 شوال 1426/ 20 - 11 - 2005
السؤال
لي استفسار حول صلاة الصبح و المتمثلة في حماية الله وحفظه (في ذمة الله) تنطبق على المسلم الذي يصلي صلاة الصبح مع جماعة المسلمين في المسجد أو الذي يصلي منفردا في الغرفة (بدون سبب شرعي) وفي وقته أرجو ذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)
بارك الله فيكم و دمتم في نشر نور الإسلام خدمة المسلمين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معظم عبارات الحديث الوارد في هذا المعنى ليس فيها تقييد الصلاة بكونها في الجماعة، ولفظ الحديث كما في مسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم. لكن رواية الطبراني وابن ماجه كما في صحيح الترغيب والترهيب للألباني تفيد التقييد بصلاة الصبح في جماعة، ولفظ الحديث: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه.
وعلى هذا، فإن هذه الرواية مقيدة لإطلاق الروايات الأخرى حيث إن الروايات الأخرى ظاهرها أن كل من صلى صلاة الصبح في جماعة أو منفردا فقد حصل على هذه الفائدة، ورواية الطبراني وابن ماجه تصرح بصلاته جماعة فقيدت إطلاق الروايات الأخرى فدلت على أن المراد من صلى الصبح في جماعة، ويؤيد هذا ما في تحفة الأحوذي عند شرح الحديث الوارد في هذا المعنى ورواية الترمذي: من صلى الصبح فهو في ذمة الله. فقال شارحه: من صلى الصبح في جماعة، ويؤيده أيضا ما في فيض القدير للمناوي حيث قال: من صلى الصبح في رواية مسلم في جماعة وهي مقيدة للإطلاق. انتهى.
وخلاصة القول أن الظاهر من خلال ما مر أن الذي يحصل على هذه المزية هو من يصلي صلاة الصبح في الجماعة، ولا يبعد أن يحصل عليها من تخلف عن الجماعة لعذر، أو من كان الأفضل له الصلاة في بيته (النساء).
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 16965، والفتوى رقم: 5153.
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=69311
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 09:18]ـ
كيف تفوز بكنوز صلاة الفجر؟؟؟
ناعوس يحيى*
2006 - 04 - 09
(يُتْبَعُ)
(/)
خلقنا في هذه الدنيا لنقيم شعائر التقرب إلى الله تعالى، وكان من أعظمها الصلاة، لأن الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال عند الله عزوجل , فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال: " سألت رسول الله أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها ".
فضل صلاة الفجر في جماعة
عظَّم الله عزَّ وجلَّ وقت الصبح في كتابه فأقسم به سبحانه في كتابه وإذا أقسم العظيم بأمرٍ فاعلم أن هذا الأمر مُعظم، قال تعالى: "و الفجر و ليال عشر .. " , فقد أخرج البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: " لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير (التبكير) لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة (العشاء) والصبح لأتوهما ولو حبواً ".
وأخرج الطبراني بسندٍ حسن أن أبي الدرداء قال حين حضرته الوفاة سمعت رسول الله يقول: " اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واعدُوا نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم فإنها تُستجابُ ومن استطاع منكم أن يشهدَ صلاتين العشاء والصبح ولو حَبواً فليفعل ".
بشارات:
البشارةِ الأولى: إن صلاة الفجر من أفضل الصلوات
- فقد أخرج البيهقي بسند صحيح أن النبي قال:
" أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة "
البشارة الثانية: أن الله يباهي الملائكة بمن ترك فراشه وقام لصلاته
- فقد أخرج الإمام أحمد بسندٍ حسن أن النبي قال: " عَجِبَ ربُّنا عزَّ وجلَّ من رجلٌ ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحِبه إلي صلاته، فيقول ربنا أيا ملائكتي انظروا إلي عبدي ثار عن فراشه ووِطائه ومن بين حِبه وأهله إلي صلاته رغبةً فيما عندي وشفقة مما عندي ".
البشارة الثالثة: من خرج يسعى لصلاة الفجر في جماعة أعطاه الله نور يوم الظلمات:
- اقرأ حديث رسول الله الذي رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة بسندٍ صحيح عن بُريدة الأسلمي قال: قال رسول الله:
" بشر المشَّائين في الظُّلمِ إلي المساجدِ بالنور التامِّ يومَ القيامة ".
- وعند الطبراني قال: بإسنادٍ حسن من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال" إن الله ليضيء للذين يتخللونَ إلي المساجد في الظلام بنورٍ ساطعٍ يومَ القيامة ".
البشارة الرابعة: ركعتا الفجر (سنة الفجر) خيرٌ من الدنيا وما فيها
أخرج الإمام مسلم من حديث عائشة أن النبي قال: " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ".
البشارة الخامسة: ثم إذا صليت في جماعة الفجر يكتب لك أجر قيام الليل:
البشارة السادسة: تجتمع فيها الملائكة وتدعو لمن صلى الفجر في جماعة: أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: " تفضل صلاة الجميع (الجماعة) صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءاً وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر ".
وعند البخاري أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يَعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم (وهو أعلم بهم) كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ".
زاد ابن خزيمة في صحيحة: " إن الملائكة تقول: اللهم أغفر له يوم الدين ".
البشارة السابعة: ذكر خاص بعد صلاة الفجر فيه ما فيه من الأجر: أخرج الترمذي بسندٍ حسن من حديث أبي ذَرٍّ أن رسول الله قال: " من قال في دُبُر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويُميت وهو على كل شيءٍ قدير عًشْرً مرات كتبت له عشر حسنات، ومُحيت عنه عًشر سيئات ورُفع له عشر درجات وكان يومه هذا كله في حِرز من كل مكروه وَحِرس من الشيطان ولم ينبغِ لذنبٍ أن يدركهُ في ذلك اليوم إلا الشرك بالله " زاد النسائي: " بيده الخير"
- وزاد كذلك: " وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة ".
البشارة الثامنة: وبعد الانتهاء من الصلاة أنت كتبت من الأبرار ومن وفد الرحمن:
أخرج الطبراني بسندٍ حسن حسنه الألباني من حديث أبي أُمامة أن النبي قال:
" من توضأ في بيته ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر ثم خرج من المسجد كتبت صلاته يومئذٍ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن ".
(يُتْبَعُ)
(/)
البشارة التاسعة: وبعد الانتهاء من الصلاة أنت في حماية وحفظ الله: أخرج الطبراني بسندٍ حسن أن النبي قال: " من صلى الصبح كان في جوار الله يومه ".
وأخرج الإمام مسلم من حديث جندب بن سفيان أن رسول الله قال: " من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله (حتى يُمسي) " أي في حماية الله، وفي ضمان الله عزَّ وجلَّ، وفي عهد الله.
البشارة العاشرة: ثم إن صلاة الفجر تعطيك فرصة عظيمة لتحصيل الأجور الكبيرة:
فمن صلى الفجر في جماعة فله فرصة أن ينال أجر حجة وعمرة وليس هذا الأجر إلا لمن صلى الفجر , فقد أخرج الترمذي بسند قال: حسن حسنه الألباني عن أنس بن مالك عن النبي " من صلى الغداة (الصبح) في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ".
أخرج الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجة عن صخر الغامدي عن النبي قال:
" اللهم بارك لأمتي في بكورها ".
البشارة الحادية عشر: من صلى الصبح في جماعة فله وعد من الله بدخول الجنة:
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله:
" من صلى البردين دخل الجنة " , و قد أخرج الإمام مسلم عن عمارة بن رويبة أن النبي قال: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "
و قد أخرج البخاري ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي –رضي الله عنه- قال:
كنا جلوسا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الفجر وقبل غروبها فافعلوا ".
هذ هي البشائر الحسان التي يعطيها الله سبحانه وتعالى لمرتاد المساجد ساعيا لرضى الله، متخليا عن لذة النوم و الفراش المريح، قاصدا الخطوات النيرات ليحصل على الجزاء العظيم الذي أعده الله الكريم لكل من سار خلف محمد –صلى الله عليه وسلم-أخي الكريم وأختي الكريمة فلنشمر على سواعد الجد من أجل كسب هذه الفضائل العظيمة و الله يوفقنا وإياكم لما فيه خير الدارين.
http://meshkat.net/new/*******s.php?catid=6&artid=7193
عباد الله كما أن للمحافظ على صلاة الفجر جماعة أجور وكنوز فإن لمن ضيعها آثار مدمرة وعقوبات مخفية:
أولها الإتصاف بصفات المنافقين:
قال تعالى: ((وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً)) رواة الشيخان عن أبي هريرة وها هو ابن مسعود يقول: لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق ويقول بن عمر: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن.
/ الويل والغي لمن ترك صلاة الفجر: قال تعالى: ((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)) وقال عز وجل: ((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعواالشهوات فسوف يلقون غيّا)) مريم.
أضاعوها فأخروها عن وقتها كسلاً وسهوا ونوماً (وغي هو واد في جهنم تتعوذ منه النار في اليوم سبعين مرة).
ثالثها: يبول الشيطان في أذنيه: كما روى ان بن مسعود قال ذكر رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم: نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه واستخف به حتى جعله مكاناً للبول نعوذ بالله من ذلك.
رابعها:الخبث والكسل طوال اليوم لمن نام عن صلاة الفجر: وبهذا روى مسلم ان النبي صلى الله قال ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)) ليس هذا فحسب بل وتعلن فضيحة على الملأ وتفوح معصية في ألأرجاء: قال أحد التابعين ((إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه مذلته ((.
خامسها: كسر الرأس في القبر ويوم القيامة:
فقد ثبت في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى في رؤيا له
(يُتْبَعُ)
(/)
أن رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه فيشد في رأسه فتتدهور الحجر فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان يفعل به مثل المرة الأولى وهكذا حتى تقوم الساعة فقال صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جبريل، قال هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة
عباد الله كيف نأمل أن ينصرنا الله عز وجل وان يرزقنا ويهزم أعداءنا وان يمكن لنا في الأرض ونحن في تقصير وتفريط في حق الله
كيف نسمع نداءه في كل يوم حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم ونحن لا نستجيب
هل أمنا مكر الله؟
هل نسينا وقوفنا بين يدي الله؟
فياعبد الله قم عن الفراش وانهض من نومك واستعن بالله رب العالمين.
سادسها: يمنع الرزق وبركته:
قال ا بن القيم: ((ونومة الصبح تمنع الرزق لإنه وقت تقسم فيه الأرزاق))
رآى بن عباس ابناً له نائما نوم الصبح فقال له قم ا تنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق.
فيا عبد الله لا تفرط في الصلاة عامة وصلاة الفجر خاصة وشمر عن ساعد الجد واستعن بالله وهذه أمور تساعدك على اداء صلاة الفجر في جماعة:
أولها: نم مبكراً واترك السمر:
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اخبرنا ان الجسم له حق علينا فإن اطالة السهر له تأثير على صحة الانسان فالنوم المبكر خير والكلام بعد صلاة العشاء ورد النهي عنه من نبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح الا ما استثناه الدليل من مسامرة الزوج زوجته والجلوس مع الضيف ومدارسة العلم اما اذا خشي فوات صلاة الفجر فلا يجوز.
وثانيها: احرص على آداب النوم:
كالنوم على طهارة وأداء ركعتي الوضوء والمحافظة على أذكار النوم والاضطجاع على الشق الأيمن ووضع الكف الأيمن تحت الوجه وقراءة المعوذتين في الكفين ومسح ما أستطاع من الجسد بهما وغير ذلك من الاداب وادع الله أن يوفقك للقيام.
ثالثها: ابذر الخير تحصد الخير:
فمن قام عقب أداء طاعة من صلة رحم أو بر والدين و إحسان إلى جار أو صدقة سر, أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو سعي في حاجة مسلم كافأه الله بأن يكون ممن يشهدون الفجر ثالثها عدم الإكثار من الأكل والشرب فأن كثرة الاكل تولد ثقلا في النوم بل حتى الطاعة تقل والخشوع يذهب لان من اكل كثيرا شرب كثيرا فتعب كثيرا فنام كثيرا فغفل كثيرا فخسر كثيراً.
ورابعها: ابتعد عن المعاصي في النهار كي تستطيع أن تقوم للصلاة:
وذلك بحفظ الجوارح عما لا يحل لها بالبعد عن النظر الحرام وكذلك اللسان والسمع وسائر الاعضاء فمن نام على معصية ارتكبها من غيبة مسلم أو خوض في باطل أو نظرة الى حرام أو خلف وعد أو اكل حرام عوقب بالحرمان من شهود الفجر لان من أساء في ليله عوقب في نهاره ومن أساء في نهاره عوقب في ليله اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه.
وخامسها:لا تنسى عاقبة الصبر:
فمن عرف حلاوة الأجر هانت عليه مرارة الصبر والعاقل الفطن له في كل ما يرى حوله عبرة فمن سهر الليالي بلغ المعالي ومن استأنس بالرقاد استوحش يوم المعاد الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله الجنة
اسأل الله أن يوفقنا لطاعته وأن يبعدنا عن معصتيه.
منقول.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Jun-2008, صباحاً 09:21]ـ
هذا ما عندي الآن والله أعلى و أعلم وأحكم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:31]ـ
بل إن الحديث فيه وعيد شديد لمن يتعرض لأولياء الله والصالحين من عباده الذين يحافظون على هذه الصلاة في المسجد، والتي يصعب على المنافقين إقامتها بالمسجد
فمن يدركه الموت وهو تارك لصلاة الفجر جماعة بلا عذر فهو في خطر.
المعذرة، ولكن أين تجدون في الحديث أنها الصلاة جماعة؟ .. والحديث فقط ذكر صلاة الفجر.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 12:40]ـ
المعذرة، ولكن أين تجدون في الحديث أنها الصلاة جماعة؟ .. والحديث فقط ذكر صلاة الفجر.
أخي الفاضل هل قرأت الفتوى التي وضعت سابقا؟ فإذا كنت قد قرأتها ومازلت معترضا؟
أفدنا بما عندك إذا تكرمت.
رقم الفتوى: 69311
عنوان الفتوى: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله" هل ينالها من يؤديها منفردا
تاريخ الفتوى: 18 شوال 1426/ 20 - 11 - 2005
السؤال
(يُتْبَعُ)
(/)
لي استفسار حول صلاة الصبح و المتمثلة في حماية الله وحفظه (في ذمة الله) تنطبق على المسلم الذي يصلي صلاة الصبح مع جماعة المسلمين في المسجد أو الذي يصلي منفردا في الغرفة (بدون سبب شرعي) وفي وقته أرجو ذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)
بارك الله فيكم و دمتم في نشر نور الإسلام خدمة المسلمين
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن معظم عبارات الحديث الوارد في هذا المعنى ليس فيها تقييد الصلاة بكونها في الجماعة، ولفظ الحديث كما في مسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم. لكن رواية الطبراني وابن ماجه كما في صحيح الترغيب والترهيب للألباني تفيد التقييد بصلاة الصبح في جماعة، ولفظ الحديث: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه.
وعلى هذا، فإن هذه الرواية مقيدة لإطلاق الروايات الأخرى حيث إن الروايات الأخرى ظاهرها أن كل من صلى صلاة الصبح في جماعة أو منفردا فقد حصل على هذه الفائدة، ورواية الطبراني وابن ماجه تصرح بصلاته جماعة فقيدت إطلاق الروايات الأخرى فدلت على أن المراد من صلى الصبح في جماعة، ويؤيد هذا ما في تحفة الأحوذي عند شرح الحديث الوارد في هذا المعنى ورواية الترمذي: من صلى الصبح فهو في ذمة الله. فقال شارحه: من صلى الصبح في جماعة، ويؤيده أيضا ما في فيض القدير للمناوي حيث قال: من صلى الصبح في رواية مسلم في جماعة وهي مقيدة للإطلاق. انتهى.
وخلاصة القول أن الظاهر من خلال ما مر أن الذي يحصل على هذه المزية هو من يصلي صلاة الصبح في الجماعة، ولا يبعد أن يحصل عليها من تخلف عن الجماعة لعذر، أو من كان الأفضل له الصلاة في بيته (النساء).
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 16965، والفتوى رقم: 5153.
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/S...ang=A&Id=69311
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 05:16]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:26]ـ
جزاك الله خيراً.
بارك الله فيك أخي الفاضل.(/)
الشرح المبين لحديث بني الاسلام من الاربعين لاخيكم ابي قتادة السلفي
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 05:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين
هذا شرح حديث الثالث من الاربعين قمت بجمع بعض كلام اهل العلم الذي ذكر على هذا الحديث واليكم ما جمعته من الفوائد:
عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الاسلام على خمس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم
ترجمة عبد الله بن عمر رضي الله عنه: هو ابو عبد الرحمن اسلم مع ابيه وهو صغير لم يبلغ الحُلُم وقيل ان اسلامه كان قبل اسلام ابيه وهذا لا يصح وكان رضي الله عنه ينكر هذا.
وهجرته كانت قبل هجرة ابيه، واول مشاهده الخندق لم يشهد بدرا لانه كان ممن لم يحتلم ورده النبي صلى الله عليه وسلم يوم احُد واجازه يوم خندق، ادرك الفتح.
وكان رضي الله عنه من اهل الورع والعلم وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بنت عمر: ان اخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل. فما ترك
بعدها ابن عمر قيام الليل. رواه البخاري ومسلم
قال ميمون بن مهران: ما رأيت أورع من ابن عمر ولا أعلم من ابن عباس.
مات عبد الله ابن عمر بمكة سنة ثلاث وسبعين لا يختلفون في ذلك بعد قتل ابن الزبير بثلاثة اشهر او نحوها وقيل ستة اشهر.
دفن في طُوى في مقبرة المهاجرين.
الكلام على الحديث:
الحديث اخرجه مسلم والبخاري ورواه الترمذي والنسائي واحمد في مسنده والطبراني في المعجم الاوسط والمعجم الصغير ايضا وهو حديث صحيح باتفاق اهل الحديث ولم يتنازع احد في صحته
قال النووي: ان هذا الحديث اصل عظيم في معرفة الدين وعليه اعتماده وقد جمع اركانه.
بني الاسلام على خمس) فيه بيان عظم شأن هذه الخمس وان الاسلام مبني عليها. قال ابو العباس القرطبي: يعني ان هذه الخمس اساس دين الاسلام وقواعده التي عليها بُني وبها يقوم.
قال النووي: اي فمن اتى بهذه الخمس فقد تم اسلامه.
الاسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا روسل الله) وهذان اصلان لا بد منهما في قبول اي عمل يعمله الانسان.
لا اله الا الله: لا معبود حق الا الله فيجب على اي انسان ان يفرد الله عز وجل بالعبادة وان يكفر بما سواه كما جاء في لفظ اخر للحديث في مسلم: ان يُعبد الله ويُكفر بما دونه)
محمد رسول الله: اي ان تفرد النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة فلا تعبد الله عز وجل الا وفق ما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
فائدة: قال الحافظ في الفتح: ان قيل: لم يذكر الايمان بالانبياء والملائكة وغير ذلك مما تضمنه سؤال جبريل عليه السلام؟
أُجيب بأن المراد بالشهادة تصديق الرسول فيما جاء به، فيستلزم جميع ما ذكر من المعتقد. وقال الاسماعيلي: هو من باب تسمية الشيء ببعضه كقولك: قرات الحمد تريد بذلك الفاتحة.
واقام الصلاة) وهي اهم ركن من اركان الاسلام بعد الشهادتين والادلة علة وجوبها كثيرة جدا منها قوله تعالى: وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة) وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بانها عمود الدين واخبر انها آخر ما يفقد من الدين واول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
وايتاء الزكاة) ومن الادلة على وجوبها ما مر معنا في الاية السابقة وهي قرينة الصلاة في الكتاب والسنة ومن ذلك مثلا قوله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فاخوانكم في الدين) وهي عبادة مالية نفعها متعد
وصوم رمضان) ومن الادلة على وجوبه مثلا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم) وهي عبادة بدنية وعبادة سرية بين العبد وربه ولهذا ورد في الحديث الصحيح: ان الانسان يجازى على عمله الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الا الصوم قال الله عز وجل: فانه لي وانا اجزي به) اي بغير حساب
(يُتْبَعُ)
(/)
وحج البيت) ومن الادلة على وجوبه مثلا قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) وهي عبادة مركبة لمن كان بعيدا عن البيت الله الحرام، عبادة مالية وبدنية وقد اوجبها الله في العمر مرة واحدة وبين النبي فضله فقال صلى الله عليه وسلم: من حج البيت ولم يرفث ولم يًفسُق رجع كيوم ولدته امه) رواه البخاري ومسلم وقال ايضا: الحج ليس له جزاء الا الجنة) رواه مسلم.
مسالة تقديم ذكر الحج على رمضان وكلام اهل العلم في هذا:
مما ينبغي علمه ان الحديث جاء من طرق اخرى بتقديم رمضان على الحج وجاء ايضا بطرق اخرى بتقديم الحج على رمضان وكلا الروايتين صحيحتين، الذي اشكل على اهل العلم: نهي ابن عمر رضي الله عنه لرجل قدم الحج على رمضان فانكر عليه ابن عمر وقال هكذا سمعته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه قدم رمضان على الحج وهذا الحديث صحيح رواه مسلم،
اجاب النووي على هذا بقوله: يحتمل ان ابن عمر سمعه مرتين من النبي صلى الله عليه وسلم وانه نسي لما انكر على الرجل. قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: جوز بعضهم ان يكون ابن عمر سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم على الوجهين واستبعد هذا رحمه الله وقال: أن تطرق النسيان الى الراوي اولى من تطرقه الى الصحابي ثم قال رحمه الله: وكيف في رواية مسلم من طريق حنظلة بتقديم الصوم على الحج ولابي عوانة من وجه اخر عن حنظلة انه جعل رمضان قبل،فتنويعه دال على انه روي بالمعنى ويؤيده ما وقع عند البخاري في التفسير بتقديم الصيام على الزكاة، افيقال ان الصحابي سمعه على ثلاثة اوجه؟ هذا مستبعد والله اعلم انتهى كلامه رحمه الله.
ثم اعلم انه وقع في رواية ابي عوانة في كتابه المخرج على صحيح مسلم شرطه عكس ما وقع في مسلم من قول الرجل لابن عمر اي ان ابن عمر قال له قدم الحج على الصيام هكذا سمعته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال النووي رحمه الله: وهذا محتمل ايضا صحته ويكون قد جرت القضية مرتين لرجلين والله اعلم.
قال ابن الصلاح رحمه الله: لا يقاوم هذه الرواية ما رواه مسلم.
فائدة: قال ابن حجر: تنبيه: لم يذكر الجهاد لانه فرض كفاية ولا يتعين الا في بعض الاحوال. واغرب ابن بطال وزعم ان هذا الحديث كان اول الاسلام قبل فرض الجهاد. وفيه نظر بل هو خطأ،
لان فرض الجهاد كان قبل وقعة بدر وبدر كانت في رمضان في السنة الثانية وفيها فرض الصيام والزكاة بعد ذلك والحج بعد ذلك. انتهى كلامه بتصرف
قال ابن تيمية رحمه الله في المجموع: وفي وقت وجوب الحج تنازع بين الناس فقالت طائفة: سنة ست وقال الاكثرون: سنة تسع وقيل سنة عشر وهذا هو الصحيح.
مسالة ترك هذه الاركان او بعضها وكلام اهل العلم في هذا:
قال شيخ الاسلام في المجموع: فاما الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين وهو كافر باطنا وظاهرا عند سلف الامة وائمتها.
وقال رحمه الله: فاما الفرائض الاربع فاذا جحد وجوب شيء منها بعد بلوغ الحجة فهو كافر. واما مع الاقرار ففي التكفير اقوال العلماء هي روايات عن احمد:
أحدها: أنه يكفر بترك واحد من الأربعة حتى الحج وإن كان في جواز تأخيره نزاع بين العلماء فمتى عزم على تركه بالكلية كفر وهذا قول طائفة من السلف وهي إحدى الروايات عن أحمد اختارها أبو بكر و (الثاني: أنه لا يكفر بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجوب وهذا هو المشهور عند كثير من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وهو إحدى الروايات عن أحمد اختارها ابن بطة وغيره. و (الثالث لا يكفر إلا بترك الصلاة وهي الرواية الثالثة عن أحمد وقول كثير من السلف وطائفة من أصحاب مالك والشافعي وطائفة من أصحاب أحمد. و (الرابع: يكفر بتركها وترك الزكاة فقط. و (الخامس: بتركها وترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ترك الصيام والحج. ثم قال رحمه الله: من الممتنع أن يكون الرجل مؤمنا إيمانا ثابتا في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم من رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة لا مع إيمان صحيح؛ ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار كقوله: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} {خاشعة أبصارهم ترهقهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون}.
يقول شيخ الاسلام في مسالة ترك الصلاة:
وأما من اعتقد وجوبها مع إصراره على ترك: فقد ذكر عليه المفرعون من الفقهاء فروعا: أحدها هذا، فقيل عند جمهورهم: مالك والشافعي وأحمد. وإذا صبر حتى يقتل فهل يقتل كافرا مرتدا، أو فاسقا كفساق المسلمين؟ على قولين مشهورين. حكيا روايتين عن أحمد، وهذه الفروع لم تنقل عن الصحابة، وهي فروع فاسدة، فإن كان مقرا بالصلاة في الباطن، معتقدا لوجوبها، يمتنع أن يصر على تركها حتى يقتل، وهو لا يصلي هذا لا يعرف من بني آدم وعادتهم؛ ولهذا لم يقع هذا قط في الإسلام، ولا يعرف أن أحدا يعتقد وجوبها، ويقال لا إن لم تصل وإلا قتلناك، وهو يصر على تركها، مع إقراره بالوجوب، فهذا لم يقع قط في الإسلام. ومتى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل لم يكن في الباطن مقرا بوجوبها، ولا ملتزما بفعلها، وهذا كافر باتفاق المسلمين، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة. كقوله صلى الله عليه وسلم {ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة} رواه مسلم. وقوله: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر}. وقول عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد لا يرون شيئا من الأعمال في تركه كفر إلا الصلاة، فمن كان مصرا على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط، فهذا لا يكون قط مسلما مقرا بوجوبها، فإن اعتقاد الوجوب، واعتقاد أن تاركها يستحق القتل هذا داع تام إلى فعلها، والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور، فإذا كان قادرا ولم يفعل قط علم أن الداعي في حقه لم يوجد. والاعتقاد التام لعقاب التارك باعث على الفعل، لكن هذا قد يعارضه أحيانا أمور توجب تأخيرها وترك بعض واجباتها، وتفويتها أحيانا. فأما من كان مصرا على تركها لا يصلي قط، ويموت على هذا الإصرار والترك فهذا لا يكون مسلما؛ لكن أكثر الناس يصلون تارة، ويتركونها تارة، فهؤلاء ليسوا يحافظون عليها، وهؤلاء تحت الوعيد، وهم الذين جاء فيهم الحديث الذي في السنن حديث عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة من حافظ عليهن كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عهد عند الله، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.} فالمحافظ عليها الذي يصليها في مواقيتها، كما أمر الله تعالى، والذي ليس يؤخرها أحيانا عن وقتها، أو يترك واجباتها، فهذا تحت مشيئة الله تعالى، وقد يكون لهذا نوافل يكمل بها فرائضه، كما جاء في الحديث
تنبيه: قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه على هذا الحديث ان كلمة الاركان كلمة حادثة عند الفقهاء والركن معناه: ما يقوم عليه ما هية الشيء
وقال: لا يحكم بردة من ترك الصلاة بمجرد تركه وانما يطلق على الجنس ان من ترك الصلاة فهو كافر كفر الاكبر واما المعين فان الحكم عليه بالكفر وتنزيل احكام الكفر كلها عليه هذا لا بد فيه من حكم قاضي يدرأ عنه الشبهة ويستتيبه حتى يؤدي ذلك وهذا هو المعتمد عند جمهور اهل السنة كما ذكرته لك واما ترك غير الصلاة فجمهور اهل السنة علىان من ترك باقي الاركان لا يكفر بتركها تهاونا وكسلا لانه ما دل دليل على ذلك. انتهى كلامه بتصرف
وبالله التوفيق والله اعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وازواجه وصحبه اجمعين
انتهيت من كتابة شرحه ولله الحمد والمنة ليلة الاربعاء 7 الجمادى الثاني 1429 هـ الموافق ل 11 يونيو 2008(/)
ما هي صفات المُعلل؟
ـ[القرشي]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 12:22]ـ
نطمح إثراء الموضوع:
ما هي صفات المُعلل؟
من كان لديه شيءٌ فليتحفنا به
ـ[مستور الحال]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 03:02]ـ
من الصفات:
1 - معرفة الحلال والحرام والإجماع الاختلاف، ودلالة الكتاب والسنة، حتى لا يقع في إنكار متن مؤيد بالنصوص لسوء فهم أو جهل.
وهذا الشرط قد يختلف فيه، ولكن يشترط في الأحاديث المشكلة المعنى أو تحتاج إلى جمع بين الأدلة المتعارضة.
2 - القراءة الكثيرة في كتب الصحاح، والصحيحان، ولها فوائد كثره منها:
أ/ معرفة الطرق المسلوكة والطرق المهجورة، أي الأسانيد المشهورة والأسانيد الغربية، لتعرف على كيفية الإعلال بالتفرد.
ب/ معرفة شروط الأئمة فيعرف أن فلاناً لم يخرجه البخاري عن فلان وأخرج له فلان وفلان، لماذا؟؟
3 - معرفة طبقات الرواة باعبارات كثيرة:
أ/ باعتبارة درجة في الضبط وبالتفصيل مثلاً: (ثقة مطلقاً - ثقة في حال دون حال - حسن الحديث - ضعيف يعتبر به - منكر الحديث) وهذا بإجمال.
ب/ باعتبار طبقة الزمنية بين الرواة، هل أدرك الصحابة أم هو من صغار التابعين؟ أم هو من كبار أتباع التابعين؟ ...
ج/ باعتبار شيخ معين أو بلد معين، هل هو مكثر أم لا، هل من خاصة تلاميذ الزهري مثلاً أم من هو طبقة الشيوخ عنه.
هذا ما وقع في خلدي الآن وسأترك لكم الصفات الأخرى
والله أعلم(/)
نرجو توثيق هذه العبارة من التقريب: "عبد الله بن كعب وهو صدوق كما في التقريب! ".
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 07:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الأستاذ سليم الهلالي في تخريجه للموطأ (1/ 308)
[وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن كعب مولى عثمان بن عفان:أن محمود بن لبيد الأنصاري سأل زيد بن ثابت عن الرجل يصيب أهله ثم يكسل ولا ينزل فقال زيد يغتسل فقال له محمود إن أبي بن كعب كان لا يرى الغسل فقال له زيد بن ثابت إن أبي بن كعب نزع عن ذلك قبل أن يموت]
قال: وهذا سند حسن رجاله ثقات غير عبد الله بن كعب وهو صدوق كما في التقريب!!!!!!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:13]ـ
"التقريب"، برقم: (3577)، ط: أبي الأشبال.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - Jun-2008, مساء 11:14]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 09:40]ـ
بارك الله فيك هلا أخبرتنا بماذا قال فيه الحافظ في طبعة الشيخ أبي الأشبال
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 09:53]ـ
"صدوق"
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 09:59]ـ
أخي الحبيب رمضان عوف
تقريب التهذيب - نسخة أبي الأشبال
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=12&book=524
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 11:30]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا على الدلالة على الكتاب
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[18 - Jun-2008, صباحاً 11:46]ـ
وضح قول الحافظ وكان في الطبعة الأولى للشيخ عوامة (ثقة) وفي الطبعة الأخيرة (صدوق)
لكن تبقى القضية مامدى صحة قول خاتمة الحفاظ والمحققين الحافظ ابن حجر
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 12:02]ـ
وضح قول الحافظ وكان في الطبعة الأولى للشيخ عوامة (ثقة) وفي الطبعة الأخيرة (صدوق)
هل أنت متأكد من ذلك؟
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 06:02]ـ
نعم بارك الله فيك
ولذلك كتب الشيخ أبو الأشبال في الحاشية سقط من (ش) وهو يقصد بها طبعة الشيخ عوامة حفظه الله لأن الناشر دار الرشيد -سوريا
لكن يبقى السؤال هل قول الحافظ أي كان منهما بالنسبة للراوي أيهما يُرجح
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 11:45]ـ
الأخ الكريم،
الطبعة الأولى للتقريب، ت: عوامة - حسب علمي - صدرت عام 1406، دار الرشيد، وقول الشيخ أبي الأشبال (سقط من "ش"). يعني: سقط من النُّسخة الشَّامية = ط: عوامة الصادرة عام 1406، دار الرشيد - حلب، والسقط المراد هنا كلمة: "صدوق" ..
والشيخ عوامة في تعليقه على "الكاشف" ط1، عام 1413، ترجمة عبدالله بن كعب الحِمْيَري، برقم: (2927)، قال: وفي "التقريب" (3553): صدوق. وسقطت من الطبع سهوا، فتضاف.
فأي طبعة أولى إذن أثبت الشيخ عوامة كلمة "ثقة"؟
ـ[حمد]ــــــــ[19 - Jun-2008, صباحاً 07:49]ـ
أخي رمضان،
التابعيون عموماً لا بأس برواياتهم - خاصة إن لم تكن مرفوعة كهذه.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 03:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث للشيخ محمد جمال الدين القاسمي
- كان الشعبي و عبد الرحمن بن مهدي يزجران كلّ منْ رأياه يتدين بالرأي و يُنْشِدان:
دين النبيِّ محمدٍ أخبار ... نِعْمَ المطية للفتى الآثارُ
لا ترغَبَّن عن الحديث و أهله ... فالرأْي ليلٌ و الحديثُ نهارُ. ص 51
- الباب الثالث: في بيان علم الحديث:
1 - ماهية علم الحديث: رواية و دراية
قال ابن الأكفاني: علم الحديث الخاص بالرواية علم يشتمل على نقل أقوال النبي صلى الله عليه و سلم و أفعاله و روايتها و ضبطها و تحرير ألفاظها , و علم الحديث الخاصّ بالدراية علمٌ يُعرف منه حقيقة الرواية و شروطها و أنواعها و أحكامها , و حال الرواة و شروطهم , و أصناف المرويات و ما يتعلق بها. ص 75
2 - حد المسنِد و المحدِّث و الحافظ: المسنِد " بكسر النون " هو من يروي الحديث بإسناده سواءٌ كان عنده علمٌ به أو ليس له إلا مجرد روايته , و أما المحدِّث , فهو أرفعُ منه بحيث عَرَف الأسانيد و العلل , و أسماء الرجال و أكثَرَ من حفظ المتون و سماع الكتب الستة و المسانيد و المعاجم و الأجزاء الحديثية , و أما الحافظ فهو مرادف للمحدِّث عند السلف. ص 76
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Jun-2008, صباحاً 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الباب الرابع:
1 - تفاوت رتب الحديث: تتفاوت رتب الصحيح بسبب تفاوت الأوصاف المقتضية للتصحيح في القوة , و ذلك بحسب الأمور المقوِّية. ص 80
2 - أثبت البلاد في الحديث الصحيح في عهد السلف:
قال الإمام تقي الدين بن تيمية رحمه الله تعالى: " اتفق أهل العلم بالحديث , على أن أصحّ الأحاديث , ما رواه أهل المدينة , ثم أهل البصرة , ثم أهل الشام ". ص 81
3 - معنى قولهم أصح شيء في الباب كذا:
قال النووي رحمه الله تعالى: " لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث , فإنهم يقولون " هذا أصح ما جاء في الباب " و إن كان ضعيفا , و مرادهم أرجحه أو أقلُّه ضُعفا " ص 82
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 01:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بيان الثمرات المجتناة من شجرة الحديث الصحيح المباركة:
1 - صحة الحديث توجب القطع به.
2 - قال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة: " اتفق العلماء على وجوب العمل بكلّ ما صحّ و لو لم يخرّجه الشيخان ".
3 - في " حصول المأمول من علم الأصول " لصديق حسن خان ما نصه: " اعلم أنه لا يضُّرُّ الخبرَ الصحيح عملُ أكثر الأمة بخلافه , لأن قول الأكثر ليس بحجة , و كذا عمل أهل المدينة بخلافه , خلافا لمالك و أتباعه , لأنهم بعض الأمة , و لجواز أنهم لم يبلغهم الخبر ".
4 - قال الإمام شمس الدين ابن القيّم الدمشقي في كتاب الروح: " ينبغي أن يُفهم عن الرسول صلى الله عليه و سلم مُرادُهُ من غير غُلُوٍّ و لا تقصير , فلا يُحَمَّل كلامُهُ ما لا يحتمله , و لا يُقَصَّرُ به عن مراده و ما قصده من الهدي و البيان ".
5 - لزوم قبول الصحيح و إن لم يعمل به أحد.
7 - قال ابن السمعاني: " متى ثبت الخبر , صار أصلاً من الأصول و لا يُحتاج إلى عرضه على أصل آخر , لأنه إن وافقه فذاك , و إن خالفه لم يَجُزْ رَدُّ أحدهما لأنه ردُّ للخبر بالقياس , و هو مردود بالإتفاق , فإن السنة مقدمة على القياس ".
8 - لا يضُرُّ صحة الحديث تَفَرُّدُ صحابي به.
9 - ما كل حديث صحيح تُحدَّث به العامة. روى البخاري تعليقا عن عليّ رضي الله عنه: " حدّثوا الناس بما يعرفون , أتحبون أن يُكذَّب الله و رسوله؟ " , و مثله قول ابن مسعود: " ما أنت محدِّث قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم. ص 85 إلى 101
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 10:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- معنى حديث حسن غريب عند الترمذي: قال الشيخ ابن تيمية في فتوى له: " .... , فالترمذي إذا قال: حسن غريب , قد يَعْني به أنه غريب من ذلك الطريق , لكن المتن له شواهد صار بها من جملة الحَسَن ". ص 105
- قبول زيادة راوي الصحيح و الحسن: فالزيادة من راوي الصحيح و الحسن مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة فهذه تُقبل مطلقا , و أما المنافية بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى فهذه التي يقع الترجيح بينها و بين معارضها , فيُقبل الراجح و يُرَدُّ المرجوح. ص 107
- قولهم هذا الحديث ليس له أصل , أو: لا أصل له , قال ابن تيمية: معناه ليس له إسناد. ص 122
- قال الحافظ في النخبة و شرحها: " و اعلم أن تتبع الطرق من الجوامع و المسانيد و الأجزاء لذلك الحديث الذي يظن أنه فرد , ليعلم هل له متابع أم لا , هو الإعتبار ". ص 129
- المنْقَلِب: و هو الذي ينقلب بعض لفظه على الراوي , فيتغير. ص 126
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 09:31]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ((عبد الحي))
و أود أن أسألك من أي كتاب أخذت هذه الفوائد و النكت؟؟
وشكراً ..
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 12:34]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
إسم الكتاب: قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث للشيخ محمد جمال الدين القاسمي
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 11:38]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
إسم الكتاب: قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث للشيخ محمد جمال الدين القاسمي
جزاكم الله تعالى كل خير
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بيان أكثر من تروى عنهم المراسيل و الموازنة بينهم: قال الحاكم في علوم الحديث: " أكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة , عن سعيد بن المسيب , و من أهل مكة , عن عطاء بن أبي رباح , و من أهل البصرة , عن الحسن البصري , و من أهل الكوفة , عن إبراهيم بن يزيد النَّخعي , و من أهل مصر , عن سعيد بن أبي هلال , و من أهل الشام , عن مكحول ". و قال: " و أصحها كما قال ابن معين , مراسيل ابن المسيب , لأنه من أولاد الصحابة و أدرك العشرة , و فقيه أهل الحجاز , و مفتيهم , و أول الفقهاء السبعة الذين يعتدُّ مالك بإجماعهم كإجماع كافة الناس. و قد تأمّل الأئمة المتقدّمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة , و هذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره ". ص 141
- مراتب المراسيل: قال السخاوي في فتح المغيث: " المرسل مراتب , أعلاها ما أرسله صحابي ثَبتَ سماعُهُ , ثم صحابي له رؤية فقط و لم يثب سماعه , ثم المُخضرم , ثم المتقن كسعيد بن المسيّب , و يليها من كان يتحرّى في شيوخه , كالشعبي و مجاهد , و دونها مراسيل من كان يأخذ عن كل أحد , كالحسن. و أما مراسيل صغار التابعين كقتادة و الزهري و حميد الطويل , فإن غالب رواية هؤلاء عن التابعين. ص144
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jun-2008, مساء 12:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قولهم: عن فلان أو فلان , و هما عدلان: قال النووي: و إذا قال الراوي: أخبرني فلان أو فلان على الشك , و هما عدلان احتجّ به: أي لأنه قد عيَّنهما و تحقّق سماعه لذلك الحديث من أحدهما , و كلاهما مقبول. ص 196
- ما كل من روى المناكير ضعيف: قال السخاوي في فتح المغيث: " قال ابن دقيق العيد: قولهم ' فلان روى المناكير ' لا يقتضى بمجرده ترك روايته , حتى تكثر المناكير في روايته , و ينتهي إلى أن يقال فيه منكر الحديث , لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك بحديثه " , و قال الحافظ الذهبي: " ما كل من روى المناكير بضعيف ". ص 198
- جواز ذكر الراوي بلقبه الذي يكرهه إذا كان المراد تعريفه , لا تنقيصه. ص 199
- قولهم: دخل حديث بعضهم في بعض: إذا روى الحفاظ حديثا في صحاحهم أو سننهم أو مسانيدهم واتفقوا في لفظه أو معناه ووُجد عند كل منهم ما انفرد به عن الباقين , و أراد راوٍ أن يخرجه عنهم بسياق واحد , فيقول حالتئذ: أخرج فلان و فلان و فلان , دخل حديث بعضهم في بعض , إشارة إلى أن اللفظ لمجموعهم , و أن عند كلٍ ما انفرد به عن غيره. ص 211
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قولهم: " في الباب عن فلان ": كثيرا ما يأتي بذلك الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في جامعه حيث يقول: " و في الباب عن فلان و فلان " و يعدِّد صحابة , و لا يريد ذلك الحديث المعيَّن , بل يريد أحاديث أُخَر يصحُّ أن تكتب في الباب. قال العراقي: " و هو عمل صحيح , إلا أن كثير من الناس يفهمون من ذلك أن من سُمِّيَ من الصحابة يروون ذلك الحديث بعينه. و ليس كذلك , بل قد يكون كذلك " و قد يكون حديثا آخر يصح إيراده في ذلك الباب. ص 212
- بيان الفرق بين المخرج " اسم فاعل " و المخرج " اسم مكان ": كثيرا ما يقولون بعد سوق الحديث: " خرَّجه فلان , أو أخرجه " , بمعنى ذكره , فالمخرج " بالتشديد أو التخفيف " اسم فاعل هو ذاكر الرواية كالبخاري , و أما قولهم في بعض الأحاديث: " عُرِف مَخْرَجُهُ " أو " لم يعرف مخرجه " فهو " بفح الميم و الراء " بمعنى محل خروجه , و هو رجاله الراوون له , لأنه خرج منهم. ص219
- سر ذكر الصحابي في الأثر و مخرِّجه من المحدثين: أما ذكر الصحابي ففائدته أن الحديث تتعدد رواته و طُرُقه و بعضها صحيح و بعضها ضعيف , فيُذكر الصحابيّ ليُعلم ضعيف المرويّ من صحيحه و منها: رجحان الخبر بحال الراوي من زيادة فقهه وورعه , و معرفة ناسخه من منسوخه بتقدم إسلام الراوي و تأخره. و أما ذكر المخرج ففائدته تعيين لفظ الحديث و تبيين رجال إسناده في الجملة , و معرفة كثرة المخرّجين و قلتهم في ذلك الحديث , لإفادة الترجيح و زيادة التصحيح , و منها: الرجوع إلى الأصول عند الإختلاف في الفصول , إلى غير ذلك من المنافع الجليلة. " كذا في شرح المشكاة ". ص219
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 02:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- سر تكرار الحديث في الجوامع و السنن و المسانيد:
قلّما يورد البخاري حديثا في موضعين بإسناد واحد و لفظ واحد , و إنما يورده من طريق أخرى لمعان نذكرها و الله أعلم بمراده منها " كما قال ابن حجر ":
فمنها: أنه يُخرج الحديث عن صحابي , ثم يورده عن صحابي آخر , و المقصود منه أن يخرج الحديث عن حدّ الغرابة. و كذلك يفعل في أهل الطبقة الثانية و الثالثة و هلم جرا إلى مشايخه , فيعتقد من يرى ذلك من غير أهل الصنعة أنه تكرار , و ليس كذلك لاشتماله على فائدة زائدة.
و منها: أنه صحّح أحاديث على هذه القاعدة يشتمل كل حديث منها على معانٍ متغايرة فيورده في كل باب من طريق غير الطريق الأولى.
و منها: أحاديث يرويها عض الرواة تامة , و يرويها بعضهم مختصرة , فيوردها كما جاءت ليزيل الشبهة عن ناقليها.
و منها: أن الرواة ربما اختلفت عباراتهم , فحدّث راوٍ بحديث فيه كلمة تحتمل معنًى , و حدّث به آخر , فعبّر عن تلك الكلمة بعينها بعبارة أخرى تحتمل معنى آخر فيورده بطرُقه إذا صحت على شرطه , و يُفرد لكل لفظةٍ بابا مفردًا.
و منها: أحاديث تَعَارض فيها الوصل و الإرسال , و رجح عنده الوصل , فاعتمده , و أورد الإرسال مُنبهًا على أنه لا تأثير له عنده في الوصل.
و منها: أحاديث تَعَارض فيها الوقف و الرفع , و الحكم فيها كذلك.
و منها: أحاديث زاد فيها بعض الرُّواة رجلا في الإسناد , و نقصهُ بعضهم , فيوردها على الوجهين , حيث يصحُّ عنده أن الراويَ سمعه من شيخ حدّثه به عن آخر , ثم لقى الآخر فحدثه به , فكان يرويه على الوجهين.
و منها: أنه ربما أورد حديثا عنعنه راويه , فيرويه من طريق آخرى مصرَّحا فيها بالسماع على ما عُرف من طريقته في اشتراط ثبوت اللقاء في المعنعن , فهذا جميعه فيما يتعلق بإعادة المتن الواحد في موضع آخر أو أكثر.
و أما تقطيعه للحديث في الأبواب تارة , و اقتصاره منه على بعضه أخرى , فذلك لأنه إن كان المتن قصيرا أو مرتبطا بعضه ببعض و قد اشتمل على حُكمين فصاعدا فإنه يعيده بحسب ذلك مراعيا مع ذلك عدم إخلائه من فائدة حديثية " كما سبق ".
و أما اقتصاره على بعض المتن , ثم لا يذكر الباقي في موضع آخر , فإنه لا يقع له ذلك في الغالب , إلا حيث يكون المحذوف موقوفا على الصحابي , و فيه شيء قد يحكم برفعه , فيقتصر على الجملة التي يحكم لها بالرفع و يحذف الباقي لأنه تعلُّقَ له بموضوع كتابه.
و بالتالي اتضح أنه لا يُعيد الحديث إلا لفائدة , حتى لو لم تظهر إعادته فائدة من جهة الإسناد , و لا من جهة المتن لكان ذلك لإعادته لأجل مغايرة الحُكم التي تشتمل عليه ترجمه الثانية موجبا لئلا يُعَدَّ مكررا فلا فائدة. ص 226
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 09:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن مسعود: كونوا للعلم وعاة , و لاتكونوا له رواة , فإنه قد يوعى و لا يروى , و قد يروى و لا يوعى.
و عن أبي الدرداء: لا تكون تقيا حتى تكون عالما , و لا تكون بالعلم جميلا , حتى تكون به عاملا.
قال الثوري: العلماء إذا علموا عملوا , فإذا عملوا , شغلوا , فإذا شغلوا , فقدوا , فإذا فقدوا , طلبوا , فإذا طلبوا هربوا.
و عن الحسن قال: الذي يفوق الناس في العلم , جدير أن يفوقهم في العمل.
قال الشعبي: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به. و مثله عن وكيع بن الجراح.
و عن ابن مسعود: ليس العلم عن كثرة الحديث , إنما العلم خشية الله. ص 398
إنتهت السلسلة و الحمد لله تعالى
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 08:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكنك رفع الكتاب مصورا على الشبكة؟
فأنا بحاجة له في دراستي الجامعية ..
وجزاك الله خيرا
ـ[الكردستاني]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 09:44]ـ
هل يمكنك رفع الكتاب مصورا على الشبكة؟
.........................
وجزاك الله خيرا
للرفع(/)
إبراهيم بن موسى الرازي الذي يروي عنه ابن جرير هل هو ثقة (عاجل)؟
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 01:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
قال الأخ (محمد زياد) من منتديات الألوكة في بحثه عن حديث (أنا مينة العلم و علي بابها)
8) إبراهيم بن موسى الرازي عنه بنحوه: رواه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (ص105 مسند علي) عنه.
قال ابن جرير: الرازي هذا ليس بالفراء، وقال: لا أعرفه، ولا سمعت منه غير هذا الحديث.
قلت: فإن كان الراوي عنه -بل من لم نجد راويا عنه سواه- لا يعرفه فمن يعرفه؟ فهو نكرة مجهول، ويشمله اتهام الحفاظ بسرقة الحديث من أبي الصلت، وأنه لم يروه ثقة عن أبي معاوية.
وهناك احتمال –لكن فيه ضعفاً- أنه ذاك الجرجاني الذي أورد له ابن عدي حديثا منكرا عن أبي معاوية. (انظر الكامل 1/ 272).
فمن هو هذا؟
و هل هو ثقة؟
و نقل لي أحد الرافضة عن تقريب التهذيب
إبراهيم بن موسى الرازي: (ثقة حافظ) تقريب التهيب لابن حجر 1\ 67
و عندما رجعت للتقريب لم أجده, فهل لم أبحث جيداً أم ماذا؟
و هل إبراهيم بن موسى الرازي هذا هو شيخ أبي داود؟
عاجل و ضروري بارك الله فيكم, ...
و الأهم في الأمر هل هو ثقة؟
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 03:51]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فاحذر تدليس الرافضة، قبحهم الله:
فأما إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي أبو إسحاق الفرَّاء الرازي فقد قال الحافظ:
ثقة حافظ من العاشرة (نسخة شاغف، 261)
والذي تسأل عنه قد نص أبو جعفر ابن جرير أنه غيره
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 04:07]ـ
الحمد لله وحده, ...
بارك الله فيك أرحتني يا أخي.
فقد قرأت في التقريب (الفراء) و لم أعلم أنه الرازي أيضاً.
و ابن جرير نفى أن يكون هو الفراء.
بارك الله فيك و أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علماً.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيكم
إبراهيم بن موسى الفراء الرازي الصغير من أركان الحديث لا يسأل عنه أثنى عليه أحمد ويحيى وأبو زرعة والبخاري وغيرهم وسمع منه أبو زرعة ما لا يحصى
ولا يمكن أن يكون هو راوي هذا الحديث عن أبي معاوية
/// لأن هذا المتن منكر كذب أجمع المتقدمون من النقاد على ذلك فلو رواه الرازي الصغير لسقط حديثه _وكم من حديث أسقط ألف حديث كما قال أبو الحسن الدارقطني وأمثلته في كلام النقاد كثير_ أو لأنكر عليه الأئمة ذلك وشنعوا عليه فيه _كما صنعوا مع غيره _ ولم يصدر منهم ذاك المدح في حقه
/// ولأن هذا الحديث مشهور بأبي الصلت هو الذي وضعه على أبي معاوية الضرير واشتهر به واشتهر إنكار الأئمة النقاد ذلك عليه ثم سرقه منه الضعفاء والهلكى
فالحديث حديثه ولم يحدث به أبو معاوية _على رأي_ هذا هو الواقع الحديثي لهذا السند وهو مهم في فهم علل الأخبار كما هو مقرر في موضعه
فكل من حدث به إنما سرقه من أبي الصلت كما قال أبو حاتم البُستي وأبو أحمد ابن عَدي
/// فلو رواه الرازي الصغير لافتضح به كما قال أبو زرعة: "كم من خلق افتضحوا به" ولكن الأمر ليس كذلك بل تتابع الأئمة على الثناء عليه ومنهم أبو زرعة
/// ثم إني لم أجد لابن جرير رواية عن الرازي الصغير إلا بواسطة
قال في تهذيبه: "حدثني عبد الله بن عمير الرازي قال: سمعت إبراهيم بن موسى يعني الفراء الرازي قال: سئل ابن عيينة عن الإرجاء ...... "
وهنا روى عن إبراهيم بن موسى الرازي مباشرة ونص على أنه ليس هو الفراء يعنى الرازي الصغير وأنه لا يعرفه
فهو يعرف الرازي الفراء الصغير ويروي عنه بواسطة ويروى عن هذا بغير واسطة وينص على أنه ليس هو الرازي الصغير
/// وكيف يكون هو والرازي الصغير أشهر من نار على علم عند أهل الحديث فهو ركن من أركان الحديث كما هو منصوص عليه في ترجمته
فأنى لابن جرير _واسع الرواية والدائرة_ أن يجهله ولا يعرفه
/// ثم إن هذا الحديث لم يروه عن أبي معاوية من أصحابه الثقات أحد وإنما راوه أبو الصلت فكذبوه كما قال أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي كما في جاء في تاريخ دمشق وأبو جفر هذا
هو الحافظ الجبل الكبير مُطَيَّن على وزن المفعول وأما الذي على وزن الفاعل فذاك شيخ لابن منده
والرازي الصغير من الثقات الأثبات من أصحاب أبي معاوية
********
وعلى التنزل فقد نقل ابن معين عن ابن نمير أن أبا معاوية حدث به قديما ثم رجع عنه
*******
وعلى التنزل فإنه معلول بتدليس الأعمش وليس ذلك لأن عنعنة الأعمش لا تقبل ولكن:
/// لأن هذا المتن منكر فلو لم نجد في السند علة قادحة باطلاق لعللناه بعلة غير قادحة على الاطلاق وهي عنعنة الأعمش هنا وهو مذهب النقاد من أهل الحديث كما هو مقرر في موضعه
/// ولأن الأعمش متشيع وهنا روى ما يقوي بدعته وليس ذلك لأننا نرد رواية المبتدع _وليس الأعمش بمبتدع_ إذا روى ما يقوي بدعته
بل لأنه أضيف إلى ذلك تدليسه مع نكارة المتن ولأن البخاري أعلَّ في تاريخه الصغير خبراً رواه الأعمش عن سالم يتعلق بالتشيع بقوله "والأعمش لا يدري سمع هذا من سالم أم لا قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها ديناً"
قاله المعلمي في التعليق على فوائد مُحُمُّد الشوكاني
/// ولأن الأعمش لم يسمع من مجاهد إلا أحاديث قليلة معدودة كما قال النقاد وباقيها مدلسة عن الضعفاء
***********
إذا تقرر هذا فإبراهيم المذكور لعله الجرجاني الوزدولي الذي ذكر أبو أحمد في الكامل له حديثا منكرا عن أبي معاوية وهو خليق أن لا يعرفه أبو جعفر ولعله لعدم معرفته نسبه رازيا والله أعلم(/)
هل توجد حالات تقبل فيها عنعنة محمد بن اسحاق بن يسار إن تفرد؟
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 08:02]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل توجد حالات تقبل فيها عنعنة محمد بن اسحاق بن يسار إن تفرد؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[مستور الحال]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:41]ـ
قال الشيخ عبد السعد حفظه الله وبارك فيه عن محمد بن إسحاق أنه مقل من التدليس وقال: لقد تتبعت حديثه فوجدته في الغالب لا يدلس وقد نص على ذلك ابن المديني وابن عدي. أ. هـ
قلت: وبناء على ذلك فإن وصفه بالتدليس ينصرف كثيراً على التدليس بمعنى الإرسال الخفي بين المتعاصرين، وأهل الحديث يسمون هذا الإرسال تدليساً، ولذلك تجد كثيراً في ترجمته أن النقاد يبينون هل سمع من فلان أو لم يسمع من فلان لأن تدليسه من هذا النوع.
هذا بالنسبة للتدليس أما التفرد فهو حسن الحديث ومثله يتردد في تفرده، ولكن يقبل تفرده في المغازي والسير لأنه متخصص ومهتم في جمع هذا المجال.
والله أعلم.
ـ[الغُندر]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:42]ـ
بالاجماع ان ابن اسحاق اذا لم يذكر سماع فروايته لا تقبل ذكره ابن حجر في طبقات المدلسين
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
/// بارك الله فيكما
/// الأخ مستور الحال: هل لك من كلام لأهل العلم مما يعضّد كلامك هذا:
ولكن يقبل تفرده في المغازي والسير لأنه متخصص ومهتم في جمع هذا المجال
/// الأخ غندر: أين نصّ ابن حجر رحمه الله على الإجماع؟
ـ[مستور الحال]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:17]ـ
أخي غندر بارك الله فيك حبذا لو تذكر من حكى الإجماع.
وأما وضع الحافظ ابن حجر له في المرتبة الرابعة من المدلسين فهو رحمه الله في هذا الكتاب لم يميز بين من يرسل فيسمى مدلسا لذلك، ومن يدلس عن شيوخه الذين سمع منهم، فهو أخذ إطلاقات العلماء بالتدليس فحملها على اصطلاحه هو في النخبة، وهذا التصرف غير سديد.
والنقاد المتقدمين يسمون الإرسال بين المتعاصرين تدليس، فوصفه بكثرة التدليس يحمل على الإرسال.
واستكمالاً لما ذكرته في المشاركة السابقة:
أيضاً بالنسبة للتدليس:
قال علي بن المديني: نظرت في كتب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين.
وقال أيضاً: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق؛ يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عمن سمع منه، ويقول: حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمر (صوم يوم عرفة)،
ويقول الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب في (سلف وبيع)، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب. أ. هـ
قلت: وفيما قاله علي ابن المديني فيه استدلال على قلة تدليسه.
أما بالنسبة للتفرد:
قال البخاري: محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد. أ. هـ
قلت: فيحمل التردد في تفرده إذا وجدت نكارة في الحديث، أو عن شيوخ قد تُكلم في روايته عنهم كالزهري ويحيى بن أبي كثير، إلا رواياته في السير والمغازي.
والله أعلم.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:28]ـ
أخي سراج بن عبد الله الجزائري بارك الله فيك هذا أولاً قلته تقليداً للشيخ المحديث عبد الله بن عبد الرحمن السعد فهو نص على ذلك.
وهذا يؤخذ من تصرف أهل العلم فهم يقبلون ما ينفرد به الراوي الملازم لشيخه؛ لأن له مزيد عناية.
وأيضاً هو يعلم من بداهة العقل فكل إنسان اهتم بباب من العلم وجمع فيه ما تفرق عند غيره، وكان له مزيد عناية واختصاص فلا شك أنه يقبل ما ينفرد به.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 11:29]ـ
مما يدل على قلة تدليسه أنه يروي عن شيوخه الذين سمع منهم كثيرا أحيانا بواسطة، كما في بعض أسانيد البخاري.
وقد نص على ذلك الحافظ في الفتح، فكلامه في الفتح مقدم على كلامه في غيره لأنه من أواخر مؤلفاته.
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 04:14]ـ
الأخ مستور الحال؛ شكرا لك ... بارك الله فيك ...
الأخ أبو مالك العوضي؛ شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[سراج بن عبد الله الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 06:42]ـ
يظهر لي أنّ ما تفرّد به ابن اسحاق يُرّد مطلقا لأنّ ما أرسله و لو كان خفيا أو دَلّسه فيه إحتمال دخول شيء من إجتهاده فيه حتى تجرّأ و جزّم بنسبة هذا القول إلى من دلّس إليه أو أرسل إليه.
و النّاس فيما مَحلُّه الإجتهاد قد تختلف عندهم الأنظار فيه
و ما مبناه الإجتهاد؛ يُستدل له و لا يُعتَمدُ عليه بمجرّده.
و بالتالي فلم يعد في حالتنا هاته ما رواه ابن اسحاق خبرا صرفا
و الله أعلم
أرجو تقويمي و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 08:08]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: فالذي يظهر لى أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا. وقد احتج به أئمة، فالله أعلم. انتهى
قلت: وقد اعتمد على هذا القول العلامة الألباني وصرح بذلك -ولم يحضر لي المرجع بالضبط - فالخلاصة أن أحاديث ابن إسحاق المعنعة من قسم الضعيف, والإشكال هو: هل يحتج بما انفرد به في حالة تصريحه بالسماع؟
لقد لاحظت أن في بعض أحاديث ابن إسحاق زيادات تفرد بها عن باقي الطرق فهل كلام الحافظ الذهبي يشمل هذا وذاك؟(/)
ما مدى صحة حديث "ادرأوا الحدود بالشبهات"؟ وهل هو صالح للاحتجاج به في المسألة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 08:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
السؤال هو عين العنوان، فأرجو الإجابة، بارك الله فيكم
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 10:47]ـ
أخي الفاضل:
انظر هذا الرابط:
http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=712
الدليل الثالث .........
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jun-2008, صباحاً 11:55]ـ
/// ضعيف مشهور
/// قيل صح عن بعض الصحابة كعمر وابن أم عبد
/// أجمع العلماء على صحة معناه وجعلوه أصلا في بابه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[21 - Jun-2008, مساء 12:24]ـ
وقد ذكر العلماء من الأحاديث والآثار والمعاني ما يؤيد هذا الاصل
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 12:57]ـ
الأمر كما ذكر الشيخ أمجد
فهناك جملة من الآثار الدالة على درء الحدود بالشبهات
ويمكن الاستدلال ببعض ما ورد من المرفوعات في أبواب الحدود
وروي ما يدل على ذلك عن عمر وابن مسعود وعائشة وابن الزبير، رضي الله عنهم
وأخذ به جماهير الفقهاء إن لم يكن إجماعاً
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 05:39]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الفائدة، وبارك فيكم.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 05:48]ـ
الأمر كما ذكر الشيخ أمجد
فهناك جملة من الآثار الدالة على درء الحدود بالشبهات
ويمكن الاستدلال ببعض ما ورد من المرفوعات في أبواب الحدود
وروي ما يدل على ذلك عن عمر وابن مسعود وعائشة وابن الزبير، رضي الله عنهم
وأخذ به جماهير الفقهاء إن لم يكن إجماعاً
جزاك الله خيراً،
ولكن ينبغي الانتباه إلى النظر في الشبهة
هل هي قوية أم لا؟
فالأولى يدرأ بها الحد
أما الثانية فلا
والناظر في أحكام بعض القضاة يرى التساهل الشديد في الدرء بالشبهة،
والله المستعان!
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 11:20]ـ
وجزاك ربي خيراً أخي أبا معاذ
البحث في إثبات أصل القاعدة، وإلا فلا شك أنه لابد من مراعاة قوة الشبهة
كما أن الناظر في الآثار الواردة يلحظ الاختلاف في مراعاة قوة الشبهة بحسب اختلاف الحدود
فيمكن درء حد الخمر بشبهة لا يمكن درء حد القصاص أو السرقة بشبهة في درجتها
وثمة أمرٌ آخر تفضَّل أخي أبو معاذ بالإشارة إليه، وهو:
من فقه القاضي مراعاة حال الجاني، فإن كان معروفاً بالفسق وأذى الناس، مجاهراً بالمعاصي= فإن من الحكمة ردعه
وعدم التساهل معه
وكذا العفو عن أمثال هؤلاء من قِبَل المجنيِّ عليه أو وَليِّه، أو الشفاعة لهم
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[23 - Jun-2008, صباحاً 04:33]ـ
الأخ الحمادي،
وما مستوى الشبهة التي تدرأ حد التكفير؟ .. نرى الكثيرين يتساهلون في ذلك حتى إنه أي واحد قال لهم أنا مكره، وهو على غير ذلك، أعذروه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 02:35]ـ
لكن 0000 هل يشرع تلقين المتهم انكار التهمة حتى لا يقام عليه الحد؟؟؟!!!
فقد رويت آثار في ذلك، وذكره الكثير من الفقهاء.
أظن لو كان ذلك صحيحاً، ما أقيم حد على فاسق، ولانتشر الفساد في الأرض وأقبل عليه الناس بلا رادع ولانهار نظام العقوبة في الاسلام - فكل الناس يود تبرئة نفسه ولا يتحمل توابع جريمته.
وكيف تُذكر هذه الآثار ويستدل بها ويحكى هذا الكلام وعندنا حوادث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم (المرأة المخزومية)، (ماعز والغامدية) وليس فيها ان النبي لقنهم انكار ما فعلوه، ولم يزد صلى الله عليه وسلم عن التثبت من وقوع الجريمة ثم اقام الحد بعد ذلك؟؟!!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 12:58]ـ
الأخ الحمادي،
وما مستوى الشبهة التي تدرأ حد التكفير؟ .. نرى الكثيرين يتساهلون في ذلك حتى إنه أي واحد قال لهم أنا مكره، وهو على غير ذلك، أعذروه.
حياك الله أخي الكريم
لعلك تريد حد الردة
لا يخفى عليك أنَّ من وقع في الردة وثبتَ ذلك عليه فلا يُحَدَّ بمجرد ذلك، بل يستتاب
فإن تاب وإلا أقيم عليه الحد
هذا فيمن ثبت وقوعه في الردة، فكيف بمن ادعى جهلاً أو تأويلاً أو إكراهاً
وأما ما أشرتَ إليه من تساهل بعض الناس في ممارسة أفعال الكفر بدعوى الإكراه= فمسألةٌ أخرى
ـ[الحمادي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 01:43]ـ
لكن 0000 هل يشرع تلقين المتهم انكار التهمة حتى لا يقام عليه الحد؟؟؟!!!
فقد رويت آثار في ذلك، وذكره الكثير من الفقهاء.
أظن لو كان ذلك صحيحاً، ما أقيم حد على فاسق، ولانتشر الفساد في الأرض وأقبل عليه الناس بلا رادع ولانهار نظام العقوبة في الاسلام - فكل الناس يود تبرئة نفسه ولا يتحمل توابع جريمته.
وكيف تُذكر هذه الآثار ويستدل بها ويحكى هذا الكلام وعندنا حوادث على عهد النبي صلى الله عليه وسلم (المرأة المخزومية)، (ماعز والغامدية) وليس فيها ان النبي لقنهم انكار ما فعلوه، ولم يزد صلى الله عليه وسلم عن التثبت من وقوع الجريمة ثم اقام الحد بعد ذلك؟؟!!!
بارك الله فيك أخي الكريم
سبق أن درءَ الحد بالشبهة ليس على كل حال، وأنه ينبغي للقاضي مراعاة حال الجاني
وقد ثبت ما يستدل به على مشروعية التلقين، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ماعزاً: (لعلك قبَّلتَ! لعلك غمزتَ! لعلك نظرتَ!)
فلو استجاب لهذا التلقين وقال: نعم، غمزتُ وقبلتُ، لما أقيم عليه الحد
وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين أنه سأل الرجل: (أبك جنون؟)
إضافة إلى ما ورد في حوادث كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم، وفقهُها ما ذكرته سابقاً
بل يكاد يكون هذا محلَّ اتفاق بين أهل العلم
وليس في ذلك تعطيلاً للحدود أو إبطالاً لنظام العقوبات في الإسلام
فمن عُرف منه الفسق، أو تكرر وقوعه في بعض الجرائم التي توجب التعزير، أو اشتهر بالفساد=فإنه يقام عليه الحد بمجرد قيام البينة، ولا يُراعى ما يدعيه من شبهة
وإنما يُراعى ذلك في ذوي الهيئات، وأصحاب المروءات، ومن لم يعرف بالفساد
ومثل ذلك عفو المجنيِّ عليه أو وليِّه، أو عفو السلطان فيما يملك العفو عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 01:49]ـ
أحسنت يا ابا محمد ..
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 08:50]ـ
وقد ثبت ما يستدل به على مشروعية التلقين، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ماعزاً: (لعلك قبَّلتَ! لعلك غمزتَ! لعلك نظرتَ!)
فلو استجاب لهذا التلقين وقال: نعم، غمزتُ وقبلتُ، لما أقيم عليه الحد
وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين أنه سأل الرجل: (أبك جنون؟)
أظن ياسيدي - بارك الله فيك وفي اهلك ومالك - أن هناك فارقاً كبيراً - من وجهة نظري - بين التلقينين:
" لعلك قبلت، لعلك غمزت " وبين مثلاً " قل قبلت وقل غمزت "
، وكذا " أبك جنون؟ " وبين مثلاً " قل أنا مجنون "
فالأول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ أسئلة المراد منها التثبت من وقوع الفعل
أما المحكي في الآثار - والله أعلم بصحتها - ففيه تلقين بقول الكذب " قل لم أفعل " فهل يستويان؟؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 12:39]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
سبق أن درءَ الحد بالشبهة ليس على كل حال، وأنه ينبغي للقاضي مراعاة حال الجاني
وقد ثبت ما يستدل به على مشروعية التلقين، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ماعزاً: (لعلك قبَّلتَ! لعلك غمزتَ! لعلك نظرتَ!)
فلو استجاب لهذا التلقين وقال: نعم، غمزتُ وقبلتُ، لما أقيم عليه الحد
وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين أنه سأل الرجل: (أبك جنون؟)
إضافة إلى ما ورد في حوادث كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم، وفقهُها ما ذكرته سابقاً
بل يكاد يكون هذا محلَّ اتفاق بين أهل العلم
وليس في ذلك تعطيلاً للحدود أو إبطالاً لنظام العقوبات في الإسلام
فمن عُرف منه الفسق، أو تكرر وقوعه في بعض الجرائم التي توجب التعزير، أو اشتهر بالفساد=فإنه يقام عليه الحد بمجرد قيام البينة، ولا يُراعى ما يدعيه من شبهة
وإنما يُراعى ذلك في ذوي الهيئات، وأصحاب المروءات، ومن لم يعرف بالفساد
ومثل ذلك عفو المجنيِّ عليه أو وليِّه، أو عفو السلطان فيما يملك العفو عنه
جزاك الله خيرا.
قلت: ويشهد له فعل بعض الصحابة من غير نكير، كما في "الموطأ": عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن ابي واقد الليثي ان عمر بن الخطاب اتاه رجل وهو بالشام فذكر له انه وجد مع امراته رجلا فبعث عمر بن الخطاب ابا واقد الليثي إلى امراته يسالها عن ذلك فاتاها وعندها نسوة حولها فذكر لها الذي قال زوجها لعمر بن الخطاب واخبرها انها لا تؤخذ بقوله وجعل يلقنها اشباه ذلك لتنزع فابت ان تنزع وتمت على الاعتراف فامر بها عمر فرجمت)). [1]
هذا مع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الأثر هو الذي روي عنه في الموطأ جعل الاعتراف مما يقام به الحد، ففي الموطأ عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن عبد الله بن عباس انه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: ((الرجم في كتاب الله حق على من زنى من الرجال والنساء إذا أحصن إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف)). أبو اقد الليثي صحابي وهو رسول عمر إلى هذه المرأة ومع ذلك حصل ما حصل من التلقين. ويستبعد ألّا يستخبره عمر عما حصل كما يستبعد أن يفعل أبو واقد ما يعلم أنه مخالف للمقصود من إرساله (وهو إقامة الحد فور الاعتراف)، ولم ينقل عن عمر إنكار لعمل أبي واقد رضي الله عنهم جميعاً، ولم ينقل عن أحد من الصحابة إنكار ما حصل. ولم ينقل عن أحد من أئمة المسلمين إنكار لهذه القصة، ثبوتاً أو دلالةً.
=============
[1] ومن طريقه الشافعي في الأم.
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 12:56]ـ
من يتفضل ويشرح لنا الحديث شرحا كافيا مشكورين ماجورين
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 02:46]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ابن رجب
أظن ياسيدي - بارك الله فيك وفي اهلك ومالك - أن هناك فارقاً كبيراً - من وجهة نظري - بين التلقينين:
" لعلك قبلت، لعلك غمزت " وبين مثلاً " قل قبلت وقل غمزت "
، وكذا " أبك جنون؟ " وبين مثلاً " قل أنا مجنون "
فالأول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ أسئلة المراد منها التثبت من وقوع الفعل
أما المحكي في الآثار - والله أعلم بصحتها - ففيه تلقين بقول الكذب " قل لم أفعل " فهل يستويان؟؟
المقصود أخي الحبيب إثبات مشروعية التلقين، وما تسميه تثبتاً هو التلقين الذي أشار إليه بعض الفقهاء
وأما كيفية التلقين فأنا لم ألتزم الصيغة التي ذكرت
إضافة إلى أني أتمنى منك ذكر الآثار الثابتة التي فيها تلقين الكذب الذي أشرت إليه
وحينها يُنظر في معناها
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 02:53]ـ
الأخ الكريم المبارك الأستاذ عبدالله الشهري نفع الله به
ثمة جملة من الآثار يمكن الإفادة منها في فقه هذه المسألة، ذكر الحافظ ابن عبدالبر بعضها
وهي في المصنفات والسنن الكبير للبيهقي وغيرها من كتب الآثار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 12:36]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما عن ثبوت الآثار بتلقين الإنكار من ناحية السند فهذا ليس لي، وإنما ذكرتُ أنه حتى لو صح سنداً فإنه لا يقبل معنىً لما يترتب عليه من ضياع الحدود، ولعدم ثبوت فعله عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولأنه في هذه الحالة سيطبق الحد على كل مؤمن صادق يأبى انكار ما فعل، بينما ينجو كل فاجر فاسق يرى التلقين طوق نجاة من عاقبة ما فعل.
وقد ذكر الشوكاني بعضاً من هذه الآثار قال: وَفِي الْبَابِ آثَارٌ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ مِنْهَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ أُتِيَ بِجَارِيَةٍ سَرَقَتْ فَقَالَ لَهَا: أَسَرَقْتِ، قُولِي: لَا، فَقَالَتْ: لَا، فَخَلَّى سَبِيلَهَا.
وَعَنْ عَطَاءٍ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ مَنْ مَضَى يُؤْتَى إلَيْهِمْ بِالسَّارِقِ فَيَقُولُ: أَسَرَقْت؟ قُلْ: لَا، وَسَمَّى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ.
وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أُتِيَ بِرَجُلٍ فَسَأَلَهُ: أَسَرَقْت؟ قُلْ: لَا، فَقَالَ: لَا، فَتَرَكَهُ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أُتِيَ بِسَارِقٍ فَقَالَ: أَسَرَقْت؟ قُلْ: لَا، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي جَامِعِ سُفْيَانَ أَنَّ امْرَأَةً سَرَقَتْ جَمَلًا فَقَالَ: أَسَرَقْت؟ قُولِي: لَا.
فلينظر أهل تحقيق الاسناد فيها وفي أمثالها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:09]ـ
الأخ الكريم شريف نفع الله به
أشكرك على أفدتني به من ذكر هذه الآثار، وقد راجعت بعضها فوجدته ضعيفاً
كالمروي عن عمر رضي الله عنه، وعن أبي مسعود رضي الله عنه
ورأيت بعض أهل العلم يقسِّم التلقين إلى:
1/تعريض، وهو الأصل الوارد في بعض الأحاديث المرفوعة، وعن جملة من الصحابة رضي الله عنهم
2/تصريح، وهو مروي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، ويروى مرفوعاً ولا يصح
وذكر أنه يُلجأ إلى التصريح في حال من لا يفهم التعريض، أو الجاهل بعواقب الإقرار ممن لم يشتهر بالفساد
أو انتهاك الحرمات والمجاهرة بها
وما ذكرت أخي الكريم من كون ذلك ذريعة إلى تعطيل الحدود فقد قال به ابن حزم، وفيه نظر ظاهر
لأن التلقين لا يكون للمعروف بالفساد، والمجاهرة بالمنكرات، وانتهاك الحرمات
بل يقام عليه الحد بمجرد ثبوته
وتقدير ذلك راجع إلى نظر القاضي واجتهاده
ـ[الخالدي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 11:31]ـ
وقع بين يدي كلام لابن القيم قرأته اليوم قي المجلد الثاني من إعلام الموقعين ص180 تحقيق مشهور
قال: (و إنما أمر الله سبحانه بالعدد في شهود الزنا لأنه مأمورٌ فيه بالستر و لهذا غُلّظ فيه النصاب فإنه ليس هناك حقٌ يضيع و إنما حد و عقوبة و العقوبات تدرأ بالشبهات بخلاف حقوق الله و حقوق عباده التي تضيع إذا لم يقبل فيها قول الصادقين ... )) إلخ كلامه رحمه الله و لعل له تعلق بموضوعنا من بعيد ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Jun-2008, صباحاً 01:55]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الموفق عبدالله الحمادي نفع الله به وجعل الحق على لسانه وبنانه.(/)
لمن أراد حفظ ((بلوغ المرام)) أي كتب الشرح أنسب له؟
ـ[شرياس]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل كما تعلمون أن كتاب ((بلوغ المرام من أدلة الأحكام)) للحافظ ابن حجر العسقلاني له شروحات عديدة , وتتفاوت هذه الشروحات , فقد يصلح شرح من الشروح للمبتدأ أكثر من غيره , وقد يناسب شرح آخر المتقدمين من طلبة العلم أكثر من غيرهم.
ما أبحث عنه هو شرح كامل ومختصر للكتاب , يعني يكون مناسب لم يريد حفظ أحاديث البلوغ وليس من يريد التفقُهُ من الشرح , فأي كتب الشرح أنسب وأفضل لذلك؟
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[23 - Jun-2008, صباحاً 08:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أرى أن شرح الشيخ: صالح الفوزان حفظه الله مناسب،" تسهيل الألمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام" وهو مطبوع متداول.
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Jun-2008, مساء 02:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أرى أن شرح الشيخ: صالح الفوزان حفظه الله مناسب،" تسهيل الإلمام بفقه الأحاديث من بلوغ المرام" وهو مطبوع متداول.
جزاكم الله خير على الإفادة
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 08:24]ـ
أي طبعات المتن أفضل ياإخوان ...... ؟
أعني متن البلوغ
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[24 - Jun-2008, صباحاً 08:33]ـ
أرى شرح الشيخ عبدالله البسام {توضيح الأحكام}
أو شرح الشيخ عبدالله الفوزان {منحة العلام} لكنه لم يخرج كاملاً إلى الآن وأجزاؤه تخرج تباعاً وخرج منه الآن 5مجلدات
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 01:18]ـ
عفوا اخي ولكن شرح الشيخ صالح غير مناسب فهو متوسع حيث انه في سبع او ثمان مجلدات!
واما شرح الشيخ عبد العزيز الراجحي فهو مناسب حيث انه في مجلدين.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 01:41]ـ
فتح العلام لصديق حسن القنوجي في مجلد واحد وقد حذف مذاهب الزيدية والهادوية من سبل السلام واختصره
ـ[شرياس]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 02:03]ـ
الذي يظهر والله أعلم أن أفضل شرح لم أراد حفظ أحاديث بلوغ المرام هو كتاب ((تحفة الكرام شرح بلوغ المرام)) للدكتور محمد لقمان السلفي , وذلك لأن الكتاب يحتوي على:
1 - معاني الكلمات
2 - ما يستفاد من الحديث
فالكتاب يصلح أكثر لمن يريد حفظ الأحاديث , كما أن الكتاب يقع في مجلد واحد , وبالمناسبه هو يصلح أيضاً للعامة حتى من لا يملك ثقافة اسلامية فهو مبسّط للغاية.
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:38]ـ
والله هناك كتاب الشيخ البسام جميل جداً من الناحية الفقهية.
وعندك كتاب البدر التمام للمغربي ممتاز.
وأنصحك بقرآءة كتاب الطهارة من بلوغ المرام من شرح الشيخ سلمان العودة فهونافع , تستفيد منه فوائد حديثية وفقهية.
وأفضل طبعة للمتن ,هناك للشيخ طارق عوض الله تحقيق له. ممتازة. وهناك غيرها طبعتها دار الرشد في تجليد فاخر.
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:47]ـ
البدر التمام أكثره حشو لا فائدة له
ومختصره سبل السلام أفضل منه
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 12:35]ـ
البدر التمام أكثره حشو لا فائدة له
ومختصره سبل السلام أفضل منه
بل فيه أي البدر التمام فوائد نفيسة وجيدة. وهو شرح نفيس أطال فيه النفس في تخريج الأحاديث والكلام على عللها، وشرح الأحاديث شرحاً استوفى فيه الكلام على فقهها، مع ذكر أقوال أهل العلم المشهورة في كل مسألة، فهو على اسمه بدر تمام.
وتوضيح الاحكام خاصة الطبعة الأخيرة فيها زيادات محترمة وطبعة جميلة جداً, جمع بين البدر التمام وسبل السلام. وكلها بإذن الله فيه الخير والبركة.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[27 - Jun-2008, مساء 02:11]ـ
هناك محاضرة هذه الليلة للشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل -حفظه الله-
سيتطرق فيها للكلام عن أبرز شروح البلوغ، والمحاضرة بعنوان: بلوغ المرام منهجه وأبرز شروحه
ضمن الدورة الصيفية المكثفة في حفظ واستماع المتون العلمية 1429 هـ
في الرياض.:: جامع الأميرة نورة بنت عبدالله - حي النخيل::.
اليوم الجمعة 23 - 6 - 1429 هـ الساعة 7:20 مساءً
وللاستماع المباشر هاكم الرابط:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=8995&action=listen&sid=
علمًا بأنه هناك دورة في نفس الجامع لحفظ أحاديث هذا الكتاب
ولمزيد معلومات عنها هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=122427#post12 2427
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 01:30]ـ
حضرت ولله الحمد والمنة محاضرة الشيخ العالم عبدالمحسن الزامل.
ولم يتوسع شيخنا حفظه الله في الشروح فذكر البدر التمام , وشرح الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالله بن صالح الفوزان.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 05:57]ـ
استمعت لها عبر الشبكة، ولم يتوسع الشيخ -حفظه الله- كما ذكرتم؛ فشكر الله له ولكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلمي]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 06:36]ـ
إذا كنتَ أخي تريد كتاباً مختصراً، و الأمر كذلك، فأقترح عليك:
مختصر الكلام على بلوغ المرام للشيخ فيصل المبارك في مجلد واحد مناسب إذا كنتَ تريد معرفة الغريب و الأحكام في الجملة، و فيه تعليقات رائعة و مختصرة، غير أنه في الغريب ربما لم يذكر كل ما مرَّ عليه منه، و قد يكون في هذا الجانب - أعني الغريب - كتاب محمد لقمان، الذي ذكره أحد الإخوان = ربما يكون أفيد.
نصيحة = إذا كنتَ ستحفظ البلوغ في مدة محدودة - كما لو كنتَ تريد ذلك في شهر أو شهرين - فابتعد عن الشروح الطويلة قدر الإمكان و أجّلها إلى ما بعد حفظك، و اجعل معك كتاباً مختصراً في شرح البلوغ ترجع إليه، و لا بأس أن تراجع بعض المسائل من الشروح الكبار، لكن إن احتجتَ إلى ذلك، لئلا تتشتت ..
و أذكر نفسي و إخواني بإخلاص النية لله - جل في علاه -
ثم العزم و البدء بكل جدية
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
استعن بالله و لا تعجز
وفقك الله في الدنيا و الآخرة
آمين
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Jun-2008, صباحاً 01:21]ـ
شرح الشيخ عبدالله البسام من أحسن الشروح على بلوغ المرام كذلك الشيخ ابن عثيمين.
وأما سبل السلام فهو مختصر بدر التمام.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 04:21]ـ
هناك محاضرة هذه الليلة للشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل -حفظه الله-
سيتطرق فيها للكلام عن أبرز شروح البلوغ، والمحاضرة بعنوان: بلوغ المرام منهجه وأبرز شروحه
ضمن الدورة الصيفية المكثفة في حفظ واستماع المتون العلمية 1429 هـ
في الرياض.:: جامع الأميرة نورة بنت عبدالله - حي النخيل::.
اليوم الجمعة 23 - 6 - 1429 هـ الساعة 7:20 مساءً
وللاستماع المباشر هاكم الرابط:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=8995&action=listen&sid=
علمًا بأنه هناك دورة في نفس الجامع لحفظ أحاديث هذا الكتاب
ولمزيد معلومات عنها هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=122427#post12 2427
وهذا رابط المحاضرة بعد أرشفتها لمن أراد حفظها أو الاستماع إليها:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51480
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 09:14]ـ
أنصحك بكتاب (الإفهام شرح بلوغ المرام) للشيخ عبدالعزيز الراجحي
أو إن أردت متنا مجردا فهو تحقيق: طارق عوض الله.
و أنصحك ايضا: باختصار صديق حسن خان للسبل
و تعليق صفي الرحمن المباركفوري على البلوغ (مختصر مجلد واحد)
هذا إن أردت المختصر أما المطوّل فلعلّ أفضلها توضيح الأحكام .. والله أعلم
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:19]ـ
شرح الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله , مختصر جداً جداً. لاأتوقع أنه يصلح له.
الذي يصلح لك بإذن الله إن كنت تريد الفوائد الفقهية خذ كتاب توضيح الأحكام.للشيخ البسام. رحمه الله
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم
مما ينفعك ايضا اخي مختصر الكلام على بلوغ المرام للشيخ فيصل ال مبارك فهو جيد ويقع في مجلد واحد
اما افضل الشروح فشرح سبل السلام بتحقيق اشليخ حسن الحلاق حفظه الله فتحقيق جيد وممتاز
اما ما قلته يا با اسماعيل الهروي بان بدر التمام اكثر كلامه حشو لا فائدة له فاتق الله وتأدب بارك الله فيك فبدر التمام من افضل الشروح على بلوغ المرام بشهادة بعض العلماء وتاتي انت وتقول هذا الكلام والله المستعان
وانصحك اخي اذا اردت ان تتوسع في شرح بلوغ المرام فعليك بشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وشرح الشيخ سلمان العودة حفظه الله فشرحه من ابرز الشروح وقد نال شهادة الدكتوراه على كتاب الطهارة تحت اشراف العلامة ابن جبرين حفظه الله(/)
ما معنى قول أبي زرعة الرازي عن رجل (لا بأس به)؟
ـ[حسين أحمد اللندني]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 01:54]ـ
ما معنى قول أبي زرعة الرازي عن رجل (لا بأس به)؟
هل هو توثيق؟
أم لا؟
ـ[حمد]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 06:49]ـ
الجرح والتعديل ج2/ص37
وإذا قيل للواحد: انه ثقة أو متقن ثبت فهو ممن يحتج بحديثه
وإذا قيل له: انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه. وهي المنزلة الثانية(/)
ما رأيكم في حفظ "عمدة الأحكام" بأسانيده؟
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 08:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .............
أريد حفظ عمدة الأحكام بالأسانيد يعني آخذ الحديث الأول وأظر في الحاشية كم رقمه في البخاري ومسلم وأحفظه مع السند فما رأيكم ياإخوان والسلام
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - Jun-2008, مساء 09:27]ـ
أين موقعك الآن من حفظ متون الحديث حتى يكون الأمر أوضح؟
وما غايتك من حفظ الأسانيد؟
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 12:22]ـ
نصيحتي لك أخي الكريم.أن تحفظه مجرد الأسانيد.
ثم ابدأ بحفظ الاسانيد المشهورة. والسلاسل الذهبية.ثم بإذن الله يتيسر لك حفظ الأسانيد الأخرى.(/)
أين أجد هذا النص من قول الحازمي: ((في علم الحديث مئة علم
ـ[القرشي]ــــــــ[26 - Jun-2008, صباحاً 04:52]ـ
أحفظ هذا النص عن الحازميُّ قال: ((في علم الحديث مئة علم لو أفنى طالب العلم عمره في علم واحد ما بلغ نهايته)).
منذ أمد بعيد، وأظنه في العجالة، فلعل أحد الأخوة يبحث لنا عنه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 01:55]ـ
نعم هذا القول للحازمي في كتاب "العجالة " و قد ذكره ابن حجر في "النكت ... " فانظره تجده إن شاء الله(/)
ما سكت عنه أبو داود في كتابه السنن
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 03:37]ـ
قال الألباني في تمام المنة /27: اشتهر عن أبي داود أنه قال في حق كتابه السنن: " ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئا" فهو صالح ".
فاختلف العلماء في فهم مراده من قوله:" صالح " فذهب بعضهم إلى أنه أراد أنه حسن يحتج به.
وذهب آخرون إلى أنه أراد ما هو أعم من ذلك فيشمل ما يحتج به وما يستشد به وهو الضعيف الذي لم يشتد ضعفه وهذا هو الصواب بقرينة قوله:" وما فيه وهن شديد بينته فإنه يدل بمفهومه على أن ما كان فيه وهن غير شديد لا يبينه. فدل على أنه ليس كل ما سكت عليه حسنا" عنده ويشهد لهذا وجود أحاديث كثيرة عنده لا يشك عالم في ضعفها وهي ممن سكت أبو داود عليها حتى إن النووي يقول في بعضها: وإنما لم يصرح أبو داود بضعفه لأنه ظاهر.
ومع هذا جرى النووي على الاحتجاج بما سكت عنه أبو داود في كثير من الأحاديث ولم يعرج فيها على مراجعة أسانيدها فوقع بسبب ذلك في أخطاء كثيرة.
وقد رجح هذا الذي فهمناه عن أبي داود العلماء المحققون أمثال ابن منده والذهبي وابن عبدالهادي وابن كثير وقد نقلت كلماتهم في مقدمة كتابي " صحيح أبي داود " ثم وقفت على كلام الحافظ ابن حجر في هذه المسألة وقد ذهب إلى هذا الذي ذكرناه وشرحه واحتج له بما لا تراه لغيره.
لله درك
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 12:58]ـ
جزاك الله خيرا(/)
هل أخطأ ابن حجر في الحكم على هذا الإسناد؟
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 12:43]ـ
قال البخاري في "صحيحه"، كتاب الجهاد (3/ 1033): " باب عمل صالح قبل القتال، وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم "
وقال ابن حجر في الفتح: (6/ 24): " وقال أبو الدرداء إنما تقاتلون بأعمالكم هكذا وقع عند الجميع ولعله كان قاله أبو الدرداء وقال إنما تقاتلون بأعمالكم وإنما قلت ذلك لأنني وجدت ذلك في المجالسة للدينوري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد أن أبا الدرداء قال أيها الناس عمل صالح قبل الغزو فإنما تقاتلون بأعمالكم ثم ظهر لي سبب تفصيل البخاري وذلك أن هذه الطريق منقطعة بين ربيعة وأبي الدرداء وقد روى بن المبارك في كتاب الجهاد عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن بن حلبس بفتح المهملة والموحدة بينهما لأم ساكنة وآخره سين مهملة عن أبي الدرداء قال إنما تقاتلون بأعمالكم ولم يذكر ما قبله فاقتصر البخاري على ما ورد بالإسناد المتصل فعزاه إلى أبي الدرداء ولذلك جزم به عنه واستعمل بقية ما ورد عنه بالإسناد المنقطع في الترجمة إشارة إلى أنه لم يغفله ". اهـ
وما وقفت عليه عند ابن المبارك في "الجهاد" (ص/30) حديث رقم (5) نصه هكذا: عن سعيد بن عبد العزيز قال حدثني ربيعة بن يزيد أو بن حلبس أن أبا الدرداء قال: (عمل صالح قبل الغزو فإنكم إنما تقاتلون بأعمالكم).
وعليه:
1 - إن لفظ رواية ابن المبارك كنحو لفظ الدينوري.
2 - إن رواية ابن المبارك على الشك فقال: ربيعة بن يزيد أو بن حلبس.
3 - نص ابن حجر على أن هذه الرواية موصولة مع أنها منقطعة بين ابن حلبس وأبي الدرداء فابن حلبس هو يزيد بن ميسرة بن حلبس - كما اختاره العيني في عمدة القاري - وهو يروي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء.
4 - ظاهر كلام ابن حجر تصحيح الأثر؛ وموافقته للبخاري على تعليقه بصيغة الجزم، ولسكوته عنه مع أن إسناده ضعيف ففيه مع الانقطاع جهالة حال ابن حلبس فلم يوثقه غير ابن حبان، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا".
فهل وقف أحدا على الرواية التي ذكرها ابن حجر، ومن يناقش ببيان حال الإسناد.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 07:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت وقفت على إسناد آخر لهذا الأثر عند أبي داود في الزهد من رواية ابن الأعرابي عنه في أخبار أبي الدرداء آخر حديث في الباب.
حدثنا أبو داود قال: نا أبو ... نا محمد بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن: أن أبا الدرداء كان بين الناس فذكره.
والساقط في الإسناد هو أبو توبة الحلبي الربيع بن نافع فإنه الشيخ الوحيد الذي روى عنه أبو داود عن محمد بن مهاجر مباشرة ... وإلا فبينهما واسطتان في الغالب.
وهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه منقطع كذلك بين الوليد بن عبد الرحمن و أبي الدرداء فالظاهر أنه لم يدركه ... و الوليد بن عبد الرحمن هو الجرشي ثقة من الرابعة.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[03 - Jul-2008, صباحاً 10:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت وقفت على إسناد آخر لهذا الأثر عند أبي داود في الزهد من رواية ابن الأعرابي عنه في أخبار أبي الدرداء آخر حديث في الباب.
حدثنا أبو داود قال: نا أبو ... نا محمد بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن: أن أبا الدرداء كان بين الناس فذكره.
والساقط في الإسناد هو أبو توبة الحلبي الربيع بن نافع فإنه الشيخ الوحيد الذي روى عنه أبو داود عن محمد بن مهاجر مباشرة ... وإلا فبينهما واسطتان في الغالب.
وهذا الإسناد رجاله ثقات لكنه منقطع كذلك بين الوليد بن عبد الرحمن و أبي الدرداء فالظاهر أنه لم يدركه ... و الوليد بن عبد الرحمن هو الجرشي ثقة من الرابعة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، والإسناد منقطع كما تفضلتم، فالوليد يروي عن أبي الدرداء بواسطة جبير بين نفير.(/)
حلُّ لغز البخاري (الجامع الصحيح)، أما زال دينا على الأمة؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 03:51]ـ
أحسن الله إليكم
/// كلما رجعت إلى صحيح الإمام رحمه الله بالدرس والتدبر أو المراجعة والبحث بدا لي من تصرفاته ما لا أفهمه _ويكثر ذلك في صنعته الحديثية ثم الفقهية ثم باقي علومه التي بثها في هذا اللغز المحيِّر والسِفْر العظيم (الجامع المسند الصحيح المختصر) _ فإذا ذهبت لأبحث عن تفسير العلماء والشراح لها وتوجيهها
لم أجدهم تطرقوا لها أصلا أو انتبهوا لها
وبعضها كلامهم فيها لا يشفي العليل ولا يروي الغليل
فأرجع حزينا متلهفا متشوقا لحلها ومعرفة وجهها
نعم
/// اشتُهر قولهم: (شرح البخاري كان دينا على الأمة فوفاه الحافظ ابن حجر رحمه الله) وفي الرسالة المستطرفة (والعيني)
/// لكن _في نظري الضعيف_ أن في الصحيح مواضع كثيرة _ليست قليلة_ ملغزة محيرة لم يحلها الشراح وبعضها لم يعرجوا عليها ويتنبهوا لها
وأن فيه نكتا لطيفة وفوائد جليلة إسنادية حديثية ومتنية فقهية منهجية وغير منهجية ما زالت أبكارا لم تُفضّ ببنات أفكار الأذكياء وإعمال قرائح النجباء
/// فالذي أنصح به أو أردت التنبيه عليه أن قولهم _رحمهم الله وجزاهم عنا كل خير_ السابق وقولهم "لا هجرة بعد الفتح"
لا ينبغي أن يكون صارفا للطالب المجتهد والعالم المدقق عن:
/// إعادة النظر في كثير من تصرفات البخاري التي يُظن أن الشراح _الحافظ أو غيره_ قد أشبعوا الكلام فيها أو بينوا مجملها وحلّوا مشكلها
/// تدقيق النظر في كثير من تصرفاته _وخاصة الإسنادية منها_ ومحاولة فهمها على وفق:
* ربطها بمنهج أهل عصره أو تلك العصور التي تسمى العصور الذهبية للسنة النبوية أو عصر النقاد وعدم محاكمتها إلى منهج غيره ممن خالفه فيه سواء تقدم زمنا أو تأخر
* ربطها بتصرفاتهم في كتبهم _خاصة كتب تلامذته وخرّيجي مدرسته كالترمذي والعقيلي_ وأجوبتهم على أسئلة تلامذتهم خاصة كلام علي وأحمد ويحيى وإسحاق والرازيان
* ربطها بتصرفاته في باقي مصنفاته وخاصة التاريخ الكبير والأدب المفرد
* ضم النظير إلى نظيره من تصرفاته بعد تتبعه ومحاكمة ما شذ إليه
والتنبيه على هذه الطرق يختلف ويتسع ويضيق من باحث لآخر بحسب توفيق الله أولا وخبرته بكتب البخاري وأقرانه ثانيا
/// فالذي توصلت إليه واقتنعت به أن:
"صحيح البخاري كان دينا في عنق الأمة فوفَّي بعضه الحافظ ابن حجر وبقي بعضه الآخر لم يوفَّ بعدُ"
/// فالله الله بهذا السِفْر العظيم والاعتناءَ به والتدبر فيه والتدقيق في تصرفات واضعه
فكأني به والله يصرخ _ولا أبالغ_ "أيضيع دقيق علمي الذي أودعته في هذا السفر ولم يكتشفه أحد بعد
أتقوم الساعة ولم تفض أبكاره وتحل مشكلاته ومعضلاته وتبرز فوائده
هل من مجتهد متمرس حاد القريحة يتصدى لذلك"
/// وأنا إذ أبوح بما تقدم لا أقلل من جهد الشراح _وخاصة الحافظ_ حول الصحيح وصاحبه
بل أقف عاجزا شاكرا منبهرا من جميل صنيعهم ودقيقه
ولكن الجامع الصحيح روح مؤلفه وسمير فؤاده ومشروع حياته الذي أودع فيه علمه وإبداعاته ومكث في تصنيفه السنوات الطوال
فلا بد من الحث على تدقيق النظر فيه وفي كلام شراحه فكم ترك الأول للآخر
فكيف إذا أضيف إلى ذلك أن صاحبه وضعه على طريقة الغموض والإلغاز في كثير منه
فهو المولع بالخفيات عن الجليات وبالغامضات عن الواضحات
أسأل الله لي ولكم التوفيق والزيادة من كل خير
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 09:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع بالفعل , و اشعر بهذا في بعض الاحيان
فهلا بدأت في وضع ما لفت نظرك و لم يوفه الفتح , و تكون هذه بداية لمدارسة و تعلم من مشايخ النادي و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jul-2008, مساء 11:32]ـ
نعم يا شيخنا الفاضل، وجزاك الله خيرا على هذا التنبيه.
ومن جهة اللغة كذلك أيضا وجدت فيه كثيرا من الإشكالات التي لم أر أحدا تعرض لها.
ومن أسباب ذلك في الفتح خاصة أن الحافظ ابن حجر لا يشرح كل ألفاظ المتن، وإنما يعلق على بعض المواضع دون بعض، اعتمادا - لعله! - على كثرة الشروح الموجودة في عصره.
وأغلب ظني أن شرح ابن الملقن لو اكتمل طبعه لوجدنا فيه حلا لكثير من الإشكالات.
هذا فضلا عن المستخرجات والكتب المفقودة!
والله المستعان.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 02:19]ـ
الأخ الحبيب أمجد بارك الله فيه
اذهب إلى قواعد البيانات والفهارس ثم انظر ماذا ترى
انظر هنا مثلا
http://libback.uqu.edu.sa/ipac20/ipac.jsp?profile=ara#focus
ثم إني أحثّ على دعوة العضو الكريم (مسافر وحدي) كان الله معه
(فهلا بدأت في وضع ما لفت نظرك و لم يوفه الفتح ... ).
ثم إني لا أقول: (ولم يوفه الفتح ولا الدراسات المفردة في القديم والحديث)؛ لصعوبة الإحاطة بكل ذلك .. ولكننا نقتصر على "الفتح" ... ثم إنه لا يمكنني أن أقول أنّ ما يعتقده البعض أنّه لم يوفّ بعد، أنه لم يوفّ على التحقيق .. فالتعميم والإطلاق في كثير من الأحيان يثير اشكالات .. لذا أعجبني تقييد العضو الكريم (مسافر وحدي) كان الله معه: (ولم يوفه الفتح).
وهذه كلمة لي: "لا هجرة بعد الفتح"
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5257
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 04:29]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=852647#post85 2647
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 10:36]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
ولا شك من ضرورة الاقتصار على الفتح أو الشروح المطبوعة أو التي ييسهل الوقوف عليها منها
فلا شك أن في بعض الشروح المخطوطة والمفقودة كشرح السراج البلقيني (لم يكمله) فوائد وتنبيهات وحل إشكالات
ومن حيث اللغة فشرح المجد صاحب القاموس لعله يفي ببعض الغرض
وأغلب ظني أن شرح ابن الملقن لو اكتمل طبعه لوجدنا فيه حلا لكثير من الإشكالات.
هل تقصد المطبوع في 36 مجلد في وزارة الأوقاف القطرية؟!
ومن جهة اللغة كذلك أيضا وجدت فيه كثيرا من الإشكالات التي لم أر أحدا تعرض لها.
ومن أسباب ذلك في الفتح خاصة أن الحافظ ابن حجر لا يشرح كل ألفاظ المتن، وإنما يعلق على بعض المواضع دون بعض، اعتمادا - لعله! - على كثرة الشروح الموجودة في عصره.
هل يدخل فيها اختيارات البخاري اللغوية وتفسيراته ونقله عن بعض أهل اللغة؟
وهل للبخاري منهج واضح المعالم في المسائل اللغوية من خلال تصرفاته؟ وهل كتب في ذلك أحد؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 10:49]ـ
هذا مثال على موضع لم أجد فيه من كلام الحافظ ما يشفي الغليل:
لماذا رجح الشيخان رواية وهيب على رواية القطان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87133)
وفي هذا الموضوع مشاركات قيمة من الإخوة في الكشف عن بعض تصرفات البخاري الإسنادية
وفي المشاركة التاسعة منه تصرف من البخاري لم أهتد لمعرفة وجهه حاول أخي محمد بن عبد الله توجيهه:
قف على دقة البخارى فى تعليل الأخبار فى صحيحه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87002)
ولعله يدخل فيما نحن بصدده _إذا اقتصرنا على الفتح_ موضوع الشيخ الفقيه: الأحاديث المعلقة التي وصلها ابن رجب ولم يقف على وصلها الحافظ
وبعض المواضيع على الشبكة
هذا على عجالة ولي عودة إن شاء الله وفي انتظار مشاركاتكم وإفاداتكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 11:28]ـ
(ولا شك من ضرورة الاقتصار على الفتح أو الشروح المطبوعة أو التي ييسهل الوقوف عليها منها).
هذا العبارة من حيث الصياغة لا تخلو من سقط وتحريف فيما يظهر (ابتسامة)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 11:41]ـ
سقط إيه يا عم أشرف
أنا صرت أخاف أكتب كلمتين على بعضهم
لعلك تذكر موضوعي: أريد أن أحفظ هذا الكتاب لتنحل عقدة لساني
ولا شك من ضرورة الاقتصار على الفتح إلى هنا سليم إن شاء الله
أو الشروح المطبوعة يعني أو الاقتصار على الشروح المطبوعة ومنها الفتح
أو التي ييسهل الوقوف عليها منها يعني لأن بعض الشروح المطبوعة صعب الوقوف عليها كشرح ابن الملقن مثلا
يسهل بتحتانية واحدة مفتوحة (ابتسامة)
هذه حاشية على كلامي (ابتسامة)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 12:04]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أمجد (ابتسامة)
أذكر موضوعك ولي فيه مشاركة
وبالنسبة لعبارتك وما أبديته من رأي، فإني أرى أن الأقرب إلى الصواب (إن شاء الله تعالى) أن يقال:
أنه ما من شك في (خطأ) الاقتصار على "الفتح" وغيره من كتب الشّروح عند تناول المباحث العلميّة المتنوّعة في "صحيح الإمام البخاري" رحمه الله تعالى، والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 12:51]ـ
آ فهمت الآن
لكن كان مرادي كما فهمته من كلام الاخ مسافر وتأكيدك له:
أن ما أذكره من بعض تصرفات البخاري التي لم أفهم وجهها شرطها أن لا يكون توجيهها في الفتح فقط فإذا وجدت في غيره لم يؤثر
أما ما وجدت له توجيها لكنه لا يشفي الغليل فلا يشترط فيه ذلك
على كلٍ لا باس لنعد إلى الموضوع إذا اتضحت الأمور بارك الله فيكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:24]ـ
بارك الله فيك أخي أمجد
المهم أنا سعيد لأن الموضوع اتجه اتجاها ايجابيا، بعيدا عن البكاء والخطابة، إلى الكلام في العلم وتناول مسائل علميّة معيّنة تظن أنها لم توفّ بعد، وتسعى أنت بالتعاون مع إخوانك على تجليتها واشباع الكلام فيها، رغبة في اظهار الخفي، وبيان المشكل ... إلخ
وفقكم الله، ونفع بكم.
ـ[محمدالعدناني]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 09:54]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد -حفظه الله-:
كان الأئمة يوصون الطلاب ألاّ يبدؤا بالبخاري وأن يقدموا جامع أبي عيسى الترمذي .... لأن الترمذي يوضح وينقد ويبين وينقل ... وأخص من ينقل عنه هو شيخه البخاري لذلك تجد للبخاري كلام ينقله الترمذي لايوجد في أي كتاب من كتب البخاري ...
ثم قال الشيخ:
ولاتزال إلى اليوم هناك إشكالات لم يتوصل فيها إلى حل ...
بتصرف
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:30]ـ
كان الغرض من الموضوع التنبيه على هذه النكتة أو الحقيقة ولفت النظر إليها لتبحر العقول في بناء معالمها وإبرازها من غير ذكر لبعض الأمثلة حتى لا تقيد العقول وتحدد بالسير على مثالها
بل المراد ذلك وزيادة عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 01:40]ـ
وهذا فتح لبعض الأبواب
لإعادة النظر عمليا ونظريا
قال الحافظ في المقدمة ص9:
"قال الشيخ محيي الدين نفع الله به ليس مقصود البخاري الاقتصار على الأحاديث فقط بل مراده الاستنباط منها والاستدلال لأبواب أرادها ولهذا المعنى أخلى كثيرا من الأبواب عن إسناد الحديث واقتصر فيه على قوله فيه فلان عن النبي صلى الله عليه و سلم أو نحو ذلك وقد يذكر المتن بغير إسناد وقد يورده معلقا وإنما يفعل هذا لأنه أراد الاحتجاج للمسئلة التي ترجم لها وأشار إلى الحديث لكونه معلوما وقد يكون مما تقدم وربما تقدم قريبا ويقع في كثير من أبوابه الأحاديث الكثيرة وفي بعضها ما فيه حديث واحد وفي بعضها ما فيه آية من كتاب الله وبعضها لا شيء فيه البتة وقد ادعى بعضهم أنه صنع ذلك عمدا وغرضه أن يبين أنه لم يثبت عنده حديث بشرطه في المعنى الذي ترجم عليه ومن ثمة وقع من بعض من نسخ الكتاب ضم باب لم يذكر فيه حديث إلى حديث لم يذكر فيه باب فأشكل فهمه على الناظر فيه وقد أوضح السبب في ذلك الإمام أبو الوليد الباجي المالكي في مقدمة كتابه في أسماء رجال البخاري فقال أخبرني الحافظ أبو ذر عبد الرحيم بن أحمد الهروي قال حدثنا الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى قال انتسخت كتاب البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربري فرأيت فيه أشياء لم تتم وأشياء مبيضة منها تراجم لم يثبت بعدها شيئا ومنها أحاديث لم يترجم لها فأضفنا بعض ذلك إلى بعض قال أبو الوليد الباجي ومما يدل على صحة هذا القول أن رواية أبي إسحاق المستملى ورواية أبي محمد السرخسي ورواية أبي الهيثم الكشمهينى ورواية أبي زيد المروزي مختلفة بالتقديم والتأخير مع أنهم انتسخوا من أصل واحد وإنما ذلك بحسب ما قدر كل واحد منهم فيما كان في طرة أو رقعة مضافة أنه من موضع ما فأضافه إليه ويبين ذلك أنك تجد ترجمتين وأكثر من ذلك متصلة ليس بينها أحاديث
قال الباجى وإنما أوردت هذا هنا لما عنى به أهل بلدنا من طلب معنى يجمع بين الترجمة والحديث الذي يليها وتكلفهم من ذلك من تعسف التأويل ما لا يسوغ انتهى
قلت وهذه قاعدة حسنة يفزع إليها حيث يتعسر وجه الجمع بين الترجمة والحديث وهي مواضع قليلة جدا ستظهر كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى
ثم ظهر لي أن البخاري مع ذلك فيما يورده من تراجم الأبواب على أطوار:
إن وجد حديثا يناسب ذلك الباب ولو على وجه خفي ووافق شرطه أورده فيه بالصيغة التي جعلها مصطلحة لموضوع كتابه وهي حدثنا
وما قام مقام ذلك والعنعنة بشرطها عنده وإن لم يجد فيه إلا حديثا لا يوافق شرطه مع صلاحيته للحجة كتبه في الباب مغايرا للصيغة التي يسوق بها ما هو من شرطه ومن ثمة أورد التعاليق كما سيأتي في فصل حكم التعليق
وإن لم يجد فيه حديثا صحيحا لا على شرطه ولا على شرط غيره وكان مما يستأنس به وقدمه قوم على القياس استعمل لفظ ذلك الحديث أو معناه ترجمَة بابٍ ثم أورد في ذلك إما آية من كتاب الله تشهد له أو حديثا يؤيد عموم ما دل عليه ذلك الخبر وعلى هذا فالأحاديث التي فيه على ثلاثة أقسام وسيأتي تفاصيل ذلك مشروحا إن شاء الله تعالى". ا. هـ
قال ابن رشيد في إفادة النصيح ص 26 معقبا على كلام الباجي:
" ثم أتبع أبو الوليد هذا الكلام بما كان الواجب عليه تركه.
قلت وإنما وقع للبخاري رضي الله عنه هذا لما كان عليه من النفوذ في غوامض المعاني والخلوص من مبهماتها والغوص في بحارها والاقتناص لشواردها وكان لا يرضى إلا بدرة الغائص وظبية القانص فكان رضى الله عنه يتأنى ويقف وقوف تخيّر لا تحيّر لازدحام المعاني والألفاظ في قلبه ولسانه فحُم له الحِمام ولم تمهله الأيام لا لما قاله أبو الوليد من قوله الخطأ الذي ضربنا عن ذكره". ا. هـ
وكلام الباجي الذي ضرب عن ذكره ابن رشيد موجود في كتابه التعديل والتجريح (1/ 287) قال:
"ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وإن كان من أعلم الناس بصحيح الحديث وسقيمه فليس ذلك من علم المعاني وتحقيق الألفاظ وتمييزها بسبيل فكيف وقد روى أبو إسحاق المستملي العلة في ذلك وبينها أن الحديث الذي يلي الترجمة ليس بموضوع لها ليأتي قبل ذلك بترجمته ويأتي بالترجمة التي قبله من الحديث بما يليق بها".ا. هـ
وهو كلام يستحق أن يضرب عن ذكره
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 - Apr-2009, مساء 01:00]ـ
الشيخ امجد ليس انت وحدك من يقول ان صحيح البخاري لا يزال يحتاج إلى خدمة
فكذلك الشيخ العلامة عبد الكريم الخصير يقول هذا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Apr-2009, مساء 05:01]ـ
بارك الله فيك لو نقلت لنا كلام الشيخ وفقه الله لكان حسنا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Apr-2009, صباحاً 12:13]ـ
الشيخ امجد الفلسطيني كلام الشيخ كان في محاضرته (كيف يستفيد طالب العلم من كتب السنة) الجزء الثاني بعد الدقيقة 16
قام الشيخ يذكر شروح صحيح البخاري (الكرماني, ابن رجب, العيني, ابن جحر) إلى ان قال:
وما يزال الكتاب -يعني صحيح البخاري- بحاجة إلى مزيد عناية لان الكتاب بحر .. أهـ وهذا في الدقيقة 25
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 01:08]ـ
(مزيد عناية)
في أي جانب؟
أفي: التحقيق .. شرح المتن .. فقه البخاري "التراجم" .. العلل والصناعة الحديثية .. تحقيق الأسماء .. التبويب والمناسبة .. إلخ .. ؟
الشاهد: الشيخ قد ورد كلامه في "محاضرة" - لم أستمع إليها - .. ومن هنا: فإنّ لكل مقام مقال من الاسهاب أو الاختصار .. فلا فلوم على الشيخ - حفظه الله - من هذه الحيثية ..
ولكن هنا يَبرز دور المتلقِّي: ماذا استفاد من قول الشيخ حفظه الله - وإني أراه بخير .. بل أجلّه -: (مزيد عناية)؟
قول (مزيد عناية) تستطيع أن تضرب به أي كتاب تريد ..
ينبغي: تحليل الكلام .. لا ترديده (سياسة الببغاء) ..
الواجب هنا: استفراغ الوسع واستقراء شأن (خدمة صحيح البخاري) قديما وحديثا .. ثم نقوم بتحديد وتعيين وإبراز المواطن التي بحاجة إلى مزيد عناية وخدمة .. وفي ذلك فوائد، منها:
- حفظ حقوق الأئمّة الكبار الذين انصرفت أعمارهم في خدمة الصحيح - والسُّنّة عموما - ..
- ترشيد الجهود وصرفها نحو نقاط محدّدة ..
- تعيين وحصر وفهرسة النقاط والجزئيات التي بحاجة إلى إلقاء الضوء "البحثي" عليها ..
- وضع خطة زمنية لإنجاز هذه النقاط ..
ثم: إنه ينبغي الالتفات إلى: أنّ مَن يزعم أن "صحيح البخاري" (بالمدلول الشمولي): (لا زال دَينا على الأمة)، أو (بحاجة إلى مزيد عناية)، ثم يدلّل على قوله ذلك: بعدّة مسائل "فرعية" متناثرة، بحاجة: إلى إعادة نظر أو تحقيق أو بيان مشكل أو دراسة .. فلا شك - من جهة النظر -: أنه قد أجحف إجحافا عظيما بالجهود السابقة التي تواردت على خدمة "الصحيح" .. وذلك لأنّ عدة مسائل متناثرة لا تنهض بحال إلى تقرير أن "صحيح البخاري" كيت وكيت .. بل إنّ غاية هذه المسائل المتناثرة، أن تجرنا إلى قول: لا زالت بعض المواضع في "الصحيح" بحاجة إلى دراسة ..
المهم يا إخوان، الغرض من المشاركة: إضعاف شوكة الخائضين في الأئمّة، لا سيّما الحافظ ابن حجر، فلم يريدوا بشرحه خيرا، بل نكّلوا به تنكيلا، وأغاروا على صاحبه إغارة، وهو الحافظ بحق وصدق .. فمَن منكم رأى مثل ابن حجر في العصور المتأخّرة؟!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 01:51]ـ
الاخ اشرف محمد كنت اتمنى لو انك قبل ان تكتب ما كتبت رجعت إلى محاضرة الشيخ واستمعت لها
علماً باني ذكرت حتى في دقيقة بدء كلامه عن شروح البخاري وفي دقيقة قال تلك الكلمة حتى اختصر على الجميع الوقت
وهذه محاضرة الشيخ مكتوبة
http://www.khudheir.com/ref/1640/****
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 02:03]ـ
الأخ الحبيب/ ماجد العتيبي، تحياتي، وبعد:
قال الشيخ الخضير - حفظه الله -:
(الآن انتهينا من الشروح -شروح البخاري الخمسة- الكرماني، وابن رجب، ابن حجر، العيني، القسطلاني، هذه أهم الشروح، وما زال الكتاب بحاجة إلى مزيد عناية وتتبع واستقراء؛ لأن الكتاب بحر، صحيح البخاري كتاب من أعظم الكتب فائدة.)
http://www.khudheir.com/ref/1640/****
أقول: انظر: المشاركة: 19.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - Apr-2009, مساء 02:18]ـ
وقال الشيخ أيضا:
(ابن خلدون يقول: شرح البخاري دين على الأمة لم يوفَّ بعد، ومعروف أنه قبل الحافظ قبل العيني، يعني لو رأى شرح الحافظ لقال: وفي الدين).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 02:10]ـ
19
فلا فلوم)
= فلا لوم)(/)
هل ثبت هذا الكلام عن علي رضي الله عنه؟
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[05 - Jul-2008, صباحاً 08:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قام مرتجلا من صدره ومن قلبه بدأ هكذا: ((الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، مآل كل مطرود ساطع المهاد وموطد الأوطاد ومرسل الأمطار، ومسهل الأوطار وعالم الأسرار ومدركها ومدمر الأملاك ومهلكها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها عم سماحه وكمل ركامه وهمل وطاوع السؤال والأمل أوسع الرمل وأرمل أحمده حمدا ممدودا وأوحده كما وحد الأواه وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه، أرسل محمدا علما للإسلام، وإماما للحكام، ومسددا للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع أعلم وعلم، وحكم وأحكم، واصل الأصول (أصل الأصول) ومهد وأكد الموعود وأوعد، أوصل الله له الإكرام، وأودع روحه السلام ورحم آله واهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال وسمع إهلال. إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال، وإسلكوا مسالك الحلال واطرحوا الحرام ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه وصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولدا، وأسراهم سؤددا وأحلاهم موردا وها هو أمكم وحل حرمكم، مملكا عروسكم المكرمة وماهر لها كما مهر رسول الله أم سلمة وهو أكرم صهر أودع الأولاد، وملك ما أراد، وما سها مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم. أسأل الله لكم احماد وصاله ودوام إسعاده، وألهم كلا إصلاح حاله والإعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد صلى الله عليه وآله وسلم)).
هل صحيح إن هذا الكلا لعلي بن أبي طالب
وأين ذكر هذا أرجو الإفادة ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 12:30]ـ
هذا من هرطقات الشيعة
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 11:01]ـ
هذا من هرطقات الشيعة
أخي الحبيب هذه الخطبة مليأ من التوحيد والثناء
أرجو المساعدة أي أجدهذه النص ...
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أبو عبيد حفظك الله ورعاك، ليس هذا الكلام للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا الأثر رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 19/ 140، وابن أبي الحديد رجل رافضي خبيث، وكان من موالي ابن العلقمي، والرافضة أخزاهم الله معروفون بالكذب على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل هم أكذب خلق الله، ونعوذ بالله من الخذلان، والله أعلم.
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[07 - Jul-2008, صباحاً 06:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أبو عبيد حفظك الله ورعاك، ليس هذا الكلام للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا الأثر رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 19/ 140، وابن أبي الحديد رجل رافضي خبيث، وكان من موالي ابن العلقمي، والرافضة أخزاهم الله معروفون بالكذب على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، بل هم أكذب خلق الله، ونعوذ بالله من الخذلان، والله أعلم.
لقد بحثت في كتب أهل السنة ولم أجد هذا الأثر
بارك الله فيك سوف أرجع الى نهج البلاغة وأرى شكر الله لك أخي الحبيب ,,(/)
ما رأيكم في رواية "سويد بن سعيد"، وإخراج مسلم له في صحيحه؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 05:40]ـ
قال مسلم في صحيحه:
حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاتْلُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وسويد بن سعيد فيه كلام - فهل ذلك ضارٌ الحديث شيئاً؟؟؟!!!
ـ[مستور الحال]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:01]ـ
قال البخاري: كان قد عمِي فتلقّن ما ليس من حدينه، وكذا قال صالح بن محمد البغدادي.
وقال أبو زرعة: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدّث من حفظه فلا.
وكان أحمد يحسن فيه الرأي.
ومن ضعّفه فمن جهة التلقين وهو كذلك فلا يوثق بحفظه، ومن جهة التدليس فوُصِف بكثرة التدليس أما الصِّدق فلم يدفعه أحد عنه.
وبما أنه من طبقة متأخرة وكتبه صحاح فمثله يقبل حديثه إذا كان الراوي عنه من كبار الحفاظ، لا سيما أنهم يسمعون تحديثه ويعرفون شيوخه ويقرأون كتبه وهم تلامذته كالإمام مسلم وأبي زرعة وطبقتهم ومثلهم وهم في هذا العصر القريب من التصنيف يسلم لهم الكثير من حديثه المستقيم.
وفي هذا الحديث سويد يروي عن علي بن مسهر هو من أروى الناس عن علي بن مسهر فيزداد حديثه قوة.
والخلاصة أن الحديث بهذا الإسناد لا مطعن فيه من جهة سويد بن سعيد.
والله أعلم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 09:16]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يا سيدي، سويد هذا قال فيه النسائي: ليس بثقة و لا مأمون
وقال فيه ابن معين: سويد بن سعيد حلال الدم؟؟؟؟!!!!!!!!
ـ[اعصار الامارات]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 10:45]ـ
أخي شريف شلبي.
سويد هذا تكلموا عنه بعدما عمي بصره، ولتدليسه.
وهذه الرواية التي رواها مسلم يحتمل انه رواها عنه قبل ان يكف بصره، وهذا وارد.
ولهذا قال الحاكم: أبو أحمد عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس من حديثه، فمن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن) اهـ.
واما التدليس فلا دخل له بهذه الرواية، لانه هنا صرح بالتحديث، فانتفت عنه تهمة التدليس.
واما قولك:
وقال فيه ابن معين: سويد بن سعيد حلال الدم
فقد ظلمت الرجل! بنقلك عن سليمان بن الأشعث دون تحرٍ ..
فابن معين قالها لسبب ذكره البرذعي في سؤالاته لابي زرعة، فقال: (سمعت أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين أن سويد بن سعيد يحدث عن ابن أبي الرجال عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال في ديننا برأيه فاقتلوه).
فقال يحيى: سويد ينبغي أن يبدأ به فيقتل.
فقيل لأبي زرعة: يحدث بهذا عن إسحاق بن نجيح فقال: هذا هذا حديث إسحاق بن نجيح، إلا أن سويدا حدثنا عن ابن أبي الرجال، وقد رواه لغيرك عن اسحاق فقال: عمي، قيل له: فرجع) اهـ.
واما حاله فهو مختلف فيه؛ فوثقه اقوام وضعفه آخرون ..
وقال الحافظ في التقريب: (صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه بن معين القول) ..
وهنا يتبين أن كلام من جرحه منصب على روايته بعدما كف بصره، واما قبل ذلك فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن وثقه: أحمد، والميموني، والبغوي، وابو داود، وابو حاتم، والعجلي.
وضعفه البقية لاجل التلقين بعد ان كف بصره.
لقد احسن الحاكم عندما قال: (أبو أحمد عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس من حديثه، فمن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن) اهـ.
وقد عاش سويد مائة عام كما ذكر ذلك البغوي، وعمي في آخر عمره وفي تلك الفترة حدث التلقين، والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - Jul-2008, مساء 05:04]ـ
أفاد الشيخ ابن وهب أن سويدًا متابع على روايته:
يقال للأخ شريف شلبي
أن الحديث عند أبي نعيم في الحلية
قال أبو نعيم
(
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصايغ ثنا عفان ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه قال جمع أبو موسى القراء فقال لا تدخلوا على إلا من جمع القرآن قال فدخلنا عليه زهاء ثلثمائة فوعظنا وقال أنتم قراء أهل البلد فلا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب ثم قال لقد أنزلت سورة كنا نشبهها ببراءة طولا وتشديدا حفظت منها آية لو كان لابن آدم واديان من ذهب لالتمس اليهما واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وأنزلت سورة كنا نشبهها بالمسبحات أولها سبح الله حفظت آية كانت فيها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ثم تسئلون عنها يوم القيامة)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=853336#post85 3336
والحديث عند أبي نعيم في مستخرجه على مسلم أيضًا،
وعند أبي عوانة؛ قال: حدثنا علي بن سهل البزاز، قثنا عفان بن مسلم، قثنا وهيب، قثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه قال: جمع أبو موسى القراء فقال: «لا يدخلن علي إلا من جمع القرآن» فدخلنا زهاء ثلاثمائة رجل فوعظنا وقال: «أنتم قراء أهل البلد وأنتم، فلا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب»، ثم قال: «أنزلت سورة كنا نشبهها ببراءة طولاً وتشديدًا فنسيناها غير أني حفظت أنه كان فيها: لو كان لابن آدم واديان من مال لالتمس إليها واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وأنزلت سورة كنا نسميها المسبحات أولها: (سبح لله) فنسيناها غير أني قد حفظت آية كان فيها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ثم تسألون عنها يوم القيامة».
وعند الطحاوي في بيان المشكل (5/ 275) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء قال: حدثنا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن أبيه قال: بعث أبو موسى إلى قراء البصرة فدخل عليه منهم ثلاث مائة قد قرءوا القرآن، قال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاقرءوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيناها، غير أني قد حفظت منها: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى إليهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب»، وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات، فأنسيناها غير أني قد حفظت منها: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة».
ومن الخطأ انتقاء كلمات الجرح في الراوي واعتمادها، وإغماض العين عن كلمات التعديل، وعمّا ورد في الراوي من تفصيل،
بل الواجب النظر في حال الراوي كليةً، تعديلاً وتوثيقًا، وتفصيلاً في أحوال روايته (ككونه مضعَّفًا في شيخ معين، أو في روايته عن أهل بلد معين، أو كونه اختلط، أو صار يلقَّن فيتلقن بعد أن لم يكن كذلك ... ).(/)
كيف أعرف طرق الأحاديث؟
ـ[سما بلادي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدرس حالياً مادة مصطلح الحديث لأول مرة
وأريد موقع أو كتاب أجد فيه جميع الطرق لحديث معين
وأتمني أن تساعدوني لأعرف كيفية البحث عن كل الطرق لحديث ما؟
ـ[مستور الحال]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:12]ـ
أدرس حالياً مادة مصطلح الحديث لأول مرة
هنيئاً لك ووفقك الله
وأريد موقع أو كتاب أجد فيه جميع الطرق لحديث معين
تحفة الأشراف إذا كان في الكتب الستة.
أو المكتبة الشاملة، ولا مزيد عليها.
وأتمني أن تساعدوني لأعرف كيفية البحث عن كل الطرق لحديث ما؟
عليك بكتاب (تخريج الحديث النبوي لـ د. عبد الغني أحمد مزهر التميمي) فهو أفضل كتاب وأصغر كتاب في فن التخريج.
أو عليك بسماع الأشرطة المبثوثة في الشبكة وهي كثيرة.
ولعل الأخوة يعرفون مصادر أقرب في الشبكة.
أنصحك ألا تبدأ بالتخريج الآن وإنما اسمع مختصراً على شيخ ثم ما فتح الله عليك فأكمله.
ـ[سما بلادي]ــــــــ[05 - Jul-2008, مساء 11:28]ـ
جزيت الجنة أخي إن شاء الله سأستفيد من هذه المواقع والكتب
وفعلاً أنا أدرس في معهد الكتاب والسنة على الشبكة
وكان مطلوب مننا معرفة طرق حديث بعينه(/)
أبحث عن حديث لأمنا عائشة فيه هذا العبارة
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 12:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن حديث لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيه ‘بارة " قوما يجرون إلى الجنة باسلاسل " وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبحث عن حديث لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فيه ‘بارة " قوما يجرون إلى الجنة باسلاسل " وجزاكم الله خيرا.
فأمَّا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فلم أقف عليه،
ولكن قال أبو عبد الله البخاري في كتاب الجهاد، باب 144:
3010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِى السَّلاَسِلِ». طرفه 4557 - تحفة 14394
وقال الإمام أحمد:
22860 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِىِّ عَنْ أَبِى غَالِبٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ اسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْماً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَضْحَكَكَ قَالَ «قَوْمٌ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ مُقَرَّنِينَ فِى السَّلاَسِلِ». معتلى 7691 ل1 مجمع 5/ 333
وقال ابن عدي في الكامل (565 ترجمة أبي غالب حزوَّر):
ثنا أَبُو يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا أَبِي به:
ثم قال: وحسينٌ المذكور في هذا الحديث هو حسين بن واقد .........
وقال أبو بكر البزار في مسنده:
2780 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَثِيرٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " ضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّ ضَحِكْتُ؟، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّ ضَحِكْتَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ نَاسًا يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلاسِلِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟، قَالَ: قَوْمٌ مِنَ الْعَجَمِ يَسْبِيهُمُ الْمُهَاجِرُونَ فَيُدْخِلُونَهُمُ الإِسْلامَ "
وفي هذا الإسناد نظر:
أما بشر بن سهل، فانظر ترجمته في الجرح والتعديل (2/ 1366) وقد كتب عنه أبو حاتم ثم ضرب على حديثه!!
وأما كثيرٌ أبو محمد، فقد ذهب د/ محفوظ الرحمن زين الله إلى أنه كثير أبو محمد البصري (التقريب 5669 شاغف) قال الحافظ: مقبول من الرابعة
وقد رواه ابن الأعرابي في المعجم، والطحاوي في المشكل، والدولابي في الكنى والأسماء، وأبو نعيم في أخبار إصبهان من طرق عن المبارك بن فضالة به، ومداره على كثير أبي محمد
والله تعالى أعلم
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[08 - Jul-2008, صباحاً 12:59]ـ
جزاك الله خيرا , هذا ما كنت ابحث عنه ...(/)
أهم شروح البخاري للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[08 - Jul-2008, مساء 10:55]ـ
شرح صحيح البخاري (2)
شرح صحيح البخاري (2)
تابع مقدمة صحيح البخاري
الشيخ / عبد الكريم الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
في الدرس الماضي ذكرنا شيئاً عن صحيح البخاري، وعن روايته، وعن شروحه -يعني أهم الشروح- وذكرنا أن الشروح تزيد على الثلاث مائة يعني مما ذكره صاحب كشف الظنون مما اطلع عليه، أكثر من ثمانين شرحاً، مع أنه يوجد أضعاف ما ذكره من الشروح الكاملة والناقصة، وما من عالم يقرأ في صحيح البخاري إلا ويكتب عليه حاشية، ولا غرابة في ذلك، إذا عرفنا أن تفسير البيضاوي كتب عليه أكثر من مائة وعشرين حاشية، والعدد أكبر من ذلك، أكثر من مائة وعشرين حاشية؛ لأن المائة والعشرين التي كتبت وذكرت في الكتب التي تعتني بالمصنفات.
ومازال الأمر إلى يومنا هذا، وما من نسخة تأتي من مصر أو الشام أو تركيا من نسخ تفسير البيضاوي، إلا وتجد عليه حاشية قلمية لمن قرأها من أهل العلم، على كل حال ليس بكثير، وليس بمبالغ أيضا، إذا قلنا أن البخاري عليه شروح كثيرة قد تبلغ الثلاث مائة، وليس من التكرار أن تكون الشروح بهذا العدد، نعم قد يشكل على طالب العلم مسألة الانتقاء من هذا الشروح، كيف ينتقي هل يقرأ في الثلاثمائة كلها؟ أو في ثلاثين؟ أو في ثلاثة؟ لا شك أن العمر لا يستوعب، فهناك شروح مشهورة ومتداولة، وشهرتها وتداول العلماء لها يدل على أن لها ميزة، وأنها تغني عن غيرها، وذكرنا منها: "شرح الخطابي" و "شرح الكرماني " و "شرح ابن رجب"، "شرح ابن حجر" و "العيني" و"القسطلاني " و"الشيخ زكريا الأنصاري" هذه شروح متداولة هي شروح مطبوعة ومتداولة، والمقام يقتضي أكثر من هذا العدد والبسط، لا سيما في الشروح التي فيها نوع مخالفة مما يحتاط له طالب العلم، وهذه المخالفات أشرنا إلى شيء منها في أشرطة ضمناها مناهج شراح الكتب الستة، مما يذكر من الشروح، ويدور ذكره في الكتب شرح "التيمي" يعني بعد شرح الخطابي الذي ذكرناه في الدرس الماضي، "شرح التيمي" وهو تكملة لشرح الخطابي ومناقشة له فيما خالف فيه، هناك أيضا شرح الداوودي وهو شرح كبير، ينقل عنه الشراح ابن حجر والعيني وغيرهما.
شرح المهلب بن أبي صفرة أيضا له ذكر في الشروح، وهناك أيضا شرح ابن التين الصفاقسي، وشرح أبي الزناد يدور ذكره كثيراً في شرح ابن بطال، شرح أبي الزناد، قال أبو الزناد، قال أبو الزناد، ليس أبو الزناد المراد به عبد الله بن ذكوان، لا، لأن هناك أسماء تلتبس، يلتبس بعضها ببعض، يعني من الطرائف أن يقول واحد من المتخصصين ينازع في كون أبي هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث، ويقول أكثرهم أبو ذر، يعني ما نقرأ شرح حديث واحد إلا قال أبو ذر، قال أبو ذر، في رواية أبي ذر، وفي روية أبي ذر، يظنه الصحابي وهو راوي الصحيح.
شرح أبي الزناد اسمه سراج، هذا يكثر عنه ابن بطال، أيضا شرح ابن بطال هذا أشرنا إليه في الدرس السابق، شرح الزين ابن المُنَيِّر في نحو عشرة مجلدات، هناك ابن المنير أخر له تراجم البخاري "ناصر الدين ابن المنير"، وهذا "الزين ابن المنير" فيفرق بينهما، هناك أيضا شرح المغلطاي تركي حنفي، وشرح الكرماني أشرنا إليه، ولابنه يحيى شرح على البخاري التقطه من شرح أبيه، مع إضافة إلى ما وقف عليه من الشروح الأخرى.
شرح ابن الملقن "سراج الدين"، وهو موجود أيضا ومحقق وقيد الطباعة.
"نكت الزركشي" المسماة بالتنقيح، نكت يسيرة، تعليقات خفيفة أشار إليها ابن حجر في نكته على صحيح البخاري، ابن حجر له نكت على صحيح البخاري لم تكمل، يعني قطعة من أوله ويأتي ذكرها.
لا مانع أن نذكرها للمناسبة الآن؛ لأن نكت الزركشي مطبوعة ومتداولة بين أيدي طلاب العلم، لكن لا يكتفي بها طلاب العلم، لا تغنيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن حجر -رحمه الله- يقول في مقدمة نكته على صحيح البخاري يقول: "لخصه من شرح الكبير المسمى فتح الباري، الشرح الكبير المسمى فتح الباري، وعندنا أيضا إشكال في التسمية، تسمية الشرح الكبير، هل هو فتح الباري؟ وإلا غيره؟ لأنه يقول: " النكت على صحيح البخاري تأليف حافظ العصر أبي الفضل ابن حجر، لخصه من شرحه الكبير المسمى فتح الباري، لأن مثل هذا يستفيد منه طالب العلم الذي يريد أن يعتني بالبخاري، لأنه ذكر.
هنا يقول في نكته على ابن حجر، يعني نكته على البخاري يعني ابن حجر يقول: وقد بسطته في الشرح الكبير، ثم قال: "قف على كلام المصنف في شرحه الكبير في هذا المحل، فإنه أبدع، لماذا أكرر الشرح الكبير؟ والذي يظهر أن الشرح الكبير هو فتح الباري، لكن يشكل عليه قوله في المجلد الأول من فتح الباري صفحة (258)، هنا تكلم على حديث قال: "أعله قوم بالاضطراب، وقد ذكر الدارقطني الاختلاف فيه على أبي إسحاق في كتاب العلل، واستوفيته في مقدمة الشرح الكبير، هو استوفاه في هدي الساري، والمعروف أن هدي الساري مقدمة لفتح الباري، والكلام الذي أحال عليه في المقدمة موجود في هدي الساري، كيف يقول في فتح الباري: واستوفيته في مقدمة الشرح الكبير وهو فتح الباري الكلام هذا؟، يعني مفهوم الكلام أن له شرح اكبر من فتح الباري، لأنه يصفه في فتح الباري بأنه شرح كبير، هذا مشكل وإلا غير مشكل؟ نعم، وهنا في النكت يقول: لخصه من شرحه الكبير المسمى "فتح الباري"، فهل الشرح الكبير الذي أشر إليه هنا يقول: "واستوفيته في مقدمة الشرح الكبير، التي هي هدي الساري غير فتح الباري، وإلا نفسه، واستوفيته في مقدمة الشرح الكبير، هذا لا شك أنه مشكل، فمفهومه يدل على أن للحافظ شرحاً كبيراً أكبر من فتح الباري، ورجعنا إلى المقدمة، وهي مقدمة لفتح الباري، وإن كان في المقدمة يقول: هنا يقول: "وقد استخرت الله تعالى في أن أضم إليه نبذاً شارحة لفوائده، موضحة لمقاصده، كاشفت عن مغزاه في تقييد أوابده، واقتناص شوارده، وأقدم بين يدي ذلك كله مقدمة في تبيين قواعده، وتزيين فرائده، يعني الشرح جامعة وجيزة دون الإسهاب، وفوق القصور سهلة المأخذ إلى أخره، وهي في عشرة فصول يعني المقدمة.
والإشكال لمن ينحل إلى الآن، فمهموم كلامه في الفتح يدل على أن له شرحاً أكبر من فتح الباري، قد يقول قائل: إنه من باب التجريد، بدل من أن يقول في هذا الشرح، قال الشرح الكبير، وهو بالفعل شرح كبير كأنه جرد من كتابه شي أخر تحدث عنه ووصفه بأنه كبير، يعني مثلما يتحدث الإنسان عن نفسه، في حديث سعد بن أبي وقاص قال: "أعطى رهطاً، وسعد جالس" المتكلم هو سعد بن أبي وقاص يقول: في هذا تجريد، كأنه جرد من نفسه شخص تحدث عنه، وهنا جرد كتابا غير، جرد من كتابه الذي يتحدث عنه، أو يتحدث فيه كتاباً تحدث عنه، ولا شك أن الأسلوب ملبس ومشكل وموهم،النكت التي نعم.
طالب .............
الشيخ: ينحل الإشكال.
طالب نعم ينحل الإشكال .............
الشيخ: لكن هو في فتح الباري يقول: استوفيته في مقدمة الشرح الكبير.
طالب ...............
الشيخ: أيه لكن هو في نفس الكتاب يقول: الشرح الكبير ما قال في هذا الكتاب أو في هذا الشرح.
طالب .................
الشيخ: سماه قبل أو بعد مافي إشكال.
طالب .............
الشيخ: المقصود أنه إذا قلنا أنه محمول على أسلوب التجريد سواء سماه فتح الباري، أو ما سماه هو شرح الكبير في الحقيقة.
طالب ..........
الشيخ: ما في ما يدل على أن له شرح أخر إلا هذه الجملة، استوفيته في الشرح الكبير، في النكت، نكت الحافظ على صحيح البخاري يقول: النكت على صحيح البخاري، تأليف حافظ العصر أبي الفضل بن حجر، لخصه من شرحه الكبير المسمى "فتح الباري".
(يُتْبَعُ)
(/)
بعضهم يسمى هذه النكت على شرح الزركشي كما ذكر من ضمن ما كتب على البخاري، ومنها نكت الزركشي المعروفة بالتنقيح، مطبوعة، قال: "وللحافظ بن حجر نكت عليه ولم تكمل، كأن يراد هذه النكت لماذا؟ لأنه أشار إلى نكت الزركشي في المقدمة، قال: "وكنت شرعت في شرح كبير استفتحته بمقدمة تحوي غالب مقاصد الشرع، فلما أتقنتها وحررتها، وكتبت من الشرح مواضع هذبتها، ومواضع سودتها، رأيت الهمم قصيرة، والبواعث على تحصيل المطولات يسيرة، وسألني بعض الأخوان عن النكت التي وضعها العلامة بدر الدين الزركشي على الكتاب المذكور، هل يغني الطالب عن مراجعة غيره أم لا؟ فتأملتها فوجدتها في غاية الحسن، والتقريب، والاختصار المفيد العجيب، إلا أنها ليست على منوال واحد في ذلك، بل ربما أطال فيما لا طائل فيه، وربما أهمل ما تحير الأفكار بتوجيهه، فلا يوجد في كلامه توجيه، فأحيانا ًيتعرض لبيان بعض من أهمل تمييزه، أو أبهم اسمه، ويترك بجنبه من هو أولى بالتنبيه عليه؛ لعسر مأخذه وكذا يتعرض أوقاتا لوصف بعض المعلقات، أو التوفيق بين الترجمة وحديث الباب، ويترك أهمهما وأنفعها وأكثرها فائدة، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه مقاصد الجامع إذ هو جامع كاسمه.
بحر زاخر مفصح بسعة اطلاع مصنفه، ووفور علمه، فحداني ذلك على جمع هذه النكت شاملة لمهمات ذلك على طريق الوسطى، أرجوا نفعها كاملة إلى أخره، وسطى -يعني بين الشرح الكبير، وبين نكت الزركشي- لكن كلامه، يعني كنت شرعت في شرح كبير استفتحته بمقدمة تحوي غالب مقاصد الشرح، فلما أتقنتها وحررتها، وكتبت من الشرح مواضع هذبتها، ومواضع سودتها، رأيت الهمم قصيرة، والبواعث على تحصيل المطولات يسيرة. يعني مفهوم هذا الكلام، أنه ترك لما رأى من قصر الهمم، أنه تكرر الاستمرار في الشرح الكبير، وعدل عنه إلى هذا المختصر.
طيب فتح الباري ما موقعه؟ يعني هل نقول أن فتح الباري شرح متوسط بين هذه النكت وبين الشرح الكبير؟ يعني الحافظ العراقي في شرحه على ألفيته، في أوائل الكتاب يقول: "وقد بسطت القول في هذه المسألة في الشرح الكبير، ثم ينقطع ما يحيل على الشرح الكبير؛ لأنه ما أتمه، إنما شرح قطعة من أوائل الألفية بتوسع،
كنت شرعت في شرح كبير استفتحته بمقدمة تحوي غالب مقاصد الشرح.
ولذا هذه المقدمة التي هي هدي الساري فيها ما يحتاجه طالب العلم، وما يشكل عليه في الصحيح، هذه المقدمة يعني لو الإنسان استصحب في سفره المتن مع هذه المقدمة، يبقى الإشكال عليه يسير؛ لأن في هذه المقدمة حل إشكالات كثيرة في الشرح، سواء كانت في الأسانيد، أو في المتون يعني فيها المبهمات، وفيها المعلقات، وفيها غريب الحديث، وفيها الأحاديث المتكلم فيها، والرواة المتكلم فيهم، يعني هذا شرح مختصر، شرح مختصر في مجلد واحد ولذلك قال: تحوي غالب مقاصد الشرح، فلما أتقنتها وحررتها، وكتبت من الشرح مواضع هذبتها، ومواضع سودتها، رأيت الهمم قصيرة، كأنه عدل عن ذلك الشرح الكبير إلى شرح متوسط.
ولعل الشرح المتوسط هو فتح الباري، وهذا نقوله مجرد استرواح لا عن مزيد استقصى وبحث، ولا على اطلاع بحقيقة الأمر، فالأمر لا يزال مشكلاً، ومن كان لديه فضل علم في هذا فليسعفنا.
ما عندنا أدنى إشكال في مسألة أن فتح الباري لابن حجر، وأنه شرح مطول، وأنه يحل كثير من الإشكالات لقارئ الصحيح، لكن قوله: "وقد استوعبت الكلام في مقدمة الشرح الكبير"، هذه التي أوجدت عندنا هذا الإشكال.
من الشروح التي ذكرت بل من أهمها شرح ابن ماوي " الامع الصحيح"، شرح البرهان الحلبي"تلقيح لفهم الجامع الصحيح"، ابن حجر له فتح الباري واختصره أبو الفتح المراغي، اختصر فتح الباري ومختصره لم أقف عليه؛ لأنه لم يطبع.
وأيضا الشيخ فيصل بن مبارك -رحمه الله- تعالى، له اختصار لفتح الباري سماه " لذة القاري "، في ثمانية أجزاء، وطريقة الشيخ أنه لا يقال عنه أن يختصر فقط بل يعتصر، اختصر نيل الأوطار في مجلدين، يعني المتن مطبوع بأكبر من حجم المختصر، مختصر فتح الباري "بستان الأحبار" اختصر سبل السلام في مجلد لطيف جداً، وله تعليق على عمدة الأحكام أيضاً مختصر، جميع كتب الشيخ مختصرة، وله أيضا التفسير المشهور "توفيق الرحمن لدروس القرآن "، وهو مختصر أيضا من التفاسير الأثرية، الطبري، والبغوي، وابن كثير، فطريقة الشيخ يختصر جداً، فاختصر بل
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتصر فتح الباري مع أنه لا يوجد منه إلا قطع يسيرة، فإذا وجدت لعل الله أن يسير من ينشرها، لابن حجر "النكت" التي أشرنا إليها.
أيضاً شرح العيني سبق أن تحدثنا عنه، هناك شرح اسمه "مصابيح الجامع" لبدر الدين الدماميني، وهناك أيضا "التوشيح على الجامع الصحيح" للسيوطي وهو مختصر جداً، كباقي، كبقية شروحه على الكتب السبعة.
النووي -رحمه الله- تعالى شرح قطعة منه، شرح بدء الوحي والإيمان في جزء طبع، مع ما يقابله من شرح القسطلاني، وعون الباري في مجموعة سميت "شروح البخاري".
أيضا ابن كثير شرح منه قطعة من أوائله، وابن رجب -رحمه الله- تعالى شرح إلى كتاب الجنائز، والموجود أيضا فيه خروم كبيرة، السراج البلقيني له تعليقات يسيرة على البخاري، الفيروز أبادي صاحب القاموس، المجد مجد الدين الفيروز أبادي، له شرح كبير جدا اسمه "السيل الفسيح المجاري في شرح البخاري"، أو "السيل الفسيح الجاري" يختلفون في كتاباتها في شرح البخاري، كمل منه ربع العبادات في عشرين مجلداً، قالوا: ولو كمُل لبلغ الخمسين، لكن الفيروز أبادي لما شرح البخاري وهو في اليمن، وفي وقته في القرن الثامن، راجت في اليمن مقالة ابن عربي "وحدة الوجود" القول بوحدة الوجود، فأراد أن يروج شرحه بها، فأَودع في شرحه كتب ابن عربي الفصوص والفتوحات وغيرها من كتبه، والترويج لا يمكن أن يكون بمحرم، أن يرد أن يروج السنة وشرح السنة بارتكاب أمر عظيم خطير؛ لأن البدعة هذه مغلظة بل مكفرة عند أهل العلم، فكيف يروج الكتاب بمثل هذه العقيدة الفاسدة، لكن الله -جل وعلا- هيا لهذا الكتاب الأرضة فأكلته من الأول إلى العشرين، ما بقي منه ولا ورقة، يعني ترويج الكتب قد يكون من حسن قصد، لكن ليس بهذه الطريقة، يعني بالإمكان أن تذكر أقوال لمخالفين، لكن لا تصل ببعضهم إلى حد البدع المغلظة، يعني الشوكاني، والصنعاني كتبهم مشتملة على ذكر أقوال الزيدية، والهادوية، والناصرية، وغيرهم من المبتدعة، من أجل أن يروج الكتاب، لو لم يذكر مذاهب الزيدية وهما في اليمن، لو لم يذكر ذلك ما راجت كتبهم، وقد يروج الكتاب بعدم ذكر من ينقل عنه؛ لأن من ينقل عنه وإن كان على الجادة، لكن المؤلف في بلد لا يرتضون مثل هؤلاء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم في كثير من بلدان المسلمين، في وقت من الأوقات، بل في قرون، إذا وجد اسم أحد هاذين خلاص ترك الكتاب.
فشارح الطحاوية ينقل بكثرة عن شيخ الإسلام، وابن القيم، ولا يسميهم، فيكون الترويج أحياناً بالذكر، وأحياناً يكون بالترك، فشارح الطحاوية لم يذكر شيخ الإسلام، ولا ابن القيم، ولا في موضع واحد من أجل ترويج الكتاب، والشوكاني، والصنعاني ذكرا مذاهب يحتاج إليها في بلدهم من أجل أن يروج الكتاب، مع أنهما لا يقران باطل.
شرح ابن أبي جمرة على مختصره المسمى "بهجة النفوس" مطبوع، ومتداول، فيه فوائد، وينقل عنه الشراح بكثرة، ويصفونه بالإمام القدوة، الرجل صوفي معروف، لكن كتابه فيه فوائد، وعليه ملاحظات كثيرة.
شرح زكريا الأنصاري اسمه "منحة الباري، أو تحفة الباري" كان مطبوعاً قديماً في المطبعة الميمنية على هامش إرشاد الساري، مع شرح النووي على مسلم أشرنا إلى هذه الطبعة بالدرس الماضي، ثم أفرد طبع محققاً في عشرة أجزاء.
"الكوثر الجاري إلى رياض صحيح البخاري" لشمس الدين الكوراني، هناك أيضا مما يستفاد منه في هذا المجال شروح المختصر، مختصر الزبيدي، شرح الشرقاوي اسمه "فتح المبدي"، وهناك أيضا شرح صديق حسن خان اسمه "عون الباري".
ذكرنا أن ناصر الدين بن المنير له تراجم على البخاري، وابن رشيد أيضا السبتي أيضا ترجمان التراجم، وابن حمامة السلجماسي له "حل أغراض البخاري المهمة "، يعني في الربط بين الترجمة والحديث.
يقول: ما رأيكم لمن يعتذر لابن عربي، ويقول: إن المنسوب إليه مدسوسة وليست بصحيحة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست بمدسوسة بل ثبوتها عنه قطعي، لكن من يعتذر عنه يقول: إنه يأتي بكلام لا يفهمه عامة الناس، ويقصدون بالعامة من لم يسلك مسلكهم، وفي الصيف الماضي كان لنا دورة في شرح الأربعين، الأربعين النووية، وفي الحديث الثاني ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) استطردت في ذكر البدع وبعض رموزها، فذكرنا، وتوسعنا، ذكرنا بدعة ابن عربي وكتبه، وخطر الناشئة عن قراءتها، وإن كانت معتمدة في كثير من أقطار المسلمين، بل يتبركون بها، وبعض الأقطار إذا دهمهم عدو اكتفوا بتقديم الفتوحات بين يديه من دون جند، حتى قيل أنه إذا دخلت السين في الشين أبرز قبر محي الدين، إذا دخلت السين في الشين إذا دخل سليمان أو سيلم الأول، الشين الشام ابرز قبر محي الدين يقصدون ابن عربي، وصار الناس يتبركون به، ويطوفون حوله علنا، ً على كل حال البدع طبّقت الآفاق، وكثرة في الأمة، واجتالت كثير من المسلمين الشياطين.
ولله الحمد العودة واضحة يعني في كثير من الأقطار الإسلامية، الكتب ليست مدسوسة، أقول في دورة شرح الأربعين في الصيف الماضي، استطردت في شرح حديث ((من عمل عملاً ليس عليه أمرن فهو رد)) وذكرنا البدع، وأصولها، وبعض رموزها ثم جاء خطاب مطول من شخص واحد يعني من بلاد المغرب، مطول، وهو يعتقد في ابن عربي كما يقولون، وقال: إن كلام ابن عربي كلام لا تفهمه أنت، ولا شيخك ابن تيمية، ولا ابن عبد الوهاب، ولا غيركم، هذا كلام فوق مستواكم والله المستعان.
حنا عندنا نصوص الكتاب والسنة، يعني هل هي فوق مستوى آحاد الطلبة؟ ليست فوق مستواهم، يفهمها العربي بسليقته، وما يحتاج إلى غوص، أو فهم فوق مستوى النصوص، هذا لسنا بحاجة إليه نعم.
طالب ...........
فهمها ومن معه يعني شخص يعتقد في ابن عربي، ورأينا خطه على بعض كتب شيخ الإسلام يسميه شيخ الكفار، وبدر -رحمه الله- يقول: لعنه الله، فتنة عظيمة هذه نسأل الله السلامة والعافية.
يقول: عرفنا أن ابن حجر أراد الشروع في الشرح الكبير، وسماه الشرح الكبير لكن على كلامه أن الهم ضعف وعدل عنه إلى فتح الباري المعروف، ولكن يمكن أن يضل يسميه باسم الشرح الكبير على أنه فتح الباري؟
هو ما يشكل علينا، إلا أن الوصف جاء في فتح الباري -يعني ذكر في فتح الباري-، ولا يمكن أن يذكر باسم مجرد إلا أن يقول: في شرحنا هذا الكبير.
يقول: هل يقال: إن هذه المقدمة التي أشار إليها مقدمة الشرح الكبير هي هدي الساري، فبعد أن عدل عن إكمال الشرح الكبير نقل مقدمته إلى فتح الباري، والموضع الذي أحال عليه، وذكر أنه في الشرح الكبير الذي لم يكن عند الإحالة قد جزم بعدم إكماله، فيكون أحال عليه؛ لأنه شرح موسع كان في نيته إكماله، ثم عدل عن ذلك، وقد أتم منه أجزاء كما قال: أنه هذب بعضه، وسود بعضه؟
لكن يبقى أنه عدل عن الشرح الكبير إلى إيش، -يعني في المقدمة- ما يدل على أنه عدل إلى المقدمة هذه، النكت، يعني يدل على أنه عدل عن الشرح الكبير إلى هذه النكت، يعني مقدمة هذه النكت ذكر فيها أنه عدل عن الشرح الكبير؛ لأن الهمم قد قصرت، عدل إلى أي شيء، الكلام مضمونه يدل على أنه عدل إلى هذه النكت، والإشكال لا يزال باقياً.
كأن بعض الأخوان يستثقل مثل هذا الكلام، وقد جاء لسماع كلام البخاري وما يتعلق بكلامه، لكن هذه مقدمات حقيقة من محاضرة، أو محاضرتين، أو ثلاث، يعني لا شك أنها لا تخلوا من فائدة، ولن تعوق -إن شاء الله- عن تحصيل الكتاب؛ لأن الكتاب مقرر له دورة في أسبوع راح محاضرتين، نقول والله خلينا نبدأ وقت الكتاب، لكن الوقت أمامنا، ويحتاج إلى وقت طويل، سم.
طالب ...........
نعم، نعم صحيح، يعني المقرر في الجدول الأخير على ما وعدنا في السنة الماضية، أن يحل محل الواسطية كتاب التوحيد، كتاب التوحيد كان مقرراً أن يحل محل الواسطية، واليوم الثلاثاء مخصص للمتون، وشرح فيه الورقات، والأجرومية، والواسطية، وقلنا نربع بكتاب التوحيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالاجتماع مع كبار الطلاب، رأوا أن كتاب التوحيد في درس في الأسبوع يحتاج إلى، إذا كانت الواسطية، كم سنة؟ "ثلاث سنوات" فكتاب التوحيد يحتاج إلى خمس سنوات في دروس مبعثرة؛ لأنه يكون له في السنة عشرون درساً، أو خمسة وعشرون درساً، -يحتاج إلى سنين- وأشاروا علينا أن يكون كتاب التوحيد في الدورة الصيفية، -دورة مكثفة- ويخصص له بعد صلاة الفجر بدل الدرسين، صلاة الفجر كان في الدورات السابقة بعد صلاة الفجر درسين، ويكون هذان الدرسان مخصصين لكتاب التوحيد، وبدورة أو دورتين ينتهي إن شاء الله تعالى، وتكون أبوابه مترابطة؛ لأن بعضها مربوط ببعض، فاستحسنا الفكرة، وأيّدت من قبل كثير من طلاب العلم، فأجلنا كتاب التوحيد إلى الدورة الصيفية، علماً أن البخاري يحتاج إلى دروس، يعني لو خصصت كل الدروس لصحيح البخاري، كل الجدول خصص لصحيح البخاري ماهو بكثير، ويحتاج إليها، وأزيد منها، فيبدأ به الآن بدرسين في الأسبوع، لعل الله أن ييسر إضافة درس ثالث، ورابع، وهكذا.
هذا يقول: هل تغليق التعليق موجود مختصر في هدي الساري؟
نعم؛ لأنه تكلم على الأحاديث المعلقة، وهو موجود أيضا في ثنايا فتح الباري، يصل المعلقات في فتح الباري.
يقول: الطبعة السلطانية نفذت من المكتبات، هل ممكن أن يصور أحد الطلبة الكتاب ويوزع؟
الكتاب كامل حقوقه محفوظة؛ لأنه متعوب عليه، لكن لا مانع أن يوزع بدء الوحي إلى أن تنفرج المسألة، إلى أن يطبع مرة ثانية، ويصور مرة ثانية.
طالب ...........
........ على كل حال لو صور الأوراق الأولى التي تنتهي بصفحة، ورقات يسيرة، يعني مجرد بدء الوحي، هذه أربع صفحات، أو خمس، نعم تصور وتوزع على الإخوان، هذا جيد والله المستعان.
يقول: ما رأيكم في فتح الباري طبعة اعتنى بها نظر الفاريابي، وقدم لها الشيخ البراك؟
على كل حال هي طبعة من الطبعات الكثيرة الموجودة التي طبعة أخيراً، ولها وعليها، يعني فيها تعليقات للشيخ ابن باز، وتعليقات أيضا للشيخ عبد الرحمن براك -حفظه الله-، وهي طبعة جيدة في الجملة، لكن لا تضمن سلامتها.
يقول يبدو والله أعلم، أن كلامه من أسلوب التجريد كما قلتم، وهذا موجود ومعروف، وكلامه في بدء النكت ليس محمولا على العدول، -بمعنى الترك- وإنما عدل اختصارا؛ لأجل أن يستفيد منه من قصرت همته عن فتح الباري؟
هذا الكلام صحيح ووجيه لو كان منهج ابن حجر يختلف في أخره عنه في أوله، يعني لو كانت طريقته طريقة العيني ربع الكتاب مطول جداً، وثلاثة أرباع مختصر جداً، لكن شرح ابن حجر لحديث ((إنما الأعمال بالنيات)) بنفس النفس ونفس المستوى الذي شرح به حديث ((كلمتان خفيفتان على اللسان)) أللي هو أخر الحديث، وقد يشرح في ثنايا الكتاب، وفي أواخره بنفس أطول مما شرح به أوله، فلا يتجه مثل هذا الكلام إلا لو كان ابن حجر استطرد في أوله ثم خفف، ما خفف ابن حجر بل نفسه واحد من أول الكتاب إلى أخره، وهذه من العجائب، يعني أكثر الشراح وأكثر المفسرين تجده همته عالية، ونشاطه متوافر في أول الأمر يطيل ويسهب، ثم بعد ذلك تضعف همته إلى أن يصل في أخر الأمر إلى التعليق اليسير، لكن ابن حجر مثل ما قلنا نفسه في أول الكتاب، هو النفس الذي شرح به أوسطه، وأخره، سم، نعم.
طالب ...........
خمسة وعشرون سنة.
طالب .............
وهذا الذي يظهر.
طالب ............
إيه هذا مع الأحاديث، يعني الأخ يذكرنا بأننا لا نقتصر على اللفظ الموجود بين أيدينا، وهذا وعدنا به، وأننا نقرأ المتن الذي بأيدينا، فإذا فرغنا منه سواء كان هذا مقدم أو مؤخر، ولكل وجه ذكرناه في المواضع الأخرى، فمثل الحديث الأول رواه البخاري في سبعة مواضع، ثم بعد ذلك بروايات مسلم، ثم بروايات أبي داود، ثم الترمذي، ثم النسائي، ثم ابن ماجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وعدنا به في طريقة شرحناها لجمع الكتب الستة، وقلنا: إنها من أنفع الوسائل لتحصيل هذا العلم من خلال صحيح البخاري، وشرحناها في مناسبات كثيرة، يعني إلى أن نأتي إلى الحديث الأول ونثبته كما هو، ثم بعد ذلك ننظر في الطرف الثاني، يعني رقم أربعة وخمسين في كتاب الإيمان، ثم بعد ذلك الطرف الثالث نذكره بإسناده ومتنه، وننظر الفروق، وقد نقتصر إذا كان اللفظ متقارب بذكر الفروق فقط بالسند والمتن، ومع ذلك إذا شرحناه في هذا الموضع لا نحتاج إلى شرحه في موضع أخر، نضع عليه علامة أنه سبق أن شرح في الحديث رقم واحد، ثم نأتي إلى صحيح مسلم ونذكر روايات الإمام مسلم في هذا الحديث بألفاظه وأسانيده، ونكتب على نخستنا من صحيح مسلم أن هذا الحديث درس مع الحديث الأول من صحيح البخاري، ثم نأتي إلى أبي داود ونشر يعني نذكر له إشارة أو علامة، أن هذا الحديث درس مع الحديث الأول من صحيح البخاري، إلى أن ننتهي من صحيح البخاري بهذه الطريقة، لا نشرح مكررا، نشرح الحديث في مواضعه، ونبين المناسبات في الموضع الأول، وإذا كرره البخاري مرة ثانية نكتفي بإشارة يسيرة إلى الربط بين الحديث والترجمة، وما يستنبط منه، ومقصد البخاري ومغزاه من إيراد الحديث في هذا الموضع.
وإذا انتهينا من صحيح البخاري نكون جمعنا ما يتفق عليه البخاري مع بقية الكتب، ثم نأتي إلى زوائد مسلم فيما بعد، يعني إن كان في العمر بقية، ثم إلى زوائد أبي داود واستخراجها سهل، كيف استخراج الزوائد من مسلم سهل؟ لأننا وضعنا علامات على الأحاديث التي وافق فيها الإمام مسلم البخاري، ووضعنا علامات على الأحاديث التي وافق فيها أبو داود البخاري ومسلم أيضا، وهكذا أيضا المرحلة الثانية، نعم الشرح بهذه الطريقة يحتاج إلى زمن طويل جداً، لكننا إذا انتهينا منه نكون قد انتهينا من كتب الستة كلها.
وبعضهم يرى أننا نسرد البخاري ولا نلتفت إلى غيره، ثم بعد ذلك نبدأ بمسلم ولا نلتفت إلى غيره، ثم بعد نلتفت إلى بقية السنن، ولا شك أن هذا فيه تشتيت، لكن لو درس الحديث من الكتب الستة كلها في موضع واحد هذا تجتمع المعلومات، وينحصر الذهن، ولو طال يمكن شرح الحديث الأول بهذه الطريقة يحتاج إلى أوقات طويلة، وهذه الطريقة لا شك أن كثيراً من الأخوان لا يتحملها مملة، لكن هي أفضل من تشتيت المعلومات، وإذا جئنا إلى صحيح مسلم وبدأنا به، بتكراره، هذا يحتاج إلى عمر ثاني، إذا قدرنا للبخاري سبع، أو عشر سنوات! نحتاج في مسلم إلى مثلها، ونحتاج إلى أبي داود إلى قريب منها، والترمذي كذلك، والنسائي إلى أخره، لكن إذا سردناها كلها بهذا الطريقة، تجتمع عندنا الأحاديث المتماثلة، وتشرح في موضع واحد، وقد يسميه بعض الناس الشرح الموضوعي، من جميع الكتب الستة.
على كل حال هذه لها وعليها، يعني تحتاج إلى وقت طويل فإن رأيتم أن نسلك هذه الطريقة، أو نشرح البخاري غير ملتفتين إلى غيره، ألا أن نقول الحديث أخرجه أيضاً بقية الجماعة، وافقه عليه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، هل يكفيكم هذا؟ أنا مرتاح نعم.
طالب .........
فإذا جمعنا على الطريقة السابقة أنا أجزم بأنه السنة القادمة ثلاثة أرباع العدد بينتهي؛ لأن الطريقة مملة وكثير من الأخوان يترقب النهاية، يعني إذا بدأ بالكتاب متى ننتهي؟ وكم مقدراً للكتاب أن ينتهي؟ هذا سألنا عنه مراراً، متى ننتهي؟ فالأمر إليكم، يعني ممكن أن يحال طالب العلم على جامع الأصول مثلاً، ويقال: إن جامع الأصول جمع الكتب الخمسة، إضافة إلى الموطأ، وليت ابن الأثير أراحنا مما في أنفسنا، لكن ابن الأثير أولاً: حذف الأسانيد ورتب على الحروف.
أيضا ابن الأثير لا يوثق بعزوه إلى البخاري، أو إلى مسلم، أو إلى غيرهما من الأصول، لماذا؟ لأنه لا يعتمد على الأصول، وإنما يعتمد على المستخرجات التي فيها كثير من الاختلاف بينها وبين أصولها.
يعني إذا عزا ابن الأثير إلى البخاري، ترجع إلى الأصل تجد اللفظ مختلف ليش؛ لأنه رجع إلى مستخرج ابن نُعيم مثلاً على البخاري، والمستخرجات تخالف الأصول في الألفاظ كثيراً، وفي المعاني أيضا قد تخالف، ماذا يقول الحافظ العراقي؟:
واستخرجوا على الصحيح ... كأبي عوانة ونحوه فاجتنب
عزوك ألفاظ المتون لهما ... إذ خالفت لفظاً ومعنى ربما
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني ما تستطيع تنقل من مستخرج أبي نعيم وأبي عوانة وتقول رواه مسلم، أو رواه البخاري حتى تقف عليه بنفسك، أن هذا بالفعل لفظ البخاري، ومثل ذلك ما تنقله من جامع الأصول؛ لأنه يعتمد على المستخرجات، ولا يعتمد على الأصول ومثله البيهقي.
والأصل يعني البيهقي ومن عزاء ... وليت إذ زاد الحميدي ميزا
حتى الحميدي في جمعه بين الصحيحين قد يعتمد على المستخرجات، فمما يعاب به من جمع بهذه الطريقة اعتمادهم وتعويلهم على المستخرجات دون الأصول، ونحن في طريقتنا التي ما ندري ما الله صانع بنا في مقتبل العمر، ما ندري والله؛ لأن هذه طريقة طويلة، يعني ممكن تشرح لك متنا فيه عشرون حديثا، ثلاثين حديث، مائة حديث، تقول والله نحتاج إلى سنة وننتهي، لا، هذه بحار، وما تضمنته من العلوم يعني الإحاطة بدقائقها، وتفاصيلها دونه خرط القتاد، لكن الإنسان يشير إلى ما يمكن الإشارة إليه في حدود الوقت.
طالب ...............
مسلم الطبعة العامرة طبعة صحيحة، وطبعتهم لصحيح مسلم أفضل من طبعتهم لصحيح البخاري، تركيا
"الطبعة العامرة" اسطنبول أفضل من طبعتهم لصحيح البخاري.
سنن أبي داود طبعاته كثيرة، لكن الأقرب من الطبعات، أقرب الطبعات إلى الصحة هي ما طبعة عن نسخة الحافظ ابن حجر، بغض النظر عن التعليقات عليها، وبغض النظر عما يقال عن محققيها، هي طبعة "عوام"؛ لأنها طبعة، طبعة عن نسخة الحافظ ابن حجر، يعني كونه علق بتعليقات لا يوافق عليها، هذه مسألة أخرى لا ترجع إلى أصل الكتاب، وإن كان منهجه، -وأنا لم أقف على شي من المخالفة- منهجه في سنن أبي داود مثل منهجه في مصنف أبي شيبه، أنه قد يصحح بناء على ترجيحه لبعض الألفاظ التي قد لا توجد في بعض الأصول، فهذا خلل في منهج التحقيق، لكن يبقى أنه طبع عن نسخة الحافظ ابن حجر، فلو قورنت طبعته بطبعة الدعاس مثلاً يحصل لنا نسخة نثق بها -إن شاء الله تعالى-.
جامع الترمذي الجزء الأول والثاني اللذان تولى تحقيقهما الشيخ أحمد شاكر أبداع في التحقيق، وإذا أضيف إليهما تحقيق بشار عواد معروف ضمنا أن الكتاب صحيح -إن شاء الله تعالى-، وإن كانت نسخ الكتاب متفاوتة من القدم، لا سيما في الأحكام على الأحاديث، نسخ الترمذي متفاوتة لا سيما في الأحكام على الأحاديث، ولذا ابن الصلاح وغيره، أوصوا بجمع نسخ قديمة معتمدة من الكتاب والمقابلة بينها، بينما ما أوصى بالكتب الأخرى، لماذا؟ لأن الكتب الأخرى نسخها متقاربة، الفروق بينها ليست كبيرة، لكن الترمذي الفروق بينها كبيرة.
سنن النسائي لما حُقق سننه الكبرى، والتي طبعة في مطبعة الرسالة، انحل الإشكال بالنسبة لسنن النسائي؛ لأن السنن الكبرى مع المجتبى تكاد تكون متطابقة، إلا أن الكبرى تزيد عليها بعض الكتب.
وسنن ابن ماجة كان الناس يعتمدون طبعة "محمد فؤاد عبد الباقي"، ثم لما طبعه بشار عواد معروف أورد أوهام كثيرة، وأن محمد فؤاد عبد الباقي تصرف، وأنه لم يجمع نسخ، وما طبع النسخ، وإنما طبع عن الطبع المصرية التي عليها حاشية السندي، فصار ............ بالمقارنة أيضا، والتأكد من كلام بشار كأن نسخة بشار أفضل من نسخة محمد فؤاد عبد الباقي.
طالب ..........
إيه لابد لا بد، المقصد يعني الهدف من الدرس.
آذان
هذا يؤيد العمل على الطريقة التي أشرنا إليها، يقول: نرجوا العمل بطريقتك، طريقة الدراسة الموضعية المقارنة؛ لأنها أكثر منهجية يقول: وهي إبداع وتميز في حلقات العلم، والعلماء، إلى أخر ما قال في كلام طويل، وفيه شي من التشجيع.
لكن ليعلم الجميع أن الكلام النظري سهل، الكلام النظري سهل، والتطبيق يحتاج إلى صبر ومصابرة ومثابرة، يحتاج إلى وقت، ومما عرض يعني -وهذا ليس بسر- أن تكون الدروس كلها للبخاري، بحيث إذا انتهينا من البخاري لا نحتاج إلى غيره من الكتب، أما بالنسبة للكتب الستة هذه تدخل ضمناً في البخاري، وغيرها من العلوم يشار إلى مقاصدها في ثنايا الشرح، فالعلوم العربية ترد، وأصول الفقه يرد، وجميع ما يحتاجه طالب العلم هذا المؤمل يعني، -يعني لو كان الوقت والدروس كلها للبخاري- لكن اعترض على هذا الاقتراح بأن هناك دروس ابتدئ فيها، منها ما له ستة عشر عاما هذا ما يمكن تركه، وبعض الدروس له خمس سنين، وبعضها ست سنين، كل مجموعة متمسكين بدرسهم، وإلا بالإمكان أن يجعل درس في التفسير بعد صلاة الفجر،
(يُتْبَعُ)
(/)
ودرس في البخاري بعد صلاة المغرب ...... هذه فقط، ولا شك أن هذه غنيمة غنيمة عظماء للمعلم قبل المتعلم، لكن يبقى أن الإخوان الذين بأيدهم كتب، والإخوان الذين يحضرون بعض الدروس اعترضوا علي هذا، وإلا أنا الفكرة حقيقة أنا أرحب بها وأحبذها، لا سيما وأن الكتاب يحتاج إلى دهر بالطريقة التي شرحناها، اللهم إلا أن يكون على حساب بعض الأمور، إما أن يكون على حساب الإتقان والدقة والتجويد، أو بسط المسائل العلمية المستنبطة من النصوص، وإلا فالكتاب يحتاج إلى عمر مديد، والفكرة أنا هاضمها من زمان، وأروج لها، لكن نسأل الله -جل وعلا- أن يعيننا عليها، وبدأ بتطبيقها بعض الطلاب.
أنا من ثلاث سنوات، أو أربع، وأنا اطرحها وأعرضها على الأخوان، وأطلعوني على بعض أعمالهم بالفعل غاية في الإتقان.
أنا أعرف أن بعض الإخوان لما أكملنا المقدمة في هذا الدرس صار عنده شي من الضيق؛ لأنهم يودون الشروع في الكتب؛ لأنهم يتصورون أننا ننتهي بالسرعة بهذه الطريقة، ما ننتهي، نعم يوجد من أهل العلم من يضبط الوقت، ويضبط الكلام بحيث لا يزيد ولا ينقص عن المطلوب، ويحدد يعرف البداية والنهاية، يعرف متى ينتهي بدقة، هذا موجود عند بعض المشايخ يستطيع أن يحدد مدة، ويقسم الوقت على المنهج الذي يسير عليه، وينتهي مثلما يقسم في المدارس والجامعات إذا أراد المدرس إكمال المنهج، لكن أنا لا أستطيع؛ لأنه ما في ما يمنع من أن تعرض لنا شاردة شاذة، وإلا فائدة ونسترسل ورائها وينتهي الدرس، هذا مجرب.
من الطريقة التي ذكرتم من مزاياها أنها ترشدنا إلى الهدف، وهو شرح ودراسة أقوال الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجمعها من روايات الرجال، والتعرف على جهود العلماء والرواة في إيصالها إلينا، مع إضافاتهم فالهدف دراسة السنة.
ذكرتم في لقاءات عديدة طريقة رائعة في قراءة الكتب، منها استدل لصاحب الكتاب على المسألة، وانظر من وافقه وخالفه ووازن؟
هذه ذكرناها في طريقة التفقه، يعني طالب العلم المبتدئ إذا أراد أن يتفقه من كتاب مختصر، يكفيه في أول الأمر أن يتصور مسائل الكتاب، هذه أول عرضة وأول قراءة للكتاب، ثم بعد ذلك العرض الثانية يستدل لهذه المسائل من الشروح ومن الحواشي، والطريقة الثالثة ينظر من وافق، ثم بعد ذلك ينظر من خالف ودليله، ويوازن بين الأدلة، ثم بعد ذلك يتأهل للفتيا والقضاء، على أنه لا يمكن أن يستقل بنفسه في هذه المراحل الثلاثة.
من أين نأخذ قول الموافقين والمخالفين وأدلتهم؟
من كتبهم، من كتب المذاهب التي تُعني بذكر الخلاف.
هل هذه الطريقة خاصة في فن الفقه فقط؟
هي ظاهرة في فن الفقه، -يعني ظهورها في الفقه واضح- لكن لا يمنع أن تكون بقية العلوم أن تعتمد كتاباً معين في التفسير مثلاً تقرأه من أوله إلى أخره، ثم تقارن بينه وبين نظائره من الكتب التي فسرت القرآن.
يقول: هل القادر على أن ينتهج أو المنتهي أم تصلح للمبتدئ؟
العرضة الأولى تصلح لطالب العلم المبتدئ، لكن ما بعدها من العرضات تحتاج إلى تأهل.
يقول: ما رأيكم فيمن يقول وما صحة هذا القول: أن فتح الباري هو مجموعة شروح لعدة علماء وقضاة في زمن ابن حجر وهو معهم، كل منهم بحث في كتاب أو باب حتى أنهوا الكتاب؟
أشار ابن حجر -رحمه الله تعالى- أنه أملى الكتاب إملاء، أنه أملاه إملاء، هذا نص عليه في الفتح نفسه يقول: وكنت أمليت في كتاب الطهارة كذا، ثم عدلت عنه إلى كذا في باب لاحق، ولا يمنع أن يكون ابن حجر استفاد من الطلاب النابهين، يعني مثلما نقول الآن إننا ننتقي من الطلاب عشرة مثلاً ليعينونا على هذه الطريقة التي ذكرتها، فنقول: فلان يتولى الربط بين الأحاديث مع التراجم من الشروح كلها، وأخر يُخرّج الأحاديث من صحيح مسلم، وثالث يخرج الأحاديث من سنن أبي داود وهكذا، وسابع أو ثامن ينظر في كتب الغريب، ثم تجمع هذه الأوراق وتسلم للشيخ مثلاً أيّا كان، وهو بطريقته المادة مجموعة ينظر في هذه المادة، ويصوغها.
تقريبا أن ابن حجر يستفيد من الطلاب، لكن الصيغة له، لابن حجر نفسه ما يمكن أن يقال أن شرح هذا الحديث كتبه فلان أوعلان، قد يستفيد، قد يكلف يقول: شوف لي رأي الحنفية من خلال كتاب كذا؛ لأن الوقت ما يسعفه؛ لأن يرجع إلى كل نسخة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن حجر قرأته تحتاج إلى سنين، فكيف بتأليفه وتنظيمه التنظيم الدقيق؟ يعني ما يمنع أن يقال والله إن رأي المالكية قد يصعب بحثه في كتبهم فيكلف به بعض الطلاب، أو طالب يخصص له المذهب المالكي، وأخر الحنفي، وأخر الحنبلي، ورابع الشافعي، وهكذا، ويستفاد منهم، والشيخ يقرأ هذه المادة بفروعها ويصوغها صياغة واحدة، وأظن ابن حجر يسلك مثل هذا، أما كونه يعتمد في صياغة وتبييض لا أبداً، لو فعل ذلك لبان الخلل في الكتاب وتفاوتت مادة الكتاب، الآن بالإمكان أن يقوم الكمبيوتر مثلاً مقام تكليف الطلاب، تطلب من الكمبيوتر يسحب لك على ورق تخريج الحديث من كتاب كذا، وغريب الحديث من كتب كذا، وسهل، لكنني لا أستطيع التعامل معه، ما أعرف ولا أضغط زر التشغيل، وعملي كله يدوي، كله يدوي، من الرجوع للكتب حتى ولو للفهارس أستعمل، فضلاً عن الآلات، ولا شك أن هذه طريقة يسميها بعض الناس بدائية وحجرية، وليسميها من يسميها ما شاء، لكن العلم مربوط بها ما في علم إلا بتعب.
يقول: اجعل استفتاء بين الطلبة، أو اقتراح بطريقة الشرح واختيار الأكثر؟
يعني هل نسلك الطريقة التي بينها وشرحناها، ولو ترتب على ذلك الإطالة في الزمن؟ أو نقتصر على ما بين أيدينا من ألفاظ نحللها، ونكشف إشكالها، ونتعرض لغيرها؟ نعم.
طالب ..............
والوقت، البخاري يحتاج إلى سنين، -يعني أخذنا خمس سنوات ويا الله أنجزنا العبادات، على طريقة ما نلتفت إلى الكتب الأخرى- والوقت لا بد منه سواء على هذا أو ذاك، أنا أجزم أن الإخوان لما ننتهي من أول الكتاب في بدء الوحي، أنا أجزم أن كثيراً من الإخوان، يستطيع أن يعمل على صحيح البخاري بالطريقة التي أشرت إليها، وأنا يكفيني أن يوجد من الطلاب من يتأهل لمثل هذا العمل، وكان تدريسنا في الجامعة للدراسات العليا نقسم الأحاديث على الطلاب، ونقول اشرح أنت خمسة أحاديث، وأنت خمسة أحاديث، وأنت خمسة وهكذا على طريقة ابن حجر، وعلى طريقة العيني، وعلى طريقة القسطلاني, وأنت استخرج الأحاديث من شرح النووي، وضع عليها نكت من الكتب الأخرى من جميع الفنون، وجدنا من يبدع، يعني فَهِم الفكرة واستقل بنفسه وأبدع، يكفينا طلاباً، أن يوجد عندنا من هذه النوعيات.
يقول: بالنسبة للإشكال يحتمل أنه ذكر قبل ذلك الكلام، وهو قوله: استوفيت شرحه، في مقدمة الشرح الكبير مقدمات لبعض مؤلفاته، فلما أراد أن يبين علة الحديث المذكور، أراد أن يميز موضع ذكره، فقال: استوفيته في شرح مقدمة إلى أخره.
مثل ما يقول مثلاً ذكرت في مقدمة، يعني مثل ما يقول: مدري والله، الشوكاني ذكرت في مقدمة الدراري كذا، ومقدمة النيل كذا، ثم، ثم يقول: حررت مقدمة السيل، وهو يقول هذا الكلام في السيل مثلاً لا سيما وقد أفرد؟
هذا ما فيه كلام لأي كتاب، أو إشارة في شرح الحديث الذي فيه ذكرت ذلك في مقدمة الشرح الكبير، ما في إشارة إلى أي مؤلف من مؤلفاته.
يقول: ما قولكم في طبعة دار السلام للكتب الستة بعناية صالح آل الشيخ؟
الكتب المضغوطة، أقول لا تضمن سلامتها، والشيخ نعرف أنه صاحب عناية ودقة، لكن الرجل معروف أنه مشغول بأمور العامة وخاصة، والكتب الستة تحتاج إلى مقابلة نسخ، ويكفيه أنه فحص مواضع، واطمأن إلى صحتها، فمثل هذه الكتب المضغوطة يحتاج إليها في الأسفار، بدل من أن تحمل معك عشرين، أو ثلاثين مجلداً، تحمل مجلداً واحداً، -يعني أخف في الأسفار- أما أن يعتمد عليه في حال الرخاء، والإنسان بين كتبه وفي منزله فلا.
يقول: ما رأيك فيمن يقول أن ابن حجر عنده خلل في العقيدة في الأسماء والصفات؟ فهل ستبين لنا ذلك في شرحك؟
ما ننقله عنه وفيه مخالفة لا بد من بيانه، أما ما لا نحتاج إلى نقله فلن نحتاج إلى بيانه، اللهم إلا لو كان الدرس في فتح الباري، ويقرأ في فتح الباري لا بد من البيان لكل شيء.
يقول: ما رأيك يا شيخ بزيادة دروس البخاري، حتى في الإجازات نكمل ولا نتوقف؛ لكسب الوقت، والبخاري يستحق أكثر من ذلك، وأيضا لا يطول بنا الزمن فيمل الجميع؟
مقترح طيب، لكن الطلبات قدمت من، بعضها من سنة، لدورات خارج الرياض واتفقنا عليها والجدول الآن كله، جدول الإجازة كله مستغرق، فلا نستطيع أن نجعل دروس في الإجازة أكثر من الأسبوعين المقررين.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛؛؛
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:26]ـ
جزاك الله خير.
ـ[أبو أنس المكي]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 03:39]ـ
بارك الله فيك يا أخ هشيم(/)
خذ نسختك من شرح الشيخ عبيد الجابري حفظه الله لكتاب العلم من صحيح البخاري مفرغا
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 12:53]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ
شَرْح
كِتَابِ الْعِلْمِ
مِنْ صَحِيح الإمَامِ البُخَاريِّ
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ عُبَيْدٍ الْجَابِرِي حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ
عدد أشرطة الشرح = ثلاثة أشرطة مفرغة
((المتن))
16 - باب ما ذكر في ذهاب موسى صلى الله عليه وسلم في البحر إلى الخضر - عليهما السلام –
وقوله تعالى {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا}
74 - حدثني محمد بن غرير الزهري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثني أبي عن صالح عن بن شهاب حدثه أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن بن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال بن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل فقال هل تعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال لموسى فتاه {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} {قال ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} فوجدا خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله عز وجل في كتابه.
((الشرح))
الحمد لله رب العالمبن؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فالشاهد من هذه القصة شيآن:
أحدهما: في مقولة موسى - صلى الله عليه وسلم - حين سُئل: هل تعلم أحدا أعلم منك؟
قال: لا.
وكان ينبغي له - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: الله أعلم - أن يرد العلم إلى عالمه.
وهذا الخطأ لا يثرب فيه على موسى - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز أن يُتخذ منه سبيلٌ لانتقاده، والنيل منه؛ فالله - عز وجلَّ - عذره، واصطفى ربُّنا - جلَّ وعلا - موسى - صلى الله عليه وسلم - برسلاته، وبكلامه، فهو عند الله بالمكانة العالية.
وكثير ما يجتهدُ أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام - ولم يتخذ أهلُ الحق والهدى من ذلكم الخطأِ سبيلا إلى جرح من أخطأَ من أنبياء الله - احتراما لأنبياء الله - عز وجلَّ - وتقديرا لمكانتهم عند ربهم؛ فليعلم هذا.
فإن أنبياء الله عندهم؛ هم المصطفون الأخيار من البشر، وهم مبلغة الخلق عن الله شرعه، فالذي يجرح أنبياء الله - عز وجلَّ - يتعدى على مقام الرب - سبحانه وتعالى - فكأنه يقول: إن ربَّنا أرسل من لا يصلح، أو من هذه حاله، إلى غير ذلك من العيوب التي يُنزه أنبياءُ الله عنها.
ويصون أهلُ السنة والجماعة ألسنتهم عن القدح في أنبياء الله - سبحانه وتعالى - ويمسكونها عما قصه الله من خبرهم، وما تضمنته أخبارهم من أخطاء.
الشاهد الثاني: أشار إليه البخاري إشارة في الترجمة ((هل أتبعك)) فموسى - صلى الله عليه وسلم - لما أنبأهُ اللهُ ما أنبأه عن الخَضِْر - عليه الصلاة والسلام - سأل الله السبيل إلى لقي ذلكم الحبر الصالح فآتاه الله العلامةَ التي يستدل بها على مكان ذلكم الحبر في البحر؛ فكان من خبرهما ما كان، وما قصه الله - سبحانه وتعالى -.
وفي هذا حضٌّ على الرحلة في طلب العلم؛ وهكذا كان السلفُ من هذه الأمةِ، فإن الرجلَ قد يرحلُ - منهم - في فقه حديثٍ واحدٍ - إذا سمعَ أنه عند رجلٍ؛ وإن كان في أبعد الأقطار.
((المتن))
17 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم علمه الكتاب
75 - حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا خالد عن عكرمة عن بن عباس قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم علمه الكتاب.
((الشرح))
هذا الحديث فيه منقبةٌ من مناقب ابن عباس - رضي الله عنهما - وتلكم المنقبة هي: دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللهَ أن يعلمه الكتابَ؛ والمراد به القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعنى أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - سألَ اللهَ لابن عمهٍ عبدالله بن عباس أن يرزقه فهمَ القرآنِ: فهم محكمه، ومتشابهه، وحلاله، وحرامه، ووعده ووعيده. فحقق اللهُ ذلك لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في ذلكم الرجل المبارك؛ فكان حبر الأمةِ، وترجمان القرآن.
((المتن))
18 - باب متى يصح سماع الصغير
76 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس قال أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي أحد.
77 - حدثني محمد بن يوسف قال حدثنا أبو مسهر قال حدثني محمد بن حرب قال حدثني الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا بن خمس سنين من دلو.
((الشرح))
هذه الترجمة التي هي: متى يتحمَّل الصبيُّ - متى يصحُ سماعه؟
أهل العلم يتكلمون عن هذه المسألة من وجهين:
أحدهما: هذا الذي ترجم عليه المصنف - رحمه الله - وهذا يسمى التحمُّل.
والوجه الثاني: الأداء. ويقال: متى يُقبل من الصبي أداء ما تحمَّله في صغره؟
فبالنسبة لصحة السماع ذكر البخاري حادثتين:
إحداهما: خبر ابن عباس - رضي الله عنهما -.
فما الشاهد منه؟
أجيبوا!!
ما الشاهد منه؟
قد ناهزتُ الاحتلام.
فإذن حديث ابن عباس يفيد أنه يصح سماع الصبي وتحمُّله إذا كان قد ناهز الاحتلام؛ قارب البلوغ ولمَّا يبلغ.
فإذا كان كذلك فإنه يصلحُ للتلقي والتحمُّل.
الدليل الثاني - أو الحديث الثاني -: خبر محمود بن الربيع - رضي الله عنه -؛ فمحمود بن الربيع ذكر أنه عقل مجةً مجَّها في وجههِ - صلى الله عليه وسلم - من دلوٍ - يعني أنه ملأ فمَّه ماءً ونثرها على وجهِ ذلكم الغلام الصحابي - رضي الله عنه.
والشاهد منه: قوله: ((عقلت)).
والظاهر أن البخاريَّ يشير بهذين الخبرين إلى أنه يصحُ سماعُ الصبيِّ وتحمُّله حين يكون مدركا عاقلا؛ سواءً ناهز الاحتلام، أو لم يناهز الاحتلام. وإن كان منازهة الاحتلام: أقوى إدراكا، وأشدَّ وعيا؛ والله أعلم.
أما الأداء فإنه لا يقبلُ منه حتى يبلغ. الأداء يشترط فيه البلوغ.
((المتن))
19 - باب الخروج في طلب العلم ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد
78 - حدثنا أبو القاسم خالد بن خلي قال حدثنا محمد بن حرب قال الأوزاعي أخبرنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن بن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه فقال أبي نعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه يقول بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال أتعلم أحدا أعلم منك قال موسى لا فأوحى الله تعالى إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل السبيل إلى لقيه فجعل الله له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر فقال فتى موسى لموسى {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} قال موسى {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} فوجدا خضرا فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه
((الشرح))
هذه الترجمة شاهدها فيما علقه البخاريُّ عن جابر - رضي الله عنه - وعلقه بصيغة الجزم؛ والشاهد الآخر في رحلة موسى - صلى الله عليه وسلم -.
إذن الرحلة في طلب العلم، وتلقيه سنة معتادة متبعة؛ وهي مباركة، وفيها عموم الحديث الصحيح ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللهُ له طريقا إلى الجنة))، فنسأل الله لنا ولكم من فضله الواسع ما تشتهيه الأنفسُ، وتطيب به القلوبُ، وتنشرح به الصدورُ من التقوى، والهدى، والعلم النافع.
((المتن))
20 - باب فضل من علم وعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
79 - حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فَقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به قال أبو عبد الله قال إسحاق وكان منها طائفة قيلت الماء قاع يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض
((الشرح))
هذه الترجمة تتضمن: التنبيه إلى فضل العلم على المعلم، والمتعلم. فكل منهما له فضله. كل منهما له أجره عند الله - سبحانه وتعالى -.
أما المعلم العالِم فيصدق عليه من الأحاديث قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر، مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا)).
وقوله ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به ... الحديث. هذا هو المعلمُ.
أم المتعلمُ فمما يصدق عليه قوله - صلى الله عليه وسلم - ((من سلك طريقا يلتمسُ فيه علماً سهل اللهُ له طريقاً إلى الجنة)).
وهذا الحديث - حديث أبي موسى - الشاهد منه فيما ضربَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المثل؛ فإنه ضرب لأهل العلم - سواء العالِم والمتعلم - بصنفين من الأرض.
أحدهما: صنف يقبل الماء، وينبت العشبَ والكلأَ. وهذا مَثَلُ العالِم العامل؛ العالم الواعي العامل.
والصنف الآخر يمسك الماءَ؛ ولا ينبت، لكنه يحفظ للناس. فالناس يرتادونَ هذا القسمَ من الأرض؛ لينتفعوا بما فيه من الماءِ.
وهذا مثلٌ لأناسٍ جعلهم اللهُ - عز وجل - أوعية فقط. يحفظون؛ ولكنهم ليس كالصنف الأول من حيثُ: الاستنباطُ، واستخراجُ الحكامِ، وإنما هم أوعية، يحفظون العلم لمن يأت إليهم، ويتلقاه عنهم.
والصنف الثالث: نصف ليس فيه فائدة: لا لنفسه، ولا لغيره. وهذا يشبه الأرض السَّبِخَة التي لا تمسكُ الماءَ، ولا تنبتُ العشبَ. أرضٌ سَبِخَةٌ، يعني ليس فيها فائدة.
وهذا مَثَلُ أناس ليس لهم بالعلم اهتمام!: لا فقهاً، ولا حفظاً، ولا يبالون بالعلم.
((المتن))
21 - باب رفع العلم وظهور الجهل وقال ربيعة لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه
80 - حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا
81 - حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد
((الشرح))
في هذين الحديثين عَلَمٌ من أعلام نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وذلكم العَلَمُ هو ما أخبر به من الفتن العظيمة، ومن تلكمم الفتن والبلايا - محل الشاهد من الحديثين وهو -:
رفعُ العلم، أو قلته، مع فشو الجهل وكثرته، وهذا - في الحقيقة - حافز - لمن كان: حازما كيسا فَطِناً من المسلمين - إلى أن يبذل الجهد في العلم: علماً وتعليماً. كما هو تنبيه للمسلمين على أن يحذروا الجهلة من الناس؛ فإن الجهلَ إذا فشا أصابت الأمة المصيبة! فيكثر فيها الهوى، والضلال، والانحراف، وتضييع الدين.
((المتن))
22 - باب فضل العلم
82 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر أن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولته يا رسول الله قال العلم
((الشرح))
وهذا الخبرُ شاهدُ الترجمةِ منه: في تعبير النبي - صلى الله عليه وسلم - رؤياه إذ فسَّر ارتواءَه من اللبن بالعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يقول قائل: ما وجه الشبَهِ بين اللبنِ والعلمِ؟ ما وجه الشبهِ بينهما؛ حتى يعبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤياه في شرب اللبن بالعلم؟
نقول: اللبن هو أفضل غذاءٍ في بعض الأزمنة. أفضل غذاء، أفضل ما يُتغذى به البدنُ. والعلم أفضل ما يُتغذى به القلبُ.
هذا وجهُ الشَّبَهِ بينهما؛ والله أعلم.
((المتن))
23 - باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها
83 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن بن شهاب عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال اذبح ولا حرج فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج
((الشرح))
أما هذا الخبر فالشاهد منه ما هو؟
فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. إلخ.
وذلكم أن البخاري - رحمه الله - ترجم على أنه يجوز الفتيا وهو قائم؛ فكأنه يردُّ على من ينتقد العالِم إذا كان يفتي الناسَ واقفا! فكأنهم يرون أنه لا بدَّ أن يجلس جلسة معينة. فزال بهذا الخبر هذا الانتقاد وساغ للعالِم، والمفتي أن يفتي الناسَ على أي حالة؛ سواء كان قائما واقفا، أو جالسا، أو متكئاً، أو ماشياً. المهم أن يفقه الناسُ عنه.
((المتن))
24 - باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس
84 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حجته فقال ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال ولا حرج وقال حلقت قبل أن أذبح فأومأ بيده ولا حرج
85 - حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا حنظلة عن سالم قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل
86 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله قلت آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى علاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
((الشرح))
هذه الأحاديث الثلاثة شاهد الترجمة منها في إشارات النبي - صلى الله عليه وسلم - وإيمائه بيده؛ وهذا في الحديثين الأولين.
إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إشارة يَفهمُ منها المستفتي مراده، وذلكم أنه في الحديث الأول أشار: ولا حرج. في الحديث الثاني أشار: القتل - إشارة - حرف يده إشارة تدل على أن معنى الهرج هو: القتل. وفي الحديث الآخر؛ حديث أسماء أشارت عائشة - رضي الله عنها - برأسها إشارة ((نعم))؛ وهي معروفة عند الناسِ.
والمقصود الاستدلالُ بالإشارة إذا كانت تُفهِم المراد والمطلوب ..
((المتن))
25 - باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا به من وراءهم وقال مالك بن الحويرث قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم
(يُتْبَعُ)
(/)
87 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال كنت أترجم بين بن عباس وبين الناس فقال إن وفد عبد القيس أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال من الوفد أو من القوم قالوا ربيعة فقال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى قالوا إنا نأتيك من شقة بعيدة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر ولا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر حرام فمرنا بأمر نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله عز وجل وحده قال هل تدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغنم ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت قال شعبة ربما قال النقير وربما قال المقير قال احفظوه وأخبروه من وراءكم.
((الشرح))
خبر مالك بن الحويرث - رضي الله عنه - رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم؛ وما هذا سبيله في صحيح البخاري صحيح إلى من علقه عنه.
والشاهد منه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - مالكاً، ومن معه أن يعلِّموا قومَهم ما حفظوه من العلم؛ فإنه من تمام النعمة على المرء - إذا تعلم علما - أن يعلم أهله بل هذا واجب - أعني تعليمَ الرجلِ أهلَه: لزوجته، وأولاده، وبناته. بل يجب أن يعلم قومه؛ إذا كان ليس فيهم متعلم سواه. يدعوهم إلى الله - عز وجل -.
أما الحديث - حديث عبدالله بن عباس؛ ويعرف بحديث وفد عبد القيس فالشاهد منه في الجملة الأخيرة ماهي؟
احفظوه، وأخبروه من وراءكم.
احفظوه: يعني ما قصصته عليكم، وما ألقيته عليكم من تفسير الإيمان بالأعمال، وما تضمنه الحديثُ من نواهٍ.
فاحفظوه أنتم وعَوهُ هذا أولا.
ثانيا: أخبروا به من وراءكم.
والبخاري أشار في الترجمة إلى شيءٍ.
ثلاثة أمور يحفظوا ماذا؟ الإيمان. فحفظ الإيمان هو ما فسرَ به النبيُ - صلى الله عليه وسلم - أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: أن تشهدوا أن لا إله إلا الله ... إلخ.
والعلم. كونهم تعلموا ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك يخبرون من وراءهم ممن لم يستطع الحضور إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد أخبر الوفدُ بالمانع الذي يحولُ بينهم وبين المجئ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلكم المانعُ هم الكفار المقيمون في طريقهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهم لا يستطيعون الحضورَ إلا في الشهر الحرامِ.
وهذا الشهر الحرام إما ذو القعدة، وإما ذو الحجة، وإما محرم، وإما رجب.
فهذه الأشهر محترمة حتى عند الكفار؛ فإنهم لا يقاتلون فيها. ويرون القتالَ فيها من أعظم المنكرات.
((المتن))
26 - باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله
88 - حدثنا محمد بن مقاتل قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج بها فقال لها عقبة ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف وقد قيل ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره
((الشرح))
هذا الحديث - حديث عقبة - يدلُ على حرص السلف على الرجوع إلى أهل العلم في النوازل والمعضلات؛ وهذا منتهى التوقير والاحترام والثقة. وهكذا يجب أن تكون الأمة.
فإنه متى وثق الناسُ بعلمائهم، وخيارهم، ووقروهم، وأجلوهم أمنوا من التخبط، والجهل.
ومتى قلَّت ثقتهم بهم، وقلَّت هيبتهم، وقلَّ احترامهم تخطفهم الجهال فأغووهم.
فعقبة - رضي الله عنه - حينما سمع ما سمع من هذا الخبر الموحش المفضح لجأ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حل مشكلته فأفتاه بما يجب عليه - وهو فراق هذه المرأة التي كانت أخته من الرضاعة - وهذا دليل على أنه لا مؤاخذة على المسلم - رجلا كان أو امرأةً - فيما اقترف من الإثم عن جهلٍ. لا مؤاخذة عليه؛ لكن يجب عليه الإقلاعُ والابتعاد حالَ بلوغه البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيء الثاني: حرصُ السلفِ على التطبيق، وعلى المسارعة إلى العمل بما علموه من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لم يكن متواترا في الباب فهو مستفيض.
((المتن))
27 - باب التناوب في العلم
89 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ح قال أبو عبد الله وقال بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن عبد الله بن عباس عن عمر قال كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته فضرب بابي ضربا شديدا فقال أثم هو ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا أدري ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم أطلقت نساءك قال لا فقلت الله أكبر.
((الشرح))
هذا الحديث فيه الدليل على أن السلف - رحمهم الله - أعني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصون على ألا يفوتهم العلمُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ والفقه في دين الله.
وذلكم أنه مع كثرة مشاغل عمر - رضي الله عنه - وجارِه الأنصاري كانا يتناوبان النزول إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا حضرَ صاحبُ النوبة منهما النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جالسه وأخذ ما يبلغُ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وما يسنه، وما يشرعه، وما يجد من أخبار عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأخبار التي تسدعي النشر في الأمة؛ تبليغ الأمة، فيبلغ بها جارَه، وهكذا.
فمرة ينزل عمرُ ويعود إلى جاره بأخبار النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وتارة ينزل الأنصاري فيأتي عمرَ بأخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أمر.
والأمر الثاني: من الفقه ألا يعجل الناسُ في إشاعة الأخبار المهمة الي من شأنها إحداث القلق في الأمة، والشويش؛ بل يردها إلى أهلها.
وهذا ما تضمنه قول - جلَّ وعلا - ((ولو جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم))} سورة النساء آية 83 {.
في صحيح مسلم أن عمرَ - رضي الله عنه - قال: أنا من الذين يستنبطونه. وذلكم أنه وجد الناسَ في المسجد وهم يقولون: طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءَه، أصاب الناسَ أمرٌ عظيمٌ، طلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءه، فذهب عمرُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستوثق منه ما حدث له من خبر، وأنه لم يطلق نساءه، وإنما آلى منهم، وهجرهن شهرا.
((المتن))
28 - باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
90 - حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال يا أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة
91 - حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا سليمان بن بلال المدني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرّفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه قال فضالة الإبل فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه فقال وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب
92 - حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم قال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجهه قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل.
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
الموعظة التي هي من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي التعليم نفسه، وبيان ما يصلح للناس - أمرا أو نهيا - وليست هي مجرد أقاصيص وحكايات.
والغضب في الموعظة، أو في التعليم يجب أن يكون كما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأخبار. هو الشدة في التعليم، والتغليظ، والتأكيد؛ حتى يعي المتعلم فيفقه الأمرَ وينزجر عن المنهي.
فالحديث الأول هو طرف من قصة معاذٍ - رضي الله عنه - مع قومه؛ فإنه كان يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاءَ الآخرة، ثم يأتي قومَه بقباء ويصلي بهم العشاءَ ويطيل فيهم القراءة؛ ولهذا جاء في بعض طرق الحديث: أنه قال: أفتان أنت يا معاذ؟!! أفتنان أنت يا معاذ؟!! اقرأ، أو هلا قرأت بسبح وكذا، وكذا.
والخبر الثاني: وجه الشاهد منه (مالك ولها)) وهذا لون من التشديد ((ما لك ولها)) وفي رواية ((دعها)) ولعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال هذه المقولة لذلكم السائل؛ لأنه متقرر عندهم أن الإبل لديها منعة، وقوة، وتحمل فهي تمتنع من السباع، ولديها القدرة على الهرب، وقطع الفيافي والقفار؛ فلا يُخشى عليها، لهذا قال له: دعها. وفي هذا الباب حديث الباب: ((مالك ولها))؛ وفي رواية ((دعها)) هذا استنكار.
والحديث الثالث: سالوني عما شئتم! وهذا كأنه تهديد.
وكذلك قول عمر - رضي الله عنه -؛ لما رأ أن الناسَ أثقلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمسائل حتى كرهها.
من فقهه - رضي الله عنه - أنه صنع ما صنع؛ جثا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنا نتوب إلى الله وإلى رسوله.
وفي رواية ((إنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله)) من فققه؛ وهذا من فقهه يخشى أن ينزل على الناس شيء يكرهونه، ويكون عليهم فيه حرج ومشقة.
((المتن))
29 - باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث
93 - حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فقام عبد الله بن حذافة فقال من أبي؟
فقال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسكت.
((الشرح))
هذا الحديث هو مكرَّرُ ما قبله؛ وإنما الشاهد منه هو: بروك عمر – رضي الله عنه - بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصدعه بما سمعتم من الكلام؛ حتى سكن غضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ فإن عمرَ - رضي الله عنه - صنع ما صنع رفقا بالناس، رفقا بالناس؛ لأنه لو نزل بهم ما يكرهون وقع عليهم الحرج والمشقة؛ وهذه عقوبة، ثم بعض المسائل التي سألوها - رضي الله عنهم - ليست هي من أمور الدين؛ فمجموع ما جاء في هذه المسائل = نهي الناس أن يسألوا عما لا فائدة لهم فيه، وأنه يجب عليهم أن ينشغلوا بما يفيدهم في دينهم ودنياهم.
((المتن))
30 - باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه فقال: ألا وقول الزور فما زال يكررها وقال ابن عمر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم هل بلغت ثلاثا
94 - حدثنا عبدة قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثنا ثمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سلم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا.
95 - حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا عبد الصمد قال حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد الله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا.
96 - حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقنا الصلاة - صلاة العصر، ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا.
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأخبار متفقة على باب من أبواب العلم؛ وهو نهاية الإبلاغ والبيان والتفهيم؛ وذلكم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعيد الكلمةَ ثلاث مرات؛ لِتُفهم عنه، وهذا الصنيع منه - صلى الله عليه وسلم - تنبيه إلى العالِم إلى أن يُراعي حالَ مُجَالِسِيهِ وسامعِيه؛ فإنه في كثير من الأحوال يحتاج السامع إلى تكرار الكلمة مرتين، أو ثلاث مرات.
((المتن))
31 - باب تعليم الرجل أَمَتَهُ وأهلَه
97 - حدثنا محمد بن سلام حدثنا المحاربي قال حدثنا صالح بن حيان قال قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، والعبد المملوك إذا أدى حق الله - تعالى - وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها؛ ثم أعتقها فتزوجها فله أجران. ثم قال عامر أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة.
((الشرح))
الشاهد من هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم - ماهو؟
جملة؛ أو جملتان متعاطفتان ما هما؟
رجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها؛ ثم أعتقها فتزوجها.
إذن التعليم مع التأديب.
الترجمة عندنا ما هي؟
باب تعليم الرجل أمَتَه وأهلَه ز هذا هو!
هي لمّا أعتقها صارت حرة؛ أليس كذلك؟!
بلى!
ما صارت أمَة؛ هو علمها لما كانت أمَة، وهذا قيام بالواجب نحو الأمَة. ثم بعد ذلك ماذا صنع؟
أعتقها فصارت ماذا؟
حرة!
ثم ماذا؟
تزوجها فصارت أهله، صارت ماذا؟ أهله!
وهذا يفيد وجوب العناية - عناية الرجل بأهله: من أزواجه وأولاده، وبناته، وأن يعلمهم مما علمه الله - سبحانه وتعالى -؛ حتى تبرأ ذمته أمام الله - عز وجل - وفي هذا يقول الحق - جل وعلا - ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة))} سورة التحريم آية 6 {.
قال بعض المفسرين: أدبوهم، وعلموهم؛ حتى يستقيموا على أمر الله.
وفي الحديث الصحيح (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))، وفي الحديث الصحيح الآخر ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)) والمقصود أنه يجب على الرجل أن يَرعى أهلَه بكل ما يصلح حالهم، ومن ذلك أن يفقههم في دين الله - سبحانه وتعالى -.
وقد كان من عناية السلف - رحمهم الله - بالأهل - وما يدل على ذلك = أن معاوية ابن الحكم السلمي - رضي الله عنه - كانت له جارية ترعى غنمه فعدا الذئبُ على الغنم فأخذ شاة منها؛ فلما جاء سيدُها أخبرته الخبرَ؛ فلطمها؛ ثم ندِمَ على ذلك؛ فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره الخبر، فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال معاوية - رضي الله عنه -: يارسول الله! إن عليَّ رقبة أفلا أعتقها؟! - أدرك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاب عليه صنيعَه؛ فأراد أن يكفر عن خطيئته - فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جئني بها. أنظر أمؤمنة هي؟
فجاء بها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أين الله؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟
قالت: أنت رسول الله.
قال: اعتقها فإنها مؤمنة.
فهذا الخبر يدل على عناية السلف بأمر العقيدة وتصحيحها وتعليمها؛ حتى رعاة الغنم عندهم؛ فضلا عن أهليهم: من أزواجهم، وأولادهم ن وبناتهم.
انتهت مادة الشريط الأول؛ وإلى مادة الشريط الثاني.
((المتن))
32 - باب عظةُ الإمامِ النساءَ وتعليمهن
98 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن أيوب قال سمعت عطاء قال سمعت بن عباس قال أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أو قال عطاء أشهد على بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال فظن أنه لم يسمع (النساء) (4) فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه وقال إسماعيل عن أيوب عن عطاء وقال عن بن عباس أشهد على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
((الشرح))
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وليُّ الصالحين.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيدُ ولدِ آدم اجمعين - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا حصل اقطع وبدأ عاديا عند حديث رقم (101)!!
((المتن))
33 - باب الحرص على الحديث
99 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني سليمان عن عمرو بن أبي عمرو بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال قيل يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه
34 - باب كيف يقبض العلم وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا حدثنا العلاء بن عبد الجبار قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك يعني حديث عمر بن عبد العزيز إلى قوله ذهاب العلماء
100 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا قال الفربري حدثنا عباس قال حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن هشام نحوه
((المتن))
35 - باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم
101 - حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثني بن الأصبهاني قال سمعت أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنين فقال واثنين
102 - حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن ذكوان عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وعن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت أبا حازم عن أبي هريرة قال ثلاثة لم يبلغوا الحنث.
((الشرح))
شاهد الترجمة من هذا الحديث = أراه واضحا بينا وفقه هذا الحديث؛ أعني شاهد الترجمة يفيدُ شيئين:
أحدهما: جواز طلب المرأة العلم على من تثق بدينه وأمانته من الرجال. وهذا فاشٍ في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعده، فكان الرجال يأخذون عن الفقيهات من النساء، والنساءُ يأخذن عن الفقهاء من الرجال، وكان إما في المسجد، وإما خلف ستارٍ.
الأمر الثاني: هذا الحديث أصل أصيل في المنع من الاختلاط بين الرجال والنساءِ.
ألا ترون أن هذه المرأة وهي: أسماء بنت يزيد - كما في بعض طرق الحديث - ماذا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟: غلبنا عليك الرجالُ.
وهذا صريح الدِّلالة في أنه لا يتزاحم الرجال والنساء عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ولدُ سيد آدم؛ بل سيد الخلق أجمعين - صلى الله عليه وسلم - وذلكم المجتمع هو خير البشرية - بعد النبيين والمرسلين - وذلكم الزمان هو أشرف الأزمنة، زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلكم المكان معروف ما هي؟
طيبة المدينة النبوية مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الأمر الثالث: أنه إذا طلب نساءُ المسلمات من الإمام الموثوقِ من دينه وأمانته: أن يهيئ لهم مكانا يعلمهن فيه لا مانع من ذلك - إن شاء الله - بشرط أن تكون أؤلئك النسوة في غاية التستر، والحشمة = غير متبرجات، ولا متجملات، ولا متعطرات، بل تفلات متبذلات.
((المتن))
36 - باب من سمع شيئا فراجع حتى يعرفه
103 - حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر قال حدثني بن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت عائشة فقلت أو ليس يقول الله تعالى {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك.
((الشرح))
(يُتْبَعُ)
(/)
في شاهد الحديث؛ وهو ما ذكره الراوي عن عائشة - رضي الله عنها - بأنها لا تسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا حتى تراجعه حتى تعرفه - منقبة من مناقب عائشة - رضي الله عنها - وفضيلة من فضائلها؛ وتلكم الفضيلة تدل على حرصها على العلم، وطلب العلم، والمراجعة؛ مراجعة التلميذ شيخَه ينبغي أن يُراعى فيها:
أولا: ألا يضيع على الآخرين.
ثانيا: أن تكون المراجعة فيما هو مشكل.
ثالثا: أن تكون بأدب؛ بحسن أدب، لا بهجوم وقوة؛ حتى يتيح له شيخَه فرصة المراجعة.
رابعا: وأن تكون ليس على سبيل المجادلة، بل على سبيل التَّفهم.
رُوي عن أبي سلمة بن عبدالرحمان - رحمه الله - قال: حُرمتُ كثيرا من علم ابن عباس.
قالوا وكيف؟!
قال: كنتُ أكثرُ جداله. كنت أكثر جداله.
هذا يدل على أنه - رحمه الله - متأسف، ونادم، لكن لا ينفع الندم - فات! ذهب ابنُ عباس - رضي الله عنه -.
فهو يرى أنه كان ينبغي له ألا يجادل الشيخَ.
((المتن))
37 - باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب قاله بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
104 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثني الليث قال حدثني سعيد عن أبي شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح ما قال عمرو قال أنا أعلم منك يا أبا شريح إن مكة لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة
105 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن بن أبي بكرة عن أبي بكرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال فإن دماءكم وأموالكم قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب وكان محمد يقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذلك ألا هل بلغت مرتين.
((الشرح))
اتفقت الأحاديثُ الثلاثةُ على ما رواه ابنُ عباس - رضي الله عنه - فالأربعة أخبار - الشاهد فيها جملة واحدة ماهي؟
ليبلغ الشاهدُ الغائبَ.
الشاهد من هو؟
الحاضر.
وهذا حق من حقوق المسلمين على بعضهم؛ فإن من سمع علما لم يعلمه غيرُه كان حقا عليه أن يبلغ ذلكم العلمَ. وهذا من الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - وفي الحديث التنبيه إلى كيفية نصح الإمام المخالف. فإن أبا شريح - رضي الله عنه - تلطف غايةَ التلطف وتأدب مع أميرِه غايةَ الأدب.
مع أن أميرَه - وهو عمرو بن سعيد - كان يجيش الجيوش لغزو مكة. غزو مكة وهذا في إمارة عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه - كانت إمارته في مكة فقال ما قال: ائذن لي أيها الأمير. ثم قص ما سمعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حرمة مكة. وهذا يفيد أن نصح الأمير من أبي شريح كان كفاحا مشافهة؛ وليس مرسَلا من فوق المنبر، ولا في المحافل العامة. لا في المحافل العامة. وهذا الصنيع منه رضي الله عنه - يتفق مع ما أخرجه الإمام أحمد وابنُ أبي عاصم في السنة وغيرُهما - وهو بمجموع طرقه صحيح - إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبْدِها علانية، وليخلُ به وليأخذ بيده، فإن قَبِلَها قَبِلَها، وإن ردها كان قد أدى ما عليه.
فهذا الحديث مع حديث الباب يفيد أن نصح الأمير المخالف أو نصح الإمام، ينبغي أن يكون في غاية الأدب.
كذلك السرية التامة عن أقرب الناس إليه إن أمكن.
((المتن))
38 - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم
106 - حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة قال أخبرني منصور قال سمعت ربعي بن حراش يقول سمعت عليا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار
(يُتْبَعُ)
(/)
107 - حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن جامع بن شداد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قلت للزبير إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث فلان وفلان قال أما إني لم أفارقه ولكن سمعته يقول من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار
108 - حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز قال قال أنس إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار
109 - حدثنا المكي بن إبراهيم قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار
110 - حدثنا موسى قال حدثنا أبو عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
((الشرح))
هذه الأحاديث الأربعة اتفقت الشواهد منها على ما يأتي:
أولا: تحريم الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذلكم إلا لأن الكذب عليه هو كذب على الله - جلَّ وعلا -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشرِّعٌ عن الله، ومبلغ عن الله شرعَه. فمن نسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله من الكلام فإنه قد افترى على الله كذبا. ليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده. فكأنه يقول للناس: الله يشرِّع كذا، الله يأمر بكذا، الله ينهى عن كذا - بهتانا وزوراً.
والكذب هو الإخبار بخلاف الواقع - محرم على جميع الناس فلا يجوز أن يكذب أحدٌ على أحدٍ؛ لكن حرمته على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - آكد وأشدُّ لمكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من ربه - عز وجلَّ - كما أسلفتُ.
ثانيا: مطلق الأخبار من أحاديث الباب يحمل على مقيَّدها؛ بل يجب أن يحمل على مقيَّدها، فيصبح الكذب المحرم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الكذب عليه كيف؟
تعمدا، قصدا!
وأما ما يحدث من السهو فلا يسمى كذبا؛ يسمى خطأً.
الأمر الثالث: ورع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – وزهدهم، وحرصهم على أن لا يقولوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ما تأكدوا من صحته؛ مع بعدهم عن الكذب - رضي الله عنهم - فالله - سبحانه وتعالى- قد طهَّر ألسنتهم عن الكذب كما طهَّر قلوبَهم عن الشرك وسائر أمراض القلوب وأنجاسها؛ ولكنهم يُمسكونَ عن كثرة الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خوفاً من الوقوع في الكذب على النبي- صلى الله عليه وسلم - مع أن من ظنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال هذا الحديث، ولم يتعمد الكذب = لا شيء عليه؛ ولكن هذا من شدة ورعهم، وزهدهم - رضي الله عنهم -.
((المتن))
39 - باب كتابة العلم
111 - حدثنا بن سلام قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال قلت لعلي هل عندكم كتاب قال لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة قال قلت فما في هذه الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر
112 - حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فركب راحلته فخطب فقال إن الله حبس عن مكة القتل أو الفيل - قال أبو عبد الله كذا قال أبو نعيم - وسلط عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ألا وإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ألا وإنها أحلت لي ساعة من نهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها إلا لمنشد فمن قتل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل فجاء رجل من أهل اليمن فقال اكتب لي يا رسول الله فقال اكتبوا لأبي فلان فقال رجل من قريش إلا الإذخر يا رسول الله فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلا الإذخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
113 - حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني وهب بن منبه عن أخيه قال سمعت أبا هريرة يقول ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة
114 - حدثنا يحيى بن سليمان بن يحيى قال حدثني بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع فخرج بن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
((الشرح))
هذه الأحاديث الأربعة قد اتفقت على الشهادة للترجمة؛ فكلها مفيد الدليل على جواز كتابة العلم. وكتابة العلم إحدى الطرق التي يحفظ بها؛ وفيها من الفوائد: التوثقة؛ لا سيما من يأتي بعد قرن الكُتَّاب؛ فإن الاعتماد على الحفظ وحده - وإن كان بابا عظيما امتاز به أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أئمة التابعين بعدهم.
لكن في الكتابة مزية أخرى؛ وهي تمكين من ليس حافظا للمشافهة من قراءة ما دوَّن من العلم بعدُ.
وها هنا أرى لزاما التنبيه خاصة على حديث علي - رضي الله عنه - وذلكم أن عليا - رضي الله عنه - صرح تصريحا جليا ظاهرا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يختصهم بشيء وأنه أعني: عليا - رضي الله عنه - وآل البيت - رضي الله عنهم - ليسوا مختصين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما خص عليٌ - رضي الله عنه - بباب معين؛ وهو ما في الصحيفة التي كان يقتنيها - رضي الله عنه - وفيها ما سمعتم: العقل يعني الدية، وفكاك الأسير يعني كيف يفكّ الأسير - أسير المسلمين من الكفار، وألا يُقتل مسلم بكافر. هذه اختص بها علي - رضي الله عنه - هل اختص بسماعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو اختص يتدوينها؟
الظاهر أنه اختص بتدوينها. وفي هذا ردٌ على الرافضة الذين يلصقون بآل البيت - رضي الله عنهم - ما لم تصح نسبته إليهم. وهذا من كذبهم - أعني الرافضة - قبحهم الله ورحم الله آل البيت - رضي عنهم -.
هذا من كذب الرافضة على آل البيت. بل تعدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجميع أصحابه - رضي الله عنهم - فقبحهم الله وأهلكهم، وأراح الإسلام وأهلَه من شرهم ... آمين.
((المتن))
40 - باب العلم والعظة بالليل
115 - حدثنا صدقة أخبرنا بن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة.
((الشرح))
هذا الحديث يتضمن منهجا من أعظم مناهج التربية على هذا الدين؛ والتحذير من الفتن، والمحدثات في الدين؛ وهو تنبيه إلى سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلكم السنة: أن يتعاهد الرجلُ أهلَ بيته من: زوجه، وأولاده، وبناته بالموعظة حتى ينشأوا على: التقوى، والصلاح.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[09 - Jul-2008, صباحاً 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((المتن))
41 - باب السمر في العلم
116 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد عن بن شهاب عن سالم وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عبد الله بن عمر قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد
117 - حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم قال سمعت سعيد بن جبير عن بن عباس قال بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم جاء إلى منزله فصلى أربع ركعات ثم نام ثم قام ثم قال نام الغليم أو كلمة تشبهها ثم قام فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم خرج إلى الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
((الشرح))
الأصل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو النهيُ عن الحديث بعد العشاء كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - النهيُ عن النوم قبلها؛ وذلكم لأنه السهرَ بعدها مظنة لتفويت صلاة الصبح، أو الكسل فيها، كما أن النومَ قبلها مظنة لتفويت العشاء.
وهذه القاعدة يُستثنى ما ترجم عليه المصنفُ - رحمه الله - وأورد ما سمعتم من الأحاديث.
وإن قال: كيف السمرُ من هذين الحديثين؛ أو ما وجه الاستدلال على ما ترجم عليه، وهو باب السمر في العلم؟
فالجواب:
أولا: في صنيعه - صلى الله عليه وسلم - موعظة أصحابه بعد العشاء؛ ويظهرُ أن الموعظة كانت طويلة، ولكن اقتصر البخاري - هنا - على بعض الحديث مراعاة للشاهد، وهذا خلاف عادته - صلى الله عليه وسلم -. يظهر أن هذا خلاف عادته؛ فإن الأغلب على حاله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه الانصراف بعد صلاة العشاء.
أما حديث ابن عباس - رضي الله عنه - فالشاهد - عندي - من وجهين:
الوجه الأول: في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - أهلَه: نام الغُلَيْم؟ - والعوام يقولون: الغُلَيِّم - هذا تصغير غلام؛ ويظهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدَّثَ أهلَه حديثا خلاف ما جرت به عادتُه. هذا الوجه الأول.
الوجه الثاني: في كونه - صلى الله عليه وسلم - صلى عددا من الركعات، وائتم ابنُ عباس، وصلى بصلاته، ويسمع قراءته، وهذا باب من العلم.
كيف كان بابا من العلم؟!
لأن ابن عباس تعلم من النبي- صلى الله عليه وسلم - صلاة الليل، كما تعلم منه وقوف المأموم الصحيح؛ وهو عن يمين الإمام. يوضحه ما جاء مطولا عند المصنف في مواضع أخرى منها:
في تفسير سورة آل عمران: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام نظر إلى السماء فقرأ العشر الآيات من خواتيم سورة آل عمران: ((أن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب .. )) إلى قوله ((يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
وهذا باب من أبواب العلم.
وإلى هنا انتهت مادة الشريط الثاني؛ وتبدأ مادة الشريط الثالث.
((المتن))
42 - باب حفظ العلم
118 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني مالك عن بن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي} إلى قوله {الرحيم} إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون
119 - حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال ابسط رداءك فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال ضم فضممته فما نسيت شيئا بعد حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا بن أبي فديك بهذا أو قال غرف بيده فيه
120 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم.
((الشرح))
الحمد لله رب العالمين؛ والعاقبة للمتفين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ ولي الصالحين ورب الطيبين؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصيفه الأمين - صلى الله عليه - وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن مجموع ما ساقه المنصف - رحمه الله - في هذا الباب يتضمن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: الحضّ على حفظ العلم؛ والتهييج عليه، وذلكم فيما ساقه من خبر أبي هريرة - رضي الله عنه - وأنه كان منقطعا لطلب العلم.
وحفظ العلم فيه فائدتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الفائدة الأولى: أنه يعطي الإنسان الملكة على النظر في المسألة؛ الملكة: وهي النظر في المسألة؛ وجمع أطرافها، وأقوال أهل العلم فيها، ثم ترجيح الراجح من الأقوال المختلفة من أقوال أئمة الإسلام؛ لأن الترجيح الصحيح، والتصويب السديد مبني على الدليل، وذلكم الدليل إما: آية من كتاب الله، أو سنة صحيحة من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
الأمر الثاني: فيها فضيلة من فضائل أبي هريرة، ومنقبة من مناقبه - رضي الله عنه - وذلكم أنه عنده من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ليس عند غيره - فما عنده - رضي الله عنه - يفوق خمسة آلاف حديث؛ ولهذا فإنه يسمى - رضي الله عنه - حافظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومن هذا حاله من الناس سيكون فقيها ولا بد.
وبهذا يتبين لكم: أن الطعن في أبي هريرة ينسفُ على الأمة خمسة آلاف حديث وكسر؛ ومنها ما هو في أصول الدين، ومنها ما هو في فروعه.
الأمر الثالث: سدُّ الذرائع؛ درءُ المفاسد إذا كانت راجحة على المصالح؛ فإن تقديم درء المفاسد على جلب المصالح أصل من أصول هذا الدين. وما أحسنَ ما قاله العلامة ابنُ سعدي؛ وبحق هو علامة إمام -:
الدين مبني على المصالح:::::::: في جلبها والدرء للقبائح
وأدلة هذه القاعدة - التي لا يفهمها فقها تاما، ويستعملها استعمالا صحيحا صوابا سديدا إلا الدعاة الذين هم دعاة إلى الله على بصيرة وهم: دعاة أهل السنة والجماعة - ألم تسمعوا إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه تلقى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعاءين من الحديث؟!!
أحدهما حدَّث به لحاجة الناس إليه.
والآخر: أمسك عنه. أمسك عن نشره وبثه؛ قال أهل العم: أحاديث الفتن.
((المتن))
43 - باب الإنصات للعلماء
121 - حدثنا حجاج قال حدثنا شعبة قال أخبرني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
((الشرح))
الإنصات للعالم، والإصغاء إليه يورث الوعيَ الصحيحَ، والإدراكَ التامَ؛ وهذا الإنصات يستلزم من المتعلم أموراً منها:
الهدوء.
والوقار.
ومنها:
الصبر.
والتأني.
وعدم العجلة.
يروى عن أبي سلمة بن عبدالرحمان - رحمه الله - قال: حُرمتُ علم ابن عباس أو قال كثيرا من علم ابن عباس.
فقيل: وكيف؟
قال: لأني كنت أجادله.
فمن الآداب التي يجب مراعاتها: ألا يجادل طالبُ العلم شيخَه؛ بل عليه أن يتلطف به، ويرفق به، وتمهل، ولا يستعجل، وينتظر الوقت المناسب، ثم يعرض المسألة عرضاً مستفسراً عما أشكل عليه.
((المتن))
44 - باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله
122 - حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر فقال كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قام موسى النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال رب وكيف لي به فقيل له احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحمل حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رؤوسهما وناما فانسل الحوت من المكتل {فاتخذ سبيله في البحر سربا} وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه {آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا} ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به فقال له فتاه {أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت} قال موسى {ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا} فلما أتيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب أو قال تسجى بثوبه فسلم موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام فقال أنا موسى فقال موسى بني إسرائيل قال نعم قال {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا} قال {إنك لن تستطيع معي صبرا} يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه {قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا}
(يُتْبَعُ)
(/)
فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها {قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت} فكانت الأولى من موسى نسيانا فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده فقال موسى {أقتلت نفسا زكية بغير نفس} {قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا} قال بن عيينة وهذا أوكد {فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} قال الخضر بيده فأقامه قال موسى {لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك} قال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما.
((الشرح))
هذا الحديث الشاهد منه للترجمة قوله: أي الناس أعلم؟
قال: أنا!
والمقصود أن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان ينبغي له أن يقول: الله أعلم؛ فيكل العلم إلى الله - سبحانه وتعالى - وننبه ها هنا إلى أن اجتهاد النبي على ثلاثة أضربٍ:
أحدهما: ما نزل الوحيُّ بوفاقه.
وثانيها: ما سكت عليه الوحي، وأقره اللهُ.
ثالثها: ما نزل الوحيُّ بخلافه فأيُّ هذه الثلاثة هو شرع يا طلاب العلم؟
أجيبوا!!
كم ضربًا هي؟
ثلاثة!
بعضها شرع؛ وبعضها ليس بشرع هذا هو الذي أقوله لكم - الآن -؛ بعضها شرع قطعا، وبعضها ليس بشرع قطعا؛ فما الذي هو شرع؟
ما نزل الوحيُّ بوفاقه، أو ما سكت عليه الوحيُّ. جميل!
كِلاَ هذين شرع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقرُّ على باطل؛ فبان الثالث ليس بشرع وهو: ما نزل الوحيُّ بخلافه، هذا ليس بشرع؛ ولكن يجب حفظ اللسان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أعني جنس الأنبياء؛ ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يدخل في ذلك دخولا أوليا؛ لأنه خاتم النبيين.
يجب حفظ الألسن، وصيانتها عن الكلام في النبي الذي أخطأ؛ لأن الله اصطفى أنبياءَه على علم، وهو أعلم بحالهم، وهم أعلى الناس منزلة عند الله - عز وجلَّ - فالطعن فيهم طعن في مرسلِهم، وهو الله - سبحانه وتعالى -؛ وبهذا يستبين لكم أن وصف نبي الله موسى - صلى الله عليه وسلم - بأنه عصبي المزاج أبطل الباطل، وأفحش القول وأشده زورا، وبهتانا، وافتراءً على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كيف لا يكون كذلك؟ والله قد اصطفى موسى - صلى الله عليه وسلم - برسلاته وبكلامه، وكتب له التوراة بيده؛ وهو أحد أولي العزم الخمسة - على الجميع الصلاةُ والسلامُ -.
أمر ثانٍ يفيده الحديث وهو أن كلاً من موسى والخَضِْر - عليهما الصلاةُ والسلامُ - آتاه اللهُ من العلم ما ليس عند الآخر، وما خفي على موسى مما عند الخَضِْر لا يقدح في موسى - صلى الله عليه وسلم - وما خفي على الخَضِْر مما آتاه اللهُ موسى لا يقدح في الخَضِْر - عليه الصلاة والسلامُ.
وثمة أمر ثالث: وهو كيف يسأل التلميذُ شيخَه من علمه. من يلتمس لي هذا الدليل؟
كيف يسأل التلميذُ شيخَه من علمه، أو كيف يسأله الطلبةُ عليه؟
((هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)).
ما قال يا أخي! يا أخي! أنا أريد - يا أخي! - العلمَ عندك؛ ليش ما تترك لي فرصة الله يصلحلك، ما يصير أنا جياك من بعيد!!
لا، لا! ما يصلح! هو حر ما هو مسؤول عليك، ولا هو مسؤول عنك!
فاعرف إذا أتيت عالما من العلماء ترى أنك تفيدُ منه، وقد عُرِفَ هذا العالِمُ بالاستقامة على المعتقد الصحيح، والنهج السديد، والإخلاص في الظاهر، وسَعَة الاطلاع، والتعويل على الدليل؛ اطلب منه كما طلب موسى من الخَضِْر - صلى الله عليهما وسلم -.
((المتن))
45 - باب من سأل وهو قائم عالما جالسا
(يُتْبَعُ)
(/)
123 - حدثنا عثمان قال أخبرني جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما القتال في سبيل الله فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية فرفع إليه رأسه قال وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل.
((الشرح))
الغالب من حال العالِم والمفتي: أن يكون جالسا للناس هذا أغلب أحواله التي يستفتى فيها؛ والسائل بالأصل ينبغي أن يجلس مقابلا للمفتي، أو العالِم فيسأله؛ لكن هذا الرجل سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم، وقد اسْتَنْبَطَ الدليل من ذلك وهو رفعُ النبي - صلى الله عليه وسلم – رأسه، وهذا دليل على أنه كان السائل قائما، أما لو كان جالسا وِجَاهَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لمدَّ إليه نظره بدون رفعِ رأسٍ.
وكذلك لو كان عن يمنيه، أو عن يساره لاتفت إليه التفاتاً.
وهنا لابد من التفصي في هذه المسألة؛ فإن كان المستفتي ليس الحاملُ له على قيامه التكبر، والغطرسة فلا بأس بذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على ذلكم السائلَ صنيعَه.
أما إن كان الحاملُ له هو: التكبر، والأنفة عن الجلوس إلى ذلك العالِم فهذا مذموم، وهو من سوء الأدبِ، وسوء التصرفِ مع أهل العلم.
المتن
46 - باب السؤال والفتيا عند رمي الجمار
124 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري عن عيسى بن طلحة عن عبد الله بن عمرو قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الجمرة وهو يسأل فقال رجل يا رسول الله نحرت قبل أن أرمي قال ارم ولا حرج قال آخر يا رسول الله حلقت قبل أن أنحر قال انحر ولا حرج فما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج.
((الشرح))
السؤال في هذا الموطن - عند جمرة العقبة يوم النحر موطنٌ يحتاج فيه الناس إلى فقه ما يعمل في مناسك الحج في ذلك اليوم.
وهذا تنبيه إلى أنه ينبغي للمسلم أنه يفقه العبادة قبل فعلها حتى يصيبَ - فيها - متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهذا هو أعني المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد شرطين لقَبول العمل.
والشرط الآخر ماهو؟
تجريد الإخلاص.
لمن؟
لله وحده. تجريد الإخلاص لله وحده.
((المتن))
47 - باب قول الله تعالى {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}
125 - حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الأعمش سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينا أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه فقال بعضهم لنسألنه فقام رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح فسكت فقلت إنه يوحى إليه فقمت فلما انجلى عنه فقال {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا} قال الأعمش هكذا في قراءتنا.
((الشرح))
هذا الحديث يتضمن أمرين:
أحدهما: شاهد الترجمة؛ وهو واضح صريح من الآية ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) ومفادُه أن العبد مهما يؤتى من العلم بالنصوص - نصوص الكتاب والسنة، والفقه في دين الله = هو قليل بالنسبة إلى علم الله - عزوجل - وقد عرفتم ما قاله الخَضِْر لموسى - صلى الله عليهما وسلم - إذ قال: ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور في البحر.
الأمر الثاني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وهو سيد الأولين والآخرين؛ وهو بالمكان المعلوم عند الله - عز وجل - لا يعلم من أمر الغيب إلا ما علمه الله - عز وجل - ولهذا سكت حتى نزل عليه الوحيُّ في الروح وأنها من أمر الله، فرد بذلك على اليهود.
((المتن))
48 - باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه
126 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال قال لي بن الزبير كانت عائشة تسر إليك كثيرا فما حدثتك في الكعبة قلت قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم قال بن الزبير بكفر لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين باب يدخل الناس وباب يخرجون ففعله ابن الزبير
((الشرح))
أدركتم هذه الترجمة؟
إلى أي شيء تهدف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا - أعني ترتيب البخاري- تنبيه إلى أن درء المفاسد - إذا كانت راجحةً - مقدم على جلب المصالح المرجوحة؛ ولهذا قال: مخافةَ أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه، وروى البخاريُّ عن علي - رضي الله عنه - حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكذبَ الله ورسوله؟!!
والمعنى: حدثوا الناس بما تدركه أفهامهم، حدثوا الناس بما تدركه أفهامهم، ودعوا ما تقصرعنه أفهامهم، مداركهم.
فإمام المسلمين من: حاكم، وقاضٍ، ومفتٍ؛ وكذلك مَن ولوا بعضَ الصلاحيات يجب عليهم أن يدرأوا المفاسد - إذا كانت راجحةً - على المصالح. وأدلة هذا مستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودليلها من الكتاب الكريم قول الحق - جلَّ ثناؤه - ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم))} سورة الأنعام آية 108 {هذا الآية ماذا تتضمن يابَنِيّ؟
تتضمنُ النهيَّ عن سبِّ آلهة المشركين؛ مع أن سبَّها قربة إلى الله - عز وجلَّ - والسر في ذلك؛ أو وسبب النهيِّ: أن المشركين يتعَدُّون على الله فيسبُّونَه.
وهذا الحديث شاهد الترجمة أُراه صريحا واضحا، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك ما كان عازما عليه من إصلاح الكعبة، وإعادتهاعلى قواعد إبراهيم، وما الذي منعه من ذلك - هو إمام المسلمين - صلى الله عليه وسلم -؟
ما الذي منعه؟
لولا قومك حديثٌ عهدهم.
وفي بعض الطرق: لولا حدثان قومك بكفر.
وفي رواية: لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية .. إلخ.
((المتن))
49 - باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا. وقال علي: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟
127 - حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك.
128 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن رسول صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته تأثما
129 - حدثنا مسدد قال حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال سمعت أنسا قال ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة قال ألا أبشر الناس قال لا إني أخاف أن يتكلوا.
((الشرح))
وهذا الباب مكرَّر ما قبله من حيث المعنى، وهو أن درءَ المفاسد الراجحة مقدم على المصالح المرجوحة؛ ويزيد شيئا آخر وهو: أنه يسوغ للإمام، والمعلم أن يختص بعضَ تلاميذته بعلم دون غيرهم؛ خشية أن لا يفهم هذا العلمَ الخاصَّ الآخرون.
هكذا: باب من خص بالعم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا؛ يعني القوم الآخرين.
وهاك مثالا يتضح به المقال والمقام - إن شاء الله تعالى -: فلو كنت معلما وتلاميذتك طبقات: قسم جامعي، وقسم كفاءة، وقسم في المرحلة الابتدائية؛ فمن تحدثه بتفصيل مراتب القدر؛ من حيث العام، والخاص؟
من تحدث به؟
الجامعي؛ لأنه وصل إلى مرحلة نضج - فيها - عقلُه، أما من دونه فلن تستطيع أن تحدثه بهذا.
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - خص معاذا بما سمعتم دون غيره؛ لأنه عَلِمَ - صلى الله عليه وسلم - من صاحبه معاذٍ الإدراك، أو امتيازه بالإدراك؛ بإدراك هذه النصوص فعنده - رضي الله عنه - ما ليس عند غيره؛ ولهذا لما قال: أفلا أبشرُ الناسَ.
قال: إذن يتكلوا؛ إذن يتكلوا.
((المتن))
50 - باب الحياء في العلم وقال مجاهد لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر وقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين
130 - حدثنا محمد بن سلام قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا هشام عن أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأت الماء فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت يا رسول الله وتحتلم المرأة قال نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها
(يُتْبَعُ)
(/)
131 - حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم حدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البادية ووقع في نفسي أنها النخلة قال عبد الله فاستحييت فقالوا: يا رسول الله! أخبرنا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة قال عبد الله فحدثت أبي بما وقع في نفسي فقال لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا.
((الشرح))
(انقطاع في بداية كلامه) أمر يلقيه الله في القلب، وبه يمتنع الإنسان من فعل، أو قول ما ليس لائقا به؛ وهو في الحقيقة قسمان:
أحدهما: الامتناع عن قبيح الأفعال، والأقوال، وخوارم المروءة، أو توقير الغير بما لا يفوت مصلحة راجحة، أو بيان حق، فهذا محمود، وهو صنيع ابن عمر - رضي الله عنهما - فإنه أمسك عن تفسير تلك الشجرة - أمسك عن إجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - إجلالا وتوقيرا لمن في المجلس من كبارالقوم، ولم يفتْ بذلك الإمساك من ابن عمر مصلحة راجحة - مصلحة دينية راجحة؛ ولم يترتب عليه سكوت على باطل. إذ هو بحضرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وهو الذي وكِلَ اللهُ إليه بيان الشرعِ عنه.
الثاني: أن يسكتَ الإنسانُ ويستحيي فتفوت مصلحة راجحة، أو يظهر باطل، فهذا الحياءُ مذموم؛ ومن أثنت عليهن عائشة من نسوة الأنصار - أن أولئك النسوة اللاتي كان لا يستحيين من معرفة الفقه في دين الله؛ هن حييات - رضي الله عنهن -؛ ولهذا قالت: لم يمنعهن الحياء ... إلخ.
عندهن حياء؛ حياء قوي، ولكن هذا الحياء لم يمنعهن من معرفة الدين، والعلم؛ لأن الله تعبدهن بذلك، ومن ذلكم: سؤال أم سليم - رضي الله عنها -.
أو استشهد البخاري بحديث أم سليم فإنها سألت عن مسألة حساسة - كما يقولون - من مسائل الفروج؛ وأمرٌ نادرٌ؛ يظهر أنه نادر عند النساء - أعني احتلام االمرأة -؛ ولهذا استنكرت أم سلمة - رضي الله عنها - صنيع أم سليم - رضي الله عنها -.
((المتن))
51 - باب من استحيا فأمر غيره بالسؤال
132 - حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن علي قال كنت رجلا مذاء فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال فيه الوضوء.
((الشرح))
الشرح: والسؤال يا بَنِي: هل في هذا الحديث شاهد للترجمة: نصاً، أو إشارة؟؟
أين النص؟
قال: فأمرت ... والترجمة ماذا قال؟
من استحيا.
هل تجدون شاهدا للترجمة نصاً؟
هل الحديث متضمن شاهدَ الترجمة - نصا، أو تضمنه إشارة؟
تضمنه إشارة إلى حديث علي السابق الذي عرفتموه في عمدة الأحكام: كنت رجلا مذاءً؛ فاستحييتُ أن أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمكان ابنته مني؛ فأمرت المقداد .... إلخ
تذكرتكم شاهد الترجمة؟
فهو إذن إشارة؛ وليس نصا. وسيذكره المصنف إما في هذا الكتاب أو في غيره. تجدونه في صحيح البخاري.
((المتن))
52 - باب ذكر العلم والفتيا في المسجد
133 - حدثني قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عبد الله بن عمر أن رجلا قام في المسجد فقال يا رسول الله من أين تأمرنا أن نهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن وقال بن عمر ويزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويهل أهل اليمن من يلملم وكان بن عمر يقول لم أفقه هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
((الشرح))
الاستفتاء في المسجد؛ والمجتمعات العامة عند المفتي يهاب كثير من الناس أن يسأل فيها - المسجد، كذلك الاجتماعات العامة لدى المفتي: كحِلَقِ العلم؛ يهاب كثير من الناس أن يسأل في هذه المواطن.
فبوب البخاري على ذلك؛ ليزيل الحرج؛ وأنه ينبغي للمستفتي ألا يتحرج، ويسأل المفتي في أي موطن كان؛ إذا كان ذلكم المستفتي محتاجا إلى ما يستفتي عنه، ويسأل عنه، وربما استفاد الحاضرون من سؤال ذلكم المستفتي، وقد استفاد الحاضرون، واستفدنا نحن من سؤال ذلكم الرجل، وكثير من طلاب العلم يخلون بمن يستفتونه، وبالنظر إلى أسئلتهم يوجد أنها ليس خاصة، يمكن السؤال عنها في العامة، وهذا في الحقيقة لا ينبغي.
أولا: في هذا تضييع وقت على المسؤول قد يكون محتاجا إلى الراحة، محتاجا إلى القراءة، وقد يكون أماه موعدا آخر أهمَّ من هذا. أما ما كان خاصا بذلك الرجل؛ لا يليق ابداؤه أمام الناس؛ فلا مانع أن يخلو بمن يسأله، ويلقي إليه ما لديه من المسائل الخاصة؛ حتى يأخذ فيها الفتوى.
إلى هنا انتهت مادة الشريط الثالث؛ وبهذا يكتمل شرح الشيخ عبيد الجابري - حفظه الله - لكتاب العلم من صحيح الإمام البخاري - عليه رحمة الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 12:53]ـ
بارك الله فيك إنه حقا بحر في العلم
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 01:38]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ عبيد(/)
المجالس الإملائية في الحديث
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 02:06]ـ
ضمن الدروس العلمية
للدورة العلمية المكثفة السادسة في جامع العز بن عبدالسلام 1429هـ
الخرج.:: جامع العز بن عبدالسلام::.
المجالس الإملائية في الحديث
للشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين
وصف الدرس العلمي:
الأربعاء 6/ 7/1429 هـ الساعة 7:15 مساءً، وكذلك 9:00 مساءً
الخميس 7/ 7/1429 هـ الساعة 7:15 مساءً، وكذلك 9:00 مساءً
للاستماع المباشر للدرس:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9080&action=listen&sid=
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[10 - Jul-2008, مساء 06:34]ـ
للتذكير ...(/)
مسألة تلقى العلم من اهل البدع
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 01:12]ـ
ما أعلمه هو الجواز فى غير بدعتهم وقرأت للعثيمين قوله لا يجوز الا لضرورة
لكن أشكل على معنى حديث النبى صلى الله عليه وسلم
من أشراط الساعة طلب العلم عند الاصاغر) أى أهل البدع
أرجو افادتى
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 02:01]ـ
يا أخي لست أفتي و لكن الافضل الابتعاد عنهم لأن الشيخ له تأثير و لكلامه فاحذر
وو الله لوبقيت مع الشيخ ابن عثيمين لحصلت علما جما و أدبا
فالزم غرزه فهو لم يترك علما لم يشرحه
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 03:03]ـ
جزاك الله خيرا لكن السؤال ليس لى ولكنه لمن يحتاجه وللتفقه
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Jul-2008, صباحاً 06:44]ـ
أخي الكريم:
لو تفضلت فنقلت لنا فتوى الشيخ محمد بارك الله فيك.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 03:01]ـ
الشيخ قاله فى طلب العلم على الطلبة لا العلماء المجازين
اما كلامه عن اهل البدع فهو مفصل وليتك تحضر لى رابط كتاب شرح مقدمة النووى للشيخ فأنقل لك منه (ولعلى أخطأت فى النقل)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 04:02]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عند شرحه للكلام التالي في كتاب "حلية طالب العلم" لبكر أبي زيد:
(عن مالك -رحمه الله تعالى- قال: "لا يؤخذ العلم عن أربعة:
سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس،
وصاحب بدعة يدعو إلى هواه،
ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنتُ لا أتهمه في الحديث،
وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به".
فيا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ...
وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال، صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر، إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.) انتهى كلام بكر أبي زيد.
فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين شارحاً الكلام:
(وظاهر كلام الشيخ -وفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في اللغة العربية: البلاغة والنحو والصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذ العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:
المفسدة الأولى: اغتراره بنفسه، فيحسب أنه على حق.
المفسدة الثانية: اغترار الناس به، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.
لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.
وقال رحمه الله: حذر المؤلف من أهل البدع هذا التحذير البليغ وهم جديرون بذلك ولا سيما إذا المبتدع سليط اللسان فصيح البيان لإن شره يكون أكبر.
ثم قال رحمه الله: وقد مر علينا في الدرس الماضي أنه وإن كان المبتدع عنده علوم لا توجد عند أهل السنة و لا تعلق بالعقيدة كمسائل النحو والبلاغة وماأشبهها فلا تأخذ منه لأنه يتولد من ذلك مفسدتان
الأولى: اغتراره بنفسه والثاني اغترار الناس به لأن الناس لا يعلمون، لذلك يجب الحذر.) اهـ
الشريط الخامس من شرح كتاب "حلية طالب العلم"
وقال رحمه الله:
(فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان فإن لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لأننا نخشى من شره لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من البيان لسحرا، قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته، الثانية أن فيه تشجيعا لهذا المبتدع ثالثا: إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين ولهذا يجب على طالب العلم أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع، فإن قال قائل: إذا كنت أجلس إليه أتلقى عنده علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو أو علم البلاغة فماذا نقول؟ نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء.
ثم قال: احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في العسل.) اهـ
الشريط الثاني عشر من شرح حلية طالب العلم.
وعلى العموم لا بد حتى على قول من يقول بالجواز أن ينتبه إلى أمور:
- نوع البدعة
-وجود الضرورة لطلب ذلك العلم مع عدم وجود من يفي بذلك من أهل السنة
-أن يكون عند الطالب بصر بشبهات أهل البدع أو على الأقل بتلك البدعة بخصوصها حتى لا يدس له السم في العسل.
-أن لا ينسى الطالب واجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و النصح للمسلمين.
-أن لا يكون جلوسه إليه فيه إعلاء لشأن أهل البدع
...
فالمسألة فيها تفصيل .. و الله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 10:52]ـ
جزاك الله خيرا نقل موفق(/)
أسئلة في مبحث "الحديث المنكر".
ـ[أبو أسامة السلفي]ــــــــ[11 - Jul-2008, مساء 01:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني المشائخ وأهل العلم أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسئلتي لكم هي:
1 - إذا وردت رواية وكان في هذه الرواية ما هو ينكر وما ليس كذلك وكان سندها صحيحاً فهل يرد العلماء هذه الرواية بتمامها ويحكمون عليها بالضعف أم أنهم يأخذون بما ليس بمنكر ويردون ما هو منكر؟
أرجو أن يكون الجواب مدعماً ولو بقول واحد من العلماء الأعلام.
2 - إذا وردت رواية فيها ما ينكر فهل يكون ذلك موجباً لجرح رواتها أو بعضهم؟
أرجو أن يكون الجواب أيضاً مؤيدا بأقوال العلماء ولو بقول واحد منهم.
3 - إذا وردت رواية وكان نصّها منكراً، وكان رواتها جميعهم من الثقات، فما هو احتمال وسبب وجود هذه النكارة في متنها؟
أرجو أن يكون الجواب أيضاً معضودا بأقوال العلماء.
وللجميع شكري
أخوكم أبو أسامة السلفي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلي أتقدم بين يدي المشايخ وأهل العلم فأقول:
2 - إذا وردت رواية فيها ما ينكر فهل يكون ذلك موجباً لجرح رواتها أو بعضهم؟
أرجو أن يكون الجواب أيضاً مؤيدا بأقوال العلماء ولو بقول واحد منهم.
نعم وليس دائما.
قد يروي أحد الرواة حديثا واحد منكرا فيكون سبب جرحه وإسقاط جميع حديثه
وقد يروي الراوي بعض الأحاديث المناكير فيضره في مرتبته عند الترجيح بينه وبين غيره
لكن لا يخرجه عن دائرة الثقة والقبول
وهذا الثاني كثير وهو معنى قولهم ثقة له مناكير، ثقة أنكر عليه حديث كذا وكذا ...
وهناك فرق بين قولهم يروي المناكير وعنده مناكير كما نبه عليه المعلمي في التنكيل
فالأول ضرره على الراوي أخف من الثاني لكن كلاهما لا يخرج عن حيز القبول والثقة وإنما يؤثر ذلك عند الترجيح والمقارنة
هذا إذا لم يغلب على حديثه رواية المناكير فإذا غلب عليه ذلك ضُعف وترك كما نبه عليه مسلم في المقدمة وغيره كشعبة
قال عبد الرحمن بن مهدي كما في الكفاية للخطيب 145/ 1:
كنا عند شعبة فسئل يا أبا بسطام حديث من يترك قال من يكذب في الحديث ومن يكثر الغلط ومن يخطىء في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع ومن روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون وليس يكفيه في الرجوع ان يمسك عن رواية ذلك الحديث في المستقبل حسب بل يجب عليه ان يظهر للناس انه كان قد أخطأ فيه وقد رجع عنه ..
وانظر ماقبله والمحدث الفاصل 410/ 1
وأما الثاني فانظر هنا بعض النصوص:
فائدة نفيسة فى علم الجرح والتعديل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91755)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 02:53]ـ
3 - إذا وردت رواية وكان نصّها منكراً، وكان رواتها جميعهم من الثقات، فما هو احتمال وسبب وجود هذه النكارة في متنها؟
أرجو أن يكون الجواب أيضاً معضودا بأقوال العلماء.
الاحتمالات كثيرة:
خطأ ثقة كأن يدخل عليه حديث في حديث أو يتفرد بإسناد لا يتحمل حاله هذا التفرد أو غير ذلك
أو تدليس أو انقطاع خفي أو إرسال أو غير ذلك من العلل
فإن علم الجرح والتعديل جزء من علم العلل لا كله
وقد يكون سبب النكارة علة في السند غير مطردة
بمعنى أن الحفاظ قد يعللون السند بعلة ليست علة قادحة في الأصل لكنها في هذا الموطن كانت قادحة بسبب النكارة الموجودة في المتن ولعدم وقوف المعلل على علة غيرها يعلق بها سبب النكارة كما نبه على ذلك المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة للشوكاني(/)
استفسار حول حديث (الشؤم في المرأة والدار والفرس
ـ[هل من سبيل]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 03:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث (الشؤم في المرأة والدار والفرس
كيف يكون الشؤم في الدار؟؟
وما دليله؟؟
اعني ما يستدل به المرء ان الدار دار شؤم وانه ينبغي ان يتركها
رغم ان الانتقال من منزل لاخر امر غير هين ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 04:56]ـ
المقصود من شؤم الدار - و الله تعالى أعلم - ضيق ساحتها و سوء خلق جيرانها وليس هذا من الطيرة.
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك.
ـ[أمل*]ــــــــ[13 - Jul-2008, مساء 07:13]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير- حفظه الله- في الدرس الأول في شرح العقيدة السفارينية:
ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة ذكر أن (هذا الشؤم يكون عندها لا بها) وقلنا وقال غيرنا ممن تقدم أن ابن القيم تأثر بكلام الأشاعرة، ثم تاملناه فوجدنا كلامه صحيحا دقيقا ويختلف عن كلام الأشاعرة، يريد أن يقرر أن الدار لا أثر لها فيما يحصل لساكنيها، الشخص سكن 20 سنة في دار وتحصل له خسائر مادية وأمراض، هل هو بسبب هذه الدار، أم عند سكناه هذه الدار؟ وهو مقدر عليه ولو سكن دار غيرها حصل له ما حصل، ومثله لو اقتنى دابة غير هذه الدابة او زوجة غير هذه الزوجة، فليس الأثر للزوجة فيما حصل له، ولكن حصل الأثر عندها، فالدار هل لها أثر؟ لا، الدار حصل الأثر عندها لا بها لأنه حينما يكون للسبب تأثير يكون التأثير به لا عنده، واذا لم يكن المقارن له لا أثر له البته يكون عنده لا به، والأشاعرة يطردون كل الأسباب من هذا النوع.
هذا رابط الدرس، والكلام عن هذه الفقرة فى الدقيقة:52:02
http://www.khudheir.com/ref/2537
ـ[هل من سبيل]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 01:52]ـ
جزيتم خيرا
اذا فما المقصود من حديث ما معناه ان قوما شكوا الى النبي انهم سكنوا دارا قل فيها عددهم ومالهم فقال اتركوها مذمومة؟؟
يعني الان ان تكالبت الامور فهل ان كان التأثير عند الدار فهل هذا دليل شؤمها؟ وينصح بالتحول عنها؟
وان كانت واسعة ولا جيران سوء فيها
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 04:36]ـ
ليس في الأمر أي إشكال بارك الله فيك
كل ما في الأمر أن هذه الأحاديث جاءت مستثنية لهذه الثلاثة المرأة و الفرس و الدار مما جاء في النهي عن التطير.
فمن كان له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس كره ركوبه فلا حرج عليه أن يفارقها و لا يكون ذلك من باب الطيرة.
وأما ضيق ساحتها و سوء جيرتها فهذا مجرد مثال وليس حصرا وإلا فالأسباب التي تُكره من أجلها الدار كثيرة .. وقد ذكر بعض أهل العلم أن بعدها عن المسجد بحيث لا يسمع الأذان شؤم وأن من شؤمها أيضا أن تكون من مساكن الجن ... و غير ذلك كثير ..
فالمهم أنه إن حاك في صدر إنسان أنه منذ انتقل إلى تلك الدار بعينها والمصائب تتوالى .. فليتحول عنها و ليس ذلك داخلا في باب الطيرة.
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 05:22]ـ
مهلا ..
الشؤم في الحديث هو الشر ..
وهو ليس من التطير أو التشاؤم ..
فالشؤم وصف لازم لأحد الثلاثة المرأة والدار والفرس
والتشاؤم فعل إنساني عقلي منهي عنه .. فلا نخلط بين الأمرين ...
مراد الحديث أن الثلاثة قد يتواجد فيهم الشر على نحو لا يمكن رفعه ..
فمثلا قد تكون الدار آيلة للسقوط .. أو بجوار أماكن للشرك والمعصية .. كالدور بجوار مساجد القبور ..
والمرأة كما تعلمون خلقت من ضلع أعوج غير قابل للتقويم السريع .. و أحيانا يكون الاعوجاج عظيما لا ينفع معه إصلاح ..
والفرس مثلا عندما يطول عمره يصبح منهك القوى، فيقع الضرر على من يستخدمه ..
أو يكون جامحا لا يمكن ترويضه فيرفس أو يعض كل من يقترب منه!
اذا فما المقصود من حديث ما معناه ان قوما شكوا الى النبي انهم سكنوا دارا قل فيها عددهم ومالهم فقال اتركوها مذمومة؟؟
لا يصح حديث كهذا أبدا ...
فكأنما يعلمهم التطير لو صح!!!
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 06:42]ـ
مهلا ..
الشؤم في الحديث هو الشر ..
وهو ليس من التطير أو التشاؤم ..
فالشؤم وصف لازم لأحد الثلاثة المرأة والدار والفرس
(يُتْبَعُ)
(/)
والتشاؤم فعل إنساني عقلي منهي عنه .. فلا نخلط بين الأمرين ...
مراد الحديث أن الثلاثة قد يتواجد فيهم الشر على نحو لا يمكن رفعه ..
فمثلا قد تكون الدار آيلة للسقوط .. أو بجوار أماكن للشرك والمعصية .. كالدور بجوار مساجد القبور ..
والمرأة كما تعلمون خلقت من ضلع أعوج غير قابل للتقويم السريع .. و أحيانا يكون الاعوجاج عظيما لا ينفع معه إصلاح ..
والفرس مثلا عندما يطول عمره يصبح منهك القوى، فيقع الضرر على من يستخدمه ..
أو يكون جامحا لا يمكن ترويضه فيرفس أو يعض كل من يقترب منه!
بارك الله تعالى فيك
ليس الشؤم ما ذكرت ...
إذ الشر لا ينحصر في هذه الثلاثة فلا يكون للحديث فائدة على ذلك هذه واحدة.
والحديث جاء بألفاظ عدة منها: إن كان الشؤم في شيء كما في البخاري، ومنها: إن يكن من الشؤم شيء حق ففي الفرس و المرأة و الدار كما في مسلم.
وهذا ناقض لقولك:
فالشؤم وصف لازم لأحد الثلاثة المرأة والدار والفرس
وهذه ثانية.
وقد روي عن حكيم بن معاوية قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول لا شؤم وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس.
بل وبوب الحفاظ و أصحاب الصحيح و السنن على الحديث في باب الطيرة.
وهذا بيان أن الشؤم المراد هو مقابل اليمن. وهذه ثالثة.
وقلت حفظك الله تعالى:
لا يصح حديث كهذا أبدا ...
فكأنما يعلمهم التطير لو صح!!!
فما أدري أي طريقة اتبعت في تضعيفك هذا ... وما وجه قولك: "لا يصح حديث كهذا أبدا ... !!! "
والحديث صححه الشيخ ناصر في الصحيحة (2/ 432).
وهاك نتفا من أقوال الأئمة في هذه المسألة:
1 - قال البيهقي في السنن الكبرى (8/ 140):
* أخبرنا أبو على الروذبارى أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وانا شاهد اخبرك ابن القاسم قال سئل مالك عن الشؤم في الفرس والدار قال كم من دار سكنها ناس فهلكوا ثم سكنها آخرون فهلكوا فهذا تفسيره فيما نرى.
* أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ اسمعيل بن محمد الصفار ثنا احمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال: وسمعت من تفسير هذا الحديث يقول شؤم المرأة إذا كانت غير ولود وشؤم الفرس إذا لم يغز عليه وشؤم الدار جار السوء.
2 - قال الملا على القاري في المرقاة: (10/ 42):
* "الشؤم بإبدال الهمزة واوا وهو ضد اليمن بمعنى البركة في النهاية يقال تشاءمت وتيمنت والواو في الشؤم همزة لكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها همزة في المرأة بأن لا تلد وقيل غلاء مهرها وسوء خلقها والدار بضيقها وسوء جيرانها والفرس بأن لا يغزى عليها وقيل صعوبتها وسوء خلقها وقيل هذا إرشاد منه لأمته فمن كان له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس لا تعجبه بأن يفارق بالانتقال عن الدار وتطليق المرأة وبيع الفرس فلا يكون هذا من باب الطيرة المنهى عنها وهذا كما روى أنه قال ذروها ذميمة"
وقال (13/ 334):
* " إن رسول الله قال لا هامة ولا عدوى ولا طيرة وإن تكن الطيرة أي صحيحة أو أن تقع وتوجد
في شيء أي من الأشياء ففي الدار أي فهي في الدار الضيقة والفرس أي الجموح والمرأة أي السليطة والمعنى أن فرض وجودها تكون في هذه الثلاثة ويؤيده ما ورد في الصحيح بلفظ إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس والمقصود منه نفي صحة الطيرة على وجه المبالغة فهو من قبيل قوله لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين فلا ينافيه حينئذ عموم نفي الطيرة في هذا الحديث وغيره وقيل إن تكن بمنزلة الاستثناء أي لا تكون الطيرة إلا في هذه الثلاثة فيكون أخبارا عن غالب وقوعها وهو لا ينافي ما وقع من النهي عنها وقيل يحتمل أنه عرف أن في هذه الأشياء ما يقع عن اليمن بمعزل فلا يبارك لصاحبه فيه ويدل عليه قوله ذروها ذميمة ولكن لما كان ذلك أمرا مخفيا لا يطلع عليه أحد إلا بالتخمين والظن أتى فيه بصيغة التردد لئلا يجترىء أحد على القول فيه بالظن والتخمين وقيل أراد بالطيرة الكراهة الطبيعية لا التشاؤم كأنه قال إن كرهتم هذه الأشياء فأبدلوها بالأخرى قلت وهذا معنى حسن ومقصد مستحسن لولا أنه جاء في رواية فإن يكن الشؤم في شيء الخ هذا وفي شرح مسلم للنووي قال الخطابي وكثيرون هو في معنى الاستثناء من الطيرة أي الطيرة منهي عنها إلا في هذه الأشياء"
3 - وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي (8/ 92):
(يُتْبَعُ)
(/)
"فإن قلت فما وجه التوفيق بين هذا وبين قوله صلى الله عليه و سلم الشؤم في ثلاثة الخ
قلت قد جمعوا بينهما بوجوه منها أن قوله صلى الله عليه و سلم الشؤم في ثلاثة الخ كان في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب الاية حكاه بن عبد البر والنسخ لا يثبت بالاحتمال لا سيما مع إمكان الجمع ولا سيما وقد ورد في حديث بن عمر عند البخاري نفي التطير ثم إثباته في الأشياء الثلاثة ولفظه لا عدوى ولا طيرة
والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة
ومنها ما قال الخطابي هو استثناء من غير الجنس معناه إبطال مذهب الجاهلية في التطير فكأنه قال إن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو أمرأة يكره صحبتها أو فرس يكرة سيره فليفارقه ومنها أنه ليس المراد بالشؤم في قوله الشؤم في ثلاثة معناه الحقيقي بل المراد من شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها ومن شؤم المرأة أن لا تلد وأن تحمل لسانها عليك ومن شؤم الفرس أن لا يغزى عليه وقيل حرانها وغلاء ثمنها "
4 - وقال ابن حجر في الفتح (6/ 62):
"وأما ما رواه أبو داود وصححه الحاكم من طريق إسحاق بن طلحة عن أنس قال رجل يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وأموالنا فتحولنا إلى أخرى فقل فيها ذلك فقال ذروها ذميمة وأخرج من حديث فروة بن مسيك بالمهملة مصغرا ما يدل على أنه هو السائل وله شاهد من حديث عبد الله بن شداد بن الهاد أحد كبار التابعين وله رواية بإسناد صحيح إليه عند عبد الرزاق قال بن العربي ورواه مالك عن يحيى بن سعيد منقطعا قال والدار المذكورة في حديثه كانت دار مكمل بضم الميم وسكون الكاف وكسر الميم بعدها لام وهو بن عوف أخو عبد الرحمن بن عوف قال وإنما أمرهم بالخروج منها لاعتقادهم أن ذلك منها وليس كما ظنوا لكن الخالق جل وعلا جعل ذلك وفقا لظهور قضائه وأمرهم بالخروج منها لئلا يقع لهم بعد ذلك شيء فيستمر اعتقادهم قال بن العربي وأفاد وصفها بكونها ذميمة جواز ذلك وأن ذكرها بقبيح ما وقع فيها سائغ من غير أن يعتقد أن ذلك كان منها ولا يمتنع ذم محل المكروه وأن كان ليس منه شرعا كما يذم العاصي على معصيته وأن كان ذلك بقضاء الله تعالى وقال الخطابي هو استثناء من غير الجنس ومعناه إبطال مذهب الجاهلية في التطير فكأنه قال أن كانت لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس يكره سيره فليفارقه قال وقيل أن شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها وشؤم المرأة أن لا تلد وشؤم الفرس أن لا يغزى عليه وقيل المعنى ما جاء بإسناد ضعيف رواه الدمياطي في الخيل إذا كان الفرس ضروبا فهو مشئوم وإذا حنت المرأة إلى بعلها الأول فهي مشئومة وإذا كانت الدار بعيدة من المسجد لا يسمع منها الأذان فهي مشئومة وقيل كان قوله ذلك في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب الآية حكاه بن عبد البر والنسخ لا يثبت بالاحتمال لا سيما مع إمكان الجمع ولا سيما وقد ورد في نفس هذا الخبر نفي التطير ثم إثباته في الأشياء المذكورة وقيل يحمل الشؤم على قلة الموافقة وسوء الطباع "
5 - وقال صاحب المنتقى في شرح الموطأ (4/ 419):
" قوله صلى الله عليه وسلم إن كان ففي الفرس والمرأة والمسكن وقوله صلى الله عليه وسلم يعني الشؤم ذكر بعض العلماء أن معنى ذلك إن كان الناس يعتقدون الشؤم فإنما يعتقدونه في الفرس والمرأة والمسكن وقوله صلى الله عليه وسلم في الدار والمرأة والفرس يريد أن ما يعتقدونه من ذلك فإنما يعتقدونه في هذه الثلاث وقيل: إن معناه إن كان للشؤم حكم ثابت فإنما هو في هذه الثلاث فورد هذا الحديث على التجويز وورد الحديث الثاني على القطع به والإثبات له في الدار والمرأة والفرس ولا يمتنع أن يكون الباري - عز وجل - يجري العادة في دار أن من سكنها مات وقل ماله وتوالت عليه الرزيات والمصائب وأجرى العادة أيضا في دار أخرى بخلاف ذلك دون أن يكون للدار في ذلك صنع أو تأثير وكذلك المرأة ولا يمتنع أن يجري الله تعالى العادة بأن من تزوجها تقرب وفاته ويقل ماله وتكثر حوائجه، وأجرى الله العادة أيضا في امرأة أخرى بخلاف ذلك وكذلك الفرس فذكر مثل هذا وتوالى لكنه يحتمل أمرين إما أن يكون ذلك على وجه اعتقاد الناس لذلك، وروي عن عائشة أنها قالت: إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن أقوال الجاهلية أو على أن الباري تعالى جعله عادة جارية كما أجرى العادة بأن من شرب السم مات ومن قطع رأسه مات ولو لم يكن ذلك لم يدر ما يكون من حاله، والله أعلم وأحكم، وقد سئل عن ذلك مالك فقال تفسيره فيما أرى - والله أعلم - كم من دار قد سكنها ناس فهلكوا ثم سكنها آخرون فهلكوا ثم سكنها آخرون فهلكوا."
6 - وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 105):
" وحدثني أحمد بن الخليل قال نا موسى بن مسعود النهدي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق عن بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال جاء رجل منا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنا نزلنا دارا فكثر فيها عددنا وكثرت فيها أموالنا ثم تحولنا عنها إلى أخرى فقلت فيها أموالنا وقل فيها عددنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ارحلوا عنها وذروها وهي ذميمة قال أبو محمد وليس هذا بنقض للحديث الأول ولا الحديث الأول بنقض لهذا وإنما أمرهم بالتحول منها لأنهم كانوا مقيمين فيها على استثقال لظلها واستيحاش بما نالهم فيها فأمرهم بالتحول وقد جعل الله تعالى في غرائز الناس وتركيبهم استثقال ما نالهم السوء فيه وإن كان لا سبب له في ذلك وحب من جرى على يده الخير لهم وإن لم يردهم به وبغض من جرى على يده الشر لهم وإن لم يردهم به وكيف يتطير صلى الله عليه و سلم والطيرة من الجبت وكان كثير من أهل الجاهلية لا يرونها شيئا ويمدحون من كذب بها ... "
...
فأنت ترى بارك الله فيك أنه لا أحد ذهب إلى ما ذهبت إليه من أن الشؤم معناه الشر .. بل جعلوه مقابل التيمن.
وقد رأيت أنه لا أحد من هؤلاء استنكر هذا الحديث بادي الرأي وقال: لا يصح هذا أبدا.
بل صحح الحديث بعض أهل العلم.
وما فهم منه أحد أن الرسول صلى الله عليه و سلم يعلمهم التطير.
ودمت في حفظ الله موفقا أخي الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Jul-2008, صباحاً 10:30]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ أبو جهاد، إن الذي أنكرته على الأخ حسن إنما أثبت معناه في كثير مما نقلته من شروح العلماء
واليك كلاماً شافياً مختصراً واضحاً عميقاً يبث فهماً واعياً محيطاً من كلام الشيخ الألباني:
الحديث رقم 442 في الصحيحة: " إن يك من الشؤم شيء حق ففي المرأة و الفرس و الدار ".
أخرجه أحمد (2/ 85)، حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة عن عمر بن محمد ابن زيد أنه سمع أباه يحدث عن ابن عمر به مرفوعا - و هذا سند صحيح على شرط الشيخين، و قد أخرجه مسلم (7/ 34) من هذا الوجه و أخرجه البخاري من طريق أخرى عن عمر بلفظ: (إن كان ... )، و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم (799).
و الحديث يعطي بمفهومه أن لا شؤم في شيء، لأن معناه: لو كان الشؤم ثابتا في شيء ما، لكان في هذه الثلاثة، لكنه ليس ثابتا في شيء أصلا - و عليه فما في بعض الروايات بلفظ " الشؤم في ثلاثة ". أو " إنما الشؤم في ثلاثة " فهو اختصار، و تصرف من بعض الرواة. و الله أعلم. أ. هـ
وهكذا ينبغي أن تفهم النصوص ويرد متشابهها الى محكمها، ولا يتشبث بلفظة وردت في رواية معينة نهدم بها أصولاً ومعان ثابتة محكمة في دين الله - وقد علمنا أن الرواة - كانوا يروون غالباً بالمعنى، ونادراً ما ورد حديث واحد عن صحابيين بلفظ واحد بل نادراً ما ورد حديث عن صحابي واحد من طرق بلفظ واحد واعتبروا بحديث النيات - والله اعلم
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 03:19]ـ
أخانا شريف شلبي وفقه الله تعالى:
هذا هو محل اعتراضي على أخينا حسن كفتة:
قوله:
الشؤم في الحديث هو الشر ..
وقوله:
لا يصح حديث كهذا أبدا ...
فكأنما يعلمهم التطير لو صح!!!
فتنبه، فإن ما ذكرته خارج محل النزاع فلا أحد إن شاء الله تعالى هنا يقول بثبوت الشؤم في شيء.
ودمت موفقا أخي الكريم.
ـ[أبو عبدالرحمن الشرقاوي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 03:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هناك كلام للشيخ حافظ حكمي في كتابه الماتع معارج القبول القبول أظنه سيزيل الإشكال الذي عند أخانا هل من سبيل وهذا نص كلامه رحمه الله:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا عدوى ولا طيرة و الشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة
والشؤم ضد اليمن وهو عدم البركة والمراد به الأمر المحسوس المشاهد كالمرأة العاقر التي لا تلد أو اللسنة المؤذية أو المبذرة بمال زوجها سفاهة ونحو ذلك وكذا الدار الجدبة أو الضيقة أو الوبيئة الوخيمة المشرب أو السيئة الجيران وما في معنى ذلك وكذا الدابة التي لا تلد ولا نسل لها أو الكثيرة العيوب الشينة الطبع وما في معنى ذلك فهدا كله شيء ضروري مشاهد معلوم ليس هو من باب الطيرة المنفية فإن ذلك أمر آخر عند من يعتقده ليس من هذا لأنهم يعتقدون أنها نحس على صاحبها لذاتها لا لعدم مصلحتها وانتفائها فيعتقدون أنه إن كان غنيا افتقر ليس بتبذيرها بل لنحاستها عليه وإنه إن يأخذها يموت بمجرد دخولها عليه لا بسبب محسوس بل عندهم أن لها نجما لا يوافق نجمة بل ينطحه ويكسره وذلك من وحي الشيطان يوحيه الى أوليائه من المشركين قال الله تعالى وإن الشياطين ليوحون الى أوليائهم الأنعام 121 وقال الله تعالى إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون الأعراف 27
حتى إن رجلا في زماننا هذا كان يشعوذ على الناس بذلك ويفرق به بين المرء وزوجه فتنبه له بعض العامة ممن يحضر مجالس الذكر ويسمع ذم المنجمين وتكذيبهم بالآيات والأحاديث فقال له إني أريد أن أنكح امرأة ما ترى فيها هل هي سعذد لي أو نحس علي فعرض ذلك على قواعده الشيطانية ثم قال له دعها فإنك أخذتها لا تبلى معها ثوبا يعني يموت سريعا لا تطول معها صحبته وكانت تلك المرأة التي سأله عنها وسماها له هي زوجته وقد طالت صحبته معها وله منها نحو خمسة من الأولاد فدعاهم كلهم بأسمائهم حتى حضروا فقال له هؤلاء أولادي منها ولهذا نظائر كثيرة من خرافاتهم
والمقصود أن الشؤم المثبت في هذا الحديث أمر محسوس ضروري مشاهد ليس من باب الطيرة المنفية التي يعتقدها أهل الجاهلية ومن وافقهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هل من سبيل]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 04:17]ـ
والشؤم ضد اليمن وهو عدم البركة والمراد به الأمر المحسوس المشاهد
اخي الشئ الذي اريد ان افهمه
اذا كان المرأ يشعر انه منذ سكن هذه الدار يوجد عدم البركه وو ...
فهل هذا كافي لان تكون هذه الدار دار شؤم وينبغي ان يتحول عنها؟
ام ان هذه ممكن تكون مجرد ظنون الانسان
خاصة ان التحول عن الدار ليس امر يسير
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 06:54]ـ
الأخ أبا جهاد:
الحديث (قال رجل يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخري فقل فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروها ذميمة)
لندع السند جانبا الآن وننظر في المتن، هل تتفق مع ما ورد فيه؟ أم تراه منكرا؟
يعني هل تتفق أن الدار كانت سببا في قلة المال و العدد للسائل لأنها ذميمة و يجب تركها؟ أم كيف تفهم الحديث؟
مع العلم أن الحديث في سنده عكرمة بن عمار وهو مشهور برواية المناكير ...
وعلى فرض صحة السند فأنت تعلم أن صحة السند لا تعني صحة الحديث كما هو مقرر في علم العلل.
أما الشؤم فأصل معناه في اللغة هو الشر، وهو أيضا مقابل اليمن كما ذكرت، فلا إشكال!!
وقد قلت: مراد الحديث أن الثلاثة قد يتواجد فيهم الشر على نحو لا يمكن رفعه
وأضيف لمزيد من التوضيح: عندما يلازم الإنسان مصدر شر لا يستطيع إصلاحه كواحد من الثلاثة وعلم يقينا أن الشر صفة ملازمة له ولا خير فيه لما بدا له من دلائل الشر الثابتة المدركة والمحسوسة، سينتظر منه الشر دائما إن لم يفارقه، وهذا ليس من التطير، وإن كان يشبه التطير في توقع شر منتظر، ولكن التطير فيه توقع الشر دون رابط أو أمر محسوس، وجاء الحديث لرفع الخلط بين الأمرين، و رفع الحرج عن الناس، وقد اختص الحديث الثلاثة بالشر لأنهم مما يلازمهم الإنسان عادة و إن بدا منهم الشر، بخلاف غيرهم ..
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 07:00]ـ
اخي الشئ الذي اريد ان افهمه
اذا كان المرأ يشعر انه منذ سكن هذه الدار يوجد عدم البركه وو ...
فهل هذا كافي لان تكون هذه الدار دار شؤم وينبغي ان يتحول عنها؟
ام ان هذه ممكن تكون مجرد ظنون الانسان
خاصة ان التحول عن الدار ليس امر يسير
راجع مشاركتي الأخيرة ..
إن كان عدم البركة بتأثير مادي محسوس من الدار فهي دار شؤم (يُفضل) تركها، أما إن كان انعدام البركة لا يربطة رابط منطقي محسوس بالدار فهذا من التطير المحرم ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 08:13]ـ
لندع السند جانبا الآن وننظر في المتن، هل تتفق مع ما ورد فيه؟ أم تراه منكرا؟
يعني هل تتفق أن الدار كانت سببا في قلة المال و العدد للسائل لأنها ذميمة و يجب تركها؟ أم كيف تفهم الحديث؟
هذا كلام مقبول وسليم جدا .. لكن حين يقوله ابن المديني أو البخاري أو الدارقطني وأكفاؤهم .. أما أن يكون القائل انا وانت فرحم الله امرء عرف قدر نفسه.
وقد رأيت أنه لا أحد من هؤلاء استنكر هذا الحديث بادي الرأي وقال: لا يصح هذا أبدا.
بل صحح الحديث بعض أهل العلم.
مع العلم أن الحديث في سنده عكرمة بن عمار وهو مشهور برواية المناكير ...
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 432:
هو من حديث أنس قال: قال رجل: يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها عددنا و كثير فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى، فقل فيها عددنا و قلت فيها أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (132) و أبو داود (2 - 159) من طريق بشر بن عمر الزهراني عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عنه. و قال البخاري: " في إسناده نظر ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: و وجهه أن عكرمة بن عمار قد تكلم فيه بعض المتقدمين من قبل حفظه، و قد وثقه جمع و احتج به مسلم في " صحيحه "، و قال الحافظ في التقريب " صدوق يغلط و في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب " قلت: و هذه ليس منها، فالحديث على أقل الدرجات حسن الإسناد، فإن بقية رجاله ثقات أثبات، لاسيما و قد روي من طرق أخرى، فقد أخرجه الإمام مالك (3 - 140) عن يحيى بن سعيد أنه قال: " جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله دار سكناها و العدد كثير و المال وافر، فقل العدد و ذهب المال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها ذميمة ". و هذا معضل، لكن قال ابن عبد البر: " هذا حديث
محفوظ من وجوه من حديث أنس و غيره ". ثم الحديث أخرجه الضياء المقدسي في " المختارة " (1/ 482) عن موسى بن مسعود أبي حذيفة حدثنا عكرمة به. اهـ
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 346):
" ومنهم عكرمة بن عمار اليمامي
وهو ثقة، لكن حديثه عن يحيى بن أبي كثير خاصة مضطرب لم يكن عنده في كتاب، قاله يحيى القطان وأحمد والبخاري وغيرهم.
وحديثه عن إياس بن سلمة الأكوع متقن، قاله أحمد.
وقال في رواية حرب: ((هو في غير يحيى ثبت)).".اهـ
سؤالات الآجري 1/ 264
سألت أبا داود عن عكرمة بن عمار فقال ثقة لما اجتمع الناس عليه فسألوه عن الأحاديث التي كانت عنده فقال يا قوم كنت فقيها وأنا لا أدري قال أبو داود في حديثه عن يحيى بن أبي كثير أضطراب كان أحمد بن حنبل يقدم عليه ملازم بن عمرو. اهـ
فمناكير عكرمة في روايته عن يحيى بن أبي كثير .. وليس هذا منها.
وقد أخرج مسلم لعكرمة من روايته عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
أما الشؤم فأصل معناه في اللغة هو الشر، وهو أيضا مقابل اليمن كما ذكرت، فلا إشكال!!
قال الجوهري في أساس البلاغة:
"ش أ م
هو من أهل الشأم، ورجل شآم، وقد أشأم، وتقول: جمع بين المتفرق، وقرن المشئم بالمعرق. وقعد شأمة: يسرة. والشأم عن مشأمة القبلة و " هم أصحاب المشأمة ". وشائم بأصحابك: ياسر، واعتمد على رجله الشؤمى: اليسرى، ومضى على شؤمي يديه. وشئم فلان وهو مشئوم، وأصابهم بالشؤم والمشأمة، وجرى لهم الطائر الأشأم والطير الأشائم. قال:
فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم
وقال زهير:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
أي غلمان طائر أشأم من كل مشئوم، وتشأمت به وتشاءمت." اهـ
وقد قلت: مراد الحديث أن الثلاثة قد يتواجد فيهم الشر على نحو لا يمكن رفعه
وأضيف لمزيد من التوضيح: عندما يلازم الإنسان مصدر شر لا يستطيع إصلاحه كواحد من الثلاثة وعلم يقينا أن الشر صفة ملازمة له ولا خير فيه لما بدا له من دلائل الشر الثابتة المدركة والمحسوسة، سينتظر منه الشر دائما إن لم يفارقه، وهذا ليس من التطير، وإن كان يشبه التطير في توقع شر منتظر، ولكن التطير فيه توقع الشر دون رابط أو أمر محسوس، وجاء الحديث لرفع الخلط بين الأمرين، و رفع الحرج عن الناس، وقد اختص الحديث الثلاثة بالشر لأنهم مما يلازمهم الإنسان عادة و إن بدا منهم الشر، بخلاف غيرهم ..
سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
شخص سكن في دار فأصابته الأمراض وكثير من المصائب مما جعله يتشاءم هو وأهله من هذه الدار، فهل يجوز له تركها لهذا السبب؟
فأجاب:
ربما يكون بعض المنازل أو بعض المركوبات أو بعض الزوجات مشئوماً يجعل الله بحكمته مع صاحبته إما ضرراً أو فوات منفعة أو نحو ذلك، وعلى هذا فلا بأس ببيع هذا البيت والانتقال إلى بيتٍ غيره، ولعل الله أن يجعل الخير فيما ينتقل إليه.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الشؤم في ثلاث:
الدار والمرأة والفرس " - رواه البخاري (5093) ومسلم (2225) -، فبعض المركوبات يكون فيها شؤم، وبعض الزوجات يكون فيهن شؤم، وبعض البيوت يكون فيها شؤم، فإذا رأى الإنسان ذلك فليعلم أنه بتقدير الله عز وجل، وأن الله سبحانه وتعالى بحكمته قدَّر ذلك لينتقل الإنسان إلى محل آخر، والله أعلم.
فتاوى الإسلام سؤال وجواب (1/ 239).
*****
رقم الفتوى 25602 هل يجوز الشؤم من سكنى الدار
تاريخ الفتوى: 07 ذو الحجة 1425
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
منذ انتقالي إلى شقتي الجديدة وأنا عسر حال والضوائق في تكرار حتى أني قد تملكني شعور من هذا البيت ما رأي الإسلام في هذا هل هو من الشرك أم أن هناك شيئاً من هذا؟ جزكم الله خيراً ....
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشؤم في الدار والمرأة والفرس. متفق عليه، وفي رواية: إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة. متفق عليه.
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث فقال مالك وطائفة: وهو على ظاهره، وأن الدار قد يجعل الله تعالى سكناها سبباً للضرر والهلاك بقضاء الله تعالى.
وقال الخطابي وكثيرون: هو في معنى الاستثناء من الطيرة أي الطيرة المنهي عنها؛ إلا أن يكون له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس أو خادم فليفارق الجميع بالبيع ونحوه. راجع صحيح مسلم بشرح النووي 14/ 441 - 442.
وليعلم السائل أن الله إن جعل في بعض البيوت شؤماً فهو بتقدير الله وأنه بحكمته قدر ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يعتقد أن هذه الأشياء تؤثر بذاتها لأن ذلك نوع من الشرك الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: الطيرة شرك. أخرجه أحمد عن ابن مسعود وسنده صحيح.
والطيرة: هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم" انظر القول المفيد شرح كتاب التوحيد 2/ 559 ابن عثيمين، وعلى هذا فلا بأس ببيع هذا البيت والانتقال إلى غيره ولعل الله يجعل الخير فيما ينتقل إليه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
******
س - ما التوفيق بين قوله، - صلى الله عليه وسلم -، {لا طيرة ولا هامة} وقوله {إن كانت الطيرة ففي البيت والمرأة والفرس} .. أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
ج- الطيرة نوعان الاول من الشرك وهي التشاؤم من المرئيات أو المسموعات فهذه يقال لها طيرة وهي من الشرك ولا تجوز، الثاني مستثناة وهذا ليس من الطيرة الممنوعة ولهذا في الحديث الصحيح {الشؤم في ثلاث}، في المرأة وفي الدار وفي الدابة} وهذه هي المستثناة وليست من الطيرة الممنوعة لأن بعضهم يقول أن بعض النساء أو الدواب فيهن شؤم وشر بإذن الله وهو شر قدري فإذا ترك البيت الذي لم يناسبه أو طلق المرأة التي لم تناسبه أو الدابة أيضا التي لم تناسبه فلا بأس فليس هذا من الطيرة.
الشيخ ابن باز
مجموع فتاوى ابن باز (25/ 98).
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:26]ـ
جزاك الله خيرا ..
وما نقلته في مشاركاتك السابقة ينقض ما أقرته الفتاوى الأخيرة من ربط الضر بالدار دون رابط محسوس ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 11:39]ـ
جزاك الله خيرا ..
وما نقلته في مشاركاتك السابقة ينقض ما أقرته الفتاوى الأخيرة من ربط الضر بالدار دون رابط محسوس ..
لو شفعت الدعوى بالبينة بارك الله فيك
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 01:10]ـ
مما نقلته في البداية:
قال الملا على القاري في المرقاة: (10/ 42):
* "الشؤم بإبدال الهمزة واوا وهو ضد اليمن بمعنى البركة في النهاية يقال تشاءمت وتيمنت والواو في الشؤم همزة لكنها خففت فصارت واوا وغلب عليها التخفيف حتى لم ينطق بها همزة في المرأة بأن لا تلد وقيل غلاء مهرها وسوء خلقها والدار بضيقها وسوء جيرانها والفرس بأن لا يغزى عليها وقيل صعوبتها وسوء خلقها وقيل هذا إرشاد منه لأمته فمن كان له دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس لا تعجبه بأن يفارق بالانتقال عن الدار وتطليق المرأة وبيع الفرس فلا يكون هذا من باب الطيرة المنهى عنها وهذا كما روى أنه قال ذروها ذميمة
وإنما أمرهم بالخروج منها لاعتقادهم أن ذلك منها وليس كما ظنوا لكن الخالق جل وعلا جعل ذلك وفقا لظهور قضائه وأمرهم بالخروج منها لئلا يقع لهم بعد ذلك شيء فيستمر اعتقادهم
وقيل كان قوله ذلك في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم الا في كتاب الآية حكاه بن عبد البر
قال أبو محمد وليس هذا بنقض للحديث الأول ولا الحديث الأول بنقض لهذا وإنما أمرهم بالتحول منها لأنهم كانوا مقيمين فيها على استثقال لظلها واستيحاش بما نالهم فيها فأمرهم بالتحول وقد جعل الله تعالى في غرائز الناس وتركيبهم استثقال ما نالهم السوء فيه وإن كان لا سبب له في ذلك
وكل هذا نفي ربط الشؤم بالدار والمرأة والفرس دون رابط محسوس
وفي الفتاوى الأخيرة جاء:
ربما يكون بعض المنازل أو بعض المركوبات أو بعض الزوجات مشئوماً يجعل الله بحكمته مع صاحبته إما ضرراً أو فوات منفعة أو نحو ذلك، وعلى هذا فلا بأس ببيع هذا البيت والانتقال إلى بيتٍ غيره، ولعل الله أن يجعل الخير فيما ينتقل إليه.
وقد اختلف العلماء في هذا الحديث فقال مالك وطائفة: وهو على ظاهره، وأن الدار قد يجعل الله تعالى سكناها سبباً للضرر والهلاك بقضاء الله تعالى.
وهنا ربط الشؤم بالدار دون رابط
الخلاصة أن القارئ لا يعلم أي القولين تعتقده ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 02:30]ـ
مقصدي من النقول السابقة أن أبين أن الأئمة فهموا الشؤم بأنه المقابل لليمن وأنهم حين عرضوا للحديث لم ينكروه ولم يفهموا منه أنه يقر الطيرة.
وأما النقول الأخيرة فهي فتاوى لأهل العلم في جواب ما سأله أخونا صاحب الموضوع.
وأما ما أعتقده في المسألة فهو أن هذه الثلاثة مستثناة من الطيرة. والله الموفق.
ولا حرمك الله أدبك هذا في النقاش. ودمت نافعا أخي الفاضل.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 03:12]ـ
بارك الله فيك
نقول أهل العلم أنكرت الطيرة في الداركما تقول ..
والفتاوى أقرت الطيرة على سبيل الاستثناء في الدار .. نقلا عن سلف أخر ..
و أنت اخترت الاعتقاد الثاني، فاسمح لي بسؤال: هل اخترته بفهمك أم بفهم السلف؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 03:32]ـ
أخي بارك الله فيك موضوعك هذا ما زال مفتوحا وليس هذا موضعه
وما أريد أن أناقشك فيه فدعه هنا.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[16 - Jul-2008, صباحاً 04:16]ـ
لا بأس .. كما تشاء ..
ـ[هل من سبيل]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:32]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وهدانا واياكم
لدي استفسار بسيط
ما معنى وكل هذا نفي ربط الشؤم بالدار والمرأة والفرس دون رابط محسوس ما المقصود برابط محسوس؟؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 12:58]ـ
الظاهر إن الحديث على ظاهره ربما يكون بعض المنازل أو بعض المركوبات أو بعض الزوجات مشئوماً يجعل الله بحكمته مع صاحبته وهذا شيء محسوس ولا مانع أن يكون مستثناء من النهي عن التطير.
والضابط في معرفة أن في الدار شئوما" كثرت الأمراض والمصائب الأخرى.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[17 - Jul-2008, صباحاً 03:08]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وهدانا واياكم
لدي استفسار بسيط
ما معنى ما المقصود برابط محسوس؟؟
رابط محسوس معناه أن يكون الضر أو انعدام البركة أو البلايا ناتجا عن صفة محسوسة توصف بها الدار، فمثلا الدار في مكان به ضوضاء تكون دار شؤم لعدم قدرة صاحبها على العبادة أو النوم أو التدبر، والدار بجوار المزارع قد تكون دار شؤم إذا جاءتها الحشرات ... والدار في مكان منعزل قد تكون دار شؤم إذا كانت هدفا للصوص ..
أما أن تربط الدار بخسارة مال أو فقدان وظيفة أو الإصابة في حادث وما إلى ذلك، فهذا من التطير المحرم لعدم وجود رابط محسوس بين هذا الضر و الدار ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 01:23]ـ
الرابط حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو ظاهر الحديث ومن إدعى غير ذلك فعليه الدليل.
ـ[حسن كفتة]ــــــــ[18 - Jul-2008, صباحاً 05:17]ـ
(كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة و الدابة و الدار)
صحيح الجامع 4452
السلسلة الصحيحة 993
واقرأ الأحاديث مرة أخرى و وميز الفرق بين التطير الذي يقع في نفس الإنسان من المرأة و الدار والفرس دون وجود صفة في أحدهم تبرره، وبين الشؤم الملازم لأحدهم كصفة ..
فأنت فهمت المعنى أنه إباحة التطير بهم، وليس وجود الشؤم فيهم ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 01:10]ـ
قال عليه الصلاة والسلام: إنما الشؤم في ثلاثة: في الفرس، والمرأة، والدار. وعن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا إن كان الشؤم في شيء ففي المرأة والفرس والمسكن حمل مالك وابن قتيبة وبعض علماء الحديث على ظاهره.
وقال ابن حجر: قال ابن قتيبة: " وجهه أن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمهم أن لا طيرة، فلما أبوا أن ينتهوا بقيت الطيرة في هذه الأشياء الثلاثة: فأخذ بظاهر الحديث.(/)
ما معنى الفوقية والمثلية في طبقات الرواة؟
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 05:28]ـ
يقول الحافظ ابن حجر: فإذا توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أوة مثله لا دونه .... .
ما المراد بالفوقية والمثلية في كلام الحافظ،هل هي في الصفة،أم في السند،وما معنى ذلك.
ـ[مستور الحال]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 07:04]ـ
فإذا توبع السيء الحفظ بمعتبر كأن يكون فوقه أو مثله لا دونه
الكلام يدور حول التقوية في الشواهد والمتابعات، ومن شرطها أن تكون الطرق المتقوى بها صواباً أو محتمله للصواب، أي فليست منكرة ولا معلولة. فيقبل في هذه الطرق الثقة والصدوق وجيد الحديث وسيء الحفظ والضعيف لا منكر الحديث والمتروك والمتهم
مثله: مثله في سوء الحفظ أي في طبقته في قوة الضبط أي ضعيف يعتبر به في الشواهد والمتابعات، وهو ما جُرِح في حفظه لا في عدالته، وليس متهماً.
فوقه: أي فوق سيء الحفظ في منزلته في الضبط مثل حسن الحديث والصدوق أو حتى الثقة.
والله أعلم.(/)
كتب تتحدث عن الإمام النسائي ومنهجه في كتابه
ـ[قناص الفوائد]ــــــــ[16 - Jul-2008, مساء 11:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إخواني رواد ملقى الألوكة وفقكم الله لكل خير
أتمنى منكم المساعدة واسداء النصيحة لي
أود معرفة الكتب التي تكلمت عن الإمام النسائي وكتابه السنن بتوسع ودراسة
ويا حبذا أن تكون منزل بشبكة النت
حتى أستطيع تحميلها
واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ومغرفة الذنوب(/)
هل توجد دروس في مصطلح الحديث في الغرف الصوتية؟
ـ[أمل*]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هل توجد دروس في مصطلح الحديث في الغرف الصوتية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - Jul-2008, صباحاً 02:10]ـ
شرح المنظومة البيقونية على غرفة الهداية للشيخ طارق بن عوض الله .. وقد أعطى الشيخ درسين ثم انقطع لسفر، ثم رجع ويكمل من الجمعة القادمة بإذن الله.
http://hor3en.com/vb/forumdisplay.php?f=164
ـ[أمل*]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 03:21]ـ
جزاكم الله خيرا، وهل الدرس أسبوعي؟ وهل يوجد درسا اخر؟
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 05:13]ـ
درس في شرح نخبة الفكر للمبتدئين للشيخ أبي محمد المصري
في معهد النصرة الشرعي المشرف العام الشيخ أحمد العيسوي
بعد العشاء إن شاء الله
http://www3rbroomcom-.s.roomsserver.net/?j=0
ـ[أمل*]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 06:26]ـ
جزاكم الله خيرا
أفدتمونا جميعا
وليت الاخوة ممن يعرف مثل هذه الغرف الصوتية أن يذكرها للفائدة
ـ[همام]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 08:06]ـ
السلام عليكم
www.zyzom.com
شبكة زيزوم الاسلاميه
عباره عن غرف صوتيه اسلاميه من بينها غرفة شبكة الالوكة الخاصه بهذا الموقع المبارك والعديد من المواقع الاسلاميه
ان شاء الله تجدون في احد الغرف ما تبحثون عنه
ـ[أمل*]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 07:07]ـ
جزاك الله خيرا، وشبكة زيزوم فيها درس في مصطلح الحديث اليوم الساعة 11 مساء في غرفة النصرة
ـ[أمل*]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 10:57]ـ
جزاك الله خيرا، وشبكة زيزوم فيها درس في مصطلح الحديث اليوم الساعة 11 مساء في غرفة النصرة
عفوا، في غرفة درب الجنان، وسيبدأ بعد قليل ان شاء الله(/)
الكلام عن صِحَّة قصيدة (يا عابد الحرمين).
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:27]ـ
ماذ عن قصيدة (يا عابد الحرمين)؟
سئل الشيخ / يحيى بن علي الحجوري - حفظه الله
في أسئلة أبي رَوُاَحة الحديثية والشعرية (الجزء الأول) وكانت في ليلة الأحد في 7 / جمادى الأولى / 1424 هـ
السؤال الثالث: القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة نلعب فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب: القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات، ابن أبي سكينة مجهول، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن، اسمع إلى هذه الأبيات: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول: نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً
ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً.
[ SIZE="7"][CENTER]
[COLOR="Red"]#############
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 - Jul-2008, صباحاً 08:32]ـ
جزاكم الله خيرًا.
وللشيخ أبي محمد الألفي رسالة في تضعيف هذه القصة سندًا ومتنًا ..
أما من حيث السند فلا أستطيع المنازعة فلكل فن رجاله.
لكن من حيث المتن فلا أرى - والعلم عند الله - فيه شيء! فالقصة تناولها العلماء جيلًا عبر جيل، ولم يطعن أحد - فيما أ‘لم - في متنها.
فالمعنى أن الانشغال بنوافل العبادات يعد لعبًا إذا كان سيشغل عن الفرائض ومنها الجهاد.(/)
إلى أسود السنة، هل أنتم شارحي لي هذا الحديث؟
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الأفاضل الأجلاء
طلبة العلم الأكارم
عسلهم الله جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم التفضل بشرح هذا الحديث:
قَالَ رَسُولُ اللّ?هِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اختَلَجَ عِرقٌ، وَلَا عَينٌ إِلَّا بِذَنبٍ، وَمَا يَدفَعُ اللّ?هُ [عَنهُ] أَكثَرُ».
رواه الطبراني في «الصغير» (1053)، وصححه الألباني رحمه الله في «صحيح الجامع» (5521).
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 05:37]ـ
ممكن أن يكون المناوي شارح الجامع الضغير شرحه فارجع له إن أردت
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 10:01]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما عن المعنى العام فكقوله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير "
أما عن المعنى اللفظي: فالمخالجة هي المنازعة والاضطراب ومعناه المرض أو الأذى الذي يصيب بعض الأعضاء فيخرجها عن طبيعتها ويسبب لصاحبها الألم 00000 والله أعلم(/)
حديث من أدرك الركوع أدرك الركعة
ـ[كمال يسين]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 07:48]ـ
السلام عليكم
عندي استفسار أرجوا ممن يملك الإجابة أن يرد على استفساري
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل حديثا ثم قال: و في لفظ لابن داود من أدرك الركوع أدرك الركعة.
فهذا الحديث لم أجده في سنن أبي داود و لا في مراسيله
هل ممكن أن تدلوني أين أجد هذا الحديث بهذا اللفظ و ماهي اقوال العلمء على هذا الحديث
بارك الله فيكم.
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8615&highlight=%C3%CF%D1%DF+%C7%E1% D1%DF%E6%DA+%C7%E1%D1%DF%DA%C9
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 12:43]ـ
أحسنت ..
ـ[كمال يسين]ــــــــ[22 - Jul-2008, صباحاً 09:43]ـ
هل وجدتم الحديث المذكور في أي كتاب من كتب الحديث
أنا أبحث عن الحديث الذي ذكرته أعلاه بذلك اللفظ
أعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله ذكره في إرواء الغليل, و الظاهر من كلامه أن هذا الحديث هو لابن داود , بحثت عنه في سنن أبي داود و مراسيله لم أجده
أرجوكم من عنده الإجابة بارك الله فيه.
ـ[حمد]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 12:23]ـ
في نفس الرابط أخي تجد كلام الشيخ الألباني عن هذا اللفظ:
وأما اللفظ الآخر الذي ذكره المؤلف، وعزاه لأبي داود فلا أعلم له أصلا، لا عند أبي داود ولا عند غيره. والله أعلم.
انظر إلى آخر المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=42866&postcount=2
ـ[كمال يسين]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:34]ـ
أخي حمد,
بارك الله فيك على إهتمامك باستفساري فأنا أتمنى أن يحفظك الله و يرعاك
قرأت ما في الرابط جيدا, حسب ما فهمت لا يوجد أحد يعلم أصل هذا الحديث بذلك اللفظ
و لقد سمعت عن طريق ملف صوتي الشيخ الألباني يصحح الحديث و لهذا أردت الإستفسار
بارك الله فيك مرة أخرى أخي حمد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 06:11]ـ
أخي الفاضل / كمال
الأمر كما ذكر الكريم / حمد، فإن الشيخ الألباني عليه رحمة الله تعالى ذكر في بداية كلامه كلام المصنف - صاحب منار السبيل - بكامله، ثم قام ببيان الطرق و صحتها من ضعفها، ثم انتهى إلى أن اللفظ الأخير ليس عند أبي داود - و ليس ابن داود كما بمشاركتك - و لا عند غيره، بين ذلك بقوله:
وأما اللفظ الآخر الذي ذكره المؤلف وعزاه لأبي داود فلا أعلم له أصلا لا عند أبي داود ولا عند غيره. والله أعلم.
ـ[كمال يسين]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 09:08]ـ
أخي الفاضل و الكريم يحيى صالح
بارك الله فيك و أشكرك كثيرا كثيرا لأنك أزلت عني لبسا و خطأ كبيرا , لأني ظننت أن قول صاحب منار السبيل "و في لفظ لأبي داود ... "هو من كلام الشيخ الألباني رحمه الله, فأرجوا منكم أن تتحملوا الخطأ الذي و قعت أنا فيه ,
و أشكرك على الملاحظة:أبي داود و ليس ابن داود.
لكن بقي لي إشكال
عندي ملف صوتي لسؤال يطرحه أحد الطلبة على الشيخ الألباني رحمه الله عن الحديث و يذكره الطالب بنفس اللفظ يعني من أدرك الركوع أدرك الركعة و يجيبه الشيخ أنه حديث صحيح.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 06:22]ـ
أرجو التكرم برفع الملف أو دلالتنا على مكانه بالشبكة لنتعرف موضع اللبس.
بارك الله فيك
ـ[كمال يسين]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 07:30]ـ
تفضل أخي الكريم
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=1334
ـ[كمال يسين]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 04:49]ـ
ما زلت في انتظار الرد من فضلكم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:25]ـ
أخي الكريم
آسف عن التأخر في الرد بسبب النت.
استمعتُ للمقطع و ظهر جليًا تصحيح الشيخ لهذه اللفظة.
الله أعلم إن كانت اللفظة المذكورة صحت عند الشيخ في هذا الوقت ثم تنبه لعدم صحتها أم أنها فلتة لسان منه ظنًا منه أنه يتحدث عن اللفظ الآخر.
بارك الله فيك
ـ[كمال يسين]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 01:48]ـ
أخي الفاضل صالح
بارك الله فيك على إهتمامك
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 05:58]ـ
أكرمك الله تعالى أخي الفاضل /كمال
إنما يثبت العلم بالمتابعة
ـ[ابن الحلاج]ــــــــ[19 - Sep-2008, مساء 02:02]ـ
الحدث الذي عند ابو داود هو: عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة "أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة – باب في الرجل يدرك الإمام ساجداً (ص/ 894) حديث رقم (893)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 08:31]ـ
نعم أخي الكريم
هو صحيح بهذا اللفظ، و قد صححه الشيخ الألباني في إرواء الغليل.
إنما الكلام على اللفظ الآخر الذي ساقه الشيخ ابن ضويان بمنار السبيل.(/)
لقاء علمي بعنوان المنهجية في قراءة كتب الحديث للطريفي -عاجل-
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 12:33]ـ
لقاء علمي بعنوان
المنهجية في قراءة كتب الحديث
للشيخ
عبد العزيز الطريفي
وذلك ضمن الدورة المكثفة في حفظ وإسماع المتون العلمية
في جامع الأميرة نورة بنت عبدالله في حي النخيل بمدينة الرياض
الأربعاء 20/ 7/1429 هـ الساعة 7:00 - 7:45 صباحًا
http://arb7.com/uploads/916db58f86.jpg
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 02:50]ـ
بانتظار التسجيل لا حرمتم الثواب
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 02:09]ـ
بانتظار التسجيل لا حرمتم الثواب
لم يصلني بعد، وسأورده بمجرد وصوله إن شاء الله ...
ـ[أبو خالد الطيبي]ــــــــ[25 - Jul-2008, صباحاً 06:40]ـ
الله يوفقكم يا أهل الرياض نغبطكم على كثرة المشايخ هناك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 12:01]ـ
الأخ الفاضل غالب أحسن الله إليك
كنت أرسلت إليك رسالة على الخاص - لا أذكر كانت قبل منعك الاستقبال أم بعده - .. وقد رجوت فيها منك - أخي المفضال - أن تفهمني معنى " المجالس الإملائية في الحديث " .. فلعلك تفيدني هنا متكرما ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 12:42]ـ
الأخ الفاضل غالب أحسن الله إليك
كنت أرسلت إليك رسالة على الخاص - لا أذكر كانت قبل منعك الاستقبال أم بعده - .. وقد رجوت فيها منك - أخي المفضال - أن تفهمني معنى " المجالس الإملائية في الحديث " .. فلعلك تفيدني هنا متكرما ..
وإليك أحسن أخي الكريم
وعذرًا للتأخر عليكم ...
ولقد وصلتني الرسالة قبل إلغاء خاصية استقبال الرسائل الخاصة، وتأخرت عليكم لأنني كنت أنتظر تسجيل المحاضرة من قبل البث الإسلامي؛ ولكنهم لم يفعلوا ربما لطارئ ما!!
وفاتني الإستماع للمحاضرة عند بثها المباشر، ولكن سأعطيك نبذة عن ما يعرف بالأمالي في علم الحديث فها هي منقولة لكم باختصار:
الأمالي:
وهي إما أن تكون جمع الإملاء أو جمع أملية كالأحاجي جمع أحجية.
ويسمي بعض الشافعية الأمالي التعليق.
وكتب الأمالي: نوع من المصنفات الحديثية حيث تعرف بهذا.
وعقد الخطيب في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) بابًا بعنوان (باب إملاء الحديث وعقد المجلس له) قال فيه: (يستحب عقد المجالس لإملاء الحديث، لأن ذلك أعلى مراتب الراوين، ومن أحسن مذاهب المحدثين مع ما فيه من جمال الدين والاقتداء بسنن السلف الصالحين ... ).
وطريقة الأمالي بأن يقعد عالم وحوله تلامذته فيتحدث العالم بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتبه التلامذة في يوم من أيام الأسبوع أو يوم الجمعة فيصير كتابًا، ويسمونه الإملاء والأمالي؛ وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدثين وأهل العربية وغيرها في علومهم
واستحب بعض العلماء أن يكون الإملاء في المسجد ويوم الجمعة لشرفهما.
وطريقة العلماء فيها أن يكتب المستملي في أول القائمة: هذا مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا، ويذكر التاريخ، ثم يورد المملي بأسانيده أحاديث وآثارًا، ثم يفسر غريبها ويورد من الفوائد المتعلقة بها بإسناد أو بدونه ما يختاره ويتيسر له.
ولكتب الأمالي فوائد منها:
اعتناء الراوي بطرق الحديث وشواهده ومتابعه وعاضده، بحيث بها يتقوى، ويثبت لأجلها حكمه بالصحة أو غيرها، ولا يتروّى،ويُرتّب عليها إظهار الخفي من العلل، ويهذب اللفظ من الخطأ والزلل، ويتضح ما لعله يكون غامضاً في بعض الروايات، ويفصح بتعيين ما أُبهم أو أُهمل أو أدرج، فيصير من الجليات، وحرصه على ضبط غريب المتن والسند، وفحصه عن المعاني التي فيها نشاط النفس بأتم مستنَد، وبعد السماع فيها عن الخطأ والتصحيف، الذي قلَّ أن يعرى عنه لبيب أو حصيف، وزيادة التفهم والتفهيم لكل من حضر، من أجل تكرر المراجعة في تضاعيف الإملاء والكتابة والمقابلة على الوجه المعتبر، وحوز فضيلتي التبليغ والكتابة، والفوز بغير ذلك من الفوائد المستطابة، كما قرَّره الرافعي وبيّنه، ونشَره وعيّنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما كان الشيخ المملي غير متمكن من تخريج أحاديثه التي يمليها، إما لضعفه في التخريج، وإما لاشتغاله بأعمال تُهمه، كالافتاء أو التأليف، فيستعين حينئذ في ذلك بمن يثق به من العلماء الحفاظ، فيكمل له من أصوله - أي أصول الشيخ - أو مصنفاته تخريجَ الأحاديث التي يريد إملاءها قبل يوم مجلسه.
ولمجالس الإملاء آداب أهمها:
1 - أن يختار الشيخ المملي الأحاديث المناسبة لمجالس الإملاء، لأنَّ فيها من لا يفقه كثيرًا من العلم.
2 - أن يحدثهم بأحاديث الزهد والرقاق ومكارم الأخلاق ونحوها.
3 - أن يجتنب من الأحاديث ما لا تحتمله عقولهم وما لا يفهمونه وأحاديث الرخص والإسرائيليات وما شجر بين الصحابة من الخلاف، لئلا يكون ذلك فتنة للناس؛ وأن يجتنب الرواية عن كذاب أو فاسق أو مبتدع.
4 - أن يختار من الأحاديث ما علا سنده وقصر متنه، ويتحرى المستفاد منه.
5 - أن ينبه على صحة الحديث أو حسنه أو ضعفه أو علته إن كان معلولاً، وعلى ما فيه من علو وجلالة في الإسناد وفائدة في المتن أو السند كتقديم تاريخ سماعه وانفراده عن شيخه وكونه لا يوجد إلا عنده.
6 - أن يبين ضبط ما يُشكِل من الأسماء الواردة في السند أو المتن، وكذلك الألفاظ الغربية، يضبطها ويبين معناها، وأيضاً المعاني الغريبة والمستشكَلة الواردة في المتن يشرحها ويحل إشكالها.
قالوا: ويستحب له أن يجمع في إملائه الرواية عن جماعة من شيوخه - ولا يقتصر على شيخ واحد - مقدِّمًا أرجحهم بعلو سنده أو غيره، ولا يروي إلا عن المقبولين من شيوخه.
7 - وكان من عادة كثير منهم أن يختم مجلس الإملاء بشيء من طُرَف الأشعار وحكايات ونوادر وإنشادات بأسانيدها، وأولاها عند أكثرهم ما كان في أبواب الزهد والآداب ومكارم الأخلاق
وكتب الأمالي كثيرة منها:
الأمالي لأبي القاسم بن عساكر، ولأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، ولأبي طاهر المخلص، ولأبي محمد الحسن بن محمد الخلال وهي عشرة مجالس، ولأبي عبد الله الحاكم)،ولأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي بفتح الميم،وابن الصلاح،وعبد الرحيم بن الحسين العراقي.، وابن حجر العسقلاني حيث أملى أكثر من ألف مجلس
و قال السخاوي: أمليت بمكة وبعدة أماكن من القاهرة وبلغ عدة ما أمليته من المجالس إلى الآن نحو الستمائة والأعمال بالنيات, و أملى السيوطي ثمانين مجلسا ثم خمسين أخرى، وللحافظ ابن حجر أمالى الأذكار يذكر فيها طرق الحديث كلها بأسانيده.
(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/ 111)، (فتح المغيث) (3/ 249 - 250)،ومقدمة تحقيق الأمالي لأبي عبدالله محمد بن العباس اليزيدي، و (كشف الطنون) (1/ 161)،و (الرسالة المستطرفة) (ص119).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jul-2008, صباحاً 10:54]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 02:07]ـ
هل كان الدرس شرحا لما ذكرتم أعلاه، أم مجلسا إملائيا فعلا؟
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 09:45]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
وإليكم أحسن، وبارك فيكم ...
هل كان الدرس شرحا لما ذكرتم أعلاه، أم مجلسا إملائيا فعلا؟
لا أدري، ولذلك قلت لك:
وفاتني الإستماع للمحاضرة عند بثها المباشر، ولكن سأعطيك نبذة عن ما يعرف بالأمالي في علم الحديث فها هي منقولة لكم باختصار:
[/ color]
لكن المتبادر -كما لا يخفى والله أعلم - حسب العنوان ماذكرته لك في كلامي عن الأمالي بأنها نوع من المصنفات الحديثية وما حولها،
فراجع المشاركة رقم (12).
سددك الله، ونفع بك ...
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 03:24]ـ
المنهجية في قراءة كتب الحديث(/)
(أويس القرني) بين الإمام مسلم والشيخ عبدالعزيز الحميدي.
ـ[فارس بن محمد]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 11:55]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...
فقد خرج قبل أشهر قليلة كتاب للدكتور الحميدي (أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى) واسمه:
(البرق اليمني في نقد مرويات قصة أويس القرني)
لا أريد الكلام حول سبب اخراجه، ومن قبل طريقة تعليله للخبر واستنكاره لشخصية أويس؟، وغير ذلك مما خلُص إليه الدكتور.
العجيب في الأمر أن الدكتور وفقه الله أهدى المحدث عبدالله السعد نسخة منه، وكذلك الشيخ عبدالعزيز الطريفي،وكلاهما استنكرا عليه تعليله للحديث بهذه الطريقة_حديث مسلم أقصد_ والأخير منهما أرسل له نقدا على الكتاب.
االدكتور يرى أن مدار الرجل الذي عليه مدار الحديث وهو أسير بن جابر مختلف في اسمه، قليل الرواية. ولذا انتهى الدكتور بتضعيف القصة حتى عند مسلم!.
وبعيداً عن الكلام في الدراسة العلمية، ماذا نستفيد من طرح كتاب في الأسواق نبين فيه ضعف احاديث في الصحيحين أو أحدهما؟
وخاصة أن الحديث لايفيد حكما بحد ذاته.
وياليت الدكتور انتبه لأهمية التخصص في مثل هذه الأمور، وقد سألت الشيخين السعد والطريفي عن الكتاب فأجاباني بغلط طريقة التعليل للحديث، وايضا بعدة مباحث كنت كتبتها على طرة بحث الدكتور (أذكر منها للشيخ السعد أنني قلت له عن البحث فقال لي الحديث ثابت عند مسلم، ثم قلت له إن الدكتور نقل قولا للإمام مالك يفيد به عدم معرفته لأويس وانكاره له، فقال الشيخ ومالك رحمه الله أنكر أحاديث صوم الست من شوال ومخرج الحديث مدني! فهذا لا يمنع .. الخ)
فهل يعقل الناس (ما كل ما يُعلم ينقل).(/)
الاحتجاج بالحسن لغيره
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 10:36]ـ
إخواني هل يحتج بالحسن لغيره، وهو الذي اكتسب صفة الحسن بمجموع طرقه، هل يحتج به مطلقاً كالحسن لذاته، أم أن هناك تفصيل وتقييد، وهل كما قال الدكتور العتر أن الحسن لغيره عند الترمذي كالحسن لذاته في الاحتجاج؛لأن الحسن عند الترمذي جار على الاصطلاح،أما عند غيره فيجب التحري.
ما رأيكم إخواني،علماً أن البعض قد نقل الإجماع على الاحتجاج به مطلقاً،وهذا غير مقبول.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 01:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال الشيخ سليمان العلوان في شرح موقظة الذهبي:وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد معنى الحسن, وقد أشار المؤلف رحمه الله تعالى إلى هذا بقوله "وفي تحرير معناه اضطراب" واختلاف كثير بين العلماء. لكن في الجملة الحسن من أقسام الأحاديث الصحيحة, فالحسن يُعمل به, سواء كان حسناً لذاته, بمعنى أنه قد صح بمفرده, أو كان حسناً لغيره, بمعنى الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه وجاء من غير وجه, وارتقى إلى درجة الحسن لغيره.
وهذا له شروط نجملها ثم يأتي فيما بعد تفصيلها إن شاء الله.
الشرط الأول: ألاَّ يكون هذا في العقائد, فإن العقائد لا بد أن تكون صحيحة بذاتها, مستغنية عن تقويتها بشواهدها, ولأن العقائد مبنية على الأمور القطعية, ولا تُبنَى على الأمور الظنية, وتحت هذا تفصيل أطول, نذكره إن شاء الله تعالى في بابه.
الشرط الثاني: ألاَّ يخالف أصلاً, فإن خالف أصلاً في الصحيحين أو في أحدهما رُدَّ هذا الحديث.
ولذلك لا نصحح ولا نحسن حديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) فهو حديث ضعيف بمجموع طرقه. وهذا قول أكابر أئمة السلف لأنه يعارض الأحاديث الثابتة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم, فإن كل من وصف وضوءه لم يذكر عنه أنه يبسمل, إذاً كيف نحسنه بالشواهد, وهذا الأمر المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.
الشرط الثالث: ألاَّ يكون أصلاً في الباب, لأن الصواب من قولي المحدثين أن حديث الصدوق الذي لم يُعرَف تفرده يُرَدُّ إذا كان أصلاً في الباب, فكيف نأتي إلى أحاديث ضعيفة نحسنها بمجموع شواهدها أو طرقها, ونجعلها أصلاً في الباب؟!!.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[27 - Jul-2008, صباحاً 10:22]ـ
جزاك الله خيراً أخي بندر، وأحسن إليك. ما تقول في تفصيل أبي الحسن بن القطان، والذي ارتضاه الحافظ ابن حجر. وما تقول أيضاً في كلام الحافظ السخاوي عن الحديث الحسن في فتح المغيث.
مرة أخرى جزاك الله خيراً.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: الشرح النفيس لاختصار علوم الحديث لابن كثير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 03:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشرح النفيس لاختصار علوم الحديث لابن كثير , للشيخ أبي إسحاق الحويني
- بدأ علم الرجال و علم الأسانيد يأخذ المنحى الواضح جدا في القرن الثالث الهجري , لكن كان العالم من هؤلاء يتكلم بالكلمة و هذا يتكلم بالكلمة ... و لم يكن هناك قواعد معينة , إنما كان يتكلم العالم بالكلمة فنعتبرها قاعدة و الآخر يتكلم بالكلمة فنعتبرها قاعدة , لكنها مشتتة فبدأ بعض أهل العلم يجمع إصطلاح أهل الحديث في الخبر المقبول في كتاب , فأول من بدأ في هذا الجمع القاضي الرَمَهُرْمُزي له كتاب اسمه المحدث الفاصل بين الراوي و الواعي توفي سنة 360 هجرية , فوضع في هذا الكتاب بعض قوانين الرواية , ثم جاء بعده الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك له كتاب اسمه علوم الحديث و هو كتاب ينطوي على فوائد جمة , ثم جاء أبو نعيم الأصفهاني فعمل مستخرجا على كتاب علوم الحديث , إستدرك على الحاكم بعض الذي تركه و تعقّبه في بعض من ذلك , ثم جاء بعده القاضي عياض بكتاب اسمه الإلماع و هذا كتاب نافع جدا و ينطوي أيضا على فوائد كبيرة , ثم جاء بعدهم فارس الميدان و هو بحق كما قال ابن نقطة " كل من أتى بعده فهو عيال عليه " ألا و هو الإمام الخطيب البغدادي و قد وضع كتابا في هذا المجال و هو أنفع الكتب مطلقا , و أنصح أي طالب حديث أن يعتني به عناية خاصة ألا و هو كتاب الكفاية في علوم الرواية , ثم جاء بعد ذلك الميّانشي و له كتاب صغير لا قيمة له في الحقيقة إسمه ما لا يسع للمحدث جهله توفي سنة 581هـ , ثم جاء الإمام المتأخر الذي رزقه الله تعالى القبول ألا و هو أبو عمر ابن الصلاح و قد خدَمَتْهُ في الحقيقة عبارته و تبسيطه لهذا العلم فرزق الله تعالى كتابه المسمى بالمقدمة بالقبول فمن ناظم له و من شارح له و من مختصر له و من متَعَقِّب عليه , فأما الناظمون له فكالعراقي في الألفية و كالسيوطي أيضا نظمه في الألفية المشهورة , و أما المختصرون له فكثيرون منهم إبن الملقن في المقنع و ابن كثير في مختصر علوم الحديث , و أما الذين نكتوا عليه فكالعراقي في التقييد و الإيضاح و كالحافظ ابن حجر في كتابين الأول اسمه الإفصاح على مقدمة ابن الصلاح و لكن مات و ما أتمَّهُ و لا نعرف عنه شيئا , الكتاب الثاني و هو النكت على ابن الصلاح و هو الذي نُشِرَ منه القدر الذي كتبه ابن حجر , لأن ابن حجر مات و لم يُتم الكتاب النكت على ابن الصلاح , لكن النكت المنشور عليه الحال و هو الكتاب الصغير أما الكتاب الكبير فلانعرف عنه شيئا , و كذلك البُلَيْقيني له كتاب اسمه محاسن الإصطلاح على مقدمة ابن الصلاح , و أما الشارحون له مثل السخاوي في فتح المغيث لما شرح ألفية العراقي.
الشريط الأول من 16:30 دقيقة إلى 24:07 دقيقة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بدل علماء الحديث جهدا عظيما في تقريب هذا العلم للناس حتى أن ابن فرح و هو رجل أندلسي نظم منظومة في علم الحديث لكنها منظومة غزلية حتى يقرب هذا العلم إلى الناس. ش 1 د 24:08
- ننصح الإخوة و من يعتلي المنابر أن لا يتحدثوا بأحاديث الفتن في زمان الهزائم لأن هذا من شأنه أن يدمر الناس تدميرا , إنما في زمان الهزيمة نحدث بالبشريات و نحدث بالإنتصارات حتى نرفع من الروح المعنوية للناس , لأن التحديث بأحاديث الفتن في زمان الهزائم كمثل بيع السلاح في الفتن و النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يباع السلاح في الفتنة. ش 1 د 36:09
- ألفية جلال الدين السيوطي هي من أمتع المنظومات في علم الحديث , فهي أفضل و أشمل و أوعب , و أمتع أيضا من ألفية العارقي , لكن تَوَفَّرَ كثير من العلماء على شرح ألفية العراقي لمكانة العراقي. ش 2 د4:41
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 04:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ننصح الإخوة و من يعتلي المنابر أن لا يتحدثوا بأحاديث الفتن في زمان الهزائم لأن هذا من شأنه أن يدمر الناس تدميرا , إنما في زمان الهزيمة نحدث بالبشريات و نحدث بالإنتصارات حتى نرفع من الروح المعنوية للناس , لأن التحديث بأحاديث الفتن في زمان الهزائم كمثل بيع السلاح في الفتن و النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يباع السلاح في الفتنة.
نصيحة قيمة بارك الله فيك أخ عبدالحي و في جهدك القيم و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
واصل .. جعله ربي في ميزان حسنات
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 01:18]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم و شكرا لكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Aug-2008, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- أفضل إثنين في المتأخرين حرروا علم الحديث أصولا و فروعا زين الدين العراقي و تلميذه الحافظ ابن حجر العسقلاني , و أما سائر من اشتغل بالتصنيف في علم المصطلح و غيره , فأغلبهم ممن يميلوا إلى الفقهاء , أما المحدث الذي ترى له النفس الحديثي لم أره إلا للعراقي و الحافظ ابن حجر العسقلاني , و هذا كان له دلالة سلبية على علوم الحديث لأن الفقهاء لهم بعض المصطلحات يُخالفون فيها أهل الحديث , و خالفوا أهل الحديث في بعض الإصطلاحات الخطيرة ذات التأثير القوي و الفعّال في الأحاديث مثل مسألة زيادة الثقة , و السبب في ذلك أن كثيرا من الفقهاء اشتغلوا بالحديث و لم يكن لهم ملكة المحدثين , و لم يُجهدوا أنفسهم بالبحث عن الطرق التي تخصص فيها علماء الحديث و كانوا يرحلون إلى كافة البلاد لجمع هذه الأسانيد و عرض بعضها على بعض من أجل في الآخر يخرج هل هذه مقبولة أو غير مقبولة , ففرسان علم الحديث المتخصصون في جمع الأسانيد عندهم دراسة شاملة وواسعة و عندهم حفظ لم يتوفر لدى الفقهاء الذين اشتغلوا بالفقه و لم يرحلوا لسماع الأسانيد , فلابد في هذه الحالة أن نقف عند قول أهل التخصص. ش 2 د 7:00 إلى د 13:53
- الحافظ ابن حجر أفضل من الحافظ زين الدين العراقي و نفسه أقوى منه. ش 2 د 16:08
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 11:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- زين الدين العراقي كان له ثلاثة تخاريج على إحياء علوم الدين , التخريج الكبير و التخريج الأوسط و التخريج الصغير , و المطبوع على حاشية إحياء علوم الدين هذا هو التخريج الصغير , أما التخريج الكبير كان له فيه نفس , فمات و لم يُبَيِّضْهُ. ش 2 د 16:33
- ذكر الشيخ أبو إسحاق حفظه الله تعالى في الشريط الأول أن إسم كتاب ابن حجر الأول على مقدمة ابن الصلاح هو الإفصاح على مقدمة ابن الصلاح , أما في الشريط الثاني فذكر إسم آخر و هو الإصلاح لما وقع في ابن الصلاح. ش 2 د 19:23
- كتاب اختصار علوم الحديث لابن كثير شرحه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة و سماه الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث , فلما أراد الأزهر أن يقرر كتابا في مادة الحديث على طلبة كلية أصول الدين إنتدبوا الشيخ أحمد شاكر , و طلبوا منه أن يختار كتابا في علوم الحديث و أن يشرحه شرحا يسيرا , فوجد الشيخ شاكر كتاب اختصار علوم الحديث بشرح الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة , فما رَغِب أن يأخذ شرح محمد عبد الرزاق حمزة و هو إمام الحديث , فأخذ كتاب مختصر علوم الحديث و عمل عليه حاشية شرحا , و ترك اسم الكتاب الذي اختاره الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة لشرحه على شرحه الخاص لاختصار علوم الحديث , فالشيخ شاكر يكره السجع في أسماء الكتب و لا يلتزم به , و لكن غلب على هذا الكتاب هذا الإسلام فتركه , كأن الإسم طلع منه فَلْتَه يعني نسي أن يغيرهُ فنزلت الطبعة الأولى بإسم الباعث الحثيث و انتشر الكتاب بهذا الإسلام فتركه لِعَلَمِية هذه العنوان. ش 2 د 22:24
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 02:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن كثير: هذا التقسيم إن كان بالنسبة إلى ما نفس الأمر " ص 99 " قال الشيخ أبو إسحاق: إذا كان المقصود بكلامه نفس الأمر أي حقيقة الخبر فليس إلا صحيح وضعيف , لأن الأخبار يدخلها الكذب و يدخلها الصدق , فإن صدقا نسميها صحيح و إن كان كذب نسميه ضعيف , لكن الحافظ ابن الصلاح - بجملته هذه: أن الحديث عند أهله ينقسم إلى صحيح و حسن و ضعيف " 99 " - أراد أن يقول أن علماء الحديث إذا أرادوا الحكم على الحديث فإنهم يطلقون هذه العبارات على الحديث , و كل حديث مردود و إن كان له إسم خاص ندخله تحت إسم الضعيف. ش 2 د 26:04
- الأصل في العناوين و التعاريف أن تصان عن الإسهاب. ش 2 د 32:25
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Aug-2008, مساء 08:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال العلماء: الشاذ و إن كان علّة فهو علّة لا كالعلل فلابد من ذِكرهِ للتنويه به لأن أقل أقل أقل القليل هو الذي يفقه هذا الباب , و هذا من باب إفراد الخاص عن العام لمزيد الإهتمام كقوله تعالى " قل إنّ صلاتي و نسكي و محياي ... " هو المحيى أليس يشمل الصلاة و النسك , طيب لماذا نص على الصلاة و النسك و أفردها عن هذا العموم للإهتمام بالصلاة و النسك و كقوله صلى الله عليه و سلم " من كانت هجرته إلى الله و رسوله فهجرته إلى الله و رسوله , و من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها " طيب المرأة أليست من الدنيا إذن لماذا خصصها بالذكر للإهتمام بها و الإعلام بفتنتها و خطورتها , ففتنة الدنيا شيء و فتنة المرأة شيء لوحدها , إذن فمن النصيحة أن أبين لك أن هذه الفتنة خطيرة و فّتاكة , و لذلك كان من تمام النصح أن يُبْرزها صلى الله عليه و سلم من جملة العموم لمزيد الإهتمام بها , فلّما العلماء يُفْرِدوا الشذوذ وحده عن العلّة مقصودهم أن حكم الشاذ علّة خفية جدا تقدح في صحة الحديث و قلّما من ينتبه إليها. ش 2 د 34:18 إلى آخر الشريط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن الصلاح: أما الحديث الصحيح فهو الحديث المسند الذي يتصل إسناده " ص 99 " قال الشيخ أبو إسحاق: كأنما يرُدُّ بهذا الكلام على ابن عبد البر لأنه في مقدمة كتابه التمهيد ذكر أن كل سند يصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم و لا يشترط فيه الإتصال , سواء كان منقطعا أو مرسلا أو معلقا أو معضلا هذا إسمه المسند عند ابن عد البر و هذا الكلام فيه نظر من جهة تصرف الحفاظ الكبار.
الأئمة الحفاظ يجعلون المسند في مقابل المرسل و يجعلونه أحيانا في مقابل الموقوف فمثلا تجد على لسان علماء الحديث. الأئمة الكبار كالبخاري , أحمد , أبو حاتم , أبو زرعة , يقولون فلان أسنَدَهُ و أرسله فلان. فكلمة أسنده أي وصله , فالمسند عندهم هو الحديث المتصل , السند المتصل , هذا عند سائر العلماء المتقدمين و أحيانا قد يضعون المسند في مقابل الموقوف كما يقع للدارقطني و غيره. ش 3 د 3:53
- عندنا في معنى المسند ثلاث مذاهب: 1 - مذهب الحاكم النيسابوري: و هو الذي عليه سائر العلماء المتقدمين , هو ما اتصل سنده إلى النبي صلى الله عليه و سلم. 2 - مذهب الخطيب البغدادي: و هو الذي أشار إليه ابن كثير في نهاية كلامه لما لخّص كلام ابن الصلاح - قلت: فحاصل حد الصحيح .... الحفاظ في محله " ص 100 " - و هو أن المسند هو كل سند يصل إلى قائله , سواء إلى الرسول صلى الله عليه و سلم أو الصحابة أو التابعين و هكذا. 3 - مذهب ابن عبد البر: و هو أنه لا يشترط الإتصال في الإسناد , بل عنده الإسناد هو فلان عن فلان , سواء فلان أدرك الفلان الآخر أو لم يدركه , لأنه أخذه من جهة اللغة. فالإسناد من معانيه هو أن يسند كل متكلم الكلام إلى قائله , و قائله يسنده إلى قائله و هكذا. ش 3 د 5:45
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 10:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- المرسل: هو ما قال فيه التابعي أيّا كانت درجته , سواء كان تابعيا كبيرا أو من أواسط التابعين أو من صغارهم , لو قال واحد من هذه الطبقات الثلاثة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو حديث مرسل , و يخطئ من يعرف المرسل فيقول هو ما سقط من إسناده الصحابي , لأننا نقول أن الحديث المرسل ممكن يكون التابعي أخذه عن التابعي و التابعي أخذه عن تابعي , فيكون بين التابعي الذي أرسل و ما بين النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث وسائط و مرات أربعة , فما يصلح أن تقول في المرسل هو ما سقط من إسناده الصحابي. ش 3 د 24:03
- من تعبيرات الدارقطني في التعديل يقول: فلان كالمسمار في السَّاجْ يعني ثابت الحفظ قوي الحفظ , مثلما تَدُقُّ المسمار في خشب الزَّانْ , يكون من الصعب أن تُخْرَجَهُ ش 3 د 32:48
ـ[أبو الخطاب فؤاد السنحاني]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 09:18]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 05:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- صغار التابعين لما يقولون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم , فمن جهة الصورة و التسمية إسمه مرسل , لكن على الحقيقة في باب التقوية يترجح فيه احتمال الإعضال أكثر من احتمال الإرسال , يعني يكون سقوط واسطتين أقرب و أقوى من سقوط واسطة واحدة. ش3 د 33:42
- تدليس التسوية عند المتقدمين كانوا يسمونه تدليس التَجْوِيد ش 3 د 40:49
- معنى العدالة كما يقول العلماء هي مَلكة تحمل صاحبها على ملازمة الدين و الورع مع البراءة من أسباب الفسق و خوارم المروءة ش 4 د 3:10
- قوادح العدالة: 1 - الكفر 2 - الكذب 3 - التهمة بالكذب 4 - الفسق 5 - البدعة على تفصيل فيها. ش 4 د 4:10
- دخول خوارم المروءة في العدالة مسألة فيها نظر , إنما خوارم المروءة هذه مسألة طارئة على العدالة يعني ليست من أصل بحث مسألة العدالة , لأن خوارم المروءة يختلف الناس في تعريفها و هي تختلف من زمن إلى زمن و من بلد إلى بلد , لذلك ليس من الصواب جعل خوارم المروءة من قوادح العدالة إلا إذا كان هناك عُرف عام في كافة بلاد الإسلام على أن الأمر الفلاني يخرق العدالة. ش 4 د6:23
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 11:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- لا أعلم أحدا كفّر الكاذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أبو محمد الجُويني , و لم يلقى هذا قبولا عند سائر أهل العلم. ش 4 د 13:42
- أي إنسان يعتلي منبرا من المنابر أو يلقي محاضرة من المحاضرات , لا يَبْحث في أحاديثه قبل أن يتكلم هذا داخل في جملة الكذّابين على رسول الله صلى الله عليه و سلم , و إن لم يأخذ حكم الكاذب العامد. ش4د15:07
- قال ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين: إن كل رجل لا يعرف التواريخ و لا يعرف أخبار الرواة و لا درجاتهم من الصدق و الكذب أخشى أن يكون داخلا في جملة الكذابين على رسول الله صلى الله عليه و سلم , لأنه ينقل الكذب و إن كان لا يدري به. ش4 د15:39
- الذي ذهب إليه الإمام أحمد و الحُميدي و نصره أتمَّ نصر في شرح كتاب الرسالة للشافعي أبو بكر الصَيْرَفي أن الكاذب في حديث النبي صلى الله عليه و سلم لا يُقبل خبره بتاتا , و إن كان النووي في التقريب قد عارضَ هذا و نقل عن أغلب الشافعية أنهم يقبلون خبره , و لكن الصواب ما ذهب إليه الإمام أحمد , لاحتمال أن يكون كاذبا في توبته , لأن التوبة مسألة باطنية , لهذا الإحتياط في خبر النبي صلى الله عليه و سلم أن لا يُقبل خبره , لاسيما و عندنا من الأئمة الثقات المتثبتين ألوف مؤلفة بما يُغْنينا عن خبر هذا الذي كذ ثم قال أنا تبت , و ممن نصر هذا القول من متأخري الشافعية السيوطي رحمه الله تعالى. ش4د21:37
- لما يُقال فلان متهم بالكذب يعني دخل في درجة المتروك فهذا أيضا يلتحق بالكاذب. ش4د23:30
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الفسق كارتكاب المحرمات الظاهرة , هذا فاسق , و مثّل له الصَّيرفيُ و الفقهاء في كتب الشهادات بحلق اللحية. ش 4 د 23:49
- نَقَل ابن حبان إجماع العلماء على ترك الرواية عن الداعية إلى بدعته , و هذا كلام يتنزّل على تركه من جهة الزجر فقط , حتى لا يحصل تعارض بين تَصرُف العلماء و ما بين نقل ابن حبان , لأن من العلماء كالبخاري و غيره خرّج لبعض المبتدعة الغُلاة الدُعاة إلى بدعتهم - بشرط الضبط و الأمانة و الإتقان - أما إذا لم يكن داعية إلى بدعته فنقل ابن حبان أيضا الإجماع على قبول روايته. ش 4 د 26:25
- من العلماء كابن عبد البر من يثبت العدالة بمجرد حمل العلم و احتج بحديث نقل الخطيب تصحيحه عن الإمام أحمد , و لكن الصواب أنه ضعيف كما حقّقه الدارقطني و غيره ألا و هو حديث " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " فقال إذا حامل العلم عدل , و لكن ردّ سائر أهل العلم هذا الكلام , و قالوا إنّنا نعلم بالضرورة أنّ هناك فسقة يحملون العلم. ش 4 د 29:39
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 05:58]ـ
متابعون شيخنا عبد الحي .... ولدي عندكم طلب: لعلكم تهتمون بمثل هذه التلخيصات لما فيها من المعلومات القيمة والنافعة لطلبة العلم .... وذالك بوضعها في أوقات متقاربة ....... وأنا من أول المستفيدين منها.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله تعالى و بياكم أخي الكريم أبا عبد البر
أخي المبارك سبب وضعي للمواضيع في أوقات مختلفة و متباعدة بعض الشيء هو من أجل قراءتها بسهولة و استوعابها بشكل أفضل.
و هذه السلسلة ستجدها في صناعة الحديث كاملة يمكنك الإسفادة منها مباشرة و بدون انتظار
وفقكم الله تعالى لما يحبه و يرضاه
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- إذا كان أحد الرواة ثقة عدل و عنده سُنّة تفرّد بها , و لا توجد إلاّ عنده و هو من الدعاة إلى بدعته , فإننا نقبل ما تفرد به , و نرُد عليه ما شُورِكَ فيه - أي أنّه روى خبر و أهل السنة رووه كذلك فإنّنا نرد خبره و نكتفي بخبر أهل السنة - لأن العلماء يقولون نقبل خبره - الذي تفرد به - إذ أن مصلحة حفظ السنة مقدّمة على هجره , و ممن صرّح بذلك الجوزجاني في مقدمة كتابه الجرح و التعديل , و الجوزجاني ما كان أبدا يقبل خبر مُتشيع و إن كان تشيّعه قليلا. ش 4 د 32:57
- نَرُدَ كلام المبتدع إذا نقل إلينا رأيه , و لا نرد عليه روايته إذا كان ضابطا صادقا أمينا , لذلك لا يستقيم كلام ابن قتيبة بأن نرد على المبتدع ما يؤيد به بدعته لاحتمال أن يكون كاذبا. ش 4 د 35:47
- أيّهما أقوى فلان عدل أو فلان عدّلوه؟ فلان عدّلوه أقوى , لأن العدالة قد تنصرف إلى الدين وحده - مثلا يقال فلان عدل في دينه سيء الحفظ - لكن أهل العلم إذا عدّلوا شخصا فيشمل ذلك ضبطه أيضا و هذا شيء زائد ليس في معنى عدل. ش 4 د37:14
- أبو حاتم الرازي سُئل عن راوي فقال هو بين يدي عدْل. و معنى هذا أنه جرّحه , فالله عز وجل يُعامل عباده بالفضل , و إذا عاملهم بالعدل أهلكهم , قال صلى الله عليه و سلم: " إعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنّة بعمله , قالوا: و لا أنت يا رسول الله؟ قال: و لا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله برحمته ". ش 4 د38:50
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 01:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- كتاب الكمال في أسماء الرجال للحافظ أبي محمد عبد الغني المقدسي و هو كتاب وضعه لرجال الكتب الستة و هو أول من أدخل سنن ابن ماجة ضمن الكتب الستة. ش 5 د2:47
- الضبط هو اليقظة بأن لا يكون الراوي ساهيا أو نائما في حال الأخذ - أي التحمل - , و يكون مُمَيِّزا الصواب من الخطأ و تستوعب حافظته ما يسمعه و يبْعُدُ زواله منها - و كل هذا يأتي بالتركيز الشديد أثناء التحمل - و يستطيع إستحضارَه إذا حدث , و ينتبه إلى كل خطأ يتسرب إلى كتابه , إن كان يُحدث من كتاب , و إن كان حافظ عن ظهر قلب ما يضرُهُ إذا لعب أحد في كتابه لأنه لا يرجع إلى الكتاب , ثم يكون عالما بما يحيل الألفاظ عن المعاني. إذن أركان الضبط خمسة: 1 - اليقضة 2 - الحفظ عند التحمل 3 - و الحفظ عند الأداء 4 - أن يصون الكتاب عن المحو و الزيادة إن كان يحدث من كتاب 5 - هو العلم بما يحيل المعنى إن حدث بالمعنى. ش 5 د4:50
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- إذا أفرد الترمذي الغرابة - أي قال هذا حديث غري - فهذا حكم منه بضعف الحديث. ش 5 د19:38
- التَغَيُّر هو مبدأ الإختلاط - أي مازال في أول الإختلاط - فإذا استُحكِم اختلاطه سُمّي مختلطا. ش 5 د41:21
- نوعين من الإختلاط لا يضر صاحبه: 1 - من اختلط في مرض الموت قال الذهبي: فقلّ من الناس من لا يختلط عند الموت - طلما أنه لم يحدث -. 2 - و من اختلط فَحُجِبْ مثل جرير بن حازم. ش 5 د55:08
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- بحث الشاذ هو أعوص بحث في علم الحديث كلّه و أغمضه أيضا , و لذلك لم يُصنف فيه أحد من العلماء مؤلفا , و الفرق بين الشاذ و المعلل أنّ الشاذ أغْمض و المعلل كما يقول أبو يعلى الخليلي عرفنا علّته , المعلل و قفنا على وجه العلة فيه , أمّا الشاذ فلا يَكاد يوُقف على وجه العلّة فيه و يخضع لضابط عام و بقية ضوابطه ترجع إلى الملكة , و هذا هو سرّ غموضه و صعوبته , و لذلك تجد العلماء الكبار يختلفون فيه , فبعضهم يقول لحديث ما فيه شذوذ و البعض يقول صحيح , و الفصل بينهم يحتاج إلى ملكة تامة كما قلت. ش 6 د 2:19
- أنّ رواية الراوي - أي راو - لا تخرج عن احتمالات ثلاث: إما أن يخالف و إمّا أن يُتابع و إما أن يتفرّد. ش 6 د 4:15
- الحديث الشاذ العلماء لهم ثلاث تعاريف: تعريف واسع و تعريف أضيق و تعريف أضيق منه , و أوسع تعريف للشاذ هو تعريف لأبي يعلى الخليلي قال: " الشاذ هو من نفرد به الراوي ثقة كان أو غير ثقة , فإن كان غير ثقة فمتروك و إن كان ثقة نتوقف في الإحتجاج به " , هذا أوسع تعريف. التعريف الذي بعده هو تعريف شيخ أبي عبد الله الحاكم النيسبوري يقول: " الشاذ هو من انفرد به ثقة و ليس له أصل متابع " , و كلا التعريفين عليهما مؤاخذات - سنذكرها بعد ذلك - , التعريف الثالث و الأخير و المُعتمد هو تعريف الشافعي رحمه الله تعالى و قال به طائفة من أهل الحجاز قال: " ليس الشاذ من الحديث أن يروي الراوي ما لم يروه غيره , لكن الشاذ من الحديث أن يروي الراوي مُخالفا غيره ", أي مما رواه الثقة مخالفا لما هو أوثق منه , و هذا هو التعريف المعتمد عند أهل الحديث ش 6 د 5:00
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- المخالفة على قسمين: 1 - مخالفة تنوع 2 - مخالفة تضاد , فالشافعي يقصد النوع الثاني و لا يقصد المخالفة الأولى.
و مخالفة التنوع تعني: أن الكلام يمكن أن يكون هكذا صح و هكذا صح يعني ليس فيه تعارض من كل وجه , إنّما تعارض فيه شكلي , مثل الأحاديث التي نقرأها و ظاهرها التعارض أو نصان ظاهرهما التعارض , لكن في الحقيقة الأمر لا يوجد على الإطلاق دليلان صحيحان يتعارضان من كل وجه و لا يلتقيان , إذن في الإختلاف التنوع أن يُحمل كلا النصين على معنى يليق به و هكذا نكون أزلنا الإشتباك الظاهر.
أما الإختلاف التنوع في الحديث - أي السند - قالوا: مثلا روا مكثر مثلا الزهري هذا كان له شيوخ كثيرون , و كان الزهر مُجِدا في طلب العلم بحيث إذا وصل إلى شيخ معين يأخذ العلم الذي عنده كله و بهذا الفعل لابد أن يكون الزهري مكثرا من الرواية , و تجد الحديث الواحد عند مجموعة من الشيوخ لأن هؤلاء الشيخ لهم شيوخ مشتركين , فمثلا الزهري إذا نشط روى حديث عن خمسة شيوخ - الذين سمع منهم نفس الحديث - فذكرهم كلهم , و مرة يروي ذلك الحديث عن ثلاثة فقط - عن أبي هريرة - و مرة عن إثنين فقط - عن أبي هريرة - و هكذا , و طبعا كل مجلس من مجالس العلم , ليس كل العدد هذا يحضر , فممكن يغيب مرة عشرين واحد و يأتي بدلهم عشرة جُدَاد و هكذا , فيطلع الطلبة يروون عن الزهري فمنهم يذكر ثلاثة شيوخ و منهم من يرويه عنه عن راو واحد و هكذا , فنرى من روى عن الزهري عن ثلاثة شيوخ هل هو ثقة ثبت , و نرى الذي رواه عن الزهري عن راو واحد هل هو ثقة ثبت , فإن كانوا كذلك فنقول نعم الزهري رواه في مجلس عن ثلاثة و نحن نصدقك , و نقول الآخر نعم قد رواه في مجلس آخر عن راو واحد و نحن نصدقك , و هذا الذي يسمى اختلاف تنوع. ش 6 د 13:14
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 04:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الضابط العام في الشذوذ: هو إذا وجدنا أن هناك رواة كُثُر روو حديث معين عن الزهري مثلا عن سعيد بن المسي , و نجد هناك راو واحد رواه عن الزهري عن غير سعيد بن المسيب , فالضابط العام هو أن الستة روايتهم أرجح و هكذا كلام عام , إلا إذا وجدنا شيء يجعل - أي قرينة - رواية ذلك الراوي الوحيد راجحة أو تكون الروايتان مثل بعض. ش 6 د 32:30
- إذا رُوجع الثقة الثبت في رواية له تخالف رواية ثقة مثله أو أعلى منه فقالوا له غلطت و همت , قال أنا ما غلطت أنا ما وهمت , بل أنا كنت متيقظ و قد أخذته من الشيخ الفلاني , هذه تُعتبر من أقوى القرائن على ثُبوت روايته , لأن المسألة لم تَعُد رواية بل أصبحت شهادة. ش 6 د 45:48
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:57]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبد الحي ...... رجعت إلى منتديات صناعة الحديث وطبعت التلخيص كاملا .... جعله الله بميزان حسناتكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:05]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسنتم و أحسن الله إليكم و نفعنا و إياكم بذلك
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 08:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- العلة في التعريف العام على نوعين: علة تقدح و علة لا تقدح , و العلة التي لا تقدح مثل اختلاف التنوع .. , و كذلك مثل أن يضع الراوي في السند خطأً رجل ثقة مكان رجل آخر ثقة و هذا هو الغالب لكن ليس دائما , لأنه يمكن إن بدل ثقة مكان ثقة يقدح في الحديث مثل حديث رواه أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد في ذكر علماء البلاد رواه من طريق يعلى بن عبيد أبو يوسف الطنافسي الكوفي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البيعان بالخيار و كل بيعين لا بيع بينهما حتى يفترقا إلا بيع الخيّار " , قال أبو يعلى الخليلي أخطأ فيه يعلى و الصواب عبد الله بن دينار , أي مكان عمرو بن دينار , و هما ثقتان ثبتان , لكن هناك فرق بينهما في الرواية عن ابن عمر فعمرو بن دينار روايته قليلة عن عبد الله بن عمر عكس عبد الله بن دينار إذن ليس كل واحد يبدل ثقة مكان ثقة أقول ليس بقادح , و دليل أن يعلى غلط أن أصحاب الثوري خالفوه و كذلك مع أن يعلى ثقة قال يحيى بن معين كان إذا روى عن سفيان الثوري أخطأ , ثم أن أصحاب الثوري من نفس الطبقة رووه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر. ش 9 د 7:45 و د 21:00
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Oct-2008, مساء 09:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الحاكم: علم العلة علم برأسه يختلف عن الصحيح و السقيم و يختلف عن علم الجرح و التعديل , و الميزان الذي تعرف أن تحضر به العلة هو الحفظ و الفهم و المعرفة لا غير. ش 9 د 36:10
- الكتب التي تنفعنا في أمور العِلَّة كتب المراسيل , و كتب التي تعتني بهاته الأبحاث مثل التاريخ الكبير للبخاري. ش 9 د 58:28
- رواية الزهري عن سالم عن أبيه: إتفق الشيخيان على 37 حديثا منها , وانفرد البخاري ب 64 و مسلم ب 61. ش 12 د 10:40
- رواية محمد بن سيرين عن عبيدة السّلماني عن علي: و قد إتفق الشيخان على إخراج حديث واحد بهذه الترجمة , و انفرد البخاري بواحد و انفرد مسلم بواحد. ش 12 د 13:10
- رواية الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود: و قد أخرج الشيخان ستة أحاديث بهذه الترجمة , و انفرد البخاري بثلاثة , و انفرد مسلم بإثنين. ش 12 د 14:06
- رواية مالك عن نافع عن ابن عمر: إتفق الشيخان على إخراج 56 حديثا بهذه الترجمة , و انفرد البخاري ب 11 , و انفرد مسلم بأربعة. ش 12 د 14:20
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 03:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال ابن كثير: و زاد بعضهم - أبو منصور عبد القادر بن طاهر التميمي -: الشافعي عن مالك , إذ هو أجل من روى عنه. قال الشيخ أبو إسحاق الحويني: و هذا الكلام فيه نظر لأن هناك أخرون إختصوا مالك و لازموه أكثر من 20 سنة فهؤلاء يقدمون على الشافعي - مع جلالة الشافعي - في مالك. ش 12 د 14:38
- مع سِعة مسند الإمام أحمد الذي يصل تِعداد أحاديثه بالمكرر قرابة 28 ألف حديث , ليس في هذا المسند البحر لأحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر إلا حديث واحد و هو " لايبع بعضكم على بيع أخيه " و السبب في ذلك أن الشافعي نازل الإسناد و قد أدرك أحمد شيوخ الشافعي و العلماء كانوا يحرصون على علو الإسناد. ش 12 د 18:06
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 07:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- ما ذَكَره بعض أهل النقد من تصحيح أحد الأسانيد يرجح على إسناد آخر لم يتَعَرض له أحد من العلماء بأنه من أصح الأسانيد , فهذا يصلح في باب الترجيح أحيانا , لاحتمال أن يكون هناك إسناد آخر مُذهَّب لم يتعرض العلماء له بتصحيح و يكون الإسناد إنضاف إليه قرينة تقويه عن الإسناد الذي قال العلماء فيه أنه من أصح الأسانيد. ش 12 د 16:52
- إبن لهيعة في الأصل قبل أن تحترق كتبه لم يَكُن في الذِرْوَة العليا من الضبط - كان عنده لين في الضبط - فكان جيد الحفظ - يعني 80%- فلما اختلط أصبح حفظه - 40%-. ش 12 د 1:8:02
- البخاري لم يقنع بالمعاصرة و لم يَنُص عليه إنما استنتجه العلماء من تصرفه و أولهم فيما أعلم القاضي عياض , أما مسلم فلم يترك أحدا أن يتأوَّل لَهُ أو يتقوَّل عليه , إنّما ذكر شرطه صريحا في مقدمة كتابه , و الشرط الذي نَسَبُوه إلى البُخاري أنه لا يصحح رواية راوٍ من شيخه إلا إذا ثبت سماعه و لو مرة في إسناد من الأسانيد. ش 13 د 17:00
إنتهت هذه السلسلة و الحمد لله تعالى
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
جزاك الله خيرا ..(/)
حديث: من عادى لي وليا في البخاري هل هو ضعيف
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 04:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا قبس عن كتاب: (رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله، لعبدالرحمن المعلمي - رحمه الله -، من صفحة 158):
بل إن في الصحيحين أو أحدهما، أحاديث قد انتقدها الحفاظ، مثل حديث البخاري: ((حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)).
فهذا الحديث قد تكلم فيه الذهبي في ((الميزان)) في ترجمة خالد بن مخلد. وخالد بن مخلد قال فيه الإمام أحمد: له أحاديث مناكير. وقال ابن سعد: كان متشيعاً، منكر الحديث، في التشيع مفرط، وكتبوا عنه للضرورة.
وقال صالح جزرة: كان ثقة في الحديث، إلا أنه كان متهماً بالغلو.
وقال ابن أعين: قلت له: عندك أحاديث في مناقب الصحابة؟ قال: قل لي في المثالب أو المثاقب.
وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره الساجي والعقيلي في الضعفاء، وقال ابن معين: ما به بأس.
وحاصل القول فيه: أنه صدوق يهم ويخطئ، ويأتي بالمناكير، ولا سيما في التشيع، فإنه كان غالياً فيه. ومثل هذا يتوقف عما انفرد به، ويرد ما انفرد به بما فيه تهمة تأييد لمذهبه. وقد تفرد بهذا الحديث كما ذكره الذهبي وكذا الحافظ ابن حجر في مقدمة ((الفتح)).
وفي هذا الحديث تهمة تأييد مذهب غلاة الرافضة في الاتحاد والحلول، وإن لم ينقل مثل ذلك عن خالد، (وقد أسندت إلى هذا الحديث بدع وضلالات تصطك منها المسامع، والله المستعان).
وفي سنده أيضاً، شريك بن عبدالله بن أبي نمر، وحاصل كلامهم فيه أنه صدوق يخطئ. وقال الحافظ في ((الفتح)) بعد أن نقل كلام الذهبي، والكلام في شريك: ((ولكن للحديث طريق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً)) [فتح الباري: 11/ 270]
ثم ذكر الحافظ تلك الطرق، وعامتها ضعاف، إلا أنه ذكر أن الطبراني أخرجه من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة عن عائشة، وأن الطبراني أخرجه عن حذيفة مختصراً، وقال: ((وسنده حسن غريب)).
أقول: أما رواية حذيفة فمع الغرابة، هو مختصر، وكأنه ليس فيه تلك الألفاظ المنكرة. وينبغي النظر في سنده، فإن الحافظ ربما تسامح في التحسين، وكذا ينبغي النظر في سند الطبراني إلى يعقوب بن مجاهد، فأخشى أن يكون فيه وهم، والمشهور رواية عبدالواحد بن ميمون عن عروة، وعبدالواحد متروك الحديث.
وبالجملة، فاقتصار الحافظ على قوله: إن تلك الطرق يدل مجموعها على أن له أصلاً، ظاهر في أنه ليس في شيء منها ما يصلح للحجة، ودلالة مجموعها على أن له أصلاً لا يكفي إثبات هذه الألفاظ المنكرة. ولا يدل إيراد هذه الألفاظ ما يزعم الملحدون، لمَ ذكر هذا الحديث في صحيحه؟ وهذا من المهمات، فإن كثيراً من الأئمة قد يقبل الحديث لأنه يتحمله على معنى له شواهد وعواضد، بمعونتها ليستحق القبول. فيجيء بعض الناس يحتج بالحديث على معنى منكر، قائلاً: قد قبله فلان من الأئمة! فلينتبه لهذا.
ومما ينبغي التنبيه له أيضاً: أن الشيخين أو أحدهما قد بوردان في الصحيح حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت، ثم قد يكون في هذا الحديث الذي ذكراه شاهداً، زيادة لا شاهد لها. فيجيء من بعدها يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة، وربما حمل الحديث على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب الصحيح وبنى عليه أنه شاهد للحديث الآخر.
وبالجملة فمن أراد الاحتجاج بالحديث لا يستغني عن النظر في إسناده، بعد أن يكون له من المعرفة ما يؤهله لهذا الأمر، وإلا أوشك أن يضل أو يضل. والله الموفق
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 02:29]ـ
هذا الحديث صحيح فصيح، ويكفي أن يخرجه الإمام البخاري في الصحيح وهو طبيب الحديث وصيرفيه، و اخرجه الحاكم في المستدرك، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة
قال الشوكاني في - قطر الولي على حديث الولي-:" ... و لا حاجة لنا في الكلام على رجال إسناده، فقد أجمع أهل هذا الشأن أن أحاديث الصحيحين، أو أحدهما كلها من المعلوم صدقه، المتلقى بالقبول المجمع على ثبوته، و عند هذه الإجماعات تندفع كل شبهة، ويزول كل تشكيك، وقد دفع أكابر الأئمة من تعرض للكلام على شيء مما فيهما، و ردوه أبلغ رده، وبينوا صحته أكمل بيان، فالكلام على إسناده بعد هذا لا يأتي بفائدة يعتد بها، فكل رواته قد جازوا القنطرة، و ارتفع عنهم القيل والقال، و صاروا أكبر من أن يتكلم فيهم بكلام أو يتناولهم طعن طاعن أو توهين موهن "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 04:48]ـ
السلام عليكم،
وهل كلام الشوكاني حجة بعد البيان الذي أتى به الشيخ المعلمي رحمه الله؟ .. ألا ترى أن في سنده رجلاً قد ضعّفه أصلاً بعض أئمة الحديث كالساجي والعقيلي؟
ليتك تقرأ ما قاله الشيخ المعلمي رحمه الله ..
وفي الحديث لفظة منكرة جداً .. وهي أن الله - عز وجل - يكون رجل العبد التي يمشي بها!! .. لا أدري كيف يصحّ هذا الوصف في جلال الله تعالى؟
ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 05:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أبا شعيب لقد جاوزت أحاديث صحيح الإمام البخاري القنطرة، وهذا الكلام في مقابل تلقي الأمة لما في الصحيح لا فائدة منه.
والجميع يعلم أن الإمام البخاري ينتقي أحاديث الرجال، وفي هذا الحديث يتجلى هذا الأمر عند الإمام البخاري رحمه الله.
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 12:01]ـ
الكلام هنا على صحيح البخاري وثقة الأمة فيه واعتبارها له أصح كتاب بعد كتاب الله فهل من اعتراض على ذلك؟ والحديث تردد كثيرا في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وا حتج به مرارا في مواطن متعددة ولم أقف على أنه شكك في صحته ... ولسنا هنا في مجال المقارنة بين العلماء الأجلاء وإدخالهم في خصومة هم أبرياء منها
ـ[عبد فقير]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 01:51]ـ
خالد بن مخلد القطوانى إذا روي عن أهل المدينة وسليمان بن بلال فإن أحاديثه مستقيمة (قاله ابن عبد الهادى فى الصارم المنكى\وابن رجب الحنبلى فى شرح علل الترمذى)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 07:35]ـ
السلام عليكم،
وهل كلام الشوكاني حجة بعد البيان الذي أتى به الشيخ المعلمي رحمه الله؟ .. ألا ترى أن في سنده رجلاً قد ضعّفه أصلاً بعض أئمة الحديث كالساجي والعقيلي؟
ليتك تقرأ ما قاله الشيخ المعلمي رحمه الله ..
وفي الحديث لفظة منكرة جداً .. وهي أن الله - عز وجل - يكون رجل العبد التي يمشي بها!! .. لا أدري كيف يصحّ هذا الوصف في جلال الله تعالى؟
/// بارك الله فيك .. بغض النَّظَر عن تجاذب الآراء في إعلال حديثٍ ما في أحد الصحيحين بطريقة أهل العلم من أئمَّة النقد والعلل =فإنَّه لا ينبغي أن يقدح في حديثٍ في كتاب الصحيح بمجرَّد توهُّم نكارة لفظةٍ فيه، بل هذه طريقة قد تصلح لجمعٍ من أحاديث الشيخين بله غيرهما ممَّا قد تستنكر بعض ألفاظه.
/// فالتضعيف لشيءٍ في الإسناد شيءٍ، ونكارة اللفظ -في عقل شخصٍ- لعدم حمله على معنى صحيح شيءٌ آخر.
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 07:40]ـ
إن الزنادقة يستفيدون من مثل هذه المواضيع فتجدهم يقتبسون منها في مواقعهم لاتشكيك ... فانتبهوا لهذا الجانب ولا تكن دليلا لهم
ـ[الحُميدي]ــــــــ[28 - Jul-2008, مساء 08:27]ـ
كلام الشيخ العلامة المعلمي ر حمه الله أصاب كبد الحقيقة،في حكمه على الحديث بالضعف ..
وهناك بحث جد قيم للمحدث الزبير دحان في تضعيف هذا الحديث، دفاعا عن الحافظ الذهبي،و ردا على الشيخ عبدالعزيز ابن الصديق الغماري ..
وهذا الحديث ينتشي لسماعه أهل وحدة الوجود كثيرا ... فهو يقرر عقيدتهم الفاسدة على حد زعمهم ....
واما ان أحاديث الصحيحين تجاوزت القنطرة، ... فعجب
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 01:37]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من أعلم الناس بالزنادقة و أهل الأهواء:" ... وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله: من عادى لي وليا .. الحديث" وهذا أصح حديث يروى في الأولياء "
فليس لأحد من المتأخرين أن يضعف حديثا في الصحيحين كائنا من كان والمس بأبي هريرة رضي الله عنه و بالبخاري رحمه الله مخطط مدروس الغاية منه تقويض السنة بأكملها والتشكيك في أعظم رموزها الذين نقلوها لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 03:12]ـ
هذا من جهة الرد المجمل شيوخنا و لكن مالرد التفصيلي على ما ذكره المعلمي وهو جد وجيه؟؟ اذ الذي يبدو انه لا يضعف الحديث كلية انما يلمح الى ضعف ما لم يكن له شاهد منه وهذا بين كما في حديث أبي هريرة في اطالة الغرة و حديث اخفاء الصدقة أي ان التسليم للامام البخاري بأصل الحديث لا يعني التسليم له بزوائده المنكرة كما فصله شيخ الاسلام أيضا في كلامه عن احاديث الصحيحين التي اوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهذه الفقرة من كلام المعلمي تلخص تمرة النص "أن الشيخين أو أحدهما قد بوردان في الصحيح حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت، ثم قد يكون في هذا الحديث الذي ذكراه شاهداً، زيادة لا شاهد لها. فيجيء من بعدها يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة، وربما حمل الحديث على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب الصحيح وبنى عليه أنه شاهد للحديث الآخر "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 09:30]ـ
بارك الله فيكم
/// غيرت عنوان الموضوع لما يترتب عليه من مفاسد
/// قول أخي الحميدي:
وهذا الحديث ينتشي لسماعه أهل وحدة الوجود كثيرا ... فهو يقرر عقيدتهم الفاسدة على حد زعمهم ....
واما ان أحاديث الصحيحين تجاوزت القنطرة، ... فعجب
ليس بصحيح لأن طرده يوقعك في إشكالات وإلزامات ومعضلات لن تسطع الانفكاك عنها
خذ مثلا ما اتفق على صحته من أحاديث الصفات _ أو التي تشكل على طوائف من أهل القبلة_ والتي استنكرتها قلوب أهل البدع من معتزلة وأشاعرة وغيرهم
وهي كثيرة معلومة كحديث الصورة والنزول والأصابع وغيرها كثير كثير
وأخص من ذلك أحاديث وآيات المعية كحديث زيارة المريض (لوجدتني عنده) وآية النجوى وغيرها كثير
ففي هذا كله دليل لأهل وحدة الوجود ...
لكن نقول الفهم الخاطيء من بعض الطوائف لنص من النصوص ليس مسوغا للحكم عليه بالنكارة وليس هذا من مذهب أهل الحديث والنقاد
ولكن المقياس في هذا هو نقد أهل الحديث لأمور تخصهم مبسوطة في غير هذا الموضع
وما ذكرته لا يعلم عن أحد منهم
وأما تعجبك من تجاوز أحاديث الصحيحين القنطرة فإن ذلك محمول على غير الأحاديث التي انتقدها عليهما الحفاظ كأبي الحسن الدارقطني وغيره
أما الأحاديث التي لم يسبق أن تكلم فيها أحد من النقاد ممن يعتد بعلمه في هذا الشأن فهي محل إجماع والمسألة مبسوطة في غير موضع من كتب العلماء
/// أما الكلام عن القطواني فينبغي لمن أراد النظر في أحاديث الصحيحين أن يعلم هذه المقدمة:
قد قلت في موضوع عن تضعيف بعض أهل العلم لحديث يحيى بن سليم الطائفي في الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة والذي تفرد في إخراجه البخاري:
البخاري رحمه الله صنف صحيحه على طريقة الانتقاء
فقد تقرر في علم العلل أن الضعيف أو سيء الحفظ قد يصيب وله أحاديث صحيحة صالحة كما تقرر أن الثقة قد يخطيء وله أحاديث سقيمة شاذة
فهذا أمر يغفل عنه كثير من منتقدي الصحيحين
فالشيخان ينظران إلى الحديث هل هو صحيح أم لا؟
فإذا كان صحيحا خرجاه وإن كان في بعض إسناده ضعفا أو اختلافا
لأنهما بعد البحث والتنقيب توصلا إلى صحة هذا الحديث بعينه
فإنهم قد عاينوا الأصول وعايشوا الرواة فهما يعلمان صحيح حديث كل راو من ضعيفه
فلو سلمنا أن يحيى بن سليم ضعيف مطلقا فهذا غير مؤثر هنا لأن البخاري يعلم ذلك كما سيأتي وإنما أخرج له هذا الحديث بعينه لأنه علم أن ابن سليم أصاب فيه ولم يخطيء
فمن حكم على هذا الحديث بالضعف من أجل سوء حفظ راويه فقد حكم حكما عاما ظاهرا خالفه حكم خاص دقيق من البخاري
فيقدم الخاص على العام أو يقدم من كان معه زيادة علم على غيره
فالبخاري معه زيادة علم في هذا الحديث بعينه لا يوجد عند منتقديه
قال البخاري في تاريخه في ترجمة عبدالرحمن بن نافع ما حدث الحميدى عن يحيى بن سليم فهو صحيح
وقال في موضع آخر: " يحيى بن سليم رجل صالح صاحب عبادة يهم الكثير في حديثه إلا أحاديث كان يسأل عنها فأما غير ذلك فيهم الكثير روى عن عبيدالله بن عمر أحاديث يهم فيها
وقال كما في علل الترمذي الكبير: يحيى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها
وقال أيضا " ... وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه"
وقال أيضا في بعض الرواة: ذاهب الحديث لا يدري صحيح حديثه من سقيمه أنا لا أروي عنه وكل من كان مثل هذا فأنا لا أروي عنه
وقال ابن حجر في اللسان في ترجمة الأعدل بن محمد: وكان البخاري حسن الرأي فيه إلا أنه كان كثير التخليط والبخاري يعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا يغتر بروايته عنه
ولذك نجد البخاري عندما يضعف بعض الرواة في تواريخه يقول ولا يعرف صحيح حديثه من غيره
فعلم مما تقدم أن البخاري لا يروي إلا عمن عرف صحيح حديث من سقيمه فما بالك إذا احتج به في الصحيح
وعلم أنه قد علم صحيح حديث ابن سليم من سقيمه
وينظر كلام المعلمي في تأييد هذا الكلام عن البخاري وأنه لا يروي إلا عمن عرف صحيح حديث من غيره في التنكيل (1/ 123)
وما قيل هنا في الطائفي يقال في غيره
/// أما كونه مبتدعا ففي رد حديث رواية المبتدع التي تقوي بدعته خلاف تقدم طرف من النقاش حوله في الملتقى وغيره فليراجع
وقد خرج الشيخان لمثل ذلك من روى ما يقوي بدعته فليراجع النقاش المحال عليه
والعبرة في رواية الحديث في الثقة والأمانة
وأيضا على التنزل في هذه الجزئية فإنها مندرجة تحت المقدمة التي قدمناها وهي أن البخاري يخرج أحاديث الرواة على طريقة الانتقاء فقد يكون الراوي المبتدع روى ما يقوي بدعته وتكون روايته صحيحة غير مدخولة عند النقاد وقد يكون العكس
فليس ثمت هنا إلى القرائن فليتنبه لهذا أما الكلام على الأصل فهذا له موضع آخر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 09:44]ـ
يبقى النظر في علة التفرد فيمكن الإجابة عنها بـ:
/// ما تقدم من أن البخاري يخرج أحاديث الثقات وسيئي الحفظ والضعفاء على طريقة الانتقاء فإذا علم بالقرائن أن هذا الحديث بعينه مما أصاب في هذا الراوي المتكلم فيه لم يضره تفرده بذلك
لاحتمال أن تكون هذه القرائن التي بنى عليها التاقد تصحيحه لهذا الحديث أقوى من قرينة التضعيف وهي التفرد هنا فإن لم يقوى هذا الجواب لدفع هذه العلة
/// فيقال أن التفرد درجات فتفرد غير أهل المدينة ومكة أقوى من تفرد أهل الكوفة وغيرها وخاصة المدينة
لأن أهلها أعلم الناس بأحاديث رسول الله وأواخرها من أوائلها
وقد نبه على هذا غير واحد من العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 09:58]ـ
وأيضا فإن هذا الحديث ليس صريحا كونه من أحاديث الصفات
بمعنى أن معناه ظاهر
فقوله كنت سمعه الذي أسمع به أي يسمع بعنايتي وتوفيقي وهكذا يقال في باقي الجمل الواردة في الحديث
فإثبات المعية والسمع والبطش واليد وغيرها معلومة من أحاديث أخر
إذا تقرر ذلك كان هذا الحديث في فضائل الأعمال المتقررة بأكثر من نص وأصل في الشريعة
فيتساهل فيها بخلاف أحاديث الأحكام والعقائد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 10:17]ـ
وأيضا فإن الذهبي لم يضعف الحديث فكلامه لا يفهم منه تعليل الحديث ولكنه ذكر ما يحتمل أن تكون علة _وإن كانت علة متيقنة في غير هذا الحديث_ ثم توقف في تعليل الحديث بها لمكانة الصحيح أي لكون البخاري أودعه في صحيحه محتجا به بمعنى لاحتمال كون البخاري اطلع على قرائن لم يطلع عليها الذهبي كعلم البخاري أن هذا الحديث من صحيح حديث القطواني أو غير ذلك
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 10:19]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بصرف النظر عن صحة أو ضعف زيادات الحديث حيث ذلك يخضع للقواعد العلمية والبحث والمدارسة، ولست منها في شيء، بيد انه في بعض المشاركات قد
قيل " ليس لأحد من المتأخرين أن يتحدث عن شيء مما في الصحيحين او احدهما "
وأريد أن أسال ما معنى المتأخرين؟! وما هي السنة أو العام بالضبط التي لا يجوز بعدها أن يتحدث أحد عن شيء في الصحيحين بينما كان يجوز قبلها؟؟
إن الحذر والتخوف من أعداء السنة ينبغي ألا يجرنا الى الغلو في صاحبي الصحيحين أو في رواتهما فنجعلهم كالمعصومين!
فما الفرق إذن بين كتاب الله وبين المرويات النبوية في الصحيحين إذا كان كليهما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!
وشيخ الاسلام نفسه في القرن الثامن الهجري تحدث عن بعض الألفاظ مما في الصحيحين كما في حديث عكاشة في الاسترقاء وغيره، وحينما تحدث عن الصحيحين في حديثه عن إفادة خبر الواحد قال كلاما دقيقاً يستحق التدبر:
" وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ - فأَكْثَرُ مُتُونِ الصَّحِيحَيْنِ مَعْلُومَةٌ مُتْقَنَةٌ تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ بِالْقَبُولِ وَالتَّصْدِيقِ وَأَجْمَعُوا عَلَى صِحَّتِهَا " فانظر الى قوله " أكثر متون الصحيحين " ولم يقل كل متون الصحيحين، فقارن بين قوله وقول من يقول " كل أحاديث الصحيحين قد جازت القنطرة "
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[29 - Jul-2008, صباحاً 10:38]ـ
/// يبدو أن ثمة خلل في الموقع مع العناوين الطويلة لذلك اخترت هذا العنوان القصير
/// جيد هنا أن ننقل كلام ابن عبد الهادي وابن رجب الذي أشار إليه الأخ عبد فقير:
قال ابن رجب في شرح العلل:
ومنهم خالد بن مخلد القطواني
ذكر الغلابي في تاريخه قال: القطواني يؤخذ عنه مشيخه المدينة وابن بلال فقط
يريد سليمان بن بلال ويعني بهذا أنه لا يؤخذ عنه إلا حديثه عن أهل المدينة وسليمان ابن بلال منهم لكنه أفرده بالذكر.
وقال ابن عبد الهادي في الصارم:
واعلم أن كثيراً ما يروي أصحاب الصحيح حديث الرجل عن شيخ معين لخصوصيته به ومعرفته بحديثه وضبطه له ولا يخرجون من حديثه عن غيره لكونه غير مشهور بالرواية عنه ولا معروف بضبط حديثه أو لغير ذلك فيجيء من لا تحقيق عنده فيرى ذلك الرجل المخرج له في الصحيح قد روى حديثاً عمن خرج له في الصحيح من غير طريق ذلك الرجل فيقول: هذا على شرط الشيخين أو على شرط البخاري أو على شرط مسلم لأنهما احتجا بذلك الرجل في الجملة
وهذا فيه نوع تساهل فإن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره فلا يكون على شرطهما وهذا كما يخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال وعلي بن مسهر وغيرهما ولا يخرجان حديثه عن عبد الله بن المثنى وإن كان البخاري قد روى لعبد الله بن المثنى من غير رواية خالد عنه. انتهى
فانظر إلى هذا العلم البديع الدقيق من هذين الإمامين الذين هما من أعلم المتاخرين زمنا بمناهج الأئمة المتقدمين
ـ[الحُميدي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 02:56]ـ
بارك الله فيكم
/// غيرت عنوان الموضوع لما يترتب عليه من مفاسد
/// قول أخي الحميدي:
ليس بصحيح لأن طرده يوقعك في إشكالات وإلزامات ومعضلات لن تسطع الانفكاك عنها
خذ مثلا ما اتفق على صحته من أحاديث الصفات _ أو التي تشكل على طوائف من أهل القبلة_ والتي استنكرتها قلوب أهل البدع من معتزلة وأشاعرة وغيرهم
وهي كثيرة معلومة كحديث الصورة والنزول والأصابع وغيرها كثير كثير
وأخص من ذلك أحاديث وآيات المعية كحديث زيارة المريض (لوجدتني عنده) وآية النجوى وغيرها كثير
ففي هذا كله دليل لأهل وحدة الوجود ...
بارك الله فيك أخي الفاضل أمجد الفلسطيني ...
أما الأمثلة التي ذكرت،فعُقدها سهلة الإنفكاك، بخلاف حديث الولي الذي يتضمن الولاية -والتي غلا فيها الصوفية- مع اقترانها بتلك الزياات المنكرة،والتي تقرر عقيدة وحدة الوجود -كما يزعمون- ...
فالإمام البخاري ذكر هذا الحديث في كتاب الرقاق -والذي يخف فيه شرطه كما ذكر ابن حجر- تحت "باب التواضع" وهذا خلافا لفهم الصوفية الغلاة.
وقد قال ابن الفارض:
وجاءحديث في اتحادي ... رواته في النقل غير ضعيفة
يشير بقرب الحق بعد تقرب ... إلاه بنفل، أو اداؤ فريضة
وموضع تنبيه الإشارة ظاهر ... بكنت له سمعا كنور الظهيرة.
لكن نقول الفهم الخاطيء من بعض الطوائف لنص من النصوص ليس مسوغا للحكم عليه بالنكارة وليس هذا من مذهب أهل الحديث والنقاد
ولكن المقياس في هذا هو نقد أهل الحديث لأمور تخصهم مبسوطة في غير هذا الموضع
وما ذكرته لا يعلم عن أحد منهم
ما ذكرته صحيح،ولكن نقد هذا الحديث على طريقة أهل الفن،يقضي على الحديث بالضعف، ما عدا صدر الحديث ..
ولعل الأصوب في هذا المقام أن أنقل كلام الأستاذ المحدث الزبير دحان في البحث المشار إليه أعلاه.
وأما تعجبك من تجاوز أحاديث الصحيحين القنطرة فإن ذلك محمول على غير الأحاديث التي انتقدها عليهما الحفاظ كأبي الحسن الدارقطني وغيره
وهذا ما رميت إليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 03:05]ـ
هذا من جهة الرد المجمل شيوخنا و لكن مالرد التفصيلي على ما ذكره المعلمي وهو جد وجيه؟؟ اذ الذي يبدو انه لا يضعف الحديث كلية انما يلمح الى ضعف ما لم يكن له شاهد منه وهذا بين كما في حديث أبي هريرة في اطالة الغرة و حديث اخفاء الصدقة أي ان التسليم للامام البخاري بأصل الحديث لا يعني التسليم له بزوائده المنكرة كما فصله شيخ الاسلام أيضا في كلامه عن احاديث الصحيحين التي اوردها ابن الجوزي في الموضوعات وهذه الفقرة من كلام المعلمي تلخص تمرة النص "أن الشيخين أو أحدهما قد بوردان في الصحيح حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت، ثم قد يكون في هذا الحديث الذي ذكراه شاهداً، زيادة لا شاهد لها. فيجيء من بعدها يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة، وربما حمل الحديث على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب الصحيح وبنى عليه أنه شاهد للحديث الآخر "
كلام وجيه ....
ـ[الحُميدي]ــــــــ[30 - Jul-2008, صباحاً 12:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا كلام المحدث الزبير دحان،حول رجال إسناد الحديث .... نقلته بإختصار وتصرف .. وأرجو ان أكون وفقت في ذلك ..
"شريك بن أبي نمر ليس بالحافظ عند أهل الحديث:
نقدم اعتراض السيد ابن الصديق على الحافظ الذهبي لما وصف شريك بن عبدالله بأنه ليس بالحافظ، واعتبر أن هذا الحكم "حكم جائر"، والذي ينبغي الإشارة إليه إنصافا للذهبي، أنه مسبوق بهذا الحكم، بل أطلق هذا الوصف بلفظه الحافظ عبدالحق الإشبيلي، فقال في كتابه الجمع بين الصحيحين لأنه:"ليس بالحافظ" ونقل عنه الإمام النووي هذا الحكم ولم يتعقبه1.ونقله أيضا ودون تعقب - البدر العيني في عمدة القاري 2.بل إن الحافظ نقله ولم يتعقبه، ولكنه قال إنه لم ينفرد في ما انتقد عليه، بما يفيد انه مسلم لحكمهم العام، إلا أنه نفى عنه بعض انفراداته بحديث الإسراء.
هنا كلام حذفته ..
ولكن قول النسائي و ابن الجارود عن شريك أنه (ليس بالقوي)،حتى لو كان جرحا غير مفسر، فهو يفيد على أنه في نظرهم غير حافظ، بمعنى غير متقن كما المراد هنا، وكذلك تنكب يحيى بن سعيد القطان الرواية عنه تنفي أن يكون عنده حافظا ضابطا ويترك الرواية عنه،بصرف النظر عن صوابهم في الحكم، من عدمه، المهم أن الذهبي اعتمادا على أقوالهم حكم على شريك بعدم الحفظ، ومن ثم يسلك سبيل أهل العلم.
وأما مستند كلامهم فيه فاستظهر السيد عبد العزيز بن الصديق أن ذلك بسبب حديث الإسراء الذي اضطرب فيه شريك أيما اضطراب،وقدم وأخر كما قال مسلم، حتى قال الخطابي أن كتاب البخاري لا يحوي حديثا "أ شنع ظاهرا، وأبشع مذاقا"3 منه،لبشاعة ما رواه فيه "من الكلام الذي لا يليق بصفة الله تعالى".
ورد هذا بأن الحفاظ يخطئون، كالإمام مالك وسفيان ابن عيينة ...
... كيف يساوى بين هذين النجمين، وبين شريك الذي قال فيه ابن حجر: " صدوق يخطئ " لا يخالجه شك أنها –حال التسليم بها- مرتبة متابعة واستشهاد،لا مرتبة احتجاج واعتماد ..
فمن تكلم في شريك لم يتكلم فقط بسبب أوهامه العشرة في حديث الإسراء كما زعم السيد ابن الصديق،لأن ذلك كان مناسبة للكلام فيه، ولم يكن سببا في ذكر عدم حفظه. ولو كان حافظا ثم أخطأ في حديث لقالوا اخطأ في ذلك الحديث، أو لم يحفظ ذلك الحديث، ولذلك لم يقتصر الخطابي الكلام فيه على حديثه هذا، ولكن قال:"إنه كثير التفرد بمناكير الألفاظ في مثل هذه الأحاديث، لا تابعه عليها سائر الرواة."4
وفي أسئلة الحاكم للدارقطني نقل عن النسائي قوله:"إن مالكا لا نعلمه روى عن إنسان ضعيف مشهور يضعف إلا عاصم بن عبيد الله،روى عنه حديثا. وعن عمرة بن أبي عمرو،وهو أصلح من عاصم ـ وعن شريك بن أبي نمر وهو أصلح من عمرو بن أبي عمرو في الحديث" 5
إذن فحكم النسائي –وكذا الخطابي- على شريك حكم عام، لا دخل لحديث الإسراء فيه وعده من الرواة الضعفاء الذين روى عنهم مالك في الموطأ،إلا أن ضعف بعضهم أخف من بعض، وضعف شريك أخف من ذكرهم النسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى تضعيف شريك يجري أهل الحديث قديما وحديثا، ولذا قال الآلوسي عن شريكا "ليس بالحافظ عند أهل الحديث" 6،والذهبي واحد منهم بل من أئمتهم وهذا الشيخ الألباني وهو من أئمة المعاصرين بقول:"شريك بن عبدالله بن أبي نمر المدني وهو غير شريك بن عبدالله النخعي الكوفي- وهو مثله في الضعف أو اشد" 7.
فتفسير السيد عبد العزيز بن الصديق لا يقوم على أساس علمي واعتراض الذهبي على شريك اعتراض قوي،وهو مسبوق باعتراضات أئمة هذا الشأن وتبعه فيه أئمة آخرون.
خالد بن خالد القطواني صاحب مناكير:
.... لقد رأى السيد ابن الصديق أن تلك المنكرات " التي تتبعها ابن عدي في مرويات خالد لم يذكر فيها شيئا يتعلق بالمتن، وإنما هي من جهة الإسناد لا غير كإبدال رجل بآخر وهذا لا يضر على فرض وقوعه في حديث الباب إذا ثبت الحديث من طريق أخرى صحيحة."
وهذا القول من السيد عبد العزيز محل نظر، وغريب من مثله، لأن الراوي الذي يخطئ في الإسناد، يروي الموقوف مرفوعا، ويبدل الراوي الضعيف بالثقة، ويحدث بالحديث المنقطع فيوصله بزيادة في إسناده، وكل ذلك وغيره يؤثر في مرتبة الحديث، وتختل بذلك الأحكام عل الأحاديث، فكيف استسهل السيد الأخطاء التي تقع في الإسناد، وحاول حصرها –على التسليم بهذا الخصر – فيما لا يؤثر على صحة الأسانيد .....
..... الخلاصة: أنا لو سلمنا أن خالد القطواني منحصرة كما زعم السيد عبد العزيز في قلبه للأسانيد فليس ذلك بالأمر الهين مما يجعل افتراض قلبه في حديث الولي واردا، والتعليل به كما أشار الذهبي مشروعا.
على أن ابن عدي لم يحصر منكرات خالد القطواني كما فهم السيد عبد لعزيز، فعبارة ابن عدي هي قوله "ولم أجد في كتبه انكر مما ذكرته" ومفهومه الذي سكت عنه السيد –رحمه الله وغفر له ....... أن لخالد القطواني منكرات أخف مما ذكر ...
وذكر السبب الذي جعل الحافظ الذهبي يذكر أن هذا الحديث ليس في مسند إمام احمد فقال:"ولكن النكتة وراء ملاحظة الذهبي زيادة على ملاحظاته الأخرى، بأنه فوق كل ذلك غير موجود في مسند كبير كمسند الإمام أحمد، فهو تأكيد لغرابة الحديث، والغرائب مظنة الغلط كما هو معلوم عند أهل الحديث، إلا أن يكون له إسناد غاية في النظافة. ومما قرره الذهبي تبعا لأهل الحديث:"أن فرد الثقة المتقن يعد صحيحا غريبا، وان تفرد الصدوق، ومن دونه يعد منكرا" وخالد بن مخلد صدوق في نظر الذهبي –كما في المغني في الضعفاء – وهو دون ذلك في نظر الحافظ كما في التقريب من هنا انضم عنصر الريبة في الحديث إضافة إلى باقي ملاحظاته، كتفرد من دون خالد وهو محمد بن عثمان بن كرامة، ولا يبلع ان يكون ثقة متقنا،فمع ك هذا "ليس هو في مسند احمد على كبره"
والحقيقة أن الذي قرره الذهبي صواب فحديث خالد بسنده ومتنه ليس في مسنده أحمد، بل ليس في أي من كتب الحديث، فلم يبق من وجه للاعتراض على الذهبي سوى ورود طرق أخرى تقويه، روايات أخرى تشهد له.
فصل: هل حديث الولي متواتر؟
...... وقبل النظر في الطرق التي أشار إليها السيد عبد العزيز بن الصديق تبعا للحافظ، لا بد من التذكير بمسألتين اثنتين:
أولا: إن البخاري –رحمه الله – أورد الحديث في الرقاق وهو من الكتب التي يخف فيها شرطه بعضا الشئ –كما قال الحافظ ابن حجر – وأدخله في باب التواضع، مما يجعل صدر الحديث هو المقصود بالدرجة الأولى لان لازم قوله " من عادي لي وليا"،"يقتضي الزجر من معاداة الأولياء المستلزم لموالاتهم، وموالاة جميع الأولياء لا تتأتى إلا بغاية التواضع، إذ منهم الأشعث الأغبر الذي لا يؤبه له" 9، فلم يدخل الحديث في أبواب التحفيز على النوافل بعد الفرائض أو الترغيب في مجاهدة النفس، وما إلى ذلك من الألفاظ التي استغربها الحافظ الذهبي.
...... "
الحواشي
1شرح صحيح مسلم للنووي (2/ 210).
2عمدة القاري (15/ 126).
3أعلام السنن في شرح صحيح البخاري (2/ 1290)،للحافظ أبي سليمان الخطابي. دراسة وتحقيق الدكتور يوسف الكتاني.
4أعلام السنن في شرح صحيح البخاري (2/ 1290).
5 سؤالات الحاكم للدارقطني (228).
6روح المعاني (15/ 6).
7تمام المنة (267).
8تذكرة الحفاظ (3/ 807).
9 فتح الباري (11/ 347).
****************************** *****************
(يُتْبَعُ)
(/)
وننتظر إنتقادتم ... وأما كلامه عن طرق الحديث سحأول نقله غدا .. إن شاء الله.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 09:16]ـ
هذا ما يتعلق بسند الحديث .. وقد حذفت متونها لطولها ...
***********************
الأحاديث التي لا تشهد لتلك الألفاظ الغريبة:
ومعظمها يشهد لصدر الحديث، أي لقوله عليه الصلاة والصلام: (من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب)، وهي كالتالي:
حديث ابن عباس رضي الله عنه
رواه الطبراني في الكبير (12/ 145): حدثنا عبيد بن كثير التمار، ثنا محمد بن الجنيد، ثنا عياض بن سعيد الثمالي، عن عيسى بن مسلم القرشي، عن عمرة بن عبد الله بن هند الجملي، عن ابن عباس .. الحديث.
قال ابن حجر في الفتح "إسناده ضعيف"، قلت بل ضعيف جدا لا يصلح فيه كثير بن عبيد التمار،قال فيه الذهبي (عبيد بن كثير العامري التمار قال الازدي: متروك الحديث وقال الدارقطني: كوفي متروك). قلت وشيخه مجهول كما قال أبو حاتم. وشيخ هذا المجهول أيضا لم أقف عليه. فهذا إسناد كالعدم.
حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
رواه ابن ماجه (3989) من طريق عبدالله بن وهب، وأخبرني ابن لهيعة عن عيسى ابن عبد الرحمن،عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر بن الخطاب انه خرج .... فوجد معاذ بن جبل قاعدا ... الحديث.
...... الحديث ضعيف جدا، قال البو صيري (في إسناده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف) قلت: بل شيخه عيسى بن عبد الرحمن أضعف، وهو سبب البلاء، قال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين"قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف شبيه بالمتروك. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك)
إذن فهذا الشاهد ايضا عدم، ......
حديث عمر
رواه القضاعي في المسند (2/ 326) من طريق محمد بن جعفر بن السقاء،نا الفشل بن العباس، نا يحيى بن عبد الحميد، نا صفوان بن أبي الصهياء، عن بكير ين عتيق، عن سليم،عن ابن عمر،عن عمر ... الحديث.
.... ثم إن إسناده ظلمات بعضها فوق بعض، وإن كان بعض الشر أهون من بعض.
فأبو الصهباء ذكره الذهبي في الميزان فقال (ضعفه ابن حبان وقال يروي ما لا أصل له لا يجوز الإحتجاج بما انفرد به ثم ذكره في الثقات أيضا).
والراوي عنه يحيى بن عبد الحميد –الحماني- أورد فيه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ما يلي: (قال ابن نمير: كذاب.وقال أحمد: كان يكذب جهارا، ما زلنا نعرف ابن الحماني يسرق الأحاديث. وقال السعدي: ساقط. وقال النسائي: ضعيف.وقال يحيى بن معين: ثقة).
والراوي عنه الفضل بن العباس مجهول كما قال ابن حجر في اللسان نقلا عن الخطيب البغدادي. وفي الميزان أتى (عن مالك بخبر منكر جدا).
وحسبك هذا ليتبين أن هذا الإسناد كسابقيه عدم لا يسوى شيئا، ولا يرفع محدث به رأسا.
وله إسناد آخر رواه الحاكم في المستدرك (1/ 44)،من طريق عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر ... الحديث.
وهذا إسناد أحسن من كل ما تقدم، ولكن ليس فيه ما يقوى ما يريد السيد عبد العزيز بن الصديق ......
أحاديث في متنها ما يشهد لتلك الألفاظ الغريبة:
..... حديث ميمونة رضي الله عنها
رواه أبو يعلى (12/ 520) من طريق (حدثنا العباس بن الوليد حدثنا يوسف بن خالد، عن عمر بن إسحاق انه سمع عطاء بن يسار يحدث عن ميمونة رضي الله عنها ... الحديث).
قال الهيثمي: (رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب).وفي المغني في الضعفاء قال الذهبي (يوسف بن خالد السمتي قال ابن معين: كذاب زنديق. وقال الفلاس: كان يكذب. وقال النسائي: كذاب متروك الحديث) ولطف العبارة البيهقي بقوله: (غيره أوثق منه).
قلت: فلا بركة بإسناد الكذابين.
الطبراني في الكبير (8/ 221): هشام بن عمارة، ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة .... الحديث.
قلت: علي بن يزيد قال ابن الجوزي في الضعفاء و المتروكين (قال البخاري: منكر الحديث وقال أبو حاتم الرازي: ضهيف الحديث.وقال النسائي، والازدي والدارقطني: متروك).
(يُتْبَعُ)
(/)
والراوي عنه ترجمه الذهلي في الميزان بقوله: (عثمان بن أبي العاتكة أبو الحفص القاص، قال يحيى: ليس بشئ.وقال النسائي: ضعيف .. ودحيم ينسبه إلى الصدق ويثنى عليه).
وفي الإسناد هشام بن عمار وإن كان صدوقا، إلا انه كبر فصار يلقن فيتلقن وروى أربعمائة حدبث لا أصل لها كما قال أبو داود فيما نقل عنه صاحب الميزان.
إذن فهذا صفر ينضاف إلى أصفار.
وبهذا لم يبق من الأحاديث التي لها صلة بنا نحن فيه سوى حديث عائشة، وحديث أنس، أرجانا الكلام عنهما، لأن الشيخ الألباني –رحمه الله- اعتبرهما يقويان حديث الباب فقال بعدما ساق كل الروايات التي أوردها ابن حجر (وخلاصة القول: إن أكثر هذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها، إما لشدة ضعف إسنادها وإما لاختصارها، اللهم إلا حديث عائشة وحديث أنس بطريقيه، فإنهما إذا ضما إلى حديث أبي هريرة اعتضد الحديث يمجموعهما، وارتقى إلى درجة الصحيح إن شاء الله تعالى) الصحيحة (4/ 190).
حديث انس رضي الله عنه:
رواه ابن أبي الدنيا في الأولياء (8/ 318) وابن عساكر (7/ 95 - 96) "من طريق الحسن يحيى الحسني، هن صدقة الدمشقي،عن هشام الكناني،عن أنس بن مالك الحديث .... "
وهذا واه لما يلي:
الحسن بن يحيى متكلم في حفظه ن تركه بعضهم ففي الميزان: (قال ابن معين: ليس بشئ، وقال دحيم: لا بأس به، وقال أبو حاتم:صدوق سيئ الحفظ م وقال النسائي ليس بثقة م وقال الدارقطني متروك.وقال ابن عدي: تحتل رواياته)
شيخه صدقة بن عبد الله ليس أحسن حالا ففي ضعفاء ابن الجوزي قال: (قال احمد:ضعيف جدا وليس بشئ أحاديثه مناكير لا يساوي حديثه شيئا، وقال ابن نمير ويحيى والنسائي والدار قطني: ضعيف.وقال البخاري: ضعيف جدا.و قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات.)
شيخه هشام الكناني لم أجده، فهو مجهول.ولذلك قال ابن رجب: (سئل لبن معين عن هشام هذا من هو؟ فال: لا أحد، يعني لا يعتبر به).
كل هذه العلل تجعل الحديث من قبيل الواهي الذي لا ينفع خلافا للشيخ الالباني بما قال إن هذا الحديث بطريقه يصلح للتقوية،فهذا الطريق فيه ما فيه باعترافه فقد ذكر هذه العلل رأينا ابن رجب لا يراه مما يعتبر به بالنظر إلى هشام وحده.
وأما الطرق الثاني فلم أذكره لأنه ليس فيه الألفاظ اتلي تعنينا من جهة ولذلك قال الشيخ الألباني نفسه أن الهثيمي عزاه للبيهقي في الأوسط مختصرا ولأن في إسناده عمر بن سعيد: (قال أحمد كتبت عنه وقد تركت حديثه.وقال السعدي: سقط حديثه.وقال الدار قطني: هو متروك يروي عن سعيد بن بشير سعيد بن عيد العزيز بواطيل) كما في ترجمته في ضعفاء ابن الجوزي.
إذن فليس بين أيدينا شئ صالح للتقوية من حديث أنس.
حديث عائشة رضي الله عنها:
رواه أحمد (26236) وأبو نعيم (1/ 5) من طريق عبد الواحد مولى عروة بن الزبير –وكنيته أبو حمزة- ذكر عروة عن عائشة .. الحديث.
قلت: عبد الواحد بن ميمون جاء في ترجمته في ضعفاء ابن الجوزي: (قال البهاري: منكر الحديث. قال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ضعيف.وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الاثبات).
ورواه الطبراني في الأسط (9/ 139) وأبو نعيم (1/ 23) من طريق يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة .. الحديث.
قال الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 186): (إسناد رجاله كلهم ثقات معروفون مترجمون في التهذيب فير هارون بن كامل وهو المصري كما في معجم الطبراني الصغير (232)،ولم أجد له ترجمة فلولاه لكان الإسناد جيدا) قلت: لن ترجمة في تاريخ الإسلام للذهبي تفيد أن فيه جهالة،فقد قال هارون بن كامل المصري سمع أبا صالح كاتب الليث وعنه الطبراني توفي سنة ثلاث وثمانين) ولم يزد.
ثم على تجاوز جهالة هارون هذا، ففي تجويد الشيخ الألباني نظر لان يعقوب بن مجاهد لم يسمع من عروة كما قال العلائي في جامع التحصيل فمظنة رجوع الإسناد إلى رواية ذلك المتروك واردة. ولهذا قال ابن حبان عن حديثي عائشة وأنس أنهما لا يصحان.
الخلاصة: إذن من كل ما تقدم يتضح أن تلك الوجوه (لا تخلو كلها من مقال) –كما قال ابن رجب4 –، وأن الحديث أحسن ما فيه طرفه الأول الذي بوب عليه البخاري، فهو قابل للتحسين أو للتصحيح بينما دعوى التواتر التي ادعاها السيد عبد العزيز فبعيدة عن الصحة .....
4جامع العلوم والحكم (ص358).
*************
وارجو أن أكون وفقت في هذا النقل المختصر ... ولقد نسيت نقل الحواشي-سهوا- ....
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 08:42]ـ
الأخ (أبو أمجد الفلسطيني) .. جزاك الله خيراً على جهدك في البيان والتوضيح.
الأخ (الحُميدي) .. جزاك الله خيراً على نسخ كلام الشيخ الزبير دحان في هذا الحديث، ويبدو أن لديه دراسة موسعة فيه، وهو يثبت أن أصل الحديث صحيح لا شيء فيه، ولكن الألفاظ الزائدة فيه منكرة .. وأظن أن هذا ما رمى إليه العلامة المعلمي، رحمه الله.
فيكون عندنا الآن في المسألة أمر .. وهو: أن أصل الحديث صحيح، حتى قوله: "فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به" .. إلى آخر الحديث .. وفي ذلك يقول الشيخ العلامة المعلمي - رحمه الله -:
ومما ينبغي التنبيه له أيضاً: أن الشيخين أو أحدهما قد بوردان في الصحيح حديثاً ليس بحجة في نفسه، وإنما يوردانه لأنه شاهد لحديث آخر ثابت، ثم قد يكون في هذا الحديث الذي ذكراه شاهداً، زيادة لا شاهد لها. فيجيء من بعدهما يحتج به بالنسبة لتلك الزيادة، وربما حمل الحديث على معنى آخر غير المعنى الذي فهمه صاحب الصحيح وبنى عليه أنه شاهد للحديث الآخر.
فهل هذه الزيادة على أصل الحديث ثبتت بهذه الألفاظ التي أنكرها المعلمي وغيره من العلماء؟ .. هذا ما يجب أن يكون عليه مدار الحوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مستور الحال]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 11:19]ـ
هذا الحديث عليه نور النبوة، فمن نقد المتون أيضاً هو تصحيح بعض الأحاديث التي ظاهر إسنادها الضعف أو وجود العلة إذا كانت صحيحة المعنى (وعليها نور النبوة).
قوله عز وجل: (فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها).
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: وقد استشكل كيف يكون الباري جل وعلا سمع العبد وبصره إلخ؟
والجواب من أوجه:
أحدها أنه ورد على سبيل التمثيل، والمعنى كنت سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح:
ثانيها أن المعنى كليته مشغولة بي فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به.
ثالثها المعنى أحصل له مقاصده كأنه ينالها بسمعه وبصره إلخ.
رابعها كنت له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه
خامسها قال الفاكهاني وسبقه إلى معناه ابن هبيرة: هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضاف، والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمع به فلا يسمع إلا ما يحل استماعه، وحافظ بصره كذلك إلخ.
سادسها قال الفاكهاني: يحتمل معنى آخر أدق من الذي قبله، وهو أن يكون معنى سمعه مسموعه، لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول مثل فلان أملى بمعنى مأمولي، والمعنى أنه لا يسمع إلا ذكري ولا يلتذ إلا بتلاوة كتابي ولا يأنس إلا بمناجاتي ولا ينظر إلا في عجائب ملكوتي ولا يمد يده إلا فيما فيه رضاي ورجله كذلك، وبمعناه قال ابن هبيرة أيضا.
وقال الطوفي: اتفق العلماء ممن يعتد بقوله أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته، حتى كأنه سبحانه ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها ولهذا وقع في رواية " فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي "
وقال الخطابي: هذه أمثال والمعنى توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء، وتيسير المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره، ومن البطش فيما لا يحل له بيده، ومن السعي إلى الباطل برجله. وإلى هذا نحا الداودي، ومثله الكلاباذي، وعبر بقوله أحفظه فلا يتصرف إلا في محابي، لأنه إذا أحبه كره له أن يتصرف فيما يكرهه منه.
سابعها قال الخطابي أيضا: وقد يكون عبر بذلك عن سرعة إجابة الدعاء والنجح في الطلب، وذلك أن مساعي الإنسان كلها إنما تكون بهذه الجوارح المذكورة. وقال بعضهم: وهو منتزع مما تقدم لا يتحرك له جارحة إلا في الله ولله، فهي كلها تعمل بالحق للحق. وأسند البيهقي في " الزهد " عن أبي عثمان الجيزي أحد أئمة الطريق قال: معناه كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه في الأسماع وعينه في النظر ويده في اللمس ورجله في المشي.
ثم قال ابن حجر رحمه الله: (ومعنى هذا الكلام أنه يشهد إقامة الله له حتى، قام ومحبته له حتى أحبه ونظره إلى عبده حتى أقبل ناظرا إليه بقلبه.
وعلى الأوجه كلها فلا متمسك فيه للاتحادية ولا القائلين بالوحدة المطلقة لقوله في بقية الحديث " ولئن سألني، ولئن استعاذني " فإنه كالصريح في الرد عليهم.
انتهى مختصر من فتح الباري.
وما سبق من الوجوه هي ليس متناقضة ولا متخالفة بل هي من باب التفسير بالمثال وبالجزء وباللازم، فكلها إن شاء الله تؤيد بعضها بعضاً.
ثم يقال وهل كلما ظهرت فرقة أولت بعض النصوص لتأييد مذهبها رددنا الأحاديث بأي شبهة أو تجاهلنا تفاسير السلف التي يحجون بها، ما رأيكم بهذا المسلك، فلا يجوز رد البدعة ببدعة، ولا يجوز أن تكون مواقفنا هي ردود أفعال.
أما قوله تعالى في الحديث القدسي:
(وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته)
قد يستشكل السامع هذا اللفظة لأن فيها إضافة التردد إلى الله وهو غالباً يكون عن عدم العزم، أو عدم العلم بالعواقب.
والواجب على المؤمن إجراء الحديث على ظاهره والأخذ بمدلوله في إثبات التردد صفةً لله عز وجل على ما يليق بجلاله تبارك وتعالى، مع القطع بكون التردد منه جل وعلا ليس كتردد المخلوق (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
وما في الحديث فهو لأمر سيفعله الله عز وجل حتماً فـ (كل نفس ذائقة الموت) فتردد الله ليس منشأهُ عن عدم العلم بالعواقب أو عدم الجزم بأحد الطرفين تعالى الله عن ذلك وتقدس.
فهذا التردد من الله لأنه يكره ما يكره وليه ولذا قال: (وأكره مساءته)، فهو من الرحمة الخاصة بالمؤمنين.
كما في الحديث تسديد الله لوَليِّه في سمعه وبصره وعمله بيده ورجله بحيث تكون أعماله خالصة لله بمقتضى شرعه.
والله أعلم.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 06:12]ـ
والجواب من أوجه:
أحدها أنه ورد على سبيل التمثيل، والمعنى كنت سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح:
هي هذه المشكلة التي في ذهني , أن اللفظ يفيد التمثيل والتشبيه.
ونحن مأمورن بعدم تشبيه الله بأي شيء ......
أرجو من الإخوة إثراء الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 03:20]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من أعلم الناس بالزنادقة و أهل الأهواء:" ... وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله: من عادى لي وليا .. الحديث" وهذا أصح حديث يروى في الأولياء "
فليس لأحد من المتأخرين أن يضعف حديثا في الصحيحين كائنا من كان والمس بأبي هريرة رضي الله عنه و بالبخاري رحمه الله مخطط مدروس الغاية منه تقويض السنة بأكملها والتشكيك في أعظم رموزها الذين نقلوها لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أخى غفر الله لنا و لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإن الكمال لله وحده , ولكل جواد كبوة و قد يصيب أحد المتأخرين إن كان مثل المعلمى , وهو بالمناسبة ممن يسير على درب القدامى فى الحكم على الحديث
وقد يخطئ المتقدمين فالكمال لله وحده
وليس كل من إنتقد حديثاً يكون مشككاً بغرض محاربة السنة المطهرة , بل الغيرة على سنته (ص) تدفع البعض فى كثير من الأحيان للرد على ما ورد فى بعض الأحاديث من معانى فى متونها , فإذا زعمت أنها غير منكرة وجب عليك بيان مشكلها , وإذا زعموا نكارة متنها وجب عليهم بيان علل أسانيدها و روايتها
ثم أن العلم الصحيح ليس حكراً على أى عالم أياً كان مع إحترامى لإبن تيمية و البخارى رحمهما الله
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 03:22]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من أعلم الناس بالزنادقة و أهل الأهواء:" ... وفي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله: من عادى لي وليا .. الحديث" وهذا أصح حديث يروى في الأولياء "
فليس لأحد من المتأخرين أن يضعف حديثا في الصحيحين كائنا من كان والمس بأبي هريرة رضي الله عنه و بالبخاري رحمه الله مخطط مدروس الغاية منه تقويض السنة بأكملها والتشكيك في أعظم رموزها الذين نقلوها لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أخى غفر الله لنا و لك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فإن الكمال لله وحده , ولكل جواد كبوة و قد يصيب أحد المتأخرين إن كان مثل المعلمى , وهو بالمناسبة ممن يسير على درب القدامى فى الحكم على الحديث
وقد يخطئ المتقدمين فالكمال لله وحده
وليس كل من إنتقد حديثاً يكون مشككاً بغرض محاربة السنة المطهرة , بل الغيرة على سنته (ص) تدفع البعض فى كثير من الأحيان للرد على ما ورد فى بعض الأحاديث من معانى فى متونها , فإذا زعمت أنها غير منكرة وجب عليك بيان مشكلها , وإذا زعموا نكارة متنها وجب عليهم بيان علل أسانيدها و روايتها
ثم أن العلم الصحيح ليس حكراً على أى عالم أياً كان مع إحترامى لإبن تيمية و البخارى رحمهما الله
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أبا شعيب لقد جاوزت أحاديث صحيح الإمام البخاري القنطرة، وهذا الكلام في مقابل تلقي الأمة لما في الصحيح لا فائدة منه.
فى مسألة التلقى هذا عدة إشكاليات أو قل تساؤلات:
1) متى كان إعلان ذلك التلقى؟ بمعنى آخر: هل نعتبر كل العلماء الذين أتوا بعد هذا الإعلان لا يحق لهم إبداء الرأى فيه و أنهم غير جديرين علمياً بالبحث فى الأمر؟!!!
و إن لم يكونوا كذلك .. فهل معنا إحصائية بآراء العلماء المعتبرين الذين ظهروا بعد هذا الإعلان فى أحاديث الصحيحين و هل قبلوها كلها؟ وما رأيهم فى الإجماع المذكور؟
و إذا رفضوا بعض ما سبق: أليس من المنطقى حينها أن مقولة الإجماع بالقبول تكون غير دقيقة؟
2) هل الإنتقادات التى وجهها أمثال الدارقطني و أبى على الغسانى من العلماء ليس فيها ما يقدح فى صحة بعض أحاديث الصحيحين مثل إكتشاف علل فى السند أو شذوذ مما يبدى عدم الضبط فى الأحاديث المنتقدة؟ أم أنها مجرد إنتقادات سطحية؟
و تلك الردود عليهما (الدارقطني و أبى على الغسانى) و على غيرهما من قِبَل العلماء المدافعين هل تفى بالغرض أم أنها سطحية؟
ألم يقل إبن حجر نفسه فى مقدمة الفتح الفصل ال 8 أن بعض تلك الردود دفاعاً عن الأحاديث المنتقدة ليست منتهضة أو متنهضة؟
فإذا كانت إنتقادات الدارقطنى و غيره متعلقة بصلب ما ورد فى أصل الصحيحين و ليس المُعلقات إنتقادات قوية و الرد عليها أو على بعضها ممن دافع ليس بقوى فهذا يدحض الرأى القائل بإجماع العلماء على التلقى بالقبول
إخوتى الأمر يتطلب البحث ثم البحث فالأمر جد خطير .. إبحثوا فى النقاط السابقة تفصيلياً و بمنتهى الحياد فصحيح العلم أولى من الدفاع عن هذا أو نقد ذاك ... يسر الله لنا جميعاً الوصول للحق و الرشاد
ـ[بنت الخير]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:05]ـ
بارك الله فيكم
أما قول أمجد الفلسطيني:
وأيضا فإن هذا الحديث ليس صريحا كونه من أحاديث الصفات
فغير دقيق، لأن قوله (ليس صريحا) يفيد احتمال كونه من أحاديث الصفات، وهذا باطل، بل صواب اللفظ: هذا الحديث ليس من أحاديث الصفات يقينًا، وما اعتبره أحد من العلماء من أحاديث الصفات، وإنما الذين جعلوه من أحاديث الصفات أهل الحلول والاتحاد.
وأما قول إسلام سالم:
وليس كل من إنتقد حديثاً يكون مشككاً بغرض محاربة السنة المطهرة , بل الغيرة على سنته تدفع البعض فى كثير من الأحيان للرد على ما ورد فى بعض الأحاديث من معانى فى متونها
فكلام طيب، لكن كما قيل: كم من مريد للخير لم يبلغه.
لكن قوله:
فإذا زعمت أنها غير منكرة وجب عليك بيان مشكلها , وإذا زعموا نكارة متنها وجب عليهم بيان علل أسانيدها و روايتها
باطل، لأنه لا يلزم المصحح لحديث ما، أن يوجه مشكله، ويعرف وجه الجمع بينه وبين غيره.
بوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:25]ـ
وهناك بحث جد قيم للمحدث الزبير دحان في تضعيف هذا الحديث، دفاعا عن الحافظ الذهبي،و ردا على الشيخ عبدالعزيز ابن الصديق الغماري ..
وهذا الحديث ينتشي لسماعه أهل وحدة الوجود كثيرا ... فهو يقرر عقيدتهم الفاسدة على حد زعمهم ....
كل ما يهمنى الوصول للحق
فهل يتحفنا أحد بهذا البحث فقد يساهم فى الكشف عن الحق؟
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 04:43]ـ
بارك الله فيكم
لكن قوله:
باطل، لأنه لا يلزم المصحح لحديث ما، أن يوجه مشكله، ويعرف وجه الجمع بينه وبين غيره.
بوركتم
كيف هذا بالله عليكم؟!!!
إن هذا دورنا نحن من أجل خدمة السنة و دفع عن الحديث مشكله .. الذى قد يوحى للبعض بأنه ضعيف أو موضوع أو به علة بينما يمكن أن يكون صحيحاً و لكننا لا نفهمه
و أما إن لم يكن البيان أو الجمع منطقياً (أى لو كان متعسفاً) فحينها يجب البحث عما إذا كان يوجد علة ما ولو خفية فى الطرق و الروايات و الأسانيد لنعلم مصدر الخطأ
و كليهما (الطريقتين) لنعلم وجه الحق و صحيح العلم المترتب عليه صحيح الدين ..
فَتَحَيَزوا للحق المتمثل فى رسولكم (ص) وسنته قبل التحيز للبخارى و صحيحه و أقوال العلماء أياً كانوا مع إحترامى لهم جميعاً
فالحق يعلو و لا يُعلى عليه , و لا أحد معصوم من الخطأ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 05:20]ـ
إن الزنادقة يستفيدون من مثل هذه المواضيع فتجدهم يقتبسون منها في مواقعهم لاتشكيك ... فانتبهوا لهذا الجانب ولا تكن دليلا لهم
والله الذى لا إله غيره إن هذا يحدث
لقد جُذِبتُ للجدال العقيم فى إحدى منتديات المتطرفين من أقباط مصر الحاقدين على الإسلام المزيفين للحق , وأعترف بخطئى فى جدال الجهلاء المصرين على باطلهم
وهناك أثاروا شبهات حول النبي (ص) مثل زواجه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذات ال 6 سنوات و ذكروا ما أكره مما هو يشتد على المؤمن الغيور سماعه و لا يسعه السكوت عنه , ذكروا فظائع لا تدفعونى لتكرارها و هى للأسف كما زعموا جميعها فى البخارى , و حينما حاولت أن أُفهمهم أن فى علم الحديث علم إسمه العلل إحتجوا على قائلين أن البخارى مقدس , وهو للأسف ما نكرره نحن المسلمون , و للأسف الكثير من تلك الأحاديث صريحة واضحة لا تأويل لها
فانظروا لمن تتحيزون: للحق و لرسول الحق أم لبعض الأحاديث التى تسئ للإسلام و صورة نبيه الكريم (ص) لمجرد ورودها هنا أو هناك فى ذاك الكتاب أو هذا
ـ[حبيب المؤمن]ــــــــ[08 - Sep-2008, مساء 05:08]ـ
أخي الفاضل إسلام
أراك مدفوعاً بردة فعل لما رأيته في حواراتك مع الأقباط، فاعلم أخي الحبيب أن كتب الحديث كلها عند المسلمين مقدسة، لكن ليست قدسيتها كقدسية القرآن، فبين القرآن والحديث فروق لا تخفى من ناحية المكانة والنظم والتعبد، وكتاب البخاري مقدس عند المسلمين، لكن ليس كالقرآن، وليس عيب الملاحدة في صحيح البخاري، واستلالهم ببعض مافيه، بدافع لنا لنحطم قدسية هذا الكتاب، ونجعله كغيره في المنزلة والمكانة، فقد أجمعت الأمة، على أن أهم كتبها بعد القرآن هما كتابي البخاري ومسلم.
والملاحدة يستدلون أيضا بآيات من القرآن، واستدلالاتهم لا تدفعنا إلى قبول كلامهم، وحذف ما يستلون به من آيات ربنا عز وجل، بل لا تدفعنا لتنحية أقوال المفسرين من الصحابة فمن بعدهم، لأن إشكالنا معهم ليس في ثبوت ما يستدلون به، بل في دلالة ما يستدلون به.
وفقك الله، أخوك حبيب المؤمن
ـ[بنت الخير]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 05:48]ـ
والملاحدة يستدلون أيضا بآيات من القرآن، واستدلالاتهم لا تدفعنا إلى قبول كلامهم، وحذف ما يستلون به من آيات ربنا عز وجل، بل لا تدفعنا لتنحية أقوال المفسرين من الصحابة فمن بعدهم، لأن إشكالنا معهم ليس في ثبوت ما يستدلون به، بل في دلالة ما يستدلون به.
.
أحسنت
لكن صحح (يستلون)
بوركت
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 01:37]ـ
أخي الفاضل إسلام
أراك مدفوعاً بردة فعل لما رأيته في حواراتك مع الأقباط، فاعلم أخي الحبيب أن كتب الحديث كلها عند المسلمين مقدسة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل
إنهم يقصدون بقدسيته هنا أى أن كتب السنة لا خطأ فيها
و أنا أزعم أن تلك الخاصية لا يشارك القرآن فيها أى كتاب آخر , ليس فقط بسبب تواتره ووصوله إلينا بالتواتر و لكن لأن كتب السنة غالباً (بمرحلة تدوينها) من نقل البشر بعد نهاية القرن الهجري الأول بينما القرآن قد دون منذ اللحظات الأولى لنزوله بخلاف تدوين كتب السنة
وهذا يعنى أن إحتمال ورود الخطأ فيها جائز و هو مانجده مثلاً فى الأحاديث الضعيفة فى بعض كتب السنة , والتى تصل لدرجة الأحاديث الموضوعة فى (إبن ماجة) مثلاًَ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 02:03]ـ
أخي الفاضل إسلام
وليس عيب الملاحدة في صحيح البخاري، واستلالهم ببعض مافيه، بدافع لنا لنحطم قدسية هذا الكتاب،
صدقت يا أخى
فالحق يعلو ولا يعلى عليه , و ليس علينا أن نضرب بعض الحق لندافع عن بعضه الآخر ,
و لكن ما مبرر وجود مثل تلك الأحاديث التى تسئ لصورة الإسلام و النبي (ص) وغيرها من الطامات فى البخارى و مسلم مثل حديث قتل أبى رافع اليهودي وهو نائم و تدبيرات الإغتيال المختلفة لزعماء الكفر و غير ذلك مما هو أفظع مما يوحى بأن الإسلام ليس دين السماحة ومما يجعلهم يقولون أنه دين إرهاب و دموى
هذا بالإضافة لأحاديث أخرى كثيرة تحتاج إما لبيان مشكلها أو إبراز علتها إن لم يكن له بيان
ما تفسيركم بالله عليكم لحديث قتل العبد الآبق فى (مسلم)؟ أهذه سماحة الإسلام و النبي؟!!
و ما الحكمة من قتل عبد مسكين لمثل هذا السبب
العلماء أنفسهم يقولون أنه يوجد مراسيل كثيرة فى (مسلم)
و حديث (فى أصحابى 12 منافقاًَ) تفرد به بهذا اللفظ شعبة عن قتادة عن أبى نضرة عن قيس بن عباد فى حواره مع عمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وممن رواه هكذا مسلم , ومن المعلوم أن قتادة لا يُتحَمل منه التفرد و الرواية دون التصريح بالسماع لأنه مدلس , فقد عنعن فى جميع روايات الحديث , أليست هذه علة واضحة؟!
إن كنتم تصدقون أن نبيكم (ص) يصنع هذا و يقول ذاك فأنا لا أصدق أبداً , أوليس هو (ص) المعصوم , و يوجد أحاديث أخرى تحتاج لإعادة حكم و تتبع لمعانيها التى لا تريح نفس المؤمن المخلص فى الصحيحين و غيرهما
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 02:57]ـ
، فقد أجمعت الأمة، على أن أهم كتبها بعد القرآن هما كتابي البخاري ومسلم.
بالنسبة لهذا الإجماع ففيه إشكالات يجب البحث فيها قبل ترديد القول بذلك الإجماع
إقرأمشاركة رقم 27 فى هذا الموضوع بالأعلى
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 03:08]ـ
أخي الفاضل إسلام
، وليس عيب الملاحدة في صحيح البخاري، واستلالهم ببعض مافيه، بدافع لنا لنحطم قدسية هذا الكتاب،
و لكنى يا أخى لست ممن يسعون لتحطيم الصحيحين فأنا أعترف بمكانتهما على سائر كتب السنة بل و كل كتب الرواية , و لكنى أعترض على زعم الكمال فى أحدهما و لى أسباب يطول بسطها فى هذا المقام ذكرت طرفاً منها فى كل ما سبق
وأنا أدعو لإعادة دراسة و تقييم بعض أحاديثهما نظراً للأسباب السالفة الذكر و غيرها فأنا لا أدعو لنبذهما أو عدم الأخذ بما فيهما كلياً و لكن إلى الإنتقاء و الدراسة العلمية الحديثية و التأنى حرصاً على صحة سنته (ص) و تطهيرها مما يشوبها مع توضيح ما أُشكل علينا من صحيحها
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 03:57]ـ
أخي الفاضل إسلام
أراك مدفوعاً بردة فعل لما رأيته في حواراتك مع الأقباط،
يا أخى ليس كل ما أنتقده على الصحيحين بسبب ما زعمه هؤلاء السفهاء
بل هناك ما ألاحظه منذ سنوات غير قليلة منذ أن بدأت أقرأ فى الحديث وعلومه و حتى اليوم
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاخوة الأفاضل:
وقال الخطابي: هذه أمثال والمعنى توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء، وتيسير المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه، ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره، ومن البطش فيما لا يحل له بيده، ومن السعي إلى الباطل برجله. وإلى هذا نحا الداودي، ومثله الكلاباذي، وعبر بقوله أحفظه فلا يتصرف إلا في محابي، لأنه إذا أحبه كره له أن يتصرف فيما يكرهه منه. " أهـ
قال تعالى:
{وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (إبراهيم:25)
{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (النور:35).
ماذا ستفعلون بهذه الآية هل ستقولون إنها تؤيد مذهب أهل الحلول .. وغيرهم
أم أنها أمثال؟
إن الحديث لا يصلح دليلا لأهل الحلول والإلحاد؟ لكن لماذا؟
أستغفر الله العظيم؟ ولكني مضطر لقول ما يلي:
المذكور في الحديث الجوارح فقط أليس كذلك، فكيف يكون حلولا على حد زعمهم؟
اللهم سلمنا.
يا أخى ليس كل ما أنتقده على الصحيحين بسبب ما زعمه هؤلاء السفهاء
بل هناك ما ألاحظه منذ سنوات غير قليلة منذ أن بدأت أقرأ فى الحديث وعلومه و حتى اليوم
هات ما عندك أخي الفاضل، إذا سمح وقتك، وبإذن الله ييسر الله تعالى لك من يوضح لك ما أشكل عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 11:03]ـ
و لكن ما مبرر وجود مثل تلك الأحاديث التى تسئ لصورة الإسلام و النبي (ص) وغيرها من الطامات فى البخارى و مسلم مثل حديث قتل أبى رافع اليهودي وهو نائم و تدبيرات الإغتيال المختلفة لزعماء الكفر و غير ذلك مما هو أفظع مما يوحى بأن الإسلام ليس دين السماحة ومما يجعلهم يقولون أنه دين إرهاب و دموى
هذا بالإضافة لأحاديث أخرى كثيرة تحتاج إما لبيان مشكلها أو إبراز علتها إن لم يكن له بيان
ما تفسيركم بالله عليكم لحديث قتل العبد الآبق فى (مسلم)؟ أهذه سماحة الإسلام و النبي؟!!
و ما الحكمة من قتل عبد مسكين لمثل هذا السبب
العلماء أنفسهم يقولون أنه يوجد مراسيل كثيرة فى (مسلم)
و حديث (فى أصحابى 12 منافقاًَ) تفرد به بهذا اللفظ شعبة عن قتادة عن أبى نضرة عن قيس بن عباد فى حواره مع عمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وممن رواه هكذا مسلم , ومن المعلوم أن قتادة لا يُتحَمل منه التفرد و الرواية دون التصريح بالسماع لأنه مدلس , فقد عنعن فى جميع روايات الحديث , أليست هذه علة واضحة؟!
إن كنتم تصدقون أن نبيكم (ص) يصنع هذا و يقول ذاك فأنا لا أصدق أبداً , أوليس هو (ص) المعصوم , و يوجد أحاديث أخرى تحتاج لإعادة حكم و تتبع لمعانيها التى لا تريح نفس المؤمن المخلص فى الصحيحين و غيرهما
الله المستعان
أخي الكريم هذا فكر خطير أخشى أن تكون متأثرا ببعض الدعوات المعاصرة التي تشكك في أحاديث الصحيحين وأصول السنن بقواعد أهل العقلنة لا قواعد أهل الحديث وعلماء الإسلام
والعتب على من طرح مثل هذه المواضيع
وكأنه ليس في الأخبار ما يحتاج إعادة النظر فيه إلا أخبار الصحيحين
وهذا الذي يريده منا أعادؤنا أن نعيد النظر في الثوابت والمسلمات
علماؤنا منذ مئات السنين وهم يصرحون أنه ليس من الكتب كتاب معصوم خال من الخطأ إلا كتاب ربنا جل وعلا
وهم من مئات السنين عندما يحكون الإجماع على تلقي أخبار الصحيحين يستثنون ما نصص العلماء على خطئه
فأين القدسية المزعومة؟!!
يا إخواني ويا أخي إسلام لا تكونوا بوقا لأعدائنا وأعداء تراثنا المتناهي في الدقة والحيطة
هل تدري ما معنى النظر في أحاديث الصحيحين؟!
معناه أنك ينبغي أن تفني عمرك في تعلم هذا الفن حتى تتقنه على طريقة أهل الفن وليست لك تلك الشهادة إلا من أهل الفن
يا أخي الكريم علم نقد المرويات والأخبار ليس بهذه السطحية
هو علم بعيد غوره دقيقة مسائله لكن غير أهل الاختصاص لا يعلمون هذا عنه
لو أنهم مارسوا علم العلل وقرؤا جهود المحدثين النقاد في الذب عن سنة النبي (ص) وتمييز الدخيل من الصحيح
لعلموا مدى الثقة بالاخبار التي صححها هؤلاء الجهابذة
لكن حرف المسألة مع هؤلاء القوم ما نطق به ابن حزم وغيره إذ قال لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون.
ولن يعلموا الصواب في هذه القضية حتى يتقنوا هذا الفن ويكونوا من أهله فإن أبوا ذلك فعليهم التسليم في مسائل كل فن لأهله وهذا محل اتفاق بين العقلاء
*************
أخي الكريم الطريقة الصحيحة في الإجابة عما ذكرته أن نفهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح كما فهمه العلماء وهو قطعا لا يناقض سماحة الإسلام ومقاصده
نذهب إلى هذه الأحاديث ونقرأ تفسير العلماء لها ونوفق بينها وبين ما يمكن أن يكون مناقضا لها
لا نذهب إلى النظر في صحة هذه الأخبار من عدمها ونشكك في تراثنا
*************
أما كلامك عن حديث شعبة عن قتادة ..........
فهو دليل على أنك تكلمت في هذا الفن وأنت لست من أهله وهذا ما تقدم التنببيه عليه
وليس في هذا ما يخدش في مكانتك
فكثير هم أهل الاختصاص في فن دون فن
فينبغي أن تعلم أن المدلس لا يرد حديثه مطلقا ولا يقبل مطلقا وهذا علم العلل (مبني على القرائن) الذي تحتاج أن تتعلمه طيلة سنين حياتك
فليس كل مدلس ترد عنعنعته في تفصيل مذكور في كتب أهل العلم
هذا أولا
وثانيا فإن عنعنة المدلسين في الصحيحين محمولة على الصحة ولم اقل على السماع فتنبه فإن الأول أعم من الثاني وانظر كلام أهل الفن على ذلك في كتبهم
وثالثا فإن شعبة لا يروي عن قتادة ما دلسه كما نص على ذلك فارجع إلى كتب أهل الفن لتقف على كلامه
ورابعا فإن في مسند أحمد من حديث أبي الطفيل ما يشهد له
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[10 - Sep-2008, صباحاً 11:13]ـ
وأنا أدعو لإعادة دراسة و تقييم بعض أحاديثهما نظراً للأسباب السالفة الذكر و غيرها فأنا لا أدعو لنبذهما أو عدم الأخذ بما فيهما كلياً و لكن إلى الإنتقاء و الدراسة العلمية الحديثية و التأنى حرصاً على صحة سنته (ص) و تطهيرها مما يشوبها مع توضيح ما أُشكل علينا من صحيحها
هذا لا يكون إلا من أهل الفن والتخصص في نقد الأخبار
وقد قام العلماء بذلك وأغلق الباب دونهم فكل ما لم ينصص العلماء على خطئه فهو صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 12:00]ـ
أخي الكريم أمجد الفلسطيني،
عندي سؤال.
سمعت أحد المشايخ يقول: إن المعلّقات في البخاري ومسلم هي ما قد يصح تضعيف بعضها، وليس غيرهما.
فهما - كما قال - كانا أقل تحرياً في المعلقات عمّا سواها من أحاديث.
وقال إنهما لم يدرجا هذه المعلّقات في أصل الكتاب، ولكن من جمع أحاديثهما بعدهما، أدرج المعلقات مع أصل الكتاب، لذلك صحّ تضعيف بعضها.
فما قولك؟
وجزاك الله خيراً
ـ[بنت الخير]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 12:47]ـ
.
أولاً: لا يخفى على مبتديء طلاب علم الحديث، والذين غاية جهدهم قراءة علوم الحديث لابن كثير مع تحقيقه المسمى: الباعث الحثيث: أن المعلقات الموجودة في الصحيحين على قسمين: ما ذُكر بصيغة الجزم، وما ذكر بصيغة التمريض.
ومن لم يعرف هذا ابتداءً فلا جدوى من محاورته فيما هو أخفى من ذلك.
ثانيا: كل ما في الصحيحين غير مسند، فهو ولو صح على غير شرطهما (فكل تراجم البخاري، ومعلقات الصحيحين، ومقدمة مسلم) كل ذلك ليس على شرط الصحيح.
ثالثاً: قبول أحاديث الصحيحين من الثوابت عند عموم أهل السنة، لذا خصهما الشيعة بالنقد.
رابعا: لأهمية الصحيحين انشغل العلماء بهما منذ تصنيفهما إلى الآن، ما بين مستخرج، ومستدرك، ومتعقب، وشارح، وذلك في فترة زمنية قاربت اثنا عشر قرنا من الزمان، قاموا فيها بدراسة هذا الكم الصغير جداً (نحو عشرة آلاف حديث) فمن غير المعقول أن يفوت السابقين لفظة في هذين الكتابين مع اهتمامهما البالغ بهما، ومع صغر حجمهما.
خامسا: كلام إسلام سالم في رواية شعبة عن قتادة عن أبي نضرة دل على مقدار علمه (بل جهله) بهذا العلم الشريف. فليتعلم أولاً.
سادسا: لست وحدك (يا إسلام) من فكر في انتقاد أحايث الصحيحين، بل كل المنحرفين عن السنة قبلك (أعيذك بالله أن تكون منهم) فكروا هذا التفكير، وكتبوا بعض الكتابات التي انكشف بها عوارهم.
سابعا: كل مالم ينتقده العلماء من أحاديث الصحيحين فهو مقبول بإجماع الأمة.
ثامنا: كل ما انتقده العلماء من أحايث الصحيحين فهو إما لإسنادٍ غيره أصح منه، أو للفظة شذت. وكلاهما لا ينقص منزلة الصحيحين.
.
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 03:40]ـ
COLOR="Red"][/COLOR][/COLOR]}
هات ما عندك أخي الفاضل، إذا سمح وقتك، وبإذن الله ييسر الله تعالى لك من يوضح لك ما أشكل عليك.
أشكرك يا أخى بشدة
هذا هو حقاً مثالاً للعضو الذى يسعى لصحيح العلم أما الباقون مع إحترامى للجميع فيودون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال و ألا نفعل سوى أن نقلد القدامى حتى بأخطائهم
أتعلم أخى أنى كنت محظوراً قبل ساعات لمجرد أنى أبديت ما إعتقدته الصواب و دعوت لنقاشه علمياً
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 03:56]ـ
هذا لا يكون إلا من أهل الفن والتخصص في نقد الأخبار
وقد قام العلماء بذلك وأغلق الباب دونهم فكل ما لم ينصص العلماء على خطئه فهو صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أخى كيف هذا بالله عليك
و تلك الأحاديث التى إنتقدتها أنا و غيرى و خصوصاً التى تقول أن الرسول (ص) فعل و فعل فهل بين هؤلاء العلماء مشكلها فهى تتعارض مع عصمة الرسول (ص) أو على الأقل تسئ لصورته
فهل وضح ذلك العلماء؟!! تعلم أن الصحة للحديث شقان صحة السند وصحة المتن
فإن زعمت أن تلك الأحاديث قد نص العلماء على صحتها , فما تأويل ما أشكل عليَّ من متونها
و هذا هو علم نقد المتن الذى دعوت مراراًً لدراسته فهو شق هام جداً لتصحيح الحديث حتى و إن لم يذكر الأوائل ذلك
أخي الكريم هذا فكر خطير أخشى أن تكون متأثرا ببعض الدعوات المعاصرة التي تشكك في أحاديث الصحيحين وأصول السنن بقواعد أهل العقلنة لا قواعد أهل الحديث وعلماء الإسلام
لا يا أخى والله الذى لا إله غيره لو لم توجد تلك الدعاوى لانتقدتها لما أجده مما لا يريح نفس المؤمن الغيور الذى يعمل عقله حين يقرأ تلك الأحاديث
فأنا أدعو للجمع بين العقل و التراث , و لكن أى تراث: الصحيح منه فقط فالعلماء بشر فى النهاية و لا تنكر أنهم لهم أخطائهم المنهجية و العلمية فى مصنفاتهم
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 04:27]ـ
.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: لأهمية الصحيحين انشغل العلماء بهما منذ تصنيفهما إلى الآن، ما بين مستخرج، ومستدرك، ومتعقب، وشارح، وذلك في فترة زمنية قاربت اثنا عشر قرنا من الزمان، قاموا فيها بدراسة هذا الكم الصغير جداً (نحو عشرة آلاف حديث) فمن غير المعقول أن يفوت السابقين لفظة في هذين الكتابين مع اهتمامهما البالغ بهما، ومع صغر حجمهما.
.
فهل فاتهم بيان مشكل الصحيحين و جمعوا بين الروايات التى تتعارض فى ألفاظها أو معانيها بشكل منطقى , و بلا جمع متعسف , و اذكرى إذن فى أى الكتب قاموا بهذا على أكمل وجه
خامسا: كلام إسلام سالم في رواية شعبة عن قتادة عن أبي نضرة دل على مقدار علمه (بل جهله) بهذا العلم الشريف. فليتعلم أولاً.
و هذا يدل على مقدار أدبك الجم و تمتعك بآداب الحوار و بدلاً من أن تصوبى خطأ المخطئ تزيديه إصراراً على خطئه , فما أعظم دورك فى خدمة الإسلام
و على كل لن أغضب لنفسى و لكنى سأرد بشكل علمى و ستعلمين من الجاهل و هو من يصر على خطئه و يكابر و يدافع عن رأيه بالباطل , أما أنا فإذا تبين لى أنى مخطئ فلا غضاضة عندى من الإعتراف بالحق و هى الفضيلة التى لا بملكها البعض
كل المنحرفين عن السنة قبلك (أعيذك بالله أن تكون منهم) فكروا هذا التفكير، وكتبوا بعض الكتابات التي انكشف بها عوارهم.
أنا لا شأن لى بغيرى إن كان لديك رد على ما أشكل علَّي من المتون مفسرة لمعانيها فلتردى و إلا فسوف يكون جدالك جدالاً عقيماً و هذا المنتدى ليس موطناً لذلك , و ليس موطناً للنزاعات و إبراز الغضب و الغل فى الردود
سابعا: كل مالم ينتقده العلماء من أحاديث الصحيحين فهو مقبول بإجماع الأمة
إنظرى المشاركة رقم 27 فى هذا الموضوع ففيها الرد الذى يرضى كل ذى عقل لبيب على مسألة الإجماع هذه
كل ما انتقده العلماء من أحايث الصحيحين فهو إما لإسنادٍ غيره أصح منه، أو .....
فهل جمعت إحصائية بكل مرويات الوليد بن مسلم أو غيره من المدلسين أو المتكلم فيهم التى تفرد بها و علمت علم اليقين أنه قد توبع عليها بأسانيد ليس فيها مجروحين لسبب وجيه؟!!
أو بأسانيد و طرق لا غبار عليها أو علة فيها
و هل قام أحد العلماء بذلك؟ و فى أى الكتب؟!
علينا ألا نتكلم كلاماً مرسلاً
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 04:58]ـ
والعتب على من طرح مثل هذه المواضيع
وكأنه ليس في الأخبار ما يحتاج إعادة النظر فيه إلا أخبار الصحيحين
و من قال هذا
أنا حينما أدعو لإستخدام العقل و العلم سوياً - وهما لا يتعارضان إلا عند من يصر على التقليد الأعمى و الإستمرار على الخطأ - فأنا لا أقصد أن يطبق ذلك على الصحيحين و حدهما بل ياليت ذلك يعم كل المرويات حتى فى التاريخ
وهذا الذي يريده منا أعادؤنا أن نعيد النظر في الثوابت والمسلمات
إنما ندعو للوصول للحق الذى فيه كل المصلحة الشرعية و لا تعارض بين الدين و العلم بثوابتهما و بين الحق (الحقيقة) , أما ما هو غير ذلك إنما هو دفن لرؤوسنا فى الرمال
فأنا أهدف للوصول لصحيحج العلم ,
و ليس ما ذكرته عن تربص أعداء السنة و الإسلام بقضية البخارى مبرراً لنغلق أفواهنا و نصم آذاننا و نُيَبِس عقولنا , فبغض النظر عن إستغلالهم الحقير , علينا خدمة السنة بإعادة البحث العلمى الدقيق فيها كلها وفق قواعد القدامى مع إعمال العقل فى مسألة بيان المشكل ونقد المتون , ولن نخسر شيئاً بل على العكس سوف يكون ذلك أعظم خدمة علمية للسنة الشريفة
فما كان باطلاً و هو معروف على أنه حق وجب التنبيه على بطلانه
وما كان حقا وجب تثبيت أنه الحق بالدليل الذى يغلق الأفواه عن نقده بعد ذلك , .... ولكنكم ترفضون كل ما هو جديد حتى و لو كان له أساساً علمياً , لأننا أصبح لدينا (فوبيا محاربى السنة و البخارى بالذات) فكل من إنتقد حديثاً أو طلب توضيح مشكله أصبح من أعداء السنة و الإسلام و تحظر عضويته فى المنتديات التى تصيح بأنها فى خدمة السنة مع أن ذلك من أضر ما يكون عليها , وهى سياسة دفن الرأس فى الرمال دون الرد العلمى على الإنتقادات وتوضيح الخطأ فيها إن كان بها خطأ أو الإعتراف بصحتها إن كانت كذلك , لبيان الحق و خدمة العلم الصحيح و يأتيكم المزيد إن شاء الله تعالى فلم أنتهى
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 05:18]ـ
/// مشكلة بعض المتأخِّرين -الذين لهم سلفٌ سوءٍ في الغابرين- أنَّهم لنقص أفهامهم وضعف عقولهم وانهزامهم أمام شبهات غيرهم من المرتكسة = توهَّموا أنَّ في الحديث الفلاني تعارضًا مع العقل ((الصحيح))، أوفيه إشكالًا يتعارض مع العصمة أو ... الخ.
/// ثمَّ قبل الوقوف على صِحَّة تلك الأوهام والوساوس بنوا عليها باطلًا آخر، وهو الغارة على كتب السُّنَّة وتنقيتها ممَّا يخالف عقولهم المريضة بالشبهات.
/// ما يطرح ههنا نسخة مستنسخة وفرد في طابورٍ طويلٍ من المشككِّين والمرضى عقديًّا، ولا جديد فيه.
/// الكلام المرسل في الهواء لا يصلح، هات العرش ثم انقش عليه، أين ما يُزعم أنَّه بخلاف العقل والمنطق وال ... ؟! لا وجود له عند التحقيق إلا عند من في تفكيرهم وعقلهم انحرافٌ .. والله المستعان!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 06:21]ـ
الله المستعان
أ
وهم من مئات السنين عندما يحكون الإجماع على تلقي أخبار الصحيحين يستثنون ما نصص العلماء على خطئه
فأين القدسية المزعومة؟!!
============================== ====
صدقت و هذا يدل على جواز إحتمال ورود الخطأ في الصحيحين
و أنا لم أزعم القدسية و إنما حكيتها عن هؤلاء لأثبت لكم خطورة ترديد ذلك الزعم الذى يردده
المقلدون مع أعداء الإسلام من الأقباط و النصارى و الملحدين
============================== ========
يا إخواني ويا أخي إسلام لا تكونوا بوقا لأعدائنا وأعداء تراثنا المتناهي في الدقة والحيطة
============================== ===
معاذ الله أن نكون كذلك و لكنى أبحث عن الحق و صحيح العلم , والله يعلم و هو على ما أقول شهيد إن غيرتى على الإسلام و حبى للعلم الشريف و السنة المطهرة هى الدافع لى للدخول فى مثل هذا الجدل
============================== =============
هل تدري ما معنى النظر في أحاديث الصحيحين؟!
معناه أنك ينبغي أن تفني عمرك في تعلم هذا الفن حتى تتقنه على طريقة أهل الفن وليست لك تلك الشهادة إلا من أهل الفن
============================== =======
لا تُعجزنا يا أخى الكريم ,فهذا فى مصلحة العلم الشريف و الدين الحنيف
إن هذا يجب أن يكون بعمل علمى جماعى وليس منفرد و ياليت العلماء الذين لهم باع فى المنهج الصحيح فى الحكم على الحديث وفق منهج القدامى يشاركون فى هذا المشروع العلمى العظيم بإستخدام التقنيات الحديثة
============================== ===============
يا أخي الكريم علم نقد المرويات والأخبار ليس بهذه السطحية
هو علم بعيد غوره دقيقة مسائله لكن غير أهل الاختصاص لا يعلمون هذا عنه
لو أنهم مارسوا علم العلل وقرؤا جهود المحدثين النقاد في الذب عن سنة النبي (ص) وتمييز الدخيل من الصحيح
لعلموا مدى الثقة بالاخبار التي صححها هؤلاء الجهابذة
============================== ==========
ولكنهم غالباً فيما يبدو والله أعلم أهملوا نقد المتن و إلا ما وقعنا فى مثل هذا الجدال الذى نحن بصدده
و ما تفسير معانى كل تلك الأحاديث فى تلك الكتب الصحيحة ما دامت ليست معلولة
و على من يعترض على قولى بيان مشكل تلك الأحاديث التى لا نفهمها نحن إن سلمت لكم بأنها صحيحة .. وأظن أن هذا حقنا و هو عين الإنصاف ,
تلك الأحاديث التى ذكرتها أنا بالذات و إذا سمحت لى الإدارة أن أفرد تساؤلاتى فى موضوع مستقل ليرد عليَّ هناك بأسلوب علمى , و لن أفعل ذلك إلا إذا أذنوا به و تعلمون السبب
============================== =======
لكن حرف المسألة مع هؤلاء القوم ما نطق به ابن حزم وغيره إذ قال لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون.
ولن يعلموا الصواب في هذه القضية حتى يتقنوا هذا الفن ويكونوا من أهله فإن أبوا ذلك فعليهم التسليم في مسائل كل فن لأهله وهذا محل اتفاق بين العقلاء
============================== =======
الأمر ليس حكراً على العلماء القدامى وحدهم ,مع إحترامى لهم جميعاً, وأنا لست من الدخلاء و إنما أعمل المنطق فى فهم و تحليل القواعد القديمة و ليس محاربتها أو هدمها , و إنتقاداتى مبنية على أساس علمى أو شرعى و خصوصاً فى مسألة نقد المتون
و الدليل على كل هذا ما نحن فيه الآن فهل رد العلماء على ما نحن فيه تفصيلياً
============================== ===================
أخي الكريم الطريقة الصحيحة في الإجابة عما ذكرته أن نفهم هذه الأحاديث الفهم الصحيح كما فهمه العلماء وهو قطعا لا يناقض سماحة الإسلام ومقاصده
نذهب إلى هذه الأحاديث ونقرأ تفسير العلماء لها ونوفق بينها وبين ما يمكن أن يكون مناقضا لها
============================== =======
صدقت , ولكن ماذا نصنع إن لم نقتنع بأقوال هؤلاء العلماء مثل الجمع المتعسف بين حديثى (لا عدوى و لا طيرة) و (فر من المجزوم فرارك من الأسد) الذى أعده إبن حجر مع إحترامى له , و لكن الكمال لله وحده
============================== ==========
لا نذهب إلى النظر في صحة هذه الأخبار من عدمها ونشكك في تراثنا
===========================
(يُتْبَعُ)
(/)
لا عيب أبداً فى تتبعها و إعادة النظر فيها فهذا مما لا يضر مع فوائده التى لا تخفى على عاقل من التأكد من صحتها و تثبيت فكرة صحتها حتى لا ينقدها عاقل إذا ما علم ذلك ,
وأما إن لم تكن كذلك فيجب التحذير منها ومن علتها مع بيان مصدر الخطأ
و ليس فى ذلك كله أى تشكيك , و إنما هى الدراسة و التأنى و الدقة و الغيرة على سنته (ص) و التحيز لصحيح العلم و صحيح الدين و هى أمور أولى من أى شئ آخر
*************
============================== =========
أما كلامك عن حديث شعبة عن قتادة ..........
فهو دليل على أنك تكلمت في هذا الفن وأنت لست من أهله وهذا ما تقدم التنببيه عليه
وليس في هذا ما يخدش في مكانتك
فكثير هم أهل الاختصاص في فن دون فن
فينبغي أن تعلم أن المدلس لا يرد حديثه مطلقا ولا يقبل مطلقا وهذا علم العلل (مبني على القرائن) الذي تحتاج أن تتعلمه طيلة سنين حياتك
فليس كل مدلس ترد عنعنعته في تفصيل مذكور في كتب أهل العلم
============================== =========
لست أجهل كل ما ذكرت ولكن بالله عليك أليست مسألة طبقات المدلسين هذه تحتمل الإستثناء؟!
بمعنى آخر: هل يشترط أن قتادة أو غيره فى كل مرة دلس فيها كان تدليسه آمناً للدرجة التى حددها العلماء؟! ,
أليس العقل يقول أن التدليس هو التدليس والإرسال كذلك وأن المدلس مثلما يكون غير دقيق فى تدليسه (و هذا خطأ علمى منه) قد يكون غير دقيق فى إختيار من يدلس عنه؟! أو الحالة التى يدلس فيها؟! لهذا أنا قلت: لا يحتمل روايته دون التصريح بالسماع لأنه مدلس , و أطلقتها هكذا
ثم ألا تجد أنه يوجد قرينة هامة هى الدافعة لهذا كله وهى المعنى فى ذاك النص نفسه:
رد عليَّ حماك الله .. هل يعقل أن يقول النبي (ص) أن فى أصحابه 12 منافقاً , المعقول أكثر هو القول فى حديث آخر: " فى أمتى " (وليس" فى أصحابى") و التى وردت فى روايات أخرى
فلا تتسرعوا فى الحكم على من يعمل العقل على أساس علمى أو شرعى بالجهل
============================== =====
وثانيا فإن عنعنة المدلسين في الصحيحين محمولة على الصحة و
============================== =====
ولما؟ ألأنها فى الصحيحين؟!! و على أى أساس بنوا هذا المنهج الذى يحتاج لدراسة حديثية متأنية؟
============================== =====
لم اقل على السماع فتنبه فإن الأول أعم من الثاني وانظر كلام أهل الفن على ذلك في كتبهم
============================== =====
و هذا مما لا يؤمن معه الخطأ نظراً لما ذكرته حين تحدثت عن المدلسين و طبقاتهم فى المذكور أعلاه
============================== =====
وثالثا فإن شعبة لا يروي عن قتادة ما دلسه كما نص على ذلك فارجع إلى كتب أهل الفن لتقف على كلامه
============================== ======
هذا بالفعل يحتاج لإعادة تيقن و دراسة بشكل علمى تفصيلى , فما يدرينا أى منهج إتبعه شعبة فى ذلك , و على كل تلك معلومة قيمة أرجو تيسير الوصول للتحقق منها بذكر أى الكتب و الأبحاث ناقشتها تفصيلاً
============================== =
ورابعا فإن في مسند أحمد من حديث أبي الطفيل ما يشهد له
============================== =====
أتعنى أن سندها ليس فيه قتادة مما يزيل تفرده؟ كيف ذلك و أنا حصلت على تخريج الحديث من موسوعة التخريج و التى تعتمد على مسند أحمد أيضاً , و لم أجد فى أى طرق الحديث لا فى أحمد ولا غيره إلا تفرد قتادة بحسب الموسوعة ,
أرجو ذكر رقم الحديث و الجزء و الصفحة فى المسند
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[10 - Sep-2008, مساء 07:06]ـ
/// مشكلة بعض المتأخِّرين -الذين لهم سلفٌ سوءٍ في الغابرين- أنَّهم لنقص أفهامهم وضعف عقولهم وانهزامهم أمام شبهات غيرهم من المرتكسة = توهَّموا أنَّ في الحديث الفلاني تعارضًا مع العقل ((الصحيح))، أوفيه إشكالًا يتعارض مع العصمة أو ... الخ.
============================== ===
فأرينا عبقريتك أنت فى بيان ما أشكل عليهم بدلاً من التوبيخ الذى لا طائل من ورائه , و إلا فالرد عليك مثل الرد على الأخت بنت الخير , وليس المنتدى محل كل ما تذكره من إنتقادات لزملائك , و أنا أنتظر موافقة الإشراف من أجل طرح الأحاديث التى [ COLOR="Red"] نتوهم فيها ما ذكرت على حد تعبيرك أنت
و نشكرك على أدب الحوار
============================== ==
/// ثمَّ قبل الوقوف على صِحَّة تلك الأوهام والوساوس بنوا عليها باطلًا آخر، وهو الغارة على كتب السُّنَّة وتنقيتها ممَّا يخالف عقولهم المريضة بالشبهات.
============================== =====
إنما أردت الوصول للحق و لم أفعل ما ذكرت, إنما دعوت للإنتقاء العلمى و ليس رفض الصحيحين
إقرأ جيداً الردود قبل إلقاء التهم جزافاً و إتقى الله
============================== =========
/// ما يطرح ههنا نسخة مستنسخة وفرد في طابورٍ طويلٍ من المشككِّين والمرضى عقديًّا، ولا جديد فيه.
============================== ======
و ما التشكيك فيما أطلبه من البحث العلمى الحديثى و التيقن و الدراسة و الدقة و البحث فى المتون و بيان مشكلها
فالصواب و الحق ليس حكراً على أى عالم لا قديماً ولا حديثاً , فلا تفتعل صراعاً بين القدماء و المعاصرين
سبحان الله هل هى جريمة أننا نريد الفهم و الوصول للحق؟!!!
هل إعمال المنطق دون الخروج عن إطار العلم و القواعد الأساسية العلمية فى علوم الحديث جريمة؟!!!
هذا كل ما دعوت إليه و إقرأ جيداً ماسبق ياأخى غفر الله لنا ولك
============================== ======
/// الكلام المرسل في الهواء لا يصلح، هات العرش ثم انقش عليه، أين ما يُزعم أنَّه بخلاف العقل والمنطق وال ... ؟! لا وجود له عند التحقيق إلا عند من في تفكيرهم وعقلهم انحرافٌ .. والله المستعان!
==============================
هناك الكثير من الأحاديث التى تنتظر توضيح تناقضاتها (أو ما بدى كأنه متناقضاً) مع بعض الثوابت فأرجو إتاحة الفرصة لعرضها فى موضوع للرد عليها بأسلوب علمى يبين ما أشكل فى فهمها
وفى هذا خدمة عظيمة للسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 02:23]ـ
طيب ان لم تكن تعرف المؤلفات الكثيرة التي تناولت مشكل الحديث و علل المتون سواء بافرادها في مؤلف مستقل أو في ثنايا الموسوعات الحديثية فما ذنب من قال لك من الاخوة أنك تجهل هذا الفن و يلزمك تعلمه اولا؟؟؟ ان كنت تقول انظروا لنا في الأسانيد فما تبين لي وجه صحتها فيقوم الاخوة بالنظر لك فيها ثم تقول فما تبين لي وجه تآلفها و نقد متونها فيقوم امام كابن حجر أفنى عمره في دراسة الفن و كتاب من كتبه تعجز اكتافك عن حمل صناديقه يقوم بالجمع بينهما لك و بيان وجه التآلف بحسب مخارج الحديث و رواياته ومعانيه فتقول: فكيف تصنع ان لم أقتنع؟؟؟؟ فما ذتب الاخوة ان قالوا لك انك في كل امرك تحتج عليهم بما تجهله و أن الأمر عندك كما عند من ناظروك من الأقباط ليس أمر دليل و انما أمر هوى متبع و عنك ما اقتنعت .. :) ثم قد يتنزل الاخوة جميعا عند رغبتك بمن فيهم من يمضي الساعات الطوال هنا في منتديات الداراسات الحديثية الشاقة المؤبدة و دراسة الأسانيد المملة و متابعتها و حصرها و نخلها و معرفة آراء الاختصاصيين فيها على مدى قرون من البحث فيرمون بكل ذلك لأجل خاطرك و ينبذون الحديث المشار اليه و يعلنون على الملأ أنه ضعيف لأنه لا يوافق العادات المعاصرة و لا روح العصر الحديث ولا تقدم الانسانية و لا تسامحها المجيد لا لشيء الا ذلك لأن كل الأدلة الموضوعية الفنية تشير الى صحته ... و لكن لا .. حرصا على فرصة الاقتناع تلك نضعف الحديث .... الآن ان مرت السنين و تغيرت الزمان و تبدلت العادات و تبين بعد أمة أن المصلحة كانت في ما ذكره الحديث الفلاني و أن لضمان التسامح و حمايته كان يجب تطبيق ذلك الحديث بحذافيره و أنه اشار الى مجموع المصالح في الواقعة و اننا ورطنا الانسانية كلها بسكوتنا عن هذا الحق و لو كنا ثبتنا على ما أدانا اليه الدليل و ان لم نعرف حكته لكان للانسانية عزاء على الأقل أن بعضا منها قد صرح بالحق دون الهوى معذرة الى ربكم و لعلهم يتقون ... آنذاك ما كان سينفعنا اقتناعك من عدمه؟؟؟؟ هذا دون الكلام عن يوم الحساب؟؟؟ آنذاك لن يكون فقط الامام مالك من سيستنكر علينا: "أكُلَّما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبرائيل على محمَّد لجدله":)
أتصور أن من يمضي الى مؤتمر للاتحاد الفلكي الدولي هذا العام و ينجز محاضرة عن كروية الأرض و عن ضرورة اعادة النظر في قواعد حساب المثلثات و متطابقات الرياضيات ثم يبرر ذلك بأنه ضروري لاقناع اقوام اعتادوا الاتكال على حسهم فقط يستبشعون القول بأن الأرض كروية لأن الحس السليم لا يقبلها لأن محيطاتها الواقعة فى النصف السفلى لابد أن تسقط مياهها إلى أسفل ثم يثني بعد كل ذلك بضرورة البدء بالبحث في ابستمولوجية العلوم لأن لا احد على حسب علمه بدأ في ذلك و لا الف فيه ... في ظني أنه اما أن يصنفوا محاضرته في سجل طرائف المؤتمرات الفلكية ... و اما أن يرشحوه لجائزة نوبل في الفيزياء لأنه اتى بما لم يسطعه أوائلهم أجمعين اكتعين أبتعين .... :) تقبل الله صيامكم و في امان الله:)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 03:11]ـ
كل ما سبق مردود عليه بمجمل النقاشات السابقة
و أنا على إستعداد أن أعترف بخطئى إذا ما كان الجمع و بيان مشكل تلك الأحاديث منطقياً
و لاشك أن مسألة نقد المتون هى مسألة للعقل فيها مقام .. و أى مقام
فلا يغركم أقوال المتعصبون الذين يودون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال بدلاً من بيان الحق
أما ما إنتقده هذا المتسرع من قولى عن إبن حجر فلينتظر حتى نفتح الموضوع إذا ما وافقت الإدارة وهناك ستعرض تلك النقطة تفصيلياً لنجد أن الحق فيما زعمته أنا إن شاء الله
و أقول لك مثلما قلته لأمثالك فى المشاركات السابقة فالمنتدى ليس مكان تطاول على الزملاء ولا خوض جدال مبنى على أساس شخصى فلا تدفعونى لذلك و إلا فعلى كل هؤلاء المقلدون ما يُنتَقَد بشدة و من لا يلتزم بآداب الحوار فهناك إدارة و قسم للشكاوى قادراًعلى إيقافه عند حده
فإن كان لديك رداً علمياً فأهلاً و مرحباً و إلا فلا شأن لك بتقييم زملائك و الخروج عن أدب الحوار , و ما أسهل أن أكيل لك الردود المماثلة لأقوالك , و لكن هذا مما لا يليق هنا
و أى زائر للمنتدى و غير مسلم سيدفعه كل ما يرى هنا بالقول بأن المسلمين ليس لديهم أدب الخلاف
و الدليل على أنك لم تقرأ النقاشات مع الإخوة جيداً ما قلتَه عن دعوتى لهم للحكم على الحديث , فأنا أقررت كثيراً بأنى أشترط أن يكون بيان المشكل منطقياً , ولا عيب فى ذلك , ولن أزعم أنه غير منطقى إلا إذا كان ذلك واضحاً
ثم أن هذا ليس من أجلى أنا و لكن من أجل خدمة السنة
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 06:34]ـ
هناك الكثير من الأحاديث التى تنتظر توضيح تناقضاتها (أو ما بدى كأنه متناقضاً) مع بعض الثوابت فأرجو إتاحة الفرصة لعرضها فى موضوع للرد عليها بأسلوب علمى يبين ما أشكل فى فهمها
وفى هذا خدمة عظيمة للسنة
أخي الفاضل إسلام أنتظر أن أرى ما أشكل عليك إن أذن المشرف الكريم، في مواضيع مستقلة،
لكن أخي الفاضل أنت تتحدث عن أدب الحوار وهذا جميل.
وأنا سأطلب منك طلب وهو أن تناقش أيضا بمنهج علمي وهذا مطلبك كما أشرت، وأن تقبل الحق، وأنصح نفسي وأخواني بذلك أيضا.
أنا مقتنع تماما بمجهود الإئمة الأعلام وبأن رأيك ليس في محله أخي الفاضل.
لكن كيف لي أن أقنعك إلا عن طريق مناقشة ما أشكل عليك.
وقد شجعني على ذلك ما قرأته من أنك تدافع عن الدين ولا أزكيك على الله، والله حسيبك.
وقد قلت أنت في موضوع سابق بأنك تريد أن تناقش ألفاظ الأحاديث أوالمتون أليس كذلك، نحن في الانتظار أخي الكريم، والله الموفق،والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Sep-2008, صباحاً 11:43]ـ
أخي إسلام أغفلت الكلام عن نقطتين فاصلتين نبهك عليها من ناقشك من الإخوة:
/// الأولى: أن نقد السند يحتاج إلى علم خاص فليس لكل من هب ودب أن يتكلم في علم العلل وعلى العاقل أن يحترم تخصصه كما لا يحب من يتكلم في علمه الذي تخصص فيه بغير علم
ألا ترى أنه لو اعترض معترض على مجموعة من الرياضيين حال تقريرهم لنظرية من نظريات الفن المتقدمة كنظرية ذات الحدين مثلا = بأن العدد 25 لا يقبل القسمة على العدد 5 مثلا لأعرضوا عن جداله وطالبوه بدراسة بدائيات هذا الفن ولو ذهبوا يجادلونه لكانوا مخطئين وكان عملهم هذا عبثا
فكذلك في كل فن ينبغي التسليم لأهله فيه
فمن لا يعرف حكم التدليس ومنزلة شعبة من روايات المدلسين وذهب يدرس أحاديث الصحيحين هو بمنزلة ذاك المعترض على جماعة الرياضيين
/// الثانية: أن النظر في أحاديث الصحيحين مرحلة متقدمة يتقدمها مراحل عدة منها:
فهم الحديث فهما صحيحا وأكثر خطأ الطوائف من سقيم الفهم
ومنها فهم الواقع والنظريات العلمية فهما صحيحا والتأكد من صحتها
ومنها إثبات التعارض الحقيقي بينها وبين النصوص
ومنها محاولة الجمع والتوفيق بينهما بعلم مخصوص ودقة مخصوصة على قواعد مخصوصة نصص عليها أهل العلم
فتبن مما تقدم أن الكلام على أحاديث الصحيحين مرتقى صعب لا يرتقيه إلا الأفذاذ من أهل الاختصاص
هذا أولا
وثانيا ليس في كلامي وكلام الإخوة تعجيزك والحجر على عقلك وتفكيرك ودس قريحتك في التراب
فالعقل عند الشارع له مكانته العظيمة لكن بضوابط وقيود
وقد تقرر من غير وجه أن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح
وحق الابداع محفوظ في الشرع لكن ينبغي أن يكون إبداعا كاسمعه لا سطحية في التفكير وترك للتدقيق والتحقيق
وثالثا فإن نقد المتن منهج مطروق عند العلماء لكنه أصعب وأدق من نقد السند وبينهما ترابط وفيه قواعد وأصول وقرائن ومناهج متقدمة ومتأخرة ومعاصرة فهو علم مستقل صعب المرتقى
فمن دخل فيه بقلة علم وسطحية في التفكير على قواعد ومناهج مخالفة لمناهج المتقدمين لم يقبل منه شيء وكان خطؤه أكثر من صوابه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 12:02]ـ
رد عليَّ حماك الله .. هل يعقل أن يقول النبي أن فى أصحابه 12 منافقاً , المعقول أكثر هو القول فى حديث آخر: " فى أمتى " (وليس" فى أصحابى") و التى وردت فى روايات أخرى
فلا تتسرعوا فى الحكم على من يعمل العقل على أساس علمى أو شرعى بالجهل
يارعاك الله وغفر لك وسلك بك طريق العلم والتحقيق
ما الإشكال في هذه اللفظة؟!!
وقعت فيما حذرتك منه
نبهتك على فهم الحديث وكلام العلماء والتوفيق والجمع ووو ...
أنظر هذا كلام الشراح للحديث:
قال النووي في شرح مسلم 125/ 17:
أما قوله صلى الله عليه و سلم فى أصحابى فمعناه الذين ينسبون إلى صحبتى كما قال فى الرواية الثانية فى أمتى ... قوله (كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة فقال له القوم أخبره اذا سألك قال كنا نخبرأنهم أربعة عشر فان كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) وهذه العقبة ليست العقبة المشهورة بمنى التى كانت بها بيعة الأنصار رضى الله عنهم وانما هذه عقبة على طريق تبوك اجتمع المنافقون فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة تبوك فعصمه الله منهم.
وقال المُناوي في فيض القدير 596/ 4:
(في أصحابي) الذين ينسبون إلى صحبتي وفي رواية في أمتي وهو أوضح في المراد (اثني عشر منافقا) هم الذين جاؤوا متلثمين وقد قصدوا قوله ليلة العقبة مرجعه من تبوك حتى أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي فحماه الله وأعلمه بأسمائهم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 12:24]ـ
أتعنى أن سندها ليس فيه قتادة مما يزيل تفرده؟ كيف ذلك و أنا حصلت على تخريج الحديث من موسوعة التخريج و التى تعتمد على مسند أحمد أيضاً , و لم أجد فى أى طرق الحديث لا فى أحمد ولا غيره إلا تفرد قتادة بحسب الموسوعة ,
أرجو ذكر رقم الحديث و الجزء و الصفحة فى المسند
إياك أن تسلك هذا المنهج في العلم
هذا منهج سطحي غير دقيق
ليس من الحزم في العلم
بعيد عن مسالك أهل التحقيق والتدقيق
أتدرس أحاديث الصحيحين من خلال موسوعة الكترونية؟؟!!!
أين أنت يا أباحاتم وأبا زرعة؟!!
أخي الكريم
النظر في أحاديث الصحيحين ينبغي أن يبنى على التقصي والاستقراء
هل تدري أين أنت؟! أنت في ميدان العلل والقرائن
أنت في مضمار البخاري وأبي حاتم وابن وارة
واحد منهم يحفظ أكثر من جميع الموسوعات الالكترونية الموجودة الآن
***************
أنظر تفسير أبي الفداء ابن كثير 181/ 4 الكلام على فقه الحادثة والحديث وشواهده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 12:28]ـ
أخي الفاضل
تبين أنك لست أهلا للكلام على أحاديث الصحيحين لا سندا ولا متنا
لذلك نرجوا منك عدم طرح ما عزمت على طرحه
وأنصحك بإتقان هذا الفن على أحد العلماء
وإذا أشكل عليك أي حديث من أحاديث الصحيحين فاسأل عنه أهل العلم فإن الحق عليه نور والحق قائم بالعلماء وهم قائمون به فلا تظن أن الحق ضائع بينهم
وفقك الله
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 01:38]ـ
أخي الفاضل إسلام أنتظر أن أرى ما أشكل عليك إن أذن المشرف الكريم، في مواضيع مستقلة،
============================== =
أخى الفاضل .. بارك الله فيك .. ولكنى أنتظر معك موافقة المشرفين كى لا أفاجأ بحذف الموضوع و تضيع جهودنا أدراج الرياح فى موضوع يستحق التثبيت
============================== =
وأنا سأطلب منك طلب وهو أن تناقش أيضا بمنهج علمي وهذا مطلبك كما أشرت، وأن تقبل الحق، وأنصح نفسي وأخواني بذلك أيضا.
==========================
وهذا والله هو غاية المراد و أنا أجدد العهد أمام الله بذلك
=============================
أنا مقتنع تماما بمجهود الإئمة الأعلام وبأن رأيك ليس في محله أخي الفاضل.
==============================
يا أخى أنا لا أنفى جهودهم و لكننى أوضح الصورة التى لا يراها الكثيرون و البعض الآخر يود أن يطمسها حتى لا نراها , إنما فقط أقول أن العلماء بشر و أحياناً يخطؤون ومن هنا أدعو للحرص حين النظر فى بعض ما تركوه لنا , و ليس الخروج عن الثوابت الأساسية للمنهج فى علم الحديث , هذا كله مع إعمال المنطق
============================== ==
لكن كيف لي أن أقنعك إلا عن طريق مناقشة ما أشكل عليك.
============================== ==
وأنا والله أرغب فى ذلك و أتمنى أن تسرع الإدارة أو الإشراف بإبداء الرأى فى الأمر حتى لا يحذفوه أو نفاجأ بأى أمر يعطل تلك المصلحة الشرعية , فهل يجوز أن أبدأ دون موافقتهم؟ أنا لا أدرى ما أصنع!
============================== ==
وقد شجعني على ذلك ما قرأته من أنك تدافع عن الدين ولا أزكيك على الله، والله حسيبك.
وقد قلت أنت في موضوع سابق بأنك تريد أن تناقش ألفاظ الأحاديث أوالمتون أليس كذلك، نحن في الانتظار أخي الكريم، والله الموفق،والله المستعان.
============================== ==
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أفعل إن شاء الله
و أرجو إبداء رأيك فى ما أصنع بشأن إنتظار موافقة الإشراف
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 01:54]ـ
إياك أن تسلك هذا المنهج في العلم
هذا منهج سطحي غير دقيق
ليس من الحزم في العلم
بعيد عن مسالك أهل التحقيق والتدقيق
أتدرس أحاديث الصحيحين من خلال موسوعة الكترونية؟؟!!!
أخى الكريم .. غفر الله لنا و لكم
أوليس التخريج هو الخطوة الأولى للحكم على حديث ما؟!!
ثم ما يضر فى إستخدام التقنيات التى توفر الوقت والجهد , و لا عيب أو إستسهال مرفوض فى ذلك؟
إلا إذا كان لديك إعتراض علمى على تلك الموسوعة , حينها أرجو تبيينه
يا أخى كفاكم نقداً بلا طائل لشخصى لتخفوا عن الأعين ما يجب حقاَ البحث فيه , وأنت تفهمنى
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[11 - Sep-2008, مساء 02:02]ـ
يارعاك الله وغفر لك وسلك بك طريق العلم والتحقيق
ما الإشكال في هذه اللفظة؟!!
وقعت فيما حذرتك منه
نبهتك على فهم الحديث وكلام العلماء والتوفيق والجمع ووو ...
أنظر هذا كلام الشراح للحديث:
قال النووي في شرح مسلم 125/ 17:
أما قوله صلى الله عليه و سلم فى أصحابى فمعناه ...
شكرا لك ... بارك الله فيك ... و هذا هو عين ما أبغيه أن تفسروا لى الأمور على نحو علمى
و لكن لى ملاحظات فأنا أرجو ممن يضع أى رواية أن يخرجها بشكل موسع قدر الإمكان مثل رواية العقبة هذه التى ذكرتها هنا
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[12 - Sep-2008, مساء 06:46]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استسمح من المشايخ وطلبة العلم لاسأل الاخ الفاضل اسلام سالم عن المتون والكتب التي درس في مصطلح الحديث والشيوخ الذين درس عليهم في هذا الفن بعدها يتضح الاشكال هل هو نابع من نقص في دراسة هذا الفن او هو نابع من جدال الاقباط وكثرت الشبه فالتكلم في هذا الفن لايكون الا من اهله والغير المتمرس لا يمكن ان يستفيد من جهود الاخوة الم يكن على اطلاع مسبق بمهمات المصطلح وعلم العلل
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 12:06]ـ
:سؤال:؟
ما رأيك في من يضعف حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قال: من عادى لي وليّاً؛ فقد آذنته بالحرب 000 وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مَسَاءَته)). رواه البخاري (6502). واستند إلى قول الذهبي في الميزان عند ترجمة خالد بن مخلد القطواني بعد أن ساق هذا الحديث:" فهذا الحديث غريب جداً, لولا هيبة الجامع الصحيح لعدّوه من منكرات خالد بن مخلد, وذلك لغرابة لفظه, ولأنه مما ينفرد به شريك, وليس بالحافظ, ولم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد, ولا خرجه من عدا البخاري, ولا أظنه في مسند أحمد" أهـ. ثم سرد قول من يضعف خالد هذا: قال ابن سعد: كان متشيعا منكر الحديث، في التشيع مفرطا، و كتبوا عنه للضرورة. قال الجوزجاني: (كان شتاماً معلنا لسوء مذهبه.) قال الأعين: قلت له: عندك أحاديث في مناقب الصحابة؟ قال: قل في المثالب أو المثاقب ـ يعنى بالمثلثة لا بالنون ـ.)
و حكى أبو الوليد الباجي في " رجال البخاري " عن أبى حاتم أنه قال: لخالد بن مخلد أحاديث مناكير و يكتب حديثه. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: له أحاديث مناكير. ثم ذكر أن في الإسناد شريكا وهو متكلم فيه من جهة حفظه والسؤال: هل الحديث كما ذكر؟ ثم هل هناك كلام للأئمة المتقدمين في هذا الحديث:الجواب:
قبل أن أجيب عن هذا السؤال بعينه أنبه أنَّ هذا السؤال يتعلق بمسألة كثر الخوض فيه في هذا الزمان بعلمٍ تارة وبجهل تارات، وبقصد حسن تارة وبقصد سيئ تارات وهي هل في الصحيحين أحاديث ضعيفة؟ وهل هما بمعزل عن النقد؟ وماذا يفسر صنيع الحفاظ الذين نقدوا بعض الأحاديث؟
وأوجز الكلام على هذه المسألة في نقاط:
1. أن غالب من ينتقد أحاديث الصحيحين في هذا العصر لا يظهر منهم العمق العلمي والنفس الحديثي الذي يمكنهم من نقد أحاديث الصحيحين بموضوعية ونصفة وعدل!، ويظهر ذلك من خلال الخوض معهم في تفصيلات النقد الحديثي ودقائق العلل ولذا ربما قال بعضهم عن حديث أخرجه البخاري في صحيحه: فيه فلان ضعفه ابن حجر!! مغفلا جميع القرائن التي احتفت بالخبر والتي يراعيها كبار الأئمة خاصة صاحبا الصحيح، وربما سمعنا من بعضهم أن عددا من المحدثين- مثل: ابن عمار الشهيد، والدارقطني، وأبي مسعود الدمشقي، والغساني وغيرهم،- انتقدوا أحاديث في صحيحين فإذا سألتَ هذا القائل عن نوعية نقد هؤلاء الأعلام للأحاديث؟، وهل له أثر على الحديث صحة وضعفا؟ وهل يلزم منه الرد أو أنه راجع إلى الصناعة الحديثية؟ لا تجد في الغالب كلاما علميا يوثق به، بل يلقون مثل هذه الشبه بدون خوض في التفصيلات، وربما لا يعرف بعضهم اسم الكتاب الذي ألفه الناقد ولم يره في حياته، وهذه الصفة تغلب على العصرانيين ومقلديهم والمتأثرين بهم.
وهذه النقطة تجر إلى النقطة الثانية وهي:
2. أنه ينبغي أن يبين للمخالف أنّ دفاعنا عن الصحيحين ليس عاطفة وتقليدا محضا، أو دعوى أن صاحبي الصحيح معصومان-كما قد يظن البعض وربما صرح بعضهم!! سبحانك هذا بهتان عظيم، فأهل السنة ليس عندهم معصوم إلاّ الرسل والأنبياء في تبليغ الرسالة-، بل دفاعنا عن الصحيحين نتاج معرفتنا بواقع الكتابين ودقة المنهجية التي سلكها مؤلفا الكتاب، وشدة تحريهما في تحقيق شرطهما، والنقد التفصيلي يدل على هذا، بل ويدعو للإعجاب والثقة بهذين الكتابين حتى نالا لقب أصح الكتب بعد كتاب الله، وحظيا بقبول الأمة- بالجملة - ومما يدل على أهمية سلوك هذا المنهج في مناقشة الأحاديث المنتقدة أن بعض من يتبنى هذا التوجه يتفاجأ بهذه التفصيلات الدقيقة، ويصرح بأنه لأوَّل مرة يسمعها، وأن الذي تعلمه أن سبب التعظيم لهذين الكتابين التقليد
(يُتْبَعُ)
(/)
والعاطفة فحسب!.ومن نعم الله أنَّ الدراسات العلمية الدقيقة والموضوعية حول الصحيحين أثبتت هذا بجلاء، ومن خلال إشرافي على رسالة لأحد طلابي والتي بعنوان: «أحاديث الصحيحين التي أعلها الدارقطني في كتابه"العلل"وليست في"التتبع" من أول حديث أبي بكر الصديق إلى نهاية حديث أبي سعيد الخدري _جمع وتخريج ودراسة» تأكد لي أنّ جل الانتقادات منصبة على الصناعة الحديثية-بغض النظر عن أيهم المصيب- وأما المتون فهي صحيحة.
3. ومما أبينه هنا أنَّ للبخاريّ وكذلك مسلم عند تخريج الحديث نظرات عديدة أبرزها:
- نظرة في شيوخ الراوي.
- نظرة في تلاميذ الراوي.
- نظرةٌ في متن الحديث المراد تخريجه من حيث كونه في الأصول أو في المتابعات أو الشواهد ونحو ذلك، وهل هو في الأحكام أم في الرقاق.
وله في كل ذلك نكت حديثية دقيقة بديعة!، ومن هنا يُعلم أنّ وصفَ حديثٍ ما بأنه على شرط الشيخين أو شرط البخاري أو مسلم أمرٌ في غاية الصعوبة، وقد قال ابن الأخرم ـ وهو من كبار الحفاظ-: «قلَّ ما يفوت البخاري ومسلم حديث على شرطهما»، وقال ابنُ حجر: «وقرأتُ بخط بعض الأئمة أنه رأى بخط عبد الله بن زيادن المسكي قال: أملى على الحافظ أبومحمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي سنة خمس وتسعين وخمسمائة قال: نظرت إلى وقت إملائي عليك هذا الكلام فلم أجد حديثاً على شرط البخاري ومسلم لم يخرجاه إلا أحاديث:
1 - حديث أنس"يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة".
2 - وحديث الحجاج بن علاط لما أسلم.
3 - وحديث علي "لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع"»
النكت لابن حجر (1/ 313). ولابن عبد البر كلامٌ نحو هذا.
قال ابن عبد الهادي: «واعلم أن كثيرا ما يروي أصحاب الصحيح حديث الرجل عن شيخ معين لخصوصيته به ومعرفته بحديثه وضبطه له ولا يخرجون حديثه عن غيره لكونه غير مشهور بالرواية عنه ولا معروف بضبط حديثه أو لغير ذلك فيجيء من لا تحقيق عنده فيرى ذلك الرجل المخرج له في الصحيح قد روى حديثا عمن خرج له في الصحيح من غير طريق ذلك الرجل فيقول هذا على شرط الشيخين أو على شرط البخاري أو على شرط مسلم لأنهما احتجا بذلك الرجل في الجملة وهذا فيه نوع تساهل فإن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره فلا يكون على شرطهما» الصارم المنكي في الرد على السبكي (ص256)
4. ومما ينبغي التفطن له أنّ من منهج الإمامِ البخاريّ في الرواية عن شيوخه المتكلم فيهم أنْ ينتقي من أصولهم ما صحَّ من حديثهم، ومما يدل على ذلك:
- قول البخاريّ: ((كَانَ إسماعيلُ بنُ أبي أُويس إذا انتَخَبتُ مِنْ كِتابهِ، نَسَخَ تلك الأحاديثَ لنفسِهِ، وَقَالَ: هذه الأحاديثُ انتخبها مُحَمَّد بنُ إسماعيل مِنْ حَدِيثي)). انظر:"تاريخ بغداد" (2/ 19)، "تاريخ مدينة دمشق" (52/ 77).
- وقول البخاريّ أيضاً: قَالَ لي مُحَمَّد بنُ سَلاَم: انظرُ في كتبي فما وجدتَ فيها من خطأ فاضرب عليه كي لا أرويه، فَفَعلتُ ذلكَ. "تاريخ مدينة دمشق" (52/ 77)، "مقدمة فتح الباري" (ص483).
- قول الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (ص391): ((روينا في "مناقبِ البخاريِّ" بسندٍ صحيحٍ أنّ إسماعيلَ أخرج له أصوله، وأذن له أن ينتقي منها، وأنْ يعلمَ لهُ على ما يحدث به ليحدث به، ويعرض عما سواه، وهو مشعرٌ بأنَّ ما أخرجه البخاريُّ عنه هُو مِنْ صحيحِ حديثه لأنه كتب من أصوله، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا أن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه)).
-وقال أيضاً في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (1/ 288): ((الذينَ انفردَ بهم البخاريُّ ممنْ تُكُلمُ فيهِ أكثرهُمْ مِنْ شيوخهِ الذينَ لَقِيهم، وَعَرَفَ أحوالَهُم، وَاطلع عَلَى أحاديثهم فميّز جيدها مِنْ رديها بخلافِ مُسلم، فإنَّ أكثرَ مَنْ تفردّ بتخريجِ حَدِيثه ممن تُكُلمُ فيه مِنْ المتقدمين، وقد أخرج أكثر نسخهم كما قدمنا ذكره. ولا شكَ أنَّ المرءَ أشدّ معرفة بحديثِ شيوخهِ، وبصحيحِ حَدِيثهم مِنْ ضعيفه ممن تقدم عَنْ عصرهم)).
وقال نحوه في "مقدمة الفتح" (ص12). وانظر: "مقدمة الفتح" (ص387، 388، 413)، "فتح المغيث" (1/ 29).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك الانتقاء من منهج مسلم في صحيحه قال ابن القيم: «ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع حديث سئ الحفظ فالأولى: طريقة الحاكم وأمثاله والثانية: طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن والله المستعان»
قلتُ: وَمَنهجُ انتقاء ما صحَّ من مرويات المجروحين مما في أصولهم منهجٌ لكبار نقاد الحديث؛ ومما يدل على ذلك: قولُ البرذعيّ رأيتُ أبا زُرْعةَ يسيىءُ القولَ فيه-أي في سُوَيد بنِ سَعِيد- فقلتُ له: فأيش حَاله؟ قَالَ: أمَّا كُتُبهُ فَصِحَاحٌ، وكنتُ أتتبعُ أصولَهُ وَأكتبُ مِنْها، فَأمَّا إذا حدّثَ مِنْ حفظهِ فلا. سؤالات البرذعي (ص409).
ولابن القيم كلام متين في هذه المسألة قال فيه: «وربَّما يظنُّ الغالط الذي ليس له ذوق القوم ونقدهم أَنَّ هَذَا تناقض مِنْهُم، فإنهم يحتجون بالرَّجل ويوثقونه فِي موضع، ثم يضعِّفونه بعينه ولا يحتجُّون به فِي موضع آخر. ويقولون إن كَانَ ثقة وجب قبول روايته جملة، وإن لم يكن ثقة وجب ترك الاحتجاج به جملة. وهذه طريقة فاسدة مجمع بين أهل الحديث عَلَى فسادها، فإنهم يحتجُّون من حديث الرجل بما تابعه غيره عليه وقامت شهوده من طرق ومتون أخرى، ويتركون حديثه بعينه إذا روى ما يخالف الناس أوانفرد عنهم بما لا يتابعونه عليه. إذ الغلط فِي موضع لا يوجب الغلط فِي كل موضع والإصابة فِي بعض الحديث أو فِي غالبه لا توجب العصمة من الخطأ فِي بعضه ولا سيما إذا علم من مثل هذا أغلاط عديدة ثم روى ما يخالف الناس ولا يتابعونه عليه فإنه يغلب عَلَى الظن أو يجزم بغلطه. وهنا يعرض لمن قصر نقده وذوقه هنا عَنْ نقد الأئمة وذوقهم فِي هذا الشأن نوعان من الغلط ننبه عليهما لعظيم فائدة الاحتراز منهما:-
- أحدهما:- أن يرى مثل هذا الرجل قد وثق وشهد له بالصدق والعدالة أو خرج حديثه فِي الصحيح فيجعل كل ما رَواهُ عَلَى شرط الصحيح، وهذا غلط ظاهر فإنه إِنَّمَا يكون عَلَى شرط الصحيح إذا انتفت عنه العلل والشذوذ والنكارة وتوبع عليه فأما مع وجود ذَلِكَ أو بعضه فإنه لا يكون صحيحاً ولا عَلَى شرط الصحيح. ومن تأمل كلام البخاري ونظرائه فِي تعليله أحاديث جماعة أخرج حديثهم فِي صحيحه، علم إمامته وموقعه من هذا الشأن وتبين به حقيقة ما ذكرنا.
- النوع الثاني من الغلط:- أن يرى الرجل قد تكلِّم فِي بعض حديثه وضعِّف فِي شيخ أو فِي حديث فيجعل ذَلِكَ سببا لتعليل حديثه وتضعيفه أين وجد كما يفعله بعض المتأخرين من أهل الظاهر وغيرهم وهذا أَيْضَاً غلط فان تضعيفه فِي رجل أو فِي حديث ظهر فيه غلط لا يوجب التضعيف لحديثه مطلقاً. وأئمة الحديث عَلَى التفصيل والنقد واعتبار حديث الرجل بغيره والفرق بين ما انفرد به أو وافق فيه الثِّقَات. وهذه كلمات نافعة فِي هذا الموضع تبين كيف يكون نقد الحديث ومعرفة صحيحه من سقيمه ومعلوله من سليمه «ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورَاً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ» انتهى من كتاب الفروسية (ص242).
وانظر: "العلل الكبير" للترمذي (ص 394 تحقيق: السامرائي) "الجرح والتعديل" (5/ 147)، "زاد المعاد" (1/ 364)، "شرح علل الترمذي" (1/ 420)، "التنكيل" للمعلمي (1/ 123).
5. ومما ينبه عليه أنّ الأحاديث في الصحيحين على قسمين:
1 - قسم تكلم فيه أئمة الحديث وكبار النقاد سواء من حيث الصناعة الحديثية –وهو الغالب على كلام أئمة الحديث الذين لهم تعقبات وتتبعات على الصحيحين ممن تقدم ذكره- أو من حيث نقد بعض الأحاديث جملة-وهو قليل ونادر- أو من حيث نقد بعض الألفاظ فهذه سبيله النظر في الخبر وما أحتف به من قرائن ووجه النقد ومن ثمّ الموازنة، والترجيح، وكلّ حديث له نَظَرٌ خَاص، فكيفما دار طالب العلم دار على ملي، ومن أحيل على ملي فليتبع!. قال ابن حجر: «ينبغي لكل منصف أنْ يعلم أن هذه الأحاديث وإن كان أكثرها لا يقدح في أصل موضوع الكتاب فإن جميعها وارد من جهة أخرى، وهي ما ادَّعاه الإمام أبو عمرو بن الصلاح وغيره من الإجماع على تلقي هذا الكتاب بالقبول والتسليم لصحة جميع ما فيه، فإنَّ هذه المواضع متنازع في صحتها فلم يحصل
(يُتْبَعُ)
(/)
لها من التَّلقي ما حصل لمعظم الكتاب وقد تعرَّض لذلك ابن الصلاح في قوله "إلا مواضع يسيرة انتقدها عليه الدارقطني وغيره" وقال في مقدمة شرح مسلم له: ما أخذ عليهما يعني على البخاري ومسلم وقدح فيه معتمد من الحفاظ فهو مستثنى مما ذكرناه لعدم الإجماع على تلقيه بالقبول، انتهى.
2 - قسم لم يتكلم فيه أحد من أئمة الحديث المتقدمين وكبار النقاد فهذا القسم لا يقبل الكلام عليه من المعاصرين، ولو تأمل الأخ السائل عبارة الذهبي وهي قوله: «لولا هيبة الجامع الصحيح ... » فالذهبي على جلالته وبراعته في هذا الفن يقول مثل هذا، لمَّا لم يتبين له وجه إخراج البخاري لهذا الحديث لم يضعفه كما يفعل بعض المعاصرين، ومع ذلك أرى أن من يتكلم في الصحيحين من الأخوة الذين يريدون الحق ولكن عندهم نقص في دقائق الحديث أن يتلطف معهم ويرفق بهم ويعلمون ما تقدم ذكره، وتسهل لهم العبارة وتوضح لهم شروط صاحبي الصحيح وشيء من دقيق مسالكهما .. وهذا هو المطلوب، والهداية والتوفيق من الله.
إذا تبين ما تقدم سهل الإجابة عن هذا السؤال بعينه وهو تفرد البخاري بهذا الحديث وما نقله الأخ السائل-بارك الله فيه- من كلام حول هذا الحديث: وهنا لنا نظران:
-النظر الأوَّل:
تحقيق القول في حال خالد بن مخلد القطواني وهل هو ثقة أم لا أم فيه تفصيل؟ وكيفية رواية البخاري عنه؟ وكم روى له، ومن هم شيوخه وتلاميذه الذين اعتمدهم في الرواية عنه؟ وهل هو من شيوخه الذين ميز أحاديثهم أم لا؟ وما هو السر في أنّ البخاري يروي عنه مباشرة وأحيانا يروي عنه بواسطة؟! فيلاحظ عناية البخاري بالرواية عنه، فمثل هذه الأسئلة الافتراضية تخدم الكلام على هذا الحديث وتؤدي إلى إجابات علمية موضوعية.
وتحقيق القول في خالد بن مخلد أنه من كبار شيوخ البخاري الذين ميز حديثهم من خلال كتبهم أو من خلال موافقتهم للثقات أو من خلال استقامت المتون التي يرويها، وأنه –بالجملة-صدوق، ولكنه في روايته عن سليمان بن بلال متقن، رمي بالتشيع وله بعض المنكرات خاصة عن الإمام مالك، ولكن لم يذكر أحد من المتقدمين هذا الحديث من منكراته، يراجع الكامل لابن عدي (3/ 34).
قال الذهبي: «خالد بن مخلد القطواني من شيوخ البخاري صدوق إن شاء الله».
وهاهنا أمر في غاية الأهمية في هذه المسألة وهو أنه يلاحظ أن البخاري أكثر من الرواية عن خالد بن مخلد القطواني عن شيخه سليمان بن بلال دون غيره، وهو شيخه في هذا الحديث المنتقد، مما يدل على عناية خالد بن مخلد بمرويات شيخه سليمان، وتأمل هذه النصوص النفيسة التي لم يتفطن لها بعض المعاصرين ممن تكلم على الحديث، قال ابن رجب: «ومنهم-أي من الضرب الثاني من حدث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم وحدث عن غيرهم فلم يحفظ - خالد بن مخلد القطواني، ذكر الغلابي في تاريخه قال: القطواني يؤخذ عنه مشيخة المدينة وابن بلال فقط، يريد سليمان بن بلال، ومعنى هذا أنه لا يؤخذ عنه إلا حديثه عن أهل المدينة وسليمان بن بلال منهم لكنه أفرده بالذكر» شرح علل الترمذي (2/ 776).
وقال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي في الرد على السبكي (1/ 256): «فإن صاحبي الصحيح لم يحتجا به إلا في شيخ معين لا في غيره؛ فلا يكون على شرطهما، وهذا كما يخرج البخاري ومسلم حديث خالد بن مخلد القطواني عن سليمان بن بلال وعلي بن مسهر وغيرهما، ولا يخرجان حديثه عن عبد الله بن المثنى، وإن كان البخاري قد روى لعبد الله بن المثنى من غير رواية خالد عنه».
وهذه الجملة التي ذكرتها تحتاج إلى صفحات لبيانها ونقل أقوال العلماء فيها، ولكن أكتفي بنصوص يسيرة تدل على ما ورائها:
-قال ابن حجر: «خالد بن مخلد القطواني الكوفي أبو الهيثم، من كبار شيوخ البخاري، روى عنه، وروى عن واحد عنه!.
قال العجلي: ثقة فيه تشيع، وقال ابن سعد: كان متشيعا مفرطا، وقال صالح جزرة: ثقة إلا أنه كان متهما بالغلو في التشيع، وقال أحمد بن حنبل: له مناكير، وقال أبو داود: صدوق إلا أنه يتشيع، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلتُ: أما التشيع فقد قدمنا أنه إذا كان ثبت الأخذ والأداء لا يضره؛ لا سيما ولم يكن داعية إلى رأيه، وأما المناكير فقد تتبعها أبو أحمد بن عدي من حديثه وأوردها في كاملة وليس فيها شيء مما أخرجه له البخاري، بل لم أر له عنده من أفراده سوى حديث واحد، وهو حديث أبي هريرة (من عادى لي وليا) الحديث» مقدمة الفتح (ص400)، والذي يقوى عندي أن رواية المبتدع مقبولة مطلقا حتى لو كان داعية.
-قال المعلمي: «أقول: في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): (قال محمد بن إسماعيل: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً) والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله (لا أروي عنه) أي بواسطة،وقوله (وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة. وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه. فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [بن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه ... )) انتهى كلام المعلمي من التنكيل وهو كلام في غاية الجودة.
قلتُ: والأمر في شريك بن عبد الله بن أبي نمر أخف لأنه أوثق من خالد فلا نطيل الكلام عليه.
-النظر الثاني:
في متن الحديث فهذا المتن أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع، ومثل هذه المتون لا يتشدد فيها المحدثون بخلاف أحاديث العقائد أوالحرام والحلال، مع وجود شواهد للحديث وإن كانت ضعيفة، قال ابن رجب: «وقد روى هذا الحديث من وجوه أخر لا تخلو كلها عن مقال ورواه عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة مولي عروة ابن الزبير عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من آذي لي وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلى عبد بمثل أداء فرائضي وإن عبدي ليتقرب إلى بالنوافل ... » جامع العلوم والحكم (ص358).
قال ابن حجر: «ولكن للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلا منها: عن عائشة أخرجه أحمد في الزهد وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد من طريق عبد الواحد بن ميمون عن عروة عنها، وذكر ابن حبان وابن عدي أنه تفرد به، وقد قال البخاري: إنه منكر الحديث، لكن أخرجه الطبراني من طريق يعقوب بن مجاهد عن عروة، وقال: لم يروه عن عروة إلا يعقوب وعبد الواحد، ومنها عن أبي أمامة أخرجه الطبراني والبيهقي في الزهد بسند ضعيف، ومنها عن علي عند الإسماعيلي في مسند علي، وعن ابن عباس أخرجه الطبراني وسندهما ضعيف، وعن أنس أخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني وفي سنده ضعف أيضا، وعن حذيفة أخرجه الطبراني مختصرا وسنده حسن غريب، وعن معاذ بن جبل أخرجه ابن ماجة وأبو نعيم في الحلية مختصرا وسنده ضعيف أيضا، وعن وهب بن منبه مقطوعا أخرجه أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية، وفيه تعقب على ابن حبان حيث قال بعد إخراج حديث أبي هريرة: لا يعرف لهذا الحديث إلا طريقان يعني غير حديث الباب وهما هشام الكناني عن أنس وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلاهما لا يصح» فتح الباري (11/ 341).
وأمّا غرابة لفظه فلم يتبين لي وجه ذلك بدقة، فالبخاري وغيره صححوا الحديث ويلزم من ذلك-هنا-صحة المتن، ثمّ الغرابة في هذا شيء نسبي تقوم في أذهان بعض الناس دون آخرين، فربما استغربتَ معنى ما في حديث لم يتبين لك وجهه، بينما غيرك بان له المعنى بوضوح ومن طالع كتب شروح الحديث وجد هذا جليا، فعالم يستشكل مسألة ما، والآخر يستغرب هذا الاستشكال ويبين أنه ليس مشكلاً .. وهكذا، والخطير في هذه المسألة ما وقع في هذا العصر من بعض المسلمين المنهزمين حيث ردوا بعض النصوص الثابتة لأنها لم توافق عقولهم .. ولست أدري هل هناك عقل بشري كمدلول مطلق نحتكم إليه؟! .. هناك عقلي وعقلك وعقل فلان وعلان وهذه عقول متفاوتة واقعة تحت مؤثرات شتى علمية .. ومكانية .. وزمانية .. وغيره ا .. ففتح هذا الباب بدون مراعاة الضوابط التي سار عليها سلفنا الصالح أئمة الحديث ونقاده أمر بالغ الخطورة، وله أثر سيء في الأمة، نسأل الله السلامة والعافية.
وقد قلتُ في كتابي
(إِشْكَالٌ وَجَوَابُهُ-في حَدِيثِ أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان-):
«إنّ كثيراً من هذه الإشكالات التي تورد على الأحاديث الصحيحة في هذا العصر إنّما هي إشكالات تعرض نتيجةً لضعفِ التسليم لله ولرسوله ?، أولقلة العلم، أولضعف الديانة، أو لنصرة مذهب وقول، وكلما بعد الزمان أثيرت شبهات وإشكالات متوهمة لم تكن عند السلف الصالح وهذا مصداق لقوله ?: (لا يَأْتِي زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ)»
وقد علق المعلمي على حديث من (من عادى لي وليا) فقال: «هو من جملة الأحاديث التي تحتاج ككثير من آيات القرآن إلى تفسير، وقد فسره أهل العلم بما تجده في الفتح وفي الأسماء والصفات ص 345 - 348 وقد أومأ البخاري إلى حاله فلم يخرجه إلا في باب التواضع من كتاب الرقاق»، وقال أيضاً - تعليقا على قول أبي رية ((ومن له حاسة شم الحديث يجد في هذا الحديث رائحة إسرائيلية)) -: «أقول: قد علمنا أن كلام الأنبياء كله حق من مشكاة واحدة، وأن الرب الذي أوحى إلى أنبياء بني إسرائيل هو الذي أوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم. ولو جاز الحكم بالرائحة لما ساغ أدنى تشكك في حكم البخاري لأنه أعرف الناس برائحة الحديث النبوي، وبالنسبة إليه يكون أبو رية اخشم فاقد الشم أو فاسدة» الأنوار الكاشفة (ص193).
ومما تقدم يعلم أنَّ الكلام على أحاديث الصحيحين ليس من السهولة لمن لم يستفرغ وسعه في البحث والتنقيب والتتبع، مع سؤال الله دائما أن يعلمه ويفهمه، ويبعد عنه حب الشهرة والثناء والتصدر، والولع بالغرائب والشواذ من الأقوال، ففي معرفة العلم البين الواضح الذي ورثه لنا سلفنا الصالح كفاية وغنية، والله المستعان.
منقول عن الدكتور علي بن عبدالله الصياح.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[13 - Sep-2008, صباحاً 02:01]ـ
- قسم لم يتكلم فيه أحد من أئمة الحديث المتقدمين وكبار النقاد فهذا القسم لا يقبل الكلام عليه من المعاصرين، ولو تأمل الأخ السائل عبارة الذهبي وهي قوله: «لولا هيبة الجامع الصحيح ... » فالذهبي على جلالته وبراعته في هذا الفن يقول مثل هذا، لمَّا لم يتبين له وجه إخراج البخاري لهذا الحديث لم يضعفه كما يفعل بعض المعاصرين، ومع ذلك أرى أن من يتكلم في الصحيحين من الأخوة الذين يريدون الحق ولكن عندهم نقص في دقائق الحديث أن يتلطف معهم ويرفق بهم ويعلمون ما تقدم ذكره، وتسهل لهم العبارة وتوضح لهم شروط صاحبي الصحيح وشيء من دقيق مسالكهما .. وهذا هو المطلوب، والهداية والتوفيق من الله.
وهاهنا أمر في غاية الأهمية في هذه المسألة وهو أنه يلاحظ أن البخاري أكثر من الرواية عن خالد بن مخلد القطواني عن شيخه سليمان بن بلال دون غيره، وهو شيخه في هذا الحديث المنتقد، مما يدل على عناية خالد بن مخلد بمرويات شيخه سليمان، وتأمل هذه النصوص النفيسة التي لم يتفطن لها بعض المعاصرين ممن تكلم على الحديث، قال ابن رجب: «ومنهم-أي من الضرب الثاني من حدث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثهم وحدث عن غيرهم فلم يحفظ - خالد بن مخلد القطواني، ذكر الغلابي في تاريخه قال: القطواني يؤخذ عنه مشيخة المدينة وابن بلال فقط، يريد سليمان بن بلال، ومعنى هذا أنه لا يؤخذ عنه إلا حديثه عن أهل المدينة وسليمان بن بلال منهم لكنه أفرده بالذكر» شرح علل الترمذي (2/ 776).
وأمّا غرابة لفظه فلم يتبين لي وجه ذلك بدقة، فالبخاري وغيره صححوا الحديث ويلزم من ذلك-هنا-صحة المتن، ثمّ الغرابة في هذا شيء نسبي تقوم في أذهان بعض الناس دون آخرين، فربما استغربتَ معنى ما في حديث لم يتبين لك وجهه، بينما غيرك بان له المعنى بوضوح ومن طالع كتب شروح الحديث وجد هذا جليا، فعالم يستشكل مسألة ما، والآخر يستغرب هذا الاستشكال ويبين أنه ليس مشكلاً .. وهكذا، والخطير في هذه المسألة ما وقع في هذا العصر من بعض المسلمين المنهزمين حيث ردوا بعض النصوص الثابتة لأنها لم توافق عقولهم .. ولست أدري هل هناك عقل بشري كمدلول مطلق نحتكم إليه؟! .. هناك عقلي وعقلك وعقل فلان وعلان وهذه عقول متفاوتة واقعة تحت مؤثرات شتى علمية .. ومكانية .. وزمانية .. وغيره ا .. ففتح هذا الباب بدون مراعاة الضوابط التي سار عليها سلفنا الصالح أئمة الحديث ونقاده أمر بالغ الخطورة، وله أثر سيء في الأمة، نسأل الله السلامة والعافية
بارك الله في الشيخ الدكتور فقد لخص الكلام في كل ما دار فيه النقاش كأنه معنا و نقل جد موفق و ذكي أخي محب ابن تيمية .... وهذا هو ما ينتج حين يتكلم في العلوم أهلها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 01:53]ـ
عذراً لتأخرى فى الرد نظراً لظروف ألمت بى
لذلك نرجوا منك عدم طرح ما عزمت على طرحه
أى أنك تريد منا أن ندفن رؤوسنا فى الرمال و ألا نسأل و ألا نحاول أن نتعلم أين الحق
وأنصحك بإتقان هذا الفن على أحد العلماء
وإذا أشكل عليك أي حديث من أحاديث الصحيحين فاسأل عنه أهل العلم فإن الحق عليه نور والحق قائم بالعلماء وهم قائمون به فلا تظن أن الحق ضائع بينهم
ولكنك عافاك الله أغفلت أن الفائدة هنا أعم و اكبر , بطرحى القضية على الشبكة فتقام نقاشات علمية فيعرف أين الحق (سواء كان ضد رأيى أو غير ذلك) بدلاً من أن أسأل شيخاً فيجيبنى بينه و بينى , فالعلم ليس سراً
ثم أنك لو أردت حقاً مصلحة العلم و أردت أن تنمى علمى و تدلنى على خير طرق العلم لكنت بدلاً من إقتراحك هذا لطلبت منى أمراً أكثر مناسبة لأحوال الحياة , فأنت تعلم أن الحياة مشاكلها و مشاغلها كثيرة , و أن العلماء الذين يحكمون على الحديث وفق منهج القدامى و العلل مع عدم إغفال إعمال المنطق فى شرح المتون هم قلة , و البحث عن عالم منهم و لا يخطئ كثيراً أونستطيع الثقة فى علمه أمر فى غاية الصعوبة لدينا فى مصر , و يتطلب وقت مثل معظم العمر عند معظم الناس , ألا ترى أن فى ذاك العجز كله عن التحصيل
بدلاً من هذا كنت تدلنى إلى موقع لعلماء عباقرة فيهم ما ذكرته لك فى الفقرة السابقة من منهج علمى سليم ولا أصح منه .... صحيح: ما أيسر الكلام لمن ليس فى قلب النار
الأولى: أن نقد السند يحتاج إلى علم خاص فليس لكل من هب ودب أن يتكلم في علم العلل وعلى العاقل أن يحترم تخصصه كما لا يحب من يتكلم في علمه الذي تخصص فيه بغير علم
صدقت
فمن لا يعرف حكم التدليس ومنزلة شعبة من روايات المدلسين وذهب يدرس أحاديث الصحيحين هو بمنزلة ذاك المعترض على جماعة الرياضيين
ومن قال لك أنى لا أعلم؟ , إنما أنا أحكم العقل فى مسألة طبقات المدلسين هذه محاولاً قدر الإمكان عدم الخروج عن منهج العلماء إلا إذا تبين بشكل واضح قوى عدم منطقية بعضه أو وجود إستثناءات منه , و هذا لا عيب فيه عند أى عاقل , لذا طرحت التساؤل المنطقى الذى لم يجاب حتى الآن منكم جميعاً:
ولكن بالله عليك أليست مسألة طبقات المدلسين هذه تحتمل الإستثناء؟!
بمعنى آخر: هل يشترط أن قتادة أو غيره فى كل مرة دلس فيها كان تدليسه آمناً للدرجة التى حددها العلماء؟! ,
أليس العقل يقول أن التدليس هو التدليس والإرسال كذلك وأن المدلس مثلما يكون غير دقيق فى تدليسه (و هذا خطأ علمى منه) قد يكون غير دقيق فى إختيار من يدلس عنه؟! أو الحالة التى يدلس فيها؟! لهذا أنا قلت: لا يحتمل روايته دون التصريح بالسماع لأنه مدلس , و أطلقتها هكذا
فما الرد المنطقى على هذا التساؤل الذى أظنه فى محله
,إن العلماء أنفسهم حينما إبتكروا علم الحديث إعتمدوا على العقل و المنطق غالباً, و أحياناً خالفوه مثلما فعلوا فى بعض قواعد نقد الرجال و الجرح (و هذا لا يخفى على دارس جيد لعلوم الحديث) و لهذا إختلفوا حول الكثير من القواعد العلمية , فما الذى يلزمنى ألا أحكم عقلى بخصوص السؤال سالف الذكر؟!!
وثانيا ليس في كلامي وكلام الإخوة تعجيزك والحجر على عقلك وتفكيرك ودس قريحتك في التراب
نعم , هذا واضح بدليل تسرعكم فى مهاجمة شخصى قبل أن أن تفهموا منطق حجتى مثلما فعلت يا أخى حين أهملت الرد على مسألة تساؤلى السالف الذكر و إتهمتنى أنى لا أعرف عن التدليس ما يجب أن أتعلمه , هذا يمكن التسامح فيه , و لكن مالا يمكن قبوله و هو الأخطر من ذلك وهو رفضكم مجرد محاولة نقاش و توضيح تلك الأحاديث بشكل علمى و هو كل ما دعوت إليه , و رفضك أنت على الأخص فتح موضوع خاص لبيان ما أشكل على فيها , فكيف أعلم إذن أنى على باطل أو لا أفهم الحديث الفلانى إلا إذا بينت لى مثلما قال الأخ أبو الأسود
إنما أدعو للجمع بين منهج العلم و منطق العقل , وليس الخروج عن المنهج أو تقويضه , وكشأن أى داعية لفكر مرن و لأنه جديد: وجدت وابلاً من الهجمات التى لا طائل منها و لا مبرر لها
فكيف تقول أنكم لا تحاربون إعمال العقل , بل أنتم تدمرون مصلحة السنة الشريفة فى تنقيتها أو تثبيت بعض ما بها مما ننتقده
وقد تقرر من غير وجه أن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح
و هذا ما قلته قبلك حين قلت سابقاً:
إنما ندعو للوصول للحق الذى فيه كل المصلحة الشرعية و لا تعارض بين الدين و العلم بثوابتهما و بين الحق (الحقيقة)
وقلتُ أيضاً:
أنا حينما أدعو لإستخدام العقل و العلم سوياً - وهما لا يتعارضان إلا عند من يصر على التقليد الأعمى و الإستمرار على الخطأ - فأنا لا أقصد أن يطبق ذلك على الصحيحين و حدهما بل ياليت ذلك يعم كل المرويات حتى فى التاريخ
أما قولكم يا أخى الفاضل:
وحق الابداع محفوظ في الشرع لكن ينبغي أن يكون إبداعا كاسمه لا سطحية في التفكير وترك للتدقيق والتحقيق
((عفواً فالصواب: (فى الإجتهاد والبحث العلمى و الفقهى) أما (الشرع) الثابت فمن الثوابت.))
و هذا الإبداع و التفكير المنطقى العلمى للوصول للحق هو ما دفعنى لسؤالى فى مسألة طبقات المدلسين فلمَ لم تردوا؟ , وهومحاولة للتعمق فى النظر فى " قواعد التدليس و قبوله " وليس لهدم المنهج العلمى (مجرد سؤال للوصول للحق)
وثالثا فإن نقد المتن منهج مطروق عند العلماء لكنه أصعب وأدق من نقد السند وبينهما ترابط وفيه قواعد وأصول وقرائن ومناهج متقدمة ومتأخرة ومعاصرة فهو علم مستقل صعب المرتقى
يا أخى إن كنت تعلم -أو أى من الاخوة- أفضل الكتب أوالأبحاث فيه و التى تناولت بالتفصيل توضيح مشكل الأحاديث المشكلة فى معانيها, فلما لا تذكرها لنا أو تدلنا على كيفية الوصول إليها و تحميلها , وهذا الطلب هو الذى وبخنى البعض بسببه و كأن طلب العلم هكذا جريمة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 02:38]ـ
الاشكال هل هو نابع من نقص في دراسة هذا الفن او هو نابع من جدال الاقباط وكثرت الشبه فالتكلم في هذا الفن لايكون الا من اهله والغير المتمرس لا يمكن ان يستفيد من جهود الاخوة الم يكن على اطلاع مسبق بمهمات المصطلح وعلم العلل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الفاضل -عفا الله عنا وعنك-
بل هو نابع من الرغبة للوصول للحق , و مالم يفهمه الجميع حتى الآن أنى أسأل بقدر أكبر بكثير من النقد, بمعنى أنى أحاول أن أعرف الحق الذى يوضح تلك الأحاديث , هى محاولة للفهم أكثر منها للنقد , فلا أدرى هل أسلوبى فى عرض الفكرة غير واضحاً فى تلك النقطة مع أنى كررت مراراً أموراً مثل أهمية التوضيح و بيان المشكل , أم العيب فى تسرع الإخوة حينما ظنوا أنى أحكم على تلك الأحاديث ولست أدعو لتوضيحها؟!!
فهل المشكك أو المبتدع أو الرافضى سيدعو للجمع و بيان المشكل الذى قد يفضح ما يحاول ستره من صحة تلك الأحاديث المنتقدة منه؟
لما لا نعمل عقولنا فيما نرى و نسمع بدلاً من توزيع الإتهامات بالجهل و إتباع الهوى أو المبتدعين , و لا ينقص سوى تكفيرى الذى أتوقعه فى مثل مجالات النقاش هذه التى يكون الدافع الأول فيها غالباً (ولا أعمم) الهوى المتحيز لفكرة يتعصب كلا المتجادلَيْن لها ولا يحيد عنها من يتبين له خطؤه فيها .. وهذا ما أهلك أمتنا و أوقعها فى الفتن , وما قد يقضى عليها .. فتدبروا عافاكم الله و تأكدوا أن تكون نيتكم الوصول للحق أو الدفاع عنه بصفته الحق لا بصفته هوى أو معتقد شخصى جامد ,
فإذا تبين لكم أن ما عشتم سنين وسنين تؤمنون بصلابته هو أرخى من الرمال فلا تكابروا و إعترفوا بالحق لمصلحة الدين و علمه و الأمة
ألم تروا إلى (تشجيعى) للرد على بعض ما إنتقدت وهذا (التشجيع) فى المشاركةالتالية:
Pm 02:02
إسلام سالم
رد: حديث: من عادى لي وليا في البخاري هل هو ضعيف
اقتباس:_______________________ ____________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطيني مشاهدة المشاركة
يارعاك الله وغفر لك وسلك بك طريق العلم والتحقيق
ما الإشكال في هذه اللفظة؟!!
وقعت فيما حذرتك منه
نبهتك على فهم الحديث وكلام العلماء والتوفيق والجمع ووو ...
أنظر هذا كلام الشراح للحديث:
قال النووي في شرح مسلم 125/ 17:
أما قوله صلى الله عليه و سلم فى أصحابى فمعناه ...
______________________________ ________
شكرا لك ... بارك الله فيك ... و هذا هو عين ما أبغيه أن تفسروا لى الأمور على نحو علمى
و لكن لى ملاحظات فأنا أرجو ممن يضع أى رواية أن يخرجها بشكل موسع قدر الإمكان مثل رواية العقبة هذه التى ذكرتها هنا
فهل هذا أسلوب مشكك أو مجادل من أجل الهوى أو من يحاولون تقويض السنة أو الصحيحين
فليُعمِل الجميع عقولهم و لا نرفض كل ما هو جديد متأثرين بحداثته , مثل الدعوة لإعادة البحث فى درجات الحديث بمنهج القدامى فى الحكم بالعلل و جمع الطرق و مقارنتها و تحليل أسانيدها .. إلخ .. , متضمناً نقد المتون معه
وياليت العلماء الكبار الفاهمون فى العلل , و المتخصصون يقومون به و ياليتنى تتاح لى الفرصة لعرض الفكرة بشكل تفصيلى على مجموعة من العلماء الأجلاء لعل الله يكرم العلم الصحيح و يكرمنا بسعيهم المبارك فى ذلك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 05:18]ـ
/// الجواب عما ذكرت في مسألة التدليس يعرفه صغار الطلبة إذا كان طلب هذا الفن على الطريقة الصحيحة
لأن عنده ثوابت تنهار أمامها جميع الشبهات حتى لو كانت معاصرة جديدة لم تمر عليه من قبل
/// لكن لن أجيبك ولن يسترسل معك الإخوة إن شاء الله
هل تدري لماذا؟
لأنهم يعلمون أن العلم لا يتأتى هكذا وتعلمك لهذا الفن وحلّ إشكالاته لن يأتي بهذه الطريقة
ولا يمكن أن يكون بهذه الطريقة وهذه الطريقة لن تخرج إلا من ضره أقرب من نفعه
هذه الطريقة التي تسلكها هي التعلم عن طريق طرح الإشكالات والشبه من غير تأصيل مسبق أو معرفة بمواطن الإجماع والخلاف في مسائل الفن ومن غير تعلم وإتقان لمباديء الفن وأصوله
فإذا انحل لك الإشكال بغلبة المناظرة ولحن القول انتقلت لغيره وإلا شككت وطعنت بهذا العلم وأهله
ويكون الحق شيئا آخر لم تشم رائحته ولم تقربه
/// لا تأتي للعلم من فوق فإنك إن أتيته من فوق غلبك ولم تستطعه وبقيت في الخارج
أوجه لك هذه النصائح إذا كنت طالبا للحق مستنصحا متعلما
أما إذا كنت من أصحاب تلك الأفكار التي يعرفها الجميع فلن ينفعك هذا الكلام
وأنصحك ألا تتعب نفسك
فالذي سخر آلاف المحدثين لعد حروف كلمات الشارع (ص) وتمييزها عن غيرها لن يعجز عن تسخير من يحمي أحاديث كاملة من التشكيك
على كل فنحن نحسن بك الظن ونعدك من الصنف الأول لذلك اعمل بما نصحك به الإخوة واطلب هذا العلم كما يطلبه أهله وسينحل لك أي إشكال يعترضك
/// الخلاصة أننا أعرضنا عن الإجابة عما تطرحه لأن معرفة الحق وتعلمه لا يتأتى بهذه الطريقة
/// وبما أنك من مصر فاذهب واستنصح أهل العلم فيها كالشيخ طارق عوض الله والحويني وغيرهما
/// وأظن أنك قلت ما عندك ولن تأتي بجديد وقد اتضحت لك الأمور لذلك أستميحكم عذرا في إغلاق الموضوع لأنه أخذ حقه
ولأن علاج هذه المسائل لا يتأتى بهذه الطريقة(/)
الدفاع عن حديث الجارية "النسخة الجديدة"
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 09:53]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذه النسخة الجديدة من الدفاع عن حديث الجارية
وهي تتميز عن القديمة بأنها
مرتبة
والنظائر فيها مجتمعة
وفيها فوائد كثيرة جديدة
والأخطاء اللغوية والنحوية فيها إن وجدت فهي أقل بكثير من القديمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144280
http://moon-up.com/download.php?filename=53196da9 70.zip(/)
كيف يُرد على من يستدلون على صحة عقيدتهم بهذا الحديث [لتفتحن القسطنطينية]
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 07:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخواني في الله ..
أحببت أن أطرح بين أيديكم هذ المسألة وفي هذا المنتدى المبارك الذي يجمع مجموعة من طلاب العلم الأكارم والمتميزين احسبهم كذالك والله حسيبهم.
والأشكال:
جاء عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قوله:
[لتفتحن القسطنطينية، فنعم الأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش]
وفي إحدى المرات وقع بين يدي كتاب لأحد الماتريدية فوجدته يستدل بهذا الحديث على صحة مذهبه وعقيدته لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم من تزكية في الحديث وكذالك وجدت هذا في مواقعهم.
فبحثت عن تخريج الحديث فوجدت أن الشيخ العلامة الألباني رحمه الله يضعفه، ولو أستشهدت بهذا التضعيف سيُقال بأن الألباني سلفي وضعفه لينتصر لمذهبه إلى غير ذالك من أقوال من يخالفه في العقيدة.
فسؤالي
هل هناك من ضعف الحديث من أئمة السلف؟
وثانيا لو صح الحديث فما هو الموقف منه؟
أتمنى إني وفقت في طرح الموضوع
وجزاكم الله خير
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 09:04]ـ
و ما دخل الماتريدية؟
هل تقصد أن المستدل بها على صحة مذهبه هو من رعايا الدولة التركية و هو ليس سليم العقيدة؟ ربما هذا قصدك
علماً أن فتح القسطنطينة الذي يكون في آخر الزمان قال شيخنا عبد الله السعد ورد أن فاتحيها يكونون من بني إسماعيل أي من العرب، ثم إن ذلك يكون زمن الملاحم في آخر الزمان و عند ظهور المهدي، بل بعدها يظهر الدجال، و إن كان محمد الفاتح فتحها فليس هو الفتح الوارد في الحديث عند الشيخ السعد، و كونه فتحها لا يلزم منه صحة مذهب الماتريدية و لا غيرهم
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 09:28]ـ
و ما دخل الماتريدية؟
وفقك الله اخي صاحب النقب
الذي فتحها هو محمد الفاتح
وهو ماتريدي
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 10:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الحديث أخي الكريم ضعفه من جهة إسناده أيضا شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (18977) وقال: إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن المغيرة المعافري ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
و الحديث أخرجه:أحمد، والبخارى فى التاريخ (2/ 81، ترجمة 1760 بشر الغنوى)، وابن خزيمة، والبغوى، والباوردى، وابن السكن، وابن قانع، والطبرانى، وأبو نعيم، والحاكم كلهم عن عبيد الله بن بشر الغنوى عن أبيه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 10:28]ـ
بارك الله فيكم. وحتى على فرض صحته فليس لهم فيه حجة! فما دليلهم على أن محمدا الفاتح كان ماترديا؟ ان فرضنا صحة سند هذا الحديث الذي فيه التزكية، فما صحة سندهم هم على أنه كان ماترديا رحمه الله؟؟ هذه واحدة! والثانية، أن النبي صلى الله عليه وسلم اذا زكى قوما أو أفرادا فالتزكية فيها تفصيل، لا يؤخذ منها تزكية عامة بالضرورة ما لم يكن لفظها عاما! فهو لم يقل نعم العبد، مثلا، وانما قال نعم الأمير! ولما قال عليه السلام "الايمان يمان" فهل معنى ذلك أن كل أهل اليمن ايمانهم صحيح وعقيدتهم مستقيمة، أو أن الايمان يقتصر عليهم ولا يوجد في غيرهم؟؟ كلا! بل لا يزال فيها المنافقون والمبتدعة والمنحرفة والعلمانيون والملاحدة كذلك، كما هو شأن غالب البلاد .. وانما يدل على أن فيها من خيرة مؤمني الأمة جمع كبير، لهم ميزة في ايمانهم! وفي الحقيقة وعند تأمل سيرة محمد الفاتح رحمه الله والقيادة الفذة التي قاد بها فتح القسطنطينية، والأفكار غير المسبوقة التي ألهمه الله اياها في ذلك الأمر، فلعله لو صح الحديث من جهة السند، فانه ينطبق في تزكية محمد الفاتح من جهة امارته وقيادته للفتح وللغزو وكونه قد صار مضربا للمثل في قيادة الغزوات والتخطيط العسكري، رحمه الله!
أما العقيدة الماتردية فلو فرضنا أنه كان متلبسا ببعضها كما تقول انهم يزعمون، فلعله كان متأولا أو كان جاهلا أو كان معذورا، أو رجع عنها قبل موته .. والاحتمالات لا تنحصر .. وحتى هذا لا يحتاج الى أن نتكلفه في الرد على استدلالهم هذا لأن التزكية كما هو ظاهر، ان صحت، فليست عامة فيه وانما في قيادته رحمه الله تحديدا، والله أعلى وأعلم.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الحديث أخي الكريم ضعفه من جهة إسناده أيضا شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (18977) وقال: إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي فقد انفرد بالرواية عنه الوليد بن المغيرة المعافري ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان.
و الحديث أخرجه:أحمد، والبخارى فى التاريخ (2/ 81، ترجمة 1760 بشر الغنوى)، وابن خزيمة، والبغوى، والباوردى، وابن السكن، وابن قانع، والطبرانى، وأبو نعيم، والحاكم كلهم عن عبيد الله بن بشر الغنوى عن أبيه.
جزاك الله خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:22]ـ
بارك الله فيكم. وحتى على فرض صحته فليس لهم فيه حجة! فما دليلهم على أن محمدا الفاتح كان ماترديا؟ ان فرضنا صحة سند هذا الحديث الذي فيه التزكية، فما صحة سندهم هم على أنه كان ماترديا رحمه الله؟؟ هذه واحدة! والثانية، أن النبي صلى الله عليه وسلم اذا زكى قوما أو أفرادا فالتزكية فيها تفصيل، لا يؤخذ منها تزكية عامة بالضرورة ما لم يكن لفظها عاما! فهو لم يقل نعم العبد، مثلا، وانما قال نعم الأمير! ولما قال عليه السلام "الايمان يمان" فهل معنى ذلك أن كل أهل اليمن ايمانهم صحيح وعقيدتهم مستقيمة، أو أن الايمان يقتصر عليهم ولا يوجد في غيرهم؟؟ كلا! بل لا يزال فيها المنافقون والمبتدعة والمنحرفة والعلمانيون والملاحدة كذلك، كما هو شأن غالب البلاد .. وانما يدل على أن فيها من خيرة مؤمني الأمة جمع كبير، لهم ميزة في ايمانهم! وفي الحقيقة وعند تأمل سيرة محمد الفاتح رحمه الله والقيادة الفذة التي قاد بها فتح القسطنطينية، والأفكار غير المسبوقة التي ألهمه الله اياها في ذلك الأمر، فلعله لو صح الحديث من جهة السند، فانه ينطبق في تزكية محمد الفاتح من جهة امارته وقيادته للفتح وللغزو وكونه قد صار مضربا للمثل في قيادة الغزوات والتخطيط العسكري، رحمه الله!
أما العقيدة الماتردية فلو فرضنا أنه كان متلبسا ببعضها كما تقول انهم يزعمون، فلعله كان متأولا أو كان جاهلا أو كان معذورا، أو رجع عنها قبل موته .. والاحتمالات لا تنحصر .. وحتى هذا لا يحتاج الى أن نتكلفه في الرد على استدلالهم هذا لأن التزكية كما هو ظاهر، ان صحت، فليست عامة فيه وانما في قيادته رحمه الله تحديدا، والله أعلى وأعلم.
أخي المبارك أبو الفداء
جزاك الله خير على هذه الإضافة الطيبة
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:01]ـ
للفائدة بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:17]ـ
كونه ماتريدياً ليس بعيداً فهي العقيدة الغالبة على الأصقاع التي نشأت فيها الدولة العثمانية ..
وعلى كل حال فالثابت أنه كان صوفياً قبورياً وهذا أعظم من مجرد كونه ماتريدياً رحمه الله وعفا عنه ..
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:25]ـ
يقال له أثبت أولا أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك ثم ناقش في مدلول الحديث
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 10:40]ـ
لو امنا جدلاً بان الحديث صحيح وان محمد الفاتح كان ماتريدياً
بامكاننا ان نرد ونقول: ان كان حديث واحد وافق هواكم فهذه عشرات الاحاديث تدل على مخالفتكم للعقيدة الصحيحة
ثم ان كان انكم تتبعون عقيدة من اثنى عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم فحديث: "الايمان يمان والحكمة يمانية"
حديث ثابت في الصحيحين وهو اشهر من حديث "القسطنطينة" فلماذا لا تكونوا على عقيدة أهل اليمن؟!!
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 06:04]ـ
هل هناك من ضعف الحديث من أئمة السلف؟
وقفت على نقل للذهبي في تاريخه (296/ 6) عن الامام علي بن المديني رحمه الله قال الذهبي بعد الحديث: ((قال ابن المديني: راويه مجهول)) وإلى هذا ذهب من ضعفه.
و أنقل هنا كلاما للعلامة حمود التويجري رحمه الله في ((اتحاف الجماعة)) (402/ 2 - 403) {على عجالة لضيق الوقت}: ((عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: "لا تذهب الليالي والأيام حتى يغزو العادي رومية، فيفعل إلى القسطنطينية، فيرى أن قد فعل".
رواه عبد الرزاق في "مصنفه"، ورجاله كلهم ثقات.
وعن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه رضي الله عنه: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش». قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته، فغزا القسطنطينية.
رواه: الإمام أحمد، وابنه عبد الله، والبزار، وابن خزيمة، والطبراني.
قال الهيثمي: "ورجاله ثقات". ورواه الحاكم في "مستدركه"، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه" , وعن أبي قبيل؛ قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وسئل: أي المدينتين تفتح أولا: القسطنطينية أو رومية؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق. قال: فأخرج منه كتابا. قال: فقال عبد الله: «بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب؛ إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المدينتين تفتح أولًا: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مدينة هرقل تفتح أولًا»؛ يعني: قسطنطينية.
رواه الإمام أحمد. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير أبي قبيل، وهو ثقة". ورواه الدارمي في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه قال: " فتح القسطنطينية مع قيام الساعة".
رواه الترمذي؛ قال: "وقال محمود (وهو ابن غيلان شيخ الترمذي): هذا حديث غريب، والقسطنطينية هي مدينة الروم، تفتح عند خروج الدجال، والقسطنطينية قد فتحت في زمان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ". انتهى كلام الترمذي.
قال ابن كثير: "هكذا قال: إنها فتحت في زمن الصحابة! وفي هذا نظر؛ فإن معاوية رضي الله عنه بعث إليها ابنه يزيد في جيش فيهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولكن لم يتفق فتحها، وحاصرها مسلمة بن عبد الملك بن مروان في زمان دولتهم، ولم تفتح أيضا، ولكن صالحهم على بناء مسجد بها".
قلت (الشيخ حمود رحمه الله): وقد فتحت القسطنطينية في سنة سبع وخمسين وثمانمائة على يد السلطان العثماني التركماني محمد الفاتح (وسمي الفاتح لفتحه القسطنطينية)، ولم تزل القسطنطينية في أيدي العثمانيين إلى زماننا هذا في آخر القرن الرابع))
و انظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72399
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 06:01]ـ
الحمد لله وحده ...
الجواب الخالي من المعارضة هو الذي لا يعتمد على تضعيف الحديث فحسب.
نعم؛ الذي أعتقده أن الحديث لا يثبت، لكن للمخالف أن يستدل بقول الحافظ ابن عبد البر عن هذا الحديث: (إسناده حسن)، كما في ترجمة الغنوي من الاستيعاب، أو بقول غيره ممن زعم الثقة برجاله من المتأخرين، خاصة في مواطن الخصام والنزاع.(/)
أحاديث شعبانية غير صحيحة منتشرة في بعض المنتديات
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[05 - Aug-2008, صباحاً 08:44]ـ
أحاديث شعبانية غير صحيحة منتشرة في بعض المنتديات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
1) حديث: ((اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان))
انظر: كتاب الأذكار للنووي و كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4395
2) حديث: ((فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء)) قال ابن حجر: إنه موضوع كما في كتابه تبين العجب
انظر: كتاب كشف الخفاء 2/ 110 للعجلوني طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان القاري 1/ 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
3) حديث تخصيص صيام نهار ليلة النصف من شعبان و قيام ليلها: ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها))
أنظر: كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2/ 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ و كتاب مصباح الزجاجة للكناني 2/ 10 طبعة دار العربية لعام 1403هـ و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 51 و كتاب تحفة الأحوذي للمباركفوري 3/ 366 طبعة دار الكتب العلمية و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 2132
4) حديث: ((خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، و ليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، و ليلة الفطر، و ليلة النحر))
أنظر: كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 1452
5) حديث: ((أتاني جبريل عليه السلام فقال لي هذه ليلة النصف من شعبان و لله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب))
أنظر: كتاب السنن للترمذي 3/ 116 طبعة دار إحياء التراث و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2/ 556 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ و كتاب ضعيف ابن ماجه للألباني حديث رقم 295
6) حديث: ((يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد قضى الله له كل حاجة طلبها تلك الليلة))
أنظر: كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 50 و كتاب نقد المنقول لزرعي 1/ 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
7) حديث: ((من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشرونه))
أنظر: كتاب لسان الميزان لأبن حجر 5/ 271 طبعة مؤسسة الأعلمي لعام 1405هـ و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب نقد المنقول لزرعي 1/ 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
8) حديث: ((من صلى ليلة النصف من شعبان ثلاث مئة ركعة (في لفظ ثنتي عشر ركعة) يقرأ في كل ركعة ثلاثين مرة قل هو الله أحد شفع في عشرة قد استوجبوا النار))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 566 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب المنار المنيف لأبي عبد الله محمد الحنبلي طبعة دار المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ و كتاب نقد المنقول لزرعي 1/ 85 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
9) حديث: ((شعبان شهري))
أنظر: كتاب كشف الخفاء 2/ 13 طبعة الرسالة لعام 1405هـ و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني حديث رقم 4400 و كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص 100
10) حديث: ((من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))
أنظر: كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 5/ 372 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1405هـ و كتاب الإصابة لأبن حجر 5/ 580 طبعة دار الجيل 1412هـ و كتاب العلل المتناهية لأبن الجوزي 2/ 562 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ
11) حديث: ((من أحيا الليالي الخمس؛ وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان))
أنظر: كتاب ضعيف الترغيب للألباني حديث رقم 667
فائدة:اعلم رحمك الله تعالى أنه ليس هناك حديث صحيح في تخصيص صيام النصف من شعبان أو قيامه و عليه فإن تخصيصه بصيام أو صلاة بدعة منكرة لا دليل لها
* كل الأحاديث المذكورة أعلاه بهذه الألفاظ غير صحيحة
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[رأفت المعيقلي]ــــــــ[16 - Sep-2008, مساء 11:22]ـ
سوف يتم نشر هذه الأحاديث المفيدة __ بإذن الله ___ وتقبلو تحيااااتي .. ؛؛؛؛ ..
أخوكم / أبو تركي؛؛؛ ..
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[23 - Sep-2008, مساء 06:12]ـ
سوف يتم نشر هذه الأحاديث المفيدة __ بإذن الله ___ وتقبلو تحيااااتي .. ؛؛؛؛ ..
أخوكم / أبو تركي؛؛؛ ..
لعلك قصدت أخي "هذا الموضوع المفيد"
لأن هذه أحاديث غير صحيحة أي ليست بأحاديث
أو هي أحاديث ضعيفة
بوركتم للمرور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبن شيبان السلفي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 04:18]ـ
باركـ الله فيكي وجزاكي الله خير الجزاء(/)
رسالة ميسرة للغاية في مصطلح الحديث
ـ[الغاية التوحيد]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 09:13]ـ
رسالة مفيدة و سهلة في المصطلح للمبتدئين. يرجى النقل لمنتديات أخرى. الرسالة بعنوان
تيسير المنّان في التعريف بحديث خير ولد عدنان عليه الصلاة و السلام
ـ[الغاية التوحيد]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 09:25]ـ
عذرا نسيت الرابط
http://www.zshare.net/download/16570479860e3b88/(/)
ستون حديثا لا يصح .. (وهي أحاديث مشهورة)
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 05:58]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وبعد
فإليكم - أيها القراء - أحاديث وقد تتضمن قصصا مشهورة ومنتشرة حتى لدى طلبة العلم، وهي ليست صحيحة، فأحببتُ أن أنصح اخواني في ذلك (1)
صالح بن عبدالرحمن القرني
---------------------------
1 - " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "
قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- في مجموع فتاواه (4/ 122): "في سنده ضعف" ولم يذكر –رحمه الله- من رواه. وقال الشيخ عبد العزيز السدحان: "فتشت عنه كثيراً، وسألت عنه كثيراً، فلم أظفر بشيء غير ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز"
2 - "أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"
قال السخاوي: "لا وجود له في كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له، وكذا أنكره المزي وغيره "
3 - "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العلم"
قال الألباني: "موضوع" وروي من كلام الحسن البصري
4 - " خير البر عاجله "
قال العجلوني: "ليس بحديث "
5 - " كما تدين تدان "
قال المناوي في تخريج تفسير البيضاوي (1/ 102): "أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند ضعيف "
6 - " روحوا القلوب ساعة وساعة "
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (672). وقال محققه الشيخ حمدي السلفي: "في إسناده الوليد بن محمد الموقري، وهو متروك، فهو ضعيف"
7 - " الإيمان لا يزيد ولا ينقص "
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: "أخرجه ابن عدي من حديث ابن عمرو، وفيه أحمد بن عبد الله الجويباري"
8 - " عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود؛ فإن الله يستحيي أن يُعذب وجهاً مليحاً بالنار "
قال ابن عراق في (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة): "أخرجه ابن عدي من حديث أنس، وفيه الحسن بن علي العدوي، قال السيوطي: وتابعه كذاب مثله، وهو لاحق بن الحسين، أخرجه الشيرازي في الألقاب. وقال: وروى الديلمي عن أنس مرفوعاً: إن الله لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق، قلت: في سنده جعفر بن أحمد الدقاق، وهو آفته فيما أظن، والله أعلم"
ومثله: حديث:
9 - "النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر "
قال العجلوني: "رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن جابر"
ومثله: حديث:
10 - "النظر إلى الوجه الجميل عبادة! "
قال العجلوني: "نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه سئل عن حديث "النظر إلى الوجه الجميل عبادة، فأجاب بأنه كذب باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحد بإسناد صحيح، هو من الموضوعات…"
ومثله: حديث:
11 - " من أتاه الله وجهاً حسناً وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله في خلقه"
قال ابن عراق: " أخرجه الدارقطني من حديث ابن عباس ولا يصح؛ فيه سليم بن مسلم وعنه خلف بن خالد، والحمل فيه عليه لا على سليم…"
ومثله: حديث:
12 - " ما حسَّن الله خُلُق أحد وخَلْقه فأطعم لحمه النار "
قال ابن عراق، (لا يثبت)
ومثله: حديث:
13 - " التمسوا الخير عند حسان الوجوه [وفي رواية: اطلبوا…]
قال السخاوي: (وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض)
14 - " لا تقولوا قوس قزح؛ فإن قُزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس الله، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق "
قال ابن عراق: (أخرجه الخطيب من حديث ابن عباس من طريق زكريا بن حكيم الحبطي) قال فيه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ليس بشيء، وقال ابن المديني: هالك.
15 - " من ولد له ثلاثة أولاد ولم يُسمَ أحدهم محمداً فقد جهل "
قال ابن عراق: أخرجه ابن عدي من حديث ابن عباس، وفيه ليث بن أبي سليم، تركه أحمد وغيره.
ومثله: حديث:
16 - "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا محمد! قم فادخل الجنة بغير حساب، فيقوم كل من كان اسمه محمد، ويتوهم أن النداء له، فلكرامة محمد لا يمنعون"
قال ابن عراق: (أخرجه أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي في الأربعين بسند معضل سقط منه عدة رجال، قلت: قال بعض أشياخي: هذا حديث موضوع بلا شك)
ومثله: حديث:
17 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام، ويقول: وعزتي وجلالي لا أعذب أحداً يُسمى باسمك يا محمد بالنار "
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أبو نعيم، وذكره ابن عراق في الموضوعات
أحاديث العقل
18 - " لما خلق الله العقل قال له: قم، فقام، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: اقعد، فقعد، فقال: ما خلقت خلقاً هو خير منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن منك، ولا أكرم منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف لك الثواب، وعليك العقاب "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ونقل عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث: (هذا الحديث موضوع ليس له أصل).
19 - " أكرموا عمتكم النخلة؛ فإنها خلقت من فضلة طينة آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوُلّد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر"
قال ابن عراق: (أخرجه أبو نعيم من حديث علي، وابن عدي من حديث ابن عمر بأخصر من هذا، ولا يصح، تفرد بالأول: مسرور بن سعيد التيمي وهو غير معروف، منكر الحديث، وفي الثاني: جعفر بن أحمد الغافقي)
20 - حديث قس بن ساعد
وهو ما يروى من أن وفد عبد القيس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، أقسم قس قسماً حقاً لئن كان في الأرض رضىً ليكونن سخط، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تركوا فناموا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيكم يُنشد شعره؟ فأنشدوه:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصاير
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تغدو الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إليّ ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث من جميع جهاته باطل"
21 - " اطلبوا العلم ولو بالصين "
قال ابن عراق: (قال ابن حبان: حديث باطل لا أصل له).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: بعد أن رواه بسنده (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم…)
22 - " أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، إلا أن يشاء الله! "
قال الشوكاني: (رواه الجوزقاني عن أنس مرفوعاً، والاستثناء موضوع، وضعه أحد الزنادقة) وهو محمد بن سعيد المصلوب
23 - " علي خير البشر، من أبى فقد كفر "
قال ابن عراق: (رواه الحاكم من حديث ابن مسعود، من طريق أبي أحمد الجرجاني إمام التشيع في زمانه، وفيه أيضاً محمد بن شجاع الثلجي وحفص بن عمر الكوفي، لكن المتهم به الجرجاني ….)
24 - " رد الشمس لعلي –رضي الله عنه- "
وهو حديث أسماء بنت عميس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي، ولم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أصليت؟! قال: لا. قال رسول الله: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال عنه: (هذا حديث موضوع بلا شك، وقد اضطرب الرواة فيه…) وأطال في بيان اضطراب رواته ثم قال: (ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يتلمح إلى عدم الفائدة؛ فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاء، فرجوع الشمس لا يُعيدها أداء)
وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) في رد هذا الحديث الموضوع
25 - " لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص "
يروى أنه صلى الله عليه وسلم قاله لعائشة –رضي الله عنها- لما سخنت له ماء في الشمس.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، ثم قال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال العقيلي: (ليس في الماء المشمس شيء يصح مسنداً) وقال الشوكاني: (له طرق لا تخلو من كذاب أو مجهول).
26 - " إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء "
رواه الترمذي، وفيه ضعف، ولهذا أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهيات.
27 - " مسح الرقبة أمانٌ من الِغل "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي في شرح المهذب: (موضوع)، وقال ابن الصلاح: (لا يُعرف مرفوعاً، وإنما هو من قول بعض السلف).
28 - " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له "
قال ابن عراق: (رواه الجوزقاني من حديث أبي هريرة، وفيه مأمون بن أحمد… قلت: قال الذهبي في تلخيص الموضوعات: وضعه مأمون، وسرقه ابن عكاشة)
29 - " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد "
قال العجلوني: (رواه الدارقطني والحاكم والطبراني فيما أملاه، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة، والدارقطني عن علي مرفوعاً، وابن حبان في الضعفاء عن عائشة، وأسانيدها ضعيفة، وليس له كما قال الحافظ في تلخيص تخريج الرافعي إسنادٌ ثابت وإن اشتهر بين الناس… وقال الصغاني: موضوع، وقال ابن حزم: هذا الحديث ضعيف)
30 - " من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة: ستة منها في الدنيا، وثلاثة منها عند الموت، وثلاثة منها في قبره، وثلاثة منها تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره.
فأما التي تصيبه في دار الدنيا فأولها يرفع الله البركة من رزقه، والثانية ينزع الله البركة من عمره، والثالثة يرفع الله سيما الصالحين من وجهه، والرابعة لاحظ له في دعاء الصالحين، والخامسة كل عمل يعمله من أعمال البر لا يؤجر عليه، والسادسة لا يرفع الله دعاءه إلى السماء.
وأما التي تصيبه منها في قبره فأولها: يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره إلى يوم القيامة، والثانية تكون ظلمة في قبره فلا يضئ له أبداً، والثالثة يضيق الله عليه قبره إلى يوم القيامة.
وأما التي تصيبه منها إذا خرج من قبره: فأولها يوكل الله به ملكاً يسحبه على حر وجهه في عرصات القيامة، والثانية يحاسب حساباً طويلاً، والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب)
قال ابن عراق: (رواه ابن النجار من حديث أبي هريرة، قال في الميزان: حديث باطل، ركَّبه محمد بن علي بن العباس على أبي بكر بن زياد النيسابوري، وقال في اللسان: هو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية)
31 - " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وفيه الهيصم بن شداخ، ثم قال: (قال العقيلي: الهيصم مجهول، والحديث غير محفوظ. قال ابن حبان: الهيصم يروي الطامات لا يجوز الاحتجاج به .. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند).
32 - " ما أفلح صاحب عيال قط "
قال علي القاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: (رواه الديلمي بسنده عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال ابن عدي: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم منكر)
ومثله: حديث:
33 - "شراركم عزابكم "
قال ابن عراق: (رواه ابن عدي من حديث أبي هريرة ولا يصح؛ فيه خالد بن إسماعيل، وله طريق ثانٍ فيه يوسف بن السفر، ولا يصح)
وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح، وصالح هو مولى التوأمة مجروح. قال ابن عدي: وخالد بن إسماعيل يضع الحديث).
34 - " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها؛ فإن ذلك يورث العمى "
قال الشوكاني: (رواه ابن عدي عن ابن عباس مرفوعاً. وقال ابن حبان: هذا موضوع. وكذا قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه. وعده ابن الجوزي في الموضوعات).
35 - " لا يدخل الجنة ولد زنا "
قال ابن عراق: (رواه الدارقطني من حديث أبي هريرة… ولا يصح) وقال –أيضاً-: (هو مخالف لقوله تعالى (ولا تزو وازرة وزر أخرى) ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا ليس عليه من إثم أبويه شيء" أخرجه الطبراني من حديث عائشة، قال السخاوي: وسنده جيد)
وقال ابن الجوزي بعد أن أورد هذا الحديث وما شابهه في الموضوعات: (ليس في هذه الأحاديث شيء يصح).
36 - " لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي "
قال ابن عراق: (رواه أبو نعم من حديث عمرو بن العاص، وفيه محمد بن اسحق العكاشي. قلت: أورده ابن الجوزي في الواهيات من الطريق المذكور ومن حديث ابن عمر من طريق غالب بن عبيد الله، ومن حديث أبي هريرة من طريق أبي داود النخعي، ثم قال: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد، والله تعالى أعلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية": (هذا مشهور من كلام بلال بن سعد، وإنما رفعه إلى رسول صلى الله عليه وسلم الكذابوان).
37 - " البلاء موكل بالمنطق "
قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) () وذكره الصاغاني في الموضوعات
38 - " أوحى الله إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك "
قال ابن عراق: (رواه الخطيب من حديث ابن مسعود، وابن الجوزي من حديثه أيضاً بلفظ: يقول الله تبارك وتعالى: مري على أوليائي وأحبائي لا تحلولي لهم فتفتنيهم، وأكرمي من خدمني، وأتعبي من خدمك، ومدار الطريقين على الحسين بن داود البلخي).
وقال الشوكاني: (الحديث موضوع).
39 - " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى "
قال ابن عراق: (رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر، وابن عرفة في جزئه من حديث أبي سعيد، والطبراني من حديث أبي أمامة، وابن الجوزي من حديث أبي هريرة، ولا يصح…).
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
40 - " البدلاء أربعون رجلاً وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة "
قال ابن عراق: (رواه الحسن الخلال في كرامات الأولياء من حديث أنس، ولا يصح منها شيء…)
وقال ابن القيم معدداً الأحاديث الموضوعة: (ومن ذلك: أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
41 - " ثلاثة لا يُعَادون: صاحب الرَمَد، وصاحب الفرس، وصاحب الدّمل"
قال العجلوني: (رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب وضعفه، عن أبي هريرة رفعه. ورواه البيهقي أيضاً عن يحيى بن أبي كثير من قوله، وهو الصحيح)
وقال ابن عراق: (فيه مسلمة بن علي الخشني متروك)
42 - " من عشق فكتم فعف فمات مات شهيداً "
قال ابن القيم –رحمه الله-: "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه؛ فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية. ولها أعمال وأحوال، هي شرط في حصولها، وهي نوعان: عامة وخاصة؛ فالخاصة: الشهادة في سبيل الله. والعامة: خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحداً منها …" الخ ما قال –رحمه الله- في تضعيف هذا الحديث.
43 - " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك "
قال الشوكاني: " قال في الذيل: لا يصح. وقال الصغاني: موضوع. وقال في الوجيز: هو من حديث واثلة بن الأسقع، وفيه عمر بن إسماعيل، كذاب"
44 - " دفن البنات من المكرمات "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وضعف جميع طرقه.
45 - " يدعو الله الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عليهم"
قال ابن عراق: "رواه ابن عدي من حديث أنس، ولا يصح، فيه إسحاق بن إبراهيم الطبري .. "
46 - " ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا "
قال العجلوني: "رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص". وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (877).
47 - " اتق شر من أحسنت إليه "
قال السخاوي: "لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف"
48 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار "
قال العجلوني: "رواه ابن عدي عن عبد الله بن جعفر مرسلاً"
وقال الألباني: "ضعيف، أخرجه الدرامي"
49 - " إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به "
قال ابن دحية: " موضوع " وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع بلا شك، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم؛ إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة …"
50 - " اختلاف أمتي رحمه "
قال الألباني –رحمه الله-: "لا أصل له، وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا"
51 - " اقرأوا ياسين على موتاكم "
رواه أبو داود وغيره وضعفه الشيخ الألباني –رحمه الله- في الإرواء (688).
52 - " أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب "
قال العجلوني: " ليس بحديث "
53 - " إياكم وخضراء الدِّمَن … المرأة الحسناء في المنبت السوء "
قال الدارقطني: "لا يصح من وجه "
54 - " بشر القاتل بالقتل .. ولو بعد حين "
قال السخاوي: "لا أعرفه "
55 - " النظافة تدعو إلى الإيمان "
رواه الطبراني في الأوسط " بسند ضعيف جداً " كما قال القاري
56 - " جنبوا مساجدكم صبيانكم "
رواه ابن ماجه، وقال السخاوي: "سنده ضعيف "
57 - " الجنة تحت أقدام الأمهات "
قال الألباني: "موضوع "
58 - " حب الوطن من الإيمان "
ذكره الصاغاني في الموضوعات، وقال السخاوي: "لم أقف عليه"
59 - " الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر "
قال القاري: "ليس بثابت" ونسبه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) إلى بعض السلف.
ومثله:
60 - " العلم في الصغر كالنقش في الحجر "
قال العجلوني: "رواه البيهقي عن الحسن البصري من قوله "
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/ 526): " هذا مثل سائر، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ".
----------
(1) اقتصرت على المشتهر أكثر من كتاب الشيخ سليمان الخراشي (أحاديث لاتصح)، فأنصحكم بقراءة الأصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 06:04]ـ
بارك الله فيك ..
هنا مزيد:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/35.htm
ـ[الجبل الشامخ]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 07:35]ـ
بارك الله فيك ..
هنا مزيد:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/35.htm
جزاك الله خيرا
وهذا الاقتصار لايغني عن الأصل .. بوركت
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 09:58]ـ
الأخ الجبل الشامخ و الإخوة جميعاً
ألاحظ أن العصور المتأخرة لم يعد هناك من يصنف في الأحاديث المشتهرة بين الناس، و لا أدري لماذا؟
و من آخر الكتب كتاب العجلوني رحمه الله
ـ[عبد الرؤوف عروج]ــــــــ[22 - Mar-2010, صباحاً 11:58]ـ
ارجو ان تدكر المصدر الدى نقلت منه بارك الله فيك
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - Mar-2010, مساء 04:45]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 05:33]ـ
7 - " الإيمان لا يزيد ولا ينقص "
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: "أخرجه ابن عدي من حديث ابن عمرو، وفيه أحمد بن عبد الله الجويباري"
اولا: جزاك الله خيرا على هذا الموضوع، لذب الكذب عن النبى (ص).
ثانياً: الحمد لله رب العالمين على تحذيرك من الحديث السابق لأن هذا نص كلام المرجئة
وعقيدة اهل السنة والجماعة {الايمان يزيد وينقص}.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - Apr-2010, مساء 06:13]ـ
حديث (اختلاف أمتي رحمة).
قال ابن حزم - بمعناه- معنى أن اتفافهم سخط؟!!؟!
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[احميشان]ــــــــ[21 - Apr-2010, صباحاً 04:33]ـ
جازلك الله عنا خير الجزاء
ـ[أبان]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 01:11]ـ
بارك الله فيك
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[21 - Apr-2010, مساء 02:38]ـ
بارك الله فيك(/)
ضعفاء تمام المنة للشيخ الألباني
ـ[المستبصر]ــــــــ[11 - Aug-2008, مساء 04:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أسماء الرواة الذين ضعفهم الشيخ الألباني في تمام المنة مرتبة على أحرف الهجاء كتبتها للفائدة وقد ذكرت جل الرواة الذين تكلم عليهم الشيخ ولا أقول أني استقصيت كل الرواة ومن يلاحظ فيها خطأ فلينبهنا جزاه الله تعالى خيرا وأرجو من الله تعالى التوفيق والأجر 0
===========================
إبراهيم بن أبي حية ص293
إبراهيم بن اسماعيل بن ابي حبيبة ص403
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي ص266و345
إبراهيم بن مسلم الهجري ص184
ابن أبي السري محمد بن المتوكل ص230
ابن إسحاق (إذا دلس) ص180/
ابن المطوس ص397
ابن لهيعة ص152و394و427
أبو ألاحوص ص309و313
أبو العلاء النوري ص245
أبو الغريف عامر بن السمط ص117
أبو جميلة المفضل بن صالح ص403
أبو جناب ص327
أبو خالد الدالاني ص102
أبو خلف عبد الله الخزاز ص390
أبو صالح باذام ص297
أبو صالح مولى آل طلحة ص313
أبو عمارة محمد بن احمد بن المهدي ص134
أبو عمرو بن حماس, ووالده ص368
أبو عمرو بن محمد بن حريث ص301
أبو عياض ص335
أبو كثير بن فائد ص152
أبو مدلّة ص416
أبو مروان والد عطاء ص230و323
أبو معشر نجيح السندي المديني ص56و388
أبو هارون العبدي ص319
إسحاق بن بزرج ص345
إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي ص239
إسحاق بن سالم 346
إسحاق بن يحيى بن طلحة ص231
إسماعيل بن حسن الحراني ص48
إسماعيل بن عياش (ضعيف في أهل الحجاز) ص72
أشعث بن سوار الكندي ص164و385
أصبغ بن نباتة ص117
أصبغ ص392
أفْلت ص119
أم محمد بن زيد ص161
أمية ص271
إياس بن عامر الغافقي ص190
أيوب بن خالد الحراني ص48
الحارث بن سعيد العتقي ص269
الحجاج بن أرطأة ص305و345
الحصين, والد داود بن الحصين ص47
الربيع بن صبيح ص268
الشعثاء ص259
الضحاك بن عبد الله القرشي ص258
العرزمي ص369و371
المعلى بن هلال ص347
بحر بن كنيز ص103
بشار بن الحكم ص88
بكار بن عبد الله ص316
بكر بن خنيس ص234
بكر ص346
ثابت بن محمد الزاهد ص358
جابر الجعفي ص289
جسرة بنت دجاجة ص118
حارث بن سريج ص357
حريث جد أبي عمرو ص301
حسين بن عبد الله عبيد الله ص311
حفص بن عمر العدني ص134
خالد بن أبي نوف ص179
خالد بن سعيد أبي مريم ص324
خصيف ص239و369
خطاب بن القاسم (اختلط) ص48
رواد بن الجراح ص68
زافر بن سليمان ص245
زبان عبد الرحمن بن اسحاق الكوفي ص199
زياد السوائي ص199
زيادة ص182
زيد العمّي ص152
سعيد بن أبي هلال ص168
سعيد بن زيد اخو حماد بن زيد ص138
سفيان بن بشر ص423
سهيل بن عامر البجلي ص179
سيار بن معرور ص341
شبيب أبي روح ص180
شريك بن عبد الله القاضي ص194و226
شريك بن عبد الله بن ابي نمير المدني ص267
شهر بن حوشب ص166و229
عاصم بن عبدالله ص89
عامر الخراز ص294
عبد الرحمن بن حرملة ص72
عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجوف ص244
عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي ص239
عبد الله إبراهيم الغفاري وهو عبد الله بن ابي عمرو المدني ص411
عبد الله بن أبي بكر, ابن أخي محمد بن المنكدر ص411
عبد الله بن المكبر ص153و268
عبد الله بن الوليد الوصافي ص392
عبد الله بن الوليد ص246
عبد الله بن سعد ص45
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ص376
عبد الله بن سلمة (تغيير بآخر عمره) ص108و116
عبد الله بن شبيب شيخ البزار ص348
عبد الله بن منين ص269
عبد الله بن واقد الحراني ص312
عبد الله قريط ص395
عبيد بن جبير ص400
عتاب الجزري ص369
عطاء بن السائب (بعد اختلاطه) ص189
عطية العوفي ص258و289
عكرمة بن عمار (ضعيف في يحيى بن ابي كثير) ص58
علي بن زيد بن جدعان ص309
عمر بن خالد الرقي ص72
عمر بن هارون البلخي ص102
عمران بن مسلم الازدي الكوفي ص51
عمرو بن خالد الواسطي ص134
عمرو بن عبيد المعتزلي ص370
عمرو بن مالك النكري ص138
عياض بن عبد الله الفهري ص258
عيسى بن جارية ص254
عيسى بن عبد الله الانصاري ص90
عيسى بن ميمون ص323
فرج بن فضالة ص288
قيس بن الربيع ص151
كثير بن عبد الله ص391
كليب بن ذهل ص400
ليث بن ابي سليم ص290
ليث بن ابي سليم ص93
ليث بن حماد ص287
مالك بن نمير الخزاعي ص222
مبشر بن أبي المليح ص239
محبوب بن الحسن ص316
محمد بن ابي حميد ص404
محمد بن حميد الرازي ص310
محمد بن رفاعة ص413
محمد بن سعيد المصلوب ص245
محمد بن سنان القزاز ص317
محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي ص359
محمد بن علوان ص48
محمد بن يونس الكديمي ص410
مروان بن سالم ص325
مقاتل بن سليمان ص102
منصور الكلبي ص400
مهدي الهجري ص410
مهدي بن هلال ص102
موسى بن عبيدة ص363و404
مولى أم سلمة ص149
ميسرة بن عبد ربه ص165
ميمون أبي محمد المرائي ص260
هلال بن عياض ص59
هلال بن عياض ص59
وهب بن مانوس ص208
يحيى بن أبي زكريا النسائي ص239
يحيى بن اليمان ص152
يزيد بن أبي زياد ص353
:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 12:28]ـ
جزاك الله خيراً، جهد مشكور.
و رحم الله الإمام (الألباني). آمين.
ـ[المستبصر]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 07:50]ـ
أشكرك يا الغزي على المرور تقبل تحياتي(/)
إشكالات يسيرة في كتاب تيسير العلام شرح عمدة الأحكام:: كتاب الصيام
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:24]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لدي بعض الإشكالات في كلام الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -
في كتابه: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، في كتاب الصيام
في شرحه للحديث الثاني:
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضي الله عنهُمَا قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا رَأَيْتمُوه فَصُومُوا، وَإذا رَأَيْتُمُوه فَأفْطِروُا، فَإنْ غُمَّ عَليْكم فاقْدُرُوا لَهُ "
قال الشيخ - رحمه الله -:
واختلفوا فيما إذا رُئي الهلال ببلد، فهل يلزم الناس جميعاً الصيام أم لا؟.
فالمشهور عن الإمام، "أحمد" وأتباعه، وجوب الصوم على عموم المسلمين في أقطار الأرض، لأن رمضان ثبت دخوله، وثبتت أحكامه، فوجب صيامه، وهو من مفردات مذهب أحمد، وهو مذهب أبي حنيفة أيضاً.
وذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وأن لكل أهل بلد رؤيتهم، وهو مذهب القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وإسحاق.
لما روى كريب: قال قدمت الشام، واستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة.
ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فأخبرته.
فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه.
فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟.
فقال: لا. "هكذا أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.
وذهب الشافعي في المشهور عنه إلى التفصيل.
وهو أنه، إن اختلفت المطالع، فلكل قوم حكم مطلعهم. وإن اتفقت المطالع، فحكمهم واحد في الصيام والإفطار [1]، وهذا اختيار شيخ الإسلام "ابن تيمية". وذكر الشيخ محمد بن عبد الواهب ابن المراكشي [2] في كتابه "العذب الزلال [3] في مباحث رؤية الهلال" أنه إذا كان البعد بين البلدين أقل من 2226 من الكيلو مترات فهلالهما واحد، وإن كان أكثر فلا [4]
[1]: مالفرق بين هذا القول، والقول الذي قبله؟
[2]: هل يوجد ترجمة لهذا العالم، وهل هو من المتقدمين أم من المتأخرين،
وبالنسبة لاسمه: هل هو محمد بن عبدالواهب (كما ذكر الشيخ) أم: محمد بن عبدالوهاب (كما قرأته في إحدى المواقع)؟
[3]: ما تشكيل كلمة (الزلال)؟
[4]: على ماذا استند الشيخ في تحديده لتلك المسافة؟
* * *
ولدي إشكال آخر في شرح الشيخ للحديث الثالث:
عَنْ أنس ْبنِ مَالِكٍ رَضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمْ:
" تَسَحًرُوا فَإن في السَّحُور بَرَكَةً "
قال الشيخ - رحمه الله -:
ما يؤخذ من الحديث:
1 - استحباب السحور وامتثال الأمر الشرعي بفعله.
2 - لما يحصل فيه من البركة، فلا ينبغي تركه، والبركة تُحْمَلُ على الفعل وعلى المتسحر به. ولا يعدُّ هذا من باب حمل اللفظ الواحد على معنيين مختلفين وإنما يستفاد من صيغتي الفتح والضم.
3 - ظاهر الأمر الوجوب، ولكن ثبوت الوصال عن النبي صلى الله عليه وسلم يصرف الأمر إلى الاستحباب.
4 - يرى الصوفية أن مدة تناول السحور كمدة لإفطار، وهذا مخل بالحكمة من الصوم وهي كسر شهوتي الطعام والنكاح، ولا يمكن ذلك إلا بتقليل الغذاء. وأجاب عليهم الآخرون بأن حكمة الصوم ليست منوطة بتقليل الطعام والشراب بل بامتثال أمر الله تعالى
لم أفهم كلامه - رحمه الله - عن رأي الصوفية، وعن الرد؟
وجزاكم الله خيراً ~
ـ[الشريف ابن الوزير اليماني]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 04:10]ـ
أما القولان فالظاهر لا فرق بينهما لأن في الواقع ليس هناك عدة مطالع و كذلك من الناحية العلمية ... و العلامة الحافظ أحمد بن الصديق الغماري ـ رحمه الله ـ بحث هذه النقطة في كتابه " توجيه الأنظار". و لعل الشيخ يقصد أن مجموعة من الدول لو رأوا الهلال في وقت واحد للزمهم الصيام و هذا تحصيل حاصل ـ و الله أعلم ـ
و الذي أعرفه عن المؤلف أنه العلامة الحاج محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرزاق المراكشي الأندلسي ....
اما تشكيل كلمة الزلال ـ بضم الزاي ـ,
أما المسافة: فلعل الشيخ استند على حقائق علمية ...
أما كلام الصوفية .... فيجب الرجوع إلى مصادرهم ... لتصور مذهبهم ..
و الله أعلم و نسبة العلم إليه أسلم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 10:11]ـ
و الذي أعرفه عن المؤلف أنه العلامة الحاج محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرزاق المراكشي الأندلسي ....
هل هو من المتقدمين أم من المتأخرين؟
أما المسافة: فلعل الشيخ استند على حقائق علمية ...
ماهي تلك الحقائق العلمية التي استند اليها الشيخ في تحديده لتلك المسافة؟
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 12:47]ـ
الأخ الكريم
إنشغالك بالقراءة شيء طيب و جميل و طريق إلى طلب العلم
و لكن أنصحك أن يكون لك بالإضافة إلى برنامج القراءة الجميل هذا برنامج قراءة على المشايخ و لعله حاصل عندها ستجد أنه لا يوجد عندك إشكالات فيما تقرأ لأن شروح المشايخ المباشرة تحل إشكالات الطلاب بإذن الله أكثر من الشروح المكتوبة
و الحل الثاني أن تتصل بالعلماء بعد قراءة كل باب و تسأل عما أشكل في الباب
أما حوارك في المنتدى فاجعله مذاكرة مع طلاب العلم و لا أقول اتركه لكن لا يغني عن سؤال العلماء سواء عند حضور الدروس المباشرة أو بالهاتف، و اجعله من باب المذاكرة فقط
أما المسافة التي ذكرها الشيخ عن المراكشي فربما هي استدلال من علم الفلك أن المطالع لا تتفق بين بلدين إذا كانا أبعد من هذا
أي هو تبيين لقول الشافعي و كيف يمكن يعرف و ليس قولاً آخرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 06:41]ـ
[ QUOTE= أبو عبدالله البطاطي;134642] | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لدي بعض الإشكالات في كلام الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -
في كتابه: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، في كتاب الصيام
في شرحه للحديث الثاني:
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رَضي الله عنهُمَا قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا رَأَيْتمُوه فَصُومُوا، وَإذا رَأَيْتُمُوه فَأفْطِروُا، فَإنْ غُمَّ عَليْكم فاقْدُرُوا لَهُ "
قال الشيخ - رحمه الله -[/
وذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وأن لكل أهل بلد رؤيتهم، وهو مذهب القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، وإسحاق.
لما روى كريب: قال قدمت الشام، واستهل رمضان وأنا بالشام، فرأينا الهلال ليلة الجمعة.
ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فأخبرته.
فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه.
فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟.
فقال: لا. "هكذا أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.
وذهب الشافعي في المشهور عنه إلى التفصيل.
وهو أنه، إن اختلفت المطالع، فلكل قوم حكم مطلعهم. وإن اتفقت المطالع، فحكمهم واحد في الصيام والإفطار [1] COLOR]:
[ [COLOR=Navy]1 ] : مالفرق بين هذا القول، والقول الذي قبله؟
[ FONT="][U][ 2[SIZE=5] ] :[/SIZE
الفرق بينهما أن الأول لكل أهل بلد رؤيتهم الخاصة بهم وهذا واضح، أما الثاني فهو البلاد التي تتفق مطالعها إذا كانت المَطَالِع مُتَفِقَة يعني مَطْلَع الهلال يكون في وقتٍ واحد، ومَحَلٍ واحد لا يَخْتَلِف لَزِمَ أهْلَهُمَا الصومُ برؤية الهلال في أحدهما، وإن اختلفت كأن كان بينهما بُعْدٌ كالحجاز مثلاً والعراق والشام فَلِكُلِ أهلِ بلدٍ رُؤيتهم الخاصةِ بهم ولو اختلفوا - كأن يصوم هذا ليلة الجمعة، وهذا يصوم ليلة السبت -.
والله أعلم(/)
تعريف العلة لغة واصطلاحاً
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[14 - Aug-2008, صباحاً 04:23]ـ
تعريف العلة لغة:
عَلَّ - بلام مشددة مفتوحة -: فعل متعدٍ و لازمٌ، نقول فيهما: عَلَّ يَعُِلّ – بضم العين وكسرها - و مصدرهما: عَلاًّ وعَلَلاً.
وأَعلَّهُ اللهُ: أي: أصابه بعلة.
والعلة: المرض، عَلَّ واعتلّ، أي مرض، وصاحبها مُعتَلّ، فهو عليل، وهي حدث يشغل صاحبه عن وجهه، كأنَّ تلك العلة صارت شُغلاً ثانياً، منعه عن شغله الأول.
وعَلَّلَهُ بالشيء تعليلاً، أي: لهّاه به، كما يُعلَّل الصبيُّ بشيء من الطعام عن اللبن، والتعليل: سقيٌ بعد سقي، وجنيُ الثمرة مرة بعد أخرى، والتعليل: تبيين عِلة الشيء، وأيضاً ما يستدل به من العلة على المعلول، وعَلَّلَ الشيءَ: بَيّن علتَهُ وأَثبتَهُ بالدليل، فهو مُعلَّل (1).
قال الخطَّابي: ((والعُلالة مأخوذة من العَلّ، وهو الشرب الثاني بعد الأول، ومنه سُميت المرأة عَلّة؛ وذلك أنها تَعُلّ بعد صاحبتها، أي ينتقل الزوج إليها بعد الأخرى)) (2).
وذكر ابن فارس في عل: ثلاثة أصول صحيحة:
((أحدها: تكرار أو تكرير، و الثاني: عائق يعوق، و الثالث: ضعف في الشيء.
فالأول: العلل، و هو الشربة الثانية، و يقال: علل بعد نهل، ويقال: أعل القوم، إذا شربت إبلهم عللاً.
قال ابن الأعرابي في المثل: ما زيارتك إيانا إلا سوم عالة، أي: مثل الإبل التي تعل. وإنَّما قيل هذا؛ لأنها إذا كرر عليها الشرب، كان أقل لشربها الثاني.
والثاني:العائق يعوق، قال الخليل: العلة: حدث يشغل صاحبه عن وجهه، و يقال: اعتله كذا، أي اعتاقه، قال: فاعتله الدهر وللدهر علل.
والثالث: العلة المرض، وصاحبها معتل، قال ابن الأعرابي: عل المريض يعل، فهو عليل)) (3)
وزاد صاحب كتاب: " العلة وأجناسها عند المحدّثين " معنى رابعاً، هو التشاغل بالشيء والتلهي به، ويمكن أنْ يضم تحت الأصل الثاني.
والمعل: اسم مفعول من أعله: أنزل به علة فهو مُعَلٌّ، يقولون: لا أَعَلَّكَ اللهُ، أي لا أصابك بعلة، والحديث الذي اكْتُشِفَتْ فيه علةٌ قادحة هو مُعَلٌّ؛ لأنَّه ظهر أنَّه مصاب بتلك العلة (4).
وبهذا يتضح أنَّ أقرب المعاني اللغوية لمعنى العلة في اصطلاح المحدّثين هو المرض؛ وذلك لأنَّ الحديث الذي ظاهره الصحة، إذا اكتشف الناقد فيه علة قادحة، فإنَّ ذلك يمنع من الحكم بصحته.
تعريف العلة اصطلاحاً:
عرفها الحافظ ابن الصلاح بقوله: ((هي عبارة عن أسباب خفية، غامضة، قادحة، فيه)) (5).
وعرفها النووي بقوله: ((عبارة عن سبب غامض، قادح، مع أنَّ الظاهر السلامة منه)) (6).
فللعلة ركنان:
1 - سبب خفي غامض.
2 - قادح في السند أو المتن أو كليهما.
ولا يكون الحديث مُعَلاً إذا فقد أحد شرطيه.
الاصطلاح الذي يطلق على الحديث المصاب بعلة:
خاض (7) العلماء - قدامى ومُحْدَثينَ - في الاستعمال الصحيح لاسم المفعول للحديث الذي أصابته علة، والحقيقة أنَّ اسم المفعول يكون اشتقاقه من الأفعال الثلاثية وغيرها.
فمن الفعل الثلاثي يكون على زنة (مفعول) ويشتق من الفعل المبني للمجهول أو لما لم يُسمَّ فاعله، نحو: حُمِدَ فهو محمود، وعُلَّ فهو معلول.
أما من الفعل غير الثلاثي وهو الرباعي والخماسي وغيرهما، فيكون على وزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة، وفتح ما قبل الآخر، نحو: أَعَلَّ فعل رباعي، وزن مضارعه يَعِلُّ، واسم المفعول منه مُعَلّ، والفعل عَلّل رباعي أيضاً، وزن مضارعه يعلل، واسم المفعول منه مُعَلَّل، والفعل اعتلّ خماسي، وزن مضارعه يَعْتَلّ، واسم المفعول منه مُعْتَلّ.
وتتفاوت نسبة استعمال العلماء لهذه التسميات، فالمعلول تسمية للحديث الذي أصابته علة استعمله المحدّثون واللغويون، فمن المحدّثين: البخاري، والترمذي، وابن عدي، والدارقطني، والحاكم وغيرهم، ومن اللغويين: الزجّاج، وابن القوطية، وقطرب، والجوهري، والمطرزي، وابن هشام وغيرهم .. ومن منكري هذه الصيغة ابن الصلاح فقد أنكرها بقوله: ((مرذول عند أهل العربية واللغة)) (8)، وقال النووي: ((هو لحن)) (9)، وقال العراقي في " ألفيته ": ((وسم ما بعلة مشمول معللاً ولا تقل معلول)) (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنكره الفيروزأبادي بقوله: ((ولا تقل: معلول)) (11).
وتابع السيوطيُّ النوويَّ في تلحينه له ... (12)، وحكاية بعض أهل اللغة له، غير مخرج له عن كونه ضعيفاً، ولا سيما قد أنكره غير واحد من اللغويين كابن سيده، والحريري، وغيرهما.
ثم اعترض العراقي على التسمية بـ ((معلل)) فقال: ((والأحسن أنْ يقال فيه: ((معل)) بلام واحدة لا معلل؛ فإنَّ الذي بلامين يستعمله أهل اللغة بمعنى: ألهاه بالشيء و شغله به، من تعليل الصبي بالطعام، وأما بلام واحدة، فهو الأكثر في كلام أهل اللغة، وفي عبارة أهل الحديث أيضاً (13))).
وهاتان الصيغتان: (معلول) و (معلل) هما اللتان كثر الاعتراض عليهما، أما باقي الصيغ فصحيحة أفصحها (مُعَلّ).
ــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: " العين "، و " المعجم الوسيط " مادة (عل)، و " الصحاح "، و " اللسان " مادة (علل).
(2) " غريب الحديث " للخطَّابي 1/ 75.
(3) " معجم مقاييس اللغة " مادة (عل).
(4) "لسان العرب " مادة (علل).
(5) " معرفة أنواع علم الحديث ": 187 بتحقيقي.
(6) " التقريب " المطبوع مع " التدريب " 1/ 252.
(7) أي: مشى وهذا من تشبيه المعقول بالمحسوس للإشارة إلى أنَّ المتكلم في ذلك كالخائض في الماء الماشي في غير مظنة المشي، وهذا إيذان وتنبيه على أنَّ الناس مضطربون في هذا التعريف، وانظر التعليق على " النكت الوفية " 1/ 92.
(8) " معرفة أنواع علم الحديث ": 186 بتحقيقي.
(9) " التقريب " المطبوع مع " تدريب الراوي " 1/ 251.
(10) " شرح التبصرة والتذكرة " 1/ 272 بتحقيقي.
(11) " القاموس المحيط " مادة (علل).
(12) انظر: " تدريب الراوي " 1/ 251.
(13) " التقييد والإيضاح ": 117، وعبارته في " شرح التبصرة والتذكرة " 1/ 273 بتحقيقي: ((والأجود في تسميته: المعل)) وقد عقب البقاعي على ذلك، فقال في " النكت الوفية " 1/ 499 بتحقيقي: ((يفهم أنَّ في استعمال معلل جودةً ما، وليس كذلك؛ فإنَّه لا يجوز أصلاً، فيحمل على أنَّ مراد الشيخ أنَّه أجود من المعلول))
ـ[أمل*]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:09]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو قتادة]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 10:04]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ولعلك تتوسع بالموضوع
متفضلا
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 08:34]ـ
السلام عليكم
هاهنا تفصيل في تعريف العلة في اللغة والاصطلاح من قبل المشرف على الألوكة وفقه الله، والغريب أن الشيخ ماهر اطلع وعقب على أحد الموضوعين!
انظر هذين الرابطين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=144&highlight=%CA%DA%D1%ED%DD+%C7% E1%DA%E1%C9
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=141
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 09:45]ـ
السلام عليكم
هاهنا تفصيل في تعريف العلة في اللغة والاصطلاح من قبل المشرف على الألوكة وفقه الله، والغريب أن الشيخ ماهر اطلع وعقب على أحد الموضوعين!
انظر هذين الرابطين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=144&highlight=%CA%DA%D1%ED%DD+%C7% E1%DA%E1%C9
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=141
لعلك تتأنى وتتأتى وتطالع الموضعين قبل أن تكتب.
وفقكم الله لطاعته ونفع بكم وزادكم من فضله، رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل.
آمين.
وأشكر إخواني الذين عقبوا على الموضوع، وأسأل الله أن ينفع بهم، وستكون هناك تتمات وافرة لهذا الموضوع، إن شاء الله تعالى.
ـ[الْمُتَقَفِّر]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 11:40]ـ
وهل لفضيلتكم أن تبينوا بعد الأناة!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 06:53]ـ
عندي سؤال طريف للشيخ ماهر حفظه الله
هل الوضع في الأنبار الآن صحيح أو حسن أو ضعيف أو مضطرب أو شاذ أو معلول أو منقطع أو معضل أو مبهم أو مجهول الحال أو مستور أو عدل أو لا بأس به؟
و جزاك الله خيراً
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:47]ـ
عندي سؤال طريف للشيخ ماهر حفظه الله
هل الوضع في الأنبار الآن صحيح أو حسن أو ضعيف أو مضطرب أو شاذ أو معلول أو منقطع أو معضل أو مبهم أو مجهول الحال أو مستور أو عدل أو لا بأس به؟
و جزاك الله خيراً
منكر باطل وفيه كل علة.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 10:01]ـ
منكر باطل وفيه كل علة.
نسأل الله أن يعينكم على تقوية الإسناد بشتى الطرق حتى يصير الحال صحيحاً لذاته أو حتى صحيحاً لغيره(/)
حديث الأعمى ........ من لي بشرحه.
ـ[أبو سعد البقمي]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 04:09]ـ
أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والحاكم والبيهقي والللفظ له , {عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي (ص) فقال ادع الله أن يعافيني فقال له: "إن شئتَ أخرتُ ذلك فهو خير ٌ لك وأن شئتَ دعوت" فقال: فادعه , فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء:اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يامحمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فيقضيها لي ,اللهم شفعه فيَّ وشفعني فيه , فقام وقد أبصر}
أتمنى من الإخوة الكرام , التكرم بشرح كل جزئياته , وكيف نستنبط من الحديث أن النبي (ص) قد دعا له , ومامعنى اللهم شفعه فيَّ وشفعني فيه.
دعوة لشرحه والنقاش حوله.
ـ[حمد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:15]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=42373(/)
هل ثبتت زيادة (وبحمده) في الركوع والسجود؟
ـ[أبوعمر السحيم]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 06:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
* التحميد في الركوع والسجود *
الحمد لله رب وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهل ثبت زيادة: ((وبحمده))، في دعاء الركوع والسجود المشهور: ((سبحان ربي العظيم - الأعلى)) وهو حديث صحيح قد رواه الخمسة، أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عن حذيفة ?، وجاء في هذا المعنى أحاديث عن غيره من صحابة رسول الله ? .. فما حكم ذلك؟
وقفت على بعض الأسانيد لهذه الزيادة، ومنها:
- ما رواه أبو داود في سننه قال: (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا الليث يعني ابن سعد عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب عن رجل من قومه عن عقبة بن عامر)، وعقَّبها بقوله: ((وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة)).
- ورواه الدارقطني في سننه بإسنادين، الأول: في حديث حذيفة ? بإثبات هذه الزيادة، والأصل في حديث حذيفة ? أنه بدون هذه الزيادة، وهو صحيح بدونها، والكلام على صحة هذه الزيادة فيه.
قال رحمه الله: (حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن أبى ليلى عن الشعبى عن صلة عن حذيفة ... ) فذكره. قال ابن حجر في تلخيص الحبير: ((ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ضعيف، وقد رواه النسائي من طريق المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة وليس فيه وبحمده)). وابن أبي ليلى هذا قال عنه ابن حبان في المجروحين: ((كان ردئ الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ، يروى الشيء على التوهم، ويحدث على الحسبان فكثر المناكير في روايته فاستحق الترك. تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ... وساق بإسناده إلى شعبة قال: ما رأيت أحدا أسوأ حفظاً من ابن أبى ليلى)).
- والثاني –عند الدارقطني- عن عبدالله بن مسعود ?: (حدثنا محمد بن جعفر بن رميس حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسى حدثنا أبو يحيى الحمانى عبد الحميد بن عبد الرحمن حدثنا السرى بن إسماعيل عن الشعبى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: ((من السنة أن يقول الرجل ... ))، قال ابن حجر في التلخيص: ((وفيه السري بن إسماعيل، عن الشعبي عن مسروق عنه، والسري ضعيف، وقد اختلف فيه على الشعبي، فرواه الدارقطني أيضا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة ... ))، والسري هذا: قال عنه ابن حبان في المجروحين: ((السري بن إسماعيل ... يروى عن الشعبى ... ، كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، قال يحيى القطان: استبان لى كذبه في مجلس واحد، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه ... ))، قال ابن حجر في التقريب: ((وهو متروك الحديث)).
- قال ابن حجر أيضاً في التلخيص: ((ورواه الحاكم من حديث أبي جحيفة في تاريخ نيسابور وهي فيه، وإسناده ضعيف)).
- قال ابن حجر في التلخيص أيضاً: ((ورواه الطبراني وأحمد من حديث أبي مالك الأشعري وهي فيه)) وقد رووها باختلاف يسير بلفظ: ((سبحان الله وبحمده))، رواها الإمام أحمد في مسنده عن أبي مالك الأشعري قال: (ثنا أبو النضر ثنا عبد الحميد بن بهرام الفزاري عن شهر بن حوشب ثنا عبد الرحمن بن غنم أن أبا مالك الأشعري جمع قومه -ليعلمهم الصلاة- ... ثم كبر فركع فقال: ((سبحان الله وبحمده ثلاث مرار)).
- ورواها الطبراني في الكبير قال: (حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا محمد بن مسكين اليمامي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري ... )) فساقه.
قال الشوكاني: ((وفي حديث أبي مالك –عند أحمد والطبراني-: شهر بن حوشب))، وهو ضعيف. قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: ((صدوق كثير الإرسال والأوهام من الثالثة)). وقال عنه ابن حبان في المجروحين: ((كان ممن يروى عن الثقات المعضلات وعن الاثبات المقلوبات)) ونقل تضعيف ابن عون ويحيى بن سعيد القطان. وضعف الأرنؤوط إسناد أحمد لأجل شهر بن حوشب.
- فهل تعتضد هذه الأسانيد الضعيفة؟ وهل يعضد بعضها بعضاً؟ أم أن ضعفها من الضعف الذي لا ينجبر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- ورواها عبدالرزاق في مصنفه –باختلاف يسير في لفظها- قال: (عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أنام في حجرة النبي ?، فكنت أسمعه إذا قام من الليل يصلي، يقول: الحمد لله رب العالمين، الهوى. ثم يقول: سبحان الله العظيم وبحمده، الهوى. قلت له: ما الهوي؟ قال: يدعو ساعة)) وعنه: أحمد والطبراني (في الكبير) بدون تفسير (الهويّ). وصحح الأرنؤوط في تحقيق المسند: ((إسناده صحيح على شرط مسلم، صحابيه من رجاله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين)). ولكن ليس في تصريح أن هذا الذكر يقوله في ركوعه أو سجوده.
فهل يقوي هذا الصحيح الذي ليس فيه تصريح ضعف الذي فيه تصريح؟ لأن هذا التسبيح محله في الركوع والسجود؟
= وقد أنكر هذه الزيادة بعض من أهل العلم، كابن الصلاح، كما نقل ابن حجر إنكاره، قال ابن حجر: ((وفي هذا جميعه –أي: هذه الطرق ونحوها- رد لإنكار ابن الصلاح وغيره هذه الزيادة)). قال ابن قدامة في المغني: ((وروي عن أحمد، أنه قال: أما أنا فلا أقول: وبحمده. وحكى ذلك ابن المنذر عن الشافعي وأصحاب الرأي)) ا. هـ. قال الشوكاني في نيل الأوطار معلقاً على كلام أحمد رحمه الله: ((ووجه ذلك: أن الرواية بدون هذه الزيادة أشهر وأكثر، وهذه الزيادة قال أبو داود: نخاف أن لا تكون محفوظة.
وقيل: هذه الزيادة من رواية ابن أبي ليلى.
فيحتمل أن أحمد تركها لضعف ابن أبي ليلى عنده)) ا. هـ
قال الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي في صفة صلاة النبي ?: ((وزيادة: ((وبحمده)) في السجود والركوع مع قوله: ((سبحان ربي العظيم -أو الأعلى- وبحمده)) غير محفوظة، أعلها أبو داود وغيره)).
= لكن ابن حجر رحمه الله في التلخيص حاول تقوية هذه الزيادة بقوله: ((قلت: وأصل هذه في الصحيح عن عائشة قالت: ((كان رسول الله ? يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك)) الحديث. ا. هـ فهل تعتضد هذه الرواية الضعيفة بتلك التي أخرجها الشيخان؟
وما رواه الشيخان: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النبي ? يقول في ركوعه وسجوده: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي)) وهذا لفظ البخاري، وفي لفظ آخر عندهما: ((كان يكثر أن يقول ... ))، وله ألفاظ أخر.
- أو هل لهذه الزيادة من إسناد صحيح صريح؟
الله أعلم بالصواب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:56]ـ
هذا كلام الشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي عنها:
هذه الزيادة لا يثبت لها إسناد، وقد أعلها الحفاظ، فقد رويت من وجوه عدة من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم حذيفة بن اليمان وابن مسعود وعقبة بن عامر, فقد رواه عن حذيفة الدار قطني والبزار من حديث عن حفص بن غياث عن محمد بن أبي ليلى عن الشعبي عن صلة عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً.
وهو معلول وعلته محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقد ضعفه أحمد وابن معين والبخاري ومعاوية بن صالح.
وقال شعبة: ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى.
وقد أعله البزار في مسنده فقال:
(وهذا الحديث رواه حفص فقال فيه في وقت وبحمده ثلاثاً وترك في وقت وبحمده وأحسبه أتى من سوء حفظ ابن أبي ليلى، وقد رواه المستورد عن صلة عن حذيفة ولم يقل وبحمده) انتهى.
وقد رواه النسائي من طريق المستورد بن الأحنف عن صلة عن حذيفة وليس فيه: وبحمده.
رواه عن المستورد سعد بن عبيدة وعنه الأعمش ورواه عن الأعمش جماعة منهم شعبةُ بن الحجّاج وابن نمير ومحمد بن خازم وجرير بن قرظ؛ ولم يذكروا الزيادة فيه.
ورواه من حديث عقبة بن عامر أبو داود والبيهقي في سننه من طريق أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب عن رجل من قومه عن عقبة بن عامر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا.
وفي إسناده من لا يعرف.
قال أبو داود: وهذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة.
ورواه من حديث ابن مسعود الدارقطني من حديث عن عبد الله بن مسعود قال: من السنّة أن يقول الرجل في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى
وفي إسناده السري بن إسماعيل وهو متروك الحديث ..
ورواه أبو داود عن خالد بن عبد الله ثنا سعيد الجريري عن السعدي عن أبيه أو عن عمه قال: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول سبحان الله وبحمده ثلاثاً.
ورواه أحمد في مسنده من حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن سعيد الجريري عن رجل من بنى تميم وأحسن الثناء عليه عن أبيه أو عمه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عن قدر ركوعه وسجوده فقال قدر ما يقول الرجل سبحان الله وبحمده ثلاث.
وفي إسناده من لا يعرف.(/)
هل الإمام أحمد يضعّف حديث: النهي عن اغتسال المرأة بفضل الرجل؟
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Aug-2008, مساء 07:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أعني حديث:
مسند أحمد بن حنبل ج5/ص369
عن حميد بن عبد الرحمن قال: لقيت رجلاً صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة أربع سنين قال: (نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله، أو تغتسل المرأة بفضل الرجل، أو يغتسل الرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعا).
حيث لم يعمل به أحمد رحمه الله:
الاستذكار ج1/ص297
قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -: فضل وضوء المرأة؟
فقال: إذا خلت به تتوضأ منه إنما الذي رخص فيه أن يتوضآ معا جميعا
وذكَر حديث الحكم بن عمرو الغفاري فقال: هو يرجع إلى أن الكراهة إذا خلت به المرأة.
قيل له: فالمرأة تتوضأ بفضل الرجل؟ قال: أما الرجل فلا بأس به إنما كرهت المرأة.
انتهى
هل الإمام أحمد يضعّف الحديث، وبماذا يضعّفه؟
ـ[حمد]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 07:03]ـ
لعله يعلّه بالتفرّد، حيث تفرّد به داود بن عبد الله الأودي، ولا شاهد لروايته.
أعلّ البيهقي الحديث به أيضاً:
معرفة السنن والآثار ج1/ص278
(وداود بن عبد الله ينفرد به).
هو ثقة، ولكن لا يُحتج به. ولذلك قال النسائي فيه: (لا بأس به) وهي مرتبة لمَن كان دون مرتبة الحُجة.(/)
استفسار عن معنى (التولة).
ـ[أبو يوسف المدني]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 05:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كل مايقرب بين الزوجين يكون من باب التولة (حتى الدعاء مثل أن يقرأ الشخص (وألقيت عليك محبة مني) ثم يدعو قائلا: اللهم كما ألقيت محبة منك على موسى. فألقي محبتي في قلب زوجتي.
هل مثل هذا وغيره من الآيات والدعوات يكون من باب التولة. أم المقصود ماكان من باب السحر فقط؟
أرجو الفائدة من الجميع وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التولة ما يحبب المرأة للرجل من سحر وغيره، وهي محرمة لإبطال الشرع إياها.
أما الدعاء فقد ندب إليه الشرع .. فكيف يدخل فيها؟
ـ[أبو يوسف المدني]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 03:52]ـ
قولك (من سحر وغيره) مثل ماذا الغير؟
ـ[أبو يوسف المدني]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:13]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 03:23]ـ
? التُّوَلَة: (وقال الأصمعي: التِّوَلَة؛ بكسر التاء)
_____هي شيء يعلقونه على الزوج!؛ يزعمون أنه يحبب الزوجة إلى زوجها، والزوج إلى امرأته.
? وحكمها:
_____ حرام، ومن الشرك (الأصغر)؛ لاعتقاد فاعلها أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى. أما إن اعتقد فاعلها أنها تؤثر بنفسها من دون الله؛ فهو مشرك -حينئذٍ- الشرك الأكبر؛ شركًا في ربوبية الله؛ لأنه اعتقد أن مع الله مدبرًا غيره.
واعتبارنا للتوله من الشرك الأصغر في الأصل؛ لأن فاعلها إنما يعتقد أنها سبب؛ ولكنه ليس مؤثرًا بنفسه. وهو لما اعتقد ذلك؛ قد شارك الله في الحكم لهذا الشيء بأنه سبب؛ والله تعالى لم يجعله سببًا.
والدليل على كون التولة شرك:
___• قوله (ص): «من علق تميمة؛ فقد أشرك» أخرجه أحمد وصححه الألباني.
___• وقوله (ص): «التولة شرك» أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.
? أما بخصوص سؤالك:
هل كل مايقرب بين الزوجين يكون من باب التولة؛ حتى الدعاء مثل:
أن يقرأ الشخص «وألقيت عليك محبة مني»،
ثم يدعو قائلا: «اللهم كما ألقيت محبة منك على موسى؛ فألقي محبتي في قلب زوجتي»؟
* فجوابه:
__أن الدعاء ليس من التولة في شيء؛ فالتولة شرك بالنص، والدعاء مشروع؛ بل واجب، وقد جعله الله سببًا في الشفاء وغير ذلك؛ فكيف يجعل الدعاء شركًا من باب التولة؟!
ثم المقصود بالتولة وغيرها من التمائم: كل ما يُعتقد أنه سبب لتحقيق المطلوب؛ مع كون الشرع لم يجعله سببًا مشروعًا لذلك. والدعاء ليس من هذا القبيل على الإطلاق.
• أما بخصوص ذكر الدعاء المذكور عقب قراءة الآية؛ فلا أعلمه مشروعًا؛ بل هو بدعة!.
• وكذلك إذا دعا بالدعاء المذكور دون قراءة الآية، ولكنه فعل ذلك على سبيل الاستنان؛ بحيث يكتب هذا الدعاء في كتب أو نشرات كأذكار لذلك الموطن، بمعنى أن ينشر ذلك بين الناس كذكر من أذكار التأليف بين الزوجين!؛ فهذا أيضًا لا أعلمه مشروعًا؛ فهو من قبيل البدعة!.
أما إذا دعا شخص بهذا الدعاء دون اعتقاد سُنِّيَّتِهِ؛ فهذا جائز. فإذا سمعه غيره -قدرًا-؛ فأعجبه الدعاء؛ فدعا به مع عدم اعتقاد سُنِّيَّتِهِ أيضًا؛ فهذا لا بأس به، والله ورسوله أعلم.(/)
فوائد للشيخ أبي إسحاق الحويني عن التقريب لابن حجر والكاشف للذهبي والخلاصة للخزرجي
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 06:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كلام طيب للشيخ الحويني _ حفظه الله _ عن كتاب التقريب للحافظ و كتاب الكاشف للذهبي و الخلاصة للخزرجي.
http://rapidshare.com/files/138506875/__1604___1575____1601___1575__ _1574___1583___1577____1601___ 1610____1603___1578___1575___1 576____157.html و هذا الكلام اصله من الشريط 15 في الشرح النفيس لعلوم الحديث و هذا الشرح فعلا نفيس وشرحه الشيخ في 1423 هـ 2002
وهذه هي الروابط http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/01.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/02.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/03.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/04.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/05.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/06.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/07.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/08.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/09.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/10.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/11.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/12.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/13.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/14.rm
http://download.media.islamway.com/lessons/ishaq/347-3loomAl7adeeth/15.rm
و هناك شرح حديث للشيخ و هو رائع جدا بدأه الشيخ في 31/ 8 / 2008
وهو موجود صوتي و مرئي علي موقع الشيخ http://al-heweny.com/html/modules.php?name=News&file=article&sid=285
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 03:13]ـ
لكن الشيخ لم يكمل الشرح النفيس
أليس كذلك أخي؟
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[22 - Dec-2008, صباحاً 09:14]ـ
لكن الشيخ لم يكمل الشرح النفيس
أليس كذلك أخي؟
نعم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[22 - Dec-2008, مساء 02:37]ـ
هل ممكن أن يُفرغ كلام الشيخ؟
ـ[ابن العثماني]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 11:39]ـ
هل ممكن أن يُفرغ كلام الشيخ؟
سماعه افضل(/)
أول شارح لصحيح الامام البخاري
ـ[روح سارة]ــــــــ[20 - Aug-2008, صباحاً 10:51]ـ
نتعرض اليوم الى ترجمة عالم فاضل، كان مضرب المثل في عصاميتة و الاعتماد – بعد الله سبحانه وتعالى – على جهده وذكائه، فلم يتتلمذ لعلماء أو ائمة مشهورين، بل جد و أجتهد حتى اصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان، واشتهر خاصة في الحديث الشريف حتى أعتبر شرحه لصحيح البخاري أول (أو ثاني) شرح في الاسلام، وكذلك في الفقه، فكانت اجتهاداته وآرائه محل عناية و اهتمام، انه الامام الحافظ الفقيه الأديب ابو جعفر احمد بن نصر الداودي.
كنيته و اسمه ونسبه:
شيخ الإسلام أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ الْأَسَدِي، الأموي، الطرابلسي، التلمساني المالكي، من أئمة الحديث الشريف و حفاظه، وأحد فقهاء المالكية المشهورين، ويكني بأبي جعفر, [وكناه الزركلي بأبي حفصوهو غير صحيح، كما ان الحاج خليفة صاحب " كشف الظنون " أخطا في اسم والده حيث سماه بسعيد وهو اسم جده فذكره حين سرده لشراح صحيح البخاري في ج 1 / ص 546): أبو جعفر: أحمد بن سعيد الداودي]، إلا أنه قد يقع البعض في الخلط بينه وبين أحمد بن نصر الهواري أبو جعفر (ت319 هـ)؛ وذلك للتشابه الكبير بينهما، إذ أن كنيتهما هي أبو جعفر و لهما نفس اسم الأب أحمد بن نصر، إلا أنهما يختلفان في اسم الجد، إذ أن جد مترجمنا اسمه سعيد، وجد الثاني اسمه زياد، وقد نبه إلى هذا التشابه الإمام برهان الدين ابن فرحون أثناء ترجمته للثاني: أبو جعفر أحمد بن نصر بن زياد الهواري في كتابه: " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " فقال في 1/ 46: " .... وفي المالكيين من يشتبه به وهو أحمد بن نصر الداودي متأخر يأتي ذكره ".
مولده ونشأته:
لم اعثر في جميع المصادر التي ترجمت للدادوي عن سنة ولادته، إلا أنها أشارت إلى أنه ولد بمدينة المسيلة وقيل ولد بمدينة بسكرة , وهما مدينتان تقعان في الشرق الجزائري، وكل ما نقلته لنا عن نشأته انه كعادة أترابه ولداته في ذلك الوقت حفظ القرآن الكريم و درس علوم العربية من نحو وصرف و بلاغة، ثم دراسة بعض مختصرات كتب الفقه المالكي، كما هو متعارف عليه عند مدرسي تلك العصور، ولم تذكر أي شئ عن اسرته أو مجتمعه، ثم تجدها تنقل لنا سفره لسبب غير معروف – لعله طلب العلم – الى طرابلس الغرب، حيث سكن و استوطن بها.
شيوخه وعصاميته في طلب العلم:
لقد لاحظت في كل المصادر و المراجع التي قرأت فيها عن حياة الداوي، و كذلك لاحظ جميع المترجمين الذين تعرضوا لتتبع حياة الداودي أنه كان عصاميا حيث انه أعتمد في دراساته على مطالعاته، و جهوده وإرادته الشخصية في حب العلم و التعلم، فكلهم ذكروا انه: " كان درسه وحده لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور وإنما وصل بإدراكه "، وليس معنى هذا انه لم يتتلمذ على أي شيخ، بل انني وجدت أسماء ثلاث شيوخ تلقى عنهم،وكتب عنهم، وقد اجازوه بمروياتهم ومؤلفاتهم، و لعلهم يقصدون ب: " كان درسه وحده " أن هؤلاء الشيوخ لم يكونوا في مرتبة أو منزلة العلماء البارزين المشهورين، ومما يؤكد صحة ما ذهبت اليه هذه الحادثة التي أوردها القاضي عياض ومفادها: " وبلغني [أحمد بن نصر الداودي] أنه كان ينكر على معاصريه من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد، وبقاؤهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك. فأجابوه (أسكت لا شيخ لك))، أي لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنهم لو خرج العلماء عن إفريقية لتشرّق من بقي فيها من العامة الألف والآلاف فرجحوا خير الشرين، والله أعلم".
كما نقل الإمام الونشريسي عن القاضي عياض أيضا قوله: "بأن الداودي مقارب المعرفة في العلوم وأن علمه كان بنظره واجتهاده، وغير متلق عن الشيوخ وقد عابه بذلك أهل زمانه"، ولعله يقصد بذلك أهل القيروان الذين سبق ذكر قصتهم مع الداودي.
على كل حال ها هي ترجمة قصيرة لهؤلاء الشيوخ الثلاثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
- ابراهيم بن خلف الأندلسي:" سمع أباه ورحل فسمع بكار بن محمد وأبا سعيد بن الأعرابي وغيرهما روى عنه أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي ذكر ذلك أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني في برنامجه وحدث بموطأ مالك رواية أبي المصعب الزهري وعبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى الأندلسي عن الداودي عنه قرأت ذلك بخط محمد بن عياد ".
(ابن الابار البلنسي - التكملة لكتاب الصلة 1/ 116.الترجمة رقم: 336).
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي زيد و أخيه عمر بن عبد الله: ولدا الشيخ أبي محمد، كانت له ولأخيه عمر بالقيروان، مكانة جليلة، بأبيهما وتقدمهما. ووليَ قضاء القيروان، قبل الفتنة. ولم يكن فيما بلغني بالمحمود السيرة. وقد رويت عنه كتب أبيه. وكان أدركه صغيراً. وكتب أحمد بن نصر الداودي عنهما.
(القاضي عياض –ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك 7/ 102 - 103).
ثناء العلماء ومعاصريه عليه:
رغم ان الداودي لم يدرس على يد علماء و أئمة مشهورين، الا انه بفضل الله و بعصاميته و جده و اجتهاده، وبإرادته الفولاذية في التحصيل و الاجتهاد، وصل إلى مرتبة جعلت علماء عصره يقرون بإمامته في العلم و الفقه، وببلاغته و حسن بيانه، وبدقة نظره، وثراء تآليفه، ويثنون عليه في ذلك الثناء العطر، فها هو مؤرخ الاسلام و بروفيسور الرجال الإمام الذهبي رحمه الله يقول عنه [(تاريخ الاسلام - للذهبي 6/ 421)]: " أحمد بن نصر: أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل".
أما القاضي عياض فقد قال عنه لما ترجم له: "من أئمة المالكية بالمغرب، والمتسعين في العلم المجيدين للتأليف"، وقال عنه الامام ابن فرحون في ترجمته: " من أئمة المالكية بالمغرب كان فقيها فاضلا متقنا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر"، وقد عده الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد أحمد العرفي من " جملة العلماء المحققين، الثقات، الاثبات "، وقال ابن عبد السلام الهواري في وصفه: "كان فقيهًا فاضلا عالما متيقظًا مجيدًا مؤلفا له حظ في اللسان والجدل"، ووصفه التسولي فقال: "كان إمامًا متقنا متفننا".
و يكفي للدلالة على مكانته و منزلته خاصة في الحديث الشريف و الفقه المالكي، أن جميع شراح صحيح البخاري (باستثناء الإمام أبو سليمان الخطابي) كلهم نقولوا عنه و عن شرحه للصحيح، فهذا الحافظ ابن حجر العسقلاني قد أورد له – حسب إحصائية قمت بها – في " فتح الباري شرح صحيح البخاري ": 479 بين استشهادا و نقلا لفوائد، و أورد الكثير من أقواله، مرجحا بها لرأيه مرة، و مناقشا لها آخرى، و موهما لها تارة و مصححا لها طورا.
أما بدر الدين العيني الحنفي في " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " فقد أورد: 636 بين استشهادا و فائدة.
و الإمام أبو الحسن علي بن خلف ابن بطال في " شرح صحيح البخارى ": فقد أورد 25 بين استشهادا و فائدة.
أما في الفقه بصفة عامة والمالكي منه بصفة خاصة، فيكفي أن تلقى نظرة على دواوين و أمهات كتب الفقه المالكي و النوازل لتجدها طافحة بالآراء الفقهية و الاجتهادات المبنية على استنباطات من النصوص الشرعية، أو المنبثقة عن نظر دقيق في الوقائع الحادثة مع مراعاة الظروف المحيطة بها، وقرائن الأحوال التي تلتها، التي تبين عن شخصية العالم المميز، المجد الفاهم لروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها، و الملتزم بمراعاة حكمها وأسرارها عند استنباط الأحكام من نصوصها، وتفريع الفروع عليها، وخاصة فيما يتعلق بالضروريات، ولذلك فانه لا يمكن بأي حال إهمال آرائه ولا تغييبها عن مواقع الخلاف الفقهي في المذهب.
و من كتب الفقه والنوازل والقضاء التي احتفظت لنا بهذه الآراء والنوازل والمسائل والفتاوى و الاجتهادات على سبيل المثال فقط:
- " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب" للونشريسي.
- " الدرر المكنونة في نوازل مازونة " لأبي زكريا يحي بن موسى المازوني
- " مذاهب الحكام في نوازل الأحكام " للقاضي عياض وولده محمد.
- " درّة عقد الحواشي، على جيد شرحي الزّرقاني والخراشي" و " الأحكام الجوازل، في نُبذ من النّوازل " لأبي راس النّاصري الجزائري.
(يُتْبَعُ)
(/)
- " نوازل البرزلي" لأبي القاسم بن احمد بن محمد البرزلي.
- " مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل " لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي، المعروف بالحطاب الرُّعيني.
- " الذخيرة في الفقة المالكي " لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي.
- " الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني" لأحمَد بن غنيمِ بن سالم النفراوي، الازهري المالكي.
- " جامع الأمهات" لابن الحاجب.
- " تعليق علي المدونة " و" شرح التلقين " و " فتاوى " الإمام محمد بن علي بن عمر بن محمد التميمي المازري.
- فتاوى ابن رشد.
- "الموافقات" لإبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي، الشهير بالشاطبي.
وغيرها من مصادر الفقه المالكي.
تلامذته:
لقد تخرج على يد هذا العالم خلق كثير، حيث انه أملى مؤلفاته في مجالس التدريس وشرحها و أجاز بها الكثير من علماء و مشايخ عصره، وطلبته النجباء الذين صار لهم شأن و أي شأن، و نذكر منهم:
1 - أبو عبد الملك مروان بن علي - أبو محمد - الأسدي القطان البوني، نسبة إلى بونة (مدينة عنابة بالشرق الجزائري ت حوالي سنة 440هـ): " روى عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وقال: لقيته بالقيروان وشهد معنا المجالس عند أهل العلم بها، وكان رجلاً حافظاً نافذاً في الفقه والحديث .... ولازم أبا جعفر الداودي لمدة خمس سنوات فأخذ عنه معظم تآليفه وأخذ عنه حاتم الطرابلسي، أبو عمر بن الحذاء قال عنه حاتم: كان رجلا فاضلا حافظًا نافا في الفقه والحديث، وألف في شرح الموطأ كتاباً مشهورا حسنًا رواه عنه الناس." ((الصلة في الرواة لابن بشكوال1/ 200).
2 - أبو بكر أحمد أبي عمر أبي محمد بن أبي زيد (ت بعد سنة 460هـ): " الفقيه الإمام الفاضل، العارف بالأحكام والنوازل القاضي العادل، روى التهذيب عن مؤلفه البراذعى، وكان البراذعى يثني عليه كثيرًا، أخذ عن أبي جعفر الداودي وغيره".
3 - هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، يعرف بابن الصابوني: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الوليد (ت 423 هـ): " ... رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وروى هنالك عن أبي الحسن القابسي، وأبي الفضل الهروي، وعن أبي القاسم علي بن إبراهيم التميمي الدهكي البغدادي، وعن أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي وغيرهم. وكان خيراً فاضلاً، عفيفاً طيب الطعمة. مخزون اللسان، جيد المعرفة، حسن الشروع في الفقه والحديث. دؤباً على النسخ، جماعاً للكتب، جيد الخط. وله كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة".
4 - أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف: بابن الحجال، من أهل قادس، يكنى: أبا عمر. (ت سنة 428 هـ): " سمع بقرطبة، ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر الداودي، وأكثر عنه وعن غيره".
5 - أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم (ت سنة 435 هـ): " له رحلةٌ إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن بن جهضم، وأبا جعفر الداودي وأخذ عنهما وعن غيرهما. وسمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم،
وكان: متفننا في العلم، بصيراً بالوثائق مع الفضل والتقدم في الخبر. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، ومولده سنة سبعين وثلاث مائة."
6 - أحمد بن محمد بن يحيى القرشي الأموي الزاهد، يعرف: بابن الصقلي سكن القيروان. (ت 431 هـ): " ... ذكره ابن خزرج وقال: كان منقطعاً في الصلاح والفضل. قديم العناية بطلب العلم بالأندلس وغيرها. من شيوخه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو جعفر الداودي، وأبو الحسن ابن القابسي، أبو عبد الله محمد بن خراسان النحوي، وعتيق بن إبراهيم وجماعة سواهم."
7 - عبد الرحمن بن عبد الله بن خالص الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا محمد (ت؟؟): " ... له رحلةٌ إلى المشرق روى فيها عن أبي جعفر الداودي وغيره."
هل الداودي هو أول شارح لصحيح البخاري؟:
ذكر الشيخ عبد الرحمن الجيلالي - حفظه الله - أن شرحه هذا هو أول شرح لصحيح البخاري، وتبعه في ذلك عادل نويهض في معجمه وغيره من المهتمين، وهذا غير صحيح في نظري، وإن كان فيها من نفسي شئ – و الله أعلم - لأن أول من وضع شرحا على صحيح البخاري هو أبو سليمان حمد بن محمد الخطاب البستي (ت 388) في كتابه (أعلام الحديث أو أعلام السنن)، يأتي بعده شرح مترجمنا الداودي، وان كان بعض الاخوة يشكك في هذه المعلومة ولا يحملها على إطلاقها وذلك لأن أبا جعفر الداودي معاصر للخطابي وتوفي عام 402 (بين وفاتهما 4 سنوات)،فما الذي يجزم أن الخطابي هو صاحب الأولية؟ فما المانع بأن يكون الداودي قد ألفه في نفس الفترة أو قبل تأليف الخطابي؟ زيادة على ذلك فإن علماء السنة عندما تحدثوا عن أول من صنف في السنة ذكروا كوكبة من العلماء منهم الربيع بن صبيح وشعبة ومالك وقالوا إنهم في عصر واحد ولم يجزموا بأولية أحد؟ ومما يزيد في الشك ان الخطابي ألف شرحه للجامع الصحيح في أخريات حياته أي بعد تصنيفه لمعالم السنن لشرح سنن أبي داود، فجعل أعلام الحديث أو أعلام السننمكملاً لما ذكره في معالم السنن، يقول في المقدمة: "وقد تأملت المشكل من أحاديث هذا الكتاب فوجدت بعضها قد وقع ذكره في معالم السنن مع الشرح له والإشباع في تفسيره " وقد يكون بعض العلماء اعتبروه أول شرح للصحيح لشهرة الكتاب و تعدد طبعاته، وشهرة مؤلفه واهتمام العلماء به مقارنة بالداودي رحمهما الله و جزاهما الله خيرا، والسؤال يبقى مطروحا، وقابل للمناقشة.
وما يمكنني الجزم به هو أن الداودي يعتبر أول شارح للجامع الصحيح في الجزائر و المغرب العربي (الغرب الإسلامي).
الدكتور أبو مريم الجزائري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[20 - Aug-2008, مساء 07:00]ـ
للرفع ...... !!.
ـ[البيحياوي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 03:33]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل الدكتور ابو مريم هذا الجهد الكبير في التعريف بهذا العلم الفذ وبارك لك في علمك واهلك واسرتك.
يبدو انك اخي ملم الى حد كبير بهذا العلم الشامخ لذلك اود ان اسالك عن اسم آخر يشبه هذا الذي ذكرت وهو: ابو العباس احمد بن نصر الداودي، فهل هو ابوجعفر نفسه ام هو شخص آخر؟؟؟.
بحوزتي مخطوطة اشتغل في تحقيقها وهي بعنوان "الاسئلة والأجوبة لابي العباس احمد بن نصر الداودي" وقد بحثت عن هذا الاسم في كتب التراجم التي بحوزتي فلم اقف عليه لحد الساعة وانا في حيرة من امري هل هو ابو جعفر صاحبك (خاصة وان ابا جعفر برع في الفقه) ام هو شخص اخر؟؟؟؟
ارجو منك اخي الفاضل ان تفيدني في هذا الباب وجزاك الله خيرا
ـ[بشير محمود سليمان]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 10:25]ـ
أين أجد كتاب أعلام الحديث للخطابي
وهل هو مطبوع كاملا.
من كان عنده الكتاب فلا يتردد أن ينفعنا به
ـ[المنصور]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 11:46]ـ
كم بين وفاة الخطابي والداودي؟
آمل النظر
وفقكم الله
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 05:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الأخت روح سارة و جزاها الله خيرا، أريد ان اضيف عنوانين فرعيين نسيتهما:
وفاته:
استقر مترجمنا بمدينة تلمسان، حيث ألف معظم كتبه، وفيها توفي وقد اختلف العلماء في سنة وفاته، إلا أن جمهورهم اتفق على أنها كانت سنة 402 هـ
وهي السنة التي رجحها القاضي عياض عند ترجمته للداودي في ((ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك 7/ 102 - 103)).
بقوله: " ... قال حاتم الطرابلسي: توفي بتلمسان سنة اثنتين وأربعماية، وقبره عند باب العقبة، ولم يسمع منه حاتم وكان حياً إذ كان حاتم بالقيروان، وقرأت في بعض التواريخ أن وفاته سنة إحدى عشرة والأول أصحّ ".
أمثلة من أقواله و آرائه و اجتهاداته:
1 - أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في " فتح الباري شرح صحيح البخاري " قولا استحسنه للداودي نقله من شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال عند حديثه عن (بَاب فَضْل الْفَقْر) ج 10 ص 168. فقال: " ... وَحَدِيث عَمْرو بْن الْعَاصِ " نِعْمَ الْمَال الصَّالِح لِلرَّجُلِ الصَّالِح " أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَغَيْر ذَلِكَ قَالَ: وَأَحْسَن مَا رَأَيْت فِي هَذَا قَوْل أَحْمَد بْن نَصْر الدَاوُدِيِّ: الْفَقْر وَالْغِنَى مِحْنَتَانِ مِنْ اللَّه يَخْتَبِرُ بِهِمَا عِبَاده فِي الشُّكْر وَالصَّبْر كَمَا قَالَ تَعَالَى (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْض زِينَة لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيّهمْ أَحْسَن عَمَلًا) وَقَالَ تَعَالَى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة)، وَثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَسْتَعِيذ مِنْ شَرّ فِتْنَة الْفَقْر وَمِنْ شَرّ فِتْنَة الْغِنَى " ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا طَوِيلًا حَاصِله أَنَّ الْفَقِير وَالْغَنِيَّ مُتَقَابِلَانِ لِمَا يَعْرِض لِكُلٍّ مِنْهُمَا فِي فَقْره وَغِنَاهُ مِنْ الْعَوَارِض فَيُمْدَح أَوْ يُذَم وَالْفَضْل كُلّه فِي الْكَفَاف لِقَوْلِهِ تَعَالَى (وَلَا تَجْعَل يَدك مَغْلُولَة إِلَى عُنُقك وَلَا تَبْسُطهَا كُلّ الْبَسْط) وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ اِجْعَلْ رِزْق آلِ مُحَمَّد قُوتًا ".
2 – و في " الفتح " لابن حجر ايضا:
" قَوْله: (مَهْ).
قَالَ الْجَوْهَرِيّ: هِيَ كَلِمَة مَبْنِيَّة عَلَى السُّكُون، وَهِيَ اِسْم سُمِّيَ بِهِ الْفِعْل، وَالْمَعْنَى اُكْفُفْ، يُقَال مَهْمَهْته إِذَا زَجَرْته، فَإِنْ وَصَلْت نَوَّنْت فَقُلْت مَهٍ. وَقَالَ الدَّاوُدِيّ: أَصْل هَذِهِ الْكَلِمَة " مَا هَذَا " كَالْإِنْكَارِ فَطَرَحُوا بَعْض اللَّفْظَة فَقَالُوا مَهْ فَصَيَّرُوا الْكَلِمَتَيْنِ كَلِمَة".
3 – خصص الونشريسي في موسوعته الفقهية (" المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب" 10/ 102 - 103) بابا بعنوان: "إذا لم يكن بالبلد قاض زوج صالحوا البلد من أراد التزويج" و أورد فيه ما يلي بنصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وسئل أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي عن امرأة أرادت التزويج وهي ثيب ولا حاكم بالبلد وأولياؤها غيب ترفع أمرها إلى فقهاء البلد فيأمر من يزوجها وكيف إذا لم يكن بالبلد عالم ولا قاض أترفع أمرها إلى عدول البلد في البكر والثيب؟
فأجاب: إذا لم يكن بالبلد قاض فيجتمع صالحوا البلد ويأمرون بتزويجها.
" كل بلد لا سلطان فيه فعدول البلد وأهل العلم يقومون مقامه في إقامة الأحكام"
وسئل أيضا عن بلاد المصامدة ربما لم يكن عندهم سلطان وتجب الحدود على السراق وشربة الخمر وغيرهم من أهل الفساد هل لعدول ذلك الموضع وفقهائه أن يقيموا الحدود إذا لم يكن سلطان وينظرون في أموال اليتامى والغيب والسفهاء؟
فأجاب بأن قال: "ذلك لهم وكل بلد لا سلطان فيه أو فيه سلطان يضيع الحدود أو سلطان غير عدل فعدول الموضع وأهل العلم يقومون في جميع ذلك مقام السلطان".
وسئل أيضا عن بلد لا قاضي فيه ولا سلطان أيجوز فعل عدوله في بيوعهم واشريتهم ونكاحهم؟
فأجاب:"بأن العدول يقومون مقام القاضي والوالي في المكان الذي لا إمام فيه ولا قاضي".
قال أبو عمران الفاسي: أحكام الجماعة الذين تمتد إليهم الأمور عند عدم السلطان نافذ منها كل ما جرى على الصواب والسداد في كل ما يجوز فيه حكم السلطان وكذلك كل ما حكم فيه عمال المنازل من الصواب ينفذ".
4 – ورد في كتاب: (" منح الجليل مختصر خَلِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَالِكِي" لعليش (6/ 191). ما نصه:
" ... مِمَّا خُصَّ بِوُجُوبِهِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمُشَاوَرَةِ) لِذَوِي الْأَحْلَامِ مِنْ أَصْحَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْآرَاءِ فِي الْحُرُوبِ تَطْبِيبًا لِقُلُوبِهِمْ وَتَأْلِيفًا لَهُمْ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْهُمْ عِلْمًا، فَالْخُصُوصِيَّةُ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ كَامِلَ الْعَقْلِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَتَجِبُ عَلَيْهِ الْمُشَاوَرَةُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ إنَّمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشَاوِرُ فِي الْحُرُوبِ وَفِيمَا لَيْسَ فِيهِ حُكْمٌ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَمَّا مَا فِيهِ الْأَحْكَامُ فَلَا يُشَاوِرُ فِيهِ لِأَنَّ الْعِلْمَ بِهَا إنَّمَا يُلْتَمَسُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَأَنْزَلْنَا إلَيْك الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ} الْآيَةَ.
المصادر و المراجع:
- أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي " شرح صحيح البخارى" تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم،، نشر مكتبة الرشد - الرياض السعودية، الطبعة الثانية 1423هـ - 2003م.
- ابن حجر العسقلاني، " فتح الباري في شرح صحيح البخاري " صححه وحققه عبد العزيز عبد الله بن باز، المطبعة السلفية ومكتبتها القاهرة 1380هـ.
- القاضي عياض السبتي: " ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك،، تحقيق مجموعة من الباحثين. الرباط: وزارة الأوقاف المغربية، 1983م.
- إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي: "الموافقات"، تحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، نشر: دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.
- برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد،ابن فرحون، " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب"، مطبعة عباس بن عبد السلام بن شقرون مصر الطبعة الأولى سنة 1351 هـ.
- أبو العباس أحمد الونشريشي، " المعيار المعرب والجامع المقرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب"، خرجه جماعة من العلماء بإشراف محمد حاجي - دار الغرب الإسلامي - بيروت - سنة 1401هـ- 1981م.
- خلف بن عبد الملك، ابن بشكوال: " كتاب الصلة ". القاهرة: مكتبة الخانجي، 1994م.
- أبو عبد الله محمد، ابن الأبار: "التكملة لكتاب الصلة"، تحقيق عبد السلام الهراس. الدار البيضاء: دار المعرفة، 1995م.
- محمد بن أحمد (عليش): " منح الجليل شرح مختصر خليل": طبعة بولاق سنة 1294هـ.
- أبو القاسم محمد الحفناوي،" تعريف الخلف برجال السلف"، مؤسسة الرسالة سوريا المكتبة العتيقة تونس الطبعة الأولى 1402هـ- 1982م.
- عبد الرحمن محمد الجيلالي:" تاريخ الجزائر العام"، دار الثقافة ببيروت لبنان. 1400هـ/1980م.
- أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 2000م.
- الأستاذ عز الدين زغيبة: مقالة بعنوان:" أحمد بن نصر الداودى الطرابلسي التلمساني: حياته وآثاره".
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أخي الفاضل الدكتور ابو مريم هذا الجهد الكبير في التعريف بهذا العلم الفذ وبارك لك في علمك واهلك واسرتك.
يبدو انك اخي ملم الى حد كبير بهذا العلم الشامخ لذلك اود ان اسالك عن اسم آخر يشبه هذا الذي ذكرت وهو: ابو العباس احمد بن نصر الداودي، فهل هو ابوجعفر نفسه ام هو شخص آخر؟؟؟.
بحوزتي مخطوطة اشتغل في تحقيقها وهي بعنوان "الاسئلة والأجوبة لابي العباس احمد بن نصر الداودي" وقد بحثت عن هذا الاسم في كتب التراجم التي بحوزتي فلم اقف عليه لحد الساعة وانا في حيرة من امري هل هو ابو جعفر صاحبك (خاصة وان ابا جعفر برع في الفقه) ام هو شخص اخر؟؟؟؟
ارجو منك اخي الفاضل ان تفيدني في هذا الباب وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك ايها الاخ الفاضل اليحياوي، وجوابا عن سؤالك فأقول فعلا انهما نفس الشخص، لأن بعض كتاب التراجم و السير يكنون الداودي بابي العباس، رغم ان الكنية التي اشتهر بها هي ابو جعفر، وكان بودي لو اعطيتني تفاصيل اكثر عن المخطوطة التي بحوزتك او ترسل لي نسخة منها حتى يكون جوابي اشمل و ادق ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[08 - Nov-2008, مساء 06:00]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كم بين وفاة الخطابي والداودي؟
آمل النظر
وفقكم الله
بارك الله فيك اخي المنصور على هذا التنبيه، جزاك الله خيرا وحفظ الله عينيك على دقة الملاحظة، فالفارق بين وفاتهما 16 (ستة عشر سنة) و ليس (06) ستة سنوات، فلينبه.
شكرا جزيلا.
ـ[خالدالربيعي]ــــــــ[17 - Feb-2009, صباحاً 10:46]ـ
ألا توجد مخطوطة شرح الداودي على البخاري
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:27]ـ
جزاك الله خير.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 03:11]ـ
فوائد جميلة نادرة، جزاكما الله أحسن الجزاء يا (روح سارة) ويا (أبا مريَمَ).
ـ[شموخ أنثى]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 10:02]ـ
جزاكم الله كل الخير
هل ممكن تفيدوني بترجمة مؤلف فتح الباري بشرح صحيح البخاري وهو ابن حجر العسقلاني
لأني حاولت ترجمته من الجامع الكبير والمكتبة الشاملة لكن لم تخرج معي ترجمته
ـ[فياض علي]ــــــــ[17 - May-2010, مساء 09:05]ـ
صحيح البخاري، شرح أكثر من مئة شرح، وأفضل هذه الشروح: فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله، ولما طلب من الشوكاني رحمه الله، أن يشرح صحيح البخاري، قال: لا هجرة بعد الفتح، وشكرا.(/)
ماصحة حديث: (يا علي افتتح بالملح في طعامك .. )؟
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 10:41]ـ
قال النبي صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام.: يا علي افتتح بالملح في طعامك واختم بالملح فإنه من افتتح طعامه بالملح وختمه بالملح دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أيسرها الجذام
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 11:15]ـ
/// جزم ابن القيم في المنار المنيف في حديث: (عليكم بالملح فإنه شفاء من سبعين داء) بأنَّه موضوع.
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[21 - Aug-2008, مساء 11:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 01:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 289) و قال:" هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبدالله ابن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما يرويان نسخة عن أهل البيت كلها باطلة." اهـ
وكذلك حكم السيوطي عليه بالوضع في اللآلئ المصنوعة (2/ 179).
وقال الفتني في تذكرة الموضوعات: "في اللآلئ " يا علي عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء الجذام والبرص والجنون " لا يصح فيه عبد الله بن أحمد بن عامر وهو وأبوه يرويان عن أهل البيت نسخة كلها باطلة: قلت أخرج ابن منده عن معاذ بلفظ " استغنموا طعامكم بالملح فوالذي نفسي بيده أنه ليرد ثلاثا وسبعين نوعا من البلاء أو قال من الداء " والبيهقي عن علي بطريق آخر " من ابتدأ غداءه بالملح أذهب الله عنه سبعين نوعا من البلاء "." اهـ
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني " خرجه الحارث بن أبي أسامة في «المسند» (469 - زوائد) قال: حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا حماد بن عمرو، عن السري بن خالد بن شداد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليّ أنه قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «يا عليُّ، إذا توضأت فقل: بسم الله، اللهم إني أسألك تمام الوضوء، وتمام الصلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذه زكاة الوضوء، وإذا أكلت فابدأ بالملح واختم بالملح؛ فإن في الملح شفاء من سبعين داء، أولها الجذام والجنون والبرص، ووجع الأضراس ووجع الحلق، ووجع البصر، ويا علي كل الزيت، وادهن بالزيت فإنه من ادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة، ويا علي لا تستقبل الشمس فإن استقبالها داء، واستدبارها دواء، ولا تجامع امرأتك في نصف الشهر، ولا عند غرة الهلال، أما رأيت المجانين يصرعون فيها كثيرًا، يا علي إذا رأيت الأسد فكبر ثلاثًا تقول: اللهُ أكبر الله أكبر الله أكبر الله أعز من كل شيء وأكبر أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحاذر فإنك تكفى شره إن شاء الله، وإذا هر الكلب عليك فقل: {يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ}، يا علي إذا كنت صائمًا في شهر رمضان فقل بعد إفطارك: اللهم لك صمت وعليك توكلت وعلى رزقك أفطرت يُكتب لك مثل من كان صائمًا من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا، يا عليّ واقرأ سورة «يس» فإن في «يس» عشر بركات ما قرأها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا عارٍ إلا كسي ولا عزب إلا تزوج، ولا خائف إلا من، ولا مسجون إلا خرج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا من ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا مريض إلا برئ، ولا قرئت عند ميت إلا خفف عنه».
وهذا إسنادٌ ساقطٌ، مسلسلٌ بالمجروحين، فشيخ الحارث بن أبي أسامة، قال الخطيب في «تاريخه» (11/ 85): «في حديثه مناكير، لأنها عن ضعفاء ومجاهيل»، وقد يفهم من هذا القول أن العهدة على من فوقه، وحماد بن عمرو النصيبي كذبه الجوزجاني، وقال ابن حبان: «كان يضع الحديث وضعًا». ووهاه أبو زرعة. وتركه النسائي. وقال البخاريُّ: «منكرُ الحديث». والسُّري بنُ خالد قال الأزدي: «لا يحتج به». وقال الذهبي في «الميزان» (2/ 117): «لا يعرفُ»، وترجمه ابنُ أبي حاتم (2/ 1/284) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وكأن هذا إسناد نسخه إلى جعفر الصادق، فقد روى الحارث بن أبي أسامة بهذا الإسناد عن جعفر بن محمد جملة من الأحاديث. وقد أورد ابن الجوزي في «الموضوعات» (2/ 289) من وجهٍ آخر بعض هذا الحديث ثم قال: «هذا حديث لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والمتهمُ به عبد الله بن أحمد بن عامر أو أبوه، فإنهما يرويان نسخةً عن أهل البيت كلُّها موضوعة».
والحمد لله رب العالمين.
انتهى
ـ[كلنا دعاة]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 09:42]ـ
بارك الله فيك اخي ابو جهاد ونفع بك وأشكرك على هذا النقل
ـ[أسماء]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء شكرا جزيلا على الافادة
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 02:16]ـ
بوركت ياأباجهاد الأثري على العرض الطيب
وجزيت الجنة
وجزى الله المشاركين خيرا(/)
نريد من كل قارئ لهذا الحديث خمس فوائد فقط.لعلها أن تصل إلى مائة فائدة
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 11:26]ـ
نريد من كل قارئ لهذا الحديث خمس فوائد فقط.لعلها أن تصل إلى مائة فائدة
أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: قالت: «تزوَّجني الزُّبَيْرُ، وماله في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غيرَ فَرَسه، - وفي رواية: غير ناضح، وغير فرسه - قالت: فكنتُ أعلفُ فَرَسَهُ وأكفِيه مُؤونَتَه وأسُوسُه، وأدُقُّ النَّوى لناضحه، فأعلفه، وأَسْتقي الماءَ، وأخْرِزُ غَرْبَه، وأَعجِنُ، ولم أكن أُحْسِنُ أخبزُ، فكان تخبِزُ لي جارات من الأَنصار، وكنَّ نسوةَ صِدْق، قالتْ: وكنتُ أنقُلُ النَّوى من أرض ال**ير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي، وهي على ثُلَثي فَرْسَخ، قالت: فجئتُ يوما والنَّوَى على رأسي، فلقيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه - وفي رواية: من الأَنصار - فدعاني، وقال: إِخْ، إِخْ، ليحملني خلفَه، قالت: فاستحييتُ وذكرتُ غَيْرَتك - وفي رواية: فاستحييْتُ أَن أسيرَ مع الرجال، وذكرتُ الزُّبيرَ وغيرَتَهُ، وكان أغْيَرَ الناس - فعرَف رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أني قد استحييتُ، فمضى، فجئتُ الزُّبَيْرَ، فقلتُ: لَقِيَني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأَناخ لأركبَ فاستحييتُ منه، وعرفتُ غَيْرَتَكَ، فقال: والله لَحَملكِ النَّوى على رأْسكِ أشدُّ عليَّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم، فكَفتْني سياسة الفرَس، فكأنما أعتقني».
متفق عليه: البخاري رقم (4926)، ومسلم رقم (2182).
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - Aug-2008, صباحاً 11:27]ـ
اثنا عشر فائدة من حديث أسماء رضي الله عنها
الفائدة الأولى
أن الكفاءة في الدين وليست في المال أو الجاه.
الفائدة الثانية
جواز خدمة المرأة لزوجها ولو أدى ذلك إلى تحمل المشاق ولا ينكر ذلك عليها لأن ذلك من مكارم الأخلاق والتطوع وليس بواجب عليها.
الفائدة الثالثة
جواز خدمة الجيران بعضهم لبعض وأن ذلك من باب التراحم والتضامن الاجتماعي بين الجيران والأقارب لما فيه من فضل صلة الأرحام.
الفائدة الرابعة
فضيلة نساء الأنصار وأنهم متصفين بالصدق والأمانة.
الفائدة الخامسة
جواز مخاطبة النساء عند الحاجة كما قال الله تعالى وقلن قولا معروفاً، وكما قال: وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب.
الفائدة السادسة
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على سعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفائدة السابعة
جواز ارتداف المرأة خلف الرجل في موكب الرجال.
الفائدة الثامنة
منقبة عظيمة لأسماء رضي الله عنها لاتصافها بالحياء وهكذا يجب على المرأة المسلمة أن تتصف بالحياء لأنه الذي فيه عزها وسعادتها في الدنيا والآخرة.
الفائدة التاسعة
جواز غيرة المفضول على الفاضل.
الفائدة العاشرة
وجوب طاعة الزوج والوفاء بعهده ومراعاة مشاعره والحرص على ذلك لأن عزة المرأة المسلمة لا تكون إلا في طاعة ربها وطاعة زوجها والبعد عن كل ما يخالف ذلك.
الفائدة الحادية عشر
غيرة الرجل عند ابتذال أهله وخاصة فيما يشق من الخدمة وتأسفه وأنفة نفسه من ذلك لا سيما إذا كانت ذات حسب ودين.
الفائدة الثانية عشر
جواز إكرام الرجل لبناته وأولاده وبذله لهم المال والخدم وذلك من المروءة والإحسان وذلك دأب السلف الصالح رضي الله عنهم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 12:36]ـ
الفائدة السابعة
جواز ارتداف المرأة خلف الرجل في موكب الرجال.
أظن أنه لا بد من تقييد هذا الجواز بالضرورة الملزمة لذلك، مع أمن الفتنة، فالذي أناخ الناقة لإردافها خلفه إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فوق عصمته ومكانته في سن والدها، ولم يقدم على ذلك أحد غيره من صحابته
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 02:06]ـ
فعل الرسول صلى الله عليه وسلم يكفي في المشروعية من غير قيد بالضرورة لأنه هو المشرع وما ينطق عن الهوى، ولأن المحذور هو الخلوة وأما من غير الخلوة فمشروع وقصة عقد عائشة رضي الله عنها صريحة في ذلك، وحج أمهات المؤمنين في خلافة عمر برفقة عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان صريحة في ذلك وغيرها من الوقائع.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:25]ـ
الأخ الفاضل / محمد مصطفى وفقه الله لكل خير
أخي الحبيب: نعم في الحديث جواز إرداف المرأة خلف الرجل إذا احتاجت إلى ذلك
ولكن كما ذكر الأخ الفاضل / شريف نفع الله به
للضرورة الملزمة لذلك، مع أمن الفتنة.
أما إستدلالك بقصة عقد عائشة فإن صفوان لم يردفها خلفه، وكذلك حج أمهاتنا كن يركبن بمفردهن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:40]ـ
قال الشيخ / عبدالعزيز الراجحي وفقه الله:
في الحديث جواز إرداف المرأة خلف الرجل إذا كان محرمًا، وكذلك إذا كان غير محرم إذا احتاجت إلى ذلك، كما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يردف أسماء بنت أبي بكر لما جاء من أرض الزبير وعلى رأسها النوى قال النبي للجمل: إخ إخ لتركب، واستحت وذكرت غيرة الزبير فلم تركب، ولا يعتبر إردافها خلوة؛ لأن الركبان معهم يمشون جميعا.
ـ[آل عامر]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 03:44]ـ
قال ابن حجر في فتح الباري: كأنها فهمت ذلك من قرينة الحال، وإلا فيحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم أراد أن يركبها وما معها ويركب هو شيئاً آخر غير ذلك
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:22]ـ
الفائدة الثالثه عشر
فيه مشروعية حمل الطعام على الرأس.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:25]ـ
الفائدة الرابعه عشر
فيه مشروعية اخبار المرأة عن حال الفاقة والفقر التي مرت بها مع زوجها مع الرضى بما كتب الله ودون تذمر.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:28]ـ
الفائدة الخامسه عشر
فيه مشروعية الزواج من المرأة التي لا تحسن ان تخبز.
وليس لان زوجتي لاتحسن ان تخبز (ابتسامة)
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:32]ـ
الفائدة السادسة عشر
فيه مشروعية مخاطبة الحيوان بما يفهمه. من قوله صلى لله عليه وسلم إخ أخ ..
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:35]ـ
الفائدة السابعة عشر
فيه منقبة لأبي بكر الصديق وهي كرمه وحنوه على ابنته واعطائها ما تحتاجه (الخادم).
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:38]ـ
الفائدة الثامنة عشر
فيه مشروعية تسمية المرأة ابيها بالكنية كابي فلان. (قالت: حتى أرسل إِليَّ أبو بكر بعد ذلك بخادم)
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 07:41]ـ
الفائدة التاسعة عشر
فيه مشروعية الحلف من غير استحلاف دلاله لعظم الامر المحلوف عليه. (والله لَحَملكِ)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 01:46]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الفائدة المتممة للعشرين:
فيه حسن العشرة وإيثار الرجل امراته على نفسه وتأذيه مما يؤذيها " وهو حملها النوى " أكثر من تأذيه مما يؤذيه " وهو غيرته عليها " حيث قال لها لحملك النوى أشد علي من ركوبك معه.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 07:07]ـ
الفائدة الحادية والعشرون:
جواز خروج المرأة لتدبير أمر معاشها هي وزوجها بما يوافق فطرتها , ويكون به الحفاظُ عليها من الفتنة والافتتان ,منه أعمال النساء اليوم في التدريس والطب (في الأماكن التي لا يعالجُ النساءُ فيها غيرَ النساء) وغير ذلمك من المهن التي لا يشاركهنّ فيها الرجال ولا يحتكون بهنَّ.
الفائدة الثانية والعشرون:
جوازُ مخاطبة الرجل للأجنبية بحضرة غيره وخدمتها وإصلاح شأنها وإن كان الجميع أجانبا عنها , وأنّ ذلك لا يقدحُ فيها ولا فيهم.
الفائدة الثالثة والعشرون:
أنَّ من كمال الخلق والرفعة والتواضع والتقى وكمال الإيمان أن يوطن العالمُ والصالحُ وطالب العلم وكبير السنّ مأمون الجناب ومن له ولاية دينٍ على الناس , على أن لا يزعجه الحقُّ ولا يغضبه وإن كان مأمون الجناب فرسول الله (ص) ما عاتب أسماء ولا الزبير رضي الله عنهما ولا تأثر لذكرها غيرة الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ورفضها الركوب معه , وهو رسول الله (ص) و وقد تجد بعض الناس اليوم إن مرّ بمثل هذه الحادثة أخذت الوساوس وإساءة الظن تذهب به كل مذهب , وهذا من النقص في الخلق وعدم الرضى بالحق, ولم يحمل تصرف المرأة إلا على سبيل اتهامها له في الدين والخلق.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 02:49]ـ
الفائدة الرابعة والعشرون:
فيه تفضيل المرأة زوجها على سائر الرجال ببعض الصفات وإن كان من المبالغة فلا يعتبر كذبا. (وكان أغير الناس)
ـ[عمار محمد]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 11:57]ـ
الفائدة الخامسة والعشرون: فيه بيان ما كان عليه الصحابة من شظف العيش وخشونته وما لاقوه من التعب في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Aug-2008, صباحاً 10:02]ـ
من فوائد حديث أسماء جمعها عقيل الشمري
1 - جواز تزويج الفقير الذي ليس له مال مادام صالحا في دينه.
2ـ قول المرأة " تزوجني فلان " وليس: تزوجت فلانا.
3ـ ذكر الإنسان فضائل نفسه وصبرها وجلدها من غير فخر وكبر.
4ـ على الإنسان العناية بالدواب خاصة ما كان لنفسه منها.
5ـ الاستفادة من فضلة الطعام، كما فعلت أسماء في النوى.
6ـ إيجاد حلول لما يستصعب في الحياة، فأسماء لا تحسن الخبز لكنها وجدت حلا لهذه المشكلة.
7ـ حسن الجوار.
8ـ الصبر مع الزوج على شغف العيش حتى يأتي الله بالفرج.
9ـ فيه سير المرأة لوحدها ما لم يكن سفرا، والفتنة مأمونة.
10ـ فيه نظر المرأة للرجل، ولهذا عرفت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم.
11ـ فيه الحياء الذي ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة ولو مع أهل الخير والصلاح.
12ـ التكلم مع الحيوان بما يفهمه كقول "إخ إخ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 06:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذه الافادة القيم
الفائدة السادسة
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته وحرصه على سعادتهم في الدنيا والآخرة.
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 09:26]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن رشد]ــــــــ[30 - Aug-2008, مساء 09:39]ـ
فائدة مأدري كم رقمها:
فيه جواز إقطاع ولي الامر لأحد أفراد الرعية أرضا لمصلحة معينطة"من أرض ال**ير التي أقْطَعَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي،(/)
هل ورد أن قراءة سورة الضحى ترد الضالة؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:05]ـ
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لقد رأيت كثيراً من الناس من يقول بأن قراءة سورة الضحى ترد الضالة، وأن من كانت لديه
ضالة فعليه بقراءة سورة الضحى.
فهل هذا صحيح؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 06:15]ـ
أفيدونا أثابكم الله
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 12:31]ـ
أمر غريب!
لعل الأخوة الكرام الذين عندهم علم بهذه المسألة يفيدونك ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 01:17]ـ
والله يا أخي لم أعلم له أصل صحيح أو حتى ضعيف يقوم عليه
ـ[حفيد صلاح الدين]ــــــــ[28 - Mar-2009, مساء 03:30]ـ
أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل والطبراني وغيرهم عن ابن عباس قال: عُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته كَفْراً كَفْراً - أي قرية قرية - فسُرّ به، فأنزل الله: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
اعتقد ان كثيرا من العامة يتوسلون الى الله بقراءة هذه السورة في ايجاد ضآلتهم بناءاً على هذه الرواية ... ولقد وفت على هذا الاثر نقله للفائدة رواه البيهقي رحمه الله وقال حسن موقوف:
سئل ابن عمر رضي الله عنه عن الضالة فقال: يتوضأ ويصلي ركعتين، ثم يتشهد، ثم يقول: اللهم راد الضالة، هادي الضلالة، تهدي من الضلال رد علي ضالتي بعزك وسلطانك، فإنها من فضلك وعطائك ..
ولكن أقول:
لوكان هناك دعاء او عمل خاص بخصوص " ايجاد الضآلة وردها " لما أخفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الناس اليه .. ! تاملوا في حديث الافك بارك الله فيكم .. !!(/)
شرح باب الصيام من الموطّأ للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله آخر الأسبوع.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 12:15]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وبعد:
فسيقوم فضيلة الشيخ الدكتور/محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله رعاه - بشرح كتاب الصيام من موطإ الإمام مالكٍ رحمه الله , وذلك بعد عصر يومي الخميس والجمعة القادمين الموافقين لتاريخ 27 - 28 من شهر شعبان , وسيكون الدرسُ بالمسجد النبوي الشريف على صاحبه أزكى صلوات الله وسلامه.
نسأل الله القبول لشيخنا وأن ينفعه بما علّم وتعلم , ويزيننا واياه بزينة الإخلاص ويرحم والديه ويجزيهما خير الجزاء إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحابته والتابعين ليوم الدين ..
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:41]ـ
بارك الله فيكم ..... وهل ستنقل الدورة على انت؟؟؟؟(/)
(يا جرير إذا قلت فأوجز .... ) ما تخريجه؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 04:22]ـ
هل وقف أحد على تخريج هذا الحديث:
((يا جرير إذا قلت فأوجز وإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف))
ذكر المبرد في أوائل الكامل، وقال المحقق: لم أجده.
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 05:27]ـ
يا جرير إذا قلت فسدد ولا تكلف إذا قضيت حاجتك (ابن عساكر عن عيسى بن يزيد مرسلاً). كنز العمال (3/ 463/6864).
ـ[أبو ندى]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 09:01]ـ
شيخنا الفاضل
لعل هذا من أحاديث كتب الأدب التي لا تكاد تجد إسناداً لها و يتدواولها أهلها خلفا عن سلف لمعنى يتكرر
فهنا ذكره المبرد وتتابع غيره عليه كصاحب اللسان والتاج والنهاية. إلا أنهم ذكروا أن له مخرجا
وهذا يشبه حديث (إذا شربتم فأسئروا)
تجده في النهاية و ذيل طبقات الحنابلة و غيرها بل في غريب أبي عبيد و لكن بلا إسناد.
وفقك الله(/)
(إن القبلة لا تنقض الوضوء .. ) حديث ضعيف لم يعلق عليه الألباني في تمام المنة
ـ[الكردستاني]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني وأخواتي في الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لفت انتباهي عدم تعليق الشيخ الألباني (رحمه الله) في كتابه (تمام المنة في التعليق على فقه السنة) على حديث ضعيف ورد في (فقه السنة) للشيخ سيد سابق (رحمه الله) لا سيما مع قول الشيخ سيد سابق بعده: بسند جيد!، والحديث هكذا في فقه السنة:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال: (إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم) أخرجه إسحاق ابن راهويه، وأخرجه أيضا البزار بسند جيد. فقه السنة: كتاب: الطهارة، بحث: ما لا ينقض الوضوء: (1/ 54).
لكن الشيخ الألباني (رحمه الله) قد حقق الحديث نفسه في كتابه (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة): (2/ 427) برقم (999)، وإليك نصه:
((999 - " إن القبلة لا تنقض الوضوء، ولا تفطر الصائم ".
ضعيف.
أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده " (4/ 77 / 2 مصورة الجامعة الإسلامية) قال: أخبرنا بقية بن الوليد: حدثني عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال: فذكر الحديث وقال: " يا حميراء إن في ديننا لسعة " قال إسحاق: " أخشى أن يكون غلطا ". قلت: وهذا إسناد ضعيف، ورجاله ثقات غير عبد الملك بن محمد، أورده الذهبي في " الميزان " لهذا الحديث مختصرا بلفظ الدارقطني الآتي، وقال: " وعنه بقية بـ (عن)، قال الدارقطني: ضعيف ". وكذا في " اللسان " لكن لم يقع فيه: بـ (عن) ". والمقصود بهذا الحرف أن بقية روى عنه معنعنا، ويشير بذلك إلى رواية الدارقطني للحديث في " سننه " (ص 50) قال: وذكر ابن أبي داود قال: أخبرنا ابن المصفى: حدثنا بقية عن عبد الملك بن محمد به مختصرا بلفظ: " ليس في القبلة وضوء ".
وقد خفيت على الذهبي رواية إسحاق هذه التي صرح فيها بقية بالتحديث، ولعله لذلك لم يذكر الحافظ في " اللسان " قوله: " بـ (عن) ". والله أعلم.
والحديث أورده الزيلعي في " نصب الراية " (1/ 73) من رواية ابن راهويه كما ذكرته، دون قول إسحاق: " أخشى أن يكون غلطا " وسكت عليه ولم يكشف عن علته وتبعه على ذلك الحافظ في " الدراية " (ص 20) وكان ذلك من دواعي تخريج الحديث هنا وبيان علته وإن كان معنى الحديث صحيحا كما يأتي في الذي بعده، ففي هذا الحديث - ومثله كثير - لأكبر دليل على جهل من يزعم أنه ما من حديث إلا وتكلم عليه المحدثون تصحيحا وتضعيفا! ثم إن قول إسحاق: " أخشى أن يكون غلطا ".
فالذي يظهر لي - والله أعلم - أنه يعني أن الحديث بطرفيه محفوظ من حديث عائشة رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم فعلا منه، لا قولا، فكان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ، كما يأتي في الحديث الذي بعده، كما كان يقبلها وهو صائم. (1) فأخطأ الراوي، فجعل ذلك كله من قوله صلى الله عليه وسلم. وهو منكر غير معروف. والله أعلم.
__________
(1) أخرجه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في " الصحيحة (219 - 221) و" الإرواء " (916). اهـ.)). انتهى.
فأردت أن أنبه عسى الله أن ينفع به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العرب]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 02:21]ـ
جزاك الله خيرا(/)
عنعنة أبي الزبير عند المتقدمين والمتأخرين للشيخ أبي الحسن المأربي
ـ[ولد برق]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 12:27]ـ
عنعنة أبي الزبير عند المتقدمين والمتأخرين 000 للشيخ أبي الحسن المأربي
http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=59
ـ[ولد برق]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 01:16]ـ
ملاحظة:
توسع الشيخ في الشريط الأول في الكلام عن ما يحصل من خلاف في هذا العصر بين أصحاب منهج المتقدمين و المتأخرين
ـ[الحُميدي]ــــــــ[31 - Aug-2008, مساء 09:35]ـ
بوركت اخي الفاضل .. ،
والله لقد أجاد وأفاد .. ،واتى على بنيانهم من القواعد .. ،فيما يتعلق بعنعنة أبي الزبير.
والذين رفعوا هذا الشعار .. ،تجدهم عند تطبيقهم له .. ،
قد اتخذوه مطية للتنقيص من العلامة حافظ الوقت الشيخ ناصر الدين الألباني رحمات ربي عليه .. ،
ـ[ولد برق]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 11:24]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
نحسن بهم الظن و نرجو لهم الخير و نظن انهم باحثين عن الحق و كلامهم يحتمل الصواب
شكرا على مرورك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 03:32]ـ
وفقكم الله
/// تقدم الكلام عن مسألة التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في علم الحديث والنقد والتعليل
وكذا الكلام على عنعنة أبي الزبير
فهذا مما قتل بحثا على المنتديات كملتقى أهل الحديث وهنا وغيرها وفي الكتب أيضا
لذلك سأكتفي بالإحالة على بعض الراوبط التي عالجت هاتين المسألتين
/// لكني أريد أن أنبه هنا على أمر تقدم التنبيه عليه في بعض الروابط المحال عليها وهو أن بعض ما يقوله المخالفون لهذه الدعوة حق لكن أصحاب هذه الدعوة لم يخالفوه ولم يقولوا بنقيضه وإنما ألزق بهم خطأً إما لقلة الاطلاع على كلامهم في كتبهم وأشرطتهم وإما تنفيرا عن أشخاصهم ثم عن دعوتهم لاختلافهم معهم في أمور أخرى وإما كذبا وزورا لضعف الحجة وقلة العلم وغلبة الهوى
ونحسب الشيخ المأربي سدده الله من الصنف الأول
/// فمن هذه الأمور وهي كثيرة اتهامهم لهم بأنهم يزهدون بعلم المتأخرين وينفرون الطلبة من كتبهم وجهودهم
وهذه فرية ما بعدها فرية
وأين هذا في كتب القوم أو أشرطتهم وأين هو في منطوقهم أو مفهوم كلامهم أو عامه أو خاصه ....
بل أشرطتهم وكتبهم طافحة في الحث على الاعتناء بجهود المتأخرين والاستفادة منها في فهم كلام المتقدمين
لكن ذنبهم الوحيد أنهم أحيوا في قلوب طلبة العلم اليوم الاعتناء بكلام المتقدمين والتنبيه على أنه إذا خالف تقعيد أو تقرير المتأخر لتقعيد أو تقرير أو عمل المتقدم قدم المتقدم لعلمه وجلالته والاتفاق على صحة منهجه
ذنبهم أنهم دعوا إلى سبر كلام المتقدمين وضم النظير إلى نظيره ومعرفة علة الفرق والجمع في أحكامهم كما فعل الحافظ ابن رجب وغيره
وما زال في كل عصر من العصور من يسلك هذه الطريقة من المحققين في علم الحديث وغيره
فعلم السلف أولى ما ضيع الوقت في معرفة قواعده وأصوله وعلله
وما برز من برز من المتأخرين إلا لأنه انسلخ عن رتابة أهل عصره في هجر كلام السلف والتفقه فيه ومعرفة مآخذ أحكامهم
وهذا في شتى العلوم كالعقائد والفقه والعربية لا يقتصر على علم الحديث
فالدعوة إلى هذا المنهج من صميم السلفية ومنهج أهل الحق أقصد الدعوة إلى الاعتناء بكلام السلف وأحكامهم وسبره
وإلا فإننا نعذر بعض إخواننا في مخالفتهم لنا في هذه القضية وإن رمونا بالبدعة وأمروا بهجرنا
فإن فقه الخلاف وأدب الطلب مغيب عند أكثرهم
فعلم الحديث ما زال حيا وكثير من مباحثه ومسائله تحتاج إلى تحرير واستقراء وتقييد وتفصيل يعلم هذا أهل الشأن والاختصاص
فهل ترضون أن تهمكم بأنكم تسدون باب الاجتهاد كما اتهمتمونا بذلك
/// ومما ألزق زورا بهذه الدعوة وأصحابها أنهم لا يرون تقوية الخبر بالشواهد والمتابعات
وهذا يقال فيه ما قيل في سابقه
وإنما ذنب القوم أنهم أنكروا توسع المتأخرين كالسيوطي وغيره في هذه المسألة
أنكروا التوسع ولم ينكروا أصل المسألة
ووضعوا بعض الشروط التي فهموها من كلام المتقدم وأحكامه وغفل هنا بعض المتاخرين والمعاصرين
وكيف ينكرون شد الخبر بآخر وهو مقرر في كلام أئمتهم الذين يدعون إلى انتهاج منهجهم كعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وغيرهم
/// أكتفي بهاتين التهمتين لأن أصحاب هذه الدعوة بينوا حقيقة دعوتهم أحسن بيان وتبرؤوا من هذه التهم في أكثر من موضع
وطالب الحق لا يأخذ مذهب عالم أو جماعة من كلام من خالفه مطلقا إلى مع بعض أهل البدع لا كلهم
فكيف وكتب ذاك العالم ناطقة ببيان منهجه وفي متناول اليد
المقصود أن بعض الطلبة يقف على هذا الحق في كلام المخالفين لهذه الدعوة فيحكم بصواب قولهم قبل التحقق من صحة تبني المردود عليه لهذا القول الذي بان له بطلانه أم لا
وهذا بعيد عن التحقيق والتدقيق وليس هو من الحزم في العلم وطلبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 04:03]ـ
هذه بعض الراوبط والمقالات التي بحثت المسألة:
الجامع للمقالات والمقدمات حول مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في منهجية النقد ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8046)
بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38132)
أريد أن أعرف مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95021)
وهنا كشف لبعض الشبه:
وقفات مع من يفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90849)
وقفات مع طارق عوض الله حول استدراكه على الشيخ الالباني لتصحيحه حديث (ما أدري الحدود ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90794)
رأي الشيخ عبد الكريم الخضير في مسألة الفرق بين المتقدمين و المتأخرين في نقد الحديث ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6226)
وهناك غيرها
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 04:13]ـ
أما مسألة تدليس أبي الزبير فينبغي قبل النظر فيها معرفة التدليس عند المتقدم وأنواعه وما يرد منه وما لا يرد وكيفة التعامل مع كل قسم
قد شاع عند كثير أن التدليس شيء واحد والتعامل معه شيء واحد وليس الأمر كذلك عند التحقيق والتدقيق
لذلك لا يستغني الباحث من النظر في كتاب الشيخ ناصر الفهد ومقدمته للسعد المسمى منهج المتقدمين في التدليس وهذا رابطه ولا أدري هل يعمل أم لا لكن الكتاب أظنه مرفوع على الشبكة على الملتقى
http://82.45.253.235/fahd/Tadlees.zip
وأنقل هنا خلاصة كلام الشيخ الفهد والسعد وأحيل على رابط فيه بعض الفوائد حول المسألة:
قال الشيخ السعد:
قال حفظه الله تعالى:
رواية أبي الزبيرـ محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي ـ عن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري رضي الله عنه.
هناك من تكلم في هذه الرواية إذا لم تكن من طريق الليث بن سعد، ولم يُصرّح فيها أبو الزبير بالتحديث عن جابر.
فأقول: هناك من تكلم فيها وردّها، مع أنها باتفاق أهل الحديث تُعْتَبر من أصح الأسانيد، ومع ذلك وُجِد أنّ هناك من يَردّ هذا الإسناد الذي هو في غايةٍ من الصحة.
فما الذي جعل هذا الشخص ـ وغيره من أهل العلم ـ أنْ يَردَّ مثل هذا الإسناد، وهو في غايةٍ من الصحة؟
قال: إن أبا الزبير مُدلس ولم يُصرّح بالتحديثِ هنا، فلا بُدَّ أن يُصرّحَ في كل حديثٍ.
فنُجيبُ على هذا الشخص ونَردّ عليه، فنقول: إنّ قولك هذا مَرْدودٌ من ستة أوجه:
الوجه الأول:
ما المقصود بالتدليس هنا فيما وُصِفَ به أبو الزبير؟ هل هو التدليس المذموم الذي يُردُّ به خبر الراوي أم لا؟
لأن التدليس يطلق على أشياءٍ كثيرة، فيطلق على الإرسال، ويطلق ـ أيضاً ـ على التدليس؛ الذي هو إسقاط الراوي.
الوجه الثاني:
أن التدليس تحته أقسام مُتعددة، وليس هو قسم واحد، فلا بُدَّ أن يُحَدَّد، ما المقصود من هذا التدليس الذي رُمِيَ به أبو الزبير؟
فهناك تدليس الإسناد، وهناك تدليس الشيوخ ـ وهو أن يُسمّي التلميذ شيخه بغير الاسم المشهور به ـ أو يُكنّيه بكنيةٍ غير معروف بها ... وهكذا، وهناك تدليس العَطْف، وهناك تدليس السُكوت، وهناك أنواعٌ متعددة، قد تصل إلى خمسة أو ستة (1)، فما المقصود من هذا التدليس الذي وُصِفَ به أبو الزبير؟.
الوجه الثالث:
هل أبو الزبير مُكْثِر مِن التدليس أم لا؟
فليس كل شخص قيل فيه أنه مدلس يكون مكثراً من التدليس، بل هناك من هو مُقلّ من التدليس جداً، ومنهم أبو الزبير، ويدل على هذا شيئين:
الأول: أنه لم يصفه أحد من الحُفّاظ بهذا، إلا ما جاء عن النسائي (2) رحمه الله، وهناك كلام لأبي حاتم يُفهم منه هذا الشي، وأما الباقي فلم يصفونه بالتدليس.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: قد تتبعنا حديثه، فأحياناً في روايته عن جابر يذكر شخصاً آخر، فلو كان مُكثراً من التدليس لأسقط هذه الواسطة، كذلك ـ أيضاً ـ عندما تتبعنا حديثه لم نجده ـ أحياناً ـ يذكر واسطة، وكثير من المدلسين عندما تَتَتَبّع حديثه قد يذكر واسطة بينه وبين هذا الشخص الذي يروي عنه مباشرة، فهنا يكون قد دَلس، وأما أبو الزبير فقد تتبعنا أحاديثه في الكتب، في الصِحَاح والسنن والمسانيد والمصنفات، فما وجدناه إلا مُستقيماً، وبحمد الله قد مرّت علينا سنوات ونحن نتتبع حديثه، فهو مُقلٌّ من التدليس، ومن كان مُقلّ من التدليس فالأصل في روايته أنها محمولة على السماع والاتصال ما لم يدل دليل على خلاف ذلك.
الوجه الرابع:
لو تنزّلنا وقلنا أنه دلس.
فنقول: الواسطة قد عُلِمَت بينه وبين جابر بن عبد الله، وصحيفة جابر صحيفة مشهورة، وقد رواها كبار التابعين في العلم والعمل، كقتادة وقبله الحسن البصري والشعبي، وأيضاً أبي الزبير، وغيرهم من أهل العلم.
كذلك نقول: أن أبا حاتم الرازي رحمه الله ـ وغيره ـ قد نصوا على أنهم قد أخذوا حديث أبا الزبير من سليمان بن قيس اليَشْكُري (3)، وسليمان بن قيس اليشكري ثقة، فانتفى هذا التعليل من أصله، لأن الانقطاع على قسمين:
1ـ انقطاع مقبول.
2ـ انقطاع مردود.
ومتى يكون الانقطاع مردود، ويتوقف فيه؟
إذا لم تُعْرف الواسطة المُسْقَطة، أما إذا عُلِمت الواسطة المُسْقَطة فيُنْظرُ فيها، فإن كان هذا الواسطة ثقة أصبح هذا الانقطاع لا يُؤثر.
فمثلا ً: حُمَيْد الطويل، روايته عن أنس مقبولة على الإطلاق، لأن الواسطة معلومة، وإن كان حُمَيْد وُصف ومُسَّ بالتدليس، إلا أن الواسطة معلومة، ألا وهي ثابت البُناني كما ذكر ذلك الحفاظ (4)، وثابت رأس في الحفظ والإتقان، إذاً من توقف في حديث حُمَيْد الطويل فقد أخطأ.
ومثلا ً: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود رحمه الله ورضي الله عن أبيه، أبو عُبَيْدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، ومع ذلك حديثه عن أبيه مقبول، وذلك لأن الحفاظ قد تتبعوا روايته عن أبيه فوجدوها مستقيمة، فعلموا بذلك أنّ الواسطة المُسْقَطة ثقة، لذلك إمام أهل الحديث في علم صناعة الحديث في عصره (علي بن المديني)، يحكي عنه تلميذه يعقوب بن شيبة فيقول: إن أصحابنا، علي بن المديني وغيره أدخلوا رواية أبوعبيدة عن أبيه ضمن المُسْند (5)، أي ضمن المتصل.
كذلك الدارقطني ـ إمام أهل الحديث في عصره ـ أنه قد مَرّ عليَّ في ((السنن)) (6) أنه قد صححها.
ونقل الحافظ بن حجر في ((النكت)) (7) أن النسائي يصححها.
فعندما يسمع شخص هذا الإسناد فيقول لم يسمع فيَرُدَّهُ، فلا شك أنه قد أخطأ، وهذا من الاتصال المقبول، لأن الواسطة قد عُلِمَت، وإنْ كُنّا لم نعرفها بأعيانها، لكن بسبب استقامة هذه الأحاديث التي قد رواها أبو عبيدة عن أبيه.
إذاً الواسطة ـ على سبيل التنزّل أنه قد دَلس ـ معلومة بين أبي الزبير وجابر، ألا وهي سليمان بن قيس اليشكري وهو ثقة، فانتفى هذا التعليل من أصله.
الوجه الخامس:
أن كبار الحفاظ قد قبلوها، كالإمام مسلم بن الحجاج ـ وتعرف مكانته في علم الحديث ـ وكذلك أبو عيسى الترمذي ويقول: ((حسن صحيح))، وكذلك النسائي بدليل أنه قد أخرجها كثيراً في كتابه ((السنن))، والنسائي كان يسميه كبار الحفاظ المتقدمين أنه ((صحيح النسائي)) كما نص على ذلك بن عدي أبو أحمد في كتابه ((الكامل)) (8) حيث قال: ((ذكره النسائي في صحاحه))، وكذلك عندما تستقرأ كتابه تجد أن الغالب عليه الأحاديث الصحيحة، وأنه إذا كان هناك حديثاً معلولا ًبيّنه، ولذلك قيل: من يصبر على ما صبر عليه النسائي، عنده حديث بن لهِيعة عن قتيبة ولم يُخرّج من حديثه شيئاً (9)، وابن لهيعه فيه ضعف وليس بشديد الضعف، ومع ذلك لم يُخرّج له أبداً، حتى قال الزنجاني عندما سأله أبو الفضل بن طاهر المقدسي، قال: إن هناك رجالاً قد أعرض عنهم النسائي، وقد خرّج لهم البخاري في كتابه الصحيح، قال: يابني إن لإبي عبد الرحمن النسائي شرطاً أشد من شرط البخاري (10)، ولاشك أن هذا على سبيل المبالغة.
وكذلك الحافظ الذهبي في كتابه الميزان، ويستفاد هذا من كلام لابن تيمية، وللعلائي، ويستفاد لابن حجر نوعاً ما.
وكذلك بن حبان وبن خزيمة ـ وهم أئمة ـ وكذلك أبو الحسن الدارقطني لم ينتقد على الإمام مسلم ـ فيما نعلم ـ من رواية أبي الزبير عن جابر، فهي صحيحة، وشبه اتفاق بين الحفاظ على قبولها.
الوجه السادس:
أننا نطلب منك يا أيها الأخ أن تأتي لنا بأحاديث منكرة لأبي الزبير عن جابر، ولن تجد، ونحن قد تتبعنا حديثه ـ كما ذكرتُ ـ مُنْذ سنوات فوجدناها مستقيمة وفي غاية من الاستقامة، إلا في حديثين أو ثلاثة، وجدنا فيها نوع من النكارة، ومع أن هناك من قبلها وصححها.
حديثه عن بن عمر، عندما طلق امرأته وهي حائض، ففي رواية أبي الزبير أنها لم تحسب عليه طلقة، وفي رواية غيره كما عند البخاري في رواية أنس بن سيرين أنها حُسِبت عليه طلقة، وهذا الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم، وذكر أبو داود أنه تفرّد بهذا الشي عن بن عمر، وكذلك أبو عمر بن عبد البر، مع أن هناك من تابعه، لكن الصواب رواية الجماعة، وأنها حُسبت طلقة، بخلاف رواية أبي الزبير بأنها لم تحْسب، ومع ذلك أعتمد على هذه الرواية من أعتمد من كبار أهل العلم مثل الإمام بن تيمية والإمام بن القيّم وغيرهم من أهل العلم.
إذاً فالغالب على أحاديثه الاستقامة، والسبب في تضعيف هذا الشخص وغيره لرواية أبي الزبير المكي عن جابر هو عدم صِحّةَ المنهج، والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أنتهي ما أملاه فضيلة الشيخ المحديث (عبد الله السعد).
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 04:16]ـ
ولخص بعض الإخوة أدلة الشيخ ناصر فقال:
-روى عنه شعبه ابن الحجاج ومع تعنته في التدليس وطعنه به لم يذكر عنه تدليس.
2 - اخراج مسلم لأبي الزبير جملة من روايته.
3 - الدارقطني استدرك على الصحيحين احاديث لم يشر ولو الى حديث واحد من احديثه.
4 - صحح احاديثه المعنعنة الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وابو داود وابن الجارود وغيرهم.
5 - ترجم له البخاري وابو حاتم والعقيلي وابن عدي وابن حبان ولم يرموه بالتدليس.
6 - اخرج النسائي له اكثر من (60) حديثا وما علل شيئا منها، مع انه وصفه بالتدليس مما يدل على انه لا يعني رده لعنعنته بل يتوقف عند النكارة فقط
7 - صرح الحاكم صراحة على انه ليس بملس كما في معرفة العلوم (34).
8 - انه من اهل الحجاز وهم لا يعرفون التدليس.
9 - بالسبر لم يثبت انه دلس ولو حديثا واحدا.
وينظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=522
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 07:57]ـ
بوركت اخي الفاضل .. ،
والله لقد أجاد وأفاد .. ،واتى على بنيانهم من القواعد .. ،فيما يتعلق بعنعنة أبي الزبير.
والذين رفعوا هذا الشعار .. ،تجدهم عند تطبيقهم له .. ،
قد اتخذوه مطية للتنقيص من العلامة حافظ الوقت الشيخ ناصر الدين الألباني رحمات ربي عليه .. ،
ليس كذلك يرحمك الله
والمسألة حديثية علمية فرعية خالصة
وأصحاب هذا القول لا يعلم عنهم إلا كل خير وثناء على الألباني رحمه الله
ومخالفتهم له في بعض المسائل لا تعني تنقصهم من قدره وهذا واضح
ولو فيل لصاحب هذه التهمة أقم البينة على اتهامك لم يستطع ولو جاء بشيء لكان مجملا يرد غلى نفصيله أو متشابها يرد إلى محكمه
ـ[الحُميدي]ــــــــ[02 - Sep-2008, مساء 09:41]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل امجد الفلسطيني .. ،
كل ما ذكرته حول منهج المتقدمين والمتاخرين وعنعنة أبي الزبير .. ، اجاب عنه الشيخ أبو حسن الماربي حفظه الله ... ،وأرجو ان تستمع لحلقات هذا الدرس .. ،
فقد أتى على بنيانهم من القواعد ... كما أسلفت.
وبخصوص ماذكرته .. ،
فإنني لم قرأت أغلب كتب هؤلاء القوم .. ،وجدت جلها استدراكات على الشيخ الألباني رحمه الله .. ،كأن المتأخر عندهم هو الألباني رحمة الله عليه .. ،
ولم أرهم يستدركون على غيره من الحفاظ المتأخرين كالذهبي و ابن حجر والسخاوي و .. و. و ... ، أو ممن عاصروا الألباني رحمه الله.
فمسألة تباين منهج المتقدمين عن منهج المتأخرين ... ،لا يخالف فيها أحد .. ،
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 01:10]ـ
بوركت اخي الفاضل .. ،
قد اتخذوه مطية للتنقيص من العلامة حافظ الوقت الشيخ ناصر الدين الألباني رحمات ربي عليه .. ،
سامحك الله ..
ـ[ولد برق]ــــــــ[03 - Sep-2008, مساء 07:51]ـ
وسئل الشيخ المأربي في منتدى الكاشف عن مسألة منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث فقال:
ويسأل السائل عن مسألة منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث والجواب: في الحقيقة إن الكلام في ذلك يطول وأنا أعتقد أن المتأخرين هم أفضل من فهم منهج المتقدمين وأنهم حرصوا عليه وأنهم –في الجملة- دافعوا عنه، وأما المتقدمون فمنهم المتساهل والمتشدد والمعتدل والمتأخرون كذلك فلا يجوز أن يُصور للصغار والمبتدئين بأن كلام المتقدمين مقبول برمته، وكل كلام المتأخرين مردود برمته، وأن توغر صدور الناس على العلماء المتأخرين كابن الصلاح وابن دقيق العيد وشيخ الإسلام ابن تيمية والعراقي والحافظ ابن حجر ومن كان على شاكلة هؤلاء العلماء، بل يجب علينا أن نبجل هؤلاء العلماء ونشكر لهم جهدهم، والمعلوم أن كثيراً من المتأخرين يرد بعضهم على بعض ويستدل بكلام المتقدم ومعلوم أيضاً أن كلام الحذاق والأئمة المتقدمين المعتدلين هو الأصل في هذا الباب وهو الحجة في هذا الشأن فالمسألة ليست مسألة انفصام في جميع علماء المدرستين ولكن يحصل خطأ في بعض المواضع عند التطبيق العملي، قد يحصل تساهل أو تشدد من المتقدم أو المتأخر فأقول: يجب أن يُربَط الناس بطريقة المعتدلين من الأئمة المتقدمين والمعتدلين من الأئمة المتأخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قال عني أنني أميل إلى طريقة المتقدمين فأقول: لا أميل فقط بل بقدر استطاعي أنصر ما عليه أئمة هذا الشأن من المتقدمين ولا أدعي بذلك أنني أخالف المتأخرين لأنني أدعي أيضاً أنني استفدتُ هذا من المتأخرين فليس هناك إشكال في ذلك، وهناك عدة مسائل حديثية حصل فيها نزاع بين إخواننا المشتغلين بهذا العلم المبارك علم الحديث مثل الحديث الحسن لغيره هل يُحتج به أم لا إذا كان من طرق ضعيفة؟ فأنا أقول بتقوية الضعيف مع الضعيف إذا لم تكن هناك نكارة في السند أو في المتن ولم يكن الضعف شديداً، وهناك مسائل أخرى تكلم فيها بعض إخواننا طلاب العلم في المدرسة الحديثية المعاصرة وذكروا أن المتأخرين خالفوا فيها، والذي ترجح عندي أن القول الراجح في كثير من هذه المسائل مع العلماء المتأخرين ليس مع إخواننا المعاصرين، وعلى كل المقام لا يتسع لبسط هذا ولهذا إن شاء الله موضع آخر إلا أنني أسجل شكري وإجلالي لجهود إخواننا في تقرير القواعد الحديثية الرائعة، وفي تقوية ميدان البحث العلمي المتحرر مما دخل على هذه الفن، وإن كنت لا أرضى التسرع في تقعيد القواعد وادعاء الاستقراء والتشنيع قبل إتمامه ونضوجه!
وأما عن الجماعة الذين سألت عنهم يا أبا عبدالله في السؤال السادس بقولك ماذا تقول في فلان كالشيخ الألباني –وآخرين- وأنت يا أخي الكريم تسألني عن أناس هم الذين يُسألون عني وعني أمثالي! فهل يليق أن يُسأل عن شيخنا الألباني عن ريحانة الزمان ومحدث العصر؟ هذا غير صحيح وليس معنى ذلك أنني ألزم طريقته حذو القذة بالقذة في أحكامه –رحمه الله -على الحديث، وفي الجملة فهؤلاء الذين ذكرتهم يا أبا عبدالله في السؤال ومن كان على شاكلتهم يمثلون المدرسة الحديثية في هذا الزمان وهم الذين نشروا علم الحديث وهم الذين بارك الله في جهودهم وانتفعت الأمة بمؤلفاتهم وبمواقفهم وأجوبتهم وغير ذلك في علم الحديث، وإن كان بعضهم له بعض الاجتهادات التي لا أرتضيها كما سبق بعضها في مسألة المتقدمين والمتأخرين، إلا أننا لا نشتغل بأن فلاناً متساهل وفلاناً متشدد والواجب الاستفادة مما أصابوا فيه وترك ما أخطؤوا فيه والله أعلم، فأنصحك أن تستفيد منهم جميعاً والحق أحق أن يُتبع ومن خالف الدليل فكن مع الدليل واعرف لهذا العالم أو لهذا الطالب أو المحقق حقه في جهده ونفعه للأمة، فإن فعلت أفلحت، وإن حرصت على الوقوف على عثرة المرء، وأعرضت عما أحسن فيه أو احتقرته فكن على حذر من سوء العاقبة.
أما كون المرء كيف يكون قوياً في كتب العلل، فهذا أولاً يحتاج إلى أنك تدرس كتب العلل بفهم ثاقب واطلاع واسع وتذاكر الذين يعرفون هذا الشأن وتجالسهم وتذاكرهم فإذا جالستهم وذاكرتهم بإذن الله سبحانه وتعالى ستستفيد كثيراً في هذا الباب.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[04 - Sep-2008, صباحاً 03:05]ـ
أخي الفاضل ابن رجب .. ،عذرا .. ،
ولكن انظر هذا الرابط .. ،الرد رقم15
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16386
أما في العلل، فإن الألباني كثير المخالفة لأحكام المتقدمين، وكثيرا ما يهون من شأن تعليلاتهم، فالله أعلم من المقدم ومن المؤخَّر،
(فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اهتدى)
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. ،انظر كيف نطق بهذا السخام .. ،في حق هذا العلم الهمام .. ، والله المستعان.
وانا لاأريد القول بأن العلامة الألباني كان معصوما .. ،بل له أخطاء في بعض أحكامه رغم انه بلغ مرتبة في الحديث لم ينازعه فيها احد حتى الآن .. ،ولكن لننزل الناس منازلهم ... ،خصوصا مع رجل عرف بالذب عن جناب التوحيد رحمه الله.
ولولا هذا الشيخ الهمام -بعد الله عز وجل- ما شم قائل ذلك الكلام .. ،لعلم الحديث رائحة .. ،
واما أئمتنا المتقديمن -رحمهم الله - .. ، فقد بين الشيخ أبو حسن المأربي -حفظه الله -حقهم علينا من التقدير والتبجيل .. ،ولكن لا نثبت العصمة لأحد متقدما كان او متاخرا .. ،
فهذا ابن رجب -رحمات ربي عليه- يقول:"قد وقعت للبخاري في تاريخه اوهام في مشايخ الشام .. ،"في أشهر كتبه وهو جامع العلوم والحكم ص 245 المكتبة العصريه.
ورغم ذلك تجد ممن يقول بمنهج المتقدمين والمتأخرين .. ،يصرح بان كلام البخاري في تاريخه لايرد .. ،وإن خطَّأه المتأخر .. ، لأن البخاري .. ،إمام الفن .. ،نعم البخاري إمام الفن وامير المؤمنين في الحديث .. ،ولكن هل هو معصوم رحمات ربي عليه .. ،
بل اكثر من ذلك فقد ذكر العراقي في شرحه لألفيته ان لابن ابي حاتم كتاب وسمه بـ" أوهام البخاري في تاريخه" ... ،
إن كان إمام الصنعة وقعت له اوهام .. ،فمن هو دونه من باب أولى .. ،
وكم استدرك اللاحق على السابق .. ،
وأقول -وانا لازلت في بداية هذه الطريق - لا حجة في كلام احد .. ،أكان بخاريا او نيسابوريا أونسائيا أو ترمذيا أو سجستانيا أو بغداديا او فاسيا أو اشبيليا او حزميا او ألبانيا او مصريا ... ، إلا بعد السبر والتنقيح .. ، والوقوف على الحجة .. ، وأرجو الله أن يوفقني في سلوك هذا النهج في هذا العلم الجليل .. ،
واعتذر من الإخوة إن كانت هناك غلظة في الكلام السابق او اللاحق .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 07:19]ـ
بارك الله فيك أخي الحميدي أنا متابع لك و معجب
ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Sep-2008, مساء 11:58]ـ
[ QUOTE= الحُميدي;139571] أخي الفاضل ابن رجب .. ،عذرا .. ،
ولكن انظر هذا الرابط .. ،الرد رقم15
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16386
أما في العلل، فإن الألباني كثير المخالفة لأحكام المتقدمين، وكثيرا ما يهون من شأن تعليلاتهم، فالله أعلم من المقدم ومن المؤخَّر،
(فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اهتدى)
الارواء والسلسلة الصحيحة وغيرها من كتبه نجد ان الشيخ الالباني يذكر كلام الائمة المتقدمين لنقد الحديث ويعدل باجتهاده عن احكامهم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Sep-2008, صباحاً 02:20]ـ
[ quote= الحُميدي;139571] الارواء والسلسلة الصحيحة وغيرها من كتبه نجد ان الشيخ الالباني يذكر كلام الائمة المتقدمين لنقد الحديث ويعدل باجتهاده عن احكامهم.
الحمدالله أنك قلت بـ (اجتهاده) .. ####
ان قول المتقدم قابل للاخذ والرد .. ،
وقد أسلفت بيان السبب .. ،
وهل اجتهاد الشيخ الألباني رحمه الله مبني على الظنون او على الحجج والبراهين .. ،
وهل في رد كلام بعض المتقدمين .. ،تحقير لهم ... ،لا وألف لا .. ،بل هم أعظم واجل رحمهم الله .. ،
وهذا ابن خزيمة وهو من المتقديمن يرى ان المجهول إذا روى عن ثقة والراوي عنه ثقة فحديثه مقبول .. ،ولكن قول ابن خزيمة رحمه الله رده العلماء ولم يعتبروه .. ،وهذا لا يقلل من شأنه رحمه الله.
وعلى نهجه سار تلميذه ابن حبان رحمه الله.
وراجع رسالة لطيفة للحافظ ابن رجب رحمه الله اسمها (جميع الرسل كان دينهم الإسلام) .. ،وستجده يثني على المتقدمين والمتأخرين .. ،وفيها آخرها سيعقد فصلا لطرق الأداء والتحمل وصيغهما .. ،وتجده يحكي الخلاف الذي وقع بين المتقدين في هذا الباب.
وأما ما يتعلق بمبحث عنعنة أبي الزبير
فلقد قرأت لاحدهم يقول بأن ابن عبد الهادي .. ،أدرى المتأخرين بمنهج المتقدمين .. ،ولقد ذكر الشيخ ابو الحسن -حفظه الله - ان ابن عبد الهادي رحمه الله .. ،وصف أبو الزبير بالتدليس كما في طبقاته.؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهناك حجة يذكرها من ينفي التدليس عن أبي الزبير -لم يذكرها الشيخ ابو الحسن حفظه الله-وهي كالآتي:
(النوع الحادي عشر: معرفة الأحاديث المعنعنة
هذا النوع من هذا العلوم هو معرفة الأحاديث المعنعنة وليس فيها تدليس وهي متصلة بإجماع أئمة أهل النقل على تورع رواتها عن أنواع التدليس
مثال ذلك ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: [لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز و جل]
قال الحاكم: هذا حديث رواته بصريون -الصحيح مصريون-ثم مدنيون ومكيون وليس من مذاهبهم التدليس فسواء عندنا ذكروا سماعهم أولم يذكروه وإنما جعلته مثالا لألوف مثله). (1/ 78) معرفة علوم الحديث
و وددت من هؤلاء أن يذكروا المثال الثاني الذي أتى به الحافظ الحاكم بعد هذا الحديث وهو كالآتي:
(ومثال ذلك ما: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إن مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه أذى]
قال الحاكم: هذا حديث رواته كوفيون وبصريون ممن لا يدلسون وليس ذلك من مذهبهم ورواياتهم سليمة وإن لم يذكروا السماع.) نفس المرجع
بالله عليكم .. ،إذا كان المصريون والمكيون والمدنيون والكوفيون والبصريون لا يدلسون .. ،؟
من يدلس إذن .. ،
وليعلم ان المتسمك بكلام الحاكم -رحمات ربي عليه- فهو متسمك بحبل مهترئ .. ،لتساهل الإمام الحاكم في هذا الفن .. ،
مع ان قول الحاكم ليس على إطلاقه فهناك من اهل مصر من يدلس كابن لهيعة،ومن أهل مكة كابن جريج وأبو الزبير، ومن المدينة كابن اسحاق .. ،
واما اهل الكوفة والبصرة .. ،فقد نقل عنه الحافظ السيوطي خلاف ذلك كما في"تدريب الراوي" .. ،ان الحاكم قال-ما معناه-:" ان اهل الكوفة هم الذين عرفوا بالتدليس وطائفة من أهل البصرة .. "ط دار الفكر ولا أستحضر الصفحة الآن .. ،
ولقد سبقني -وغيري- إلى تخطيء الحاكم رحمه الله .. ،الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين ص15" فقال: (و وهم الحاكم في “ كتاب علوم الحديث “ فقال في سنده:و فيه رجال غير معروفين بالتدليس! و قد وصفه النسائي و غيره بالتدليس , ... ).
ولقد أسلفت ان قلت .. ،والله لقد اجاد الشيخ أبو الحسن المأربي رحمه الله وافاد .. ،
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيكم
أخي الحميدي ليس الأمر كما تقول غفر الله لك
ليس هناك من يدعي العصمة للمتقدم ولا ما يقاربها ولا يكاد يقول ذلك
ومن يقول أن الشيخ الألباني يخالف المتقدمين في أحاكمهم لا يمنع عنه الاجتهاد ولا يمنعه أن يرجح بين أقوالهم إذا اختلفوا ولكن يلومه كما يلوم غيره إذا خالفهم في حكم اتفقوا عليه أو لم يعلم لأحدهم فيه مخالف من غير تشنيع ولا انتقاص لمنزلته
كما تقدم الكلام عن مسألة مخالفة المتقدمين هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6434
ولعلنا نعود بعد العيد لنقاش كلام الشيخ المأربي وغيره من إخواننا المخالفين لنا في هذه المسألة
ولننشغل في هذا الشهر بمدارسة القرآن وعلومه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[05 - Sep-2008, مساء 05:26]ـ
بارك الله فيك .. ،
وبالمسألة باختصار .. ،مسألة حجة وبرهان ولو كان متأخرا أو متقدما .. ،
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 03:11]ـ
شكر الله لكم يا أمجد ..
الحميدي بارك الله فيكم .. لكن قلي باختصار ما الذي تريد الوصول إليه ..
الادارة شكر الله لكم حسن تصرفكم .. وجميل متابعتكم ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 04:28]ـ
الحميدي بارك الله فيكم .. لكن قلي باختصار ما الذي تريد الوصول إليه ..
.
وأقول -وانا لازلت في بداية هذه الطريق - لا حجة في كلام احد .. ،أكان بخاريا او نيسابوريا أونسائيا أو ترمذيا أو سجستانيا أو بغداديا او فاسيا أو اشبيليا او حزميا او ألبانيا او مصريا أو غماريا ... ، إلا بعد السبر والتنقيح .. ، والوقوف على الحجة .. ، وأرجو الله أن يوفقني في سلوك هذا النهج في هذا العلم الجليل .. ،
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Sep-2008, مساء 09:26]ـ
وأقول -وانا لازلت في بداية هذه الطريق - لا حجة في كلام احد .. ،أكان بخاريا او نيسابوريا أونسائيا أو ترمذيا أو سجستانيا أو بغداديا او فاسيا أو اشبيليا او حزميا او ألبانيا او مصريا أو غماريا ... ، إلا بعد السبر والتنقيح .. ، والوقوف على الحجة .. ، وأرجو الله أن يوفقني في سلوك هذا النهج في هذا العلم الجليل .. ،
!!
لا افهم ..
ـ[الحُميدي]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 06:31]ـ
!!
لا افهم ..
اخي الكريم ابن رجب إن كنتَ لا تفهم .. ،او كلامي غير مفهوم .. ،فإني في كلا الحالتين ملزم بالتفهيم والإفهام ... ، (ابتسامة)
قصدت أخي الفاضل .. ،أن تكون مجتهدا ولا تقلد أحدا .. ،لأن هذا هو الأصل .. ،وهو ميسر ولله الحمد .. ،إلا من أخلد إلى الدعة والراحة .. ،
وتقرن مع اجتهادك في هذا الفن .. ،توقير وتبجيل علماء الأمة من المتقديمن والمتأخرين .. ،فهم حراس دين الله في الأرض .. ،وإن سألتني لماذا .. ؟
قلت لك .. ،لأن أئمتنا الأفاضل من المتقدمين والمتأخرين الذين اشتغلو بهذا الفن بشر امثالنا .. ،يخطئون ويصيبون .. ،ولا بد للمجتهد من اي يقف على هنات وقعت منهم و سقطات غفلوا عنها .. ،و واجبه تجاه تلك الهفوات .. ،التصحيح بما تقتضيه أصول الأدب .. ،
والحافظ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .. ،من أئمة الحديث المتأخرين المجتهدين .. ، ولعب دورا كبير في إحياء السنة علما وعملا .. ،حتى عد مجدد العصر كما هو معلوم لديك .. ،
وهو يقول عن نفسه رحمه الله: " من كثر اعتنائه بهذا الشأن .. ،والتأليف فيه .. ،كثرت أخطاؤه .. ،وتكثر مع ذلك التعقيبات والاستدراكات عليه .. ،"
وهذا لا يشك فيه احد .. ،ولكن يجب علينا ان نصحح أخطاء علماء الأمة بكامل الاحترام والتوقير .. ،ولا نقول في رجل أحيا علم المتقديمن انه لا يقيم لأقوالهم وزنا .. ،الله المستعان.
وأما المقلد .. ،فقد كفى نفسه عناء البحث والسبر .. ،بل يكفيه قول إمام من أئمة هذا الشأن .. ،
ـ[ولد برق]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 07:37]ـ
قال: الشيخ أبو الحسن في كتابه السراج الوهاج بخصوص ما نحن فيه
227 - وأرى أن المتأخرين من علماء الحديث كالذهبي والعراقي وابن حجر وغيرهم، أنهم أعرف الناس بمنهج الأئمة المتقدمين في قواعد الحديث، وأنهم الذين نصروا مذهبهم، ومع ذلك فليسوا بمعصومين، وهناك مواضع خالفوا فيها ماحكم به بعض الأئمة، لكن المرجع عندهم في ذلك صنيع أئمة آخرين، وبه يَتَعقَّب بعضُهم على بعض، فالأصل عند المتأخرين نصرة مذهب المتقدمين-وإن خالفوا في مواضع-،وقد غفل عن ذلك بعض المعاصرين، فرماهم بهدم مذهب المتقدمين، فأوغر الصدور على هؤلاء الأئمة وغيرهم-عَلِمَ ذلك أو لم يعلم-وجرّأ الحدثاء على العلماء، والخلف على السلف، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
كتاب السراج الوهاج كتاب ألفه الشيخ لبيان عقيدته و منهجه و موقفه من الغير و قد قدم له إبن عثيمين و ال الشيخ و إبن جبرين و الوادعي و غيرهم
رابط الكتاب
http://www.sulaymani.net/play.php?catsmktba=311
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[08 - Sep-2008, صباحاً 03:11]ـ
كتبت بواسطة الحميدي
بالله عليكم .. ،إذا كان المصريون والمكيون والمدنيون والكوفيون والبصريون لا يدلسون .. ،؟
من يدلس إذن .. ،
نعم، لله درك
ـ[الحُميدي]ــــــــ[09 - Sep-2008, مساء 03:22]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل محمدالأمين هذا المرور العطر .. ،
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Sep-2008, مساء 07:13]ـ
نزل كتاب لأحد تلميذ الشيخ المأربي عن أبي الزبير و قد قام الشيخ المأربي بمراجعته و التقديم له و التعليق عليه و قال الشيخ ان الكتاب مطبوع في السعودية و أنا سأبحث عن المزيد في ذلك و سأزيدكم به
ـ[ولد برق]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 11:38]ـ
للتذكير 000000000
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2008, صباحاً 11:37]ـ
السلام عليكم روحمة الله: التدليس كما هو معروف أنواع وليس نوعا واحدا، وإطلاق التدليس على راو ما لا يعني رد معنعناته حتى يعرف نوع التدليس المعروف به، وأبو الزبير إنما حدث ببعض حديث جابر من صحيفة سليمان بن قيس اليشكري عن جابر، وسليمان ثقة وهذه الصحيفة حدث عنها جمع من الأئمة كالحسن وقتادة مما يعني أنها متلقاة عندهم بالقبول، وذنب أبي الزبير أنه لم يذكر الواسطة عن جابر، وهو مشهور السماع عن جابر بل مقدم فيه كما قال عطاء بن أبي رباح فإنهم كانوا يقدمونهم يحفظ لهم الحديث عن جابر، وقد قال يحيى بن ميعن في شأن حديث يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أنه كتاب ثم قال: دلسها عن زيد، أي أنه لم يقل أنه من كتاب إنما روى بصيغة تحتمل السماع، والأئمة على تصحيح هذه الصحيفة، ولكن المتأخرين لم يفرقوا بين تدليس وتدليس، بل حملوا الجميع على تدليس الإسناد، نعم هناك بعض ما أنكر على أبي الزبير عن جابر وليس غريبا عليه، فالرجل مكثر عنه ولعله يغلط في الحديث والحديثين فكان ماذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 01:52]ـ
بعض الأفاضل حفظه الله وعد هنا بعد رمضان انه سيرد على الأشرطة و أنا أذكره ليفيدنا بما فتح الله عليه
ـ[اعصار الامارات]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 06:50]ـ
عنعنة أبي الزبير عند المتقدمين والمتأخرين 000 للشيخ أبي الحسن المأربي
http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=59 (http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=59)
الرابط لا يعمل!
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 12:31]ـ
أريد أن أشارك بفائدة متواضعة أني وأثناء تحقيقي كتاب رفع اليدين في الصلاة لابن القيم (تحت الطبع في دار البشائر) وجدت كلاما قيما لابن القيم في أكثر من صفحة عن رواية أبي الزبير فالتراجع.
ـ[المبتدئ في الطلب]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 03:17]ـ
ألا يتكرم متكرم بتفريغ أشرطة أبي الحسن المشار إليها؟
ـ[الحُميدي]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 05:10]ـ
ألا يتكرم متكرم بتفريغ أشرطة أبي الحسن المشار إليها؟
لعل أحد الإخوة يستجيب فهي نافعة، و تفريغها سيكون أنفع و أجدى،(/)
السُنَّة الشريفة بين شبهات المبتدعين و تزمت المقلدين:
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[31 - Aug-2008, صباحاً 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوأ فلقد تسرعت قبل إستكمال الموضوع و إصطدمت يدى ببعض المفاتيح , فعُرض هكذا, ثم حاولت تعديله فكتبت مشاركة أخذت أكثر من ساعة فى كتابتها فرفض نظام كتابة المشاركات بالموقع هنا قبولها لأنى تجاوزت ال 45 دقيقة فى تعديلها
و على كل فهذا تنويه عن موضوع فى غاية الأهمية متعدد المقالات سيتناول إن شاء الله عدة أمور هامة منها:
* السُنَّة و أهميتها الأساسية فى الإسلام و الرد إجمالاً على الطاعنين فيها
* ثم الخوض فى موضوع علمى ذو صلة ألا وهو نقد المتون الذى يستغله أعداء السنة لينتقدوا أحاديث كثيرة
****************************
و أوضح هنا أنه يجب تفنيد إدعاءاتهم بنفس منهجهم , بل وبمنهج أوسع منه
ومن هنا أدعو لمشروع علمى من أكبر الخدمات الجليلة للسنة و الإسلام الحنيف
ألا وهو تفنيد تلك الأحاديث بالبحث عن العلل فى أسانيدها و طرقها بغض النظر عن أىٍ من الكتب أخرجها و أى المصنِفين أوردها فى مصنفه (بمعنى: حتى لو كانت فى الصحيحين)
فإذا تعينت درجاتها و حُكِمَ عليها و ظهر لنا خلوها من العلل .. وجب علينا الجمع بين الحديث المنتقد و بين ما بدى متعارضاً معه سواءً كان مع صريح القرآن أو مع مثيل هذا الحديث مما لا يمكن الترجيح بينهما أو مع الثوابت مثل فكرة عصمة الرسول (ص)
و سواءً كانت تلك الإنتقادات لها ما تستند عليه من قوة حجة أم لا .. يجب علينا البحث فى الأمر و الوصول للحقيقة وأنا كلى يقين أن الحق و الحقيقة لن يتعارضا أبداً مع الإسلام أو العلم الشرعى بل هما دائماً فى خدمتهما , و الوصول لصحيح الدين واجبنا على كل حال فما الضرر من الرد عليهم رداً علمياً و لا يوجد أقوى من المنهج المذكور فى الرد على منكرى السنة فنقد المتون أقوى شبهاتهم
و لى تذييل فى الحديث عن ذلك الشأن فيما بعد إن شاء الله.
ما يهمنى الآن هو مساعدتى فى هذا المشروع العظيم و الذى سأفرده فى موضوع مستقل عن هذا الذى نحن بصدده ,
فأنا أحتاج لأبحاث أو كتب خاضت فى مسألة نقد المتون و ياليتها تكون قد جمعت بين تتبع طرق الحديث و الحكم عليها وفق منهج القدامى (أى نقد الرواية) ,
ثم تقوم بعد ذلك بالجمع بين الأحاديث (وهو بيان المشكل و مختلف الحديث كما أسماه العلماء قديماً) التى إنتقدت فى معناها ’ و إبراز المضطرب منها , وما ترجح على غيره وفق قواعد الترجيح العلمية , إلى غير ذلك من مباحث نقد المتون
ولكن بشرط أساسى أن يستوعب الباحث أو المصنف ذلك بقدر الإمكان بتوضيح كل تلك الأحاديث , حتى ولو كان بعضها فى الصحيحين
فهل يمن علي البعض بذكر ولو بحثاً أو كتاباً فيه أكثر ما ذكرت مع توضيح الأمر متيقناً مما يطلعنى عليه
ولى عودة لإستكمال موضوعنا الأصلى , و يمكنكم الرد عما ذكرته عن البحث المطلوب هنا فى هذا الموضوع
وكل عام و انتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 03:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا يوجد من يجيبنى بخصوص تلك الأبحاث أو الكتب فى بيان المشكل أو مختلف الحديث؟!
ألا يوجد كتب بها ما ابغيه من منهج أو بعضه؟
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[07 - Sep-2008, مساء 06:17]ـ
إخوتى بالله عليكم
ألا يوجد فى المنتدى كله من يستطيع جوابى بشأن تلك الأبحاث أو الكتب بالمنهج المذكور أو ببعضه؟!!
هل يعقل أن جهابذة العلماء قديماً و حديثاً لم يؤلفوا ما يقرب مما أرغب؟!!
أرجو سرعة الإجابة
و عذراً لأنى أؤجل كتابة المتبقى من هذا الموضوع لإنشغالى فى الشهر الكريم و سأحاول ذلك تباعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 11:18]ـ
السلام عليكم
المقال التالى عبارة عن جانب كبير مما ينقص هذا المقال , وهو توطئة له
و تأصيل لبعض القواعد الهامة فى منهجية البحث
أى أننا نستطيع أن نقول أنه تناول جانب (تزمت المقلدين و تأثيره على العلم الشرعي و خطورته على السنة)
و أن ذلك لا يقل خطورة عن (شبهات المبتدعين)
رابط ذلك المقال:
أشد ما يحتاجه الدين و شرعه الحنيف و العلم الشريف فى زمننا = بدلا من دفن عقولنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62886)(/)
أحاديث رمضانية ضعيفة .. ومنتشرة بشكل كبير .. نرجو الدخول للأهمية
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم المرسلين ومعلم الصحب أجمعين .. ثم أما بعد ..
أشهر الأحاديث المنتشرة عن رمضان ولا تصح!!
http://www.awda-dawa.com/photos/image/ahadyth-la-taseh.jpg
1. لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهر رمضان. " ترتيب الموضوعات " للذهبي (570)، " الفوائد المجموعة " للشوكاني (251).
2. شهر رمضان معلَّق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر. " العلل المتناهية " لابن الجوزي (824)، " الضعيفة " للألباني (43).
3. مَن صلَّى في آخر جمعة من رمضان، الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنَتِه. " الفوائد المجموعة " (157).
4. من أفطر يوماً مِن رمضان مِن غير رخصةٍ ولا عذرٍ، كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً، ومن أفطر يومين كان عليه ستون، ومن أفطر ثلاثاً كان عليه تسعون يوماً. " الفوائد المجموعة " (276)، " الموضوعات " لابن الجوزي (2/ 197).
5. صوموا تصحوا. " تخريج الإحياء " للعراقي (3/ 75)، " الضعيفة " (253).
6. أن امرأتين صامتا وأن رجلاً قال: يا رسول الله إن هاهنا امرأتين قد صامتا وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجيء بقدح أو عس فقال لإحداهما: قيئي فقاءت قيحاً أو دماً وصديداً ولحماً حتى قاءت نصف القدح ثم قال للأخرى: قيئي فقاءت من قيحٍ ودمٍ وصديدٍ ولحمٍ عبيطٍ وغيره حتى ملأت القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس. " الضعيفة " (519).
7. عن سلمان قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: " ثم أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره أن ينتقص من أجره شيء قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة أتوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة. " العلل " لابن أبي حاتم (1/ 249)، " الضعيفة " (871).
8. ليتَّقِه الصائم – يعني: الكحل -. " مجموع الفتاوى " ابن تيمية (25/ 234)، " الضعيفة " (1014)
.
9.حديث " اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان "
انظر: كتاب الأذكار للنووي و كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4395
10." أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل " (قال الألباني موضوع في تعليقه الترغيب والترهيب)
11."صوموا تصحوا وسافروا تغنموا"ولفظه " سافروا تربحوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا "
كشف الخفاء ج:1 ص: 539 .. رواه الطبراني في الأوسط وذكره العلامة الألباني في سلسلته الضعيفة 253وفي كتاب مشكلة الفقر حديث رقم 35
12." الصيام نصف الصبر" ضعفه الألباني وذكره في ضعيف الجامع 2572
(يُتْبَعُ)
(/)
13."أوله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار"وهو قطعة من حديث سلمان أوله أظلكم شهر"سنده ضعيف.
14.حديث " إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد""سنده ضعيف "
15." أحب عبادي لي أعجلهم فطرا" (سنده ضعيف) ضعيف الترغيب، ضعيف الجامع ..
16."أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي أما واحدة؛ فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ينظر الله عز وجل إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا. وأما الثانية؛ فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك. وأما الثالثة؛ فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة وأما الرابعة فإن الله عز وجل يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي.وأما الخامسة؛ فإنه إذا كان آخر ليلة غفر الله لهم جميعا فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ فقال: لا، ألم تر إلى العمال يعملون، فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم " وفي لفظ ((تستغفر لهم الحيتان))
ذكره العلامة الألباني في سلسلته الضعيفة برقم 5081 وقال في المشكاة 1909 فيه هشام ابن أبي هشام ضعيف إتفاقا
17.حديث "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت" ضعفه جمع من العلماء: ابن القيم في الزاد -الذهبي في المهذب
ابن حجر في الفتوحات-النووي في المجموع-الشوكاني في نيل الأوطار-الألباني في الإرواء الضعيفة و غيرهما .........
18." يوم صومكم يوم نحركم " وهو حديث لا أصل له، كما قال الإمام أحمد وغيره.
19." خمس يفطِّرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة "
وهو حديث ضعيف. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا حديثُ كَذِبٍ، واقتصر الشيخ السبكي على تضعيفه.
20." لا تزال أمتي بخير ما أخَّروا السحور وعجَّلوا الفطر) والحديث منكر كما قال الشيخ الألباني، والصحيح من ذلك حديث: " لا تزال أمتي بخير ما عجَّلوا الإفطار) رواه الإمام أحمد.
21." إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد " فقد أشار ابن القيم إلى تضعيفه، وقال الشيخ الألباني: إسناد هذا الحديث ضعيف. ويغني عنه حديث (ثلاث دعوات لا ترد، دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه الإمام أحمد وغيره، وصححه ابن حبان، وله شواهد بألفاظ مختلفة.
22." من اعتكف عشراً في رمضان كان كحجتين وعمرتين " فهو حديث موضوع، ذكره الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة، وضعيف الترغيب والترهيب، وضعيف الجامع الصغير.
23." كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر "، وهو حديث موضوع كما ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة،
24." إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له "وهذا الحديث لا يصح، كما قال نقَّاد الحديث.
25." صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر "وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
26." نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور " وهو حديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع الصغير".
27." من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه، لم يتقبل منه، ومن صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه، فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه" والحديث ضعيف، ذكره الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة
منقول للفائدة
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:09]ـ
أحاديث رمضانية غير صحيحة منتشرة في بعض المنتديات
------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم أحاديث رمضانية كثر تداولها في المنتديات وهي ضعيفة، نقلتها لكم
للفائدة ...
أولا: حديث ((شهر رمضان أوله رحمه و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار)) حديث منكر.
أنظر: كتاب الضعفاء للعقيلي 2/ 162 و كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 1/ 165 و كتاب علل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 249 و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني 2/ 262، 4/ 70.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثانيا: حديث ((صوموا تصحوا)) حديث ضعيف.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنظر: كتاب تخريج الإحياء للعراقي 3/ 75 و الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 357 و كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة لابن طولون 1/ 479 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 259 و كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي 1/ 549 و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 539 و كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني 1/ 420.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثالثا: حديث ((من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولامرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر 4/ 161 و كتاب مشكاة المصابيح تحقيق الألباني 1/ 626 و كتاب ضعيف سنن الترمذي للألباني حديث رقم 115 و كتاب العلل الواردة في الأحاديث للدار قطني 8/ 270.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
رابعا: حديث ((إن لله عند كل فطر عتقاء من النار)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 155 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 257 و كتاب الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي للطرابلسي 12/ 230 و كتاب ذخيرة الحفاظ للقيسراني 2/ 956 و كتاب شعب الإيمان للبيهقي 3/ 304 و كتاب الكامل في ضعفاء
الرجال لابن عدي 2/ 455.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
خامسا: حديث ((لو يعلم العباد مافي رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول ……الخ)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/ 188 و كتاب تنزيه الشريعة للكناني 2/ 153و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 254 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3/ 141.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سادسا: حديث ((اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب الأذكار للنووي و كتاب ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 96 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 165 و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4395.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
سابعا: حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول عند الإفطار: ((اللهم لك صمت و على رزقك أفطرت)) حديث ضعيف.
أنظر: كتاب خلاصة البدر المنير لأبن الملقن 1/ 327 حديث رقم 1126 و كتاب تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر 2/ 202 حديث رقم 911 و كتاب الأذكار للنووي ص 172 و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3/ 156 و كتاب ضعيف الجامع للألباني حديث رقم 4349.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ثامنا: حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: "لكل شيء باب، وباب العبادة الصوم".
أورده أبو شجاع في "الفردوس" (رقم 4992) من حديث أبي الدرداء، وعزاه الحافظ العراقي في "المغني" (رقم 726) لأبي الشيخ في "الثواب"، وابن المبارك في الزهد، ولم أجده في المطبوع.
وقد ضعف الحديث شيخنا العلامة الألباني في "الضعيف" (رقم 4720).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
تاسعا ـ حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: "نوم الصائم عبادة ".
رواه ابن صاعد في " مسند ابن أبي أوفى" (رقم 43)، والبيهقي في "الشعب" (أرقام 3937 ـ 3939) من حديث عبد الله بن أبي أوفي، ورواه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 83 من حديث ابن مسعود، والسهمي في:تاريخ جرجان" ص 370 من حديث محمد بن علي بن الحسين الهاشمي.
والحديث ضعفه العراقي في "المغني" (رقم 727)، ورمز له السيوطي بالضعف في "الجامع الصغير" ص 188، وأقره المناوي في "الفيض" (رقم 9293)، ووافقهما شيخنا الألباني ـ رحمه الله ـ في "الضعيف" (رقم 5972).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
عاشرا ـ حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: "الصوم نصف الصبر ".
رواه الترمذي في "السنن" (رقم 3519)، والدارمي كذلك (رقم 659)، والإمام أحمد في "المسند" 4/ 260، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (رقم 432) من حديث رجل من بني سليم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
الحادي عشر ـ حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: "الصبر نصف الإيمان".
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه أبو نعيم في "الحلية" 5/ 34، والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم 15، والخطيب في "تاريخه" 13/ 226، وابن الجوزي في "العلل" 1/ 815 من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (رقم 8544) موقوفا على ابن مسعود، وعلقه البخاري في "الصحيح" أو كتاب الإيمان، وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 63: هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح، وبقيته "والصبر نصف الإيمان"، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"، والبيهقي في "الزهد" من حديثه مرفوعا، ولا يثبت رفعه. اهـ
__________________
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[13 - Sep-2008, مساء 09:10]ـ
http://www.arb-up.com/upfiles/V3L55129.jpg (http://www.arb-up.com/)
قال الشيخ العلامة محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله عز وجل عن هذا الحديث
((شهر رمضان أوله رحمه و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار))
حديث ضعيف وذلك من اجل علي بن زيد بن جدعان فإنه ضعيف كما قال أحمد وغيره راجع: [السلسة الضعيفه المجلد الثاني صفحه رقم: 262 حديث رقم: 871
-----------------------------------
السؤال:
ما صحة الحديث المروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ... الحديث).
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث رواه ابن خزيمة بلفظه في صحيحه 3/ 191 رقم (1887) وقال: إن صح الخبر، وسقطت (إن) من بعض المراجع مثل (الترغيب والترهيب) للمنذري (2/ 95) فظنوا أن ابن خزيمة قال: صح الخبر، وهو لم يجزم بذلك.
رواه المحاملي في أماليه (293) والبيهقي في شعب الإيمان (7/ 216) وفي فضائل الأوقات ص 146 رقم 37 وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب (الثواب) عزاه له الساعاتي في (الفتح الرباني) (9/ 233) وذكره السيوطي في (الدر المنثور) وقال: أخرجه العقيلي وضعفه) والأصبهاني في الترغيب، وذكره المنقي في (كنز العمال) 8/ 477، كلهم عن طريق سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي، والحديث ضعيف الإسناد لعلتين هما:
1 - فيه انقطاع حيث لم يسمع سعيد بن المسيب من سلمان الفارسي رضي الله عنه.
2 - في سنده " علي بن زيد بن جدعان " قال فيه ابن سعد: فيه ضعف ولا يحتج به، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني وغيرهم كما في (سير أعلام النبلاء) (5/ 207)
وحكم أبو حاتم الرازي على الحديث بأنه منكر، وكذا قال العيني في (عمدة القاري) 9/ 20 ومثله قال الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) ج2/ 262 رقم (871) فيتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة، وحكم المحدثين عليه بالنكارة، إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر، مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية: العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار وهذه لا دليل عليها، بل فضل الله واسع، ورمضان كله رحمة ومغفرة، ولله عتقاء في كل ليلة، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث.
وأيضاً: في الحديث (من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة) وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة والفريضة فريضة في رمضان وغيره، وفي الحديث أيضاً: (من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) وفي هذا التحديد نظر، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره، ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار، للحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فينبغي الحذر من الأحاديث الضعيفة، والتثبت من درجتها قبل التحديث بها، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان، وفق الله الجميع وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.
والله أعلم
فضيلة الشيخ
محمدصالح المنجد
(يُتْبَعُ)
(/)
http://209.85.129.104/search?q=cache...r&ct=clnk&cd=9 (http://209.85.129.104/search?q=cache:D1PGvy5yobgJ:ww w.azzolfi.com/vb/showthread.php%3Ft%3D25379+%D8 %A3%D9%88%D9%84%D9%87+%D8%B1%D 8%AD%D9%85%D8%A9%2B%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%8 6%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=9)
-------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
نص السؤال أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
هل هو حديث صحيح
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روي من حديث سلمان: وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. رواه ابن خزيمة في صحيحه 1887 وقال: إن صح. والبيهقي في شعب الإيمان: 3608.
وفي سنده عليِّ بن زيد بن جدعان قال في الكشاف: علي بن زيد بن جدعان أحد الحفاظ ليس بالثبت، قال الدار قطني: لا يزال عندي فيه لين.، وقال عنه الإمام أحمد وأبو زرعة -كما في الجرح والتعديل- ليس هو بالقوى. وعن يحيى بن معين: ليس بحجة.
وضعف الحديث الشيخ الألباني في السلسة الضعيفة، حديث رقم: 871 وقال: منكر.
وروي أيضًا من حديث أبي هريرة: أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. رواه ابن أبي الدنيا والخطيب وابن عساكر.
وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع، حديث رقم: 2135، وقال عنه في السلسة الضعيفة: 1569: منكر.
والله أعلم.
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId (http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=25773&Option=FatwaId)
-------------------------------------
" شهر رمضان أوله رحمه و وسطه مغفرة و آخره عتق من النار "
انظر السلسلة الضعيفة للإمام الألباني 871
والحديث أيضا في ضعيف الترغيب برقم (589)
و أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ج3 ص 305 - 306، من طريق (عبد الله بن بكر السهمي عن إياس بن عبد الغفار، عن علي بن زيد بن جدعان به بنحوه، وأ خرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده " بغية الباحث " 318 "
عن عبد الله بن بكر حدثني بعض أصحابنا - رجل يقال له إياس - رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال: يا أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة ...... وفي آخره (وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من النار)
وطريق (عبد الله بن بكر السهمي عن إياس بن عبد الغفار عن علي بن جدعان، قد أعلها ابن أبي حاتم، فقال:
(هذا حديث منكر غلط فيه عبد الله بن بكر إنما هو أبان بن أبي عياش، فجعل عبد الله بن بكر، أبان إياس)
العلل لابن أبي حاتم ج2 ص 32 رقم 733 [/ size]
http://209.85.129.104/search?q=cache...r&ct=clnk&cd=1 (http://209.85.129.104/search?q=cache:2IKkThezpNcJ:ww w.al-barq.net/showthread.php%3Ft%3D10514+%D8 %A3%D9%88%D9%84%D9%87+%D8%B1%D 8%AD%D9%85%D8%A9%2B%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%8 6%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=1)[/size](/)
ماصحة حديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تم نورك فهديت، فلك الحمد ... ".
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 03:13]ـ
حديث رقم: 440
مسند أبي يعلى الموصلي > مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه >
حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا بشر بن منصور السليمي، عن الخليل بن مرة، عن الفرات بن سلمان، قال:: (قال علي: ألا يقوم أحدكم فيصلي أربع ركعات قبل العصر ويقول فيهن ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تم نورك فهديت، فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت، فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت، فلك الحمد ربنا، وجهك أكرم الوجوه. وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهنؤها. تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتشفي السقيم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتك قول قائل.).
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 04:19]ـ
فيه الفرات لم يدرك عليا والخليل بن مرة وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.
ذكر هذا الهيثمي في مجمع الزوائد
ـ[حمد]ــــــــ[20 - Sep-2008, صباحاً 04:20]ـ
ورد موقوفاً على علي كما في مصنف ابن أبي شيبة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Sep-2008, مساء 04:35]ـ
شكرا لكما و بارك الله فيكما ...
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[21 - Sep-2008, صباحاً 10:31]ـ
ورد موقوفاً على علي كما في مصنف ابن أبي شيبة.
في تحقيق المطالب العالية بتنسيق د. سعد بن ناصر الشثري 14/ 106:
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، باب ما يقال في دبر الصلوات، (10/ 229) عن وكيع، وابن فضيل في الدعاء: رقم (69) عن حمزة الزيات، والطبراني في الدعاء 2/ 1137 عن إسرائيل وزهير بن معاوية وشعبة، كلهم عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه من قوله، وهذا إسناد صحيح.
ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع. أهـ
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2008, مساء 10:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:39]ـ
الطريق الموقوف من رواية عاصم بن ضمرة هي الأشبه على ضعفها.
وأبو إسحاق هنا هو: أبو إسحاق الهمداني.
لكن لا يفهم من هذا سلامة الطريق من القدح، فلقد قال ابن عدي عن عاصم بن ضمرة: يتفرد عن علي بأحاديث باطلة لا يتابعه الثقات عليها، والبلية منه.
قلت: وهو هنا وإن توبع لكن لم يتابعه ثقة. فتنبه.
قال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يرفع عن علي قوله كثيرا، فلما فحش ذلك منه استحق الترك.
قلت: ولا أوضح من تخبطه إلا قوله هو عن نفسه: إني لأستحي من الله أن أروي عن غير علي!!!.
قال أبي إسحاق نفسه: ما حدثني عاصم بحديث قط إلا عن علي رضي الله عنه.
قلت: وقد ضعفه الجوزجاني أيضا.
وبصريح العبارة أخي الحبيب (أبا محمد) كلا الطريقين للحديث ضعيفان، لا يحتج بهما. فتنبه
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:14]ـ
بارك الله فيكم.
أخي (السكران التميمي):
وأين من وثق عاصمًا؟
وهل وقفت على كلمة الإمام النقّاد أحمد بن حنبل في نفي (أو تقليل) المناكير في حديث عاصم؟
وما وجه "التخبط! " في قوله: (إني لأستحي من الله أن أروي عن غير علي)؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:36]ـ
لم يفتني عفى الله عنك، ولكن قول الجارح الذي بان له حال المجروح مقدم على المادح الذي غاب عنه ذلك، على الأقل هذا مذهبي، ناهيك عن القرائن المحتفة، والتي لو تمهلت في تأملها لعرفت لماذا يقدم جرحه على تعديله.
والتخبط رعاك الله أوضح من أن أفنده.
وعلى العموم الأثر في نظري ضعيف لا يحتج به، ومن أراد غير ذلك فلا إلزام.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:51]ـ
وفقك الله ونفع بك.
إنما نصصتُ على كلمة أحمد؛ لأنها من إمام ناقد، سبر حديث الرجل واطلع عليه، ولم يرَ فيه ما يستحق الرجل معه التضعيف والجرح؛ على الأقل: ذلك الجرح الشديد الذي طُعن فيه به.
ومن ثم؛ فلا يوافَق على أن أحمد "غاب عنه" ما يمكن أن يُجرح به الرجل.
هذا سوى من وثق عاصمًا وقوَّى حاله من الأجلة، ممن كان يرجع إليهم ويستفيد منهم الذين ضعفوه.
و"التخبط" في العبارة المذكورة غير واضح، وإلا لم أكن سألت عنه.
والذي يبدو لي: أن عاصمًا يرى أن هذا من الورع؛ أنه ما دام أخذ عن علي -رضي الله عنه- في جلالة قدره ومنزلته، فإنه يحجم أن يروي عن غيره. هذا رأيه في الأمر -فيما يظهر-، وبغض النظر عن صوابه أو خطئه، فإني لا أرى فيه ما يمكن أن يطلق عليه "تخبط".
والأمر كما ذكرت في عبارتك الأخيرة.
والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 07:00]ـ
الاخوة الفضلا التميمي ومحمد بن عبد الله
جزاكما الله خيرا على اضافنكما القيمة(/)
ما صحة هذا الحديث (لأهل العلم)
ـ[روعة]ــــــــ[26 - Sep-2008, صباحاً 08:08]ـ
ما ادخل رجل على مؤمن سرورا إلا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز وجل ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور فيقول: ما تعرفني فيقول له: من أنت فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أونس وحشتك وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت وأشهدك مشاهد يوم القيامة وأتشفع لك إلى ربك واريك منزلك من الجنة
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 01:00]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109944
ـ[روعة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 07:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ولكن أريد تفصيل اوسع
ـ[روعة]ــــــــ[26 - Sep-2008, مساء 07:18]ـ
71164 - ما أدخل رجل على مؤمن سرورا، إلا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز وجل ويوحده، فإذا صار العبد في قبره، أتاه ذلك السرور، فيقول: ما تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا اليوم أونس وحشتك، و ألقنك حجتك، وأثبتك بالقول الثابت، وأشهدك مشاهد يوم القيامة، وأشفع لك إلى ربك، وأريك منزلك من الجنة
علي بن الحسين بن أبي طالب
: الألباني -
: ضعيف الترغيب -
1585
ضعيف جداً(/)
متى نطلق اسم المحدث على من يشتغل بعلم الحدبث?
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[05 - Oct-2008, مساء 04:27]ـ
في ظل تساهل الكثير في اطلاق كلمه محدث في هذا العصر
هل من ضابط لهذه الكلمة(/)
للمدارسة: حديث ابن أبي عائشة عن رجل من الصحابة في القراءة خلف الإمام، صحيح أم معلول؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه. أما بعد:
فمعلومٌ ما في مسألة القراءة خلف الإمام من خلاف واسع، وبحث عريض، ومناقشات وأخذ ورد في الأدلة والاستدلالات والأقوال والمذاهب.
وكان المعتمد الأكبر للموجبين القراءة خلف الإمام: حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- المشهور، إلا أنه معلول بالمخالفة والاضطراب، وسبق بيان ذلك:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=1895
واحتجوا كذلك: بحديث محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، بنحوٍ من حديث عبادة.
وهذا الحديث محلُّ تأمُّل ونظر، وأحبُّ أن يشاركني الإخوة والمشايخ النظر فيه والمدارسة والمناقشة، لعل أمره يتضح ويظهر -إن شاء الله-.
وسأضع تخريجًا موسَّعًا له أولاً، لتوضيح صورة الخلاف الواقع فيه، ثم ما يرجح بعض أوجهه على بعض، دون أن أحكم فيه بحكم، تاركًا ذلك لمباحثات الإخوة والمشايخ.
وقد سبق للشيخ أبي إسحاق التطواني تخريجه مختصرًا، هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=11767&postcount=37
والله الموفق.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:23]ـ
أولاً: التخريج:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2766) -وعنه أحمد (4/ 236) -، وأحمد (5/ 60) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (7287) من طريق عثمان بن أبي شيبة؛ كلاهما -أحمد وعثمان- عن يحيى بن آدم، وأحمد (5/ 410) عن عبد الله بن الوليد، وابن أبي شيبة (3758) عن وكيع، والبيهقي في الكبرى (2/ 166) وجزء قراءة الفاتحة خلف الإمام (155) من طريق الأشجعي، والبيهقي في معرفة السنن (3790) وجزء القراءة (156) من طريق أبي حذيفة، والبيهقي في الجزء (ص76) -تعليقًا- عن مخلد بن يزيد، سبعتهم -عبد الرزاق ويحيى بن آدم وابن الوليد ووكيع والأشجعي وأبو حذيفة ومخلد- عن سفيان الثوري،
ومسدد في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 77)، ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (11/ 45) -، والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام (73) عن عبدان، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (3788) من طريق إبراهيم بن موسى الفراء، ثلاثتهم -مسدد وعبدان وإبراهيم- عن يزيد بن زريع،
وأحمد (5/ 81) والبيهقي في الجزء (157) من طريق محمد بن الوليد؛ كلاهما -أحمد وابن الوليد- عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة بن الحجاج،
وأحمد في العلل (2/ 408 - رواية عبد الله) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (2/ 166) والجزء (158) - من طريق إسماعيل بن عليّة،
وابن أبي عمر العدني في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 77)، وعلقه عنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3166) - عن عبد الوهاب الثقفي،
والدارقطني في العلل (12/ 238) -معلقًا- عن بشر بن المفضل،
ستتهم -الثوري ويزيد بن زريع وشعبة وابن عليّة والثقفي وبشر- عن خالد بن مهران الحذاء، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعلكم تقرؤون والإمام يقرأ؟ " مرتين أو ثلاثًا، قالوا: نعم يا رسول الله، إنا لنفعل. قال: "فلا تفعلوا، إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب"، هذا لفظ الثوري، وزاد غيره: "في نفسه".
وأخرجه عبد الرزاق (2765) عن معمر،
وأحمد في العلل (2/ 408 - رواية عبد الله) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (2/ 166) وفي الجزء (158) - عن مؤمل بن هشام؛ كلاهما -أحمد ومؤمل- عن إسماعيل بن عليّة،
والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 207) وفي جزء القراءة (250)، والبيهقي في الكبرى (2/ 166) وفي الجزء (149) من طريق إبراهيم بن إسحاق؛ كلاهما -البخاري وإبراهيم- عن موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، والبيهقي في الجزء (150) من طريق هدبة بن خالد وشيبان بن فروخ، ثلاثتهم -أبو سلمة وهدبة وشيبان- عن حماد بن سلمة،
وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (102) عن يحيى بن يوسف، والبيهقي في الجزء (ص75) -تعليقًا-، عن سفيان بن عيينة،
(يُتْبَعُ)
(/)
والبيهقي في معرفة السنن والآثار (3787) -تعليقًا- عن وهيب، وفي الجزء (148) من طريق حماد بن زيد، وفيه (151) من طريق عبد الوارث بن سعيد،
سبعتهم -معمر وابن عليّة والحمادان وابن عيينة ووهيب وعبد الوارث- عن أيوب،
وأخرجه أحمد في العلل (2/ 408 - رواية عبد الله) عن إسماعيل بن عليّة، وابن أبي شيبة (3757) عن هشيم، كلاهما عن خالد الحذاء،
كلاهما -أيوب وخالد- عن أبي قلابة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه مرسلاً.
وأخرجه البخاري في جزء القراءة (249)، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (102) -ومن طريقه الدارقطني (1/ 340) -، والطبراني في الأوسط (2680) والبيهقي في الجزء (175) من طريق إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، والبيهقي في الجزء (140) من طريق محمد بن الفضل بن رجاء، أربعتهم -البخاري وأبو زرعة والوكيعي وابن رجاء- عن يحيى بن يوسف الزمي،
وأبو يعلى في المسند (2805) -ومن طريقه ابن حبان (1844) والبيهقي في الجزء (141، ص177) والضياء المقدسي في المختارة (2248) -، والبيهقي في الجزء (386) من طريق إبراهيم بن أبي طالب، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 175) من طريق محمد بن هارون بن حميد وعبد الله بن صالح البخاري، أربعتهم -أبو يعلى وابن أبي طالب ومحمد بن هارون وعبد الله البخاري- عن مخلد بن الحسن بن أبي زميل،
والطحاوي في شرح المعاني (1/ 218) وفي أحكام القرآن (510) عن أحمد بن داود، والدارقطني (1/ 340) من طريق أحمد بن إبراهيم القوهستاني، والبيهقي في الجزء (146) من طريق الحسن بن الفرج الغزي، وفيه (385) من طريق محمد بن إبراهيم البوشنجي، أربعتهم -أحمد بن داود والقوهستاني والغزي والبوشنجي- عن يوسف بن عدي،
وابن حبان (1852) عن عمر بن سعيد بن سنان، عن فرح بن رواحة،
والدارقطني (1/ 340) من طريق يزيد بن جهور، والبيهقي في السنن (2/ 166) وفي الجزء (139، 387) من طريق محمد بن الهيثم، والضياء في المختارة (2249) من طريق محمد بن عيسى الطرسوسي، ثلاثتهم عن أبي توبة الربيع بن نافع،
والدارقطني (1/ 340) من طريق العلاء بن هلال،
والبيهقي في الجزء (143) من طريق عبد السلام بن عبد الحميد،
والبيهقي أيضًا في الجزء (144، 145) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي،
والضياء في المختارة (2249) من طريق عبد الله بن محمد بن نفيل أبي جعفر النفيلي،
تسعتهم -يحيى بن يوسف ومخلد بن أبي زميل ويوسف بن عدي وفرح بن رواحة وأبو توبة والعلاء بن هلال وعبد السلام وعبد الله بن جعفر والنفيلي- عن عبيد الله بن عمرو الرقي،
وأخرجه البيهقي في الجزء (147) من طريق سليمان بن عمر الأقطع الرقي، عن إسماعيل بن عليّة،
كلاهما -عبيد الله بن عمرو وابن عليّة- عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عن أبي قلابة الجرمي، عن أنس بن مالك، بنحوه.
وأخرجه الداقطني في السنن (1/ 340) وفي العلل (12/ 237) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 175) -كلاهما تعليقًا- عن سلام بن سليمان أبي المنذر، عن أيوب، عن أبي قلابة، أبي هريرة -رضي الله عنه-، بنحوه.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 128، 129) -ومن طريقه البيهقي في الجزء (153، 154) - والدارقطني (1/ 340) والبيهقي في الجزء (152، 440) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 175) -تعليقًا-، من طريق الربيع بن بدر (عليلة)، عن أيوب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، بنحوه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:24]ـ
ثانيًا: دراسة الأسانيد:
ملخص الخلاف:
اتضح من التخريج أن مدار الحديث على أبي قلابة الجرمي، واختُلف عليه:
- فرواه خالد بن مهران الحذاء، واختُلف عليه:
* فرواه سفيان الثوري ويزيد بن زريع وشعبة بن الحجاج وعبد الوهاب الثقفي وبشر بن المفضل = عنه عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-،
* ورواه هشيم بن بشير عن خالد عن أبي قلابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً،
* ورواه إسماعيل بن عليّة على الوجهين السابقين (بوصله وإرساله).
- ورواه أيوب السختياني، واختُلف عليه:
* فرواه معمر وإسماعيل بن عليّة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وعبد الوارث بن سعيد = عنه عن أبي قلابة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلاً،
* ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي -وروي عن ابن عليّة- عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك،
(يُتْبَعُ)
(/)
* ورواه سلام أبو المنذر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة،
* ورواه الربيع بن بدر عن أيوب عن الأعرج عن أبي هريرة.
تحرير الخلاف:
1 - رواية خالد بن مهران الحذاء:
اجتمع الخمسة من الحفاظ على رواية الحديث عن خالد عن أبي قلابة موصولاً، إلا رواية هشيم.
وقد جاءت رواية إسماعيل بن عليّة مفصّلةً، قال أحمد بن حنبل: " حدثنا إسماعيل -يعني: ابن عليّة-، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة، فلما انفتل قال: " أتقرؤون في صلاتكم والإمام يقرأ؟ " قالوا: نعم قال: " فلا تفعلوا ".
حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا خالد -يعني: الحذاء-، عن أبي قلابة بنحو من حديث أيوب، قال خالد: فقلت لأبي قلابة: من حدثك هذا الحديث؟ قال: (محمد بن أبي عائشة، مولى لبني أمية، كان خرج مع آل مروان حيث أخرجوا من المدينة) ".
وهذه الرواية المفصّلة تفيد أن خالدًا الحذاء كان يروي الحديث على وجهين:
- أحدهما موافق لرواية أيوب المرسلة، قال إسماعيل بن عليّة: " أخبرنا خالد، عن أبي قلابة، بنحو من حديث أيوب ".
وعلى هذا الوجه تحمّل هشيمُ بن بشير الحديثَ عن خالد.
- والوجه الثاني: الوجه الموصول، وأفادت رواية ابن عليّة أن خالدًا أخذ هذا الوجه عن أبي قلابة بعد أن استفصل منه: من حدثك بهذا الحديث؟
وقد يُشكل أن جواب أبي قلابة في هذه الرواية اقتصر على محمد بن أبي عائشة، ولم يذكر الرجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وربما اعتُبر هذا وجهًا ثالثًا (من مراسيل محمد بن أبي عائشة) عن خالد الحذاء.
إلا أن الجواب: أن هذه القصة بيّنت أن أبا قلابة روى الحديث أولاً مرسلاً، ثم لما استفصله خالد الحذاء بيّن له الرواية الأخرى التي لديه، وهي الرواية الموصولة، وليس لخالد الحذاء رواية موصولة غير الرواية عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من الصحابة.
وأما جواب أبي قلابة خالدًا الحذاء؛ فهو محتمل أمورًا:
- فربما كان أخبره بشيخه فحسب، على قدر سؤال الحذاء،
- أو أنه أعطاه مبتدأ السند هنا؛ وباقيه حدّثه إياه -فيما بينته الروايات الأخرى عن خالد-،
- وقد يكون قصّر بذكر الصحابي ابنُ عليّة أو خالدٌ أو أبو قلابة في هذه القصة؛ لأنه معروف من مخارج الحديث الأخرى، ولأن القصد هنا متوجهٌ إلى الكلام عن شيخ أبي قلابة (محمد بن أبي عائشة)،
- ويحتمل -وهو قوي- أنه فعل ذلك لأنه ساق الإسناد في مذاكرته خالدًا الحذاء، وهم يتخففون في المذاكرة، قال العلائي: «فإن قيل: فَلِمَ يرسل من كان هذا حاله الحديثَ، ويَعدِل عن تسمية شيخه وهو مشهور بالثقة؟ قلنا: لأسباب تعنُّ له ... منها: أن يكون روايته الحديث مذاكرةً، فربما ثقل معها ذكر الإسناد، وخَفَّ الإرسال، إما لمعرفة المخاطبين بذلك الحديث واشتهاره عندهم ... » (جامع التحصيل، ص88).
وإسماعيل بن عليّة ثقة حافظ كبير حجة، يقبل منه هذا التفصيل في رواية خالد الحذاء، وهو مبيّن للروايات الأخرى عن خالد لا معارضٌ لها، والله أعلم.
2 - رواية أيوب السختياني:
اتفق أكثر الرواة -وفيهم الثقات الأثبات- على رواية الحديث عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً، وخالف في ذلك ثلاثة:
أ- عبيد الله بن عمرو الرقي، رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك، وهذا خطأ بيّن؛ لمخالفته الجمع من الثقات، وفيهم حماد بن زيد، وهو من المتثبتين في حديث أيوب خاصةً. وعبيد الله ثقة، إلا أنه " ربما أخطأ " -كما قال ابن سعد-.
ورواية الجمع أرجح من روايته:
- قال البخاري في التاريخ (1/ 207): " وقال عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا يصح أنس "،
- وقال ابن أبي حاتم الرازي في العلل (1/ 175) عن أبيه: " وهم فيه عبيد الله بن عمرو "،
- وقال الطبراني في الأوسط (3/ 124): " لم يروِ هذا الحديث عن أيوب إلا عبيد الله "،
- وقال ابن عدي في الكامل (3/ 129): " ورواه عبيد الله بن عمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس، وهذا أيضًا خطأ عن أيوب، أخطأ عليه عبيد الله بن عمرو "،
- وقال البيهقي في الكبرى (2/ 166): " وقد قيل عن أبي قلابة عن أنس بن مالك، وليس بمحفوظ "، ثم أسند رواية عبيد الله، ثم قال: " تفرد بروايته عن أنس عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو ثقة، إلا أن هذا إنما يعرف عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالف هؤلاء كلهم: ابن حبان، قال في صحيحه (5/ 162، 163): " سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعًا محفوظان ".
وهذا الحكم لا يستقيم مع نظر أئمة الحديث ونقاده، بل مع واقع الرواية، فكيف يخالف عبيد الله -وقد عُرف بأن له أخطاء- ذلك الجمع الكثير، وفيهم أوثق منه بمراحل، وفيهم حفاظ حديث أيوب = ثم تصحح روايته؟!
بل روايته خطأ ظاهر، والله أعلم.
وقد اختُلف في متنها، فاقتصر بعضهم على قوله: " فلا تفعلوا "، وقال بعضهم: " فلا تفعلوا أو ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب ... "، وقال آخرون: " فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم ... "، ولن أتعرض لهذا هنا، فقد ظهر خطأ هذه الرواية إسنادًا.
هذا، وقد جاء لعبيد الله بن عمرو ما صورته متابعة، أخرجها البيهقي في الجزء من طريق محمد بن الحسن الرقي عن سليمان بن عمر الأقطع الرقي عن إسماعيل بن عليّة، وهذه الرواية خطأ؛ فقد خالف فيها سليمان هذا أحمدَ بن حنبل ومؤملَ بن هشام، روياه عن ابن عليّة عن أيوب عن أبي قلابة مرسلاً، ولذا استغربها الحافظ أبو علي النيسابوري، وهو راويها عن محمد بن الحسن الرقي، قال -بعد روايته-: " لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ من كتابه ".
ب- سلام بن سليمان أبو المنذر:
رواه عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة، وسلام صدوق ليس بذاك الثقة، يخطئ، وهذا الإسناد من أخطائه -كما هو ظاهر-، فإنه لم يقل ذلك عن أيوب إلا هو، والجماعة على روايته عن أيوب مرسلاً. ولذا قال الدارقطني عقب رواية سلام: «ولا يثبت».
ج- الربيع بن بدر:
والربيع هذا واهٍ متروك، فلا يُطال في الكلام عن روايته.
3 - مقارنة بين الوجهين (روايتي خالد الحذاء وأيوب):
ولكلّ منهما قوة ومرجح:
# مرجحات رواية أيوب السختياني (عن أبي قلابة مرسلاً):
1 - أن أيوب ثقة ثبت حجة، وقد فُضّل على خالد الحذاء نفسه، قال ابن المديني: «أيوب ثبت، وليس في القوم -يعني: هشامًا وسلمة بن علقمة وعاصم الأحول وخالد الحذاء- مثل أيوب وابن عون»، وقد فضّل ابن معين أيوب على ابن عون أيضًا، وقال أبو حاتم الرازي: «أيوب السختياني أحب إليّ في كل شيء من خالد» (الجرح والتعديل: 2/ 255).
2 - أن كتب أبي قلابة آلت إلى أيوب بوصية منه، قال أيوب: «أوصى إليّ أبو قلابة بكتبه، فأتيت بها من الشام» (العلل ومعرفة الرجال لأحمد: 2/ 386)، وقال حماد بن زيد: أوصى أبو قلابة قال: «ادفعوا كتبي إلى أيوب إن كان حيًّا، وإلا فأحرقوها» (طبقات ابن سعد: 7/ 185، وانظر: تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص226).
3 - أن الدارقطني رجّح هذا الوجه، قال: «والمرسل الصحيح»، وقال: «والمرسل أصح» (العلل: 9/ 64، 12/ 238)، وكذا فعل ابن عبد البر (الاستذكار: 4/ 236)، وابن القيم (حاشية السنن: 3/ 37).
# مرجحات رواية خالد الحذاء (عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من الصحابة موصولاً):
1 - أن خالدًا ثقة حافظ.
2 - أن خالدًا كان أشد تثبتًا من هذا الحديث، فإنه لما رواه عن أبي قلابة مرسلاً، عاد فسأل أبا قلابة عمن حدثه به، فأخبره، وهذا يدل على مزيد حفظ وتثبت من خالد لهذا الحديث خاصة. ومما يدل على ذلك كذلك: أن خالدًا لما روى الحديث قال -كما في رواية شعبة عنه-: «وحدثني -يعني: أبا قلابة- بعدُ ولم يقل: " إن شاء "، فقلت لأبي قلابة: إن شاء؟ قال: " لا أذكره "»، فمعاودته السؤال بعد السؤال لأبي قلابة عن هذا الحديث تفيد زيادة ضبطه له.
وكون خالد أحفظ لهذا الحديث هو ما حكم به الإمام أبو زرعة الدمشقي -كما سيأتي-.
3 - أنه قد تبيّن -كما سبق في الكلام على رواية خالد الحذاء- أن خالدًا كان يروي الحديث كرواية أيوب، ثم استفصل من أبي قلابة؛ فبيّن له السند الموصول للحديث، فاتفق خالد وأيوب في رواية الحديث عن أبي قلابة مرسلاً، ثم تبيّن لخالد أن أبا قلابة رواه موصولاً؛ فرواه كذلك.
واستمرار أيوب في رواية المرسل قرينة تدل على أنه ما علم بالموصول الذي كان عند أبي قلابة، إذ لم يستفصله، وربما كان ذاك لأنه كان أقدم وأكبر من خالد الحذاء، فأخذ الرواية الأولى، ولم يعد كما عاد خالد، أو أن هذه الرواية كانت في كتب أبي قلابة التي أخذها أيوب، وكان الوجه الموصول في محفوظ أبي قلابة، فروى أيوب ما كان في الكتاب، وروى خالد ما حفظه أبو قلابة.
4 - أن أبا قلابة نفسَهُ كان من يرسل الأحاديث وهي عنده موصولة، وكانت هذه عادة عند بعض التابعين، وإذا استُفصلوا أبانوا الإسناد المتصل.
قال يزيد بن أبي مريم الشامي: كان يقدم علينا أبو قلابة، فينزل دار صفوان، فقدم؛ فنزل داريا، فقلت له: كان الله ينفعنا بمجالستك، فقال: «كنا نجالسكم، فلما قلتم: عمن؟ تركنا ذاك» (تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص125)، فيظهر أن أبا قلابة كان يرسل الأحاديث ولا يسندها، فكان يزيد وقومه يسألونه: عمن؟ أي: عمن تروي هذه الأحاديث، فضجر أبو قلابة، فلم ينزل قريبًا منهم. وهذا دليلٌ على عادة أبي قلابة في ذلك.
فيكون حديثنا هذا من تلك البابة، فهو عند أبي قلابة على الوجه الموصول، لكنه حدث به مرسلاً -حسب العادة، أو تقصيرًا-، فلما استفصله خالد الحذاء، بيّن له إسناده.
5 - أن أبا زرعة الدمشقي قد رجّح هذا الوجه، فقد بين أن الراجح عن أيوب: الوجه المرسل، ثم قال: «هذا الصحيح من حديث أيوب، وخالد أحفظ له» (الفوائد المعللة، رقم: 102).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - Oct-2008, صباحاً 06:24]ـ
قال البيهقي: «هذا إسناد جيد» (الكبرى: 2/ 166)، وقال ابن حجر: «إسناده حسن» (التلخيص الحبير: 1/ 247).
والله أعلم.
ـ[أبو محمد العائذي]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 01:38]ـ
ماشاء الله , أما التخريج فيكفي لأنك توسعت فيه جداً , ولكن اسمحلوا للتلميذ أن يدخل مع أشياخه في البحث.
روى الإمام أحمد والبيهقي والبخاري في جزءه عن محمد بن عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلكم تقرأون والإمام يقرأ؟ قالوا: إنا لنفعل , قال لا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب.
وفي رواية للبخاري: إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه. ونحوه في رواية البيهقي وقال هذا اسناد صحيح وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقات. " معرفة السنن والآثار " (2/ 54)
وكما ذكرت أخي الفاضل الشيخ محمد فإن الحافظ حسنه.
وكذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 111) قال رجال أحمد رجال الصحيح.
وقد عارض بعض الحنفية هذا الحديث , وقالوا بأن رواية محمد بن أبي عائشة منقطعة , لأنه من الطبقة الرابعة , الذين جل روايتهم عن التابعين , وقد أبهم عن رجل من الصحابة. فلم يسم الصحابي حتى ينظر هل ثبتت المعاصرة واللقاء بينه وبين الرجل من الصحابة لذا لاتكزن رواته متصلة.
وقول أهل الحديث " جهالة اسم الصحابي لاتضر في الاسناد , محمول على أن التابعي لم يكن عنعن , بل قديكون قد صرح بالسماع, نص على ذلك العراقي كما ذكره السيوطي في التدريب " (ص 119)
والجواب عليه:أن التابعي صغيراص كان أو كبيراً إذا قال:" عن رجل من الصحابة " أول قال " حدثنا رجل من الصحابة أي عنعن أو صرح بالسماع فروايته متصلة عند المحدثين " وقولهم "جهالة اسم الصحابي " عام لكلا النوعين إلا أن يكون التابعي مدلساً , فلا تكون متصلة.حتى يصرح بالسماع. كما هو مدون في كتب المصطلح.
ثانياً: أن كثيراً من الرويات روى فيها التابعي عن رجل مبهم من الصحابة معنعاً لم يصرح بالسماع فيها ومع ذلك صحح أهل الحديث أو حسنوا تلك الروايات , منها حديث محمد بن أبي عائشة.وغيرها من الأحاديث.
فقد ثبت أن التابعي إذا روى من صحابي مبهم معنعاً فتكون روايته متصلة مثلما إذا صرح بالسماع , وقول المحدثين: إن جهالة اسم الصحابي لاتضر بشمل العنعنة والتصريح , وثبت بذلك اتصال حديث محمد بن أبي عائشة.
وأما طريق خالد الحذّاء فليس بمرجوح ولا شاذ.
وقال فيه الحافظ " أحد الاثبات وثقه أحمد , وابن معين والنسائي وابن سعد " ,,هدي الساري (ص400)
وكما قال العلامة المباركفوري رحمه الله. ومحصل القول أن خالداً الحذّاء ثقة ثبت ولايعتبر بجرح أبي حاتم وحمّاد بن زيد , ولذلك ذكره الحافظ في مقدمة القتح في القسم الثاني. في من ضعف بأمر مردود , ولأجله احتج به الشيخان في صحيحهما كثيراً , فلا يكون أيوب أرجح , ولا طريق خالد مرجوحاً ولا شاذاً , بل طريقه هو الراجح فإنه مرفوع وطريق أيوب مرسل قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 54) " ورواه أيوب عن بي قلابة فأرسله , والذي وصله حجة ورواية أيوب له شاهدة " تحقيق الكلام للعلامة المباركفوري.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
بارك الله فيك أخى على هذا الجهد الطيب
والحديث الظاهر عندى انه يصح موصولا
وقد اعله الدارقطنى كما في العلل
1645 - وسُئِلَ عَن حَدِيثِ أَبِي قِلاَبَةَ، عَن أَبِي هُرَيرةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِن كانَ أَحَدُكُم قارِئًا خَلفَ الإِمامِ فَليَقرَأ بِفاتِحَةِ الكِتابِ.
فَقالَ: يَروِيهِ أَيُّوبُ السَّختِيانِيُّ واختُلِفَ عَنهُ
، فَرَواهُ سَلاَّمٌ أَبُو المُنذِرِ، عَن أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلاَبَةَ، عَن أَبِي هُرَيرةَ،
وخالَفَهُ الرَّبِيعُ بنُ بَدرٍ، رَواهُ عَن أَيُّوبَ، عَنِ الأَعرَجِ، عَن أَبِي هُرَيرةَ،
وخالَفَهُم عُبَيدُ الله بنُ عَمرٍو الرَّقِّيُّ، فَرَواهُ عَن أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلاَبَةَ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ،
وخالَفَهُمُ ابنُ عُلَيَّةَ، رَواهُ عَن أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلاَبَةَ مُرسَلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
، ورَواهُ خالِدٌ الحَذّاءُ، عَن أَبِي قِلاَبَةَ، عَن مُحَمدِ بنِ أَبِي عائِشَةَ، عَن رَجُلٍ مِن أَصحابِ ِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
، والمُرسَلُ الصَّحِيح
وتبعه ابن القيم فَقال فَى تهذيب السنن:
وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَام يَقْرَأ؟ قَالُوا إِنَّا لَنَفْعَل , قَالَ فَلَا تَفْعَلُوا , إِلَّا أَنْ يَقْرَأ أَحَدكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " , رَوَاهُ جَمَاعَة عَنْ سُفْيَانَ. قَالَ وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح وَأَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلّهمْ ثِقَة , فَتَرْك ذِكْر أَسْمَائِهِمْ فِي الْإِسْنَاد لَا يَضُرّ , إِذَا لَمْ يُعَارِضهُ مَا هُوَ أَصَحّ مِنْهُ , وَلَكِنْ لِهَذَا الْحَدِيث عِلَّة , وَهِيَ أَنَّ أَيُّوبَ خَالَفَ فِيهِ خَالِدًا , وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا , وَهُوَ كَذَلِكَ فِي تَارِيخ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُؤَمِّلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: لكن صحح الموصول أبو زرعة الدمشقي كما قال أخونا الشيخ محمد بارك الله فيه، فقد بين أن الراجح عن أيوب: الوجه المرسل، ثم قال: «هذا الصحيح من حديث أيوب، وخالد أحفظ له» (الفوائد المعللة، رقم: 102).
ويبدو أن هذا ترجيح أبى حاتم أيضا
ففى العلل لابنه:
502 - وسألتُ أبِي عنِ الحديث الّذِي رواهُ عُبيدُ اللهِ بن عَمرٍو، عن أيُّوب، عن أبِي قِلابة، عن أنسِ بنِ مالِكٍ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي القراءة خلف الإِمام.
قال أبِي: وهِم فِيهِ عُبيد اللهِ بن عَمرٍو، والحديث ما روها خالِد الحذاء، عن أبِي قِلابة، عن مُحمّدِ بنِ أبِي عائِشة، عن رجُل من أصحاب النّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قلت: قوله (والحديث ما روها خالِد الحذاء، عن أبِي قِلابة، عن مُحمّدِ بنِ أبِي عائِشة، عن رجُل من أصحاب النّبِيّ صلى الله عليه وسلم) يشعر بترجيحه لهذا الطريق اذ لو كان عنده اعلال لهذا الطريق لبينه ولكنى لا أجزم بهذا
قلت: وكذلك رجح البيهقى الوصل كما فى معرفة السنن والاثار:
وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد، لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه، ورواه أيوب، عن أبي قلابة، فأرسله، والذي وصله حجة، ورواية أيوب له شاهدة، وهي في تاريخ البخاري، عن مؤمل، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أهـ
والحديث رجاله رجال الشيخين غير صحابيه
فالذى يظهر ان الموصول صحيح ولا يعله المرسل والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 03:57]ـ
وروى خالد ما حفظه أبو قلابة.
لكن يُخشى أن يكون خالد قد زاد بذِكْر الصحابي اجتهاداً منه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Oct-2008, صباحاً 11:52]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
أخي أبا محمد العائذي: بالنسبة للكلام على صحة رواية محمد بن أبي عائشة عن الصحابة؛ فهذه نتيجة لمقدِّمة لا بد من إثباتها، وهي: أن الرواية الموصولة صحيحة، لا معلولة.
وأما قول المباركفوري -بعد أن ذكر ثقة خالد الحذاء-:
فلا يكون أيوب أرجح , ولا طريق خالد مرجوحاً ولا شاذاً , بل طريقه هو الراجح فإنه مرفوع وطريق أيوب مرسل
فلا أرى فيه وجهًا صحيحًا لترجيح المرفوع، لأن خالدًا الحذاء -وإن كان ثقة-؛ قد فُضِّل عليه أيوب في الثقة والحفظ،
وقوله: (بل طريقه هو الراجح؛ فإنه مرفوع، وطريق أيوب مرسل) = إن أراد أن ترجيح المرفوع لأنه مرفوع فقط؛ ففي هذا نظر ظاهر، فكم مرفوع كان راجحًا ورجحوا عليه المرسل.
قال البيهقي في معرفة السنن والآثار (2/ 54) " ورواه أيوب عن بي قلابة فأرسله , والذي وصله حجة ورواية أيوب له شاهدة "
(يُتْبَعُ)
(/)
وجه كلام البيهقي -فيما يظهر-: أن المرسل صح عن أبي قلابة من طريق أيوب عنه، فثبت بذلك أن الحديث كان عند أبي قلابة مرسلاً، وهذا يشهد لرواية خالد التي فيها الاستفصال، لأنه وجده عند أبي قلابة مرسلاً -كما ثبت في رواية أيوب-؛ فاستفصله، فأخبره.
أخي أبا زكريا: بارك الله فيك، وقد سبقت الإشارة إلى كلام الدارقطني في هذا الموضع وموضع آخر من العلل، وكذلك كلام ابن القيم.
ويبدو أن هذا ترجيح أبى حاتم أيضا
ففى العلل لابنه:
502 - وسألتُ أبِي عنِ الحديث الّذِي رواهُ عُبيدُ اللهِ بن عَمرٍو، عن أيُّوب، عن أبِي قِلابة، عن أنسِ بنِ مالِكٍ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي القراءة خلف الإِمام.
قال أبِي: وهِم فِيهِ عُبيد اللهِ بن عَمرٍو، والحديث ما روها خالِد الحذاء، عن أبِي قِلابة، عن مُحمّدِ بنِ أبِي عائِشة، عن رجُل من أصحاب النّبِيّ صلى الله عليه وسلم
قلت: قوله (والحديث ما روها خالِد الحذاء، عن أبِي قِلابة، عن مُحمّدِ بنِ أبِي عائِشة، عن رجُل من أصحاب النّبِيّ صلى الله عليه وسلم) يشعر بترجيحه لهذا الطريق اذ لو كان عنده اعلال لهذا الطريق لبينه ولكنى لا أجزم بهذا
هذه -كما قدَّمتَ- إشارة من أبي حاتم إلى أن المعروف من الحديث هو رواية خالد الحذاء، فإن أبا حاتم قد وقف -في أغلب الظن- على رواية أيوب المرسلة؛ إذ قد قرأ تاريخ البخاري أو قرئ عليه، وتلك الرواية فيه -هذا إن لم تكن وقعت له بإسناده-، ولم يُشر مع ذلك إلى تلك الرواية، ولو كانت هي المحفوظة لجعل " الحديث " هي، لا رواية خالد.
وهذا استئناس لا يجزم به -كما قلتَ وفقك الله-.
والحديث رجاله رجال الشيخين غير صحابيه
لكن محمد بن أبي عائشة من رجال مسلم، ولم يخرج له البخاري في صحيحه شيئًا.
لكن يُخشى أن يكون خالد قد زاد بذِكْر الصحابي اجتهاداً منه.
أحسن الله إليك أخي حمد،
لكن هل الأسانيد والروايات محلٌّ للاجتهاد؟
أم أن الراوي -الثقة الحافظ كخالد- يقف عند ما وصله من إسناد، فيؤديه كما هو، ولا يزيد فيه عمدًا من تلقاء نفسه؟
بل ربما وُصف ذلك بالوضع في الحديث والزيادة في الأسانيد ما ليس منها.
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 02:18]ـ
لكن محمد بن أبي عائشة من رجال مسلم، ولم يخرج له البخاري في صحيحه شيئًا.
بارك الله فيك أخى
قولك صحيح وانما أخرج له البخارى في القراءة خلف الإمام
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:10]ـ
وأحسن الله إليك كما أحسنت إليّ سابقاً.
أقول مشرفنا: لا. ليس وضعاً، قد يكون ظهَر لخالد قرينة بأنّ ابن أبي عائشة أخذه من صحابي.
الشاهد: أنّ الحديث -في رأيي- لا يصح الاحتجاج به. حتى لو صححنا رواية خالد على أيوب
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 05:41]ـ
بارك الله فيكما.
أخي حمد: غفر الله لك.
القرائن مهما كانت لا تسوِّغ للراوي الثقة الضابط أن يزيد في الحديث وإسناده ما لم يتحمَّله.
وأسانيد الحديث تنقل بطريق التحمُّل، ثم أداء الراوي كما تحمَّل، وبهذا يحكم عليه بالضبط والثقة، والإخلال به يعرِّضه للتهمة أو الجرح.
أما الزيادة والتعديل في أسانيد الحديث؛ فليس ذلك من شأن راويه، وحتى لو ظهر له قرائن وعلامات؛ فإنه يبيِّن ذلك ويوضِّحه، دون أن يزيد في الإسناد الذي يرويه.
وخالد الحذاء -هنا- يذكر أن أبا قلابة (حدَّث) بالحديث، ولا يُظن بخالد ومثله من أهل الثقة والأمانة أن يزعم أن أبا قلابة حدَّث بشيء، ثم يزيد فيه برأيه واجتهاده ما ليس لأبي قلابة فيه شأن، ولا ذكره أبو قلابة ولا سمعه منه.
وما تراه من عدم صحة الاحتجاج بالحديث؛ هل هو لما سبق، أم لأن معناه لا يفيد إيجاب قراءة الفاتحة على المأموم؟
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Oct-2008, مساء 07:40]ـ
جزاك الله خيراً على إفادتك لي أخي محمد.
وما تراه من عدم صحة الاحتجاج بالحديث؛ هل هو لما سبق، أم لأن معناه لا يفيد إيجاب قراءة الفاتحة على المأموم؟
بل لأنّ معناه ينافي قوله تعالى: ((وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)).
وليس كحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)؛ لأنه يقبل التخصيص.
بخلاف حديث ابن أبي عائشة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 11:50]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بل لأنّ معناه ينافي قوله تعالى: ((وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)).
وليس كحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)؛ لأنه يقبل التخصيص.
بخلاف حديث ابن أبي عائشة.
وفقك الله أخي حمد.
حديث ابن أبي عائشة ألا يصح أن يكون مخصِّصًا للآية؟
وبالنسبة للترجيح بين الوجهين:
فالحق أن لكل وجهٍ قوته، خاصةً أن لأيوب وخالد اختصاصًا بأبي قلابة، فقد قال: «صديقاي من أهل البصرة دباغ وحذاء»، قال الإمام أحمد: «الحذاء: خالد، والدباغ: أيوب السختياني» (العلل ومعرفة الرجال: 1/ 272، 2/ 360).
إلا أن الناظر يلحظ أن ما قُوّيت به رواية أيوب هو عموم تفضيله على خالد الحذاء، وأما ما قُوّيت به رواية خالد؛ فهو خاص بحديثنا هذا.
ولا يخفى أن الراوي قد يُفضَّل على قرينِهِ، وأن ذلك لا يمنع أن يفوق المفضولُ الفاضلَ في أحاديث معينة، فإن تلك الأحكام في العموم والجملة، لا في كل حديث بعينه.
والذي يظهر من حال رواية خالد الحذاء أنها لا تعارض رواية أيوب من كل وجه؛ كي يُلجأ إلى الترجيح بينهما، وذكر تفضيل أيوب على خالد، بل قد اتفق الاثنان في قدر من الرواية -هو الرواية المرسلة-، ثم زاد خالد الحذاء وصل الرواية.
وزيادته هنا مقبولة، لأنه قد احتفت بها القرائن الدالة على ضبطه لها، وذلك ما ذُكر آنفًا في مرجحات روايته، وإذا زاد حافظٌ على حافظٍ قُبل -كما قال أبو زرعة الرازي، وقرر غيره من الأئمة النقاد-، وأيوب حافظ عمومًا، وخالد حافظ لهذا الحديث خاصةً.
ولهذا فقد حكم أبو زرعة الدمشقي بأن خالدًا أحفظ لهذا الحديث من أيوب -كما سبق-، وسبق كذلك ذكر الإشارة التي تُفهم من كلام أبي حاتم الرازي.
وتعاضد القرائن المقوية لرواية خالد تشهد لروايته بالراجحية، والله أعلم.
النظر في رجال المدار:
1 - أبو قلابة:
إمام حافظ.
2 - محمد بن أبي عائشة:
هو مولى لبني أمية، خرج معهم إلى الشام لما أخرجهم ابن الزبير، فسكن دمشق.
قال فيه ابن معين: " ثقة "، وقال أبو حاتم: " ليس به بأس "، وقال يعقوب الفسوي: " حدثنا دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم ... حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني حسان بن عطية، قال: حدثني محمد بن أبي عائشة، قال: سمعت أبا هريرة. وهذا إسناد جيد ورجال ثقات " (المعرفة: 2/ 465).
3 - الرجل من الصحابة:
قال الحسيني: «لعل الرجل أبو هريرة» (الإكمال: 1392)، وكأنه استظهر هذا من أن لابن أبي عائشة رواية وسماعًا من أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأخرج له مسلم في صحيحه وبعض أهل السنن حديثًا عنه.
ويؤيد ذلك أيضًا: أن في الحديث: «إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه»، وهذا ما أفتى به أبو هريرة -رضي الله عنه-، قيل له: إنا نكون وراء الإمام، فقال: «اقرأ بها في نفسك»، أخرجه مسلم (395).
فإن كان الأمر كذلك؛ فهو أثبت في الاتصال، وإن لم يكن؛ فابن أبي عائشة سمع من أبي هريرة، وخروج بني أمية إلى الشام -حيث خرج معهم- كان بعد وفاة يزيد بن معاوية سنة 64 (انظر: البداية والنهاية: 11/ 635 - 637)، وخروجه معهم في ذلك الوقت يدل على أنه متقدم، وعاصر جمعًا من الصحابة.
وقد ذكره ابن حبان في الثقات من التابعين، وقال ابن حجر: «ومحمد بن أبي عائشة تابعي معروف، روى عن أبي هريرة وجابر وغيرهما من الصحابة أيضًا، روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن وهو من أقرانه وحسان بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وآخرون» (الإصابة: 6/ 340).
أما سماعه هذا الحديث بعينه من هذا الرجل من الصحابة؛ فلم أقف على ما يفيده، إلا أن ذلك لا يعني أن رواية ابن أبي عائشة عن الصحابة منقطعة، وينظر فيما نقله الأخ أبو محمد العائذي -وفقه الله- في مشاركته أعلاه.
وقد قال البيهقي: «هذا إسناد جيد» (الكبرى: 2/ 166)، وقال ابن حجر: «إسناده حسن» (التلخيص الحبير: 1/ 247)، وأفاد ذلك اتصالَهُ عندهما.
والله أعلم.
ولعل لي -بإذن الله- عودة فيها زيادة وإضافات في مرجحات رواية خالد الحذاء، وفي توجيه ترجيح الدارقطني للوجه المرسل.
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:46]ـ
وفقك الله أخي حمد.
حديث ابن أبي عائشة ألا يصح أن يكون مخصِّصًا للآية؟
لا أخي محمد
لأن الأمر لا يخلو من إحدى حالتين:
1 - أن تكون الآية نزلت بعد هذا الحديث - وذلك محتمل - = فتكون الآية ناسخة له.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أو يكون الحديث وقع بعد نزول الآية - وهذا يحتاج إلى إثبات -:
ففي هذه الحال / المسألة خلافية في أصول الفقه: هل يصح تخصيص الكتاب بالسنة غير المتواترة؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 05:47]ـ
وفقك الله أخي حمد.
حديث ابن أبي عائشة ألا يصح أن يكون مخصِّصًا للآية؟
لا أخي محمد
لأن الأمر لا يخلو من إحدى حالتين:
1 - أن تكون الآية نزلت بعد هذا الحديث - وذلك محتمل - = فتكون الآية ناسخة له.
2 - أو يكون الحديث وقع بعد نزول الآية - وهذا يحتاج إلى إثبات -:
ففي هذه الحال / المسألة خلافية في أصول الفقه: هل يصح تخصيص الكتاب بالسنة غير المتواترة؟
بارك الله فيك.
ما دام الأمر كذلك؛ فلعل في جوابك أولاً بـ (لا) نظر.
والتاريخ لا يمكن إثباته إلا بدليل صحيح في الحالين جميعًا.
ولا يخفى أن المرجَّح عند علمائنا في المسألة الأصولية التي ذكرتَها: صحة التخصيص والعمل به.
زيادة وتفصيل في مرجحات رواية خالد الحذاء:
1 - أن خالدًا ثقة حافظ.
2 - أن خالدًا كان أشد اهتمامًا وتثبُّتًا في هذا الحديث خاصة، وذلك ظاهر في أمرين:
أ- أنه لما رواه عن أبي قلابة مرسلاً، عاد فسأل أبا قلابة عمن حدثه به، فأخبره،
ب- أنه لما روى الحديث قال -كما في رواية شعبة عنه-: «وحدثني -يعني: أبا قلابة- بعدُ ولم يقل: " إن شاء "، فقلت لأبي قلابة: إن شاء؟ قال: " لا أذكره "».
وكون خالد أحفظ لهذا الحديث هو ما حكم به الإمام أبو زرعة الدمشقي -كما سيأتي-.
3 - أنه قد تبيّن -كما سبق في الكلام على رواية خالد الحذاء- أن خالدًا كان يروي الحديث كرواية أيوب، ثم استفصل من أبي قلابة؛ فبيّن له السند الموصول للحديث، فاتفق خالد وأيوب في رواية الحديث عن أبي قلابة مرسلاً، ثم تبيّن لخالد أن أبا قلابة رواه موصولاً؛ فرواه كذلك.
وهذا يفيد أن استمرار أيوب في رواية المرسل راجع إلى أحد أمرين:
أ- أنه ما علم بالموصول الذي كان عند أبي قلابة، إذ لم يستفصله، وربما كان ذاك لأنه كان أقدم وأكبر من خالد الحذاء، فأخذ الرواية الأولى، ولم يعد كما عاد خالد، أو أن هذه الرواية كانت في كتب أبي قلابة التي أخذها أيوب، وكان الوجه الموصول في محفوظ أبي قلابة، فروى أيوب ما كان في الكتاب، وروى خالد ما حفظه أبو قلابة.
ب- أو أنه من باب تقصير أيوب بالأحاديث، وعدم وصله لها ولو كانت عنده موصولة، وذلك معروف من شأنه -وشأن بعض الأئمة غيره-، قال المروذي: سألته -يعني: أحمد بن حنبل- عن هشام بن حسان، فقال: " أيوب وابن عون أحب إليّ "، وحسَّن أمرَ هشام، وقال: " قد روى أحاديثَ رفعها أوقفوها، وقد كان مذهبهم أن يقصروا بالحديث ويوقفوه ".
ويُلاحظ أن أحمد حسَّن أمرَ هشام؛ لأنه يروي الأحاديث موصولة، ولا يقصِّر بها، وهذا متوجِّه جدًّا إلى خالد الحذاء في حديثنا هذا.
وانظر: بحث (الثقات الذين تعمدوا وقف المرفوع أو إرسال الموصول)، للشيخ د. علي الصياح.
4 - أن أبا قلابة نفسَهُ كان من يرسل الأحاديث وهي عنده موصولة، وكانت هذه عادة عند بعض التابعين وغيرهم، وإذا استُفصلوا أبانوا الإسناد المتصل.
قال يزيد بن أبي مريم الشامي: كان يقدم علينا أبو قلابة، فينزل دار صفوان، فقدم؛ فنزل داريا، فقلت له: كان الله ينفعنا بمجالستك، فقال: «كنا نجالسكم، فلما قلتم: عمن؟ تركنا ذاك» (تاريخ أبي زرعة الدمشقي، ص125)، فيظهر أن أبا قلابة كان يرسل الأحاديث ولا يسندها، فكان يزيد وقومه يسألونه: عمن؟ أي: عمن تروي هذه الأحاديث، فضجر أبو قلابة، فلم ينزل قريبًا منهم. وهذا دليلٌ على عادة أبي قلابة في ذلك.
فربما كان حديثنا هذا من تلك البابة: كان عند أبي قلابة على الوجه الموصول، لكنه حدث به مرسلاً -حسب العادة، أو تقصيرًا-، فلما استفصله خالد الحذاء، بيّن له إسناده.
5 - أن أبا زرعة الدمشقي قد رجّح هذا الوجه، فقد بين أن الراجح عن أيوب: الوجه المرسل، ثم قال: «هذا الصحيح من حديث أيوب، وخالد أحفظ له» (الفوائد المعللة، رقم: 102)،
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما فُهم ذلك من كلمة أبي حاتم الرازي -وسبق ذلك-، ويؤيدها في أنه يعتمد رواية خالد الحذاء: أنه قال في ترجمة أبي قلابة -كما في الجرح لابنه (5/ 58) -: " ولم يسمع من أبي زيد عمرو بن أخطب؛ بينهما عمرو بن بجدان، وسمع من محمد بن أبي عائشة بالشام ... "، فبنى إثباته السماع هنا على رواية خالد الحذاء الموصولة -أفاد كلمة أبي حاتم في الجرح الشيخ أمجد الفلسطيني بارك الله فيه-.
ويأتي -بإذن الله- الحديث عن ترجيح الدارقطني، ومن كان عنده فائدة فليفد، أحسن الله إليه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 06:55]ـ
رجَّح الإمام الدارقطني -رحمه الله- الوجه المرسل -كما سبق نقله عنه-.
ومن المفيد هنا نقل كلامه بتمامه -في موضعيه- لمعرفة وجه ترجيحه:
حيث سئل -كما في العلل (9/ 64، 65) - عن حديث أبي قلابة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن كان أحدكم قارئًا خلف الإمام فليقرأ بفاتحة الكتاب ".
فقال: " يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه:
- فرواه سلام أبو المنذر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة،
- وخالفه الربيع بن بدر: رواه عن أيوب، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
- وخالفهم عبيدالله بن عمرو الرقي: فرواه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك،
- وخالفهم ابن علية، رواه عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلاً،
- ورواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-،
والمرسل الصحيح " ا. هـ.
ففصَّل الدارقطني هنا رواية أيوب، وأجمل رواية خالد الحذاء، ورجح عليها -وعلى الروايات الأخرى- رواية أيوب.
وسئل -كما في العلل (12/ 237، 238) - عن حديث أبي قلابة، عن أنس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أتقرؤون والإمام يقرأ؟ "، قالوا: نعم، قال: " فلا تفعلوا، وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه ".
فقال: " يرويه أيوب السختياني، وخالد الحذاء، واختلف عنه:
فأما أيوب:
- فإن عبيدالله بن عمرو رواه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
- وخالفه سلام أبو المنذر: فرواه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة،
- وخالفهما الربيع بن بدر: رواه عن أيوب، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
- وخالفهم ابن علية وابن عيينة وحماد بن زيد: رووه عن أيوب، عن أبي قلابة مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وهو صحيح من رواية أيوب.
فأما خالد الحذاء:
- فرواه عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال ذلك سفيان الثوري ويزيد بن زريع وبشر بن المفضل، عن خالد،
- ورواه ابن علية وخالد بن عبدالله وشعبة وعلي بن عاصم، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة مرسلاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
- ورواه هشيم، عن خالد، عن أبي قلابة مرسلاً، لم يجاوز به أبا قلابة.
والمرسل أصح " ا. هـ.
وهنا فصَّل الدارقطني الروايتين معًا، ورجح الرواية المرسلة عن أيوب،
ثم ذكر رواية خالد الحذاء، فذكر خلافًا عليه على ثلاثة أوجه:
- الموصول،
- مرسل محمد بن أبي عائشة،
- مرسل أبي قلابة.
وهذا يبيِّن أن ترجيح الدارقطني رواية أيوب على رواية خالد الحذاء إنما كان لما رآه من هذا الاختلاف على خالد -وهو خلافٌ بين جماعة من ثقات أصحابه-، فكأنه رأى أن الحذاء لم يضبط هذا الحديث، وأن أيوب -إذ لم يختلف عليه ثقات أصحابه- أضبط له، فرجح روايته.
لكن سبق بيان أن الوجه الثاني عن خالد الحذاء راجعٌ إلى الوجه الأول -في رواية ابن علية عن خالد-، وسبق ذكر وجوه ذلك، ويؤيده أيضًا: أن البيهقي فهم من جواب أبي قلابة: أنه يقصد الوجه الموصول: عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من الصحابة، مرفوعًا.
ولما لم نقف على الروايات الأخرى عن خالد على هذا الوجه -أعني: مرسل ابن أبي عائشة-، فلا يُدرَى بالضبط صيغة الرواية، وهل هي كرواية ابن علية: فيها ذكرٌ لسؤال خالدٍ أبا قلابة وجوابه له، أم هي مباشرة الإرسال: عن محمد بن أبي عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
فإن كان الأمر كالأول؛ فما قيل في رواية ابن علية جارٍ على رواية الآخرين،
وإن كان كالثاني؛ فيظهر أن هذا تقصير من هؤلاء الرواة في ذكر صحابي الحديث، وقد ذكره جماعة من الثقات -فيهم الثوري ويزيد بن زريع- عن خالد، وذكرهم له صحيح مقبول.
وسؤال خالد الحذاء لأبي قلابة عن شيخه في هذا الحديث= مفيدٌ أن أبا قلابة كان يرسله من تلقاء نفسه، ولم يكن معروفًا أن شيخه فيه: محمد بن أبي عائشة، فالرواية بجعل محمد بن أبي عائشة يرسل الحديث غريبة فيما قبل سؤال خالد الحذاء، وأما بعده؛ فقد تبيَّن أنه يرويه عن محمد بن أبي عائشة، وأنه يقصد بهذا: الرواية الموصولة.
على أن الدارقطني ذكر شعبةَ فيمن روى عن خالد عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة مرسلاً، وروايةُ أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر غندر -أوثق أصحاب شعبة-، عن شعبة= ثابتةٌ في أن شعبة يرويه موصولاً عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من الصحابة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأما الوجه الأخير فلم يروه إلا هشيم، وهو موافق لرواية خالد الحذاء قبل أن يستفصل أبا قلابة عن شيخه في الحديث -وسبق ذلك-، فلا يُعارض به الروايات المفصّلة لرواية خالد الحذاء.
والله أعلم.(/)
القولُ المسطورُ في نسفِ ما ورد عن " يَعْفُور "
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[15 - Oct-2008, صباحاً 10:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القولُ المسطورُ في نسفِ ما ورد عن " يَعْفُور "
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
" يَعْفُورُ " اسمٌ قد لا يعرفهُ كثيرٌ من أهلِ السنةِ، وقد يعرفهُ البعضُ على أنه اسمٌ من دوابِ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلم، وهذا ربما أمرٌ ليس فيه كبيرُ إشكالٍ، فهناك أسماءٌ معروفةٌ لدوابِ النبي صلى اللهُ عليه وسلاحهِ ذكرها الإمامُ ابنُ القيم في " زاد المعاد " (1/ 103 – 135) فيمكن الرجوعُ إليها.
وافتراءاتُ أهلِ البدعِ والنصارى على أهلِ السنةِ والجماعةِ كثيرةٌ جداً لا حصر لها، ومن ذلك ما ينسبُ إلى أهلِ السنةِ من أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم تكلم مع حمارٍ يقالُ له: " يَعْفُورُ "، وحصل نقاشٌ بينه وبين الحمارِ " يَعْفُور "، وهذا الأمرُ فعلهُ الشيعةُ انتقاماً من أهلِ السنةِ عندما أخرجوا من كتبهم روايةً وهي:
جاء في " (الكافي 1/ 184، كتاب الحجة: باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله) عن أمير المؤمنين علي أنه قال: " إن أول شيء من الدواب توفي: هو عفير حمار رسول الله توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره. قال: إن ذلك الحمار كلّم رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا الحمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم. قال عفير: فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار".
فقاموا ونبشوا وبحثوا ونقبوا في كتبِ أهلِ السنة فوجدوا حديثاً تكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع الحمارِ يعفور، وكما تعرفون أننا أمةُ إسنادٍ، لا نقبلُ بنسبةِ حديثٍ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم إلا بعد التأكدِ من صحةِ السندِ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بوب الإمامُ النووي في " صحيحِ مسلم " (1/ 14) فقال: " بَاب بَيَان أَنَّ الْإِسْنَاد مِنْ الدِّين "، وذكر مسلمٌ تحت هذا البابِ آثاراً عن السلفِ نذكر منها:
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: " الإِسْنَادُ مِنَ الدِّينِ، وَلَوْلاَ الإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ ".
وَقَالَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي رَِزْمةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَومِ الْقَوَائِمُ يَعْنِي: الإِسْنَادَ ".
قال الإمامُ النووي تعليقاً على الأثر: " ومعنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه وإلاَّ تركناه، فجعل الحديث كالحيوان لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم ".ا. هـ.
وفي هذا البحثِ سنقفُ مع تحقيقٍ للحديثِ المزعومِ الذي وجدهُ الرافضةُ - زعموا -، وظنوا أنهم يحتجون على أهلِ السنةِ بمثل هذه الواهياتِ التي لا يعولُ على إسنادها كما سنبين.
نصُ الحديث:
عن أبي منظور: لما فتح اللهُ على نبيهِ صلى اللهُ عليه وسلم خيبرَ؛ أصابهُ من سهمهِ أربعةُ أزواج نعال، وأربعةُ أزاوج خفاف، وعشرُ أواقي ذهبٍ وفضةٍ، وحمارٌ أسودٌ. قال: فكلم النبي صلى اللهُ عليه وسلم الحمارَ، فقال له: ما اسمُك؟ قال: يزيدُ بنُ شهابٍ، أخرج اللهُ من نسلِ جدي ستينَ حماراً، كلهم لم يركبهم إلا نبي، ولم يبق من نسلِ جدي غيري، ولا من الأنبياءِ غيرُك، أتوقعك أن تركبني، وكنتُ قبلك لرجلٍ من اليهودِ، وكنتُ أعثرُ به عمداً، وكان يجيعُ بطني ويضربُ ظهري، فقال له النبي صلى اللهُ عليه وسلم: قد سميتك يعفوراً، يا يعفورُ قال: لبيك. قال: أتشتهي الإناث؟ قال: لا، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يركبه في حاجته؛ فإذا نزل عنه بعث به إلى بابِ الرجلِ، فيأتي البابَ فيقرعُهُ برأسهِ، فإذا خرج إليه صاحبُ الدارِ؛ أومأ إليه أن أجب رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم. قال: فلما قبض النبي عليه الصلاة والسلام؛ جاء إلى بئرٍ كانت لأبي الهيثمِ بنِ التيهان؛ فتردى فيها، فصارت قبرهُ؛
(يُتْبَعُ)
(/)
جزعاً منه على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم.
تخريجُ الحديثِ وكلامُ أهلِ العلمِ فيه:
أوردهُ ابنُ حبان في " المجروحين " (2/ 328) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو جعفر، وابنُ الجوزي في " الموضوعات " (555) وبوب عليه بقوله: " بابُ تكليم حمارهِ يعفور "، من طريقِ أبي حذيفةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ حبيب الهذلي، عن أبي عبد الرَّحمن السلميّ، عن أبي منظور بِهِ ... فذكره.
قال ابنُ حبان بعد إيراده له: " وهذا حديثٌ لا أصل لهُ، وإسنادهُ ليس بشيءٍ، لا يجوزُ الاحتجاجُ بهذا الشيخِ ".ا. هـ. يقصدُ محمد بن مَزْيَد أبو جعفر.
وقال ابنُ الجوزي: " قال المصنفُ – يعني ابن الجوزي نفسه –: هذا حديثٌ موضوعٌ فلعن اللهُ واضعهُ، فإنه لم يقصد إلا القدحَ في الإسلامِ، والاستهزاءَ به. قال أبو حاتم ابنُ حبان: لا أصل لهذا الحديثِ، وإسنادهُ ليس بشيءٍ. ولا يجوزُ الاحتجاجُ بمحمدِ بنِ مَزْيَد.ا. هـ.
وأوردهُ أيضا ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابةِ " (6/ 304) عند ترجمةِ الصحابي أبي منظور وقال: " أخرجه أبو موسى، وروى بإسنادٍ لهُ عن أبي منظور ... "، فذكرهُ مختصراً، ثم قال: " وأطال فيه أبو موسى وقال: " هذا حديثٌ منكرٌ جداً إسناداً ومتناً، لا أحلُ لأحدٍ أن يرويهِ عني إلا مع كلامي عليهِ.ا. هـ.
ومقصودُ ابنِ الأثيرِ بأبي موسى هو المديني محمدُ بنُ أبي بكر عمر بن أحمد الحافظ (ت 581) ترجم له الذهبي في " العبر " فقال: " كان مع براعتهِ في الحفظِ والرجالِ صاحبُ ورعٍ وعبادةٍ وجلالةٍ وتقى ".ا. هـ.، وهو من اعتمد ابنُ الأثيرِ في " أسد الغابة " على مؤلفهِ في الصحابةِ فقال عنه: " وقد جمع الناسُ في أسمائهم – يقصد الصحابة – كتباً كثيرةً، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك، واختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن منده، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان، والإمامُ أبو عمر بن عبد البر القرطبي رضي الله عنهم، وأجزل ثوابهم ... فلما نظرتُ فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريقِ الآخر، وقد ذكر بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه، وقد أتى بعدهم الحافظُ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني فاستدرك على ابنِ منده ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتابِ ابنِ منده.ا. هـ.
وأورده أيضاً الذهبي في " ميزان الاعتدال " (4/ 34) عند ترجمة محمد بن مَزْيَد أبو جعفر وقال: " ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن أبي حُذيفة هذا الخبر الباطل ... وذكره.ا. هـ.
وابن كثير في " البداية والنهاية " (6/ 158) وبوب له: " حديثُ الحمارِ " وقال قبل ذكره للحديث: " وقد أنكرهُ غيرُ واحدٍ من الحفاظِ الكبارِ ... فذكره.ا. هـ.
ونقل الحافظُ ابنُ حجرٍ في " لسان الميزان " (5/ 426) الترجمة بنصها من كلامِ الذهبي، وذكر الحديثَ الحافظُ ايضاً في " الفتح " (6/ 70) وقال: " وَقِيلَ طَرَحَ نَفْسَهُ فِي بِئْرِ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ اِبْن حَبَانِ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّد بْن مَرْثَد فِي اَلضُّعَفَاءِ وَفِيهِ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنِمَهُ مِنْ خَيْبَرَ وَأَنَّهُ كَلَّمَ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ كَانَ لِيَهُودِيٍّ وَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ جَدِّهِ سِتُّونَ حِمَارًا لِرُكُوبِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ: وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي وَأَنْتَ خَاتَمُ اَلْأَنْبِيَاءِ فَسَمَّاهُ يَعْفُورًا. وَكَانَ يَرْكَبُهُ فِي حَاجَتِهِ وَيُرْسِلُهُ إِلَى اَلرَّجُلِ فَيَقْرَعُ بَابَهُ بِرَأْسِهِ فَيَعْرِفُ أَنَّهُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى بِئْرِ أَبِي اَلْهَيْثَم بْن اَلتِّيهَانِ فَتَرَدَّى فِيهَا فَصَارَتْ قَبْرَهُ قَالَ اِبْنُ حِبَّانَ: لَا أَصْلَ لَهُ وَلَيْسَ سَنَدُهُ بِشَيْء.ا. هـ.، وذكره أيضاً في " الإصابة " (12/ 32) عند ترجمة أبي منظور
(يُتْبَعُ)
(/)
والسيوطي في " الللآلى المصنوعة " (1/ 276) وقال: " موضوع: قال ابنُ حبان: لا أصل لهُ وإسناده ليس بشيء ولا يجوز الاحتجاج بمحمد بن مزيد.ا. هـ.
وفي " الخصائص الكبرى " (2/ 64) " باب قصة الحمار ".
وابن عراق في " تنزيه الشريعة " (1/ 326) وتعقب السيوطي فقال: قلت: ذكره السيوطي في " الخصائص " معزواً إلى تخريجِ ابنِ عساكر، فلا أدري أغفل عن كلامِ هذين الحافظين فيه، أم تبين له أنه غيرُ موضوعٍ فغفل عن التعقبِ عليها والله أعلم.ا. هـ. .
وحكم الشوكاني في " الفوائد المجموعة " (324)، والألباني في " الضعيفة " (5405) عليه بالوضعِ.
وقد جاء الحديثُ من طريقٍ آخر أورده الحافظُ ابنُ كثيرٍ في " البدايةِ والنهايةِ " (6/ 11 - 12) فقال: وقال الحافظُ أبو نعيم في كتابِ " دلائل النبوة ": ثنا أبو بكر أحمدُ بنُ محمد بن موسى العنبري، ثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسف، ثنا إبراهيمُ بنُ سويد الجذوعي، حدثني عبد الله بن أذين الطائي، عن ثورِ بنِ يزيد، عن خالدِ بنِ معدان، عن معاذِ بنِ جبل قال: أتى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهو بخيبر حمارٌ أسودٌ فوقف بين يديه فقال: من أنت؟ قال: أنا عمرو بن فلان، كنا سبعة إخوة كلنا ركبنا الأنبياء، وأنا أصغرهم وكنت لك، فملكني رجلٌ من اليهود فكنت إذا ذكرتك كبوتُ به فيوجعني ضرباً. فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فأنت يعفور.
قال الحافظُ ابن كثيرٍِ عقب إيراده للحديث: " هذا حديثٌ غريبٌ جداً ".ا. هـ.
قال ابنُ كثيرٍ في موضعٍ آخر في " البدايةِ والنهايةِ " (6/ 295): وهذا الحديثُ فيه نكارةٌ شديدةٌ ولا يحتاجُ إلى ذكره مع ما تقدَّم من الأحاديثِ الصَّحيحةِ التي فيه غنية عنه. وقد روى على غير هذه الصِّفة وقد نص على نكارته ابن أبي حاتم عن أبيه والله أعلم.ا. هـ.
يقصدُ الحافظُ ابنُ كثيرٍ روايةَ أبي منظور السابقةِ، وربما وهم الحافظُ ابنُ كثيرٍ عندما ذكر ابنَ أبي حاتم عن أبيه، , وإنما هو أبو حاتم ابن حبان صاحبُ الصحيحِ، وليس أبو حاتم الرازي. والله أعلم.
والحديث فيه علتان:
العلةُ الأولى: فيه عبد اللهٌ بن أُذين الطائي، ذكره الذهبي في " الميزان (2/ 391) وقال: عن ثورِ بنِ يزيد. قال ابنُ حبان: ... حدثنا بنسخةٍ لا يحل ذكرها.ا. هـ.
وقال الحافظُ ابن حجر في " اللسان " (3/ 321): وقال ابنُ عدي: هو عبد الله بن عطارد بن أُذينة الطائي البصري، منكرُ الحديث ... وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة. وقال الدارقطني: متروك الحديث.ا. هز
العلة الثانية: الانقطاع بين خالدِ بنِ معدان ومعاذِ بن جبل. قال ابن أبي حاتم في " المراسيل " (ص 52): وسمعته – يعني والده أبا حاتم -: خالدُ بنُ معدان عن معاذِ بنِ جبل مرسلٌ، لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنان.ا. هـ.
أحاديثُ أخرى ورد فيها ذكرُ " يَعْفُور ":
عن ابنِ عباس قال: كان له سيف قائمته من فضة، وقبيعته من فضة، وكان يسمى ذا الفقار، وكانت له قوس تسمى السداد، وكانت له كنانة تسمى الجمع، وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى ذات الفضول، وكانت له حربة تسمى النبعاء، وكان له مجن يمسى الذقن، وكان له ترس أبيض يسمى الموجز، وكان له فرس أدهم يسمى السكب، وكان له سرج يسمى الداج، وكانت له بغلة شهباء يقال لها: دلدل، وكانت له ناقة تسمى القصواء، وكان له حمار يسمى يعفور، وكان له بساط يسمى الكز، وكانت له عنزة تسمى النمر، وكانت له ركوة تسمى الصادر، وكانت له مرآة تسمى المدلة، وكان له مقراض يسمى الجامع، وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق.
قال العلامةُ الألباني في " الضعيفة " (4225): موضوع.
عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان ناقته تسمى: الغضباء، و بغلته: الشهباء، و حماره: يعفور، و جاريته: خضرة.
قال العلامة الألباني في " الضعيفة " (9/ 237 – 238): قلت: وهذا إسنادٌ مرسلٌ، ورجالهُ ثقاتٌ.ا. هـ.، وحكم بضعفه في " ضعيف الجامع " (4489).
من دوابِ النبي صلى الله عليه وسلم " عُفَيْر ":
جاء ذكرُ الحمار عفير في عدة أحاديث أصحها ما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ؛ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ: لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا.
أخرجه البخاري (2856) وبوب له البخاري: " اسم الفرسِ والحمارِ "، ومسلم (49).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (6/ 70): عُفَيْر: بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء مُصَغَّر مَأْخُوذ مِنْ اَلْعَفْرِ، وَهُوَ لَوْنُ اَلتُّرَابِ كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِلَوْنِهِ وَالْعُفْرَةِ حُمْرَة يُخَالِطُهَا بَيَاض، وَهُوَ تَصْغِيرُ أَعْفَرَ أَخْرَجُوهُ عَنْ بِنَاءِ أَصْلِهِ كَمَا قَالُوا: سُوَيْد فِي تَصْغِيرِ أَسْوَدَ، وَوَهَمَ مَنْ ضَبَطَهُ بِالْغَيْنِ اَلْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ غَيْرُ اَلْحِمَارِ اَلْآخَرِ اَلَّذِي يُقَالُ لَهُ: يَعْفُورُ وَزَعَمَ اِبْن عَبْدُوس أَنَّهُمَا وَاحِد، وَقَوَّاهُ صَاحِبُ اَلْهَدْيِ، وَرَدَّه اَلدِّمْيَاطِيّ فَقَالَ: عُفَيْرٌ أَهْدَاهُ اَلْمُقَوْقِس، وَيَعْفُورُ أَهْدَاهُ فَرْوَة بْن عَمْرو وَقِيلَ بِالْعَكْسِ.
وَيَعْفُور: بِسُكُونِ اَلْمُهْمِلَةِ، وَضَمِّ اَلْفَاءِ هُوَ اِسْمُ وَلَد اَلظَّبْي كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسُرْعَتِهِ. قَالَ اَلْوَاقِدِيُّ: نَفَقَ يَعْفُور مُنْصَرَف اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَجَّةِ اَلْوَدَاعِ وَبِهِ جَزَمَ اَلنَّوَوِيُّ عَنْ اِبْنِ اَلصَّلَاحِ.ا. هـ.
وقال أيضاً (6/ 69): قوله: " باب اسم الفرس والحمار " أي مشروعية تسميتهما، وكذا غيرهما من الدواب بأسماء تخصها غير أسماء أجناسها. وقد اعتنى من ألف في السيرة النبوية بسرد أسماء ما ورد في الأخبار من خيله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من دوابه، وفي الأحاديث الواردة في هذا الباب ما يقوي قول من ذكر أنساب بعض الخيول العربية الأصيلة لأن الأسماء توضع للتمييز بين أفراد الجنس.ا. هـ.
هذا ما لدي، وأسألُ اللهَ أن ينفعَ بهذا البحثِ المتواضعِ.
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
هنا: http://www.saaid.net/Doat/Zugail/131.htm
موقع صيد الفوائد
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 03:43]ـ
جزاك الله خيرا بارك الله في الناقل والكاتب(/)
هل هذا الحديث صحيح
ـ[ابواسحاق]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:04]ـ
المؤمن القوى خير عند الله من المؤمن الضعيف
وماذا تعنى القوه هنا هل هى قوة البدن ام قوة الايمان
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:37]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ
الحديث صحيح أخرجه مسلم
قال النووي _المنهاج شرح صحيح مسلم_
وَالْمُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا عَزِيمَة النَّفْس وَالْقَرِيحَة فِي أُمُور الْآخِرَة، فَيَكُون صَاحِب هَذَا الْوَصْف أَكْثَر إِقْدَامًا عَلَى الْعَدُوّ فِي الْجِهَاد، وَأَسْرَع خُرُوجًا إِلَيْهِ، وَذَهَابًا فِي طَلَبه، وَأَشَدُّ عَزِيمَة فِي الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر، وَالصَّبْر عَلَى الْأَذَى فِي كُلّ ذَلِكَ، وَاحْتِمَال الْمَشَاقّ فِي ذَات اللَّه تَعَالَى، وَأَرْغَب فِي الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْأَذْكَار وَسَائِر الْعِبَادَات، وَأَنْشَط طَلَبًا لَهَا، وَمُحَافَظَة عَلَيْهَا، وَنَحْو ذَلِكَ.
قال السندي _حاشية ابن ماجة_
أَيْ عَلَى أَعْمَال الْبِرّ وَمَشَاقّ الطَّاعَة وَالصَّبُور عَلَى تَحَمُّل مَا يُصِيبهُ مِنْ الْبَلَاء وَالْمُتَيَقِّظ فِي الْأُمُور الْمُهْتَدِي إِلَى التَّدْبِير وَالْمَصْلَحَة بِالنَّظَرِ إِلَى الْأَسْبَاب وَاسْتِعْمَال الْفِكْر فِي الْعَاقِبَة وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَاب الْقَضَاء عَنْ عَوْف بْن مَالِك أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْن رَجُلَيْنِ فَقَالَ الْمَقْضِيّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ حَسْبِي اللَّه وَنِعْمَ الْوَكِيل فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَلُوم عَلَى الْعَجْز وَلَكِنْ عَلَيْك بِالْكَيْسِ وَالْكَيْس بِفَتْحِ الْكَاف هُوَ التَّيَقُّظ فِي الْأُمُور
و الله تعالى أعلم.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث صحيح والمعنى أن المؤمن القوى بعقيدته وإيمانه خير من المؤمن الضعيف الإيمان فهذا يصد الذنوب كالجبال، يدافع عن أهل بيته وليس ديوثا ً، يدافع عن عرضه وعرض جاره المسلم، يدافع عن دينه وإسلامه لا كما نرى الآن من بعض ممن يدعى أنه داعية أو من اللحكام من موالاة للكفر وأهله ويقول " إلا أن تتقوا منهم تقاة " ياالله
المؤمن القوى لا يسكت إذا رأى باطلا فى أهله أو جيرانه أو أى مكان لا يخشى فى الله لومة لائم ولكن الضعيف يخشى الناس ويخشى العقاب ويخشى أن يغير منكراً رآه وكل هذا ليس فى المؤمن القوى
مع ملمح آخر وهو قوة البدن فالمؤمن قوى الإيمان والعقيدة يبعد عن أى شىء يضر بدنه وصحته ليستخدمها فى طاعة الله فيعلم أن لبدنه عليه حقا وسيسأل عن هذا الحق لكن المؤمن الضعيف ضعيف أمام سيجارة أو سهرة تليفزيونية
وهكذا قوة المؤمن فى قلبه وعقيدته بها يصلح ويصلح من حوله بتغييره فما يرسخ فى قلبه يصدقه عمله وقوله ...
وأنقل لك فتوى ليطمئن قلبك للجواب
الجواب من الشيخ
صالح بن فوزان الفوزان
الإجابة:
الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، ومعناه: أن المؤمن القوي في إيمانه، والقوي في بدنه وعمله خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله، لأن المؤمن القوي ينتج ويعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وبقوته الإيمانية وبقوته العملية ينتفعون من ذلك نفعًا عظيمًا في الجهاد في سبيل الله، وفي تحقيق مصالح المسلمين، وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وإذلال الأعداء والوقوف في وجوههم، وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف، فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيرًا من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالإيمان كله خير المؤمن الضعيف فيه خير، ولكن المؤمن القوي أكثر خيرًا منه لنفسه ولدينه ولإخوانه المسلمين، فهذا فيه الحث على القوة، ودين الإسلام هو دين القوة ودين العزة ودين الرفعة دائمًا وأبدًا يطلب من المسلمين القوة، قال الله سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال: آية 60]، وقال تعالى: {ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة المنافقون: آية 8]، وقال تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: آية 139]، فالقوة مطلوبة في الإسلام: القوة في الإيمان والعقيدة، والقوة في العمل، والقوة في الأبدان، لأن هذا ينتج خيرًا للمسلمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 11:02]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأوصاف مثل القوة والكبر والشدة تتغير معناها طبقاً لموصوفها لا سيما مع وجود التفاوت في معنى الموصوف وقدره، فلو قلنا هذا طبيب قوي أو شديد أو كبير فلا معنى لها سوى أنه قوي وكبير وشديد في صنعته وطبه ولا تعني قوة بدنه ولا شدته في التعامل مع الناس ولا كبر سنه، حيث أن صفة الطبيب تختلف من طبيب لآخر طبقاً لمهارته وخبرته وغير ذلك.
وهكذا الايمان يتفاوت الناس فيه فقول النبي المؤمن القوي أي القوي في إيمانه الشديد فيه 000000 وهذا لا يمنع من دعوة الاسلام لأن يكون المسلم قوياً في كل مجال، أما حمل الحديث عليه فأظن أن فيه نظراً 000000والله أعلم(/)
أسئلة أجاب عنها الشيخ أبو الحسن المأربي عن مسألة المتقدمين و المتأخرين في الحديث
ـ[ولد برق]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 12:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا تفريغ من شريط لشيخنا حفظه الله في مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين:
سؤال: ظهرت طائفة من طلاب العلم مؤخرا تدعو إلى التمسك بمنهج المتقدمين وترك ما عليه الأئمة المتأخرون، زاعمين أن بينهم اختلافا كبيرا وتباينا ظاهرا، فما حقيقة دعوة هؤلاء، وهل هم متفقون في دعوتهم على ما بينهم من بعد في البلاد؟؟
الجواب:
أقول: من ناحية مذهب المتقدمين ومذهب المتأخرين، وهذه الشنشنة التي كثر الكلام حولها، وطلبة العلم لا يكادون يتركون شيئا إلا وقد تلقفوه والتقطوه دون إدراك منهم لحقيقة هذه المقالات، و دون إدراك منهم لمآل هذه المقالات في دعوتهم .. عندما يقال " متقدمون ومتأخرون " و " أن المتأخرين خالفوا مذهب المتقدمين " .. فأنا أقول: لا شك أنه يجب على المتأخر والمعاصر والسابق واللاحق أن يأخذ بطريقة المتقدمين التي بثوها في كتبهم والتي بينوها في المراجع التي وصلت إلينا منهم، ولا يسعنا الخروج عن طريقة المتقدمين؛ لكن .. من أين لنا أو لهؤلاء أن المتأخرين خالفوا المتقدمين؟ أنا الذي أعتقده وأدين الله به أن من يسمون بالمتأخرين كالحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي والحافظ العراقي وابن الصلاح والنووي وأمثال هؤلاء .. خدموا مذهب المتقدمين ونصروه وأشادوا به وبينوه وشرحوه ومهدوه وقربوه للناس أحسن بمرات لا توصف بالنسبة لمن جاء بعدهم من طلبة العلم أو بالنسبة للمعاصرين الذين يتكلمون بهذا، هذا الذي أدين الله به، أن المتأخرين خدموا مذهب المتقدمين .. أقول " خدموا " ولا أقول " هدموا " كما يتصور هؤلاء الذين يتكلمون بهذه الكلمة، وأقول إن كل مسألة أصاب فيها هؤلاء القائلون بهذه المقالة أنا أثبتها من كلام المتأخرين .. أنهم سُبقوا إليها، أي مسألة أصابوا فيها، سأثبتها من كلام المتأخرين الذين يعتقدون أنهم قد انسلخوا من مذهب المتقدمين، موجود هذا الكلام في كلام المتأخرين، أي مسألة أصابوا فيها مسبوقون إليها .. هذه الدعوة فقط أوغرت صدور طلبة العلم على العلماء، وأدخلت في صدور طلبة العلم التهوين والتحقير للعلماء، بأن هؤلاء لم يفهموا مذهب المتقدمين، بأن هؤلاء ما عرفوا ولم يتذوقوا ما كان عند المتقدمين .. وهذا افتراء وظلم، عندما يقال في الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي وابن الصلاح وفلان وفلان ما فهموا مذهب المتقدمين، ونحن نراهم يرد بعضهم على بعض بطريقة المتقدمين، فإذا عرف أحدهم تعريفا أورد عليه إيراد واستدل على هذا الإيراد بنص من كلام الأئمة المتقدمين .. ما كان هَمّ المتأخرين التعريفات – كما يقال – إنهم تأثروا بعلم الكلام وأصبح همهم التعريفات حتى سموا كتبهم علم المصطلح، وكان هذا العلم معروفا بعلم معرفة علوم الحديث، والآن أصبح عند الناس معروفا بالمصطلح، لاعتنائهم ولتشبثهم بقضية التعريف، وكأن هؤلاء يعرفون تعريفات لا واقع لها عند المتقدمين، هذا ظلم .. وهذا أقل أحواله جهل حقيقة ما عليه المتقدمون فضلا عن المتأخرين .. المتقدمون الذين نقول نحن ننصر مذهبهم ونقوم به وندافع عنه .. الحقيقة أن الكثير ما فهِم مذهبهم فضلا عن أن يفهم مذهب المتأخرين الذين هم عنده قد أخذوا أو قبضوا بمعاول الهدم ليهدموا هذا الصرح العظيم .. ألا وهو مذهب المتقدمين.
ما هي المسائل التي يتكلم بها كثير من طلبة العلم بأن المتأخرين خالفوا مذهب المتقدمين؟
يقولون: إن المتأخرين ما عندهم سبر للمتون، ما عندهم نقد للمتون؟ أهم شيء عندهم النظر في الأسانيد! سبحان الله! هم قد نصوا بأنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن، ما قالوا هذا؟؟ ولا يلزم من ضعف الإسناد ضعف المتن، صرحوا بهذا وقالوه، فكيف يقال إنهم إذا صح عندهم السند .. وكأنه ثقة عن ثقة عن ثقة عن ثقة يساوي صحيح؟؟ ثقة عن ثقة عن صدوق عن ثقة يساوي حسن؟ ما شاء الله! هذا مستوى الحافظ ابن حجر؟؟ هذا مستوى ابن رجب؟ هذا مستوى الأئمة الذين جاءوا بعد ذلك؟ وأكون أنا – الذي لا أبلغ عشر معشارهم – الذي فهمت وأتقنت طريقة المتقدمين؟؟ لا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
المتأخرون عندهم سبر للمتون، وعندهم نظرة دقيقة للمتن، لكن المتأخر – نظرا – لقلة حصيلته العلمية – إذا سمع حديثا ظن أنه يخالف أصلا، فإذا به يرده، ثم تفحص كلام المتأخرين فلم يجد أحدا رده، إنما اتفقوا على تصحيحه، قال: إذن هؤلاء لا يلتفتون إلى النكارة في المتن، مع أنه لو اتسعت حصيلته وكثر علمه لوجد لهذا المتن شاهدا - لقلة علمه - غاب عنه، فظن أن هذا الحديث يخالف الأصول، ولهذا أمثلة كثيرة .. لا يتسع المقام لضرب الأمثلة، ولكن أقول: قلة العلم سبب في دعوى النكارة والمخالفة، ولذلك ابن خزيمة محمد بن إسحاق – رحمه الله –عندما يقول " اتوني بأي حديث يعارض آخر، فسأجمع بينهما "، هذا نتيجة ماذا؟ أنه مغامر؟ لا! نتيجة أن عنده من العلم والحصيلة الواسعة – حتى وصفه تلميذه ابن حبان وشبّهه برجل قام على رأس جبل وجمعت السنة بين يديه في شعب، فهو يأخذ منها ما يريد وما يشتهي، لأنه استحضر السنة، وجمع أطرافها في الغالب، فكلما كثرت حصيلة علم الرجل كلما قلت دعوى النكارة، لماذا؟ لأنه يجد لهذا المتن مخارج ومحامل يحمله عليه، بخلاف الإنسان الذي ما معه إلا عدد يسير من العلم، سمع هذا الحديث .. خالف ما يعرف فادعى فيه النكارة، فلما التفت .. هل أحد سبقه بالنكارة؟ لا! المتأخرون قالوا فيه بالقبول وصححوه: إذن المتأخرون لا يلتفتون إلى المتن! وأقول: الحقيقة أن القصور في الإلمام بالمتون هو الذي فتح هذا الباب، أقول هذا وأنا أستحضر تماما بعض المواضع التي حكم فيها بعض المتقدمين بالنكارة وصححها المتأخرون أو بعضهم، وهنا نقطة لا بد أن تبين، لو قال أبو حاتم في حديث " هذا الحديث منكر " فجاء الحافظ ابن حجر أو من بعده فصحح هذا الحديث .. قالوا: إذن ابن حجر أو هذا المصحح لا يلتفت إلى النكارة في المتن، أو لا يأبه إلى مذهب المتقدمين ولا يبالي به، أقول: لا! متى نقول هذا القول؟ أقول: إذا أمكن أن تجمع بين كلام المتقدم وكلام المتأخر فلا تعارض ولا تناقض، فمن الممكن عندما قال أبو حاتم " هذا حديث منكر " أي: من هذا الوجه، أي: بهذا السند، والذي جاء بعده، عندما قال " حديث صحيح " أي: بمجموع طرقه، ففي هذه الحالة لا مخالفة، وقد وجد ذلك بكثرة، كم من حديث يطلق أبو حاتم فيه القول بأنه منكر فيقول ابنه " يعني: بهذا السند "، وكم من حديث يطلق فيه أبو حاتم في موضع من علله بأنه منكر وفي موضع آخر يقيد، ويقول بهذا السند، ونحن نعلم في كتب العلل أنهم يطلقون النكارة على أحاديث أصلها صحيح، وهذا موجود بكثرة، وقد يقول " هذا غير محفوظ " والحديث في الصحيحين، وهو يعني " غير محفوظ من حديث فلان، أو من رواية فلان عن فلان، وإن كان محفوظا من غير هذا الوجه " .. في هذه المسائل ينبغي التوسع والاستقراء التام في معرفة كلام أهل العلم، حتى لا نحملهم ما لم يقولوا، وليس ذلك فقط .. نرجع ونتهم الأئمة الآخرين الذين منّ الله عليهم بالعلم والفهم، فالمسألة الأولى .. مسألة النظر في المتون والعلل المتنية، وأن المتأخرين – ولله الحمد – لم يغب عنهم هذا الأمر، وباشروه وعملوا به، ولكن عند المعاصر، ربما أنه – لقلة علمه وعدم اتساع حصيلته - لم ير ما رآه غيره .. فإذا أمكن الجمع بين كلام المتقدم والمتأخر فلا مناص عن ذلك، أما إذا تعارض كلامهما ولا يمكن تأويل هذا الموضع .. إما أنك أن تأخذ بكلام المتقدم أو بكلام المتأخر .. فأنا عن نفسي، وأنصح به إخواني: أننا لا نعدل عن كلام المتقدم ولا نرضى به بديلا. إذا كان هناك تناقض معناه: إن أخذت بكلام المتأخر تركت كلام المتقدم، فأقول: إن المتقدمين وقفوا على أصول الرواة، ووقفوا على رواية مشايخهم وزملائهم وتلامذتهم، وعرفوا النكارة، وعرفوا الأمر أكثر من المتأخرين .. كما تعرفون، قال ابن حبان: " دخلت حمص، فكان جل همي أن اعرف حديث بقية، فتتبعت حديثه عاليا ونازلا ". من في إمكانه أن يتتبع اليوم حديث الرواة عاليا ونازلا؟ ليس باستطاعتنا هذا الأمر، فإذا أمكن الجمع فهو الواجب، وإلا فلا أظن رجلا قد تشبع بهذا العلم وألفت نفسه هذا العلم يترك كلام المتقدم، لأن المتقدم بعرف ما لا يعرفه المتأخر .. هذه المسألة الأولى التي خالف فيها المتأخرون - عند من ورد السؤال عنه - المتقدمين.
المسألة الثانية
(يُتْبَعُ)
(/)
غير مسألة المتن، الشواهد والمتابعات .. هل الحديث الضعيف يشتد بالضعيف الآخر إذا اختلفت المخارج على الشروط السابقة أم لا؟ قال قائلهم: إن المتقدمين لم يعملوا بذلك، ولم يقولوا بهذا الشرط! سبحان الله! ألم يقل الشافعي في الرسالة إن الحديث المرسل يتقوى بكذا وكذا وكذا .. ، ومنه مرسل آخر مثله إذا اختلفت المخارج، أو موصول ضعيف، أو اتصل بعمل أو بفتوى صحابي، أو بغير ذلك؟ أيقال إن الشافعي ليس من المتقدمين؟ بقي لنا سؤال: ما حدود المتقدمين من المتأخرين؟؟ لكن أنا أتركه للأخير .. طيب .. عندما يقولون الشافعي متساهل ولم يُعرف بالحديث فهذه فرية أخرى، الشافعي أعرف بالحديث وألصق بالحديث منهم، والشافعي ما أخطأ – كما قالوا – إلا في حديث واحد، والشافعي مدحه الإمام أحمد في هذا الشأن، لكن ممكن أن يقولوا: هذا في باب الأصول، وشرط الأصوليين يختلف عن شرط المحدثين، فنقول لهم: مع أن هذا كلام باطل، إلا أن هناك أدلة أخرى، ماذا يقولون في تعريف الترمذي في تعريف الحديث الحسن؟ الترمذي متقدم أم لا؟ ربما يقولون: الترمذي ليس له صلة بهذا العلم، كيف وهو صاحب العلل؟ والترمذي من علماء العلل ومن علماء هذا الشأن، وهو تلميذ الإمام البخاري، الفارس في هذا الميدان، قد يقولون " متساهل "، نقول: لكِنّكم – إذن - تحتاجون إلى قيود في هذا القول، تقولون: هذا ليس معروفا عن مذهب المتقدمين، الذين ليسوا بأصوليين، وليسوا بمتساهلين، وكلما أتينا لكم بمثال، ضعوا له شرطا أو قيدا جديدا في قاعدتكم حتى تسلم لكم القاعدة من الإيراد، لكن أقول: بقي إيراد ثالث، وهو: جاء في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي في ترجمة ابن أخي عبد الله بن وهب، فيما أذكر الجزء الرابع صفحة 80 أو 88 .. ابن معين عدّ ابنَ أخي عبد الله بن وهب ... لا .. ابنَ أخي الزهري .. فيما أذكر .. عَدّهُ من جملة الضعفاء، قال العقيلي: وأما محمد بن يحيى الذهلي – تعرفون أنه شيخ الإمام البخاري وشيخ الإمام مسلم، وكانوا يقولون لاعتنائه بحديث الزهري " إنه محمد بن يحيى الزهري " وليس الذهلي، حتى ألف كتابا سماه " الزهريات " في حديث الزهري – فقد قسم تلامذة الزهري إلى ثلاث طبقات، الأولى طبقة الاحتجاج والقبول والقوة، هم الذين بِهم يُخْتبر ويُمتحن تلامذة الزهري، فمن وافقهم فقد أصاب ومن خالفهم فقد أخطأ، وهؤلاء مثل مالك بن أنس، ومثل معمر وسفيان بن عيينة .. الذين هم أهل التثبت وأهل الملازمة وأهل المعرفة لحديث شيخهم، وأما ابن أخي الزهري فهو في الطبقة الثانية، أهل الضعف والاضطراب، هذا ما يقول محمد بن يحيى الذهلي، قال: فإذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية في حديثٍ نظرنا في أهل الطبقة الأولى، هل وافقهم أحد أم لا .. اختلف اثنان في الطبقة الثانية فننظر في الطبقة الأولى من يوافقهم على هذا، فإذا رأينا من الطبقة الأولى من يوافق رواية أحد هذين الاثنين رجحنا رواية الذي ووفق في الطبقة الأولى وتوبع، وكانت الثانية خطأ بلا شك، فإذا لم نجد في الطبقة الأولى، طبقة الاحتجاج – وهنا يبدأ الشاهد – نظرنا في الطبقة الثانية طبقة الضعف والاضطراب هل تابع أحد هذين الاثنين رجل في الطبقة الثانية على قوله، فإذا كان كذلك قبلنا رواية الاثنين ورددنا رواية الواحد، [هنا قبول رواية الاثنين، قبول رواية ضعيف مع ضعيف أم لا؟؟ بقي ما هو أظهر في ذلك] فإذا لم نجد لأحد هذين الاثنين في الطبقة الثانية من يشده – أو بهذا المعنى – نظرنا في الطبقة الثالثة .. .. الطبقة الثالثة لا شك أنها أشد ضعفا من الطبقة الثانية، قال رحمه الله: ويعرف ذلك كله بالشواهد والدلائل. قال: وقد روى ابن أخي الزهري ثلاثة أحاديث لم نجد لها أصلا عند الطبقة الأولى، ولا الثانية ولا الثالثة، إذن معناها: لو وُجد لها ما يشدها من الطبقة الثانية أو الثالثة ما سماها أنها ليس لها أصل .. هذا النص من محمد بن يحيى الذهلي، وهو إمام متقدم، ويسوقه العقيلي - تلميذ البخاري، وهو إمام متقدم – مقرا له دليل في هذا الموضع أن من مذهب المتقدمين تقوية الضعيف بالضعيف .. إذن – يا إخوان – عندما قالوا هذه المقالة، بأن المتقدمين ليس من مذهبهم تقوية الضعيف بالضعيف .. أنا أقول أن هذا ناشئ عن عدم اطلاعهم، وفوق كل ذي علم عليم، ورحم الله امرأ انتهى إلى ما سمع، فلو أنه قال " لا أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك " لكان له عذر، أما أنه يصرح ويدعي أن هذا مذهب المتقدمين، ولا يكتفي بهذا، بل يكر على المتأخرين وينقض بنيانهم ويرميهم بأنهم لا يعرفون طريقة المتقدمين وأنهم .. وأنهم .. لا شك بأن القائل بهذا القول يكون قد وقع في باب عظيم من الخطأ والانحراف عن النهج العلمي السديد وعن الطريقة العلمية التي عرفت عن أهل العلم.
المسألة الثالثة التي قيل إن المتأخرين خالفوا فيها المتقدمين: " مسألة الجهالة ": لا شك أني لا أستحضر كل الأشياء، لكني أذكر لكم ما أستحضره في مجلسي هذا. قالوا: إن المتقدمين ليس عندهم قانون مطرد في من وُصفوا بالجهالة، فمرة يصححون حديث المجهول، ومرة يضعفونه، وأما المتأخرون فإنهم وضعوا قاعدة مطردة وأطلقوها في جميع المجاهيل، وقالوا إن رواية المجهول لا تقبل! أقول: مع أن هذا النقل أيضا ليس بصحيح عن المتأخرين، فأنت تعرفون أن كثيرا من المتأخرين أيضا يقبلون رواية المجهول، وعُدّ ذلك من تساهلهم، لكن لنجعل كلامنا على الأئمة النقاد المعروفين، قالوا إنهم ردوا رواية المجهول مطلقا، وأما المتقدمون فإنهم يفصلون، فمرة يكون الحديث عندهم صحيحا ومرة يكون ضعيفا، فيأتي السؤال: المجهول يكون مرة عند المتقدمين صحيحا لذاته، ومرة يكون ضعيفا لذاته، أم لقرائن أخرى؟؟ إن قال: لا، إن المتقدمين يضعفون رواية الراوي المجهول مرة ويصححونها مرة دون أي قرينة أخرى، فقد رمى المتقدمين بالتناقض، فكيف يكون هذا الراوي الذي هو في حيز الجهالة مرة يكون مقبولا ومرة يكون مردودا مع التجرد عن القرائن؟ فإن قلنا وإن تجرد عن القرائن فمرة كذا ومرة كذا، فنحن نكون بهذا قد أسأنا إلى المتقدمين، ونقول لهم إنكم تصححون وتضعفون بأهوائكم، فما الذي جعلكم تقبلون هذا الرجل في هذا الحديث ثم تردونه في الحديث الآخر وليس معه في هذا الحديث الذي قبلتموه فيه أي قرينة تزيد عن الحديث الذي رددتموه فيه؟؟ معنى هذا أننا نرمي المتقدمين بالتناقض وعدم الفهم، وحاشاهم من ذلك، فإن قال إنهم مرة يصححون ومرة يضعفون حديث المجهول لقرائن، قلنا جزاك الله خيرا، وهذا الذي نريد أن تقوله، وهذا عين قولنا! إذن، عندما صححوا حديث المجهول، لعلهم صححوه لطرق أخرى، لعلهم صححوه لأنهم يعلمون أن لهذا الحديث أصلا، لعلهم صححوه لقرينة كذا أو لقرينة كذا، عَلِمَها من علمها وجهلها من جهلها .. إذن، القول بأن المتقدمين يصححون حديث المجهول ويضعفون حديث المجهول .. أحيانا وأحيانا .. إذا آل إلى هذا الأمر .. أنهم يدورون مع ذلك بالقرائن، وحكمهم في ذلك راجع للقرائن، إذن لا إشكال، وهذا عين قولنا، وهذا لا يلزم منه كلامٌ على المتأخرين، ولا يلزم المتأخرين من ذلك عيب ولا لوم. لأن عندهم أيضا أن المجهول يصحح حديثه إذا جاء من طرق أخرى، أما المجهول وحده فلا، ونحن نريد أيضا في هذا الموضع أن نلزم المخالف بإلزام آخر، نقول له: ما حكم رواية الضعيف عندك؟ يقول: الضعيف عندي مردود، بمعنى أني أتوقف فيه حتى يتقوى .. وقد يقول: وإن تقوى من طريق أخرى لا أقبله .. لكن دعنا مع الصنف الذي يرى أنه يتقوى بمثله، فنقول له: لو أوقفناك على كلام عند المتقدمين أنهم صححوا مرة رواية الضعيف وضعفوا مرة روايته، هل تقول في النهاية إن المتأخرين أيضا أخطئوا عندما أطلقوا عدم قبول رواية الضعيف؟؟ لأنه قد ثبت عن المتقدمين أنهم مرة ضعفوا رواية الضعيف ومرة صححوا رواية الضعيف نفسه، هذا موجود، أنتم تعرفون أن الإمام البخاري أخرج احتجاجا لبعض الضعفاء، وإن كان البعض قد يكابر في بعض الضعفاء ويقول " ليسوا بضعفاء "، هذه مسألة أخرى، البحث في الرواة أمر سهل، ارجع إلى كتب الجرح والتعديل، وكلام الأئمة حاكمٌ على الجميع، لكني أقول في هذا الموضع: إذا كنا نسلم أن المتقدمين مرة يصححون للضعيف ومرة يضعفون له، ورأينا أن المتأخرين – ووافقناهم نحن على ذلك – على إطلاق أن رواية الضعيف لا تقبل، فلماذا لا نجعل صنيع المتقدمين في المجهول وصنيع المتأخرين في المجهول مثل صنيع المتقدمين والمتأخرين في الضعيف؟ ولا نتكلم على علمائنا ونرميهم بالتناقض، أو نرميهم بالجهل بطريقة القوم، أو نرمي علماءنا بأنهم ما أحسنوا فهم طريقة المتقدمين، مما يجعل الصبية ويجعل الأحداث والرعاع والضعفة وأحيانا يكون أيضا الذين ليس لهم أهلية بأن يكونوا من
(يُتْبَعُ)
(/)
طلبة العلم يتجرءون فيقولون في ابن حجر كذا وفي الذهبي كذا، مما يجعل بعض الناس يتجرأ ويقول لا حاجة لنا بكتب المصطلح ولا بكتب المتأخرين، هذا من الخطأ وعدم وضع الشيء في موضعه الصحيح، وأنا أعدّ الذي يرمي المتأخرين بهذه الافتراءات .. ليس بموفق .. أنه ما وفقه الله في هذا الأمر، وقد يكون محروما، وقد حرم نفسه خيرا كثيرا عندما أعرض عن كلام المتأخرين ..
أنا أريد أن أقول لتعرفوا فهم .. ولتعرفوا قدر .. لا أقول فهم ولكن أقول قدر خدمة المتأخرين لنا، وأننا عالة عليهم، شيء سهل جدا .. عندما تقرؤون في تهذيب الكمال أو في تهذيب التهذيب، ترَوْن المزي يقول " فلان بن فلان، روى عن فلان وفلان وفلان، روى عنه فلان وفلان وفلان "، وأحيانا يزيد المسألة بيانا وإيضاحا فيقول " روى عن فلان، ويشير برموز البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي "، تصوروا أنتم كيف وصل المزي – رحمه الله – إلى هذه النتيجة، بأن فلانا هذا مشايخه كذا وكذا ويسوقهم على نسق وعلى حروف المعجم في التلامذة وفي الشيوخ، هذا نتيجة الحفظ، فكأنه – مثلا – عندما أراد أن يعرف مشايخ وتلامذة هذا الرجل أدار بخاطره وبذهنه جميع روايات هذا الرجل في كتب السنة، أو في الكتب التي اشترط أن يتكلم حولها، سواء كتب الأئمة الستة، أو في بعض الكتب الأخرى ... فجال بخاطره رواية هؤلاء وبسرعة خرج " يروي عن فلان في كذا وعن فلان في كذا "، أنت الآن أيها الطالب الذي قد نفعك الله، وأنك قد أتيت بما لم يأت به الأوائل وتعرف ما لا يعرف هؤلاء الناس أنا أطلب منك أن تجمع لي تلامذة ابن لهيعة ومشايخ ابن لهيعة، بدون الرجوع إلى كتب الرجال، ماذا يقع للإنسان؟؟ يمكن أن يبقى عمره كاملا ويقرأ كتب السنة المطبوعة والمخطوطة وينتظر المفقودة حتى يقف على روايات ابن لهيعة في كل هذه الكتب ويرى أن تلميذه فلان وشيخه فلان!! وأحيانا يكون للأئمة نقد آخر، يقولون روى عن فلان على قول فلان، أو كما قيل، يشككون في أن الشيخ هذا أو أن هذا الراوي شيخ لفلان في هذه الرواية، هذا علم ثاني .. علم العلل .. أدخلوه في هذا الموضع، فعرفوا الحديث وعرفوا ما حوله من كلام وإشكالات وكذا وكذا، وترجح عندهم أن ذكر هذا الرجل كشيخ لهذا التلميذ في هذه الرواية غير محفوظ، إنه من رواية فلان بن فلان، ذاك الذي تحته في السند، فأخطأ وخالفه فلان وفلان وفلان، حتى لم يسموا هذا الرجل شيخا له في هذه الرواية .. علم يا إخوان!! جهد عجيب!! إذا أردت أن تترجم لتلامذة ابن لهيعة ومشايخه تأخذ عمرك، فاحمد الله أنه قدر 8500 ترجمة عندك في تهذيب التهذيب، 8500 ترجمة أو نحوها أتتك بين يديك مذللة مسهلة لتستفيد منها .. ثم في النهاية .. هؤلاء الناس ما فهموا كلام المتقدمين .. هؤلاء الناس ما عرفوا .. وأنت عالة عليهم قلبا وقالبا وظاهرا وباطنا!! إذا قالوا ابن لهيعة روى عن فلان وروى عنه فلان، ولم يقولوا في الترمذي ولا في كذا ولا في كذا، أبهمها المزي، أنا أريد منك أن تثبت لي أين روى ابن لهيعة، أين شيخ ابن لهيعة هذا، وفي أي رواية؟؟ في أي كتاب؟؟ إذا لم يقل المزي " في الترمذي " .. فأنت الذي تبين لي أين رواية الترمذي .. هذا الرواي عن هذا الشيخ .. كيف تفعل؟؟ تحتاج إلى قراءة واستقراء واطلاع، حتى تصل في النهاية .. رحمك الله بالمزي، فقال لك بين قوسين " ت " أو " خ " أو " م " أو "ع " .. رحمك الله بهذه الجهود، التي لو بقيت أنت وأمثالك وأمثالك ما وصلت إلى شيء منها يذكر، فمع ذلك – في النهاية – نتنقص هؤلاء القوم ونراهم لا يحسنون العلل!! سبحان الله!! من الذي علمنا العلل؟؟ أنتم تعرفون من أين جاء العلماء بقواعد علوم الحديث هذه، أو ما يسميه الكثير من الناس بقواعد المصطلح؟؟ أنا أريد من رجل لا يرى الاستفادة من كتب المصطلح أن يعرف لي الحديث الصحيح، متى يكون الحديث صحيحا، ويخبرني بأدلته في ما قال!! لن يأتي بجديد، بعد بحث طويل، وسيصدق عليه قول القائل: " تمخض الجبل فولد فأرا "، ما أتى بشيء يذكر، إما أن يقول بقول المتقدمين هؤلاء أو ما يسمونهم بالمتأخرين، وإما أن يخالف فيخطئ، عندما قالوا الحديث الصحيح هو الذي يتصل إسناده .. هؤلاء عملوا .. أعطوا نظرة وتأملا لكتب العلل ولكتب التخاريج، ولأحكام الأئمة المتقدمين على الرواية وعلى الأحاديث، فرأوا الأئمة
(يُتْبَعُ)
(/)
المتقدمين إذا كان الحديث فيه انقطاع جلي أو خفي لا يحكمون عليه بالصحة، واسقترؤوا هذا .. فقالوا: هذا معناه أن الحديث لا يكون صحيحا إلا إذا اتصل، ثم رأوا الأئمة المتقدمين إذا كان في الحديث رجل في عدالته أو في ضبطه طعن توقفوا في تصحيح روايته، قالوا إذن يشترط أن يكون راويه عدلا ضابطا، ثم رأوا الأئمة المتقدمين إذا كان فيه شذوذ .. مخالفة، لا يصححونه، قالوا: ولا يكون شاذا .. ولا يكون معللا .. إذن هذه الشروط ما جاءت من فراغ، ولا جلسوا تحت هذه النخلة أو هذه الشجرة، في الظلال وقالوا: نجلس ونقسم تقسيمات .. مصطلحات علم الكلام .. علماء الكلام الذين تكلموا في السفسطة .. جمعوا بين النقيضين وفرقوا بين المتماثلين .. علماء الحديث بهذه المثابة؟؟ تأثروا بهذه الكتب؟؟ صحيح يمكن أن يكون عندهم مبالغة في بعض المواضع، أو في تقرير تعريف من التعاريف أو حد من الحدود، لكن الأصل في ذلك أيضا هو خدمة ما عليه المتقدمون، وليس البعد بالناس والذهاب بهم والرغبة بهم عن طريق المتقدمين، إنها خدمة طريق المتقدمين .. قد تملون كثرة الكلام في هذه المسألة .. الحقيقة أن الكلام فيها ذو شجون .. وله أهميته، لاسيما وقد أُلِّفت في ذلك كتب، وعقد لذلك مجالس، ورُمي بهذه الكتب وهذه المجالس علماء، فمن حق هؤلاء العلماء علينا، ونحن لهم تبع، ونحن ننتمي لهذه الدعوة المباركة .. أننا ننتصر لهم، وأن نبين حقهم وفضلهم بالمعروف، دون تنقص ودون احتقار ودون ازدراء المخالفين لنا في ذلك، إننا نتكلم عن فكرة ولا يهمنا أن الذي يتكلم بهذه فلان بن فلان، أو ذاك أو زيد أو عمر، ما يهمنا هذا الشيء، إنما يهمنا هذه المقالة، ما حكمها وما مدى صحتها وما مقدار قوتها في ميزان النقد العلمي؟؟ فباب الجهالة من جملة المسائل التي رمي بها أيضا العلماء .. كذلك التفرد .. باب الشذوذ .. أبواب كثيرة .. خلاصة هذا: أن ما أصاب فيه القائلون بمذهب المتقدمين والمتأخرين أنهم مسبوقون إليه، وما أخطئوا فيه فيمكن أن نلخصه في نقاط:
- أوغروا صدور الشباب – بحسن نية، وهذا الذي نعتقده، أنهم قصدوا خيرا، ما قصدوا سب العلماء، وإنما قصدوا الدفاع عن هذا العلم ونصرته - على علمائهم.
- أرادوا – بحسن نية – أن يسلخوا جهود وثمرة عدة قرون في هذه الأمة، ويضيعوا الاستفادة منها، ومآل كلامهم دفن هذه الثروة العظيمة التي هي حصيلة وثمرة هذه القرون التي تسمى بالمتأخرين، والتي، كما عرفها بعضهم بأنها بعد انقطاع الإسناد، الإسناد الذي هو إسناد التصنيف والكتب المشهورة، وأما هذه الأمة – ولله الحمد – فقد اختصت بالإسناد، ولا يزال الإسناد فيها باقيا ولله الحمد، وذلك لأن الله حفظ لهذه الأمة هذا العلم المبارك، ألا وهو علم الإسناد، وإن كنا نرى من جهلة من ينتمي إلى الدعوة ومن ينتمي إلى العلم من يخذل عن علم الإسناد، ويقول " لسنا في زمن حدثنا وأخبرنا، ولسنا في حاجة لمعرفة صحيح وضعيف، الناس وصلوا للقمر وأنتم عندكم صحيح وضعيف .. "، أنا أعتقد أن قائل ذلك غير ملم بالموضوع، إن لم يكن والعياذ بالله قد زج به للطعن في هذا الدين، لأنه ما أثر الطعن في علم الإسناد إلا عن الزنادقة .. لا أستطرد بعيدا عن المسألة التي أنا بصددها .. فإني أرى أن الذين ولجوا هذا الباب أوغروا صدور الشباب على العلماء، وأراهم يعتدون برأيهم وكأنه وحي، نسأل الله العفو والعافية، وأراهم ينزلون أنفسهم خلاف ما هم عليه، فإنهم يظنون أنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل، وعرفوا ما لم يعرفه فلان وفلان، وكأن هذا الدين قد اندرس، أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الله يبعث لهذه الأمة كل مائة عام من يجدد لها دينها؟؟ من سنة 800 إلى الآن ما أحد عرف هذا العلم إلا اليوم؟؟ من بعد ما انقطع الإسناد وتصنيف الكتب ما أحد عرف هذا العلم إلا في زماننا؟؟ أين تجديد الدين؟ وإذا كان علم الحديث قد اندرس فأين الدين الذي انجدد، فأنا أحذر الشباب من أن يكونوا أذنا صاغية لكل كلمة، ولكل غريب، لأني أعرف أن كثيرا من الشباب يعجبهم الغريب، وصدق عبد الله بن المبارك " العلم ما جاء من ههنا وههنا وههنا وههنا "، أي من جميع الجهات، العلم هو المشهور، المشهورات هي التي عليها العلم، وهي التي عليها المعلوم من الدين بالضرورة، وواجبات الدين، فأكثر الغرائب ضعاف، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يتتبع الغريب إلا الغريب، و يتتبع الشواذ إلا الشاذ، لكن أريد أن أقول: بعد أن بينت حكم المسألة، ما أريد أيضا لطلبة العلم أن يغالوا في الحط على المخالفين لهم هذه المسألة، فمنهم من يقول ليس عندهم علم بالكلية .. لا .. الأمر ليس كذلك .. عندهم علم وعندهم اطلاع، ولكن ما كل من أوتي العلم يوفق في وضعه في موضعه، ورب رجل يكون عنده العلم الكثير وهو ينظر إلى العلماء هذه النظرة فلا يوفق، ويحرم الخير الكثير، فلا نريد أن نرمي المخالف لنا بأنه يريد الظهور ويريد أن يعرف .. خالف تعرف .. ما نريد أن ندخل في النوايا ولا في الضمائر، يهمنا أن نرد على المسألة العلمية، فإذا سقطت المسألة العلمية سقط هذا القول، أما نية القائل .. فنحسن بالناس الظنونا، ونرجو لهم الخير وندعو لهم بالخير ونطلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الفئة وهذه الطائفة من أنصار الحق والهدى، فإنهم والله لو نصروا هذا الحق وأدخلوا في قلوب الشباب حب العلماء وتوقيرهم وإجلالهم وإكبارهم، سواء المتقدم منهم أو المتأخر، فإنهم بذلك والله قوة لدعوتنا وعضد وساعد لنا في هذه الدعوة، وإنا لنتحسر والله – ولا نحب أن نتكلم – عندما نرى هذه الطاقات وهذا الفهم وهذا الإقبال وهذا الجد وهذا الاجتهاد تتجه هذا الاتجاه، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يردنا جميعا للحق ردا جميلا، وأن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا وأن يوفقنا لقول الحق، وجزاكم الله خيرا.
سؤال: هل القائلون بهذا القول هم جميعا على قول سواء؟؟
جواب: ليسوا في ذلك سواء، هناك من ادعى على المتقدمين والمتأخرين قولا، وهناك من ينفي هذا القول، وما أحد يقلد أحدا، إنما نحن نتفق معهم – على جميع أصنافهم – بأن كلام المتقدمين له وجاهته وله مكانته ولا يسهل على النفس تجاوزه أو عدم المبالاة به، لكن المسائل التي تكلمنا عليها من قبل لا نقرهم عليها .. هناك أيضا بعض المسائل حول المجهول .. بعض طلبة العلم يرى أن هذا المجهول ينظر في حديثه ويحكم عليه بما يستحق، فإذا سئل عن رجل مجهول قد روى حديثا يقول: هاتوا ننظر هذا المتن، هل هو يوافق الأصول والمنقول أم يخالف، فإن وافق بقية روايات السنة وظاهر القرآن والسنة فيكون المتن صحيحا، وبذلك يكون الراوي ثقة، وإذا كان هذا المتن يخالف المنقول أو المعقول أو غير ذلك فإنه يكون ضعيفا أو منكرا وبذلك يكون ضعيفا، فعلى ذلك – بهذا القول – يلزمهم أن طبقة المجهول وقسم المجهول يمحى من الوجود، لماذا؟ لأن أي راوي إذا روى رواية يكون عندنا أحد أمرين، إما خالف المنقول وإما وافقه، فإن خالف فضعيف وإن وافق فثقة، إذن متى يكون المجهول مجهولا؟؟ لا يوجد مجهول!! وإذا قالوا: نعم، يأتي علينا وقت نكون فيه قد مررنا على جميع من وصف بالجهالة وقد عرفنا حاله مدحا أو قدحا، فإذا وصل بهم الأمر إلى ذلك فنستطيع حينذاك أن نقول " أنتم خالفتم مذهب المتقدمين "! لأن المتقدمين عندهم قسم اسمه مجهول، فإذا أنتم ألغيتم هذا القسم فأنتم خالفتم مذهب المتقدمين، وليس العلماء.
هناك مسألة التفرد .. يقولون: إن المتقدمين كانوا يردون الروايات إذا تفرد صاحبها، فيأتي المتأخر، الذي لا يفهم كلامهم ولا يعرف مرادهم ولا يدرك غور كلامهم، فإذا به يقول – متعقبا قول أحد الأئمة المتقدمين " تفرد به فلان ": فلان ثقة وتفرده مقبول، فهذه علة عليلة، فيقول: إنه لم يفهم أن التفرد علة عند المتقدمين، فأقول: التفرد ليس دائما علة عند المتقدمين .. المتقدمون أحيانا يعلون بالتفرد، وأحيانا – وهو الغالب – يقبلون رواية الثقة وإن تفرد، لأنه لا يشترط في الثقة أن يتابع، ولا يشترط في الحديث الصحيح أن يأتي من وجهين فثلاثة فأكثر، الأصل أن الثقة وحده يكفي، وقد قامت الأدلة بقبول خبر العدل، ولو قلنا بأن خبر الواحد لا يكفي لذهبنا إلى المعتزلة ... أريد أن أنبه إلى أنك لو تأملت الأحاديث التي قال فيها الأئمة " هذا الحديث تفرد به فلان ولم يتابع عليه " مع أن فلانا هذا ثقة، وقد يكون ثقة ثبتا، بل وقد يكون مالك بن أنس، ومع ذلك ترى بعض الأئمة يقول " هذا الحديث رواه مالك ولم يتابع عليه "، هل معنى ذلك أننا كلما انفرد مالك بحديث لا نقبله؟ لا! متى يقول العلماء هذه الكلمة؟ متى يقولها العلماء في الثقة أو في الثقة الثبت أو في الإمام الحافظ، ويقولون
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الكلمة معلِّين بها هذه الرواية؟ إنما يقولون هذا إذا ظهرت نكارة في السند أو في المتن! وإلا فلا يقولونها، فإن التفرد مقبول من الثقة! فيأتي بعض من لا يحسن هذه المسألة فيقول إن الأئمة يضعفون بالتفرد، والمتأخرون يقبلون التفرد!! والحقيقة ليست كذلك .. الأئمة يضعفون بالتفرد ويذكرون التفرد علةً إذا كان لهذه العلة وجاهة، في نكارة سند أو متن، أما إذا لم يكن لها وجاهة فلا، وقد مررت في سؤالات ابن معين على أمثلة كثيرة في هذا، وقد مررت في كتب العلل على أمثلة كثيرة في هذا – حتى أني الآن لا أستحضر مثالا – توضح أنهم أعلوا بالتفرد على سبيل الإعلال لا على سبيل الإخبار، ما أعلوا بالتفرد إلا وهناك نكارة في سند أو في متن، أم مجرد أن يشير العلماء إلى أن هذا الحديث تفرد به فلان أو لم يروه عن فلان إلا فلان كما يفعله البزار والطبراني في معاجمه وأبو نعيم في الحلية وابن أبي شيبة، عندما يقول تفرد به فلان .. مع أنهم لا يسلم لهم في كثير من المواضع، صرحوا بالتفرد وكان هناك من يتابع ويقوي .. يصيب في بعض المواضع بإطلاق التفرد .. لكن في كثير من المواضع يقولون ذلك لا على سبيل الإعلال، فترى البزار أحيانا يقول " تفرد به فلان " ويصحح الحديث، فإذا كان ذكر التفرد على سبيل الإخبار فهذا أمر ليس له صلة بالإعلال، أما إذا كان ذلك على سبيل الإعلال فلذلك علة أخرى ولا يلزم الناقد أن يذكر كل أدلته في العلة .. علة أخرى في السند أو في المتن .. كأن يكون هذا المتفرد - إذا لم يكن بذاك في التفرد - يروي عن شيخ قد اشتهر بكثرة حديثه وكثرة تلامذته، ثم يروي عنه أصلا، فيقال في هذه الحالة: أين تلامذة فلان؟؟ أين فلان وفلان الذي ما رووا هذه الزيادة، أو هذا الحديث، حتى تفرد به فلان وإن كان صدوقا، وإن كان ثقة؟؟ إذن هناك قرائن، ليس التفرد دائما دليل على العلة، ولكن إذا كان هناك مسوغ لهذه العلة فإنهم يعرجون على التفرد، هذه مسألة مهمة جدا، وينبغي أن تتنبهوا لها، وهي ما تأتي إلا بالاستقراء والمتابعة لكلام أهل العلم، فإنك تجد لذلك أمثلة، فإذا وفقك الله لسعة الحصيلة وكثرة الاطلاع وإلى ممارسة هذا الفن وإلى مذاكرة أهل العلم .. حذار حذار أن تنصرف عن الأئمة الكبار وعن العلماء وعن المشايخ، الذين لهم أكثر من خمسين أو ستين سنة وهم يبحثون في هذا العلم، ثم تنصرف عنهم وتبدأ بأخذ هذا العلم عن حدثٍ صغير قد لا يحسن ما يتكلم به .. لا بد أن تفهم هذا .. مذاكرة أهل العلم، أهل الممارسة وأهل الخبرة، ولعلكم كنتم تسمعون كثيرا في الأسئلة التي كنت ألقيها على شيخنا محمد ناصر الدين الألباني، فكان كثيرا ما يقول: هناك علم جلي، وهناك علم خفي!! العلم الخفي: الممارسة والخبرة!! وللعجب أننا نقبل كلام المتمرسين في الصناعات الدنيوية، في النجارة، في الحدادة، في ورشة، في مستشفى، أما إذا جئنا عند علماء الحديث قلنا إنهم لا يحسنون الفهم! فهذا – والعياذ بالله – من سوء الفهم، والله المستعان.
انتهى.
أهم مادة للشيخ في هذه المسألة هي عنعنة أبي الزبير عند المتقدمين والمتأخرين في هذا الرابط
http://www.sulaymani.net/catplay.php?catsmktba=150
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 06:14]ـ
بارك الله فيكم.
هذا كلام متين.
وقد سمعت الشيخ أسامة القوصي يقول عن هؤلاء:
(خوارج حديث!).
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 10:00]ـ
وقد سمعت الشيخ أسامة القوصي يقول عن هؤلاء:
(خوارج حديث!).
يبدو أن لوثة (خوارج) _بغير حق_ لا تنفك عن ذهن من أخطأ في مسائل الإيمان ولم يحررها على أصول أهلها حتى ألزقوها في كل رأي لمن خالفهم
ترويجا لكلامه وإنفاقا له في سوق أتباعه والبائعين عقولهم له يصرفها كيف شاء
وقد نبهت إخواني ممن يحمل هذا الفكر ونبه غيري من العلماء على فساد هذه الطريقة الخلفية
وبينوا الفرق بين المسائل الاعتقادية والأصولية وبين المسائل الفرعية والعلمية
وبينوا كيفية التعامل مع من أخطأ في دقيق العلم وبين من أخطأ في جليه
وبينوا الفرق بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف
وبينوا الفرق بين الخلاف السائغ المعتبر وعكسه
وكلام أبي العباس ابن تيمية وغيره في هذا كثير محكم منتشر
لكن القوم بضاعتهم في العلم مزجاة
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثيرا ما يخطئوا في تنزيل العلم النظري على الواقع العملي
أسأل الله لهم الهداية والزيادة من العلم النافع
ولا أدري كيف يأخذ العلم على من يقرر في دروسه أن مشايخ الاسكندرية ليسوا بسلفيين لأنهم يدرسون الفقه على أحد المذاهب الأربعة ومتون في المذاهب الأربعة
فمن كان هذا مبلغ علمه كيف يؤخذ بقوله في دقائق علم الحديث
اللهم اكشف عنا هذه الغربة وأرحنا من لوثة التعالم التي عصفت بعقول الطلبة والجدد من طلاب الحق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 10:02]ـ
وفقكم الله
/// تقدم الكلام عن مسألة التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في علم الحديث والنقد والتعليل
فهذا مما قتل بحثا على المنتديات كملتقى أهل الحديث وهنا وغيرها وفي الكتب أيضا
لذلك سأكتفي بالإحالة على بعض الراوبط التي عالجت هاتين المسألتين
/// لكني أريد أن أنبه هنا على أمر تقدم التنبيه عليه في بعض الروابط المحال عليها وهو أن بعض ما يقوله المخالفون لهذه الدعوة حق لكن أصحاب هذه الدعوة لم يخالفوه ولم يقولوا بنقيضه وإنما ألزق بهم خطأً إما لقلة الاطلاع على كلامهم في كتبهم وأشرطتهم وإما تنفيرا عن أشخاصهم ثم عن دعوتهم لاختلافهم معهم في أمور أخرى وإما كذبا وزورا لضعف الحجة وقلة العلم وغلبة الهوى
ونحسب الشيخ المأربي سدده الله من الصنف الأول
/// فمن هذه الأمور وهي كثيرة اتهامهم لهم بأنهم يزهدون بعلم المتأخرين وينفرون الطلبة من كتبهم وجهودهم
وهذه فرية ما بعدها فرية
وأين هذا في كتب القوم أو أشرطتهم وأين هو في منطوقهم أو مفهوم كلامهم أو عامه أو خاصه ....
بل أشرطتهم وكتبهم طافحة في الحث على الاعتناء بجهود المتأخرين والاستفادة منها في فهم كلام المتقدمين
لكن ذنبهم الوحيد أنهم أحيوا في قلوب طلبة العلم اليوم الاعتناء بكلام المتقدمين والتنبيه على أنه إذا خالف تقعيد أو تقرير المتأخر لتقعيد أو تقرير أو عمل المتقدم قدم المتقدم لعلمه وجلالته والاتفاق على صحة منهجه
ذنبهم أنهم دعوا إلى سبر كلام المتقدمين وضم النظير إلى نظيره ومعرفة علة الفرق والجمع في أحكامهم كما فعل الحافظ ابن رجب وغيره
وما زال في كل عصر من العصور من يسلك هذه الطريقة من المحققين في علم الحديث وغيره
فعلم السلف أولى ما ضيع الوقت في معرفة قواعده وأصوله وعلله
وما برز من برز من المتأخرين إلا لأنه انسلخ عن رتابة أهل عصره في هجر كلام السلف والتفقه فيه ومعرفة مآخذ أحكامهم
وهذا في شتى العلوم كالعقائد والفقه والعربية لا يقتصر على علم الحديث
فالدعوة إلى هذا المنهج من صميم السلفية ومنهج أهل الحق أقصد الدعوة إلى الاعتناء بكلام السلف وأحكامهم وسبره
وإلا فإننا نعذر بعض إخواننا في مخالفتهم لنا في هذه القضية وإن رمونا بالبدعة وأمروا بهجرنا
فإن فقه الخلاف وأدب الطلب مغيب عند أكثرهم
فعلم الحديث ما زال حيا وكثير من مباحثه ومسائله تحتاج إلى تحرير واستقراء وتقييد وتفصيل يعلم هذا أهل الشأن والاختصاص
فهل ترضون أن تهمكم بأنكم تسدون باب الاجتهاد كما اتهمتمونا بذلك
/// ومما ألزق زورا بهذه الدعوة وأصحابها أنهم لا يرون تقوية الخبر بالشواهد والمتابعات
وهذا يقال فيه ما قيل في سابقه
وإنما ذنب القوم أنهم أنكروا توسع المتأخرين كالسيوطي وغيره في هذه المسألة
أنكروا التوسع ولم ينكروا أصل المسألة
ووضعوا بعض الشروط التي فهموها من كلام المتقدم وأحكامه وغفل هنا بعض المتاخرين والمعاصرين
وكيف ينكرون شد الخبر بآخر وهو مقرر في كلام أئمتهم الذين يدعون إلى انتهاج منهجهم كعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وغيرهم
/// أكتفي بهاتين التهمتين لأن أصحاب هذه الدعوة بينوا حقيقة دعوتهم أحسن بيان وتبرؤوا من هذه التهم في أكثر من موضع
وطالب الحق لا يأخذ مذهب عالم أو جماعة من كلام من خالفه مطلقا إلى مع بعض أهل البدع لا كلهم
فكيف وكتب ذاك العالم ناطقة ببيان منهجه وفي متناول اليد
المقصود أن بعض الطلبة يقف على هذا الحق في كلام المخالفين لهذه الدعوة فيحكم بصواب قولهم قبل التحقق من صحة تبني المردود عليه لهذا القول الذي بان له بطلانه أم لا
وهذا بعيد عن التحقيق والتدقيق وليس هو من الحزم في العلم وطلبه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 10:03]ـ
هذه بعض الراوبط والمقالات التي بحثت المسألة:
الجامع للمقالات والمقدمات حول مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في منهجية النقد ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8046)
بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38132)
أريد أن أعرف مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95021)
وهنا كشف لبعض الشبه:
وقفات مع من يفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90849)
وقفات مع طارق عوض الله حول استدراكه على الشيخ الالباني لتصحيحه حديث (ما أدري الحدود ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90794)
رأي الشيخ عبد الكريم الخضير في مسألة الفرق بين المتقدمين و المتأخرين في نقد الحديث ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6226)
وهناك غيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 10:05]ـ
وأسأل الله أن يطرح البركة في الوقت للعودة إلى كلام الشيخ المأربي والجواب عنه بالتفصيل
ـ[ولد برق]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 02:25]ـ
يبدو أن لوثة (خوارج) _بغير حق_ لا تنفك عن ذهن من أخطأ في مسائل الإيمان ولم يحررها على أصول أهلها حتى ألزقوها في كل رأي لمن خالفهم
ترويجا لكلامه وإنفاقا له في سوق أتباعه والبائعين عقولهم له يصرفها كيف شاء
وقد نبهت إخواني ممن يحمل هذا الفكر ونبه غيري من العلماء على فساد هذه الطريقة الخلفية
وبينوا الفرق بين المسائل الاعتقادية والأصولية وبين المسائل الفرعية والعلمية
وبينوا كيفية التعامل مع من أخطأ في دقيق العلم وبين من أخطأ في جليه
وبينوا الفرق بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف
وبينوا الفرق بين الخلاف السائغ المعتبر وعكسه
وكلام أبي العباس ابن تيمية وغيره في هذا كثير محكم منتشر
لكن القوم بضاعتهم في العلم مزجاة
وكثيرا ما يخطئوا في تنزيل العلم النظري على الواقع العملي
أسأل الله لهم الهداية والزيادة من العلم النافع
ولا أدري كيف يأخذ العلم على من يقرر في دروسه أن مشايخ الاسكندرية ليسوا بسلفيين لأنهم يدرسون الفقه على أحد المذاهب الأربعة ومتون في المذاهب الأربعة
فمن كان هذا مبلغ علمه كيف يؤخذ بقوله في دقائق علم الحديث
اللهم اكشف عنا هذه الغربة وأرحنا من لوثة التعالم التي عصفت بعقول الطلبة والجدد من طلاب الحق
بارك الله فيك
لا شك ان رمي الشخص من خالفه انه خارجي في مسألة ليس لها علاقة بمنهج الخوارج خطأ ظاهر ومثلهم الذين يرمون من خالفهم انهم مرجئة في مسألة ليس لها علاقة بمنهج المرجئة
و كل صنف يرمي الاخر بعدم تحرير منهج أهل السنة في الإيمان
إسأل الله ان يصلحني و الصنفين و يرزقنا الإنصاف و الوسطية و إتباع منهج العلماء الكبار في النوازل العصرية
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Oct-2008, مساء 05:19]ـ
أرجو عدم الخروج عن الموضوع
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 05:43]ـ
لسم ا لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد أرى أن علم الحديث يحتاج الى مدرسة حديثية مجتهدة تسعى الى خدمة الحديث على ثلاثة مستويات ضرورية لبلورته و الدفع به الى الأمام و هذه المستويات هي:1/على مستوى التخريج و سبر طرق الأحاديث: لا بد من تأسيس مدرسة حديثية على هذا المستوى فتعكف على كتب الحديث التي ما زالت موجودة قبل اندراسها لتؤلف موسوعة أطراف تخريجية تشمل عمل الحافظ المزي و الحافظ البوصيري و الحافظ ابن حجر و الطرابلسي ثم تضيف الى هذا الصرح الشامخ ما تم العثور عليه بعد تحقيقه من الكتب و حينئذ سيتبين من المخطئ ومن الصائب من الذين حكموا على الحديث و ذلك لأن مذهب المتقدمين و المتأخرين سواء و هو أن الباب اذا لم نجمع جميع طرقه لا يمكننا الحكم عليه 2/و من مهام هذه المدرسة الحديثية أيضا تأليف موسوعة في علم الرجال تنطلق من كتاب المزي ثم الكتب الأخرى التي اعتنت برجال الأسانيد في الصحاح و ما كان على شرطها و السنن و ما كان على شرطها و المسانيد و الأجزاء الحديثية و المعاجم و الموطآت الخ ... فهذا جانب مكمل للأول بل لا يستغني عنه 3/التمييز بين المدارس الحديثية و التحكيم بينها فيما اختلفت فيه فمن المعلوم عند المحدثين أنه توجد مدارس متشددة وأخرى معتدلة و أخرى متساهلة فكيف نوفق بينها و من ذلك بعض تهذيب بعض أعمال الجهابذة بعد التدقيق فمثلا أنا أبحث منذ سنين حول حديث من تكلم فيه من رجال الشيخين و قد دفعني ذلك الى البحث حول ظاهرتين أساسيتين هما: التليس و الاختلاط أما التدليس فقد وجدت تحفظا حول تقسيم ابن حجر للمدلسين الى خمس طبقات و ذلك لأنني وجدته أدرج في الطبقة الثالثة و هي التي لا يقبل من رواية أهلها الا ما صرحوا بالتحديث به و منهم أبي الزبير و ابن جريج و الوليد ابن مسلم و جماعة من رجال الصحيحين أو أحدهما و قد خرجوا لهم بالعنعنة في حين بين الذهبي أنهم جرحوا بما لا يرد حديثهم و كذلك فيما يخص بالاختلاط أو التخريف فان ابن السبط العجمي و ابن الكيال ميزا فيما يخص بثقات هذه الفئة بعض من روى عنهم بعد الاختلاط فاذا به يروي عنهم في الصحيحين أو أحدهما الخ ... و للحديث بقية
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 11:13]ـ
أرجو عدم الخروج عن الموضوع
كلامي - بارك الله فيك - تعليق على مشاركتك و لم أخرج عن ما تضمنته مشاركتك فإن كانت مشاركتك تضمنت خروج عن الموضوع!! فأرجوك ان لا تخرج فأنا لا أسمح لك بالخروج عن موضوعي (إبتسامة)
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 12:53]ـ
وقد قام إبن عقيل في موضوعه بنقل هذه الأسئلة و نسبها للشيخ مقبل - رحمه الله - و هذا خطأ يستغرب كيف يحدث
رابط موضوع إبن عقيل المشار إليه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6226&highlight=%C7%E1%E3%C3%D1%C8%E D
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[10 - Nov-2008, مساء 08:26]ـ
وأسأل الله أن يطرح البركة في الوقت للعودة إلى كلام الشيخ المأربي والجواب عنه بالتفصيل
امين نسأل الله ان يسر لك ذلك حتى تفيدنا(/)
لمن يريد حضور درس الشيخ سعد الحميد (اختلاف ألفاظ الحديث النبوي) للصنعاني
ـ[المحمدي]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 02:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بداية أود أن تشاركوني بالدعاء لفضيلة شيخنا الفاضل سعد بن عبد الله الحميد، ونسأل الله تعالى أن يثيبه عنا خير الجزاء ويزيده رفعةً ووقاراً، وأن ينفعنا بعلمه، إنه سميع مجيب.
هذه مشاركة بسيطة مني لمن أراد أن يحضر درس الشيخ في الغرفة الصوتية يوم الخميس (اختلاف ألفاظ الحديث النبوي) للأمير الصنعاني، وهي عبارة عن ملف وورد يحتوي على الرسالة مصفوفة قام بها أحد الإخوة جزاه الله عنا كل خير، حتى يتمكن من ليس عنده نسخة من المتابعة مع الشيخ حفظه الله.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم.
ـ[رقاء]ــــــــ[21 - Oct-2008, صباحاً 06:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا .. كفيتم المئونة .. شكر الله لكم
ليت المشرفون يثبتون الموضوع .. لتعلقه بدرس الشيخ الحميد حفظه الله وعل كثيرا يريد حضوره.
ـ[الألوكة]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 04:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إن شاء الله سيكون الدرس بعد صلاة العشاء بتوقيت الرياض أي الساعة 7:45 مساءاً بتوقيت السعودية،وعلى الإخوة خارج السعودية مراعاة فارق التوقيت، كما أن الدخول الى الغرفة الصوتية سيكون من خلال الرابط التالي:
http://www.alukah.net/voiceroom/
كما أود التنبيه الى أنه يجب تحميل برنامج الدخول الى الغرفة العلمية التي سيقام بها الدرس حتى تتمكن من الحضور في الغرفة، على الرابط التالي: http://zyzom.com/iVocalize4Setup.exe
وستكون خاصية التسجيل الفردي مفعلة في الغرفة الصوتية للأعضاء بحيث يمكنهم الحصول على نسخة صوتية من الدرس بصيغة (إم بي ثري) اذا قاموا باختيار التسجيل.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه،،
أخوكم أبو عمر،،
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 09:35]ـ
والذي يريد ان يحظر الدرس في حلقة الشيخ كيف؟
ـ[رقاء]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 10:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا عمن قد يواجه مشكلة أثناء الدرس .. مع من يتواصل؟
حبذا لو يخصص بريد إلكتروني مؤقت ويبقى مفتوحا أثناء الدرس .. للإجابة عن استفسارات الحضور الفنية .. أو من يواجه مشاكل فيها.
جزاكم الله خيرا.
ـ[صالح العواد]ــــــــ[23 - Oct-2008, صباحاً 11:09]ـ
بارك الله فيكم جميعا ..
في الحقيقة , من أكثر المشايخ الذين افتقدت دروسهم الممتعة عندما انتقلت من الرياض إلى الدمام شيخنا الشيخ سعد الله يحفظه, و هاأنتم جزاكم الله خيرا تتيحون لي الفرصة لحضور درس الشيخ و أنا في بيتي, والحمدلله.
و صحيح ما قاله بعضهم - بالعامية-: الانترنت نعمة تبي حمد وشكر. (ابتسامة)
ـ[الألوكة]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 07:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
في حال حدوث مشاكل فنية لا سمح الله، يمكنكم مراسلتنا على هذا البريد الإلكتروني:
majles@alukah.net وسنحاول الرد على مشاكلكم الفنية في أسرع مايمكن، ولكن نرجوا أن يرفع العتب إذا تأخرنا قليلاً.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 11:59]ـ
لو معاد الدرس فى مصر بعد المغرب فسيكون عندى الكهرباء ضعيفة فلا يعمل الكمبيوتر
فأرجو تنزيل الشريط اول باول على هذه الصفحة
ـ[رقاء]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقط للعلم
تقرر أن يكون درس الشيخ في الساعة 7:30 بتوقيت الرياض
والله الموفق
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 04:36]ـ
بارك الله فيكم
فبذلك يكون الدرس في الساعة 6:30 حسب توقيت مصر وفلسطين
والله الموفق
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 08:56]ـ
والعشاء فى مصر 6 - 34
نحتاج لرفع الدرس هنا
ـ[امبراطور الدعوة]ــــــــ[25 - Oct-2008, صباحاً 06:37]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
وجزى الله شيخنا الشيخ سعد خير الجزاء
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[26 - Oct-2008, صباحاً 12:00]ـ
أود معرفى رأى الادارة فى موضوع رفع الدرس لئلا تتراكم علينا الدروس
ـ[الألوكة]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 09:06]ـ
أبشر أخي الكريم،
اليك رابط الدرس الأول في هذا الموضوع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21694
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
وهل ستفرغ أم لايعلم بعد(/)
يا أهل الحديث (إن تطيعوه ترشدوا)!!
ـ[القاموس]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم: يا معشر الأحبة! قد بلغ السيل الزبى وارتفع الحزام عن الطبيين!!
فقد كثر الكلام في مسألة (المتقدمين والمتأخرين) كثيراً كثيراً!!!
أما إنكم لو أخذتم برأي الشيخ الفاضل / سعد الحميد في ترك هذا الاصطلاح، لضاقت دائرة الخلاف، وتقاربت القلوب بالإتلاف!
وهو في ظني هو القول الصواب، ألا وهو أن يُقال (منهج المحدثين ومنهج الفقهاء)!!
ومن تأمل هذا التقسيم علم أنه أدق وأدل على المعنى المراد. والله تعالى أعلم
(في توقيعي أدناه الذي نقلته من كلام الحافظ ابن حجر، منهجاً عظيماً لطالب العلم، فتمعّن فيه وفقك الله لكل خير)؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 07:47]ـ
وعليكم السلام
بارك الله فيك
الأخ القاموس حقيقة هذه المسألة صار لها صدى في البلاد العربية خاصة في مصر نسأل الله أن يسدد المحدثين ويهديهم إلى الرشاد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 11:00]ـ
تقدم النقاش في هذه القضية بما يكفي
هذه بعض الراوبط والمقالات التي بحثت المسألة:
الجامع للمقالات والمقدمات حول مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في منهجية النقد ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8046)
بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38132)
أريد أن أعرف مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95021)
وقفات مع من يفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90849)
وقفات مع طارق عوض الله حول استدراكه على الشيخ الالباني لتصحيحه حديث (ما أدري الحدود ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90794)
رأي الشيخ عبد الكريم الخضير في مسألة الفرق بين المتقدمين و المتأخرين في نقد الحديث ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6226)
تساؤلات حول منهج المتقدمين ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=534)
إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم؟؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6434)
وهناك غيرها ...(/)
حال عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير بين قول ابن حبان فيه ومن روى من طريقه
ـ[الدكتور عبدالباقى السيد]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:45]ـ
عبيد الله بن سعيد روى من طريقه كل من ابن خزيمة فى صحيحه، والحاكم فى المستدرك، والبيهقى فى السنن الكبرى، وفى الزهد الكبير، وفى القراءة خلف الإمام، والقضاعى فى مسند الشهاب، وابن شاهين فى ناسخ الحديث ومنسوخه، والبغدادى فى الكفاية وفى غيرها، وابوبكر أحمد بن على بن ثابت فى الفصل للوصل المدرج، فهل رواية هؤلاء عنه أنه عندهم صالح
ثم إنى رأيت قول ابن حبان فيه ليس تجريحا واضحا فقد قال
يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به
وقد تعقبه ابن حجر فقال روى عنه أبو عوانة في صحيحة انتهى
وقال بن حبان الغرماء أبا القاسم لا يشبه حديثه حديث الثقات وأورد بن عدي في الكامل في ترجمة أبيه حدثني من رواية أبيه ثم أحدهما عن مالك عن أبي سهيل عن عطاء بن أبي حاتم عن بن عمر ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أفضل قال احسنهم خلقا الحديث وأورده الدارقطني في الغرائب من هذا الوجه مطولا ثم قال بن عدي ما رواه عن مالك الا سعيد ولا عنه الا ابنه وقال الدارقطني تفرد به عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن مالك وأورده بن حبان عن الحسين بن إسحاق الأصبهاني عنه وقال ليس هذا من حديث مالك ولا أبي سهيل ولا عطاء ولا بن عمر
ثم قال بن عدي سعيد بن عفير مستقيم الحديث فلعل البلاء فيهما من ابنه
وذكره (عبيد الله) ابن يونس فلم يذكر فيه شيئا وذك كنيته وقال مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين أنظر ابن حجر، لسان الميزان، 4/ 104
وقال ابن حبان أيضا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير أبو القاسم المصري يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات روى عن أبيه عن مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن بن أبي رباح عن بن عمر قال قال رجل يا رسول الله أي المسلمين أفضل قال أحسنهم خلقا قال يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا أولئك الأكياس فذكر حديثا طويلا ليس من حديث مالك ولا من حديث أبي سهيل ولا من حديث بن عمر أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج قال حدثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد أنظر ابن حبان، المجروحين، 2/ 67
وقال ابن الجوزى عبيد الله بن سعيد بن كثير أبو القاسم المصري يروي عن أبيه قال ابن حبان لا يشبه حديثه حديث الثقات أنظر: الضعفاء والمتروكين، 2/ 163. فلم يات ابن الجوزى بجديد
وقال الذهبى عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير المصري عن أبيه وعنه علي بن قديد والحسين بن إسحاق قال ابن حبان يروي عن الثقات المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به أنظر: ميزان الاعتدال، 5/ 12.
وقال الذهبى روى عنه أبو عوانة في صحيحه أنظر: ميزان الاعتدال، 5/ 12.
ما هو القول الفصل فى عبيد الله إذ لم نجد قولا إلا عند ابن حبان وكلامه ليس تجريحا واضحا إذ فيه أنه قال لا يشبه حديثه حديث الثقات
وابن عدى لم يات بدليل على أن البلاء من عبيد الله فى روايته عن أبيه كما سلف
فما المخرج، رجاء من الإخوة المشاركة كل بما منحه الله من علم لإفادتنا فى هذا الموضوع
والله الموفق(/)
الشيخ خالد الجندى و إثبات خطأ حديث زواج أم المؤمنين عائشة و عمرها حينئذ
ـ[إسلام سالم]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 11:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*********************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس ظهر الشيخ خالد الجندى على شاشة برنامج (البيت بيتك) بالتلفزيون المصرى و صرَّح أن ما ورد من زعم فى بعض الأحاديث بأن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بنى بها الرسول (ص) فى التاسعة من عمرها , و كان ذلك بعد الهجرة بقليل , و تزوجها أو خطبها قبل ذلك ب 3 سنوات .. هو كله زعم مردود و يتبين خطؤه بالبحث
وقد إستند الشيخ خالد على عدة أمور ليثبت بها خطأ تلك الروايات , أذكر من تلك الأدلة بعضها مما يلى:
/// ورد فى الإصابة لإبن حجر العسقلاني - رحمه الله - أن أسماء بنت أبى بكر - رضي الله عنها و عن أبيها - توفيت و عمرها 100 عام , فى سنة 73 هجرياً
و كان ذلك عقب إستشهاد و صلب إبنها عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - على يد الحجاج طاغية بنى أمية
كما ورد أن أسماء أسن من عائشة - رضي الله عنهما- بعشر سنين
فعلى هذا يكون سن أسماء حين الهجرة (بعملية حسابية بسيطة) حوالى 27 سنة و بالتالى يكون سن عائشة 17 , و الروايات تقول أن النبي (ص) بنى بها بعد الهجرة بقليل ربما بحوالى عام
فكيف يكون سنها آنذاك 9 سنوات كما فى البخارى؟ أو ست سنوات إن ذكر ذلك فى روايات أخرى
أقول: وبالتالى إذا صح هذا التحليل للشيخ خالد فهو من أوضح الأدلة على أن كل تلك الأحاديث بالبخارى و التى تكلمت عن سن أم المؤمنين وقت الزواج معلولة المتن و بالتالى فهى غير صحيحة و إن صح سندها
و قد صدقت غيرتنا على سنته (ص) من قبل حينما لم نكن نرتاح لمثل تلك الأحاديث فى الصحيحين و غيرهما
/// ثم تكلم الشيخ خالد وفقه الله على أن هشام بن عروة إنتقده الإمام مالك أو إنتقد مروياته
و أن هشام قد إختلط بآخره أو فى القسم الأخير من مروياته مما يفسر علة متن هذا الحديث
أقول: إن كان مدار رواية الحديث فى كل طرقه على هشام وحده حينئذ يجب البحث فى إن كان قد رواه فى آخر مروياته أم قبل إختلاطه
و قد ذكر الشيخ المزيد من النقد لذلك الحديث متهماً إياه بأنه من أسلحة أعداء الإسلام لتشويه صورة نبيه (ص)
أقول: قد قلنا مثل ذلك من قبل فتعرضنا لوابل صيب من الكلم غير الطيب!!!
فالحمد لله إن كان هذا إظهاراً للحق , و حسبنا الله ونعم الوكيل
و لكن الأمانة العلمية تقتضى أن أقول أن شأن عمر عائشة و أسماء و الفرق بينهما يعتمد هو الآخر على الروايات ,
و حيثما تكون الروايات المختلفة وجب الترجيح بينها لنعلم أى الروايات أحق ... تلك التى فى البخارى (و غيره: إن كانت فى غيره) التى ذُكِرَ بها 6 و 9 سنوات , أم تلك التى حكاها الشيخ خالد المذكورة بالأعلى
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - Oct-2008, صباحاً 12:03]ـ
اترك الأقوال الشاذة وبثّ الشبهات والطعن من طرف خفي في الصحيحين -هداك الله-، وإن كان ذلك معششًا في رأسك فلا تنشره هنا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18246
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19716
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146353(/)
فائدة حول نسبة (الأعظمي)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 08:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة حول نسبة (الأعظمي)
قال الشيخ يوسف القرضاوي - وفقه الله - في الحلقة (الثانية والعشرين) من (الجزء الرابع) من مذكراته ’’ ابن القرية والكتّاب،، ملامح سيرة ومسيرة ‘‘:
((و (أعظم كره) هذه هي التي ينسب إليها كثير من علماء الهند، مثل المحدث الكبير المحقق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، والصديق الجليل الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، الحاصل على جائزة الملك فيصل في خدمة السنة.
وهذه غير أعظمية بغداد، التي ينسب لها بعض من نعرفهم من العلماء والأدباء مثل الشاعر وليد الأعظمي. فأعظمية بغداد نسبة إلى حي (الأعظمية) التي فيها مسجد وقبر الإمام الأعظم أبي حنيفة، وهي منطقة سنية.
وفي مقابلها (الكاظمية) وفيها قبر الإمام موسى الكاظم، وهي منطقة شيعية)).
نقلتها لكم - للفائدة - عن:
جريدة " الخبر " الجزائرية (العدد 5446، السبت 11 شوال 1429 هـ / 11 أكتوبر 2008 م، ص 27).
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:59]ـ
*****
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 11:23]ـ
جزاك الله خير.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 09:11]ـ
وإياك أخي هشيم ...
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[28 - Dec-2008, صباحاً 12:30]ـ
أعظم كره منطقة في شمال الهند خرج منها عدد من علماء ومحدثين، وأشهر مدنها العلمية، مَوّ (وقد زرتها)، ومباركْفُور، والشيخ حبيب الرحمن مدفون في الأولى، ومن مشاهير علمائها المعاصرين: أبو المكارم الموّي، ومحمد بن نعمان الموي، ومحمد بن عبد العلي الأعظمي، ومحمد بن مصطفى الأعظمي، والمفتي عبد العزيز الأعظمي العمري.
ومن مباركفور: عبد السلام المباركفوري صاحب حياة البخاري، وابنه عبد الرحمن صاحب تحفة الأحوذي، وعبيد الله الرحماني صاحب مرعاة المفاتيح، وابنه عبد الرحمن، وصفي الرحمن المباركفوري صاحب الرحيق المختوم.
رحم الله الاموات منهم وحفظ الأحياء.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 03:03]ـ
أعظم كره منطقة في شمال الهند خرج منها عدد من علماء ومحدثين، وأشهر مدنها العلمية، مَوّ (وقد زرتها)، ومباركْفُور، والشيخ حبيب الرحمن مدفون في الأولى، ومن مشاهير علمائها المعاصرين: أبو المكارم الموّي، ومحدم بن نعمان الموي، ومحمد بن عبد العلي الأعظمي، ومحمد بن مصطفى الأعظمي، والمفتي عبد العزيز الأعظمي العمري.
ومن مباركفور: عبد السلام المباركفوري صاحب حياة البخاري، وابنه عبد الرحمن صاحب تحفة الأحوذي، وعبيد الله الرحماني صاحب مرعاة المفاتيح، وابنه عبد الرحمن، وصفي الرحمن المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي.!!!!
رحم الله الاموات منهم وحفظ الأحياء.
الشيخ الفاضل محمد زياد التكلة: بارك الله فيكم على تشريفكم للموضوع , وإثرائه بفوائدكم النفيسة،،،
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[31 - Dec-2008, مساء 11:51]ـ
شكراً لكم فوائد نفيسة نادرة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 12:47]ـ
وفيكما بارك.
وتم تعديل السهو.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[01 - Jan-2009, مساء 04:10]ـ
الأخ الكريم مسلم بن عبدالله: عفوا، والشكر لك على تشريفك،،،(/)
قوله: (رُوينا) عند ابن حزم رحمه الله في كتبه خاصة هل لها معنى الاتصال أم الانقطاع
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:17]ـ
قوله: (رُوينا) عند ابن حزم رحمه الله في كتبه خاصة هل لها معنى الاتصال أم الانقطاع
إن المتصفح أو الباحث في كتاب المحلى لابن حزم كثيرا ما يواجهه ابن حزم بقوله: روينا من طريق فلان.
وفلان هذا يكرره ابن حزم إن أراد أن يأتي بإسناد له فيقول مثلا: روينا من طريق ابن وضاح [محمد بن وضاح] عن موسى بن معاوية .. ثم يسوق باقي الإسناد.
وإن تتبعت الكتاب تجد له إسنادا أو أكثر إلى ابن وضاح أو غيره.
والسؤال: هل روينا عند ابن حزم خاصة تحمل معنى الاتصال أم تحمل على الانقطاع وأرجو أن يكون الحديث خاص بهذا الاصطلاح عند ابن حزم؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 06:46]ـ
بل هي متصلة عنده: كما سوف أجيئك ببرهانه قريبا إن شاء الله ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[02 - Nov-2008, صباحاً 12:36]ـ
بل هي متصلة عنده: كما سوف أجيئك ببرهانه قريبا إن شاء الله ...
أين البرهان؟!
آمل أن تعثر عليه ...
أبطأت علينا يا رجل!
أم كما قالوا: "من طول الغيبات جاب الغنايم".
(ابتسامة!!)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2009, صباحاً 02:20]ـ
/// لعل الجواب -في المحلى خاصة- يحصل بهذا:
/// فائدة: كل حديث في المحلَّى لأبي محمد ابن حزم رحمه الله في سياق الاحتجاج فهو متصل صحيح عنده:
/// الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وأتباعه، وبعد
فكلُّ حديث يذكره الإمام ابن حزم رحمه الله في (المحلَّى) محتجًّا به فهو صحيحٌ متَّصلٌ عنده.
/// قال رحمه الله في مقدِّمة كتابه: "وليعلم من قرأ كتابنا هذا أننا لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند، ولا خالفنا إلا خبرا ضعيفا فبينا ضعفه أو منسوخا فأوضحنا نسخه".
/// وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=29427&postcount=1
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 06:38]ـ
هو كما قال الأخ عدنان البخاريّ، فإن ذلك موجود في مقدمة كتابه " المحلى بالآثار شرح المجلى بالاختصار "، أما قوله " روينا " فإنه اختصار للسند المتكرر إلى ابن وضاح أو غيره ممن جمع حديثه أو كتبه، و ليس هذا خاصا بابن حزم بل تجده كثيرا عند معاصريه و نحوهم من المتأخرين الذين طالت أسانيدهم، ها هو ابن عبد البر يشير في أوائل " التمهيد " أنه سيروي أحاديث عبد الله بن وهب المصري كثيرا، فأورد إسنادين إليه ثم قال: كل ما كان عن ابن وهب فهو بهذين الإسنادين.اهـ معنى كلامه رحمه الله.(/)
في أخبار القضاة لوكيع [محمد بن خلف] عبارة نصها: الرمادي قال: ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 01:20]ـ
في أخبار القضاة لوكيع [محمد بن خلف] عبارة نصها: الرمادي قال: ..
ثم يسوق إسناده إلى صاحب القول.
ووكيع هذا يكثر الرواية عن الرمادي.
فهل يا ترى هذه العبارة توحي بالاتصال (الرمادي قال) مع إنه يقول في أحاديث كثيرة (حدثنا الرمادي) أم تومئ بالانقطاع
المسألة تحتاج إلى بحث،
فهل من صاحب دلو فيدلي؟
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 02:46]ـ
نعم يا أخي، الإسناد -والله أعلم- موصول، وهذه طريقة وكيع في أنه يختصر أحيانا حتى إنه قد يذكر السند إبتداءا ثم لا يكرره ويقول مثلا قال عباس، قال خلاد، قال عبد الواحد،
والغالب أنه يستعمل هذه الطريقة فيما سبق إسناده قريبا، فإذا قال مثلا: الرمادي قال ... ، فاعلم أنه قد أسند عن الرمادي قريبا قبله مباشرة أو قبل حديث أو حديثين، والله أعلم.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 04:18]ـ
الأخ الفاضل / عبد الله الحمراني.
ضع لنا الموضع المشار إليه في أخبار القضاة. بارك الله فيك.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 04:36]ـ
أخبار القضاة (ص394)
الرمادى قال حدثنا يزيد قال حدثنا سفيان عن اسماعيل عن الشعبى عن شريح قال كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما كان بالنهار ويتلو هذه الآية وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ويقول كان النفش بالليل
أخبار القضاة (ص399)
الرمادى قال حدثنا يزيد قال حدثنا سفيان عن اسماعيل عن الشعبى عن شريح قال كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما كان بالنهار وكان يتأول هذه الآية إذ نفشت فيه غنم القوم ويقول كان النفش بالليل
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 06:52]ـ
نعم يا أخي، الإسناد -والله أعلم- موصول، وهذه طريقة وكيع في أنه يختصر أحيانا حتى إنه قد يذكر السند إبتداءا ثم لا يكرره ويقول مثلا قال عباس، قال خلاد، قال عبد الواحد،
والغالب أنه يستعمل هذه الطريقة فيما سبق إسناده قريبا، فإذا قال مثلا: الرمادي قال ... ، فاعلم أنه قد أسند عن الرمادي قريبا قبله مباشرة أو قبل حديث أو حديثين، والله أعلم.
الأمرُ كما قلتَ أيها الفاضل، وليست تلك الطريقة مختصةً بمحمد بن خلف وحده!! بل شاركه فيه جماعة من الكبار قبله وبعده ... ولكن لِبُعدِ الكثيرين عن أساليب القوم، تراهم ربما استعجم عليهم فهمها، وضاقت أنفسهم بهضمها!! وربما غامر بعضهم!! وأعلَّ إسنادهم بـ (الانقطاع!!) فالله المستعان على كل حال ...
ـ[أبو عبد المحسن العنابي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 07:46]ـ
نعم يا أخي، الإسناد -والله أعلم- موصول، وهذه طريقة وكيع في أنه يختصر أحيانا حتى إنه قد يذكر السند إبتداءا ثم لا يكرره ويقول مثلا قال عباس، قال خلاد، قال عبد الواحد،
الأخ الكريم عبد الله، هذه أمثلة حقيقية يمكن أن تتأكد منها بالبحث عنها في الشاملة، واستطعت إيجادها بسرعة لأن لي دراسة على "أخبار القضاة"، فكانت المادة عندي جاهزة.
ـ[دكتور رمضان حبيب]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 05:48]ـ
يا من تقتني كتاب أخبار القضاة لوكيع ارفع هذا الكتاب مصورا علي الموقع أورثك الله الفردوس الأعلي وانالك شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 06:17]ـ
يتم رفعه الآن على الأرشيف ... فانتظر ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - Feb-2010, مساء 07:52]ـ
يا من تقتني كتاب أخبار القضاة لوكيع ارفع هذا الكتاب مصورا علي الموقع أورثك الله الفردوس الأعلي وانالك شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تفضل حمله من هنا:
http://www.archive.org/details/akbar-wakee
وهذا رابط مباشر:
http://www.archive.org/download/akbar-wakee/18798359.pdf
ـ[دكتور رمضان حبيب]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 01:50]ـ
اللهم اشف والديه شفاءا لا يغادر سقيما، ومتعهما بموفور الصحة والعافية، وألبسهما تاج الكرامة
ـ[حسام على على]ــــــــ[03 - Mar-2010, صباحاً 08:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم 00 بارك الله فيكم على هذا الكتاب القيم فقد كنت فى امس الحاجة اليه لان النسخه التى رجعت اليها لم تكن موافقه للمطبوع فلكم جزيل الشكر و التقدير
ـ[إمام محمود]ــــــــ[03 - Mar-2010, مساء 07:20]ـ
الأخ الفاضل الكريم عبد الله الحمراني
أورثك الله الفردوس الأعلى وأنالك شفاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وشفى والديك شفاءً لا يغادر سقيمًا، ومتعهما بموفور الصحة والعافية، وألبسهما تاج الكرامة ... آمين آمين
أبلغ القول من ثنائنا: جزاكم الله خيرًا
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 03:25]ـ
وردت الرواية عن الرمادي في "أخبار القضاة" حوالي 110 مرات، مسبوقة في 97 منها بعبارة حدثنا أو أخبرنا أو حدثني أو أخبرني، وفي 13 مرة فقط ورد: "الرمادي قال". ويستنتج من ذا أن الرواية كانت مباشرة، وقد يؤيد ذلك ما نجده في ترجمة الرمادي في أعلام الزركلي:
الرمادي
(182 - 265 هـ = 798 - 877 م)
أحمد بن منصور بن سيار البغدادي الرمادي، أبو بكر: حافظ ثقة، رحل في طلب الحديث وأكثر الكتابة والسماع، وصنف (المسند) في الحديث. وكان مذهبه التوقف في مسألة خلق القرآن
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد طلحة مكي]ــــــــ[01 - Apr-2010, مساء 05:18]ـ
فائدتان في ترجمة الرمادي، من " سير أعلام النبلاء ":
1 - قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: كَانَ الرَّمَادِيُّ إِذَا مرض يَسْتَشفِي بِأَنْ يَسمعُوا عَلَيْهِ الحَدِيْثَ.
2 - قال الذهبي: وفيها (أي سنة 265) مات ... وَالمنتظَرُ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ، وَالرَّافِضَةُ تَقُوْلُ: لَمْ يمُتْ، بَلِ اخْتَفَى فِي السّردَابِ.(/)
هل سمع الحسن البصري من علي؟
ـ[حسام كمال]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 03:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال علي بن المديني: الحسن لم ير عليا إلا أن يكون رآه بالمدينة وهو غلام
وسئل أبو زرعة: لقي الحسن أحدا من البدريين؟. قال: رآهم رؤية رأى عثمان بن عفان وعليا. قلت: سمع منهما حديثا؟. قال: لا، وكان الحسن البصري يوم بويع لعلي رضي الله عنه ابن أربع عشرة ورأى عليا بالمدينة ثم خرج علي إلى الكوفة والبصرة ولم يلقه الحسن بعد ذلك.
وقال الحسن: رأيت الزبير يبايع عليا رضي الله عنهما.
سئل أبو زرعة الحسن البصري لقي أحدا من البدريين قال رآهم رؤية رأى عليا قلت سمع منه حديثا قال لا.
وقال الترمذي: ولا نعرف للحسن سماعا من علي بن أبي طالب.
لكن قال الترمذي في العلل الكبير (405): ((وسألت محمدا عنه يعني حديث الحسن عن علي بن أبي طالب رفع القلم الحديث فقال: الحسن قد أدرك عليا وهو عندي حديث حسن))
فليت من يفيد في هذا الأمر؟.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:01]ـ
بارك الله فيك
الحسن لم يسمع من علي نعم أدركه ورآه لكن لم يسمع منه
وانظر هذا الرابط ودقق في كلام الحافظ الذي نقله السخاوي في الجواهر والدرر وهو في آخر الرابط:
ما تقولون في سماع الحسن البصري من علي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=784625#post78 4625)
أما قول البخاري فليس فيه إثبات لسماع الحسن من علي رضي الله عنه لوجوه:
/// ما علم من مذهب البخاري من اشتراطه ثبوت السماع
/// أنه كقول الترمذي في السنن ح1423:
"وفي الباب عن عائشة حديث علي حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روي من غير وجه عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بعضهم وعن الغلام حتى يحتلم ولا نعرف للحسن سماعا من علي بن أبي طالب وقد روي هذا الحديث عن عطاء بن السائب عن أبي ظبيان عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث ورواه الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس عن علي موقوفا ولم يرفعه والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم قد كان الحسن في زمان علي وقد أدركه ولكنا لا نعرف له سماعا منه وأبو ظبيان اسمه حصين بن جندب"
فهو من باب التنبيه على ما يخشى وقوعه وفهمه أو من باب زيادة الجواب عن مقدار السؤال للإفادة
/// أن البخاري يرى صحة الحديث مرفوعا عن عائشة وموقوفا على علي أما كلامه عن حديث عائشة ففي العلل الكبير للترمذي قبل الكلام على حديث علي
وأما كلامه عن حديث علي فقال في الصحيح له في باب الطلاق في الإغلاق ..
"وقال علي ألم تعلم أن القلم رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ"
وهذا لفظ حديث أبي الظبيان كم في حديث ابن الجعد للبغوي وانظر الفتح
/// فقول البخاري عن حديث علي حسن أي لأنه جاء من غير وجه فقد جاء من طريق أبي ظبيان وأبي الضحى
والله أعلم
ـ[ابن رشد]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 01:13]ـ
وذكر الحافظ ابن كثير أنه لم يسمع من علي
ذكره في مواضع من تفسيره
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 02:07]ـ
انظر في كتاب شيخنا الشيخ الدكتور عميد كلية الشريعة في الكويت-مبارك سيف الهاجري-التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة-رسالة الماجستير-باشراف العلامة الشيخ عبدالمحسن العباد.
قال الشيخ حفظه الله في خلاصة مبحث سماع الحسن من علي رضي الله عنه:
والخلاصة .. ان الحسن البصري عاصر علي بن ابي طالب رضي الله عنه, وكان له من العمر عند وفاته ما يقارب تسعة عشر عاما,
واقد اثبت بعض الائمة انه رآه بالمدينة في صباه, وجاء في مسند ابي يعلى باسناد حسن تصريحه بالسماع منه, فثبت بهذا سماعه منه في الجملة, واما مارواه عن علي رضي الله عنه من قضائه في الكوفة, فالظاهر فيه الانقطاع, والله اعلم بالصواب.
ومن باب الفائدة واختصارا للوقت: قال الشيخ في صفحة (279) , وألف السيوطي رسالة مستقلة, رجح فيها سماع الحسن من علي رضي الله عنه.
-ثم قال في الحاشية من نفس الصفحة (وهي-اي رسالة السيوطي-اتحاف الفرقة برفو الخرقة).ثم يقول الشيخ: اقول: وقد قمت-بعد الدكتوراة- بتحقيق هذه الرسالة, وفيها تعلقات مهمة, وتنبيهات حول سماع الحسن من علي رضي الله عنه اوسع مما ذكر هنا فلتراجع. انتهى.
-ولكن العجيب اني -على ما اذكر- سمعت من الشيخ خلال شرحه لكتاب الباعث الحثيث منذ زمن ليس ببعيد ولكن بعد الدكتوراة-اعتقد في سنة 2004 ميلادية- انه رجح عدم سماع الحسن من علي رضي الله عنه!!
فأعطني مهلة حتى اساله عن الموضوع ثم اجيبك.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[28 - Oct-2008, صباحاً 04:19]ـ
و هذا السماع هو عمدة متبثي الخرقة و قد انكره شيخ الاسلام و كذلك وجدت توسعا كبيرا في اتباثه في كتاب "البرهان الجلي، في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي " للشيخ أحمد بن الصديق الغماري في رده على شيخ الاسلام و ابن خلدون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 12:51]ـ
سألت الشيخ حفظه الله عن رسالة السيوطي التي في اثبات صحة سماع الحسن من علي رضي الله عنه؟ فأجاب بأنها لا تثبت!
اما عن سماع الحسن من علي رضي الله عنه فلا يثبت منه الا فيما صرح فيه بالسماع.
اما رواية ابي يعلى التي فيها التصريح بالسماع فليست في النسخة المطبوعة, ولكن ذكرها بعض اهل العلم, والله علم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 08:44]ـ
بارك الله فيكم
أرجو مراجعة الرابط المحال عليه
وينبغي هنا استحضار ما كان عليه الأئمة من عدم الاغترار بذكر التحديث والسماع في كثير من الأسانيد وخاصة أسانيد أهل الشام
قال الزين ابن رجب في شرح العلل:
"قال أحمد: البهي ما أراه سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة
قال: وفي حديث زائدة عن السدي عن البهي قال: حدثتني عائشة
قال: وكان ابن مهدي سمعه من زائدة وكان يدع منه "حدثتني عائشة ينكره
وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول: هو خطأ يعني ذكر السماع
قال في رواية هدبة عن حماد عن قتادة نا هلاد الجهني:"هو خطأ، خلاد قديم، ما رأى قتادة خلاداً.
وذكروا لأحمد قول من قال: عن عراك بن مالك سمعت عائشة فقال: هذا خطأ وأنكره، وقال: عراك من أين سمع من عائشة؟ إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي: أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه، فيظن أصحابه أنه سمعه، فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون بسماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك.
وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد
فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شئ يذكر فيه الإخبار عن شيوخه، ويكون منقطعاً.
وذكر أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم أنا منصور بن زاذان، قال أحمد: ولم يسمعه هشيم من منصور ........
وقال أي أحمد في سماع الزهري من عبد الرحمن بن أزهر: قد رآه - يعني ولم يسمع منه - قد أدخل بينه وبينه طلحة بن عبد الله ابن وهب.
ولم يصحح قول معمر وأسامة"عن الزهري سمعت عبد الرحمن بن أزهر".
فإذا وقع الخطأ في ذكر الإخبار والتحديث والسماع في الأسانيد من أمثال شعبة ومعمر فوقوعه ممن هو دونهما أولى
فحتى لو ثبت إسناد أبي يعلى فلا يحتمل من رجاله ذكر هذا الخبر بين الحسن وعلي ولا يرد به نفي الآئمة الكبار وأدلتهم في سماع الحسن من علي
بل يقال اخطا أحد رجال الإسناد بذكر الخبر بينهما والله أعلم
ـ[حسين أحمد اللندني]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 09:11]ـ
http://www.minhajbooks.com/books/images-books/al-qaul-ul-qawi/al-qaul-ul-qawi_1.pdf
ـ[المخضرمون]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 03:19]ـ
أما قول البخاري فليس فيه إثبات لسماع الحسن من علي رضي الله عنه لوجوه:
/// ما علم من مذهب البخاري من اشتراطه ثبوت السماع.
لم يقم دليل على هذا وكل من كتب لم يف بما قلت.
فشرط البخاري لم يثبت الا مجرد استنباط وفي الحقيقة هما سواء في الشرط.
والله أعلم.(/)
تسجيلات دروس الشيخ سعد بن عبد الله الحميد في شرح (رسالة في اختلاف ألفاظ الحديث)
ـ[الألوكة]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 09:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الإخوة الكرام حفظهم الله،
إليكم رابط التسجيل للدرس الأول لشرح (رسالة في اختلاف ألفاظ الحديث النبوي) للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، والذي يلقيه مساء كل خميس فضيلة الشيخ سعد بن عبد الله الحميد، عقب صلاة العشاء بتوقيت الرياض، والذي ينقل اليكم مباشرة عبر الغرفة الصوتية العلمية لموقع الألوكة.
كما نود أن نعتذر للإخوة الكرام عن الإنقطاعات التي حصلت في الغرفة الصوتية الخميس الماضي بسبب بعض الأعطال الفنية والتي سيتم تفاديها بإذن الله في المرات القادمة، ولقد قمنا بعمل مونتاج للدرس الأول حتى يكون الدرس كاملاً بدون إنقطاعات وفراغات صوتية،وسيتم إدراج روابط الدروس الباقية تباعاً بعد انعقادها بإذن الله وتوفيقه، وإليكم رابط الدرس الأول:
الدرس الأول: http://dl.alukah.net/resalah_saad/1-1.rar
لا تحرمونا من دعائكم،
أخوكم أبو عمر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 07:11]ـ
وَعَلَيْكُم السَّلام ورَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ:
شَكَرَ اللَّهُ لَكُم أخَانا الغالي أبا عُمَرَ،
ونَفَعَ بشَيْخِنا سعد بن عبد اللَّه آل حُمَيِّد،
ورحم الإمامَ مُحمَّد بْنَ إسماعيلَ الأمير الصَّنعانيّ.
آمين.
ـ[الآجري]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 07:32]ـ
بارك الله فيك أبا عمر ..
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 10:33]ـ
جزاك الله خيرًا أبا عمر ونفع الله بشيخنا وأطال في النفع والخير بقاءه.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - Oct-2008, صباحاً 09:27]ـ
الرابط لايعمل
تخرج لي هذه الرسالة
---------------------------
1 - 1. rar
---------------------------
خطأ في الإتصال. لا يوجد هذا المضيف فاسمه يبدو غير صالحا
إبحث تحت عن الأسباب المحتملة لهذا الخطأ
1.قد يعوق الجدار الناري البرنامج عن الإتصال بالإنترنت فضلا قم بتغيير
التفاصيل:
dl.alukah.net لا يمكن العثور على الملقم
---------------------------
OK
---------------------------
ـ[الألوكة]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 09:33]ـ
حياك الله أخي الكريم،
لقد قمت بالتأكد من الرابط وهو يعمل بدون أي مشكلة!!
لربما كان الخلل في إعدادات برنامج الحماية الذي تستخدمه على جهازك كما قد يبدو لي من رسالة الخطأ التي أوردتها فالجدار الناري له علاقة بحماية الجهاز من عمليات الإتصال الغير مرغوب فيها.
أما إن كنت في مصر فقد تواجهك هذه المشكلة أحياناً بسبب بعض شركات مزودي الخدمة، وكل ماعليك عمله هو محاولة تنزيل الملف باستخدام اشتراك انترنت آخر غير الذي استخدمته في المرة الأولى.
أتمنى أن يكون ما كتب هنا عونا لك في تخطي هذه المشكلة.
دمت في رعاية الله وحفظه،،
أخوك أبو عمر،،
ـ[رقاء]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ المشرف الفني جزاكم الله خيرا
كرما .. ليتكم تستعجلون في إدراج ملف الدرس الثاني ..
فإنه يحتاج لشرح أكثر من الأول، وكذا ليتسنى متابعة الدرس الثالث في موعده - إن شاء الله - على بصيرة.
وفقكم الله لرضوانه .. آمين
ـ[الألوكة]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 05:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اليكم رابط الدرس الثاني:
http://dl.alukah.net/resalah_saad/2-2.rar
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 06:18]ـ
حجم الملف للدرس الأول وكذلك الثانى كبير جداً هل يمكننى بعد ضغطهما ببرامج ضغط الأصوات أن أرفعهما هنا؟
ـ[رقاء]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
أحاول التحميل .. دون جدوى! ليتكم تراجعون الرابط!!
أو أي محسن يتكرم برفعه على موقع آخر!
ـ[الألوكة]ــــــــ[03 - Nov-2008, مساء 09:40]ـ
حجم الملف للدرس الأول وكذلك الثانى كبير جداً هل يمكننى بعد ضغطهما ببرامج ضغط الأصوات أن أرفعهما هنا؟
نكون لك من الشاكرين يا أبا محمد ..
بل يزداد شكرنا لك لأننا نشكرك اصلا لوجودك معنا في المجلس العلمي
أخوك أبو عمر،،
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 02:25]ـ
نكون لك من الشاكرين يا أبا محمد ..
الأخ الفاضل أبو عمر ..
أفعل إن شاء الله ..
ويشرفنى أن أكون خادماً للعلم وأهله وخاصة أهل الحديث الغر الميامين.
بل يزداد شكرنا لك لأننا نشكرك اصلا لوجودك معنا في المجلس العلمي
لا أخى الكريم
بل أنا الشاكر لأصحاب الموقع بوجودى هنا وتحملهم لي:)
ويشرفنى ويزيد سعادتى وجودى بين طلبة العلم من الأخوة المشرفين والأعضاء وأهل العلم كالشيخ الدكتور الحبيب / سعد الحميد وفقه الله.
أحب الصالحين ولست منهم ... لعلى أن أنال بهم شفاعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, صباحاً 03:36]ـ
تفضلوا الملف الأول بعد تعديله صوتياً بدون تغيير لجودة الصوت وبحجم 9 م. ب
http://www.zshare.net/download/5086277982933871/
ـ[رقاء]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 06:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا .. كتب أجركم (الدعم الفني)، والاستاذ العمري
الآن يعمل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2008, مساء 09:03]ـ
مرفق الملف الثانى مضغوط حجمه إلى حوالى 10 م. ب مع الحفاظ على الجودة
http://www.zshare.net/audio/5088936288e67e2f/
ـ[الألوكة]ــــــــ[09 - Nov-2008, مساء 05:08]ـ
رابط الدرس الثالث:
http://dl.alukah.net/resalah_saad/3-3.rar
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[16 - Nov-2008, مساء 09:28]ـ
جَزاكُم اللَّهُ خَيْرًا،وبارَكَ فيكُم.
ـ[الألوكة]ــــــــ[23 - Nov-2008, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
رابط الدرس الرابع: http://dl.alukah.net/resalah_saad/4-4.rar
ـ[الألوكة]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 07:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
رابط الدرس الخامس:
http://dl.alukah.net/resalah_saad/5-5.rar
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 08:17]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طالبة علم ... ]ــــــــ[18 - Dec-2008, مساء 08:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأسبوع الماضي هل كان هنالك درس.؟ (13/ 12)
جزاكم الله خير
ـ[الألوكة]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
درس الشيخ / سعد الحميد، الذي بعنوان: شرح رسالة في مختلف ألفاظ الحديث للصنعاني، انتهى بفضل الله بالدرس الخامس وكان ذلك في الأسبوع الذي قبل الحج.
ولقد بدأ فضيلة الشيخ درسه الجديد بعنوان: شرح كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام.
وكان الدرس الأول يوم الخميس الماضي أي البارحة، وهو منقول مباشرةً عبر الغرفة الصوتية، وسنضع الملفات الصوتية الخاصة بالدرس الجديد تباعاً ان شاء الله فور توفرها.
دمتم في رعاية الله وحفظه،،(/)
وجوه ترجيح أحكام المتقدمين على المتأخرين في علل الأحاديث، للشيخ حمد العثمان
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وبعد:
فقد صدر مؤخرًا كتاب (المحرر في مصطلح الحديث)، تأليف: حمد بن إبراهيم العثمان، وقد ضمّنه بحثين محكّمين، أحدهما بحث (وجوه ترجيح أحكام المتقدمين على المتأخرين في علل الأحاديث)، فرأيتُ نسخه لإفادة الإخوة بما فيه، وجعلتُ هوامش البحث بين معقوفين بخط صغير، وصححت شيئًا يسيرًا في أصل البحث، وجعلته بين معقوفين، وما جعله الشيخ بالخط الأسود العريض في الكتاب؛ جعلته باللون الأحمر.
* * *
وقد قال المؤلف في مقدمة كتابه (ص7): ( ... وفيما يتعلق بعلم الحديث؛ استفدت كثيرًا من فضيلة الشيخ إبراهيم اللاحم -وفقه الله-، والذي قام بمراجعة وجوه ترجيح أحكام المتقدمين على المتأخرين في علل الأحاديث من هذا الكتاب).
وبعد أن عقد باب المعلل، وذكر بعض أجناس العلل الخفية، ونبّه على فضل المتقدمين في نقد الأحاديث وبيان عللها= قال (ص308 - 348):
وجوه ترجيح أحكام المتقدمين:
لا بد هنا من بيان بعض أسباب قوة الحدس عند المتقدمين، لأن معرفة ذلك مما يوجب التشبث بأحكام المتقدمين، وأن تقع تصحيحاتهم في القلوب موقعها، بخلاف من يعظم في نفسه حكم المتأخر، وإذا ذُكر له حكم المتقدم أخّره، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فالأسباب كثيرة، ولكن أمهاتها ترجع إلى ما يلي:
الأول: التقدم:
فهذه اللفظة بمجردها تعني الكثير، فالمتأخرون خلف المتقدمين، والسلف أعلم وأحكم.
والمتقدمون أتقى لله ممن خَلَفهم، والتقوى سبب العلم، وما زال العلم في نقص.
قال الشاطبي -رحمه الله- (ت: 790هـ): «فأعمال المتقدمين في إصلاح دنياهم ودينهم على خلاف أعمال المتأخرين، وعلومهم في التحقيق أقعد، فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين، والتابعون ليسوا كتابعيهم، وهكذا إلى الآن» [الموافقات (1/ 97)].
والحافظ السخاوي -رحمه الله- (ت: 902هـ) لما ذكر طبقات العلماء الذين تكلموا في الرجال بدأ بالصحابة حتى انتهى إلى طبقة شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني، ثم قال: «وآخرون من كل عصر ممن عدَّل وجرَّح، ووهَّن وصحَّح.
والأقدمون أقرب إلى الاستقامة، وأبعد من الملامة ممن تأخر، وما خفي أكثر» [الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، بواسطة (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) عناية د. عبدالفتاح أبو غدة ص129].
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:05]ـ
ثانيًا: علو الإسناد:
خصوصية أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في الإسناد معلومة، فكما أن هذه خصوصية لنا بين سائر الملل، فكذلك خصوصية علو الإسناد للمتقدمين بالنسبة لمن تأخر عنهم.
فنزول الإسناد يوعِّر الطريق على المتأخرين، وعلو الإسناد يقرِّب الطريق ويوضحه، وييسر الوقوف على مواطن الخلل منه.
قال ابن الملقن -رحمه الله- (ت: 804هـ): «كلما طال السند كثر البحث عن أحوال الرجال» [الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (2/ 543)].
فالصحابي يُشافه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن لم يُشافهه فإنه يأخذ عن صحابي آخر شافه النبي-صلى الله عليه وسلم- وعاين الواقعة وشهدها، ولذلك مرسل الصحابي حجة، لندرة أخذ الصحابة عن التابعين الضعفاء أو عدمه.
لذلك قال أبو عبدالله محمد بن عمر بن رُشيد الفهري -رحمه الله- (ت: 721هـ): «فإن اعترضت أيها الإمام بإمكان احتمال الإرسال عن تابعي إذ يحتمل أن يكون الصحابي رواه عن تابعي عن صحابي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن أرسله، قلنا: نادر بعيد، فلا عبرة به.
وغاية ما قدر عليه الحفاظ المعتنون أن يُبرزوا من ذلك أمثلة نَزْرة تجري مجرى المُلَح في المذاكرات والنوادر في النوادي» [السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن ص120، 121. مجموع ما ذكره الحافظ ابن حجر -رحمه الله- من تلك الروايات في كتابه (نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين) ثمان وثلاثون، وقال في النكت (2/ 570): «وقد تتبعت روايات الصحابة -رضي الله عنهم- عن التابعين، وليس فيها من رواية صحابي عن تابعي ضعيف في الأحكام شيء يثبت، فهذا يدل على ندور أخذهم عمن يضعف من التابعين»].
والتابعي يُشافه الصحابة، وكبار التابعين رواياتهم أنقى، وإذا أرسل التابعي تُوُقِّف في مرسله حتى تظهر الواسطة، فما ظنك برواية تابع التابعي؟! فكيف إذا نزل الإسناد، فإن الحال حينئذ أصعب وأخفى.
قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- (ت: 728هـ): «فأوائلهم كان لهم شيخ عالي الإسناد، بينه وبين الله واحد معصوم عن معصوم سيد البشر عن جبريل عن الله -عز وجل-، فطلبه مثل أبي بكر، وعمر، وابن مسعود، وأبي هريرة الحافظ، وابن عباس، وسادة الناس الذين طالت أعمارهم، وعلا سندهم، وانتصبوا للرواية الرفيعة، فحمل عنهم مثل مسروق، وابن المسيب، والحسن البصري، والشعبي، وعروة، وأشباههم من أصحاب الحديث، وأرباب الرواية والدراية، والصدق والعبادة، والإتقان والزهادة، الذين من طلبتهم مثل الزهري، وقتادة، والأعمش، وابن جحادة، وأيوب، وابن عون.
وأولئك السادة الذين أخذ عنهم الأوزاعي، والثوري، ومعمر، والحمادان، وزائدة، ومالك، والليث، وخلق سواهم من أشياخ ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ويحيى بن آدم، والشافعي، والقعنبي، وعدة من أعلام الحديث الذين خلفهم، مثل أحمد بن حنبل، وإسحاق، وابن المديني، ويحيى بن معين، وأبي خثيمة، وابن نمير، وأبي كريب، وبندار، وما يليهم من مشيخة البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، وأبي زرعة، وأبي حاتم، ومحمد بن نصر، وصالح جزرة، وابن خزيمة، وخلائق ممن كان في الزمن الواحد منهم ألوف من الحفاظ ونقلة العلم الشريف» [زغل العلم ص31، 32].
ولأجل هذا اعترف المتأخرون بأنهم مقلدة للمتقدمين في علل الأحاديث بسبب التأخر والنزول، فقال أبو الفرج علي بن عبدالرحمن ابن الجوزي -رحمه الله- (ت: 597هـ): «وقد كان قدماء العلماء يعرفون صحيح المنقول من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ثم يستخرجون حكمه ويستنبطون علمه، ثم طالت طرق البحث من بعدهم فقلدوهم فيما نقلوا» [مقدمة الموضوعات (1/ 31)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:06]ـ
ثالثًا: ضبط الاصطلاح:
المتأخرون عيال على المتقدمين في اصطلاحاتهم في علم الحديث خاصة، فغاية ما يفعله المتأخر هو البحث والكشف عما قاله المتقدم في رواة الحديث، ثم إعمال كليات وقواعد أولئك الأئمة المتقدمين في الحكم على المنقولات.
فأين منزلة من يلتمس معاني كلام غيره مع محاولة معرفة المحامل التي خرج عليها الكلام، من صاحب الكلام أصالة؟!
وانظر إلى ما عاناه المتأخرون من طلب حدود دقيقة لاصطلاحات المتقدمين، لتقف على حقيقة الفرق بين المتكلم أصالة، وبين المتلمس لمعاني غيره.
فالحسن استعمله المتقدمون في معاني مختلفة، كالغريب والصحيح وما هو دونه، ويحدد ذلك سياق الكلام. واضطربت عبارات المتأخرين في حدِّه، حتى قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- (ت: 728هـ): «لا تطمع بأن للحسن قاعدة تندرج كل الأحاديث الحسان فيها، فأنا على إياس من ذلك» [الموقظة ص28].
ومن اللطائف أن الترمذي هو أول من حدَّ الحسن وعرَّفه، ومع ذلك فإن تعريفه للحسن لم يرتضه العلماء، وليس عليه عمل من بعده.
والحال كذلك بالنسبة لحدود العلل التي تُضعف بها الأحاديث، والاختلاف الواقع في المتون.
قال الحافظ العلائي -رحمه الله- (ت: 763هـ): «ولم أجد إلى الآن أحدًا من الأئمة الماضين شفى النفس في هذا الموضع بكلام جامع يُرجع إليه، بل إنما يوجد عنهم كلمات متفرقة، وللبحث فيها مجال طويل» [نظم الفرائد ص112، وانظر المقترب في بيان المضطرب ص67].
وليس معنى هذا أن المتقدمين لا يأتمون بشيء، وليس لهم قاعدة صلبة ينطلقون منها، كلا، فأحكامهم على الأحاديث قاضية بتوافقهم في قواعد التمييز بين المرويات.
وقد قال رجل لأبي زرعة الرازي: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة يعني محمد بن مسلم بن وارة وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل، فاتفقت كلمتهم عليه، فقال: أشهد أن هذا العلم إلهام [رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص113 أخبرني أبو علي الحسين بن محمد بن عبدويه الوراق بالري قال ثنا محمد بن صالح الكيليني قال سمعت أبا زرعة وقال له رجل: فذكره].
فالشأن إذاً في قدرة المتأخر في الإفصاح عن تلك القواعد، وقل مثل ذلك في فهم ألفاظ أئمة الجرح والتعديل في الرواة، فألفاظ الجرح والتعديل تختلف أحيانًا من إمام لإمام، وأحيانًا يُغرب المتقدم في بعض العبارات التي يستعملها [انظر: (شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال للدكتور سعدي الهاشمي]، وأحيانًا تختلف عبارات الإمام الواحد في الراوي الواحد.
وأحيانًا يكون كلام إمام الجرح والتعديل في الراوي احتياطًا، فيأتي من لم يتلمح ذلك فينزل بالراوي عن درجته ويقع منه الزلل.
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «وهم -يعني أئمة الجرح والتعديل- مع ذلك مختلفون في الاستدلال على أحوال الرواة، فمنهم المبالغ في التثبيت، ومنهم المتسامح، ومن لم يعرف مذهب الإمام منهم ومنزلته من التثبت لم يعرف ما تعطيه كلمته، وحينئذ: فإما أن يتوقف، وإما أن يحملها على أدنى الدرجات، ولعل ذلك ظلم لها، وإما أن يحملها على ما هو المشهور في كتب المصطلح، ولعل ذلك رفع لها عن درجتها» [الاستبصار في نقد الأخبار ص7].
وأحيانًا يكون حكم الإمام في الراوي مقارنةً بأقرانه، أو جوابًا لسؤال، أو يتكلم في الراوي بما لا يتكلم في غيره لخصوصية في ذلك الراوي، قال أبو الوليد الباجي -رحمه الله- (ت: 474هـ): «إن ألفاظهم في ذلك تصدر على حسب السؤال، وتختلف بحسب ذلك، وتكون بحسب إضافة المسؤول عنهم بعضهم إلى بعض، وقد يُحكم بالجرحة على الرجل بمعنى لو وُجد في غيره لم يُجرح به لما شُهر من فضله وعلمه، وأن حاله يحتمل مثل ذلك» [التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح (1/ 287)].
وقال الحافظ الذهبي -رحمه الله-: «نحن نفتقر إلى تحرير عبارات التعديل والجرح وما بين ذلك من العبارات المتجاذبة ثم أهم من ذلك أن نعلم بالاستقراء التام عُرف ذلك الإمام الجهبذ واصطلاحه ومقاصه بعباراته الكثيرة» [الموقظة ص82].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك حار الذهبي -رحمه الله- في فهم بعض اصطلاحات أئمة الجرح والتعديل في بعض الرواة، فقد نقل الذهبي -رحمه الله- عن أبي خيثمة أنه قال في أبي مصعب أحمد بن أبي بكر القاسم الزهري: «لا تكتب عن أبي مصعب، واكتب عمن شئت»، وعلق الذهبي بقوله: «ما أدري ما معنى قول أبي خيثمة» [ميزان الاعتدال (1/ 84)، لكنه علّل ذلك في سير أعلام النبلاء (11/ 437) بقوله: «أظنه نهاه عنه لدخوله في القضاء والمظالم»].
ووقع بسبب التباين في تعيين المراد بكلام المتقدم اختلاف كبير في الحكم على الرواة والأسانيد والأحاديث.
فالبخاري في ترجمة أوس بن عبدالله الربعي أبي الجوزاء البصري قال: قال لنا مسدد عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء قال: أقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتي عشرة سنة، ليس من القرآن آية إلا سألتهم عنها.
قال البخاري: «في إسناده نظر» [التاريخ الكبير (2/ 16، 17 - رقم 1540)].
فقد تباين العلماء في مراد البخاري بقوله: «في إسناده نظر»، فقد قال ابن عدي: «ويقول البخاري في إسناده نظر، أنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة وغيرهما، لا لأنه ضعيف عنده» [الكامل في الضعفاء (1/ 402)]، ولأجل هذا ذهب البعض إلى تضعيف رواية أبي الجوزاء عن عائشة بالانقطاع.
بينما الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (ت: 852هـ) قال: «وقول البخاري (في إسناده نظر، ويختلفون فيه) إنما قاله عقب حديث رواه له في التاريخ من رواية عمرو بن مالك النكري، والنكري ضعيف عنده»، ومن أجل هذا صحح بعض أهل العلم رواية أبي الجوزاء عن عائشة -رضي الله عنها-[انظر غرر الفوائد المجموعة لرشيد الدين العطار ص338].
وكذلك الحال بالنسبة إلى حكيم بن معاوية النميري، فقد اختلف المتأخرون في صحبته، وسبب اختلافهم يدور على تفسير مراد البخاري «فيه نظر»، هل ترجع إلى الإسناد أو إلى صحبته.
قال سبط ابن العجمي -رحمه الله- (ت: 841هـ): «اعترض مغلطاي على المزي في قوله: مختلف في صحبته، وقال: وسبقه في ذلك صاحب الكمال، وفيه نظر: لأن البخاري صرح بسماعه من النبي -صلى الله عليه وسلم-»، ثم ذكر عدة من ذكره في الصحابة، وقال: « ... وأبو نعيم، وابن عبدالبر، وقال: من جمع في الصحابة ذكره فيهم، وذكر هو وأبو منصور البارودي أن البخاري قال: في صحبته نظر، وكأن هذا هو المُوْقع لعبد الغني الذي تبعه المزي، ثم إن قول ابن عبدالبر والبارودي: إن البخاري قال: في صحبته نظر، فيه نظر، لأن الذي قاله البخاري من خط ابن الأبار وأبي ذر: حكيم بن معاوية النميري، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-، في إسنادهما نظر. وأما النسخة التي بخط ابن الباذش، فليس هذا فيها، إنما ذكر السماع من غير تعرض لشيء آخر، فحاصله: أن البخاري لم ينص على أن في صحبته نظر، إنما حكم على الإسناد بالنظر، وصدق، لأنه يدور على إسماعيل بن عياش، وهو عنده ضعيف، لا أنه حكم على الصحبة، لاحتمال ثبوتها عنده بالاستفاضة» [نهاية السول في رواة الستة الأصول (3/ 484)].
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:07]ـ
رابعًا: الاطلاع على أصول الرواة:
أصول الراوي من أعظم الكواشف عن درجة ضبط الراوي فيما يُحدِّث من حفظه، وهي المرجع في التحقق من خطأ الراوي أو صدقه.
فإذا شك محدث في خطأ الراوي نظر في أصول مروياته، قال سليمان بن حرب: «كان يحيى بن معين يقول: في الحديث هذا خطأ، فأقول: (كيف صوابه؟) فلا يدري، فأنظر في الأصل فأجده كما قال!» [شرح علل الترمذي (1/ 219)].
وسأل البرذعي أبا زرعة الرازي عن سويد بن سعيد وقال في سؤاله: ايش حاله؟ قال: «أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله، وأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا» [أجوبة أبي زرعة الرازي على أسئلة البرذعي (2/ 409)].
وكان الراوي يأتي إلى الواحد من أئمة الجرح والتعديل، ويُطلعه على أصوله لينتقي ما صح من مروياته، قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: «وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل -يعني ابن أبي أويس- أخرج له -يعني البخاري- أصوله، وأذن له أن ينتقي منها، وأن يُعلِّم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه» [هدي الساري ص391].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الراوي إذا انتقد عليه أئمة الجرح والتعديل شيئًا من حديثه أخرج أصول مروياته ليدفع ما أُنكر عليه. قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي نا حجاج بن محمد الترمذي عن ابن جريج قال أخبرني أبو جعفر محمد بن علي «أن إبراهيم ابن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مات حمل إلى قبره على منسج الفرس».
قال عبد الله: قال أبي: كان يحيى وعبد الرحمن أنكراه عليه، فأخرج إلينا كتابه الأصل قرطاس، فقال: ها أخبرني محمد بن علي [رواه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 38 - رقم 1114) أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل نا محمد بن أحمد بن الحسن نا عبد الله بن أحمد بن حنبل به].
وأصول الرواة فُقدت، وضاع على المتأخرين باب كبير من أبواب التحقق من مرويات الراوي، ولذا تجد كثيرًا من الأحاديث أعلها المتقدمون وبرهانهم في ذلك أصل الراوي، وهو أعظم البراهين قوةً.
وهذا البخاري لما علل أحد الأحاديث معتمدًا على أصل الراوي قال: «فهذا أصح لأن الكتاب أحفظ عند أهل العلم، لأن الرجل يحدث بشيء ثم يرجع إلى الكتاب فيكون كما في الكتاب» [جزء رفع اليدين ص115 - بتخريج العلامة بديع الدين الراشدي -رحمه الله-].
وبعد ضياع الأصول فلا تكاد تقف على حديث أعله المتأخرون واستندوا فيه إلى أصول الرواة. ولذا أقر المتأخرون بصعوبة نقد الحديث عليهم مقارنة بالمتقدمين، قال الحافظ الذهبي -رحمه الله- (ت: 728هـ): «وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول، وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت علينا الأسانيد، وفُقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدَّخَلُ على الحاكم في تصرفه في (المستدرك)» [الموقظة ص46].
وقال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «واعلم أن المتقدمين كانوا يعتمدون على الحفظ، فكان النقاد يعتمدون في النقد عدالة الراوي، واستقامة حديثه، فمن ظهرت عدالته وكان حديث مستقيمًا وثقوه، ثم صاروا يعتمدون الكتابة عند السماع، فكان النقاد إذا استنكروا شيئًا من حديث الراوي طالبوه بالأصل، ثم بالغوا في الاعتماد على الكتابة وتقيد السماع، فشدد النقاد، فكان أكثرهم لا يسمعون من الشيخ حتى يشاهدوا أصله القديم الموثوق به، المقيد سماعه فيه، فإذا لم يكن للشيخ أصل لم يعتمدوا عليه، وربما صرح بعضهم بتضعيفه» [التنكيل (1/ 200 - 201)].
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:08]ـ
خامسًا: اتساع أسباب الحكم على الراوي عند المتقدمين، وضيقها عند المتأخرين:
المتأخرون عيال على المتقدمين في الحكم على الراوي، فغاية ما يفعله [المتأخر] هو الاعتزاء إلى ما قاله المتقدمون في الراوي، فعنهم يأخذ وبحكمهم يحكم.
قال أبو بكر الحازمي -رحمه الله- (ت: 584هـ) في شأن عبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان -رحمهما الله-: «وهما إمامان عليهما مدار النقد في النقل، ومن عندهما يُتلقى معظم شأن الحديث» [شروط الأئمة الخمسة ص72].
وإن كان بعض المتأخرين رام استقراء مرويات الراوي، فيخلص إلى ما يوافق أحكام أئمة الجرح والتعديل أو يخالف بعضهم كما فعل الإمام الجهبذ أبو أحمد ابن عدي -رحمه الله-، بيد أن هذا الاستقراء دون استقراء المتقدمين، فهو استقراء ناقص، يستند فقط إلى مرويات الراوي في ضوء الثابت من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومثل هذا الاستقراء قاصر، لأنه لا يُقابل بأصول مرويات الراوي، لاستحالة ذلك بسبب الضياع الذين أصابها.
ومن اللطائف أن أبا الحسن ابن القطان -رحمه الله- (ت: 628هـ) وهو متأخر جدًا يعيب مثل ذلك على من تقدمه كثيرًا، فهذا موسى بن هلال البصري -رحمه الله- قال فيه ابن عدي -رحمه الله-: «أرجو أنه لا بأس به» [الكامل في الضعفاء (6/ 2350)].
فتعقبه ابن القطان بقوله: «وهذا من أبي أحمد قول صدر عن تصفح روايات هذا الرجل، لا عن مباشرة لأحواله، فالحق فيه أنه لم تثبت عدالته» [الوهم والإيهام (4/ 324). ويبقى ابن عدي إمامًا جهبذًا -رحمه الله-، قال فيه العلائي: «ابن عدي الحكم فيما اختُلف فيه من ذلك -يعني الحكم على الراوي-» نظم الفرائد ص260].
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هذا الاستقراء يقف صاحبه دون الجزم بصحة أفراد الراوي التي هي غاية ما يبغيه الناظر في مرويات الراوي، وهذه هي التي تُظهر النحرير من المحدثين ممن هو دونهم أو ممن هو عيال عليهم.
وبعض المتأخرين وكثير من المعاصرين يحار في الحكم على الأفراد، والمتقدمون لقوة حدسهم يزنون الراوي بأفراده.
قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- (ت: 795هـ): «وأما أكثر الحفاظ المتقنين، فإنهم يقولون في الحديث إذا تفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه (إنه لا يتابع عليه)، ويجعلون ذلك علة فيه» [شرح علل الترمذي (1/ 352)].
والمتقدمون أيضًا يُذاكرون الراوي في حديثه، ويشافهونه فيتبين لهم حاله، وهذا ما يُعرف بالمذاكرة.
وربما امتحنوا الراوي في أحاديثه مرة أخرى أو مرات، امتحانًا لجودة حفظ الراوي، ومذاكرة لتلك الأحاديث نفسها.
وكانوا أيضًا يعرضون حديث الراوي على أحاديث الثقات، لينظروا هل أحاديثه موافقة لأحاديثهم أو مخالفة لهم، ويحصل لهم بسبب ذلك العلم بمقدار ما أصاب فيه أو أخطأ من الأحاديث، ويُحصون ذلك إحصاءً، فترى أحدهم يذكر مذاكرته للراوي، وعدد الأحاديث التي ذاكره فيها، وعدد ما أخطأ فيه وأصاب.
فهذا المعيار والميزان لا يعرفه إلا أولئك، فلا أحد من المتأخرين يمكنه أن يزن راويًا بذلك الميزان، وذلك لأن المتقدم أدرك الراوة، والمتأخر إنما يأخذ بما آل إليه الميزان، فالخبر ليس كالمعاينة، فحساسية من قام بالوزن ليست كمن أُخبر بالوزن، فتأمل ذلك.
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (ت: 852هـ): «أولئك إنما أثنوا بما شاهدوا ووصفوا ما علموا بخلاف من بعدهم، فإن ثناءهم ووصفهم مبني على الاعتماد على ما نُقل إليهم، وبين المقامين فرق ظاهر، وليس العيان كالخبر» [هدي الساري ص485].
وبسبب هذا المعيار الدقيق فإن المتقدم يعرف ما أخطأ فيه الثقة، ولولا ما حصل من مذاكرة المتقدم، وما يترتب عليها من كشف ما أخطأ فيه الثقة، لجاء المتأخر وحكم بقبول كل مروياته لأنه ثقة.
قال الإما مسلم -رحمه الله- (ت: 261هـ): «وقد يكون من ثقات المحدثين من يضعف روايته عن بعض رجاله الذين حمل عنهم» [التمييز ص217. انظر لزامًا (الثقات الذين ضُعفوا في بعض شيوخهم) للدكتور صالح بن حامد الرفاعي].
وكذلك الضعيف عرف المتقدمون ما حفظه ووافق فيه الثقات، ولولا ذلك لجاء المتأخر، وحكم بضعف كل مروياته لأنه ضعيف.
ولذلك روى البخاري في صحيحه لبعض من تُكلم فيه ممن تميز صحيح حديثه من سقيمه، ومن لم تتميز أحاديثه تركه.
قال البخاري -رحمه الله- (ت: 256هـ): «ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه شيئًا، لأنه لا يُدرى صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئًا» [جامع الترمذي (2/ 199)].
وبهذا تعرف جناية البعض على أحاديث الصحيحين أو أحدهما، في رد الحديث المروي من طريق المتكلم فيه.
ومما ينبغي أن يعلم أن رواية البخاري ومسلم للراوي تعديل له، وهو تعديل فوق تعديل الراوي بمجرد توثيق الأئمة له، فهو توثيق وزيادة، والزيادة هي إجماع الأمة على قبول ذلك العمل، فتنبه.
قال الحافظ ابن دقيق العيد -رحمه الله- (ت: 702هـ): «ولمعرفة كون الراوي ثقة طرق منها: إيراد أصحاب التواريخ ألفاظ المزكين في الكتب التي صنفت على أسماء الرجال، ككتاب التاريخ، وابن أبي حاتم، وغيرهما.
ومنها تخريج الشيخين أو أحدهما في الصحيح (للراوي)، محتجين به. وهذه درجة عالية، لما فيها من الزيادة على الأول، وهو إطباق جمهور الأمة أو كلهم على تسمية الكتابين بالصحيحين، والرجوع إلى حكم الشيخين بالصحة.
وهذا معنى لم يحصل لغير من خُرِّج عنه في الصحيح، فهو بمثابة إطباق الأمة أو أكثرهم على تعديل من ذكر فيها» [الاقتراح في بيان الاصطلاح ص282 - 283].
ومن المعلوم المقرر أن بلدي الراوي أعلم به من غيره، فالحجازي أعلم برجال المدينة، والعراقي أعلم برجال البصرة والكوفة، والمصري أعلم بأهل مصر، والشامي أعلم برجال الشام، وهكذا.
فهذا الحافظ عبدالرحمن بن إبراهيم الدمشقي الملقب بدحيم (ت: 245هـ) له اختصاص بالرواة الشاميين ما ليس لغيره من أئمة الجرح والتعديل الحجازيين أو العراقيين، قال عنه الحافظ أبو يعلى الخليلي -رحمه الله- (ت: 446هـ): «ويُعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام وجرحهم» [الإرشاد في معرفة علماء الحديث (1/ 450)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الواحد من أئمة الجرح والتعديل يحيل على من هو أعلم منه من أقرانه إذا سئل عن بعض الرواة.
فإذا كان بلدي الراوي مقدمًا على غيره من أهل طبقته، فكذلك من عاصر الرواة، أولى وأحرى بالتقديم ممن جاء بعدهم؟!
قال ابن محرز: وسمعت يحيى وسئل عن (داود بن عمرو الضبي) فقال: لا أعرفه، من أين هذا؟ قلت: ينزل المدينة. قال: مدينتنا هذه أو مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: مدينة أبي جعفر. قال: عمن يُحدث؟ قلت: عن منصور بن الأسود، وصالح بن عُمر، ونافع بن عمر، فقال: هذا شيخ كبير، من أين هو؟ قلت: من آل المسيب. فقال: قد كان لهؤلاء نَفْسين متقشفين، أحدهما يتصدق والآخر يبيع القَصَب، لا أعرفه، أما لهذا أحد يعرفه؟ قلت: بلى، بلغني عن سَعْدويه أنه سئل عنه فقال: ذاك المشؤوم ما حَدّث بعد، وعرفه فقال: (سَعْدويه) أعرف بمن كان يطلب الحديث معه منا. ثم بلغني عن يحيى بن معين بعد، أو سمعته وسئل عنه فقال: لا بأس به، وبلغني أن أن يحيى سأل سعدوية عنه فحمده [معرفة الرجال ليحيى بن معين رواية ابن محرز (1/ 74 - رقم 193)].
وبهذا تعرف الخلل الذي دخل على المتأخرين ممن التفت عن أحكام أئمة الجرح والتعديل في معاصريهم من الرواة، وعوّل على كلام من لم يدركهم من أمثال أبي محمد ابن حزم، أو أبي عمر ابن عبدالبر.
فهذا أبو محمد عبدالحق الإشبيلي -رحمه الله- (ت: 582هـ) لما ساق حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف».
قال بعده: «عمارة بن غزية وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة، وقال فيه أبو حاتم ويحيى بن معين: صدوق صالح، وقد ضعفه بعض المتأخرين» [الأحكام الوسطى (2/ 187)].
وهذا عمل غير سديد، لذلك تتبعه أبو الحسن ابن القطان الفاسي -رحمه الله- (ت: 628هـ) بقوله: «وهو تعسف على عمارة بن غزية، فإنه ثقة عندهم، مخرج حديثه في الصحيح، وممن وثقه أيضا الكوفي، وقال النسائي: ليس به بأس.
ولا أعلم أحدًا ضعفه إلا ابن حزم، قال فيه في كتاب الإيصال: ضعيف. ذكره في الزكاة في غير هذا الحديث.
وأراه مَعْنيَّ أبي محمد ببعض المتأخرين، وإن هذا لعجب أن يترك فيه أقوال معاصريه أو من هو أقرب إلى عصره، ويحكي فيه عمن لم يشاهده، ولا قارب ذلك ما لا تقوم له عليه حجة» [الوهم والإيهام (5/ 569)].
وبهذا يظهر لك الخلل الذي لحق بعض المحققين في زماننا من التعويل على كتب المتأخرين والاستغناء بمجرد ذلك عن كتب المتقدمين في الحكم على الرواة، فضلاً عن عدم تلمح بعض أولئك لبعض التصرفات التي وقعت من المتأخرين في نقل عبارات المتقدمين.
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «أصحاب الكتب كثيرًا ما يتصرفون في عبارات الأئمة بقصد الاختصار أو غيره، وربما يُخل ذلك بالمعنى فينبغي أن يراجع عدة كتب، فإذا وجد اختلافًا بحث عن العبارة الأصلية ليبني عليها» [التنكيل (1/ 67)].
وإذا كنت ممن مارس قراءة كتب المتأخرين في الرجال، فإنك تجد بعضهم يستدرك على بعض في منقولاته عن المتقدمين، ويبين وجه التصرف في عبارات القوم.
فعلاء الدين مغلطاي -رحمه الله- (ت: 762هـ) في ترجمته لإبراهيم بن أبي عبلة العقيلي قال: «ذكر المزي أن النسائي قال فيه: ثقة، والذي رأيت في كتاب (التمييز): ليس به بأس. وفي نسخة أخرى: لا بأس به.
وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أبيه: رأى ابن عمر. وكذا قاله البستي. قال الرازي: وروى عن واثلة بن الأسقع، وهو صدوق ثقة.
والذي نقله عنه المزي: صدوق، غير جيد لثبوته كما ذكرته في عامة النسخ، وكأن الشيخ تبع ابن عساكر، فإنه كذلك ذكره عن أبي حاتم» [إكمال تهذيب الكمال (1/ 249)].
ولست بصدد المحاكمة بين المزي ومغلطاي، ولكن المقصود هو التنبيه إلى ما حصل من الاختلاف عند المتأخرين في حكاية عبارات المتقدمين في الجرح والتعديل.
وأعجب من هذا من يكون معوله مختصرات المتأخرين فقط، فتراه إذا أراد الكشف عن حال الراوي عمد إلى كاشف الذهبي أو تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني، فالتزم ما فيهما أو أحدهما دون النظر في كتب التراجم للمتقدمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا قد يكون سائغًا في الراوي المتفق على حاله قولاً واحدًا إما توثيقًا أو تضعيفًا، أما الراوي المختلف فيه، فتلك المختصرات تعجز عن الإفصاح عن حقيقة حال الراوي، وما فيها من عبارات إنما هي تذكرة وإشارات ورموز لمن يعرف حال الراوي تفصيلاً، فبالإشارة يتجدد الذهن في معرفة حال الراوي تفصيلاً، فضلاً عن أن تطبيقات الحافظين في أحكامهم العملية تختلف من حديث لآخر، لأن لكل حديث قرائن تختص به.
وأعجب من هذا أن ينتقد متأخر على متأخر نقله عن متقدم في الحكم على الراوي، ثم يأتي متأخر ثالث فيرد ما حصل من الإنكار.
فهذا عبدالحق الإشبيلي (ت: 582هـ) قال في عبدالملك بن سعيد: «ذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولم يذكر أحدًا روى عنه إلا ربيعة بن أبي عبدالرحمن» [الأحكام الوسطى (1/ 104)].
فتعقبه أبو الحسن ابن القطان الفاسي (ت: 628هـ) فقال: «فهو إذن قد اعتقد في عبدالملك بن سعيد هذا أنه مجهول الحال، وأول ما اعتراه فيه سوء النقل، وذلك بقلة التثبت، فإنه لو نظر، رأى في كتاب ابن أبي حاتم خلاف ما ذكر.
وذلك أن ابن أبي حاتم قد ذكر عن أبيه أنه روى عنه بكير بن عبدالله بن الأشج، فزاد هو من عنده أن ربيعة بن أبي عبدالرحمن روى عنه، فوقع بصر أبي محمد على قول ابن أبي حاتم: روى عنه ربيعة بن أبي عبدالرحمن، فقال ما ذكر: من أنه لم يرو عنه غير ربيعة بن أبي عبد الرحمن» [الوهم والإيهام (5/ 310)].
ثم جاء بعد من يُنكر على ابن القطان، فقال أبو زرعة أحمد ابن الحافظ عبدالرحيم العراقي (ت: 826هـ): «واعترض عليه والدي، بأن هذا النقل عن عبدالحق ليس بصحيح، وإنما نقل عبدالحق عن ابن أبي حاتم أنه لم يذكر أحدًا روى عنه إلا بكير بن الأشج وربيعة» [البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومُسَّ بضرب من التجريح ص146].
ومن التصرف الواقع من المتأخرين في كلام المتقدمين في الرواة، أن بعضهم أحيانًا يحكي قولاً واحدًا للمتقدم في الراوي، مع أن المتقدم له أكثر من قول في الراوي، وأقواله غير متفقة في الراوي.
فهذا سبط ابن العجمي (ت: 841هـ) ذكر أن العقيلي، وابن عدي، وابن الجوزي جميعًا تواردوا على أن ابن معين ضعف إبراهيم بن سليمان البغدادي، فتعقبهم جميعًا بقوله: «وثقه ابن معين فيما رواه عنه أربعة حفاظ» [نهاية السول في رواة الستة الأصول (1/ 282)].
وقد وقع الخطأ أحيانًا فيما يُنسب للمتقدمين من الكلام في الرواة، فهذا الحسن بن موسى الأشيب روى أبو حاتم الرازي عن علي بن المديني أنه ثقة [الجرح والتعديل (3/ 38)]، وروى عبدالله بن علي بن المديني عن أبيه قال: كان ببغداد، وكأنه ضعفه [تاريخ بغداد (7/ 428)].
فعلق الذهبي (ت: 728هـ) بقوله: «الأول أثبت» [ميزان الاعتدال (1/ 524)]، ثم علق سبط ابن العجمي بقوله: «ولا شك أنه أثبت، وأين أبو حاتم وابن علي بن المديني» [نهاية السول في رواة الستة الأصول (3/ 294)].
وكتاب الضعفاء للحافظ ابن عدي من أمثل المصنفات في الضعفاء، ومع هذا فقد عيب عليه انفراده في بعض الأمور، وحكايته لبعض المرويات.
فعلى سبيل المثال انفرد بذكر أشعث بن عبدالملك الحمراني في الضعفاء، وتعقبه الحافظ الذهبي -رحمه الله- (ت: 728هـ) فقال: «إنما أوردته لذكر ابن عدي له في كامله، ثم إنه ما ذكر في حقه شيئًا يدل على تليينه بوجه، وما ذكره أحد في كتب الضعفاء أبدًا. نعم ما أخرجا له في الصحيحين، فكان ماذا؟» [ميزان الاعتدال (1/ 267)].
أما غيره من الكتب فالخلل فيها أكثر، فهذا ابن حبان تعنته وجرحه للرواة شديد جدًا، حتى وصفه الذهبي بقوله: «الخساف المتهور» [ميزان الاعتدال (4/ 8)]، أما ما هو مشهور عند البعض من وصفه (بالمتساهل) فهذا إن أريد به أنه متساهل في إطلاق عبارات الجرح والتعديل من غير تبين فهذا حق، وإن أريد بتساهله معنى خاص كتوثيق المجاهيل فلا بأس، أما أن يراد به التساهل في التصحيح والتعديل مطلقًا أو غالبًا فلا.
وانظر إلى كثرة الرواة الذين ذكرهم في الضعفاء وهم مذكورون في الثقات [انظر كتاب (الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين وأعادهم في الثقات) للأخ د. مبارك الهاجري]، وإن كان هو قد اعتذر عن ذلك بقوله في أحد أولئك: «له مدخل في الثقات ومدخل في الضعفاء سنذكره إن شاء الله في كتاب الفصل بين النقلة» [الثقات (6/ 27)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ضعفاء ابن الجوزي، فقد وصفه الذهبي بقوله: «من عيوب كتابه يسرد الجرح، ويسكت عن التوثيق» [ميزان الاعتدال (1/ 16)].
والذي لا مرية فيه أن طالب علم الحديث لا يستغني عن أي كتاب في تراجم الرجال، ومن مارس هذا الفن علم حقيقة ذلك.
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «والعالم محتاج إلى جميع كتب الرجال، لأنه يجد في كل منها ما لا يجده في غيره، وإن لم يكن عنده إلا بعضها، فكثيرًا ما يقع في الخطأ» [علم الرجال وأهميته ص49].
وليس معنى هذا أن من تكلم في الرواة إنما هم معاصروهم فقط، وأن المتأخرين مجرد نقلة؟
كلا، فقد تكلم بعض الأئمة فيمن لم يدركه، وربما أحيانًا خالف حكمهم حكم من تقدمهم.
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «فإن ما في كتب الجرح والتعديل من الكلام في الرواة المتقدمين غالبًا من كلام من لم يدركهم، بل ربما كان بينه وبينهم نحو ثلاثمائة سنة، هذا الدارقطني المولود سنة 306 يتكلم في التابعين فيوثق ويضعف، قد يتوهم من لا خبرة له أن كلام المحدث فيمن لم يدركه إنما يعتمد النقل عمن أدركه، فالمتأخر ناقل فقط أو حاكم بما ثبت عنده بالنقل، وهذا الحصر باطل، بل إذا كان هناك نقل فإن المتأخر يذكره، فإن لم يذكره مرة ذكره أخرى، أو ذكره غيره، والغالب فيما يقتصرون فيه على الحكم بقولهم (ثقة) أو (ضعيف) أو غير ذلك إنما هو اجتهاد منهم، سواء أكان هناك نقل يوافق ذاك الحكم أم لا، وكثيرًا ما يكون هناك نقل يخالف ذاك الحكم» [الاستبصار في نقد الأخبار ص54].
وكذلك من الطرق في الحكم على الراوي عند المتقدمين هي الشهرة، فيكتفي الإمام بما هو مشتهر عند أترابه وأقرانه من أئمة الجرح والتعديل من حال الراوي تعديلاً أو تجريحًا عن مذاكرته، وطلب أسباب الحكم عليه.
وهذا يدل على توافق أئمة الجرح والتعديل في قواعدهم في الحكم على الرواة، إلا أن يظهر لأحدهم تعسفًا في إعمال القواعد، أو أخذًا بالاحتياط، فيُظهر أقرانهم وأترابهم على أي وجه خرج كلام إخوانهم من أئمة الجرح والتعديل.
فالشهرة من جملة الطرق المستعملة في الحكم على الرواة، قال ابن الملقن -رحمه الله- (ت: 804هـ): «فمن اشتهرت عدالته بين أهل النقل، أو نحوهم من أهل العلم، وشاع الثناء عليهم بها، كفى فيها، وهذا هو الصحيح» [المقنع في علوم الحديث (1/ 245)].
وتأمل القيد الذي ذكره ابن الملقن في قوله: «بين أهل النقل».
فالمرجع إلى [ما] اشتهر عند المتقدمين، وكذلك الحال بالنسبة للأحاديث، فما لم يعرفه المتقدمون فليس بحديث، وإن أخرجوه لك من بطون الأجزاء والمفاريد.
قال إسحاق بن راهويه: «كل حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل» [شرح علل الترمذي (1/ 222)].
ولذا حذر الأئمة من الكتب التي هي مظان الغرائب، وأوصوا بلزوم المشهور، قال الحافظ ابن رجب: «ونجد كثيرًا ممن ينتسب إلى الحديث لا يعتني بالأصول الصحاح كالكتب الستة ونحوها، ويعتني بالأجزاء الغريبة، وبمثل مسند البزار، ومعاجم الطبراني، أو أفراد الدارقطني، وهي مجمع الغرائب والمناكير» [شرح علل الترمذي (1/ 409)].
والركون إلى مثل هذه الغرائب هي التي أوجبت لهم الشذوذ في أحكامهم وآرائهم، وجعلتهم ينتحلون الآراء المهجورة والمذاهب المطروحة، فأحيوها بعد أن هجرها الجماعة.
قال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (ت: 280هـ): «إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء، ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤمّ الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم، وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يُستدل بهما على اتباع الرجل وابتداعه» [الرد على الجهمية ص68].
فشأن الصحيحين عظيم، وكم من متأخر جاء فاستخرج أو استدرك على الشيخين زيادات أعرض عنها الشيخان لعلل خفية [انظر على سبيل المثال فتح الباري لابن حجر (12/ 143)]، فخفيت على من بعهم لقصورهم عن الشيخين في هذا الشأن، فتوسعوا في حشد الطرق الضعيفة، أو الزيادات التي لا تقبل من أمثال من تفرد بها دون الثقات والحفاظ الكبار، فصححوا كثيرًا مما لا يصح، وتوسعوا وتساهلوا لأجل ذلك في التصحيح.
ثم من هؤلاء الذين توسعوا في قبول تلك الزيادات تراه يتعنت أحيانًا في إعلال الأحاديث الصحيحة، وربما تعنت في إعلال ما خرجه أصحاب الصحيح.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- (ت: 795هـ) منتقدًا الخطيب وابن عبدالبر: «فجمعوا وكثروا الطرق والروايات الضعيفة والشاذة والمنكرة والغريبة، وعامتها موقوفات رفعها من ليس بحافظ أو من هو ضعيف لا يحتج به، أو مرسلات وصلها من لا يحتج به، مثل ما وصل بعضهم مرسل الزهري في هذا فجعله عنه، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، ووصله باطل قطعًا.
والعجب ممن يعلل الأحاديث الصحيحة المخرجة في (الصحيح) بعلل لا تساوي شيئًا، إنما هي تعنت محض، ثم يحتج بمثل هذه الغرائب الشاذة المنكرة، ويزعم أنها صحيحة لا علة لها» [فتح الباري (6/ 406 - 407)].
وقال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «ومنهم من يحكي عن بعض المتأخرين، كالسبكي، وابن حجر، وابن الهمام، والسيوطي، ونحوهم، أنهم صححوا ذلك الحديث أو الأثر، أو حسنوه، ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجل وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحر، ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين، ويراعون فيه بعض أصول الفن، ويغفلون عما يعارضها من الأصول الأخرى، وفوق ذلك أن السلف كانوا أبعد عن الهوى، ومن هنا قال ابن الصلاح: (إن باب التصحيح والتحسين قد انسد، ولم يبق فيهما إلا النقل عن السلف).
وهذا القول خطأ، ولكنه يعين على ما نريده، وهو وجوب الاحتياط فيما يصححه المتأخرون أو يحسنونه» [العبادة (ق53ب-ق54أ)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:09]ـ
سادسًا: ضعف العلم بالقرائن المعدول بسببها عن القواعد الكلية:
من المعلوم أن لكل حديث قرائن تحتف به، يجد المحدث معها ضرورة في الأخذ بها، وإن اضطر معها إلى إهمال ما يستعمله عادةً من القواعد.
وهذه القرائن عند المتقدمين بمنزلة القواعد والبيّنات، وهي عند المتأخرين خفية وغامضة [قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «قرائن الأحوال في الغالب لا يمكن نقلها» شرح العمدة كتاب الصيام (1/ 97)]، تعكّر عليهم قواعدهم المرعية، ويبقى بعضهم تنازعه نفسه في تقديمها على المعهود من القواعد، فيلزم تلك القواعد، أو يقضي بما قضى به الأولون تحسينًا للظن بهم، أو هيبةً لهم، لكن لن يصل المتأخر بحال إلى درجة القناعة التي وصل إليها المتقدم.
والمتأخر ينظر للحديث بعين القواعد المرعية، فإذا لم يجد أو لم يقع على إفصاح لمتقدم عن المرجحات المحتفة بذلك الحديث أمضى تلك القواعد، ولو قرع سمعه حكم المتقدمين، ويغفل عن هذا الصارف الذي لا يعلمه، فيجعله بمنزلة المعدوم لعدم الإفصاح به من متقدم أو عدم الوقوف عليه، ولا يُقدِّر لرجله الخطوة، فلا تراه يُحجم عن مخالفة المتقدم.
قال علامة اليمن ومحدثها مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله- (ت: 1422هـ): «وقد تقصر عبارة المعلل منهم، فلا يفصح بما استقر في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، كما في نقد الصيرفي سواء، فمتى وجدنا حديثًا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك، نتبعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه» [مقدمة أحاديث معلة ظاهرها الصحة ص17].
وقد بين العلماء كيف يعدل الأئمة عن الكليات لتلك القرائن حتى ينتبه المتأخر، وتنتفي عنه الحيرة، ويعلم أن القوم عن علم عدلوا إلى تلك القرائن.
قال أبو عبدالله محمد بن رُشيد الفهري (ت: 721هـ): «والحكم على الكليات بحكم الجزئيات لا يطرد، فقد يكون لكل حديث حكم يخصه، فيطلع فيه على ما يُفهم اللقاء أو السماع، ويثير ظنًا خاصًا في صحة ذلك الحديث، فيصحح اعتمادًا على ذلك لا من مجرد العنعنة» [السنن الأبين ص136، 137].
وبهذا يتبين لك كيف يعلل جماعة من المتقدمين بعض الأحاديث دون أن يذكروا لها علة، وربما سُئلوا عن العلة، فكان جوابهم أنهم لا يعرفون لها علة [هم يعرفون أنه معلول، لكن تعيين العلة يحتاج إلى أمور أخرى، كالاطلاع على أصول الرواة، ولا بد هنا من التنبيه إلى أن أولئك المتقدمين يعللون أحيانًا بعلل غير قادحة، قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله-: «ابن المديني، والبخاري، وأبو حاتم، وغيرهم، فإن لهم عللاً ليس كل منها قادحة حيث وقعت، ولكنها تقدح إذا وقعت في خبر تحقق أنه منكر، وهذا من أسرار هذا الفن» الأنوار الكاشفة ص297].
فهذا الحدس الذي عند المتقدمين لا يكاد يشاركهم فيه أحد، فإنه يعزّ أن تجد مثل هذا الإعلال عند المتأخرين.
وأما سكوت بعض المتأخرين عن إظهار علل بعض الأحاديث التي أعلوها، فإنما هو اختصارًا، أو لأن العلة أظهر من أن يُنبه عليها.
قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن حديث رواه بقية عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يكن يرى بالقز والحرير للنساء بأسًا.
فقال أبو زرعة: «هذا حديث منكر». قلت: تعرف له علة؟ قال: «لا» [العلل لابن أبي حاتم (1/ 488 - رقم 1462)].
وكذلك تجد المتقدمين يذكرون الصواب في الحديث، ثم من أي الرواة وقع الخلل، فهذه وسيلة، والغاية قد حصلت.
قال المروذي: ذكرت له -يعني: الإمام أحمد- حديث الحسين الجعفي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر: أسلم سالمها الله, فأنكره إنكارًا شديدًا، وقال: «هذا عبد الله بن دينار عن ابن عمر. انظر الوهم مِن قِبَل مَن هو؟» [العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد بن حنبل رواية المروذي (ص148 - 148 - رقم 264)].
قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي -رحمه الله- يقول: جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم منهم، ومعه دفتر فعرضه علي، فقلت في بعضها: هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث، وقلت في بعضه: هذا حديث باطل، وقلت في بعضه: هذا حديث منكر، وقلت في بعضه: هذا حديث كذب، وسائر ذلك أحاديث صحاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال لي: من أين علمت أن هذا خطأ، وأن هذا باطل، وأن هذا كذب؟ أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطت وأني كذبت في حديث كذا؟ فقلت: لا، ما أدري هذا الجزء من رواية من هو؟ غير أني أعلم أن هذا خطأ، وأن هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب، فقال: تدعي الغيب؟ قال: قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قال: فما الدليل على ما تقول؟ قلت: سل عما قلت من يًحسن مئل ما أحسن، فإن اتفقنا علمت أنا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم.
قال: من هو الذي يُحسن مثل ما تُحسن؟ قلت: أبو زرعة، قال: ويقول أبو زرعة مثل ما قلت؟ قلت: نعم، قال: هذا عجب، فأخذ، فكتب في كاغد ألفاظي في تلك الأحاديث، فما قلت: إنه باطل قال أبو زرعة: هو كذب، قلت: الكذب والباطل واحد، وما قلت: إنه كذب قال أبو زرعة: هو باطل، وما قلت: إنه منكر قال: هو منكر، كما قلت، وما قلت: إنه صحاح قال أبو زرعة: هو صحاح، فقال: ما أعجب هذا، تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، فقلت: فقد دلّك أنا لم نجازف وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن دينارًا مبهرجًا يحمل إلى الناقد فيقول: هذا دينار مبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فإن قيل له: من أين قلت إن هذا مبهرج؟ هل كنت حاضرًا حين بهرج هذا الدينار؟ قال: لا، فإن قيل له: فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قال: لا، قيل: فمن أين قلت إن هذا نبهرج؟ قال: علمًا رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك [تقدمة الجرح والتعديل (ص349 - 350)].
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: «فإن هؤلاء لهم نقد خاص في الحديث يختصون بمعرفته، كما يختص الصيرفي الحاذق بمعرفة النقود، جيدها ورديئها، وخالصها ومشوبها، والجوهري الحاذق في معرفة الجوهر بانتقاد الجواهر، وكلٌّ من هؤلاء لا يمكن أن يعبر عن سبب معرفته، ولا يقيم عليه دليلاً لغيره، وآية ذلك أنه يُعرض الحديث الواحد على جماعة ممن يعلم هذا العلم، فيتفقون على الجواب فيه من غير مواطأة» [جامع العلوم والحكم (2/ 105 - 106)].
وحدس المتقدمين فارط جدًا، لتضلعهم في معرفة السنن، وأصبحت حساسيتهم في تمييز قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قول غيره شديدة، وملكتهم في ذلك عظيمة، فإذا قرع سمعهم حديث الراوي، علموا صوابه من خطئه.
والمتأخرون في الغالب إنما ينظرون في كلام الأئمة المتقدمين في الراوي، فيقبلون الحديث أو يردونه بناءً على حكم المتقدمين، فأين الفرع من الأصل؟!
فرعاية المعنى في مرويات الرواة هي الركن الأكبر في الحكم على الراوي، قال العلامة عبدالرحمن المعلمي (ت: 1386هـ): «رعايتهم للمعنى سابقة، يراعونه عند السماع، وعند التحديث، وعند الحكم على الراوي» [الأنوار الكاشفة ص9].
قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني هشام قال حدثنا الهيثم بن عمران قال سمعت الأوزاعي وسأله منيب فقال: أكل ما جاءنا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نقبله؟ فقال: «نقبل منه ما صدقه كتاب الله -عز وجل-، فهو منه، وما خالفه فليس منه».
قال له منيب: إن الثقات جاؤوا به. قال: «فإن كان الثقات حملوه عن غير الثقات؟» [تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 271)].
ولأجل هذا قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- في أولئك: «وأكثرهم ليس عندهم من التبحر في العلم، وممارسة الفن ما يؤهلهم للترجيح ومعرفة العلل، وأعظم ما عند أحدهم أن يتمسك بظاهر قاعدة من قواعد الفن» [العبادة (ق55/أ)]، ثم قال: «وهذه القواعد منها ما هو ضعيف، ومنها ما ليس بكلي، ومنها المختلف فيه، والعالم المتبحر الممارس للفن هو الذي يصلح أن يحكم في ذلك بشرط براءته عن الهوى، والتجائه إلى الله -تعالى- دائمًا أن يوفقه لإصابة الحق» [العبادة (ق55/ب-ق56/أ].
وثم فرق ظاهر بين المتقدمين من أهل الصنعة، وبين من تعلم الصنعة، فالمتقدمون صنعتهم الحكم على الحديث، وبيان علل الأحاديث وسائل، وكيفما استعملوا الوسائل فالحكم واحد، فتجدهم تارة لا يفصحون عن علة الحديث، أو يتباينون في أسباب إعلال الحديث.
أما من تعلم الصنعة، فتجده يقدس الوسائل، فيحار في وجوه اختلاف المتقدمين في رد الحديث وإعلاله، وربما تعقبهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة عبدالرحمن المعلمي -رحمه الله- (ت: 1386هـ): «إذا استنكر الأئمة المتحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقًا حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقًا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر».
ثم قال: «وبهذا يتبين أن ما يقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة، وأنهم قد صححوا ما لا يحصى من الأحاديث، مع وجودها فيها، إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق، اللهم إلا أن يثبت المتعقب أن الخبر غير منكر» [مقدمة تحقيق الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص8 - 9، وانظر الأمثلة التي ساقها].
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:10]ـ
سابعًا: الشيوخ غير الشيوخ، والمذاكرة غير المذاكرة، والرحلة غير الرحلة:
استفاد كثير من طلبة العلم معرفة علل الأحاديث من خلال إدمان القراءة في كتب العلل، وما كُتب من كتب المصطلح والتخريج لتقريب هذا العلم وتسهيل فهمه.
وكان الناس فيما مضى يرحلون لطلب هذا العلم، ويذاكرون أئمة الشأن، ومهما اجتهد المتأخر في طلب هذه الأسباب كلها لتحصيل هذا العلم، فلن يبلغ شأو المتقدمين.
فشتان بين من يأخذ عن صاحب الصنعة، وبين من يأخذ عمن أخذ عنهم، وشتان بين من يأخذ عن صاحب الصنعة، وبين من اجتهد في تعلم الصنعة من خلال قراءة كتاب يرشد إلى الصنعة.
فإذا قارنت بين المتقدمين والمتأخرين فلا تغفل عن هذا، فالشيوخ غير الشيوخ، والمذاكرة غير المذاكرة، والرحلة غير الرحلة.
وهذا العلامة عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي أخذ علم الحديث مذ عقل، وفطمه والده بلبن الجرح والتعديل، وجرى علم العلل منه مجرى الدم، ثم مع هذا ذاكر أبا زرعة الرازي، ولم يكتف بذلك حتى رحل وأدرك المشايخ الكبار، فمن يتهيأ له مثل ما تهيأ لعبدالرحمن؟!
قال قوام السنة أبو القاسم الأصبهاني: أخبرنا علي بن إبراهيم، قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبدالله البغدادي بمكة يقول: كان من منّة الله على عبدالرحمن أنه ولد بين قماطر العلم والروايات، وتربى بالمذاكرات بين أبيه وأبي زرعة، فكانا يزقانه كما يزق الفرخ الصغير، ويعنيان به، فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمت النعمة برحلته مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحجاز والعراق والشام والثغور، وسمع بأنبجانة حتى عرف الصحيح من السقيم، وترعرع في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، يُعرف له ذلك، ويُقدّم لحسن فهمه وديانته وقديم سلفه» [سير السلف الصالحين (4/ 1233)].
فكان الرجل منهم مع إمامته في العلم، لا ينفرد في الحكم على الحديث دون مشاورة واستئناس برأي الأكابر من فرسان علم العلل.
قال أبو زرعة الدمشقي: حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم يقول: [سمعت الأوزاعي يقول:] «كنا نسمع الحديث، فنعرضه على أصحابنا، كما يُعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروا تركنا» [تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/ 265 - رقم 377)].
وإنما قصدت إلى ذكر تلك الوجوه التي قصر بها المتأخرون عن إدراك درجة المتقدمين في الإمامة في علم الحديث، حتى يؤم القوم أعلمهم بسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
قال الإمام مسلم -رحمه الله- (ت: 261هـ): «واعلم رحمك الله أن صناعة الحديث، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنما هي لأهل الحديث خاصة، لأنهم الحفاظ لروايات الناس، العارفين بها دون غيرهم.
إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة، من عصر إلى عصر من لدن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمن نابذهم من الناس، وخالفهم في المذهب، إلى معرفة الحديث ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار، من نقل الأخبار وحمال الآثار. وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح.
وإنما اقتصصنا هذا الكلام، لكي نثبته ممن جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبه على تثبيت الرجال وتضعيفهم فيعرف ما الشواهد عندهم، والدلائل التي بها ثبتوا الناقل للخبر من نقله، أو سقطوا من أسقطوا منهم» [التمييز ص218 - 219].
(يُتْبَعُ)
(/)