ـ[ابن رجب]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 12:05]ـ
قال الشَّيخُ أبو عُمرَ عبدُ الرَّحمن الفقيه الغَامديُّ ـ وفَّقه اللَّهُ تَعالى ـ:
ثم قال الأستاذ الجديع:
[هذه بعض المآخذ بدت لي وأنا أطلع على ما كتب الدكتور في هذا، وقد وجدت المعاصرين فيه بين أخذ ورد، ولا أحسب أن التركيز على الاعتناء بإبراز المعنى الذي أعمل الدكتور فيه رأيه يكون مفيدا لمن يشتغل بهذا العلم، ولو أنه ركز فقط على إبراز الخلل في الجانب التطبيقي عن المتأخرين لكان أجود وأبعد عن المعارك الكلامية. والله أعلم.]
هذا وجهة نظر جيدة ومفيدة، وقد يختلف معك الدكتور حمزة فيها، فيرى إبراز جانب منهج المتقدمين وبيان قوته ونشر ذلك بين العلماء وطلبة العلم والتنبيه على بعض الأخطاء الحاصلة لمن يتصدى لعلم الحديث من باب النصيحة في الدين، فهذا الاختلاف اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، ولكل وجهة هو موليها.
والحمد لله.
شكر الله لكم شيخنا هذا النقل
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 08:41]ـ
شكراً لكل الإخوة، وأخص الشيخ الفاضل أبا عمر عبدالرحمن الفقيه، وجميع الإخوة الذين كتبوا تعليقاتهم، ولا عيب في مخالفة الرأي، مادام الرد علمياً، والراد يلتزم بالأدب والموضوعية مع مخالفيه، فمازال الناس يخالف بعضهم بعضاً.
-في رأيي أن هناك إتفاقاً بين الشيخين الجديع والشيخ المليباري، وهو المهم في القضية كلها، والذي يحسن أن نبرزه نحن، والذي لاحظت أن أكثر من كتبوا تعليقات على الموضوع أغفلوه، وهو أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين.
لكن وجهة نظرشيخنا الشيخ عبدالله الجديع التي خالف فيها أخاه الشيخَ حمزة َالمليباري، هو أنه لم يكن للمتأخرين منهجٌ جديد، يعني منهجاً واضحاً استقلوا به عن منهج المتقدمين، فالذي -فهمته- أن الشيخ الجديع يفهم أن القول لهم منهجٌ جديدٌ يعني هذا لهم طريقٌ مباينٌ واضحٌ في التباين للمتقدمين.
وهذا هو معنى المنهج لغوياً، كماقال الجوهري في "الصحاح في اللغة" النَهْجُ: الطريق الواضح. وكذلك المَنْهَجُ والمِنْهاجُ. وأَنْهَجَ الطريقُ، أي استبانَ وصار نَهْجاً واضحاً بَيِّناً"
قد يقول معترضٌ –بلى- وجد من المتأخرين من أضاف بعضاً من القواعد التي لم تكن معروفة كقواعد عند المتقدمين، وحتى على هذا لعل الشيخ الجديع يرى أنها تبقى محاولة لتقريب قواعدهم، ولا يصلح أن يُبرز هذا الجانب في هذا الأمر فيقال أنهم بهذا استقلوا بمنهجٍ جديدٍ غير منهج المتقدمين.
مع أن الشيخ الجديع كما -قلت -يرى أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين وقد تفضل شيخنا أبو عمر الفقيه بنقل جملةٍ من تقريراته حول هذا الموضوع كمافي كتابه " تحرير علوم الحديث" ويوجد فيه غير مانقل كثير من المواضع التي ينبه الشيخ فيها على ضعف مسلك المتأخرين، وقد سمعت منه في دروسه التنبيه على مثل هذا، لكنه يرى أن هذا الضعف عند المتأخرين يعود إلى أنهم لم يستعملوا القواعد والقوانيين كما استعملها الأئمة النقاد من المتقدمين، فالخلل الذي ظهر عندهم هو في –رأيه - خلل في التطبيق أكثر منه خلل في الجانب النظري المنهجي، لذا هو المعنى الذي يستحق أن يبرز عند الشيخ الجديع، في هذه المفارقات الموجودة بين المتقدمين والمتأخرين، فمثلاً قال في تعليقه على كتابي الشيخ الفاضل الدكتور المليباري: " وقد عرض الدكتور لقضية المفارقات بين المتقدمين ومنهج المتأخرين ممن يعتني بنقد الحديث والحكم عليه، وأحسب أن جملة ما اعتنى بإبرازه في هذا المسلك صحيح، لكن التقصير لدى من نعتهم بالمتأخرين يكمن في القصور في تطبيق القوانيين" الحديثية".
وقال أيضاً" ولو أنه ركز فقط على إبراز الخلل في الجانب التطبيقي عند المتأخرين لكان أجود وأبعد عن المعارك الكلامية"
الخلاصة: أن الشيخين حمزة المليباري والشيخ الجديع متفقان على الانتصار لمسلك المتقدمين، وعلى أنه يوجد خللٌ عند المتأخرين، فهذا عامل مشترك مهم في القضية كلها، أما الخلاف في أن الشيخ حمزة المليباري يرى أن هذا الخلل هو عبارة عن خلل في المنهج النظري والتطبيقي، والشيخ عبدالله الجديع يرى أن هذا الخلل الموجود عند المتأخرين ناتجٌ عن عدم استعمالهم لقواعد المتقدمين وتطبيقها على وجهها الصحيح، فهو خللٌ في التطبيق، فالخلاف في هذه الجزئية في نظري خلافٌ جزئي لا يؤثر. والله أعلم.(/)
نقد الحديث عند الشيعة
ـ[جبل العلم]ــــــــ[01 - Mar-2008, صباحاً 08:39]ـ
السلام عليكم
هل يوجد كتاب يتحدث عن رواية الحديث عند الشيعة؟ وما هو اهم كتاب في نقد أصولهم في الحديث او في المقارنة بين كتب الحديث عند السنة والشيعة؟
ـ[البحر الزخار]ــــــــ[09 - Jan-2009, صباحاً 08:36]ـ
نقد الحديث عند الشيعة الإمامية الإثنى عشرية تأليف الدكتور مجدي بن عوض الجارحي
انا ام اتصفحه ولكن عنوانه يوحي بماتطلب والله اعلم(/)
لماذا إحسان العتيبي ذكر حديث عمرو بن العاص في ضعيف رياض الصالحين؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 07:33]ـ
لمذا إحسان العتيبي ذكر حديث عمرو بن العاص في ضعيف رياض الصالحين؟
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا دفنتموني فأقيموا حوا قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم واعلم ماذا أراجع به رسل ربي. رواه مسلم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 10:12]ـ
لعله يقصد ضعف الاستدلال بهذا الحديث على استحباب المكوث حول القبر هذه الفترة واستئناس الميت بذلك - نظراً لأن الحديث غير مرفوع الى النبي بل هو من قول عمرو بن العاص، فحتى لو صح سنده الى عمرو بن العاص لم يكن فيه حجة على ذلك لأنه من قوله، وإطلاق القول بصحة الحديث ربما يفهم منه أنه صحيح مرفوع إلى النبي، والله تعالى أعلم
ـ[ابوطيب]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 10:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 08:08]ـ
السلام عليكم
لم أر الموضوع إلا الآن
وليت الأخ الفاضل سألني على بريدي أو ملتقى أهل الحديث لكان الجواب أسرع
وأشكر أخي شريف على إجابته، فهي إجابة علمية، وإن كانت ليست هي ما أردت
وللفائدة:
ليس لي كتاب ولا مقال " ضعيف رياض الصالحين "
وإنما هو مقال " الأحاديث الضعيفة في رياض الصالحين "
وثانياً:
كنت أذكر عند كل حديث أرجح ضعفه: علة الحديث، وسبب الضعف
ولو لاحظ أخي السائل أنني لم أفعل هذا عند الحديث - أو الأثر - الذي ذكر أنني ضعفته
وإنما كان المقصود " التشكيك " في قول للإمام الشافعي رحمه الله، ويستدل به كثيراً، نقلاً عن " رياض الصالحين "
وهذا هو النص كاملاً من المقال:
157 / باب الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدعاء له والاستغفار والقراءة
(947) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا دفنتموني فأقيموا حوا قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم واعلم ماذا أراجع به رسل ربي. رواه مسلم.
قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختموا القرآن عنده كان حسنا.
[قال الشيخ الألباني:
لا أدري أين قال ذلك الشافعي رحمه الله تعالى وفي ثبوته عنه شك كبير عندي كيف لا ومذهبه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى كما نقله عنه الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم ثبوت ذلك عن الإمام الشافعي بقوله في " الاقتضاء ": (لا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام وذلك لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك: ما علمنا أحدا فعل ذلك فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلون ذلك).
قلت: وذلك هو مذهب أحمد أيضا: أن لا قراءة على القبر كما أثبته في كتابي " أحكام الجنائز "، وهو ما انتهى إليه رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما حققته في كتابي المذكور].
انتهى
وفقكم الله
ـ[ابوطيب]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 06:13]ـ
ليتك وضحته في المقدمة يا أخي إحسان.
وشكرا عن الجواب.
أخي إحسان هل من الإمكان بيان من ضعف الحديث (الألباني أو شعيب) عند كل حديث ضعيف.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 06:21]ـ
ممكن
لكن يحتاج مراجعة كل حديث
وليس عندي الوقت لذلك الآن
وفقك الله
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 09:14]ـ
قال النووي في "المجموع " نقلاً عن "الشاملة":
" (الثامنة) يستحب أن يمكث على القبر بعد الدفن ساعة يدعو للميت ويستغفر له نص عليه الشافعي واتفق عليه الاصحاب قالوا ويستحب أن يقرأ عنده شئ من القرآن وإن ختموا القرآن كان أفضل" انتهى بلفظه.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 08:42]ـ
جزاك الله خيرا أخي يحيى
ما نقله النووي في المجموع فهو عن " الأصحاب "
وما نقله في " الرياض " فهو عن الشافعي نفسه
وهذا سبب تعليق العلماء على هذا الموضع
وفقك الله
ـ[ابوطيب]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 12:41]ـ
ممكن
لكن يحتاج مراجعة كل حديث
وليس عندي الوقت لذلك الآن
وفقك الله
أنتظر الملف مع بيان من ضعف الحديت متى تيسر
ـ[سعد سليمة]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 03:41]ـ
****************************
لعله يقصد ضعف الاستدلال بهذا الحديث على استحباب المكوث حول القبر هذه الفترة واستئناس الميت بذلك - نظراً لأن الحديث غير مرفوع الى النبي بل هو من قول عمرو بن العاص، فحتى لو صح سنده الى عمرو بن العاص لم يكن فيه حجة على ذلك لأنه من قوله، وإطلاق القول بصحة الحديث ربما يفهم منه أنه صحيح مرفوع إلى النبي، والله تعالى أعلم
****************************
لكن ما تعلّمناه من سماع دروس شيخنا الألباني وقرأناه في كتاباته , أنّ قوْل الصّحابيّ - رضي الله عن الصّحابة - في العقيدة والغيبيّات هو بحكم المرفوع؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:23]ـ
لعله يقصد ضعف الاستدلال بهذا الحديث على استحباب المكوث حول القبر هذه الفترة واستئناس الميت بذلك - نظراً لأن الحديث غير مرفوع الى النبي بل هو من قول عمرو بن العاص، فحتى لو صح سنده الى عمرو بن العاص لم يكن فيه حجة على ذلك لأنه من قوله، وإطلاق القول بصحة الحديث ربما يفهم منه أنه صحيح مرفوع إلى النبي، والله تعالى أعلم
لعل المراد: يُوهم .. وليس يُفهم منهُ.
وإذا كان كذلك، فليس لأجل دفع هذا الوهم يتوقف في تصحيح حديث هو في صحيح مسلم.
إنما الذي ينبغي أن يكون معلومًا ... هو أن الحديث صحيح، وأنه موقوف على الصحابي، وهذا لا إشكال فيه،، والله أعلم.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 03:43]ـ
قول الصحابي في الغيبيات وجعله كالمرفوع حكما يشترط له اهل العلم شروطا بارك الله فيك وليس على اطلاقه
ـ[سعد سليمة]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
قول الصحابي في الغيبيات وجعله كالمرفوع حكما يشترط له اهل العلم شروطا بارك الله فيك وليس على اطلاقه
*********************
أهلا بأخي - أبو قَتادة - ويا ريت لو تفيدنا وإنْ باختصار حول هذه الفائدة , وتنزيلها على موضوعنا - الجلوس عند القبر بعد الدّفن - وجزاك الله خيرا / أخوك أبُو هَمّام.(/)
[سؤال وجواب] مع شيخ الحديث بالإسكندرية أبي محمد أحمد شحاتة الألفي السكندري (لايفوتك)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:36]ـ
مع الشيخ العلامة المحدث
أبي محمد أحمد شحاتة السكندري
(سؤال وجواب)
استمع إلى تقديم فضيلة الشيخ أحمد السيسي - حفظه الله - وهو يترجم بعض الشيء لشيخهِ أبي محمد الألفي - حفظه الله -، ومن بعدها استمع إلى كلمة فضيلة الشيخ المحدث أحمد شحاتة الألفي السكندري - وفقه الله - وهو يسرد الأحاديث سردًا من ذاكرتهِ!!؛ وكما هو معلوم فالشيخ يحفظ الكتب التسعة بالأسانيد (كما أخبرني بذلك).
من هُنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=55819)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:38]ـ
س1: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ماذا تقولون للذين يقولون إن الإمام أحمد بن حنبل يقدم الحديث الضعيف على الرأي، هل المقصود هو الحديث الضعيف عموما أم أن له شروط في ذلك أي نوع معين من الضعيف؟. أفيدونا في المسألة جزاكم الله خيرًا.
جـ 1:
الحمد لله نسترفده العون والتأييد. ونسأله التوفيق للقول السديد.
وبعدُ: ...
فقد اشتهر هذا القول عن الإمام أحمد، واستفاض، وشاع، حتى قال الحافظ الحجة ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (1/ 31): ((الأصل الرابع الذي بنى عليه فتاويه: الأخذ بالمرسل والحديث الضعيف، إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس. وليس المراد بالضعيف عنده الباطل، ولا المنكر، ولا ما في روايته متهم، بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، والعمل به؛ بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى: صحيح، وحسن، وضعيف؛ بل إلى صحيح وضعيف. وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه، ولا قول صاحب، ولا إجماعا على خلافه، كان العمل به عنده أولى من القياس)).
ثم ذكر موافقيه من الأئمة على العمل بهذا الأصل، فقال: ((وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافقه على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس. فقدَّم أبو حنيفة حديث ((القهقهة في الصلاة)) على محض القياس، وأجمع أهل الحديث على ضعفه. وقدَّم حديث ((الوضوء بنبيذ التمر)) على القياس، وأكثر أهل الحديث يضعِّفه. وقدَّم حديث ((أكثر الحيض عشرة أيام))، وهو ضعيف باتفاقهم على محض القياس، فإن الذي تراه في اليوم الثالث عشر مساو في الحد والحقيقة والصفة لدم اليوم العاشر. وقدَّم حديث ((لا مهر أقل من عشرة دراهم))، وأجمعوا على ضعفه، بل بطلانه، على محض القياس، فإنَّ بذل الصداق معاوضة في مقابلة بذل البضع، فما تراضيا عليه جاز، قليلا كان أو كثيراً.
وقدَّم الشافعي خبر ((تحريم صيد وج)) مع ضعفه على القياس. وقدَّم خبر ((جواز الصلاة بمكة في وقت النهي)) مع ضعفه ومخالفته لقياس غيرها من البلاد. وقدَّم في أحد قوليه حديث ((من قاء أو رعف فليتوضأ، وليبن على صلاته)) على القياس مع ضعف الخبر وإرساله. وأما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل، والمنقطع، والبلاغات، وقول الصحابي على القياس)) أهـ.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في ((منهاج السنة)): ((وأما نحن، فقولنا: إن الحديث الضعيف خير من الرأي، ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به الحسن، كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحديث إبراهيم الهجري وأمثالهما، ممن يحسن الترمذي أحاديثهم. فالحديث إما صحيح وإما ضعيف، والضعيف نوعان: ضعيف متروك، وضعيف ليس بمتروك. فتكلم أئمة الحديث بذلك الاصطلاح، فجاء من لم يعرف إلا اصطلاح الترمذي، فسمع قول بعض الأئمة: الحديث الضعيف أحب إلى من القياس، فظن أنه يحتج بالحديث الذي يضعفه مثل الترمذي، وأخذ يرجح طريقة من يرى أنه أتبع للحديث الصحيح، وهو في ذلك من المتناقضين الذين يرجحون الشيء على ما هو أولى بالرجحان منه، إن لم يكن دونه)) أهـ.
وهذا الذي ذكره الحافظ ابن القيم – رحمه الله - في غاية البيان والدلالة على المقصود، وقد دفع الملام عن إمام الأئمة الأعلام، بذكر موافقيه على هذا الأصل من أصول مذهبه. ثم زاده شيخ الإسلام إيضاحاً بذكر خطأ من ظنَّ أنه أراد بالضعيف ما كان على اصطلاح الترمذي، ومن نحا نحوه.
إلا أنه قد يفهم من كلامهما أن المراد بالضعيف الذي قدَّمه على الرأي؛ هو الحسن لذاتهِ دون ما عداه، وإنما المراد عند التحقيق ثلاثة أقسام:
(أولها) الحسن لذاته الذي لا يفتقر إلى جابر ولا عاضد، وهذا أقوى الثلاث وأمثلها.
(ثانيها) الحسن لغيره الذي ينجبر بما يشد أزره ويقويه ويعضده.
(ثالثها) الضعيف الذي لم يشتد ضعفه حتى يطابق الموضوع والمتروك. فإن قيل: فهل جاء عن الإمام أحمد ما يتأيد به إرادته بالضعيف لهذه الأقسام الثلاثة؟، قلنا: فأما الأول والثاني فأظهر من أن يستدل لهما، سيما وقد وقع التمثيل لهما آنفاً، لذا فلنقتصر على ذكر الضعيف الذى لم يشتد ضعفه حتى يلتحق بالمتروك، ولم ينجبر حتى يلتحق بالحسن، وذلك بما قال أبو عبد الله مهنا بن يحيى: قال أحمد: الناس كلهم أكفاء إلا الحائك والحجام والكساح، فقيل له: تأخذ بحديث ((كل الناس أكفاء إلا حائكاً أو حجاماً)) وأنت تضعِّفه؟، فقال: إنما نضعِّف إسناده، ولكن العمل عليه. وبما ذكره الخلال فى ((الجامع)) من حديث ابن عباسٍ في كفارة وطء الحائض، قال: كأن الإمام أحمد أحبَّ أن لا يترك الحديث، وإن كان مضطرباً، لأن مذهبه في الأحاديث إذا كانت مضطربة، ولم يكن لها مخالف قال بها.
وفى التمثيل للمراد من قوله ((الضعيف عندنا أحب من الرأي)) على مسائل الفقه مزيد بيان ليس ذا موضعه.والله الموفق للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:40]ـ
س2: أين أجد مقولة الإمام أبو حامد الغزالي- رحمه الله - التي قال فيها: " إن بضاعتنا في الحديث مزجاة " و التي تدل على ضعفه في علم الحديث؟ وجزاك الله خيرًا ونفع بك.
جـ2: الحمد لله الهادي من استهداه طلباً لمرضاته. الواقي من اتقاه رَغَبَاً في جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته.
وبعدُ: ...
ما نسب إلى أبى حامد الغزالي من قلة المعرفة بعلم الحديث، فقائل ذلك تلميذه القاضي أبو بكر بن العربي، فإنه مع تعظيمه لشيخه أبى حامد، كان يقول: شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منهم، فما قدر، وكان يذكر عنه أنه كان يقول عن نفسه: ((أنا مزجى البضاعة في الحديث)). فقد كان اعتماد أبى حامد وأكثر أهل طبقته من المتكلمين على كتاب ((فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب)) لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرو الديلمي، وهو الذي اعتمد عليه في أحاديث كتابه ((إحياء علوم الدين))، لهذا كثرت موضوعاته ومناكيره. وقد حكوا: أنه في خاتمة عمره لازم حفظ ((الصحيحين))، ومات و ((صحيح البخارى)) على صدره.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:41]ـ
س3: أوردوا في فضل شهر رمضان حديث ((سيد الشهور شهر رمضان)). فما حكم هذا الحديث؟.
جـ3: هذا الحديث ضعيف جداً. أخرجه البزار كما فى ((مجمع الزوائد)) (3/ 140)، والبيهقي ((شعب الإيمان)) (3/ 355،314/ 3755،3736)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (26/ 393:392) جميعاً من طريق خالد بن يزيد العمرى نا يزيد بن عبد الملك النوفلى عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيدٍ الخدرى أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمةً ذو الحجة)).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف جداً. يزيد بن عبد الملك النوفلى مجمع على ضعفه. قال البخاري ((التاريخ الكبير)) (8/ 348/3274): ((يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، يعد في أهل المدينة. يروى عن: سعيد المقبري، ويزيد بن خصيفة روى عنه: عبد العزيز الأويسي، ومعن. قال أحمد: عنده مناكير)). وقد ضعَّفه أبو حاتم اللرازى جداً، قال: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال يحيى بن معين والدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ.
وإنما يصح هذا من قول ابن مسعود. أخرجه الطبراني ((الكبير)) (9/ 205/9000) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال قال عبد الله: سيد الشهور رمضان وسيد الأيام يوم الجمعة.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف منقطع، فإن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولكنه توبع.
فقد أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 314/3638) من طريق سريج بن يونس ثنا ابن علية عن شعبة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: قال ابن مسعود: (سيد الشهور شهر رمضان، وسيد الأيام الجمعة).
قلتُ: وهذا إسناد صالح في المتابعات، وهبيرة بن يريم الشيبانى، قال أبو بكر الأثرم سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول: هبيرة بن يريم لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره ممن تفرد بالرواية عنهم أبو إسحاق السبيعى.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 05:43]ـ
س4: أوردوا في ثواب من فطَّر صائما حديث ((من فطر صائما على طعام وشراب من حلالٍ، صلَّت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصافحه جبريل عليه السلام ليلة القدر))، ويبدو في ألفاظه نكارة وغرابة، فما حكم هذا الحديث؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ4: الحديث بهذا التمام منكر الإسناد والمتن. فقد أخرجه البزار (6/ 469/2501)، والطبراني ((الكبير)) (6/ 261/6162)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 306)، وابن الجوزي ((الموضوعات)) (2/ 192) جميعاً من طريق الحسن بن أبى جعفر الجفري عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصافحه جبريل ليلة القدر وسلم عليه من صافحه جبريل ليلة القدر رزق دموعاً ورقة))، قال سلمان: إن كان لا يقدر على قوته، قال: ((على كسرة خبز أو مذقة لبن أو شربة ماء كان له هذا)).
وأخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 247)، والطبراني ((الكبير)) (6/ 261/6161)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 220)، والبيهقي ((شعب الإيمان)) (3/ 419/3955،3956) و ((فضائل الأوقات)) (72) من طريق حكيم بن خذام البصري عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((من فطر صائما في رمضان من كسب حلال، صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها، وصافحه جبريل، ومن يصافحه جبريل يرق قلبه، وتكثر دموعه)). قال رجل: يا رسول الله، فإن لم يكن ذاك عنده؟، قال: ((قبضة من طعام))، قال: أرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟، قال: ((ففلقة خبز))، قال: أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟، قال: ((فمذقة من لبن))، قال: أفرأيت إن لم يكن ذاك عنده؟، قال: ((فشربة من ماءٍ)).
قلتُ: وكلا الإسنادين ليس مما تقوم بهما حجة. ففي أولهما: الحسن بن أبى جعفر الجفرى مجمع على ضعفه، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وضعفه أحمد وتركه. وقال الفلاس والبخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي في الحديث كان شيخا صالحا في بعض حديثه إنكار. وقال السعدي: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الدار قطني: ليس بالقوي في الحديث. وقال ابن حبان: ((كان من المتعبدين لكنه غفل عن صناعة الحديث وحفظه، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد، وهو لا يعلم)).
وفي ثانيهما: حكيم بن خذام أبو سمير البصري منكر الحديث جداً، قال البخاري: منكر الحديث يرى القدر، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو حاتم بن حبان: ((يروي عن عبد الملك بن عمير والأعمش، وربما روى عن مكحول ولم يره أحاديث مناكير كثيرة، كأنه ليس من أحاديث الثقات. ضعفه أحمد بن حنبل)).
وإنما الصحيح فى هذا المعنى: حديث زيد بن خالد الجهنى. أخرجه الترمذى (735) قال: حدثنا هناد ثنا عبد الرحيم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهنى قالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا)).
قال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن صحيح)).
وأخرجه كذلك أحمد (4/ 116،114و5/ 192)، والدارمى (1702)، وعبد بن حميد (276)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 256/3331)، وابن ماجه (1746)، والبزار (9/ 233/3775)، وابن حبان (3429)، والطبراني ((الكبير)) (5/ 256/5274،5273،5272)، والبيهقى ((الكبرى)) (4/ 240) و ((شعب الإيمان)) (3/ 418/3952) من طرق عن عبد الملك عن عطاء بن أبى رباح عن زيد به.
قلتُ: وهو مروى عن عطاء بن أبى رباح عن زيد بن خالد من غير وجهٍ.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:21]ـ
س5: ما صحة دعاء دخول المنزل (بسم الله ولجنا ..... )؟
جـ5: الحمد لله الهادي من استهداه. الواقي من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أكرم رسل الله.
وبعدُ: ...
حديث أبى مالك الأشعري مرفوعاً: ((إذا ولج الرجل في بيته فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلِّم على أهله)).
أقولُ: حديث بيِّن الأمر في الضعف، وإن صحَّحه جمع من فضلاء الوقت، ونبهاء العصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بينهم الشيخ الألباني في ((صحيحته)) (رقم225)، وقد علَّق عليه بتنبيهٍ قائلاً: ((وقد وهم شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله ـ حيث جعل الحديث من أوراد الدخول إلى المسجد، فإنه قال في ((الرد على الأخنائى)) (ص95): وعن محمد بن سيرين: كان الناس يقولون إذا دخلوا المسجد: صلَّى الله وملائكته على محمد، السلام عليك أيها النَّبىُّ ورحمة الله وبركاته، بسم الله دخلنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله توكلنا، وكانوا يقولون إذا خرجوا مثل ذلك. ثم قال: وفيه حديث مرفوع في ((سنن أبى داود)) أنه كان يقال عند دخول المسجد)) أهـ.
قلتُ: فالشيخ الألباني ـ طيَّب الله ثراه ـ يرد على شيخ الإسلام ابن تيمية اعتبار الذكر الوارد من أذكار دخول المسجد، وإن كان هذا الاعتبار جائزاً من جهة تنقيح المناط، وشيخ الإسلام أمكن وأعلى منزلة في الأصول وتطبيقاتها، هذه واحدة.
وأما الثانية، فإن تصحيح الألباني للحديث مما يُرد عليه، ولا ينبغي أن يتلقى بالقبول ولا الاستحسان، وقد أحسن وأجاد إذ تراجع عن الخطأ، واستدرك ما فاته مما لم يلتفت إليه من ضعف الإسناد.
فقد قال الشيخ الألباني، عقب هذا الحديث بالنص: ((أخرجه أبو داود في ((سننه)) (5096) عن إسماعيل حدثني ضمضم عن شريح عن أبى مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره
قلتُ: وهذا إسناد صحيح. رجاله كلهم ثقات، وإسماعيل هو ابن عياش، وهو صحيح الحديث عن الشاميين، وهذا منها، فإن ضمضم وهو ابن زرعة شامي حمصي، وشريح هو ابن عبيد الحضرمي الحمصي ثقة، فالسند كله شامي حمصي)) أهـ.
وأقولُ: فهكذا اقتصر الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ على بعض الطريق إلى الرواية، ولم يذكر الراوي عن ابن عيَّاش، وهو ابنه: محمد بن إسماعيل بن عياش، فهو آفة الرواية على التحقيق، وعلتها عند التدقيق. وهو بيِّن الأمر في الضعفاء، ولا يخفى حاله على من له أدنى معرفة بالحديث. والشيخ الألباني ـ طيَّب الله ثراه ـ حين يتراءى له، يذكر فيه قول أبى حاتم: ((لم يسمع من أبيه شيئاً))، وقول أبى داود: ((ليس بذاك)).
واعتبره في ذلك، بما علَّق به على ما أخرجه ابن أبى عاصم في ((كتاب السنة)) (12) قال: ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله، فإنه مثله))
فقال في ((ظلال الجنة)): ((إسناده ضعيف. محمد بن إسماعيل بن عياش، قال الحافظ في ((التقريب)): عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. فقوله في هذا الحديث ثنا أبي كأنه كذب. وقد قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئا، حملوه على أن يحدث فحدث)) أهـ بنصه.
ومن التنبيه الواجب: الإعلام بأن محمد بن إسماعيل بن عيَّاش يحدث عن أبيه عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى، بنسخة أكثرها ضعاف ومناكير، وأحاديث هذه النسخة فى ((المعجم الكبير)) (3/ 298:293). .
ـ[عمر رحال]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:26]ـ
س6: لماذا قال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- عن إسناد هذا الحديث من مسند الإمام أحمد بن حنبل بأنه حسن، مع وجود راوٍ مجهول وهو (نعيم بن يزيد) كما ذكر الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجر في تقريب التهذيب؟؟
وهذا نص الحديث: " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بكر بن عيسى الراسبي ثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده قال فخشيت أن تفوتني نفسه قال قلت أنى أحفظ وأعي قال أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم ". وجزاكم الله خيراً.
جـ6: قال الإمام أحمد (1/ 90): حدثنا بكر بن عيسى الراسبي حدثنا عمر بن الفضل عن نعيم بن يزيد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ، يَكْتُبُ فِيهِ مَا لا تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَفُوتَنِي نَفْسُهُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ وَأَعِي، قَالَ: ((أُوصِي بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه بأتمَّ من هذا، البخاري في ((الأدب المفرد)) (156) فقال: حدثنا حفص بن عمر حدثنا عمر بن الفضل حدثنا نعيم بن يزيد حدثنا علي بن أبي طالب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ثقل قال: ((يا علىَّ، ائتنى بِطَبَقٍ أكتبُ فيِه مَا لا تَضِلُّ أمتي))، فخشيت أن يسبقني، فقلت: إني لأحفظُ من ذراعي الصحيفة، وكان رأسه بين ذراعه وعضدي، يوصى بالصلاة، والزكاة، وما ملكت إيمانكم، وقال كذاك حتى فاضت نفسه، وأمره بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قال: ((من شهد بهما حرم على النار)).
وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (2/ 243)، والنسائى ((مسند على))، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (2/ 380/762)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (21/ 482) من طرق عن عمر بن الفضل الحرشي البصري عن نعيم بن يزيد عن على به بنحو حديث أحمد، إلا ابن سعد والنسائي فبنحو رواية البخاري إلا أنهما قالا ((إني أحفظ ذراعا من الصحيفة)).
قلتُ: رجال هذا الإسناد الرباعي عند أحمد والبخاري ثقات كلهم، خلا نعيم بن يزيد الكوفي. فقد جهله أبو حاتم الرازى.
وأقرَّه الحافظان الذهبي وابن حجر في ((ميزان الاعتدال)) (7/ 46) و ((المغنى في الضعفاء)) (2/ 701) و ((تهذيب التهذيب)) (10/ 418) و ((لسان الميزان)) (7/ 413).
ونقله الحافظ ابن حجر عنه في ((التقريب)) (1/ 565/7179) فقال: ((نعيم بن يزيد مجهول من الثالثة))، يعنى من أوساط التابعين أمثال: حبيب بن أبى ثابت الأسدي، وزياد بن علاقة بن مالك الثعلبي، وسالم بن أبى الجعد الغطفاني الأشجعي، وسعيد بن جبير الوالبي، وسليم بن أسود أبو الشعثاء المحاربي، وعامر بن شراحيل الشعبي، وعبد الله بن معقل بن مقرن المزني، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، وعروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي، وعلى بن ربيعة بن نضلة الوالبي الأسدي، وعشرتهم من أهل الكوفة مثله.
ولما كان نعيم بن يزيد من وسطي التابعين، فقد رضيه الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ، وحسَّن حديثه. وذلك لأن من مذهبه: أن حديث المجهول من أهل الطبقات المتقدمة سيما المخضرمين وكبار التابعين وأوساطهم، متلقى بالقبول ويُحتجّ به، ما لم يخالف الأصول. وهذا بعينه هو مذهب الحافظ الذهبي القائل في خاتمة ((ديوان الضعفاء)) له: ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). أهـ بنصه.
وهذا الذي رضيَّاه وعملا به هو المذهب الراجح، وكان عليه العمل عند المتقدمين، وقد أطلت بيان الحجة له في كتابي ((الإكليل ببيان احتجاج أكابر الأئمة بروايات المجاهيل)).
ومما يناسب هذا المقام أن نذكر أحد عشر راوياً من نظراء نعيم بن يزيد وأشباهه من مجاهيل الطبقة الثالثة، والذين قال الحافظ الذهبي عن كل منهم ((وثق))، مع بيان من خرَّج له:
(1) رباح الكوفي، من الموالى. [د]
(2) سعيد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. [ت ق]
(3) سليمان المنبهى الشامي. [د]
(4) صالح بن رستم أبو عبد السلام الدمشقي. [د]
(5) عبد الله بن يسار، أبو همام الكوفي. [د]
(6) عمير والد عمران بن عمير الكوفي. [ق]
(7) معقل ويقال: زهير بن معقل الخثعمي. [د]
(8) وهب مولى أبى أحمد بن جحش. [د]
(9) يزيد بن عبد المزني الحجازي. [ق]
(10) أبو ثمامة القماح الحناط. [د]
(11) أبو سعيد الحبراني الحميري الشامي. [د ق]
ـ[عمر رحال]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 06:31]ـ
س7: هل يصح في إحياء ليلتي العيدين شيء من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم -؟
جـ7: الحمد لله ناصر الحق ورافعي لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائه.
وبعدُ: ...
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أكثر المصنفون في الرغائب من ذكر الأباطيل والمناكير والموضوعات، ولما تيقنوا أن الصلاة خير موضوع، فقد لهجوا بذكر ما ورد فيها من الترغيب، ولعل أكثرها مما لا يصح، ولا يثبت، ولا تنتهض به حجة. وأنكر ذلك الصلوات الحولية والأسبوعية والشهرية والليلية، كصلاة التسابيح، وألفية رجب، وليلة النصف من شعبان، وآخر جمعة من رمضان، وليلة عاشوراء ويومها، وليلتي الفطر والضحى، وليالي الأسبوع كلها.ومن أنكر ذلك وأبطله ما وضعه الوضاعون في إحياء ليلتي العيدين، وفيها خمسة أحاديث. ومن اللائق أن نذكر ما قرَّره الحافظ ابن القيم في ((زاد المعاد في هدى خير العباد)) (1/ 212) من هدى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة النحر: ((ثم نام حتى أصبح، ولم يحيى تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي العيدين شيء)).
وهاك الأحاديث التي احتجَّ بها المرغبون في إحياء ليلة العيد، وبيان ما فيها:
[الأحاديث الأول والثانى والثالث] أحاديث عبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وأبي أمامة
قال أبو القاسم الطبراني ((الأوسط)) (159): حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان ثنا حامد بن يحيى البلخي ثنا جرير بن عبد الحميد عن عُمَرَ بْنِ هَارُونَ البلخي عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عبادة بن الصامت أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن ثور إلا عمر بن هارون، تفرد به جرير)).
وأورده الحافظ الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (2/ 198)، فقال: ((رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عمر بن هارون البلخي، والغالب عليه الضعف. وأثنى عليه ابن مهدي وغيره، ولكن ضعفه جماعة كثيرة)).
وذكره الشيخ الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (رقم520)، وقال: موضوع.
قلت: هو كما قال، وإسناده واهٍ بمرَّة، وله ثلاث آفات:
[الأولى] عُمَرَ بْنِ هَارُونَ البلخي أبو حفص الثقفي، يروى المناكير عن المشاهير ويضع الحديث وضعاً، رماه بالكذب: عبد الله بن المبارك، وابن معين، وصالح جزرة. وعبد الرحمن بن مهدى وإن أثنى عليه مرَّة، فقد قال في رواية أخرى: ليس له قيمة عندي. وقال ابن حبان: كان ممن يروى عن الثقات المعضلات، ويدعى شيوخاً لم يرهم.
[الثانية] الاختلاف على رفعه. فقد أخرجه الشافعي ((الأم)) (1/ 231)، ومن طريقه البيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 341/3711) عن إبراهيم بن محمد نا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عن أبي الدرداء قال: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْعِيدِ مُحْتَسِبَاً، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قلت: هكذا خالفه إبراهيم بن محمد، فجعله من ((مسند أبى الدرداء))، وأوقفه. وإبراهيم بن محمد بن أبى يحيى الأسلمى المدنى تركوا حديثه. قال مالك بن أنس ويحيى بن سعيد وابن معين: هو كذاب. وكان يحيى بن سعيد يقول: ما أشهد على أحد أنه كذاب إلا على إبراهيم بن أبي يحيى، ومهدي بن هلال، فإني أشهد أنهما كذابان. وقال مالك بن أنس: ليس بثقة ولا في دينه. وقال أحمد بن حنبل والبخاري: قد ترك الناس حديثه. وقال النسائي وعلي بن الجنيد والأزدي والدارقطني: متروك.
والشافعي وإن روى عنه إلا أنه جالسه في صباه، فحفظ عنه، فلما نزل مصر أودع كتبه أحاديثه من حفظه، ولم يكن عنده بموضع الثقة، وقال: كان قدرياً ولم يكن يكذب. وقال ابن حبان: كان قدرياً جهمياً، وكان يكذب مع ذلك.
[الثالثة] الاضطراب على صحابيه. فمرة ((عن عبادة بن الصامت))، وثانية ((عن أبى الدرداء)) موقوفاً، كما سبق، وثالثة ((عن أبى أمامة)).
فقد أخرجه أبو القاسم الأصبهاني ((الترغيب والترهيب)) (1/ 248/373)، وابن الشجرى ((أماليه الخميسية)) كلاهما من طريق عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعاً به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن ماجه (1782): حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ))
قلت: وهذا إسناد تالف. بقية بن الوليد الحمصى، أبو يحمد الكلاعى مدلِّس سيء التدليس، فهو يروى عن الكذابين ثم يسوِّى الإسناد فيسقطهم، ويرويه عن الثقات. ولا يُستبعد أن يكون أخذ الحديث عن عمر بن هارون الكذاب، ثم أسقطه وسوَّى إسناده، ودلَّسه عن ثور بن يزيد الثقة. ولهذا قال على بن مسهر: أحاديث بقية ليست نقية، فكن منها على تقية.
والحاصل أن الحديث موضوع، ركَّبه عمر بن هارون البلخى على أسانيد مضطربة، وألزقه بها، وإنما هو مما عملته يداه، وزيَّنه له شيطانه، فلا يحل روايته إلا على التعجب!.
[الحديث الرابع] حديث معاذ بن جبل؛ أخرجه نصر المقدسي ((جزء من الأمالي)) (2/ 186)، والديلمى ((مسند الفردوس)) (ق:148)، والأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 348/374)، وابن الجوزي ((العلل المتناهية)) (934)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (43/ 93) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر))، وفى رواية الأصبهانى ((الليالى الخمس)) بزيادة ((وليلة النصف من شعبان)).
قلت: وهذا حديث موضوع، وإسناده واهٍ بمرَّة. والمتهم به عبد الرحيم بن زيد العمى، كذبه يحيى القطان. وقال البخارى وابن معين وأبو حاتم: تركوه. وقال أبو زرعة: واه. وقال النسائى: متروك ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه العجائب، مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو موضوعة
[الحديث الخامس] حديث كردوس غير منسوب، أخرجه ابن الجوزي ((العلل المتناهية)) (924) من طريق المفضل بن فضالة عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن سلمة بن سليمان الجزري عن مروان بن سالم عن ابن كردوس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيدِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ فِيهِ الْقُلُوبُ)).
وعزاه الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) إلى الحسن بن سفيان، وعبدان المروزى، وابن شاهين، وعلى بن سعيد العسكري جميعاً من طريق مروان بن سالم به.
قال أبو الفرج: ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه آفات. أما مروان بن سالم، فقال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني والازدي: متروك. وأما سلمة بن سليمان، فقال الأزدي: هو ضعيف. وأما عيسى، فقال يحيى: ليس بشيء)).
قلت: وهذا الحديث منكر، والمتهم به سالم بن مروان الجزرى، عامة ما يرويه مناكير لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم الرازى: منكر الحديث جدًا ضعيف الحديث ليس له حديث قائم. وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث. وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم. وقال أبو أحمد بن عدي: عامة حديثه لا يتابعه الثقات عليه. والله الموفق للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[ابو عبد الملك]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 07:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ما هذه الهمة العالية يا شيخ عمر .... بارك الله فيك ونفعنا الله بعلم الشيخ المحدث الكبير أبي محمد الألفي .. نسأل الله أن يبارك في عمره .... آمين
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 08:04]ـ
رائع جدا
جزاك الله خيرا
أسأل الله أن يطيل عمر الشيخ المحدث
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 06:04]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزآء أخى عمر رحال.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 03:49]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
س8: هل صح أن ابن أم مكتوم قاتل في حرب القادسية؟، وجدت بعض الآثار عند ابن سعد في الطبقات 4/ 212 تفيد بأن عبد الله بن أم مكتوم - رضي الله عنه - قاتل في موقعة القادسية، قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء وعليه درع له.
أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو هلال الراسبي عن قتادة عن انس بن مالك أن ابن أم مكتوم خرج يوم القادسية عليه درع له حصينة سابغة.
أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن انس أن ابن أم مكتوم شهد القادسية ومعه الراية.
جـ8: وبمزيد من تخريجات الحديث على المذكور عاليه، ربما ترجحت صحة الرواية:قال ابن أبى شيبة (6/ 555/32772):حَدَّثَنَا عفان ثنا أبو هلال الراسبى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كان على ابن أم مكتوم يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ دِرْعٌ سَابِغٌ.قال الإمام أحمد ((المسند)) (3/ 132):
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
وقال البخارى ((التاريخ الصغير)) (1/ 54):
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ بِالْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
قال الحارث بن أبى أسامة (661):
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رأيت ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وعليه دِرْعٌ، وبيده رَايَةٌ
وقال ابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 122):
حَدَّثَنَا أزهر بن مروان ثنا عبد الأعلى عن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أنه رأى ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَيْهِ دِرْعٌ، وبيده رَايَةٌ سَوْدَاءُ
حَدَّثَنَا ابن عبد الأعلى نا محمد بن ثور عن معمر عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رأيته يوم القادسية عَلَيْهِ دِرْعٌ، وَمَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ
حَدَّثَنَا أبو بكر نا عفان عن أبي هلال عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كان على ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رضي الله عنه يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ دِرْعٌ سَابِغٌ
حَدَّثَنَا محمد بن المثنى نا محمد بن عثمان عن سعيد بن بشير عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رأيت ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَيْهِ دِرْعٌ، ومعه لواء أسود.
وقال أبو جعفر الطحاوى ((مشكل الآثار)) (3/ 240):
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثنا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ كَانَتْ مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ.
وقال ابن الجارود النيسابورى ((المنتقى)) (310):
حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
وقال أبو يعلى الموصلي ((مسنده)):
(3110) حَدَّثَنَا زهير ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ على الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، مَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3123) حَدَّثَنَا محمد بن مهدي ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ في قوله ((عبس وتولى)): جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يكلم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله ((عبس وتولى))، فكان النبي بعد ذلك يكرمه، قال قتادة أخبرني أنس بن مالك قال: رأيته يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ، ومَعَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
(3138) حَدَّثَنَا عبيد الله ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ عِمْرَانِ الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قال: اسْتَخْلَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ على الْمَدِينَةِ مَرَّتَيْنِ، قال: ولقد رأيته يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وعليه رَايَةٌ سَوْدَاءُ.
قال ابن جرير الطبري ((التفسير)) (30/ 51):
حَدَّثَنَا بشر بن معاذ ثنا يزيد يعنى ابن زريع ثنا سعيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أنه رآه يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ معه راية سوداء، وعليه درع له.
حَدَّثَنَا ابن عبد الأعلى ثنا محمد بن ثور عن معمر عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يكلم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله عليه ((عبس وتولى))، فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه، قال أنس: فرأيته يوم القادسية عليه درع، ومعه راية سوداء.
والخلاصة، فالحديث عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، يرويه عنه جماعة: سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، ومَعْمَرٌ، وشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وعِمْرَانُ الْقَطَّانُ، وسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وأبو هلال الراسبى. ولكن قد يقال: لم يصرِّح قتادة بالسماع من أنس إلا فى رواية معمر عنه، ومعمر ليس بذاك القوى فى روايته عن قتادة كما قال يحيى بن معين؟!.
قلنا: ولكن يتقوى حديثه برواية على بن زيد بن جدعان الآتية:
قال الحميدي (1202): حَدَّثَنَا سفيان ثنا ابن جدعان قال قال أنس: رَأَيْتُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ، ومعه لواء المسلمين في بعض مشاهدهم.
وقال الطحاوي ((مشكل الآثار)): حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ فِي بَعْضِ مَشَاهِدِ الْمُسْلِمِينَ فِي يَدِهِ اللِّوَاءُ.
يُتبع.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 03:54]ـ
س9: نرجوا تخريج هذا الحديث – حفظكم الله -: (إن الله سيؤيد هذا الدين بقوم لا خلاق لهم).
جـ9: الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعدُ: ...
(الأول) حديث أنس، وله طريقان:
[الأولى] أبو قلابة عن أنس؛ أخرجه النسائي ((الكبرى)) (5/ 279/8885)، وابن حبان (4517)، وابن حزم ((المحلى)) (11/ 113)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (6/ 234/2251) من طريق رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
وأخرجه الطبراني ((الأوسط)) (2737) من طريق ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس مرفوعاً بمثله
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عباد بن منصور ومعمر بن راشد. تفرد به عن عباد: ريحان، وعن معمر: رباح بن زيد))
قلت: وأمثل إسناديه عن أيوب، بل أمثل أسانيده وأصحها ((معمر عن أيوب عن أبى قلابة عن أنس))، ورجاله ثقات كلهم على رسم مسلم، خلا رباح بن زيد الصنعانى، وهو ثقة ثبت أثنى عليه عبد الله بن المبارك. وكان أحمد بن حنبل يقول: إني أحبّ رباحاً وأحبّ حديثه وأحبّ ذكره. وأكثر من ذكر حديثه في ((مسنده)) من رواية إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعانى عنه.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة جليل. وناهيك بهذا من أبى حاتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
[الثانية] الحسن عن أنس؛ أخرجه الإسماعيلي ((معجم شيوخه)) (1/ 406)، والطبراني ((الأوسط)) (1948) و ((الصغير)) (132)، والضياء ((المختارة)) (5/ 231/1863) جميعاً من طريق هدبة بن خالد حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ الله يؤَيِّدُ الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
وقال أبو القاسم: ((لم يروه عن المعلى إلا حماد بن زيد، تفرد به هدبة بن خالد)).
قلت: ورجال إسناده موثقون كلهم، وإنما يخشى تدليس الحسن أو إرساله، وإن كان ذلك غير مؤثرٍ في صحة الحديث لثبوت وصله من حديث أنس بن مالك بالطريق السالفة.
فقد ذكر البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/ 94/260): ((عبد الله بن زيد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى يؤيد الدين بمن لا خلاق له، والحسد يأكل الحسنات)). قاله عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش)).
كما ذكر مثله ابن أبى حاتم في ((الجرح والتعديل)) (5/ 59/274).
(الثاني) حديث أبي بكرة الثقفي. أخرجه أحمد (5/ 45)، والطبرانى كلاهما من طريق حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرِينَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
قلت: والحديث بهذا الإسناد عن الحسن البصري أوثق، فإنه من رواية جمع عنه، وسماع الحسن من أبى بكرة ثابت.
(الثالث) حديث كعب بن مالك الأنصاري. أخرجه أبو نعيم ((طبقات المحدثين بأصبهان)) (4/ 144) من طريق سفيان بن حسين عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليؤيِّدنَّ الله ُهَذَا الدِّينَ بِقَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ)).
قلت: والحديث بهذا الإسناد حسن غريب، لم يروه عن ابن كعب بن مالك عن أبيه غير الزهري، تفرد به عنه سفيان بن حسين. قال ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: سفيان بن حسين الواسطي ثقة، وكان يؤدب المهدي، وحديثه عن الزهري فقط ليس بذاك، إنما سمع من الزهري بالموسم. وقال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس، وليس من أكابر أصحاب الزهري.
والأصل الشاهد لصحة الحديث وثبوته: حديث أبى هريرة عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).
أخرجه البخاري في ((كتاب المغازي)) (4204) قال: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: شهدنا خيبر، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإِسْلامَ: ((هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ))، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، انْتَحَرَ فُلانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: ((قُمْ يَا فُلانُ، فَأَذِّنْ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، إِنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)).وأخرجه مسلم في ((كتاب الإيمان)) (111): حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا ... فذكره بنحوه.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:51]ـ
س10: بحثتُ كثيرًا عن هذا الراوي ولم أقف على ترجمةٍ له، وهو شيخ للرامهرمزي وقد أكثر عنه، وهو عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء. أفيدونا بارك الله فيكم.
جـ10: الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق.
وبعدُ: ...
عبد الله بن أحمد بن معدان الثغري الغزاء، بالغين والزاي المعجمتين، كان يسكن ثغر المصيصة.
في طبقة النسائي والبرديجى وأبى بكر بن أبى داود، وقد شارك أولهم في أكثر شيوخه.
روى عن: إبراهيم بن سعيد الجوهري واختص به، وإبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، وأحمد بن حرب الموصلي، وجعفر بن محمد بن الهذيل القناد، والحسن بن أبى أمية الأنطاكي، وسعيد بن رحمة الأصبحي، وسلمة بن شبيب المروزى، وعبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، وعبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الميموني صاحب الإمام أحمد، ومحمد بن عبد الله بن حميد المكي، ومحمد بن عثمان الأسلمى، ومحمد بن غالب الأنطاكي، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي، ومحمد بن يحيى الذهلى، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وأبى الخصيب أحمد ابن المستنير.
حدَّث عنه: الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرمهرامزي في كتابيه ((المحدث الفاصل)) و ((الأمثال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:56]ـ
س11: هل وردت أحاديث عن فضل قِراءة هذه السور: (يس، السجدة، الدخان، الواقعة، الملك) وما درجة هذه الأحاديث. أفيدونا بالتفصيل أثابكم الله.
جـ11: الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق.
وبعدُ: ...
فالجواب عما ورد في فضائل السور المذكورة: يس، والواقعة، والدخان إجمالاً، ما ذكره الحافظ الجهبذ شمس الدين بن القيم ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب الغفران ـ في كتابه البديع المثال ((المنار المنيف))، في فصل: جوامع وضوابط لمعرفة الأحاديث الموضوعة.
فقد قال في ثنايا هذا الفصل الجامع: ((ومنها ـ يعنى الموضوعات ـ أحاديث فضائل السور ـ يعنى إلا ما استثناه بعد ـ، وثواب ((من قرأ سورة كذا فله أجر كذا))، من أول القرآن إلى آخره، كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة، والزمخشري في آخرها. قال عبد الله ابن المبارك: أظن الزنادقة وضعوها. والذي صحَّ في أحاديث السور:
حديث ((فاتحة الكتاب)) ـ يعنى ((هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)).
وحديث ((مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلا فِي الإِنْجِيلِ وَلا فِي الزَّبُورِ وَلا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا)).
وحديث ((الْبَقَرَةُ وَآلَ عِمْرَانَ هُمَا الزَّهْرَاوَانِ)).
وحديث ((آيَةُ الْكُرْسِيِّ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)).
وحديث ((آيَتَانِ مِنْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لا يُقْرَأَانِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ)).
وحديث ((مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)).
وحديث ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ))، ولم يصح في فضائل سورة ما صحَّ فيها.
وحديث ((أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)).
وحديث أنهما ((أَفْضَلُ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ)).
ويلي هذه الأحاديث، وهو دونها في الصحة:حديث ((إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)).
ثم سائر الأحاديث بعد، كقوله ((من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا))، فموضوعة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد اعترف بوضعها واضعها، وقال: قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره، وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع: نحن نكذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نكذب عليه. ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه، واستحق الوعيد الشديد)) أهـ.
وقوله ((واعترف بوضعها واضعها)) يعنى: نوح بن أبي مريم المروزي أبو عصمة القرشي قاضي مرو، ويعرف بنوح الجامع، وإنما سمي الجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى، والحديث عن حجاج بن أرطأة وطبقته، والمغازي عن ابن إسحاق، والتفسير عن الضحاك ومقاتل، وكان مع ذلك كله يكذب ويضع الحديث. قال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديث الإثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال أيضاً: نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق. وذكر الحاكم أبو عبد الله أنه الذي وضع حديث فضائل القرآن ((من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا)).
وإنما استثنيت السجدة، وتبارك الذي بيده الملك لصحَّة ما ورد من بعض فضائلهما.
فأما الم تنزيل السجدة، فقد صحَّ في فضل قراءتها فجر الجمعة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبد الله البخاري في ((كتاب الجمعة)): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ.
وقال أبو الحسين مسلم ((كتاب الجمعة)) (1454): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ.
وقال (1455): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى.
وقال (1456): حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِـ الم تَنْزِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا. وأما تبارك الذى بيده الملك، فمما ورد في فضلها.
قال الترمذى (2891): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ، حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)).وأخرجه كذلك أحمد (2/ 321،299)، وإسحاق بن راهويه (122)، وأبو داود (1400)، والنسائي ((الكبرى)) (6/ 496/11612) و ((اليوم والليلة)) (710)، وابن ماجه (3786)، وابن نصر المروزي ((قيام الليل)) (113)، وابن حبان (788،787)، والحاكم (1/ 753)، والبيهقي ((شعب الإيمان)) (2/ 493/2506)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (7/ 262)، وابن الجوزي ((التحقيق في أحاديث الخلاف)) (449) من طرق عن شعبة به نحوه.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن)).
قلتُ: هو كما قال، فإنه يروى من غير وجه نحو هذا الحديث، عن أنس، وعبد الله بن مسعود. ورجال هذا الإسناد ثقات كلهم رجال الصحيحين، خلا عباسٍ الجشمى، وقد وثق.
ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (5/ 259) وقال: ((عباس بن عبد الله الجشمي. يروى عن: عثمان بن عفان وأبي هريرة. روى عنه: الجريري وقتادة)).
ويشهد لحديثه، ما أخرجه الطبراني ((الصغير)) (490) و ((الأوسط)) (3654) قال: حدثنا سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري ثنا شيبان بن فروخ ثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَا هِى إلا ثَلاثُونَ آيَةً، خاصمت عن صاحبها، حتى أدخلته الجنة، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ))
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم على رسم مسلم، خلا سليمان بن داود بن يحيى البصري، وهو صدوق صالح.وأما تفصيل ما أجمله الحافظ ابن القيم، فيحتاج إلى إطالة وإسهاب.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 08:36]ـ
س12: هل دخل جعفر الصادق العراق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ12: الذي لا أشك فيه، وأحلف عليه غير حانث، ولا مرتاب، أنَّ الإمام جعفر الصادق نزل العراق، والتقى به كبراء فقهائها ومحدثوها، وأخذ عنه الثوري، وأبو حنيفة، والحسن بن صالح بن حي وغيرهم من الكبراء الرفعاء، وناظره أبو حنيفة مراراً. وكان نزوله بالحيرة قريباً من شط الفرات. فلماذا هذا التردد؟!. وما ذكرته من دخول الإمام جعفر الصادق العراق مذكور في تواريخ الحافظ الذهبي، ومنها ((سير الأعلام)) و ((تذكرة الحفاظ))، وذكره كذلك الحافظ المزي في ترجمته من ((تهذيب الكمال)) (5/ 79).
ومعتمدهما ما أسنده أبو أحمد بن عدى في ((الكامل)) (2/ 132) قال: حدثنا ابن سعيد ـ يعنى أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ـ ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ثنا إبراهيم بن محمد الرماني أبو نجيح قال سمعت حسن بن زياد يقول: سمعت أبا حنيفة، وسئل من أفقه من رأيت؟، فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد ـ يعنى الصادق ـ، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إليَّ، فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر ـ يعنى المنصور ـ، فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه، وجعفر الصادق جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلَّمت، وأذن لي أبو جعفر، فجلست، ثم التفتُ إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله ـ كنية الصادق ـ تعرف هذا؟، قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال أبو جعفر: يا أبا حنيفة، هاتِ من مسائلك .. سل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، قال: فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرج منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف!.
قلت: ولعل ذلك كان بعد رضا أبى جعفر المنصور عنه، فقد كان قبل غاضباً عليه. وتحقيق أسانيد وقائع آل البيت الهاشميين مما تطول، ولكن هذه الأسانيد مما اعتمدها الحافظ الذهبي، ومشاها وأكثر من ذكرها في تواريخه.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 08:39]ـ
س13: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - عليه رحمة الله - في الفتاوى (الجزء 2/ 150) ما نصه: (وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبي الفرج بن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد ابن صالح ثنا محمد بن سنان العوفي ثنا إبراهيم بن طهمان عن يزيد بن ميسرة عن عبد الله بن سفيان عن ميسرة قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله انه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعنا باسمي إليه).فما صحة هذه الرواية؟ لكم الأجر والمثوبة.
جـ13: الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وبعدُ: ...
الحديث المسئول عنه غلط إسناداً ومتناً، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به. وإنما رواه مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).أخرجه هكذا البخاري ((التاريخ الكبير)) (7/ 374)، والطبراني ((الكبير)) (20/ 353/833)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 129)، والحاكم (2/ 665)، والذهبي ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 384 و13/ 451) من طرق عن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ العوقِى بإسناده ومتنه سواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا رواه عن مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: البخاري، وأحمد بن إسحاق، وأحمد بن داود المكي، وأحمد بن محمد بن سلمة العنزي، وحفص بن عمر الرقى، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن يونس بن المبارك الأحول.
وتابعه عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ: مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِي، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِى، وشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ المدائنى.
قال ابن سعد ((الطبقات)) (7/ 60): أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ الْبَهْرَانِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ حَدَّثَنَا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
وأخرجه كذلك ابن عدى ((الكامل)) عن شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، والحاكم (2/ 665) عن عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِى، والرافعي ((التدوين في أخبار قزوين)) (2/ 244) عن مُعَاذِ بْنِ هَانِئٍ، ثلاثتهم عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ به.
ولم يتفرد إبراهيم بن طهمان عَنْ بُدَيْلٍ، فقد تابعه: مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ المعروف بصاحب اللؤلؤ.
قال الإمام أحمد (5/ 59): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
وأخرجه كذلك عبد الله بن أحمد ((السنة)) (864)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (410)، والطبراني ((الكبير)) (20/ 353/834)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 129/2)، وأبو طالب القاضي ((علل الترمذي)) (683)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) من طرق عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ به.
قلتُ: وقد خولفا على روايته عن بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، فرواه حماد بن زيد ويزيد بن زريع ((عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قال: قيل لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، ولم يذكروا ((عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ)). وخالفهم جميعاً حماد بن سلمة عن خالد الحذاء فقال ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قال: قلتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، رواه عنه هكذا كامل بن طلحة الجحدرى، وأكثر أصحاب حماد يقولون ((عن رجل)). وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
[إيقاظ وتنبيه] الصحيح من لفظ الحديث كما أوردناه ((وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ))، وليس كما يتردد على ألسنة العوام ((وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ)).
قال شيخ الإسلام بن تيمية في ((الرد على البكري)) (ص65): ((وأما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية وغيرهم من أنه قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ))، ((وآدَمُ لا مَاءَ وَلا طِينَ))، فهذا مما لا أصل له، لا من نقلٍ، ولا من عقلٍ، فإنَّ أحداً من المحدِّثين لم يذكره، ومعناه باطلٌ، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الطين ماء وتراب، و إنما كان ((بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)). ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حينئذ موجوداً، و أن ذاته خلقت قبل الذوات، و يستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه؛ مثل حديث فيه ((أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل؛ أنا كنت ذلك النور))، و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل.
والمقصود هنا: أن الله سبحانه وتعالى كتبه نبيَّاً بعد خلق آدم، وقبل نفخ الروح فيه)) أهـ.
وأعاده شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (2/ 150:147)، وشنَّع على القائلين بأوليَّة خلق النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطال في بيان معنى كتابته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً، وأنه كان نبياً في التقدير الكتابي لا في الوجود العيني، إذ المقطوع بصحته أن نبوته لم توجد حتى نبَّأه الله تعالى على رأس أربعين سنة من عمره، وأن الصحيح من معنى الحديث موافق للصحيح من حديث العرباض بن سارية، الذي أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (4/ 127) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 06:00]ـ
س14: ما صحة هذا الحديث: " أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بدون إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع "، و هل يثبت وعيد في خروج المرأة من بيتها من غير استئذان زوجها؟
جـ14: الحمد لله وكفى. وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعدُ: ...
الاقتصار على الأحاديث المذكورة، مع القطع بوضع بعضها وضعف بعضها، يوهم عدم ثبوت أحاديث صحاح في النهى عن خروج المرأة في غيبة زوجها، وهو المقصود بهذا السؤال.
وقد صحَّت أحاديث في هذا المعنى، منها:
قال الإمام أحمد (6/ 19): حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا حيوة ـ يعنى بن شريح ـ قال: أخبرني أبو هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه فضالة بن عبيد عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ، فَلا تَسْأَلْ عَنْهُمْ. وَثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ، وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ)).
وأخرجه كذلك البزار (9/ 204/3749)، وابن حبان (4559)، والطبراني ((الكبير)) (18/ 306/789،788)، والحاكم (1/ 206)، والبيهقي ((شعب الإيمان)) (6/ 165/7797) جميعاً من طريق أبى عبد الرحمن المقرئ عن حيوة بن شريح به نحوه.
وتابعه عن أبى هانئ الخولاني: عبد الله بن وهب.
أخرجه البخاري ((الأدب المفرد)) (590)، وابن أبى عاصم ((السنة)) (89)، والطبراني ((الكبير)) (18/ 307/790) من طرق عن ابن وهب عن أبى هانئ به نحوه.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته، ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة)).
قلت: هو كما قال صحيح رجاله كلهم ثقات، ولكن لم يحتج الشيخان بأبي على عمرو بن مالك الجنبى المرادى المصري، وهو ثقة تابعي عداده في كبار تابعي المصريين، ومن المكثرين في الرواية عن فضالة بن عبيد. قال العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن مالك الجنبي ثقة. وذكره العجلي في ((معرفة الثقات)) (2/ 184)، وابن حبان في ((الثقات)) (5/ 183).
(إيضاح) المقصود قوله ((وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَدْ كَفَاهَا مُؤْنَةَ الدُّنْيَا، فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ))، فقوله ((فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ)) تضمن معنى خروجها من بيت الزوج، إذ لا يقال للمرأة متبرجة وهى مخدَّرة في بيتها، وقوله ((بَعْدَهُ)) تضمن معنى النشوز في غيبة الزوج مع كفايته إيَّاها مؤنة المعايش. ولعل المراد من قوله ((لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ)) التنفير منهم، لتلبسهم بما يوجب غضب الله وعقابه، ولهذا فسره المناوي في ((فيض القدير)) بقوله: فإنهم من الهالكين.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 09:34]ـ
للربط
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:30]ـ
بارك الله في الشيخ و في الأخ عمر و جزاه عنا خيرا
ـ[عمر رحال]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 10:58]ـ
س15: في ترجمة أحمد بن عبد الله بن يونس من تهذيب التهذيب: قال عثمان بن أبي شيبة: كان ثقة، وليس بحجة. فما معنى ذلك؟ وما تأثيره على رواياته قبولاً وردًا؟
جـ15: أما قول عثمان بن أبى شيبة هذا فقد قاله عن ثلاثة من الرواة، ونقله عنه أبو حفص بن شاهين في ((تاريخ أسماء الثقات)) هكذا:
(1) أحمد بن عبد الله بن يونس.كان ثقة ليس بحجة قاله عثمان بن أبي شيبة.
(2) أشعث بن سوار. سئل عثمان بن أبي شيبة عن أشعث بن سوار فقال: ثقة صدوق، قيل: هو حجة؟، قال: أما حجة فلا.
(3) فضيل بن عياض. قال عثمان بن أبى شيبة: كان ثقة صدوقا ليس بحجة.
والنظر في معنى قوله هذا عن الثلاثة المذكورين، وفيهم الثقتان النبيلان: فضيل وأحمد، يدور على ثلاثة أنحاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
[أولاً] لا ينبغي أن يؤخذ من تأويل هذا المصطلح توهين الإمام الثبت المتقن المأمون أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعى الكوفي شيخ الإسلام. وإليك ما قاله الحافظ الذهبي رداً على قول عثمان بن أبى شيبة عنه: ((ثقة وليس بحجة)):
قال الحافظ ((ميزان الاعتدال)) (8/ 34): ((اليربوعي أوثق من عثمان. قال فيه أحمد بن حنبل: شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: كان ثقة متقناً. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن سعد والعجلي: ثقة صدوق صاحب سنة. وقال الخليلي: ثقة متفق عليه. وقال ابن قانع: ثقة مأمون. وذكره ابن حبان في الثقات)) أهـ.
قلت: وقد احتفى البخاري ومسلم باليربوعي، وهو في الطبقة الوسطى من شيوخهما، فأخرج له البخاري في ((صحيحه)) سبعين حديثاً، وأخرج له مسلم في ((صحيحه)) أربعة وخمسين حديثاً. وهو في الكوفيين كمسدد بن مسرهد في البصريين، إلا أن مسدداً أكثر منه حديثاً، ولذا أخرج له البخاري: ثلاثمائة واثنين وتسعين حديثاً، فهو رأس المكثرين من شيوخ البخاري. وأما اليربوعي فكان ممن يقيم اللفظ ولا يروى بالمعنى، وقد جهدت أن أجد لليربوعي وهماُ أو خطأً، فلم أقف عليه.
[ثانياً] تأويل قولهم فلان حجَّة. قد بان لي من معاني الحجَّة عندهم.
(1) الذي ثبتت إمامته، وذاعت شهرته، وعرف فضله. وهذا معنىً واسع، ولكنه غير شائع الاستعمال، وربما يستعمله بعض المتساهلين من أئمة التعديل والتزكية، كابن سعد. وهو واقع بكثرة فى تراجم المتأخرين كالحافظ الذهبي في كتابيه ((سير الأعلام)) و ((تذكرة الحفاظ)). قال ابن سعد: كان الحسن البصري جامعا عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا. وقال:كان أيوب السختيانى ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال الذهبي: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق الإمام القدوة الحافظ الحجة عالم وقته بالمدينة. وقال: عبد الرحمن بن أبي نعم الإمام الحجة القدوة الرباني أبو الحكم البجلي الكوفي. وهذا أكثر من أن يحصى.
(2) الحافظ الضابط المتقن. وهذا أشيع معانيه، وربما اقتصر عليه الأكثر. سئل يحيى بن معين عن محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى فقال: ثقة وليس بحجة. وأصل ذلك أنه سئل عنه وعن موسى بن عبيدة الربذي: أيهما أحب إليك؟، فقال هذا القول، وإنما ذهب إلى أن ابن إسحاق أمثل وأوثق من موسى بن عبيدة الربذي، وإن لم يكن ضابطاً متقناً كمالك وعبيد الله بن عمر في المدنيين
(3) الذي يُرجع إليه عند الاختلاف ويؤخذ بقوله، فهو كالقائم مقام الدليل والبرهان، أو الذي تدفع به الخصومة. قال أبو زرعة الدمشقي قلت ليحيى بن معين وذكرت له الحجة، فقلت له: محمد بن إسحاق منهم؟، فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وذكر قوما آخرين. وهذا من ألطف المعاني وأخفاها، وإنما يستعمله المتشددون أمثال: عبد الرحمن بن مهدى، ويحيى بن سعيدٍ القطان، وابن معين، وأبى حاتم الرازي. وعليه يتنزل قول عثمان بن أبى شيبة، ومن طالع أحكامه على الرجال حكم من غير تردد أنه في عدادهم، وإن وثق بعض الضعفاء
(4) أن الحجة بالمعنى السابق، ولكن مقروناً براوٍ ما أكثر الثقة ملازمته والأخذ عنه، فكان الأضبط والأوثق والأحفظ لحديثه دون سائر أصحابه. وذلك شبيهٌ بقولهم:
• الثوري حجة في الأعمش على سائر أصحابه.
• مالك حجة في الزهري على سائر أصحابه.
• ابن عيينة حجة في عمرو بن دينار على سائر أصحابه.
• حماد بن سلمة حجة في ثابت البناني على سائر أصحابه.
• شعبة حجة في قتادة على سائر أصحابه.
• إسرائيل حجة في أبى إسحاق على سائر أصحابه.
• الأوزاعي حجة في يحيى بن أبى كثير على سائر أصحابه.
قال أبو حاتم الرازي: حماد بن سلمة في ثابتٍ وعلي بن زيد أحبّ إليَّ من همام، وهو
أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ الناس في حديثهما. وقال يحيى بن معين:
من خالف حماد بن سلمة في ثابتٍ فالقول قول حماد، وحماد أعلم الناس بثابتٍ.
ونزيدك إيضاحاً وبياناً، لهذا المعنى، بذكر هذا المثال:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو داود (5125): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعْلَمْتَهُ؟))، قَالَ: لا، قَالَ: ((أَعْلِمْهُ))، قَالَ فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.وأخرجه كذلك أحمد (3/ 156،150)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (3193)، والحاكم (4/ 171)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 488/9006) من طرق عن مبارك بن فضالة بإسناده نحوه.
وتابعه عن ثابت البناني: الحسين بن واقد المروزى، وعبد الله بن الزبير الباهلي، وعمارة ابن زاذان الصيدلاني.
فقد أخرجه أحمد (3/ 140)، والنسائي ((الكبرى)) (6/ 54/10010) و ((اليوم والليلة)) (182)، وابن حبان (571)، والضياء ((المختارة)) (5/ 17/1619،1618) أربعتهم عن الحسين بن واقد، وأبو يعلى (6/ 162/3432)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 175) كلاهما عن عبد الله بن الزبير الباهلي، والبخاري ((التاريخ الكبير)) (2/ 318/2607)، وابن أبى الدنيا ((الإخوان)) (71) كلاهما عن عمارة بن زاذان، ثلاثتهم عن ثابت البناني عن أنس بنحو حديث مبارك بن فضالة.
قلتُ: هكذا رواه هؤلاء الأربعة: المبارك والحسين والباهلي وعمارة، فقالوا ((عن ثابت عن أنس))، وهؤلاء الرواة يشدّ بعضُهم أزر بعضٍ، إذ لا يخلو واحدٌ منهم من مقالٍ، وأمثلهم المبارك بن فضالة، لكنه مدلس، وقد صرّح هاهنا بالسماع من ثابت البناني، ولهذا صحح حديثه الأئمة: ابن حبان، والحاكم، والضياء المقدسي وغيرهم.
وقد خالف الأربعة مجتمعين: حماد بن سلمة، والحديث له دونهم، فهو أعلم وأحفظ وأضبط الناس لحديث ثابت البناني. وكيف لا، وهو ربيبه!. قال يحيى بن معين: من خالف حماد بن سلمة في ثابتٍ فالقول قول حماد، وحماد أعلم الناس بثابتٍ. وقال أبو حاتم الرازي: حماد بن سلمة في ثابتٍ وعلي بن زيد أحبّ إليَّ من همام، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما، بيَّن خطأ الناس في حديثهما.
واختلف أصحاب حماد بن سلمة على هذا الحديث على أربع وجوه:
[الأول] رواه أثبت أصحابه وأحفظهم: سليمان بن حرب عنه ((عن ثابت عن حبيب ابن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وتابعه على هذا الوجه: الحسن بن موسى، وحجاج بن منهال، إلا أنهما قالا ((ابن أبى سبيعة الضبعى)). وهذا الوجه أصحها، والقول قول سليمان بن حرب.
أخرجه البخاري ((التاريخ الكبير)) (2/ 318/2607) عن سليمان بن حرب، والنسائي ((السنن الكبرى)) (6/ 54/10012،10011) و ((اليوم والليلة)) (184،183) عن الحسن بن موسى وحجاج بن منهال، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (444) عن الحسن بن موسى، ثلاثتهم قالوا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن حبيب ـ قال سليمان بن حرب: ابن سبيعة، وقال الآخران: ابن أبي سبيعة الضبعي ـ عن الحارث أن رجلاً حدَّثه: أنَّه كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لأُحِبُّ هَذَا الرجلَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَعْلَمْتَهُ))، قَالَ: لا، قَالَ: ((فَاذْهَبْ إلِيهِ، فَأَعْلِمْهُ))، قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ، فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ. قال أبو عبد الرحمن النسائي: ((وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد ـ يعنى ومن تابعه ـ خطأ، وحماد بن سلمة أثبت وأعلم بحديث ثابت البنانى من حسين بن واقد والله أعلم)).
وقال أبو الحسن الدارقطني: ((والقول قول حماد)).
[الثاني] قال موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن رجلٍ حدثه أنه كان إلى جنب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمر به رجل. هكذا أسقط من إسناده الحارث، ولم يذكره.
أخرجه هكذا البخاري ((التاريخ)) (2/ 318/2607) قال: قال موسى بن إسماعيل به.
[الثالث] قال عبد الله بن المبارك عن حماد عن ثابت عن حبيب بن ضبيعة أن رجلاً أتى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا أرسله، وسمَّى التابعي ((ابن ضبيعة)).
أخرجه هكذا البخاري ((التاريخ)) (2/ 318) عن بشر بن محمد المروزى، وابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (70) عن أحمد بن جميل المروزى، كلاهما عن ابن المبارك به.
[الرابع] وشذا مؤمل بن إسماعيل، فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس، كرواية المبارك بن فضالة ومن تابعه. وزاد في متنه ((فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتِ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا)).
أخرجه أحمد (3/ 241)، ومن طريقه الضياء ((المختارة)) (5/ 78/1703) قال: حدثنا مؤمل ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس به بهذه الزيادة.
والخلاصة، فالحديث ثابت معروف من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحكم فيه لحماد على هذا الجمع الكثير، لا لهم، لأنه الحجة في حديث ثابت.
[ثالثاً] الجمع والتفريق بين ثقة وحجة. إذا بانت لك معاني الحجة في كلامهم، فلننظر الآن في الفرق بينه وبين الثقة. ولنضرب له موعداً آخر، فإن الكلام عليه طويل الذيل بعيد المرامي. ونفعني الله وإياكم بما علمنا. إنه نعم المولى ونعم النصير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 11:03]ـ
س16: كثيراً ما يحتج الوعاظ فى خطبهم بهذا الحديث ((الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت))، فما حكمه، وهل يجوز الاحتجاج به فى مقام الوعظ والتذكير؟.
جـ16: الجواب عنه على شقين: [الأول] بيان الحكم على الحديث. فنقول واللَّه المستعان:
أخرجه عبد اللَّه بن المبارك ((الزهد)) (170)، والطيالسى (1122)، وأحمد (4/ 325)، والترمذى (2459)، وابن ماجه (4260)، والطبرانى (7/ 284/7143)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 39)، والحاكم (1/ 57)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 267)، والديلمى كما فى ((فردوس الأخبار)) (3/ 357/4966) جميعا من طريق أبى بكر بن أبى مريم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس قال قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ((الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على اللَّه)).
قال أبو عيسى الترمذى: ((هذا حديث حسن)).
وقال أبو عبد اللَّه الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط البخارى، ولم يخرجاه)).
وتعقبه الحافظ الذهبى بقوله: ((لا، واللَّه أبو بكر واهٍ)).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. آفته أبو بكر بن أبى مريم الغسانى، فإنه ليس ممن يحتج به ولا بأفراد أحاديثه، لكثرة خطئه وأوهامه، وهذا الحديث منها.
قال ابن حبان ((المجروحين)): ((كان من خيار أهل الشام، ولكنه كان ردئ الحفظ، يحدِّث بالشئ ويهم فيه، ولم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك، ولا سلك سنن الثقات حتى يُحتج به، فهو عندى ساقط الاحتجاج به إذا انفرد)).
وقال أبو أحمد بن عدى: ((الغالب على حديثه الغرائب، وقلَّ ما يوافقه عليها الثقات، وهو ممن لا يُحتج بحديثه، ولكن يُكتب حديثه)).
قلت: وللحديث طريق أخرى، ولكنها لا تصلح أن تكون شاهداً، ولا عاضداً يشدُّ أزره ويدعم بنيانه.
أخرجها الطبرانى ((الكبير)) (7/ 281/7141)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 268) كلاهما من طريق إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكى سمعت أبى يحدِّث عن ثور بن يزيد وغالب بن عبد اللَّه عن مكحول عن عبد الرحمن بن غنم عن شداد عن النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بنحوه.
قلت: وهذا الإسناد واهٍ بمرة، تفرد به إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكى، بل هو مما عملت يداه. قال ابن حبان ((المجروحين)): ((يروي عن أبيه الأشياء الموضوعة التى لا تعرف من حديث أبيه، وأبوه أيضا لا شيء فى الحديث، فلست أدري أهو الجاني على أبيه أو أبوه الذي كان يخصُّه بهذه الموضوعات)). وذكر له حديثاً عن أبيه عن عبد العزيز بن أبي روَّاد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ((الناس على ثلاث منازل: فمن طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله، والأرض فراشه، لم يهتم بشيء من أمر الدنيا، فرَّغ نفسه لله، فهو لا يزرع الزرع ويأكل الخبز، وهو لا يغرس الشجر ويأكل الثمر، لا يهتم بشيء من أمر الدنيا توكلا على الله)) الحديث بطوله، ثم قال: ((هذا مما عملت يداه، وليس هذا من عمل عمرو بن بكر، ولا عبد العزيز، ولا هو من حديث رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، ولا ابن عمر، ولا نافع، وإنما هو شئ من كلام الحسن البصرى)).
وخير من حديث شداد بن أوس، وقد بان شدة ضعفه، ما ذكره الترمذى عقبه بقوله: ((ويروى عن عمر بن الخطاب قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه فى الدنيا)).
أخرجه أحمد ((الزهد)) (ص149)، وابن أبى الدنيا ((محاسبة النفس)) (2)، وأبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 52) جميعاً من طريق ابن عيينة عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب: فذكره بنحوه.
وأخرجه أبو بكر بن أبى شيبة ((المصنف)) (7/ 96/34459) قال: حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن رجل لم يكن يسميه عن عمر بن الخطاب قال في خطبته: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا بنحوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
[الثانى] بيان حكم ذكر الأحاديث الضعيفة فى الوعظ والتذكير وغيره. فنقول، وبعون الله نتأيد: قد روى مسلم فى مقدمة ((صحيحه)) عن ابن عباس رضى الله عنه قال: ((إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يُكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول، تركنا الحديث عنه)).
ألا فليحذر الذين يخالفون عن أمره، ويكثرون من ذكر الأحاديث النبوية، إعتماداً على كتب المواعظ والرقائق، والزهد وفضائل الأعمال، المشحونة بالمناكير والأباطيل والموضوعات قبل التفتيش عنها فى مظانها، للاكتفاء بالصحيح منها، ونبذ السقيم. ويعظم هذا التحذير فى حق من يتصدى للفتوى، لئلا يقع فى ما نهى عنه من القول على الله بلا علم ((إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)).
قال أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (1/ 13): ((فمن لم يحفظ سنن النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يحسن تميز صحيحها من سقيمها، ولا عرف الثقات من المحدثين ولا الضعفاء والمتروكين، ومن يجب قبول إنفراد خبره ممن لا يجب قبول زيادة الألفاظ فى روايته، ولم يعرف معنى الأخبار، والجمع بين تضادها فى الظواهر، ولا عرف المفسًّر من المجمل ولا عرف الناسخ من المنسوخ، ولا اللفظ الخاص الذى يراد به العام، ولا اللفظ العام الذى يراد به الخاص، ولا الأمر الذى هو فريضة، ولا الأمر الذى هو فضيلة وإرشاد، ولا النهى الذى هو حتم لا يجوز ارتكابه من النهى الذى هو ندب يباح استعماله: كيف يستحل أن يفتى، أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحلال أو تحليل الحرام، تقليداً منه لمن يخطئ ويصيب، رافضاً قول من لا ينطق عن الهوى)) اهـ.
وقد ترخص جماعة من العلماء فى الرواية، وفرقوا بين ما كان منها فى الأحكام فشددوا، وما كان فى الرقائق وفضائل الأعمال فتساهلوا، واحتجوا لذلك بما روى عن عبد الرحمن ابن مهدى قال: ((إذا روينا عن النبى صلى الله عليه وسلم فى الحلال والحرام والأحكام شددنا فى الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا فى فضائل الأعمال والعقاب والدعوات تساهلنا فى الأسانيد)).
وأقول: هذا مذهب فى قبول الروايات قد أخطئ الكثيرون فهم دلالته، ووسعوا دائرة العمل بمفهومه الخاطئ، حتى ضربوا بقوله صلى الله عليه وسلم عرض الحائط، فخرج أكثرهم عن حد التساهل إلى التغافل، وعن قيد التثبت والإحتياط إلى التقصير والإفراط، ولم يفرقوا بين إسنادٍ يسيرٍ ضعفُه مجبورٍ كسرُه، وإسناد ضعفه أكيد وكسره شديد، فقبلوا روايات الكذابين والوضاعين، وتوسعوا فى رواية كل ما يلقى قبولاً ورواجاً لدى عوام المسلمين.
والحق أن التساهل المذكور لا ينبغى أن يتطرق إلى الأسانيد الواهية والموضوعة والباطلة، وإلا لتهدمت قواعد وشرائط أداء وتحمل الروايات، وأهمها عدالة الرواة وضبطهم، وهذا معلوم من مذهب الإمام ابن مهدى نفسه، فقد كان شديد الإنتقاد للرواة، واسع المعرفة بدقائق علل الأحاديث. وتحرير القول فى هذا المهيع الصعب، ما قاله الإمام الجهبذ زين الدين العراقى فى ((التبصرة والتذكرة)):
فإن يُقلْ يُحتجُّ بالضعيفِ ... فَقُل إذا كانَ من الموصوفِ
رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ
وإن يكنْ لكذبٍ أو شذَّا ... أو قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا
وهذا الذى حرره ـ رحمه الله ـ هو حد الحديث الحسن عند الإمام الترمذى كما سبق ذكره بعاليه. فهذا النوع من الحديث ـ يعنى الحسن عند الترمذى ـ، أو الضعيف المنجبر عند العراقى، هو الذى عناه الإمام عبد الرحمن بن مهدى، وأحمد بن حنبل، والترمذى، والبيهقى، والبغوى، وغيرهم ممن تساهلوا فى أسانيد الرقائق والزهد والدعوات وفضائل الأعمال، وقالوا بجواز العمل بالحديث الضعيف فيها.
وعلى هذ العمل عند جماهير اهل العلم بالحديث، كالعز بن عبد السلام، وأبى عمرو بن الصلاح، وتقى الدين بن دقيق العيد، وتقى الدين على بن عبد الكافى السبكى، وتقى الدين أحمد بن تيميه، وشمس الدين بن القيم، وعماد الدين أبى الفداء ابن كثير، وزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقى، وشمس الدين الذهبى، وابن حجر، والسخاوى، والسيوطى، وجماعة ممن لا يحصون كثرة.
وقد حرَّر الحافظ ابن حجر العسقلانى هذا المعنى تحريراً بالغاً، فيما ذكره عنه الحافظ السخاوى فى ((القول البديع)) (ص258): ((سمعت شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ مراراً يقول، وكتبه لى بخطه: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
(1) أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج هذا القيد الكذَّابين، والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه.
(2) أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع، بحيث لا يكون له أصلٌ أصلاً.
(3) ألا يعتقد عند العمل به بثبوته، لئلا ينسب إلى النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما لم يقله.
قال: والأخيران عن العز بن عبد السلام، وابن دقيق العيد. والأول نقل العلائى الاتفاق عليه)) اهـ.
وأقول: وعندى ان كلام الحافظ العراقى أوثق حجة وأمتن دلالة من كلام ابن حجر، وذلك أن العراقى اشترط فى العمل بالحديث الضعيف أن يكون مروياً من وجهٍ آخر يقويه ويشد أزره، فيرتقى بذلك من الضعيف إلى الحسن لغيره، على مذهب أهل الحديث، أو الصحيح على مذهب الفقهاء، حيث أنهم يستعملون الأحاديث الحسان فى الفقهيات ويصححونها، فقد قال ـ رحمه الله ـ:
رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ
وأما ابن حجر فقد اشترط أن يكون الحديث مندرجاً تحت أصلٍ عام، وهذا معنى غير دقيق التصور، وصعب الادراك، فإن إثبات توثق الحديث بالأصل، واندراجه تحته أمر عسير، لا يحققه إلا جهابذة الأصوليين، كالعز بن عبد السلام، وابن دقيق العيد ـ رحمهما الله ـ، لذا لا يُستغرب اشتراطهما له. وقد بسطت الكلام فيما بين كلام الحافظين: العراقى والعسقلانى من المفاضلة فى كتابى ((دقائق الفكر فى علم الأثر)).
وبعدُ .. فإنى أرفع أكف الدعاء إلى مجيب دعوة المضطرين، أن ينفع به كاتبه وقارئه وعموم المسلمين، وأسأله العون على سهل الأمر وقويه، وأعتصم بحبله ومحبة نبيه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر رحال]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 08:44]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... ما هذه الهمة العالية يا شيخ عمر .... بارك الله فيك ونفعنا الله بعلم الشيخ المحدث الكبير أبي محمد الألفي .. نسأل الله أن يبارك في عمره .... آمين
جزاكم الله خيرًا يا أبا عبد الملك.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 12:15]ـ
رائع جدا
جزاك الله خيرا
أسأل الله أن يطيل عمر الشيخ المحدث
وجزاك بمثله.
اللهم آمين ....(/)
من هم أهل الحديث؟
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 03:16]ـ
طلاب الحديث في منظور الخطيب البغدادي
لا يخلو زمان من المدّعين للعلم وما هم بعلماء كم من منتسب للفقه وهو جهول وصاحب هوى، وكم من طالب حديث يدعي أنه من أهل السنة وهو أبعد عن الأدب النبوي وبدون تعليق أترككم مع الإمام الخطيب البغدادي الغني عن التعريفالخطيب البغدادي الذي آلمه ما يقع من بعض طلاب الحديث في زمانه فقال: (وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله، المختصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر، أنه صاحب حديث على الإطلاق، ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه، ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه ...... إلى أن قال: (وهم مع قلة كتبهم لهم وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة، يخرقون بالراوين، ويعنفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه!) جزاك الله خيرا يا إمام فلو تعلم ما يحدث الآن في زماننا من بعض مدّعي أتباع أهل الحديث لتمنيت لو كنت نسيًا منسيًا. أسأل الله أن يوفقنا لتزكية نفوسنا ومجاهدتها كما أخبرنا الصادق الأمين
بلقاسمي الجزائري(/)
سؤال عن حديث "إلى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي"
ـ[الفهد]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 05:49]ـ
يرفع العبد يديه الى السماء وهو عاصي
فيقول يارب فيكررها يارب فتحجب الملائكه صوته فيكررها يارب
فتحجب الملائكه صوته فيكررها في الرابعه فيقول الله عز وجل الى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 07:49]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=213760
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 08:02]ـ
رتبة حديث "إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص .. "
الفهرس» الحديث الشريف» مقتطفات من الحديث الشريف» أحاديث ضعيفة وموضوعة (451)
رقم الفتوى: 73508
عنوان الفتوى: رتبة حديث "إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص .. "
تاريخ الفتوى: 17 ربيع الأول 1427
السؤال
إخواني الأعزاء ما تخريج هذا الحديث وإذا كان صحيحا أم موضوعا وبارك الله فيكم: يقول الله تعالى: إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع يديه ويقول يا رب يا رب فأردهما، فتقول الملائكة: إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول: ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت لعبدي. جاء في الحديث: أنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل: إلى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلي تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل، عبدي أسترك ولا تخشاني أذكرك وأنت تنساني أستحي منك وأنت لا تستحي مني من أعظم مني جوداً ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له من ذا الذي يسألني ولم أعطه أبخيل أنا فيبخل علي عبدي. جاء في الحديث: أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله يا آدم لا تجزع من قولي لك اخرج منها فلك خلقتها ولكن انزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلي وأن**ر في حبي حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعال لأدخلك إليها مرة أخرى، يا آدم كنت تتمنى أن أعصمك؟ فقال: آدم نعم، فقال: يا آدم إن عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتي وعلى من أتفضل بكرمي وعلى من أتودد وعلى من أغفر يا آدم ذنب تذل به إلينا أحب إلينا من طاعة ترائي بها علينا، يا آدم آنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الأول أخرج بعضه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، كما أخرج بعضه أو جملا منه الديلمي في الفردوس، وكلاهما عن أنس رضي الله عنه، ويوجد بعضه أو قريباً منه في الإحياء للغزالي، ولم نقف على من تكلم على سنده بتصحيح أو تضعيف، ولكن هذه الكتب مظنة للحديث الضعيف، كما قال علماء الحديث.
قال الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في طلعة الأنوار اختصار ألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث:
وما نمي بعق وعد وخط وكرْ **** ومسند الفردوس ضعفه شُهِرْ
كذا نوادر الأصول وزد **** للحاكم التاريخ ولتجتهد
وقد رمز بعق: للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر
وأما الحديث عن معصية آدم في الجنة فلم نقف على من أخرجه، وقد ذكره ابن القيم - بألفاظ قريبة مما ذكر- في مدارج السالكين ولم ينسبه لأحد, بل نسبه للسان الحال فأبهم القائل وركب الفعل للمجهول فقال: ... كما قيل بلسان الحال في قصة آدم ... وقال قبل ذلك: ربما يكون الذنب بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال كما قيل بلسان الحال .... فلو كان حديثاً لنسبه ابن القيم إلى الحديث.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
الشبكة الإسلامية
ـ[الفهد]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 08:32]ـ
أرجو من الإخوان مزيد بيان ... ... ولكم الشكر(/)
هل حديث: أنس مرفوعا: "لا شغار في الاسلام" على شرط الشيخين؟
ـ[السكري]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 11:26]ـ
أورد الشيخ ناصر في " الإرواء "في أثناء كلامه على حديث رقم (1895) (حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى عن الشغار " متفق عليه)
قال وفي الباب ثم ذكر عن أنس مرفوعا بلفظ: " لا شغار في الاسلام ".
أخرجه ابن ماجه (1885) وابن حبان (4154) وأحمد (3/ 162 و 165 - 197) من طريق ثابت وغيره عنه. قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين اهـ
وكذلك الشيخ شعيب في تعليقه على المسند (20/ 117)
في الإسناد معمر عن ثابت عن أنس
فقولهما على شرط الشيخين غير صحيح
فإن البخاري لم يخرج لمعمر عن ثابت إلا رواية واحدة معلقة (3805) ومسلم روى له روايتين في المتابعات (2041، 2088)
سئل الإمام أحمد في العلل (1/ 110) رواية المروزي والميموني وصالح
قال حديث منكر من حديث ثابت
وكذا قال أبو حاتم الرازي قال في العلل (1/ 369): هذا حديث منكر جدا
فهل من معقب وبارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 12:08]ـ
بارك الله فيك
معمر عن ثابت ليس من شرط الصحيح لا شك فيه
والذي يظهر أن هذا الحديث حديث أبان لا دخل لثابت فيه بشيء كما نبه عليه الإمام أحمد
قال علي بن عبد الله بن المديني: وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة وذكر عليٌّ أنها أحاديث أبان بن أبي عياش.
وقال أبو جعفر العقيلي: أنكرهم روايةً عن ثابتٍ معمرٌ
وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى ابن معين قال: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام
وقال ابن رجب رحمه الله في شرح العلل:
وقد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف فيرويه عنه ويدلسه معه عن ثقة لم يسمعه منه فيظن أنه سمعه منهما كما روى معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه نهى عن الشغار"
قال أحمد: هذا عمل أبان _ يعني أنه حديث أبان _ وإنما معمر يعني لعله دلس
ذكره الخلال عن هلال بن العلاء الرقي عن أحمد
ولما أنكر أحمد على ابن معين كتابة صحيفة معمر عن أبان قال له ابن معين:
"رحمك الله يا أبا عبد الله أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها وأعلم أنه موضوعة حتى لا يجئ بعده إنسان فيجعل بدل أبان ثابتاً ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس فأقول له: كذبت إنما هي عن معمر عن أبان لا عن ثابت"
قال عبد الرزاق في المصنف:
عن معمر عن ثابت وأبان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا شغار في الاسلام"
ورواه معمر عن غيرهما من حديث ابن عمر والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 12:49]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أمجد
وأقترح تغيير العنوان ليكون دالاً على الموضوع
ـ[السكري]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 05:09]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل الشيخ أمجد والشيخ الحمادي على توضيح الوهم والنصيحة
ولكن مما يستفاد مماسبق أن الوهم ناتج من معمر أم عبد الرزاق
وأن تصحيح الحديث ليس بصحيح عن كونه على شرط الشيخين أم لا
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Mar-2008, مساء 07:19]ـ
وفيك بارك الله
تعليق الوهم هنا بمعمر أقرب من تعليقه بعبد الرزاق لحال رواية معمر عن ثابت وعن أبان كما وضحه علماؤنا أحمد ويحيى وغيرهم والله أعلم
والحديث صحيح من وجوه أخرى غير هذا الوجه
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 05:36]ـ
بارك الله في الأخ المشرف برجاء تثبيت هذا العنوان إلى هل هو على شرط الشيخين
نريد الاخوة أن يتعقبوا بدون خروج على المنهج وبدون تجريح وتكون البغية لله والله من وراء السيبل
وليكن الأول
أخرج الحاكم في المستدرك (1/ 339)
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي و شعيب بن الليث قالا: أنبأ الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن هند بنت الحارث عن أم الفضل: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليهم و عباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم يشتكي فتمنى عباس الموت فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا عم لا تتمن الموت فإنك إن كنت محسنا فإن تؤخر تزداد إحسانا إلى إحسانك خيرا لك و إن كنت مسيئا فإن تؤخر فتستعتب من إساءتك خير لك فلا تتمن الموت
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بهذا اللفظ إنما اتفقا على حديث قيس بن خباب: لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن نتمنى الموت لتمنيته
قال الشيخ ناصر رحمه الله في أحكام الجنائز (ص 4): وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وإنما هو على شرط البخاري فقط.
وقال الشيخ حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلي: إسناده جيد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 12:19]ـ
بارك الله فيك
لم أفهم المطلوب هل تريد أن يكون العنوان هكذا (هل هو على شرط الشيخين)
لأنك ستذكر بعض الأمثلة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 08:04]ـ
نعم بارك الله فيك وهناك أحاديث كثيرة من هذا المنوال سواء من الحاكم في المستدرك أو غيره من المتأخرين والحديث سابق مثال
ونريد الاخوة أن يبينوا هل هناك تصويب أم الأمر يحتاج إلى تعليق وجزاكم الله خيرا
وليكن هذا المثال أول الفتح
أخرج الحاكم في المستدرك (1/ 339)
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا أبي و شعيب بن الليث قالا: أنبأ الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن هند بنت الحارث عن أم الفضل: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليهم و عباس عم رسول الله صلى الله عليه و سلم يشتكي فتمنى عباس الموت فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا عم لا تتمن الموت فإنك إن كنت محسنا فإن تؤخر تزداد إحسانا إلى إحسانك خيرا لك و إن كنت مسيئا فإن تؤخر فتستعتب من إساءتك خير لك فلا تتمن الموت
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بهذا اللفظ إنما اتفقا على حديث قيس بن خباب: لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن نتمنى الموت لتمنيته
قال الشيخ ناصر رحمه الله في أحكام الجنائز (ص 4): وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وإنما هو على شرط البخاري فقط.
وقال الشيخ حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلي: إسناده جيد
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 11:10]ـ
بارك الله فيك
الذي يظهر أنه ليس على شرطهما والله أعلم
وذلك أن هند هنا ليست الفراسية القرشية التي خرج لها البخاري وتفرد عنها الزهري بل هي الخثعمية
إمرأة عبد الله بن شداد بن الهاد
روى عنها يزيد بن عبد الله بن الهاد حديثين هذا أحدها والثاني (يظهر الدين حتى يجاوز البحار) ولا أظن هذا الثاني يصح
وأيضا عبد الله بن عبد الحكم لم يخرج له الشيخان
ولم يخرج البخاري لشعيب بن الليث واحتج به مسلم
لكن رواه أبو سلمة الخزاعي عن الليث عند أحد وغيره وأبو سلمة إمام احتج به الشيخان وخرج له مسلم عن الليث عن ابن الهاد
فالحديث ليش على شرط أحد منهما والله أعلم
أما بالنسبة للحديث فقد رواه غير الليث عن ابن الهاد وينظر في حال هند فقد ذكرها ابن حبان في الثقات وروى عنها يزيد بن الهاد وهل روى عنها محمد بن إبراهيم التيمي؟! لا أظن
ننتظر فوائدكم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Mar-2008, صباحاً 11:18]ـ
ولا يخفاكم أن كون الحديث على شرط الشيخين مختلف في وقوعه وفي معناه
والذي يظهر أنه لا يمكن أن يحكم على سند بأنه على شرط الشيخين إلا في الظاهر أما في حقيقة الأمر فلا لمكانهما من علم العلل ولتصنيفهما الصحيحين على طريقة الانتقاء
وتقدم النقاش حول هذه المسألة في ملتقى أهل الحديث في عدة مواطن وينظر فيها كلام المشايخ الطريفي وغيره
ـ[السكري]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 10:04]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل أمجد وننتظر مشاركة الاخوة بارك الله فيهم جميعا
ـ[السكري]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 10:11]ـ
قال الشيخ ناصر الألباني – رحمه الله - في "السلسلة الصحيحة" 1/ 645:رقم 371 - " لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل
أخرجه أبو داود (2/ 311) و البخاري في " الأدب المفرد " (112) و أحمد (5/ 346 - 347) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (385) و البيهقي في " الشعب " (2/ 58 / 2) و نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " (186) عن معاذ
بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا
و هذا سند صحيح على شرط الشيخين.وقال المنذري (4/ 21)
" رواه أبو داود و النسائي بإسناد صحيح ".
قلت: و لم أجده عند النسائي و لم يعزه إليه النابلسي في " الذخائر " (1/ 122) فالظاهر أنه في " سننه الكبرى ".
ثم الحديث رواه عقبة بن عبد الله الأصم عن عبد الله بن بريدة بلفظ
" إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك و تعالى
أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 198) و الحاكم (4/ 311) و الخطيب (5/ 454) و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ".
و تعقبه الذهبي بقوله: " قلت: عقبة ضعيف ".
قلت: لكن تابعه قتادة كما سبق، فالحديث صحيح.
لكن
1 - قتادة لايعرف له سماع من عبد الله بن بريدة كما هو في كتب التراجم والمراسيل
2 - قال ابن أبي حاتم في العلل: (2/ 320) سألت أبي عن أحاديث رواها عقبة بن الأصم عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم – فذكر منها هذا الحديث –
قال أبو حاتم: روى هذا الحديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه وروى بهذا الإسناد: لاتقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش "
قال: هذا وهم رواه قتادة زحسين المعلم عن ابن بريدة عن أبي سبرة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح أهـ(/)
ما صِحَّة حديث: "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ .. " بألفاظه كلها?
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:38]ـ
هل هذا الحديث - بكل زياداته وألفاظه وجمله - صحيح؟؟
قال الامام أحمد في مسنده:حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ. أ. هـ.
وهل تصدير الامام البخاري لبعض جمل الحديث في صحيحه بلفظ ويذكر عن ابن عمر عن النبي:
"وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي " يشتم منه تضعيفه؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليك الجواب http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19025
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 03:00]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 07:45]ـ
واياك جزاك الله خيراً وبارك فيك(/)
مفهوم سكوت أبي داود على الأحاديث في السنن
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Mar-2008, مساء 05:40]ـ
قال أبو داود: " ما كان في كتابي من حديث فيه وَهَنٌ شديد فقد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض "
رسالة أبي داود إلى أهل مكة (27). البدر المنير (1/ 300). النفح الشذي (1/ 24). التقييد والإيضاح (52). تدريب الراوي (1/ 167). وانظر: رسالة أبي داود إلى أهل مكة (25)
قال الذهبي في السير (13/ 214): " قلت: فقد وفَّى رحمه الله بذلك بحسب اجتهاده، وبيَّن ما ضعفُه شديدٌ، ووهنُه غير محتمل، وكاسَرَ عن ما ضعفه خفيف محتمل، فلا يلزم من سكوته والحالة هذه عن الحديث أن يكون حسناً عنده، ولا سيما إذا حكمنا على حد الحسن باصطلاحنا المولَّد الحادث، الذي هو في عرف السلف يعود إلى قسم من أقسام الصحيح الذي يجب العمل به عند جمهور العلماء، أو الذي يرغب عنه أبو عبد الله البخاري ويمشيه مسلم وبالعكس، فهو داخل في أداني مراتب الصحة، فإنه لو انحط عن ذلك لخرج عن الاحتجاج ولبقي متجاذباً بين الضعف والحسن.
فكتاب أبي داود أعلى ما فيه من الثابت: ما أخرجه الشيخان، وذلك نحو من شطر الكتاب، ثم يليه: ما أخرجه أحد الشيخين ورغب عنه الآخر، ثم يليه: ما رغبا عنه وكان إسناده جيداً سالماً من علة وشذوذ، ثم يليه: ما كان إسناده صالحاً وقبله العلماء لمجيئه من وجهين لينين فصاعداً يعضد كل إسناد منهما الآخر، ثم يليه: ما ضعُف إسناده لنقص حفظ راويه فمثل هذا يمشيه أبو داود ويسكت عنه غالباً، ثم يليه: ما كان بَيِّن الضعف من جهة راويه فهذا لا يسكت عنه بل يوهنه غالباً، وقد يسكت عنه بحسب شهرته ونكارته، والله أعلم " وانظر: تاريخ الإسلام (20/ 360).
ولابن حجر في تفسير عبارة أبي داود كلام نفيس أسوقه بتمامه لفائدته، فإنه يغني عن كلام كثير غيره، قال في النكت (1/ 435 - 445): " وفي قول أبي داود: " وما كان فيه وهن شديد بينته ": ما يُفهِم أن الذي يكون فيه وهنٌ غير شديد أنه لا يبينه، ومن هنا يتبين أن جميع ما سكت عليه أبو داود لا يكون من قبيل الحسن الاصطلاحي بل هو على أقسام:
1 - منه ما هو في الصحيحين أو على شرط الصحة.
2 - ومنه ما هو من قبيل الحسن لذاته.
3 - ومنه ما هو من قبيل الحسن إذا اعتضد، وهذان القسمان كثير في كتابه جداً.
4 - ومنه ما هو ضعيف؛ لكنه من رواية من لم يُجمَع على تركه غالباً.
وكل هذه الأقسام عنده تصلح للاحتجاج بها، كما نقل ابن منده عنه: أنه يخرج الحديث الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، وأنه أقوى عنده من رأي الرجال.
وكذلك قال ابن عبد البر: " كل ما سكت عليه أبو داود فهو صحيح عنده، لاسيما إن كان لم يذكر في الباب غيره ".
ونحو هذا ما روينا عن الإمام أحمد بن حنبل فيما نقله ابن المنذر عنه: أنه كان يحتج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إذا لم يكن في الباب غيره، وأصرح من هذا ما رويناه عنه فيما حكاه أبو العز ابن كادش، أنه قال لابنه: " لو أردت أن أقتصر على ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء، ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث أني لا أخالف ما يضعف إلا إذا كان في الباب شيء يدفعه "، ومن هذا ما روينا من طريق عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل بالإسناد الصحيح إليه، قال: سمعت أبي يقول: " لا تكاد ترى أحداً ينظر في الرأي إلا وفي قلبه دغل، والحديث الضعيف أحب إليَّ من الرأي "، قال: فسألته عن الرجل يكون ببلد لا يجد فيها إلا صاحب حديث، لا يدري صحيحه من سقيمه، وصاحب رأي، فمن يسأل؟ قال: " يسأل صاحب الحديث، ولا يسأل صاحب الرأي ".
فهذا نحو مما حكي عن أبي داود، ولا عجب فإنه كان من تلامذة الإمام أحمد، فغير مستنكر أن يقول قوله، بل حكى النجم الطوفي عن العلامة تقي الدين ابن تيمية أنه قال: " اعتبرت مسند أحمد فوجدته موافقاً لشرط أبي داود ".
وقد أشار شيخنا في النوع الثالث والعشرين إلى شيء من هذا، ومن هنا يظهر ضعف طريقة من يحتج بكل ما سكت عليه أبو داود، فإنه يخرج أحاديث جماعة من الضعفاء في الاحتجاج ويسكت عنها، مثل: ابن لهيعة، وصالح مولى التوأمة، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وموسى بن وردان، وسلمة بن الفضل، ودلهم بن صالح، وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا ينبغي للناقد أن يقلده في السكوت على أحاديثهم، ويتابعه في الاحتجاج بهم؛ بل طريقه أن ينظر هل لذلك الحديث متابع فيعتضد به، أو هو غريب فيتوقف فيه، ولاسيما إن كان مخالفاً لرواية من هو أوثق منه؛ فإنه ينحط إلى قبيل المنكر.
وقد يخرِّج لمن هو أضعف من هؤلاء بكثير: كالحارث بن وجيه، وصدقة الدقيقي، وعثمان بن واقد العمري، ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني، وأبي جناب الكلبي، وسليمان بن أرقم، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وأمثالهم من المتروكين.
وكذلك ما فيه من الأسانيد المنقطعة، وأحاديث المدلسين بالعنعنة، والأسانيد التي فيها من أبهمت أسماؤهم، فلا يتجه الحكم لأحاديث هؤلاء بالحسن من أجل سكوت أبي داود؛ لأن سكوته تارة يكون اكتفاء بما تقدم له من الكلام في ذلك الراوي في نفس كتابه، وتارة يكون لذهول منه، وتارة يكون لشدة وضوح ضعف ذلك الراوي واتفاق الأئمة على طرح روايته، كأبي الحويرث، ويحيى بن العلاء، وغيرهما.
وتارة يكون من اختلاف الرواة عنه وهو الأكثر؛ فإن في رواية أبي الحسن ابن العبد عنه من الكلام على جماعة من الرواة والأسانيد ما ليس في رواية اللؤلؤي وإن كانت روايته أشهر، ومن أمثلة ذلك: ما رواه من طريق: الحارث بن وجيه، عن مالك بن دينار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: حديث «إن تحت كل شعرة جنابة ... » الحديث، فإنه تكلَّم عليه في بعض الروايات، فقال: " هذا حديث ضعيف، والحارث: حديثه منكر "، وفي بعضها اقتصر على بعض هذا الكلام، وفي بعضها لم يتكلم فيه.
وقد يتكلم على الحديث بالتضعيف البالغ خارج السنن، ويسكت عنه فيها، ومن أمثلته: ما رواه في السنن من طريق: محمد بن ثابت العبدي، عن نافع، قال: انطلقت مع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في حاجة إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فذكر الحديث في الذي سلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يرد عليه، حتى تيمم ثم رد السلام، وقال: «إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني لم أكن على طهر»، لم يتكلم عليه في السنن، ولما ذكره في كتاب التفرد قال: " لم يتابع أحدٌ محمد بن ثابت على هذا " ثم حكى عن أحمد بن حنبل أنه قال: " هو حديث منكر ".
وأما الأحاديث التي في إسنادها انقطاع أو إبهام: ففي الكتاب من ذلك أحاديث كثيرة، منها: وهو ثالث حديث في كتابه: ما رواه من طريق: أبي التياح قال: حدثني شيخ، قال: لما قدم ابن عباس البصرة كان يحدِّث عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه، فذكر حديث: «إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله»: لم يتكلم عليه في جميع الروايات، وفيه هذا الشيخ المبهم، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يمنع من الاحتجاج بها ما فيها من العلل.
فالصواب عدم الاعتماد على مجرد سكوته؛ لما وصفنا أنه يحتج بالأحاديث الضعيفة، ويقدمها على القياس إن ثبت ذلك عنه، والمعتمد على مجرد سكوته لا يرى الاحتجاج بذلك فكيف يقلده فيه.
وهذا جميعه إن حملنا قوله: " وما لم أقل فيه شيئاً فهو صالح " على أن مراده: أنه صالح للحجة، وهو الظاهر، وإن حملناه على ما هو أعم من ذلك، وهو الصلاحية للحجة أو للاستشهاد أو للمتابعة: فلا يلزم منه أنه يحتج بالضعيف.
ويحتاج إلى تأمل تلك المواضع التي يسكت عليها وهي ضعيفة: هل فيها إفراد أم لا؟ إن وجد فيها إفراد: تعين الحمل على الأول، وإلا حمل على الثاني، وعلى كل تقدير: فلا يصلح ما سكت عليه للاحتجاج مطلقاً.
وقد نبه على ذلك الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله تعالى، فقال: " في سنن أبي داود أحاديث ظاهرة الضعف لم يبينها؛ مع أنه متفق على ضعفها، فلابد من تأويل كلامه "، ثم قال: " والحق: أن ما وجدناه في سننه مما لم يبيِّنه، ولم ينصَّ على صحته أو حسنه أحد ممن يعتمد: فهو حسن، وإن نصَّ على ضعفه مَن يعتمد، أو رأى العارف في سنده ما يقتضي الضعف ولا جابر له: حكم بضعفه، ولم يلتفت إلى سكوت أبي داود ".
قلت: وهذا هو التحقيق، لكنه خالف ذلك في مواضع من شرح المهذب وغيره من تصانيفه، فاحتج بأحاديث كثيرة من أجل سكوت أبي داود عليها؛ فلا يغتر بذلك والله أعلم " انتهى كلام ابن حجر بنصه من النكت
وانظر: البحر الذي زخر (3/ 1075 - 1108). ختم سنن أبي داود لعبد الله بن سالم البصري (78).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Mar-2008, مساء 02:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[فؤاد بولفاف]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 05:08]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومروة]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 01:28]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
لاتبخل علينا بالمزيد
وفقكم الله
إني أحبك في الله
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[10 - Mar-2009, صباحاً 08:04]ـ
(ثم يليه: ما ضعُف إسناده لنقص حفظ راويه فمثل هذا يمشيه أبو داود ويسكت عنه غالباً) ..
جزاك الله خيرا أخي الموقر ..(/)
ماصحة هدا الأثر: "عن قتادة قال: نزل في المدينة من القران البقرة .. "?
ـ[ابن عيسى الجزائري]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشايخي الافاظل لدي سؤال واستفسار وهو بينما انا اقرء كتاب الاتقان لسيوطي مررت على اثر ودكره غيره من المفسرين كاابن كثير والقرطبي ووهو قال ابو بكر الانباري حدثنا اسماعيل ابن اسحاق القاضي انبانا حجاج بن منهال انبانا همام عن قتادة قال نزل في المدينة من القران البقرة وال عمران والنساء والمائدة الى ان قال وادا زلزلت وادا جاء نصر الله والفتح وسائر القران نزل في مكة فهل هدا الاثر صجيح جزاكم الله خير فقد وجدت انا ابو بكر ثقة وثقه الحافظ وكدالك الحجاج ابن منهال وثقه الحافظ ولم اعرف اسماعيل ابن اسحاق القاضي فمن يوفينا باالجواب الكافي وصحة الاثر وجزاكم الله خيرا
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أدري عن صحة الأثر، لكن ظاهر إسناده السلامة
وإسماعيل بن إسحاق القاضي إمامٌ جليل معروف، من أئمة المالكية
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 12:59]ـ
الروايات التي حددت السور المكية والمدنية:
) الرواية الثانية عن قتادة، وقد جاءت من ثلاث طرق كلها صحيحة إلى قتادة.
1 - طريق حارث المحاسبي في كتابه: «فهم القرآن».
قال الحارث -رحمه الله-: "حدثنا شريح، قال: حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال: "السور المدنية: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والرعد، والحجر، والنحل، والنور، والأحزاب، وسورة محمد (صلى الله عليه وسلم) والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والنساء الصغرى، و "يا أيها النبي لم تحرم"، و "لم يكن"، و "إذا جاء نصر الله والفتح"، و "قل هو الله أحد"، وهو يشك في "أرأيت".
وهي سبع وعشرون سورة، وما عداها كلها مكية.
2 - طريق ابن الأنباري في كتابه: «الرد على من خالف مصحف عثمان» قال ابن الأنباري -رحمه الله-: "حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويأيها النبي لم تحرم إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر القرآن نزل بمكة".
فهذه سبع وعشرون سورة مدنية، ويؤيد هذه الرواية المذكورة من الطريقين ما رواه ابن سعد في الطبقات:
قال: "أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى، عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس، قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة".3 - طريق أبي عمرو الداني في كتابه: «البيان في عد آي القرآن».
قال الحافظ: "أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل بن شاذان، قال: أنا إبراهيم بن موسى، قال: أنا يزيد بن زريع قال: أنا سعيد، عن قتادة، قال: المدني البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والحج، والنور، والأحزاب، و "الذين كفروا"، و "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، و "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"، والمسبحات من سورة الحديد إلى "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء"، و "يا أيها النبيّ لم تحرم"، و "لم يكن الذين كفروا"، و "إذا زلزلت"، و "إذا جاء نصر الله" مدني، وما بقي مكي فهي خمس وعشرون سورة، ثم ذكر السور التي بعضها مكي وبعضها مدني.
الرابط: http:// http://www.qurancomplex.org/Display.asp?section=2&l=arb&f=maki00006&trans=(/)
سؤال هام في زيادة الثقة ???
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 06:46]ـ
سؤال هام في زيادة الثقة
طبعا كما هو معلوم – أو على الأقل هو الراجح – أن زيادة الثقة لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا بل حسب القرائن والترجيح كل حديث بحاله
لكن اختلاف الصحابين في لفظ حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يزيد أحدهما لفظة عن ما في حديث الآخر – طبعا الكلام ليس في حديث صحابي واحد اختلف الرواة عنه في اللفظ بزيادة أو نقصان – فهل يقال أن الأصل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر الكلام أكثر من مرة وفي أكثر من موضع فيحمل الحديثان على أنهما واقعتان منفصلتان أم يقال طالما لفظ الحديث يكاد يكون متقاربا فالأقرب عدم تعدد الواقعة وعدم تكرار الكلام – وإن كان تكرار الكلام وإعادته ليس بعيدا أيضا في هذه الحالة – فيحمل على أنه حديث واحد ويؤخذ بزيادة الصحابي للفظة
مثال لإيضاح السؤال – بغض النظر هل هو فعلا منطبق على سؤالي أم لا فإنه يتسامح في الأمثلة -:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب "
وعن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قام أحدكم فصلى فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخره الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود "
حديث أبي هريرة عام يشمل الكلب بجميع ألوانه الأبيض والأسود وحديث أبي ذر هو أحد أفراد العام إذ شمل الأسود فقط
ملحوظة هامة: حديث أبي ذر ليس خاصا فيقال يحمل العام على الخاص بل هو أحد أفراد العموم فلا تعارض بين الحديثين من هذه الجهة حتى يقال يحمل العام على الخاص
لكن السؤال هل رواية أبي ذر هي إحدى روايات حديث أبي هريرة فيطبق عليها قاعدة زيادة القفة ويكون ابو ذر زاد لفظا في الحديث وهي مقبولة لعدالة وضبط الصحابي فيكون أن النبي قال هذا الحديث مرة واحدة حضره أبو هريرة وأبو ذر وغيرهما فرواه أبو ذر على تمامه بينما رواه أبو هريرة مختصرا وتكون النتيجة هو أن يكون حديث أبي ذر هو الثابت يقينا ويكون الذي يقطع الصلاة هو الكلب الأسود فقط؟؟
أم يقال حديث أبي ذر حديث منفصل بذاته وليست رواية لحديث أبي هريرة ويكون أن النبي قال ذلك الحديث أكثر من مرة أو اكثر من موضع موضع سمعه أبو هريرة كما ذكر وموضع سمعه أبو ذر كما ذكر ويكون لا تنافي ولا تعارض بين الحديثين ويكون الذي يقطع الصلاة هو أي كلب أسودا كان أم أبيضا وأن الكلب الأسود بالذات ذكر منصوصا عليه تأكيدا له فهو أحد أفراد العموم؟؟
أرجو أن يتضح سؤالي بذكر هذا المثال بغض النظر هل هو صالح لسؤالي أم لا؟؟
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:40]ـ
الأخ مجدي فباض:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قولك: زيادة الثقة لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا بل حسب القرائن والترجيح ... إلخ.أقول: زيادة الثقة إن كان فيها المخالفة لمن هو أوثق منه أولمجموعة الثقات، فإنها لاتقبل، وهي التي أشار إليها بقوله:
وما يخالف ثقةٌ به الملا ** فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
وإن كانت الزيادة مع عدم المخالفة فهي مقبولة مطلقاً سواءً كانت لمن هو أوثق أولمجموعة الثقات، والمخالفة تكون مع عدم إمكان الجمع بين الروايتين التي فيها الزيادة والتي ليست فيها تلك الزيادة.
وهذا الحديث الذي مثلت به من رواية أبي ذر له فيها ذكر الكلب الأسود وهو أحد أفراد العموم الوارد في حديث أبي هريرة الذي ذكر فيه اللفظ العام (الكلب) ولفظ حديث أبي ذرقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ قُلْتُ يَا أَبَا ذَرٍّ مَا بَالُ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الْأَصْفَرِ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ " رواهى مسلم وغيره واللفظ لمسلم.
ففيه بيان سبب قطع الأسود للصلاة وهوكونه شيطاناً دون الأحمر أو الأصفر، وهناك إمكانية للجمع بين الروايتين بحمل العام منهما على الخاص، فيكون العمل حينها بالحديثين جميعاً والجمع بين النصوص أولى من اطراح بعضها والعمل بالبعض الآخر كما هو متقرر عند أهل العلم.
وأما القول بأن:
الذي يقطع الصلاة هو أي كلب أسودا كان أم أبيضا وأن الكلب الأسود بالذات ذكر منصوصا عليه تأكيدا له فهو أحد أفراد العموم؟؟
فلا يصح لسؤال أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتعليل النبي (ص) كما سبق في الرواية، وقد يكون النبي (ص) قال الحديث مرة أو أكثر فسمعه الصحابيان مجتمعين أو متفرقين
ولا يضر ذلك والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
لكن أنا لا أتعرض للناحية الفقهية لهذه المسئلة بل أريد أن أوضح فائدة السؤال الذي سألته وان له تطبيقات فقهية عديدة فذكرت منها هذا المثال
وكما قلت أخي الفاضل الكلب الأسود ليس خاصا بل هو أحد أفراد العموم فلا تعارض لكن الذي يؤيد كلامك أخي الفاضل التعليل بأن الكلب الأسود شيطان - لكن كما قلت ليس همي هذه المسئلة الفقهية أكثر من أن يكون همي إيضاح السؤال بالمثال -.
والسؤال الذي أسأل عنه نحن طبقنا مسئلة زيادة الثقة بين الشيخ والتلاميذ بداية من الصحابي فما دونه لكن لم نتعرض لزيادة الثقة من الصحابي في حديث النبي: هل هما حديث واحد لاتحاد المجلس فجاء بعضهم بهذه الزيادة فيكون الحكم للحديث الذي فيه الزيادة؟؟
أم هما حديثان منفصلان تماما وواقعتان مختلفتان فيؤخذ بالحديث الأعم - الأقل ألفاظا- ويوخذ كذلك بالحديث الذي فيه أحد أفراد العموم - الأكثر ألفاظا- إذ لا تعارض بينهما؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 11:17]ـ
للرفع والمشاركة والمتابعة
فأنا أحسب أنه سؤال له كثير من التطبيقات الفقهية!!
بارك الله فيكم
ـ[الشيخ ياسين الأسطل]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 10:11]ـ
أخي الكريم / السلام عليك ورحمة الله وبركاته، الحديثان لادلالة على فيهما على أنه (ص) خاطب واحداً أوأكثر ولذلك لانعلم هل هما حديث تكررلواقعتين متعددتين لا مختلفتين، من النبي صلى الله عليه وسلم أم هما حديث واحد لجماعة الصحابة، وعلى كل حال لا اختلاف بينهما، ويعمل بالاثنين في وقت واحد وفي حالة واحدة، فإذا مر دون السترة كلب أسود قطع الصلاة، وإلا فلا، والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - Mar-2008, صباحاً 09:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
بارك الله فيك
أنا أتكلم أخي الفاضل على المسئلة عموما سواء كان مثالي صحيحا أم لا
وليكن سؤالي:
نحن طبقنا مسئلة زيادة الثقة بين الشيخ والتلاميذ بداية من الصحابي فما دونه لكن لم نتعرض لزيادة الثقة من الصحابي في حديث النبي: هل هما حديث واحد لاتحاد المجلس فجاء بعضهم بهذه الزيادة فيكون الحكم للحديث الذي فيه الزيادة؟؟
أم هما حديثان منفصلان تماما وواقعتان مختلفتان فيؤخذ بالحديث الأعم - الأقل ألفاظا- ويوخذ كذلك بالحديث الذي فيه أحد أفراد العموم - الأكثر ألفاظا- إذ لا تعارض بينهما؟؟
بدون التعرض لذكر أمثلة
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 10:53]ـ
الموضوع أحسبه هاما وله تطبيقات كثيرة
أرجو التعاون وبارك الله فيكم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:29]ـ
للرفع
أرجو المساعدة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 07:43]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هل رأيت أحدا من أهل العلم طبق قاعدة المخالفة، أو قاعدة زيادة الثقة في طبقة الصحابة؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 08:47]ـ
سؤالك وجيه أخي الفاضل ولعل بسؤالك هذا فهمت ما أحاول أن أدندن حوله
الذي وجدته أخي الفاضل أن مسلك العلماء يختلف من عالم لعالم أو من موضع لموضع فتارة يكون التعامل كأن الحديثين حديثا واحدا لكن أحد الصحابة زاد لفظا والآخر لم يزدها فتكون من باب زيادة الثقة وتارة أجد أخي الفاضل التعامل كأنهما حديثين مستقلين قيل في وقتين مختلفين ويكون التعامل معهما على حسب حمل العام على الخاص أو المطلق على المقيد إذ هما عندئذ حديثان مستقلان
وعلى هذا ما هو الأقرب والأرجح؟؟
إذ متصور جدا أن النبي يكرر الحديث في وقتين مختلفين كما أنه متصور جدا يكون عند النبيى أكثر من صحابي عند ذكره للحديث
وبارك الله فيك على مرورك
وفي انتظار ردك علي أخي الفاضل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:23]ـ
أحسن الله إليك، وزادك علما وفهما.
لعل هذا يدخل في مسألة (تعدد القصة) وليس في مسألة (زيادة الثقة)
لأنه لا نزاع في قبول ما رواه كل صحابي، فلا مجال هنا للقول بأن هذه الزيادة مقبولة لأنها زيادة ثقة، أو أنها غير مقبولة لأنها شاذة.
وإذا انتقل البحث إلى مسألة تعدد القصة هان الخطب؛ لأن الثمرة من تعدد القصة لا يحتاج إليها في كثير من الأحيان، وإنما يحتاج إليها إن كان بين القصتين تعارض لا يمكن حمله على اتحاد القصة، فحينئذ يحمل على تعدد القصة، ولعل الأكثر في كلام أهل العلم الحمل على اتحاد القصة إلى أن يثبت العكس، والأمر في هذا راجع إلى القرائن، والسياق.
فمثلا إذا اتحد اللفظ بين الحديثين واختلفا في لفظ واحد، فاحتمال تعدد القصة هنا بعيد جدا.
أما إذا كان المعنى العام واحدا، ولكن اللفظ يختلف تمام الاختلاف كمثل حديث أبي ذر مع أبي هريرة، فالأقرب هنا تعدد القصة.
وأرجو أن تبين الثمرة العملية التي ترجوها من مثل هذا المبحث حتى تتضح المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 09:57]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
الثمرة العملية هي لوجاء حديث من طريق صحابي فيه لفظ عام مثل لفظ " المرأة " أو لفظ " الكلب " أو لفظ " شاة " دون تقيد بشيء في لفظ الشاة , ثم جاء حديث آخر من طريق صحابي آخر بلفظ مقارب للحديث الذي رواه الصحابي الأول وزاد ذلك الصحابي الثاتي لفظة " المرأة الحائض " أو لفظة " الكلب الأسود " أو لفظة " في سائمة الغنم"
فلو اعتبرنا هذين الحديثين حديثين مستقلين أي قالهما النبي في وقتين مختلفين كان الحديث الأول عام والحديث الثاني أحد أفراد العموم - وليس خاصا فلا تعارض - فيعمل بالحديث الأول العام ويكون الحديث الآخر الذي فيه أحد أفراد العموم مؤكد لذلك الفرد الذي هو داخل أصالة ويكون العمل بالحديث الأقل لفظا والأعم معنى!!
أما لو اعتبرنا هذين الحديثين حدثا واحدا قاله النبي في وقت واحد وسمعه صحابيان فذكر أحد الصحابة ذلك الحديث باللفظ العام وذكره الصحابي الآخر باللفظ الذي فيه زيادة , فهنا لا يقال عام وأحد أفراد العموم بل يقال زيادة الثقة لأن الصحابي الذي زاد هذه الفظة عدل ضابط فيكون العمل بالحديث الأكثر لفظا والأقل معنى!!
فأحد المسلكين تكون نتيجته العمل بالحديث الأقل لفظا والأعم معنى بينما المسلك الآخر تكون نتيجته العمل بالحديث الأكثر لفظا والأقل معنى
فأيهما أرجح وأقرب وما الضابط؟؟
ملحوظة: الغالب في طبقة غير الصحابة أن المسلك هو الثاني أعني اعتباره من باب زيادة الثقة
أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فمتصور جدا أنه قد يكرر الكلام في أكثر من موضع وأعم ألفاظا تارة وأقل ألفاظا تارة إذ النبي مبلغ عن ربه كل التشريع بخلاف مسئلة زيادة الثقة في غير طبقة الصحابة فالمشايخ الذين يحدث عنهم ليسوا مبلغين عن رب العالمين شيئا في التشريع فكان الأقرب في طبقة غير الصحابة أن المسلك المعتبر هو الثاني أعني اعتباره من باب زيادة الثقة
لعلي قد أكون بينت ثمرة المسئلة العملية وأنا ألتمسته في أكثر من مسئلة وعلى سبيل المثال الذي ذكرته هناك من يتعلق بوجوب الزكاة في الغنم سائمة و غير السائمة بعموم لفظ " في كل أربعين شاة شاة " بينما هناك من أهل العلم من يتعلق بوجو الزكاة في سائمة الغنم خاصة لحديث " في سائمة الغنم ... "
أرجو أن أكون بينت الثمرة العملية المرجوة
وأجو المساعدة لوضع ضابط لأي المسلكين أرجح
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 05:23]ـ
أرجو إكمال المشاركة
بارك الله في الجميع(/)
سؤال في علل الحديث.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 09:36]ـ
سؤال في العلل:
إخواني في الله عندي إشكال في موضوع العلل:
لاشك أن المتقدمين من أهل العلم لهم في العلل درجة لايبلغها غيرهم ولكن سؤالي: أحياناً يصادفني من خلال بحثي أن أجد كلاماً لعالم متقدم يعلل حديثاً ما ولكن لا يذكر هذه العلة فيقول مثلا (الحديث لا يصح) وغيرها من الجمل، ثم يأتي من هو متأخر عنه نسبياً فيذكر أن الحديث صحيح غير معلول ويذكرحجته على ذلك:
فهل الواجب أن نقول أن الأئمة المتقدمين عرفوا مالم يعرفه غيرهم فعلينا اتباعهم ولو لم نعرف العلة، والإشكال هنا من جهتين:
1) لم َ لم يذكر هذا الإمام العلة بوضوح وهو مقتدر طبعاً على هذا، أو نقول هذا شيء يُقدح في نفسه لما علمه من خلال الإحاطة بعلم العلل ومداخله فلذا يضعف الحديث بالذوق العام (إن صح التعبير) وكما قال ابن مهدي رحمه الله (معرفتنا الحديث إلهام ,, وإنكارنا الحديث عند الجهال كهانة) فهذا أظنه ـ والله أعلم ـ يشبه الاستحسان عند الأصوليين كما عرفه بعضهم بقولهم (أنه دليل ينقدح في نفس المجتهد لا تساعده العبارة، ولا يقدر على إبرازه وإظهاره) إلا أن العلماء أبطلوا هذا التعريف لما فيه من التحكم بغير دليل يُذكر فهل هذا يقاس بالكلام في العلل.
1) كما يُعلم أن العلم مبني على البحث والحجة والإتباع بدليل،فهل هذا المنطق صحيح في التعامل مع ما يعلله المتقدمون دون ذكر علته.
رب يسر وأعن ياكريم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا شك أن سكوت المتقدم عن بيان وجه إعلاله الحديث .. ليس سببا كافيا لتقديم قول المتأخر عليه
فالفرق بين المحاكمتين هو كالفرق بين ما حصّله الأول من أدوات المعرفة في هذا الفن .. وبين ما حصّله الأخير
وغاية ما عند المتأخر أن يوازن بين أقوال المتقدمين لأنه مهما علا كعبه في العلم .. يظل قاصرا عن إدراك العصر الذي فيه ألئك الرجال المنقودون
وسواء كان ذلك بما نقلته عن ابن مهدي أو بغيره
فيبقى رد كلام المتقدم مجازفة غير مقبولة .. إلا بدليل من كلام متقدم آخر يرجح الكفة ..
ثم إن المتقدم قد يهمل التصريح بذكر العلة .. لوضوحها عنده
وقد يكون ذكرها في موضع لم ينقل إلينا
والله أعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:35]ـ
أحسنت أخي الكريم أبا القاسم:
سنفترض أن البخاري رحمه الله أعل حديثاً ولم يذكر العلة ثم جاء ابن عبد البر أو البيهقي مثلا وصححا الحديث بعد ذكر الحجة في تصحيحه، أيهما نقدم؟
وهل كلامك هذا أخي منحصر في علم علل الحديث أم أنه عام في العلوم الأخرى كالفقه مثلا .. مع أنه ـ والله أعلم ـ لاوجه للتفريق بينهما.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:45]ـ
أخي الحبيب الحضرمي
طبعا كلام البخاري مقدّم إذا لم نجد من في طبقة البخاري أو أعلى من له كلام يرجّح قول اللاحق كابن عبد البر
أما الفرق بين الفقه والعلل .. فبيّن
وهو أن الفقه مداره على استنباط الحكم .. مع التسليم بصحة الحديث
فإذا افترضنا أن حديثا ما صحيح .. فقد تختلف أفهام العلماء في استنباط الأحكام منه وهو حديث واحد
ولهذا لا عبرة للمتقدم والمتأخر هنا ..
وسأضرب مثالا يسيرا
حديث ميمونة حين دفعت المنديل لرسول الله بعد وضوئه فلم يرده
استدل منه بعض العلماء على كراهية التنشيف
واستدل آخرون بجوازه .. قالوا لأنها لما دفعته إليه دل ذلك أن من عادتها أن تفعل
أما إذا كان اختلافهم بسبب عمل بعضهم بحديث ضعيف ..
فهنا لا يعتد بقول الآخذ بالحديث الضعيف
فإن كان الحديث الضعيف معلا بنحو ما ذكرت
آلت المسألة لما تحدثنا عنه
والله أعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 10:58]ـ
بارك الله فيك أخي رشيد وفي أخينا أبي القاسم
ينبغي أن تكون عناية الباحث -حتى ينتفع- بتلمُّس سبب تعليل الإمام المتقدم
فإنَّ هذا أنفع له، ويكسبه دربة في علم العلل، ويوقفه على أسراره
وأما النظر إلى الأحاديث التي أعلَّها الأئمة الكبار أو بعضهم بظاهرية= فلا نفع من ورائه
والإشكال أنَّ كثيراً من الباحثين ينظر إلى كلام هؤلاء الكبار كنظره إلى من تأخر، فيريد منهم
التصريح بكل علة يعلُّون بها حديثاً، وهذا لا يتيسر في كثير من الأحاديث
فهم يسكتون عن التفصيل كثيراً، وقد يذكرون جزءاً من العلة ويسكتون عن بعضها
فأنصح الباحث أن يجتهد وسعه في جمع طرق الحديث الذي أشكل عليه، وينظر في أحاديث الباب
والآثار المروية فيه، ويجتهد في استيفاء ذلك الباب، وحينها سيقف غالباً على العلة
وقد يعسر عليه ذلك أحياناً؛ لوقوف الإمام على طرق وآثار لم تتوفر للباحث المتأخر
المهم هو أن يتشبع الباحث بمنهج أولئك الكبار، وقد يظهر له خلاف قول بعض الأئمة
ويترجح له تصحيح ما أعلوه، لكن ليس بمحاكمتهم إلى أدلة ظاهرية، وقواعد رياضية
وإنما من خلال النظر في العلة، والتحقق من عدمها بعد استيعاب طرق الحديث وما روي في الباب
وأختم بما قاله إمام العلل علي بن عبدالله المديني: (الباب إذا لم تُجمَع طرقه لم تُدرَك علَّته)
وليس المراد جمع طرق الحديث الواحد فقط، بل جمع ما روي في معناه والآثار الموقوفة
فقد تتبيَّن العلة بأثر صحيح عن صحابي الحديث الذي نبحثه، فنجد الصحابيَّ مخالفاً لصريح ذلك
الحديث لا لمجمله، وهذا قد يشير إلى علة في الحديث، وهكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:03]ـ
قولك أخي الحبيب (طبعا كلام البخاري مقدّم إذا لم نجد من في طبقة البخاري أو أعلى من له كلام يرجّح قول اللاحق كابن عبد البر) إذاً تقدّم كلام البخاري على ابن عبد البر إلا إذا وافقه من في طبقة البخاري أو أعلى، وأظن أن هذا يعوزه التقرير يا أخي، على أي أساس يقدم كلام من لم يدلل على من دلل، فمن دلل أسعد بالاتباع من غيره وأقوم للحجة بينك وبين الله.
والتفريق بين الفقه والحديث من هذه الحيثية ـ سأتأمله أكثر ـ.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:16]ـ
أخي أدعوك لتأمل كلام الشيخ الحمادي
وأما استدراكك فأقول
الذي يثبت علة .. فكلامه مقدم على من ينفيها
لأنه مثبت .. والإثبات مقدم
إلابقرائن كالتي أشار إليها الحمادي وفقه الله تعالى
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 11:29]ـ
كتبت المشاركة الأخيرة قبل رؤية مشاركة الشيخ الكريم الحمادي،
أشكرك شيخنا المفضال على هذا التعليق الجميل.
وأشكر الأخ الحبيب إلي أبا القاسم على حسن إجابته.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 05:45]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبا عائشة، على طرح هذا السؤال المهم النافع.
وجزى الله الإخوة الفضلاء الحبيب أبا القاسم
والشيخ الفاضل الحمادي
على هذه المباحثة الطيبة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 10:02]ـ
) إذاً تقدّم كلام البخاري على ابن عبد البر إلا إذا وافقه من في طبقة البخاري أو أعلى، وأظن أن هذا يعوزه التقرير يا أخي، على أي أساس يقدم كلام من لم يدلل على من دلل، فمن دلل أسعد بالاتباع من غيره وأقوم للحجة بينك وبين الله.
والتفريق بين الفقه والحديث من هذه الحيثية ـ سأتأمله أكثر ـ. [/ quote]
أيها الحضرمي , لانهم أفهم وأعلم.
وأتذكر معنا لكلام ابي حاتم حيث يقول: كنت اتضايق عندما لا اجد من يفهم هذا العلم حتى ياتي ابازرعة فينفس عني ,,
ولما ساله ابنه لم ,, فقال ابو حاتم: لايحسن هذا العلم اليوم احدا , فقال ابنه: ومحمد ابن يحيى الذهلي وفلان ,وفلان؟ فقال ابو حاتم: هو يفهم شيء يسير.
تأمل هذا الكلام ياابا عائشة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 10:08]ـ
بارك الله فيك أخي رشيد وفي أخينا أبي القاسم
ينبغي أن تكون عناية الباحث -حتى ينتفع- بتلمُّس سبب تعليل الإمام المتقدم
فإنَّ هذا أنفع له، ويكسبه دربة في علم العلل، ويوقفه على أسراره
وأما النظر إلى الأحاديث التي أعلَّها الأئمة الكبار أو بعضهم بظاهرية= فلا نفع من ورائه
والإشكال أنَّ كثيراً من الباحثين ينظر إلى كلام هؤلاء الكبار كنظره إلى من تأخر، فيريد منهم
التصريح بكل علة يعلُّون بها حديثاً، وهذا لا يتيسر في كثير من الأحاديث
فهم يسكتون عن التفصيل كثيراً، وقد يذكرون جزءاً من العلة ويسكتون عن بعضها
فأنصح الباحث أن يجتهد وسعه في جمع طرق الحديث الذي أشكل عليه، وينظر في أحاديث الباب
والآثار المروية فيه، ويجتهد في استيفاء ذلك الباب، وحينها سيقف غالباً على العلة
وقد يعسر عليه ذلك أحياناً؛ لوقوف الإمام على طرق وآثار لم تتوفر للباحث المتأخر
المهم هو أن يتشبع الباحث بمنهج أولئك الكبار، وقد يظهر له خلاف قول بعض الأئمة
ويترجح له تصحيح ما أعلوه، لكن ليس بمحاكمتهم إلى أدلة ظاهرية، وقواعد رياضية
وإنما من خلال النظر في العلة، والتحقق من عدمها بعد استيعاب طرق الحديث وما روي في الباب
وأختم بما قاله إمام العلل علي بن عبدالله المديني: (الباب إذا لم تُجمَع طرقه لم تُدرَك علَّته)
وليس المراد جمع طرق الحديث الواحد فقط، بل جمع ما روي في معناه والآثار الموقوفة
فقد تتبيَّن العلة بأثر صحيح عن صحابي الحديث الذي نبحثه، فنجد الصحابيَّ مخالفاً لصريح ذلك
الحديث لا لمجمله، وهذا قد يشير إلى علة في الحديث، وهكذا
أحسنت ابا محمد , اضافة جيدة ,, ولن انسى ان البعض يريدون يلزموا الائمة ان يصرحوا بالعلة والا فكلام من صرح هو الاولى ولايريد ان يكلف نفسه البحث عن هذه العلة.(/)
كيف يمكن معرفة احاديث صحيح البخاري غير الموجودة في المسند؟
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال شيوخنا الكرام
هل يوجد مصدر يمكننى من معرفة الاحاديث التى ذكرها البخاري في صحيحه , و لم يذكرها الامام احمد في مسنده؟
مع الشكر
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 12:38]ـ
للرفع بارك الله فيكم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 03:02]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإني أحسب أنه يمكنني أن أحصل على ما أردت من خلال موسوعة حرف (الكتب التسعة)، إن شاء الله تعالى، ولكن ينبغي أن أجرب ذلك أولا،
وإلا فستضطر إلى المقارنة بين تحفة الأشراف (للحافظ المزي) وأطراف المسند للحافظ ابن حجر،
والله تعالى أجل وأعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال شيوخنا الكرام
هل يوجد مصدر يمكننى من معرفة الاحاديث التى ذكرها البخاري في صحيحه , و لم يذكرها الامام احمد في مسنده؟
مع الشكر
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:51]ـ
جزاك الله خيرا ابو مريم
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 08:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم ... بارك الله فيكم ...(/)
حديث: (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) وأقوال العلماء فيه
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 12:08]ـ
عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ}
أخرجه أحمد (5114،5115،5667)، والخطيب في" الفقية والمتفقه" (2/ 73)، وابن عساكر (19/ 96/1)؛ من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عنه.
قال الإمام الألباني رحمه الله: " وهذا إسناد حسن، وفي ابن ثابت كلام لا يضر، وقد علق البخاري في صحيحه بعضه، ... " (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م)، (والارواء 1269)، وحكم عليه بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم: 2831.
هذا الحديث الثابت كما تبين آنفا، قد تعسف برده وتضعيفه البعض ممن دأب على اللهاث وراء سراب الغرب، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، الخالية من القيم والإنسانية، وقد عمد هؤلاء إلى لَيِّ أعناق النصوص، ورد الثابت من قول النبي صلى الله عليه وسلم –ولو كان في الصحيحين – تبعا لأذواقهم السقيمة، وعقولهم القاصرة ظنا منهم أنهم يُحسِّنون صورة الإسلام، ويقدمونه بصورة تناسب روح العصر -زعموا! - ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل:
((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) البقرة:120
وقوله:
((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) البقرة:145
وهناك من أهل العلم المعاصرين –ممن هم على يقين من صحة الحديث- من لا يحبذ ذكر هذا الحديث، وإثارته في وقت تداعت فيه أمم الكفر على أمة الإسلام، تحت شعار ما يسمى بمحاربة الإرهاب، فاستباحوا البلاد والعباد، وتبادلوا الأدوار، فمنهم من سير الجيوش، ومنهم من زود ودعم، ومنهم من روج وآزر، ومنهم من شهر وتطاول على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، متخذين ذرائع باطلة، وحجج داحضة، لكنهم في ذات الوقت استغلوا فئات من حدثاء الأسنان، نبتت في ديار الإسلام، سفهت أحلامهم، وتورطوا في ممارسات رعناء، تفتقر إلى العلم والحكمة، وفئات أخرى ممن طمعوا في الشهرة وحطام الدنيا فباعوا دينهم بثمن بخس، واشتروا الضلالة بالهدى، وناصبوا دينهم وأمتهم العداء، وتحالفوا مع أعداء الإسلام يحركونهم كيف شاءوا ومتى أرادوا؛ كأمثال سلمان رشدي، وتلك الصومالية التي شتمت الإسلام، فكافأها الغرب بأن عينها نائبة في برلماناته، وهذه الملعونة (وفاء سلطان) التي أطلت علينا من تلك القناة التي احترفت إثارة الفتن، وضمت كوادر مشبوهة تبث سمومها بين الفينة والأخرى. تلك المرأة (والتي يقال إنها نصيرية حاقدة متزوجة من يهودي) تفوهت على مسمع الملايين بما آذى كل مسلم-شل الله فاها-.
ولكن ثمة تساؤلات تبرز هنا وهي:
هل سينتهي عداء الغرب لنا لو أخفينا هذا الحديث؟ وهل هو حقا خاف عنهم؟
أليس هنالك مستشرقون، وباحثون ومخططون؟
ألم تقل تلك الموتورة (وفاء) "محمد الذي يقول: وجُعل رزقي في حد سيفي (هكذا قالت) لا يليق به عمامة سلام ,وإنما العمامة التي رسمت على شكل قنبلة"!!
فما فائدة مواراة الحديث إذا؟ وما ضابط الاستمرار في المواراة والمداراة؟ وما مداها ومساحتها؟
فالأولى أن يتم تناول هذا الحديث مقرونا بفقهه كما بينه أهل العلم، وإظهار شروحاتهم وتعليقاتهم عليه، ودفع أي شبهة تثار حوله، أو تأويل باطل يجانب مفهومه.
والذي يهمنا هنا في هذه العجالة جملتان وردتا في الحديث، يدور حولهما الجدل والطعن والتشكيك؛ ألا وهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ
إن انتشار الإسلام كان بأسباب شتى، منها ما كان بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالقدوة العملية من خلال أخلاق المسلمين في معاملاتهم وتجارتهم، وغدوهم ورواحهم. ومنها ما كان بعرض الإسلام على الملوك والزعماء من خلال الرسل والرسائل، ومنها ما كان بتوجه الجيوش للبلدان لعرض رسالة الإسلام على أهلها وكانوا يخيرون بين ثلاثة أمور؛ إما أن يدخلوا في الدين طواعية، ولهم حينئذ ما للمسلمين وعليهم ما عليهم - وهذا قمة العدل الذي لن ترتقي إليه الحضارة الغربية التي تسوق مبادئها بتدمير البلاد والعباد واستباحة كل أموالها وثرواتها ناهيك عما يرتكبونه من مجازر وانتهاك لكل الأعراف والمثل، ثم يتشادقون بعد ذلك بأن الإسلام انتشر بالسيف!! - أو أن يبقوا على دينهم وإدارتهم لديارهم على أن يدفعوا الجزية للمسلمين، وإن أبوا فلهم السيف حينئذ. وليس للمسلمين في كل تلك الأحوال من دوافع ومطامع إلا نشر الدين الذي ارتضاه الله لعباده، والذي فيه كل الخير للبشرية في دنياهم وأخراهم.
فلماذا تكون القوة والسيف-والتي هي آخر ما يلجأ إليه من الوسائل لنشر ما يصلح شؤون البشر- عيبا في حق الإسلام المسلمين؟ بينما تكون في حق الأعداء مكرمة سامية، ونشرا للحرية والديموقراطية؟ مع التفريق بين أخلاق المسلمين وأحكامهم في القتال وبين أخلاق مجرمي الحرب وجورهم وبطشهم.
فالرائي بعين الإنصاف يرى أن استخدام المسلمين للسيف بالضوابط التي شرعها لهم ربهم هو من مزايا ومحاسن هذا الدين؛فهو يلزم البشر بما فيه نفعهم في الدارين، فلا يترك الناس وشأنهم وفيهم قاصروا العقل ومن لا علم عندهم ولا حكمة، فهؤلاء لو تركوا لضلوا عن الحق ولفسدت دنياهم وضاعت أخراهم، فكان لا بد من استخدام وسيلة خاصة بهم فيها الردع والقوة لردهم إلى الفطرة وإعادتهم إلى الجادة، فالسفيه لا يترك ليضر بنفسه وغيره بل يجب منعه وحمله على ما فيه صلاحه ونفعه.
وهذة باقة من أقوال أهل العلم في هذه الجملة:
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي ? بعثت بالسيف بين يدي الساعة ":
(فقوله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف ":
يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف، قال الله تعالى:
{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز}.
وفي الكتب السالفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يبعث بقضيب الأدب، وهو السيف. ووصى بعض أحبار اليهود عند موته باتباعه وقال: انه يسفك الدماء، ويسبي الذراري والنساء، فلا يمنعهم ذلك منه. وروي أن المسيح عليه السلام قال لبني إسرائيل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه يسل السيف فيدخلون في دينه طوعا وكرها ".
وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف بعد الهجرة لما صار له دار وأتباع وقوة ومنعة، وقد كان يتهدد أعداءه بالسيف قبل الهجرة، وكان صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت وأشراف قريش قد اجتمعوا بالحِجر وقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل، قد سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا. لقد صبرنا منه على أمر عظيم. فلما مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم غمزوه ببعض القول، فعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم، وفعلوا ذلك به ثلاث مرات، فوقف وقال: " أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح ". فأخذت القوم كلمته، حتى ما فيهم رجل إلا وكأنما على رأسه طير واقع، وحتى أن أشدهم عليه قبل ذلك ليلقاه بأحسن ما يجد من القول، حتى انه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشداً، فوالله ما كنت مجهولا.
[قال أبو معاذ: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. أورده الإمام الألباني في (صحيح السيرة ص148)]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال محمد بن كعب: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا جهل يقول: إن محمداً يزعم أنكم ما بايعتموه عشتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن، وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه الذبح، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون فيها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله. فقال:"وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً، وإنه لآخذهم".
[قال أبو معاذ: لم أجده]
وقد أمر الله تعالى بالقتال في مواضع كثيرة:
قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} التوبة:5
وقال: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منّاً بعد وإما فداء} محمد:4
ولهذا عوتبوا على أخذ الفداء منهم أول قتال قاتلوه يوم بدر ونزل قوله تعالى:
{ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}. الأنفال:67
وكانوا قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفداء من الأسارى وإطلاقهم.
قال ابن عيينة: أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بأربعة سيوف:
سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا.
وسيف على المشركين من غيرهم حتى يسلموا أو يسترقوا أو يفادوا بهم.
وسيف على أهل القبلة من أهل البغي.
وفيما ذكر نزاع بين العلماء. فإن منهم من يجيز المفاداة والاسترقاق في العرب وغيرهم، وكذلك يجيز أخذ الجزية بين الكفار جميعهم. والذي يظهر أن في القرآن أربعة سيوف: سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا، {فإما منّاً بعد وإما فداء}، وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب، وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية، وسيف على أهل البغي، وهو المذكور في سورة الحجرات. ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته. وكان يقول: " أنا الذي علمت الناس قتال أهل القبلة ".
وله صلى الله عليه وسلم سيوف أخر، منها: سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه: " من بدل دينه فاقتلوه ". وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب.
ومنها سيفه على المارقين، وهم أهل البدع كالخوارج. وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم. وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله: " انهم ليسوا بكفار ".
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين.وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي: " ويح ابن عباس، لبحاث عن الهنات ".) أهـ
وقال في موضع آخر من كتابه آنف الذكر:
(وكان صلى الله عليه وسلم إنما يقاتل على دخول الناس في التوحيد كما قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ".
وكان إذا بعث سرية للغزو يوصي أميرهم بأن يدعو عدوه عند لقائهم إلى التوحيد، وكذلك أمر علي ابن أبي طالب حين بعثه لقتال أهل خيبر.)
وقال البقاعي في "الدرر" عند تفسير الأية:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحديد:25
" (بعثت بين يدي الساعة بالسيف) فبيان الشرائع بالكتاب، وتقويم أبواب العدل بالميزان، وتنفيذ هذه المعاني بالسيف، فإن مصالح الدين من غير هيبة السلطان لا يمكن رعايتها، فالملك والدين توأمان، فالدين بلا ملك ضائع، والملك من غير دين باطل، والسلطان ظل الله في الأرض، فظواهر الكتاب للعوام، ووزن معارفه لأهل الحقائق بالميزان، ومن خرج عن الطائفتين فله الحديد وهو السيف، لأن تشويش الدين منه - نبه عليه الرازي."
قال المناوي في فيض القدير:
(يُتْبَعُ)
(/)
(بعثت بين يدي الساعة) مستعار مما بين يدي جهة الإنسان تلويحا بقربها والساعة هنا القيامة وأصلها قطعة من الزمان (بالسيف) خص نفسه به وإن كان غيره من الأنبياء بعث بقتال أعدائه أيضا؛ لأنه لا يبلغ مبلغه فيه، أقول: ويحتمل أنه إنما خص نفسه به؛ لأنه موصوف بذلك في الكتب، فأراد أن يقرع أهل الكتابين، ويذكرهم بما عندهم أخرج أبو نعيم عن كعب: خرج قومٌ عُماراً، وفيهم عبد المطلب ورجل من يهود، فنظر إلى عبد المطلب، فقال: إنا نجد في كتبنا التي لم تبدل أنه يخرج من ضئضئى هذا من يقتلنا وقومه قتل عاد.)
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/ 14):
"الإسلام انتشر بالحجة والبيان بالنسبة لمن استمع البلاغ واستجاب له، وانتشر بالقوة والسيف لمن عاند وكابر حتى غُلِب على أمره، فذهب عناده فأسلم لذلك الواقع"
أقوال أهل العلم في الجملة الثانية:
3 - وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي
قال الحافظ ابن كثير في البداية:
" ... ثم لما شرع الله الجهاد بالمدينة، كان يأكل مما أباح له من المغانم التي لم تبح قبله، ومما أفاء الله عليه من أموال الكفار التي أبيحت له دون غيره، كما جاء في المسند والترمذي عن ابن عمر قال: ... " الحديث
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:
" فصل / الأموال السلطانية التى أصلها فى الكتاب والسنة ثلاثة أصناف الغنيمة والصدقة والفئ*:
فأما الغنيمة فهى المال المأخوذ من الكفار بالقتال ذكرها الله فى سورة الأنفال التى أنزلها فى غزوة بدر وسماها انفالا؛ لأنها زيادة فى أموال المسلمين فقال: {يسألونك عن االأنفال قل الأنفال لله والرسول ... } إلى قوله { ... واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ... } الآية، وقال: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم}
وفى الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما ان النبى [صلى الله عليه وسلم] قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن نبى قبلى؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا؛ فأيما رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، واعطيت الشفاعة، وكان النبى يبعث الى قومه خاصة،وبعثت الى الناس عامة)
وقال النبى [عليه السلام] بعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقى تحت ظل رمحى وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى ومن تشبه بقوم فهو منهم رواه أحمد فى المسند عن ابن عمر واستشهد به البخارى"
* [قال الفقهاء ان الفىء هو ما أخذ من الكفار بغير قتال وسمى فيئا لأن الله افاءه على المسلمين اى رده عليهم من الكفاروهذا مثل الجزية التى على اليهود والنصارى والمال الذى يصالح عليه العدو او يهدونه الى سلطان المسلمين كالحمل الذىيحمل من بلاد النصارى ونحوهم وما يؤخذ من تجار اهل الحرب وهو العشر ومن تجار اهل الذمة اذا اتجروا فى غير بلادهم وهو نصف العشر (ابن تيمية –الفتاوى)]
وقال ابن القيم في الزاد:
" ... فإن قيل: فما أطيب المكاسب وأحلها؟ قيل هذا فيه ثلاثة أقوال للفقهاء
أحدها: أنه كسب التجارة.
والثاني: أنه عمل اليد في غير الصنائع الدنيئة كالحجامة ونحوها.
والثالث: أنه الزراعة، ولكل قول من هذه وجه من الترجيح أثرا ونظرا، والراجح أن أحلها الكسب الذي جعل منه رزق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كسب الغانمين، وما أبيح لهم على لسان الشارع، وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره، وأثني على أهله ما لم يثن على غيرهم، ولهذا اختاره الله لخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، حيث يقول:بعثت ... [الحديث] وهو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله وجعل أحب شئ إلى الله فلا يقاومه كسب غيره والله أعلم"
قال الحافظ في الفتح:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ الرُّمْحِ وَإِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لَا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَةِ بَذْلُ الْجِزْيَة وَفِي قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌ إِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِ فِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِ إِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا."
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة بالإذاعة ":
"قوله صلى الله عليه وسلم: " وجعل رزقي تحت ظل رمحي ":
إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا، ولا بجمعها واكتنازها، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ويسبي نساءهم وذراريهم، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق.
وكان في القرآن المنسوخ: {إنما أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة}.
فأهل التوحيد والطاعة لله أحق بالمال من أهل الكفر به والشرك، فانتزع أموالهم، وجعل رزق رسوله من هذا المال لأنه أحل الأموال كما قال تعالى {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} وهذا مما خص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه أحل لهم الغنائم.
وقد قيل: ان الذي خصت بحله هذه الأمة هو الغنيمة المأخوذة بالقتال دون الفيء، والمأخوذ بغير قتال فإنه كان حلاً مباحاً لمن قبلنا وهو الذي جعل رزق رسوله منه، وإنما كان أَحلُّ من غيره لوجوه:
(منها) انه انتزاع مال [ممن] لا يستحقه لئلا يستعين به على معصية الله والشرك به، فإذا انتزعه ممن لا يستعين به على غير طاعته وتوحيده والدعوة إلى عبادته كان ذلك أحب الأموال إلى الله وأطيب وجوه اكتسابها عنده.
(ومنها) انه كان صلى الله عليه وسلم إنما كان يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر لا لأجل الغنيمة فيحصل له الرزق تبعا لعبادته وجهاده في الله، فلا يكون فرغ وقتا من أوقاته لطلب الرزق محضا، وإنما عبد الله في جميع أوقاته وحده فيها وأخلص له، فجعل الله له رزقه ميسراً في ضمن ذلك من غير أن يقصده ولا يسعى إليه. وجاء في حديث مرسل أنه صلى الله عليه وسلم قال: " أنا رسول الرحمة، وأنا رسول الملحمة، إن الله بعثني بالجهاد ولم يبعثني بالزرع ". وخرج البغوي في معجمه حديثا مرسلا: " إن الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعاً ولا تاجراً، ولا سخابا بالاسواق، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ". وإنما ذكر الرمح ولم يذكر السيف لئلا يقال: انه صلى الله عليه وسلم يرتزق من مال الغنيمة: إنما كان يرزق مما أفاءه الله عليه من خيبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفيء ما هرب أهله منه خوفا وتركوه، بخلاف الغنيمة فإنها مأخوذة بالقتال بالسيف، وذكر الرمح أقرب إلى حصول الفيء لأن الرمح يراه العدو من بعد فيهرب فيكون هرب العدو من ظل الرمح، والمأخوذة به هو مال الفيء، ومنه كان رزق النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الغنيمة فإنها تحصل من قتال السيف. والله تعالى أعلم.
وقال عمر بن عبد العزيز: إن الله تعالى بعث محمداً هاديا ولم يبعثه جابيا، فكان صلى الله عليه وسلم شغله بطاعة الله والدعوة إلى التوحيد، وما يحصل في خلال ذلك من الأموال من الفيء والغنائم يحصل تبعاً لا قصداً أصلياً، ولهذا ذم من ترك الجهاد واشتغل عنه باكتساب الأموال. وفي ذلك نزل قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} لما عزم الأنصار على ترك الجهاد والاشتغال بإصلاح أموالهم وأراضيهم.
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود وغيره: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه الله من رقابكم حتى تراجعوا دينكم " ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.
وقال مكحول: إن المسلمين لما قدموا الشام ذكر لهم زرع الحولة، فزرعوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث إلى زرعهم وقد ابيض وأردك فحرقه بالنار، ثم كتب إليهم: إن الله جعل أرزاق هذه الأمة في أسنة رماحها، وتحت أزجتها، فإذا زرعوا كانوا كالناس. خرجه أسد بن موسى.
وروى البيضاوي بإسناد له عن عمر أنه كتب: من زرع زرعا واتبع أذناب البقر ورضي بذلك وأقر به جعلت عليه الجزية.
وقيل لبعضهم لو اتخذت مزرعة للعيال؟ فقال: والله ما جئنا زراعين، ولكن جئنا لنقتل أهل الزرع ونأكل زرعهم.
فأكمل حالات المؤمن أن يكون اشتغاله بطاعة الله والجهاد في سبيله، والدعوة إلى طاعته لا يطلب بذلك الدنيا، ويأخذ من مال الفيء قدر الكفاية، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأهله قوت سنة من مال الفيء ثم يقسم باقيه، وربما رأي محتاجا بعد ذلك فيقسم عليه قوت أهله بلا شيء.
وكذلك من يشتغل بالعلم، لأنه أحد نوعي الجهاد فيكون اشتغاله بالعلم للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه، فليأخذ من أموال الفيء أو الوقوف على العلم قدر الكفاية ليتقوى على جهاده، ولا ينبغي أن يأخذ أكثر من كفايته من ذلك ... "
قال في فيض القدير:
" (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) قال الديلمي: يعني الغنائم وكان سهم منها له خاصة يعني أن الرمح سبب تحصيل رزقي قال العامري: يعني أن معظم رزقه كان من ذلك وإلا فقد كان يأكل من جهات أخرى غير الرمح كالهدية والهبة وغيرهما وحكمة ذلك أنه قدوة للخاص والعام فجعل بعض رزقه من جهة الاكتساب وتعاطي الأسباب وبعضه من غيرها قدوة للخواص من المتوكلين وإنما قال تحت ظل رمحي ولم يقل في سنان رمحي ولا في غيره من السلاح لأن رايات العرب كانت في أطراف الرماح ولا يكون في إقامة الرماح بالرايات إلا مع النصر وقد نصر بالرعب فهم من خوف الرمح أتوا تحت ظله ولأنه جعل السنان للجهاد وهو أكبر الطاعات فجعل له الرزق في ظله أي ضمنه وإن كان لم يقصده كذا ذكره ابن أبي جمرة ولا يخفى تكلفه ... "
وقال القرطبي:
" ... فجعل الله رزق نبيه صلى الله عليه وسلم في كسبه لفضله، وخصه بأفضل أنواع الكسب، وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه "
"ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل. وقد سبق حديث: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم ". ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال: " ما دخلت دار قوم إلا دخلها الذل ". فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟ " الحافظ ابن رجب الحنبلي (الحكم الجديرة بالإذاعة)
إعداد
أبي معاذ زياد محمد الجابري
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 04:43]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 05:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 07:31]ـ
جزامك الله خيرا أخي على هذا الموضوع الشيق
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Mar-2008, صباحاً 11:30]ـ
ليس كل من تحدث في هذا الحديث بالضرورة دأب على اللهاث وراء سراب الغرب، وتعلق بأذيالهم أملا في اللحاق بركب حضارتهم المادية، ففي هذا اتهام بدون روية ولا دليل وظن سوء ربما يأثم الانسان عليه،
وهذا الحديث ليس بالثبوت الذي يظنه البعض بل إن الغالب عليه الضعف ... وانظر الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19025
وقول شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى: " رواه أحمد فى المسند عن ابن عمر واستشهد به البخارى " أظنه غير دقيق بل إن البخاري ذكر طرفاً منه فقط " وجعل رزقي تحت ظل رمحي " معلقاً وبصيغة التمريض فقال " وذكر عن ابن عمر .. الخ.
وليس معنى تضعيف الحديث وإنكار لفظه - عدم الاقرار بوجوب الجهاد وغير ذلك، ولكن معناه - لمن أراد أن يحسن الظن بالمسلمين - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث ولم يرسل بالسيف، كما دلت عليه العشرات من نصوص الايات والحديث،
بل بعث وأرسل بالهدى ودين الحق
بعث شاهداً ومبشراً ونذيراًً
بعث داعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً
بعث بالقرآن تبياناً لكل شيء
بعث رحمة للعالمين.
مثل ما بعثني الله به من الهدى الخ
وليس معنى ذلك انكار الجهاد والقتال، ولكن هناك فارق بين أن نقول أن الاسلام شرع استخدام السيف في كذا وكذا كأداة من أدوات نشر الدعوة والقضاء على قوى الباطل والظلم، وبين أن نقول أن النبي بعث بالسيف فكأن رسالته قد اختزلت في استخدام السيف ... والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 05:28]ـ
الله سبحانه يقول: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (لأنفال:39)
)،
ويقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)، وغيرها من آيات السيف الكثيرة، وهي من آخر ما نزل من القرآن،
وكما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)،
وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة في الصحيح (اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله)، وغيرها من الأحاديث،
قال الشوكاني رحمه الله:
"أما غزو الكفار، ومناجزة أهل الكفر وحملهم على الإسلام، أو تسليم الجزية، أو القتل، فهو معلوم من الضرورة الدينية، ولأجله بعث الله رسله، وأنزل كتبه، وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثه الله سبحانه إلى أن قبضه إليه جاعلاً لهذا الأمر من أعظم مقاصده، ومن أهم شئونه، وأدلة الكتاب والسنة في هذا لا يتسع لها المقام، ولا لبعضها، وما ورد في موادعتهم أو تركهم إذا تركوا المقاتلة فذلك منسوخ بإجماع المسلمين".
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 12:48]ـ
نقول: كلامنا ليس المقصود منه إنكار وجوب الجهاد والقتال وإخواننا يسردون الآيات والاثار لإثبات وجوب القتال والجهاد - كأننا ننكره!!!!
نقول الجهاد والقتال ليس غاية ولا هدف للإسلام إنما وسيلة من وسائل نشر الدين والقضاء على الباطل والظلم وإخواننا مصممون على أنه هدف وغاية ارسال الرسل وإنزال الكتب!!!!
نقول قال الله تعالى موضحاً غاية رسالة رسله وأنبيائه كذا وكذا - ويقول إخواننا قال الشوكاني!!!!!!!
ـ[المقدسى]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 09:02]ـ
باراك الله فيك أخي الكريم , وأعتقد أن هذا الحديث قد قال البعض بتضعيفه ممن يلوحون
بتحاور الديانات والتقارب مع الغرب وللمطلع علي فكر هذه الفئة من العلماء إن صح ان نطلق عليهم
هذا اللقب يري نفس الطريقة يتبعونها في تشكيكهم في حديث ((من بدل دينه فإقتلوه))
فيقولون أن مسلم لم يقبله لضعف في احد راويه وهو عكرمة مع العلم أن الحديث في صحيح البخاري
وقال فيه الإمام الترمذي انه حسن صحيح!!!!
وسنسمع العجب العجاب من هذا القبيل وما علم هؤلاء المساكين بأنهم لن يكونوا من المرضين عند المسيحين إلا أن يتبعوا دينهم
وما دروا بأنهم بمثل هذه الأقوال يشتتون شباب الأمة ويشككونهم في الكثير من الأحكام والمسائل ...
اللهم إهديهم وإهدينا للصراط المستقيم.
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 11:33]ـ
للرفع(/)
هل صحت هذه القصة عن احمد بن حنبل ويحي بن معين؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 07:49]ـ
عن إبراهيم ابن عبد الواحد الطبري قال سمعت جعفر بن محمد الطيالسي
يقول صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهم قصاص فقال حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله خلق الله كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب وريشه من مرجان " وأخذ في قصة نحو عشرين ورقة فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد، فقال له: أنت حدثته بهذا، فقال: والله ما سمعت بهذا إلا الساعة، فلما فرغ من قصصه وأخذ القطيعات، ثم قعد ينتظر بقيتها قال له يحيى بن معين بيده تعال فجاء متوهما النوال، فقال له يحيى من حدثك بهذا الحديث، فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فقال أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان لابد والكذب فعلى غيرنا فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم، قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما تحققته إلا الساعة، قال له يحيى كيف علمت أنى أحمق؟ قال كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 08:32]ـ
أحسن الله إليك:
قد نقل أخونا الشيخ المفضال عدنان البخاري -وفقه الله- حكم الذهبي عليها بالبطلان:
/// مدار القِصَّة على إبراهيم بن عبدالواحد البلدي البكري، المعروف بـ (المعصوب)!
/// قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/ 86): "هذه حكاية عجيبة، وراويها البكري لا أعرفه، فأخاف أنْ يكون وضعها".
/// وقال فيه أيضًا (11/ 301): "هذه الحكاية اشتهرت على ألسنة الجماعة، وهي باطلةٌ؛ أظنُّ البلدي وضعها، ويعرف بالمعصوب، رواها عنه ايضا أبو حاتم ابن حبان، فارتفعت عنه الجهالة".
/// وقال في الميزان (1/ 169): "إبراهيم بن عبد الواحد البكري، لا أدري من هو ذا؟ أتَى بحكاية منكرة! أخاف الا تكون [ U] من وضعه
http://alukah.net/majles/showpost.php?p=45307&postcount=21
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 08:43]ـ
هذه القصة اشتهرت اشتهارًا كبيرًا، وكنتُ قد قرأتُها منذ زمن بعيد - على ما أذكر - في (تنزيه الشريعة المرفوعة) لابن عراق.
وهي مما استدل به في كتابه على أن (القاصَّ) ممن يضع الحديث.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Mar-2008, مساء 10:37]ـ
شكرا لكما و. بارك الله فيكما ...
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 01:20]ـ
كما ذكرتم جميعا فهذه قصة
فلا يضر وجود كذاب فى سندها
فهى لا تضيف فى الدين و لاتنقص منه
و أهل السنة يقبلون هذا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 07:04]ـ
اخي الكريم على الرغم من شهرتها فقدقال الائمة بعدم صحتها
لانه لم ينقل تكذيبهما له او تحذير الامة من هذا القاص المفتري وانما ضحكا من فعله فقط
وهذا امر مستبعد من هؤلاء الجهابذة الحفاظ النقاد
((فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.))
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 08:34]ـ
كما ذكرتم جميعا فهذه قصة
فلا يضر وجود كذاب فى سندها
فهى لا تضيف فى الدين و لاتنقص منه
و أهل السنة يقبلون هذا
أراك أخي دائماً ما تدندن بهذا الكلام، وتروج لهذا الرأي!!
ومن قال أهل السنة يقبلون هذا الكلام الذي قلته على إطلاقه؟!!
وهل لكوني أريد ان أروي قصة وأروج لها أكذب في ترويجها وأقول: مثل هذا مقبول لا يضرني كذبي هذا؟!!
حقيقة لا أعرف أي أهل السنة الذين أشرتم إليهم قال بهذا على إطلاقه!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 08:53]ـ
اخي الكريم على الرغم من شهرتها فقدقال الائمة بعدم صحتها
لانه لم ينقل تكذيبهما له او تحذير الامة من هذا القاص المفتري وانما ضحكا من فعله فقط
وهذا امر مستبعد من هؤلاء الجهابذة الحفاظ النقاد
((فوضع أحمد كمه على وجهه، وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.))
صدقت يا ابا محمد. بارك الله فيك.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 10:39]ـ
قال أبو بكر الخطيب رحمه الله بعد ان روى القصة:
(وتلك الأحاديث إنما يسمعها العوام من القصاص يطرفونهم بها، ويتوصلون إلى نيل ما في أيديهم بروايتها، فيعلق بقلوب العوام حفظها، ويبدئون ويعيدون فيها استحساناً منهم لها، وباعث القصاص على ذلك معرفتهم نقص العوام وجهلهم، ولو صدقوا الله فيما يقولونه إليهم لكان خيراً لهم).
وعلى العموم مدار القصة كلها على عبد الواحد البلدي عن جعفر الطيالسي، ولا أرى المتهم والآفة بها كما قاله الأئمة إلا (البلدي).
وفيها من النكارة التي لا توافق قوة الإمامين في الصدع بالحق، وعدم السكوت عن العبث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يخفى على من عرف.
فلذلك لم يقبلها الإمام الذهبي رحمه الله؛ حيث ردها بالنكارة والمخالفة والبطلان في (ميزان الإعتدال) وتبعه ابن حجر في (لسان الميزان)، وفي (سير أعلام النبلاء).
وهل سيقول الإمامين: (إكذب على غيرنا)!!!!!!!!!! نسأل الله أن يثبت عقولنا آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 02:51]ـ
سادتى الأفاضل كلامى أشهر من أن أحاول الترويج له
و الا فلماذا قبل المسلمون كتاب (الطبقات الكبرى لابن سعد) و هو كذاب؟
تريدون أدلة على أن أهل السنة أخذوا بكلامى
حسنا
من منكم يأتينى بسند متصل لقصة حفر زمزم؟ قصة الفيل؟ قصة الذبيح عبد الله بن عبد المطلب؟ قصة تعذيب المشركين للمسلمين فى بدء الدعوة؟
هاتوا لى سندا واحدا متصلا (و لا أقول صحيحا) يثبت أيا من هذه القصص
سادتى لقد قبلنا هذه القصص دون النظر للأسانيد
أما عدم رد ابن حنبل و ابن معين على القصاص فمردود على من قاله
ذلك أن تلك الواقعة قد حدثت أمام الناس فى المسجد و عرفوا تكذيبهما له، فلم يحتاجا لتحذير الناس فالناس قد سمعوا بآذانهم و رأو بأعينهم ما حدث.
و هذا ليس على إطلاقه فتحقيق الوقائع التاريخية يختلف اختلافا بيّنا عن تحقيق الأحاديث النبوية
و لا يقال فى مثل هذا صحيح و ضعيف و لكن يقال مقبول و غير مقبول
ثم أنى قد تذكرت الآن أن هذا القاص قد تم تعيينه و هو مذكور فى التهذيب
فهل يدرى أحدكم من هو؟
سادتى الأفاضل إن علم التاريخ شيء و علم الحديث شيء آخر و لكل منهما أسسه و قواعده
سلامى الى الجميع
و فى انتظار أسانيد القصص المذكورة
بارك الله فيكم
و زادكم حرصا و علما
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 01:49]ـ
اخي الكريم لقد اخطات في قولك عن الحافظ ابن سعد كذاب
وانظر الى قول الحافظ الذهبي ترجمته من (السير) (7/ 337):
(محمد بن سعد بن منيع الحافظ العلامة الحجة، أبو عبدالله البغدادي، كاتب الواقدي، ومصنف (الطبقات الكبير) في بضعة عشر مجلداً، و (الطبقات الصغير) وغير ذلك----طلب العلم في صباه، ولحق بالكبار).
واستفتح ترجمته من (التذكرة) (2/ 425) بقوله:
(محمد بن سعد الحافظ العلامة البصري [!] مولى بني هاشم مصنف الطبقات الكبير والصغير ومصنف التاريخ؛ ويعرف بكاتب الواقدي-----).
وقال الخطيب في (تاريخ بغداد) (5/ 321):
(محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله مولى بني هاشم وهو كاتب الواقدي---- وكان من أهل الفضل والعلم؛ وصنف كتاباً كبيراً في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه وأحسن----.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم وأبو بكر بن أبي الدنيا.(/)
ما صحة رواية " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من قتل أبي بن خلف"؟ أفتونا مأجورين.
ـ[محب التوحيد]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 08:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العلماء الأجلاء الأكارم
طلبة العلم النبلاء
عسلهم الله جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة رواية " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من قتل أبي بن خلف"؟ أفتونا مأجورين.
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 03:16]ـ
قال ابن كثير في البداية والنهاية:
فصل فيما لقي النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ، أي يوم أحُد، من المشركين قبحهم الله:
-وقال أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال كان أبي بن خلف أخو بني جمح قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم حلفته قال: بل أنا أقتله إن شاء الله ... فلما كان يوم أحد أقبل أبي في الحديد مقنعا وهو يقول لا نجوت إن نجا محمد .. فحمل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قتله فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه فقتل مصعب بن عمير وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة فطعنه فيها بالحربة فوقع إلى الأرض عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور فقالوا له: ما أجزعك، إنما هو خدش ... فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أقتل أبيا .. ثم قال والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فمات إلى النار فسحقا لأصحاب السعير.
- وقد رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري عن سعيد بن المسيب نحوه وقال ابن إسحاق لما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: لا نجوت إن نجوت .. فقال القوم يا رسول الله يعطف عليه رجل منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه ... فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة فقال بعض القوم كما ذكر لي فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتفض انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعر عن ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنه تدأدأ منها عن فرسه مرارا ... ذكر الواقدي عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الله ابن كعب بن مالك عن أبيه نحو ذلك قال الواقدي وكان ابن عمر يقول مات أبيّ بن خلف ببطن رابغ فأني لاسير ببطن رابغ بعد هوى من الليل إذا أنا بنار تأججت فهبتها وإذا برجل يخرج منها بسلسلة يجذبها يهيجه العطش فإذا رجل يقول لا تسقه فإنه قتيل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أبي بن خلف ...
- قال ابن كثير في التفسير -عند قوله تعالى-وما رميت إذ رميت:روى ابن جرير أيضاً والحاكم في مستدركه بإسناد صحيح إلى سعيد بن المسيب والزهري أنهما قالا: أنزلت في رمية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبي بن خلف بالحربة وهو في لأمته فخدشه في ترقوته فجعل يتدأدأ عن فرسه مراراً حتى كانت وفاته بعد أيام قاسى فيها العذاب الأليم موصولاً بعذاب البرزخ المتصل بعذاب الاَخرة.
وأخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وعبد بن حميد كلهم عن سعيد بن المسيب والزهري , فهم من مراسيلهما،كم أفاده الشيخ الألباني- رحمه الله-في فقه السيرة ص،256
وساق ابن كثير هذه الحادثة في البداية والنهاية من رواية السدي الكبير،إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة،ثم قال: غريب جدا وفيه نكارة 4/ 24
وقد تلقى كثير من العلماء هذه القصة بالقبول منهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في منهاج السنة: والنبي صلى الله عليه وسلم كان أكمل الناس في هذه الشجاعة التي هي المقصودة في أئمة الحرب، ولم يقتل بيده إلا أبي بن خلف قتله يوم أحد ولم يقتل بيده أحداً لا قبلها ولا بعدها ...(/)
ما درجة حديث ابدؤوا بسيد الطعام
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني
يتردد على ألسنة كثير من الناس حديث " ابدؤوا بسيد الطعام " يقصدون البدء بأكل اللحم
فهل من أحد يبين لنا درجة هذا الحديث؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 02:48]ـ
للتذكير ...
أرجو من إخواني المشاركة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 03:38]ـ
بارك الله فيكم ..
قال الإمام السخاوي رحمه الله في كتاب المقاصد الحسنة:
(حديث: سيد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم، ابن ماجه وابن أبي الدنيا في اصلاح المال من طريق سليمان بن عطاء عن مسلمة الجزري عن عمه أبي مشجعة، عن أبي الدرداء مرفوعاً به، بلفظ: وأهل الجنة، بدل الآخرة، وسنده ضعيف، فسليمان قال فيه ابن حبان أنه يروى عن مسلمة أشياء موضوعة ما أدري التخليط منه أو من مسلمة، ولبعضهم فيه من الزيادة: وما دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجم إلا أجاب، ولا أهدى إليه إلا قبله، وله شواهد، منها عن علي رفعه بلفظ: سيد طعام الدنيا اللحم، ثم الأرز أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي، وعن صهيب بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة، اللحم ثم الأرز، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، أخرجه الديلمي من جهة الحاكم، ثم من طريق هشيم عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده به مرفوعاً، وعن بريدة أيضاً مرفوعاً بلفظ: سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية، رواه الطبراني، وكذا أبو نعيم في الطب لكن بلفظ: خير، وأبو عثمان الصابوني بلفظ: سيد، وهو كذلك عند تمام في فوائده، ولفظه: سيد الادام اللحم، وعن ربيعة بن كعب رفعه: أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم، أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عمرو بن بكر السكسكي وهو ضعيف جداً، قال العقيلي ولا نعرف هذا الحديث إلا به، ولا يصح فيه شيء، وأدخله ابن الجوزي في الموضوعات، وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن، فإن مسلمة غير مجروح، وابن عطاء ضعيف قلت: وقد أفردت فيه جزءاً ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان، قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم، ويقول: هو يزيد في السمع، وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل، وللترمذي في الشمائل من حديث جابر، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فذبحنا شاة، فقال: كأنهم علموا أنا نحب اللحم، وأصح من هذا كله قوله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفي قصة مجىء إبراهيم الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام وأنه لم يجده ووجد زوجته، فسألها ما طعامكم؟ قالت: اللحم، قال: فما شرابكم، قالت: الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بعير مكة إلا لم يوافقاه، أخرجه البخاري في صحيحه، وقال إمامنا الشافعي: إن أكله يزيد في العقل)
وقال:
(حديث: لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، قال شيخنا: هو موضوع وإن كان يجري على الألسنة مرفوعاً، وممن صرح بكونه باطلاً موضوعاً أبو عبد الله ابن القيم في الهدي النبوي ولم أره في الطب النبوي لأبي نعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية، قلت: ومن الباطل في الأرز ما عند الديلمي من رواية الحارث الأعور عن علي رفعه: الأرز في الطعام كالسيد في القوم والكراث في البقول بمنزلة الخبز وعائشة كالثريد وأنا كالملح في الطعام، وفيه يعقوب بن الحسن الفسوي راويه عن ابن وهب، وكذا ما عنده من حديث صهيب مرفوعاً بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز، وقد تقدم في السين، وكذا من حديث أنس رفعه: نعم الدواء الأرز وسيأتي في النون.)
أما اللفظ الذي ذكرتموه فلم أجده، ولعل أحد الإخوة يفيدنا، وقد وجدتُ في موسوعة الشيخ أبي هاجر حفظه الله حديث (ابدأ طعامك بالملح) وعزاه لإتحاف السادة المتقين للزبيدي ج5 ص218، وليس الكتاب متوفرًا لدي الاّن، فلعل أحد الإخوة يراجعه لنا ..
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 05:18]ـ
بارك الله فيك يا أخي
ولكن عذرا لم أفهم من تقصد بقولك (وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 09:11]ـ
بارك الله فيك يا أخي
ولكن عذرا لم أفهم من تقصد بقولك (وقال شيخنا: إنه لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن)
هذا من كلام السخاوي، وشيخنا يعنِي به الحافظ بن حجر رحمهما الله.
مرّ بِي لفظ: (اللحم شجرة العرب)، ما صحته؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 11:39]ـ
أخي أبو الإمام الأثري ـ حفظه الله ـ:
روى ابن ماجة غي سننه (4/ 426) (3305): حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلاَّلُ الدِّمَشْقِيُّ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْجَزَرِيُّ. حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، اللَّحْمُ».
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 181) ح (7311): " قلت: ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: سليمان بن عطاء روى عن مسلمة أشياء موضوعة، قال: ولا أدري التخليط منه أو من مسلمة، وبه إلى أبي الدرداء قال: ما دعي رسول الله إلى لحم قط إلا أجاب ولا أهدي له لحم إلا قبله، هذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن عطاء كما تقدم ".
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط والمحققون معه لاسنن ابن ماجة (4/ 426 ـ 427): " إسناده ضعيف جداً، سليمان بن عطاء الجزري منكر الحديث، وشنّع عليه ابن حبان في المجروحين (1/ 329) وروى له هذا الحديث ... ".
فال المناوي في فيض القدير (4/ 124) ح (4757): " (سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم):
(أبو نعيم في) كتاب (الطب) النبوي من حديث عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه عن عليّ بن موسى الرضي عن آبائه (عن عليّ) أمير المؤمنين وعبد اللّه هذا ضعيف جداّ قال الذهبي في كتاب الضعفاء والمتروكين: عبد اللّه بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت له نسخة باطلة. أهـ ولهذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات وهذا حديث أحسن حالاً منه وهو خبر ابن حبان " سيد طعام أهل الجنة اللحم " وهو وإن عدّه ابن الجوزي من الموضوع أيضاً لكن انتقده عليه ابن حجر فقال: لم يبن لي وضعه بل ضعفه وظاهر صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجاً لأحد من الستة والأمر بخلافه فقد خرجه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء بلفظ: " سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ". قال الزين العراقي: وسنده ضعيف.".
وقال العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: باب أخلاقة وآدابه في الطعام: " حديث: " كان أحب الطعام إليه اللحم،ويقول:هو يزيد في السمع وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل " أخرجه أبو الشيخ من رواية ابن سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم ... الحديث.
والترمذي في الشمائل من حديث جابر: أتانا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منزلنا فذبحنا له شاة فقال: " كأنهم علموا أنا نحب اللحم" وإسناده صحيح.
وابن ماجه من حديث أبي الدرداء بإسناد ضعيف: سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ".
وقال محمد بن إدريس الحوت في أسنى المطالب (1/ 160): " حديث سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم ":
فيه سليمان بن عطاء قال ابن حبان يروى أشياء موضوعة ذكره ابن الجوزي في الموضوع لكن نوزع ".
وقال ابن عراق في تنزيهه الشريعة المرفوعة (2/ 235) ح (55): " حديث سيد طعام أهل الجنة اللحم (حب) من حديث أبي الدرداء (عق) من حديث ربيعة بن كعب بلفظ: " أفضل طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم " ولا يصح في الأول سليمان بن عطاء قال ابن حبان: يروى عن مسلمة بن عبد الله الجهني أشياء موضوعة فلا أدري التخليط منه أو من مسلمة، وفي الثاني عمرو بن بكر السكسكي (تعقب) بأن حديث أبي الدرداء أخرجه ابن ماجه وقال الحافظ ابن حجر: لم يتبين لي الحكم على هذا الحديث بالوضع فإن مسلمة غير مجروح وسليمان بن عطاء ضعيف انتهى. والحديث جاء أيضا من حديث أنس بلفظ: " خير الإدام اللحم وهو سيد الإدام " أخرجه البيهقي في الشعب ومن حديث بريدة بلفظ: " سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم " أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب (قلت): قال الهيثمي: في سند الطبراني سعيد بن عتبة القطان لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر يعني أبا هلال الراسبي وشاهده في الصحيح حديث: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام انتهى. وقال شيخ شيوخنا الشمس السخاوي: ومن شواهده حديث على: " سيد طعام الدنيا اللحم ثم الأرز " أخرجه أبو نعيم في الطب النبوي بسند ضعيف والله أعلم. ".
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 304): " سليمان بن عطاء الحرانى عن مسلمة الجهنى. قال أبو حاتم: ليس بالقوى، واتهمه ابن حبان وغيره. وقال البخاري: في حديثه بعض المناكير. ... وقال ابن حبان: يروى عن مسلمة، عن عمه - أشياء موضوعة، فالتخليط منه أو من مسلمة. يحيى الوحاظى، أنبأنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة، عن عمه أبى مشجعة، عن أبى الدرداء - مرفوعا: سيد طعام أهل الجنة اللحم.".
هذا ما تيسر جمعه. والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 02:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الشيخ (أبا عبد الرحمن) ما شاء الله تبارك الله، واصل ..
الشيخ (مسلم)؛ ورد هذا من قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أخرجه سعيد بن منصور في (سننه رقم 2476) ويسمى: [حديث السفطين] وهو حديث طويل. وسنده رجاله ثقات.
وستجد المراد من هذا القول في ثنايا الأثر.(/)
بشرى لطلاب العلم: سلسلة تيسير مصطلح الحديث للمبتدئين بالصوت والصورة
ـ[أبو عبد الرحمن الأثري]ــــــــ[11 - Mar-2008, صباحاً 11:26]ـ
{بشرى لطلاب العلم}
سلسلة تيسير مصطلح الحديث للمتدئين بالصوت والصورة
لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان - حفظه الله ورعاه.
وهذا هو الرابط:
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=45
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 01:27]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
الشيخ يقرأ من كتاب، ممكن أعرف ماهو الكتاب؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[11 - Mar-2008, مساء 06:57]ـ
استمعتُ لجزء من محاضرة و أتوقع أن يكون الكتاب " نزهة النظر " لابن حجر.
ـ[أبو عبد الرحمن الأثري]ــــــــ[12 - Mar-2008, صباحاً 11:08]ـ
أخي الفاضل محمد السعيدي:
الشيخ دائماً في محاضراته ودروسه العلمية لا يقرأ من كتاب بعينه ولكنه يُعِدُّ بحثاً وافياً حول موضوع المحاضرة من عدة مصادر، ولذلك كثيراً ما تجد بين يديه أوراق كتبها بنفسه، ولذلك تجد الشيخ لا يصرح باسم كتاب بعينه لعدم اعتماده عليه بالكلية، إلا إذا كان موضوع الدرس شرح كتاب بعينه فيكون الكتاب بين يديه ويصرح به في كلامه مثل تعليقاته وشرحه على الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقد اعتمد الشيخ في شرحه على شرح الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى ولكن للشيخ تعليقات نفيسة على الشرح والمتن معاً.
فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً، ونفعنا بعلمه، ومد في عمره ونفع به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[باسل العلي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 07:09]ـ
شيخنا المبارك القدوة أبو عبد الله .. لله درُّه ومَن مثله؟!
حفظه الله ورضي عنه وأحسن خاتمتنا وخاتمته ..
آمين
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 08:28]ـ
جزاك الله خيرا(/)
الجهود الحديثية لأئمة الدعوة النجدية
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 02:06]ـ
السلام عليكم
إكمال لرسالتي الماجستير (جهود الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ في الحديث وعلومه) أحببت أن أكمل البحث فيمن تبقى من أئمة الدعوة في منطقة نجد ممن لهم مشاركات حديثية فسجلت في الدكتوراة (جهود أئمة الدعوة في الحديث وعلومه) فمن وقف على بعض الفوائد أو المخطوطات أو الوثائق وغير ذلك مما يفيد فليضعه في هذا الموقع المبارك وله الشكر والدعاء.(/)
سلسلة الفوائد والنكت: الإنتصار لأهل الحديث
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإنتصار لأهل الحديث للشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول
- جاء ذكر الرأي في القرآن الكريم بمعنى: 1 - العلم الذي يقتضي النظر و التأمل المؤدي إلى الإعتبار كما في قوله تعالى " ألم تر إلى ربك كيف مدّ الظل ". 2 - بمعنى النظر و التأمل قال تعالى " ما أريكم إلا ما أرى ". 3 - و جاء الرأي موصوفا بأنه بلا روية و نظر قال تعالى " فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا و ما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي و ما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين ".
أما في السنة النبوية جاء بمعنى: 1 - العقل و القياس في مقابل النص كما جاء في حديث أبي حصين الذي أخرجه البخاري في كتاب المغازي في باب الحديبية باب رقم " 4189 ". 2 - بمعنى الظن المقابل للعلم كما جاء في الحديث " إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به , و إذا أمرتكم بشيء من الرأي فإنما أنا بشر " رواه مسلم. 3 - بمعنى اغترار المرء بعقله و نفسه. 4 - كما أطلق الرأي على صاحب المشورة و حسن النظر و التأمل و التدبير.
كما جاء في عبارة السلف إطلاق الرأي على أصحاب المقالات البدعية كمقالة الخوارج. ص 16 إلى 20
- لم يخرج الرأي في كلام السلف عن هذه المعاني , و أصبح علمًا على كل من يرجع إلى العقل عند كلامه في الدين , سواء مُقدِمًا له على النص أم لا. ص 20
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الرأي المذموم في كلام السلف يطلق على أنواع و هي:
1 - الرأي المخالف للنص , و هذا مما يعلم بالإضطرار من دين الإسلام و فساده و بطلانه.
2 - الكلام في الدين بالخرص و الظن مع التفريط و التقصير في معرفة النصوص و فهمها و استنباط الأحكام منها.
3 - الرأي المتضمن تعطيل أسماء الرب و صفاته و أفعاله بالمقاييس الباطلة التي وضعها أهل البدع و الضلال من الجهمية و المعتزلة و القدرية و من ضاهاهم.
4 - الرأي الذي أحدثت به البدع , و غيرت به السنن و عمّ به البلاء , و تربى عليه الصغير و هرم فيه الكبير.
5 - القول في أحكام شرائع الدين بالإستحسان و الظنون و الإشتغال بحفظ المعضلات و الأغلوطات و رد الفروع بعضها على بعض قياسا , دون ردِّها على أصولها و النظر في عللها و اعتبارها. ص 23
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 01:40]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى خيرا:
2 - الكلام في الدين بالخرص و الظن مع التفريط و التقصير في معرفة النصوص و فهمها و استنباط الأحكام منها.
ص 23
قال أبو عبد الله البخاري في كتاب العلم، باب 34:
100 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا». قَالَ الْفِرَبْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ. طرفه 7307 - تحفة 8883
وقال في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب 7:
7307 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعاً، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ». فَحَدَّثْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِى انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِى مِنْهُ الَّذِى حَدَّثْتَنِى عَنْهُ. فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِى بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِى، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو. طرفه 100 - تحفة 8883
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 04:48]ـ
جزاك الله خيرا
تسجيل متابعة
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:20]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الرأي المحمود في كلام السلف يطلق على أنواع و هي:
1 - رأي الصحابة من الرأي المحمود , و اتفاقهم إجماع و حجة , و اختلافهم حد , لا يخرج عنه , فلايأت أحد بقول يخرج به عن اختلافهم.
2 - الرأي الذي يفسر النصوص و يبين وجه الدلالة منها و يقررها و يوضح محاسنها و يسهل طريق الإستنباط منها , عن ابن المبارك أنه قال " ليكن الذي تعتمد عليه الأثر , و خذ من الرأي ما يفسر لك الحديث ".
3 - ما تواطأت الأمة عليه و تلقاه خلفهم عن سلفهم , فإن تواطؤ الأمة لا يكون إلا صوابا , قال محمد بن الحسن " العلم على أربعة أوجه: 1 - ما كان في كتاب الله الناطق , و ما أشبهه 2 - و ما كان في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم المأثورة , و ما أشبهها 3 - و ما كان فيما أجمع عليه الصحابة رحمهم الله و ما أشبهه و كذلك ما اختلفوا فيه لا يخرج عن جميعه , فإن أوقع الإختيار فيه على قول فهو علم تقيس عليه , و ما أشبهه 4 - و استحسنه عامة فقهاء المسلمين , و ما أشبهه و كان نظيرا له ", قال " و لا يخرج العلم عن هذه الوجوه الأربعة ".
4 - الإجتهاد في الواقعة بعد طلب علمها من القرآن و السنة , و ما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم. ص 25
- جاء في كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ما نصه " إن معرفة أصول الأشياء و مبادئها , و معرفة الدين و أصله , و أصل ما تولد فيه , من أعظم العلوم نفعا , إذ المرء مالم يُحط علما بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في فليه حسكه ". ص 41
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- أمور أنكرها أهل العلم على أهل الرأي: و تتلخص فيما يلي:
1 - تركهم مراعاة أصول العلم , فأهل الرأي يهجمون على الحكم بالرأي , مع وجود النص , دون أثر.
2 - استرواح أصحاب الرأي لترك السنن , و ترك الإشتغال و الإهتمام بطلبها , فمن وقع في الرأي استسهله و استروح إليه عن أن يطلب الحديث.
3 - أنهم يتخذون من كلام أئمتهم أصولا يبنون عليها و يفرعون , و كأنه كلام الله تعالى , أو كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم.
4 - أن فيه هجرًا لما كان عليه الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه , و تركًا لأصول العلم و تنكيسا لها , و أخذًا عن الأصاغر لا الأكابر.
5 - فرض المسائل قبل حدوثها على غير أصل , و الإكثار من شواذ المسائل , و الإكثار من الأسئلة دون بذل الجهد في التفهم , و الإنشغال بذلك عن طلب الحديث و الأثر.
6 - الخوض في الدين بأمر هو ظن و بدعة , فإن الرأي غايته أنه ظن , و هو حادث.
فهذه الأمور التي أنكرها أهل العلم على أصحاب الرأي , و الله أعلم و أحكم.
عن الحسن قال " سُنَّتكم و الله الذي لا إله إلا هو بينهما بين الغالي و الجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقلَّ الناس فيما مضى و هم أقل الناس فيما بقيَ الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم و لا مع أهل البدع في بدعهم و صبروا على سنتهم حتى لقوا ربّهم فكذلكم إن شاء الله فكونوا " ص 42 - 46
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 01:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو حاتم الرازي: لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا هذه الأمة. فقال رجل: يا أبا حاتم! ربما رووا حديثا لا أصل له , و لا يصح؟ فقال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم , فروايتهم ذلك لِلْمعرفة ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار و حفظوها , ثم قال: رحم الله أبا زرعة , كان - و الله - مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم. ص 55
- قال محمد بن سرين: " هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " , قال سفيان الثوري: " الإسناد سلاح المؤمن " , قال عبد الله بن المبارك: " الإسناد من الدين " , قال الشاطبي: جعلوا الإسناد من الدين , ولا يعنون: حدثني فلان عن فلان مجردا , بل يريدون ذلك لما تضمنته من معرفة الرجال الذين يحدث عنهم , حتى لا يسند عن مجهول , و لا مجروح , و لا متهم , إلا عمن تحصل الثقة بروايته لأن روح المسألة أن يغلب على الظن من غير ريبة , أن ذلك الحديث قد قاله صلى الله عليه و سلم لنعتمد عليه في الشريعة , و تسند إليه الأحكام. ص 56
- قال الإمام مسلم: إعلم رحمك الله أن صناعة الحديث و معرفة أسبابه من الصحيح و السقيم إنما هي لأهل الحديث خاصة , لأنهم الحفاظ لروايات الناس , العارفين بها دون غيرهم , إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم: السنن و الآثار المنقولة , من عصر إلى عصر من لدن النبي صلى الله عليه و سلم إلى عصرنا هذا , فلا سبيل لمن نابذهم من الناس , و خالفهم في المذهب , إلى معرفة الحديث , و معرفة الرجال , من علماء الأمصار , فيما مضى من الأعصار , من نقل الأخبار , و حماية الآثار. ص 57
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 12:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- سئل علي بن أبي طالب فقيل له: " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء دون الناس؟ فقال لا , و الذي فلق الحبة , و برأ النسمة , إلا فهما يؤتيه الله عبدا من كتابه " و هذا الذي نجده عند ابن عباس رضي الله عنه فقد اعتنى الحافظ ابن حجر بجمع الأحاديث التي صرح فيها ابن عباس بالسماع من الني صلى الله عليه و سلم قال في فتح الباري: " و قد اعتنيت بجمعها فزاد على الأربعين ما بين صحيح و حسن خارجا عن الضعيف و زائد على ما هو في حكم السماع كحكايته حضور شيء فُعِل بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم " - و بالطبع سمع الكثير من الصحابة - و رغم هذا بورك له في فهمه و الإستنباط منه حتى ملأ الدنيا علما و فقها , قال أبو محمد بن حزم: " و جمعت فتواه في سبعة أسفار كبار " و هي بحسب ما بلغ جامعها , و إلا فعلم ابن عباس كالبحر , و فقهه و استنباطه و فهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس. ص 62 و 63
- قال ابن تيمية: من المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع و أحواله و بواطن أموره و ظواهرها أعلم و هو بذلك أقوم , كان أحق بالإختصاص به , و لا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة و أخصها بعلم الرسول صلى الله عليه و سلم. ص 64
- روى البويطي عن الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال: " عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا ". ص 65
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 03:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو الحسنات اللكنوي رحمه الله تعالى: " و من نظر بنظر الإنصاف و غاص في بحار الفقه و الأصول , متجنبا عن الإعتساف , يعلم علما يقينيا: أن أكثر المسائل الفرعية و الأصلية التي اختلف العلماء فيها , فمذهب المحدثين فيها أقوى من مذاهب غيرهم , و إني كلما أسير في شعب الإختلاف أجد قول المحدثين فيه قريبا من الإنصاف , فلله درُّهم , و عليه شكرهم! كيف لا , و هم و رثة النبي حقا , و نواب شرعه صدقا , حشرنا الله في زمرتهم و أمتنا على حبهم و سيرتهم ". ص 66
- قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: و أهل السنة في الإسلام , كأهل الإسلام في الملل , و ذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون , و إنما يضلهم علماؤهم فعلماؤهم شرارهم , و المسلمون على هدى , و إنما يتبين الهدى بعلمائهم فعلماؤهم خيارهم , و كذلك أهل السنة , أئمتهم خيارهم , و أئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب. ص 66
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Mar-2008, مساء 09:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: و مما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق: أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم قديمهم و حديثهم , مع اختلاف بلدانهم و زمانهم , و تباعد ما بينهم في الديار , و سكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار وجدتهم في بيان الإعتقاد على وتيرة واحدة , و نمط واحد , يجرون فيه على طريقه لا يحيدون عنها و لا يميلون فيها , قولهم في ذلك واحد , و فعلهم واحد , لا ترى بينهم اختلافا و لا فرقا في شيء ما و إن قلَّ. ص 67
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 02:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يتلخص منهج أهل الحديث في التفقه في المعالم التالية:
1 - لا فرق عندهم بين الحديث و الفقه.
2 - يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة و من بعدهم , أو عند طائفة منهم. فإن اتفق السلف على ترك العمل بحديث تابعوهم و علموا أنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به.
3 - شعار أهل الحديث اتباعهم للسلف الصالح.
4 - الأصول و القواعد التي يبنى عليها و يستنبط منها , هي ألفاظ الكتاب و السنة , و معانيها , و كلام الصحابة و التابعين.
5 - يذمون الجدال و الخصام و الكلام في الدين " و يعنون به مسائل العقيدة كالكلام في الله تعالى , و صفاته , و القدر و نحو ذلك " , و المراء في مسائل الحلال و الحرام , و ينهون عن كثرة المسائل و عن أغلوطات المسائل , و عن المسائل قبل وقوع الحوادث.
6 - و كانوا ينكرون العلوم المحدثة , كالضوابط و القواعد العقلية التي ترد إليها الفروع سواء وافقت نصوص الشرع أم لا. و كالطريقة التي عليها المتكلمون أو الفلاسفة. و كالكلام في العلوم الباطنة و المعارف و أعمال القلوب , مجرد الرأي و الذوق و الكشف.
7 - و يتم عندهم التفقه من خلال المراحل التالية: الأولى: تمييز الصحيح من السقيم. الثانية: ضبط نصوص الكتاب و السنة. الثالثة: الإجتهاد على الوقوف على معانيها و تفهمهما و التقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة , و التابعين , و ابعيهم. و الإشتغال بذلك هو العلم النافع. و ثمرته الخاصة به , هي الخشية لله تعالى.
8 - لا يخوضون في الدين بآرائهم , و لا بعقولهم. ص 73 و 74
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 02:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- أصول أهل الحديث جميعهم واحدة , يجمعها كلها أمر واحد , و هو الإتباع. قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: العلم المشروع , و النسك المشروع مأخوذ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم , و أمّا ما جاء عمن بعدهم فلا ينبغي أن يُجعلا أصلا , و إن كان صاحبه معذورا , بل مأجورا لاجتهاد أو تقليد. إنتهى كلام شيخ الإسلام. ص 75
- قال الإمام أحمد في رسالته إلى الخليفة المتوكل: لا أحب الكلام في شيء من ذلك إلا ما كان في كتاب الله , أو في حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الصحابة أو التابعين , فأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمود. ص 76
- قال الأوزاعي: العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم , فما كان غير ذلك فليس بعلم. ص 78
- و قد كان الزهري رحمه الله تعالى يكتب كلام التابعين و خالفه صالح بن كيسان ثم ندم على تركه ذلك. ص 78
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Apr-2008, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الشافعي رحمه الله تعالى: العلم طبقات: 1 - الكتاب و السنة , إذا ثبتت السنة 2 - الإجماع فيما ليس فيه كتاب و لا سنة 3 - أن يقول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و لا نعلم له مخالفا منهم 4 - اختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و رضي عنهم 5 - القياس على بعض هذه الطبقات.
و لا يصار إلى شيء غير الكتاب و السنة و هما موجودان و إنما يؤخ العلم من أعلى. ص 79
- قال أبو المظفر السمعاني: إنا أمرنا بالإتباع و ندبنا إليه , و نهينا عن الإبتداع , و زجرنا عنه , و شعار أهل السنة إتباعهم للسلف الصالح , و تركهم كل ما هو مبتدع محدث. ص 80
- قال ابن رجب: إن الله تعالى حفظ هذه الشريعة بما جعل لها من الحملة: أهل الدراية و أهل الرواية. ص 83
- قال عمر بن عبد العزيز: خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا أعلم منكم. ص86
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 03:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله " ابن أبي زمنين ": اعلم رحمك الله أن السنة دليل القرآن , و أنها لا تدرك بالقياس , و لا تؤخذ بالعقول , و إنما هي في الإتباع للأئمة و لما مشى عليه جمهور هذه الأمة. ص 87
- قال ابن تيمية: إن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث و السنة , الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم , و هم أعلم الناس بأقواله و أحواله , و أعظمهم تمييزا بين صحيحها و سقيمها , و أئمتهم فقهاء فيها , و أهل معرفة بمعانيها , و اتباعا لها: تصديقا و عملا و حبا و موالاة لمن والاها , و معاداة لمن عاداها , الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب و الحكمة , فلا ينصبون مقالة , و يجعلونها من أصول دينهم , و جُمَل كلامهم , إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول , بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب و الحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه و يعتمدونه. ص 89
- قال إسحاق بن راهويه: إعلموا أن اتباع الكتاب و السنة أسلم , و الخوض في أمر الدين بالمنازعة و الرد حرام , و الإجتناب عنه سلامة ... , و لا أعرف حديثين يخالف أحدهما الآخر , و لكل ما روي من الأحاديث المختلفة معانٍ يعلمها أهل العلم بها. ص 92
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 08:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الشافعي: ما جهل الناس و لا اختلفوا إلا بتركهم لسان العرب و ميلهم إلى لسان أرسطا طاليس. ص 95
- قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه و الآثار , من جميع الأمصار: أن أهل الكلام أهل بدع و زيغ , و لا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء , و إنما العلماء أهل الأثر و التفقه فيه , و يتفاضلون فيه بالإتقان و الميز و الفهم. ص 95
- قال السيوطي: إن المنطق لا يجر إلى خير , و من لا حظه كان بعيدا عن إدراك المقاصد الشرعية , فإن بينه و بين الشرعيات منافرة. ص 96
- قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي: الواجب على جميع أهل العلم و الإسلام: أن يلزموا القصد للإتباع , و أن يجعلوا الأصول التي نزل بها القرآن و أتت بها السنن من الرسول صلى الله عليه و سلم غايات للعقول. و لا تجعلوا العقول غايات للأصول. ص 99
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 08:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى: و أمّا أهل الحق , فجعلوا الكتاب و السنة أمامهم , و طلبوا الدين من قبلهما. و ما وقع من معقولهم و خواطرهم , عرضوه على الكتاب و السنة , فإن وجدوه موافقا لهما قبلوه , و شكروا الله عزّ وجل , حيث أراهم ذلك ووفقهم عليه. و إن وجدوه مخالفا لهما تركوا ما وقع لهم , و أقبلوا على الكتاب و السنة , و رجعوا بالتهمة على أنفسهم , فإن الكتاب و السنة لا يهديان إلا إلى الحق , و رأي الإنسان قد يرى الحق , و قد يرى الباطل.
و قال أيضا: و أمّا أهل السنة - سلمهم الله - فإنهم يتمسكون بما نطق به الكتاب و السنة. و يحتجون له بالحجج الواضحة و الدلائل الصحيحة على حسب ما أذن فيه الشرع , وورد به السمع.
و لا يدخلون بآرائهم في صفات الله تعالى , و لا في غيرها من أمور الدين. و على هذا وجدوا سلفهم و أئمتهم.
و قال أيضا: إنا أمرنا بالإتباع و التمسك بأثر النبي صلى الله عليه و سلم و لزوم ما شرعه لنا من الدين و السنة , و لا طريق لنا إلى هذا إلا بالنقل و الحديث , بمتابعة الأخبار التي رواها الثقات , و العدول من هذه الأمة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن الصحابة بعده. ص 99 و 100
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 09:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الأصبهاني: و لا نعارض سنة النبي صلى الله عليه و سلم بالمعقول , لأن الدين إنما هو الإنقياد , و التسليم دون الرد إلى ما يوجبه العقل , لأن العقل ما يؤدي إلى قبول السنة , فأما ما يؤدي إلى إبطالها فهو جهل لا عقل. ص 101
- نسبة العالم إلى مذهب من المذاهب الفقهية لا تعني خروجه عن أهل الحديث ما دام بعيدا عن الهوى و التعصب - من اتباع أئمة المذهب - مقدما للحديث و الأثر , متفقها على ضوء فهم السلف رضوان الله عليهم , فكل همه الإتباع. ص 124
- وجود خطأ ما لدى العالم لا يعني خروجه عن أهل الحديث , و لا يبرر إخراجه عنهم , لأن كونه من أهل الحديث لا يعني عصمته من الوقوع في الخطأ و الزلل. و الأصل: أن ينظر في منهج العالم و طريقته في العلم هل مبناها على تقديم الحديث و الأثر و الإتباع , فإن كان كذلك فهو من أهل الحديث , و يُرَد ما أخطأ فيه. ص 125
- من المهم جدا عند طلب فقه إمام من هؤلاء الأئمة , و خاصة الصحابة رضوان الله عليه , التنبه للأمور التالية: 1 - صحة ذلك النقل عنه , من جهة ثبوته 2 - صحة الفهم عنه , من جهة معناه 3 - التأكد من استقراره عليه , فلا يكون قولا رجع عنه. 4 - التأكد من أنه ليس للإمام في المسألة قولان , و إلا نظر في مخرج القولين , هل هما في المحصلة مرجعهما إلى معنى واحد , أو هما قولان لا يمكن التوفيق بينهما فينظر في المتأخر منها , فإن لم يمكن اعتمد الأقرب لأصول فقه الإمام و نظره من جهة الدليل. ص 127
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 02:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الأصبهاني: ... و الكلام و الخصومات في الدين و الجدال , محدث , و هو يوقع الشك في القلوب , و يمنع من معرفة الحق , الصواب. و ليس العلم بكثرة الرواية و إنما هو الإتباع و الإستعمال , يقتدى بالصحابة و التابعين , و إن كان قليل العلم , و من خالف الصحابة و التابعين فهو ضال , و إن كان كثير العلم. ص 128
- كان الزهري يقول: كان علماؤنا يقولون: الإعتصام بالسنة هو النجاة. و قال مالك: السنة سفينة نوح من ركبها نجا , و من تخلف عنها غرق. ص 151
- إعلم أن الحديث إذا صح و كان يتضمن حكما عاما على كافة الخلق , فلا يخلو عن الأحوال التالية: 1 - أن ينقل عن السلف العمل به , بلا خلاف بينهم , فهنا يجب عليك العمل بالحديث بلا خلاف بين العلماء. 2 - أن ينقل عن السلف اختلافهم في المسألة التي ورد فيها الحديث , فهنا الحديث يقوي قول من ذهب إلى مقتضاه من السلف. 3 - أن ينقل عنهم الإجماع على العمل بخلاف هذا الحديث الفرد , فهنا لاشك في ترك العمل بالحديث و يكون الإجماع (المتيقن) دليلا على النسخ , أو التعليل , و هذا من الأمور التي يعل بها متن الحديث. 4 - أن يرد الحديث و لا تقف عن السلف لا على ما يفيد ترك العمل به , و لا ما يفيد العمل به , فهنا محل بحث , و الذي يظهر و الله أعلم , أن يعمل بالحديث , و لا يهجر , حتى يتوقف على مانع صحيح يمنع من العمل به. و الله الموفق. ص 188
- قال الشيخ الألباني: إنه لا يضر الحديث , و لا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء , لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود. ص 189
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 04:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- الأصل عند السلف: الوقوف على ظاهر النص , و ترك الخروج عنه إلا بدليل , و المراد بالظاهر ما ترجح أنه المقصود من الكلام , أو لم يأت قصد يخالفه. ص 194
- قال الشنقيطي: قد أجمع جميع المسلمين على أن العمل بالظاهر واجب حتى يرد دليل شرعي صارف عنه , إلى المحتمل المرجوح , و على هذا كل من تكلم في الأصول. ص 195
- الظاهرية ذموا لأربعة أمور ذكرها ابن القيم الجوزية , قال أخطأوا من أربعة وجوه و هي: 1 - ردّ القياس الصحيح , و لاسيما المنصوص على علته التي يجري النص عليها مجرى التنصيص على التعميم باللفظ. 2 - تقصيرهم في فهم النصوص , فكم من حكم دلّ عليه النص و لم يفهموا دلالته عليه , و سبب هذا الخطأ حصرهم الدلالة على مجرد ظاهر اللفظ دون إيمائه و تنبيهه و إشارته و عرفه عند المخاطبين. 3 - تحميل الإستصحاب فوق ما يستحقه , و جزمهم بموجبه لعدم علمهم بالناقل , و ليس عدم العلم علما بالعدم. 4 - اعتقادهم أن عقود المسلمين و شروطهم و معاملاتهم كلها على البطلان , حتى يقوم دليل على الصحة , فإذا لم يقم عندهم دليل على صحة شرط أو عقد أو معاملة استصحبوا بطلانه , فأفسدوا بذلك كثيرا من معاملات الناس , و عقودهم و شروطهم بلا برهان من الله بناء على هذا الأصل. ص 196
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 05:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رمة الله و بركاته
- نبه الشيخ الألباني إلى أن الرجل الذي ينفرد ابن حبان رحمه الله تعالى بتوثيقه و يروي عنه أكثر من ثقة , و لم يأت بمتن منكر أنه صدوق يحتج به. ص 207
- قال الشيخ الألباني: إن المجهول بقسميه لا يقبل حديثه عند جمهور العلماء , و قد شذ عنهم ابن حبان فقبل حديثه , واحتج به و أورده في صحيحه. ص 207
- قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه , و إذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. ص 209
- قال ابن أبي حاتم: (سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري , قلت: الكلبي روى عنه الثوري , قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء , و كان الكلبي يُتكلم فيه .... ). قلت لأبي: ما معنى رواية الثوري عن الكلبي و هو غير ثقة عنده؟ قال: كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على الإنكار و التعجب فتعلقوا روايته عنه و إن لم تكن روايته عن الكلبي قبوله له. ص 209
- قال الذهبي: الجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة , و لم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح. ص 209
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 08:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- إن توثيق ابن حبان للراوي على درجات , فمن أعلاها أن ينص على عدالته وثقته بعبارة تشعر بمعرفته لحاله , و دونها لو وثقه ابن حبان بمجرد إيراده في كتاب الثقات , و دونها لو أورده فيه و صرح بأنه لا يعرفه , و دونها لو أورده فيه و أورده في كتابه في المجروحين. ص 210
* أهم معالم منهج المحدثين في نقد متن الحديث , و ذلك في النقاط التالية:
- يعتمد المحدث في حكمه على الأحاديث اعتمادا كليا على السند ,و يأتي المتن تبعا له.
قال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى: لا تنظروا إلى الحديث , و لكن انظروا إلى الإسناد , فإن صح الإسناد , و إلا فلاتغتروا بالحديث إذا لم يصح الإسناد.
- ينظر المحدث في المتن أثناء دراسته لسند الحديث من جهتين: 1 – في حالة النظر في الموافقة و التفرد. 2 – في حال النظر في مدى موافقة المتن و مخالفته لنصوص الشرع.
قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى: " يقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه. و أن يكون كلاما يصلح أن يكون من كلام النبوة. و يعلم سقمه و إنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته ".
- ففي الجهة الأولى ينظر المحدث هل وافق الراوي غيره من أهل الحفظ و الإتقان , أو لا؟ فإن شارك الراوي أهل الحفظ في روايته ووافقهم , قُبل حديثه , و إلا رُدّ.
فإذا تفرد بالرواية فإذا كان في حيز الرد ردّ حديثه. و إن كان في حيز القبول , نظر هل هو ممن يحتمل تفرده أم لا؟
فإن كان ممن يحتمل تفرده قبل حديثه. و إن كان ممن لا يحتمل تفرده نظر هل حدّث بما يحدث الثقات خلافه؟ فإن وجد أنه حدّث بما يحدث الثقات خلافه ردّ خبره هذا , إلا أن يرى المحدث أن هذه المخالفة غير مؤثرة , و يمكن الجمع و التوفيق.
و كذا إذا تفرد بالحديث راو يحتمل تفرده ووقعت مخالفة بين حديثه الذي يرويه , و بين غيره من نصوص الشرع , فإنه يطبق قاعدة مختلف الحديث و مشكله. ص 216 إلى 218
- قال ابن عبد البر: طلب العلم درجات و مناقل و رتب , لا ينبغي تعديها و من تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله , و من تعدى سبيلهم عامدا ضلّ , و من تعداه مجتهدا زلّ. ص 227
إنتهيت و الحمد لله تعالى
ـ[أسماء]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 07:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله موضوع في القمة بارك الله فيك و في جهدك القيم أخي الفاضل
- جاء في كلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ما نصه " إن معرفة أصول الأشياء و مبادئها , و معرفة الدين و أصله , و أصل ما تولد فيه , من أعظم العلوم نفعا , إذ المرء مالم يُحط علما بحقائق الأشياء التي يحتاج إليها يبقى في فليه حسكه ". ص 41. ص 41
سؤال: ماذا تعني هذه الجملة (يبقى في فليه حسكه)
و جزاك الله عنا خير الجزاء
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 02:21]ـ
سؤال: ماذا تعني هذه الجملة (يبقى في فليه حسكه)
(فليه): "تصحيف اليكتروني"، والصواب: (قلبه). والمراد بـ: "الحسكة" في سياق شيخ الإسلام: "الشّوكة". وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يريد (والله أعلم) من قوله (يبقَى فى قلبه حسكة): الاخبار عن حال القلب من عدم حصول الرّاحة والاطمئنان والاستقرار؛ في حال عدم إحاطة صاحبه بمعرفة أصول الأشياء ومبادئها التي يحتاج إليها ... إلخ
ثم أنصح (نفسي) وأختنا الكريمة في الاجتهاد في معرفة الصواب، ووجهه، قبل السؤال، ولعلها تركّز في "موطن الاشكال"، وتقلّب النظر فيه، وتفرض الاحتمالات، مع مراعاة السّياق، وتنظر أكثر من نسخة للمصدر الواقع فيه الاشكال، ثم تجتهد في النظر في المراجع التي لها عناية بالنقل عن ذاك المصدر .. وهكذا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 09:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب شيخنا الفاضل
ثم أنصح (نفسي) وأختنا الكريمة في الاجتهاد في معرفة الصواب، ووجهه، قبل السؤال، ولعلها تركّز في "موطن الاشكال"، وتقلّب النظر فيه، وتفرض الاحتمالات، مع مراعاة السّياق، وتنظر أكثر من نسخة للمصدر الواقع فيه الاشكال، ثم تجتهد في النظر في المراجع التي لها عناية بالنقل عن ذاك المصدر .. وهكذا ..
شكرا جزيلا على النصيحة(/)
طريقة لحفظ متن [نُخْبَةُ الْفِكَرْ فِي مُصْطَلَحْ أَهْلِ الْاَثَرْ]
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 03:17]ـ
متون علم مصطلح الحديث المشهورة هي على النحو التالي:
المنظومة البيقونية
نخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر
الفية العراقي في علم الحديث
أما المتنين الأول والثالث أي [المنطومة والألفية] , فإن حفظهما سهل على من سهله الله عليه , وذلك أنهما من الشعر المنظوم , فكونها عبارة عن أبيات شعرية منظومة يجعل من حفظهما أمراً سهلا بإذن الله تعالى.
لكن المتن الثاني وهو [نخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر] لم يأتي شعراً ولكن جاء نثراً , ولهذا كان في حفظه شيءٌ من الصعوبة , فكيف نتجاوز تلك الصعوبة؟
نستطيع تجاوز تلك الصعوبة , وذلك بتقسيم المتن إلى عِدَّة عبارات صغيرة , ونحفظ كل عبارة لوحدها , ولا نتجاوز إلى العبارة الثانية قبل أن نحفظ الأولى ولا إلى الثالثة قبل أن نحفظ الثانية وهكذا , وفي هذا الموضوع إن شاء الله تعالى وبعد حذف المقدمة , سوف أقسم المتن إلى عبارات صغيرة على أن تكون كل عبارة في مشاركة مستقلة وتحمل رقم خاص متسلسل , ولأن الحفظ غالباً يحتاج إلى فهم فهذا رابط لشرح متن [نخبة الفكَر في مصطلاح أهل الأثر]
http://www.taimiah.org/tree.asp?t=book25&pid=1
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 03:26]ـ
العبارة رقم [1]
الخبر إما أن يكونَ له:
* طُرق بلا عدد معين
* أو مع حصرٍ بما فوق الاثنين
* أو بهما
* أو بواحد
فالأول: المتواتر المُفيد للعلم اليَقيني بشروطه.
والثاني: المشهور وهو المُستفيض على رأي.
والثالث: العزيز , وليس شرطاً للصحيح خلافاً لمن زعمه.
الرابع: الغريب.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 03:35]ـ
العبارة رقم [2]
وكلها - سِوى الأول - آحاد , وفيها المقبول والمردود لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رواتها دون الأول , وقد يقع فيها ما يُفيد العلم النظري بالقرائنِ على المُختار.
* ثم الغرابة: إما أن تكون في أصل السند , أو لا.
فالأول: الفرد المُطلق.
والثاني: الفرد النِّسْبي , ويقِلُّ إطلاق الفردِ عليه.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 05:34]ـ
العبارة رقم [3]
وخبر الآحاد بنقلِ عدلٍ تام الضبط , مُتصل السند , غير معللٍ ولا شاذ: هو الصحيح لذاته.
وتتفاوت ُ رُتَبُهُ بتفاوت هذه الأوصاف.
ومن ثم قُدمَ صحيح البخاري , ثم مسلم , ثم شرطُهُما.
فإن خفَّ الضبط: فالحسن لذاته , وبكثرة طرقهِ يُصحح.
فإن جُمعا فللتردُّدِ في النَّاقل حيث التفرُّد , وإلا فباعتبار إسنادين.
وزيادة راويهما مقبولة ما لم تقع مُنافيةً لمن هو أوثق.
فإن خُولفَ بأرجحَ فالراجحُ المحفوظُ , ومُقابلهُ الشاذُّ , ومع الضَّعف فالراجحُ المعروفُ , ومقابلهُ المنكرُ.
يتبع بحول الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:22]ـ
العبارة رقم [4]
* والفرد النَّسبي: إن وافقهُ غيْره فهو المتابع.
وإن وُجدَ متنٌ يُشبهُهُ فهو الشاهد.
وتَتبُّع الطُرق لذلك هو الاعتبار.
* ثم المقبول: إن سلم من المعارضة فهو المحكم , وإن عُورِضَ بمثلهِ: فإن أمكن الجمعُ فمُختَلِفُ الحديث.
أو لا وثبت المُتأخر فهو الناسخ , والآخر المنسوخ , وإلا فالتَّرجيح , ثم التوقف.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:38]ـ
العبارة رقم [5]
* ثم المردود: إما أن يكون لسقطٍ أو طعن.
* فالسقط: إما أن يكون من مباديء السند من مُصَنِّفٍ , أو من آخرهِ بعد التَّابعي , أو غير ذلك.
فالأول: المُعلَّق.
والثاني: هو المُرسل.
والثالث: إن كان باثنين فصاعداً مع التوالي , فهو المُعْضَل , وإلا فالمُنقَطع , ثم قد يكون واضحاً أو خفيّاً.
* فالأول: يُدركُ بعدم التلاقي , ومن ثم احتيجَ إلأى التأريخ.
* والثاني: المُدَلًّس ويَرِدُ بصيغةٍ تحتمل اللُّقِيَّ: كعن , وقال , وكذا المُرسل الخفِيُّ , من معاصرٍ لم يلقَ من حدَّث عنه.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[أمل*]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 08:59]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن خط الكتابة صغير.
ـ[شرياس]ــــــــ[13 - Mar-2008, مساء 09:52]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن خط الكتابة صغير.
وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم , خط الكتابه ليس بصغير فهو على درجة (5) فإن لم يكن كبير فلا يقال عنه صغير بل يقال متوسط على أقل تقدير.
ـ[شرياس]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 01:40]ـ
العبارة رقم [6]
* ثم الطعن: إما أن يكون لكذب الراوي , أو تُهمتِهِ بذلك أو فُحشِ غَلَطِهِ , أو غفلَتهِ , أو فسقِهِ , أو وهمِهِ , أو مخالفتِهِ , أو جهالتِهِ , أو بدعتِهِ , أو سوء حفظِهِ.
فالأول: الموضوع , والثاني: المتروك , والثالث المنكر على رأيٍ. وكذا الرابع والخامس.
* ثم الوهم: إن أُطُلِعَ عليه بالقرائنِ وجَمْعِ الطُّرقِ: فالمُعَلَّلُ.
يتبع إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 05:06]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 10:44]ـ
العبارة رقم [7]
* ثم المخالفة: إن كانت بتغيير السِّياق: فمدرج الإسناد.
أو بدمج موقوفٍ بمرفوع: فمدرج المتن.
أو بتقديمٍ أو تأخير: فالمقلوب.
أو بزيادة راوٍ: فالمزيدُ في متصل الأسانيد.
أو بإبدالهِ ولا مُرجِّح: فالمُضطرب - وقد يقع الإبدال عمداً امتحاناً -.
أو بتغييرٍ مع بقاء السِّياق: فالمُصَحَّفُ والمُحَرَّفُ.
ولا يجوز تعمد تغيير المتن بالنَّقصِ والمرادف ِ إلا لعالمٍ بما يُحيلُ المعاني.
فإن خُفِيَ المعنى احتيجَ إلى شرح الغريب وبيان المُشكِل.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 02:14]ـ
العبارة رقم [8]
* ثم الجهالة: وسببها أن الرواي قد تكثُرُ نعوتهُ فيُذكَر بغير ما اشتُهر به لغرضٍ , وصنَّفوا فيه المُوَضِّح.
وقد يكون مقِلاًّ فلا يكثُرُ الأخذ عنه , وصنَّفوا فيه الوُحْدان , أو لا يُسمَّى اختصاراً , وفيه المُبهَمات , ولا يُقْبل المُبهَم ولو أُبْهِمَ بلفظ التَّعديل على الأصح.
فإن سُمِيَ وانفرد واحد عنه فمجهول العين.
أو اثنان فصاعداً ولم يُوَثَّق: فمجهول الحال , وهو المستور.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:22]ـ
بورك فيك ولكن حبذا لو كبرت الخط أكثر من هذا ...
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 11:41]ـ
بورك فيك ولكن حبذا لو كبرت الخط أكثر من هذا ...
ولا يهمك أخي الفاضل وجميع الإخوة أيضاً
إن شاء الله تعالى سوف أضع الخط على درجة 6 في المشاركة القادمة
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
العبارة رقم [9]
* ثم البدعة: إما بمُكفِّر , أو بمُفسِّق.
فالأول: لا يَقبَلُ صاحبها الجمهور.
والثاني: يُقبَل ما لم يكن داعيةً إلى بدعتهِ في الأصَّح , إلا إن روى ما يُقوِّي بدعتهُ فيُردُّ على المُختار , وبه صرَّح الجوزقانيُّ شيخُ النَّسائِي.
* ثم سوء الحفظ: إن كان لازماً فهو الشاذ على رأي , أو طارئاً فالمُخْتَلِط.
ومتى توبِعَ سيءُ الحفظ بمُعتَبَرٍ , وكذا المستور , والمرسل , والمُدَلَس: صار حديثُهُم حسناً لا لذاته , بل بالمجموع.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
ـ[شرياس]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 03:29]ـ
العبارة رقم [10]
* ثم الإسناد: إما أن ينتهي إلى النبي (ص) , تصريحاً , أو حكماً: من قولهِ , أو فعلِهِ , أو تقريره.
أو إلى الصحابي كذلك: وهو: الذي لَقِيَ النبي (ص) , مؤمناً به ومات على الإسلام: ولو تخلَّلَت ذلك رِدَّةٌ على الأصح.
أو إلى التابعي: وهو من لَقِيَ الصحابي كذلك.
فالأول: المرفوع , والثاني: الموقوف , والثالث: المقطوع , ومن دونَ التابعي فيهِ مثلهُ.
ويقال للأخيرين: الأثر.
يتبع أن شاء الله تعالى
ـ[تميم]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 06:42]ـ
جهد رائع .. بورك فيك أخي شرياس.
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:38]ـ
جهد رائع .. بورك فيك أخي شرياس.
بل قل جهد متواضع , فأنا لا أصنع شيء سوى النسخ من النخبة بشكل مجزأ
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:58]ـ
العبارة رقم [11]
* والمسند: مرفوع صحابي بسند ظاهره الإتصال.
فإن قل عددُهُ: فإما أن ينتهي إلى النبي (ص) أو إلى إمام ذي صفةٍ عَلِيَّةٍ كشُعبة.
فالأول: العلُّوُ المُطلق
والثاني: النِّسْبيُّ
وفيه الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المُصنِّفين من غير طريقهِ.
وفيه: البدل: وهو الوصول إلى شيخِ شيخهِ كذلك.
وفيه المساواة: وهي استواء عدد الإسناد من الرواي إلى آخره مع إسناد أحد المُصنِّفين.
وفيه المصافحة: وهي الاستواء مع تلميذ ذلك المُصنِّف.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[21 - Mar-2008, مساء 05:38]ـ
العبارة رقم [12]
ويقابل العلُّوَّ بأقسامهِ النزول.
فإن تشارك الراوي ومن روي عنه في السِّن واللقيِّ فهو الإقران.
وإن روى كلٌ منهما عن الآخر: فالمُدَبَّج
وإن روى عمَّن دونه: فالأكابر عن الأصاغر , ومنه الأباء عن الأبناء , وفي عكسِهِ كثرة , ومنه من روى عن أبيهِ عن جدِّه.
وإن اشترك إثنان عن شيخ , وتقدَّم موت أحدهما , فهو: السَّابق واللاحق.
وإن روى عن إثنين مُتفقي الإسم ولم يتميزا , فباختصاصِهِ بأحدهما يتبيَّن المهمل.
وإن جحد مرويهُ جزماً: رُد , أو احتمالاً: قُبل في الأصح. وفيه ((من حدَّث ونسِيَ)).
وإن اتفق الرواة في صِيَغ الأداء أو غيرها من الحالات فهو: المسلسل.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[شرياس]ــــــــ[23 - Mar-2008, مساء 02:25]ـ
العبارة رقم [13]
* وصيغ الأداء: سمِعْتُ وحَدَّثَني , ثم أخْبَرَني , وقَرأُتُ عليهِ , ثم قُرِئَ عليهِ وأنا أسمعُ , ثم أنْبَأني , ثم ناوَلَني , ثم شافَهَني , ثم كَتَبَ إلى , ثم عنْ , ونحوها.
فالأولانِ: لمن سمِعَ وحدهُ من لفظ الشيخ , فإن جَمَعَ فمعَ غيرهِ , وأوَّلُهُا: أصرَحُها وأرفعُها في الإملاء.
والثالث والرابع: لمن قرأَ بنفسهِ , فإن جَمَعَ فكالخامسِ.
يتبع بحول الله تعالى وقوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 07:13]ـ
العبارة رقم [14]
* والإنباء: بمعنى الإخبار , إلا في عُرف المتأخرين فهو للإجازةِ كعَن.
وعَنعَنة المُعاصر محمولةٌ على السماعِ إلا من مُدَلِّس.
وقيل: يُشترط ثبوت لقائِهما ولو مرة , وهو المُختار.
وأطلَقوا المُشافَهَة في الإجازة المُتَلَفَّظِ بها , والمُكاتَبَة في الإجازة المكتوبِ بها.
واشترطوا في صحة المكتوبِ بها , واشترطوا في صحةِ المناولة اقتِرانَها بالإذن بالروايةِ , وهي أرفعُ أنواع الإجازة.
وكذا اشترطوا الإذن في الوِجادةِ , والوصيَّة بالكتاب و في الإعلام , وإلا فلا عبرة بذلك كالإجازة العامة , وللمجهول وللمعدوم على الأصح في جميع ذلك.
يتبع إن شاء الله تعالى(/)
هل أخطأ النووي في تفسير هذه الكلمة "ولا تستسب له"؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 05:39]ـ
إخواني الأفاضل: رواد هذا المجلس
قرأت تفسير حديث للإمام النووي ولما راجعت بعض كتب اللغة وغريب الحديث وجدت العلماء كلهم تواردوا على تفسير هذه الكلمة بخلاف تفسير النووي فخشيت أن تكون خطأ من الإمام النووي، فقلت في نفسي لم لا أعرضها على إخواني في ملتقى أهل الحديث لعلهم يفيدوننا فيها.
وهاكم الحديث والتفسير من قبل النووي:
أخرج ابن السني في عمل اليوم رقم 396 تحقيق الهلالي بإسناده عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى رجلا معه غلام فقال للغلام: " من هذا " قال: أبي، قال: " فلا تمش أمامه، ولا تستسب له، ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه "
قال النووي في كتابيه المجموع (8: 442) والأذكار (2: 717): لا تستسب له أي: لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك القبيح
وقد وجدت كلا من الخطابي في غريب الحديث (2: 429) والزمخشري في الفائق (2: 451) وابن الأثير في النهاية (2: 330) وابن منظور في اللسان (1: 456) والزبيدي في تاج العروس (2: 64) كلهم قد تواردوا على المعنى الآتي وهو
" لا تستسب له: يريد لا تعرض أباك للسب بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك، وهذا على معنى قوله تعالى: " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "
فهل أخطأ النووي في هذا المعنى أم هو مسبوق بذلك أم هو اجتهاد منه وهو صواب وإن لم يسبق إليه.
أرجوا من إخواني عدم التعرض لتصحيح الحديث أو تضعيفه لأن السؤال ليس عن ذلك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 07:38]ـ
لعل ماذهب اليه الخطابي في غريب الحديث (2: 429) والزمخشري في الفائق (2: 451) وابن الأثير في النهاية (2: 330) وابن منظور في اللسان (1: 456) والزبيدي في تاج العروس (2: 64)
هو الصواب أي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ وتَجُرّه إليه بأن تَسُبَّ أبَا غيرِك فيسُبَّ أباكَ مُجازاة لك. وقد جاء مفسَّرا في الحديث الآخر [إن من أكبر الكبائر أن يُسبَّ الرجُل والِدَيه. قيل: وكيف يُسبّ والِدَيه؟ قال: يَسُبُّ أبَا الرجُل فيسُبُّ أباهُ وأمّه]
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:08]ـ
جزاكما الله خيراً.
مارأيكم لو قلنا لعله يكون خطأ من النساخ؛لأن القضية في زيادة الكاف في قوله: (لا تفعل فعلا يُتعرض فيه لأن يُسبك أبوك .. ) ما رأيكم.
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:24]ـ
لا أرى بينهما تعارضا بينا، فتفسير النووي لكلمة "لا تستسب" أعم من تفسير البقية الذين ذكرتهم، فهؤلاء حصروا معنى الكلمة في القول باللسان (لا تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك)،بينما النووي وسع معنى الكلمة فجعلها " عملا" (لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك أبوك)، بمعنى: كل عمل يجلب سب أبيك، والقول عمل اللسان، فتفسير النووي - والله أعلم - أبلغ،
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:26]ـ
أخي الفاضل: رشيد الحضرمي
كلامك صحيح لو أن كلمة الإمام النووي في كتاب واحد ولكنه في كتابين مختلفين بل وأزيدك على أنه ليس ثم تصحيف
ففي المجموع قال النووي: أي لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك عليه أبوك زجرا وتأديبا.
أظن هذه واضحة من كلام النووي!
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 01:23]ـ
لعل ماذهب اليه الخطابي في غريب الحديث (2: 429) والزمخشري في الفائق (2: 451) وابن الأثير في النهاية (2: 330) وابن منظور في اللسان (1: 456) والزبيدي في تاج العروس (2: 64)
هو الصواب أي لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ وتَجُرّه إليه بأن تَسُبَّ أبَا غيرِك فيسُبَّ أباكَ مُجازاة لك. وقد جاء مفسَّرا في الحديث الآخر [إن من أكبر الكبائر أن يُسبَّ الرجُل والِدَيه. قيل: وكيف يُسبّ والِدَيه؟ قال: يَسُبُّ أبَا الرجُل فيسُبُّ أباهُ وأمّه]
!!!!!!!!!!(/)
الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل سورة البقرة
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 06:16]ـ
الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل سورة البقرة
--------------------------------------------------------------------------------
الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل سورة البقرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فقد تحدثنا في حلقات سابقة عن فضائل سورة البقرة، وعن فضائل آية الكرسي وتفسيرها، وفي هذه الحلقة نتحدث عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل سورة البقرة، فمن هذه الأحاديث ما يلي:
1 - «مَن قَرأَ سورة البقرةِ، تُوِّجَ بِتَاجٍ في الجَنَّةِ». موضوع: أخرجه البيهقي في «الشعب».
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة رقم (4633): وهذا إسناد موضوع، آفتة ابن الضَّوْءِ، قال الخطيب (5/ 375): «ومحمد بن الضوء ليس بمحلٍّ لأن يؤخذ عنه العلم، لأنه كان كذابًا، وكان أحد المتهتكين المشتهرين بشرب الخمور، والمجاهرين بالفجور». وقال الجوزقاني في «الموضوعات»: «محمد بن الضوء كذاب».
2 - «أُعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيتُ طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيتُ المفصَّل نافلةً».
ضعيف: رواه ابن عساكر (18/ 110/2)، وأخرجه ابن السني في «اليوم والليلة» (678) مختصرًا، قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (2826): وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن يعلى بن منصور لم أعرفه.
3 - «إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة، فيها آية سيدة آي القرآن، لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي».ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الترمذي رقم (2881)، وابن نصر في «قيام الليل»، والحاكم، وعبد الرزاق في «المصنف»، وابن عدي في الكامل، وضعفه الترمذي، وضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (1348) وقال: وبالجملة فالحديث ضعيف، غير أن طرفه الأول قد وجد ما يشهد له من حديث عبد الله بن مسعود، وهو مخرج في «الصحيحة» برقم (588).
4 - «إن لكل شيء سنامًا، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام».ضعيف: أخرجه العقيلي في «الضعفاء»، وابن حبان وأبو نعيم في «أخبار أصبهان»، وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في «الضعيفة» برقم (1349) وقال: ولم نجد للحديث شاهدًا نقويه به إلا طرفه الأول منه، وهو مخرج في الصحيحة رقم (588).
5 - «من قرأ آية الكرسي، لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى».موضوع: أخرجه الخطيب (7/ 174)، وقال الألباني في
«الضعيفة» رقم (2014): وهذا إسناد ضعيف جدًا، بل هو موضوع، وعلته محمد بن كثير هذا، فإنه متروك كما قال الحافظ في «التقريب»، وقال ابن عدي: «روى أباطيل والبلاء منه».
6 - «أربع أنزلت من كنز تحت العرش: أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، والكوثر».
ضعيف: رواه الديلمي عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعًا، وقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (2735) وقال: وهذا إسناد ضعيف.
7 - «أعطيتُ آية الكرسيِّ من تحتِ العرش». ضعيف: أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» معلقًا، وضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (2825)، وقال: وهذا إسناد ضعيف، فإن الحسن - وهو البصري - قد أرسله.
8 - «آيةُ الكرسيِّ رُبعُ القرآن».ضعيف: أخرجه أحمد (3/ 221): ثنا عبد الله بن الحارث قال: حدثني سلمة ابن وردان أن أنس بن مالك صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً من صحابته فقال: أي
فلان هل تزوجت؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك (قل هو الله أحد)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك: (قل يا أيها الكافرون)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك (إذا زلزلت الأرض)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك (إذا جاء نصر الله؟) قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك آية الكرسي: (الله لا إله إلا هو)؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: تزوج، تزوج، تزوج، ثلاث مرات».
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (1484): هذا إسناد ضعيف، سلمة بن وردان قال الحافظ في «التقريب»:
«ضعيف».
منقول من مجلة التوحيد.(/)
كثرة الدواوين والكتب لدى المتأخرين لا تعني كثرة العلم وسعته
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 09:22]ـ
هذا في جميع العلوم ويتأكد في علم الحديث خاصة
فكثرة كتب الحديث ودواوين السنن ومصادرها المكتوبة لا يستلزم توفرها لدى المتأخرين أنهم أعلم من المتقدمين
كما لا يستلزم إمكانية اطلاعهم على مالم يطلعوا عليه
لا أن الواحد منهم لا مجموعهم لا يمكن أن يفوته شيء
هذه المقدمة لا يشك فيها من كان من أهل الفن والصنعة
ومن عرف القوم وسعة علمهم
ودقق في كلامهم ومارسه
وكم من حقيقة علمية في فن من الفنون لا يشك أهلُها في كونها حقيقة متقررة ثابتة هي عند الغرباء عن هذا الفن أو من دخل فيه وليس من أهله أو من دخل فيه لكن وحده لم ينتهج في درسه نهج أهله قضية كاذبة أو خاطئة أو واهمة
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في رفع الملام ص18_19:
" فهؤلاء كانوا أعلم الأمة وأفقهها وأتقاها وأفضلها فمن بعدهم أنقص فخفاء بعض السنة عليهم أولى فلا يحتاج إلى بيان فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من الأئمة أو إماما معينا فهو مخطئ خطأ فاحشا قبيحا
ولا يقولن قائل إن الأحاديث قد دونت وجمعت فخفاؤها والحال هذه بعيد لأن هذه الدواوين المشهورة في السنن إنما جمعت بعد انقراض الأئمة المتبوعين ومع هذا فلا يجوز أن يدعي انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في دواوين معينة ثم لو فرض انحصار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
فليس كل ما في الكتب يعلمه العالم ولا يكاد ذلك يحصل لأحد بل قد يكون عند الرجل الدواوين الكثيرة وهو لا يحيط بما فيها
بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين كانوا أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير لأن كثيرا مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول أو بإسناد منقطع أو لا يبلغنا بالكلية فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية".ا. هـ
ولذلك كان عصر الرواية وخاصة عصر النقاد الذين قام بهم علم العلل وبهم ارتسمت معالمه هو العصر الذهبي لعلم الحديث بشتى أنواعه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 11:07]ـ
ولا يخفاكم هنا مكانة الأئمة المتقدمين في الفنون عامة وفي هذا الفن خاصة
فإن معرفة ذلك كما تقدم دليل على هذه المقدمة ومؤيد لها
ولمعرفة مكانتهم من العلم ينظر:
فضل علم السلف على الخلف لأبي الفرج ابن رجب ( http://www.shamela.ws/open.php?cat=23&book=841)
وجهود المحدثين في بيان علل الأحاديث للشيخ علي الصياح ( http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2452)
ومن قَصص أئمة الحديث المتقدمين ونوادرهم في تتبع سنة سيد المرسلين والذب عنها له أيضا ( http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2456)
وغيرها ولعلي أقتبس منها هنا شيئا مما هو ألزق بموضوعنا:
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 302 - 304) بعد ذكر عدد من كتب علي بن المديني في العلل وغيره-:
"وجميع هذه الكتب قد انقرضت ولم نقف على شيء منها إلا على أربعة أو خمسة حسب، ولعمري إنَّ في انقراضها ذهاب علوم جمة وانقطاع فوائد ضخمة وكان علي بن المديني فيلسوف هذه الصنعة وطبيبها ولسان طائفة الحديث وخطيبها رحمة الله عليه وأكرم مثواه لديه"
قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم في المقدمة (335/ 1):
"سمعت أبا زرعة يقول كتبت عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث أما حديث حماد بن سلمة فعشرة آلاف حديث وكنا نظن أنه يقرأ كما كان يقرأ قديما فاستكتبنا الكثير ومات فبقي علينا شئ نحو قوصرة فوهبت لقوم بالبصرة
سمعت أبا زرعة يقول نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وفي غير مصر ما أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له"
قال أبو داود الخَفَّاف: سمعتُ إسحاق بنَ راهويه يقولُ: لكأني أنظر إلى مائهِ ألْف حديثٍ في كُتُبي وثلاثين ألفاً أسردها قَالَ: وأملي علينا إسحاقُ أحد عشر ألْف حَدِيث مِنْ حفظهِ ثمّ قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وَقَالَ أبو يزيد المدينيّ: سمعتُ إسحاقَ بنَ إبراهيم الحنظليّ يقول - في سنة ثمان وثلاثين ومائتين -: أعرفُ مكانَ مائة ألْف حَدِيث، كأني أنظرُ إليها، وأحفظُ منها سبعين ألْف حَدِيث من ظهر قلبي صحيحة، وأحفظ أربعة آلاف حَدِيث مزوَّرة فقيل: ما معنى حفظ المزوَّرة؟ قال: إذا مرَّ بي منها حديثٌ في الأحاديث الصحيحة فَلَيتُهُ مِنْها فَلْيَاً
قال عبد الله بنُ أحمد: قال لي أبو زُرْعة: أبوكَ يحفظُ ألْفَ ألْفَ حديثٍ، فقيل له: وما يدريكَ؟ قال: ذاكرته فأخذتُ عليه الأبواب
وأيضا قال أبو العباس في موضع آخر المجموع (436/ 7):
"ومن آتاه الله علما وإيمانا علم أنه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هو دون تحقيق السلف لا فى العلم ولا فى العمل"
وقال الزين ابن رجب في رسالته فضل علم السلف على الخلف ص61:
"وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ... وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم"
وقال أيضا رحمه الله في ص65:
"فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلاّ وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلاّ وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يلم به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعةً لمن تأخر عنهم"
وقَالَ العلائيُّ (النكت لابن حجر (2/ 847)) أيضاً-معقباً على قول فخر الدين الرازي: أن الخبر إذا روى في زمن قد استقرت فيه الأخبار فإذا فتش عنه لم يوجد في بطون الأسفار ولا في صدور الرجال علم بطلانه فأما في عصر الصحابة حين لم تكن الأخبار قد استقرت فإنه يجوز أنه يروى أحدهم ما لم يوجد عند غيره-: ((وهذا إنما تقوم به الحجة بتفتيش الحافظ الكبير الذي قد أحاط حفظه بجميع الحَدِيث أو بمعظمه كالإمام أحمد علي بن المديني ويحيى بن معين ومن بعدهم كالبخاري وأبي حَاتِم وأبي زُرْعة، ومن دونهم كالنسائي ثم الدارقطني لأن المأخذ الذي يحكم به غالبا على الحَدِيث بأنه موضوع إنما هي الملكة النفسانية الناشئة عَنْ جمع الطرق والإطلاع على غالب المروي في البلدان المتباينة، بحيث يعرف بذلك ما هو من حَدِيث الرواة مما ليس من حديثهم وأما من لم يصل إلى هذه المرتبة فكيف يقضي لعدم وجدانه للحديث بأنه موضوع هذا مما يأباه تصرفهم"
ـ[شرياس]ــــــــ[15 - Mar-2008, مساء 11:29]ـ
فقط حتى لا يساء الفهم.
العلماء يُعرف علمهم من مؤلفاتهم وعلى قدر قوَّة التأليف يكون قدر العالِم ونَفعهُ كذلك.
ـ[أحمد القديري]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:06]ـ
بارك الله فيك اخي أمجد الفلسطيني
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 12:18]ـ
فقط حتى لا يساء الفهم.
العلماء يُعرف علمهم من مؤلفاتهم وعلى قدر قوَّة التأليف يكون قدر العالِم ونَفعهُ كذلك.
بارك الله فيك
وحتى لا يفهم كلامك على إطلاقه
فإن هذا ليس بلازم أو غير مطرد
فمن العلماء من ليس له تأليف وقد عرف علمه من سيرته وأقواله وثناء العلماء عليه وهم كثير
ومن العلماء من كان لا يحسن التأليف كابن جماعة والسراج البلقيني وعلمه أكبر من قلمه
ومن العلماء عكس ذلك كالجبائي فقد كان قلمه أفصح من لسانه لذلك كان يتكلم بلسانه الأشعري
ومن العلماء من رزق سعادة في التصنيف كالألباني مثلا ومنهم من لم يزق ذلك ولكن رزقها في الدروس والمحاضرات كالعثيمين وغيره
كل هذا يدل على عدم الاطراد والتلازم
ـ[شرياس]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 10:41]ـ
بارك الله فيك
وحتى لا يفهم كلامك على إطلاقه
فإن هذا ليس بلازم أو غير مطرد
فمن العلماء من ليس له تأليف وقد عرف علمه من سيرته وأقواله وثناء العلماء عليه وهم كثير
ومن العلماء من كان لا يحسن التأليف كابن جماعة والسراج البلقيني وعلمه أكبر من قلمه
ومن العلماء عكس ذلك كالجبائي فقد كان قلمه أفصح من لسانه لذلك كان يتكلم بلسانه الأشعري
ومن العلماء من رزق سعادة في التصنيف كالألباني مثلا ومنهم من لم يزق ذلك ولكن رزقها في الدروس والمحاضرات كالعثيمين وغيره
كل هذا يدل على عدم الاطراد والتلازم
يا أخ أمجد بارك الله فيك العالم إذا مات لم يبقى لنا من علمه إلا ما ألف فالعلماء الذين ماتوا ولم يؤلفوا شيئاً لم تبقى لهم ذكرى , بعكس من ألفوا الكتب الخالدة فهم الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس خذ على سبيل المثال الحافظ ابن حجر العسقلاني ومؤلفه الخالد " فتح الباري " والذي يعتبر أفضل شرح لصحيح البخاري على الإطلاق ولا تجد جامعة إسلامية ولا كلية شريعة إلا وتدرس هذا الكتاب , مات الإمام الحافظ ابن حجر منذ مئات السنين ولا يزال ذكره يملأ الأرجاء , وأنا هنا أضرب مثلا بابن حجر وإلا فإن هناك من هم أعظم من ابن حجر علماً وقدراً وتأليفاً , والكلام يا أخ أمجد عن المؤلفات الخالدة وليس أي مؤلف , فبقدر علم العالم يكون تأليفه.
الشيخ محمد بن العثيمين صاحب مؤلفات قيِّمة في العقيدة والتفسير والحديث والفقة وأصوله والنحو وغيرها من العلوم الشرعية , وله عدّة مجلدات في الفقة والتفسير بخلاف مجلدات الفتاوى , وهي موجودة على موقعة , أما قولك أنها محاضرات ودروس فاعلم أن الشيخ رحمه الله تعالى قد أذن كما هو معروف بتفريغ تلك المحاضرات والدروس فصارت مؤلفات للشيخ , فلا يلزم أن يقوم الشيخ نفسه بكتابتها بيده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 11:10]ـ
[ size="6"] هذا في جميع العلوم
سؤال للشيخ أمجد حفظه الله:
من أقرأ لكتاب الله وأعلم بالقراءة آلقراء العشرة أم ابن الجزري، ومن أعلم بصحيح حديث رسول الله (ص) أأصحاب الكتب التسعة أم ابن حجر العسقلاني، ومن أفقه بأحكام الشريعة الفقهاء العشرة أم ابن تيمية؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيكم
بالنسبة لكلام الأخ شرياس فلعلنا لم نفهم مراد بعضنا البعض فأنا أقول أن التآليف ليست مقياسا للعلم فقد نجد بعض العلماء لم يضع كتابا واحدا ونجد غيره وضع أكثر من كتاب ولا يحكم أن الثاني أعلم من الأول
وإلا لقلنا أن ابن الجوزي مثلا الذي ألف أكثر من ألف كتاب أعلم من الأوزاعي وغيره من علماء السلف ممن لم يضع كتابا واحد
وهذا باطل بالإجماع وهو ظاهر لايحتاج إلى تقرير فالصحابة رضي الله عنهم أعلم ممن بعدهم ولم يضعوا ولو كتابا واحدا
هذا الذي أقوله فلا تلازم بين التأليف وكثرة العلم كما تقدم التدليل عليه في المشاركة السابقة
أما إن كان فُهم من كلامي التزهيد في الكتب فهذا بعيد عن مرادي وسياق كلماتي
وقولك أن من لم يضع كتابا من العلماء لم يبق له ذكر فغريب ومخالف للواقع فنحن لم نعرف الزهري والسختياني والليث وغيرهم كثير من العلماء عن طريق مؤلفاتهم بل عرفناها من نقل كلامهم وسيرهم وثناء العلماء عليهم
أما كلامك عن الشيخ ابن عثيمين فليس المراد أن الشيخ ليس له تصانيف لكن المراد أنها قليلة بالنسبة لغيره مع أنه أعلم منهم بالاتفاق وأغلب علم الشيخ أشرطة ومحاضرات
وعلى كل الكلام في هذه الجزئية ليس من صميم الموضوع فلبسط الكلام فيها موضع آخر
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Mar-2008, مساء 04:08]ـ
من أقرأ لكتاب الله وأعلم بالقراءة آلقراء العشرة أم ابن الجزري، ومن أعلم بصحيح حديث رسول الله أأصحاب الكتب التسعة أم ابن حجر العسقلاني، ومن أفقه بأحكام الشريعة الفقهاء العشرة أم ابن تيمية؟
بارك الله فيك
لا شك أنهم أعلم يا أخي الكريم
لا أدري ما الإشكال في ذلك
ما ظننت أن أحدا من أهل العلم يزعم أن ابن حجر أعلم من أحمد أو البخاري في الحديث هذا لا شك فيه عند أهل العلم
وكذا أبو العباس ابن تيمية فالفقهاء الأربعة أعلم منه في الفقه هذا لا يشك فيه من عرفهم
وكذا سيبويه أعلم من ابن مالك في النحو
وراجع كلام ابن رجب أعلاه فكثرة الكلام وتوسيع العبارة ووضع الكتب لا يستلزم الأفضلية
والعالم يموت ويموت معه أكثر من نصف علمه كما قيل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 09:01]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل، ويا ليت قومي يعلمون.
أرجو من الإخوة التأمل قبل الاعتراض.
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:25]ـ
فالصحابة رضي الله عنهم أعلم ممن بعدهم ولم يضعوا ولو كتابا واحدا هذا الذي أقوله فلا تلازم بين التأليف وكثرة العلم
هذا قياس مع الفارق!!!!!!!!
لا يمكن أن نقيس الصحابة أو التابعين مع غيرهم من العلماء , لقد عاصر الصحابة سيد الخلق النبي محمد (ص) وعاصر التابعين الصحابة رضي الله عنهم جميعاً , فلا يمكن أن نأتي ونقارن بين صحابي وفقيه أو بين تابعي وعالم من علماء المسلمين , ثم نقول بعد ذلك إن الصحاب أو التابعي لم يؤلف وهو مع ذلك أعلم من الفقيه المؤلف , بلا شك أن الصحابة والتابعين أعلم من غيرهم بالكتاب والسنة ولا حاجة أن نشرح ذلك.
الحديث هو عن العلماء وكيفية معرفة علمهم ودرجته هذا العلم , أنا وأنت يا أخ أمجد لنا الظاهر , نعم قد يكون فلان من العلماء أعلم من غيره ولكن كيف يظهر ذلك؟ لا شك أن علم العلماء يظهر من خلال مؤلفاتهم القيِّمة , أقول القيِّمة فليس كل تأليف يعتبر ذا قيمة عالية.
أعيد وأكرر ليس من الضروري أن يقوم العالم بنفسه بكتابة مؤلفاته , فقد يقوم الغير بجمع أقواله وشروحه وفتاويه ثم يقوم بنسخها وطباعتها , ومن قبيل أن الشيء بالشيء يذكر , فقد قام الإمام الزاهد أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله تعالى بتأليف كتابه النَّفيس القِّيم " المبسوط " وهو محبوس في الجُّب , أي أنه أملاه على تلاميذه إملاءً , فقاموا بنسخه وجمعه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 05:03]ـ
يا أخ شرياس أنت تتكلم عن المؤلفات القيمة، والشيخ أمجد يتكلم عن الكثرة المجردة، فلا خلاف بينكما.
فمثلا الإمام الشاطبي رحمه الله مقل جدا من التآليف، ومع ذلك فهو من أعلم العلماء، وكتابه (الموافقات) يوازي ألوف الكتب في قيمته.
والسيوطي مكثر جدا في تصانيفه، ومع ذلك لم يمتنع أهل العلم أن يطلقوا عليه أنه جماع غير نقاد.
وابن الجوزي كذلك.
فالعبرة عندك بالكيف والقيمة، وليست بالكثرة، وهذا هو بعينه كلام الشيخ أمجد.
وهذا لا يمنع أن يكون بعض العلماء مكثرين في التأليف ومع ذلك تشهد تصانيفهم بسعة العلم، مثل ابن جرير الطبري وابن عبد البر والذهبي، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شرياس]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 07:16]ـ
يا أخ شرياس أنت تتكلم عن المؤلفات القيمة، والشيخ أمجد يتكلم عن الكثرة المجردة، فلا خلاف بينكما.
ومن أجل ذلك كتبت في مشاركتي الأولى بالموضوع ما نصه:
حتى لا يساء الفهم.
العلماء يُعرف علمهم من مؤلفاتهم وعلى قدر قوَّة التأليف يكون قدْر العالم ونَفعُهُ كذلك
ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 12:57]ـ
جزاكم الله خيراً.
وأنا لا أقصد بسؤالي الاعتراض.(/)
أقسام العلة باعتبار محلها وقدحها
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 07:17]ـ
أقسام العلة باعتبار محلها وقدحها:
العلة غالبا توجد في الاسناد وأحيانا توجد في المتن، فإذا وقعت العلة في الاسناد، فإما تقدح في السند فقط أو فيه وفي المتن معا أو لا تقدح مطلقا.
وهكذا إذا وقعت في المتن، فعلى هذا يكون للعلة ستة أقسام
1 - تقع العلة في الاسناد ولا تقدح مطلقا. مثاله: ما رواه مدلس بالعنعنة، فهذا يوجب التوقف عن ققبوله فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة
2 - تقع العلة في الاسناد وتقدح فيه دون المتن.
مثاله: ما رواه يعلى بن عبيد الطنافسي عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار ".
فغلط يعلى في قوله: عمرو بن دينار إنما هو عبد الله بن دينار كما رواه الائمة من أصحاب الثوري مثل الفضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي ومخلد بن يزيد وغيرهم
3 - تقع العلة في الاسناد وتقدح فيه وفي المتن معا.
مثلا يوجد الارسال أو الوقف أو ابدال راو ضعيف يراو ثقة كما وقع لابي أسامة حماد بن أسامة الكوفي - أحد الثقات - عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر - وهو من ثقات الشاميين -
قدم الكوفة فكتب عنه أهلها ولم يسمع منه أبو أسامة، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم - وهو من ضعفاء الشاميين - فسمع منه أبو أسامة وسأله عن اسمه فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظن أبو أسامة أنه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه، فيقول: حدثنا عبد الرحمن بن يزيدابن جابر، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر - هما ثقتان - فلم يفطن لذلك إلا أهل النقد فميزوا ذلك ونصوا عليه كالبخاري وأبي حاتم وغير واحد.
4 - تقع العلة في المتن ولا تقدح فيه ولا في الاسناد.
مثاله: كل ما وقع من اختلاف الفاظ كثيرة من أحاديث الصحيحين إذا أمكن الجمع رد الجميع إلى معنى واحد، فإن القدح ينتفي عنهما
5 - تقع العلة في المتن وتقدح فيه دون الاسناد.
ومثاله: ما انفرد به مسلم بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرح بنفي قراءة " بسم الله الرحمن الرحيم فعلل قوم رواية اللفظ المذكور لما رأوا الاكثرين إنما قالوا فيه: فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين من غير تعرض لذكر البسملة، وهو الذي اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح ورأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له، ففهم من قوله: " كانوا يستفتحون بالحمد لله " أنهم كانوا لا ييسملون، فرواه على فهم وأخطأ.
لان معناه أن السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة وليس فيه تعرض لذكر البسملة وقد أطال الكلام فيه: عبد الرحيم العراقي وابن حجر العسقلاني ومحمد بن عبد الرحمن السخاوي وجلال الدين عبد الرحمن السيوطي).
والعلل التي ذكرها السيوطي يمكن ردها، ولكن تركتها خوف الاطالة).
6 - تقع العلة في المتن وتقدح فيه وفي الاسناد معا.
مثاله: ما يرويه راو بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ والمراد بلفظ الحديث غير ذلك، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الاسناد والله اعلم
منقول للفائدة(/)
عن شروح صحيح البخاري للعلامة الددو
ـ[مغترب]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 09:57]ـ
يقول العلامة الددو في شريط من سلسلة العلوم الشرعية:
,
أما الكتاب الثاني بعد كتاب مالك فهو صحيح البخاري، فقد اعتنى الناس به كذلك عناية بالغة، وشروحه المعروفة في زماننا هذا تصل إلى ثمانية وثمانين شرحا، أقدمها على الإطلاق شرح الخطابي الذي ذكرناه، وقد طبعته جامعة أم القرى في أربع مجلدات، والمطبوع من شروحه أهمها فتح الباري للحافظ بن حجر، وإرشاد الساري للقسطلاني، ويمتاز فتح الباري بسعة العلوم واقتدار صاحبه واتساع مداركه في مختلف العلوم، وعنايته بالصنعة الحديثية، ولكنه مع ذلك يبدو أن المؤلف لم يبدأه من شرح أول الكتاب، ولهذا فيطيل الكلام في حديث في مكان متأخر ويحيل عليه إذا شرحه في الأجزاء الأولى من الكتاب، فيحتاج الكتاب إلى إعادة تصنيف وترتيب، ومع ذلك فقد وضع الله عليه القبول وانتشر في الأرض وعندما ختمه الحافظ، ختم تأليفه بمصر أقام دعوة لطلاب العلم والعلماء أنفق فيها أربعين ألف درهم، وروى عنه الناس هذا الكتاب في حياته وطبع كثيرا من الطبعات تصل الآن إلى ست عشرة طبعة في السوق، وفي كثير منها كثير من الأخطاء الفادحة، وبعض هذه الأخطاء ـ وهي قليلة ـ من الحافظ بن حجر ـ رحمه الله ـ فيما يبدو، فمن ذلك مثلا قوله عند قول البخاري ـ رحمه الله ـ \"حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به) قال كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه \" عند شرح الحافظ له قال: \" كان مما يعالج من التنزيل شدة \" وشرحه على أن \"مما\" قبل \"يعالج\" والواقع أن لفظ الحديث \"كان يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه\" فتزحلقت العبارة على الحافظ فشرحها على هذا الوجه، وتكلف الإجابة عن بعض الأسئلة التي ترد عليها كأنها \"مما يعالج\"، وأما الأخطاء المطبعية فهي كثيرة جدا، في بعض الأحيان سقط من الأسانيد، كما في النسخة السلفية المشهورة بين الناس اليوم، فيها سقط في الأسانيد كثير، من أمثلته: قول البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة قال أخبرنا مالك قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: \"يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن\" في الطبعة السلفية وطبعة الريان التي طبعت عنها سقط قوله عن مالك فأصبح الحديث منقطع الإسناد، وكذلك في كل الطبعات التي وقفت عليها بعض الأخطاء المطبعية التي لا يدركها إلا من كان من أهل العلم، مثل قوله عند قول البخاري ـ رحمه الله ـ \"حدثنا عمرو بن خالد قال أخبرنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله أي الإسلام خير؟ قال تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف\" فقد قال الحافظ: \"رجاله كلهم مصريون وفي جميع الطبعات كتبت \"بصريون\" بدل \"مصريين\" مع أن كل هؤلاء ما دخلوا البصرة، لا يعرف أنه دخل أحد منهم البصرة، بل هم مصريون جميعا، ونظير هذا كثير، بالنسبة لأقرب الطبعات للسلامة هي الطبعة القديمة التي ليس معها متن صحيح البخاري، التي طبعت في استانبول قديما، وليس معها متن الصحيح.
.
يمتاز شرح القسطلاني بميزة مهمة وهي أن الإمام القسطلاني اعتنى برواية الصحيح لأنه اعتمد على اليونينية واليونينية هي أول محاولة للتحقيق في الإسلام، أو في العالم كله، لأن اليونيني ـ رحمه الله ـ عندما جمع علماء دمشق في الجامع الأموي رتب منهم ستة عشر شخصا كل شخص بيده نسخة من صحيح البخاري مروية يقابلونها وهو يكتب الفروق على نسخته، ويشير لكل نسخة بحرف، ويكتبها على طريقة التدقيق التي ذكرها أهل المصطلح في كتابة السقط والتحويك والتفويق وغير ذلك من المصطلحات التي هي لأهل مصطلح الحديث فيما يتعلق بكتابة المتون وتحقيقها، وكان بحضرته محمد بن مالك الإمام فكان إذا استشكل أمرا في اللغة ـ استشكله العلماء ـ يحله لهم محمد بن مالك، وقد
(يُتْبَعُ)
(/)
جمعوا أجوبته في كتاب شواهد التوضيح والتصحيح لحل مشكلات الجامع الصحيح، وهو كتاب صغير لكنه حل هذه المشكلات التي عرضت لهم في صحيح البخاري من الناحية اللغوية، ونسخة اليونيني اشتهرت في مصر حين دخلتها واعتنى بها الناس وكان يرحل إليها لروايتها، للإتقان والتدقيق، والقسطلاني ـ رحمه الله ـ لما أراد شرح الصحيح لم يجد في مصر إلا الجزء الأول من نسخة اليونيني وقد ضاع الجزء الثاني في نهب بني هلال لمكتبات القاهرة عند سقوط بعض الممالك، فحزن حزنا شديدا حين فاته النسخ، فسافر إلى الصعيد فوجد رجلا يبيع كتبا على حمار له، فجاء يساومه فيها، فنظر فإذا فيها الجزء الساقط من نصف اليونينية فاشتراه منه على أنه وقف كما كان وأعاده إلى مكانه، ثم لما انتقلت الخلافة العثمانية إلى أرض تركيا أخذوا النسخة اليونينية معهم من الآثار الإسلامية العريقة التي أخذوها، وقد أخذوا كثيرا من الآثار جمعوها من الأقطار التي دخلت تحت أيديهم، وقد أمر بعض سلاطينهم المتأخرين بطباعة نسخة من صحيح البخاري على نسخة اليونينية، وجمع لها عددا من العلماء، وهي الطبعة الاستانبولية الموجودة التي عليها رموز اليونينية، وقد نفدت الآن من الأسواق تقريبا وطبعت عليها دار الجيل اللبنانية نسخة في ثلاث مجلدات ضخام وهي الآن من أحسن النسخ من الصحيح مع أنها غير مرقمة وكتابتها متداخلة، لكنها من أصح النسخ الموجودة، فالقسطلاني ـ رحمه الله ـ اعتنى بالضبط، بضبط الألفاظ بالحروف، لم يضبطها فقط بالشكل، بل يضبطها بالكلمات، واعتنى بجمع روايات الصحيح لأن الصحيح فيه كثير من الروايات المختلفة، فلذلك كان شرحه من أهم الشروح، وبالأخص لمن يريد حفظ الصحيح أو مدارسته من أهم الشروح كتاب القسطلاني، وقد طبع عدة طبعات مع شرح النووي على صحيح مسلم بالهامش، وأحسن هذه الطبعات وأصحها الطبعة القديمة الأميرية ببولاق.
.
ثم عمدة القاري للحافظ العيني، وهي شرح بدأه المؤلف بداية منهجية منظمة، ففيها تراجم الرجال وشرح الغريب، وإعراب الكلمات والنكت البلاغية، والأسئلة والأجوبة، ثم ما يستنبط من الحديث، وهذه المنهجية لو سار عليها المؤلف حتى أكمل الكتاب لكان رائعا، لكن الواقع أنه ما استطاع أن يفي بشرطه في ذلك، وقد كان ينافس الحافظ بن حجر في زمانه، بل كانت بينهما منافرة وكان بعض طلاب العلم يذكي ذلك كحالنا اليوم فيما يقع بين العلماء، حتى إن السلاطين أيضا كان لهم دور في ذلك، كانوا يولون هذا فإذا قال كلمة لا ترضيهم عزلوه وولوا الآخر مكانه فإذا قال كلمة لا ترضيهم عزلوه وأعادوا الأول، ومسجد أحد السلاطين في القاهرة سقطت منارته حين ولي عليه العيني وعزل عنه الحافظ بن حجر، فقال الحافظ فيه أبياته التي يقول فيها أنها ما سقطت إلا من العين ... يقصد العيني ويلمح إلى العين أن الناس عانوها من حسنها، فأجابه العيني بأبياته التي يقول فيها *ولكن ركة الحجر* أنها لم تسقط من العين ولكن من رقة الحجر، ولذلك العيني ينتقد الحافظ كثيرا ولا يسميه، ففي عمدة القاري يقول وقال بعضهم واعجب من قول بعضهم، ويقصد بذلك الحافظ بن حجر، ولهذا رد عليه الحافظ في كتابه انتقاض الاعتراض، وهو مطبوع كذلك، والكتاب عموما فيما يتعلق بلغة الحديث وإعرابه وبلاغته من أهم الكتب، قد طبع طبعتين وكلتاهما فيها أخطاء فادحة، كلتاهما تسقط منها الصفحات المتوالية، ويأتي فيها الطمس والقطع، فينبغي إعادة طبعه من جديد، نعم عمدة القاري كلتا الطبعتين فيها سقط كبير، وأخطاء فادحة.
.
ثم من الشروح المهمة على صحيح البخاري ـ كذلك ـ كتاب الكرماني، وهو شرح نافع مختصر إلا أن صاحبه ليس من المتخصصين في الحديث، فلذلك وقعت له أخطاء حديثية فادحة، ويرد عليه الحافظ بن حجر فيها، مع أنه يعتمد عليه في مجال اللغويات ونحوها، إلا أنه يرد عليه في الأخطاء الحديثية، ومن ذلك أن البخاري ـ رحمه الله ـ من منهجه في الحديث الاختصار، والاختصار في الحديث نوعان اختصار في المتون واختصار في الأسانيد، فالاختصار في الأسانيد إذا وجده الكرماني يظن أن الحديث معلق، مثلا في حديث بدء الوحي الذي ذكرناه من صحيح البخاري في نهايته يقول البخاري في نص الحديث: \"ولم ينشب ورقة أن هلك وفتر الوحي\" بعد هذا قال: \"وأخبرني أبو
(يُتْبَعُ)
(/)
سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله وهو يحدث في فترة الوحي\" فظن الكرماني أن هذا الحديث معلق لأن البخاري في ظاهر الإسناد اختصر فلم يذكر سنده هو إلى الزهري، قال ـ أي الزهري ـ والإسناد هو نفس السابق يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب الزهري، لكن اختصار الإسناد مصطلح لدى أهل الحديث وقد درجوا عليه ولكن الكرماني ما عرفه فظن أن الحديث معلق، والكرماني كذلك يعتني بالرجال، إذا ذكر حديثا يذكر رجاله إلا من تقدم منهم، ويشير إلى من تقدم، إلى موضع من تقدم.
.
كذلك من الشروح المهمة على الصحيح ـ صحيح البخاري ـ شرح زروق أحمد البُرْنُسِي المالكي، وهو فقيه، شرحه يعتني فيه بالناحية الفقهية، وهو مطبوع كذلك.
.
وكذلك شرح النووي كتاب البيوع من صحيح البخاري شرحا متوسعا، ولم يطبع إلى الآن، يقال إنه موجود لكنه لم يطبع إلى الآن، وكذلك من الشروح المهمة على صحيح البخاري كتاب كوثر المعاني الدراري في شرح صحيح البخاري للشيخ محمد الخضر بن سيد عبد الله بن مايابا الشنقيطي، كان مفتيا للمدينة في زمانه في آخر أيام الدولة العثمانية، وهذا الكتاب أراد فيه مؤلفه في البداية تخريج أحاديث الصحيح ـ صحيح البخاري ـ جميعا ليسهل حفظها وضبطها وليقع ضبط الروايات المختلفة في الألفاظ، فالبخاري يأتي بالحديث في موضع ثم يأتي به في موضع آخر والأكثر في الصحيح أن يغير إما في الإسناد وإما في المتن ولا يأتي به كما هو إلا نادرا، فالشيخ حاول تقصي أحاديث الصحيح فخرجها جميعا وبين مواضعها والاختلاف بينها وذكر كذلك ما خرجه مسلم منها والاختلاف في ألفاظها ثم اعتنى كذلك بتبويب البخاري وتراجمه وجمع كلام الحافظ بن حجر وكلام العيني وكلام القسطلاني وأضاف إليه كثيرا من كلام المحدثين وكلام الفقهاء، فالشيخ محدث من الحفاظ، ومن عجيب ما تميز به هذا الشرح أنه إذا ورد الحديث في معنى من المعاني يحاول أن يحصر لك كل ما تذكر هو من الأحاديث التي فيها نفس المعنى في أي كتاب من الكتب لكنه توفي ولم يكمل من الكتاب إلا أقل من الثلث، توفي عند نهاية الحج، طبع الآن هذه القطعة منه أربعة عشر مجلدا، وقد كان ابنه يريد إكماله لكن ما أظن أنه فعل، والمؤلف قد أكمل التخريج للبخاري كله، صحيح البخاري خرجه جميعا ولم يطبع، ما بعد الحج منه لم يطبع، فلم يرد إخراجه لأنه يريد أن يتم الشرح كما هو.
.
كذلك من الشروح المهمة على صحيح البخاري كتاب الحافظ بن رجب الحنبلي، وهو كتاب متوسع جدا على طريقة ابن رجب، ابن رجب ـ رحمه الله ـ في شرح الحديث يتوسع في أغلب الأحيان فيأتي بالفوائد الفقهية والفوائد الحديثية والفوائد السلوكية والأخلاقية والرقائق والعبر، وكتابه اسمه فتح الباري ولم يكمل كذلك ولا اقترب من ذلك، لكن الأجزاء الموجودة منه فيها علم غزير فوائد جليلة، والذي يعرف نفس الرجل في كتابه جامع العلوم والحكم يعرف طول باعه في الحديث، وكثرة استحضاره للفوائد الحديثية، مع أنه في جامع العلوم والحكم يقصر في شرح بعض الأحاديث، بعض الأحاديث يكون شرحها قصيرا وغير مستوعب لكن أكثر الأحاديث شرحت شرحا وافيا وهو أحسن الشروح الموجودة لها.
.
هذه أهم شروح الصحيح المطبوعة، بالنسبة لفتح الباري ـ طبعا ـ كتاب كامل، فتح الباري للحافظ، كتاب كامل لا يمكن أن يقارن بقطعة واحدة من كتاب ناقص، وعموما هذه الشروح لا يغني بعضها عن بعض، فالذي يريد دراسة الصحيح دراسة متأنية الأفضل له أن يطلع على كل هذه الشروح، والأمر فيها ميسور، لكن يجعل كتابا هو الأصل، ويهمش عليه بالفوائد الأخرى من غيره، وقد طبع شرح السيوطي الذي هو التوشيح في شرح الجامع الصحيح، وهو على طريقة السيوطي في الاختصار والاقتصار على أقل ما يفهم به المتن.
.............................. .............................. ............................
سؤال: ماذا عن شرح ابن أبي جمرة لصحيح البخاري؟
.
جواب: بالنسبة لابن أبي جمرة لم يشرح صحيح البخاري وإنما شرح انتخابه هو منه، فقد انتقى منه ثلاثمائة وزيادة من الأحاديث، سماها مختصر صحيح البخاري، وهي التي شرحها وتوسع في الشرح ذكر فيه كثيرا من الفوائد النافعة، إلا أنه بالغ أيضا في قضايا السلوك والتصوف وأمور مثل هذا النوع، وقد ذكر بعض ما ذكره ابن أبي جمرة الشيخ محمد الخضر في كتابه كوثر المعاني الدراري.
ـ[توبة]ــــــــ[16 - Mar-2008, صباحاً 11:49]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 10:05]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله العلامة الحافظ محمد الحسن الددو خيرا على هذه الفوائد والتنبيهات القيمة.
ـ[مغترب]ــــــــ[22 - Mar-2008, صباحاً 06:17]ـ
جزاكم الله خيرا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[صالح العواد]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 02:33]ـ
لم يتكلم الشيخ عن شرح زروق كثيرا و اللذي يظهر أنه هو زروق الفاسي ت899هـ اللذي طبع في 10 مجلدات على نفقة الأزهر بتحقيق موسى محمد علي و عزت علي عطية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[28 - Jun-2008, صباحاً 07:13]ـ
هل زروق شارح الحكم العطائية .. والرسالة القيروانية اخي الكريم ..
إن كان هو .. فهل ممكن لمحة عن شرحه للبخاري ..(/)
هل هذا حديث قدسي أم من الإسرائيليات؟
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 03:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هذا حديث حديث قدسي أم من كتب أهل الكتاب؟ لأني قد بحثت عنه و لم أجده.
و إن كان من كتبهم فهل يصح أن يقال عنه حديث قدسي؟
(إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق فيعبد غيري، أرزق فيشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد، أتودد إليهم برحمتي وأنا الغني عنهم فيتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي، أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، أن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن أبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب، من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب أقول له أين تذهب ألك رب سواي، الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد، والسيئة عندي بمثلها وأعفو، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم (
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:40]ـ
هو حديث قدسي ولكنه ضعيف الاسناد
وقد أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 93) رقم (974) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 77).
وأخرجه أيضاً البيهقي في شعب الإيمان (4/ 134) رقم (4563) (طبعة دار الكتب العلمية) وعبد الغني المقدسي في كتاب التوحيد صـ (85) رقم (89).
كلهم من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وشريح بن عبيد الحضرميان، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- نحوه.
وحكم الشيخ الألباني على الحديث بالضعف في السلسلة الضعيفة رقم (2371) وفي ضعيف الجامع رقم (4052).
منقوول
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:57]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد و أطال عمرك في طاعته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 12:06]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ...(/)
مقدمة شرح الباعث الحثيث لشيخنا أبي همام عبد الرحيم العزاوي حفظه الله
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 03:50]ـ
وفيها مقدمة مفيدة لطالب علم الحديث
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم أما بعد:
نستفتح بحمد الله دراسة هذا المتن الذي تقرر أن يكون موضوعه في علم مصطلح الحديث وقد تم الاتفاق قبل على أن يقرر للحصة درس كتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث , على الاختلاف الذي أشرت إليه سلفا في نسبة الكتاب , هل هو من تأليف الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير؟ أو أن هذا التأليف أو هذه التسمية شرح للإمام أبي الأشبال أحمد شاكر عليه رحمة الله؟
.وقد جرت سنة أهل الحديث أن يعقدوا بابا ونوعا مستقلا من أنواع علوم الحديث في كل التواليف التي ألفوها في كتب المصطلح تتعلق بأدب الطلب ومنهجهم في أخذ العلم , إذ شرف العلوم يتفاوت بشرف معلومها , ويتفاضل بتفاضل متعلقها.
ولا ريب أن دراسة هدي النبي صلى الله عليه وسلم والاشتغال بسيرته سنته وأيامه وأحواله من الأهمية بمكان, وقد أولى علماء السلف رضي الله تعالى عنهم أهمية بالغة لهذا الموضوع, ولا أدل على ذلك من تلكم الأقوال المتناثرة والآثار المروية عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين ,المبثوثة والمفرقة في كتب علم الحديث, خاصة في مقدمات كتبهم كمقدمة الإمام مسلم رحمه الله ومقدمة الإمام الدارمي لكتابه المسند المطبوع باسم السنن ومقدمة سنن ابن ماجة وغيرها من الكتب التي عنيت بذكر هذه الآثار ككتاب الحافظ أبي بكر علي بن أحمد الخطيب البغدادي رحمه الله بل إن علماء المسلمين وعلماء الحديث على وجه الخصوص قد ألفوا تواليف مستقلة بخصوص هذا الموضوع لما له من أهمية قصوى فيما يتعلق بسمت الطالب وأدبه ومن أقدم المؤلفات في ذلك كتاب العلم للحافظ أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي المتوفى عام 234هـ وكتابه مطبوع بتحقيق الشيخ محمد ناصر الدين رحمه الله مرورا بكتاب محمد بن سحنون الفقيه المالكي المعروف المتوفى عام 256هـ ثم توالت التآليف في الموضوع حتى جمع شتات متفرقها فرسا الرهان حافظ المشرق أبوبكر الخطيب البغدادي وحافظ المغرب الإمام أبو عمر يوسف بن عبد البر رحمهما الله وقد كانت وفاة الإمامين عام463هـ حافظ المشرق وحافظ المغرب.
ألف الحافظ ابن عبد البر كتابه المسمى جامع بيان العلم وفضله والحافظ الخطيب البغدادي له كتاب الفقيه والمتفقه وله شرف أصحاب الحديث وكتاب أدب الطالب والسامع والكتاب مطبوع في مجلدين.
قلت اعتنى الحافظان رحمهما الله بجمع شتات الأقوال المتناثرة للسلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين في مايتعلق بالموضوع ثم توالت التآليف في الموضوع حتى جاء الإمام ابن جماعة و الإمام ابن جماعة المتوفى عام733هـ اعتنى كثيرا بتصنيف الخطيب وبتصنيف الحافظ ابن عبد البر فجمع شتات متفرقها وألف كتابه المسمى "تذكرة السامع والمتعلم في آداب العالم والمتعلم وقد قسم كتابه إلى ثلاثة أقسام رئيسية ولذلك امتاز كتابه من حيث عرض المادة العلمية على كتب غيره.
-فصلا في ذكر أدب الطالب في نفسه.
-فصلا في أدب الطالب مع شيخه.
-فصلا في أدب الطالب في درسه.
فامتاز كتابه بهذه المنهجية العلمية الرصينة.
قلت: قد اعتنى في كتابه هذا بجمع الأقوال المسندة التي ذكرها الحافظان واعتنى كثيرا بالآثار التي ذكرها الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه والإمام ابن ماجة في مقدمة سننه.
موضوع طلب العلم وفضله تحدث عنه الكثير ولايخالني في حاجة إلى التذكير بفضله في عرض الآيات وسرد الأحاديث الدالة على فضل نيل العلم وحسبنا الوقوف مع آية وحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله جل وعلا آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم:"وقل رب زدني علما" ولم يأمره بالاستزادة في شيء من أمور الدنيا إلا في طلب العلم وقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح من حديث معاوية رضي الله عنه "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" والغرض من هذا اللقاء الأول الحديث إجمالا عن هذه الآداب التي تعظم الحاجة إليها والعناية بها وضبطها لأنها سبيل تحصيل العلم ولا ريب أن أهل العلم من السلف والخلف كانوا يعتمدون منهجية علمية عملية في التلقي والأخذ إذ كانوا يقدمون طلب الأدب على العلم كما قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله طلبت الأدب ثلاثين سنة وطلبت العلم عشرين سنة وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم ولذلك اشتهر كثير من أهل العلم بلقب المؤدب حتى صار علما عليه ومن درر قالات الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله:
أيها الطالب علما**ائت حماد بن زيد
فالتمس علما وحلما**ثم قيده بقيد
وقال بن المبارك أيضا رحمه الله تعالى "كاد الأدب أن يكون ثلثي العلم"
أما فيما يتعلق بالقسم الأول من الأقسام التي أشرت إليها ونص عليها ابن جماعة فيما يتعلق بأدب الطالب في نفسه
فأول هذه الآداب إخلاص النية لله جل وعلا على اعتبار أن العلم عبادة وقربة من أعظم القرب قال الله جل وعلا وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
خاصة إذا تعلق الأمر بطلب علم الحديث في الآونة الأخيرة فإن الناس كثرت نياتهم منهم من يطلبه ابتغاء الرزق تحقيق الكتب لنيل النوال وقد اشتهر على ألسنة العلماء "صناعة الحديث صناعة المفاليس"
وقيل من طلب الحديث أفلس
قلت: أول هذه الآداب:إخلاص النية لله جل وعلا بأن يكون القصد رفع الجهل عن النفس ثم التفقه في دين الله عزوجل لمعرفة الله ولنفع الخلق وقد صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث الثلاثة الذين تسعر بهم النار
رجل قرأ القران وتعلم العلم فأتي به فعرفه الله نعمه فعرفها فيقال مافعلت فيها؟ فيقول يارب قرأت فيك القران وتعلمت العلم وعلمت فيقال كذبت إنما قرأت ليقال قارئ وتعلمت ليقال عالم فقد قيل فيؤمر به فيسحب على وجهه فيلقى في جهنم.
وقال عليه الصلاة والسلام من طلب علما مما يبتغى به وجه الله لايطلبه إلا لعرض الدنيا لايجد عرف الجنة ومما تجدر الإشارة إليه أن مسألة النية ومعالجتها أمر خطير شديد ولذلك يقول الإمام الثوري رحمه الله ماعالجت شيئا أشد علي من نيتي ويأبى الله إلا أن يكون طالب العلم الموفق مخلصا لله جل في علاه في طلب هذا العلم كما حكى ذلك غير واحد من أهل العلم إذ إن مثل هذا النور نور العلم ونور الهدى لايقبل المشاركة ولا يقبل المقاسمة ثم عليه ثانيا بعد إخلاص النية لله أن يجهد في تنقية نفسه وتهذيبها من الرذائل والشوائب ومن الغل والحسد ومن كل المعايب والنقائص التي تضع من قيمة الإنسان فهي ظلمات تسود قلب العبد وعلم الله جل في علاه لايجتمع مع ظلمة هذه المعاصي والأبيات المنسوبة للإمام الشافعي أدل دليل على ذلك:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي**فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال إن علم الله نور ** ونور الله لايؤتى لعاصي
ثم عليه ثالثا أن يبادر إلى الاجتهاد في طلب العلم وتحصيله في شبابه وفراغه فإن نعمة الفراغ كما قال صلى الله عليه وسلم مغبون فيها كثير من الخلق فيما صح عن نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وعليه أن لايخدع نفسه بخدع التسويف والتأميل فكثير من الناس هم ضحايا التسويف والتأميل وقد صح من حديث رسول الله صلى ا لله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس ذكر منها صلى الله عليه وسلم فراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وقد علق الإمام البخاري في صحيحه اثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقهوا قبل أن تسودوا قال أبوعبد الله:وبعد أن تسودوا فإن الإنسان في هذه الدنيا خاصة إذا تحدثنا عن واقع شبيه بما نعيشه ماتنتظره أمته منه أمر كثير لا يسع وقته لأدائه ولذلك تجدر المبادرة إلى اغتنام الأوقات وصرفها في طلب العلم وقد صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منهومان لايشبعان طالب علم وطالب الدنيا
من هذه الآداب التي تتعلق بالطالب في نفسه ترك الفضول في كل شيء في المأكل والمشرب والمنام والمنكح وغيرها فإن أعظم البلية في هذه الفضول وعليه أن يستعين بالصيام فإن أجسام العلماء نحال كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: مارأيت سمينا قط أفلح إلا محمد بن الحسن ومما شاع عند أهل الحكمة البطنة تذهب الفطنة ثم عليه أن يستخير الله جل وعلا في اختيار الصاحب في اختيار الرفيق الذي يشد أزره ويقوي عزيمته في طلب العلم والصبر على لأوائه وتحمل مشاقه وعليه أن يهون عليه أمر العلم وأن يذاكره بالعلم وأن لاينفرد بنفسه دون خله بالفوائد الأوابد التي اقتنصها من العلم ولذلك كانت سنة العلماء السابقين رحمهم الله أن الواحد منهم متى تعرف فائدة بينها لصاحبه وقد كان مشايخ الحافظ ابن حجر رحمه الله يشتغلون بالتخريج الحافظ الهيثمي والحافظ العراقي فكان كل منهما إذا وقف على حديث يحتاجه الآخر ووقف على طريق يغلب على ظنه أن صاحبه لن يوفق إليها يقدمها له ويدله عليها ويرشده عليها عكس ماعليه كثير من الناس في هذه الأزمان تجد الواحد منهم يبخل بفائدة يقتنصها بل تجد الطالب يكتنز الكتب ولا يدل غيره على أماكن وجودها وكأن العلم شيء يكتنز فلا يحب أن يطلع غيره على تلك الكتب حتى يبقى متميزا دون غيره ومتى كانت هذه نية الطالب ومتى كان هذا فعل الطالب فاكتب على جبهته لن يفلح فإنه ماشم رائحة العلم ولاتأدب بأدب أهله وسنة الله جل وعلا أن لايوفق في نيله هذه باختصار جمل من الآداب التي يجمل بطالب العلم خاصة طالب علم الحديث أن يتأدب بها في نفسه وفي خاصته
.....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 03:59]ـ
.....
.....
.....
أما فيما يتعلق بأدب الطالب مع شيخه فالواجب أن يستخير الله جل وعلا فيمن يأخذ عنه العلم وأن يلازمه ليستفيد من علمه ومن هديه ومن علمه ومن سمته بل من علامات الطالب الموفق اختيار العالم المبرز في العلم فإن تصور العلوم يقتضي أن يؤخذ كل علم عمن درسه وعمن عرف بالاشتغال به إذ ليس من العقل أن يطلب علم الحديث عمن لم يعرف بطلبه وليس من العقل أن يطلب علم الأداء والقراءة عمن لايحسنها وليس من العقل أن يطلب علم الأصول عمن لم يدرسه
ولذلك قال بعضهم:من أعظم البلية تشيخ الصحفية والصحفية من عرفوا بأخذ العلم ونيله من الصحف أي إن مشايخهم مجرد كتب وسنة الله جل وعلا أن يطلب كل علم عمن هو أعلم به وفي قصة موسى والخضر التي قصها الله جل وعلا في كتابه أعظم دليل وأكبره لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
في اختيار المعلم الواجب أن يتأنى الطالب فيمن يأخذ عنه فلا يأخذ إلا ممن عرف بالديانة والصيانة والستر وآثار السلف رحمهم الله في التأكيد على هذا الأمر أكثر من أن تعد فمن مشهور قالاتهم في ذلك أثر محمد بن سيرين رحمه الله لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتى ظهرت الفتنة فقالوا سموا لنا رجالكم ويقصد بالفتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 36هـ
لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة فقالوا سموا لنا رجالكم فينظر في أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر في أهل البدعة فلا يؤخذ حديثهم وقال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
وقال بعضهم كنا نأتي الرجل فننظر في سمته و هديه وننظر إلى أحواله فإن رأيناها يقيمها أخذنا عنه الحديث
ومن أدب الطالب مع شيخه حفظه والذب عنه ونصرته ونفي التهم عنه ومما اشتهر من قالات أهل العلم في ذلك قول الإمام شعبة بن الحجاج أبي بسطام
كنت إذا سمعت من الرجل حديثا كنت له عبدا ماحييت
وقال النخعي رحمه الله: كنا نأتي مسروقا (بن الأجدع) من تلاميذ بن عباس فنتعلم من هديه وعلمه
ومما يلتحق بذلك الصبر على جفوة الشيخ وشدته وغلظته وآثار السلف في هذا الباب كثيرة أكثر من أن تسع لها هذه المقدمة
بقي مايتعلق بالصنف الثالث
أدب الطالب في درسه
أول الآداب التي يجمل بطالب العلم فيما يتعلق بالدرس
أن يأخذ من الدرس بقدر الطاقة والاستطاعة من غير اختصار مخل ولا تطويل ممل والعلم متى رامه الطالب جملة ذهب عنه جملة وإنما يبنى العلم بالتدرج بدءا من الأسهل إلى السهل
ولذلك قال الله جل وعلا ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون قد بوب عليها الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح في كتاب العلم باب القول والعمل وذكر الآية وقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره
ومن درر قالات السلف في هذا الباب مقولة الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام
قال عرضنا الموطأ على الإمام مالك في أربعين يوما فقال كتاب ألفته في أربعين سنة تأخذونه في أربعين يوما ماأقل ماتفهمون منه أو قل ماتفقهون منه
وقال الإمام سفيان بن سعيد الثوري:كنت أتي الأعمش ومنصورا وهما من مشايخه الإمام سليمان بن مهران الأعمش والإمام منصور بن المعتمر كنت آتي الأعمش ومنصورا فاستمع إلى أربعة أحاديث خمسة ثم أنصرف مخافة أن تنفلت
وقال الإمام شعبة بن الحجاج كنت أستمع إلى حديثين فيقول الشيخ هل أزيدك؟ فأقول لا حتى أفهمها
ومن الآداب التي يجمل بطالب العلم
جودة الفهم والدراية ولذلك قال الخطيب البغدادي العلم هو الفهم والدراية وليس الإكثار والتوسع في الرواية
وقد أخرج الإمام مالك في الموطأ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه مكث في حفظ البقرة ثمان سنين
وفي الأثر المعروف كنا إذا حفظنا عشر آيات لم نتجاوزها حتى نعلم مافيها ونعمل بها إشارة إلى أن العلم ليس هو التوسع في الرواية كماهو هم الكثير من ا لمشتغلين خاصة بعلم الحديث من التكثر بالأسانيد و التكثر بشراء الكتب التكثر في حضور المجالس
إنما العلم حسن الفهم أن تكون لدى الطالب قريحة حتى يكون أديبا حصيفا ألمعيا
قليل العلم مع كثرة الفهم أنفع للطالب من كثير من العلم والراية بلافهم
(يُتْبَعُ)
(/)
من هذه الآداب وقد أشرت إليه التدرج في طلب العلم وفق برنامج علمي ابتداءا بالتأدب ثم بالتعلم ثانيا فقد كان السلف رحمهم الله يبتدؤون بالتأدب ثم يكملون بالتعلم وقد ذكرنا آثارا فيما قبل عن الإمام عبد الله بن المبارك طلبت الأدب ثلاثين سنة ثم طلبت العلم عشرين سنة وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم
ولذلك اشتهر عن جماعة من السلف إخراج أبنائهم في سن مبكرة لمن عرف بتأديب الصبية وإقرائهم
قال ابن المبارك رحمه الله كاد الأدب أن يكون ثلثي العلم
ومن الآداب حفظ العلم والعمل به إذ الغاية من العلم والمقصد الذي من أجله يدرس العلم هو العلم به
كما قال الثوري يهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل وهو قول ينسب للإمام علي بن أبي طالب
قال الثوري كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به وعلى تعلمه بالصوم
ولذلك أثر عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا إذا أردت حفظ الحديث فاعمل به حتى قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله لم يبلغني حديث قط عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عملت به حتى بلغني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه احتجم وأعطى أبا ظبية دينارا قال فاحتجمت فأعطيت الحجام دينارا
وقال الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي إذا أردت حفظ الحديث فاعمل به
ومن آداب الطالب في تحصيله الصبر والمثابرة والمصابرة في تحصيله ولا أدل على ذلك من تلك الرحلات التي كان يعقدها علماء الحديث حتى قال قائلهم
ومن يطلب العلم يصبر لنيله**ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
قال سعيد بن المسيب رحمه الله إن كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الأيام والليالي
وحديث أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه الذي أخرجه الإمام أحمد بن حنبل دليل واضح على هذا المعنى وهو في الصحيح في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة
وإذا أردت أن تستقرأ حال السلف وصبرهم ومثابرتهم في طلب الحديث فاقرأ ماألف في ذلك تجد أخبارا شبيهة بالخيال اقرأ ماأودعه الإمام الخطيب البغدادي في كتابه الرحلة وفي الشرف الرحلة في طلب الحديث و شرف أصحاب الحديث واقرأ تراجمهم وسيرهم في كتب الرجال والتراجم في التهذيب في تهذيب الكمال في سير أعلام النبلاء واقرأ مقدمة كتاب الجرح والتعديل للإمام عبد الرحمان بن أبي حاتم واقرأ في الميزان للحافظ الذهبي تجد أخبارا
يقول القائل إذا عرضت على مسامعه اليوم إنها ضرب من الخيال ذكر الذهبي في ترجمة عبد الرحمان بن يوسف بن خراش أنه شرب بوله في طلب الحديث خمس مرات مع أنه كان شيعيا
ويذكر عن الحافظ أبي طاهر المقدسي أنه بال الدم في طلب الحديث مرتين لأنه كان يمشي حافي الأرجل من شدة الرمضاء في سبيل طلب الحديث ولذلك أكرمهم الله جل وعلا وخلد في الصالحات ذكرهم لما تحملوه من الشدائد ولما تحملوه من المتاعب ومن اللأواء في سبيل صيانة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان لهم في ذلك أعظم الحظ وأوفر النصيب
من أدب طالب العلم الورع
قال عبد الرحمان بن أبي ليلى أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مافيهم أحد يسأل إلا ودد أن أخاه كفاه ولاحدث بحديث إلا ودد أن أخاه كفاه
فقد صح أو حسن إسناده الشيخ الألباني خير دينكم الورع
ومما تجدر الإشارة إليه الحديث عن منازل العلم
فالعلم منازل أولها حسن النية وثانيها حسن الاستماع وثالثها حسن الحفظ ورابعها العمل به وخامسها بذله ونشره بين الناس
والدليل على هذا الأمر حديث جبريل الطويل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يامحمد أخبرني عن الإسلام فأجابه فقال صدقت فقال أخبرني عن الإيمان فسكت حتى أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قال الصحابة فعجبنا له يسأله ويصدقه
ولذلك سئل حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قيل له بم نلت العلم؟ فقال بلسان سؤول وقلب عقول وبالبكور
التبكير إلى حلق العلم والتهجير إليها
......
.....
.....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 04:03]ـ
....
....
....
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يلتحق بهذا الأدب قول الباري جل وعلا إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فقد حددت الآية منازل العلم وبينت سبيل الانتفاع والتذكر بآي القران إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب إشارة إلى المحل القابل إشارة إلى النية الصادقة والرغبة الأكيدة لتلقي العلم لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شرط نيل العلم وهو شهيد إشارة إلى المانع الذي يمنع من تحصيله من السهو والغفلة وغيرها من الموانع التي تصد عن طلب العلم
والتبكير
إذ من المشين بطالب العلم أن يتأخر في حضور المجلس وليس من الأدب مع العلم ومع أهله مقاطعة المجلس بالدخول خاصة إذا علم وقت الحضور
وقد صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله بورك لأمتي في بكورها
هذه على وجه الاختصار والاقتضاب جمل من الآداب التي يتعين على طالب العلم أن يتأدب بها في سيره في طلب العلم نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن فاز فيها بالقصب المعلى وبالحظ الأوفر ونسأل الله جل في علاه أن يمن علينا بتمثل بعض هذه الآداب عسانا نكتب من المحبين للعلم
فيما يتعلق بموضوع الدرس قلت وقع الاختيار على كتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ولاشك أن كل علم علم إذا أراد الطالب أن يبرع فيه وتريا النبوغ فيه فأول نقطة مسار لنهجه أن يكون له التصور العام للعلم ولذلك اشتهر عند أهل العلم ذكر مبادئ العلم عند كل علم وعند كل فن يدرس
إن مبادي كل علم عشرة**الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبة والواضع**والاسم الاستمداد حكم الشارع
فهذه حدود العلم وهذه معالم تعطي للعلم التصور الكامل حتى يعرف الطالب موضوع العلم ويعرف أهل العلم ويعرف كتب العلم ويعرف الفائدة والغرض من دراسة العلم
فيما يتعلق بعلم الحديث اشتهر على ألسنة كثير من العلماء تسميته بكثير من المسميات وهذه المسميات الكثيرة دليل على فضله وشرفه إذ كثرة المسميات دليل على شرف المسمى
فمن أسمائه علم الحديث وعلم السنة ومصطلح الحديث وغيرها من الأسماء
علم الحديث كما قال الإمام السيوطي في ألفيته
علم الحديث ذو قوانين تحد**يدرى بها أحوال متن وسند
فقد حدد هذا البيت موضوع علم الحديث
وأبلغ من هذا التعريف تعريف الحافظ ابن حجر في كتابه النكت علم يعرف به أحوال الراوي والمروي
أقول من التصور لهذا العلم أن يعلم الطالب الكتب المؤلفة فيه وأن يعلم أهله الذين يسئلون عنه إذ ليس من العقل أن يسأل عن علم الحديث من لم يعرف به ولذلك كانت حاجة العلوم إلى هذا العلم بالخصوص أعظم من أي حاجة فعلم الحديث يحتاجه المفسر ويحتاجه الفقيه ويحتاجه المفتي ويحتاجه كل مشتغل بالعلوم الشرعية لأن موضوعه تمييز المقبول من المردود وهو أمر خطير يكفي للدلالة على خطره قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
قول صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث يرى يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين الكاذبين
فالأمر خطير لأنه يتعلق بنسبة الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على غيره
هذا العلم رسمه العلماء في كتبهم وبثوه فيها وهذه الكتب على كثرتها ووفرتها لاتدل على التنوع نعم قد ينفرد بعضها بزيادات وفوائد ولكن لو اقتصر الطالب على بعضه لكفته ولوسعته
من أهم الكتب المؤلفة فيها على وجه الإطلاق كتاب الكفاية للإمام الخطيب البغدادي وكتاب الإمام ابن الصلاح معرفة علوم الحديث المشهورة بالمقدمة وكل الكتب التي جاءت بعدها إنما هي معمولة عليها مابين ناظم ومنكت ومختصر ومحش ومختصر كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في بداية النزهة
فممن نظمها الحافظ العراقي شرحها الحافظ السخاوي شرحها من قبله الحافظ العراقي نفسه وممن نظمها الحافظ السيوطي في ألفيته شرحها السيوطي نفسه في كتابه البحر الذي زخر في شرح ألفية علم الأثر ومن المنكتين الحافظ العراقي في كتابه التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من مقدمة بن الصلاح
والإمام الزركشي بن بهادر في كتابه النكت والحافظ ابن حجر وله كتابان في النكت النكت الكبرى المسمى بالإفصاح والنكت الصغرى وهي المطبوعة باسم النكت
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المختصرين ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح واختصار الاقتراح للحافظ الذهبي المسمى بالموقظة في علم الحديث وممن اختصره الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث
الشاهد أن أغلب التصانيف بعد ابن الصلاح إنما هي منسوجة معمولة على كتابه وقد اعتصر الكل وانتخله الإمام ابن حجر في كتابه نخبة الفكر وقد أشرنا قبل في أول متن اجتمعنا لدراسته انه من الخطأ البين اعتقاد بأن النخبة متن يدرس للمبتدئين هي مختصر لكنها مختصر معتصر اشتملت النخبة على كثير من النكت وكثير من الفوائد التي تحتاج إلى نوع من الدراية المسبقة بهذا العلم وكتاب اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير من حيث التيسير والتسهيل أسهل بكثير من كتاب الحافظ ابن حجر وإن كان يظهر من حيث الحجم أنه كتاب كبير
قلت من أنفع الكتب كتاب الحافظ ابن الصلاح وكتاب ابن الصلاح إذا جمع مع كتابين من الكتب التي نكتت عليه أولهما كتاب الحافظ العراقي التقييد والإيضاح ونكت الحافظ ابن حجر يكون الطالب إذا أتى على مافي هذين الكتابين قد أحاط بما في كتاب ابن الصلاح وإن أضاف كتاب الاقتراح لابن دقيق العيد فهو شيء جميل على اعتبار أنه لخص الكتاب وعقد فصلا في آخر كتابه الاقتراح ذكر فيه مئة حديث وهذا الشق إن شئتم تسميته بلغة العصر بالشق التطبيقي العملي
فكأنه قسم كتابه إلى قسمين
كتاب فيه قسم نظري ذكر فيه الحدود والتعاريف وهي ماتسمى بالاصطلاح والمصطلح
فالاصطلاح أو المصطلح ليس لفظا خاصا بعلم الحديث إنما هو لفظ يمكن استعماله في كل علم فلكل علم مصطلحه ولكل علم رموزه والمقصود بهذا المصطلح الرمز والوصف الدال على وصف معين
مثلا إذا روي الحديث بإسناد متصل من رواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه خاليا من الشذوذ والعلة القادحة إذا وجد هذا الوصف فقد اصطلح أهل العلم على تسميته بالحديث الصحيح وإذا افتقد شرطا من هذه الشروط فقد اصطلحوا على تسميته بالضعيف مثلا وهكذا
وطريق معرفة الاصطلاح أمران
بالتتبع والاستقراء تتبع صنيع أهل العلم فبالتتبع والاستقراء وجد أن أهل العلم يطلقون لفظ الثقة على الراوي إذا كان عدلا ضابطا
أو أن يعرف بالنص أو التنصيص من الإمام كأن يذكر المصطلح أو اللفظ وينص على تعريفه كما هو صنيع الإمام الترمذي كما في كتابه العلل الصغير في آخر كتابه الجامع
فقد نص على تعريف الحديث الحسن طبعا المقصود بالحسن عند الترمذي هو الحسن لغيره لا لذاته وشرطه حسب تعريف الترمذي أن يروى من غير وجه وأن لايكون في سنده متهم
قلت هذا سبيل معرفة الاصطلاح
وينضاف إلى هذه الكتب التي أشرت إليها كتاب لم يؤلف مثله في علوم الحديث وهو كتاب الإمام ابن رجب رحمه الله
كتاب شرح علل الترمذي فإن هذا الكتاب نفيس لم يؤلف في علوم الحديث مثله وقد انفرد الكتاب بذكر الكثير من الفوائد التي يعز ذكرها لذلك إذا أراد الطالب حقيقة أن يبرع في علم الحديث فعليه مداومة القراءة في كتاب شرح العلل للإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله
تنضاف إلى هذه القائمة كتب يجمل بطالب العلم مطالعتها وقرائتها عبارة عن مقدمات أهمها مقدمة الإمام مسلم
يستحيل أن يقرأ الإنسان علوم الحديث أو يبرع في علوم الحديث دون قراءة لمقدمة صحيح مسلم أقول لايمكن
ومقدمة كتاب التمهيد للحافظ أبي عمر بن عبد البر
ومقدمة الجرح والتعديل للإمام عبد الرحمان بن أبي حاتم فهذه كتب مهمة يستحيل أن يكون الطالب حسن الفهم في علوم الحديث إذا لم يطالع في هذه الكتب وبعد فهو محتاج إلى إدمان النظر في كتب التراجم وكتب الطبقات وكتب العلل دون أن يستغني عن قراءة كتب علماء الفن من المتقدمين والمتأخرين كالحافظ ابن حجر ومن المتأخرين الإمام العلم عبد الرحمان المعلمي اليماني عليه رحمه الله خاصة في كتابه التنكيل لما في تأنيب الكوثري من الأباطيل فهو كتاب نفيس في بابه لم يؤلف مثله على اعتبار أن قواعد الجرح والتعديل أمر مهم جدا لكنها لم تفرد في تأليف مستقل ولذلك لايملك الطالب تلك القدرة في دراسة هذه التراجم وفي الجمع والترجيح بين أقوال علماء الجرح والتعديل المتناثرة بل إنه في كثير من الحالات يحار في كثرة الأقوال المروية عن إمام واحد من أئمة الجرح والتعديل كالإمام يحيى بن معين قد تروى عنه في الراوي الواحد ست روايات أو سبع روايات والمطلع في كتاب التنكيل يكتسب تلك الدراية
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكتسب تلك الخبرة في التعامل مع تراجم الرجال و الجمع بين أقوال علماء الجرح والتعديل وبيان منازلهم وطبقاتهم وهو شيء مهم لأن الغالب على من يتصدى في الأعصار المتأخرة للتحقيق أو التحكيك تقليد الحافظ بن حجر وهو أهل لذاك في كتابه التقريب حتى سمعنا أن بعض أهل اليمن قد جاز القنطرة في الرجال فقلت مبلغ علمهم أو مبلغ علم هذا الذي يقول أنه قد جاز القنطرة أن يكون مقلدا لابن حجر مع أن ماذكره ابن حجر في التقريب ليس مسلما بدليل أن ابن حجر رحمه الله يخالف كثيرا من أقواله في التقريب في كتابه الفتح وفي بعض كتبه التي أفردها للتخريج ككتاب موافقة الخبر والخبر في تخريج أحاديث المختصر , مختصر ابن الحاجب بل إنه يعسر تطبيق تلك القواعد التي ذكرها المحدثون على كل حديث حديث حتى قال عبد الرحمان بن مهدي صناعة الحديث إلهام ولكل حديث ذوق ولذلك ترى الحافظ ابن حجر يحسن أحاديث في كتابه الموافقة موافقة الخبر الخبر برواة قيل فيهم مقبولون والمقبول على حسب اصطلاح ابن حجر يحتاج إلى متابعة إن توبع وإلا فلين الحديث قلت لابد من المطالعة في كتب التراجم لم؟ لأن كثيرا من هذه القضايا قضايا الجرح والتعديل وقضايا الاصطلاح كثيرا مايبثها هؤلاء العلماء في تصانيفهم ومن أنفع الكتب في ذلك كتب الإمام الذهبي رحمه الله
أقولها مرارا كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال وكتابه الرواة المتكلم فيهم بما لايوجب الرد وله كتاب مفقود القسطاس في الذب عن الرواة وشرط الإمام الذهبي كشرط الإمام ابن عدي في كتابه الكامل قد ذكرنا مرارا في دروس المصطلح أن كتاب الكامل لابن عدي لايمكن لطالب العلم أن يستغني عنه إذا أراد الاشتغال بعلم الحديث
لأن الراوي قد يقال فيه في الترجمة مثلا إنه صدوق يهم أو صدوق يخطئ يبقى الإشكال حد الخطأ حد الوهم أين هو؟ مكمنه؟ محله؟
تكفل الحافظ ابن عدي في كتابه الكامل بذكر ذلك
وكتاب الكامل خصه في الرواة الضعفاء الكامل في ضعفاء الرجال وإن كان رحمه الله لم يلتزم بذاك حيث ذكر في شرطه كل من تكلم فيه حتى وإن لم يكن ذلك الكلام مؤثرا فيه وهو نفس المنهج الذي صار عليه الإمام الذهبي رحمه الله في الميزان ولذلك من الخطأ أن الطالب يعمد إلى نقل أقوال الرجال باعتماد عناوين هذه الكتب لأن بن عدي وإن ألف كتابه في الضعفاء إلا أنه ذكر رواة من الثقات لذلك من الخطأ البين بل من الجهل أن يقول الطالب إن فلانا الراوي ضعيف ذكره ابن عدي في الكامل أو ذكره الذهبي في الميزان
قلت منهج ابن عدي أنه بعد ذكر أقوال الجرح والتعديل في الراوي يعرض لمروياته يذكر مروياته التي أنكرت عليه
لابد في كل راو راو أن يذكر ثلاث أحاديث أربع أحاديث خمس أحاديث أو غيرها حسب كل ترجمة ترجمة حتى إذا أنكر عليه حديث واحد يسنده ويذكر ومما ينكر عليه حديث كذا وكذا فيكون هذا الكتاب تفسيرا لتلك الأحكام المجملة التي قد يذكرها الحافظ ابن حجر
لأن محل الإشكال في تراجم الرواة ليس في الأحكام البينة في الراوي الذي قيل في ضعيف أو الراوي الذي قيل فيه ثقة لكن محل البحث هؤلاء الرواة الذين تجد فيهم هذه الأوصاف المتداخلة أو المتضاربة كقولهم صدوق يهم صدوق يخطئ أو غير ذلك من الأوصاف
الشاهد من هذا أن مثل هذه الكتب التي ألفت يجدر بطالب العلم الذي يريد النبوغ في علم الحديث أن يتعاهدها بالدرس والقراءة وأن يحاول ضم وجمع هذه القواعد وإفرادها وقد حاول كثير ممن اشتغل بهذه العلوم تصنيف هذه الفوائد كأن يذكر ضوابط الجرح والتعديل التي ذكرها الحافظ الذهبي في الميزان ضوابط الجرح والتعديل من خلال كتاب التنكيل ضوابط الجرح والتعديل من خلال كتاب سير أعلام النبلاء
وفائدة ذاك من ناحيتين
الفائدة الأولى من حيث التعقيد بمعنى أن الطالب يقف على القاعدة
والفائدة الثانية من حيث التمثيل بحيث يجد المثال الذي يذكره أهل العلم لتلك القاعدة وهو شيء مهم جدا لأن العلم خاصة علم الحديث بون شاسع بين مصطلحه وعلمه النظري وبين شقه التطبيقي العملي فما كل من حفظ الحدود وضبط التعاريف يستطيع دراسة الأحاديث والحكم عليها صحة وضعفا
في الأسبوع المقبل إن شاء الله عزوجل سنشرع في قراءة هذا السفر كتاب الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله اختصار علوم الحديث
نسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يوفقنا لإتمامه وأن يبارك لنا في أوقاتنا لدراسته وأن ينفعنا بما قلنا وأن يجمعنا يوم لقياه كما جمعنا اليوم على مدارسة العلم إخوانا على سرر متقابلين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
فرغه إمام الأندلس أبو البركات إبراهيم المهالي الظاهري J
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 10:23]ـ
لو عرفتنا بهذل الشيخ لاستفدنا أكثر ... وأنا شاكر لك هذا المجهود
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[17 - Mar-2008, صباحاً 10:25]ـ
لو عرفتنا بهذا الشيخ لاستفدنا أكثر ... وأنا شاكر لك هذا المجهود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فؤاد بولفاف]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 01:42]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 09:02]ـ
لو عرفتنا بهذل الشيخ لاستفدنا أكثر ... وأنا شاكر لك هذا المجهود
بارك الله فيك حبيبي عبد الرحمان أما بالنسبة للترجمة فأبشر أخي الكريم إن شاء الله قريبا أوافيك بها:)
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 11:54]ـ
حفظكم الله على هذا المجهود الطيب ونرجو كذلك أن نتعرف على الشيخ الشارح حفظه الله
ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:16]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا(/)
هل هناك مصنفات مستقلة حول مسألة الرواية بالمعنى؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 06:34]ـ
أعلم أن المسألة مبثوثة في كتب أهل العلم، لكن سؤالي هل أفردها أحد من القدماء أو المعاصرين بالتصنيف؟
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..(/)
«شَرحُ إحكام الأَحكام شَرْح عُمدةِ الأَحكام،للشَّيخ عبد اللَّه بن وكيل الشَّيخ»
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 02:48]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
«شَرْحُ إحْكَام الْأَحْكَام شَرْح عُمْدَةِ الْأَحْكَام
[للإمَامِ ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ]،
شَرْح صَاحِبِ الفَضِيلَةِ
الشَّيخ عبد اللَّه بن وكيل الشَّيخ
ـ سلَّمهُ اللَّه تعالى ـ.»
[الدّرس الأوّل]، (25 - 2 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47222
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 02:51]ـ
[الدَّرْسُ الثَّانِيُّ]، (3 - 3 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47522
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 02:53]ـ
[الدَّرْسُ الثَّالِثُ]، (10 - 3 - 1429 هـ):
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=47839(/)
صحيح علامات القيامة الصغرى والكبرى
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 05:02]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علامات القيامة الصغرى والكبرى عبارة عن أحداث ووقائع تظهر على مر الزمان دلالة على اقتراب يوم القيامة , ولقد ثبتت فيها أحاديث كثيرة ثبوتًا صحيحًا من غير أدنى شك , والإيمان بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم واجب , وليست كل أحاديث علامات الساعة ضعيفة أو موضوعة , بل ثبت منها جزء كبير في البخاري ومسلم والصحاح والسنن , وهناك علامات ورد ذكرها في القرآن الكريم , كخروج يأجوج ومأجوج , وخروج الدابة , وغيرها , يقول الموفق أبو محمد المقدسي - رحمه الله – في كتابه لمعة الاعتقاد: " ويجب الإيمان بكل ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصح به النقل عنه فيما شهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه، مثل حديث الإسراء والمعراج، ومن ذلك أشراط الساعة مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام وقتله له، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل "
ولقد ثبت كثير مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم , كالفتن التي حدثت , و تكليم الجمادات والدواب للإنس , وانشقاق القمر , وغير ذلك , وهذا دليل على نبوته و معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وقد جعل الله تعالى ظهور هذه العلامات دليلًا على اقتراب الساعة كما قال سبحانه " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " (سورة القمر الآية 1).
وأما بالنسبة لما صح من العلامات الصغرى والكبرى فسأذكر جُملاً منها بدليل واحد صحيح للاختصار وهي كالتالي:
أولاً: العلامات الصُغرى:
* بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة: كما ثبت في البخاري في كتاب الرقاق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بعثت أنا والساعة كهاتين ــ يعني أصبعين ــ).
* انشقاق القمر: قال الله تعالى " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ " (سورة القمر الآية 1) فجعل الله تعالى آية انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة.
* خروج النار من أرض الحجاز: ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى».
* ظهور الفتن: ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويُمسي كافرًا، أو يُمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا».
* ظهور الدجالين الكذابين أدعياء النبوة: كما ثبت في البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة , ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبًا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله).
* ولادة الأمَة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان: رواه البخاري من حديث أبي هريرة ومسلم من حديث عمر بن الخطاب واللفظ لمسلم «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ».
* رفْع الْعلم وقَبضه وظهور الْجهلِ والفتن في آخر الزمان: روى البخاري في كتاب الفتن من حديث أبي موسى وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الْهَرْجُ، و الْهَرْجُ: القتل».
(يُتْبَعُ)
(/)
* تكليم السباع والجمادات للإنس: روى البخاري في كتاب الأنبياء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: " بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنَّا لم نُخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله بقرة تَكَلَّمُ؟ فقال: فإني أُومِنُ بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثَمَّ، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب يا هذا: استنقذتها مني فمن لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها غيري! فقال الناس: سبحان الله! ذئب يتكلم؟ قال: فإني أُومِنُ بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثَمَّ».
وروى أحمد والترمذي والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبه الراعي، فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه، قال: ألا تتقي الله تنزع مني رزقا ساقه الله إلي، فقال: يا عجبي! ذئب مقع على ذنبه يكلمني كلام الإنس، فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما سبق، قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي بالصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: " أخبرهم "، فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق، والذي نفسي بيده، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده».
* قطع الأرحام وسوء الجوار وظهور الفساد: روى أحمد بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة».
* ظهور الزلازل والآيات: روى البخاري في كتاب الاستسقاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل. . .».
ثانيًا: علامات الساعة الكبرى:
* خروج المهدي: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا، أو ثمانيا، يعني حججا» أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 557 - 558) وقال: حديث حسن صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والحديث أورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
* خروج المسيح الدجال: وهي أعظم فتنة ثبت فيها أحاديث صحيحة كثيرة منها ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: " إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، إنه أعور، وان الله ليس بأعور».
* نزول عيسى ابن مريم عليه السلام: روى الإمام أحمد والحاكم بسند صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة).
* خروج يأجوج ومأجوج: قال تعالى " حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ " (سورة الأنبياء 96 - 97).
* طلوع الشمس من مغربها: روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون، فذلك حيث لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا».
* خروج الدابة: قال تعالى " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ " (سورة النمل الآية 82).
* الدخان الذي يكون في آخر الزمان: روى مسلم وغيره عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: «اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة فقال: " ما تذاكرون "؟ قلنا: نذكر الساعة، قال: " إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آَيات فذكر الدخان والدجال والدابة. . .».
* النار التي تكون قبل الساعة: أخرج مسلم في صحيحه من حديث حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم «وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم»، وفي رواية: «نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس».
فهذا ما يتعلق بعلامات القيامة الصغرى والكبرى مع أدلتها الصحيحة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة و أتم السلام ..
أسأل الله تعالى أن ينفعكم بما سطرت يداي ويجعل ذلك كله في ميزان حسناتنا يوم نلقاه .. آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[22 - Mar-2008, مساء 05:59]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[23 - Mar-2008, صباحاً 09:13]ـ
جزاك الله خيرا أخي على مرورك
ـ[هيا]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 11:13]ـ
جزاك الله خيرآ أخي الفاضل ونفع بكم
آمين
شكرآ لك
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 11:56]ـ
بارك الله فيك ..
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا و يجعله خالصا لوجهه الكريم .. آمين
جزاك الله خيرا
ـ[الشراع]ــــــــ[05 - Apr-2008, مساء 10:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[07 - Apr-2008, صباحاً 09:48]ـ
وفيك بارك أخي الشراع
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:50]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 08:56]ـ
جزانا وإياك أخي عبد الله
كيف حالك؟
شكرًا على مرورك
بارك الله فيك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 07:23]ـ
جزانا وإياك أخي عبد الله
كيف حالك؟
شكرًا على مرورك
بارك الله فيك
بخير حال والحمد لله
تقبل شكري(/)
هل الأحاديث التي تثبت أن الفخد عورة تصح بمجموع الطرق؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - Mar-2008, صباحاً 10:25]ـ
هل الأحاديث التي تثبت أن الفخد عورة تصح بمجموع الطرق؟؟
أحسن هذه الأحاديث هو حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لكن في إسناده داود بن سوار أو سوار بن داود وهو متكلم فيه
فهل هنا نطبق قاعدة أن الأحاديث الضعيفة لا تتقوى بمجموع الطرق إذا خالفت حديثا صحيحا صريحا أو ظاهرا؟؟
فالأحاديث التي تثبت أن الفخد عورة ما من حديث فيها إلا وفيه مقال لكنها أحاديث كثيرة فهل تصح بمجموع الطرق أم لا؟؟
وأقوى ما يستدل به على أن الفخد ليس بعورة حديث أنس في غزوة خيبر وكشف النبي لفخده ففي بعض الروايات " فحسر النبي ثوبه " والبعض الآخر " فانحسر .. " وهو قد يدل على أن الفخد لم يظهر عن تعمد لكن قد يتعقب بأنه لم ينقل أن النبي ستره بعد انحساره منه بدون تعمد
فما الراجح في رواية حديث أنس " فحسر الثوب " أم " انحسر "؟؟
وهل يقال فعلا أن أحاديث التي تثبت أن الفخد عورة رغم كثرتها لا يمكن تصحيحها بمجموع الطرق لمخالفتها أحاديث صحيحة أخرى ظاهرة في جواز كشف الفخد؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 10:52]ـ
نرجو المشاركة للاستفادة
بارك الله فيكم(/)
إشكال في تدريب الراوي: "من أخذَ على التَّحديث أجْرًا .. ".
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 09:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال السيوطي رحمه الله في التدريب: (1/ 567):
من أخذَ على التَّحديث أجْرًا, لا تُقْبل رِوَايتهُ عندَ أحمد بن حنبل وإسْحَاق بن رَاهويه وأبي حاتم الرَّازي.
وتُقبل عند أبي نُعيم الفضل ابن دُكَين شيخ البُخَاري وعليِّ بن عبد العزيز البغوي وآخرين ترخصًا.
وأفْتَى الشَّيخ أبو إسْحَاق الشِّيرازي أبا الحُسين بن النقور بجوازها لمن امتنع عليه الكسب لعياله بسبب التَّحديث.
ويشهد له جَوَاز أخذ الوَصِي الأُجْرة من مالِ اليتيم إذا كانَ فقيرًا, أو اشتغلَ بحفظهِ عن الكَسْب, من غير رُجُوع عليه لِظَاهر القرآن.
ما معنى كلامه في الفقرة الأخيرة؟
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 10:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
معنى كلامه رحمه الله تعالى ((وأفْتَى الشَّيخ أبو إسْحَاق الشِّيرازي أبا الحُسين بن النقور بجوازها لمن امتنع عليه الكسب لعياله بسبب التَّحديث. ويشهد له جَوَاز أخذ الوَصِي الأُجْرة من مالِ اليتيم إذا كانَ فقيرًا, أو اشتغلَ بحفظهِ عن الكَسْب, من غير رُجُوع عليه لِظَاهر القرآن.))
أى أن:
الشَّيخ أبو إسْحَاق الشِّيرازي أفتى أبا الحُسين بن النقور أنه يجوز الأخذ بشرط أن يكون محتاجاً لذلك وتحديثه يمنعه من التكسب للإنفاق على عياله واستشهد رحمه الله تعالى على جواز ذلك بجواز أخذ الوصى على اليتيم الأجرة على أنه يقوم بحفظ مال هذا اليتيم من غير أن يستأذنه فى ذلك أو يأمره صاحب المال "اليتيم" ومعنى لظاهر القرآن:
قول الله تعالى " ومن كان فقيراً فليأخذ بالمعروف ".
هذا، والتحقيق فى المسألة أنه يجوز لمن يمنعه التحديث من التكسب لعياله أن يأخذ أجراً على التحديث ومن لم يمنعه التحديث فلا يجوز له الأخذ.
وانظر المسألة فى مقدمة ابن الصلاح واختصارها لابن كثير.
أبو البرآء السلفى
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 10:36]ـ
بارك الله فيك ..
ظاهر القرآن قوله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا).
إذ إن الأصل أن لا يأكل من مال اليتيم شيئاً، فإن كان فقيراً أو مشتغلاً بحفظ مال اليتيم فلا بأس أن يأخذ منه بالمعروف، من غير إسراف ولا تبذير.
وقد ثبت في المسند وسنن أبي داود والنسائي وغيرها عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رجلاً أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إني فقير ليس لي شىء ولي يتيمٌ. قال فقال: "كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبادر ولا متأثل".
وهذا الحكم يشهد للشيرازي في فتواه بجواز أخذ الأجرة لمن امتنع عليه الكسب بسبب التفرغ للتَّحديث، والله أعلم.
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 10:39]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
وزادكم الله حرصا وعلما
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[24 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
وفيك يبارك الله تعالى ويجزيك خير الجزآء ويزيدك حرصاً على طلب العلم وصبراً على التحصيل
أبو البرآء السلفى(/)
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها الشيخ سليمان العلوان في شرحه على تجريد التوحيد
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[25 - Mar-2008, صباحاً 09:47]ـ
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها
الشيخ سليمان العلوان
في
شرحه لتجريد التوحيد للمقريزي
تصحيحاً أو تضعيفاً
إعداد
أبو المهند القصيمي
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)} [النساء]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} [الأحزاب].
أما بعد:
فهذه جملة من الأحاديث التي تكلم عليها الشيخ سليمان العلوان عليها تصحيحاً أو تضعيفاً في شرحه النفيس على كتاب تجريد التوحيد للعلامة المقريزي ورتبت الأحاديث على حسب ورودها في الأشرطة وما تكرر فلا أوردها وأحياناً يتكرر ويكون فيه زيادة فأورده وأحياناً يورد بعض الأحاديث مستشهداً بها ولا يتكلم عن صحتها من ضعفها فأوردها، و لا أدعي أنني أحصيت جميع الأحاديث بل قد يكون فاتني شيء فاغفروا التقصير والزلل والله أسأل أن يغفر لي وللشيخ ولوالدي ولزوجي وأن يصلح النية والذرية.
ملاحظة: إذا ظهرت علامة ? فهي إما صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم أو ترضياً عن أحد الصحابة ولم تظهر لأني كتبته بمعالج النصوص ... والله اعلم.
[الشريط الأول]
1 - حديث (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع) وهذا الخبر ضعيف بالاتفاق وقد رواه الخطيب في الجامع والسُبكي في طبقات الشافعية وفي إسناده ابن الجَنَدي وهو ضعيف الحديث، وفي الخبر اضطراب أيضاً. والمحفوظ في هذا الخبر حديث: (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ بالحمد). على إرساله وهو المحفوظ، أما الأول فهو منكرٌ جدا ولا يصح.
3 - حديث عاصم ابن كُلَيب عن أبيه عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال: (كُل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليدِ الجَذْمًاء) رواه أبو عيسى الترمذي وأبو داودٍ وفي صحته اختلاف.
4 - حديث أبي إسحاق السَبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ? قال: (كان رسول ? يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا السورة من القرآن ((إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله)) وفي رواية ((وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)) رواه أهل السنن وغيرهم وإسناده صحيح.
[الشريط الثاني]
5 - جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله من طريق شيبان النحوي عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن رجل من بني مالك قال رأيت رسول الله ? بسوق ذي المجاز يتخللها ويقول: (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وإذا رجل يتبعه ويقول يا أيها الناس: لا تسمعوا لهذا الصابئ وهو أبو لهب هذا الرجل.
[الشريط الثالث]
6 - الأثر المشهور في قصة إلقاء إبراهيم في النار ((أن جبريل أعترض له في الهواء فقال: ألك حاجة قال: أما إليك فلا)) هذا الأثر لا أصل له والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب مع أنه يمكن أن يحتج به على تعلق إبراهيم بالله ولكن لا أصل له.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - المروي عن ابن عباس ((كفر دون كفر)) هذا لا يصح عنه رواه الحاكم في المستدرك من طريق هشام بن حُجير عن طاووس عن ابن عباس. وهشام ابن حجير ضعيف ضَّعفه ابن أحمد ويحيى وطوائف، وقد خُولف في الإسناد فرواه عبد الله بن طاووس عن أبيه في غير ما رواه هشام. وعبد الله بن طاووس أوثق من هشام فرواية هشام منكرة لا يحتج بها.
[الشريط الرابع]
8 - من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة كما في سنن أبي داود من حديث صالح ابن أبي عَريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل أن النبي ? قال: (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة).
9 - عن الحميري عن ابن زياد عن أبي أمامة أن النبي ? قال: (من قرأ آية الكرسي دبر كلا صلاة لا يمنعه دخول الجنة إلا الموت) حديث صحيح رواه النسائي في عمل اليوم والليلة صححه ابن حبان وابن عبد الهادي وجماعة من أهل العلم.
[الشريط الخامس]
10 - قُرِء ? مالك يوم الدين ? وقُرِءَ ? ملِكِ يوم الدين ?، ملك جاءت في سنن أبي داود في كتاب صلاة الاستسقاء من طريق يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ? حين خطب الناس للاستسقاء، قال أبو داود رحمه الله تعالى عقب هذا الخبر وهذا حديث غريب إسناده جيد، وأهل المدينة يقرءون ? ملِكِ يوم الدين ? وإن هذا الحديث حجةٌ لهم.
وهذه القراءة هي قراءةُ ابن كثير ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة.بينما قرأ عاصم والكسائي ? ماَلِك يوم الدين ?.والملك أبلغ من المالك فكل مَلِكٍ مالك، وليس كل مالك ملكا.
11 - قال سعد بن وقاص للنبي ? أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء فالأمثل فالأمثل، ويتبلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلاءه وإلا خفف عنه الابتلاء) والحديث رواه أبو عيسى وقال هذا حديث حسن صحيح.
12 - أقام النبي ? مسحوراً أربعين يوماً، جاء هذا في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي كما أشار ذلك الحافظ ابن حجر، وفي صحة هذه اللفظة نظر.
فقد جاء الخبر في الصحيحين من طُرق، عن هشام بن عروة، رواه عيسى بن يونس، ورواه أبو شامة، ورواه ابن نمير، ولم يذكر واحد منهم أربعين يوماً، وكذلك لم يذكر واحد منهم ستة أشهر كما ذكر ذلك وهيب في روايته عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، جاء هذا في مسند الإمام أحمد وصحح هذه الرواية الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، وفي ذلك نظر.فلو دام سحره ستة أشهر، لاستفاض الأمر ولتواتر ولجاء نقله عن جمعٍ عظيم من الصحابة، فحين تفردت به النقل عائشة لقربها من النبي ?، وتفرد بالنقل عن عائشة عروة وتفرد بالنقل عن عروة هشام، عُلِمَ أن الأمر مادام كثيراً، وإنما كانت فترته قصيرة، الله أعلم بتحديدها.
13 - قال المؤلف: (وكانت عقد السحر إحدى عشرة عقدة): قال الشيخ سليمان: جاء هذا عند البيهقي في دلائل النبوة من حديث ابن عباس وجاء ذلك أيضاً عند ابن سعد في الطبقات ولا يصح من ذلك شيء.
14 - قال المؤلف: (فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية فانحلت بكل آية عقدة) قال الشيخ سليمان: وفي ذلك نظر، ففي الحديث السابق حديث جرير عن بيان المخرج في صحيح الإمام مسلم عن قيس بن أبي حازم عن عقبة أن النبي ? قال: (ألم ترى آيات أنزلت الليلة لم يرى مثلهن قط)، ? قل أعوذ برب الفلق ?، ? قل أعوذ برب الناس ?. وليس في شيء من طرق هذا الحديث تقييد ذلك بالسحر، أو ربط ذلك بوقوع السحر والحديث الوارد حديث ابن عباس المتعلق بقضية أن الله حين أنزل هذه الآيات انحلت بكل آية عقدة هذا غير صحيح ولم يثبت في ذلك خبر يمكن الاعتماد عليه.
[الشريط السابع]
15 - في سنن أبي داود من طريق يحيى بن حارث الذماري عن القاسم بن أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي ?: (من أحب في الله وأبغض في الله، وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان).
[الشريط الثامن]
16 - قال المؤلف: (ولهذا شبههم- أي القدرية - الصحابة ? بالمجوس، كما ثبت عن ابن عمر و ابن عباس ?.وقد روى أهل السنن فيهم ذلك مرفوعا أنهم مجوس هذه الأمة) قال الشارح: قوله (قد روى أهل السنن) الصحيح أنه لم يروي هذا الحديث كل أهل السنن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنما رواه أبو داود من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر وفيه انقطاع، سلمة ابن دينار لم يسمع من ابن عمر.
قال علي بن المديني لم يسمع سلمة من أحد من الصحابة إلا جندبا، والحديث أيضاً رواه أحمد من طريق عمر بن عبد الله مولى غفره عن ابن عمر مرفوعاً وفيه ضعف، قال ابن معين عن عمر بأنه ضعيف وقد رجح الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل وقفه على ابن عمر.
ورواه ابن ماجة أيضاً من حديث جابر وفيه لين.
والآثار الواردة بأن القدرية مجوس هذه الأمة لا يثبت في رفع شيء منها حديث، وقد صحت عن الصحابة ?. وهي موجودة في دواوين أهل الإسلام المشهورة.
[الشريط التاسع]
17 - ورد عند الإمام ابن عدي في الكامل، والخطيب في تاريخ بغداد، عن جابر بن عبد الله أن النبي ? قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض) وهذا في إسناده إسحاق بن بشر الكاهلي وهو متهم بالوضع. وقد أحسن ابن العربي حين قال: هذا حديث باطل فلا يلتفت إليه. وقد أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية.
وقد جاء هذا الخبر موقوفاً عند ابن قتيبة من طريق إبراهيم الخوزي عن عطاء عن ابن عباس، وإبراهيم الخوزي متروك الحديث قاله الإمام أحمد وغيره، فالخبر لا يصح مطلقاً لا مرفوعاً ولا موقوفاً ..
18 - استلام الركنين الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا، كما جاء في مسند أحمد بسند قوي.
19 - قال ?: (إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد). وهذا الخبر رواه البخاري معلقا دون ((آخره أيضاً)).ورواه مسلم من طريق شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي ? قال: (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) ورواه الإمام أحمد في مسنده من طريق عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود باللفظ الذي ذكره المؤلف: ((إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد)). وقد حسن إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي.
20 - قال ?: (لعن الله زُوَّاراتِ القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج). الحديث الذي فيه (والمتخذين عليها المساجد والسرج) جاء بلفظ (لعن الله زائرات القبور) والحديث الذي فيه ((لعن الله زوارات القبور)) جاء بغير الزيادة (والمتخذين عليها المساجد والسرج).
هذا الحديث: (لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه. من طريق محمد بن جُحادة عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي ?، وأبو صالح هو باذان قال عنه الإمام مسلم ((أبو صالح اتقى الناس حديثه ولا يثبت له سماع من ابن عباس)).
والشطر الأول: ((لعن الله زائرات القبور)) له شواهد سوف يأتي.
والشطر الثاني: ((والمتخذين عليها المساجد والسرج)) قوله ((والمتخذين عليها المساجد)) هذه اللفظة متواترة، تواترت النصوص عن النبي ? في تحريم اتخاذ القبور على المساجد والعكس.
قوله: ((والسرج)) الاتفاق قائم على تحريم إيقاد المقابر وجعل السرج عليها.
ولكن قالت طائفة: بالتحريم و قالت طائفة: بالكراهية ولم يرخص أحدٌ بالجواز مطلقاً.
إنما رخص طائفة أهل العلم للحاجة والضرورة وهذا واضح من فعل النبي ? وفعل الصحابة، كأن نريد أن ندفن الرجل ليلاً فلا مانع من أن نستصعب سراجاً لدلالة الطريق دون تنوير كل المقبرة. وإنما نُنَوِّر ما نحتاج إليه دون فتح المجال لتنوير كل المقبرة قوله: (لعن الله زائرات القبور)، روى الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن قتيبة ابن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن عمر ابن أبي سلمه عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ? (لعن زوارات القبور) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
ورواه ابن حبان في الصحيح بلفظ ((لعن الله زائرات القبور)).
21 - ترى بعض الأغبياء والجهلة يقرأ بعض سور من القرآن عند هذا القبر ولاسيما قراءة سورة يس، ولا يصح في ((يس)) حديث صحيح ولا يثبت في ((يس)) حديث، كل الأحاديث الواردة في ((يس)) ضعيفة مطلقاً بدون استثناء، كل حديث ورد في فضل يس أو في قراءة ((يس)) عند الاحتضار أو في غير ذلك كلها ضعيفة لا يصح فيها حديث فكيف بقراءتها عند القبور.
(يُتْبَعُ)
(/)
22 - قال ? (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) هذا الحديث رواه مالك في الموطأ، وابن سعد في الطبقات من طريق زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن النبي ?، وعطاء بن يسار تابعي وليس بصحابي فالحديث مرسل صحيح.
ورواه ابن عجلان عن زيد بن أسلم مرسلا، ولم يذكر عطاء والأول أصح، وللحديث شاهد رواه الإمام أحمد والحميدي في مسنده من طريق حمزة بن المغيرة الكوفي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ? قال: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وحمزة بن المغيرة قال عنه ابن معين ليس به بأس، والحديث إسناده جيد.
[الشريط العاشر]
23 - قد يستدل بعض أغبيائهم وجهلتهم- أي عباد القبور - بحديث قد اختلقوه وهو مشهور في مصنفات عباد القبور والأوثان وهو: ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور)) أو بالآخر ((لو حَسَّن أحدكم ظنه بحجر لنفعه ذلك)) وهذان الخبران كذب على رسول الله ? وقد وُضعا لإحياء دين المشركين وملة عَمْرُو بن لُحي وبطلان هذا مما يُعلم بالضرورة من دين المسلمين.
24 - روى الإمام أحمد من حديث عبد الرحمن بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر أن النبي ? قال: (من تشبَّه بقوم فهو منهم).قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاقتضاء: إسناده جيد، وظاهره يقتضي كفر التشبه بهم، وأقل أحواله التحريم.
25 - قوله ?: (لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد إلا لله) هذا الخبر رواه ابن حبان بنحوه وذلك في صحيحه من طريق أبي أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص عن أبي سلمة عن أبي هريرة ? عن النبي ?.
ورواه الترمذي من طريق النضر بن شُمَيل عن محمد بن عمرو بلفظ (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه محمد بن عمرو صدوق، إذا تفرد بأصل لم يوافقه غيره ففي حديثه نظر، وقد وثقه جماعة، وصحح له الترمذي وابن حبان وجماعة.
ولكن لهذا الحديث شواهد تدل على أن له أصلا، وأن محمد بن عمرو قد ضبطه، من شواهده حديث معاذ عند أحمد وفيه ضعف، وحديث قيس بن سعد عند أبي داود، وحديث عائشة عند أحمد وابن ماجه، وحديث أنس عند أحمد والنسائي في عِشْرَة النساء، فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضاً وتدل على أن للحديث أصلا.
26 - ثبت عن النبي ?: أنه قال له رجل: ما شاء الله وشئت قال ((أجعلت لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده): والصحيح في هذا الخبر واللفظ في المسند ((أجعلتني لله عِدلا قل ما شاء الله وحده)) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد عن طريق الأجلح بن عبد الله عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس ورواته ثقات.
وفي الأجلح بن عبد الله خلاف، وقد وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال يحيى القطان: في نفسي منه شيء.
وقال النسائي: ضعيف ليس بذلك.
وتوسط فيه ابن عدي رحمه الله فقال: له أحاديث صالحة يروي عنه الكوفيون وغيرهم، ولم أجد له حديثاً منكراً مجاوزاً للحد لا إسناداً ولا متناً، وهو عندي مستقيم الحديث صدوق.
وقد صحح هذا الحديث غير واحدٍ من أهل العلم.
27 - قال المصنف: في مسند الإمام أحمد (أن رجلاً أتي به للنبي ? قد أذنب ذنباً، فلما وقف بين يديه قال اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد فقال ?: ((عرف الحق لأهله))) وخرجه الحاكم من حديث الحسن عن الأسود بن سَريع وقال حديث صحيح .. قال الشارح: هذا الحديث رواه الإمام أحمد والحاكم من طريق محمد بن مصعب قال حدثنا سَلاَّم بن مسكين والمبارك بن فضالة عن الحسن البصري عن الأسود بن سريع ((صحابي جليل)).
محمد بن مصعب الراوي عن ابن مسكين المبارك هو القُرقُساني قال عنه الإمام أحمد لا بأس به، وقال ابن معين ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف وقال ابن خراش: منكر الحديث هذه العلة الأولى.
العلة الثانية: قال على بن المديني وابن منده والبزار لم يسمع الحسن البصري من الأسود بن سريع، ولكن جاء في التاريخ الكبير للبخاري ما يدل على سماع الحسن من الأسود في الجملة. ولهذا أثبت بعض أهل العلم سماعه.
[الشريط الخامس عشر]
(يُتْبَعُ)
(/)
28 - الجهمية ينفون محبة الله، ويقولون: بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليما.
زعم ذلك إمامهم الجعد بن درهم، وحين اشتهرت مقالته في الآفاق، انتدب لرد كيده وضلاله أئمة الهدى ومصابيح الدجى فبيَّنوا هذا الضلال وهذا الانحراف، وحين لم يجدي فيه هذا الأمر وكابر فيما دلت عليه الأدلة السمعية وتجاوبت معه الفطر، قام عليه خالد القسري، وقام في الناس خطيبا وقال:
((يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله ما اتخذ إبراهيم خليلاً ولا كلم موسى تكليماً)) وإلى هذا المعنى أشار ابن القيم رحمه الله في نونيته بقوله:
وقد ضحى بجعد خالد الـ قسري يوم ذبائح القربانِ
إذ قال إبراهيم ليس خليله كلا ولا موسى الكليم الدانِ
شكر الضحية كل صاحب سنةٍ لله درك من أخي قربانِ
وأسانيد قتل خالد القسري للجعد بن درهم فيها جهالة، غير أن هذه الحكاية مشهورة، وقد رواها بالإسناد الإمام الدرامي رحمه الله في الرد على الجهمية، وهو قريب العهد من ذلك، وتارة الشهرة والاستفاضة وتلقي الحفاظ لمثل هذه الأمور مغني عن الأسانيد.
[الشريط السادس عشر]
29 - وصى النبي ? معاذ بن جبل فقال: (يا معاذ، والله أني أحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وهذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، والحاكم وصححه، وابن حبان وصححه من طُرق. عن المقرئ قال حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم التُجيببي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحُبُلي عن الصُنابحي عن معاذ بن جبل وهذا إسنادٌ صحيح.
30 - جاء في مسند الإمام أحمد من حديث علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري ? أن النبي ? قال: (ما من مسلم يدعو بدعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بإحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها يدخرها له إلى يوم يلقاه قالوا: ((إذاً نكثر)) قال: ((الله أكثر)).
31 - روى أهل السنن من حديث ذر عن يُسيع الحضرمي ويقال الكندي عن النعمان بن بشير أن النبي ? قال: (الدعاء هو العبادة) وقرأ ? وقال ربكم أدعوني أستجب لكم ?.
.وورد في الحديث الآخر ((الدعاء مخ العبادة)) رواه أحمد وغيره وفي إسناد عبد الله بن لهيعة وهو سيء الحفظ. و (الدعاء هو العبادة) أعم وأشمل معنى.
32 - الحديث المشهور أن النبي ? قال: (إن الله قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب).
رواه الحاكم ورواته ثقات، وقد أُعل بالوقف، وهذا قول الإمام الدار قطني رحمه الله في كتابه العلل. فقد صحح وقفه على عبد الله بن مسعود ?.
[الشريط السابع عشر]
33 - قول ابن عباس رضي الله عنهما: ((الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن آمن بالله وكذَّب بقدره نقض تكذيبه توحيد)). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة، والآجري واللالكائي وابن بطه في الإبانة، وغيرهم من طريق سفيان الثوري عن عمر بن محمد رجل من ولد عمر بن الخطاب عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا إسناد فيه إبهام ولا يصح.
34 - صح عند أبي داوود وابن ماجه وأحمد وغيرهما من طريق أبي سنان عن وهب ابن خالد عن ابن الديلمي فيما يرويه عن ابن مسعود وأُبي بن كعب أن النبي ? قال: (لو أنفقت مِثل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله الله تعالى منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك).
35 - قال النبي ?: (إذا استعنت فاستعن بالله) رواه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وإسناده صحيح.
[الشريط الثامن عشر]
36 - الأصيرم واسمه عمرو بن ثابت حين شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قُتل فدخل الجنة، قال ?: (عَمِلَ قليلاً وأُجِر كثيرا) الحديث رواه أحمد وغيره بسند جيد.
37 - قال ابن مسعود ?: ((كم من مريد للحق لم يصبه)) رواه الدارمي وغيره بسند قوي.
[الشريط التاسع عشر]
(يُتْبَعُ)
(/)
38 - جاء في حديث حماد بن سلمه عن ثابت البناني عن أنس أن النبي ? قال: (لقد أوذيت في الله وما يُؤْذى أحد وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاث ما بين يوم وليلة وما لي ولعيالي طعام إلا ما يواري إبط بلال) رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح.
39 - جاء عن سعيد بن المسيب بسند صحيح عند البيهقي وغيره: ((أنه رأى رجلاً يكثر من الصلاة بعد طلوع الفجر فزجره سعيد عن ذلك وخوفه بالله جل وعلا فقال الرجل: أيعذبني الله على الصلاة؟! قال: لا يعذبك على الصلاة ولكن يعذبك على مخالفة السنة)).
40 - تواتر النقل عن الصحابة والتابعين وتتابعت كلماتهم يقولون: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم))
41 - روي عن النبي ? أنه قال: (أفضل الأعمال أحمزها) أي أصعبها وأشقها. يقال: حَمُزَ الرجل: من باب ظَرُفَ أي أشتد. وهذا الأثر لا أصل له عن النبي ? وقد أشار إلى ذلك المؤلف في قوله: ((ليس له أصل)) وهذا قول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين.
42 - روي عن النبي ? أنه قال: (من حج ولم يزرني فقد جفاني) وهذا خبر موضوع على رسول الله ? والأدلة الصحيحة تخالف هذا وتناقضه.
43 - روي عن رسول الله ? أنه قال: (لو حسَّنَ أحدكم ظنه بحجر لنفعه ذلك) وهذا الأثر مروي في الكتب الموضوعة وجاء في كتب غلاة الصوفية بدعوى التعلق بالله وحسن التوكل ونحو ذلك، وهذا شرك برب العالمين.
44 - الأصل أن المرأة عورة كما في حديث ابن مسعود ? عند الترمذي بسند صحيح: ((المرأة عورة)).
45 - رواية: ((سفعاء الخدين)) هذه رواية جاءت في صحيح الإمام مسلم من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر.
بينما الحديث رواه الإمام مسلم من طريق ابن جريح عن عطاء عن جابر بدون لفظه ((سفعاء الخدين)) ((امرأة من سطة الناس)).
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى أيهما أرجح في عطاء ابن جريج أم عبد الملك؟! فقال: ابن جريج إذاً رواية عبد الملك شاذة والحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس بدون هذه اللفظة.
46 - حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان ابن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ? قال: (بعثت بالسيف حتى يُعْبَدَ الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي) رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى بسند لا بأس به وقد قال عنه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في الاقتضاء إسناده جيد.
47 - النبي ? قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) رواه أهل السنن بسند صحيح.
48 - حديث أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي ? قال: ((كان ? يصلي أربعاً قبل العصر)) وهذا إسناده جيد.
49 - جاء في حديث محمد بن عمرو عن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي ? قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة).
وجاء في حديث عبد الرحمن بن زياد الأفريقي حين سُئل النبي ? عن هذه الفرقة قال: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) وهذه الرواية ضعيفة ولكن معناها صحيح.
وجاء في حديث معاوية عند أبي داود وغيره قبل من هم يا رسول الله قال ((الجماعة)).
[الشريط العشرون]
50 - قوله ? (الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) هذا الخبر رواه أبو يعلى في مسنده والبزار وغيرهما من طريق يوسف بن عطية قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن النبي ? قال، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً ويوسف بن عطية متروك الحديث وقد حكي الاتفاق على ضعف هذا الخبر، وهذا الصواب، فإنه لا خلاف بين أهل الحديث في نكارة هذا الخبر.
51 - قال ?: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) هذا جزء من حديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما من طريق عاصم بن رجاء بن حيوه عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء وهذا إسنادٌ ضعيف وفيه اختلاف.
ولكن لا ريب أن العالم أفضل من العابد، وهذا ليس لكل عالم، إنما هو للعالم العامل الذي جمع مع العلم العبادة
(يُتْبَعُ)
(/)
52 - قال ?: (إن الله وملائكته يصلون معلمي الخير) هذا الخبر رواه الترمذي رحمه الله من طريق سلمة بن رجاء قال حدثنا الوليد بن جميل قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي ?، وهذا خبر لا يصح فيه عدة علل، وقد قال الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالى الوليد يروي مناكير عن القاسم، والقاسم مختلفٌ فيه.
53 - قال ?: (إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها) هذا الحديث رواه الترمذي رحمه الله تعالى من طريق محمد بن يزيد الواسطي قال حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوه عن قيس بن كثير ويقال كثير بن قيس ـ عن أبي الدرداء وأعله الترمذي بالانقطاع، ورواه أبو داود وابن حبان وجماعة من طريق عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن الدرداء وفي داود بن جميل وكثير بن قيس كلام والخبر ضعيف قد جاء في إسناده اضطراب
54 - الجهاد يكون باللسان ويكون باللسان ويكون بالمال ويكو بالنفس في سُنن أبي داود والنسائي من طريق جماد بن سلمه عن حميد الطويل عن أنس قال ?: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) وهذا على قدر طاقة كل واحدٍ منا.
[الشريط الحادي العشرون]
54 - قال أبو الدرداء ?: ((من فقه الرجل أن يقبل على صلاته وقلبه فارغ)) رواه البخاري في صحيحه معلقاً والإسناد صحيح.
55 - جاء عند الترمذي أن النبي ? قال: (الصلاة في أول وقتها) غير أن هذه الرواية ضعيفة شاذة لا يمكن الاعتماد عليها.
56 - النبي ? همَّ بتحريق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة والحديث متفق على صحته قال أبو هريرة ? قال النبي ? قال: (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم).
وقد جاء في رواية مسند الإمام أحمد رحمه الله ((لولا ما فيها من النساء والذرية)) وهذا الرواية ضعيفة شاذة لا تصح.
57 - جاء في الموطأ من رواية مالك عن زياد ابن أبي زياد عن طلحة بن عُبيد الله بن كريز أن النبي ? قال: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له) وهذا حديث مرسل ولا يصح إلا مرسلاً، وله شاهد عند الترمذي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولا يصح أيضاً.
58 - الروايات الواردة في الإكثار فيهن – أي عشر ذي الحجة - من التكبير والتهليل والتحميد لا يصح منها شيء وحديث أبي هريرة وفيه يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر هذا رواه الترمذي وغيره وفي صحته نظر، هذا الخبر ضعيف ولا يصح، والمحفوظ في الباب حديث ابن عباس المتقدم.
59 - وجاء في حديث حماد بن سلمه بن ثابت عن أنس ? قال ?: (لقد أُوذيت في الله وما يُؤذى أحد وأُخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاث ما بين يوم وليلة وما لي ولعيالي طعام إلا ما يواري إبط بلال) رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح.
60 - (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) هذا لفظ حديث رواه الترمذي وغيره من طريق شعبة عن سليمان الأعمش عن يحيى بن وثاب عن شيخ من أصحاب النبي ? أن النبي ? قاله.
قال الذهبي كان شعبة يرى أن هذا الشيخ هو ابن عمر رضي الله عنهما، وقد جاء مصرحاً به عند ابن ماجه والطبراني.
61 - قوله ? ((تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة))، رواه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس وإسناده صحيح.
62 - هذا الحديث روي عن طريق عبد الغني بن أبي عقيل ثنا يغنم بن سالم عن أنس بن مالك ? قال: ((كان رسول الله ? جالساً في جماعة من أصحابه فقال من صام اليوم؟ قال أبو بكر: أنا .. الخ)) وهذا الطريق موجود في التمهيد للإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى. وهذا الإسناد متروك قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى: يغنم بن سالم كان يضع الحديث على أنس
وقال ابن يونس حَدَّث عن أنس فكذب، وجزم بضعفه أبو حاتم وابن عدي وجماعة.
فلو وقف المؤلف على حديث أبي هريرة في مسلم لاستغنى به عن هذا الطريق الواهي وعن الاشتغال بذكر بعض الطرق الواهية.
[الشريط الثاني العشرون]
(يُتْبَعُ)
(/)
63 - قال النبي ?: (إنه من يعش منك فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة) الحديث رواه أهل السنن وغيرهم من حديث العرباض بن سارية وإسناده جيد.
64 - جاء في حديث محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمه عن أبي هريرة أن النبي ? قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وسوف تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار) في رواية عبد الرحمن بن زياد حين سُئل النبي ? من هم قال: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وهذه الرواية شاذة. وعبد الرحمن بن زياد ضعيف الحديث.
وفي رواية معاوية عند أبي داود وغيره ((هم الجماعة)) والسند صحيح، والجماعة هم من كان على مثل ما عليه النبي ? وعليه الصحابة.
وقد طعن في هذا الخبر كثير من المتأخرين لأن النبي ? قال: (كلها في النار) فهؤلاء اعتقدوا أن المقصود التخليد في النار وحين أنكروا هذا الخبر وكذَّبوا بما لم يحيطوا به علماً، وهذا خطأ من وجوه:
الوجه الأول: أنه لا يصح تضعيف الأحاديث الصحيحة بمثل هذه الطرق.
الوجه الثاني: أن من جهل شيئاً لا ينبغي أن يجعل جهله حجةً على علم غيره.
الوجه الثالث: أن هذا الخبر صحيح، وقد صححه الأكابر من الحفاظ ومعناه يتوافق مع المعاني الأخرى في كتاب الله وفي سنة رسول الله ?.
65 - قال المصنف: (فلو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيراً لهم من أعمالهم) قال الشارح: هذا جزء من حديث رواه أبو داود وغيره من طريق سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد عن ابن الديلمي عن أُبي بن كعب عن النبي ? وسنده جيد.
[الشريط الرابع العشرون]
66 - قوله ?: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل ولا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة) رواه الإمام أحمد والترمذي من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة ? عن النبي ?، وقد رجح الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقف هذا الخبر.
67 - حديث: ((قدِّموا قرشياً ولا قدموها)) هذا الخبر ضعيف.
68 - حديث شعيب ابن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر قال: ((كان آخر الأمرين ترك الوضوء مما مست النار ... )) وهذا الخبر معلول، أعله أبو حاتم وأبو داود وابن حبان وجماعة، وحكموا عليه بأنه مختصر.
الصواب: أن النبي ? أكل من كتف شاة ولم يتوضأ.
وكتبه /
أبو المهند القصيمي
في صبيحة الثلاثاء 17/ 3 / 1429هـ في الساعة 6.24
Saleh1427@hotmail.com
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 01:32]ـ
أحسنت أبا مهند ..
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 05:05]ـ
ابن رجب ..
بارك الله فيك وشكراً على مرورك ..
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 06:16]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مهند ونفع الله بك.
ـ[أبو المهند القصيمي]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 11:53]ـ
بورك فيكم
لكن لماذا تغفلون عن (ال) في اسم ابني ((ابتسامة))(/)
أسئلة متعلقة بشرح الأحاديث .. الرجاء الإجابة عليها ..
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي الطريقة العلمية لتخريج الحديث؟؟
وكيف أخرج الحديث؟؟
كيف استنبط الأحكام من الحديث؟؟
الرجاء تزويدي بشروح حديثية غير شروح البخاري ومسلم ..
ـ[أم عبدالرحيم]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:18]ـ
أرجو الرد ضروري جدا
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 04:38]ـ
أختى الفاضلة أم عبد الرحيم حفظك الله تعالى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد:
أما عن الطريقة العملية لتخريج الحديث فالأمر يطول شرحه لأن للتخريج سبعة طرق وهى:
1. التخريج عن طريق لفظة مشتهرة فى الحديث ـ هكذا عبر عنها شيخنا المفضال أبو محمد الأزهرى شهاب الدين محمد أبو زهو ـ وهناك تفصيل كثير فيها وهذه الطريقة تعتمد إعتماداً كلياً على كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث لمجموعة من المستشقين على رأسهم رجل يدعى فنسنك. وتعتمد أيضاً على بعض الكتب الأخرى لكن هذا أشهرها وأحسنها.
2. التخريج عن أول لفظة فى الحديث وهذه الطريق تعتمد على عدة كتب من أهمها:
ـ كتاب الجامع الكبير للإمام السيوطى رحمه اله تعالى.
ـ كتاب الجامع الصغير له أيضاً. وعليهما الإعتماد وبعض الكتب الأخرى.
3. التخريج عن طريق معرفة الراوى الأعلى للحديث وهى تعتمد إعتماداً كلياً على كتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للإمام العلامة الحافظ المزى رحمه الله تعالى ـ أسأل الله تعالى أن يوفقنى فى العمل الذى أقوم به تجاهه إن شاء الله تعالى ـ وكتاب المسند للإمام المبجل أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى رحمه الله تعالى وعلى غيرها من الكتب أيضاً.
4. التخريج عن طريق معرفة موضوع الحديث وهذه الطريقة تعتمد على كتاب مفتاح كنوز السنة للمجموعة من المستشرقين وعلى رأسهم فنسنك وترجمه للغة العربية الشيخ العلامة الراحل محمد بن فؤاد عبدالباقى وقدم له العلامة أبو الألأشبال أحمد بن محمد شاكر رحمه الله تعالى وتعتمد أيضاً على كنز العمال فى سنن الأعمال والأقوال للمتقى الهندىرحمه الله تعالى.
5. التخريج عن طريق صفة غالبة على الإسناد أو المتن كأن يكون الحديث مسلسلاً أو متواتراً أو قدسياً أو غير ذلك وتعتمد على مجموعة من الكتب مثل:
ـ كتاب الأحاديث القدسية إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
ـ كتاب المقاصد الحسنة للحافظ السخاوى رحمه الله تعالى.
ـ كتاب الأزهار المتناثرة فى الأخبار المتواترة للسيوطى رحمه الله تعالى. وغيرها.
6. التخريج عن طريق السبر والتتبع والإستقرآء وتعنى أن الباحث يأخذ كتب السنة ويقوم بقرآءتها حديثاً حديثاً وكلما وقف على الحديث أخرجه من مصدره وهى صعبة جداً وليس لهذه الطريقة قواعد.
7. التخريج عن طريق الحاسب الآلى وهى تعتمد إعتماداً كلياً على جهاز الكمبيوتر ولها أقراص مدمجة خاصة بها كالمكتبة الألفية وغيرها ومن الممكن التخريج من على المكتبة الشاملة وغيرها من المكتبات التى جمعت كتب السنة.
أما عن سؤالكِ كيف أخرج حديثاً فله جوابه إن شاء الله تعالى فى السلسلة التى سأقدمها لأعضاء منتدانا المباركين وهى تحت عنوان كيف أخرج حديثاً فانتظرى أختاه واصبرى حتى يأتى أمر الله تعالى عن قريب بإذن الله تعالى.
أما عن سؤالك كيف أستبط الأحكام من الحديث فهذا لا يتأتى إلا لمن يلتزم بقراءة كتب الشروح الحديثية خاصة الكتب المتأخرة الموسوعية لا الشروح المختصرة فبهذا يحدث عندكِ الدُّربة على الملكة حتى تحصل لك الملكة الفقهية والتى بها تستنبط الأحكام من الكتاب العزيز والسنة المباركة.
ومن كتب الشروح على صحيح مسلم كتاب شيخنا موسى شاهين لاشين حفظه الله تعالى وهو بعنوان:
((فتح المنعم بشرح صحيح مسلم)). وكتاب ((منة المنعم فى شرح صحيح مسلم)) لصفى الرحمن المباركفورى رحمه الله تعالى.
ومن الشروح على أبى داود كتاب عون المعبود فى شرح سنن أبى داود لشمس الحق العظيم آبادى. رحمه الله تعالى.
ومن الشروح على سنن النسائى شرح للشيخ الشنقيطى رحمه الله تعالى.
وفقكِ الله تعالى
أبو البرآء السلفى ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=13682)(/)
من يفيدني بصحة هذا الاثر (إن لله ريحا تسمى الصبحية مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار)؟
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 12:53]ـ
قال سفيان الثوري (إن لله ريحا تسمى الصبحية مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار فتحمل الأنين والاستغفار)
ذكر ذلك الثعلبي في الكشف والبيان وابن الجوزي في المدهش وحقي في تفسير حقي
قرات هذا الأثر في هذه الكتب الثلاثه لكن لا أدري عن صحته
أفيدوني أثابكم الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 08:51]ـ
هذا الأثر لا يصح أخي العزيز، وكونه من رواية سفيان الثوري رحمه الله أعجب وأغرب، وما هي إلا دليل بطلانه، وقد أسنده ابن عساكر بسند ضعيف في (تاريخ دمشق ج54/ص252) من قول محمد بن علي الكتاني بلفظ: (إن لله تعالى ريحا تسمى الصيحة، مخزونة تحت العرش، تهب عند الأسحار تحمل الأنين والاستغفار إلى الملك الجبار).
والله تعالى أعلم
ـ[أبو مساعد]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 01:11]ـ
بارك الله فيك شيخنا وأجزل لك المثوبة ونفع بك ...(/)
قصيدة غزلية "في المصطلح" من يتكرم بشرحها؟
ـ[ابراهيم عبده محمد]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 10:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكرمكم الله في الدنيا والاخرة
من يتكرم علينا بشرح تلك القصيدة بارك الله لكم جميعا
قصيدة غزلية في ألقاب الحديث
تأليف
شهاب الدين أحمد بن فرج الأشبيلي
1 غَرَامِي صَحِيحٌ وَالرَّجَا فِيكَ مُعْضَلُ وَحُزْنِي وَدَمْعِي مُرْسَلٌ وَمُسَلْسَلُ
2 وَصَبْرِيَ عَنْكُمْ يَشْهَدُ الْعَقْلُ أَنَّهُ ضَعِيفٌ وَمَتْرُوكٌ وَذُلِّيَ أَجْمَلُ
3 وَلاَ حَسَنٌ إِلاَّ سَمَاعُ حَدِيثِكُمْ مُشَافَهَةً يُمْلَى عَلَىَّ فَأَنْقُلُ
4 وَاَمْرِيَ مَوْقُوفٌ عَلَيْكَ وَلَيْسَ لِي عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ عَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ
5 وَلَوْ كَانَ مَرْفُوعًا إِلَيْكَ لَكُنْتَ لِي عَلَى رَغْمِ عُذَّالِي تَرِقُّ وَتَعْدِلُ
6 وَعَذْلُ عَذُولِي مُنْكَرٌ لا أُسِيغُهُ وَزُورٌ وَتَدْلِيسٌ يُرَدُّ وَيُهْمَلُ
7 أُقَضِّي زَمَانِي فِيكَ مُتَّصِلَ الأَسى وَمُنْقَطِعًا عَمَّا بِهِ أَتَوَصَّلُ
8 وَهَا أَنَا فِي أَكْفَانِ هَجْرِكَ مُدْرَجٌ تُكَلِّفُنِي مَا لا أُطِيقُ فَأَحْمِلُ
9 وَأَجْرَيْتُ دَمْعِي فَوْقَ خَدِّي مُدَبَّجًا وَمَا هِيَ إلا مُهْجَتِي تَتَحَلَّلُ
10 فَمُتَّفِقٌ جِسْمِي وَسُهْدِي وَعَبْرَتِي وَمُفْتَرِقٌ صَبْرِي وَقَلْبِي الْمُبَلْبَلُ
11 وَمُؤْتَلِفٌ وَجْدِي وَشَجْوِي وَلَوْعَتِي وَمُخْتَلِفٌ حَظِّي وَمَا مِنْكَ آمُلُ
12 خُذِ الْوَجْدَ مِنِّي مُسْنَدًا وَمُعَنْعَنًا فَغَيْرِي بِمَوْضُوعٍ الْهَوَى يَتَحَلَّلُ
13 وَذِي نُبَذٌ مِنْ مُبْهَم الْحُبِّ فَاعْتَبِرْ وَغَامِضُهُ إنْ رُمْتَ شَرْحًا أَطَوِّلُ
14 عَزِيزٌ بِكُمْ صَبٌّ ذَلِيلٌ لِعِزِّكُمْ وَمَشْهُورُ أَوْصَافِ الْمُحِبِّ التَّذَلُّلُ
15 غَرِيبٌ يُقَاسِي الْبُعْدَ عَنْكَ وَمَا لَهُ وَحَقِّكَ عَنْ دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ
16 فَرِفْقًا بِمَقْطُوعِ الْوَسَائِلِ مَا لَهُ إِلَيْكَ سَبِيلٌ لا وَلا عَنْكَ مَعْدِلُ
17 فَلا زِلْتَ فِي عِزٍّ مَنِيعٍ وَرِفْعَةٍ وَلا زِلْتَ تَعْلُو بِالتَّجَنِّي فَأَنْزِلُ
18 أُوَرِّي بِسُعْدَى وَالرَّبَابِ وَزَيْنَبٍ وَأَنْتَ الَّذِي تُعْنَى وَأَنْتَ الْمُؤَمَّلُ
19 فَخُذْ أَوَّلاً مِنْ آخِرٍ ثُمَّ أَوَّلاً مِنْ النِّصْفِ مِنْهُ فَهْوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
20 أَبَرُّ إِذَا أَقْسَمْتُ أَنِّي بِحُبِّهِ أَهِيمُ وَقَلْبِي بِالصَّبَابَةِ مُشْعَلُ
واعتذر عن التعريف بها، تاركا ذلك لأهل العلم والتحقيق
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 08:00]ـ
هذا شرح لقصيدة (غرامي صحيح) للشيخ المنجد- حفظه الله-، (وأظن أن للشيخ أبي إسحاق الحويني شرحا عليها):
وتم تفريغ الشريط من أحد الأخوة من احد المواقع قال الشيخ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فلا تستعجلوا وتفكروا وتدبروا في هذه القصيدة:
غَرَامِي صَحِيحٌ وَالرَّجَا فِيك مُعْضَلُ وَحُزْني وَدَمعِي مُرْسَلٌ وَمُسَلْسَلُ
وَصَبْرِي عَنْكُمْ يَشْهَد الْعَقْلُ أنَّهُ ضَعِيفٌ، وَمَتْرُوكٌ وَذُلِّيَ أجْمَلُ
وَلا حَسَنٌ إلاّ سَمَاعُ حَدِيِثكُمْ مُشافَهَةً يُمْلَى عليَّ فَأنْقُلُ
وَأمْرِيَ مَوْقُوفٌ عَليكَ وَلَيْسَ لِي عَلَى أحَدٍ إلاَّ عَلَيْك المُعَوَّلُ
وَلَوْ كَانَ مَرْفُوعاّ إلَيْكَ لَكُنْتَ لِي عَلَى رَغْمِ عُذَّالِي تَرِقُّ وَتَعْدِلُ
وَعَذْلُ عَذُوِلي مُنكرٌ لاَ أسِيغُهُ وَزُورٌ، وتَدْليسٌ يُرَدُّ وَ يُهْمَلُ
أُقَضي زَمَانِي فِيّك مُتَصِلَ الأسَى وَمُنْقَطِعاً عّمَّا بِهِ أتَوَصَّلُ
وَهَا أنَا في أكْفَانِ هَجْرِك مُدْرجٌ تُكلِّفُنِي مَا لاَ أطِيقُ فَأحْمِلُ
وَأجْرَيتُ دَمْعِي فَوْقَ خَدِّي مُدَبَّجا وَمَا هِي إلاَّ مُهْجَتِي تَتَحلَّلُ
فَمتَّفِقٌ جِسمِي وَسُهْدِي وَعبرتِي وَمُفْتَرِقٌ صَبْرِي وَقَلْبِي المُبَلْبلُ
وَمُؤتَلِفٌ وَجْدِي وَشَجْوِي وَلَوْعَتِي وَمخْتَلِفٌ حَظِّي وَمَا مِنْك آمُلُ
خُذِ الْوَجْدَ مِنِّي مُسْنَداً، وَمُعَنْعَناً فّغَيْرِي بِمَوْضُوع الْهَوَى يَتَحَلَّلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَذِي نُبَذٌ مِنْ مُبْهَمِ الحُبِّ فَاَعْتَبِرْ وَغَامِضُهُ إنْ رُمْتَ شَرْحاً أطَوَّلُ
عَزِيزٌ بِكُمْ صَبٌّ ذَلِيلٌ لِعِزِّكُمْ وَمَشْهُورُ أوْصَافِ المُحِبِّ التَّذَلُلُ
غَرِيبٌ يُقَاسِي البُعْدَ عنْكَ وَ مَالَه وحَقِّك عَن دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ
فَرِفْقاً بِمَقْطُوعِ الوَسائِلِ مالَهْ إلَيْك سَبِيلٌ لاَ وَلاَ عنْك مَعْدِلُ
فَلا زِلتَ في عِزَ مَنيعٍ وَرِفْعَةٍ وَلاَ زِلتَ تَعْلوُ بالتَجَنِّي فَأنْزِلُ
أُوَرِّي بِسُعدَى وَالرَّبَابِ وزيْنَبٍ وَأنْتَ الذِي تُعنى وأنْت المُؤمَّلُ
فَخُذْ أوَّلاْ مِن آخرٍ ثُمَّ أوَّلاً مِنَ النِّصْفِ مِنْهُ فَهوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
أبَرُّ إذَا أقْسمْتُ أنِّيِ بِحُبِّهِ أهيِمُ وَقَلْبِي بالصبابة مُشْعَلُ
موضوع المنظومة
ما هو موضوع هذه القصيدة؟ أنوع الحديث في مصطلح الحديث، لعل الناظم لما رأى إقبال الناس
على الهوى والمحبة، قال: لا طريق لتعريفهم بالمصطلح إلا بأن نسلك هذا السبيل، فنظم الناظم
رحمه الله هذه القصيدة في هيئة الغزل، لكنها في الحقيقة تحتوي على أقسام الحديث وأنواعه في
علم مصطلح الحديث. وهذه القصيدة للعلامة ابن فرح الأشبيلي رحمه الله تعالى، شرحها العلامة
محمد السفاريني الحنبلي في كتابه: الملح الغرامية بشرح منظومة ابن فرح اللامية، وسنترك
ترجمة الناظم والشارح إلى النهاية إن شاء الله، ونشرع في الكلام على هذه القصيدة وما تحويه
من أنواع مصطلح الحديث. وهي تصلح لمن يريد أن يدرس مصطلح الحديث في البداية كما تصلح
البيقونية وغيرها، وقد شابه الناظمَ الشارحُ في أول شرحه، فقال: الحمد لله الذي رفع ذكر أهل
المحبة وفضل، وأجرى دمعهم مدبجاً على وجنة خد المعلل، وأوقفهم على الحسن فكلهم في قيد
الغرام مسلسل لا مرسل، وذللهم للجمال وإن كانوا من أعز العالم وأبسل، وأعضلهم عن مشافهة
من علقوا به فليست دفاترهم تملى على غيره أو تنقل، سبحانه وتعالى من إله وفق من أحبه
لصحيح القصد وخوّل، وفرق شمل من مقته وضعف قلبه وزلزل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له -فهو القديم- شهادةً تقطع عنا علائق الشرك وبها إلى خالص التوحيد نتوصل، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله الذي ما ترك منكراً إلا بتكه بسيفه العدل وأبطل، نبي ألف الله به بين قلوب
كانت قبله مختلفة لا توجل. إلى آخر المقدمة؛ ذكر فيها فضل علم الحديث، وأن هذه القصيدة قد
احتوت أقسام المصطلح ضمنها فيه على سبيل التورية فزادت بذلك ملاحتها، وظهرت فصاحتها، ثم
إنه ذكر عزمه على شرح هذه المنظومة.
تعريف الحديث الحسن وذكر كيفيات السماع
ولا حسنٌ إلا سماع حديثكم مشافهةً يملى عليَّ فأنقل
فما هي المصطلحات الحديثية في هذا البيت؟ الحسن والمشافهة والسماع والإملاء. الحديث
الحسن: هو ما رواه الثقة الضابط لكن ليس تام الضبط؛ لأنه لو كان تام الضبط لصار الحديث صحيحاً،
فما رواه ثقة ضابط ليس بتام الضبط متصلاً إلى منتهاه فهو حديث حسن. والحديث الحسن قد يكون
حسناً لذاته، وقد يكون حسناً لغيره؛ وهو الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور، لكنه ليس مغفلاً
كثير الخطأ فيما يرويه، ولا هو متهماً بالكذب، فإذا جاء من وجه آخر تقوى به وصار حسناً لغيره.
فالحسن لغيره هو حديث ضعيف جاء مع حديث ضعيف آخر تقوى به، فصار حديثاً حسناً لغيره، فهو
أصلاً ضعيف قد ارتقى .......
كيفيات السماع
أما مسألة السماع التي أشار إليها الناظم رحمه الله، فإن سماع التلميذ من الشيخ على مراتب:
فأعلاها سمعت وحدثني، ثم أخبرني وقرأت عليه؛ لأن السماع من الشيخ أعلى من القراءة على
الشيخ، ثم قُرئ عليه وأنا أسمع، ثم أنبأني، ثم ناولني، ثم شافهني بالإجازة، ثم كتب إليَّ، ثم
عن فلان أو أن فلاناً ونحو ذلك. والحديث: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً بأن يتلفظ
به كقوله: (إنما الأعمال بالنيات) وفعلاً كلبسه المغفر والدرع وحفر الخندق، وتقريراً كصلاة خبيب
عندما أراد المشركون قتله، فأقر النبي صلى الله عليه وسلم خبيباً على ذلك. وإذا قال الراوي: كنا
نفعل كذا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو قلنا كذا بحضرته صلى الله عليه وسلم فأقرهم؛
فهذا أيضاً يكون من الحديث لكن بالتقرير، أو كان صفةً كأوصافه صلى الله عليه وسلم كنقل الراوي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه كان أكحل العينين، أزج الحاجبين، أبيض مشرباً بحمرة، وما شابه ذلك. وأما المشافهة: فهي
تكون بالإجازة، فإن الشيخ يشافه الطالب بإجازته في رواية مروياته وأحاديثه. وأما الإملاء: فهو أن
يملي الشيخ ويكتب التلميذ؛ سواء كان الشيخ يملي من حفظه، أو من أصله؛ وأصله هو كتاب
الشيخ الذي عنده، وقد صحح البخاري رحمه الله في بداية طلبه وهو تلميذ لأحد شيوخه وكان يُقرأ
عليه قراءة من حفظه، فتعجب الشيخ وتوقف، ثم دخل بيته واستخرج أصله فنظر فيه فإذا هو كما
يقول أبو عبد الله فأذعنوا له. والإملاء أرفع من قراءة التلميذ، إذا كان الشيخ يملي من كلامه والتلميذ
يكتب فهذا أعلى من كون التلميذ يقرأ من محفوظات الشيخ، أو من كتاب الشيخ والشيخ يسمع؛
لأن الشيخ يقرأ والتلميذ يسمع ويكتب فهذه أعلى ما يكون من الضبط والتحرز.
تعريف الموقوف
وأمري موقوف عليك وليس لي على أحدٍ إلا عليك المعول
س: ماذا ذكر في هذا البيت من أنواع المصطلح؟ ج: الموقوف: وهو ما قاله الصحابي أو فعله؛ سواء
كان متصل السند إليه أم لا، أما إذا كان من كلام التابعي فلا يُسمى موقوفاً، لكن بعض العلماء
يقول: موقوف على فلان وهو التابعي، موقوف على الحسن البصري، موقوف على مالك بن دينار،
وبعض الفقهاء الخراسانيين يسمون الموقوف بالأثر. إذاً. الموقوف: هو ما أضيف إلى الصحابي من
قول الصحابي أو من فعل الصحابي، سواء كان متصل السند، أو غير متصل السند .......
تعريف المرفوع
ولو كان مرفوعاً إليك لكنت لي على رغم عذالي ترق وتعدل
س: ماذا ذكر هنا؟ ج: المرفوع، وهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة؛ سواء كان هذا المضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم صحابياً أو غيره، وسواء كان هذا الإسناد متصلاً أم لا. فإذا قيل: حديث مرفوع، لا يلزم أن يكون حديثاً متصلاً، قد يكون منقطعاً ولكنه مرفوع، فالمرفوع هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً أو غير صحيح، متصلاً أو غير متصل .......
تعريف الحديث المنكر وذكر مراتب التدليس
وعذل عذولي منكرٌ لا أسيغه وزور وتدليس يُرد ويُهمل
س: ماذا ذكر في هذا البيت؟ ج: ذكر خمسة أقسام وهي: المنكر، التدليس، مهمل، المردود، الزور؛ وهو الكذب. فالمنكر: ما فحش غلط راويه. وقيل: ما انفرد به من لم يبلغ في الثقة والإتقان ما يُحتمل تفرده، فالمنكر: ما تفرد به غير الثقة. لو عندنا واحد ليس بثقة تفرد بحديث، لم يأتِ به غيره، فإننا نسمي هذا الحديث حديثاً منكراً، فمن فحش غلطه، أو كثرت غفلته، أو ظهر فسقه فحديثه منكر كما قال ابن حجر رحمه الله. أما إذا تفرد الثقة بحديث فيقبل إلا إن خالف الثقات فيرد، والحديث الذي خالف فيه الثقة من هو أوثق منه يُسمى شاذاً، فالتحقيق والتدقيق أن الشاذ غير المنكر: فالمنكر: ما تفرد به غير الثقة. الشاذ: ما خالف فيه الثقة من هو أوثق منه .......
ذكر مراتب التدليس
المدلس: وأشار إليه بقوله: تدليس، والحديث المدلس سُمي بذلك لكون الراوي لم يسم من حدثه، فأوهم أنه سمع ممن لم يحدثه به؛ وهو أنواع: فلو أن الراوي وصف شيخه بصفة، أو سماه باسم لا يُعرف به هذا الشيخ، فهذا تدليس الشيوخ، لماذا يفعل بعض الرواة هذا؟ لماذا يسمون شيوخهم بأسماء غير معروفة وغير مشهورة؟ إما لقصد سيئ من المباهاة، وإيهام تكثير الشيوخ، فمرة يقول: أبو عبد الله المصري، ومرة يقول: محمد كذا، وهو نفسه شخص واحد، أو أن الشيخ صغير السن وهذا الراوي يأنف أن يحدث عن شيخ صغير السن، أو من هو في مثل سنه، أو من هو أصغر منه، فيأتي باسم غير مشهور أو غير معروف لهذا الشخص. أو أن الشيخ ضعيف فهذا لو ذكره باسمه، مثلاً: لو قال: حدثنا عطية العوفي، لقالوا: قف، هذا حديثك ضعيف، عطية ضعيف، لكن يسميه باسم آخر: أبو فلان كذا، فيتوهم السامع أن هذا شخص آخر ولا يخطر بباله أن هذا هو الضعيف، فقد يسميه باسم غير اسمه، أو يكنيه بغير كنيته، أو ينسبه إلى غير نسبته، أو إلى غير قبيلته، أو يذكر له صفة غير صفته، ونحو ذلك تعمية وتدليساً. وهناك تدليس الإسناد، وهو أن يروي بعض الرواة عمن لقيه وسمع منه حديثاً ليس من مسموعاته منه، فهو قد سمع منه أحاديث معينة، لكنه يروي لنا عن الشيخ هذا حديثاً لم يسمعه منه، فالناظر في السند أول ما يتوهم يقول: نعم فلان سمع
(يُتْبَعُ)
(/)
من فلان، وهذا من شيوخه فإذن هذا سمعه منه، مع أنه في الحقيقة قد سمع منه أحاديث ولقيه، لكن هذا الحديث بالذات ما سمعه منه، إنما سمعه بواسطة عنه فيحذف الواسطة ويقول: عن فلان، موهماً أنه سمع منه، والتدليس لا يجوز. فيحرم عليه أن يسمع من ضعيفٍ عن الشيخ فلان فيحذف الضعيف ويقول: عن الشيخ فلان؛ وهذا لا شك أنه تدليس شنيع جداً، ولذلك قال شعبة: لأن أزني أحب إليَّ من أن أدلس؛ لأنه يوعر الطريق على العلماء لاكتشافه، ولأنه يوهم أن الحديث سنده صحيح وليس كذلك، ويُروج لهذا الحديث ويأخذ به من يأخذ منخدعاً ونحو ذلك، فالتدليس أخو الكذب. وتدليس التسوية -وهو شر أنواع التدليس على الإطلاق-: أن يروي حديثاً عن شيخه الثقة، وهذا الشيخ الثقة يرويه عن ضعيف عن شيخ آخر ثقة فيأتي المدلس فيسقط الضعيف بين الثقتين ويقول: حدثني فلان -الذي هو الثقة- عن فلان الثقة الآخر وبينهما ضعيف أسقطه هذا المدلس؛ فيصبح السند أمام الناظر سنداً جيداً ليس فيه بأس، فإذا كان هذان الثقتان قد تلاقيا فكيف تكتشفه؟ يقول: حدثني فلان وهو ثقة عن فلان ثقة وبينهما راوٍ ضعيف أسقطه هذا المدلس؛ وهذا الثقة قد سمع من الثقة الآخر وعاصره، فمن ذا الذي يكتشفه؟ فلذلك عدوا هذا شر أنواع التدليس لصعوبة اكتشافه، لكن هيأ الله للأمة من يكتشف هذا وغيره، ويكون الإسناد مستوياً في هذه الحالة أمامك، كلهم ثقات قد لقي بعضهم بعضاً وسمع بعضهم من بعض، والتدليس مذموم ومردود وهو أخو الكذب، لكن قد حفظوا لنا أمثلة عن ناس لم يدلسوا إلا عن ثقات، يُسقط راوياً ثم يكتشف العلماء أن هذا كلما أسقط راوياًَ فإن المسقط ثقة، ولا يكاد يعرف بهذا إلا سفيان بن عيينة رحمه الله، فإنه لا يدلس إلا عن ثقة، ولذلك فإن تدليسه محمول
وهذا الرابط الصوتي:
http://media.islamway.com/lessons/munajjed/mes7.rm
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 09:04]ـ
قبل 3سنوات شرحها الشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[ابراهيم عبده محمد]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 01:25]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بك وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال(/)
من مصادر شروح الحديث الدفينة!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 05:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
في يوم من الأيام حضرت دورة من الدورات العلمية، وفي أثناء إحدى محاضرات الدكتور محمد بن الهادي أبو الأجفان رحمه الله تعالى، أشار إلى أننا في بعض الأحيان قد نجد بعض المعلومات في غير مظانها أو مصادرها، فسمي هذه المصادر التي لا تخطر على البال المصادر الدفينة.
ويعرف كثير من أهل العلم أننا نحتاج إلى إخراج كل جهود علمائنا الأفاضل في شرح سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فقد تنبهت،وربما تنبه غيري إلى أن التفاسير تعتبر من الشروح أو مصادر شرح السنة الدفينة،وخاصة تفاسير علماء كالعلامة ابن كثير –رحمه الله تعالى – فابن كثير مثلا قد شرح صحيح البخاري لكن الشرح مفقود إلى الآن للأسف، ولكن هل يتصور طالب العلم أن ابن كثير لن ينقل من شرحه ذاك بعض الإشارات والنكت اللطيفة ليزين بها تفسيره الرائع الماتع!
لذلك فقد حاولت أن أتأكد بنفسي، وإليكم النتيجة:
قال البخاري:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ:
"قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ."
قال ابن كثير:
قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله آكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه". قالوا: وما يشهد عليه ويكتب إلا إذا أظهر في صورة عقد شرعي ويكون داخله فاسدا، فالاعتبار بمعناه لا بصورته؛ لأن الأعمال بالنيات، وفي الصحيح: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
وقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} أي: ومن خرج من منزله بنية الهجرة، فمات في أثناء الطريق، فقد حصل له من الله ثواب من هاجر، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من الصحاح والمسانيد والسنن، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وَقّاص الليثي، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وهذا عام في الهجرة وفي كل الأعمال. وقوله: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} قد استدل طائفة من العلماء بقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} على وجوب النية في الوضوء؛ لأن تقدير الكلام: "إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم لها"، كما تقول العرب: "إذا رأيت الأمير فقم" أي: له. وقد ثبت في الصحيحين حديث: "الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 01:25]ـ
(فابن كثير مثلا قد شرح صحيح البخاري).اهـ.
هل من دليل؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 11:23]ـ
الأخ الكريم،
قولك: (فابن كثير مثلا قد شرح صحيح البخاري).اهـ.
غير صحيح
والمعروف بين أهل العلم، أن الحافظ ابن كثير شرع في شرح صحيح البخاري (ابن حجر: "الدرر الكامنة")، فشرح قطعة منه (ابن العماد: "الشذرات" والداودي: "طبقات المفسرين" وابن قاضي شهبة: "طبقات الشافعية")، ولم يكمله (ابن تغري بردي: "النجوم الزاهرة" والزركلي: "الأعلام"). والله أعلم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 11:21]ـ
الشيخ الفاضل أشرف بن محمد جزاك الله خيرا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121769
المفتي المحدث ذي الفضائل الحافظ عماد الدين إسماعيل بن كثير (ت:774هـ)، خرج و ألف،وصنف،وناظر، وفسر وتقدم، وهل يخفى القمر أو تغطى الشمس بمنخل، له (شرح صحيح البخاري)، قال المباركفوري " وهذا أيضا شرح جزء من صحيح البخاري ولم يتم تأليفه.
يقول أخي الفاضل أبو فاطمه الأثري:
اقتباس:
هناك شرح للحافظ ابن كثير رحمه الله وقد ذكره هو بنفسه في تفسيره وهذه بعضها:
1) التفسير (ج1ص42): وقد ورد فيه آثار كثيرة وأحاديث أفردنا الكلام فيها في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة.
2) التفسير (ج1ص372): وقد ذكرنا في شرح البخاري عند روايته ..
3) التفسير (ج2ص199): وقد إستقصيت طرقها في شرح البخاري ولله الحمد والمنة.
وقد أخبرني أحد الاخوان أنه أُخبر أنه بجمهورية مصر والله اعلم، ولا أدري هل هو موجود أم مفقود؟
* أرجو ممن يستطيع أن يأكد هذا الخبر" وخصوصا أبو فاطمه" أن يفيد اخوانه، وبالأخص أهل مصر حرسها الله.
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 03:51]ـ
الأخ الحبيب
ليس فيما ذكرتَ أي دليل علمي ينقض ما ذكره الأئمة من كون الحافظ ابن كثير قد شرع في شرح الصحيح، فشرح منه قطعة، ولم يتمه ..
بيان ذلك
جاء في مشاركتك:
(اقتباس:
هناك شرح للحافظ ابن كثير رحمه الله وقد ذكره هو بنفسه في تفسيره وهذه بعضها:
1) التفسير (ج1ص42): وقد ورد فيه آثار كثيرة وأحاديث أفردنا الكلام فيها في أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة.
2) التفسير (ج1ص372): وقد ذكرنا في شرح البخاري عند روايته ..
3) التفسير (ج2ص199): وقد إستقصيت طرقها في شرح البخاري ولله الحمد والمنة).اهـ.
الجواب:
1) قد كفانا الحافظ ابن كثير، فقال: (أول شرح البخاري ولله الحمد والمنة).اهـ.
2) ابن كثير رحمه الله يشير بقوله: (وقد ذكرنا في شرح البخاري عند روايته .. ). إلى الحديث الذي خرَّجه الإمام البخاري في "صحيحه": كيف كان بدء الوحي، ح رقم (7).
3) ابن كثير رحمه الله يشير بقوله: (وقد إستقصيت طرقها في شرح البخاري ولله الحمد والمنة). إلى الحديث الذي خرَّجه البخاري في "صحيحه": كتاب الإيمان، باب: الدِّين يسر، وقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة»، ح رقم (39).
وفي حقيقة القول هذه المناقشة على سبيل التنزّل، وإلا فإن قول ابن كثير رحمه الله: (في شرح البخاري). قد بيَّن الأئمة أنه لم يتمه ..
وعلى الذي يريد نقض أقوال الأئمة تبعات ثقيلة .. منها:
1 - أن يأتي بمخطوط شرح ابن كثير لكامل صحيح البخاري، أو يأتي بقِطَع منه، من أوله، ومن وسطه، ومن آخره ..
2 - أن يأتي بنصوص عن أهل العلم تُصرِّح بأن ابن كثير قد أتم شرح الصحيح ..
3 - أن يأتي بنصوص من شرح ابن كثير لصحيح البخاري، من أول الصحيح، ومن وسطه، ومن آخره، وليس هذا فحسب .. بل لابد من التنصيص أنه شرح الحديث الفلاني من كتاب كذا .. ويكون من الكُتب المتأخّرة في الصحيح .. لأنه يحتمل أن يقوم ابن كثير في أوائل شرح الصحيح، بشرح مفردات لأحاديث قد وردت في أواخر الصحيح .. وهذا واضح جليّ إن شاء الله .. والله أعلم.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 06:08]ـ
الشيخ الفاضل أشرف بن محمد جزاكم الله خيرا.(/)
يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ ... أم (النقير)؟!!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
عدد كبير من المسلمين والحمد لله تعالى، يحفظون الحديث التالي:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا" (أخرجه البخاري في صحيحه)
والمشكلة أني تفاجأت أن كثيرا من المستشهدين بهذا الحديث الشريف يكتبون لفظة (النُّغَيْرُ) هكذا: (النقير).
والذي جعلني أشير إلى ذلك أن مواقعا مهمة، تفعل هذا الأمر:
1 - موقع إسلام أون لاين. نت.
الحج المؤتمر الأكبر:
" (والثاني): أن من صاد صيدًا خارج المدينة ثم أدخله إليها لم يلزمه إرساله، نص عليه أحمد؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "يا أبا عمير ما فعل النقير" وهو طائر صغير، فظاهر هذا أنه أباح إمساكه بالمدينة إذ لم ينكر ذلك، وحرمة مكة أعظم من حرمة المدينة بدليل أنه لا يدخلها إلا محرم"
http://www.islamonline.net/iol-arabic/alhaj/fiqh/fiqh4d.asp
2- إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة وادي الدواسر بالمملكة العربية السعودية.
التفخيم .. والتعظيم .. بالتنكية:-
إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته، ومما يبعث فيه روح الرجولة وحسن السمت التكنية… يا أبا محمد .. يا أبا عبد الله .. (يا أبا عمير ما فعل النقير)
http://www.dge.gov.sa/news/forum.php?action=view&id=590
وأنا أعلم أنهم لايقصدون إلا الخير بإذن الله تعالى، لكن المؤمن قوي بإخوانه، فلزم التنبيه، حتى ينتبه الجميع.
وللفائدة:
ما الفرق بين النغير والنقير؟
النغير:
هو تصغير النُّغَر وهو طائر يُشْبِه العُصْفور أحمر المِنْقار ويُجمع على: نِغْرَان.
والنقير:
النَّقِير: أصلُ النَّخْلة يُنْقَر وسَطه ثم يُنْبَذُ فيه التَّمر ويُلْقَى عليه الماء لِيصيرَ نَبيذاً مُسْكراً. وهناك معان أخرى ...
(ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير)
والله أعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - Apr-2008, مساء 03:34]ـ
خطأ مطبعي ليس إلا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 05:55]ـ
خطأ مطبعي ليس إلا
نعم لا شك في ذلك.
جزاكم الله خيرا.
ـ[فهيد بن غشام]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 01:57]ـ
الحمد لله وحده معز من أطاعة مذل من عصاه.
بالنسبة لطائر النغير فقد فصل فيه الاخ الكريم (عبدالرحمن السرحان) حفظه الله في موقعه المفيد الذي يشمل العديد من المعلومات البيئيه في صحراء الكويت والجزيرة العربية.
قال الاخ عبدالرحمن السرحان في تعريفه لطائر النغير مانصه ((النغر ويصغر النغير كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويسمى أيضاً الصعو وهو طائر أصغر من العصفور الدوري يتميز بمقار قصير وعريض ويكون منقار الذكر في الربيع أحمر ويمتد اللون الأحمر لجبهته في أعلى المنقار وكذلك حول المنقار. يفضل مناطق المرتفعات الصخرية والهضاب في الصحاري الجافة وأماكن تواجده وتفريخه هي الحجاز وجنوب الأردن ومصر والجزائر والمغرب والصحراء الغربية ويتواجد أيضاً في بأعداد قليلة في جميع أنحاء الجزيرة العربية وهو من الطيور المستوطنة غير المهاجرة لكنه ينتشر قليلاً في غير أوقات التفريخ فيصل الكويت وقد فرخ في الكويت. ويرى النغر غالباً في مجموعات صغيرة.)) ... انتهي.
وتلك بعض الصور لطائر النغير
http://www.birdsofkuwait.com/Birds/images/Trumpeter_Finch_400.jpg
http://www.birdsofkuwait.com/Birds/images/Trumpeter_Finch_401.jpg
http://www.birdsofkuwait.com/Birds/images/Trumpeter_Finch_403.jpg
للاستزادة علي هذا الرابط
http://www.birdsofkuwait.com/Birds/Trumpeter_finch.htm
نسأل الله أن ينفع به.
والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله,,,,
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 08:46]ـ
إضافة قيمة. جزاك الله خيرا أخي الفاضل فهيد
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 08:04]ـ
لا يعدو أن يكون تصحيفاً.
وذِكْرُه ذَكَّرَني بما أورده الحافظ رحمه الله في الفتح بعد تفسيره حديث أبي عُمَيْر قال:
((ومن النوادر التي تتعلق بقصة أبي عمير ما أخرجه الحاكم في علوم الحديث عن أبي حاتم الرازي أنه قال حفظ الله أخانا صالح بن محمد - يعني الحافظ الملقب جزرة - فإنه لا يزال يبسطنا غائباً وحاضراً، كتب إلَيَّ أنه لما مات الذهلي - يعني بنيسابور - أجلسوا شيخاً لَهم يقال له " مَحْمِش "، فأملى عليهم حديث أنس هذا، فقال: " يا أبا عَمِير ما فعل البَعِيرُ "!!. قاله بفتح عين عمير بوزن عظيم، وقال: بموحدة مفتوحة بدل النون وأهمل العين بوزن الأول فصحف الاسمين معا:).
قلتُ: ومَحْمِش هذا لقب. وهو: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية بينهما حاء مهملة ساكنة وآخره معجمة، واسمه: محمد بن يزيد بن عبد الله النيسابوري السلمي؛ ذكره بن حبان في الثقات وقال روى عن يزيد بن هارون وغيره وكانت فيه دعابة.)) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومعاذ الناصري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 10:28]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 06:08]ـ
الاخوة الكرام مسلم وأبا معاذ جزاكم الله خيرا.(/)
هل كان الحاكم النيسابوري رحمه الله رافضيا أم شيعيا؟ وما الفرق بين الرفض والتشيع؟؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 03:07]ـ
هل كان الامام أبو عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله رافضيا شيعيا كما يقولون؟؟.
بالتأكيد لا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أريد أن أبدأ بخطبة الحاجة التي كان يبدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم وأسرد أصلها للفائدة
فقد أخرج الأمام أحمد ح (3536)، والترمذي ح (1023) وصححه، والنسائي ح (1387)، وأبو داود ح (1809) من طريق عدد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين منهم: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((عَلَّمَنَا النبي صلى الله عليه وسلم خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران: 122). ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) (النساء: 1). ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) (الأحزاب: 71،70).
وبعد:
,انا أبحث في كتب السن وتراجمهم استوقفتني شبهة مرة أخرى عن الامام الجهبذ أبي عبد الله الحاكم رحمه الله،و عن تشيعه في آخر عمره، خاصة إذا كان مصدر الحكم أمهات كتب علماء الجرح والتعديل أمثال الحافظ الذهبي رحمه الله وغيره،
فقد جاء في ميزان الاعتدال للا مام الذهبي عليه رحمة الله مايلي: عن ابن المطهر المقدسي , أنه سأل إبا إسماعيل الهروي , عن أبى عبد الله الحاكم فقال: "إنه ثقة في الحديث رافضي خبيث "
ورد عليه الذهبي حيث قال: " الله يحب الإنصاف ما الرجل برافضي؛ بل شيعي فقط " [ميزان الإعتدال]، [3/ 608]
يقال أن الامام الذهبي رحمه الله قال ذلك في بداية تبحره في العلم والله أعلم.
و قال الخطيب البغدادي: وكان إبن البيع - يقصد به الحاكم- يميل إلى التشيع فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور وكان شيخا صالحا فاضلا عالما قال جمع الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما أخراجها في صحيحيهما منها الحديث الطائر ومن كنت مولاه فعلى مولاه فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوبوه في فعله " عن كتاب تاريخ بغداد [5/ 473]
وقال فيه الحافظ السيوطي رحمه الله: ثقة يميل إلى التشيع.
وقال عنه ابن طاهر: «كان شديد التعصب للشيعة في الباطن. وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة. وكان منحرفاً غالياً عن معاوية وعن أهل بيته. يتظاهر بذلك ولا يعتذر منه».
وقال الذهبي عن الحاكم في "ميزان الاعتدال" (6\ 216): أيضا «إمامٌ صدوق، لكنه يصحّح في مُستدرَكِهِ أحاديثَ ساقطة، ويُكثِرُ من ذلك. فما أدري، هل خفِيَت عليه؟ فما هو ممّن يَجهل ذلك. وإن عَلِمَ، فهذه خيانةٌ عظيمة. ثُم هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك، من غير تَعَرّضٍ للشيخين ... ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان (5\ 232) ثم قال: «قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمُستدرَك، كان في أواخِر عمره. وذَكر بعضهم أنه حصل له تغيّر وغفلة في آخر عمره. ويدلّ على ذلك أنه ذَكر جماعةً في كتاب "الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم. ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه"، وصحّحها! من ذلك أنه: أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه: "روى عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها –من أهل الصنعة– أن الحِملَ فيها عليه". وقال في آخر الكتاب: "فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب، ثبَتَ عندي صِدقهُم لأنني لا أستحلّ الجّرحَ إلا مبيّناً، ولا أُجيزُه تقليداً. والذي أختارُ لطالبِ العِلمِ أن لا يَكتُبَ حديثَ هؤلاءِ أصلاً"!!».
ويقال أن من الأسباب التي اتهم الحاكم على خلفيتها بالتشيع منها
- إخراجه لحديث الطائر قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: حديث الطائر صحيح يلزم البخاري ومسلم إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات، وهو من شرطهما.
وحديث الطير هذا حكم عليه بالوضع عدد من العلماء، منهم:
ابن تيمية رحمه الله حيث قال:
أن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم
و المعرفة بحقائق النقل
قال أبو موسى المديني قد جمع غيرواحد من الحفاظ طرق
أحاديث الطير للاعتبار و المعرفة
كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه
و سئل الحاكم عن حديث الطير فقال لا يصح.
هذا مع إن الحاكم منسوب إلى التشيع.أهـ كلام ابن تيمية
منهاج السنة (7/ 371)
- ومنها قوله حينما طلب منه رواية حديث عن فضائل معاوية رضي الله عنه:
لا يجئ من قلبي ...... لا يجئ من قلبي،،،
ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية (11\ 355) حيث قال:
قال ابو عبد الرحمن السلمي: دخلت على الحاكم
وهو مختفٍ من الكرامية لا يستطيع أن يخرج منهم
فقلت له: لو خرجت حديثاً في فضائل معاوية
لاسترحت مما أنت فيه , فقال: لا يجئ من قلبي ,
- ومنها
لا يجئ من قلبي."
وقد ذكر الشيخ سعد الحميد حفظه الله بعض الأسباب التي كانت سببا لتهام الحاكم رحمه الله بالتشيع منها ومنها ذكره لحديث الطائر.
فقال في معرض حديثه عن الأسباب
" من أهم الأسباب التي دعت من تكلم فيه إلى اتهامه بالتشيع:
1_) تعمده لعدم ذكر بعض خصوم علي من الصحابة رضي الله عن الجميع في كتاب " معرفة مناقب الصحابة " من كتاب المستدرك , كمعاوية وعمرو ين العاص رضي الله عنهم , بل إنه أوذي بسبب ذلك فقيل به من باب المشورة: لو أمليت في فضائل هذا الرجل _ أي معاوية _؟ فقال: " لا يطاوعني قلبي " (1)
2_) إخراجه لبعض الأحاديث التي فيها نصرة للشيعة وتساهله في تصحيحها مثل: حديث الطير , وحديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " , وحديث " النظر إلا علي عبادة" , وغيرها من الأحاديث. "
مناهج المحدثين [180]
و نبه الشيخ سعد حفظه الله إلى أمر مهم في المسألة حيث قال:
" .... بل هو أحسن حالاً من كثير من أهل السنة ممن نسب إلى التشيع القليل من أهل السنة , فإن أؤلئك كانوا يقدمون علي على عثمان رضي الله عنهما , وإما الحاكم قدم عثمان على علي _ رضي الله عن الجميع _ , فذكر فضائل أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي _ رضوان الله عليهم أجمعين _. "
مناهج المحدثين [182].
وللشيخ كلام مستفيض في الباب يدافع فيه عن الحاكم http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...?threadid=4702
ويقال أن الامام الذهبي رحمه الله قال ذلك في بداية تبحره في العلم والله أعلم.
أرجو من الشيوخ الأفاضل إفادتنا أكثر في الموضوع جزاكم الله خيرا
أخوكم أبو مروة(/)
هل أبو عياش زيد بن عياش ثقة فعلا كما ذكر الدارقطني في رواية عنه؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 03:46]ـ
هل أبو عياش زيد بن عياش ثقة فعلا كما ذكر الدارقطني في رواية عنه؟؟
أبو عياش هذا هو راوي حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا " أينفص الرطب "
فهل فعلا هو ثقة؟؟
على أن أبا حنيفة وابن حزم جهلا هذا الرجل!!
واحتج بعض أهل العلم على توثيقه أن مالك روى هذا الحديث في الموطأ وهو لا يروي عن متروك!!
واحتج بعض أهل العلم على نفي عدم الجهالة أن روى عنه اثنان فقالوا هذا رافع للجهالة!!
واحتج بعض أهل العلم على توثيقه أن هذا الحديث صححه بعض أهل العلم من أهل الحديث!!
المهم أنا لست مطمئنا لتوثيق الدارقطني ولست مطمئنا لحال هذا الرجل , إذ لم يوثق هذا الرجل أحد من المتقدمين فيما أعلم!!
فهل عند أحد من الإخوة مزيد بيان عن حال هذا الرجل؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 06:24]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد ذهب الحافظ في التقريب إلى أنه صدوق من الثالثة،
ولم يتعقبه صاحبا التحرير (2153)
وله في السنن الأربعة حديثٌ واحد (تحفة الأشراف 3854)
والله تعالى أعلم
هل أبو عياش زيد بن عياش ثقة فعلا كما ذكر الدارقطني في رواية عنه؟؟
أبو عياش هذا هو راوي حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا " أينفص الرطب "
فهل فعلا هو ثقة؟؟
.............................. .....
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 08:12]ـ
وعليكم السلام
أخي الفاضل أنا لا أنازع في من وثقه من المتأخرين فأنا لست مطمئنا لتوثيق من وثقه وكذلك لمن حكم عليه بأنه صدوق!!
وقد جهل هذا الرجل غير واحد كما ذكرت
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 05:56]ـ
هذا الرجل روى عنه ثلاثة مجاهد بن جبر و عبد الله بن يزيد و عمران السلمى
و كذا ترتفع الجهالة
###نبهنا مرارا على ضرورة الأدب مع العلماء وما زلت على طريقتك# الإشراف#
و بجمع حديث أبو عياش
فليس له كثير حديث و هو كما قال ابن حجر رحمه الله "صدوق"
إجمع حديثه و تأكد عمليا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[09 - Oct-2009, صباحاً 01:07]ـ
أقول: اختلف في تعيينه وهل هو مولى لسعد بن أبي وقاص أو مولى لبني مخزوم أو لبني زهرة، وهل هو اسمه زيد أبو عياش؛ أم عبد الله أبو عياش، أم أبو عياش بدون تسمية.
والصحيح الصواب فيه عندي أنه مجهول لا يعرف كما قاله الإمام الأعظم أبا حنيفة وقد أيده على هذا ابن المبارك، والصحيح فيه أيضاً أنه يقال له (أبو عياش) هكذا؛ وليس ابن عياش كما قد يتوهمه البعض، وكما في بعض الروايات. وما قيل فيه أنه (زيد) فوهم بزيد الزرقي الصحابي، وما قيل أنه (عبد الله) فخطأ لا شك فيه كما قاله الحافظ ابن عبد البر.
قال ابن عبد البر في (التمهيد): (أما زيد أبو عياش؛ فزعم بعض الفقهاء أنه مجهول لا يعرف، ولم يأت له ذكر إلا في هذا الحديث، وأنه لم يرو عنه إلا عبد الله بن يزيد هذا الحديث فقط، وقال غيره: قد روى عنه أيضاً عمران بن أبي أنس؛ فقال: هو مولى أبي مخزوم، وقيل عن مالك: أنه مولى لسعيد بن أبي وقاص، وقيل: إنه زرقي، ولا يصح شيء من ذلك. والله أعلم).
قال: (وأما قول يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث عبد الله بن عياش؛ فخطأ لا شك فيه، وإنما هو أبو عياش، واسمه زيد، وقد قال ابن أبي عمر العدني عن سفيان بن عيينة في المصنف: أخبرنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي عياش الزرقي، أن رجلاً ... ، هكذا قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة في هذا الحديث؛ عن أبي عياش الزرقي، وأبو عياش الزرقي له صحبة، واسمه زيد بن الصامت عند أكثر أهل الحديث، وقد قيل غير ذلك).
قال: (عبد الله بن يزيد يقول في هذا الحديث: أخبرني زيد أبو عياش، ويحيى ابن كثير يقول: عبد الله بن عياش، وإسماعيل بن أمية لم يسمه في حديثه ولا أسامة بن زيد، ولا أدري إن كان عبد الله بن عياش الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير عن سعد عن النبي عليه السلام هو أبو عياش هذا أم لا).
قال الطحاوي: (قيل فيه أبو عياش الزرقي؛ وهو محال، لأن أبا عياش الزرقي من جلة الصحابة لم يدركه ابن يزيد).
فلذلك الإمام البخاري في تاريخه لم يذكر زيد أبي عياش التابعي جملة، بل قال: (زيد أبو عياش؛ هو زيد بن الصامت، من صغار الصحابة).
قلت: وما أظن الدارقطني ولا ابن حبان وثقا إلا هذا. فتأمل
والحاصل = أنه اضطرب في تعيينه وتسميته اضطراباً شديداً، وكيف يوثق وترفع جهالة من هذا صفته. فبان أن من وثقه إنما شك فيه بالصحابي الصغير، فلذلك البخاري لم يذكره البتة والترمذي من تلامذة البخاري. فافهم المراد إن كنت حاضر الذهن.(/)
إشكال عندي في تدريب الراوي 4
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 09:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى قول السيوطي في التدريب: "مجتمعا" في قوله (1/ 620):
وقال أحمد بن حنبل في الحرف الَّذي يدغمهُ الشَّيخ فلا يفهم عنه وهو معروف: أرجو أن لا يضيق روايته عنه.
وقال في الكلمة تُستفهم من المُستملى: إن كانت مُجتمعًا عليها فلا بأس بروايتها عنه. اهـ
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:47]ـ
مجمع على أن هذه الكلمة كما يقول المستملي فلا بأس
قال السخاوي رحمه الله:
وسئل الإمام أحمد من ابنه صالح حيث قال له إن أدمج الشيخ أو القارئ حرفا يعني لفظا يسير (أدغمه) فلم يفهمه السامع، أي لم يسمعه مع معرفته أن كذا وكذا أترى أن يرويه عنه فقال أرجوا أن يعفى عن ذلك و لا يضيق الحال عنه فقيد العفو بكونه يعرفه قال صالح فقلت له: الكتاب قد طال عهده عن الإنسان، لا يعرف بعض حروفه، فيخبره بعض أصحابه؟
قال إن كان يعلم أنه كما في الكتاب فلا بأس به
فتح المغيث (2/ 379)
والله أعلى و أعلم
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 12:37]ـ
أحسنت أخى أبو الحسن الأثرى
أبو البرآء السلفى(/)
إشكال في تدريب الراوي: "فإن أجَاز لجماعة مُسَمين في الإجازة أو غيرها, ولم يعرفهم ... ".
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 09:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال السيوطي رحمه الله في التدريب (1/ 630):
فإن أجَاز لجماعة مُسَمين في الإجازة أو غيرها, ولم يعرفهم بأعيانهم, ولا أنْسَابهم, ولا عددهم, ولا تصفحهم وكذا إذا سمَي المسؤول له ولم يعرف عينه صحَّت الإجَازة كسماعهم منهُ في مَجْلسه في هذا الحال أي: وهو لا يعرف أعيانهم, ولا أسْمَاءهم, ولا عددهم. اهـ
فقد ذكر هذه العبارة -المسؤول له- السخاوي في فتح المغيث وكذلك العراقي في فتح المغيث ومعنى كلامهم أنها يعني: المجاز له، لكن لماذا سمي بالمسؤول له؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:23]ـ
أي المسؤول له الإجازة.
مثاله
أرسل رجل أخ له إلى مدينة أخرى وأوصاه أن يستجيز له من الشيخ فلان فا ستجاز له فالمُرسِل (مسؤول له) والواسطة سائل والشيخ مسؤول
ـ[جبل العلم]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 11:39]ـ
اي من يطلب الاجازة من شيخ، ولكن لا يطلب ذلك مباشرة او شخصيا بل يبعث بطلبه هذا للشيخ مع شخص اخر، فتصح اجازته شرط ان يسميه صاحب الكتاب باسمه او بما يدل عليه وان كان لا يعرفه معرفة مباشرة، فقد يكون سمع عنه كل خير، وفي النهاية فالموضوع عن الاجازة وهو باب واسع
بارك الله في الجميع(/)
لماذا لم يخرج البخاري للإمام الشافعي رحمه الله تعالى
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 05:24]ـ
لماذا لم يخرج البخاري للإمام الشافعي رحمه الله تعالى
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: قال الحافظ أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالامام الشافعي، فيما قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، أخبرنا الخطيب قال: سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في " الجامع "؟ وذكر أن بعض من يذهب إلى رأي أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي، واعترض بإعراض البخاري عن روايته، ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس، لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال، وتركهم يعمهون، وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي، فأجبته بما فتح الله لي، ومثل الشافعي من حسد، وإلى ستر معالمه قصد، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر من كل حق مستوره، وكيف لا يغبط من حاز الكمال، بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل، أو ذاهب العقل.
ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه، وتعظيم الأئمة له، وقال: أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع
إلى أن قال: والبخاري هذب ما في " جامعه "، غير أنه عدل عن كثير من الأصول إيثاراً للإيجاز، قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي " الجامع " إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول.
فترك البخاري الاحتجاج بالشافعي، إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه، لكن غني عنه بما هو أعلى منه، إذ أقدم شيوخ الشافعي مالك، والدراوردي، وداود العطار، وابن عيينة.
والبخاري لم يدرك الشافعي، بل لقي من هو أسن منه، كعبيد الله بن موسى، وأبي عاصم ممن رووا عن التابعين، وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة، فلم ير أن يروي عن رجل، عن الشافعي، عن مالك.
فإن قيل: فقد روى عن المسندي، عن معاوية بن عمرو، عن الفزاري، عن مالك، فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك، وهو في " الموطأ " فهذا ينقض عليك؟!
قلنا: إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال، إلا لمعنى ما يجده في العالي، فأما أن يورد النازل، وهو عنده عال، لا لمعنى يختص به، ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه، فهذا غير موجود في الكتاب.
وحديث الفزاري فيه بيان الخبر، وهو معدوم في غيره، وجوده الفزاري بتصريح السماع.
ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة، قال: والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث ويراعيها، وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه، فلم نجد فيها حديثا واحداً على شرط البخاري أغرب به، ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه، ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه، لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك، وأما أبو داود فأخرج في " سننه " للشافعي غير حديث، وأخرج له الترمذي، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم.
المصدر: سير أعلام النبلاء 10/ 95 - 96.
ـ[بن سعيد]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 11:56]ـ
أجزل الله لك المثوبة
ـ[عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:04]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
قال الذهبي: أستبعد صدور هذه الألفاظ من [الإمام] البخاري.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 05:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الذهبي: أستبعد صدور هذه الألفاظ من [الإمام] البخاري.
ورد في سنن الترمذي:
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ:
"عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَنَاشُدِ الْأَشْعَارِ فِي الْمَسْجِدِ وَعَنْ الْبَيْعِ وَالِاشْتِرَاءِ فِيهِ وَأَنْ يَتَحَلَّقَ النَّاسُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ"
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ بُرَيْدَةَ وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ:
رَأَيْتُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ وَذَكَرَ غَيْرَهُمَا يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: مُحَمَّدٌ وَقَدْ سَمِعَ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ... "أهـ
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
" وقال الترمذي عن البخاري: رأيت أحمد وعليا وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، فمن الناس بعدهم؟ قلت: أستبعد صدور هذه الالفاظ من البخاري، أخاف أن يكون أبوعيسى وهم.
وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة "
وقال في ميزان الاعتدال:
" وروى الترمذي، عن البخاري -[وذلك في تاريخه]، قال: رأيت أحمد وعليا وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث عمرو ابن شعيب، فمن الناس بعدهم!.
قلت: ومع هذا القول فما احتج به البخاري في جامعه.
وقال أبو زرعة: إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه عن جده، وقالوا إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها."
واستبعاد الذهبي لأن يكون الكلام السابق هو كلام البخاري صحيح في نظري لسببين:
الأول: أن البخاري قد ذكر عمرو بن شعيب في كتابه الضعفاء الصغير، فقال:
" عمرو بن شعيب أبو إبراهيم السهمي القرشي سمع أباه وسعيد بن المسيب وطاوسا وروى عنه عبد الوارث وابن جريج وعطاء بن أبي رباح والزهري حدثنا محمد ثنا أحمد قال سمعت معتمرا قال أبو عمرو بن العلاء كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشئ إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئا إلا حدثا به"
الثاني: أن الذي يقرأ في ترجمة عمرو بن شعيب في كتاب التاريخ الكبير للبخاري، يرى أن البخاري لم يقل ما نسب إليه، بل أن الكلام الذي نسب إليه نقله هو عن أبي عمرو بن العلاء؛ فقد ورد الكلام كالتالي:
" عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص أبو إبراهيم السهمى القرشى، سمع أباه وسعيد بن المسيب وطاوسا، روى عنه أيوب وابن جريج وعطاء بن أبى رباح والزهرى والحكم ويحيى بن سعيد وعمرو بن دينار، قال احمد بن سليمان سمعت معتمرا قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما شئ الا انهما كانا لا يسمعان شيئا الا حدثا به، ورأيت احمد ابن حنبل وعلى بن عبد الله والحميد وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن ابيه."
وهذا الكلام المنقول فيه نظر من ناحيتين:
الأولى: أن أحمد بن حنبل مستبعد أن يحتج بحديث عمرو بن شعيب؛ لأنه نقل عنه أنه قال:
" قال أبو الحسن الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، وإنما يكتب حديثه يعتبر به، فأما أن يكون حجة فلا."} [ينظر: تهذيب الكمال، للمزي]
الثانية:
قال ابن عدي:
"وقد روى عن عمرو بن شعيب كثرة ا لناس وثقاتهم وجماعة من الضعفاء إلا أن أحاديثه عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبه الناس مع احتمالهم إياه ولم يدخلوه في صحاح ما خرجوه وقالوا هي صحيفة" [ينظر: الكامل لابن عدي].
والله أعلى و أعلم وأحكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 06:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
اخي الكريم ارى ان كلام الامام الذهبي رحمه الله فيه نظر وكلام الامام الترمذي هو الصواب ان شاء الله
لامور منها ان عمرو بن شعيب ثقة في نفسه واذا صح الاسناد اليه فحديثه صحيح فقد وثقه العجلي والنسائي وقال أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي عمرو بن شعيب ثقة روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب والزهري
ومنها ان في طبقات الحنابلة مايؤيد كلام الامام الترمذي رحمه الله
حيث سال البخاري اكثر من شخص مثل سؤال الترمذي واجاب البخاري بنفس الجواب
قال في طبقات الحنابلة:
ذكر أبو إسحاق الحبال المضري رحمه الله أخبر عبد الغني الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور الحميري حدثنا أبو بكر عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري قال: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أيحتج به فقال: رأيت أحمد بن حنبل وعلى بن المديني والحميدي و إسحاق بن راهويه يحتجون به ما يكون ما تركه أحد من المسلمين وصدقة وأبو عبيد وعامة أصحابنا لا أعلم تركه أحد.
وبه أخبرنا عبد الغني الحافظ المصري حدثني إبراهيم بن محمد الرعيني حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا أبو محمد الجارودي وهو عبد الله بن علي حدثني محمد ابن إسماعيل الصائغ قال: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول اجتمع علي ابن المديني ويحيى بن معين وأحمد وأبو خيثمة وشيوخ من شيوخ العلم فتذاكروا حديث عمرو بن شعيب فثبتوه وذكروا أنه حجة.
ومنها ان بعض الائمة جعل اسناده كسلسلة الذهب
ففي تهذيب التهذيب وقال الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمرو قال أيوب ابن سويد عن الاوزاعي ما رأيت قرشيا أفضل وفي رواية أكمل من عمرو بن شعيب.
وقال العجلي والنسائي ثقة وقال أبو جعفر أحمد بن سعيد الدارمي عمرو بن شعيب ثقة روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب والزهري والحكم واحتج أصحابنا بحديثه وسمع أبوه من عبدالله بن عمرو و عبدالله بن عمر وعبد الله بن عباس.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 08:26]ـ
جزاكما الله خيرا
ما معنى (يحتج به) (يحتجون به) (حجة) (ما تركه أحد)؟؟
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 12:09]ـ
الشيخ الفاضل أبو محمد الغامدي، جزاك الله خيرا على هذه المداخلة، الذي يحيرني أن كتاب التاريخ الكبير، وجد فيه ما يخالف ما قلت.
والإمام أحمد قد قال ما قال فيما سبق لي ذكره .. إلخ.
أليس الأمر عجيبا، وقد أكون أخطأت في فهمي، كما قد يكون قبل ذلك الإمام الذهبي أخطأ في تصوره، لكن ما هو أكيد أن الإمام الترمذي إمام، ومستحيل أن يكون قصدي غير المدارسة العلمية، ونشر فائدة اقتنعت بها، بعد بحث وعناء. وخصوصا وأن الأمر مهم جدا لي لأسباب علمية، وأنا طالب علم إلى أن يتوفاني الله تعالى بإذن الله تعالى.
أما الشيخ الفاضل أمجد الفلسطيني، فأقول له جزاك الله خيرا، لن أتقدم أمامك شيخنا وأجيب، بل أترك الإجابة لك شيخنا إذا سمح لك وقتك.
وللفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131992
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 02:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
لقد قضيت الأيام الماضية، وأنا أدرس وهدفي معرفة حال عمرو بن شعيب، وما هو رأي الإمام البخاري فيه، وهل قال الإمام البخاري الكلام الذي نقلة الترمذي، وذلك بعد أن رأيت تعليق الشيخ أبو محمد الغامدي على ما كتبت، ولأن الأمر يهمني من الناحية العلمية، ويتعلق بأمر بذمتي إذا صح التعبير، والنتيجة فيما يلي:
لقد راجعت مخطوطتين لصحيح الترمذي في الملتقى، لأجد النسختين وردت فيهما العبارة كالتالي:
قال محمد بن إسماعيل: " رأيت أحمد بن حنبل وإسحاق وذكر غيرهما يحتجون بحديث عمرو بن شعيب "أهـ
من دون العبارة الزائدة التي نقلها الذهبي وهي: " عن أبيه عن جده ما تركه أحد من المسلمين. فمن الناس بعدهم "،وربما يكون الذهبي قد وهم بنقل هذه الزيادة،وربما النسخة التي كان يملكها فيها هذه الزيادة والاختلاف بين النسخ وارد خاصة فيما يخص سنن الترمذي وبالأخص فيما يخص تعليقات الإمام الترمذي حيث أشار إلى ما يدل على ذلك الدكتور أحمد بن معبد حفظه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعبارة التي استغربها الإما م الذهبي هي قول الإمام البخاري: " فمن الناس بعدهم "
وهذه العبارة لم ينقلها الترمذي كما يظهر جليا من النسخ المخطوطة، ومن النسخة التي حققها أحمد شاكر، ومن النسخة التي في الشاملة أيضا.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
"وقال الترمذي عن البخاري: رأيت أحمد وعليا وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، فمن الناس بعدهم؟ قلت: أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري، أخاف أن يكون أبو عيسى وهم.
وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة؟ بلى احتج به أرباب السنن الاربعة، وابن خزيمة، وابن حبان في بعض الصور، والحاكم."
ويظهر جليا أن الذهبي، أراد أن يقول أن البخاري لم يحتج بحديث عمرو بن شعيب في الصحيح وهذا فقط الذي أراده، ولهذا قال ما سبق:
" وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو، أفتراه يقول: فمن الناس بعدهم، ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة؟ بلى احتج به أرباب السنن الاربعة، وابن خزيمة، وابن حبان في بعض الصور، والحاكم"
ولم يقصد غير الصحيح وهذا واضح من العبارة السابقة.
أما بالنسبة لرأي الإمام البخاري بعمرو بن شعيب، فقد وضعه في كتابه الضعفاء، وقد تأكدت من ذلك جيدا، فقد ر اجعت مخطوطتين في موقع ودود لكتابه الضعفاء، وراجعت نسختي من الكتاب، وقد ورد في الكتاب:
" عمرو بن شعيب أبو إبراهيم السهمي القرشي سمع أباه وسعيد بن المسيب، وطاووس، روى عنه أيوب وابن جريح وعطاء بن رباح والزهري، حدثنا محمد، حدثنا أحمد قال:
سمعت معتمرا، قال أبو عمر بن العلاء:
كان قتادة وعمرو بن شعيب، لا يعاب عليهما بشيء، إلا أنهما كانا لا يسمعان شئا إلا حدثا به ".
وقد قمت بدراسة لبعض مرويات عمرو بن شعيب، ومراجعة الدراسات التي قام بها بعض المشايخ في ملتقى أهل الحديث؛لأعرف حال عمرو بن شعيب، بعد أن رأيت التضارب الذي حسبته تضاربا في بداية الأمر بين أقوال العلماء، ولكن حال عمرو بن شعيب كما توصل العبد الفقير إلى الله تعالى هو:
" أنه ثقة في نفسه كما قال أهل العلم، إلا أنه ضعيف وضعفه ضعف عجيب، ففي العادة يأتي الضعف من قبل الخلل في العدالة، أو الضبط، وهنا الخلل في أن العلماء يظنون أنه قد روى بعض الأحاديث وجادة، بسبب صحيفة جده، وهي الصحيفة الصادقة، ولكن المشكلة الآن ليست في الصحيفة ولا في عمرو بن شعيب لكن المشكلة في طريقة التلقي، حيث يرى أهل العلم أن الكتابة في ذاك العصر ليس فيها نقط ولا حركات لتبين المراد بدقة، فلابد من التلقي، وبما أنهم ليسوا متأكدين من كونها وصلت عبر عمرو بن شعيب وجادة، وذلك طبعا بعد دراسة لمروياته وسبرها، فنرى أن النتيجة هي أن العلماء إذا وجدوا ما يعضد أحاديث عمرو بن شعيب، احتجوا بها، بل قدموا النص الذي نقل من قبله على غيره،وهذا واضح جدا من صنيع الترمذي في سننه، وهذا هو المتوقع،فالصادقة صحيفة مهمة جدا، فكان حديث عمرو بن شعيب من أقرب الأحاديث إلى الحديث الصحيح فهو في أعلى درجات الحديث الحسن، ولكن إذا لم يجد العلماء ما يؤيد حديثه فهم يتوقفون فيه، وهذا ما فعله الإمام الشافعي، كما نقل البهقي.
لكن قد يقول قائل لماذا عمرو بن شعيب ضعيف، إذا كان الخلل في ما يخص قصة الصحيفة، سنقول له أن المشكلة أن أكثر مرويات عمرو بن شعيب هي عن طريق أبيه عن جده، فالذي يراجع مسند الإمام أحمد سيجد أن مرويات عمرو بن شعيب: 232 حديث، 205 حديث منها هي عن أبيه عن جده "
والله أعلم وأحكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 10:50]ـ
قال العقيلي في الضعفاء (274/ 3):
حدثنا آدم بن موسى قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا أحمد بن سليمان قال سمعت معمر بن سليمان قال
قال أبو عمرو بن العلاء كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشيء إلا أنهما كانا لا يسمعان بشيء إلا حدثا به
قال البخاري رأيت أحمد وعليا والحميدي وإسحاق يحتجون بحديث عمرو بن شعيب"
***********
قال ابن عساكر في تاريخه (86/ 46):
"أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا يوسف بن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي حدثني آدم هو ابن موسى نا البخاري نا أحمد بن سليمان قال سمعت معمر بن سليمان ح أخبرنا الشحامي أنا البيهقي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن عبد الله نا محمد بن سليمان بن فارس ح وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن والمبارك ومحمد وهذا لفظه قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنبأ محمد بن سهل نا البخاري رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن عبد الله وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث عمرو بن شعيب وانتهت رواية آدم وقال ابن فارس عن أبيه عن جده وانتهت روايته وزاد ابن سهل وروايته أكمل فقال عن أبيه وزاد قال أبو عبد الله فمن الناس بعدهم"
ثم بعد صفحات ذكر ابن عساكر بنفس هذه الأسانيد لتاريخ البخاري قول أبي عمر بن العلاء منفصلا
وبهذا بظهر تفسير قول البخاري وتوضيحه ةتفصيل الروايات عنه في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 10:54]ـ
بارك الله فيكم ورفع قدركم
الذي يظهر أن الترمذي لم يهم في هذا النقل وأن النقل عن البخاري صحيح وغير مستغرب أيضا
وذلك:
لأنه غير مشكل كما سيأتي
ولأن أربعة قد نقلوه عن البخاري فيهم الترمذي والعقيلي وهما من أعلم الناس بالبخاري وتخرجا من مدرسته وعلى طريقته
والاثنين الآخرين هما محمد بن إسماعيل الصائغ وهو ثقة وعبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري كذبه النسائي وضعفه الدارقطني
وأيضا هو موجود في تاريخه وتفسيره الذي يوضحه ما تقدم عن العقيلي وابن عساكر
وقد رواه ابن عساكر عن ثلاثة من رواة التاريخ آدم بن موسى وابن فارس وابن سهل
وأيضا قال ابن حبان في المجروحين وكان أحمد بن حنبل وعلى بن المدينى وإسحق بن إبراهيم يحتجون بحديثه
وابن حبان يعتمد على كتب البخاري
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 11:49]ـ
وأما كونه غير مشكل فلأن قولهم (حجة) يطلق على معنيين أو أكثر:
الأول: أنه إمام كبير المحل متقن كأيوب ومالك وشعبة ونحوهم أو ثقة متقن كيزيد بن هارون وعفان ونحوهم
الثاني: أنه حجة يعني مقبول إذا لم يأت بمنكر ولم يكن شيء في الباب يدفعه
فحيث ورد في كلامهم عن عمرو أنه حجة فمرادهم المعنى الثاني وحيث ورد أنه ليس بحجة فمرادهم الأول
هذا ما ظهر لي والله أعلم
وأنا سأذكر هنا بعض النقول التي تؤيد قولي أو تشكل عليه وأعلق عليها:
قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
"وقد احتج الأئمة الأربعة والفقهاء قاطبة بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ولا يعرف في أئمة الفتوى إلا من احتاج إليها واحتج بها وإنما طعن فيها من لم يتحمل أعباء الفقه والفتوى كأبي حاتم البستي وابن حزم وغيرهما"
سيأتي مذهب ابن حبان فيها
هذا الذي ذكره ابن القيم يشهد له صنيع الأئمة ونصوصهم فإنه لم يترك عمرو بن شعيب أحد كما سيأتي ذلك منقولا عنهم
**********
قال أبو داود قال أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديثه عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه
قال الذهبي في السير: هذا محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي
قلت: لعله يحمل على أنهم يحتجون به إذا لم يكن شيء يدفعه أو لم يكن منكرا _ولا تعارض_ يؤيده:
قال الأثرم عن أحمد: أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به وربما وجس في القلب منه شئ ومالك يروي عن رجل عنه
فهذا يدل على أن الأمر عند يجري على القرائن ومنها ماذكرته من كونه لم يكن منكرا أو لم يكن ثمت ما يدفعه
قال عبدالملك الميمونى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير وإنما نكتب حديثه لنعتبر به فأما أن يكون حجة فلا
فقوله حجة هنا يعني ليس كمالك وأيوب ونحوهم يفسره ما تقدم
تنبيه: أحمد وغيره يحتج بالضعيف وما شابهه إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وعلى ذلك أمثلة كثيرة والمسألة مشهورة
وقد استدل أحمد بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في البيعان ما لم يتفرقا .... ولا يحل له أن يفارقه خشية ...
على إبطال الحيل وقال فيه إبطال الحيل كما ذكره أبو العباس وتلميذه
ولعل من تتبع كلام أحمد لوجد من هذا أشباها ونظائرا
أما إنكار أحمد لبعض أحاديث عمرو فمعروف وكذا تضعيفه بمن دونه فلا حاجة للإطالة
فهذا كلام أحمد النظري والتطبيقي والله أعلم
يتبع ........
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 06:16]ـ
وكذا أخرجه عن ابن فارس عن البخاري بمثل لفظ ابن عساكر البيهقيُّ في الكبرى (7/ 319)
************
قال الأثرم كما في شرع العلل لابن رجب:
كان أبو عبد الله ربما كان الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي إسناده شئ فيأخذ به إذا لم يجئ خلافه أثبت منه مثل: حديث عمرو بن شعيب وإبراهيم الهجري وربما أخذ الحديث المرسل إذا لم يجئ خلافه.
وقال أبو داود سمعت أحمد قال ما أعلم أحدًا ترك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قلت لأحمد: يحتج بحديث عمرو بن شعيب ما كان عن غير أبيه قال ما أدري. (سؤالاته)
قلت: هذا إما أن يحمل على أنه كان متوقفا ثم بدا له أنه يحتج به أو يحمل على التردد وهو الأظهر
وقال يوسف بن موسى القطان _كما في أهل الملل للخلال نقلا عن الإرشادات للشيخ طارق:
سئل أبو عبد الله ـ يعني: أحمد بن حنبل ـ عن دية المُعَاهَد؟
قال: على النصف من دية المسلم أذهب إلى حديث عمرو بن شعيب
قيل له: تحتج بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؟
قال: ليس كلها؛ روى هذا فقهاء أهل المدينة قديماً، ويُروى عن عثمان ـ رحمه الله
فأظن أن في هذا كفاية لمعرفة مذهب أحمد وبذلك بفهم ما نقله الترمذي وغيره عن البخاري وأنه غير مشكل
يتبع .....
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 08:31]ـ
للرفع(/)
هل يدل الحديث على استخراج البترول؟؟ للالباني رحمه الله
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 01:57]ـ
في السلسلة الصحيحة حديث -1885 - (
[ستكون معادن يحضرها شرار الناس]. (صحيح). عن رجل من بني سليم عن جده: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضة فقال: هذه من معدن لنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره.
قال الألباني رحمه الله: ومما لا شك فيه أن شرار الناس إنما هم الكفار فهو يشير إلى ما ابتلي به المسلمون اليوم من جلبهم للأوربيين والأمريكان إلى بلادهم العربية؛ لاستخراج معادنها وخيراتها.
والله المستعان
ـ[أبو عائدة الشامي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:27]ـ
جزاك الله خيراً.
خيرات أودعها الله باطن الأرض لتكون نعمة لعباده فأصبحت نقمة بما كسبت أيدينا من الذنوب والمعاصي وصارت الأمم كلها متكالبة علينا بعددها وعديدها وأنظمتها الجشعة الظالمة تفرض علينا سلب الخيرات بثمن بخس وتعيدها إلى أسواقنا بوزنها ذهباً. ولو أنها ظلت مدفونة في الأرض لكان أهون من هذا الاستغلال البشع.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:37]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 06:56]ـ
يرفع للفائدة(/)
سلسلة كيف أخرج حديثاً
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 02:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعد سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهذه سلسلة أقوم فيها بشرح بسيط لطيف حول كيفية تخريج الأحاديث النبوية الشريفة ولنعلم بادئ ذى بدءٍ أن التخريج علم من علوم الحديث وقبل أن أبدأ فى هذه السلسلة أود طرح إقتراح على كل من يقرأ هذه المقاله.
والاقتراح:
من يريد أن يتعلم علم التخريج فليسجل معنا فى هذه الصفحة بكتابة رد لطيف يدلل على موافقته على التسجيل معنا.
وفى انتظار ردودكم ولن أبدأ حتى أجد ما يشجعنى على البدء من الردود.
أبو البرء السلفى
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[01 - Apr-2008, مساء 03:20]ـ
أين الردود
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 10:28]ـ
الأخ الودود /: (أبو البرآء السلفي) جزاك الله خيرًا.
طرح مميز ومشروع طيب.
أنا سجلت أني أود المشاركة مع الموافقة على أصل الموضوع.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 10:04]ـ
ابدأ بارك الله فيك، وسوف يُقْبِلُ الناسُ بعد ذلك إذا كان الموضوع يستحق الإقبال.
ـ[أبوعبدالله السلفي]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 02:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنا أسجل رغبتي في المشاركة إن شاء الله ..
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[13 - Feb-2009, صباحاً 11:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى أنا بإذن الله تعالى سأبدأ قريباً فى هذه السلسلة التى أسأل الله تعالى أن يوفقنى فى كتابتها.
أيام قلائل إن شاء الله تعالى حتى يتيسر لى الكتابة.
وادعو لى بالتيسير والتوفيق وسعة الوقت.
أبو البرآء السلفى
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 01:12]ـ
ابدأ بارك الله فيك
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 03:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكل من سيشارك معنا في هذا الموضوع وانتظروا البدء إن شاء الله تعالى في أقرب فرصة يسعنى الوقت فيها.
... بارك الله فيكم ...
ـ[الهاجرية]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 07:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك هل هناك كتاب معين
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[15 - Feb-2009, صباحاً 08:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتاب الذي أنصح به الآن بالنسبة للمبتدئين هو كتاب فضيلة الشيخ الدكتور عبد المهدى عبد القادر عبد الهادي ويسمى هذا الكتاب "طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهو أول كتاب وضع في هذا الفن على الطريقة المنهجية المتعارف عليها لدى الدارسين. ويلي هذا الكتاب مباشرة كتاب الشيخ محمود الطحان ويسمى "أصول التخريج ودراسة الأسانيد".
ـ[أبو البرآء السلفى]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 11:15]ـ
إخواني الأعزاء سيتم إن شاء الله تعالى البدء في هذه السلسلة بداية من الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى وسيكون أول درس منفصلاً عن هذا الموضوع وكذلك كل الدروس سوف تكون منفصلة.
مثال الدرس الأول بعنوان كيف أخرج حديثاً (1)، والدرس الثاني بعنوان كيف أخرج حديثاً (2)، وهكذا كل ذلك خارج هذا الموضوع الذي نحن فيه الآن.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.(/)
كيف أتحصل على إجازة في الحديث
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[02 - Apr-2008, صباحاً 12:37]ـ
السلام عليكم إخوتي
كيف أتحصل على إجازة في الحديث و من يعطيني إياها.
ـ[أبو محمد التونسي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 08:38]ـ
إخوتي في الله هل من تفسير في كيفية إعطاء الإجازة في الحديث?
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:15]ـ
عليك بشيخنا العلامة حمزة الكتاني وهو مسجل معنا في المنتدى ... أوإجمع بعض النقود وشرف المغرب بزيارة تغنم منها إجازة من العلامة بوخبزة والعلامة حمزة الكتاني وآل الكتاني الآخرين بارك الله فيهم وكذلك علماء الجنوب المغربي وشماله ...
ولكن رأئي في الإجازات والله أعلم أنها صارت في هذا العصر بلا معنى يعني الإجازة لا تقدم ولا تأخر بل البحث العلمي والرصانة في الأسلوب والموضوعية في الطرح وتجنب التعصب هو المهم ... والله أعلم
ـ[عبد الغني القاسمي]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 01:57]ـ
بوركت اخي الفاضل عبد الرحمان على هذا التدخل و ربما سازور المغرب في اقرب وقت بحكم القرب الجغرافي و الجوار فانا من الجزائر من مدينة وهران و من طلاب الحديث و علومه و اردت ان اواصل في طلبي له حتى القى الله تعالى
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم , وأبلغ سلامي إلى علامة المغرب وحسنته بوخبزة التطواني ـ حفظه الله تعالى ـ.(/)
إشكالٌ في رواية ذكرها النووي في المنهاج، من يجيبني عنه؟
ـ[أم البررة]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 03:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأفاضل والفضليات رواد المجلس العلمي:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أخرج الإمام مسلم في صحيحه حديثًا في جواز شرب اللبن:
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار [واللفظ لابن المثنى] قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق الهمداني يقول سمعت البراء يقول: لما أقبل رسول الله (ص) من مكة إلى المدينة فأتبعه سراقة بن مالك ابن جُعشُم قال فدعا عليه رسول الله (ص) فساخت فرسه فقال: ادع الله لي ولا أضرك. قال: فدعا الله. قال: فعطش رسول الله (ص) فمروا براعي غنم. قال أبو بكر الصديق: فأخذت قدحًا فحلبت فيه لرسول الله (ص) كُثبة من لبن فأتيته به فشرب حتى رضيت.
قال النووي في شرحه للصحيح 13/ 180:
[وقوله: "فدعا له ثمامة فانطلق" كما جاء في غير هذه الرواية، وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله (ص)]
تتبعتُ روايات الحديث الواردة في بعض كتب السنة فلم أجد هذه الرواية التي فيها [فدعا له ثمامة فانطلق]، هل من مرشِد لموضع هذه الرواية؟
ظهر لي أن معنى هذه الزيادة: دعوة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لثمامة أن يشرب معه اللبن، فشرب منه مع أنه [كُثبة] أي مع قلته. كما جاء في رواية مسلم.
وفي هذا ـ كما ذكر النووي ـ إعجازٌ ظاهر.
سؤالي بارك الله فيكم عن هذه الزيادة، أين أجدها؟
وشكر الله لكم
في 26/ 3/1429
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 04:15]ـ
يبدو أن الكلام فيه خطأ؛ فالظاهر أن كلمة (ثمامة) مقحمة، والأصل (فدعا له فانطلق)، أي فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم لسراقة فخرج من الأرض، وفي هذا معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أم البررة]ــــــــ[04 - Apr-2008, مساء 11:19]ـ
أحسن الله إليكم، ونور بصيرتكم.
وجدتها في مسند الإمام أحمد ـ وإتمامًا للفائدة أضعها هنا مع شكر ـ:
عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما قال فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى منزلي. فقال: لا حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه؟ قال فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل أرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت أنظر هل أرى أحدا من الطلب فإذا أنا براعي غنم فقلت: لمن أنت يا غلام؟ فقال: لرجل من قريش فسماه فعرفته. فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قال قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. قال: فأمرته فاعتقل شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت يعني الماء على القدح حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت: هل أنى الرحيل قال فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا. فقال: لا تحزن إن الله معنا حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قال قلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت. قال: لم تبكي؟ قال قلت: أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك. قال: فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اكفناه بما شئت فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لي فيها قال: ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق فرجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون الله أكبر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء محمد قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر قال البراء بن عازب أول من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو على أثري ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه. قال البراء ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حفظت سورا من المفصل قال إسرائيل وكان البراء من الأنصار من بني حارثة.(/)
ما مدى صحة هذا الحديث: (سميتموه بأسماء فراعنتكم. . .)؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 06:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث: (ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه).
بارك الله فيكم.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:40]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند ولا يصح
ـ[أبو السها]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:50]ـ
هذا جزء مفيد للشيخ أحمد بن محمد العمودي حفظه الله تتبع فيه طرق هذا الحديث وحكم بتحسينه سماه (القول المبين في تخريج حديث النهي عن تسمية الوليد) منقول من موقعه "إحياء السنة"
إِنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ , نَحْمَدُهُ , وَنَسْتَعِينُهُ , وَنَسْتَغْفِرُهُ , وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا , وَمِنْ سَيئَاتِ أعْمَالنَا،مَنْ يَهْدِهِ اَللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلل فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (1).
أما بعد:
فقد فقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في سياق الأسماء المكروهة في تحفة المودود:
(ومنها: أسماء الفراعنة، والجبابرة، كفرعون، وقارون وهامان، والوليد).
قال عبدالرزاق في (المصنف):
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
أراد رجل أن يسمي ابنا له الوليد، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
"إنه سيكون رجل يقال له الوليد، يعمل في أمتي كما فعل فرعون في قومه (2).
والحديث أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (11/ 43)
وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده الحديث الأتي والذي يدل على النهي عن تسمية الوليد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا بن عياش قال حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
" سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه" (3).
وقد أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث:
من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن عمر عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة قالت دخل على النبي صلى الله عليه و سلم وعندي غلام يسمى الوليد بن الوليد فقال:
"اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه".
وهذا (سند جيد) (4).
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، والحديث بتمامه:
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثني محمد بن خالد بن العباس السكسكي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، إنه سيكون رجل يقال له الوليد هو أضر على أمتي من فرعون على قومه ".
قال أبو عمرو: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه فانفتحت الفتن على الأمة والهرج.
وأخرج الحاكم في مستدركه الحديث الآتي والذي يدل على النهي عن تسيمة الوليد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد فذكر ذلك لرسول صلى الله عليه و سلم فقال:
"سميتموه بأسامي فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر على هذه الأمة من فرعون على قومه" (5).
قال الزهري:
إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو و إلا فالوليد بن عبد الملك.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
قال الحاكم:
و هو الوليد بن يزيد بلا شك و لا مرية
تعليق الذهبي قي التلخيص:
على شرط البخاري ومسلم.
وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه ونصه:
فأما حديث الوليد بن مسلم فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أخبرنا أبو بكر البيهقي (6).
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا محمد بن خالد بن العباس زاد ابن السمرقندي ابن رمل السكسكي بيت لهيا وقالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمر الأوزاعي عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
غلام فسموه الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم إنه سيكون رجل يقال له الوليد هو أضر على أمتي من فرعون على قومه"
قال أبو عمرو فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه فافتتحت الفتن، وقال محمد بن الفضل الفتنة على الأمة والهرج، وأما حديث هقل وابن كثير فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسن أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون أخبرنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا هقل عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال وأخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال الحكم ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد وقال ابن كثير ولد مولود لآل أم سلمة فسموه الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم سيكون في أمتي رجل يسمى الوليد وهو أشد على أمتي من فرعون على قومه" زاد ابن كثير قال" فحلوا اسمه فسموه عبد الله" وأما حديث بشر فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو بكر البيهقي (7).
أخبرنا الحافظ أبو عبد الله وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي حدثنا بشر بن بكر حدثينى الأوزاغي حدثني الزهري حدثني سعيد بن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة من أمها غلام فسموه الوليد
فقال رسول الله: صلى الله عليه وسلم:
" تسمون بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر لأمتي من فرعون لقومه"
قال البيهقي هذا (مرسل حسن).
تاريخ دمشق (63/ 323)
- فلنذكر الآن الأحاديث التي نحن بصدد إيرادها بأسانيد الإمام أحمد ليظهر موضع العلة مقدما:
ذكر سندي إلى الإمام أحمد أخبرني بجميع مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مع ما فيه من زيادات ابنه عبد الله رحمهما الله تعالى مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري بقراءتي عليه بمنزله بدمشق في الرحلة الأولى أنا أبو الغنائم المسلم بن محمد بن علان أنا حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي أنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنا الحسين بن علي بن المذهب التميمي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي الحديث الأول بهذا الإسناد الإمام أحمد قال حدثنا أبو المغيرة ثنا ابن عياش حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه" انتهى هذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
أورده أبو حاتم بن حبان البستي في تاريخ الضعفاء في ترجمة إسماعيل بن عياش وقال هذا خبر باطل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد وإسماعيل ابن عياش لما كبر تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم وقد أورده ابن الجوزي في موضعين من كتابه الموضوعات وقال لعل هذا قد أدخل على ابن عياش لما كبر أو رواه وهو مختلط انتهى.
فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده وأبو نعيم في دلائل النبوة من طريقه قال حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن عمرو عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة فذكر الحديث وليس فيه عمر نعم رواه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل عن إسماعيل ابن عياش فذكر فيه عمر حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي الهاشمي ولفظه أنا أبو الحزم ابن أبي الفتح الحنبلي قال قرئ على مؤنسه بنت أبي بكر بن أيوب ونحن نسمع عن عفيفة بنت أحمد أنا عبد الواحد ابن محمد ثنا أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن عياش حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن ابن شهاب الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب فذكر مثل حديث أبي المغيرة سواء وزاد فيه بعد قوله بأسماء فراعنتكم غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون والبقية سواء وأما من تابع إسماعيل عن الأوزاعي فقد رواه عن الأوزاعي أيضا الوليد بن مسلم الدمشقي وبشر ابن بكر التنيسي والهقل بن زياد كاتب الأوزاعي ومحمد بن كثير لكنهم أرسلوه فلم يذكروا فيه عمر كما وقع عند الحارث وأما رواية الوليد فأخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه قال حدثنا محمد بن خالد بن العباس السكسكي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو عمرو الأوزاعي فذكره وزاد في آخره قال الأوزاعي فكانوا يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوه فانفتحت الفتنة على الأمة وكثر فيهم الهرج انتهى
وأخرجه الحاكم في المستدرك قال أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب حدثنا نعيم ابن حماد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" سميتموه بأسامى فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو شر على هذه الأمة من فرعون على قومه"
قال الزهري إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو وإلا فهو الوليد بن عبد الملك قال الحاكم صحيح وأما رواية بشر بن بكر فأخرجها البيهقي في دلائل النبوة عن الحاكم عن الأصم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد ابن المسيب الحديث وفيه غيروا اسمه فسموه عبد الله فإنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر لأمتي من فرعون لقومه وزاد فيه أيضا إنه أخ لأم سلمة من أمها وأما رواية محمد بن كثير والهقل بن زياد فأشار إليهما الذهبي في ترجمة الوليد بن يزيد في تاريخ الإسلام ثم وجدتهما في ترجمة الوليد في تاريخ ابن عساكر أخرجهما من طريق الزهري في الزهريات ثنا الحكم بن موسى ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد ابن المسيب قال ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد الحديث قال وحدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري قال ولد لآل أم سلمة ولد فسموه الوليد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" تسمون الوليد بأسماء فراعنتكم" فسموه عبد الله وتابع الأوزاعي على رواية له عن الزهري محمد بن الوليد الزبيدي ويحتمل أنه الذي اتهمه إسماعيل بن عياش لأنه شامي أيضا ومعمر بن راشد البصري، وأما رواية الزبيدي فظفرت بها في بعض الأجزاء ولم يحضرني الآن اسم مخرجها، وأما رواية معمر فرويناها في الجزء الثاني من أمالى عبد الرزاق قال أن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب فذكره ولم يذكر عمر
قال البيهقي: بعد تخريجه هذا الحديث (مرسل حسن)
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت هو شرط على الصحيح لو صرح سعيد بن المسيب بسماعه له من أم سلمة أدركها وسمع منها ووقع لنا الحديث من روايتها من وجه آخر رواه ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال من هذا قلت الوليد قال "قد اتخذتم الوليد حنانا غيروا اسمه فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له الوليد"
(وهذا إسناد حسن)
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له ورواه محمد بن سلام الجمحي عن حماد بن سلمة فذكره معضلا وروى الطبراني في المعجم الكبير من طريق عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن أيوب المخزومي قصة موت الوليد ابن الوليد بن المغيرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سلمة وهي تقول أبك الوليد بن الوليد * أبا الوليد بن المغيرة فقال "إن كدتم تتخذون الوليد حنانا "
(فهذا شاهد آخر لأصل القصة وبدون هذا يعلم بطلان شهادة ابن حبان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله ولا سعيد بن المسيب حدث به ولا الزهري ولا الأوزاعي)
وفي تصريح بشر بن بكر عن الأوزاعي بأن الزهري حدثه به ما يدفع تعليل من تعلله بتدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه والظاهر أنه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه والله أعلم.
وأما رواية نعيم بن حماد له عن الوليد يذكر أبي هريرة فيه (فشاذة)
ومن شواهده ما روى الطبراني من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل بيته.
القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد (1/من5 - 16)
- وممن حكم عل هذا الحديث من المعاصرين:
الشيخ بكر أبو زيد حيث قال تعليقاً على الحديث الأتي:
قال عبدالرزاق في (الجامع): أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أراد رجل أن يسمي ابناً له: الوليد، فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:
" إنَّه سيكون رجل، يقال له: الوليد، يعمل في أُمتي بعمل فرعون في قومه " انتهى.
(ومرسل الزهري شر المراسيل، وروي مسنداً لكنه ضعيف).
معجم المناهي اللفظية لبكر بن عبدالله أبو زيد (1/ 379)
وكذا الشيخ شعيب الأرنؤوط حيث قال تعليقاً على الحديث الآتي:
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا بن عياش قال حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
" سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه".
(إسناده ضعيف لانقطاعه سعيد بن المسيب لم يسمعه من عمر و ذكر عمر فيه خطأ قال ابن حبان فى " المجروحين ": هذا خبر باطل ما قال رسول الله هذا ولا عمر رواه ولا سعيد حدث به ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد).
- خلاصة القول بعد هذا البحث:
يتضح لنا بأن الحديث
(حسن)
وذلك لتعدد طرقه ومخارجه وإن كان بعض طرقه لا تسلم من الضعف؛ ولكنها بجملتها حسنة، وإنما اختلف في الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش في تدليس الوليد وكذا في إسماعيل بن عياش أنه ذكر عمر فيه ولم يتابع عليه ولكن قد قال الحافظ ابن حجر ما يدفع هذا الكلام بقوله:
وفي تصريح بشر بن بكر عن الأوزاعي بأن الزهري حدثه به ما يدفع تعليل من تعلله بتدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية وغاية ما ظهر في طريق إسماعيل بن عياش من العلة أن ذكر عمر فيه لم يتابع عليه والظاهر أنه من رواية أم سلمة لإطباق معمر والزبيدي عن الزهري وبشر بن بكر والوليد بن مسلم عن الأوزاعي على عدم ذكر عمر فيه والله أعلم.
==================
الهوامش:
(1) الحديث صحيح رواه أحمد (1/ 392 - 393) وأبو داود (2118)
والنسائي (3/ 104 - 105)، والترمذي (1105)
وابن ماجه (1892) والحاكم (2/ 182 - 183).
وهذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه وكان السلف يفتتحون بها خطبهم في دروسهم وكتبهم
وللألباني رسالة اسمها:
خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه، راجعها فإنها مفيدة.
(2) مصنف عبدالرزاق (43/ 11)
وأخرجه المصنف في الجزء الثاني من أماليه عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب، قال: ولد لاخي أم سلمة ولد فسماه الوليد، فذكر الحديث بمعناه، قلت: والوليد هو الوليد، بن يزيد لفتنه الناس بن حين خرجوا عليه، قاله الوليد بن مسلم، ونحوه قول الزهري، والحديث عده ابن حبان وابن الجوزي من الموضوعات وتعقبهما الحافظ بن حجر، وأورد البخاري في صحيحه ما يدل على جواز التسمية بالوليد، راجع الفتح (10/ 441).
(3) مسند الإمام أحمد (1/ 18)
(4) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (4/ 262)
(5) المستدرك على الصحيحين (4/ 539)
(6) رواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 505 – 506)
ونقله ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 241) نقلاً عن البيهقي
(7) رواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 505)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 07:59]ـ
أخرجه أحمد في مسنده (1/ 18) ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 108) والحارث بن أبي أسامة كما في المطالب (/) وإتحاف الخيرة (/) كلاهما من طريق إسماعيل بن عياش قال حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - به.
/// قال الهيثمي في المجمع (5/ 240): "إسناده حسن"، وقال أيضاً (7/ 313): "رجاله ثقات".
/// وقال ابن حبان في الضعفاء: "هذا خبر باطلٌ، ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا رواه عمر، ولا حدَّث به سعيد، ولا الزهري، ولا هو من حديث الأوزاعي"، ثم أعلَّه بإسماعيل بن عياش، وتغيُّر حفظه لكبره".
/// ونقله ابن الجوزي في الموضوعات ثم قال: "ولعل هذا الحديث قد أدخل عليه في كبره، أوقد رواه وهو مختلط".
/// وقد تعقَّبهما الحافظ ابن حجر في القول المسدد في الذب عن مسند أحمد؛ فقال: "قول ابن حبان: "إنه باطل" دعوى لا برهان عليها ... وقوله إن رسول الله (ص) لم يقله ولا عمر ولا سعيد ولا الزهري شهادة نفي صدرت عن غير استقراء تام، على ما سنبنيه، فهي مردودة، وكلامه في إسماعيل بن عياش غير مقبول كله؛ فإن رواية إسماعيل عن الشاميين عند الجمهور قويَّة، وهذا منها، وإنما ضعَّفُوه في روايته عن غير أهل الشام ... وأما إشارته إلى أنه تغير حفظه واختلط فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه في كتابي تهذيب التهذيب، ولم أجد عن أحد منهم أنه نسبه إلى الاختلاط، وإنما نسبوه إلى سوء الحفظ في حديثه عن غير الشاميين ... ".
/// وقد توبع؛ فأخرجه نعيم بن حماد في الفتن (1/ 133) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (4/ 539) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.
/// وتوبع أيضاً؛ فأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (/) من طريق الحاكم عن سعيد بن عثمان التنوخي عن بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري حدثني سعيد ابن المسيب مرسلًا.
/// لذا قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه".
/// ورجَّح الدارقطني فيه الإرسال؛ فقال في العلل (2/ 159): "يرويه الأوزاعي واختلف عنه، فرواه إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن الزهري عن ابن المسيب عن عمر - رضي الله عنه -.
وغيره يرويه عن الأوزاعيِّ، ولا يذكر فيه عن عمر - رضي الله عنه -، وهو الصواب".
/// فلعلَّ الأقرب فيه الإرسال، والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 08:01]ـ
/// سبحان الله، أعتذر إليكما، فلم أرَ مشاركتكما إلَّا بعد إرسال مشاركتي.
ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيكم أبا عاصم وفي أخينا أبي السها وفي الأخ أحمد العمودي
قيَّدت قبل سنوات كلاماً على هذا الحديث، وتبيَّن لي من خلال البحث أنه لا يصح
وقد تكلم فيه غير واحد من الحفاظ كما تفضَّلتم يا أبا عاصم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[04 - Apr-2008, صباحاً 01:04]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بعلمكم
ـ[أسماء]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 06:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و نفع بكم و لا حرمك الاجر و الثواب(/)
فوائد من شرح الشيخ عبدالله السعد من شرحه للعلل الكبير للترمذي ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 01:45]ـ
هذه بعض الفوائد لخصتها من شرح الشيخ عبدالله السعد من كتاب شرح العلل الكبير للترمذي.
الفائدة الاولى:
عند ذكر الحديث الاول ذكر رجل أسمه عبدالله الصنابحي.
قال الشيخ:
أُختلف فيه هل هو صحابي أو تابعي ,, البعض ذهب الى أنه صحابي منهم الامام مالك ويحيى ابن معين ,, وأما القول الثاني الى أنه تابعي منهم البخاري والترمذي وابن عبدالبر في التمهيد وقالو الصواب انه أبو عبدالله الصنابحي والصنابحي هو عبدالرحم ابن عسيلة.
دليل من ذهب الى أنه صحابي:
1 - رواية الامام مالك كما كما في السند وأبو عبدالله رجل اخر.
2 - أخرج ابن سعد في الطبقات عن سويد ابن سعيد عن حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن عطاء عن عبدالله الصنابحي قال سمعت .. فقالو هذه الرواية تؤيد الرواية الاولى.
دليل من ذهب إلى أنه تابعي:
قالو إن هذا الحديث قد أخُتلف على مالك فرواه أكثر أصحابه كما هو موجود عبدالله الصنابحي , ورواه بعض أصحاب مالك وهم: إسحاق عيسى الطباع ومطرف ابن فروة عنه وزادو أبو عبدالله الصنابحي , وكذلك رواه معمر والدراوردي ومحمد ابن مطرف أبو غسان وسعيد ابن هلال كلهم رووه عن زيد ابن أسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي عبدالله الصنابحي. ورجح الشيخ أنه تابعي للاسباب الاتية:
1 - رواية جمع فزادو (أبوعبدالله).
2 - أن عبدالله لايعرف بهذا الحديث الذي رواه مالك وأيضا له حديث بنفس الاسناد وقالو لو كان هذا ر جل أخر من الصحابة لاشتهرت أخباره أوشيء أخر يبين أمره.
3 - رواية زهير بن محمد الاولى ضعفها ابن عبدالبر , ورواية سويد ابن سعيد أيضا متكلم فيها ,, وسويد ابن سعيد متكلم فيه وقد عمي أخر عمره ولقن. وحديثه فيه تفصيل , ماكان من كتابه فهو صحيح ,, وماحدث عنه أحد من الحفاظ وأنتقى من حديثه فهو صحيح كمسلم والامام أحمد ,, ومن روى عنه ولم ينتق فهو ضعيف.
الفائدة الثانية:
عند حديث قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى في أبل الصدقة ناقة مسنة.
قال الشيخ:
وهذا الحديث له علتان ,,
الاولى: مجالد ليس بالقوي فيه ضعف.
الثانيه: أن اسماعيل ابن أبي خالد قد رواه مرسلا.
///فائدة من الشيخ:
لابأس عند النسائي تعني الثقة أحيانا وليست دائما.
يتبع بإذن الله ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 01:14]ـ
//////فيه نظر عند البخاري:
قال الشيخ:
يعني يروي منكرات وقد تكثر هذه المنكرات فيكون منكر الحديث. مثل رشيدين ابن سعد قال عنه في موضع فيه نظر ومرة أخرى قال عنه منكر الحديث.
وقال في الحديث الثاني الذي فيه عبدالله ابن محمد بن عقيل.
أختلف العلماء فيه على أربعة اقوال:
1 - منهم من وثقه.
2 - منهم من حسنه.
3 - منهم من لينه.
4 - منهم من ضعفه تضعيفا شديدا.
///فأما من وثقه قال ابن عبدالبر هو أوثق من كل من تكلم فيه. وهذا الكلام ليس بصحيح.
///وأما من حسن حديثه وصدقه العجلي قال هو جائز الحديث وفي كتاب الثقات المطبوع له بترتيب الهيثمي قال ((ثقه جائز الحديث)) والحافظ ابن كثير أيضا حسن حديثه والامام الترمذي قال عنه صدوق.
///وهناك من لين حديثه: مثل أبي حاتم قال عنه: لين الحديث ليس بالقوي ولابي زرعة كلام نحوا من كلام ابي حاتم.
//////وممن ضعفه وشدد في تضعيفه فهم: ابن المديني وابن معين في رواية والنسائي قالو: ضعيف الحديث.
وأما احمد وابن سعد فقالا عنه: منكر الحديث.
وذهب الشيخ إلى أنه لايحتج به وفيه ضعف لامرين:
الاول: الجمهور على تضعيفه.
الثاني: له مايستنكر ومايستغرب منها حديث أن النبي (ص) ((كفن في سبعة أثواب)). وهذا الحديث منكر ,, والصحيح حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين ان النبي (ص) ((كفن في ثلاثة أثواب.
يتبع باذن الله ..
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 01:14]ـ
أكمل وأسرع وتعجل رفع الله قدرك, فقد امتلأت قلوبنا شوقاً وحماساً,,,,,
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 07:27]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 01:11]ـ
الحديث الرابع: حدثنا قتيبة , قال حدثنا ابن لهيعة , عن أبي الزبير ...
///قتيبة:
قال الشيخ:
ثقة مكثر من الحديث , وليس في الكتب الستة يُروى عنه سواء قتيبة ابن سعيد.
///إبن لهيعة:
قال الشيخ:
خرج له مسلم مقرونا وأصحاب السنن إلا النسائي ,, وأثبت الناس فيه عبدالله ابن وهب لزمه حتى مات.
وهو ضعيف ومن أسباب ضعفه:
1 - احتراق كتبه
2 - لايحدث من كتبه.
3 - عدم إتقانه أصلاً.
4 - تدليسه ,, أحيانا يدلس تدليسا شديداً.
الحديث الخامس: حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا وهب ابن جرير , قال حدثنا أبي ...
///جرير ابن أبي حازم:
قال الشيخ:
ثقة مشهور , وحديثه على ثلاثة أقسام:
1 - أذا لم يكن شيخه قتادة ولم يحدث فيه بمصر , فهذا أصح أقسام حديثه.
2 - أذا كان شيخه قتادة , فقد تكلم في روايته عنه ولأن له ما يستنكر.
3 - أذا كان شيخه قتادة والراوي عنه من المصريين , فهذا الأصل فيه الاستقامة حتى يتبين أنه أخطأ.
يتبع بإذن الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Apr-2008, صباحاً 01:13]ـ
أكمل وأسرع وتعجل رفع الله قدرك, فقد امتلأت قلوبنا شوقاً وحماساً,,,,,
شكرا الله لكم ,, والمعذرة على التأخير ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 12:43]ـ
تابع للحديث الخامس:: حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا وهب ابن جرير , قال حدثنا أبي , عن محمد ابن إسحاق , عن أبان ابن صالح ..
///محمد ابن إسحاق:
قال الشيخ:
خرج له مسلم وأصحاب السنن وحديثه على ثلاثة أقسام:
1 - إذا كان حديثه يتعلق بالسير , فهذا أقوى الأقسام.
2 - إذا كان حديثه في غير السير , وفي ما صرح فيه بالتحديث.
3 - في ما عنعن فيه.
فالقسم الأول والثاني الأصل فيهما القبول وأنهم من القسم الحسن حتى يتبين أنه أخطأ , وتذكر عبارة عن ابن المديني قد تفيد أنه ليس بمكثر من التدليس.
///أبان ابن صالح:
قال الشيخ:
ثقة أخطأ ابن عبدالبر فضعفه , وأخطأ ابن حزم فجهله.
يتبع بإذن الله ...
ـ[ناصر العقيدة]ــــــــ[15 - Jun-2008, صباحاً 12:47]ـ
أخي الغالي ابن رجب,,
أرجووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووك أكمل,,,
ـ[ابو القعقاع]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 05:33]ـ
لله درك إذ نشأة مهذبا:: صرف العزيمة في عظيم الشان::فواصل وصلك الله بفضله ولك من أسمك نصيب يا .... إبن رجب وجزاك الله خيرا
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Jun-2008, مساء 11:52]ـ
بارك الله فيك ... وفي الشيخ عبدالله السعد.
ـ[المخضرمون]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 09:11]ـ
أكمل بارك الله فيك؟
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 01:34]ـ
الصنابحي:ذهب ابن القطان الفاسي و ابن حجر و أبو جعفر الكتاني الى أنهم ثلاثة:اثنان صحابيان و واحد تابعي و هذا ان شاء الله هو الصواب و هو الذي نصره د/ابراهيم بن الصديق الغماري في رسالة دكتوراه التي كانت تحقيقا لكتاب ابن القطان الفاسي:"بيان الوهم و الايهام الواقعين في كتاب الأحكام" كما يتضح ذلك أكثر لمن تصفح كتاب أبي جعفر الكتاني الموسوم"نظم المتناثر في الحديث المتواتر"وابن حجر ذكر الصنابحي هذا في الصحابة كما ذكر أيضا أن من هذا اسمه تابعي و الله جل و علا أعلم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 01:08]ـ
الاخوة الافاضل بارك الله فيكم .. واعتذر عن الانقطاع.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Mar-2009, مساء 01:14]ـ
الصنابحي:ذهب ابن القطان الفاسي و ابن حجر و أبو جعفر الكتاني الى أنهم ثلاثة:اثنان صحابيان و واحد تابعي و هذا ان شاء الله هو الصواب و هو الذي نصره د/ابراهيم بن الصديق الغماري في رسالة دكتوراه التي كانت تحقيقا لكتاب ابن القطان الفاسي:"بيان الوهم و الايهام الواقعين في كتاب الأحكام" كما يتضح ذلك أكثر لمن تصفح كتاب أبي جعفر الكتاني الموسوم"نظم المتناثر في الحديث المتواتر"وابن حجر ذكر الصنابحي هذا في الصحابة كما ذكر أيضا أن من هذا اسمه تابعي و الله جل و علا أعلم
بارك الله فيكم.
قد نقلت لك الأدلة في النقل عن الشيخ فهلا نقلت ماحجت من ذهب إلى هذا الشيء.
وأفيدك بأن الأمام البلقيني قد ألف كتاب أسمه:للبلقيني: الطريقة الواضحة في تبين الصنابحة.
وهذا الشيء ذكره الشيخ ونسيت ان أنقله , وهذا رابط يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44415(/)
ملاحظات على تحقيق الوادعي للالزامات والتتبع (ناصر الفهد)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 01:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الإلزامات والتتبع)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن كتابي (الإلزامات) و (التتبع) للدارقطني رحمه الله تعالى مشهوران بين أهل العلم، وليس هذا موضع ذكر مزايا هذين الكتابين وما فيهما من فوائد حديثية جمة، ولكني أردت أن أتكلم عن تحقيق هذين الكتابين والتعليق عليهما الذي قام به صاحب الفضيلة الشيخ محدث الديار اليمانية / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، وقد كان عمله فيهما قديم، وقد انتفعت وغيري - بحمد الله - من تعليقاته، وليس لمثلي أن يشهد لمثله، إلا أنه كان لي على تعليقاته وتحقيقه للكتابين ملحظان:
الملحظ الأول:
منهجي: وأعني به المنهج الذي اتبعه الشيخ رحمه الله في التعليل والتصحيح والتضعيف وشرح كلام الدارقطني في بعض المواضع، وهي طريقة كثير من المعاصرين، وهو منهج فيه نظر من كثير من الجوانب، وقد سمعت أن الشيخ رحمه الله قد تغيرت طريقة دراسته للأحاديث عن الطريقة التي اتبعها في التعليق على هذا الكتاب.
والملحظ الثاني:
شكلي: وأعني به بعض ما حصل في التحقيق من سقط أو تصحيف أو خلل، وقد يكون بعضه من التطبيعات وأخطاء النساخ.
أما الملحظ الأول فهو طويل، وله موضع آخر.
وموضع حديثنا هنا هو الملحظ الثاني؛ فأقول:
سأذكر فيما يلي أهم ما وقفت عليه من الخلل في النسخة أثناء قراءتي لها:
وستكون الإحالة على نسختين:
الأولى: ط مطبعة المدني: القاهرة، وتوزيع دار الخلفاء بالكويت.
والثانية: ط دار الكتب العلمية: بيروت.
وسيكون الرقم الأول للنسخة الأولى، والرقم الثاني للثانية.
(1)
في ثاني حديث من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه من (التتبع) قال الدارقطني رحمه الله تعالى (ص 459، 460 – ص 309، 310):
(وأخرج مسلم عن أبي خيثمة عن إسماعيل – يعني بن أبي أويس – عن سليمان عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم: " لبس خاتما في يمينه فيه فص حبشي، وجعل فصه مما يلي كفه "، وعن عثمان وعباد عن طلحة عن يونس نحوه.
وهذا حديث محفوظ عن يونس حدث به الليث وابن وهب وعثمان بن عمر) اهـ كلام الدارقطني في هذا الموضع، وبعده حديث من مسند أبي ذر رضي الله عنه.
وفي المتن هنا مع الحاشية أمور:
الأمر الأول: أنه سقط من السند شيخ سليمان – هو ابن بلال -: يونس بن يزيد الراوي عن الزهري، وهذا لعله من الأخطاء المطبعية.
والأمر الثاني: أن الشيخ رحمه الله لما ذكر الحديث من صحيح مسلم في تعليقه على الحديث قال بعد ذلك:
(لم يظهر لي وجه (في الأصل: وجهه) انتقاد الدارقطني رحمه الله من التتبع ... ) ثم نقل كلاماً للنووي رحمه الله من شرحه على صحيح مسلم يبين فيه كلام الدارقطني.
قلت:
والسبب في عدم بيان وجه انتقاد الدارقطني رحمه الله لهذا الحديث هنا حصول خرم في أصل المخطوط – وقد ذكر الشيخ مقبل رحمه الله أن عنده نسختين –، وهذا الخرم حصل بسبب انتقال الصفحات من هذا الموضع سهواً من ناسخ المخطوط أو من المجلد له – والله أعلم – إلى ما بعد الحديث الرابع والتسعين بعد المائة – بترقيم الشيخ المحقق -، وهو في (ص 532 - ص 354) حيث دخل باقي الكلام على هذا الحديث مع مسند عائشة رضي الله عنها، وبعده باقي المسانيد التي تلي مسند أنس وهي مسانيد (البراء ثم بريدة ثم جابر ثم عمر) رضي الله عنهم، ثم يعود الكلام عن مسند عائشة رضي الله عنها (ص 558 - ص371).
ولهذا فإن الشيخ رحمه الله - لما انتقلت الصفحات من هذا الموضع إلى هناك - علق على قول الدارقطني هناك: (وغيرهم عنه ولم يذكروا فيه (في يمينه) ... ) بقوله في الحاشية (ص 532 - ص 354):
" كذا، والظاهر أن هنا سقطاً في الأصلين ".
والحقيقة أنه لا سقط، بل خلل في ترتيب الصفحات، وإلا فالكلام متسق لو رتبت الصفحات على الصواب، فقول الدارقطني في الموضع الأول المشار إليه (ص460 - ص 310):
(وهذا حديث محفوظ عن يونس حدث به الليث وابن وهب وعثمان بن عمر).
تتمته في الموضع الثاني المشار إليه بعد أكثر من أربعين صفحة: (ص 532 - ص 354):
(يُتْبَعُ)
(/)
(وغيرهم عنه ولم يذكروا فيه (في يمينه) والليث وابن وهب أحفظ من سليمان ... ).
فيرتب الكتاب بنقل تلك الصفحات التي دخلت سهواً في مسند عائشة إلى موضعها هنا.
والأمر الثالث: أن الشيخ رحمه الله قال في تعليقه على الموضع الأول (قد اختلف أصحاب يونس عليه، فطلحة بن يحيى وإسماعيل بن أبي أويس يرويانه عن يزيد ويزيدان فيه (في يمينه)، والليث وابن وهب وعثمان بن عمر لا يذكرونها، ولا شك في ترجيح رواية هؤلاء الثلاثة على رواية طلحة وإسماعيل ... ).
قلت: وهذا لعله سبق قلم من الشيخ رحمه الله، فالراوي عن يزيد هو سليمان بن بلال، وإسماعيل يروي عن سليمان عن يزيد.
(2)
قال الدارقطني رحمه الله (ص 244، ص 173):
( ... زاد البخاري: تابعهم أبو عوانة، قال: وتابعهم عبيدة بن حميد ومندل وحفص وعمران وصالح بن أبي الأسود [والطريقان] محفوظان عن الأعمش، والله أعلم).
قلت: يظهر أنه قد سقط ما بين المعقوفتين في هذا الموضع، فإن الكلام به يستقيم.
(3)
قال الدارقطني رحمه الله في الحديث الثالث بعد المائة من التتبع (ص 353 – ص 242):
(وأخرج حديث ابن جريج عن الزهري عن سليمان بن يسار عن ابن عباس عن الفضل.
وقال الحجاج: عن ابن جريج حُدّثت عن الزهري، فإن كان ضبط فقد أفسد).
وقد علق الشيخ رحمه الله تعالى عليها وذكر كلام الحافظ في الفتح، وإسناد البخاري من رواية أبي عاصم عن ابن جريج عن الزهري به.
ثم ذكر رواية الترمذي من طريق روح بن عبادة عن ابن جريج قال: أخبرني ابن شهاب به.
ثم قال: " فاستفدنا من رواية الترمذي شيئين: وجود المتابع لحجاج بن محمد، وتصريح ابن جريج بالإخبار والحمد لله ".
قلت: وقوله: " وجود المتابع لحجاج بن محمد" سبق قلم منه رحمه الله، فإن المتابعة هنا لأبي عاصم الذي وصله، أما الحجاج بن محمد فقد أرسله.
(4)
قال الدارقطني رحمه الله في الحديث التاسع والعشرين بعد المائة من التتبع (ص 403 - ص 274):
(وأخرج مسلم حديثان عن أبيه عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن أن عثمان أشرف عليهم).
قلت:
وهو تصحيف صوابه: (وأخرج مسلم حديث عبدان عن أبيه ... ) وعبدان هو: ابن عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي.
(5)
حصل سقط (أظنه من الطباعة) في بعض الأسانيد، ومن ذلك (والساقط وضعته بين معقوفتين):
1 - في التعليق على الحديث الخامس والستين من الإلزامات (ص 152 - ص113):
(قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا وكيع ثنا يونس بن أبي إسحاق [عن أبي إسحاق] عن بريد بن أبي مريم السلولي ... ).
2 - في التعليق على الحديث الثالث من التتبع (ص 165 – 124):
(قال البخاري رحمه الله: حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة ... )
3 - في التعليق على الحديث السابع من التتبع (ص 174 – ص 129):
( ... والصحيح ما روى الزبيدي ويونس وابن أخي الزهري: فقالوا: عن الزهري عن عبيد الله [عن شبل بن خالد عن عبد الله] بن مالك الأوسي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمة إذا زنت).
4 - في التعليق على الحديث الرابع والستين بعد المائة من التتبع (ص 472 - ص 318):
(وقال مسلم رحمه الله: حدثنا محمد بن المثنى وحدثنا ابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن عطاء [عن صفوان] بن يعلى عن يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله).
(6)
وأما الأخطاء والتصحيفات – وأكثرها من الطباعة والعلم عند الله – فمنها:
1 - ص 35 – ص 46: (قال الثوري رحمه الله): صوابه: النووي.
2 - ص 89 – ص 74: ( ... حدثني ابن وهب أخبرني حيوة حدثني [أبو] عقيل زهرة بن معبد ... ).
3 - ص 98 – ص 79 (في المتن والحاشية): (معيقب): صوابه: معيقيب.
4 - ص 100 – ص 81: (ولم يرو غير عنه): صوابه: ولم يرو عنه غير.
5 - ص106 – ص 84: (وحديث الشعبي [عن] عروة بن مضرس).
6 - ص111 - ص 88: (عن أبي جريج): صوابه: عن ابن جريج.
7 - ص 128 – ص 98: (وكذا عبد الله بن جبير وأبوه): صوابه: عبد الرحمن بن جبير.
8 - ص 130 – ص 99: (سعيد بن تميم السلولي): صوابه: سعد بن تميم السلولي.
9 - ص 132 – ص 101: (جلبت أنا ومخرمة بزا ... ): صوابه: مخرفة بحرف الفاء لا الميم.
10 - نفس الصفحة في الحاشية: (جلبت أنا ومخرمة العبدي ... ): صوابه: مخرفة.
11 - ص 145 – ص 109: (قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا عبد الرزاق [عن] معمر ... ).
12 - ص 241 - ص 172: (حدثنا قتيبة عن سعيد حدثنا جرير ... ): صوابه: حدثنا قتيبة بن سعيد ...
13 - ص 253 – ص 180: (عن حميد النجراني ... )، صوابه: عن جميل النجراني.
14 - ص 310 – ص 214: (ومصعب الزبيدي)، صوابه: مصعب الزبيري.
15 - ص 352 – ص 241: ( ... حدثنا أبو عاصم عن أبي جريج ... )، صوابه: عن ابن جريج.
16 - ص 382 – 261: (سليمان بن طرخان التميمي)، صوابه: سليمان بن طرخان التيمي.
17 - ص 413 – ص 280: ( ... الفريابي عن سفيان عن سالم بن النضر ... ): صوابه: عن سالم أبي النضر.
18 - ص 441 – ص 298: ( ... حدث أبو أيوب عن نافع عن ابن عمر): صوابه: وحديث أيوب عن نافع عن ابن عمر.
19 - ص 465، 466 – ص 313، 314: (عن أبي النضر عن ابن أنس عن ثمان) – في موضعين –: صوابه: عن أبي أنس.
20 - ص 519 – ص 347: (محمد بن عبد الله الطفاوي): صوابه: (محمد بن عبد الرحمن الطفاوي).
21 - ص 530 – ص 354: ( ... يزيد بن زريع [عن] الثوري ... ).
22 - ص 548 – ص 365: ( ... أبان عن الحكم [عن] ابن أبي ليلى عن البراء ... ).
هذا ما تيسر إيراده.
وأسأل الله سبحانه أن يغفر للشيخين: الدراقطني والوادعي، وأن يسكنهما فسيح جناته.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه:
ناصر بن حمد الفهد
منقول ..(/)
أي التعريفين نعتمد للراوي سيء الحفظ
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 01:04]ـ
ما الفرق بين هذين التعريفين لسيء الحفظ؟
يقول ابن حجر في نزهة النظر معرفاً للراوي سيء الحفظ: من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه. ويقول معرفاً له في مكان آخر من النزهة: عبارة عمن يكون غلطه أقلّ من إصابته. فالظاهر أن بين التعريفين تناقض.ففي التعريف الأول جعل سوء الحفظ من ألفاظ كثرة الغلط،وفي الثاني جعله من ألفاظ قلة الغلط،ويؤيد التعريف الثاني ما ذكره ابن حجر نفسه في هدي الساري (ص:413).فأي التعريفين نعتمد،وهل هناك تعارض حقيقي بينهما،أم ماذا؟
أرجو من الإخوة التفضل بالمشاركة،وإغاثة ملهوف.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 05:09]ـ
الرجاء من الإخوة التكرم بالمساعدة إن أمكن.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[06 - Apr-2008, مساء 11:54]ـ
أكرر الطلب،فأنا بحاجة ماسة إلى الجواب.
ـ[حمد]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 02:51]ـ
اليواقيت والدرر ج2/ص34
أو سوء حفظه: وهو عبارة عمن يكون غلطه أقل من إصابته.
هذا ما في نسخة، وفي أخرى: وهو عبارة عمن يستوي غلطه وإصابته
قال الكمال بن أبي شريف وقوله في النسخة الأولى (عمن يكون غلطه أقل من إصابته) لا يوافق قوله فيما بعد (من لم يرجح) وقوله في النسخة الأخرى: (يستوي) هو الموافق له. انتهى.
ولم يقف البقاعي على الثانية فتعقبه بأنه مخالف لما يأتي في تفسير السبب العاشر عند تفصيل ذلك فإنه قال: والمراد به من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطأه ولو قال هنا وهي عبارة عما لا يكون غلطه أقل من إصابته ليوافق ذلك. انتهى
شرح نخبة الفكر للقاري ج1/ص434
(عبارة عن أن لا يكون) بصيغة النفي هو الصواب خلافاً لما في بعض النسخ وسيأتي تفصيله في التفصيل (غلطه أقل من إصابته)
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 04:01]ـ
جزاك الله خيراً أخ حمد،وأحسن إليك،فأنا العبد الفقير إلى الله قبل أن أطرح هذا السؤال اطلعت على ما يتعلق بالتعريفين،والاختلافات التي جرت بشأنهما بين الأئمة،ومحاولة توجيه كلام ابن حجر عدة توجيهات،ولكن لا يعقل أن يكون كل هذا من اختلاف النسخ،لأن ابن حجر من كبار أئمة الحديث،فلا شك بأن له قصد آخر في التعريف بسيء الحفظ بهذين التعريفين.
وإذا رجحنا التعريف الأول فيجب أن نوجه الثاني،أو نقول:إن هذا من اختلاف النسخ،والعكس أيضاً،علماً أن الموافق للصواب هو ما ذكره وأعاده ابن حجر في هدي الساري،والله أعلم.
الموضوع قيد البحث،والرجاء من الإخوة المشاركة.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 07:05]ـ
إخوتي: حتى الآن لم أتلق جواباً شافياً في شأن القول الفصل في تعريف الراوي سيء الحفظ،فما تقولون فيما بسطته سابقاً من أقوال لابن حجر ولغيره من الأئمة،وفيما ذكره الأخ حمد.
الرجاء التكرم بالمساعدة،فأنا بحاجة ماسة للجواب،والله لا يضيع أجر المحسنين.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[03 - May-2008, صباحاً 10:59]ـ
الرجاء من الإخوة المشاركة فأنا مضطر.يرجى الدعم من الإخوة المشرفين،وشكراً.(/)
الاربعون حديثا التيمية للامام ابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 07:36]ـ
الامام ابن تيمية له اربعون حديثا يرويها باسناده
هذاربطها http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=354#s4
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 08:32]ـ
أحسن الله اليكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 10:52]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 06:05]ـ
جزاك الله اخي خير الجزاء
ولكن لم أفهم تاريخ المولد والوفاة الذي تحت كل حديث لمن ينسب؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 06:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك.
.الذي يظهرلي انه لاول شيخ يروي عنه ابن تيمية الحديث فكل حديث منها رواه عن شيخ معين
مثاله الحديث الاول
رواه عن زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد المقدسي، قراءة عليه وأنا أسمع سنة 667،
هذا الشيخ مولده في صفر سنة 575. وتوفي يوم الاثنين ثامن رجب سنة 668
والله اعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 01:08]ـ
هل تم تخريج هذه الاربعين حديثا من بعض طلبة العلم؟؟؟
ـ[أبو يعلى البيضاوي]ــــــــ[16 - Apr-2009, صباحاً 01:01]ـ
رابط تحميل النسخة المصورة pdf
http://www.archive.org/download/arbain_taimiya/arbain_taimiya.pdf
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[16 - Apr-2009, صباحاً 02:49]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 06:10]ـ
شكرا لكم و بارك الله فيكم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 12:07]ـ
الشيخ ابو محمد لا اخفي عليك اني اجهل سبب اهتمام العلماء بهذه الاحاديث وماهي ميزتها عن غيرها
هل هي الفائدة في الاسانيد ام انه حب في شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ام تنوع مواضيعها .. !!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:23]ـ
اخي الكريم ماجد مسفر العتيبي وفقك الله
اجابة على سؤالك اليك هذاالجواب المختصر والمنقول من احد المواقع الاسلامية
أشتهر بين أهل العلم نوع من أنواع التصنيف ألا هو التصنيف على الأربعين وتسمي بالأربعينيات
وهي الأحاديث في باب واحد، أو في أبواب شتى، بسند واحد، أو بأسانيد متعددة.
ولقد جمع الإمام السيوطي في هذا الكتاب أربعين حديثا في فضل كل واحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.
وأول من صنف في الأربعينيات هو الحافظ الإمام عبد الله بن المبارك المتوفى سنة 181 هـ، وممن ألف فيها أيضا: الحافظ أبو نعيم المتوفى سنة 430 هـ، والحافظ أبو بكر الآجري المتوفى سنة 360 هـ، والإمام البكري، والإمام النووي، وغيرهم كثير.
والمؤلفات في الأربعينيات كثيرة يصعب حصرها، فلماذا الأربعين؟
الأصل في هذا ما روي عن عدة من الصحابة في حفظ أربعين حديثا.
فمن هذه الأحاديث:
1 – حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا: " من حمل من أمتي أربعين حديا لقي الله يوم القيامة فقيها عالما ".
أخرجه البكري في أربعينه (44) من طريق الجوزقي عن زيد بن حريش، عن عبد الله بن خراش، عن عمه العوام بن حوشب، عن ابراهيم التيمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك به مرفوعا.
قلت: وعبد الله بن خراش اتفق الأئمة على تضعيفه، واتهمه بعضهم، ووصفه ابن عمار بالكذب وانظر الميزان (2/ 413)
2 – حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة، حتى يؤديها إليهم، كنت له شفيعا، أو شهيدا يوم القيامة ".
أخرجه ابن عبد البر في الجامع (325) والبكري (33) من طريق يعقوب بن إسحاق العسقلاني، عن حميد بن زنجوية، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر به مرفوعا.
قال ابن عبد البر في الجامع (205): هذا أحسن إسناد جاء به هذا الحديث، لكنه غير محفوظ ولا معروف من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن رواه عن مالك فقد أخطأ وأضاف ما ليس من رواياته إليه.
قلت: وفي إسناده أيضا يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم العسقلاني، قال الذهبي وقد أورد الحديث من طريقه في الميزان (4/ 449): وهذا كذاب في السند والمتن.
وقال ابن حجر: الناس يختلفون فيه فبعضهم يوثقه وبعضهم يضعفه، والظاهر أنه دخل له حديث في حديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 – حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما ".
أخرجه ابن عبد البر في الجامع (1/ 43) وغيره من حديث عمرو بن الحصين العقيلي، عن محمد بن عبد الله بن علاثة، عن خصيف، عن مجاهد، عن أبي هريرة به مرفوعا.
قلت: وعمرو بن حصين كذبه أحمد وابن معين، وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وقال: تركت الرواية عنه ولم يحدثنا وقال: هو ذاهب الحديث وليس بشيء أخرج أول شيء أحاديث مشتبهة حسانا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه.
وقال: ابن عدي: مظلم الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو زرعة ليس في محل من يحدث عنه وهو واهي الحديث.
ومحمد بن عبد الله بن علاثة، وخصيف فيهما كلام.
قال الذهبي في الميزان (3/ 595): الظاهر أنه من وضع ابن حصين.
4 – حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: " ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثا يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيئ به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت ".
وفي إسناده عمرو بن الأزهر، وشيخه أبان بن أبي عياش كلاهما متروك.
5 - حديث أبي الدرداء مرفوعا: من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها وكنت له يوم القيامة شهيدا ".
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 133) من حديث إبراهيم بن أبي أمية، حدثنا أبو طالب هاشم بن الوليد الهروي قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، عن أبي الدرداء به مرفوعا.
وعبد الملك بن هارون قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الحاكم: ذاهب الحديث جدا، وروى عن أبيه أحاديث موضوعة.
قلت: وهذا منها فقد اتهمه ابن حبان به.
وروي مثل هذا عن ابن عباس، ومعاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود وغيرهم، إلا أنه لا يثبت منها شئ.
وأكثر العلماء على عدم صحة هذا الحديث:
قال البيهقي في الشعب (2/ 270): هذا حديث مشهور فيما بين الناس وليس له إسناد صحيح.
وقال أيضا: أسانيده كلها ضعيفة.
وقال ابن السكن: ليس يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يثبت.
وقال الدارقطني: لا يثبت من طرقه شيء.
وقال ابن عساكر: أسانيده كلها فيها مقال، ليس فيها للتصحيح مجال.
وقال النووي: طرقه كلها ضعيفة وليس بثابت.
وقال ابن حجر: ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة.
وقال الرهاوي: طرقه كلها ضعاف إذ لا تخلو طريق منها أن يكون فيها مجهول لا يعرف أو معروف يضعف.
وكذا ضعفه رشيد الدين بن العطار، والمنذري، والنووي في فتاويه (272) وفي مقدمة كتابه في الأربعين، وابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (1/ 111) وابن عبد البر في الجامع (1/ 192 - 198).
وقد ذهب بعض العلماء إلى تحسين الحديث لكثرة طرقه وشواهده، ولذا توجه الناس إلى التأليف في الأربعينيات، وممن حسنه من المتأخرين الإمام السلفي رحمه الله تعالى وهو ظاهر كلام الكيا الهراسي – والكيا من كبار الفقهاء الشافعية -، والشيخ الملا علي القارئ صاحب " مرقاة المصابيح ".
قال السلفي رحمه الله تعالى: فإن نفرا من العلماء لما رأو ورووا قول أطهر منسل وأفضل مرسل: " من حفظ على امتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها " من طرق وثقوا بها وعولوا عليها، وعرفوا صحتها وركنوا إليها، خرج كل منهم لنفسه " أربعين " حتى قال إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي: اجتمع عندي من الأربعينيات ما ينيف على السبعين.
وقال السلفي: وقد استفتيت شيخنا الإمام أبا الحسن على بن حمد الكيا الطبري في رجل أوصى بثلث ماله للعلماء والفقهاء، هل تدخل كتبة الحديث في وصيته؟
فكتب بخطه تحت السؤال: نعم وكيف لا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها ".
إلا أن هذا الكلام لم يعتمد والراجح في حال الحديث ما قدمناه عن الأئمة الذين ضعفوه.
قال صديق حسن خان في أبجد العلوم (2/ 335): وهذا الحديث من جميع طرقه ضعيف عند محققي اهل الحديث لا يعتمد عليه ولا يصير اليه الا من لم يرسخ في علم الحديث قدمه ا. هـ
قلت: وانظر في ذلك المقاصد الحسنة (411) وكلام الألباني رحمه الله تعالى في تعليقه على المشكاة (1/ 86) ومعجم مصطلحات الحديث لمحمد ضياء الأعظمي (27).
غير أن بعض العلماء عمل بها استئناسا مع علمه بضعفها كالإمام النووي وابن حجر في كتابه الأربعين المتباينة والأربعين العوالي ومنهم الإمام السيوطي))))
.(/)
هل هذا الراوي: "أبوسعد سعيد بن محمد الشعيبي" ثقة؟
ـ[حسين أحمد اللندني]ــــــــ[07 - Apr-2008, مساء 09:17]ـ
السلام عليكم
هل هذا الراوي جدير بالثقة؟
أبو سعد سعيد بن محمد الشعيبي العدل
هنا البعض من رواياته
----------
المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي - باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس في موضع النص
حديث: 152 17870
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير , ثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي. ح وأخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد الشعيبي العدل , أبنا أبو علي حامد بن محمد الهروي , أبنا علي بن عبد العزيز، ثنا يونس بن عبد الله العميري، ثنا المبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا أيها الناس اتهموا الرأي على الدين , فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي اجتهادا , فوالله ما آلو عن الحق، وذلك يوم أبي جندل والكتاب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل مكة فقال: " اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم ". فقالوا: ترانا قد صدقناك بما تقول , ولكنك تكتب كما كنت تكتب: باسمك اللهم , قال: فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأبيت عليهم، حتى قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تراني أرضى وتأبى أنت؟ " قال: فرضيت
السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الطهارة
جماع أبواب السواك - باب في فضل السواك
أخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد الشعبي، حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي الحافظ ببغداد، إملاء من حفظه، حدثني علي بن عبد الحميد، وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا الحسن بن علي الحافظ، أنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر فذكره بنحوه إلا أنه قال: سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول. قال الشيخ: ابن أبي عتيق هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ومحمد يكنى أبا عتيق. وقد رواه عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه كذلك، وبين فيه سماع أبيه
شعب الإيمان للبيهقي - فصل في إدامة ذكر الله عز وجل
أخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد الشعيبي، أخبرنا أبو الحسن علي بن هارون السمسار الحربي ببغداد، حدثنا موسى بن هارون الحمال، حدثنا عبد الله بن عون الخراز، حدثنا أبو عبيدة الحداد، حدثنا محمد بن ثابت قال: سمعت أبي يذكر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ". قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال: " حلق الذكر " وكذلك رواه البغوي، عن ابن عون وذكر
الزهد الكبير للبيهقي - فصل في بيان الزهد وأنواعه
حديث: 105
أخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد الشعيبي قال: سمعت أبا الفضل نصر بن محمد بن يعقوب الصوفي يقول: سمعت سليمان بن أبي سلمة الفقيه، بالرقة يقول: سمعت الجنيد بن محمد الصوفي، وسئل عن القلب ما يفسده؟ قال: " الطمع " قيل: ما يصلحه؟ قال: " الورع "
------
شكرا جزيلا
ـ[محمد طلحة مكي]ــــــــ[06 - Jul-2008, صباحاً 10:14]ـ
هو سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن شعيب , محدث مشهور , والظاهر أنه ثقة.(/)
سلسلة فوائد في علوم الحديث للمبتدئين
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 07:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فسوف أبدأ من الآن فصاعدًا -إن شاء الله- إضافة كل نافع ومفيد في علم مصطلح الحديث؛ وذلك مساعدة لإخواني (المبتدئين)، وأرجو أن يجعل الله ذلك زادًا لِحُسْنِ المصير إليه، وعتادًا ليُمْنِ القدوم عليه، إنه بِكُلِّ جميل كفيل، وهو حسبي، ونعم الوكيل.
أخوكم المحب بصدق -والله حسيبي-
أبو رقية الذهبي
عفا الله عنه، وغفر له، ولكل من قال «آمين»
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 09:27]ـ
بارك الله فيك
هل هي عندك على الوورد جزاكم الله خيرا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:44]ـ
بارك الله فيك
هل هي عندك على الوورد جزاكم الله خيرا
نعم هي عندي بصيغة وورد (= doc.*)؛ ولكن لماذا تحتاجها؟!؛ فأنا وضعتها بصيغة pdf من أجل ألا يعبث بها أحد، وقد مَكَّنْتُ خاصية الطباعة فيها؛ فيمكنك طبعها مباشرة.
? وقد أوفرها لك؛ إن ذكرت لي سببًا مقنعًا لذلك.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 10:52]ـ
من أجل الإخوة الذين لم يلاحظوا وجود المرفقات:
للتحميل؛ اضغط ?
الشجرة التوضيحية لأنواع الحديث ( http://www.alukah.net/majles/attachment.php?attachmentid=21 11&d=1207670673)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:08]ـ
بارك الله فيك يعني أحتاجه مثلا لو أردت أن انسخه مثلا في حوار أو نقاش أو مذاكرة علمية أو في بحث معين
(مع نسبة الكلام لقائله بطبيعة الحال)
وأنا أحب القراءة من الورود وأستطيع أن أبحث فيه بخلاف البدف والله أعلم
أتمنى أن يكون كلامي مقنعا:)
وأشكركم جزيل الشكر
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك يعني أحتاجه مثلا لو أردت أن انسخه مثلا في حوار أو نقاش أو مذاكرة علمية أو في بحث معين (مع نسبة الكلام لقائله بطبيعة الحال)
وأنا أحب القراءة من الورود وأستطيع أن أبحث فيه بخلاف البدف والله أعلم
أتمنى أن يكون كلامي مقنعا:)
همي ليس هو (نسبة الكلام لقائله بطبيعة الحال) -كما ذكرت-؛ ولكن منع أيدي العابثين بها.
وفي الحقيقة كلامك ليس مقنعًا بالمرة:)
ولكني أستحيي أن أرفض طلبك:)، فسوف أرسله لك على بريدك الخاص، وهي نسخة ((لك وحدك))؛ فلا تنشرها بصيغة وورد.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:35]ـ
الأخ الفاضل الودود /: (أبو رقية الذهبي). جزاك الله عنا خير الجزاء (!).
جهود طيب. لا حرمك الله من الأجر.
ونحن بانتظار باقي سلسلتك.
ملاحظة /: أشعر بأنا سنصبح أصدقاء (ابتسامة).أخوك المحب /: محمود - غزة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 06:03]ـ
الحديث الصحيح
? تعريف الحديث الصحيح:
هو الذي اتصل سنده بنقل عدل (تام) [1] الضبط عن مثله إلى منتهاه، ولا يكون شاذًا ولا مُعَللاً.
? شروط الحديث الصحيح:
1 - اتصال السند:
وهو أن يتحمل [2] كل راوٍ من رواة السند عن شيخه بلا واسطة. فكل حديث سَلِمَ من سقوط في إسناده؛ فهو متصل.
2 - عدالة الرواة:
* والعدالة: هي المَلَكَةُ التي تحمل المرء على ملازمة التقوى والمروءة واجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة.
* والعدل: هو المسلم، البالغ، العاقل، السالم من أسباب الفسق، وخوارم المروءة.
3 - ضبط الرواة:
* الضبط: هو أن يحفظ الراوي الحديث من شيخه ويعيه بحيث إذا حدث به عنه، حدثه بالوجه الذي سمعه منه. وهو نوعان:
- ضبط الصدر: هو أن يحفظ ما سمعه ويعيه على أتم وجه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء على الوجه الذي سمعه من شيخه.
- وضبط الكتاب: وهو صيانة كتابه الذي أودع فيه مسموعاته من الأخبار من الخطأ بتصحيحه على أصل الشيخ الذي سمع منه أو مقابلته بأصل معتمد صحيح وأن يحفظه من دس الداسين، وعبث الوراقين.
4 - عدم الشذوذ:
(الشذوذ) –كما عرفه الحافظ– هو: «مخالفة ((المقبول)) لمن هو أولى منه».
أو هو «التفرد غير المحتمل من الراوي للمخالفة أو لعدم الأهلية للتفرد».
5 - عدم العلة [3]:
(يُتْبَعُ)
(/)
والعلة هي: «سبب (خفي) يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه». وهي التي لا يقف المحدث عليها إلا بعد جمع طرق الحديث أو الباب. وهي نوعان:
- علة (قادحة)
- وعلة (غير قادحة) [4].
? مِثَالُ الحديث الصحيح:
ما أخرجه البخاري في "صحيحه" قال:
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص) قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ... الحديث».
?------------------الهوامش------------------?
[1] وبعضهم لا يورد هذا القيد ويكتفي بقوله (عدل ضابط)؛ لأن المقصود بالضابط في حد الصحيح أن يكون (تام الضبط)؛ فإنه المقصود عند الإطلاق، ولا يشترط أن يكون الراوي من الحفاظ الكبار؛ فإن كان فهو آكد في تحقق شرط الصحيح.
[2] عبرت بـ (التحمل) هنا لا بـ (السماع) لأن ذلك يشمل كل طرق التحمل وكل صيغ الأداء.
[3] فائدة: أفرد أهل العلم الشرطين الأخيرين بالذكر في تعريف الحديث الصحيح؛ لأنهم أرادوا بذلك أن ينصوا على مخالفة جمهور الفقهاء والأصوليين الذين لا يعتبرون إعلال الحديث بالأمور الخفية وإنما يكتفون بظاهر الأسانيد وعدالة الرواة العدالة المشترطة في قبول الشهادة، وبرغم أن الشذوذ من جملة العلل الخفية التي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد جمع الطرق، إلا أن المحدثين قد أفردوه -أيضاً- بالذكر في شروط الصحيح دون باقي العلل الخفية من (إدراج، وإقلاب، واضطراب ... إلخ)؛ لأنهم أرادوا -أي علماء الحديث- أن ينصوا على مخالفة جمهور الفقهاء والأصوليين الذين لا يعدون الشذوذ علة يعل بها الحديث. فكان لزاماً على أهل الحديث أن ينبهوا على ذلك الأمر، ولذلك ذكروهما انفراداً ضمن شروط الصحيح.
[4] والأئمة يعتمدون في تقديرها على قرائن لا حصر لها ولا ضابط، ولهم نظر ثاقب، ورأي راجح، قد لا يدركه إلا أمثالهم ممن أدمن النظر.
تنبيه: أنا أورد الفوائد غير مرتبة!؛ فإن كان هناك اعتراض على هذه الطريقة؛ فأرجو من الإخوة إخباري بذلك.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 03:25]ـ
? تعريف الضبط:
هو أن يحفظ الراوي الحديث من شيخه ويعيه بحيث إذا حدث به عنه، حدثه بالوجه الذي سمعه منه.
? أنواع الضبط:
1 - ضبط صدر:
وهو أن يحفظ ما سمعه ويعيه على أتم وجه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء على الوجه الذي سمعه من شيخه.
2 - ضبط كتاب:
وهو صيانة كتابه الذي أودع فيه مسموعاته من الأخبار من الخطأ بتصحيحه على أصل الشيخ الذي سمع منه أو مقابلته بأصل معتمد صحيح وأن يحفظه من عبث الوراقين ودس الداسين.
? كيف يعرف الضبط:
1 - باستفاضة ضبط الراوي وشيوع ذلك بين الأئمة والمحدثين، وهذه أقوى طرق إثبات العدالة والتزكية.
2 - بالتزكية بنص إمام أو أكثر من أئمة الجرح والتعديل للراوي بأنه يحفظ حديثه ويتقنه.
3 - بسبر روايات الراوي ومقارنتها بروايات غيره من الثقات، ثم النظر فيها وتحديد مقدار المخالفة والموافقة وعليه تحديد ضبط الراوي.
4 - باختبار الراوي، كما فعل مُحَدِّثُو بغداد مع الإمام البخاري.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 04:39]ـ
الْحَدِيثُ الْمُدْرَجُ
? تعريف الحديث المدرج:
- (لُغَةً):
اسم مفعول من أدرج، والإدراج هو إدخال الشيء في الشيء؛ تقول أدرجت الكتاب: إذا طويته، وأدرجت الميت في القبر: إذا أدخلته فيه.
- (اصْطِلاَحَاً):
هو الحديث الذي أُدْخِلَ في إسناده أو في متنه ما ليس منه من قِبَلِ أحد رواته؛ بحيث يتوهم السامع أن السياق واحدًا.
? أنواع الحديث المدرج:
أ- مدرج السند:
وهو ما غُيِّرَ سياقُ إسناده. وأقسامه أربعة:
1 - أن يسوق الراوي الإسناد فيعرض له عارض فيقول كلامًا من قبل نفسه فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد المتقدم فيرويه عنه كذلك.
2 - أن يروي جماعة حديث بأسانيد مختلفة فيرويه عنهم راوٍ فيجمع الكل على إسناد واحد ولا يبين الاختلاف.
3 - أن يكون المتن عند راوٍ إلا طرفًا منه؛ فإنه عنده بإسناد آخر، فيرويه عنه تامًا بالإسناد الأول.
4 - أن يكون للحديث متنان مختلفان بإسنادين مختلفين فيرويهما الراوي معًا مقتصرًا على أحد الإسنادين، أو يروي أحدهما بإسناده لكنه يزيد فيه من المتن الآخر.
ب- مدرج المتن:
هو ما أضيف إلى متن الخبر من غير كلام صاحبه. وأقسامه ثلاثة:
1 - أن يكون في أول المتن –وهو قليل-
2 - أن يكون في أثناءه
3 - أن يكون في آخره –وهو الغالب-
? كيف يُعرَفُ الإدراج:
1 - بالتنصيص على ذلك من الراوي أو من أحد الأئمة المطلعين.
2 - باستحالة كون النبي (ص) قال ذلك. بالمقارنة بالأصول الشرعية.
3 - بورود راوية مُفَصِّلَةٍ للقدر المدرج وهذا يعرف بجمع الطرق والمقارنة مع سائر روايات الحديث.
? مِثَالٌ للحديثِ المُدْرَجِ:
ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص): «أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار». فقوله: «أسبغوا الوضوء» من كلام أبي هريرة، وعلمنا ذلك من باقي روايات الحديث.
وهذا المثال: هو مدرج متن في أوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 04:53]ـ
الْحَدِيثُ الْمُرْسَلُ
? تعريف الحديث المرسَل:
- (لُغَةً):
اسم مفعول من (أَرْسَلَ) يعني: (أَطْلَقَ) ضد (قَيَّدَ)
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً}. قال القرطبي في "تفسيره": «أي: خَلَّيْنَا الشياطين ... يُقَال: أرسلت البعير أي خَلَّيْتَهُ» اهـ
وفي حديث مخاصمة الزبير 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وجاره الأنصاري في سُقْيَا النَّخْل قال (ص): «اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِل الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ». قال الحافظ في "الفتح": «أَيْ أَطْلِقْهُ».
- (اصْطِلاَحَاً):
هو ما رفعه أو ما نسبه أو ما أضافه التابعي (الصغير أو الكبير) إلى النبي (ص) دون أن يُعَيِّنَ الواسطة بينه وبين النبي (ص)
? العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي:
- يحتمل أن تكون من قوله: جاء القوم أرسالاً: أي قطعا متفرقين ومنه الحديث: «إن الناس دخلوا على النبي (ص) بعد موته فصلوا عليه أرسالا» أي: فرقا متقطعة يتبع بعضهم بعضا. فكأنه تصور من هذا اللفظ الاقتطاع فقيل للحديث الذي قطع إسناده وبقي غير متصل مرسل أي كل طائفة منهم لم تلق الأخرى ولا لحقتها.
- ويحتمل أن يكون أصله من (الاسترسال): وهو الطمأنينة إلى الإنسان والثقة به فيما يحدثه فكأن المُرسِل للحديث اطمأن إلى من أرسل عنه ووثق به لمن يوصله إليه.
- ويجوز أيضا أن يكون (المرسَل) من قولهم ناقة مرسال أي سريعة السير؛ فكأن المرسِل للحديث أسرع فيه تعجلاً؛ فحذف بعض إسناده.
والكل محتمل. وينظر في ذلك كتاب: "جامع التحصيل" للعلائي.
? مِثَالٌ للحديث المرسَل:
ما أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" عن عطاء: «أن النبي (ص) كان إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس؛ فقال: (السلام عليكم)».
وعطاء هو تابعي كبير روى عن جمع من الصحابة وروايته عن النبي (ص) مرسلة.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 06:16]ـ
:) ننتظر شيخنا
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 07:58]ـ
عَدَالَةُ الرُّوَاةِ
? العدالة:
هي المَلَكَةُ [1] التي تحمل المرء على ملازمة التقوى والمروءة واجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة.
? العدل:
هو المسلم، البالغ، العاقل، السالم من أسباب الفسق، وخوارم المروءة.
فيشترط كل من الإسلام والعدالة عند الأداء فقط. أما العقل فيشترط حال التحمل والأداء معًا. واشتراط السلامة من الفسق باجتناب المعاصي والإصرار عليها.
أما المروءة: فهي أن تفعل من المباحات ما يزينك وتترك منها ما يشينك عند الناس.
وليس للمروءة ضابط معين؛ فهي تختلف باختلاف البلدان، والأزمان، والأشخاص. والمقصود منها أن يكون المرء صاحب تورع وتحرز، فلا يتجرأ على حديث رسول الله (ص) بأن ينسب له ما ليس منه.
? كيف تُعْرَفُ عدالةُ الراوي:
1 - باستفاضة الثناء عليه وشيوع ذلك بين الأئمة والمحدثين، وهذه أقوى طرق إثبات العدالة والتزكية.
2 - بالتزكية بنص إمام أو أكثر من أئمة الجرح والتعديل، أو ما يقوم مقام التزكية من العبارات كـ (القاضي)، و (المؤدب)، و (المؤذن)، فإن العدالة فرع عن شغل الراوي لهذه المراتب؛ إذ لا يشغلها إلا عدلٌ في الغالب.
3 - اختبار أحواله، وتتبع أفعاله التي يحصل معها العلم من جهة غلبة الظن بالعدالة (قاله الخطيب).
4 - باشتهار الراوي بالعلم والعناية به والرحلة فيه ما لم يجرح؛ إذ لو كان فيه ما يخالف ذلك لما سَلِمَ من كلام الأئمة، فالهمم متوافرة للكلام في المشاهير الذين يوجد منهم ما يقتضي الجرح.
5 - وهناك طرق أخرى لم نذكرها لكونها فيها نظر [2].
-----------الهوامش-----------
[1] قال الجرجاني في «التعريفات»: «الملكة: هي صفة راسخة في النفس، وتحقيقه أنه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال، ويقال لتلك الهيئة: كيفية نفسانية، وتسمى:
- (حالة) = ما دامت سريعة الزوال،
- فإذا تكررت ومارستها النفس حتى رسخت تلك الكيفية فيها وصارت بطيئة الزوال= فتصير ملكة» اهـ
قلتُ: فمن رسوخ هذه الصفات في النفس أطلق عليها المَلَكَة: أي التي ملكتها النفس بسبب رسوخها فيها؛ فكأنها ملكتها بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
[2] فائدة: أما مَنْ قال بأن: «الأصل في المسلم العدالة، فمن لم يجرح فهو عدل»!؛ فهذا مذهب فيه اتساع غير مرضي، إذ أن الحكم بالإسلام والعدالة الظاهرة شيء؛ والحكم بالعدالة في الرواية شيء آخر، فهذا خاص والأول عام، ولا يلزم من ثبوت العام ثبوت الخاص.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[21 - May-2008, صباحاً 05:09]ـ
(المَرْفُوعُ) و (المَوْقُوفُ) و (المَقْطُوعُ)
? المرفوع:
- (لُغَةً):
اسم مفعول من (رَفَعَ)، والرَّفْعُ نقيض الوَضْع أو الخَفْض. ويقال: رَفَعْتُ الشيءَ فَارْتَفَعَ ارْتِفاعاً إِذا عَلا.
- (اصْطِلاَحَاً):
هو ما أضيف متنه إلى النبي (ص) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة سواء كان من نسبه إليه صحابياً أو تابعياً أو من دونهما. وسمي مرفوعًا لنسبته إلى صاحب المكان الرفيع؛ وهو النبي (ص). وهو نوعان: (الأول) المرفوع تصريحاً، و (الثاني) المرفوع حكماً.
- (مِثَالُهُ):
المرفوع تصريحًا:
ما أخرجه البخاري في «صحيحه» عن معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت النبي (ص) يقول: «من يرد الله به خيراً يفقه في الدين».
المرفوع حكمًا:
ما أخرجه ابن المبارك في «الزهد» -بإسنادًٍ جيد- عن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: «إِنَّ مِن ْأَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الأصَاغِر». فهذا الحديث وإن كان موقوفًا على ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلا أنه في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بالرأي.
? الموقوف:
- (لُغَةً):
اسم مفعول من (وَقَفَ)، وهو بمعنى الوقوف ضد الجلوس، ويستعمل أيضًا بمعنى السكون وعدم الحركة.
- (اصْطِلاَحَاً):
هو ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة (1). وسمي بذلك وكأن الراوي وقف بالحديث عند الصحابي ولم يتابع باقي الإسناد؛ فوقف عليهم ولم يجاوزهم إلى رسول الله (ص).
- (مِثَالُهُ):
ما رواه البخاري -معلقًا بصيغة الجزم- قال: «أَمَّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ مُتَيَمِّمٌ». قال الحافظ في «الفتح»: «وصله ابن أبي شيبة والبيهقي وغيرهما وإسناده صحيح».
? المقطوع (2):
- (لُغَةً):
اسم مفعول من (قطع) ضد (وصل).
- (اصْطِلاَحَاً):
هو ما أضيف إلى التابعي أو مَن دونه من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. وسمي بذلك وكأن من سماه بذلك أراد أن راويه من الذين لم يعاصروا التنزيل والوحي فكان منقطعًا عنه، والله أعلم.
- (مِثَالُهُ):
ما أخرجه مسلم في مقدمة «صحيحه» عن ابن سيرين قال: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ؛ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ»
--------الهوامش---------
(1) فائدة: قد يستعمل مقيدًا في غير الصحابي فيقال مثلاً: «حديث كذا وقفه فلان على عطاء أو نحو هذا». وفي اصطلاح بعض فقهاء خراسان؛ (الموقوف) يعني الأثر وهو ما يروي عن الصحابي.
(2) فائدة: قد استعمل بعض أهل العلم كالإمام الشافعي والطبراني (المقطوع) بمعنى (المنقطع)
الذي لم يتصل إسناده وذلك قبل استقرار المصطلحات الحديثية.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 12:06]ـ
بارك الله فيك، ولكن مالمشكلة في إنزال الملف على وورد؟
وفقك الله.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[03 - Jul-2008, مساء 08:20]ـ
وهذا بحمد الله رابط ((مباشر)) لتحميل «الشجرة التوضيحية لأنواع الحديث»؛ لمن ليسوا مشتركين في موقع «الآلوكة»؛ وهو ((مثبت)) على منتدى الحديث لموقع الشيخ/ أبي الحسن الماربي ( http://marebe.net/forumdisplay.php?f=18) - حفظه الله تعالى-، وجزى القائمين عليه خير الجزاء على تثبيته:
http://www.sulaymani.net/failg/a.rar
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 07:50]ـ
إذا اجتمع في راوٍ جرحٌ وتعديلٌ؛ فله حالتان:
? الحال الأولى: أن يكون الراوي معدلاً، والجرح ((مبهمًا)):
إذا تعارض الجرح والتعديل في راوٍ، وكان الجرح ((مبهمًا)) سببه؛ فينبغي -حينئذٍ- أن يُقَدَّمَ التعديلُ دون الجرح؛ وهذا للأسباب الآتية:
1 - لأنه -كما يقول الحافظ-: «قد ثبتت له رتبة الثقة؛ فلا يزحزح عن هذه الرتبة إلا بأمر جلي. فإن أئمة هذا الشأن لا يوثقون إلا من اعتبروا حاله -في دينه، ثم في حديثه-، ونقدوه كما ينبغي وهم أيقظ الناس-؛ فلا ينقض حكم أحدهم إلا بأمر صريح» اهـ[1].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ولأنه -كما يقول ابن الصلاح-: «لأن الناس يختلفون فيما يجرح وما لا يجرح فيطلق أحدهم الجرح بناء على أمر اعتقده جرحا وليس بجرح في نفس الأمر فلا بد من بيان سببه لينظر فيما هو جرح أم لا، وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله. وذكر (الخطيب الحافظ): أنه مذهب الأئمة من حفاظ الحديث ونقاده مثل: البخاري ومسلم وغيرهما» اهـ[2].
? الحالة الثانية: أن يكون الراوي معدلاً، والجرح ((مفسرًا)):
إذا تعارض الجرح والتعديل في راوٍ، وكان الجرح ((مفسرًا)) سببه؛ فله حالان:
1 - أن (لا) يكون المعدل عالمًا سبب الجرح:
فحينئذٍ؛ وجب تقديم الجرح؛ وإن كثر عدد المعدلين؛ لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليها المعدل، ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حال الراوي؛ إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عليه.
2 - أن يكون المعدل عالمًا سبب الجرح:
ولكنه ينفيه بما يدل يقينًا على بطلان سبب الجرح؛ كأن يقول -مثلاً- عرفت سبب الجرح الذي ذكره الجارح، ولكنه تاب منه وحسنت نيته، أو يذكر قرائن قوية تصرف ذلك السبب عنه. فحينئذٍ؛ وجب المصير إلى التعديل -على ما مر في الحال الأولى- بشرط أن تكون قرائن نفي الجرح عنه معتبرة؛ وإلا فلا، والله أعلم.
------------الهوامش------------
[1] قال الألباني في "شرح الباعث" -معلقًا-: «وهذا غالبي؛ وإلا فابن حبان ونحوه معروف تساهلهم [يعني في توثيق المجاهيل]» اهـ.
[2] إشكال وجوابه: قال ابن الصلاح: «ولقائل أن يقول: إنما يعتمد الناس في جرح الرواة ورد حديثهم على كتب أئمة الحديث، وهم قل ما يتعرضون فيها لبيان السبب؛ بل يقتصرون على مجرد قولهم: (فلان ضعيف)، (وفلان ليس بشيء)، ونحو ذلك؛ فاشتراط بيان السبب يفضي إلى تعطيل ذلك وسد باب الجرح في الأغلب الأكثر. [وجوابه]: أن ذلك وإن لم نعتمده في إثبات الجرح والحكم به؛ فقد اعتمدناه في أن توقفنا عن قبول حديث من قالوا فيه مثل ذلك بناء على أن ذلك أوقع عندنا فيهم ريبة قوية يوجب مثلها التوقف، ثم من انزاحت عنه الريبة منهم؛ ببحث عن حاله؛ فإن أوجب الثقة بعدالته؛ قبلنا حديثه ولم نتوقف كالذين احتج بهم صاحبا الصحيحين وغيرهما ممن مسهم مثل هذا الجرح من غيرهم. فافهم ذلك فإنه مخلص حسن والله أعلم» اهـ بتصرف واختصار.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[24 - Jul-2008, صباحاً 08:10]ـ
الفَرْقُ بَيْنَ الْمُرْسَلِ الْخَفِيِّ وَالتَّدْلِيس
? المُرْسَلُ الخَفِي (الإِرْسَالُ الخَفِي):
• (لُغَةً):
«المرسل»: (سبق تعريفه من جهة اللغة)؛ وأما «الخفي»: فهو ضد "الجلي"، وأطلق عليه الخفي لأن هذا النوع من الإرسال غير ظاهر للناظر؛ فلا يدرك إلا بالبحث، وجمع الطرق.
• (اصْطِلاَحَاً):
هو أن يروي الراوي عن شيخ عاصره -ولم يلقه أو لقيه ولم يسمع منه- حديثًا بصيغة محتملة السماع كـ «عن» أو «قال».
? التَّدْلِيسُ:
• (لُغَةً):
مشتق من الدَلَسِ والظلام، وأصله التغطية والتلبيس.
• (اصْطِلاَحَاً):
هو أن يروى الراوي عن شيخ - لقيه وسمع منه- ما لم يسمعه منه بصيغة محتملة السماع كـ «عن» أو «قال».
• وجه الربط بين المعنى اللغوي والاصطلاحي:
وسمي المدلس مدلسًا؛ وكأن الراوي المدلس أظلم أو غطى ولَبَّسَ وجه الصواب فيه.
? الفرق بينهما:
الفارق الأساسي بين المدلس والمرسل الخفي؛ هو: قيد (السماع)، وتفصيل ذلك كالتالي:
? فالمرسل الخفي:
هو أن راوي الحديث يروى حديثًا -بصيغة محتملة السماع- عن شيخ عاصره فقط، ولم يلقه؛ أو لقيه ((ولم يسمع منه)) هذا الحديث؛ وإنما رآه فقط دون أن يتحمل عنه شيئًا.
? أما المُدَلَّس:
((فسماع الراوي ثابت من شيخه في الجملة))؛ -بمعنى أنه سمع منه أحاديث كثيرة-، ولكنه لم يسمع منه ذلك الحديث -الذي يرويه عنه- بعينه؛ بل سمعه من غيره؛ فحذف الواسطة؛ لكون سماعه ثابت من الشيخ؛ فهو «مدلس» من أجل ذلك.
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[26 - Jul-2008, مساء 12:51]ـ
يبدو أن الرابط المباشر الذي وضعته مسبقًا فيه خلل، ولذلك فإليكم هذا التعديل للرابط ((المباشر)) لتحميل «الشجرة التوضيحية لأنواع الحديث»؛ لمن ليسوا مشتركين في موقع «الآلوكة»؛ وهو ((مثبت)) على منتدى الحديث لموقع الشيخ/ أبي الحسن الماربي ( http://marebe.net/forumdisplay.php?f=18) - حفظه الله تعالى-، وجزى القائمين عليه خير الجزاء على تثبيته:
http://www.sulaymani.net/vbfail/failg/a.rar
وهذا رابط آخر مباشر على موقع «ملتقى أهل الحديث»
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=58 273&d=1216435455
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 01:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط آخر لتحميل الشجرة
http://ia311219.us.archive.org/0/items/GML012/Tree.pdf
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابومحمد البكرى]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 04:25]ـ
بارك الله فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[02 - Aug-2008, صباحاً 11:02]ـ
بارك الله في أخينا «السبيعي» وجزاه الله خيرًا.
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 12:00]ـ
جزاك الله خيراً، أجدت وأفدت وما حدت ... لله أبوك.
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Aug-2008, مساء 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و في جهدك القيم جعله ربي في ميزان حسناتك
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 12:58]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك(/)
الرد على المستشرقين في تدوين الحديث .. للألباني رحمه الله
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[08 - Apr-2008, مساء 11:33]ـ
الرد على المستشرقين في تدوين الحديث
للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –
اعتنى به / أخوكم عبدالله البدر
تم تفريغ هذا الموضوع من مادة أحد أشرطة الشيخ رحمه الله.
شيخنا جزاكم الله خيرا ..
سمعنا كثيرين ولعلكم تعلمون أن قولهم هذا له جذور تعود إلى المستشرقين وافتراءاتهم , وهو أن الحديث الشريف لم يكتب حتى القرن الثاني الهجري, أو الثالث الهجري , واستدلوا طبعا بأحاديث ولعلها أصحها أو الذي لم يصح غيره في هذا الباب , الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) وأيضا استدلوا بآثار عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بحرمة أو كراهة كتابة الأحاديث النبوية , ثم رأينا علماء أيضا قالوا: نعم , إن هذا الحديث يدل على عدم جواز كتابة الحديث أولا في أول الأمر ثم نسخ الأمر.
فالسؤال: هل حقا هذا الحديث يدل على حرمة كتابة الحديث.
أولا: هناك اختلاف في رفعه ووقفه.
فنريد بيانا في صحته مرفوعا.
ثانيا: هل حقا يدل على حرمة كتابة الحديث , ثم ما هو ناسخه إذا كان له ناسخ , أو ما هو تأويلكم أو توجيهكم للحديث وجزاكم الله خيرا.
جواب الشيخ /
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
أما بعد ..
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد @, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
وبعد ..
كان السؤال من أحد إخواننا الجالسين معنا وهو طالب علم قوي إن شاء الله , عن مسألة طالما يثيرها أعداء الإسلام من المستشرقين ومن المسلمين المتغربين والمتأثرين بتوجيهات الكفار المستشرقين.
تلك المشكلة هي عدم الوثوق بالأحاديث المروية الآن في كتب السنة لا فرق عندهم فيها ما كان منها صحيح الإسناد , أو كان غير صحيح الإسناد , وبالتالي بين ما كان في الصحيحين أو في السنن أو المسانيد أو غيرها من كتب الحديث.
ذلك لأنهم يريدون تشكيك المسلمين في المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم؛ ذلك لأنهم يعلمون يقينا , وأقول آسفا يعلمون حقيقة علمية طالما غفل عنها بعض علماء المسلمين وبخاصة منهم بعض المعاصرين , لا ينتبهون لأهمية السنة , وتعلقها بالقرآن الكريم , وبمعنى أنه لا يمكن للعالم المسلم أن يفهم القرآن كما أراد الله سبحانه وتعالى إلا عن طريق حديث الرسول , وهم (المستشرقين) يعلمون أن من أهم أسباب افتراق الفرق الإسلامية في فهم كتاب الله عز وجل , إنما هو اختلافهم في السنة , وخلافهم في السنة يعود كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في رسالته المعروفة التي يبين فيها أسباب اختلاف علماء المسلمين , يعد فيها أكثر من عشرة أسباب منها:
أن العالم من أولئك العلماء كان يبلغه الحديث فيعمل به , والآخر لا يبلغه الحديث فيجتهد برأيه , وهذا الاجتهاد بالرأي لا ضير فيه إطلاقا لأنه من المصادر الأربعة بعد الكتاب والسنة يأتي اجماع الأمة ثم يأتي الاجتهاد الذي فتح بابه نبينا محمد بالحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الرسول @ أنه قال (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران , وإن أخطأ فله أجر واحد) فالاجتهاد هو من جملة أسباب الخلاف بين علماء المسلمين لأنه متى يجتهد؛ إذا فقد النص من الكتاب أو السنة , أما الكتاب فهو محفوظ بحفظ الله عز وجل له بالحرف الواحد , أما فمن حكمة الله تبارك وتعالى أن قدر أن تحفظ بجهود العلماء وليس بحفظ الله مباشرة كما فعل في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك فعلماء المسلمين كان من أسباب الخلاف بينهم الحديث النبوي , فمنهم من كان يرد الحديث إليه ومنهم من لا يرد إليه , فمن كان وصله الحديث أفتى به ومن لم يصله اجتهد إلى الحكم , فقد يصيب وقد يخطئ , وقد علم أنه إذا أصاب له أجران وإذا أخطأ واحد.
وهناك ناحية أخرى قد يرد الحديث إلى العالم المجتهد ثم لا يعمل به لماذا؟ لأنه جاء من سند ضعيف , وهذا الضعف قد يكون نسبيا , أي هو ضعيف بالنسبة إليه أما بالنسبة لأمام آخر فقد يكون قويا , هذا الإمام الآخر قد يأخذ به والإمام الأول لا يأخذ به.
فالذي لم يأخذ به يجتهد فيفتي برأيه فيتفق في كثير من الأحيان أن اجتهاده خالف حديث ذلك العالم الذي ثبت لديه.
وقد .. وقد .. وهناك تفاصيل كثيرة جدا تتعلق بالحديث ومصطلح الحديث.
لما علم المستشرقون أن من أقوى أسباب الخلاف الذي نشب بين الفرق الإسلامية هو ما يتعلق بالحديث , وبشيء من هذا التفصيل الذي ذكر آنفا .. أرادوا أن يشككوا المسلمين في هذا الأصل الثاني ألا وهو الحديث النبوي.
فكيف يشككون؟
الأمر كما يقال في بعض الأمثال (الغريق يتعلق ولو بالقش) وهؤلاء المستشرقون هكذا يفعلون , يتمسكون ببعض النصوص ويوحون فيها بأسلوب منهم ومكر خبيث إلى المسلمين أن الرسول @ نهى عن كتابة الحديث , فإذا لا بد للمسلمين أن يستجيبوا لهذا النهي لأن نبيهم نهاهم , وهم مأمورون بلا شك بإتباعه , إذا المسلمون لم يكتبوا الحديث إذا بهذا الطرح لهذا الحديث ألقوا شبهة وهي قولهم ما دام أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول @ وإنما كتب فيما بعد فهنا يمكن أن يدخل في الحديث ما ليس منه.
نحن معاشر المسلمين أولا: لنا أصول لابد لنا من إتباعها والرجوع إليها حينما يشتد الخلاف بسبب بعض الإشكالات أو الشبهات من ذوي الأهواء أو الفتن كهؤلاء المستشرقين وأذنابهم من المستغربين.
من هذه الأصول ما ذكره الله في قوله عز وجل (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) إذا سبيل المؤمنين من المراجع والمصادر التي يؤخذ العلم الشرعي منها (سبيل المؤمنين) أي ما سار عليه المسلمون من هدي وطريق وسبيل فلا بد لهؤلاء المسلمين أن يسلكوا سبيل الأولين منهم.
من هنا استدل الإمام الشافعي رحمه الله بهذه الآية على الإجماع , والإجماع له أقسام كثيرة منه ما هو حجة ومنه ما ليس بحجة , وأيضا نعرض عن الكلام في هذه النقطة حتى أيضا لا نبعد كثيرا عن جواب السؤال المطروح.
إذا كان من الواجب سلوك سبيل المؤمنين فنحن يجب أن ننظر ماذا فعل المسلمون الأولون , هل كتبوا الحديث عن الرسول @؟ أم أهملوا الكتابة؟ وإذا كانوا أهملوا الكتابة فمتى بدأت الكتابة؟
جوابنا عن هذا: أن كتابة الحديث ليس كما يقول المستشرقون أنه كتب في بداية القرن الثاني لأن كتابة الحديث بدأت ورسول الله بين ظهراني أصحابه كتب الحديث في قيد حياته عليه الصلاة والسلام , ومن هنا يبدوا أن المستشرقين ليسوا كما يتظاهرون أو يدعون بأنهم حين يبحثون , يبحثون للعلم , متجردين للعلم , ليس تعصبا لمذهب أو دين أو ما شابه ذلك فهم في الواقع غير صادقين في هذا.
لماذا .... ؟
لأننا نراهم حينما يجدون حديثا وأي حديث في زعمهم لم يسجل في عهد الرسول @ إذا هم يحتجون به , فهذا الاحتجاج بهذا الحديث إما أن يكون قد ثبتت صحته بطريقة علمية هم يؤمنون بها أو لا يؤمنون بها , فإن كانت الطريقة الأولى: أنهم يثبتون هذا الحديث ويحتجون به على المسلمين , أن النبي نهى عن كتابة الحديث , إذا كان هذا الحديث ثبت لديهم بالسند كما هو طريق علماء الحديث .. إذا دندنتهم حول تلك الشبة أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول @ لا يضر , لأنهم وصلوا إلى معرفة هذا الحديث الصحيح باتفاقهم مع علماء الحديث بطريق السند , وإن كانوا لا يعترفون بالأسانيد , ويزعمون (وهذه حقيقة دعواهم) أنه قد دخل ودس في الحديث ما بين نطق الرسول @ به وما بين عهد كتابته قد فعل بالحديث ما فعل بتوراتهم وبإنجيلهم من الزيادة والنقص.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كانوا يتبنون هذا المذهب , حينئذ لا يصلح لهم أن يحتجوا على المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم العلمي هذا , فهذا أول رد عليهم (كسد طريق إلقاء الشبهة في السنة من طريق التشكيك فيها أنها لم تدون في عهد الرسول عليه السلام.
هذا أولا ..
ثانيا: نحن نقول إن الحديث النبوي بدء كما ذكرت آنفا تسجيله وكتابته في عهد الرسول عليه السلام , طبعا نحن ندعي هذه الدعوى بناء على الخط والطريق العلمي الذي سلكه ائمة الحديث سابقا ولا حقا في معرفة الأحاديث الصحيحة , ضاربين عرض الحائط بتشكيكهم في هذا الأسلوب في رواية الحديث كما ذكرت آنفا.
على هذا نحن نقول: إن الحديث النبوي بدء في تدوينه وتسجيله في عهد الرسول عليه السلام , عندنا إثباتات كثيرة غير حديث واحد , أو رواية واحدة.
أول ذلك مثلا: وأعتقد أن بعض هؤلاء المستشرقين يريدون قصة كتابة الرسول @ لملك الروم هرقل وإلى المقوقس (مقوقس مصر) وإلى ملوك آخرين (كسرى) ومن هذه الكتب المعروف صحتها عند علماء الحديث وفي ظني أنهم لا ينكرون ذلك أن النبي كتب إلى هرقل: من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم بعد البسملة طبعا , قال له: أسلم تسلم وإلا فإنما عليك إثم الأريسيين.
كتاب أرسل إلى هرقل مع دحية الكلبي, فإطلاق القول أن الحديث لم يكتب باطل؛ لأن هذا كتاب كتبه الرسول @ إلى هرقل, ثم إلى الملوك الآخرين.
ثم وهذا في صحيح البخاري , أصح الكتب بعد كتاب الله , عندنا فيه شهادة من صحابي جليل ألا وهو أبو هريرة, أبو هريرة يشهد لعبدالله بن عمرو بأنه كان أكثر حديثا منه , قال: لأنه كان يكتب ولا أكتب.
فإذا عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول @, وهذه الكتابة جعلت أبا هريرة وهو أحفظ أصحاب الرسول @ قاطبة , لا اختلاف بين علماء الحديث في هذه الحقيقة العلمية والسبب في ذلك إلى أمرين اثنين:
الأول: أنه كان رجلا قنوعا , يكتفي بلقيمات يقمن صلبه ثم كان ديدنه أن يتابع الرسول @ ويسمع الحديث منه ثم يدور على سائر الصحابة ويلتقط الأحاديث منهم التي كان قد فاته سماعها مباشرة من النبي @.
الثاني: أن النبي @ دعا له حينما بسط له البساط (ثوبه) أن يكون حافظا لحديث رسول الله فيقول ما نسيت شيئا حفظته بعد ذلك.
القصد من هذا الحديث الذي روي في صحيح البخاري أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب في عهد رسول الله @.
ففيه رد على المستشرقين.
ثم هناك أحاديث أخرى تشهد بأن ابن عمرو هذا كان يكتب حديث الرسول @.
من ذلك ما جاء في مسند الإمام أحمد وغيره من كتب السنة , بالسند القوي أن ابن عمرو هذا جمعه مجلس مع المشركين فشككوه فيما يكتبه عن رسول الله @ من حديث , قالوا له: أنت تكتب الحديث عن رسول الله وهو بشر , كيف تكتب؟ (يشككونه) فجاء عبدالله إلى الرسول لينقل إليه هذه الشبهة التي طرحها المشركون عليه , فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال له: اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق. (الحديث رواه أبو داود وغيره بإسناد صححه الألباني)
إذا هنا جاء الأمر بالكتابة.
فنحن نقول بعد أن نورد الحديث الأخير فيما يتعلق في هذا الموضوع , لنعود إلى حديث النهي عن الكتابة.
أما الحديث الأخير: ففيه دلالة قوية أنه لم يكن ابن عمرو هو الذي كان يكتب الحديث فقط , وإنما كان يكتبه أيضا أصحاب آخرون معه.
ثم في هذا الحديث الأخير فيه بشارة عظيمة جدا للمسلمين في العصر الحاضر الذي يكاد بعضهم ييأس من روح الله ومن نصره (ألا إن نصر الله قريب).
ذلك الحديث كما يرويه ابن أبي شيبة في مصنفه , والحاكم في مستدركه من طريقه , وغيره أيضا بالسند الصحيح: عن عبدالله بن عمرو هذا قال:
بينما نحن جلوس عن رسول الله , نكتب الحديث عنه , إذ قال له رجل: يا رسول الله. أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية؟ <قسطنطينية معروفة هي اسطنبول عاصمة تركيا , أما رومية فهي روما عاصمة البابا اليوم وقبل اليوم , هذا السؤال يلقي معنا في البال , من أين تلقى السائل أن هناك فتحين؟ فتح لقسطنطينية وفتح لرومية , من أين تلقى حتى اندفع ليسأل أي الفتحين يكون أولا , لا شك أنه تلقى ذلك من رسول الله لأن هذا الفتح وذاك من الأمور الغيبية التي ليس في طوق البشر إطلاقا أن يعرفوها إلا من طريق الوحي الذي ينزل على قلب رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله.
ومن هنا لا بد من لفت النظر إلى هذه الحقيقة العقدية الإسلامية وهي كما قال تعالى (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله , حتى رسول الله @ يقول: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء).
وهذا يفيد أن علم الغيبيات أمر مستحيل مغلق بابه لا يعرفه أحد من الرسل المصطفين الأخيار إلا بوحي السماء , فإذا علم مسلم ما أن هناك فتحين فلا يمكن أن يكون قد عرفه إلا ممن ينزل الوحي عليه وهو رسولنا @ >.
قال الرسول @: بل قسطنطينية.
وفتح قسطنطينية معروف لديكم صار من التاريخ حيث فتحها ذلك الملك العثماني المعروف عثمان الفاتح * إذا بقي أمام المسلمين فتح آخر الفتح الأكبر وهو فتح عاصمة النصارى عاصمة إيطاليا هي روما اليوم , ولا بد أن يكون هذا الفتح ولكن للأسف أن أقول: ليس بأيدينا , لعله يكون بأيدي أجيال أو جيل يأتي من بعدنا , هذا الجيل لابد أن يكون قد اتصف بصفتين اثنتين جيلنا الحاضر دخل في طريق إحدى الصفتين , أما الصفة الأخرى فهو مع الأسف الشديد بعيد عنها.
أما الصفة الأولى فهي ما يعرف اليوم بالصحوة الإسلامية , نحن لا نشك بأن المسلمين اليوم هم خير من ناحية الصحوة مما كانوا عليه من قبل ربع قرن من الزمان , فأنتم تعلمون أنه أصبح معروفا لدى كثير من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم أن هناك كتاب وسنة , وأن العلم هو ما جاء في الكتاب والسنة , وليس أن يقول قال الشيخ فلان أو العالم فلان أو الدكتور فلان هذا أصبح في خبر كان ومن ذلك قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله: الذي يعود إليه بعد شيخه ابن تيمية قبل هذه الصحوة في الحقيقة؛ لأنه كان يعيش في جو جاهلي محض حينما دعا من حوله علماء وطلاب علم وعوام إلى أن يعودوا إلى الكتاب والسنة كما كان تعلمون , فنحن الآن نعيش في بدء هذه الصحوة لأن الجمهور من المسلمين لا يزالون في تقليدهم القديم , لا يزالون إذا قلت لهم: يا أخي هذا ما يجوز , هذا خلاف الحديث يجابهونك بأن هذا مذهبي , أو مذهب إمامي إلى آخره.
لكن الحمد لله التفتح الآن موجود في كثير من المسلمين لا أعني العلماء أو بعض العلماء ولا حتى طلاب العلم بل حتى العوام منهم صار أحدهم يقول: هذه المسألة أعليها دليل؟ مع أنه لا يفهم الدليل لكن صار عنده وعي وانتباه.
أما الشيء الثاني وهو الذي أقول لابد من التصفية والتربية , نحن الآن في دور التصفية , أما التربية فمع الأسف الشديد , نحن بعيدون كل البعد , وهذا ظاهر حتى في بعض طلاب العلم الذين يتهافتون لتأليف رسائل ونشرها , ليظهروا أمام الناس بأنهم مؤلفون , وهذا أيضا بحث طويل وطويل جدا.
إذا هذا الحديث يبشرنا بأن أمام المسلمين فتحا عظيما جدا وهو فتح روما عاصمة إيطاليا.
من يفتح روما؟
المسلمون الذين جمعوا بين التصفية والتربية , ويعودون كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف صحته (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم , كمثل الجسد الواحد , إذا اشتكى له جرح تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). يومئذ يفرح المسلمون بنصر الله.
إذا عرفنا هذه النصوص وهي تدل دلالة قاطعة على أن الحديث النبوي قد بدء بتسجيله في عهده عليه الصلاة والسلام وليس كما يزعم المستشرقون وأذنابهم.
حينئذ .. نعود وقول حقيقة لا تضرنا وهي: هل كتب الحديث كله في عهد الرسول @؟
الجواب: لا, ولا يضرنا ذلك, إنما أردت أن أبطل دعوى باطلة لأولئك المستشرقين حينما يتكئون فيها على قوله عليه السلام (لا تكتبوا الحديث عني).
لنقول هذا حديث صحيح , وأنه فعلا كما جاء في سؤال السائل , روي موقوفا وروي مرفوعا , وكل من الموقوف والمرفوع صحيح , ولا يضر الوقف في الرفع , ذلك لأن العبرة في نهاية المطاف هل صح المرفوع , أم شذ رافعه.
فإن كان لم يشذ رافعه وإنما حفظه حينئذ يقول فقهاء الحديث في الحديث: لا ضير أن يروى الحديث موقوفا ومرفوعا , وأن يصح موقوفا ومرفوعا , فإن الراوي تارة ينشط لرفع الحديث , وتارة لا ينشط , تارة يقنع بأن يذكر الحديث , لا لأنه لم ينشط لرفعه وإنما لأنه يكون في جو يغنيه على التصريح برفعه , أي جو علم وطلاب علم فيقول: جاء مثلا عن أبي سعيد الخدري أنه قال: (لا تكتبوا الحديث عني).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: مما يؤكد أن الحديث لفظه يشعر برفعه , وإذا كان ولا بد من القول بخطأ الرافع أو الموقف له , فالأرجح أن نقول أن الذي أوقفه أخطأ؛ لأن من الذي يقول: لا تكتبوا الحديث عني (زيد وعمرو وبكر) أم الذي يجب على المسلمين أجمعين أن يتقبلوا حديثه بقبول حسن.
خلاصة القول: أن هذا الحديث رفعه صحيح عن رسول الله @ , ولكن لا يعني هذا الحديث أن النهي استمر إلى ما بعد وفاته , وأن المحو المأمور به في الحديث استمر عليه المسلمون إلى ما بعد وفاته عليه السلام.
لماذا؟ .. لأننا:
أولا: قد عرفنا أن النبي أمر بكتابة الحديث في حديث (أكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق , فإذا الأمر بالشيء المنهي عنه من قبل يرفع هذا النهي وينسخه ويلغيه كما هو معلوم في كثير من الأحكام الشرعية مثل مثلا (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) حرم البيع إذا نودي للصلاة يوم الجمعة , لكنه قال بعد ذلك: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله).
كذلك قوله تعالى (وإذا حللتم فاصطادوا) أي المحرم كان محرما عليه أن يصطاد , فأمر بالصيد فألغى الأمر الذي استلزم تحريم الصيد بالنسبة للمحرم.
هكذا في حديث أبي سعيد الخدري فيه النهي عن كتابة الحديث فرفع بأمره عليه السلام , وبالتالي رفع الأمر بمحوه وذلك لأننا كما قدمنا في أول الجواب عن هذا السؤال , أن المستشرقين إنما حاولوا التشكيك في الحديث لأنهم يعلمون أن القرآن لا يفسر تفسيرا كما أراده الله إلا بطريق رسول الله.
وهنا لابد لي من كلمة قصيرة لبيان وتأكيد هذه النقطة بدءا من قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) وأنزلنا إليك يا رسول الله الذكر أي القرآن كما قال في آية أخرى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) لتبين للناس ما نزل إليهم: فهذه الآية تتضمن شيئين اثنين:
أحدهما: أنزله الله على قلب محمد.
والآخر: بيان الرسول @ , قيامه بواجب البيان لهذا الذي أنزل على الرسول @ من القرآن.
فبيانه عليه السلام هو حديثه , إذا .. لا بد أن النبي بحكم هذه الآية أن يقوم ببيان ما أنزل إليه من القرآن , وهذا البيان له أنواع:
النوع الأول: في قوله عليه السلام كما جاء في حديث النهي عن الكتابة وفي حديث الأمر بالكتابة.
والآخر (الثاني): بفعله عليه الصلاة والسلام وهذا واضح في كثير من العبادات ومنها الصلاة , كيفية الصلاة وكيفية القيام , كثير من الأحكام إن لم نقل أكثر الأحكام فهمت من بيانه عليه السلام فعلا وبعضه قولا.
والقسم الثالث من البيان: التقرير.
إذا بيانه صلى الله عليه وسلم للقرآن كان بهذه الطرق الثلاث.
ومن الطرائف أن الحديث بين كتبه بهذه الطرق الثلاث , بالأمر والفعل والتقرير , ذلك لأن الرسول @ أمر بالكتابة , ذلك أن الرسول @كتب إلى هرقل وإلى كما ذكرنا , ذلك أن الكتابة وقعت بين يديه عليه السلام واستمرت الكتابة إلى آخر وفاته وفي مرض موته كما تعلمون أمر أن يؤتى إليه فيكتب لهم لكن شاء الله لحكمة بالغلة أن يختلف الصحابة وأن يقول عمر (حسبنا كتاب الله) المهم أنه في آخر رمق من حياته عليه السلام أقر الكتابة , لذلك يبقى أمر كتب الحديث أمر ثبت بقوله وفعله وتقريره , والمسلمون جروا على كتابة الحديث وعلى حفظ الحديث , وانتهى بنا كلامنا أخيرا أنه لا يضرنا أن نعترف بالواقع أن حديث الرسول @ قسم كبير منه حفظ حفظا ولم يكتب كتابة , لكن الكتابة لها أصل, وإذا كان الله عز وجل قد تعهد بصريح القرآن بحفظه في قوله تبارك وتعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وإذا كان لا سبيل إلى فهم القرآن إلا ببيان الرسول @ , ولذلك قضت حكمة الله أن يحفظ على المسلمين أيضا حديث النبي بأقسامه الثلاثة من قول وفعل وتقرير؛ لأن هذا الحفظ من تمام حفظ القرآن الكريم.
لأننا لو تصورنا المستحيل (ضياع السنة) وذهابها من بين أيدي الأمة ماذا سيقع بالمسلمين , سيتفرقون أكثر مما تفرقوا , أكثر من ثلاث وسبعين فرقة مع أنهم تفرقوا هذا التفرق والسنة معروفة لكن طريقة الحصول عليها كما هو معلوم من طريق طلب الأسانيد والاتصال بالصحابة ثم بالتابعين ثم بأتباعهم .. وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله عز وجل إذا قد حفظ على المسلمين حديث النبي وسنته؛ لأن في ذلك حفظا لمعاني القرآن الكريم , المعاني هذه هي التي تكون ألفاظ القرآن قوالب لها , وليس المقصود بالقرآن هو الألفاظ دون المعاني وإنما اللفظ والمعنى معا , بل إن الألفاظ بالنسبة للمعاني تجري مجرى الوسائل بالنسبة للغايات , ولذلك فلا يكفي أن يؤمن مسلم ما ولنضرب على ذلك مثلا: أن يؤمن بكل حرف في القرآن الكريم بكل آية في القرآن الكريم لكنه يحور معناها , يصرف معنى الآية إلى معنى غير صحيح فهو يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ,يؤمن باللفظ ويكفر بالمعنى.
ولنضرب مثلا معاصرا: اليوم توجد طائفة جديدة بلا شك من الفرق الضالة مع أنها تتبنى أركان الإسلام الخمسة وهم طائفة القاديانية , لكن هؤلاء لهم عقائد خالفوا فيها لا أقول السلف فقط كما هو شأن بعض الفرق القديمة التي منها الأشاعرة والماتريدية , بل خالفوا (أي القاديانية) السلف والخلف معا في بعض عقائدهم منها: اعتقادهم بأنه يأتي أنبياء بعد الرسول @ , ويعتقدون بأنه فعلا قد جاءهم أحدهم وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني , هم يعتقدون ببقاء النبوة في الأمة الإسلامية , ويؤمنون معنا بقوله تعالى (ولكن رسول الله وخاتم النبيين) لكن .. يفترقون عنا بتأويلهم لهذه الآية وتعطيلهم لمعناها فإنهم يقولون ليس معنى الآية آخر الأنبياء خاتم الأنبياء , وإنما المعنى أن النبي @ هو زينة الأنبياء كالخاتم في الإصبع , هو زينة الأصابع والكف , حرفوا الكلم من بعد مواضعه فوقعوا في الضلال المبين وخالفوا سبيل المؤمنين , فصدق فيه الوعد الكريم (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا).
إذا .. السنة محفوظة , والنبي نهى عنها في أول الأمر ثم أمر بكتابة الحديث وفعله وأقر الكتابة بين يديه.
وختاما أقول: يذكر المحدثون الحكمة في نهي الرسول عليه السلام عن كتابة الحديث , قالوا: لكي يتعلم المسلمون الفرق بين القرآن وبين حديث الرسول @ , ذلك لأن القرآن كلام الله يتعبد بتلاوته بخلاف حديث الرسول @ يتعبد بحفظه والعمل به فحينما علم النبي @ أن الحكمة والغاية من النهي عن كتابة الحديث قد تحققت أذن لهم بكتابة الحديث هذا النهي وهذا الأمر له أمثلة كثيرة في السنة أكتفي الآن بمثال واحد ختاما.
ألا وهو قوله عليه السلام: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة).
نهاهم في بداية الأمر لأنهم كانوا حديث عهد بالشرك, كانوا حديث عهد بعبادة الأصنام, كانوا حديث عهد بعبادة الأشخاص والأصنام فلما علم الرسول أن الإيمان تمكن من قلوبهم وعرفوا التوحيد الصحيح أذن لهم بزيارة القبور لأن في زيارتها عبرة وذكرى وفي هذا القدر كفاية , والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 05:22]ـ
بارك الله فيكم بحث مه لو أحلتم على موقع الشريط ... و اول من أعلم أنه رد عليهم ردا مباشرا هو الحافظ عبد الحي الكتاني في محاضرة ألقاها في مؤتمر للمستشرقين ... و رد عليهم ردا علميا جامعا البحاثة فؤاد سزكين و هو ممن تتلمذ على أكابرهم
ـ[ابن الشاطيء الحقيقي]ــــــــ[09 - Apr-2008, صباحاً 07:43]ـ
لم اقرأ النص بعد لكن نتمني اخراج هذه الكنوز من المحاضرات المسموعة وكتابتها او جمعها واخراجها في كتاب
جزاكم الله خيرا
والي ان اتفرغ لقراءتها فانها لاشك ثمينة لمرجعها الكبير
ـ[عبدالله البدر]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 04:35]ـ
الشريط يحمل نفس عنوان الموضوع
وقد اشتريته من إحدى التسجيلات الإسلامية عندنا بالرياض , ولأهميته قمت بتفريغه ونفع نفسي وإخواني المسلمين.
شكرا لكم تعقيبكم المثمر
وفقكم الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:48]ـ
بارك الله فيكم
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Feb-2010, مساء 10:38]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم: عبد الله البدر .. جزاك الله عني خيراً فقد كنت أتمنى أن أرى هذه المحاضرة مكتوبة منذ صدرت وكم هممت بأن أنسخها أكثر من مرة ولكن الله تعالى لم يقدر ذلك! ولا تعلم ما أوقعته رؤية هذه المحاضرة مكتوبة في نفسي، فجزاك الله خيراً .. فقد تذكرت هذا المجلس وتذكرت السؤال وكأنني أطرحه على الشيخ الآن، وأتذكر كلمته التي اعتز بها ما حييت حيث وصفني بقوله: "وهو طالب علم قوي إن شاء الله"، وكأنني أسمعه الآن يقولها، ولا تعلم كم أثرت هذه الكلمة في نفسي أولاً ثم في إثارة همتي لطلب العلم، وإن كنت الآن قد فترت بعد هذه السنوات إلا أنني شعرت عندما قرأت هذه المحاضرة بنشاط عجيب! فجزاك الله خيراً مرة أخرى ..
ـ[ابو عبدالرحمن العبادي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم
إخوتي في الله والله إني أحبكم في الله و أسأل الله العظيم أن يجمعني بكم في الفردوس الاعلى ومن نحب
أعلم أن قولي هذا قد يجعل بعض الاخوة ههنا يغضبون و لكن اطلب من الجميع ان يجدوا لي العذر
احمد الله العظيم ان هداني للصراط المستقيم وان كنت قد اكملت قرابة العام على ان ابصرت هذا الطريق القويم الا إني لا أخفي حبي الشديد لعلوم الحديث واهلها وهي البذرة التي انبتها في قلبي الشيخ الالباني رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته عندما قرأت كتابه الماتع (صفة صلاة النبي (ص) من التكبير الى التسليم كأنك تراها) ومع أنني علمت من محاضرات الشيخ الحويني المرئية ومقدمة كتابه (تنبيه الهاجد) -لم أقرأ من الكتاب الا المقدمة:) - انني لست اول الناس في ذلك الا انني ومنذ ذلك الحين وانا احث الخطى اريد طلب العلم واسأل الله أن يعينني على ذلك وأحمده كثيرا أن من علي بالانتساب الى هذا المجلس العلمي وان كنت لا أخفي عليكم ان تسجيلي هنا كان نتيجة لاني قرأت كتاب جامع العلوم والحكم بتحقيق الشيخ الفاضل د. ماهر ياسين الفحل ثم وجدته ينثر عبقه على هذي الصفحات.
المهم في الامر أني وفي اثناء دراستي في كلية الهندسة في الجامعة وجدت هجوما شديدا من طلاب في نفس مستواي الدراسي على صحيح البخاري والحديث الشريف وللأسف فهم لا يعلمون شيئا ايضا ولما كانت بضاعتي مزجاة في هذا العلم _ويا ليته هو فقط_فرحت جدا بقرائتي لمثل هذا المقال فأردت أن أطالب من شيوخي الاجلاء واخواني الافاضل الا ان يعينونني على الزود عن الصحيح بكل ما هو مفيد وكذلك في طلب العلم خاصة علم الحديث لأنه قليل من يشتغل به في بلادنا وتعلمون ان سوداننا لا يوجد فيه محدث واحد يطلب منه هذا العلم و أن لا يكسل احدكم في نشر وتفريغ هذي المحاضرات والكتب القيمة فالله يعلم كم دملت مثل هذي الفوائد جروحا كان من ورائها اهل البدع والشبهات وجزاكم الله عنا كل خير
ملحوظة: هل أجد فيكم من يدلني على أقوال العلماء في صحيح البخاري إن كانت مجموعة في رسالة أو حتى مقال أبصر به الناس على مدى تقدير علماء اهل السنة بمكانة الصحيح ولا سيما ان كانوا من بقاع وازمان مختلفة حتى يتيقن الناس قبل كل شئ ^_^(/)
ما صحة التقاء عمر بن عبد العزيز بالخضر عليه السلام?
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[09 - Apr-2008, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة التقاء عمر بن عبد العزيز بالخضر عليه السلام
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 10:21]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلو كان الخضر عليه السلام (راجع الآية 82 من سورة الكهف) حيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما وسعه إلا أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيتبعه، ولا يصح من الأخبار في هذا شيء، راجع الآية 81 من سورة آل عمران،
وإلا فعندنا الحديث الصحيح:
قال أبو عبد الله البخاري في كتاب العلم:
116 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ وَأَبِى بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ صَلَّى بِنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ فِى آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ». طرفاه 564، 601 - تحفة 6867، 8578
وقد كان عندي جزء لطيف للحافظ ابن حجر تناول فيه أخبار الخضر. واستند إلى هذه الآية وهذا الحديث في تفنيد تلك الأخبار.
إلا أن يكون عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين رأى الخضر في المنام، فهذا جائز
والله تعالى أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة التقاء عمر بن عبد العزيز بالخضر عليه السلام
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد كان عندي جزء لطيف للحافظ ابن حجر تناول فيه أخبار الخضر. واستند إلى هذه الآية وهذا الحديث في تفنيد تلك الأخبار.
الذي في الفتح يفيد بأن ابن حجر رحمه الله يرى حياة الخضر - على الأقل في وقت تحرير الفتح - حيث قال: وَرَوَى أَحْمَد فِي الزُّهْد مِنْ طَرِيق مِسْعَر عَنْ مَعْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه قَالَ: بَيْنَا رَجُل بِمِصْر فِي فِتْنَة اِبْن الزُّبَيْر مَهْمُومًا إِذْ لَقِيَهُ رَجُل فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِاهْتِمَامِهِ بِمَا فِيهِ النَّاس مِنْ الْفِتَن، فَقَالَ: قُلْ اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي، قَالَ فَقَالَهَا فَسَلِمَ. قَالَ مُعْسِر: يَرَوْنَ أَنَّهُ الْخَضِر.
وَرَوَى يَعْقُوب بْن سُفْيَان فِي تَارِيخه وَأَبُو عَرُوبَة مِنْ طَرِيق رِيَاح بِالتَّحْتَانِيَّةِ اِبْن عُبَيْدَة قَالَ: رَأَيْت رَجُلًا يُمَاشِي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قُلْت لَهُ مَنْ الرَّجُل؟ قَالَ: رَأَيْته؟ قُلْت: نَعَمْ. قَالَ أَحْسِبك رَجُلًا صَالِحًا، ذَاكَ أَخِي الْخَضِر بَشَّرَنِي أَنِّي سَأُوَلَّى وَأَعْدِل. لَا بَأْس بِرِجَالِهِ.
وَلَمْ يَقَع لِي إِلَى الْآن خَبَر وَلَا أَثَر بِسَنَد جَيِّد غَيْره، وَهَذَا لَا يُعَارِض الْحَدِيث الْأَوَّل فِي مِائَة سَنَة فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل الْمِائَة.أ. هـ
فابن حجر هاهنا - كما هو واضح:
أولاً: يصحح الرواية التي يسأل عنها أخونا أبو سلمان.
ثانياً: لا يرى في حديث البخاري منافاة لما تفيده من حياة الخضر
ولكن أمر مثل هذا - من وجهة نظري - لا يمكن أن يُركن فيه الى رواية أو روايتين اقترب سندهما من الصحة او الحسن، لأن هذا أمر عجيب مخالف لسنة الله في خلقه " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "
ولو ركنا الى مثل هذه الروايات لا سيما في الأخبار والعقائد لهدمنا الكثير - والله أعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 11:27]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي في الفتح يفيد بأن ابن حجر رحمه الله يرى حياة الخضر - على الأقل في وقت تحرير الفتح - حيث قال: وَرَوَى أَحْمَد فِي الزُّهْد مِنْ طَرِيق مِسْعَر عَنْ مَعْن بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه قَالَ: بَيْنَا رَجُل بِمِصْر فِي فِتْنَة اِبْن الزُّبَيْر مَهْمُومًا إِذْ لَقِيَهُ رَجُل فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ بِاهْتِمَامِهِ بِمَا فِيهِ النَّاس مِنْ الْفِتَن، فَقَالَ: قُلْ اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي، قَالَ فَقَالَهَا فَسَلِمَ. قَالَ مُعْسِر: يَرَوْنَ أَنَّهُ الْخَضِر.
يرون؟ من الذي يرى؟ وهل تقوم بالرأي حجة؟
وقد يكون الجزء المذكور مما تأخر تصنيفه عن الفتح، أسأل الله تعالى أن أجده
وَرَوَى يَعْقُوب بْن سُفْيَان فِي تَارِيخه وَأَبُو عَرُوبَة مِنْ طَرِيق رِيَاح بِالتَّحْتَانِيَّةِ اِبْن عُبَيْدَة قَالَ: رَأَيْت رَجُلًا يُمَاشِي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ فَلَمَّا اِنْصَرَفَ قُلْت لَهُ مَنْ الرَّجُل؟ قَالَ: رَأَيْته؟ قُلْت: نَعَمْ. قَالَ أَحْسِبك رَجُلًا صَالِحًا، ذَاكَ أَخِي الْخَضِر بَشَّرَنِي أَنِّي سَأُوَلَّى وَأَعْدِل. لَا بَأْس بِرِجَالِهِ.
وَلَمْ يَقَع لِي إِلَى الْآن خَبَر وَلَا أَثَر بِسَنَد جَيِّد غَيْره، وَهَذَا لَا يُعَارِض الْحَدِيث الْأَوَّل فِي مِائَة سَنَة فَإِنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْل الْمِائَة.أ. هـ
فابن حجر هاهنا - كما هو واضح:
أولاً: يصحح الرواية التي يسأل عنها أخونا أبو سلمان.
ثانياً: لا يرى في حديث البخاري منافاة لما تفيده من حياة الخضر
ولكن أمر مثل هذا - من وجهة نظري - لا يمكن أن يُركن فيه الى رواية أو روايتين اقترب سندهما من الصحة او الحسن، لأن هذا أمر عجيب مخالف لسنة الله في خلقه " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد "
ولو ركنا الى مثل هذه الروايات لا سيما في الأخبار والعقائد لهدمنا الكثير - والله أعلم
الجزء المذكور ساق فيه الحافظ حججا أخرى،
والذي تفضلت به هنا أيضا صواب، فماذا عن الآية 81 من سورة آل عمران؟
ـ[أبو سلمان]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 03:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذا النقاش المفيد
أولا أحب أن أوضح للجميع أنني والله ما سقت هذا الأمر إلا لما اعتراني من التعجب حين قرأت هذه الرواية التي ذكرها أخونا شريف شلبي
ثانيا فإنتم أعلم مني بما يحدث به المتصوفة من خرافات كثيرة منسوبة للخضر عليه السلام وبما أنني قد ابتليت بمعرفة بعضهم فأحببت أن أتيقن من صحة هذا الخبر حتى أحصن نفسي من أي شبهة قد تقع في قلبي
مرة أخرى جزاكم الله خيرا
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 03:15]ـ
قال ابن كثير فى البداية والنهاية (1/ 389):
وقال ابن عساكر أيضا: أنبأنا أبو القاسم بن إسماعيل بن أحمد، انبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب - هو ابن سفيان الفسوي - حدثني محمد بن عبد العزيز، حدثنا ضمرة (2)، عن السري بن يحيى، عن رباح بن عبيدة، قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يديه، فقلت في نفسي: إن هذا الرجل حاف، قال فلما انصرف من الصلاة - قلت: من الرجل الذي كان معتمدا على يدك آنفا؟ قال: وهل رأيته يا رباح؟ قلت: نعم.
قال: ما أحسبك إلا رجلا صالحا ذاك أخي الخضر بشرني أني سألي وأعدل.
قال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي: الرملي مجروح عند العلماء * وقد قدح أبو الحسين بن المنادي في ضمرة والسري ورباح.
ثم أورد من طرق أخر عن عمر بن عبد العزيز أنه اجتمع بالخضر، وضعفها كلها.
وروى ابن عساكر أيضا أنه اجتمع بإبراهيم التيمي وبسفيان بن عيينة وجماعة يطول ذكرهم.
وهذه الروايات والحكايات هي عمدة من ذهب إلى حياته إلى اليوم وكل من الاحاديث المرفوعة ضعيفة جدا، لا يقوم بمثلها حجة في الدين، والحكايات لا يخلو أكثرها عن ضعف في الاسناد، وقصاراها أنها صحيحة إلى من ليس بمعصوم من صحابي أو غيره، لانه يجوز عليه الخطأ والله أعلم.(/)
محاضرات في علوم الحديث للشيخ عيد فهمي (1)
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 03:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لإخوانى الكرام هذه المحاضرات التى أراها قيمة ونافعة لمحبى هذا العلم، وهى لشيخى الفاضل الحبيب الشيخ عيد بن فهمى الحسينى حفظه الله، والتى أسأل الله أن تكون فى ميزان حسناته.
المحاضرة الأولى: مقدمة علوم الحديث
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم، وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه، وأجدنا نعمة علينا مضافة إلى سائر مننه، أحمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته، وأسأله التوفيق للعمل بما يقرب إلى مرضاته، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغ معتقدها أمله، ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله، وأشهد أن محمدًا عبده المنتخب من بريته، ورسوله الداعي لخلقه إلى طاعته، أرسله بالحق المبين، وابتعثه بالشرع المتين، فجلى غوامض الشبهات، وأنار حنادس (1) الظلمات، وأباد حزب الكفر وأنصاره، وشيَّد أعلام الدين ومناره، صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته، ويرفع بها في الآخرة درجته، وعلى إخوانه من النبيين، وآله الأخيار المنتخبين، وتابعيهم بالإحسان أجمعين.
أما بعد
فإن المستدل بالسنة يحتاج إلى نظرين
أولهما: النظر في ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس كل ما نسب إليه صحيحًا.
ثانيهما: النظر في دلالة النص على الحكم.
ومن أجل النظر الأول احتيج إلى وضع قواعد يميّز بها المقبول من المردود فيما ينسب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
--------------------------------------
(1) قال الفيروز آبادي: "الحِنْدِسُ بالكسر: الليلُ المُظْلِمُ والظُّلْمَةُ ج: حَنادِسُ." القاموس المحيط: باب السين، فصل الحاء مع النون، مادة: حندس
ـ[أبو شعبة محمد بن ناجى]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 04:32]ـ
تعريف علوم الحديث
اسمه: يسمى هذا العلم: علوم الحديث أو مصطلح الحديث
تعريفه: علوم الحديث أو مصطلح الحديث مركب إضافي يتكون من: المصطلح والحديث أو العلوم والحديث، ويمكن أن يعرّف باعتبارين:
التعريف الأول: باعتبار مفرداته؛ أي: باعتبار كلمة مصطلح، وكلمة علوم، وكلمة حديث.
فالمصطلح: هو ما تعارف عليه طائفة من الناس وانتشر بينهم.
والعلوم: جمع علم. وهو في اللغة: الإدراك.
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن: العلم إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان:
أحدهما إدراك ذات الشيء.
والثاني الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له أو نفي شيء هو منفي عنه (1)
و في الاصطلاح يطلق العلم ويراد به أحد معانٍ ثلاثة:
الأول: القضايا المكتوبة والمسائل المدونة.
الثاني: إدارك هذه القضايا وتلك المسائل.
الثالث: الملكة التي بها يمكن استحضار تلك المسائل والقضايا.
والمعنى الأول هو الأولى والأجدر هنا لأن العلم المدون الآن بين أيدينا إنما هو القضايا والمسائل وليس إدراكها ولا الملكة التي يمكن الاستحضار بها.
والحديث:
لغة: ضد القديم، أو الكلام والقول، قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: الحَديثُ: الجديدُ، والخَبَرُ (2)
أما الحديث بمعنى الجديد فمنه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ ... » الحديث (3) وقوله صلى الله عليه وسلم في المطر: «إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ» (4) وقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: إني حديث عهد بعرس (5) وقول معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: إني حديث عهد بجاهلية (6)
وأما الحديث بمعنى الخبر فمنه قوله تعالى: ?وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى? (7) وقوله: ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ? (8) وقوله: ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ? (9) وقوله: ?هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ? (10) وقول عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة (11)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الفوائد واللطائف الحديثية أن المعنيين قد اجتمعا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ناسًا من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشًا ويدعنا وسيوفنا تَقْطُر من دمائهم. قال أنس: فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدًا غيرهم فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟». قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ» قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْحَوْضِ» قال أنس: فلم نصبر (12)
أما في الاصطلاح فالحديث هو: ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف، وكذلك أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم. هذا أجمع ما قيل في تعريف الحديث وهو مقتضى كلام أهل الحديث، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الحديث النبوي هو عند الإطلاق ينصرف إلى ما حُدِّثَ به عنه بعد النبوة من قوله وفعله وإقراره (13) وهناك أقوال أخرى ستَرِد في موضعها إن شاء الله تعالى.
التعريف الثاني لعلوم الحديث باعتباره مركبًا إضافيًّا يلقب به هذا الفن المعين:
فهو بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين:
1 - علم الحديث رواية.
2 - علم الحديث دراية.
تعريف علم الحديث رواية:
علم يشتمل على ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته الخَلقية والخُلقية، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها، وما أضيف إلى الصحابي أو التابعي كذلك.
فموضوع علم الحديث رواية البحث فيما ينقل لا في طريق النقل.
وثمرته الصون عن الخلل في نقل الحديث، وذلك بالمحافظة عليه وروايته كما ورد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» (14)
تعريف علم الحديث دراية:
علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد
والسند:
لغة: مُعْتَمَدُ الإنْسانِ (15)
واصطلاحًا: سلسلة الرواة الموصِّلة إلى المتن.
أو: طريق حكاية المتن (16)
و الإسناد: إضافة الحديث إلى قائله. (17)
أو: هو مرادف للسند اصطلاحًا
وأحوال السند: ما يطرأ عليه من اتصال أو انقطاع أو تساهل في سماع رواته أو سوء حفظهم أو اتهامهم بما يخل بالمروءة أو غير ذلك.
والمتن:
لغة: المَتْنُ من كل شيء ما صَلُبَ ظَهْرُه (18) أو ما صَلُبَ من الأرضِ وارْتَفَعَ (19)
واصطلاحا: هو غاية ما ينتهي إليه السند من الكلام (20)
وأحوال المتن: ما يطرأ عليه من رفع أو وقف أو صحة أو ضعف أو شذوذ أو علة أو غير ذلك.
وموضوع علم الحديث دراية: السند والمتن من حيث القبول والرد
وثمرته: تمييز الأحاديث المقبولة فيعمل بها، والمردودة فلا يعمل بها.
الفرق بين علم الحديث دراية ورواية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وبذلك يظهر الفرق بين علم الحديث دراية وعلم رواية الحديث، فأما علم الحديث دراية يوصل إلى معرفة المقبول من المردود بشكل عام. وأما علم الحديث رواية فإنه يبحث في الحديث المعين الذي تريده فيظهر بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود، ويضبط روايته وشرحه، فهو إذا يبحث بحثًا تطبيقيًّا، فالفرق بينهما كالفرق بين النحو وبين الإعراب، وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه.
أسماء هذا العلم
لمَّا كان هذا العلم بهذه الأهميَّة وتلك المكانة كثرت أسماؤه:
فسُمِّي: "علوم الحديث" لكونه خلاصة علوم متعددة ومعارف متنوعة.
وسُمِّي: "علم أصول الحديث" لكونه أصلا لعلم الحديث رواية وهو منه بمنزلة أصول الفقه من الفقه
وسُمِّي: "علم مصطلح الحديث" لكون أصوله وقواعده تغلب عليها الاصطلاحات الفنية
وسُمِّي: "علم الحديث دراية" لكونه يقابل علم الحديث رواية.
----------------------
(1) - معجم مفردات ألفاظ القرآن: ص 356.
(2) - القاموس المحيط، باب الثاء، فصل الحاء مع الدال، مادة: حدث
(3) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب من ترك الاختيار مخافة أن يقصر فيه (126)، كتاب الحج، باب فضل مكة وبنيانها (1586)، ومسلم: كتاب الحج، باب نقض الكعبة وبنائها (1333).
(4) - أخرجه مسلم: كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء (898)
(5) - متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب الشفاعة في وضع الدين (2406)، كتاب النكاح، باب تزويج الثيبات (5079)، باب طلب الولد (5245)، باب تستحدّ المغيبة وتمتشط الشعثة (5247)، ومسلم: كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح البكر (715)
(6) - أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته (537).
(7) - طه: 9
(8) - الذاريات: 24
(9) - البروج: 17
(10) - الغاشية: 1
(11) - متفق عليه: أخرجه البخاري كتاب مواقيت الصلاة، باب الصلاة كفارة (525)، كتاب الزكاة، باب الصدقة تكفر الخطيئة (1435)، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (3586)، كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر (7096)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بيان أن الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (144)، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر (144).
(12) - متفق عليه: أخرجه البخاري كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي (3147)، كتاب المغازي، باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان (4331، 4332، 4333، 4337)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (1059، 1061)
(13) - مجموع الفتاوى (18/ 6 - 7)
(14) - صحيح: أخرجه أحمد في مسنده (21080)، وأبو داود: كتاب العلم، باب نشر العلم (3660)، والترمذي: كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (2656)
(15) - القاموس المحيط: باب الدال، فصل السين مع النون، مادة: سند
(16) - نزهة النظر (ص: 5)
(17) - لسان العرب: باب الدال، فصل السين مع النون مادة: سند.
(18) - لسان العرب: باب النون، فصل الميم مع التاء مادة: متن.
(19) - القاموس المحيط: باب النون، فصل الميم مع التاء مادة: متن.
(20) - نزهة النظر (ص: 6)(/)
مناقشة أحد الكُتّاب في إعلال حديث المهدي
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 07:06]ـ
276 - روى سفيان الثوريُّ، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبيِّ، عن ثوبانَ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَقْتتَلُ عندَ كَنْزِكم ثَلاثةٌ، كلُّهم ابنُ خليفةٍ، ثمَّ لا يَصيرُ إلى واحدٍ مِنْهم، ثمَّ تطلُعُ الرَّاياتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ المشرقِ، فيقتلونكم قتلاً لم يُقْتَله قومٌ)) ثمَّ ذكرَ شيئاً لا أحفظُهُ، فقال: ((فإذا رأيْتُمُوه فبايعُوهُ ولو حَبْواً على الثَّلْجِ، فإنَّه خليفةُ اللهِ المهديُّ)) (1).
أخرجه: ابن ماجه (4084) عن محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف.
وأخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 515 من طريق إبراهيم بن سويد الشبامي.
وأخرجه: البيهقيُّ في " دلائل النبوة " 6/ 515، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 34/ 194 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب.
وأخرجه: البيهقيُّ في " دلائل النبوة " 6/ 515 من طريق محمد بن مسعود.
خمستهم: (محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف، وإبراهيم بن سويد، ويعقوب بن حميد ابن كاسب، ومحمد بن مسعود) عن عبد الرزاق بن همّام الصنعانيِّ، عن سفيان الثوريِّ بالإسناد أعلاه.
وخالفهم أحمد بن منصور الرماديُّ عند أبي عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " (548) فرواه عن عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان الثوريُّ، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به. لم يذكر فيه أبا أسماء الرحبيَّ. والصواب ذكره في الإسناد؛ لاتفاق أكثر من راوٍ عن عبد الرزاق على ذكره، كما أنَّ عبد الرزاق توبع على روايته، تابعه الحسين بن حفص (2).
إذ أخرجه: الحاكم 4/ 463 من طريقه عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبيِّ، عن ثوبان رضي الله عنه، فذكره.
هذا إسناد رجاله ثقات، وقد صحح إسناده صاحب كتاب " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة " الدكتور عبد العليم البستوي إذ قال: 191 - 192: ((وأما عنعنة أبي قلابة وسفيان الثوري وهما من المدلسين، فلا تضر في صحة الإسناد أيضاً؛ لأنَّ المدلسين ليس كلهم على حد سواء عند المحققين، وقد رتبهم الحافظ ابن حجر في كتابه " طبقات المدلسين " على خمس مراتب منها: الأولى: من لم يوصف بذلك إلا نادراً، والثانية: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح؛ لإمامته وقلة تدليسه 000 وذكر أبا قلابة في المرتبة الأولى، وسفيان الثوري في المرتبة الثانية، وذكر عن البخاريِّ أنَّه قال في سفيان: ما أقل تدليسه، وبناءً على هذا فعنعنتهما لا تضر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي (3) أيضاً. وقال ابن كثير: تفرد به ابن ماجه. وهذا إسناد قويٌّ صحيح (4). وقال البوصيري في "الزوائد" (5): هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. النتيجة: إسناده صحيح)).
ومن جانب آخر فقد ضعّف العلامة الألباني الحديث في " السلسلة الضعيفة " 1/ 119 (85) واستنكره بسبب عنعنة أبي قلابة، واستنكر فيه لفظة: ((خليفة الله المهدي)) وذكر كلاماً قيّماً عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رد هذه اللفظة فَلْيُنْظَرْ.
في حين غالى صاحب كتاب " المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية " الدكتور عَدَاب محمود الحَمش في تضعيف الإسناد إذ قال: 318: ((سفيان الثوريُّ، وخالد الحذاء، وأبو قلابة الجرمي ثلاثتهم مدلسون، ولم يرد هذا الحديث من طرقهم إلا بالعنعنة، ولو كان في الإسناد واحد من هؤلاء الثلاثة وقد دلّس حديثه، لما جاز لنا الاحتجاج به!)).
قلت: وذكر بعد ذلك كلام الدكتور البستوي المتقدم ورَدَّ عليه، فقال: ((إنَّ سفيان الثوري من أشد الناس تدليساً كما يقول الحافظ ابن حبان، وقد كان يمكن التساهل في مسألة تدليسه – جدلاً – في غير مسألة اعتقادية يعلق عليها الأكثرون آمالاً، هذا من جهة. ومن جهة أخرى لا ينبغي التساهل أيضاً؛ لأنَّ سفيان الثوريَّ ممن يروي عن علي ابن زيد بن جدعان، وهو ضعيف صاحب مناكير، وهو من رواة هذا الحديث بعينه، وما يدرينا أنَّ هذا الحديث من رواية الثوريِّ، عن علي بن زيد، فدلّسه فجعله بالعنعنة، عن خالد الحذاء؟ وترتيب طبقات المدلسين عند ابن حجر ترتيب
(يُتْبَعُ)
(/)
نظريٌّ، لا يصلح لعدّه قاعدةً مطّردة، حيث إنَّ الحافظ نفسه لم يُطرِّدها في مواطن عديدة، وذكر في شأن أبي قلابة عدداً منها)).
وذكر بعد ذلك أنَّ البخاريَّ ومسلماً لم يخرجا رواية سفيان الثوريِّ، عن خالد الحذاء، فقال: ((وهذا يعني أنَّهما لم يخرجا بهذا الإسناد حديثاً قط، إلا رواية واحدةً توبع عليها خالد، فأخرجها مسلم وحده دون البخاريِّ، والذين يفقهون علم الجرح والتعديل هم وحدهم الذين يدركون ما يعنيه هذا الكلام، فيما يخص شرط البخاريِّ ومسلم في تحقق اللقاء أو الاكتفاء بالمعاصرة، وفي التطبيق العملي لقضايا الإرسال الخفي والتدليس 00 نعم، هم أخرجوا لهم بكيفيات مخصوصة، يجب أنْ تكون أمامنا عند التخريج والنقد، لا مطلقاً! وقد أشار الحافظ في " الفتح " إلى أحاديث عديدة من رواية أبي قلابة أعلَّها بالتدليس والإرسال واضطراب الحفظ)).
قلت: ثم ذكر موضعين فيهما كلام لابن حجر عن رواية أبي قلابة، وهذا هو الموضع الثاني منهما، قال: ((قال في موضع ثانٍ: ذكر المصنف – يعني: البخاري – حديث أنس في قصة العرنيين، أورده من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيِّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، مصرحاً فيه بالتحديث في جميعه فأمن فيه من التدليس والتسوية)) (6).
قلت: وقال بعد نقل هذا الكلام عن ابن حجر: ((هذه النصوص جميعها تؤكد على نقطتين اثنتين: الأولى: أنَّ التوثيق العام شيءٌ، والتطبيق العمليُّ الذي يخص كلَّ حديث شيءٌ آخر، فلا يجوز الخلط بينهما، وعلى الباحث أنْ يتفطن لهذا جيداً. والثانية: أنَّ الراوي نفسهُ ليس قالباً معدنياً، كل ما يصدر عنه من الأحاديث في مرتبة واحدة من الدقة والإتقان ... )).
وقال أخيراً: ((وبعد هذا يمكننا القول بأنَّ هذا الحديث ضعيف؛ لاشتراك ثلاثة ممن وصفوا بالإرسال والتدليس في رواية بعضهم عن بعض له، دون التصريح بالسّماع، والله تعالى أعلم)) انتهى كلامه.
قلت: قد بالغ الدكتور عداب محمود الحمش في تضعيف سند الحديث أيَّما مبالغة، وكان سبب تضعيفه للسند هو عنعنة سفيان، وخالد الحذاء، وأبي قلابة الجرمي، وثلاثتهم يمكن الرد على شبهة ضعف روايتهم بسبب تدليسهم. أما أبو قلابة فقد ذكر الذهبي في " ميزان الاعتدال " 2/ 426 (4334) أنَّه يدلس، فقال: ((ثقةٌ في نفسه، إلا أنَّه يدلس عمن لحقهم، وعمن لم يلحقهم. وكان له صحف يحدث منها ويدلس)). وقال ابن حجر في " طبقات المدلسين ": 21 (15): ((وصفه بذلك – أي بالتدليس – الذهبيُّ، والعلائيُّ)). إلا أنَّ أبا حاتم الرازيَّ قال في " الجرح والتعديل " لابنه 5/ 68 (268): ((أبو قلابة لا يعرف له تدليس)).
قلت: لم أقف على أحد وصفه بالتدليس من المتقدمين، بل على العكس فإنَّ أبا حاتم صرح بعدم معرفته التدليس عنه كما تقدم، ولم يصفه بالتدليس إلا الذهبيُّ والعلائيُّ فيما وقفت عليه من كلام العلماء، وإنَّما ذهبا إلى ذلك؛ لأنَّه كان يحدّث عن بعض من لم يلقهم بصيغة محتملة، لذا قال الذهبيُّ: ((يدلس عمن لحقهم، وعمن لم يلحقهم)).
أما أبو حاتم فإنَّه لا يصف أحداً بالتدليس، إلا إذا حدّث، عمن لقيه وسمع منه، ما لم يسمعه منه بصيغة محتملة. أما إذا حدّث الراوي بصيغة محتملة عمن لم يلقه بل عاصره فقط فهذا عنده مرسل ولا يصف ذلك تدليساً؛ لذا قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 5/ 202 (3444) معلقاً على كلام أبي حاتم: ((وهذا مما يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في التدليس، لا الاكتفاء بالمعاصرة)).
إذن، فأبو قلابة على مصطلح أبي حاتم في التدليس، لم يعرف عنه التدليس، أي أنَّه لا يعرف عنه أنَّه يحدث عمن سمعه ولقيه ما لم يسمع منه، وبما أنَّ روايته هنا كانت عن أبي أسماء الرحبيِّ، وقد حدث عنه في غير هذا الحديث مصرحاً عنه بسماع (7). إذن فأبو قلابة قد لقي أبا أسماء وسمع منه، لذا هو لا يدلس عنه، إنَّما هو يرسل عمن لم يلقه ولم يسمع منه، لذا فعنعنته عن أبي أسماء الرحبي تحمل على السماع. خصوصاً وإنَّ روايته عن أبي أسماء بصيغة العنعنة في " صحيح مسلم " (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما ذكره الدكتور عداب محمود الحمش من أقوال الحافظ ابن حجر عن رواية أبي قلابة، فإنَّ الموضع الأول منها ليس فيه من ذكر التدليس شيء، أما الموضع الثاني فالذي فهمه الدكتور أنَّ الحافظ قصد بقوله: ((فأمن التدليس والتسوية)) أنَّه يقصد تدليس أبي قلابة وليس هو كذلك؛ لأنَّ ما قصده الحافظ هو أنَّه أمن تدليس الوليد بن مسلم، ومعلوم أنَّ الوليد بن مسلم كان يدلس تدليس التسوية.
أما خالد الحذاء فلم أقف على أحدٍ وصفه بالتدليس، سوى أنَّ الحافظ ابن حجر ذكره في كتابه " طبقات المدلسين " 1/ 20 (10) وقال: ((أحد الأثبات المشهورين روى عن عراك بن مالك حديثاً سمعه من خالد بن أبي الصلت عنه في استقبال القبلة في البول)).
فكيف يضعف حديثه بداعي التدليس، بقول الحافظ هذا فقط؟!! بل إنَّ الدكتور قال: ((ولو كان في الإسناد واحد من هؤلاء الثلاثة – يعني: سفيان، وخالد، وأبا قلابة – وقد دلس حديثه لما جاز لنا الاحتجاج به!)).
أما سفيان الثوري، فقد قال الدكتور عداب كلاماً عجيباً عنه، إذ قال: ((سفيان الثوريُّ من أشد الناس تدليساً كما يقول الحافظ ابن حبان)). ولا أدري من أين جاء بهذا النقل عن ابن حبان؟ فلم أجد هذا القول في جميع كتب ابن حبان سواء أكانت المختصة بالتراجم أم بالرواية. كما أنَّ الدكتور عداباً لم يشر إلى مصدر معين ذكر فيه هذا الكلام لابن حبان فليتثبت. وبعد بحثي ونظري في مصادر ترجمة سفيان الثوري لم أجد أحداً وصفه بهذا الوصف، إلا أني وجدت الحافظ أبا زرعة العراقي صاحب كتاب " المدلسين ": 52 (21) قال عن سفيان: ((مشهور بالتدليس))، ورجع الحافظ أبو زرعة نفسه، فقال في كتابه " تحفة التحصيل ": 160 (328): ((الإمام المشهور يدلس، ولكن ليس بالكثير)) ثم ذكر له عدة أحاديث يحتج بها على سفيان الثوري في مسألة تدليسه، ولم يذكر حديثنا هذا منها، كما أنَّ جميع الأحاديث التي ذكرها ليس فيها حديثاً واحداً من رواية الثوري، عن خالد الحذاء، والثوريُّ مشهور بالرواية عن خالد حتى إنَّ روايته عنه في الصحيحين، وأنا هنا لا أذكر ذلك كي أحتج بروايته عن خالد لأنَّها في الصحيحين، بل للدلالة على مدى شهرة الرواية، ولا أعتقد أنَّ مثل سفيان الثوري يدلسُ عمن اشتهر بالرواية عنه كخالد الحذاء.
أما قول الدكتور عداب: ((لأنًَّ سفيان الثوري ممن يروي عن علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف 000 الخ)).
قلت: هذا كلام يحتاج إلى دليل، فهل نضعف رواية راوٍ مثل سفيان الثوري بالظن والشبهة؟ كما أنَّ كلامه هذا يقتضي أنْ يكون علي بن زيد قد روى الحديث عن خالد الحذاء، حتى يدلسه سفيان الثوري ويذكر الرواية عن خالد الحذاء مباشرةً، في حين إنَّ رواية علي بن زيد، عن أبي قلابة كما سيأتي ذكرها.
وسفيان الثوري وصف بالتدليس، ولكن البخاريَّ قال فيما نقله عنه ابن حجر في " طبقات المدلسين ": 32 (51): ((ما أقل تدليسه))، وقال العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل ": 186 (249): ((تقدم أنَّه يدلس، ولكنْ ليس بالكثير)) وكذا وصفه أبو زرعة العراقي في " تحفة التحصيل " كما تقدم.
وقال الدكتور عداب: ((ومما يحسن الإشارة إليه هنا تفريعاً على ما قال الحافظ: أنَ البخاريَّ ومسلماً خَرَّجا لخالد الحذاء روايات عديدة، لكنَّهما معاً لم يخرجا له روايةً واحدة من حديث سفيان الثوري، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان ... )) إلى آخر كلامه.
قلت: لا يشترط في تصحيح إسنادٍ من الأسانيد أنْ يكون البخاريُّ ومسلم قد أخرجا هذا الإسناد في صحيحيهما، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنَّ كلا من الثوري، وخالد الحذاء، وأبي قلابة الجرمي قد اشتهر كل واحد منهما بالرواية عن الذي يليه، والدكتور عداب قد أعل الحديث بعنعنة هؤلاء الرواة بحجة أنَّهم مدلسون، وقد ناقشت فيما مضى من الصفحات صفة التدليس عند كل واحدٍ منهم، وثبت أن تدليس الثوري قليل ونادر، ولم يثبت التدليس على خالد الحذاء، وأبي قلابة. فبذلك يكون سند الحديث ظاهر الصحة.
وللحديث طرق أخرى سأذكرها تباعاً.
فقد روي الحديث من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به موقوفاً.
أخرجه: نعيم بن حماد في " الفتن " (853).
(يُتْبَعُ)
(/)
فخالف فيه عبد الوهاب سفيان الثوري فرواه موقوفاً ورواية سفيان مرفوعة واسقط من الإسناد أبا أسماء الرحبي. وهذه المخالفة لا تضر رواية سفيان؛ لأنَّ عبد الوهاب بن عطاء ضعفه أحمد في " العلل ومعرفة الرجال " (359) رواية المروذي فقال: ((ضعيف الحديث، مضطرب))، وقال عنه النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (374): ((ليس بالقوي)). فبذلك لا تقارن روايته برواية سفيان الثوري، الجبل في الحفظ والإتقان، حتى إنَّه ما خالفه ثقة إلا وكان الصواب عند الثوري، فما بالك إذا ما خالفه ضعيف. إذن فالحديث حديث سفيان.
وقد وردت متابعة لخالد الحذاء على أبي قلابة، ولكنَّها لا تصح.
فقد أخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 516 من طريق كثير بن يحيى، قال: حدثنا شريك، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقبلوا براياتِ السودِ من عَقِبِ خراسان فأتوها ولو حبواً، فإنَّ فيها خليفة الله المهديَّ)).
فقد تابع عليُّ بنُ زيد خالداً الحذاء على روايته، ولكن هذه المتابعة ضعيفة؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان من جهة، فقد قال عنه أبو حاتم فيما نقله ابنه عنه في " الجرح والتعديل" 6/ 241 (1021): ((ليس بالقوي))، وقال النَّسائيُّ فيما نقله عنه المزي في " تهذيب الكمال " 5/ 249 (4659): ((ضعيف))، وأورد الذهبيُّ هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 3/ 127 (5844) وعده من منكرات علي بن زيد، فقال: ((أراه منكراً)).
ومن جهة أخرى فقد اختلف على شريك، فرواه عنه كثير بن يحيى بالإسناد أعلاه، في حين رواه عنه وكيع عند أحمد 5/ 277 ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1445) عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان، به، لم يذكر فيه أبا أسماء الرحبيَّ.
فتبين بذلك ضعف هذه المتابعة وعدم فائدتها.
انظر: " إتحاف المهرة " 3/ 53 (2513).
وقد جاء هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
أخرجه: نعيم بن حماد في " الفتن " (852)، وابن ماجه (4082)، والعقيلي في " الضعفاء الكبير " 4/ 381، وابن عدي في " الكامل " 9/ 164 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: بينما نحنُ عندَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبلَ فتيةٌ منْ بني هاشم، فلما رآهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم اغرورقتْ عيناهُ، وتغيرَ لونهُ قالَ: قلتُ: ما نزالُ (9) نرى في وجهكَ شيئاً نكرهُهُ؟ فقال: ((إنَّا أهلُ بيتٍ اختارَ اللهُ لنا الآخرةَ على الدنيا، وإنَّ أهلَ بَيْتي سيلقونَ بعدي بلاءً، وتشريداً، وتطريداً، حتى يأتي قومٌ منْ قَبِلِ المشرقِ معهم راياتٌ سودٌ، فَيَسألونَ الخيرَ، فلا يُعطونَهُ، فَيُقاتِلونَ فَيُنصَرونَ فَيُعطونَ ما سَألوا، فلا يَقبلونَهُ، حتّى يَدفعوها إلى رجلٍ منْ أهلِ بيتي فيملؤها قِسْطاً، كما ملؤوها جَوْراً، فمنْ أدرك ذلك مِنكم، فليأتهم ولو حَبْواً على الثلج)) (10).
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي مولى بني هاشم، قال الذهبي في " ميزان الاعتدال " 4/ 423 (9695): ((قال يحيى: ليس بالقوي، وقال أيضاً: لا يحتج به، وقال ابن المبارك: ارم به))، وقال: ((وقال وكيع: يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله – يعني: حديث الرايات – ليس بشيء))، وأخرج العقيليُّ في "الضعفاء الكبير " 4/ 381 قال: حدثنا محمد بن حفص الجوزجاني، قال: سمعت أبا قدامة يقول: سمعت أبا أسامة: ((في حديث يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله في الرايات السود، فقال: لو حلف عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته، أهذا مذهب إبراهيم! أهذا مذهب علقمة! أهذا مذهب عبد الله!؟)).
وقد توبع يزيد على روايته إذ أخرج الحاكم 4/ 464 من طريق حنان (11) بن سدير، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به.
وهذه متابعة لا يفرح بها إذ إنَّ فيها حنان بن سدير، قال عنه الدارقطني في " العلل " 5/ 184: ((من شيوخ الشيعة))، وقال الذهبيُّ في " تلخيص المستدرك " 4/ 464: ((هذا موضوع)).
(يُتْبَعُ)
(/)
زيادة على ضعف حنان، فقد اضطرب في رواية الحديث، فرواه بالإسناد السالف ورواه مرةً أخرى عند الحاكم 4/ 464 عن عمرو بن قيس، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة وعبيدة السَّلْماني (مقرونين) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، به. فقرن مع علقمة عبيدة السلماني.
ورواه عند ابن الجوزي في " الموضوعات " (854) ط. أضواء السلف و 2/ 38 - 39ط. الفكر عن عمرو بن قيس، عن الحسن، عن عبيدة، عن عبد الله، به.
قال ابن الجوزي عقبه: ((هذا الحديث لا أصل له، ولا يعلم أنَّ الحسن سمع من عبيدة، ولا أنَّ عمراً سمع من الحسن)).
وقد روي الحديث من طريق الحكم بن عتيبة من غير طريق حنان.
فأخرجه: ابن عدي في " الكامل " 5/ 378 من طريق عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي قال: حدثني أبي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه عبد الله بن داهر، قال عنه أحمد ويحيى فيما نقله الذهبيُّ في " ميزان الاعتدال " 2/ 416 (4295): ((ليس بشيء، قال: وما يكتب حديثه إنسان فيه خير))، وقال العقيلي في " الضعفاء الكبير " 2/ 250: ((رافضيٌّ خبيثٌ))، وقال الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال " 2/ 492 (4561): ((وقد مر أنَّه واهٍ)).
وأبوه محمد بن يحيى الرازي الملقب بداهر، قال عنه العقيلي في " الضعفاء الكبير " 2/ 46: ((كان ممن يغلو في الرفض، لا يتابع على حديثه))، وقال الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" 2/ 3 (2587): ((رافضيٌّ بغيضٌّ، لا يتابع على بلاياه)).
وانظر: " إتحاف المهرة " 10/ 392 (13007).
.............................. ......
(1) لفظ ابن ماجه.
(2) وهو:: ((صدوق)) التقريب (1319).
(3) هذه العبارة مما اعتاد على ذكرها بعض المحدّثين، وهي من الأخطاء الشائعة؛ إذ إن سكوت الذهبي عن رد ما ورد في " المستدرك " من كلام الحاكم لا يعني أنه يوافقه على حكمه أبداً. وليس هنا مجال البحث والتفصيل في هذه المسألة.
(4) ذكر ذلك في كتابه " الفتن والملاحم " 1/ 31.
(5) مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه 4/ 203 - 204.
(6) فتح الباري 12/ 135 قبيل (6803).
(7) أخرج أبو داود في " سننه " (2367) حديثاً من طريق شيبان قال: أخبرني أبو قلابة: أن أبا أسماء الرحبي حدثه: أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره 000)) وفي هذا الإسناد التصريح بالسماع من أبي قلابة، عن أبي أسماء مما يعني أنه لقيه وسمع منه.
(8) 8/ 11 (2568) (39) (40)، و 8/ 170 (2889) (19).
(9) تحرف في مطبوع " الفتن " إلى: ((نزل)).
(10) هذه رواية ابن ماجه، وزِيْدَ في رواية نعيم بن حماد في آخره: ((فإنه المهدي)).
(11) في المطبوع من مستدرك الحاكم: ((حبان)) وهو تصحيف. انظر: "الجرح والتعديل " 3/ 300 (1331).
ـ[عبد فقير]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 02:58]ـ
بارك الله فى شيخنا الكريم
ـ[أبومروة]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 12:39]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 11:03]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - May-2008, صباحاً 05:54]ـ
جزاك الله خيرا
لم أقرأ البحث لطوله
وهذه قراءة للسطر الثاني والثالث من التخريج
قلتَ - وفقك الله -:
(وأخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 6/ 515 من طريق إبراهيم بن سويد الشبامي.
وأخرجه: البيهقيُّ في " دلائل النبوة " 6/ 515، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " 34/ 194 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب).اهـ.
1 - إلى أي طبعة - سدَّدك الله - اعتمدت في عزوك إلى "تاريخ دمشق"؟
2 - لا يخفى عليك - نفع الله بك -، أن ابن عساكر يروي من طريق: البيهقي، والبيهقي قد روى الحديث من طريق: الشِّبَامي، وابن كاسب.
وهنا ملاحظتان:
الأولى: اغفال أن ابن عساكر إنما يروي من طريق البيهقي، وهذا يوحي بأن لابن عساكر طريق آخر في رواية الحديث غير طريق البيهقي، وليس ذلك كذلك ..
الثانية: اغفال تخريج ابن عساكر لطريق الشِّبَامي، مع كونه على شرطك في طريقة التخريج ... والله أعلم.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 03:21]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاكم الله خيرا،
276
إذن، فأبو قلابة على مصطلح أبي حاتم في التدليس، لم يعرف عنه التدليس، أي أنَّه لا يعرف عنه أنَّه يحدث عمن سمعه ولقيه ما لم يسمع منه، وبما أنَّ روايته هنا كانت عن أبي أسماء الرحبيِّ، وقد حدث عنه في غير هذا الحديث مصرحاً عنه بسماع (7). إذن فأبو قلابة قد لقي أبا أسماء وسمع منه، لذا هو لا يدلس عنه، إنَّما هو يرسل عمن لم يلقه ولم يسمع منه، لذا فعنعنته عن أبي أسماء الرحبي تحمل على السماع. خصوصاً وإنَّ روايته عن أبي أسماء بصيغة العنعنة في " صحيح مسلم " (8).
(8) 8/ 11 (2568) (39) (40)، و 8/ 170 (2889) (19).
ولأبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان - رضي الله عنه - أربعة أحاديث في صحيح مسلم،
أرقامها في تحفة الأشراف:
2100 و 2101 و2102 و2105
2100: الفتن وأسراط الساعة، باب 5، من رواية أيوب وقتادة عن أبي قلابة (2889/ 19 - 20)
2101: الزكاة، باب 12، من رواية أيوب عن أبي قلابة (994/ 38)
2102: الإمارة، باب 53، من رواية أيوب عن أبي قلابة (1920/ 170)
2105: كتاب البر والصلة والأدب، باب 13، من رواية أيوب وخالد بن مهران الحذاء عن أبي قلابة، (2568/ 39 إلى 41)
وخالفهما عاصم بن سليمان الأحول فأدخل بين أبي قلابة وأبي أسماء، أبا الأشعث الصنعاني (2568/ 42)
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 03:24]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاكم الله خيرا،
276
إذن، فأبو قلابة على مصطلح أبي حاتم في التدليس، لم يعرف عنه التدليس، أي أنَّه لا يعرف عنه أنَّه يحدث عمن سمعه ولقيه ما لم يسمع منه، وبما أنَّ روايته هنا كانت عن أبي أسماء الرحبيِّ، وقد حدث عنه في غير هذا الحديث مصرحاً عنه بسماع (7). إذن فأبو قلابة قد لقي أبا أسماء وسمع منه، لذا هو لا يدلس عنه، إنَّما هو يرسل عمن لم يلقه ولم يسمع منه، لذا فعنعنته عن أبي أسماء الرحبي تحمل على السماع. خصوصاً وإنَّ روايته عن أبي أسماء بصيغة العنعنة في " صحيح مسلم " (8).
(8) 8/ 11 (2568) (39) (40)، و 8/ 170 (2889) (19).
ولأبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان - رضي الله عنه - أربعة أحاديث في صحيح مسلم،
أرقامها في تحفة الأشراف:
2100 و 2101 و2102 و2105
2100: الفتن وأسراط الساعة، باب 5، من رواية أيوب وقتادة عن أبي قلابة (2889/ 19 - 20)
2101: الزكاة، باب 12، من رواية أيوب عن أبي قلابة (994/ 38)
2102: الإمارة، باب 53، من رواية أيوب عن أبي قلابة (1920/ 170)
2105: كتاب البر والصلة والأدب، باب 13، من رواية أيوب وخالد بن مهران الحذاء عن أبي قلابة، (2568/ 42)
وخالفهما عاصم بن سليمان الأحول فأدخل بين أبي قلابة وأبي أسماء، أبا الأشعث الصنعاني
(2568/ 39 إلى 41)
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[الحمادي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 04:44]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم هذا البحث
هنا فائدتان:
1 - ذكرتم قولَ الإمام ابن كثير: (إسناده قوي صحيح) ولكنه ذكر في موطن آخر أنَّ الموقوف أشبه
2 - لم تذكروا طعن الحافظ إسماعيل بن عُليَّة في الحديث، ومعلومٌ أنه من أخصِّ تلاميذ خالدٍ الحذاء إن لم يكن
أخصَّهم وأحفظَهم، ففي المنتخب من علل الخلال (170):
أنَّ عبدَالله بن أحمد قال:
(حدثني أبي قال: قيل لإسماعيل-يعني ابن عليَّة- في هذا الحديث؛ فقال:
كان خالدٌ يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعَّفَ إسماعيلُ أمره.
يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرايات)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 09:58]ـ
2 - لم تذكروا طعن الحافظ إسماعيل بن عُليَّة في الحديث، ومعلومٌ أنه من أخصِّ تلاميذ خالدٍ الحذاء إن لم يكن
أخصَّهم وأحفظَهم، ففي المنتخب من علل الخلال (170):
أنَّ عبدَالله بن أحمد قال:
(حدثني أبي قال: قيل لإسماعيل-يعني ابن عليَّة- في هذا الحديث؛ فقال:
كان خالدٌ يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعَّفَ إسماعيلُ أمره.
يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرايات)
والنص بتمامه في العلل برواية عبد الله بن أحمد عن أبيه (2443)
وعقب عليه د/ وصي الله بن محمدعباس بقوله: وانظر رسالة الأخ عبد العليم عبد العظيم حفظه لله في الأحاديث الواردة في المهدي رقم (7) ص 145
ولم أقف على تلك الرسالة
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[14 - May-2008, صباحاً 11:56]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد ذكر العقيلي في الضعفاء (ترجمة خالد بن مهران، أبي المنازل الحذاء،)
الترجمة 403 (بتحقيق حمدي عبد المجيد):
{حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن علي، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: قلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذَّاء في حديثه؟ قال: قَدِمَ علينا قدمةً من الشامِ فكأنا أنكرنا حفظه.}
ثم ذكر النص المتقدم عن عبد الله بن أحمد (الذي في العلل برقم 2443) ...............
(ج2/ص351)
قلت: والظاهر أن سفيان الثوري أسنُّ من حماد بن زيد بعام واحد أو نحو ذلك، من ترجمتيهما في التقريب،
فأما حماد بن زيد، فقد قال الحافظ (1506، نسخة شاغف):
مات سنة تسع وسبعين وله إحدى وثمانون سنة
- قلت: يعني بعد المائة - وعلى ذلك فمولده نحو سنة ثمان وتسعين
وأما سفيان، فقد قال الحافظ (2458): مات سنة إحدى وستين وله أربع وستون
قلت: فعلى ذلك فمولده نحو سنة سبع وتسعين
والله تعالى أجلُّ وأعلم
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 08:47]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد والعوائد(/)
شكر النعمة بجمع طرق حديث: ثم يكون ملك ورحمة
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 06:53]ـ
شكر النعمة
بجمع طرق حديث
(ثم يكون ملك ورحمة)
(دفاع عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه)
(جمع وتخريج طارق بن عبد الرحمن الحمودي)
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فإن معاوية رضي الله عنه صحابي من مسلمة الفتح على المشهور, وقد قيل إنه أسلم قبل ذلك. كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم وصهره. وأول ملك عادل في الإسلام كما قال الذهبي. وقد ناله رضي الله عنه من أعدائه وأعدائنا نصيب غير قليل من السب واللعن , بل والتكفير. وقد كتب في الذب عنه ونصرته كتب ورسائل. غير أنني لم أجد أحدا ممن كتب في هذا تطرق إلى إلى حديث اشتهر في السنن والمسانيد وبعض الأجزاء الحديثية , وهو دال دلالة قطعية إن صح على ما نقصده من الدفاع عنه. فإن لم يصح فإن ما سأورده من مجموع الروايات دال على أن لهذا المعنى الذي نريده أصلا ثابتا, وقد كنت كتبت قديما في هذا شيئا, قصدت فيه الرد على جماعة العدل والإحسان لتورطهم في النيل من هذا السيد الحليم كما قال الإمام أحمد. فقد عهدتهم زمن دراستي بالجامعة ينالون منه كلما احتاجوا لذلك ناعتين إياه بالظلم والنفاق وغيرها من أوصاف السوء تبعا لشيخهم عبد السلام ياسين غفر الله لنا ولهم. ثم ظهر لي أن أعيد النظر فيما كتبت وأزيد فيه.فأسأل الله تعالى أن يشفع فيَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالذب عن صهره وكاتب وحيه وصاحبه.
* روى الطبراني في المعجم الكبير (11/ 88/11138) حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا موسى بن أعين عن ابن شهاب – كذا في الأصل - عن فطر بن خليفة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان)
وهذا إسناد حسن. قال الهيثمي في المجمع (5/ 190): (رواه الطبراني ورجاله ثقات)
فأحمد بن النضر ثقة. ففي تاريخ بغداد (5/ 185) وتاريخ دمشق (6/ 56) قال ابن المنادي: (كان من ثقات الناس وأكثرهم كتابا).وقد صحح له الشيخ الألباني حديثا في السلسلة الصحيحة (رقم 383) وسعيد بن حفص الحراني وثقه ابن حبان وهو شيخ شيوخه ومسلمة بن قاسم الأندلسي والذهبي في الكاشف وقال فيه الحافظ: (صدوق تغير في آخر عمره).ومستند الحافظ في هذا- والله أعلم - ما في ميزان الاعتدال (8/ 116): (قال أبو عروبة الحراني في تاريخه: كان قد كبر ولزم البيت, وتغير في آخر عمره).
والظاهر من كلام أبي عروبة أنه لزم بيته وانقطع عن التصدر للتحديث فلم يختلط بأحد من الرواة ,فلم يحدث بعد تغيره! ولذلك والله أعلم لم يعتبر الموثقون له هذا التغير. فإنه لا يخشى من هذا شيء. قال الذهبي في السير (10/ 254): (إنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه فيخالف فيه).وموسى بن أعين الحراني ثقة. وفطر بن خليفة صدوق كما في التقريب ..
وابن شهاب مصحف من أبي شهاب كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي (1/ 422) , وهو موسى بن نافع الحناط الكوفي أبو شهاب الأكبر. روى عنه موسى كما عند الطبراني في المعجم الكبير (12/ 423/13560) حدثنا الحسين بن منصور الرماني المصيصي حدثني مصعب بن سعيد أبو خيثمة ثنا موسى بن أعين ثنا أبو شهاب الحناط عن فطر عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا) لكن مصعب بن سعيد ضعيف. وهو يروي عن فطر بن خليفة. فقد روى إسحاق بن راهويه في مسنده (ص383/ 411): أخبرنا أبو شهاب الكوفي نا فطر عن مجاهد عن ابن عمر قال: (ما معطي الصدقة بأعظم أجرا من آخذها من حاجة)
(يُتْبَعُ)
(/)
وموسى الحناط هذا وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.ووثقه مرة, ووثقه ابن حبان وقال أحمد: منكر الحديث. وقال الحافظ في تقريب التهذيب: (موسى بن نافع الأسدي ويقال الهذلي أبو شهاب الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته البصري وهو الأكبر صدوق). وقال الذهبي في (ذكر من تكلم فيه وهو موثق /ص210): (أبو شهاب الحناط موسى بن نافع ثقة وبعضهم لينه) , وأما قول أحمد: منكر الحديث فمعناه هنا يغرب. كما في هذي الساري للحافظ. فلا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن والله أعلم.
*فائدة:
ضعف الشيخ الألباني حديث الطبراني عن ابن عمر هذا مرفوعا في السلسلة الضعيفة (6/ 126). والظاهر أنه موقوف عليه كما في رواية إسحاق بن راهويه والله أعلم.
* وروى الدارمي (2101) أخبرنا مروان بن محمد ثنا يحيى بن حمزة حدثني ابن وهب عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك أعفر ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير) (قال أبو محمد: سئل عن أعفر فقال يشبهه بالتراب وليس فيه خير)
وهذا إسناد منقطع رجاله ثقات. ومحمد هو الطاطري. وابن وهب لم يدرك مكحولا على ما يظهر.
ومكحول لا أدري إن كان لقي أبا ثعلبة. قال العلائي في جامع التحصيل (285): (روى عن أبي ثعلبة الخشني وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أن يكون أرسل كعادته, وهو يدلس أيضا.)
وقال ابن القيم في حاشية السنن (9/ 248): (رواه إبراهيم الحربي من حديث أبي ثعلبة) وهو أيضا من رواية محكول كما قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (3/ 130)
*ورواه نعيم بن حماد في الفتن (233/مكتبة التوحيد) حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال أحدهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم ملكا (عضوضا) وقال أحدهما: (عاض) وفيه رحمة ثم جبروت صلعاء ليس لأحد فيها متعلق تضرب فيها الرقاب وتقطع فيها الأيدي والأرجل وتؤخذ فيها الأموال).
وهذا إسناد رجاله ثقات, صفوان بن عمرو هو السكسكي وعبد القدوس هو ابن الحجاج. قال العراقي في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص196): (قال أبو زرعة حديثه عن أبي عبيدة بن الجراح مرسل)
قلت: والذي يغلب على ظني أنه أخذ الحديث عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة. فإنه يروي عن أبيه عن أبي ثعلبة. فإن كان كذلك. فحديث أبي عبيدة صحيح والله أعلم.
*ورواه أيضا في الفتن (235) حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن أيوب عن قتادة عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم تصير جبرية وعبثا) وليس فيه ذكر ملك الرحمة. ونعيم ويحيى ضعيفان, وقتادة مدلس وقد عنعن.
*ورواه الطيالسي في مسنده (228) بدونها أيضا:حدثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبدالرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناً خلافة ورحمة، وكائناً ملكاً عضوضاً، وكائناً عنوة وجبرية وفساداً في الأرض، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله).
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (7/ 56): (منكر بهذا التمام, والحديث مع ضعف سنده فإن قوله في آخره: (وينصرون على ذلك ... ) منكر، بل باطل؛ لأنه ينافي النصوص القرآنية؛ كقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ... )، مع مخالفته لواقع حال المسلمين اليوم، والله المستعان.
وهذا إسناد ضعيف. رجاله ثقات غير ليث - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف مختلط.
وأما سائر الحديث فهو صحيح، قد جاء من روايات أخرى. فشطره الأول قد صح من حديث حذيفة مرفوعاً نحوه. وهو مخرج في الصحيحة رقم (5).وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً نحوه.أخرجه الباغندي في مسند عمر (ص6).
وأما استحلال الفروج وغيرها فثابت في صحيح البخاري وهو مخرج في المصدر المذكور رقم (89و90)) اهـ كلام الشيخ الألباني.
(يُتْبَعُ)
(/)
*قلت: وقد رواه نعيم بن حماد في الفتن (234) حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا عضوضا يشربون الخمور ويلبسون الحرير ويستحلون الفروج وينصرون ويرزقون حتى يأتيهم أمر الله).وإسناده ضعيف ومتنه بهذا السياق منكر ,على ما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.فنعيم ضعيف ابن أبي هلال عن حذيفة مرسل ,وابن لهيعة صدوق يروي عنه هنا عبد الله بن وهب المصري, وخالد بن يزيد وهو المصري ثقة.
*وروى نعيم في الفتن (237) ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 25) حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: سمعت كعبا يقول: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم سلطان ورحمة ثم ملك جبرية فإذا كان ذلك فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها)
وهذا مرسل ضعيف الإسناد. نعيم بن حماد صدوق يخطئ كثيرا وضمرة وهو ابن ربيعة وابن شوذب وهو عبد الله. ويحيى ثقات.
*وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 251) حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني ثنا أسيد بن عاصم ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان الثوري عن عمرو بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال خطب عمر الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل مقامي هذا: (هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة وسيعود سلطانا ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة)
وهذا حديث منكر, إسماعيل بن عمرو هو ابن نجيح البجلي أبو إسحاق مولاهم الكوفي شيخ أصبهان ومسندها. قال فيه ابن حبان في الثقات: يغرب كثيرا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وضعفه ابن عدي في الكامل.
ومحمد بن علي بن حبيش هو الناقد أبو الحسين. قال الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 86): (سألت أبا نعيم الحافظ عن أبى الحسن بن حبيش فقال: ثقة) ,وأسيد بن عاصم هو الثقفي أبو الحسين.قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 379): (قال ابن أبي حاتم: ثقة رضى) ,
*ورواه نعيم بن حماد في الفتن (236) حدثنا الحكم بن نافع البهراني أخبرنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (إن الله بدأ هذا الأمر يوم بدأه نبوة ورحمة ثم يعود خلافة ورحمة ثم سلطانا ورحمة ثم ملكا ورحمة ثم يعود خلافة ورحمة ثم سلطانا ورحمة ثم ملكا ورحمة ثم جبروة صلعاء يتكادمون عليها تكادم الحمير)
وهذا حديث ضعيف جدا, سعيد بن سنان متروك.
*ورواه الحاكم في المستدرك المستدرك على الصحيحين (4/ 520/8459) أخبرني الحسن بن حكيم المروزي ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري ثنا سعيد بن هبيرة ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: (إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود إلى خلافة ثم يعود إلى سلطان ورحمة ثم يعود ملكا ورحمة ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ويكون تماما قبل أن يكون رماما أو يكون حطاما فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم)
وهذا منكر ,فيه سعيد بن هبيرة المروزي ,اِتهمه ابن حبان وابن عدي.
*وروى الطبراني في المعجم الكبير (22/ 374/937) وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 282) عن حسين بن علي الكندي عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه)
وهذا إسناد ضعيف, قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 190): (رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم) ,وقال الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 62): (الراوي عن الأعمش حسين بن علي الكندي لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس).
(يُتْبَعُ)
(/)
*وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 520) أخبرني الحسن بن حكيم المروزي ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري ثنا سعيد بن هبيرة ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان: (يقول إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود إلى خلافة ثم يعود إلى سلطان ورحمة ثم يعود ملكا ورحمة ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ويكون تماما قبل أن يكون رماما أو يكون حطاما فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم)
وهذا حديث باطل. الحسن بن هبيرة. قال فيه ابن حبان في المجروحين: (يروي الموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو توضع له)
وفي الجلمة فحديث ابن عباس ومعه حديث أبي عبيدة بن الجراح ومرسل كعب يدل على أن لهذا أصلا ثابتا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 478): (اِتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة, فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة, وهو أول الملوك, كان ملكه ملكا ورحمة كما جاء في الحديث (يكون الملك نبوة ورحمة ثم تكون خلافة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض) ,وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرا من ملك غيره, وأما من قبله فكانوا خلفاء نبوة)
قلت: قد يقول قائل: هذا يخالف حديث النعمان بن بشير عن حذيفة مرفوعا (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت) ففيه أن الملك العاض يكون بعد الخلافة.
والجواب أن هذا الحديث صحيح.رواه الإمام أحمد في المسند (4/ 273) والطيالسي في مسنده (438) والطبراني (1/ 157/368) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة رقم (5).وليس فيه معارضة لحديث ابن عباس. فإن (ثم) لا تدل على الاتصال بين الخلافة والملك العاض. كما قال ابن مالك في الخلاصة: (وثم للترتيب بانفصال). ووجه الجمع بين الحديثين على هذا ظاهر لا إشكال فيه. ثم إننا نقول لهذا المعترض. ما تقول في ملك عمر بن عبد العزيز. أهو ملك عاض أو جبري. فإن قال بل هو خلافة. قلنا له: (الخلافة ثلاثون عاما) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فإن قال: بل هي الخلافة الثانية. قلنا: قد كان بعده ملك جبري. ولذلك قال الشيخ الألباني بعد تخريجه لحديث النعمان: (من البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز، لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة و لم تكن بعد ملكين: ملك عاض و ملك جبرية، و الله أعلم) وهذا يدل على أنه قد يتخلل الفترات المذكروة في حديث حذيفة فترات ملك ورحمة أو إمارة ورحمة أو سلطان ورحمة والله أعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 12:45]ـ
بارك الله في شيخنا النبيل طارق الحمودي وريث شيخنا الكبير محمد الأمين بوخبزة الحسني العلوي ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:54]ـ
جزاك الله الجنان ياريحانة تطوان
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:53]ـ
شكر النعمة
بجمع طرق حديث
(ثم يكون ملك ورحمة)
(دفاع عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه)
(جمع وتخريج طارق بن عبد الرحمن الحمودي)
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن معاوية رضي الله عنه صحابي من مسلمة الفتح على المشهور, وقد قيل إنه أسلم قبل ذلك. كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم وصهره. وأول ملك عادل في الإسلام كما قال الذهبي. وقد ناله رضي الله عنه من أعدائه وأعدائنا نصيب غير قليل من السب واللعن , بل والتكفير. وقد كتب في الذب عنه ونصرته كتب ورسائل. غير أنني لم أجد أحدا ممن كتب في هذا تطرق إلى إلى حديث اشتهر في السنن والمسانيد وبعض الأجزاء الحديثية , وهو دال دلالة قطعية إن صح على ما نقصده من الدفاع عنه. فإن لم يصح فإن ما سأورده من مجموع الروايات دال على أن لهذا المعنى الذي نريده أصلا ثابتا, وقد كنت كتبت قديما في هذا شيئا, قصدت فيه الرد على جماعة العدل والإحسان لتورطهم في النيل من هذا السيد الحليم كما قال الإمام أحمد. فقد عهدتهم زمن دراستي بالجامعة ينالون منه كلما احتاجوا لذلك ناعتين إياه بالظلم والنفاق وغيرها من أوصاف السوء تبعا لشيخهم عبد السلام ياسين غفر الله لنا ولهم. ثم ظهر لي أن أعيد النظر فيما كتبت وأزيد فيه.فأسأل الله تعالى أن يشفع فيَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالذب عن صهره وكاتب وحيه وصاحبه.
* روى الطبراني في المعجم الكبير (11/ 88/11138) حدثنا أحمد بن النضر العسكري ثنا سعيد بن حفص النفيلي ثنا موسى بن أعين عن ابن شهاب – كذا في الأصل - عن فطر بن خليفة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذا الأمر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يكون إمارة ورحمة ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد وإن أفضل جهادكم الرباط وإن أفضل رباطكم عسقلان)
وهذا إسناد حسن. قال الهيثمي في المجمع (5/ 190): (رواه الطبراني ورجاله ثقات)
فأحمد بن النضر ثقة. ففي تاريخ بغداد (5/ 185) وتاريخ دمشق (6/ 56) قال ابن المنادي: (كان من ثقات الناس وأكثرهم كتابا).وقد صحح له الشيخ الألباني حديثا في السلسلة الصحيحة (رقم 383) وسعيد بن حفص الحراني وثقه ابن حبان وهو شيخ شيوخه ومسلمة بن قاسم الأندلسي والذهبي في الكاشف وقال فيه الحافظ: (صدوق تغير في آخر عمره).ومستند الحافظ في هذا- والله أعلم - ما في ميزان الاعتدال (8/ 116): (قال أبو عروبة الحراني في تاريخه: كان قد كبر ولزم البيت, وتغير في آخر عمره).
والظاهر من كلام أبي عروبة أنه لزم بيته وانقطع عن التصدر للتحديث فلم يختلط بأحد من الرواة ,فلم يحدث بعد تغيره! ولذلك والله أعلم لم يعتبر الموثقون له هذا التغير. فإنه لا يخشى من هذا شيء. قال الذهبي في السير (10/ 254): (إنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده أو متنه فيخالف فيه).وموسى بن أعين الحراني ثقة. وفطر بن خليفة صدوق كما في التقريب ..
وابن شهاب مصحف من أبي شهاب كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي (1/ 422) , وهو موسى بن نافع الحناط الكوفي أبو شهاب الأكبر. روى عنه موسى كما عند الطبراني في المعجم الكبير (12/ 423/13560) حدثنا الحسين بن منصور الرماني المصيصي حدثني مصعب بن سعيد أبو خيثمة ثنا موسى بن أعين ثنا أبو شهاب الحناط عن فطر عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا) لكن مصعب بن سعيد ضعيف. وهو يروي عن فطر بن خليفة. فقد روى إسحاق بن راهويه في مسنده (ص383/ 411): أخبرنا أبو شهاب الكوفي نا فطر عن مجاهد عن ابن عمر قال: (ما معطي الصدقة بأعظم أجرا من آخذها من حاجة)
وموسى الحناط هذا وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.ووثقه مرة, ووثقه ابن حبان وقال أحمد: منكر الحديث. وقال الحافظ في تقريب التهذيب: (موسى بن نافع الأسدي ويقال الهذلي أبو شهاب الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته البصري وهو الأكبر صدوق). وقال الذهبي في (ذكر من تكلم فيه وهو موثق /ص210): (أبو شهاب الحناط موسى بن نافع ثقة وبعضهم لينه) , وأما قول أحمد: منكر الحديث فمعناه هنا يغرب. كما في هذي الساري للحافظ. فلا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن والله أعلم.
*فائدة:
ضعف الشيخ الألباني حديث الطبراني عن ابن عمر هذا مرفوعا في السلسلة الضعيفة (6/ 126). والظاهر أنه موقوف عليه كما في رواية إسحاق بن راهويه والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وروى الدارمي (2101) أخبرنا مروان بن محمد ثنا يحيى بن حمزة حدثني ابن وهب عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك أعفر ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير) (قال أبو محمد: سئل عن أعفر فقال يشبهه بالتراب وليس فيه خير)
وهذا إسناد منقطع رجاله ثقات. ومحمد هو الطاطري. وابن وهب لم يدرك مكحولا على ما يظهر.
ومكحول لا أدري إن كان لقي أبا ثعلبة. قال العلائي في جامع التحصيل (285): (روى عن أبي ثعلبة الخشني وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أن يكون أرسل كعادته, وهو يدلس أيضا.)
وقال ابن القيم في حاشية السنن (9/ 248): (رواه إبراهيم الحربي من حديث أبي ثعلبة) وهو أيضا من رواية محكول كما قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (3/ 130)
*ورواه نعيم بن حماد في الفتن (233/مكتبة التوحيد) حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال أحدهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم ملكا (عضوضا) وقال أحدهما: (عاض) وفيه رحمة ثم جبروت صلعاء ليس لأحد فيها متعلق تضرب فيها الرقاب وتقطع فيها الأيدي والأرجل وتؤخذ فيها الأموال).
وهذا إسناد رجاله ثقات, صفوان بن عمرو هو السكسكي وعبد القدوس هو ابن الحجاج. قال العراقي في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (ص196): (قال أبو زرعة حديثه عن أبي عبيدة بن الجراح مرسل)
قلت: والذي يغلب على ظني أنه أخذ الحديث عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة. فإنه يروي عن أبيه عن أبي ثعلبة. فإن كان كذلك. فحديث أبي عبيدة صحيح والله أعلم.
*ورواه أيضا في الفتن (235) حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن أيوب عن قتادة عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم تصير جبرية وعبثا) وليس فيه ذكر ملك الرحمة. ونعيم ويحيى ضعيفان, وقتادة مدلس وقد عنعن.
*ورواه الطيالسي في مسنده (228) بدونها أيضا:حدثنا جرير بن حازم عن ليث عن عبدالرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائناً خلافة ورحمة، وكائناً ملكاً عضوضاً، وكائناً عنوة وجبرية وفساداً في الأرض، يستحلون الفروج والخمور والحرير، وينصرون على ذلك، ويرزقون أبداً حتى يلقوا الله).
قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة (7/ 56): (منكر بهذا التمام, والحديث مع ضعف سنده فإن قوله في آخره: (وينصرون على ذلك ... ) منكر، بل باطل؛ لأنه ينافي النصوص القرآنية؛ كقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ... )، مع مخالفته لواقع حال المسلمين اليوم، والله المستعان.
وهذا إسناد ضعيف. رجاله ثقات غير ليث - وهو ابن أبي سليم - وهو ضعيف مختلط.
وأما سائر الحديث فهو صحيح، قد جاء من روايات أخرى. فشطره الأول قد صح من حديث حذيفة مرفوعاً نحوه. وهو مخرج في الصحيحة رقم (5).وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب مرفوعاً نحوه.أخرجه الباغندي في مسند عمر (ص6).
وأما استحلال الفروج وغيرها فثابت في صحيح البخاري وهو مخرج في المصدر المذكور رقم (89و90)) اهـ كلام الشيخ الألباني.
*قلت: وقد رواه نعيم بن حماد في الفتن (234) حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا عضوضا يشربون الخمور ويلبسون الحرير ويستحلون الفروج وينصرون ويرزقون حتى يأتيهم أمر الله).وإسناده ضعيف ومتنه بهذا السياق منكر ,على ما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.فنعيم ضعيف ابن أبي هلال عن حذيفة مرسل ,وابن لهيعة صدوق يروي عنه هنا عبد الله بن وهب المصري, وخالد بن يزيد وهو المصري ثقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
*وروى نعيم في الفتن (237) ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 25) حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: سمعت كعبا يقول: (أول هذه الأمة نبوة ورحمة ثم خلافة ورحمة ثم سلطان ورحمة ثم ملك جبرية فإذا كان ذلك فبطن الأرض يومئذ خير من ظهرها)
وهذا مرسل ضعيف الإسناد. نعيم بن حماد صدوق يخطئ كثيرا وضمرة وهو ابن ربيعة وابن شوذب وهو عبد الله. ويحيى ثقات.
*وروى أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 251) حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني ثنا أسيد بن عاصم ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا سفيان الثوري عن عمرو بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال خطب عمر الناس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل مقامي هذا: (هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة وسيعود سلطانا ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة)
وهذا حديث منكر, إسماعيل بن عمرو هو ابن نجيح البجلي أبو إسحاق مولاهم الكوفي شيخ أصبهان ومسندها. قال فيه ابن حبان في الثقات: يغرب كثيرا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وضعفه ابن عدي في الكامل.
ومحمد بن علي بن حبيش هو الناقد أبو الحسين. قال الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 86): (سألت أبا نعيم الحافظ عن أبى الحسن بن حبيش فقال: ثقة) ,وأسيد بن عاصم هو الثقفي أبو الحسين.قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 379): (قال ابن أبي حاتم: ثقة رضى) ,
*ورواه نعيم بن حماد في الفتن (236) حدثنا الحكم بن نافع البهراني أخبرنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (إن الله بدأ هذا الأمر يوم بدأه نبوة ورحمة ثم يعود خلافة ورحمة ثم سلطانا ورحمة ثم ملكا ورحمة ثم يعود خلافة ورحمة ثم سلطانا ورحمة ثم ملكا ورحمة ثم جبروة صلعاء يتكادمون عليها تكادم الحمير)
وهذا حديث ضعيف جدا, سعيد بن سنان متروك.
*ورواه الحاكم في المستدرك المستدرك على الصحيحين (4/ 520/8459) أخبرني الحسن بن حكيم المروزي ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري ثنا سعيد بن هبيرة ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: (إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود إلى خلافة ثم يعود إلى سلطان ورحمة ثم يعود ملكا ورحمة ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ويكون تماما قبل أن يكون رماما أو يكون حطاما فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم)
وهذا منكر ,فيه سعيد بن هبيرة المروزي ,اِتهمه ابن حبان وابن عدي.
*وروى الطبراني في المعجم الكبير (22/ 374/937) وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 282) عن حسين بن علي الكندي عن الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه)
وهذا إسناد ضعيف, قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 190): (رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم) ,وقال الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 62): (الراوي عن الأعمش حسين بن علي الكندي لا أعرفه ولا أعرف حال جابر والد قيس).
*وروى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 520) أخبرني الحسن بن حكيم المروزي ثنا أحمد بن إبراهيم الشذوري ثنا سعيد بن هبيرة ثنا إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة بن صهيب قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يحدث عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان: (يقول إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة ثم يعود إلى خلافة ثم يعود إلى سلطان ورحمة ثم يعود ملكا ورحمة ثم يعود جبرية تكادمون تكادم الحمير أيها الناس عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا ويكون تماما قبل أن يكون رماما أو يكون حطاما فإذا أشاطت المغازي وأكلت الغنائم واستحل الحرام فعليكم بالرباط فإنه خير جهادكم)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا حديث باطل. الحسن بن هبيرة. قال فيه ابن حبان في المجروحين: (يروي الموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو توضع له)
وفي الجلمة فحديث ابن عباس ومعه حديث أبي عبيدة بن الجراح ومرسل كعب يدل على أن لهذا أصلا ثابتا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 478): (اِتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة, فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة, وهو أول الملوك, كان ملكه ملكا ورحمة كما جاء في الحديث (يكون الملك نبوة ورحمة ثم تكون خلافة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة ثم ملك وجبرية ثم ملك عضوض) ,وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيرا من ملك غيره, وأما من قبله فكانوا خلفاء نبوة)
قلت: قد يقول قائل: هذا يخالف حديث النعمان بن بشير عن حذيفة مرفوعا (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت) ففيه أن الملك العاض يكون بعد الخلافة.
والجواب أن هذا الحديث صحيح.رواه الإمام أحمد في المسند (4/ 273) والطيالسي في مسنده (438) والطبراني (1/ 157/368) وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة رقم (5).وليس فيه معارضة لحديث ابن عباس. فإن (ثم) لا تدل على الاتصال بين الخلافة والملك العاض. كما قال ابن مالك في الخلاصة: (وثم للترتيب بانفصال). ووجه الجمع بين الحديثين على هذا ظاهر لا إشكال فيه. ثم إننا نقول لهذا المعترض. ما تقول في ملك عمر بن عبد العزيز. أهو ملك عاض أو جبري. فإن قال بل هو خلافة. قلنا له: (الخلافة ثلاثون عاما) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فإن قال: بل هي الخلافة الثانية. قلنا: قد كان بعده ملك جبري. ولذلك قال الشيخ الألباني بعد تخريجه لحديث النعمان: (من البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز، لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة و لم تكن بعد ملكين: ملك عاض و ملك جبرية، و الله أعلم) وهذا يدل على أنه قد يتخلل الفترات المذكروة في حديث حذيفة فترات ملك ورحمة أو إمارة ورحمة أو سلطان ورحمة والله أعلم.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 06:36]ـ
شكر الله لك هدا الجهد شيخنا الفاضل ..(/)
خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 01:22]ـ
لفظ هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ... فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن). رواه البخاري (3336) ومسلم (7092).
وفي لفظ مسلم: (فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعاً فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن).
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 367): (أي أن كل قرن يكون نشأته في الطول أقصر من القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة واستقر الأمر على ذلك) أ. هـ.
وعلى المسلم أن يؤمن بكل خبر جاء به الدليل من كتاب الله والسنة الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله) انظر الإرشاد شرح لمعة الاعتقاد ص (89).
فالمؤمن يجب عليه أن يؤمن إيماناً جازماً بكل ما أخبر به الله جل جلاله، وبكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إذا ثبتت صحته إليه صلى الله عليه وسلم، إيماناً جازماً لا يعتريه أدنى شك ويجب عليه أن يقبله جملة وتفصيلاً سواء فهمه أو لم يفهمه، أو استغربه أم لم يستغربه؛ لأن عدم استيعابه للأمر الصادق المجزوم بصحته وثبوته لا يعني عدم ثبوت هذا الأمر، ولكن القضية أن عقله لم يستطع أن يستوعب ذلك الأمر ويفهمه، والمولى سبحانه وتعالى أمرنا أن نؤمن بكل ما أخبر عنه سبحانه أو أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) الحجرات / 15.
وإذا أشكل عليك هذا الأمر فاعتبر ذلك بهؤلاء الأقزام الذين نراهم وهم رجال في حجم الأطفال فإذا كان ذلك واقعاً فما الذي يمنع من العكس وهو أن يكون رجلاً وطوله ستون ذراعاً، وقد وجد في التاريخ البشري عماليق كما يقول ذلك علماء الآثار والحفريات.
مستفاد من أحد البرامج.
ـ[احمد موسى]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:24]ـ
اذا ذهبت الى قبور الانبياء تجد انهم اطول بكثير منا
والعجب ان اليهود تجد في كتبهم العجب ولم يعترض احد عليهم!
في كتبهم ان الناس قديما اطول كثير منا الان
المبستشرقين وطلبة الاركيولوجي يقولون ما يقولون وكلها بحوث ونظريات قد تنقض لاحقا هن نفسهم غير متأكدون 100% بما يقولون
والله المستعان
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 11:47]ـ
اذا ذهبت الى قبور الانبياء تجد انهم اطول بكثير منا.
لم يثبت قبر من قبور الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- بالنقل الصحيح إلا قبر نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 03:18]ـ
الكثير من العلماء قالوا أن أمور الاعتقاد لا يؤخذ فيها بأحاديث الاحاد، حيث أن الخطأ والنسيان والوهم يمكن أن يتطرق الى رواتها كما حدث في حديث مسلم خلق الله التربة يوم السبت الذي قال فيه البخاري أن الحديث عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن باعتمادنا لأحاديث الآحاد مصدراً للأخبار والاعتقادات نعرض عقيدة المسلمين للخطر حيث نأمر الناس بالايمان بأشياء يصعب عليهم اعتقاده نظراً لمخالفة معناها للحس والواقع، وانظروا رحمكم الله الى الحافظ ابن حجر في الفتح - منذ سبعمائة عام وليس ثم حفريات ولا علم آثار - حيث استشكل عليه معنى هذه الرواية (رواية خلق آدم) فقال: " وَيَشْكُل عَلَى هَذَا مَا يُوجَد الْآن مِنْ آثَار الْأُمَم السَّالِفَة كَدِيَارِ ثَمُود فَإِنَّ مَسَاكِنهمْ تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَامَاتهمْ لَمْ تَكُنْ مُفْرِطَة الطُّول عَلَى حَسَب مَا يَقْتَضِيه التَّرْتِيب السَّابِق، وَلَا شَكَّ أَنَّ عَهْدهمْ قَدِيم، وَأَنَّ الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن آدَم دُون الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة، وَلَمْ يَظْهَر لِي إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال "
(يُتْبَعُ)
(/)
فلعل بعض إخواننا يتهمون ابن حجر بأنه يحكم العقل ويقدمه على النقل أو أنه من أتباع المدرسة العقلية!!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Apr-2008, مساء 06:36]ـ
الكثير من العلماء قالوا أن أمور الاعتقاد لا يؤخذ فيها بأحاديث الاحاد، حيث أن الخطأ والنسيان والوهم يمكن أن يتطرق الى رواتها كما حدث في حديث مسلم خلق الله التربة يوم السبت الذي قال فيه البخاري أن الحديث عن أبي هريرة عن كعب الأحبار وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن باعتمادنا لأحاديث الآحاد مصدراً للأخبار والاعتقادات نعرض عقيدة المسلمين للخطر حيث نأمر الناس بالايمان بأشياء يصعب عليهم اعتقاده نظراً لمخالفة معناها للحس والواقع، وانظروا رحمكم الله الى الحافظ ابن حجر في الفتح - منذ سبعمائة عام وليس ثم حفريات ولا علم آثار - حيث استشكل عليه معنى هذه الرواية (رواية خلق آدم) فقال: " وَيَشْكُل عَلَى هَذَا مَا يُوجَد الْآن مِنْ آثَار الْأُمَم السَّالِفَة كَدِيَارِ ثَمُود فَإِنَّ مَسَاكِنهمْ تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَامَاتهمْ لَمْ تَكُنْ مُفْرِطَة الطُّول عَلَى حَسَب مَا يَقْتَضِيه التَّرْتِيب السَّابِق، وَلَا شَكَّ أَنَّ عَهْدهمْ قَدِيم، وَأَنَّ الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن آدَم دُون الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة، وَلَمْ يَظْهَر لِي إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال "
فلعل بعض إخواننا يتهمون ابن حجر بأنه يحكم العقل ويقدمه على النقل أو أنه من أتباع المدرسة العقلية!!!
/// أولًا .. قد تقدَّم الردًُّ على مسألة التفرقة بين الآحاد والمتواتر في الاحتجاج والاعتقاد في موضوع سابق فلِمَ تعيد بثَّه ههنا مرَّة آخرى؟!
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=85433
/// ثانيًا .. عقيدة المسلمين لا تتعرَّض للخطر لمجرَّد عدم تطابق الحسِّ للخبر الذي أُخبِرُوا به.
/// ثالثًا .. تقول: الكثير من العلماء قالوا أن أمور الاعتقاد لا يؤخذ فيها بأحاديث الاحاد
/// من هؤلاء "الكثير" الذين قالوا بهذا القول؟
فلعل بعض إخواننا يتهمون ابن حجر بأنه يحكم العقل ويقدمه على النقل أو أنه من أتباع المدرسة العقلية!!!
/// يا أخي .. الاستشكال شيءٌ والإيمان بالشبهة والدعوة إليها -كما تفعل ههنا- شيءٌ آخر، ولم يجزم الحافظ بشيءٍ حتى يُتَّهم من بعض إخواننا بما ذكرته وفَّقك الله.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 10:54]ـ
يبدوا أن كثيراً من الاخوة لا يودون سماع ولا مناقشة غير ما يعتقدون.
وقول شيخنا عدنان - حفظه الله -" الاستشكال شيئ والايمان بالشبهة والدعوة اليها شيء آخر " كلام غير مفهوم، وهل لو قال احد من الناس عن حديث آحاد صحيح " أن معناه مشكل حيث أن الواقع يخالفه " كما فعل ابن حجر هل ستقبلون منه ذلك أم سيرمى بالبدعة ومخالفة منهج السلف وعقيدة أهل السنة والجماعة - بالله عليك أجب ولو في نفسك بالانصاف الذي أمر الله به.
واليكم كلام النووي في شرح مسلم في الحديث عن خبر الواحد وعدم إفادته العلم - مع اعتذاري عن عدم المشاركة في هذا الموضوع بعد مشاركتي تلك حيث ان الأمر سيتحول الى جدال لا فائدة من ورائه - قال النووي رحمه الله:
وَأَمَّا خَبَر الْوَاحِد: فَهُوَ مَا لَمْ يُوجَد فِيهِ شُرُوطُ الْمُتَوَاتِرِ سَوَاء كَانَ الرَّاوِي لَهُ وَاحِدًا أَوْ أَكْثَرَ. وَاخْتُلِفَ فِي حُكْمِهِ؛ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِير الْمُسْلِمِينَ مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الْأُصُولِ: أَنَّ خَبَر الْوَاحِد الثِّقَةِ حُجَّةٌ مِنْ حُجَجِ الشَّرْعِ يَلْزَمُ الْعَمَلُ بِهَا، وَيُفِيدُ الظَّنَّ وَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، وَأَنَّ وُجُوب الْعَمَل بِهِ عَرَفْنَاهُ بِالشَّرْعِ لَا بِالْعَقْلِ. وَذَهَبَتْ الْقَدَرِيَّة وَالرَّافِضَة وَبَعْض أَهْل الظَّاهِر إِلَى أَنَّهُ يَجِب الْعَمَل بِهِ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُول: مَنَعَ مِنْ الْعَمَلِ بِهِ دَلِيلُ الْعَقْلِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول: مَنَعَ دَلِيلُ الشَّرْعِ. وَذَهَبَتْ طَائِفَة إِلَى أَنَّهُ يَجِب الْعَمَل بِهِ مِنْ جِهَة دَلِيل الْعَقْل. وَقَالَ مِنْ الْمُعْتَزِلَة: لَا يَجِب الْعَمَل
(يُتْبَعُ)
(/)
إِلَّا بِمَا رَوَاهُ اِثْنَانِ عَنْ اِثْنَيْنِ. وَقَالَ غَيْره. لَا يَجِب الْعَمَل إِلَّا بِمَا رَوَاهُ أَرْبَعَة عَنْ أَرْبَعَة. وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْل الْحَدِيث إِلَى أَنَّهُ يُوجِبُ الْعِلْمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُوجِبُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ دُونَ الْبَاطِنِ. وَذَهَبَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ إِلَى أَنَّ الْآحَادَ الَّتِي فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَوْ صَحِيح مُسْلِم تُفِيدُ الْعِلْمَ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ الْآحَاد. وَقَدْ قَدَّمْنَا هَذَا الْقَوْل وَإِبْطَاله فِي الْفُصُول وَهَذِهِ الْأَقَاوِيل كُلّهَا سِوَى قَوْلِ الْجُمْهُور بَاطِلَةٌ، وَإِبْطَالُ مَنْ قَالَ لَا حُجَّةَ فِيهِ ظَاهِرٌ؛ فَلَمْ تَزَلْ كُتُبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآحَادُ رُسُلِهِ يُعْمَلُ بِهَا، وَيُلْزِمُهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَمَلَ بِذَلِكَ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ تَزَلْ الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ وَسَائِر الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَفِ عَلَى اِمْتِثَال خَبَر الْوَاحِد إِذَا أَخْبَرَهُمْ بِسُنَّةٍ، وَقَضَائِهِمْ بِهِ، وَرُجُوعِهِمْ إِلَيْهِ فِي الْقَضَاء وَالْفُتْيَا، وَنَقْضِهِمْ بِهِ مَا حَكَمُوا بِهِ خِلَافه، وَطَلَبِهِمْ خَبَرَ الْوَاحِدِ عِنْدَ عَدَمِ الْحُجَّة مِمَّنْ هُوَ عِنْده وَاحْتِجَاجِهِمْ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ، وَانْقِيَادِ الْمُخَالِفِ لِذَلِكَ. وَهَذَا كُلُّهُ مَعْرُوفٌ لَا شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْهُ. وَالْعَقْل لَا يُحِيل الْعَمَل بِخَبَرِ الْوَاحِد وَقَدْ جَاءَ الشَّرْع بِوُجُوبِ الْعَمَل بِهِ، فَوَجَبَ الْمَصِير إِلَيْهِ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ يُوجِبُ الْعِلْمَ: فَهُوَ مُكَابِرٌ لِلْحَسَِ. وَكَيْفَ يَحْصُلُ الْعِلْمُ وَاحْتِمَالُ الْغَلَطِ وَالْوَهْمِ وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مُتَطَرِّقٌ إِلَيْهِ؟ وَاَللَّه أَعْلَمُ.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:16]ـ
/// الأخ الكريم شريف شلبي .. وفَّقه الله وهداه
أقلُّ ما يُقال في صنيعك أنَّه تهرُّبٌ من النِّقاش، فلم يمنعك أحدٌ ههنا بذكر ما ذكرته وإن كان مخالفًا لمنهج السَّلف حتَّى تدَّعي ذلك عليه.
وعلى كلامك كلِّه ردود، وإن فات بعضها في الموضوع المشار إليه، وستأتي تباعًا ما دام أنَّك تُلقي بالشُّبهة وتضعف عن الدفاع عنها بحُجَّة خشية الجدال الذي لا فائدة من ورائه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:25]ـ
وقول شيخنا عدنان - حفظه الله -" الاستشكال شيئ والايمان بالشبهة والدعوة اليها شيء آخر " كلام غير مفهوم، وهل لو قال احد من الناس عن حديث آحاد صحيح " أن معناه مشكل حيث أن الواقع يخالفه " كما فعل ابن حجر هل ستقبلون منه ذلك أم سيرمى بالبدعة ومخالفة منهج السلف وعقيدة أهل السنة والجماعة - بالله عليك أجب ولو في نفسك بالانصاف الذي أمر الله به. [/ COLOR] وَاَللَّه أَعْلَمُ.
/// هذا اقتباسٌ من موضوعٍ سابقٍ لي في الفرق بين الاستشكال والإيمان بالشبهة.
فصلٌ:: ...
وقد أحببت قبيل الشروع في ذا المطلب التنبيه إلى ضرورة إدراك التفريق المهم بين حالين مختلفين لمن يتعامل مع الشرع ونصوصه؛ ذلك أنَّه ليس كل جدال أو بحث في الشرع أوالنصوص مذموم ألبته، بل الأمر فيه تفصيل وتفريق.
فإنَّ سنَّة الاسترشاد عن مدلولات بعض النصوص سنَّة قديمة، والجدال القائم لطلب بيان الحق.
أوإزالة الإشكالات الواردة في توهُّم تناقض أو تعارض بعض النصوص طريق من طرق الصالحين مسلوكة.
لذا فهذه (أمثلة سريعة مقتضبة) لكلا الحالين المختلفين، وإشارة لمبدأ كليهما وتسلسله وتعاقب توارد الطائفتين عليه:
(1): الحال الأولى: وهي ما يورده المبتدع (مريض الشبهة) من شبهات معترضة على الشرع؛ بقصد الاعتراض ومحاولة التهويش على النصوص المحكمة بالمتشابه منها، أو الاعتراض بالرأي والقياس ومحصَّل زبالة الأذهان، أو بادِّعاء تناقض النصوص واضطرابها ونحو هذه المقاصد والمسالك؛ وهذا هو الزيغ عن الطريق القويم، واتباع المتشابه المذموم بقصد الفتنة؛ وهذا كالكفار والجهميِّة والمعتزلة والفلاسفة والمتكلِّمين بأصنافهم، والزنادقة المنافقين من الملحدين والرافضة وأشباههم، وكل منحرف عن أصل هذا الدين وطريقة السلف الصالحين، وهي مبثوثة في كتبهم المنحرفة، كما سيأتي.
........................
.....................
(2): الحال الثانية: وهي ما قد يحصل من إشكال لدى بعض المعظِّمين للنصوص من الراسخين في العلم والإيمان، مع كمال يقينهم بصدق الشرع وتسليمهم له.
وإنما ورد ذلكم الإشكال لقصد الفهم وإزالة اللبس والخلط؛ وذلك كالمحاورة في بعض النصوص والاسترشاد عن مقصود الشرع فيها، أو التوجيه والجمع بين ما قد يُضنُّ تعارضه وتناقضه - ظاهراً - لشيءٍ من النصوص - وليس هوكذلك في الحقيقة - خشية الغلط.
وهو ما يُسمَّى بـ (الاستشكال)، وهذا قد يقع في قلب أي مخلوق؛ لضعفه بالنسبة للخالق العظيم المنزَّه عن كلِّ عيب ونقص، ولقلَّة علمه وإدراكه لإنَّه مخلوق.
وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=240
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Apr-2008, صباحاً 11:31]ـ
ولكنك لم ترد على سؤالي حتى الآن!
لو قلتُ في حديث رواه البخاري في بعض الأخبار: هذا الحديث عندي فيه اشكال حيث أن الواقع والمحسوس يخالفه " هل ستقبل ذلك مني؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:11]ـ
/// بل رددتُ على سؤالك يا أخي لو قرأت ما في الرَّابط السَّابق الذي أحلتك عليه، واقتباسي منه يكفي، وأعيد عليك بوضوحٍ فأقول: نعم أقبل منك الإستشكال فقط؛ لإنَّ الإستشكال لا في نصِّ الشَّارع؛ بل في عقلي وعقلك، وفي الواقع الذي هو موجود حاليًا ممَّا يُظنُّ مطابقته للنَّصِّ أوعدمه.
/// فسلِّم بصدق النَّصِّ بدل إيجاد عقبات لقبوله، ثم ابحث عن حلٍّ لمشكلتك واستشكالك في إنزال النص على الواقع المشاهد أوالمحسوس الذي يُظنُّ أنَّه هو المراد من النَّصِّ!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 02:39]ـ
الاشكال يا أخي في المتن وتدبر معي قول ابن حجر:
" وَيَشْكُل عَلَى هَذَا مَا يُوجَد الْآن مِنْ آثَار الْأُمَم السَّالِفَة كَدِيَارِ ثَمُود فَإِنَّ مَسَاكِنهمْ تَدُلّ عَلَى أَنَّ قَامَاتهمْ لَمْ تَكُنْ مُفْرِطَة الطُّول عَلَى حَسَب مَا يَقْتَضِيه التَّرْتِيب السَّابِق، وَلَا شَكَّ أَنَّ عَهْدهمْ قَدِيم، وَأَنَّ الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن آدَم دُون الزَّمَان الَّذِي بَيْنهمْ وَبَيْن أَوَّل هَذِهِ الْأُمَّة، وَلَمْ يَظْهَر لِي إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال أ. هـ
وتدبر بالتوازي قول النووي: وَأَمَّا مَنْ قَالَ - يعني خبر الواحد -يُوجِبُ الْعِلْمَ: فَهُوَ مُكَابِرٌ لِلْحَسَِ. وَكَيْفَ يَحْصُلُ الْعِلْمُ وَاحْتِمَالُ الْغَلَطِ وَالْوَهْمِ وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مُتَطَرِّقٌ إِلَيْهِ؟ أ. هـ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 03:26]ـ
/// يا أخي بارك الله فيك .. نقلك كلام ابن حجر ثم كلام النووي رحمهما الله في هذا الموطن تلفيقٌ بين قولين في مسألتين، وهذا بيِّنٌ لا حاجة لبيان خطئه، هذا أولًا.
/// وثانيًا .. ابن حجر لم يردَّ هذا النصَّ بحُجَّة الآحاديَّة أوغيرها -وهو مرادي-، بل قال: "وَلَمْ يَظْهَر لِي، إِلَى الْآن مَا يُزِيل هَذَا الْإِشْكَال".
/// فهو يقول لك: (لي)، ويقول: (إلى الآن)، ظاهرٌ أنَّه يتكلَّم عن نفسه، وعن وقته الآني فقط، فلم تحمِّل كلامه على ما فهمته منه.
/// وهذا يحصل منه رحمه الله ومن غيره في أخبار الآحاد وفي غيرها، في نصوص العقيدة وغيرها، حتَّى في بعض المتواتر المتّفق عليه، كآيات الكتاب التي في تفسيرها إشكال عند بعضهم، ثمَّ التوقُّف في تفسيره أو الجمع بينه وبين ما يُظنُّ معارضته كنصٍّ آخر أو واقع مشاهد أو غير ذلك = الآن، مع احتمال ظهوره في المستقبل أوعند غيره، وهذا حاصلٌ واردٌ كثيرًا ..
/// وهذا القدر ينبغي أن يكون محلَّ اتفاقٍ وهو منهج الرَّاسخين في العلم.
/// بخلاف ما يفعله -بعض النَّاس من العقلانيين ومن سلك سبيلهم- من ردَّ الخبر رأسًا بحُجَّة أنَّه آحاد أو غير ذلك.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:06]ـ
إذن ما قولك - أثابك الله - في كلام النووي رحمه الله؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 02:07]ـ
كن واضحا ياشريف ..
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 03:28]ـ
وهل قول النووى حجة فى الشرع؟
ثم لماذا قبل النووى العمل بحديث الأحاد رغم أن العمل فرع العلم؟
يلزم من قال هذا القول رد العمل بحديث الأحاد أيضا إذ العلة واحدة
وعلى كل فالمسئلة طويلة الزيل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 06:30]ـ
واليكم كلام النووي في شرح مسلم في الحديث عن خبر الواحد وعدم إفادته العلم - مع اعتذاري عن عدم المشاركة في هذا الموضوع بعد مشاركتي تلك حيث ان الأمر سيتحول الى جدال لا فائدة من ورائه - قال النووي رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا خَبَر الْوَاحِد: فَهُوَ مَا لَمْ يُوجَد فِيهِ شُرُوطُ الْمُتَوَاتِرِ سَوَاء كَانَ الرَّاوِي لَهُ وَاحِدًا أَوْ أَكْثَرَ. وَاخْتُلِفَ فِي حُكْمِهِ؛ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِير الْمُسْلِمِينَ مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الْأُصُولِ: أَنَّ خَبَر الْوَاحِد الثِّقَةِ حُجَّةٌ مِنْ حُجَجِ الشَّرْعِ يَلْزَمُ الْعَمَلُ بِهَا، وَيُفِيدُ الظَّنَّ وَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، وَأَنَّ وُجُوب الْعَمَل بِهِ عَرَفْنَاهُ بِالشَّرْعِ لَا بِالْعَقْلِ. وَذَهَبَتْ الْقَدَرِيَّة وَالرَّافِضَة وَبَعْض أَهْل الظَّاهِر إِلَى أَنَّهُ يَجِب الْعَمَل بِهِ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُول: مَنَعَ مِنْ الْعَمَلِ بِهِ دَلِيلُ الْعَقْلِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول: مَنَعَ دَلِيلُ الشَّرْعِ. وَذَهَبَتْ طَائِفَة إِلَى أَنَّهُ يَجِب الْعَمَل بِهِ مِنْ جِهَة دَلِيل الْعَقْل. وَقَالَ مِنْ الْمُعْتَزِلَة: لَا يَجِب الْعَمَل إِلَّا بِمَا رَوَاهُ اِثْنَانِ عَنْ اِثْنَيْنِ. وَقَالَ غَيْره. لَا يَجِب الْعَمَل إِلَّا بِمَا رَوَاهُ أَرْبَعَة عَنْ أَرْبَعَة. وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْل الْحَدِيث إِلَى أَنَّهُ يُوجِبُ الْعِلْمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُوجِبُ الْعِلْمَ الظَّاهِرَ دُونَ الْبَاطِنِ. وَذَهَبَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ إِلَى أَنَّ الْآحَادَ الَّتِي فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَوْ صَحِيح مُسْلِم تُفِيدُ الْعِلْمَ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ الْآحَاد. وَقَدْ قَدَّمْنَا هَذَا الْقَوْل وَإِبْطَاله فِي الْفُصُول وَهَذِهِ الْأَقَاوِيل كُلّهَا سِوَى قَوْلِ الْجُمْهُور بَاطِلَةٌ، وَإِبْطَالُ مَنْ قَالَ لَا حُجَّةَ فِيهِ ظَاهِرٌ؛ فَلَمْ تَزَلْ كُتُبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآحَادُ رُسُلِهِ يُعْمَلُ بِهَا، وَيُلْزِمُهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَمَلَ بِذَلِكَ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ تَزَلْ الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ وَسَائِر الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَفِ عَلَى اِمْتِثَال خَبَر الْوَاحِد إِذَا أَخْبَرَهُمْ بِسُنَّةٍ، وَقَضَائِهِمْ بِهِ، وَرُجُوعِهِمْ إِلَيْهِ فِي الْقَضَاء وَالْفُتْيَا، وَنَقْضِهِمْ بِهِ مَا حَكَمُوا بِهِ خِلَافه، وَطَلَبِهِمْ خَبَرَ الْوَاحِدِ عِنْدَ عَدَمِ الْحُجَّة مِمَّنْ هُوَ عِنْده وَاحْتِجَاجِهِمْ بِذَلِكَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ، وَانْقِيَادِ الْمُخَالِفِ لِذَلِكَ. وَهَذَا كُلُّهُ مَعْرُوفٌ لَا شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْهُ. وَالْعَقْل لَا يُحِيل الْعَمَل بِخَبَرِ الْوَاحِد وَقَدْ جَاءَ الشَّرْع بِوُجُوبِ الْعَمَل بِهِ، فَوَجَبَ الْمَصِير إِلَيْهِ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ يُوجِبُ الْعِلْمَ: فَهُوَ مُكَابِرٌ لِلْحَسَِ. وَكَيْفَ يَحْصُلُ الْعِلْمُ وَاحْتِمَالُ الْغَلَطِ وَالْوَهْمِ وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مُتَطَرِّقٌ إِلَيْهِ؟ وَاَللَّه أَعْلَمُ.
[ SIZE="5"]/// يا أخي الكريم .. أنت تلفِّق بين قولك وقول النَّووي بطريقة [ ... ] ظاهرةٍ للعيان!
لقد نسبتَ أوَّلًا القول بعدم الأخذ بأحاديث الآحاد في مسائل الاعتقاد لكثيرٍ من العلماء فلمَّا طُولبت ببيان ذلك نقلت إلينا كلام النَّووي السَّالف الذِّكر، الذي لا حجة فيه لك؛ والذي هوأضيق مضمونًا من دعواك الواسعة.
/// تأمَّل -وأظنُّك مدركه قبلي! - كلامك الأول:
الكثير من العلماء قالوا أن أمور الاعتقاد لا يؤخذ فيها بأحاديث الاحاد، حيث أن الخطأ والنسيان والوهم يمكن أن يتطرق الى رواتها
/// وأنا سائلك: هل في نقلك السَّالف الطويل عن النَّووي رحمه الله كلمةٌ واحدةٌ في مسألة التفرقة بين العمل والإفادة بين مسائل الاعتقاد وغيرها؟!
/// يا أخي .. كلام النَّووي حجَّة عليك لا لك؛ فهو يتكلَّم عن إفادة الخّبر، وقد تقدَّم في الموضوع السَّابق الذي تركته وجئت تتكلَّم ههنا! أنَّه لا يعنينا كثيرًا إفادة الخَبَر من جهة التَّقسيم العقلي للظنِّ أوالعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ثمَّ النَّووي في نقلك هذا يُقرُّ لك ويوجب عليك العمل بالخبر الآحادي، وأنَّه قد جاء به الشَّرع، ففي رأيك كيف يُعمل بالخبر عند النَّووي -الذي تظنُّ كلامه حجة لك- إذا كان في مسألة اعتقاديَّة؟ بتصديقه أو بردِّه!
/// نحن نحتاج منك أن تنقل كلامًا للنَّووي أوغيره في ردَّ خبر الآحاد لأنَّه في مسائل الاعتقاد، وبس.
/// بل العكس لو رجعت لكلامه رحمه الله في شرح مسلم لم نجده ردَّ حديث خلق آدم الذي تومئ بردِّه بهذه الحُجَّة العقليَّة، فمن سبَقك إلى هذا في هذا؟!!
/// ثانيًا .. لا داعي للتعقيب على كلام النَّووي، فإنَّه موجود في كتب المصطلح وغيرها، وأنَّ غيره من المحقِّقين قد اختار غير ما اختاره، فهل النَّووي نبِيُّ المصطلح أوالأصول؟! حتَّى تقلِّد رأيه في اختياره دون غيره ممَّن هو مثله أو خير منه في العلم والتحقيق، كابن الصَّلاح وابن حجر وغيرهما، ممَّن رأيا وغيرهما أنَّ الخبر لو احتفَّت به قرائن كوجدانه في الصَّحيحين فإنَّه يفيد العلم .. الخ.
/// الذي يهمُّنا الآن أن تأتي بقول أحد السَّلف أوأتباعهم ممَّن قال بقولك في ردَّ الخبر الآحادي في مسألة اعتقاديَّة.
/// لا أظنُّك واجدًا ذلك إلا عند معظِّمي عقولهم! أم ستأتينا بما لم يسبقك به الأوائل؟
/// وأمَّا ترديدك لقولك:
مع اعتذاري عن عدم المشاركة في هذا الموضوع بعد مشاركتي تلك حيث ان الأمر [ SIZE="6"] سيتحول الى جدال لا فائدة من ورائه.
/// فلا يُقبل منك مثل هذا -يا أخي-، من جهة مسؤوليَّة الإشراف -على الأقل-، لا يُقبل منك طرح الشُّبهة ثم التهرُّب من الجواب عند المحاججة والمحاققة، فإمَّا أن تثبت للدِّفاع أوالتراجع عن دعواك وإمَّا أن نحذف مشاركتك فيه.
/// ثمَّ خشية مفسدة الجدل ((الذي لا فائدة من ورائه!)) لا تقلُّ عن قولك هذا الذي لم يسبقك إليه أحد معتبر، بطرحه ثم الانصراف عنه كما فعلت في الموضوع الأول.
/// وأراك سكتَّ عن أجوبتي لك باحتجاجك بكلام الحافظ ابن حجر وغيره ... فهل تتراجع عن رأيك الآن أم ماذا؟!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 10:39]ـ
قد حدث ما خشيت ان يحدث من احتداد المناقشة وتشعبها!!!
فأخي الشيخ عدنان يقول ليس في كلام النووي ما يؤيد قولي وأنه علي لا لي - بما يفيد بأنه يقر بكلام النووي ولكن يعترض على فهمي إياه.
ثم يعود بعدها بأربعة أسطر فيتعجب من إيرادي لكلام النووي حين أنه ليس نبي المصطلح والأصول وأن اختياره ليس براجح بل اختيار غيره من المحققين هو الأولى كأنها مسألة خلافية لكل عالم فيها اختيار!!!
يا إخواني أمور الاعتقاد لا بد من الجزم والقطع بها وإلا لم تكن اعتقاداً بل تكون شكاً وظناً، والجزم والقطع لا يفيده خبر الواحد - في الغالب - كما مر ذكره من قول النووي: وَأَمَّا مَنْ قَالَ يُوجِبُ الْعِلْمَ: فَهُوَ مُكَابِرٌ لِلْحَسَِ. وَكَيْفَ يَحْصُلُ الْعِلْمُ وَاحْتِمَالُ الْغَلَطِ وَالْوَهْمِ وَالْكَذِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، مُتَطَرِّقٌ إِلَيْهِ.
واختصاراً للموضوع، فأنا لست متعصباً لقول النووي ولا لغيره من علماء المسلمين سلفاً أو خلفاً ولكني تابع لمن نقل عنهم النووي رحمه الله وأدين بما قالوا إلى الله وهم كما قال:
جَمَاهِير الْمُسْلِمِينَ مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الْأُصُولِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 11:16]ـ
/// لم يحتدَّ النِّقاش ولم يتشعَّب يا أخي، ولكنَّ كلامك كما يُقال: "جعجعة بلا طحن".
/// اختصرت جوابك في كلام إنشائيٍّ يسهل تدبيجه من كل صاحب دعوى: "يا إخواني أمور الاعتقاد لا بد من الجزم والقطع بها وإلا لم تكن اعتقاداً بل تكون شكاً وظناً، والجزم والقطع لا يفيده خبر الواحد - في الغالب - كما مر ذكره".
/// أين برهانك على هذا الكلام؟؟ لا شيء غير خطبة: "يا إخواني ... الخ"!
/// أريد نقلًا عن النَّووي أوغيره، لا خطبًا.
/// ثمَّ المسألة التي نقلت لها كلام النَّووي وليس فيها ما يدلُّ على قولك =خلافيَّة، وقد أحلتك إلى كتب المصطلح لو كنت فطنًا، ولستُ بعاجزٍ عن نقله، وجهلك بالخلاف يؤكِّد خطأ قولك بهذه البِدعة التي عجزت عن نقل ما يؤيد قولك فيها ممَّن يقبل قولهم!
/// أين ما يؤيِّدُ قولك من كلام النَّووي؟! لا يوجد إلَّا في ذهنك، وإلَّا فأبِنْه.
/// تتكلَّم عن مسألة اعتقاديَّة وتتبنَّى فيها قول أهل البدع وتنسبه إلى النَّووي وتعجز عن نقل ما يؤيِّده ثمَّ تزعم أنَّك تخشى مغبَّة النِّقاش؟!
/// ههنا تمَّ إنهاء النِّقاش بيني وبينك، لظهور جهلك بما تتكلَّم عنه وإفلاسك من الحجج.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 11:33]ـ
جزاك الله - عز وجل - خيراً.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 12:31]ـ
/// وإياك وهداك وشغلك بما ينفعك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 08:28]ـ
الإستشكال لا في نصِّ الشَّارع؛ بل في عقلي وعقلك، وفي الواقع الذي هو موجود حاليًا ممَّا يُظنُّ مطابقته للنَّصِّ أوعدمه.
/// فسلِّم بصدق النَّصِّ بدل إيجاد عقبات لقبوله، ثم ابحث عن حلٍّ لمشكلتك واستشكالك في إنزال النص على الواقع المشاهد أوالمحسوس الذي يُظنُّ أنَّه هو المراد من النَّصِّ!
/// حلُّ الإشكال:
1 - أولًا .. كقاعدةٍ عامَّةٍ ههنا سؤالٌ: ما موقف المسلم من وجود مخالفةٍ ظاهرةٍ مظنونةٍ بين الواقع المشاهد والمحسوس وبين النَّصِّ أو"مفهومه"؟
/// موقفه: وجوب الإيمان بمدلول النَّصِّ بدل المسارعة في ردِّه أوتكذيبه أو تحريفه "بما يسمُّونه تأويلًا".
/// والله عزوجل قد حكى حال قومٍ؛ فقال عنهم: ((بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمَّا يأتهم تأويله)).
/// فيجب على المؤمن المستيقن بإيمانه المتمسِّك به أنْ يتَّهم عقله ورأيه وقِصَر عِلْمِه إن رأى ما يظنُّ أنَّه مخالفٌ للنَّصِّ ظاهرًا.
/// والشَّرع قد يأتي بمحارات العقول أحيانًا، ولكنِّه لا يأتي بما يحيله العقل.
/// ولم يطالبنا الشَّارع -بل لا يقبل منَّا- في إيماننا بأخباره أن نعمل فيه معاييرمعيَّنة قبل قبوله، كالنَّظر في الواقع المشاهد والعقل البشري الضعيف .. الخ.
/// والعبرة حاصلةٌ بحادثة الإسراء والمعراج التي تخالف الحِسَّ البشري والحسابات الدُّنيويَّة، لذا كذَّبها الكافرون وارتدَّ لأجلها من لم يرسخ إيمانهم، لكن موقف أبي بكر "الصِّديق" هي العلامة الفارقة في مثل هذه الأخبار.
/// وهَبْ أنَّ هذه الحادثة "الإسراء والمعراج" في هذا الزمان مع وجود الطائرات النفَّاثة التي تفوق سرعة الصوت بمرارٍ والصواريخ التي يُصعد بها للسَّماء =فهل تُرى كلُّ النَّاس مصدِّقين بها؟! أم يرجعون إلى حساباتهم التِّقنيَّة لينظروا إمكانيَّة ذلك وعدم إمكانيَّته؟!
2 - ثانيًا: الاستشكال في متن الحديث بمجرَّد وجدان بعض بقايا الأمم السَّالفة التي تؤيِّد معناه أو لا تؤيِّده =غير ناهضٍ للتَّشكيك في ثبوته.
/// وبيان هذا من وجهين:
الأول: حصول التقاصر في أطوال بني آدم لم يحدَّد بنسبة معيَّنةٍ ولا بزمنٍ محدَّد، فما وُجِد من بقايا قوم ثمود أوغيرهم لا يدلُّ بالضَّرورة أنَّ التَّقاصر كان لا يزال مستمرًّا حتى زمانهم، فاحتمال توقُّف التقاصر قبل زمانهم وارد، ومتى وُجِد الاحتمال بطل الاستدلال بلْه مجرَّد التشكيك!
/// فقد يكون التقاصر قد توقَّف في أزمان لم يوقف على عظام وجماجم موتى أهلها، وهذا الاحتمال هو الأقوى ما دام أنَّنا لم نجد شيئًا.
الثاني: ما أشاعه بعض مهرطقة هذا الزمان وملاحدته كـ"دارون" ومن نحا نحوه، ومن متتبِّعي آثار الهياكل والجماجم وبقايا الميتات والعفونات (!) لا يصلح دليلًا لزعزعة إيماننا بما أُخبرنا به، فهَب أنَّ ما وجدوه من الهياكل والجماجم الآدميَّة هو صحيح النِّسبة من جهة الزَّمن الذي زعموه رجمًا بالغيب؛ بزعمهم أنَّ الجمجمة الفلانيَّة تعود لأرقام فلكيَّةٍ زمنيَّة =أقول هَب أنَّ ذلك صحيحٌ فهل هو كلُّ شيءٍ من بقايا خلق الله الغابرة؟!
/// فلو خيَّب الله سعيهم وتنقيرهم وبحثهم تحت الصخور والأودية والمستنقعات فلم يظفروا بجمجمة كبيرة وعظام طويلة فما ذنبنا نحن؟! (ابتسامة) وما ضرَّ عِلْم العاِلم -سبحانه- وخبره قصور جهل الجاهل وضعف سعيه.
/// والقاعدة تقول: عدم الوجود لا يقتضي وجود العدم.
/// ورابط هامٌّ في موضوعٍ شديد الصِّلة طرقته منذ بضع سنين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3794
/// وللحديث تتمَّة ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 - Apr-2008, صباحاً 12:23]ـ
رفع الله قدرك ياشيخ عدنان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 02:27]ـ
/// والعبرة حاصلةٌ بحادثة الإسراء والمعراج التي تخالف الحِسَّ البشري والحسابات الدُّنيويَّة، لذا كذَّبها الكافرون وارتدَّ لأجلها من لم يرسخ إيمانهم، لكن موقف أبي بكر "الصِّديق" هي العلامة الفارقة في مثل هذه الأخبار.
/// وهَبْ أنَّ هذه الحادثة "الإسراء والمعراج" في هذا الزمان مع وجود الطائرات النفَّاثة التي تفوق سرعة الصوت بمرارٍ والصواريخ التي يُصعد بها للسَّماء =فهل تُرى كلُّ النَّاس مصدِّقين بها؟! أم يرجعون إلى حساباتهم التِّقنيَّة لينظروا إمكانيَّة ذلك وعدم إمكانيَّته؟!
/// وتنبَّهوا إلى أنَّ خبر وقوع حادثة الإسراء والمعراج خبر واحدٍ، يخالف الحِسَّ والواقع!
/// الأخ الكريم ابن رجبٍ .. وفقه الله، آمين، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 02:04]ـ
سؤال جانبي للأخ شريف ..
من أدراك أن ديار ثمود التى قالوا عنها أن أصحابها ليست قاماتهم طويلة هي ديار ثمود بالفعل؟
أبدليل أم تخرصات؟ وأيهما أولى بالتصديق الحديث الآحاد كما تسميه أم مجرد كلام مرسل بلا دليل؟
أنقدم مجرد كلام عن ديار ثمود على أحاديث صحيحة ثابتة؟
أما بخصوص حديث الآحاد فهو يوجب العلم والعمل ويتساوى في قوته مع المتواتر ويخصص أحدها الآخر العام بل ويخصص أي منهما النص العام في القرآن الكريم ويقيد مطلقه ... إلخ .. هذا ما أعتقده وأدين الله تعالى به.
هدانا الله جميعاً سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 02:22]ـ
يراجع الرابط التالى للأهمية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16434(/)
هل يتقوى الحديث بعمل أهل العلم؟
ـ[الشهاب المضيء]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 08:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نرى الإمام الترمذي رحمه الله يذكر أحاديث ويذيلها بما يدل أن العمل على هذا الحديث عند اهل العلم
وكذلك بالمقابل هناك من يضعف بعض الأحاديث لأن العمل ليس عليها
فهل يعتبر بعمل العلماء في تقوية الحديث وتضعيفه؟ هذا مبحث
ولا مانع من التطرق لمبحث العمل بالحديث الصحيح الذي لم يعلم أن أحدا قال به ....
أرجو من إخواني ذوي الإطلاع الواسع إسعافي في هذه المسائل المهمة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 07:15]ـ
* فائدة ذات صلة بالموضوع
قال الشيخ الألبانى فى القاعدة الرابعة عشرة من مقدمة تمام المنة
القاعدة الرابعة عشرة وجوب العمل بالحديث الصحيح وإن لم يعمل به أحد
قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في " رسالته " الشهيرة: " إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قضى في الإبهام بخمس عشرة، فلما وجد كتاب آل عمرو بن حزم وفيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل " صاروا إليه، قال: ولم يقبلوا كتاب آل عمرو بن حزم - والله أعلم - حتى يثبت لهم أنه كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وفى هذا الحديث دلالتان: إحداهما قبول الخبر، والاخرى قبول الخبر في الوقت الذي يثبت فيه، وإن لم يمض عمل أحد من الأئمة بمثل الخبر الذي قبلوا، ودلالة على أنه لو مضى أيضا عمل من أحد من الأئمة ثم وجد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خبرا يخالف عمله لترك عمله لخبر رسول الله، ودلالة على أن حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يثبت بنفسه لا بعمل غيره بعده ".
وقد يقول معترض ((هل يعني هذا أننا قد نعمل بحق لم يعمل به أحد من الصحابة ومن تبعهم بإحسان .. ؟))
فيقال له إن الحديث لو ثبت بالطرق المعتمدة عند أهل الحديث فإنه يجب العمل به سواء عمل به أئمة الفقه كالأئمة الأربعة وغيرهم أم لم يعملوا ..
كذلك لو قال أحد ... إننا لا نعلم صحابياً أو تابعياً عمل به فيقال له عدم علمنا ليس علماً بالعدم فربما عملوا به ولم ينقل إلينا .. فالله تعالى تكفل بحفظ دينه وهو الكتاب والسنة أما عمل الصحابي فليس الصحابي بمعصوم وفعله ليس بحجة لازمة أو هو لا يوحى إليه فلم يتكفل الله تعالى بحفظ فعله لنا ..
وحسن ظننا بالصحابي أنه يعمل بالحديث متى علمه وبلغه (ولو مما يسمى بخبر الآحاد ... وما قصة تحويل القبلة ببعيدة) ولو كان الخبر منسوخاً أو مخصوصاً فحتماً سيوجد الناسخ أو المخصص أو المقيد وسينقل لنا وهذا من حفظ الله لدينه .. وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 07:37]ـ
الحديث الضعيف نفسه لا يتقوى بعمل أهل العلم، ولكن المعنى هو الذي يتقوى.
ولذلك تجد أحاديث كثيرة ضعيفة أو موضوعة ومعناها صحيح، مثل حديث (إلا ما غلب على طعمه أو لونه أو ريحه).
فأنت تثبت هذا الحكم، ولكن لا تثبت نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الحديث الصحيح لا يضعف بترك العمل له، ولكن يستفاد من ترك العمل أن هذا هو معنى الحديث.
وكذلك لا يتوقف العمل بالحديث الصحيح على أن يعمل به أحد، ولكن يتوقف على أن لا تجمع الأمة على خلافه فقط.
والفرق بينهما أنه إذا لم يعمل به أحد لا وفاقا ولا خلافا، فهذا يدل على أنه لم يبلغهم، أما إذا عملوا جميعا على خلافه، فهذا يدل على أنه قد بلغهم ولكنهم فهموا منه ما لم نفهمه نحن منه، فكان عملهم على خلافه بيانا للمعنى المقصود إما استنباطا دقيقا من الحديث نفسه، وإما استنباطا من بقية النصوص.
فمثلا نصوص الوعيد التي استدل بها المبتدعة على تكفير صاحب الكبيرة، هذه النصوص بلغت الصحابة وأجمعوا على خلافها، أعني أجمعوا على خلاف ما يظن المبتدعة أنها تدل عليه، ففهمنا من إجماع الصحابة أن الدلالة التي فهمها المبتدعة خاطئة، وأن المعنى الصحيح للنصوص هو كذا وكذا.
وكذلك نصوص الإمامة التي فهم منها الرافضة تقديم علي على أبي بكر، هذه النصوص بلغت الصحابة وأجمعوا على خلافها، أعني أجمعوا على خلاف ما ظنه الرافضة من دلالتها، فدلنا هذا الإجماع على أن الفهم الذي فهمه الرافضة لهذه النصوص خطأ.
وحتى المبتدعة المعاصرون الذين يأتوننا كل يوم ببدعة جديدة استنادا إلى نص من النصوص التي لم يفهموها!
هذه النصوص بلغت أهل العلم ولم يفهم أحد منها هذه الفهوم الباطلة، فدل ذلك على أن الإشكال في عقول هؤلاء وليس في النصوص.
والعلماء أحيانا يعبرون بقولهم (الإجماع على خلاف الحديث) أو نحو ذلك، ولكنهم لا يقصدون ظاهر العبارة، وإنما يقصدون (الإجماع على خلاف ما يظنه الظان من أن معنى الحديث هو كذا وكذا).
أما أن يتفق العلماء على خلاف الحديث، وتكون دلالة الحديث قاطعة في مخالفة الإجماع، فهذا لا وجود له؛ لأن النصوص حق، والإجماع حق، والحق لا يمكن أن يعارض الحق.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشهاب المضيء]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 09:30]ـ
جزاكما الله عني خيرا
الكلام جميل جدا
وإن كنت أطمع في نقول عن السلف وكبار أهل العلم والتي تكون في غير مظانها
وأيضا إن سار الحديث في مصنفات أهل العلم من غير نكير ثم جاء المتأخر وأظهر له علة تدل على ضعفه فهل يعتبر
بمعنى آخر هل تغني شهرة حديث في مصنفات أهل العلم عن النظر في اسناده؟
وأضيف إلى قول الألباني السابق قول الإمام الصنعاني في السبل ط الحلاق 1/ 275
على قوله (ومن حمله فليتوضأ) وقول الحافظ فلا أعلم قائلا يقول بأنه يجب الوضوء من حمل الميت ولا يندب قال:"قلت ولكنه مع نهوض الحديث لا عذر عن العمل به "اهـ(/)
خطأ في السلسلة الصحيحة
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:18]ـ
كيف وقع هذا من الألباني؟!
جاءتني رسالةٌ، فيها خطأٌ للألباني، لم أصدق الرسالة، سارعتُ إلى مراجعة "الصحيحة"، فوجدتُ الخطأ:
في "الصحيحة" 3/ 209:
1207 - نهى أن نشرب من الإناء المخنوث.
قال الألباني: رواه أبو يعلى في "مسنده" (629) عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: فذكره مرفوعا.
قال الألباني: وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري وقد مضى (1126).
انتهى كلام الألباني، وفيه من المغالطات:
1ـ قال: رواه أبو يعلى في "مسنده" (629) عن صالح بن كيسان.
وأبو يعلى لا علاقة له بالرواية عن صالح بن كيسان، وهذه يعرفها مثلي من المجاهيل.
والحقيقة: رواه أبو يعلى في "مسنده"، قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبِي شَيْبَة، حدَّثنا عُبَيْد اللهِ بن مُوسَى، عن إبراهيم بن إِسْمَاعِيل، عن صالح بن كَيْسَان.
2ـ حذف من الإسناد اثنين ليسا بشيء.
3ـ قال: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة روى له الترمذي، وابن ماجة، ولم يرو له البخاري، ولا مسلم.
وإسنادُه ضعيفٌ جدًّا؛ إبراهيم بن إِسْمَاعِيل ابن أَبي حَبِيبَة، كما جاء في "علل الحديث" منسوبًا، ليس بِثِقَةٍ.
َقَال عثمان بن سَعِيد الدارمي عن يحيى بن مَعِين: صالح، يُكتَب حَديثُهُ، ولاَ يُحتَجُّ بِه.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عن يحيى بن مَعِين: ليس بشيءٍ.
وَقَال أبو حاتم: شيخ ليس بقوي، يُكتَب حَديثُهُ، ولاَ يُحتَجُّ بِه منكر الحديث، دون إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع، وأحب إلي من إبراهيم بن الفضل.
وقَال البُخارِيُّ: منكر الحديث.
وَقَال النَّسَائي: ضعيف.
وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروك.
، وعُبَيْد اللهِ بن مُوسَى، هو العَبْسِي، ليس بِثِقَةٍ، ومن فواسق الشِّيعة.
ـ وقال ابن أَبي حاتم: سألتُ أَبي عن حديثٍ رواه عُبَيْد اللهِ بن مُوسَى، عن إبراهيم بن إِسْمَاعِيل بن أَبي حَبِيبَة، عن صالح بن كَيْسَان، عن عُبَيْد اللهِ بن عَبْد اللهِ بن عُتْبَة، عن ابن عَبَّاس ... الحديث.
قال أبو حاتم: هذا حديثٌ مُنْكَرٌ، وابن أَبي حَبِيبَة ليس بالقَوِي. "علل الحديث" 1575.
أيها الإخوة، بعيدًا عن التعصب، والانفعال، ورد الفعل المتسرع، يجب البحث عن الحقيقة المجردة.
نحن في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، في خير أمة أُخرجت للناس، أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقديمًا، في أيام العلم والعلماء، كان النقد سهلاً، وكان من السهل أن يُخرج ابن أبي حاتم الرازي كتاب "بيان خطأ محمد بن إسماعيل لبخاري".
وكان من السهل أن يُخرج الدارقطني كتاب "الإلزامات والتتبع" على البخاري ومسلم.
لأنهم كانوا جِبالاً شوامخَ، ضربت في جذور العلم أوتادًا.
فهنا علينا أن نتقبل النقد، والمراجعة، في جميع من نُحب، بلا تعصب، ولا انفعال.
وأعتقد أن في هذا درسًا لأن نُراجع، ولا نكتفي بالنقل، والنسخ واللصق.
ـ[ياسر مختار]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 04:55]ـ
السلام عليكم يا أخي الكريم ..
ألفيتك في أثناء مطالعتي لرسالتك هذه فرحاً طرباً ..
الأمر يا أخي لا يحتاج إلى مقدمة ومؤخرة ..
الأمر أبسط من هذا .. ولعلك تكون على حق في بحثك .. ولكنك لم تصب في عرضه علينا.
وهذا أمر أراه طبيعيا عاديا .. يقع كثيرا .. أن يفرح مثلك من المجاهيل - كما أخبرت عن نفسك- بشئ يقف عليه
من تآليف العلماء أمثال الشيخ الألباني ..
أعرض يا أخي - بارك الله فيك - بحثك ببساطة.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - Apr-2008, مساء 07:13]ـ
صدقت أخي ياسر، وغفر الله لأخينا "الحاج"،
أخانا "الحاج" وكأني في نفسك شيء من الشيخ الألباني، وهذا مستروح من ألفاظك،
- ذكرت الشيخ عريا هكذا " الألباني"،
- قلت: "سارعتُ إلى مراجعة "الصحيحة" وكأن مسرور - كما ذكر الأخ ياسر- بوقوعك على هذا الخطأ
- قولك (انتهى كلام الألباني، وفيه من المغالطات) سبحان الله، أنت تتهم الشيخ بأنه يغالط قراءه، وهذه تهمة في دين الشيخ الرجاء أن تتحلل منها علانية كما جاهرت بها علانية،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أريد أن أنبهك إلى شيء وهو أن تلاميذ الشيخ الألباني ومحبيه لا يرون في الشيخ العصمة، كما هو ديدن هلكى الصوفية مع مشائخهم (بالهمز)، بل هو بشر ممن خلق الله يخطيء ويصيب، فلا داعي لتلك الخاتمة التي ربما فهمنا منها عكس مقصودك.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 12:44]ـ
أراكم _بارك الله فيكم_ دخلتم في نية الرجل وخرجتم وحكمتم وتكلمتم بظن وتكلف
ولم أر الأخ مسرورا كما قلتم ولم أر فيه كلامه ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد
الأخ يريد أن يوصل لنا معلومة وهي الحث على التدقيق والتحري ولزوم الرجوع إلى الأصول والخوف من الوقوع في الخطأ والزلل بناءً على الثقة المطلقة بكلام المحققين من أهل العلم سواء كان الشيخ الألباني أولا
هذا ما يريده الأخ
وهذا ظاهر كلامه فلماذا ندخل في نيته ونتكلف لها من أطراف حروفه وكلماته
وكونه ذكر الشيخ عريا من الألقاب لا يستدل به على تنقص من قدر الشيخ ونحوه هذا أولا
وعلى التنزل فلعله نسي أو غفل عن ذلك لسرعة في الكتابة ونحوها
وعلى التنزل فبيان منهج ورأي شخص في عالم من العلماء أو في مسألة من المسائل لا يبنى على موقف واحد أو كلمة واحدة في موضوع واحد بل ينظر باقي كلامه في مظانه
فهنا مثلا لعل الأخ عادل ذكر الشيخ الألباني غير عاريا من الألقاب أكثر من مرة وأغفله هنا فينبغي التأني في ذلك
*********
أود أن أنبه على أن قول الألباني رحمه الله أخرجه أبو يعلى عن صالح بن كيسان صحيح لا خلل فيه
فإنه لا يخفى على الشيخ أن بين أبي يعلى وابن كيسان مفاوز وأنه لم يدركه ولكن جرت العادة في ذلك
ولو أن الشيخ قال أخرجه أبو يعلى من طريق صالح ... لزال الإيهام والله أعلم
أما إبراهيم ابن أبي حبية فليس على شرط الشيخين كما في أصل المقال
******
وقد جرت العادة في المحققين من أهل العلم أن ينفصل الناس في حقهم على ثلاثة أصناف
غالٍ فيه وجاف عنه ومنصف له
فالأول يتعصب له ولا يقبل فيه نقدا ولا تخطئة
والثاني يسعى في تنقصه وتتبع زلاته
والثالث يثني عليه ويبين خطأه ولا يتابعه على زلاته مع حفظ حقه ومنزلته في الإسلام
وللأسف فإن الألباني رحمه الله قد كثر في حقه الصنفان الأول والثاني وقلّ الثالث
والأول أكثر لقرب وفاته والله أعلم وأحكم
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 02:45]ـ
صدقت أخي ياسر، وغفر الله لأخينا "الحاج"،
أخانا "الحاج" وكأني في نفسك شيء من الشيخ الألباني، وهذا مستروح من ألفاظك،
- ذكرت الشيخ عريا هكذا " الألباني"،
- قلت: "سارعتُ إلى مراجعة "الصحيحة" وكأن مسرور - كما ذكر الأخ ياسر- بوقوعك على هذا الخطأ
- قولك (انتهى كلام الألباني، وفيه من المغالطات) سبحان الله، أنت تتهم الشيخ بأنه يغالط قراءه، وهذه تهمة في دين الشيخ الرجاء أن تتحلل منها علانية كما جاهرت بها علانية،
كما أريد أن أنبهك إلى شيء وهو أن تلاميذ الشيخ الألباني ومحبيه لا يرون في الشيخ العصمة، كما هو ديدن هلكى الصوفية مع مشائخهم (بالهمز)، بل هو بشر ممن خلق الله يخطيء ويصيب، فلا داعي لتلك الخاتمة التي ربما فهمنا منها عكس مقصودك.
أنت واحد من كثير ,, فلا داعي لهذا كله والآن أنت كشفت عن سريرة أخيك , والاخ أصاب في فعله ونقله , أذ الخطأ يجب ان يصحح ..
لكن المشكلة هي الالباني وعدم الرد عليه جعلتك من أمثالك التسرع في الحكم على الاخرين وهدم جهودهم .. فالالباني وان اخطأ فقد أصاب في كثير , والخطأ يبقى خطأ ويجب اصلاحه والتنبيه عليه وان كان ممن تحب فالدين احب الينا من الاشياخ ..
والسلام ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 02:49]ـ
السلام عليكم يا أخي الكريم ..
ألفيتك في أثناء مطالعتي لرسالتك هذه فرحاً طرباً ..
الأمر يا أخي لا يحتاج إلى مقدمة ومؤخرة ..
الأمر أبسط من هذا .. ولعلك تكون على حق في بحثك .. ولكنك لم تصب في عرضه علينا.
وهذا أمر أراه طبيعيا عاديا .. يقع كثيرا .. أن يفرح مثلك من المجاهيل - كما أخبرت عن نفسك- بشئ يقف عليه
من تآليف العلماء أمثال الشيخ الألباني ..
أعرض يا أخي - بارك الله فيك - بحثك ببساطة.
جزاك الله خيرا
الاخ لم يلفت الانتباه , فالمجلس ملئي بمثل هذا العناوين , خطأ في صحيح البخاري خطأ في النسائي وتختلف الاخطاء.
لكن تثقل لما تقال خطأ في السلسلة.
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 05:42]ـ
بارك الله فيكم
للعلامة الألباني رحمه الله جهودٌ علميَّة عظيمة، ووقوعه في الخطأ لا ينقص من قدره
ولم يسلم من الخطأ أكابر الحفاظ
ولست أوافق الأخ (الحاج عادل) إلا في تعقيبه الأخير، وهو كون (إبراهيم بن إسماعيل) ليس
على شرط الشيخين، فجزاه الله خيراً على التنبيه، ومثل هذا وقع من بعض الأئمة
وأرى أيضاً أنَّ التعقيبَ على أهل العلم ينبغي أن يكون مصحوباً بالأدب، فلا يسمى
تصرفهم (مغالطة) ولا يحاط بشيء من التهويل؛ إذا لم يكن يستحق ذلك
وكم يقف الباحث على مثل هذه الأخطاء الدالة على ضعف الإنسان مهما بلغ علمه وفضله
لكن الكريم يمرُّ عليها مبيِّناً لها نصحاً للأمة، وداعياً بالمغفرة والرحمة لمن وقع في الزلل، ملتمساً له العذر
خصوصاً إذا كان ممن غلبت حسناته كالعلامة الألباني رحمه الله ورفع درجته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[15 - Apr-2008, صباحاً 10:15]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أراكم _بارك الله فيكم_ دخلتم في نية الرجل وخرجتم وحكمتم وتكلمتم بظن وتكلف
ولم أر الأخ مسرورا كما قلتم ولم أر فيه كلامه ما يدل على ذلك من قريب أو بعيد
الأخ يريد أن يوصل لنا معلومة وهي الحث على التدقيق والتحري ولزوم الرجوع إلى الأصول والخوف من الوقوع في الخطأ والزلل بناءً على الثقة المطلقة بكلام المحققين من أهل العلم سواء كان الشيخ الألباني أولا
هذا ما يريده الأخ
وهذا ظاهر كلامه فلماذا ندخل في نيته ونتكلف لها من أطراف حروفه وكلماته
صدقت أخي وبررت! أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين؟
وكونه ذكر الشيخ عريا من الألقاب لا يستدل به على تنقص من قدر الشيخ ونحوه هذا أولا
وهذه أيضا نقطة أخرى مهمة، أرى كثيرا من أهل زماننا يغفلونها. متى كان ذكر الرجل باسمه تنقصا من قدره؟
أود أن أنبه على أن قول الألباني رحمه الله أخرجه أبو يعلى عن صالح بن كيسان صحيح لا خلل فيه
فإنه لا يخفى على الشيخ أن بين أبي يعلى وابن كيسان مفاوز وأنه لم يدركه ولكن جرت العادة في ذلك
ولو أن الشيخ قال أخرجه أبو يعلى من طريق صالح ... لزال الإيهام والله أعلم
أما إبراهيم ابن أبي حبية فليس على شرط الشيخين كما في أصل المقال
وهذه أيضا، لا أجد بدا من موافقتك عليها، وحرف الجر (عن) يصلح لغة لهذا المعنى، إلا أنه -اصطلاحا - ليس أدق القول، لكن ليس إلى درجة أن يعد خطأ.
وقد جرت العادة في المحققين من أهل العلم أن ينفصل الناس في حقهم على ثلاثة أصناف
غالٍ فيه وجاف عنه ومنصف له
فالأول يتعصب له ولا يقبل فيه نقدا ولا تخطئة
والثاني يسعى في تنقصه وتتبع زلاته
والثالث يثني عليه ويبين خطأه ولا يتابعه على زلاته مع حفظ حقه ومنزلته في الإسلام
وللأسف فإن الألباني رحمه الله قد كثر في حقه الصنفان الأول والثاني وقلّ الثالث
والأول أكثر لقرب وفاته والله أعلم وأحكم
صدقت! فما أقل المنصفين في زماننا.
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 05:52]ـ
السلام عليكم يا أخي الكريم ..
الأمر يا أخي لا يحتاج إلى مقدمة ومؤخرة ..
الأمر أبسط من هذا .. ولعلك تكون على حق في بحثك .. ولكنك لم تصب في عرضه علينا.
وهذا أمر أراه طبيعيا عاديا .. يقع كثيرا .. أن يفرح مثلك من المجاهيل - كما أخبرت عن نفسك- بشئ يقف عليه
من تآليف العلماء أمثال الشيخ الألباني ..
أعرض يا أخي - بارك الله فيك - بحثك ببساطة.
جزاك الله خيرا
لا فضفض الله فاك أعجبني كلامك، وإن كنت لا أجزم هل الأخ فرح بأسلوبه هذا أم لا (حفاظاً على المشاعر) ....
أسلوب الأخ بهذا الشكل غير مقبول.
وإنما كان الأسلوب الأمثل في حق أمثاله أن يتحدث عن أولاً - ولو بإيجاز شديد - عن مكانة الشيخ الألباني، ثم يتبعها ببيان حقيقة حاله ولو بإيجاز شديد، ثم يذكر ما ذكره بأسلوب علمي مشفوع بالترحم وذكر الألقاب اللائقة بالعلماء.
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 08:01]ـ
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
وأستسمح أخانا الحاج عادل، فإن حبي وتقديري للشيخ الألباني هو الذي يجعلني أدافع عنه بشدة، وربما بأسلوب فيه من القسوة ما فيه، وهذا يرجع إلى سببين:
الأول: إن الله عز وجل أنقذني به من ظلمات البدعة إلى نور السنة.
الثاني: تعلمون أن للشيخ - كأمثاله من العلماء الربانيين- أعداء من متعصبة المذاهب ومتهوكة الصوفية لا يفتأون يلمزون الشيخ في علمه ويتتبعون عثراته بقصد الانتقاص من قدر الشيخ- رحمه الله- ومع الأسف نجدهم قد تخللوا في أوساط منتدياتنا بقصد دس سمومهم بين صفوفنا وإرباكنا، فالحذر الحذر أيها الإخوة من سمومهم وافتراءاتهم، والله من وراء القصد
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 09:07]ـ
الأخ الفاضل: الحاج عادل ـ غفر الله لك ـ (للمدارسة العلمية)
قلت: قال الألباني:
رواه أبو يعلى في "مسنده" (629) عن صالح بن كيسان.
وقلت بعدها:
وأبو يعلى لا علاقة له بالرواية عن صالح بن كيسان، وهذه يعرفها مثلي من المجاهيل
قلت: ولا شك في صحة كلامك ولكن في التماس العذر لمثل العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ: أن نقول لعل الألباني ـ رحمه الله ـ ذهل عن الانقطاع الواضح لكل ذي فهم في هذا العلم بين الحافظ أبي يعلى وصالح بن كيسان ولعل هذا الانقطاع في مخطوطة المسند التي وقف عليها العلامة ـ رحمه الله ـ ولذلك قال أنه صحيح على شرط الشيخين على حسب المعطيات التي عنده فإن صالح بن كيسان وشيخه والصحابي كلهم من شرط الشيخين، وإلا لو أن العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ وقف في الإسناد على إبراهيم بن إسماعيل لعرف أنه ليس على شرط البخاري ولا مسلم وخاصة أنه ليس هناك من اسمه إبراهيم بن إسماعيل من رجال الشيخين وإلا لقلنا أنه اختلط على الشيخ العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ هذا بذاك.
الأخرى قولك ـ غفر الله لك ـ:
وعُبَيْد اللهِ بن مُوسَى، هو العَبْسِي، ليس بِثِقَةٍ، ومن فواسق الشِّيعة
وهذه كبوة لعل سببها الاستعجال فعبيد الله بن موسى وإن كان يتشيع فهو ثقة ومن رجال الشيخين ووثقه غير واحد من أهل العلم كما ترى ذلك في ترجمته من التهذيب
والثالثة: قولك:
وإسنادُه ضعيفٌ جدًّا؛ إبراهيم بن إِسْمَاعِيل ابن أَبي حَبِيبَة، كما جاء في "علل الحديث" منسوبًا، ليس بِثِقَةٍ
أقول: لو رجعت إلى ترجمة عبيد الله بن موسى لوجدت أنه يروي عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وليس ابن أبي حبيبة، وكذلك لو رجعت إلى ترجمة إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع لوجدته أنه يروي عن صالح بن كيسان ويروي عنه عبيد الله بن موسى بخلاف ابن أبي حبيبة فلم يذكر في ترجمته أنه يروي عن صالح بن كيسان أو أنه يروي عنه عبيد الله بن موسى
وليس لك دليل على ذلك إلا وجود ذلك في إسناد العلل لابن أبي حاتم
وهذه المسألة الثالثة بالذات للمباحثة العلمية البحتة
وفقنا الله وإياكم للحق والتقوى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الغزي]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 03:38]ـ
رَحِم اَلله اَلْعَلّامَة المحُدِث الهُمَام /: أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد نَاصِرْ الدّيِن نُوُح الأَلْبَانيّ. _ رَحْمَةً وَاسِعَة _
وَتَجَاوَز عَنَّا وَعَنْه وَعَنْ جَمِيع عُلَمَاء المُسْلِمين ...... آمِينْ.
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 05:48]ـ
جزاك الله خيرا أخي شيخ هادي ال غانم
واتفق معك فيما ذهبت اليه
واود أن أقول
لا يخفى علينا كان طلاب العلم من السلف يقولون (اللهم استر عيب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه عني)
ورحم الله شيخنا الألباني وجميع علماءنا الأفذاذ من المسلمين وغفر الله لهم(/)
نفع الله بكم ماصحة هذا السند، وبيان فقه متنه؟
ـ[أبو رزان]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الفضلاء لو تتكرمون علي ببيان صحة سند هذا الأثر الذي ذكره الإمام البخاري رحمه الله، في التاريخ الكبير:
قال البخاري: أخبرنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان قال: حدثنا حماد، عن الشعبي: أن الحارث بن أبي ربيعة ماتت أمه نصرانية فشيعها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وزاد عبدان، عن ابن المبارك، قال: قال سفيان: خرج عليهم، فقال: إن لها أهل دين غيركم، فقال معاوية: لقد ساد هذا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Apr-2008, مساء 02:29]ـ
بالنسبة للمتن، فإنّ في هذا توضيحاً له:
الأغاني ج1/ص76
وأخبرني علي بن صالح عن أبي هفان عن إسحاق بن إبراهيم عن الزبير والمدائني والمسيبي أن أمه (أم الحارث) ماتت نصرانية وكانت تُسِرّ ذلك منه فحضر الأشراف جنازتها - وذلك في عهد عمر بن الخطاب رحمة الله عليه - فسمع الحارث من النساء لغطاً، فسأل عن الخبر فعرف أنها ماتت نصرانية وأنه وجد الصليب في عنقها - وكانت تكتمه ذلك - فخرج إلى الناس فقال: انصرفوا رحمكم الله فإن لها أهل دين هم أولى بها منا ومنكم.
فاستُحسِن ذلك منه وعجب الناس من فعله.
أحكام أهل الذمة ج1/ص437
وقال الأثرم: سمعت أبا عبدالله يُسأل عن شهود جنازة النصراني الجار؟
قال: على نحو ما صنع الحارث بن أبي ربيعة كان شهد جنازة أمه فكان يقوم ناحية ولا يحضر؛ لأنه ملعون(/)
أصول وقواعد في الجرح
ـ[أبو عاصم جمال الربيعي]ــــــــ[19 - Apr-2008, صباحاً 12:23]ـ
أصول وقواعد في الجرح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
ففد ألّف العلماء كتبا كثيرة في علوم الحديث الشّريف وقواعده وأصوله، وتفنّنوا فيها غاية التفنّن، ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا ذكروها، ولا مبهمة إلّا وأوضحوها، ولا يألون جهدا في الدفاع عن حياض الدّين من تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين،
فجزاهم الله خير الجزاء وزادهم أوفر العطاء وكتب لهم السّعادة في دار البقاء.
وعلم الحديث بحوره زاخرة وكنوزه وافرة، لا يقدر على خوض ميادينه إلا فحول الرّجال، فبه يكشف النّقاب عن مجملات الكتاب، وتستقيم الأحكام ويتبيّن الحلال والحرام، فلولاه لقال في الدّين من شاء ما شاء. فالحمد لله.
ومن المعلوم أنّه متشعّب الأصول غزير الفصول، له عدّة أبواب لا يملك مفاتيحها إلّا فطاحلة أهل العلم من أولي الألباب، فمن شاء فليرجع إلى دواوينه لينهل من مصافي ينابيعه، وأنا هنا أريد أن أذكر نقطة من بحره لعلّي أنال شرف نشره، بطريقة سهلة مبسطة نقلتها من كتب أهل العلم ليس لي فيها ناقة ولا جمل لو نادى كل واحد بحقه لبقي الموضوع خاويا على عروشه.
ولك أخي الكريم هذا الفصل منه، سميته أصول وقواعد في الجرح.
فما أصبت فيه فمن الله وحده وما أخطأت فيه فمن نفسي والشّيطان، نسأل الله الثّبات.
وقبل ذكر هذه الأصول والقواعد أحب أن أضع بين يدي القاري تمهيدا بسيطا عرّفت فيه الجرح وبيّنة مشروعيته. فأقول وبالله الوفيق:
- تعريف الجرح:
الطعن في رواة الحديث بما يسلب عدالتهم، أو ضبطهم. (انظر: المنهج الحديث في علوم الحديث للشيخ السماحي رحمه الله (ص: 82))
وقيل: هو وصف متى التحق بالراوي، والشاهد سقط الاعتبار بقوله، وبطل العمل به.
(جامع الأصول (1: 126).
- مشروعية الجرح:
لا يخفى على أهل السّنّة مشروعية هذا العلم النبيل الشريف العظيم، وقد تكلّم في ذلك أهل العلم قديما وحديثا.
قال الإمام النووي –رحمه الله-: " اعلم: أنّ جرح الرّواة جائز، بل واجب بالإتفاق، للضّرورة الدّاعية إليه، لصيانة الشريعة المكرمة، وليس هو من الغيبة المحرّمة، بل من النصيحة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ولم يزَل فضلاء الأئمة وأخيارهم، وأهل الورع منهم يفعلون ذلك." اهـ (مقمة شرح مسلم ص:92)
ثم شرع يذكر –رحمه الله- أقول السّلف في ذلك فمن شاء فليرجع إليه.
قال في التقريب: " وجُوِّزَ الجرح والتعديل صيانة للشريعة " وزاد الحافظ السيوطي:"وذبا عنها " وشرع في ذكر الأدلّة على ذلك , (تدريب الراوي ص: 2/ 891)
قال الحافظ ابن كثير –رحمه الله-: " وليس الكلام في الرّجال على وجه النّصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين بغيبة، بل يثاب متعاطي ذلك إذا قصد به ذلك " اهـ (الباعث الحثيث ص:238)
وبعد ذكر ما سبق أشرع في نقل هذه القواعدة والأصول:
ملاحظة: لم أراع الترتيب في هذه القواعد والأصول.
1 - الجرح مقدّم على التّعديل:
قال النووي –رحمه الله- " وإذا اجتمع فيه – أي الراوي- جرح وتعديل فالجرح مقدّم " (التقريب)
قال السيوطي –رحمه الله- عند شرح كلامه –رحمه الله-: " ولو زاد عدد المعدل، هذا هو الأصح عند الفقهاء والأصوليين، ونقله الخطيب عن جمهور العلماء، لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليها المعدل، ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله، إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عنه"اهـ (التقريب 364/ 1)
قال النووي –رحمه الله-: " إذا اجتمع في الراوي جرح مفسّر وتعديل، فالجمهور على أنّ الجرح مقدم، ولو كان عدد الجارح أقول من المعدّل، لأن مع الجارح زيادة علم "اهـ (التقريب: 309/ 1)
قال الحافظ: " أطلق جماعة تقديم الجرح على التعديل ولكن محل ذلك إن صدر مبيناً. من عارف بأسبابه، لأنه إن كان غير مفسّر لم يقدح فيمن ثبتت عدالته، وإن صدر من غير عارف بالأسباب لم يعتبر به أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن خلا المجروح عن تعديل قُبل الجرح فيه مجملاً غير مبين السبب إن صدر من عارف على المختار؛ لأنه إذا لم يكن فيه تعديل فهو في حيز المجهول وإعمال قول الجرح أولى من إهماله، ومال ابن الصلاح في مثل هذا إلى التوقف"اهـ (شرح النخبة ص:155)
قال العلامة حافظ الحكمي –رحمه الله: " لو تعارض جرح وتعديل قدم الجرح على المختار الذي قاله المحقّقون والجماهير، ولا فرق بين أن يكون عدد المعدّلين أكثر أو أقل
وقيل: إذا كان المعدلون أكثر قُدِّم التعديل، والصحيح الأول لأن الجارح اطلع على أمر خفيّ جهلع المعدِّل." اهـ (120 سؤال وجواب في مصطلح الحديث وعلومه ص:146)
2 - من ثبتت إمامته وعدالته لا يلتفت إلى من جرّحه:
قال التاج السُبكي –رحمه الله-: " الحذر كل الحذر أن تفهم أن قاعدتهم: (الجرح مقدّم على التّعديل) إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره لم يلتفت إلى جرحه " اهـ (طبقات الشافعية: 2/ 9)
وقد رد علماء هذا الفن الكثير من من تكلم في أهل العدل والإمامة ومن أمثلة ذلك:
1 - تجريح الإمام النسائي لأحمد بن صالح المصري بقوله: غير ثقة ولا مأمون.
وهو ثقة إمام حافظ، احتج به البخاري ووثقه الأكثرون.
2 - كلام ابن أبي ذئب في الامام مالك.وغيره كثير
3 - الجرح لا يقبل إلاّ من عدل عارف بأسبابه:
قال الإمام النووي –رحمه الله-: " وعلى الجارح تقوى الله في ذلك والتثبّت فيه والحذر من التساهل في جرح سليم من الجرح، أو بنقص من لم يظهر نقصه، فإنّ مفدة الجرح عظيمة، فإنّها غيبة مؤبدة مبطلة لأحاديثه مسقطة لسزّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رادة لحكم من أحكام الدّين، ثم إنّما يجوز الجرح لعارف يه مقبول القول فيه، أمّا إذا لم يكن الجارح من أهل المعرفة أو لم يكن ممن يقبل قوله فيه فلا يجوز له الكلام في أحد، فإن تكلم كان غيبة محرمة " شرح مسلم نقلا عن كتاب 120 سؤال وجواب في مصطلح الحديث وعلومه ص: 145)
4 - مجهول العدالة والعين حكمه الجرح:
قال النووي –رحمه الله-: " رواية مجهول العدالة ظاهرا وباطنا لا تقبل عند الجماهير " (تقريب علوم ابن الصلاح)
وقال ابن كثير - رحمه الله -: " أما المبهم الذي لم يسم أو من سمي و لم تعرف عينه فهذا لا يقبله أحد علمناه ... "اهـ
وهناك تفصيل مشهور في الراوي إن كان مجهولا (جهالة العين) وهو من القرون المفضّلة.
5 - للجرح عدة مراتب هي:
قال حافظ الحكمي –رحمه الله- (120 سؤال وجواب في مصطلح الحديث وعلومه): " وللتجريح ست مراتب أذكرها على الترتيب الأسوأ فالأسوأ:
الأول: ما جاء بصيغة أفعل: كأكذب الناس، وما اشبه ذلك: كركن الكذب.
الثانية: صيغة المبالعة: ككذّاب، وضّاع، دجّال، يكذب كثيرا، يضع.
الثالثة: متهم بالكذب أو بالوضع، ساقط هالك: ذاهب متروك ترطوه فيه نظر سكتوا عنه، لا يعتبر به ليس بثقة غير ثقى ولا مأمون.
الرابعة: مردود الحديث، ضعيف جدا واه بمرة، مطروح ارم به، ليس بشئ لا يساوى شيئا،وكل من وصف بشيء من هذه المراتب لا يحتج به ولا يستشهد به ولا يعتبر به.
الخامسة: ضعيف، منكر الحديث مضطرب الحديث، واه، ضعفوه، لا يحتج به.
السادسة: فيه مقال فيه ضعف، ليس بذلك القوي، ليس بالقوي، تعرف وتنكر، ليس بعمدة، فيه خلف، مطعون فيه، سيّء الحفظ، ليّن، تكلموا فيه.
وأصحاب هاتين الرتبتين يكتب حديثهم للإعتبار ولا يحتج به.
وانظر في ذلك تدريب الراوي في تقريب النواوي ص: 408 - 407 جـ 1
6 - لا يشترط ذكر حسنات المجروح:وهذا هو مذهب أهل الحديث من السلف والخلف فحين يتكلمون في الرجال لا يذكرون حسناتهم وقد ذكرن بعض الأدلة على ذلك في مقال بعنوان " إغناء المعارف في الرد على من وازن بين حسنات وسيئات المخالف "
ومن أمثلة ذلك (إعتمدت على تذهيب التهذيب للحافظ ابن حجر –رحمه الله-:
إبراهيم بن محمد بن أبي يحي:قال يحي بن سعيد القطان: سأت مالكا عنه: أكان ثقة؟
فقال: لا، ولا ثقة في دينه.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان قدريا معتزليا جهميا كل بلاء فيه.
وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون: كذاب [83/ 1]
إسحاق بن نجيح الملطي
قال ابن حبان: دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا.
وقال ابن طاهر: دجال كذاب. [129/ 1]
حديج بن معاوية بن حديج: قال النسائي: سيء الحفظ.
وقال البزار: سيء الحفظ. [366/ 1]
خالد بن عمرو بن محمد: قال أحمد بن سنان عن أحمد بن حنبل: منكر الحديث
قال أبو حاتم: متروك الحديث، ضعيف [528/ 1]
عبد الله بن الوليد الوصافي: قال عنه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف الحديث
وقال عمرو بن علي والنسائي: متروك الحديث [30/ 3]
عبد الله بن الحروز الكوفي: قال البخاري: فيه نظر
وقال الدارقطني: ضعيف [150/ 3]
كثير بن قيس: قال الدارقطني: ضعيف [464/ 3]
محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري: قال ابن الطاهر: كذاب.
وقال أبو الفضل الهروزي: ضعيف. [606/ 3]
هذا ما تيسر والله الموفق
وكتبه:
جمال بن عبد العزيز الربيعي
(أبو عاصم السّلفي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 01:26]ـ
موضوع قيم فبارك الله فيك(/)
ما صحة أثر غربوا النكاح؟
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 09:51]ـ
ما صحة هذا الاثر بارك الله فيكم وإن كان أحد منكم مخرج لديه فليأتنا به فضلا لا أمرا وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 01:58]ـ
سؤال
قرأتُ قولاً يقول: (اغتربوا تضووا) هل هو حديث صحيح، وهل هناك أحاديث أخرى حول هذا الموضوع؟ نرجو توضيح السنة الصحيحة في مسألة اختيار الزوجة؟
جواب سماحة العلامة ابن باز رحمه الله
ليس لهذا أصل بل كونها تتزوج من الأقارب فأفضل والنبي - صلى الله عليه وسلم -زوج من أقاربه عليه الصلاة والسلام أما قول بعض الفقهاء ــ هذا لا أصل له بل هو مخير إن شاء زوج قريبه كبنت عمه وخاله وإن شاء زوج بعيدا لا حرج في ذلك. وأما قول من قال الأجنبية أنجب وأفضل فهذا لا أصل له ولا دليل عليه فإن تيسرت قريبة طيبة فهي أولى وهي من هذا الباب صلة رحم أما إن كانت الأجنبية أزين وأكثر خيرا فالأجنبية أفضل المقصود أن يتحرى المرأة الصالحة قريبة أو غير قريبة لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك، فالمؤمن يلتمس ذات الدين الطيبة وإن كانت من غير أقاربه والزوجة كذلك تلتمس الزوج الصالح وتسأل عنه وإن كان من غير أقاربها))) انتهت الفتوى
قلت قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في التلخيص الحبير
حَدِيثٌ: {لَا تَنْكِحُوا الْقَرَابَةَ الْقَرِيبَةَ، فَإِنَّ الْوَلَدَ يُخْلَقُ ضَاوِيًا}.
هَذَا الْحَدِيثُ تَبِعَ فِي إيرَادِهِ إمَامَ الْحَرَمَيْنِ هُوَ وَالْقَاضِي الْحُسَيْنُ، وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: لَمْ أَجِدْ لَهُ أَصْلًا مُعْتَمَدًا انْتَهَى.
وَقَدْ وَقَعَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لِابْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ: جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: {اُغْرُبُوا لَا تَضْوُوا} وَفَسَّرَهُ فَقَالَ هُوَ مِنْ الضَّاوي وَهُوَ النَّحِيفُ الْجِسْمِ يُقَالُ أَضْوَتْ الْمَرْأَةُ إذَا أَتَتْ بِوَلَدٍ ضَاوٍ وَالْمُرَادُ انْكِحُوا فِي الْغُرَبَاءِ وَلَا تَنْكِحُوا فِي الْقَرِيبَةِ.
وَرَوَى ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِ الْغُرَبَاءِ فِي تَرْجَمَةِ الشَّافِعِيِّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنْ الْمُزَنِيِّ، عَنْ الشَّافِعِيِّ قَالَ: أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ لَمْ تَخْرُجْ نِسَاؤُهُمْ إلَى رِجَالٍ غَيْرِهِمْ، كَانَ فِي أَوْلَادِهِمْ حُمْقٌ،
وَرَوَى إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِآلِ السَّائِبِ.
قَدْ أَضْوَأْتُمْ فَانْكِحُوا فِي النَّوَابِغِ، قَالَ الْحَرْبِيُّ: يَعْنِي تَزَوَّجُوا الْغَرَائِبَ.(/)
تنبيه على كلام لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود.
ـ[ولد برق]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 11:17]ـ
الشيخ المحمود – حفظه الله – يرى إن قول الله – تعالى -: {والسماء بنيناها بأيدٍ} إنها من ايات الصفات و من أدلة صفة اليدين
الشيخ إبن عثيمين – رحمه الله – يقول (أيد) هنا ليست من أدلة اليدين ومن قال: ذلك فهو واهم لا يعرف سياق الكلام ولا يعرف اللغة العربية بل يقول أشدمن هذا يقول (فإذا قلت: إن (أيد) هنا المراد بها يد الله فقد أخطأت خطأ عظيماً وقلت على الله ما لا تعلم، لأن الله ما أضاف الأيد إليه،، فكيف يصح منك أن تضيفها إلى الله؟)
بل يقول إبن تيمية: إن تفسير (بأيد أي بقوة) و يرد على المعطله - و قد و افقو المحمود - و يقول إن قولهم هذا قول فاسد
إذن المحمود قال بقول حكم عليه إبن تيمية و إبن عثيمين بالأحكام السابقة لذلك لا بد من التنبية حتى لا يقلد فيما أخطأ فيه
[=""] [/ COLOR]
و الان إليك قول إبن تيمية و إبن عثيمين بالتفصيل و الإحالات و كذلك الموضع المشار إليه من كلام المحمود
قال: الشيخ إبن عثيمين في كتابه (شرح السفارنية) (ص 261 - 262):
(الآية الثانية: وهي قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ} (الذاريات 47) والباني هو الله عز وجل،
وعلى هذا فيكون لله أيدي كثيرة؟
والجواب عن هذه الآية سهل جداً:
وهو أن نقول: (أيد) هنا ليست جمعاً،
ومن قال: إنها جمع فهو واهم لا يعرف سياق الكلام ولا يعرف اللغة العربية،
فـ (أيد)، هنا مصدر،
وليست اسماً لليد (أيد) مصدر فعلها آد يأيد،،،
والمصدر أيداً كباع، يبيع بيعاً، هي مصدر (آد)،
ومعنى (آد) أي قوي فمعنى بأيد أي بقوة،
فيكون المعنى أن السماوات قوية كما قال تعالى: {وبنينا فوقكم سبعاً شدادا} (النبأ 12).
ويدل لذلك: أن الله لم يضف الأيد إلى نفسه،
فإذا قلت: إن (أيد) هنا المراد بها يد الله فقد أخطأت خطأ عظيماً وقلت على الله ما لا تعلم، لأن الله ما أضاف الأيد إليه،، فكيف يصح منك أن تضيفها إلى الله؟)
قال: الشيخ المحمود: في شرح اللمعة (ص 100)
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ((وقوله تعالى: ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ? (المائدة: من الآية64))). صفة اليدين لله سبحانه وتعالى أيضاً مما وردت ادلته نصاً في كتاب الله تبارك وتعالى مثل هذه الآية التي استشهد بها الشيخ, ومثل قول الله تبارك وتعالى: ?وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? (الذريات:47) ومثل قوله تبارك وتعالى: ?مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ? (صّ: من الآية75) اهـ
قال إبن تيمية: في التدمرية
(وقال: {الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} وقال: {ويزدكم قوة إلى قوتكم} وقال: {والسماء بنيناها بأيد} أي بقوة وقال: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} أي ذا القوة وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة)
و قال: أيضا في (بيان تلبيس الجهمية) و هو يرد على الجهمية و قد فهمو من االاية إنها تدل على الأيدي كما فهم المحمود
(وقد اعتل معتل بقول الله عز وجل والسماء بنيناها بأيد قال الايدي القوة فوجب ان يكون معنى قوله بيدي أي بقدرتي قيل لهم هذا التأويل فاسد من وجوه
احدهما ان الايد ليس بجمع اليد لان جمع يد ايدي وجمع اليد التي هي نعمة ايادي والله عز وجل لم يقل بأيدي ولا قال بأيادي وانما قال لما خلقت بيدي فبطل ان يكون معنى قوله بيدي معنى قوله بنيناها بأيد
وايضا فلو اراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفينا ومجانب لمذاهبهم لانهم لا يثبتون قدرة الله عز وجل فكيف يثبتون قدرتين)
و قال: الطبري في التفسيره للاية
(ذا الأيد ويعني بقوله {ذا الأيد} ذا القوة والبطش الشديد في ذات الله والصبر على طاعته
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبى قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس {داود ذا الأيد} قال: ذا القوةحدثني محمد بن عمرو قال: ثني أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله {ذا الأيد} قال: ذا القوة في طاعة الله
حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} قال: أعطي قوة في العبادة وفقها في الإسلام
وقد ذكر لنا أن داود صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر
حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي قوله {داود ذا الأيد} ذا القوة في طاعة الله
حدثني يونس قال: قال ابن زيد في قوله {داود ذا الأيد} قال: ذا القوة في عبادة الله الأيد: القوة وقرأ {والسماء بنيناها بأيد} قال: بقوة) اهـ
و قد نقل بعضهم الإجماع على إن (بأيد) معناها بقوة و الحقيقة يستغرب كيف يفوت المحمود هذا و كيف يخطأ و يخالف العلماء قاطبة و كيف يقول بهذا التفسير الفاسد
و أنا أنبه إني لست من الباخصين للمحمود بل هو دكتور جليل من لم يقتن كتابيه القدر و الأشاعرة فقد فاته علم كثير
و أظن في هذا فائدة لطلاب العلم الذين يقلدون من يعتمد عليهم في العقيدة مثلة و يأخذون القول و لا يبحثون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[19 - Apr-2008, مساء 11:59]ـ
..
اعتذارك في آخر بحثك بقولك:
و أنا أنبه إني لست من الباخصين للمحمود بل هو دكتور جليل من لم يقتن كتابيه القدر و الأشاعرة فقد فاته علم كثير
و أظن في هذا فائدة لطلاب العلم الذين يقلدون من يعتمد عليهم في العقيدة مثلة و يأخذون القول و لا يبحثون
لا يتناسب و تلوينك لكلمة (لا يعرف) باللون الأحمر!
وهذا التنزيل لكلام أهل العلم - و أقصد الكلمة الحمراء - على كل أحد و من أي أحد , هو الذي جنى علينا بفرقة ٍ مريرة.
أنا هنا لا أناقشك حول الفائدة التي أتيت بها فهي فائدة جليلة ومعروفة .. و لكن ليتك كتبت بطريقة أخرى.
جزاك الله خيرًا يا أخي و نفع بك , وبانتظار فوائد أخرى بارك الله فيك و في جهدك.
..
ـ[توبة]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 12:22]ـ
الشيخ المحمود – حفظه الله – يرى إن قول الله – تعالى -: {والسماء بنيناها بأيدٍ} إنها من ايات الصفات و من أدلة صفة اليدين
بل يقول إبن تيمية: إن تفسير (بأيد أي بقوة) و يرد على المعطله - و قد و افقو المحمود - و يقول إن قولهم هذا قول فاسد
كيف وافق المعتزلة و هم يقولون بالتعطيل؟
قال: أيضا في (بيان تلبيس الجهمية) و هو يرد على الجهمية و قد فهمو من االاية إنها تدل على الأيدي كما فهم المحمود .....
(وقد اعتل معتل بقول الله عز وجل والسماء بنيناها بأيد قال الايدي القوة فوجب ان يكون معنى قوله بيدي أي بقدرتي قيل لهم هذا التأويل فاسد من وجوه
تأمل كلام الشيخ ابن تيمية بارك الله فيك،كي يتبين لك وجه رده على الجهمية ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 12:48]ـ
/// عنوان هذه المقالة سيءٌ فيه بخس الشيخ حقَّه وإن ختمت بما ختمت! إذ فيه تنفيرٌ من عقيدة الشيخ عمومًا.
/// فهَبْ أنَّه خالف السَّلف -لا أنَّه وهم وأخطأ- في هذه المسألة الفرعيَّة =كان ماذا؟ أتسمِّي ذلك مخالفةً للسَّلف.
/// وما من أحدٍ من هؤلاء إلَّا وقد هفا هفوة أو زلَّ زلَّة.
/// وقد أخطأ من هو أكبر من الشيخ الفاضل الجليل عبدالرحمن المحمود في مثل هذه القضايا =فهل حطَّ ذلك من علمهم بالعقيدة حتَّى تحذِّر النَّاس في آخر مقالك من تقليده عمومًا!
/// ثمَّ ههنا أمرٌ لابد من التنبُّه له عند قراءة موضوعك؛ ألا وهو أنَّك لم تنقل لنا قولًا طويلًا عن الشيخ في تقرير كون تلكم الآية من آيات الصِّفات إنَّما نقلت كلامه أثناء سياقه لأدلَّة اليد، وقد يكون هذا المنقول مفرَّغًا من أشرطة، والشيخ ذهل في الدَّرس عند سرد الأدلَّة فزلَّ لسانه بذكر هذه الآية وهمًا، كما يحصل هذا كثيرًا.
/// لاحظ معي أنَّ موضوعك كلُّه في تقرير الحقِّ في الآية وهو خارج عن مرادك ومرادنا، والذي يدلُّ على العنوان هو هذه الجزئيَّة الوحيدة فقط!:
قال الشيخ المحمود في شرح اللمعة (ص 100): ((وقوله تعالى: ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ? (المائدة: من الآية64))). صفة اليدين لله سبحانه وتعالى أيضاً مما وردت ادلته نصاً في كتاب الله تبارك وتعالى مثل هذه الآية التي استشهد بها الشيخ, ومثل قول الله تبارك وتعالى: ?وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ? (الذريات:47) ومثل قوله تبارك وتعالى: ?مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ? (صّ: من الآية75). اهـ
/// وبس .. انتهى نقلك عن الشيخ فيما خالف فيه السَّلف!
/// لقد ظننتك آتيًا بكلامٍ للشيخ في تقرير هذا القول وتوكيده والردِّ على السَّلف فيما خالفهم فيه، فإذا بك تلتقط آيةً من سرد كلامه قد تكون زلَّت من لسانه خطأً؟!
/// هل تأمَّلت هذا؟! فإنَّه يدعو للتَّأمُّل كثيرًا ليردع عن مثل هذا الذي فعلت!
/// ثمَّ إنِّي أرجو لك أن تكون مخلصًا في طرحك هذا الموضوع، لكنَّ ألفاظ موضوعك تنادي بجفاء وشدَّة على الشَّيخ، وكأنَّه أحد غلمان وصبيان الشيوخ المبتدئة، كما في قولك آخر مقالك:
و قد نقل بعضهم الإجماع على إن (بأيد) معناها بقوة و الحقيقة يستغرب كيف يفوت المحمود هذا و كيف يخطأ و يخالف العلماء قاطبة و كيف يقول بهذا التفسير الفاسد؟
/// والجواب عن سؤالك .. لعلَّها زلَّة لسان وسهو جنان، وبس. (ابتسامة)
/// أرجو أن تتقبَّل هذا النَّقد منِّي لما رأيته من فحوى كلامك وطريقة عرضك لموضوعك وعنوانك وألأفاظك =كما تحبُّ أن يتقبَّل غيرك نقدك للشيخ وفَّقه الله.
/// ولم أراجع المسألة بعد في كلام أهل العلم، ولم يكن تعليقي على الناحية العلمية، بل في الناحية الأدبيَّة حسبُ، وقد يفتح الله ويفسح من الوقت ما تحصل به الطمأنينة.
/// والسلام عليكم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Apr-2008, صباحاً 11:40]ـ
كلام الشيخ في شرح اللمعة وأصلها محاضرات .. وهي زلة قديمة معروفة عنه وقد أطبق من أعرفه من طلبة العلم على تمريرها مع التنبيه عليها والشيخ أجل وأعلم وأتقن من أن يُتبَع بهذه الزلة ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الهاشمي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 01:51]ـ
جزاك الله خيراً أخي ولد برق على هذا التنبيه العقدي الخطير.
وأقول للأخوة الذين حاولوا إخراج الموضوع عن مساره بالرد على أخينا ولد برق:
يا أخوان هداكم الله الخطأ خطأ سواء كان من الشيخ المحمود أو من هو أجل منه وأرفع منزلة منه في العلم، فنحن أهل السنة علماؤنا غير معصومين، فلسنا كما الرافضة أخزاهم الله!!!!!!
وكما قيل:فلان حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه!!!
ثم لما هذا الظن السيئ بأخينا ولد برق وهذه أول مشاركة منه؟؟؟!!! والله جل جلاله يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم} [الحُجُرات:12]
الله أسأل أن يثبتنا على التوحيد والسنة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 02:12]ـ
جزاك الله خيراً أخي ولد برق على هذا التنبيه العقدي الخطير.
وأقول للأخوة الذين حاولوا إخراج الموضوع عن مساره بالرد على أخينا ولد برق:
يا أخوان هداكم الله الخطأ خطأ سواء كان من الشيخ المحمود أو من هو أجل منه وأرفع منزلة منه في العلم، فنحن أهل السنة علماؤنا غير معصومين، فلسنا كما الرافضة أخزاهم الله!!!!!!
وكما قيل:فلان حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه!!!
ثم لما هذا الظن السيئ بأخينا ولد برق وهذه أول مشاركة منه؟؟؟!!! والله جل جلاله يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيم} [الحُجُرات:12]
الله أسأل أن يثبتنا على التوحيد والسنة.
/// نعم .. مع وجود الرِّيبة وسوء الظَّنِّ بالمعرِّفات الجديدة التي تكتب مثل هذه المواضيع التي يلوح منها ذمُّ الشيخ المحمود، كمعرِّف "ولد برق"، كما هو ظاهرٌ من عدد مشاركاته (2)؟! لكن المأمور شرعًا إحسان الظَّنِّ عمومًا.
وكذا يبدو أنَّ معرِّفك جديدٌ بالنَّظَر إلى عدد مشاركاتك (1)، لكن ينبغي إحسان الظَّنِّ.
لكن الإشكال والرِّيبة قد يكون من بدء المشاركات بمثل هذه الألفاظ والأساليب التي تضع من قدر أهل العِلم والفضل.
/// ولم يحاول أحدٌ إخراج الموضوع عن مساره، فالموضوع في الانتقاد، وجميع المشاركات تصبُّ في نفس الاتجاه مع الفارق بين أصل الموضوع وما تلاه من التعقيبات، ولا أساء أحدٌ الظَّنَّ بكاتبه؛ بل حاكمه إلى ألفاظه وأسلوبه في مقاله، وحسبُ.
/// ولعلَّك تحسن الظَّنَّ بمن انتقد صاحب المقال أيضًا!
/// ثمَّ ليست القضيَّة أنَّ الشيخ المحمود أوفلان من أهل العلم أخطأ؛ لكن التشنيع على هذا الخطأ بألفاظٍ مثيل "مخالفة السَّلف"، أو "مخالفة الإجماع"، وكذا قولك في مطلع كلامك "التنبيه العقدي الخطير" ونحو ذلك ممَّا يلوح منه التَّزهيد في عِلْمِه والتَّهويل من زَلَّة لا يكاد يسلم منها عالمٌ!
/// وتعقيبًا على تعبيرك فليس ثَمَّ خطأً عقديًّا خطيرًا في الآية، بل هذا من التَّهويل أيضًا.
ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 05:57]ـ
تتبع زلات علماء الأمة المشهود لهم بالخيرية والذين هم على منهج السلف الصالح من الظلم لأن الله عفا عما أخطؤوا فيه.
قال شيخ الإسلام في آخر رسالته في تحريم الشطرنج في (المجموع) (32/ 239) ما نصه:
(وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل فإن الله تعالى عفا عن المؤمنين عما أخطؤوا كما قال تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله: قد فعلت. (راه مسلم). وأمرنا أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتع من دونه أولياء وأمرنا أن لا نطيع مخلوقا في معصية الخالق ونستغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فنقول: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}.
وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور ونعظم أمره تعالى بالطاعة لله ورسوله ونرعى حقوق المسلمين لا سيما أهل العلم منهم كما أمر الله ورسوله ومن عدل عن هذه الطريقة فقد عدل عن اتباع الحجة إلى اتباع الهوى في التقليد وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فهو من الظالمين. ومن عظم حرمات الله وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين).
أقول: ولكن إذا جاءت هذه الزلات عرضا فلا بأس من التنبيه عليها مع التماس العذر لصاحبها من غير تشنيع عليه، وإن تعجب فعجب من أحد الإخوة الأفاضل ممن يكتب في هذا المنتدى المبارك:كيف انصب اهتمامه على سقطات بعض العلماء فأخذ يتتبعها في حلقات، وقد نُبه من قبل الإخوة فلم يستجب فالله حسيبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 09:41]ـ
غيرت العنوان لأن أخانا (ولد برق) لم يوفق في اختيار هذا العنوان، فغيرته للعنوان الموجود.
بارك الله فيكم.
ـ[ولد برق]ــــــــ[20 - Apr-2008, مساء 11:23]ـ
/// عنوان هذه المقالة سيءٌ فيه بخس الشيخ حقَّه وإن ختمت بما ختمت! إذ فيه تنفيرٌ من عقيدة الشيخ عمومًا.
/// فهَبْ أنَّه خالف السَّلف -لا أنَّه وهم وأخطأ- في هذه المسألة الفرعيَّة =كان ماذا؟ أتسمِّي ذلك مخالفةً للسَّلف.
/// وما من أحدٍ من هؤلاء إلَّا وقد هفا هفوة أو زلَّ زلَّة.
/// وقد أخطأ من هو أكبر من الشيخ الفاضل الجليل عبدالرحمن المحمود في مثل هذه القضايا =فهل حطَّ ذلك من علمهم بالعقيدة حتَّى تحذِّر النَّاس في آخر مقالك من تقليده عمومًا!
/// ثمَّ ههنا أمرٌ لابد من التنبُّه له عند قراءة موضوعك؛ ألا وهو أنَّك لم تنقل لنا قولًا طويلًا عن الشيخ في تقرير كون تلكم الآية من آيات الصِّفات إنَّما نقلت كلامه أثناء سياقه لأدلَّة اليد، وقد يكون هذا المنقول مفرَّغًا من أشرطة، والشيخ ذهل في الدَّرس عند سرد الأدلَّة فزلَّ لسانه بذكر هذه الآية وهمًا، كما يحصل هذا كثيرًا.
/// لاحظ معي أنَّ موضوعك كلُّه في تقرير الحقِّ في الآية وهو خارج عن مرادك ومرادنا، والذي يدلُّ على العنوان هو هذه الجزئيَّة الوحيدة فقط!:
/// وبس .. انتهى نقلك عن الشيخ فيما خالف فيه السَّلف!
/// لقد ظننتك آتيًا بكلامٍ للشيخ في تقرير هذا القول وتوكيده والردِّ على السَّلف فيما خالفهم فيه، فإذا بك تلتقط آيةً من سرد كلامه قد تكون زلَّت من لسانه خطأً؟!
/// هل تأمَّلت هذا؟! فإنَّه يدعو للتَّأمُّل كثيرًا ليردع عن مثل هذا الذي فعلت!
/// ثمَّ إنِّي أرجو لك أن تكون مخلصًا في طرحك هذا الموضوع، لكنَّ ألفاظ موضوعك تنادي بجفاء وشدَّة على الشَّيخ، وكأنَّه أحد غلمان وصبيان الشيوخ المبتدئة، كما في قولك آخر مقالك:
/// والجواب عن سؤالك .. لعلَّها زلَّة لسان وسهو جنان، وبس. (ابتسامة)
/// أرجو أن تتقبَّل هذا النَّقد منِّي لما رأيته من فحوى كلامك وطريقة عرضك لموضوعك وعنوانك وألأفاظك =كما تحبُّ أن يتقبَّل غيرك نقدك للشيخ وفَّقه الله.
/// ولم أراجع المسألة بعد في كلام أهل العلم، ولم يكن تعليقي على الناحية العلمية، بل في الناحية الأدبيَّة حسبُ، وقد يفتح الله ويفسح من الوقت ما تحصل به الطمأنينة.
/// والسلام عليكم ..
أنا أعتذر الحقيقة من العنوان و لكن حبيت لفت نظر الإخوة لذلك
و العنوان و إن اعتذرت منه فاعتذاري من الناحية اللفظية و اعتذار عن ترك الأسلوب الأفضل و إلا فإن العنوان يحمل الحقيقة و هي إن المحمود خالف في هذه الجزئية و هذا التفسير للآية السلف و إبن تيمية و إبن عثيمين و لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك
أما قولك:
فهَبْ أنَّه خالف السَّلف -لا أنَّه وهم وأخطأ- في هذه المسألة الفرعيَّة =كان ماذا؟ أتسمِّي ذلك مخالفةً للسَّلف
فأقول:
هذا ليس و هم منه كما سيأتي و المخالفه للسلف لا شك فيها فقد قال بقول لم يقل به أحد من السلف في هذه الجزئية لكن هذه المخالفة مخالفه بقدرها و لا يلزم منها إن ننسب فضيلته إلا إنه خالف السلف في العقيدة و إن خلافه خلاف تضاد مع السلف بل هو خلاف أفهام لا يلزم منه الطعن في عقيدته لكن و إن برأناه مما لا يلزم إنصافا فمن الحق و الأمانه العلمية إن لا ندافع عنه و ننفي ما يلزم و ما يلزمه لست أنا الملزم له و لا الحاكم عليه بذلك بل قد جاء ذلك على لسان شيخي الإسلام إبن تيمية و إبن عثيمين
و قلت:
وما من أحدٍ من هؤلاء إلَّا وقد هفا هفوة أو زلَّ زلَّة.
وقد أخطأ من هو أكبر من الشيخ الفاضل الجليل عبدالرحمن المحمود في مثل هذه القضايا =فهل حطَّ ذلك من علمهم بالعقيدة حتَّى تحذِّر النَّاس في آخر مقالك من تقليده عمومًا! أقول
لا شك إن ما من أحد إلا و يخطأ و لا ينقص بذلك من عقيدتهم و أنا لم أحذر من عقيدة الشيخ و هذا رمي لي منك بما لم أقل و قولي لو تأملته مجانب لفهمك تماما فأنا قلت و أظن في هذا فائدة لطلاب العلم الذين يقلدون من يعتمد عليهم في العقيدة مثلة و يأخذون القول و لا يبحثون
(يُتْبَعُ)
(/)
و عبارتي هذه صريحة في إجلال المحمود و ذلك في قولي (الذين يقلدون من يعتمد عليه في العقيدة مثله) فتأمل قولي فإنه لوكان فيه تنقص على فهمك لدخل في ذلك كل من يعتمد عليه في العقيدة فأنا إستغرب فهمك و مستواه خاصة و أنا جديد لا أعرف مفصل فهمك لإعتذر مع نفسي لك في هذا الفهم المجمل
و عبارتي هذه - كل ما فيها هو تنشيط لطالب العلم على البحث لأن هناك من يكسل فإذا وجد كلام في مسألة لإبن عثيمين أو المحمود أوالعقل أو الخميس أو البراك
أخذها سريعا و لم يتوسع في البحث و إذا علم بمثل هذه الجرئية سيراجع نفسه و يبحث و في هذا فائدة لطالب العلم و تنشيط له على البحث و هذا ظاهر بفضل الله
فسامحك الله يا أخي على ظنك بأخيك
ثم قلت:
ثمَّ ههنا أمرٌ لابد من التنبُّه له عند قراءة موضوعك؛ ألا وهو أنَّك لم تنقل لنا قولًا طويلًا عن الشيخ في تقرير كون تلكم الآية من آيات الصِّفات إنَّما نقلت كلامه أثناء سياقه لأدلَّة اليد،
:
أقول:
ما نقلته يكفي إن يكون شاهد على إن الشيخ يرى إن هذه الاية من ايات الصفات خلاف للسلف و بهذا فله حظ من حكم العلماء على من قال بقوله
ثم قلت:
وقد يكون هذا المنقول مفرَّغًا من أشرطة، والشيخ ذهل في الدَّرس عند سرد الأدلَّة فزلَّ لسانه بذكر هذه الآية وهمًا، كما يحصل هذا كثيرًاأقول:
هذا عذر مقبول لو كان الأمر كذلك لكن الأمر على خلاف ذلك و إليك الدليل:
الشيخ شرح اللمعة في أشرطة – جزاه الله خيرا – و لو وقف الأمر عند ذلك لكان كما قلت أنت لكن قام الشيخ بتفريغ الأشرطة و تحرير ما فرغ و تصحيحة ثم طبعه في كتاب و مع هذا كله ترك الموضع المنتقد و أنا سأنقل لك ما يدل على ذلك من مقدمة كتابه المطبوع
قال لمحمود: في مقدمة الكتاب الذي نقل منه الموضع الذي نحن بصدده و هو (تيسير لمعة الإعتقاد) (ص3):
(أن الأشرطة - كما هو معلوم – يكثر فيها التكراركما إن اللسان يند فيها فقد يسبق إليه ما ليس في القلب من االمعنى المراد مما يجعل الأشرطة بصفة عامة تحتاج إلى مزيد تحرير ما لم تكن نقلا و قراءة مما هو مكتوب و محررقبل ذلك.
فأحببت إن أصحح العبارات ليكون هذا المطبوع بديلا عن تلك الأشرطة لمن أراد الإستفادة.
ألا ترى؟! فإن الشيخ في المرحله الأولى قد يعتذر له لكن في المرحله الثانية فقد صحح ما في الأشرطة و طبعة و جعل ذلك بديل لما في الأشرطة فهذا صريح جدا في نقض عذرك بالأشرطة المبدله بالتحرير و المراجعة و التصحيح.
ثم قلت:
لاحظ معي أنَّ موضوعك كلُّه في تقرير الحقِّ في الآية وهو خارج عن مرادك ومرادنا، والذي يدلُّ على العنوان هو هذه الجزئيَّة الوحيدة فقط!:
و أقول:
نعم في تقرير الحق في الاية و تبين إن خلاف ذلك هو خلاف للسلف قاطبة و للمخالف حظ من حكم إبن تيمية و إبن عثيمين عليه
أما قولك
خارج عن مرادي
فأقول
أنظر إلى قولي الظاهر و دع مرادي و نيتي بيني و بين ربي و مرادي الظاهر قد فصلته فلا تتجاوزه إلى الباطن وما أتيت به يوافقه
نعم هذه الجزئية فقط و هي متوافقة مع العنوان في المعنى أما اللفظ فغيره خيرا منه
أما قولك:
لكنَّ ألفاظ موضوعك تنادي بجفاء وشدَّة على الشَّيخ، وكأنَّه أحد غلمان وصبيان الشيوخ المبتدئة، كما في قولك آخر مقالك: و قد نقل بعضهم الإجماع على إن (بأيد) معناها بقوة و الحقيقة يستغرب كيف يفوت المحمود هذا و كيف يخطأ و يخالف العلماء قاطبة و كيف يقول بهذا التفسير الفاسد؟
أقول:
حكمك على عبارتي بهذا الحكم الجائر ناتج عن غلوك في الشيخ و عدم تنزيله منزلته
و بنيت هذا الحكم على هذه العبارة و ليس فيها لفظ يتنزل عليه حكمك و كل ما فيها هو نقل الإجماع و هو ثابت و إستغراب من قول الشيخ و حقا يستغرب من مثله لكن لا يستغرب لو هذا الخطأ طلع مني أو منك لأن مستوانا متناسب مع الخطأ فهل تأملت إن الإستغراب يبطن إجلال يا صاحب المفاهيم؟!!!
و أما قولي تفسير فاسد فهو حكم على القول و ليس على الشيخ و قد حكم بالفساد على هذا التفسير إبن تيمية و إبن عثيمين فليس في قولي ما يدل على حكمك الجائر و لا فهمك الخاسر و الشيخ له مكانه في قلبي و أنا و أنت عيال عليه و على أمثاله في العقيدة و كيف أقول فيه ما يلزم منه ما قلت أنت و أنا أقتني كتابيه الأشاعرة و القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
و شرح اللمعة ومن يقتني كتبه يعرف مستواه الجليل في العقيدة و لا يعتقد فيه ما نسبته لي بظلم!!
أما قولك:
أرجو أن تتقبَّل هذا النَّقد منِّي لما رأيته من فحوى كلامك وطريقة عرضك لموضوعك وعنوانك وألأفاظك =كما تحبُّ أن يتقبَّل غيرك نقدك للشيخ وفَّقه الله.
فأقول:
أبشر ففد قبلت ما و جدته من حق من كلامك و رددت الخطأ و الظلم و البغي علي و الدفاع على الشيخ فيما أخطأ فيه و الفهم البعيد و الأسلوب الشديد و بينت لك صواب الفاظي و صحت عرضي و تراجعت عن عنواني = و أحب إن تقبل هذا مني كما تحب إن أقبل نصحك
ثم قلت:
ولم أراجع المسألة بعد في كلام أهل العلم، ولم يكن تعليقي على الناحية العلمية
أقول
حصل هذا منك في حقي – سامحك الله – و أنت لم تراجع المسألة و كثير من ما حصل منك سببه فهمك لبعض كلامي و لا أدري عند بحثك المسألة علميا ماذا سيفعل بك فهمك؟!! فأرجو لك التوفيق
ثم قلت
ان تعليقك كان من الناحية الأدبية فقط
أقول:
سبق و إن بينت صوابي من الناحية الأدبية و أسلوبك معي في هذه الناحية
أخيرا أنبه إلى إن هذا القول من الشيخ ثابت عليه ثبوت محرر في كتاب كما تقدم و إن الشيخ خالف السلف و اللغة و إن هذا القول فاسد و إنه لا يلزم من ذلك ما ألزمني به أخي مشرفنا الكريم عدنان البخاري
و أدعي أخي عدنان إلى أخلاقيات الحوار و الأسلوب العلمي البعيد عن الشدة و تحميل الكلام ما لا يحتمل لا سيمأ وهو مشرف في القسم العلمي
المشرف لابد من حسن أسلوبه خاصة مع الجدد حتى يكسبهم و أنا لم أجد من الأخ عدنان ترحيب و لا دعاء و لا كلمة طيبة للأسف
أقول مع الجدد و أنا لست جديد على هذا الموقع فأنا عضو قديم جدا في هذا الموقع تبيين ذلك إني عضو في الكاشف كنت أكتب بأسم (بركة الأكابر) و عند إغلاق الحوار في الكاشف تقدمت لنا دعوة من شيخنا و مشرفنا في الكاشف الشيخ سليمان الخراشي - حفظه الله – لذلك فلا يقول شخص عني معرف جديد فأنا قديم في المجلس قدم يمتد لي من شيخي الخراشي
بارك الله فيك أخي عدنان و جزاك الله خيرا على الدفاع على الشيخ المحمود و سامحك الله في تجاوزك في حقي
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 05:13]ـ
..
اعتذارك في آخر بحثك بقولك:
لا يتناسب و تلوينك لكلمة (لا يعرف) باللون الأحمر!
وهذا التنزيل لكلام أهل العلم - و أقصد الكلمة الحمراء - على كل أحد و من أي أحد , هو الذي جنى علينا بفرقة ٍ مريرة.
أنا هنا لا أناقشك حول الفائدة التي أتيت بها فهي فائدة جليلة ومعروفة .. و لكن ليتك كتبت بطريقة أخرى.
جزاك الله خيرًا يا أخي و نفع بك , وبانتظار فوائد أخرى بارك الله فيك و في جهدك.
..
بارك فيك أخي الكريم و أنا أوافقك ان ذلك و هو الإنتقاد للعلماء و تصيد عثراتهم مما سبب الفرقة و لكن عندما يقوم بهذا من يريد إسقاطهم و يقوم بتصنيفهم على هواه و أنا و لله الحمد لا أحب التصنيف و ازدري اهله
تلويني لهذه الألفاظ هو من أجل يتنبه إلى حكم العلماء على من فهم الاية كما فهمها الشيخ المحمود و الخقيقة ذلك لا يخلو من خطأ مني فالله يعفو عني و عنك
جزاك الله خيرا أخي أسامة و بارك الله فيك
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 05:29]ـ
كيف وافق المعتزلة و هم يقولون بالتعطيل؟
.....
تأمل كلام الشيخ ابن تيمية بارك الله فيك،كي يتبين لك وجه رده على الجهمية ..
لم تتأمل الكلام تماما - بارك الله فيك -
و الجواب على سؤالك
إنهم قالو بأن ظاهر الاية تدل على صفة اليدين ثم أولو الظاهر و لا يخفى عليك إن المعطلة توافق على الظاهر لكن تقول هو ليس مرادا و لو تأملت كلام إبن تيمية لظهر لك ذلك فتأمل جيدا قوله: (قيل لهم هذا التأويل فاسد من وجوه احدهما ان الايد ليس بجمع اليد لان جمع يد ايدي وجمع اليد التي هي نعمة ايادي والله عز وجل لم يقل بأيدي ولا قال بأيادي وانما قال لما خلقت بيدي فبطل ان يكون معنى قوله بيدي معنى قوله بنيناها بأيد)
و هنا ملاحظة مهمة في كلامك و هو على قولك (الشيخ إبن تيمية) فإن بهذه الطريقة يلقبة أهل البدع من الصوفية و الروافض و أنت إما إن تقول شيخ الإسلام أو الإمام أو تتركه مجرد حتى لا توافق خصومه و خصومك و لا تستغرب هذا فإن خصوم المفتي الأكبر كانو يلقبونه (بإبن إبراهيم)
و كان أهل السنة يتركون ذلك لأنه عرف عن خصومه
(يُتْبَعُ)
(/)
و بارك الله فيك و شكرا على مرورك
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 05:36]ـ
/// نعم .. مع وجود الرِّيبة وسوء الظَّنِّ بالمعرِّفات الجديدة التي تكتب مثل هذه المواضيع التي يلوح منها ذمُّ الشيخ المحمود، كمعرِّف "ولد برق"، كما هو ظاهرٌ من عدد مشاركاته (2)؟! لكن المأمور شرعًا إحسان الظَّنِّ عمومًا.
وكذا يبدو أنَّ معرِّفك جديدٌ بالنَّظَر إلى عدد مشاركاتك (1)، لكن ينبغي إحسان الظَّنِّ.
لكن الإشكال والرِّيبة قد يكون من بدء المشاركات بمثل هذه الألفاظ والأساليب التي تضع من قدر أهل العِلم والفضل.
/// ولم يحاول أحدٌ إخراج الموضوع عن مساره، فالموضوع في الانتقاد، وجميع المشاركات تصبُّ في نفس الاتجاه مع الفارق بين أصل الموضوع وما تلاه من التعقيبات، ولا أساء أحدٌ الظَّنَّ بكاتبه؛ بل حاكمه إلى ألفاظه وأسلوبه في مقاله، وحسبُ.
/// ولعلَّك تحسن الظَّنَّ بمن انتقد صاحب المقال أيضًا!
/// ثمَّ ليست القضيَّة أنَّ الشيخ المحمود أوفلان من أهل العلم أخطأ؛ لكن التشنيع على هذا الخطأ بألفاظٍ مثيل "مخالفة السَّلف"، أو "مخالفة الإجماع"، وكذا قولك في مطلع كلامك "التنبيه العقدي الخطير" ونحو ذلك ممَّا يلوح منه التَّزهيد في عِلْمِه والتَّهويل من زَلَّة لا يكاد يسلم منها عالمٌ!
/// وتعقيبًا على تعبيرك فليس ثَمَّ خطأً عقديًّا خطيرًا في الآية، بل هذا من التَّهويل أيضًا.
تتبع زلات علماء الأمة المشهود لهم بالخيرية والذين هم على منهج السلف الصالح من الظلم لأن الله عفا عما أخطؤوا فيه.
قال شيخ الإسلام في آخر رسالته في تحريم الشطرنج في (المجموع) (32/ 239) ما نصه:
(وليس لأحد أن يتبع زلات العلماء كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل فإن الله تعالى عفا عن المؤمنين عما أخطؤوا كما قال تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال الله: قد فعلت. (راه مسلم). وأمرنا أن نتبع ما أنزل إلينا من ربنا ولا نتع من دونه أولياء وأمرنا أن لا نطيع مخلوقا في معصية الخالق ونستغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فنقول: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}.
وهذا أمر واجب على المسلمين في كل ما كان يشبه هذا من الأمور ونعظم أمره تعالى بالطاعة لله ورسوله ونرعى حقوق المسلمين لا سيما أهل العلم منهم كما أمر الله ورسوله ومن عدل عن هذه الطريقة فقد عدل عن اتباع الحجة إلى اتباع الهوى في التقليد وآذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فهو من الظالمين. ومن عظم حرمات الله وأحسن إلى عباد الله كان من أولياء الله المتقين).
أقول: ولكن إذا جاءت هذه الزلات عرضا فلا بأس من التنبيه عليها مع التماس العذر لصاحبها من غير تشنيع عليه، وإن تعجب فعجب من أحد الإخوة الأفاضل ممن يكتب في هذا المنتدى المبارك:كيف انصب اهتمامه على سقطات بعض العلماء فأخذ يتتبعها في حلقات، وقد نُبه من قبل الإخوة فلم يستجب فالله حسيبه.
بارك الله فيك أخي
مع كلامك تماما
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 05:46]ـ
غيرت العنوان لأن أخانا (ولد برق) لم يوفق في اختيار هذا العنوان، فغيرته للعنوان الموجود.
بارك الله فيكم.
فعلا لم أوفق في العنوان و هذا محزن و أنا في أول موضوع
نسأل الله التوفيق
و بارك الله فيك أخي الكريم و قد أحسنت بالتعديل
جزاك الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 10:41]ـ
لم تتأمل الكلام تماما - بارك الله فيك -
و الجواب على سؤالك
إنهم قالو بأن ظاهر الاية تدل على صفة اليدين ثم أولو الظاهر و لا يخفى عليك إن المعطلة توافق على الظاهر لكن تقول هو ليس مرادا ......
و لو تأملت كلام إبن تيمية لظهر لك ذلك فتأمل جيدا: قيل لهم هذا التأويل فاسد من وجوه احدهما ان الايد ليس بجمع اليد لان جمع يد ايدي وجمع اليد التي هي نعمة ايادي والله عز وجل لم يقل بأيدي ولا قال بأيادي وانما قال لما خلقت بيدي فبطل ان يكون معنى قوله بيدي معنى قوله بنيناها بأيد [/ COLOR] )
أعيد إحالتك إلى كلام ابن تيمية فتأمل:
بل يقول إبن تيمية: إن تفسير (بأيد أي بقوة) و يرد على المعطله (
وقد [ COLOR="red"] اعتل معتل بقول الله عز وجل والسماء بنيناها بأيد قال الايدي القوة فوجب ان يكون معنى قوله بيدي أي بقدرتي قيل لهم هذا التأويل فاسد من وجوه و إليك تعريفهم عن الشيخ ابن تيمية رحمه الله:
جهمية المخبر وهم الذين ينكرون الصفات و الأسماء، وجهمية المعتزلة وهم الذين ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء، وجهمية الأشاعرة الذين يثبتون الأسماء و سبع صفات؛ كلهم يسمون جهمية.
فرق بين مذهب الجهمية و ما ذهب إليه الشيخ المحمود حيث جعل الآية من آيات الصفات،و هو خطأ لا شك لكنه معذور، لأنه اتبع أصلا في المسالة و هو الاثبات خلاف الجهمية.
و يا أخي الكريم،إن كنت لا تميز كلام المعتزلة عن غيرهم في الصفات و هو أصل في المسألة،فكيف يُتقبل منك ما كتبت أعلاه في التنبيه على من زل في فرع منها؟ وليتك أحسنت في تنبيهك ..
و هنا ملاحظة مهمة في كلامك و هو على قولك (الشيخ إبن تيمية) فإن بهذه الطريقة يلقبة أهل البدع من الصوفية و الروافض و أنت إما إن تقول شيخ الإسلام أو الإمام أو تتركه مجرد حتى لا توافق خصومه و خصومك و لا تستغرب هذا فإن خصوم المفتي الأكبر كانو يلقبونه (بإبن إبراهيم)
و كان أهل السنة يتركون ذلك لأنه عرف عن خصومه
السكوت خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 10:54]ـ
أعيد إحالتك إلى كلام ابن تيمية فتأمل:
و إليك تعريفهم عن الشيخ ابن تيمية رحمه الله:
جهمية المخبر وهم الذين ينكرون الصفات و الأسماء، وجهمية المعتزلة وهم الذين ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء، وجهمية الأشاعرة الذين يثبتون الأسماء و سبع صفات؛ كلهم يسمون جهمية.
فرق بين مذهب الجهمية و ما ذهب إليه الشيخ المحمود.
و يا أخي الكريم،إن كنت لا تميز كلام المعتزلة عن غيرهم في الصفات و هو أصل في المسألة،فكيف يُتقبل منك ما كتبت أعلاه في التنبيه على من زل في فرع منها؟
السكوت خير ..
يا أخي من المشهور إن الجهمية و المعتزلة ينفون جميع الصفات لكن هذا ليس نزاعنا و المعطلة يقولون ما رد عليهم فيه شيخ الإسلام من باب الإلزام لأهل السنة
قالو بأيد جمع يد حتى يلزمونا بالتعطيل أو المداهنة
أما الموافقة من الشيخ المحمود فهو في فهمه إن بأيد تدل على صفة اليدين و هذا شيء و التعطيل شيء اخر فأرجو إن تتأمل
و كل من علق علي لم ينتقدوني بما تقول لأن قولي ظاهر
تحياتي
ـ[توبة]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 11:13]ـ
أما الموافقة من الشيخ المحمود فهو في فهمه إن بأيد تدل على صفة اليدين و هذا شيء و التعطيل شيء اخر فأرجو إن تتأمل قد فهمت الآن ما تقصده من وجه الموافقة بينهما، هو اعتبار (أيد) جمع ل (يد) .. هكذا العبارة أصح و أكثر دقة فلا يحصل ابهام.
وفقكم الله.
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, صباحاً 11:26]ـ
قد فهمت الآن ما تقصده من وجه الموافقة بينهما، هو اعتبار (أيد) جمع ل (يد) .. هكذا العبارة أصح و أكثر دقة فلا يحصل ابهام.
وفقكم الله.
الحمد لله أخي الحبيب
تاب الله علينا و عليك
و أنا أدري إنك زعلان على أخيك لظنك إن قصدي تنقص الشيخ و الأمر على خلاف ذلك و أرجو قراءة ردي على الأخ عدنان البخاري فأظن فيه ما يذهب هذا الوهم
ـ[الهاشمي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 07:34]ـ
بارك الله فيك أخي ولد برق، فقد أجدت وأفدت
وردك أزال الغشاوة على حد علمي عن بعض الأخوة الذين تحسسوا من الموضوع
ثبتنا الله وإياك وأخواننا جميعاً على التوحيد والسنة
ـ[ولد برق]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 11:11]ـ
ملا حظة:
عند إقتباسي لكلام الأخ أبي السها اقتبست كلام الأخ عدنان البخاري بالخطأ و لم أقصد التعليق عليه
ـ[أبي عبدالله المحياني]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:34]ـ
السلام عليكم
عمرو بن عبدالمنعم سليم قد تكلم عن الروايات التفسيريه لهذه الآيه بأن معناها
القوه وحكم عليها بالضعف وأثبت أن (أيد) جمع ل (يد) وقد أستدل بكلام الإمام أحمد على أنها
جمع لـ أيد وذالك في مقدمة كتابه المنهج السلفي فليراجع
.
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 01:03]ـ
الشيخ عبدالرحمن المحمود سئل وكان السؤال يقول:
فضيلة الشيخ نفع الله بكم نرجو منكم توضيح حول تفسيركم لقول الله ((والسماء بنيناها بأيدٍ)) فقد حصل إشكال مع بعض طلبة العلم حول تفسيركم لها فما معناها، وهل هي من آيات الصفات؟
وكان الجواب في الدرس قبل الماضي يوم الاثنين 15/ 4/1429هـ في شرحه لشرح ابن أبي العز على الطحاوية وأجاب بإجابة شافية وقام بتوضيح كلام ابن تيمية وابن عثيمين وكانت إجابة الشيخ بعد الدرس وقت إجابة الاسئلة فنرجو من الإخوة وضع رابط السؤال والإجابة هنا.
علماً بأني قمت بكتابة الإجابة على ورقة ولكن لم يسعفني الوقت على كتابتها كاملة.
فنرجو من الإخوة وضع رابط السؤال والإجابة هنا، ثم بعد ذلك مناقشة كلام الشيخ.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - Apr-2008, مساء 04:40]ـ
في انتظار الإجابة أخي معتدل
ـ[ولد برق]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 12:31]ـ
السلام عليكم
عمرو بن عبدالمنعم سليم قد تكلم عن الروايات التفسيريه لهذه الآيه بأن معناها
القوه وحكم عليها بالضعف وأثبت أن (أيد) جمع ل (يد) وقد أستدل بكلام الإمام أحمد على أنها
جمع لـ أيد وذالك في مقدمة كتابه المنهج السلفي فليراجع
.
عبد المنعم سليم أخطأ في هذه المسألة كما هو ظاهر
المسألة فيها إجماع السلف و من خالف فخلافه غير معتبر
و هو قول فاسد ما قال ابن تيمية و ابن عثيمين
و جهل باللغة(/)
سلسلة الفوائد والنكت: الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Apr-2008, مساء 10:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع للإمام الخطيب البغدادي تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب
قال الشيخ عبد الكريم الخضير لما سئل عن هذا الكتاب: كتابٌ يَتَعَيَّن على طالب العلم أنْ يَطَّلِع عليه، والتَّأَدُّب بِآداب أهلِ العِلم،
لِمَا نَرى من وُجُود شيءٍ من الغِلظة والجَفْوَة بين طُلاب العلم، لا أقول هذا موجُود بِكَثرة؛ لكنَّه موجُود، فغالب طُلاب العلم ولله الحمد أَخَذُوا العِلم من أبوابِهِ وتَحَلوا بآدابِهِ؛
لكنْ يُوجد بين طُلاب العِلم من يُنْصَح بِقِراءة مثل هذا الكتاب، وهو كتابٌ نفيس ومطبُوع في مُجلَّدين بطبعاتٍ مُتعدِّدة ولعلَّ من أجودِها طبعة محمد عجاج الخطيب طُبع قبل ذلك طبعة محمد رأفت سعيد تحقيق محمود الطَّحان؛ لكنْ طبعة عجاج الخطيب أجودها.
* ترجمة الخطيب البغدادي:
- هو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي , ولد يوم الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة 392 في غُزَيَّة من أعمال الحجاز. كان والده أبو الحسن أحد حفّاظ القرآن الكريم , قرأه على أبي حفص الكتاني و قد تولى الإمامة و الخطابة في قرية دَرزيجان جنوب غربي بغداد من سواد العراق نحوا من عشرين سنة , و لهذا لازمه لقب الخطيب. ص 29
- قد ظهرت على الخطيب علائم النباهة , وأُلهم طلب العلم , و طمح والده في زيادة تحصيله ليكون أحد العلماء , فأسمعه الحديث في صغره , فكان أول سماعه في محرَّم سنة 403 على أبي الحسن بن زرقويه البزار في جامع المدينة ببغداد و هو ابن إحدى عشرة سنة , فكتب عنه إملاء مجلسا واحدا ثم انقطع عنه نحو ثلاث سنين يتردد فيها إلى مجالس كبار الفقهاء .... ثم عاد إلى مجلس شيخه الأول ابن زرقويه البزار في مطلع السنة السادسة بعد الأربع مائة فلازمه حتى آخر عمره ص 30
- قال الخطيب: (و كنت كثيرا أُذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عني و يُضمنها جموعه و حدّث عني و أنا أسمع) ص 33
- قال أبو الفرج الإسفرائيني: (كان الخطيب معنا في الحج , فكان يختم كل يوم قريب الغياب قراءة ترتيل , ثم يجتمع عليه الناس و هو راكب , فيقولون: حدثنا , فيحدث) ص 34
- قال عبد المحسن الشيحي: (عادلت الخطيب من دمشق إلى بغداد , فكان له في كل يوم وليلة ختمة). ص 35
- دخل الخطيب مكة حاجّا في ذي الحجة من سنة 445 , و شرب من ماء زمزم ثلاث شربات , و سأل الله عز وجل ثلاث حاجات , آخذا بالحديث: (ماء زمزم لما شُرب له) , فالحاجة الأولى أن يحدّث ب (تاريخ بغداد) بها , و الثانية: أن يملي الحديث بجامع المنصور , و الثالث: أن يدفن عند بشر الحافي: فقضى الله له ذلك). ص 35
- قرأ صحيح البخاري على كريمة بنت أحمد المروزيّة بمكة في خمسة أيّام , و كان سماعها لهذا الكتاب أقدم سماع في عصرها. ص 36
- رأى ابن كثير أنه سمي بالخطيب , لأنه كان يخطب بدرب ريحان ص 37
- اشتد خصوم الخطيب في إيذائه و الإساءة إليه , و خشي من تفاقم الحال بعد أن آل السلطان إلى من لا يأمن على نفسه منه , وآثر الخروج مستترا إلى دمشق فخرج من بغداد يوم النصف من صفر سنة 451 , ووصل إلى دمشق في عيد الأضحى من السنة ذاتها , و قد أخذ معه كتبه و مصنّفاته , و سكن المئذنة الشرقية من الجامع الأموي , و بدأ تدريس الحديث و غيره , وألف المقام في دمشق ص 39
يتبع .....
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Apr-2008, مساء 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يتبع .......
- لما بلغ الخطيب من عمره سبعين عاما , هاجه الشوق إلى بغداد , فعزم على الرحيل إليها ... و لما كان في طريقه كان يختم كل يوم و ليلة ختمة كاملة , ووصل بغداد في ذي الحجة من سنة 462 بعد أن غاب عنها 11 سنة. ص 40
- لما شعر الخطيب بدنوّ أجله , كتب إلى القائم بأمر الله: (إني إذا مت يكون مالي لبيت المال - لأنه لا عقب له - , فليؤذن لي حتىّ أفرّقه على من شئت , فأذن له , ففرّقها على المحدّثين). ص 41
- قال مكي الرميلي: (مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث ستين في نصفه , إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة , و مات يوم سابعه , و أوصى إلى أبي الفضل بن خيرون , ووقف كتبه على يده , و فرّق ماله في وجوه البر). ص 41
- شيّعه القضاة و كثير من أهل العلم و الأشراف و الفقهاء و العامة و خلق كثير , و أمَّهم القاضي أبو الحسين المهتدي بالله , و دُفن بجنب بشر الحافي , و كان ممّن حمل جنازته شيخه أبو إسحاق الشيرازي , و صلي علية ثانية في الجانب الغربي من بغداد بباب حرب. ص 41
- قال أبو سعد السمعاني: (كان الخطيب مهيبا وقورا ثقة متحريا حجة حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفظ). ص 43
- كان حسن الهيئة ملتزما بآداب أهل العلم , طلبا و تدريسا , عالما عاملا عزيز النفس متواضعا , قال به سعيد المؤدًّب عند لقائه: أنت الحافظ أبو بكر؟ فقال: (أنا أحمد بن علي , إنتهى الحفظ إلى الدّارقطني). ص 43
- كان كثير الطلب ولوعا بالقراءة , و كان يمشي و في يده جزء يطالعه. ص44
يتبع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 12:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- له شعر حسن , منه:
لا تغبطنّ أخا الدّنيا لزُخرفها ... و لا للذّة وقت عجّلت فرحا
فالدهر أسرع شيء في تقلُّبه ... و فعله بيّن للخلق قد وضحا
كم شارب عسلا فيه منيّته ... و كم تقلّد سيفا من به ذبحا ص 44
- جمهور أهل العلم مطبق على إمامة الخطيب البغدادي في الحديث و علومه و تحرّيه , وإتقانه و علو منزلته في التاريخ و التراجم. ص 46
- قال الحافظ ابن ماكولا: (إن الخطيب البغدادي كان آخر الأعيان , ممّن شاهدناه معرفة , و إتقانا و حفظا و ضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , و تفنّنا في علته و أسانيده , و خبرة برواته و ناقليه , و علما بصحيحه و غريبه و فرده و منكره و سقيمه و مطروحه و لم يكن للبغداديين بعد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني من يجري مجراه , و لا قام بعده منهم بهذا الشأن سواه , و قد استفدنا كثيرا من هذا اليسير الذي نحسنه به و عنه , و تعلّمنا شطرا من هذا القليل الذي نعرفه بتنبيهه و منه , فجزاه الله عنا الخير , و لقّاه الحسنى). ص 47
- قال الساجي: (ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب). ص 48
- قال شيخه أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: (أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني و نظرائه في معرفة الحديث و حفظه). ص 48
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Apr-2008, صباحاً 11:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الذهبي في أخبار سنة 463: ( .... و فيها مات حافظ الدنيا أبو بكر أحمد ن علي بن ثابت الخطيب , صاحب التصنيف) و قال أيضا: (إليه المنتهى في علم الحديث و حفظه) ص 48
- ذكر السمعاني أنه (صنّف قريبا من مائة مصنّف , صارت عمدة لأصحاب الحديث) ص 49
- كتابه (الكفاية في علم الرواية) جمع أصول علوم الحديث و فروعه , و قواعده و مسائله , و أجمع العلماء على أن كل من جاء بعد الخطيب كان عيالا على كتابه هذا ص 71
- قال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني: ( ........ ثم جاء بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي , فعمل في قوانين الرواية كتابا سماه الكفاية , و في آدابها كتابا سماه الجامع لآداب الراوي والسامع , و قلّ فنّ من فنون الحديث إلا و قد صنّف فيه كتابا مفردا , فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: كلّ من أنصف عَلِمَ أن المحدّثين بعد الخطيب عيال على كته). ص 95
و إن شاء الله تعالى المرة القادمة ندخل في الكتاب
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Apr-2008, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب البغدادي: و لكل علم طريقة ينبغي لأهله أن يسلكوها و آلات يجب عليهم أن يأخذوا بها و يستعملونها. ص 115
- قال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس: (ما يُحكى عن بعض المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث مَن لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء , فهذا بحسب أزمنتهم). و ذكر السيوطي أمثلة تؤكد هذا المعنى , منها: عن الشعبي , قال: (ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا , و لا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته). ص 117
- قال حماد بن سلمة: (لا ترى صناعة أشرف و لا قوما أسخف من الحديث و أصحابه). قال الشيخ محمد عجاج: لا شك أن طلب العلم شرف لصاحبه و من أشرف أبواب العلم الحديث النبوي , وأما القوم الذين قصدهم حماد رحمه الله تعالى , فإنما أولئك الذين يطلبون الحديث للإستكثار من طرقه دون العمل به , و يطلبونه للمفاخرة في المجالس , و نحو ذلك ...... ممّن كان يثقل على الشيوخ , و يملّهم بالإطالة عليهم , أو بالإستئذان عليهم في أوقات راحتهم ...... و نحو هذا. ص 118
- قال أبو عاصم: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا و فيجب أن يكون خير الناس. ص 119
- قال الخطيب البغدادي: و الواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدبا , و أشد الخلق تواضعا , و أعظمهم نزاهة و تديّنا , و أقلهم طيشا و غضبا , لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم و آدابه , و سيرة السلف الأخيار من أهل بيته و أصحابه , و طرائق المحدثين , و مآثر الماضين , فيأخذوا بأجملها و أحسنها , و يصدفوا عن أرذلها و أدونها. ص 119
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 01:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- عن سفيان بن عيينة أنه كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر , فعليه تُعرض الأشياء: على خُلُقه , و سيرته و هديه فما وافق فهو الحق , و ما خالفها فهو الباطل. ص 120
- قال مخلد بن الحسين لابن المبارك: نحن إلى كثير من الأدب أحوج منّا إلى كثير من الحديث. ص 122
- قال أبو زكريا العنبري: علم بلا أدب كنار بلا حطب , وأدب بلا علم كروح لا جسم , وإنما شبّهت العلم بالنار لما روّينا عن سفيان بن عيينة أنه قال: (ما وجدت للعلم شبها إلا النار , نقتس منها , و لا ينتقص عنها). ص 122
- قال مطر بن طهمان الوراق: خذ العلم ما نفع , وإنما ينفع الله بالعلم من علِمَه ثم عَمِل به , و لا ينفع به من علمه ثم تركه. ص 133
- قال سفيان الثوري: إن أنا عملت بما أعلم , فأنا أعلم الناس , و إن لم أعمل بما أعلم , فليس في الدنيا أحد أجهل مني. ص 134
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 02:27]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال أبو الدرداء: (من عمل بعُشْر ما يعلَم علَّمه الله ما يجهل) , و قال: (لا تكون تقيا حتى تكون عالما , و لا تكون بالعلم جميلا حتى تكون به عاملا). ص 134
- قال الحسن: (تعلَّموا ما شئتم أن تعَلَّموا , فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعلموا , فإن السفهاء همَّتهم الرواية , وإن العلماء همَّتهم الرعاية) ص 135
- قال عمر بن الخطاب: (تعلمو العلم و تعلَّموا للعلم السكينة و الحلم , و تواضعوا لمن تُعَلِّمون و تواضعوا لمن تعلَّمون منه , و لا تكونوا جبابرة العلماء , فلا يقوم علمكم بجهلكم ص 138
- قال حُبيّب بن حُجر القيسي: كان يقال: ما أحسن الإيمان و يزينه العلم , و ما أحسن العلمَ و يزينه العمل , و ما أحسن العمل و يزينه الرفق , و ما أضيف شيء إلى شيء مثل حلمٍ إلى علمٍ. ص 138
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 01:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: إذا كان للطالب عيال لا كاسب لهم غيره فيُكره له أن ينقطع عن معيشته و يشتغل الحديث عن الإحتراف لهم. ص 142
- قال صلى الله عليه و سلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيّع من يقوت) حديث صحيح ص 143
- قال أبو مُسهر: كنا عند الحكم بن هشام العَقيلي و عنده جماعة من أصحاب الحديث , قال: فقال: إنه مَن أغرق في الحديث فليُعِدَّ للفقر جلبابا , فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة , و ليحترف حذرا من الفاقة. ص 145
- قال شعبة: من طلب الحديث أفلس , لقد أفلست حتى بعت طستا لأمي بسبعة دنانير. ص 147
- قال الفضل بن موسى السِّيناني: طلب الحديث حرفة المفاليس , و ما رأيت أذلّ من أصحاب الحديث , قال الشيخ محمد عجاج: و أما أنه حرفة المفاليس فلأن أهله لم يطمعوا في الدنيا , و لم يعيشوا على دينهم , و لم يجعلوا الحديث مطية لدنياهم , بل جعلوه وسيلة إلى آخرتهم , و لا يقصد بالذل هنا المهانة بل التواضع و البساطة ..... ص 148
- قال شعبة: إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه , و إن كان في كمِّك شيء فأطعمه. ص 149
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الزبير بن أبي بكر: قالت ابنة أختي لأهلنا: خالي خير رجل لأهله لا يتّخذ ضرّة و لا يشتري جارية , قال: تقول المرأة: و الله لهذه الكتب أشدّ عليّ من ثلاث ضرائر , قال الشيخ محمد عجاج: هذا لانشغاله بكتبه عن أهله ..... و لابد من الإشارة إلى وجوب إعطاء كل ذي حق حقه كيلا تختل الأمور و تضطرب الأحوال ..... ص 149
- قال الخطيب: المستحبّ لطالب الحديث أن يكون عزبا ما أمكنه ذلك , لئلا يقتطعه الإشتغال بحقوق الزوجة , والإهتمام بالمعيشة عن الطلب ص 150
- قال أبو بكر: إذا كان الطالب للحديث عزبا , فأثر الطلب على الإحتراف , فإن الله تعالى يُعَوِّضه و يأتيه الرزق من حيث لا يحتسب , قال الشيخ محمد عجاج: إن طلب العلم لا يتنافى مع الزواج لمن تهيأت له مؤونته إذا أحسن تنظيم وقته و الإنتفاع به , غير أن العزوبة لطالب العلم الذي لا يخشى على نفسه العنت تُيَسِّر له من طلبه و الرحلة من أجله و من سعة الوقت و الإنتفاع بالشيوخ و مذاكرة الإخوان و ما سوى ذلك ما لا يتيسر لغيره من الطلاب المسؤولين عن أهليهم و أولادهم. ص 153
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 03:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال إبراهيم النّخعي: من ابتغى شيئا من العلم يبتغي به وجه الله آتاه الله منه بما يكفيه. ص 154
- قال الخطيب: و إن جعل من وقته - أي طالب الحديث - جزءا يسيرا للإحتراف كالتوريق و ما أشبهه كان أفضل. ص 154
- قال محمد بن الحسن: لا يفلح في هذا الشأن - يعني: العلم - إلا من أقرح البُرُّ قلبه. ص 156
- قال أبو بكر: و لن يصبر على الحال الصعبة إلا من آثر العلم على ما عداه , و رضي به عوضا من كل شيء سواه. ص 157
- قال شعبة: إذا كان عندي شيء من دقيق و طُن من قصب - للكتابة - فلا أبالي ما فاتني من الدنيا. ص 157
- قال محمد بن هارون الدِّمشقي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لَمَحْبرة تجالسني نهاري ... أحبُّ إليَّ من أُنْس الصَّديق
و رِزْمَة كاغِد في البيت عندي ... أحبّ إليّ من عدل الدِّقيق. ص 157
- قال سَرِيًّا السَّقطيَّ: من علم ما طلب هان عليه ما بذل. ص 158
- قال الخطيب: فإذا رزقه الله تعالى حفظ كتابه فليحذر أن يشتغل عنه بالحديث أو غيره من العلوم اشغالا يؤدِّي إلى نسيانه. ص 161
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 12:28]ـ
- بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل - يعني البخاري -: أفضل المسلمين رجل أحيى سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أميتت , فاصبروا يا أصحاب السنن , رحمكم الله , فغنكم أقلّ الناس) , قال الشيخ أبو بكر: قول البخاري: (إن أصحاب السنن أقل الناس) عنى به الحفاظ للحديث , العالمين بطرقه , المميزين لصحيحه من سقيمه. ص 168
- قال الفريابي: قال سفيان الثوري يوما - و قد اجتمع الناس عليه - فقال لي: يا محمد! ترى هؤلاء ما أكثرهم: ثلث يموتون , و ثلث يتركون هذا الذي تسمعون , و من الثلث الآخر ما أقلّ من ينجب!. قال الشيخ محمد عجاج: لعلهم قالوا ما قالوا و يريدون بقولهم: (ينجب) و (يفلح) أن يبرز و يصير إماما حافظا ناقدا , يجمع بين الرواية و الدراية , ومما يرجح هذا قول شعبة لأبي داود الطيالسي: (ترى هؤلاء كلهم يخرجون محدّثين؟!) ص 170 و 171
- قال محمد بن أسلم الطوسي: قربُ الإسناد قربة إلى الله عزّ وجل. ص 184
- قال أحمد بن حنبل: طلب إسناد العلوّ من السنة. ص 184
- قال يحيى بن معين: الحديث بنزول كالقرحة في الوجه , قال الشيخ محمد عجاج: يُحمل هذا على ما لو كان النزول عن غير ثقة , قلت (عبد الحي): بل الأقرب يقصد من حدّث بنزول - عن ثقة - و هو يستطيع أن يُحصل عليه بعلو - عن ثقة أيضا -, لكنه خلد للأرض و الراحة و لم يريد أن يتجشم عناء الرحلة و الطلب للعلو , أما الحديث عن غير ثقة سواء كان بعلو أو نزول فهو أمر يُنكره العلماء و الله تعالى أعلى و أعلم. ص 185
- قال يحيى بن معين: الحديث النزول عن ثبت خير من علوّ عن غير ثبت. ص 187
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: درجات الرواة لا تتساوى في العلم , فيقدّم السماع ممّن علا إسناده على ما ذكرنا , فإن تكافأت أسانيد جماعة من الشيوخ في العلو , و أراد الطالب أن يقتصر على السماع من بعضهم , فينبغي , أن يتخيّر المشهور منهم بطلب الحديث المشار إليه بالإتقان له و المعرفة به. ص 189
- قال يحيى بن معين: آلة الحديث: الصدق , و الشهرة , و الطلب , و ترك البدع و اجتناب الكبائر. ص 193
- قال سعد بن إبراهيم: كان يقال: خذوا الحديث من الثقات ص 196
- قال خيثمة بن عبد الرحمن: لم يكن الناس يسألون عن الإسناد حتى كان زمن المختار - و هو ابن أبي عيد الثقفي الكذاب - , فاتهموا الناس. ص 197
- قال أبو بكر الخطيب: و إذا سلم الراوي من وضع الحديث و ادّعاء السماع ممّن لم يلقَه , و جانب الأفعال التي تسقط بها العدالة , غير أنه لم يكن له كتاب بما سمعه , فحدّث من حفظه , لم يصح الإحتجاج بحديثه حتى يشهد له أهل العلم بالأثر و العارفون به أنه ممّن قد طلب الحديث و عاناه , و ضبطه و حفظه , و يعتبر إتقانه و ضبطه بقلب الأحاديث عليه. ص 204
- قال حمّاد بن سلمة: قلبت أحاديث على ثابت البُناني فلم تنقلب , و قلبت على أبان ابن أبي عيّاش فانقلبت. ص 205
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 04:44]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الحي .... في انتظار البقية ....
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 10:36]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 08:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إذا كان الراوي من أهل الأهواء و المذاهب التي تخالف الحق لم يُسمع منه , و إن عرف بالطلب و الحفظ. ص 208
- قال ابن لهيعة: سمعت شيخا من الخوارج تاب و رجع و هو يقول: إن هذه الأحاديث دين , فانظروا عمّن تأخذوا دينكم , فإنا كنّا إذا هوينا أمرا صيّرناه حديثا. ص 210
- قال حمّاد بن أبي سلمة: حدثني شيخ لهم - يعني: الرافضة - تاب , قال: كنا إذا اجتمعنا استحسنّا شيئا جعلناه حديثا. ص 210
- قال مالك بن أنس: لا يؤخذ العلم من أربعة , و يؤخذ ممّن سوى ذلك: لا يؤخذ من سفيه معلن بالسّفه و إن كان أروى الناس , و لا يؤخذ من كذّاب يكذب في أحاديث الناس إذا جُرّب ذلك عليه و إن كان لا يُتّهم أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه و سلم - , و لا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه , و لا من شيخ له فضل و عبادة إذا كان لا يعرف ما يُحدّث. ص 212
- قال الخطيب: إذا كان الراوي صحيح السماع , غير أنه متساهل في الرواية و معروف بالغفلة , فالسماع منه جائز و غير أنه مكروه و و يُضَعَّف حالُه بما ذكرنا. ص 213
- قال الخطيب: ينبغي لطالب الحديث ان يتميّز في عامة أموره عن طرائق العوام , باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أمكنه , و توظيف السنن على نفسه , فإن الله تعالى يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). ص 215
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 03:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الحسن البصري: كان الرجل يطلب العلم , فلا يلبث أن يُرى ذلك في تَخَشُّعِه و هديه , و لسانه , و بصره , و يده. ص 216
- قال سفيان بن عيينة: كان الشابُّ إذا وقع في الحديث احتسبه أهله , قال أبو بكر: يعني أنه كان يجتهد في العبادة اجتهادا يقتطعه عن أهله , فيحتسبونه عند ذلك. ص 217
- قال عامر الشعبي: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به , و كنا نستعين على طلبه بالصوم. ص 217
- قال عمرو بن قيس المُلائي: إذا بلغَك شيء من الخير فاعمل به - ولو مرة - تكن من أهله. قلت (عبد الحي): هذا في الأمور المستحبه , و من يريد الدرجات العلا فلابد أن يكثر من الأعمال الصالحة مع التنقل بين بساتينها , و المداومة على ذلك أمر مطلوب ص 219
- قال أحمد بن حنبل: صاحب الحديث عندنا من يستعمل الحديث. ص 219
- قال سعيد بن إسماعيل الزاهد: من أمَّرَ السَّنة على نفسه قولا و فعلا نطق بالحكمة , ومن أمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة , لأن الله يقول: (و إن تطيعوه تهتدوا). ص 221
- قال شعبة: ما رأيت أحدا قطّ يعدو إلا قلت: مجنون أو صاحب حديث. قلت (عبد الحي): و الغالب أن سبب عدو صاحب الحديث هو التنقل بين حلقات العلم كي لا يفوته شيء من الأحاديث مع الحصول على مكان قريب من الشيخ ليسمع إملاءه بسهولة , و كذلك من أجل المحافظة على الوقت , و الله تعالى أعلى و أعلم. ص 226
- قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: إن حقّا على من طلب العلم أن يكون له وقار و سكينة وخشية , و أن يكون متّبعا لأثر من مضى قبله. ص 232
- قال علي: إذا تعلَّمتم العلم فاكظموا عليه - حافظوا عليه - ولا تخلطوه بضحك و باطل , فتمجُّه القلوب. ص 232
ـ[أسماء]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير و رفعك قدرا و لا حرمك الاجر و الثواب
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:28]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 10:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب , والعبث , و التبذّل في المجالس بالسخف و الضحك و القهقهة و كثرة التنادر و إدمان المزاح و الإكثار منه , و إنما يُستجاز من المزاح يسيره و نادره و طريفه , الذي لا يُخرج عن حد الأدب , و طريقة العلم , فأما متصله و فاحشه و سخيفه و ما أوغر منه الصدور و جلب الشرّ فإنه مذموم , و كثرة المزاح و الضحك تضع من القدر و تزيل المروءة. ص 232
- عن ابن عباس قال: وجدت عامّة علم رسول الله صلى الله عليه و سلم عند هذا الحيّ من الأنصار , إن كنت لأقيل بباب أحدهم , و لو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي عليه , و لكن أبتغي بذاك طيب نفسه. ص 236
- قال الزهري: إن كنت لآتي باب عروة , فأجلس , ثم أنصرف فلا أدخل , ولو شئت أن أدخل لدخلت , إعظاما له. ص 237
- عن عبد الله بن بُسر قال: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه , و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر و يقول: السلام عليكم , السلام عليكم) , و ذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور , قال الخطيب: و إن كان الباب مردودا فله أن يقف حيث شاء منه و يستأذن. ص 238
- قال أحمد بن يحيى: دقّ رجل على رجل الباب , فقال: من ذا؟ قال: هأنذا , قال: يا هأنذا! أدخل , قال: فبقي لقب الرجل: هأنذا. ص 243
ـ[أبو عبد الله الخالدي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 11:25]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Jun-2008, صباحاً 11:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يستحب للطالب أن لا يمشي على بساط المحدّث إلا بعد نزع نعليه من قدميه , لما لا يؤمن أن يكون في النعلين من الأقذار , و ذلك أيضا من التواضع و حسن الأدب. ص 258
- قال عقبة: دعوت أبا هريرة إلى منزلي , و في منزلي بساط مبسوط , فلم يجلس حتى خلع نعليه , ثم مشى على البساط. ص 258
- قال عبد الله بن المعتز: (لا تسرع إلى أرفع موضوع في المجلس , فالموضع الذي ترفع إليه خير من الموضع الذي تحطّ عنه , و نحوه) قول الإمام الشعبي: (لأن أدعى من بُعد إلى قرب أحبّ إليّ من أن أقصى من قرب إلى بُعد). ص 263
- كان كعب عند عمر بن الخطاب , فباعد في مجلسه , فأنكر عمر ذلك عليه , فقال كعب: يا أمير المؤمنين! إن في حكمة لقمان ووصيّته لابنه: يا بُني! إذا جلست إلى ذي سلطان فليكن بينك و بينه مقعد رجل , فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك , فتنحّى عنه , فيكون ذلك نقصا عليك. ص 263
- عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال: كان يُقال: من رأس التواضع الرّضى بالدّون من شرف المجلس. ص 264
- قال يحيى بن خالد البرمكي: لا يضيق شبر عن متحابَّين و لا تتسع الدّنيا لمتباغضين. ص 266
- قال بعض الحكماء: إثنان ظالمان: رجل أهديت إليه النصيحة فاتّخذها ذنبا , و رجل وُسّع له في مكان ضيّق فقعد مُتربعا. ص 267
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا قام أحدكم من مجلسه ثمّ رجع إليه فهو أحقّ به). رواه مسلم ص 268
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 01:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال محمد بن إسماعيل البخاري: ما رأيت أحدا أوقر للمحدّثين من يحيى بن معين. ص 273
- قال الخطيب: و إذا خاطب الطالب المحدّث عظّمه في خطابه , بنسبته إياه للعلم , مثل أن يقول له: أيها العالم! أو أيها الحافظ! و نحو ذلك ... و إن قال الطالب للمحدّث في خطابه له: يا سيد! كان ذلك جائزا. ص 273
- قال أيوب: كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث سنين فلايسأله عن شيء هيبة له. ص 275
- قال عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي: ما كان إنسان يجترئ على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير. ص 275
- قال ابن الخياط يمدح مالك بن أنس:
يَدَعُ الجوابَ فلا يراجع هيبة ... و السَّائلون نواكسُ الأذقان
نور الوقار و عزُّ سلطان التُّقى ... فهو المَهيب و ليس ذا سُلطانِ. ص 276
- - قال إسحاق الشهيدي: كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر , ثم يستند إلى أصل منارة مسجده , فيقف بين يديه , علي بن المديني و الشاذكوني وو عمرو بن علي , وأحمد بن حنبل و يحيى بن معين و غيرهم , يسألونه عن الحديث و هم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب , لا يقول لواحد منهم: اجلس و لا يجلسون هيبة و إعظاما. ص 277
-- قال الشعبي: أمسك ابن عباس بركاب زيد بن ثابت , فقال: أتمسك لي و أنت ابن عم رسول الله؟ قال: إنا هكذا نصنع بالعلماء. ص 283
- -قال الحسن: أتى ابن عباس يأخذ بركاب أُبي بن كعب , فقيل له: أنت ابن عم رسول الله , تأخذ بركاب رجل من الأنصار؟! فقال: إنه ينبغي للحَبْر أن يُعظم و يُشرّف. ص 284
- قال شعبة: ما سمعت من أحد عدد حديث إلا و اختلفت إليه أكثر من عدد ما سمعت منه الحديث. ص 289
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 03:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُتَحدَّث في مجلسه , و لا يُبرى فيه قلم و لا يتبسّم أحد , فإن تحدث أو برى قلما صاح و لبس نعليه و دخل , و كذا كان يفعل ابن نمير , وكان من أشد الناس في هذا , و كان وكيع أيضا في مجلسه كأنهم في صلاة , فإن أنكر من أمرهم شيئا انتعل و دخل , و كان ابن نُمير يغضب و يصيح , و كان إذا رأى من يبري قلما تغيَّر وجهه. ص 291
- ضحك رجل في مجلس عبد الرحمن بن مهدي , فقال: من ضحك؟! فأشاروا إلى رجل , فقال: تطلب العلم و أنت تضحك؟! لا حدّثتُكم شهرا. ص 292
- قال الضحاك بن مزاحم: أول باب من العلم: الصمت , الثاني: استماعه و الثالث: العمل به , و الرابع: نشره و تعليمه. ص 293
- قال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: لا ينتفع الرجل بالقول - و إن كان بليغا - مع سوء الإستماع. ص 294
- قال الأوزاعي: حسن الإستماع قوّة للمحدث. ص 294
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 12:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إن عرض للطالب أمر احتاج أن يذكره في مجلس الحديث وجب عليه أن يخفض صوته , لئلا يفسد السماع عليه أو على غيره. ص 294
- كان حماد بن زيد إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع إنسان صوته لم يحدّثه. ص 295
- قال الخطيب: و إن لم يبلغه صوت الراوي لبعده عنه سأله أن يرفع صوته سؤالا لطيفا , لا سمجا , و لا عنيفا. ص 296
- قال الخطيب: و ليتّق إعادة الإستفهام لما قد فهمه ,و سؤال التكرار لما قد سمعه و علمه , فإن ذلك يؤدّي إلى إضجار الشيوخ. ص 296
- قال وكيع: من فهم ثم استفهم , فإنما يقول: اعرفوني , إني أجيد أخذ الحديث. ص 297
- قال وكيع: من استفهم و هو يفهم فهو طرف من الرياء. ص 297
- قيل للزهري: أعد علينا الحديث , قال: نقل الصخر أهون من تكرير الحديث. ص 298
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 05:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و ينبغي أن يكون مقعد الطالب من المحدّث بمنزلة مقعد الصبي من المعلم. ص 298
- قال عبد الله بن المعتز: المتواضع في طُلاّب العلم أكثرهم علما , كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء. ص 300
- قال الخطيب: و يجب أن يُقبل على المحدّث بوجهه , و لا يلتفت عنه و لا يُسارّ أحدا في مجلسه , و لا يحكي عن غيره خلاف روايته. ص 300
- قال علي بن أبي طالب: من حقّ العالم عليك أن تُسلّم على القوم عامّة و تخُصه دونهم بالتحيّة , و أن تجلس أمامه , و لا تشيرن عنده بيدك , و لا تغمزنّ بعينيك , ولا تقولن: قال فلان , خلافا لقوله , و لا تغتابن عنده أحدا , و لا تُسارّ في مجلسه , و لا تأخذ ثوبه , ولا تلحّ عليه إذا كسل و لا تعرض من طول صحبته , فإنما هو بمنزلة النخلة , تنتظر متى يسقط عليك منها شيء , و إن المؤمن العالم لأعظم أجرا من الصائم القائم , الغازي في سبيل الله , و إذا مات العالم انثلمت في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة. ص 300
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 02:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و كذلك يجب أن لا يعترض عليه بعموم القرآن , لجواز أن يكون ذلك الحديث مما خصّ به كتاب الله عز وجل. ص 302
- قال الخطيب: و إذا روى المحدث خبرا قد تقدمت معرفته فينبغي له أن لا يُداخله في روايته , ليريه أنه يعرف ذلك الحديث , فإن من فعل مثل هذا كان منسوبا إلى سوء الأدب. ص 302
- قال معاذ بن سعيد: كنا عند عطاء بن أبي رباح , فتحدّث رجل بحديث فاعترض له آخر في حديثه , فقال عطاء: سبحان الله! ما هذه الأخلاق؟! ما هذه الأحلام؟! إني لأسمع الحديث من الرجل و أنا أعلم منه , فأريهم من نفسي أني لا أحسن منه شيئا. ص 303
- قال خالد بن صفوان: إذا رأيت محدّثا يحدّث حديثا قد سمعته أو يُخبر خبرا قد علمته , فلا تشاركه فيه حرصا على أن تُعلِم من حضرك أنك قد علمته , فإذن ذلك حطة و سوء أدب. قلت (عبدالحي): و من فعل ذلك فاعلم أنه لم يفقه معنى العلم فضلا أن يكون له حظ فيه. ص 304
- قال إبراهيم بن الجنيد: كان بعض الحكماء يقول: إن من الأدب أن لا يشارك الرجل غيرَه في حديثه , و إن كان أعلم به منه , و أنشد:
و لا تُشارك في الحديث أهلَه ** و إنْ عرفت فرعه و أصله.
ص 304
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[14 - Jun-2008, مساء 02:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا وجعل كل أعمالكم القيمة في ميزان حسناتكم ونفع بعلمكم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 03:25]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليكم أخي الكريم و بارك الله فيكم ووفقكم الله تعالى لما يحبه و يرضاه
ـ[عبدالحي]ــــــــ[16 - Jun-2008, مساء 03:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: مذاهب المحدثين في الرواية تختلف , فمنهم من يبتدئ بها احتسابا من غير أن يُسأل. ص 305
- قال الأعمش: كان إسماعيل بن رجاء يجمع الصبيان فيحدّثهم. ص 307
- كان وكيع يمضي في الحر وقت القيلولة للجمال إلى قوم سقائين يحدثهم , و يقول: هؤلاء قوم لهم معاش لا يقدرون يأتوني , فيحدّثهم بتواضع بذلك. ص 307
- قال الخطيب: و من المحدثين من لا يروي شيئا إلا بعد أن يسأل , و يحكى مثل هذا من المتقدمين عن إبراهيم النخعي و عبد الله بن طاوس. ص 308
- قال أمية بن شبل: قدم علينا ابن طاوس , فجلس , فقال له إنسان: ألا تحدثنا فقال: إن سألتموني عن شيء ذكره , و إلا فأهدر عليكم. ص 309
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 08:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و كان بعض السلف يتمنع من التحديث إذا كان السامع ليس من أهل العلم. ص 310
- قال سفيان بن حسين: قدم الأعمش بعض السواد , فاجتمعوا إليه , فأبى أن يحدّثهم , فقيل له: يا أبا محمد! لو حدّثتهم , فقال: من يُعلق الدُّر على الخنازير. ص 311
- قال مالك بن أنس: من إهانة العلم أن تحدث كل من سألك. ص 312
- قال الخطيب: و كان غير واحد من المتقدمين يقتصر على رواية الشيء اليسير. ص 313
- قال خالد الحذّاء: كنّا نأتي أبا قلابة , فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت. ص 313
- قال عبد الله بن داود: كنت آتي الأعمش فرسخ , و لم أسمع منه في مجلس قط أربعة أحاديث إلا مرة واحدة. ص 314
- قال شعبة: اختلفت إلى عمرو بن دينار خمسمائة مرة , و ما سمعت منه إلا مائة حديث في كل خمسة مجالس حديث. ص 316
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Jun-2008, مساء 12:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: إذا كان المحدث ممّن يتمنّع بالرواية , و يتعسّر في الحديث فينبغي على الطالب أن يلاطفه في المسألة و يرفق به و يخاطبه بالسؤدد و التفدية , و يديم الدعاء له , فإن ذلك سبيل إلى بلوغ أغراضه منه. ص 316
- قال الزهري: كان أبو سلمة يسأل ابن عباس , قال: فكان يعرض عنه , قال: و كان عبيد الله بن عبد الله يلاطفه , فكان يَغِرُّه غَرّا. ص 317
- قال سفيان: سمعت الزهري يحدث عن أبي سلمة قال: لو رفقت بابن عباس لاستخرج منه علما كثيرا , و قال سفيان مرة: علما جمّا. ص 317
- قال الأصمعي:
لم أر مثل الرّفق في أمره ... أخرجَ للعذراء من خدرها
من يستعن بالرفق في أمره ... قد يُخرج الحيّة من جحرها. ص 318
- قال حجاج: كان عمرو بن قيس الملائي إذا بلغه الحديث عن الرجل , فأراد أن يسمعه , أتاه حتى يجلس بين يديه , و يخفض جناحه , و يقول: علّمني رحمك الله مما علّمك الله. ص 319
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Jun-2008, مساء 02:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و من الأدب إذا روى المحدث حديثا فعرض للطالب في خلاله شيء أراد السؤال عنه أن لا يسأله عنه في تلك الحال , بل يصبر حتى ينهي الراوي حديثه , ثم يسأل عما عُرض له. ص 321
- قال الخطيب: و ليجتنب الطالب سؤال المحدّث إذا كان قلبه مشغولا. ص 322
- قال ابن عباس: إن كنت لآتي الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا رأيته نائما لم أوقظه , و إذا رأيته مغموما لم أسأله , و إذا رأيته مشغولا لم أسأله. ص 323
- قال الخطيب: و لا ينبغي أن يسأله التحديث و هو قائم , و لا هو يمشي , لأن لكل مقام مقالا , و للحديث مواضع مخصوصة دون الطرقات و الأماكن الدنيه. ص 323
- قال قتادة: سألت أبا الطفيل عن حديث , فقال: لكل مقام مقال , و في رواية وهب: إن لكل مقام مقالا. ص 323
- قال بشر بن الحارث: سأل رجل ابن المبارك عن حديث و هو يمشي , فقال: ليس هذا من توقير العلم , قال بشر: فاستحسنته جدّا. ص 324
- قال ميمون بن مهران: التودّد إلى الناس نصف العقل , و حسن المسألة نصف الفقه. ص 324
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[24 - Jun-2008, مساء 10:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: إذا أجاب المحدّث الطالب إلى مسألته و حدّثه , فيجب أن يأخذ منه العفو و لا يُضجِره. ص 327
- قال محمد بن خلف: سمعت روَّادا يقول: سألت مالكا عن أربعة أحاديث فلما سألتُه عن الخامس قال: يا هذا! ما هذا بإنصاف. ص 327
- قال سفيان بن عيينة:
قد كنت حذّرتك آل المُصطلق ... و قلت: يا هذا أطعني وانطلق
إنّك إن كلّفتني مالم أُطق ... ساءك ما سرّك منّي من خُلُق. ص 329
- قال أبو بكر: و الإضجار يغير الأفهام , و يفسد الأخلاق , و يُحيل الطباع. ص 333
- قال هُشيم: كان إسماعيل بن أبي خالد من أحسن الناس خُلُقا , فلم يزالوا به حتى ساء خُلُقُه. قال الشيخ محمد عجاج الخطيب: أي مازالوا يكثرون عليه بالأسئلة , و طول المجالسة , و نحو هذا .... مما أزعجه و أضجره , فضاق بهم ذرعا. ص 333
- قال عتبة بن عبد الله: رأيت ابن المبارك و قد ألحّ عليه أصحاب الحديث فضجر , فقيل له: يا أبا عبد الرحمن , تؤجر , فقال: الأجر كثير , و أبو عبد الرحمن وحده. ص 336
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Jun-2008, مساء 12:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و كان جماعة من السلف يحتسبون في بذل الحديث , و يتألفون الناس عليه , ثم جاء عنهم كراهة الرواية عندما رأوا من قلة رِعَة الطَّلبة و إيذائهم في المسألة , و اطِّراحهم حكم الأدب. ص 336
- قال وكيع: قلت لسفيان الثوري: لم لا تُحدّث؟ قال: مَنْ حدّث ذلّ. ص 336
- قال محمد بن أبي عثمان الطيالسي: قلت ليحيى بن معين: لم لا تحدّث؟ قال: أنا حرّ أذهب أكون عبدا؟! ص 337
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Jun-2008, مساء 01:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إذا لم يكن الطالب ممّن يعرف الأحاديث التي يسأل المحدّث عنها , استعان بمن حضر المجلس من أهل الحفظ و المعرفة , و طلب إليه أن يسأل له الشيخ عن ذلك. ص 346
- قال يحيى بن سعيد: ينبغي في الحديث غير خصلة , ينبغي لصاحب الحديث تثبت في الأخذ , و يكون يفهم ما يُقال له , و يبصر الرجال , و يتعاهد ذلك من نفسه. ص 354
- قال أبو بكر: و لا يأخذ الطالب نفسه بما لا يطيقه , بل يقتصر على اليسير الذي يضبطه , و يحكم حفظه و يتقنه. ص 354
- قال بن عُليّة: كنت أسمع من أيوب خمسة , ولو حدّثني بأكثر من ذلك ما أردت. ص 355
- قال سفيان: كنت آتي الأعمش و منصورا , فأسمع أربعة أحاديث أو خمسة ثم أنصرف , كراهة أن تكثر و تفلّت. ص 355
- قال شعبة: كنت آتي قتادة , فأسأله عن حديثين , فيحدّثني , ثم يقول: أزيدك؟ فأقول: لا , حتى أحفظهما و أتقنهما. ص 356
- قال الزهري: من طلب العلم جملة فاته جملة , و إنما يُدرك العلم حديث و حديثان. ص 356
- قال الزهري: إن هذا العلم إن أخذته بالمكابرة له غلبك , و لكن خذه مع الأيام و الليالي أخذا رفيقا تظفر به. ص 357
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Jun-2008, مساء 02:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إن كان الحديث طويلا بحيث لا يُمكن حفظه في مجلس واحد حفظ نصفه , ثم عاد في مجلس آخر و فحفظ بقيته. ص 361
- قال الخطيب: و يستحب لمن حفظ عن شيخ حديثا أن يعرضَه عليه ليصححه له , و يردَّه عن خطأ إن كان سبق إلى حفظه إياه. ص 362
- قال علي بن أبي طالب: تزاوروا , و تدارسوا الحديث , و لا تتركوه يُدرس. ص 364
- قال ابن عباس: إذا سمعتم مني حديثا فتذاكروه بينَكم. ص 364
- قال إبراهيم الأصبهاني: كل من حفظ حديثا فلم يذاكر به تفلّت منه. ص 366
- قال الخطيب: و إذا لم يجد الطالب مَن يذاكره أدام ذكر الحديث مع نفسه , و كرّره على قلبه. ص 366
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jul-2008, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال وكيع: أول بركة الحديث إعارة الكتب. ص 369
- قال أبو بكر: إذا كان لرجل كتاب مسموع من بعض الشيوخ الأحياء فطلب منه ليسمع من ذلك الشيخ , فيستحب أن لا يمتنع من إعارته , لما في ذلك من البر و اكتساب المثوبة و الأجر , و هكذا إذا كان في كتابه سماع لبعض الطلبة من شيخ قد مات فابتغى الطالب نسخه , استحب له إعارته إياه , و كره أن يمنعه منه. ص 369
- قال يحيى بن معين: من بخل بالحديث و كسر على الناس سماعهم لم يفلح. ص 370
- قال سفيان الثوري: من بخل بعلمه ابتلي بثلاث: إما أن ينساه و لا يحفظ و إمّا أن يموت و لا ينتفع به , و إما أن تذهب كتبه. ص 370
ـ[عبدالحي]ــــــــ[14 - Jul-2008, مساء 10:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال يونس بن يزيد: قال لي الزهري: يا يونس , إياك و غلول الكتب , قلت: و ما غلول الكتب؟ قال: حبسها على أصحابها. ص 373
- قال الفضيل بن عياض: ليس من فعل أهل الورع , و لا من فعال العلماء أن يأخذ سماع رجل و كتابه و فيحبسه عليه , و من فعل ذلك فقد ظلم نفسه. ص 374
- قال الجاحظ:
أيها المُستعير منّي كتابا ... ارض لي فيه ما لنفسك ترضى
لا ترى ردَّ ما أعرتك نفلا ... و ترى ردّ ما استعرتك فرضا. ص 375
- قال لنا أبو بكر: و لأجل حبس الكتب امتنع غير واحد من إعارتها , و استحسن آخرون أخذ الرهون عليها من الأصدقاء , و قالوا الأشعار في ذلك. ص 376
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال حمزة الزيات: لا تأمننّ قارئا على صحيفة , و لا جمالا على حبل , قال الشيخ محمد عجاج الخطيب: هؤلاء ممن سلك طريق الضّنّ في إعارة الكتب لمن ليس أهلا لها , و أما من كان أهلا للكتب , فالعلماء يحثون على إعارته , كما يحثون المستعير على حسن استعمال الكتب و ردها إلى أصحابها , فيُحمل ما ورد هنا مطلقا على ما بينّاه. ص 376
- قال سفيان: لا تُعر أحدا كتابا. ص 376
- قال الربيع بن سليمان: كتب إليّ البُويْطيّ: احفظ كتبك , فإنه إن ذهب لك كتاب لم تجد بدَله. ص 376
- قال علي بن الحسن القطيعي:
جلّ قدر الكتاب يا صاح عندي ... فهو أغلى من الجواهر قدرا
لست يوما معيره من صديق ... لا و لا من أخ أُحاذر غدرا
ما على من يصونه من ملام ... بل له العذر فيه سرا و جهرا
لن أعير الكتاب إلا برهن ... من نفيس الرّهون تبرا و درّا. ص 377
- قال محمد بن خَلف المرزبان أنشدت:
أعر الدّفتر للصّا ... حب بالرّهن الوثيق
إنّه ليس قبيحا ... أخذ رهن من صديق. ص 377
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 02:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال ابن المبارك: الحبر في الثياب خلوق العلماء. ص 386
- قال خالد بن يزيد: الحبر في ثوب صاحب الحديث مثل الخلوق في ثوب العروس. ص 386
- قال أبو عبد الله البلويّ:
مِداد المحابر طيب الرّجال ... و طيب النّساء من الزّعفران
فهذا يليق بأثواب ذا ... و هذا يليق بثوب الحََصان. ص 386
- قال أحمد بن حنبل: و قد أقبل أصحاب الحديث بأيديهم المحابر , فأومأ إليها , و قال: هذه سُرُج الإسلام. ص 387
- عن قتادة في قوله تعالى (علَّم بالقلم) قال: إن القلم نعمة من الله عظيمة , و لولا ذلك لم يَقُم دين , و لم يصلُح عيْشٌ. ص 392
- قال الشعبي: من جلالة شأن القلم أنه لم يُكتب لله كتاب إلا به. ص 392
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Jul-2008, مساء 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال أبو بكر: لا ينبغي أن يكتب الطالب خطّا دقيقا إلا في حال العذر مثل أن يكون فقيرا لا يجد من الكاغد سعة , أو يكون مسافرا , فيدق خطه ليخفّ حمل كتابه , و أكثر الرحالين تجتمع في حاله الصفتان اللتان يقوم بهما له العُذر في تدقيق الخط. ص 401
- قال الخطيب: ينبغي أن يُبتدأ ب " بسم الله الرحمن الرحيم " في أول كل كتاب من كتب العلم , فإن كان الكتاب ديوان شعر , فقد اختلفوا فيه. ص 405
- قال الشعبي: أجمعوا أن لا يكتبوا أمام الشعر " بسم الله الرحمن الرحيم ". ص 405
- قال الخطيب: و ممن ذهب إلى رسم التسمية في أول كتاب الشعر سعيد بن جبير , و تابعه على ذلك أكثر المتأخرين , و هو الذي نختاره و نستحبه. ص 407
- قال سعيد بن جبير: لا يصلح كتاب إلا أوله " بسم الله الرحمن الرحيم " و إن كان شعرا. ص 407
- قال ابن أبي الزناد: في كتاب أبي: هذا ما سمعته من عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: فكلما انقضى حديث أدار دارة , ثم قال: هكذا كل الكتاب. ص 424
- قال الخطيب: رأيت في كتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بخطه بين كل حديثين دارة , و بعض الدارات قد نقط في كل واحدة منها نقطة , و بعضها لا نقطة فيه , و كذلك رأيت في كتابي إبراهيم الحربي و محمد بن جرير الطبري بخطيهما.
فأستحب أن تكون الدارات غفلا , فإذا عورض بكل حديث نقط في الدارة التي تليه نقطة , أو خط في وسطهما خطّا.
و قد كان بعض أهل العلم لا يعتدّ من سماعه إلا بما كان كذلك أو في معناه. ص 425
- قال يحيى بن معين: كان غُندر رجلا صالحا سليم الناحية و كل حديث من حديث شعبة ليس عليه علامة عين لم يعرضه على شعبة بعد سماعه فلا يقول فيه: حدثنا. ص 425
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Jul-2008, مساء 02:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يجب على من كتب نسخة من أصل بعض الشيوخ أن يعارض نسخته بالأصل , فإن ذلك شرط في صحة الرواية من الكتاب المسموع. ص 428
- قال يحيى بن أبي كثير: مثل الذي يكتب و لا يعارض مثل الذي يقضي حاجته و لا يستنجي بالماء. ص 428
- قال الشافعي: إذا رأيت الكتاب فيه إلحاق و إصلاح فاشهد له بالصحة. ص 435
- قال أبو مسهر: أحسن أهل الشام حالا من عرض. ص 440
- قال إسماعيل بن أبي أويس: سُئل مالك بن أنس عن حديث: أعرض هو أم سماع؟ فقال: منه سماع , و منه عرض , و ليس العرض عندنا بأدنى من السماع. ص 441
- قال يحيى بن معين: سمعت عبد الرزاق يقول: سمعنا و عرضنا , و كلٌّ سواء. ص 442
- قال قتادة: لقد كان يستحب أن لا تقرأ الأحاديث التي عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا على طهر. ص 466
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Jul-2008, مساء 12:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إذا أذن له المحدث في قراءة أحاديث عينها له , فينبغي أن لا يتعدّاها طلبا للزيادة عليها. ص471
- قال حببيب بن أبي ثابت: من السنة إذا حدّث الرجل القوم أن يُقبِل عليهم جميعا , و لا يخصّ أحدا دون أحد. ص 474
- قال أبو بكر: و مباح للمحدث أن يؤثر حفاظ الطلبة , و أهل المعرفة و الفهم منهم , و إن كان الأفضل أن يعدل بينهم , و لا يؤثر بعضهم على بعض. ص 476
- قال أبو عاصم النبيل: رأيت شعبة يقبل على إنسان خرساني يحدثه , فقال له أهل البصرة: تقبل على هذا و تدعنا؟ فقال شعبة: و ما عليكم لعل مع هذا خنجر يشق بطني , قال الشيخ محمد عجاج الخطيب: لعل عنده أسبابا و دواعي يحسن بها استخراج العلم من شعبة. ص 480
- قال الحسن: قدّموا إلينا أحداثكم , فإنهم أفرغ قلوبا , وأحفظ لما سمعوا , فمن أراد الله أن يتمه له أتمّه. ص 487
- أنشد ابن خلاّد , قال: أنشدنا أصحابنا البغداديون:
إنّ الحداثة لا تُقصِّـ ... ر بالفتى المرزوق ذهنا
لكن تُذكِّي قلبه ... فيفوق أكبر منه سنّا ص 490
- قال سفيان: لا تدخل في شيء إلا في شيء لك فيه نية. ص 493
- قال يزيد بن هارون: ما عزّت النية في الحديث إلا لشرفه. ص 494
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و إن كان في بلده أو بغيره من هو أعلى إسنادا منه دلّ عليه و أرشد الطلبة إليه. ص 494
- قال حمدان بن علي الوراق: ذهبنا إلى أحمد بن حنبل سنة ثلاثة عشرة , فسألناه أن يُحدّثنا , فقال: تسمعون مني و مثل أبي عاصم في الحياة اخرجوا إليه. ص 495
- قال سمرة بن جندب: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم غُلاما , فكنت أحفظ عنه , و ما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالا هم أسنُّ مني. ص 498
- قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: ما لك لا تحدّث؟ فقال: أمّا و أنت حيٌّ فلا. ص 498
- قال يحيى بن معين: إن الذي يحدّث بالبلد و بها من هو أولى بالتحديث منه أحمق. ص 499
- قال يحيى بن معين: عبيد الله عن القاسم عن عائشة , الذهب المشبك بالدرر. ص 499
- قال يحيى بن معين: إذا حدّثت في بلد فيه مثل أبي مسهر , فيجب لحيتي أن تحلق , قال أحمد بن أبي الحواري: و أنا إذا حدّثت في بلدة فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار , فيجب لحيتي أن تحلق. ص 500
- قال عاصم: كان زر أكبر من أبي وائل , فكانا إذا جلسا جميعا لم يحدّث أبو وائل مع زِر. ص 501
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 11:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال شعيب بن حرب: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش , و من رضي بأن يكون دنيّا أبى الله إلا أن يجعله رأسا. ص 505
- قال بقية بن الوليد: قال لي إبراهيم بن أدهم: يا بقية! كن دنيّا و لا تكن رأسا , فإنّ الذنب ينجو و الرأس يذهب. ص 506
- قال بشر بن الحارث: إن الرياسة تنزل من السماء , فلا تصيب إلا رأس من لا يريدها. ص 506
- قال يزيد بن هارون: من طلب الرياسة في غير أوانه حرمه الله في أوانه. ص 506
- قال قتادة: من حدّث قبل حينه افتضح في حينه. ص 507
- قال ابن المبارك: من بخل بالعلم ابتُلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه , أو ينساه , أو يتبع سلطانا. ص 510
- قال عبد الله بن المعتز: الجاهل صغير و إن كان شيخا , و العالم كبير و إن كان حدثا. ص 513
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Jul-2008, مساء 12:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
- كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول: لا ينبغي لأحد يعلم أن عنده شيئا من العلم يضيع نفسه. ص 513
- حدّث أبو الضحى عن مسروق قال: لا تنشر بزّك إلا عند من يبغيه , قال عبد الله: قال أبي: يعني الحديث. ص 514
- قال مسروق: نكد الحديث الكذب , و آفته النسيان , و إضاعته أن تحدث به غيرَ أهله. ص 514
- قال عكرمة: إن لهذا الحديث ثمنا , قالوا: و ما ثمنه؟ قال: أن يوضع عند من يحسن حفظه و لا يضيعه. ص 514
- عن أبي قلابة قال: لا تُحدّث الحديث من لا يعرفه , فإن من لا يعرفه يضره و لا ينفعه. ص 514
- قال مطرِّف: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه , أي: لا تحدّث بالحديث من لا يريده. ص 515
- قال عبد الملك بن عُمَير: إن من إضاعة العلم أن تحدّث به من ليس له بأهل. ص 515
- قال أبو سفيان الحميري: قدم الأعمش السواد , فسألوه أن يحدّثهم فأبى , فقيل له: لو حدّثتهم؟ قال: و من يعلّق الدّرّ على الخنازير. ص 516
- قال مغيرة: إني لأحتسب في منعي الحديث كما يحتسبون في بذله. ص 517
- قال مالك بن أنس: طارِح العلم عند غيره كطارح الزبرجد للخنازير. ص 517
- قال أبو مسهر: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول في الذين يضعون الأحاديث عند غير أهلها: وقع العلم عند الحَمقى. ص 517
- قال الخطيب: قال بعض الشعراء:
لا تجد بالعطا في غير حقّ ... ليس في منع غير ذي الحق بخل
إنّما الجود أن تجود على من ... هو للجود منك و البذل أهل. ص 518
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[31 - Jul-2008, مساء 12:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها , و لا تُعرض إلا على الراغب فيها , فإذا رأى المحدّث بعض الفتور من المستمع فليسكت فإن بعض الأدباء قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع. ص 518
- قال عبد الله بن مسعود: حدِّث القومَ ما رمقوك بأبصارهم , فإذا رأيت منهم فترة فانزع. ص 518
- قال عبد الله: إن للقلوب شهوة و إقبالا , و إن للقلوب فترة و إدبارا , فاغتنموها عند شهوتها , و دعوها عند فترتها و إدبارها. ص 519
- قال أبو خلدة: سمعت أبا العالية يقول: حدث القوم ما حملوا , قال: قلت: ما ما حملوا؟ قال: ما نشطوا. ص 519
- قال أبو داود: و كان لا يحدِّث قدريا و لا صاحب بدعة يعرفه. ص 524
- قال يحيى بن يعلى: حلّفنا زائدة: حلّف حسينا الجعفيّ , و أبا أسامة و علي بن غراب , و معاوية بن عمرو , كلنا أن لا نحدث الرافضة , و لا نحدِّثه إلا أهله.
و قيل لزائدة ابن قدامة - في امتناعه عن تحديث أهل البدع و تثبته في الحديث - يا أبا الصلت! لم تفعل هذا؟ قال: أكره أن يكون العلم عندهم , فيصيروا أئمة يُحتاج إليهم , فبيدِّلوا كيف شاؤوا. ص 524
- قال كثير بن مرّة الحضرمي: لا تحدِّث بالحق عند السفهاء فيكذبوك , و لا تحدّث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك. ص 526
- قال عبيد الله بن أبي جعفر - و كان أحد الحكماء -: إذا كان المرء يحدّث في المجلس , فأعجبه الحديث , فليسكت , و إن كان ساكتا , فأعجبه السكوت , فليتحدث. ص 536
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Aug-2008, مساء 02:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: من كان يمتنع أن يحدّث من لا نيّة صحيحة له في الحديث ص 536
- قال هارون بن سوار المقرئ: سمعت الفضيل بن عياض - و قيل له: ألا تحدّثنا تؤجر؟ - قال: على أيّ شيء أؤجر , على شيء تتفكّهون به في المجالس؟! ص 537
- قال شريك: ترى أصحاب الحديث هؤلاء , ليس يطلبونه لله عز وجل , إنما يتظرفون به ص 537
- قال سفيان الثوري: لو علمت أن أحدا يطلبه بنية - يعني: الحديث - لاتبعته حتى أحدّثه في بيته. ص 537
- قال أبو بكر: و الذي نستحبه أن يروي المحدّث لكل أحد سأله التحديث , و لا يمنع أحدا من الطلبة. ص 537
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Aug-2008, مساء 04:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و كان في السلف من يتألف الناس على حديثه ابتغاء المثوبة في نشره , و يرى أن ذلك من واجب حقه. ص 540
- قال كثير بن مرة الحضرمي: لا تمنع العلم أهله فتأثم , و لا تحدّث به غير أهله فتجهل , و اعلم أن عليك في علمك حقّا كما أن عليك في مالك حقّا. ص542
- روى ابن عبد البر بسنده إلى أبي فروة: لا تمنع الحكمة أهلها فتأثم , و لا تضعها عند غير أهلها فتجهل , و لكن طبيبا رفيقا يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع. ص 542
- قال الأصمعي: إذا كانت في العالم خصال أربع , و في المتعلم خصال أربع اتفق أمرهما و تَمَّ , فإن نقصت من واحد منهما خصلة لم يتم أمرُهما , أما اللواتي في العالم: فالعقل و الصبر و الرفق و البذل , و أما اللواتي في المتعلم: فالحرص , و الفراغ و الحفظ و العقل. لأن العالم إن لم يُحسن تدبير المتعلم بعقله خلط عليه أمره , و إن لم يكن له صبر عليه ملَّه , و إن لم يرفق به بغَّض إليه العلم , و إن لم يبذل له علمه لم ينتفع به , و أما المتعلم , فإن لم يكن له عقل لم يفهم , و إن لم يكن له حرص لم يتعلم , و إن لم يفرغ للعلم قلبه لم يعقل عن معلمه و ساء حفظه , و إذا ساء حفظه كان ما يكون بينهما مثل الكتاب على الماء. ص 543
- قال عبَّاد أبو محمد البصري: تُوسَّع المجالس لثلاثة: لحامل القرآن , و لحامل الحديث , و لذي شيبة في الإسلام. ص 545
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي إذا جاءه الشيخ و الحدَثُ من قريش أو غيرهم من الأشراف لا يخرج من باب المسجد حتى يخرجهم فيكون هم يتقدمونه ثم يخرج بعدهم. ص 547
- قال الأصمعي: قال أعرابي: من لانَت كلمته وجبت محبَّته. ص 554
- قال حماد بن زيد: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل. ص 555
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Aug-2008, مساء 10:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ما نقصت صدقة من مال , و ما زاد الله عبدًا بعفو إلاَّ عزًّا , و ما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه) صحيح مسلم. ص 555
- قال عبد الله بن المعتز: (التواضع سُلَّم الشرف) و قال أيضا (متواضع العلماء أكثرهم علما). ص 556
- قال سليمان بن حرب: زين هذا العلم حلمُ أهله. ص 560
- قيل لأعرابي: من الأريب العاقل؟ قال: الفَطن المتغافل. ص 560
- قال وكيع: من أراد أن يحدِّث فليصبر , و إلا فليسكت. ص 561
- قال حفص بن غياث: بعث العباس بن موسى أمير الكوفة إلى الأعمش بألف درهم و صحيفة , فقال: اكتب لي فيها من حديثك , فأخذ الألف درهم و كتب له فاتحة الكتاب , فبعث بها إليه , فبعث إليه: أبَلغك أنا لا نحسن القرآن؟! فبعث إليه: أبلغك أنا نبيع العلم. ص 562
- قال عيسى بن يونس: ما رأيت الأغنياء و السلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش , مع فقره و حاجته. ص 562
- قال محمد بن عيسى بن الطباع: أهدوا للأوزاعي هدية أصحاب الحديث , فلما اجتمعوا قال لهم: أنتم بالخيار , إن شئتم قبلت هديتكم و لم أحدّثكم , و إن شئتم حدَّثتكم و رددت هديتكم. ص 563
- قال بشر بن مطر: سمعت سفيان بن عيينة يقول لأصحاب الحديث: أعلمتم أني كنت قد أوتيت فهم القرآن , فلما قبلت الصُّرَّة من أبي جعفر سُلِبتُه. ص 578
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Aug-2008, مساء 02:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: ينبغي للمحدّث أن يكون في حال روايته على أكمل هيئته , و أفضل زينته , و يتعاهد نفسه قبل ذلك بإصلاح أموره التي تجمله عند الحاضرين من الموافقين و المخالفين. ص 587
- قال أبو بكر: لم يزل صبغ اللحية من زي الصالحين , و زينة الفضلاء المتديّنين , و المستحب أن يكون بالحناء و الكتم. ص 595
- قال حميد الطويل: سألت أنس بن مالك عن خضاب النبي صلى الله عليه و سلم , فقال: (كان شيبه أقل من ذلك , و كان أبو بكر يخضب رأسه بالحناء و الكتم و كان عمر يخضب رأسه بالحناء) أخرجه الشيخان. ص 596
- قال جابر رضي الله عنه: جيء بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان رأسه و لحيته ثغامة , فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (غيِّروه و جنّبوا السواد). رواه مسلم ص 598
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Aug-2008, مساء 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يُكره له أن يلبس الثوبَ الخَلَق و هو يقدر على الجديد. ص 600
- أنشد علي بن جعفر الوراق لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أَجِدِ الثّياب إذا اكتسيت فإنّها ... زَيْنُ الرِّجال بها تُعزُّ و تُكْرمُ
ودعِ التّواضع في الثّياب تَحَوُّباً ... فالله يعلم ما تُجِنُّ و تكْتُمُ
فرثات ثوبك لا يزيدُك زُلْفةً ... عند الإله و أنت عبدٌ مُجْرمُ
و بهاء ثوبك لا يضُرُّك بعد أن ... تخشى الإله و تتّقي ما يَحْرُمُ
ص 602
- قال الخطيب: و كما يكره له لُبْس أَدونِ الثياب , فكذلك يكره له لبس أرفعها , خوفا من الإشتهار بها , و أن تسمو إليه الأبصار فيها. ص 602
- قال إبراهيم: إلبس من الثياب ما لا يشتهر الفقهاء , و لا يزدريك السفهاء. ص 602
- قال الحسن بن عبد الرحمن: قال بعض الناس: كما تكره أن يراك الأغنياء في الثياب الدُّون , فكذلك فاكره أن يراك الفقراء في الثياب المرتفعة. ص 603
ـ[عبدالحي]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: و ينبغي أن يمنع أصحابه من المشي وراءه , فإن ذلك فتنة للمتبوع , و ذلّة للمتَّبع , و يأمر من صحبه أن يمشي إلى جنبه. ص 620 و 622
- قال الهيثم: رأى عاصم بن ضمرة ناسا يتبعون سعد بن جُبير , فنهاهم عن ذلك , و قال: إن صنيعكم أو مشيكم هذا مذلة للتابع و فتنة للمتبوع. ص 621
- قال سفيان: عن بعض البصريين عن الحسن: مشوا خلفه , فالتفت إليهم , فقال: رحمكم الله , ما يُبقي هذا من مؤمن ضعيف؟! ص621
- قال الخطيب: إذا دخل على أهل المجلس فلايسلم عليهم حتى ينتهي إليهم. ص 625
- قال شقيق: أتيت منزل أنس بن مالك , قال: فجلسنا في بيته ننتظره , قال: فلما دخل البيت لم يسلِّم حتى دخل , فقام في موضع مجلسه , قال: فاستقبلنا , فقال: السلام عليكم. ص 625
- قال أنس بن مالك: (ما كان على ظهر الأرض أحد أحبَّ إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من رسول الله , و كانوا لا يقومون له لما يعرفون من كراهيته لذلك) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب , و قد أقره ابن حجر على تصحيحه. ص 626
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يجب أن يُتّقى المزاح في مجلسه , فإنه يُسقط الحشمة و يُقل الهيبة. ص 632
- قال الأحنف بن قيس: قال لي عمر بن الخطاب: يا أحنف! من كثر ضحكه قلّت هيبته , و من أكثر من شيء عُرف به , و من مزح استُخفَّ به. ص 632
- قال سعيد بن العاص لابنه: يا بني! لا تمازح الشريف فيحقد عليك , و لا تمازح الدنيء فيجترئ عليك. ص 633
- قال محمد بن المنكدر: قالت لي أمي: يا بني! لاتمازح الصبيان فتهون عليهم. ص 633
- قال عبد الله بن المعتز: المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب. ص 633
- قال الخطيب: يجوز له الإنكار على من ترك بحضرته الوقار. ص 634
- قال سفيان بن عيينة: قدم علينا عبيد الله بن عمر الكوفة , و ذاك منذ زمان , فلما نظر إلى أصحاب الحديث و سوء رعَتهم , قال: شنتُمُ العلم و أهله , لو أدركني و إياكم عمر لأوجعنا ضربا. ص 634
- قال عيسى بن حماد زغبة: سمعت الليث بن سعد يقول - و قد أشرف على أصحاب الحديث , فرأى منهم شيئا - , فقال: ماهذا؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم. ص 635
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 06:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال الخطيب: يُكره التحديث في حالتي المشي و القيام حتى يجلس الراوي و السامع معا , و يستوطنا , فيكون ذلك أحضر للقلب , و أجمع للفهم. ص 638
- قال إبراهيم بن عبد الله بن قُرَيم: مرَّ مالك بن أنس على أبي حازم و هو يحدّثُ , فجازه , فقيل له , فقال: إني لم أجد موضعا أجلس فيه , فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا قائم. ص 639
- قال عطاء بن السائب: كان أبو عبد الرحمن يَكْرَهُ أن يُسأل و هو يمشي. ص 640
- قال الخطيب: و هكذا يُكره للمحدّث أن يروي و هو مضطجع. ص 640
- قال ابن أبي الزناد: كان سعيد بن المسيب و هو مريض يقول: أقعدوني , فإنّي أعظّم أن أحدث حديث رسول الله و أنا مضطجع. ص 640
- قال معمر: كان قتادة يكره للرجل أن يحدّث بهذه الأحاديث التي عن رسول الله إلا و هو على وضوء. ص 641
- قال أبو مصعب: كان مالك لا يحدّث بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا و هو على طهارة , إجلالا لحديث رسول الله. ص642
- قال إسحاق بن الربيع العصفريّ: رأيت الأعمش إذا أراد أن يحدث على غير طهور تيمّم. و قال الأعمش: عن ضرار بن مرة قال: كانوا يكرهون أن يُحدّثوا على غير طهر. ص 643
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 01:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو بكر: كراهة من كره التحديث في الأحوال التي ذكرناها من المشي و القيام و الإضطجاع و على غير طهارة , إنما هي على سبيل التوقير للحديث و التعظيم و التنزيه له , و لو حدّث محدّث في هذه الأحوال لم يكن مأثوما و لا فعل أمرا محظورا , و أجل الكتب كتاب الله , و قراءته في هذه الأحوال جائزة , فقراءة الحديث فيها بالجواز أولى. ص 643
- قال حبيب بن أبي ثابت: كانوا يحبون إذا حدّث الرجل أن لا يقبل على الرجل الواحد , و لكن ليعمّهم. ص 644
- قال حسين المعلّم: كان محمد بن سيرين يتحدّث فيضحك , فإذا جاء الحديث خشع. ص 646
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Oct-2008, صباحاً 10:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و يجب أن لا يجاوز صوت المحدّث مجلسه , و لا يقصر عن الحاضرين. ص 646
- قال عطاء: ينبغي للعالم أن لا يعدو صوته مجلسه. ص 647
- قال شريك: كان الأعمش لا يرفع صوته بالحديث إلا قدر ما يجوز جلساءه إعظاما للعلم. ص 647
- قال عاصم: دخلت على عمر بن عبد العزيز و عنده رجل , فتكلم الرجل , فرفع صوته , فقال له عمر: مَهْ , فإنما يكفي الرجل من الكلام أن يُسمع جليسه. ص 647
- قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يسرد الكلام كسردكم , و لكن كان إذا تكلَّم تكلَّم بكلام فصل يحفظه من سمعه) أخرجه مسلم. ص 650
- قال الخطيب: إذا أمسك عن الرواية في خلال المجلس للإستراحة ذكر الله تعالى في تلك الحال , و قد كان جماعة من أكابر السلف يفعلون ذلك. ص 651
- قال قُرَّة بن خالد: كان الحسن عند السكتة - يعني إذا سكت عن الحديث - يكون هجيراه: سبحان الله و بحمده , سبحان الله العظيم. و كان هجيرا محمد بن سرين إذا سكت عن الحديث أن يقول: اللهمّ لك الشكر. ص 651
ـ[عبدالحي]ــــــــ[12 - Oct-2008, مساء 01:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو بكر: إذا كان تعويل السامع على النقل من كتاب المحدّث ما سمعه فلاوجه لإعادته و تكريره , و أما إن كان معوّله على حفظه عن الراوي , فالأولى بالمحدث تكرير ما يرويه حتى يتقن السامع حفظه , و تقع له معرفته و فهمه ... ص 655
- قال مطرف: سمعت مالك بن أنس يقول: قلّ ما كان رجل صادقا ليس بكاذب إلا متّع بعقله , و لم يصبه ما يصيب غيره من الهرم و الخُرق. ص 656
- قال وكيع: هذه صناعة لا يرتفع فيها إلا صادق. ص 657
- قال أبو بكر المروذي: سمعت أحمد بن حنبل - و سُئِل: بما بلغ القوم حتى مُدحوا؟ - قال: بالصدق. ص 657
- قال عاصم و ابن عون: أن الشعبي كان إذا حدّث الناس انبسط في الحديث , فإذا جاء الحلال و الحرام خاصة توقى , غير الذي كان. ص 659
- قال يوسف بن سعيد: كان الحُنَيْني لا يحدّث بحديث حتى يستخير الله ثلاث مرار , قال: فكنا عنده يوما , فسئل عن حديث , فجعل يحرّك شفتيه ساعة يستخير الله ثلاثا , ثم حدّث به. ص 660
- قال يحيى بن معين: إني لأحدّث بالحديث فأسهر له , مخافة أن أكون قد أخطأت فيه. ص 661
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أحمد بن حنبل: ما كان أحد أقل سقطا من ابن المبارك , كان رجلا يحدّث من كتاب , و من حدّث من كتاب لا يكاد يكون له سقط كبير شيء , و كان وكيع يحدث من حفظه , و لم يكن ينظر في كتاب , و كان يكون له سقط , كم يكون حفظ الرجل؟ ص 662
- قال أبو عبد الله - أحمد بن حنبل -: إذا اختلف وكيع و عبد الرحمن , فعبد الرحمن أثبت , لأنه أقرب عهدا بالكتاب. ص 663
- قال يحيى بن معين: قال لي عبد الرزاق: أكتب عني و لو حديثا واحدا من غير كتاب , فقلت: لا , و لا حرف. ص 665
- قال علي بن المديني: ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل , و بلغني أنه لا يحدّث إلا من كتاب , و لنا فيه أسوة. ص 666
- قال علي بن المديني: قال لي سيّدي أحمد بن حنبل: لا تُحدّثنّ إلا من كتاب. ص 666
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ما رأيت أبي في حفظه حدّث من غير كتاب إلا بأقلّ من مائة حديث. ص 667
ـ[عبدالحي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: الرواية عن الحفظ جائزة لمن كان متقنا لها متحفظا فيها. ص 668
- قال عبد الرحمن بن مهدي: الحفظ الإتقان. ص 668
- قال الخطيب: و ينبغي مع هذه الحال - أي الحفظ - أن لا يغفل الراوي عن مطالعة كتبه و تعاهدها. ص 669
- قال الحسن: إن لنا كُتُبا نتعاهدها. ص 669
- قال الخطيب: و يجب أن ينظر من كتبه فيما علق بحفظه , فإن تعاهد المحفوظ أولى , و المراعاة له أعمّ نفعا. ص 670
- قال الخليل بن أحمد: تعهُّد ما في صدرك أولى بك من تحفُّظ ما في كتبك. ص 670
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 01:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و ينبغي للطالب أن لا يُكره المحدّث على الرواية من حفظه إذا لم يحضره النشاط لذلك. ص 672
- قال أحمد بن عبد الله بن سابور: سمعت أبا نُعيم - يعني: الحلبي - و سأله رجل , فقال: حدثني من حفظك , فقال: غذا سألت الرجل , فقلت له: حدثنا من حفظك , طار حفظه. ص 672
- قال الخطيب: و الحفظ للحديث على ضربين: أحدهما حفظ ألفاظه و عد حروفه , و الآخر معانيه دون اعتبار لفظه , و المستحب للراوي أن يورد الأحاديث بألفاظها التي سمعها , فإن ذلك أسلم له مع الإتفاق على جوازه و صحته. ص 673
- قال مبارك بن فضالة: عن الحسن أنه كان يستحب أن يُحدث الرجل الحديث كما سمع , و كان الحسن ممّن يذهب إلى جواز الرواية على المعنى دون اللفظ و رأيه مع هذا استحباب الأداء كما سمع. ص 673
ـ[عبدالحي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 02:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- خلاصة القول في رواية الحديث باللفظ أو المعنى: إننا نرى من السلف من شدّد في عدم جواز رواية الحديث بالمعنى , حتى و لا باستعمال كلمة مكان كلمة , و كان في مقدمة هؤلاء من الصحابة: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , و بعض التابعين , كالقاسم بن محمد , و رجاء بن حيوة , و محمد بن سيرين.
و ذهب جمهور العلماء إلى أنه " يسوغ للمحدث أن يأتي بالمعنى دون اللفظ إذا كان عالما بلغات العرب ووجوه خطابها , بصيرا بالمعاني و الفقه , فإنه يحترز بالفهم عن تغيير المعاني و إزالة أحكامها ".
و أما إذا كان الراوي غير عالم , و لا عارف بما يحيل المعنى , فلا تجوز له رواية الحديث بمعناه , و لا خلاف بين العلماء في وجوب أدائه بلفظه كما سمعه.
فمن كان عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ , له أن يرويه بالمعنى إذا لم يحضره اللفظ الأصلي , لأنه تحمّل اللفظ و المعنى , و قد عجز عن أداء أحدهما , فلا مانع من روايته بمعناه , ما دام قد أمن الزلل و الخطأ.
حتى إن الإمام الماوردي أوجب أداءه بمعناه إذا نسي اللفظ , لأن عدم أدائه بمعناه قد يكون كتما للأحكام.
ثم قال: " فإن لم ينسى لفظ الحديث , لم يجز أن يورده بغيره , لأن في كلامه صلى الله عليه و سلم من الفصاحة ما ليس في غيره ".
و الذين أجازوا الرواية بالمعنى إنما أجازوها للعالم بشرط أن لا يكون المروي مما يُتعبّد به أو من من جوامع كلمه صلى الله عليه و سلم.
و مع هذا , فإن أكثر الرواة يقولون بعد رواية الحديث: " نحو هذا " , أو " كما قال " , احتياطا وورعا. ص 674قاله الدكتور محمد عجاج الخطيب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 07:54]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، فوائد نافعة.
وأسأل الله أن ييسر لك الاستمرار على هذه الوتيرة الحسنة.
- قال محمد بن الحسن: لا يفلح في هذا الشأن - يعني: العلم - إلا من أقرح البُرُّ قلبه. ص 156
الصواب (البن) وهو إدام كالكامخ يورث القرحة إن أكل وحده، والمراد أن طالب العلم لفقره لا يجد ما يأكله إلا هذا.
وقد نبه على هذ غير واحد من المحققين؛ منهم عبد الفتاح أبو غدة في صفحات من صبر العلماء، والمعصومي في مقالاته وتنبيهاته.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:07]ـ
- قال يحيى بن معين: آلة الحديث: الصدق , و الشهرة , و الطلب , و ترك البدع و اجتناب الكبائر. ص 193
كذا وقع في المطبوعة، ومثله في المحدث الفاصل، ومثله في الكفاية للخطيب.
والذي يبدو لي -والله أعلم- أنها تصحيف (الشهوة)، ويكون المراد بها النهمة وعلو الهمة.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- قال شعيب بن حرب: من طلب الرئاسة ناطحته الكباش , و من رضي بأن يكون دنيّا أبى الله إلا أن يجعله رأسا. ص 505
- قال بقية بن الوليد: قال لي إبراهيم بن أدهم: يا بقية! كن دنيّا و لا تكن رأسا , فإنّ الذنب ينجو و الرأس يذهب. ص 506
الصواب (ذَنَبًا) في الموضعين، أي ذيلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 08:38]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
فرثات ثوبك لا يزيدُك زُلْفةً ... عند الإله و أنت عبدٌ مُجْرمُ
و بهاء ثوبك لا يضُرُّك بعد أن ... تخشى الإله و تتّقي ما يَحْرُمُ
ص 602
(فرثاث) بالثاء
- قال إبراهيم: إلبس من الثياب ما لا يشتهر الفقهاء , و لا يزدريك السفهاء. ص 602
(يشتهرك) بزيادة كاف.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:15]ـ
كذا وقع في المطبوعة، ومثله في المحدث الفاصل، ومثله في الكفاية للخطيب.
والذي يبدو لي -والله أعلم- أنها تصحيف (الشهوة)، ويكون المراد بها النهمة وعلو الهمة.
والله أعلم.
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم، مجموع تنبيهاتكم لطيفة جدا تكشف عن علم وفهم، وأرجو أن تدعني أختلف معك في هذا الموضع،
والأظهر فيه، أن صواب الكلمة (الشهرة بالطلب)
كما ورد في "الكفاية" للخطيب: "الشهرة بطلبه"
وقد تناول أهل العلم هذا المعنى بالبحث في كتب المصطلح ..
ويمكنكم التأمل فيه، وإتحافنا بما يظهر لكم، وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 09:36]ـ
قد تبين لي صحة ما قلتم يا شيخنا الفاضل.
وأستغفر الله مما طغى به الفكر، أو زل به القلم.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله تعالى كل خير
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 04:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أحمد بن حنبل: كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث ما سمع , و يقول: نحو هذا , و شبه هذا , و كان ابن مهدي يجيء بالحديث كما سمع , و كان وكيع يجهد أن يجيء بالحديث كما سمع , فكان ربما قال في الحرف أو الشيء: يعني كذا. ص 675
- قال الخطيب: و يروى عن بعض من كان يذهب إلى وجوب اتباع اللفظ أنه كان لا يُحدِّث إلا لمن يكتب عنه , و يكره أن يحفظ عنه حديثه خوفا من الوهم عليه , و الغلط حال روايته. ص 675
- قال محمد بن عمرو: لا و الله لا أحدثكم حتى تكتبوه , إني أخاف أن تكذبوا عليَّ , و في حديث الغرّاء: أخاف أن تغلطوا عليَّ. ص 676
إنتهى المجلد الأول و الحمد لله تعالى على منّه و فضله
ـ[عبدالحي]ــــــــ[26 - Oct-2008, مساء 10:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المجلد الثاني من الكتاب
- قال الخطيب: بعض من أوجب رواية الحديث على لفظه كان يروي الحديث ملحونا إذا كان قد سمعه كذلك , و لا يغيره. ص 5
- قال عمارة: كان أبو معمر يلحن في الحديث , يتبع ما سمع. ص 5
- قال إسماعيل بن أمية: كُنّا نرد نافعا عن اللحن , فيأبى , يقول: إلا الذي سمعتُه. ص 5
- عن ابن عون: عن ابن سيرين أنه كان يلحن في الحديث. ص 6
- قال أبو مسهر: كان الأوزاعي يلحن. قال أبو بكر: كان الأوزاعي يسبقه لسانه إلى اللحن , لا أنه كان يراه مذهبا , لأن المحفوظ عنه إجازة إصلاح اللحن في الحديث. ص6
- قال الخطيب: و الذي نذهب إليه رواية الحديث على الصواب , و ترك اللحن فيه , و إن كان قد سُمع ملحونا , لأن من اللحن ما يحيل الأحكام , و يصير الحرام حلالا , و الحلال حراما , فلا يلزم اتباع السماع فيما هذه سبيله , و الذي ذهبنا إليه قول المحصِّلين و العلماء من المحدِّثين. ص 7
- قال الأوزاعي: لابأس بإصلاح الخطأ و اللحن و التصحيف في الحديث. ص 7
- قال سليمان بن الأشعث: كان أحمد بن صالح يقوِّم كل لحن في الحديث ص 8
- قال عبد الله بن سعيد الرحبي: سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحان , فكتب عن اللحان لحان آخر , فكتب عن اللحان لحان آخر , صار الحديث بالفارسية. ص 8
ـ[عبدالحي]ــــــــ[28 - Oct-2008, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ليس بتقيّ من لايدري ما يتَّقي. ص 9
- قال عمر بن الخطاب: تعلَّموا العربية , فإنها تزيد في المروءة. ص 10
- عن عبد الله بن بريدة: عن أبيه قال: كانوا يؤمَرون , أو كنَّا نؤمر أن نتعلم القرآن , ثم السنة , ثم الفرائض , ثم العربية , الحروف الثلاثة , قال: قلنا: و ما الحروف الثلاثة؟ قال: الجر و الرفع و النصب. ص 10
- قال وكيع: أتيت الأعمش أسمع منه الحديث , فكنت ربما لحنت , فقال لي: يا أبا سفيان! تركت ما هو أولى بك من الحديث , فقلت: يا أبا محمد! و أي شيء أولى بي من الحديث؟! فقال: النحو , فأملى عليَّ الأعمش النحو , ثم أملى عليّ الحديث. ص 12
- قال شعبة: مَن طلب الحديث فلم يبصر العربيَّة فمثله مثل رجل عليه بُرنس و ليس له رأس. ص 13
- قال حمّاد بن سلمة: مثل الذي يطلب الحديث و لا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها. ص 13
ـ[عبدالحي]ــــــــ[30 - Oct-2008, صباحاً 11:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- أنشد المبرِّد:
النَّحو يبسط من لسان الألْكَنِ ... و المرء يُعظِمُه إذا لم يَلحن
فإذا أردت من العلوم أجلَّها ... فأجلها منها مقيم الألسن ص 15
- أنشد المبرِّد:
النحو زين و جمال يُلتمس ... يأخذ من كلّ العلوم بالنَّفس
صاحبه مكرم حيث جلس ... هل يستوي ربُّ الحمار و الفرسْ ص 16
- قال الشعبي: النحو في العلم كالملح في الطعام , لا يستغني شيء عنه. ص 16
- قال الصولي: النحو في العلوم كالملح في القدور , إذا أكثرت منه صار القدر زعاقا. ص 16
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Nov-2008, مساء 11:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال حماد بن سلمة لإنسان: إن لحنت في حديثي فقد كذب عليّ , فإني لا ألحن. ص 19
- قال جرير بن حازم: سمعت الحسن يُحدّث بالحديث , الأصل واحد , و الكلام مختلف , و قال أبو الأحوص: أصله واحد و اللفظ مختلف. ص 21
- عن عمران القصير عن الحسن: قال: قلت له: إنا نسمع الحديث فلا نجيء به على ما سمعناه. قال: لو كنا لا نحدّثكم إلا كما سمعنا ما حدثناكم بحديثين , و لكن إذا جاء حلاله و حرامه فلابأس ص 22
- قال سفيان: لو أردنا أن نحدّثكم بالحديث كما سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد. ص 23
- قال وكيع: سأل رجل سفيان عن حديث , فقال له سفيان: إذا أصبتَ الإسناد , فلا تُبالي كيف حدّثت به. ص 23
- قال عبد الرحمن بن مهدي: و لو رأى إنسان سفيان يحدث لقال: ليس هذا من أهل العلم يُقدِّم و يؤخر و يَثجُّ - أي كان يهدر بالحديث و يسرده - , و لكن لو جهدت جهدك أن تزيله عن المعنى لم تفعل. ص 23
- قال أحمد بن حفص: كنا عند وكيع بن الجراح و كان يقرأ علينا , فكان اللفظ يختلف , فقال لنا وكيع: كيف في كتابكم حتى أقرأ كما في كتابكم؟ قال: و قال وكيع: لا تُغَيِّروا الألفاظ إذا كان المعنى واحدا. ص 24
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 10:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و روي - هكذا في الأصل , و لو كانت " و رويت " لكان أولى - إجازة التحديث على المعنى عن عبد الله بن مسعود , و أبي الدرداء , و أنس بن مالك , و عائشة أم المؤمنين , و عمرو بن دينار , و عامر الشعبي , و إبراهيم النخعي , و ابن أبي نُجيح , و عمرو بن مرة , و جعفر بن محمد بن علي , و سفيان بن عيينة , و يحيى بن سعيد القطان. و قد ذكرنا الروايات عن جميعهم بذلك في كتاب الكفاية فغنينا عن إيرادها في هذا الكتاب. ص 24
- قال الخطيب: و أما مالك بن أنس فكان يرى أن لفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يجوز تغييره , و يجوز تغيير غيره إذا أصيب المعنى. ص 25
- قال أبو بكر: و رواية حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و حديث غيره على المعنى جائزة عندنا إذا كان الراوي عالما بمعنى الكلام و موضوعه بصيرا بلغات العرب ووجوه خطابها , عارفا بالفقه و اختلاف الأحكام , مميزا لما يحيل المعنى و ما لا يحيله , و كان المعنى أيضا ظاهرا معلوما , و أما إذا كان غامضا محتملا , فإنه لا تجوز رواية الحديث على المعنى , و يلزم إيراد اللفظ بعينه و سياقه على وجهه. و قد كان في الصحابة رضوان الله عليهم من يتَّبع روايته الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بأن يقول: أو نحوه , أو شكله , أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم. و الصحابة أرباب اللسان , و أعلم الخلق بمعاني الكلام , و لم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوُّفا من الزلل لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر و الله أعلم. ص 25
- قال عامر: كان عبد الله لا يقول: قال رسول الله , فإذا قال: قال رسول الله , قال هكذا , او نحوا من هذا , أو قريبا من هذا , و كان يرتعد. ص 26
- قال أبو إدريس الخولاني: رأيت أبا الدرداء إذا فرغ من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , قال: هذا , او نحو هذا , أو شكله. ص 27
- قال محمد: كان أنس بن مالك قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , قال: و كان فيما إذا حدّث عنه قال: أو كما قال. ص 27
ـ[عبدالحي]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 01:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: إذا أورد المحدّث في المذاكرة شيئا أراد السامع له أن يُدونه عنه , فينبغي له إعلام المحدّث ذلك , ليتحرّى في تأدية لفظه و حصر معناه. ص 28
- قال الخطيب: و كان عبد الرحمن بن مهدي يُحرّج على أصحابه أن يكتبوا عنه في المذاكرة شيئا. ص 29
- قال بكرة بن خلف: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: حرام عليكم أن تأخذوا عني في المذاكرة حديثا , لأني إذا ذاكرت تساهلت في الحديث. ص 29
- ذكر السخاوي منع ابن مهدي و ابن المبارك و أبي زرعة و غيرهم من التحمل عنهم حال المذاكرة , و قال: (و امتنع أحمد و غيره من رواية ما يحفظونه إلا من كتبهم). ص 29
- قال عبد الله بن المبارك: لا تحملوا عني في المذاكرة شيئا , قال أبو زرعة: و قال لي إبراهيم: لا تحملوا عني في المذاكرة شيئا , قال أحمد: و قال لي أبو زرعة: لا تحملوا عني في المذاكرة شيئا. ص 30
ـ[عبدالحي]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و أستحب لمن حفظ عن بعض شيوخه في المذاكرة شيئا و أراد روايته عنه أن يقول: حدثناه في المذاكرة , فقد كان غير واحد من متقدِّمي العلماء يفعل ذلك. ص 30
- قال إسماعيل بن محمد الجِبْرينيّ: سمعت يحيى بن معين يقول: هما ثبت حفظ , أو ثبت كتاب. قال: فقلت له: يا أبا زكريا! أيهما أحب إليك: ثبت حفظ , او ثبت كتاب؟ قال: ثبت كتاب. ص 32
- قال الخطيب: فيجب على المحدث الرجوع عما رواه إذا تبيّن أنه أخطأ فيه , فإذا لم يفعل كان آثما , و على الطالب الإمساك عن الإحتجاج به. ص 35
- قال عبد الرحمن بن مهدي: لا يكون العالم إماما في العلم حتى يعرف عمّن يحدِّث , و لا يحدِّث عن كل أحد , و لا يقيم على الغلط , أو نحو هذا. ص 37
- قال يحيى بن معين: من قال: إني لا اخطئ في الحديث فهو كذاب. قال الشيخ محمد عجاج الخطيب: قال هذا تواضعا و كيلا يعتد طلاب الحديث بحفظهم , و ليديموا النظر في الحديث و مراجعته. ص 38
ـ[دمعة أمل]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 09:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
عمل طيب وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 07:06]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم و أحسن إليكم
ـ[عبدالحي]ــــــــ[05 - Dec-2008, مساء 07:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و ينبغي للطالب إذا دوّن عن المحدِّث ما رواه له من حفظه أن يبيِّن ذلك حال تأديته لتبرأ عهدته من وهم إن كان حصل فيه , فإن الوهم يُسرع كثيرا إلى الرواية عن الحفظ. ص 38
- قال الخطيب: إذا روى المحدِّث من حفظه ما ليس له به كتاب , فخالفه فيه من هو أثبت أو أحفظ منه , لزمه الرجوع إلى قوله. ص 39
- قال حماد بن زيد: إن شعبة إذا خالفني تركتُ ما في يدي , لأنه لم يكن يرضى أن يسمع الشيء مرة حتى يعود فيه مرَّتين. ص 40
- كان سفيان الثوري إذا حفظ شيئا لم ياتفت إلى خلاف من خالفه فيه , ثقة منه بنفسه , و اعتمادا على إتقانه و ضبطه. ص 40
- قال وكيع: روى شعبة حديثا , فقيل له: إنك تُخالَف في هذا الحديث! قال: من يخالفني؟ قال: سفيان. قال: دعوه , سفيان أحفظ مني. ص 42
- قال شعبة: إذا خالفني سفيان في حديث فالحديث حديثه. ص 42
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[07 - Dec-2008, مساء 02:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: لا يجوز للطالب أن ينكر على المحدِّث شيئا رواه إذا لم يعرفه , أو وقع في نفسه شيء من سماعه إياه , لكن ينبغي له أن يوقفه عليه , و يستثبته فيه , فما أخبره به قَبِله منه , لكونه أمينا في نفسه , عدلا في حديثه. ص 45
- قال الشافعي: إذا قرأ عليك المحدِّث فقل: حدّثنا , و إذا قرأت عليه فقل: أخبرنا. قال الخطيب: و هذا الذي قاله الشافعي مذهب جماعة من أهل العلم , و روي من المتقدمين عن: عبد الملك بن جريج المكي , و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي. ص 52
- قال الخطيب: و قال أكثر أهل العلم: إذا كان الحديث في الأصل مسموعا فلراويه أن يقول ما شاء , من حدّثنا , و أخبرنا , و لم يروا في ذلك فرقا. ص 53
- قال سفيان الثوري: إذا قرأت على العالم , فلابأس أن تقول: " نا ". ص 53
- قال عبد الله بن المغيرة: سألت سفيان الثوري و مسعر بن كدامة و مالك بن مغول عن قراءة الحديث على العالم؟ فقالوا: هو بمنزلة الحديث منه. قال سفيان الثوري: إذا قرأت عليّ أحاديث ثم أردت أن تحدِّث بها , فقل: حدَّثني الثوري. ص 55
- قال عوف بن النعمان: لأن أموت عطشان أحبُّ إليَّ من أكون مخلافا بموعد. ص 70
ـ[عبدالحي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: يُستحب للمستملي أن يستملي و هو جالسٌ على موضع مرتفع أو على كرسي , فإن لم يجد استملى قائما. ص 81
- قال الخطيب: الجمع بين إسم الشيخ و كنيته أبلغ في إعظامه , و أحسن في تكرمته. ص 90
- قال الخطيب: عاصم بن بهدلة و هو عاصم بن أبي النجود , فقد اختُلف في بهدلة , فقيل , هو إسم أبيه , و قيل هو اسم أمه , و من قال هو اسم أبيه أكثر , و قوله أصح , و الله أعلم. ص 107
- قال الخطيب: و إن لم يكن الرواي من أهل المعرفة بالحديث و علله و اختلاف وجوهه و طرقه , و غير ذلك من أنواع علومه , فينبغي له أن يستعين ببعض حفاظ وقته في تخريج الأحاديث التي يريد إملاءها قبل يوم مجلسه , فقد كان جماعة من شيوخنا يفعلون ذلك. و إن أحبّ الراوي خرج أحاديث المجلس لنفسه , و نقلها من أصوله إلى فرعه بخطه , ثم عرضها على من يثق بمعرفته و فهمه , ليصلح خللا إن وجده فيها , و يتلافى من الأخطئة ما أمكن لافيها. ص 117 و 118
- قال عبد الرحمن بن مهدي: لا يكون إماما أبدا رجل يُحدّث عن كل أحد , و لا يكون إماما أبدا رجل لا يعرف مخارج الحديث. ص 120
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Dec-2008, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: إذا لم يشارك الراوي غيره في التحديث عن شيخه لتفرده به , كان ذكره تاريخ سماعه أحسن , و لإظهار ما خصه الله به من تلك الفضيلة أبين. ص125
- قال ابن المبارك: ليس جَودةُ الحديث في قرب الإسناد , و لكن جودة الحديث صحة الرجال. ص 139
- قال الخطيب: و الصلاة و الرضوان و الرحمة من الله بمعنى واحد إلا أنها و إن كانت كذلك , فإنا نستحب أن يقال للصحابي: رضي الله عنه , و للنبي صلى الله عليه و سلم , تشريفا له و تعظيما. ص 145
- قال الخطيب: و يتجنب المحدّث في أماليه رواية ما لا تحتمله عقول العوامّ لما لا يؤمن عليهم فيه من دخول الخطإ و الأوهام , و أن يشبّهوا الله تعالى بخلقه , و يلحقوا به ما يستحيل في وصفه , و ذلك نحو أحاديث الصفات التي ظاهرها يقتضي التشبيه و التجسيم و إثبات الجوارح و الأعضاء للأزلي القديم , و إن كانت الأحاديث صحاحا , و لها في التأويل طرق ووجوه , إلا أن من حقها أن لا تُروى إلا لأهلها , خوفا من أن يضلّ بها من جهل معانيها فيحملها على ظاهرها , أو يستنكرها فيردُّها و يكذب رواتها و نقلتها. ص 147
- قال ابن مسعود: إن الرجل ليحدّث بالحديث , فيسمعه مَن لا يبلغ عقله فهم ذلك الحديث , فيكون عليه فتنة. ص 148
- قال أيوب: لا تحدّثوا الناس بما لا يعملون فتضرُّوهم. ص 149
- عن وهب بن منبّه قال: ينبغي للعالم أن يكون بمنزلة الطبّاخ الحاذق , يعمل لكل قوم ما يشتهون من الطعام , و كذلك ينبغي للعالم أن يُحدّث كل قوم بما تحتمله قلوبهم و عقولهم من العلم. ص 150
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 03:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو أسامة: تفسير الحديث خير من سماعه. ص 152
- قال أبو حاتم الرازي في أحاديث مسدّد عن يحيى بن سعيد , عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كأنها الدنانير , ثم قال: كأنك تسمعها من النبي صلى الله عليه و سلم. ص 173
- قال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب , و ابتغوا لها طرف الحكمة , فإنها تملّ كما تملّ الأبدان. ص 183
- قال سليمان بن حرب: كنا عند حماد بن زيد فحدثنا بأحاديث كثيرة , ثم قال لنا: خذوا في أبزار الجنة , فحدثنا بالحكايات. ص 187
- قال الخطيب: و قد كان خلق من طلبة العلم بالبصرة في زمن علي بن المديني يأخذون مواضعهم من مجلسه في ليلة الإملاء , و يبيتون هناك حرصا على السماع و تخوفا من الفوات. ص 197
- ابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم , هو من أول من صنف في العلم من أهل مكة , كان ثقة ثبتا , و كانوا يسمّون كتبه كتب الأمانة. ص 207
- قال زيد بن أبي الزرقاء: حدثنا سفيان الثوري و نحن شباب على بابه , فقال: يا معشر الشباب! تعجلوا تركة هذا العلم , فإنكم لا تدرون لعلّكم لا تبلغون ما تؤمّلون منه , ليُفد بعضكم بعضا. ص 212
- قال عبد الله بن المبارك: إنّ أول منفعة الحديث أن يفيد بعضكم بعضا. ص 212
- قال القاسم بن سلام: إن من شكر العلم أن تجلس مع الرجل , فتذاكره بشيء لا تعرفه , فيذكر لك الحرف عند ذلك , فتذكر ذلك الحرف الذي سمعته من ذلك الرجل , فتقول: ما كان عندي في هذا شيء حتى سمعت فلانا يقول فيه كذا و كذا , فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم , و لا توهمهم أنك قلت هذا من نفسك. ص 217
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 03:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و من أدّاه لجهله فرطُ التيه و الإعجاب إلى المحاماة عن الخطأ و المماراة في الصواب , فهو بذلك الوصف مذموم مأتوم , و مُحتجِز الفائدة عنه , غيرُ مُؤَنَّبٍ و لا مَلوم. ص 218
- قال الخليل بن أحمد: لا تَرُدّنّ على معجب خطأ , فيستفيد منك علما و يتّخذك به عدوا. ص 218
- قال سليمان بن موسى: يجالس العلماء ثلاثة: رجل يسمع و لا يكتب و لا يحفظ , فذاك لا شيء , و رجل يكتب كل شيء سمعه , فذاك الحاطب , و رجل يسمع العلم فيتخيّره و يكتبه , فذاك العالم. ص 219
- قال الخطيب: إذا كان المحدّث مكثرا , و في الرواية متعسرا , فينبغي للطالب أن ينتقي حديثه و ينتخبه , فيكتب عنه ما لا يجده عند غيره , و يتجنب المعاد من روايته , و هذا حكم الواردين من الغرباء الذين لا يمكنه طول الإقامة و الثَّواء , و أما من لم يتميز للطالب معاد حديثه من غيره , و ما يشارك في روايته مما يتفرد به , فالأولى أن يكتب حديثه على الإستيعاب , دون الإنتقاء و الإنتخاب. ص 220
ـ[عبدالحي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 05:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو بكر: من لم تعلُ في المعرفة درجته , و لا كَمُلت لانتخاب الحديث آلته , فينبغي أن يستعين بعض حفاظ وقته على انتقاء ماله غرض في سماعه و كتبه. ص 220
- قال الخطيب: ينبغي للمنتخب أن يقصد تخيُّر الأسانيد العالية , و الطرق الواضحة , و الأحاديث الصحيحة , و الروايات المستقيمة , و لا يذهب وقته في التُّرهات من تتبع الأباطيل و الموضوعات , و تطلُّب الغرائب و المنكرات. ص 226
- قال أبو عبيدة: من شغل نفسه بغير المهم أضرّ بالمهم. ص 227
- قال الخطيب: و الغرائب التي كره العلماء الإشتغال بها و قطع الأوقات في طلبها إنما هي ما حكم أهل المعرفة ببطوله , لكون رواته ممّن يضع الحديث أو يدّعي السماع , فأما ما استُغرب لتفرُّد راويه به , و هو من أهل الصدق و الأمانة , فذلك يلزم كتبه , و يجب سماعه و حفظه. ص 227
- قال الخطيب: و يترك المنتخب أيضا الإشتغال بأخبار الأوائل مثل كتاب " المبتدأ " و نحوه , فإن الشغل بذلك غير نافع , و هو عن التوفُّر على ما هو أولى قاطع. ص 228
- قال أحمد بن حنبل: الإشغال بهذه الأخبار القديمة يقطع عن العلم الذي فُرض علينا طلبه. ص 228
- سئل أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي؟ فقال أحمد: من أوله إلى آخره كذب , فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا. ص 232
ـ[عبدالحي]ــــــــ[19 - Dec-2008, مساء 04:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و ليس في المغازي أصح من كتاب موسى بن عقبة مع صغره , و خلوه من أكثر ما يذكر في كتب غيره. ص 234
- قال علي بن المديني: أكذب الناس ثلاثة: القصاص , و السُّؤَّال , و الوجوه , قلت - أي أبو قلابة -: فما بال الوجوه؟ قال: يكذبون في مجالسهم , و لا يُرَدُّ عليهم. ص 236
- قال الخطيب: إذا سلك الراوي طريقا تلحق به الظنة , و تلوح ممّن سلكها للعلماء أمارات التهمة , لزم أهل المعرفة بيان أمره , و إظهار حاله , و إشادة ذكره , ليتوقف عن الإحتجاج به , و إن كان غير مقطوع على كذبه. ص 242
- قال يحيى بن سعيد: سألت شعبة و سفيان بن سعيد و سفيان بن عيينة و مالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ أو يُتَّهم في الحديث؟ فقالوا جميعا: بَيِّن أمره. ص 243
- قال الخطيب: الوصف بالحفظ على الإطلاق ينصرف إلى أهل الحديث خاصة , و هو سمة لهم لا تتعدَّاهم , و لا يوصف بها أحد سواهم ..... , فهي أعلى صفات المحدّثين , و أسمى درجات الناقلين , من وُجدت فيه قبلت أقاويله , و سُلِّم له تصحيح الحديث و تعليله , غير أن المستحقين لها يقل معدودهم , و يعز بل يتعذَّر وجودهم , فهم في قلتهم بين المنتسبين إلى مقالتهم أعزُّ من مذهب السنة بين سائر الآراء و النحل , و أقل من عدد المسلمين في مقابلة جميع أهل الملل. ص 248
ـ[عبدالحي]ــــــــ[21 - Dec-2008, مساء 06:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال أبو أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي: لا ينالُ هذا العلم إلا من عطَّل دكانه , و خرّب بستانه , و هجر إخوانه , و مات أقرب أهله إليه , فلم يشهد جنازته. ص 252
- سُئِل يحي بن معين أيفتي الرجل من مائة ألف حديث؟ قال: لا , قلت: و من مائتي ألف؟ قال: لا , قلت: ثلائمائة؟ قال: لا , قال: خمسمائة ألف؟ قال: أرجو. قال الخطيب: و ليس يكفيه إذا نصب نفسه للفتيا أن يجمع في الكتب ما ذكره يحيى دون معرفته به , و نظره فيه , و إتقانه له , فإن العلم هو الفهم و الدراية , و ليس بالإكثار و التوسع في الرواية. ص 252
- قال الخطيب: فينبغي له أن يكون قد أكثر من الحديث كتابة و سماعا , و يلزم نفسه نظرا في علمه و اطلاعا , مديما ذلك من غير تقصير , و مشمرا فيه غاية التشمير , فإن ذلك سبب حفظه و معرفته لمن رزقه الله و منَّ عليه بموهبته. ص 253
- قال محمد بن عبد الله: سمعت أبي يقول: خلف يحيى من الكتب مائة قِمطر و أربعة عشر قِمطرا , و أربعة حباب شرابية - هي الجرة الضخمة - مملوءة كُتُبا. ص 256
- قيل لأبي زرعة: من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ؟ فقال: أحمد بن حنبل , حُزِر كتبه اليوم الذي مات فيه فبلغ اثني عشر حملا و عِدْلْ , ما على ظهر كتاب منها حدّث فلان , و لا في بطنه نا فلان , و كل ذلك كان يحفظه من ظهر قلبه. ص 257
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 03:45]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الجُنيد: ما طلب أحدٌ شيئا بجد و صدق إلا ناله , فإن لم يَنَلْهُ كُلَّه نال بعضه , و كان يقول: علمنا مضبوط بالكتاب و السنة , و من لم يحفظ الكتاب و يكتب الحديث و لم يتفقه , لا يقتدى به. ص 262
- قال الخطيب: فينغي للطالب أن يخلص في الطلب نيته , و يجدد للصبر عليه عزيمته , فإذا فعل ذلك كان جديرا أن ينال منه بغيته. ص 262
- قال عبد الله بن المعتز: إن لم تُدرك الحاجة بالرفق و الدوام , فبأي شيء تُدرك؟ ص 263
- أنشد أبو يعلى الموصلي: ص 264
إصبر على مضض الإدلاج بالسَحر ... و بالرَّواح على الحاجات و البُكرُِ
لا تعجِزنَّ و لا يُضجِرْك مطلَبُها ... فالنُّجْحُ يَتْلَفُ بين العجر و الضجر
إني رأيت و في الأيام تجربة ... للصّبر عاقبة محمودةَ الأثر
و قلَّ من جدَّ في أمر يُطالبه ... و استصحب الصّبر إلاّ فاز بالظَّفر.
ـ[عبدالحي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 08:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و إذا تميّز الطالب بفهم الحديث و معرفته , تعجَّل بركة ذلك في شبيبته , و الطريق إليه ما ذكرناه من دوام السماع و الإكثار منه , و المطالعة له , و النظر فيه , و المذاكرة به , و صرف العناية إليه , و سنرتب ذلك ترتيبا ينتفع به من وقف عليه إن شاء الله. ص 265
- قال الحسن: الجائي إلى العالم بلا ألواح كالجائي إل الحرب بلا سلاح. ص 268
- قال يحيى بن معين: حكم من يطلبُ الحديث أن لا يفارق محبرته و مقلمته و أن لا يحقر شيئا يسمعه فيكتبه. ص 269
- قال الثوري: إني لأكتب الحديث على ثلاثة وجوه: فمنه ما أتديَّن به , و منه ما أعتبر به , و منه ما أكتبه لأعرفه. ص 284
- قال الزهري: في علم المغازي علم الآخرة و الدنيا. ص 287
- قال علي بن الحسن: كنا نعلَّمُ مغازي النبي صلى الله عليه و سلم و سراياه كما نُعلَّم السُّورة من القرآن. ص 288
- قال أحمد بن حنبل: الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه , و الحديث يُفَسِّر بعضه بعضا. ص 315
ـ[عبدالحي]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 05:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و أما أخبار الصالحين , و حكايات الزُّهاد و المتعبّدين , و مواعظ البلغاء , و حِكم الأدباء , فالأسانيد زينة لها , و ليست شرطا في تأديتها. ص 318
- قال الخطيب: المقصود في الرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل علو الإسناد و قدم السماع , و الثاني: لقاء الحفاظ و المذاكرة لهم , و الإستفادة عنهم , فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب , و معدومين في غيره فلا فائدة في الرحلة , و الإقتصار على ما في البلد أولى. ص 333
- قال أبو بكر: و الطلب المفروض على كل مسلم إنما هو طلب العلم الذي لا يسع جهله , فتجوز الرحلة بغير إذن الأبوين إذا لم يكن ببلد الطالب من يُعرِّفه واجبات الأحكام و شرائع الإسلام , فأما إذا كان قد عرف علم المفترض عليه , فتكره له الرحلة إلا بإذن أبويه. ص 342
- قال أبو بكر: و إذا منع الطالب أبواه عن تعلُّم العلم المفترض , فيجب عليه مداراتهما و الرفق بهما , حتى تطيب له أنفسهما , و يسهل من أمره ما يشق عليهما. ص 343
- قال الحسن بن الهيثم البزاز: قلت لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله! إني أطلب الحديث , و إن أمي تمنعني من ذلك , تريد مني أن أشتغل في التجارة , فقال: لي دارها , و أرضِها , و لا تدع الطلب. ص 343
ـ[عبدالحي]ــــــــ[29 - Dec-2008, صباحاً 11:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و ينبغي للطالب أن يتخير لمرافقه مَن يشاكله في مذهبه و يوافقه على غرضه و مطلبه. ص 351
- قال الأوزاعي: الرفيق بمنزلة الرقعة في الثوب إذا لم تكن مثله شانه. ص 351
- قال يحيى بن معين: من أراد الخروج إلى مكان , فجاءنا فسلم علينا , فإذا قدم وجب علينا أن نذهب فنسلم عليه , و إلا فالطرقات بيننا و بينه. ص 357
- قال مجاهد: صحبت ابن عمر و أنا أريد أن أخدمه , فكان هو الذي يخدمني. ص 360
- قال سفيان:
و إذا صاحبت فاصحب صاحبا ... ذا عفافٍ و وفاءٍ وكرم
قوله للشَّيء لا إن قُلتَ لا ... و إذا قلت نعم قال نعم
ص 363
- قال عبد الله بن المعتز: الفرصة سريعة الفوت , بطيئة العودة ص 364
ـ[عبدالحي]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 07:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و ليعلم الطالب أن شهوة السماع لا تنتهي , و النهمة من الطلب لا تنقضي , و العلم كالبحار المتعذر كيلها , و المعادن التي لا ينقطع نيلها , فلا ينبغي له أن يشتغل في الغربة إلا بما يستحق لأجله الرحلة. ص 366
- قال ابن المبارك: مَن أحب أن يستفيد فلينظر في كتبه. ص 371
- أنشد القاضي الكلاباذي بمكة:
و ألَذُ ما طلب الفتى بعد التُّقى ... عِلمٌ هناك يزينه طلبه
و لكلِّ طالبِ لذّةٍ مُتَنَزَّهٌ ... و ألَذُّ نُزهةِ عالمٍ كُتُبُهْ ص 372
- أنشد عبيد الله بن أحمد الصيرفي:
ليس بعلم ما حوى القِمْطَرُ ... ما العلم إلاَّ ما حواه الصَّدرُ
فذاك فيه شرفٌ و فخرُ ... و زينة جليلة و قدرُ ص375
- قال ابن بشير الأزدي:
أَأُشْهَدُ بالجهل في مجلس ... و علمي في البيت مُستَوْدَعُ
إذا لم تَكُنْ حافظا واعيا ... فجَمْعُك للكُتب لا ينفعُ ص 376
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالحي]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 08:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الزهري: ما استعدت حديثا قط , و لا شككت في حديث , إلا حديثا واحدا , فسألت صاحبي , فإذا هو كما حفظتُ. ص 380
- قال علي بن خشرم: كان إسحاق بن راهويه يملي سبعين ألف حديث حفظا. ص 381
- قال علي بن المديني: ربما أدركت علة حديث بعد أربعين سنة. ص 385
- قال علي بن خشرم: سألت وكيعا , قلت: يا با سفيان! تعلم شيئا للحفظ؟ قال: أراك وافِدًا , ثم قال: ترك المعاصي عونٌ على الحفظ. ص 387
- قال الزهري: عليك بالعسل , فإنه جيد للحفظ. ص 394
- قال عبد الله بن جعفر: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب , فشكا إليه النسيان , فقال: عليك بألبان البقر , فإنه يشجع القلب , و يذهب النسيان. ص 395
- قيل لحماد بن زيد: ما أعون الأشياء على الحفظ؟ قال: قلة الغم. قال الخطيب: و ليس تكون قلة الغم إلا مع خُلو السِّرِّ و فراغ القلب , و الليل أقرب الأوقات من ذلك ص 401
- قال أحمد بن الفرات: لمْ نَزل نسمعُ شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ , فأجمعوا أنه ليس شيء أبلغ فيه إلا كثرة النظر , و حفظ الليل غالب على حفظ النهار. ص 401
- قال إسماعيل بن أويس: إذا هممت أن تحفظ شيئا فنم , ثم قم عند السحر فأسرج و انظر فيه , فإنك لا تنساه بعد إن شاء الله. ص 401
ـ[عبدالحي]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 09:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال إبراهيم النخعي: من سره أن يحفظ الحديث فليحدث به , و لو أن يحدِّث به من لا يشتهيه , فإنه إذا فعل ذلك كان كالكتاب في صدره. ص 405
- قال الخليل بن أحمد: ذاكر بعلمك , تذكر ما عندك , و تستفيد ما ليس عندك. ص 411
- قال عبد الله بن المعتز: من أكثر مذاكرة العلماء لم ينس ما علم , و استفاد ما لم يعلم. ص 415
- قال جعفر بن محمد: القلوب تُرب , و العلم غرسها , و المذاكرة ماؤها فإذا انقطع عن التُّرب ماؤها جفَّ غرسها. ص 419
- قال العتّابيُّ: من صنع كتابا , فقد استشرف للمدح و للذم , فإن أحسن استهدف للحسد و الغيبة , و إن أساء فقد تعرَّض للشتم , و استقذف بكل لسان. ص 429
ـ[عبدالحي]ــــــــ[08 - Jan-2009, مساء 03:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: أصح طرق السنن ما يرويه أهل الحرمين مكة و المدينة , فإن التدليس فيهم قليل , و الإشتهار بالكذب ووضع الحديث عندهم عزيز. ص 434
- قال الخطيب: و لأهل اليمن روايات جيدة و طرق صحيحة , و مرجعها إلى الحجاز أيضا , إلا أنها قليلة , و أما أهل البصرة فلهم من السنن الثابتة بالأسانيد الواضحة ما ليس لغيرهم , مع إكثارهم و انتشار رواياتهم , و الكوفيون كالبصريين في الكثيرة , غير أن رواياتهم كثيرة الدَّغَلِ , قليلة السلامة من العلل. ص 434
- قال عبد الرحمن بن مهدي: حديث أهل الكوفة مدخول؟ ص 436
- قال ابن المبارك: ما دخلتُ الشام إلا لأستغني عن حديث أهل الكوفة. ص 436
- قال الخطيب: و حديث الشاميين أكثره مراسيل و مقاطيع , و ما اتصل منه مما أسنده الثقات فإنه صالح , و الغالب عليه ما يتعلق بالمواعظ و أحاديث الرغائب. ص 436
- قيل لعبد الرحمن بن مهدي: أي الحديث أصح؟ قال: حديث أهل الحجاز , قيل له: ثم من؟ قال: حديث أهل البصرة. قال: قيل: ثم من؟ قال: حديث أهل الكوفة , قالوا: فالشام؟ قال: فنفض يده. ص 437
ـ[عبدالحي]ــــــــ[11 - Jan-2009, مساء 02:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و للمصريين روايات مستقيمة , إلا أنها ليست بالكثيرة. ص 437
- قال علي بن المديني: إنتهى علم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - من الأحكام إلى ثلاثة ممّن أُخذ عنهم و روي عنهم العلم: عبد الله بن مسعود , و زيد بن ثابت , و عبد الله بن عباس. ص 439
- قال أبو داود: الفقه يدور على أربعة أحاديث: " الحلال بيّن و الحرام بيّن " و " الأعمال بالنيات " و " مانهيتكم - عنه- فاجتنبوه , و ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعم " و " لا ضرر و لا ضرار ". و زاد أبو سليمان بن الأشعث: حديث " إنما الدين النصيحة ". ص 441 و 442
- قال الشافعي: يدخل هذا الحديث - يعني حديث عمر: إنما الأعمال بالنيات - في سبعين بابا من الفقه. ص 443
- قال الدارقطني: أول من صنف مسندا و تتبعه نُعيم بن حماد ص 443
- قال شعبة: ما أعلم أحدا فتّش الحديث كتفتيشي , وقفت على أن ثلاثة أرباعه كذب. ص 451
ـ[عبدالحي]ــــــــ[13 - Jan-2009, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الخطيب: و السبيل إل معرفة علة الحديث أن يُجمع بين طرقه , و ينظر في اختلاف رواته , و يعتبر بمكانهم من الحفظ و منزلتهم في الإتقان و الضبط. ص 452
- قال البخاري: من أراد أن يصنّف كتابا فليبدأ بحديث " إنما الأعمال بالنيات ". ص 463
- قال عبد الرحمن بن مهدي: ما ينبغي لمصنف أن يصنف شيئا من أبواب العلم إلا و يبتدئ بهذا الحديث - أي الأعمال بالنيات - ص 463
- قال الخطيب: و يجمعون أيضا ما روي عن سلف المسلمين من أخبار الأمم المتقدمين , و أقاصيص الأنبياء , و سير الأولياء , و الذي نستحبه أن لا يتعرض لجمع شيء من ذلك إلا بعد الفراغ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم. ص 464
- قال عيَّاش القطان: قلت لأحمد بن حنبل: أشتهي أجمع حديث الأنبياء , فقال لي أحمد: حتى تفرغ من حديث نبينا صلى الله عليه و سلم. ص 465
- قال الحسن: أزهد الناس في عالمٍ أهله. ص 471
إنتهيت و الحمد لله تعالى أولا و أخرا(/)
اخترت لكم من رسالتي الدكتوراه (2)
ـ[د خالد العيد]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فأعتذر عن انقطاعي السابق وذلك لوجود بعض المشاغل ولعل يكون لي تواصل معكم ان شاء الله ومما اخترته لكم من رسالتي ما يلي:
قال ابن أبي حاتم:
وسألت أبي عن حديث رواه عبدالعزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن حبيب، عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود، عن النبي ? قال: ((لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، العِزُّ إِزَارُ اللهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ)). فقال [رجل] (): يا رسول الله إذا لبست () ثوبي () جديداً أعجني، فذكر الحديث؟
قلت لأبي: وروى هذا الحديث الوليد بن عقبة، عن حمزة الزيات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن النبي ? مرسل. قال: مرسل أشبه عندي، مع أن يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أولاً: دراسة رجال الإسناد:
? عبدالعزيز بن مسلم:
هو عبدالعزيز بن مسلم القسملي، أبو زيد المروزي، ثقة. قال بعضهم: ((في حديثه بعض الوهم))، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1793.
? الأعمش:
هو سليمان بن مهران، ثقة، ثبت، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1703.
? حبيب:
هو حبيب بن أبي ثابت، الأسدي، أبو يحيى الكوفي، ثقة، فقيه، كثير الإرسال والتدليس، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 1739.
? يحيى بن جعدة:
هو يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو القرشي، المخزومي، من الثالثة.
روى عن: أبي هريرة، وعبدالله بن عمرو بن عبدٍ القارئ، وجدته أم هانئ، وغيرهم.
روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، وعمرو بن دينار، وهلال بن خباب، وغيرهم.
ثقة.
انظر ترجمته:
تهذيب الكمال 31/ 253، تهذيب التهذيب 11/ 192، التقريب رقم 7520.
? الوليد بن عقبة:
و الوليد بن عقبة بن المغيرة، ويقال ابن كثير الشيباني، أبو الحسن، ويقال: أبو عبدالله الكوفي، الطحان.
روى عن: حمزة الزيات، وسفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وغيرهم.
روى عنه: عثمان بن أبي شيبة، والإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم.
قال أبو زرعة: "لا بأس به".
وقال أبوحاتم: "صدوق لا بأس به، صالح الحديث".
وقال أبو داود: "ليس به بأس".
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي: "صدوق".
وقال ابن حجر: "صدوق".
انظر ترجمته:
الجرح والتعديل 9/ 12، الثقات لابن حبان 9/ 224، تهذيب الكمال 31/ 61، الكاشف للذهبي 2/ 353 رقم 6081، تهذيب التهذيب 11/ 144، التقريب رقم 7443.
? حمزة الزيات:
هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات، القارئ، أبو عمارة الكوفي، مات سنة ست وخمسين ومائة.
روى عن: حبيب بن أبي ثابت، والحكم بن عتيبة، والأعمش، وغيرهم.
روى عنه: الوليد، ومحمد بن فضيل، ووكيع بن الجراح، وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين، والإمام أحمد، وأبو بكر بن خيكمة، والعجلي، وابن حبان.
وقال النسائي: "ليس به بأس".
وقال الساجي: "صدوق سيء الحفظ، ليس بمتقن في الحديث".
قال ابن حجر:"صدوق، زاهد، ربما وهم".
انظر ترجمته:
تهذيب الكمال 7/ 314، ميزان الاعتدال 2/ 377، تهذيب التهذيب 3/ 27، التقريب رقم 1518.
ثانياً: التخريج:
روى هذا الحديث حبيب بن أبي ثابت واختلف عنه على وجهين:
الوجه الأول:
رواية الأعمش، واختلف عن الأعمش على وجهين:
أ - رواية عبدالعزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن ابن مسعود مرفوعاً.
ب - رواية من روى عنه، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، مرفوعاً.
الوجه الثاني:
رواية حمزة الزيات، وحجاج بن أرطأة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، مرسلاً.
فأما الوجه الأول:
(أ) رواية عبد بن مسلم القسملي:
أخرجها الإمام أحمد في مسنده 1/ 399 ((6/ 338 رقم 3789))، عن محمد بن الفضل السدوسي (عارم).
والشاشي في مسنده 2/ 309 رقم 889 من طريق محمد بن محبوب.
والطبراني في معجمه الكبير 10/ 273 رقم 10533 من طريق حرمي بن حفص، وعيسى بن إبراهيم.
والحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان 1/ 26 من طريق عفان، ومحمد بن محبوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
جميعهم، عن عبدالعزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى، جعدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: ((لا يدخل النارَ من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كِبر))، فقال رجل: يا رسول الله، إني ليُعجبني أن يكون ثوبي غسيلاً، ورأسي دهيناً، وشراك نعلي جديداً، وذكر أشياء حتى ذكر عِلاقة سوطه، أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال: ((لا، ذاك الجمال، إن الله جميل يحب الجمال، ولكنّ الكبر من سَفِه الحق، وازدرى الناس)). هذا لفظ الإمام أحمد، والبقية بمثله.
(ب) رواية من روى عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً.
وقد مضى تخريج هذا الوجه بجميع طرقه في المسألة رقم 1828.
وهذا هو الوجه الصحيح عن الأعمش وهو المخرج في صحيح مسلم – كما تقدم – وقد وافق القسملي -في وجه آخر عنه- رواية الجمع عن الأعمش كما تقدم في تلك المسألة.
الوجه الثاني:
رواية حمزة الزيات، وحجاج بن أرطأة، عن حبيب بن أبي ثابت.
فأما رواية حمزة فلم أقف على من خرّجها سوى ما ذكره ابن أبي حاتم في هذه المسألة.
وأما رواية حجاج بن أرطأة فأخرجها هناد السري في الزهد 2/ 421 رقم 826، عن أبي معاوية، عن حجاج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً بنحو ما تقدم
وهذا الإسناد فيه حجاج بن أرطأة وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس ()، وقد عنعن في هذا الحديث عن حبيب بن أبي ثابت.
ثالثاً: النظر في المسألة:
قال أبو حاتم في جوابه على هذه المسألة: "مرسل أشبه عندي مع أن يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود".
قلت: وذلك أن الصواب في حديث الأعمش ما رواه عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعاً، كما تقدم في المسألة رقم 1828.
وأما رواية حبيب بن أبي ثابت فالأشبه في ذلك رواية يحيى بن جعدة مرسلاً كما ذكر أبو حاتم، وقد علل أبو حاتم هذا الترجيح بأن يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود سواء ذكر فيه ابن مسعود أو لم يذكره فإنه يرسل عن ابن مسعود.
قال ابن معين: "لم يسمع من عبدالله بن مسعود شيئاً، فروايته عنه مرسلة". (تاريخ ابن معين -رواية الدوري- 2/ 641).
ـ[د خالد العيد]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 02:10]ـ
ما شاء الله ستون زائر ولا فيه أي عبارة شكر أو دعاء أو استفسار
أفهم من هذا عدم صلاحية الموضوع؟ آمل المشاركة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 11:14]ـ
أهلا وسهلا بالشيخ خالد
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ودراسة كلام الأئمة المتقدمين وتوضيحه وبسطه للطلبة من أنفع المشاريع والأمور المعينة على فهم علم العلل والنقد الفهم الصحيح
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 11:36]ـ
شكر الله لك .. وليتك تضع الرسالة كاملة مشكورا مأجورا
ـ[أبو خبيب النجدي]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 01:43]ـ
ما شاء الله ستون زائر ولا فيه أي عبارة شكر أو دعاء أو استفسار
الأخ الكريم .. لا تنتظر الشكر من الناس فهو يطعن في الإخلاص , فالمهم هو وصول الفائدة , هذا لمن كان يكتب و هو يبتغي الله و الدار الآخرة.
ـ[ابن رشد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 10:42]ـ
ماهو موضوع الرسالة؟
ـ[د خالد العيد]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:15]ـ
اشكر للجميع مشاركتهم ونسأل الله الأخلاص لنا ولكم
ابن رشد: الرسالة عبارة دراسة وتحقيق ل 150مسألة من كتاب العلل لابن أبي حاتم.
أبو خبيب النجيدي: اشكر لك التذكير وجزاك الله خيرا.
أبو القاسم: لعل الاختيارات انسب.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Apr-2008, مساء 11:21]ـ
جزاكم الله خيرا
طيب هل ممكن أن تذكر لنا أهم الفوائد والنتائج المتعلقة بمنهجية كل من أبي حاتم وأبي زرعة وما يتعلق بمصطلحاتهم؟
ويا حبذا لو كان في موضوع مستقل(/)
ماصحة هذا الحديث (((ما بال أقوام يصلون معنا))؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 01:36]ـ
حديث رقم: 947
سنن النسائي (المجتبي) > كتاب الافتتاح > باب القراءة في الصبح بالروم
أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال أنبأنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم فالتبس عليه فلما صلى قال ما بال أقوام يصلون معنا لا يحسنون الطهور فإنما يلبس علينا القرآن أولئك).
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 03:20]ـ
عبد الملك تغير حفظه وليس بالحافظ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 05:04]ـ
رواه عبد الملك بن عمير واختُلف عنه:
- فرواه الثوري وشعبة، عن عبد الملك، عن أبي روح، عن الرجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-،
واختُلف عن شعبة:
* فرواه غندر وبكر بن بكار عنه كما سبق،
* ورواه مؤمل بن إسماعيل عن شعبة، عن عبد الملك، عن أبي روح، عن الأغر رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسمَّاه الأغر، وأعلَّه أبو القاسم البغوي، قال: (وقد حدَّث به غير واحد عن عبد الملك بن عمير لم يسموا فيه الأغر)، ومؤمل متكلَّم فيه.
- وروى الحديث زائدة وشريك وعبيدة بن حميد، عن عبد الملك، عن أبي روح مرسلاً، وجُعل أبو روح -في رواية الأوَّلَين- هو الصحابي،
- ورواه معمر، عن عبد الملك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- معضلاً، وزاد: " يوم الجمعة ".
فهذه ثلاثة أوجه يرويها الثقات عن عبد الملك،
وقد قال فيه أحمد: (مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمئة حديث، وقد غلط في كثير منها)، وقال: (عبد الملك يختلف عليه الحفاظ).
ولذلك قال ابن عبد البر -في الاستيعاب-: (شبيب بن ذي الكلاع أبو روح، قال: صليت خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح فقرأ فيها بسورة الروم وتردد في آية ... ، وحديثُهُ هذا مضطرب الإسناد، روى عنه عبد الملك بن عمير).
والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 09:53]ـ
المشايخ الكرام حمد ومحمد بن عبدالله
شكرا لكما.وبارك الله فيكما ...(/)
ما معنى هذا النص عن الإمام أحمد في سماع ابنَي بريدة رضي الله عنه منه؟
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Apr-2008, مساء 11:09]ـ
تاريخ مدينة دمشق ج27:ص134
زاد الجوهري قلت لأبي عبد الله: سمعا من أبيهما؟ (أي:سليمان وعبد الله ابنا بريدة)
قال: ما رأيت أحدا يشك في هذا أيهما سمعا.
لم أفهم الجواب.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 10:22]ـ
يحتمل أن كلمة (أيهما) تصحيف عن (أنهما):
ما رأيت أحدًا يشك في هذا: أنَّهما سمعا.
و (الجوهري) هنا هو عمر بن محمد، راوي النصّ عن الأثرم عن أحمد، زاد الكلام على السماع في روايته على رواية العقيلي عن الخضر بن داود عن الأثرم، وتنظر ترجمة الجوهري في تاريخ بغداد (11/ 225).
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 11:30]ـ
(لعلها: "إنهما"). كر 27/ 134/حاشية3
ويبقى الإشكال في الإجابة ذاتها ... فقد ورد ما ينقضها ...
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 11:43]ـ
قال الشيخ محمد عمرو –رحمه الله- في أحاديث ومرويات في الميزان"
(أن البخاري ـ رحمه الله ـ يمتاز على غيره بالتنصيص على سماع المترجَم له من شيوخه، وفي الرواة الذين لم يقف لهم على هذا السماع يقول: «عن فلان»، وقد يجمع بين العبارتين في ترجمة واحدة كما فعل في ترجمة (عبدالله بن بريدة الأسلمي) (5/ 51) حيث قال:
« ... عن أبيه سمع سمرة (1) وعمران بن حصين»، ثم أورد له حديثاً إسناده كالشمس، يصرح فيه بسماعه من عبدالله بن مغفل المزني ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ والحمد لله رب العالمين.
وقال – رحمه الله في الحاشية
(1) هذا ما رجحه محقق «التاريخ» جزاه الله خيراً من (ق) على ما في الأصل: « ... ومن عمران بن حصين» ثم إننا لا نقر القول بنفي سماعه من أبيه ـ رضي الله عنه ـ فقد أثبته أبو أحمد الحاكم.
وروى الأثرم عن أحمد أنه سأله: سمعا من أبيهما؟ (يعني هو أخاه سليمان) قال: «ما رأيت أحداً يشك في هذا، أنهما سمعا».
أما ما رُوِيَ عنه ـ رحمه الله ـ من طريق حنبل ومحمد بن علي الجوزجاني لما سئل عن سماعه من أبيه أنه قال: «ما أدري»، وفي رواية حنبل: «لا أدري»؛ فالإسناد إليهما لا يثبت، وحنبل معروف برواية الغرائب عن الإمام أيضاً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 12:05]ـ
ينظَر: ابن عساكر: 27/ 133 - 134، ابن حجر: تهذيب، 5/ 138، هدي، ص413.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 12:54]ـ
تنبيه:
إنما أردت من مشاركتي رقم (3) في شطرها الأول تأييد فَهم أخي الحبيب الشيخ محمد بن عبدالله في قراءته للنص، فليعلم.
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Apr-2008, مساء 03:22]ـ
جزاكم الله خيراً.
إذاً الجوهري ليس حُجة هنا.(/)
من يتفضل علينا بإخراج هذه النصوص؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[28 - Apr-2008, صباحاً 06:04]ـ
من يتفضل علينا بإخراج هذه النصوص:
1 - عن الحسن البصري: "لا أعلم شيئا أفضلَ من الجهاد إلا طلب العلم". وعن الشافعي: "مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة".
2 - وقال الإمام السبكي: "مجامع السعادة سبعة أشياء: الدين والعلم، والعقل والأدب، وحسن السمت، والتوددُ إلى الناس، ورفع الكلفة عنهم".
3 - وقال ابن العربي: "لا خلاف أن طريق العلم هي طريق إلى الجنة، بل هي أوضح الطرق إليها".
4 - سئل عز الدين ابن عبد السلام: أقراءة القرآن أفضل أم النظر في العلم؟. فقال: معرفة الأحكام الشرعية أفضل؛ لعموم الحاجة إليها في الفتاوى والأقضية، والولاية العامة والخاصة. ومصلحة القراءة مقصورة على القاريء. وما عمت مصلحته ومست الحاجة والضرورة إليه أفضل مما كانت مصلحته مقصورة على فاعله.
5 - قال ابن شافع: "عليك بحضور مجالس التذكير: الوعظ والخير ولو كانت الخمر في بيتك ولم تقدر على إزالتها، ولا تقل: ما الفائدة في حضور مجالس الحكمة، ولا أقدر على ترك المعصية. بل على الرامي أن يرمي؛ إن لم يأخذ اليوم أخذ غدا، ولعلك أن تلبس لباس التقوى وأنت بالمجلس. وأقل ما تستفيد: معرفتك بإساءة نفسك، ومن عرف نفسه لم يفته خير". قلت: وفي الحديث الشريف: "من عرف نفسه عرف ربه".
6 - عن يحيى بن يحيى قال: "دخلنا على مالك في مرضه الذي مات فيه، فسلمنا عليه، وكنا مائة وثلاثين رجلا، فأقبل علينا بوجهه، وقال: الحمد لله الذي أضحك وأبكى، والحمد لله الذي أمات وأحيى. ثم قال: أما أن قد جاء أمر الله، ولا بد من لقاء الله. فقلنا: يا أبا عبد الله؛ كيف تجدك؟. قال: أجدني مستبشرا بصحبة أولياء الله، وهم أهل العلم، وليس شيءٌ أعزَّ على الله بعد الأنبياء منهم. ومستبشرا بطلبي هذا الأمر؛ لأن كل عمل فرضه الله أو سنه رسوله فقد بينه رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: من لزم الصلاة وحافظ عليها فله كذا وكذا، ومن حج البيت حجة مبرورة فله كذا وكذا، ومن جاهد في سبيل الله فله عند الله كذا وكذا. كل هذا قد ألهمه الله طالب هذا الأمر إلا طالب العلم ومعلمه، فلن يبلغ علم عالم أن يعلم ما لطالب العلم عند الله من الكرامة والثواب .. ".
"والله لأحدثنكم بحديث حدثنيه ربيعة ما حدثتكم به إلى وقتي هذا؛ سمعته يقول: والله الذي لا إله إلا هو؛ لرجل يخطيء في صلاته فلا يدري كيف يُرَقِّعُها، فيأتي مستفتيا فأفتيه فيها بالعلم فأحمله على الصواب؛ خير من أن تكون لي الدنيا فأقرِّبها للآخرة".
"ولأحدثنكم بحديث ما حدثتكم به قبل وقتي هذا: والله الذي لا إله إلا هو؛ لست أقول بابا من العلم، ولكن أقول لكم شيئا من العلم أسمعه من العالم فيتشابه علي بعضه، فأقول في نفسي: قال لي: كذا وكذا، فأذكره وقد أخذت مضجعي، فأبيت متفكرا فيه حتى أصبح، فإذا أصبحت أتيته فسألته. فلهمي به خير من حجة مبرورة".
"وسمعت ابن شهاب غير مرة يقول: والله الذي لا إله إلا هو؛ لرجل يأتيني مستفسرا عن شيء من دينه، فلا أسرع إليه بالجواب حتى أستفسر، فأحمله على السنة، أحب إلي من مائة غزوة أغزوها في سبيل الله".
"قال مالك رضي الله عنه: فقلت لكل منهما حين حدثني بحديثه: هذا لكم، فكم للطالب؟. فكل قال لي: هيهات؛ انقطع العلم".
بارك الله فيكم ...
ـ[ابن هاشم]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 02:48]ـ
يرفع للفائدة(/)
شرح القواعد المُثلى في صفات الله وأسمائه الحُسنى:: لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح القواعد المُثلى في صفات الله وأسمائه الحُسنى
جديد => (31 محاضرة بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=133 ( http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=133)
http://www.rslan.com/images/index/Qawa3ed.gif (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=133)
نبذة عن السلسلة: فقد قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -: « ... فقد اطلعتُ على المؤلَّف القيِّم الذي كتبه صاحبُ الفضيلة العلامة أخونا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الأسماء والصفات, وسمَّاه «القواعد المُثلى في أسماء الله وصفاته الحُسنى» , وسمعته من أوله إلى آخره, فألفيته كتابًا جليلًا, قد اشتمل على بيان عقيدة السلف في أسماء الله وصفاته, كما اشتمل على قواعد عظيمة, وفوائد جمَّة في باب الأسماء والصفات ... ».
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا
أشرطة السلسلة:
م عنوان المحاضرة
1 مقدمة الشيخ المُصَنِّف: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
2 قواعد في أسماء الله تعالى: «القاعدة الأولى: أسماء الله تعالى كلها حُسنى»
3 قواعد في أسماء الله تعالى: «القاعدة الثانية: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف»
4 تتمة «القاعدة الثانية: أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف» إلى «القاعدة الثالثة: أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعدٍ تضمنت ثلاثة أمور»
5 قواعد في أسماء الله تعالى: «القاعدة الرابعة: دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام»
6 بداية من «اللازم من قول أحدٍ سوى قول الله ورسوله» إلى «القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها»
7 قواعد في أسماء الله تعالى: «القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معيَّن»
8 بداية من قوله «الأسماء الواردة في السُّنَّة» إلى «القاعدة السابعة: الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها, وهو أنواع»
9 قواعد في صفات الله تعالى: «القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه»
10 بداية من «القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء» إلى «القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية»
11 بداية من «القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال» إلى «القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية»
12 بداية من «القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين» إلى «القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها»
13 قواعد في أدلة الأسماء والصفات: «القاعدة الأولى: الأدلة التي تَثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته هي كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم»
14 بداية من «القاعدة الثانية: الواجب في نصوص القرآن والسُّنَّة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف لاسيما نصوص الصفات حيث لا مجال للرأي فيها» إلى «القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الصفات معلومة لنا باعتبار ومجهولة لنا باعتبار آخر»
15 بداية من «القاعدة الرابعة: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني» إلى «القسم الثاني: المُشَبِّهة وبيان بطلان مذهبهم»
16 بداية من «شُبهة المُشَبِّهة والجواب عليها من ثلاثة وجوه» إلى «الوجه الخامس في إبطال مذهب أهل التعطيل»
17 بداية من «الوجه السادس في إبطال مذهب أهل التعطيل» إلى «بيان أقسام أهل التعطيل»
18 بداية من «المراحل التي مرَّ بها أبو الحسن الأشعري في حياته» إلى «بيان أنََّ كل معطل ممثل, وكل ممثل معطل»
19 بداية من «الفصل الرابع: شبهات والجواب عنها» إلى «المثال الأول: الحجر الأسود يمين الله في الأرض, والجواب عنه»
20 بداية من «المثال الثاني: قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن» إلى «المثال الرابع: قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة: 29]»
(يُتْبَعُ)
(/)
21 بداية من «المثال الخامس والسادس: قوله تعالى في سورة الحديد: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد: 4] , وقوله في سورة المجادلة: {ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} [المجادلة: 7]» إلى «بيان أن المعيَّة تختلف أحكامها ومقتضياتها بحسب ما تضاف إليه»
22 بداية من «الفرق بين المشترك اللفظي واللفظ المتواطئ وتطبيق ذلك على المعيَّة» إلى «انقسام الناس في معيَّة الله لخلقه ثلاثة أقسام وبيان ذلك»
23 بداية من «القول في نزوله - جل وعلا - إلى السماء الدنيا» إلى «دلالة الإجماع على علو الله تعالى»
24 بداية من «تنبيه الشيخ حول ما كتبه لبعض الطلبة عن معية الله تعالى لخلقه» إلى «المثال التاسع والعاشر: قوله تعالى عن سفينة نوح: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] , وقوله لموسى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39]»
25 بداية من «المثال الحادي عشر: قوله تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه ... ) الحديث» إلى «المثال الثاني عشر: قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى أنه قال: (من تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا ... ) الحديث»
26 بداية من «المثال الثالث عشر: قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً} [يس: 71]» إلى «المثال الخامس عشر: قوله تعالى في الحديث القدسي: (يا ابن آدم! مرضت فلم تَعُدني ... ) الحديث»
27 بداية من «الخاتمة» إلى «قول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في الأشاعرة»
28 بداية من «قول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى - في تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه في سورة الأعراف» إلى «بيان إنصاف علماء أهل السُّنَّة مع الأشاعرة, وعدم إنكارهم أن لبعضهم قصدًا حسنًا, ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله»
29 بداية من «هل يُكَفِّر أهلُ السُّنَّة أهلَ التأويل أو يفسقونهم؟» إلى «منع النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج على الأئمة إلا بشروط»
30 بداية من «من أهم شروط التكفير والتفسيق» إلى «نهاية الخاتمة»
31 تعقيب الشيخ المؤلف: محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى على ما نُسِبَ إليه في: «معية الله تعالى لخلقه»
******* http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=133[/ ... ](/)
::بشرى لطلبة علم الحديث:: [الآن] صفحة الشيخ المحدث أحمد شحاتة الألفي السكندري IslamWay
ـ[عمر رحال]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 09:17]ـ
السلام عليكم
بشرى لإخواننا من طلبة علم السنة النبوية
الآن: وبعد طول انتظار
صفحة: فضيلة الشيخ المحدث
أبو محمد أحمد شحاتة الألفي السكندري
- عفا الله عنه -
وهذا رابط الصفحة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...cholar_id=1260
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 10:21]ـ
جزاكم الله خيراً. والعنوان الصحيح هو:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=1260
ـ[عمر رحال]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 10:30]ـ
وجزاكم يا أبا الوليد.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 10:46]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ......
الرابط لا يعمل ...
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 12:50]ـ
جزاكم الله خيرا
والرابط الثانى هو الصحيح
ـ[عمر رحال]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 01:10]ـ
الأخ ابن عبد الكريم
جزاكم الله خيرًا لمروركم.
ـ[أبو أمامة الجيزي]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 11:48]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر رحال]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 10:40]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياكم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 07:00]ـ
وهل يعقد لطلبة العلم امتحانات ام لا(/)
كلمات في حكم زيادة الثقات
ـ[أحمد بن سويلم]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 11:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمات في حكم زيادات الثقات
# ذهبت طائفة من أهل العلم إلى قبول زيادة الثقة مطلقاً وهم عامة الفقهاء والأصوليين (روضة الناظر 2/ 419 – إرشاد الفحول 56) وكذا ذهب إلى هذا ابن حبان (الإحسان 1/ 159). قال ابن حجر (النكت 2/ 165): (وجرى على هذا الشيخ محيي الدين النووي في مصنفاته ... ) .. ثم قال: (وفيه نظر كثير لأنه يرد عليهم الحديث الذي يتحد مخرجه فيرويه جماعة من الحفاظ الأثبات على وجه ويرويه ثقة دونهم في الضبط والإتقان على وجه يشتمل على زيادة تخالف مارووه إما في المتن أو في الإسناد فكيف تقبل زيادته وقد خالفه من لايغفل مثلهم عنها لحفظهم أو لكثرتهم).
وقال الحافظ رحمه الله (نزهة النظر 69): (واشتهر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقاً من غير تفصيل ولايتأتى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح ألايكون شاذاً ثم يفسرون الشذوذ بخالفة الثقة من هو أوثق منه أهـ).
وقسم ابن الصلاح الزيادة من حيث المنافاة وعدمها إلى ثلاثة أقسام (المقدمة 86): (أحدها: أن تقع مخالفة منافية لما رواه سائر الثقات فهذه حكمها الرد كما سبق في الشاذ ... ) قال ابن حجر رحمه الله (النكت 2/ 164): القسم الأول الذي حكم عليه الصنف بالرد مطلقاً قد نوزع فيه وجزم ابن حبان والحاكم وغيرهما بقبول زيادة الثقة مطلقاً اهـ) قال ابن الصلاح رحمه الله: ( ... الثاني أن لاتكون فيها منافاة ومخالفة أصلاً لما رواه غيره كالحديث الذي تفرد برواية جملته ثقة ولا تعرض لما رواه الغير بمخالفة أصلاً فهذا مقبول، وادعى الخطيب (الكفاية 425) فيه اتفاق العلماء. الثالث: مايقع بين هاتين المرتبتين مثل زيادة لفظة في حديث لم يذكرها سائر من روى ذلك الحديث اهـ). وهذه الزيادة توجب تقييد مطلق أو تخصيص عموم أو زيادة صفة. وهذا القسم لم يحكم عليه ابن الصلاح بشئ. قال الحافظ ابن حجر (نزهة النظر 69): والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى القطان وأحمد بن حنبل و يحيى بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم اعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها ولايعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة اهـ). قلت: هذا مالم يتحد المخرج فإن اتحد المخرج غلط الراوي. (انر الأمثلة في التأصيل لبكر أبوزيد 1/ 202).
المراجع:
1 - روضة الناظر لابن قدامة تحقيق النملة
2 - إرشاد الفحول للشوكاني طبعة الحلبي الأولى
3 - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان لابن بلبان تحقيق الأرنؤوط
4 - النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر تحقيق المدخلي
5 - نزهة النظر لابن حجر تحقيق نور الدين عتر
6 - مقدمة ابن الصلاح تحقيق نور الدين عتر
7 - التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل لبكر أبو زيد(/)
ما التأويل الصحيح لحديث منع التوبة عن التائب عن الخمر في المرة الرابعة؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
وقفت على هذه الأحاديث فاحترت في أمرها، فأحببت أن أفيد منكم ..
ظاهر هذا الحديث هو أن الله لا يتوب على التائب من شارب الخمر في المرة الرابعة ..
من شرب الخمر، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة: لم يقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن تاب، لم يتب الله عليه، وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال. قالوا: يا أبا عبد الرحمن وما طينة الخبال؟ قال صديد أهل النار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة - الصفحة أو الرقم: 6/ 118
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وغضب الله عليه وسقاه من نهر الخبال قيل يا أبا عبد الرحمن! وما نهر الخبال قال نهر يجري من صديد أهل النار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]- المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/ 256
من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن شربها فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة والثالثة أو الرابعة فإن شربها لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب لم يتب الله عليه وكان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من عين خبال قيل وما عين خبال قال صديد أهل النار
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح خلا نافع بن عاصم وهو ثقة - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/ 72
من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب لم يتب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1862
أفيدونا، جزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 01:17]ـ
لفظ: (لم يتب الله عليه) غير ثابت.
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 07:14]ـ
جزاك الله خيراً أخي وبارك فيك.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 01:38]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
الحديث صحيح صححه عدة من أهل العلم كالشيخ الألباني والترمذي ورواه النسائي موقوفا عن على بن عمر مختصرا ولفظه: من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة ما دام في جوفه أو عروقه منها شيء وإن مات مات كافرا وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات فيها مات كافرا. ورواه النسائى وابن ماجه خلا قوله: فإن تاب لم يتب الله عليه. (غاية المقصد) (1957)
وضعّف اسناده حسين سليم أسد في مسند ابي يعلى. وصحّحه الشيخ شعيب الأرناؤوط " دون قوله " فإن تاب لم يتب الله عليه ". وفي رواية البزار لم تقبل له توبة أربعين صباحاً. وروي: وغضب الله عليه وسقاه من نهر الخبال.
وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية ": هذا حديث لا يثبت عن رسول الله (ص) وفيه عطاء بن السائب وكان قد اختلط في آخر عمره وقال يحيى بن معين لا يحتج به بحديثه. اهـ
قال العلامة المحدث أبو إسحاق الحويني: وفي نقد ابن الجوزي رحمه الله خلل يظهر من البحث، والحديث كما قال الترمذي، ويعني أنه حسن بشواهده. النافلة (1/ 56).
واختلفوا في لفظ " فإن تاب لم يتب الله عليه " فهاكموا بعضا من كلامٍ لأهل العلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن معظم الكشميري في العرف الشذي: التوبة الناصحة الخالصة تقبل في أي مرة كانت في أي حين كان لكنه لما عاد في المرة الرابعة يدل صنيعه على أنه لم يتب توبة نصوحة. اهـ
وقال المباركفوري في " تحفة الأحوذي ": هذا مبالغة في الوعيد والزجر الشديد وإلا فقد ورد ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة رواه أبو داود والترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وحكى نحوه الملا القاري وقال " قال المظهر أي: فإن تاب بلسانه وقلبه عازم على أن يعود لا يقبل توبته. قلت - اي الملا علي القاري -: إنه حينئذ ليس بتوبة مع أن هذا وارد في كل مرتبة لا خصوصية لها بالرابعة. قال الطيبي: ويمكن أن يقال إن قوله " إن تاب لم يتب الله عليه " محمول على إصراره وموته على ما كان فإن عدم قبول التوبة لازم للموت على الكفر والمعاصي كأنه قيل من فعل ذلك وأصر عليه مات عاصيا ولذلك عقبه بقوله وسقاه أي الله من نهر الخبال اهـ. لأن العبد إذا تاب تاب الله عليه، مهما تكرر منه الذنب إذا كانت التوبة في كل مرة صادقة.
وجاء في " فتاوى الشبكة الإسلامية " كلاما موضحاً مانصّه: هذا مبالغة في الوعيد والزجر الشديد، وإلا فقد ورد (ما أصر من استغفر ... ) فظهر أن الحديث محمول على المبالغة في التنفير من شرب الخمر، وإلا فكل من ارتكب ذنباً ثم تاب منه تاب الله عليه، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
وروى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب: أن رجلاً كان يدعى حماراً وكان يكثر شرب الخمر، وكان كلما أتي به إلى النبي صلى الله عليه و سلم، ضربه. فقال رجل لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله.
فدل الحديث على أن إدمان شرب الخمر لا يحبط عمله، ولا إيمانه، وفي الحديث: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة وإن زنا وسرق. رواه مسلم. انتهى. وفي مجلة الحكمة: إن صحّ الحديث، حُمل على أنه لا تهيّأ له توبة نصوح بعد ذلك، ويكون ذلك من أحاديث الوعيد. اهـ.
هذا ما تيسّر لي جمعه في هذه العجالة. والله أسأله أن يوفقنا لفهم كتابه وسنة نبيّه.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 01:44]ـ
للرفع.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 06:32]ـ
أمّا مسألة عدم قبول صلاته أربعين صباحا فورد ذكره مع الحديث الذي سبق آنفا , وورد مفردا وحده فعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من شرب الخمر شربة، لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا)).
أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم وقال: "هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم يخرجاه، ولا أعلم له علة"، ووافقه الذهبي وزاد: "على شرطهما".
وصححه الشيخ شعيب في تعليقه على المسند برقم: 6854. وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الأشرف: إنما خص الصلاة بالذكر لأنها أفضل عبادات البدن فإذا لم يقبل منها فلان لا يقبل منها عبادة أصلا كان أولى قال المظهر هذا وأمثاله مبني على الزجر وإلا يسقط عنه فرض الصلاة إذا أداها بشرائطها ولكن ليس ثواب صلاة الفاسق كثواب صلاة الصالح بل الفسق ينفي كمال الصلاة وغيرها من الطاعات.
قال أبو عبد الله ابن منده: " قوله " لا تقبل له صلاة " أي: لا يثاب على صلاته أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر، كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له، يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه." تعظيم قدر الصلاة " (2/ 587، 588).
وقال الشيخ المنجد: وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة، أو أنه يترك الصلاة، بل المعنى أنه لا يثاب عليها. فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته، ولا يعاقب على تركها.
قال العلاّمة صالح آل الشيخ: يُنفى القبول ويراد منه نفي الثواب مع بقاء العبادة صحيحة عند الفقهاء والأصوليين.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مثل هذه العبارة كثيرةٌ جدّا فالضابط ما قاله ابن العراقي: يمكن أن تضبط المسألة -يعني الفرق بين النصوص التي فيها عدم القبول بمعنى عدم الصحة والأخرى التي فيها أن عدم القبول بمعنى عدم الثواب- قال: يمكن أن تضبط بأنه إذا اقترن مع عدم القبول في النص ذكر معصية، فإنه يكون عدم القبول بمعنى عدم الثواب-بمعنى أنه لا يثاب عليها والعبادة صحيحة-، وإن لم يقترن بالعبادة معصية وإنما اقترن بها شرط، صار معنى عدم القبول عدم الصحة. وهذا ضابط عندي حسن، لأنه يمكن ضبط كثير من المسائل به. (شرح متن الورقات للآل الشيخ). وكذا قال نحوه الإمام النووي. ولمزيد من الفائدة في هذه المسألة يراجع كتاب: شرح الكوكب المنير لابن النجار (1/ 470).
وجاءت أحاديث كثيرة جدا ربط العدد بالأربعين ما لا يحصى ذكره في هذا الموضع.
قال الملا القاري: والحاصل أن لعدد الأربعين تأثيرا بليغا في صرفها إلى الطاعة أو المعصية ولذا قيل من بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شره فالموت خير له فإن تاب أي رجع إليه تعالى بالطاعة تاب الله عليه أي أقبل عليه بالمغفرة فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ظاهره عدم قبول طاعته ولو تاب عن معصيته قبل استيفاء مدته كما يدل عليه الفاء التعقيبية في قوله فإن تاب تاب الله عليه ويمكن أن يكون التقدير ولو كانت التوبة قبل ذلك والفاء تكون تفريعية. (مرقاة المفاتيح). وقال الامام النووي: لعل وجه التقييد بالأربعين لبقاء أثر الشراب في باطنه مقدار هذه وكذا. (مرقاة المفاتيح) (11/ 288).
وقال الشيخ الدهلوي كلاما عجيباً فقال: السر في عدم قبول صلاته أن ظهور صفة البهيمة وغلبتها على الملكية بالإقدام على المعصية اجتراء على الله وغوص نفسه في حالة رذيلة تنافي الإحسان وتضاده، ويكون سببا لفقد استحقاق أن تنفع الصلاة في نفسه نفع الإحسان وأن تنقاد نفسه للحالة الإحسانية. (حجة الله البالغة).
قال الشيخ حاتم الشريف العوني: وأما حديث:" مدمن الخمر كعابد وثن " فقد اختلف فيه تصحيحاً وتضعيفاً، والراجح ضَعْفُه من جميع وجوهه، فانظر (العلل) لابن أبي حاتم (رقم 1553، 1591)، و (التاريخ الكبير) للبخاري (1/ 129) (3/ 1515)، و (شعب الإيمان) للبيهقي (5/ 12 - 13رقم 5597 - 5598)، (والعلل المتناهية) لابن الجوزي (رقم 1116 - 1121).
وأما من صححه كابن حبان (رقم 5347)، والضياء (10/ 330) فتأولوا الحديث وفسروه بأقوال:
منها: أن المشبه بعابد الوثن هو المستحل له المعتقد أنه حلال مع علمه بتحريم الله تعالى له (وهو تفسير ابن حبان له).
ومنها: أن وجه الشبه، هو: حبوط عمله كحبوط عمل الكافر، أي أنه لا يُثاب على القربات (وهو تفسير طاووس بن كيسان أحد علماء التابعين، كما في (المجتبي) للنسائي رقم 5665).
ومنها: أن المدمن والكافر سواءٌ في مطلق التعذيب بالنار، ولا يلزم استواؤهما في كل شيء، فإن الكافر مخلّد في النار، وأما عُصاة المؤمنين فلا يخلدون، ثم هم مُعرضون لعفو الله ورحمته.
ومنها: أن مدمن الخمر في اتباعه لهواه ومخالفته أمر الله -تعالى- كعابد الوثن، وقد قرن الله - تعالى- بين الخمر وعبادة الأوثان، فقال - تعالى-: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " [المائدة: 90].
ومنها: أن تعلق قلب مدمن الخمر بالخمر يشبه تعلق قلب عابد الوثن بالوثن، كما قال - تعالى- عن اليهود: " وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" [البقرة: 93].
وعلى هذه المعاني يُحمل قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: " من شرب الخمر فلم يِنْتشِ لم تقبل له صلاةٌُ ما دام في جوفه أو عروقه منها شيءٌُُ، وإن مات مات كافراً، وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافراً "
تفسير طينة الخبال:
فسّره الحديث أنه صديد النار وقال السندي: وَهَذَا مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِطِينَةِ الْخَبَال هِيَ نَهْر الْخَبَال وَهُوَ الظَّاهِر وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
لطيفة: ذكر الشيخ سيد العفاني في كتابه " صلاح الأمة " فصل من رحل لطلب حديث واحد فجاء:
عن ربيعه بن يزيد قال سمعت ابن الديلمي يقول بلغني حديث عن عبد الله ابن عمرو بن العاص فركبت إليه إلى الطائف أسأله عنه وكان ابن الديلمي بفلسطين قال فدخلت عليه وهو في حديقة له فوجدته مختصرا بيد رجل كنا نتحدث بالشام أن ذلك الرجل من شربة الخمر قال فقلت له يا أبا محمد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في شارب الخمر شيئا قال فاختلج الرجل يده من يد عبد الله بن عمرو فقال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
قلت ما حديث بلغني عنك تقوله إن صلاة في بيت المقدس كألف صلاة وإن القلم قد جف فقال عبد الله اللهم إني لا أحل لهم أن يقولوا إلا ما سمعوا مني قالها ثلاثا قال ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن سليمان بن داود سأل الله ثلاثا سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه وسأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يغفر له هذا آخر حديث أبي صالح وزاد معن وسياق الحديث له قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله خلق الناس في ظلمة فأخذ نورا من نوره فألقى عليهم فأصاب من شاء وأخطأ من شاء فقد عرف من يخطئه ممن يصيبه فمن أصابه من نوره اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول إن القلم قد جف. (الرحلة في طلب الحديث) (1/ 137).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 06:34]ـ
أمّا مسألة عدم قبول صلاته أربعين صباحا فورد ذكره مع الحديث الذي سبق آنفا , وورد مفردا وحده فعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من شرب الخمر شربة، لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا)).
أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم وقال: "هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم يخرجاه، ولا أعلم له علة"، ووافقه الذهبي وزاد: "على شرطهما".
وصححه الشيخ شعيب في تعليقه على المسند برقم: 6854. وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال الأشرف: إنما خص الصلاة بالذكر لأنها أفضل عبادات البدن فإذا لم يقبل منها فلان لا يقبل منها عبادة أصلا كان أولى قال المظهر هذا وأمثاله مبني على الزجر وإلا يسقط عنه فرض الصلاة إذا أداها بشرائطها ولكن ليس ثواب صلاة الفاسق كثواب صلاة الصالح بل الفسق ينفي كمال الصلاة وغيرها من الطاعات.
قال أبو عبد الله ابن منده: " قوله " لا تقبل له صلاة " أي: لا يثاب على صلاته أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر، كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له، يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه." تعظيم قدر الصلاة " (2/ 587، 588).
وقال الشيخ المنجد: وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة، أو أنه يترك الصلاة، بل المعنى أنه لا يثاب عليها. فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته، ولا يعاقب على تركها.
قال العلاّمة صالح آل الشيخ: يُنفى القبول ويراد منه نفي الثواب مع بقاء العبادة صحيحة عند الفقهاء والأصوليين.اهـ
وفي مثل هذه العبارة كثيرةٌ جدّا فالضابط ما قاله ابن العراقي: يمكن أن تضبط المسألة -يعني الفرق بين النصوص التي فيها عدم القبول بمعنى عدم الصحة والأخرى التي فيها أن عدم القبول بمعنى عدم الثواب- قال: يمكن أن تضبط بأنه إذا اقترن مع عدم القبول في النص ذكر معصية، فإنه يكون عدم القبول بمعنى عدم الثواب-بمعنى أنه لا يثاب عليها والعبادة صحيحة-، وإن لم يقترن بالعبادة معصية وإنما اقترن بها شرط، صار معنى عدم القبول عدم الصحة. وهذا ضابط عندي حسن، لأنه يمكن ضبط كثير من المسائل به. (شرح متن الورقات للآل الشيخ). وكذا قال نحوه الإمام النووي. ولمزيد من الفائدة في هذه المسألة يراجع كتاب: شرح الكوكب المنير لابن النجار (1/ 470).
وجاءت أحاديث كثيرة جدا ربط العدد بالأربعين ما لا يحصى ذكره في هذا الموضع.
قال الملا القاري: والحاصل أن لعدد الأربعين تأثيرا بليغا في صرفها إلى الطاعة أو المعصية ولذا قيل من بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شره فالموت خير له فإن تاب أي رجع إليه تعالى بالطاعة تاب الله عليه أي أقبل عليه بالمغفرة فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا ظاهره عدم قبول طاعته ولو تاب عن معصيته قبل استيفاء مدته كما يدل عليه الفاء التعقيبية في قوله فإن تاب تاب الله عليه ويمكن أن يكون التقدير ولو كانت التوبة قبل ذلك والفاء تكون تفريعية. (مرقاة المفاتيح). وقال الامام النووي: لعل وجه التقييد بالأربعين لبقاء أثر الشراب في باطنه مقدار هذه وكذا. (مرقاة المفاتيح) (11/ 288).
وقال الشيخ الدهلوي كلاما عجيباً فقال: السر في عدم قبول صلاته أن ظهور صفة البهيمة وغلبتها على الملكية بالإقدام على المعصية اجتراء على الله وغوص نفسه في حالة رذيلة تنافي الإحسان وتضاده، ويكون سببا لفقد استحقاق أن تنفع الصلاة في نفسه نفع الإحسان وأن تنقاد نفسه للحالة الإحسانية. (حجة الله البالغة).
قال الشيخ حاتم الشريف العوني: وأما حديث:" مدمن الخمر كعابد وثن " فقد اختلف فيه تصحيحاً وتضعيفاً، والراجح ضَعْفُه من جميع وجوهه، فانظر (العلل) لابن أبي حاتم (رقم 1553، 1591)، و (التاريخ الكبير) للبخاري (1/ 129) (3/ 1515)، و (شعب الإيمان) للبيهقي (5/ 12 - 13رقم 5597 - 5598)، (والعلل المتناهية) لابن الجوزي (رقم 1116 - 1121).
وأما من صححه كابن حبان (رقم 5347)، والضياء (10/ 330) فتأولوا الحديث وفسروه بأقوال:
(يُتْبَعُ)
(/)
منها: أن المشبه بعابد الوثن هو المستحل له المعتقد أنه حلال مع علمه بتحريم الله تعالى له (وهو تفسير ابن حبان له).
ومنها: أن وجه الشبه، هو: حبوط عمله كحبوط عمل الكافر، أي أنه لا يُثاب على القربات (وهو تفسير طاووس بن كيسان أحد علماء التابعين، كما في (المجتبي) للنسائي رقم 5665).
ومنها: أن المدمن والكافر سواءٌ في مطلق التعذيب بالنار، ولا يلزم استواؤهما في كل شيء، فإن الكافر مخلّد في النار، وأما عُصاة المؤمنين فلا يخلدون، ثم هم مُعرضون لعفو الله ورحمته.
ومنها: أن مدمن الخمر في اتباعه لهواه ومخالفته أمر الله -تعالى- كعابد الوثن، وقد قرن الله - تعالى- بين الخمر وعبادة الأوثان، فقال - تعالى-: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " [المائدة: 90].
ومنها: أن تعلق قلب مدمن الخمر بالخمر يشبه تعلق قلب عابد الوثن بالوثن، كما قال - تعالى- عن اليهود: " وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" [البقرة: 93].
وعلى هذه المعاني يُحمل قول عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: " من شرب الخمر فلم يِنْتشِ لم تقبل له صلاةٌُ ما دام في جوفه أو عروقه منها شيءٌُُ، وإن مات مات كافراً، وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافراً "
تفسير طينة الخبال:
فسّره الحديث أنه صديد النار وقال السندي: وَهَذَا مَبْنِيّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِطِينَةِ الْخَبَال هِيَ نَهْر الْخَبَال وَهُوَ الظَّاهِر وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
لطيفة: ذكر الشيخ سيد العفاني في كتابه " صلاح الأمة " فصل من رحل لطلب حديث واحد فجاء:
عن ربيعه بن يزيد قال سمعت ابن الديلمي يقول بلغني حديث عن عبد الله ابن عمرو بن العاص فركبت إليه إلى الطائف أسأله عنه وكان ابن الديلمي بفلسطين قال فدخلت عليه وهو في حديقة له فوجدته مختصرا بيد رجل كنا نتحدث بالشام أن ذلك الرجل من شربة الخمر قال فقلت له يا أبا محمد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في شارب الخمر شيئا قال فاختلج الرجل يده من يد عبد الله بن عمرو فقال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا
قلت: ما حديث بلغني عنك! تقوله (إن صلاة في بيت المقدس كألف صلاة وإن القلم قد جف) فقال عبد الله: اللهم إني لا أحل لهم أن يقولوا إلا ما سمعوا مني قالها ثلاثا قال ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن سليمان بن داود سأل الله ثلاثا سأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه وسأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يغفر له هذا آخر حديث أبي صالح وزاد معن وسياق الحديث له قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إن الله خلق الناس في ظلمة فأخذ نورا من نوره فألقى عليهم فأصاب من شاء وأخطأ من شاء فقد عرف من يخطئه ممن يصيبه فمن أصابه من نوره اهتدى ومن أخطأه ضل) فلذلك أقول إن القلم قد جف. (الرحلة في طلب الحديث) (1/ 137). والله أعلم.(/)
رشف الورد الندي بجمع طرق حديث: (أنت الذي تزعم أنك نبي)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 06:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رشف الورد الندي
بجمع طرق حديث: (أنت الذي تزعم أنك نبي)
جمعها طارق الحمودي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فهذا جمع لطرق حديث روي فيه عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (أنت الذي تزعم أنك نبي) , وفي رواية (رسول).
* والحديث رواه أبو يعلى في مسنده (8/ 129/4670) وبوب له الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (8/ 188) بقوله: (باب كيد النساء والعفو عما يصدر من الغيرى في حال غيرتها) , وأبو الشيخ الأصفهاني في كتاب الأمثال (ص96/الدار السلفية) عن الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن عائشة قالت: (خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأخرج معه نساءه وكان متاعي فيه خف فكنت على جمل ناج وكان متاع صفية بنت حيي فيه ثقل وكانت على جمل بطيء فتباطأنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة ليمضي الركب) , فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم عبد الله إن متاعك كان فيه خف, ومتاع صفية كان فيه ثقل, فبطأ بالركب فحولنا متاعك على بعيرها وحولنا متاعها على بعيرك.
قلت: ألست تزعم أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أفي شك أنت يا أم عبد الله؟) قلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟! فهلا عدلت. فسمعني أبو بكر رضي الله عنه وكان فيه ضرب من حدة, فأقبل علي يلطم وجهي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا أبا بكر) قال: يا رسول الله أما سمعت ما قالت؟ قال: (إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه)
قلت:
* الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي البصري صدوق.
* وسلمة بن الفضل الرازي الأبرش, قال فيه الحافظ في التقريب: صدوق كثير الخطأ. واتهمه أبو زرعة الرازي. وقال علي بن المديني: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديث سلمة. وقال أبو حاتم: صالح محله الصدق في حديثه إنكار ليس بالقوي لا يمكن أن أطلق لساني فيه بأكثر من هذا يكتب حديثه ولا يحتج به. ووثقه غيرهم
وهو أثبت الناس في محمد بن إسحاق. فلعله يخطئ في غير روايته عنه والله أعلم.
* ويحيى وأبوه وجده ثقات.
* والحديث ذكره الحافظ في فتح الباري (10/ 407/دار الفكر) وقال في إسناده: (لا بأس به) وتبعه في ذلك العيني في عمدة القاري كما العادة. لكن في الإسناد علة, وهي عنعنة محمد بن إسحاق وهو مدلس. وبهذا ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 322) والعراقي في المغني عن حمل الأسفار.
وأغرب السبكي في الطبقات (6/ 310) فجعله من أحاديث إحياء علوم الدين التي لم يجد لها إسنادا!
*ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (555/مكتبة القرآن) حدثني علي بن الجعد حدثنا أبو المغيرة النضر بن إسماعيل عن عبد الواحد بن أيمن المكي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأراد سفرا فأقرع بينهن, فأقرعت عائشة وزينب بنت جحش. فكانوا إذا ارتحلوا ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته حتى تأتي عائشة فيسايرها. قال: فقالت زينب لعائشة: أبدليني بعيرك ببعيري. ففعلت, فلما ارتحلوا ركبت عائشة بعير زينب, ونظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير عائشة فضرب راحلته إليها فلما انتهى إذا زينب على بعير عائشة فاستحيا فسايرها, فلما نزلوا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها فقالت: يا محمد تزعم أنك نبي؟! قال: وإنك لفي شك؟ فردد ذلك مرارا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو قلت: إن الغيراء لا تدري ما أعلى الوادي من أسفله لصدقت)
وهذا حديث معضل, عبد الواحد هذا ليس له سماع من الصحابة.
والنضر بن إسماعيل ضعيف. ففي تهذيب التهذيب: عن أحمد قال: (قد كتبنا عنه ليس بقوي يعتبر بحديثه, ولكن ما كان من رقائق) , وقال الدوري وغيره عن ابن معين: (ليس بشيء) , وعنه: (ليس حديثه بشيء). وقال الليث بن عبدة المصري عن بن معين: (كان صدوقا وكان لا يدري ما يحدث به. وقال الآجري عن أبي داود: (يجيء عنه مناكير). وقال أبو زرعة والنسائي: (ليس بالقوي). وقال الدارقطني: (صالح) وقال ابن عدي: (أرجو أنه لا بأس به) قلت وقال ابن حبان: (فحش خطأه وكثر وهمه فاستحق الترك). وقال الحاكم أبو أحمد: (ليس بالقوي عندهم). وقال الساجي: (عنده مناكير).
وسياق حديث عبد الواحد بن أيمن مختلف كما هو ظاهر عن حديث ابن الزبير والله أعلم. وقد احتج مالك وغيره من علماء المدينة كما قال القاضي عياض في الإكمال (7/ 447) بقوله (ما تدري الغيراء أعلى الوادي من أسفله) على أنه يسقط الحد إذا قذفت المرأة زوجها بالفاحشة على جهة الغيرة. ولهذا الجزء من الحديث شواهد والله أعلم.(/)
ما معنى هذا النص عن الإمام أحمد في جرير بن عبد الحميد؟
ـ[حمد]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 07:58]ـ
ضعفاء العقيلي ج1/ص200
حدثني محمد بن عيسى الهاشمي قال حدثني جعفر بن عامر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم كان يكره.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:25]ـ
معنى كلامه أخي العزيز (حمد): أن جرير كان لا يفصل في الرواية بين المغيرة وإبراهيم بفاصل التحديثن بل يجعلهما راوٍ واحد في الحديث الذي أتى من طريقهما عن إبراهيم رحمه الله: حيث كان إبراهيم يكره سؤر الجنب ووضؤه وشرابه ..... الخ.
وانظر لزاما لزاما المصنف لعبد الرزاق رقم (392) وتعرف المراد.
رعاك الله ووفقك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيكم.
جرير كان لا يفصل في الرواية بين المغيرة وإبراهيم بفاصل التحديثن بل يجعلهما راوٍ واحد في الحديث الذي أتى من طريقهما عن إبراهيم رحمه الله: حيث كان إبراهيم يكره سؤر الجنب ووضؤه وشرابه ..... الخ.
فهمت من كلامكم: أنه كان يقول: حدثنا مغيرة إبراهيم، أو مغيرة بن إبراهيم، أو شيئًا مثل هذا.
وهذا ليس بظاهر عقلاً؛ لأن مغيرة شيخه الذي روى عنه، ولا بد أنه يعرفه ويعرف أباه ونسبه، فإنه ضبّيٌّ مثله، وهما كوفيان أيضًا، وقد كان جرير يقود مغيرة -إذ كان مغيرة أعمى-.
كما أن ما فهمته من كلامكم ليس بظاهر واقعًا؛ فقد روى كثيرًا عن مغيرة عن إبراهيم: كان يكره ... ، انظر: مصنف ابن أبي شيبة (307، 3507، 4874، 11637، 11744، 12403، 19954، 20070، 20836، 21550، 25840، 30115).
والصواب -فيما يظهر-: أنه قد وقع في مطبوعة ضعفاء العقيلي ونسخته سقط، وقد أُثبت النصُّ في الطبعة الجديدة المحققة (طبعة السرساوي) كالتالي:
حدثني محمد بن عيسى الهاشمي، قال: حدثني جعفر بن عامر، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (جرير بن عبدالحميد لا يفصل بين مغيرة عن إبراهيم: "كان يكره"، أو: "بكرة" ... ).
وقال المحقق:
(في [ظ]: "وإبراهيم: كان يكره"، والمعنى غير واضح، وما أثبتناه من [ر]، ويكون مقصود أحمد -إن شاء الله-: أن جريرًا لا يفصل بين "يكره" و"بُكرة"، وذلك بسبب غفلته وقلة ذكائه. والله أعلم).
وهذا -فيما يظهر- مبالغة من الإمام أحمد في وصف غفلة جرير، أو أنه وقف على تصحيف لجرير في تلك الكلمة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:08]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ (محمد)، ولكن ليس العبرة بالفرضيات حفظك الله، الذي في نسختي لكتاب (الضعفاء) وهي نسخة محققة تحقيقا علميا لا بأس به من قبل الفاضل (حمدي بن عبد المجيد السلفي) النص كالتالي:
[جرير بن عبد الحميد لا يفصل بين مغيرة وإبراهيم، كان يكره]
ثم قال في الحاشية: في النسخة الناقصة: بين مغيرة عن إبراهيم.
وهناك لطيفة أخرى قد يكون لها وجها، وهي ضبط كلمة (يكره)، ألا يجوز أن تكون هكذا: (يُكْرَه)؟! والمعني جرير طبعا.
وبالنسبة لإحتمال السقط، فإني أعتقد بعده لكثرة النسخ التي حقق العلماء عليها الكتاب، إلا أن يكون السقط قديم ومن ثم اتفقت النسخ المستنسخة على ذلك. والله تعالى أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:54]ـ
وإليك.
لا أجد فيما كتبتُ "فرضيات" مجردة لا يمكن الاعتبار بها.
وتحقيقات حمدي السلفي عند أهل المعرفة ليست بتلك عمومًا، وطبعته لهذا الكتاب من جملة ذلك.
والذي في النسخة الناقصة عند حمدي هو الذي في نسخة [ر] عند السرساوي في طبعته التي نقلتُ منها آنفًا، ولم ينقله حمدي السلفي بتمامه -فيما يظهر- كما نقله السرساوي.
والطبعتان السابقتان اتخذتا نسخة الظاهرية أصلاً، وهي التي لم يرد فيها قوله: (أو بكرة)، وأما طبعة السرساوي؛ فقد اعتمدت الراجح من النسخ جميعًا مع بيان الفروق.
وأما "كثرة النسخ التي حقق العلماء عليها الكتاب"؛ فليس للكتاب إلا ثلاث نسخ فقط، وقد اعتمدوا عليها في طبعات الكتاب الثلاث، لكن الأمر كما قدَّمتُه، والنسخة الثالثة لم تبدأ إلا بحرف الحاء، فحرف الجيم ساقط فيها.
وعلى كلٍّ؛ فالتفسير الذي قدمتموه لا أرى له وجهًا، بل هو غير مستقيم أصلاً -كما سبق بيانه-، والله أعلم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:00]ـ
هونك عليك يا شيخ (محمد) وهل تعتقد ثلاث نسخ قليل؟! لا يهم الآن.
لكنك غفر الله لك أعطني معنا واضحا لنقلك هذا وقبولك له: (ويكون مقصود أحمد -إن شاء الله-: أن جريرًا لا يفصل بين "يكره" و"بُكرة").
حتى أعرف أنه ليس هناك فرضيات؛ وذلك لوضوح الكلام ومعرفة مراده.
وجزاك الله عني خير الجزاء.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 02:30]ـ
الشيخ الفاضل (أبا عبد الله) حفظه الله ورعاه، أبشر بما يسرك بإذن الله تعالى.
أولا: ليس هناك سقط ولا نقص في النص. وسيأتي ما يؤيد هذا.
ثانيا: المراد بكلمة (لا يفصل)؛ أي: لا يفصل بينهما في حديثهما بعبارة التحديث في مجلس التحديث نفسه. وسأورد ما يبين ذلك.
ثالثا: المراد بكلمة (كان يكره)؛ أي: كان يكره الفصل بحدثنا حتى ينتهي مجلس التحديث.
وهذه النقولات التي تبين المراد وتوضحه بإذن الله تعالى:
* قال يعقوب بن أبي شيبة: ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير الحديث؛ وأنه لم يكن يقول: حدثنا، وقيل له: تراه كان يدلس؟! فقال أبو خيثمة: لم يكن يدلس؛ لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة؛ ابتدأ فأخذ الكتاب فقال: حدثنا فلان ثم يحدث عنه مبهم في حديث واحد ثم يقول بعد ذلك: منصور منصور، والأعمش أعمش، لا يقول في كل حديث حدثنا حتى يفرغ من المجلس.
(انظر تاريخ بغداد ج7/ص259، تهذيب الكمال ج4/ص547، سير أعلام النبلاء ج9/ص15).
وبالنسبة للكلام بعد جملة الإمام أحمد عن جرير في (العقيلي) فهذا ما يوضحها أخي العزيز:
* قال إبراهيم بن هاشم: لما قدم جرير بن عبد الحميد يعني بغداد نزل على بني المسيب، فلما عبر إلى الجانب الشرقي جاء المد، فقلت لأحمد بن حنبل: تعبر؟ فقال: أمي لا تدعني.
(انظر تاريخ بغداد ج7/ص257، تهذيب الكمال ج4/ص546)
أرجو أن يكون اتضح الأمر، غفر الله لي ولك وللمسلمين آمين.(/)
مدى تأثُّر ابن حبان في تراجم الأبواب في "صحيحه"، بتراجم شيخه ابن خزيمة، في "صحيحه"
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 09:29]ـ
هل ناقش أحد هذه الجزئية
((مدى تأثُّر ابن حبان في تراجم الأبواب في كتابه: "المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع" بتراجم شيخه إمام الأئمة ابن خزيمة، في "صحيحه" - والذي ربما اسمه الصحيح: "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم" -))؟
قال ابن النحوي في "البدر المنير": (غالب "صحيح ابن حبان" منتزَع من صحيح شيخه إمام الأئمة محمد ابن حزيمة).
وهذا محل مناقشة
للبحث
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 10:09]ـ
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=38937&postcount=418
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 10:37]ـ
[تأثر البخاري بشيخه ابن أبي شيبة في تراجم الأبواب]
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=49547&postcount=19
http://www.alukah.net/majles/showpost.php?p=49561&postcount=20(/)
هل صح هذا الحديث ومن اخرجه؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 06:37]ـ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم (والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ (لا أقسم بيوم القيامة) فانتهى إلى (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل بلى ومن قرأ (والمرسلات) فبلغ (فبأي حديث بعده يؤمنون) فليقل آمنا بالله
قال إسمعيل ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وأنظر لعله فقال يا ابن أخي أتظن أني لم أحفظه لقد حججت ستين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه *
ـ[ابن رشد]ــــــــ[04 - May-2008, صباحاً 08:23]ـ
اخرجه ابو داود والترمذي واحمد والبيهقي في سننه الكبرى وشعب الايمان ,والحميدي في سننه
قال الامام الترمذي بعد ان ساق الحديث: هَذَا حَدِيثٌ إِنَّمَا يُرْوَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلَا يُسَمَّى.
وضعف الحديث الالباني وقال في تمام المنة" وأما ما قبله فهو من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " من قرأ منكم (والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها: (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى. . " الخ
أخرجه أبو داود وغيره وفيه رجل لم يسم وبيانه في " ضعيف أبي داود " (156) و " المشكاة " (860)
لكن صح منه قوله: " بلى " في آية (القيامة) رواه موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته وكان إذا قرأ: (أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى) قال: سبحانك فبلى
فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
أخرجه أبو داود بسند صحيح عن الرجل وهو صحابي وجهالته لا تضركما هو معروف عند العلماء ولذلك خرجته في " صحيح أبي داود " (رقم 827) "
والخلاصة ان الذي يصح هو قول: بلى ,عند آخر آية القيامة
والله أعلم
واعذرني عن التقصير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2008, مساء 01:00]ـ
شكرا لك وليس هناك تقصير بارك الله فيك(/)
الإضافة لكتاب (من الزيادات الضعيفة في المتون الصحيحة) للسدحان
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:42]ـ
الإضافة لكتاب (من الزيادات الضعيفة في المتون الصحيحة) للسدحان
الحمد لله، وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإنَّ تمييز الضعيف من الصحيح في الأحاديث النبوية من أهم الأمور التي تقف أمام المستدل، وأعظم منها تمييز الزيادات الضعيفة في الأحاديث الصحيحة؛ فكم استدل بزيادة ضعيفةٍ على إثبات حكمٍ أو نفيه ...
ومن التوفيق الذي يسَّرَهُ الله للشيخ عبد العزيز السدحان أن أخرج كتاب (من الزيادات الضعيفة في المتون الصحيحة)، ولم يشترط – وفقه الله – تحرير القول في هذه الزيادات؛ فضلاً عن تحرير القول في أصل الحديث الوارد فيه الزيادة، وفي ظني القاصر أنه أحسن في ذلك لاختلاف الباحثين في السنة النبوية في التضعيف والتصحيح هذا أولاً، وثانياً سيأخذ هذا وقتاً طويلاً من الشيخ قد يكون سبباً في حرماننا من الاطلاع عليه الآن، ولعلها تكون مرحلةً ثانيةً للشيخ أو غيره.
أما موضوعي هذا فيمكن تقسيمه إلى قسمين:
القسم الأول: ذكر زيادات ضعيفة في أحاديث صحيحة لم يذكرها المؤلف.
القسم الثاني: ذكر مراجع تكلمت على بعض الزيادات التي ذكرها المؤلف، وهو لم يذكرها ضمن من تكلم على الحديث.
وإذا استحضر الإنسان بأنَّ هذا عمل لا يمكن أن يقوم به شخص واحد، ولا يستطيع إدعاء جمعه (كل) الزيادات = عَلِمَ أنَّ المجال ما زال رحباً للإضافة والتقييد، مع أنَّ الشيخ لم يزعم الإحصاء الدقيق لكل الزيادات، وحسبك عنوان الكتاب (من الزيادات ... ).
وقد آن الأوان للشروع في المقصود مع عدم الترتيب:
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:44]ـ
1 – (ح 20): أصل الحديث في مسلم، ولا أعلم أحداً انتقد هذه الزيادة غيرَ الشيخ الألباني – رحمه الله –.
2 – (ح 39): يضاف للمراجع: شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/ 353) حيث قال: وأن ما وقع في بعض طرق البخاري " أن النار لا تمتلئ حتى ينشىء الله لها خلقا آخر " مما وقع فيه الغلط. اهـ وتكلم عنها في مواضع أخر من الفتاوى، وكذلك ابن القيم في الروح (ص 536) ط. دار طيبة الخضراء.
3 – (ح 49): يضاف للمراجع: مجموع الفتاوى (1/ 182 وَ 328).
4 – (ح 88) يضاف للمراجع: تكلم عنها الألباني في أحد سلسلتيه، وأظنه في الضعيفة، وليست بين يدي الآن.
5 – (ح 99): يضاف للمراجع: النسائي في سننه (ح 66)، وأظن الدارقطني تكلم عليها لكن لم أستطع الوصول إلى موضع ذلك بسبب بعدي عن كتبي.
6 – (ح 108): قد جاءت هذه اللفظة عند بعض رواة صحيح البخاري، وأغلب الأصول على عدم ورودها.
7 – (ح 121): يضاف للمراجع: نيل الأوطار (1/ 251).
8 – (ح 128): في حديث المقدام بن معد يكرب وفيه " ... وأذنيه ظاهرهما وباطنهما ... ".
ضعف الموصلي وغيره الأحاديث الواردة في مسح الأذن، راجع التحديث (ص 39).
9 – (ح 132): يضاف للمراجع: تخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب (الذكر والدعاء ... ) (ص 104 وما بعدها).
وهذا الكتاب لو قام شخصٌ بجرد ما ذكره المُخَرِّج من الزيادات الضعيفة لخرج بفوائد كثيرة، ولعلي أقوم بهذا وأضيفه لهذا الموضوع – إنْ يَسَّرَ الله –؛ ولذا فإنه يمكن أن يضاف إلى مراجع كثيرٍ من الزيادات في الأذكار والأدعية كتاب الشيخ ياسر ولم أفعل ذلك لكوني أرى أن يفرد بموضوع مستقل.
ومن ذلك في هذا الحديث: زيادة (من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). قال الشيخ ياسر بعد أن ذكر من أخرجه: فالزيادت التي زادها في الحديث منكرة لا تثبت.
ومن ذلك قوله: وقد روى حديث عقبة عن عمر في فضل الذكر بعد الوضوء من حديث أنس بن مالك، وفيه زيادة (ثلاث مرات) يعني في تكرار الذكر ... ثم قال: وهي زيادة منكرة لضعف زيد العمي.
10 – (ح 133): يضاف للمراجع: تخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب (الذكر والدعاء ... ) (ص 104 وما بعدها).
(يُتْبَعُ)
(/)
11 – (ح 141 وَ 142): يضاف للمراجع: تخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب (الذكر والدعاء ... ) (ص 88 وما بعدها)، و زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 105) لعمرو عبد المنعم سليم.
12 – (ح 220): يضاف للمراجع: كتاب الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – لا جديد في أحكام الصلاة – إن لم تخني الذاكرة –.
13 – (ح 224): يضاف للمراجع: مجموع الفتاوى (22/ 456)، وقد تابع ابن القيم – رحمه الله – شيخه في ذلك، مع أنَّ الحديث في البخاري.
14 – (ح 262): ذكر المؤلف في الحاشية الزيادة الواردة في مسند الإمام أحمد: " ... لولا ما في البيوت من النساء والذرية ". وقد ضعف هذه الزيادة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في الشرح الممتع (4/ 134).
15 – (ح 299): يضاف للمراجع: الفتاوى (17/ 236) وَ (18/ 17)، وسنن البيهقي الكبرى (3/ 326).
16 – (ح 315): يضاف للمراجع: ما ورد من تضعيفٍ للبخاري ذكره بإسناده ابن المظفر السمعاني في كتابه (غرائب شعبة) .. والكتاب ليس بين يدي الآن، وهذه الفائدة مذكورة على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16111&highlight=%E6%CC%E5%E5 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16111&highlight=%E6%CC%E5%E5)
17 – ( ح 318): يضاف لزيادات الحديث: زيادة " فحفرنا له " فقد حكم بوهمها ابن القيم في تهذيب السنن (12/ 75).
18 – (ح 340): وقد تكلم عنها الألباني – رحمه الله – في السلسة الضعيفة – إن لم تخني ذاكرتي – وليس الكتاب بين يدي.
19 – (ح 409): يضاف للمراجع أنَّ هذا ظاهر صنيع البخاري حيث بوب في صحيحه (باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب) وأخرج حديث ميمونة دون هذه الزيادة.
20 – (ح 422): وقد قمت بتخريج الحديث تجده على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40286&highlight=%ED%CD%E1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40286&highlight=%ED%CD%E1)
21 – ( ح 516): يضاف: سنن أبي داود (ح 2837)، و زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 108) لعمرو عبد المنعم سليم.
22 – (ح 518): يضاف للمراجع: كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى في مواضع عدة منها (22/ 482) وغيرها؛ وانظر مبحثاً نفيساً في الكلام على الحديث ومن ضعف هذه الزيادة في كتاب الدكتور محمد بن خليفة التميمي في كتابه (معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى) (ص 75 وما بعدها)، وقد تكلم على هذه الزيادة – أيضاً – الدكتور عبد الله الغصن – وفقه الله – في رسالته في الأسماء الحسنى، وكذلك كاملة الكواري في شرحها للقواعد المثلى.
23 – (ح 626): يضاف للمراجع: زاد المعاد (1/ 145).
24 – (ح 219): يضاف كذلك: ما ذكره مصطفى باحو في (العلة وأجناسها) (ص 381) من شذوذ لفظة: " ثم سجد ".
25 – (ح 356): ويضاف كذلك: ما ذكره مصطفى باحو في (العلة وأجناسها) (ص 383) من شذوذ لفظة: " وصم يوماً ".
25 – (ح 263): ويضاف كذلك: ما ذكره مصطفى باحو في (العلة وأجناسها) (ص 384) وإشارته إلى من ضعفها كالدارقطني والبيهقي.
26 – (ح 293): يضاف للمراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 111) لعمرو عبد المنعم سليم.
تنبيه: هذا ما علقته حسب ما علق بالذهن، ومن رأس القلم، وقد أعرضت عن كثير مما أذكره ولم أستطع تحديد الجزء والصفحة، ولعلي حين استجماع الذهن وتوفر المراجع بين يدي أضيف بعض المراجع، والمجال مفتوح للتعقيب والزيادة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:45]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وسأنتقل الآن للكلام عن الزيادات التي لم يذكرها المؤلف – وفقه الله –، وقد يكون غاب عن ذهني وجودها في الكتاب؛ علماً أني أعرضت عن كثير من الزيادات التي ضعفها بعض أشياخي مما تلقيته عنهم سماعاً، ولا يفوتني هنا أن أشير إلى موضوع الشيخ خليل بن محمد الشاعري – وفقه الله – والذي فتحَ آفاقاً في تتبع الزيادات الضعيفة والشاذة، يمكن الاطلاع عليه من خلال هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=284&highlight=%C7%E1%D4%C7%D0%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=284&highlight=%C7%E1%D4%C7%D0%C9) :
1 – أخرج البخاري (1071) عن عائشة – رضي الله عنها – أنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين.
المراجع: العلة وأجناسها (ص 384) وذكر: أن هذه الرواية وهم ذكره الإمام مسلم في التمييز، وحكاه الخطيب عن جماعة من أهل العلم، وكذلك ابن عبد البر حكاه عن أهل الحديث.
2 – عن أنس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إنَّ لله عتقاء في شهر رمضان عند كل فطر، إلا رجلاً أفطر على خمر ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 97) لعمرو عبد المنعم سليم.
3 – عن جابر – رضي الله عنه – في صفة خطبة النبي – صلى الله عليه وسلم – وفيه: " ... وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 99) لعمرو عبد المنعم سليم.
4 – زيادة الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – في دعاء القنوت الذي علمه – عليه الصلاة والسلام – للحسن بن علي – رضي الله عنهما –.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 101) لعمرو عبد المنعم سليم، وتخريج الشيخ ياسر فتحي لكتاب (الذكر والدعاء ... ) (ص 338 وما بعدها).
فائدة: من أهل العلم من ضعف حديث الحسن بن علي كله، ومنهم من ضعف الزيادة في أوله: علمني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كلماتٍ أقولهن في قنوت الوتر، هذا فضلاً عن الزيادات الأخرى في الحديث.
5 – حديث أنس في الإسراء والمعراج، وفيه زيادة: (قبل أن يوحى إليه).
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 103) لعمرو عبد المنعم سليم.
6 – عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أيُّ الدعاء أسمع؟ قال: " جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 115) لعمرو عبد المنعم سليم.
7 – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –: " الإسبال في الإزار، والقميص، والعمامة من جرَّ شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، وذكر شيخ الإسلام زيادة في الحديث: " والسراويل ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 117) لعمرو عبد المنعم سليم.
8 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم –: " إن في الجنة شجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، شجرة الخلد ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 118) لعمرو عبد المنعم سليم.
9 – التسليم على النبي – صلى الله عليه وسلم – عند الدخول إلى المسجد أو الخروج منه.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 120) لعمرو عبد المنعم سليم.
10 – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – مرفوعاً: " من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل، ومن لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال والنساء ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 123) لعمرو عبد المنعم سليم.
11 – زيادة: " على صدره " في حديث وائل بن حجر – رضي الله عنه – في موضع اليدين أثناء القيام.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 124) لعمرو عبد المنعم سليم.
فائدة: ذكرتني هذه الزيادة تخريج الشيخ محمد بن عبد الله – وفقه الله – لحديث وائل بن حجر، وما فيه من الزيادات والألفاظ، فقد أطال الكلام، وحرر القول فيه؛ فلينظر على هذا الرابط:
12 - زيادة: " أَوَ غيرَ ذلك يا عائشة " في حديث الصبي الذي أُتِيَ به ليصلي عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالت عائشة: طوبى له عصفور من عصافير الجنة.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 126) لعمرو عبد المنعم سليم، ونقل تضعيف الإمام أحمد لهذه الزيادة وابن عبد البر.
13 – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: نهانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نستنجي بعظمٍ، أو روثٍ، أو حُمَمَةِ.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 129) لعمرو عبد المنعم سليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[06 - May-2008, مساء 11:51]ـ
وهناك بقية باقية سأكملها - إن شاء الله - بعد أن أعود من سفرٍ قصيرٍ، ولولا أني أخشى أن لا أعود لتركت الموضوع حتى يكتمل ثم أضعه مرةً واحدةً، والله المستعان.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 01:53]ـ
بسم الله عليك يا شيخ عبدالله إن شاء الله ترجع بالسلامة
وتتحفنا بالجديد المفيد
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 02:10]ـ
جزاك الله خيراً، ونحن بانتظار رجوعك بالسلامة.
وللشيخ السدحان -وفقه الله- قصةٌ ظريفةٌ مع الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- في تأليف الكتاب الذي ذكرتم أعلاه، وقد ذكرها الشيخ في محاضرة ألقاها بعد وفاة الشيخ بكر.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 05:55]ـ
بسم الله عليك يا شيخ عبدالله إن شاء الله ترجع بالسلامة
وتتحفنا بالجديد المفيد
وفقك الله وسدد خطاك
سلمك الله ... وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد.
وهذه العبارة (إن شاء الله ترجع بالسلامة) ألا ترى معي أنك لم تعزم المسألة؟
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 06:01]ـ
جزاك الله خيراً، ونحن بانتظار رجوعك بالسلامة.
وللشيخ السدحان -وفقه الله- قصةٌ ظريفةٌ مع الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- في تأليف الكتاب الذي ذكرتم أعلاه، وقد ذكرها الشيخ في محاضرة ألقاها بعد وفاة الشيخ بكر.
بارك الله فيك، وعندما سمعتُ القصة اشتقت لهذا المصنف، وكنت أظن أنه سيطول أمده ... ولكن - ولله الحمد - خرج بعد ذلك بفترة وجيزة.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[19 - May-2008, مساء 06:25]ـ
14 – زيادة: " ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلا قد كفاهم " في حديث أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنَّ رجلاً سأل النبي – صلى الله عليه وسلم –: أفي كل صلاة قراءة؟
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 132) لعمرو عبد المنعم سليم، ونقل تضعيفها مرفوعةً عن النسائي والبيهقي والدارقطني.
15 – " لا يفضين رجل إلى رجل، ولا امرأة إلى امرأة إلا ولداً أو والداً ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 134) لعمرو عبد المنعم سليم.
16 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كنت أغتسل – وفي رواية: أتوضأ – أنا والنبي – صلى الله عليه وسلم – من إناءٍ قد أصابت منه الهرة قبل ذلك.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 136) لعمرو عبد المنعم سليم.
17 – في حديث أنس – رضي الله عنه – في قصة فوران الماء من بين أصابعه عندما لم يجد الصحابة ماءً يكفي، فقال – عليه الصلاة والسلام –: " توضؤا، بسم الله ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 137) لعمرو عبد المنعم سليم.
18 – حديث عثمان – رضي الله عنه – في صفة وضوء النبي – صلى الله عليه وسلم – وفيه: ثم أمرَّ يديه على أذنيه ولحيته.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 140) لعمرو عبد المنعم سليم.
19 – عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً: " إذا التقى الختانان، وتوارت الحشفة، فقد وجب الغسل ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 144) لعمرو عبد المنعم سليم.
20 – حديث عائشة: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أجنب فأراد أن ينام توضأ، أو تيمم.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 146) لعمرو عبد المنعم سليم.
21 – حديث غسل ميمونة مع النبي – صلى الله عليه وسلم – من إناءٍ واحدٍ فيه أثر العجين.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 148) لعمرو عبد المنعم سليم.
22 – في حديث عثمان في صفة الوضوء وفيه: " من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 150) لعمرو عبد المنعم سليم.
23 – حديث أبي هريرة مرفوعاً: " إذا أمن القارئ فأمنِّوا، فمن وافق تأمينه تأمينَ الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 152) لعمرو عبد المنعم سليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
24 – عن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً: " من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، رضيت بالله رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً = غفر له ذنبه " وفي لفظ: " غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ".
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 154) لعمرو عبد المنعم سليم.
25 – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ضحى بكبشين أقرنين أملحين، فلما وجههما قال: " إني وجهتُ ... " إلخ.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 157) لعمرو عبد المنعم سليم.
26 – زيادة: " هلا تركتموه ... " في حديث رجم ماعز – رضي الله عنه –.
قد تكلمت عن هذه الزيادة في بحث مستقل نشرته في:
1 – المجلس العلمي: http://alukah.net/majles/showthread.php?t=3915 (http://alukah.net/majles/showthread.php?t=3915)
2 – ملتقى أهل الحديث: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=814098#post81 4098 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=814098#post81 4098) وفيه إضافة من الشيخ الفاضل (ابن وهب).
27 – زيادة: " وآخذ ماله " في حديث البراء بن عازب في الرجل الذي نكح زوجة أبيه، وقد تكلمت عن هذه الزيادة في بحث نشرته في المجلس العلمي: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9073 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9073)
28 – قراءة سورة الإخلاص والكافرون في ركعتي الطواف – كما في حديث جابر الطويل الذي أخرجه مسلم في صحيحه –.
المراجع: علل ابن أبي حاتم (2/ 402 / مسألة رقم 470 ت. الحميد)، والفصل للمدرج في النقل للخطيب (2/ 639).
29 - "وكذلك الميزان " في حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة – رضي الله عنهما – قالا: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعث أخا بني عدي الأنصاري، واستعمله على خيبر، فقدم بتمر جنيب. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " أكل تمر خيبر هكذا؟! ". قال: لا والله يا رسول الله! إنا لنشتري الصاع بالصاعين من الجمع. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " لا تفعلوا، ولكن مثل بمثل، أو بيعوا هذا واشتروا بثمنه من هذا، وكذلك الميزان ".
المراجع: الحديث مخرج في الصحيحين، وهذه الزيادة جاءت في بعض طرقه، وقد تكلم عليها البيهقي في السنن الكبرى (5/ 286)، وفي السنن الصغرى (5/ 36 ت الأعظمي)، وفي المعرفة (4/ 306)، ولي بحث في الكلام عن هذا الحديث لم ينشر بعدُ.
30 – حديث: " سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمامٍ جائر فأمره ونهاه فقتله ".
المراجع: صححه الألباني – رحمه الله – في الصحيحة (374) – كما في صحيح الجامع –، وأذكر أنه أطال الكلام على الحديث ورأى ثبوته بزيادته هذه، مع أنَّ القارئ لتخريج الشيخ – رحمه الله – يخرج برأيٍّ مغاير له، وقد تنبهت لهذا عندما قرأت رسالةً للدكتور ربيع المدخلي أشار فيها إلى ضعف الحديث، وبعد مراجعتي لكلام الشيخ الألباني – رحمه الله – في الصحيحة رأيت أنَّ كلام الدكتور صحيح جداً.
31 – حديث ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – أيُّ الأعمال أفضل؟ فقال – صلى الله عليه وسلم –: " الصلاة في أول وقتها "، وفي رواية: " الصلاة على وقتها ".
المراجع: التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام للشلاحي (3/ 68 وما بعدها).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[21 - May-2008, مساء 06:11]ـ
32 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً: " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي " أخرجه البخاري (6993).
المراجع: تعليق الشيخ مشهور آل سلمان في كتابه (المقدمات الممهدات السلفيات في تفسير الرؤى والمنامات) (ص 289) حيث شك في ثبوت هذا اللفظ، وقد جاء عند مسلم: " أو فكأنما رآني في اليقظة " ...
33 – حديث الغربة ... وفي بعض رواياته: قيل: ومن الغرباء؟ قال: " النُزَّاعُ من القبائل ".
المراجع: المنتخب من علل الخلال (ص 57)، السلسلة الصحيحة (3/ 347 / ح 1273).
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 06:19]ـ
34 – حديث أبي قتادة – رضي الله عنه – في سؤال النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الصوم، وفيه: وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس؟ فقال: " ذاك يوم ولدت فيه، وأُنْزِلَ عليَّ فيه ".
المراجع: الحديث أصله في مسلم (1162)، وبعد أن ساق الحديث قال: وفي هذا الحديث من رواية شعبة قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهماً.
35 – عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – في حديث طويل، وفيه: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس، وإنه لمن أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم ".
المراجع: جزء في بيان علل أحاديث في صحيح البخاري للدارقطني (ص 46 / ح 3) حيث قال: وهذه الكلمة: " إنما الأعمال بالخواتيم – لم يذكرها أحدٌ من الرواة عن أبي حازم غير أبي غسان وحده، تفرد بها دون أصحابه، وقد روى هذا الحديث نحوٌ من عشرة عن أبي حازم، فلم يذكرها أحد منهم عنه .... ويراجع تعليق المحقق – جزاه الله خيراً –.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[23 - May-2008, صباحاً 06:36]ـ
36 – عن جابر بن سمرة – رضي الله عنه – قال: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – متكئاً على وسادة على يساره.
المراجع: سنن الترمذي (2770)، والمنتخب من علل الخلال (ص 99) وتعليق المحقق عليه.
37 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " يهلك أمتي هذا الحيُّ من قريش " قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: " لو أنَّ الناس اعتزلوهم ".
المراجع: الحديث أخرجه البخاري (3409)، ومسلم (2917)، وانظر المنتخب من علل الخلال (ص 163) وتعليق المحقق عليه.
38 – " أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب ".
المراجع: أول الحديث محفوظ من حديث أبي هريرة وغيره، أما هذه الزيادة فقد استنكرها الإمام أحمد – كما في المنتخب (ص 206) –، والذهبي في تلخيص المستدرك (3/ 124).
بعد أن كتبت هذا رأيت الشيخ عبد العزيز ذكر الحديث برقم (564)، وأشار إلى تضعيف الألباني – رحمه الله – لهذه الزيادة في الضعيفة (3/ 34).
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 03:31]ـ
جَزَاكُم اللَّهُ خيرًا، وَنَفَعَ بِكُم يا شَيخ عَبدَ اللَّهِ.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 06:18]ـ
جَزَاكُم اللَّهُ خيرًا، وَنَفَعَ بِكُم يا شَيخ عَبدَ اللَّهِ.
وجزاك خيراً، ونفع بك
ـ[العرب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 10:12]ـ
جزاك الله خيراً، ونحن بانتظار;.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:09]ـ
39 – حديث أنس – رضي الله عنه – قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخل الخلاء وضع خاتمه.
المراجع: قال أبو داود في سننه (19): هذا حديث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس أن النبي – صلى الله عليه وسلم – اتخذ خاتماً من ورقٍ ثم ألقاه. والوهم من همام، ولم يروه إلا همام.
- (ح 563): يضاف للمراجع: المنتخب من علل الخلال (ص 210).
- (ح 572): يضاف للمراجع: المنتخب من علل الخلال (ص 222)، وانظر تعليق المحقق عليه.
- (ح 59): يضاف للمراجع: المنتخب من علل الخلال (ص 265) وتعليق المحقق عليه.
ومن هذا الباب إنكار الإمام مالك – كما في ضعفاء العقيلي 2/ 251 – للفظ: " إن الله خلق آدم على صورته " وهي في الصحيح.
- (ح 516): يضاف للمراجع: علل ابن المديني (ص 199 ط. ابن الجوزي) وتعليق المحقق عليه.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:12]ـ
جزاك الله خيراً، ونحن بانتظار;.
وجزاك خيراً ... وأبشر حسب الطاقة والوقت
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[26 - May-2008, صباحاً 12:15]ـ
38 – " أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب ".
المراجع: أول الحديث محفوظ من حديث أبي هريرة وغيره، أما هذه الزيادة فقد استنكرها الإمام أحمد – كما في المنتخب (ص 206) –، والذهبي في تلخيص المستدرك (3/ 124).
بعد أن كتبت هذا رأيت الشيخ عبد العزيز ذكر الحديث برقم (564)، وأشار إلى تضعيف الألباني – رحمه الله – لهذه الزيادة في الضعيفة (3/ 34).
وفي هذا الحديث زيادة أخرى قال عنها الشيخ عبد الله السعد – حفظه الله – في تعليقه على المنتخب: وفي السنن زيادة: " ولا فخر " وهي ضعيفة لا تصح.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - May-2008, صباحاً 01:26]ـ
أحسن الله إليكم ابا معاذ
لكن أين يوجد كتاب السدحان؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 - Jul-2008, مساء 01:12]ـ
??
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[16 - Oct-2008, صباحاً 06:36]ـ
11 – زيادة: " على صدره " في حديث وائل بن حجر – رضي الله عنه – في موضع اليدين أثناء القيام.
المراجع: زيادة الثقة في الأسانيد والمتون (ص 124) لعمرو عبد المنعم سليم.
فائدة: ذكرتني هذه الزيادة تخريج الشيخ محمد بن عبد الله – وفقه الله – لحديث وائل بن حجر، وما فيه من الزيادات والألفاظ، فقد أطال الكلام، وحرر القول فيه؛ فلينظر على هذا الرابط:
قال ابن المنذر في الأوسط (3/ 94): ليس في المكان الذي يضع عليه اليد خبر يثبت عن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ...
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:03]ـ
وهنا بحث الشيخ محمد بن عبد الله المتعلق بحديث وائل بن حجر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84548)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[13 - Nov-2008, مساء 11:57]ـ
40 – يضاف للحديث (371): قال الإمام مسلم في التمييز (214): فأما الأحاديث التي ذكرناها من قبل أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – وَقَّتَ لأهل العراق ذاتَ عرق، فليس منها شيءٌ يثبت.
وقال ابن خزيمة في صحيحه (4/ 160): قد روي في ذات عرق أنه ميقات أهل العراق أخبار غير ابن جريج لا يثبت عند أهل الحديث شيءٌ منها، قد خرجتها في كتابي الكبير.
وقال الشافعي في مسنده (525 الشاملة): أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه: قال لم يوقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات عرق، ولم يكن حينئذ أهل مشرق، فوقت الناس ذات عرق. قال الشافعي - رضي الله عنه -: ولا أحسبه إلا كما قال طاووس. والله أعلم.
41 – يضاف للحديث (376): قال أبو زرعة – كما في العلل لابن أبي حاتم 3/ 201 –: أخطأ أبو معاوية في هذه اللفظة: " إلا أن يكون غسيلاً ".
42 – عن عبد الله بن الزبير قال: قال رجل: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الحج، فمات ولم يحج؛ أفأحجٌّ عنه؟ قال: " إن كنت أكبر ولد أبيك، فَحُجَّ عنه ".
قال أبو حاتم – كما في العلل لابن أبي حاتم 3/ 250 –: ليس في شيءٍ من الحديث: " أكبر ولد أبيك " غير هذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 12:02]ـ
قال ابن المنذر في الأوسط (3/ 94): ليس في المكان الذي يضع عليه اليد خبر يثبت عن النبي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif ...
وقد بيَّن خطأ هذا النقل الشيخ أشرف بن محمد في المشاركة رقم (16) وما بعدها على هذا الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4653&highlight=%C7%E1%E3%E4%D0%D1
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[14 - Nov-2008, صباحاً 11:51]ـ
بارك الله فيكم على هذا التقصي، والتحرير.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[14 - Nov-2008, مساء 01:30]ـ
بارك الله فيكم على هذا التقصي، والتحرير.
وفيك بارك، ونفع بك
وليس هناك تقصي ولا تحرير؛ بل ما وقع عرضًا أورده هنا.
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 10:10]ـ
51 – حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – في أَمْرِهِ – صلى الله عليه وسلم – لامرأتِهِ النفساء أنْ تغتسل، ثم تهل بالحج، وأن تفعل ما يفعل الناس إلا أنها لا تطوف بالبيت.
انظر: حجة الوداع لابن حزم (414 – 419) وحكم على هذه الزيادة بالنكارة، فهذا الأمر محفوظ في أمرهِ – صلى الله عليه وسلم – لعائشة إذ حاضت.
ـ[الحلم والأناة]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 11:30]ـ
هذه بعض الزيادات من كتاب زيادة الثقة بين القبول والرد
ـ
" إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا "
أعل زيادة " وإذا قرأ فأنصتوا " جماعة من النقاد منهم:
- يحيى بن معين، حيث كان " يقول في حديث ابن عجلان " وإذا قرأ فأنصتوا ": ليس بشيء (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn1)" .
- وقال أبو حاتم الرازي: " ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn2) "
- وقال أبو داود: " وهذه الزيادة: " وإذا قرأ فأنصتوا " ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn3)"
- وقال النسائي: " لا نعلم أحدا تابع ابن عجلان على قوله: " وإذا قرأ فأنصتوا (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn4)" .
..............
" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn1)0 ) "
فزاد قوله في الصوم: " وما تأخر "
قال ابن عبد البر: " وهي زيادة منكرة في حديث الزهري ".
هذا على الرغم من أن حامدا بن يحيى من الحفاظ الثقات، وقد " أفنى عمره بمجالسة ابن عيينة، وكان من أعلم أهل زمانه بحديثه (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn2) " .
وقد ذهب الحافظ ابن حجر في " الفتح " إلى قبول هذه الزيادة وقال (بعد ذكر رواية حامد بن يحيى): " أخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " واستنكره، وليس بمنكر (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn3) " .
وذكر أن ممن تابع حامدا عليها: قتيبة بن سعيد عند النسائي (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn4) .
والذي في النسخة المطبوعة من " سنن النسائي " تكرار رواية قتيبة في ثلاثة مواضع (موضعين متتالين في كتاب الصيام، وواحد في كتاب الإيمان) من غير زيادة، وكذا أخرجه في " السنن الكبرى " عن قتيبة في كتاب الاعتكاف، من غير زيادة (4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn5).
...............
ما أخرجه البيهقي في كتاب العدد من " السنن الكبرى (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn6) " بسنده إلى يحيى بن آدم عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت: " طلقني زوجي ثلاثا، فأردت النقلة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انتقلي إلى بيت ابن أم مكتوم " قال إسحاق: فلما حدث به الشعبي حصبه الأسود وقال ويحك تحدث أو تفتي بمثل هذا، قد أتت عمر فقال: " إن جئت بشاهدين يشهدان أنهما سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا لم نترك كتاب الله بقول امرأة وهو قول الله: "لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn7) " .
ثم أخرجه في كتاب النفقات بسنده (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn8) ، عن أبي أحمد الزبيري عن عمار بن رزيق بنحوه، وفيه قال عمر: " لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندري حفظت أم نسيت، لها السكنى والنفقة قال الله تعالى: " لا تخرجوهن من بيوتهن … الآية ".
والفرق بين الروايتين كما يرى البيهقي ـ أن رواية يحيى بن آدم في النقلة دون النفقة، وأنه لم يقل فيه " وسنة نبينا " وقد قال فيه علي بن عمر الحافظ (يعني الدار قطني): " هذا أصح من الذي قبله، لأن هذا الكلام لا يثبت، ويحيى بن آدم أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه والله أعلم (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn9) " .
...............
ما أخرجه (البيهقي) بسنده (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftn10) عن شعبة عن أبي فروة الهمداني قال: " سمعت أبا عمرو الشيباني قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يرخص في رجل تزوج امرأة فماتت قبل أن يدخل بها أن يتزوج أمها، قال: فأتى المدينة فكأنه لقي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال فرجع ".
قال البيهقي: " كذا رواه شعبة عن أبي فروة " في الموت " وخالفه سفيان الثوري فرواه عن أبي فروة " في الطلاق "، وإذا اختلف سفيان وشعبة فالحكم لرواية سفيان لأنه أحفظ وأفقه ".
المصدر
( http://faculty.ksu.edu.sa/a_m_alhomaidhy/Pages/pro-page.aspx) ــــــــــــ
(1 ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 1)0) أخرج هذه الرواية ابن عبد البر في التمهيد (7/ 105)
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 2) ابن حبان: الثقات (8/ 218)
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 3) فتح الباري (4/ 116 - 252)
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 4) المرجع السابق
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 5) سنن النسائي (كتاب الصيام 4/ 156 برقم 2202، 2203 وفي الإيمان 8/ 117 برقم 5024 والسنن الكبرى (الاعتكاف 2/ 276 برقم 3419)
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 6) السنن الكبرى (كتاب العدد 7/ 431)
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 7) الطلاق (1)
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 8) السنن الكبرى (كتاب النفقات 7/ 475 - 476) وأخرجه مسلم في صحيحه (الطلاق 10/ 354 برقم 1480)
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 9) العلل للدارقطني (2/ 141) وقد نقله البيهقي هنا بمعناه
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 10) السنن الكبرى (كتاب النكاح 7/ 159 - 160)
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 1) السنن الكبرى للبيهقي (2/ 157).
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 2) المصدر السابق (2/ 157)
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 3) سنن أبي داود (1/ 165)
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15497#_ftnref 4) السنن الكبرى (1/ 320)(/)
جنايات على العلم والمنهج (3) .. جعل مخالفة الرواية مخالفةً للسنة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 06:16]ـ
الحمد لله وحده ...
هذه الجناية من أقدم أسباب الخلاف على الإطلاق .. وأول من شهرها فقهاء أهل الحديث بالعراق،وزاد في تقريرها الشافعي رحمه الله ... مع نجاتهم-غالباً-من بعض الآثار السيئة لهذه الجناية ...
وأصلُ ذلك أنَّ السنة هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ما لا يُختلف فيه ...
ثم إن الذي يدل على هذا الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم =دلائلُ كُثر ليست محصورة في الرواية،وإنما تشمل الرواية والإجماع واجتهاد الرأي الذي منه القياس ومعرفة مقاصد الشرع والبصر بالمعاني التي ينظر إليها الشارع عند تشريع الأحكام ...
فأتى فقهاء أهل الحديث فالشافعي فسموا مجرد الرواية إذا صحت –ولو كانت خبر واحد- سنة.
ثم صاروا يرتبون على مخالفة مالديهم من الروايات على ما فهموه منها =كل ما يُرتب على مخالفة السنة ..
وصار من يرد رواياتهم هذه ولا يحتج بها على صنفين:
صنف يرد ما لديهم من الروايات بروايات أُخر-ومن باب أولى بحجج القرآن- وكان الخلاف بينهم وبين هذا الصنف خفيفاً لا يدخله الطعن وتشديد النكير،ومثله الخلاف الذي تجده بين أحمد وإسحاق بن راهويه ...
وصنف يرد ما لديهم من الروايات لعدم ثبوتها عنده مع وجوب الالتفات إلى أن عدم الثبوت هذا كان مبنياً على أصول غير الأصول التي يجري عليها أهل الحديث من النظر إلى فقه الراوي ومن النظر إلى مدى موافقة ما روى للقياس (والقياس هنا هو ما ثبت لديهم من أصول وكليات ومقاصد الشرع).
وقد تثبت عندهم الرواية كثبوتها عند أهل الحديث ولكنهم يخالفونها باجتهاد الرأي والنظر في المعاني والمقاصد والأشباه ...
ولما كان فقهاء أهل الحديث يعدون ما ثبت لديهم من الرواية على المعنى الذي فهموه منها =سنة ... صاروا يشنعون على فقهاء الرأي بمخالفة السنة ...
وما كان فقهاء أهل الحديث قالين لاجتهاد الرأي والقياس جملة بل كانوا يستعملونه حيث عدمت الرواية بمرة فكان عندهم بمنزلة الميتة للمضطر ... وليس الأمر كذلك عند فقهاء الرأي بل كانوا يرون الرواية والاجتهاد طريقان للوقوف على السنة قد يُسلك أحدهما ويُهجر الآخر مادام المسلوك أصح دلالة وأهدى سبيلاً ... وحتى إن سلك طريق الرواية فيستصحب الاجتهاد والنظر في المعاني حال سلوك طلب الرواية ...
وتأمل معي هذا المثال القديم:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وَلَوْ مِنْ ثَوْرِ أَقِطٍ». قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الدُّهْنِ أَنَتَوَضَّأُ مِنَ الْحَمِيمِ قَالَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَا ابْنَ أَخِى إِذَا سَمِعْتَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلاَ تَضْرِبْ لَهُ مَثَلاً.
من ذا يزعم أن حبر الأمة يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد الوضوء مما مست النار جميعاً على الوجه الذي يراه الناظر كأبي هريرة للرواية =ثم يُعارض ذلك بمثل أو قياس (؟؟؟)
وإنما لا يخلو الأمر من حالتين:
إما أنه يَطعن في حفظ أبي هريرة لهذا الحديث.
وإما أنه يرى أن الرواية ليس هذا فقهها وإنما لها فقه يُتأمل فيه بالنظر في معاني ومقاصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ولذلك المثال نظائر كثيرة ...
فحال فقهاء الحديث كحال أبي هريرة ...
وحال فقهاء الرأي كحال ابن عباس ...
ثم خلف من بعد تلك القرون- قرون الأئمة- خلف كانوا أضيق صدراً وأقل رعاية لفقه الخلاف فزادوا في الطعن على مخالف الرواية وزاد تعظيمهم لفهمهم للرواية حتى أضحى فهمهم يوضع محل السنة ويُشار إلى الجميع بإشارة واحدة ...
والذي نخلص إليه:
أن السنة هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأنه متى عُرف هذا الذي كان عليه النبي بطريق قطعية تُعلم بالضرورة فقد قُطع النزاع ...
أما مجرد الرواية-وإن صحت-فهي طريق للوقوف على هذه السنة وليست هي السنة نفسها ...
نعم يصح إطلاق هذا باعتبار ظن الناظر في الرواية واطمئنانه إلى أنها نفسها سنة النبي ... وإنما الشأن في إعلان النكير على المخالف وجبهه بإنه خالف السنة ... ومن تبينت له السنة لم يجز له مخالفتهاو ... و ... و .... إلى آخر هذا الكلام الذي وضعت فيه السنة موضع الرواية ...
كذلك اجتهاد الرأي والقياس ليس حجة ملزمة في شئ وإنما هو و رأي ونظر قد يطمئن له الناظر فيقول به وقد لا يظهر له ما ظهر لأصحابه من صحة هذا النظر ....
وكذا أصول أهل الرأي في رد الروايات وقبولها هي مذهب معتبر لا يُقضى عليه لمجرد خلافهم لفقهاء أهل الحديث وإنما الشأن في حجج الفريقين والنظر فيها ....
وأسعد الأئمة جميعاً -نسبياً-هو مالك رحمه الله لجمعه بين الرواية والرأي والعمل جميعاً؛لذا كان أصح الأئمة أصولاً ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - May-2008, مساء 09:45]ـ
ما هذا يا أبا فهر
أراك صرت من مروجى الرأى!!!
وتبرر لأصحاب الرأى جنايتهم وجرائمهم في حق الشريعة
عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
((لا تمنعوا نساءكم المساجد بالليل.)).
فقال سالم، أو بعض بنيه: والله، لا ندعهن، يتخذنه دغلا. ((انظر صنيع الإبن ... بدأ يوجه الرواية ويعترض عليها بالمقاصد))
قال: فلطم صدره، وقال: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا؟!!.
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان.
وقد كثر الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اعتاد الناس ذلك، وصاروا يسمعون عقب كل حديث: ولكن فلانا يقول كذا، ونقول: أين عبد الله بن عمر، يلطم صدور هؤلاء الصم، والبكم، والعمي.
ومنذ ظهور الرأى وأهله، فإن التائه يقف مترددا بين أمر لله تعالى، أو لنبيه صلى الله عليه وسلم، وبين قول لصاحب رأى.
انظر هناك، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، يجلس على منبره، هناك أمر ما سوف يحدث، فلندخل لنرى من خلال حديث عبد الله بن عمر؛
عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما،
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتما من ذهب، وكان يلبسه، فيجعل فصه في باطن كفه، فصنع الناس خواتيم، ثم إنه جلس على المنبر، فنزعه، فقال: إني كنت ألبس هذا الخاتم، وأجعل فصه من داخل، فرمى به، ثم قال: والله لا ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم.)).
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
هل شعرت بشيء وأنت تقرأ هذا الحديث؟ هل سمعت صوت أحد، غير الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟.
صنع خاتما من ذهب، فصنعوا مثله، نبذه، فنبذوه.
لم يأمر أحدا بشيء، فقط، يكفي أن يفعل، وأمامه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لم يسأل أحد منهم، عن نوع الذهب، وعن معياره، وما هو الوزن الذي يحرم لبسه، ولا عن نسبة النحاس فيه.
لم يفعلوا ذلك، لأن الله عز وجل أكرمهم، فلم يعاصروا مدرسة الرأى.
والإمام مالك الذى تتشدق بصواب منهجه تمنى رحمه الله وهو في فراش الموت:
أن يضرب سوطاً على كل مسألة أفتى فيها بالرأى ...
وتمنى أنه وسعه ما وسع من قبله ...
ثم تأتى أنت وتروج ما تبرأ منه مالك رحمه الله!!!!
اللهم قِ هذه الأمة جناية متفيقهيها .. وجناية أهل الرأي قديماً والمروجين له حديثاً.
ما أسعد الطنطاوى والقرضاوى والعلمانيين وأشباههم بك يا أبا فهر ((((السلفي!!!!!))))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 01:41]ـ
يا أبا محمد هكذا العلم ومسائله: من أرضاك في باب أسخطك في آخر ...
ولستُ أرى لفقهاء الرأي جناية ولا هم يحزنون،وإنما أخطأوا كما أخطأ غيرهم، وأصابوا كما أصاب غيرهم ....
ولا أراك إلا تطلبُ أن نكون مع ما يُروى عن النبي (ص) كما كان الصحابة الذين سمعوها من النبي ...
طيب .. هل يُنازعك في ضرورة ذلك أحد .. بل تلك جَنة العلم يا صاحبي:أن أفهم من الرواية عين ما فهمه أصحاب محمد الذين عايشوها وعاينوها ... وما كل سعي الساعين (فقهاء رأي وفقهاء حديث وظاهرية) إلا إلى هذا ... ولكن موضع الخلاف: أنكم جعلتم مراد النبي (ص) هو عين ما فهمتموه أنتم وفق مقتضى لسان العرب الذي تنتزعوه من معاجم القرن الثالث فما بعده ... وما المدون في هذا هو لسان النبي بل أكثره ليس منه .. وفي لسان النبي (ص) قدر زائد على لسان غيره من العرب لا يقف عليه إلا من تفقه بالنبي (ص) ولسانه وسيرته وحاله .. وترى أنَّ ابن مسعود لم يمدح نفسه بكونه يعلم ألفاظ القرآن وِإنما مدح نفسه بمعرفة مواقع التنزيل وفيمن نزل ..
وإذاً فمن زعم أننا نحن مساوون أو مقاربون للصحابة وأن سبل فهم النص متيسرة لنا على الوجه الذي تيسر لهم =فقد أبعد وأغرب ..
ونعم. ما كان للصحابة رأي -في الغالب-لأنه لا موطن للرأي فالنصوص-في حقهم-كانت قطعية الثبوت قطعية الدلالة؛فالدالُ بين أظهرهم يرون حركة فمه وخلجات وجهه وتطبيقه لعين كلامه (ص).
ومع ذلك ففي حياة النبي (ص) حصلت مواطن لم يكن النص فيها قطعي الدلالة فحصل اجتهاد الرأي ولو شئتَ ذكرتُها لك ...
وكذا بعد موته (ص) وقد ذكرتُ لك في الموضوع مثال وبوسعي لو نقلتُ غيره ...
ولستُ أنا الذي تشدق بصحة أصول مالك بل هو كلام شيخ الإسلام والذهبي ...
والخبر الذي ذكرتَه تنقض به علي تشدقي خبر شديد الضعف والوهاء في إسنادهمالك بن علي القرشي قال ابن أيمن-أحد الرواة عنه-: لم يكن جيد الضبط.
وقال ابن وضاح: كان يكذب فيما يرويه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:16]ـ
أخى أبا فهر ... تقول:
هكذا العلم ومسائله: من أرضاك في باب أسخطك في آخر ...
نعم نسلم بهذا ولا يمكن اتفاق الأمة كلها على كل المسائل ولكن هذا الباب الذي فتحته سيدخل منه شر مستطير يقيناً ... ولا داعى لضرب الأمثلة فالجميع يعرفها ... وما فتاوى القرضاوى وشيعته من المتحللين بعيدة.
وما كل سعي الساعين (فقهاء رأي وفقهاء حديث وظاهرية)
الظاهرية من جملة فقهاء الحديث وراجع كلام شيخ الإسلام عن داود فهو يقول (فقهاء الحديث كأحمد وأصحابه وداود وأصحابه .... إلخ) وأنت تعلم هذه المواضع من كلام ابن تيمية رحمه الله .. فالفقه والإسلام كله به مدرستان واحدة للحديث والاتباع والثانية للرأى والتحلل والابتداع.
ولكن موضع الخلاف: أنكم جعلتم مراد النبي هو عين ما فهمتموه أنتم وفق مقتضى لسان العرب الذي تنتزعوه من معاجم القرن الثالث فما بعده
هل أفهم من هذا أنك تقول أن اللغة (وهى واحدة من علوم الشرع) ضاع الكثير منها قبل تدوينها كما يدعى بعض من يشكك في وصول الحديث إلينا قبل تدوينه!!!
وضح مقصدك ....
والذى أعتقده أن اللغة وصلت كاملة إلينا أو على القل القدر الذي يفهم منه أحكام الشرع والمخالف في هذا أشك في إسلامه.
.... يتابع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 02:25]ـ
1 - الظاهرية ليسوا من فقهاء الحديث إلا بالاعتبار النسبي ...
يقول شيخ الإسلام: ((وأين هذا من أهل الكلام الذين يقولون إن الكتاب والسنة لا يدلان على أصول الدين بحال وأن أصول الدين تستفاد بقياس العقل المعلوم من غيرهما وكذلك الأمور العملية التي يتكلم فيها الفقهاء فإن من الناس من يقول إن القياس يحتاج إليه في معظم الشريعة لقلة النصوص الدالة على الأحكام الشرعية كما يقول ذلك أبو المعالى وأمثاله من الفقهاء مع أنتسابهم إلى مذهب الشافعي ونحوه من فقهاء الحديث فكيف بمن كان من أهل رأى الكوفة ونحوهم، فإنه عندهم لا يثبت من الفقه بالنصوص إلا أقل من ذلك وإنما العمدة على الرأى والقياس حتى أن الخراسانيين من أصحاب الشافعى بسبب مخالطتهم لهم غلب عليهم استعمال الرأى وقلة المعرفة بالنصوص
وبإزاء هؤلاء أهل الظاهر كأبن حزم ونحوه ممن يدعى أن النصوص تستوعب جميع الحوادث بالأسماء اللغوية التي لا تحتاج إلى استنباط واستخراج أكثر من جمع النصوص حتى تنفى دلالة فحوى الخطاب وتثبته في معنى الأصل ونحو ذلك من المواضع التي يدل فيها اللفظ الخاص على المعنى العام
والتوسط في ذلك طريقة فقهاء الحديث وهى إثبات النصوص والآثار الصحابية على جمهور الحوادث وما خرج عن ذلك كان في معنى الأصل فيستعملون قياس العلة والقياس في معنى الأصل وفحوى الخطاب إذ ذلك من جملة دلالات اللفظ وأيضا فالرأى كثيرا ما يكون في تحقيق المناط الذي لا خلاف بين الناس في استعمال الرأى، والقياس فيه فإن الله أمر بالعدل في الحكم والعدل قد يعرف بالرأى وقد يعرف بالنص
ولهذا قال النبي ص إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر إذ الحاكم مقصوده الحكم بالعدل بحسب الإمكان فحيث تعذر العدل الحقيقى للتعذر أو التعسر في علمه أو عمله كان الواجب ما كان به أشبه وأمثل وهو العدل المقدور
وهذا باب واسع في الحكم في الدماء والأموال وغير ذلك من أنواع القضاء وفيها يجتهد القضاة)).
يُتبع ......
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 06:02]ـ
أخي أبافهر: عذرًا، فخذني على قد فهمي، واشرح لي:
1 - لماذا لم يبين حبر الأمة المقصود من الحديث؛ ولم يستنكر من أبي هريرة: (إعلان النكير على المخالف وجبهه بإنه خالف السنة ... ومن تبينت له السنة لم يجز له مخالفتهاو ... و ... و .... إلى آخر هذا الكلام الذي وضعت فيه السنة موضع الرواية)؟
2 - لم أفهم هذه العبارة: (أن السنة هي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأنه متى عُرف هذا الذي كان عليه النبي بطريق قطعية تُعلم بالضرورة فقد قُطع النزاع ... أما مجرد الرواية-وإن صحت-فهي طريق للوقوف على هذه السنة وليست هي السنة نفسها ... )!
فأنا إذا سمعتُ حديثًا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم (إما أمرًا أو نهيًا أو خبرًا .. )، ما المطلوب مني؟ هل أمتثل؟ أو أقول: لعله رواية وليست سنة! (لا أدري ما الفرق؟).
فتكرمًا .. وضح مرادك أخي أبافهر ((السلفي)) ..
وفقك الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 06:57]ـ
شيخنا بارك الله فيك ....
لم لم يقل ابن عباس ذاك (؟؟؟)
ليس عندنا ما يدل على أنه لم يقله وليس عندنا إلا تلك الرواية ومن تأمل فيها وكان عارفاً بطبائع البشر ظهر له ما نرمي إليه ..
وتأمل هذه معي:
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلاَةَ فَقَالُوا يَقْطَعُهَا الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ. قَالَتْ قَدْ جَعَلْتُمُونَا كِلاَبًا، لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِىَّ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - يُصَلِّى، وَإِنِّى لَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، وَأَنَا مُضْطَجِعَةٌ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَكُونُ لِى الْحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ فَأَنْسَلُّ انْسِلاَلاً. وَعَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَهُ
وإذاً فعائشة أم المؤمنين ترى أنهم هم الذين جعلوا المرأة بمنزلة الكلب ... ولم ترتض نسبة ذلك لرسول الله (ص) رغم كون الرواية صحيحة إسناداً ..
وبجواب سؤالك الثاني يتضح الأمر إن شاء الله ..
تسأل:
فأنا إذا سمعتُ حديثًا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم (إما أمرًا أو نهيًا أو خبرًا .. )، ما المطلوب مني؟ هل أمتثل؟ أو أقول: لعله رواية وليست سنة! (لا أدري ما الفرق؟).
تأمل معي ما يأتي شيخنا:
أنتَ قيدت الحديث بأنه صحيح أليس كذلك (؟؟؟)
ستقول بلى ولابد.
فهل يا شيخنا إذا رددتَ حديث أسماء في الحجاب الذي استدل به الشيخ الألباني =هل تقبل أن تُرمى بأنك خالفتَ السنة (؟؟؟)
ستقول لا ولابد ..
ولم يا شيخنا لا تقبل رميك بهذا (؟؟؟)
ستقول ولابد: لأن الرواية في ذلك لم تصح فليس هذا من السنة ...
الآن تأمل معي: أهل الرأي لديهم معايير لقبول الرواية تختلف عن معايير أهل الحديث،فلم تثبت عندهم الرواية فتكون سنة؛ كي يجوز أن نرميهم بمخالفة السنة،هم أصلاً لم تثبت عندهم السنة كي يخالفوها تلك واحدة ...
والثانية تأتي بعد أن يُثبتوا الرواية كإثبات أهل الحديث لها،لكن فهمه لها يُخالف فهم أهل الحديث لها .. فالسنة عندهم في الخليطين جوازهما لمعاني واجتهاد استصحبوه في فهم حديث النهي ...
والسنة عند أهل الحديث هي مقتضى النهي عنهما وفقط استناداً إلى الرواية .. ولا بأس بهذا .. فهو رأيهم .. ولكن البأس كل البأس أن نجبه أهل الرأي بأنهم خالفوا السنة والحال أنهم خالفوا الرواية أما السنة فلا يتعمد مخالفتها أحد من أئمة العلم والدين ...
أما واجبك إذا سمعتَ الرواية الصحيحة فهو عدم التسليم لها بمجردها قبل جمع أدلة الباب من الكتاب والسنة وعمل السلف يصحب كل هذا اجتهاد ونظر وبصر بمعاني الشارع ومقاصده ...
وقد تنظر في كل هذا فيؤول الأمر إلى أن الفهم الصحيح هو نفس مقتضى الرواية ...
وقد تنظر في كل هذا فيؤول الأمر إلى أن الفهم الصحيح مخالف لشئ من مقتضى الرواية زيادة أو نقصاً أو حتى رداً ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 09:23]ـ
الأخ أبو فهر ..
الظاهرية من أهل الحديث رغم أنف المعترض ولدى رد طويل على ما كتبته وسأضعه في وضوع مستقل لاحقاً ولكن لن أستدرج منك للتركيز على هذه النقطة وترك الموضوع الأصلى ...
وأرجو الرد على سؤالى:
هل أفهم من كلامك أنك تقول أن اللغة (وهى واحدة من علوم الشرع) ضاع الكثير منها قبل تدوينها كما يدعى بعض من يشكك في وصول الحديث إلينا قبل تدوينه!!! وضح مقصدك ....
كذلك أفرغ ما تبقى من جعبتك من هذا الموضوع ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 09:29]ـ
هل أفهم من هذا أنك تقول أن اللغة (وهى واحدة من علوم الشرع) ضاع الكثير منها قبل تدوينها كما يدعى بعض من يشكك في وصول الحديث إلينا قبل تدوينه!!!
وضح مقصدك ....
والذى أعتقده أن اللغة وصلت كاملة إلينا أو على القل القدر الذي يفهم منه أحكام الشرع والمخالف في هذا أشك في إسلامه.
.... يتابع ...
الحمد لله وحده ....
تأمل معي يا أبا محمد ...
1 - لا توجد لفظة من ألفاظ القرآن، أو من ألفاظ النبي (ص) لم يصلنا من كلام العرب شعراً ونثراً ما يُفيد في بيان مراد النبي (ص) بهذه اللفظة.
2 - لم يوجد قط في تاريخ العالم أنَّ أمة من الأمم قد حُفظ لسانها كله كلمة كلمة، والعرب لم يخرجوا عن هذا السنن،ولكن حُفظ لنا من لسان العرب ما يكفينا لفهم ديننا.
3 - وقد يغيب ما يفيد في معرفة مراد الله ورسوله عن بعض الأمة ولكنه لا يعزب عنها كلها فلا يعرفه منهم أحد.
4 - وما في المعاجم من بيان لمعاني كلام العرب ليس وحياً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وليس بيانهم لمعاني الألفاظ مصيب حز ما أراده العرب في لسانهم القديم، وإنما ينقسم إلى رواية ورأي ... أما الرواية فيدخلها ما يدخل الرواية من ثقة وضعف .. وأما الرأي فيدخله ما يدخل الرأي من صواب وخطأ ..
5 - ومع ذلك فهم يذكرون للفظ الواحد عدة معانٍ،قد تكون العرب قوم النبي قد استعملوا هذا اللفظ بإزاء هذه المعاني جميعها،أو بإزاء بعضها، أو بإزاء معنى واحد منها، وباقي المعاني إنما هي استعمالات لأهل ألسنةٍ أخرى حدثت بعد النبي (ص) .. فيأتي الناظر فينقل معنى اللفظة من المعاجم ولا يكون النبي (ص) ولا قومه قد استعملوا هذه اللفظة بهذا المعنى ..
6 - ثم معرفة معنى لفظ النبي (ص) لا تتوقف على معرفة وجوه استعماله في كلام العرب فحسب، فقد يخرج النبي (ص) وقد يخرج لفظه عن تلك المعاني إلى معاني أُخر وقد يكون معناه واحداً من المعاني عند العرب .. ولأحواله (ص) ومواقع كلامه وتعيين المخاطب بالكلام أثر كبير في كل هذا ...
وكما ترى فمعرفة مراد النبي (ص) من الألفاظ يحتاج لاستخراجه من كل هذا إلى اجتهاد ونظر ورأي ....
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 10:57]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله أجمعين
أخى (أبو فهر)
كلامك في الفقرة السابقة لا يختلف أحد منا معك فيه ... والحمد لله (ليتك تراجع الخاص)
نعود إلى نقطة ما قد يظهره كلامك من تجهيل أو احتقار لأهل الحديث وعامة سلفنا المبارك وأن ذمهم للرأى يعود إلى عدم فهمهم! وأنك اكتشفت سبب ذلك!!
فأنت تستدرك على الشافعى ومن وافقه من السلف فهمهم ...
وكأن أصحاب الحديث قوم مغرضون يبحثون عن عثرة لإخوانهم .. !!!
وكأنك لم تسمع وترى ماكتبه ابن أبي شيبة في مصنفه في الرد على أهل الرأى فقد ذكر نحو 400 حديث ترك أبو حنيفة رحمه الله العمل بها وشنع عليه من أجلها ... وعبد الله بن أحمد في السنة والبخارى في صحيحه من ذم الرأى وأهله وتعريضه بهم بقوله (قال بعض الناس) ... والأمثلة على ما قلته كثيرة وأنت تعلمها ولو ذكرناها لملأنا مئات الصفحات.
فكأنك يا أبا فهر تريد أن ينطبع في ذهن الناس تنقص هؤلاء وليس شرطاً أن تصرح به .. سواء كان هذا قولك صريحاً أو لازماً لقولك فالنتيجة واحدة!.
فأين فهم السلف يا سلفي!!
واعذرنى في لهجتى واصبر فلو أوضحت قصدك وبينت لما ظن بك أحد هذه الظنون.
ثم اختتمت كلامك بتزكية الرأى وأهله وهي النتيجة التى ربما هي مقصدك من موضوعك فتقول:
وكذا أصول أهل الرأي في رد الروايات وقبولها هي مذهب معتبر لا يُقضى عليه لمجرد خلافهم لفقهاء أهل الحديث وإنما الشأن في حجج الفريقين والنظر فيها ....
فهذا هو الطعن في السلف ومنهجهم فما أصلوه من رد الرأى (سواء المذموم أو الرأى كله) تريد أن تزيله بجرة قلم وبأسلوب الفرقعة الصحفية.
واعذرنى في لهجتى فأنا أعلم علمك وسلفيتك ولكن ما قلته هو ما ينطبع في ذهن من لا يعرفك كما نعرفك ...
فتفضل ودافع عن نفسك فيما أنتت متهم فيه واذكر حججك (ابتسامة)
((يعني بالبلدى كدة ... اعتبر نفسك ماثلاً أمام قاضى بمحكمة أمن الدولة في إمارة أهل الحديث ووجهت إليك التهم السابقة .... فما دفاعك وحججك بحضرة طلبة العلم والعلماء الذين يمتحونك في حضور القاضى والعلماء والفقهاء والعوام ... والسياف واقف)) (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, صباحاً 11:19]ـ
أما عن تزكيتك للمذهب المالكى فالإمام مالك رحمه الله أخذ عن ربيعة الرأي. وربيعة صاحب رأي مشهور به حتى صار جزءاً من اسمه. وقد تكلم أهل الحديث في مالك في هذا، مع توثيقهم لإياه في الحديث.
وذُكر أنه بكى في مرض موته، وقال: «والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها برأيي سُوطاً سوطاً. وقد كانت لي السَّعةُ فيما قد سَبقتُ إليه. وليتني لم أُفتِ بالرأي». إنظر: وفيات الأعيان (4\ 137)، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6\ 224)، وجامع بيان العلم وفضله (2\ 1072).
وهذا الأثر السابق ضعفته أنت وأنا بعيد عن كتبي وأقراصى الإكترونية فلا أستطيع مراجعة ما قلتَه.
وروى الخطيب في تاريخ بغداد (13\ 445) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي قال سمعت أحمد بن حنبل أنه سُئل عن مالك، فقال: «حديثٌ صحيح، ورأيٌ ضعيف». فانظر لإنصاف إمام أهل الحديث في عصره، كيف فرّق بين قوة حفظ مالك وبين ضعف رأيه. وقال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك».
ونقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2\ 1080) عن الليث بن سعد أنه قال: «أحصيتُ على مالك بن أنس سبعينَ مسألة، كلها مخالفة لسُنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما قال فيها برأيه. ولقد كتبت إليه أعِظهُ في ذلك». ونقل (2\ 1105) عن المروزي قال: «وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق، لشيءٍ بلَغَه عنه تكلّم به في نَسَبه وعِلْمه». ونقل (2\ 1109) عن سلمة بن سليمان قال: قلت لابن المبارك: «وضعتَ من رأي أبي حنيفة، ولم تضع من رأي مالك؟». قال: «لم أره عِلماً».
وقال ابن عبد البر (2\ 1115): «وقد تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلامٍ فيه جفاء وخشونة، كرهتُ ذِكره، وهو مشهورٌ عنه. قاله إنكاراً لقول مالك في حديث البيِّعين بالخيار ... ، وتكلم في مالك أيضاً فيما ذكره الساجي في كتاب العلل: عبد العزيز بن أبي سلمة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن إسحاق (إمام المغازي)، وابن أبي يحيى، وابن أبي الزناد، وعابوا عليه أشياء من مذهبه. وتكلم فيه غيرهم لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم، وروايته عن داود بن الحصين وثور بن زيد. وتحامل عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسَداً لموضع إمامته. وعابَهُ قوم في إنكاره المسح على الخفَّين في الحضر والسفر، وفي كلامه في علي وعثمان، وفتياه إتيان النساء من الأعجاز (أي في أدبارهن)، وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ونسبوه بذلك إلى ما لا يحسن ذِكره».
وفي تهذيب التهذيب (3\ 403): قال الساجي: «ويُقال إن سعداً (يقصد قاضي المدينة الثقة الثبت الإمام سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) وعَظَ مالكاً فوجد عليه، فلم يروِ عنه». حدثني أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟ سعد ثقة، رجل صالح». حدثنا أحمد بن محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين: «كان مالك يتكلم في سعد سيّد من سادات قريش، و يروي عن ثور و داود بن الحصين خارجيين خبيثين!» ... وقال أحمد بن البرقي: سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد أنه كان يرى القدر وترك مالك الرواية عنه. فقال: «لم يكن يرى القدر، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان مالك لا يروي عنه، وهو ثَبْتٌ لا شك فيه».
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (8\ 156) عن الشافعي أنه قال: «الليث أفقه من مالك، ولكن الخطوة لمالك». وقال: «الليث أتبع للأثر من مالك». وفي تاريخ بغداد (2\ 298) عن أحمد بن حنبل قال: «كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقاً، أفضل من مالك بن أنس». وفي (2\ 175) عن يحيى بن صالح قال: «محمد بن الحسن –فيما يأخذه لنفسه– أفقه من مالك». وفي (9\ 164) عن علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد قلت له: «أيما أحب إليك، رأي مالك أو رأي سفيان؟». قال: «سفيان لا يشك في هذا ... سفيان فوق مالك في كل شيء، يعني في الحديث وفي الفقه وفي الزهد». وفي (2\ 301) أن شامياً سأل الإمام أحمد: «من أعلم، مالك أو ابن أبي ذئب؟». فقال: «ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعاً، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين. وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر، فلم يهبه أن قال له الحق. قال: الظلم فاشٍ ببابك. وأبو جعفر: أبو جعفر (يقصد في ظلمه وبطشه، حتى أنه قتل عمه)».
وابن عبد البركما يقال مالكي المذهب، لم يسرد هذه الأقوال ليطعن بالإمام مالك –وحاشاه–. إنما ذكرها ليُبَيِّنَ أن مالكاً قد طعن به أهل الحديث بسبب كراهيتهم للرأي. ولكن مالك شفع له عندهم أنه كان ثبتاً في الحديث، وما استطاعوا الاستغناء عن حديثه. فكان غالب كلامهم على أبي حنيفة الذي لم يكن عنده كثير الحديث، وما كان يعتني بألفاظه. فشاع عند بعض المتأخرين أن أبا حنيفة وحده كان صاحب رأي، والصواب أن مالكاً كذلك. ولو أن الشذوذ في مذهب مالك أقل، وأنا لم أنقل هذا الكلام من الشبكة طعناً في الإمام مالك رحمه الله بل لأبين أنك أخذت ما تهواه من كلام ابن تيمية رحمه الله في مذهب مالك وتركت كلام الآخرين!! وإن كنت لا أوافق عليه كله.
والذى أعتقده أن مالكاً رحمه الله من أهل الحديث وعنده رأي لكنه قليل وبأصوله دخن بسبب الرأي فيها ولكن مذهبه به حق وباطل نأخذ الحق ونترحم عليه وندع ما يخالف النص ...
رحم الله جميع أئمة الإسلام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 04:25]ـ
أساءتك يا أبا محمد كلمة قالها أبو فهر مقيدة في حق مالك - رحمه الله - فنقلتَ لنا هذا الغثاء بعجره وبجره واضعا له في غير موضعه ... مستنبطا منه غير ما يراد منه ... اترك عنك هذا - وفقك الله - وابحث في أصل المسألة فهي من دقيق العلم وأسه ... وتحتاج في الغوص على مكامنها إلى صبر وأناة ... فوق العلم والمعرفة الدقيقة الواسعة بمناهج الأئمة ... وطرائق تعاملهم مع أدلة الأحكام.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67622&highlight=%C7%E1%CA%DA%E1%ED%D E%C7%CA
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 04:33]ـ
تحية للباجي أولاً قبل العودة للفاضل أبي محمد ... يا سيدنا الباجي أوحشتنا وأوحشتنا مراسلاتك ولا أراك إلا قليتنا ... وتعلم أنني أحوج ما أكون إلى بصرك ونقدك فلا تحرمنا بارك الله فيك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 05:11]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7834&highlight=%C7%E1%C8%CD%CB%ED%C 9
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 06:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سيدى الشيخ الباجي حفظه الله ..
أجمل التحايا لكم المعطرة بأريج الشوق والمحبة ووالله وددت لو أننى التقيت بفضيلتكم فسلمت عليكم وقبلت يدكم الكريمة .. ولكن حال دون ذلك تنائي الديار فعسى أن تكون في هذه المقابلات الإلكترونية بعض السلوى عن اللقيا الحقيقي.
وأكرر كلام الحبيب أبي فهر
يا سيدنا الباجي أوحشتنا وأوحشتنا مراسلاتك ولا أراك إلا قليتنا ... وتعلم أنني أحوج ما أكون إلى بصرك ونقدك فلا تحرمنا بارك الله فيك ...
فأنا مثله أحوج ما أكون إلى مباحثتكم وسماع رأيكم والتمتع بتوجيهكم المخلص أو ثنائكم أو حتى زجركم فكله يمتعنا ... ونفخر به ...
ووالله ما أقول هذا تقية أو نفاقاً فقد سبق وقلته في مقال لا يطلع عليه إلا المشرفون وهم يشهدون بذلك.
وبالنسبة لنصيحتكم فأنا نقلت الكلام ولست موافقاً على كل ما فيه بل قلت:
وأنا لم أنقل هذا الكلام من الشبكة طعناً في الإمام مالك رحمه الله بل لأبين أنك أخذت ما تهواه من كلام ابن تيمية رحمه الله في مذهب مالك وتركت كلام الآخرين!! وإن كنت لا أوافق عليه كله.
والذى أعتقده أن مالكاً رحمه الله من أهل الحديث وعنده رأي لكنه قليل وبأصوله دخن بسبب الرأي فيها ولكن مذهبه به حق وباطل نأخذ الحق ونترحم عليه وندع ما يخالف النص ...
رحم الله جميع أئمة الإسلام ..
فهناك فارق عظيم بين مالك وأصحابه كما هو بين أحمد وأصحابه والشافعى وأصحابه والكلام في هذا الأمر طويل ومحزن ولكنها إرادة الله ...
رحم الله جميع أئمة الإسلام ورضى عنهم ووفق أتباعهم إلى الاتباع الحقيقي لا التعصب.
... الأخ الحبيب أشرف ... جزاكم الله خيراً فقد أفدتنا ولفتت نظرنا إلى ما ينفعنا جميعاً إن شاء الله.
وما ذكرتُه أخى الحبيب هو لهدف محدد وهو غدم الغلو في مذهب بعينه واعتبار أنه الحق ... فكل ٌٌ لديه حق وباطل. والسعيد من وفق للحق بدليله وترك الباطل.
اللهم ارزقنا جميعاً الرشد والبصر بنور الحق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 07:41]ـ
وذُكر أنه بكى في مرض موته، وقال: «والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها برأيي سُوطاً سوطاً. وقد كانت لي السَّعةُ فيما قد سَبقتُ إليه. وليتني لم أُفتِ بالرأي». إنظر: وفيات الأعيان (4\ 137)، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6\ 224)، وجامع بيان العلم وفضله (2\ 1072).
وهذا الأثر السابق ضعفته أنت وأنا بعيد عن كتبي وأقراصى الإكترونية فلا أستطيع مراجعة ما قلتَه.
كنتُ أنا عينك التي تبصر بها على هذا الأثر وخبري لك عنه خبر ثقة-إن شاء الله-فهو خبر باطل راويه مالك بن علي القرشي قال ابن أيمن-أحد الرواة عنه-: لم يكن جيد الضبط.
وقال ابن وضاح: كان يكذب فيما يرويه.
وفي الإسناد إليه ضعيف الحفظ أيضاً فهو خبر ساقط من أي الجهات أتيتَه ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:07]ـ
نعود إلى نقطة ما قد يظهره كلامك من تجهيل أو احتقار لأهل الحديث وعامة سلفنا المبارك وأن ذمهم للرأى يعود إلى عدم فهمهم! وأنك اكتشفت سبب ذلك!!
حاشا لله أن أقول هذا الباطل ..
فأنت تستدرك على الشافعى ومن وافقه من السلف فهمهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
كل مريد للحق نازع لربقة التقليد لابد أن يقبل من السلف ويرفض مادام ليس في الإمر إجماع لا تجوز مخالفته ..
وكأن أصحاب الحديث قوم مغرضون يبحثون عن عثرة لإخوانهم .. !!!
حاشا لله أن أقول هذا الباطل ..
جلُ ذلك لم يكن،فلا هو خطر بجناني ولا سطرته ببناني،ومراد المتكلم ليس هو -دائماً- ما فهمه السامع وما زعمت أنه ظاهر كلامي =لا هو ظاهر ولا هم يحزنون ..
والذي في كلامي ظاهر لائح أنَّ في كلام فقهاء أهل الحديث خطأ على فقهاء أهل الرأي .. ومنطوق كلام أهل الحديث أن فقهاء الرأي ردوا كلام النبي (ص) ..
والحالُ أن هذا المردود لا يثبت عند فقهاء الرأي أصلاً أنه كلام النبي (ص)
وإنما هي رواية ردها فقهاء الرأي كآلاف الروايات التي ردها فقهاء أهل الحديث .. غاية ما هنالك اختلاف في منهج القبول والرد .. كان الأصل أن يستوعبه فقهاء الحديث ويكون حظهم معه المحاورة والرد بالحسنى لا اعتقاد أن فقهاء الرأي ردوا حديث النبي (ص)
وهذا من فقهاء الحديث حيف على أهل الرأي ووضع للأمور في غير نصابها،وما العدل وإحسان الظن بفقهاء الحديث بأولى من العدل وإحسان الظن بفقهاء الرأي .. ولا أزعم أنَّ فقهاء الحديث وقوعوا جميعاً في هذا الحيف ولا أن وقوعهم فيه كان على رتبة واحدة ... وأقلهم وقوعاً في ذلك الشافعي ومن في مثل جلالتهم وأكثرهم وقوعاً في ذلك ابن أبي شيبة ... رحم الله أئمة السلف جميعاً فما كانوا منزهين عن الخطأ .. ورزقنا الله حُسن البصر بمناهجهم ومراداتهم ...
وكأنك لم تسمع وترى ماكتبه ابن أبي شيبة في مصنفه في الرد على أهل الرأى فقد ذكر نحو 400 حديث ترك أبو حنيفة رحمه الله العمل بها وشنع عليه من أجلها ... وعبد الله بن أحمد في السنة والبخارى في صحيحه من ذم الرأى وأهله وتعريضه بهم بقوله (قال بعض الناس) ... والأمثلة على ما قلته كثيرة وأنت تعلمها ولو ذكرناها لملأنا مئات الصفحات.
سمعتُ وقرأتُ -والحمد لله-وقبلتُ ورددتُ-والحمد لله-أعاننا الله على البصر بالحق بصراً مجللاً برحمة الخلق ... ولا يدرك كل ذلك بغير حلم وعلم ... وعدل ... وإنصاف ..
فكأنك يا أبا فهر تريد أن ينطبع في ذهن الناس تنقص هؤلاء وليس شرطاً أن تصرح به .. سواء كان هذا قولك صريحاً أو لازماً لقولك فالنتيجة واحدة!.
معاذ الله أن أفعل هذا أو أقصده ... وليس بسوء فهم القارئ يُحاسب الكاتب ...
فأين فهم السلف يا سلفي!!
فهم السلف ما كان اتفاقاً منهم أما ما اختلفوا فيه ففرض المرء طلب الحق مدعوماً بحجته ...
واعذرنى في لهجتى واصبر .....
العذر قائم فتكلم ولا تقلق ... وإنما أُجاهد ليتكلم كل بما معه من العلم والحجة من غير سياط إرهاب ..
ثم اختتمت كلامك بتزكية الرأى وأهله وهي النتيجة التى ربما هي مقصدك من موضوعك فتقول:
فهذا هو الطعن في السلف ومنهجهم فما أصلوه من رد الرأى (سواء المذموم أو الرأى كله) تريد أن تزيله بجرة قلم وبأسلوب الفرقعة الصحفية.
فقهاء الرأي من خيرة السلف علماً وعملاً يا أبا محمد ...
واعذرنى في لهجتى فأنا أعلم علمك وسلفيتك ولكن ما قلته هو ما ينطبع في ذهن من لا يعرفك كما نعرفك ...
فتفضل ودافع عن نفسك فيما أنتت متهم فيه واذكر حججك (ابتسامة)
((يعني بالبلدى كدة ... اعتبر نفسك ماثلاً أمام قاضى بمحكمة أمن الدولة في إمارة أهل الحديث ووجهت إليك التهم السابقة .... فما دفاعك وحججك بحضرة طلبة العلم والعلماء الذين يمتحونك في حضور القاضى والعلماء والفقهاء والعوام ... والسياف واقف)) (ابتسامة)
عندي استدعاء يوم الأحد والله يا مولانا أهو تمرين ....
تابع ما سيأتي ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:10]ـ
أضحك الله سنك أبا فهر ... يعني أنفع وكيل نيابة يا مولانا ..
ننتظر البقية بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:36]ـ
سئل أبو حنيفة: ما تقول فيما يروى من أحاديث تُخالف بعض ما تقول به (؟)
فأجاب: ((إنه يكذب الرواة، ولا يكون تكذيبي لهؤلاء وردي عليهم تكذيباً للنبي (ص) لأني مؤمن بكل شئ تكلم به النبي (ص) غير أن النبي (ص) لم يتكلم بالجور ولم يخالف القرآن)).
قال شيخ الإسلام: ((وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ؛ فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينِيًّا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَعَلَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ إلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ. وَجَمِيعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: أَحَدُهَا: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ. وَالثَّانِي: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ إرَادَةَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ. وَالثَّالِثُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ)).
قلتُ: لم يبق بعد هذين النقلين إلا ثلاثة أقوال لا رابع لها فاختر لنا منها يا أبا محمد:
1 - أبو حنيفة وفقهاء الرأي غير داخلين تحت حد كلام ابن تيمية -عندك-وإلا فهم داخلون عنده هو ..
2 - لم يطعن فقهاء أهل الحديث في فقهاء الرأي بدعوى تعمدهم مخالفة سنة النبي (ص)
3 - بل أبو حنيفة داخل تحت حد كلام ابن تيمية، وأهل الحديث طعنوا فيه بتعمده مخالفة السنة؛فيُصدق هذا قولنا من وجود شئ من الحيف في طعون فقهاء أهل الحديث على فقهاء الرأي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:55]ـ
يتبع .....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:56]ـ
فائدة في عرض الرواية على القرآن وأصول الشرع وكلياته وهو أحد أسس نقد الرواية عندة فقهاء الرأي:
قال الشاطبي في ((الموافقات)):
((وللمسألة أصل في السلف الصالح فقد ردت عائشة رضى الله تعالى عنها حديث
إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه بهذا الأصل نفسه لقوله تعالى ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وردت حديث رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لربه ليلة الإسراء لقوله تعالى لا تدركه، يناقض الآية وهو ثبوت رؤية الله تعالى فى الآخرة بأدلة قرآنية وسنية تبلغ القطع ولا فرق فى صحة الرؤية بين الدنيا والآخرة وردت هي وابن عباس خبر أبي هريرة فى غسل اليدين قبل إدخالهما فى الإناء استنادا إلى أصل مقطوع به وهو رفع الحرج وما لا طاقة به عن الدين فلذلك قالا فكيف يصنع بالمهراس وردت أيضا خبر ابن عمر فى الشؤم وقالت إنما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث عن أقوال الجاهلية لمعارضته الأصل القطعي أن الأمر كله لله وأن شيئا من الأشياء لا يفعل شيئا ولا طيرة ولا عدوى ولقد اختلفوا على عمر بن الخطاب حين خرج إلى الشام فأخبر أن الوباء قد وقع بها فاستشار المهاجرين، والأنصار فاختلفوا عليه إلا مهاجرة الفتح فإنهم اتفقوا على رجوعه فقال أبو عبيدة أفرارا من قدر الله فهذا استناد في رأي اجتهادي إلى أصل قطعي قال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله فهذا استناد إلى أصل قطعي أيضا وهو أن الأسباب من قدر الله ثم مثل ذلك برعى العدوة المجدبة والعدوة المخصبة وأن الجميع بقدر الله ثم أخبر بحديث الوباء الحاوى لاعتبار الأصلين ...
وفي الشريعة من هذا كثير جدا وفي اعتبار السلف له نقل كثير
ولقد اعتمده مالك بن أنس في مواضع كثيرة لصحته في الاعتبار ...... ))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 08:58]ـ
أحد أهم غايات هذا المبحث: إقامة روح الإنصاف-والإنصاف شريعة-والنظر للأمور بمنظار المخالف وتوسيع مساحة الإعذار،ولستُ أقول بكل ما يقول فقهاء الرأي ...
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 09:56]ـ
أخي أبافهر:
قلتم في أصل المقال - عن ابن عباس رضي الله عنه -: (وإنما لا يخلو الأمر من حالتين:
إما أنه يَطعن في حفظ أبي هريرة لهذا الحديث. وإما أنه يرى أن الرواية ليس هذا فقهها وإنما لها فقه يُتأمل فيه بالنظر في معاني ومقاصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ).
أقول: وفاتكم - وهو الثابت عنه - أنه يرى نسخ الحديث.
وهذا الظن بالصحابة رضي الله عنهم.
وللاطلاع السريع، انظر هنا:
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=tadevi&id=5445&coid=62969
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 10:07]ـ
القول بنسخ الرواية هو أحد وجوه فقهها ..
وليس القول بعدم إثباته لها .. بمنافٍِ لحسن الظن به ... وأرجو تأمل كلام شيخ الإسلام السابق نقله ... وكذا كلام الشاطبي ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 10:23]ـ
أخى أبا فهر ... بخصوص كلامك عن أبي حنيفة.
أنا لا أتهم شخصه رحمه الله بل أعترض على منهجه ...
قال ابن حزم عن أسباب اختلاف الفقهاء أن أكبر سبب لذلك هو تفاوتهم في جمع ومعرفة الحديث .. وأنه لا يظن بأحدهم تعمد مخالفة الحديث الصحيح أو تفضيل الرأي عليه .... وقد سبق في ذلك علماء القرن السابع كابن تيمية فى رسالته (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) وابن القيم في بعض كتبه ... رحم الله الجميع ...
راجع الرسالة الباهرة وحملها من الرابط
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=68 2&d=1173513193
أو
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7570
ويقول في الإحكام وهو يتكلم عن أسباب اختلاف الفقهاء
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل فيه بيان سبب الاختلاف الواقع بين الائمة في صدر هذه الامة فإن قيل: فعلى أي وجه ترك هو ومن قبله كثيرا من الاحاديث؟ قيل له وبالله التوفيق: وقد بينا هذا فيما خلا، ولكن نأتي بفصول تقتضي تكرار ما قد ذكر فلا بد من تكراره، وذلك أن مالكا وغيره بشر ينسى كما ينسى سائر الناس، وقد تجد الرجل يحفظ الحديث ولا يحضره ذكره حتى يفتي بخلافه، وقد يعرض هذا في آي القرآن، وقد أمر عمر على المنبر بألا يزاد في مهور النساء على عدد ذكره، فذكرته امرأة بقول الله تعالى: وآتيتم احداهن قنطارا فترك قوله وقال: كل أحد أفقه منك يا عمر، وقال: امرأة أصابت وأمير المؤمنين أخطأ، وأمر برجم امرأة ولدت لستة أشهر، فذكره علي بقول الله تعالى وحمهله وقصاله ثلاثون شهرا مع قوله تعالى: * (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين فرجع عن الامر برجمها.
وهم أن يسطو بعيينة بن حصن، إذ قال له: يا عمر ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل.
فذكره الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بقول الله تعالى: واعرض عن الجاهلين وقال له: يا أمير المؤمنين هذا من الجاهلين فأمسك عمر.
وقال يوم مات رسول الله (ص): والله ما مات رسول الله (ص) ولا يموت حتى يكون آخرنا، أو كلاما هذا معناه، حتى قرئت عليه: * (إنك ميت وإنهم ميتون) * فسقط السيف من يده وخر إلى الارض.
وقال: كأني والله لم أكن قرأتها قط.
فإذا أمكن هذا في القرآن، فهو في الحديث أمكن، وقد ينساه البتة، وقد لا ينساه بل يذكره، ولكن يتأول فيه تأويلا فيظن فيه خصوما أو نسخا أو معنى ما، وكل هذا لا يجوز اتباعه إلا بنص أو إجماع، لانه رأي من رأى ذلك، ولا يحل تقليد أحد ولا قبول رأيه.
وقد علم كل أحد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا حوالي رسول الله (ص) بالمدينة مجتمعين، وكانوا ذوي معايش يطلبونها، وفي ضنك من القوت شديد - قد جاء ذلك منصوصا - وأن النبي (ص) وأبا بكر وعمر أخرجهم الجوع من بيوتهم، فكانوا من متحرف في الاسواق، ومن قائم على نخلة، ويحضر رسول الله (ص) في كل وقت منهم الطائفة إذا وجدوا أدنى فراغ مما هم بسبيله، هذما لا يستطيع أحد أن ينكره وقد ذكر ذلك أبو هريرة فقال: إن إخواني من المهاجر كان يشغلهم الصفق بالاسواق، وإن إخواني من الانصار كان يشغلهم القيام على نخلهم، وكنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله (ص) على مل ء بطني، وقد أقر بذلك عمر فقال: فاتني مثل هذا من حديث رسول الله (ص)، ألهاني الصفق في الاسواق، ذكر ذلك في حديث استئذان أبي موسى فكان رسول الله (ص) يسأل عن المسألة، ويحكم بالحكم، ويأمر بالشئ ويفعل الشئ، فيعيه من حضره ويغيب بمن غاب عنه.
فلما مات النبي (ص) وولي أبو بكر رضي الله عنه، فمن حينئذ تفرق الصحابة للجهاد، إلى مسيلمة وإلى أهل الردة، وإلى الشام والعراق، وبقي بعضهم بالمدينة مع أبي بكر رضي الله عنه.
فكان إذا جاءت القضية ليس عنده فيها عن النبي (ص) أمر، سأل من بحضرته من الصحابة عن ذلك فإن وجد عندهم رجع إليه وإلا اجتهد في الحكم، ليس عليه غير ذلك، فلما ولي عمر رضي الله عنه فتحت الامصار، وزاد تفرق الصحابة في الاقطار، فكانت الحكومة تنزل في المدينة أو في غيرها من البلاد، فإن كان عند الصحابة الحاضرين لها في ذلك عن النبي (ص) أثر، حكم به، وإلا اجتهد أمير تلك المدينة في ذلك، وقد يكون في تلك القضية حكم عن النبي (ص) موجود عند صاحب آخر، في بلد آخر.
وقد حضر المديني ما لم يحضر المصري، وحضر المصري ما لم يحضر الشامي، وحضر الشامي ما لم يحضر البصري، وحضر البصري ما لم يحضر الكوفي، وحضر الكوفي ما لم يحضر المديني، كل هذا موجود في الآثار وفي ضرورة العلم بما قدمنا من مغيب بعضهم عن مجلس النبي (ص) في بعض الاوقات وحضور غيره، ثم مغيب الذي حضر أمس وحضور الذي غاب فيدري كل واحد منهم ما حضر، ويفوته ما غاب عنه.
وهذا معلوم ببديهة العقل.
وقد كان علم التيمم عند عمار وغيره.
وجهله عمر وابن مسعود فقالا: لا يتيمم الجنب، ولو لم يجد الماء شهرين وكان حكم المسح عند علي وحذيفة رضي الله عنهما وغيرهم، وجهلته عائشة وابن عمر وأبو هريرة، وهم مدنيون.
وكان توريث بنت الابن مع البنت عند ابن مسعود، وجهله أبو موسى، وكان حكم الاستئذان عند أبي موسى، وعند أبي سعيد وجهله عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان حكم الاذن للحائض في أن تنفر قبل أن تطوف، عند ابن عباس وأم سليم، وجهله عمر وزيد بن ثابت، وكان حكم تحريم المتعة والحمر الاهلية عند علي وغيره، وجهله ابن عباس.
وكان حكم الصرف عند عمر وأبي سعيد وغيرهما وجهله طلحة وابن عباس وابن عمر، وكان حكم إجلاء أهل الذمة من بلاد العرب، عند ابن عباس وعمر فنسيه عمر سنين فتركهم حتى ذكر فذكر، فأجلاهم.
وكان علم الكلالة عند بعضهم، ولم يعلمه عمر، وكان النهي عن بيع الخمر عند عمر وجهله سمرة.
وكان حكم الجدة عند المغيرة ومحمد بن مسلمة وجهله أبو بكر وعمر.
وكان حكم أخذ الجزية من المجوس، وألا يقدم على بلد فيه الطاعون، عند عبد الرحمن بن عوف، وجهله عمر وأبو عبيدة وجمهور الصحابة رضوان الله عنهم وكان حكم ميراث الجد عند معقل بن سنان، وجهله عمر.
ومثل هذا كثير جدا، فمضى الصحابة على ما ذكرنا، ثم خلف بعدهم التابعون الآخذون عنهم، وكل طبقة من التابعين في البلاد التي ذكرنا فإذا تفقهوا مع من كان عندهم من الصحابة، وكانوا لا يتعدون فتاويهم، لا تقليدا لهم، ولكن لانهم إنما أخذوا ورووا عنهم، إلا اليسير مما بلغهم عن غير من كان في بلادهم من الصحابة رضي الله عنهم، كاتباع أهل المدينة في الاكثر فتاوى ابن عمر، واتباع أهل الكوفة في الاكثر فتاوى ابن مسعود واتباع أهل مكة في الاكثر فتاوى ابن عباس.
ثم أتى بعد التابعين فقهاء الامصار: كأبي حنيفة، وسفيان، وابن أبي ليلى بالكوفة، وابن جريج بمكة، ومالك وابن الماجشون بالمدينة، وعثمان البتي وسوار بالبصرة، والاوزاعي بالشام، والليث بمصر، فجروا على تلك الطريقة من أخذ كل واحد منهم عن التابعين من أهل بلده فيما كان عندهم، واجتهادهم فيما لم يجدوا عندهم، وهو موجود عند غيرهم، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وكل ما ذكرنا مأجور على ما أصاب فيه حكم النبي (ص) أجرين ومأجور فيما خفي عنه منه أجرا واحدا، وقد يبلغ الرجل مما ذكرنا حديثان ظاهرهما التعارض، فيميل إلى أحدهما دون الثاني بضرب من الترجيحات التي صححنا أو أبطلنا قبل هذا في هذا الباب ويميل غيره إلى الحديث الذي ترك هذا بضرب من تلك الترجيحات كما روي عن عثمان في الجمع بين الاختين، حرمتهما آية، وأحلتهما آية، وكما مال ابن عمر إلى تحريم نساء أهل الكتاب جملة بقوله: * (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال ولا أعلم شركا أعظم من قول المرأة: إ ن عيسى ربها.
وغلب ذلك على الاباحة المنصوصة في الآية الاخرى، وكما جعل ابن عباس عدة الحامل آخر الاجلين من وضع الحمل، أو تمام أربعة أشهر وعشر، وكما تأول بعض الصحابة في الحمر الاهلية أنها إنما حرمت لانها لم تخمس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها حمولة الناس، وتأول آخر منهم أنها حرمت لانها كانت تأكل العذرة، وقال بعضهم: بل حرمت لعينها، وكما تأول قدامة في شرب الخمر، قول الله تعالى: * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا فعلى هذه الوجوه ترك مالك ومن كان قبله ما تركوا من الاحاديث والآيات، وعلى هذه الوجوه خالفهم نظراؤهم، فأخذ هؤلاء ما ترك أولئك، وأخذ أولئك ما ترك هؤلاء، فهي وجوه عشرة كما ذكرنا:
أحدها: ألا يبلغ العالم الخبر فيفتي فيه بنص آخر بلغه، كما قال عمر في خبر الاستئذان: خفي علي هذا من رسول الله (ص) ألهاني الصفق بالاسواق.
وقد أوردناه بإسناده من طريق البخاري في غير هذا المكان.
وثانيها: أن يقع في نفسه أن راوي الخبر لم يحفظ، وأنه وهم كفعل عمر في خبر فاطمة بنت قيس، وكفعل عائشة في خبر الميت يعذب ببكاء أهله، وهذا ظن لا معنى له، إن أطلق بطلت الاخبار كلها وإن خص به مكان دون مكان كان تحكما بالباطل.
وثالثها: أن يقع في نفسه أنه منسوخ كما ظن ابن عمر في آية نكاح الكتابيات.
ورابعها: أن يغلب نصا على نص بأنه أحوط وهذا لا معنى له، إذ لا يوجبه قرآن ولا سنة.
وخامسها: أن يغلب نصا على نص لكثرة العاملين به أو لجلالتهم، وهذا لا معنى له لما قد أفدناه قبلا في ترجيح الاخبار.
وسادسها: أن يغلب نصا لم يصح على نص صحيح، وهو لا يعلم بفساد الذي غلب.
وسابعها: أن يخصص عموما بظنه.
وثامنها: أن يأخذ بعموم لم يجب الاخذ به، ويترك الذي يثبت تخصيصه.
وتاسعها: أن يتأول في الخبر غير ظاهره بغير برهان لعله ظنها بغير برهان.
وعاشرها: أن يترك نصا صحيحا لقول صاحب بلغه، فيظن أنه لم يترك ذلك النص إلا لعلم كان عنده.
فهذه ظنون توجب الاختلاف الذي سبق في علم الله عز وجل، أنه سيكون، ونسأل الله تعالى التثبيت على الحق بمنه آمين.))
** المشكلة أخى الكريم ليست في أبي حنيفة بل منهج الرأى نفسه ... كذلك ما قد يظهر للبعض من كلامك في تجهيل من شنع عليه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[09 - May-2008, مساء 10:44]ـ
... هل تعلم أخى الكريم أننى من سنوات بعيدة كنت من غلاة أهل الرأي بسبب قراءتى لكلام ومقالات تشبه ما كتبت وكنت صغير السن وطالباً في الجامعة ولو قلت لك بعض آرائي أيامها لاستتابنى الكثيرون هنا وعرضونى على السيف!
إلى أن تاب الله علي وهدانى الله إلى كتب العلامة الألبانى ومنها عرفت النص وحب الدليل وكان لأسلوب العلامة الألبانى المتحرى للحق مهما اختلف مع الناس والتزام النص والبعد عن الرأى عظيم الأثر عندى وأنار الله قلبي بنور النصوص من القرآن والحديث وعرفت كتب أبي محمد بن حزم ذلك الرجل الذى أوتى تجرداً وحباً للحق يندر وجوده عند الكثيرين ...
لذا أخشى ممن يقرأ كلامك أن ينجرف من الإنصاف الذى تنشده إلى القول بالرأى و ... إلى آخر ما تعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 01:07]ـ
هناك أمر آخر ...
إذا كان أئمة الرأى معذورين في مخالفتهم للأحاديث فما عذر من بعدهم في تقليدهم؟
ستجد أمثلة عديدة على هذا الأمر في كتاب الإعراب عن الحيرة والإلتباس في مذاهب أهل الرأي والقياس ... وأنت تعرفه بالطبع.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[10 - May-2008, صباحاً 03:11]ـ
*
لذا أخشى ممن يقرأ كلامك أن ينجرف من الإنصاف الذى تنشده إلى القول بالرأى و ... إلى آخر ما تعلم.
مما قد يضع فرامل لهذا الانجراف شيخنا معرفة أن هذا الجرف هو النقطة الوعرة التي انطلق منها منكرو السنة باستغلال الصراعات القبلية كما يسميها طه جابر العلواني بين أهل الرأي و أهل الحديث فيقول قائلهم: و نحن أيضا لا نتقصد رد سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم - بل و لا يقصد ذلك أحد من الناس حتى الفلاسفة و الحداثيين الا ما شاء الله- انما نتقصد رد الرواية و نحن ايضا لنا مناهجنا القديمة التي تختلف عن مناهج أهل الحديث فلم لا يكون لنا الحق في ادماجنا في المنظومة المعرفية للأمة كما أدمجت قبيلة أهل الرأي؟؟ و الحاصل ان في المسالة دور يجب التنبه اليه و هو أن اهل الحديث انما وضعوا مناهجهم للتمييز بين "الرواية" بمفهومها المطلق و "السنة" بمفهومها المقيد و حين يطعنون في أحد لرده السنة انما يطعنون فيه حين يكون الرد في موضع يكاد ينعدم الفرق فيه بين "الرواية " و "السنة" حسب مناهجهم فالرد عليهم آنذاك باستحضار هذا الفرق بين الرواية و السنة مصادرة على المطلوب و انما يلزم للرد عليهم اما بيان خطأهم في تطبيق مناهجهم في ذات الحديث أو بيان خطأ مناهجهم بحد ذاتها ... و الأول في الأصل هو معترك "الصراع" بين أهل السنة المحضة و الثاني في الأصل هو معترك الصراع بينهم و بين من خرج من دائرتهم
و الله اعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 11:32]ـ
... هل تعلم أخى الكريم أننى من سنوات بعيدة كنت من غلاة أهل الرأي بسبب قراءتى لكلام ومقالات تشبه ما كتبت وكنت صغير السن وطالباً في الجامعة ولو قلت لك بعض آرائي أيامها لاستتابنى الكثيرون هنا وعرضونى على السيف!
إلى أن تاب الله علي وهدانى الله إلى كتب العلامة الألبانى ومنها عرفت النص وحب الدليل وكان لأسلوب العلامة الألبانى المتحرى للحق مهما اختلف مع الناس والتزام النص والبعد عن الرأى عظيم الأثر عندى وأنار الله قلبي بنور النصوص من القرآن والحديث وعرفت كتب أبي محمد بن حزم ذلك الرجل الذى أوتى تجرداً وحباً للحق يندر وجوده عند الكثيرين ...
لذا أخشى ممن يقرأ كلامك أن ينجرف من الإنصاف الذى تنشده إلى القول بالرأى و ... إلى آخر ما تعلم.
يا مولانا أنا لا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من أهل الرأي ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من فقهاء أهل الحديث ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من الظاهرية ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون ألبانياً ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون نجدياً ...
وإنما الذي أريده منك ومن غيرك =أن يعلموا أن الحق في مسائل الأحكام مفرق في الأمة،وأنه مامن طائفة بعينها قد حازت على الحق كله حتى ما ندَّ عنهم منه شئ وحتى ما أدرك غيرهم منه شئ ...
بل أصاب أهل الرأي صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
بل أصاب أهل الحديث صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
بل أصاب الظاهرية صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
وطالب الحق يبحث عنه بحث العاطش عن الماء ... لا يضره في أي الأودية يجري .. المهم أنه الماء وفقط ..
ومن حصر نظره في طائفة بعينها وظنًَّ أن الحق فيها لا يعدوها فقد كذب على الحق وعلى العلم .. ويوشك أن يفسد نظره ..
بل ولا حتى يُستطاع الزعم أن طائفة بعينها حازت أغلب الحق ...
فحرر نظرك يستقم أمرك ..
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 12:22]ـ
يا مولانا أنا لا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من أهل الرأي ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من فقهاء أهل الحديث ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون من الظاهرية ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون ألبانياً ...
ولا أريد منك ولا من غيرك أن يكون نجدياً ...
وإنما الذي أريده منك ومن غيرك =أن يعلموا أن الحق في مسائل الأحكام مفرق في الأمة،وأنه مامن طائفة بعينها قد حازت على الحق كله حتى ما ندَّ عنهم منه شئ وحتى ما أدرك غيرهم منه شئ ...
بل أصاب أهل الرأي صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
بل أصاب أهل الحديث صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
بل أصاب الظاهرية صواباً لم يدركه غيرهم وفاتهم من الصواب ما أدركه غيرهم ..
وطالب الحق يبحث عنه بحث العاطش عن الماء ... لا يضره في أي الأودية يجري .. المهم أنه الماء وفقط ..
ومن حصر نظره في طائفة بعينها وظنًَّ أن الحق فيها لا يعدوها فقد كذب على الحق وعلى العلم .. ويوشك أن يفسد نظره ..
بل ولا حتى يُستطاع الزعم أن طائفة بعينها حازت أغلب الحق ...
فحرر نظرك يستقم أمرك ..
فتح الله عليك يا مولانا ... لا يستطيع أحد أن يختلف معك في هذا.
ولي تعقيب بسيط ... نحن يجب أن نبحث عن الحق بدليله ... وقد تجد أن طائفة معينة لديها أصول قوية تجعل معظم الحق معها ... ولكن لا ينبغى اتباع أقوالها بلا تمييز لهذا ... بل الميزان والمعيار هو الدليل الشرعى ... وفي نفس الوقت لا أتسلط على الآخرين بالتبديع والتفسيق بل أحاول النصح والإرشاد ما استطعت ... أقول ما يجب فعله وإن كنت مقصراً وأخطئ لأنى بشر.
فحرر نظرك يستقم أمرك ..
ما أجملها من كلمة ... يا ليت قومى يعلمون ... الأفكار المسبقة ومصادرة الآخر بلا دليل سوى أنه آخر .. أكبر جناية على العلم:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 12:43]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
لا نريد ممن تشبّث بمناهج أهل الظاهر (العصريين) أن يرموا بجرائرهم في الفهم الجامد على (الشيخ الألباني) رحمهم الله.
فالتمسك بالنصوص وتقديسها لا يعني الجمود عندها.
وقد هاجم الشيخ هذا المنحى الظاهري في غيرما موضع من كتبه.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 01:12]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
لا نريد ممن تشبّث بمناهج أهل الظاهر (العصريين) أن يرموا بجرائرهم في الفهم الجامد على (الشيخ الألباني) رحمهم الله.
فالتمسك بالنصوص وتقديسها لا يعني الجمود عندها.
وقد هاجم الشيخ هذا المنحى الظاهري في غيرما موضع من كتبه.
الله أكبر ...
هذه هي المواقف المسبقة وترديد الكلام الموروث دون دليل ...
يا أخى ترفق في كلامك وحرر نظرك يستقم أمرك.
أنا قلت أننى تعلمت من الألبانى حب النص ...
والألبانى في نظري مجتهد مستقل لا يتأثر بأحد لا الظاهرية ولا غيرهم!
يا أخى الألبانى عارض الظاهرية في بعض المسائل بالدليل ... وابن حزم عارض داوود أحياناً بالدليل
وبعض المعاصرين من الظاهرية عارضوا الأقدمين بالدليل
وأنت تهاجم بغير دليل إلا ترديد كلام من لا يعرف الدليل .... سبحان الله ... واضح أنك لم تستفد من الموضوع شيئاً ...
أخى أبا فهر:
هناك نقطة لم أنتبه إليها
هل معنى كلامك أن أهل الرأي يمكن أن يكون قولهم هو الصواب في مسألة دون سائر الأمة؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 01:49]ـ
أخي بودي شكرك على إيضاحك .. لكلام موهمٍ يكثر ترداده على ألسنة كثيرين من ظاهرية العصر.
لكن نغّص علي هذا الإسفاف الذي تقول فيه:
وأنت تهاجم بغير دليل إلا ترديد كلام من لا يعرف الدليل .... سبحان الله ... واضح أنك لم تستفد من الموضوع شيئاً ... [/ color]
ولو علمت معشار ما يجنيه أمثالك في تشويه صورة الشيخ الألباني، والعناء الذي نتكبده في توضيح مواقف الشيخ للناس في الفقه والاعتقاد والمنهج، لاستحيتَ من نفسك.
فأنت ببساطة من مخرجات [معرفة الدليل] .. وكفى!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 01:54]ـ
ولو علمت معشار ما يجنيه أمثالك في تشويه صورة الشيخ الألباني، والعناء الذي نتكبده في توضيح مواقف الشيخ للناس في الفقه والاعتقاد والمنهج، لاستحيتَ من نفسك.
فأنت ببساطة من مخرجات [معرفة الدليل] .. وكفى!
سلاماً ... سلاماً
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 01:56]ـ
خيراً إن شاء الله ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 02:00]ـ
أما أن يتفردوا بالحق في نازلة لم تكن قبلهم فنعم يكون هذا لهم ولغيرهم ...
أما أنهم يقولو بحق في غير نازلة دون سائر الأمة قبلهم وبعدهم بحيث يخلو قرن الصحابة قبلهم من قائل بالحق ... فلا. لا يكون هذا لهم ولا لغيرهم ... ولا يخلو قرن من قائم لله بحجة ...
أما مجرد عدم معرفتنا بقائل الحق من القرون التي قبلهم وليس أمامنا قائل بالحق غيرهم ... فنعم يكون هذا فيهم وفي غيرهم ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - May-2008, صباحاً 02:29]ـ
أما أن يتفردوا بالحق في نازلة لم تكن قبلهم فنعم يكون هذا لهم ولغيرهم ...
أما أنهم يقولو بحق في غير نازلة دون سائر الأمة قبلهم وبعدهم بحيث يخلو قرن الصحابة قبلهم من قائل بالحق ... فلا. لا يكون هذا لهم ولا لغيرهم ... ولا يخلو قرن من قائم لله بحجة ...
أما مجرد عدم معرفتنا بقائل الحق من القرون التي قبلهم وليس أمامنا قائل بالحق غيرهم ... فنعم يكون هذا فيهم وفي غيرهم ...
بارك الله فيكم أبا فهر ووفقكم إلى ما يحب ويرضى.
ـ[وائل النوري]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 01:29]ـ
الحمد لله
أريد من الفاضل أبي فهر أن يعيننا على فهم مراده ببيان:
أولا: معنى الرأي
ثانيا: أصوله
ثالثا: أهله
والمرجو حفظك الله عدم الإجمال فلا يحسن في هذا الموطن.
وجزاك الله خيرا
ـ[وائل النوري]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 02:34]ـ
الحمد لله
للتذكير حفظك الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 03:00]ـ
أمرك مُجاب ولكن نظرة إلى ميسرة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - May-2008, مساء 08:54]ـ
الحمد لله
أريد من الفاضل أبي فهر أن يعيننا على فهم مراده ببيان:
أولا: معنى الرأي
ثانيا: أصوله
ثالثا: أهله
(يُتْبَعُ)
(/)
والمرجو حفظك الله عدم الإجمال فلا يحسن في هذا الموطن.
وجزاك الله خيرا
الحمد لله وحده ....
الرأي والقياس لفظان أراد بهما المتكلم بهما من أهل هذه الطبقات أن يُصيب معنى لفظ ((الاجتهاد)) في كلام النبي (ص)
ثُم قد يُصيب هذا المجتهد ما يجوز له من الاجتهاد وقد يُجاوز الحد المشروع له فيدخل في الإحداث في الدين ..
واسم الرأي يقع على ثلاثة صور:
1 - الاجتهاد في تحقيق وتنقيح مناطات الأدلة النقلية.وهذا النوع من الرأي قال به وفعله الأئمة جميعاً.
2 - الاجتهاد والفتوى بالرأي الذي يدخل تحته القياس والمصلحة وسد الذرائع و ... و ... وهذا الصنف من الأدلة استدل به فقهاء أهل الحديث وفقهاء أهل الرأي جميعاً غير أن بينهما فارق جوهري هو سبب النزاع الطويل بينهما ...
فأهل الحديث منهم من هجر الاستدلال بهذه الأبواب في أغلب أحواله،ومنهم من ضيق دائرة الاستدلال بهذه الأصول فلا يستدل بها إلا عند عدم الأدلة،فأنزلوها منزلة الميتة للمضطر وقدم عليها بعضهم قول الصحابي والحديث الضعيف (على معناه عندهم) ..
أما أهل الرأي فجعلوا اجتهاد الرأي على وفق هذه الأصول المذكورة =أدلة قائمة بذاتها تُعارض بها الأدلة النقلية وتُقدم هذه تارة وهذه تارة.
ووسعوا دائرة العلل المستنبطة واعتبار المقاصد والمعاني التي ظنوا أن الشارع قال ألفاظه بينما تلك المعاني تجول في نفسه ...
ثم كان أهل الرأي يستخدمون هذه الأصول في مقامين:
الأول: عند عدم النصوص.
الثاني: كأداة لفهم النصوص جمعاً ومعارضة وترجيحاً ...
وهاهنا كانت المعركة ... فأهل الحديث كانوا يرون أن الإسناد الواحد إذا صح ما كان يفتقر إلى غيره ولا يتوقف العمل به على موازنته بغيره،ولا يحتاج إلا إلى فهم مراد مراد النبي (ص) وفق المقتضيات اللغوية والمعارضوة والجمع والترجيح وفق الأدلة النقلية.
3 - ويُطلق الرأي أيضاً على الاستحسان وتحرير معناه ومراد أهل الرأي به وهل أصاب الشافعي في فهم مراد أهل الرأي أم أخطأ=كل ذلك ليس هذا محله.
أما أهل الرأي الذين نعنيهم هنا: فهم طبقة ربيعة الرأي وحماد ابن أبي سليمان والتي تليها طبقة أبي حنيفة والتي تليها طبقة أبي يوسف والتي تليها طبقة محمد بن الحسن ...
ويُلحق بهم بعض من استعمل طريقتهم وإن لم يُنسب إليهم وأو انتسب إليهم ثم خرج عنهم كأبي ثور ...
اما أصوله فهذا ايضاً حديث يطول ليس هذا مقامه ..
ـ[وائل النوري]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 08:43]ـ
الحمد لله
أحسن الله إليك أخي الفاضل
لو سمحت لي حفظك الله التعليق على بعض ما جاء في بيانك لأستزيدك إيضاحا.
بغض النظر عن الخلاف المعروف في تحقيق المناط هل هو من القياس أو هو الفرع المندرج تحت القاعدة الكلية وأصل الخلاف في العمومات اللفظية.
أوليس تنقيح المناط من مسمى القياس وهو تهذيب العلة وإلغاء ما لا أثر له؟
وأغلب الخلاف الموجود في هذا الباب بين المجتهدين في تنقيح العلة، ما يصلح وما لا يصح علة للحكم.
السؤال حفظك المولى:
فرق لي بين:
الاجتهاد في تحقيق وتنقيح مناطات الأدلة النقلية
و
الاجتهاد والفتوى بالرأي الذي يدخل تحته القياس
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 09:33]ـ
لا بد من التفرقة بين أجناس القياس التي لا يُنازع فيها ابن حزم ولا غيره ... وإن كانوا لا يسمونها قياساً (وكثير من العلماء لا يسموه قياساً وهو الأليق ولعل الأنسب لمن سماه قياساً أن يُغادر هذه التسمية لما فيها من لبس المتفق عليه بالمختلف فيه) ... وبين القسم المختلف فيه .. والذي فيه وقع الخلاف وهو كما عبر عنه شيخ الإسلام:
((تَخْرِيجُ الْمَنَاطِ وَهُوَ: الْقِيَاسُ الْمَحْضُ وَهُوَ: أَنْ يَنُصَّ عَلَى حُكْمٍ فِي أُمُورٍ قَدْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَخْتَصُّ الْحُكْمُ بِهَا فَيَسْتَدِلُّ عَلَى أَنَّ غَيْرَهَا مِثْلُهَا إمَّا لِانْتِفَاءِ الْفَارِقِ؛ أَوْ لِلِاشْتِرَاكِ فِي الْوَصْفِ الَّذِي قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الشَّارِعَ عَلَّقَ الْحُكْمَ بِهِ فِي الْأَصْلِ؛ فَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ الَّذِي تُقِرُّ بِهِ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ وَيُنْكِرُهُ نفاة الْقِيَاسِ. وَإِنَّمَا يَكْثُرُ الْغَلَطُ فِيهِ لِعَدَمِ الْعِلْمِ بِالْجَامِعِ الْمُشْتَرَكِ الَّذِي عَلَّقَ الشَّارِعُ الْحُكْمَ بِهِ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى سُؤَالَ الْمُطَالَبَةِ وَهُوَ: مُطَالَبَةُ الْمُعْتَرِضِ لِلْمُسْتَدِلِّ بِأَنَّ الْوَصْفَ الْمُشْتَرَكَ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ هُوَ عِلَّةُ الْحُكْمِ؛ أَوْ دَلِيلُ الْعِلَّةِ. فَأَكْثَرُ غَلَطِ الْقَائِسِينَ مِنْ ظَنِّهِمْ عِلَّةً فِي الْأَصْلِ مَا لَيْسَ بِعِلَّةِ وَلِهَذَا كَثُرَتْ شَنَاعَاتُهُمْ عَلَى أَهْلِ الْقِيَاسِ الْفَاسِدِ. فَأَمَّا إذَا قَامَ دَلِيلٌ عَلَى إلْغَاءِ الْفَارِقِ وَأَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ فَرْقٌ يُفَرِّقُ الشَّارِعُ لِأَجْلِهِ بَيْنَ الصُّورَتَيْنِ؛ أَوْ قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى الْفُلَانِيَّ هُوَ الَّذِي لِأَجْلِهِ حَكَمَ الشَّارِعُ بِهَذَا الْحُكْمِ فِي الْأَصْلِ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي صُورَةٍ أُخْرَى؛ فَهَذَا الْقِيَاسُ لَا يُنَازِعُ فِيهِ إلَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هَاتَيْنِ الْمُقَدِّمَتَيْنِ)).
قلتُ: وكثير مما يُنسب للصحابة والصدر الأول من الأقيسة ليس هو هذا القسم المختلف فيه ..
فاجتهاد الرأي منه القياس الذي هو تخريج المناط ... وهو قسم مختلف عن تنقيح وتحقيق مناطات الأدلة ... كما بينه الشيخ .. ومعه أشياء أخر كالمصالح والاستحسان ..
تنبيه مهم: ومن معاني الرأي في كلام السلف مما ذهلت عن ذكره: الحيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 09:53]ـ
يقول شيخ الإسلام: ((وَمَنْ ظَنَّ بِأَبِي حَنِيفَةَ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُمْ يَتَعَمَّدُونَ مُخَالَفَةَ الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ لِقِيَاسِ أَوْ غَيْرِهِ فَقَدْ أَخْطَأَ عَلَيْهِمْ وَتَكَلَّمَ إمَّا بِظَنِّ وَإِمَّا بِهَوَى فَهَذَا أَبُو حَنِيفَةَ يَعْمَلُ بِحَدِيثِ التوضي بِالنَّبِيذِ فِي السَّفَرِ مُخَالَفَةً لِلْقِيَاسِ وَبِحَدِيثِ الْقَهْقَهَةِ فِي الصَّلَاةِ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِلْقِيَاسِ؛ لِاعْتِقَادِهِ صِحَّتَهُمَا وَإِنْ كَانَ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ لَمْ يُصَحِّحُوهُمَا. وَقَدْ بَيَّنَّا هَذَا فِي رِسَالَةِ " رَفْعِ الْمَلَامِ عَنْ الْأَئِمَّةِ الْأَعْلَامِ " وَبَيَّنَّا أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ لَا يُخَالِفُ حَدِيثًا صَحِيحًا بِغَيْرِ عُذْرٍ بَلْ لَهُمْ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ عُذْرًا
مِثْلَ أَنْ يَكُونَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْحَدِيثُ؛ أَوْ بَلَغَهُ مِنْ وَجْهٍ لَمْ يَثِقْ بِهِ أَوْ لَمْ يَعْتَقِدْ دَلَالَتَهُ عَلَى الْحُكْمِ؛ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ الدَّلِيلَ قَدْ عَارَضَهُ مَا هُوَ أَقْوَى مِنْهُ كَالنَّاسِخِ؛ أَوْ مَا يَدُلُّ عَلَى النَّاسِخِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ. وَالْأَعْذَارُ يَكُونُ الْعَالِمُ فِي بَعْضِهَا مُصِيبًا فَيَكُونُ لَهُ أَجْرَانِ وَيَكُونُ فِي بَعْضِهَا مُخْطِئًا بَعْدَ اجْتِهَادِهِ فَيُثَابُ عَلَى اجْتِهَادِهِ وَخَطَؤُهُ مَغْفُورٌ لَهُ))
هذا لب كلامنا .. والحمد لله وحده ...
ـ[وائل النوري]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 10:31]ـ
الحمد لله
أخي الفاضل:
أنت الآن تميز بين مسلكين من مسالك الاستدلال في أمر خاص:
مسلك أهل الحديث
ومسلك أهل الرأي
فلا يهمنا مسلك النفاة
القياس في كلامك الثاني مطلق يندرج في المسمى الثاني للرأي وكأن الخلاف غير موجود بين المسلكين في تنقيح المناط الذي هو بمعنى القياس، فاحتجت الآن أن تقيده حتى تدفع توهم المعارضة، فلا ضير عليك أخي.
فلابد من التمييز بين المسميات في معنى الرأي حتى لا يقع لك التداخل في المعاني لأنه مظنة الاشتباه.
تنبيه:
هل أفهم حفظك الله أن أصول الاستدلال لم تكن مرسومة عندك قبل التخريج عليها حتى تذهل بقولك:
تنبيه مهم: ومن معاني الرأي في كلام السلف مما ذهلت عن ذكره: الحيل.
وهل بقي شيء آخر؟
الذي أعلمه عن العلماء من فقهاء هذه الأمة حصر الأصول قبل التخريج.
المعذرة حفظك الله اصبر علي حتى أفهمك جيدا، فهذا موطن عظيم لا يكتفى فيه بالإشارات والتلميحات بل لابد من تأصيل.
أخوك وائل النوري
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 11:50]ـ
معذرة يا مولانا فأنا الآن الذي لا أفهمك جيداً ...
خاصة قولك: هل أفهم حفظك الله أن أصول الاستدلال لم تكن مرسومة عندك قبل التخريج عليها حتى تذهل بقولك:
أي أصول (؟؟؟)
وأي رسم (؟؟؟)
إنما أتكلم عن معنى من المعاني التي يُطلق عليها لفظ الرأي في كلام السلف وقد نسيت ذكره في المعاني السابقة ...
والقياس بمعنى تخريج المناط هو المعنى الثاني وهذا صلب كلامي فهل نفسر الماء بعد الجهد بالماء (؟؟؟)
اعمد إلى ما تقصد يا مولانا ...
ـ[وائل النوري]ــــــــ[16 - May-2008, صباحاً 03:54]ـ
الحمد لله
أوليس تقرير مسلكين هو ما جريت عليه؟
فلابد أن تكون عالما بأصول الاستدلال فيهما، وإلا كيف تميز بينهما فضلا عن التخريج عليهما.
فمعرفة الخلل هو باعتبار الأصل لا الفرع، وأنت حفظك الله بصدد بيان زلل المسلك في أمر معين، فإذا لم ترده إلى أصله لن يتبين لك قوته أوضعفه، لذلك يقع كثير من إخواننا في علم المناسبة والشهوة وهذا ليس بعلم البتة.
فالأسئلة هي من هذا الباب، فغالبا ما يكون الزلل في دركها لضعف التصور، وهذا ليس من حسن التأتي للأمور، وقد قيل: لكل سبيل مطية ومطية الفهم حسن التصور، و"معلوم أن العلم إنما يتم بصحة مقدماته والجواب عن معارضاته ليحصل وجود المقتضى وزوال المانع".
فلابد من تحرير المقدمات لتحرير موارد النزاع، وهذا لا يتأتى غالبا في الفروع.
فالواجب: الكشف عن هذه القواعد والأصول وتمحيصها قبل التزامها.
لذلك حفظك الله:
طالبتك أولا: بالتصور وهو معنى الرأي
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ثانيا: أصوله عندك وأعني أصول الاستدلال
ثم ثالثا: أهله حتى أذكرك بأصولهم.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 05:43]ـ
وجهة نظر:
أولا: الرأي رأيان رأي مذموم و رأي محمود فما ورد عن السلف في ذم الرأي إنما هو الرأي المذموم،وهو القول بالرأي في مقابلة النص، و إلا فقد ورد عن السلف العمل بالرأي فقد قال عمر بن الخطاب لشريح عندما بعثه على قضاء الكوفة: (انظر ما تبين لك في كتاب الله؛ فلا تسأل عنه أحداً، وما لم يتبيّن لك في كتاب الله، فاتبع فيه سنة رسول الله لله، وما لم يتبيّن لك فيه سنة، فاجتهد رأيك) (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر) و عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أكثرَ الناس على عبد الله (أي ابن مسعود) يسألونه، فقال: أيها الناس إنه قد أتى علينا زمان نقضي ولسنا هناك، فمن ابتلي بقضاءٍ بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله، فإن أتاه ما ليس في كتاب الله - ولم يَقُلْهُ نبيّه - فليقض بما قضى به الصالحون، فإن أتاه أمر لم يقض به الصالحون - وليس في كتاب الله، ولم يقل فيه نبيّه - فليجتهد رأيه، ولا يقول: أخاف وأرى، فإن الحلال بَيِّنٌ، والحرام بَيِّنٌ، وبَيْنَ ذلك أمورٌ مشتبهات، فدعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم) (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر)
ثانيا: المالكية والأحناف كغيرهم من الفقهاء بشر يخطئون ويصيبون، وخطئهم مغفور، ونحسن الظن بعلمائنا، وأنهم ما تعمدوا مخالفة الحق.
ثالثا: المالكية اشترطوا لقبول خبر الآحاد ألا يخالف القواعد الشرعية و الأصول الثابتة، وعللوا ذلك بأن الراوي قد يسهو أو لا يضبط، ولذلك لم يأخذوا بخبر المصراة؛ لأن هذا الخبر في نظرهم قد خالف أصل الخراج بالضمان،ولم يأخذوا بخبر إكفاء القدور التي طبخت من الإبل والغنم قبل قسمة الغنائم؛ لأن هذا الخبر في نظرهم قد خالف أصل رفع الحرج والمصلحة المرسلة فقد كان يكفي أن يقال لهم: إن ما صدر عنكم لا يجوز ثم يؤذن لهم بالأكل منها فإتلاف المطبوخ إفساد مناف للمصلحة مما يدل على عدم صحة الخبر (انظر الموافقات للشاطبي 3/ 21 - 22،و الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان ص 174، والفقه الإسلامي تطوره أصوله قواعده الكلية للدكتور أحمد يوسف) أما الأحناف فاشترطوا في قبول خبر الآحاد ألا تخالف السنة القياس الصحيح أي الأصول العامة في الفقه الإسلامي إذا كان الراوي غير فقيه، وعللوا ذلك بأن الراوي إذا لم يكن فقيها فإنه لا يؤمن أن يذهب شيء من المعنى الذي يبتني عليه الحكم، وقد رد الأحناف لذلك حديث المصراة؛ لأن هذا الخبر في نظرهم قد خالف أصل الخراج بالضمان (انظر أصول السرخسي 1/ 341،و الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان ص 174 - 175،ومصادر التشريع للدكتور أنور دبور 113 - 114) و ما اشترطه المالكية والأحناف في قبول خبر الواحد غير مسلم فالسنة أحد مصدري التشريع، وهي أصل قائم بنفسه فلا يقال أنها جاءت بحكم يخالف الأصول الثابتة ومتى صح الحديث فيجب العمل به.
عذرا إن تأخر ردي أياما أو أسابيع لظروف عملي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 06:11]ـ
و ما اشترطه المالكية والأحناف في قبول خبر الواحد غير مسلم فالسنة أحد مصدري التشريع، وهي أصل قائم بنفسه فلا يقال أنها جاءت بحكم يخالف الأصول الثابتة ومتى صح الحديث فيجب العمل به.
هذه هي ...
فهل تظن أن أحداً من الأئمة يُنازعك في هذا ..
هم يقولون: ما دامت الرواية خالفت ما ذُكر فليست هي السنة ...
ومن شروط تصحيح الحديث عندهم ما ذُكر ...
فببساطة الحديث الذي يُخالف ما ذُكر ليس عندهم بحديث صحيح ...
تنبيه مهم: في تحقيق نسبة شروط قبول خبر الواحد لأعيان الأئمة بحث .. ومن هذه الشروط ما ابتدع القول به أتباع مذاهبهم ولم يعرفوه هم .. ولفظ خبر الواحد نفسه ليس من الألفاظ التي كانت تجري على ألسنتهم ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 10:14]ـ
ولفظ خبر الواحد نفسه ليس من الألفاظ التي كانت تجري على ألسنتهم ...
الحمد لله وحده ...
فماذا كان الشافعي يفعل في تصانيفه إذن؟؟
ألم يبوّب -في بعض ما بوّب- بهذا اللفظ؟!
ألم يكثر من استخدام هذا اللفظ في كتبه بطولها؟!
وقد ذكرتُ الشافعي لأنه أكثرَ من استخدام هذا اللفظ، ولأن ظنّي أنه داخل تحت (أعيان الأئمة)، أما غيره (من غير الأربعة على الأقل) فمذكور في كلامهم أيضًا.
المشكلة أن لغة الحوار المعهودة لا تشجع على الدخول إلى هذه المواضيع، وليس هذا بأعجب ما فيها - إليًَّ- على كل حال.
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - May-2008, صباحاً 11:18]ـ
أخي الكريم ماذا تقصد بقولك: ((
هم يقولون: ما دامت الرواية خالفت ما ذُكر فليست هي السنة ...
ومن شروط تصحيح الحديث عندهم ما ذُكر ...
فببساطة الحديث الذي يُخالف ما ذُكر ليس عندهم بحديث صحيح ... ))
ماذا تقصد بما ذكر وفقك الله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 02:18]ـ
الحمد لله وحده ...
فماذا كان الشافعي يفعل في تصانيفه إذن؟؟
ألم يبوّب -في بعض ما بوّب- بهذا اللفظ؟!
ألم يكثر من استخدام هذا اللفظ في كتبه بطولها؟!
وقد ذكرتُ الشافعي لأنه أكثرَ من استخدام هذا اللفظ، ولأن ظنّي أنه داخل تحت (أعيان الأئمة)، أما غيره (من غير الأربعة على الأقل) فمذكور في كلامهم أيضًا.
.
بارك الله فيك ..
الكلام هنا عن أبي حنيفة ومالك ... وهما اللذان نسب إليهما شروط زائدة لقبول خبر الواحد .. وهما إماما (المالكية والأحناف) اللذين تكلم عليهم الأخ الذي كنت أرد عليه .. وسياق كلامنا أنا أردنا التنبيه على وجوب التثبت في نسبة هذه الشروط إليهم .. وعدم اختلاطها بما يقوله أو ينسبه إليهم أتباعهم .. وكان أول ما يسترعي الانتباه هو عدم وجود لفظ ((خبر الواحد)) فيما اطلعنا عليه من كلام أبي حنيفة ومالك .. أما وجود ذلك في كلام الشافعي وغيره فليس بخافٍ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - May-2008, مساء 04:14]ـ
أخي الكريم ماذا تقصد بقولك: ((
هم يقولون: ما دامت الرواية خالفت ما ذُكر فليست هي السنة ...
ومن شروط تصحيح الحديث عندهم ما ذُكر ...
فببساطة الحديث الذي يُخالف ما ذُكر ليس عندهم بحديث صحيح ... ))
ماذا تقصد بما ذكر وفقك الله؟
بارك الله فيك ...
هذا الفصل الذي هنا معقود بأكمله لبيان قضية واحدة:
هي أن واحداً من الأئمة لم يرد سنة ثبتت عنده عن النبي (ص) ..
وإنما الذي يقع: أن يرى الإمام صحة الرواية لكن يفهمها فهماً مخالفاً لما يظن غيره أنه منطوق الرواية كما وقع للأحناف في حديث البيعان بالخيار ...
أو أن يرى أن مخالفة الرواية لللأصول وللعمل توجب تأويل الرواية أو القول بنسخها ..
أو أن يرى أن مخالفة الرواية للأصول وللعمل توجب القول بضعف الرواية ونكارتها بحيث يكون هذا مقياساً لنقد السنن عندهم زائد على مقاييس نقاد الحديث المعروفين ..
يقول ابن عبد البرعن أبي حنيفة: ((كان في الفقه إماماً حسن الرأي والقياس، لطيف الاستخراج، جيد الذهن، حاضر الفهم، ذكياً ورعاً عاقلاً إلا أنه كان مذهبه في أخبار الآحاد العدول أن لا يقبل منها ما خالف الأصول المجتمع عليها .... )) [الاستغناء1/ 572]
وفي العتبية: ((سئل مالك عن الغسل في الفضاء فقال: لا بأس بذلك. فقيل له: يا أبا عبد الله إن فيه حديثاً، فأنكر ذلك، وقال تعجباً: ألا يغتسل الرجل في الفضاء (؟!) ورأيته يتعجب من الحديث إنكاراً له))
علق ابن رشد: ((وأنكر الحديث لما كان مخالفاً للأصول؛ لأن الحديث إذا كان مخالفاً للأصول فإنكاره واجب إلا أن يرد من وجه صحيح لا مطعن فيه فيرد إليها بالتأويل الصحيح)) [البيان والتحصيل 1/ 62].
وإذاً: فقد تبلغ مخالفة الحديث للأصول مبلغاً يُضعف الثقة بالرواية .. ولا تكون الرواية أصلاً بذاتها لأنها لم تثبت .. والضعيف لا يكون أصلاً ..
ولما روى مالك حديث البيعان بالخيار علق عليه قائلاً: ((وليس لهذا عندنا حد معروف، ولا أمر معمول به فيه)).
فتََرَك العمل بالحديث رغم اتفاق أئمة النقد على صحته .. لمخالفته العمل .. ووجه ذلك -عندي-أنه عد جريان العمل والفتيا على غير الحديث مضعفاً للثقة بالحديث أو بالمتبادر من دلالته .. أما أن يكون ثبت لديه أن النبي (ص) قال هذا الحديث على هذا الوجه ثم يعارضه بالعمل فمحض افتراء وتقول على مالك ..
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 12:50]ـ
أنا معكم في أن الأئمة لم يردوا سنة ثبتت عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن إذا كان الحديث صحيحا وردوه لتأويل عندهم فلا شك أنهم أخطاؤا، و لأن عندهم أن مخالفة الرواية للأصول وللعمل توجب القول بضعف الرواية ونكارتها فهذا لاشك أنه خطأ إذا السنة أصل قائم بنفسه لا تضعف بمجرد القول بأنها تخالف الأصول أو العمل بل تضعف بشروط التضعيف المعتبرة، والقول بأن هناك حديثا صحيحا يخالف الأصول قول باطل إذا الأصول لا تخالف بعضها البعض، مادامت الرواية صح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 02:14]ـ
لكن إذا كان الحديث صحيحا وردوه لتأويل عندهم فلا شك أنهم أخطاؤا، و لأن عندهم أن مخالفة الرواية للأصول وللعمل توجب القول بضعف الرواية ونكارتها فهذا لاشك أنه خطأ >>>، مادامت الرواية صح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم.
1 - لا شك أنه خطأ ... هذه .. هل تقصدبها أنهم أخطأوا قطعاً كخطأ من يضعف الحديث المجمع عى صحته (؟؟؟)
أم تقصد أنهم مخطأون عندك وفقاً لاعتمادك مقاييس فقهاء الحديث في قبول السنة (؟؟؟)
إن كانت الأولى فهو باطل ولاشك ..
وإن كانت الثانية .. فلا أماري أن لك أن ترى هذا .. كما أن لغيرك أن يعد منهج الأحناف والمالكية أصح وأقوم وأحفظ للدين ..
وما عند الأئمة من تضعيف الحديث لمخالفة الأصول هو من اعتبار شرط انتفاء الشذوذ ...
وما عندهم من تأويل الحديث لمخالفة الأصول هو ضرب من ضروب الترجيح بين النصوص ..
وهي مناهج أئمة تُقبل وتُرفض لكن لا يُقضى على بعضها لمجرد مخالفة البعض الآخر .. وإنما يحكم الناظر بين المناهج بما يظهر له من حجج الفريقين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 05:47]ـ
الحمد لله وحده ..
أخانا أبا فهر، وفقك الله، الأمر كما ذكر الأخ ربيع - ولعل أحد الاخوة قد ذكر مثله فيما تقدم من مداخلات - أن الرأي اما مذموم واما محمود .. فمنه ما لا يخالف في مذمته مسلم، وهو ما يرد به قائله نصا قطعي الثبوت والدلالة، أو يخالف به اجماعا ثابتا لا يعلم له مخالف من السلف .. فهذا مذموم قولا واحدا، ومنه ما يلزم القيام به من معرفة الأشباه والنظائر لاستنباط ما لم يقع فيه نص صحيح بين يدي المجتهد، فيفرع على الأصول العامة ويقارب الى الشبيه والنظير ويبني الحكم على ذلك، وهذا هو القياس والرأي المحمود الذي عمل به السلف ودلت السنة على الترغيب فيه بحديث الأجر والأجرين.
وان كان هذا وذاك من الحلال والحرام، فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .. يختلف فيها الناس بأفهامهم ومقادير عقولهم وما رزقوا من العلم بالسنة ..
وأنا أقول أليس واجب طالب العلم ان وقعت يده على حديث صحيح لا خلاف في صحته، أن يتهم فهمه هو ان رأى فيه ما يخالف الأصول المتفق عليها؟؟ فكيف يخالف حديث لا خلاف على صحته، أصلا من الأصول التي لا خلاف على صحتها واطرادها كذلك؟؟ هذا لا يقع في دين الله! أما أن يتسرع الناظر ويقول هذا الحديث يخالف أصل كذا وكذا من الأصول الرواسخ - مع أنه قد صححه الأئمة ولم يثبت عن أي منهم طعن فيه - فيقول هذا يدخل تحت علة الشذوذ، وقد انتبهت أنا لهذا ولم يسبقني اليه أحد من أهل صننعة الحديث، فأنا لي اذا عذر في ردي تصحيحهم وتقديمي لرأيي عليه، فهذا هو عين ما نذمه من تقديم الرأي على النص، والعقل على النقل! وحري بمثل هذا أن يجتهد أولا في سلوك طرق الجمع بين هذا الحديث وبين ما ظن أنه يخالفه من آية أو حديث أو اجماع أو أصل من الأصول! والجمع مقدم على الترجيح، والأخذ مقدم على الترك ..
أما ما وقع الخلاف في صحته من النصوص، فلعل مخالفته للأصول أن تكون من مرجحات ضعفه، ويكون في ذلك متسع لمن لم ير حجيته ولم ير العمل به .. الا أن يترجح عنده الصحة من جهة السند، وبعد نظر دقيق في كلام أهل الحديث فيه تصحيحا وتضعيفا، فحينئذ يكون حجة عليه يلزمه النظر في كيفية الجمع بينه وبين ما ظهر له تعارضه معه من الأصول ..
وينبغي أن يعلم أن الذين يتساهلون في رد الحديث المختلف في صحته، أو الذي ليس على صحته اجماع - كما يتذرعون، اعتمادا على الرأي وعلى القول بمخالفة الأصول، هؤلاء قد يتلبسوا بذلك بجرح من لم يقل أحد من أئمة الجرح بطعن في روايته، فيكونون بذلك عرضة للدخول في مخالفة ما عليه السلف أو ما لم يعرف فيه خلاف بين المتقدمين، في شأن رجال ذلك الحديث الذي ردوه لا للنظر في رجاله وانما للنظر في موافقة متنه لما رسخ عندهم من الأصول.
وكما لا يخفى عليكم أن النظر في المتن ليس مقدما على النظر في السند، فالذي يدين أهل السنة به ربهم أنه لن يثبت على ثقة ضابط، وثقته الأمة بلا مخالف، تورط في نقل لقول فاسد أو نسبة لكلام باطل الى الرسول صلى الله عليه وسلم، من حيث المعنى أو المقتضى .. فهذه نقطة تغيب عن أذهان الكثيرين عند خوضهم في باب نقد المتن ..
وأقول ان كان الأصل الفقهي مجمعا عليه، ولا يعلم في القرون الفاضلة مخالف له، فهذا ان جاءنا نص لحديث يخالفه، هل يتصور أن نجد رجاله جميعا عدولا ثقات، لا خلاف على عدالتهم بين النقاد؟؟ هذا لا يجوز وما كان ليقع، لأن معناه وقوع التناقض بين اجماعين، الاجماع على الأصل الذي يظن مخالفة المتن له، والاجماع على عدالة رواة ذلك المتن وضبطهم= وهذا ممتنع قطعا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 06:38]ـ
وأسجل اتفاقي معكم في أصل من الأصول التي طرحتموها في بحثكم، ألا وهي أن النص الواحد ليس هو - بالضرورة - السنة أو ما انتهى اليه علم السلف وعملهم .. فلعله أن يكون قد نسخ بنص آخر جاء بعده، أو يجب جمعه الى نص آخر يخصص ما فيه من عموم أو يعمم ما فيه من خصوص أو يوجهه وجهة أخرى، أو يتبين منه أنه كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما أمر به أمته او ما الى ذلك .. وحالنا من هذا كما ذكرتم ليس كحال الصحابة اذ أنهم كانوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يستطيعون يرونه بلا واسطة ويتلقون عنه مباشرة، فما كان من أمره لهم فهذا هو الحق المطلق القطعي بلا خلاف
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا نظر، ولا يقال لعله منسوخ أو لعله كذا أو كذا! فقد تلقوا الأمر واحتملوه تحملا مباشرا عنه عليه السلام بلا واسطة.
والذي ينظر الى حال الصحابة عليهم رضوان الله لما كانوا يعملون بحديث في مسألة ثم يأتيهم حديث آخر لم يسمعوه فيها فيردوا ما عملوا به بهذا الذي كانوا يجهلونه، يتبين له أنهم بذلك اما يعتقدون النسخ واما يعتقدون امكان الجمع فيعلمون بمقتضى ذلك الجمع، أو غير ذلك مما يقتضيه النظر المستقيم فيما معهم وما ياتيهم من غيرهم من الصحابة .. ولكن الفرق بين حالنا وحالهم أننا اليوم يفصل بيننا وبين ما كانوا هم أنفسهم عليه، وما علموا من النصوص، قرون طويلة من بحث العلماء ونظرهم واجتهاداتهم التي تتفاوت في القرب والبعد عن الحق، والتي قد تخالف اجتهاداتهم هم أو توافقها، والتي منها ما ضعف حظه من النصوص ومنها ما كثر في النص رواية ودراية، فما عاد من الممكن أن يأتينا طالب علم يقول لنا أنتم تخالفون بمذهبكم حديثا من الأحاديث، وليس لكم مخالفة حديث ثبتت صحته، هكذا باطلاق، ثم يستدل علينا بحال الصحابة لما كان يأتيهم من الحديث ما يخالف ما كانوا يفتون به! فطريقنا الى النظر فيما هو منسوخ وما جرى عليه عمل القرون الفاضلة وما وقع فيه الاجماع وما اختلف فيه، وما أمكن جمعه بغيره وجوه ذلك الجمع، وما الى ذلك، ليست على مثل ما كان عليه طريق الصحابة رضي الله عنهم من جلاء الحق وقلة طرقه وقلة المتكلمين فيه وعظم منزلتهم جميعا من الرواية والدراية لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وحسن متابعته والعمل بسنته عليه السلام، وما الى ذلك مما يمتاز به ذلك القرن على كا ما جاء بعده من القرون ..
ويكفي أنهم لم يكن بينهم وبين كلام الرسول طبقات وأسانيد طويلة من الرواة الذين يلزمهم - كما هو حالنا نحن - النظر في حالهم وعدالتهم وضبطهم وما الى ذلك قبل أن يقرروا لما يأتيهم من النصوص هذا حجة ام ليس بحجة، من قبل أن ينظروا فيما يؤخذ منه وما لا يؤخذ من الدلالات!
ليس معنى كلامي هذا أني أقول أنه لنا أن نرد حديثا صحيحا لا خلاف في صحته باجتهاد رأي، أبدا، ولا أجيز هذا بحال من الأحوال، ولكن القصد أنه ان جاءنا حديث صحيح ما كنا ندري به من قبل - وهذا بالمناسبة ما أظنه مما قد يقع اليوم غالبا الا لتفريط طالب العلم في تعلم ما هو مجموع في كتب اهل العلم والحديث والفقهاء من أدلة المسائل - فاننا سنقدمه ولا ريب على أي اجتهاد أو نظر ولكن بعد أن ننظر فيما سواه من النصوص في بابه وما ذهب اليه أهل العلم في النظر فيها والجمع بينها وما الى ذلك .. وهذا طريقه في هذا الزمان قد صارت أطول مما كانت عليه في زمان الصحابة .. وما ذلك الا لحاجة المتأخرين للتفريع على أصول الصحابة - وما أكثر الفروع عندهم - بالاضافة الى كثرة المجادلين والمتكلمين في كل مسألة، بعلم أو بجهل، بدليل أو بغيره، فلا يزدادون بمضي الوقت الا كثرة وتراكما، حتى يصبح استخراج مذاهب الصحابة أنفسهم فيما بعد من كلام هؤلاء أمرا يحتاج - في حد ذاته - الى يحث ما كانوا هم رضي الله عنهم يحتاجون أبدا الى تكلف مثله!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:32]ـ
الحمد لله وحده ..
أخانا أبا فهر، وفقك الله، الأمر كما ذكر الأخ ربيع - ولعل أحد الاخوة قد ذكر مثله فيما تقدم من مداخلات - أن الرأي اما مذموم واما محمود .. فمنه ما لا يخالف في مذمته مسلم، وهو ما يرد به قائله نصا قطعي الثبوت والدلالة، أو يخالف به اجماعا ثابتا لا يعلم له مخالف من السلف
بارك الله فيكم ..
لا موضع لهذا الرأي المذموم في كلامنا ولم يقل به أحد من فقهاء الرأي أو يقع فيه ... فلا مدخل له معنا ... وهو -على هذه الصورة-تقسيمكم أنتم أما الرأي المذموم عند فقهاء أهل الحديث فكان منه عند بعضهم فقه أبي حنيفة وأصحابه وشطر كبير من موضوعنا إنما هو في تخطئة أهل الحديث أولئك وتنزيهفقهاء الرأي عن ذلك ..
وأنا أقول أليس واجب طالب العلم
يا سيدنا ليس كلامنا هنا عن طلبة العلم ...
ولا يُناسب كلامنا هنا هذا القول:
مع أنه قد صححه الأئمة ولم يثبت عن أي منهم طعن فيه
فنحن نتكلم عن منهج إمامين كبيرين (أبو حنيفة ومالك) وهما قالوا برد بعض الروايات لمخالفتها الأصول والعمل ... فلا هما طلبة علم ... ولا الحديث بمخالفتهما لا يزال متفقاً على صحته ...
هؤلاء قد يتلبسوا بذلك بجرح من لم يقل أحد من أئمة الجرح بطعن في روايته،
ومن أولئك الأئمة من له شروط وأصول في الجرح والتعديل ولا يُحاكم مذهبهم إلى مذهب غيرهم وإنما الشأن في وزن الحجج ...
وكثير من كلامك في: نحن .. وهم ...
وكل ذلك مما لا موضع له ...
فنحن نتكلم في تصوير منهج أئمة خالفوا فقهاء الحديث في مقاييس نقد الرواية وقبولها ... وأن حظ من خالفهم وجنح إلى منهج أهل الحديث=أن يعتذر عن أولئك الأئمة ... وأن لا يقبل فيهم طعون بعض أهل الحديث الذين ساقهم إلى الطعن -غالباً-مخالفة المنهج ... وكثير من هذه الطعون صدرت إما بظن أو هوى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 09:24]ـ
"فنحن نتكلم في تصوير منهج أئمة خالفوا فقهاء الحديث في مقاييس نقد الرواية وقبولها ... وأن حظ من خالفهم وجنح إلى منهج أهل الحديث=أن يعتذر عن أولئك الأئمة ... وأن لا يقبل فيهم طعون بعض أهل الحديث الذين ساقهم إلى الطعن -غالباً-مخالفة المنهج ... وكثير من هذه الطعون صدرت إما بظن أو هوى ... "
يا مولانا وفقكم الله، لا أقصد بما كتبت محاكمة منهج من خالفوا أهل الحديث الى منهج آخر من وضع مجتهدين غيرهم، وانما أقصد محاكمته الى الدليل ..
الذين رأوا أن مخالفة الحديث - فيما انتهى اليه نظرهم وظنهم - لأصل من الأصول، تجيز لهم رد ذلك الحديث وان صح سنده من جهة الرجال، ما دام من أحاديث الآحاد، هؤلاء - سواءا كانوا طلبة علم أو أئمة يبدأون من لدن أبي حنيفة ومالك رأسا، رحمهما الله - هل منهجهم هذا منهج مقبول على مقتضى الدليل وفهم السلف أم غير مقبول؟ وهل الدليل معهم أم مع من خالفهم من أهل الحديث في المقابل؟ هذا هو ما يعنيني النظر فيه.
فان قلت أنت أن أصحاب الرأي لا يردون الحديث لأنه أصلا لا يصح عندهم، لأن من شروط الصحيح عندهم ألا يخالف أصلا من الأصول، قلت لك ولكن هذا الكلام مردود عليه بأن مخالفة الأصول وموافقتها هذه مسألة تختلف فيها الأفهام والأنظار، ولو فتح الباب أمامها لأسقط الناس عدالة كثير من رجال الرواية الذين عليهم المعول في دواوين السنة، بحجة أن عقولهم هم ترى أن المتون التي نقلوها فيها ما يخالف بعض أصول الشريعة!! فكيف ينضبط هذا المنهج عند الذين قالوا به؟؟
وان كان الرجل ثقة ضابطا ينقل عن ثقة ضابط مثله، وصولا الى الصحابي، فهل كل هؤلاء، ومن قبلوا منهم هذا الحديث وعملوا به من السلف من لدن الصحابة والتابعين ووصولا الى أبي حنيفة رحمه الله، خفي عليهم جميعا أن في متن الحديث مخالفة لأصل من الأصول المتفق عليها، حتى تجلى ذلك له هو وانفرد ب من دونهم؟؟ أولو كان ذلك الحديث معمولا به من قبل أبي حنيفة بلا طعن ولا نكير؟
الذي أعترض عليه يا أخانا الكريم، - وتأمل هذا أكرمك الله - هو أن يأتي الحديث الى عالم من العلماء - وان كان هو أبا حنيفة أو مالك - منقولا عن قوم لم يعلم من قبل في عدالتهم وحفظهم أي طعن، فيقول هذا الحديث لا يعجبني لأني أراه مخالفا لكذا وكذا من الأصول، فيرده، وينسب الى واحد من رواته عدم الضبط فيه أو الوهم أو نحو ذلك، فيسقطه بذلك، ثم ياتي من يقلدون الامام ويقولون أن هذا مجروح بجرح أبي حنيفة أو غيره له، فتضعف سائر رواياته التي لم يقل أحد من المتقدمين بضعفها من قبل قط!!
فهل تتصور خرقا في مصادر التلقي أوسع من هذا؟؟
فالحال أنه اما أن يكون الجرح والتعديل على منهج أهل الحديث الذي لا باب فيه لذريعة ولا تخطئة فيه لمن شهدت لهم الأمة بالضبط، واما أن يكون خلاف ذلك، وينجر به على الأمة ما الله به عليم من الفساد ورد النصوص واسقاط الرواة والروايات بالرأي!
ومعلوم أن حظ مدرسة فقهاء العراق من النصوص كان قليلا، ولهذا كثر تعويلهم على الرأي! فلا يسع المتأمل الا أن يقول أن التوسع في الرأي ما كان سببه الا قلة النص! ولكن أليس اذا وجد الماء بطل التيمم؟! والآن قد وجد عندنا نحن الماء، فلماذا نصر على التيمم؟ لماذا نقلدهم في منهج قد علمنا أنهم لم يلجأوا اليه أصلا الا لقلة حظهم من النصوص؟؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 10:46]ـ
وكما لا يخفى عليكم أن النظر في المتن ليس مقدما على النظر في السند، فالذي يدين أهل السنة به ربهم أنه لن يثبت على ثقة ضابط، وثقته الأمة بلا مخالف، تورط في نقل لقول فاسد أو نسبة لكلام باطل الى الرسول صلى الله عليه وسلم، من حيث المعنى أو المقتضى .. فهذه نقطة تغيب عن أذهان الكثيرين عند خوضهم في باب نقد المتن ..
بارك الله فيكم
السند إذا رواه العدل الثقة الضابط عن مثله إلى منتهاه فهو صحيح وهذه يسميها البعض من الباحثين عصمة الرواية لأدلة شرعية يطول ذكرها.
وهناك أمثلة عديدة ذكرها ابن حزم في الإحكام و (الإعراب عن الحيرة والإلتباس) في نقد منهج الأحناف والمالكية الذى ذكره أخونا أبو فهر فلتراجع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيك يا أبا الفداء ...
لا أرى خرقاً لمصادر التلقي ولاشئ ....
إنما الذي أراه هو منهج لطائفة جليلة من أهل العلم منهم من هو أجل من فقهاء أهل الحديث ...
وهؤلاء الأئمة من أجلة أئمة أهل السنة وأشدهم حرصاً على ضبط مناهج التلقي ..
وهذا المنهج ليس هو -عندي -صواب كله ...
وليس هو -عندي-خطأ كله ...
ورد السند الصحيح المتصل بنقل العدل الضابط على الوجه الذي يرتضيه أهل الحديث =قد وقع فيه بعض الصحابة ..
ورد السند الصحيح المتصل بنقل العدل الضابط على الوجه الذي يرتضيه أهل الحديث =قد وقع فيه بعض أهل الحديث أنفسهم ..
ورد السند الصحيح المتصل بنقل العدل الضابط على الوجه الذي يرتضيه أهل الحديث =قد وقع فيه شيخ الإسلام رغم كونه أميل لأهل الحديث ..
وإنما الشأن فيما وقع لأهل الرأي والمالكية من زيادات في القواعد التي يرجعون إليها في هذا الرد .. ولا يرتضيها أهل الحديث .. وهي -في حقيقة الأمر-شروط زائدة لقبول الأحاديث عندهم ..
وأنا الآن .. لا أناقش هل هذه القواعد التي وضعها أولئك وزادوها وخالفوا بها أهل الحديث=هل هي صحيحة في نفس الأمر أم لا (؟؟)
وإنما أناقش أمرين:
الأول: هل هذا المنهج الذي ساروا عليه يجوز رده لمجرد مخالفته لمنهج فقهاء أهل الحديث .. ام لابد من اعطاءه حقه من التدبر والتأمل .. فلربما كان فيه ما عهو أحرى بالاتباع من منهج آخر سار عليه غيرهم (؟؟؟)
الثاني: تقرير وجوب إعذار هؤلاء الأئمة وألا يُتهموا بمخالفة سنة النبي (ص) وردها، والحال أنهم ما فعلوا هذا .. وإنما ردوا ما يظن المخالف أنه سنة النبي (ص) .. وليس هو كذلك عندهم .. وتقرير أن الكثير من الجرح والقدح الذي وجهه فقهاء أهل الحديث ومن بعدهم ممن هو أقل منهم علماً وعدلاً كأبي محمد=إنما يرجع في غالب أمره إما إلى الهوى وما يكون بين الأقران .. وإما إلى عدم العلم بحقيقة منهج أولئك الأئمة .. واحتكار الصواب والعلم بما هي سنة النبي (ص) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:22]ـ
وتقرير أن الكثير من الجرح والقدح الذي وجهه فقهاء أهل الحديث ومن بعدهم ممن هو أقل منهم علماً وعدلاً كأبي محمد=إنما يرجع في غالب أمره إما إلى الهوى وما يكون بين الأقران
اتق الله يا أبا فهر فيما تقول فأنت تتهم إماماً للحديث بالهوى.
ويمكن أن يرد البعض عليك بأن من تناصرهم أكثر هوى وندخل في حلقة مفرغة من ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:31]ـ
يا أبا محمد أرجو أن تتأنى في فهم الكلام ...
أنا قلت:
وتقرير أن الكثير من الجرح والقدح الذي وجهه فقهاء أهل الحديث ومن بعدهم ممن هو أقل منهم علماً وعدلاً كأبي محمد=إنما يرجع في غالب أمره إما إلى الهوى وما يكون بين الأقران .. وإما إلى عدم العلم بحقيقة منهج أولئك الأئمة
إذاً عندنا الصور التالية:
1 - بعض القدح صادر عن هوى.
2 - بعض القدح صادر عن عدم المعرفة بحقيقة منهج أولئك ..
3 - بعض القدح صادر عن احتكار الصواب ووضع الظاهر موضع الباطن ..
الآن ..
هل عينتُ أنا قدح أبي محمد من أي الأنواع هو (؟؟؟)
يا مولانا ..
أنا موقن بأن بعض القدح صادر عن عدم علم ..
وأنا موقن بأن بعض القدح صادر عن احتكار الصواب ..
وهذان قد ألمحمهما بوضوح في بعض ما يُنقل .. ويبلغ يقيني أن أقول هذا القدح المعين من هذا القادح المعين =صادر عن هذه أو هذه ..
أما الثالثة وهي الهوى ... فهي موجودة في بعض القدح الموجود .. وأحس بها بين ثنايا بعض القدح المنقول ..
ولكن أبداً لا يبلغ يقيني أن أقول: إن هذا القدح المعين من هذا القادح المعين صادر عن هوى ...
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:37]ـ
أخى أبا فهر
فهمت قصدك ... ولكن يتبقى (أقل عدلاً) ... لم يكن داع لها.
وهناك شئ آخر:
حبذا لو قرأت كتاب (الإعراب عن الحيرة والإلتباس) وأعلم أن قرأته ولكن أريد قراءة أخرى بتجرد أكثر (ابتسامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 11:40]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد ...
وأفعل إن شاء الله ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[31 - May-2008, مساء 06:52]ـ
"وهؤلاء الأئمة من أجلة أئمة أهل السنة وأشدهم حرصاً على ضبط مناهج التلقي .. "
يا سيدي لم ننتقص من امامتهم شيئا وهم على العين والرأس، رحمهم الله وجزاهم عن المسلمين خيرا .. ولكن منزلتهم وجلالة شأنهم لا تعصمهم من الخطأ!
"ورد السند الصحيح المتصل بنقل العدل الضابط على الوجه الذي يرتضيه أهل الحديث =قد وقع فيه بعض الصحابة .. "
نعم هذا صحيح ولكن الحجة هي فيما اتفقوا عليه لا فيما انفرد به الواحد منهم من اجتهاد ونظر! فكيف اذا كان قد خالفهم في ذلك أكثر الصحابة بل وأنكر بعضهم عليهم؟
"وإنما الشأن فيما وقع لأهل الرأي والمالكية من زيادات في القواعد التي يرجعون إليها في هذا الرد .. ولا يرتضيها أهل الحديث .. وهي -في حقيقة الأمر-شروط زائدة لقبول الأحاديث عندهم .. "
"وأنا الآن .. لا أناقش هل هذه القواعد التي وضعها أولئك وزادوها وخالفوا بها أهل الحديث=هل هي صحيحة في نفس الأمر أم لا"
قلت ولكن هذا هو ما أريد أن أناقشه معك، لأنه في نظري هو أصل الخلاف والاشكال في هذه المسألة .. فان كنت لا ترى هذا المكان مناسبا لتلك المناقشة أو أنها خارجة عما نحن بصدده فلنفتتح لها موضوعا يخصها للأهمية .. بارك الله فيك
"هل هذا المنهج الذي ساروا عليه يجوز رده لمجرد مخالفته لمنهج فقهاء أهل الحديث .. ام لابد من اعطاءه حقه من التدبر والتأمل .. فلربما كان فيه ما عهو أحرى بالاتباع من منهج آخر سار عليه غيرهم"
قلت لو تأملت لوجدتني ما أدفع بك الا في هذه الجهة! دعنا نرى موقف كلا المنهجين من الدليل ونناقش أيهما في ضوء ذلك هو الصواب وهو الأجدر بالاتباع.
"تقرير وجوب إعذار هؤلاء الأئمة"
سلمت لك بها
"والحال أنهم ما فعلوا هذا .. وإنما ردوا ما يظن المخالف أنه سنة النبي (ص) .. وليس هو كذلك عندهم"
(يُتْبَعُ)
(/)
لسنا نتكلم في ردهم "للسنة" وانما في ردهم "للرواية" والفرق بين المعنيين لا يخفى عليك، بل لأجله كتبت هذا الموضوع بالأساس! نتفق معك على أن منع العمل باحدى الروايات الثابتة الصحيحة لا يعني مخالفة السنة بل قد يكون هو السنة، على مقتضى ما يفضي اليه جمع النصوص واستخراج الدلاالة منها .. أما رد الروايات واسقاط حجيتها بالرأي على أنها من الآحاد أو على أنها قد خالفت أصلا أو ما الى ذلك، فهذا هو محل النزاع وهذا عين ما نريد مدارسته معك.
"وتقرير أن الكثير من الجرح والقدح الذي وجهه فقهاء أهل الحديث ومن بعدهم ممن هو أقل منهم علماً وعدلاً كأبي محمد=إنما يرجع في غالب أمره إما إلى الهوى وما يكون بين الأقران .. وإما إلى عدم العلم بحقيقة منهج أولئك الأئمة .. واحتكار الصواب والعلم بما هي سنة النبي (ص) .. "
ليس لك هذا ما لم تأت عليه ببينة! وقولك وفقك الله "غالب أمره: احتكار للصواب" فهذه أدين الله بأني لا أظنها لا في فقهاء أهل الحديث رحمهم الله، ولا فيمن خالفهم ممن عدلتهم الأمة وشهدت لهم بالعلم والورع .. وان وقع في سوء الظن بالمخالف أحد من أهل العلم فلا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والحجة انما تطلب في القول ودليله لا في شخص القائل نفسه.
أنت الآن تدعي أن منهج أهل الحديث ناقص وأن بعضهم يشنعون على من خالفهم، لا لشيء الا لأنه خالف منهجهم! فتعال اذا نحاكم كلا المنهجين الى الدليل ونر هل كان منهجهم ناقصا حقا، وهل الحق مع من سلكوا تلك المسالك التي شنعوا عليها أم لا!! لنر هل كان لهم الحق في التشنيع ورد ذلك المنهج المخالف بجملته أم لم يكن لهم ذلك!
"1 - بعض القدح صادر عن هوى.
2 - بعض القدح صادر عن عدم المعرفة بحقيقة منهج أولئك ..
3 - بعض القدح صادر عن احتكار الصواب ووضع الظاهر موضع الباطن"
قلت وثلاثة تلك الاحتمالات هي من القدح في أبي محمد وغيره لو تأملت، وأنت في جميع الأحوال مطالب بالدليل على ما اخترته منها!
ولكن أولى من هذا أن نلتفت الى قلب القضية وأصلها دون فروعها، وهو المنهج نفسه ..
"ويبلغ يقيني أن أقول هذا القدح المعين من هذا القادح المعين =صادر عن هذه أو هذه .. "
قلت الله أكبر! ومتى كان الحكم في أمثال تلك الأمور بالقطع واليقين يا شيخنا؟؟ بل متى كان كذلك في أي مسألة من مسائل الاجتهاد والنظر؟
ثم ألا تراها تهمة ليست بالهينة أن ينسب لفقيه أو عالم أنه كان "يرى أنه يحتكر الصواب"؟؟
رجاء، دعك من هذا كله وتعال - أكرر الرجاء وألح فيه - نناقش أصول القوم في الجرح والتعديل ورد الرواية .. فهذه والله هي مصدر الاشكال لو تأملت!
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Jun-2008, صباحاً 05:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
دخلت إلى هذا الموضوع متأخرًا فلم أتمكن من قراءته إلا اليوم وذلك لكثرة مشاغلي في الفترة خلال الشهرين السابقين، وحقيقة هالني ما قرأت فمنذ العنوان والمشاركة الأولى لأبي فهر انقطعت في مخيلتي الصلة بين كاتب المقال ونسبته (السلفي) ووقع في نفسي أنني أقرأ لنصر حامد أبو زيد في ((الشافعي وتأسيس الإيديولوجيا) أو نحو هذا مما كتبه العلمانيون فأعدت القراءة مرة أخرى فلم أصدق ما قرأت: اتهام صريح للشافعي رحمه الله ولفقهاء أهل الحديث بأنهم جنوا على العلم والمنهج، أي منهج الذي جنى عليه الشافعي وفقهاء أهل الحديث أيها العلامة السلفي؟!!!!!!!!!!!!!!!
- العنوان: جنايات على العلم والمنهج (3) .. جعل مخالفة الرواية مخالفةً للسنة ...
من الجاني؟
- في المشاركة رقم (1):
((هذه الجناية من أقدم أسباب الخلاف على الإطلاق .. وأول من شهرها فقهاء أهل الحديث بالعراق،وزاد في تقريرها الشافعي رحمه الله ... مع نجاتهم-غالباً-من بعض الآثار السيئة لهذه الجناية ... ))
يا أخي الفاضل اختلاف المنهج هو سبب وقوع هذا الخلاف.
((الذي يدل على هذا الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم =دلائلُ كُثر ليست محصورة في الرواية،وإنما تشمل الرواية والإجماع واجتهاد الرأي الذي منه القياس ومعرفة مقاصد الشرع والبصر بالمعاني التي ينظر إليها الشارع عند تشريع الأحكام ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أر كاليوم عجبًا، ما هذا الفقه يا أبا فهر، كيف يكون القياس دليلا على الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك مقاصد الشريعة كيف تكون دليلا على الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما عرفت مقاصد الشارع مما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس العكس.
فحقيقة لا أفهم كيف جعلت القياس ومقاصد الشريعة قسيمًا للرواية في معرفة الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
((فأتى فقهاء أهل الحديث فالشافعي فسموا مجرد الرواية إذا صحت –ولو كانت خبر واحد- سنة.))
لا أدري يا مولانا ما هو وجه اعتراضك على أن يكون خبر الواحد - إذا صح - سنة، ومن أوليات العلم أن السنة هي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، لذلك لم يتبين لي وجه اعتراضك على فقهاء المحدثين والشافعي هنا، غفر الله لك.
- ((صنف يرد ما لديهم من الروايات بروايات أُخر-ومن باب أولى بحجج القرآن- وكان الخلاف بينهم وبين هذا الصنف خفيفاً لا يدخله الطعن وتشديد النكير،ومثله الخلاف الذي تجده بين أحمد وإسحاق بن راهويه ...
وصنف يرد ما لديهم من الروايات لعدم ثبوتها عنده مع وجوب الالتفات إلى أن عدم الثبوت هذا كان مبنياً على أصول غير الأصول التي يجري عليها أهل الحديث من النظر إلى فقه الراوي ومن النظر إلى مدى موافقة ما روى للقياس (والقياس هنا هو ما ثبت لديهم من أصول وكليات ومقاصد الشرع).
ما هي الأصول التي بنى عليها فقهاء الرأي رد الروايات وليست موجودة عند علماء الحديث، أرجو توضيح هذا الأمر فإنه غامض عليَّ، بارك الله فيك؟
وقد تثبت عندهم الرواية كثبوتها عند أهل الحديث ولكنهم يخالفونها باجتهاد الرأي والنظر في المعاني والمقاصد والأشباه ...
انتقلت إلى موضوع آخر يا مولانا انتقلت من طريقة إثبات النص إلى طريقة التعامل مع النص واستنتاج الأحكام منه ولا يخفاك ما بينهما من فرق.
ولما كان فقهاء أهل الحديث يعدون ما ثبت لديهم من الرواية على المعنى الذي فهموه منها =سنة ... صاروا يشنعون على فقهاء الرأي بمخالفة السنة ...
يا أخي الفاضل فقهاء أهل الحديث لم يشنعوا على فقهاء الرأي لمجرد الاختلاف وإلا لشنع بعضهم على بعض فلا يقول عاقل أن فقهاء أهل الحديث لم يقع الخلاف بينهم، وإنما شنعوا على أهل الرأي لفساد أصولهم، وعرضهم النص الصحيح الثابت على القياس العقلي.
ولما كان فقهاء أهل الحديث يعدون ما ثبت لديهم من الرواية على المعنى الذي فهموه منها =سنة ... صاروا يشنعون على فقهاء الرأي بمخالفة السنة ...
هذا صنيع كل الأئمة، وهل في هذا ما يعاب، وهل من طريقة لمعرفة المتمسك بالسنة من المخالف لها إلا هذا؟!!!
وما كان فقهاء أهل الحديث قالين لاجتهاد الرأي والقياس جملة بل كانوا يستعملونه حيث عدمت الرواية بمرة فكان عندهم بمنزلة الميتة للمضطر ... وليس الأمر كذلك عند فقهاء الرأي بل كانوا يرون الرواية والاجتهاد طريقان للوقوف على السنة قد يُسلك أحدهما ويُهجر الآخر مادام المسلوك أصح دلالة وأهدى سبيلاً ... وحتى إن سلك طريق الرواية فيستصحب الاجتهاد والنظر في المعاني حال سلوك طلب الرواية ...
يا أخي الفاضل - هداك الله - كيف يكون الاجتهاد طريقًا إلى الوصول إلى السنة مع من ترك النص والرواية ونحاهما جانبًا، بل هذا الذي تقوله إنما هو طريق العقلانيين والمعتزلة ولا فرق.
والسؤال الذي أريد جوابه منك أبا فهر: لو وجدنا حديثًا صحيحًا من أحاديث الآحاد يخالف في ظاهره القياس العقلي، نعمل بالحديث أم نرده لمخالفته القياس؟!
رزقني الله وإياك العلم النافع!!
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 05:38]ـ
مذهب أهل الحديث هو الحق قطعا وقول المالكية والأحناف غير صحيح ولا أقول مرجوحا لا ستفاضت الأدلة بحجية أحاديث الأحاد دون هذه الشروط التي ما أنزل الله بها من سلطان قال الجويني: ((والمسلك الثاني: مستند إلى إجماع الصحابة و إجماعهم على العمل بالاحاد منقول متواتر) (البرهان للجويني 1/ 389)، وقال أيضا: ((فإنا نعلم قطعا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعملون في الوقائع بالأخبار التي ترويها الآحاد في جملة الصحابة، و لا نستريب أنه لو وقعت واقعة واعتاص مدرك حكمها فروى الصديق رضي الله عنه فيها خبرا عن الصادق
(يُتْبَعُ)
(/)
المصدوق عليه السلام لابتدروا العمل به، من ادعى أن جملة الأخبار التي استدل بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الوقائع رواها أعداد فهذا باهت وعاند وخالف بالمعلوم الضروري بخلافه) (البرهان 1/ 393) قال أبو الوليد الباجي: ((وذهب القاساني و غيره من القدرية إلى أنه لا يجوز العمل بخبر الآحاد ... والذي عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين والفقهاء أنه يجب العمل به و الدليل على ذلك إجماع الصحابة على صحة العمل به) (إحكام الفصول للباجي ص 334)، والسلف رحمهم الله لم يكونوا يصدقون كل خبر يسمعونه بل إذا جاءهم أحد بخبر نظروا فيه فإن كان عدلا ثقة قبلوه و إلا ردوه و لهذا اشتهر عندهم الكلام في تعديل وتجريح الرواة وهذا متواتر عنهم فلو كانوا لا يقبلون أخبار الآحاد فما فائدة كلامهم في الرجال إذ المتواتر لا يبحث فيه عن عدالة الرواة،والأصل في المسلم العدالة إلا من علم بفسقه فيتثبت في خبره قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ? [الحجرات: 6] فدلت الآية على أن خبر غير الفاسق يقبل في الدين، ولأنه لو لم يجب العمل بخبر الواحد لوجب أن يكون ما بين النبي صلى الله عليه وسلم طوال عمره يختص به من سمع ذلك منه و لا يلزم غيره اعتقاده أو العمل به لأنه لم ينقل إلى غيره نقل تواتر
و هذه الأدلة وغيرها كثير ليس فيها اشتراط ألا يخالف حديث الآحاد المتواتر من الآيات والأحاديث،ولاتعارض بين نصوص الشرع إنما التعارض يتوهم عند القاريء، ومتى صح الحديث فيجب العمل به؟
والله أمرنا عند التنازع بالرد لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا أن نسقط حديثا بدعوى أنه يخالف متواترا.
وما هذا الفعل إلا لأن سنة الآحاد عندهم في مرتبة دون المرتبة التي أنزلها الله لا اقصد الأئمة المجتهدون لكن أقصد أصحاب الهوى.
و احتمال السهو والخطأ وراد لكن لم يعول عليه الشرع بل أمرنا بالعمل بغلبة الظن.
و ما رد سنة الآحاد لتوهم التعارض مع المتواتر إلا تقديم للعقل على النقل والرأي على النص ومن فعل ذلك من الفقهاء فهو مجتهد مخطيء له أجر لا أجران ولا يجوز أن نتابعه في خطئه.
و المحدثون يقصدون بالشذوذ المخالفة في نفس الحديث الواحد أي المخالفة التي تحدث في داخل طرق وأسانيد ومتن الحديث الواحد وليس أحاديث مختلفة، أما التعارض بين نصوص الأحاديث الآحاد والمتواترة فهو توهم،وافتراض جدلي لا حقيقي،و قد تحدى الحافظ ابن خزيمة وجود أي تضاد بين حديثين صحيحين: حيث قال: لا أعرف أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
عذرا إن تأخر الرد لظروف عندي
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:45]ـ
الحمد لله وحده ..
فالذي يدين أهل السنة به ربهم أنه لن يثبت على ثقة ضابط، وثقته الأمة بلا مخالف، تورط في نقل لقول فاسد أو نسبة لكلام باطل الى الرسول صلى الله عليه وسلم، من حيث المعنى أو المقتضى ..
أخي الكريم أبا الفداء أرجو توثيق هذا الكلام الذي تنسبه لأهل السنة إلى ثلاثة من علمائهم على الأقل، فأني أجد أهل السنة على خلاف ما قلت، واستنكار حديث الثقة موجود عند الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن تبعهم من النقاد.
ـ[أبو عبد الله الخالدي]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 11:52]ـ
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ? [الحجرات: 6] فدلت الآية على أن خبر غير الفاسق يقبل في الدين،.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
عذرا إن تأخر الرد لظروف عندي
أخي الكريم شدني هذا الاستدلال فأحببت التعليق عليه من ناحيتين:
الأول: عدم وجود الدلالة التي ذكرتها، فالآية فيها النهي عن اعتماد خبر الفاسق بلا تبين، وليس فيها أن من لم يكن فاسقاً فإن خبره لا يحتاج إلى التبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: على كلامك فالآية تدل على قبول خبر من لم يكن فاسقاً حتى ولو كان ردئ الحفظ يخطئ أكثر مما يصيب، فهل تقول بذلك؟
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 12:14]ـ
وشدتني هذه الاستدلالات أيضاً
لا يقبلون أخبار الآحاد فما فائدة كلامهم في الرجال إذ المتواتر لا يبحث فيه عن عدالة الرواة
خلطت أخي الكريم هنا بين من يقول بعدم قبول أخبار الآحاد وبين من يرفض خبر الواحد الثقة إن خالف الأصول، فهم يوثقونه ليقبلوا منه ما لم يخالف الأصول.
و هذه الأدلة وغيرها كثير ليس فيها اشتراط ألا يخالف حديث الآحاد المتواتر من الآيات
وليس فيها اشتراط عدم الإرسال ولا عدم مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه في نفس الحديث، فهل تسقط هذه الشروط؟
والله أمرنا عند التنازع بالرد لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا أن نسقط حديثا بدعوى أنه يخالف متواترا.
هو عندهم مثل الحديث الضعيف عندك لسبب آخر، فهل كل من رد حديث لسبب لا تراه تعتبره مخالفاً لهذا الأمر؟
و احتمال السهو والخطأ وراد لكن لم يعول عليه الشرع بل أمرنا بالعمل بغلبة الظن.
و ما رد سنة الآحاد لتوهم التعارض مع المتواتر إلا تقديم للعقل على النقل والرأي على النص ومن فعل ذلك من الفقهاء فهو مجتهد مخطيء له أجر لا أجران ولا يجوز أن نتابعه في خطئه.
وهم يقولون: الحديث المتواتر هو من النقل لا من العقل، وهو حق بلا ريب، أما الآحاد فأنت تقول أن العمل به من باب العمل بالظن الغالب، فتركهم إياه من باب أن الظن لا يغني من الحق شيئاً، وأخذك به من باب التشكيك في السنة الثابتة بالقطع بالظنون.
و المحدثون يقصدون بالشذوذ المخالفة في نفس الحديث الواحد أي المخالفة التي تحدث في داخل طرق وأسانيد ومتن الحديث الواحد وليس أحاديث مختلفة، أما التعارض بين نصوص الأحاديث الآحاد والمتواترة فهو توهم،وافتراض جدلي لا حقيقي،و قد تحدى الحافظ ابن خزيمة وجود أي تضاد بين حديثين صحيحين: حيث قال: لا أعرف أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
عذرا إن تأخر الرد لظروف عندي
ما الفرق بين الحديث الواحد والحديثين؟ ألم ينسبا جميعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أإذا خالف شخص غيره في حديث واحد قدم الأوثق منهما، وإن خالفه العشرات في حديث غيره لم يقدموا؟
الأحاديث يشد بعضها بعضاً ولو كانت مختلفة، ويعل بعضها بعضاً حتى ولو كانت مختلفة.
وكما قال علي بن المديني الباب إذا لم تجمع أحاديثه لم يتبين خطؤها.
وابن خزيمة رحمه الله هو من يفترض مجرد افتراض كما هو واضح في عبارته.
بارك الله فيك.
هذا لمدارسة كلامك فقط، وليس رفعاً من شأن آراء الإمام أبي حنيفة الحديثية، ليس هو من أرباب الشأن، ولكن له عذره.
ـ[عبد الله ابن سفران]ــــــــ[03 - Jun-2008, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله فيكم
السند إذا رواه العدل الثقة الضابط عن مثله إلى منتهاه فهو صحيح وهذه يسميها البعض من الباحثين عصمة الرواية لأدلة شرعية يطول ذكرها.
وهناك أمثلة عديدة ذكرها ابن حزم في الإحكام و (الإعراب عن الحيرة والإلتباس) في نقد منهج الأحناف والمالكية الذى ذكره أخونا أبو فهر فلتراجع.
ذهب ابن حزم إلى إلغاء كثير من الدلالات بحجة ظنيتها، والظن عنده ما فيه احتمال.
فأجيب عليه بأنك تأخذ بخبر العدل مع أنه يحتمل الغلط كما هو معلوم، وكما أنت معترف بأنه إن قام دليل على غلطه فإنه لا يقبل.
فتمسك ابن حزم بقبول خبر الواحد (لأدلة قبوله) وتمسك بقوله بعدم العمل بالظن (وهو عنده ما فيه احتمال) فقال إن الواحد العدل إن لم يقم دليل قطعي على غلطه فإنه معصوم في خبره كرسل الله ولا فرق!
أخي العمري إذا كنت تعرف أدلة لهذا القول غير أدلة قبول خبر الآحاد العدول، وغير أدلة من ينفي العمل بالظن، فأرجو الإشارة إليها.(/)
الدرر البازية على منتقى الأخبار - كتاب الصلاة -
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 04:48]ـ
كتاب الصلاة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1))
باب افتراضها ومتى كان
1 - عن عبد اللَّه بن عمر قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان). متفق عليه.
2 - وعن أنس بن مالك قال: (فرضت على النبي صلى اللَّه عليه وسلم الصلوات ليلة أُسرِي به خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسًا ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لديَّ وإن لك بهذه الخمس خمسين). رواه أحمد والنسائي والترمذي وصححه.
3 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: (فرضت الصلاة ركعتين ثمهاجر ففرضت أربعًا وتركت صلاة السفر على الأول). رواه أحمد والبخاري.
4 - وعن طلحة بن عبيد اللَّه: (أن أعرابيًا جاء إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول اللَّه أخبرني ما فرض اللَّه عليَّ من الصلاة قال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا قال: أخبرني ما فرض اللَّه عليَّ من الصيام قال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا قال: أخبرني ما فرض اللَّه عليَّ من الزكاة قال: فأخبره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بشرائع الإسلام كلها فقال: والذي أكرمك لا أطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض اللَّه عليَّ شيئًا فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق). متفق عليه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3))
([1]) [ هذه الأحاديث تتعلق بكتاب الصلاة والفقهاء والمحدثون يبدأون كتبهم بالصلاة وبعضهم يبدأ بالتوحيد والإيمان كالبخاري ومسلم وجماعة وكل له وجه ومن بدأ بالتوحيد والإيمان فهو أكمل وأولى لأن الأصل هو توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وهو الركن الأول والأساس فلهذا تجب البداءة به ليعلم الناس شأن هذا الاصل وأنه لا إسلام ولا إيمان ولا صلاة إلا بعد سلامة الاصل وهو التوحيد والإخلاص والإيمان وقوم آخرون بدأوا بالصلاة واعتمدوا على أن أمر التوحيد والإيمان له كتب مستقلة لأنه يحتاج إلى مزيد من العناية فلهذا أُلف فيه كتب مستقلة ككتب الإيمان والعقيدة، وكل له وجه ولكن من جمع بين هذا وهذا فجعل في كتابه جميع الأركان يكون أكمل وأولى كما فعل البخاري ومسلم وجماعة آخرون والمؤلف سلك المسلك الثاني فبدأ بالصلاة وقدم الطهارة لأنها شرطها جرياً على عادة كثير من الفقهاء والمحدثين الذين بدأوا بالطهارة قبل الصلاة، والصلاة هي أعظم وأهم الأركان بعد الشهادتين لحديث ابن عمر (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّهوإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان) وفي أكثر الروايات تقديم الصيام على الحج وفي بعضها تقديم الحج على الصيام والصواب تقديم الصيام على الحج لأن الحج فرض أخيراً وفرض الصيام قبله وأعظم الأركان الشهادتين والصلاة أعظم الفرائض بعد الشهادتين.]
([2]) فيه الدلالة على أن العبد إذا أدى الفرائض ولم يأت بالنوافل لا شيء عليه وأنه من أهل الجنة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (أفلح إن صدق) أو (دخل الجنة إن صدق) فهو يدل على أن من أدى الفرائض ولم يأت المحارم فهو ناجِ من أهل الجنة ولو لم يأت بالنوافل ولكن بالنوافل يكون له زيادة الأجر والحسنات وزيادة النعيم في الجنة. أما رواية (أفلح وأبيه) فهذه كانت في حالة إباحة الحلف بغير الله فقد كان فيما سبق يحلف الرجل بأبيه ثم نسخ الله ذلك ونهى عن الحلف بالأباء وغيرهم فقال صلى الله عليه وسلم (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) وقال صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) فاستقرت الشريعة على تحريم الحلف بغير الله عز وجل.
@@ [حديث طلحة يدل على أن الله فرض الصلوات وشرائع الإسلام على المسلمين وما سوى ذلك فهو تطوع فمن شاء أدى ومن شاء ترك ولهذا بين النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأعرابي شرائع الإسلام فقال (والذي بعثك بالحق لا أزيد على هذا ولا أنقص) فدل ذلك على أن من أدى الفرائض وترك المحارم فهو من أهل الجنة وهو من أصحاب اليمين وهو من الأبرار فإن جمع بين الفرائض والمندوبات صار من المقربين ومن السابقين وصار من الطبقة العليا في الإيمان وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأما ما أشار إليه المؤلف فيما يتعلق بصلاة العيد وأن فيه متمسك لمن لم يرها فرضاً فهو محل نظر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بما هو فرض على كل فرد وصلاة العيد فرض على الجماعة لا على الأفراد وليست على الناس كلهم وإنما هي على المقيمين وليست على البادية فلها شأن آخر فدلت الأدلة الأخرى على فرضيتها على الصحيح وأنه فرض على البلدان والقرى أن يصلونها وليست داخلة في حديث طلحة بن عبيد الله، وكذلك صلاة الجنازة جاءت فرضيتها بعد ذلك وهذا من فضل الله على أموات المسلمين أن يصلى عليهم ويدعى لهم] [الشرح القديم]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:08]ـ
2 - باب قتل تارك الصلاة
1 - عن ابن عمر: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّهويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقالإسلام وحسابهم على اللَّه عز وجل). متفق عليه. ولأحمد مثله من حديث أبي هريرة. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815755#_ftn1))
2 - وعن أنس بن مالك قال: (لما توفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ارتدت العرب فقال: يا أبا بكر كيف نقاتل العرب فقال أبو بكر: إنما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أنلا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة). رواه النسائي.
3 - وعن أبي سعيد الخدري قال: (بعث علي عليه السلام وهو باليمن إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بذهبية فقسمها بين أربعة فقال رجل: يا رسول اللَّه اتق فقال: ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي اللَّه ثم ولى الرجل فقالخالد بن الوليد: يا رسول اللَّه ألا أضرب عنقه فقال: لا لعله أن يكون يصلي فقال خالد: وكم من مصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم). مختصر من حديث متفق عليه.
4 - وعن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار: (أن رجلًا من الأنصارحدثه أنه أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو في مجلس يساره يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فجهر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: أليس يشهد أن لاإله إلا اللَّه قال الأنصاري: بلى يا رسول اللَّه ولا شهادة له قال: أليس يشهد أن محمدًا رسول اللَّه قال: بلى ولا شهادة له قال: أليس يصلي قال: بلى ولاصلاة له قال: أولئك الذين نهاني اللَّه عن قتلهم). رواه الشافعي وأحمد في مسنديهما.
([1]) هذه الأحاديث كلها تدل على أن من لا يصلي يستحق أن يقتل لأن الصلاة عمود الإسلام فمن تركها فقد كفر ويستحق أن يقتل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (نهيت عن قتل المصلين) فمن صلى فقد أظهر الإسلام وأظهر عصمة الدم فلا يقتل حتى يظهر منه ما يوجب سفك دمه، من قتل معصوم بغير حق أو ردة واضحة أو غير ذلك مما يوجب قتله، فالمقصود أنه من أظهر الإسلام وصلى مع المسلمين فإنه يعصم دمه ولا يقتل حتى يظهر منه ما يوجب الردة فإذا ترك الصلاة ودعي إليها وأبى فإنه يستحق القتل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (نهيت عن قتل المصلين) فدل على من لا يصلي لا ينهى عن قتله. وقال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّهويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقالإسلام وحسابهم على اللَّه عز وجل) فدل على أن من لا يصلي لا يعصم دمه بل يقتل وهكذا من امتنع من الزكاة ولم يؤدها وقاتل دونها فإنه يستحق أن يقتل كما فعل الصديق رضي الله عنه مع أهل الردة فمانع الزكاة قسمان: قسم يمنع ولا يقاتل فهذا تؤخذ منه جبراً ويبقى على إسلامه ويكون إسلامه ناقصاً ضعيفاً، والقسم الثاني يمنع ويقاتل كما فعل أهل الردة في عهد أبي بكر الصديق فهذا إذا منع وقاتل يقاتل قتال المرتدين كمن ترك الصلاة.
@ الاسئلة: سماحة الشيخ ما الأمور التي تترتب على كفر تارك الصلاة؟ يترتب عليه ما يترتب على كفر من ارتد فيحل دمه وماله فماله فيء لبيت مال المسلمين لا يرثه أحد من أقاربه.
ب - إذا قدم شخص أشتهر أنه لا يصلي ولكن لا نقطع بذلك فهل يصلى عليه؟ إذا كنت لا تعلم فتصلي عليه ما دام مع المسلمين وظاهره الإسلام فتصلي عليه إلا أن يشهد شاهدان عدلان أنه لا يصلي.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:09]ـ
3 - باب حجة من كفَّر تارك الصلاة
1 - عن جابر قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة). رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815758#_ftn1))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وعن بريدة قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر). رواه الخمسة.
3 - وعن عبد اللَّه بن شقيق العقيلي قال: (كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غيرالصلاة). رواه الترمذي.
4 - وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: (من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةيوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة وكان يومالقيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيَّ بن خلف). رواه أحمد.
([1]) هذه أدلة من رأى كفر تارك الصلاة وهو القول الصواب وأنه يكفر لقوله صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) وفي الرواية الأخرى (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) أخرجه مسلم في الصحيح من حديث جابر، ولقوله صلى الله عليه وسلم (العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الخمسة بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب الاسلمي، وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل (كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غيرالصلاة) فدل على أنه أجماع الصحابة وهكذا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةيوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة وكان يومالقيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيَّ بن خلف) وسنده جيد عند أحمد وغيره، فهذا يدل على أن كفره أكبر لأنه حشر مع هؤلاء، وذلك لأنه تركها من أجل الرياسة شابه فرعون فحشر مع فرعون وإن تركها من أجل الوزارة شابه هامان، وإن تركها من أجل المال والشهوات شابه قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، وإن تركها من أجل التجارة والبيع والشراء شابه أبي بن خلف تاجر أهل مكة.
@ الاسئلة. أ - ورد عن شيخ الإسلام أنه كان يشك فيمن يقدمون للصلاة عليهم هل هم مسلمون أم لا فرأى في المنام الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له: عليك بالاستثناء يا أحمد فهل نفعل هذا الاستثناء حال الشك في الميت؟ لا أعلم له أصلاً وإنما من ظاهره الإسلام ومع المسلمين فيدعى له ولا حاجة للاستثناء حتى تعلم يقين أنه ارتد.
ب - بعض الناس عندما يسمعون الأحكام المترتبة على من لا يصلي كالغسل والتلقين والصلاة عليه فيصعب عليهم عدم فعل ذلك كيف نجيب عن مسألتهم؟ هذا هو الأصل في حق الكافر لا يغسل ولا يصلى عليه أما إذا غسلوه وصلوا عليه مراعاة لقول الآخرين فإن الأكثرين يقولون لا يكفر إذا جحد وجوبها، فإذا أشار عليهم بعض أهل العلم بذلك فلا حرج، أما الر اجح والأقرب أنه يكفر كفر أكبر، أما أذا رجوا أن يكون كفره كفراً أصغر فغسلوه وصلوا عليه فلا أعلم حرجاً في ذلك أما الراجح من الدليل أنه كفر أكبر. وإذا جعلوه كفراً أصغر وغسلوه وصلوا عليه حرصاَ على الخير له ورحمته لعل الله يرحمه فهذا له وجه لأجل قوة الخلاف في المسألة أما من حيث الدليل فالأرجح والأقرب أنه كفر أكبر.
@@ [هذه الأحاديث تدل صحة قول من قال بكفر تارك الصلاة فإنه واضحة في ذلك ففي حديث جابر في ذلك (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) والمؤلف ذكر هنا الكفر وفي مسلم بين الكفر والشرك جميعاً والشرك والكفر إذا عرفا انصرفا إلى الكفر الأكبر والشرك الأكبر فهذا حجة لمن قال بتكفير تارك الصلاة وهو قول جمع من أهل العلم، وكذلك حديث بريدة (العهد الذي بيننا وبينكم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وكذلك حديث عبد الله بن عمرو (من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةيوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة وكان يومالقيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبيَّ بن خلف) وهذا أظهر في الوعيد وأبين في كفره لأنه لم يحافظ عليها لم يقع له نور ولا برهان ثم حشره مع هؤلاء يدل على كفره لأن هؤلاء من صناديد الكفر وأئمة الكفر واسنتبط بعض أهل العلم من ذلك أنه يحشر مع فرعون من شغلته الرياسة والملك ونحوه ذلك ومع هامان إذا كان ممن شغلته الوظيفة لأنه شغل بالوزارة وإذا كان ممن شغل مع بالأموال والشهوات حشر مع قارون لأنه شغل بماله وإن كان ممن
(يُتْبَعُ)
(/)
شغل بالبيع والشراء والتجارة حشر مع أبي بن خلف وسنده عند أحمد جيد لا بأس به فيما أذكر الآن من حال سنده] [الشرح القديم]
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:10]ـ
4 - باب حجة من لم يكفَّر تارك الصلاة ولم يقطع عليه بخلود في النار ورَجا له ما يُرجى لأهل الكبائر
1 - عن ابن محيريز: (أن رجلًا من بني كنانة يدعى المخدجي سمع رجلًا بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب قال المخدجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت فأخبرته فقال عبادة: كذب أبو محمد سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: خمس صلوات كتبهن اللَّه على العباد من أتى بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن كان له عند اللَّه عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند اللَّه عهد إن شاء عذبه وإن شاء غفر له). رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وقال فيه: (ومن جاء بهن قد انتقص منهن شيئًا استخفافًا بحقهن). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815762#_ftn1))
2 - وعن أبي هريرة قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل انظروا هل له من تطوع فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه ثم يفعل بسائرالأعمال المفروضة مثل ذلك). رواه الخمسة. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815762#_ftn2))
3 - ويعضد هذا المذهب عمومات: منها ما روي عن عبادة بن الصامت قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من شهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وأن عيسى عبد اللَّه وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة والنار حق أدخله اللَّه الجنة على ما كان من العمل). متفق عليه.
4 - وعن أنس بن مالك: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال ومعاذ رديفه على الرحل: يا معاذ قال: لبيك يا رسول اللَّه وسعديك ثلاثًا ثم قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدًا عبده ورسوله إلا حرمه اللَّه على النار قال: يا رسول اللَّه أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا قال: إذن يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثمًا أي خوفًا من الإثم بترك الخبر به). متفق عليه.
5 - وعن أبي هريرة قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء اللَّه من مات من أمتي لا يشرك باللَّه شيئًا). رواه مسلم.
6 - وعنه أيضًا: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا اللَّه خالصًا من قلبه). رواه البخاري.
7 - فروى ابن مسعود قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآلهوسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
متفق عليه.
8 - وعن أبي ذر أنه: (سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى ما ليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار). متفق عليه.
9 - وعن أبي هريرة قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت). رواه أحمد ومسلم.
10 - وعن ابن عمر قال: (كان عمر يحلف وأبي فنهاه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقال: من حلف بشيء دون اللَّه فقد أشرك). رواه أحمد.
11 - وعن ابن عباس قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: مدمن الخمر إن مات لقي اللَّه كعابد وثن). ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815762#_ftn3))
رواه أحمد. انتهى كلام المصنف.
(يُتْبَعُ)
(/)
([1]) هذه الأحاديث يحتج بها من رأى عدم كفر تارك الصلاة ولكن لا شك على أنها تدل على فضل التوحيد والإيمان وأن على أهله على وعد عظيم بدخول الجنة ولكنها مقيدة بالنصوص الكثيرة (إلا بحقها) (صدقاً من قلبه) (لا يشرك بالله شيئاً) فإذا أتى بالشهادتين صدقاً من قلبه لا شك أنه يدخل الجنة والصادق لا يدع الواجبات ولا يرتكب المحارم فإذا قصر في ذلك فترك بعض الواجبات وأتى بعض المحارم فليس له عند الله عهد بل هو على خطر من دخول النار وإن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإن صلى وصام ولهذا توعد الله شارب الخمر والزاني والسارق بالنار فهم على خطر، فمن أتى بالتوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة فإن كانت له ذنوب ومعاصي فهو تحت المشيئة فترك الصلاة إذا قلنا أنه كفر أكبر فإنه يدخل النار وإن قلنا أنه كفر أصغر صار تحت المشيئة وصاحبه على خطر من دخول النار، وظاهر النصوص أن ترك الصلاة كفر أكبر كما لو دعا غير الله أو استغاث بغير الله أوسب الله أو سب الدين أو جحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة صار كفره أكبر لا تعمه الأحاديث التي فيها فضل الشهادة، فكما أن أحاديث الشهادة في حديث عبادة وأبي ذر ومعاذ وأنس مقيدة بأن يقولها صدقاً فهكذا بقية الأحاديث لا بد أن يكون أتى بالتوحيد صدقاً من قلبه وأن يأتي بحقها فمن حقها أن يصلي وأن يصوم وأن يزكي وأن يحج مع الاستطاعة ومن حقها يتجنب الزنا والفواحش فإذا ترك هذا الحق صار تحت المشيئة إن شاء الرب عفا وإن شاء عذبه في النار وإذا ترك الحق في الاشياء المكفرة صار كافراً فالذي يقول لا إله إلا الله ويسب الدين صار كافراً وإذا كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويجحد وجوب الصلاة صار كافراً عند الجميع، وإذا كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقول إن الزنا حلال والخمر حلال يكفر عند الجيمع، فهاتان الشهادتان لا بد من أداء حقهما من الإيمان بما أوجب الله والبعد عن كل ما يوجب الردة فالمسائل تحتاج إلى عناية وتفصيل. فهذه الأحاديث في التوحيد والإيمان مقيدة بأداء الحق بالإلتزام بطاعة الله والإنتهاء عن ما حرم الله.
@@ [أحاديث التوحيد مع هذه الروايات إنما هي فيمن لم يتركها وإنما يقع له نقص فيها، وحديث عبادة في صحته نظر فاختلف الناس في صحته وليس إسناده بذلك القائم وعلى تقدير صحته فالمراد منه من انتقص منها شيئاً فهو يصلي ولكن قد يقع له تساهل في صلاة الجماعة أو في غيرذلك مما يجب عليه فهذا هو الذي ينظر في تطوعاته وأعماله الأخرى فيكمل بها فرضه وهكذا في الزكاة وفي الصوم وفي الحج، وإما أحاديث التوحيد والشهادتين إنما تنفعان من قالها إذا لم يأتي بناقض من نواقض الإسلام فإذا ترك الصلاة فهذا ناقض وإذا سب الدين فهذا ناقض وإذا استهزأ بالدين فهذا ناقض فالتوحيد إنما ينفع إذا لم يأتي بناقض] [الشرح القديم]
([2]) أول ما يحاسب به العبد الصلاة فيما بينه وبين ربه وأما فيما بينه وبين الناس في الخصومات فأول ما يقضى بين العباد في الدماء.
([3]) هذه الأحاديث كلها من باب الوعيد كما تقدم ولا يكون كفر إلا ما دل الدليل على كفر صاحبه فالأصل بقاء التوحيد والإيمان لكن إذا دل الدليل على أن الكفر أكبر حكم بالدليل على ظاهر الأدلة الشرعية ولهذا حكم الصديق على من امتنع من الزكاة والصلاة وقاتل عليها بكفرهم وقاتلهم قتال المرتدين. فالواجب الجمع بين النصوص فما دل الدليل على أنه من الكفر الأكبر لحق بالكفر الأكبر وما حكم بأنه من الكفر لحق بالكفر الأصغر.
@@ [المراد بالكفر في هذه الأحاديث كفر دون كفر لأنه كفر منكر ليس بكفر معرف ولأن الأدلة العامة واضحة على أنه كفر دون كفر وأنها معصية من المعاصي وليست كترك الصلاة فالمقصود أن ما ذهب إليه البعض من قياس ترك الصلاة على هذه الأشياء ليس بظاهر والاستدلال بأحاديث التوحيد وفضله ليس بظاهر لأنها مقيدة بمن أتى بالتوحيد ولم يأتي بناقض
@ الاسئلة:
1 - حديث (مدمن الخمر كعابد وثن) صحيح؟
المنذري قال رجاله ثقات وما تتبعته ولكنه على سبيل الوعيد مثل (من مات وهو يشرب الخمر ساقه الله من طينة الخبال) وقد يسلم ويعفو الله ويشفع فيه الشفعاء فهذا وعيد إن جازاه الله مثل قوله تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) قال أبو هريرة: هذا جزاؤه إن جازاه الله وهو أهل للعفو سبحانه وتعالى]
2 - من يصلي أحياناً ويترك احياناً هل يكفر؟
هذه مسألة خلاف كما تقدم والصواب أنه يكفر إذا كان تارة يصلي وتارة لا يصلي وذهب جمع من أهل العلم أنه لا يكفر إلا إذا جحد وجوبها وإلا يكون كفره كفر أصغر كفر دون كفر والأرجح أنه كفر أكبر لأنها عمود الإسلام وقد قال صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[08 - May-2008, مساء 05:35]ـ
الشَّيخ الحَبِيب / علي بن حُسَين فقيهيّ:
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا، وبارَكَ فِيكُم.
ورَحِم اللَّهُ الإمامَ ابنَ بَازٍ.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 05:48]ـ
5 - باب أمر الصبي بالصلاة تمرينًا لاوجوبًا
1 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (قال رسول اللَّه صلىاللَّه عليه وآله وسلم: مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنينوفرقوا بينهم في المضاجع). رواه أحمد وأبو داود. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815765#_ftn1))
2 - وعن عائشة رضي اللَّه عنها: (عن النبي صلى اللَّه عليه وآلهوسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعنالمجنون حتى يعقل). رواه أحمد ومثله من رواية علي له ولأبي داود والترمذي وقال: حديثحسن.
6 - باب أن الكافر إذا أسلم لم يقضالصلاة
1 - عن عمرو بن العاص: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلمقال: الإسلام يجب ما قبله). رواه أحمد. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=815765#_ftn2))
([1]) هذان الحديثان وما جاء في معناهما كلها تدل على أن الصبي يؤمر بالصلاة وهكذا الصبية الجارية كلاهما يؤمر بالصلاة إذا بلغ سبعاً ويضرب عليها إذا بلغ عشراً وهذا كله من باب التمرين والتعويد للصلاة حتى إذا بلغ فإذا هو قد تعودها واستقر أثرها في نفسه وتعظيمها في نفسه فيؤمر بها تمهيداً وتعويداً للخير قبل أن يبلغ، وإنما يضرب عليها إذا بلغ عشراً فأكثر أما قبلها فيؤمر فقط إذا بلغ سبعاً يؤمر أمراً ويرغب فيها سواء كان ذكراً أو أنثى لهذا الحديث (مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنينوفرقوا بينهم في المضاجع) والتفريق في المضاجع لأنه قد تتحرك شهوته مع أخته فيقع المحذور فالواجب التفريق بينهما في المضاجع، أما الوجوب فتجب عليه إذا بلغ الحلم فإذا بلغ وجبت عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج يعنى صارً مكلفاً وذلك بإكمال خمسة عشر سنة أو بإنزال المنى بشهوة احتلام أو غيره أو إنبات الشعر الخشن حول القبل هذا في حق الصبي والصبية وتزيد الجارية أمراً رابعاً وهو الحيض فإذا حاضت حكم ببولغها وتكليفها والحجة في هذا قوله صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاث:عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل) فهؤلاء الثلاثة مرفوع عن القلم أي قلم التكليف بالواجبات وترك المحارم.
@ الاسئلة: أ- السبع سنين المقصود بها إذا دخل في السبع أو تمامها؟ إذا كمل السبع ودخل في الثامنة.
ب - لم حدد الأمر بالسبع؟ لأنه في الغالب أنه يعقل وما دونها فالغالب أنه لا يعقل الصلاة.
ج - كثير من الأباء يتهاون في تعويد الأبناء الصلاة حتى إذا كبر هذا الطفل صار لا يحضر المسجد؟ الواجب على والده أن يقوم بهذا الواجب فهذا واجب الوالد والوالدة.
د - الضرب هل يكون باليد أو بالعصا؟ الضرب بما يراه الأب أو الأم باليد أو بالعصا ويكون ضرباً خفيفاً يحصل به المطلوب.
هـ - المرأة إذا نامت على طفلها ثم يموت هل تؤاخذ؟ ليس عليها أثم لكن عليها الكفارة لأنه يعتبر قتل خطأ فعليها الكفارة والدية على العاقلة لقوله تعالى (ومن قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله) فقتل الخطأ يستوي فيه الرجال والنساء والنائم وغيره.
و- المجنون إذا أفاق في بعض الأوقات هل يكلف بقضاء الصلوات التي تركها حال الجنون؟ حال الجنون لا لكن يكلف بالصلاة حال عقله فإذا كان يوماً عاقل ويوماً غير عاقل فاليوم الذي يعقل فيه يكلف بالصلاة وغيرها، والأيام التي لا يعقل فيها لا تكليف عليه.
ز - بالنسبة للمغمى عليه هل يقاس على المجنون؟ المغمى عليه فيه تفصيل بعض أهل العلم يرى أنه كالمجنون مطلقاً وأنه إذا خرج الوقت وهو مغمى عليه فلا قضاء عليه وبعض أهل العلم يرى أنه يقضي اليوم كله إذا أغمي عليه يوم فقط فيقضي وروي عمار وبعض الصحابة أنه إذا كان الإغماء ثلاثة أيام فأقل يقضي وإن كان أكثر فلا قضاء وهذا قول قريب لأن الإنسان قد يغمى عليه يوم أو يومين أو ثلاثة فيشبه النوم فإذا أفاق قضى ما ترك في هذه الأيام الثلاثة وأما إذا كان أكثر من ذلك فلا قضاء لأنه حينئذٍ بعد عن مشابهة النوم فصار أشبه بالمجنون.
ح - الصغير غير المكلف هل يؤجر على ما يفعله من حسنات؟ نعم يؤجر مثل ما قال صلى الله عليه وسلم للمرأة التي رفعت له طفلاً فقال (هل لهذا حج: قال نعم ولك أجر) فله حج فهو يؤجر على صلاته وحجهم وأعمالهم الطيبة قبل البلوغ.
([2]) هذا أمر متفق عليه فالإسلام يجب ما قبله فقد جاء في ذلك عدة أحاديث عند مسلم وغيره فالإسلام يهدم ما كان قبله فإذا أسلم فإنه لا يؤخذ بما مضى بل يكفر الله عنه كل ما مضى من كفر وغيره كما قال صلى الله عليه وسلم (الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها) فعلى كل من عليه ذنوب أن يستغفر الله ويتوب إليه فإذا تاب توبة صادقة تاب الله عليه. والكافر إذا أسلم كان الإسلام ماحياً لما سبق من ذنوبه إلا إذا بقي معه شيء من المعاصي فإنه يؤخذ بالأول والآخر كما جاء في حديث ابن مسعود (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه غفر الله له ما كان قبل إسلامه وإذا ساء إسلامه أخذ بالأول والآخر) فإذا أسلم وكان يشرب الخمر أو كان عاقاً لوالديه فإنه يؤخذ بالأول والأخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 05:50]ـ
الأخ العزيز سلمان أبو زيد: جزاك الله خيراً على مرورك وجعلنا وإياك والمسلمين مباركين إينما كنا وحيثما حللنا.
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 04:42]ـ
جزاك الله خيرا .. ورحم الله الإمام ابن باز واسكنه فسيح جناته.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 05:00]ـ
الأخ الكريم محمد بن مسلمة: جزاك الله خيراً على مرورك ودعواتك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 05:01]ـ
أبواب المواقيت
7 ( http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=253&CID=29#TOPTOP) - باب وقت الظهر
1 - عن جابر بن عبد اللَّه: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم جاءه جبريل عليه السلام فقال له: قم فصله فصلى الظهر حين زالت الشمس ثم جاءه العصر فقال: قم فصله فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله ثم جاءه المغرب فقال: قم فصله فصلى المغرب حين وجبت الشمس ثم جاءه العشاء فقال: قم فصله فصلى العشاء حين غاب الشفق ثم جاءه الفجر فقال: قم فصله فصلى الفجر حين برق الفجر أو قال سطع الفجر ثم جاءه من الغد للظهر فقال: قم فصله فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله ثم جاءه العصر فقال: قم فصله فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه ثم جاءه المغرب وقتًا واحدًا لم يزل عنه ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل أو قال ثلث الليل فصلى العشاء ثم جاء حين أسفر جدًا فقال: قم فصله فصلى الفجر ثم قال: ما بين هذين الوقتين وقت). رواه أحمد والنسائي والترمذي بنحوه. وقال البخاري: هو أصح شيء في المواقيت. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818119#_ftn1))
2 - وللترمذي عن ابن عباس: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين) فذكر نحو حديث جابر إلا أنه قال فيه: (وصلى المرة الثانية حين صار ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس) وقال فيه: (ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل) وفيه: (ثم قال يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين الوقتين). قال الترمذي: هذا حديث حسن.
8 - باب تعجيلها وتأخيرها في شدة الحر
1 - عن جابر بن سمرة قال: (كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي الظهر إذا دحضت الشمس). رواه أحمد ومسلم وابن ماجه وأبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818119#_ftn2))
2 - وعن أنس قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي الظهر في أيام الشتاء وما ندري أما ذهب من النهار أكثر أو ما بقي منه). رواه أحمد.
3 - وعن أنس بن مالك قال: (كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذاكان الحر أبرد بالصلاة وإذا كان البرد عجل).
رواه النسائي. وللبخاري نحوه.
4 - وعن أبي هريرة قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم). رواه الجماعة.
5 - وعن أبي ذر قال: (كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال له: أبرد حتى رأينا فيء التلول فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة). متفق عليه.
([1]) هذه الاحاديث وما في معناها تدل على بيان الأوقات وأن الوقت له أول وآخر والله سبحانه أمر جبريل بأن يؤم النبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت وآخره فبين له أن الصلاة تفعل في أول الوقت وأخره وما بين الوقتين. والسنة التبكير بالصلاة في أول وقتها ولو صلاها في آخر الوقت فلا حرج لكن الأفضل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هو التبكير بالصلوات في أول وقتها كما في الحديث حينما سئل أي العمل أفضل فقال (الصلاة في أول وقتها) إلا في شدة الحر فالافضل التأخير في الظهر بعض الشيء حتى ينكسرالحر والافضل في العشاء تأخيرها إذا لم يجتمعوا فإذا اجتمعوا عجلها.
@ الاسئلة: هل جبريل أم النبي صلى الله عليه وسلم بمكة؟ نعم بمكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
([2]) هذه الأحاديث كلها تدل على شرعية الإبراد بالصلاة إذا اشتد الحر في السفر والحضر لأنه أرفق بالمسلمين إما إذا كان الجو مناسباً في الشتاء أو بين الشتاء والصيف فالأفضل المبادرة بالصلاة في أول وقتها. فالأمام يراعي الرفق بالمأمومين.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 05:02]ـ
9 - باب أول وقت العصر وآخره في الاختيار والضرورة
قد سبق في حديث ابن عباس وجابر في باب وقت الظهر.
1 - وعن عبد اللَّه بن عمرو قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: وقت صلاة الظهر ما لم يحضر العصر ووقت صلاة العصر ما لم تصفرالشمس ووقت صلاة المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس). رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود. وفي رواية لمسلم: (ووقت الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأول) وفيه: (ووقت العصر ما لم تصفر الشمس ويسقط قرنها الأول). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818865#_ftn1))
2 - وعن أنس قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعًا لا يذكر اللَّه إلا قليلًا). رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه.
3 - وعن أبي موسى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: (وأتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئًا وأمر بلالًا فأقام الفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضًا ثم أمره فأقام الظهر حين زالت الشمس والقائل يقول انتصف النهار أو لم وكان أعلم منهم ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة ثم أمره فأقام المغرب حين وقبت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أخر الفجر من الغد حتى انصرف منها والقائل يقول طلعت الشمس أو كادت وأخر الظهر حتى كان قريبًا من وقت العصر بالأمس ثم أخر العصر فانصرف منها والقائل يقول احمرت الشمس ثم أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق) وفي لفظ: (فصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق وأخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول ثم أصبح فدعا السائل فقال الوقت فيما بين هذين). رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وروى الجماعة إلا البخاري نحوه من حديث بريدة الأسلمي. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818865#_ftn2))
([1]) كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين الأوقات بالقول والعمل، والله عز وجل وسع الوقت فالمصلي يصلى في أول الوقت أو في آخره ولكن الإمام يراعي حال المأمومين، وإلا فالوقت والحمد لله موسع فالظهر من زوال الشمس إلى إن يحضر وقت العصر والعصر من مصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال إلى أن تصفر الشمس فإذا اصفرت الشمس لم يجز التأخير إلى ذلك لكن لو صلاها بعد الإصفرار وقعت في وقتها لكن يأثم وعليه التوبة من ذلك، ثم المغرب إذا غابت الشمس والأفضل تعجيلها في أول وقتها فإن أخرها وصلاها قبل مغيب الشفق فلا حرج والشفق هو الحمرة التي في جهة المغرب فإذا غاب الشفق خرج وقت المغرب ودخل وقت العشاء ولا يزال وقت العشاء إلى نصف الليل فإذا انتصف الليل صار وقت ضرورة فإذا أخرها بعد النصف فقد وقعت في الوقت ما لم يحضر الفجر لكن لا يجوز التأخير إلى نصف الليل، فالواجب على المؤمن أن يتحرى الأوقات التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم.
@ الاسئلة: أ - ما معنى قرن الشيطان؟ قرن الشيطان هو اقترانه مع الشمس إذا طلعت فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك حتى ترتفع الشمس ويزول اقترانه لها فإنه يتصور له في نفسه أنه يصلى له والمسلم لا يصلي إلا لله عز وجل.
([2]) حديث أبي موسى الذي فيه تفاصيل التوقيت وتفصيل وقت العصر إلى أن تصفر الشمس أصح من حديث ابن عباس وجابر المتقدم في إمامة جبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو متأخر أيضاً فهو أصح وهو متأخر وهو أبين وأولى بالأخذ فاتضح بذلك أن الصلاة لها وقتان أول وآخر فالظهر من حين تزول الشمس وآخره من بداية دخول وقت العصر والعصر كذلك من حين يصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال ثم يستمر إلى أن تصفر الشمس وليس له التأخير إلى أن تصفر الشمس وللضرورة إلى أن تغيب الشمس فإن اضطر إلى ذلك فإن إن صلى في وقت الأصفرار صلاها في الوقت، وهكذا المغرب إذا غابت الشمس هذا أول الوقت وله أن يؤخر حتى يصليها قبل غياب الشفق ولكنه خلاف السنة وخلاف الأفضل، وهكذا العشاء إذا غاب الشفق إلى نصف الليل وما بعد نصف الليل وقت ضرورة إلى طلوع الفجر وهكذا الفجر من طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس والافضل فيها التبكير وإن أخر حتى أسفر فلا بأس ولهذا صلى النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الثاني قبل أن تطلع الشمس بعد أن أسفر حتى قالوا قد طلعت الشمس، وفيه بيان الأحكام بالفعل فإنه صلى الله عليه وسلم بينها بالفعل ثم أكدها بالقول، وفيه جواز تأخير البيان عن وقت السؤال إذا كان لا مضرة بذلك أو كان أوضح وأكمل بالتأخير لأنه صلى الله عليه وسلم أخره حتى يريه بالفعل ثم قال له الصلاة فهو تأخير يزيده بياناً وأيضاحاً وفيه ذم التأخير إلى اصفرار الشمس وأنه من عمل المنافقين فقال صلى الله عليه وسلم (تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قامفنقرها أربعًا لا يذكر اللَّه إلا قليلًا) يحذر من هذا العمل وأن الواجب أن تصلى قبل أن تصفر الشمس كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام فكان صلى الله عليه وسلم يصليها والشمس حية مرتفعة
@ الاسئلة: ما بعد منتصف الليل هو وقت للعشاء؟
نعم وقت للضرورة مثل ما بعد اصفرار الشمس للعصر فهو وقت للعشاء إلى طلوع الفجر لأن قوله صلى الله عليه وسلم (ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة أن يؤخر الصلاة حتى يدخل وقت التي بعدها) جعل ما بينهما وقت ما عدا الفجر فإن وقتها ينتهي بطلوع الشمس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 05:03]ـ
10 - باب ما جاء في تعجيلها وتأكيده معالغيم
1 - عن أنس قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتيهم والشمس مرتفعة). رواه الجماعة إلا الترمذي. وللبخاري وبعض العوالي من المدينة على أربعة أميال أو نحوه. وكذلك لأحمد وأبي داود معنى ذلك. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818866#_ftn1))
2 - وعن أنس قال: (صلى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم العصر فأتاه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول اللَّه إنا نريد أن ننحر جزورًا لنا وإنا نحب أن تحضرها قال: نعم فانطلق وانطلقنا معه فوجدنا الجزور لم تنحرفنحرت ثم قطعت ثم طبخ منها ثم أكلنا قبل أن تغيب الشمس). رواه مسلم. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818866#_ftn2))
3 - وعن رافع بن خديج قال: (كنا نصلي العصر مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثم ننحر الجزور فنقسم عشر قسم ثم نطبخ فنأكل لحمه نضيجًا قبل مغيب الشمس). متفق عليه.
4 - وعن بريدة الأسلمي قال: (كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في غزوة فقال: بكروا بالصلاة في اليوم الغيم فإنه من فاته صلاةالعصر حبط عمله). رواه أحمد وابن ماجه. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818866#_ftn3))
([1]) هذه الأحاديث كلها تدل على شرعية العناية بالعصر والتبكير بها، فالسنة للأئمة ولمن يصلي في بيته لمرضه أو للنساء التبكير بصلاة العصر والشمس بيضاء نقية بعد الأذان بيسير كربع ساعة أو ثلث ساعة أو نحو ذلك كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام.
@ الاسئلة: أ - سماحة الشيخ العوالي أين تقع؟ لا أذكر الآن جهتها لا شمالاً ولا جنوباً.
ب - ما مقدار المبادرة بالساعات الحديثة؟ بعد الأذان بربع ساعة أو ثلث ساعة هذا هو المناسب في التعجيل فلا يحبس الناس في المسجد.
([2]) هذا يدل على التبكير فكان يبكر بها عليه الصلاة والسلام ولعل هذا كان في الصيف لأن الوقت يطول ولهذا أمداهم على النحر والتقطيع والطبخ والأكل والمقصود من هذا كله الدلالة على التبكير
([3]) هذا يبين عظم الخطر في تأخير الصلوات وقد جاء في الصحاح (من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله) وفي بعضها (من فاتته صلاة العصر فقد وتر أهله وماله) وهو يدل على الوعيد فيمن أخرها عن وقتها وأن الواجب أن يبادر بها في الوقت وهو حجة لمن قال بكفر تارك الصلاة لأن حبوط العمل إنما يكون بالكفر، وفيه التبكير في الغيم لأنهم قد يتساهلون ويصلوها بعد خروج وقتها فالواجب التحري حتى يصليها في وقتها، وفيه التحذير من التساهل فيها وأن من فاتته فكأنما وتر أهله وماله، فيحتمل فاتته في الجماعة ويحتمل فاتته في الوقت فينبغي أن يحافظ عليها في الجماعة وفي الوقت
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 05:05]ـ
11 - باب بيان أنها الوسطى وما ورد في ذلك فيغيرها
1 - عن علي عليه السلام: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال يوم الأحزاب: ملأ اللَّه قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس). متفق عليه. ولمسلم وأحمد وأبي داود: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818867#_ftn1))
2 - وعن علي عليه السلام: (قال: كنا نراها الفجر فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هي صلاة العصر يعني صلاة الوسطى). رواه عبد اللَّه بن أحمد في مسند أبيه.
3 - وعن ابن مسعود قال: (حبس المشركون رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ اللَّه أجوافهم وقبورهم نارًا أو حشا اللَّه أجوافهم وقبورهم نارًا). رواه أحمد ومسلم وابن ماجه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818867#_ftn2))
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وعن ابن مسعود قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صلاة الوسطى صلاة العصر). رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
5 - وعن سمرة بن جندب عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: (الصلاة الوسطى صلاة العصر). رواه أحمد والترمذي وصححه. وفي رواية لأحمد: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وسماها لنا أنهاصلاة العصر).
6 - وعن البراء بن عازب قال: (نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها ما شاء اللَّه ثم نسخها اللَّه فنزلت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فقال رجل: هي إذن صلاة العصر فقال: قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها اللَّه واللَّه أعلم). رواه أحمد ومسلم.
7 - وعن أبي يونس مولى عائشة أنه قال: (أمرتني عائشة أن أكتبلها مصحفًا فقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فلما بلغتها آذنتها فأملت عليَّ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للَّه قانتين قالت عائشة: سمعتها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم). رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه.
8 - وعن زيد بن ثابت قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحابه منها فنزلت {حافظوا علىالصلوات والصلاة الوسطى} ( http://java******<b></b>:openquran(1,238,238)) وقال: إن قبلها صلاتين وبعدهاصلاتين). رواه أحمد وأبو داود. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=818867#_ftn3))
9 - وعن أسامة بن زيد في الصلاة الوسطى قال: هي الظهر (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يصلي الظهر بالهجير ولا يكون وراءه إلا الصف والصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فأنزل اللَّه حافظوا على الصلوات والصلاةالوسطى وقوموا للَّه قانتين). رواه أحمد.
([1]) كل هذه الأحاديث تدل على أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر لقوله جل وعلا (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) لأن قبلها صلاتان نهاريتان الفجر والظهر وبعدها صلاتان ليليتان المغرب والعشاء، وقيل معنى الوسطى الفضلى في الفضل وعلى كل حال فهي أفضل الصلوات وهي الوسطى وهي العصر.
([2]) فيه جواز الدعاء على الكفار إذا أذوا المسلمين وفيه دليل على فضل صلاة العصر وأن شأنها عظيم ويدل على أن من شغل عنها بنوم أو غيرها فإنه يقضيها بعد المغرب وهكذا بقية الصلوات فمن شغل عن الفجر صلاها بعد طلوع الشمس ومن شغل عن الظهر صلاها بعد العصر لكن الواجب المحافظة عليها.
@ احتج بذلك العلماء أنه إذا اشتد الحرب ولم يتيسر فعل الصلاة في وقتها فلا مانع من تأخيرها ولو بعد خروج الوقت لأن صلاتها بطمأنينة وحضور القلب ولو بعد خروج الوقت أولى من صلاتها في حال لا يستطيع المكلف أن يضبطها ويحفظها بسبب شدة القتال ولهذا صلاها قبل الغروب ثم صلى بعدها المغرب كما جاء في الصحيح ومن هذا ما فعله الصحابة يوم تستر فإنهم حاصروا البلد بالعراق ليلاً فاشتد القتال ليلاً فلما طلع الفجر إذا الناس في القتال وبعض الناس على أسوار البلد وبعضهم عند أبواب البلد فاشتد القتال فحمي الوطيس ولم يتمكنوا من صلاة الفجر حتى ارتفع الضحى وفتحت البلد فلما فتحوا البلد وانقضت الحرب صلوا الفجر ضحىً فقال أنس رضي الله عنه (ما أحب أن لي بها حمر النعم) أو كما قال لأنهم أخروها لأمر عظيم وهو اشتداد القتال وخوف أنهم إن اجتمعوا للصلاة واشتغلوا بالصلاة أن يأخذهم العدو وهذا هو الصواب سواء كانت صلاة الخوف فرضت قبل أوبعد، قال بعض أهل العلم أن صلاة الخوف فرضت بعد ولا يجوز التأخير وقال بعضهم أنها فرضت قبل وأن هذا للعذر وهذا هو الصواب أن العذر الشديد يجيز ذلك ولهذا فعله الصحابة بعده صلى الله عليه وسلم في قتالهم الفرس
(يُتْبَعُ)
(/)
([3]) القول بأن الصلاة الوسطى صلاة الظهر قول ضعيف ولهذا أملت عائشة على كاتبها (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصروقوموا للَّه قانتين قالت عائشة: سمعتها من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآلهوسلم) من باب الإيضاح والبيان ثم إن الصحابة لما دونوا المصحف على العرضة الأخيرة ذكروا الآية (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا للَّه قانتين) فكان ذكر صلاة العصر من باب التفسير والإيضاح ثم نسخ الله لفظها وبقي حكمها.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 10:48]ـ
12 - باب وقت صلاة المغرب
1 - عن سلمة بن الأكوع: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب). رواه الجماعة إلا النسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819973#_ftn1))
2 - وعن عقبة بن عامر: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم). رواه أحمد وأبو داود.
3 - وعن مروان بن الحكم قال: (قال لي زيد بن ثابت ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ فيهابطولى الطوليين). رواه البخاري وأحمد والنسائي. وزاد عن عروة طولى الطوليين الأعراف. وللنسائي: (رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ فيهابطولى الطوليين المص).
([1]) هذا يدل على أن السنة التبكير بالمغرب إذا غابت الشمس وكان الصحابة يصلون ركعتين بعد الأذان ثم يقيمون الصلاة فالمعنى أنه يؤخرها قليلاً بعد الأذان ثم يقيم الصلاة، وربما قرأ فيها بالسور الطويلة فقرأ مرة (المص) وهي طولى الطوليين لأن الطوليين هي الأعراف والأنعام والأعراف أطول من الأنعام وهذا لعله قرأ بها مرة من المرات كما قال زيد وإن كان الغالب عليه الصلاة والسلام بقصار المفصل لأن وقتها ضيق والعشاء منها قريب.
@ الاسئلة: أ- ما هي السور التي يستحب قرآءتها في المغرب؟ قد تنوعت قرآءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب فقرأ فيها بطولى الطوليين الأعراف أحياناً، وقسمها في الركعتين وقرأ فيها بالطور والمرسلات وقرأ فيها بقصار المفصل فالسنة الغالبة فيها أن يقرأ بقصار المفصل، وإذا قرأ الإمام أحياناً من أوسط المفصل أو من طواله فلا بأس عملاً بالسنة كلها.
ب - قرآءة سورة الأعراف كاملة قد تشق على الجماعة فهل يخبرهم قبل أن يقرأها؟ الأولى أن لا يقرأها لأن فيها مشقة على الناس ولم يحفظ صلى الله عليه وسلم أنه قرأها إلا مرة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 10:53]ـ
13 - باب تقديم العشاء إذا حضر على تعجيل صلاةالمغرب
1 - عن أنس: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذاقدم العشاء فابدؤوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819975#_ftn1))
2 - وعن عائشة: (عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء).
3 - وعن ابن عمر قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا تعجل حتى تفرغ منه). متفق عليهن. وللبخاري وأبي داود: (وكان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ وإنه يسمع قراءة الإمام).
14 - باب جواز الركعتين قبل المغرب
1 - عن أنس قال: (كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبتدرون السواري حتى يخرج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهم كذلك يصلون ركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء) وفيرواية (إلا قليل).
رواه أحمد والبخاري. وفي لفظ: (كنا نصلي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل صلاة المغرب فقيل له أكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلاهما قال: كان يرانا نصليهما فلم يأمرناولم ينهنا) رواه مسلم وأبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819975#_ftn2))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وعن عبد اللَّه بن مغفل: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال عند الثالثة: لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة)
رواه أحمد والبخاري وأبو داود. وفي رواية: (بين كل أذانينصلاة بين كل آذانين صلاة ثم قال في الثالثة: لمن شاء) رواه الجماعة.
3 - وعن أبي الخير قال: (أتيت عقبة بن عامر فقلت له: ألا أعجبك من أبي تميم يركع ركعتين قبل صلاة المغرب فقال عقبة: إنا كنا نفعله على عهدرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قلت: فما يمنعك الآن قال: الشغل). رواه أحمد والبخاري.
4 - وعن أُبيَّ بن كعب قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا بلال اجعل بين آذانك وإقامتك نفسًا يفرغ الآكل من طعامه في مهل ويقضي المتوضئ من مهل). رواه عبد اللَّه بن أحمد في المسند. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819975#_ftn3))
15 - باب في أن تسميتها بالمغرب أولى من تسميتهابالعشاء
1 - عن عبد اللَّه بن مغفل: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب قال: والأعراب تقول هي العشاء). متفق عليه. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819975#_ftn4))
([1]) هذه الاحاديث تدل على أن المصلي إذا حضر لديه العشاء عند الأذان يبدأ بالعشاء لهذه الأحاديث الصحيحة وذلك لأن قلبه قد يتشوش عند قيامه قبل أن يأخذ حاجته فمن رحمة الله أنه يبدأ بالعشاء حتى يأتي الصلاة وقلبه مطمئن غير مشغول والأحاديث في هذا كثيرة منها حديث عائشة (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ويفهم من هذه الأحاديث أن أهل المدينة في ذلك الوقت كان عشاؤهم قرب المغرب آخر النهار وهذا يعم المغرب وغير المغرب فلو كان الغداء قرب العصر فإنه يبدأ به وإذا كان العشاء قرب العشاء فإنه يبدأ به والمقصود أنه يأتي الصلاة وقلبه مطمئن وليس متعلقاً به، ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يتخذ هذا عذراً له ويأمر أهله بإحضار العشاء عند الأذان فإن هذا قد تعمد التأخر عن صلاة الجماعة لكن لو صادف أنه قدم العشاء أو حضر العشاء عند الأذان فإنه يبدأ به أما أن يتخذ هذا عادة فهذا معناه تعمد التأخر عن صلاة الجماعة.
@ الاسئلة: أ - إذا أكل وأقيمت الصلاة فهل يأكل حتى يشبع أو يكتفي بلقيمات؟ يأكل حتى تنتهي حاجته ونهمته كما في الحديث.
ب - ولو فاتته الصلاة؟ ولو فاتته الصلاة.
ج - ولو كان وقت الظهر والعصر؟ كذلك
([2]) هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يشرع أن يصلي قبل المغرب ركعتين بين الأذان والإقامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهذا فقال (صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قال: صلوا قبل المغرب ركعتين ثم قالعند الثالثة: لمن شاء كراهية أن يتخذها الناس سنة) وقال صلى الله عليه وسلم (بين كل أذانين صلاة بين كل إذانين صلاة ثم قال في الثالثة: لمن شاء) وكان الصحابة يفعلونه والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم، أما قول أنس (فلم يأمرنا ولم ينهنا) فقد خفي عليه الأمر فقد ثبت الأمر فقال (صلوا قبل المغرب ... ) ثم قال (لمن شاء) لئلا يظنوا وجوبها، وقال (بين كل أذانين صلاة .. ) ثم قال (لمن شاء) حتى يعلم أنها سنة وليست واجبة. فيشرع قبل المغرب والعشاء ركعتان وقبل الفجر ركعتان سنة راتبة وقبل الظهر أربع سنة راتبة وقبل العصر أربع رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقال (رحم الله امرأً صلى أربعاً قبل العصر)، وقوله (لئلا يتخذها الناس سنة) أي سنة لازمة وإلا فهي سنة في نفسها.
([3]) الحديث ضعيف ولكن الأحاديث الصحيحة تكفي عنه فتأخير الإقامة ليس إلى المؤذن فالتأخير في الإقامة بيد للإمام فالسنة للأمام أن يراعي ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأوقات. فالسنة أن لا يبادر بالصلاة حتى يلحق الناس ويؤدوا الركعتين قبل الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
([4]) العشاء تطلق على المغرب ولكن الأفضل أن يطلق عليها اسم المغرب والعشاء اسم لصلاة العشاء وقد جاء في بعض الأحاديث (بين العشاءين) من باب التغليب، فالسنة أن يكون الغالب في تسميتها المغرب والعشاء تسمية العشاء وإن سميت العتمة فلا بأس كما جاء في الاحاديث أيضاً فالعشاء تسمى العشاء وتسمى العتمة والمغرب الأفضل أن تسمى المغرب كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 10:56]ـ
16 - باب وقت صلاة العشاء وفضل تأخيرها مع مراعاة حال الجماعة وبقاءوقتها المختار إلى نصف الليل.
1 - عن ابن عمر: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: الشفق الحمرة فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة). رواه الدارقطني. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819981#_ftn1))
2 - وعن عائشة قالت: (أعتم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة بالعتمة فنادى عمر: نام النساء والصبيان فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: ما ينتظرها غيركم ولم تصل يومئذ إلا بالمدينة ثم قال: صلوها فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل). رواه النسائي.
3 - وعن جابر بن سمرة قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يؤخر العشاء الآخرة). رواه أحمد ومسلم والنسائي.
4 - وعن عائشة: (قالت كانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول). أخرجه البخاري.
5 - وعن أبي هريرة قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أونصفه). رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.
6 - وعن جابر قال: (كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت الشمس والعشاء أحيانًا يؤخرها وأحيانًا يعجل إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطؤوا أخر والصبح كانوا أو كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصليها بغلس). متفق عليه.
7 - وعن عائشة: (قالت أعتم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل حتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي). رواه مسلم والنسائي.
8 - وعن أنس قال: (أخر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم صلى ثم قال قد صلى الناس وناموا أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها قال أنس: كأني أنظر إلى وبيص خاتمه ليلتئذ). متفق عليه.
9 - وعن أبي سعيد قال: (انتظرنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة بصلاة العشاء حتى ذهب نحو من شطر الليل قال: فجاء فصلى بنا ثم قال: خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم وإنكم لم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها ولولا ضعف الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطرالليل). رواه أحمد وأبو داود.
([1]) كل هذه الأحاديث تدل على الأفضل في العشاء التأخير وإن صليت في أول وقتها فلا بأس وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي الجماعة فإذا راءهم اجتمعوا عجلها وإن راءهم أبطاؤوا أخرها، وكان صلى الله عليه وسلم يرى أن تأخيرها أفضل. ووقتها إلى نصف الليل، وفي بعض الروايات (أعتم) لعله أصابه شغل صلى الله عليه وسلم فلهذا أعتم بهم بعض الليالي يعني أخرها إما لنوم أو غيرها. فالسنة أن يراعي المأمومين ويرفق بهم فلا يتعجل فيشق عليهم ولا يتأخر فيشق عليهم. ولكن يراعي أحوالهم فيتأخر الشيء اليسير الذي يمكنهم من الحضور وإدراك الصلاة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 11:00]ـ
17 - باب كراهية النوم قبلها والسمر بعدها إلا في مصلحة
1 - عن أبي برزة الأسلمي: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يستحب أن يؤخر العشاء التي يدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها). رواه الجماعة. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819982#_ftn1))
2 - وعن ابن مسعود قال: (جدب لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم السمر بعد العشاء). رواه ابن ماجه وقال: جدب يعني زجرنا عنه نهانا عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - وعن عمر قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين وأنا معه). رواه أحمد والترمذي.
4 - وعن ابن عباس قال: (رقدت في بيت ميمونة ليلة كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عندها لأنظر كيف صلاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالليل قال: فتحدث النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ساعة ثم رقد) وساق الحديث. رواه مسلم.
18 - باب تسميتها بالعشاء والعتمة
1 - عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا). متفق عليه. زاد أحمد في روايته عن عبد الرزاق: (فقلت لمالك: أما تكره أن تقول العتمة قال: هكذا قال الذي حدثني). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=819982#_ftn2))
2 - وعن ابن عمر قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا إنها العشاء وهم يعتمون بالإبل). رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه. وفي رواية لمسلم: (لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب اللَّه العشاء وإنها تعتم بحلاب الإبل).
([1]) فيه شرعية المبيت مبكراً وعدم السهر والسمر بعد العشاء لما يترتب على ذلك من مفاسد فالسمر قد يفضي إلى الحرمان من قيام الليل وقد يفضي به إلى فوات صلاة الفجر مع الناس أو إضاعتها في وقتها فالسمر أقل أحواله الكراهة ولهذا قال جابر (كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها) فيكره النوم قبلها لأنه قد يفوت الصلاة مع الجماعة ويكره السمر بعدها لأنه قد يفوت صلاة الليل أو صلاة الفجر أو صلاتها في الوقت إلا من حاجة كالسمر مع زوجته وأهله لإيناس أهله أو في مصالح في بيته أو السمر مع الضيف لأيناسه سمراً لا يضر ولا يفوت المصلحة، والسمر في مصالح المسلمين من الملوك والأمراء والمسؤلين عن أمر المسلمين فالسمر لحاجة هو المستحب وقد يجب إذا دعت الحاجة إليه فينبغي للمؤمن أن لا يسمر إلا من حاجة ومصلحة ولهذا جدب النبي صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء أي نهى عنه إلا لمصلحة كما ذكر عمر وابن عباس، وقد يحرم السمر يفضي إلى إضاعة الصلاة مع الجماعة أو أضاعتها في الوقت ولو كان في قراءة القرآن ولو كان في طلب العلم أو حلقات العلم لأن كل شيء يفضي على محرم فهو محرم ومن المصائب أن يكون السمر على الإغاني والملاهي والمحرمات فهو محرم يجر إلى محرم فالسمر دائر بين المحرم والمستحب والواجب فإذا كان في محرم حرم وإذا كان يفضي إلى ترك الصلاة فيحرم، وإذا كان سمره في مصالح المسلمين فيشرع وإن دعت إليه الحاجة وجب في مصالح المسلمين كأهل الحسبة وأمراء البلاد وغيرهم مما له شأن في أمور المسلمين ويستحب مع الضيف والزوجة على وجه لا يضر ولا يفضي لترك قيام الليل وصلاة الجماعة والصلاة في الوقت
([2]) فيه أن السنة الاستباق والمسارعة إلى الصلاة لإدراك الصف الأول والعناية بالنداء وأنه يستحب للمؤمن أن يحرص على النداء لما فيه من الدعوة إلى الله وإعلان ذكر الله عز وجل وإعلان توحيده، وكذا ينبغي للمؤمن المسارعة إلى الصلاة والتهجير إليها والمبادرة للصف الأول، والأعراب تسمي العشاء العتمة لأنهم يعتمون بالإبل والأفضل أن تسمى بالعشاء فهذا هو السنة والأفضل وإن سميت بالعتمة فلا حرج لكن يكون الغالب تسميتها بالعشاء كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:44]ـ
19 - باب وقت صلاة الفجر وما جاء في التغليس بهاوالإسفار
قد تقدم بيان وقتها في غير حديث.
1 - وعن عائشة قالت: (كن نساء المؤمنات يشهدن مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس). رواه الجماعة. وللبخاري (ولا يعرف بعضهن بعضًا). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822649#_ftn1))
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وعن أبي مسعود الأنصاري: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلى صلاة الصبح مرة بغلس ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها ثم كانت صلاته بعدذلك التغليس حتى مات لم يعد إلى أن يسفر). رواه أبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822649#_ftn2))
3 - وعن أنس عن زيد بن ثابت قال: (تسحرنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت: كم كان مقدار ما بينهما قال: قدر خمسين آية). متفق عليه.
4 - عن رافع بن خديج قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر). رواه الخمسة وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822649#_ftn3))
5 - وعن ابن مسعود قال: (ما رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلى صلاة لغير ميقاتها إلا صلاتين جمع بين المغرب والعشاء بجمع وصلى الفجر يومئذ قبل ميقاتها). متفق عليه. ولمسلم: (قبل وقتها بغلس) ولأحمد والبخاري عن عبد الرحمن بن يزيد قال: (خرجت مع عبد اللَّه فقدمنا جمعًا فصلى الصلاتين كل صلاة وحدها بأذان وإقامة وتعشى بينهما ثم صلى حين طلع الفجر. قائل يقول طلع الفجر وقائل يقول لم يطلع ثم قال: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إنهاتين الصلاتين حولتا عن وقتهما في هذا المكان المغرب والعشاء ولا يقدم الناس جمعًا حتى يعتموا وصلاة الفجر هذه الساعة). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822649#_ftn4))
6 - وعن أبي الربيع قال: (كنت مع ابن عمر فقلت له: إني أصلي معك ثم ألتفت فلا أرى وجه جليسي ثم أحيانًا تسفر فقال: كذلك رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي وأحببت أن أصليها كما رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصليها). رواه أحمد.
7 - وعن معاذ بن جبل قال: (بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليهوآله وسلم إلى اليمن فقال: يا معاذ إذا كان في الشتاء فغلس بالفجر وأطل القراءة قدر مايطيق الناس ولا تملهم وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يدركوا). رواه الحسين بن مسعود البغوي في شرح السنة وأخرجه بقي بن مخلد فيمسنده المصنف. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=postreply&t=136339#_ftn1))
([1]) هذه الأحاديث كلها تدل على شرعية التغليس في الفجر وأن السنة عدم التأخير فيمهل حتى يتضح الفجر وينشق ثم يقيم الصلاة ولا يؤخرها حتى الإسفار وإن كان التأخير جائزاً إذا أديت قبل طلوع الشمس فلها وقت كما تقدم التغليس والتأخيرإلى قبل طلوع الشمس كل هذا جائز ولكن الأفضل التغليس والتبكير وهذا هو الذي حافظ عليه النبي صلى الله عليه وسلم واستقرت عليه شريعته إلا في مزدلفة فيبكر بها في أول وقتها حتى يتسع الوقت للذكر للدعاء في مزدلفة قبل طلوع الشمس
([2]) هذا هو السنة التغليس بالفجر وهو اختلاط ضوء الصبح بظلمة الليل فالسنة التغليس هذا هو الذي استقر عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم لكن بعد التحقق من طلوع الفجر ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (أصبحوا بالفجر)
([3]) هذا عند الجمهور معناه لا تتعجلوا بها فتصلى قبل انشقاق الفجر وقبل اتضاحه وليس معناه التأخير إلى آخر الوقت والإسفار ولكن معناه التأخير حتى يتضح وينشق الفجر جمعاً بين الروايات فإن أحاديث التغليس أصح وأكثر وأثبت وهي متواترة هذا هو قول الجمهور والأحاديث معهم في ذلك وذهب الكوفيون وأبو حنيفة وجماعة إلى تفضيل الإسفار لحديث رافع هذا والصواب قول الجمهور وأن التغليس أفضل لأن أحاديثه أصح وأكثر
([4]) الأفضل خلاف ما فعل ابن مسعود فالأفضل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه صلاهما جميعاً ولم يصل بينهما شيئاً ولم يتعش بينهما هذا هو الأفضل فإذا وصل إلى مزدلفة فالأفضل أن يبادر بصلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً أما الفجر فالافضل أن يبكر بها أكثر من تبكيره بها من بقية الصلوات، فقوله (قبل ميقاتها) أي قبل الميقات المعتاد في المدينة فدل على أن السنة للحجاج أن يبكروا بالفجر في مزدلفة حتى يتسع لهم وقت الذكر بعد الفجر في المشعر الحرام.
([5]) هذا الحديث رواه البغوي في شرح السنة ورواه بقي بن مخلد في مسنده وهذا المسند لا نعرف أنه طبع وبقي إمام كبير معروف من أئمة العلم مغربي من أقران أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وذكر البغوي هذا الحديث في شرح السنة واتضح أنه ضعيف لأنه من رواية الجراح بن المنهال أبو العطوف فقد صرح الذهبي وغيره من أئمة أهل الحديث بضعفه وبعضهم كذبه كالدارقطني فالحديث ضعيف ولو صح لكان معناه واضحاً ووجهه وجيه وليس بالبعيد فمراعاة الناس عند قصر الليل وعدم العجلة الوجه واضح في هذا ولكن الحديث ضعيف والصواب أن السنة التغليس مطلقاً ولكن من غير مبالغة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 05:45]ـ
20 - باب بيان أن من أدرك بعض الصلاة في الوقت فإنهيتمها ووجوب المحافظة على الوقت
1 - عن أبي هريرة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر). رواه الجماعة وللبخاري: (إذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته وإذا أدرك سجدة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فليتم صلاته). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822654#_ftn1))
2 - وعن عائشة قالت: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: من أدرك من العصر سجدة قبل أن تغرب الشمس أو من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها). رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه. والسجدة هنا الركعة.
3 - وعن أبي ذر: (قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يميتون الصلاة أو يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت: فما تأمرني قال: صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة) في رواية (فإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد فصل) وفي أخرى (فإن أدركتك يعني الصلاة معهم فصل ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي). رواه أحمد ومسلم والنسائي. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822654#_ftn2))
4 - وعن عبادة بن الصامت: (عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ستكون عليكم بعدي أمراء تشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها حتى يذهب وقتها فصلوا الصلاة لوقتها فقال رجل: يا رسول اللَّه أصلي معهم فقال: نعم إن شئت). رواه أبو داود وأحمد بنحوه. وفي لفظ: (واجعلوا صلاتكم معهم تطوعًا).
قال المصنف رحمه اللَّه تعالى: وفيه دليل لمن رأى المعادة نافلة ولمن لم يكفر تارك الصلاة ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822654#_ftn3)) ولمن أجاز إمامة الفاسق انتهى.
([1]) هذه الاحاديث كلها تدل على أن المؤمن يراعي الوقت ويحرص على الوقت وأنه متى أدرك قدر ركعة صلى ولا يقول أمهل حتى تغيب الشمس فلو شغل عن الصلاة بنوم أو غيره ثم أدرك آخر الوقت صلى الركعة ويكون أدرك الوقت ويتم الصلاة، وإذا كان شغله عنها نوم أو نيسان فلا حرج لقوله صلى الله عليه وسلم (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) أما إذا كان عامداً فعليه التوبة إلى الله وإذا أدرك ركعة يكون مدركاً للوقت وإن فات الوقت قضاها بعد الوقت.
([2]) الواجب أن يصلى الصلاة لوقتها فإن أدركها معهم تكون نافلة كما قال صلى الله عليه وسلم
@ الاسئلة:أ - إذا قام الإنسان ولم يبق على وقت طلوع الشمس إلا قليل فهل يبدأ بالفريضة أو يبداً بالنافلة؟
يصلى النافلة كما صلى الله عليه وسلم عندما نام عن الصلاة صلى الراتبة ثم الفريضة لأنه معذور في النوم والنسيان.
ب - ما معنى (فقد أدرك الصلاة)؟
أدرك وقتها.
ج - المتنفل إذا أقيمت الصلاة هل يقطها؟
إذا أقيمت الصلاة يقطعها لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) وكذا إذا صلى ركعة يقطعها، لكن إذا كان في آخرها وركع الركوع الثاني فما بقي إلا شيء يسير.
([3]) قول المصنف: (فيه حجة لمن قال بعدم تكفير تارك الصلاة): هذا فيه نظر فرق بين من يصليها ويعتاد الصلاة ثم يشغل عنها بعض الأحيان حتى يتأخر الوقت فإنه يأثم بذلك ولا يكفر بخلاف من تعمد تركها بالكلية فإن هذا يكفر بتركها فهؤلاء ما تعمدوا تركها وإنما تشغلهم شواغل الأمارة والدولة فيؤخرونها عن وقتها فهؤلاء قد أثموا بذلك ولا يكفرون لأنهم ما تعمدوا تركها
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:02]ـ
21 - باب قضاء الفوائت
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن أنس بن مالك: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك). متفق عليه. ولمسلم: (إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن اللَّه عز وجل يقول (أقم الصلاة لذكري ( http://java******<b></b>:openquran(19,14,14)) ) ) . ([1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=822658#_ftn1))
2 - وعن أبي هريرة: (عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن اللَّه تعالى يقول (أقم الصلاة لذكري ( http://java******<b></b>:openquran(19,14,14)) ) رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي.
3 - وعن أبي قتادة قال: (ذكروا للنبي صلى اللَّه عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال: إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها). رواه النسائي والترمذي وصححه.
4 - وعن أبي قتادة في قصة نومهم عن صلاة الفجر قال: (ثم أذن بلال بالصلاة فصلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ركعتين ثم صلى الغداة فصنع كما كان يصنع كل يوم). رواه أحمد ومسلم.
5 - وعن عمران بن حصين قال: (سرينا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم فلما كان في آخر الليل عرسنا فلم نستيقظ حتى أيقظنا حر الشمس فجعل الرجل منايقوم دهشًا إلى طهوره ثم أمر بلالًا فأذن ثم صلى الركعتين قبل الفجر ثم أقام فصلينا فقالوا: يا رسول اللَّه ألا نعيدها في وقتها من الغد فقال: أينهاكم ربكم تعالى عن الربا ويقبله منكم). رواه أحمد في مسنده.
قال المصنف رحمه اللَّه فيه دليل على أنالفائتة يسن لها الأذان والإقامة والجماعة وإن النداءين مشروعان في السفر وإن السنن الرواتب تقضى انتهى.
([1]) هذه الأحاديث كلها دالة على وجوب قضاء الفوائت وأن من نام عن الصلاة أو نسيها فيجب عليه قضاؤها بداراً من حين أن يذكر فيجب عليه أن يبادر ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها) فدل ذلك على وجوب المبادرة بقضاء الفوائت وعدم تأخيرها وأن يفعل بها كما يفعل في الوقت ولهذا لما ناموا عنها ولم يستيقظوا إلا بحر الشمس أمر بالأذان فإذن لها ثم صلى الركعتين سنة الفجر ثم صلى بهم الفجر عليه الصلاة والسلام لأن وقتها وقت استيقاظهم وهو وقت ذكرهم، وحديث أبي قتادة يدل على أنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة وفي الرواية الأخرى أن يؤخر الصلاة حتى يأتي وقت التي بعدها أما النائم فلا تفريط عليه والمعنى إذا احتاط وعمل بما ينبغي فهذا ليس عليه تفريط ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الرواية الأخرى من يكلأ لهم الصبح فالنائم لا سيما إذا كان آخر الليل يحتاج لمن يكلأ له الصبح لأنه قد لا يستيقظ بسبب السفروهكذا من سهر في الحضر في عسس أو ضيف أو أسباب أخرى فيجب أن يحتاط لهذا الأمر فتكون عنده الساعة التي تنبهه أو عنده في البيت من ينبهه أما إذا تساهل ولم يبالي فهذا معناه العزم على ترك الصلاة في وقتها وعدم المبالاة فلا يجوز له ذلك ويعد مفرطاً ومضيعاً وفيه أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأت شرعنا بخلافه لقوله صلى الله عليه وسلم لما أمرهم تلا قوله تعالى (وأقم الصلاة لذكري) وهذا الخطاب لموسى عليه السلام فدل على أنه أمرلنا أيضاً وهذه القاعدة الشرعية أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم ينسخ يعني إذا لم يأت شرعنا بخلافه، وفيه من الفوائد أن الأفضل أن ينتقل الناس عن محلهم الذي باتوا فيه ولهذا جاء في الروايات الأخرى أنه اقتادوا رواحلهم وقال (هذا موضع حضرنا فيه الشيطان) فالحاصل أن الأفضل أنه ينتقلوا عنه إلى محل آخر ثم يصلون وكذا في المعنى إذا نام في الغرفة وأخذه النوم حتى طلعت الشمس أو فاتته العصر أو نحوها يصليها في مكان آخر وغرفة أخرى تأسياً بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
@ الأسئلة: أ - قوله (وأقم الصلاة لذكري) هل هذا من تفسير السنة للقرآن؟
المعنى واضح ولكن هذا لمزيد التفسير.
ب - عند العامة أنه من ذكر صلاة في وقت النهي ينتظر حتى يزول النهي؟
لا هذا غلط يصلي من حين يذكر ولو في وقت النهي.
ج - إذا تذكر الناسي للصلاة وهو يصلي الحاضرة فماذا يفعل؟
يكمل الصلاة التي هو فيها ثم يصلي بعدها الفائتة ثم الحاضرة أو يقطعها ثم يصلي الفائتة ثم الحاضرة مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لما شغل عن صلاة العصر صلى العصر ثم المغرب ثم العشاء فإذا صلى العصر وتذكر انه لم يصل الظهر فإنه يقطع العصر ثم يكبر من جديد بنية الظهر ثم يصلي العصر.
د - إذا نسي صلاة وأداها بعد الذكر هل تكون أداء أم قضاءً؟
حكمها حكم الأداء في الفضل.
هـ - من عليه فوائت كثيرة لا يدري كم عددها ما يلزمه؟
يتحرى حتى يعلم أنه قد أدى الواجب إذا شك خمس أو ست جعلها ست وهكذا يحتاط.
و - حديث أبي قتادة إلا يحتج به أهل الكسل والنوم فينامون في فرشهم إلى قرب الأذان ويقولون (ليس في النوم تفريط)؟
لا هذا غلط ليس في النوم تفريط إذا نام في الوقت المعتاد أما إذا تساهل وسهر فهذا مفرط.
ز - الصلاة الجهرية إذا قضاها في النهار هل يقرأ فيها جهراً؟
يقرأها جهرية وإذا قضى السرية في الليل قرأها سرية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[18 - May-2008, مساء 05:05]ـ
22 - باب الترتيب في قضاء الفوائت
1 - عن جابر بن عبد اللَّه: (أن عمر جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس فجعل يسب كفار قريش وقال: يا رسول اللَّه ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: واللَّه ما صليتها فتوضأ وتوضأنا فصلى العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب). متفق عليه. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=823339#_ftn1))
2 - وعن أبي سعيد قال: (حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوى من الليل كفينا وذلك قول اللَّه عز وجل (وكفى اللَّه المؤمنينالقتال وكان اللَّه قويًا عزيزًا ( http://java******<b></b>:openquran(32,25,25)) ) قال: فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بلالًا فأقام الظهر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ثم أمره فأقام العصر فصلاها فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ثم أمره فأقام المغرب فصلاها كذلك قال: وذلك قبل أن ينزل اللَّه عز وجل في صلاة الخوف (فإن خفتم فرجالًا أوركبانًا ( http://java******<b></b>:openquran(1,239,239)) ( ) . رواه أحمد والنسائي ولم يذكر المغرب.
([1]) هذه الأحاديث تدل على وجوب الترتيب بين الفوائت وأنها ترتب كما فرضها الله عز وجل وكما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والجمهور على أن هذا كان قبل فرض صلاة الخوف وأنه بعد صلاة الخوف يجب أن تصلى على حالها كما قال تعالى (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً) وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنه صلى بهم وقت الخوف وقت المقابلة للعدو أنواع صلاة الخوف المعروفة وهذا الذي ينبغي بكل حال مع القدرة لكن قد تأتي حالات كما جرى يوم الخندق لا يتمكن فيها من الصلاة لشدة الأتصال والقتال بين المسلمين والكفار فلا يستطيع المسلمون الصلاة لا ركباناً ولا قياماً فحينئذ يضطرون للتأخير وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب بسبب الضرورة وهذا القول قاله جماعة من أهل العلم إذا لم يتيسر لهم أداؤها بسبب إلتحام القتال واختلاط الناس وشدة الأمر فإن العقول حينئذٍ لا تستطيع أن تصلي ولا تملك أن تصلي فهذا ضارب وهذا مضروب وهذا أمامه وهذا خلفه ولهذا الصواب والتحقيق أنه يجوز التأخير عند الضرورة سواء كانت شرعت قبل أو بعد وإن كان المشهور أنها بعد ولكن المهم أن تؤدى هذه الصلاة على وجه يعقله المصلي ولهذا ثبت أن المسلمين في حرب الفرس لما حاصروا تستر وافق صلاة الفجر وهم على وشك احتلال المدينة والقضاء على المشركين وصار بعضهم فوق السور وبعضهم قد نزل البلد وبعضهم مشغول بفتح الأبواب والقتال حامٍ بين الجميع فلم يستطيعوا أن يصلوا فأجلوها حتى صلوا ضحىً لما فتح الله عليهم واطمأنوا صلوها ضحىً قال أنس (والذي نفسي بيده ما أحب أن لي بهذه الصلاة حمر النعم) لأنهم أخروها لعذر عظيم وهذا أمر معلوم واضح لأن نفوس الناس وعقولهم لا تنضبط عند اختلاط الناس والتحامهم في القتال فلهذا أخرها الصحابة ومن معهم في ذلك الوقت وقال أنس ما قال وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب، ثم قاعدة أن الجمع مقدم على النسخ فلا يصار إلى النسخ إلا عند تعذر الجمع والجمع ممكن بأن يقال يصلي صلاة الخوف إن أمكن فإن لم يمكن أخروها ولو بعد خروج الوقت حتى يصلوها على بصيرة وحتى لا تفوتهم مصلحة الفتح والقضاء على المشركين هذا هو الصواب والله أعلم
@ الاسئلة: أ - لو أخر الظهر ثم صلى العصر مع الجماعة ولم يصل الظهر فماذا يفعل؟
الصواب أنه يصلي الظهر ثم العصر فلو صلى مع الناس من باب تحصيل الفضل تكون له نافلة ثم يصلي الظهر ثم يصلي العصر ولو صلى الظهر معهم وهم يصلون العصر بنية الظهر أجزأ على الصحيح اختاره جماعة من أهل العلم كالموفق وشيخ الإسلام ابن تيمية فينوي الظهر وهم يصلون العصر فإذا فرغ صلى العصر.
ب - ولو اختلفت النية؟
لا يضر اختلاف النية.
ج - من صلى فوائت بلا ترتيب يعيد؟
نعم
د - ولو كان ناسي؟
لا الناسي لا شيء عليه الناسي معذور
هـ - حديث جابر هل هو قبل نزول آية الخوف؟
محتمل.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:23]ـ
أبواب الأذان
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - باب وجوبه وفضيلته
1 - عن أبي الدرداء قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: ما من ثلاثة لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان). رواه أحمد. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=823343#_ftn1))
2 - وعن مالك بن الحويرث: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم). متفق عليه.
3 - وعن معاوية: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إن المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة). رواه أحمد ومسلم وابن ماجه. وفي الباب عن أبي هريرة وابن الزبير بألفاظ مختلفة. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=823343#_ftn2))
4 - وعن أبي هريرة قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللَّهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين). رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
5 - وعن عقبة بن عامر قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: يعجب ربك عز وجل من راعي غنم في شظية بجبل يؤذن للصلاة ويصلي فيقول اللَّه عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني فقد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة). رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
([1]) هذه الأدلة تدل على فضل الأذان ووجوب الأذان، الأذان فرض كفاية عند أهل العلم وهو الحق وقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا قام واحد من أهل القرية وعمها وكفاها يكفي وهكذا في السفر والبادية إذا قام به واحد يسمعهم كفى فإن كانت البلاد كبيرة والقبيلة كبيرة متباعدة وجب أن يكون فيها مؤذنون على قدر حاجتها حتى يعمهم الأذان فالأذان والإمامة يكفي فيها واحد ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث (ليؤذن لكم أحدكم ويؤمكم أكبركم، وحديث (ما من ثلاثة لا يؤذنون ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهمالشيطان) دال على وجوبه وأن تركه من أسباب استحواذ الشيطان على الجماعة والقرية وتسليطه عليهم فدل ذلك على وجوبه وأنه من أسباب طرد الشيطان وابتعاده عنهم
@ الأسئلة: أ - ما تعريف الأذان والإقامة؟
الأذان هو الإعلام كما قال تعالى (وأذان من الله ورسوله) أي إعلام سمي الأذان إذاناً لأنهم يعلم بدخول الوقت وحضور الصلاة والإقامة إعلام بحضورها وإقامتها والدخول فيها.
ب - متى شرع الأذان؟
بعد الهجرة بشيء يسير.
ج - ما الفرق بين أذان ابن أم مكتوم وأبي محذورة؟
أذان أبي محذورة فيه الترجيع يرجع الشهادتين يأتي بها بصوت منخفض ثم يرفع بها صوته وأذان بلال ليس فيه ترجيع وهو الذي يؤذن به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأفضل عدم الترجيع وإن رجع فلا بأس علمه النبي صلى الله عليه وسلم أبا محذورة وهو بمكة.
د - الأذان هل هو فرض أو سنة؟
فرض كفاية إذا قام به واحد كفى وكذلك الإقامة فرض كفاية.
هـ - الذي يؤذنون بأجرة وليس لهم إلا ذلك؟
إذا دعت الحاجة أن يعطى أجرة من بيت المال أو من الأوقاف فلا بأس. وأن أذن تبرعاً فلا بأس كما في حديث عثمان بن أبي العاص (واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً).
([2]) هذا فيه إظهار لفضلهم بين الناس يوم القيامة وجاء في حديث أخر (لا يسمع صوت المؤذن شجر ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة) واختلف العلماء في أيهما أفضل الأذان أو الإمامة، وكل له حجة فالأذان أفضل من حيث ما فيه من تبليغ دعوة الله وشهادة الله، والأمامة أفضل من جهة تعليم الناس وإرشادهم وتوجيههم للخير وإقامة هذه الفريضة العظيمة فلم يأت في الأذان ما جاء في الإمامة فالإمامة شأنها أهم من جهة ما تحتاجه من العلم والبصيرة حتى يقيم الصلاة ويؤديها كما أمر الله والأذان فيه إعلان لطاعة الله والدعوة إلى طاعة الله فكل منهما فيه فضل ومزية
@ الأسئلة: أ - هل يجب في السفر؟
نعم يجب في السفر على الجماعة لأنه صلى الله عليه وسلم قال (ليؤذن لكم أحدكم) فهذا أمر والأمر للوجوب ويسن للواحد واختلفوا هل يجب عليه أم لا
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:24]ـ
24 - باب صفة الأذان
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه قال: (لما أجمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال: فقلت يا عبد اللَّه أتبيع الناقوس قال: وما تصنع به قال: قلت ندعو به إلى الصلاة قال: أفلا أدلك على خير من ذلك فقلت بلى قال: تقول اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه أشهد أن محمدًارسول اللَّه حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح اللَّه أكبراللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه قال: ثم استأخر غير بعيد قال: ثم تقول إذا أقمت الصلاة اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن محمدًا رسولاللَّه حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة اللَّه أكبراللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه قال: فلما أصبحت أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبرته بما رأيت فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن هذه الرؤيا حق إن شاء اللَّه ثم أمر بالتأذين فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك ويدعو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الصلاة قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر فقيل له إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نائم فصرخ بلال بأعلى صوته الصلاة خير من النوم قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر). رواه أحمد وأبو داود من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد اللَّه بن زيد عن أبيه وفيه: (فلما أصبحت أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبرته بما رأيت فقال: إنها لرؤيا حق إن شاءاللَّه فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتًا منك قال: فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أرى فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فللَّه: الحمد) وروى الترمذي هذا الطرف منه بهذه الطريق وقال: حديث عبد اللَّه بن زيد حديث حسن صحيح. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=824735#_ftn1))
2 - وعن أنس قال: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة). رواه الجماعة. وليس فيه للنسائي والترمذي وابن ماجه إلا الإقامة.
3 - وعن ابن عمر قال: (إنما كان الأذان على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرتين مرتين والإقامة مرة مرة غير أنه يقول قد قامت الصلاة وكنا إذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم خرجنا إلى الصلاة). رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
4 - وعن أبي محذورة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم علمه هذا الأذان اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه ثم يعود فيقول أشهد أن لا إله إلا اللَّه مرتين أشهد أن محمدًا رسول اللَّه مرتين حيَّ على الصلاة مرتين حيَّ على الفلاح مرتين اللَّه أكبر اللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه). رواه مسلم والنسائي. وذكر التكبير في أوله أربعًا. وللخمسة عن أبي محذورة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
5 - وعن أبي محذورة قال: (قلت يا رسول اللَّه علمني سنة الأذان فعلمه وقال: فإن كان صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم اللَّه أكبر اللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه). رواه أحمد وأبو داود.
(يُتْبَعُ)
(/)
([1]) هذه الأحاديث تدل على شرعية الأذان كما تقدم وعلى صفة الأذان وأن الأذان شفع والإقامة وتر هذا هو الأفضل وهو الذي كان يفعله بلال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى ما قاله أنس (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة) وكان الناس قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بشيء يعلم به الأوقات فقال بعضهم ناقوس مثل ناقوس النصارى يضرب حتى يسمع الناس ويحضرون وقال بعضهم بوق مثل بوق اليهود يصاح فيه حتى يحضر الناس فلم يتم شيء في الموضوع فنام عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري وهو مهموم بهذا الأمر فأراه الله رؤيا الأذان وهكذا عمر أراه الله رؤيا الأذان فاتفقت رؤياهما جميعاً على أن الأذان شفع والإقامة وتر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن على ما قال عبد الله بن زيد وعلى ما وافقه عليه عمر فأذن (اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إلهإلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه أشهد أن محمدًارسول اللَّه حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح اللَّه أكبراللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه) كما هو أذاننا اليوم وهو الأذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والإقامة فرادى إلا التكبير في أولها وآخرها وقوله (قد قامت الصلاة) فإنها مثنى، وجاء في حديث أبي محذورة شفع الإقامة أيضاً وأنها مثل الأّذان سواء مع زيادة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة كما رواه مسلم في الصحيح وغيره وفي رواية أبي محذورة زيادة الترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين سراً غير مرفوع بها ثم يرفع بها أكثر فيقول (أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله) يسمع من حوله، ثم يرفع بها صوته رفعاً أكثر فكان على أذان أبي محذورة تسعة عشر كلمة وعلى أذان بلال وعبد الله بن زيد خمسة عشر كلمة وهذا جائز وهذا جائز فكان أبا محذورة يؤذن بها في مكة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ولكن استمر النبي صلى الله عليه وسلم على أذان بلال حتى توفي فأخذ كثير من أهل العلم بأن أذان بلال أفضل لأنه استمر عليه وبقي عليه حتى توفي فهذا هو الأفضل.
وفيه من الفوائد أنه يقول في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) واختلف الناس فيها هل تقال في الأذان الأول أو الأخير والصواب أنها تقال في الأخير كما دلت عليه الأحاديث لأن المقصود التنبيه على صلاة الفجر فقوله (الصلاة خير من النوم) ليس المراد بها النافلة وإنما المقصود بها الفريضة خير من النوم والواجب حضورها ولهذا أمر أبا محذورة أن يقولها في صلاة الفجر وجاء عن عائشة عند البخاري ما يدل على ذلك فقالت كان إذا أذن الأذان الأول فيقول فيه (الصلاة خير من النوم) فإذا سمعه النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم اضطجع ثم خرج إلى الصلاة فسمته الأذان وهذا بالنظر للإقامة فإن الأذان الأول هو الذي يؤذن به لدخول الوقت والأذان الثاني هي الإقامة التي يؤذن بها لدخول في الصلاة، وظن من ظن أن الأذان الأول هو الأذان المنبه وقالوا إنه يكون في الأذان الأول والصواب أنه في الأذان الأخير ولا يؤذن في الأول حتى لا يشتبه على الناس ولو في الأذان الأول وترك الأخير فالأمر فيه واسع ولكن لا يؤذن في هذا وهذا حتى لا يشتبه بل يكون في الأول أو في الأخير وهو الأصح والأرجح
@ الاسئلة: أ - ما حكم تسجيل الأذان وتشغيله عند دخول الوقت؟
لا الواجب أن يتولاه المؤذن بنفسه لا بالتسجيل.
ب - ما معنى أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون)؟
إظهار لفضلهم بين الملأ يوم القيامة.
ج - بالنسبة للمحدث حدثاً أصغر أو أكبر ما حكمه؟
لا حرج ليس من شرط الأذان الطهارة.
د - ما صحة حديث (من أذن فهو يقيم)؟
ضعيف وحديث (لا يؤذن إلا متوضئ) ضعيف أيضاً. فيجوز أن يتولى الأذان شخص ويتولى الإقامة شخص لكن الأفضل أن يتولاهما واحد كما كان يتولاهما بلال.
هـ - رؤيا عبد الله بن زيد منام فهل يعول على الرؤيا في الأحكام الشرعية؟
كانت هذه الرؤيا سبب للشرعية والعمدة على قوله صلى الله عليه وسلم (إنها لرؤيا حق) فدل هذا على أن الرؤيا الصالحة يعم بها إذا وافقت القواعد الشرعية فلما راءها عبد الله وعمر ووافقت الشرع عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم.
و - جملة (الصلاة خير من النوم) هل هي لازمة وماذا على من نسيها هل يرجع ليقولها؟
الواجب أن يرجع فيقولها ثم يأتي بما بعدها.
ز - هناك من يذكر الله ويصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الأذان وهو فاتح للميكرفون؟
الأفضل له أن لا يقول شيئاً إنما يتكلم بالأذان لا يقول قبله شيء ولا بعده شيء. فإلحاق أذكار قبله أو بعده بدعة فالواجب الاقتصار على الأذان فقط.
ح - بعض المؤسسات والشركات تضع تسجيلاً للأذان إذا ردد معه الإنسان ما رأيكم فيه؟
إذا كان في وقت الأذان فلا بأس أما في وقت آخر فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:26]ـ
25 - باب رفع الصوت بالأذان
1 - عن أبي هريرة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: المؤذن يغفر له مد صوته ويشهد له كل رطب ويابس). رواه الخمسة إلا الترمذي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=824739#_ftn1))
2 - وعن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: (أن أبا سعيدالخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا يشهد له يوم القيامة قال أبوسعيد: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم). رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجه.
26 - باب المؤذن يجعل إصبعيه في أذنيه ويلوي عنقهعند الحيعلة ولا يستدبر
1 - عن أبي جحيفة قال: (أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بمكة وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم قال: فخرج بلال بوضوئه فمن ناضح ونائلقال: فخرج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم عليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه قال: فتوضأ وأذن بلال فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يقول يمينًا وشمالًا حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح قال: ثم ركزت له عنزة فتقدم فصلى الظهر ركعتين يمربين يديه الحمار والكلب لا يمنع) وفي رواية (تمر من ورائه المرأة والحمار ثم صلى العصر ثم لم يزل يصلي حتى رجع إلى المدينة). متفق عليه. ولأبي داود: (رأيت بلالًا خرج إلى الأبطح فأذن فلما بلغ حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح لوى عنقه يمينًا وشمالًا ولم يستدر) وفي رواية: (رأيت بلالًا يؤذن ويدور وأتتبع فاه ههنا وههنا وإصبعاه في أذنيه قال: ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في قبة له حمراء أراها من أدم قال: فخرج بلال بين يديه بالعنزة فركزها فصلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بريق ساقيه) رواه أحمد والترمذي وصححه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=824739#_ftn2))
([1]) هذان الحديثان يدلان على شرعية رفع الصوت والمقصود من الأذان رفع الصوت حتى يبلغ الناس فالواجب على المؤذن أن يرفع صوته غايته حتى يبلغ الناس وفيه هذا الفضل العظيم أنه لا يسمع صوته جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة فهذا فضل عظيم فينبغي للمؤذنين أن يفرحوا بهذه العبادة العظيمة وأن يسروا بها وتنشرح صدورهم بهذا فهذا خير عظيم وفضل عظيم.
@ الاسئلة: أ - من كان في البر وحده هل يرفع صوته؟
نعم يؤذن ويرفع صوته حسب الإمكان.
([2]) هذا الحديث برواياته يدل على فوائد منها رفع الصوت في النداء ومنها جعل الأصابع في الأذنين ومنها الإلتفاف يميناً وشمالاً في الحيعلة حتى يبلغ من عن يمينه وشماله ومنها أن الإمام يضع أمامه سترة وأن السترة تمنع تأثير المار فإذا مر المار من ورائها من حمار أو آدمي فلا يضر كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه من الفوائد التشمير فكان صلى الله عليه وسلم يشمر ولا يرخي ثيابه بل تبدو ساقيه فبدو الساقين أفضل وتكون ثيابه فوق الكعبين، وفيه من الفوائد أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين في حجة الوداع وفي عام الفتح لأنه كان مسافراً صلى الله عليه وسلم وفيه جواز لبس الأحمر وأنه لا بأس أن يكون لباسه أحمر وقبته حمراء.
@ الاسئلة: أ - لم خصت الحيعلة بذلك وما الحكمة من الألتفات؟
لأن فيها الدعو ة (حي على الصلاة حي على الفلاح) فحي فيها دعوة يعني أقبلوا هلموا يدعى من عن يمينه ومن عن شماله أن يحضروا للصلاة.
ب - الفصل الطويل بين جمل الأذان هل يجوز؟
السنة الموالاة بين ألفاظ الأذان والفصل اليسير لا يضر.
ج - الكلام بين جمل الأذان؟
الكلام اليسير لا يضر.
د - الالتفات حي على الصلاة يمين وشمال وهكذا حي على الفلاح أم حي على الصلاة على اليمين وحي على الفلاح على الشمال؟
حي على الصلاة على اليمين في الحيعلتين وحي على الفلاح على الشمال في الحيعلتين
هـ - أي الأصابع يضع في أذنيه؟
السباحتين
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 05:27]ـ
27 - باب الأذان في أول الوقت وتقديمه عليه في الفجرخاصة
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن جابر بن سمرة قال: (كان بلال يؤذن إذا زالت الشمس لايخرم ثم لا يقيم حتى يخرج إليه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فإذا خرج أقام حين يراه). رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=824740#_ftn1))
2 - وعن ابن مسعود: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم). رواه الجماعة إلا الترمذي.
3 - وعن سمرة بن جندب قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا يعني معترضًا). رواه مسلم وأحمد والترمذي. ولفظهما: (لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق).
4 - وعن عائشة وابن عمر رضي اللَّه عنهما: (أن النبي صلى اللَّهعليه وآله وسلم قال: إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم). متفق عليه ولأحمد والبخاري (فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر) ولمسلم: (ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا).
([1]) هذه الأحاديث كلها دالة على أن السنة أن الأذان يكون في أول الوقت حتى يعلم الناس الوقت ويحضروا للصلاة إلا في في وقت الإبراد فالسنة الإبراد كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ذر (أبرد أبرد أبرد حتى رأينا فيء التلول) وإلا فالأصل أنه يؤذن على الوقت ولهذا كان بلال يؤذن إذا زالت الشمس وهكذا قال أبو برزة (كان يؤذن للظهر إذا دحضت الشمس) يعني إذا زالت هذا هو المشهور وإذا كان هناك حاجة للتأخير كما في الصيف في شدة الحر أخر حتى لا يشق على الناس الخروج ولو كان في الصحراء حتى ولو كانوا في محل مجتمعين في المغازي والأسفار.
وفيه من الفوائد أن الإمام إذا كان بينه وبين المؤذن علامة وهو الخروج فإنه يقيم إذا راءه بدون حاجة لأن يقول (أقم) فالعلامة الفعلية تكفي عن الأمر القولي، وفيه كما قال المؤلف أن الفريضة تكفي عن تحية المسجد ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء لا يصلي تحية المسجد فيقصد محل الإمامة ويصلي وهكذا يوم الجمعة يقصد المنبر ويخطب وتكون الجلسة التي بين الخطبتين في حكم العدم لأنها جلسة مرادة للقيام فليست مرادة لذاتها فلهذا سقطت التحية.
وفيه من الفوائد أنه يجوز أن يؤذن للفجر قبل طلوع الفجر للمصالح التي أشار لها النبي صلى الله عليه وسلم وهي إيقاظ النائم ورد القائم فينتبه المتهجد ويبادر بالإيتار ويستيقظ النائم ويعلم أن الفجر قد قرب وينتبه واختلف العلماء هل هذا جائز مطلقاً أو بشرط أن يكون هناك من يؤذن عن الفجر على قولين أرجحهما أنه لا بد من وجود مؤذن آخر وإلا فلا فإذا كان هناك مؤذن آخر جاز أن يكون مؤذن يؤذن قبل الفجر لهذه المصلحة (ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم) ويجوز من الرباعي (ليُرجع) بالضم من الرباعي ولكن الرواية فيما أعلم بالفتح (ليَرجع) كما قال تعالى (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم) يعني ردك الله، فإن كان هناك من يؤذن على طلوع الفجر جاز ذلك وإلا فلا لأن الأذان قبل الفجر يوهم الناس وليس كل أحد يعلم فقد يصلي المريض وقد تصلي المرأة قبل الوقت فلا يجوز أن يؤذن قبل الفجر إلا إذا كان هناك من يؤذن للفجر أو هو يعيد أذان الفجر نفسه حتى يعلم الناس أن الأول قبل الفجر وهذا هو أذان الفجر فلا يغترون وهذا هو المعتمد، واختلف الناس في مسألة هل يقول (الصلاة خير من النوم) في الأذان الأول أو في الأخير الأرجح أنه في الأخير لأنها هي الصلاة التي خير من النوم في كل حال ولأنها الفريضة ولأنه علمها أبا محذورة كذلك ولم يحفظ أن أبا محذورة كان يؤذن قبل الفجر بل كان يؤذن أذاناً واحداً للفجر إذا طلع الفجر فالصواب والأفضل أنه يكون في الأذان الأخير ولو أذن في الأول فلا يضر ولكن الموافق للأدلة أن يكون في الأذان الأخير
@ الاسئلة: أ - يرى البعض تقديم أذان الفجر إلى ما بعد نصف الليل ما حجتهم في ذلك؟
لا السنة أن يكون قريباً فلا يشوش على الناس حتى إذا قاموا يستعدوا للفجر. قبل الأذان بنصف ساعة أو ساعة لا بأس حتى يكون الذي يريد أن يتهجد يتهجد آخر الليل ويعرف قرب الفجر حتى يستعد كلما قرب من الفجر فهو أولى كما قال في الحديث (ليس بينهما إلا أن يصعد هذا وينزل هذا) يعني قريب.
ب - أذان الفجر الأول متى شرع؟
الله أعلم.
ج - بعض الناس يقول إن أذان الجمعة الأول لم يكن موجوداً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه لا يرى مشروعيته؟
أذان الجمعة الأول معروف لم يكن موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل كان في عهد عثمان رضي الله عنه أحدثه عثمان وهو الخليفة الراشد والنبي صلى الله عليه وسلم قال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) وهو منهم فعمل به المسلمون بعد عثمان رضي الله عنه قبل الجمعة بقليل حتى ينتبه الناس ليوم الجمعة.
د - يشتكي بعض الناس القريبين من المسجد من رفع الصوت وأنه يسبب إزعاجاً لهم ما توجيهكم في ذلك؟
السنة رفع الصوت بالنداء حتى يتنبه الناس مثل ما قال أبو سعيد (ارفع صوتك بالنداء).
هـ - وضع مؤذنين في المسجد الواحد؟
لا حرج.
ح - الفرق بين الأذانين – الأول والثاني - حوالي كم؟
يكون الوقت ليس ببعيد وقوله (ليس بينهما إلا أن ينزل هذا ويصعد هذا) مبالغة في القرب فتكون بينهما مسافة تحصل بها الفائدة لرد القائم وإيقاظ النائم نصف ساعة أو ساعة شيء يحصل به المقصود
هـ - هل هو خاص برمضان؟
لا أعلمه ورد إلا في رمضان ولو أذن قبل الفجر في غير رمضان فلا حرج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:29]ـ
28 - باب ما يقول عند سماع الأذان والإقامة وبعد الأذان
1 - عن أبي سعيد: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن). رواه الجماعة. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=824743#_ftn1))
2 - وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إذا قال المؤذن: اللَّه أكبر اللَّه أكبر فقال أحدكم: اللَّه أكبر اللَّه أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه قال: أشهدأن لا إله إلا اللَّه ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول اللَّه قال: أشهد أن محمدًارسول اللَّه ثم قال: حيَّ على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه ثم قال: حيَّ على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه ثم قال: اللَّه أكبر اللَّه أكبر قال: اللَّه أكبر اللَّه أكبر ثم قال: لا إله إلا اللَّه قال: لاإله إلا اللَّه من قلبه دخل الجنة). رواه مسلم وأبو داود.
3 - وعن شهر بن حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: (أن بلالًا أخذ في الإقامة فلما أن قال قد قامت الصلاة قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أقامها اللَّه وأدامها) وقال في سائر الإقامة بنحو حديث عمر في سائر الأذان. رواه أبو داود.
4 - وعن جابر (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من قال حين يسمع النداء اللَّهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يومالقيامة). رواه الجماعة إلا مسلمًا.
5 - وعن عبد اللَّه بن عمرو: (أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى اللَّه بها عليه عشرًا ثم سلوا اللَّه لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد اللَّه وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل اللَّه لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة). رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه.
6 - وعن أنس بن مالك قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة). رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
([1]) هذه الأحاديث دالة على شرعية إجابة المؤذن وأنها متأكدة لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) وقد ذهب بعضهم إلى وجوبها ولكن الصواب أنه سنة لأنه صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قد سمع من ينادي قال (الله أكبر الله أكبر) فقال (على الفطرة) فلم يجبه فدل على أنها ليست واجبة المقصود أن السنة إجابة المؤذن وأن هذا متأكد ويقول مثل قول المؤذن سواء بسواء لقوله (فقولوا مثل ما يقول) فهذا عام ودل حديث عمر ومعاوية على استثناء الحيعلة فإنه لا يقول (حي على الصلاة) ولكن يقول (لا حول ولا قوة إلا بالله) وقاعدة الشريعة أن الخاص يقضي على العام والمطلق يقيد بالمقيد وهذا في القرآن والسنة والحكمة في قوله (لا حول ولا قوة إلا بالله) في الحيعلة أن الحيعلة أمر ودعوة والإنسان لا يدري هل يجيب أو لا يجيب وهل يوفق أو لا يوفق فيقول (لا حول ولا قوة إلا بالله) يعني لا حول لي على الإجابة ولا قوة لي على تنفيذ هذا الأمر وهذه الدعوة إلا بالله وهو سبحانه الموفق والهادي. وقال بعضهم يأتي بهما جميعاً (حي على الصلاة حي على الفلاح) فيجمع بينهما عملاً بالحديثين حديث أبي سعيد وحديث عمر والأظهر الأول أن حديث عمر مقيد ومخصص لحديث أبي سعيد.
وفي حديث عمر أن من قالها من قلبه أدخله الله الجنة يعني صدقاً وإخلاصاً من قلبه أدخله الله الجنة لأن التوحيد ليس له جزاء إلا الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك حديث عبد الله بن عمرو صلى الله عليه وسلم قال (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً) وهكذا في حديث جابر (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة .... مقاماً محموداً) هكذا عند البخاري وفي الروايات الأخرى غير البخاري (المقام المحمود) بالتعريف فهذا فيه فضل عظيم (حلت له شفاعتي يوم القيامة) فالإجابة من أسباب دخول الإنسان في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه الدلالة أن الرسول موعود بالمنزلة العظيمة التي في أعلى الجنة يقال لها الوسيلة ويقال لها الفضيلة ,وهي درجة عظيمة رفيعة في الجنة وقد ظن بعض الناس أن في الرواية (والدرجة الرفيعة) يحسبونها في الرواية وليست في الرواية وإنما هي من تفسير بعض الرواة ولعلها وقعت في بعض الحواشي فأدرجت في بعض الكتب وهذا غلط فإنها ليست من الحديث.
وفيه شرعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، وزاد البيهقي (إنك لا تخلف الميعاد) بإسناد جيد، أما الأقامة فيقال فيها ما يقال في الأذان لأنها أذان ثانٍ ولا يقال (أقامها وأدامها) لأن الحديث ضعيف، والمؤلف سكت عن ضعفه وهذا يدل على أن المؤلف قد يتساهل في بعض الروايات فلا يذكر ضعف الحديث بخلاف صاحب البلوغ قد حرر كتابه واعتنى ببيان الضعيف والصحيح أما المؤلف فلم يعتني بهذا من جهة التحرير واكتفى بالعزو غالباً، فالحديث الذي فيه (أقامها الله وأدامها) ضعيف فيه رجل مبهم والمبهم لا يحتج به ولكن يقول (قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة) وهكذا في الفجر يقول (الصلاة خير من النوم) وقول بعض الفقهاء يقول (صدقت وبررت) ليس له أصل ولا دليل ولكن يقول (الصلاة خير من النوم) مثل ما يقول المؤذن، وحديث أنس (الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد) حديث حسن جيد لا بأس يدل على شرعية الدعاء بين الأذان والإقامة وأنه ترجى إجابته فالمستحب الإكثار من الدعاء مع الصدق والإخلاص في ذلك
@ الأسئلة: أ - إذا فات المؤذن بعض جمل الأذان كيف يتابع المؤذن؟
يأتي بما فاته ويتابع المؤذن.
ب - إذا أقام المؤذن هل يتابع؟
نعم مثل الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بين كل أذانين صلاة) فسمى الإقامة أذان.
ج - من المؤسف أن المؤذن يؤذن والناس مشغولون عن الأجابة؟
السنة لمن سمع النداء أن ينصت ويجيب المؤذن وإذا كان في شغل ترك الشغل وإذا كان يقرأ أمسك عن القراءة حتى يجيب المؤذن فهذه فرصة عظيمة وخير عظيم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) هذا أمر والأمر أقل أحواله التأكد والأصل فيه الوجوب والإجابة عند أهل العلم سنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع بعض المؤذنين ولم يجبهم لبيان الجواز وأنه لا تجب الإجابة ولكنها سنة مؤكدة
د - هل نقول إن من الساعات التي ترجى فيها الإجابة هو ما بين الأذان والإقامة؟
نعم جاء في حديث أنس (أن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد) فالدعاء بين الأذان والإقامة ترجى إجابته فيستحب للمؤمن أن يدعو بين الأذان والإقامة رجاء أن تجاب دعوته لهذا الحديث الصحيح.
هـ - هل يشترط للإجابة أن يكون الشخص في مسجد؟
لا ليس بشرط، في أي مكان أجاب المؤذن ولو كان في الصحراء.
و - قول (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ... ) في حديث سعد؟
هذا يقال عند الشهادتين يقول (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً) رواه مسلم في الصحيح من حديث سعد فإذا قال المؤمن عند الشهادتين أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله مثله فقال (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً) غفر له ذنبه فيقولها عند الشهادتين
ز - هل يجيب كل مؤذن أم تكتفي بواحد؟
تجيب كل مؤذن ولو مائة زاهد في الأجر عليك بأعمال الخير مطلقاً ولو كثرت لعل الله ينفعك بشيء منها - وضحك سماحته -
ح - قول (أقامها الله وأدامها) ما يؤخذ به في فضائل الأعمال؟
لا ضعيف جداً
ك - شهر بن حوشب إذا انفرد هل يكون حجة؟
لا بأس به له أوهام لكنه صدوق جيد يحتج به إذا ما وجد ما يخالف
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:30]ـ
29 - باب من أذن فهو يقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن زياد بن الحارث الصدائي قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا أخا صداء أذن قال: فأذنت وذلك حين أضاء الفجر قال: فلما توضأ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قام إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقيم أخو صداء فإن من أذن فهو يقيم). رواه الخمسة إلا النسائي ولفظه لأحمد. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826241#_ftn1))
2 - وعن عبد اللَّه بن زيد: (أنه رأى الأذان قال: فجئت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرته فقال: ألقه على بلال فألقيته فأراد أن يقيم فقلت: يا رسول اللَّه أنا رأيت أريد أن أقيم قال: فأقم أنت فأقام هو وأذن بلال). رواه أحمد وأبو داود.
30 - باب الفصل بين النداءين بجلسة
1 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحابنا أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: (لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين أو المؤمنين واحدة) وذكر الحديث وفيه: (فجاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول اللَّه إني لما رجعت لما رأيت من اهتمامك رأيت رجلًا كأن عليه ثوبين أخضرين فقام على المسجد فأذن ثم قعد قعدة ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول قد قامت الصلاة) وذكر الحديث. رواه أبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826241#_ftn2))
31 - باب النهي عن أخذ الأجرة علىالأذان
1 - عن عثمان بن أبي العاص قال: (آخر ما عهد إليَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن اتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا). رواه الخمسة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826241#_ftn3))
([1]) هذا الذي جاء من حديث أخي صداء وعبد الله بن زيد احتج به بعض أهل العلم على أن من أذن فهو يقيم وأن هذا هو الأفضل وإن أقام غيره فلا بأس ولكن كلا الحديثين ضعيف عند أهل العلم كما نبه عليه الحافظ في البلوغ ونبه عليه غيره والصواب في هذا أن من أذن فهو أولى بالإقامة ولا بأس أن يقيم غيره ولهذا استمر بلال هو الذي يؤذن يقيم ولم يكن عبد الله بن زيد يقيم وهذا قد تواترت به الأخبار وكذا أبا محذورة كان يؤذن ويقيم فالأولى أن من تولى الأذان يتولى الإقامة إلا إذا احتيج إلى خلاف ذلك
([2]) هذا هو السنة أن يكون بين الأذان والإقامة فترة حتى يتمكن الناس من حضور الصلاة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأخر عن الإقامة فترة حتى يجتمع الناس ويتلاحق الناس وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر (إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر واجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من الأكل ومقدار ما يفرغ المتوضيء من وضوئه) ولكنه ضعيف ولكن من حيث المعنى هذا هو السنة فكان يتأخر بعض الوقت حتى يتلاحق الناس وكان صلى الله عليه وسلم بعد أذان الفجر يصلي ركعتين ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة وهكذا كان في الأوقات الأخرى لا يعجل بالصلاة وإذا كان حراً أخر الظهر بعض الشيء وإذا راءهم في العشاء تأخروا تأخر حتى يجتمعوا فالمشروع للإمام أن يراعي الحضور فلا يعجل ولا يتباطأ فيتحرى الوسط الذي ينفع الناس ولا يشق عليهم
@ الأسئلة: أ - مقدار الجلسة بين النداءين ربع ساعة تقريباً؟
ليس فيه شيء واضح لكن يتحرى الإمام النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت شيء صريح، لكن الإمام يتحرى إذا راءهم تأخروا تأخر خاصة العشاء كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا راءهم تأخروا تأخر في العشاء.
ب - هذا الحديث ما سنده؟
هذا جزء من حديث عبد الله بن زيد ومشهور أن ابن أبي ليلى رحمه الله لم يدرك عبد الله بن زيد بن عبد ربه ولم يدرك بلالاً ولم يدرك معاذ بن جبل وكان أدرك جماعة من الصحابة ممن تأخرت وفاته فالحاصل أن هذا يرجع إلى حديث عبد الله بن زيد
([3]) هذا هو الأفضل والحديث صحيح جيد وهو يدل على أنه إذا تيسر من لا يأخذ أجراً فهو الأفضل ولا يدخل في هذا من يأخذ من بيت المال لأن بيت المال لمصالح المسلمين فما يدفع للأئمة والمدرسين والمؤذنين وخدام المساجد والقائمين على مصالح الناس كل هذا حق من بيت المال كان الصحابة يأخذون ويعطون من بيت المال وكان عمر رضي الله عنه قد رتب له الرواتب ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه) فالحاصل أن دفع مرتبات أو مساعدات أو قواعد سنوية أو شهرية من بيت المال للمسلمين أو من يعمل أعمالاً لصالح المسلمين أو أئمة أو مؤذنين أومدرسين أو مجاهدين أو آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر كل هذا لا بأس به ولكن يكره أن يتعاقد على شيء، تؤذن على كذا وكذا أو تؤم على كذا وكذا ولهذا قال (واتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً) لأن الذي لا يأخذ على أذانه شيئاً أقرب في الإخلاص ولكن لو لم يتيسر له إلا بأجر فلا بأس تزول الكراهة حينئذٍ
@ الأسئلة: أ - هل ينطبق على من أذن ليأخذ الأجر قوله تعالى (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها)؟
لا إذا كان ما أراد ذلك إنما يستعين بها على طاعة الله لأنه فقير يستعين بالأجرة والراتب ولا يكون ممن قصدته الآية، الآية فيمن قال الحق وعمل بالحق للدنيا لا للقربة لله، وإلا فالمؤذن يتقرب لله ولكن يأخذ ما يساعده كما يأخذ الإمام ما يساعده والمدرس ما يساعده.
ب - سؤال الشخص هل للمسجد بيت داخل فيمن يتخذ أجراً؟
لا بأس لأنه حق لهم من بيت المال، السكن كذلك يعينه على طاعة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - May-2008, مساء 07:31]ـ
32 - باب فيمن عليه فوائت أن يؤذن ويقيم للأولىويقيم لكل صلاة بعدها
1 - عن أبي هريرة قال: (عرسنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ليأخذ كل رجل برأس راحلته فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان قال: ففعلنا ثم دعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت الصلاة فصلى الغداة). رواه أحمد ومسلم والنسائي. ورواه أبو داود ولم يذكر فيه سجدتي الفجر وقال فيه: (فأمر بلالًا فأذن وأقام وصلى). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826246#_ftn1))
2 - وعن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه: (أنالمشركين شغلوا النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء اللَّه فأمر بلالًا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ثم أقام فصلى المغرب ثم أقام فصلى العشاء). رواه أحمد والنسائي والترمذي وقال: ليس بإسناده بأس إلا أن أباعبيدة لم يسمع من عبد اللَّه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826246#_ftn2))
([1]) هذا يدل على أنه إذا كان على المؤمن فوائت فإنه يؤذن للأولى ويقيم لكل صلاة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لما شغل عن الصلاة يوم الأحزاب وكما في أسفاره أذن وأقام، وهكذا فعل يوم عرفة أذن للأولى ثم أقام للظهر ثم أقام للعصر وهكذا في مزدلفة فهذا هو السنة في الجمع بين الصلاتين أن يؤذن للأولى ويقيم لكل صلاة.
([2]) هذه الأحاديث فيها الدلالة على أن من نام عن الصلاة أو نسيها أن يؤذن لها ويقيم ولهذا لما نام النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحولوا عن مكانهم لأنه موضع حضرهم فيه الشيطان ثم أمر بلال فأذن ثم صلى ركعتين ثم صلى الفريضة فدل ذلك على أن السنة في مثل هذا أنهم يفعلونها كما يفعلونها في الوقت سواء بسواء وهكذا ما جرى يوم الأحزاب فالمشهور فيها أنهم شغلوا عن العصر فصلوها بعد المغرب ثم صلوا بعدها المغرب وجاء في بعض الروايات أنهم شغلوا أيضاً عن الظهر قال بعضهم ولعل ذلك أن حصار الخندق استمر مدة طويلة فلعلهم في بعض الأيام شغلوا عن الظهر مع العصر والمغرب والحكم واحد سواء شغلوا عن العصر والمغرب أو الظهر والعصر والمغرب وكان هذا قبل فرض صلاة الخوف في المشهور وبعد فرض صلاة الخوف يجب أن تصلى الصلاة على حالها في وقتها حسب الطاقة (فإن خفتم فرجالاً وركباناً) وكما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع، وتقدم أن هذا غير منسوخ وأن المسلم يصلي صلاة الخوف حسب القدرة فإن لم يستطيعوا أخروها وصلوها بعد الوقت حتى يؤدوها كما أمر الله وعلى هذا لا يكون منسوخ عمل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب وتقدم أن القاعدة المعروفة عند أهل العلم في مصطلح الحديث وأصول الفقه أن الجمع مقدم على النسخ ولو علم التأريخ وإنما يصار للنسخ عند تعذر الجمع والجمع غير متعذر ويدل على هذا أن الصحابة يوم تستر عند قتال الفرس أخروا صلاة الفجر حتى ارتفعت الشمس وكان سبب ذلك أنهم اشتبكوا مع عدوهم عند الفجر وصار بعض المسلمين على السور وبعض المسلمين قد نزل في البلد وبعض المسلمين على الأبواب فاشتبك الأمر وعظم القتال فلم يستطيعوا أن يؤدوا صلاة الفجر فأخروها حتى تم الفتح واستولوا على المدينة قال أنس (صليناها ضحى وما أحب أن لي بها كذا وكذا) لأنهم في أمر الله وفي الجهاد في سبيل الله وأخروها بغير قصد للتهاون ولاشتباك الأمر وعظم القتال فلا يستطيع أن يصلي قائماً ولا راكباً ولا غير ذلك فالحاصل أن هذا هو الصواب أنه يجوز التأخير عند الحاجة لذلك وعدم تمكن المسلمين من صلاة الخوف وإذا صليت الثنتان أو الثلاث أو الأربع يكفي أذان واحد ثم يقام لكل صلاة
@ الأسئلة: أ - من نسي الأذان والإقامة هل يعيد؟
لا يعيد وكذا لو تعمد تركهما لا يعيد ولكن إذا تعمد وهو يعلم الحكم يكون آثماً أما إذا لم يتعمد بأن كان جاهلاً أو ناسياً فالصلاة صحيحة ولا أثم عليه
ب - الإسراع في الأذان وعدم ترتيله؟
السنة ترتيل الأذان وعدم العجلة فيه أما الإقامة فيسردها يحدرها أما الأذان فيقف على رأس كل جملة من دون مد من دون تطويل. (ثم أذن سماحته رحمه الله تعالى)
ج - من يملك حق الإقامة الإمام أم المؤذن؟
الإمام هو الذي يملك حق الإقامة فلا يقيم المؤذن حتى يأمره الإمام أو تكون عادة بينهما إذا راءه أو إذا خرج أقام مثل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا راءه بلال أقام.
د - المدارس يقيمون ولا يؤذنون اكتفاء بأذان المساجد القريبة؟
إذا كان الأذان يسمع يكفي ولو أذنوا فهو أفضل وأحسن ولكن ليس لهم أن يصلوا في محلاتهم بل يجب عليهم أن يصلوا في المساجد التي حولهم إذا كانت حولهم قريبة منهم.
هـ - الإمام والمؤذن الذان يتخلافان كثيراً ما حكم ما يأخذونه من أجر؟
فيه شبهة ينبغي أن يحافظوا ويواظبون إذا لم يحافظوا ويواظبوا يكون في أخذهم الأجرة شبهة.
و- المسافر لوحده هل يؤذن ويقيم؟
نعم يقيم كما جاء في حديث أبي سعيد (إذا كنت في باديتكم وغنمك فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع صوتك إنس ولا جن ولا شجر ولا حجر إلا شهد له يوم القيامة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 01:25]ـ
أبواب ستر العورة
33 - باب وجوب سترها
1 - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: (قلت يا رسول اللَّه عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال: أحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت: فإذا كان القوم بعضهم في بعض قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها قلت: فإذا كان أحدنا خاليًا قال: فاللَّه تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه). رواه الخمسة إلا النسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826247#_ftn1))
34 - باب بيان العورة وحدها
1 - عن علي رضي اللَّه عنه قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حيٍّ ولا ميت). رواه أبو داود وابن ماجه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=826247#_ftn2))
2 - وعن محمد بن جحش قال: (مر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على معمر وفخذاه مكشوفتان فقال: يا معمر غط فخذيك فإن الفخذين عورة). رواه أحمد والبخاري في تاريخه.
3 - وعن ابن عباس: (عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: الفخذ عورة). رواه الترمذي وأحمد ولفظه: (مر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على رجل وفخذه خارجة فقال: غط فخذيك فإن فخذ الرجل من عورته).
4 - وعن جرهد الأسلمي قال: (مر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعليَّ بردة وقد انكشفت فخذي فقال: غط فخذك فإن الفخذ عورة). رواه مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن.
([1]) هذا يدل على أن الواجب ستر العورة وأن المؤمن لا يتساهل في عورته بل يحفظها إلا من زوجته أو سريته ما ملكت يمينه لأن له جماعها فلا حرج أن يرى عورتها وترى عورته، وإذا كان في جماعة يسترها أيضاً وإذا كان خالياً يسترها فالله أحق أن يستحيا منه، فالواجب على المؤمن والمؤمنة ستر العورة إلا من زوج أو زوجة أو ما ملكت يمينه. وستر العورة من شروط الصلاة وهي ما بين السرة والركبة في حق الرجل مع ستر المنكبين أو أحدهما مع القدرة.
@ الأسئلة: أ - لم فرق بين الحرة والأمة في ستر العورة؟
هذا فيه آثار وردت قد يحتج بها على ذلك والأقرب والله أعلم أنها تستر نفسها كالحرة في الصلاة فالصلاة أمرها عظيم فالأظهر أنها تستر بدنها في الصلاة ما عدا الوجه والكفين كالحرة لعموم الأدلة.
ب - بعض الرجال يلبسون بناطيل فإذا ركعوا أو سجدوا ظهر خلف الظهر؟
إذا كان فوق السرة لا يضره في الصلاة.
ج - الثياب الخفيفة ما حكم الصلاة فيها؟
إذا كانت لا تستر العورة فلا يجوز الصلاة فيها أما إذا كانت تستر العورة ولا يبدو منها العورة ولو كانت خفيفة صحت الصلاة فيها.
د - فسخ الثياب في الحمامات؟
لا حرج فيه لأنه يباح له كشف العورة.
([2]) هذه الأحاديث تدل على أن الفخذ من العورة، والعورة يدخل فيها الفخذ، وهذا الأحاديث الأربعة وإن كان في سند كل واحد منها كلام وبعضها حسنه بعض الأئمة وصححه آخرون فهي بمجموعها حجة قائمة يشد بعضها بعضاً فهي من قبيل الحسن لغيره وقد تلحق بالصحيح لكثرتها وتعاضدها واختلاف مخارجها ويأتي الكلام عليها عند حديث أنس فيما يتعلق بكشف الفخذ فالمقصود أنها بنفسها حجة قائمة بوجوب ستر الفخذ وعدم إبرازه إلا حيث تبرز العورة في قضاء الحاجة ونحوها، ومعمر المذكور هذا هو معمر بن عبد الله العدوي
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - May-2008, مساء 01:26]ـ
35 - باب من لم ير الفخذ من العورة وقال هي السوأتان فقط
1 - عن عائشة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كانجالسًا كاشفًا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه فلما قاموا قلت: يا رسول اللَّه استأذن أبو بكر وعمر فأذنت لهما وأنت على حالك فلما استأذن عثمان أرخيت عليك ثيابك فقال: يا عائشة ألا أستحيي من رجل واللَّه إن الملائكة لتستحيي منه). رواه أحمد. وروى أحمد هذه القصة من حديث حفصة بنحو ذلك ولفظه: (دخل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه وفيه فلما استأذن عثمان تجلل بثوبه). ([1]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=829437#_ftn1))
2 - وعن أنس: (أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم يوم خيبر حسرالإزار عن فخذه حتى إني لأنظر إلى بياض فخذه). رواه أحمد والبخاري وقال: حديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط.
36 - باب بيان أن السرة والركبة ليستا من العورة
1 - عن أبي موسى: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان قاعدًا في مكان فيه ماء فكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها). رواه البخاري. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=829437#_ftn2))
2 - وعن عمير بن إسحاق قال: (كنت مع الحسن بن علي فلقينا أبو هريرة فقال: أرني أقبل منك حيث رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقبل فقال بقميصه فقبل سرته). رواه أحمد. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=829437#_ftn3))
3- وعن عبد اللَّه بن عمر قال: (صلينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مسرعًا قد حفزه النفس قد حسر عن ركبتيه فقال: أبشروا هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم يقول: انظروا إلى عبادي قد صلوا فريضة وهم ينتظرون أخرى). رواه ابن ماجه.
4 - وعن أبي الدرداء قال: (كنت جالسًا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أقبل أبو بكر أخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أما صاحبكم فقد غامر فسلم) وذكر الحديث. رواه أحمد والبخاري.
([1]) هذه الأحاديث احتج بها من رأى أن الفخذ ليس بعورة وحديث عائشة وحديث حفصة كلاهما ضعيف ويرحم الله المؤلف كان ينبغي له التنبيه فإن أحمد روى حديث عائشة بإسناد فيه مجهول ففيه عبيد الله بن سيار وهو مجهول لا يعرف ولا تعرف حاله وهكذا حديث حفصة فيه عبد الله بن أبي سعيد المدني وقيل المزني وهو مجهول الحال أيضاً فكلاهما ضعيف والمحفوظ من حديث عائشة أنه كان في بيتها مضطجع وعليه مرط لعائشة قد تغشى به فدخل عليه الصديق فكلمه ثم دخل عليه عمر فكلمه وهو على حاله فلما استأذن عثمان جلس عليه الصلاة والسلام وسوى عليه ثيابه فقيل له في هذا فقال (إن عثمان رجل حيي فإن دخل علي في حالي أخشى ألا يبلغ حاجته) فلهذا تهيأ له عليه الصلاة والسلام أما رواية كشف الفخذ فليست بصحيحة، وجاء في بعض الروايات عنها (وكشف عن فخذيه أو ساقيه) بالشك ومع الشك لا تقوم به حجة، أما حديث حفصة فضعيف ومع هذا ليس فيه صراحة فقالت (وجعل ثوبه بين فخذيه) ولم تقل كشف فخذيه فليس صريحاً لو صح، وإنما الصريح في هذا حديث أنس في قصة خيبر والأقرب في هذا والله أعلم أنه منسوخ أو مقدم عليه رواية الجماعة أن الفخذ عورة ويحتمل أنه حصل له ذلك بسبب حركة المطية في غارتهم على العدو والاشتغال بالحرب ويحتمل أنه كان سائغاً ثم نهي عنه ولهذا ثبت كما تقدم من حديث علي ومحمد بن جحش وجرهد الأسلمي وابن عباس هؤلاء الأربعة جاء عنهم النهي عن كشف الفخذ وأن الفخذ عورة وإن في سند كل منها مقال ولكن تقدم أنها بمجموعها حجة من باب الحسن لغيره أو الصحيح لغيره فهي حجة تقدم على رواية أنس فرواية أنس فعل محتمل وهذه الروايات قول غير محتملة فوجب تقديمها إما أن تكون ناسخة أو مقدمة عليها وعلم أن الأحاديث المتعارضة يجب أن يعمل فيها المجتهد ما قرره العلماء أولاً الجمع بينها حيث أمكن فإن لم يتيسر فالنسخ إن توافرت شروطه في علم التأريخ فإن لم يتيسر فالترجيح وهذه المسألة فيها الترجيح فإن احتمال النسخ ممكن والأقرب أنها متأخرة لأن محمد بن جحش صغير وإنما عقل عن النبي صلى الله عليه وسلم آخر حياته وابن عباس كذلك كان في آخر حياته صلى الله عليه وسلم مراهقاً وقال البخاري (حديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط) فالحاصل أن القول المقدم والذي عليه الجمهور أن الفخذ عورة وأن النظر إليه وكشفه لا يجوز وهو وسيلة إلى الفتنة وجمع بعض أهل العلم كما ذكر ابن القيم وجماعة أن العورة عورتان عورة مشددة وهي السوأتان وعورة مخففة وهي الفخذان فيكره كشفهما للأحاديث الأربعة المذكورة ولا يحرم لحديث أنس جمعاً بين الروايات ولكن في هذا الجمع نظر لأن ظاهر الأدلة تدل على أن الفخذ عورة لا تكشف أبداً هذا هو الأقرب والأظهر إن شاء الله وهو قول الأكثر
@ الأسئلة: أ - ما الحكمة من استحياء الملائكة من عثمان فقط رضي الله عنه؟
الله أعلم.
ب - ما الجمع بين الروايات الدالة على أن الفخذ عورة والمجيزة لإظهاره؟
كما تقدم يجب ستر الفخذين لأنها هي المتأخرة وتكون ناسخة لما قبلها.
([2]) هذه الأحاديث تدل على أن الركبة ليست بل هي خارج العورة وإنما العورة الفخذ وما تحت السرة فالمقصود أن العورة ما بين السرة والركبة. فستر ما بين السرة والركبة من باب سد الذريعة لحفظ العورة.
([3]) [في حديث عمير بن اسحاق عن الحسن لم أقف على بقية سنده والمحشي ما أوضح ما ينبغي فينبغي أن يلتمس بقية السند ما قبل عمير وبكل حال فالسرة ليست من العورة وهكذا بقية سنده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:14]ـ
37 - باب أن المرأة الحرة كلها عورة إلا وجههاوكفيها
1 - عن عائشة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لايقبل اللَّه صلاة حائض إلا بخمار). رواه الخمسة إلا النسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=829441#_ftn1))
2 - وعن أم سلمة: (أنها سألت النبي صلى اللَّه عليه وسلم: أتصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار وقال: إذا كان الدرع سابغًا يغطي ظهورقدميها). رواه أبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=829441#_ftn2))
3 - وعن ابن عمر قال: (قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآلهوسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء بذيولهن قال: يرخين شبرًا قالت: إذن ينكشف أقدامهن قال: فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليه). رواه النسائي والترمذي وصححه. ورواه أحمد ولفظه: (أن نساء النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سألته عن الذيل فقال: اجعلنه شبرًا فقلن: إن شبرًا لا يستر من عورة فقال: اجعلنه ذراعًا).
([1]) هذا الباب فيه أن المرأة عورة إلا وجهها وكفيها يعني في الصلاة فليس لها أن تبدي شيء من بدنها كالشعر والذراع والساق والقدم بل عليها أن تستر ذلك في الصلاة والمقصود هنا بحث الصلاة، وذكر حديث عائشة (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار) والخمار من شأنه أن يستر شعرها فدل ذلك على أنها قبل البلوغ لو صلت وشعرها مكشوف صحت صلاتها لأنها لم تبلغ الحلم فعورتها ما بين السرة والركبة في صلاتها فإذا بلغت الحلم وجب عليها ستر شعرها وقدميها وبقية جسدها ما عدا الوجه والكفين
([2]) في حديث أم سلمة (إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها) فذكر القدمين يدل على أنه لا بأس بظهور الوجه والكفين فقد اختلف العلماء في الكفين على قولين أحدهما أنهما يستران والثاني أنه لا مانع من كشفهما لأن بهما الأخذ والعطاء فهما كالوجه ولهذا ذهب جمع من أهل العلم في التسامح في الكفين في الصلاة أما الوجه فكشفه في الصلاة إذا لم يكن عندها أجنبي فهو محل إجماع فإنها تصلي مكشوفة الوجه إما إذا كان عندها أجنبي فتستره في الصلاة والكفان سترهما في الصلاة أولى وإن لم تسترهما فلا حرج فإن ظاهر قوله (إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها) العفو عن الكفين، وحديث أم سلمة فيه نظر فإن الأئمة صححوا وقفه على أم سلمة فقال الحافظ في البلوغ رواه أبو داود وصحح الأئمة وقفه فالحفاظ على أنه موقوف على أم سلمة قال بعضهم لعله في حكم المرفوع لأن مثل هذا لا يقال من جهة رأيها حين قالت (إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها) ويحتمل أنه من اجتهادها لأن هذا يدخله الإجتهاد والتفقه لكن الحديث من رواية محمد بن زيد بن مهاجر عن أمه عن أم سلمة وبمراجعة كتب الرجال عن أم محمد لم نجد من وثقها لا في التهذيب ولا في غيره ولكن الغالب على التابعيات الخير فالحديث في سنده بعض النظر والضعف ولكن العموم يقتضي ذلك فالمرأة عورة وستر قدميها وكفيها هو الذي ينبغي فكونها تستر قدميها وكفيها، أما القدمان فلا شك في ذلك وأما الكفان فهو محل اجتهاد وسترهما أولى وخروجاً من الخلاف واحتياطاً للصلاة فإن صلت وأظهرتهما فلا حرج لحديث أم سلمة هذا وإن كان فيه ولحديث أم سلمة (إذن تبدو أقدامهن) فذكرت القدمين ولم تتعرض للكفين فدل على أن القدمين أغلظ في الجملة ولهذا أرخص لهن في الشبر والذراع وقت خروجهن إلى حاجتهن في الأسواق
@ الأسئلة: أ - هل صحيح أن المرأة المسلمة يلزمها التحجب عن النساء الكافرات؟
الصواب أنه لا يلزمها ذلك فهي لا تحتجب عن محارمها ولا عن النساء مسلمات أو كافرات وكن اليهوديات يدخلن على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرهن بالاحتجاب عنهن.
ب - يسأل الكثير من الأخوات عن كشف القدمين والكفين في الصلاة؟
الكفان الأفضل سترهما وإن كشفت كفيها فلا حرج كما ذكر المؤلف رحمه الله، أما القدمان فالواجب سترهما إما بالخفين أو الجوربين أو بإرخاء القميص حتى يغطي قدميها.
ج - ظهرت ألبسة مشقوقة من تحت مما يظهر الساق بالنسبة للمرأة؟
د - المرأة التي تلبس الشفاف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الشفاف لا يجزئ لا بد من ستر كامل فلا تصح الصلاة إلا بستر كامل فالشفاف ليس بستر
هـ - إبداء الذراعين للمحارم؟
الأمر واسع ولكن سترهما أفضل وأولى ولا سيما هذا العصر الذي كثر فيه الفساق وقل فيه الخوف من الله واحترام المحارم فكونها تتستر وتبتعد عن أسباب الفتنة
و- حديث عائشة بعضهم أعله بالإرسال؟
الحديث صحيح لا بأس به والثقة إذا وصل مقدم
ز - ستر القدمين في الصلاة؟
واجب
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:15]ـ
38 - باب النهي عن تجريد المنكبين في الصلاة إلا إذاوجد ما يستر العورة وحدها
1 - عن أبي هريرة: (أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء). رواه البخاري ومسلم ولكن قال: (على عاتقيه) ولأحمد اللفظان. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=830090#_ftn1))
2 - وعن أبي هريرة قال: (سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: من صلى في ثوب واحد فليخالف بطرفيه). رواه البخاري وأحمد وأبو داود وزاد: (على عاتقيه).
3 - وعن جابر عن عبد اللَّه: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: إذا صليت في ثوب واحد فإن كان واسعًا فالتحف به وإن كان ضيقًا فاتزربه). متفق عليه. ولفظه لأحمد. وفي لفظ له آخر: قال: (قال رسولاللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إذا ما اتسع الثوب فلتعاطف به على منكبيك ثمصل وإذا ضاق عن ذلك فشد به حقويك ثم صل من غير رداء).
([1]) هذه الأحاديث تدل على أن الإزار عند الضيق يكفي وأنه إذا اتسع الثوب فينبغي له أن يخالف بين طرفيه على عاتقيه وأن هذا هو الأكمل في الصلاة فإن عجز ولم يتيسر شده على حقوه ولا حاجة إلى ستر المنكبين وفي حديث أبي هريرة (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء) والجمع بينهما أنه متى تيسر ذلك وجب أن يستر عاتقيه أو أحدهما حسب التيسير فإن ضاق الثوب أجزأ أن يصلي في الإزار وكتفاه مكشوفتان لحديث جابر وما جاء في معناه فالأفضل والأولى إذا تيسر أن يصلي وعلى عاتقيه شيء من الرداء أو من طرفي الإزار إذا كان طويلاً فإن لم يتيسر ذلك بأن كان الثوب ضيقاً صلى في إزاره وكفى وذهب جمع من أهل العلم إلى أن الواجب ستر الكتفين أو أحدهما مع القدرة لحديث أبي هريرة (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء) وظاهر النهي التحريم فيجب عليه أن يستر عاتقيه إذا استطاع فإن لم يستطع أجزأه المئزر من دون ستر العاتقين أو أحدهما وبكل حال هذا القول الذي قاله بعض العلماء وهو مذهب أحمد وجماعة أحوط للمؤمن أخذاً بظاهر النهي، وحديث جابر وما في معناه محتمل فمفهومه أنه يجزئ ولو لم يكن على عاتقيه منه شيء ولو كان عنده رداء ولكن ليس بظاهر وليس بمتيقن فالأخذ بحديث أبي هريرة أولى بالمؤمن وأحوط له وهو الأقرب والأظهر جمعاً بين النصوص فيكون قوله صلى الله عليه وسلم (فليتزر به) حال كونه عاجزاً ليس عنده شيء يجعله على عاتقيه بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء) فهذا هو الأحوط للمؤمن جمعاً بين الروايات فيجب ستر العاتقين أو أحدهما عند القدرة ولو بغير الإزار ولو برداء منفصل فإن لم يتيسر فإنه يجزئه الإزار
@ الأسئلة: أ - بالنسبة للمحرم يسقط رداؤه وهو يصلي وأحياناً ينزل الإزار إلى ما تحت السرة ما حكم الصلاة والحالة ذلك؟
لا بد أن يلاحظ ذلك ويعدله والشيء اليسير الذي يقع للإنسان ولا يطول يعفى عنه.
ب - ما الفرق بين الالتحاف والاتزار؟
الاتزار للنصف الأسفل والالتحاف على الكتفين.
ج - من صلى مكشوف العاتقين وهو قادر على سترهما؟
الأحوط له القضاء خروجاً من الخلاف
ب - إذا صلت المرأة مكشوفة القدمين تعيد الصلاة؟
هذا الأظهر أنها تعيد الصلاة
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - May-2008, مساء 01:17]ـ
39 - باب من صلى في قميص غير مزرر تبدو منه عورته في الركوع أو غيره
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - عن سلمة بن الأكوع قال: (قلت يا رسول اللَّه إني أكون في الصيد وأصلي وليس عليَّ إلا قميص واحد قال: فزره وإن لم تجد إلا شوكة). رواه أحمد وأبو داود والنسائي. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=830092#_ftn1))
2- وعن أبي هريرة: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يصلي الرجل حتى يحتزم). رواه أحمد وأبو داود. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=830092#_ftn2))
3- وعن عروة بن عبد اللَّه عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: (أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم في رهط من مزينة فبايعناه وإن قميصه لمطلق قال: فبايعته فأدخلت يدي من قميصه فمسست الخاتم قال عروة: فما رأيت معاوية ولا أباه في شتاء ولا حر إلا مطلقي إزرارهما لا يزرران أبدًا). رواه أحمد وأبو داود. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=830092#_ftn3))
([1]) هذه الأحاديث تدل على وجوب العناية بستر العورة وأنه إذا كان الثوب ينحسر عن العورة يربطه ويحزمه كالإزار فيحزمه حتى لا ينحسر وهكذا الرداء على كتفيه، وإذا لم يزر القميص بعض الأحيان فلا حرج في ذلك إذا كان من حر أو نحوه وإطلق الزرار ولا تنكشف العورة بأن كان الجيب رفيع لا تنكشف العورة فلا حرج فإن الإنسان قد يحتاج لإطلاق الأزرار من حر أو غيره فلا حرج في ذلك لفعله صلى الله عليه وسلم وإن زره فهو أفضل لأمره صلى الله عليه وسلم لسلمة بزره ولو بشوكة فإذا دعت الحاجة لإطلاقه لحر أو غيره فلا حرج في ذلك ولكن يجب عليه أن يلاحظه عند الصلاة فيزره حتى لا ينحسر عن عورته.
@ الأسئلة: أ - إذا كان يصلي في قميص غير مزرر ما حكمه؟
إذا كان لا تبدو عورته فلا بأس إما إذا كان تبدو العورة فلا بد أن يزره.
([2]) الحديث لا يعرف ولا ندري من أين وجده المؤلف فقد ذكر الشوكاني أنه لم يجده وقد راجعنا سنن أبي داود فلم نجده فلا ندري من أين أخذه المؤلف ولعله قلد فيه أحداً من الناس أو نقله من بعض الكتب فلا نعلم له أصلاً فينبغي أن يلتمس. (قال الشيخ عبد العزيز الراجحي: المحشي قال وجده في السنن الكبرى للبيهقي قال (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل أنبأ شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت مولى لقريش يقول سمعت أبا هريرة يحدث معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل حتى يحتزموروى عبد الله بن المبارك عن بن جريج قال حدثت عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل في قميص محلولة أزراره مخافة أن يرى فرجة إذا ركع حتى يزرة) قال الشيخ ابن باز: وهذا سند ضعيف لأن مولى قريش مبهم فالأول ليس له أصل وهذا هنا ضعيف لأجل إبهام مولى قريش وقوله في اللفظ الآخر (حدثت) فيه إبهام المقصود أنه ما بين ضعيف أو غير موجود في المحل الذي عزاه له المؤلف ولا يعرف في الأحاديث الصحيحة الأمر بالإحتزام ولم يكن من عادة النبي صلى عليه وسلم أن يحتزم في الصلاة]
قلت – أبو عبد العزيز – (هو في مسند أحمد [حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا بهز ثنا شعبة عن زيد بن عمير عن مولى لقريش عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه نهى عن بيع الغنائم حتى تقسم وعن بيع الثمرة حتى تحرز من كل عارض وان يصلي الرجل حتى يحتزم.
قال شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة] ح (9005 – 10107) وأخرجه ابن أبي شَيْبَة 6/ 595 (21816) و14/ 188 (36189) قال: حَدَّثنا ابن إدريس. وفي 12/ 437 (33318) قال: حَدَّثنا وَكِيع. و"أحمد" 2/ 387 (9005) قال: حدَّثنا بهز. وفي 2/ 458 (9911) قال: حدَّثنا محمد ابن جعفر. وفي 2/ 472 (10107 و10108 و10109) قال: حدَّثنا وكيع. و"أبو داود" 3369 قال: حدَّثنا حفص بن عمر النمري.
خمستهم (عبد الله بن إدريس، ووكيع، وبهز، وابن جعفر، وحفص) عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن مولى لقريش، فذكره.) المسند الجامع لأبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري (42/ 98)
[قال الشيخ الألباني (وفي معناه حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل حتى يحتزم. أخرجه أبو داود والبيهقي وأحمد عن شعبة عن يزيد بن خمير قال: سمعت مولى لقريش يقول: سمعت أبا هريرة يحدث معاوية به. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير مولى قريش فلم يسم. (تنبيه): عزا صاحب (المنتقى) حديث أبي هريرة هذا إلى أحمد وأبي داود فقال شارحه الشوكاني: (هذا الحديث وقع البحث عنه في (سنن أبي داود) و (مسند أحمد) والجامع الكبير) و (مجمع الزوائد) فلم يوجد بهذا اللفظ فينظر في نسبة المصنف له إلى أحمد وأبي داود). قلت: وهذا عجيب منه فهو في (المسند) في ثلاثة مواضع منه كما بينا لك أرقام الصفحات فكيف لم يقف عليه مع بحثه عنه فيه؟ وأما أبو داود فهو معذور في عدم عثوره عليه عنده لأنه رواه في مكان غير مظنون وجوده فيه وهو كتاب البيوع وهو قطعة من حديث عنده.) الثمر المستطاب (1/ 298)
([3]) حديث معاوية بن قرة يدل على أنه لا مانع من إطلاق الزرار عند الحاجة كالحر ونحو ذلك أو ضيق الجيب فيطلقه من أجل الضيق فلا بأس بهذا ولا يدل على أن هذا من عادة صلى الله عليه وسلم لعدم الدليل فيزر عند الحاجة ويطلق عند الحاجة
@ الاسئلة: أ - فعل معاوية وأباه في إطلاق الأزرار دائماً؟
ظنا أن هذا من السنة
(يُتْبَعُ)
(/)