2 - ورواه حزم بن أبي حزم القطعي (عند سعيد بن منصور: 1409)، وحزم وثّقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: " صدوق، لا بأس به، هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن "، وقال النسائي: " ليس به بأس "، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: " يخطئ "،
3 - وعلي بن الأحول (عند سعيد بن منصور: 1408)، وقد رواه عنه: أبو قدامة -وهو الحارث بن علي الإيادي شيخ سعيد-، ولم أعرف عليًّا، ولا عرفه المحقق، إلا إن كان صوابه: علي الأحول، فلعله: علي بن عبد الأعلى الأحول، وقد وثقه بعض الأئمة وضعفه بعض، وربما كان: عامر الأحول، فإن سعيدًا أسند -في السنن (1884) - عن أبي قدامة عن عامر الأحول حديثًا. وعامر متكلم فيه، ووثقه أبو حاتم الرازي وغيره، إلا أن الراوي عنه (أبو قدامة) ضعيف،
4 - ورواه معمر (عند عبد الرزاق: 11890)،
5 - وأبو الأشهب جعفر بن حيان (عند ابن أبي شيبة: 19257)، وقد وثق أحمد أبا الأشهب في رواية، وقال في رواية: " صدوق "، ووثقه ابن سعد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن المديني: " ثقة ثبت "، وقال النسائي: " ليس به بأس "،
تنبيه: وقع في المطبوع من المصنف في رواية أبي الأشهب: عن الحسن عن أبي هريرة، وهو خطأ، وجاء في مطبوعة الرشد (6/ 661) وعوامة (10/ 208) على الصواب.
6 - ورواه قتادة، علقه الدارقطني -في العلل (10/ 267) -، من رواية سعيد وحماد بن سلمة عنه،
7 - وحميد،
8 - ويونس،
علقه الدارقطني -في العلل (10/ 267) -، من رواية حماد بن سلمة عنهما،
السبعة - حزم والأحول ومعمر وأبو الأشهب وقتادة وحميد ويونس- رووه عن الحسن مرسلاً،
واتفق الأحول ومعمر على ذكر قصة وقعت للحسن، وقال الحسن في رواية الأحول: " إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: المنتزعات ... "، وقال في رواية معمر: " كنا نتحدث أن المختلعات ... ".
إلا أن معمرًا عن الحسن منقطع، فإنه قد خرج مع الصبيان إلى جنازة الحسن، وطلب العلم سنة مات الحسن -كما ذكر هو نفسه ذلك-.
9 - ورواه أشعث بن سوار (عند الطبري في تفسيره: 4/ 151، والطبراني في الكبير: 17/ 339) عن الحسن، عن ثابت بن يزيد، عن عقبة بن عامر به. وأشعث ضعيف مشهور الضعف، وفي روايته هذه مخالفة، فهي منكرة.
والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 09:38]ـ
بارك الله فيكم اخانا الحبيب ((الغائب)) ,,
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 01:00]ـ
هل من مضيف؟؟
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Dec-2007, صباحاً 01:57]ـ
بارك الله بكم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 12:59]ـ
رفع الله قدركم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44192&highlight=%C7%E1%CD%D3%E4
وليت الأخوة يحررون سماع الحسن من بقية الصحابة ونقل الخلاف في ذلك ليصبح الموضوع مكتملاً
ـ[ابن رجب]ــــــــ[29 - Dec-2007, مساء 06:14]ـ
هل تكلم الشيخ حاتم في رسالتة المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس عن سماع الحسن من ابي هريرة ,, فانا نكشت الكتاب على سبيل السرعة ولم اجد وراجعت الفهارس فلم اجد إلا نقله عن بعض الائمة نفيه سماع الحسن عن المدنيين ,, وأيضا نقل في ترجمة أحد الرواة انه سيتعرض لرواية الحسن عن ابي هريرة ,, فارجو الافادة من المشايخ.
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 01:29]ـ
للرفع ,,,(/)
أحاديث أيام الصبر ..... وأجر خمسين
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:31]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
فقد جمعت في هذا الجزء – بفضل الله تعالى - ما تيسر لي جمعُه من الأحاديث التي ذُكِرَ فيها أيام الصبر، عن ثمانيةٍ من الصحابة:
حديث أبي ثعلبة الخشني،
وحديث عبد الله بن مسعود،
وحديث أبي ذرٍّ الغفاري جندب بن جنادة
وحديث أبي أمامة الباهلي،
وحديث أبي هريرة،
وحديث عتبة بن غزوان،
وحديث أنس بن مالك
وحديث معاذ بن جبل رضي الله عنهم،
وقد ورد في بعض الطرق ذكر أجر خمسين من الصحابة للمتمسك بدينه في تلكم الأيام، وفي هذا البحث بيان وهاء تلك الزيادة، وأنها لم ترد إلا من طرقٍ لا تقوم بها حجة، ولا تصلُحُ للاعتبار.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:38]ـ
حديث أبي ثعلبة الخشني
رواه عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن جارية اللخمي أبي أمية الشعباني عن أبي ثعلبة الخُشَني، ورواية عبدالله بن المبارك عن عتبة قد رواها البخاري في التاريخ في ترجمة يحمد أبي أمية الشعباني!
وقد روى هذا الحديث عن عتبة ستة، فيما وقفت عليه
فالثقات أربعة: عبدُ الله بن المبارك، وبقية بن الوليد، وصدقةُ بنُ خالد، ومحمد بن شعيب بن شابور،
والضعفاء أيُّوب بن سويد، وصدقةُ بنُ يزيد،
وجاءت الزيادة من طريق عبد الله بن المبارك إلا أنه أعضلها، ومن طريق أيوب بن سويد، وهو ضعيفٌ لا يُعتبرُ بحديثه، وصدقة بن يزيد وهو ضعيفٌ كذلك، إن لم يكن منكر الحديث.
رواية أيوب بن سويد (ضعيفٌ)
قال أبو جعفر بن جرير الطبري في جامع البيان (ط دار هجر – عن موسوعة جوامع الكلم): حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْرَائِيلَ السَّلالُ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: ثنا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ اللَّخْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}، فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وسَلَّم، فَقَالَ: أَبَا ثَعْلَبَةَ، ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِذَا رَأَيْتَ دُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَشُحَّا مُطَاعًا، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيهِ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ، أَرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ لِلْمُتَمَسِّكِ يَوْمَئِذٍ، بِمِثْلِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا مِنْهُمْ؟ قَالَ: لا، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا مِنْكُمْ
كلام أهل العلم في أيوب بن سويد
قلت: أيوب بن سويد ضعيفٌ عند أهل العلم، وإليك ما تيسر جمعه من أقوالهم فيه:
قال أبو عبد الله البخاريُّ في التاريخ (1/ 1333): يتكلمون فيه. وقال مثل ذلك (2/ 1522) و قال (2/ 2708): أمَّا أيُّوبُ فليس بقويٍ
قال ابن معين (في الجرح والتعديل 2/ 891 وتاريخ الدارمي 135): ليس بشيء.
وقال (في تاريخ الدوري 5084): أيوب بن سويد شاميٌّ وليس بشيء.
وقال (تاريخ الدوري 5248): أيوب بن سويد ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث، قال أهل الرملة: حَدَّثَ عن ابن المبارك بأحاديث ثم قال: حَدَّثَني أولئك الشيوخ الذين حَدَّثَ عنهم ابنُ المبارك.
وقال (الجرح والتعديل 2/ 891): كان يقلبُ حديث ابن المبارك، والذي حَدَّث به عن مشايخه الذين أدركهم، فيقلبه على نفسه.
وقال أبو حاتم (الجرح والتعديل 2/ 891): أيوب بن سويد هو لَيِّنُ الحديث.
قال أبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب 112: عقب الحديث 5120: أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ضَعِيفٌ.
وقال (سؤالات الآجري 1783): ضعيفٌ، غَرِقَ في بحر القُلزُم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الترمذي في كتاب العلل، باب 1: 4343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ تَرَكَ حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَسْلَمِىِّ وَمُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعُثْمَانَ الْبُرِّىِّ وَرَوْحِ بْنِ مُسَافِرٍ وَأَبِى شَيْبَةَ الْوَاسِطِىِّ وَعَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ وَأَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ وَأَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ وَنَصْرِ بْنِ طَرِيفٍ - هُوَ أَبُو جَزْءٍ - وَالْحَكَمِ وَحُبَيِّبِ بْنِ حُجْرٍ. وَالْحَكَمُ رَوَى لَهُ حَدِيثاً فِى كِتَابِ الرِّقَاقِ ثُمَّ تَرَكَهُ وَقَالَ حُبَيِّبٌ لاَ أَدْرِى.
وقال النسائي في كتاب الجمعة، باب 45، عقب الحديث 1432: وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وقال في كتاب الضعفاء والمتروكين: 29 - أيوب بنُ سويدٍ ليسَ بثقة.
وقال الجوزجاني (بتحقيق البستوي):
278 - أيوب بن سويد واهي الحديث، وهو بعدُ متماسك.
رواية بَقِيَّةَ بن الوليد
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في السنن الواردة في الفتن وغوائلها (ط دار العاصمة، بتحقيق د/ رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري 1416هـ):
295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ.: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فَقَالَ: سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا يَدَ لَكَ بِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَوَامِّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قلت: لعل قوله عقبة تحريفٌ صوابه عتبة، والله أعلم
قلت وليس في هذه الرواية التفضيل على الصحابة،
من كلام أهل العلم في بقية بن الوليد
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 1728)
أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلىَّ، قال: سئل أبي عن بقية وإسماعيل بن عياش، فقال: بقية أحب إلىَّ، فإذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا - يعنى لا تقبلوه.
وقال الإمامُ أحمد (العلل برواية عبد الله 3141): بقيةُ إذا حَدَّثَ عن المعروفين مثل بحير بن سعد وغيره [قلت: الظاهر من سياق النصوص الأربعة السابقة على هذا النص أن الإمام أحمد يعني أنه ثقة. وراجع أيضا النص 4128]
وقال عبد الرحمن في الجرح والتعديل (2/ 1728):
أنا بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: سُئِلَ يحيى بن معين عن بقية بن الوليد، قال: إذا حَدَّثَ عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأمَّا إذا حَدَّثَ عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا.
فقيل ليحيى: أيما اثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟ قال كلاهما صالحان.
وقال الدارمي (في تاريخه عن يحيى بن معين)
190 - قلتُ: فَبقيَّةُ بن الوليد، كيفَ حديثه؟ فقال: ثقةٌ،
191 - قلتُ: هو أحبُّ إليك أو محمد بن حرب؟ فقال: ثقةٌ وثقة.
وقال يحيى بنُ معين أيضا (تاريخ الدوري 5043): إذا لم يُسَمِّ بقيةُ الرجل الذي يروى عنه وكنَّاهُ فاعلم أنه لا يساوي شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو حاتم (الجرح والتعديل 2/ 1728): يُكتَبُ حديث بقية ولا يحتج به وهو أحب إلى من إسماعيل بن عياش.
وقال الجوزجاني (الشجرة في أحوال الرجال بتحقيق البستوي):
316 - سألت أبا مسهر عن إسماعيل بن عياش وبقية. فقال: كُلٌّ كان يأخذ عن غير ثقة، فإذا أخذت حديثه عن الثقات فهو ثقة.
قلتُ: ثمَّ نقل الجوزجاني عن أبي اليمان الحكم بن نافع أنه قال:
317 - وأما أبو يحمد فرحمه الله وغفر له ما كان يبالي إذا وجد خرافة عمن يأخذه، فأما حديثه عن الثقات فلا بأس به.
وقال أبو زرعة (الجرح والتعديل 2/ 1728): بقية أحب إلى من إسماعيل بن عياش ما لبقية عيبٌ إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأمَّا الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة.
قلت: فالحاصلُ أن بَقِيَّةَ ثِقةٌ إذا صرَّحَ باسم شيخه، وسماعه، وسماعِ شيخِ شيخه، وهكذا الأمرُ في الحديث المتقدم، والله تعالى أجلُّ وأعلم.
رواية صدقة بن خالد
قال الإمام ابن ماجه في السنن، كتاب الفتن باب 21 (نسخة المكنز)
4014 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِى عُتْبَةُ بْنُ أَبِى حَكِيمٍ حَدَّثَنِى عَمِّى عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ عَنْ أَبِى أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِى هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يُضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) قَالَ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ وَرَأَيْتَ أَمْراً لاَ يَدَانِ لَكَ بِهِ فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ». تحفة 11881
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ (ط مكتبة الرشد، بتحقيق محمد بن صالح المديفر - 524) بهذا الإسناد
وقال الطحاوي في مشكل الآثار (مؤسسة الرسالة – عن موسوعة جوامع الكلم):
1171 - فَوَجَدْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ قَدْ حَدَّثَنَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، قُلْتُ: كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الآيَةِ؟ قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قُلْتُ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فَقَالَ لِي: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، فَقَالَ: بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا بُدَّ لَكَ مِنْهُ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ، وَإِيَّاكَ وَأَمْرَ الْعَوَامِّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، صَبْرٌ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ كَأَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَبْلَهُ عَمْرَو بْنَ جَارِيَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً وَوَجَدْنَا يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
رواية صدقة بن يزيد الخراساني (وهو ضعيفُ الحديث)
راجع ما قبله من رواية الطحاوي في المشكل،
قال الطحاوي في مشكل الآثار (مؤسسة الرسالة – عن موسوعة جوامع الكلم)، عقب الحديث المتقدم:
وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَبْلَهُ عَمْرَو بْنَ جَارِيَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
قلتُ: وكلام أهل العلم في صدقة بن يزيد يدل على شدة ضعفه، ومع ذلك فليس في هذه الرواية التفضيل على الصحابة.
كلامُ أهل العلم في صدقة بن يزيد الشامي
قال أبو عبد الله البخاري في التاريخ (4/ 2882): وقال الوليد: نا صدقة، نا العلاء، عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحج. منكرٌ (وراجع التاريخ الأوسط 4/ 1075 ط دار الرشد)
وقال (ضعفاء العقيلي 738): منكرُ الحديث.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 1893): صدقة بن يزيد خراسانيُّ الأصل صار إلى الشام، وسكن الرملة.
وقال يحيى بنُ معين (تاريخ الدوري 5059): وصدقة بنُ يزيد الدمشقي صالح الحديث.
وقال: صدقةُ بن عبد الله الدمشقي وصدقة بن يزيد الدمشقي ضعيفانِ ليسا بشيء، وأرفعهم صدقةُ بنُ خالد (سؤالات ابن الجنيد 384)
وقال أحمد بن حنبل (العلل ومعرفة الرجال برواية عبد الله 1313): حديثُه حديثٌ ضعيفٌ، يُحَدِّثُ عن حماد بن أبي سليمانَ، وهو ضعيفٌ
وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (4/ 1893): صالحٌ، وصدقةُ بن خالدٍ أحبُّ إليَّ منه.
وقال يعقوب بنُ سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 438): دمشقيٌّ حسنُ الحديث.
وقال أبو داود (سؤالات الآجريِّ بتحقيق البستوي 1624): كان أحمدُ يضَعِّفه، وكان يحيى يقولُ ليس به بأس.
وقال أبو زرعة الدمشقي (التاريخ 907): شيخٌ ثقةٌ، روى عنه الوليدُ بنُ مسلم
وقال الجوزجاني (بتحقيق البستوي):
285 - صدقةُ السمينُ
286 - وصدقة بن يزيد لَيِّنا الحديث.
وقال النسائي (في الضعفاء والمتروكين 308):صدقةُ بنُ يزيدٍ ضعيفٌ خراسانيُّ الأصل.
وقال أبو حاتم بنُ حبان في المجروحين (ط حمدي السلفي491): كان ممن يُحَدِّثُ عن الثقات بالأشياء المعضلات على قلة روايته، لا يجوزُ الاشتغالُ بحديثه عند الاحتجاجِ به.
وقال ابن عدي في الكامل (926): ساق له أحاديث ثم قال: ولصدقة غير ما ذكرتُ، وما أقرب أحاديثه من أحاديث صدقة بن عبد الله وصدقة بن موسى، الَّذَين تقدم ذكرهما قبل ذكره، يقربُ بعضهم من بعض، وثلاثتهم إلى الضعفِ أقرب منهم إلى الصدق، وأحاديثهم بعضها مما يتابعونهم عليها وبعضها لا يُتابعهم أحدٌ عليها
وقال ابنُ شاهين في الثقات: (578) صدقة بن يزيد الدمشقي صالح الحديث.
وقد ذكره الذهبي في الميزان، وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3919 ط دار البشائر) قال: وذكره ابنُ الجارود والساجي والعقيلي في الضعفاء.
رواية عبد الله بن المبارك
رواها البخاري في التاريخ في ترجمة يحمد!
قال أبو عبد الله البخاري في ترجمة يحمد أبي أمية الشعباني:
(8/ 3583) يحمد أبو أمية الشعباني، هو الشاميُّ، سمع أبا ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيهن كقبض على الجمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قاله لي عبد الله بن عثمان عن ابن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم عن عمرو بن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني.
وقال أبو داود في كتاب الملاحم باب 17:
4341 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِىُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِى حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِىُّ حَدَّثَنِى أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىُّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ فَقُلْتُ يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِى هَذِهِ الآيَةِ (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ - يَعْنِى بِنَفْسِكَ - وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ». وَزَادَنِى غَيْرُهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ «أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ». تحفة 11881
ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في السنن الكبرى (آداب القاضي ح20688 نسخة المكنز - على الحاسب)، وابن عبد البر في التمهيد
وقال الترمذي في كتاب تفسير القرآن باب 6:
3335 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِى حَكِيمٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِىُّ عَنْ أَبِى أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِىِّ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِىَّ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَصْنَعُ فِى هَذِهِ الآيَةِ قَالَ أَيَّةُ آيَةٍ قُلْتُ قَوْلُهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيراً سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ «بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعاً وَهَوًى مُتَّبَعاً وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِى رَأْىٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعِ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّاماً الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ». قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَنِى غَيْرُ عُتْبَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلاً مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ «لاَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. تحفة 11881 - 3058
وقال محمد بن نصر المروزي في السنة (ط دار غراس بتحقيق سليم الهلالي)
23 - حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَمْروِ بْنِ جَابِرٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ، وَإِيَّاكَ وَأَمْرَ الْعَوَامِّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ، قَالَ: وَزَادَ نِي غَيْرِهِ قِيلَ لَهُ: خَمْسِينَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: خَمْسِينَ مِنْكُمْ
ورواه أيضا أبو يعلى الموصلي وعنه ابن حبان في التقاسيم والأنواع:
قال ابن حبان رحمه الله (الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان):
385 - أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، فقَالَ: بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ، وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ، قَالَ وَزَادَنِي غَيْرُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: خَمْسِينَ مِنْكُمْ،
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه: يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ الْمُبَارَكِ هُوَ الَّذِي قَالَ: وَزَادَنِي غَيْرُهُ
قلت: ومن هذه الروايات نتبين أن لفظ خمسين منكم الصوابُ فيه أنه معضلٌ، وقد أبهمَ ابنُ المباركِ راويه، فلا حجة في هذا اللفظ البتة، ولا ينفعه أن ضعيفا قد وصله، فإن عبد الله بن المبارك أرجح من ملء الأرض من أمثالهما، والله تعالى أجلُّ وأعلم.
رواية مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ
راجع رواية الطحاوي في المشكل وقد تقدمت.
قال الطحاوي:
وَوَجَدْنَا يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في التفسير (ط مكتبة نزار مصطفى الباز):
6915 - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَمْر بْنُ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِهَذِهِ الآيَةِ؟ قَالَ: وَأَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فقال أَبُو ثَعْلَبَةَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فَقَالَ: بَلِ أمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيهِ، وَرَأَيْتَ أَيَّامَ الصَّبْرِ، صَبْرٌ مِنْهُنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ كَأَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قلتُ: ومن طريق العباس بن الوليد بن مزيد رواه البيهقي في السنن الكبرى (آداب القاضي ح20688)
وقال الحاكم في المستدرك كتاب الرقاق (ج4/ 322):
(وفي نسخة مقبل بن هادي الوادعي برقم 7993) حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ سَابُورَ، ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَارِثَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، أَنَا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلا، فَقَالَ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ، مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لا بُدَّ لَكَ مِنْ طَلَبِهِ، فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ، وَدَعْهُمْ وَعَوَامَّهُمْ، فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، صَبْرٌ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
قلت: ما تحته خط لعله تصحيفٌ، الأول صوابه شابور (راجع تعليق مقبل الوادعي عليه)، والثاني صوابه جارية.
وعن أبي عبد الله الحاكم رواه البيهقي في الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد
فهذه الرواية أيضا ليس فيها ذكر التفضيل على الصحابة
يتبعُ إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 02:56]ـ
حديث عبد الله بن مسعود (حديثٌ ضعيفٌ)
قال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير (ط. دار العلوم والحكم بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي – عن موسوعة جوامع الكلم):
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الأَخْرَمُ الأصبهاني، قَالا: ثنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسِينَ شَهِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: مِنْكُمْ
قال الألباني – رحمه الله – في الصحيحة 494، معلقا على هذا الإسناد: {قلت: وهذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلهم ثقاتُ رجال مسلم}
كذا قال: لأن الذي في المعجم الكبير للطبراني: سهل بن عثمان البجلي، وفي مسند البزار والأفراد للدارقطني (سهل بن عامر البجلي)
ونقل الدكتور/ محفوظ الرحمن زين الله قول الهيثمي تعليقا على هذا الحديث:
رواه البزار والطبراني بنحوه، إلا أنه قال: للمتمسك أجر خمسين شهيدا، فقالوا يا رسول الله، منا أو منهم؟ قال: منكم. ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي، وثقه ابن حبان. (مجمع الزوائد 7/ 282) (وهو يعزو إلى ط. دار الكتاب بيروت 1967م؟؟؟!)
وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في البحر الزخار:
1776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَمْسِينَ مِنْهُمْ أَوْ خَمْسِينَ مِنَّا؟ قَالَ: خَمْسُونَ مِنْكُمْ وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وقال الدارقطني في الأفراد (كما في أطراف الغرائب والأفراد:طبعة دار التدمرية ح3687): تفرد به سهل بن عامر البجلي عن عبد الله بن نمير عن الأعمش عن زيد.
كلامُ أهل العلم في سهل بن عامر البجلي
فأما سهل بن عامر البجلي، فقد:
قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. (الجرح والتعديل 4/ 873)
وقال الإمام البخاري: سهل بن عامر البجلي الكوفي عن مالك بن مغول، منكر الحديث.
وعَقَّب ابن عدي على ذلك بقوله: ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصَّةً، وعن غيره ليست بالكثيرة، وأرجو أنه لا يستحقُّ ولا يستوجبُ تصريح كذبه (الكامل 859)
وفي التاريخ الأوسط للبخاري (ج4/ (1545) ط دار الرشد)، قال: سهل بن عمار البجلي الكوفي، عن مالك بن مغول، منكر الحديث، لا يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 290)
وقد اكتفى الذهبي في الميزان بإيراد كلام البخاري وأبي حاتمٍ فيه!
طريق أخرى لهذا الحديث
وللحديث طريق أخرى ذكرها الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه (ط دار طلاس، بتحقيق سكينة الشهابي – عن موسوعة جوامع الكلم):
قال رحمه الله:
هاشم بن بشير أبو هذيل الكوفي
حَدَّث عن الأعمش، روى عنه عيسى بن جعفر القاضي الكوفي.
أَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، إِمْلاءً، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ السَّمْحِ، نا عَلِيٌّ زَنْجَةُ الرَّازِيُّ، نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي كُوفِيٌّ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ هَاشِمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامُ صَبْرٍ فَلِلْمُتَمَسِّكِ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرٌ كَبِيرٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟، قَالَ: مِنْكُمْ
وقال الدارقطني في الأفراد (3863): تفرد به هَاشِمُ بْنِ بشرٍ أبو الْهُذَيْلِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، و أَبِي ذَرٍّ،
قلت: في طبعة دار التدمرية (هاشم بن بشر) والرقم رقم هذه الطبعة، والله أعلمُ بالصواب. وقال المحقق: {ينظر تلخيص المتشابه 2/ 837}
ولم أقف لهاشم بن بشير على ترجمة إلا ما ذكر الخطيب في تلخيص المتشابه، والظاهر أنه مجهول، وقد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش، ولا تَحتَمِلُ حاله أن يتفرَّدَ عن حافظٍ مُكثرٍ مشهورٍ كسليمان بن مهران الأعمش، وأين كان أصحابُ الأعمشِ الكبار من هذا الحديث؟
وعليه فلفظ منكم ضعيفٌ من هذا الطريق أيضا إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 03:10]ـ
حديث أبي ذرٍّ جندب بن جنادة الغفاريِّ
تقدَّمَ الكلامُ عليه في الباب السابق.
حديث صدى بن عجلان أبي أمامة الباهلي (ضعيفٌ جداً)
رواه علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامةقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيءٍ إقبالا وإدبارا
ومداره على علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيفٌ، ويأتي إن شاء الله تعالى جانبٌ من كلام أهل العلم فيه، وللحديث طريقان عنه فيما وقفتُ عليه:
1. فرواه أحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ عن عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْر عن علي بن يزيد،
2. ورواه الطبراني من طريق الْمُشْمَعِلِّ بْنِ مِلْحَانَ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ،
رواية مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ عن عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْر عن علي بن يزيد
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدَّاً، مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ متروك الحديث، ورواية عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد منكرة، وتفصيلُ ذلك يأتي إن شاء الله.
رواه أحمد بن منيع كما في المطالب العالية (ط دار العاصمة بتحقيق التويجري)، قال:
4471 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، حَتَّى أِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا الْفَاسِقُ وَالْفَاسِقَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ: أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا إِلَّا الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، وَقِيلَ لَهُمَا: أَتَطْغَيَانِ عَلَيْنَا؟ حَتَّى يُشْرَبَ الْخَمْرُ فِي نَادِيهِمُ الْمُنْكَرُ، وَمَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلَا حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ، وَيَقُولُونَ: لَا بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ، يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا، وَهُمْ يَنْظُرُونَ كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: لَوْ تَجَنَّبْتُمُوهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَقَنِي،
قال الحافظ – رحمه الله - هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ
وقال الحارث بن أبي أسامة (770) مثل ما قال أحمد بن منيع (بغية الباحث عن زوائد الحارث ط دار الطلائع، بتحقيق مسعد بن عبد الحميد السعدني)
رواية الْمُشْمَعِلِّ بْنِ مِلْحَانَ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ
وهذا أيضا إسنادٌ ضعيف، مُطَّرحُ بنُ يزيدٍ ضعيفٌ،
وقال أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير (بتحقيق حمدي السلفي) (عن موسوعة جوامع الكلم):
(يُتْبَعُ)
(/)
7807 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، ثنا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، عَنْ مُطَّرِحِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالا وَإِدْبَارًا، أَلا وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَفْقَهَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا حَتَّى لا يَبْقَى إِلا الْفَاسِقُ، وَالْفَاسِقَانِ ذَلِيلانِ فِيهَا، إِنْ تَكَلَّمَا قَهْرًا وَاضْطُهِدَا، وَإِنَّ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ، أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ بِأَسْرِهَا، فَلا يَبْقَى إِلا الْفَقِيهُ وَالْفَقِيهَانِ، فَهُمَا ذَلِيلانِ إِنْ تَكَلَّمَا قَهْرًا وَاضْطُهِدَا، وَيَلْعَنُ آخِرُ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلا وَعَلَيْهِمْ حَلَّتِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَشْرَبُوا الْخَمْرَ عَلانِيَةً حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالْقَوْمِ، فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ، فَيَرْفَعُ بِذَيْلِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: يَوْمَئِذٍ أَلا وَارِ مِنْهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ، فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ، فَمَنْ أَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ رَآنِي، وَآمَنَ بِي، وَأَطَاعَنِي، وَتَابَعَنِي
وذكره مرة أخرى
7863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالا وَإِدْبَارًا، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وفي ذكر هذه الأسانيد الغنية إن شاء الله تعالى،
كلام أهل العلم في مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ
قال الحافظ ابن حجر في التقريب (6148): متروك،
وراجع ترجمة محمد بن عبيد الله بن ميسرة العزرمي في ميزان الاعتدال، للذهبي، وترجمة محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العزرمي في تهذيب التهذيب،
وأكتفي هنا بنقل نماذج من أقوال أهل العلم فيه:
قال أَحْمَدَ بن حنبل: ومحمد بن عبيد الله ترك الناس حديثه. (العلل برواية عَبْد اللَّهِ بن أَحْمَدَ 539)
وقال يحيى بن معين:
ومحمد بن عبيد الله العرزمي ليس بشيء. (تاريخ عباس الدوري 1355) (وسؤالات ابن الهيثم 170)
وقال: محمد بن عُبَيد الله العرزمي لا يكتب حديثه. (تاريخ عباس الدوري 2245).
وقال ابن الجنيد: قيلَ ليحيى، وأنا أسمع: أيما أمثل: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع أو العزرمي؟ فقال: ما فيهما ماثل. (سؤالات ابن الجنيد 48)
وقال البخاري: تركه ابن المبارك، ويحيى (التاريخ الكبير 1/ 513، والضعفاء 349 بتحقيق ابن أبي العينين، والكامل 1622، وراجع التاريخ الأوسط ج3/ 785 ط الرشد)
وقال أبو حاتم: ضعيفُ الحديث جدا (الجرح والتعديل 8/ 5)
وقال أبو زرعة: لا يُكتَبُ حديثه (الجرح والتعديل 8/ 5)
وقال الجوزجاني: محمد بن عبيدالله العرزمي ساقط (الشجرة في أحوال الرجال، 51، بتحقيق البستوي)
وقال النسائي: محمد بن عبيد الله العزرمي متروك الحديث (في الضعفاء والمتروكين 521 والكامل 1622)
وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (451)
وقال مُحَمَّد بن عمرو بن أبي مذعور، عن وكيع: كان العزرمي رجلا صالحا، وذهبت كتبه، فكان يحدث حفظا، فمن ذلك أتي، قال: وإنما عزرم أسود مولى للنخع (الضعفاء للعقيلي 1669)
وقال ابن عدي: عامة رواياه غير محفوظة (الكامل 1622 وراجع سائر الترجمة)
وقال ابن حبان: كان صدوقا، إلا أن كتبه ذهبت، وكان رديء الحفظ، فجعل يحدث من حفظه ويهم، فكثر المناكير في روايته، تركه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي ويحيى بن معين (وراجع سائر الترجمة 919 في كتاب المجروحين)
من كلام أهل العلم في المُطَّرِح بن يزيد أبي المهلب
قال يحيى ين معين (تاريخ الدارمي 730): ليسَ بشيءٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال (تاريخ الدوري1723): مُطَّرح هو مطرح بن يزيد ويكنى أبا المهلب، وروى سفيان وأبو بكر بن عياش عنه وليس بشيء.
وقال (تاريخ الدوري 2209) مُطَّرِح بن يزيد أبو المهلب كوفيٌّ ليس حديثه بشيء، وهو صاحب عبيد الله بن زحر مصري.
وقال (تاريخ الدوري 5106) مطرح بن يزيد هو أبو المهلب، ليس بثقة.
وقال (معرفة الرجال لابن محرز- 52): مطرح بن يزيد ليس يسوى شيئا
وقال (سؤالات ابن الجنيد 549): عُبيدُ الله بن زحر ومُطَّرِحُ بن يزيد ضعيفا الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 8/ 1870): ضعيفُ الحديث.
وقال (العلل 151): مُطَّرحٌ ضعيفُ الحديث.
وقال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 8/ 1870): ليس بالقوي، هو ضعيفُ الحديث، يروى أحاديث ابن زحر عن على بن يزيد، فلا أدري من على بن يزيد أو منه.
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي (2/ 433): حدثنا أحمدُ بن يونسَ، قال: حدثنا أبو بكر بن عيَّاش عن مُطَّرحِ بن يزيد بن المهلب – وهو ضعيفٌ – عن عبيد الله بن زحرٍ وهو ضعيفٌ.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي (الضعفاء والمتروكون 566): مُطَّرِح بن يزيد ضعيفٌ
وقال ابن حبان – بعد أن دافعَ عنه بأن الضعف إنما هو ممن يروي عنهم مُطَّرِحٌ - في المجروحين (1064): ومُطَّرِحٌ هذا لا يُحتجُّ بروايته بحالٍ من الأحوالِ، لما يروي عن الضعفاء، فإن وجد لهم خبر صحيحٌ روى عنه ثقة عن عدل كذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موصولا، حُكم عليه حينئذٍ بترك الاحتجاجِ بما انفرد، والاعتبار بما روى عن الثقات، وترك ما روى عن الضعفاء على الأحوال.
وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (بتحقيق موفق بن عبد القادر 531)
وقال أبو جعفر العقيلي (1868 بتحقيق حمدي السلفي): لا يُتابَعُ على حديثه ولا يُعرفُ إلا به.
وقال أبو أحمد بن عدي (الكامل 1930): ومُطَّرح له غير ما ذكرت وعامة رواياته عن عبيد الله بن زحر والضعف على حديثه بَيِّنٌ.
وانتهى الحافظ في التقريب إلى أن المطَّرِح بن يزيد ضعيفٌ (نسخة شاغف 6749)
كلام أهل العلم في حديث عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد
ذهب الحافظ ابن حجر في التقريب (4319 شاغف) إلى أن عبيد الله بن زحر (صدوقٌ يخطئ)، وقد روى عن علي بن يزيد نسخةً باطلة، وهذا الحديث منها
قال عثمان بن سعيد الدارمي (تاريخه عن يحيى بن معين):
(626) قلت: فعبيد الله بن زحر كيف حديثه؟ فقال: كُلُّ حديثه عندي ضعيف. قلت: عن علي بن يزيد وغيره فقال: نعم.
ونقل المزي في ترجمة علي بن يزيد عن الغلابي عن يحيى بن معين: أحاديث عبيد اللَّه بْن زحر، وعلي بْن يزيد، عن القاسم، عن أَبِي أمامة مرفوعة ضعيفة. (وهو في تاريخ دمشق 43/ 28؟)
وقال الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (327): عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد، نسخةٌ باطلة.
من كلام أهل العلم في عليِّ بن يزيد
وقال أحمد بن حنبل (الجرح والتعديل 6/ 1142): هو دمشقي (كأنه ضعفه على ما ذكر حربُ بنُ إسماعيل)
وقال علي بن المديني (سؤالات ابن أبي شيبة 222): كان ضعيفا.
وقال أبو عبد الله البخاري: منكر الحديث (الضعفاء 267 (بتحقيق ابن أبي العينين)، والتاريخ الكبير 6/ 2470، والكامل، والضعفاءُ للعقيلي)
وعَدَّ في التاريخ الأوسط (ج3/ 25) رجالا تُكلم فيهم ممن روى عن القاسم بن عبد الرحمن: فعده فيهم وقال: في حديثهم مناكيرُ واضطراب.
وذكر الترمذي (جامع الترمذي، كتاب الاستئذان، باب 31): 2950
ج - قَالَ مُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ وَالْقَاسِمُ شَامِىٌّ. 2731
وقال (جامع الترمذي كتاب تفسير القرآن باب 32): الْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ.
وقال (ترتيب علل الترمذي 335): وعلي بن يزيد ذاهبُ الحديث.
وقال يعقوب بن شيبة (تاريخ دمشق 43/ 283): واهي الحديث، كثير المنكرات.
وقال أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 6/ 1142): ليس بقوي.
وقال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل 6/ 1142): ضعيف الحديث حديثه منكر، فإن كان ما روى على بن يزيد عن القاسم على الصحة فيحتاج أن ننظر في أمر على بن يزيد.
وقال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني (تاريخ دمشق 43\ 285): قلت لأبي حاتم ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية هي ضعاف.
وقال النسائي (في الضعفاء والمتروكين 432): متروك الحديث.
وقال أبو عيسى الترمذي (كتاب تفسير القرآن باب 32):
3499 ج - وَالْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ الْقَاسِمُ ثِقَةٌ وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ يُضَعَّفُ. 3195
وقال أبو عيسى أيضا (كتاب الزهد باب 35):
2520 ج - ..... وَعَلِىُّ بْنُ يَزِيدَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَيُكْنَى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ. 2347
فالحديثُ ضعيفٌ جداً، والله تعالى أعلم
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:29]ـ
حديث أبي هريرة (عبد الرحمن بن صخر) رضي الله عنه
وجدت في الفوائد الغرائب المنتقاة العوالي للإمام الحافظ أبي الحسن علي بن خلف (مخطوط حققه قسم المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات، تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم): قال الراوي عنه
أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَلَفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، إِجَازَةً فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثِّقَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْوَاسِطِيُّ رضي الله عنه، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ، فِي آخِرِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْحُصَيْنِ الشَّيْبَانِيُّ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِدَرْبِ عَبْدَةَ مِنْ نَهْرِ الْبَزَّازِينَ، فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السَّلَمِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا
وهذا حديث مسلسل بالثقات وليس فيه التفضيل على الصحابة، وإنما فيه مضاعفة الأجر
ووجدته أيضا في الأمالي الخميسية للشجري (ط دار الكتب العلمية – 1422هـ بتحقيق محمد حسن إسماعيل – عن موسوعة جوامع الكلم)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلَانَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّصْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ -، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن يُوسُفَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامُ الصَّبْرِ الْمُتَمَسِّكُ، فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا
وقال المرشد بالله الشجري أيضا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَرَّازُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْمُزَكِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ أَجْرُ الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلًا
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحسن بن أحمد بن محمد العطار في فتيا وجوابها (مخطوط بتحقيق قسم تحقيق المخطوطات بشركة أفق تحت إشراف د/ أحمد معبد عبد الكريم):
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، وَهِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالا: أَنْبَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَيْلانَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَكِّي، أَنْبَا أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ بَعْدِي أَيَّامَ الصَّبْرِ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ عَامِلا
قلت: أَبُو النَّضْرِ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ من شيوخ الإسماعيلي، ذكره في المعجم (217)، والظاهر أنه ابنُ الإمام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، صاحبِ مختصر المختصر،
من كلام أهل العلم في رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
قال الحافظ ابن رجب في باب أصحاب يحيى بن أبي كثير من شرح العلل (2/ 486 عتر – 2/ 677 همام):
وذكر أحمد في رواية غير واحدٍ من أصحابه أن الأوزاعي كان لا يُقيمُ حديثَ يحيى بن أبي كثير. ولم يكن عنده كتابٌ، إنما كان يُحدث به من حفظه ويهم فيه، ويروي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب.
وقال (2/ 645 عتر – 2/ 799 همام):
وتكلم الإمام أحمدُ في حديثه عن يحيى بن أبي كثيرٍ خاصَّةً، وقال: لم يكن يحفظه جيدا، فيخطئُ فيه.
وقال المروذي في سؤالاته للإمام أحمد (ط دار الإمام أحمد بتحقيق وصي الله بن محمدعباس):
268 - قلت له: فتعرفُ عن الوليد عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. متى كتبت نبيا؟
قال: هذا منكر، هذا من خطأ الأوزاعي، هو كثيرا مما يخطئ عن يحيى بن أبي كثير، كان يقول: عن أبي المهاجر، وإنما هو أبو المهلب.
قلت: كلمة مما لعل صوابها ما، والنص في كتاب العلل للخلال النص 93، ص173. وفيه (يخطئ كثيرا على يحيى بن أبي كثير)،
والظاهر أن إسناد هذا الحديث الذي ننظر فيه هو هو إسناد الحديث الذي أعلَّه أحمد، فيما رواه عنه المرُّوذي، (بداية من الأوزاعي) مع أنَّ مسلماً روى في أربعة عشر موضعا من حديث الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال البخاري في كتاب بدء الخلق، باب 11:
3285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «إِذَا نُودِىَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ، فَإِذَا قُضِىَ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِىَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الإِنْسَانِ وَقَلْبِهِ، فَيَقُولُ اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا. حَتَّى لاَ يَدْرِى أَثَلاَثاً صَلَّى أَمْ أَرْبَعاً فَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثَلاَثاً صَلَّى أَوْ أَرْبَعاً سَجَدَ سَجْدَتَىِ السَّهْوِ». أطرافه 608، 1222، 1231، 1232 تحفة 15393
والبخاري – رحمه الله - عالمٌ بالعلل، لا ينتقي إلا ما عرف صحته، وكذلك مسلمٌ – رحمه الله - ففي القلب من الحديث الذي نحنُ بصدده شيءٌ، أخشى أن يكون مما أخطأ فيه الأوزاعي على يحيى بن أبي كثير، فإن لم يكن خطأً، فهو دليلٌ آخر على نكارة لفظ ((خمسين منكم))، إذ أنه ليس فيه التفضيل على الصحابة، والله تعالى أعلم،
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:48]ـ
حديث عتبة بن غزوان رضي الله عنه (حديثٌ منقطعٌ)
قال محمد بن نصر المروزي في السنة (طبعة دار غراس بتحقيق سليم الهلالي):
(يُتْبَعُ)
(/)
24 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَخِي بَنِي مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ مِنْكُمْ
وقال أبو القاسم الطبراني في مسند الشاميين (17 - ط مؤسسة الرسالة بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي):
إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ السلمي،
ولم يسمع منه
15 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَخِي بَنِي مَازِنٍ وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَاءِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: لا بَلْ مِنْكُمْ ثَلاثَ. مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَ
وقال في المعجم الأوسط (ط دار الحرمين بتحقيق أبي معاذ طارق بن عوض الله)
3121 - حَدَّثَنَا بَكْرٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَخِي بَنِي مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَكَانَ مِنِ الصَّحَابَةِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَمِنْهُمْ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِنْكُمْ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوَمِنْهُمْ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِنْكُمْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، أَوْ أَرْبَعًا، لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُتْبَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ
وقال أبو القاسم الطبراني في المعجم الكبير (الطبعة الثانية: طبعة العلوم والحكم بالموصل: عن موسوعة جوامع الكلم):
حدثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبْحٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ أَخِي بَنِي مَازِنِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الْمُتَمَسِّكُ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَهُ كَأَجْرِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ مِنْكُمْ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: لا، بَلْ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعًا
وقال العراقي في تحفة التحصيل (ط دار الخانجي بتحقيق د/ رفعت فوزي) (الترجمة 11 - إبراهيم بن أبي عبلة): وقال المزي: روى عن عتبة بن غزوان ولم يدركه.
قلت: وهو في تهذيب الكمال (19/ 317): قال المزي - رحمه الله - في ترجمة عتبة بن غزوان: روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة ولم يدركه.
قلت: وقد توفي عتبة بن غزوان سنة 17هـ وتوفي إبراهيم بن أبي عبلة سنة 152هـ، فأني يدركه؟
فهذا إسناد منقطعٌ فليسَ بشيء.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 05:01]ـ
حديث أنس بن مالكٍ
ورد حديثان عن أنس: حديثُ سعيد بن أبي الحسن عنه، وحديث عمر بن شاكرٍ عنه.
حديث سعيد بن أبي الحسن عن أنس
قال أبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث (ط الدار السلفية بومبائي – عن موسوعة جوامع الكلم):
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ، ثُمَّ تَظْهَرُ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ: سَكْرَةُ الْجَهْلِ، وَسَكْرَةُ حُبِّ الْعَيْشِ، وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ ذَلِكَ، فَلا تَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ، وَلا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ، وَلا تُجَاهِدُونَ فِي اللَّهِ.، الْقَائِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ صِدِّيقًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بَلْ مِنْكُمْ
وقد رواه عنه أبو نعيم، قال أبو نعيم في حلية الأولياء (ج8/ص48 ط مطبعة السعادة – عن موسوعة جوامع الكلم):
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَسْلَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، يَذْكُرُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْتُمُ الْيَوْمَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ تَأْمُرُونُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُجَاهِدُونَ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ تَظْهَرُ فِيكُمُ السَّكْرَتَانِ: سَكْرَةُ الْجَهْلِ، وَسَكْرَةُ حُبِّ الْعَيْشِ، وَسَتُحَوَّلُونَ عَنْ ذَلِكَ، فَلا تَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ، وَلا تُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْقَائِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَهُمْ أَجْرُ خَمْسِينَ صِدِّيقًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ، قَالَ: لا بَلْ مِنْكُمْ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ
قلتُ: أسلمُ شيخ ابن عيينة مجهول الحال!
ترحمته في التاريخ الكبير 2/ 1570، والجرح والتعديل 2/ 1149
تفرَّد عنه ابن عيينة،
والله تعالى أجلُّ وأعلم، وأما حديث معاذ فيأتي الكلامُ عليه إن شاء الله، وإنما ذكرت الحديث بطوله لإشارة أبي نعيم إلى حديث معاذ.
حديث عمر بن شاكر عن أنس
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب الفتن من الجامع، باب 73:
2428 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِىُّ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّىِّ الْكُوفِىِّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. تحفة 1107 - 2260
وقال أبو عيسى في العلل الكبير بترتيب أبي طالب القاضي:
611 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ».
سألَ محمداً عن عمر بن شاكر فقال: هو مقارب الحديث، روى عنه عثمان الكاتب وغير واحد.
كلام أهل العلم في عمر بن شاكر
قلت: عمر بن شاكرٍ قد ضعَّفه بعضُ أهل العلم:
قال أبو حاتم: ضعيفُ الحديث يروي عن أنسٍ المناكير (الجرح والتعديل 6/ 619)
وقال ابن عدي في الكامل (1229): يُحدِّث عن أنس بنسخةٍ قريب من عشرين حديثا غير محفوظة.
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد، ثنا إسماعيل بن موسى الفزاريُّ، ثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسَلَّم: يأتي على الناس زمانٌ الصابرُ منهم على دينه له أجر خمسين منكم. قلنا: يا رسول الله، خمسين منا؟؟ قال: خمسين منكم.
وبإسناده قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يَأْتِى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ».
ثم ساق له أحاديث ... وقال: ولعُمَر بن شاكر غيرُ ما ذكرتُ، وأحاديثه غيرُ محفوظة
وقد ذكر ابن حبان عمر بن شاكرٍ هذا في الثقات (5/ 151)
وقال الذهبي في الميزان (6141 دار الكتب العلمية): أدخله ابن حبان في الثقات فنُقِمَ عليه ذلك،
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 05:25]ـ
حديث معاذ بن جبل
تقدم حديث أبي نعيم في الحلية، في باب حديث سعيد بن أبي الحسن عن أنس، عَقَّب عليه أبو نعيم بالقول:
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ
قلت: الأسود بن ثعلبة تفرَّد عنه عبادة بن نسي
قال الحافظ في التقريب: مجهولٌ، ولم يتعقبه صاحبا التحرير.
قال البخاري في التاريخ (1/ 1422)
الأسود بن ثعلبة: عن عبادة بن الصامت، روى عنه عبادة بن نسي، يعد في أهل الشام.
وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (1/ 1071):
الأسود بن ثعلبة: عن عبادة بن الصامت، روى عنه عبادة بن نسي الكندي
وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 33).
فهذا الحديث ضعيفٌ أيضا.
الخلاصة
الظاهر مما تقدم أن التفضيل على الصحابة لم يأت من طريق يُفرحُ بها، بل هو منكر،
ولا يخلو شيءٌ من ما سبق ذكره من الأحاديث من مقال،
فأحسنها إسنادا حديث أبي هريرة، لولا الكلام في رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير،
وحديث أبي ثعلبة الخشني تفرد به أبو أمية الشعباني، عمرو بن جارية اللخمي، وقد تفرَّد عنه عتبة بن حكيم (التاريخ الكبير 6/ 2516 والجرح والتعديل 6/ 1243)
قال الحافظ ابن حجر: شاميٌّ مقبول، من السابعة (5032 شاغف)، ولم يتعقبه صاحبا التحرير (4997)
فهو مقبولٌ حيثُ يتابع متابعة معتبرة، وإلا فهو لين الحديث، ولا يرقى هذا الحديث إلى درجة الاحتجاج، والله تعالى أعلم
ـ[مصطفى محمد ابراهيم]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 10:58]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(/)
طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه
ـ[السكري]ــــــــ[05 - Dec-2007, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله تعالى وأصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد فهذا دراسة حديث لحديث "من كنت مولاه فعلي مولاه " وسأنزله تباعا إن شاء الله ونرجوا من الإخوة الأفاضل أن يتحفونا بتعليقاتهم فنستفيد منهم وبارك الله فيكم أجمعين
طرق حديث علي: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))
[]- عن زاذان أبي عمر، قال: سمعت علياّ في الرّحبة، وهو ينُشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم? يوم غدير خم، وهو يقول ما قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا ً، فشهدوا أنهّم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
أخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 84)، وفي "فضائل الصحابة" (947). قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي, عن زاذان، أبي عمر، فذكره.
ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 212).
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1372) قال: ثنا عمار بن خالد، ثنا إسحاق الأزرق.
كلاهما (ابن نمير، وإسحاق الأزرق) عن عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي, عن زاذان، أبي عمر، فذكره.
O زاد أحمد في "فضائل الصحابة": "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه".
O تنبيه: وقع في المطبوع من "مسند أحمد": (زاذان بن عمر)، فهو تصحيف، والصّواب ما أثبتناه هنا، وهو: (زاذان أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، الكوفي، الضرير، البزّاز) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (9/ 263 - 265).
O قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 210): "تفرد به أحمد، وأبو عبد الرحيم هذا لا يعرف".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 135): "رواه أحمد، وفيه من لم أعرفهم".
[]- عن زياد بن أبي زياد؛ سمعت علي بن أبي طالب ينشد الناس، فقال: أنشد الله رجلاً مسلماً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا.
أخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 88) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا الربيع، يعني ابن أبي صالح الأسلمي، حدثني زياد بن أبي زياد، فذكره.
ومن طريق أحمد أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 212)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (458).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 133): "رواه أحمد، ورجاله ثقات".
[]- عن سعيد بن وهب قال: نشد على الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
O وفي رواية: ((عن سعيد بن وهب قال سمعت علياً يقول أنشد الله رجلا سمع محمد عليه السلام يقول: ((ألا إن الله وليي، وأنا ولي المؤمنين من كنت وليه فإنّ علياً وليه فقام ستة نفر فشهدوا بذلك)). ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 214).
O وفي رواية: عن سعيد بن وهب قال: قال علي في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: ((إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره)) قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة، وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه وابغض من أبغضه)) وساق الحديث. النسائي (8483، 8542)، وخصائص علي (98، 157). والضياء في (481). (ليس عند الضياء قول: عمرو ذم مر).
أخرجه أحمد في "مسنده" (5/ 366)، وفي "فضائل الصحابة" (1021) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب، فذكره.
ومن طريق أحمد أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 211)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (479).
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8471)، وفي "خصائص علي" (86) قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد، به.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8483، 8542)، وفي خصائص علي" (98، 157)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (481) كلاهما من طريق الفضل بن موسى السيناني.
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 213 - 214) من طريق يحيى بن يعلى. كلاهما عن الأعمش.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 214) من طريق خالد بن عبد الله، عن الأجلح.
كلاهما (شعبة، والأعمش، والأجلح) عن أبي إسحاق، قال: سمعت سعيد بن وهب، فذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
O زاد النسائي في "خصائص علي" (157): "وقال حارثة بن مضرب: قام عندي ستة".
O زاد ابن عساكر (42/ 213 - 214): ((اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
O ( محمد) الذي في إسناد النسائي هو: (محمد بن جعفر).
O لم يذكر الضياء (481): (أبا إسحاق).
O قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 210): "وكذلك رواه شعبة عن أبي إسحاق، وهذا إسناد جيد".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 130): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8472)، وفي "خصائص علي" (87) قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي قال حدثنا خلف قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: حدثني سعيد بن وهب أنه قام مما يليه ستة وقال زيد بن يثيع وقام مما يليني ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فإن علياً مولاه)).
O سُئِل الدارقطني في "العلل" (375) عن حديث: سعيد بن وهب، عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فقال: حدّث به الأعمش، وشعبة، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن علي، واختلف عن الأعمش، .. - ثم ذكر الاختلاف فيه-، وقال: "وأشبهها بالصّواب قول الأعمش، وشعبة، وإسرائيل، وإسحاق بن أبي إسحاق، ومن تابعهم والله أعلم".
[]- عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، قالا: نشد علي الناس في الرحبة: من سمع رسول الله ? يقول يوم غدير خم إلاّ قام، قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي، يوم غدير خم: ((أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا بلى، قال: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 118) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك, عن أبي إسحاق, عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع، فذكراه.
ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 210)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (480)، والمزي في تهذيب الكمال (11/ 99).
وأخرجه البزار في "مسنده" (2541 - كشف الأستار) قال: حدثنا إبراهيم بن هانئ، ثنا علي بن حكيم، به.
O عند البزار: ((فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا .. ))
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 134): "رواه عبد الله والبزار، وإسنادهما حسن".
[]- عن عمرو ذي مر وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا علياً يقول: نشدت رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام إليه ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: فأخذ بيد علي فقال: ((من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله)).
أخرجه البزار في "مسنده" (786) قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: نا عبيد الله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا، فذكروه.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 209 - 210) من طريق أبي العباس بن عقدة، نا الحسن بن علي بن عفان.
كلاهما (يوسف بن موسى، والحسن بن علي بن عفان) عن عبيد الله بن موسى.
وأخرجه الحسن بن رشيق العسكري في "جزئه" (96) من طريق سفيان بن بشر، ثنا علي بن هاشم.
كلاكهما (عبيد الله بن موسى، وعلي بن هاشم) عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا، فذكروه.
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 130): "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة وهو ثقة".
وقال الهيثمي في "مختصر زوائد مسند البزار" (2/ 302): "رجال هذا الإسناد ثقات"
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: "ولكنهم شيعة، وما أدري ما أقول".
O فيه عمر ذو مر: قال البخاري لا يعرف، وقال مرة: فيه نظر، وقال ابن عدي: هو في جملة مشائخ أبي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غيره، وقال مسلم وأبو حاتم: لم يرو عنه غير أبي إسحاق، وقال ابن حبان: في حديثه منا كير، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة". تهذيب التهذيب (8/ 106).
(يُتْبَعُ)
(/)
[]- عن زيد بن يثيع قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول على منبر الكوفة إني منشد الله رجلا ولا أنشد إلا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) فقام ستة من جانب المنبر وستة من الجانب الآخر فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم. واللفظ للنسائي.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1374) ثنا محمد بن خالد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: فذكره.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه: الضياء في "الأحاديث المختارة" (464).
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8473)، وفي "خصائص علي" (88) قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا عمران بن أبان
كلاهما (محمد بن خالد، وعمران بن أبان) عن شريك قال: عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: فذكره.
O ليس عند ابن أبي عاصم (1374) قوله: "قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: ... ".
O قال النسائي عقبه: "عمران بن أبان ليس بقوي في الحديث".
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32091) حدثنا شريك عن ابي إسحاق عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيع قال: بلغ علياً أن أناساً يقولون فيه قال: فصعد المنبر فقال: أنشد الله رجلاً ولا أنشده إلاّ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاّ إلا قام فقام مما يليه ستة ومما يلي سعد بن وهب ستة فقالوا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
وأخرجه مختصراً: ابن أبي عاصم في "السنة" (1370) قال: حدثنا أبو مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
[]- عن سعيد بن وهب وعبد خير، أنهما سمعا علياً برحبة الكوفة يقول: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فإن علياً مولاه)) قال: فقال عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 211) قال: أخبرنا أبو حفص عمر بظفر بن أحمد، أنا طراد بن محمد، أنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، نا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور، نا عبد الرزاق، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، حدثني سعيد بن وهب وعبد خير، أنهما سمعا علياً برحبة الكوفة يقول: فذكره.
[]- عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ذي مر، و زيد بن أرقم قالا: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه)).
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 192) (5059) قال: حدثنا أحمد بن زهير التستري ثنا علي بن حرب الجند يسابوري ثنا إسحاق بن إسماعيل حيويه ثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات عن أبي إسحاق، فذكره.
O سبق الكلام على (عمرو ذي مر) انظر الحديث السابق.
[]- عن عمرو ذي مر قال: شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمد أيكم سمع رسول الله يقول يوم غدير خم ما قال فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله يقول: ((من كنت مولاه فإن علياً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وأنصر من نصره)). واللفظ للنسائي.
O وفي رواية مختصرة: " سمعت علياً ينشد الناس من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) إلاّ قام فقام اثنا عشر فشهدوا".
O وفي رواية مختصرة: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه وعاد من عاداه)). العقيلي (1276)، وابن عساكر (42/ 215).
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1022) قال: حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرا ذامر، فذكره ..
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 118)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 210 - 211)، ثنا على بن حكيم، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر قال: فذكره ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8484)، وفي "خصائص علي" (99) من طريق خلف بن تميم قال: حدثنا إسرائيل.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1761) من طريق سهل بن عامر البجلي، قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن.
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1276)،و ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 215) كلاهما من طريق مخول بن إبراهيم.
وابن المقرئ في "المعجم" (15) من طريق إسحاق بن إبراهيم. كلاهما قال: حدثنا جابر بن الحر.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2109) من طريق عبد الله بن الأجلح عن أبيه.
جميعهم (شعبة، شريك، وإسرائيل، وعيسى بن عبد الرحمن، وجابر بن الحر، والأجلح) عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر قال: فذكره.
O عند عبد الله بن أحمد: ((وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
O قال العقيلي عقبه: " وقد روي هذا بإسناد أصلح من هذا الإسناد".
O قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلاّّ ابنه عبد الله".
O سبق الكلام على (عمرو ذي مر) انظر الحديث السابق.
[]- عن سعيد بن وهب و حبة العرني و زيد بن أرقم: أن علياً رضي الله عنه ناشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت وليه فعلي وليه فقام بضعة عشر فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت وليه فعلي وليه
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 191) (5058) قال: حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن سعيد ابن وهب و حبة العرني، فذكراه.
O فيه عمرو بن ثابت:: قال ابن معين: هو غير ثقة، وقال مرة: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وكذا قال أبو حاتم وزاد: يكتب حديثه كان رديء الرأي شديد التشيع، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال أبو داود: رافضي خبيث وقال في موضع آخر: رجل سوء، وقال في موضع: آخر كان من شرار الناس، وقال في موضع آخر: ليس في حديثه نكارة، وقال في السنن: وعمرو بن ثابت رافضي رجل سوء، ولكنه كان صدوقاً في الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة، ليس بثقة ولا مأمون، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال ابن عدي: الضّعف على رواياته بيِّن قلت، وقال ابن سعد: كان متشيِّعاً مفرطاً ليس هو بشيء في الحديث، ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه ورأيه، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالمستقيم، وقال العجلي: شديد التشيع غال فيه واهي الحديث، وقال البزّار: كان يتشيع ولم يترك". تهذيب التهذيب (8/ 9).
[]- عن حبة العرني، قال: نشد علي الناس في الرحبة فقام بضعة عشر رجلا منهم رجل عليه جبة تحتها إزار حضرمية صنفتها حمراء، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كنت مولاه فإن علياً مولاه)).
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 216) قال: أخبرنا علي، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا علي بن هاشم، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن حبة العرني، قال: نشد علي الناس فذكره.
O تنبيه: وقع عند ابن عدي: (حية) – بالتحتانية-، وهو تصيف، والصّواب: (حبة) –بالموحدة- وهو: حبة بن جوين بن علي بن عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عرينة العرني البجلي أبو قدامة الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال (5/ 351 - 353).
O قال السعدي: "محمد ويحيى ابنا سلمة بن كهيل واهِيَا الحديث" (الكامل 6/ 216).
O قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/ 164): "وحبة اتّفقوا على ضعفه إلاّ العجلي فوثّقه، ومشاه أحمد، وقال صالح جزرة: وسط، وقال الساجي: يكفي في ضعفه قوله: إنه شهد صفين مع علي ثمانون بدرياً".
[]- عن أبي قلابة، قال: نشد الناس علي في الرحبة فقام بضعة عشر رجلاً فيهم رجل عليه جبة عليها أزرار حضرمية، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
أخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" (1623) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال: أنبأ يحيى بن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، عن أبي قلابة، قال: فذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
[]- عن أبي الطفيل قال: جمع علي رضي الله تعالى عنه الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: ((أتعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)) قالوا: نعم يا رسول الله قال: ((من كنت مولاه، فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)) قال: فخرجتُ وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إنى سمعت علياً رضي الله تعالى عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له.
O وفي رواية: "عن أبي الطفيل قال سمعت علياً وهو ينشد الناس في الرحبة: أنشد الله امرءاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لي يوم غدير خم ما قال إلاً قام، فقام ناس من الناس فشهدوا أنا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي وهو يقول: ((اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي مما سمعت فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال ما تنكر قد سمعناه". لفظ ابن عساكر من طريق عبيدة.
O وفي رواية مختصرة: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)) قالوا: نعم، قال: ((من كنت وليه، فهذا وليه)). ابن أبي عاصم (1367).
O وفي رواية مختصرة: " من كنت وليه فعلي وليه". الطبراني (4968)، وابن أبي عاصم (1368، وعنده (مولاه) بدل: (وليه).
O وفي رواية مختصرة: ((من كنت مولاه فإن علياً مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه)). المتفق والمفترق (216)، ابن عساكر (42/ 213).
أخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 370)، وفي "فضائل الصّحابة" (1167) قال: حدثنا حسين بن محمد وأبو نعيم المعنى قالا: ثنا فِطْر، عن أبي الطفيل قال: فذكره.
ومن طريق أحمد أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 205)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (2/ 173) (553).
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8478)، وفي "خصائص علي" (93)، وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1762) قال: أخبرني هارون بن عبد الله قال: حدثنا مصعب بن المقدام.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8478) قال: وأخبرنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان.
وأخرجه البزار في "مسنده" (492) حدثنا يوسف بن موسى القطان و محمد بن عثمان بن كرامة - واللفظ ليوسف- قالا: نا عبيد الله بن موسى.
وأخرجه ابن حبان (6931) من طريق إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو نعيم و يحيى بن آدم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1367، 1368).
والطبراني في "الكبير" (5/ 165) (4968) حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني. كلاهما قال: حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا عبد الرحمن بن مصعب.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 205) من طريق محمد بن عثمان العجلي، نا عبيدة.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (216)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 213) كلاهما من طريق إسحاق بن منصور نا محمد بن يوسف.
جميعهم (حسين بن محمد، وأبو نعيم المعنى، ومصعب بن المقدام، ومحمد بن سليمان، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن آدم، وعبد الرحمن بن مصعب، وعبيدة، ومحمد بن يوسف) عن فطر، عن أبي الطفيل قال: فذكره.
O زاد ابن حبان: "قال أبو نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول وبين موته؟ قال: مئة يوم". وقال أبو حاتم بن حبان: "يريد به موت علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
O لم يذكر أبو يعلى قوله: " فخرجتُ وكأنّ في نفسي شيئاً، ... " الخ الحديث.
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 129): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة، وهو ثقة".
[]- عن عبد الرحمان بن أبي ليلى قال: شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله ? يقول يوم غدير خم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) لما قام فشهد، قال عبد الرحمان: فقام اثنا عشر بدرياً، كأني أنظر إلى أحدهم، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله ? يقول يوم غدير خم: ((ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟)) فقلنا: بلى، يا رسول الله، قال: ((فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)). لفظ يزيد بن أبي زياد.
(يُتْبَعُ)
(/)
O وفي رواية: عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، أنه شهد علياً في الرحبة، قال: أنشد الله رجلا سمع رسول الله ?، وشهده يوم غدير خم، إلاّ قام، ولا يقوم إلا من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلاً، فقالوا: قد رأيناه وسمعناه، حيث أخذ بيده يقول: ((اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله))، فقام، إلاّ ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته. لفظ سماك بن عبيد.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 119)، وأبو يعلى في "مسنده" (567) قالا: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: فذكره.
ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 206 - 207).
ومن طريق أبي يعلى أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 206).
وأخرجه البزار في "مسنده" (632)، والمحاملي في "أماليه" (128) كلاهما من طريق جعفر الأحمر.
وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ()، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/ 236)، وفي "المتفق والمفترق" (1277) كلاهما من طريق العلاء بن سالم العطار. كلاهما عن يزيد بن أبي زياد.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 119)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 207)، والضياء في " الأحاديث المختارة" (654). من طريق الوليد بن عقبة بن نزار العنسي، حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي.
وأخرجه البزار في "مسنده" (632)، والمحاملي في "أماليه" (128) كلاهما من طريق جعفر الأحمر عن مسلم بن سالم.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 207 - 208) من طريق أبي داود الطهوي- واسمه عيسى بن مسلم- عن عمرو بن عبد الله وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي.
جميعهم (يزيد بن أبي زياد، وسماك بن عبيد، عمرو بن عبد الله، ومسلم بن سالم، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي) عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، فذكره.
O عند المحاملي: ((أيها الناس، ألست)) وانقطع عليه الحديث، وفي آخره قال: ((وال من والاه، وعاد من عاداه)).
O ليس عند أبي نعيم قوله: ((ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟)).
O عند ابن عساكر (42/ 207 - 208) "إلا قام فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا".
O قال الدارقطني: "غريب من حديث عبد الأعلى وعمرو بن عبد الله بن هند الجملي عن عبد الرحمن، عن علي، تفرد به أبو داود الطهوي عنهما". (تاريخ دمشق 42/ 208).
O قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 211): "إسناد ضعيف غريب".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 130): "رواه أبو يعلى ورجاله وُثّقوا، وعبد الله بن أحمد".
[]- عن أبي مريم، وبعض جلسائه، عن علي رضي الله عنه قال: إن النبي ? أخذ بيده يوم غدير خم فقال: ((اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه)).
قال: فزاد الناس بَعْدُ: ((وال من والاه، وعاد من عاداه)). واللفظ لإسحاق بن راهويه.
أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية (3944) قال: حدثنا شبابة بن سوار المدائني، ثنا نعيم بن حكيم، ثنا أبو مريم وبعض جلسائه، عن علي، فذكره.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 152)، وفي "زوائده على أبيه في فضائل الصحابة" (1206)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 213).
قال: حدثني حجاج بن الشاعر، حدثنا شبابة، به.
O عند عبد الله بن أحمد: (حدثني أبو مريم ورجل من جلساء علي).
O تنبيه: جاء عند ابن عساكر: (عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، نا حجاج بن الشاعر) فجعله من "مسند أحمد".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 134): "رواه أحمد، ورجاله ثقات".
كذا قال الهيثمي، فإنّ الحديث من زوائد ابنه عبد الله.
[]- عن رياح بن الحارث، قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: ((من كنت مولاه، فإنّ هذا مولاه)).
قال رياح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار، فيهم أبو أيوب الأنصاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
O وفي رواية: "عن رياح بن الحارث النخعي قال: كنا قعوداً مع علي رضي الله عنه فجاء ركب من الأنصاري عليهم العمائم فقالوا: السلام عليك يا مولانا فقال علي رضي الله عنه: أنا مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: نعم سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) وهذا أبو أيوب فينا، فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)). الطبراني (4053).
أخرجه أحمد في "مسنده" (5/ 419)، وفي "فضائل الصحابة" (967). قال: حدثنا يحيى بن آدم، ثنا حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رياح بن الحارث قال: فذكره.
ومن طريق أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 211 - 212).
وأحمد في "مسنده" (5/ 419) (23960) قال: حدثنا أبو أحمد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32073)، ومن طريقه: ابن أبي عاصم في "السنة" (1355)، والطبراني في "الكبير" (4/ 173) (4052)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 214).
والطبراني في "الكبير" (4/ 173) (4052)، والآجري في "الشريعة" (1517)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 215). ثلاثتهم من طريق عثمان بن أبي شيبة.
والطبراني في "الكبير" (4/ 173) (4053) من طريق علي بن حكيم الأودي. ثلاثتهم قالوا: حدثنا شريك.
ثلاثتهم (يحيى بن آدم، وأبو أحمد، وشريك) عن حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 173) (4053) من طريق شريك عن الحسن بن الحكم.
كلاهما (حنش بن الحارث، والحسن بن الحكم) عن رياح بن الحارث قال: فذكره.
O تنبيه: وقع عند ابن أبي شيبة: (رباح بن الحارث)، فهو تصحيف، والصّواب: (رياح بن الحارث) - بالياء- كما في ترجمته من تهذيب الكمال (9/ 256).
O تنبيه: وقع في المطبوع من "تاريخ دمشق" لابن عساكر (42/ 211 - 212): (زياد بن الحارث)، بدل: (رياح بن الحارث).
O ووقع عند ابن عساكر (42/ 214): (حسن بن الحارث).
O عزاه البوصيري في "إتحاف الخيرة" (7/ 212) إلى أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، - ولم يَسُقْ أسانيدهم-، وقال: "ورواته ثقات".
O قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (9/ 128): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات".
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 214) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، نا شريك، عن حسن بن الحارث قال: بينا علي جالس في الرحبة إذ رجل عليه أثر سفر، فقال: السلام عليك يا مولاي فقال من هذا؟ فقال أبو أيوب الأنصاري فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). كذا في الأصل، وإنما هو عن حنش عن رياح بن الحارث.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 10:36]ـ
[]- عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد الناس علي رضي الله عنه في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم فقام بضعة عشر رجلاً ومنهم أبو أيوب الأنصاري فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خم فقال: ((ألستم تشهدون أن قد بلغت ونصحت)) قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، قال: ((ألا إن الله وليي وأنا ولي المؤمنين ألا فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وابغض من أبغضه، وأعن من أعانه)).
أخرجه ابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (92) قال: قرئ على الشيخ أبي طاهر عبد الجبار بن هبة الله بن القاسم بالجانب الغربي من بغداد، أخبركم أبو غالب القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا الحسين بن هارون الضبي، حدثنا أبو عباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا محمد بن إسماعيل الراشدي، حدثنا محمد بن خلف النميري، حدثنا علي بن الحسن العبدي، عن سعد، عن الأصبغ بن نباتة قال: فذكره.
O قال ابن حجر في "الإصابة" (4/ 328): "وفي سنده من لا يعرف".
[]- عن ربيعة الجرشي قال: ذكر علي رضي الله عنه عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال له سعد: أَيُذكر علي عندك؟ إن له لمناقب أربعة لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من كذا وكذا، وذكر حمر النعم قوله: (لأعطين الراية) وقوله: (بمنزلة هارون بن موسى) وقوله: (من كنت مولاه) ونسي سفيان الرابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1386) قال: حدثنا ابن كاسب، ثنا سفيان بن عيينة عن ابن [أبي] نجيح، عن أبيه، عن ربيعة الجرشي قال: فذكره.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" (3/ 151) (948).
وأخرجه القطيعي في "الزوائد على فضائل الصحابة لأحمد" (1093) قال: حدثنا عبد الله بن الصقر سنة تسع وتسعين ومائتين، قثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، به.
[]- عن ابن سابط وهو عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد، فذكروا علياً، فنال منه، فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
وسمعته يقول: ((أنت مني بمتزلة هارون من موسى، إلاّ أنه لا نبي بعدي)).
وسمعته يقول: ((لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله)). واللفظ لابن ماجه.
O وفي رواية: ((كنت جالساً، فتنقصوا علي بن أبي طالب، فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خصال ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعته يقول: ((إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي))
وسمعته يقول: ((لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)). وسمعته يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). لفظ النسائي، وابن عساكر (42/ 115 - 116).
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32078) قال: حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، فذكره.
ومن طريق أبي بكر أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1387)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (3/ 207) (1008).
وأخرجه "ابن ماجه" (121) قال: حدثنا علي بن محمد.
وأبو الحسين بن الحمامي في "مجموع مصنفاته" (240)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 116) كلاهما من طريق الحسن بن عرفة. كلاهما عن أبي معاوية.
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8399)، وفي "خصائص علي" (12) من طريق أبي غسان.
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 115 - 116) من طريق إسماعيل بن موسى. كلاهما عن عبد السلام بن حرب.
كلاهما (أبو معاوية، وعبد السلام بن حرب) عن موسى بن مسلم الصغير، عن عبد الرحمان بن سابط، فذ كره.
O عند ابن أبي شيبة: (( ... تقول هذا الرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: له ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها ... )).
O قرن ابن أبي عاصم بين: (أبي بكر، وأبي الربيع).
O عند ابن عساكر (42/ 115 - 116): ((ويحبه الله ورسوله ليس بفرار)).
O عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص. انظر تاريخ يحيى بن معين (366 - رواية الدوري).
O عزاه الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/ 341) إلى الحسن بن عرفة، وقال: "وإسناده حسن".
[]- عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة وأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا أيها الناس إني وليكم)) قالوا: صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي، فرفعها وقال: ((هذا وليي والمؤدي عني، وإن الله موال لمن والاه ومعاد من عاداه)). واللفظ للنسائي
O وفي رواية: عائشة بنت سعد، عن سعد قال: كنا مع رسول الله بطريق مكة وهو موجه إليها فلما بلغ غدير خم وقف الناس ثم رد من مضى ولحقه من تخلف فلما اجتمع الناس إليه قال: ((أيها الناس هل بلغت؟)) قالوا: نعم قال: ((اللهم فأشهد)) ثلاث مرات يقولها، ثم قال: ((أيها الناس من وليكم؟)) قالوا: الله ورسوله ثلاثاً، ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال: ((من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)). النسائي (96).
وفي رواية مختصرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي فقال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت وليه فإنّ علياً وليه)). البزار (1203).
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1189) قال: ثنا الحسين بن علي وأحمد بن عثمان قالا: ثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا موسى بن يعقوب، حدثني المهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد: عن أبيها قال: فذكره.
وأخرجه البزار في "مسنده" (1203)، والنسائي في "السنن الكبرى" (8397)، وفي "خصائص علي" (9) قالا: حدثنا* هلال بن بشر، ثنا محمد بن خالد بن عثمة.
والنسائي في "السنن الكبرى" (8479)، وفي "خصائص علي" (94) من طريق معن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والطحاوي في "مشكل الآثار" (1767) من طريق ابن أبي فديك. ثلاثتهم عن موسى بن يعقوب.
وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (96)، وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1766)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1014). كلاهما من طريق محمد بن يحيى.
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 223) من طريق الحميدي. كلاهما عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير.
كلاهما (موسى بن يعقوب، ويعقوب بن جعفر بن أبي كثير،) عن مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، فذكرته.
O لم يذكر ابن أبي عاصم قوله: ((وإن الله موال لمن والاه ومعاد من عاداه)).
O * قال النسائي: أخبرني.
O عند الطحاوي (1767) في أوله: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة أمر بالنخلات يُنَحَّى ما تحتهن، فلمّا كان الرّواح خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فخطب الناس، ... )).
O قال البزار: "لا نعلمه يروى عن عائشة بنت سعد، عن أبيها إلاّ من هذا الوجه، ولا نعلمُ روَى المهاجر عن عائشة بنت سعد، عن أبيها إلاّ هذا الحديث".
O قال الطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 20): "يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ليس بالمشهور بالعلم ولا عند أهله من أهل الثَّبْتِ في الرواية".
O قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 212): "قال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 134): "رواه البزّار، ورجاله ثقات".
وأخرجه النسائي في "السنن "الكبرى" (8480)، وفي "خصائص علي" (95)، وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1768) قال: أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء قال: حدثنا ابن عثمة قال حدثنا موسى بن يعقوب عن المهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد قالت: أخذ رسول الله بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم)) قالوا: نعم صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: ((من كنت وليه فهذا وليه وإن الله يوالي من والاه ويعادي من عاداه)). (هكذا عند النسائي مرسلاً، وزاد الطحاوي: عن سعد).
[]- عامر بن سعد، عن سعد أن رسول الله خطب الناس فقال: ((أما بعد أيها الناس، فإني وليكم)) قالوا: صدقت، ثم أخذ بيد علي، فرفعها ثم قال: ((هذا وليي والمؤدي عني، وال الله من والاه وعاد من عاداه)).
أخرجه النسائي في "خصائص علي" (94) قال: أخبرني زكريا بن يحيى السجستاني قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا معن قال: حدثني موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن سعد، فذكره.
[]- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: قال سعد: أما والله إني لأعرف علياً وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهد أنه لقال لعلي يوم غدير خم ونحن قعود معه، فأخذ بضبعه ثم قام به، ثم قال: ((أيها الناس من مولاكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه))، ثم قال في غزوة أراد أن يخلفه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أتخلفني في النساء والذراري، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
وقال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية - وخرج بها في يده- رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار))، فجثم الناس على الركب، فالتفت إلى علي فلم يره قال: ((أين علي؟)) فقيل: يشتكي عينيه، فدخل عليه، فتفل في عينيه ومسحهما، ثم خرج به وأعطاه الراية.
O وفي رواية مختصرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم غدير خم، وأخذ بضبعيه فقال: ((أيها الناس، من مولاكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم قال: ((من كنت مولاه فإن عليا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)). أبو نعيم (17).
أخرجه الشاشي في "مسند" (106) قال: حدثنا ابن المنادى، نا إبراهيم بن المنذر، نا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره.
ومن طريق الشاشي أخرجه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 114 - 115).
وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين" (17) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مسعدة بن سعد.
كلاهما (ابن المنادى، مسعدة بن سعد) عن إبراهيم بن المنذر، عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
O عند ابن عساكر: ((قالوا: الله ورسوله))، وسقط عنده: ((أعلم)).
[]- عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: سمعت سعد بن مالك وقال له رجل: إن علياً يقع فيك إنك تخلفت عنه فقال سعد: والله إنه لرأي رأيته وأخطأ رأيي إنّ علي بن أبي طالب أعطي ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها لقد قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم غدير خم بعد حمد الله و الثناء عليه: ((هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟)) قلنا: نعم قال: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه وال من والاه و عاد من عاداه)) و جيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال: يا رسول الله إني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل، وفتح عليه خيبر، وأخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً فقال: ((ما أنا أخرجتكم وأسكنته، ولكنّ الله أخرجكم وأسكنه)). واللفظ للحاكم.
O وفي رواية مطولاً: عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: قلت لسعد بن أبي وقاص ما خلفك عن علي أشئ رأيته أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا، بل رأيته أما إني قد سمعت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لو تكون واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ومن الدنيا وما فيها لما كان غزوة تبوك خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً في أهله قال فوجد علي في نفسه فقال له أما ترضى أن تكون مني منزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبوة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار لا يرجع حتى يفتح عليه فلما أصبح صلى الفجر ثم نظر في وجوه القوم فرأى عليا منكسا في ناحية القوم يشتكي عينيه قال فدعاه فقال يا رسول الله أني أرمد قال فأخذ يمسح عينيه ودعا له قال علي فوالذي بعثه بالحق ما اشتكيتها بعد قال ثم أعطاه الراية قال فمضى بها قال وأبلغه الناس من خلفه قال فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحب فاتقاه بالرمح فقتله ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال أنزلوا يا أعداء الله على حكم الله وحكم رسوله وعلى كل بيضاء وصفراء قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على الباب فجعل علي يخرجهم على حكم الله وحكم رسوله فبايعهم وهو أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فخرج حيي ين أخطب قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم برئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتني شيئا قال نعم وكانت له سقاية في الجاهلية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية قال فقال يا رسول الله أجلينا يوم النضير فاستمددناها ما نزل بنا من الحاجة قال فبرئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كذبتني قال نعم قال فأتاه الملك فأخبره فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أذهب إلى جذوع نخلة كذا وكذا فإنه قد نقرها وجعل السقاية في جوفه قال فاستخرجها فجاء بها قال فلما جاء بها قال لعلي قم فاضرب عنقه قال فقام إليه علي فضرب عنقه وضر ب عنق ابن أبي الحقيق وكان زوج صفية بنت حيي وكان عروسا بها قال فأصابها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خم ورفع بيد علي فقال:: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). ابن عساكر (42/ 118 - 119).
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/ 116) حدثناه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا إبراهيم بن محمد بن أبي طالب، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: فذكره.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 118 - 119) من طريق أحمد بن مفضل عن يحيى بن سلمة بن نفيل.
كلاهما (ابن فضيل، ويحيى بن سلمة بن نفيل) عن مسلم الملائي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: فذكره.
O فيه: (مسلم الملائي)، وهو: (مسلم بن كيسان الضبي، الملائي، البراد، الأعور، أبو عبد الله الكوفي)، ضعفه الحافظ ابن حجر في التقريب (6641)، وللتفصيل في ترجمته انظر تهذيب التهذيب (10/ 122).
(يُتْبَعُ)
(/)
[]- عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة قال: أتيت سعد بن مالك بالمدينة، فقال: ذكر لي أنكم تسبون علياً قال: قد فعلنا، قال: فلعلّك قد سببته قال: قلت معاذ الله قال: فلا تسبه، فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب علياً ما سببته أبداً بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32122)، وفي "المسند" كما في "المطالب العالية" (3939). قال: حدثنا جعفر بن عون قال: ثنا شقيق بن أبي عبد الله قال: حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال: فذكره.
ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1352، 1353)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1078).
وأخرجه البخاري في "الكنى" (71) قال: قال عبد الله بن محمد العبسي.
والنسائي في "السنن الكبرى" (8477)، وفي "خصائص علي" (92). قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى. كلاهما عن جعفر بن عون.
وأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (112).
وأبو يعلى في "مسنده" (777)، ومن طريقه ابن عساكر (42/ 412)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1077). قال: حدثنا أبو خيثمة.
والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 555) من طريق الحسن بن سلام. ثلاثتهم قالوا: حدثنا عبيد الله بن موسى.
كلاهما (جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى) عن شقيق بن أبي عبد الله عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة قال: فذكره.
O تنبيه: تصحّف: (شقيق) عند ابن أبي شيبة إلى: (سفيان)، انظر ترجمة شقيق بن أبي عبد الله في تهذيب الكمال (12/ 554)، وترجمة أبي بكر بن خالد بن عرفطة (33/ 90).
O عند "الضياء" (1078): أبداً بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 175): "رواه أبو يعلى، وإسناده حسن".
O قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 74): "وعند أبي يعلى عن سعد من وجه آخر لا بأس به قال: لو وضع المنشار على مفرقي على ان أسب عليا ما سببته أبداً".
[]- عن جده قال: ذكر بريدة أن معاوية لما قدم نزل بذي طوى فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). واللفظ لابن أبي عاصم.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1359) قال: ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن داود، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" (937).
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8468)، وفي "خصائص علي" (83) قال: أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدثنا نصر بن علي.
كلاهما (محمد بن يحيى، ونصر بن علي) عن عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جده، فذكره.
O اقتصر النسائي على ذكر المرفوع منه، وليس عنده: (عن جده).
[]- عن الحارث بن مالك، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). واللفظ لابن أبي عاصم.
O وفي رواية مطولاً بلفظ: " عن الحارث بن مالك قال أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: شهدت له أربعاً لأن يكن لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوماً وليلة ثم قال لعلي: ((اتبع أبا بكر فخذها فبلغها ورد علي أبا بكر))، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أَنَزَلَ فيَّ شيء؟ قال: ((لا إلا خير إلاّ أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني)) أو قال: ((من أهل بيتي)) قال: وكنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد فنودي فينا ليلاً ليخرج مَن في المسجد إلاً آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل علي قال: فخرجنا نجر بغلاً* لنا فلما أصبحنا أتى العباسُ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله، أَخْرَجْتَ أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام إن الله هو أمر به)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: والثالثة: أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث عمر وسعداً إلى خيبر فخرج سعد ورجع عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) في ثناء كثير أخشى أن أخطئ بعضه، فدعا علياً فقالوا له: إنه أرمد فجئ به يقاد، فقال له: ((افتح عينيك))، فقال: لا أستطيع قال: فتفل في عينيه من ريقه ودلكهما بإبهامه وأعطاه الراية.
والرابعة: يوم غدير خم قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأبلغ ثم قال: ((يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)) ثلاث مرات قالوا: بلى، قال: ((ادن يا علي))، فرفع يده ورفع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) حتى قالها ثلاث مرات.
والخامسة من مناقبه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غزا على ناقته الحمراء وخلف علياً فنخت** ذلك عليه قريش وقالوا: إنه إنما خلفه أنه استثقله وكره صحبته فبلغ ذلك علياً، قال: فجاء حتى أخذ بغرز الناقة فقال علي: زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك تستثقلني وكرهت صحبتي، قال: وبكى علي قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الناس، فاجتمعوا ثم قال: ((أيها الناس أمنكم أحد إلاّ ولكم حامة، أما ترضى يا ابن أبي طالب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، فقال علي: رضيت عن الله ورسوله. لفظ الشاشي.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1376) قال: حدثنا أبو مسعود، ثنا علي بن قادم، ثنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك، فذكره.
وأخرجه الشاشي في "مسنده" (63)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 116 - 117). قال: حدثنا أحمد بن شداد الترمذي.
كلاهما (أبو مسعود، وأحمد بن شداد الترمذي) عن علي بن قادم، عن إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك، فذكره.
O * عند ابن عساكر: ((فخرجنا نجر نعالنا))،
O** عند ابن عساكر: ((فنفست ذلك عليه قريش)).
O فيه الحارث بن مالك: مجهول. تقريب التهذيب (1046).
O قال النسائي في "خصائص علي" (ص 62): "عبد الله بن شريك ليس بذلك، والحارث ابن مالك لا أعرفه".
[]- عن الحارث بن ثعلبة قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول لقد كانت لعلي خصال لأن تكون لي واحدة منه أحب إلي من الدنيا وما فيها غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا فقال له علي تخلفني فقال يا ابن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى فلأن تكون هذه لي أحب إلي من الدنيا وما فيها وأخرج الناس من المسجد وترك عليا فيه فقال له علي يحل له ما ما يحل وقال له يوم غدير خم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) وأرسل أبا بكر ببراءة فأرسل علياً على أثره فأخذ منه براءة فقرأها على أهل مكة فلأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 119 - 120) قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان نا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ بالكوفة نا يحيى بن زكريا بن شيبان نا أسحاق بن يزيد نا جابر بن الحر النخعي عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة قال: فذكره.
[]- عن عميرة بن سعد أنه سمع علياً وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فقام بضعة عشر فشهدوا. واللفظ للنسائي.
O وفي رواية: قال: سمعت علياً ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فقام ثلاث عشر فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال من كنت مولاه فعلي مولاه)). الطبراني (2110).
O وفي رواية: قال شهدت علياً على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)). الطبراني (2254)، وابن عساكر (42/ 209).
(يُتْبَعُ)
(/)
O وفي رواية: "شهدت علياً على المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي على المنبر وحول المنبر اثني عشر رجلا هؤلاء منهم فقال علي نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فقاموا كلهم فقالوا اللهم نعم وقعد رجل فقال ما منعك أن تقوم قال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن قال فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة". "حلية الأولياء" (5/ 26 - 27).
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (8470)، وفي "خصائص علي" (85) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري وأحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قالا حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرني هانئ بن أيوب عن طلحة الأيامي، فذكره.
وأخرجه الحميري في "جزئه" (35)، ومن طريقه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 209)، والمزي في "تهذيب الكمال" (22/ 397).
والطبراني في "الأوسط" (2110).
والآجري في "الشريعة" (1521).
اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" ().
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 208). خمستهم من طريق عبد الله بن الأجلح، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2254)، وفي "الصغير" (175)، ومن طريقه ابن مردويه في "جزئه" (105)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 26 - 27)، وفي "أخبار أصبهان" (329)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 209)، والمزي في تهذيب الكمال (22/ 398). من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي قال: نا مسعر بن كدام.
ثلاثتهم (هانئ بن أيوب، والأجلح، ومسعر بن كدام) عن طلحة الأيامي قال: حدثنا عميرة بن سعد، فذكره.
O تنبيه: وقع عند الطبراني في "الصغير" (175): (عميرة بن سعيد)، وفي النسخة التي اعتمدناها من مجمع الزوائد: (عميرة بنت سعد)، وهو خطأ، وعند اللالكائي (عمير بن سعد)، وابن عساكر (42/ 208): (عمير بن سعيد)، ولعلّه تحريف، والصّواب: (عميرة بن سعد- الهمداني اليامي، أبو السكن الكوفي) كما أثبتناه هنا. قال يحيى بن سعيد القطان: لم يكن ممن يُعتمد عليه، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 135)، وقال البخاري في التاريخ الكبير (7/ 67): "وقال بعضهم: عمير ولا يصح".
O تنبيه: وقع عند ابن عساكر (42/ 209): (علي بن محمد بن هارون بن زياد الحميدي) خطأ، وصوابه: (علي بن محمد بن هارون بن زياد الحِمْيَرِي) –بالراء-. انظر ترجمته في تاريخ بغداد (12/ 68).
O عند الحِمْيَرِي، وابن عساكر: (أبو الأجلح، عن الأجلح)، ووقع عند المزي في تهذيب الكمال (22/ 397): (ابن الأجلح، عن الأجلح).
O طلحة الأيامي هو: طلحة بن مصرف.
O عند الحميري، والآجري في الشريعة، وابن عساكر (42/ 208): "فقام ثمانية عشر فشهدوا .... "
O قال الطبراني في "الأوسط" عقب الحديث (2110): "لم يرو هذا الحديث عن الأجلح إلاّ ابنه عبد الله".
O قال الطبراني في "الأوسط" عقب الحديث (2254)، وفي "الصغير" عقب الحديث (175): "لم يروه هذا الحديث عن مسعر إلاّ إسماعيل بن عمرو".
O سئل الدارقطني في "العلل" (446) عن حديث عميرة بن سعد، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فذكر الاختلاف فيه، فقال: هو حديث يرويه طلحة بن مصرف، وزبيد الأيامي عن عميرة بن سعد، فرواه محمد بن طلحة بن مصرف وهاني بن أيوب عن طلحة عن عميرة بن سعد، وكذلك قال ابن الأجلح، عن أبيه، عن طلحة، وقال أبو بكر بن عياش عن الأجلح، عن طلحة، عن عميرة بن مهاجر، وقال زبيد الأيامي، عن عميرة بن فلان والصّواب عميرة بن سعد".
O قال أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 27): ((غريب من حديث طلحة، تفرد به مسعود عنه مطولاً، ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله، ورواه الأجلح وهانىء بن أيوب عن طلحة مختصراً)).
O قال ابن عساكر عقبه::كذا قال، والصّواب عمير بن سعد".
O قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 136): "رواه الطبراني في الأوسط، والصغير، وفي إسناده لين".
[]- عن عمير بن سعيد أن علياً جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد فقال أنشد الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6882) قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي ثنا زنيج أبو غسان ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن عمير بن سعيد، فذكره.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 208) من طريق محمد بن هارون البيع نا محمد بن حميد.
كلاهما (زنيج أبو غسان، ومحمد بن حميد) عن هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن عمير بن سعيد، فذكره.
O قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الزبير بن عدي إلا عمرو بن أبي قيس".
O تنبيه: وقع في مجمع الزوائد: (عمير بن سعد)، وفي نسخ أخرى: (عميرة بنت سعد)، وهو خطأ، ولعله تحريف من الناسخ. والصّواب: (عمير بن سعيد النخعي الصُّهْبَانِي، أبو يحيى الكوفي) كما أثبتناه هنا. وهو: انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 129).
O قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 136): "رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن".
O سئل الدارقطني في "العلل" (446) عن حديث عميرة بن سعد، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، فذكر الاختلاف فيه، ثم قال: "وروى هذا الحديث الزبير بن عدي، عن عمير بن سعيد، عن علي، ولعلّه أراد عميرة بن سعد، أو غيره".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكري]ــــــــ[06 - Dec-2007, صباحاً 10:54]ـ
[]- المهاجر بن عميرة-أو عميرة بن المهاجر- يقول: سمعت علياً رضي الله ناشد الناس على المنبر من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1373) قال: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، ثنا أبي، عن الأجلح، عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة- أو عميرة بن المهاجر- يقول: فذكره.
[]- عمار بن ياسر يقول: وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه))
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6882) قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ قال نا خالد بن يزيد العمري قال نا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول: فذكره.
O قال الطبراني عقبه: "لايروى هذا الحديث عن عمار بن ياسر إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به خالد بن يزيد".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 80)::رواه الطبراني في الأوسط، وفيه من لم أعرفهم".
[]- عن عمر بن علي، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم، ثم خرج آخذاً بيد علي رضي الله عنه، قال: ((ألستم تشهدون أن الله تبارك وتعالى ربكم؟)) قالوا: بلى قال: ((ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟، وأن الله تعالى ورسوله أولياؤكم؟)) فقالوا: بلى، قال: ((فمن كان الله ورسوله مولاه، فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله تعالى سببه بيدي وسببه بأيديكم، وأهل بيتي)).
أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية (3943) قال: أخبرنا أبو عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1361، 1558) قال: حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني.
والدولابي في "الذرية الطاهرة" (229)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1760) قالا: حدثنا إبراهيم بن مرزوق.
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 213) من طريق أخي كرخويه وهو محمد بن يزيد.
ثلاثتهم عن أبي عامر، به.
O تنبيه: سقط من إسناد الدولابي: (عن أبيه).
O تنبيه: وقع عند ابن عساكر (محمد بن عمير بن علي).
O عند ابن أبي عاصم (1361): (قام بحفرة الشجرة)، وليس فيه ذكر: كتاب الله، وأهل البيت.
O رواية ابن عاصم مختصرة بلفظ: ((إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيد الله وسببه بأيديكم وأهل بيتي)).
O قال البوصيري في إتحاف الخيرة (7/ 210): "رواه إسحاق بسند صحيح"
O قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية عقب هذا الحديث: "هذا إسناد صحيح"
[]- عن وهب بن حمزة قال: صحبت علياً من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت: لئن رجعت إلى رسول الله لأشكونّك إليه، فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رأيت من علي كذا و كذا، فقال: ((لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي)).
أخرج الطبراني في "الكبير" (22/ 135) (360) قال: حدثنا أحمد بن عمرو البزار و أحمد بن زهير التستري قالا: ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا يوسف بن صهيب، عن دكين، عن وهب بن حمزة قال: فذكره.
ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6541).
O أورد أبو نعيم هذا الحديث في ترجمة: (وهب بن جمرة)، وقال: "وقيل حمزة".
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 138): "رواه الطبراني، وفيه: دكين ذكره ابن أبي حاتم، ولم يضعِّفه أحد، وبقية رجاله وثقوا".
[]- عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 212) قال: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الحنزرودي أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي، نا أحمد بن علي بن مهدي، نا أبي، نا علي بن موسى الرضا، نا أبي عن أبيه جعفر الصادق، حدثني أبي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب قال: فذكره.
[]- عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تولى علياً فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل)).
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 241) قال: أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون، نا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء، نا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن، نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي، نا أحمد بن حماد الهمداني، نا مختار التمار، عن أبي حيان يعني التيمي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: فذكره.
O أبو حيان التيمي هو: (يحيى بن سعيد بن حيان). ترجمته في تهذيب الكمال (31/ 323 - 324).
O والد أبو حيان التيمي هو: (سعيد بن حيان التيمي الكوفي) ترجمته في تهذيب الكمال (10/ 399 - 403).
[]- عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كنت مولاه، فعلي مولاه)). واللفظ للترمذي.
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (959) قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: نا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث، فذكره.
وأخرجه "الترمذي" (3713) قال: حدثنا محمد بن بشار.
وأخرجه المحاملي في "أماليه" (34). ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 215).
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 215) من طريق محمد بن مخلد. كلاهما عن محمد بن الوليد البسري.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 179) (3049) قال: حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا يحيى بن معين.
ثلاثتهم (محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد البسري، ويحيى بن معين،) عن محمد بن جعفر، به.
O زاد أحمد، والمحاملي، وابن عساكر: "فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس قال محمد أظنه قال فكتمته". (وليس عند المحاملي قوله: قال محمد: أظنه قال: فكتمه).
O قال الترمذي عقبه: ((هذا حديث حسن صحيح)).
O وقال: قد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[]- عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: ((يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟)) قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً فقال: ((أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث بعد الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور)) قالوا: بلى نشهد بذلك قال: ((اللهم اشهد ثم قال: ((أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه - يعني علياً - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) ثم قال: ((يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض)).
أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 180) (3052) قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال: ثنا زيد بن الحسن الأنماطي، ثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل: فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 180) (3052) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي.
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 219) من طريق العباس بن أحمد البرتي. ثلاثتهم عن نصر بن عبد الرحمن الوشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
كلاهما (سعيد بن سليمان الواسطي، ونصر بن عبد الرحمن الوشاء) عن زيد بن الحسن الأنماطي، ثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل: فذكره.
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 259): "رواه الطبراني وفيه: زيد بن الحسن الأنماطي قال أبو حاتم: منكر الحديث، ووثّقه ابن حبان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات".
[]- عن أبي سلمان، عن زيد بن أرقم قال: استشهد علي الناس، فقال: أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)). قال: فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.
أخرجه أحمد في "مسنده" (5/ 370) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أخبرنا أبو إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سلمان، فذكره.
وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات (126)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 204 - 205)، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (4/ 128)، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 368) قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيد الله بن موسى.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 175) (4996) حدثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى الحماني.
ثلاثتهم (أبو عامر، وعبيد الله بن موسى، ويحيى الحماني،) عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سلمان، فذكره.
O زاد في "الغيلانيات": "بذلك، وكنت فيهم".
O عند الطبراني: (فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا بذلك، قال زيد: وكنت أنا فيمن كتم فذهب بصري).
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 135): "رواه أحمد، وفيه: أبو سليمان ولم أعرفه إلاّ أن يكون بشير بن سلمان فإن كان هو فهو ثقة وبقية رجاله ثقات".
قلنا: وفيه: (أبو سلمان)، وليس كما قال الهيثمي، و (أبو سلمان المؤذن- مؤذن الحجاج- اسمه يزيد بن عبد الله)، ذكره المزي في تهذيب الكمال (33/ 368) تمييزاً، وقال: يروي عن زيد بن أرقم ويروي عنه الحكم بن عتيبة وعثمان بن المغيرة الثقفي ومسعر بن كدام، وذكر له هذا الحديث.
وقال الدارقطني: مجهول. تهذيب التهذيب (12/ 126).
[]- عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم قال: ناشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي قال له؟ فقام ستة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال زيد بن أرقم: فكنت فيمن كتم فذهب بصري وكان علي رضي الله عنه دعا على من كتم
أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 171) (4985) قال: حدثنا حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا أبو إسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب، فذكره.
O فيه: (إسماعيل بن عمرو البجلي) "ضعّفه أبو حاتم، والدارقطني، والعقيلي والأزدي، وقال الخطيب: صاحب غرائب ومناكير". تهذيب التهذيب (1/ 279).
O قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 132): " رواه الطبراني في الكبير والأوسط خالياً من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي".
[]- عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع، ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال: ((كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا، حتى يردا علي الحوض، ثم قال: ((إن الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي، فقال: من كنت وليه، فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)).
فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه، وسمعه بأذنه.
O وفي رواية: "نشد علي الناس من سمع رسول الله يقول يوم غدير خم: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام أثنا عشر رجلا فشهدوا بذلك. الطبراني في الأوسط (1966).
O وفي رواية مختصرة: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)). أبو نعيم (2979).
O وفي رواية مختصرة: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)). ابن أبي عاصم (1365).
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/ 118) قال: حدثنا علي، قال: أنبأنا شريك، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، فذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/ 211).
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5/ 166) (4970)، وفي "الأوسط" (1966) من طريق محمد بن فضيل.
والطبراني في "الكبير" (5/ 166) (4970)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2979) كلاهما من طريق يحيى الحماني. ثلاثتهم قالوا: حدثنا شريك.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1365)، والنسائى فى "السنن الكبرى" (8148،8464)، وفي "خصائص علي" (79)، والطبراني في "الكبير" (5/ 166) (4969)، والآجري في "الشريعة" (1523)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 109)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1765). جميعهم من طريق يحيى بن حماد.
وابن أبي عاصم في "السنة" (1555) من طريق زيد بن عوف. كلاهما عن أبي عوانة.
كلاهما (شريك، وأبو عوانة) عن سليمان الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، فذكره.
O أبو الطفيل هو: (عامر بن واثلة)، ووقع عند الطبراني: (عمرو بن واثلة)، قال المزي في تهذيب الكمال (14/ 79): "ويقال اسمه عمرو، والأول أصح".
O قرن الطبراني بين: (أبي عوانة، وسعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي).
O قال الطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 19): "فهذا الحديث صحيح الإسناد، لا طَعْنَ لأحدٍ في أحدٍ من رواته فيه".
O قال الطبراني في الأوسط عقب الحديث (1966): "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك وأبو عوانة".
O قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/ 209): "تفرد به النسائي من هذا الوجه، قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح".
O في إسناد ابن أبي عاصم (1555): (زيد بن عوف)، ويقال: فهد بن عوف، وفهد لقب، يكنى أبا ربيعة. قال يحيى: ليس لي به علم لا أعرفه لم أكتب عنه، وقال عمرو بن علي: أبو ربيعة صاحب أبي عوانة متروك الحديث، وقال البخاري: أبو ربيعة زيد بن عوف ويقال له: فهد بن عوف تركه علي وغيره، وقال ابن عدي: وأبو ربيعة هذا أكثر رواياته عن أبي عوانة، وهو مشهور في البصريين، وينفرد عن أبي عوانة بغير شيء وعن غيره، ولم أر في حديثه منكراً لا يشبه حديث أهل الصدق". الكامل لابن عدي (3/ 210).
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/ 455): "فهد بن عوف، واسمه زيد .. قال ابن المديني: كذّاب يكنى أبا ربيعة .. وتركه مسلم والفلاس وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين، وقال العجلي كان من أروى الناس عن فضيل ولا بأس به"، وضعّفه الدارقطني كما في لسان الميزان (2/ 509).
[وانظر ترجمته في: التاريخ الكبير (3/ 404)، والجرح والتعديل (3/ 570)، وضعفاء العقيلي (3/ 463)، والمجروحين لابن حبان (1/ 311)، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 13)].
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Feb-2008, صباحاً 01:02]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
تم النسخ ولله الحمد(/)
أربعون حديث نبوية في النهي عن البناء على القبور للشيخ أبي خبزة التطواني
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[06 - Dec-2007, مساء 09:36]ـ
أربعون حديث نبوية
في النهي عن البناء على القبور واتخاذها مساجد وبطلان الصلاة فيها
جمع وتخريج وتعليق
العلامة المحدث
أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني الطبعة الأولى
دجنبر2001
المغرب
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه و سلم.
تقديم
هذه أربعون حديثا صحيحة مختارة. جمعتها في موضوع مهم كثر فيه الخوض ممن لا يعلم. وعاثت فيه المذهبية والتقليد والتعصب فسادا. فخفي الحق فيه وهو واضح وضوح الشمس. وإلتبس الأمر فيه على من لم ينصف في البحث ولم يخلص فيه. وكان أول من عرفناه أشاع بعض هذه الأحاديث وشرحها ودعا إلى العمل بها الدكتور محمد تقي الدين الهلالي السجلماسي لما قدم تطوا ن مهاجرا من أوروبا. فلقي عداء وخصومة من طلبة البلدة وعلمائها. وبعد رحيله منها أثارها-على تخوف- الفقيه القاضي أحمد ابن تاويت في بعض دروسه. فأثار عليه شيخه وشيخ الجماعة الفقيه أحمد الزوا قي الذي أوحى إلى صهره عبد الحي القادري مقدم الطريقة القادرية. فكتب في جريدة (النهار) ردا عليه بإسم:" الفقيه لا يمت إلى العلة بصلة".ورد عليه الفقيه شفا هيا في دروسه بجامع السوق الفوقي ثم كتب رسالة سماها: (خبايا الزوايا في حكم الصلاة في المقابر والزوايا) قرأتها وهي هزيلة. ثم وقع بيدي كتاب (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) لشيخنا محمد ناصر الدين الألباني الدمشقي فشفى وكفى. إلا أنه لم يحكم ببطلان صلاة من صلى بالمقبرة قائلا بأن البطلان يحتاج إلى دليل خاص ولم يجده. فمن وجده فليتفضل به مشكورا. فعجبت لتردد الشيخ الذي لا داعي إليه مع تواتر هذه الأحاديث ووضوح معناها وسلامة مبناها وانطوائها على التهديد والوعيد البالغ. وأقل منه بكثير - كمجرد النهي- يقتضي الفساد كما قال أهل الأصول. فكيف باللعن ونعت الفاعلين بأنهم شرار الخلق عند الله تعالى الخ. ثم رأيت للشيخ شفاه الله في فتاواه الإماراتية ما يفيد رجوعه عن ذلك إلى الصواب. من أجل هذا كله راودتني فكرة جمع هذه الأحاديث للحفظ والتذكير فكان ذلك بعون الله وتم. وهذا ما كتبت منذ سنوات طويلة.
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
(الأربعون حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وبطلان الصلاة فيها والبناء عليها).
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وأصحابه أولي الإيمان الكامل و الوفا.
أما بعد: فقد جرت عادة العلماء قديما وحديثا باختيار أربعين حديثا في مختلف المواضيع تأسيا بحديث ضعيف رغم تعدد طرقه. ولم يكن من مذهبي العمل بالضعيف مطلقا إلا أني رأيت هذا العمل داخلا في خدمة الحديث ونشره. إن حسن الاختيار. ووضح البيان. فاستعنت الله تعالى على جمع أربعين حديثا نبوية صحيحة وحسنة وربما كان فيها حديث ضعيف اللفظ صحيح المعنى. معضد المنحى. في موضوع جد مهم وهو اتخاذ القبور مساجد. والبناء عليها. وما يتعلق بذلك. وقد أضرب الناس -عندنا- صفحا عن العمل بها. وتناسوها رغم وجودها. فكان هذا من غرائب الأمور وعجائب المقدور. جمعتها لتكون عدة للمفتي المتبع المنصف. وجوابا قاطعا للمستفتي المتعسف إن كان له دين يزجره عن اقتحام مهالك المخالفة. أو حياء يزعه عن جريمة التعصب للباطل والمخالفة, ويستريح عند سماعها قلب المؤمن من عناء الأقوال المتضاربة. والآراء المتنافرة التي يراها مبثوثة في كتب التقليد التي تنكبت الهدي النبوي فتاهت في بيداء الهوى والمخالفة. وطوحت بأصحابها إلى بحار الفتنة والعذاب التي أوعد الله تعالى بها من تعمد مخالفة رسوله الكريم. عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} (سورة النور لآية 63).
وكما قال الإمام مالك رحمه الله لمن سأله عن الإحرام قبل الميقات:لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة, قال السائل وأي فتنة في هذا؟ إنما هي مسافة أزيدها, فقرأ عليه مالك الآية السابقة. وإليك الأحاديث الكريمة, فألق إليها سمعك وأقبل إليها بقلبك ,والله تعالى يتولى هدانا أجمعين.
الحديث الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عبد الله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل به (حضرته الوفاة) طفق (جعل) يلقي (يطرح) خميصة له على وجهه (الخميصة ثوب من خز أو صوف معلم) فإذا اغتم كشفها عن وجهه (رفعها عنه) فقال وهو كذلك: (لعن (لعنة) الله (على) اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). - تقول عائشة: يحذر ما صنعوا (يحذر مثل الذي صنعوا).
- وفي رواية لعائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة سوداء حين اشتد به وجعه, قالت فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه ويقول: (قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, يحرم ذلك على أمته). (1)
(1):- البخاري –الجنائز- باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور وباب ما جاء في قبر النبي عليه الصلاة وسلام وفي المغازي-باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم.ورواه مسلم في المساجد –باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها. والنسائي في المساجد – باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد , وفي الجنائز باب اتخاذ القبور مساجد.
الحديث الثاني
عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأيناها بالحبشة , (وفي رواية): تذاكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه, فذكرت أم سلمة وأم حبيبة كنيسة رأيناها في أرض الحبشة فيها تصاوير, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل يوم القيامة).
- وفي رواية عنها: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نساءه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها (مارية) وقد كانت أم سلمة أم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة , فذكرن من حسنها وتصاويرها , قالت: فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا تلك الصور, أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) (2).
(2):- الرواية الأولى عند- البخاري في الصلاة , باب الصلاة في البيعة. ومسلم في المساجد, باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها , والنهي عن اتخاذ القبور مساجد.
- الرواية الثانية عند أحمد في (المسند 6/ 51) وأبو عوانة في (الصحيح 1/ 400) والسياق له.
الحديث الثالث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: (إن من أشرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء, ومن يتخذ القبور مساجد).
- وفي رواية: من شرار الناس ... ). (3)
(3): - رواه أحمد في (المسند برقم 3844) والطبراني في (المعجم الكبير 3/ 37) وابن خزيمة في صحيحه (1/ 92) وصححه. و لابن حيان في (الإحسان 6/ 94).
ا لحديث الرابع:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: (أدخلوا علي أصحابي , فدخلوا عليه - وهو متقنع – فكشف القناع ثم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.). (4).
(4):-رواه الطيالسي في مسنده (منحة المعبود) (2/ 113) وأحمد في المسند (5/ 204) والطبراني في (المعجم الكبير بسند رجاله موثقون كما في (مجمع الزوائد (2/ 27) ونيل الأوطار (2/ 118):و سنده جيد.
الحديث الخامس:
عن علي بن أبي طا لب رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم-في مرضه الذي مات فيه-: (إئذن للناس علي ,فأذنت قال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) ثم أغمي عليه فلما أفاق قال: (يا علي , إذن للناس علي , فأذنت للناس عليه, فقال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا) ,ثم أغمي عليه ,فلما أفاق قال:يا علي, إئذن للناس, فأذنت لهم فقال: (لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا –ثلاثا- في مرض موته). (5).
(5):-رواه البزار في مسنده (البحر الزخار 2/ 216) وفيه: مساجد ,الأولى في مرضه. وفي مسنده راو فيه كلام (وهو حنيف المؤذن, مجهول وفيه أبو الرقاد وهو مقبول وبقية رجاله موثقون كما في المجمع (المجمع 2/ 27). (قلت): وقد تقدمت رواية أسامة برقم 4 أنه صلى الله عليه وسلم أمره أن يدخل عليه أصحابه مما يدل أن الحال تكررت.
الحديث السادس
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا). قالت: ولولا ذلك لأبرزت قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا.
(قلت):الشيخ:أبي أويس حفظه الله تعالى:
فيه التصريح من عائشة رضي الله عنها بأن العلة في التحريم واللعن: هو خشية الافتتان بالقبر. (6).
(6):-رواه البخاري –الجنائز – باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور , وباب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ,وفي المغازي باب مرض النبي ص صلى الله عليه وسلم.ومسلم في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها.والبفوي في (شرح السّنة 2/ 415) واللفظ له.
الحديث السابع:
عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء, وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل, فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا, ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت من أبي بكر خليلا, ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك). (7).
(7):- رواه مسلم في الصلاة, باب النهي عن بناء المساجد على القبور.وأبو عوانة في صحيحه (1/ 400) والسياق له. -وفي رواية الحارث النجرراني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد , ألا فلا تتخذوا القبور مساجد, وإني أنهاكم عن ذلك. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 376) بإسناد على شرط مسلم.
الحديث الثامن:
عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: لقيني العباس (يعني عم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه) فقال: يا علي, انطلق بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان لنا من الأمر (الخلافة) شيء, وإلا أوصى بنا الناس, فدخلنا عليه –وهو مغمى عليه- فرفع رأسه فقال: (لعن الله اليهود اتخذوا القبور مساجد). (8).
(8):- زاد في رواية: ثم قالها الثالثة. فلما رأينا ما به خر جنا ولم نسأله عن شيء. رواه ابن سعد في (الطبقات 4/ 28). وابن عساكر.
الحديث التاسع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
- وفي رواية للنسائي عنه بلفظ: لعن الله ... . (9).
(9) -:رواه البخاري في كتاب الصلاة , باب الصلاة في البيعة , ومسلم في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور , (قلت): قاتل الله بمعنى قتل أو لعن. وهو المراد هنا والله أعلم.
الحديث العاشر:
عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: {قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, لا يبقين دينان في جزيرة العرب}. (10).
(10):- رواه مالك في الموطأ, كتاب الجامع, باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة. وهو مرسل وصل في الصحيحين وغيرهما.
الحديث الحادي عشر
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (11).
(11):- رواه مسلم (2/ 67) عن أبي هريرة. وأحمد في المسند (5/ 188) والطبراني في الكبير (2/ 27) وقال الهيثمي:ورجاله موثقون. ولفظ أحمد. قاتل الله اليهود اتخذوا ... .
الحديث الثاني عشر
عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. قال: وأحسبه قال: أخرجوا اليهود من أرض الحجاز). (12).
(12):-رواه البزار في مسنده , (المجمع2/ 27) قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
الحديث الثالث عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثنا, لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). (13).
(13):-رواه أحمد في (مسنده (2/ 246) والحميدي في (مسنده برقم:1025)
الحديث الرابع عشر
عن عمرو بن دينار- وقد سئل عن الصلاة وسط القبور فقال: ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, فلعنهم الله تعالى). (14).
(يُتْبَعُ)
(/)
(14): - رواه عبد الرزاق في (المصنف1/ 406 برقم:1591) وهو مرسل صحيح.
الحديث الخامس عشر:
عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن:أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: كيف نبني قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, أنجعله مسجدا؟ فقا ل أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). (15).
(15): رواه ابن زنجويه في (فضائل الصديق) كما في (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد).ص:28.
الحديث السادس عشر
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم إني أعوذ بك أن يتخذ قبري وثنا , فإن الله تبارك وتعالى اشتد غضبه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). (16).
(16):- رواه البزار في مسنده (المجمع 2/ 28) بسند فيه راو ضعيف. لكن له شواهد. وقال الحافظ ابن حجر في (مختصر الزوائد برقم:286) و (فيه) عمر بن صهبان أجمعوا على ضعفه.
الحديث السابع عشر:
عن ابن عبا س رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور, والمتخذين عليها المساجد والسرج). (17).
(17):-رواه الترمذي في الجامع (2/ 196 - شاكر-) بسند ضعيف. لكن يصح بشواهده إلا السرج فإنها تحرم التشبه بالنصارى (قلت).يعني (المؤلف حفظه الله تعالى): والسرج جمع سراج, أي إيقاد المصابيح والشموع على القبور. -ومن غريب الانحراف: أن يوصي بها ويحبس على إيقادها على القبور.
_على أن الشيخ شاكر حاول تحسين الحديث كما فعل الترمذي.
الحديث الثامن عشر:
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمّام). (18).
(18):-وفي رواية لاحمد: كل الأرض مسجد وطهور إلا المقبرة والحمام. رواه في (مسنده3/ 83) وأبو داود برقم:492 في كتاب الصلاة. باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة. ورواه الترمذي في (الجامع برقم:317) في كتاب الصلاة باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام. ورواه أحمد بن عدي في (الكامل 4/ 1641) من طريق بن عباد بن كثير الثقفي, عن عثمان (الأعرج, عن الحسن قال: حدثني سبعة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم:أنس بن مالك:أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الصلاة في المسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة). عباد بن كثير ضعيف ,والحديث الأول صحيح.
الحديث التاسع عشر:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبع مواطن لا تجوز الصلاة فيها: ظهر بيت الله, والمقبرة, والمزبلة. والمجزرة, والحمام, وعطن الإبل , ومحجة الطريق). (19)
(19):-رواه ابن ماجة (1/ 246 برقم 747) وفي سنده أبو صالح كاتب الليث ,وثقه جماعة ,وروى عنه البخاري في الصحيح.
- روى الترمذي برقم 346 في باب كراهية ما يصلى إليه وفيه.عن ابن عمر مرفوعا: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في سبعة مواطن: في المزبلة , والمجزرة , والمقبرة , وقارعة الطريق , والحمّام , وفي أعطان الإبل وفوق ظهر بيت الله الحرام).
- ورواه أبو داود في الصلاة , باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة وفي إسناده مقال ,ولمعناه شواهد.
- ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) وفيه عبد الله بن كيسان مختلف فيه (المجمع 2/ 27). لكن له شواهد يصح بها.
الحديث العشرون:
عن أبي صالح الغفاري أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرّ ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال: (إن حبي صلى الله عليه وآله وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة). (20).
(20): رواه أبو داود في السنن في كتاب الصلاة , باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة , وفي إسناده مقال , ولمعناه شواهد.
الحديث الواحد والعشرون:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتصلوا إلى القبر ولا تصلوا على القبر). (21).
(21):رواه الطبراني في (المعجم الكبير) وفيه عبد الله بن كيسان مختلف فيه (2/ 27).لكن له شواهد يصح بها.
الحديث الثاني والعشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عون بن عبد الله قال: لقيت وائلة بن الأسقع رضي الله عنه فقلت: ما أعلمني إلى الشام غيرك, فحدثني بما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم ارحمنا واغفر لنا:ونهانا أن نصلي إلى القبور, أو نجلس عليها). (22).
(22): رواه الطبراني في الكبير (المجمع 2/ 27) وفيه الحجاج بن ارطاة وهو مدلس , ولمعناه شواهد.
الحديث الثالث والعشرون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور). (23).
(23): رواه البزار في مسنده (المجمع 2/ 27) بسند رجاله رجال الصحيح.
الحديث الرابع والعشرون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على الجنائز بين القبور). (24).
(24): رواه الطبراني في (الأوسط برقم 5626) والبزار في مسنده, وابن حبان في صحيحه (الإحسان 6/ 90) قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 2/ 27): رجاله رجال الصحيح.
الحديث الخامس والعشرون:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم, ولا تتخذوها قبورا) (25)
(25): رواه البخاري في (1/ 420) وأحمد في (المسند برقم 4511) ورواه مسلم (2/ 187) كما في (أحكام الجنائز) لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى.
الحديث السادس والعشرون:
عن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, فيدخل فيها, ويدعوا, فدعاه فقال: (ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:) لا تتخذوا قبري عيدا, ولابيوتكم قبورا, وصلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم). (26)
(26):رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 2/ 83) وإسماعيل القاضي قي في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ص:36 رقم 20 وهو حديث حسن بطرقه وشواهده , انظر (تحذير الساجد) ص: 140 للشيخ الألباني.
الحديث السابع والعشرون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم قبورا, ولا تجعلوا قبري عيدا, وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم). (27).
(27):رواه احمد في (المسند2/ 367) وهو شاهد للحديث الذي قبله برقم 26 وحسنه شيخنا الألباني في كتابه (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد).
الحديث الثامن والعشرون:
عن سهيل بن أبي سهيل أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه ومسح, قال: فحصبني (أي رماه بالحصباء) حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر, وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني). (28).
(28):-رواه عبد الرزاق في (المصنف 3/ 577) وهو مرسل صحيح ,ويشهد له ما تقدم, ورواه القاضي إسماعيل في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) ص:41 برقم 30 بلفظ أتم وهو: عن سهيل قال: جئت أُسلم على النبي صلى الله عليه وسلم, وحسن بن حسن يتّعشى في بيت عند النبي صلى الله عليه وسلم, فدعاني فجئته فقال: ادن فتعش قال: قلت لا ٌأريده قال: ما لي رأيتك وقفت؟ قال: وقفت أٌسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر , لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد , وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) قال الشيخ الألباني بعده ,حديث صحيح.
الحديث التاسع والعشرون:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا- - وفي رواية عنه -:اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا). (29).
(29): رواه مسلم (2/ 187) والبخاري (1/ 118) والترمذي برقم 1451 والنسائي (9/ 197).
الحديث الثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر, فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). (30).
(30): رواه مسلم (2/ 188) واللفظ له. والترمذي (4/ 42) وصححه.
الحديث الواحد والثلاثون:
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه خليلي صلى الله عليه وسلم؟ اذهب فلا تدع تمثالا إلا طمسته ,ولا قبرا مشرفا إلا سويته). (31).
(31):-رواه مسلم في الجنائز , باب الأمر بتسوية القبور, والترمذي في الجنائز ,باب ما جاء في تسوية القبور, وفي معناه وبسياق أتم:ما رواه أبو محمد الهذلي, عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال: أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره, ولا قبرا إلا سواه, ولا صورة إلا لطخها؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله , فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع , فقال علي: أنا انطلق يا رسول الله قال انطلق ثم رجع فقال: يا رسول الله لم أدع بها وثنا إلا كسرته, ولا قبرا إلا سويته, ولا صورة إلا لطختها؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عاد لصنعة شيء من هذا
فقد كفر بما أنزل على محمد (عليه الصلاة وسلم) ثم قال: (لا تكونن فتانا, ولا مختالا ,ولا تاجر إلا تجارة خير, فإن أولئك هم المسبوقون بالعمل) رواه أحمد في (المسند 1/ 87 برقم 637) بسند ضعيف , ويشهد له ما قبله , وما بعده.
الحديث الثاني والثلاثون:
عن جرير بن حيان عن أبيه, ويكنى أبا الهياج الأسدي-أن علي رضي الله عنه قال لأبيه: (لأبعثك فيما بعثني فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن أسوي كل قبر, وأن أطمس كل صنم) (32).
(32):- رواه أحمد في (المسند 1/ 128) برقم 1064. ومسلم (9/ 61) وهو شاهد لما قبله.
الحديث الثالث والثلاثون:
عن يزيد بن أبي حبيب أن علي الهمداني أخبره أنه رأى فضالة بن عبيد أمر بقبور المسلمين فسويت بأرض الروم, وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سووا قبوركم بالأرض). (33).
(33):-رواه عبد الله بن الإمام أحمد في (زوائد المسند 1/ 128) , و في الفتح الباري (1064) وهو عند مسلم في الجنائز برقم: (3/ 61) وهو شاهد لما قبله في الجملة.
- وفي رواية عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد رضي الله عنه بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره, فسوي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها. رواه مسلم في الجنائز, باب الأمر بتسوية القبر.
ورواه أبو داود في الجنائز ,باب في تسوية القبر. ورواه النسائي في الجنائز, باب تسوية القبور إذا رفعت.
الحديث الرابع والثلاثون:
عن ابن مرثد الغنوي رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لاتصلوا إلى القبور, ولا تجلسوا عليها-وفي لفظ-: (لا تجلسوا على القبور, ولا تصلوا إليها). (34).
(34):- رواه أحمد في (المسند 4/ 135) ومسلم في الجنائز, باب النهي عن الجلوس على القبر ...
الحديث الخامس والثلاثون:
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور ,أو يقعد عليه, أويصلى عليها). (35).
(35):-رواه أبو يعلى الموصلي في (المسند 3/ 67) بسند رجاله ثقات , ورواه ابن ماجة في النهي عن البناء على القبور, فقط.
الحديث السادس والثلاثون:
عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا على قبر فقال: (يا صاحب القبر, انزل من على القبر, لا تؤذي صاحب القبر, ولا يؤذيك). (36).
(36):- رواه الطبراني في (المعجم الكبير) (المجمع 9/ 61) والحاكم في (المستدرك) في الجنائز, بسند فيه ابن لهيعة , وقد وثق , وللحديث شواهد.
الحديث السابع والثلاثون:
عن عمرو بن حزم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقعدوا على القبور). (37).
(37):- رواه النسائي في الجنائز. باب التشديد في الجلوس على القبور. وهو حديث حسن.
الحديث الثامن والثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه, فتخلص إلى جلده, خير له من أن يجلس على قبر). (38).
(يُتْبَعُ)
(/)
(38):- رواه مسلم في الجنائز, باب النهي عن الجلوس على القبور والصلاة عليهن.وأبو داود في الجنائز, باب في كراهة القعود على القبر. وفي رواية: (لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر) رواه الخطيب في التاريخ (10/ 130) عن أبي هريرة. وفي رواية (لأن أمشي على جمرة , أو سيف, أو أخصف نعلي برجلي, أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم, وما أبالي أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط السوق). رواه ابن ماجة في الجنائز. في باب ما جاء في المشي على القبور, برقم 1567. بسند صحيح, ورواه البيهقي في (السنن 4/ 79) عن عقبة بن عامر مع أبي هريرة.
* أوردت هذا الحديث برواياته لما فيه من الوعيد على الجلوس على القبور والمشي عليها أو الوطء عليها بالأقدام , وهو يتضمن الرد على من تأول الجلوس لقضاء الحاجة, كالإمام مالك رحمه الله ومن قلده , متذرعين بتفسير أبي هريرة رضي الله عنه بذلك , ولكنه تفسير لا يصح عنه , كما قال الحافظ ابن حجر في (الفتح 3/ 174) كما يتضمن الحديث الرد على من جوّز الصلاة على القبور لأنها – بداهة – تشتمل على طول الجلوس والقيام كما هو معلوم.
الحديث التاسع والثلاثون:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى أن نقعد على القبر, وأن يقصص, وأن يبنى عليه). (39).
(39):-رواه أحمد في المسند (الفتح الرباني 8/ 78) وأبو داود في الجنائز, باب في البناء على القبور, وهو حسن. ويقصص ويجصص أي يطلى بالقصة وهي الجص والجير.
- وفي رواية زياد: أو يزاد عليه.
- وفي رواية عن جابر: (نهى أن يجصص وأن يبنى وأن يقعد عليه). وهي عند مسلم في كتاب الجنائز. باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه.
- وفي رواية زياد: (وأن يكتب عليه وأن يوطأ). رواها الترمذي في الجامع في الجنائز باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها.
- وفي رواية عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر. وأن يجصص) رواه أحمد في (المسند 4/ 78) وهو حسن بطرقه وشواهده.
الحديث الأربعون:
عن أبي بردة رضي الله عنه قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال: إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي, ولا يتبعني بجمر, ولا تجعلوا في لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب, ولا تجعلوا على قبري بناء, وأشهدكم أني بريء من كل حالقة, أو سالقة أو خارقة, قالوا: أو سمعت فيه شيئا؟ قال: نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم). (40).
(40):-رواه أحمد في المسند (4/ 357) وإسناده قوي.
الحديث الحادي والأربعون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, لبني النجار, وكان فيه نخل وخرب, وقبور من قبور الجاهلية , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثامنوني (أي قاولوني في الثمن وساوموني على البيع) فقالوا: لا نبغي به ثمنا إلا عند الله عز وجل, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع ,وبالخرب فأفسدت, وبالقبور فنبشت, وكان صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك يصلي في مرابض الغنم حيث أدركته الصلاة). (41).
(41):- رواه البخاري في المساجد, باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد, باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهت الأحاديث المرفوعة الأربعون بحمد الله تعالى وتوفيقه. وتليها: آثار موقوفة مختارة تفيد تحقيق منهج السلف الصالح في موضوعها, وإليكها:
1) - قال بن عباس رضي الله عنهما: لا يصلين إلى حش (وهو المرحاض) ولا في حمّام, ولا مقبرة. (أ).
(أ):-رواه ابن حزم في (المحلى 4/ 30 منيرية) وعبد الرزاق في (المصنف 1/ 405) وقال: ابن حزم:لا نعلم لابن عباس في هذا مخالفا من الصحابة.
2) - قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنت أصلي قريبا من قبر, فرآني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: القبر القبر , فرفعت بصري إلى السماء , وأنا أحسبه يقول: القمر فقال: إنما أقول القبر, لا تصل إليه. (ب).
(ب):- رواه عبد الرزاق في (المصنف 1/ 404) بسند صحيح. ورواه البخاري معلقا في الصحيح.
3) -عن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال: رأيت عثمان بن عفان يأمر بتسوية القبور, فقيل له: هذا قبر أم عمرو بنت عثمان , فأمر به فسوي. (ج).
(ج):- رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 3/ 28 برقم:11795) ط: كمال الحوت.
(يُتْبَعُ)
(/)
4) - عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها, فقرأ بنا في الفجر (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لإيلاف قريش) فلما قضى حجه, ورجع الناس يبتدرون, قال: ما هذا؟ فقيل له: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب, اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا, من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل, ومن لم تعرض له فيه منكم صلاة فلا يصل. (د).
(د):-رواه ابن أبي شيبة في (المصنف) بسند صحيح.
خاتمة
هذه أربعون حديثا مرفوعة وبضع آثار موقوفة, جمهرتها صحيحة , وبعضها ضعيف اللفظ صحيح المعنى (على أننا لم نستوعب ما في الباب من أحاديث وآثار) من تأملها ووقف على أسانيدها وطرقها وألفاظها وشواهدها أيقن أنها متواترة المعنى, مستفيضة المبنى, تفيد العلم بمضمونها: من تحريم البناء (عموما) على القبور, واتخاذها مساجد, وفساد الصلاة عليها وإليها (لأن النهي يقتضي الفساد, ولا سيما إذا كان مقرونا باللعن المؤكد, وشهادة بشّريّة الخلق , الشيء الذي يدل على أنه من كبائر الذنوب).
* ثم إن المعنى المفهوم من اتخاذ القبور مساجد , لا يخرج عن ثلاثة أمور: 1) - بناء المساجد عليها, وقصد الصلاة فيها.
2) -أو الصلاة عليها.
3) -أو استقبالها بالصلاة إليها.
وقد نقل شرّاح الحديث كلام علماء السلف في هذه الأمور التي يشملها منطوق هذه الأحاديث المتواترة , وأعجب العجب أن يتواصى المقلدون من فقهاء عصور الجهل والظلام والانحطاط العلمي والفكري , بالإعراض عن هذا النور الإلهي, والوحي المحمدي , وإلغاء العمل به واكتفاء بتقليد غير المعصومين ممن اجتهد فأخطأ جزما (لأنه لا اجتهاد مع النص و هذه عشرات النصوص المتواترة في الموضوع) معذورا وقضى حميدا بعد أن أعلن البراءة ممن قلّده مقدما بين يدي الله ورسوله ,ومتخيرا بعد أن قضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرا, ومن أتيح له الوقوف على كتب الأئمة السابقين و تلاميذ تهم من تابعين ومتبوعين , ممن كانوا أقرب إلى العصور المشهود لها بالخيرية , على لسان النبوة, علم أنهم كانوا يتحرجون من الكلام في دين الله بالهوى والرأي, ويحتاطون في الفتوى, ويتحرون الحق كثيرا, فلا تجد في أقوالهم إطلاق الكلام بجواز بناء المساجد على القبور, والصلاة عليها أو إليها, بل تراهم يصرحون بتحريم ذلك وكراهيته (على أنهم يعنون بالكراهة. التحريم في الغالب.أو ما يقارب التحريم , بخلاف اصطلاح المتأخرين الذين أهلكوا من دين الله الحرث والنسل) ويفتون بهدم ما يبنى من ذلك عليها (كما حكى الشافعي رحمه الله في (الأم) أنه أدرك العمال يهدمون ما يبنى على القبور) ويحذرون من إيقاد السرج عليها, وتعظيمها المؤدي بصاحبها إلى
الفتنة بها, وعبادة أصحابها, بدعائهم والإلتجاء إليهم مما هو عين الشرك الأكبر والعياذ بالله تعالى, وإن عاند المبطلون, وكبار الجاهلون, وتحامق الغالبون, وتحامل المتأولون, الذين شقيت بهم العقول والمذاهب, والأوطان, قطع الله دابر هم , وكفى المسلمين شرهم, وقد قال ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد/525 ط مؤسسة الرسالة): فصل," ونهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن اتخاذ القبور مساجد, وإيقاد السرج عليها, واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعله, ونهى عن الصلاة إلى القبور ونهى أمته أن يتخذوا قبر ه عيدا, ولعن زوارات القبور, وكان هديه أن لا تهان القبور وتوطأ, وأن لا يجلس عليها, ويتكأ عليها ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها, وتتخذ أعيادا أو أوثانا", ثم انعكس الأمر, وانقلب الوضع, فأصبح المسجد ملازما للقبر, وتواصى ملوك العجم وأمراء الترك والفرس, ببناء الترب والتكايا لدفنهم فيها, وأصبح معتادا عندنا في المغرب بالبوادي تلازم المساجد والمقابر, فلا يبنى مسجد إلا وسط مقبرة ولا يدفن الموتى إلا بجوار مسجد حوله أو داخله, وهذا بطبيعة الحال من أثر هذا الفقه المعكوس, والفهم المنكوس, الذي درج عليه المتأخر ون قاطبة إلا من رحم ربك من أهل الحديث والأثر, وقليل ما هم, وزاد الطينة بلة والطنبور نغمة, تدخل الصوفية في الأمر, وغلوهم في المشاهد والأضرحة, وعبادة الموتى, مما أخذوه عن أسلافهم الروافض الذين هم أول من قدس القبور, ووضع لها المناسك والأدعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
* و قبل أن نضع القلم نرى أن نلخص أهم حجج المرجفين من أهل التقليد, الذين يرددون في مثل هذا الموطن كلمة سفيان بن عيينة: (الحديث مضلة إلا للفقهاء). دون أن يفهموا معناها ومراده بها إن صحت ثم يكونون أول من يخالفها , فيحتجون بالحديث كيفما كان ,اتفق يحرفون الكلم عن مواضعه, يرمون ستر الشمس بالغربال, وإطفاء نور الله بأفواههم (والله متمّ نوره ولو كره الكافرون).
-والذي يستحق النظر من شبههم ثلاث:
1) - قول الله تعالى {وقال الذين غلبوا على أمرهم لنّتخذن عليهم مسجدا}.
2) -الحديث الصحيح المشهور (…وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
3) -عمل الأمة- في زعمهم – منذ قرون على الصلاة في المشاهد والزوايا المبنية على القبور.
والجواب بغاية الإختصار عن هذه الشبه
* إن الآية الكريمة تحدثت عن غير شريعتنا, وقد قال تعالى {لكل جعلنا منكم شريعة ومنهاجا}. وعلى أن القول شرع من قبلنا شرع لنا: فإنه مقيد بشرط عدم المخالفة, والإسلام واضح في تحريم هذا الأمر ولعن فاعله, وأول من أثار الاستدلال بهذه الآية في المغرب الشيخ عبد الحي الكتاني وهو من شيوخ الزوايا وسدنة القبور, ثم تبعه الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الطنجي في كتابه (إحياء القبور) وهو من شيوخ الطرق وأصحاب الزوايا, وكنت ناقشته في الاستدلال بالآية, فصرح لي بأن وجه الاستدلال بها: أن الله تعالى سكت عن المتخذين عليهم مسجد, ولم ينكر عليهم, وقد جرت عادته سبحانه أن ينكر المنكر, وليس الأمر كما قال, فإن الله تعالى ذكر في معرض المدح والإمتنان , عمل الجن محاريب وتماثيل لسليمان عليه السلام ولم يتعقبه بإنكار , فهل دل ذلك على إباحة صنع التماثيل المحرمة في شريعة الإسلام, وفي القرآن نظائر لهذه المسائل.
* أما حديث: ( ... جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
فلا نزاع في أن عمومه مخصص بما يعلم ضرورة من دين الإسلام أنه مستثنى كالحشوش, والمجزرة, والحمّام, وغيرها من البقاع النجسة, فيجب –كذلك –أن يخصص عمومه بالمقبرة للأدلة الصحيحة الصريحة المتواترة معنويا.
أما الإجماع المزعوم فلا عبرة به, وهو مقابل بمثله, ولا يعرف عن أتباع المذاهب الثلاثة: الحنفية والشافعية والحنابلة, ما عرف عن متأخري المالكية من التساهل في اتخاذ القبور مساجد, بل والغلو في ذلك مما يدخلهم –وهم يعلمون – تحت طائلة التهديد النبوي باللعن , وأنهم شرار الخلق والعياذ بالله , والملاحظ أن متقدميهم كانوا يكرهون ذلك , وخصوصا الحنابلة الذين هم أسعد الناس باتباع الهدي النبوي في هذا الموضوع , فهم مطبقون على التحريم وبطلان الصلاة في المقبرة.
- هذا جوابنا باختصار, وقد تكفل العلماء وخصوصا شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وتلاميذهم: كالذهبي, وابن كثير, ومن بعدهم كابن رجب الحنبلي, وأئمة الدعوة السلفية, بردّ شبهات الخلفيين الطالحين وكشف دعاويهم.
ومن أخطر ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر كما قال شيخنا ناصر الدين الألباني: كتيب ابن الصديق المشار إليه آنفا فإنه غلا فيه غلوا لم يسبق إليه, وتفنن في التحريف والتلبيس وإيراد الشبه مموهة ومزخرفة, فكان منها, أن حكم على حديث أبي الهياج الأسدي بالبطلان, مع أنه في صحيح مسلم , أو بأنه مؤول.
ولما كان من عادة الله تعالى أن يكشف المبطلين, ويوقعهم في التناقض الصارخ, فإنه بعد أن قال ما قال في إحياء مقبوره, ناقض نفسه , فعقد بابا في رسالته (الاستنفار, لغزو التشبه بالكفار) في تحريم اتخاذ القبور مساجد, لما فيه من التشبه بالكفار. ومما غلا به في كتيبه الإحياء المذكور: أنه صرح أن الصلاة في المساجد والزوايا المبنية على القبور, أفضل من الصلاة في غيرها, لما في الأولى من فضيلة التأسي و الاقتداء بالمسجد النبوي, فهل سمعت بمن يكيد للإسلام كهذا الكيد, وقد ردّ شيخنا الألباني في (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) كثيرا من الشبه التي أوردها ابن الصديق.
- ثم بعد نحو خمسين سنة من صدور كتيب (إحياء المقبور) طبع شقيق مؤلفه ,وهو الشيخ عبد الله بعد تسريحه من السجن وقدومه المغرب مدخول العقل, مضطرب التفكير, رسالة سماها (إعلام الساجد, بمعنى اتخاذ القبور مساجد). زعم فيها بكل جرأة ووقاحة, أن تلك الأحاديث المتواترة كلها لا عمل عليها لمخالفتها الواقع, وهو أن اليهود والنصارى لا يبنون معابدهم على القبور , فكان كلامه هذا تكذيبا صريحا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وتعاميا على الواقع الملموس, وهو أن الكنائس القديمة في العالم الأوروبي معظمها مبني على قبور القديسين, وهو يعرف هذا {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} وسائر الرسالة (إعلام الساجد) ترديد في رسالة شقيقه (إحياء المقبور).
- و نعوذ بالله من علم لا ينفع , ودعاء لا يسمع , وقلب لا يخشع , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وصلى الله و سلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 04:56]ـ
للرفع
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 09:27]ـ
بارك الله في الشيخ ونفع به وأطال عمره في الدفاع عن السنة وأهلها
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 09:49]ـ
فجزاك الله خيرا
تم نقل الموضوع
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[22 - Dec-2007, صباحاً 06:49]ـ
بارك الله فيك
ـ[عالي الهمة]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 05:02]ـ
بارك الله فيكم ... ونفع بكم ..
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Sep-2008, صباحاً 12:36]ـ
رحمك الله حبيبي عالي الهمة (أبا الهيثم) .. لكم اشتقت إليك ... وإلى ابتسامتك وروحك المرحة ... وحبك للجهاد والمجاهدين ..(/)
تسمية ابنَي آدم بـ: "قابيل وهابيل" إنما هو قول قِيل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:24]ـ
بسم الله، والحمد لله، وبعد:
في كتاب الله تعالى: (ابْنَيْ آَدَمَ).
وفي "الصحيحين" مرفوعًا: (ابن آدم الأول).
وأخرج الطبري بسند حسن، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ("وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ"): كان رجلان من ابنَي آدم، فتُقُبِّل من أحدهما، ولم يتقبَّل من الآخر).
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" 1/ 662: (وأما تسميتهما بـ: "قابيل وهابيل" فإنما هو من نقل العلماء عن أهل الكتاب، لم يرد به القرآن، ولا جاء في سُنَّة ثابتة فيما نعلم، فلا علينا ألا نجزم به ولا نرجِّحه، وإنما هو قول قِيل).اهـ.
وينظر: "التفسير الصحيح المسند": أ. د: حكمت بشير، 2/ 172.
(فائدة):
قال الفاضل ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 6/ 169:
(في التّوراة هما: "قايين" - والعرب يسمُّونه: قَابِيل - وأخوه: "هَابِيل").اهـ. وينظر: "فتح الباري" 12/ 193.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[07 - Dec-2007, مساء 11:46]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 04:31]ـ
بارك الله فيك
ويشبه ذلك ما اشتهر بين الناس أن الملكين الكاتبين يسميان بـ: رقيب وعتيد
بينما هما صفتان لكل واحد منهما أنه رقيب " أي مراقب "، عتيد " أي جاهز للكتابة والتسجيل "
ولو كانا اسمين لقال تعالى " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب وعتيد " والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 04:52]ـ
ويشبه ذلك أيضاً ما اشتهر في اسم الملكين صاحبي سؤال القبر أنهما " منكر ونكير " - ففي حديث أنس المشهور في سؤال القبر والمخرج في الصحيحين لم يذكر اسم الملكين، ولكن رويت زيادات باسمهما ليست في الصحيحين قال ابن حجر في شرح الحديث " وَفِي رِوَايَة لَمسلم يَأْتِيه مَلَكَانِ زَادَ اِبْن حِبَّانَ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَال لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَر وَلِلْآخَرِ النَّكِير " وَفِي رِوَايَة اِبْن حِبَّانَ " يُقَال لَهُمَا مُنْكَر وَنَكِير " زَادَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " أَعْيُنهمَا مِثْل قُدُور النُّحَاس، وَأَنْيَابهمَا مِثْل صَيَاصِي الْبَقَر، وَأَصْوَاتهمَا مِثْل الرَّعْد " وَنَحْوه لِعَبْدِ الرَّزَّاق مِنْ مُرْسَل عَمْرو بْن دِينَار وَزَادَ " يَحْفِرَانِ بِأَنْيَابِهِمَا وَيَطَآنِ فِي أَشْعَارهمَا، مَعَهُمَا مِرْزَبَّة لَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا أَهْل مِنًى لَمْ يُقِلُّوهَا " وَأَوْرَدَ اِبْن الْجَوْزِيّ فِي " الْمَوْضُوعَات " حَدِيثًا فِيهِ " أَنَّ فِيهِمْ رُومَان وَهُوَ كَبِيرهمْ " وَذَكَرَ بَعْض الْفُقَهَاء أَنَّ اِسْم اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُذْنِب مُنْكَر وَنَكِير، وَأَنَّ اِسْم اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُطِيع مُبَشِّر وَبَشِير "
فلينظر في ثبوت هذه الزيادات، والتي يوحي قول ابن حجر " وذكر بعض الفقهاء .... الخ " بضعفها وعدم ثبوتها - والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 01:51]ـ
احاديث منكر ونكير
- عن البراء بن عازب قال كنا في جنازة رجل من الأنصار ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أن المؤمن إذا احتضر أتاه ملك الموت في أحسن صورة وأطيبه ريحا فجلس عنده لقبض روحه وأتاه ملكان بحنوط من الجنة وكانا منه على بعد فاستخرج ملك الموت روحه من جسده رشحا فإذا صارت إلى ملك الموت ابتدرها الملكان فأخذاها منه فحنطاها بحنوط من الجنة وكفناها بكفن من الجنة ثم عرجا به إلى الجنة فتفتح له أبواب السماء وتستبشر الملائكة بها ويقولان لمن هذه الروح الطيبة التي فتحت لها أبواب السماء؟ ويسمى بأحسن الأسماء التي كان يسمى بها في الدنيا، فيقال هذه روح فلان فإذا صعد بها إلى السماء شيعها مقربو كل سماء حتى توضع بين يدي الله عند العرش فيخرج عملها من عليين فيقول الله عز وجل للمقربين اشهدوا أني قد غفرت لصاحب هذا العمل ويختم كتابه فيرد في عليين فيقول الله عز
(يُتْبَعُ)
(/)
وجل ردوا روح عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أن أردهم فيها ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} فإذا وضع المؤمن في قبره فتح له باب عند رجليه إلى الجنة فيقال له انظر إلى ما أعد الله لك من الثواب ويفتح له باب عند رأسه إلى النار فيقال له انظر ما صرف الله عنك من العذاب ثم يقال له نم قرير العين فليس شيء أحب إليه من قيام الساعة وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضع المؤمن في لحده تقول له الأرض إن كنت لحبيبا إلي وأنت على ظهري فكيف إذا صرت اليوم في بطني سأريك ما أصنع بك فيفسح له في قبره مد بصره، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا وضع كافر في قبره أتاه منكر ونكير فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول لا أدري، فيقولان له لا دريت فيضربانه ضربة فيصير رمادا ثم يعاد فيجلس، فيقال ما قولك في هذا الرجل؟ فيقول أي رجل؟ فيقولان محمد صلى الله عليه وآله سلم فيقول قال الناس أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيضربانه ضربة فيصير رمادا
الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول - المحدث: ابن القيم - المصدر: الروح - الصفحة أو الرقم: 1/ 272
إذا قبر الميت، أو قال: أحدكم، أتاه ملكان، أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، والاخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقل ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك]. (صحيح).
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث
المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
الناشر مكتبة المعارف للنشر والتوزيع الرياض
تاريخ الطبعة 1415 هـ - 1995 م
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 02:17]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
جزاك الله تعالى كل خير، وفي ذلك عبرة مهمة: ينبغي ألا نشتغل بما ليس فيه كبير فائدة. فما دام اسما ابني آدم لم يرد عندنا من وجه صحيح فلا حاجة إلى البحث عنهما، وإنما العبرة بالأحكام التي صحت فيما يتعلق بهما فقد جعلهما الله تعالى المثال في قتل المظلوم، كما في الآية 27 من سورة المائدة وما تلاها
بسم الله، والحمد لله، وبعد:
في كتاب الله تعالى: (ابْنَيْ آَدَمَ).
المائدة 27
وفي "الصحيحين" مرفوعًا: (ابن آدم الأول).
.
نعم: وزيادة في البيان:
الحديث علقه البخاري في تبويب الباب 32 من كتاب الجنائز، قال:
32 - باب قَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» إِذَا كَانَ النَّوْحُ مِنْ سُنَّتِهِ. (32) لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً). وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ سُنَّتِهِ، فَهُوَ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ - رضى الله عنها - (لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى). وَهُوَ كَقَوْلِهِ (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ) ذُنُوباً (إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ) وَمَا يُرَخَّصُ مِنَ الْبُكَاءِ فِى غَيْرِ نَوْحٍ. وَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْماً إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا». وَذَلِكَ لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ.
ثم وصله في ثلاثة مواضع:
قال البخاري - رحمه الله - في كتاب أحاديث الأنبياء باب 1م
(يُتْبَعُ)
(/)
3335 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْماً إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ». طرفاه 6867، 7321 تحفة 9568
وفي كتاب الديات باب 2:
6867 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا». طرفاه 3335، 7321 - تحفة 9568
وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب 15
7321 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْهَا - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ مِنْ دَمِهَا - لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ أَوَّلاً». طرفاه 3335، 6867 - تحفة 9568
وقال مسلم في كتاب القسامة، باب 7:
4473 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لاِبْنِ أَبِى شَيْبَةَ - قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْماً إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا لأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ». تحفة 9568 - 1677/ 27
وأخرج الطبري بسند حسن، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ("وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ"): كان رجلان من ابنَي آدم، فتُقُبِّل من أحدهما، ولم يتقبَّل من الآخر).
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" 1/ 662: (وأما تسميتهما بـ: "قابيل وهابيل" فإنما هو من نقل العلماء عن أهل الكتاب، لم يرد به القرآن، ولا جاء في سُنَّة ثابتة فيما نعلم، فلا علينا ألا نجزم به ولا نرجِّحه، وإنما هو قول قِيل).اهـ.
وينظر: "التفسير الصحيح المسند": أ. د: حكمت بشير، 2/ 172.
(فائدة):
قال الفاضل ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 6/ 169:
(في التّوراة هما: "قايين" - والعرب يسمُّونه: قَابِيل - وأخوه: "هَابِيل").اهـ. وينظر: "فتح الباري" 12/ 193.
والله أعلم وأحكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 04:28]ـ
تعميماً للفائدة وتأكيداً للقول - ليتفضل علينا أخونا الشيخ أبو محمد الغامدي ويذكر لنا من خرج حديث البراء من الأئمة المصنفين في السنة بالزيادات المذكورة، حيث ان الامام ابن القيم - رغم جلالة قدره وعلو مكانته - لا يمكن أن يؤخذ كلامه مسلماً، وقوله رحمه الله عن هذا الحديث أنه " ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول " يقصد فيما أفهم أصل الحديث الذي يثبت عذاب القبر والذي رواه الأئمة كالبخاري وغيره والذي لا يحتوي على مثل هذه الزيادات.
ولو فرض أنه يقصد الحديث بزياداته التي أوردها فالسؤال من هؤلاء الحفاظ الذين تلقوه بالقبول بزياداته؟ علماً بأن هذا الحديث بروايته تلك فد فرق بين المؤمن والمنافق فذكر ملكي السؤال للمنافق ولم يذكرهما للمؤمن - فتأمل
أما حديث أبي هريرة الذي صححه الألباني - فهو عند الترمذي وقد قال الترمذي عقبه " حديث أبي هريرة حسن غريب "
ـ[أبو السها]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 04:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الإخوة فإني وجدت لشيخنا الألباني ما يثبت أن لهذين الاسمين أصلا أصيلا في السنة ..
- عن ابن عباس وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنه كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية، فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن غلام هذا البطن الآخر، حتى ولد له ابنان يقال لهما: قابيل وهابيل. وكان قابيل صاحب زرع، وكان هابيل صاحب ضرع. . . فلما قربا قرب هابيل جذعة سمينة , وقرب قابيل حزمة سنبل ,. . . فنزلت النار فأكلت قربان هابيل , وتركت قربان قابيل , فغضب وقال: لأ قتلنك. فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين.
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم - المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم: 71
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 05:03]ـ
جزاكم الله خيرًا جميعًا، وأحسن إليكم
وأما عن الحديث فقد صدق أخونا أبو السها فيما ذكره
وعليه فهذا نص واضح وصريح في حسم الأمر، والله أعلم.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[31 - Jan-2008, مساء 07:14]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فهل لكما - أخويَّ الحبيبين - أن تخرجا لنل هذين الأثرين أو تأتيانا بكلام الألباني بتمامه؟؟
وجزاكما الله تعالى خيرا ..
جزاكم الله خيرًا جميعًا، وأحسن إليكم
وأما عن الحديث فقد صدق أخونا أبو السها فيما ذكره
وعليه فهذا نص واضح وصريح في حسم الأمر، والله أعلم.
ـ[إبراهام الأبياري]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 06:08]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فهل لكما - أخويَّ الحبيبين - أن تخرجا لنل هذين الأثرين أو تأتيانا بكلام الألباني بتمامه؟؟
وجزاكما الله تعالى خيرا ..
إليك هذه الهدية:
بداية السول في تفضيل الرسول للعز ابن عبد السلام تحقيق العلامة الألباني ( http://ia360635.us.archive.org/2/items/ibraham/bstr.pdf)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 06:23]ـ
قال الفاضل ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 6/ 169:.
هو الطاهر بن عاشور وليس الفاضل.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 07:49]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل مالك بن أنس
وكأن هذا من الأوهام المستقرة في ذهني
فقد خلطتُ في أكثر من موضع بين الأب "الطاهر" والابن "الفاضل" ..
جزيت خيرا أخي
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 08:09]ـ
خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم - المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم: 71
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=8786&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+% C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 08:13]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أم بعد،
بخ بخ!!
أحسنت بارك الله فيك!!
وجزاك الله تعالى كل خير
إليك هذه الهدية:
بداية السول في تفضيل الرسول للعز ابن عبد السلام تحقيق العلامة الألباني ( http://ia360635.us.archive.org/2/items/ibraham/bstr.pdf)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[01 - Feb-2008, صباحاً 10:20]ـ
الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات رجال مسلم - المحدث: الألباني - المصدر: بداية السول - الصفحة أو الرقم: 71
قال الحافظ ابن حجر في مقدمة "العجاب" في سياق بيان الضعفاء عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(ومنهم: إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّي - بضم المهملة و تشديد الدال - وهو كوفي صدوق، لكنه جمع التفسير من طرقٍ، منها: عن أبي صالح، عن ابن عباس. وعن مرة بن شراحيل، عن ابن مسعود. وعن ناس من الصحابة. وغيرهم. وخلط روايات الجميع، فلم تتميّز رواية الثقة من الضعيف).اهـ.
وقال ابن جرير رحمه الله في شأن هذا الإسناد: (فإنْ كان ذلك صحيحًا، ولست أعلمه صحيحًا؛ إذْ كنت بإسناده مُرتابًا).اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (هذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السُّدِّي، ويقع فيه إسرائيليات كثيرة، فلعل بعضها مُدْرَج ليس من كلام الصحابة، أو أنهم أخذوه من بعض الكتب المتقدِّمة).اهـ.
وقال ابن كثير - كما في "الإتقان" -: (إنَّ هذا الإسناد يَروي به السُّدِّي أشياء فيها غرابة).اهـ.
وللدكتور حكمت بشير "المنتخب في الأسانيد الثابتة المرويَّة عن ابن عباس في التفسير" لم أطلع عليه، إلا أنَّ الدكتور حكمت لا يَرى ثبوت تسمية "قابيل وهابيل"؛ إذْ أعرض عن الروايات المتضمِّنة لها، كما في تفسيره المسمَّى بـ "التفسير الصحيح".
وينظر: تفسير الطبري، 1/ 156 - 160، شاكر، وط: هجر، مقدمة التحقيق، 1/ 191.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Feb-2008, مساء 03:40]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحدوا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على أكتافنا فلق الصخر وعلى رؤوسنا الطير قال فأرم قليلا والإرمام السكوت فلما رفع رأسه قال إن المؤمن إذا كان في قبل من الآخرة ودبر من الدنيا وحضر الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه فتسيل نفسه كما تقطر القطرة من السقاء فإذا خرجت نفسه صلى عليه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء فيفتح له ويستغفر له مقربوها إلى السماء الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة إلى العرش مقربو كل سماء فإذا انتهى إلى العرش كتب كتابه في عليين فيقول الرب عز وجل ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدته أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فيقول ربي الله قال يقولان صدقت ثم يقال له ما دينك فيقول الإسلام فيقولان صدقت ثم يقال له من نبيك فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقولان صدقت ثم يفسح له في قبره مد بصره ويأتيه حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب فيقول له جزاك الله خير إن كنت لسريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله خيرا وإن الكافر إذا كان في دبر من الدنيا وقبل من الآخرة وحضره الموت نزلت عليه ملائكة من السماء معهم كفن من نار فجلسوا منه مد البصر وجاء ملك الموت وجلس عند رأسه ثم قال اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب الله وسخطه فتتفرق روحه في جسده كراهية أن تخرج لما ترى وتعاين فيستخرجها كما يستخرج السفود من الصوف المبلول فإذا خرجت نفسه لعنه كل شيء بين السماء والأرض إلا الثقلين ثم يصعد به إلى السماء قال فتغلق دونه فيقول الرب تبارك وتعالى ردوا عبدي إلى مضجعه فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلحفان الأرض بأشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف فيجلسانه ثم يقولان يا هذا من ربك فيقول لا أدري فيناد من جانب القبر مناد لا دريت فيضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها ما بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق قبره حتى تختلف أضلاعه ويأتيه قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول جزاك الله شرا فوالله ما علمت إن كنت لبطيئا عن طاعة الله سريعا في معصية الله فيقول وأنت فجزاك الله شرا من أنت قال فيقول أنا عملك الخبيث ثم يفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده منها حتى تقوم الساعة
الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/ 500
رواه الامام احمد وابو داود ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم في المستدرك على الصحيحين
وكفى بنقل الامام ابن القيم تصحيحه عن الائمة الحفاظ والله اعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[04 - Feb-2008, صباحاً 10:30]ـ
الراوي: البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/ 500
رواه الامام احمد وابو داود ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم في المستدرك على الصحيحين وكفى بنقل الامام ابن القيم تصحيحه عن الائمة الحفاظ والله اعلم
يا أخي أرجوك ان تراجع هذه الروايات في كتبها وتتأكد من ثبوت ألفاظها، ولا أظن أنه يكفينا نقل ابن القيم تصحيحه عن الأئمة بهذه الألفاظ والزيادات التي فيه، فالحجة كتاب الله وسنة رسوله لا كتابات ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.
فالروايات لحديث البراء فيها: فيأتيه ملكان، فيأتيه آت، فيسأل .... الخ أما الأسماء فلا أعلمها ذكرت الا فيما أشرت سابقاً - والله تعالى اعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Feb-2008, مساء 03:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - Feb-2008, صباحاً 11:29]ـ
[للفائدة]
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4817&highlight=%E3%DA%C7%E1%E3+%CD% C8%C7%E4(/)
هل حديث "قلما كان رسول الله يقوم من مجلسٍ ... " صحيح؟ رواه الترمذي وقال: (حسن)؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 03:49]ـ
هل هذا الحديث صحيح؟
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رسول الله ? يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهؤلاء الدَّعَواتِ: ((اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأسْمَاعِنا، وَأَبْصَارِنَا، وقُوَّتِنَا مَا أحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوارثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا)) رواه الترمذي، وقال: ((حديث حسن)).
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 07:51]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال الترمذي في كتاب الدعوات باب 83 (طبعة المكنز)
3841 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن زَحْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ لأَصْحَابِهِ «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِى دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. تحفة 6713 - 3502
3841 ت - وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِى عِمْرَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. تحفة 7658 ل - 3502
وقال النسائي في السنن الكبرى: (10232 و 10235/ بتحقيق البنداري وكسروي -)
(رقم السنن الكبرى ط الرشد/ رقم عمل اليوم والليلة د/فاروق حمادة ط دار السلام)
10161/ 401 - أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا بَكْرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَقُمْ حَتَّى يَدْعُو لِجُلَسَائِهِ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ، وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهِنَّ لِجُلَسَائِهِ: " اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تُحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمَنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمَنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمْنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْثَرَ هَمِّنَا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا "
(يُتْبَعُ)
(/)
10162/ 402 - أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يَكَادُ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسٍ إِلا دَعَا بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ، نَحْوَهُ
قلت: وهذا في الزهد لابن المبارك (ط/ دار الكتب العلمية بتحقيق الأعظمي - عن موسوعة جوامع الكلم، ح431)
فأما عبيد الله بن زحر، فقد ذهب الحافظ ابن حجر في التقريب (4319 شاغف) إلى أن عبيد الله بن زحر (صدوقٌ يخطئ)، وقد روى عن علي بن يزيد نسخةً باطلة، وليس هذا الحديث منها
قال عثمان بن سعيد الدارمي (تاريخه عن يحيى بن معين):
(626) قلت: فعبيد الله بن زحر كيف حديثه؟ فقال: كُلُّ حديثه عندي ضعيف. قلت: عن علي بن يزيد وغيره فقال: نعم.
وله ترجمة في الجرح والتعديل (5/ 1499)، فمما قال عبد الرحمن بن أبي حاتم:
{
- أنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلىَّ، قال: قلت لأحمد بن حنبل: عبيد الله بن زحر؟ فضَعَّفَه.
- أنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلى، قال: سئل يحيى بن معين عن عبيد الله بن زحر، فقال: ليس بشيء
- نا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال على بن المديني: عبيد الله بن زحر منكر الحديث.
- سألت أبى عن عبيد الله بن زحر، فقال: لين الحديث
- سألت أبا زرعة عن عبيد الله بن زحر، فقال: لا بأس به صدوق.
}
فالظاهر أن عبيد الله بن زحر أقرب إلى الضعف ... والله تعالى أجل وأعلم
وقد تابع (؟؟؟؟) ابن لهيعة ابن زحر في هذا (أو قرئ عليه وليس من حديثه؟؟؟؟) عند تمام الرازي في الفوائد:
قال تمام (ط الرشد عن موسوعة جوامع الكلم):
505 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ لا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ إِلا دَعَا: " اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُدْخِلُنِي بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ التَّقْوَى مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي، وَبَصَرِي، وَقُوَّتِي مَا أَحْيَيْتَنِي، وَاجْعَلْهُمُ الْوَارِثَ مِنِّي، وَاجْعَلْ ثَأْرِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ عَادَانِي، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي دِينِي، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّي، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِي، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي "
ولا يعجبني الاحتجاجُ بمثل هذا،
لكن للحديث متابعة أخرى عند الحاكم 1/ 528،
قال رحمه الله (1986 في نسخة مقبل الوادعي):
أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ حَدَّثَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَجْلِسُ مَجْلِسًا كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَكُنْ إِلا قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْ طَاعَتِكَ مَا تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَعْصِيَتَكَ، وَارْزُقْنِي مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تُبَلِّغُنِي بِهِ رَحْمَتَكَ، وَارْزُقْنِي مِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَبَارِكْ لِي فِي سَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي، اللَّهُمَّ وَخُذْ بِثَأْرِي مِمَّنْ ظَلَمَنِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ عَادَانِي، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّي، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِي، اللَّهُمَّ وَلا تُسَلَّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي "،
فَسُئِلَ عَنْهُنَّ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْتِمُ بِهِنَّ مَجْلِسَهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
لكن هل سمعه خالد بن أبي عمران من نافع؟؟
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 09:03]ـ
سلامٌ عليكم
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أمَّا بعد
لكن هل سمعه خالد بن أبي عمران من نافع؟؟
والله تعالى أجل وأعلم
في ترجمة خالد بن أبي عمران من الجرح والتعديل (3/ 1559): قال عبدالرحمن بن أبي حاتم
1559 - خالد بن أبي عمران قاضي إفريقية
روى عن
1 - سالم بن عبد الله و
2 - سليمان بن يسار و
3 - القاسم بن محمد و
4 - نافع و
5 - أبي عياش الزرقي و
6 - حنش و
7 - وهب بن منبه
روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وطلحة بن أبي سعيد والليث بن سعد وابن لهيعة وعبيد الله بن زحر
سمعت أبي يقول ذلك
وسألته عنه فقال: ثقة لا بأس به
لكن ما بال الليث قال في الحديث المتقدم: (حَدَّث)؟
والله تعالى أجل وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 09:53]ـ
بارك الله فيكم.
الحديث رواه:
1 - عبيد الله بن زحر، واختُلف عنه:
- فرواه يحيى بن أيوب عنه، عن خالد بن أبي عمران، عن ابن عمر مباشرة،
- ورواه بكر بن مضر عنه، عن خالد، عن نافع، عن ابن عمر.
وبكرٌ أوثق بكثير من يحيى.
2 - ورواه ابن لهيعة، عن خالد، عن نافع، عن ابن عمر. وعن ابن لهيعة ثلاثةٌ:
- كامل بن طلحة الجحدري -عند الطبراني في الصغير-،
- ويحيى بن بكير -عند الطبراني في الدعاء-،
- وعمرو بن هاشم -عند تمام في الفوائد-،
3 - ورواه الليث بن سعد، عن خالد، عن نافع، عن ابن عمر. وعن الليث كاتبه أبو صالح، وعنه اثنان:
- مطلب بن شعيب -عند الطبراني في الدعاء-،
- والفضل بن محمد الشعراني -عند الحاكم في المستدرك-.
فاتفق ثلاثتهم (ابن زحر -في الأرجح عنه-، وابن لهيعة، والليث) على روايته عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر.
وذكر الطبراني في الصغير متابعة لخالد، قال: " لم يروه عن نافع إلا خالد بن أبي عمران وبكير بن عبد الله الأشج "، ولم أجد رواية بكير.
وخالد بن أبي عمران سمع من نافع، قال البخاري -في ترجمة خالد في التاريخ الكبير-: " قال ابن وهب: أخبرني عمرو، عن خالد بن أبي عمران: سمع سالمًا ونافعًا "، وقال ابن سعد -في ترجمة خالد في الطبقات-: " كان لا يدلس ".
ووردت رواية -عند الحاكم (1/ 117) وغيره- فيها تصريحه بالسماع من نافع، إلا أن فيها أبو صالح كاتب الليث.
فالحديث حسن، وبه حكم ابن القطان -في بيان الوهم (4/ 654) -، والألباني في غير موضع، وإليه خلص الشيخ ياسر بن فتحي -في تخريج الذكر والدعاء (2/ 653، 654) -.
والله أعلم.
الأستاذ أبا مريم:
ما وجه الإشكال في رواية الليث بصيغة (حدَّث)؟
ـ[السكري]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 10:59]ـ
بارك الله فيك ليس هناك أي اشكال في صيغة حدث
وقد بين الحافظ ابن حجر في الاتحاف (9/ 84) رقم (10518) بالتحديث مباشرة
أما كون الحاكم يقول على شرط البخاري فلا فإن في الاسناد أبو صالح كاتب الليث قال عنه الحافظ في المقدمة: لقيه البخاري وأكثر عنه وليس هو من شرطه في الصحيح
وقال الذهبي في الميزان: وقد روى عنه البخاري في الصحيح على الصحيح، ولكنه يدلسه، فيقول: حدثنا عبدالله ولا ينسبه وهو هو. نعم علق البخاري حديثا
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 11:09]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير،
غاية ما في الأمر أنني خشيتُ ألا يكون الليثُ سمعه، وهذا اللفظ يثير حفيظتي، لأن اصطلاح بعض المحدثين (ومن أشهرهم قتادة) إذا جاء ما لم يسمعوا قالوا (حدَّث)
مثال:
قال علي بن الجعد في مسنده ج1 ص/162
1039 حدثنا أحمد بن إبراهيم نا ابن مهدي قال: سمعت شعبة يقول:
كنت أتفطن إلى فم قتادة كيف يقول فإذا قال حدثنا يعني كتبت
1040 حدثنا أحمد بن إبراهيم نا أبو داود قال: قال شعبة:
كنت أتفطن إلى فم قتادة إذا حدث، فإذا حدث ما قد سمع، قال: حدثنا سعيد بن المسيب، وحدثنا أنس: وحدثنا الحسن، وحدثنا مطرف، فإذا حدث بما لم يسمع قال حدَّثَ سليمانُ بن يسار وحدَّث أبو قلابة
مثال آخر:
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في ي كتاب تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل - باب ما ذكر من حفظ شعبة للحديث وإتقانه:
نا صالح بن أحمد بن حنبل، نا على، يعني ابن المديني قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول وذكر شعبة، قال: سمعته يقول:
كنت أَتفقَّدُ فم قتادة فإذا قال سمعت أو حدثنا حفظت، وإذا قال حَدَّثَ فلانٌ تركته
ولعلك تقول لي إن الليث لم يُذكر قَطُّ بتدليس، وأين الليث من قتادة في التدليس؟ لكن هل يُعهدُ هذا اللفظ في ما رواه الليث؟ وغيرُ المدلس إذا استخدم لفظا محتملا، حملناه على الاتصال، ولكن هذا اللفظ يثير حفيظتي لما سبق ..
والله أعلم
الأستاذ أبا مريم:
ما وجه الإشكال في رواية الليث بصيغة (حدَّث)؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Dec-2007, صباحاً 11:57]ـ
وإياكم، بارك الله فيكم.
وقد ظننتُ استشكالك صيغة (حدَّث) في الرواية بين خالد بن أبي عمران ونافع، وهذا الظاهر من مشاركتك الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والرواية بين الليث وخالد إنما جاءت بالأنأنة، وأما صيغة (حدَّث) فهي حكاية الليث لصيغة الرواية بين خالد ونافع.
فلم يقل الليث: حدَّث خالدُ بن أبي عمران، إنما قال: أن خالد بن أبي عمران حدَّث عن نافع.
والأنأنة فيها تفصيل، بيّنه الحافظ ابن حجر، قال -في النكت (2/ 591) -: " وإذا قال -يعني: الراوي-: (أن فلانًا)، ففيه فرق، وذلك أن يُنظَر:
1 - فإن كان خبرها قولاً لم يتعد لمن لم يدركه؛ التحقت بحكم (عن) بلا خلاف، كأن يقول التابعي: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: (سمعت كذا)، فهو نظير ما لو قال: عن أبي هريرة أنه قال: (سمعت كذا)،
2 - وإن كان خبرها فعلاً نُظر:
أ- إن كان الراوي أدرك ذلك؛ التحقت بحكم (عن)،
ب- وإن كان لم يدركه؛ لم تلتحق بحكمها " ا. هـ كلام ابن حجر.
ولعلَّ مسألتنا هذه من القسم الأول من الحالة الثانية، فخبر (أن) هنا فعلٌ (هو: حدَّث)، والليث قد أدرك خالد بن أبي عمران، فلتُلحق بحكم (عن).
وقد بَيَّنَت ذلك الطريقُ الأخرى عن الليث، فقد جاءت بالعنعنة، وكذلك نَقَلَ ابن حجر هذه الرواية في الإتحاف.
وقد قسَّم حالات (أن) الشيخ د. إبراهيم اللاحم تقسيمًا آخر بديعًا، تندرج فيه تقسيمات ابن حجر، قال -في الاتصال والانقطاع (ص31، 32) -:
" فهذه الصيغة:
* تستخدم بغرض الرواية عن الشخص إذا قُرنت بلفظ (قال) أو (ذكر) ونحوهما، فيقول الراوي -كالأعرج مثلاً-: أن أبا هريرة قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-.
* وتستخدم أيضًا في حكاية قصة للشخص، كما إذا قال الأعرج: أن أبا هريرة سلَّم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو: دخل عليه، ونحو ذلك.
- فإذا قصد بها الروايةَ؛ فهي صيغة من الصيغ المحتملة للسماع وعدمه، مثل (عن) و (قال) و (ذكر) ونحوها،
- وإذا قصد بها حكاية القصة، فليست صيغة رواية عن الشخص، إنما هي صيغة لحكاية قصته " ا. هـ.
ومسألتنا هذه من القسم الأول: المقصود بـ (أن) فيه الروايةَ.
وأما قول الأخ (السكري):
وقد بين الحافظ ابن حجر في الاتحاف (9/ 84) رقم (10518) بالتحديث مباشرة
فلم أفهمه جيدًا، فحبذا لو بيّنه، والكلام هنا في رواية الليث عن خالد بن أبي عمران.
والله أعلم.
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 12:45]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذيلا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزى الله تعالى أخانا الفاضل محمدا كل خير،
وزيادة في التوضيح،
فعندما قرأت الإسناد:
{ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ حَدَّثَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ}
توقعتُ أن أجده هكذا:
{ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ حَدَّثَهم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ}
فلمَّا أمعنت النظر، وجدته كما ترى،
فلهذا تحفَّظتُ،
وأما ما أشار إليه أخونا الفاضل السكري، فقد رجعت إلى إتحاف المهرة، فوجدت الحافظ يقول (9/ 84):
10518 - / حديث: أنه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده أحدٌ أو لم يكن إلا قال ((اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ..... الحديث
كم في الدعاء: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، ثنا جَدِّي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، ثنا اللَّيْثُ، عنه، به. وفي آخره أنه رفعه في ختم المجلس.
قلت: ومعنى هذا أنه إسنادٌ معنعنٌ لا يبدوفيه إشكال، ولعل الإشكال من نسخ مستدرك الحاكم التي بين أيدينا، فلعلها تحتاج إلى خدمة كبيرة،
والخدمة التي قام بها مقبل بن هادي الوادعي، على جودة جهده، إلا أنه لم يعتمد على نسخ مخطوطة، كما صرح هو بذلك،
على كلٍ جزاكم الله تعالى كل خير،
وأدام بكم النفع
بارك الله فيك ليس هناك أي اشكال في صيغة حدث
وقد بين الحافظ ابن حجر في الاتحاف (9/ 84) رقم (10518) بالتحديث مباشرة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 01:06]ـ
وإياك أخي الكريم.
وما في المستدرك لا إشكال فيه، وهذه صورته في المخطوط:
http://www.kabah.info/uploaders/mohmsor/picofmustadrak/mustadrak4.jpg
وإنما ابن حجر يختصر في الإتحاف الإسنادَ بالإحالة إلى الترجمة، واختصر (الليث، أن خالد بن أبي عمران حدث) بالعنعنة.
ـ[السكري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 04:37]ـ
ليس هناك اشكال بارك الله فيكم وعموما ليست صيغة "عن "تفيد العنعنة كما هو شائع وإلا فسنن النسائي الكبرى جلها بالعنعنة والموضوع بسيط جدا
وحدث عن نافع ليس فيها اشكال والله أعلم ومنكم نستفيد بارك الله فيكم
وأما نسخة الشيخ مقبل - رحمه الله - فجزاه الله خيرا عليها واللهم يسر بنسخة الدكتور ميرة لتحل لنا مشكلات المستدرك فكم أتعبت الأول والآخر مازال يعاني
ودمتم بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 04:38]ـ
سلامٌ عليكم،
قال علي بن الجعد في مسنده ج1 ص/162
1039 حدثنا أحمد بن إبراهيم نا ابن مهدي قال: سمعت شعبة يقول:
كنت أتفطن إلى فم قتادة كيف يقول فإذا قال حدثنا يعني كتبت
1040 حدثنا أحمد بن إبراهيم نا أبو داود قال: قال شعبة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
جزاكم الله خيرا جميعا
أخي أبا مريم
الراوي عن أحمد بن إبراهيم غير علي بن الجعد خلافا لما يظنه كثيرون
بل القائل: حدثنا أحمد بن إبراهيم
هو ابن بنت أحمد بن منيع
وعشراتٌ من الأخبار التي حواها ذاك الكتاب ليس لابن الجعد فيها ناقة ولا جمل
ثم إن تسمية الكتاب بالمسند فيه تسامح
ونسبته إلى ابن الجعد خطأ آخر تتابع عليه كثيرون
بل طبع الكتاب بهذا الاسم خطأً
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله غلا هو،
الصحيح: إلا هو
وسبب الخطإ عدم ضغطك على السهم الأيسر في أقصى يسار لوحتك:)
ترتب على الخطإ تصحيف غير حسن بل ()
وليس مقصودا
لكن يجب إصلاحه
---------
حاشية من باب الاستطراد
قد أعل أبو حاتم حديثا رواه الليث بن سعد بعدم تصريحه بالسماع مع أنه غير معروف بالتدليس لنكتة ألمع إليها المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة
ـ[السكري]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 04:44]ـ
نعم بارك الله فيكم أما التسمية فهي خطأ "مسند ابن الجعد" وللشيخ الفاضل الدكتور صالح الرفاعي بحث حول ذلك أتحفنا به لعلنا نتحفكم به إن شاء الله
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 09:10]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
الحمد لله رب العالمين
جزاكم الله خيرا جميعا
أخي أبا مريم
الراوي عن أحمد بن إبراهيم غير علي بن الجعد خلافا لما يظنه كثيرون
بل القائل: حدثنا أحمد بن إبراهيم
هو ابن بنت أحمد بن منيع
وعشراتٌ من الأخبار التي حواها ذاك الكتاب ليس لابن الجعد فيها ناقة ولا جمل
ثم إن تسمية الكتاب بالمسند فيه تسامح
ونسبته إلى ابن الجعد خطأ آخر تتابع عليه كثيرون
بل طبع الكتاب بهذا الاسم خطأً
فائدةٌ نفيسة: جزاك الله تعالى كل خير، ويبدو أن هذا الكتاب بهذا ينبغي ألا يُعتمد عليه ..
الصحيح: إلا هو
وسبب الخطإ عدم ضغطك على السهم الأيسر في أقصى يسار لوحتك:)
ترتب على الخطإ تصحيف غير حسن بل ()
وليس مقصودا
لكن يجب إصلاحه
صدقتَ وبررت، فنرجو من الإخوة المشرفين التدخل لإصلاحه، لأن التعديل غير مسموحٍ به بعد خمسةٍ وأربعين دقيقة،
وجزاك الله تعالى كل خير،
حاشية من باب الاستطراد
قد أعل أبو حاتم حديثا رواه الليث بن سعد بعدم تصريحه بالسماع مع أنه غير معروف بالتدليس لنكتة ألمع إليها المعلمي في مقدمة الفوائد المجموعة
في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم؟ هل لك أن تذكر رقم السؤال؟
وقولك ألمع، لعلك تعني ألمح؟؟
عافاني الله تعالى وإياك من التصحيف، وجزاك الله تعالى كل خير.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[08 - Dec-2007, مساء 10:14]ـ
سلامٌ عليكم،
ويبدو أن هذا الكتاب بهذا ينبغي ألا يُعتمد عليه ..
في العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم؟ هل لك أن تذكر رقم السؤال؟
وقولك ألمع، لعلك تعني ألمح؟؟
عافاني الله تعالى وإياك من التصحيف، وجزاك الله تعالى كل خير.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أثابك الله وجزاك خيرا
أما قولك: ويبدو أن هذا الكتاب بهذا ينبغي ألا يُعتمد عليه
فغلط ظاهر ما كان ينبغي أن يخطر ببالك أو يدور في خيالك بله أن تكتبه
فالكتاب نفيس
لكن لا بد من تمييز مرويات ابن الجعد وعدم خلطها بروايات تلميذه
أما رقم السؤال فاصبر علي يومين وسآتيك به إن شاء الله
أما كلمة ألمع فربي يعلم أنني كنت رقمتُها ألمح
ثم غيرتها إلى ألمع لنكتة لعلك تجتهد لاستخراجها
وحسبُك بترجمة كتاب الأديب الأريب أبي الفضل اليحصبي السبتي "الإلماع"
أما إشارتك إلى التصحيف واستعاذتك منه
فنعوذ بالله من التصحيف والتحريف
لكن لم يكن من ذلك شيء بحمد الله
فتأمل
على أنني أفرح كثيرا لو نبّهتني على خطئي بعلم وبرهان
والله الموفق
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 05:27]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فجزاك الله تعالى كل خير،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أثابك الله وجزاك خيرا
أما قولك: ويبدو أن هذا الكتاب بهذا ينبغي ألا يُعتمد عليه
فغلط ظاهر ما كان ينبغي أن يخطر ببالك أو يدور في خيالك بله أن تكتبه
فالكتاب نفيس
لكن لا بد من تمييز مرويات ابن الجعد وعدم خلطها بروايات تلميذه
صدقت وبررت، لكن خانتني العبارة، فأعتذر، ولكن نشره باسم مسند ابن الجعد فيه نظر فعلا، وكان عليَّ أن أتأمَّل
فالباب الذي نقلت منه ذلك النص:
أخبار أبي الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي كله ليس لابن الجعد فيه ناقةٌ ولا جمل، (إلا أن يكون فاتني شيء)
فلو أني قلت: وجدتُ في كتاب مسند ابن الجعد .. كذا وكذا لكفاني،
ولكن ينبغي أن أعترف بالخطأ والتقصير معا،
وسبحان الله!! كيف يفوتني في الإسناد الذي نقلته أحمد بن إبراهيم؟؟ (أراه الدورقي) وأن بين الراوي وبين شعبة فيه اثنين، مع أن علي بن الجعد مكثرٌ عن شعبة؟؟
كان ينبغي أن أتأمل أسانيد الكتاب، على الأقل في هذا الجزء،
أما رقم السؤال فاصبر علي يومين وسآتيك به إن شاء الله
فقد تتبعت في العلل الأسئلة التي ذُكِرَ فيها الليث: وأرقامها:
240 و 245 و 410 و 909 و 1234 و1774 و 2351 و2461 و2579
ولعل هذا السؤال الأخير هو الذي تشيرُ إليه؟ أم فاتني شيءٌ؟
أما كلمة ألمع فربي يعلم أنني كنت رقمتُها ألمح
ثم غيرتها إلى ألمع لنكتة لعلك تجتهد لاستخراجها
وحسبُك بترجمة كتاب الأديب الأريب أبي الفضل اليحصبي السبتي "الإلماع"
وقع ذلك في قلبي إذ المسافة بين مفتاح ع ومفتاح ح بعيدة!
ورجعت إلى القاموس المحيط: لكن لم أجد ألمع إلى ...
أما إشارتك إلى التصحيف واستعاذتك منه
فنعوذ بالله من التصحيف والتحريف
لكن لم يكن من ذلك شيء بحمد الله
فتأمل
على أنني أفرح كثيرا لو نبّهتني على خطئي بعلم وبرهان
والله الموفق
الحمد لله رب العالمين
وجزاك الله تعالى كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 05:36]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإتماماً للفائدة، أذكر الفائدة التي أشار إليها أخونا الفاضل ابن السائح:
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في العلل: {
2579 - وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ الأَعْيَنُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرٍ، وَبَنِي تَمِيمٍ " فَقِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: " أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ "
قَالَ أَبِي: هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، نَظَرْتُ فِي أَصْلِ اللَّيْثِ وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيْضًا اللَّيْثَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ وَدَلَّسَهُ، وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ أَبِي صَالِحٍ}
وأما الحديث الذي نحن بصدده، فينبغي أن ننظر في طريق بكير بن عبد الله الأشج، لعله يرتقي إلى الصحة بها،
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[09 - Dec-2007, مساء 11:14]ـ
سلامٌ عليكم،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
أثابك الله وجزاك خيرا
هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، نَظَرْتُ فِي أَصْلِ اللَّيْثِ وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيْضًا اللَّيْثَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ وَدَلَّسَهُ، وَلَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ أَبِي صَالِحٍ
الصحيح: ولم يذكر أيضا الليثُ في هذا الحديث خبرً
ويَحتمِل .....
وبغير هذا الضبط لا ينضبط
بل سيؤول إلى لهجة:) أخرى لا تستقيم
وسيفسد علينا المثال
بل لن يُفهم على أي لهجة من لهجات الخلق - ابتسامة -
حتى على لغة: أنبت الزرعُ القطرَ
نَظَرْتُ فِي أَصْلِ اللَّيْثِ وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيْضًا اللَّيْثَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرٌ
فتأنَّ وتأمّل واستعذ بالله معي من التصحيف
ـ[ابوطيب]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 12:53]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 10:18]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فضبط كلمة خبر هنا ليس بالضم، قطعاً، بل هو بتنوين الفتح على النصب، وكان الأصلح -فيما أرى - لو ضبطت بتنوين الفتح مع الألف للدلالة عليها لكن هكذا وردت في النسخ.
وهو مضبوط في نسخة د/ سعد بن عبد الله آل حُمَيِّد، ود/ خالد الجريسي بتنوين الفتح ولكن بغير الألف. وقد ذهبا ومن معهما من فريق الباحثين إلى أن لذلك وجها في اللغة، لكن إثبات الألف أيسر،
وقد نقلت هذا النص من موسوعة جوامع الكلم، وهي مقابلة على نسخة الأخ محمد بن صالح الدباسي، حفظه الله، مع أن الذي أذكره أن الدباسي أثبت تنوين الفتح أيضا، (كانت النسختان معي وأنا أنقل)، فهذا خطأ ينبغي تصحيحه والتنبيه عليه، فاتني تصحيحه
ولم أنتبه إلى أنهم ضبطوه بتنوين الضم، لدقة الشاشة،
ولمثل هذه المفسدة، أرى أنه كان من الأفضل لو أنهم أثبتوا الألف مع تنوين الفتح
لقد أدخلت لوحات المفاتيح والشاشات علينا أنواعا جديدة من التصحيف، نعوذ بالله منه،
نسأل الله تعالى السلامة والعافية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
أثابك الله وجزاك خيرا
الصحيح: ولم يذكر أيضا الليثُ في هذا الحديث خبرً
ويَحتمِل .....
وبغير هذا الضبط لا ينضبط
بل سيؤول إلى لهجة:) أخرى لا تستقيم
وسيفسد علينا المثال
بل لن يُفهم على أي لهجة من لهجات الخلق - ابتسامة -
حتى على لغة: أنبت الزرعُ القطرَ
فتأنَّ وتأمّل واستعذ بالله معي من التصحيف
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 12:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
سلام عليكم،
مع أن الذي أذكره أن الدباسي أثبت تنوين الفتح أيضا، (كانت النسختان معي وأنا أنقل)
لم يثبت تنوينا ولا أي حركة
بلى
أثبت التنوين فوق حرف الضاد من كلمة أيضًا!!
وكان ينبغي أن يضبط ويُعرب ويُعين إخوانه على فهم النص(/)
حديث ما ناصرني إلا الشباب وما خذلني إلا الشياب هل هو صحيح
ـ[ابوطيب]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 12:55]ـ
حديث ما ناصرني إلا الشباب وما خذلني إلا الشياب هل هو صحيح
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الفاروق]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 07:54]ـ
بحثت عنه كثيرا قبل سنين لكنني لم أظفر به، وكنت أنكرت على متحدث انتصب ليتكلم في مهرجان لطلبة الجامعات، كانت لي كلمة فيه، فذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " نصرت بالشباب "
فقلت له: اين قال هذا؟ فقال في الصحيح.
فقلت له: من فضل الله انا استظهر ما في الصحيحين وليس فيهما، وقلت له: في علمي ليس في الكتب التسعة ايضا.
فنشطت للبحث عنه قبل الانترنت وموسوعات الحواسيب، فلم أظفر به.
لكنني رأيت في بعض كتب الرافضة قريبا منه ولفظه:
"أوصيكم بالشبان خيراً فإنهم أرق أفئدة، وان الله بعثني بشيراً ونذيراً فحالفني الشبان، وخالفني الشيوخ "
ويبدو لي ان بعض المحاضرين من أهل السنة ساقوه في كتبهم هكذا دون بحث.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 01:11]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=230263&postcount=5
ـ[ابوطيب]ــــــــ[13 - Dec-2007, مساء 02:21]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوعرب]ــــــــ[26 - Mar-2010, مساء 10:27]ـ
الفاروق جزاك الله خيراً، بل إني وجدت ُ لدى أحد الشباب من أهل الخير على سطح حاسوبه المحمول هكذا ((نصرت بالشباب)) رواه مسلم ٌ.
وبدأ هذا الحديث ينتشر في المنتديات، كل منتدى يروي عن منتدى.(/)
مصيبة في "الكامل" لابن عَدي
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 04:55]ـ
للأسف
وقع خطأ فادحٌ، ومشين، في الكامل لابن عدي، نبهني إليه أخي أحمد الخضري، فقمتُ بمراجعته، والنظر فيه، ولخطورته، كتبتُ هذا التعليق:
وقع في الكامل، طبعة دار الكتب العلمية 1/ 151:
أَخْبَرنا الحسن بن عثمان التستري، أَخْبَرنا سلمة بن شبيب، قال: سَمِعتُ يزيد بن هارون (1)، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة يقول: أبو هريرة كان يدلس.
_____حاشية_____
(1) "قوله: قال: سَمِعتُ يزيد بن هارون"، سقط من المطبوع، وأثبتناه عن "تاريخ دمشق" 67/ 359، إذ رواه ابن عساكر من طريق أبي أحمد بن عَدِي.
والعجيب الغريب أن يُكثر ابن عَدِي من الرواية عن الحسن بن عثمان التستري، ثم يروي عنه هذا الطعن في راوية الإسلام، والصحابي الكريم، أبي هريرة، وابن عَدي هو الذي قال:
الحسن بن عثمان بن زياد بن حكيم، أبو سَعِيد، التستري، كان عندي يضع، وَيَسْرِقُ حديث الناس، سألت عبدان الأهوازي عنه، فقال: هو كَذَّابٌ. "الكامل" 3/ 207.
فاحذروا، يرحمكم الله، من النقل الأعمى خلف هؤلاء، أن تصيبوا قومًا بجهالة.
وربما يقول قائل: لقد نبه ابن عدي أن التستري كذابٌ.
أقول: لم ينبه عليه في موضعه، فهذه في المجلد الأول، وتلك في الثالث، فتنبه.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 05:33]ـ
بارك الله فيكم
لكني أتعجب كيف يمكن لصحابي أن يدلس فهذا مما لا يقبله عقل ولامنطق.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 06:37]ـ
لا يوجد خطأ ولا شيء!!
لا يشك أحد أن أبا هريرة كان يدلس أصلا، فهذا معروف، وحديثه في البخاري عن الفضل بن عباس أوضح مثال على ذلك.
والتدليس ليس عيبا في حد ذاته، ولكن العيب فيه أن يكون عن الضعفاء، وأبو هريرة إنما يدلس عن الصحابة وجميعهم ثقات.
ولو كان التدليس عيبا أو محرما لأسقطنا حديث المدلسين، وهذا خلاف المعمول به عند أئمة الحديث والأثر.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 06:58]ـ
نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج2/ص608) هذا الخبر فقال: ((قال يزيد بن هارون سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس.
قلت – الذهبي -: تدليس الصحابة كثير ولا عيب فيه فإن تدليسهم عن صاحبٍ أكبر منهم والصحابة كلهم عدول)).
ومن قبل الذهبي قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (ج5/ص497):
وفشو التدليس فيهم وعملهم به أشهر وأكثر من أن نعرض له، ولقد ظُنَّ بمالك على بعده منه عمله، وقد قال الدارقطني: إن مالكاً ممن عمل به، وليس عيباً عندهم وإنما هو الإرسال لكن عمن قد لقيه، ولقد غلا شعبة حتى قال: كان أبو هريرة يدلس ذكر ذلك عنه أبو أحمد، وهذا مما لا ينبغي إطلاقه في حق الصحابة - رضى الله عنهم - وإنما يعني أنه قد روى عن النبي أحاديث خرج منه بعد المباحثة أنه لم يسمع منه بعضها، وقد صرح في حديث بأن الذي أخبره به هو الفضل بن عباس.
وكذلك أحاديث ابن عباس بهذه السبيل إلا ثمانية عشر حديثاً وقد بوحث في حديث فأخبر أن الذي أخبره به هو أخوه الفضل، ومثل هذا التدليس هو الجائز بلا ريب أن يكون المطوي ذكره ممن لا شك في عدالته، وكل من دلس من الأئمة فإنه كان يتحرى الصدق ويصرح بالذي حدثه به إذا بوحث)).
ـ[السكري]ــــــــ[10 - Dec-2007, صباحاً 08:38]ـ
زيادة إيضاح:
أورد ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 359)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد أنا الحسن بن عثمان التسترى نا سلمة بن حبيب قال سمعت يزيد بن هارون قال سمعت شعبة يقول أبو هريرة كان يدلس
فقال المعلمي اليماني في "الأنوار الكاشفة " (171) ذكره ابن عساكر
أقول (المعلمي): هذه عبارة ابن كثير في البداية، ساق كلمة بسر المتقدمة ووصلها بهذه الحكاية، وهي حكاية شاذة لا أدري كيف سندها إلى يزيد، ويقع في ظني إن كان السند صحيحاً أنه وقع فيها تحريف، فقد يكون الأصل ((أبو حرة)) فتحرفت على بعضهم فقرأها ((أبو هريرة)) وأبو حرة معروف بالتدليس كما تراه في طبقات المدلسين لابن حجر ص17، وقوله ((أي يروي .. ... )) أراه من قول ابن عساكر بناه على قصة بسر السابقة. فقوله ((لا يميز هذا من هذا)) يعني لا يفصل بين قوله
((قال النبي صلى الله عليه وسلم .. ... )) وقوله ((زعم كعب .. .. )) مثلاً بفصل طويل حتى يؤمن أو يقل الالتباس على ضعفاء الضبط، وتسمية هذا تدليساً غريب
ثم قال: فلذلك قال ابن كثير وحكاه أبو رية ((وكأن شعبة يشير بهذا إلى حديث: من أصبح جنباً لا صيام له. فإنه لما حوقق عليه قال: أخبرنيه مخبر ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم))
أقول: يعني أنه قال أولاً ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ... )) مع أنه إنما سمعه من بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا هو إرسال الصحابي الذي تقدم أنه ليس بتدليس، ولكنه على صورته، والله أعلم
ثم قال أبو رية ص166 ((قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص50: وكان أبو هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وإنما سمعه من الثقة عنه فحكاه))
أقول: تتمة كلام ابن قتيبة ((وكذلك كان ابن عباس يفعل وغيره من الصحابة، وليس في /هذا كذب بحمد الله، ولا على قائله إن لم يفهمه السامع جناح إن شاء الله)). والمراد بالثقة الثقة من الصحابة على ما قدمت، وقدمت أن مثل ذلك من الصحابة كان عند السامعين محتملاً على السواء لأن يكون بلا واسطة وأن يكون بواسطة صحابي آخر، والمخبر الذي أخبر أبو هريرة صحابي كما يأتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 02:05]ـ
ولا مصيبة، ولا خطأ، ولا شيء!!!
- سقط رجل من المطبوع، ولا خطأ، ولا شيء.
- وابن عدي، وغيره، من حقهم الرواية عن الكذابين، للطعن في الصحابة، ولا خطأ، ولا مصيبة.
- وعندما نتحدث عن الصحابة لا مانع من الحديث عنهم كأننا نتحدث عن بقية بن الوليد، والوليد بن مسلم، لا فرق.
- وكان يجب وضع ابن عباس، وابن عمر، وغيرهما في طبقات المدلسين.
وأحد الإخوة يكتب:
ولو كان التدليس عيبا أو محرما لأسقطنا حديث المدلسين، وهذا خلاف المعمول به عند أئمة الحديث والأثر.
لا يا أخي، كلامك هم المخالف لأئمة الحديث والأثر.
وسأنقل لك من "الكامل" نفسه، ما قاله أئمة الحديث والأثر:
الكامل لابن عدي 1/ 106، وما بعدها:
الباب الثاني والعشرون
من قَال: التدليس من الكذب وأخو الكذب.
حَدَّثَنَا يَحْيى بن زكريا بن حيويه، أَخْبَرنا الميموني هو عَبد الملك بن عَبد الحميد الرقي صاحب أحمد بن حنبل، حَدَّثَنا خالد بن خداش، قَالَ: سَمِعْتُ حماد بن زيد يقول التدليس كذب.
حَدَّثَنَا موسى بن العباس، أَخْبَرنا يحيى بن إسحاق بن سافري، أَخْبَرنا زكريا بن عدي عن ابن المبارك عن عوف قَال: التدليس كذب.
حَدَّثَنَا أحمد بن موسى بن القراد، أَخْبَرنا يعقوب بن شيبة، قَالَ: سَمِعْتُ الحسن الحلواني يقول: سَمعتُ أبا أسامة يقول خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي إلاَّ كاذبون.
حَدَّثَنَا يَحْيى بن زكريا بن حيويه، حَدَّثني أبو حفص بن مقلاص، قَالَ: سَمِعْتُ أبي يقول: سَمعتُ الشافعي يقول: قال شُعْبَة التدليس أخو الكذب.
حَدَّثَنَا عُمَر بن بكار الغافلاني وإسماعيل بن الحكمي، أَخْبَرنا حنبل بن إسحاق، قَالَ: سَمِعْتُ أبا نعيم يقول وقال ابن الحكمي قال أبو نعيم سمعت شُعْبَة يقول والله لأن أزني أحب إلي من أن أدلس.
حَدَّثَنَا عَبد الجبار بن أحمد السمرقندي، حَدَّثَنا مؤمل بن إهاب، قَالَ: سَمِعْتُ يزيد بن هارون يقول ما دلست حديثًا إلاَّ حديثًا واحدا عن عوف فما بورك لي فيه.
حَدَّثَنَا أحمد بن علي المدائني، أَخْبَرنا أبو أمية مُحَمد بن إبراهيم، أَخْبَرنا سليمان بن داود، حَدَّثَنا يَحْيى بن سَعِيد، حَدَّثَنا سفيان، قَالَ: سَمِعْتُ مسعرا يقول التدليس من دناءة الأخلاق.
حَدَّثَنَا أحمد بن موسى بن العراد، أَخْبَرنا يعقوب بن شيبة، قالَ: سَألتُ يَحْيى بن مَعِين عن التدليس فكرهه وعابه قلت له فيكون المدلس حجة فيما روى حتى يقول، حَدَّثَنا وأخبرنا قَال: لا يكون حجة فيما دلس.
حَدَّثَنَا مُحَمد بن الحسين بن مكرم وأحمد بن مُحَمد بن عَبد الكريم وغيرهما قالوا، أَخْبَرنا عباس بن مُحَمد، أَخْبَرنا قراد، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَة يقول كل حديث ليس فيه، حَدَّثَنا وأخبرنا فهو خل وبقل.
سَمِعْتُ علي بن أحمد بن مروان يقول: سَمعتُ عُمَر بن شيبة يقول: سَمعتُ أبا عاصم النبيل يقول أقل حالات المدلس عندي أن يدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.
هل أنقل لكم من باقي المصادر.
وهؤلاء أليسوا من أئمة الحديث والأثر؟
- عندما نتحدث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن ننتقي كل حرف ننطق به، صحيح كان بعضهم يسمع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخيه، فيرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، صادقٌ أمين، يروي ما سمعه من صادق أمين، مشهودٌ للجميع بالصدق في التوراة والإنجيل والقرآن، وليس في كتاب الجرح والتعديل.
أما التدليس، فتلك مصيبةٌ أخرى.
المهم؛
السؤال هو: عندما يروي ابن عدي عن كذابٍ، يسرق الحديث، وهو يعلم أنه كذابٌ، يسرق الحديث، حكاية فيها اتهام لصحابي، هل هذه ليست مصيبة، ولا حاجة؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 03:25]ـ
يا أخي كل ما تقول خارج محل النزاع!!
أنت تزعم وجود خطأ في الكامل لابن عدي، وهذا معناه تصحيف أو تحريف أو نحو ذلك.
لكن كلامك الأخير معناه أنك تعترض على ابن عدي نفسه، وهذا شيء آخر، فتأمل!
أما هذه الرواية فلا تقدم ولا تؤخر؛ لأن تدليس أبي هريرة معروف من غير هذه الرواية، ولا ينازع فيه أحد.
وأما ما نقلته عن بعض العلماء أن التدليس أخو الكذب، فعندك أحد أمرين:
- إما أن تلتزم هذا الأمر، وتتهم الصحابة الذين كانوا يدلسون بأنهم استعملوا أخا الكذب!
- وإما أن تخالف هؤلاء الذين نقلت عنهم، وحينئذ تنقض غزلك!
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 04:38]ـ
يا أخي كل ما تقول خارج محل النزاع!!
أنت تزعم وجود خطأ في الكامل لابن عدي، وهذا معناه تصحيف أو تحريف أو نحو ذلك.
لكن كلامك الأخير معناه أنك تعترض على ابن عدي نفسه، وهذا شيء آخر، فتأمل!
أما هذه الرواية فلا تقدم ولا تؤخر؛ لأن تدليس أبي هريرة معروف من غير هذه الرواية، ولا ينازع فيه أحد.
وأما ما نقلته عن بعض العلماء أن التدليس أخو الكذب، فعندك أحد أمرين:
- إما أن تلتزم هذا الأمر، وتتهم الصحابة الذين كانوا يدلسون بأنهم استعملوا أخا الكذب!
- وإما أن تخالف هؤلاء الذين نقلت عنهم، وحينئذ تنقض غزلك!
على رسلك أبا مالك فالأخ أبو المعاطي أحوج إلى بيانك ورفقك
فهو يتكلم بطريقة عاطفية حمية للصحابة الأخيار
ولا يفرق بين أنواع التدليس وهذا يحتاج إلى بيانه وأنتم أقدر على ذلك إن شاء الله
جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[10 - Dec-2007, مساء 09:52]ـ
الأخ الفاضل، عاطف إبراهيم.
جزاك الله خيرًا.
يبدو انك أنت الذي لا تعرف الشيخ (أبو المعاطي) محمود خليل الصعيدي.
وهل من شارك في المسند الجامع وموسوعة أقوال الدارقطني وموسوعة أقوال أحمد في الرجال، وشارك في تحقيق شرح العلل لابن رجب، في أقدم طبعاته، مثل هذا هل يعقل انه لا يعرف انواع التدليس.
سامحك الله.
عمومًا عذرك أنك لا تعرف الشيخ.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[11 - Dec-2007, صباحاً 08:09]ـ
الأخ الفاضل، عاطف إبراهيم.
جزاك الله خيرًا.
يبدو انك أنت الذي لا تعرف الشيخ (أبو المعاطي) محمود خليل الصعيدي.
وهل من شارك في المسند الجامع وموسوعة أقوال الدارقطني وموسوعة أقوال أحمد في الرجال، وشارك في تحقيق شرح العلل لابن رجب، في أقدم طبعاته، مثل هذا هل يعقل انه لا يعرف انواع التدليس.
سامحك الله.
عمومًا عذرك أنك لا تعرف الشيخ.
اللهم آمين آمين
أسأل الله أن يسامحني وإياكم وجميع إخواننا الكُتَّاب والقُرَّاء
أكرمكم الله أخي الفاضل
بالفعل أنا لم أتشرف بمعرفة الشيخ أبو المعاطي من قبل
ولكن هذا يجعل كلامه بهذه الصورة عن تدليس الصحابة غير منطقي ولا يتناسب مع هذه الخبرات
جزاكم الله خيراً
ـ[شتا العربي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 01:17]ـ
لم يُدَلِّس صحابيٌّ قط وإنما أرسلوا
فالذي عند الصحابة إرسال يعني يسمع أحدهم الحديث من صحابي مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم فيصل الحديث ويرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة فهذه صورة إرسال لا صورة تدليس.
وشرط التدليس أن يقصد المدلس التشبُّع بشيء لم يحصل له والصحابة مبرَّؤون مِن هذا الأمر بحمد الله تعالى.
فالذي عند الصحابة إرسال وليس تدليس.
وكلام الذهبي الذي نقله الأخ الفاضل في رابط الموضوع بملتقى الحديث
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=715914#post71 5914
كأنه يشير إلى هذا المعنى عندما قال الذهبي: (فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول) أهـ
ملاحظة مهمة: ذكرَ هذا المعنى بعض المشايخ في كلامهم على هذه المسألة في كتاب له تحت الطبع لو أذن لي فسأنشر كلامه بكامله إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:29]ـ
وفقك الله يا أخ شتا
هل تنازع في الاصطلاح أو في المعنى أو في اللفظ؟
إن كنت تقصد الاصطلاح ففيه نظر؛ لأن الإرسال لا يطلق على من روى عن شيخه الذي سمع منه!
وإن كنت تقصد أن اللفظ لا يحسن إطلاقه من باب التأدب مع الصحابة، فلسنا بآدب من أهل العلم السابقين!
وإن كنت تقصد المعنى فلا نزاع فيه، سميته إرسالا، سميته تدليسا، سميته اسما جديدا، فهذا يرجع إلى اصطلاح خاص بك.
أما اصطلاح أهل العلم فهو أن ما فعله الصحابة يسمى تدليسا، ولم يشترط أحد في التدليس أن يكون بنية خبيثة، وإلا لاتهمنا كبار الثقات الذين عرف عنهم التدليس بخبث النية.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 06:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم (أبو المعاطي)
أعتذر عن عدم فهم البعض لكلامكم.
الأخ عاطف العراقي:
قولك:
ولكن هذا يجعل كلامه بهذه الصورة عن تدليس الصحابة غير منطقي ولا يتناسب مع هذه الخبرات
رويدك ... وافهم كلام الناس جيداً.
فضيلة الشيخ على عبد الباقى .... جزاكم الله خيراً على التنويه.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 08:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم (أبو المعاطي)
أعتذر عن عدم فهم البعض لكلامكم.
الأخ عاطف العراقي:
قولك:
رويدك ... وافهم كلام الناس جيداً.
فضيلة الشيخ على عبد الباقى .... جزاكم الله خيراً على التنويه.
جزاكم الله خيراً أبا محمد وأعمل بنصيحتكم إن شاء الله
فقط - بارك الله فيكم - لو تكرمتم فأبنتم عن الموضع أو المواضع التي لم أفهمها
وأخوكم هو عاطف الرفاعي وليس العراقي بل المصري (ابتسامة)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 08:51]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخ عاطف على أدبك الجم.
زادك الله من فضله!!
الأخ / أبو محمد.
وجزاك الله خيرًا!!
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[12 - Dec-2007, صباحاً 09:04]ـ
أخي العزيز نبه على هذه السقط الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه تحرير علوم الحديث حيث قال: أخرجه ابنُ عدي (1/ 151) _ ومن طريقه: ابنُ عساكر (67/ 359) _ قال: أخبرنا الحسن بن عثمان التُّستري، أخبرنا سلمة بن شبيب، قال: سمعت [يزيد بن هارون، قال: سمعت] شعبة، به.
سقط ما بين المعقوفين من مطبوعةِ ابن عدي ومن مخطوطة أحمد الثالث لكتاب " الكامل "، واستدركتها من ابن عساكر، وهذه الرواية ساقطةٌ بسقوط التستري هذا، فإنه متهم بالكذب.
ووجدت الذهبي ذكر هذا النص في " سير أعلام النبلاء " (2/ 608) وقال بعده: " تدليس الصحابة كثير، ولا عيْب فيه، فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم، والصحابة كلهم عدولٌ ". قلت: وليته بيَّن وهاء الرواية، ولم يعلق بمثل هذا، فزاد على تلك العبارة القبيحة المنسوبة إلى شُعبة أن عمم إطلاق التدليس على ما يقع من إرْسال سائر الصحابة، وهذا أقبح، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[12 - Dec-2007, مساء 01:16]ـ
أظن أن المشكلة ليست في اطلاق لفظ التدليس على الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه كما قال أخونا أبو مالك لأن هذا ثبت في أقوال أهل العلم من سلفنا، ولو رجعنا الى اسباب التدليس التي ذكرت عمن دلس بعد وقت الصحابة وهي:
1 - الرغبة في تصحيح الحديث بالتدليس عن الراوي الضعيف فيقوم المدلس بإسقاطه.
2 - تكثير الشيوخ.
3 - الايهام بعلو الاسناد.
لوجدنا أن الصحابة من أبعد الناس عن معنى التدليس ويبقى كونه تدليساً اصطلاحاً فيزال الإشكال.
وقد يعتذر لأخينا أبي المعاطي أن اقتران هذا اللفظ من شعبة بالذات وهو القائل (لإن أزني أحب إلي من أن أدلس) يجعل من الصعب قبول قول شعبة (أبو هريرة كان يدلس) ولكن تقرير عدم ثبوتها عنه هو الأولى والله أعلم.(/)
قال الحسن البصري: حدثني أربعة من الصحابة تركتهم وقلت قال رسول الله
ـ[العرب]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 12:08]ـ
قال صاحب المحصول (4 - 111):
(قال الحسن البصري: حدثني أربعة من الصحابة تركتهم وقلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).
بحثت عن مصدر هذا النقل ولم أجده، وهل هؤلاء الأربعة معروفين؟ وهل يثبت هذا النقل عنه؟
ـ[العرب]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 02:26]ـ
هل من مشارك؟
ـ[العرب]ــــــــ[05 - Jun-2008, مساء 02:07]ـ
?
من يفيدنا جزاه الله خيرا
ـ[العرب]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 08:15]ـ
للرفع
ـ[مجالسنا]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. لم أجده إلا في المحصول
مكان البحث: الموسوعة الشاملة 6600
بارك الله فيك(/)
أين أجد هذا السند: "عن حماد بن سلمة عن هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد عن ابن سيرين .. "؟
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1468&highlight=%C7%E1%D2%E3%C7%D1%C 9
[ الحديث الرابع: (نهى عن كسب الزمارة) 0
الحديث أخرجه البيهقي (2)، والبغوي في شرح السنة (3)، وأخرجه أبو عبيد في (غريب الحديث) (4) 0 قال: حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن هشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي ? أنه 000 الحديث 0 هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات (5) 0]
أين أجد هذا السند المذكور في هذا البحث يا إخوة، في أيّ كتاب؟
حيث أني بحثت في (غريب الحديث) بجهازي ولم أجده.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 11:45]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ساقط من متن الطبعة الأولى الهندية، ولعله وضعه المحقق في الهامش، فليُنظر.
وانظره في الطبعة المصرية ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1276) (3/355، 356).
ـ[حمد]ــــــــ[13 - Dec-2007, صباحاً 11:56]ـ
جزاك الله خيراً يا بوحميد.
جواب سريع مفيد(/)
شرح حديث: (إن الله خلق آدم على صورته)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[15 - Dec-2007, صباحاً 11:25]ـ
السؤال: مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله خلق آدم على صورته) -متفق عليه-
الجواب: هذا الحديث أعني قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله خلق آدم على صورته) ثابت في الصحيحين ومن المعلوم أنه لا يراد به ظاهره بإجماع المسلمين والعقلاء، لأن الله عزوجل وسع كرسيه السموات والأرض، والسموات والأرض كلها بالنسبة للكرسي موضع القدمين، كحلقة القيت في فلاة من الأرض، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة فماظنك برب العالمين؟ لا أحد يحيط به وصفا ولا تخيلا، ومن هذا وصفه لا يمكن أن يكون على صورة آدم ستون ذراعا لكن يحمل على أحد معنيين:
الأول: أن الله خلق آدم على صورة اختارها،وأضافها إلى نفسه تعالى تكريما وتشريفا.
الثاني: أن المراد خلق آدم على صورته تعالى من حيث الجملة، ومجرد كونه على صورته لا يقتضي المماثلة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أضوء كوكب في السماء) -أخرجه مسلم-
ولايلزم أن تكون هذه الزمرة مماثلة للقمر، لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير فإنهم يدخلون الجنة
طولهم ستون ذراعا، فليسوا مثل القمر.
المرجع: فتاوى العقيدة
وقد قال الشيخ علي الشبل وفقه الله أن الصورة مجموع صفات كما ذكر شيخ الاسلام في مواضع من كلامه يعني كما ان لله سمع وبصر فاللبشر سمع وبصر.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[15 - Dec-2007, مساء 01:54]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل حمدان وجعلك ربي كثير الحمد والشكر (إنه كان عبدا شكورا) (أفلا أكون عبدا شكورا)
من باب المداعبة: الموضوع شرح حديث والمضمون سؤال وجواب فمن السائل (مستحيل تعرفه) ومن المجيب (ممكن تعرفه).
والتعليق الأخير من كيسك أم من كيس المجيب.
للفائدة: كتب الشيخ: حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله كتابا بعنوان:
عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن
تأليف
العلامة حمود بن عبد الله التويجري
رحمه الله
مطبوع. دار اللواء 1409هـ
وهذا رابط نسخة اكترونية: من ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73269&highlight=%DA%DE%ED%CF%C9+%C7% E1%C5%ED%E3%C7%E4+%C7%E1%CA%E6 %ED%CC%D1%ED%D8%B9%D8%B9%D8%B9
- وهناك بحث حديثي بعنوان:
حديث الصورة رواية ودراية: على الرابط السابق.
------------------
أبو أحمد الهذلي: عبد الله بن عويض المطرفي الهذلي
alma.trfi@hotmail.com
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 12:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجعلنا من المتحابين في الله يا أخي أبو أحمد
ههه شكرا أخي أبو أحمد على التنبيه الفتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين من كتاب فتاوى العقيدة
أما كلام الشيخ علي شبل فلا يندرج في كلام بن عثيمين وإنما قاله الشيخ علي الشبل في دورة علمية بالامارات العربية المتحدة.
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:15]ـ
هنا رسالة صغيرة كتبها الشيخ ابن عقيل الظاهري في تفسير حديث (( ... خلق آدم على صورته))
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 01:50]ـ
أخي
أبو محمد بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا على المرور الطيب
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:28]ـ
(خلق الله آدم على صورته)
بيان وتوضيح من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
فتوى رقم 2331
س: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا فهل هذا الحديث صحيح؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:
ج: نص الحديث: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ثم قال: صحيح البخاري الاستئذان (6227)، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 315). اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم.
وهو حديث صحيح، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان:
الأول: أن الله لم يخلق آدم صغيرا قصيرا كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعا، بل جعله يوم خلقه طويلا على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعا.
والثاني: أن الضمير في قوله: على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة: على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه؛ لأن الاشتراك في الاسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما، لقوله تعالى: سورة الشورى الآية 11 (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: عبد الله بن قعود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[07 - Mar-2009, صباحاً 12:11]ـ
والثاني: أن الضمير في قوله: على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة: على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه
بارك الله فيك ..
لقد اطلعتُ على عدد من الآراء في هذا الموضوع، ولا أزال، حول معنى هذا الحديث الشريف. ووجدتُ الأئمة رحمهم الله تباينت أقوالهم في عَود الضمير على من؟ وقد اطلعتُ على كتاب الشيخ الفاضل حمود التويجري وهو من المؤيدين لعود الضمير على رب العزة، مصحّحاً بذلك الحديث الذي ورد فيه لفظ ((صورة الرحمن)).
وقد قرأتُ ما أثير حول هذا الحديث الأخير ما بين مضعِّف ومصحِّح، وانتهيتُ إلى ضعفه واعتلاله. ومتنه:
((لا تقبحوا الوجه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن)).
وقد رُوي مُسنَداً ومرسلاً.
فأخرجه مرسلاً: ابن خزيمة (التوحيد 42) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وأخرجه مسنداً: عبد الله بن أحمد (السنة 498)، وابن خزيمة (التوحيد 41)، والحارث (872)، وابن أبي عاصم (السنة 529)، وابن بطة (الإبانة 2573)، والدارقطني (الصفات 45، 48)، والآجري (الشريعة ص315)، والبيهقي (الأسماء والصفات 627)، والكلاباذي (بحر الفوائد 63): كلهم من طريق جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وقد ضعّفه ابن خزيمة رحمه الله، فقال: ((والذي عندي في تأويل هذا الخبر، إن صحَّ من جهة النقل موصولاً، فإن في الخبر عللاً ثلاثاً:
(1) إحداهن: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده، فأرسل الثوري ولم يقل "عن ابن عمر".
(2) والثانية: أن الأعمش مدلس، لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
(3) والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس، لم يعلم أنه سمعه من عطاء. سمعتُ إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد يقول: ثنا أبوبكر بن عياش، عن الأعمش قال: قال حبيب بن أبي ثابت: "لو حدثني رجل عنك بحديث، لم أبال أن أرويه عنك"، يريد لم أبال أن أدلسه)). اهـ
قال الألباني رحمه الله (الضعيفة 3/ 316): ((والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد، فإنه وإن كان ثقة كما تقدم، فقد ذكر الذهبي في ترجمته من (الميزان) أن البيهقي ذكر في سننه في ثلاثين حديثاً لجرير بن عبد الحميد قال: "قد نُسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ")). اهـ
وقال الدكتور بندر العبدلي (حديث الصورة رواية ودراية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=176620#post17 6620)): (( وقد وقفتُ على علة خامسة يعلل بها حديث ابن عمر ((على صورة الرحمن)) , وهي الانقطاع في الإسناد, فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر. نص على ذلك الإمام أحمد وعلي بن المديني, كما في جامع التحصيل للعلائي ص (237) رقم (520). وفي المراسيل لابن أبي حاتم ص (128) قال أبو عبدالله – يعني الإمام أحمد: "عطاء – يعني ابن أبي رباح – قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه")). اهـ
قلتُ: والعلة السادسة أن طريق حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح ساقطة عند علماء هذا الفن. قال يحيى بن سعيد: ((حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ليست محفوظة)). اهـ وقال العقيلي: ((وله عن عطاء غير حديث لا يتابع عليه)). اهـ وقال ابن رجب: ((ولم يخرج له في الصحيح شيء عن عطاء بن أبي رباح)). اهـ[شرح علل الترمذي 2/ 651 - 654].
فالحديث لا يصحّ موصولاً، ولا احتجاج به مرسلاً أيضاً لأن مراسيل عطاء خاصة من أوهى المراسيل. قال الإمام أحمد (شرح علل الترمذي 2/ 290): ((ليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما يأخذان عن كل)). اهـ
قلتُ: وإنما ورد النهي عن ضرب الوجه عن ابن عمر فيما أخرجه أحمد في مسنده (5991، 4779): من طريق حنظلة، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أنه كان يكره العلم في الصورة، وقال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه)). اهـ
وقد غمز حديثَ الأعمش: ابنُ خزيمة، والبيهقي، والكلاباذي فيما وقفتُ عليه.
قول ابن خزيمة في عود الضمير إلى آدم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد: ((وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء، عالم ممن لم يتحر العلم، وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات، فغلطوا في هذا غلطاً بيناً، وقال مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة، أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم ... فإن صح هذا الخبر مسنداً بأن يكون الأعمش قد سمعه من حبيب بن أبي ثابت، وحبيب قد سمعه من عطاء بن أبي رباح، وصح أنه عن ابن عمر - على ما رواه الأعمش - فمعنى هذا الخبر عندنا: أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر إنما هو من إضافة الخلق إليه. لأن الخلق يضاف إلى الرحمن إذ الله خلقه، وكذلك الصورة تضاف إلى الرحمن، لأن الله صورها.
ألم تسمع قوله عز وجل: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه}، فأضاف الله الخلقَ إلى نفسه، إذ الله تولى خلقه. وكذلك قول الله عز وجل: {هذه ناقة الله لكم آية}، فأضاف الله الناقة إلى نفسه. وقال: {تأكل في أرض الله} وقال: {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}، قال: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}. فأضاف الله الأرض إلى نفسه، إذ الله تولى خلقها فبسطها. وقال: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}، فأضاف الله الفطرة إلى نفسه إذ الله فطر الناس عليها. فما أضاف الله إلى نفسه على معنيين: أحدهما: إضافة الذات. والآخر: إضافة الخلق. فتفهَّموا هذين المعنيين، لا تغالطوا.
فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسنداً - فإن ابن آدم خُلق على الصورة التي خلقها الرحمن حين صور آدم، ثم نفخ فيه الروح. قال الله جل وعلا: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم})). اهـ
ثم قال: ((فصورة آدم ستون ذراعاً، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن آدم عليه السلام خُلق عليها، لا على ما توهم بعض من لم يتحرَّ العلم، فظن أن قوله "على صورته": (صورة الرحمن)، صفة من صفات ذاته. جل وعلا عن أن يوصف بالموتان والأبشار، قد نزه الله نفسه وقدس عن صفات المخلوقين، فقال: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وهو كما وصف نفسه في كتابه على لسان نبيه، لا كصفات المخلوقين من الحيوان، ولا من الموتان، كما شبه الجهمية معبودهم بالموتان، ولا كما شبه الغالية من الروافض معبودهم ببني آدم، قبح الله هذين القولين وقائلهما)). اهـ
قول البيهقي في عود الضمير إلى آدم
قال البيهقي (الأسماء والصفات 2/ 177): ((الصورة هي التركيب، والمصور المركب، والمصور هو المركب. قال الله عز وجل: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك}. ولا يجوز أن يكون الباري تعالى مصوَّراً، ولا أن يكون له صورة، لأن الصورة مختلفة والهيئات متضادة. ولا يجوز اتصافه بجميعها لتضادها، ولا يجوز اختصاصه ببعضها إلا بمخصص، لجواز جميعها على من جاز عليه بعضها. فإذا اختص ببعضها، اقتضى مخصصاً خصصه به، وذلك يوجب أن يكون مخلوقاً، وهو محال. فاستحال أن يكون مصوَّراً، وهو الخالق البارئ المصوِّر)). اهـ
ثم قال: ((وقد قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: قوله: "خلق الله آدم على صورته"، الهاء وقعت كناية بين اسمين ظاهرين، فلم تصلح أن تُصرف إلى الله عز وجل لقيام الدليل على أنه ليس بذي صورة، سبحانه ليس كمثله شيء. فكان مرجعها إلى آدم عليه السلام، فالمعنى: أن ذرية آدم إنما خلقوا أطواراً، كانوا في مبدأ الخلقة نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم صاروا صوراً أجنة إلى أن تتم مدة الحمل، فيولدون أطفالاً، وينشأون صغاراً، إلى أن يكبروا فتطول أجسامهم. يقول: إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة، لكنه - أو لما - تناولته الخلقة وُجد خلقاً تاماً، طوله ستون ذراعاً)). اهـ
ثم قال: ((وذهب بعض أهل النظر إلى أن الصور كلها لله تعالى على معنى الملك والفعل، ثم ورد التخصيص في بعضها بالإضافة تشريفاً وتكريماً كما يقال: ناقة الله، وبيت الله، ومسجد الله. وعبَّر بعضهم بأنه سبحانه ابتدأ صورة آدم لا على مثال سبق، ثم اخترع من بعده على مثاله، فخص بالإضافة والله وأعلم)). اهـ
ثم قال عن لفظ "صورة الرحمن" في حديث ابن عمر: ((ويحتمل أن يكون لفظ الخبر في الأصل كما روينا في حديث أبي هريرة، فأداه بعض الرواة على ما وقع في قلبه من معناه)). اهـ
قول الكلاباذي في عود الضمير على آدم
قال الكلاباذي (بحر الفوائد ص97): ((ومعنى قوله: "خلق الله آدم على صورته"، التي كان عليها يوم قبض. أي لم يكن علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم مكسواً لحماً ثم طفلاً ثم بالغاً أشده ثم شيخاً. أي لم يُخلق أطواراً، بل خلق على الصورة التي كان بها. ويقال: خلق على صورته، فكان في الأرض حين أهبط إليها على صورته التي كان في الجنة عليها، لم تتغير صورته التي أهبط فيها إلى الأرض، ولم ينتقص طوله، ولا سلب نوره. يدل عليه قوله: "طوله ستون ذراعاً"، أي على هذا الطول خلق، ولم يكن في الجنة أطول منه في الأرض، ولا أقل نوراً، ولا أدنى حالاً فيها منه في الجنة.
ويجوز أن يكون معنى "صورته": أي "صورة حاله"، وأن يكون متفاوت الحال، متغاير الوصف. فيوصف مرة بالغواية ومرة بالهداية، وبالعصيان والتوبة .. فكان معنى قوله: "خلق آدم على صورته"، أي خلقه ليكون صورة حاله هذه الصورة، وخلق سائر الخلائق على حالة واحدة. خلق الله الملائكة للطاعة لا غير، والشياطين للعصيان لا غير، والبهائم وسائر الحيوان للتسخير لا غير)). اهـ
ثم قال: ((وفي رواية أخرى أنه: "خلق آدم على صورة الرحمن" ... فإن كان محفوظاً، فيجوز أن يكون معناه: أي خلقه على الصورة التي ارتضاها الرحمن أن تكون صورة لآدم)). اهـ
هذا ما وقفتُ عليه حتى حينه، ورحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد مرباح البجمعوي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 03:50]ـ
اعلم وفقني الله وإياك يا أخي حمدان أن حديث الصورة من أحاديث الصفات التي لم يتعرض لها السلف بلا أدنى تأويل بل أمروها كما جاءت كما ذكر الشيخ التويجري في كتابه * عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن * حيث ذكر أن شيخ الإسلام ابن تيمية أورد أن السلف كانوا في القرون الثلاثة الأولى المفضلة مجمعون على أن الضمير عائد إلى الله تعالى حتى أتت فرقة الجهمية في القرن الرابع الهجري فأولت الحديث. كما يذكر الشيخ التويجري في نفس الكتاب أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قد زجر وهجر أبا ثور لأنه أرجع الضمير إلى المضروب. والله أعلم وبارك الله فيكم وفي علمكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
حديث (الرؤيا على قدم طائر)
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 04:26]ـ
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ قَالَ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ)) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه ومسند احمد وقال الحاكم (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بالزيادة)
رواة الحديث:-
1 - الاسم: هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمى أبو معاوية بن أبى خازم، و قيل أبو معاوية بن بشير بن أبى خازم، الواسطى
المولد: 104 هـ
الطبقة: 7: من كبار أتباع التابعين
الوفاة: 183 هـ بـ بغداد
روى له: خ م د ت س ق (البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة ثبت كثير التدليس و الإرسال الخفى
رتبته عند الذهبي: حافظ بغداد، إمام ثقة، مدلس
2 - الاسم: يعلى بن عطاء العامرى القرشى، و يقال الليثى الطائفى، و قيل مولى عبد الله بن عمرو بن العاص (نزيل واسط)
الطبقة: 4: طبقة تلى الوسطى من التابعين
الوفاة: 120 هـ أو بعدها بـ واسط
روى له: ر م د ت س ق (البخاري في جزء القراءة خلف الإمام - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: ثقة
رتبته عند الذهبي: ثقة
3 - سم: وكيع بن عدس، و يقال بن حدس، أبو مصعب العقيلى الطائفى
الطبقة: 4: طبقة تلى الوسطى من التابعين
4 - الاسم: لقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق، و هو أبو رزين العقيلى (و الأكثر على أنه غيره)
الطبقة: 1: صحابى
روى له: بخ د ت س ق (البخاري في الأدب المفرد - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه)
رتبته عند ابن حجر: صحابى
رتبته عند الذهبي: صحابى
تحقيق الألباني على سنن أبي داود وأبن ماجه والترمذي قال:- صحيح
نظر حديث رقم: 3456 في صحيح الجامع
في سير اعلام النبلاء تخريج هذا الحديث من المحقق:-
عن أبي رزين العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا جزء من أربعين - أو ستة وأربعين - جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر، فإذا حدث بها، وقعت - وأحسبه قال: لا يحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا - ".
رواه الترمذي (1) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، فوقع لنا عاليا بدرجتين.
ــــــــــــــــــــــــ
1 - (((1) رقم (2279) في الرؤيا: باب ما جاء في تعبير الرؤيا، وهو في " مسند الطيالسي " (1088) ورواه أبوداد (5020) وابن ماجة (3914) ووكيع بن عدس ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجاله ثقات، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم 4/ 390، ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ في " الفتح " 12/ 377 - 378، وله شاهد يتقوى به من حديث أبي قلابة مرسلا عند عبد الرزاق (20354) ورجاله ثقات، وأخرجه الحاكم 4/ 391 موصولا بذكر أنس، وصححه ووافقه الذهبي، وأخرج الدارمي 2/ 131 بسند حسن، عن سليمان بن يسار، عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف - يعني في التجارة - فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن زوجي غائب، وتركني حاملا، فرأيت في المنام أن سارية بيتي انكسرت، واني ولدت غلاما أعور، فقال: خير يرجع زوجك إن شاء الله صالحا، وتلدين غلاما برا، فذكرت ذلك ثلاثا، فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، فسألتها فأخبرتني بالمنام، فقلت: لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا، فقعدت تبكي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها ".
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
قال الطحاوي في مشكل الأثار ((دثنا بكار، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء قال: سمعت وكيع بن حدس، يحدث عن عمه أبي رزين العقيلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت سقطت ولا يقصها إلا على حبيب، أو لبيب (1)، أو ذي مودة» هكذا حفظي إياه عنه، وفي كتابي الذي سمعته منه فيه: «على رجل طائر، ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت» قال: وأحسبه قال «لا يحدث بها إلا حبا، أو لبيبا» فسأل سائل عن معنى قوله: «الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر» ما هو؟ فكان جوابنا له في ذلك أنه قد يحتمل أن تكون الرؤيا قبل أن تعبر معلقة في الهواء غير ساقطة، وغير عاملة شيئا حتى تعبر، فإذا عبرت عملت حينئذ وذكرها، بأنها على رجل طائر أي أنها غير مستقرة، ومثل ذلك قول الرجل: أنا على جناح طير إذا كان في سفر أي أنني غير مستقر حتى أخرج من سفري فأستقر في مقامي. فقال هذا القائل: فقد عبر أبو بكر في حديث الظلة تلك الرؤيا المذكورة فيها، فقال له النبي عليه السلام: «أصبت بعضا، وأخطأت بعضا» فكان معقولا أن ما كان من ذلك خطأ غير عامل فيما عبر من تلك الرؤيا ما عبره منها عليه. فكان جوابنا له في ذلك أن العبارة إنما يكون عملها في الرؤيا إذا عبرت بها إنما تكون تعمل إذا كانت العبارة صوابا، أو كانت الرؤيا تحتمل وجهين اثنين، واحد منهما أولى بها من الآخر فتكون معلقة على العبارة التي تردها إلى أحدهما حتى تعبر عليه، وترد إليه فتسقط بذلك وتكون تلك العبارة هي عبارتها وينتفي عنها الوجه الآخر الذي قد كان محتملا لها، والله نسأله التوفيق.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رشد]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 08:29]ـ
نقل رائع جدا
زادك الله من فضله
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 03:39]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فينبغي أن أضيف أن هذا الحديث قد أخرجه البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة وكيع بن عُدُس ج8/ 2615
وذكر البخاري رواية شعبة، ورواية هشيم ورواية حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن يعلى بن عطاء عن وكيع به،
وأشار إلى الاختلاف في اسم وكيع (في رواية حماد بن سلمة حُدُس بالحاء)
فأما وكيع بن عُدس (أو حُدس) فقد قال الحافظ في التقريب: مقبولٌ من الرابعة:
وتعقبه صاحبا التحرير فقالا: (7415)
{بل: مجهولٌ، كما قال ابن قتيبة، وابن القطان، والذهبي، فقد تفرد بالرواية عنه يعلى بن عطاء العامري، وذكره ابن حبان وحده في الثقات}
وله ترجمة في الجرح والتعديل (9/ 165) ذكر أبوحاتم أيضا الاختلاف في اسمه، كأنه اختصر ما قال البخاري في التاريخ.
قال الذهبي في باب وكيع:
وكيع بن عدس عن عمه. لا يُعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء
ولعل الحديث في حاجة إلى مزيد من البحث ... والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن المقفع]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 05:19]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مريم
من يتحفنا بالبحث عن هذا الحديث؟؟
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - Dec-2007, مساء 06:28]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وقع في هذا الحديث اختلافٌ على أوجه ثلاثة؛ مدارها على وكيع، وفيه جهالة
واختُلِفَ في اسم أبيه(/)
المعنى الصحيح لحديث ('من ترضون دينه وخلقه'
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 09:45]ـ
'الصداقة والأصدقاء' 3 ... 'من ترضون دينه وخلقه' ...
بقلم إبراهيم العسعس
ما الذي يُحدِّد المسافة بين اثنين؟
لحسن حظنا الجواب موجود عند المعلم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". فزوجوه؟! ما لنا وللزواج أيها الشيخ؟! ألستَ تحدثنا عن الصداقة والأصدقاء؟! على رسلكم، فالأمر بسيط، فقط ضعوا: "فصاحبوه"، بدلاً من "فزوجوه".
فالزواج صحبة، ولذلك فإنهما يتقاطعان في كثير من الصفات. ولكن المشكلة ليست هنا، فهذه سهلة كما ترون. المشكلة أيها السادة في: دينه وخلقه! ما هو مفهوم الدين والخلق، الذين عليك أن ترضى بهما لإنشاء الصداقة؟! وهنا وقفتنا في هذه الحلقة ..
كي نفهم المسألة جيداً، نعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسأل: هل يقصد أن يقول لنا عليه الصلاة والسلام: لا تصاحب تارك الصلاة! وإياك وذا الخلق السيئ! إن كنتم تظنون هذا، فكأنكم تقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بتحصيل الحاصل، والمفروغ منه! ويا لها من وصية حينئذ!!
وعلى كل حال إن ظننتم هذا، فأنا أعذركم، فأغلب من علق على حديث: من ترضون دينه وخلقه، فسر الدين بأنه أن يحافظ على الصلاة مثلاً، وفسر الخلق بأن لا يكون سيء الأخلاق! وهذا في الحقيقة تفسير يحجب عنا ذلك المفهوم الرائع للعلاقات الذي قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن باب الغيرة على الدين، وفهم التدين على أنه مستوى واحد جامد، ضيَّق الحديث من تكلم عنه مرة أخرى، فقالوا: إنَّ الخُلق الوارد في الحديث هو الدين نفسه، ولكنه ذكر زيادة في البيان، لأنه ـ بزعمهم ـ لا يُتصوَر دين بلا خلق! وقولهم صحيح إذا اقتصرنا على تفسير الخلق، بأنه الأخلاق السيئة من سرقة وزنا وكذب وغير ذلك! ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقول لنا: لا تصاحبوا من يسرق ويزني ويكذب ويسيء إلى أصدقائه.
وحتى لا أطيل، فإنما هي إشارات وحسب، أقول: إنه صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الانسجام في العلاقة؛ في الدين والخلق.
ويتحدث عن التدين والأخلاق التي تتعلق بضبط العلاقات، ولا يتحدث عن التدين الذاتي، بمعنى القيام بالواجبات، وتأدية شعائر الإسلام، بل والالتزام بالسنن. فقد يكون أحدُهم قوَّاماً صوَّاماً كثيرَ البكاء من خشية الله الخ ... ولكنه لا يستطيع أن يُنشئ علاقةً مع إنسان، أو قد لا يعرف كيف يقوم بحقِّ العلاقة.
وقد يكون كذلك، ولكن النفس لا ترضاه فلا يدخل النفس، وليس من الدين أن تجبر نفسك على قبول من لا تقبل، بشرط أن تُعطيه حقَّ الإسلام من ولاء واحترام، ثم تدعو رباً حكيماً عليماً: اللهمَّ هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك.
ولا يتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كذلك ـ عن سيء الأخلاق ـ وحسب ـ بل يتحدث عليه السلام عن مستوى آخر هو مستوى الطباع التي تدور في دائرة المباح، أو إن أحببت تدور في دائرة اختلاف التقدير، فلا يكون صاحبها سيء الأخلاق بالمعنى المعروف لسوء الأخلاق.
قد يكون أحدهم متديناً، ولكن فيه من الطباع والأخلاق ما لا يرضي، ولذلك فإن التدين وحده لا يكفي، لأن تقوى المرء لنفسه، وأنت تحتاج من تقواه ما له علاقة بالعلاقة. قال الجنيد رحمه الله: "لأن يصحبني فاسق حسن الخلق، أحب إليَّ من أن يصحبني قارئ سيء الخلق".
وقد يكون هذا المتدين أحمقاً ـ وما أكثرهم هذه الأيام ـ غير عاقل، والعاقل الذي يفهم الأمور على ما هي عليه، إما بنفسه وإما إذا فُهِّم. فإن كان كذلك فلا أحد يدعوك لتورط نفسك معه، وقد قال الثوري رحمه الله عن هذه المخلوقات: "النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة". وقالوا: مقاطعة الأحمق قربان إلى الله. ومن عادة أحد المشايخ الأذكياء ـ عملة نادرة ـ أن يقول بحسرة كلما ابتلي بأحدهم: "صحبة من لا يفهم توقع في الشرك بالله"، فأقول له وأزيدك: وتُقصِّر العمر.
هناك ثلاثة أمور تحدد المسافة بين اثنين، وهي متضمنة في الحديث:
أولها: التجانس. ثانيها: الرضى. ثالثها: الاختيار. فابحث عمن يشابهك، فإن التجانس يوجب القرب والاستحسان. ثم قرر في نفسك إن كنت ستتأقلم مع هذا الشخص أم لا. ثم بعد ذلك عليك بالاختيار، فإن فعلت ستنجو من المفاجأة والتذمر، وستكون راضياً بمن اخترت للمناسبة التي بينكما، وإن كان في نظر غيرك غير مقبول ن ذلك أن التجانس والرضى نسبيان يختلفان من إنسان لآخر. وهكذا فالصداقة تجانس ورضى واختيار. وإلى أن نلتقي.
مجلة العصر(/)
هل انتهى الزمن الذي يمكن فيه تمييز العلل الخفية للأحاديث؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[16 - Dec-2007, صباحاً 11:11]ـ
هذ سؤال مهم يحتاج إلي جوابٍ محررٍ فدونك هذا الجواب من كتاب" تحرير علوم الحديث"لفضيلة شيخنا أبي محمد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله ورعاه.
قال في كتابه الماتع"تحرير علو الحديث"ج2ط3ص646
"هل انتهى الزمن الذي يمكن فيه تمييز العلل الخفية للأحاديث؟.
كذا قد يخيل لبعض الناس، وذلك لما رأوا في المتأخرين من ضعف المعرفة بهذا العلم، لكن إدراك أن الحاجة إليه لا زالت قائمة , يوجب أن يكون في الأمة من يفهمه، ولو عجز عنه أهل زمان فلا يعني تعذره،بل الواجب تحصيله كسائر علوم الاجتهاد، فهذا علم قام على اجتهاد النقاد، وباب الاجتهاد لا يحل لأحد غلقه، وبقاء الحاجة علة بقائه، والحاجة لمعرفة الصحيح من السقيم من الحديث لم تنته، ونقد السنن المروية لم يزل.
وإذا كان يجب على الأمة أن توجد من بينها من يجتهد لها في دينها، ليميز لها الحلال من الحرام، وعلة ذلك بقاء الحوادث، أو للترجيح في الخلاف، فالسنن المروية لم يزل كثير منها مما يجتهد فيه أهل الحديث، وأكثره مما يحتاج فيه إلى الترجيح في الخلاف، فوجب أن يوجد فيها من يميز الصحيح من السقيم، ولا سبيل إليه إلا بتمييز علل الحديث.
والحق أن في المتأخرين طائفة من الأئِمة تعرضوا لنقد الأحاديث بالعلل الخفية، وإن لم يكثر ذلك منهم بالنظر إلى تعرضهم له، أو بالمقارنة بكلامهم في العلل الظاهرة،منهم: الخطيب البغدادي، وابن عبد البرِّ المالكي، وأبو طاهر السلفي، وابن القطان الفاسي، وتقي الدين ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وابن كثير الدمشقي، وابن رجب الحنبلي، وأبو الفضل العراقي، وابن حجر العسقلاني، ومحمد ناصر الدين الألباني.
والمتعرضون من أهل هذا الزمان لهذا العلم كثير، لكن الشأن في أغلبهم على حد قول القائل:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل(/)
مساعدة: تخريج حديث (إذا تفاوضتم فأحسنوا المفاوضة فإن فيها أعظم اليمن والبركة .. )
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 10:24]ـ
نصه (إذا تفاوضتم فأحسنوا المفاوضة فإن فيها أعظم اليمن والبركة , ولا تجادلوا فإن المجادلة من الشيطان) من كتاب الشفا حاشية على البحر الزخار مع ذكر الطبعة والناشر وبيانات الكتاب كاملة
والله الموفق
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 02:10]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا من أحاديث الفقهاء التي لا يعرف لها أصل ومخرج
وقد تعبت في البحث عنه كما تعب غيري فلم نصل إلا أن ابن قدامة ذكره في المغني وكذلك صاحب الشرح الكبير يذكرونه في معرض أدلة الحنفية في مسألة شركة المفاوضة.
وعند الرجوع إلى كتب الحنفية كالمبسوط 13/ 366 – 6/ 159 وشرح فتح القدير لابن الهمام 13/ 460 كتاب الشركة نجدهم يشيرون إليه ويضعفونه وهذه هي النقولات من الكتب.
---------------------------------
المبسوط
(فَأَمَّا شَرِكَةُ الْمُفَاوَضَةِ) فَهِيَ جَائِزَةٌ " عِنْدَنَا ".
وَقَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: لَا أَعْرِفُ مَا الْمُفَاوَضَةُ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: إنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا عَقْدٌ فَاسِدٌ فَهُوَ الْمُفَاوَضَةُ.
وَرُبَّمَا قَالَ أَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ الْقِمَارِ، فَأَمَّا مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُهَا لُغَةً فَقَدْ بَيَّنَّا اشْتِقَاقَهَا، وَإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُهَا شَرْعًا فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {تُفَاوَضُوا؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ}.
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {: إذَا فَاوَضْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْمُفَاوَضَةَ}.--------------------------------------------
وفي فتح القدير
قُلْنَا: الْعُمُومُ غَيْرُ مُرَادٍ، فَإِنَّهُ لَا يَثْبُتُ وَكَالَةُ كُلٍّ فِي شِرَاءِ طَعَامِ أَهْلِ الْآخَرِ وَكِسْوَتِهِمْ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَامًّا كَانَ تَوْكِيلًا بِمَجْهُولِ الْجِنْسِ (وَجْهُ الِاسْتِحْسَانِ) أَمْرَانِ: أَحَدُهُمَا (مَا رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ {فَاوِضُوا فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ}) أَيْ أَنَّ عَقْدَ الْمُفَاوَضَةِ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا فَاوَضْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْمُفَاوَضَةَ}
وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يُعْرَفْ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ أَصْلًا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ، وَلَا يَثْبُتُ بِهِ حُجَّةٌ عَلَى الْخَصْمِ، وَإِنَّمَا أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ فِي التِّجَارَاتِ عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ثَلَاثٌ فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ: بَيْعٌ إلَى أَجْلٍ، وَالْمُقَارَضَةُ، وَإِخْلَاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ لِلْبَيْتِ لَا لِلْبَيْعِ}.
وَفِي بَعْضِ نُسَخِ ابْنِ مَاجَهْ: الْمُفَاوَضَةُ بَدَلُ الْمُقَارَضَةِ، وَرَوَاهُ إبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي كِتَابِ غَرِيبِ الْحَدِيثِ، وَضَبْطُهُ الْمُعَارَضَةُ بِالْعَيْنِ وَالضَّادِ وَفَسَّرَهَا بِبَيْعِ عَرَضٍ بِعَرَضٍ مِثْلِهِ (وَالْآخَرُ) مَا ذَكَرَهُ مِنْ (أَنَّ النَّاسَ تَعَامَلُوا بِهَا مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ وَبِهِ
---------------------------------------------------------
المغني 10/ 147 5/ 138
قال في الشرح الكبير لابن قدامة 5/ 198
(فصل) الخامس شركة المفاوضة وهو أن يدخلا في الشركة الاكساب النادرة كوجدان لقطة أو ركاز أو ما يحصل لهما من ميراث وما يلزم أحدهما من ضمان غصب أو ارش جناية أو نحو ذلك فهذه شركة فاسدة، وبهذا قال الشافعي واجازه الثوري والاوزاعي وأبو حنيفة وحكي عن مالك وشرط أبو حنيفة لها شروطا وهي ان يكونا حرين مسلمين وان يكون مالهما في الشركة سواء وان يخرجا جميعا ما يملكانه من جنس الشركة وهو الدراهم والدنانير، واحتجوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تفاوضتم فاحسنوا المفاوضة ولانها نوع شركة تختص باسم فكان منها صحيح كشركة العنان ولنا أنه عقد لا يصح بين كافرين ولابين كافر ومسلم فلم يصح بين المسلمين كسائر العقود الفاسدة ولانه عقد لم يرد الشرع بمثله فلا يصح كما ذكرنا ولان فيه غررا فلم يصح كبيع الغرر، بيان غرر انه يلزم كل واحد ما لزم الآخر وقد يلزمه شئ لا يقدر على القيام به وقد أدخلا فيه الاكساب النادرة فاما الخبر فلا نعرفه ولا رواه أصحاب السنن وليس فيه ما يدل على انه أراد هذا العقد فيحتمل انه أراد المفاوضة في الحديث ولهذا روي فيه (ولا تجادلوا فان المجادلة من الشيطان) وأما القياس فلا يصح فان اختصاصها باسم لا يقتضي الصحة كبيع المنابذة والملامسة وسائر البيوع الفاسدة وشركة العنان تصح بين الكفارين والكافر والمسلم بخلاف هذا
************************
والله أعلم
وكتبه: أبو أحمد الهذلي عبد بن عويض المطرفي الهذلي
alma.trfi@hotmail.com(/)
هل هذه المتابعة تقوّي حديث معاذ (رأس الأمر الإسلام ... )؟
ـ[حمد]ــــــــ[17 - Dec-2007, صباحاً 11:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أنقل أولاً نص كلام ابن رجب رحمه الله عن أسانيد الحديث.
وأرجو من الإخوة إفادتي وإرشادي حول المتابعة التي سأنقلها ولم يذكرها الحافظ.
جامع العلوم والحكم ج1/ص268
الحديث التاسع والعشرون عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: (لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت).
ثم قال: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل) ثم تلا: ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع)) حتى بلغ: ((يعملون))،.
ثم قال: (ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟)
قلت: بلى يا رسول الله، قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد).
ثم قال: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟) قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، قال: (كف عليك هذا)، قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: (ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم). رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
هذا الحديث خرجه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه من رواية معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، وقال الترمذي: حسن صحيح0
وفيما قاله رحمه الله نظر من وجهين:
أحدهما: أنه لم يثبت سماع أبي وائل من معاذ، وإن كان قد أدركه بالسن، وإن كان قد أدركه بالسن، وكان معاذ بالشام، وأبو وائل بالكوفة، وما زال الأئمة - كأحمد وغيره - يستدلون على انتفاء السماع بمثل هذا، وقد قال أبو حاتم الرازي في سماع أبي وائل من أبي الرداء: قد أدركه، وكان بالكوفة، وأبو الدرداء بالشام، يعني: أنه لم يصح له سماع منه 0 وقد حكى أبو زرعة الدمشقي عن قوم أنهم توقفوا في سماع أبي وائل من عمر، أو نفوه، فسماعه من معاذ أبعد 0
والثاني: أنه قد رواه حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ، خرجه الإمام أحمد مختصراً، قال الدراقطني: وهو أشبه بالصواب، لان الحديث معروف من رواية شهر على اختلاف عليه فيه 0
قلت: ورواية شهر عن معاذ مرسلة يقيناً، وشهر مختلف في توثيقه وتضعيفه، وقد خرجه الإمام أحمد من رواية شهر عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، وخرجه الإمام أحمد أيضاً من رواية عروة بن النزال بن عروة، وميمون بن أبي شبيب، كلاهما عن معاذ، ولم يسمع عروة، وميمون من معاذ، وله طرق أخرى عن معاذ كلها ضعيفة0 انتهى
الإضافة:
العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج6/ص78
ورواه سعيد بن مسروق عن أيوب بن كريز عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ
هل هذه المتابعة تقوّي رواية شهر؟(/)
أحاديث الرمي قبل الزوال د. عبد العزيز السعيد
ـ[محمد بن ظافر]ــــــــ[18 - Dec-2007, صباحاً 09:51]ـ
نشرت مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحثا قيما لفضيلة الدكتور عبد العزيز بن محمد السعيد الأستاذ المشارك بقسم السنة وعلومها يتعلق بأحاديث الرمي قبل الزوال، وهو بحث فائق، ناقش فيه الباحث أقوال الآخرين بموضوعية، فهو جدير بالقراءة. وفقه الله.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[18 - Dec-2007, مساء 12:41]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا (محمد بن ظافر).
ولو استطعت إرفاق البحث لكان ذلك حسنًا إن شاء الله.(/)
المبتدع بين موقظة الذهبي و ميزانه
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Dec-2007, مساء 11:37]ـ
قال الذهبي في الموقظة ((والذي تَقرَّرَ عندنا: أنه لا تُعتَبرُ المذاهبُ في الرواية، ولا نُكفِّرُ أهلَ
القِبلة، إلا بإنكارِ مُتواترٍ من الشريعة، فإذا اعتَبَرْنَا ذلك، وانضمَّ إليه الورَعُ والضبطُ والتقوى فقد حَصَل مُعْتمَدُ الرواية)).
ثم تجده يقول في الميزان (ج4/ص3): "عبيدالله بن أحمد بن معروف": .. وثقه الخطيب، لكنه معتزلي.
و "عبيدالله بن إبراهيم الأنصاري" ... لكنه من شيوخ الشيعة. أ. هـ.
================
... هل "مذهب الراوي" عند الذهبي مما يجرح به الراوي، خصوصاً وأنه يذكر في ميزانه من يرى أنهم قد جُرحوا بشيء من الجرح، قليل أو كثير؟ إن "نعم"، فكيف نوجه كلامه في الموقظة؟
إيضاحكم أيها الفضلاء
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 12:18]ـ
وفي ترجمة أبان بن تغلب الكوفي من الميزان قال (1/ 5):
شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته.
وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدى، وقال: كان غاليا في التشيع.
وقال السعدى: زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق.
فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله! حاشا وكلا.
فالشيعي الغالى في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضى الله عنه، وتعرض لسبهم.
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذى يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال معثر.اه
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 01:25]ـ
الشيخ الفاضل / عبد الله الشهري.
حياك الله، وجزاك الله خيرًا على هذا الموضوع المهم، وقد سبق لي أن ذكرت المصنفات التي كتبت في موقف المحدثين من البدعة ورواية المبتدع في مجلس أخبار الكتب تحت عنوان: ((التصنيف في موضوع: ((البدعة عند علماء الحديث)) على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7094
وخلاصة مذهب الذهبي رحمه الله في هذه المسألة هو ما قرره في كتابه الموقظة، ولا يتعارض هذا مع صنيعه في كتاب الميزان أو غيره من إيراد المبتدعة فإنه لا يحكم بضعف راوٍ لمجرد البدعة وإنما أورد هؤلاء لأن الابتداع وجه من وجوه الطعن في الراوي وبه يضعف الراوي عند فريق من العلماء، وأيضًا هناك بعض المبتدعة ترد روايتهم لأنه من أصول بدعتهم استحلالهم الكذب على المخالف وعملهم بالتقية.
وقد شرط الذهبي على نفسه أن يورد في كتابه كل من تكلم فيه بطعن حتى ولو لم يكن هذا الطعن مما ترد به رواية الراوي، وليس أدل على ذلك من إيراده لعلي بن المديني أمام أهل الحديث في عصره وهو من أحفظ من تكلم في علل الحديث ومع ذلك أورده الذهبي بسبب كلام العلماء فيه لقوله في مسألة خلق القرآن مع أنه لم يكن يعتقد ذلك مذهبًا.
وبخصوص مسألة الموقف من رواية المبتدع عمومًا فقد وقفت على نص للإمام الشافعي في كتاب الأم غاية في الأهمية وهذا النص وإن كان في من تقبل شهادته إلا أنه ينطبق على الرواية، لأنها نوع من أنواع الشهادات، قال الشافعي رحمه الله:
((ذهب الناس من تأويل القرآن والأحاديث - أو من ذهب منهم - إلى أمورٍ اختلفوا فيها فتباينوا فيها تباينًا شديدًا واستحل فيها بعضهم من بعض ما تطول حكايته وكان ذلك منهم متقادمًا؛ منه ما كان في عهد السلف وبعدهم إلى اليوم فلم نعلم أحدًا من سلف هذه الأمة يقتدى به ولا من التابعين بعدهم رد شهادة أحد بتأويل وإن خطأه وضلَّله ورآه استحل فيه ما حرم عليه ولا رد شهادة أحد بشيء من التأويل كان له وجه يحتمله وإن بلغ فيه استحلال الدم والمال أو المفرط من القول وذلك أنا وجدنا الدماء أعظم ما يعصى الله تعالى بها بعد الشرك ووجدنا متأولين يستحلونها بوجوه وقد رغب لهم نظراؤهم عنها وخالفوهم فيها ولم يردوا شهادتهم بما رأوا من خلافهم فكل مستحل بتأويل من قول أو غيره فشهادته ماضية لا ترد من خطأ في تأويله وذلك أنه قد يستحل من خالفه الخطأ إلا أن يكون منهم من يعرف باستحلال شهادة الزور على الرجل لأنه يراه حلال الدم أو حلال المال فترد شهادته بالزور أو يكون منهم من يستحل أو يرى الشهادة للرجل إذا وثق به فيحلف له على حقه ويشهد له بالبت ولم يحضره ولم يسمعه فترد شهادته من قبل استحلاله الشهادة بالزور أو يكون منهم من يباين الرجل المخالف له مباينة العداوة له فترد شهادته من جهة العداوة فأي هذا كان فيهم أو في غيرهم ممن لا ينسب إلى هوى رددت شهادته وأيهم سلم من هذا أجزت شهادته وشهادة من يرى الكذب شركا بالله أو معصية له يوجب عليها النار أولى أن تطيب النفس عليها من شهادة من يخفف المأثم عليها وكذلك إذا كانوا مما يشتم قوما على وجه تأويل في شتمهم لا على وجه العداوة وذلك أنا إذا أجزنا شهادتهم على استحلال الدماء كانت شهادتهم بشتم الرجال أولى أن لا ترد لأنه متأول في الوجهين والشتم أخف من القتل فأما من يشتم على العصبية أو العداوة لنفسه أو على ادعائه أن يكون مشتوما مكافئا بالشتم فهذه العداوة لنفسه وكل هؤلاء ترد (1) شهادته عمن شتمه على العداوة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[21 - Dec-2007, صباحاً 02:34]ـ
الخلاصة اذن هي أن المذكور في الموقظة هو القاعدة وهو مبني على عمل أئمة الحديث الأوائل الذين رووا ليس فقط عمن كفر بعض الصحابة بل هجاهم و مدح قاتليهم و لكن لا يلزم من ذلك أن لا يكون لهذه القاعدة اسثناءات أثناء تطبيقها كتواجد قرائن أخرى تدل اما على صدق صاحبها- ف "شهادة من يرى الكذب شركا بالله أو معصية له يوجب عليها النار أولى أن تطيب النفس عليها من شهادة من يخفف المأثم عليها"-أو على كذبه "إلا أن يكون منهم من يعرف باستحلال شهادة الزور على الرجل"؟؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 06:11]ـ
جزاكم الله خيرا، وأجزل لكم الثواب على الإيضاح. وأشكر الشيخ علي على النقل النفيس. وما قلتم مفيد للغاية لولا تعكير الذهبي صنيعه بقوله "لا رعوا" بعد ترجمته لـ "عبيدالله بن إبراهيم الأنصاري" .. بعد أن قال فيه (لكنه من شيوخ الشيعة)، ويبدو منها التذمر الشخصي من الشيعة ككل.(/)
فائدة: احاديث نزل فيها البخاري عن مسلم
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[21 - Dec-2007, مساء 05:39]ـ
قال الحافظ:
(أخرج مسلم حديث الباب عن عبيد الله بن معاذ بلا واسطة وهو أحد الأحاديث التي نزل فيها البخاري عن مسلم أخرجها مسلم عن شيخ وأخرجها البخاري بواسطة بينه وبين ذلك الشيخ وهي أربعة أحاديث ليس في الصحيح غيرها بطريق التصريح وفيه عدة أحاديث نحو الأربعين مما يتنزل منزلة ذلك وقد افردتها في جزء جمعت ما وقع للبخاري من ذلك فكان اضعاف أضعاف ما وقع لمسلم وذلك ان مسلما في هذه الأربعة باق على الرواية عن الطبقة الأولى أو الثانية من شيوخه واما البخاري فإنه نزل فيها عن طبقته العالية بدرجتين
مثال ذلك من
هذا الحديث ان البخاري إذا روى حديث شعبة عاليا كان بينه وبينه راو واحد وقد ادخل بينه وبين شعبة فيه ثلاثة وأما مسلم فلا يروي حديث شعبة بأقل من واسطتين
والحديث الثاني من الأربعة مضى في تفسير سورة الأنفال أخرجه عن احمد وعن محمد بن النضر النيسابوريين عن عبيد الله بن معاذ أيضا عن أبيه عن شعبة بسند آخر وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ نفسه
والحديث الثالث أخرجه في آخر المغازي عن احمد بن الحسن الترمذي عن احمد بن حنبل عن معتمر بن سليمان عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه في عدد الغزوات وأخرجه مسلم عن احمد بن حنبل بهذا السند بلا واسطة
والحديث الرابع وقع في كتاب كفارة الأيمان عن محمد بن عبد الرحيم وهو الحافظ المعروف بصاعقة عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين بن علي بن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة في فضل العتق وأخرجه مسلم عن داود بن رشيد نفسه وهذا مما نزل فيه البخاري عن طبقته درجتين لأنه يروي حديث بن غسان بواسطة واحدة كسعيد بن أبي مريم وهنا بينهما ثلاث وسائط وقد أشرت لكل حديث من هذه الأربعة في موضعه وجمعتها هنا تتميما للفائدة)
الفتح 13\ 324(/)
أجوبة الدكتور ماهر ياسين الفحل لطلّاب (صناعة الحديث)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:32]ـ
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ عَبْد اللَّهِ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنِ نُبَيْطِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلَاةً، لَا يَفُوتُهُ صَلَاةٌ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَنَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَبَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ" رواه أحمد في مسنده
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة: وهذا سند ضعيف نبيط هذا لا يعرف إلا في هذا الحديث، وقد ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 483) على قاعدته في توثيق المجهولين، وهو عمدة الهيثمي في قوله في المجمع (4/ 8) رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وأما قول المنذري في الترغيب (2/ 136) رواه أحمد و رواته رواة الصحيح والطبراني في الأوسط فوهم واضح لأن نبيطاً هذا ليس من رواة الصحيح، بل ولا روى له أحد من بقية الستة.
قال عطية محمد سالم رداً على من ضعف سند هذا الحديث:
اجتمع على توثيق نبيط كل من ابن حبان والمنذري والبيهقي وابن حجر، ولم يجرحه أحد من أئمة هذا الشأن، فمِن ثَمَّ لا يجوز لأحد أن يطعن ولا أن يضعف من وثقته أئمة معتبرون ولم يخالفهم إمام من أئمة الجرح والتعديل.
ذلك ولو فرض وقدر جدلاً أنه في السند مقالاً، فإن أئمة الحديث لا يمنعون إذ لم يكن في الحديث حلال أو حرام أو عقيدة بل كان باب فضائل الأعمال لا يمنعون العمل به، لأن باب الفضائل لا يشدد فيه هذا التشديد
.اهـ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ عطية محمد سالم: 8/ 573.
فما رأيكم أستاذنا الكريم؟؟
جواب الشيخ:
هذا الإسناد والحديث فيهما مساحةٌ حديثية يانعةُ الثمر؛ فمن خلال سياق الإسناد يتبين أنَّ الإمام أحمد وابنه عبد الله اتفقا على رواية حديثنا هذا عن شيخ واحد، وهذا يدلك على تبكير عبد الله بن الإمام أحمد في طلب العلم، وتطلُبه لعوالي الأسانيد التي هي سنةً منْ قد سبق، ثم إنَّ هذا الحديث من زوائد عبد الله على مسند أبيه؛ لنتعرف على فائدة جديدة من لطائف الكتب، ومعرفة زوائد الرواة أمرٌ له من الأهمية البالغة بينته في تعليقٍ لي مطول في كتابي " الجامع في العلل والفوائد " يسر الله إتمامه وطبعه.
إذن فنقول في هذا الحديث: أخرجه أحمد، وعبد الله في زوائده على مسند أبيه.
أما الحديث من حيث الصناعة الحديثية فإنَّه ضعيف لا يصح، وعلته الرئيسة جهالة نبيط، كما نبه عليه العلامة الألباني – يرحمه الله تعالى.
أما إشارة الأستاذ عطية لتصحيح الحديث، فهي محصلةُ استقراء متعجل، والعجلة ممنوعة في علم الحديث؛ لأنَّ سرعة الأحكام تورث الأوهام، وقد بذلتُ الوسع للظفر بتوثيق الأئمة الذين ذكرهم الأستاذ عطية فلم أظفرْ بشيء، والذي يبدو لي أنَّ ما ذكره الأستاذ جاء نتيجة ازدواج مخطوءٍ، فالخطأ الأول أنه تخيل أنَّ الأئمة المذكوريين صححوا الحديث، وبما أنَّهم صححوا الحديث؛ فإنَّ نبيطاً عندهم ثقة، فيكون ما ذكره الأستاذ نتيجة استقراء، وليس تنصيصاً عليه، وإذا رجعنا إلى العلماء المذكورين ومناقشة مرادهم، فأقول: أما توثيق ابن حبان فلا يُعول عليه؛ لأنَّه معروفٌ بتوثيق المجاهيل. ثم إنا لابد لنا أنْ نفرق بين ثوثيقه واستعماله عبارات التعديل في الرواي وبين مجرد ذكره للراوي في " الثقات " وليرجع إلى كتابي " كشف الإيهام فيما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام " فقد فصلتُ القول في توثيق ابن حبان.
وأما المنذري فإنَّه قال عقب سوقه هذا الحديث في " الترغيب والترهيب ": ((رواه أحمد ورواته رواة الصحيح، والطبراني في الأوسط، وهو عند الترمذي بغير هذا اللفظ)).
أقول: يفهم من هذا الكلام أنَّ هناك خللاً في متن هذا الحديث، ولذلك نوّه عليه المنذري، وستكون لي عودةٌ على كلام المنذري حتى لا نهمل فوائده وعوائده.
أما توثيق الحافظ ابن حجر فلم أقف عليه اللهم إلا ذكره الراوي في كتابه " تعجيل المنفعة " 1/ 420 (1100) وقال: ((ذكره ابن حبان في الثقات)) وهكذا جاء النص أيضاً في المادة الأم لهذا الكتاب – وأقصد به الإكمال للحسيني -، أما توثيق البيهقي فلم أقف عليه بعد طولِ بحثٍ؛ فمن خلال الذي تقدم يتبين أحداً لم يوثق نبيطاً، وأما ذكر العلماء في كتبهم وذكر ابن حبان له فلا قيمة لذلك في ميزان النقد العلمي الدقيق القائم على أساس التحقيق والإتقان لهذه الصنعة.
إذن فنبيط مجهولٌ عيناً وحالاً، أما جهالة حاله: فلم يوثقه أحدٌ، أما جهالة عينه: فقد تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي الرجال، ولم يرو هو إلا عن أنس بن مالك، ثم إنه لا تعرف سنةُ وفاته لنتمكن من مدى معرفة لقياه من أنس من عدمها؛ إذ إنَّه لم يصرِّح بسماعه من أنس بحديثه الوحيد هذا عنه.
إذن فما ذكرته محور علل الإسناد، ولنعد قليلاً إلى كلام المنذري، فقوله: ((وهو عند الترمذي بغير هذا اللفظ)) إشعارٌ بعلةٍ خفيةٍ في متن حديث نبيط، وعند الرجوع إلى جامع الترمذي (241) وجدته يرويه من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق)).
ثم إنّّ الترمذيَّ بيّن أنَّ الصواب في هذا الحديث الوقف، وساق عقبه بسند صحيح إلى أنس قوله. وهذا هو الصواب، والله أعلم.
وهنا أوجه نصيحتي لنفسي وإخوتي الباحثين في هذا العلم العظيم فأحثهم على التروي قبل إصدار الأحكام، وأنه يجب استقراء الأحاديث استقراءً جيداً قبل الحكم على الأحاديث.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2526
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم ونفع بكم
حفظك الله يا شيخ ارجوا منك ان تنظروا لنا نظرة المعلم للطالب ففي الحقيقة انتم تشاهدون الان قلة العلماء وقلة طلاب العلم وبعد الناس عن طلب العلم الشرعي
قد من الله على بحب مصطلح الحديث أيما حب وهذا لا يمحو باقي العلوم ولكن له في القلب ما فيه وهذا كما قال الامام أحمد قول أهل الحديث هم الفرقة الناجية يوم القامة
فأرجوا منكم التكرم علينا بمساعدتنا في النهوض ببناء طالب علم على أسس سليمة وأصول ثابته عسي الله ان يجعنا من أهل الحديث
أريد منهج منتظم مع فضيلتكم اتباع فيه الدراسة والتعليق منكم علية
جواب الشيخ:
أسأل الله أن يحفظكم ويزيدكم من فضله
ولعلك تكتب لنا شيئاً عن مستواك العلمي وعمرك وبلدك لعلنا نكتب لك ما يناسبك
وفقكم الله وزادكم من فضله.
جواب السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
احسن الله اليكم يا شيخنا ونفع بكم
عمري 26 عام اسكن بالقاهرة مصر
قراءة البيقونية والقواعد الفقهة و جزء من ملحة الاعراب وبعض من عمدة الاحكام على شيخ بالجوار وأيضأ جزء من تحفة الاطفال وحفظة الاصول الثلاثة ولم أقرأها على أحد
قراءة بعض سور القرآن على بعض مشايخ المنطقة واتقنت التجويد والان اختم على شيخ بقراءة عاصم الكوفي
درست كلا من البيقونية والاصول الثلاثة والقواعد الفقهية وباب الطهارة من فقه السنة وعمدة الاحكام
الان اقوم بحفظ الاجرومية في النحو وادرس الرحيق المختوم في السيرة وادرس التحفة السنية
بارك الله فيكم اريد منهج اسير به معكم للطلب فتعاملوا معنا كأب مع أبنه.
فكان جواب الشيخ:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، يسر الله لك وفتح عليك.
سر على النحو التالي:
أولاً: الاهتمام بكتاب الله قراءة وتدبراً وتفكراً، وأن تجعل لنفسك ورداً كل يوم وهو أن يكون جزءاً.
ثانياً: اجعل هم الدعوة نصب عينيك فلا تغفلن عن الدعوة إلى الله، واستخدم كل السبل الميسرة إلى الدعوة.
ثالثاً: التقرب إلى الله دائماً أبداً وتعظيم محبته في فلبك، وأن تسير بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس.
رابعاً: احذر الذنوب والمعاصي كل الحذر.
خامساً: اهتم بالمتون فاحفظ: الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين.
سادساً: اهتم بالمصطلح فاقرأ " شرح التبصرة والتذكرة " بتحقيقي و " النكت الوفية بما في شرح الألفية بتحقيقي، وزد نكت ابن حجر على ابن الصلاح وشرح علل الترمذي لابن رجب.
سابعاً: اهتم بالفقه مذهباً مذهباً فابدأ بالفقه الشافعي فاقرأ متن الغاية والتقريب مع شرح ثم المنهاج للنووي مع شرح ثم تقرأ كتاباً في أصول الفقه لهذا المذهب ثم تقرأ الفقه الحنفي ثم الفقه المالكي ثم الفقه الحنبلي ثم تقرأ شيئاً من كتب الفقه المقارن وكتاباً في القواعد الفقهية وكتاباً في القواعد الأصولية، وتعتمد الأخذ من الدليل الصحيح.
ثامناً: لا بد من قراءة السيرة النبوية قراءة متأنية متأتية ولا تغفلن عن زاد المعاد.
تاسعاً: اهتم بالعقيدة ولا تغفل عن الواسطية بشرح العلامة العثيمين وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة.
عاشراً: لابد من الدربة على كتب التخريج، مثل التلخيص الحبير لابن حجر ونصب الراية للزيلعي.
حادي عشر: لا بد من قراءة كتب الأئمة الربانيين مثل كتب " العلامة ابن القيم الجوزية جميع كتبه، وكذا تلميذه النجيب ابن رجب الحنبلي.
ثاني عشر: لا بد من تقييد الشوارد العلمية في دفاتر مستقلة، تقيد فيها الفوائد والعوائد التي يرجع إليها الطالب عند الحاجة.
ثالث عشر: هذا المنهج ليس خاصاً لوقت محدد بل هو منهج عام ينتفع به، فلا يهولنك شدته، واعلم أن التوفيق من الله ولا ينال إلا بطاعته.
رابع عشر: أطيب العيش عيش الطائعين لله وأمر العيش عيش المستوحشين العاصين الخائفين، وطالب العلم بحسن نيته واتباعه وتمسكه بالسنة يعيش أسعد العيش، فلا بد لطالب العلم أن لا يغفلن عن الطاعة ويحذر المعصية.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2538
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
بداية أحيي شيخنا الفاضل ماهر الفحل ـ حفظه الله ـ تحية من عند الله مباركة طيبة فـ (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)
وأود من فضيلته أن يتكرم بالإجابة على سؤالاتي (وهذا هو الجزء الأول منها)
1) ما رأيكم في شرح الموقظة للشيخ حاتم الشريف
2) ما هو أفضل شرح لمقدمة صحيح مسلم
3) هل تصح زيادة (وبركاته) في السلام آخر الصلاة
4) ما مدى جودة الكتب المعاصرة التي درست مناهج الأئمة النقاد
5) يقول بعض المشايخ: إن نفس الألباني ـ رحمه الله ـ في التضعيف، أحسن منه في التصحيح، أرجو التعليق
6) يقول بعض المشايخ: كل ما وافق فيه الألباني الصواب فهو فيه على منهج المتقدمين، أرجو التعليق
7) مارأيكم في كتاب المداوي للغماري ـ رحمه الله ـ وماهو منهجه عموما في الكلام على الأحاديث.
وجزاكم الله خير الجزاء
جواب الشيخ:
أخي الكريم، حياكم الله ومرحباً بكم وزادكم من فضله
أما عن السؤال الأول: ما رأيكم في شرح الموقظة للشيخ حاتم الشريف.
الجواب: هو شرح ممتاز ونافع جداً، ومن قرأ هذا الشرح أو سمعه فزاد معه سماع أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد انتفع كثيراً.
أما عن السؤال الثاني: ما هو أفضل شرح لمقدمة صحيح مسلم.
الجواب: أنا أنصح طالب العلم المبتدي والمنتهي بمداومة قراءة شرح النووي لصحيح مسلم جميعه، ويكرر ذلك مراراً من الغلاف للغلاف.
أما السؤال الثالث: هل تصح زيادة (وبركاته) في السلام آخر الصلاة.
الجواب: لا تصح لا في التسليمة الأولى ولا في التسليمتين، وقد جانب الصواب من سود الصفحات لإثبات ذلك.
أما السؤال الرابع: ما مدى جودة الكتب المعاصرة التي درست مناهج الأئمة النقاد.
الجواب: الكتب المعاصرة في ذلك قليلة، لكن من أجود ما يكون هو كلامة العلامة الشيخ عبد الله السعد المنثور في أشرطته، وللشيخ سعد الحميّد محاولات جيدة، وللشيخ عبد العزيز الطريفي قضاياً منثورة نافعة في ذلك. وهذا الفن من العلم يحتاج إلى مزيد من التأليف المتقن.
أما السؤال الخامس: بعض المشايخ: إن نفس الألباني ـ رحمه الله ـ في التضعيف، أحسن منه في التصحيح، أرجو التعليق.
الجواب: سؤالك مقتبس من كلام الشيخ مقبل يرحمه الله، ولي بحث في هذه البابة ضمن مكتبة الموقع بعنوان " تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل " إذا قرأته عرفت رأيي في ذلك، ولربما كان مشابهاً لكلام الشيخ مقبل يرحمه الله تعالى.
أما السؤال السادس: يقول بعض المشايخ: كل ما وافق فيه الألباني الصواب فهو فيه على منهج المتقدمين، أرجو التعليق.
الجواب: أنا لا أوافق هذه المقالة على إطلاقها هكذا، لكني أقول: إن الشيخ العلامة الألباني – يرحمه الله تعالى – له اجتهادات أصاب في كثير، وأخطأ في بعض، وله توسع في كثير من الأحيان في التصحيح بالمتابعات والشواهد، وتوسع في بعض قضايا العلل كإطلاق القول بقبول زيادة الثقة، وتوسع في الحكم على ظاهر الأسانيد دون التعمق في بعض الأحيان في كوامن العلل أو فيما يتعلق بأغوار العلل الخفية، وله اجتهادات طيبة في كثير من علل الأحاديث وغيرها، وكل يؤخذ منه ويترك.
أما عن السؤال السابع: مارأيكم في كتاب المداوي للغماري ـ رحمه الله ـ وماهو منهجه عموما في الكلام على الأحاديث.
فأجيب باختصار: بأن طالب العلم يقرأ كتاب جامع الأصول لابن الأثير بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط خير له من كثير من كتب الغماريين.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2596
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:43]ـ
إذا تكرمتم لدي استفسار عن تدليس التسوية:
كيف نحكم على راوي يدلس بهذا النوع من التدليس؟
وهل يطالب الرواي المدلس بتدليس التسوية أن يصرح بالتحديث في كل طيقات السند؟
وأتمنى من فضيلتكم إفادتنا ببعض المعلومات عن أنواع التدليس، ومدى تأثيرها على الراوي المتصف بها؟
جواب الشيخ:
التدليس:
هُوَ أحد الأسباب الرئيسة الَّتِيْ تدخل الاختلاف في المتون والأسانيد؛ لأن التدليس يكشف عَنْ سقوط راوٍ أحياناً فيكون لهذا الساقط دور في اختلاف الأسانيد والمتون ولما كَانَ الأمر عَلَى هَذِهِ الشاكلة، فلابدّ لنا من تفصيل القَوْل في التدليس:
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتدليس لغة: من الدَّلَسِ – بالتحريك – وَهُوَ اختلاط الظلام، والتدليس: إخفاء العيب وكتمانه.
أما في الاصطلاح، فإن التدليس عندهم يتنوع إلى عدة أنواع:
الأول: تدليس الإسناد:
وَهُوَ أن يروي الرَّاوِي عمن لقيه ما لَمْ يسمعه مِنْهُ بصيغة محتملة.
والمراد من الصيغة المحتملة: أن لا يصرح بالسماع أَوْ الإخبار مثل: حَدَّثَنَا، وأخبرنا وأنبأنا، وسمعت، وَقَالَ لنا، وإنما يجيء بلفظ يحتمل الاتصال وعدمه، مثل: إن، وعن، وَقَالَ، وحدّث، وروى، وذكر، لذا لَمْ يقبل الْمُحَدِّثُوْنَ حَدِيْث المدلس ما لَمْ يصرِّح بالسماع.
الثاني: تدليس الشيوخ:
وَهُوَ أن يأتي باسم شيخه أَوْ كنيته عَلَى خلاف المشهور بِهِ تعمية لأمره وتوعيراً للوقوف عَلَى حاله. وهذا النوع حكمه أخف من السابق، وفي هَذَا النوع تضييع للمروي عَنْهُ وللمروي وتوعير لطريق مَعْرِفَة حالهما. ثُمَّ إن الحال في كراهيته يختلف بحسب الغرض الحامل عَلَيْهِ، إِذْ إن من يدلس هَذَا التدليس قَدْ يحمله كون شيخه الَّذِيْ غيّر سمته غَيْر ثقة، أو أصغر من الرَّاوِي عَنْهُ، أو متأخر الوفاة قَدْ شاركه في السَّمَاع مِنْهُ جَمَاعَة دونه، أو كونه كثير الرِّوَايَة عَنْهُ فلا يحب تكرار شخص عَلَى صورة واحدة.
الثالث: تدليس التسوية:
وَهُوَ أن يروي عَنْ شيخه، ثُمَّ يسقط ضعيفاً بَيْنَ ثقتين قَدْ سَمِعَ أحدهما من الآخر أو لقيه، ويرويه بصيغة محتملة بَيْنَ الثقتين. وممن اشتهر بهذا النوع: الوليد بن مُسْلِم، وبقية بن الوليد. وهذا النوع من التدليس يشترط فِيْهِ التحديث والإخبار من المدلس إلى آخره.
الرابع: تدليس العطف:
وَهُوَ مثل أن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا فُلاَن وفلان، وَهُوَ لَمْ يَسْمَع من الثاني.
الخامس: تدليس السكوت:
وَهُوَ كأن يقول الرَّاوِي: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ، ثُمَّ يسكت برهة، ثُمَّ يقول: هشام بن عروة أو الأعمش موهماً أنه سَمِعَ منهما، وليس كذلك.
السادس: تدليس القطع:
وَهُوَ أن يحذف الصيغة ويقتصر عَلَى قوله مثلاً: الزهري عَنْ أنس.
السابع: تدليس صيغ الأداء:
وَهُوَ ما يقع من الْمُحَدِّثِيْنَ من التعبير بالتحديث أَوْ الإخبار عَنْ الإجازة موهماً للسماع، وَلَمْ يَكُنْ تحمله لِذَلِكَ المروي عَنْ طريق السَّمَاع.
ثانياً. حكم التدليس، وحكم من عرف بِهِ:
إنّ مجموع معانيه تؤول إلى إخفاء العيب، وليس من معانيه الكذب، ومع ذَلِكَ فَقَدْ اختلف العلماء في حكمه وحكم أهله.
فَقَدْ ورد عن بعضهم ومنهم - شعبة - التشديد فِيْهِ، فروي عَنْهُ أنه قَالَ:
((التدليس أخو الكذب))، وَقَالَ أَيْضاً: ((لأن أزني أحب إليّ من أن أدلس)).
ومنهم من سهّل أمره وتسامح فِيْهِ كثيراً، قَالَ أبو بكر البزار: ((التدليس ليس بكذب، وإنما هُوَ تحسين لظاهر الإسناد)).
وَالصَّحِيْح الَّذِيْ عليه الجمهور أنه ليس بكذب يصح به القدح في عدالة الرَّاوِي حَتَّى نرد جميع حديثه، وإنما هُوَ ضَرْبٌ من الإيهام، وعلى هَذَا نصّ الشَّافِعِيّ –رحمه الله– فَقَالَ: ((ومن عرفناه دلّس مرة فَقَدْ أبان لنا عورته في روايته، وليست تِلْكَ العورة بالكذب فنرد بِهَا حديثه، ولا النصيحة في الصدق، فنقبل مِنْهُ ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق)).
ويمكن حمل التشدد الوارد عن شعبة عَلَى ((المبالغة في الزجر عَنْهُ والتنفير)).
وإذا تقرر هَذَا، فما حكم حَدِيْث من عرف بِهِ؟ للعلماء فِيْهِ أربعة مذاهب:
الأول: لا تقبل رِوَايَة المدلس، سواء صرح بالسماع أم لا، حكاه ابن الصَّلاَحِ عن فريق من أهل الْحَدِيْث والفقه، وهذا مبني عَلَى القَوْل بأنّ التدليس نفسه جرح تسقط بِهِ عدالة من عُرِف بِهِ. وهذا الَّذِيْ استظهره عَلَى أصول مذهب الإمام مالك القاضي عَبْد الوهاب في الملخص.
الثاني: قبول رِوَايَة المدلس مطلقاً، وَهُوَ فرع لمذهب من قَبِلَ المرسل ونقله الْخَطِيْب البغدادي عن جمهور من قَبِلَ المراسيل، وحكاه الزركشي عن بعض شارحي أصول البزدوي من الحنفية. وبنوا هَذَا عَلَى ما بنوا عَلَيْهِ قبول المرسل؛ من أنّ إضراب الثقة عن ذكر الرَّاوِي تعديل لَهُ، فإن من مقتضيات ثقته التصريح باسم من روى عَنْهُ إذا كَانَ غَيْر ثقة.
الثالث: إذا كَانَ الغالب عَلَى تدليسه أن يَكُوْن عن الثقات فهو مقبول كيفما كانت صيغة التحديث، وإن كَانَ عن غَيْر الثقة هُوَ الغالب رد حديثه حَتَّى يصرح بالسماع، حكاه الْخَطِيْب عن بعض أهل العلم، ونقله الزركشي عن أبي الفتح الأزدي.
الرابع: التفصيل بَيْنَ أن يروي بصيغة مبينة للسماع، فيقبل حديثه، وبين أن يروي بصيغة محتملة للسماع وغيره فلا يقبل. وهذا الَّذِيْ عَلَيْهِ جمهور أَهْل الْحَدِيْث وغيرهم وصححه جمع، مِنْهُمْ: الْخَطِيْب البغدادي وابن الصَّلاَحِ وغيرهما.
ثالثاً. حكم الْحَدِيْث المدلس:
لما كَانَ في حَدِيْث المدلس شبهة وجود انقطاع بَيْنَ المدلس ومن عنعن عَنْهُ، بحيث قَدْ يَكُوْن الساقط شخصاً أو أكثر، وَقَدْ يَكُوْن ثقة أَوْ ضعيفاً. فلما توافرت هَذِهِ الشبهة اقتضى ذَلِكَ الحكم بضعفه.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2544
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:46]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بعلمكم
سؤال آخر بارك الله لنا فيك
وأعتذر عن الإكثار
بالنسبة للإرسال الخفي ما هو؟ وإذا تكرمت تمثل لنا بسند وقع فيه إرسال خفي حتى يتبين لنا أكثر؟
جواب الشيخ:
تدل كلمة الإرسال من حيث عمومها على عدة معان:
أولا: الانقطاع الظاهر.
ثانيا: التدليس.
ثالثا: الإرسال الخفي.
رابعا: سقوط ما فوق التابعي.
و المرسل في إطلاق المتقدمين يراد به كل انقطاع في السند سواء كان الانقطاع في أول السند أو في آخره أو في وسطه،و ذلك هو مذهب أكثر الاصوليين و أهل الفقه و الخطيب و جماعة من المحدثين.
ثم استقر الاصطلاح في: أن المرسل لا يطلق إلا على ما رفعه التابعي إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
و قد مزج ابن الصلاح بين التدليس و الإرسال الخفي، فقد عرف التدليس - أي: تدليس الإسناد -بقوله: ((هو أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه؛ موهما أنه سمعه منه، أو عمن عاصره، و لم يلقه موهما أنه لقيه و سمعه منه)).
و قد اعترض الحافظ ابن حجر على قوله: ((عمن عاصره و لم يلقه)) بأنه ليس من التدليس، بل هو من المرسل الخفي إذ قال: ((و التحقيق فيه التفصيل:و هو أن من ذكر بالتدليس أو الإرسال إذا ذكر بالصيغة الموهمة عمن لقيه فهو تدليس، أو عمن أدركه و لم يلقه فهو المرسل الخفي، أو عمن لم يدركه فهو مطلق الإرسال)) (النكت 2/ 614).
فتبين لنا من هذا أن كلمة الإرسال تدل على أربعة معان:
الأول: الانقطاع الظاهر، و هو:أن يروي الراوي عمن لم يعاصره.
الثاني: تدليس الإسناد، و هو: أن يروي الراوي عمن لقيه و سمع منه ما لم يسمعه.
الثالث: المرسل الخفي، و هو: أن يروي الراوي عمن عاصره و لم يلقه، أو لقيه ولم يسمع منه.
الرابع: سقوط ما فوق التابعي.
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2544
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:49]ـ
لدي استفسار عن حديث وهو:
قال ابن ماجه: حدثنا يحيى بن حَكِيمٍ، ثنا أبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، ثنا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال: اجْتَمَعَ ثَلَاثُونَ بَدْرِيًّا من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: تَعَالَوْا حتى نَقِيسَ قِرَاءَةَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا لم يَجْهَرْ فيه من الصَّلَاةِ، فما اخْتَلَفَ منهم رَجُلَانِ، فَقَاسُوا قِرَاءَتَهُ في الرَّكْعَةِ الْأُولَى من الظُّهْرِ بِقَدْرِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وفي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى قَدْرَ النِّصْفِ من ذلك، وَقَاسُوا ذلك في الْعَصْرِ على قَدْرِ النِّصْفِ من الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ من الظُّهْرِ " 0
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 45، رقم4628) عن بكار، وفي شرح معاني الآثار (1/ 207) عن أبي بكرة، عن أبي داود الطيالسي به نحوه 0
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/ 365) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي به 0
وجاء الحديث بإسناد آخر يزيد عن سفيان عن زيد العمي عن أبي العالية قال: اجتمع ثلاثون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أما ما يجهر فيه رسول الله في القراءة فقد غلمناه 000 الحديث
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2677) وأحمد في مسنده (5/ 365) وأخرج ابن أبي شيبة (1/،356) عن وكيع، عن سفيان، عن زيد العمي، عن أبي العالية
هل يعتبر هذا اختلاف في إسناده؟ أم أن للحديث إسنادين؟
جواب الشيخ:
هذا الحديث فيه إسنادان:
الأول: ما أخرجه: أحمد 5/ 365 من طريق يزيد بن هارون.
والثاني: أخرجه ابن ماجه (828)، و الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 207 وفي طبعة إبراهيم شمس الدين (1192) وفي "شرح مشكل الآثار "، له (4628) من طريق أبي داود الطيالسي.
كلاهما (يزيد، والطيالسي) عن المسعودي، عن زيد العمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
والحديث بهذا السند فيه علتان: الأولى أنَّ المسعودي – وهو عبد الرحمان بن عبد الله بن عتبة – ثقةٌ إلا أنه اختلط، ويزيد والطيالسي ممن سمعا منه بعد الاختلاط (الشذا الفياح 2/ 757).
والعلة الثانية: آتية بعد قليل.
أما السند الثاني.
فهو ما أخرجه: عبد الرزاق (2677)، وأحمد 5/ 365 من طريق سفيان، عن زيد العمي، عن أبي العالية، به.
ومحصل الاختلاف بين الإسنادين أن المسعودي جعله عن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مخالفاً بذلك سفيان الذي رواه عن زيد عن أبي العالية. ولكن الراجح من الإسنادين إسناد سفيان لأمور:
1 - أن الرواة عن المسعودي – وكما تقدم – إنما سمعوا منه بعد الاختلاط.
2 - على فرض أنهم سمعوا منه قبل الاختلاط، فإن الثوري أرجح من المسعودي بلا شك روايةً ودرايةً فتكون روايته هي الراجحة في هذا الحديث، ولكن الحديث ورغم هذا الترجيح يبقى ضعيفاً لضعف زيد، إذ قال عنه أبو زرعة فيما نقله المزي في تهذيب الكمال 3/ 75 (2086): ((ليس بقوي، واهي الحديث ضعيف)) ونقل عن أبي حاتم قوله: ((ضعيف يكتب حديثه ولا يحتج به)).ونقل أبي عبيد الآجري أنه قال: ((قيل لأبي داود: زيد العمي؟ قال: حدث عنه شعبة، وليس بذاك)) وهو في التقريب (2131): ((ضعيف)).
وأصل الحديث صحيح من حديث أبي الصديق، عن أبي سعيد، قال: كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، قال: فحزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية، قدر قراءة سورة تنزيل السجدة. قال: وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك. وحزرنا قيامه في العصر في الركعتين الأوليين على النصف من ذلك. قال: وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك.
أخرجه، أحمد 3/ 2، ومسلم 2/ 37 (452) (156) و (157).
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2521
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:52]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال أبو داود رحمه الله في كتاب الصوم باب 61
2437 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِى الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ. تحفة 18389
ولعل هذا الحديث هو آخر ما ذكره المزي في تحفة الأشراف من الأحاديث قبل أن يشرع في باب المراسيل وما يجري مجراها:
والسؤال، أبا الحارث، حفظك الله:
هل وقفت لامرأة هنيدة على ترجمة؟
وإني لم أجد لها كبير ذكر في كتب الرجال إلا ما ذكر البخاري في ترجمة هنيدة بن خالد، أنه روى عنها عن أم سلمة.
وإني لأعلم أن هنيدة اختلف في صحبته، فذكره ابن حبان في ثقات التابعين وفي الصحابة، وابن منده وابن عبد البر في الاستيعاب، لكن لم يذكر البخاري له صحبة، ولا أبو حاتم، فيما أذكر، والظاهر أنه تابعيٌ كما قال د/ بشار عواد، في تحرير التقريب، ولم يجزم الحافظ ابن حجر بأن له صحبة، لا في التقريب ولا في الإصابة، ويبدو لي، والله أعلم، أن امرأة هنيدة تابعيةٌ أيضا، ولعل هنيدة تفرد عنها، فهي أقرب إلى الجهالة،
فما ترى؟ حفظك الله، في شأنها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواب الشيخ:
حياك الله أخي الكريم، أسأل الله أن يزيدك علماً وفضلاً.
أما ما يخص إمرأة هنيدة فقد ذكرها الحافظ ابن حجر في التقريب (8812) في فصل المبهمات من النساء على ترتيب من روى عنهن رجالاً ونساءً وقال: ((لم أقف على اسمها، وهي صحابية روت عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ... )). ولكني لم أقف على علة عدها في الصحابة مع أنها ليس لها من الحديث غير حديثنا هذا – هذا فيما وقفت عليه من المصادر -–ولم أقف على من سبق الحافظ في ذلك.
أما هنيدة فأنا مع ما ذهبتَ إليه، وأزيد عليه أن العلائي ذكر هنيدة في " جامع التحصيل " (852) وقال: ((ذكره الصنعاني فيمن اختلفت صحبته ولا وجه لذلك؛ لأنَّه تابعيٌّ يروي عن عائشة رضي الله عنها)) وذكر الذهبي في " الكاشف " (5988) وقال: ((ثقة)) وهذا يدل على أنه تابعيٌّ عنده.
وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 11/ 64: ((وأخرج أبو نعيم حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن ليس فيهما تصريح)).
وبعد البحث والتنقيب: وجدت البيهقي أخرج في " السنن الكبرى " 9/ 155عن هنيدة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يأخذ هذا السيف بحقه، ... )) وهذا كالذي ذكره ابن حجر ليس فيه تصريح، فهذا الذي قدمناه مع إعراض المتقدمين عن تخريج حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا لا نخرج هنيدة من دائرة التابعين.
ثم إنَّ الحديث قد اختلف على هنيدة اختلافاً بيناً.
فجاء في بعض الروايات عن أمه عن أم سلمة.
أخرجه: أحمد 6/ 289و 310، وأبو داود (2452)، والنسائي 4/ 221 (2727) وأبو يعلى (6889) و (6982) و (3854).
وفي رواية رواه عن حفصة من غير واسطة.
أخرجه أحمد 6/ 287، والنسائي (2723) و (2724) و4/ 220، وأبو يعلى (7041) و (7048) وابن حبان (6422)، والطبراني في الكبير 23/ (354) و (396) وفي الأوسط، له (7831).
وأخرجه الطبراني في الكبير 23/ (1017) عن امرأته عن أم سلمة.
ولكن جاء في بعض الروايات أنه قال: دخلت على حفصة وهذا يرجمها، ويبقى التأريخ قائماً بين رواية أمه ورواية زوجته، ورواية الطبراني الأخيرة تبين أنه لم يحفظ الروايتين لأن أمه ترويه عن أم سلمة وليست زوجته، والله أعلم.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2522
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:55]ـ
ما رأي فضيلتكم بمن ذكرهم البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا
هل نحكم عليهم بمجهول الحال؟ أم ماذا؟
أرجوا إفادتي
ما مقصود الإمام ابن حجر من قوله في التقريب مقبول؟
الراوي أبو رفيع المخدجي 0
(يُتْبَعُ)
(/)
روى عن عبادة بن صامت 0
روى عنه عبد الله بن محيريز 0
ذكره ابن حبان في الثقات 0
وقال الذهبي: وثق 0 وقال ابن حجر: مقبول 0
انا توصلت إلى أنه مجهول الحال، فلم يروي عنه غير واحد، ولم يوثقه غير ابن حبان 0
فما رأي فضيلتكم في الحكم على الراوي
مع العلم أن ابن أبي حاتم، وابن عبد البر، والمنذري، وابن الملقن، والوادياشي، قد صححوا حديثه الذي رواه وهو "خمس صلوات فرضهن الله على عبادة"
جواب الشيخ:
أختي الكريمة جزاك الله خيراً على الهمة في طلب العلم، وأسأل الله أن يبارك لك في طلب العلم.
ما ذكره الإمام البخاري في التأريخ الكبير ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً هو أن البخاري ترك الكلام عليهم لأسباب متعددة، لكن ابن أبي حاتم كان ينقل الجرح والتعديل في هؤلاء الرواة إذا وجد ذلك؛ وهذا هو السبب الأهم في تأليف كتاب الجرح والتعديل.
فما لم يجد فيه ابن أبي حاتم قولاً لأهل العلم فيكون هذا الراوي مجهولاً، وهذا هو الحق في المسألة إذا لم نجد نحن بعد ذلك توثيقاً معتبراً في هذا الراوي.
وهذه المسألة بحثها من قبل عبد الفتاح أبو غدة وأنتهى إلى توثيق أولئك الرواة المسكوت عليهم في كتب الجرح والتعديل، وهو بحث غير محكم ونتائجه غير صحيحة؛ لأنه اعتمد على استقراء غير تام. وقد رد عليه أحد الباحثين في بحث نفيس قدم له العلامة ابن باز يرحمه الله تعالى واسم البحث الرواة المسكوت عليهم في كتب الجرح والتعديل في 286 صفحة.
وخلاصة الجواب أن الرواة المذكورين ولم يتكلم فيهم جهابذة الفن فهم مجهولون.
أما ما وصفه الحافظ ابن حجر بـ ((مقبول)) فقد بين الحافظ أنه مقبول حيث يتابع وإلا فلين كما في مقدمة التقريب. ولي بحث موسع في ذلك في مقدمة كتابي " كشف الإيهام "
وفيما يتعلق بترجمة أبي رفيع المخدجي فهو مجهول فقد تفرد بالرواية عنه واحد، أما حكم مجهول الحال فيقال لمن روى عنه اثنان.
وليعلم أن الذهبي إذا قال: ((وثق)) فمعناه أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقد فصلت القول في قيمة ذكر ابن حبان لراو في الثقات في " كشف الإيهام ".
وفقكم الله وزادكم من فضله.
وأتمنى أن تجدي في كتاب الله قراءة وحفظاً وتدبراً ودراسة وتدريساً. واهتمي بالدعوة إلى الله لبنات جنسك.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2479
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 01:57]ـ
كتاب " تقريب التهذيب "
وفيه تمهيد ومطلبان:
المطلب الأول: الطبقات عند الحافظ ابن حجر.
المطلب الثاني: العلامات والرقوم.
تمهيد
اهتم العلماء منذ وقت مبكر بتأليف الكتب التي تتكلم عن الرواة، وتحكم عليهم، وتبين مراتبهم من التوثيق والتضعيف وغير ذلك، وفائدة هذا: التوصل إلى معرفة صحة الحديث من سُقْمِه؛ لذا زخرت المكتبة الإسلامية بالجم الغفير من الكتب منذ نهاية عصر التدوين حتى يوم الناس هذا، وكانت من الكثرة بحيث أصبحت عملية عدها مستعصية على العادِّ ويكاد يكون أمراً غير ممكن، إلا أن هناك بعضاً من المصنفات نالت حضوة لدى الباحثين وقيمة عليا عند المحققين منها: تاريخ يحيى بن معين (برواياته المختلفة) وكتب السؤالات التي وجهت للإمام أحمد، وتواريخ البخاري، ومصنفات ابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وابن شاهين، ومؤلفات الدارقطني وغيرها الكثير الكثير.
ولما كان كلام أئمة الجرح والتعديل متناثراً في كتبهم تلفه طويات صفحاتها كان أمر جمع أقوال النقاد في كل راوٍ على حدة حلماً ساور الكثير من المصنفين إلى أن جاء الحافظ الكبير عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي المقدسي الحنبلي (544 – 600 هـ) فصنف سفره العظيم: " الكمال في أسماء الرجال " فكان بحق كتاباً نافعاً ماتعاً، ويكفيك للدلالة على علو كعب هذا الكتاب إقدام المزي على تهذيبه.
وقد تناول الحافظ عبد الغني في كتابه هذا رجال الكتب الستة من خلال بيان أسمائهم وما قيل فيها من اختلاف وبيان شيوخهم وتلامذتهم، وما قيل في كلٍ منهم من جرح وتعديل، وما عرف من وفيات أكثرهم. ومع حرصه الشديد على الشمول والاستقصاء، فقد فاته بعض الرواة الذين لم يقف عليهم، فشاب - وما شان – كتابه شيء من النقص، كان بحاجة إلى إكمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقيض الله تعالى لهذا العمل العظيم رجله بحق الإمام الحافظ أبا الحجاج المزي (654 – 742 هـ) فعمل على تهذيب كتاب الكمال طلباً لاختصاره وأضاف تراجم كثير من الرواة الذين فات الحافظ عبد الغني ذكرهم طلباً للاستيفاء، وحذف منه وأضاف له، وسمَّاه: " تهذيب الكمال في أسماء الرجال " فكان بحق كمالاً للكمال، ومكملاً لفوائد اقتضاها الحال.
ومن الناس من يظن أن عمل الحافظ المزي إنما هو اختصار للكمال، وهو خطأ لطالما سمعناه من كثير من المشايخ، والذي يظهر أن التهذيب هنا بمعنى: التصحيح والاستدراك.
ولقد تجمع من جهد هذين الحافظين عمل فذ كان الذروة في بابه، إلا أن الكتاب طال جداً، وصعبت على الناس مراجعته، مع بعد الزمان وتقاصر الهمم، الأمر الذي حدا بكثير من العلماء إلى اختصاره طلباً للتيسير ودفعاً للمشقة المتوقعة، فكان أحد هؤلاء الحافظ ابن حجر، حيث اختصره في كتابه " تهذيب التهذيب " فكان كتاباً عظيماً نافعاً.
ويتلخص تهذيب الحافظ ابن حجر فيما يأتي:
1 - لم يحذف من رجال " تهذيب الكمال " أحداً، وإنما زاد فيهم من هو على شرطه.
2 - أعاد التراجم التي حذفها المزي من أصل " الكمال " وكان الحافظ عبد الغني قد ذكرها بناءً على أن بعض الستة أخرج لهم، وكان المزي قد حذفهم بسبب عدم وقوفه على روايتهم في شيء من الكتب الستة.
3 - حذف من الترجمة الأحاديث التي خرجها المزي من مروياته العالية الموافقات والابدال، وغير ذلك من أنواع العلو.
4 - لم يستوعب شيوخ وتلاميذ المترجم بل اقتصر على المشهورين منهم وحذف الباقين.
5 - لم يلتزم نهج المزي في ترتيب شيوخ صاحب الترجمة والرواة عنه على حروف المعجم، بل قدم المشهورين على غيرهم.
6 - حذف من الترجمة أغلب الأخبار التي لا تدل على توثيق ولا تجريح.
7 - حذف كثيراً من الاختلافات المذكورة في وفاة المترجم.
8 - ميز ما أضافه إلى الترجمة بـ ((قلت)) (1) ثم يسوق قوله.
ومن فوائد هذا الكتاب العظيم أنه جمع ما استدرك على المزي فوضعه في محاله وقد ذكر الحافظ استفادته من زوائد الذهبي في " تذهيب تهذيب الكمال " ثم قال: ((وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على تهذيب الكمال مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله وإنما استعنت به في العاجل، وكشفت الأصول التي عزا النقل إليها في الآجل فما وافق أثبته، وما باين أهملته، فلو لم يكن في هذا الكتاب المختصر إلا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف لكان معنًى مقصوداً هذا مع الزيادات التي لم تقع لهما، والعلم مواهب، والله الموفق)) (مقدمة التحرير: (1/ 10 – 12)، وقد أشار الحافظ نفسه في مقدمة تهذيبه (1/ 2 – 5 و 8) إلى هذه الأمور).
ولما كان الكتاب يمتاز بهذه الزيادات النافعة الماتعة، أصبح على نفاسته مَدْرَسَ الناس ومرجعهم، ينهلون منه العلم والمعرفة في تفحص أحوال الرجال التي إليها المرجع في معرفة صحيح الحديث من ضعيفه، ثم أراد الحافظ ابن حجر أن يقرب فوائد هذا الكتاب إلى الناس فاختصر تهذيب التهذيب في كتابه " تقريب التهذيب " راعى فيه الفائدة والاختصار بحيث تكون الترجمة تشمل اسم الرجل واسم أبيه وجده، ونسبه، ونسبته، وكنيته، ولقبه، مع ضبط المشكل بالحروف، ثم الحكم على كل راوٍ من المترجمين بحكم وجيز، ثم التعريف بعصر كل راوٍ حيث قسَّمهم على طبقات، جعلها اثنتي عشرة طبقة ثم ذكر الرموز لكل راوٍ والتي تنبئ عن مكان وجود أحاديث المترجم في الكتب (التحرير: 1/ 13 – 14).
وقد بين الحافظ نفسه سبب اختصاره للتهذيب بالتقريب فقال: ((فإني لما فرغت من تهذيب" تهذيب الكمال في أسماء الرجال" الذي جمعت فيه مقصود التهذيب لحافظ عصره أبي الحجاج المزي، من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه وضَمَمْتُ إليه مقصود إكماله، للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتصراً منه على ما اعتبرته، وصحَّحته من مظانه من بيان أحوالهم أيضاً وزدت عليهما في كثير من التراجم ما يُتَعَجَّبُ من كثرته لديهما، ويستغرب خفاؤه عليهما، وقع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعاً حسناً، عند المميز البصير، إلا أنه طال إلى أن جاوز ثلث الأصل … والثلث كثير، فالتمس مني بعض الأخوان أن أجرد له الأسماء خاصة، فلم أوثر ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
لقلة جدواه على طالبي هذا الفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، وأسعفه بطلبته على وجه يحصل مقصوده بالإفادة ويتضمن الحسنى التي أشار إليها وزيادة، وهي: أنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة وأخلص إشارة بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً يجمع اسم الرجل واسم أبيه وجده، ومنتهى أشهر نسبته ونسبه، وكنيته، ولقبه، مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل ثم التعريف بعصر كل راوٍ منهم، بحيث يكون قائماً مقام ما حذفته من ذكر شيوخه والرواة عنه، إلا من لا يؤمن لبسه)) (التقريب: 1/ 23 – 24، طبعة مصطفى)
وهذا ملخص جيد عن المنهج الذي سار عليه الحافظ ابن حجر في كتابه " التقريب ". ثم إن كتاب تقريب التهذيب هو خلاصة جهود الحافظ ابن حجر في علم الجرح والتعديل، وآخر اجتهاداته، وقد فرغ من تأليفه عام (827 هـ) فظلَّ يحرر فيه، وينقح فيه، ويضيف إليه وينقص حتى عام (850 هـ) أي قبيل وفاته بعامين، قال الشيخ الفاضل محمد عوامة: ((إذا كان الحافظ – رحمه الله – قد أنهى شرحه " فتح الباري " عام (842 هـ)، فإنه ظلَّ يشتغل ويصقل كتابه " التقريب " ويعمل يده فيه إلى عام (850 هـ)، كما هو واضح من تواريخ الإلحاقات، والإضافات على النسخة التي بين يدي، وقد أرخ عشرين إلحاقاً منها مؤرخة سنة (848 هـ) وإحالة واحدة مؤرخة سنة (850 هـ)، ثم قال: ((فلا مجال لاحتمال زيادة إطلاع الحافظ على زيادة في الجرح والتعديل، أهمل خلاصتها فلم يلحقها في " التقريب " خلال هذه السنوات الطويلة من عام (827 – 850 هـ) وعلى احتمال إطلاعه على أشياء جديدة، فإنها أقوال لا تغيِّر من أحكامه)) (مقدمته للتقريب: 36)
المطلب الأول: الطبقات عند الحافظ ابن حجر.
سبق أن قلنا أن الحافظ ابن حجر عرَّفَ بعصر كل راوٍ، إذ قسم الرواة على طبقات، قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في المقدمة: (( ... بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً، يجمع اسم الرجل ... ثم التعريف بعصر كل راوٍ منهم، بحيث يكون قائماً مقام ما حذفته من ذكر شيوخه والرواة عنه، إلا من لا يؤمن لبسه.
وباعتبار ما ذكرت انحصر لي ... طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة ...
وأما الطبقات: فالأولى: الصحابة ... ، الثانية: طبقة كبار التابعين ... الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين ... ، الرابعة: طبقة تليها، جل روايتهم عن كبار التابعين ... ، الخامسة: الطبقة الصغرى منهم ... ، السادسة: طبقة عاصروا الخامسة؛ لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة … السابعة: كبار أتباع التابعين …، الثامنة: الطبقة الوسطى منهم …، التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين … العاشرة: كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلقَ التابعين. الحادي عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك. الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع كالترمذي، وألحقت بها باقي شيوخ الأئمة الستة الذين تأخرت وفاتهم قليلاً …
وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم، فإن كان من الأولى والثانية: فهم قبل المائة، وإن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة: فهم بعد المائة، وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات: فهم بعد المائتين، ومن ندر عن ذلك بيَّنته)).
وخلاصة ذلك (من هنا إلى آخر الكلام عن الطبقات بحروفه من تعليقات الشيخ محمد عوامة في دراساته للتقريب: (42 – 44)، وقد سماه: الجانب الرابع: بيان مراده من الطبقة):
1 - بيَّن الباعث له على هذا الاصطلاح الخاص بكتابه هذا – وهو الطبقات – أنه أراد استدراك ما حذفه من تسمية شيوخ المترجم والرواة عنه، فإنه بهذا التحديد الزمني يقرِّب للباحث أن هذا المترجم هو مراده لا غيره.
وهو استدراك جيد بديع؛ ولكنه نبَّه إلى أن تحديد الطبقة يفيد غالباً – لا دائماً – فاستدرك وقال لبيان الأغلبية: ((إلا من لا يؤمن لبسه)).
2 - ثم بيَّن أنه:
- جعل الصحابة طبقة واحدة على اختلاف طبقاتهم.
- وجعل للتابعين خمس طبقات: كبرى، ووسطى، وملحقة بها وصغرى، وملحقة بها.
- وجعل لأتباع التابعين ثلاث طبقات: كبرى، ووسطى، وصغرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ولأتباعهم ثلاث طبقات أخرى: كبرى، ووسطى، وصغرى، وألحق بالصغرى نفراً قليلاً من شيوخ بعض الأئمة، كبعض شيوخ النسائي فلقلة عددهم لم يفردهم بطبقة خاصة بهم.
3 - ثم بين مصطلحه في الوفيات: فمن كانت وفاته خلال القرن الأول قال عنه: من الثانية، ولا ينسب أحداً إلى الأولى، فإن أهلها من الصحابة وهو يستغني بوصفهم بالصحبة عن تحديد طبقتهم وقوله عنهم: من الأولى.
ومن كانت وفاته في المائة الثانية: وصفه بما يليق به: من الثالثة، من الرابعة … من الثامنة، ولا يزيد.
ومن كانت وفاته بعد المائتين: فهو من التاسعة فما بعدها إلى الثانية عشرة.
ثم قال: ((ومن ندر عن ذلك بينته)) وهو شامل:
- لمن تأخرت وفاته عن المائة قليلاً أو المائتين، وهو ملحق بمن دونها.
- مثال ذلك: أبو الطفيل عامر بن واثلة، آخر الصحابة وفاة، وكانت وفاته سنة (110 هـ)، أي جاوز المائة، ورسم ما مضى يقضي أن يكون من الثالثة، مع أنه صحابي من أهل الطبقة الأولى.
- ولمن تقدمت وفاته على المائة والمائتين، وهو ملحق بمن بعدها.
مثال ذلك: عروة بن الزبير: ((من الثالثة، مات سنة أربع وتسعين على الصحيح))، فكونه ((من الثالثة)) يقتضي أنه توفي بعد المائة وإلا خالف الاصطلاح فاقتضى البيان والاستثناء؛ لذلك قال: ((ومن ندر عن ذلك بينته)).
وهنا لا بد من بيان معنى الطبقة عند ابن حجر في كتابه " تقريب التهذيب " إذ أن مصطلحه كان مثار انتقاده ممن غفل عنه.
تقدم أنه جعل للمائة الأولى طبقتين: الأولى والثانية، وللمائة الثانية ست طبقات: من الثالثة إلى آخر الثامنة، وللمائة الثالثة أربع طبقات: من التاسعة إلى آخر الثانية عشرة.
فيكون قد توسع في القدر الزمني لرجال المائة الأولى، وتوسط في المائة الثالثة وضيَّق المسافة الزمنية لكل طبقة من أهل المائة الثانية.
فهو في كتاب واحد لم يمشِ على وتيرة واحدة، وهذا لا يؤثر على منهجه، إذ أنه اصطلح وبيَّن ما اصطَلَحَ عليه، ولا مشاحة في الاصطلاح.
إنما ينبغي للناظر في كتابه أن يحفظ مصطلحاته ويفهم مراده، ويوفق بين ما رسمه وبين تطبيقه له.
فالمائة الثانية: قسمها على ست طبقات، فيكون للطبقة الواحدة تقريباً نحو (17 سنة)، أي: من يقول عنه: من الثالثة، فوفاته في حدود سنة (120 هـ)، ومن الرابعة: بين (135 – 140)، وهكذا.
ومن قال عنه: من الثامنة، فوفاته أواخر القرن الثاني.
ومن كانت وفاته في الربع الأول من القرن الثالث: كان من التاسعة، ومن توفي في الربع الثاني منه، فهو من العاشرة، ومن توفي خلال الربع الثالث منه: عدَّه من الحادية عشرة، والمتوفى أواخر القرن: كان من الثانية عشرة.
لكن ليست هذه التحديدات حدوداً منطقية لا يجوز الخروج عنها، إنما هي مرتبطة بأمر آخر هام، هو المقياس الدقيق الذي لا يجوز تجاوزه بحال، وهو: الشيوخ الذين أدركهم وأخذ عنهم، ثم بعد ذلك قد يطول عمر هذا الراوي فتكون وفاته في عصر الطبقة التي بعده، لتأخرها، وقد يقصر عمره، فيتوفى في عصر الطبقة التي قبله.
فلا يصح النظر في تاريخ الوفاة والطبقة التي حددها له، فإن اختل التناسب بينهما خطَّأنا المصنف، لا إنما الطبقة – عنده – ملاحظ فيها ثلاثة أمور: أهمها الشيوخ الذين أخذ عنهم، ثم ولادته، ثم وفاته.
وإنما أخرت معرفة الولادة عن معرفة الشيوخ؛ لأنه قد تتقدم ولادته؛ ولكنه يتأخر في الطلب والسماع – وإن كان بينهما تلازم في غالب الأحيان -.
فإن تأخر في السماع: فاته فلان وفلان من المتقدمين، وأخذ عن فلان وفلان من المتأخرين، ويشاركه حينئذ من تأخرت ولادته عنه، في السماع من هؤلاء المتأخرين.
والأمثلة توضح منهجه:
أحمد بن عبد الله بن ميمون ... ابن أبي الحواري، قال عنه: ((من العاشرة مات سنة ست وأربعين)).
وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري، ابن أخي عبد الله بن وهب، قال عنه: ((من الحادية عشرة مات سنة أربع وستين)) أي: كلاهما بعد المائتين.
وهذان مثالان منطبقان على الطبقة وتاريخ الوفاة، ولا إشكال فيهما)) (1).
المطلب الثاني:
العلامات والرقوم التي استخدمها الحافظ
((قال المصنف – رحمه الله – في مقدمة كتابه: ((وقد اكتفيت بالرقم – أي: الرمز – على أول اسم كل راوٍ، إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة.
فالبخاري: في صحيحه: خ، فإن كان حديثه عنده معلقاً: خت. وللبخاري في الأدب المفرد: بخ، وفي خلق أفعال العباد: عخ، وفي جزء القراءة خلف الإمام: ر، وفي رفع اليدين: ي.
ولمسلم: م
ولأبي داود: د، وفي المراسيل: مد، وفي فضائل الأنصار: صد، وفي الناسخ: خد، وفي القدر: قد، وفي التفرد: ف، وفي المسائل: ل، وفي مسند مالك: كد.
وللترمذي: ت، وفي الشمائل له: تم.
وللنسائي: س، وفي مسند علي له: عس، وفي مسند مالك: كن.
ولابن ماجة: ق، وفي التفسير له: فق.
فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة أكتفي برقمه ولو أخرج له في غيرها، وإذا اجتمعت فالرقم: ع، وأما علامة 4 فهي لهم سوى الشيخين.
ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه: تمييز، إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره، ومن ليست عليه علامة نبه عليه وترجم قبل أو بعد)).
فهذه واحد وعشرون كتاباً وتزيد الرموز عليها أربعة: خت، لمعلقات البخاري وللستة: ع، وللسنن الأربعة: 4، و (تمييز) لمن ليست له رواية في الكتب المذكورة.
1 - وقد أضاف المصنف في ثنايا الكتاب ثلاثة رموز، وهي: مق، ص، سي (مق): لمقدمة مسلم في صحيحه، (ص): لخصائص سيدنا علي ?، (سي): لعمل اليوم والليلة وكلاهما للنسائي.
فيكون مجموع الرموز ثمانية وعشرين رمزاً، لثلاثة وعشرين كتاباً)) (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 06:25]ـ
شيخنا الكريم .. بارك الله لكم في العلم والعمل ..
يقال أنه لا يحسن علم التخريج ودراسة الأسانيد إلا من أتقن علوما ثلاثة:
العلم الأول: علم المصطلح وقواعده.
العلم الثاني: علم الجرح والتعديل.
العلم الثالث: علم مصادر السنة، سواء المعتنية بإخراج الأحاديث بالأسانيد أو كتب التراجم.
سؤالي كيف السبيل إلى علم مصادر السنة؟ آمل من فضيلتكم إن سمح وقتكم التفصيل في هذا
لدي سؤال آخر إن أذنتم -حفظكم الله - قد نجد عند العزو إلى مصادر كتب السنّة، أنه قد يغني بعضها عن بعض
مثل حديث يخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) من طريق القطيعي عن عبدالله بن الإمام أحمد عن أحمد بن حنبل في (المسند)
فهل يكون من الصواب أن أعزو إلى (المسند) وأغفل العزو إلى ابن عساكر أم في ذكره مزيد فائدة ..
جواب الشيخ:
صدقت فإن هذا العلم علم شريف عظيم لا يناله إلا من جد في الطلب وأنفق الأوقات الثمينة في تحصيله؛ لكنه يسير على من يسره الله عليه؛ فإذا علم الله صدق نية العبد أعانه.
وكتب السنة كثيرة متنوعة متعدة فلابد لطالب العلم من أن يجد في جميع الأنواع، ويعرف المصدر الأصيل ممن دونه. ففي كتب المصطلح لا بد أن نفرق بين الكتب التي ألفت خاصة فيما يتعلق بمسائل هذا الفن مثل كتاب المحدث الفاصل للرامهرمزي وما ألف بعده من كتب الحاكم والخطيب حتى كتاب ابن الصلاح ثم الكتب التي خدمت كتاب ابن الصلاح شرحاً واختصاراً وتنكيتاً، ولا بد من معرفة الكتب التي تناولت بعض قضايا المصطلح ولم تكن خاصة في المصطلح مثل الرسالة للشافعي ومقدمة صحيح مسلم ورسالة أبي داود والعلل الصغير للترمذي (ولي في مثل هذا مقال بعنوان نشأة علم مصطلح الحديث وتطوره).
ثم أهم ما يوجه العناية له طالب العلم الصحيحان وبقية السنن الأربعة ولا بد لطالب العلم من معرفة مناهجهم وطرائقهم ومعرفة مواردهم ومن استقى منهم ومعرفة الكتب التي خدمة هذه الكتب الستة العظيمة.
أما كتب الرجال فلابد من معرفة مناهجها ومعرفة الكتب المهمة منها خاصة تواريخ البخاري والجرح والتعديل والكتب المتقدمة في ذلك ثم الاهتمام بالغ الاهتمام بالكتب التي خدمت رجال الكتب الستة مثل تهذيب الكمال وفروعه.
وأي كتاب يتعامل معه المرء يجب أن يتعرف الطالب على منهجه وترتيبه وموارده وقيمته العلمية، وهذه أمور تدرك بالمباشرة والفطنة من خير ما أوتيه الإنسان.
ثم إن الدراسات الجادة في بيان مناهج بعض الكتب مهمة جداً مثل كتاب مناهج المحدثين للشيخ سعد الحميد - وفقه الله -
ومن نصيحتي لكم بعد تقوى الله: الإكثار من التخريج والتعليل والنظر والموازنة والمقارنة والإكثار من الكتب المحققة تحقيقاً علمياً رصيناً رضياً.
أسأل الله أن يوفقكم ويفتح عليكم
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2494
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 06:40]ـ
شيخنا أحسن الله إليكم، ما معنى هذا الحديث بارك الله فيكم
عن أبي بكرة عن النبي قال " الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، والسنة اثنا عشر شهرا .... " الحديث
أخرجه البخاري (كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة} حديث (7447)
الجواب:
قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/ 151: ((معناه أنهم في الجاهلية يتمسكون بملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم في تحريم الأشهر الحرم، وكان يشق عليهم تأخير القتال ثلاثة أشهر متواليات، فكانوا إذا احتاجوا إلى القتال أخروا تحريم المحرم إلى الشهر الذي بعده وهو صفر، ثم يؤخرونه في السنة الأخرى إلى شهر آخر، وهكذا يفعلون في سنة بعد سنة حتى اختلط عليهم الأمر، وصادف حجة النبي صلى الله عليه وسلم تحريمهم، وقد تطابق الشرع، وكانوا في تلك السنة قد حرموا ذا الحجة لموافقة الحساب الذي ذكرناه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الاستدارة صادفت ما حكم الله تعالى به يوم خلق السموات والأرض، وقال أبو عبيد: كانوا ينسؤن، أي: يؤخرون وهو الذي خلق قال الله تعالى فيه: " إنما النسيء زيادة في الكفر " فربما احتاجوا إلى الحرب في المحرم، فيؤخرون تحريمه إلى صفر ثم يؤخرون صفر في سنة أخرى فصادف تلك السنة رجوع المحرم إلى موضعه)).
وانظر غريب الحديث 2/ 157 - 158
ثم كتب الشيخ
أعتذر: نسيت رد السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونصيحتى لجميع أعضاء صناعة الحديث: الاعتصام بالكتاب والسنة والاهتمام بالعقيدة الصحيحة وأن يسير العبد بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس - كما قال شيخ الإسلام - ثم لا بد على العبد من أن يؤدي دوره بالدعوة إلى الله تعالى؛ لأنها وظيفة العبد التي ينبغي أن يقضي فيها العمر، وعلى الإنسان أن يحبس أوقاته ودقائقه وأنفاس العمر في طاعة الله تعالى.
ثم أصي بمزيد من العلم والإهتمام بكتاب رياض الصالحين قراءة وحفظاً وتدريساً ثم لا بد لطالب العلم من الاهتمام بكتب الشروح، ومن أبسطها وأسهالها على طالب العلم المبتديء شرح النووي لصحيح مسلم، ومن فوائده يعلم كيفية استنباط الأحكام من السنة النبوية، ويعلم الفرد كيفية الجمع بين النصوص.
وفقكم الله وزادكم من فضله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2468
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 06:55]ـ
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاصلاة إلا بوضوء، وَلاَ وضوء لِمَنْ لَمْ يذكر اسم الله عَلَيْهِ)).
وقد تعددت طرقه وفي كل طريق مفرد مقال؛ فهل يتقوى الحديث بكثرة الطرق؟
الجواب:
ورد الْحَدِيْث عن عدة من الصَّحَابَة
أ. سعيد بن زيد:
أخرج الْحَدِيْث: الطيالسي (243)، وابن أبي شيبة (15) و (28)، وأحمد 4/ 70 و5/ 381 و6/ 382، وابن ماجه (398)، والترمذي (25) و (26)، وفي العلل الكبير، لَهُ (16)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 26، والعقيلي في الضعفاء 1/ 177، وابن أبي حاتم في العلل (129)، والدارقطني 1/ 72 - 73 و 73، والحاكم 4/ 60، والبَيْهَقِيّ 1/ 43، وابن الجوزي في العلل المتناهية 1/ 336 - 337، والمزي في تهذيب الكمال 2/ 453 من طريق أبي ثفال المري، عن رباح بن عَبْدالرَّحْمَان بن أبي سُفْيَان بن حويطب، عن جدته، عن أبيها سعيد بن زيد مرفوعاً.
والحديث ضعيف؛ لأن أبا ثفال قَالَ عَنْهُ البخاري: في حديثه نظر، وهذه عادة البُخَارِيّ عِنْدَ تضعيفه لراوٍ كَمَا قَالَ ابن حجر في التلخيص 1/ 74. وذكره ابن حبان في ثقاته 8/ 157، وَقَالَ ابن حجر عَنْهُ: مقبول. التقريب (856). وانظر: تنقيح التحقيق 1/ 102 و 103، ونصب الراية 1/ 4.
ب. أبو هُرَيْرَةَ
أخرجه أحمد 2/ 418، وأبو داود (101)، وابن ماجه (399)، والترمذي في العلل الكبير (17)، وأبو يعلى (6409)، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 26 و 27، والطبراني في الأوسط (8076)، والدارقطني 1/ 71 و 79، والحاكم 1/ 146، والبيهقي 1/ 43 و 44 و 45، والبغوي في شرح السنة (209). من طريق يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعاً.
قَالَ البُخَارِيّ: لا يعرف لسلمة سَمَاع من أبي هُرَيْرَةَ، ولا ليعقوب من أبيه. التاريخ الكبير 4/ 76.
ج. عَبْد الله بن عمر
أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 354، والدارقطني 1/ 74، والبيهقي 1/ 44. بنحوه.
د. عَبْد الله بن مسعود
أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ 1/ 73، والبيهقي 1/ 44 بنحوه.
ه. سهل بن سعد الساعدي أخرجه ابن ماجه (400)، والحاكم 1/ 269.
و. أبو سعيد الخدري
أخرجه ابن أبي شيبة (14)، وأحمد 3/ 41، وعبد بن حميد (910)، والدارمي (697)، وابن ماجه (397)، والترمذي في علله الكبير (18)، وأبو يعلى (1060)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (26)، وابن عدي في الكامل 4/ 110، والدارقطني 1/ 71، والحاكم 1/ 147، والبيهقي 1/ 43، من طرق عَنْهُ.
ز. عَلِيّ بن أبي طالب
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 424 من طريق مُحَمَّد بن عَلِيّ العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن مُحَمَّد، عن أبيه، عن جده، عن عَلِيّ بن أبي طَالِب بِهِ، وَقَالَ عقبه: ((وبهذا الإسناد أحاديث حدثناه ابن مهدي ليست بمستقيمة)).
ح. عَائِشَة رضي الله عَنْهَا
أخرجه ابن أبي شيبة (16)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (999)، والدارقطني 1/ 72، وأبو يعلى كَمَا في مجمع الزوائد 1/ 220، وابن عدي في الكامل 2/ 471، والبزار (261). من طريق حارثة بن أبي الرجال، عن سمرة، عن عَائِشَة، بِهِ.
والحديث ضعيف؛ لضعف حارثة بن أبي الرجال.
قَالَ الإِمَام أَحْمَد: ((لَيْسَ فِيْهِ شيء يثبت)) مسائل أبي داود: 6، ومسائل إسحاق 1/ 3، وأما ابن القيم فَقَالَ في المنار المنيف: 45: ((أحاديث التسمية عَلَى الوضوء، أحاديث حسان)).
وَقَالَ ابن حجر في التلخيص 1/ 86 والطبعة العلمية 1/ 257: ((والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث مِنْهَا قوة تدل عَلَى أن لَهُ أصلاً، وَقَالَ أبو بكر بن أبي شيبة: ثبت لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَهُ)).
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1917
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:00]ـ
ما المنهج الأمثل لدراسة العلل، وأي الكتب ترشح للمبتدأ؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد
فأقول: إن علم الْحَدِيْث النبوي الشريف من أشرف العلوم الشرعية، بَلْ هُوَ أشرفها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بكتاب الله تَعَالَى الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم؛ لذا نجد الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الْحَدِيْث ونقدها ودراستها، حَتَّى بالغوا أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عَنْ اختلاف الروايات وطرقها وعللها فأمسى علم مَعْرِفَة علل الْحَدِيْث رأس هَذَا العلم وميدانه الَّذِيْ تظهر فِيْهِ مهارات الْمُحَدِّثِيْنَ، ومقدراتهم عَلَى النقد.
ثُمَّ إن لعلم الْحَدِيْث ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي؛ إِذْ إنا نجد جزءاً كبيراً من الفقه هُوَ في الأصل ثمرة للحديث، فعلى هَذَا فإن الْحَدِيْث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي. ومعلوم أنَّهُ قَدْ حصلت اختلافات كثيرة في الْحَدِيْث، وهذه الاختلافات مِنْهَا ما هُوَ في السند، ومنها ما هُوَ في الْمَتْن، ومنها ما هُوَ مشترك بَيْنَ الْمَتْن والسند. وَقَدْ كَانَ لهذه الاختلافات دورٌ كبيرٌ في اختلاف الفقهاء. فكان لزاماً على كل طالب علم أن يجد في هذا العلم.
ومن ذلك قراءة كتب العلل وكتب التخريج ومن أهم الأمور التي ترفع رصيد طالب العلم بذلك هي أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد، فهو إمام في العلل إمام في الجرح والتعديل. ومعلوم أن من أعظم مرتكزات علم العلل علم الجرح والتعديل، فينبغي لمن أراد الدراسة المثلى لعلم العلل أن يجد في النظر في كتب الجرح والتعديل وعليه أن يتعرف على قواعده ومعاني مصطلحات أهله، مع ضرورة معرفة منهج كل عالم من علماء الجرح والتعديل، ثم التعرف على طبقات الرواة ومعرفة شيوخ الرواة وتلاميذهم؛ لمعرفة متى يكون هذا الراوي قوياً في هذا الشيخ، ومتى يكون ضعيفاً في ذاك الشيخ، ويلزم حفظ كمية كبيرة من الأحاديث الصحيحة مع معرفة السيرة والتأريخ والتظلع بعموم علوم الشريعة عامة وبعلم الحديث خاصة.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2285
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:03]ـ
الشيخ ماهر جزاك الله خيرا،
لقد أجبت على سؤال أحد الأخوات عدم سألتك عن نصيحتك لمن يطلب الحديث فأجبتها بإدامة النظر في الكتب ..
و أنا هنا يخطر لي سؤال و هو سؤال معهود و لكني لن أجعله محير حيث أني أراه صعب و السؤال المعهود هو: ما هو الكتاب الذي تنصح بإدامة النظر فيه؟ وصعوبته تكمن في أنه لا يمكن إدامة النظر في كتاب واحد فقط!! خصوصا لمن أراد إدامة النظر في عدة فنون!! أما إذا كان في كل فن فهذا ممكن ...
لذا سيكون سؤالي:
ما هي الكتب التي تنصح بإدامة النظر فيها في علم الحديث؟؟
و ما هي الكتب التي تنصح بإدامة النظر فيها في الفنون الأخرى؟؟
الجواب:
الرسالة للشافعي
شرح الطحاوية
موطأ مالك
إحكام الأحكام لابن دقيق العيد
فتح الباري لابن حجر
الرحيق المختوم
الملخص الفقهي للفوزان
فتح ذي الجلال والأكرام
معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح
رياض الصالحين
زاد المعاد
صحيح البخاري
صحيح مسلم
علل الحديث
المصد http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2344 ر:
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:08]ـ
شيخنا الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم في علمكم وأوقاتكم، لي سؤالٌ بارك الله فيكم.
روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حديث مجادلة المؤمنين لربهم تبارك وتعالى، وقد روى الحديث عن زيد:
1 - معمر بن راشد، 2 - عبد الرحمن بن إسحاق، 3 - حفص بن ميسرة، 4 - سعيد بن أبي هلال، 5 - هشام بن سعد، 6 - خارجة بن مصعب الضبعي، ورواية خارجة هذه أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده برقم [2293]، ولا يخفى عليكم ما قاله أهل العلم في خارجة، ومن ذلك ما قاله ابن حجر رحمه الله في التقريب: متروك وكان يدلس عن الكذابين، ويُقال: إن ابن معين كذبه.
سؤالي بارك الله فيكم: ما هو الحكم الذي نطلقه على رواية أبي داود؟؟ ولو فرضنا أن هذا الراوي قد قيل فيه أنه: ضعيف فحسب، فهل يختلف الحكم على الإسناد؟؟
وجزاكم الله خيراً مقدماً.
الجواب:
حياكم الله ومرحياً بكم
فيما يتعلق بمسند أبي داوود الطيالسي فقد رجعتُ إلى الرقم المذكور فلم أجد الحديث الذي تسأل عنه، ولا في المنحة، فلعلك وهمتَ بالرقم أو أنَّك تعتمد طبعة أخرى.
أما الإسناد الذي فيه متروك فيقال عنه: ((إسناده ضعيف جداً)) وإذا صح المتن من غير طريقه فيكون سند المتروك مطروحاً، ويصح المتن من غير طريقه وهذا بنحو ما سمي الذهبي حديث المتروك مطروحاً.
أما إذا قبل في الرواي ضعيف فقط فيقال: ((إسناد ضعيف)).
وللموضوع بقية
الحكم على الأسانيد على النحو الآتي:
أولاً: إسناده صحيح، إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث وقد توبع، فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره.
ثانياً: إسناده حسن إذا كان في السند من هو أدني من رتبة الثقة وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع، أو كان فيه ((الضعيف المعتبربه)) أو ((المقبول)) أو ((اللين الحديث)) أو ((السيئ الحفظ)) ومن وصف بأنه ((ليس بالقوي)) أو ((يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف))، إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منزلة منه، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره.
ثالثاً: إسناده ضعيف إذا كان في السند من وصف بالضعف، أو نحوه ويدخل فيه: المنقطع، والمعضل، والمرسل، والمدلس رابعاً.
رابعا إسناده ضعيف جداً، إذا كان في السند أحد المتروكين أو من اتهم بالكذب
وفيما يتعلق باستخدامكم طبعة التركي لمسند أبي داود فحسناً فعلت؛ فهي أفضل الطبعات.
وقولكم - حفظكم الله -: ((ولكن في حالة الضعيف ألا يمكننا أن نقول أنه ضبط في هذه الرواية لأنه لم يخالف الثقات بل وافقهم؟؟)).
أقول: يجب أن نفرق بين ضعيف يعتبر به وضعيف لا يعتبر به، فأحياناً لشدة الضعف لا يتقوى حديث الراوي، وإذا صح الحديث فيكون صحيحاً من غير طريقه، وهذا هو معنى الترك الذي ألمح له العلماء حينما قالوا: ((متروك)) ونفس معني قول الذهبي وغيره: ((مطرح)).
وهناك ضعف يسير حينما يأتينا العاضد الذي يصلح للعضد نقول إن الرواي الضعيف قد حفظ هذا الحديث خاصة، وصار قوياً في هذا الحديث خاصة دل عليه عضد العاضد، وهذه أمور تدرك بالمباشرة، والله أعلم.المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2281
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:10]ـ
الشيخ ماهر جزاك الله خيرا،
هل أجد عند بحث أو تعليق حول مسألة سلوك طريق الجادة، حيث أني لما كنت أقرأ في كتاب الصحيح من فضائل الصحابة للشيخ مصطفى العدوي قد وجدته ذكر هذا المصطلح و كنت لم أطلع عليه من قبل و استشكل علي فرجعت إلى أحد مشائخي و هو الشيخ الدكتور صفاء العدوي فأحالني إلى الشيخ وليد سيف النصر فلما سألته و ضح لي هذا المصطلح ..
و لكن الاستشكال الذي أحب أن استوضحه أكثر هو الفرق في هذه المسألة بين المتقدمين و المتأخرين،، حيث كان كلام الشيخ مصطفى أن سلوط طريق الجاة دائما مردود إذا خالفه من لم يسلك طريق الجادة، و عندما اطلعت سريعا على هذه المسألة وجدت أن المتقدمين يرون أن ذلك ليس دائما خطأ بل ينظر بالتتبع و الاستقراء (هذا ما قاله الشيخ حمزة المليباري بالمعنى)،،
فهل لديكم شيء حول هذا يا شيخ؟
الجواب:
سلوك الجادة تعبيرٌ استعمله جهابذة النقد عند إعلالهم لبعض الأحاديث، حينما تكون هناك سلسلة إسناد معروفة مشهورة، فتسبق الألسنة إليها وهماً أحياناً لبعض مَنْ في حفظهم شيء. ظناً منهم أنَّ هذا الحديث جاء على الجادة في هذا الإسناد، أما الحفاظ المتقنون فيبقون على الصواب، ويندر أن يقعوا في مثل ذلك.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2341
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:14]ـ
اثابك الله ياشيخ بعد ان بدئت ببلوغ المرام سأكتب
في هذه الصفحه كل مايشكل علي خاصه أني اقرء له
شرح الشيخ البسام كتاب توضيح الاحكام ..
وأسئل الله ان يتسع صدركم ووقتكم للأجابه على التساؤلات ..
في حديث ابوهريرة في البحر (هو الطهور ماؤه الحل ميتته)
ألأشكال لدي هنا:
الآن لاتكاد ترى شاطئ البحر نظيفا وهناك من النفايات مايرمي فيه
ويستقر في قاعه وهو ماء راكد لايتحرك فكيف يقال بطهارته؟؟
الامر الآخر:
في إختلاف العلماء على حل ميتتة البحر استدل الشافعي ومالك بحل
جميع حيواناته التي تعيش فيه فكيف يحل ذوالناب مثل التمساح ..
ومثل الضفادع فهي بطبيعتها غير نظيفه لاتعيش سوى في المستنقعات
وفرس النهر وغير هذه الحيوانات التي تستنكرها النفس البشريه كيف
يقال بحلها وحل أكلها .. ارجوالتوضيح؟
الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
اعلمي – نورك الله بالعلم – أنَّ ماء البحر طاهرٌ مطهرٌ، ولا يضره ما يرمى فيه من الأذى، سواء طفا على سطحه أم استقر في قاعه؛ لأنَّه ماءٌ كبير مستبحرٌ يرفع الأذى والنجاسات التي تحلُّ فيه.
و أما قولك: ((وهو ماء راكد لا يتحرك)) فهذا غير صحيح، فهو يجري باستمرار، وهذا أمرٌ مسلم له، هذا أولاً.
ثانياً: جعل الله عز وجل ماء البحر مالحةً تقبل كل شيء ويذوب فيها كلُّ شيء، وهذا سبب في بقاء طهوريته وعدم نتانته.
وأما السؤال الآخر، فجوابه:
أنَّ جميع ميتات البحر حلالٌ، والمراد بميتته: مالا يعيش إلا في البحر، أي التي تكون عيشها ومماتها و توالدها في الماء لا غير، سواء شابهت سباع الحيوانات التي تعيش في البر أم لا.
فخرج بقولنا: (ما لا يعيش إلا في البحر) ما يعيش في البحر والبر سواء أو غلب حياة أحدهما
كالضفدع والتمساح والسلحفاة والثعبان وفرس النهر وجميع البرمائيات، فهي محرمةٌ، وهذا مراد كلام الإمام مالك والشافعي – رحمهما الله - والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
وكل هذا فيما يتعلق بجواب السؤال، ويبقى أمرٌ مهم ٌ لطالب العلم الشرعي – ولعلك تستطيعين معي صبراً – وهو الاهتمام باللغة العربية التي هي أساس لفهم العلوم الشرعية، وقد وجدت لك ثمة أخطاء، سأشير إليها:
اثابك، الصواب: أثابك
بدئت، الصواب: بدأت
الصفحه، الصواب: الصفحة
خاصه، الصواب: خاصة
اقرء، الصواب: أقرأ
الاحكام، الصواب: الأحكام
وأسئل، الصواب: وأسأل
ان، الصواب: أن
للأجابه، الصواب: للإجابة
في حديث ابو هريرة، الصواب: في حديث أبي هريرة
ألأشكال، الصواب: الإشكال
يرمي، الصواب: يرمى
الامر، الصواب: الأمر
نظيفه، الصواب: نظيفة
البشريه، الصواب: البشرية.
ارجو، الصواب: أرجو
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2283
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:18]ـ
سنن ابن ماجه
كتاب الزهد
25 ـ باب الثناء الحسن [/ center]
4221 ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا نافع بن عمر الجُمَحي، عن أُمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه، قال: خطبنا رسول الله بالنباوة أو البناوة ـ قال: النباوة من الطائف ـ قال " يوشك أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار " قالوا بما ذاك؟ يا رسول الله! قال " بالثناء الحسن والثناء السييء، أنتم شهداء الله، بعضكم على بعض "
تفرد به ابن ماجه من أصحاب الكتب الستة
ما حكم هذا الحديث
، وهل ورد شييء صحيح بهذا المعنى؟
الجواب:
أخرجه أحمد 3/ 416و6/ 466، وعبد بن حميد (442)، وابن ماجه (4221)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1601) و (1602)، والطحاوي في شرح المشكل (3306) و (3307)، وابن حبان (7384)، والطبراني في الكبير 20/ (382)، والحاكم 1/ 120و4/ 436، والبيهقي 10/ 123.
وهذا الحديث صححه ابن حبان، وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ... فأما أبو بكر بن أبي زهير فمن كبار التابعين، وإسناد الحديث صحيح، ولم يخرجاه))، وقال في الموضع الآخر: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه))، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: ((وإسناد حديثه صحيح)) نقله عنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لشرح مشكل الآثار عقب (3306) وقال محققوا مسند الإمام أحمد عقب (15439): ((حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين)).
وقال الدارقطني كما في " أطراف الغرائب والأفراد " (4674): ((غريب من حديث أبي بكر بن أبي زهير عن أبيه، تفرد به أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف أبي الجمحي عنه، وتفرد به نافع بن عمر الجمحي، عن أبيه)).
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة 6/ 104: ((سنده حسن غريب)).
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2295
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:22]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد:
((خبر الآحاد إذا رواه عدلٌ تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ فهو الصحيح لذاته))
عدالة الرواة غير الصحابة مختلفة عن عدالة الصحابة.
فالصحابي عدل ٌ بتعديل الله جل وعلا , حتى لو أسر بالمودة للكافرين فهو عدل ٌ, ولو حد في الزنا أو شرب الخمر. لا تزول عدالة من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به واتبعه وهاجر معه وجاهد في سبيل الله.
لأن الله رضي دينهم ورضي عنهم وعمن اتبعهم بإحسان.
وهذا بخلاف من جاء بعدهم عدم سلامته من الكبائر أو خوارم المروءة تقدح في عدالته حتما ً.
هل فهمي هذا صحيح ٌ يا أيها الشيخ الفاضل؟؟؟
مع ملاحظة أني عامي أحب علم الكتاب وعلم السنة وأهلهما.
ا/ لا خلاف بين أهل العلم بالحديث على الإجماع على تعديل الصحابة كافة رضوان الله تعالى عنهم، و الآيات التي تدل على مغفرة الله تعالى لصحابة نبيه صلى الله عليه و سلم تدل على تعديل إلهيٍّ لهم.
و أما منْ أسر بعض المودة أو من وقع في بعض المعاصي، فهذا بتقدير الله وقع ليُبين للناس شرائعَ دينِهم الذي ارتضى لهم، وهذه الحالات شاذةٌ قليلةٌ لا تصلح أنْ تكون دليلاً لطعنٍّ بهم، أو بواحد منهم. وهذا رسول صلى الله عليه و سلم يبين عِظم صحابته في غير حديث فبهذه الأسباب كانت عدالة الصحابة مطلقة جعلت لهم خصوصية أخرجتهم عن دائرة تشابههم مع غيرهم من الرواة.
وهذا المبحث – أي عدالة الصحابة – يجب أن ينصب على الصحابة الذين رووا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما غيرهم – أقصد الذين نالوا شرف الصحبة – ولم تثبت لهم رواية فإنَّهم يبقون على عدالتهم الأصلية. - والله أعلم -.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2260
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 07:42]ـ
شيخنا المبارك حياكم الله تعالى و بياكم
و نفعنا بعلمكم و أخلاقكم
و حفظكم لنا من كل سوء
و بارك الله فيكم و في علمكم
شيخنا الكريم
وجدت الشيخ عمرو عد المنعم سليم في كتابه تيسير علوم الحديث للمبتدئين , يقول: أن مجهول العين لاتفيده المتابعة لأن ضعفه شديد غير محتمل
ثم عقب على كلام الشيخ السابق أحد الأعضاء و قال:
الإعتبار بحديث مجهول العين محل إختلاف بين أهل العلم
فقد إحتج به إمام من أئمة النقد المحقيقين الدارقطني كما صرح في غير موضع.
وهو صنيع الحافظ إبن حجرفهو يقوي من اشتد ضعفه مثل فاحش الغلط ونحوه بوروده من طريق آخر فكان مجهول العين أولى بذلك.
وكذلك الألباني فهو يقوي حديث مجهول العين
والله أعلم.
ثم طلبت منه أن يأتيني بأقوال هؤلاء العلماء فأتى بها و هي:
الدار قطني مثل قوله في زياد بن عبد الله النخعي:
"وزياد بن عبد الله النخعي هو نخعي يعتبر به، لم يحدث به فيما أعلم غير العباس بن ذريح".
(سؤالات البرقاني للدارقطني ترجمه 161).
"وعوسجة بن الرماح شبه مجهول لا يروى عنه غير عاصم لا يحتج به لكن يعتبر به".
(سؤالات البرقاني للدارقطني ترجمه رقم 394.).
"سألته عن حفصة بنت عازب فقال هي بنت عبيد بن عازب عن البراء لا يكاد يحدث عنها غير بن أبي ليلى، يخرج حديثها".
(سؤالات البرقاني للدارقطني ترجمه رقم 123).
وقال أيضا في سننه (3/ 174): "فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد، وانفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره".
أما الحافظ
فإنه نقل في الفتح عن الكرماني أنه قال: " هذه الرواية وإن كانت عن مجهول لكنها متابعة، ويغتفر فيها ما لا يغتفر في الأصول. قلت – أي الحافظ -: وهذا صحيح إلا أنه لا يعتذر به هنا لأن المبهم معروف .. أهـ
(فتح الباري 1/ 354)
فالحافظ هنا يرى تقوية حديث المبهم وهو أشد جهالة.
"بل زاد الحافظ على ذلك فحسن حديث المبهم من غير متابعة، فذكر في تخريج الأذكار ما رواه أحمد وغيره من حديث زهرة بن معبد أبي عقيل عن ابن عمه عن عقبة بن عامر مرفوعا " من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " ثم قال: هذا حديث حسن من هذا الوجه، ولولا الرجل المبهم لكان على شرط الصحيح، لأنه أخرج لجميع رواته من المقرئ فصاعدا، ولم أقف على اسمه (تخريج الأذكار 1/ 240).
فإذا كان يحسن حديث المبهم فكيف بحديث المجهول جهالة عين المتابَع عليه"
في مسائل أبي الحسن المصري / س13
يقول السائل:
فما القول في رواية مجهول العين إذا انضم إليه رواية مجهول مثله؟
فأجاب الألباني رحمه الله تعالى:
" تقوي إحداهما الأخرى
بشرط اختلاف المخرج
وكذا منقطع إذا انضم إليه منقطع آخر "
نرجوا من فضيلتكم أن توضحوا لي المسألة و ما الراجح فيها
جزاكم الله تعالى كل خير و أحسن إليكم
الجواب:
أخي الكريم عبد الحي
أجزل الله لك الثواب، وأدخلك الجنة بغير حساب، وأسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك وعمرك، وأن يجعل عملك في هذا الموقع المبارك في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
أخي الكريم، ليس كل ضعيف يتقوى بمجيئه من طريق آخر، فالعلل الظاهرة؛ وَهِيَ الَّتِي سببها انقطاع في السند، أو ضعف في الرَّاوِي، أو تدليس، أو اختلاط تتفاوت ما بَيْنَ الضعف الشديد والضعف اليسير، فما كَانَ يسيراً زال بمجيئه من طريق آخر مثله أو أحسن مِنْهُ، وما كَانَ ضعفه شديداً فَلاَ تنفعه كثرة الطرق. وبيان ذَلِكَ: أن ما كَانَ ضعفه بسبب سوء الحفظ أو اختلاطٍ أو تدليسٍ أو انقطاع يسير فالضعف هنا يزول بالمتابعات والطرق، وما كَانَ انقطاعه شديداً أو كَانَ هناك قدحٌ في عدالة الراوي فلا يزول. وانظر في ذلك بحثاً موسعاً في: " أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء ": 34 - 43.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2212
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Dec-2007, مساء 08:36]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
وأسأل الله أن يجزي شيخنا الدكتور ماهرا الفحل خير الجزاء، وينفعنا بعلمه
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 04:48]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل القرشي
على نقل العلم ونشره ..
وبارك الله في شيخنا الجليل
ماهر الفحل
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 06:56]ـ
شيخنا الكريم .. اقترحمت قراءة كتاب في المصطلح
وقد بدأنا في قراءة كتاب شرح نخبة الفكر للشيخ سعد الحميد .. وبقي القليل إن شاء الله .. وواجهتنا هذا إشكالات نعتذر إن كانت إشكالات بسيطة ولكنها صعبت علينا .. وبعضها فقط طلب أمثلة .. فهل تتكرمون بإجابتنا مشكروين .. وجزاكم الله عنا خيرا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
1/قال في بداية كتابه أن الإمام مسلم رحمه الله هو أول من ألف في علم مصطلح الحديث في مقدمته .. وأنتم في دروسكم في علم المصطلح قلتم أن أول من ألف فيه الشافعي .. وفي كتب أخرى ذكروا غير هؤلاء. فهل هناك سبب لهذا الاختلاف وهل يؤثر معرفة من ابتدأ بالتأليف أولا .. ؟؟
2/ هل يشترط في الحديث المتواتر أن يكون متواتر عن كل صحابي وتصل الطرق إلى حد التواتر. فمثلا في حديث ((من كذب علي متعمدا .. )) أوصلها ابن الجوزي في كتاب الموضوعات إلى ثمان وتسعين طريقا .. وقال الشيخ أن عدد ما جاء من الطرق الصحيح والمقبول حوالي ثلاث وثلاثين طريقا .. والبقية ضعيفة وفيها الساقط .. السؤال: هذه الثلاث والثلاثين طريق تحسب مع الصحابي .. أي أنها رويت عن ثلاث وثلاثين صحابيا .. ؟؟
3/ الحافظ ابن حجر يرى أن أحاديث الآحاد تفيد العلم النظري بالقارئن مثل أن يخرجه البخاري ومسلم وأن يكون مروي بطرق كثيرة لم تبلغ التواتر أو يكون عزيزا ولكن مروي عن طريق الأئمة لحفاظ .. وغيرها ..
السؤال: مامعنى أنه يفيد العلم النظري .. هل معناه أنه يجب العمل بها مع الاعتقاد بصحة روايتها أم غير ذلك؟
4/في موضع آخر قال الشيخ أن حديث الآحاد يمكن أن لا يفيدنا إلا الظن في بعض الأحوال المتنازع عليها مثل ان يكون الحديث من طريق واحد وفي بعض رواته كلام ولكن لا ينزل عن درجة الحسن وهو ما خف ضبطه .. وروي من طريق آخر مثله .. قال الشيخ أن هذا عند فئة من العلماء لا يفيد إلا الظن؟
فما معنى الظن هنا .. ؟؟ وهل هناك مثال على ذلك؟
5/ في مقولة أبي علي النيسابوري رحمه الله ((ما تحت أديم السماء أصح من صحيح مسلم)) بيّنها الحافظ ابن حجر في شرحه للنخبة بأنه لم ينف وجود من يساوي صحيح ميلم في الصحة لكنه نفى أن يكون هناك من هو أعلى صحة من صحيح مسلم
هل معنى شرح الحافظ ان عناك من يساويه في الصحة وهو البخاري لكنه ليس أصح منه؟؟
6/قال الشيخ في مسألة هل مذهب البخاري أصح أومذهب مسلم؟
الصواب والله أعلم التفصيل، فإن كان هناك قرينة يمكن أن تدلل على أن هذا الراوي يمكن أن يسمع من ذلك الشيخ، فالأصل الاتصال، وإن لم يكن هناك قرينة قوية، فأنا أتوقف عن الحكم على هذا الحديث بالاتصال ..
السؤال: ما معنى نتوقف على الحكم على هذا الحديث بالاتصال؟
7/هل الحديث الغريب أن يكون في كل الطبقات راو واحد فقط أم يمكن أن تكون طبقة واحدة؟؟
8/قال الشيخ أن الفائدة من التقسيم إلى ((متابع وشاهد ومتابعة تامة ومتابعة قاصرة .. إلخ))
حينما نجد حديثا يعارض هذا الحديث الذي معنا فلو جاء حديثان ولم نستطع أن نوفق بينهما نكون مضطرين إلى الترجيح بقوة الطرق ..
السؤال: هل هناك مثال يقرب ذلك أكثر؟؟
9/من أسباب الطعن في الراوي .. التهمة بالكذب ... وسبب التهمة أن يسبروا تلك الأحاديث التي يرويها الراوي ويجدوا أن جميع رجال أسانيد تلك الأحاديث التي يرويها ثقات ما عدا الراوي نفسه ويعرفون أن هذه المتون هي أحاديث موضوعة منكرة؟ مع موازين أخرى كمخالفة الحديث للقران او الحديث الصحيح أو العقل السلم ..
السؤال: ما الفرق بين هذا الحديث والحديث الموضوع ففي جميعهما رواة ثقاة ما عدا الرواي نفسه؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
10/قال الشيخ .. وقلم من قال أن هذا الحديث موضوع، بل إن السيوطي زعم في مقدمة (الجامع الصغير) أنه صان كتابه عما تفرد به وضاع أو كذاب، ومع ذلك ذكر حديث ((نوم الصائم عبادة وصمته تسبيخ)) وفي سليمان بن عمرو أبو داود النخعي .. فالإمام السيوطي ذكر تضعيف البيهقي له .. فيجب أن لا يغتر الناس بأحكام المتقدمين الظاهرة دون البحث في الإسناد ..
وقال أيضا أنه لم يجد أحدا يطلق على حديث انه متروك إلا أندر من النادر فلا يغتر بحديث قيل عنه: ضعيف، فيظنه ضعفا يسيرا .. بل لا بد من التدقيق ..
السؤال: لم فعل السيوطي ذلك في كتابه .. ولما ذقسم العلماء الحديث إلى متروك الذي ما رواه متهمٌ بالكذب مع انه نادر الاستخدام؟؟
11/قال: أن ((المخالفة)) وهي نوع من أنواع الطعون في اللفظ .. والأغلب في هذا النوع الذي هو المدرج أن يكون فيه مخالفة وليس من الضرورة أن يكون في الأحاديث التي قيل عنها أن فيها إدراجا أن يكون ذلك فيه مخالفة، فقد يكون الحديث ما روي إلا من طريق واحد، وفيه إدراج ولا تجد طريقا أخرى ليس فيها ذلك الإدراج، فهذا لا يعتبر فيه مخالفة، وإنما أطلق عليه المخالفة بناء على غالب أحواله.
السؤال: هل هناك مثال يوضح ذلك الكلام؟؟
12/ما معنى .. لفظ فيه نكارة؟؟
13/كيف نفرق بين الحديث المدرج وبين الحديث الذي فيه زيادة منافية أو غير منافية؟
14/ الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ممن كان يأخذ عن أهل الكتاب فلايكون له حكم الرفع .. فهل معناه أن نرد أحاديث هذا الصحابي .. أليس هذا طعنا فيه؟؟
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فهذه أجوبة لما ورد من الأسئلة.
أولاً: قولكم: 1/قال في بداية كتابه أن الإمام مسلم رحمه الله هو أول من ألف في علم مصطلح الحديث في مقدمته .. وأنتم في دروسكم في علم المصطلح قلتم أن أول من ألف فيه الشافعي .. وفي كتب أخرى ذكروا غير هؤلاء. فهل هناك سبب لهذا الاختلاف وهل يؤثر معرفة من ابتدأ بالتأليف أولا .. ؟؟.
الجواب: الحقيقة إن هذا الاختلاف لا يؤثر على طالب العلم؛ لأن ما يتعلق بذلك هو قضية تأريخية، والتأليف في مصطلح الحديث مر بمرحلتين:
الأولى: مرحلة التدوين بكتب غير مختصة بالمصطلح فكان أول من ألف فيه الإمام الشافعي المتوفى سنة (204 ه) في كتابه " الرسالة " إذ تكلم عن شروط الحديث الصحيح، وشروط الراوي العدل، وبحث الكلام عن الحديث المرسل وشروطه، وتكلم عن الانقطاع في الحديث، وتكلم عن جمع
السنة، وأنكر على من رد الحديث وتكلم عن تثبيت خبر الواحد وشروط الحفظ، وتكلم عن الرواية بالمعنى، وعن التدليس ومن عرف به، وتكلم عن زيادة التوثيق في الرواية بطلب إسناد آخر، وتكلم عن أصول الرواية.
ثم تلاه في التأليف في هذا الفن الحميدي عبد الله بن الزبير المتوفى سنة
(219 ه) وهو صاحب المسند وشيخ البخاري، إذ يظهر من سوق الخطيب في كفايته بإسناد واحد إلى الحميدي عدة مسائل في المصطلح أن له رسالة في علم مصطلح الحديث.
ثم تبع هذين العالمين الجليلين في الكتابة في قضايا المصطلح الإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري المتوفى سنة (261 ه) فضمّن كتابه " الجامع " مقدمة نفيسة تكلم فيها عن بعض القضايا المهمة في علم مصطلح الحديث؛ إذ تكلم عن تقسيم الأخبار، وعن تقسيم طبقات الرواة من حيث الحفظ والإتقان، وتكلم عن الحديث المنكر، وعن تفرد الرواة، وعن حكم الأحاديث الضعيفة والروايات المنكرة، وتكلم عن وجوب الرواية عن الثقات، وترك الكذابين والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب الأدلة على ذلك، وساق ما يدل على التغليط في النهي عن الرواية عن الكذابين والضعفاء، والتساهل في الرواية عن كل ما يسمع فتكلم عن أهمية الإسناد، وعن وجوب جرح الرواة الضعفاء، وأنه ليس من الغيبة المحرمة، بل من الذب عن الشريعة المكرمة، ثم تكلم بإسهاب وتفصيل عن صحة الاحتجاج بالحديث المعنعن، حتى أثخن في الجواب عمن اشترط ثبوت اللقيا فيه، وكذلك كتابه " التمييز " لا يخل من بعض قضايا مصطلح الحديث بسبب أن مسلماً مشهور ومعروف بتبسيط العلم مما أداه
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى شرح بعض المصطلحات.
ثم تبعه بالكلام عن بعض قضايا المصطلح أبو داود السجستاني المتوفى سنة
(275 ه) في رسالته إلى أهل مكة في وصف سننه، إذ تكلم عن المراسيل وعن حكمها، وتكلم عن عدد السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتكلم عن الاحتجاج بالحديث الغريب، وعن حكم الاحتجاج بالحديث الشاذ، وتكلم عن الحديث الصحيح، وعن المنقطع والمدلس، ومثّل لذلك، وتكلم عن صيغ السماع والحديث المعلول. وما ذكرته في كلامه عن هذه الأنواع إنما هي رموز.
ثم تبع هؤلاء في التأليف الإمام محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة (279 ه) تلميذ الإمام البخاري وخريجه في كتابه النفيس " العلل الصغير "، وهذا الكتاب ألفه الترمذي ووضعه في آخر " الجامع الكبير "، تكلم فيه هذا الإمام الجهبذ الجليل عن قضايا مهمة في مصطلح الحديث، فقد تكلم عن أنواع التحمل، وخص الإجازة بتوسع، وتكلم عن مسألة الرواية باللفظ والرواية بالمعنى، وتكلم على زيادة الثقة، ونقل اختلاف العلماء في جواز الكلام على الرجل جرحاً وتعديلاً، ثم رجح وجوب نقد الرجال؛ لأنه السبيل الوحيد إلى معرفة ما يقبل وما يرد من الحديث النبوي الشريف، وقسم أجناس الرواة من حيث الضبط وعدمه وتكلم عن تفاوت الرواة في ذلك، وتكلم عن مفهوم الحديث الحسن عنده، وعن مفهوم الحديث الغريب، وتكلم عن المعلل والمرسل مع ذكر بعض أسباب رد المحدّثين له، وكتابه " الجامع الكبير " فيه كثير من القضايا المهمة في مصطلح الحديث.
ثم جاء من بعدهم الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي الحنفي المتوفى سنة (321 ه) إذ ألف رسالة في الفرق بين التحديث والإخبار، والفرق بين المعنعن والمؤنن، وهي موجودة في " شرح مشكل الآثار "، ثم جاء من بعدهم الحافظ محمد ابن حبان البستي المتوفى سنة (354 ه) إذ كتب بعضاً من مسائل مصطلح الحديث في عدد من كتبه فقد ذكر في مقدمة كتابه " الثقات " الرواة اللذين يجوز الاحتجاج بخبرهم وساق شروطهم، ثم قال: ((فكل من ذكرته في كتابي هذا إذا تعرى عن الخصال الخمس التي ذكرتها فهو عدل، يجوز الاحتجاج بخبره)).
ثم ذكر شروط الموثق عنده. أما كتابه " المجروحين " فقد ذكر في مقدمته أنواع الجرح، فكانت عشرين، أما كتابه الأعظم " الصحيح على التقاسيم والأنواع " فقد ضمنه بعض قضايا المصطلح المهمة في مقدمته النفيسة، إذ أجمل شرطه في عنوان الكتاب، ثم بسط كلامه عن هذه الشروط ودافع عن منهجه في التصحيح، ثم تكلم عن أقسام الأخبار من حيث طرقها، وتكلم عن اختلاف الرفع والوقف، والوصل والإرسال، وتكلم على زيادات الثقات في الأسانيد والمتون، ثم تكلم عن رواية أهل البدع، وعن حكم الرواية عنهم، وتكلم عن المختلطين وعن حكم الرواية عنهم، وتكلم عن المدلسين، وعن عدالة الصحابة.
وبعد هذه المرحلة بدأ التدوين بكتب مستقلة في المصطلح ثم جاء من بعدهم القاضي الحسن بن عبد الرحمان الرامهرمزي المتوفى سنة
(360 ه)، فألف كتابه النافع الماتع " المحدِّث الفاصل بين الراوي والواعي " وهو كتاب غير مختص لجمع أنواع علوم الحديث كلها، ولم يقصد من وضعه ذلك، إنما هو كتاب متصل بسنن الرواية والطلب والكتابة ومناهجها، فهو يبحث في أبوابه الأولى في مقدمات عن علم مصطلح الحديث ثم أوصاف طالب الحديث وبعض شروطه وما يتعلق به، ثم تكلم عن العالي والنازل من الأسانيد وما يتعلق به من الرحلة وعدمها، ثم تكلم عمن جمع بين الرواية وتكلم بإجادة وتفصيل عن طرق التحمل وصيغ الأداء ثم تكلم عن اللحن والرواية بالمعنى والمعارضة والمذاكرة والمنافسة وغيرها، واعتمد على نقل الأخبار عن السلف الماضين بالأسانيد، حتى امتدحه أئمة هذا الشأن في صنيعه في هذا الكتاب، فقد قال فيه الذهبي: ((مصنف كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، وما أحسنه من كتاب، قيل: إن السلفي كان لا يكاد يفارق كمه، يعني في بعض عمره)).
ثم جاء من بعده أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى سنة (405 ه)، فألف كتابه " معرفة علوم الحديث " وكتابه هذا أنفس بكثير من كتاب الرامهرمزي، وأكثر جودة؛ لاستيعابه أغلب أنواع علم الحديث وتقسيمه ذلك وتفصيله لأنواعه حتى عده بعضهم أنه رائد التأليف في مصطلح الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء من بعده الحافظ أبو نعيم أحمد بن علي الأصفهاني المتوفى سنة
(430 ه)، فزاد على ما كتب الحاكم وتعقبه في بعض الأمور، بكتاب أسماه:
" المستخرج على كتاب الحاكم " لكنه لم يبلغ الغاية فيه فأبقى فيه – كما يقول ابن حجر – أشياء للمتعقب.
ثم جاء من بعده الحافظ أبو يعلى الخليلي المتوفى سنة (446 ه)، فألف كتابه " الإرشاد في معرفة علماء الحديث "، وقد ذكر في مقدمة هذا الكتاب شيئاً من دقائق علم مصطلح الحديث، فتكلم عن الحديث الصحيح، وشرح شيئاً عن العلة، وتكلم عن الشذوذ وعن الأفراد وعن المنكر والشاذ، وتحدث عن العلو والنزول، وتحدث عن طبقات الحفاظ وأئمة هذا الشأن، ونقاد الأثر، وطبقات فقهاء الصحابة وغيرهم.
ثم جاء من بعدهم الخطيب البغدادي أبو بكر أحمد بن علي المتوفى سنة
(463 ه)، فصنف في قوانين الرواية كتابه المسمى " الكفاية في علم الرواية " كما كتب في أدب الرواية كتاباً سماه " الجامع لآداب الشيخ والسامع "، وكان للخطيب البغدادي دور واسع في مصطلح الحديث، وألف كتباً مستقلةً قي أغلب فنون علم مصطلح الحديث، وبذلك أجمع المنصفون على أن كل من جاء بعده كان عالة على كتبه.
ثم جاء من بعدهم الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة
(507 ه) فألف كتاباً في العلو والنزول.
ثم ألف القاضي عياض المتوفى سنة (544 ه) كتاب " الإلماع "، وأبو حفص الميانشي المتوفى سنة (581 ه) جزءاَ لطيفاً سماه " ما لا يسع المحدّث
جهله ".
هذه هي المؤلفات التي تناولت علم مصطلح الحديث واستمر الحال عليها حتى جاء الحافظ تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصلاح الشهرزوري المولود سنة
(577ه) والمتوفي سنة (643 ه) نزيل دمشق، فجمع لما ولي تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية ما تفرق في مؤلفات من سبقه، وضم إليه ما يجب ضمه من الفوائد، وذلك في كتابه النفيس " معرفة أنواع علم الحديث "، وهو من أجل كتب مصطلح الحديث وأحسنها، وكان هذا الكتاب حدثاً جديداً ومحوراً دارت في فلكه تصانيف كل من أتى بعده، وأنه واسطة عقدها، ومصدر ما تفرع عنها، ولم يكن لمن بعده سوى إعادة الترتيب في بعض الأحيان، أو التسهيل عن طريق الاختصار أو النظم، أو إيضاح بعض مقاصده، وقد رزق الله تعالى كتاب ابن الصلاح القبول بين الناس، حتى صار مدرس من يروم الدخول بهذا الشأن ولا يتوصل إليه إلا عن طريقه فهو المفتاح لما أغلق من معانيه، والشارح بما أجمل من مبانيه.
وقد اعتنى من جاء من بعد ابن الصلاح أشد العناية بكتابه حتى قال ابن حجر: ((فلا يحصى كم ناظم له ومختصر ومستدرك عليه ومقتصر ومعارض له
ومنتصر))، وكان من أفضل ما اعتنى بهذا الكتاب صنيع الحافظ العراقي إذ خدمه مرات عديدة كان أجلها حينما نظم الكتاب ثم شرح النظم بكتابه النفيس " شرح التبصرة والتذكرة " وقد بينت في مقدمتي لشرح التبصرة والتذكرة قيمة الشرح وطريقة الشارح، ولنفاسة كتاب " شرح التبصرة والتذكرة " وأهميته خدمه البقاعي الخدمة التي تليق به وبمكانة مؤلفه، وقد تصدى لما أشكل من نظم الألفية أو شرحها مستفيداً بشكل أساسي من مباحثاته مع شيخه الحافظ ابن حجر
وملخص القول في ذلك أن التدوين في المصطلح مر بمرحلتين: الأولى ذكر بعض دقائق هذا العلم في كتب غير مختصة.
والمرحلة الأخرى: تألف كتب مختصة بذلك.
ثانياً: 2/ هل يشترط في الحديث المتواتر أن يكون متواتر عن كل صحابي وتصل الطرق إلى حد التواتر. فمثلا في حديث ((من كذب علي متعمدا .. )) أوصلها ابن الجوزي في كتاب الموضوعات إلى ثمان وتسعين طريقا .. وقال الشيخ أن عدد ما جاء من الطرق الصحيح والمقبول حوالي ثلاث وثلاثين طريقا .. والبقية ضعيفة وفيها الساقط .. السؤال: هذه الثلاث والثلاثين طريق تحسب مع الصحابي .. أي أنها رويت عن ثلاث وثلاثين صحابيا .. ؟؟
الجواب: نعم يجب أن تتعدد الطرق من أول الإسناد إلى آخره؛ ومن شرط التواتر أن يستوي طرفاه بحيث يكون التعدد في جميع الطبقات.
ثالثاً: / الحافظ ابن حجر يرى أن أحاديث الآحاد تفيد العلم النظري بالقارئن مثل أن يخرجه البخاري ومسلم وأن يكون مروي بطرق كثيرة لم تبلغ التواتر أو يكون عزيزا ولكن مروي عن طريق الأئمة لحفاظ .. وغيرها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: مامعنى أنه يفيد العلم النظري .. هل معناه أنه يجب العمل بها مع الاعتقاد بصحة روايتها أم غير ذلك؟
الجواب: هذا السؤال يجب أن يكون جوابه على شقين: الأول فيما يتعلق بالخبر المحفوف بالقرائن فهو إنما مثل بالأحاديث التي اشتهرت وانتشرت عند العلماء مثل حديث يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
فهذا الحديث على الرغم من حصول التفرد في كل طبقة من طبقاته لكن هذا الحديث تلقاه العلماء بالقبول وانتشر عندهم واشتهر حتى صار من أعظم قواعد الإسلام؛ فمثله عند ابن تيمية وابن حجر يفيد القطع لاحتفافه بقرينة اشتهاره عند أهل العلم.
أما قولكم: ما معنى أنه يفيد العلم النظري .. هل معناه أنه يجب العمل بها مع الاعتقاد بصحة روايتها أم غير ذلك؟
فالجواب: هو أن الأخبار تنقسم إلى قسمين، وهو الأخبار المتواترة وهي قطعية الثبوت التي لا تحتاج إلى بحث وتأمل في ضرورية أي تحصل ضرورة العلم بها من غير بحث وتأمل.
وأخبار آحاد، وهي نظرية بمعنى أنها تحتاج إلى بحث وتأمل ونظر؛ لتعرف صحتها، والله أعلم.
رابعاً: 4/في موضع آخر قال الشيخ أن حديث الآحاد يمكن أن لا يفيدنا إلا الظن في بعض الأحوال المتنازع عليها مثل ان يكون الحديث من طريق واحد وفي بعض رواته كلام ولكن لا ينزل عن درجة الحسن وهو ما خف ضبطه .. وروي من طريق آخر مثله .. قال الشيخ أن هذا عند فئة من العلماء لا يفيد إلا الظن؟
فما معنى الظن هنا .. ؟؟ وهل هناك مثال على ذلك؟
الجواب: إن أحاديث الآحاديث نقطع بثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قد قالها صلى الله عليه وسلم؛ ومثل ذلك كالناظر إلى الشمش في النهار، أما أحاديث الآحديث فهي لا تفيد القطع بل تفيد الظن، أي الظن الغالب المعمول به، ولا نقطع بثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كالناظر إلى الشمس في رابعة السماء؛ وذلك لاحتمال الخطأ على الراوي؛ أما في المتواتر فلا يحتمل فيه الخطأ؛ لاتفاق الكثرة على الصواب.
ولعل بقية الأسئلة يجاب عنها تباعاً إن شاء الله تعالى
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2012
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 06:59]ـ
/ في مقولة أبي علي النيسابوري رحمه الله ((ما تحت أديم السماء أصح من صحيح مسلم)) بيّنها الحافظ ابن حجر في شرحه للنخبة بأنه لم ينف وجود من يساوي صحيح مسلم في الصحة لكنه نفى أن يكون هناك من هو أعلى صحة من صحيح مسلم
هل معنى شرح الحافظ ان عناك من يساويه في الصحة وهو البخاري لكنه ليس أصح منه؟؟
الجواب: الصحيح إنَّ أبا علي يقصد أن كتاب مسلم أفضل، لكن بعضهم أراد أن يدفع ذلك بالتأويل المذكور، وفيه تكلفٌ لا يخفى.
6/قال الشيخ في مسألة هل مذهب البخاري أصح أومذهب مسلم؟
الصواب والله أعلم التفصيل، فإن كان هناك قرينة يمكن أن تدلل على أن هذا الراوي يمكن أن يسمع من ذلك الشيخ، فالأصل الاتصال، وإن لم يكن هناك قرينة قوية، فأنا أتوقف عن الحكم على هذا الحديث بالاتصال ..
السؤال: ما معنى نتوقف على الحكم على هذا الحديث بالاتصال؟
الجواب: يقصد الشيخ وفقه الله تعالى أنه يتوقف فلا يحكم عليه بالاتصال ولا بعدم الاتصال.
7/هل الحديث الغريب أن يكون في كل الطبقات راو واحد فقط أم يمكن أن تكون طبقة واحدة؟؟
الجواب: إذا حصلت الغرابة في طبقة واحدة أو أكثر فالحديث غريبٌ.
8/قال الشيخ أن الفائدة من التقسيم إلى ((متابع وشاهد ومتابعة تامة ومتابعة قاصرة .. إلخ))
حينما نجد حديثا يعارض هذا الحديث الذي معنا فلو جاء حديثان ولم نستطع أن نوفق بينهما نكون مضطرين إلى الترجيح بقوة الطرق ..
السؤال: هل هناك مثال يقرب ذلك أكثر؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: هناك أمثلة كثيرة، ولو راجعتم كتابنا " أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء " وفي مكتبة هذا الموقع الكتاب في ملف واحد بهوامشه ومتنه، وعملية البحث فيه ميسورة، ويمكن تحميله من الموقع على شكل كتاب أليكتروني.
9/من أسباب الطعن في الراوي .. التهمة بالكذب ... وسبب التهمة أن يسبروا تلك الأحاديث التي يرويها الراوي ويجدوا أن جميع رجال أسانيد تلك الأحاديث التي يرويها ثقات ما عدا الراوي نفسه ويعرفون أن هذه المتون هي أحاديث موضوعة منكرة؟ مع موازين أخرى كمخالفة الحديث للقران او الحديث الصحيح أو العقل السلم ..
السؤال: ما الفرق بين هذا الحديث والحديث الموضوع ففي جميعهما رواة ثقاة ما عدا الرواي نفسه؟؟
الجواب: الحديث الموضوع هو ما كان راويه كذاباً، وحديث المتروك ضعيف جداً.
10/قال الشيخ .. وقلم من قال أن هذا الحديث موضوع، بل إن السيوطي زعم في مقدمة (الجامع الصغير) أنه صان كتابه عما تفرد به وضاع أو كذاب، ومع ذلك ذكر حديث ((نوم الصائم عبادة وصمته تسبيخ)) وفي سليمان بن عمرو أبو داود النخعي .. فالإمام السيوطي ذكر تضعيف البيهقي له .. فيجب أن لا يغتر الناس بأحكام المتقدمين الظاهرة دون البحث في الإسناد ..
وقال أيضا أنه لم يجد أحدا يطلق على حديث انه متروك إلا أندر من النادر فلا يغتر بحديث قيل عنه: ضعيف، فيظنه ضعفا يسيرا .. بل لا بد من التدقيق ..
السؤال: لم فعل السيوطي ذلك في كتابه .. ولما ذقسم العلماء الحديث إلى متروك الذي ما رواه متهمٌ بالكذب مع انه نادر الاستخدام؟؟
الجواب: السيوطي متساهلٌ جداً في الأحكام على الأحاديث، ولا يعتمد عليه في الحكم على الأحاديث البتة، أما أحاديث المتهم؛ فهو متهم فقط؛ لذا لا نجزم بأن حديثه موضوع، بل نقول ضعيف جداً.
11/قال: أن ((المخالفة)) وهي نوع من أنواع الطعون في اللفظ .. والأغلب في هذا النوع الذي هو المدرج أن يكون فيه مخالفة وليس من الضرورة أن يكون في الأحاديث التي قيل عنها أن فيها إدراجا أن يكون ذلك فيه مخالفة، فقد يكون الحديث ما روي إلا من طريق واحد، وفيه إدراج ولا تجد طريقا أخرى ليس فيها ذلك الإدراج، فهذا لا يعتبر فيه مخالفة، وإنما أطلق عليه المخالفة بناء على غالب أحواله.
السؤال: هل هناك مثال يوضح ذلك الكلام؟؟
أقول: ولو راجعتم كتابنا " أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء " وفي مكتبة هذا الموقع الكتاب في ملف واحد بهوامشه ومتنه، وعملية البحث فيه ميسورة، ويمكن تحميله من الموقع على شكل كتاب أليكتروني.
12/ما معنى .. لفظ فيه نكارة؟؟
الجواب: أي فيه ما يستنكره الناقد بأن الحديث معلول.
13/كيف نفرق بين الحديث المدرج وبين الحديث الذي فيه زيادة منافية أو غير منافية؟
الجواب: الإدراج مندرج ضمن ما يسمى بالزيادات.
14/ الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ممن كان يأخذ عن أهل الكتاب فلايكون له حكم الرفع .. فهل معناه أن نرد أحاديث هذا الصحابي .. أليس هذا طعنا فيه؟؟
الجواب: ليس معنى ذلك أن ترد أحاديثه التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو قال شيئاً مما لا يقال بالرأي موقوفاً من قوله فليس حكمه الرفع لاحتمال أنه أخذه من علم أهل الكتاب.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2012
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:04]ـ
جزاكم الله خيرا .. شيخنا الكريم .. وأعتذر إن كانت أسئلتنا قد أثقلت عليكم ..
ولا نطلب منكم العجلة ..
و كتابكم أ ثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء .. بحثت عنه في ممكتبة الموقع ولم أجده .. هل هو في مكان محدد لأني وضعته في خانة البحث وبحثت أكثر من مرة وفلم أحصل على نتائج .....
عذرا .. وصبرا .. وأسأل الله أن يعننا وإياكم.
تبقى لي هذه الأسئلة إذا تكرمتم:
س1 / قال الشيخ الوهم هو الراوي الذي يوصف بالوهم، وهو من يتحدث على التوهم فلا يكون ضابطا لحديثه وإنما توهمه توهما ..
ولو انفرد الراوي بكل الأحاديث التي يرويها فالعلماء يتخذون منه موقفا آخر، فيقال عنه: يتفرد ويغرب، فيسلطون الأضواء على رواياته التي لا يشاركه فيها أحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن توبع في بعض حديثه فإن هذه المتابعات تعتبر ميزانا يوزن به حفظه، فينظرون في حديث ما من أحاديثه، ويجمعون طرقه، فينظرون هل وافق هذا الراوي الثقات فهذا عندهم يعتبر من الثقات. أما إن كثرت مخالفته للثقات فهذا يطعن في حفظه. وبحسب كثرة تلك المخالفة أو قلتها يكون الطعن في حفظه، فإن كانت المخالفة قليلة فهذا يعتبر على الأصل أنه ثقة لكن تلك الأحاديث التي أخطأ فيها تبين وتعزل على جهة ويعرف أنه أخطأ فيها ذلك الثقة الفلاني.
ويسمى حديث الراوي الذي يهم في حديثه: حديث معل.
السؤال / هل هناك مثال ممكن نطبق عليه النص السابق؟ وهل الأحاديث التي يهم فيها وهو من الثقات هي الأحاديث معلولة؟؟ فقط؟؟ وإن كان من غير الثقات وكثرت مخالفته للثقات كما قال الشيخ، فماذا نسمي أحاديثه؟ هل نسميها المناكير .. أم يتفرد ويغرب فقط كما قال الشيخ؟ لكن قالت لي الأخت المحدثة بأن من قيل فيه يروي مناكير أي أنه قد يكون صدوقا وإنما المناكير جاءت من شيوخه .. أرجو رفع الإشكال جزاكم الله خيرا .. اعتذر ولكن معظم إشكالي لعدم وجود مثال .. ؟
س2/ في حال الاضطراب في المتن، ذكر الشيخ مثالا في حديث: ((ليس في الحلي زكاة)) وحديث: ((في الحلي زكاة))، وهو حديث واحد روي مرة بالنفي ومرة بالإثبات – قال العراقي: إن هذا اضطراب واضح لا يمكن بحال من الأحوال الجمع بين الحديثين – ولا يمكن ترجيح أحد الحديثين فيُتوقف عن العمل بالحديثين كليهما.
ما معنى: ((فيُتوقف عن العمل بالحديثين كليهما)) هل معنى ذلك أن هذين الحديثين ساقطان؟
س3 /هل نطلق على من عاش في عصر الصحابة ولم يرهم، اسم ((التابعي))؟
س4/ قال في الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه.
البدل وهو الوصول إلى شيخ شيخه كذلك.
المصافحة: هو الاستواء مع تلميذ ذلك المصنف
هل الموافقة هي التي نفسها طريقة أصحاب المستخرجات على الكتب؟
وعذرا .. لم أفهم معنى البدل والمصافحة؟؟ فهل من مثال بسيط وهل يجب في المصافحة أن يرويا نفس الحديث؟؟ وهل لهذه المصطلحات كثير فائدة؟؟ وأين؟؟
س5/ في العرض أو القراءة على الشيخ:قال بأن يقرأ التلميذ على الشيخ أحاديث له من كتابه، أو من غير كتابه، أو يكون التلميذ يسمع والذي يقرأ شخص آخر .. إلخ هل يعني بعدما ينتهي ذلك الشخص الذي يقرأ يقول التلميذ للشيخ أريد أن أقرأ عليك؟؟ أم فقط يكون السماع من ذلك الشخص ثم يجوز للتلميذ بعدها بالتحديث بما سمع بأن يقول: أخبرني او قرأت عليه .. أم أني أخطأت الفهم؟؟؟
س6/ في الإجازة ذكر الشيخ بأنها تكون في إنستم مستعجل يأتي من بلد بعيد ولا يستطيع الإقامة في هذا البلد حتى يسمع أحاديث الشيخ كلها فيقول للشيخ: أجزني بمروياتك فيدفع إليه كتابه، أو يكون التلميذ قد نسخ كتاب الشيخ ويقول: هذا كتابك فأجزني به، فيقول: أجزتك بكتابي، فيعد دقيقة واحدة او أقل تحمل جهد سنة أو أكثر ... إلخ
السؤال / ألا يقرأ ذلك التلميذ الكتاب على الشيخ .. أي أنه يجيزه بدون قراءته عليه؟؟ وهل كانوا يجيزون أي رجل يفعل ذلك؟ أم فقط من يثقون بعدالته؟؟ وهل يستطيع أحد تطبيق هذا الآن بان يرحل لأحد المشايخ ويطلبه الإجازة كما فعل أولئك؟؟
س7/ لقد أسهب الشيخ في ذكر المناولة وقال هناك من ردها وهناك من قبلها، وذكر مخالفة الجمهور لابن حزم والظاهرية وغير ذلك ولكن لم أعرف الحكم النهائي للمناولة؟؟
وآخر سؤال خارجي .. جزاكم الله خيرا .. شيخنا ..
هل إذا لزم المرء الدعاء للمجاهدين والأسرى والمستضعفين من المسلمين وطلب لهم إحدى الحسنيين .. هل هذا يعتبر مشاركا لهم في الجهاد إن لم يستطع الجهاد بغير الدعاء .. وهل إذا طلب لهم إحداى الحسنيين بصدق فإن الله سيعطيه إياهما .. أي أنه ممكن أن يحصل على الشهادة بتأمين الملائكة على دعائه .. أم أنه يجب أن يتمنى الشهادة بصدق .. وما هي الأسباب التي تقوي القلب على تمني الشهادة .. حيث ظهر الجبن الشديد في كثير من الشباب والله المستعان ..
وجزاكم الله عنا خير وأجزل لكم الثواب .. وأعتذر عن إطالة الأسئلة أسأل الله أن يطيل عمرنا وعمركم في طاعته ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
خذي جميع كتبي من هنا
http://saaid.net/book/search.php?do=...C7%E1%DD%CD%E 1
(يُتْبَعُ)
(/)
وخذي أثر اختلاف الأسانيد والمتون من هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=2499
وسأجيب عن الأسئلة غداً إن شاء الله تعالى
جزاكم الله خيرا .. شيخنا الكريم .. وأعتذر إن كانت أسئلتنا قد أثقلت عليكم ..
ولا نطلب منكم العجلة ..
و كتابكم أ ثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء .. بحثت عنه في ممكتبة الموقع ولم أجده .. هل هو في مكان محدد لأني وضعته في خانة البحث وبحثت أكثر من مرة وفلم أحصل على نتائج .....
عذرا .. وصبرا .. وأسأل الله أن يعننا وإياكم.
تبقى لي هذه الأسئلة إذا تكرمتم:
س1 / قال الشيخ الوهم هو الراوي الذي يوصف بالوهم، وهو من يتحدث على التوهم فلا يكون ضابطا لحديثه وإنما توهمه توهما ..
ولو انفرد الراوي بكل الأحاديث التي يرويها فالعلماء يتخذون منه موقفا آخر، فيقال عنه: يتفرد ويغرب، فيسلطون الأضواء على رواياته التي لا يشاركه فيها أحد.
وإن توبع في بعض حديثه فإن هذه المتابعات تعتبر ميزانا يوزن به حفظه، فينظرون في حديث ما من أحاديثه، ويجمعون طرقه، فينظرون هل وافق هذا الراوي الثقات فهذا عندهم يعتبر من الثقات. أما إن كثرت مخالفته للثقات فهذا يطعن في حفظه. وبحسب كثرة تلك المخالفة أو قلتها يكون الطعن في حفظه، فإن كانت المخالفة قليلة فهذا يعتبر على الأصل أنه ثقة لكن تلك الأحاديث التي أخطأ فيها تبين وتعزل على جهة ويعرف أنه أخطأ فيها ذلك الثقة الفلاني.
ويسمى حديث الراوي الذي يهم في حديثه: حديث معل.
السؤال / هل هناك مثال ممكن نطبق عليه النص السابق؟ وهل الأحاديث التي يهم فيها وهو من الثقات هي الأحاديث معلولة؟؟ فقط؟؟ وإن كان من غير الثقات وكثرت مخالفته للثقات كما قال الشيخ، فماذا نسمي أحاديثه؟ هل نسميها المناكير .. أم يتفرد ويغرب فقط كما قال الشيخ؟ لكن قالت لي الأخت المحدثة بأن من قيل فيه يروي مناكير أي أنه قد يكون صدوقا وإنما المناكير جاءت من شيوخه .. أرجو رفع الإشكال جزاكم الله خيرا .. اعتذر ولكن معظم إشكالي لعدم وجود مثال .. ؟
أقول:
حقك أن تستشكلي هذا لعدم وجود ممارسة عملية لك في ذلك؛ لأن هذه الأمور لا تكفي فيها الدراسة التنظيرية فلا بد من التطبيق العملي ......... وستأتيك الأمثلة إن شاء الله تعالى
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2012&page=2
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:06]ـ
قولكم:
السؤال / هل هناك مثال ممكن نطبق عليه النص السابق؟ وهل الأحاديث التي يهم فيها وهو من الثقات هي الأحاديث معلولة؟؟ فقط؟؟ وإن كان من غير الثقات وكثرت مخالفته للثقات كما قال الشيخ، فماذا نسمي أحاديثه؟ هل نسميها المناكير .. أم يتفرد ويغرب فقط كما قال الشيخ؟ لكن قالت لي الأخت المحدثة بأن من قيل فيه يروي مناكير أي أنه قد يكون صدوقا وإنما المناكير جاءت من شيوخه .. أرجو رفع الإشكال جزاكم الله خيرا .. اعتذر ولكن معظم إشكالي لعدم وجود مثال .. ؟
س2/ في حال الاضطراب في المتن، ذكر الشيخ مثالا في حديث: ((ليس في الحلي زكاة)) وحديث: ((في الحلي زكاة))، وهو حديث واحد روي مرة بالنفي ومرة بالإثبات – قال العراقي: إن هذا اضطراب واضح لا يمكن بحال من الأحوال الجمع بين الحديثين – ولا يمكن ترجيح أحد الحديثين فيُتوقف عن العمل بالحديثين كليهما.
ما معنى: ((فيُتوقف عن العمل بالحديثين كليهما)) هل معنى ذلك أن هذين الحديثين ساقطان؟
الجواب:
نعم، فلا يعمل بحديث النفي ولا بحديث الإثبات؛ لوجود الاضطراب المانع من الترجيح.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2012&page=2
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:12]ـ
قولكم: س3 /هل نطلق على من عاش في عصر الصحابة ولم يرهم، اسم ((التابعي))؟
الجواب: لا، فلا بد من التابعي أن يكون رأى أحداً من الصحابة.
قولكم:
س4/ قال في الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه.
البدل وهو الوصول إلى شيخ شيخه كذلك.
المصافحة: هو الاستواء مع تلميذ ذلك المصنف
هل الموافقة هي التي نفسها طريقة أصحاب المستخرجات على الكتب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وعذرا .. لم أفهم معنى البدل والمصافحة؟؟ فهل من مثال بسيط وهل يجب في المصافحة أن يرويا نفس الحديث؟؟ وهل لهذه المصطلحات كثير فائدة؟؟ وأين؟
الجواب: هذه المصطلحات ليس فيها فائدة لمثلك، وحتى طالب العلم المتقدم لا ينتفع من ذلك كثيراً، وإنما ينتفع بها لفهم كلام العلماء فيها، وإلا فليس لذلك فائدة في التصحيح والإعلال والترجيح.
س5/ في العرض أو القراءة على الشيخ:قال بأن يقرأ التلميذ على الشيخ أحاديث له من كتابه، أو من غير كتابه، أو يكون التلميذ يسمع والذي يقرأ شخص آخر .. إلخ هل يعني بعدما ينتهي ذلك الشخص الذي يقرأ يقول التلميذ للشيخ أريد أن أقرأ عليك؟؟ أم فقط يكون السماع من ذلك الشخص ثم يجوز للتلميذ بعدها بالتحديث بما سمع بأن يقول: أخبرني او قرأت عليه .. أم أني أخطأت الفهم؟؟؟
الجواب: القراءة على الشيخ هو أن يمسك التلميذ كتاب الشيخ فيقرأه على الشيخ أو يكون التلميذ مستمعاً، والشيخ يسمع وأحد الطلاب يقرأ من كتاب الشيخ بمعنى أن تقرأ المرويا على الشيبخ والطالب يسمع، أو الطالب يقرأ بنفسه.
س6/ في الإجازة ذكر الشيخ بأنها تكون في إنستم مستعجل يأتي من بلد بعيد ولا يستطيع الإقامة في هذا البلد حتى يسمع أحاديث الشيخ كلها فيقول للشيخ: أجزني بمروياتك فيدفع إليه كتابه، أو يكون التلميذ قد نسخ كتاب الشيخ ويقول: هذا كتابك فأجزني به، فيقول: أجزتك بكتابي، فيعد دقيقة واحدة او أقل تحمل جهد سنة أو أكثر ... إلخ
السؤال / ألا يقرأ ذلك التلميذ الكتاب على الشيخ .. أي أنه يجيزه بدون قراءته عليه؟؟ وهل كانوا يجيزون أي رجل يفعل ذلك؟ أم فقط من يثقون بعدالته؟؟ وهل يستطيع أحد تطبيق هذا الآن بان يرحل لأحد المشايخ ويطلبه الإجازة كما فعل أولئك؟؟
الجواب:
الناس في ذلك طرفان ووسط، فمنهم من منع من الإجازة مطلقاً، ومنهم من أسرف بها وبالغ في أخذها ومنحها. والتوسط في ذلك أن يقرأ التلميذ قليلاً على الشيخ ويقرأ الشيخ شيئاً على التلميذ، ثم يجاز الطالب بالباقي. وهكذا صنعت حينما أُجزت من الشيخ عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي والشيخ حافظ ثناء الله المدني. أما التوسع فيها فهو يجعلها هملاً لا فائدة فيها، وإنما الحكمة فيها في هذا الوقت المحافظة على سلسلة الإسناد التي هي من خصائص هذه الأمة.
س7/ لقد أسهب الشيخ في ذكر المناولة وقال هناك من ردها وهناك من قبلها، وذكر مخالفة الجمهور لابن حزم والظاهرية وغير ذلك ولكن لم أعرف الحكم النهائي للمناولة؟؟
الجواب: فيها خلاف وجمهور المتأخرين على قبولها محافظة على الإسناد الذي هو خصيصة لهذه الأمة.
وآخر سؤال خارجي .. جزاكم الله خيرا .. شيخنا ..
هل إذا لزم المرء الدعاء للمجاهدين والأسرى والمستضعفين من المسلمين وطلب لهم إحدى الحسنيين .. هل هذا يعتبر مشاركا لهم في الجهاد إن لم يستطع الجهاد بغير الدعاء .. وهل إذا طلب لهم إحداى الحسنيين بصدق فإن الله سيعطيه إياهما .. أي أنه ممكن أن يحصل على الشهادة بتأمين الملائكة على دعائه .. أم أنه يجب أن يتمنى الشهادة بصدق .. وما هي الأسباب التي تقوي القلب على تمني الشهادة .. حيث ظهر الجبن الشديد في كثير من الشباب والله المستعان ..
وجزاكم الله عنا خير وأجزل لكم الثواب .. وأعتذر عن إطالة الأسئلة أسأل الله أن يطيل عمرنا وعمركم في طاعته ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: إنما الأعمال بالنيات وإنما لأمريء ما نوى، والجهاد له صور شتى وجهاد البيان والدعوة أفضل من جهاد السيف والسنان في كثير من الأحيان؛ والدعاء ينفع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن أعظم الجهاد الدعوة لبنات جنسك وتعليمهن وإعانتهن على إعفاف أنفسهن، وتعليمهن القرآن استمعي إلى ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية 18/ 421طبعة التركي عند وفيات (741): ((وفي أول شهر جمادى الأولى توفيت الشيخة العابدة الصالحة العالمة قارئة القرآن أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي عشية يوم الثلاثاء مستهل هذا الشهر، وصلي عليها بالجامع صبيحة يوم الأربعاء، ودفنت بمقابر الصوفية غربي قبر الشيخ تقي الدين ابن تيمية - رحمهم الله - كانت عديمة النظير في نساء زمانها؛ لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن العظيم
(يُتْبَعُ)
(/)
بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح يعجز كثير من الرجال عن تجويده وختّمَتْ نساء كثيراً، وقرأ عليها من النساء خلقٌ، وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة ربها صلاةً وتلاوةً، وكان الشيخ محسناً إليها مطيعاً، لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعاً وشرعاً فرحمها الله وقدس روحها ونور مضجعها بالرحمة آمين)).
ومن الجهاد أن يحبس الإنسان أنفاس عمره في سبيل الله ويعمل لله ويوقف نفسه لله، ويعمل لتحصيل الآثار في حياته وبعد مماته فإنَّ مما يلحق العالم بعد موته، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب، هي استمرار لحياته ومضاعفة لحسناته، وهي داخلة ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء، واستمرار أجره.
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته، ينتفعون بعلمه في حياته وينقولونه إلى الأجيال، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله.
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء، وتأليف كتب نافعة محررة؛ فيحصل له النفع الكبير، والخير الوافر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ومن الجهاد أن يعمل المرء لأن يكون مباركاً قال العلامة ابن القيم الجوزية: إنَّ بركة الرجل تعليمه للخير حيث حلَّ، ونصحه لكل من اجتمع به، قال تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام -: ((وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ)) أي: معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت في الماجَريات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده، ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب؛ فإنَّه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)) رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه 3 - 4 مطبوع ضمن مجموع الرسائل دار عالم الفوائد
ومن الجهاد أن يخاف المرء يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ يومَ لا ينفعُ مالُ ولا بنونَ إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا. يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد يوم يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً.
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يوم الحاقة يوم الطامة يوم القارعة يوم الزلزلة يوم الصاخة. يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه.
إذن فإن من كمال جهاد الإنسان في سبيل الله أن يجمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يسير إلى الله بمطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس.
وآخر سؤال خارجي .. جزاكم الله خيرا .. شيخنا ..
هل إذا لزم المرء الدعاء للمجاهدين والأسرى والمستضعفين من المسلمين وطلب لهم إحدى الحسنيين .. هل هذا يعتبر مشاركا لهم في الجهاد إن لم يستطع الجهاد بغير الدعاء .. وهل إذا طلب لهم إحداى الحسنيين بصدق فإن الله سيعطيه إياهما .. أي أنه ممكن أن يحصل على الشهادة بتأمين الملائكة على دعائه .. أم أنه يجب أن يتمنى الشهادة بصدق .. وما هي الأسباب التي تقوي القلب على تمني الشهادة .. حيث ظهر الجبن الشديد في كثير من الشباب والله المستعان ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وجزاكم الله عنا خير وأجزل لكم الثواب .. وأعتذر عن إطالة الأسئلة أسأل الله أن يطيل عمرنا وعمركم في طاعته ..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: إنما الأعمال بالنيات وإنما لأمريء ما نوى، والجهاد له صور شتى وجهاد البيان والدعوة أفضل من جهاد السيف والسنان في كثير من الأحيان؛ والدعاء ينفع ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن أعظم الجهاد الدعوة لبنات جنسك وتعليمهن وإعانتهن على إعفاف أنفسهن، وتعليمهن القرآن استمعي إلى ما قاله ابن كثير في البداية والنهاية 18/ 421طبعة التركي عند وفيات (741): ((وفي أول شهر جمادى الأولى توفيت الشيخة العابدة الصالحة العالمة قارئة القرآن أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي عشية يوم الثلاثاء مستهل هذا الشهر، وصلي عليها بالجامع صبيحة يوم الأربعاء، ودفنت بمقابر الصوفية غربي قبر الشيخ تقي الدين ابن تيمية - رحمهم الله - كانت عديمة النظير في نساء زمانها؛ لكثرة عبادتها وتلاوتها وإقرائها القرآن العظيم بفصاحة وبلاغة وأداء صحيح يعجز كثير من الرجال عن تجويده وختّمَتْ نساء كثيراً، وقرأ عليها من النساء خلقٌ، وانتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة ربها صلاةً وتلاوةً، وكان الشيخ محسناً إليها مطيعاً، لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعاً وشرعاً فرحمها الله وقدس روحها ونور مضجعها بالرحمة آمين)).
ومن الجهاد أن يحبس الإنسان أنفاس عمره في سبيل الله ويعمل لله ويوقف نفسه لله، ويعمل لتحصيل الآثار في حياته وبعد مماته فإنَّ مما يلحق العالم بعد موته، وينتفع به في حياته ثلاثة جوانب، هي استمرار لحياته ومضاعفة لحسناته، وهي داخلة ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
والعلم الشرعي النافع قد يودعه الإنسان في بطون الكتب العلمية النافعة؛ فيستفيد منها الناس في حياته وبعد مماته، وربما تتعاقب عليه الأجيال التالية، ويبقى في ذلك ذكر الإنسان والدعاء، واستمرار أجره.
ومنهم من يودع العلم في صدور تلامذته، ينتفعون بعلمه في حياته وينقولونه إلى الأجيال، فيبقى له أجره إلى ما شاء الله.
وبعضهم يرزقه الله سبحانه وتعالى القدرة على التوفيق إلى تربية تلامذة علماء، وتأليف كتب نافعة محررة؛ فيحصل له النفع الكبير، والخير الوافر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ومن الجهاد أن يعمل المرء لأن يكون مباركاً قال العلامة ابن القيم الجوزية: إنَّ بركة الرجل تعليمه للخير حيث حلَّ، ونصحه لكل من اجتمع به، قال تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام -: ((وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ)) أي: معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به فإنَّه يضيع الوقت في الماجَريات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده، ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت وتفسد القلب؛ فإنَّه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)) رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه 3 - 4 مطبوع ضمن مجموع الرسائل دار عالم الفوائد
ومن الجهاد أن يخاف المرء يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ يومَ لا ينفعُ مالُ ولا بنونَ إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا. يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد يوم يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور، يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً.
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يوم الحاقة يوم الطامة يوم القارعة يوم الزلزلة يوم الصاخة. يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه.
إذن فإن من كمال جهاد الإنسان في سبيل الله أن يجمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يسير إلى الله بمطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2012&page=2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:16]ـ
قمت ببحث حديث أخرجه الترمذي من رواية سماك عن عكرمة، وذلك على قدر الطاقة، وأرجوا التعقيب
كتاب الطهارة
باب ما جاء في الرخصة في ذلك
65ـ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ "قَالَ اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَفْنَةٍ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْهُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا" فَقَالَ: "إِنَّ الْمَاءَ لَا يُجْنِبُ" (1)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قال الحافظ في البلوغ: وصححه ابن خزيمة
وقال في الفتح: وقد أعله قوم بسماك بن حرب راويه عن عكرمة، لآنه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة، وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم أهـ
واخرجه مسلم من حديث ابن عباس "أن رسول الله كان يغتسل بفضل ميمونة" (2)
وأخرجه الدارقطني وغيره من حديث ابن عباس عن ميمونة قالت: "اجتنبت فاغتسلت من حفنة ففضلة فيها فضلة، فجاء النبي يغتسل منه فقلت له، فقال: "الماء ليس عليه جنابة واغتسل منه" (3)
وأخرجه أحمد وابن ماجه من طريق شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن ميمونة زوج النبي "أن النبي توضا بفضل غسلها من الجنابة "
قال يعقوب: من سمع منه قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم صحيح مستقيم
قلت: وقد ورد الحديث من طريق شعبة عند ابن خزيمة، ومن طريق سفيان عند احمد وابن ماجه، والدارمي
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) أخرجه أبو داود كتاب / باب برقم (68)، وابن ماجه كتاب/ باب: برقم (370) من طريق أبو الحوص
واخرجه أحمد (1/ 235) وابن ماجه كتاب / باب: برقم (371)، والدارمي كتاب الطهاة باب: الوضوء بفضل وضوء المرأة برقم (762) من طريق شريك، وأخرجه الدارمي أيضا (761) من طريق يزيد بن عطاء
وأخرجه ابن خزيمة (1/ 48 / برقم 91) من طريق شعبة، كلهم عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
(2) أخرجه مسلم، كتاب الحيض باب: القدر المستحب من الماء برقم 48 – (323)،قال النووي: (2/ 243)
(3) أخرجه الدارقطني من طريق شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
الجواب:
هذا الحديث معلول بعدة علل:
1 - إن هذا الحديث تفرد به سماك فقد نقل ابن عبد الهادي في المحرر عقب (8) عن الإمام أحمد أنه قال: ((أتقيه لحال سماك ليس أحدٌ يرويه غيره)).
2 - رواية سماك عن عكرمة خاصة مضطربة تهذيب الكمال 3/ 310 (2564).
3 - إن هذا الحديث اضطرب فيه سماك سنداً ومتناً وكما هو مبين أدناه.
4 - اضطرابه في السند فإنَّه تارةً يرويه عن عكرمة، عن ابن عباس، وتارةً أخرى يرويه عن عكرمة،عن ابن عباس، عن ميمونة، وتارةً عن امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرجه:عبد الرزاق (396) عنه،عن عكرمة،عن ابن عباس، عن امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، به.
وأخرجه: أبن أبي شيبة (1521)، وأحمد 1/ 235 و308 و 337، وأبو داود (68)، وابن ماجه (370) و (371)، والترمذي (65)، والبزار كما في كشف الأستار (250)، والنسائي 1/ 173، وابن الجارود (481)، وأبو يعلى (2411)، وابن خزيمة (91) و (109)، وابن حبان (1248) و (1261) عن سماك، عن ابن عباس به.
وأخرجه أحمد 6/ 330، وابن ماجه (372)، والطبراني في الكبير 24/ (34) عنه عن سماك عن ابن عباس عن ميمونة.
وأما الاختلاف في المتن فقد جاء في رواية عبد الرزاق (396)، وأحمد 1/ 235 و 308، والبزار كما في كشف الأستار (250)، والنسائي 1/ 173، وابن خزيمة (91) و (109): ((الماء لا ينجسه شيءٌ)).
وجاء في روايات ابن أبي شيبة (1521)، وأبو داود (68)، وابن ماجه (370)، والترمذي (65)، وابن حبان (1248)، و (1261) بلفظ: ((لا يجنب)).
ورواية ابن ماجه (371): لم يذكر فيها شيءٌ.
وجاء في رواية أحمد 3/ 338، وابن الجارود في المنتقى (48): ((إن الماء لا ينجس)).
هذا ملخص التخريج والحكم، ولي ثمة ملاحظات على تخريجكم.
5 - لم تذكري لفظ قال بين ألفاظ السماع فالأجود أن تكبي كما تقرأين: ((حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص)).
6 - وأن تستعملي علامات الترقيم كاملة في أماكنها، مثل (قال) قبل مقول القول، والفارزة (،) بعد المنادى.
7 - كتابة همزة القطع: ((وأخرجه مسلم)).
8 - تحري الدقة في الكتابة فقد كتبت: ((اجتنبت))، والصواب: ((أجنبت))، وكتبت: ((من حفنة)) والصواب: ((من جفنة)). وكتبت: ((ففضلة)) والصواب: ((ففضلت)). وكتبت: ((من طريق أبو الأحوص))، والصواب: ((من طريق أبي الأحوص)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2114
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:22]ـ
لدي سؤال شيخنا الكريم يتعلق باخْتِصَارُ الْحَدِيثِ، وَالرِّوَايَةُ بِالْمَعْنَى:
بعض الأحاديث تروى بأكثر من لفظ وكل الألفاظ ثابته مثل: حديث أنس الذي أخرجه البخاري " إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدوا بالعشاء" وأخرج له أيضا: " إذا قدم العشاء فابدوءا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم"
فكيف نستطيع التمييز هل هذا اللفظ ثابت، أو سبب للعلة؟
الجواب:
وهذا السؤال مهم، وكثيراً ما يتردد الباحث في مثل ذلك كما ورد في مثل حديث الزهري في " أتموا " و " أقضوا " في حديث المتأخر عن الصلاة.
لكن أحياناً يستطيع الانسان أن يميز بكثرة الطرق وقوة الرجال لبعض تلك الأحاديث المختلفة بسبب رواية الحديث بالمعنى.
عموماً كثيراً ما يأتينا اختلاف يسير في المعنى ولا يضر أصل الحديث، إذ يبقى المعنى متحد.
وقد يكون هناك اختلاف في المعنى بسبب الرواية بالمعنى فهنا يعمل البحث قواعد العلل للترجيح.
والله أعلم
طريق ابن أبي ذئب، عن صالح بن نبهان (1) مولى التوأمة، عن أبي هُرَيْرَةَ مرفوعاً: ((من صلى عَلَى جنازة في المسجد فَلاَ شيء لَهُ)).
واختلف عَلَى ابن أبي ذئب في لفظه، فرواه:
أبو داود الطيالسي (2) ومعمر (3) وسفيان الثوري (4) وحفص بن غياث (5) وعلي
ابن الجعد (6)، ومعن (7) بن عيسى (8) عَنْهُ بهذا اللفظ.
ورواه وكيع (9) عَنْهُ، بلفظ: ((فليس لَهُ شيء)).
ورواه يَحْيَى بن سعيد (10) عَنْهُ، بلفظ: ((فَلاَ شيء عَلَيْهِ)).
ورواه ابن الجعد، عن الثوري (11)، عن ابن أبي ذئب، بلفظ: ((فليس لَهُ أجر)).
وهذا كله من تصرف الرُّوَاة بألفاظ الْحَدِيْث وروايتهم بالمعنى (12).
وأعل الْحَدِيْث كَذَلِكَ باختلاط صالح مولى التوأمة (13)، وأجيب: بأن رِوَايَة ابن أبي ذئب عَنْهُ قَبْلَ الاختلاط.
(1) هُوَ صالح بن نبهان المدني، مولى التوأمة: صدوق اختلط بأخرة، توفي سنة (125 ه).
تهذيب الكمال3/ 438و439 (2828)، وميزان الاعتدال2/ 302 - 304 (3833)، والتقريب (2892).
(2) في مسنده (2310).
(3) عِنْدَ عَبْد الرزاق (6579).
((4) أخرجها عَبْد الرزاق (6579)، وأبو نُعَيْم في الحلية 7/ 93.
(5) وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (11971).
(6) في الجعديات (2846)، ومن طريقه ابن حبان في المجروحين 1/ 465 (ط السلفي)، والبغوي في شرح السنة (1493)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (696).
(7) هُوَ أَبُو يَحْيَى المدني القزاز، معن بن عيسى بن يَحْيَى الأشجعي مولاهم: ثقة ثبت، توفي سنة (198ه).
الثقات 9/ 181، وتهذيب الكمال 7/ 188 و 189 (6708)، والتقريب (6820).
(8) عِنْدَ الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/ 492.
(9) هُوَ الإمام الحَافِظ أبو سُفْيَان وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، الكوفي، ولد سنة (129 ه)، وَقِيْلَ: (128 ه)، وتوفي سنة (197 ه)، وَقِيْلَ: (196 ه).
الطبقات، لابن سعد 6/ 394، وسير أعلام النبلاء 9/ 140 و 166، وميزان الاعتدال 4/ 335 - 336 (9356).
وروايته عِنْدَ ابن ماجه (1517).
(10) عِنْدَ أبي داود (3191) إلا أن ابن الجوزي رَوَاهُ في العلل المتناهية من طريق يحيى وعلي بن الجعد كلاهما عن ابن أبي ذئب بلفظ: ((فَلاَ شيء لَهُ)). فلعل أحد رواته أو ابن الجوزي نفسه حمل رِوَايَة يَحْيَى عَلَى رِوَايَة ابن الجعد.
(11) الجعديات (2848).
(12 نقله الشَّيْخ مُحَمَّد عوامة عن الشَّيْخ حبيب الرَّحْمَان الأعظمي. أثر الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء:30. انظر: زاد المعاد 1/ 500، وشرح العيني عَلَى سنن أبي داود 6/ الورقة (236)، وعون المعبود 3/ 183.
(13 كتاب المختلطين (23) مَعَ تعليق محققه،، والاغتباط (46)، والكواكب النيرات (33) بتحقيق عبد القيوم.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2118&page=2
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:29]ـ
أثناء قراءتي في كتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر رحمه الله استوقفني حديث في كتاب الصلاة، باب صفة الصلاة، رقم الحديث 272
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك ... الخ الحديث
قال عنه الحافظ: أخرجه مسلم وله علة. ورأيت المحقق يقول: "ضعيف، رواه مسلم (489) وأما عن علته فقد أفصح الحافظ عنها في (التلخيص) (1/ 217) فقال:
"هو من رواية أبي الجوزاء عنها، وقال ابن عبد البر: هو مرسل، لم يسمع أبو الجوزاء منها ". وقال الحافظ نفسه عن ذات الإسناد في موضع آخر: " رجال إسناده ثقات، لكن فيه انقطاع ". انتهى كلام المحقق
وقال الصنعاني في سبل السلام (1/ 317):" وأعل أيضا بأنه أخرجه مسلم من طريق الأوزاعي مكاتبة ".
والسؤال هو: كيف يضعف حديث في صحيح مسلم والأمة أجمعوا على قبول ما في الصحيحين؟
أزل عني الإشكال غفر الله لك
واعذرني يا شيخ فأنا مبتدئ في علم الحديث
الجواب:
أقول:
مما تواترت الأمة على نقله كابراً عن كابر، تلقي ما في الصحيحين بالقبول واعتبار هذين الكتابين المرجعَ حين الاختلاف في حديث ما؛ قال ابن الصلاح في كتابه العظيم " معرفة أنواع علم الحديث ": ((السابعُ: صحيحٌ عندَ غيرِهما، وليسَ على شرطِ واحدٍ منهما.
هذهِ أمَّهاتُ أقسامِهِ وأعلاهَا: الأوَّلُ وهو الذي يقولُ فيهِ أهلُ الحديثِ كثيراً: ((صحيحٌ متَّفَقٌ عليهِ)) يُطْلِقُونَ ذلكَ ويَعْنونَ بهِ اتِّفاقَ البخاريِّ ومسلمٍ، لا اتِّفاقَ الأمَّةِ عليهِ، لكنَّ اتِّفَاقَ الأمَّةِ عليهِ لازمٌ منْ ذلكَ، وحاصِلٌ معهُ؛ لاتِّفاقِ الأمَّةِ على تلقِّي ما اتَّفَقا عليهِ بالقبولِ.
وهذا القسمُ جميعُهُ مقطوعٌ بصِحَّتِهِ، والعِلْمُ اليقينيُّ النَّظريُّ واقعٌ بهِ، خلافاً لقولِ مَنْ نَفَى ذلكَ، مُحْتَجّاً بأنَّهُ لا يُفيدُ في أصلِهِ إلاَّ الظَّنَّ، وإنَّما تلقَّتْهُ الأمَّةُ بالقبولِ؛ لأنَّهُ يجبُ عليهمُ العملُ بالظَّنِّ، والظَّنُّ قَدْ يُخْطِئُ. وقدْ كنتُ أميلُ إلى هذا، وأحسبُهُ قويّاً ثُمَّ بانَ لي أنَّ المذهبَ الذي اخْتَرْناهُ أوَّلاً هوَ الصحيحُ؛ لأنَّ ظَنَّ مَنْ هوَ معصومٌ مِنَ الخطأِ لا يُخْطِئُ، والأمَّةُ في إجماعِها مَعْصومةٌ مِنَ الخطأِ، ولهذا كانَ الإجماعُ الْمُبْتَنَى على الاجتهادِ حُجَّةً مقطوعاً بها، وأكثرُ إجماعاتِ العلماءِ كذلكَ.
وهذهِ نكتَةٌ نفيسةٌ نافعةٌ، ومِنْ فوائدِها: القولُ بأنَّ ما انفردَ بهِ البخاريُّ أو مسلمٌ مندرجٌ في قبيلِ ما يُقْطَعُ بصِحَّتِهِ؛ لتَلَقِّي الأمَّةِ كلَّ واحدٍ من كتابَيْهما بالقبولِ على الوجهِ الذي فصَّلناهُ مِنْ حالِهِما فيما سبقَ، سوى أحرفٍ يسيرةٍ تكلَّمَ عليها بعضُ أهلِ النَّقْدِ مِنَ الحفَّاظِ كالدَّارقطنيِّ وغيرِهِ، وهي معروفةٌ عِندَ أهلِ هذا الشأْنِ، واللهُ أعلمُ.)).
قال ماهر: وإيضاحاً لكلام ابن الصلاح؛ فإن بعض أهل العلم انتقدوا على صاحبي الصحيحين إخراج بعض الأحاديث أو بعض الأسانيد أو بعض المتون على ما فيها من ألفاظ زيادة أو اختصاراً.
ومن ذلك هذا الحديث؛ فهو أحد تلك الأحاديث المنتقدة، وقد سُلط الانتقاد على رواية أبي الجوزاء عن أمنا عائشة رضي الله عنها، ومن ذلك كلام ابن عبد البر في ذلك، وقد استقاه من ابن عديٍّ، وابن عدي بدوره أخذ هذا القول من فهم فهمه من قول الإمام البخاري في " تأريخه الكبير " 2/ 15 (1540): (( ... وقال لنا مسدد: عن جعفر ابن سليمان عن عمرو بن مالك النكرى عن ابى الجوزاء قال: اقمت مع ابن عباس وعائشة اثنتى عشرة سنة ليس من القرآن آية الا سألتهم عنها، قال محمد: في اسناده نظر.
قال ابن عدي 2/ 108 عقب نقله كلام البخاري هذا: (( ....... وقول البخاري في إسناده نظر إنه لم يسمع من مثل ابن مسعود وعائشة، لا إنه ضعيف عنده ...... )). هكذا قال، وما كان من دأب البخاري إنه إذا أعل حديثاً بالانقطاع أعقبه بقوله: مرسل، ولو أن ابن عدي نزل كلام البخاري على حال عمرو بن مالك لكان أولى؛ فقد ذكره البخاري في التأريخ الكبير 6/ 180 (2672
) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/ 336 (1427) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 487 وقال فيه: ((يغرب ويخطيء)) واعتمد ابن حجر على هذا القول فقال في التقريب (5104): ((صدوق له أوهام)).
وأما إعلال الحديث بالإرسال فهذا أمر مستبعد سيما وإن أحداً من المتقدمين لم ينص على مثل هذا الأمر، أو أعل الحديث بهذه العلة – هذا فيما أعلم – بل إن مثل هكذا علة تكون عليلة فترد بتخريج مسلم لهذا الحديث؛ وذلك إن الإمام مسلماً أحرى أن يعرف بعلل الأحاديث، وأجدر بمعرفة سماع الرواة من مشايخهم.
إلا إن الحديث فيه ما يشوبه عند من لم يمعن النظر فقد رواه جماعة عن بديل عن أبي الجوزاء عن عائشة أخرجه الطيالسي (1547) من طريق عبد الرحمان بن بديل عن أبيه.
وأخرجه البيهقي 1/ 15من طريق حماد بن زيد، عن بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة.
وهذه الرواية المعلولة يظنها بعضهم علة للحديث الأول، وبعضهم يظنها متابعة، وهي معلولة
والمطلوب من أهل صناعة الحديث
1 - ما هي الرواية الصواب ولماذا؟
2 - هل أشار المزي في التحفة للرواية المعلولة، وكيف صدرها؟
لعل الفائدة تعم
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1961
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:32]ـ
روى أبو الربيع، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة رضي الله عنها: ........ الحديث
أخرجه: البيهقي 2/ 15
قال ماهر: هذا الحديث ظاهره الحسن إلا أن فيه ما يستحق التوقف.
أولاً:إن الحديث مشهور من طريق حسين المعلم، عن أبي الجوزاء، عن عائشة كذا رواه ثمانية من الرواة عنه، وقد توبع حسين إذا رواه عبد الرحمن بن بديل، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن عائشة.
ثانياً: إنني وبعد طول بحث لم أجد متابعاً لأيِّ طبقة من طبقات إسناد أبي الربيع.
ثالثاً: إنَّ رواية عبد الله بن شقيق عن السيدة عائشة مشهورة متداولة بين المحدثين وغيرهم. فشدة فردية هذا السند تقطع بوهم أحد الرواة فيه.
رابعاً:إنَّ أبا الربيع متكلم فيه، والناظر في ترجمته سيجد الحافظ ابن حجر لخص الأقوال فيه في التقريب (2750) فقال: ((صدوق ورع له أوهام)).
خامساً:إنَّما حملتُ الوهم في هذا السند على أبي الربيع؛ لأنه صاحب أوهام وحمل الوهم فيه عليه أولى من حمله على حماد بن زيد الثقة الثبت؛ لأن حمل الوهم على صاحب الأوهام أولى من حمله على الإثبات؛ لاسيما وأنه هو المتصدر في السند، والله أعلم.
ولنعد الآن إلى جواب السؤال السابق، وهو أنَّ الأمام المزيَّ ساق سند مسلم، وهي الرواية المحفوظة الصحيحة ثم ذكر رواية حماد ابن زيد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن عائشة، وقد صدرها بالحرف (ز) دلالة إلى أنَّ هذه الفائدة من زوائده، فقال:
(ز) رواه حماد بن زيد، عن بديل بن ميسرة؛عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة.
وقد يتعجل متعجلٌ فيحكم لأول وهلة بأنَّ هذه متابعة لأبي الجوزاء، وقد يرد متعجل آخر فيحكم أنَّ هذا اضطرابٌ على بديل، والصحيح إن كل ذلك لم يكنْ.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1961
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:36]ـ
مقدمة صحيح الامام مسلم
هل أن مقدمة صحيح مُسْلِم لها حكم الصحيح؟
الجواب:
لَمْ يشترط الإمام مُسلم الصحة فِي مقدمة صحيحه، يدل عَلَى ذَلِكَ أمور:
أولاً: المقدمة وصف للصحيح، فهي أشبه بأن تكون كتاباً مستقلاً خارج الصحيح.
ثانياً: إن الَّذِينَ ترجموا لرجال الكتب الستة. فرقوا بَيْنَ مَا وضعه مُسْلِم فِي مقدمة صحيحه فرقموا لَهُ بالرقم (مق) وما كَانَ فِي الصحيح رقموا لَهُ بالرقم (م). وهذا التفريق لَمْ يكن اعتباطياً. والحافظ ابن حجر سار على ذلك في " تقريب التهذيب " وهو مسبوق بهؤلاء، خليفة بن موسى العكيلي الكوفي، قَدْ رقم لَهُ بالرقم (مق) المزي فِي تهذيب الكمال 2/ 399، وكذلك وهب بن زمعة التميمي 7/ 496، وكذلك يَحْيَى بن المتوكل 8/ 82 وغيرهم.
فالحافظ ابن حجر فِي تقريبه متابع لأصله تهذيب التهذيب، وَهُوَ بدوره متابع لأصل أصله تهذيب الكمال، وتهذيب الكمال متابع للكمال.
ثالثاً: إن الإمام الذهبي فِي الكاشف اقتصر بالعزو عَلَى من روى له مُسْلِم فِي داخل الصحيح.
أما من كَانَ في المقدمة فقط فلم يضعهم فِي الكاشف. وإذا كانوا فِي كِتَاب آخر من الكتب الستة. أشار إليهم ولم يشر إلى رواية مُسْلِم في المقدمة؛ وهؤلاء المترجمون دليل عَلَى ذَلِكَ.
رابعاً: المقدمة تحتوي عَلَى أحاديث فِيْهَا انقطاع، وأخر فِيْهَا مقال، ولو اشترط الإمام مُسْلِم فِي المقدمة مَا اشترطه فِي الصحيح لما وضع هذه الأَحَادِيث فِي المقدمة. من ذَلِكَ: حَدِيث عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عتيبة بن مسعود عَن ابن مسعود. ترجم لَهُ الإمام المزي فِي تحفة لأشراف 7/ 90 (9410) ثم قال: ((ولم يدركه))، وحديثه هَذَا فِي مقدمة مُسْلِم 1/ 9 فقط.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1231
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:39]ـ
قال الإمام مسلم وحدثنا إسحق بن إبراهيم، ومحمد بن حاتم (قال إسحق أخبرنا وقال ابن حاتم حدثنا محمد بن بكر) أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار قال: أكبر علمي، والذي يخطر على بالي، أن أبا الشعثاء أخبرني، أن ابن عباس أخبره، أن رسول الله ـــ كان يغتسل بفضل ميمونة "
أخرجه مسلم [كتاب / الحيض، باب: القدر المستحب من الماء برقم 48 ـ 323]
قال النووي: (2/ 243)
وهذا الحديث ذكره مسلم متابعة لا انه قصد الإعتماد عليه.
ما معنى قول النووي بارك الله فيكم
الجواب:
المتابعات والشواهد لا تشترط فيها القوة كما تشترط في الأصول.
وصاحبا الصحيحين يرويان في كتابيهما فإذا رويا في الأصول فهم يتشددون ويشترطون على الشروط
أما المتابعات فهي تأتي تبعاً لا أصلاً؛ فيكون الحديث جاء صحيحاً في الأصول، أما المتابعة فإنما أتي بها لتقوية الحديث الأصل، ولتكثير الطرق للاستئناس والتقوية.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1231&page=2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:42]ـ
شيخنا الشيخ ماهر حفظه الله بودي استشاركم في هذه المسأله , ذكر الشيخ الخضير حفظه الله طريقه لمن له عناية بالحديث وهو في بداية الطلب ألا وهي أن يأخذ الطالب رجلا من رجال التقريب مثل ابن لهيعه قال فيه الحافظ صدوق يخطيء ويبدأ بعدها الطالب في البحث في كتب الأئمه وجمع أقوالهم في هذه المسأله وينظر في النهاية هل سيوافق ابن حجر أم لا, فهلا وجهتمونا حفظكم الله؟ وهل ترون أن أبدأ بهذه الخطوه؟ فإن كان الجواب تعم أرجو تحديد رجلا من رجال التقريب.حتى أبدأ رحلة البحث جزاكم الله خيرا. وللمعلوميه فقد أتم العبد الفقير دراسة تذكرة ابن الملقن على الشيخ وقد من الله عليه بحفظ كتابه وهو الان في مرحلة الاتقان ويسعى لحفظ بعض المتون في الفنون الأخرى ولكن قلبه معلق بعلم الحدبث
الجواب:
أما أن أكملت كتاب الله فهذه من أعظم النعم والمنن من الله عليك وأتمنى أن تؤدي شكرها بالحفاظ عليها وكثرة العمل الصالح
وفيما يتعلق بالتقريب فهو عمل جيد، ولعلك تحصل على نسخة من كتاب تحرير تقريب التهذيب، ونسخة من كشف الإيهام لما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام تأليفي، ثم تختار ترجمة من التحرير، وتبحث في كل الرجال أنت من غير الرجوع للتحرير ثم في الخاتمة راجع قول التحرير وكشف الإيهام؛ لتحصل على ممارسات عملية نافعة إن شاء الله تعالى.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2002
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:45]ـ
فضيلة الشيخ/ ماهر - حفظكم الله- هل المرسل الصحيح إذا اعتضد بضعيف متصل يتقوى؟
وأنا سألت عن هذا لأني كنت أترك أحاديث إسنادها متصل ضعيف، وإن وجدتها قد وردت من طريق آخر مرسل صحيح، وذلك لأني وجدت الشيخ الألباني قد ذكر حديثاً سنده ضعيف في السلسلة الضعيفة بالرغم من تصحيحه لسند المرسل، فقلت: لو كان يتقوى به لما ذكره في السلسلة الضعيفة، هكذا اجتهاداً فأترك الاستشهاد بها رغم حاجتي إليها، وقد وجدت بعد هذا القاري في المرقاة: (7/ 484) يقول: (فإن المرسل إذا اعتضد بضعيف متصل يحصل فيه نوع قوّة فيدخل في جنس الحسن).
ما رأي فضيلتكم؟
أحسن الله إليكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب: الحقيقة هذه أمور تدرك بالمباشرة، ولا تكون تحت قاعدة كلية مطردة تندرج تحتها كل الأحاديث، فأحياناً تحصل التقوية بذلك إذا وجدت قرائن خاصة تحف الحديث، ومرات لا تنفع الطرق المتعددة، وبعضهم يتوسع بالتصحيح بالشاهد؛ بحجة أن التقوية تحصل بالمجموع؛ وأحسن شيء في مثل هذا الإكثار من التطبيق العلمي ثم مقارنة ذلك بأقوال الأئمة النقاد.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2001
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:49]ـ
العلل الظاهرة و هي التي سببها انقطاع في السند، أو ضعف في الراوي، أو تدليس، أو اختلاط تتفاوت ما بين الضعف الشديد و الضعف اليسير، فما كان يسيراً زال بمجيئه من طريق آخر مثله أو أحسن منه، و ما كان ضعفه شديداً فلا تنفعه كثرة الطرق، و بيان ذلك: أن ما كان ضعفه بسوء الحفظ أو اختلاط أو تدليس أو انقطاع يسير، فالضعف هنا يزول بالمتابعات و الطرق، و ما كان انقطاعه شديداً أو قدح في عدالة الراوي فلا يزول، قال الحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى: ((لعل الباحث الفهم يقول انا نجد أحاديث محكوما بضعفها مع كونها قد رويت بأسانيد كثيرة من وجوه عديدة مثل: ((الأذنان من الرأس)) و نحوه، فهلا جعلتم ذلك و أمثاله من نوع الحسن، لأن بعض ذلك عضد بعضه بعضا كما قلتم في نوع الحسن على ما سبق آنفا؟ و جواب ذلك: أنه ليس كل ضعف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل ذلك يتفاوت فمنه ما يزيله ذلك؛ بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف حفظ راويه و لم يختل فيه ضبطه له، و كذلك اذا كان ضعفه من حيث الارسال زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله امام حافظ؛ اذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر، و من ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك لقوة الضعف و تقاعد الجابر عن جبره و مقاومته ذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب أو كون الحديث شاذا، و هذه جملة تفاصيلها تدرك بالمباشرة و البحث فاعلم ذلك فانه من النفائس العزيزة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال الحافظ ابن كثير: ((لا يلزم من ورود الحديث من وجوه متعددة أن يكون حسنا؛ لأن الضعف يتفاوت: فمنه ما لا يزول بالمتابعات، و منه ضعف يزول بالمتابعة، كما اذا كان راويه سيئ الحفظ أو روى الحديث مرسلا فان المتابعة تنفع حينئذ فيرفع الحديث عن حضيض الضعف الى أوج الحسن أو الصحة)).
من هذا يتبين لنا أن الأحاديث الشديدة الضعف اذا كثرت و تعددت تبقى ضعيفة و لا ترتقي الى درجة القبول.
و قد ذكر السيوطي عن الحافظ ابن حجر أن شديد الضعف بكثرة الطرق ربما يرتقي بمجموع طرقه عن كونه منكرا أو لا أصل له الى درجة المستور السيء الحفظ.
و قد مشى الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذه القاعدة في بعض تحقيقاته لبعض الأحاديث كما صنع في قصة الغرانيق حيث قال: (و كلها سوى طريق سعيد بن جبير اما ضعيف و اما منقطع و لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا)).
و قد أصل السيوطي لها فقال في ألفيته:
ضعفا لسوء الحفظ أو ارسال أو تدليس أو جهالة اذا رأوا
مجيئه من جهة أخرى و ما كان لفسق أو يرى متهما
يرقى عن الانكار بالتعدد بل ربما يصير كالذي بدي
و قد تعقب العلامة أحمد شاكر هذا بقوله: (و أما اذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق اخرى من هذا النوع فانه لا يرقى الى الحسن بل يزداد ضعفا الى ضعف، اذ أن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحديث لا يرويه غيرهم يرجح عند الباحث المحقق التهمة و يؤيد ضعف رواياتهم، و بذلك يتبين خطأ المؤلف و خطؤه في كثير من كتبه في الحكم على أحاديث ضعاف بالترقي الى الحسن مع هذه العلة القوية).
و هذا هو الحق الذي لا مرية فيه، فان الضعفاء قد يسرق بعضهم من بعض و يشتهرعندهم فقط، و لا نجده في روايات الثقات الأثبات مما لا يزيد الضعيف الا ضعفا على ضعف.
و قال ابن جماعة: (و الضعف لكذب راويه و فسقه فلا ينجبر بتعدد طرقه).
و قال الجرجاني: (و أما الضعيف لكذب راويه و فسقه لا ينجبر بتعدد طرقه كما في حديث: ((طلب العلم فريضة)) قال البيهقي: هذا حديث مشهور بين الناس و اسناده ضعيف و قد روي من أوجه كثيرة كلها ضعيفة).
أما تلقي العلماء لحديث بالقبول فهو من الأمور التي تزول به العلة و تخرج الحديث من حيز الرد الى العمل بمقتضاه، بل ذهب بعض العلماء الى أن له حكم الصحة؛ قال الحافظ ابن حجر: ((و جزم القاضي أبو نصر عبد الوهاب المالكي في كتاب الملخص بالصحة فيما اذا تلقوه بالقبول)).
و قال ابن عبد البر في الاستذكار -لما حكى عن الترمذي أن البخاري صحح حديث البحر: ((هو الطهور ماؤه)) -: و أهل الحديث لا يصححون مثل اسناده لكن الحديث عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول).
و في التمهيد (روى جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم: الدينار أربع و عشرون قيراطا).
قال ((و في قبول جماعة من العلماء و اجماع الناس على معناه غنى عن اسناده))
و قال الزركشي: ((ان الحديث الضعيف اذا تلقته الأمة بالقبول عمل به على الصحيح حتى أنه ينزل منزلة المتواتر في أنه ينسخ المقطوع))
و عند الحنفية يعدون الضعيف اذا تلقاه العلماء بالقبول في حيز المتواتر كما نص عليه الجصاص فقد قال عند الكلام على حديث: ((طلاق الأمة تطليقتان و عدتها حيضتان)): ((و قد تقدم سنده و قد استعملت الأمة هذين الحديثين في نقصان العدة و ان كان وروده من طريق الآحاد فصار في حيز المتواتر لأن ما تلقاه الناس بالقبول من أخبار الآحاد فهو عندنا في معنى المتواتر لما بيناه في مواقع)).
و الذي يبدو لي أن الشافعي رحمه الله تعالى هو أول من أشار الى تقوية الضعيف بتلقي العلماء فقد قال: ((فاستدللنا بما و صفت من نقل عامة أهل المغازي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن ((لا وصية لوارث)) على أن المواريث ناسخة للوصية للوالدين و الزوجة مع الخبر المنقطع و اجماع العامة على القول به)).
ثم ان الامام الشافعي قد أشار الى ذلك عند كلامه عن شروط قبول المرسل فقال: ((و كذلك ان وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم)).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ربما التمس الترمذي ذلك من كلام الشافعي فأخذ يقول في كثير من الأحاديث الضعيفة الاسناد من حيث الصناعة الحديثية ((و عليه العمل عند أهل العلم)) مشيرا في ذلك -و الله أعلم- الى تقوية الحديث عند أهل العلم لأن عملهم بمقتضاه يدل على اشتهار أصله عندهم. و قد يلتمس هذا من صنيع البخاري رحمه الله فقد قال في كتاب الوصايا من صحيحه: ((و يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية)). و قد علق على ذلك الحافظ ابن حجر قائلا: ((و كأن البخاري اعتمد عليه لاعتضاده بالاتفاق على مقتضاه، و الا فلم تجر عادته أن يورد الضعيف في مقام الاحتجاج)).
و قال ابن الوزير: ((و قد احتج العلماء على صحة أحاديث بتلقي الأمة لها بالقبول)) و قال الحافظ ابن حجر: (من جملة صفات القبول التي لم يتعرض لها شيخنا أن يتفق العلماء على العمل بمدلول حديث، فانه يقبل حتى يجب العمل به، و قد صرح بذلك جماعة من أئمة الأصول، و من أمثلته قول الشافعي رضي الله عنه: و ما قلت من أنه اذا غير طعم الماء و ريحه و لونه يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجه لا يثبت أهل الحديث مثله، و لكنه قول العامة لا أعلم بينهم خلافا. و قال في حديث: ((لا وصية لوارث)) لا يثبته أهل العلم بالحديث و لكن العامة تلقته بالقبول و عملوا به حتى جعلوه ناسخا لآية الوصية)).
أقول:
فالشافعي رحمه الله تعالى يشير بذلك الى حديث أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((الماء طهور لا ينجسه شيء)). أخرجه أحمد و أبو داود،و الترمذي، و النسائي. و قد صححه أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و ابن حزم.
و قد جاء هذا الحديث من طريق ضعيف عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه و سلم ((الماء لا ينجسه شيء الا ما غلب على ريحه و طعمه و لونه)). فزيادة قوله: ((الا ما غلب على ريحه ... الخ)) ضعيفة لأنها من طريق رشدين بن سعد و هو رجل صالح لكن أدركته غفلة فخلط في حديثه
فالشافعي رحمه الله تعالى يشير الى هذه الزيادة، فهو قد احتج بها مع ضعفها؛ لأن الأمة تلقتها بالقبول: حيث لاخلاف بين العلماء أن الماء اذا غيرته النجاسة تنجس.
أما حديث الوصية فقد أشرت آنفا الى أنه ثابت و لم يصل للشافعي الا بطريق ضعيف.
و قال الكمال بن الهمام: ((و مما يصحح الحديث أيضا: عمل العلماء على و فقه)).
و قال السيوطي في التعقبات على الموضوعات - بعد أن ذكر حديث حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر)) - أخرجه الترمذي و قال: العمل على هذا عند أهل العلم؛ فأشار بذلك الى أن الحديث أعتضد بقول أهل العلم، و قد صرح غير واحد بأن من دليل صحة الحديث قول أهل العلم به و ان لم يكن له اسناد يعتمد على مثله)).
و اكتفي بما نقلته من نصوص عن الأئمة في هذه المسألة و لكن يبدو لي من كلام الامام الشافعي رحمه الله تعالى: أنه ينبغي التفريق بين الحكم بصحة الحديث و بين قبوله و العمل به؛ و ذلك أن التصحيح على مقتضى الصناعة الحديثية شيء و قبول الحديث شيء آخر، فاذا وجد حديث مثل هذا فهو مقبول يعمل به لكنه لا يسمى صحيحا و رحم الله الحافظ ابن حجر حيث قال: ((لأن اتفاقهم على تلقي خبر غير ما في الصحيحين بالقبول و لو كان سنده ضعيفا يوجب العمل بمدلوله)) فقد أشار رحمه الله الى العمل و لم يتكلم عن الصحة الاصطلاحية، و من دقق النظر في كلام الشافعي السابق ذكره يجده ينحو نحو هذا الاتجاه.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2001
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:53]ـ
شيخنا الفاضل نفعنا الله بعلمكم
كيف يستطيع طالب العلم التمييز بين المتابعات وأصل الكتاب في الكتب الستة؟
هل يعتبر الحديث الأول هو الأصل وبقية الأحاديث متابعات أو شواهد؟ وهل هذا ينطبق على جميع الكتب الستة؟
الجواب: أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب
الحقيقة لا يوجد ضابط لذلك فكل راويين اشتركا في رواية عن شيخ معين فأحدهما متابع للأخر، وكذلك الشواهد فكل حديث شاهد الحديث الآخر يشهد له.
لكن ربما يُستأنس فتكون أحاديث الكتب الستة أو أحداديث الكتب المتقدمة هي الأصل، والأخرى ينتفع بها في المتابعات والشواهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعلنا نستأنس أحياناً بصنيع الإمام البخاري حينما يسوق الحديث مسنداً ثم يعقبه بقوله: تابعه فلان وفلان ..........
وعموماً يرجع الأمر إلى ما كان عليه فكل راويين اشتركا في رواية عن شيخ معين فأحدهما متابع للأخر، وكذلك الشواهد فكل حديث شاهد الحديث الآخر يشهد له، والله أعلم
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2007
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:56]ـ
ءأسف علي انقطاعي هذه الفترة، وحزينة عل عدم المشاركة معكم وذلك بسبب انشغالي في الإختبارات، فأرجو قبول عذري
شيخنا احسن الله إليكم
كيف يمكن الإستفادة من موقوفات الصحابة التي ليس لها حكم الرفع؟
وهل يمكن موقوف الصحابي أن يصحح به حديث ضعيف بسبب سوء حفظ الراوي
أم أن ذلك خاص بالحديث المرسل فقط
الجواب:
حياكم الله ومرحباً بكم، وفيما يتعلق بالتأخر فالإختبارات أخرت الجميع، نسأل الله أن يبارك للجميع في أوقاتهم.
وفيما يتعلق بالموقوفات فذكرها في كتب الحديث له فوائد وعوائد من ذلك ما يحصل من تفسير كثير من الأحاديث المرفوعة بأقوال أو أفعال الصحابة؛ وليتخير الفقيه من أقوالهم ولا يخرج من جملة فتاويهم.
وقضية تقوية المرفوع بالموقوف فهذا نادر وليس مطرد بل تلك أمور تدرك بالمباشرة، وهذا يختلف عن المرسل، وأحياناً يكون الموقوف علة للمرفوع إذا ترجح لدى الناقد الفطن أن الرفع خطأ، وأن الصواب الوقوف.
وأختم كلامي بنقل هذه الفائدة:
قال العراقي في شرح التبصرة والتذكرة 1/ 194 - 195 بتحقيقنا: ((وعَدُّ تفسيرِ الصحابةِ مرفوعاً محمولٌ على تفسيرٍ فيه أسبابُ النزولِ. ولم يعيّن ابنُ الصلاحِ القائلَ بأنَّ مطلقَ تفسيرِ الصحابيِّ مرفوعٌ، وهو الحاكمُ وعزاهُ للشيخينِ فقال في " المستدركِ ": ليعلمَ طالبُ العلمِ أنَّ تفسيرَ الصحابيِّ الذي شَهِدَ الوحيَ والتنزيلَ عندَ الشيخينِ حديثٌ مسندٌ. قال ابنُ الصلاحِ إنَّما ذلك في تفسيرٍ يتعلقُ بسببِ نزولِ آيةٍ يخبرُ بها الصحابيُّ أو نحوِ ذلك، كقولِ جابرٍ: ((كانتِ اليهودُ تقولُ: مَنْ أتَى امرأتَهُ مِن دُبرِها في قُبُلِها جاءَ الولدُ أحولَ، فأنزلَ اللهُ تعالى: نِسَاْؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ الآية)). قال: فأمّا سائرُ تفاسيرِ الصحابةِ التي لا تشتمِلُ على إضافةِ شيءٍ إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فمعدودةٌ في الموقوفاتِ)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1885
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 07:58]ـ
شيخنا الفاضل
وهل لا يتغير الحكم حتى إذا كان الموقوف من طريق آخر يختلف تماما عن الطريق المرفوع
الجواب:
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب
الموقوف إذا كان من طريق مختلف فهنا لا يضر المرفوع إذا تأكدنا أن المرفوع ليس خطأ ناشيء من المرفوع؛ وفي هذه الحال قد يصير الموقوف مقوياً للمرفوع؛ لأنه يدل على اشتهار المتن المرفوع وانتشاره ثم إن الإمام الشافعي قد أشار إلى نحو ذلك عند كلامه عن شروط قبول المرسل فقال: ((و كذلك إن وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى ما روي عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم)).
و ربما التمس الترمذي ذلك من كلام الشافعي فأخذ يقول في كثير من الأحاديث الضعيفة (1) الإسناد من حيث الصناعة الحديثية ((و عليه العمل عند أهل العلم)) مشيراً في ذلك -و الله أعلم- إلى تقوية الحديث عند أهل العلم؛ لأنَّ عملهم بمقتضاه يدل على اشتهار أصله عندهم. و قد يلتمس هذا من صنيع البخاري رحمه الله فقد قال في كتاب الوصايا من صحيحه (2): ((و يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالدين قبل الوصية)). و قد علق على ذلك الحافظ ابن حجر قائلاً (3): ((و كأن البخاري اعتمد عليه لاعتضاده بالاتفاق على مقتضاه، و إلا فلم تجر عادته أن يورد الضعيف في مقام الاحتجاج)).
(1) و كما في الأحاديث التالية:37 و54 و 113و 188و198 و 199و282 و288 و 345 و 359و 364 و 408 و 411 و 509 و 513 و 591 و 625 و 638 و 720 و 846 و 1117 و 1142 و 1182 و 1450 و 1460 و 1462 و 1467 و 2109 و 2112 و 2113 و 2122)).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) 4/ 6 و الحديث و صله أحمد رقم (595) , و الترمذي (2122) , و ابن ماجه (2715) و فيه الحارث الأعور كذبه الشعبي و رمي بالرفض و في حديثه ضعف كما في التقريب 1/ 141.
(3) الفتح 5/ 377.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1885
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:03]ـ
وهل يا شخنا أحسن الله إليكم في هذه الحالة التى يكون فيها المتن عمل العلماء عليه ينسب الحديث إلى النبي أم نقول
فقط أن عمل العلماء عليه، أم أننا نستطيع أن نقول في درجة هذا الحديث أنه صالح للإحتجاج به ويدخل في قسم الحديث المقبول
الجواب:
تلقي العلماء لحديث بالقبول فهو من الأمور التي تزول به العلة أحياناً و تخرج الحديث من حيز الرد إلى العمل بمقتضاه، بل ذهب بعض العلماء الى أن له حكم الصحة؛ قال الحافظ ابن حجر (1): ((و جزم القاضي أبو نصر عبد الوهاب المالكي في كتاب الملخص بالصحة فيما اذا تلقوه بالقبول)).
و قال ابن عبد البر (2) في الاستذكار -لما حكى عن الترمذي أن البخاري صحح حديث البحر: ((هو الطهور ماؤه)) -: و أهل الحديث لا يصححون مثل إسناده لكن الحديث عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول).
و في التمهيد (3) (روى جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم: الدينار أربع و عشرون قيراطا).
قال ((و في قبول جماعة من العلماء و اجماع الناس على معناه غنى عن إسناده))
و قال الزركشي (4): ((إن الحديث الضعيف إذا تلقته الأمة بالقبول عمل به على الصحيح حتى أنه ينزل منزلة المتواتر في أنه ينسخ المقطوع))
و عند الحنفية يعدون الضعيف إذا تلقاه العلماء بالقبول في حيز المتواتر كما نص عليه الجصاص (5) فقد قال عند الكلام على حديث: ((طلاق الأمة تطليقتان و عدتها حيضتان)) (6): ((و قد تقدم سنده و قد استعملت الأمة هذين الحديثين في نقصان العدة و إن كان وروده من طريق الآحاد فصار في حيز المتواتر لأن ما تلقاه الناس بالقبول من أخبار الآحاد فهو عندنا في معنى المتواتر لما بيناه في مواقع)).
لكن الصحيح أن الحديث لا يسمى صحيحاً لكن يعمل بالمسألة أخذاً بقول أهل العلم فالتصحيح شيء والعمل الفقهي شيء آخر، ومن أمثلة ذلك المسح على الجوبين فلم يصح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكنا نفتي به أخذ بقول وفعل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ومن ذلك التكبير عقب الصلوات في العيدين إنما جاء تقيده بعد الصلوات من فعل وقول الصحابة، وقد أجمع العلماء عليه كما نقله ابن رجب الحنبلي في فتح الباري
والله أعلم
.............................. ..... .......
(1) النكت 1/ 373.
(2) تدريب الراوي 1/ 67 أوجز المسالك 1/ 72 و هي في التمهيد 5/ 218 و 219 ولم أجد هذا النص في الاستذكار.
(3) ج 20/ 145 - 146 و نقله عنه السيوطي في التدريب 1/ 67 و الكاندهلوي في أوجز المسالك 1/ 72.
(4) في نكته على ابن الصلاح 2/ 497 نقلا عن مناهج المحدثين 22.
(5) احكام القرآن 1/ 386
(6) أخرجه أبو داود (2189) , و الترمذي (1182) , و ابن ماجه (2080) و الحاكم 2/ 502 , و البيهقي 7/ 370 و فيه مظاهر بن أسلم المخزومي المدني ضعيف من السادسة كما في التقريب ج2/ 255.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1885
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:07]ـ
شيخنا الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بودي أن أسأل عن مسأله تفرد الثقه هل هو مقبول مطلقاأم كما يقول بعض أهل العلم أنه يجب دراسة أحاديث الراوي الثقه ورؤية نسبة الخطأ والصواب عنده فإن كان نسبة الخطأ في مروياته أكثر من الصواب فإن تفرده غير مقبول والعكس؟
(المعذره شيخنا فأنا أكنب على حسب فهمي لما قرأت ولا أدري إن كان فهمي خاطئا أم صحيحا)
الجواب:
التفرد
التَّفَرُّدُ في اللغة:
مأخوذ من الفعل الثلاثي المزيد بحرفين (تَفَرَّدَ).
يقال: فَرَدَ بالأمر والرأي: انْفَرَدَ، وفَرَدَ الرجلُ: كَانَ وحده مُنْفرِداً لا ثاني مَعَهُ. وفَرَّدَ برأيه: اسْتَبَدَّ.
وَقَدْ أشار ابن فارس (1) إلى أن تراكيب هَذَا الأصل واشتقاقاته كلها تدل عَلَى الوحدة. إِذْ قَالَ: ((الفاء والراء والدال أصل صَحِيْح يدل عَلَى وحدة. من ذَلِكَ: الفرد وَهُوَ الوتر، والفارد والفرد: الثور المنفرد …)) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
التفرد في الاصطلاح:
عرّف أبو حفص الميانشي (3) الفرد بأنه: ما انفرد بروايته بعض الثقات عن شيخه، دون سائر الرُّوَاة عن ذَلِكَ الشيخ (4).
ويظهر من هَذَا التعريف بعض القصور في دخول بعض أفراد المُعَرَّف في حقيقة التعريف، إِذْ قَصَرَه عَلَى انفراد الثقة فَقَطْ عن شيخه (5).
وعرّف الدكتور حمزة المليباري التفرد وبيّن كيفية حصوله، فَقَالَ: ((يراد بالتفرد: أن يروي شخص من الرُّوَاة حديثاً دون أن يشاركه الآخرون)) (6).
وهذا التعريف الأخير أعم من التعريف الأول، فإنه شامل لتفرد الثقة وغيره، وعليه تدل تصرفات نقاد الْمُحَدِّثِيْنَ وجهابذة الناقلين، ولقد كثر في تعبيراتهم: حَدِيْث غريب، أو تفرّد بِهِ فُلاَن، أو هَذَا حَدِيْث لا يعرف إلا من هَذَا الوجه، أَوْ لا نعلمه يروى عن فُلاَن إلاّ من حَدِيْث فُلاَن، ونحوها من التعبيرات (7).
ولربما كَانَ الحامل للميانشي عَلَى تخصيص التعريف بالثقات دون غيرهم، أن رِوَايَة الضعيف لا اعتداد بِهَا عِنْدَ عدم المتابع والعاضد. ولكن من الناحية التنظيرية نجد الْمُحَدِّثِيْنَ عِنْدَ تشخيصهم لحالة التفرد لا يفرقون بَيْنَ كون المتفرد ثقة أو ضعيفاً، فيقولون مثلاً: تفرد بِهِ الزهري، كَمَا يقولون: تفرد بِهِ ابن أبي أويس (8).
وبهذا المعنى يظهر الترابط الواضح بَيْنَ المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، إِذْ إنهما يدوران في حلقة التفرد عما يماثله.
والتفرد ليس بعلة في كُلّ أحواله، ولكنه كاشف عن العلة مرشد إلى وجودها، وفي هَذَا يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: ((وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون في الْحَدِيْث إذا تفرد بِهِ واحد – وإن لَمْ يروِ الثقات خلافه -: إنه لا يتابع عَلَيْهِ.ويجعلون ذَلِكَ علة فِيْهِ، اللهم إلاّ أن يَكُوْن ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أَيْضاً ولهم في كُلّ حَدِيْث نقد خاص، وليس عندهم لِذَلِكَ ضابط يضبطه)) (9).
ومعنى قوله: ((ويجعلون ذَلِكَ علة))، أن ذَلِكَ مخصوص بتفرد من لا يحتمل تفرده، بقرينة قوله: ((إلا أن يَكُوْن ممن كثر حفظه …))، فتفرده هُوَ خطؤه، إِذْ هُوَ مظنة عدم الضبط ودخول الأوهام، فانفراده دال عَلَى وجود خلل ما في حديثه، كَمَا أن الحمّى دالة عَلَى وجود مرض ما، وَقَدْ وجدنا غَيْر واحد من النقاد صرح بأن تفرد فُلاَن لا يضر، فَقَدْ قَالَ الإمام مُسْلِم: ((هَذَا الحرف لا يرويه غَيْر الزهري، قَالَ: وللزهري نحو من تسعين حديثاً يرويها عن النَّبِيّ (صلى الله عليه وسلم) لا يشاركه فِيْهَا أحد بأسانيد جياد)) (10).
وَقَالَ الحافظ ابن حجر: ((وكم من ثقة تفرد بما لَمْ يشاركه فِيْهِ ثقة آخر، وإذا كَانَ الثقة حافظاً لَمْ يضره الانفراد)) (11).
وَقَالَ الزيلعي (12): ((وانفراد الثقة بالحديث لا يضره)) (13).
وتأسيساً عَلَى ما أصّلناه من قَبْل من أن تفرد الرَّاوِي لا يضر في كُلّ حال، ولكنه ينبه الناقد عَلَى أمر ما، قَالَ المعلمي اليماني: ((وكثرة الغرائب إنما تضر الرَّاوِي في أحد حالين:
الأولى: أن تكون مع غرابتها منكرة عن شيوخ ثقات بأسانيد جيدة.
الثانية: أن يَكُوْن مع كثرة غرائبه غَيْر معروف بكثرة الطلب)) (14).
وتمتع هَذَا الجانب من النقد الحديثي باهتمام النقاد، فنراهم يديمون تتبع هَذِهِ الحالة وتقريرها، وأفردوا من أجل ذَلِكَ المصنفات، مِنْهَا: كتاب " التفرد " (15) للإمام أبي داود، و " الغرائب والأفراد " (16) للدارقطني، و " المفاريد " (17) لأبي يعلى، واهتم الإمام الطبراني في معجميه الأوسط والصغير بذكر الأفراد، وكذا فعل البزار في مسنده، والعقيلي (18) في ضعفائه. وَهُوَ ليس بالعلم الهيّن، فهو ((يحتاج لاتساع الباع في الحفظ، وكثيراً ما يدعي الحافظ التفرد بحسب علمه، ويطلّع غيره عَلَى المتابع)) (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كُلّ الأحوال فإن التفرد بحد ذاته لا يصلح ضابطاً لرد الروايات، حَتَّى في حالة تفرد الضعيف لا يحكم عَلَى جميع ما تفرد بِهِ بالرد المطلق، بَلْ إن النقاد يستخرجون من أفراده ما يعلمون بالقرائن والمرجحات عدم خطئه فِيْهِ، وَهُوَ ما نسميه بعملية الانتقاء، قَالَ سفيان الثوري: ((اتقوا الكلبي (20)، فقيل لَهُ: إنك تروي عَنْهُ، قَالَ: إني أعلم صدقه من كذبه)) (21).
ومثلما أن تفرد الضعيف لا يرد مطلقاً، فكذلك تفرد الثقة – وكما سبق في كلام ابن رجب – لا يقبل عَلَى الإطلاق، وإنما القبول والرد موقوفان عَلَى القرائن والمرجحات. قَالَ الإمام أحمد: ((إذا سَمِعْتَ أصحاب الْحَدِيْث يقولون: هَذَا حَدِيْث غريب أَوْ فائدة. فاعلم أنه خطأ أو دخل حَدِيْث في حَدِيْث أَوْ خطأ من المُحدِّث أَوْ حَدِيْث ليس لَهُ إسناد، وإن كَانَ قَدْ رَوَى شعبة وسفيان، فإذا سمعتهم يقولون: هَذَا لا شيء، فاعلم أنه حَدِيْث صَحِيْح)) (22).
وَقَالَ أبو داود: ((والأحاديث الَّتِيْ وضعتها في كتاب " السنن " أكثرها مشاهير، وَهُوَ عِنْدَ كُلّ من كتب شَيْئاً من الْحَدِيْث، إلا أن تمييزها لا يقدر عَلَيْهِ كُلّ الناس، والفخر بِهَا: بأنها مشاهير، فإنه لا يحتج بحديث غريب، وَلَوْ كَانَ من رِوَايَة مالك
ويحيى بن سعيد و الثقات من أئمة العلم)) (23).
ونحن نجد أمثلة تطبيقية متعددة في ممارسة النقاد، مِنْهَا قَوْل الحافظ ابن حجر في حَدِيْث صلاة التسبيح: ((وإن كَانَ سند ابن عَبَّاسٍ يقرب من شرط الحسن إلا أنه شاذ لشدة الفردية وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر)) (24).
ويمكننا أن نقسم التفرد – حسب موقعه في السند – إلى قسمين:
الأول: تفرد في الطبقات المتقدمة:
كطبقة الصَّحَابَة، وطبقة كبار التَّابِعِيْنَ، وهذا التفرد مقبول إذا كَانَ راويه ثقة –وهذا الاحتراز فِيْمَا يخص طبقة التَّابِعِيْنَ –، فهو أمر وارد جداً لأسباب متعددة يمكن حصرها في عدم توفر فرص متعددة تمكّن الْمُحَدِّثِيْنَ من التلاقي وتبادل المرويات، وذلك لصعوبة التنقل في البلدان، لا سيما في هذين العصرين.
فوقوعه فيهما لا يولد عِنْدَ الناقد استفهاماً عن كيفيته، ولاسيما أن تداخل الأحاديث فِيْمَا بينها شيء لا يكاد يذكر، نظراً لقلة الأسانيد زياد على قصرها. هَذَا فِيْمَا إذا لَمْ يخالف الثابت المشهور، أو من هُوَ أولى مِنْهُ حفظاً أَوْ عدداً.
وإن كَانَ المتفرد ضعيفاً أَوْ مجهولاً -فِيْمَا يخص التَّابِعِيْنَ- فحكمه بيّن وَهُوَ الرد (25).
الثاني: التفرد في الطبقات المتأخرة
فبعد أن نشط الناس لطلب العلم وأداموا الرحلة فِيْهِ والتبحر في فنونه، ظهرت مناهج متعددة في الطلب والموقف مِنْهُ، فكانت الغرس الأول للمدارس الحديثية الَّتِيْ نشأت فِيْمَا بَعْد، فكان لها جهدها العظيم في لَمِّ شتات المرويات وجمعها، والحرص عَلَى تلقيها من مصادرها الأصيلة، فوفرت لَهُم الرحلات المتعددة فرصة لقاء المشايخ والرواة وتبادل المرويات، فإذا انفرد من هَذِهِ الطبقات أحد بشيء ما فإن ذَلِكَ أمر يوقع الريبة عِنْدَ الناقد، لا سيما إذا تفرد عمن يجمع حديثه أَوْ يكثر أصحابه، كالزهري ومالك وشعبة وسفيان وغيرهم (26).
ثم إنّ العلماء قسموا الأفراد من حَيْثُ التقييد وعدمه إلى قسمين:
الأول: الفرد المطلق: وَهُوَ ما ينفرد بِهِ الرَّاوِي عن أحد الرُّوَاة (27).
الثاني: الفرد النسبي: وَهُوَ ما كَانَ التفرد فِيْهِ نسبياً إلى جهة ما (28)، فيقيد بوصف يحدد هَذِهِ الجهة.
وما قِيْلَ من أن لَهُ أقساماً أخر، فإنها راجعة في حقيقتها إلى هذين القسمين.
أما الحكم عَلَى الأفراد باعتبار حال الرَّاوِي المتفرد فَقَطْ من غَيْر اعتبار للقرائن والمرجحات، فهو خلاف منهج الأئمة النقاد المتقدمين، إذن فليس هناك حكم مطرد بقبول تفرد الثقة، أو رد تفرد الضعيف، بَلْ تتفاوت أحكامهما، ويتم تحديدها وفهمها عَلَى ضوء المنهج النقدي النَّزيه؛وذلك لأن الثقة يختلف ضبطه باختلاف الأحوال والأماكن والشيوخ لخلل يحدث في كيفية التلقي للأحاديث أَوْ لعدم توفر الوسائل الَّتِيْ تمكنه من ضبط ما سَمعه من بعض شيوخه، أو لحدوث ضياع في بعض ما كتبه عن بعض شيوخه حَتَّى وَلَوْ كَانَ من أثبت
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحابهم وألزمهم، ولذا ينكر النقاد من أحاديث الثقات – حَتَّى وَلَوْ كانوا أئمة – ما ليس بالقليل.
ــــــــــــــــــــــ
(1) هو العلامة اللغوي المحدّث أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، المعروف بالرازي، المالكي، من مؤلفاته: " المجمل " و " الحجر " و " معجم مقاييس اللغة "، توفي سنة (395 ه)، وَقِيْلَ: (390 ه).
سير أعلام النبلاء 17/ 103، والبداية والنهاية 11/ 287، والأعلام 1/ 193.
(2) مقاييس اللغة 4/ 500. وانظر: لسان العرب 3/ 331، وتاج العروس 8/ 482، والمعجم الوسيط 2/ 679، ومتن اللغة 4/ 379.
(3) هُوَ أبو حفص عمر بن عَبْد المجيد القرشي الميانشي، له كراس في علم الْحَدِيْث أسماه: " ما لا يسع المحدّث جهله "، توفي بمكة سنة (581 ه).
العبر 4/ 245، والأعلام 5/ 53.
وَقَدْ وقع في بعض مصادر ترجمته (الميانشي)، نسبة إلى (مَيّانِش) قرية من قرى المهدية. انظر: معجم البلدان 5/ 239، والعبر 4/ 245، ونكت الزركشي 1/ 190، وتاج العروس 17/ 392.
وفي بعضها (الميانجي) وَهِيَ نسبة إلى (ميانج) موضع بالشام، أو إلى (ميانه) بلد بأذربيجان. انظر: الأنساب 5/ 320، واللباب 3/ 278، ومعجم البلدان 5/ 240، ومراصد الاطلاع 3/ 1341.
وكذا نسبه الحافظ ابن حجر في النُّزهة: 49، وتابعه شرّاح النّزهة عَلَى ذَلِكَ. انظر مثلاً: شرح ملا علي القاري: 11.
(4) ما لا يسع المحدّث جهله: 29.
(5) وأجاب عَنْهُ بعضهم بأن رِوَايَة غَيْر الثقة كلا رِوَايَة. التدريب 1/ 249.
(6) الموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين: 15.
(7) انظر عَلَى سبيل المثال: الجامع الكبير، للترمذي عقب (1473) و (1480م) و (1493) و (1495) و (2022).
(8) هُوَ إسماعيل بن عَبْد الله بن أويس بن مالك الأصبحي، أَبُو عَبْد الله بن أبي أويس المدني: صدوق، أخطأ في أحاديث من حفظه، توفي سنة (226 ه) وَقِيْلَ: (227 ه).
تهذيب الكمال 1/ 239 و 240 (452)، وسير أعلام النبلاء 10/ 391 و 395، والكاشف 1/ 247 (388).
(9) شرح علل الترمذي 2/ 406.
(10) الجامع الصَّحِيْح 5/ 82 عقب (1647).
(11) فتح الباري 5/ 11.
(12) الفقيه عالم الْحَدِيْث أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن يوسف بن مُحَمَّد الزيلعي، من مؤلفاته: " نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية " و " تخريج أحاديث الكشاف "، توفي سنة (762 ه).
الدرر الكامنة 2/ 310، والأعلام 4/ 147.
(13) نصب الراية 3/ 74.
(14) التنكيل 1/ 104.
(15) هُوَ مفقود وَكَانَ موجوداً في القرن الثامن، والمزي ينقل مِنْهُ كثيراً في تحفة الأشراف انظر عَلَى سبيل المثال 4/ 630 (6249)، والرسالة المستطرفة: 114.
(16) وَقَدْ طبع ترتيبه للمقدسي في دار الكتب العلمية ببيروت عام 1998 م.
(17) طبع بتحقيق عَبْد الله بن يوسف جديع في دار الأقصى، الكويت، الطبعة الأولى 1985 م.
(18) هُوَ الحافظ الناقد أبو جعفر مُحَمَّد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي الحجازي صاحب كتاب
" الضعفاء الكبير "، توفي سنة (322 ه).
سير أعلام النبلاء 15/ 236 و 238، والعبر 2/ 200، وتذكرة الحفاظ 3/ 833 – 834.
(19) نكت الزركشي 2/ 198.
(20) هُوَ أبو النضر مُحَمَّد بن السائب بن بشر الكلبي، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، توفي سنة (146 ه).
كتاب المجروحين 2/ 262، وسير أعلام النبلاء 6/ 248 - 249، والتقريب (5901).
(21) الكامل 7/ 274، وميزان الاعتدال 3/ 557.
(22) الكفاية (142 ه، 225 ت). والمراد من الجملة الأخيرة، أن الْحَدِيْث لا شيء يستحق أن ينظر فِيْهِ، لكونه صحيحاً ثابتاً.
(23) رسالة أبي داود إلى أهل مكة (مع بذل المجهود) 1/ 36.
(24) التلخيص الحبير 2/ 7، والطبعة العلمية 2/ 18 - 19. وانظر في صلاة التسبيح: جامع الترمذي 1/ 491 – 494 (481) و (482).
(25) إلا أن توجد قرائن أخرى ترفع الْحَدِيْث من حيز الرد إلى حيز القبول.
(26) انظر: الموقظة: 77، والموازنة بَيْنَ منهج المتقدمين والمتأخرين: 24.
(27) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث: 80 وطبعتنا: 184، وشرح التبصرة والتذكرة 1/ 217 وطبعتنا 1/ 286، ونُزهة النظر: 78.
(يُتْبَعُ)
(/)
(28) انظر: مَعْرِفَة أنواع علم الحديث: 80 وطبعتنا: 184، والتقريب والتيسير: 73 وطبعتنا: 119 - 120، وفتح المغيث 1/ 239، وظفر الأماني: 244.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1951
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله أن فتح لنا في هذا الموقع نافذة مع الشيخ د. ماهر الفحل؛ وقد استفدت كثيراً من مقالاته؛ ولدي أسئلة - آمل الجواب عنها دون تقييدها بوقت بل متى تيسر -:
1 - تعليقا على مقالكم: " تعارض الوصل والانقطاع "، هل مذهب الترمذي - كما أفهم - إذا تعارض الوصل والإرسال أنه يميل - غالبا - إلى الإرسال؟ (لي عناية بسننه ولاحظت ذلك فأردت التوثق)
2 - أود التحقق من صحة الإسناد التالي:
قال أبو جعفر الطبري: حدثنا الحارث عن عبدالعزيز عن صدقة بن عبادة الأسدي عن أبيه عن ابن عباس الخبر في سورة يوسف عند تفسير قوله (وأوحينا إليه لتنبنئهم .. ) الآية.
فبحثت عن صدقة بن عبادة بن نشيط الأسدي (وبعضهم ينسبه إلى الأزدي) فلم أجد من ترجم لهما - فيما وقفت - البخاري في التأريخ الكبير وابن حبان في الثقات فالبخاري أثبت سماع عبادة من ابن عباس؛ وابن حبان وثقهما
ولم أعرف عبدالعزيز في هذا الإسناد؛ ولا أدري هل في شيوخ ابن جرير أحد متكلم فيه؛ ولم أعرف الحارث لأنهما في طبقة متأخرة
أعلم أن الأئمة يتسامحون في الأخبار الموقوفة - لا سيما أنه خبر عن بني إسرائيل ليس فيه ما ينكر - وإنما أردت الصناعة الحديثية.
وقد وجدت أن محمود شاكر وأحمد شاكر قد ترجما لصدقة وأبيه في تخريج أحاديث تفسير الطبري لكني لم أقف على ذلك؛ والله المستعان.
وقد تركت بعض ما في الخاطر انتظاراً لجوابكم؛ والله يحفظكم ويرعاكم.
أخوكم وتلميذكم
نايف
الجواب:
حياكم الله ومرحباً بكم وجزاكم الله كل خير
قولكم: هل مذهب الترمذي - كما أفهم - إذا تعارض الوصل والإرسال أنه يميل - غالبا - إلى الإرسال؟
الجواب: لا ليس منهجه ترجيح المرسل على المسند، بل منهجه في ذلك هو صنيع الأئمة المتقنين من أئمة الحديث، أن الترجيح حسب القرائن، وهو تارة يرجح المسند، وتارة تكون أحاديث مختلف فيها وصلاً وإرسالاً، لكنه لا يتكلم لصحة الوصل والإسناد على الإرسال؛ إذن فهو ليس له منهج مطرد في ذلك إنما مرجع ذلك عنده على حسب القرائن، والله أعلم.
وفيما يتعلق عن إسناد الطبري فالكتاب ليس بين يدي لإنشغالي بالاختبارات في كلية العلوم الإسلامية، ولعلي الخميس أكون في دار الحديث، فأراجع الأمر.
وفقكم الله وستر عليكم وزادكم من فضله
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1868
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:17]ـ
نريد مثالاً للإعلال بالاختصار
الجواب:
حَدِيْث لاوضوء إلاّ من صوت أو ريح وأثر اختصار الْحَدِيْث فِيْهِ
رَوَى شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح)) (1).
هكذا رَوَى شعبة الْحَدِيْث مختصراً، نبّه عَلَى ذَلِكَ حفاظ الْحَدِيْث ونقاده، فأبو حاتم الرازي يَقُوْل: ((هَذَا وهم، اختصر شعبة مَتْن هَذَا الْحَدِيْث، فَقَالَ: ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح))، ورواه أصحاب سهيل عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا كَانَ أحدكم في الصَّلاَة فوجد ريحاً من نفسه فَلاَ يخرجن حَتَّى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)))) (2).
وَقَالَ البَيْهَقِيّ: ((هَذَا مختصر)) (3).
إلا أن الحَافِظ ابن التركماني قَالَ: ((لَوْ كَانَ الْحَدِيْث الأول مختصراً من الثاني، لكان موجوداً في الثاني مَعَ زيادة، وعموم الحصر المذكور في الأول لَيْسَ في الثاني، بَلْ هما حديثان مختلفان)) (4).
وتابعه عَلَى هَذَا التعليل الشوكاني، فَقَالَ: ((شعبة إمام حافظ واسع الرِّوَايَة، وَقَدْ رَوَى هَذَا اللفظ بهذه الصيغة المشتملة عَلَى الحصر، ودينه، وإمامته، ومعرفته بلسان العرب يرد ما ذكره أبو حاتم)) (5).
وأيّد هَذَا الشَّيْخ أبو إسحاق الحويني في تحقيقه لـ " منتقى " ابن الجارود (6).
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِذَا ذهبنا نستجلي حقيقة الأمر بطريق البحث العلمي المستند إِلَى حقائق الأمور وقواعد أصحاب هَذَا الفن، نجد أن أبا حاتم الرازي لَمْ يحكم بهذا الحكم من غَيْر بينة، إِذْ أشار في تضاعيف كلامه إِلَى أن مستنده في الحكم بوهم شعبة واختصاره للحديث: مخالفته لجمهور أصحاب سهيل، وهذا هُوَ المنهج العلمي الَّذِي يتبعه أَئِمَّة الْحَدِيْث في مَعْرِفَة ضبط الرَّاوِي، وذلك من خلال مقارنة روايته برواية غيره، وهذا يقتضي جمع الطرق، والحكم عن تثبت، لا بالتكهن والتجويز العقلي الخلي عن البرهان والدليل.
وبغية الوصول إِلَى الحكم الصائب تتبعنا طرق هَذَا الْحَدِيْث، فوجدنا سبعة من أصحاب سهيل رووه عن سهيل خالفوا في رواياتهم رِوَايَة شعبة، وهم:
1. جرير بن عَبْد الحميد بن فرط الضبي، عِنْدَ مُسْلِم (7)، والبيهقي (8).
2. حماد بن سلمة، عِنْدَ: أَحْمَد (9)، والدارمي (10)، وأبي داود (11).
3. خالد بن عَبْد الله الواسطي، عِنْدَ ابن خزيمة (12).
4. زهير بن معاوية، عِنْدَ أبي عوانة (13).
5. عَبْد العزيز بن مُحَمَّد الدراوردي، عِنْدَ التِّرْمِذِيّ (14)، وابن خزيمة (15)، وابن المنذر (16).
6. مُحَمَّد بن جعفر، عِنْدَ البَيْهَقِيّ (17).
7. يَحْيَى بن المهلب البجلي، عِنْدَ الطبراني في " الأوسط " (18).
ورِوَايَة الجمع أحق أن تتبع ويحكم لها بالسلامة من الخطأ.
ولا يطعن هَذَا في إمامة شعبة ودينه، فهذا أمر وهذا أمر آخر، ومن ذا الَّذِي لا يخطئ.
ولا يشترط أن يَكُوْن لفظ الْحَدِيْث المختصر موجوداً في الْحَدِيْث المختصر مِنْهُ، بَلْ يكفي وجود المعنى، إِذْ لربما اختصر الرَّاوِي الْحَدِيْث، ثُمَّ رَوَى اللفظ المختصر بالمعنى، فَلاَ يبقى رابط بَيْنَهُمَا سوى المعنى، وهذا ما نجده في حديثنا هَذَا، وبه يندفع اعتراض ابن التركماني ومن قلّده.
.............................. ..... ............................
(1) أخرجه الطيالسي (2422)، وابن الجعد (1643)، وأحمد 2/ 410 و 435 و 471، وابن ماجه (515)، والترمذي (74)، وابن الجارود (2)، وابن خزيمة (27)، والبيهقي 1/ 117 و 220.
(2) علل الْحَدِيْث 1/ 47 (107).
(3) السنن الكبرى 1/ 117.
(4) الجوهر النقي 1/ 117.
(5) (نيل الأوطار 1/ 224.
(6) غوث المكدود 1/ 17.
(7) في صحيحه 1/ 190 (362) (99).
(8) في سننه 1/ 117.
(9) في مسنده 2/ 414.
(10) في سننه (727).
(11) في سننه (177).
(12) في صحيحه (24) و (28).
(13) في مسنده 1/ 267.
(14) في جامعه (75)، وسياق الإِمَام التِّرْمِذِيّ للرواية المختصرة وتعقيبه بالرواية المطولة، ينبه بِذَلِكَ ذهن الباحث عَلَى وجود كلتا الرِّوَايَتَيْنِ، لا أنَّهُ صحح كلا الرِّوَايَتَيْنِ!!!
(15) في صحيحه (24).
(16) في الأوسط (149).
(17) في سننه 1/ 161.
(18) 2/ 157 (1565).
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على إفادتنا بهذه الطرق
فما كنت أدري أن أحدا خالف أبا حاتم في هذا
"نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا" من هو ابن التركمان؟
أحسن الله إليكم شيخنا الطريق الثاني الذي ذكرتموه لما قدمتم الدارمي على أبي داود؟
بالنسبة لتخريخ وجمع طرق الحديث هل هناك مراجع أخرى غير كتاب "اتحاف المهرة؟
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ماهر ..
ألا يتقوّى حديث شعبة الذي رواه مختصراً، ألا يتقوّى بشاهد السائب بن خباب .. الذي أخرجه أحمد في المسند:
حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن مالك، أن محمد بن عمرو بن عطاء حدثه، قال: رأيت السائب يشم ثوبه، فقلت له: مم ذاك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا وضوء إلا من ريح أو سماع " ..
نفعنا الله بعلمكم.
همدان
الجواب:
وأنتم بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
ابن التركماني: هو علي بن عثمان المارديني المتوفى 745 صاحب كتاب الجوهر النقي وهو تعقبات على كتاب السنن الكبرى للبيهقي.
وفيما يتعلق بالتخريج فيجب الرجوع إلى الكتب ولا يكتفى بإتحاف المهرة.
أما متابعة ابن لهيعة فلا تصلح للتقوية لضغف ابن لهيعة؛ ولعل حديث شعبة انقلب عليه.
وفقكم الله
استدراك
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي المكرم همدان أرجو أن تتابع الموضوع لعلي أكتب غداً نقداً مفصلاً لما سألت عنه.
هذا ما وعدت
ويشهد لرواية شعبة حديث السائب بن خباب (1) لكنه لا يصلح للتقوية.
أخرجه: ابن أبي شيبة (8074) وابن ماجه (516) والطبراني في " الكبير " (6622) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3475) من طريق عبد العزيز بن عبيد الله.
وأخرجه: أحمد 3/ 426من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن المبارك.
كلاهما: (عبد العزيز، ومحمد) عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: رأيت السائب يشم ثوبه فقلت له:مم ذاك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا وضوء إلا من ريح أو سماع)).
وفي الإسناد الأول عبد العزيز بن عبيد الله، وهو ضعيف قال عنه الحافظ في التقريب (4111): ((ضعيف ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش)).
وفي الإسناد الثاني: ابن لهيعة وهو ضعيف. وفيه أيضاً محمد بن عبد الله بن مالك، وهذا ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " 1/ 129 (380) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 406 (1652) وابن حجر في تعجيل المنفعة 2/ 188 (944) فلم يذكر أحد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/ 361 إلا أنه لم يأت بما يدل على أنه سبر روايته فيكون توثيقه مردوداً (2). ويكون محمد مجهول الحال.
.............................. ..... ............
(1) جاء في رواية ابن ماجه ((السائب بن يزيد)) وهو وهم، ولعل الواهم فيه ابن ماجة نفسه؛ وذلك أنه أخرج الحديث من طريق ابن أبي شيبة وعند الرجوع إلى المصنف برقم (8074) وجدت الحديث للسائب بن خباب. وانظر تعليق مؤلفي المسند الجامع 6/ 10 (3955).
(2) قال الحافظ في" لسان الميزان " 1/ 14: ((وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه، وهذا هو مسلك ابن حبان في كتاب " الثقات " الذي ألفه فإنه يذكر خلقاً ممن ينصب أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون وكأن عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1278
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:19]ـ
ومن الاعلال لقرينة الاختصار اعلال شعبة لحديث ام سلمة كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نام لا يمس ماء - او بهذا اللفظ الوهم مني- اذكر ان شعبة بن الحجاج اعله لاختصار ابو اسحاق السبيعي له
ولعلي اراجع ذلك فالكلام من الذاكرة
غفر الله شيخنا الكريم ماهر الفحل وربط على قلوبكم وجعلكم الله هداة مهتدين
الجواب:
أحسنت أخي الكريم همدان
نعم حديث أبي إسحاق أعل بالاختصار، وهو حديث أبي اسحاق السبيعي، عن الأسود، عن عائشة، قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام و هو جنب و لا يمس ماء)).والحديث أخرجه الطيالسي (1397)، و أحمد 6/ 43 و 106 و 109 و 146 و 171، و أبو داود 1/ 58 رقم (228)، و ابن ماجه 1/ 192 رقم (581) و (582) و (583)، و الترمذي 1/ 202 رقم (118)، و أبو يعلى (4729)، و الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 124 و 125، و البيهقي 1/ 201، و البغوي (268).
وقد دخل على أبي إسحاق حديثان فاختصرهما في هذا المتن ووقع في الخطأ، وقد تناول هذا الحديث العلامة ابن رجب الحنلي في كتابه العظيم " فتح الباري " وتوسع في شرح خطأ أبي إسحاق - رحم الله الجميع رحمة واسعة
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1278&page=2
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:26]ـ
فضيلة الشيخ: ماهر الفحل حفظكم الله
أريد أن أتدرب على دراسة الأسانيد، والذي أعلمه أنه يحكم على السند من خلال أضعف راوي، ولو كان هناك جمع كبير ثقات في نفس السند فهل هذا صحيح؟
كما أنه هناك أثر أشكلت علي دراسته وهو ما أثر عن الثوري قوله: (لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال) والذي ذكره الخطيب في تاريخه6/ 149. لأن في إسناده عبد الله بن الحسين الأشقر ولم أجد من ترجم له. فأفيدوني مأجورين
الجواب:
حياكم الله ومرحباً بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما يتعلق بالحكم على الأسانيد فالأمر ليس متعلقاً بالنظر إلى الرواة ثقات كانوا أو ضعفاء بل يجب الانتباه على العلل الأخرى كالشذوذ والعلة أو نكارة المتن أو علل الانقطاع، والباحث لا يتعجل الحكم قبل البحث عن أقوال الأئمة الذين حكموا على الأحاديث، بل يبحث عن ذلك جامعاً لأقوالهم ومتفهماً لكلامهم ومرجحاً للخلاف في أحكامهم الجزئية في حال وقوع الاختلاف.
والحكم على الأحاديث يجب أن يكون من خلال نظرة شمولية تشمل المتن والسند والأقوال. فالحكم على الحديث يكون خلاصة هذه الأركان الثلاثة.
ثم يخرج الحديث لتعلم المتابعات والطرق ويبقى النظر من المدار فما فوق، ويحكم على الحديث بما يليق به حينذاك.
والله أعلم
تكرمتم بالإجابة عن الشق الأول من السؤال إلا أن الشق الآخر وهو إسناد أثر سفيان الثوري فيه أبو بكر الخطيب وهو ثقة، وأحمد بن محمد وهو صدوق، وابن عقدة وهو مضعف عند بعض النقاد ومقوى عند البعض الآخر، وعثام صدوق وعبد الله بن الحسين الأشقر لم أقف له على ترجمة فكيف يكون الحكم؟
وإن لم تمانعوا هل الممكن طرح إسناد علي لدراسته ومن ثم عرضه عليكم للإستفادة من توجيهاتكم، حيث إني أريد أن أتعلم وأتقن هذه المسألة؟
فتح الله عليكم ما أغلق عليكم وفرج الله لنا ولكم
الجواب:
اأحسن الله إليك ونفع بك
الحقيقة إني لم أجد ترجمة للمذكور، وأقول التالي:
1 - لقد فرحت حينما وجدتك تستعملين نسخة دار الغرب الإسلامي لتأريخ بغداد، وهي لا تتوفر للكل.
2 - ويظهر أن عندك مكتبة جديدة، ما دمت تحاولين أن تتقني الحكم على الأسانيد؛ فلعك متخصصة.
3 - لا تتدربي على أسانيد نازلة لا تجدين تراجم لأصحابها؛ بل تدربي على أسانيد كتب خدم رجالها.
4 - السؤال هو: كيف تحكمين على الإسناد التالي وهو ما رواه الترمذي في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم (208) قال: حدثنا علي بن حجر، قال: حدثنا ابن
المبارك، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: سقيتُ النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب، وهو قائم.
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:35]ـ
فضيلة الشيخ /ماهر الفحل- حفظكم الله- ذكرت إحدى الأخوات إسناد أثر روي عن سفيان الثوري: (لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال) وقد ذكره الخطيب في تاريخه6/ 149.
و فيه أبو بكر الخطيب وهو ثقة، وأحمد بن محمد وهو صدوق، وابن عقدة وهو مضعف عند بعض النقاد ومقوى عند البعض الآخر، وعثام صدوق وعبد الله بن الحسين الأشقر ولم تقف له على ترجمة.
وسألت الأخت عن كيفية الحكم على مثل هذا، ولقد تعرضت يا فضيلة الشيخ لمثل هذا الإسناد كثيرا، أحياناً أستطيع الحكم دون معرفة هذا الراوي لوجود علة أخرى وأحياناً لا أستطيع فأترك هذا الأثر مع حاجتي إليه.
خذ مثال على ذلك، في أثناء تخريج سبب نزول قوله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) (النساء:7) قلت: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (3/ 872) من طريق علي بن المبارك عن زيد بن المبارك عن محمد بن ثور الصنعاني عن ابن جريج عن ابن عباس- رضي الله عنه- مختصرا.
وفي إسناده علي بن محمد بن المبارك الصنعاني لم أجد له ترجمة، وابن جريج لم يسمع من ابن عباس فالإسناد منقطع.
فهذا الإسناد استطعت الحكم عليه، لكن كثيراً ما أترك روايات أحتاج لها في تقرير أو ترجيح وادعها لوجود راوي لم أرَ من ترجم له، وخاصة الخطيب البغدادي، يذكر رواة لا أجد من ترجم لهم، وأحياناً أجد ذكر الراوي في معرض ترجمة أبيه كالراوي أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد وهو الإِمام أَبي عُلاثة مُحمد بن عَمرو بنُ خَالِدِ بنِ فَرُّوْخِ بنِ سَعْيدِ التَّمِيْمِي، ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمة أبيه: (4/ 399)، والذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبيه: (9/ 144).
ولقد حاولت أن أجد من ترجم للراوي عبد الله بن الحسين الأشقر، لأتأكد من صحة هذا الأثر وهل ذكره كان في معرض الرد على فرقة معينة؟ و لم أجد له ترجمة، ووجدت ابن الأعرابي في معجمه ذكر هذا الأثر ونسبه إلى أبي جعفر الهاشمي من طريق أحمد عن عمر بن حفص بن غياث، عن عثام بن علي العامري، عن عبدويه عن أبي جعفر الهاشمي قال: «لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال».
أتمنى يافضيلة الشيخ لو وجدت حلاً لمثل هذا، خاصة الأثر المذكور لما خُصّ حب علي وعثمان دون سائر الخلفاء، وهل الثوري - رحمه الله- ذكره في معرض الرد على فرقة معينة، أو أن إسناده ضعيف لا يحتج به، جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان أعمالكم.
الجواب:
أشكر لك همتك ونشاطك وجهدك؛ فأسأل الله أن يبارك لك في وقتك، وأقول:
أولاً: فيما يتعلق بأثر سفيان الثوري: ((لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال)) وقد ذكره الخطيب في تاريخه6/ 149، فهو إلى الصحة ماهو، بل هو أقرب إلى الضعف لقدح في بعض رجاله؛ ولأنَّ عبد الله بن الحسين الأشقر في حكم المجهول؛ لكنَّ بعض الآثار التي لم تكن مخالفة للمشهور المتداول المعلوم يترخص العلماء في أسانيدها في أغلب الأحيان.
ثانياً: إذا كان رجوعك للأسانيد المتأخرة من أجل التدريب فأتمنى أن تتدربي على الأسانيد العالية لا سيما تلك التي خدم رجالها مثل الكتب الستة ومؤلفات أصحاب.
ثالثاً: وفيما يتعلق بقول سفيان الثوري فلربما قاله – إن صح الخبر – رداً على الرافضة لاسيما وأنه كوفيٌّ، وهناك منبع أصول الرفض.
رابعاً: لا بد من مراجعة بعض كتب التراجم المتأخرة، مثل ذيول تأريخ بغداد والسير وتأريخ الإسلام وطبقات الشافعية وغيرها مثل كتب تراجم بعض البلدان، ومن المهم في ذلك لسان الميزان
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1843
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 08:41]ـ
شيخنا الكريم الفاضل - حفظكم الله ونفع بكم -
امتن الله علينا بشيخ فاضل في علم الحديث، مستعد أن يدرسنا كتابا في علم الحديث - بأنواعه - على أن نبحث نحن عن الكتاب المراد شرحه أو الموضوع المراد بيانه - والمنة بعد الله له -،
فأحتاج إلى مشورتكم شيخنا، في اسم الكتاب أو الموضوع،
وقد عرضته في منتدى المشاريع فوجدت جوابا من الشيخ الفاضل عبدالحي والأخت الكريمة أم البررة فقط، غير أني احتاج المزيد من المقترحات لا سيما ما ترونه حفظكم الله، ووضعته هناتقريبا للمسافة لكم. وأعتذر عن الإزعاج.
مع العلم، أن الدورة مدتها 10إلى 15 ساعة - متقطعة طبعا -، والمطلوب إنهاء الشرح في تلك المدة دون تمديد، ولا يكون الكتاب (نزهة النظر، الباعث الحثيث، مقدمة مسلم، ضوابط الجرح والتعديل، الرفع والتكميل)، فالملخص، نحتاج كتابا صغير الحجم، مهما في بابه أو في المصطلح عموما. أو موضوعا كذلك.
وذلك في القريب قدر الطاقة. شكر الله لكم مقدما ونفعكم ونفع بكم.
الجواب:
إذا كان الأمر كذلك فعليكم بكتاب " الموقظة " للذهبي، فهو ميسور الحجم متوفر بالأسواق، وله دروس صوتية ودروس مفرغة على الشبكة، ومادته العلمية جيدة.
وفقكم الله
شكر الله لكم شيخنا الفاضل ..
عرضنا على الأستاذ الموقظة فلم يقبلها لأنها غير كاملة - كما ذكر -
رضي الله عنكم فضيلة الشيخ ونفع بكم وأدخلكم الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب ..
ومع هذا لست أزهد بمزيد نصحكم واقتراحكم - أحسن الله إليكم.
جزاكم الله خيراً
عموماً كتب مصطلح الحديث يغني بعضها عن بعض.
وأنا أعتقد من يقرأ واحداً من الكتب الآتية قرءة متأنية متأتية يكفيه:
1 - معرفة أنواع علم الحديث.
2 - فتح الباقي.
3 - شرح التبصرة والتذكرة.
وقد طبعت جميعها بتحقيقي في دار الكتب العلمية 1423، وأجلها شرح التبصرة والتذكرة لوسعها.
ومما يطور هذا العلم عند الإنسان
1 - شرح علل الترمذي لابن رجب، وأفضل طبعة طبعة نور الدين عتر.
2 - النكت على كتاب ابن الصلاح، وقد حققته في مجلد 791 وهو حبيس في دار الميمان مذ سنوات.
3 - النكت الوفية للبقاعي، وقد حققته، وينزل السوق قريباً.
فمن قرأ الكتب الثلاثة الأخيرة وواحداً من الثلاثة الأولى؛ فإنه يكفيه.
وفقكم الله
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1725
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 10:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا حفظكم الله وأحسن إليكم
أجد في كتب الفقه يذكرون أن أقل ذكر للركوع والسجود تسبيحة واحدة، فهل هناك دليل على ذلك؟
فقد وجدت عند الترمذي وغيره وهذا لفظ الحديث عند الترمذي
عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي قال " إذا ركع احدكم، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات ـ فقد تم ركوعه، وذلك أدناه ...... " الحديث
قال الترمذي وفي الباب عن حذيفة، وعقبة بن عامر
وقال حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل، عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق بن مسعود
والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون ألاّ ينتقص الرجل في الركوع والسجود عن ثلاث تسبيحات
فهل معنى كلام الترمذي أن الثلاث علي الإستحباب فقط، وإن كان كذلك فما الدليل على أن الواجب تسبيحة واحدة فقط
وهل حديث ابن مسعود هذا يتقوى بمجموع الطرق
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فإنَّ الجواب عن هذا السؤال فيتحمل التفصيل، فأما الحديث فهو في مسند الإمام الشافعي 1/ 272 (230)، ونصه:
حَدَّثَنَا الأَصَمُّ*، قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبُوَيْطِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَقَدْ تَمَّ رُكُوعُهُ وَذَلِكَ أَدْنَاهُ، وَإِذَا سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى ثَلاَثَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَرَّاتٍ، فَقَدْ تَمَّ سُجُودُهُ وَذَلِكَ أَدْنَاهُ)).
وعلقت عليه بقولي:
إسناده ضعيف، لإرساله، ولجهالة إسحاق بن يزيد الهذلي.
أخرجه البيهقي في المعرفة (807) من طريق الشافعي.
وأخرجه ابن أبي شيبة (2575) ط الحوت، والبخاري في تاريخ الكبير 1/ 405، وأبو داود (886)، وابن ماجه (890)، والترمذي (261)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 232، والدارقطني 1/ 343، والبيهقي 2/ 86 و110، وفي المعرفة، له (808)، والبغوي (621)، والمزي في تهذيب الكمال 2/ 494.
في جميع الروايات: ((عن عبد الله بن مسعود)).
قَالَ أبو داود: ((مُنْقَطِع – عَون لَمْ يُدْرِك عبد الله)).
وذَكَرَهُ البُخَارِيّ في التَارِيخ الكبير، وَقَالَ: ((مُرْسَل)).
وَقَالَ التِّرْمِذِي: ((لَيْسَ إسْنَاده بِمُتَّصِل؛ عَون لَمْ يَلْقَ ابن مَسْعُود)).
انظر: نصب الراية 1/ 375، وتحفة المحتاج 1/ 301، والتلخيص الحبير 1/ 258، وإرواء الغليل 2/ 39 - 40.?
الأم 1/ 111، وطبعة الوفاء 2/ 254 - 255.
والحديث مُنْقَطِع ولَكِنَّهُ يَتَقَوَى بِشَوَاهِد عن عَدَدٍ من الصَّحَابَة مِنْهُم: عُقْبَة بن عامر عند البيهقي 2/ 86، وجبير بن مطعم عند الدارقطني 1/ 342، وحذيفة بن اليمان عند البيهقي2/ 85.))
وعلقت على قوله: ((ابن مسعود)): ((وهكذا في الأم والمسند المطبوع وبدائع المنن وفي مصادر التخريج زيادة عن ابن مسعود)).
قال ماهر: وعند رجوعي أمس 16/ 12/1428 إلى تحفة الأحوذي 2/ 120 وجدت الشارح قال: ((والظاهر أن هذه الأحاديث بمجموعها تصلح أن يستدل بها على استحباب أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، والله أعلم)).
ثم إني هنا لا بد أن أنبه إلى مسألة مهمة تتعلق بكلام الإمام الترمذي عقب الأحاديث فقوله: ((وفي الباب عن حذيفة وعقبة بن عامر)). أنَّه لما يشير إلى ذلك لا يقصد التقوية دائماً، ولا يقصد أنَّ الحديث جاء بهذا اللفظ، بل ننتفع من ذلك بفوائد وعوائد، منها: أنه يطلعنا على جهد الصحابة ومساهمتهم في نقل السنة، وكذلك ننتفع على مقدرة الإمام الترمذي في جمع المرويات بسبيل مختصر، زمن خلاله نفهم سبب تسمية الكتاب بـ " الجامع الكبير المختصر "، وكذلك نعلم أن المحدث الذي يريد الحكم على الأحاديث لا بد من أن يقف على أحاديث الباب ويضرب بعضها ببعض حتى يستخرج العلل وتبين له خفايا الأخطاء.
وحتى ينتفع الفقيه فينظر إلى تلك الأحاديث نظرة شمولية، ويسلط بعضها على بعض؛ ليخصص عامها ويقيد مطلقها، ثم يخرج بحكم صحيح يليق مع مجموع الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المسألة الواحدة؛ فإنَّ الإنسان متعبدٌ بجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وليعلم أن ليس كل ما يذكره الترمذي في الباب يكون بنفس اللفظ؛ بل إنَّ كثيراً منه يكون في معنى تلك المسألة.
إذن فينبغي الانتباه إلى ذلك كي نعرف المراد أولاً، وكي لا نقع في خطأ يجعلنا ندخل على السنة ما ليس منها، أو أن نخرج منها ما هو منها.
ولعلي أهتبل الموقف وأشير إلى أن في بعض ما يذكره الترمذي من ذلك يقوي بالمعنى، أي أن بعض تلك الشواهد لا تقوي المتن يل تقوى المعنى العام إلى جاء به ذلك المعنى.
أما ما يتعلق بالمسألة الفقهية فقال ابن قدامة في المغني 1/ 578: ((ويجزيء تسبيحه واحدة؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتسبيح في حديث عقبة، ولم يذكر عدداً، فدل على أنه يجزيء أدناه)).
وقال ابن أخيه في الشرح الكبير 1/ 578: ((ولأنه ذكر مكرر فأجزأت واحدة كسائر الأذكار)).
أقول: حديث عقبة بن عامر فهو ما أخرجه أبود في سننه (869): ((حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ الْمَعْنَى قَالَا حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُوسَى قَالَ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=25602&posted=1#post25602
ـ[طالبة السنة]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 12:13]ـ
جزاكم الله خيرا .. ونفع الله بعلم الشيخ ماهر وبارك الله فيه
--------
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال أبو داود رحمه الله في كتاب الصوم باب 61
2437 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِى الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ. تحفة 18389
ولعل هذا الحديث هو آخر ما ذكره المزي في تحفة الأشراف من الأحاديث قبل أن يشرع في باب المراسيل وما يجري مجراها:
والسؤال، أبا الحارث، حفظك الله:
هل وقفت لامرأة هنيدة على ترجمة؟
وإني لم أجد لها كبير ذكر في كتب الرجال إلا ما ذكر البخاري في ترجمة هنيدة بن خالد، أنه روى عنها عن أم سلمة.
وإني لأعلم أن هنيدة اختلف في صحبته، فذكره ابن حبان في ثقات التابعين وفي الصحابة، وابن منده وابن عبد البر في الاستيعاب، لكن لم يذكر البخاري له صحبة، ولا أبو حاتم، فيما أذكر، والظاهر أنه تابعيٌ كما قال د/ بشار عواد، في تحرير التقريب، ولم يجزم الحافظ ابن حجر بأن له صحبة، لا في التقريب ولا في الإصابة، ويبدو لي، والله أعلم، أن امرأة هنيدة تابعيةٌ أيضا، ولعل هنيدة تفرد عنها، فهي أقرب إلى الجهالة،
فما ترى؟ حفظك الله، في شأنها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------
قال الشيخ ماهر وفقه الله:
حياك الله أخي الكريم، أسأل الله أن يزيدك علماً وفضلاً.
أما ما يخص إمرأة هنيدة فقد ذكرها الحافظ ابن حجر في التقريب (8812) في فصل المبهمات من النساء على ترتيب من روى عنهن رجالاً ونساءً وقال: ((لم أقف على اسمها، وهي صحابية روت عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ... )). ولكني لم أقف على علة عدها في الصحابة مع أنها ليس لها من الحديث غير حديثنا هذا – هذا فيما وقفت عليه من المصادر -–ولم أقف على من سبق الحافظ في ذلك.
أما هنيدة فأنا مع ما ذهبتَ إليه، وأزيد عليه أن العلائي ذكر هنيدة في " جامع التحصيل " (852) وقال: ((ذكره الصنعاني فيمن اختلفت صحبته ولا وجه لذلك؛ لأنَّه تابعيٌّ يروي عن عائشة رضي الله عنها)) وذكر الذهبي في " الكاشف " (5988) وقال: ((ثقة)) وهذا يدل على أنه تابعيٌّ عنده.
وقال الحافظ في " تهذيب التهذيب " 11/ 64: ((وأخرج أبو نعيم حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن ليس فيهما تصريح)).
وبعد البحث والتنقيب: وجدت البيهقي أخرج في " السنن الكبرى " 9/ 155عن هنيدة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يأخذ هذا السيف بحقه، ... )) وهذا كالذي ذكره ابن حجر ليس فيه تصريح، فهذا الذي قدمناه مع إعراض المتقدمين عن تخريج حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا لا نخرج هنيدة من دائرة التابعين.
ثم إنَّ الحديث قد اختلف على هنيدة اختلافاً بيناً.
فجاء في بعض الروايات عن أمه عن أم سلمة.
أخرجه: أحمد 6/ 289و 310، وأبو داود (2452)، والنسائي 4/ 221 (2727) وأبو يعلى (6889) و (6982) و (3854).
وفي رواية رواه عن حفصة من غير واسطة.
أخرجه أحمد 6/ 287، والنسائي (2723) و (2724) و4/ 220، وأبو يعلى (7041) و (7048) وابن حبان (6422)، والطبراني في الكبير 23/ (354) و (396) وفي الأوسط، له (7831).
وأخرجه الطبراني في الكبير 23/ (1017) عن امرأته عن أم سلمة.
ولكن جاء في بعض الروايات أنه قال: دخلت على حفصة وهذا يرجمها، ويبقى التأريخ قائماً بين رواية أمه ورواية زوجته، ورواية الطبراني الأخيرة تبين أنه لم يحفظ الروايتين لأن أمه ترويه عن أم سلمة وليست زوجته، والله أعلم
المصدر:
http://hadiith.net/montada/showthread.php?t=2522
ـ[طالبة السنة]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 12:29]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ما المنهج الأمثل لدراسة العلل، وأي الكتب ترشح للمبتدئ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد
فأقول: إن علم الْحَدِيْث النبوي الشريف من أشرف العلوم الشرعية، بَلْ هُوَ أشرفها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بكتاب الله تَعَالَى الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم؛ لذا نجد الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الْحَدِيْث ونقدها ودراستها، حَتَّى بالغوا أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عَنْ اختلاف الروايات وطرقها وعللها فأمسى علم مَعْرِفَة علل الْحَدِيْث رأس هَذَا العلم وميدانه الَّذِيْ تظهر فِيْهِ مهارات الْمُحَدِّثِيْنَ، ومقدراتهم عَلَى النقد.
ثُمَّ إن لعلم الْحَدِيْث ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي؛ إِذْ إنا نجد جزءاً كبيراً من الفقه هُوَ في الأصل ثمرة للحديث، فعلى هَذَا فإن الْحَدِيْث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي. ومعلوم أنَّهُ قَدْ حصلت اختلافات كثيرة في الْحَدِيْث، وهذه الاختلافات مِنْهَا ما هُوَ في السند، ومنها ما هُوَ في الْمَتْن، ومنها ما هُوَ مشترك بَيْنَ الْمَتْن والسند. وَقَدْ كَانَ لهذه الاختلافات دورٌ كبيرٌ في اختلاف الفقهاء. فكان لزاماً على كل طالب علم أن يجد في هذا العلم.
ومن ذلك قراءة كتب العلل وكتب التخريج ومن أهم الأمور التي ترفع رصيد طالب العلم بذلك هي أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد، فهو إمام في العلل إمام في الجرح والتعديل. ومعلوم أن من أعظم مرتكزات علم العلل علم الجرح والتعديل، فينبغي لمن أراد الدراسة المثلى لعلم العلل أن يجد في النظر في كتب الجرح والتعديل وعليه أن يتعرف على قواعده ومعاني مصطلحات أهله، مع ضرورة معرفة منهج كل عالم من علماء الجرح والتعديل، ثم التعرف على طبقات الرواة ومعرفة شيوخ الرواة وتلاميذهم؛ لمعرفة متى يكون هذا الراوي قوياً في هذا الشيخ، ومتى يكون ضعيفاً في ذاك الشيخ، ويلزم حفظ كمية كبيرة من الأحاديث الصحيحة مع معرفة السيرة والتأريخ والتظلع بعموم علوم الشريعة عامة وبعلم الحديث خاصة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 06:45]ـ
شيخنا الفاضل
نفع الله بكم
هلا أرشدتموني لكتب تحدثت عن المعاجم بصفة عامة
و منهج الطبراني في معاجمه الثلاثة، الأكبر والأوسط والأصغر بصفة خاصة
الجواب:
حياكم الله ومرحباً بكم.
الحقيقة لا اعلم كتاباً في العلم توسع في شرح ما اردتيه لكن تكلم الكتاني في الرسالة المستطرفه بعض الشي صفحة 38و135 - 136 ومن الذين تكلموا عن ترجمة الطبراني الشيخ الحافظ ابو زكريا يحيى ابن عبد الوهاب ابن الحافظ ابن منده وقد طبعَ في أخر الجزء الخامس والعشرين من المعجم الكبير صفحة 329 - 368 وقد تكلم عن الطبراني ومؤلفاته وسردَ 107 كتاباً.
قال ماهر: المعجم الكبير رتبه على اسماء الصحابة وهو اشبه بالمسانيد لكنه سمي معجماً لأن الصحابة رتبوا على حروف المعجم (أ، ب، ت ... ) والكتاب طبع في خمسة وعشرين مجلداً ما عدا (13، 14، 15، 16، 21) ثم عثر على قطعة من الجزء 13 طبع في دار العاصمة.
أما المعجم الاوسط فهو يتمثل في جمع الاحاديث الغرائب والفوائد مع النص على غرابتها ومواضع التفرد فيها أو المخالفة؛ لهذا فهو من مصادر العلل المهمه لذا قال عنه الطبراني: ((هذا الكتاب روحي)).
أما المعجم الصغير فقد جعله لشيوخه الذين روى عنهم حديثاً أو حديثين يعني أن الكتاب عن شيوخه المقلين.
المصدر:
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 06:48]ـ
ما مناهج المحدثين في التقوية بالمتابعات والشواهد؟
وهل يرجح منهج على منهج؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحقيقة إن هذا الموضوع مهم جداً لمن يمارس صناعة الحديث، وتترتب عليه تبعات خطيرة؛ لخطورة قضية التصحيح والتضعيف.
وباب التقوية بالمتابعات والشواهد باب يدخله كثير من الناس على غير الجادة؛ فإن كثيراً من الناس يقوي لمجرد اختلاف الطرق، وهذا شذوذ؛ لأن العبرة من الطرق نعرف أن الراوي الذي في حفظه مقال قد حفظ هذا الحديث بدليل الطريق الآخر الذي يدل على ضبط الراوي الأول، وهذه أمور تدرك بالمباشرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث: 173 وما بعدها (طبعتنا): ((النَّوْعُ الخَامِسَ عَشَرَ
مَعْرِفَةُ الاعْتِبَارِ وَالْمُتَابِعَاتِ وَالشَّوَاهِدِ
هذهِ أمورٌ يَتَداولونها في نَظَرِهم في حالِ الحديثِ: هَلْ تَفَرَّدَ بهِ راويهِ أو لا؟، وهَلْ هُوَ معروفٌ أو لا؟، ذكرَ أبو حاتِمٍ محمدُ بنُ حِبَّانَ التميميُّ الحافظُ – رَحِمَهُ اللهُ – أنَّ طريقَ الاعتبارِ في الأخبارِ مثالُهُ: أنْ يَرويَ حمادُ بنُ سَلَمَةَ حديثاً لَمْ يُتابَعْ عليهِ، عَنْ أيُّوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ، عَنْ أبي هريرةَ، عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيُنْظَرَ هلْ روى ذلكَ ثِقَةٌ غيرُ أيّوبَ، عَنِ ابنِ سيرينَ؟ فإنْ وُجِدَ عُلِمَ أنَّ للخبرِ أصلاً يُرْجَعُ إليهِ، وإنْ لَمْ يوجدْ ذلكَ، فثقةٌ غيرُ ابنِ سيرينَ رواهُ عنْ أبي هريرةَ، وإلاَّ فصحابيٌّ غيرُ أبي هريرةَ رواهُ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأيُّ ذلكَ وُجِدَ، يُعْلمُ بهِ أنَّ للحديثِ أصلاً يَرجِعُ إليهِ وإلاَّ فلاَ.
قُلْتُ: فمثالُ المتابعةِ أنْ يرويَ ذلكَ الحديثَ بعينِهِ عَنْ أيُّوبَ غيرُ حمّادٍ، فهذهِ المتابعةُ التامَّةُ. فإنْ لَمْ يَرْوِهِ أحدٌ غيرُهُ، عَنْ أيوبَ، لكنْ رواهُ بعضُهُم عَنِ ابنِ سيرينَ أوْ عَنْ أبي هريرةَ، أو رواهُ غيرُ أبي هريرةَ، عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذلكَ قدْ يُطلَقُ عليهِ اسمُ المتابعةِ أيضاً، لكنْ تَقْصُرُ عَنِ المتابَعَةِ الأُولى بحَسَبِ بُعْدِها مِنْها، ويجوزُ أنْ يُسَمَّى ذلكَ بالشاهدِ أيضاً. فإنْ لَمْ يُرْوَ ذلكَ الحديثُ أصلاً مِنْ وجهٍ مِنَ الوجوهِ المذكورةِ، لكنْ رُوِيَ حديثٌ آخرُ بمعناهُ، فذلكَ الشاهِدُ من غيرِ متابعةٍ، فإنْ لَمْ يُرْوَ أيضاً بمعناهُ حديثٌ آخرُ، فقد تحقّقَ فيهِ التفرّدُ المطلقُ حينَئِذٍ.
وينقسمُ عندَ ذلكَ إلى: مردودٍ منكرٍ، وغيرِ مردودٍ كما سَبَقَ.
وإذا قالوا في مثلِ هذا: ((تفَرَّدَ بهِ أبو هريرةَ، وتَفَرَّدَ بهِ عَنْ أبي هريرةَ ابنُ سيرينَ، وتَفَرَّدَ بهِ عَنِ ابنِ سيرينَ أيّوبُ، وتَفَرَّدَ بهِ عنْ أيوبَ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ)) كانَ في ذلكَ إشعارٌ بانتفاءِ وجوهِ المتابعاتِ فيهِ.
ثُمَّ اعْلَمْ أنَّهُ قَدْ يدخلُ في بابِ المتابعةِ والاستشهادِ روايةُ مَنْ لا يحتجُّ بحديثِهِ وَحْدَهُ بلْ يكونُ معدوداً في الضعفاءِ، وفي كتابَيِ البخاريِّ ومسلمٍ جماعةٌ مِنَ الضعفاءِ ذَكَرَاهُم في المتابعاتِ والشواهِدِ، وليسَ كلُّ ضعيفٍ يَصْلُحُ لذلكَ، ولهذا يقولُ الدارقطنيُّ وغيرُهُ في الضعفاءِ: ((فلانٌ يُعْتَبَرُ بهِ، وفلانٌ لا يُعْتَبَرُ بهِ))، وقدْ تَقَدَّمَ التنبيهُ على نحوِ ذلكَ، واللهُ أعلمُ.
مثالٌ للمتابعِ والشاهدِ: رُوِّيْنا مِنْ حديثِ سفيانَ بنِ عُيينةَ، عَنْ عمرِو بنِ
دينارٍ، عَنْ عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((لَوْ أخَذُوا إِهَابَها فَدَبَغُوهُ فانتَفَعُوا بهِ))، ورواهُ ابنُ جريجٍ، عَنْ عمرٍو، عَنْ عطاءٍ ولَمْ يذكرْ فيهِ
الدِّبَاغَ، فذكرَ الحافظُ أحمدُ البيهقيُّ لحديثِ ابنِ عيينةَ متابِعاً وشاهِداً. أمَّا المتابعُ فإنَّ أسامةَ بنَ زيدٍ تابَعَهُ عَنْ عطاءٍ. وروى بإسنادِهِ عَنْ أسامةَ، عَنْ عطاءٍ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((أَلاَ نَزَعْتُمْ جِلْدَها فَدَبَغْتُمُوهُ فاسْتَمْتَعْتُمْ بهِ))، وأمَّا الشاهِدُ فحديثُ عبدِ الرَّحْمَانِ بنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أيُّما إهَابٍ دُبِغَ فقَدْ طَهُرَ)) واللهُ أعلمُ.))
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1297
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:40]ـ
شيخنا الفاضل
شاهدت في قناة الحديث برنامج فن اصطلاح الحديث وهو عبارة عن سؤال وجواب
وهناك سؤال لم استطيع استيعاب الاجابة لا لصعوبتها ولكن لطولها
والسؤال هو: مالفرق بين المتابعة التامة والمتابعة القاصرة؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر سهل: إذا كانت المتابعة للشيخ نفسه تسمى متابعة تامة وإذا كانت لشيخ الشيخ تسمى نازلة، وكلاهما تقوي الحديث، قال الحافظ العراقي في شرح التبصرة والتذكرة: ((وقولُهُ: (إذ تابعوا محمدَ بنَ عمرٍو). ذكرهُ بعد قولِهِ: (كمتنِ ((لولا أنْ أشقَّ))). ليعلمَ أنَّ التمثيلَ ليس لمُطْلَقِ هذا الحديثِ، ولكنْ بقيدِ كونِهِ من روايةِ مُحَمَّدِ بنِ عمرو. ولستُ أريدُ بالمتابعةِ كونَهُ رواهُ عن أبي سلمةَ عن أبي هُرَيرَة غيرُ محمدِ بنِ عمرٍو؛ ولكنَّ متابعةَ شيخِهِ أبي سلمةَ عليه عن أبي هريرةَ فقد تابعَ أبا سلمةَ عليه عن أبي هريرةَ، عبدُ الرحمن بنُ هرمزٍ الأعرجُ، وسعيد المقبريُّ، وأبوه: أبو سعيدٍ، وعطاءٌ مولى أُمِّ صُبَيَّةَ، وحميدُ بنُ عبدِ الرحمن، وأبو زرعة بنُ عمرِو بنِ جريرٍ، وهو متفقٌ عليه من طريقِ الأعْرَجِ. والمتابعةُ قَدْ يُراد بها متابعةُ الشيخِ، وقد يُراد بها متابعةُ شيخِ الشيخِ، كما سيأتي الكلامُ عليهِ في فصلِ المتابعاتِ والشواهدِ.)).
وقال في الموضع المشار إليه:
((هذهِ الألفاظُ يتداولها أهلُ الحديثِ بينَهم.
فالاعتبارُ: أنْ تأتيَ إلى حديثٍ لبعضِ الرواةِ، فتعتبرُه برواياتِ غيرِهِ منَ الرواةِ بسبرِ طُرُقِ الحديثِ ليُعرفَ هلْ شاركَهُ في ذلكَ الحديثِ راوٍ غيرُهُ فرواهُ عنْ شيخِهِ أمْ لا؟
فإنْ يَكنْ شاركَهُ أحدٌ ممَّنْ يُعتبرُ بحديثهِ، أيْ: يصلحُ أنْ يخرجَ حديثُه للاعتبارِ بهِ والاستشهادِ بهِ، فيسمَّى حديثُ هَذَا الَّذِي شاركَهُ تابعاً – وسيأتي بيانُ مَنْ يعتبرُ بحديثهِ في مراتبِ الجرحِ والتعديلِ – وإنْ لمْ تجدْ أحداً تابعَهُ عليهِ عنْ شيخهِ فانظرْ هلْ تابعَ أحدٌ شيخَ شيخِهِ فرواهُ متابعاً لهُ أمْ لاَ؟ إنْ وجدتَ أحداً تابعَ شيخَ شيخِهِ عليهِ، فرواهُ كما رواهُ فسمِّهِ أيضاً تابعاً. وقدْ يسمُّونَهُ شاهداً، وإنْ لمْ تجدْ فافعلْ ذلكَ فيمنْ فوقَهُ إلى آخرِ الإسنادِ حتَّى في الصحابيِّ، فكلُّ مَنْ وُجِدَ لهُ متابعٌ فسمِّهِ تابعاً. وقدْ يسمُّونَهُ شاهداً، كما تقدَّمَ، فإنْ لَمْ تَجدْ لأحدٍ ممَّنْ فَوقَهُ متابعاً عليهِ فانظرْ هلْ أتى بمعناهُ حديثٌ آخرُ في البابِ أمْ لا؟ فإنْ أتى بمعناهُ حديثٌ آخرُ فسمِّ ذلكَ الحديثَ شاهداً، وإنْ لَمْ تجدْ حديثاً آخرَ يؤدِّي معناهُ، فقد عُدِمَتِ المتابعاتُ والشواهدُ. فالحديثُ إذاً فردٌ. قالَ ابنُ حبَّانَ: وطريقُ الاعتبارِ في الأخبارِ، مثالُهُ أنْ يرويَ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ حديثاً لَمْ يُتابعْ عليهِ، عنْ أيُّوبَ، عنِ ابنِ سِيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فيُنْظرَ: هلْ روى ذلكَ ثقةٌ غيرُ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ؟ فإنْ وُجِدَ عُلِمَ أنَّ للخبرِ أصلاً يُرْجَعُ إليهِ، وإنْ لَمْ يُوجَدْ ذلكَ، فثِقَةٌ غيرُ ابنِ سيرينَ رواهُ عنْ أبي هريرةَ، وإلاَّ فصحابيٌّ غيرُ أبي هريرةَ، رواهُ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. فأيُّ ذلكَ وُجِدَ يُعْلَمُ بهِ أنَّ للحديثِ أصلاً يرجعُ إليهِ، وإلاَّ فَلاَ. انتهى. قلتُ: فمثالُ مَا عُدِمَتْ فيهِ المتابعاتُ من هَذَا الوجهِ من وجهٍ يثبتُ ما رواهُ الترمذيُّ منْ روايةِ حمّادِ بنِ سَلَمَةَ، عنْ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، أراهُ رَفَعَهُ: ((احببْ حبيبكَ هوناً مَا، … الحديثَ)). قالَ الترمذيُّ: حديثٌ غريبٌ لا نعرفُهُ بهذا الإسنادِ إلاَّ منْ هَذَا الوجهِ. قلتُ: أيْ من وجهٍ يثبتُ، وقدْ رواهُ الحسنُ بنُ دينارٍ، وهوَ متروكُ الحديثِ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، قالَ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ ": ((ولا أعلمُ أحداً قالَ عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ إلاَّ الحسنَ بنَ دينارٍ. ومن حديثِ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، رواهُ حمادُ بنُ سلمةَ، ويرويهِ الحسنُ بنُ أبي جعفرٍ، عنْ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ عنْ حُمَيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحِمْيريِّ، عنْ عليٍّ مرفوعاً. انتهى.
والحسنُ بنُ أبي جعفرٍ منكرُ الحديثِ، قالَهُ البخاريُّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقولُهُ: (مثالُه لو أخذوا إهابها)، هذا مثالٌ لما وُجِدَ لهُ تابعٌ وشاهدٌ أيضاً. وهوَ مَا روى مسلمٌ والنسائيُّ من روايةِ سفيانَ بنِ عُيينةَ، عنْ عَمْرِو بنِ دينارٍ، عنْ عطاءٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، أنَّ رسولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم: ((مَرَّ بِشَاةٍ مَطْرُوحَةٍ أُعْطِيَتْهَا مَوْلاَةٌ لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلاَّ أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ))، فلمْ يذكرْ فيهِ أحدٌ منْ أصحابِ عمرِو بنِ دينارٍ: فدبغوهُ، إلاَّ ابنُ عيينةَ. وقدْ رواهُ إبراهيمُ بنُ نافعٍ المكيُّ عن عمرٍو، فلمْ يذكرِ الدِّباغَ. وقولُ ابنِ الصلاحِ: ورواهُ ابنُ جريجٍ عن عمرٍو، عنْ عطاءٍ، ولَمْ يذكرْ فيهِ الدِّباغَ، يوهمُ موافقةَ روايةِ ابنِ جريجٍ لروايةِ ابنِ عيينةَ في السندِ وليسَ كذلكَ، فإنَّ ابنَ جريجٍ زادَ في السندِ ميمونةَ فجعلهُ من مسندها. وفي روايةِ ابنِ عيينةَ أنَّهُ من مسندِ ابنِ عبّاسٍ، فلهذا مَثَّلْتُ: بإبراهيمَ بنِ نافعٍ، واللهُ أعلمُ. فَنَظَرنَا هلْ نجدُ أحداً تابعَ شيخَهُ عمرَو بنَ دينارٍ على ذكرِ الدباغِ فيهِ، عنْ عطاءٍ أمْ لاَ؟ فوجدنا أسامةَ بنَ زيدٍ الليثيَّ تابعَ عَمْرَاً عليهِ. ورواهُ الدارقطنيُّ والبيهقيُّ من طريقِ ابنِ وَهْبٍ، عنْ أسامةَ، عنْ عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لأهلِ شاةٍ ماتتْ: ((ألا نزعتُمْ إِهَابَهَا فدبَغْتُمُوهُ، فانتَفَعْتُمْ بهِ)).
قالَ البيهقيُّ وهكذا رواهُ الليثُ بنُ سعدٍ، عنْ يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عنْ عطاءٍ. وكذلكَ رواهُ يحيى بنُ سعيدٍ، عنِ ابنِ جريجٍ، عنْ عطاءٍ.
فكانتْ هذهِ متابعاتٍ لروايةِ ابنِ عيينةَ. ثمَّ نظرْنَا فوجَدْنَا لها شاهداً، وهوَ ما رواهُ مسلمٌ وأصحابُ السُّننِ من روايةِ عبدِ الرحمنِ بنِ وَعْلةَ المصريِّ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ الله ?: ((أيُّمَا إهَابٍ دُبِغَ فقدْ طَهُرَ)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1300
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:43]ـ
شيخنا أحسن الله إليكم
في كتاب العلل لابن أبي حاتم (ص /125) ط / دار الفاروق
وسألت أبا زرعة عن حديث رواه شعبة، والأعمش، عن سلمة بن كهيل عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه ... فذكر حديث عمار عن النبي في التيمم (رواه النسائي 318 ـ وأبو داود برقم 322 عن شعبة)
(ورواه أبو داود برقم 321 عن الأعمش)
ورواه الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن عبد الرحمن بن أبزى (وهو عند أبي داود برقم 320) قال ابو زرعة حديث شعبة أشبه
السؤال أحسن الله إليكم
ما المعنى الدقيق لقول أبي زرعة: حديث شعبة أشبه (في هذا الحديث بالأخص)؟
وهل هذه العبارة معناها واحد عند المحدثين أم أنها تختلف؟
وبالنسبة لحديث عمار عن النبي في التيمم، قد وردت روايات بتقديم الوجه على الكفين، وروايات بتقديم الكفين على الوجه في التيمم فهل هذا من خلاف التنوع أم أن هناك روايات مُرَجَّحة على الأخرى؟
الجواب:
الجواب
أقول وبالله التوفيق:
أخرج الحديث من طريق شعبة: مسلم 1/ 193 (368) (112)، و أبو داود (324) و (325)،والنسائي 1/ 169 و1/ 170 وفي الكبرى له (303) و305) من طريقه عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، به
أما طريق الأعمش فقد أخرجه أبو داود برقم (323) وإسناده كتالي: الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار بن ياسر، به.
وأخرجه: أبو داود (322)، والنسائي 1/ 168 وفي الكبرى له (302) من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار بن ياسر، به
وفي طريق النسائي قرن مع أبي مالك عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى.
والمعلوم أنه إذا اختلف شعبة وسفيان الثوري، فالقول قول سفيان؛ لكن هذا ليس على إطلاقه ومثل هذا يدرك بالمباشرة، والفطنة من خير ما أُتيه الإنسان.
وقد رواه شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار بن ياسر، به.
أخرجه: البخاري 1/ 92 (338) و1/ 93 (339) و (340) و (341) و (342) و (343)، ومسلم 1/ 193 (368) (112) و (113)
ولعل هذا الطريق هو الذي دفع أبا زرعة في الحكم لرواية شعبة؛ إذ إن معنى قول أبي زرعة: ((حديث شعبة أشبه))، أي أنه أشبه بالصواب من حديث الثوري.
وهذا ما يتعلق باختلاف الإسناد، أما الاختلاف الواقع في المتن فهذا يحتاج إلى بحث مطول وراجعي في ذلك كتب الشروح.
وأما ما يتعلق بمصطلح ((أشبه)) فهو مصطلح شامل يراد به أن ما أطلق عليه هذا المصطلح هو الأقرب للصواب، مع عدم القطع بذلك.
ومثل هذا حينما يقولون جيد، وقوي، وما أشبه ذلك من ألفاظ التقوية التي يستبدلونها بقول صحيح وحسن
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1240
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:46]ـ
فضيلة الشيخ نفع الله بكم
ماأوسع كتاب تحدث عن المصنفات الحديثية
من حيث تعريفها، والمطبوع منها والمخطوط
منهج بعض المصنفات، كمصنف عبد الرزاق
الفرق بينها وبين الموطأت
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل من أحسن ما ألف في ذلك
1 - الرسالة المستطرفة للكتاني.
2 - ومقدمة تحفة الأحوذي للمباركفوري.
3 - وبحوث في تأريخ السنة المشرفة لـ أكرم ضياء العمري.
وفيما يتعلق بالفرق بين الموطآت والمصنفات، فالنوعان المذكوران مما ألف على أبواب الفقه، يزاد عليهما الجوامع والسنن؛ فيكون مجموع ما ألف على أبواب الفقه.
1 - الجوامع؛ كالجامع الصحيح للبخاري والجامع الصحيح لمسلم.
2 - السنن كالسنن الأربعة.
3 - الموطآت كموطأ مالك وموطأ ابن أبي ذئب.
4 - المصنفات كمصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة.
وسبب التنويع تنوع الطرق.
فالجوامع تجمع جميع ابواب العلم ويستفاد من قوله: (الجامع) أنه يجمع الأحكام والفضائل والأخبار عن الأمور الماضية، والآتية، والآداب، والرقائق، والتفسير.
والسنن؛ الكتب المحتوية على السنن النبوية بحيث تكون مرجعاً للفقيه.
والموطآت، وهي ما شملت الأحاديث المرفوعة والموقوفات والمقطوعات وأقوال المصنف؛ وكأنه بذلك وطأ الكتاب للناس، أي ذلله وبسطه.
والمصنفات ما بسطت فيها أقوال الصحابة والتابعين مع الأحاديث المرفوعة.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1226
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:48]ـ
شيخنا أحسن الله إليكم
ما هي الكتب التي اعتنت بالآثار، وما هي الكتب التي اعتنت بالكلام عليها من حيث الصحة والضعف
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فيما يتعلق بالكتب التي اعتنت بالآثار، فهي على النحو التالي:
1 - مصنف عبد الرزاق.
2 - ومصنف ابن أبي شيبة.
3 - والسنن الكبرى.
4 - والمحلى لابن حزم.
5 - وتهذيب الآثار للطبري.
والثلاثة الأخيرة فيها بعض الأحكام.
وفقكم الله
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1226
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:51]ـ
طرح علينا سؤال ونحتاج لمساعدتكم شيخنا الفاضل
السؤال
(أخرجاه ومتفق عليه) كلا اللفظين للحديث الذي رواه البخاري ومسلم
ولكن بينهما فرق دقيق ذكره أهل الحديث فما هو؟؟
أنا بحثت فلم أجد بينهما فرق كلاهما مترادفين لمعنى واحد
أفيدونا أفادكم الله
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل هذا أتمنى أن تجدي في تعلم العربية فقولك: ((أنا بحثت فلم أجد بينهما فرق كلاهما مترادفين لمعنى واحد)).
فيه خطئان، الأول: ((فرق)) صوابه: ((فرقاً)) فهو منصوب على المفعولية، والآخر ((مترادفين)) صوابه ((مترادفان)) مرفوع على الخبرية.
وأعتذر عن هذا التنبيه.
أما الجواب عن السؤال: فبينهما عموم وخصوص فكل متفق عليه أخرجاه، ولا عكس؛ إذ إن أخرجاه تعم أن البخاري ومسلماً أخرجا الحديث، وقد يكون الحديث من نفس الصحابي، وقد يكونا أخرجاه عن صحابيين اثنين.
أما متفق عليه، فمعناه: اتفقا على تخريجه من نفس الصحابي.
وفقكم الله وزادكم من فضله.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1204
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 07:54]ـ
جزاك الله خيرا طالبة الحديث الشريف على السؤال وجزى الله الشيخ على الاجابة
فلقد حصلنا على فائدة نحمدالله تعالى عليها
وهذا سؤال آخر للشيخ حفظه الله
اذا حددت 6 ساعات في الأسبوع لتدارس الحديث الشريف ولمدة أربع سنوات فما هي منهجية الكتب التى تقترحونها لتدارسها على الترتيب بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
الجواب:
جزاكم الله خيراً، ويسر الله لكم وستر عليكم
نصائح لطالب الحديث:
1 - لابد من حفظ أحاديث مجموعة من الكتب حفظاً تاماً؛ فلابد لطالب العلم من مخزون حفظي. ومما يستحسن حفظه: الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين.
2 - لابد من قراءة بعض كتب الشروح، مثل جامع العلوم والحكم، وشرح النووي على صحيح مسلم، ففي الأول يمتلك الطالب ملكة علمية متنوعة، وفي الثاني يتعلم استنباط الفقه والأحكام.
3 - الأكثار من قراءة: اللؤلؤ والمرجان، ومختصر البخاري ومختصر مسلم؛ ثم الإكثار من الإمعان في الكتب الستة مراراً وتكراراً.
4 - لابد من قراءة كتب المصطلح، فيقرأ شرح التبصرة والتذكرة (طبعتنا) ومعرفة أنواع علم الحديث (طبعتنا) و النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر، وشرح علل الترمذي لابن رجب، وهذه الكتب ينبغي معاودتها مراراً.
5 - لابد من قراءة الكتب المحققة تحقيقاً علمياً رصيناً رضياً.
7 - الإكثار من قراءة كتب المعلمي اليماني؛ ليتمكن الإنسان من علم الجرح والتعديل.
8 - الإكثار من التخريج والتعليل من أجل الممارسة.
مع تأكيدي التزام كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكثرة العبادة والتزام السنة؛ والعمل المتواصل بالدعوة إلى الله تعالى.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1204
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 08:22]ـ
أما عن أسئلة الأخ مسترشد
1 - ما هي الكتب التي تنصحون طالب العلم المبتدئ بدراستها في علم مصطلح الحديث، وما هي الطريقة المثلى للدراسة في حالة عدم توفر شيخ في بلدنا.
ج. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أولاً: أشكر الأخوة الذين يحسنون الظن بنا، وأسأل الله أن يجعلنا خيراً مما يظنون، وأن يغفر لنا ما لا يعلمون.
وأقول: فيما يتعلق بعلم المصطلح فأنصح بالكتب التي حققتها، مثل: معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح وشرح التبصرة والتذكرة للعراقي، وفتح الباقي لزكريا الأنصاري، وهذه الكتب طبعت في دار الكتب العلمية 2002 وهي من أهم الكتب وتنماز بالمقدمات الحافلة والتعليقات الغنية والفهارس المتنوعة.
أما عن كيفية الدراسة فتكون بإدمان الطلب وكثرة المذاكرة وسؤال أهل الفن مع محاولة تطبيق ذلك بقراءة الكتب المحققة تحقيقاً رصيناً.
2 - ما هو أفضل المتون التي تنصحون طالب العلم بحفظه، وما هو أفضل شرح له.
ج: أول ما يبدأ طالب العلم بحفظ كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ثم يبدأ بحفظ أهم متون السنة ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى (عمدة الأحكام) لعبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، ثم إلى (بلوغ المرام) لابن حجر، ثم رياض الصالحين ثم مختصر صحيح البخاري ومن بعده مختصر صحيح مسلم.
3 - وهل من نصيحة عامة لطلاب العلم عموما وطلاب علم الحديث خصوصاً، متى ينشغل طالب العلم بالتحقيق والتخريج.
ج: فنصيحتي هي نصيحة الإمام الذهبي إذ قال:: ((فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم جهبذاً إلا بإدمان الطلب، والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سودتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فإن آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهرج وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلفٌ فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أن لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)). (تذكرة الحفاظ 1/ 4).
وأما سؤال الأخ طالب علم: 1 - ما هو أهم ملامح الفروق بين المتقدمين والمتأخرين؟
ج: أقول: قد ألفت في ذلك بحثاً مستقلاً بعنوان: تباين منهج المتقدمين والمتأخرين في التصحيح والتعليل، وهو موجود في موقع صيد الفوائد.
1 - وهل يمكن الاستدراك من المتأخر على المتقدم أم أنه لا عبرة بكلام المتأخر بالمقارنة لسعة علم وإطلاع المتقدم؟
ج: لا، فقد حفظ الله علم السنة في صدور وكتب المتقدمين.
2 - هل يتقوى الحديث الضعيف بالمتابعات والشواهد، ما هي شروط التقوي من وجهة نظركم؟
ج: الضعيف ضعفاً يسيراً هو الذي يتقوى مع النظر إلى متن الحديث وبابه، وهذه أمور تدرك بالمباشرة.
3 - ما رأيكم في كتاب الإرشادات للشيخ طارق عوض الله وكتاب الحسن بمجموع الطرق للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم، وكتب الشيخ المليباري عموماً وخصوصاً نظرات جديدة.
ج الحقيقة أني لم أقرأ الكتاب (الإشارات) لأن الكتب لا تصل إلى بلدنا الجريح إلا بعسر، لكن عموماً فتأليفات الشيخ طارق وتحقيقاته جيدة، وقد ظهر في بعضها مؤخراً جانب السرعة، مع نفخ الكتب مثلما صنع للتدريب وغيره؛ أما كتاب الحسن بمجموع طرقه ففيه مجازفات، وكتب الشيخ المليباري جيدة، وقد تقع له بعض الهنات، وكتابه النظرات نافع جداً، لكنا نريد من الشيخ أن يحقق ويؤلف في التطبيق العملي، لا أن يكتفي بالتنظير.
أما أسئلة الأخ المجاهد
1 - ما المنهج الأمثل لدراسة العلل، وأي الكتب ترشح للمبتدأ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: إن علم الْحَدِيْث النبوي الشريف من أشرف العلوم الشرعية، بَلْ هُوَ أشرفها عَلَى الإطلاق بَعْدَ العلم بكتاب الله تَعَالَى الَّذِيْ هُوَ أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم؛ لذا نجد الْمُحَدِّثِيْنَ قَدْ أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الْحَدِيْث ونقدها ودراستها، حَتَّى بالغوا أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عَنْ اختلاف الروايات وطرقها وعللها فأمسى علم مَعْرِفَة علل الْحَدِيْث رأس هَذَا العلم وميدانه الَّذِيْ تظهر فِيْهِ مهارات الْمُحَدِّثِيْنَ، ومقدراتهم عَلَى النقد.
ثُمَّ إن لعلم الْحَدِيْث ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي؛ إِذْ إنا نجد جزءاً كبيراً من الفقه هُوَ في الأصل ثمرة للحديث، فعلى هَذَا فإن الْحَدِيْث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي. ومعلوم أنَّهُ قَدْ حصلت اختلافات كثيرة في الْحَدِيْث، وهذه الاختلافات مِنْهَا ما هُوَ في السند، ومنها ما هُوَ في الْمَتْن، ومنها ما هُوَ مشترك بَيْنَ الْمَتْن والسند. وَقَدْ كَانَ لهذه الاختلافات دورٌ كبيرٌ في اختلاف الفقهاء. فكان لزاماً على كل طالب علم أن يجد في هذا العلم.
ومن ذلك قراءة كتب العلل وكتب التخريج ومن أهم الأمور التي ترفع رصيد طالب العلم بذلك هي أشرطة العلامة الشيخ عبد الله السعد، فهو إمام في العلل إمام في الجرح والتعديل. ومعلوم أن من أعظم مرتكزات علم العلل علم الجرح والتعديل، فينبغي لمن أراد الدراسة المثلى لعلم العلل أن يجد في النظر في كتب الجرح والتعديل وعليه أن يتعرف على قواعده ومعاني مصطلحات أهله، مع ضرورة معرفة منهج كل عالم من علماء الجرح والتعديل، ثم التعرف على طبقات الرواة ومعرفة شيوخ الرواة وتلاميذهم؛ لمعرفة متى يكون هذا الراوي قوياً في هذا الشيخ، ومتى يكون ضعيفاً في ذاك الشيخ، ويلزم حفظ كمية كبيرة من الأحاديث الصحيحة مع معرفة السيرة والتأريخ والتظلع بعموم علوم الشريعة عامة وبعلم الحديث خاصة.
2 - ما القول الراجح في العمل بأخبار الآحاد في العقيدة .. يعمل بها مطلقاً أم بما احتف منها بالقرائن؟
ج: أخبار الآحاد إذا صحت يعمل بها.
3 - هل هناك من توجيه لأقوال الأئمة الذين قالوا بإعلال التفرد مطلقاً ولو كان من ثقة؟
ج: أجاب الحافظ ابن حجر على هذا بأن الأئمة إنما يطلقون ذلك على من لا يحتمل تفرده.
4 - هل يمكن أن تلخص لنا فضيلتكم القول في منهج الإمام البخاري في مسألة ترتيب الأحاديث في الباب الواحد والفرق بين ما صدر به الباب وما بعد ذلك؟؟.
ج: الإمام البخاري ليس له منهجاً مطرداً في هذا، وله دقائق عظيمة في هذا الباب لو أردنا أن نبينها لكتبنا في ذلك مجلدات.
- 5روى الإمام البخاري رحمه الله حديثاً ورواه غيره عن ثقة بزيادة .. فهل إخراج البخاري رحمه الله للرواية دون الزيادة قرينة على ضعف الزيادة عنده؟؟
- ج: لا، وليس ذلك على إطلاقه؛ ولأن الإمام البخاري أحياناً يترك الرواية لمجرد الاختلاف بها كما يبين مثل ذلك ابن رجب في شرحه النفيس فتح الباري.
أما عن سؤال الأخ أحمد حسام الدين عبد الرحمن أحمد فأقول: أشكرك على هذا الاهتمام في محاولة إصلاح الآخرين، وأسأل الله أن ينفع على يديك وأن يزيدك من فضله، وأقول لهؤلاء: احذر أخي المسلم من الغيبة، قال النووي في رياض الصالحين باب تحريم الغيبة: ((ينبغي لكل مكلف أنْ يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنَّه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء)).
والغيبة خصلة ذميمة لا تصدر إلا عن نفس دنيئة، وهي كما عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((ذِكركَ أخاك بما
(يُتْبَعُ)
(/)
يكرهُ))، وهي محرمة بل هي كبيرة من الكبائر وقد ذمها الله سبحانه وتعالى بالقرآن العظيم فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ))، ولا تقتصر على الكلام باللسان، وإنما كل حركة أو إشارة أو إيماءة أو تمثيل أو كتابة في الصحف أو على
الإنترنت، أو أي شيءٍ يفهم منه تنقص الطرف الآخر؛ فكل ذلك حرام داخل في معنى الغيبة، والإثم يزداد بحسب الملأ وكثرتهم الذين يذكر فيهم المغتاب.
واعلم أخي المسلم: أنَّ الغيبة خسارة كبيرة في حسنات العبد؛ فالمغتاب يخسر حسناته ويعطيها رغماً عنه إلى من يغتابه، وهي في نفس الوقت ربح للطرف الآخر؛ حيث يحصل على حسنات تثقل كفته جاءته من حيث لا يدري؛ لذا قال عبد الله بن المبارك - وهو أحد أمراء المؤمنين في الحديث -: ((لو كنت مغتاباً لاغتبت أمي فإنها أحق بحسناتي)).
تأمل أخي المسلم في قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما رواه عبد الرحمان بن أبي بكرة، عن أبيه: أنه ذكر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره، وأمسك إنسان بخطامه أو بزمامه، قال: ((أي يوم هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النحر؟)) قلنا: بلى، قال: ((فأيُّ شهر هذا؟)) فسكتنا حتى ظننا أنَّه سيسميه بغير اسمه فقال: ((أليس بذي الحجة؟)) قلنا: بلى، قال: ((فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب فإنَّ الشاهد عسى أنْ يبلغ مَن هو أوعى له منه)).
والذي يتأمل هذا الحديث يعلم حرمة الغيبة، وأنَّها كحرمة يوم النحر في شهر ذي الحجة في الحرم المكي.
ولنتدبر جميعاً قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم حينما قال: ((لما عُرِجَ بي، مررتُ بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)) فالمسلم الذي يحرص على نفسه يتأمل في هذا الحديث ليعلم أنَّ المغتابين يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار من نحاس، وهي أظفار فاقت أظفار الوحوش الضارية ليزدادوا عذاباً جزاءً وفاقاً على أفعالهم القبيحة، وأعمالهم السيئة.
ومن الغيبة أنْ تذكر أخاك المسلم بأي شيء يكرهه حتى وإنْ لم تكن تقصد ذلك فقد صحّ أنَّ عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ من صفية كذا وكذا - قال غير مسدد تعني قصيرة - فقال: ((لقد قُلْتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته)) قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: ((ما أحب أني حكيتُ إنساناً وأن لي كذا وكذا)).
والغيبة داءٌ فتّاكٌ ومِعْوَلٌ هدّام يفتك في بنيان المجتمع، وهو أسرع إفساداً في المجتمع من الآكلة في الجسد، والغيبة تُعرِّض العلاقات للانهيار وتزعزع الثقة بين الناس وتغيّر الموازين وتقلع المحبة والألفة والنصرة من بين المؤمنين، وتثبت جذور الشر والفساد بين الناس، وقد بيّن الحسن البصري رحمه الله أجناس الغيبة وحدودها فقال: ((الغيبة ثلاثة أوجه، كلها في كتاب الله تعالى: الغيبة، والإفك، والبهتان، فأما الغيبة: فهو أنْ تقول في أخيك ما هو فيه، وأما الإفك فأنْ تقول فيه ما بلغك عنه، وأما البهتان: فأنْ تقول فيه ما ليس فيه)).
ومن أعظم ما ورد في الزجر عن الغيبة قوله تعالى:
((وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ((
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ((وقد ورد فيها (يعني: الغيبة) الزجر الأكبر، ولهذا شبهها تبارك وتعالى بأكل اللحم من الإنسان الميت كما قال عز وجل:
((أيحب أحدكم أنْ يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه))، أي: كما تكرهون هذا طبعاً فاكرهوا ذاك شرعاً؛ فإنَّ عقوبته أشد من هذا)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي المسلم الكريم لقد صوّرَ اللهُ الإنسانَ الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة فمثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتاً، ويكفي قبحاً أنْ يجلس الإنسان على جيفة أخيه المسلم يقطع من لحمه ويأكل.
والغيبة من كبائر الذنوب، وهي محرمة بالإجماع قال القرطبي: ((لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله عز وجل)).
والغيبة مرض خطير، وشر مستطير يفتك الأمة ويبث العداوة والبغضاء بين أفرادها، وهذا المرض لا يكاد يسلم منه أحد إلا من رحم الله.
ومرض الغيبة عضال، كم أحدث من فتنة، وكم أثار من ضغينة، وكم فرّق بين أحبة وشتت بيوتاً.
والغيبة فاكهة أهل المجالس الخبيثة، وغيبة أهل العلم والصلاح أشد قبحاً وأعظم ظلماً؛ فلحومهم مسمومة، وسنة الله في عقوبة منتقصيهم معلومة.
ولعل من أسباب الغيبة الحسد، الذي يحصل لكثير من الذين ابتعدوا عن مراقبة الله، فتجد الكثيرين يغتابون آخرين حسداً من عند أنفسهم؛ لأنَّ أخاهم حصل على ما لم يحصلوا عليه.
ومن أسباب الغيبة المجاملة والمداهنة على حساب
الدين؛ فتجد الرجل يغتاب أخاه المسلم؛ موافقة لجلسائه وأصحابه.
ومن أسباب الغيبة الكبر واستحقار الآخرين؛ لأنَّه يثقل عليه أنْ يرتفع عليه غيره فيقدح بهم في المجالس؛ لإلصاق العيب بهم، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)).
ومن أسباب الغيبة السخرية والتنقص من الآخرين، فإنَّ بعض الناس يغتاب إخوانه المسلمين عن طريق السخرية، وغيرها من الأسباب والدسائس التي يوحيها الشيطان في صاحب الغيبة في قوالب شتى.
وللغيبة أضرار عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن أضرارها أنَّها تُعرِّض صاحبها للافتضاح، فكلما فضحَ الإنسانُ غيرَه فإنَّ الله يفضحه؛ إذ الجزاء من جنس العمل، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر مَن آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنَّه من يتَّبع عوراتهم يتبع اللهُ عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)).
ومن أضرار الغيبة أنها أذيةٌ لعباد الله تعالى، ومن آذى عباد الله فقد توعده الله تعالى بعذاب شديد، قال تعالى:
((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)) ومن أضرار الغيبة أيضاً أنها من الظلم والاعتداء على الآخرين، ومعلوم أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، وأنَّ أثر الظلم سيءٌ، وعاقبته عاقبةٌ وخيمةٌ قال تعالى: ((وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)).
وفي الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرّمتُ الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا)).
ومن أضرار الغيبة أنها توجب العذاب يوم القيامة، فهي من المعاصي العظيمة، ومقترفها يقع في حقين: حق الله، وحق العبد، وهو محاسَب على تقصيره بحق الله. فأما حق العبد فهو إما أنْ يتحلله في الدنيا، أو يعطيه من حسناته أو يحمل من سيئاته إنْ لم يكن له حسنات يعطيه منها، وهذا هو المفلس كما ورد في الحديث.
ومن أضرار الغيبة أنها سبب في تفكيك المجتمع، وإثارة الفتن وجلب العداوة والبغضاء بين الناس.
وعلى المسلم إذا سمع غيبة المسلم أنْ يتقي الله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويذب عن عرض أخيه المسلم ويمنع المغتاب من الغيبة؛ فإنَّ المغتاب والسامع شريكان قال تعالى: ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)) وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)).
تدبر أخي المسلم، أنا لو رأينا أحداً قائماً على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ألسنا نقوم جميعاً، وننكر
عليه؟! بلى فلماذا لا ننكر على من يغتاب إخواننا المسلمين، ونذب عن أعراضهم؟
على كل مسلم أنْ يخاف الله تعالى، وأنْ يعلم أنَّ الغيبة معصيةٌ لله وظلم على المغتاب فعلى كل مسلم أنْ يتجنب الكلام في أعراض الناس، وأنْ يعرف أنه إن وجد عيباً في أخيه المسلم فإنَّ فيه عيوباً كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فعليك أخي المسلم أنْ تراقب لسانك لتعرف هل أنت واقع في هذا الداء، فإنْ كنت كذلك فاعلم أنَّ من أهم أسباب التخلص من الغيبة أنْ يحفظ الإنسان لسانه، فمن أعظم أسباب السلامة حفظ اللسان، ومن أعظم أبواب الوقاية الصمت في وقته.
ومن أهم أسباب التخلص من الغيبة أن يستشعر العبد أنَّه بهذه الغيبة يتعرض لسخط الله ومقته، وأنَّ قوله وفعله مسجلٌ عليه في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها، وعلى المرء أنْ يستحضر دائماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال تعالى: ((مَا يَلفِظُ مِنْ قَولٍ إلاَّ لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ)).
ومن أسباب الخلاص من الغيبة أنّ يستحضر المغتاب دائماً أنه يهدي غيره من حسناته؛ لأنَّ الغيبة ظلم، والظلم يقتص به يوم القيامة للمظلوم من الظالم وقد قال النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم: ((إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا، أُذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة، أدل بمنزله كان في الدنيا)).
فعلى المرء المسلم أنْ يشتغل بإصلاح عيوب نفسه دون الكلام في عيوب الآخرين.
أما سؤال الأخ عمر يحيى: هل الأموات في القبور يفتنون بفتنة المسيح الدجال ويختبرون فيها.
ج: فتنة الدجال للأحياء وليست للأموات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فتنة المحيا والممات، ومن فتنة الممات أن يأتي الشيطان لابن آدم عند النزع ليفتنه عن دينه قبل أن يموت، نسأل الله السلامة.
أما سؤال الأخ مسلم: 1 - ما رأيكم في تحرير التقريب، وهل التزم مؤلفه بمحاكمة ابن حجر إلى اصطلاحه؟
ج: لي كتاب في تعقب هذا الكتاب ومما كتبت في مقدمته: ((كتاب " الكمال في أسماء الرجال " للحافظ عبد الغني المقدسي أحد حلقات تطورعلم الجرح والتعديل، والذي نال من الاهتمام ما لا ينكره متعقل، ومن ثم تكاثرت فروعه، فكان أحد تلك الفروع كتاب: " تقريب التهذيب " لحافظ عصره بلا مدافع، وإمام وقته بلا منازع أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني – رحمه الله تعالى -.
ولقد برزت في هذا الكتاب – كما في غيره من كتبه – شخصية الحافظ الناقد الخبير البصير بمواضع الكلام، ومراتب الرواة، وعلل أحاديثهم، فكان خير تعبير عن علم جمٍّ وافر، وذوق ناقد ماهر، فلقي من القبول ما لم يكد يلقه كتاب آخر في موضوعه، ولم يجرأ أحد من الناس على رد أحكام الحافظ – بل: غاية ما كان استدراكات لا يخلو عمل بشري من العوز لها – منذ تأليفه في النصف الأول من القرن التاسع الهجري حتى وقت قريب.
وبينما المسلمون اليوم يعيشون بين صفعة حاقد، وزمجرة جامد، وتسلط كاسد، ظهر في أسواقهم كتاب أسماه مؤلفاه الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط: " تحرير تقريب التهذيب "، ادعيا فيه تعقب الحافظ في أحكامه، وأنه أخطأ في خمس الكتاب، ولم يكن صاحب منهج و … و … و …، مما وصفا الحافظ من أوصاف ننزه ألسنتنا هنا من القول بها وندع أمرها إلى الحافظ، فهو لا شك خصمهما يوم القيامة.
ومن هنا أخذنا على عاتقنا التصدي لهذا الكتاب، وبيان ما فيه من زيف وزلل وخطأ ووهم، وليس تجمعنا والمؤلفَينِ كراهةٌ، لكن مقالة الحق لا تبقي لصاحبٍ صاحباً، وتدخلك مع من لست تعرف في غير صحبة ودٍّ، ولكن كثرةُ الدعاء لهما بالسداد وحسن الخاتمة كان ديدننا طوال صحبتنا لهما في كتابة هذا العمل، وكلٌ يؤخذ منه ويردُّ عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وربما كتب القلم غاضباً، فقال حينا – في الحقِّ – ما ليس كلُّ الناس ترضى عنه وتقبلُ، فهذا مما نستغفر الله منه – على اعتقادنا بصوابه -، ونعتذر للمحررين عنه – وإن كان مما جنته أيديهم – ونقول لمن قد لا يرتضي:
أَمْرَانِ كَمْ قَضَّا مَضَاجِعَ عَالِمٍ
الحَقُّ مُرٌّ والسُّكُوتُ مَرَارُ
فَلَئِنْ سَكَتَّ فَأَنْتَ تَخْذُلُ حَافِظاً
وَلَئِنْ كَتَبْتَ فَضَجَّةٌ سَتُثَارُ
عَتَبٌ عَلَى قَلَمِ الحَقِيْقَةِ أَخْرَسٌ
فَمَتَى وَقَدْ هُدِمَتْ رُؤَاكَ تَغَارُ؟
وَمَتَى سَتَكْتُبُ أَنْتَ أَوَّلُ صَارِخٍ
يُرْجَى إِذَا قَتَلَ الهَوَاءَ غُبَارُ
فَكَتَبْتُ مَوْجُوعَ الفُؤَادِ، مَرَارَةٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلاَّ يُرَى غَيْرَ السُّكُوتِ خَيَارُ
يَا دَوْلَةَ " التَّحْرِيْرِ" لَسْتِ بِدَوْلَةٍ
قَدْ آنَ يَقْتُلُ لَيْلَتَيْكِ نَهَارُ
فجاء هذا الكتابُ غضبةً في الله لابن حجر، وما علينا من شيءٍ بعد هذا سوى طلب السداد من الله عز وجل في زمنٍ قليلاً ما رأينا فيه غضبة لله، ولعلماء الأمة الذين أحرقوا أعمارهم شموعاً أنارت دروب حياتنا المظلمة، فلم نَرَ قلماً تعقب المحررين في كتابهما هذا غير قلم شيخنا العلامة المحقق الدكتور هاشم جميل – حفظه الله – على كثرةٍ لهذه الأقلام لكن في غير ما غضبةٍ.
ورحم الله القائل:
ما أكثر الناسَ بل ما أقلهُمُ والله شهد أنَّي لم أقلْ فندا
و:
إنّي لأفتح عيني حين أفتحها على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا
و:
ما أكثر ((الأقلام)) حينَ ((تَعُدُّها)) لكنها في النائباتِ قليلُ
وكان دافعنا الرئيس الذب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، والدفاع عن علم الجرح والتعديل الذي هو أصعب العلوم، والدفاع عن الصحيحين لما رأينا من تجني المحررين عليهما وعلى رواتهما.
ثم ليس أمر الكلام في الرواة شيئاً يسيراً أو هيناً، لذا اشترطت في المجرح والمعدل: العدالة، والدين المتين، والورع، لذا قال الإمام السبكي –رحمه الله– وهو يتحدث عن صنوف العلماء: ((ومنهم المؤرخون وهم على شفا جرفٍ هارٍ، لأنهم يتسلطون على أعراض الناس، وربما نقلوا مجرد ما يبلغهم من صادقٍ أو كاذبٍ، فلابد أن يكون المؤرخ عالماً عادلاً، عارفاً بحال من يترجمه ليس بينه وبينه من الصداقة ما قد يحمل على التعصب ولا من العداوة ما قد يحمله على الغض منه)).
فشمرنا عن ساعد الجد، لنقد هذا الكتاب وبيان فحواه، والله نسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم.
واقتضت طبيعة هذا الكتاب أن نقسمه بعد هذه المقدمة إلى قسمين:
القسم الأول: في المقدمات، واحتوى على خمسة فصول:
الفصل الأول: الحافظ ابن حجر، وكتابه التقريب.
الفصل الثاني: أنظار في تحرير التقريب.
الفصل الثالث: فرائد الفوائد.
الفصل الرابع: طبعات التقريب.
الفصل الخامس: نقد مقدمة التحرير.
أما القسم الثاني: وهو الأهم، فقد ذكرنا فيه أوهام المحررين وأخطاءهما، وقد سرنا فيه على النهج الآتي:
نذكر الترجمة من نص التحرير (وقد حرصنا على ذكر نصهما بحروفه) ونصدر الترجمة برقم متسلسل لتراجم الكتاب، ثم نضع رقم الترجمة من التحرير بين هلالين، ثم نسوق تعقب المعترضين، ثم بعد ذلك نناقشهما في ذلك.
وقد تتبعنا المحررين – الدكتور بشار عواد معروف والشيخ شعيب الأرنؤوط – في نصهما الذي أثبتاه للتقريب وفي أحكامهما وفي نقولاتهما فكانت دراسة استقرائية تامة شاملة – إن شاء الله -.
ولقد وجدنا عدد الأخطاء والأوهام وغير ذلك التي وقع فيها المحرران كثيراً جداً، وأن مسألة ذكرها بجملتها في صلب الكتاب، ربما يجعل الكتاب ذا مجلدات عدة، فارتأينا أن نضع تلك الأخطاء في جداول طلباً للاختصار وألحقناها في نهاية الكتاب.
وقد أجملنا بعضها في القسم الأول خشية التكرار والإطالة، ولقد تم تعقب المحررين في أكثر من ألفي موضع، توزعت على (1420) موضعاً في مقدمة الكتاب، و (585) موضعاً في القسم الثاني، و (399) موضعاً في ملاحق الكتاب.
وكان من منهج عملنا في كتابنا هذا: أننا قابلنا النص على المطبوعات واستعنا في مواطن الاختلاف بالنسخ الخطية وما أعزها علينا في بلدنا الذي يأن تحت وطئة الاحتلال منذ سنين، وتتبعنا المحررين الفاضلين في تخريجاتهما وأحكامهما في غير هذا الكتاب ليصبح بيان منهجهما في باقي كتبهما أوضح، وليكون إيراد تناقض أبلغ، واستفدنا في مواضع من تخريجات وتنبيهات المُحْدَثين بعد سبرها وتمحيصها.
وسيجد القارئ الكريم أننا أغلظنا القول في بعض المواطن للمحررين غضبة لله ولرسوله، وإننا موقنون أن هناك كثيراً ممن يشاركنا ذلك، والله من وراء القصد، وهو يتولى السرائر.
وقد بذلنا جهدنا وما وسعتنا طاقتنا في هذا الكتاب، ولم نألُ بتعب أو وقت عليه، راجين الله تعالى أن يجعله نوراً لنا إنه سميع عليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. )).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وما هو الراحج في المرتبة التي يقول عليها ابن حجر: صدوق - مقبول.
ج: الصدوق في الغالب هو حسن الحديث، أما المقبول فهو حيث يتابع وإلا فلين كما نص عليه الحافظ نفسه في مقدمة التقريب، وهذا مصطلح خاص به.
أما عن سؤال الأخ حارث: أولاً نود أن نتعرف منكم على دار الحديث في العراق وجهودها في خدمة السنة وطلاب علم الحديث والرسائل العلمية التي قمتم بالإشراف عليها وما طبع منها.
ج: دار الحديث في العراق: هو دار متخصص بالنشاط الإسلامي العلمي تأسس في 24/ 5/2003 عقب الحرب الصليبية على العراق.
يقع هذا الدار في محافظة الأنبار – الرمادي – الشارع العام – غربي جامع الشيخ عبد الجليل بجوار مستشفى المصطفى الأهلي – فوق مطعم النخيل. وقد ضرب من قبل الصليبيين سبع مرات، ثم نقل إلى داخل السوق.
وكان الدار من تأسيسي بفضل الله تعالى.
وللدار أنشطة دعوية علمية فكان هناك:
درس كل يوم سبت يدرس فيه. (صحيح البخاري ومعرفة أنواع علم الحديث والهداية للكلواذاني وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، ومناهج التحقيق).
وبالتنسيق مع مكتبة الجامع الكبير في الرمادي هناك دروس كل يوم اثنين وخميس بعد صلاة العصر.
يدرس يوم الاثنين (صحيح البخاري والهداية للكلواذاني).
ويدرس يوم الخميس (معرفة أنواع علم الحديث وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي).
والدار لا يزال في بداياته، وقد كانت له أنشطة دعوية كبيرة من خلال النشرات والكتيبات والتصدي للعقائد الزائغة، والعمل على نشر عقيدة التوحيد، ومحاولة خدمة التراث الإسلامي بالوجه اللائق مع الحرص الشديد على تخريج نخب من طلبة العلم يلتزمون بالمنهج الإسلامي الصحيح مع تعلم تحقيق النصوص والتخريج وإفادة طلبة العلم.
أما عن السؤال الآخر: ثانياً: قرأت كثير ا عن مقالات تتبنى القول بأن صيغ الأداء من تصرف الرواة وأنه لا يوثق بها، فما تعليقكم؟
ج: الرواة لا يتصرفون بصيغ الأداء لغيرهم، وليس ذلك من حقهم، بل العكس نجده في كتب الحديث فهم يتورعون في ألفاظ الرواة لما يرون عن مقرونين ويبينون الإختلاف لألفاظ التحديث إن كانت موجودة.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=652
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
تختلف أساليب قراءة كل كتاب عن الآخر كل بحسب كمية كيفية المادة العلمية .. فبعضها يحتاج إلى تفكير .. وبعضها يرحل معها الخيال إلى عالم القصة وأحداث الشخصيات .. ومنها ما يمكن قراءته سريعا ومنها ما يُقرأ قبل النوم .. ومن الكتب ما يحتاج إلى ورقة وقلم لالتقاط الفوائد وتدوينها ... ومنها ما يحتاج إلى قراءة أكثر من مرة،ثم إلى تلخيص، ثم إلى اختصار .. ثم إلى معتصر المختصر ...
وأظن أن كتب الحديث قد تدخل في أكثر من نوع من هذه الأنواع ..
لكن في مرحلة الدراسة، كالكتب التي نقرؤها الآن ونُنصح بها .. فإن أغلبها قواعد وأسماء وطرق وكميات كبيرة من المعلومات ..
ولا شك أن أنفع القراءة ما كان معه تقييد، وتدوين .. وهذا أحيانا قد ينفر من القراءة و أحيانا يجعلها ثقيلة على النفس ... ويبقى معروفا ..
بقدر ماتتعنى .. تنال ما تتمنى ...
لكن ... سؤال طالما طرح نفسه ... صدقا ... ولم أصل حتى الآن بما أستطيع الثبات عليه ... وربما أدى لبعض النفرة أو التثاقل!! ستكون هناك كناشة لا شك .. أثناء القراءة!!
لكن .. !!!
ماذا نقيد أثناء قراءة كتب الحديث .. ؟؟ ليكون التركيز عليه ..
أي نوع من الفوائد ذلك الذي يحتاج منا إلى تقييد .. ؟؟
هل نقيد قواعد المحدثين في الحكم على الرواة؟؟
هل نقيد طرق وعادات بعض المحدثين في التحديث .. ؟؟
هل نقيد بعض الأمثلة على بعض أنواع علوم الحديث؟؟
هل نقيد تواريخ وفيات الأعلام والمؤلفين الكبار .. ؟؟
هل نقيد واحدا منها ... أم نجمعها جميعها؟؟؟
هل نلخص الكتاب .. أم نقتصر على الملاحظات والفوائد؟؟
هل نفرق بين ما نقرؤه على النت من مقالات وفوائد .. بين مانقرؤه في كتاب مستقل؟؟
هل نفرق بين الكتب المسندة .. وكتب القواعد في تقييد الفوائد؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد انتقلت بين بعض هذه الطرق ولا أدر ما أثبت عليه .. وتجمع عندي كناشة صغيرة .. لكن ينقصها المراجعة المستمرة والتطبيق ..
هذا .... الموضوع .. عبارة عن سؤال أكثر من كونه موضوعا ... للتشويق والقراءة
أعتذر بشدة لشيخنا الكريم .. ماهر حفظه الله .. كنت أريد وضع الموضوع في منتدى الطالبات ..
لكن يهمنا رأيكم هنا!
... والمجال مفتوح .. فأرجو ممن عنده فضل زاد أن يجود به على من لا زاد له.
و جزاكم الله خيرا .. و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
موضوع قييم وطيب ونافع، وفيه دلالة على الحرص على العلم والشغف به، ومثل هذا يدل أن الكاتب يعلم أن ما عند الله لا ينال إلا بالعلم والعمل الصالح، وأن العبد كلما ازداد علماً وعملاً صالحاً ازدادت مكانته عند الله؛ فإن ذلك من علامة القرب من الله تعالى قال تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)). وجاء في صحيح مسلم2/ 200 (817) (269) عن عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ النبيَّ (ص)، قَالَ: ((إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ)).
وفيما يتعلق بتلخيص بعض الفوائد من بعض الكتب فهذا يختلف من حال إلى حال؛ فبعضهم يلخص جميع الفوائد، وبعض يسجل على الحواشي ثم يفهرس الفوائد، وبعضهم يجعل ذلك في دفاتر. وكلٌ حسب اهتمامه الوافر فمن يهتم بالعلل مثلي يقيد كل فائدة في ذلك داخل الغلاف ثم تفهرس في دفاتر، ومن يهتم بالجرح والتعديل يهتم بتقييد فوائد الجرح والتعديل، وهكذا.
ثم إن العلم رزق وبركة فلا يستطاع براحة الجسم، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)).
فنصيحتي لنفسي وللجميع بتقوى الله تعالى والحرص على الطاعة والذكر وتطبيق سنة سيد البشر نبينا محمد أفضل الخلق وأكرم البشر فسنته أفضل سنة وطريقته أفضل طريقة، ثم لا يغفلن طالب العلم عن كتاب الله تعالى فيقرأه آناء الليل وأطراف النهار ويجعله رفيق عمره ويتدبر المعاني ويتفكر في الآيات، ثم ليعظم طالب العلم في قلبه محبة الله ومحبة رسوله ويعمل بمقتضى ذلك من خلال تطبيق المنهج التطبيقي لكلمة التوحيد وهو الولاء والبراء، ثم يعمل المرء في الترقي في العبودية والتوبة.
أسأل الله أن يوفق الجميع لطاعته
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2604
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 08:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل ماهر الفحل
اسأل عن حال حديث
مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلاَةِ إذَا بَلَغُوا سَبْعًا، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا إذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفُرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ.
هل هو صحيح ام ضعيف؟
وبارك الله فيكم وحفظكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 347، وأحمد 2/ 180، وأبو داود (496) من طريق وكيع، قال: حدثنا داود بن سوار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
ومن المعلوم أن سلسلة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مثل بها الحافظ الذهبي للأسانيد الحسان؛ فيكون السند حسناً لكن وكيعاً قد انقلب عليه اسم داود؛ إذ الصواب سوار بن داود.
وسوار هذا قال عنه أحمد: لا بأس به، وقال يحيى بن معين: ثقة، انظر: الجرح والتعديل 4/ 253 (1176).
وللحديث شاهد من سبرة الجهني عند أحمد 2/ 44 فالحديث قويٌّ.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2611
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Mar-2008, صباحاً 07:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أو أن أسأل عن هذا الأثر أو عن النبي صلى الله عليه وسلم أم أثر عن الصحابة
(من سر سريرة ألبسه الله ردائها)
وأود أسأل سؤالا آخر وهو هل هناك من الصحابة من اتخذ أنفا من ذهب
وبارك الله فيكم
الجواب:
ما يروى أن النبيَّ رَخَّصَ لِعَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدٍ (1) لَمَّا قُطِعَ أنْفُهُ أنْ يَتَّخِذَ أنْفاً مِنْ ذَهَبٍ
هذا الحديث اختلف فيه اختلافاً كثيراً:
فأخرجه علي بن الجعد (3264)، وابن أبي شيبة (25255)، وأحمد 4/ 342 و 5/ 23، وأبو داود (4232)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/ 23، وأبو يعلى (1501) و (1502)، والطبراني في الكبير 17/ 371 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد، أنّ جدّه عرفجة بن أسعد أصيب أنفه … مرسلاً، وهو المحفوظ، كما في تهذيب الكمال 17/ 192.
وأخرجه أحمد 5/ 23، وأبو داود (4233)، والترمذي (1770) وفي علله (533)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/ 23، والنسائي 8/ 163 و164، والطحاوي في شرح المعاني 4/ 257 و258، وابن حبان (5462)، والطبراني في الكبير 17/ (369) و (370)، والبيهقي 2/ 425 من طريق عبدالرحمان بن طرفة، عن عرفجة بن أسعد، قال: أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية … الحديث.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 5/ 23، والبيهقي 2/ 425 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة، عن أبيه، عن جده.
وأخرجه أبو داود (4234)، والبيهقي 2/ 426 من طريق عبد الرحمان بن طرفة بن عرفجة بن أسعد، عن أبيه، أن عرفجة … فذكر معناه مرسلاً.
(1) هو: عَرْفَجَةُ بنُ أسعد بنِ كَرب – بفتح الكاف وكسر الراء بعدها موحدة –: صحابيٌّ، نزل البصرة. التقريب (4554).
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2880
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[03 - Apr-2008, مساء 11:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:
فهذا جدول بدروس الشيخ ماهر ياسين الفحل – وفقه الله لكل خير – لمن يرغب بحضورها، فهي دروس مستمرة ونافعة، والحمد لله رب العالمين.
الدرس الأول: الجامع الكبير في الرمادي صباح كل خميس الساعة التاسعة والنصف، درسان الأول في شرح " بلوغ المرام "، وقد وصلوا في الشرح لحد اليوم 27/ 3/1429 الحديث 440 وقد تم حفظ 3000 فائدة من شرح العلامة العثيمين " فتح ذي الجلال والإكرام " مع حفظ أحاديث الكتاب البالغة 440 بمعدل حفظ خمسة أحاديث كل درس، وهذا الدرس يشمل الحديث دراية ورواية، ثم يعقبه درس في شرح " جامع العلوم والحكم "، وهذا من أجل تكوين الدعاة.
الدرس الثاني: جامع الشيخ عبد الجليل عصر كل ثلاثاء، وفيه ثلاثة دروس الأول في شرح " جامع الترمذي "، وقد وصلوا لحد اليوم 27/ 3/1429 الحديث التاسع، وهذا الدرس يشمل الحديث دراية ورواية، ثم يعقبه درس في " شرح التبصرة والتذكرة " ثم يعقبه الاستماع بدرس " حرمة المسلم على المسلم "، وهذا من أجل تكوين الدعاة.
الدرس الثالث: جامع أهل البيت في الرمادي عصر كل خميس، وفيه درسان الأول في شرح " بلوغ المرام "، وهذا الدرس يشمل الحديث دراية ورواية وقد تم شرح 133 حديثاً لحد اليوم 27/ 3/1429 ثم الاستماع لحفظ " حرمة المسلم على المسلم "، وهذا الدرس من أجل تكوين الدعاة، وتعليم التعبير ونزع هاجس الرهبة عند الملقي.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=29356#post293 56
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 11:25]ـ
شيخنا الفاضل د. ماهر الفحل حفظكم الله
سؤالي عن مسند الامام احمد سددكم الله وزادكم من علمه ...
رغم انه توجد الكثير من الطبعات للمسندالا انها بنفس الأخطاء وان كانت الطبعة الميمنية اسوأهاالا انه
حتى في طبعة مؤسسة الرسالة التي امتدحها شيخنا الفاضل د. الصياح وان تلافت الكثير الا انها ابقت الأحاديث الساقطة في آخر مسند أبي سعيد الخدري ومثلا نجد مسانيد بعض الصحابة ناقصةوتتمتها في مكان آخر من المسند
كما أن هناك بعض الأحاديث المقحمة في مسند صحابي وهي لصحابي آخر
فهل المسند لم تتم خدمته من قبل طلاب العلم أم أنهم تعمدوا تركه كما هو لأسباب معينة
جزاكم الله خيرا ورزقكم طول العمر مع صلاح العمل
الجواب:
جزاكم الله كل خير، ونفع بكم وزادكم من فضله.
نعم لا توجد طبعة للمسند تكون غاية في الدقة، وأهم واجبات المحقق أن يحقق نص الكتاب سليماً كما كتبه المصنف أو أراده. وطبعة الرسالة أفضل الموجود من حيث الخدمة الحديثية والعزو والتخريج أما النص فثمة موضع كثيرة غير محررة.
وكثير من النصوص المهمة التي وقع الاختلاف فيها نرجع إلى المسند فلا نجد ما يثلج الصدر، مثال ذلك ما استشكلته فسألته فيه أحد الفضلاء.
ومما أشكل عليَّ وسألت عنه أخي الشيخ أبا مالك العوضي هذه الراوية في " مسند الإمام أحمد " 34/ 47 (20471) طبعة الرسالة مع تصحيح السند، والطبعة القديمة 5/ 39 وطبعة دار الحديث القاهرية 15/ 206 (20286) شرح حمزة أحمد الزين:
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ – يَعْنِي: ابْنَ سِيرِينَ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ - وَهُوَ فِي نَفْسِي أَفْضَلُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ -، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ عَبْد اللَّه (1): قَالَ غَيْرُ أَبِي عَنْ يَحْيَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ أُفَضِّلُ فِي نَفْسِي حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمانِ: أَنَّ النَّبِيَّ ? خَطَبَ النَّاسَ بِمِنًى، فَقَالَ: أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَيْسَ بِالْبَلْدَةِ؟ قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلِّغٍ يُبَلِّغُهُ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ فَكَانَ كَذَلِكَ، وَقَالَ: لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ حَرْقِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ؛ حَرَّقَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: أَشْرَفُوا عَلَى أَبِي بَكْرَةَ فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بَكْرَةَ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمانِ: فَحَدَّثَتْنِي أُمِّي أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ قَالَ: لَوْ دَخَلُوا عَلَيَّ مَا بَهَشْتُ إِلَيْهِمْ بِقَصَبَةٍ.
وكتبت للشيخ: الإشكال: أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ.
فأجاب:
المعروف في اللغة أنَّ (بلى) تختص بجواب النفي وإثباته (2)، وأنَّ (نعم) لتصديق الخبر نفياً كان أو إثباتاً (3).
وهذا من المتواتر في اللغة، وشواهده لا تحصى، فلا يحتاج لنقل،من المشهور عن ابن عباس في قوله تعالى: ((ألست بربكم قالوا بلى)) أنه قال: لو قالوا (نعم) لكفروا (4).
وقد وردت شواهد قليلة جداً ظاهرها استعمال (نعم) في موطن (بلى) (5)، وقد استعملها سيبويه نفسه في الكتاب، ولحّنه ابن الطراوة في ذلك (6).
واختار أكثر النحويين أنَّ هذا خطأ، وردّوا ما ورد من هذه الشواهد.
وبعضهم تأول الشواهد الواردة في ذلك بما يخرجها عن ظاهرها جرياً على المشهور.
وبعضهم انتصر لسيبويه فأجازها حملاً على المعنى إنْ لم يحصل في الكلام لبسٌ (7).
ولو سلمنا بالقول الأخير فغايته أنْ يكون ذلك لغة جائزة في الجملة وليست بالفصيحة.
وأما الحديث المذكور فلا شك أنَّه من تغيير النساخ، ولا أقول من تغيير الرواة، بل من تغيير النساخ؛ لأنَّ الحديث معروف من رواية قرة عن ابن سيرين، ومن رواية يحيى بن سعيد عن قرة بلفظ (بلى)، وهذه الألفاظ موجودة في الصحيحين وغيرهما.
بل إنَّ الروايات الأخرى للحديث في المسند نفسه من غير طريق (يحيى بن سعيد) كلها بلفظ (بلى).
ومعلوم أنَّ الإمام أحمد لم يكن يحدث إلا من كتاب (8)، فمن المستبعد جداً أنْ يكون هذا التغيير من الإمام أحمد نفسه، وكذلك من المستبعد أنْ يكون من ابنه عبد الله؛ لأنَّه كان يروي من كتاب أبيه.
فالذي يترجح لي - والله أعلم - أنَّ هذا الخطأ وقع من النساخ الذين نسخوا المسند، وليس من الرواة المتقدمين (9).
والشراح - رحمهم الله تعالى - لهم في مثل هذا الموطن مسالك:
فبعضهم يذهب إلى تصويب الرواة والنساخ مطلقاً، ويبحث عن مسوغ لكل لفظة مهما كان ما خالفها من الروايات بعيداً، إحساناً للظن بهم، وهذه طريقة إمام النحو جمال الدين بن مالك وتلميذه الإمام النووي ومن تبعهم كالقاري.
وبعضهم يذهب إلى تخطئة الرواة مطلقاً في كل ما خالف المشهور من العربية حتى لو اتفق الرواة على هذه اللفظة، وهذه طريقة أبي البركات الأنباري وابن الجوزي والعكبري والسيوطي.
وبعضهم يتوسط فينظر في اختلاف الرواة فحيث اتفقوا حكم بصحة اللفظة؛ لأنَّ طرق إثبات اللغة ليست بأقوى من هذه الأسانيد الصحيحة، وحيث اختلف الرواة حكم بأنَّ هذا من تصرف الرواة، وهذه طريقة الحافظ ابن حجر وغيره.
وهذه الطريقة الأخيرة هي الطريقة المرضية التي لا يسوغ غيرها في نظري.
انتهى كلام الشيخ أبي مالك العوضي وفقه الله تعالى، ومنه تظهر قوة عبارته وجودة.
أما طبعة بيت الأفكار فهي دون الأولى.
أما أحكام طبعة الرسالة ففيها من الأخطاء الكثير والكثير. أما علم العلل فبضاعتهم في هذه الصناعة غير جيدة.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=35171&posted=1#post35171
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 12:22]ـ
بارك الله فيك شيخنا ماهر الفحل
لقد استفدت كثيرا من إجاباتكم الغنية بالفوائد
خاصة نصيحتكم المتكررة بالاهتمام بكتاب الله تلاوة و تدبرا.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 08:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
إخواني واخواتي انا طالبة علم متحصصة في الحديث، وعند بحثي في تراجم بعض الرواة اجد مصطلحات يصعب علي فكها، فعلى سبيل المثال:
وجدت في تهذيب الكمال للمزي في ترجمة مُحَمَّدُ بنُ الفَضْل السَّدُوْسِي، أبو النُعْمَانِ البَصْرِي، المعروف بـ عارِم،
(وقال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إذا حَدَّثكَ عارِم فاختِم عليه، وعارِمٌ لا يتأخر عن عَفَّان)،
فما معنى قول أبي حاتم غذا حدثك عارم فاختم عليه؟ وقوله عارم لا يتأخر عن عفان؟
كما ارجو منكم افادتي عن مرجع لمصطلحات أئمة الجرح والتعديل.
شاكرة تعاونكم سلفا.
الجواب:
الجواب: لا بد من نقل كلام أبي حاتم كاملاً ليتسنى فهمه، وفي تهذيب الكمال: ((وقال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إذا حدثك عارم فاختم عليه، وعارم لا يتأخر عن عفان، وكان سليمان بن حرب يقدم عارماً على نفسه، إذا خالفه عارم في شيئ رجع إلى ما يقول عارم، وهو أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمان بن مهدي)).
فقوله: ((فاختم عليه)) يعني إذا سألت عن حديث ما، ووجدت حديثك عنده فاختم سؤالك به، ولا تسأل بعد غيره، وهذا يدل على مكانة عارم الرفيعة عند أبي حاتم.
وقوله: ((وعارمٌ لا يتأخر عن عفان)) أي في المرتبة، فإذا علمنا أنَّ عفان من الثقات المتقنين، وأنه من شيوخ الإمام أحمد الذين أكثر عنهم في مسنده، فإن عارماً لا يقل مرتبةً عنه، وأنه بدرجته، وإنما قارنه أبو حاتم بعفان لتقارن طبقتهما ومرتبتهما، فعفان ثقة ثبت من كبار العاشرة، وعارم ثقة ثبت من صغار التاسعة.
ونص من نص أبي حاتم أن عبد الرحمن بن مهدي، وعارم حَكَمٌ إذا اختلف الناس في حديث حماد بن زيد.
وفيما يتعلق بكتب تعين على مصطلحات المحدثين فأنصح بكتاب " لسان المحدثين " للأخ الفاضل محمد خلف سلامة، والكتاب متاح على الشبكة العنكبوتية.المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...5194#post35194
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 08:39]ـ
فضيلة الشيخ – أحسن الله إليكم وتولاكم فيمن تولى –
لدي سؤال عن عبارة المعلمي المشهورة التي ذكرها في منهج ابن حبان في التوثيق حيث قال:
"والتحقيق أن توثيقه على درجات،
الأولى: أن يصرح به كأن يقول ((كان متقنا)) أو ((مستقيم الحديث)) أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى: لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية: قريب منها، والثالثة: مقبولة، والرابعة: صالحة، والخامسة: لا يؤمن فيها الخلل.
والله أعلم."
أسئلتي وفقكم الله تعالى:
1 - كيف نعرف أن هذا الراوي من شيوخ ابن حبان الذين جالسهم وخبرهم؟
2 - كيف نعرف أن ابن حبان قد عرف هذا الراوي بكثرة الحديث، ووقف على أحاديثه؟
3 - وهي الأصعب، كيف نفهم من سياق الكلام أن ابن حبان قد عرف هذا الرجل معرفة جيدة؟ وهل قوله " فلان صاحب فلانا ومات مع فلان، ورى كذا " دون تعقيب أنه من هذا القسم؟
4 - لو كانت عبراة الن حبان في الراوي كقوله " مستقيم الحديث " ليست في كتاب الثقات " بل في كتاب آخر، كمشاهير الأمصار " فهل ينفعه؟ وهل نطبق عليه قاعدة المعلمي في أنه توثيق مقبول؟
ومن أسباب السؤال وفقكم الله – وهو سؤال خامس – بعض الرواة لا يذكر الأئمة فيهم جرحا ولا تعديلا، بل يكتفون بذكر تاريخ لهم أو سيرة فقط، ويذكرهم ابن حبان في الثقات، فهل ينفعهم هذا نفعا كبيرا –أقصد إن كانوا من القسم الخامس -؟
هذا وأحسن الله إليكم وأدخلكم الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب ووالديكم .. آمين
الجواب:
الجواب:: 1 - هذا واضح من خلال سياقة ابن حبان للأسانيد، فكل من روى عنهم في كتبه، فهم من شيوخه، ولكن تبقى مسألة الكثرة عن هذا الشيخ أو ذاك، فهذه تظهر من خلال الإكثار من قراءة كتبه، ومداومة النظر فيها، وأكثر الشيوخ تكراراً في كتبه أكثرهم رواية، وقد ذكر ابن حبان في مقدمة صحيحه أنه روى عن أكثر من الفي شيخ، واقتصر في صحيحة على مئة وخمسين شيخاً، وغالب كتابه يدور على عشرين شيخاً.
2 - نستطيع أن نستلخص منهج ابن حبان في كتابه " الثقات " بأنه قسمين:
الأول: من اكتفى بذكرهم فيه.
الثاني: ما جادت به قريحته بنقدهم كأن يقول: ((مستقيم الحديث)) أو ((ثقة)) أو: ((يخطيئ)) وعلى العموم فكل راو ذكره ابن حبان في " الثقات " ولم يكتف بمجرد ذكرهم فيه، فهم ممن سبر روايتهم على أنَّ القسم الأول لا يفيد الراوي قوة، لكن يستفاد ممن ذكرهم ما يذكره من تلاميذ وشيوخ.
ولي بحث مطول في ذلك في هذا الموقع فلينظر.
3 - هذه النقطة متداخلة في التي قبلها، وأما قوله: ((فلان صاحب فلان)) أو ((مات سنة كذا)) أو ((مع كذا وكذا)) فهذه من المعلومات العامة التي ينتفع بها في صناعة الحديث، وليست هي من الأقوال النقدية في الحكم على الرواة.
4 - عنوان هذا الكتاب يدلك على أنه خاص بالمشاهير، فإذا ازدوجت الشهرة مع تصريح ابن حبان بنوع وثاقة لهذا الراوي فنعم تنفعه، وأنه توثيق مقبول.
5 - سبقت الإجابة عليها في الفقرة (2) وأزيد هنا أنَّ كل راو ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " فإنَّك تجد ابن حبان ذكره في الثقات ساكتاً عنه.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=35195#post351 95
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 04:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحيي السادة العلماء و طلاب العلم في هذا المنتدى الراقي وأسأل الله القبول لي و لكم.
سأضع هنا بحثي في أحد طرق الافتراق و أرجو من الشيخ الفحل تقييمه و باقي الإخوة الأكارم.
بسم الله نبدأ
أذكر هنا أحد طرق حديث الإفتراق في سنن الترمذي و ما تبين لي من الحكم على هذه الطريق و لا أقصد الحكم على الحديث بالكلية، إنما بداية نشتغل في طريق ثم نتدرج ونحكم على الحديث كله بإذن الله تعالى:
سنن الترمذي: كتاب الايمان عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة.
حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى مثل ذلك وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ... قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح
بحثي في الطريق:
رجال الحديث ثقات تجاوزوا القنطرة إلا محمد بن عمرو ففيه تفصيل:
محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثى، أبو عبد الله و قيل أبو الحسن، المدنى
قال عنه الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام أما الذهبي: قال أبو حاتم: يكتب حديثه، و قال النسائى و غيره: ليس به بأس.
و قد روى له البخاري و مسلم و ابوداود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه
بالمجمل رواية محمد بن عمرو هي من باب الحسن لكن عند التفصيل تظهر علته و ضعفه و هي:
قال أبو بكر بن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو، فقال:
ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له، و ما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبى سلمة بالشىء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة، عن أبى هريرة.
و اعلم أن رواية الترمذي التي معنا هي من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة و هي علة الحديث لأن محمد بن عمرو ضعيف بالذات في هذه الطريق كما نص يحيى بن معين.
فهذه الطريق اذاً ضعيفة.
و أما رواية أبي داود فمدارها أيضا على محمد بن عمرو المذكور. و ليس له متابع -فيما وجدت -عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه
و ظني على أن الطريق هذه ضعيفة، و الله أعلم و أحكم.
الجواب: من المعروف أن الحكم على الحديث يتطلب جمع الطرق ودراستها؛ ليبين المخالف منها والموفق، وبعد دراسة طرق الحديث الواحد نحكم على الحديث وفق نظرة شمولية، وأما دراسة الحديث بإسناد واحد فهذه فيها ما فيها.
والإسناد قيد الدراسة متصل، غير أن العلة المذكورة في السؤال ليست كافية لتضعيف الحديث فإن لمحمد بهذا الإسناد (120) حديثاً في الكتب الستة أحدها في صحيح مسلم (تحفة الأشراف 10/ 371 - 404 (15004) إلى (151214))، وعليه فإن محمد بن عمرو يكون حسن الحديث حتى في حال التفرد شريطة أن لا يأتي بمنكر، وهذا القيد مستنبط من كلام ابن معين. واشتهار هذا السند في كتب السنن دليل على حسنه؛ لأنها من مظان هذا النوع من أنواع علم الحديث.
ومحمد بن عمرو: حسنُ الحديث، كما قال الذهبي في الميزان
(3/ 673)، وقال الحافظ ابن حجر في (التقريب الترجمة 6188): ((صدوق له أوهام))، وقال كما في أجوبته التي في آخر المشكاة (3/ 310): ((صدوق في حفظه شيء، وحديثه في مرتبة الحسن))، وقال في هدي الساري: 441: ((صدوق تكلّم فيه بعضهم من قبل حفظه))، وفي كتاب " الجامع في العلل والفوائد " سقت عدداً من الأحاديث المنكرة لمحمد بن عمرو.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...5263#post35263
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 04:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى شيخنا الكريم الدكتور ماهر الفحل حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فأرجو من فضيلتكم تخريج هذا الحديث مع الحكم عليه مأجورين , وهو:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء سنام وسنام القرآن البقرة , وإن فيها آية هي سيدة آي القرآن _يعني آية الكرسي_ ما قرئ بها في بيت فيه شيطان إلا خرج منه.
ما صحت هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث أخرجه: الحميدي (994)، والترمذي (2878) من طريق حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الترمذي عقبه: ((هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم وضعفه)).
وهو في التقريب (1468): ((ضعيف رمي بالتشيع)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=35264#post352 64
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:23]ـ
إنَّ علم الحديث ليس كبقية العلوم، فهو يستفرغ العمر كله لأن بالمعلل حاجة إلى عدد من العلوم، بل إلى جميع العلوم كلها فضلاً عن كونه علماً تتعدد فروعُهُ، وتتنوعُ علومه وتتشعبُ أفنان فنونه، ولم يبالغ الحازميُّ عندما قال: ((اعلم أنَّ علمَ الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تقرب من مئة نوع، وكلُّ نوعٍ منها علمٌ مستقلٌ لو أنفق الطالب فيه عمرَهُ لما أدرك نهايتَه)) (1) لذلك فإنَّ علم الحديث وصناعته لأهل الحديث خاصة، قال مسلم: ((إنَّ صناعة الحديث، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنَّما هي لأهل الحديث خاصة؛ لأنَّهم الحفاظ لروايات الناس، العارفون بها دون غيرهم، إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة من عصر إلى عصرٍ من لدن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمنْ نابذهم منَ الناس، وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث، ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار من نقلة الأخبار وحُمّال الآثار، وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميّزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح، وإنمَّا اقتصصنا هذا الكلام، لكي يتبينهُ من جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبّه، على تثبيت الرجال وتضعيفهم، فيعرف ما الشواهد عندهم والدلائل التي بها ثبتوا الناقل للخبر من نقله، أو أسقطوا من أسقطوا منهم، والكلام في تفسير ذلك يكثر)) (2).
.............
(1) نقله الحافظ ابن حجر في "النكت" 1/ 233، و: 62 بتحقيقي عن كتاب "العجالة".للحازمي
(2) " التمييز" (102).
.............................. .................... .............................. .................... ..
هكذا أبان الإمام مسلم أنَّ صناعة الحديث، ومعرفة علله هو علم يختص به أهل الحديث خاصة، وهذا النص الذي نقلته بطوله منْ أنفس النصوص، وأقدمها، ومن خلاله يبين للقارىء – أي قارىء – أنَّ هذا العلم منْ أصعب العلوم وأحنكها، ولا يتمكن فيه إلا من كان تقوى الله رائدُهُ، وبالنوافل ديدنه، والكف عن المحارم طريقته؛ إذ إنَّ صِمام الأمان تقوى الله أولاً، ثم المعرفة التامة لذلك العلم قال الذهبي: ((فحق على المحدِّث أنْ يتورع في ما يؤديه، وأنْ يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أنْ يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويُجرّحهم جِهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سَوّدتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى عز وجل: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (1) فإنْ آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإنْ غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإنْ عرفت أنَّك مخلطٌ مخبطٌ مهملٌ لحدودِ الله فأرحنا منْكَ، فبعد قليلٍ ينكشف البهْرج، وينكبُّ الزغل، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلفٌ، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أنْ لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)) (2).
إذن فهذا الفن ليس كبقية الفنون؛ إذ المعرفة به تستدعي علوماً أخرى خادمة له، وقد أعجبني كلامٌ طويلٌ لابن الأثير أنقله جميعه لأهميته، فقد قال رحمه الله تعالى: (( ... إلا أنَّ من أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وآثار أصحابه رضي الله عنهم التي هي ثاني أدلة الأحكام ومعرفتها أمرٌ شريفٌ، وشأنٌ جليلٌ، لا يحيط به إلا من هذّب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه، وأزال الزيغ عن قلبه ولسانه، وله أصولٌ وأحكامٌ وقواعد وأوضاعٌ واصطلاحات ذكرها العلماء، وشرحها المحدّثون والفقهاء، يحتاج طالبُه إلى معرفتها، والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة والإعراب، اللذين هما
(يُتْبَعُ)
(/)
أصلٌ لمعرفة الحديث، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب. وتلك الأشياء: كالعلم بالرجال، وأساميهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ووقت وفاتهم، والعلم بصفات الرواة، وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم، والعلم بمستند الرواة، وكيفية أخذهم الحديث، وتقسيم طرقه، والعلم بلفظ الرواة وإيرادهم ما سمعوه، وإيصاله إلى من يأخذه عنهم، وذكر مراتبه والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى، ورواية بعضه والزيادة فيه، والإضافة إليه ما ليس منه، وانفراد الثقة بزيادة فيه. والعلم بالمسند وشرائطه والعالي منه والنازل، والعلم بالمرسل وانقسامه إلى المنقطع والموقوف والمعضل وغير ذلك واختلاف الناس في قبوله ورده، والعلم بالجرح والتعديل، وجوازهما ووقوعهما، وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح من الحديث والكذب (3)، وانقسام الخبر إليهما وإلى الغريب والحسن وغيرهما، والعلم بأخبار التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ وغير ذلك (4) مما تواضع عليه أئمة الحديث، وهو بينهم متعارف، فمن أتقنها أتى دار هذا العلم من بابها، وأحاط بها من جميع جهاتها، وبقدر ما يفوته منها تنزل عن الغاية درجتُهُ، وتنحط عن النهاية رتبته، إلا أنَّ معرفة التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ، وإنْ تعلقت بعلم الحديث – فإنَّ المحدّث لا يفتقر إليها، لأنَّ ذلك من وظيفة الفقيه؛ لأنَّه يستنبط الأحكام من الأحاديث، فيحتاج إلى معرفة المتواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ، فأمّا المحدّث، فوظيفتُهُ أنْ ينقل ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه، فإنْ تصدى لما وراءه فزيادةٌ في الفضل، وكمالٌ في الاختيار)) (5).
لقد أطال ابن الأثير رحمه الله تعالى وأطاب، وأبانَ لمن جاء بعده البضاعة لهذه الصناعة، وأنَّها صناعةٌ ليست كبقية الصناعات. ونحن نعلم أنَّ علم العلل رأسُ علوم الحديث، إذ من خلاله نعرف صحيح الحديث من ضعيفه، ونميز عدله من معوجه، ومرفوعه من موقوفه ومسنده من مرسله.
...................
(1) النحل: 43
(2) " تذكرة الحفاظ "1/ 4، هكذا قال الذهبي رحمه الله تعالى في زمانه ذاك الذي يزخر بالعلم، فكيف لو رأى زماننا هذا، والناس في غربة العلم في هذا الفن العظيم نسأل الله العافية.
(3) في المطبوع: ((والكاذب)) وهو غير مستقيم.
(4) فمن أقحم نفسه في زمرة أهل الحديث، ولم يحُصِّل ما ذكر أو غالب ما ذكر، ثم عمد إلى إعلال الأحاديث خرج بمقدمات لا نتائج لها، وبنى على غير أساس، وأساء من غير إفادة، وربما نقش قبل تثبيت العرش. والعلماء حذروا من ذلك غاية التحذير؛ لأنَّ الحكم على الحديث له أهمية في الشرع، فالسنة مصدر مهم من مصادر الأحكام يستنبط من صحيحها الحلال والحرام، فإدخال شيء إلى السنة ليس منها أو نفي شيء منها أمر تترتب عليه تبعات خطيرة أمام الله، نسأل الله السلامة.
(5) "جامع الأصول" 1/ 36 - 38، وعلى كلام ابن الأثير الأخير؛ فإنَّ رتبة الفقيه أعلى من رتبة المحدث، فالمحدث من أحاط بعلم الحديث رواية ودراية، فإذا أضيف إليها الاستنباط فهو الفقيه. أما من لم يحصل علم الحديث وجاء يتحذلق الفقه فهو ليس بفقيه؛ إذ شرط الفقيه أنْ يكون محدثاً.
.............................. .................... .............................. ..............
وصاحبُهُ يحتاج جميع أدوات الفن مع حاجته إلى الفنون الأخرى من العلوم ليتقن فيها علم الحديث، قال الحافظ ابن حجر مبيناً صعوبة علم العلل: ((وهو منْ أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى فهماً ثاقباً وحفظاً واسعاً، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية بالأسانيد والمتون، ولهذالم يتكلم فيه إلا القليل من أهل هذا الشأن: كعلي بن المديني، وأحمد بن حنْبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني. وقد تقصر عبارة المعلل عن إقامة الحجة على دعواه كالصيرفي في نقد الدينار والدرهم)) (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنَّ صعوبة تحصيل صفات رجل العلل أمر قد جعل هذا العلم خفيّاً على كثيرين، بل خَفِيَ على أكثر أهل الحديث خاصة فضلاً عن غيرهم، قال ابن كثير: ((وَهُوَ فَنٌّ خَفِيٌّ 0 (2) عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُ حُفَّاظِهِم: مَعْرِفَتُنَا بِهَذَا كِهَانَةٌ عِنْدَ الجَاهِلِ (3). وَإِنَّمَا يَهْتَدِي إِلَى تَحْقِيقِ هَذَا الفَنِّ الجَهَابِذَةُ النُّقَّادُ مِنْهُمْ، يُمَيِّزُونَ بَيْنَ صَحِيحِ الحَدِيثِ وَسَقِيمِهِ، وَمُعْوَجِّهِ وَمُسْتَقِيمِهِ، كَمَا يُمَيِّزُ الصَّيْرَفِيُّ البَصِيرُ بِصِنَاعَتِهِ بَيْنَ الجِيَادِ وَالزُّيُوفِ، وَالدَّنَانِيرِ وَالفُلُوسِ فَكَمَا لاَ يَتَمَارَى هَذَا، كَذَلِكَ يَقْطَعُ ذَاكَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ، بِحَسَبِ مَرَاتِبِ عُلُومِهِمْ وَحذقهِمْ وَاطِّلاَعِهِمْ عَلَى طُرُقِ الحَدِيثِ، وَذَوْقِهِمْ حَلاَوَةَ عِبَارَاتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم التِي لاَ يُشْبِهُهَا غَيْرُهَا مِنْ ألفَاظِ النَّاسِ)) (4).
.......................
(1) "نزهة النظر": 72، وهذا النص مقتبس من كلام العلائي وهو في " النكت " 2/ 711 و:485 و 2/ 777 و:543 بتحقيقي على أنه في الموضع الأول لم ينبه، وفي الثاني نسبه للعلائي.
(2) كلمة (خفي) مرفوعة على أنها اسم، وهي خبر ثانٍ أو صفة على خلاف بين البصريين والكوفيين، وهكذا جاءت الكلمة مجودة الضبط في نسختنا الخطية المصورة عن الأصل المحفوظ في الدار العراقية للمخطوطات رقم (14081)، وهي نسخة متقنة عليها خط ابن كثير – رحمه الله – وقد أخطأ علي الحلبي فضبطها في نشرته لكتاب "الباعث الحثيث" 1/ 196 هكذا: ((خَِفيَ)) على أنها فعل، وما ذكر من أنها اسم أبلغ، فالجملة التي مستندها اسم تدل على الثبوت، والجملة التي مستندها الفعل تدل على التجدد. انظر: "معاني النحو" 1/ 15.
(3) وليس معنى هذا أنَّ علم الحديث مبنيٌّ على غير قواعد، لا. بل إنَّ هذا العلم من أكثر العلوم تأصيلاً و أعظمها تقعيداً، ولكن لصعوبة هذا الفن وشدته على غير أهله قيل ذلك. وأصل هذا الكلام هو ما أسنده ابن أبي حاتم في مقدمة العلل 1/ 389ط. الحميد إلى عبد الرحمان بن مهدي قال: ((إنكارنا الحديث عند الجهال كهانةٌ))، وأسند عنه أيضاً وقال: ((معرفة الحديث إلهامٌ))، وهذان النصان في كتاب "جامع العلوم والحكم" 2/ 133 ط. العراقية بتحقيقي و: 579 ط.ابن كثير بتحقيقي أيضاً). وليس معنى هذا على الحقيقة فإنمَّا هذا الخطاب يخاطب به من لا يحسن صنعة الحديث، ولا يدرك أغوار أسراره. وهذا الخطاب أيضاً للمبتدئ حتى يعرف صعوبة الفن ودقته ليأخذ الطالب بأسبابه، قال الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " 2/ 382: ((علمٌ يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له، والاعتناء به)). وقد أجاد أخي الحبيب الدكتور علي الصياح معلقاً على قولي ابن مهدي: ((ربما يفهم من بعض الأقوال المتقدمة أنَّ علم العلل يحصل في القلب من فراغ بدون عمل ولا طلب، وهذا الفهم غير مراد قطعاً، لكن لما كان علم العلل خفياً ودقيقاً وبحاجة إلى كثرة طلب، وسعة حفظ، وجودة فكر ودقة نظر وتوفيق من الله أولاً وآخراً – هو ما توافر لأولئك النقاد – أصبح عند من لا يحسنه نوعاً من الكهانة والإلهام)). "كيف نقرب علم العلل". مجلة البيان: 6 العدد (203).
(4) "اختصار علوم الحديث": 149 بتحقيقي.
.............................. .................... .............................. ............
ونحن حين نتحدث عن صفات المُعلل لابد أنْ نقدر لكل أهل زمان طاقتهم ومقدرتهم فلكل زمان قومه، ولابد من التنبيه إلى ما أشار إليه الحافظ المتقن عَلِيُّ بن الْمَدِينِيّ قال: لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه؛ فلقد قُلْتُ مَرّةً: سَعِيدُ أَعْلَم من حَمَّاد بن زَيْد، فبلغ ذَلِكَ يَحْيَى بن سَعِيد، فشق ذَلِكَ عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه لا يَقُول: سُفْيَانُ أَعْلَم من الشعبي، وأيُّ شيء كَانَ عند الشعبي مما عند سُفْيَان؟ وقيل لعلي بن الْمَدِينِيّ: إنَّ إنساناً قَالَ: إنَّ مالكاً أفقه من الْزُّهْرِيّ، فَقَالَ عَلِيٌّ:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا لا أقيس مالكاً إِلَى الْزُّهْرِيّ، ولا أقيس الْزُّهْرِيَّ إِلَى سَعِيد بن الْمُسَيَّب (1).
ونحن ننتفع بهذا أنَّه من الصعوبة - وربما من المستحيل - أنْ يبرز أحدٌ في علل الحديث كما برز أولئك الأئمة المتقدمون، لكنَّ الله أمرنا بالاجتهاد والتعلم وأنْ نجدَّ في تحصيل العلوم حتى إذا لم نبلغ تلك المراتب العالية، فعلى طالب العلم أنْ يسدد ويقارب.
إذن لا بد لرجل العلل أنْ يعرف مصطلحات علماء الحديث - بالجملة - ومناهج أئمة العلل وطرائقهم في هذا الفن، مع ضرورة إدمان النظر في كتب العلل مع جودة الفهم، وترداد المقروء مع دِقَّة تامة في النظر والتطبيق العملي المستمر، وحفظ الرجال الذين تدور عليهم الأسانيد، ومراتب الرواة وطبقاتهم، ومعرفة الأسانيد الصحيحة والمعلة، وقرائن الترجيح وطرقه، ومعرفة الثقات من الضعفاء، ومعرفة مواليدهم ووفياتهم وبلدانهم، ومعرفة المكثرين من رواة الحديث و معرفة مراتب أصحابهم فيهم، كأصحاب الزهري وقتادة ونحوهما من المكثرين، ومعرفة أشهر الأسانيد، ومعرفة المدلسين والمختلطين، ومعرفة المنقطع من الأسانيد. حتى يكون من العارفين بعلل الحديث حسن الترجيح لدى الاختلاف.
..............
"كيف نقرب علم العلل". د علي الصياح، مجلة البيان: 9 العدد (206).
.............................. .................... .........
ثم لا بد من الصبر والجَلَد، وطول النَفَس في البحث والتفتيش واستنفاد الوسع مع
الإنصاف والعدل والفِطنة والذكاء وإظهار الذل والافتقار والإلحاح بالدعاء وصدق اللجأ إلى الله، قال الحافظ الذهبي: ((قال محمد بن بَرَكة الحلبي: سمعتُ عثمان بن خُرَّزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمتْ واحدةٌ فهي نقصٌ: يحتاج إلى عقلٍ جيدٍ، ودينٍ، وضبطٍ، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه. قلت – القائل: الذهبي -: الأمانةُ جزء من الدِّين، والضبطُ داخلٌ في الحذقِ فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سَلَفياً، يكفيه أن يكتب بيده مئتي مجلد، ويُحصِّل من الدواوين المعتبرة خمس مئة مجلدٍ، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات، بنيةٍ خالصةٍ وتواضعٍ، وإلّا فلا يتعنَّ)) (1) وقال ابنُ القيِّم رحمه الله: ((ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أنْ ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى مُلهم الصواب، ومعلم الخير، وهادي القلوب، أنْ يلهمه الصواب، ويفتح له طريق السداد، ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة، فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق، وما أجدر مَنْ أمَّل فضلَ ربه أنْ لا يحرمه إياه، فإذا وجد من قلبه هذه الهمة فهي طلائعُ بشرى التوفيق، فعليه أنْ يوجه وجهه ويحدق نظره إلى منبع الهدى، ومعدن الصواب ومطلع الرشد، وهو النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة، فيستفرغ وسعه في تعرف حكم تلك النازلة منها، فإنْ ظفر بذلك أخبر به، وإن اشتبه عليه بادر إلى التوبة والاستغفار، والإكثار من ذكر الله، فإنَّ العلم نورُ الله يقذفه في قلب عبده، والهوى والمعصية رياحٌ عاصفةٌ تطفئ ذلك النور أو تكاد، ولا بد أنْ تضعفه (2). وشهدتُ شيخَ الإسلام - قدّس الله روحه - إذا أعيته المسائل واستصعبتْ عليه فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللَجأ إليه، واستنزال الصواب منْ عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته. فقلما يلبث المدد الإلهي أنْ يتتابع عليه مداً، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهنَّ يبدأ، ولا ريب أنَّ من وفق هذا الافتقار علماً وحالاً، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أعطي حظه من التوفيق، ومنْ حرمه فقد منع الطريق والرفيق، فمتى أعين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق، فقد سلك به الصراط المستقيم، وذلك فضلُ الله يؤتيه منْ يشاء، والله ذو الفضل العظيم)) (3).
.....................
(1) " سير أعلام النبلاء" 13/ 380.
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) قال الخليلي في " الإرشاد " 1/ 408: ((يحتاج في هذا الأمر إلى الديانة والإتقان والحفظ ومعرفة الرجال ومعرفة الترتيب ويكتب ما له وما عليه، ثم يتأمّل في الرجال فيميز بين الصحيح والسقيم، ثم يعرف التواريخ، وعمر العلماء، حتى يعرف من أدركَ مِمّن لم يُدرك، ويعرف التدليس للشيوخ)).
(3) "إعلام الموقعين" 4/ 207 - 208.
.............................. .................... ..................
وقال تلميذه العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي: ((اعلم أنَّ معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين: أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هيِّن؛ لانَّ الثقات والضعفاء قد دُوِّنوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف. والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إما في الإسناد، وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع، ونحو ذلك. وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث)) (1). ولابد لطالب العلم في هذا الزمن ممن يريد أنْ يكون من العارفين بعلل الحديث أنْ يعلم أنَّ هذا العلم لا يأتي من فراغ، ولا يُتعلم في ليلة وضحاها، بل لا بد لتعلمه من مقدمات. فهو علم يتعلمه ويحسن معرفته من يأخذ بأسبابه كبقية العلوم، فلا بد من كثرة القراءة في كتب العلل النظرية والتطبيقية كـ"علل ابن المديني " و "علل ابن معين" و"علل الإمام أحمد" و"التمييز" و"علل الترمذي الكبير"، و"مسند البزار" و"علل ابن عمّار الشهيد" و"علل ابن أبي حاتم"، و"علل الدارقطني" وكتابه: "التتبع".
....................
(1) "شرح علل الترمذي" 2/ 467 – 468 ط. عتر و 2/ 663 ط. همام.
.............................. .................... .............................. .................... .
ومن أهم الواجبات على أهل هذا الزمان تتبّع أقوال كبار نقاد الحديث على الحديث المراد بحثه، وذلك بالرجوع إلى كتب العلل والمسانيد والجوامع وغيرها، وإلى كتب التخريج التي عند المتأخرين التي تنقل أقوال المتقدمين ثم الاستفادة من كل كلمة يقولونها عن الحديث؛ لأنَّ إعلالات الأئمة للأخبار مبنيةٌ في الغالب على الاختصار، والإجمال، والإشارة وعدم التفصيل، فيقولون مثلاً: ((الصواب رواية فلان)) (1)، أو ((وَهِمَ فلانٌ)) (2)، أو ((لا يتابع عليه)) (3) أو ((لا يعرف الحديث إلا به)) (4). أو ((حديث فلان يشبه حديث فلان)) (5) أو ((دَخَلَ حديثٌ في حديث)) (6) أو ((حديث ليس له إسناد)) (7) أو ((هذا حديث فائدة)) (8) وهم في الأعم الأغلب لا يذكرون الأدلة والأسباب التي دعتهم إلى ذلك القول؛ لأنَّ كلامهم في الغالب موجهٌ إلى أناسٍ يفهمون الصناعة الحديثية والعلل، يدركون المراد بمجرد إشارة الإمام للعلة وذكرها وكأنهَّم لا يحتاجون إلى مزيد إيضاح، ولسان حال أولئك أنَّهم ألفوا هذا العلم لهؤلاء القوم.
ثمّ بعدَ النظر إلى كلام الأئمة النقاد لا بد من دراسة أسباب هذا الحُكْم من الناقد، ثم الموازنة بين أقوال بقية النقاد له، وتجدر الإشارة إلى أن كثرة الممارسة لكلام النقاد، وفهم مرادهم في إطلاقاتهم تتكون لدى الباحث مَلَكةٌ تؤدي إلى فهم هذا العلم فهماً صحيحاً.
ومن الأمور المهمة التي تلزم المعلل: معرفة عدد ما لكل راو عن شيخه من الأحاديث (9) وكذلك ما يروى بالإسناد الواحد من الأحاديث، وهو ما يسميه المحدّثون " نسخة " أو "صحيفة"، وكذلك معرفة ما لم يسمعه الراوي من شيخه؛ فالراوي قد يسمع من شيخه مجموعة من الأحاديث، وبالمقابل لا يسمع من شيخه أحاديث أخرى، ومن أهم ما يلزم المعلل معرفة أحاديث الباب؛ إذ قد تأتي أحاديث معلولة ناتجة عن خطأ يظنها غير المتأمل شواهد تقوي أحاديث الباب، ثم لا بد للمعلل من معرفة الأسانيد التي لا يثبت منها شيء؛ لذا نجد المحدثين قد أولوا ذلك عناية بالغة (10)؛ إذ إنَّ بعض الأحاديث لا ترد إلا من تلك الأسانيد التي لا أصل لصحتها، ومثل ذلك أمارةٌ على بطلان تلك الأحاديث.
.......................
(1) انظر: "تهذيب التهذيب" 8/ 76.
(2) انظر: "علل ابن أبي حاتم" (45).
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) انظر: "العلل المتناهية" (296)، وعند مراجعة كتابي "كشف الإيهام ": 492 (405) ستجد مثالاً جيداً.
(4) انظر: "العلل المتناهية" (185).
(5) انظر: "الجامع في العلل ومعرفة الرجال" 2/ 41 (340).
(6) انظر: "الكفاية": 142، و"فتح الباري" 1/ 621 عقب (3070).
(7) انظر: "الكفاية": 142.
(8) انظر: "الكفاية": 142.
(9) انظر في هذا بحثاً نفيساً في "معرفة مدار الإسناد" 1/ 268 - 286.
(10) انظر: شرح علل الترمذي 2/ 732 ط. عتر، و2/ 845. ط همام، و"العجاب في بيان الأسباب" 1/ 209، و"البحر الذي زخر" 3/ 1293.
.............................. .................... .............................. ................... ز ز
وربما أطلت في هذا الموضوع لأهميته لكني أختم بكلام العلاّمة المعلمي اليماني في أسباب تحصيل الملكة الحديثية، قال رحمه الله: ((وهذه ((المَلَكَةُ)) لم يُؤتوها من فراغ، وإنما هي حصاد رحلةٍ طويلة من الطلب، والسماع، والكتابة، وإحصاء أحاديث الشيوخ، وحفظ أسماء الرجال، وكناهم، وألقابهم، وأنسابهم، وبلدانهم، وتواريخ ولادة الرواة ووفياتهم، وابتدائهم في الطلب والسماع، وارتحالهم من بلد إلى آخر، وسماعهم من الشيوخ في البلدان، من سمع في كل بلد؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع؟ وكيف كتابه، ثم معرفة أحوال الشيوخ الذين يحدث الراوي عنهم، وبلدانهم، ووفياتهم، وأوقات تحديثهم، وعادتهم في التحديث، ومعرفة مرويات الناس في هؤلاء الشيوخ، وعرض مرويات هذا الراوي عليها، واعتبارها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. هذا مع سعة الاطلاع على الأخبار المروية، ومعرفة سائر أحوال الرواة التفصيلية، والخبرة بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، وبمظنات الخطأ والغلط، ومداخل الخلل.
هذا مع اليقظة التامة، والفهم الثاقب، ودقيق الفطنة، وامتلاك النفس عند الغضب، وعدم الميل مع الهوى، والإنصاف مع الموافق والمخالف، وغير ذلك.
وهذه المرتبة بعيدة المرام، عزيزة المنال، لم يبلغها إلا الأفذاذ، وقد كانوا من القلة بحيث صاروا رؤوس أصحاب الحديث فضلاً عن غيرهم، وأضحت الكلمة إليهم دون من سواهم)) "النكت الجياد" 1/ 128.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3674
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[20 - Jul-2008, مساء 11:29]ـ
إنَّ علم الحديث ليس كبقية العلوم، فهو يستفرغ العمر كله لأن بالمعلل حاجة إلى عدد من العلوم، بل إلى جميع العلوم كلها فضلاً عن كونه علماً تتعدد فروعُهُ، وتتنوعُ علومه وتتشعبُ أفنان فنونه، ولم يبالغ الحازميُّ عندما قال: ((اعلم أنَّ علمَ الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تقرب من مئة نوع، وكلُّ نوعٍ منها علمٌ مستقلٌ لو أنفق الطالب فيه عمرَهُ لما أدرك نهايتَه)) (1) لذلك فإنَّ علم الحديث وصناعته لأهل الحديث خاصة، قال مسلم: ((إنَّ صناعة الحديث، ومعرفة أسبابه من الصحيح والسقيم، إنَّما هي لأهل الحديث خاصة؛ لأنَّهم الحفاظ لروايات الناس، العارفون بها دون غيرهم، إذ الأصل الذي يعتمدون لأديانهم السنن والآثار المنقولة من عصر إلى عصرٍ من لدن النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا، فلا سبيل لمنْ نابذهم منَ الناس، وخالفهم في المذهب إلى معرفة الحديث، ومعرفة الرجال من علماء الأمصار فيما مضى من الأعصار من نقلة الأخبار وحُمّال الآثار، وأهل الحديث هم الذين يعرفونهم ويميّزونهم حتى ينزلوهم منازلهم في التعديل والتجريح، وإنمَّا اقتصصنا هذا الكلام، لكي يتبينهُ من جهل مذهب أهل الحديث ممن يريد التعلم والتنبّه، على تثبيت الرجال وتضعيفهم، فيعرف ما الشواهد عندهم والدلائل التي بها ثبتوا الناقل للخبر من نقله، أو أسقطوا من أسقطوا منهم، والكلام في تفسير ذلك يكثر)) (2).
.............
(1) نقله الحافظ ابن حجر في "النكت" 1/ 233، و: 62 بتحقيقي عن كتاب "العجالة".للحازمي
(2) " التمييز" (102).
.............................. .................... .............................. .................... ..
(يُتْبَعُ)
(/)
هكذا أبان الإمام مسلم أنَّ صناعة الحديث، ومعرفة علله هو علم يختص به أهل الحديث خاصة، وهذا النص الذي نقلته بطوله منْ أنفس النصوص، وأقدمها، ومن خلاله يبين للقارىء – أي قارىء – أنَّ هذا العلم منْ أصعب العلوم وأحنكها، ولا يتمكن فيه إلا من كان تقوى الله رائدُهُ، وبالنوافل ديدنه، والكف عن المحارم طريقته؛ إذ إنَّ صِمام الأمان تقوى الله أولاً، ثم المعرفة التامة لذلك العلم قال الذهبي: ((فحق على المحدِّث أنْ يتورع في ما يؤديه، وأنْ يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته، ولا سبيل إلى أنْ يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويُجرّحهم جِهبذاً إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والإتقان وإلا تفعل:
فَدعْ عَنْكَ الكتابةَ لستَ مِنها ولو سَوّدتَ وجهكَ بالمدادِ
قال الله تعالى عز وجل: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (1) فإنْ آنست يا هذا من نفسك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً وإلا فلا تتعن، وإنْ غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وإنْ عرفت أنَّك مخلطٌ مخبطٌ مهملٌ لحدودِ الله فأرحنا منْكَ، فبعد قليلٍ ينكشف البهْرج، وينكبُّ الزغل، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلفٌ، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت أنْ لا أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب)) (2).
إذن فهذا الفن ليس كبقية الفنون؛ إذ المعرفة به تستدعي علوماً أخرى خادمة له، وقد أعجبني كلامٌ طويلٌ لابن الأثير أنقله جميعه لأهميته، فقد قال رحمه الله تعالى: (( ... إلا أنَّ من أصول فروض الكفايات علم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وآثار أصحابه رضي الله عنهم التي هي ثاني أدلة الأحكام ومعرفتها أمرٌ شريفٌ، وشأنٌ جليلٌ، لا يحيط به إلا من هذّب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه، وأزال الزيغ عن قلبه ولسانه، وله أصولٌ وأحكامٌ وقواعد وأوضاعٌ واصطلاحات ذكرها العلماء، وشرحها المحدّثون والفقهاء، يحتاج طالبُه إلى معرفتها، والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة والإعراب، اللذين هما أصلٌ لمعرفة الحديث، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب. وتلك الأشياء: كالعلم بالرجال، وأساميهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ووقت وفاتهم، والعلم بصفات الرواة، وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم، والعلم بمستند الرواة، وكيفية أخذهم الحديث، وتقسيم طرقه، والعلم بلفظ الرواة وإيرادهم ما سمعوه، وإيصاله إلى من يأخذه عنهم، وذكر مراتبه والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى، ورواية بعضه والزيادة فيه، والإضافة إليه ما ليس منه، وانفراد الثقة بزيادة فيه. والعلم بالمسند وشرائطه والعالي منه والنازل، والعلم بالمرسل وانقسامه إلى المنقطع والموقوف والمعضل وغير ذلك واختلاف الناس في قبوله ورده، والعلم بالجرح والتعديل، وجوازهما ووقوعهما، وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح من الحديث والكذب (3)، وانقسام الخبر إليهما وإلى الغريب والحسن وغيرهما، والعلم بأخبار التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ وغير ذلك (4) مما تواضع عليه أئمة الحديث، وهو بينهم متعارف، فمن أتقنها أتى دار هذا العلم من بابها، وأحاط بها من جميع جهاتها، وبقدر ما يفوته منها تنزل عن الغاية درجتُهُ، وتنحط عن النهاية رتبته، إلا أنَّ معرفة التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ، وإنْ تعلقت بعلم الحديث – فإنَّ المحدّث لا يفتقر إليها، لأنَّ ذلك من وظيفة الفقيه؛ لأنَّه يستنبط الأحكام من الأحاديث، فيحتاج إلى معرفة المتواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ، فأمّا المحدّث، فوظيفتُهُ أنْ ينقل ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه، فإنْ تصدى لما وراءه فزيادةٌ في الفضل، وكمالٌ في الاختيار)) (5).
لقد أطال ابن الأثير رحمه الله تعالى وأطاب، وأبانَ لمن جاء بعده البضاعة لهذه الصناعة، وأنَّها صناعةٌ ليست كبقية الصناعات. ونحن نعلم أنَّ علم العلل رأسُ علوم الحديث، إذ من خلاله نعرف صحيح الحديث من ضعيفه، ونميز عدله من معوجه، ومرفوعه من موقوفه ومسنده من مرسله.
...................
(1) النحل: 43
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) " تذكرة الحفاظ "1/ 4، هكذا قال الذهبي رحمه الله تعالى في زمانه ذاك الذي يزخر بالعلم، فكيف لو رأى زماننا هذا، والناس في غربة العلم في هذا الفن العظيم نسأل الله العافية.
(3) في المطبوع: ((والكاذب)) وهو غير مستقيم.
(4) فمن أقحم نفسه في زمرة أهل الحديث، ولم يحُصِّل ما ذكر أو غالب ما ذكر، ثم عمد إلى إعلال الأحاديث خرج بمقدمات لا نتائج لها، وبنى على غير أساس، وأساء من غير إفادة، وربما نقش قبل تثبيت العرش. والعلماء حذروا من ذلك غاية التحذير؛ لأنَّ الحكم على الحديث له أهمية في الشرع، فالسنة مصدر مهم من مصادر الأحكام يستنبط من صحيحها الحلال والحرام، فإدخال شيء إلى السنة ليس منها أو نفي شيء منها أمر تترتب عليه تبعات خطيرة أمام الله، نسأل الله السلامة.
(5) "جامع الأصول" 1/ 36 - 38، وعلى كلام ابن الأثير الأخير؛ فإنَّ رتبة الفقيه أعلى من رتبة المحدث، فالمحدث من أحاط بعلم الحديث رواية ودراية، فإذا أضيف إليها الاستنباط فهو الفقيه. أما من لم يحصل علم الحديث وجاء يتحذلق الفقه فهو ليس بفقيه؛ إذ شرط الفقيه أنْ يكون محدثاً.
.............................. .................... .............................. ..............
وصاحبُهُ يحتاج جميع أدوات الفن مع حاجته إلى الفنون الأخرى من العلوم ليتقن فيها علم الحديث، قال الحافظ ابن حجر مبيناً صعوبة علم العلل: ((وهو منْ أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلا من رزقه الله تعالى فهماً ثاقباً وحفظاً واسعاً، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية بالأسانيد والمتون، ولهذالم يتكلم فيه إلا القليل من أهل هذا الشأن: كعلي بن المديني، وأحمد بن حنْبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني. وقد تقصر عبارة المعلل عن إقامة الحجة على دعواه كالصيرفي في نقد الدينار والدرهم)) (1).
ثم إنَّ صعوبة تحصيل صفات رجل العلل أمر قد جعل هذا العلم خفيّاً على كثيرين، بل خَفِيَ على أكثر أهل الحديث خاصة فضلاً عن غيرهم، قال ابن كثير: ((وَهُوَ فَنٌّ خَفِيٌّ 0 (2) عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ، حَتَّى قَالَ بَعْضُ حُفَّاظِهِم: مَعْرِفَتُنَا بِهَذَا كِهَانَةٌ عِنْدَ الجَاهِلِ (3). وَإِنَّمَا يَهْتَدِي إِلَى تَحْقِيقِ هَذَا الفَنِّ الجَهَابِذَةُ النُّقَّادُ مِنْهُمْ، يُمَيِّزُونَ بَيْنَ صَحِيحِ الحَدِيثِ وَسَقِيمِهِ، وَمُعْوَجِّهِ وَمُسْتَقِيمِهِ، كَمَا يُمَيِّزُ الصَّيْرَفِيُّ البَصِيرُ بِصِنَاعَتِهِ بَيْنَ الجِيَادِ وَالزُّيُوفِ، وَالدَّنَانِيرِ وَالفُلُوسِ فَكَمَا لاَ يَتَمَارَى هَذَا، كَذَلِكَ يَقْطَعُ ذَاكَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَظُنُّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ، بِحَسَبِ مَرَاتِبِ عُلُومِهِمْ وَحذقهِمْ وَاطِّلاَعِهِمْ عَلَى طُرُقِ الحَدِيثِ، وَذَوْقِهِمْ حَلاَوَةَ عِبَارَاتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم التِي لاَ يُشْبِهُهَا غَيْرُهَا مِنْ ألفَاظِ النَّاسِ)) (4).
.......................
(1) "نزهة النظر": 72، وهذا النص مقتبس من كلام العلائي وهو في " النكت " 2/ 711 و:485 و 2/ 777 و:543 بتحقيقي على أنه في الموضع الأول لم ينبه، وفي الثاني نسبه للعلائي.
(2) كلمة (خفي) مرفوعة على أنها اسم، وهي خبر ثانٍ أو صفة على خلاف بين البصريين والكوفيين، وهكذا جاءت الكلمة مجودة الضبط في نسختنا الخطية المصورة عن الأصل المحفوظ في الدار العراقية للمخطوطات رقم (14081)، وهي نسخة متقنة عليها خط ابن كثير – رحمه الله – وقد أخطأ علي الحلبي فضبطها في نشرته لكتاب "الباعث الحثيث" 1/ 196 هكذا: ((خَِفيَ)) على أنها فعل، وما ذكر من أنها اسم أبلغ، فالجملة التي مستندها اسم تدل على الثبوت، والجملة التي مستندها الفعل تدل على التجدد. انظر: "معاني النحو" 1/ 15.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) وليس معنى هذا أنَّ علم الحديث مبنيٌّ على غير قواعد، لا. بل إنَّ هذا العلم من أكثر العلوم تأصيلاً و أعظمها تقعيداً، ولكن لصعوبة هذا الفن وشدته على غير أهله قيل ذلك. وأصل هذا الكلام هو ما أسنده ابن أبي حاتم في مقدمة العلل 1/ 389ط. الحميد إلى عبد الرحمان بن مهدي قال: ((إنكارنا الحديث عند الجهال كهانةٌ))، وأسند عنه أيضاً وقال: ((معرفة الحديث إلهامٌ))، وهذان النصان في كتاب "جامع العلوم والحكم" 2/ 133 ط. العراقية بتحقيقي و: 579 ط.ابن كثير بتحقيقي أيضاً). وليس معنى هذا على الحقيقة فإنمَّا هذا الخطاب يخاطب به من لا يحسن صنعة الحديث، ولا يدرك أغوار أسراره. وهذا الخطاب أيضاً للمبتدئ حتى يعرف صعوبة الفن ودقته ليأخذ الطالب بأسبابه، قال الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " 2/ 382: ((علمٌ يخلقه الله تعالى في القلوب بعد طول الممارسة له، والاعتناء به)). وقد أجاد أخي الحبيب الدكتور علي الصياح معلقاً على قولي ابن مهدي: ((ربما يفهم من بعض الأقوال المتقدمة أنَّ علم العلل يحصل في القلب من فراغ بدون عمل ولا طلب، وهذا الفهم غير مراد قطعاً، لكن لما كان علم العلل خفياً ودقيقاً وبحاجة إلى كثرة طلب، وسعة حفظ، وجودة فكر ودقة نظر وتوفيق من الله أولاً وآخراً – هو ما توافر لأولئك النقاد – أصبح عند من لا يحسنه نوعاً من الكهانة والإلهام)). "كيف نقرب علم العلل". مجلة البيان: 6 العدد (203).
(4) "اختصار علوم الحديث": 149 بتحقيقي.
.............................. .................... .............................. ............
ونحن حين نتحدث عن صفات المُعلل لابد أنْ نقدر لكل أهل زمان طاقتهم ومقدرتهم فلكل زمان قومه، ولابد من التنبيه إلى ما أشار إليه الحافظ المتقن عَلِيُّ بن الْمَدِينِيّ قال: لا يقاس الرجل إلا بأقرانه وأهل زمانه؛ فلقد قُلْتُ مَرّةً: سَعِيدُ أَعْلَم من حَمَّاد بن زَيْد، فبلغ ذَلِكَ يَحْيَى بن سَعِيد، فشق ذَلِكَ عليه؛ لئلا يقاس الرجل بمن هو أرفع منه لا يَقُول: سُفْيَانُ أَعْلَم من الشعبي، وأيُّ شيء كَانَ عند الشعبي مما عند سُفْيَان؟ وقيل لعلي بن الْمَدِينِيّ: إنَّ إنساناً قَالَ: إنَّ مالكاً أفقه من الْزُّهْرِيّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أنا لا أقيس مالكاً إِلَى الْزُّهْرِيّ، ولا أقيس الْزُّهْرِيَّ إِلَى سَعِيد بن الْمُسَيَّب (1).
ونحن ننتفع بهذا أنَّه من الصعوبة - وربما من المستحيل - أنْ يبرز أحدٌ في علل الحديث كما برز أولئك الأئمة المتقدمون، لكنَّ الله أمرنا بالاجتهاد والتعلم وأنْ نجدَّ في تحصيل العلوم حتى إذا لم نبلغ تلك المراتب العالية، فعلى طالب العلم أنْ يسدد ويقارب.
إذن لا بد لرجل العلل أنْ يعرف مصطلحات علماء الحديث - بالجملة - ومناهج أئمة العلل وطرائقهم في هذا الفن، مع ضرورة إدمان النظر في كتب العلل مع جودة الفهم، وترداد المقروء مع دِقَّة تامة في النظر والتطبيق العملي المستمر، وحفظ الرجال الذين تدور عليهم الأسانيد، ومراتب الرواة وطبقاتهم، ومعرفة الأسانيد الصحيحة والمعلة، وقرائن الترجيح وطرقه، ومعرفة الثقات من الضعفاء، ومعرفة مواليدهم ووفياتهم وبلدانهم، ومعرفة المكثرين من رواة الحديث و معرفة مراتب أصحابهم فيهم، كأصحاب الزهري وقتادة ونحوهما من المكثرين، ومعرفة أشهر الأسانيد، ومعرفة المدلسين والمختلطين، ومعرفة المنقطع من الأسانيد. حتى يكون من العارفين بعلل الحديث حسن الترجيح لدى الاختلاف.
..............
"كيف نقرب علم العلل". د علي الصياح، مجلة البيان: 9 العدد (206).
.............................. .................... .........
ثم لا بد من الصبر والجَلَد، وطول النَفَس في البحث والتفتيش واستنفاد الوسع مع
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنصاف والعدل والفِطنة والذكاء وإظهار الذل والافتقار والإلحاح بالدعاء وصدق اللجأ إلى الله، قال الحافظ الذهبي: ((قال محمد بن بَرَكة الحلبي: سمعتُ عثمان بن خُرَّزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمتْ واحدةٌ فهي نقصٌ: يحتاج إلى عقلٍ جيدٍ، ودينٍ، وضبطٍ، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه. قلت – القائل: الذهبي -: الأمانةُ جزء من الدِّين، والضبطُ داخلٌ في الحذقِ فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سَلَفياً، يكفيه أن يكتب بيده مئتي مجلد، ويُحصِّل من الدواوين المعتبرة خمس مئة مجلدٍ، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات، بنيةٍ خالصةٍ وتواضعٍ، وإلّا فلا يتعنَّ)) (1) وقال ابنُ القيِّم رحمه الله: ((ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أنْ ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى مُلهم الصواب، ومعلم الخير، وهادي القلوب، أنْ يلهمه الصواب، ويفتح له طريق السداد، ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة، فمتى قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق، وما أجدر مَنْ أمَّل فضلَ ربه أنْ لا يحرمه إياه، فإذا وجد من قلبه هذه الهمة فهي طلائعُ بشرى التوفيق، فعليه أنْ يوجه وجهه ويحدق نظره إلى منبع الهدى، ومعدن الصواب ومطلع الرشد، وهو النصوص من القرآن والسنة وآثار الصحابة، فيستفرغ وسعه في تعرف حكم تلك النازلة منها، فإنْ ظفر بذلك أخبر به، وإن اشتبه عليه بادر إلى التوبة والاستغفار، والإكثار من ذكر الله، فإنَّ العلم نورُ الله يقذفه في قلب عبده، والهوى والمعصية رياحٌ عاصفةٌ تطفئ ذلك النور أو تكاد، ولا بد أنْ تضعفه (2). وشهدتُ شيخَ الإسلام - قدّس الله روحه - إذا أعيته المسائل واستصعبتْ عليه فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللَجأ إليه، واستنزال الصواب منْ عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته. فقلما يلبث المدد الإلهي أنْ يتتابع عليه مداً، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهنَّ يبدأ، ولا ريب أنَّ من وفق هذا الافتقار علماً وحالاً، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أعطي حظه من التوفيق، ومنْ حرمه فقد منع الطريق والرفيق، فمتى أعين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق، فقد سلك به الصراط المستقيم، وذلك فضلُ الله يؤتيه منْ يشاء، والله ذو الفضل العظيم)) (3).
.....................
(1) " سير أعلام النبلاء" 13/ 380.
(2) قال الخليلي في " الإرشاد " 1/ 408: ((يحتاج في هذا الأمر إلى الديانة والإتقان والحفظ ومعرفة الرجال ومعرفة الترتيب ويكتب ما له وما عليه، ثم يتأمّل في الرجال فيميز بين الصحيح والسقيم، ثم يعرف التواريخ، وعمر العلماء، حتى يعرف من أدركَ مِمّن لم يُدرك، ويعرف التدليس للشيوخ)).
(3) "إعلام الموقعين" 4/ 207 - 208.
.............................. .................... ..................
وقال تلميذه العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي: ((اعلم أنَّ معرفة صحة الحديث وسقمه تحصل من وجهين: أحدهما: معرفة رجاله وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هيِّن؛ لانَّ الثقات والضعفاء قد دُوِّنوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التواليف. والوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إما في الإسناد، وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع، ونحو ذلك. وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث)) (1). ولابد لطالب العلم في هذا الزمن ممن يريد أنْ يكون من العارفين بعلل الحديث أنْ يعلم أنَّ هذا العلم لا يأتي من فراغ، ولا يُتعلم في ليلة وضحاها، بل لا بد لتعلمه من مقدمات. فهو علم يتعلمه ويحسن معرفته من يأخذ بأسبابه كبقية العلوم، فلا بد من كثرة القراءة في كتب العلل النظرية والتطبيقية كـ"علل ابن المديني " و "علل ابن معين" و"علل الإمام أحمد" و"التمييز" و"علل الترمذي الكبير"، و"مسند البزار" و"علل ابن عمّار الشهيد" و"علل ابن أبي حاتم"، و"علل الدارقطني" وكتابه: "التتبع".
....................
(1) "شرح علل الترمذي" 2/ 467 – 468 ط. عتر و 2/ 663 ط. همام.
(يُتْبَعُ)
(/)
............................. .................... .............................. .................... .
ومن أهم الواجبات على أهل هذا الزمان تتبّع أقوال كبار نقاد الحديث على الحديث المراد بحثه، وذلك بالرجوع إلى كتب العلل والمسانيد والجوامع وغيرها، وإلى كتب التخريج التي عند المتأخرين التي تنقل أقوال المتقدمين ثم الاستفادة من كل كلمة يقولونها عن الحديث؛ لأنَّ إعلالات الأئمة للأخبار مبنيةٌ في الغالب على الاختصار، والإجمال، والإشارة وعدم التفصيل، فيقولون مثلاً: ((الصواب رواية فلان)) (1)، أو ((وَهِمَ فلانٌ)) (2)، أو ((لا يتابع عليه)) (3) أو ((لا يعرف الحديث إلا به)) (4). أو ((حديث فلان يشبه حديث فلان)) (5) أو ((دَخَلَ حديثٌ في حديث)) (6) أو ((حديث ليس له إسناد)) (7) أو ((هذا حديث فائدة)) (8) وهم في الأعم الأغلب لا يذكرون الأدلة والأسباب التي دعتهم إلى ذلك القول؛ لأنَّ كلامهم في الغالب موجهٌ إلى أناسٍ يفهمون الصناعة الحديثية والعلل، يدركون المراد بمجرد إشارة الإمام للعلة وذكرها وكأنهَّم لا يحتاجون إلى مزيد إيضاح، ولسان حال أولئك أنَّهم ألفوا هذا العلم لهؤلاء القوم.
ثمّ بعدَ النظر إلى كلام الأئمة النقاد لا بد من دراسة أسباب هذا الحُكْم من الناقد، ثم الموازنة بين أقوال بقية النقاد له، وتجدر الإشارة إلى أن كثرة الممارسة لكلام النقاد، وفهم مرادهم في إطلاقاتهم تتكون لدى الباحث مَلَكةٌ تؤدي إلى فهم هذا العلم فهماً صحيحاً.
ومن الأمور المهمة التي تلزم المعلل: معرفة عدد ما لكل راو عن شيخه من الأحاديث (9) وكذلك ما يروى بالإسناد الواحد من الأحاديث، وهو ما يسميه المحدّثون " نسخة " أو "صحيفة"، وكذلك معرفة ما لم يسمعه الراوي من شيخه؛ فالراوي قد يسمع من شيخه مجموعة من الأحاديث، وبالمقابل لا يسمع من شيخه أحاديث أخرى، ومن أهم ما يلزم المعلل معرفة أحاديث الباب؛ إذ قد تأتي أحاديث معلولة ناتجة عن خطأ يظنها غير المتأمل شواهد تقوي أحاديث الباب، ثم لا بد للمعلل من معرفة الأسانيد التي لا يثبت منها شيء؛ لذا نجد المحدثين قد أولوا ذلك عناية بالغة (10)؛ إذ إنَّ بعض الأحاديث لا ترد إلا من تلك الأسانيد التي لا أصل لصحتها، ومثل ذلك أمارةٌ على بطلان تلك الأحاديث.
.......................
(1) انظر: "تهذيب التهذيب" 8/ 76.
(2) انظر: "علل ابن أبي حاتم" (45).
(3) انظر: "العلل المتناهية" (296)، وعند مراجعة كتابي "كشف الإيهام ": 492 (405) ستجد مثالاً جيداً.
(4) انظر: "العلل المتناهية" (185).
(5) انظر: "الجامع في العلل ومعرفة الرجال" 2/ 41 (340).
(6) انظر: "الكفاية": 142، و"فتح الباري" 1/ 621 عقب (3070).
(7) انظر: "الكفاية": 142.
(8) انظر: "الكفاية": 142.
(9) انظر في هذا بحثاً نفيساً في "معرفة مدار الإسناد" 1/ 268 - 286.
(10) انظر: شرح علل الترمذي 2/ 732 ط. عتر، و2/ 845. ط همام، و"العجاب في بيان الأسباب" 1/ 209، و"البحر الذي زخر" 3/ 1293.
.............................. .................... .............................. ................... ز ز
وربما أطلت في هذا الموضوع لأهميته لكني أختم بكلام العلاّمة المعلمي اليماني في أسباب تحصيل الملكة الحديثية، قال رحمه الله: ((وهذه ((المَلَكَةُ)) لم يُؤتوها من فراغ، وإنما هي حصاد رحلةٍ طويلة من الطلب، والسماع، والكتابة، وإحصاء أحاديث الشيوخ، وحفظ أسماء الرجال، وكناهم، وألقابهم، وأنسابهم، وبلدانهم، وتواريخ ولادة الرواة ووفياتهم، وابتدائهم في الطلب والسماع، وارتحالهم من بلد إلى آخر، وسماعهم من الشيوخ في البلدان، من سمع في كل بلد؟ ومتى سمع؟ وكيف سمع؟ ومع من سمع؟ وكيف كتابه، ثم معرفة أحوال الشيوخ الذين يحدث الراوي عنهم، وبلدانهم، ووفياتهم، وأوقات تحديثهم، وعادتهم في التحديث، ومعرفة مرويات الناس في هؤلاء الشيوخ، وعرض مرويات هذا الراوي عليها، واعتبارها بها، إلى غير ذلك مما يطول شرحه. هذا مع سعة الاطلاع على الأخبار المروية، ومعرفة سائر أحوال الرواة التفصيلية، والخبرة بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم، وبالأسباب الداعية إلى التساهل والكذب، وبمظنات الخطأ والغلط، ومداخل الخلل.
هذا مع اليقظة التامة، والفهم الثاقب، ودقيق الفطنة، وامتلاك النفس عند الغضب، وعدم الميل مع الهوى، والإنصاف مع الموافق والمخالف، وغير ذلك.
وهذه المرتبة بعيدة المرام، عزيزة المنال، لم يبلغها إلا الأفذاذ، وقد كانوا من القلة بحيث صاروا رؤوس أصحاب الحديث فضلاً عن غيرهم، وأضحت الكلمة إليهم دون من سواهم)) "النكت الجياد" 1/ 128.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3674
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[25 - Jul-2008, مساء 02:11]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
شيخنا الفاضل ماهر ...
لقد قرأت في أحد كتب المصطلح عبارة لمؤلف الكتاب فهمت نصفها و لكني لم أفهم النصف الآخر ...
حيث ذكر درجات توثيق الرواة ثم ذكر أن الطبقتان قبل الأخيرة يكتب حديث أصحابها ((للاعتبار و يختبر)) و الطبقة الأخيرة يكتب حديث اصحابها ((للاعتبار و لايختبر)) ..
فمعنى الاعتبار واضح و لكن ما معنى الاختبار؟؟
و لو وضحت لي يا شيخنا العبارتان لزيادة الفائدة لكان أفضل شيخنا الفاضل؟؟؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاعتبار: هو أن يعمد الناقد إلى حديث بعض الرواة، فيعتبره بروايات غيره من الرواة، بسبر طرق الحديث، وذلك بالتتبع و الاختبار، و النظر في المسانيد و الجوامع و المعاجم و غيرها، ليعلم هل هنالك متابع للحديث أو شاهد أم لا. " تدريب الراوي " 1/ 202.
وعلى هذا الإختبار هو عين الاعتبار. فالاختبار أن يختبر رواية الراوي مع مرويات غيره من الرواة، والاعتبار أن يعتبر مرويات الراوي مع مرويات غيره من الرواة.
والمتابع: هو الحديث المشارك لحديث آخر في اللفظ و المعنى مع الاتحاد في الصحابي، فان كانت المشاركة من أول السند سميت متابعة تامة، وإن لم تكن من أول السند تسمى متابعة قاصرة. انظر: " ضوء القمر ": 39 , وقارن باختصار " علوم الحديث ": 59 و" الخلاصة ": 57 - 58، و " النكت " 2/ 682 و:458 بتحقيقي، و " لسان المحدّثين " (متابعة).
والشاهد: هو الحديث المشارك لحديث آخر في اللفظ والمعنى مع عدم الاتحاد في الصحابي. انظر: " ضوء القمر ":39 , وقارن " باختصار علوم الحديث ": 59 و " الخلاصة ": 57 - 58، و" النكت " 2/ 682 و: 458 بتحقيقي.المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...5475#post35475
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 10:14]ـ
السلام عليكم،
ما صحة الحديث "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء،
فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتب واحدة " مع ذكر أسانيده، وهل عروة بن رويم كان كثير الإرسال ولم يثبت له سماع من القاسم أبي عبد الرحمان؟؟
فإن الحديث معروف من أن الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة قد حسنه، فالذي أريد معرفته من حيث الصناعة الحديثية وهو ان عروة بن رويم كان يرسل كثيرا وهل هذا الإرسال يجعله من قبيل الضعيف، ثم لم يعرف له سماع من القاسم أبي عبد الرحمان، فقط ما قول الأئمة في هذا من حيث اللقاء بين رويم والقاسم؟؟ لعلي إن لم أكن نسيت قال جعفربن محمد بن أبان الحراني: سمعت أحمد بن حنبل، ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمان مولى يزيد بن معاوية قال:هو منكر لأحاديثه، متعجب منها، قال: و ما أرى البلاء إلا من القاسم ..
وقال أبو زرعة الدمشقي: ذكرت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ حديثا حدثنا به محمد بن المبارك املاه علينا في سنة ثلاث عشرة ومئتين قال: حدثنا يحي بن حمزة،عن عروة بن رويم، عن القاسم أبي عبد الرحمان قال: قدم علينا سلمان الفارسي دمشق، فأنكره أحمد و قال لي: كيف يكون له هذا اللقاء و هو مولى لخالد بن يزيد بن معاوية .. المجلد 7ص72من كتاب التهذيب الكمال. فأرجو من الشيخ أن يوضح لي هذا عمليا من حيث دراسة هذا السند ..
الجواب:
هذا الحديث له أربعة أسانيد:
الأول: أخرجه: الطبراني في " الكبير " (7765) وفي " الشاميين " , له (526)، وأبو نعيم في " الحلية " 6/ 124 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن عروة بن رويم، عن القاسم ـ وهو ابن عبدالرحمن ـ أبو عبد الرحمان، عن أبي أمامة، به.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا إسناد شامي، وعليه فإنَّ رواية إسماعيل بن عياش تكون قوية، ولكن الحديث فيه بعض المآخذ. فمنها قال أبو نعيم: ((غريب من حديث عاصم وعروة لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل))، وهذا يدلك على شدة فردية وغرابة هذا الإسناد، مع أنَّ رجاله فيهم بعض الكلام، إذا تجاوزنا الكلام في رواته، فإننا لا نستطيع تجاوز حالة الغرابة النسبية التي وصف بها هذا الطريق. ومنها أنَّ رواية عروة عن القاسم تكلم فيها الحافظ المزي رحمة الله وذلك أنَّه قال عقب ذكره القاسم ضمن شيوخ عروة: ((من طريق ضعيف)) (" تهذيب الكمال " 5/ 153 (4493)) ومنها أنَّ عروة موصوف بكثرة الإرسال، نقل المزي في المصدر السابق عن إبراهيم ابن مهدي المصيصي أنَّه قال ((ليت شعري إني أعلم عروة بن رويم ممن سمع، فإنَّ عامة أحاديثه مراسيل))، ولم يصرح بالسماع من شيخه (القاسم) لا في هذا الحديث ولا في غيره ولكن ليعلم أنَّ وفاة عروة سنة (135 هـ)، و أنَّ وفاة القاسم سنة (112 هـ). وكلاهما من بلاد الشام، فيكونا متعاصرين، ولكن الذي يمنع قبول عنعنة القاسم أنَّه موصوف بكثرة الإرسال، ولا يعرف له سماع من شيخه هذا، مع إننا لا نحكم باتصال الإسناد إلا في حال ثبوت التلاقي بين الرواة ولو لمرة واحدة من جملة الأحاديث. فهذه المآخذ تمنع وصف حديثنا هذا بالصحة.
وأما الطريق الآخر:
فهو ما أخرجه: هناد في " الزهد " (920)، والطبراني في " الكبير " (7971)، والبيهقي في "شعب الإيمان " (6648) ط. الرشد و (7049) ط. العلمية من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، بنحوه. وهذا الإسناد تالف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد " 10/ 208: ((رواه الطبراني، وفيه جعفر بن الزبير، وهو كذاب)).
وأما الإسناد الآخر:
أخرجه: الطبراني في " الكبير " (7787)، وفي " مسند الشاميين " (468) من طريق محمد بن أبي السري، عن الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، به.
ومحمد بن أبي السري ضعيف
وأما الإسناد الأخير:
فهو ما أخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (6649) ط. الرشد و (7050) ط. العلمية من طريق المسيب بن شريك، عن بشر بن نمير، عن القاسم، عن أبي أمامة. وهذا إسناد مطّرح فيه المسيب بن شريك. راجع ترجمته في " ميزان الإعتدال " 1/ 406 (1502) وخلاصة هذه الطرق أنَّ الحديث ضعيف ولا يصح بحال، وقد ضعفه العراقي في تخاريج الإحياء.
وهاك أخي جواب ما سألت.
1 - بالنسبة لعروة، فإنَّ إرساله للأحاديث لا يقدح في ضبطه، ولا في عدالته، بل هو كما قال الحافظ (صدوق). ولكن يجب على الباحث إذا وجد راو وصف بالإرسال في الإسناد قيد الدراسة أن يضاعف الجهد ويلزم الحذر؛ لأنَّ احتمال الانقطاع في الحديث كبير، فلعل الراوي مارس في هذا السند أو ذاك ما وصف به. ونستطع من هذا الكلام أن نخرج بقاعدة: إنَّ الإرسال يؤثر في الرواية دون الراوي.
2 - أما بالنسبة إلى أقوال النقاد فلم أقف على مايثلج الصدر، إلا قول المزي، وقد تقدم أنَّه ضعّف الطريق إلى عروة.
3 - أما ما ذكرته من إنكار الإمام أحمد، فهذا لا يصلح أن يكون عامل تضعيف لرواية عروة، عن القاسم؛ لأنَّ الإمام أحمد حمل النكارة، على القاسم لا عن راويه.
4 - ولعل خير دليل على كلامي هذا ما ذكرته عن أبي زرعة الدمشقي بنقله عن الإمام أحمد أنَّه أنكر رواية القاسم، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وأنكر قول القاسم: قدم علينا سلمان. والقاسم قال الحافظ عنه الحافظ: ((صدوق يغرب كثيراً)). ومما ينبغي التنبيه عليه أنَّ هكذا أسانيد التي توصف بالغرابة، ورواتها ممن تكلم فيهم تكثر في الكتب المتأخرة، وغالبها فوائد، لذلك يجب على الباحث الحذر، وأن يتروى قبل أن يحكم على مثل هذه الأسانيد. وقد قيل ((التنقية قبل التقوية))، والله أعلم.
الجواب:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=35914#post359 14
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[11 - Aug-2008, صباحاً 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منك شيخنا الفاضل نصيحة لمن ترفض الزواج بمن هو أصغر منها بشهور، وتعتقد أن هذا من كمال العقل ومن الذل بالنسبة للمرأة
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنَّ الزواج نعمة من نعم الله تعالى: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة))، والحاجة في الزواج لكلا الصنفين الرجل والمرأة، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)). والزواج لا يكون بالعمر المتساوي و لا بالمال ولا بالمنصب ولا بالشهادة؛ فالمرأة تكون زوجة للرجل حين تتمه لا حين تنقصه وحين تجده لا حين تجد ماله وحين تلائمه في طاعة الله لا حين تخالفه. فالزوجان يكونان كنفس واحدة في اتفاق لا افتراق، وفي طاعة لا معصية. وديننا الحنيف يشترط الدين والأمانة (الأمانة: جميع التكاليف الشرعية) وإذا كان الرجل أميناً على دينها وحقوقها وفي معاملتها وفي اعفافها كان هو ذاك الزوج الذي تنعم المرأة بالعيش معه، سواء في ذلك كبرها في السن أو صغرها، إذن فالمرأة تختار الزوج الذي يوصلها إلى طاعة الله باتقاء الله فيها، وليس بالمال الذي يشتريها به فقيمتها أعظم من ذلك المال وأحسن من كل حطام الدنيا الزائل.
وقد تتقعقع كثير من النساء وترد من كانت الأمانة ديدنه والطاعة شعاره لتبحث عن زخرف الدنيا وضيعتها، وربما تأخرت وتعنست حتى صار ذلك ضرراً لها في دينها ومجتمعها.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3729
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 03:20]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين كتب المشيخات، ومعاجم الشيوخ؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الفرق بين معجم الشيوخ والمشيخة هو في الترتيب، فمعجم الشيوخ هو ما رتب على حروف المعجم، أما المشيخة فتُرتب بأشكال أخرى في الأغلب الأعم.
انظر ما دبجه يراع الدكتور بشار عواد معروف في مقدمته الضافية لتأريخ الإسلام 1/ 170
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...t=1160&page=10
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - Aug-2008, صباحاً 06:44]ـ
أحسن الله اليك شيخنا الكريم
هل يجب علينا التصديق بالروايات التى صح سندها عن التابعين والصالحين كقصة العالم النابلسى الذى سلخه اليهودى وقصة طيران البلبل مع جنازة سفيان الثورى ثم موته على قبره بعد ثلاثة أيام؟
وما معنى منهج الادباء فى تعريف المخضرم وأقصد من هم هؤلاء الادباء؟
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:27]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
هذه القصص إذا كانت تخالف المنقول والمعقول فهي مردودة، وإذا صح السند ولم تكن ثمة مخلفة فلا ضير بنقلها.
أما المخضرمون عند الأدباء فهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، بخلاف مصطلح المحدثين فعند المحدثين المخضرم من أدرك الجاهية والإسلام، ثم أسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيكونوا من التابعين.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 09:29]ـ
للعلة معنيان:
الأول: معنى خاص: وهو الذي أشار إليه ابن الصلاح بقوله: ((هو الحديث الذي اطُّلِعَ فيه على علة، تقدح في صحته مع أنَّ ظاهره السلامة منها)) (1)، والحاكم بقوله: ((وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل .. )) (2).
((ولعل تخصيص المتأخرين هذا النوع باسم العلل؛ لأنَّ أكثر أحاديث كتب العلل من هذا النوع، كما هو ظاهر وصرّح به السخاوي؛ أو لأنه أدقها وأغمضها .. ولعل ما ذهب إليه المتأخرون نوع من الحصر والتقييد، لا تغيير في المنهج بالمعنى العام .. )) (3).
وبهذا يتضح لنا أنَّ العلة شيء خارج عن الجروح الموجهة إلى رجال الإسناد؛ وذلك لأنَّ ميدان الإعلال إنَّما هو الأحاديث التي ظاهرها الصحة، يقول ابن الصلاح: ((ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات، الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر)) (4).
وكل من جاء بعد ابن الصلاح و عرّف المعل اشترط فيه خفاء العلة وكونها قادحة: كالطيبي (5)، والعراقي (6)، والسيوطي (7)، وأبي الفيض محمد بن محمد بن علي بن فارس (8)، وغيرهم.
لكننا مع ذلك نجد بعض العلماء يطلق العلة و يريد بها ما هو أعم من ذلك؛ حيث يدخل فيها العلة الظاهرة وغير الظاهرة: ((وهذا الاستعمال إنما هو من باب التوسع فقط، واستعمال اللفظ بمعناه العام، وإلا فما حاز علم العلل هذه الشهرة، وحظي بالتقديم والتبجيل دون سائر علوم الحديث، إلا بخفاء العلل التي يبحث فيها ودقتها)) (9) وهو الثاني من معنيي العلة. أي المعنى العام. فهذا الحافظ ابن الصلاح يقول: ((ثم اعلم أنَّه قد يطلق اسم العلة على غير ما ذكرناه من باقي الأسباب القادحة في الحديث، المخرجة له من حال الصحة إلى حال الضعف، المانعة من العمل به على ما هو مقتضى لفظ العلة في الأصل؛ ولذلك تجد في كتب علل الحديث الكثير من الجرح بالكذب، والغفلة، وسوء الحفظ، ونحو ذلك من أنواع الجرح، وسمى الترمذي النسخ علة (10) من علل الحديث، ثم إنَّ بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف، نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط)) (11).
وعقب الحافظ ابن حجر فقال: ((مراده بذلك أنَّ ما حققه من تعريف المعلول، قد يقع في كلامهم ما يخالفه، وطريق التوفيق بين ما حققه المصنف وبين ما يقع في كلامهم أنَّ اسم العلة إذا أُطلق على حديث، لا يلزم منه أنْ يُسمى الحديث معلولاً اصطلاحاً. إذ المعلول ما علته قادحةٌ خفية، والعلة أعم من أنْ تكون قادحة أو غير قادحة، خفية أو واضحة)) (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر الصنعاني ما يدل على أنَّ تقييد العلة بكونها خفية قادحة هو عنده قيد أغلبي، حيث قال: ((وكأنَّ هذا التعريف أغلبي للعلة، وإلا فإنَّه سيأتي أنهم يعللون بأشياء ظاهرة غير خفية و لا غامضة)) (13).
والفرق بين المعنيين أنَّ المعنى العام هو علم الأولين، أما المعنى الخاص فهو علم المتأخرين، فالأخير هو الذي صنّف فيه المتأخرون، وشددوا على صعوبته وأهميته ودقته، وقلة من برز فيه على عكس المعنى العام.
والحديث في المعنى العام لا يشترط فيه السلامة، بخلاف الحديث في المعنى الخاص، فيشترط فيه السلامة، ويطّلع بعد التفتيش على قادح، قال ابن حجر: ((وفي هذا رد على من زعم، أنَّ المعلول يشمل كلَّ مردود)) (14).
وأن يكون هذا القادح خفياً في المعنى الخاص، يقول ابن حجر: ((المعلول ما علته قادحة خفية)) (15)، على خلاف المعنى العام فلا يشترط أنْ يكون قادحاً أو خفياً، قال ابن الصلاح: ((إنَّ بعضهم أطلق اسم العلة على ما ليس بقادح)) (16).
وتجدر الإشارة إلى أنَّ المعنى الاصطلاحي الخاص للعلة، إنما يشمل العلة القادحة الخفية التي يكون الظاهر السلامة منها. و هذه تختص برواية الثقات. أما العلة بالمعنى الأعم فإنها تتعلق بالرواية عموماً، سواء أكان الراوي ثقة أم ضعيفاً، وسواء كذلك أكان الوهم بالإسناد أم بالمتن، ومن الملاحظ: أنَّ الخطأ في رواية الثقة أشد غموضاً من الخطأ في رواية الضعيف؛ لأنَّ الأصل في رواية الثقة الصواب - والخطأ طارئ – فالقلب من حيث الأساس مطمئن إلى رواية الثقة، وليست كذلك رواية الضعيف، فالقلب غير مطمئن أساساً إليها، فالأصل الحكم عليها بالخطأ - والصواب طارئ - ومع ذلك فإنَّ معرفة الخطأ في رواية الضعيف ليس بالأمر السهل؛ وذلك لأنَّ الحكم عليه بالضعف أساساً يحتاج إلى متابعة روايته ومقارنتها برواية الثقات، فإن كثرت مخالفته لهم، حُكم بضعفه. وأيضاً فإنَّ الضعف درجات؛ و إذا لم يكن شديداً في الراوي، فإنَّ بالإمكان الاستفادة من بعض أحاديثه؛ لأنَّ خطأ الضعيف غير مقطوع به؛ لذلك فإنَّ من أحاديثه ما يصح و ما يضعف، و يُعرف الخطأ و الصواب بالبحث و الموازنة.
ومن ينظر في كتب الشروح و التخريج والعلل يجد إطلاق لفظ العلة والمعلول والمعل على كثير من الأحاديث التي فيها جرح ظاهر، وقد قمت باستقراء كتاب علل ابن أبي حاتم (17) وهو كتاب عظيم النفع غير أنَّ مصنفه ذكر فيه العلل الخفية والجلية، فهو غير خاص بالعلل الخفية كما يظن، وأشرت إلى الأحاديث التي أُعلت بالجرح الظاهر، فوجدتها كثيرة العدد، يزيد مجموعها على مئتين و سبعة وأربعين حديثاً، فقد أَعل بالانقطاع سبعة وعشرين حديثاً، منها الأحاديث: (24) و (74) و (108) و (132) و (164) و (214) و (594) و (622) و (753) و (905) و (1259) و (1371).
وأَعَلَّ بضعف الراوي مئة وثلاثة وأربعين حديثاً منها: (53) و (100) و (151) و (176) و (208) و (250) و (309) و (421) و (500) و (565) و (609) و (641) و (727) و (854) و (988) و (1053) و (1156) و (1241) و (1473).
وأَعل بالجهالة ثمانية وستين حديثاً منها: (89) و (180) و (345) و (441) و (701) و (1070) و (1152) و (1311) و (1484) و (1579) و (1689) و (1760) و (1829) و (1966) و (2151).
وأَعل بالاختلاط حديثين هما: (279) و (2220).
وأَعل بالتدليس أربعة أحاديث هي: (2119) و (2255) و (2275) و (2579).
وكذلك نجد في كلام كثير من جهابذة العلم إطلاق العلة على الجرح الظاهر كما في " نصب الراية " للزيلعي 3/ 85 و3/ 239 و3/ 287 و 3/ 358 و3/ 370 و3/ 431 و 4/ 47.
وفي كلام ابن القيم كما في " زاد المعاد " 1/ 177 و 244.
وكذلك وقع في كلام الحافظ ابن حجر إعلال بعض الأحاديث بالعلة الظاهرة كالإعلال بالانقطاع الظاهر، وبالإرسال الظاهر، وبالجهالة، وبضعف الرواة كما في " التلخيص الحبير " 1/ 117 (1) و 1/ 129 (3) و1/ 159 (10) و 1/ 164 (13) و1/ 173 (22)، و " فتح الباري " 1/ 83 و 2/ 446، و انظر: " سبل السلام " 1/ 69 و 72 و 75.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أشرت - فيما سبق - إلى أنَّ الصنعاني قد عد تقييد العلة في التعريف بكونها خفية قادحة قيداً أغلبياً .. وقد قال الحافظ ابن حجر: (( .. لأنَّ الضعف في الراوي علة في الخبر، والانقطاع في الإسناد علة في الخبر، و عنعنة المدلس علة في الخبر، وجهالة حال الراوي علة في الخبر)) (18). وفي حوار مع أستاذي العلاّمة الدكتور هاشم جميل قد تنبهت على أمر آخر، وهو: أنَّ المحدّثين إذا تكلموا على العلة بوصفها أنَّ خلو الحديث منها يعد قيداً لا بد منه لتعريف الحديث الصحيح، فإنهم في هذه الحالة يطلقون العلة و يريدون بها المعنى الاصطلاحي الخاص، وهو السبب الخفي القادح، وإذا تكلموا في نقد الحديث بشكل عام، فإنَّهم في هذه الحالة يطلقون العلة و يريدون بها المعنى العام، أي: السبب الذي يعل الحديث به، سواء أكان خفياً أم ظاهراً، قادحاً أم غير قادح.
وهذا توجد له نظائر عند المحدّثين، منها: المنقطع (19)، فهو بالمعنى الخاص: ما حصل في إسناده انقطاع في موضع أو أكثر من موضع لا على التوالي.
هذا المصطلح نفسه يستعمله المحدّثون أيضاً استعمالاً عاماً فيريدون: كل ما حصل فيه انقطاع، في أي موضع في السند، فيشمل:
المعلّق (20): وهو الذي حصل فيه انقطاع في أول السند.
والمرسل (21): وهو الذي حصل فيه انقطاع في آخر السند.
والمعضل (22): وهو الذي حصل فيه انقطاع في أثناء السند، باثنين فأكثر على التوالي.
ويشمل أيضاً المنقطع بالمعنى الخاص الذي ذكرناه (33).
وهكذا نرى أنَّ مصطلح المنقطع يستعمله المحدّثون استعمالاً خاصاً في المنقطع الاصطلاحي، ويستعملونه استعمالاً عاماً في كل ما حصل فيه انقطاع فيشمل المنقطع الاصطلاحي، والمعلق، والمرسل، والمعضل. و على هذا المنوال جرى استعمالهم لمصطلح العلة؛ فهم يستعملونه بالمعنى الاصطلاحي الخاص، وهو: السبب الخفي القادح، و يستعملونه استعمالاً عاماً، و يريدون به: كل ما يعل الحديث به، فيشمل العلة بالمعنى الاصطلاحي، و العلة الظاهرة، و العلة غير القادحة.
.............................. ..... .............................. ..... ..
(1) " معرفة أنواع علم الحديث ": 187 بتحقيقي.
(2) " معرفة علوم الحديث ": 112 ط. العلمية، وعقب (270) ط. ابن حزم.
(3) " قواعد العلل وقرائن الترجيح ": 11.
(4) " معرفة أنواع علم الحديث ": 187 بتحقيقي.
(5) "الخلاصة ":70.
(6) " شرح التبصرة والتذكرة " 1/ 274 بتحقيقي.
(7) " التدريب " 1/ 252.
(8) " جواهر الأصول ": 48
(9) " العلة وأجناسها ": 21.
(10) وكذلك ابن أبي حاتم كما يُعلم ذلك من صنيعه في علله. انظر حديث (114) و (246) ولم يرتض العراقي هذا الإطلاق؛ و ذلك أنَّ الترمذي إنْ أراد أنَّ النسخ علة في العمل، فهو كلام صحيح مقبول، أما إنْ أراد أنَّه علة تقدح في صحة الحديث أو في صحة نقله، فذلك غير مقبول؛ لأنَّ في كتب الصحيح أحاديث كثيرة صحيحة منسوخة. انظر: " شرح التبصرة و التذكرة " 1/ 289 بتحقيقي.
(11) " معرفة أنواع علم الحديث ": 190 - 191 بتحقيقي.
(12) " نكت ابن حجر " 2/ 771 و:537 بتحقيقي.
(13) " توضيح الأفكار" 2/ 27.
(14) " نكت ابن حجر " 2/ 710 و: 485 بتحقيقي.
(15) " النكت ابن حجر " 2/ 771 و:537 بتحقيقي.
(16) " معرفة أنواع علم الحديث ": 191 بتحقيقي.
(17) ومثله كتاب " علل الدارقطني " ذكر فيه جميع أنواع العلل الخفية والجلية، و" مسند البزار " مهم في العلل القادحة الجلية؛ لأنَّه يريد بالعلة معناها العام، ومفهوم العلة في أكثر هذه الكتب يشمل المعنى العام لعلة.
(18) " نكت ابن حجر " 1/ 407 و: 203 بتحقيقي
(19) انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": 132 وما بعدها بتحقيقي.
(20) انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": 92 بتحقيقي.
(21) انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": 126 بتحقيقي.
(22) انظر: " معرفة أنواع علم الحديث ": 135 بتحقيقي. .
(23) انظر: " التدريب " 1/ 207 و ما بعدها , و " شرح البيقونية في مصطلح الحديث ": 98. وكذلك المرسل يستعملونه استعمالاً عاماً في كل انقطاع في السند، ويستعملونه استعمالاً خاصاً ويريدون به ما أضافه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[21 - Aug-2008, صباحاً 04:58]ـ
شيخنا الفاضل ..
انقطع الوحي عن رسول الله فترة ثم نزلت سورة الضحى فكبر رسول الله
ثم إن بعض القراء إنطلاقاً من هذا الحديث إذا بلغ سورة الضحى يبدأ بالتكبير إلى أن ينهي سورة الناس (يكبر بعد الإنتهاء من كل سورة)
وسؤالي حفظكم الله .. 1/ مامدى صحة هذا الحديث؟
2/هل مايفعله بعض القراء إستناداً لهذا الحديث صحيح؟
الجواب:
أخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (1912) من طريق ابن خزيمة، قال: سمعت أحمد بن محمد بن قاسم بن أبي بزة يقول: سمعتُ عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي، فلما بلغت الضحى قال لي: كبر حتى تختم، فإني قرأتُ على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك، قال: قرأت على مجاهد فأمرني بذلك، قال: إنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبر ابنُ عباس أنَّه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك.
هكذا رواه ابن خزيمة موقوفاً وقال –كما نقل ذلك البيهقي: أنا خائف أن يكون قد أسقط ابن أبي بزة أوعكرمة بن سليمان من هذا الإسناد شبلاً، يعني إسماعيل وابن كثير.
قال البيهقي: ((وقد رواه محمد بن يونس الكديمي، عن ابن أبي بزة، عن عكرمة بن سليمان، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت الضحى، قال: كبر مع خاتمة كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على شبل بن عباد وعبد الله بن كثير فأمراني بذلك)).
وأخرجه: الحاكم 3/ 304 و البيهقي في " الشعب " (1913) و (1914) والذهبي في " ميزان الإعتدال " 1/ 144 - 145 من طرق عن ابن أبي بزة بإسناده أعلاه مرفوعاً قال الحاكم عقبه: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)) فتعقبه الذهبي في التلخيص قائلاً: ((البزي قد تكلم فيه)).
وقال الذهبي في " ميزان الإعتدال ": ((هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي - يعني أحمد بن محمد ابن أبي بزة – قال أبو حاتم: هذا حديث منكر)).
وابن أبي بزة المذكور، قال فيه العقيلي: منكر الحديث. و قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أحدث عنه، " ميزان الإعتدال " 1/ 144 (564).
إذن فالحديث لا يصح ولا يشرع هذا التكبير.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3777
ـ[القرشي]ــــــــ[23 - Aug-2008, مساء 02:02]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
قضيلة الشيخ أحسن الله إليكم
ما حال الراوي يونس الأيلي حيث أنني لم أفهم حكم الحافظ ابن حجر عليه؟
الجواب:
وعلى الرغم منْ أنَّ بعض العلماء قد تكلم في رواية يونس، عن الزهري قال الإمام أحمد في " العلل ومعرفة الرجال " (44) برواية المروذي وغيره: ((إنَّ يونس ربما رفع الشيء من رأي الزهري يُصيِّره عن ابن المسيب))، وأخذ ذلك الحافظ ابن حجر فقال في " التقريب " (7919): ((ثقة، إلا أنَّ في روايته، عن الزهري وهماً قليلاً 000)).، إلا أنَّ يحيى بن معين جعله من أوثق الناس في الزهري انظر: تاريخ ابن معين (479) برواية الدوري.
فيحمل كلام الإمام أحمد على بعض الأوهام التي توهم فيها يونس على الزهري، والله أعلم.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...t=1160&page=10
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 03:52]ـ
قال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه، فقلت: قد ضعّفه النسائي! فقال: يا بنيّ إن لأبي عبد الرحمان شرطاً في الرجال أشدُّ من شرط البخاري.
وهل تبين لنا حفظك الله ما معني (إذا غمز الامام) في شرط البخاري ومسلم
الجواب:
قول الزنجاني في شروط الأئمة للمقدسي صفحة 104، وفيه: ((سألت أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكة عن حال رجل من الرواة فوثقه، فقلت: إن أبا عبد الرحمن النسائي ضعفه، فقال: يا بني، إن لأبي عبد الرحمن في الرجال شرطاً أشد من شرط البخاري ومسلم)). وانظر: مقدمة ابن الملقن للبدر المنير 1/ 305.
إنما سقت هذا الكلام بطوله؛ ليعرف أن الكلام حينما يطلق استقلالاً يختلف الحال فيه عما ذكر إجمالاً أو استدراكاً، أو أن يكون الكلام في مقابلة حال على حال.
ومع ذلك فالكلام ليس على إطلاقه؛ إذ إن النسائي روى عن بعض الضعفاء وبعض المجهولين إما عيناً أو حالاً. وإنما جاء هذا الكلام لأن النسائي أعرض عن تخريج أحاديث بعض الضعفاء مثل ابن لهيعة وأضرابه، لاسيما ابن لهيعة لأنه كان عنده أحاديث ابن لهيعة حديثاً حديثاً أخذها عن شيخه قتيبة بن سعيد بن جميل، ثم أعرض عن ذلك ولم يخرج منها شيئاً.
ولا تخفى مكانة النسائي ومكانة كتبه، ولا شك أنه في العلل رأس.
أما الغمز فهو الطعن جاء في معجم تهذيب اللغة مادة (غمز): ((الغميزة: العيب، يقال: ما فيه غميزة، أي: ما فيه عيب. قال أبو زيد: يقال: ما فيه غميزة ولا غميز، أي: ما فيه ما يغمز، فيعاب به، قال حسان:
وما وجد الأعداء فيَّ غميزةً.
ولا طاف لي منهم بوحشي صائد.)).
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3781
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[24 - Aug-2008, صباحاً 03:58]ـ
شيخنا الحبيب و بارك فيكم ..
أحببت أن أعرف رأيكم شيخنا بارك الله فيكم في هذين الشيخين و الذين لهما مؤلفات في الحديث و هما:
1 - عبد الفتاح أبو غدة.
2 - نور الدين عتر.
و هل هناك صلة بين الإثنين؟
لأني أشعر مجرد شعور أن الثاني تلميذ للأول أو على الأقل متأثر به و لا علم لي سوى الإحساس فأحببت أن أسألكم شيخنا
الجواب:
لا شك أن طالب العلم المتقدم يميز بين كلام المحقق المقبول، وبين ما هو غلط، والمذكوران لهماكتب جيدة، وفيه كثير من الفوائد، وهناك مواضع فيه غلط ليس بالقليل كما في تحقيق الرفع والتكميل، وقد بين ذلك العلامة الكبير بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في كتابه النفيس " الردود ".
وخذ هذا المثال من الغلط الخفي:
وقال المروذي: ((وكان أبو عبد الله يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية)).
نقل هذا النصَّ الحافظ ابنُ رجب في " شرح علل الترمذي " 1/ 55 ط. عتر و1/ 358 ط. همام، ووقع في الطبعتين: ((المروزي)) بزاي، وهو تصحيف، صوابه ما أثبت أعلاه، وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المَرُّوذي - بفتح الميم وراء مضمومة مشددة وواو ساكنة بعدها ذالٍ معجمة - نسبة إلى مرو الروذ، كان أجلَّ أصحاب الإمام أحمد، توفي سنة (275 هـ)، وكثيراً ما تتحرف نسبته في المطبوعات إلى:
((المَرْوزي)) بالزاي، وهو خطأ، وإنما النسبة الأخيرة - أعنى بالزاي - إلى مَرْو الشاهجان، وهي مرو العظمى. انظر: " الأنساب " 4/ 276 و 278، و" معجم البلدان " 4/ 253، و" سير أعلام النبلاء " 13/ 173.المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3784
ـ[القرشي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 04:07]ـ
باسم الله الرحمن الرحيم،
شيخي وأستاذي،
حاولت أن أخرج حديث ذكر من طريق أبي داود عن العرباض بن سارية " صلى بنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ذات يوم ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب .... ّ
صحيح: أخرجه أبو داود في السنن [4/ 200]، و أحمد [4/ 126] وابن حبان [1/ 104] وابن عاصم في السنة [1/ 19،17/ 13]، و الآجري في الشريعة، والترمذي [5/ 44] وابن ماجه [1/ 16]، و الحاكم [1/ 95/97]، والفسوي في المعرفة والتاريخ [2/ 344] و الدارمي [1/ 44ـ45]، والبيهقي [10/ 114]، وابن الجوزي في تلبيس إبليس [12]، والمزي في تهذيب الكمال [17/ 306] كلهم من طريق، عن ثور بن يزيد، حدثني خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية
وهذا إسناد ضعيف: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، لم يوثقه إلا ابن حبان وقال الحافظ "مقبول "يعني عند المتابعة، وقد تابعه حجربن حجر الكلاعي، ويحي بن أبي المطاع، وابن أبي بلال والمهاصر بن حبيب، وجبير بن نفير.
1/فأما متابعةحجر بن حجر الكلاعي، فأخرجها أبو داود وابن حبان والحاكم وابن أبي عاصم في السنة، وأحمد والمزي في تهذيب الكمال [5/ 473].
وحجربن حجر، لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال الحاكم: كان من الثقات. وبه يرتقي الحديث إلى درجة الحسن بغيره.
2/وأما متابعة يحي بن أبي المطاع، فأخرجها ابن أبي عاصم في السنة [1/ 29ـ17]، وابن ماجه في المقدمة [1/ 15].
من طريق، عن الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله ابن العلاء بن زبر، حدثني يحي بن أبي المطاع، عن العرباض ... فذكره.
وهذا إسناد حسن، الوليد بن مسلم ثقة يدلس تدليس التسوية، ولكنه صرح بالتحديث، فزال ما يخشى من تدليسه.
وأما يحي بن أبي المطاع، فقد وثقه دحيم وابن حبان، وزعم دحيم أن روايته عن العرباض بن سارية مرسلة، وليس ذلك بسليم، فقد صرح بالسماع.
وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الصحة.
3/وأما متابعة عبد الله بن أبي بلال، فأخرجها أحمد [4/ 127]، وابن أبي بلال الشامي، إسمه عبد الله ـلم يوثقه إلا ابن حبان و قال الحافظ " مقبول " يعني عند المتابعة، وهو متابع
4/ وأما متابعة المهاصر بن حبيب، فأخرجها ابن أبي عاصم في السنة [1/ 18]
5/ وكذلك متابعة جبير بن نفير [1/ 20]
6/ و أما خالد بن معدان، فقد تابعه ضمرة بن حبيب ويحي بن جابر.
أ/فأما متابعة ضمرة، فأخرجها أحمد [4/ 26]، والحاكم [1/ 90]، وابن ماجه [1/ 15]، وابن أبي عاصم [1/ 19ـ27]
(يُتْبَعُ)
(/)
من طريق عن معاوية بن صالح، أن ضمرة بن حبيب أن عبد الرحمن بن عمرو = وسمع العرباض بن سارية ... فذكره وإسناده صحيح.
ب/ وأما متابعة يحي بن جابر، فأخرجها ابن أبي عاصم [1/ 18]
وأما ثور بن يزيد، فقد تابعه بحير بن سعد، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث.
ومتابعة بحير أخرجها الترمذي، وأحمد.
ومتابعة محمد بن إبراهيم أخرجها أحمد، وعنده في المتابعتين، ابن أبي بلال بدل عبد الرحمن بن عمرو
قال الترمذي:حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم:حديث صحيح، وليس له علة، وأقره الذهبي.
وقال البزار ـ كما في التلخيص [4/ 19]: هو أصح سندا من حديث حذيفة.
وقال ابن عبد البر: هو كما قال.
إذن ها أنا أضع بين يدي شيخي هذا الحديث ليبين لي ما كتبت صحيحا أم لا؟ لأنني وجدت من يضعفه؟؟
الجواب:
هذا الحديث وقع فيه اختلاف في السند والمتن.
أما الاختلاف من جهة السند فإنَّ خالد بن معدان رواه عن ابن أبي ذئب عن العرباض بن سارية، وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 127.
وأخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (27) وغيره، عنه عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض به.
وأخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (32) عنه عن عبد الرحمن بن عمرو وحجر بن حجر، عن العرباض.
وأخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (34) عنه عن جبير بن نفير، عن العرباض، به مختصراً.
فاختلاف هذه الأسانيد يوجب التوقف في طريق خالد.
أما بقية الطرق فإنها كذلك لا تخلو من مقال.
أما الاختلاف في المتن.
فأقول: قبل بيان الاختلاف في المتن، لابد من الإشارة إلى أن الحديث من طريق عبد الرحمن بن عمرو السلمي هو أمثل طرق الحديث، فهو مدار الحديث.
وقد اختلف الرواة عنه:
فقد رواه عن خالد بن معدان بلفظ: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).
أما رواية ضمرة بن حبيب فهي: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد)).
فهاتان الروايتان أشهر وأحفظ الروايات عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، والاختلاف فيهما بين، والله أعلم.
وفيما يتعلق من توجيه لتخريجك أخي الكريم -كما طلبت-
قلت: ((حاولت أن أخرج حديث ذكر من طريق أبي داود عن العرباض بن سارية))، ثم خرجت الحديث من عدد من الكتب، وعزوت إلى سنن أبي داود؛ فهذا تكرار ولا داعي لحصر ذلك بسنن أبي داود في أول التخريج.
ثم إنك لم ترتب المصادر لا على الوفيات ولا على الأصحية، فأتيت بجديد لم تسبق إليه.
خرجت الحديث من كتاب تلبيس إبليس وهو ليس من كتب التخريج الأصلية، وهو قد خرجه من طريق الإمام أحمد.
عزوت إلى تهذيب الكمال وهو كذلك ليس من كتب التخريج الأصلية وهو قد رواه من طريق الطبراني، والحديث في المعجم الكبير 18/ 245 (617).
حينما سقت السند قلت: ((كلهم من طريق، عن ثور بن يزيد، حدثني خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية)) وكان عليك أن تقتصر على المدار.
لم تميز بين الكتاب الذي يحال إليه بالرقم أو بالجزء والصفحة.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...6347#post36347
ـ[القرشي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخي الفاضل، أما لاحظت أنني استفدت كثيرا من توجيهاتك القيمة لطلاب العلم، ثم استطعت أن أختصر في فن التخريج لهذا الحديث الذي ذكرته لك فيما مضى ألا وهو حديث "إن صاحب الشمال ليرفع القلم .... " ثم استطعت أن أصل الى النتيجة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (7765) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن عروة بن رويم، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وبإسناده "ضعيف" عروة بن رويم روى عن القاسم بن أبي عبد الرحمن من طريق ضعيف، كما قال المزي في "تهذيب الكمال" (20/ 8) فلا يعرف له سماع منه، مع ما في إسماعيل بن عياش من ضعف إذا روى على غير أهل بلده، كما في "تهذيب التهذيب" لابن حجر (1/ 321).
والحديث ضعفه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (4/ 148 - 149). وروي عند الطبراني (7971) من وجه آخر عن أبي أمامة مرفوعاً بنحوه، وهو موضوع، في إسناده: جعفر بن الزبير وهو كذاب. والله أعلم.
هل من توجيهات شيخي الكريم؟؟
الجواب:
أحسنت وأجدت، بارك الله فيك وزادك الله من فضله.
وهناك قضية مهمة في التخريج والتحقيق، وهي أنه لابد من دراسة منهج التحقيق ضبط النص، وراجع في فهرس مقالاتي ستجد في ذلك توجيهات عديدة. ثم لابد من دراسة مناهج عدد من المحققين المبرزين كالعلامة الشيخ أحمد شاكر والعلامة الألباني، ومن أبدع الأمور مداومة النظر في كتب العلامة المعلمي اليماني رحمه الله، بل يجب الإدمان على مؤلفاته وتحقيقاته فهي مثال للدقة والإتقان. وسأسوق لك منهجي في تحقيق مسند الإمام الشافعي؛ ليكون مثالاً على المنهجية.
منهج التحقيق
يمكنني أن ألخص منهج التحقيق الذي سرت عَلَيْهِ والتزمته فِي تحقيقي لكتاب
((مسند الإمام الشافعي)) فِيما يأتي:-
1 - حاولت ضبط النص قدر المستطاع معتمداً عَلَى النسخة الخطية الوحيدة الفريدة التي هي بخط مؤلفها سنجر، بعد نسخها ومقابلتها، ثم قابلت أحاديث الكتاب على الطبعتين للأم القديمة وطبعة الوفاء التي حققها الدكتور الفاضل رفعت فوزي، ثم قابلت أحاديث الكتاب على المسند المطبوع بآخر الأم الطبعة القديمة، والمسند المطبوع في دار الكتب العلمية والترتيب والسنن المأثورة، مع الرجوع في كثير من الأحيان إلى الحديث من جُماع كتب السنة، والشروح المعتمدة.
2 - خرجت الآيات الكريمات من مواطنها فِي المصحف، مع الإشارة إلى إسم السورة ورقم الآية.
3 - خرجت الأحاديث النبوية الكريمة تخريجاً مستوعباً حسب الطاقة، وبينت مافيها من نكت حديثية، ونبهت عَلَى مواطن الضعف، وكوامن العلل مستعيناً بما ألفه الأئمة الأعلام جهابذة الحديث ونقاد الأثر فِي هذا المجال، ومستعملاً قواعد التصحيح والتضعيف التي وضعها الأئمة فيما لم نجد للسابقين فيها حكماً.
4 - وأردت أن يكون الحكم على الأحاديث على النحو الآتي:
أ. إسناده صحيح، إذا كان السند متصلاً بالرواة الثقات، أو فيه من هو صدوق حسن الحديث وقد توبع، فهو يشمل السند الصحيح لذاته والسند الصحيح لغيره.
ب. إسناده حسن، إذا كان في السند من هو أدنى رتبة من الثقة، وهو الصدوق الحسن الحديث ولم يتابع، أو كان فيه ((الضعيف المعتبر به)) أو ((المقبول)) أو ((اللين الحديث)) أو ((السيء الحفظ)) ومن وصف بأنه ((ليس بالقوي)) أو ((يكتب حديثه وإن كان فيه ضعف))؛ إذا تابعه من هو بدرجته أو أعلى منزلة منه، فهو يشمل السند الحسن لذاته والحسن لغيره.
ج. إسناده ضعيف، إذا كان في السند من وصف بالضعف، أو نحوه ويدخل فيه: المنقطع، والمعضل، والمرسل، وعنعنة المدلس.
د. إسناده ضعيف جداً، إذا كان في السند أحد المتروكين أو من اتهم بالكذب. وقد بينت سبب التضعيف عقيب الحكم عليه.
لكني قد واختلف منهجي في كثير من الأماكن، إذ إن الإمام الشافعي يسوق الحديث أحياناً من أحد شيوخه الذين فيهم مقال كابن أبي يحيى أو مسلم بن خالد أو
عبد الله بن المؤمل، أو يبهم شيخه. ونجد الحديث مروياً في أصح كتب الحديث كالصحيحين مثلاً. فلو تكلمت على السند ثم عقبت الحكم على المتن كان إطالة، فاقتصرت في أغلب تلك المواضع على الحكم على متن الحديث بعبارة: ((صحيح)).
5 - قدمت للكتاب دراسة أراها – حسب اعتقادي – كافية كمدخل إليه.
6 - لم نألُ جهداً فِي تقديم أي عمل يخدم الكتاب، وهذا يتجلى فِي الفهارس المتنوعة التي ألحقناها بالكتاب، بغية توفير الوقت والجهد عَلَى الباحث.
7 - قمنا بشكل النص شكلاً تاماً، ولجمع حروف الكلمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - ذيلت الكتاب بالمهم من النكت والتعليقات، مما أغنى الكتاب وتمم مقاصده.
9 - اعتنيت بالتخريج في موارد الإمام الشافعي، وجعل التخريج إليهم أولاً بالهامش عن طريق الإشارة إليهم مباشرة عند ذكرهم بالسند.
10 - اعتنيت بتخريج الحديث أولاً بذكر من أخرجه من طريق الشافعي؛ لأن هذا يعطينا مادة تاريخية هامة يبين أهمية مرويات الشافعي، وهو إحدى وسائل ضبط النص، وإذا كان الحديث في السنن المأثورة قدمته على الكل.
11 - ضبطت كثيراً من أسماء الرواة بالحروف في الهامش زيادة على ضبط القلم في المتن مع أن الأمير سنجر قد ضبط تلكم الأسماء ضبط قلم.
12 - اعتنيت بتنظيم النص وتفريزه بوضع علامات الترقيم المتعارف عليها، وقد دققت في هذا كثيراً وبالغت في تقييد الحركات مع أن الأمير سنجر قد وضع كثيراً من الحركات، لكني لم أقلده في ضبطه وربما قلدته في العاجل ورجعت إلى الأصول في الآجل.
13 - أجملت موارد التخريج إلى الصحابي أو من يقوم مقامه ولم أفصل في ذلك إلا عند الحاجة، أو أن الإمام الشافعي قد ساق الحديث من وجهين فاقتضى ذلك تخريج كل وجه على حدة.
14 - رتبت التخريج حسب الوفيات.
15 - عزوت عند التخريج إلى أفضل الطبعات، وقد اعتنيت بتخريج أحاديث هذا المسند على أمات كتب الحديث من الجوامع والمصنفات والمسانيد والمعاجم والصحاح والسنن والزهد والفضائل والمشيخات والأجزاء، وقد اعتمدت في بعض الكتب على أكثر من طبعة؛ لانتشارها بين أهل العلم، فمثلاً صحيح البخاري عزوت بالجزء والصفحة إلى الطبعة الأميرية وأردفته برقم الحديث من طبعة الفتح، وكذلك صحيح مسلم عزوت بالجزء والصفحة للطبعة الإستانبولية وبرقم الحديث لطبعة محمد فؤاد عبد الباقي، وكذلك صنعت في عدد من الكتب مميزاً لتلكم الطبعات إتماماً للفائدة وتيسيراً لمن لديه إحدى الطبعتين لذلك الكتاب المعزو إليه.
16 - رقمت أحاديث الكتاب ترقيماً متسلسلاً من أوله إلى آخره.
17 - عملت الفهارس المتقنة للكتاب من أجل تيسير الإفادة من الكتاب للدارسين والمخرجين وهي:
أ. فهرس الآيات.
ب.فهرس أطراف الأحاديث القولية والفعلية.
ج. فهرس الآثار.
د. فهرس أقوال الشافعي.
ه. فهرس أقوال الربيع.
و. فهرس أقوال الأصم.
ز. فهرس مسانيد الصحابة.
ح. فهرس رواة المراسيل.
ط. فهرس رواة الآثار.
ي. فهرس الرواة.
ك. فهرس شيوخ الشافعي.
ل. فهرس الكتب الواردة في المسند.
م. فهرس الغريب.
ن. فهرس الأشعار.
س. فهرس الفرق والقبائل والجماعات.
ع. فهرس الأماكن.
ف. فهرس الأيام.
ص. ثبت المراجع.
ث. فهارس موضوعات الكتاب.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=36358#post363 58
ـ[القرشي]ــــــــ[25 - Aug-2008, مساء 10:57]ـ
شيخنا جزاكم الله خيراً.
هل تفسر لنا قول الإمام أحمد:
((إذا سَمِعْتَ أصحاب الْحَدِيْث يقولون: هَذَا حَدِيْث غريب أَوْ فائدة. فاعلم أنه خطأ أو دخل حَدِيْث في حَدِيْث أَوْ خطأ من المُحدِّث أَوْ حَدِيْث ليس لَهُ إسناد، وإن كَانَ قَدْ رَوَى شعبة وسفيان، فإذا سمعتهم يقولون: هَذَا لا شيء، فاعلم أنه حَدِيْث صَحِيْح))
وجزاكم الله خيراً
الجواب:
هذا النص ذكره الحافظ ابن رجب الحنبلي في "شرح العلل" 2/ 623 ط. همام، و1/ 408 ط. عتر. والنص في الكفاية صفحة 142 من الطبعة الهندية، و225 من الطبعة التيجانية، وبرقم (399) بتحقيقي، قال الخطيب:
((أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النَّقاش، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن سَهْل بن عسكر، قال: سمعت أحمد بن حَنْبل، يقول: ((إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا حديث غريب، أو فائدة فاعلم أنَّه خطأ، أو دخل حديث في حديث، أو خطأ من المحدث، أو حديث ليس له إسناد، وإنْ كان قد روى شعبة وسفيان، فإذا سمعتهم يقولون: هذا لا شيء فاعلم أنَّه حديث صحيح)).
ومعنى فائدة: يعني: غريب منكر كما في الرد لابن تيمية رحمه الله على البكري ص 18، انظر الأجزاء الحديثية للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد: 146.
ومعنى لاشيء: يعني: أنَّ الحديث لا شيء يستحق أن ينظر فيه؛ لكونه صحيحاً ثابتاً.
وكلام الأئمة من علماء الحديث ينبغي أن يعتبر غاية الإعتبار، وكتابي الذي قضيت فيه أكثر وقتي سميته " الجامع في العلل والفوائد " وجاء رسمه هكذا؛ لأنه يجمع جميع أنواع العلل، سواء ما كان منها في السند، أو في المتن، أو في كليهما من حيث التنظير الوافي مع حشد عدد كبير من الأحاديث التي تدخل ضمن تلك العلة.
أما الفوائد فتشير إلى أمرين:
أولهما: أن الكتاب أصل في الأحاديث المعلة والغريبة والمنكرة التي نشأت عن أوهام الرواة، فهي (فوائد) على اصطلاح أهل العلم، كما تقدم عن الإمام أحمد.
والآخر: أن الكتاب غنيٌّ بالفوائد العلمية، والنكت الوفية المتعلقة بالأسانيد، ودقائق الجرح والتعديل ومناهج المحدثين، وكذلك الفوائد المتعلقة بالكتب وخصائصها ومناهج مؤلفيها.
ولابد لطالب العلم –حتى يصحح مسيرته العلمية – من إدمان كلام الأئمة من أهل العلم، ولابد لطالب العلم من قراءة مقدمات مؤلفات الكتب، كمقدمة مسلم، والعلل الصغير للترمذي الذي هو بمثابة مقدمة، ومقدمة ضعفاء العقيلي، ومقدمات كتب ابن حبان، ومقدمة الكامل لابن عدي ففي تلك الكتب والمقدمات نفائس ودرر، من فاتته فاته علمٌ كثير.
ثم لابد لطالب العلم الشرعي من اعتماد كلام الأئمة قبل حكمه على الأحاديث، وأن يعتبر بكلامهم غاية الإعتبار.
وما نصوا أنه حديث فائدة فلا تنفعه التقوية أبداً فالمنكر منكر أبداً كما قال الإمام أحمد –عليه الرحمة – فالشاذ والمنكر لا يصلحان في باب الإعتبار، ولا يصلح أن تتقوى بهما الرواية، ولا تنفعهما الروايات المتعددة مهما تعددت وكثرت، والله الموفق.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=36359#post363 59
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[01 - Oct-2008, مساء 10:43]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
كيف حالكم شيخنا الفاضل
لي إستفسار وأود ان أعرف رأيكم في الحديث و في تأصيلة العلمي
(من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة)
هذا الحديث في سنن الترمدي و قال حديث حسن غريب
وروي في المعجم الكبير للطبراني بسند ضعيف
رواه أبو يعلى في مسنده وفية جهالة
وصححة الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
ونقل عن كثير من أهل العلم الخلاف في صحة وضعف هذا الحديث
ومن تبني مذهب الصحة قالوا ان مجموع شواهد هذا الحديث تقوية وترتقي بة من ضعفة إلي الحسن لغيرة أو الحسن
ومن تبني مذهب الضعف قالوا عكس ذلك و أن شواهد هذا الحديث ضعيفة جداً لا ترتقي بأي حال إلي تحسينة
وهذا في زيادة الأجر (كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة) أما في ثبوت المكوث في المسجد حتي الشروق فقد وردت بأدلة صحيحة
فأرجو منكم تفنيد المسألة وترجيح الرأي الذي تميلون إلية وما هي الأدلة في الرد علي المخالف؟
الجواب:
هذا الحديث ورد بألفاظ متقاربة، وبعض الروايات فيها زيادات على بعض.
أما حديث أنس فلم أقف عليه إلا عند الترمذي، وقد قال عقبه: ((حسن غريب)) ومما ينبغي التنبه عليه أنَّ وصف الحديث بالغرابة عند الترمذي يوحي بوجود كلام فيه.
والترمذي يطلق: ((حسن غريب)) على الحديث الذي فيه مقال في الأعم الأغلب. وهذا الحديث تفرد به أبو ظلال مغرباً عن أصحاب أنس على الرغم من كثرتهم وشهرة روايتهم عنه، وإذا كان الترمذي قد نقل عن البخاري أنَّه قال فيه: ((مقارب الحديث)) فإنَّ أهل العلم قد ضعفوه، بل قال عنه النسائي: ((ليس بثقة))، وقال البخاري: ((هو رجل قليل الحديث ليس له كبير شيء)).
وليعلم أنَّ عبارة: ((تامة تامة)) من زوائد أبي ظلال.
وخلاصة الأمر: فالحديث ضعيف، والعمل من فعل النبي صحيح
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6602#post36602
سؤال آخر:
--------------------------------------------------------------------------------
شيخنا ماهر الفحل لقد أشكل علي أمر وهو
أني قد قرأت في موقع الشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله- هذا النص:
((تعليقات الشيخ أحمد شاكر على جامع الترمذي لا يستغني عنها طالب علم, وهي أيضاً منهج لتحقيق الكتب. وهي في مجلدين جامع الترمذي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, يستفيد منها طالب العلم في التصحيح, يستفيد منها أيضاً منهجية التحقيق, نعم قد نختلف مع الشيخ أحمد -رحمه الله- في توثيق بعض الرواة وتضعيفهم, حيث وثق في تعليقاته أكثر من عشرين راوياً جماهير أهل العلم على تضعيفهم, نختلف معه في هذا, لكن لا يعني أننا لا نفيد منه, فالشيخ مدرسة في التحقيق.))
إذا السؤال: هل هذا صحيح؟، ومنهم هؤلاء العشرون؟
أرجو إفادتنا
الجواب: قبل الكلام عن العلامة المحدث أحمد محمد شاكر –طيب الله ثراه- وعن منهجه العلمي الذي سار عليه في كتبه؛ لا بد أنَّ نعلم أنَّ انتقاد النقاد من أهل التحقيق علي عالم من علماء الأمة لا ينقص ذلك من قدره وأمانته ومكانته؛ بل إنَّ ذلك من البيان الواجب، وهو يشيد العلم ويخدمه شريطة أنْ يكون النقد علمياً، وأنْ يكون النقد خالصاً لله، والنية مستقيمة وأن تتحقق المصلحة، وقد نوقش أئمة كثيرون من أمتنا المجيدة، وألفت بعض الكتب في ذلك، ومن يقرأ كتاب الإجابة فيما استدركه عائشة على الصحابة يعلم أنَّ النقد العلمي الرصين بدأت بواكيره على يد كبار الصحابة، وإمام المحدثين البخاري ألف كتباً مستقلة ليرد على بعض الأراء المخطوءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما سطره المعاصرون في خدمة العلم ما قيل في نقد العلامة المحدث أحمد محمد شاكر في تحقيه لجامع الترمذي، بله وكذا تحقيقه للمسند الأحمدي، ونحن إذا أردنا أنْ نتكلم عن الشيخ فيما يتعلق بشخصه فهو لا يسأل عنه، وهو من أعظم من نشر العلم والسنة في هذه المئة سنة الأخيرة، مع إسهامه العظيم في الاجتهاد، ومحاربة البدع والدعوة إلى السنة والوحي؛ فرحمه الله ما أحسن طريقته وأجود مسلكه، مع جودة عالية في نصرة الحق ومقالته، وخاصة ونحن نعيش زمناً كثرت فيه المداهنة، وانتشرت فيه الخيانة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وتحقيق الشيخ لجامع الترمذي رديء من حيث النص، وبديع من حيث التحقيق العلمي، أما الأحكام على الأحاديث فقد كانت على طريقة المتأخرين، مع تساهل كبير في جانب علم العلل، خاصة فيما يتعلق بزيادة الثقة، والاختلاف في الرفع والوقف والوصل والإرسال والاتصال والانقطاع وغيرها من دقائق علم العلل، ومن يطالع تلك الأحكام للشيخ يجد أنَّه ينحو مع رغبة جامحة في تكثير السنة، ولو على حساب توثيق كثير من الضعفاء أو تقوية الخطأ بالخطأ، وكما قلت: فإنَّ تلك الانتقادات لا توثر في شخص الشيخ شاركر – يرحمه الله – وذكر مثل تلك الانتقادات من باب الدين النصيحة، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح الحديث السابع من جامع العلوم والحكم: ((ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله - وهو مما يختص به العلماء -
ردُّ الأهواء المضلة بالكتاب والسنة، وبيانُ دلالتهما على ما يُخالف الأهواء
كلها، وكذلك ردُّ الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيانُ دلالة الكتاب والسنة على ردِّها، ومن ذلك بيان ما صحَّ من حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومالم يصح منه بتبين حالِ رواته ومَنْ تُقْبَلُ رواياته منهم ومن لا تُقبل، وبيان غلط مَنْ غلط من ثقاتهم الذين تقبل روايتهم)).
وفيما يخص الرواة الذين تسأل عنهم، فمنهم: عبد الله بن لهيعة، وعلي بن زيد بن جدعان، وعبد الرحمن بن زياد أنعم الإفريقي، وزيد الحواري العمي، وليث بن أبي سليم، وشهر بن حوشب، وعطية العوفي، ودراج أبي السمح، فضلاً عن توثيقه لكثير من المجاهيل.
المصدر:
http://www.hadiith.net/montada/showt...6601#post36601
سؤال آخر:
--------------------------------------------------------------------------------
شيخنا ما معنى قول الإمام أحمد بن حنبل: المنكر منكر أبداً
الجواب:
قول الإمام المبجل أحمد بن حنبل: ((المنكر منكر أبداً)) في علل الإمام أحمد رواية المروذي صحيفة 287، وهو من نفيس كلامه. وهنا أمرٌ لا بد منه وهو أنَّ على الحديثي أنْ يعاود النظر في كلام الأئمة المتقدمين، وأنْ يدمن الطالب في قراءة كتبهم، وإنْ عسر عليه شيءٌ من ذلك فينبغي أنْ لا يغلب عن قراءة مقدمات الكتب المهمة، مثل مقدمات كتب ابن حبان، والعلل الكبير للعقيلي، ومقدمة الكامل وغيرها.
وعوداً على بدء فيما يتعلق بمقولة الإمام فأقول: لا شك أنَّ الحديث الضعيف على درجات فمنها شديدُ الضعف ومنها ما هو يسير الضعف، فالضعف اليسير يزول بالمتابعات والشواهد أو قرائن أخرى تحف الرواية فترقيها. وعلى العكس من ذلك ضعف شديد سببه طعن في العدالة أو شدة في سوء الحفظ؛ فأحاديث هذه الطبقة لا تتقوى بذلك، وإذا صح الحديث من طريق غيرهم فيقال: صح من غير هذا الطريق، ولا نقول إن شديد الضعف تقوى.
إذن الشاذ والمنكر من الحديث لا يقويان، بل هما من أوهام الرواة، ومع حكمنا بشذوذ رواية الثقة وخطئها، فإنا لا نحكم عليها بالوضع والكذب، بل نطلق عليها مصطلح باطل، والشيخ العلامة عبد الله السعد –أمتع الله بحياته في نشر العلم - لهجٌ في دروسه بإطلاق (باطل) على الروايات الشاذة، وهذا هو الصواب.
أما الفرق بين الشاذ والمنكر، فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ تفريق ابن حجر وأهل العلم بعده بين الشاذ والمنكر، وقصر مدلول الشاذ على الشاذ، والمنكر على المنكر، هو الأولى؛ كي لا تتداخل المصطلحات، فابن حجر ومن جاء بعده فرّقوا بين الشاذ والمنكر، وقصروا مدلول كل واحد على معناه، وقيدوا النوعين بقيد المخالفة، فإنْ كانت مخالفة مقبول (1) فهو الشاذ، وإنْ كان ضعيفاً فهو المنكر، قال ابن رجب عن قاعدة الإمام أحمد في المنكر: ((إنَّ ما انفرد به ثقة، فإنَّه يُتوقف فيه حتى يتابع عليه، فإنْ توبع عليه زالت نكارته، خصوصاً إن كان الثقة ليس بمشتهر في الحفظ والإتقان، وهذه قاعدة يحيى القطان، وابن معين، وغيرهما)) (2) وهذا الصنيع هو الذي يبين للمرء واجب المحدّثين المتأخرين، الذين نجموا بعد القرن الثالث الهجري، والذين كان لهم أثر في خدمة العلم وبيان المصطلحات، حتى لا يقع اللبس على الحديثيّ المبتدئ (3).
إذن فالرواية الشاذة والمنكرة ضعيفة لا تتقوى ولا تصلح للترقية فالخطأ لا يقوي خطأ.
وليعلم أنَّ صعوبة إدراك الشاذ والمنكر من الروايات أمر ليس باليسير؛ فإنَّ جهابذة النقاد من المحدّثين لا تفوتهم معرفة الشاذ؛ لجودة قريحتهم، وسعة حفظهم، ولما لديهم من معطيات مكنتهم من هذا الفن، قال البيهقي: ((وهذا النوع من معرفة صحيح الحديث من سقيمه، لا يعرف بعدالة الرواة وجرحهم، وإنَّما يعرف بكثرة السماع، ومجالسة أهل العلم بالحديث، ومذاكرتهم، والنظر في كتبهم، والوقوف على روايتهم، حتى إذا شذ منها حديث عرفه)) (4).
أقول: هذا نظر ثاقب من الحافظ البيهقي – وهو الخبير الناقد – إذ إنَّ معرفة العلل عموماً، ومعرفة الشاذ والمنكر خصوصاً، والحكم على الأحاديث، ليست قضية حسابية نظرية تبنى على قواعد ظاهرة فقط، بل إنَّ التصحيح والتضعيف، ومعرفة العلل والنكارة والشذوذ، يناله النقاد من أهل الحديث، حينما تكون لديهم جملة وافرة من المعطيات، تمكنهم من نقد المرويات والحكم عليها، بحيث يترجح عندهم الحكم الذي يليق بتلك الرواية مع وجود القرائن التي تحفها، فيحكمون على كل رواية بما يليق بها.
ولما مكنَّهم الله من ذلك فإنَّهم كانوا لا يشذ عنهم شيءٌ إلا عرفوه وحكموا فيه بما يستحق، قال أبو داود: ((ولو احتج رجلٌ بحديث غريب وجدت من يطعن فيه، ولا يحتجُ بالحديث الذي قد احتج به، إذا كان الحديث غريباً شاذاً. فأما الحديث المشهور المتصل الصحيح، فليس يقدر أن يرده عليك أحدٌ)) (5). ..........................
(1) أعني بمصطلح مقبول: الثقة والصدوق.
(2) " فتح الباري " 4/ 174.
(3) انظر: " نزهة النظر ": 53، و " النكت " 2/ 652 - 653 و: 431 - 432 بتحقيقي، وقال المناوي في " اليواقيت والدرر " 1/ 424: ((وهذا هو المعتمد في تعريف الشاذ بحسب الاصطلاح)).
(4) " معرفة السنن والآثار " 1/ 82 مقدمة ط. العلمية و (170) ط. الوعي.
(5) " رسالة أبي داود إلى أهل مكة ": 47، وقد صدّر هذا الكلام بقوله: ((فإنَّه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أئمة العلم)) ويقصد بالغريب الشاذ.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6557#post36557
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[03 - Oct-2008, مساء 08:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. شيخنا ماهر بن ياسين الفحل راسلت أحد دور النشر المصرية فقبلت نشر كتبكم إلا أنهم يريدون إذنا خطيا خاصا بهم فحبذا لو تراسلني على الخاص كي أمدكم حفظكم الله بالتفاصيل.
ـ[القرشي]ــــــــ[04 - Oct-2008, مساء 02:42]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
فمن الواجب المؤكد أن يتنبه العبد إلى أن الحكم على عبادة ما بأنها بدعة لا يكون مفضيا بالضرورة إلى وصف القائل بها بأنه مبتدع لاحتمال التأويل ولاحتمال الخطأ ولاحتمال الإعتماد على نصوص من السنة هي عند المحتج بها صحيحة وعند غيره ضعيفة كما في مسألة القنوت في الفجر وقول الشافعية بسنيته .. ,
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله الله في الحث على إلتزام السنن والتحذير من البدع،فإن أمر البدع عظيم، وكذا وصف الأمر بأنه من السنة لايقل خطورة عن ذلك .. ولأجل ذلك أفردت موضوع مسألة سنة الجمعة القبلية والبعدية وهل هي من البدع و المحدثات أم هي من السنن الثابتةعن النبي صلى الله عليه وسلم ..
مسألة سنة الجمعة القبلية و البعدية وهل هي من البدع والمحدثات أم هي من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ــ أخرجه أبوداود [1128] حدثنا مسددـ حدثنا إسماعيل ـ أخبرنا أيوب عن نافع قال كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته،ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك .. والحديث الصحيح
قلت: وهذا إسناد صحيح، إلا أنه لاحجة في هذا الخبر على سنة الجمعة القبلية، فالشطر المرفوع من هذا الحديث هو الشطر الأخير منه دون الشطر الأول.
قال ابن القيم رحمه الله في الزاد [1/ 436] هذا لا حجة فيه على أن للجمعة سنة قبلها، وإنما أراد بقوله [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك] أي أنه كان يصلي الركعتين بعد الجمعة في بيته، لا يصليها في المسجد و هذا هو الأفضل ..
وتابعه على ذلك الحافظ ابن حجر، ورد على من ادعى أن الحديث بأكماله مرفوع فقال في الفتح [2/ 341]
.. وأما قوله:كان يطيل الصلاة قبل الجمعة،فإن كان المراد بعد دخول الوقت فلا يصح أن يكون مرفوعا،لأنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج إذا زالت الشمس،فيشتغل بالخطبة،ثم بصلاة الجمعة،وإن كان المراد قبل دخول الوقت، فذلك مطلق النافلة، لا صلاة راتبة، فلا حجة فيه لسنة الجمعة التي قبلها، بل هو تنفل مطلق و قد ورد الترغيب فيه.
قلت: و يؤيد هذا أن ابن عمر رضي الله عنه، وقد روى تطوع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر فيه إطالة الصلاة قبل الجمعة ولا أنه قد سن للجمعة سنة راتبة،ففي الصحيحين من حديث بن عمر رضي الله عنه ــ قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم سجدتين قبل الظهر وسجدتين بعد الظهر وسجدتين بعد المغرب و سجدتين بعد العشاء وسجدتين بعد الجمعة،فأما المغرب والعشاء ففي بيته .. انظروا إلى دقة نظر البخاري رحمه الله في التبويب لحديث ابن عمر رضي الله عنه ..
وقد كان البخاري رحمه الله دقيق النظر في التبويب لهذا الحديث .. وكما قيل فقه البخاري من تراجمه ..
فقد أخرجه عنده من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر بنحوه إلا أنه قال:وكان يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين وبوب له باب [1/ 296] باب:الصلاة بعد الجمعة و قبلها ... فقدم الكلام على السنة القبلية لأن هذا الحديث يدل دلالة قوية قاطعة على عدم ثبوتها إذ لو كانت ثابتة لذكرها ابن عمر في صفة تطوعه صلى الله عليه وسلم.
[باب الصلاة قبل العيد ويعدها] فذكر الصلاة على ترتيبها الصحيح القبلي فما بعده، وذلك لأن حديث الباب عنده ينفيهما جميعا، فكأنما رتب الصلاة في أبواب الجمعة على المثبت ثم المنفي، وكما يقولون فإن المثبت مقدم على النافي، ولذا قدم ما أثبته النص، فلما كان الحديث في العيدين ينفي الصلاة قبل العيد وبعدها، ذكرهما بحسب ترتيبهما لأنه لا مزية لأحدهما فيقدمه على الآخر في التبويب.
قال ابن المنير في الحاشية و وجه العناية المذكورة ورود الخبر في البعد صريحا دون القبل، وقال ابن بطال إنما أعاد بن عمر ذكر الجمعة بعد الظهر من أجل أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي سنة الجمعة في بيته بخلاف الظهر و الحكمة فيه أن الجمعة لما كانت بدل الظهر واقتصر على ركعتين ترك التنقل بعدها في المسجد خشية أن يظن أنها التي حذفت.
وقوله .. ويصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته ويدل عليه رواية الليث عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فسجد سجدتين في بيته ثم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك أخرجه الإمام مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد قال الزرقاني في شرحه للموطأ: و ورد في السنة الجمعة التي قبلها أحاديث ضعيفة كحديث أبي هريرة [كان يصلي قبل الجمعة ركعتين وبعدها أربعا] رواه البزار وفي إسناده ضعف وعن علي عند الأثرم والطبراني في الأوسط [كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا] وفيه محمد بن عبد الرحمن السهمي ضعفه البخاري وغيره وقال الأثرم إنه حديث واه وروى ابن ماجه بإسناد واه عن ابن عباس مثله قال النووي في الخلاصة حديث باطل، وعن ابن مسعود مثله عند الطبراني وفيه ضعف .. والحديث لابن عباس فإنه ضعيف جدا و لا تقوم به الحجة بقية بن الوليد كثير التدليس و مبشير منكر الحديث قال أحمد كان يضع الحديث الحديث والحجاج بن أرطأة تركه يحي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وعطية ضعفه الجمهور ...
قال أبو شامة في الباعث على إنكار البدع والحوادث أراد بقوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك أنه كان يصلي الركعتين بعد الجمعة في بيته ولا يصليها في المسجد و ذلك هو المستحب .. إلا أن الحافظ بن المنير نهج منهجا مغايرا في إثبات سنة الجمعة القبلية والإستدلال بهذا الحديث عليها، فقال فيما نقله ابن حجر في الفتح [1/ 493] كأنه يقول:الأصل إستواء الظهر والجمعة حتى يدل دليل على خلافه ..
قلت:وهذا القول غاية في البعد،وقد تعصب له جماعة من المذهبيين ..
فدعوى التسوية بين الظهر والجمعة فيه نظر، وهذا يلتمس بأن الجمعة لها أحكام خاصة .. والحديث الوارد نفسه لم يسو بينهما فذكر التطوع قبل الظهر وبعده، ثم ذكر التطوع بعد الجمعة، فلو كان ثمة تسوية بينهما لما ذكر سنة الجمعة البعدية،بل لكان أولى به أن يضرب صفحا عن ذكرها،وهذا ما ذكره نورالدين عتر في كتابه [هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخاصة].
قال أبو شامة المقدسي رحمه الله في الباعث ... هذا دليل أي حديث ابن عمر على أن الجمعة عندهم غير الظهر وإلا ما كان يحتاج إلى ذكرها لدخولها تحت إسم الظهر ثم لما لم يذكر لها سنة إلا بعدها،دل على أنه لا سنة قبلها ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الحراني في مجموع فتاويه: الجمعة مخصوصة بأحكام تفارق بها ظهر كل يوم باتفاق المسلمين وإن سميت ظهرا مقصورة، فإن الجمعة يشترط لها الوقت فلا تقضى و أما الظهر فتقضى، والجمعة يشترط لها العدد والإستيطان وغير ذلك .. والظهر لا يشترط لها شيء من ذلك، فلا يجوز إذن أن تتلقى أحكام الجمعة من أحكام الظهر مع إختصاص الجمعة بأحكام تفارق بها الظهر ..
فبعد سرد الدلائل والنصوص يتضح لنا جليا بإقرار مشروعية التنفل قبل صعود الإمام على المنبر، وأن ما وقع من الصحابة الأجلة على هذا الوجه فمحمول على مطلق التنقل لا على كونها سنة راتبة، وأما إختصاص الجمعة ببينة واعتقاد ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا كله من البدع والمحدثات .. فالثابت الموافق للسنة لما ثبت في الصحيح إنما هو [بعد الجمعة] في بيته صلى الله عليه وسلم لا يصليها في المسجد كما نقل عن ابن قيم الجوزية والبخاري في صحيحه وعامة علماء السلف ..
تعديل وتوضيح:
لا بد من التبيه على أنَّ هذه المسألة من المسائل الاجتهادية التي كثر الاجتهاد فيها، وقد قتلت بحثاً قديماً وحديثاً، ولعل من أحسن من كتب فيها الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه النفيس " فتح الباري " 8/ 321 - 335، وقد ألف فيها كتابين مستقلين، أولهما: " نفي البدعة عن الصلاة قبل الجمعة " والآخر " إزلة الشنعة عن الصلاة قبل الجمعة "، وللمحْدثين كتب أخرى وأبحاث مستقلة، منها كتاب للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني -رحمه الله تعالى - لا زال مخطوطاً، وهو محفوظ عند الشيخ خليفة الكواري صاحب موقع " المحجة السلفية ".
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6659#post36659
ـ[القرشي]ــــــــ[07 - Oct-2008, صباحاً 05:26]ـ
شيخنا: هل ثمة فرق بين قولهم: وثقه ابن حبان، و ذكره ابن حبان في الثقات؟
الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
لابن حبان في كتابه "الثقات" منهجٌ خاصٌ لا يكاد يوجد له شبيه في كتب التراجم؛ وذلك أنَّ الأصل في الراوي عنده أنه ثقة عدل والجرح طاريء فمن لم تعرف حاله عنده ولم يرد فيه جرح فهو ثقة عنده (وهذا ما صرّح به في ديباجة كتابه "الثقات" 1/ 13 فقد قال: العدل من لم يعرف منه الجرح ضد التعديل فمن لم يعلم بجرح فهو عدل إذا لم يبين ضده إذ لم يكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم، وإنما كُلفوا الحكم بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم) وهذا الشرط أوقع ابن حبان في مشكلة شان بها كتابه، وهي مشكلة توثيق المجاهيل، فنحن لا نرى راوياً سكت عنه البخاري أو ابن أبي حاتم في كتابيهما (أعني التأريخ الكبير والجرح والتعديل) إلا وتجده ذكره في كتابه "الثقات"، بل إنَّ مما يدل على عدم استقامة هذا المنهج أنه ذكر في الثقات بعض الرواة الذين صرّح هو نفسه بأنَّه لا يعرفهم، ولا يعرف آبائهم، قال ابن عبد الهادي: ((وقد علم أنَّ ابن حبان ذكر في هذا الكتاب الذي جمعه في الثقات عدداً كثيراً وخلقاً عظيماً من المجهولين الذين لا يعرف هو ولا غيره أحوالهم، وقد صرح ابن حبان بذلك في غير موضع من هذا الكتاب، فقال في الطبقة الثالثة: سهل يروي عن شداد بن الهاد روى عنه أبو يعقوب، ولست أعرفه، ولا أدري من أبوه، هكذا ذكر هذا الرجل في كتاب "الثقات"، ونص على أنَّه لا يعرفه ... ، وقد ذكر ابن حبان في هذا الكتاب خلقاً كثيراً من هذا النمط، وطريقته فيه أنَّه يذكر من لم يعرفه بجرح وإنْ كان مجهولاً لم يعرف حاله، وينبغي أنْ يتنبه لهذا، ويعرف أنَّ توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق)) (الصارم المنكي: 138 - 139).
قال ماهر: وذكر ابن حبان في ثقاته (4/ 318) سلمة وقال عنه: ((لا أدري من هو، ولا ابن من هو))، وذكر راوياً آخر اسمه جميل، وقال عنه: ((لا أدري من هو، ولا ابن من)) (الثقات 6/ 146) وبهذا يتبين عدم جدوى الإفادة ممن تفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" في كثير من الأحيان.
غير أنَّ مما ينبغي التبيه عليه التفريق بين مجرد ذكر ابن حبان للراوي في "الثقات"، وبين من ذكره وأعمل فيه التعديل فوثقه بنفسه، أو أتى بما يدل على سبره رواياته مثل أنْ يقول: ((فلان ثقة)) أو ((مستقيم الحديث)) أو ((صدوق)) أو غير ذلك من الألفاظ الدالة على سبر مروياتهم؛ فهذه تقوي من حال الراوي، وتدل على أنَّ ابن حبان قد تحصل له جملة وافرة من أحاديث ذلك الراوي، وأنَّ تلك الأحاديث مقاربة لروايات الثقات فقال فيه ما قال. وهذا بخلاف ما لو ذكره في "الثقات" مجرد الذكر، ومع هذا الاحتراز يجب التنبه على أنَّ هذا المنهج ليس مطرداً فابن حبان يذكر الراوي في "الثقات" مجرد الذكر، ثم يوثقه في كتاب آخر له ويصرح بالتوثيق كما وقع لمفضل بن فضالة فإنَّه ذكره في "الثقات" 7/ 496 لكنَّه وثقه في صحيحه (6120)، وهنا مسألة مهمة ينبغي أن يتنبه إليها الحديثي وهي أن غالب قواعد الحديث أغلبية لا كلية.
ومما يجب التنبيه عليه أن ابن حبان يذكر الراوي أحياناً في "الثقات" ثم يذكره في "المجروحين" وقد نبه على هذا ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" فأفاد وأجاد.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6699#post36699
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - Oct-2008, مساء 12:36]ـ
الشيخ ماهر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد فرق بين قولهم: ((ليس بالقوي)) وقولهم: ((ليس بقوي))؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب:
ذكر بعض أهل العلم أن ثمة فرق بين عبارة: ((ليس بقوي)) وعبارة: ((ليس بالقوي))، قال المعلمي في " التنكيل " 1/ 232 - تعقيباً على زعم الكوثري أن النسائي قال في الحسن بن الصباح: ليس بقوي -:
(يُتْبَعُ)
(/)
((عبارة النسائي: ليس بالقوي، وبين العبارتين فرق لا أراه يخفى على الأستاذ ولا على عارف بالعربية، فكلمة: ليس بقوي تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً، وكلمة: ليس بالقوي إنما تنفى الدرجة الكاملة من القوة، والنسائي يراعي هذا الفرق، فقد قال هذه الكلمة في جماعة أقوياء فيهم عبد ربه بن نافع وعبد الرحمان بن سيلمان بن الغسيل فبين ابنُ حجر في ترجمتيهما من مقدمة الفتح أن المقصود بذلك أنهما ليسا في درجة الأكابر من أقرانهما ... )).
وقال ابن حجر في " هدي الساري ": 565 - بعد نقل قول النسائي: ليس بالقوي -: ((هذا تليين هين)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6733#post36733
ـ[القرشي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 04:38]ـ
جزاكم الله خيراً علي كل مجهوداتكم العلمية و نفع الله بكم الامة و زادكم الله علما ورفع قدركم في الدارين أمين
سؤالي شيخنا الفاضل عن رأيكم في منهج العلامة أحمد شاكر في التصحيح و التضعيف و حينما يقال صححة العلامة أحمد شاكر هل نأخذ الحديث كما يقولون بعض المشايخ عندما يسردون حديثاً فيقولون مثلاً رواه الترمذي و صححة العلامة أحمد شاكر كما يقال صححة العلامة الألباني
فما رأيكم؟
وما رأيكم عن منهج الشيخ الألباني في التصحيح حيث دندن كثير من المشايخ في منهجه في التصحيح و التضعيف فكانوا يقولون عندما يضعف يؤخذ منه الكلام دون نظر أما في التصحيح فينظر في تصحيحه ولا يؤخذ دون نظر؟
ومن من المحدثين المعاصرين من أرتقي لدرجة الإجتهاد في صناعة الحديث حتي وصل لدرجة التصحيح و التضعيف وكان ممن إعتمد علي حكمه في التصحيح و التضعيف علي منهج الأوائل رحمهم الله؟
وهل لا يزال باب الإجتهاد مفتوح في الصناعة الحديثية كما هو مفتوح في الصناعة الفقهية حتي لو تم الحكم من قبل الأوائل علي الأحاديث؟
وكما تعلمون البون الشاسع بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في هذة الصناعة فهل هناك باب كما إجتهد الأوائل وخاصة لأن هناك كثير لم يحقق تحقيقاً دقيقاً وخاصة كتب التواريخ المطولة حيث سمعت من أحد المشايخ يقول أن كتب التاريخ الإسلامي تحتاج إلي رجال وذلك لسعة حجمها وكثرة الأثار بها.
الرجاء إيضاح لنا كل هذه النقاط لأنها تعتبر منهج و ترتيب للأفكار
وسؤالي موجه لكل من كان له رأي في هذة المسألة وخاصة شيوخنا الأفاضل الشيخ الصياح و الدريس وكل مشايخنا الكرام ومشرفين المنتديات لكي تعم الفائدة و يوجد إثراء فكري.
الجواب:
ابتداءً أشكرك على دعائك، وأسأل الله لي ولك ولجميع المسلمين السداد والثبات والرشاد.
فيما يتعلق بالعلامة المحدث الشيخ أحمد شاكر –طيب الله ثراه – فقد سبق أن أجبت على سؤال لأحد الأخوة في ذلك، ولعلي أنقله هنا:
إذا أردنا أنْ نتكلم عن الشيخ فيما يتعلق بشخصه فهو لا يسأل عنه، وهو من أعظم من نشر العلم والسنة في هذه المئة سنة الأخيرة، مع إسهامه العظيم في الاجتهاد، ومحاربة البدع والدعوة إلى السنة والوحي؛ فرحمه الله ما أحسن طريقته وأجود مسلكه، مع جودة عالية في نصرة الحق ومقالته، وخاصة ونحن نعيش زمناً كثرت فيه المداهنة، وانتشرت فيه الخيانة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وتحقيق الشيخ لجامع الترمذي رديء من حيث النص، وبديع من حيث التحقيق العلمي، أما الأحكام على الأحاديث فقد كانت على طريقة المتأخرين، مع تساهل كبير في جانب علم العلل، خاصة فيما يتعلق بزيادة الثقة، والاختلاف في الرفع والوقف والوصل والإرسال والاتصال والانقطاع وغيرها من دقائق علم العلل، ومن يطالع تلك الأحكام للشيخ يجد أنَّه ينحو مع رغبة جامحة في تكثير السنة، ولو على حساب توثيق كثير من الضعفاء أو تقوية الخطأ بالخطأ، وكما قلت: فإنَّ تلك الانتقادات لا توثر في شخص الشيخ شاكر– يرحمه الله – وذكر مثل تلك الانتقادات من باب الدين النصيحة، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح الحديث السابع من جامع العلوم والحكم: ((ومن أنواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله - وهو مما يختص به العلماء -
ردُّ الأهواء المضلة بالكتاب والسنة، وبيانُ دلالتهما على ما يُخالف الأهواء
(يُتْبَعُ)
(/)
كلها، وكذلك ردُّ الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيانُ دلالة الكتاب والسنة على ردِّها، ومن ذلك بيان ما صحَّ من حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومالم يصح منه بتبين حالِ رواته ومَنْ تُقْبَلُ رواياته منهم ومن لا تُقبل، وبيان غلط مَنْ غلط من ثقاتهم الذين تقبل روايتهم)).
أما سؤالك عن منهج الشيخ الألباني فلا يختلف عاقلان أنَّه علامةٌمحدثٌ معاصرٌ، وهو إمامٌ من أئمة المسلمين، وكان له دور عظيم في نصرة السنة وقمع البدعة، بل إنَّ هذه النهضة الحديثية التي يشهدها العالم هي أثر مم آثاره، وحسنة من حسناته، وليعلم كل منصف أنَّ الشيخ قضى عمره ووقته في نصرة الحق، واتباع الدليل، والسير على منهج السلف، ونبذ التقليد. وهو بشر من البشر له اجتهادات في الفقه والحديث والرجال أصاب في كثير وأخطأ في كثير، وما أخطأ فيه فلا يُعد عيباً عليه، فقد بذل الجهد واستفرغ الوسع وهو مأجور – إن شاء الله – وكثير من التقنية التي بين أيدينا الآن لم تكن بين يدي الشيخ آنذاك، وطالب العلم – بل المنهج الذي رسمه الشيخ الألباني وغيره من المجتهدين المجددين – يأخذ الحق ويتبع الدليل، ولا يقلد أحداً، ونحن لو أخذنا بجميع أحكام الشيخ مسلّمين لها فنكون مقلدين لم نسر على منهج الشيخ الذي رسمه وأراده ودعا إليه، وأفنى عمره فيه تأصيلاً وعملاً. وخذ مثالاً على ذلك ابن القيم لما خالف شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من المسائل، فلو أنَّه قلده في الجميع لما كان قد سار على منهجه في الاجتهاد واتباع الدليل، بل إنَّ التقليد والتعصب شأن الجامدين العاطلين.
ومن الدليل على الكلام المذكور آنفاً أنَّ الشيخ نفسه قد تراجع عن كثير من أحكامه السابقة على الأحاديث والرواة وغير ذلك مما يتعلق بعلم الحديث، وهذا ننتفع منه إنصاف الشيخ واتباعه للحق حتى ولو خالف نفسه، وأنه بشر يخطيء ويصيب.
وأما سؤالك: ((ومن من المحدثين المعاصرين من أرتقي لدرجة الاجتهاد في صناعة الحديث حتى وصل لدرجة التصحيح و التضعيف وكان ممن اعتمد علي حكمه في التصحيح و التضعيف علي منهج الأوائل رحمهم الله؟)).
فالجواب: هناك كثير من المعاصرين ممن يعمل في خدمة الحديث ولكن لا تطيب نفسي لأحكام أحد من الأحياء إلا للشيخ عبد الله السعد والشيخ سليمان العلوان وغيرهم لا يرقى إلى مرتبتهم.
أما قولكم: ((وكما تعلمون البون الشاسع بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين في هذه الصناعة فهل هناك باب كما اجتهد الأوائل وخاصة لأن هناك كثير لم يحقق تحقيقاً دقيقاً وخاصة كتب التواريخ المطولة حيث سمعت من أحد المشايخ يقول أن كتب التاريخ الإسلامي تحتاج إلي رجال وذلك لسعة حجمها وكثرة الأثار بها.)) فالجواب عن هذا مما يحزن، فإنَّ الأخطاء التي في أسانيد كتب التاريخ ليست خاصة بها، بل إنَّ كثيراً من كتب الحديث فيها من التصحيف والتحريف والسقط والزيادات المقحمة ما الله وحده به عليم وكثير من دور النشر، بل أغلبها لا يعتنون بذلك، وقد كتبت قبل أيام خطاباً إلى مكتبة الرشد أنبههم فيه على بعض التصحيفات والتحريفات الواردة في بعض منشوراتهم، وهناك أدعياء للتحقيق ومرتزقة كتب، ولهم معامل للتحقيق، أسهموا في إخراج عدد من كتب السنة بصورة مشوهة؛ إذ آثروا العاجل على الآجل، ولم يكن من وكدهم العلم النافع، والنصح للسنة.
أما باب التصحيح والتضعيف فهو مفتوح لمن تمكن في الفن وقويت معرفته، وابن الصلاح لم يغلق باب الاجتهاد في التصحيح والتضعيف لكن من جاء بعده لم يفهم مراده، وإنما هو أراد أن هذا العلم دين وأن قضية التصحيح والتضعيف قضية دينية تترتب عليها تبعات كبيرة أمام الله تعالى، وهو إنما أراد التشديد والتعسير وأن الأمر لا يستطيعه كل أحد.
وفي الختام أقول لنفسي ولإخواني أن النصيحة للدين من أفضل الواجبات وأعظم القربات، وتلك وظيفة العمر وهو جهاد الأمة وواجب الجميع، ومن ذلك طلب العلم والعمل به والدعوة إليه، وللإنسان في ذلك فرص شتى، ومن تلك الفرص تعلم هذا العلم وتعليم الآخرين وخدمته تدريساً وتأليفاً وإرشاداً وتوجيهاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليعلم طالب الحديث أن هذا العلم بحر لا ساحل له، يفني عمر الإنسان ولا تنقضي دقائقه، فليجد في الطلب ولا يمل من كثرة القراءة والكتابة والبحث والسؤال والتنقير.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6826#post36826
ـ[القرشي]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 05:54]ـ
شيخنا الحبيب الشيخ ماهر حفظكم الله ..
إني أحبكم في الله ..
سؤالي هو ما حكمكم على هذا الحديث شيخنا:
في سنن الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد.
الجواب:
هذا الحديث في جامع الترمذي كما ذكرت (3291) والترمذي أعل الحديث إذ قال عقبه: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد، قال أحمد بن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يروي عنه بالعراق كأنه رجل آخر قلبوا اسمه لما يروون عنه المناكير، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة)).
أقول الحديث من رواية الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمدبن المنكدر عن جابر، وقد صرّح الوليد بن مسلم بالسماع من زهير عند الحاكم في المستدرك 2/ 472، ثم إن الوليد متابع عند البيهقي في الدلائل 2/ 232، وقد سكت عليه (ويراجع شرطه في الكتاب 1/ 47)
والحديث له شاهد من حديث ابن عمر أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر (68) والطبري في تفسيره 22/ 190ط. التركي والخطيب في تأريخ 5/ 493 ط. دار الغرب، وفيه يحيى بن سليم الطائفي، وفيه مقال.
والحديث بإسناديه الأول والثاني حسنه العلامة الألباني في السلسة الصحيحة (2150)، وكذلك مثل به العلامة السعد في شرح الموقظة للحسن لغيره.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6828#post36828
ـ[القرشي]ــــــــ[14 - Oct-2008, صباحاً 05:09]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
من البداهة بمكان ألا يعرف تقوية الحديث بالمتابعات والشواهد الصحيحة، والمحتملة الضعف فحسب،بل لزم التنبيه على عدة أخطاء شائعة كتيرا ما نقع من المشتغلين من أهل صناعة الحديث بتحقيق الأسانيد والتي هي من أدق المسائل الني يجب أن يوليها المحققون عناية خاصة، إذ ليست كل متابعة، أو كل شاهد يصلح للتقوية ..
1ــ التقوية بالطرق شديدة الضعف:
.. وإنما خص أهل العلم التقوية بالطرق ذات الضعف المحتمل، وأما الطرق شديدة الضعف فلا يحصل بها تقوية، بل هي لا تزيد الحديث على هذه الصفة إلا وهنا على وهن.
قال ابن الصلاح ـــ رحمه الله ــ[ص:34]
" ليس كل ضعيف في الحديث يزول بمجيئه من وجوه، بل ذلك يتفاوت، فمنه ضعف يزيله ذلك، بأن يكون ضعفه ناشئا من ضعف راويه، مع كونه من أهل الصدق والديانة، فإذا رأينا ما رواه قد جاءمن وجه آخر عرفنا أنه مما قد حفظه، ولم يختل فيه ضبطه له، وكذلك إذا كان ضعفه من حيث الإرسال، زال بنحو ذلك، كما في المرسل الذي يرسله إمام حافظ، إذ فيه ضعف قليل يزول بروايته من وجه آخر.
و من ذلك ضعف لا يزول بنحو ذلك، لقوة الضعف، وتقاعد هذا الجابر عن جبره ومقاومته، وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهما بالكذب، أو كون الحديث شاذا "
وقد علق العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ــ على هذا الكلام في الباعث الحثيث: [ص:38]:
" وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق منعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب، ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع،ازداد ضعفا إلى ضعف، لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحيث لا يرويه غيرهم يرفع الثقة بحديثهم، ويؤيد ضعف روايتهم، وهذا واضح."
وقال الشيخ الألباني ــ رحمه الله ـ في مقدمة " تمام المنة ": [ص31]
(يُتْبَعُ)
(/)
من المشهور عند أعل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها، ويصير حجة، وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفا، ولكن هذا ليس على إطلاقه، بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئا من سوء حفظهم،لا من تهمة في صدقهم أو دينهم، وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه ... و على هذا فلا بد لمن يريد أن يقوي الحديث بكثرة طرقه أن يقف على رجال كل طريق منها حتى يتبين له مبلغ الضعف فيها، ومن المؤسف أن القليل جدا من العلماء من يفعل ذلك، و لا سيما المتأخرين منهم، فإنهم يذهبون إلىتقوية الحديث لمجرد نقلهم عن غيرهم أن له طرقا دون أن يقفوا عليها، ويعرفوا ماهية ضعفها."
0 ــ ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
حديث النوسعة على العيال في عاشوراء، فإنه حديث منكر، ولا يعرف له طريق صحيح، ولا حسن ولا حتى محتمل.
ولكن وجدت البيهقي قد ذكر طرقه في "شعب الإيمان " [3/ 366] ثم قال: هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخدت قوة "
2ــ تقوية رواية مجهول العين أو المبهم بغيرها، أو تقوية غيرها بها:
من الأخطاء الشائعة في التقوية بالمتابعات والشواهد تقوية مجهول العين ـــ وهنا أفتح قوس ــشسخي الكريم، هل صحيح "لا أصل للتقسيم إلى جهالة العين وجهالة الحال عند السبف، إذ أنني وجدت في كتاب الديات للدراقطني في المجلد الثالث ... وقد أشار إلى أن الراوي إذا روى عنه إثنان فصاعدا فمقبول، وإذا روى عنه راو أنه معلول ... هل هي قاعدة كلية أم لا؟؟ أريد جوايا من شيخي الفاضل ..
ثم ومن حكمه كالمبهم ــ بالمتابعة، أو تقوية غيره به، وهذا خلاف ما تقرر في المصطلح علم الحديث.
فإن جهالة العين من أسباب الضعف الشديد، بل كثيرا ما يكون الراوي مجهول العين لا وجود له، وإنما نشأ اسمه عن تصحيف، أو وهم من أحد رواة الحديث ...
ولم أجد أحدا من أهل هذا الشأن ممن نص على التقوية بالمتابعة يذكر أن التقوية تكون بحديث مجهول العين، وإنما خصوا ذلك ــ فيما يتعلق بالجهالة ــ بحديث المستور ومجهول الحال ..
وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإتفاق على رد رواية مجهول العين إلا ماكان من احتجاج أبي حنيفة برواية بعضهم من التابعين.
ولذا قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث " [ص:92]:
[أما المبهم الذي لم يسم، أو من سمي ولا تعرف عينه، فهذا ممن لا يقبله أحد علمناه، ولكنه إذا كان في عصر التابعين والقرون المشهود لهم بالخير فإنه يستأنس بروايته، ويستضاء بها في مواطن]
قلت: بل الراجح ترك الإحتجاج برواية هذا الصنف مطلقا، وترك التعضيد له أو به.
ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
ما أخرجه أحمد [3/ 444،428]، وأبوداود [862]، والنسائي [2/ 214]، وابن ماجه [1429] من طريق:
تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبل، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان كما يوطن البعير.
وله شاهد من حديث عثمان البتي، عن عبد الحميد بن سلمة عن أليه مرفوعا بنحوه.
أخرجه أحمد [5/ 447،446]
وهذا الحديث قد حسنه الألباني ــ رحمه الله ــ في الصحيحة [1168] بمجموع الطريقين.
وبدارسة الطريقين نجد:
أن في الطريق الأول: تميم بن محمود، وقال فيه البخاري: " في حديثه نظر " وضعفه العقيلي، والدولابي وابن الجارود، وقال العقيلي: " لايتابع على حديثه "
وفي الطريق الثاني: عبد الحميد بن سلمة، وأبوه، قال فيهما الدراقطني: "لا يعرفان "
وقال الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ
" عبد الحميد هذا مجهول كما في التقريب "
قلت: قد تفرد بالرواية عنه عثمان البتي، وليس له راو عنه غيره، فالجهالة هنا تنصرف إلىجهالة العين، لا سيما وأنه قد اختلف عليه في هذا السند كما في ترجمته من "التهذيب "
فإذا تقرر ذلك، فلا يصح تقوية حديثه بالطريق الأول، إذ لو أننا سلمنا جدلا بأن الضعيف في الطريق الأول ضعف محتمل، فالطريق الثاني قد تفرد به مجهول عين، ومن ثم فلا يقوى به ...
3ـــ تقوية بالشواذ والمناكير:
ومن المعلوم بداهة أن من شروط الصحة انتفاء الشذوذ والنكارة، وكذا هو من شروط الحسن ... فإن الشذوذ والنكارة من أسباب الضعف الشديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من المحققين اليوم يقوون بما لا يصلح به التقوية من مناكيرالرواة الضعفاء، أو شواذ الرواة الثقات.
0ـــ ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
ما أخرجه الترمذي [3489]، والحاكم [1/ 493] من طريق:
صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه "
قال الترمذي:
هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه "
وأما الحاكم فقال:
هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري، وهو أحد زهاد أهل البصرة، ولم يخرجاه "
وتعقبه الذهبي بقوله:
"صالح منروك"
قلت: صالح هو ابن بشير المري، أحد زهاد البكا ئين إلا أنه ضعيف جدا من جهة الرواية، يروي المناكير والبواطيل عن الثقات، وهو في حيز الترك، وقد تفرد به من هذا الوجه عن هشام بن حسان، ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب هشام الثقات، ولا حتى الضعفاء، ولذا قال الترمذي " غريب "وهو بمعنى المنكر.
وله شاهد من حديث عبد الله بت عمروـ رضي الله عنه ــ عند أحمد [2/ 177] إلا أنه من رواية حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة، والحسن سماعه متأخر من ابن لهيعة، وكذلك ففي السند بكر بن عمرو المعافري و فيه جهالة ..
فشاهد عبد الله بن عمرو وإن كان محتمل الضعف، إلا أن السند الأول منكر،و من ثم فلا يصح تقوية السندين أحدهما بالآخر كما فعل بعض أهل العلم من المعاصرين ...
4ــ تقوية الوجه المحفوظ أو المعروف بالوجه الشاذ أو المنكر:
وهذا شائع جدا عند كثير من المحققين المعاصرين، و مرد ذلك إلىعدم اعتبار الإختلاف في الطرق على الراوي، واعتبار أن كل طريق من هذه الطرق حديث مستقل، مع أن المحفوظ يقابله الشاذ، والمعروف يقابله المنكر، كما هو معروف.
إذن فالمحفوظ أو المعروف هو الرواية الراجحة، والشاذ أو المنكر هو الرواية المرجوحة، فلا يصح تقوية الراجح بالمرجوح، لأن مرد الروايتين إلى أصل واحد، ورواية واحدة ..
0ــ ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
حديث: "إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه ".
هذا الحديث أخرجه الترمذي [2912]: ثنا إسحاق ين منصور، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية، عن العلاء ين الحارث، عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ... فذكره مرسلا.
فإن جبير بن نفير من التابعين، ولذا قال البخاري ــ رحمه الله ــ في "خلق أفعال العباد " [509]
هذا الخبر لا يصح لإرساله وانقطاعه.
قلت: وقد أخرجه الحاكم [1/ 555]، والبيهقي في "الأسماء والصفات " [503] من طريق:
سلمة بن شبيب، حدثني أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي بسنده، إلا أنه قال: عن أبي ذر الغفاري ــ رضي الله عنه ــ فرواه مرفوعا متصلا.
وهنا يجب التنبه، فلأول وهلة قد يظن المحقق أن المخالفة إنما وقعت بين إسحاق بن منصور، وبين أحمد بن حنبل، وكلاهما من الثقات الحفاظ المتقنين، وليس الأمر كذلك.
بل الوصل في رواية الحاكم والبيهقي وهم من الراوي عن أحمد بن حنبل وهو سلمة بن شبيب، فهو وإن كان من الثقات إلا أنه قد خولف في وصل هذا الحديث.
فقد رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه عن عبد الرحمن بن مهدي به مرسلا كما في " السنة " [109]، وكما في "الزهد " [35]
وتابعهم على الإرسال محمد ين يحي بن فارس، عن ابن مهدي كما عند أبي داود في " المراسيل " [538]
وقد أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات " [502] من طريق:
عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، فذكره بسنده إلا أنه قال:عن عقبة بن عامر الجهني.
وعبد الله بن صالح كثير الغلط، كانت تدس له أحاديث فيحدث بها بسلامة باطن، وقد خالفه الأكثر والأحفظ، فلا شك أن الرواية المرسلة هي المحفوظة، وأن الروايتين الموصولتين شاذتان.
وللحديث شاهدمن رواية أبي أمامة ــ رضي الله عنه ــ عند أحمد [5/ 267] والترمذي [2911] من طريق:
بكر بن خنيس، عن ليث بن أبي سليم، عن زيد بن أرطأة، عن أبي أمامة، قال: قال النبي صلى الله ىعليه وسلم:
ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما، وإن البر ليذر على رأس العبد ما دام في صلاته، وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الترمذي:
" هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه في آخر عمره، وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا."
قلت: فهذا الشاهد ليس إلا رواية منكرة أخرى من السند الأصلي المرسل، والحمل في هذه الفرواية غلى بكر بن خنيس فإنه شديد الضعف منكر الحديث، وليث بن أبي سليم ضعيف، وقد تغير بأخرة تغيرا شديدا، وقد خولف في رواية هذا الحديث .. والمرسل الأول هو الأصح، ولا يصح الحديث إلا مرسلا.
إلا أن بعض أهل العلم من المعاصرين قد صحح الحديث بمجموع الطرق السابقة، وهنا تباين واضح بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين، مع أنها ما بين محفوظ وشاذ، وليس فيها شيء محتمل الضعف، وقد ظهر من إعلال البخاري والترمذي للحديث ما يدل على عدم صحته، أو حتى حسنه على أقل الأحوال.
5ـــ تقوية الحديث برواية بمجموعة من الرواة المبهمين:
قد يروي أحد الرواة حديثا عن جمع من المبهمين، كأن يقول: حدثني جماعة من الأشياخ أو من عمومتي، أو من الأنصار ز
فذهب بعض أهل العلم إلى أن مثل هذه الجماعة من المبهمين تقوي بعضها البعض، وتنجبر الجهالة بعددهم، ومن ثم يحسن الحديث إن كان باقي رواة السند ممن يحتج بهم، أو يصحح و
وقد سار على هذه الطريقة الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ كما يظهر جليا فيما علقه في " الإرواء " [5/ 128]، وفي "الصحيحة " [1230]
قال في الصحيحة ..
[إذا أسلم الرجل فهو أحق بأرضه وماله]
أخرجه أحمد [4/ 310] عن أبان بن عبد الله البجلي، حدثني عمومتي، عن جدهم صخر بن علية: إن قوما من بني سليم ...
قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله، أبان هذا مختلف فيه، والأكثر على توثيقه، وقال الذهبي " حسن الحديث "وقال الحافظ: " صدوق في حفظه لين "
وعمومته جمع ينجبر جهالتهم بمجموع عددهم، وقد روى عن عمه عثمان بن أبي حازم وهو من المقبولين عند الحافظ في " التقريب "و كأنه لذلك سكت عليه الحافظ في " الفتح " [6/ 131]، وجعله موافقا لقول البخاري في صحيحه:" إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم."
قلت: واحتج في " الإرواء " لصحة هذا المذهب بما أخرجه البخاري في صحيحه [2/ 539]:
من طريق: سفيان بن عيينة، ثنا شبيب بن غرقدة، قال: سمعت الحي يتحدثون عن عروة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به شاة، فاشترى له شاتين، فباع إحداهما بدينار، فجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.
قال سفيان: كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه، قال: سمعت شبيب بن عروة فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة قال: سمعت الحي يخبرونه عنه ,
ولكن سمعته يقول: سمعت النبي صلى الله ىعليه وسلم يقول:
"الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة "
قال: وقد رأيت في داره سبعين فرسا.
قلت: وقد أورد البخاري هذا الحديث ضمن مجموعة أخرى من الأحاديث في فضل الخيل في سبيل الله، فالحجة عنده السند الثاني الذي صرح فيه شبيب بالسماع، لا السند الأول، فالسند ليس على شرط البخاري، وإنما خرجه في صحيحه لتتمة الحديث التي فيها ىحديث الخيل، وهو حديث منصل سمعه شبيب بن غرقدة من عروة البارقي ــ رضي الله عنه ــ
وهذا يرد كثيرا في البخاري، فلا غرابة، فإنه قد يروي حديثا ليس على شرطه لاتصاله برواية أخرى على شرطه.
ثم وجدت الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ يشير إلى أن هذا المذهب قد سار عليه السخاوي من قبله، وهو كما قال، فقد قال السخاوي في " المقاصد الحسنة " [1044] حديث:"من آذى ذميا فأنا خصمه ":
" أبوداود من حديث: ابن وهب، عن أبي صخر المدني، عن صفوان بن سليم، عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله، عن آبائهم دنية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / قال:
"ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا خصمه يوم القيامة ".
وسنده لا بأس به، ولا يضر جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة، فإنهم عدد ينجبر به جهالتهم، ولذا سكت عليه أبوداود وهذا ليس على إطلاقه .. فليس كل ما سكت عليه أبوداود فهوصالح فليراجع طالب العلم "ألفية السيوطي " لمحمد آدم الأثيوبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: حكم المبهم حكم مجهول العبن، وكما أن التعديل على الإبهام لا يعتد به، فكذلك الجهالة الناتجة عن الإبهام لا ترتفع بالمجموع، ولا تحصل لها التقوية بالعدد والكثرة، لما في ذلك من الإحالة على الجهالة، ولو كان ذلك كذلك، للزم منه أن المجهول العين يقوي غيره، ويتقوى بغيره،بل الذي صح من صنيع الأئمة أن الحديث إذا انفرد بروايته المجاهيل أعلوه بذلك، وجعلوه قادحا، ولم يذهب أحد منهم بتقوية مثل هذا الحديث بمجموع الطرق المجهولة أو المبهمة الإسناد، فليتنبه فإنها مسألة مهمة جدا، قد تورد على الباحثين والمحققين كثيرا من التساهل في التصحيح ..
6ــ تقوية المرفوع محتمل الضعف بالموقوف:
وهذه مسألة من المسائل المهمة جدا، ذلك لأن المذهب الذي بنى عليه العلماء الثول بالتقوية إنما كان تقوية المرفوع بالمرفوع، وأما تقوبة المرفوع بالموقوف فلم يذكره إلا الشافعي ــ رحمه الله ــ في مسألة الإحتجاج بمراسيل كبار التابعين، و الإحتجاج بالخبر شيء، وتصحبحه شيء آخر.
ثم إنه خصه بمراسيل كبار التابعين ولم يطرده في غيرها ..
وهو الغالب ما يقع من المعاصرين في هذا الباب ليس تقوية المرفوع بالموقوف فحسب، بل تقوية المحفوظ بالشاذ أو المنكر، ومن الأمور التي تخفى على طلاب العلم وهو غالبا ما يكون الموقوف وجها آخر عن المرفوع، قد اختلف فيه على أحد رواة الموفوع ...
فلعلي أسوق مثالا يجلي ذلك بوضوح هذا الخطأ الشائع:
ما أخرجه أبوداود [2652] من طريق: هشام ــ وهو الدستوائي ــ عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد، قال:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال.
وهذا السند رجاله ثقات، وهو صحيح، لولا أن بعض المعاصرين قد أعله بعنعنة الحسن جريا على وصفه بالتدليس، وجعل هذه العنعنة من أسباب الضعف المحتمل.
ثم ما أورد ما أخرجه أبو داود [2657] من طريق:
همام، قال: ثنا مطر، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك، أي أنه مرفوع، وليس بموقوف.
قال هذا المعاصر:
" وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات، غير مطر وهو الوراق وحديثه يحتمل التحسين على ضعف فيه، وخاصة أنه من رجال مسلم.
" فإذا انضم هذا الحديث إلى الموقوف الذي قبله، ازداد قوة "
قلت: فمثل هذه التقوية لا تصح جملة، ولا تفصيلا من جهتين:
الأولى: أنه قوى المرفوع بالموقوف ...
الثانية: أن المرفوع والموقوف وجهين لرواية واحدة، فلا بد من الترجيح بينهما، فقد وقع الإختلاف في الوقف والرفع والسند على قتادة بن دعامة السدوسي، فرواه هشام الدستوائي وهو من الحفاظ الثقات ومن الطبقة الأولى من أصحاب قتادة ـــ على الوجه الأول.
ورواه مطر الوراق ــ وهو صاحب أغلاط ومناكير ــ عن قتادة السدوسي بالسند الثاني مرفوعا.
ومن هنا يتبين تباين منهج متقدمي أهل الحديث في الترجيح وأنهم لا يقبلون الزيادة في السند، وإنما يرجحون بالقرائن، فرواية هشام الدستوائي هي الأصح.
ومن ثم تكون هذه التقوية من باب تقوية الراجح بالمرجوح والمحفوظ بالمنكر أو الشاذ، ولم يقل بهذا أحد من أهل التحقيق وجهابذة أهل العلم
متابعة والأخيرة ...
7ــ التقوية بالموقوف لفظا النرفوع حكما:
وأما التقوية بالموقوف لفظا إلا أن له حكم الرفع كما في الإخبار عن بعض الغيبيات ونحوها مما لا مجال للإجتهاد، فقد قرأت للشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ بأنه يذهب إلى تقوية بها كما في الصحيحة [1351]
ولم أقف على أحد ممن تقدم يقوون بعموم الموقوف، نعم قد يذكرون الموقوفات عند الكلام على طرق الحديث، إلا أن تقوية المرفوع بالموقوف استقلالا لم يذكرها أحد ضمن أسباب التقوية وأتواعها لا سيما الحافظ ابن حجر، ومن قبله ابن الصرح ـــ رحمهما الله.
وأما السخاوي قرأت له في فتح المغيث [1/ 123] بأنه يذهب إلى أن الموقوف، بل والمقطوع أحد ما يعتضد به المرسل، ولم يطرده في غير المرسل من أسباب الضعف المحتمل الأخرى، وهو توسع غير مرضي، والظاهر إعتماده في ذلك على كلام الشافعي، وقد تقدم أن كلامه مخصوص بمرسل كبار التابعين، وأن ذلك من أجل قيام الحجة، لا من أجل إثبات الصحة وفرق بينهما كبير ...
8ــ عدم اعتبار نكارة المتن عند التقوية بمجموع الطرق:
(يُتْبَعُ)
(/)
عدم اعتبار المتن بالنسبة للأسانيد، فمتى كان المتن منكرا ظاهر النكارة، كان ذلك دليلا على عدم صحته، وإن ورد من طرق محتملة الضعف.
فإن الدي صح عن العلماء وأهل النقد اعتبار المتون بالنسبة إلى الأسانيد عند البحث والتحقيق.
بل ربما يعلون بعض الأسانيد التي ظاهرها الصحة بعلة غير قادحة إذا كان المتن منكرا، ولم يجدوا له علة ظاهرة ـ وقد ةنص على ذلك الشيخ المعلمي اليماني ثم المكي ــ رحمه الله ــ
0 ــ ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
ما أخرجه البزار في " مسنده " [كشف الأستار: 3013] من طريق:
عبد الله بن عبد الملك الفهري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن إمرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه، ولم تكن مختضبة، فلم يبايعها حتى اختضبت.
قال البزار: " لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد والفهري ليس به بأس، و ليس بالحافظ "
قلت: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث، وقد تغير واختلط اختلاطا شديدا بأخرة، وعبد الله بن عبد الملك الفهري منكر الحديث كما قال العقيلي، وقال ابن حبان: " لايشبه حديثه حديث الثقات، يروي العجائب " وضعفه أبوزرعة، والدراقطني، وأما قول البزار:" ليس به بأس " فالظاهر أن هذا متعلق بعدالته، لأنه أردفه بعد ذلك بقوله:" ليس بالحافظ "فهذا تليين لحفظه، وقد ذكر الحافظ في "اللسان " [3/ 384] عدة مناكير، لا يحكم إلا بوضعها من روايته عن نافع، عن ابن عمر، فمثل هذا ضعفه شديد جدا.
وقد ضعف ابن القطان الفاسي هذا الخبر في "أحكام النظر " [ص:163] بليث ابن أبي سليم، وقال:
" وفيه نكارة، فإن النبي صلى الله ىعليه وسلم لم يكن تصاحفه المبايعات، إلا أن يكون معناه أنه أنكر عليها أن لا تكون مختضبة، فأمسك عن إجابتها "
قلت: وعلى هذا التقدير الثاني أيضا ففيه نكارة أن يمتنع التبي صلى الله عليه وسلم عن مبايعة من أتت تريد الإسلام حتى تختضب، فلو أنه ورد في الخبر أنه بايعها ثم أمرها بالخضاب لكان محتملا، فهذا وجه نكارة لا يزول إن زال الأول ..
فالحديث كما ترى منكر السند والمتن جميعا ..
ولكن ورد له شاهد من حديث أم المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنها ــ من طريقين، وبلفظين:
الأول: ما أخرجه أبوداود [4166]، والنسائي [8/ 142]، والبيهقي من طريق:
مطيع بن ميمون، عن صفية بنت عصمة، ةعن عائشة، قالت: " أومأت امرأة من وراء ستر بيدها كتابا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده، فقال:" ما أدري أيد رجل أم يد إمرأة "، قالت: بل إمرأة قال: " لو كنت امرأة لغيرت أظفارك "
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، فإن مطيع بن ميمون هذا منكر الحديث، تفرد بالقليل من الأحاديث غير المحفوظة، قال ابن عدي: "له حديثان غير محفوظين "، قال ابن حجر:"أحدهما في اختضاب النساء بالحناء ... " وهو هذا الحديث، وصفية بنت عصمة مجهولة العين، تفرد بالرواية عنها مطيع، فالحديث منكر من هذا الوجه.
والثاني:ما أخرجه أبوداود [4165] ومن طريقه البيهقي [8/ 76] من طريق:
غبطة بنت عمرو المجاشعية، قالت:حدثتني عمتي أم الحسن،عن جدتها، عن عائشة ــ رضي الله عنها ــ:
أن هند بنت عتبة قالت: يا نبي الله بايعني، قال: "لا أبايعك حتى تغيري كفيك كأنهما كفا سبع "
قلت: وهذا السند كسابقه في شدة الضعف، فغبطة بنت عمرو مستورة، وعمتها وجدتها مجهولتان.
ولذا قال ابن القطان الفاسي في "أحكام النظر " [ص:162 [
"هما ـــ أي حديثي عائشة ــ في غاية الضعف "
ويبقى شاهد ثالث وهو من رواية مسلم بن عبد الرحمن، قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء، عام الفتح على الصفاء، فجاءته امرأة يدها كيد الرجل، فلم يبايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة، أو بحمرة، وجاءه رجل عليه خاتم، فقال:
" ما كهر الله يدا فيها خاتم من حديد "
أخرجه البزار [كشف الأستار:2993]، والطبراني في " الأوسط " [1114] من طريق:
عباد بن كثير الرملي، عن شميسة بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن به.
قال البزار:" لا نعلم روى مسلم إلا هذا "
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد " [5/ 154]:
"فيه شميسة بنت نبهان، ولم أعرفها، وبقية رجاله ثقات ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت:وهذا عجيب من الهيثمي، فأين ذهب عباد بن كثير الرملي، وهو ليس بثقة كما قال النسائي، بل قال فيه البخاري: " فيه نظر " بمعنى أنه متهم، وقال علي بن الجنيد"متروك "وأما ابن معين فخالف الجمهور، فوثقه، فالظاهر أنه لم يظهر له حاله، وشميسة بنت نبهان الأقرب أنها مجهولة والله تعالى أعلم ...
وقد درج بعض المعاصرين على تقوية هذا الحديث بمجموع الطرق دون التعرض لنكارة المتن فضلا عن نكارة الطرق التي ورد بها ...
9ــ تقوية الأسانيد محتملة الضعف دون اعتبار للزيادات في المتون:
قد يرد الحديث من طريق محتمل الضعف، ويرد له متابعة أخرى أو شاهد محتمل الضعف أيضا، ولكن مع عدم بعض الزيادات من المتن الأول ضمن المتن الثاني، فيحسن المحقق المتن الأول بمجموع الطرق، ولربما يحتج بما فيه من هذه الزيادات، مع أنه لم يتابع على هذه الزيادات من الحديث.
فحاصل ما تقدم: أنه لا يحصل تقوية إلا للقدر المشترك للمتن بين مجموع الطرق.
0ــ ومن الأمثلة على هذا الخطأ الشائع:
ما أخرجه الترمذي [2641] من طريق: أبي داود الحفري، عن الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله عليه وسلم:
" ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، حذو النعل بالنعل، حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية، لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة .......... كلهم في النار إلا واحدة " قالوا: من هي يا رسول الله؟؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي "
قلت: وهذا الحديث قد روي من وجه آخر عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وليس فيه قوله صلىالله ىعليه وسلم: " حتى إذا كان منهم من أتى أمه علانية، لكان في امتي من يصنع ذلك "
وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعيف الحديث، ولكن لحديثه شواهد كيرة تؤيده، إلا أنه لم يتابعه أحد على الزيادة المذكورة، ومن ثم فلا يصح تحسين عبد الله بن عمرو ــ رضي الله عنه ــ في افتراق الأمم بهذه الزيادة، لأن القدر المشترك الذي توبع عليه عبد الرحمن بن زياد هو أصل الحديث، لا هذه الزيادة ..
ها أنا أضع بين أيديكم فضيلة شيخي الكريم، هذا البحث المتواضع من لدن طويلب علم الحديث، يريد أن يصحح له شيخه المبجل و يوجهه .. فشكر الله لكم جهدكم ونفع بكم الأمة إن شاء الله ..
الجواب:
أحسنت، وبارك الله فيك ونفع بك وزادك من فضله، عمل ممتاز محرر، ولدي تنبيهات، فأقول: فيما يتعلق بنقلك عن البيهقي رحمه الله في شد طرق حديث التوسعة في عاشوراء لا نوافقه عليه، ثم إنه لم يصحح الحديث.
وفيما يتعلق بتقسيم المجهول إلى مجهول عين ومجهول حال فهي تنقسم، والمتقدمون وإن لم ينصوا على ذلك فصنيعهم يدل عليه والأمور عنهم مأخوذة بالاستقراء، والخطيب قد نقل هذا في الكفاية وهو إنما استقرأ كلام الأوائل.
وأنت ذكرت في الفقرة الثالثة كلاماً طيباً، وسيأتيك النقل بعد قليل عن الإمام المبجل أحمد بن حنبل: ((حديث الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبداً منكر)).
حديثك عن الإمام الترمذي صوابه الرقم (3479).
ذكرت في الفقرة الخامسة أن المحفوظ يقابله الشاذ والمعروف يقابله المنكر، ولا بد أن يعلم أن هذا اصطلاح من تأخر، وأن المتقدمين كانوا يطلقون المنكر والشاذ على ما أخطأ فيه راويه ثقة كان أو ضعيفاً، فلا بد من التنبه على ذلك حتى نفهم صنيع المتقدمين في أحكامهم، وليس في ذلك غظ من صنيع المتأخرين الذين أسهموا في خدمة المصطلحات.
أسلوبك جيد ولا زلت تحتاج المزيد لتقوي تعبيرك، ولا بد من منهج تسير عليه.
فأنصحك بالتركيز على كتب المتقدمين , والكتب التي تعنى بنقل كلامهم , وكتب العلماء الذين ساروا على نهج الأوائل كابن عبد الهادي وابن رجب، ومن المعاصرين: المعلمي و السعد والعلوان، مع مطالعة كتب المتأخرين والمعاصرين والاستفادة منها، ولا بد لطالب الحديث أن يجمع بين الناحية النظرية والناحية التطبيقية , فلابد من قراءة كتاب «التمييز» لمسلم , والعلل للترمذي وابن أبي حاتم, و «شرح العلل» لابن رجب , و «النكت على ابن الصلاح» لابن حجر لأخذ الناحية النظرية مع تطبيقات مهمة , ثم لا بد من إدمان النظر في «تنقيح التحقيق» لابن عبد الهادي, و «نصب الراية» للزيلعي , والبدر
(يُتْبَعُ)
(/)
المنير لابن الملقن و «التلخيص الحبير» لابن حجر , مع قراءة المجروحين لابن حبان وكامل ابن عدي والضعفاء للعقيلي , ونحو هذه الكتب التي تعنى بنقل أقوال الأئمة المتقدمين , ليتعلم من خلالها طريقة ومناهج الأئمة في الجرح والتعديل , والتصحيح والإعلال.
ثم لا بد من إدمان النظر في كتب السنة وعلى رأسها الصحيحان، وصحيح البخاري لا بد لطالب العلم أن يكون له ورد فيه وأن يُقرأه أهل بيته ويتعلم من طريقته وأحكامه وتبويبه، ولابد من قراءة ثلاثة شروح له على أقل تقدير له، مع العناية بكتاب الله أولاً قراءة وحفظاً وتدبراً، والاهتمام بالعلوم التي تخدم الكتاب والسنة، ومن ذلك اللغة بجميع فروعها.
أما قواعد هذا الموضوع فإليك تنظيرها
1 - الحديث الشاذ والمنكر كلاهما حديث باطل لا يصلح للاحتجاج؛ لأنَّه لا وجود له إلا في ذهن وتخيل ذاك الراوي الذي أخطأ فيه، إذن فالشاذ والمنكر محض خطأ.
2 - الحديث الشاذ لا يصلح لأن يعتضد بتعدد الطرق، كما أنَّ الذي فيه متهم لا يصلح لذلك، ولا تنفعه الطرق المتعددة.
3 - قال الإمام أحمد: ((حديث الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبداً منكر)) العلل رواية المروزي (287). وقال العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: ((ما ثبت خطؤه فلا يعقل أن يقوى به رواية أخرى في معناها فثبت أن الشاذ والمنكر مما لا يعتد به، ولا يستشهد به، بل إنَّ وجوده وعدمه وسواء)) الإرشادات: 81.
4 - ينبغي التوقي في نقد أسانيد الروايات فقد يأتي راو مهمل فيجتهد الناقد في نسبه فيخطئ في اجتهاده، ثم يأتي المبهم في رواية أخرى منسوباً فيروج خطأ الناقد على بعضهم فيعتبر الطريقين متابعين أحدهما للآخر.
مثاله: ما رواه الحاكم في المستدرك 2/ 379 من طريق عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد بن قيس عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يوم كلم الله موسى كانت عليه جبة – أي على موسى - صوف، وكساء صوف و سراويل صوف وكمه صوف ونعلاه من جلد حمار غير ذكي)) قال عقبه: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) فتعقبه الذهبي في التلخيص قائلاً: ((بل ليس على شرط (خ). وإنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس كذا وهو خطأ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار أحد المتروكين فظنه المكي الصادق)). وقال ابن حجر في لسان الميزان (5039): ((ورواه الحاكم في المستدرك ظناً منه أنه حميد الأعرج هو حميد بن قيس المكي الثقة وهو وهم منه)). ومما يزيد بياناً في وهم الحاكم في هذا النسب أن الترمذي رحمه الله خرج هذا الحديث (1734) من طريق حميد الأعرج. وقال عقبه: ((وحميد هو: ابن علي الكوفي منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة)).
أقول: إذا كان مثل هذا حصل لمؤلف كتاب توفي قبل أكثر من الف عام فما بالك بالكتب المطبوعة طبعات تجارية وقد كثر فيها التصحيف والتحريف والسقط
5 - من الركائز الأساسية في موضوع المتابعات والشواهد ثبوت الإسناد إلى الراوي المُتابِع والمُتابَع فإن المتابعة فرع من الرواية فإذا لم تكن الرواية ثابتة فكيف نثبت المتابعة؟.
6 - يجب على الباحث قبل اعتبار الرواية أن يوفيها حقها من حيث الدراسة والنقد فقد تسلم الرواية في ظاهرها من الضعف، وبعد البحث يظهر إسقاط مدلس لأحد الكذابين أو المتروكين أو يكون أصل الرواية وهم إذا ظهر أن الراوي دخل عليه حديث في حديث، وقد قيل: التنقية قبل التقوية.
7 - ما ثبت في متنه نكارة لا ينفع إسناده في باب الشواهد إذا كان راويه قد تفرد بالإسناد والمتن معاً.
8 - المتابعة التي يعتد بها العلماء ويقوون بها الرواية هي المتابعة الحقيقية. وليس المتابعة الصورية الناتجة عن التخليط بين الرواة من ظن الرجل رجلين والواحد اثنين.
9 - تحريف وتصحيف الأسماء مما يوهم وجود المتابعة، والحقيقة غير ذلك.
10 - انقلاب أول السند يجعل الحديث حديثين، وهذا مزلق خطر لتوافر سلوك الجادة فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - إقران الرواة أو جمع الشيوخ لا يقبل مطلقاً، ولا يرد مطلقاً في المتابعات، وإنما يعتمد فيه على من ذاع صيته، وعلا نجمه فإنَّ من الروايات ما يخالف بعضها بعضاً، والجامع إذا كان ليس من المتثبتين فلربما عدل عن الاختلافات في الرواية الواحدة من حيث لا يعلم.
12 - إذا روى أحد الثقات حديثاً بإسناد ما ثم روى عين الحديث بإسناد آخر مغايراً للأول فإن ثبت كلا الاسنادين عنه فيها وكانت الرواية صواباً نفعت، وإن لم يثبتا فلا يدخل في موضوع الشواهد بل إن أحدهما يكون معلاً للآخر أو يصح الإسناد إلى الراوي لكن تكون إحدى الروايتين خطأ، وقد يختلف النقاد فيه.
مثال ذلك ما رواه الترمذي (22) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) قال عقبه: ((وقد روى هذا الحديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم)). وحديث أبي سلمة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما عندي صحيح؛ لأنه قد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وحديث أبي هريرة إنما صحح؛ لأنه قد روي من غير وجه وأما محمد فزعم أن حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد أصح)).
13 - إذا تتابع الضعفاء على رواية حديث تسلك فيه الجادة توقف فيه سيما إذا خالفوا أحد الثقات فرواه بإسناد مخالفاً لما رواه الجماعة.
14 - كثير من الأحاديث نجد في سندها مبهماً ثم يُصَرَح باسمه في غير ذاك الإسناد فإذا كانت التسمية محفوظة، وأن هذا المبهم هو ذاك المسمى فلا يصح بداهة أن تقوى الرواية المبهمة بالرواية المبينة أو العكس؛ لأنه والحالة هذه يكون من باب تقوية الحديث بنفسه.
15 - في كثير من الأحيان تكون ثقة رجال السند دليلاً على شذوذه وذلك بأن يكون المتن محفوظاً بإسناد معين والإسناد فيه كلام ثم يروى ذلك المتن بإسناد آخر ظاهره الصحة ويكون الإسناد الأخير عبارة عن وهم دخل على روايه نتيجة انقلاب بعض الأسانيد في ذهنه. فنجد النقاد يحكمون بأنَّ هذا الراوي قد دخل عليه إسناد في إسناد وهذا يوجب التفطن له عند البحث عن المتابعات والشواهد والواقع أنَّ الحديث إنما يحكم عليه بإسناده المعروف به. أما هذا الإسناد الذي ألصقه ذلك المخطئ بهذا المتن فهو إسناد ليس لهذا المتن بل لمتن آخر فلا اعتبار به في هذا المتن خاصة.
16 - إذا وقع اختلاف في حديث ما استدعيت المتابعات والشواهد ولكن قد يكون موضع الاستشهاد خاصاً معلولاً في الأحاديث المستشهد بها فعند ذاك يكون وجود الشاهد كعدمه، وقد يكون أصل الشاهد صحيح، وله نفس معنى الحديث المستشهد له إلا موضع الخلاف فيه وهذا يكون أيضاً كلا شاهد.
17 - الضعف اليسير قد يتولد منه خطأ كبير فإذا وجدت في حديث راوٍ في حفظه شيء أو فيه بعض الكلام فلا تتعجل الحكم عليه قبولاً أو رداً فهذا الراوي وإن كان في الأصل صدوقاً غير أنه ما نزل عن شرف الثقة إلا لأوهامه لذلك فقد يكون تفرده علامة على علة خفية في حديثه، وهذا مما ينبغي التفطن له سيما في الاعتبار أو الشواهد.
18 - روايات المدلسين المعنعنة تسبر حتى إذا عثر على تصريح المدلس بالسماع قبلت وإن لم يكن، كان حاله حال الروايات الضعيفة في الأعم الأغلب، فإذا كان المدلس ذا تسوية وجب التنقيب عن سماعه من شيخه وشيخ شيخه وهكذا إلى آخر السند.
تنبه: الشواهد لا تنفع في دفع احتمال التدليس؛ لأن غاية ما يكون في ذكر الشواهد هو بيان حال المتن إذ لعله يصح من طريق غير طريق المذكور.
19 - إذا كان في إسناد راوي المتابعة راو معروف بسرقة الحديث فإنَّ حديثه في المتابعات ساقط؛ لأنَّ السارق يأتي إلى أحاديث يرويها غيره بالفعل عن شيخ من الشيوخ فيسمعها هو من بعض أصحاب ذلك الشيخ ثم يسقط الواسطة. ويرتقى بالحديث إلى الشيح نفسه مصرحاً بالسماع منه، وهو لم يسمعه منه فيدعي سماع ما لم يسمع.
والفرق بين السرقة والتدليس واضح فإن المدلس لا يصرح بالسماع بل يأتي بصيغة محتملة، بخلاف السارق، فإنه يصرح بالسماع ويكذب في ذلك فإذن متابعة السارق لا تدفع عنه تهمة السرقة، بل تؤكد التهمة عليه و أنه إنما أخذ حديث غيره فرواه مدعياً سماعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - من عرف بقبول التلقين لا يصلح حديثه للاعتضاد في الأعم الأغلب، وإن كان قابل التلقين غير متهم؛ لأن الخلل الحاصل من قبوله التلقين، يفضي إلى طرح حديثه، وعدم اعتباره.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...6848#post36848
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[15 - Oct-2008, مساء 08:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا ماهر ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين وسدد خطاكم على صراطه آمين
كنت قد جمعت بحثا حول الحديث المشهور الذي رواه جمع من الأئمة في مصنفاتهم من حديث أبي هريرة (من قرأ "والتين والزيتون " فقرأ " أليس الله بأحكم الحاكمين " فليقل: بلى ... ) الحديث، ومن الأئمة الذين رووه:
الحميدي في مسنده (1025) وأحمد (2/ 249) وأبو داود (887) والترمذي (3347) وابن أبي حاتم في العلل (4/ 717ـ718) من طريق الحميدي، والداقطني في العلل (11/ 247) والحاكم (3882) والبغوي في شرح السنة (623) والبيهقي في الكبرى (3693) من طريق أبي داود، وراه في الشعب أيضا (929)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (436):
كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن عن أعرابي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
وقد رواه بعضهم مختصرا والبعض الآخر مطولا.
وقال الترمذي روايته له: هذا الحديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي عن أبي هريرة ولا يسمى.
وقال الذهبي في التلخيص: صحيح.
وقد كني هذا الأعرابي في رواية الحاكم: أبا اليسع، كناه يزيد بن عياض أحد المتروكين.
وملخص البحث:
ـ صحح هذا الحديث:
الذهبي في التلخيص، وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 40ـ51) بكثرة طرقه، وحشد لذلك مجموعة من الشواهد: مراسيل وموقوفات ...
ـ وضعفه جمع:
الترمذي، وابن أبي حاتم (ونقل عن أبي زرعة أن الصحيح وقفه على أبي هريرة)، وابن العربي في عارضة الأحوذي (6/ 250، الفكر)، والألباني في تمام المنة (185ـ186)، والمباركفوري في تحفة الأحوذي (9/ 276ـ277)، وأبو الطيب شمس الحق آبادي في عون المعبود (3/ 143، الفكر).
وعلة الحديث: جهالة الأعرابي.
فما رأي شيخنا ماهر ـ بارك الله فيه ـ في هذا الحديث؟
ونرجو منكم أن تذكروا بعض ضوابط تصحيح الحديث بكثرة الطرق. فإنها قاعدة مهمة تحتاج إلى ضبط، بارك الله فيكم.
وجزاكم الله خيرا
وأعتذر عن الإطالة
الجواب:
1 - أحسنت لما ذكرت التخريج، ورتبته على الوفيات، وليتك سرت عليه في جميع ما ذكرت.
2 - قدمت "شرح السنة للبغوي" على كتابي البيهقي، والبيهقي توفي عام (458)، والبغوي توفي عام (516) فقدمت ما حقه التأخير.
3 - أخرت ابن السني، ووفاته (364).
4 - أحسنت لما أجملت الطرق على المدار، لكنك أخطأت في تحديد المدار، فالمدار إسماعيل بن أمية، وليس سفيان بن عيينة، فسفيان متابع تابعه يزيد بن عياض عند الحاكم 2/ 510.
5 - قولت الذهبي في "التلخيص" مالم يقله، فالذهبي إنما اختصر كلام الحاكم الذي لم تنقله، ثم إنَّ الذهبي إذا كان له حكم على الحديث يصدره بقوله: قلت.
ثم إنَّ الذهبي قال في "الميزان" 4/ 589 (10748): ((أبو اليسع، عن أبي هريرة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ آخر القيامة والتين، قال: بلى فأبو اليسع لا يدرى من هو، والسند بذلك مضطرب)).
ثم إنَّ ابن حجر في "لسان الميزان" 9/ 192 (9151) أقر كلام الذهبي، ولم يتعقبه، وفي هذا النقل عن ابن حجر يتساقط تحسينه للحديث في نتائج الأفكار 2/ 40 كما سيأتي.
6 - لم تخرج الرواية الموقوفة، وقد جاء في تحقيق "علل ابن أبي حاتم " للحميّد 4/ 717 (1763): ((أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص151 - 152)، والدارقطني في "العلل" 11/ 348 كلاهما (أبو عبيد وعلي) عن إسماعيل بن أمية، به)). أي: عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبي هريرة، به موقوفاً.
7 - ينتهي التخريج والحكم على الحديث بالضعف، ويكون الأمر شبه اتفاق، فتحسين الحافظ ابن حجر سقط بإعلاله إياه في "لسان الميزان"، والذهبي إنما ضعف الحديث ولم يصححه.
8 - لم تذكر تصحيح الحاكم وتصحيحه إياه في "المستدرك" 2/ 510 كما تقدم، وهو مخطيء في هذا التصحيح؛ فهو من تساهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - الحديث لا يصح البتة، قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد – يرحمه الله – في كتاب " تصحيح الدعاء ": 283: ((سورة التين: 79 قوله: (بلى وأنا على ذلك من الشاهدين) لا يصح الحديث فيه)).
10 - قال ماهر: والحديث علته جهالة راويه، والمخالفة بالوقف، وهناك علة رئيسة تثلم الحديث، وهي عدم العمل به، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء صحيح أنه عمل بذلك.
أما سؤال عن أصول وضوابط التصحيح بالمتابعات والشواهد، فقد تم الإجابة عنه، وأنا أعيده هنا:
1 - الحديث الشاذ والمنكر كلاهما حديث باطل لا يصلح للاحتجاج؛ لأنَّه لا وجود له إلا في ذهن وتخيل ذاك الراوي الذي أخطأ فيه، إذن فالشاذ والمنكر محض خطأ.
2 - الحديث الشاذ لا يصلح لأن يعتضد بتعدد الطرق، كما أنَّ الذي فيه متهم لا يصلح لذلك، ولا تنفعه الطرق المتعددة.
3 - قال الإمام أحمد: ((حديث الضعفاء قد يحتاج إليه في وقت، والمنكر أبداً منكر)) العلل رواية المروزي (287). وقال العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: ((ما ثبت خطؤه فلا يعقل أن يقوى به رواية أخرى في معناها فثبت أن الشاذ والمنكر مما لا يعتد به، ولا يستشهد به، بل إنَّ وجوده وعدمه وسواء)) الإرشادات: 81.
4 - ينبغي التوقي في نقد أسانيد الروايات فقد يأتي راو مهمل فيجتهد الناقد في نسبه فيخطئ في اجتهاده، ثم يأتي المبهم في رواية أخرى منسوباً فيروج خطأ الناقد على بعضهم فيعتبر الطريقين متابعين أحدهما للآخر.
مثاله: ما رواه الحاكم في المستدرك 2/ 379 من طريق عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي وخلف بن خليفة، عن حميد بن قيس عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يوم كلم الله موسى كانت عليه جبة – أي على موسى - صوف، وكساء صوف و سراويل صوف وكمه صوف ونعلاه من جلد حمار غير ذكي)) قال عقبه: ((هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) فتعقبه الذهبي في التلخيص قائلاً: ((بل ليس على شرط (خ). وإنما غره أن في الإسناد حميد بن قيس كذا وهو خطأ، إنما هو حميد الأعرج الكوفي ابن علي أو ابن عمار أحد المتروكين فظنه المكي الصادق)). وقال ابن حجر في لسان الميزان (5039): ((ورواه الحاكم في المستدرك ظناً منه أنه حميد الأعرج هو حميد بن قيس المكي الثقة وهو وهم منه)). ومما يزيد بياناً في وهم الحاكم في هذا النسب أن الترمذي رحمه الله خرج هذا الحديث (1734) من طريق حميد الأعرج. وقال عقبه: ((وحميد هو: ابن علي الكوفي منكر الحديث، وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة)).
أقول: إذا كان مثل هذا حصل لمؤلف كتاب توفي قبل أكثر من الف عام فما بالك بالكتب المطبوعة طبعات تجارية وقد كثر فيها التصحيف والتحريف والسقط
5 - من الركائز الأساسية في موضوع المتابعات والشواهد ثبوت الإسناد إلى الراوي المُتابِع والمُتابَع فإن المتابعة فرع من الرواية فإذا لم تكن الرواية ثابتة فكيف نثبت المتابعة؟.
6 - يجب على الباحث قبل اعتبار الرواية أن يوفيها حقها من حيث الدراسة والنقد فقد تسلم الرواية في ظاهرها من الضعف، وبعد البحث يظهر إسقاط مدلس لأحد الكذابين أو المتروكين أو يكون أصل الرواية وهم إذا ظهر أن الراوي دخل عليه حديث في حديث، وقد قيل: التنقية قبل التقوية.
7 - ما ثبت في متنه نكارة لا ينفع إسناده في باب الشواهد إذا كان راويه قد تفرد بالإسناد والمتن معاً.
8 - المتابعة التي يعتد بها العلماء ويقوون بها الرواية هي المتابعة الحقيقية. وليس المتابعة الصورية الناتجة عن التخليط بين الرواة من ظن الرجل رجلين والواحد اثنين.
9 - تحريف وتصحيف الأسماء مما يوهم وجود المتابعة، والحقيقة غير ذلك.
10 - انقلاب أول السند يجعل الحديث حديثين، وهذا مزلق خطر لتوافر سلوك الجادة فيه.
11 - إقران الرواة أو جمع الشيوخ لا يقبل مطلقاً، ولا يرد مطلقاً في المتابعات، وإنما يعتمد فيه على من ذاع صيته، وعلا نجمه فإنَّ من الروايات ما يخالف بعضها بعضاً، والجامع إذا كان ليس من المتثبتين فلربما عدل عن الاختلافات في الرواية الواحدة من حيث لا يعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - إذا روى أحد الثقات حديثاً بإسناد ما ثم روى عين الحديث بإسناد آخر مغايراً للأول فإن ثبت كلا الاسنادين عنه فيها وكانت الرواية صواباً نفعت، وإن لم يثبتا فلا يدخل في موضوع الشواهد بل إن أحدهما يكون معلاً للآخر أو يصح الإسناد إلى الراوي لكن تكون إحدى الروايتين خطأ، وقد يختلف النقاد فيه.
مثال ذلك ما رواه الترمذي (22) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) قال عقبه: ((وقد روى هذا الحديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم)). وحديث أبي سلمة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما عندي صحيح؛ لأنه قد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، وحديث أبي هريرة إنما صحح؛ لأنه قد روي من غير وجه وأما محمد فزعم أن حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد أصح)).
13 - إذا تتابع الضعفاء على رواية حديث تسلك فيه الجادة توقف فيه سيما إذا خالفوا أحد الثقات فرواه بإسناد مخالفاً لما رواه الجماعة.
14 - كثير من الأحاديث نجد في سندها مبهماً ثم يُصَرَح باسمه في غير ذاك الإسناد فإذا كانت التسمية محفوظة، وأن هذا المبهم هو ذاك المسمى فلا يصح بداهة أن تقوى الرواية المبهمة بالرواية المبينة أو العكس؛ لأنه والحالة هذه يكون من باب تقوية الحديث بنفسه.
15 - في كثير من الأحيان تكون ثقة رجال السند دليلاً على شذوذه وذلك بأن يكون المتن محفوظاً بإسناد معين والإسناد فيه كلام ثم يروى ذلك المتن بإسناد آخر ظاهره الصحة ويكون الإسناد الأخير عبارة عن وهم دخل على روايه نتيجة انقلاب بعض الأسانيد في ذهنه. فنجد النقاد يحكمون بأنَّ هذا الراوي قد دخل عليه إسناد في إسناد وهذا يوجب التفطن له عند البحث عن المتابعات والشواهد والواقع أنَّ الحديث إنما يحكم عليه بإسناده المعروف به. أما هذا الإسناد الذي ألصقه ذلك المخطئ بهذا المتن فهو إسناد ليس لهذا المتن بل لمتن آخر فلا اعتبار به في هذا المتن خاصة.
16 - إذا وقع اختلاف في حديث ما استدعيت المتابعات والشواهد ولكن قد يكون موضع الاستشهاد خاصاً معلولاً في الأحاديث المستشهد بها فعند ذاك يكون وجود الشاهد كعدمه، وقد يكون أصل الشاهد صحيح، وله نفس معنى الحديث المستشهد له إلا موضع الخلاف فيه وهذا يكون أيضاً كلا شاهد.
17 - الضعف اليسير قد يتولد منه خطأ كبير فإذا وجدت في حديث راوٍ في حفظه شيء أو فيه بعض الكلام فلا تتعجل الحكم عليه قبولاً أو رداً فهذا الراوي وإن كان في الأصل صدوقاً غير أنه ما نزل عن شرف الثقة إلا لأوهامه لذلك فقد يكون تفرده علامة على علة خفية في حديثه، وهذا مما ينبغي التفطن له سيما في الاعتبار أو الشواهد.
18 - روايات المدلسين المعنعنة تسبر حتى إذا عثر على تصريح المدلس بالسماع قبلت وإن لم يكن، كان حاله حال الروايات الضعيفة في الأعم الأغلب، فإذا كان المدلس ذا تسوية وجب التنقيب عن سماعه من شيخه وشيخ شيخه وهكذا إلى آخر السند.
تنبه: الشواهد لا تنفع في دفع احتمال التدليس؛ لأن غاية ما يكون في ذكر الشواهد هو بيان حال المتن إذ لعله يصح من طريق غير طريق المذكور.
19 - إذا كان في إسناد راوي المتابعة راو معروف بسرقة الحديث فإنَّ حديثه في المتابعات ساقط؛ لأنَّ السارق يأتي إلى أحاديث يرويها غيره بالفعل عن شيخ من الشيوخ فيسمعها هو من بعض أصحاب ذلك الشيخ ثم يسقط الواسطة. ويرتقى بالحديث إلى الشيح نفسه مصرحاً بالسماع منه، وهو لم يسمعه منه فيدعي سماع ما لم يسمع.
والفرق بين السرقة والتدليس واضح فإن المدلس لا يصرح بالسماع بل يأتي بصيغة محتملة، بخلاف السارق، فإنه يصرح بالسماع ويكذب في ذلك فإذن متابعة السارق لا تدفع عنه تهمة السرقة، بل تؤكد التهمة عليه و أنه إنما أخذ حديث غيره فرواه مدعياً سماعه.
20 - من عرف بقبول التلقين لا يصلح حديثه للاعتضاد في الأعم الأغلب، وإن كان قابل التلقين غير متهم؛ لأن الخلل الحاصل من قبوله التلقين، يفضي إلى طرح حديثه، وعدم اعتباره.
أما سؤالك عن التلقين:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال: (لقن حديثاً) و (لقن) و (لقن فتلقن) أو (كان يلقن فيتلقن).إن من شروط صحة الحديث ضبط الراوي لما يرويه. و عدم الضبط أمارة من أمارات رد الحديث و تضعيفه، والتلقين من وسائل الكشف عن الراوي هل هو ضابط أو غير ضابط، فمن يقبل التلقين فهو سيئ الحفظ ومختلط عليه غير ضابط، ومن يرد التلقين و يصلح الخطأ فهو ضابط حافظ لما يروي.
قال ابن حبان: ((ومنهم من كان يجيب عن كل شيء يسئل سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه فلا يبالي أن يتلقن ما لقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك حدث به من غير أن يحفظ فهذا وأحزابه لا يحتج بهم؛ لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون)). مقدمة " المجروحين " 1/ 68 - 69.
وقال ابن القطان: ((وإنَّه – يعني: التلقين- لعيب يسقط الثقة بمن يتصف به، وقد كانوا يفعلون ذلك بالمحدث تجربة لحفظه وصدقه، وربما لقنوه الخطأ كما قد فعلوا بالبخاري حين قدم بغداد)). " بيان الوهم والإيهام " 4/ 58 (1496)
وقال الصنعاني: ((وهو أنْ يلقن الشيء فيحدث به من غير أن يعلم أنَّه من حديثه)) " توضيح الأفكار " 2/ 257، وللسيوطي مثله في " التدريب " 1/ 339.
وقال المعلمي اليماني: ((التلقين القادح في الملقَّن هو أنْ يوقع الشيخ في الكذب ولا يبين، فإنْ كان إنَّما فعل ذلك امتحاناً للشيخ وبيّن ذلك في المجلس،لم يضره، وأما الشيخ فإنْ قبل التلقين وكثر ذلك منه فإنَّه يسقط)) " التنكيل " 1/ 228.
وقال ابن حزم: ((من صح أنَّه قبل التلقين ولو مرة سقط حديثه كله؛ لأنَّه لم يتفقه في دين الله عز وجل ولا حفظ ما سمع، وقد قال عليه السلام: ((نضّر الله امرءاً سمع منا حديثاً حفظه حتى بلغه غيره)) (راجع تخريجه في تحقيقي لمسند الشافعي (1806)) فإنَّما أمر عليه السلام بقبول تبليغ الحافظ، والتلقين هو: أنْ يقول له القائل: حدثك فلان بكذا و يسمي له من شاء من غير أن يسمعه منه فيقول: نعم، فهذا لا يخلو من أحد وجهين و لا بد من أحدهما ضرورة: إما أنْ يكون فاسقاً يحدث بما لم يسمع، أو يكون من الغفلة بحيث يكون الذاهل العقل المدخول الذهن، ومثل هذا لا يلتفت له؛ لأنَّه ليس من ذوي الألباب، ومن هذا النوع كان سماك بن حرب أخبر بأنَّه شاهد ذلك منه شعبة الإمام الرئيس ابن الحجاج)) الإحكام في أصول الأحكام " 1/ 132.
والتلقين ينشأ من الاختلال الكبير في الحفظ، و من اختل ضبطه فهو مردود الرواية قال الحميدي: ((ومن قبل التلقين ترك حديثه الذي لقن فيه. وأخذ عنه ما أتقن حفظه إذا علم ذلك التلقين حادثاً في حفظه ولا يعرف به قديماً، وأما من عرف به قديماً في جميع حديثه فلا يقبل حديثه ولا يؤمن أنْ يكون ما حفظه مما لقن)) " الكفاية ": 149
فالراوي إذا لقن ففطن إلى الصواب، ولم يقبل التلقين فهو في رتبة الثقة بل في رتبة الحفظ والاتقان، ومن لا يفطن ففي رتبة الترك لا سيما إنْ كثر منه ذلك.
أما من كان يتلقن، فلا يقبل إذا حدَّث من حفظه، وأما إذا حدث من كتابه المصحح فيقبل؛ لأنَّ الاعتماد على كتابه لا على حفظه.
صوره:
أ- أن يؤتى للراوي بأحاديث ليست من سماعه، فتقرأ عليه على أنها من أحاديثه، ويسكت دون أنْ يبين أنَّها ليست من سماعه، وهذا مما وقع فيه ابن لهيعة.
ب- أن يقف الراوي على مرويات عنده، ولا يدري هل هي من سماعه أم لا؟ فيقال له: إنَّها من مروياته، فيحدث بها على أنَّها كذلك، كما حصل لعبد الله بن صالح.
أسباب قبول التلقين:
يقع قبول التلقين للراوي إما بسبب الغفلة أو التساهل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أو نسيانه أو كونه قليل الفطنة مفرطاً في إحسان الظن أو التهاون عديم المبالاة والحرص أو جامعاً بين حسن الظن بالملقِّن وسوء الحفظ لمروياته، وقد يدفعه ميله إلى الكذب ورغبته فيه وعدم تحرجه عنه، ومنهم من فعله ليرويه بعد ذلك عمن لقنه، وقد يقود الشره الحديثي إلى قبوله التلقين فيحدث بما ليس من حديثه.
حكم رواية الملقَّن: في رواية الملقن ثلاثة أقوال:
الأول: من كان يلقن أحياناً قليلة فيتلقن، وهو مكثر من الرواية فلعله يصلح للاعتبار به كشأن الضعيف السيئ الحفظ؛ لأنَّ الغالب فيه عدم ذلك التلقين.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: قال السخاوي: ((أو قبل التلقين الباطل ممن يلقنه إياه في الحديث إسناداً أو متناً وبادر إلى التحديث بذلك ولو مرة، لدلالته على مجازفته، وعدم تثبته، وسقوط الوثوق بالمتصف به، لا سيما وقد كان غير واحد يفعله اختباراً، لتجربة حفظ الراوي وضبطه وحذقه)) (" فتح المغيث " 1/ 385 ط. العلمية و2/ 270 ط. الخضير)، فالسخاوي – رحمه الله – يرى أنَّ من لقن حديثاً باطلاً ولو مرة واحدة ردت عامة أحاديثه، وقد سبقه إلى ذلك ابن حزم كما تقدم النقل عنه.
الثالث: إذا تميز حديثه الذي كان يحفظ من حديثه الذي لقن فيه قُبل ما حفظ ورُد ما لقن فيه، وإنْ لم يتميز رُد جميع حديثه، وأما من لزقه هذا الوصف ولم يعرف بضبط أصلاً فكل حديث مردود من طريقه.
ولا يخفى أنَّ الأول والثالث ينحيان منحى واحداً، وإن اختلفت الألفاظ وبنحوه قال به الحميدي والمعلمي، فخلاصة القول: إنَّ الملقن إذا مُيزَ ما لُقن طرح الذي تلقنه واحتج بما سواه، وإذا كان الراوي واسع الرواية ولم يثبت أنَّه لقن غير أحاديث يسيرة فعند ذاك يقبل حديثه؛ لأنَّ الغالب عليه عدم التلقين، ويجب أنْ يقيد هذا في حال لم تظهر نكارة أو شذوذ في ذلك الحديث أي: أنْ يكون موافقاً لما يرويه غيره، والله أعلم. ويجب أنْ يتنبه على أنَّ الراوي قد يكثر من تلقن أحاديث موضوعة فيصيّر بذلك الراوي متروكاً أو مطروح الحديث. وقد يكون التلقين مدعاة لكشف كذب الرواة فمن ذلك: ((ما وقع لحفص بن غياث فإنَّه لقي هو ويحيى القطان وغيرهما موسى بن دينار المكي فجعل حفص يضع له الحديث، فيقول: حدثتك عائشة ابنة طلحة، عن عائشة رضي الله عنها بكذا وكذا فيقول: حدثتني عائشة، ويقول له: وحدثك القاسم بن محمد، عن عائشة بمثله، فيقول: حدثني القاسم بن محمد، عن عائشة بمثله .. فلما فرغ حفص مدَّ يده لبعض من حضر ممن لم يعلم المقصد، وليست له نباهة، فأخذ ألواحه التي كتب فيها ومحاها، وبيّن له كذب موسى)) " فتح المغيث " 1/ 386 ط. العلمية و2/ 271 ط. الخضير.
ويجب أن يزاد نوع آخر على ما ذكرته، وإنما أخرته عن موضعه لأهميته. وهذا النوع تكون عملية التلقين فيه مقبولة، وهو إذا كان الملقن ثقة وأظهر المتلقن وثوقه بمن لقنه، ولا يعرف للمتلقن تلقين من غير هذا الثقة، ولم تظهر نكارة على الأحاديث المتلقنة فتكون تلك الأحاديث جيدة في حيز القبول.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7002#post37002
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 04:28]ـ
شيخنا ماهر حفظك الله لقد اتصلت بأحد دور النشر وهي المسماة بدار الكتاب والسنة المصرية فطلبوا إذنا خطيا خاصا بهم منكم حفظكم الله.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 07:22]ـ
شيخي الكريم ..
وهذه مسألة كثر فيها الكلام، وهي في غاية الأهمية – مسألة ماذا يقدم إذا سجد؟ هل يقدم يديه؟ أو يقدم ركبتيه؟
القول الأول:
جاء في حديث وائل بن حجر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه, والحديث مخرج في السنن، فقد رواه الأربعة، وصححه بعض أهل العلم من المحققين، وعلى هذا إذا سجد المصلي يضع ركبتيه ثم بعد ذلك يضع يديه، وهذا مرجح عند جمع من أهل العلم، وانتصر له ابن القيم رحمه الله .. وهوما رواه أبو داود والنسائي والترمذي عن وائل بن حجر رضي الله عنه
قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه".
قال الخطابي هو: أثبت من حديث تقديم اليدين، وهو أرفق بالمصلي وأحسن في الشكل ورأي العين" انتهى نقلا من المجموع للنووي 3/ 395.
وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرف أحداً رواه غير شريك، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم يرون أن الرجل يضع ركبتيه قبل يديه. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وسكتا عنه.
لكن قال الدارقطني: تفرد به يزيد عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا حكم الألباني بضعف الحديث، وأطال الكلام في ذلك، كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة (حديث رقم 929) وإرواء الغليل برقم 357، وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. واحتج الجمهور أيضا بما روى عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: "كُنَّا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا بالركبتين قبل اليدين" رواه ابن خزيمة. وفي سنده إسماعيل بن يحيى بن سلمة وهو متروك.
قال الحافظ في الفتح: وادعى ابن خُزيمة أن حديث أبى هريرة منسوخ بحديث سعد هذا ولو صح لكان قاطعاً للنزاع لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن سهيل عن أبيه وهما ضعيفان. انتهى من الفتح، كتاب الصلاة باب:" يهوي بالتكبير حين يسجد" واحتجوا أيضا بما رواه الأثرم من حديث أبى هريرة بلفظ "إذا سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا يبرك بروك الفحل".
قال الحافظ في الفتح: ولكن إسناده ضعيف.
والحديث أخرجه أيضا ابن أبى شيبة والطحاوي والبيهقي، وقال عنه الألباني: حديث باطل.
لكن روى أبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) وهذا عكس الحديث السابق.
وحديث أبي هريرة أقوى من حديث وائل بن حجر كما يقول الحافظ ابن حجر: فإن له شاهداً من حديث ابن عمر، صححه ابن خزيمة، وذكره البخاري معلقاً موقوفاً.
وهذه المسألة إلى بسط، وتحتاج إلى توضيح، لامحالة .. فعندنا حديثان متضادان في الظاهر، وإذا رأيت من يرجح تقديم الركبتين، كما في حديث وائل، فإنه يحكم على حديث أبي هريرة بأنه ضعيف لأنه مقلوب، والمقلوب من أقسام الضعيف كما هو معروف عند علماء الحديث، ولا يصلح للمتابعات والشواهد لأنه يعتبر حديث منكرا كما بين لي وفهمت، فإن المنكر لا يزيده هذا إلا نكارة، وإذا رأيت من يرجح تقديم اليدين على الركبتين، لأنه جاء في حديث أقوى من حيث الصناعة الحديثية، وله شواهد، فإنه يحكم على حديث وائل بأنه ضعيف.
ابن القيم رحمه الله تعالى قال إن حديث أبي هريرة مقلوب.
كيف كان مقلوباً؟!!
يقول: في الحديث (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) وإذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد شابه البعير، لأن البعير يقدم يديه في بروكه قبل ركبتيه، إذاً يكون هذا تناقض، فهو مقلوب ومن حيث الصناعة الحديثية فالمقلوب من قبيل أقسام الضعيف كما هو معروف، لأننا لو أخذناه على ظاهره صرنا متناقضين، هكذا قرر ابن القيم، وأطال رحمه الله تعالى في تقرير القلب في هذا الحديث، وأجلب على هذه المسألة بكل ما أوتي من قوة وبيان وسعة اطلاع، ليقرر أن هذا الحديث مقلوب.
وبعضهم يرى وينقل عن بعض كتب أهل اللغة أن ركبتي البعير في يديه، لكن افترض أن ركبتي البعير في يديه، هل ينحل الإشكال؟
لا ... لا ينحل الإشكال، لأنه إذا قدم يديه أشبه بروك البعير في الصورة.
شيخ الإسلام رحمه الله يرى أن الصورتين كلاهما صحيحتان وجائزتان، وسواء قدم الإنسان يديه أو قدم ركبتيه سيان, فهذه ثابتة من فعله عليه الصلاة والسلام، وهذه ثابتة من أمره (وليضع يديه) فاللام لام الأمر.
وهذه المسألة تحتاج إلى دقة فهم، هل الحديث الثاني حديث أبي هريرة مقلوب كما قال ابن القيم؟
أقول: الحديث ليس بمقلوب، وآخره يشهد لأوله، (لا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) هل فهمنا معنى البروك؟
كلا، لم نفهم معنى البروك لكي نفهم الحديث.
هل طعن أحد من الأئمة المتقدمين في الحديث بأنه مقلوب؟
لا، لم يطعن أحد فيه بأنه مقلوب، ومن تكلم فيه تكلم في إسناده، ولم يتكلم في متنه، إذاً هل خفيت هذه العلة على المتقدمين؟
لم تخفى، لأنها واضحة وضوح الشمس في ربوع النهار، فالذي أدركه ابن القيم يمكن أن يدركه آحاد الناس، فكل إنسان يرى البعير يقدم يديه قبل ركبتيه.
أيهما أقوى حديث وائل أو حديث أبي هريرة من حيث الصناعة الحديثية؟؟
القول الثاني:
تقديم اليدين على الركبتين عند الهوي إلى السجود وهو مذهب مالك والأوزاعي وأحمد في رواية. وحجتهم في ذلك:
1/ ما رواه أبو داود والنسائي والدارمي والبخاري في التاريخ وأحمد من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي: إسناده جيد. وصححه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى. وأطال الألباني الكلام في تصحيحه والرد على من أعله (انظر السلسلة الضعيفة وإرواء الغليل).
وقال ابن القيم (فالحديث ـ والله أعلم ـ قد وقع فيه وهم من بعض الرواة فإن أوله يخالف آخره، فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير، فإن البعير إنما يضع يديه أولاً).
وقال (وكان يقع لي أن حديث أبى هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله، ولعله "وليضع ركبتيه قبل يديه" ... حتى رأيت أبابكر بن أبى شيبة قد رواه كذلك) وذكر رواية الأثرم. وابن أبى شيبة لكنها ضعيفة كما سبق.
2/ ومن أدلة هذا القول ما رواه ابن خزيمة والدارقطني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه".
3/ وما جاء عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار والدارقطني والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وقال الألباني في إرواء الغليل: وهو كما قالا. وصححه ابن خزيمة أيضا.
ونقل الألباني عن الحاكم قوله: القلب إليه أميل ـ يعني من حديث وائل ـ لروايات كثيرة في ذلك عن الصحابة والتابعين. انتهى.
وأثر ابن عمر رواه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم.
هذه هي محصلة أدلة الفريقين، ولا شك في رجحان أدلة القول الثاني من حيث الثبوت وفي هذا يقول العلامة أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي 2/ 58 (والظاهر من أقوال العلماء في تعليل الحديثين أن حديث أبى هريرة هذا حديث صحيح، وهو أصح من حديث وائل، وهو حديث قولي يرجح على الحديث الفعلي على ما هو الأرجح عند الأصوليين) انتهى.
وقال محققا زاد المعاد: شعيب وعبد القادر الأرنؤوطيان:
(بمراجعة التعليقات السابقة يتبين أن المرجح خلاف ما ذهب إليه المصنف (ابن القيم) وأن حديث أبى هريرة هو المرجح على حديث وائل لصحة سنده، ودعوى الاضطراب فيه منتفية لضعف كل الروايات التي فيها الاضطراب" انتهى.
لكن ينبغي أن يقال هنا: إن رأي الفريق الأول أقوى من حيث النظر، فإن الجميع متفقون على الأخذ بقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير".
ولا شك أن البعير إذا برك يقدم مقدمه (يديه) على مؤخره.
فيكون الحديث دالا على تقديم الركبتين على اليدين، ولا يدفع ذلك ما نقل عن أهل اللغة من أن ركبتي البعير في يديه.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "كما يبرك" نهى عن الكيفية، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله (إن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولاً، وتبقى رجلاه قائمتين، فإذا نهض فإنه ينهض برجليه أولاً، وتبقى يداه على الأرض. وهو صلى الله عليه وسلم نهى في الصلاة عن التشبه بالحيوانات، فنهى عن بروك كبروك البعير، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب ونقر كنقر الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمس، فهدي المصلي مخالف لهدي الحيوانات).
وقال ابن القيم أيضا (وسر المسألة أن من تأمل بروك البعبير وعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بروك كبروك البعير، علم أن حديث وائل بن حجر هو الصواب والله أعلم) أنتهى.
والحاصل أن القول بتقديم اليدين على الركبتين أقوى من حيث السند، والقول بتقديم الركبتين أقوى من حيث النظر. ومن المعلوم أن المعول عليه هو حال السند، وعليه فالراجح ـ والله أعلم ـ هو القول بتقديم اليدين.
حديث أبي هريرة أقوى (وليضع يديه قبل ركبتيه)، وماذا يقول شيخنا الكريم؟؟ وهل من تعقيب ..
الجواب:
نعم إنَّ هذه المسألة قد قتلت بحثاً قديماً وحديثاً، وكثر الكلام فيها، بل إن بعضهم صار يوالي ويعادي عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والأمر في كل ذلك واسع لاتفاق العلماء على جواز الأمرين لكنهم اختلفوا في الأفضل.
أما الملاحظات على ما كتبت:
أولاً: قول الخطابي أخذته من المجموع على أن قول الخَطّابي في " معالم السنن " 1/ 179.
ثانباً: قلت: لأنه يعتبر حديث منكراً، والصواب: حديثاً.
ثالثاً: قولك: كلاهما صحيحتان وجائزتان، الأجود: كلاهما صحيحة جائزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: توسعت في ذكر علة القلب، وهي ليست العلة الرئيسة، والأولى التوجه في إعلال الحديث بالعلة الرئيسة.
خامساً: قضية صححه الحاكم ووافقه الذهبي نظرية غير صحيحة ولا مقبولة، وقد تقدم لنا نسفها.
سادساً: أثر ابن عمر قصرت في تخريجه.
سابعاً: قلت: تعليل، والأجود إعلال كما نص عليه البقاعي.
ثامناً: قصرت في التخريج، وإليك التخريج:
روى الدراورديُّ، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إذا سجدَ أحدُكم فلا يبركْ كما يبركُ البعيرُ، وليضعْ يديهِ قبلَ ركبتيهِ)).
أخرجه: أحمد 2/ 381، والبخاريُّ في " التاريخ الكبير " 1/ 141 (418)، وأبو داود (840)، والنَّسائيُّ 2/ 207 وفي " الكبرى "، له (678) ط. العلمية و (682) ط. الرسالة، والطحاويُّ في " شرح معاني الآثار " 1/ 254 وفي ط. العلمية (1477) و (1478) وفي " شرح مشكل الآثار "، له (182) وفي (تحفة الأخيار) (700)، والدارقطنيُّ 1/ 344 ط. العلمية و (1304) و (1305) ط. الرسالة، وتمام في "فوائده" كما في " الروض البسام " (335)، وابن حزم في " المحلى " 4/ 84، والبيهقيُّ 2/ 99 و100، والبغويُّ (643)، والحازميُّ في " الاعتبار ": 121 ط. الوعي و (86) ط. ابن حزم، وابن الجوزي في " التحقيق في أحاديث الخلاف " (522) من طرق عن الدراورديِّ، بهذا الإسناد.
هذا الحديث مشهور متداول بين الفقهاء، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تقويته، إلا أنَّ هذا الحديث معلول سنداً ومتناً، أما علة سنده: فقد تفرّد به الدراوردي، قال الدارقطنيُّ فيما نقله عنه المنذريُّ في " مختصر سنن أبي داود " (804): ((تفرّد به الدراورديُّ عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي، عن أبي الزناد))، فتعقّبه المنذريُّ قائلاً: ((وفيما قاله الدارقطنيُّ نظر، فقد روى نحوه عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن حسن. وأخرجه: أبو داود، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ من حديثه))، وقال أبو بكر بن أبي داود السجستانيُّ: ((وهذه سُنّة تفرّد بها أهل المدينة، ولهم فيها إسنادان هذا أحدهما، والآخر عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم)).
قلتُ: القول قول الدارقطنيِّ؛ لأنَّ عبد الله بن نافع خالف الدراورديَّ ولم يتابعه، فقد أخرج روايته أبو داود (841)، والترمذيُّ (269)، والنَّسائيُّ 2/ 207 وفي " الكبرى"، له (677) ط. العلمية و (681) ط. الرسالة، والبيهقيُّ 2/ 100 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يعتمدُ أحدُكم في صلاتهِ فيبرك ُ كما يبركُ البعيرُ)).
قلت: والمتفحص لمضمون الروايتين سيجد أنَّ عبارة: ((وليضعْ يديه قبلَ ركبتيهِ)) خالف بها الدراورديُّ عبد الله بن نافع، ويكون الدراوردي متفرّداً بها.
وقد ذهب الألبانيُّ في " إرواء الغليل " 2/ 77 (357) وتلميذه أبو إسحاق الحوينيُّ إلى أنَّ الدراوردي ثقة من رجال مسلم فلا يضرّ تفرّده بالحديث، وهذا ادعاء بلا دليل، فإنَّ الدراورديَّ صدوق. وقد تكلم أهل العلم في ضبطه، فقد نقل المزيُّ في " تهذيب الكمال " 4/ 528 (4058) عن أحمد بن حَنْبل أنَّه قال: ((كان معروفاً بالطلب وإذا حدّث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدّث من كتب الناس وهم، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ))، ونقل ابن طهمان (289) عن يحيى بن معين أنَّه قال فيه: ((إذا روى من كتابه فهو أثبت من حفظه))، ونقل عن أبي زرعة قوله فيه: ((سيئ الحفظ فربما حدّث من حفظه الشيء فيخطئ))، ونقل عن النَّسائيِّ قوله فيه: ((ليس بالقوي))، وقال ابن سعد في " الطبقات " 5/ 492: ((وكان كثير الحديث، يغلط))، وذكره ابن حبان في " ثقاته " 7/ 116 وقال فيه: ((وكان يخطئ)).
فأقوال أهل العلم هذه دليل صريح على اختلال عنصر الضبط عند الدراورديِّ، فلا أدري لأي مسوغ أعطوه منزلة الثقة؟.
بما تقدم يتبين أنَّ حديث الدراوردي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - إذا حدّث من كتابه فهو صحيح.
2 - إذا حدّث من كتب غيره يخطئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إذا حدّث عن عبيد الله بن عمر فهو في كثير من الأحيان عن عبد الله المكبر وليس عن عبيد الله المصغر، وسيأتي بيان ذلك.
ومما يؤكد أنَّ هذا الحديث حدّث به الدراورديُّ من غير كتبه وأنَّه لم يضبطه، أنَّه رواه كما تقدم، وقال: ((وليضعْ يديه قبلَ ركبتيهِ)) ورواه عند البيهقيِّ 2/ 100 وجاء في روايته: ((وليضعْ يديه على ركبتيه)) والفرق بين الروايتين واضح جليٌّ، قال البيهقيُّ عقبه: ((كذا قال على ركبتيه، فإنْ كان محفوظاً كان دليلاً على أنَّه يضع يديه على ركبتيه عند الإهواء إلى السجود)).
وكل ما تقدم فإنَّما هو بيان حال السند، وأما علة المتن.
فكما تقدم أنَّ رواية الدراورديِّ: ((إذا سجد أحدُكم فلا يبركْ كما يبركُ البعير، وليضعْ يديه قبل ركبتيه)) ورواية عبد الله بن نافع: ((يَعمدُ أحدُكم في صلاتهِ فيبرك كما يبركُ البعيرُ)) وظاهر سياق الروايتين التعارض، ففي الأولى يمنع تقدم الركبتين، بل يضع يديه قبلهما، وأما الرواية الأخرى فظاهرها يوحي بمنع وضع اليدين قبل الركبتين، قال: ((فيبرك كما يبركُ البعيرُ)) والبعير إنَّما يضع يديه ثم ركبتيه، وكما هو ظاهر فإنَّ هاتين الروايتين لا يمكن الجمع بينهما وجاء ت رواية ثالثة: ((وليضعْ يديهِ على ركبتيه)) لتزيد هذا المتن اضطراباً.
وقد تكلم أهل العلم في هذا الحديث، فقال الترمذيُّ عقب (269): ((حديث أبي هريرة حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه))، وقال ابن المنذر في " الأوسط " 3/ 167 عقب (1432): ((وقد زعم بعض أصحابنا أنَّ وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ))، وقال ابن العربيِّ في " عارضة الأحوذي " 2/ 61: ((ضعيف))، وقال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " 22/ 262: ((وقيل: إنَّه منسوخ))، وقال ابن القيم في حاشيته مع " تهذيب سنن أبي داود " 1/ 293: (( .. إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالجَمَل في بروكه، والجمل إذا برك إنَّما يبدأ بيديه قبل ركبتيه. وهذا موافق لنهيه صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالحيوانات في الصلاة، فنهى عن التشبه بالغراب في النقر، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب، ورفع الأيدي في السلام كأذنابِ الخيل وبروك كبروك البعير)). (ساق ابن القيم هذا المعنى من مجموع عدد من الأحاديث، وانظر في ذلك " بلوغ المرام " باب صفة الصلاة).
وقال رحمه الله في " زاد المعاد " 1/ 216 - 219: ((فالحديث والله أعلم قد وقع فيه وهم من بعض الرواة، فإنَّ أوله يخالف آخره، فإنَّه إذا وضع يديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير، فإنَّ البعير إنَّما يضع يديه أولاً، ولما علم أصحاب هذا القول ذلك، قالوا: ركبتا البعير في يديه لا في رجليه، فهو إذا برك وضع ركبتيه أولاً فهذا هو المنهيُّ عنه وهو فاسد لوجوه: أحدها:
أنَّ البعير إذا برك فإنَّه يضع يديه أولاً وتبقى رجلاه قائمتين، فإذا نهض فإنَّه ينهض برجليه أولاً وتبقى يداه على الأرض، وهذا هو الذي نَهَى عنه صلى الله عليه وسلم وفعل خلافه. وكان أول ما يقع منه على الأرض الأقرب منها فالأقرب وأول ما يرتفع عن الأرض منها الأعلى فالأعلى. وكان يضع ركبتيه أولاً ثم يديه ثم جبهته وإذا رفع، رفع رأسه أولاً ثُمَّ يديه ثم ركبتيه وهذا عكس فعل البعير ... وذكر نحو كلامه في حاشيته على "سنن أبي داود ".
الثاني: أنَّ قولهم: ركبتا البعير في يديه، كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة، وإنَّما الركبة في الرِّجلينِ، وإنْ أطلق على اللتين في يديه اسم الركبة فعلى سبيل التغليب.
الثالث: أنَّه لو كان كما قالوه، لقال: فليبركْ كما يبركُ البعيرُ وأنَّ أول ما يمسُ الأرض من البعير يداه، وسِرُّ المسألة أنَّ من تأمل بروك البعير، وعلم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن بروك كبروك البعير، علم أنَّ حديث وائل بن حُجر هو الصواب، والله أعلم، وكان يقع لي أنَّ حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنُه وأصلُه، ولعله: ((وليضع ركبتيه قبل يديه)) ... .
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حجر في " فتح الباري " 2/ 376 عقب ذكره حديث أبي هريرة: ((ولكن إسناده ضعيف))، وقال في " بلوغ المرام " عقب (310): ((وهو أقوى من حديث وائل: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدَ وضعَ ركبتيهِ قبلَ يديه. أخرجه الأربعة، فإنَّ للأول شاهداً من حديث ابن عمر رضي الله عنه صححه ابن خزيمة، وذكره البخاريُّ معلّقاً موقوفاً))، وقد تعقّبه الصنعاني في " سبل السلام " عقب (293) فقال: ((وقول المصنف: إنَّ لحديث أبي هريرة شاهداً يقوَى به معارض فإنَّ لحديث وائل أيضاً شاهداً قد قدمناه)).
قلت: والذين قالوا بوضع الركبتين قبل اليدين أكثر وأتقن من مخالفيهم، فقد قال ابن المنذر في " الأوسط " 3/ 166 عقب (1431): ((وبه قال – يعني: بوضع الركبتين – النَّخعيُّ، ومسلم بن يسار، وسفيان الثوري، والشافعيُّ، وأحمد بن حَنْبل، وإسحاق، وأصحاب الرأي، وقالت طائفة: يضع يديه إلى الأرض إذا سجد قبل ركبته، كذلك قال مالك، وقال الأوزاعيُّ: أدركتُ الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم))، وقال الخَطّابي في " معالم السنن " 1/ 179 - 180: ((واختلف الناس في هذا فذهب أكثر العلماء إلى وضع الركبتين قبل اليدين وهذا أرفق بالمصلي وأحسن في الشكل وفي رأي العين))، وقال الطحاوي في " شرح المعاني " عقب (1489): ((فنظرنا كيف حكم ما اتفق عليه منها ليعلم به كيف حكم ما اختلفوا فيه منها – يعني الآثار- فرأينا الرجل إذا سجد يبدأ بوضع أحد هذين إما ركبتاه، وإما يداه، ثم رأسه بعدهما، ورأيناه إذا رفع بدأ برأسه فكان الرأس مقدماً في الرفع مؤخراً في الوضع، ثم يثني بعد رفع رأسه برفع يديه ثم ركبتيه وهذا اتفاق منهم جميعاً، فكان النظر على ما وصفنا في حكم الرأس إذا كان مؤخراً في الوضع لما كان مقدماً في الرفع أنْ يكون اليدان كذلك لما كانتا مقدمتين على الركبتين في الرفع أنْ تكونا مؤخرتين عنهما في الوضع، فثبت بذلك ما روى وائل، فهذا هو النظر، وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد رحمهم الله تعالى ... )).
قلت: حديث أبي هريرة يدور بين الدراوردي وعبد الله بن نافع وبينهما من الاختلاف ما هو ظاهر للعيان، وقد تُكُلِّم في سماع محمد بن عبد الله بن الحسن من أبي الزناد، قال البخاريُّ في " التاريخ الكبير " 1/ 141 (418): ((ولا يتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا؟)) فتعقّبه أحد فضلاء العصر وأقصد به أبا إسحاق الحويني فقال في " نهي الصحبة ": ((ليس في ذلك شيء بتة، وشرط البخاريِّ معروف والجمهور على خلافه من الاكتفاء بالمعاصره إذا أمن من التدليس، وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (المطبوع بحاشية " السنن الكبرى " للبيهقي 2/ 100) عنه: وثّقه النَّسائيُّ، وقول البخاريِّ: لا يتابع على حديثه ليس بصريح في الجرح فلا يعارض توثيق النَّسائيِّ انتهى. ومحمد هذا كان يلقب بالنفس الزكية، وهو براء من التدليس، فتحمل عنعنته على الاتصال، قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي " 2/ 135: وأما قول البخاريِّ: لا يتابع عليه، فليس بمضر فإنَّه ثقة ولحديثه شاهد من حديث ابن عمر وسبقه الشوكاني إلى مثل ذلك في " نيل الأوطار " 2/ 284 وانتصر لذلك الشيخ المحدّث أبو الأشبال أحمد محمد شاكر في تعليقه على " المحلى " 4/ 124 - 130 فقال بعد أنَّ ساق حديث أبي هريرة: وهذا إسناد صحيح ومحمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وهو ثقة وقد أعل البخاريُّ الحديث بأنَّه لا يدري سمع من محمد بن أبي الزناد أو لا؟ وهذه ليست علة، وشرط البخاري معروف لم يتابعه عليه أحد، وأبو الزناد مات سنة130هـ بالمدينة ومحمد مدني أيضاً غلب على المدينة، ثم قتل سنة 145هـ وعمره 53 سنة، فقد أدرك أبا الزناد طويلاً)) انتهى كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: هكذا اعترض الشيخ على البخاري رحمه الله، وهذه الاعتراضات ليست بشيء إذا ما قورنت بما كان عليه الأئمة، مما اشترطوه للصحيح، قال الخطيب في " الكفاية ": 291: ((وأهل العلم بالحديث مجمعون على أنَّ قول المحدث حدثنا: (فلان، عن فلان) صحيح معمول به إذا كان شيخه الذي ذكره يعرف أنَّه قد أدرك الذي حدث عنه ولقيه وسمع منه، ولم يكن هذا المحدث ممن يدلس)) انتهى، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 48: ((أجمعوا – أي: أهل الحديث- على قبول الإسناد المعنعن لا خلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطاً ثلاثة وهي: عدالة المحدّثين في أحوالهم، ولقاء بعضهم بعضاً مجالسة ومشاهدة، وأن يكونوا براءً من التدليس .. وهو قول مالك وعامة أهل العلم))، وقال النووي في " شرح صحيح مسلم " 1/ 33: ((ومنهم من شرط ثبوت اللقاء وحده، وهو مذهب علي بن المديني، والبخاري، وأبي بكر الصيرفي الشافعي، والمحققين، وهو الصحيح))، وقال أيضاً في 1/ 124: ((وهذا الذي صار إليه مسلم، قد أنكره
المحققون، وقالوا: هذا الذي صار إليه ضعيف، والذي رده هو المختار الصحيح الذي عليه أئمة هذا الفن: علي بن المديني، والبخاري وغيرهما ... ))، وقال أيضاً: (( ... ودليل هذا المذهب المختار الذي ذهب إليه ابن المديني، والبخاري، وموافقوهما: أنَّ المعنعن عند ثبوت التلاقي، إنَّما حمل على الاتصال؛ لأنَّ الظاهر ممن ليس بمدلس أنَّه لا يطلق ذلك إلا على السماع، ثم الاستقراء يدل عليه)).
وقال الحافظ في " هدي الساري ": 14: (( ... وأما من حيث التفصيل فقد قررنا أنَّ مدار الحديث الصحيح على الاتصال وإتقان الرجال وعدم العلل، وعند التأمل يظهر أنَّ كتاب البخاري أتقنُ رجالاً وأشد اتصالاً ... )).
قلت: هذا هو شرط البخاريِّ في " صحيحه "، وقد نقل الخطيب الإجماع على قبول الخبر الذي جمع تلك الشروط، فلا أدري ما الذي دفع الحويني وشاكراً إلى القول بأنَّ البخاريَّ لم يتابع على شرطه، ثم إنَّ قولهم هذا مصدوم من جهة أخرى فهذه كتب الحديث مليئة بأنَّ فلاناً لقي فلاناً ولم يسمع منه، أو أنَّ فلاناً رأى فلاناً ولم يسمع منه، هكذا اعترض الشيخ أبو إسحاق والشيخ أحمد شاكر على الإمام البخاري مستدلين بكلام ابن التركماني، والمباركفوري، فيا ترى لو صحح البخاري حديثاً ما، وخالفه ابن التركماني وغيره فبقول مَنْ نأخذ؟ لا شك أنَّ قول البخاري له قصب السبق في القبول دون التفات إلى من خالفه. وهذا الكلام حتى لو لم يتبين لنا معتمد البخاري في تصحيحه للحديث؛ لأنَّه أعرف بما يقول وما يحكم به، فإذا تبعنا البخاري في تصحيحه للحديث فكذلك نتبعه في تضعيفه؛ لأن النقاد عندهم ملكة بمعرفة صحيح الأسانيد من سقيمها، وهم فرسان هذا الفن وإليهم المنتهى في كل نوائبه. وإذا كان لاعتراض ابن التركماني وجاهة عند بعضهم، فإنَّ اعتراضه كهواء في شبك إذا خالف الكبار، وربما يكون المدخل الذي دخل على الشيخين في تصحيح الحديث أنَّ ظاهر هذا الحديث على شرط مسلم من الاكتفاء بالمعاصرة، فنقول: لو كان على شرطه لخرجه في صحيحه، سيما وأنَّه لم يُخرِّج تحت هذا الباب شيئاً، وأما عن تدليس محمد، فإنَّ أحداً لم ينص على أنَّ محمداً مدلس، ولكن مطلب استحضار صيغة السماع الصريحة منه حتى ينتفي عندنا احتمال الإرسال الخفي بين الراوي وشيخه، ومنه تعلم سطوع شرط البخاري على شرط مخالفه، وذلك أنَّ البخاري حينما شرط التصريح بالسماع ولو لمرة واحدة، كان هذا الشرط على عموم المرويات، يعني: إذا كان للراوي عن شيخه (100) حديث شرط أن يصرح بالسماع من المئة مرة واحدة، وأما إذا كان للراوي عن شيخه حديث واحد أو حديثان فهذا سيكون من جملة الغرائب التي يحتاط فيها ما لا يحتاط في غيرها. فإذا كان الراوي ليس من المكثرين، وإنما له من الحديث شيءٌ قليلٌ عوض حديثه بما اشتهر في الباب، وهذا لا ينطبق على المكثرين كالزهري وشعبة والثوري وأضرابهم إذا انفرد أحدهم بحديث ما كان ذلك الانفراد منقبة له لا مثلبة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ما نقله عن ابن التركماني في " الجوهر النقي " 2/ 100 وقد تقدم فنجيب عنه فنقول: ومن قال: إنَّ البخاريَّ جرح محمداً؟ وهل قول الناقد: (فلان لم يتابع على كذا) يعد نَصّاً في التجريح أم أنَّه إشعار بتفرّد الراوي بهذا الإسناد. ثم إنَّ هذا الإسناد: (أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة) هذا أحد الأسانيد الذهبية التي إن صحت ضُربت إليها أكباد الإبل، فعلامَ إذن ينفرد به راوٍ، ولم يتابع عليه، وينفرد عنه راو آخر، وفي الحديث شبهة انقطاع وفيه اختلاف في متنه، فهذا كله ألا يثير في القلب ريبة بإعلاله؟ ثم إنَّ هذا الحديث وبالحالة التي قدمناها اكتسب صفة الغرابة، وقد قال سلف الأمة بالابتعاد عن الغرائب، فقد قال يحيى بن معين في " تاريخه " (541) برواية
الدوري: ((ما أكذب الغرائب))، ونقل الخطيب في " الكفاية ": 172 عن أحمد أنَّه قال: ((شر الحديث الغرائب، التي لا يعمل بها، ولا يعتمد عليها))، ونقل عنه أيضاً أنَّه قال: ((تركوا الحديث، وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم!))، ونقل عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي قوله: ((من اتبع غريب الحديث كذب)) وفي: 173 عن عبد الرحمان بن مهدي يذكر عن شعبة قيل له: من الذي يترك حديثه؟ قال:
((الذي إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر، طرح حديثه)).
وانظر: " تحفة الأشراف " 9/ 601 (13866).
وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه.
فأخرجه: أبو داود برواية ابن العبد كما في " تحفة الأشراف " 5/ 496 (8030)، وابن خزيمة (627) بتحقيقي، وابن المنذر في " الأوسط " (1430)، والطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 254 وفي ط. العلمية (1476)، والدارقطنيُّ 1/ 343 ط. العلمية و (1303) ط. الرسالة، والحاكم 1/ 226، ومن طريقه البيهقيُّ 2/ 100، والحازميُّ في "الاعتبار": 120 ط. الوعي و (85) ط. ابن حزم من طريق الدراورديِّ، عن عبيد الله ابن عمر – وهو العمري – عن نافع، عن ابن عمر: أنَّه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعلُ ذلكَ.
قال الحازميُّ عقبه: ((هذا حديث يعد في مفاريد عبد العزيز، عن عبيد الله)).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تصحيح هذا الحديث اعتماداً منهم على ظاهر إسناده، فقال الحاكم: ((هذا حديث على شرط مسلم ولم يخرجاه))، وقال أيضاً: ((فأما القلب في هذا فإنَّه إلى حديث ابن عمر أميل، لروايات في ذلك كثيرة عن الصحابة والتابعين))، وقال الألبانيُّ في " إرواء الغليل " 2/ 77 (753) عقب نقله كلام الحاكم الشطر الأول منه: ((ووافقه الذهبي، وهو كما قالا)).
قلت: وكل ما تقدم من تصحيح ليس بصحيح، فالحديث معلول بثلاث علل:
الأولى: أنَّه كما تقدم في كلام الحازميِّ تفرّد به الدراورديُّ.
الثانية: التعارض بين الرفع والوقف فكما تقدم أنَّه رواه مرفوعاً.
وأخرجه: البيهقي 2/ 100 عن الدراورديِّ بإسناده موقوفاً. وهذه الرواية أيضاً علّقها البخاريُّ 1/ 202 قبيل (803) وقال: قال نافع: كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه.
قلت: والملاحظ أنَّ البخاريَّ رحمه الله علّق هذه الرواية بصيغة الجزم ما يدل على صحة الموقوف عنده. وقال ابن المنذر في " الأوسط " 3/ 166 قبيل (1432): ((وقد تكلم في حديث ابن عمرَ، قيل: إنَّ الذي يصح من حديث ابن عمر موقوف))، وقال البيهقيُّ 2/ 100: ((وما أراه إلا وهماً)).
وأما العلة الثالثة: فكثير من مرويات الدراورديِّ عن عبيد الله بن عمر إنَّما هي عن أخيه عبد الله بن عمر، قال أحمد فيما نقله المزي في " تهذيب الكمال " 4/ 528 (4058): ((ما حدَّث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر))، ونقل عنه أيضاً: ((وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر))، وعن النَّسائيِّ أنَّه قال: ((ليس به بأس، وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر))، وهذا القسم الثالث من أقسام حديث الدراوردي الذي سبقت الإشارة إليه. واعتماداً على ما قدمناه من أقوال أهل العلم فإنَّ الإسناد الصحيح لهذا الطريق هو: الدراوردي، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً عليه، وهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن عمر، وقد تقدمت ترجمته مراراً.
وقد روي عن ابن عمر أنَّه كان يضع ركبتيه قبل يديه.
فقد أخرجه: ابن أبي شيبة (2717) من طريق ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر: أنَّه كان يضعُ ركبتيهِ إذا سجدَ قبل يديهِ، ويرفعُ يديه إذا رفعَ قبل ركبتيه.
وهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، فقد نقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 7/ 431 (1739) عن يحيى بن معين أنَّه قال فيه: ((ليس بذاك))، ونقل عن أحمد بن حَنْبل أنَّه قال فيه: ((كان سيئ الحفظ، مضطرب الحديث، وكان فقه ابن أبي ليلى أحب إلينا من حديثه، حديثه فيه اضطراب))، وقال النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (525): ((ليس بالقوي في الحديث)).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إعلال حديث ابن عمر، فقال ابن خزيمة قبيل (627): ((باب ذكر خبر روي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في بدئه بوضع اليدين قبل الركبتين عند إهوائه إلى السجود منسوخ، غلط في الاحتجاج به بعض من لم يفهم من أهل العلم أنَّه منسوخ، فرأى استعمال الخبر والبدء بوضع اليدين على الأرض قبل الركبتين)) ثم أخرج حديث ابن عمر.
وانظر: " تحفة الأشراف " 5/ 495 (8030).
يتبع .............................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 07:24]ـ
أما حديث وائل بن حجر الذي هو نقيض حديثنا السالف، فقد روي من أربعة طرق.
فقد أخرجه: الدارميُّ (1320)، وأبو داود (838)، وابن ماجه (882)، والترمذيُّ (268)، والنَّسائيُّ 2/ 207 و 234 وفي " الكبرى "، له (676) و (740) ط. العلمية و (680) و (744) ط. الرسالة، وابن خزيمة (626) بتحقيقي، وابن المنذر في " الأوسط " 3/ 165 (1429)، والطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 255 وفي ط. العلمية (1481)، وابن حبان (1912)، والطبراني في " الكبير " 22/ (97)، والدارقطنيُّ 1/ 344 ط. العلمية و (1307) ط. الرسالة، والبيهقيُّ 2/ 98، والخطيب في " الموضح " 2/ 501، والحازمي في " الاعتبار ": 122ط. الوعي و (89) ط. ابن حزم من طريق يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله النخعيِّ، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يضعُ ركبتيهِ قبلَ يديه إذا سجدَ.
وقد اختلفت أحكام أهل العلم في هذا الحديث.
فقال الترمذيُّ: ((وزاد الحسن بن علي في حديثه: قال يزيد بن هارون: ولم يروِ شريك، عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث))، وقال الترمذي أيضاً عقب (268): ((هذا حديث حسن غريب لا نعرف أحداً رواه غير شريك، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، يرون أنْ يضع الرجل ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه))، وقال الحازميُّ في " الاعتبار ": 123: ((هذا حديث حسن على شرط أبي داود، وأبي عيسى الترمذيِّ، وأبي عبد الرحمان النَّسائيِّ أخرجوه في كتبهم من حديث يزيد بن هارون، عن شريك. ورواه همام بن يحيى، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ... ))، وقال ابن العربي في " عارضة الأحوذي " 2/ 61: ((حديث غريب))، وقال النَّسائيُّ 2/ 235 وفي " الكبرى "، له (740) ط. العلمية: ((لم يقل هذا عن شريك غير يزيد بن هارون، والله تعالى أعلم))، ونقل الدارقطنيُّ 1/ 345 عن ابن أبي داود أنَّه قال: ((ووضع ركبتيه قبل يديه، تفرّد به يزيد، عن شريك ولم يحدث به، عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي، فيما يتفرّد به، والله أعلم))، ونقل ابن الملقن في " البدر المنير " 3/ 656 عن الدارقطنيِّ أنَّه قال: ((ولم يحدث به عن عاصم غير شريك))، وقال البيهقيُّ 2/ 99: ((هذا حديث يعد في أفراد شريك القاضي، وإنَّما تابعه همام من هذا الوجه مرسلاً، هكذا ذكره البخاريُّ وغيره من الحفّاظ المتقدمين رحمهم الله تعالى))، ونقل الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " 1/ 617 (379) عن الحازميِّ أنَّه قال: ((رواية من أرسل أصح))، وقال ابن السكن فيما نقله عنه ابن الملقن في " البدر المنير " 3/ 657: ((إنَّه مختلف فيه)).
قلت: مما تقدم يفهم أمران:
الأول: أنَّ قسماً من أهل العلم أعلوا هذا الحديث بتفرّد يزيد بن هارون، عن شريك وهذه ليست علة؛ لجلالة يزيد بن هارون وعلو شأنه في هذا الفن، قال ابن الملقن معقباً على كلام النَّسائيِّ: ((وهذا لا يقدح في تصحيحه، لجلالة يزيد وحفظه)) هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإنَّ يزيد بن هارون مقدم في الرواة عن شريك، قال عنه – أعني: عن شريك – ابن حبان في " الثقات " 6/ 444: (( ... وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق ... )).
الثاني: أنَّ قسماً أعلوه بتفرّد شريك، وهو ضعيف حين التفرّد، فقد نقل المزيُّ في "تهذيب الكمال" 3/ 385 (2722) عن يحيى بن معين قوله فيه: ((شريك ثقة إلا أنَّه لا يتقن، ويغلط ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة))، ونقل عنه أيضاً: ((شريك صدوق ثقة إلا أنَّه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه))، ونقل عن معاوية بن صالح أنَّه قال: ((وسمعت أحمد بن حَنْبل يقول شبيهاً بذلك)) يعني بكلام يحيى المتقدم، ونقل عن عبد الجبار بن محمد الخطابيِّ قوله: ((قلت ليحيى بن سعيد: زعموا أنَّ شريكاً إنَّما خلط بأخرةٍ؟ قال: ما زال مخلطاً))، ونقل عن يعقوب بن شيبة أنَّه قال: ((شريك صدوق ثقة، سيئ الحفظ جداً))، ونقل عن الجوزجاني أنَّه قال: ((شريك سيئ
(يُتْبَعُ)
(/)
الحفظ، مضطرب الحديث، مائل))، ونقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 4/ 334 (1603) عن أبيه أنَّه قال فيه: ((وقد كان له أغاليط))، وعن أبي زرعة قوله فيه: ((كان كثير الحديث، صاحب وهم، يغلط أحياناً)).
انظر: " تحفة الأشراف " 8/ 336 (11780).
قلت: على ما قدمنا من حال شريك، فإنَّ حاله لا يسمح له بالتفرّد، كما أنَّ شريكاً قد خولف في هذا الحديث، وإنْ كان من خالفه لا يرتقي لمرتبته.
فقد أخرج: أبو داود بعيد (839) وفي " المراسيل "، له (42)، والطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 254 وفي ط. العلمية (1482)، والطبراني في " الأوسط " (5911) كلتا الطبعتين، والبيهقيُّ 2/ 99 من طريق همام، قال: حدثنا أبو الليث، عن عاصم ابن كليب، عن أبيه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا سجدَ وقعتْ ركبتاهُ إلى الأرض قبلْ أنْ تقع كفّاه.
والحديث بهذا الإسناد معلول لا يصح، وذلك أنَّ شقيقاً مجهول، قال الطحاوي في الموضع السابق: ((وشقيق أبو الليث هذا فلا يعرف))، وقال ابن القطان في " بيان الوهم والإيهام " (36): ((هو لا يعرف بغير رواية همام عنه))، وقال ابن حجر في " لسان الميزان " (3297): ((لا يعرف))، وقال في " التقريب "، له (2819): ((مجهول)).
وعلى جهالة شقيق فإنَّه قد اضطرب في رواية هذا الحديث فكما تقدم رواه عن عاصم ابن كليب، عن أبيه. ورواه عند ابن قانع في " معجم الصحابة " (678) عن عاصم بن شنتم، عن أبيه، به. قال ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 4/ 331: ((فإنْ صحت رواية ابن قانع فيشبه أنْ يكون الحديث متصلاً، وإنْ كانت رواية أبي داود هي الصحيحة فالحديث مرسل، وشنتم ذكره أبو القاسم البغوي في " معجم الصحابة " كما قال ابن قانع، وقال: لم أسمع لشنتم ذكراً إلا في هذا الحديث، وقال ابن السكن: لم يثبت، ولم أسمع به إلا في هذه الرواية انتهى، وقد قيل في شهاب بن المجنون جد عاصم بن كليب إنَّه قيل فيه شتير، فيحتمل أنْ يكون شنتم تصحيف من شتير، ويكون عاصم في الرواية هو ابن كليب، وإنَّما نسب إلى جده، والله أعلم)).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جعل هذا الحديث حديث همام، وأعلوا به حديث شريك، قال الترمذي عقب (268): ((وروى همام، عن عاصم هذا مرسلاً، ولم يذكر فيه وائل بن حجر))، وقال عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الوسطى " 1/ 399 عقب ذكره لرواية شريك: ((رواه همام، عن عاصم مرسلاً وهمام ثقة)).
إلا أنَّ ابن الجوزي قال في " التحقيق في أحاديث الخلاف " (518): ((وهذا لا يضر؛ لأنَّ الراوي قد يرفع وقد يرسل)). وقد تعقّب ابنُ الملقن الترمذيَّ، فقال في " البدر المنير " 3/ 657: (( ... ثم ننبه بعد ذلك لأمور وقعت في كلام الترمذيِّ رحمنا الله وإياه:
أولها: قوله: ((لا نعرف أحداً رواه غير شريك)) وقد علمت من حال كلام الحازميِّ الحافظ أنَّ همام بن يحيى رواه من طريقين وأخرج أبو داود الطريق الثاني، وقد قال الترمذيُّ نفسُهُ بعد ذلك: ورواه عاصم، عن همام مرسلاً.
ثانيها: قوله: إنَّ عاصماً رواه عن همام غير معروف، إنَّما رواه همام، عن شقيق، عن عاصم، وكذا ذكره أبو داود، وهو نفسه في علله.
وثالثها: نقل مثل ذلك عن يزيد بن هارون أنَّ شريكاً لم يروِ عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث وأقرّه عليه، وهو عجيب منهما فقد روى شريك، عن عاصم بن كليب عدة أحاديث، أحدها: حديث: رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حينَ افتتحَ الصلاةَ رفعَ يديهِ حيالَ أذنيه، رواه أبو داود، عن عثمان بن أبي شيبة، عن شريك، عن عاصم، عن أبيه، عن وائل ... )) انتهى وذكر حديثين آخرين.
وقال ابن القطان أيضاً في " بيان الوهم والإيهام " (36) معقباً على كلام عبد الحق: ((كذا قال، وظاهره أنَّ هماماً خالف شريكاً فرواه، عن عاصم مرسلاً، ورواه شريك، عن عاصم متصلاً كأنَّهما جميعاً روياه عن عاصم، والأمر فيه ليس كذلك عند أبي داود، وإنَّما يرويه همام، عن شقيق، قال: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هكذا مرسلاً، فهمام إذن لم يروِه عن عاصم، ويؤكد قبح هذا العمل ضعف شقيق الذي عنه رواه همام، فإنَّه شقيق أبو الليث هو لا يعرف بغير رواية همام عنه، فإسقاطه إزالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ضعيف من الإسناد، وهي التسوية، وقد تبين في كتاب " المراسيل " في نفس الإسناد أنَّه شقيق أبو الليث، فاعلم ذلك)).
وأما قول الحازميِّ: ((رواية من أرسل أصح)) فهذا الكلام مدفوع بما قدمناه من حال شريك المُوصِل، وحال شقيق المرسِل، فكيف تقدم رواية راوٍ مجهول العين على راوٍ شهد له أهل العلم بكثرة الطلب، والسعي فيه، ولم ينكر عليه إلا سوء حفظه؟ فلا شك في رجحان رواية شريك، والله أعلم.
وقد روي هذا الحديث عن همام من طريق آخر.
فأخرجه: أبو داود (736) و (839)، والطبراني في " الكبير " 22/ (60)، والبيهقيُّ 2/ 99 من طريق همام، عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا دخلَ الصلاةَ رفعَ يديهِ وكبّر، ثُمَّ التحفَ بثوبه ثُمَّ وضع يده اليُمنى على اليسرى، فلما أرادَ أنْ يركعَ، قال هكذا بثوبه، وأخرجَ يديهِ، ثُمَّ رفعهما وكبّرَ، وركعَ، فلما أرادَ أنْ يسجدَ وقعتْ ركبتاهُ على الأرضِ قبل كفّيه، فلما سجدَ وضعَ جبهتهُ بينَ كفّيهِ وجافى بين إبطيهِ.
هذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه، فعبد الجبارلم يسمع من أبيه، فقد نقل الترمذيُّ في "العلل الكبير": 619 (250) عن البخاريِّ أنَّه قال: ((وعبد الجبارلم يسمع من أبيه، وُلد بعد موت أبيه)).
وانظر: " تحفة الأشراف " 8/ 329 (11762).
إلا أنَّ هذا الحديث روي بإسناد متصل، ولكنَّه لا يصح.
فأخرجه: البيهقيُّ 2/ 99 من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن عبد الجبار بن وائل، عن أمه، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ سجدَ وكان أول ما وصل إلى الأرض ركبتاه.
وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف سعيد بن عبد الجبار، فقد قال فيه البخاريُّ في " التاريخ الكبير " 3/ 405 (1651): ((فيه نظر))، وقال النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (265): ((ليس بالقويِّ))، وقال ابن عدي في " الكامل " 4/ 438: ((وليس لسعيد ابن عبد الجبار كثير حديث، إنَّما له عن أبيه، عن جده أحاديث يسيرة نحو الخمسة أو الستة))، وخالف الجميع ابن حبان فذكره في " الثقات " 6/ 350.
وهذا الإسناد أشد ما يقال فيه لين، لحال سعيد، فإنْ قيل:بل هو شديد الضعف لأنَّ البخاريَّ لا يطلق وصف " فيه نظر " إلا عندما يكون الراوي متهماً، بدليل ما قاله الذهبي في " الميزان " 2/ 416: ((ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالباً))، وقال في 3/ 52: ((وقلّ أنْ يكون عند البخاريِّ رجل فيه نظر إلا وهو متهم)) فنقول: الناظر في كلام الإمام الذهبي سيجد قوله: ((قلّ)) أو: ((غالباً)) أنَّ هناك أفراداً لا ينطبق عليهم هذا الوصف، فقد أطلق البخاريُّ رحمه الله هذا الوصف على جملة من الرواة الذين اتهموا بوضع الحديث كـ: (عثمان بن فائد)، وقالها أيضاً في بعض الرواة الذين يعتبر بهم كـ: (علي بن مسعدة) و (حيي بن عبد الله المعافري). والناظر في حال سعيد سيجد أنَّه لم يجرح بما يخل في عدالته، ولم يقدح به ذلك القدح السمين، فيكون عدادُ سعيد بعلي ومسعدة وطبقته.
ومما تقدم يتبين أنَّ حديث وائل بن حجر يروى من أربعة طرق لا يخلو كل منها من مقال، ولكن بجمع بعضها إلى بعض ينتقل الحديث من ضعيف إلى حسن لغيره، وهذه القرينة الأولى القوية في ترجيح حديث وائل على حديث أبي هريرة رضي الله عنهما الذي عانى الغرابة في إسناده، وقد تقدم بيان أنَّ طريق الدراورديِّ منقوض بطريق عبد الله بن نافع، فإذا قدم إسناد الدراوردي على إسناد شريك، قدم حديث وائل؛ لأنَّه يروى من أربعة طرق يعضد بعضها بعضاً.
وأما القرينة الثانية: فإنَّ متن حديث أبي هريرة قد اختلف على الرواة بثلاث صور لا يمكن الجمع بينها، في حين أنَّ حديث وائل لم ينقل عنه غير صورة واحدة، وهذا دليل ثبوته.
كما أنَّ لحديث وائل شواهد، إلا أنَّها لا تصح.
فأخرج: ابن أبي شيبة (2714)، وأبو يعلى (6540)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 254 و في ط. العلمية (1480)، والبيهقيُّ 2/ 100 من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الله بن سعيد – وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري – عن جده، عن أبي هريرة يرفعه: ((إذا سجدَ أحدُكم فليبتدئ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الفحل)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن سعيد، فقد نقل ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 5/ 85 (336) عن أحمد أنَّه قال فيه: ((منكر الحديث، متروك الحديث))، ونقل البخاريُّ في " التاريخ الكبير " 5/ 15 (307) عن يحيى القطان أنَّه قال فيه: ((استبان لي كذبه في مجلس))، وقال النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (343): ((متروك الحديث)).
قلت: وهذا الحديث لعله مما اقترفته يداه وذلك أنَّ قوله: ((فليبتدئ بركبتيه)) أغرب بها عن الدراورديِّ وعبد الله بن نافع في حديثيهما، عن أبي هريرة، وأين هذا الراوي المتروك حتى ينفرد عن مثل هذين الراويين، فبمثل هكذا إغرابات وتفرّدات يعرف زيغ الراوي عن جادة الصواب.
وقد روي نحو هذا الحديث عن أنس، ولا يصح.
فأخرجه: الدارقطنيُّ 1/ 344 ط. العلمية و (1308) ط. الرسالة، والحاكم 1/ 226، وابن حزم في " المحلى " 4/ 84، والبيهقي 2/ 99، والحازمي في " الاعتبار ": 122 ط. الوعي و (88) ط. ابن حزم، وابن الجوزي في " التحقيق في أحاديث الخلاف " (519) من طريق العلاء بن إسماعيل العطار، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أنس، قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كبّر حتى حاذى بإبهاميه أذنيه، ثمَّ ركعَ حتى استقرَ كلُ مفصلٍ منه في موضعهِ، ثم رفعَ رأسَهُ حتى استقرَ كلُ مفصلٍ منه في موضعه، ثم انحطّ بالتكبيرِ، فسبقتْ ركبتاه يديه.
قال الدارقطني عقبه: ((تفرّد به العلاء بن إسماعيل، عن حفص بهذا الإسناد، والله أعلم))، وقال الحاكم: ((هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علة ولم يخرجاه)).
قلت: والصواب ليس كما قال الحاكم، فالعلاء بن إسماعيل مجهول، قال ابن حجر في " لسان الميزان " (5271): ((أخرج له الحاكم في " المستدرك " وسكت عنه الذهبيُّ في تلخيصه))، وقال ابن القيم في " زاد المعاد " 1/ 221: ((مجهول))، وقد تعقّب ابنُ عبد الهادي في " تنقيح تحقيق أحاديث الخلاف " (579) الحاكمَ بجعل الحديث على شرط الشيخين فقال: ((وليس كما قال، العلاء بن إسماعيل غير معروف)). ثم إنَّ حديث حفص بن غياث المحفوظ أنَّه يرويه عن عمر موقوفاً، قال ابن حجر في " لسان الميزان " عقب (5271): ((وخالفه – يعني: العلاء بن إسماعيل – عمرُ بنُ حفص بن غياث وهو من أثبت الناس في أبيه، فرواه عن أبيه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، وغيره عن عمر موقوفاً عليه، وهذا هو المحفوظ، والله أعلم)) انتهى.
وقد أنكر أبو حاتم هذا الحديث، فقال فيما نقله عنه ابنه في " العلل " (539): ((هذا حديث منكر))، ثم في سماع عاصم من أنس شيء، فإنَّه وإنْ أتى بصيغة تحديث عنه - في غير هذا الحديث - إلا أنَّ العلائي قال في " جامع التحصيل " (317): ((لم يسمع من أنس شيئاً))، فإنْ قيل: فإنَّه قال في " مسند أحمد " 3/ 111: ((سمعت أنساً)) فنقول: هذا لم يرد إلا في موضع واحد، والسند هناك معلّق فلا يعوّل عليه.
وقد روي بنحوه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
أخرجه: ابن خزيمة (628) بتحقيقي، ومن طريقه ابن حبان كما في " إتحاف المهرة " 5/ 95 (5001)، والبيهقيُّ 2/ 100 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن سلمة، عن مصعب بن سعد، عن سعد: كُنَّا نضعُ اليدين قبلَ الركبتينِ فأمرنا بالركبتين قبل اليدين.
وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء فالأول: إبراهيم بن إسماعيل، قال عنه ابن حبان في "الثقات " 8/ 83: ((في روايته عن أبيه بعض المناكير))، وقال العقيلي 1/ 44: ((حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: كانَ ابن نمير لا يرضى إبراهيم بن إسماعيل ويضعّفه، قال: روى مناكير)).
وأما الثاني: إسماعيل بن يحيى، قال عنه الدارقطنيُّ في "الضعفاء والمتروكون " (86): ((متروك))، وقال ابن الجوزي في " الضعفاء والمتروكون " (427): ((قال الأزدي: متروك الحديث)).
وأما الثالث: يحيى بن سلمة بن كهيل، فقد قال عنه البخاريُّ في " الضعفاء الصغير " (397): ((في حديثه مناكير))، وقال عنه النَّسائيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (631): ((متروك الحديث))، وذكره الدارقطنيُّ في " الضعفاء والمتروكون " (574).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى رد الحديث من هذا الطريق، فقال البيهقيُّ 2/ 100: ((كذا قال، والمشهور عن مصعب، عن أبيه حديث نسخ التطبيق، والله أعلم))، وقال الحازميُّ في " الاعتبار ": 122: ((وأما حديث سعد ففي إسناده مقال، ولو كان محفوظاً لدل على النسخ، غير أنَّ المحفوظ عن مصعب، عن أبيه حديث نسخ التطبيق، والله أعلم. وفي الباب أحاديث تشيده))، وذكرَ ابن القيم في " زاد المعاد " 1/ 220 للحديث علتين فذكر في الأولى: تضعيفاً ليحيى بن سلمة، وقال: ((الثانية: أنَّ المحفوظ من رواية مصعب بن سعد، عن أبيه هذا، إنَّما هو قصة التطبيق، وقول سعدٍ كُنَّا نصنع هذا، فأمرنا أنْ نضع أيدينا على الركب))، وقال ابن حجر في " فتح الباري " 2/ 376 عقب (805): ((وهذا لو صح لكان قاطعاً للنزاع، ولكنَّه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن سلمة بن كهيل، عن أبيه وهما ضعيفان)).
كما رويت آثار عديدة في هذا الباب.
فقد أخرج: عبد الرزاق (2955)، وابن أبي شيبة (2715) من طريق الأعمش، عن إبراهيم: أنَّ عمرَ كانَ يضعُ ركبتيه قبلَ يديه.
وهذا إسناد منقطع؛ إبراهيم لم يسمع من عمر شيئاً، فقد نقل ابن أبي حاتم في " المراسيل " (23) عن أبي زرعة و (24) عن أبيه أنَّهما قالا: ((إبراهيم النخعيُّ عن عمر مرسل)).
وأخرجه: ابن أبي شيبة (2716) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود: أنَّ عمر كان يقع على ركبتيه.
وهذا إسناد متصل بثقات، فقد ذكر ابن أبي خيثمة في " تاريخه " (3834) و (3860) عن عبد الرحمان بن الأسود، عن أبيه، قال: حججت مع أبي بكر وعمر وعثمان فجردوا الحج.
وأخرجه: الطحاوي في " شرح المعاني " 1/ 332 وفي ط. العلمية (1490) من طريق الأعمش، قال: حدثني إبراهيم، عن أصحاب عبد الله: علقمة والأسود، فقالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنَّه خَرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه.
مما تقدم يتبين أنَّ الأعمش رواه على ثلاثة أوجه، فجعل في الأول الراوي إبراهيم، وفي الثاني إبراهيم والأسود، وفي الثالث إبراهيم، عن أصحاب عبد الله علقمة والأسود، وهذا يثير في النفس أنْ يكون الأعمش لم يضبط هذه الآثار، وقد يقول قائل: إنَّ هذا اضطراب.
إلا أنَّ مما يبعد أنَّ يكون الأعمش قد اضطرب في هذا الحديث، أنَّ روايات الأعمش كانت عن إبراهيم – وهو النخعي - وعلقمة والأسود وهؤلاء كوفيون، والأعمش كذلك كوفي، وأهل البلد أعرف بحديث بلدهم.
وأخرج: عبد الرزاق (2956)، وابن أبي شيبة (2719)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1/ 332 وفي ط. العلمية (1492) أنَّ إبراهيم سُئل عن الرجل يضع يديه قبل ركبتيه؟ فكره ذلك، وقال: هل يفعله إلا مجنون؟.
وبعد هذه الدراسة المستفيضة ظهر أنَّ أدلة من قال بوضع الركبتين أولاً أقوى، وإنْ كان النووي قال في " شرح المهذب " 3/ 274: ((ولا يظهر ترجيح أحد المذهبين من حيث السنة)).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7023#post37023
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[16 - Oct-2008, مساء 11:31]ـ
شيخنا ماهر حفظك الله لقد اتصلت بأحد دور النشر وهي المسماة بدار الكتاب والسنة المصرية فطلبوا إذنا خطيا خاصا بهم منكم حفظكم الله.
ـ[القرشي]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 06:11]ـ
شيخنا ماهر الفحل أرجو أن تكون في صحة وعافية.لي سؤال بارك الله فيكم .. ما الفرق بين اعتضاد القوة واعتضاد الدلالة؟
الجواب:
نعم هناك فرق بين الأمرين، فإن التقوية تكون للحديث، وقد تكون لمعنى الحديث، فإذا كانت التقوية للحديث فمعناه أن الحديث يصلح للاعتضاد فيتقوى بغيره فإذا جاءه متابع أو شاهد معتبر ارتقى الحديث من الضعف إلى القبول، وقد يكون الحديث ضعيفاً لا يصلح للاعتار ولكن يرد في المعنى أحاديث صحيحة فيكون الاعتبار للمعنى فيصح المعنى ولا يصح الحديث، ومن ذلك تدرك خطأ صنيع السخاوي في المقاصد الحسنة حينما يسوق الحديث الواهي ويستشهد له بالقرآن فإنما هو أشار إلى المعنى وليس إلى تقوية الحديث وبعضهم يختلط عليه الأمر فيظن التقوية.
وكما حصل للعلامة العثيمين - يرحمه الله- فقد صحح زيادة: ((إنك لا تختلف الميعاد)) في حديث جابر وكان مما استدل به قوله تعالى: ((إنك لا تختلف الميعاد)).
والترمذي يكثر من هذا الصنيع فأحياناً يسوق حديث المتروك وشديد الضعف ثم يشير إلى أحاديث الباب، إشارة إلى قوة المعنى وليس تقوية للحديث، والله أعلم.المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7054#post37054
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Oct-2008, صباحاً 06:16]ـ
شيخنا ماهر حفظك الله لقد اتصلت بأحد دور النشر وهي المسماة بدار الكتاب والسنة المصرية فطلبوا إذنا خطيا خاصا بهم منكم حفظكم الله.
جزاكم الله خيراً، ونفع بكم وزادكم من فضله، وأسأله تعالى أن يبارك في سعيكم ويجعله في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
أنا مستعد أن أكتب لهم إذناً خاصاً، فهل أكتب في الإذن .... : ((أذنت لدار الكتاب والسنة المصرية)) أم لصاحب الدار أما ماذا؟ وجزاكم الله كل خير ونفع بوقتكم وعلمكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله شيخنا ماهر الفحل وبياه وجعل الجنة مأواه
عندي بعض الأسئلة شيخنا الكريم أرغب في إجابتكم عليها بارك الله فيكم
1 ـ هل المقصود عند إطلاق " في الصحيح " صحيح البخاري؟ وهل هذا مطرد عند جميع أهل العلم؟
2 ـ ماهي مظان تراجم رواة ما بعد القرون الثلاثة؟
3 ـ ما ضابط الإطالة والاختصار في التخريج؟ (أي من حيث عدد المصادر).
4 ـ ما وجه تكرار الإمام أحمد للأحاديث في المسند؟
فقد خرجت قبل حديثا منه ـ وهو حديث البراء بن عازب في قراءة سورة التين في صلاة المغرب ـ فوجته كرره تسع مرات في نفس المسند ـ مسند البراء ـ.
ودمتم سالمين غانمين وجزاكم الله عنا خير الجزاء
الجواب: أما عن السؤال الأول: فالصحيح يطلق على كتاب البخاري وكتاب مسلم؛ لكن الاستعمال السائد هو لصحيح البخاري، وقد يند عن ذلك بعضهم فيطلقه على صحيح مسلم، لكنه قليل، والقليل يكون مرذولاً.
أما عن السؤال الثاني: فسير أعلام النبلاء، وتأريخ بغداد، وتأريخ دمشق وتأريخ الإسلام، وتأريخ نيسابور، وينتفع من كتاب الإكمال لابن ماكولا. وكذلك يوجد أحياناً في متفرقات كلام البيهقي.
أما عن السؤال الثالث: فهذا أمر يختلف من باحث وباحث. وحسب المنهج الذي رسمه لنفسه في أول التحقيق أو أول البحث، ويكون ذلك على حسب الكتاب ونوع البحث وعلى مدى حاجة الناس إلى هذا البحث، وهل أنه مرجع يكون للناس ملاذاً، فالأمر يختلف على حسب الحال.
أما عن السؤال الرابع: فالإمام المبجل أحمد بن حنبل حينما يكرر المتن فهو لا يكرر الأسانيد فتجد السند يختلف في شيوخه وشيوخ شيوخه، بل إنه يسوق الرواية المرسلة إذا كانت علة للرواية المسندة، ويسوق الرواية الموقوفة إذا كانت علة للمرفوعة ويسوق الراوية المنقطعة إذا كانت علة للرواية المتصلة، ويسوق المتابعات من أجل تقوية الأحاديث، وهناك نعرف الطرق القوية من الضعيفة والعاضدة مما ليس لها عاضدة، وهكذا والغريب و المشهور والعزيز والمدار.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7063#post37063
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 02:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي شيخنا الكريم عدة أسئلة أرجوا الإجابة عليها،وإني اعلم شيخنا ان مشاغلكم أكبر بكثير من هذا.
1 - شيخنا الكريم ما صحة الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في سننه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في المراة التي كانت تسبح بالحصى.
2 - أيهما أفضل شيخنا الكريم المسند بتحقيق الشيخ أحمد شاكر أم بتحقيق الشيخ الأرناؤوط.
الجواب:
الحديث ليس في المسند فيما أعلم، وهو في سنن أبي داود (1500) وجامع الترمذي (3568)، وفي غيرهما من كتب السنة، وهو حديث ضعيف لجهالة خزيمة أحد رواته.
أما عن سؤالك الثاني:
فالمسند بطبيعته لا يستغني عنه طالب العلم، فلكل طبعة فائدة وزيادة، وأنا من شأني أجمع جميع طبعات الكتب فهي تنفعني عند الاختلاف.
ولا شك أن طبعة الشيخ شعيب أفضل فهي أكمل وطبعته أحدث ومصادرها أحسن، على أن طالب العلم لا يعتمد على أحكامه اعتماداً كبيراً، فلابد من النظر والاجتهاد والتدقيق، وكذا التخريج فلا بد لطالب العلم أن يراجع ويفتش ويقارن.
والله الموفق
و
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=37064#post370 64
ـ[الشمري نور]ــــــــ[17 - Oct-2008, مساء 08:35]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وبعد
شيخنا الفاضل د. ماهرياسين الفحل بارك الله فيك وبعلمك ارجوا التفضل باعطائي دراسه تاريخيه وليست دينيه للامام
ابو منصور الماتريدي في العصر العباسي الثاني
واكون شكرا لمساعدتك لي حفظكم الله وسدد خطاكم
ـ[القرشي]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 08:59]ـ
الاستدراك الأول لطالب علوم الحديث:
شيخنا الحبيب على هذا التخريج المطول و المفصل و الممتع ..
و هل تعني هذه الجملة الأخيرة أنكم تراجعتم شيخنا عن رأيكم السابق و هو تقديم اليدين على الركبتين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و سبب فهمي أنكم كنتم ترون تقديم اليدين على الركبتين هو بحث لكم موجود في ملف بحوث حديثية و الذي يظهر أنكم كنتم ترجحون تقديم اليدين، و أيضا كأني أذكر أن لكم مشاركة في أحد المنتديات الشرعية في هذا الموضوع و أنكم قلتم بتقديم اليدين على الركبتين فهل كانت لكم مشاركة بذلك شيخنا أم أني توهمت؟ عموما فالبحث وحده كان يفهم منه ذلك .. فهل ما فهمته صحيح يا شيخنا أم أنكم من البداية كنتم ترجحون تقديم الركبتين؟؟
الاستدارك الثاني للأخ حساس نصر الدين:
السلام عليكم وجزاكم الله خيرا ..
بارك الله في شيخنا وزاده بسطة في العلم والجسم،
عبد العزيز بن محمدالدراوردي: قال عنه الإمام أحمد"ثقة في كتابه، ضعيف في حفظه " كما بينت ذلك شيخي الكريم.
وهو قد روى عن عبيد الله بن عمر العمري المكبر .. " فالمكبر هذا مختلف فيه، كثير ما يخطيء على الثقات "
وأما المصغر .. "متفق على توثيقه "
التفرد الصدوق عن الثقة .. ينظر في ذلك.
لأنه تارة يتفرد الصدوق عن الثقة، فأين أقرانه؟؟ كتفرد عمران القطان عن قتادة .. فأين أصحاب قتادة.
قلت:تفرد محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إذا سجدَ أحدُكم فلا يبركْ كما يبركُ البعيرُ، وليضعْ يديهِ قبلَ ركبتيهِ] فأين أصحاب أبي الزناد كمالك إمام دار الهجرة حتى يتفرد به محمد بن عبد الله بن الحسن، وفي الحديث شبهة انقطاع، منقطع عن أبي الزناد ..
رجاء شيخي الكريم توضيح هذه المسألة المهمة وهي "قد يتفرد الصدوق فيعل حديثه لمجرد تفرده .. ولازالت القاعدة راسخة في ذهني "إذا تفرد الصدوق عن أقرانه يعل،وقد يقبل بقرائن، وكذلك إذا تفرد بأصل من أصول الأبواب فإنه يعل ...
محمد بن عبد الله ن الحسن، وإن كان ـ رحمه الله ـ مشهور النسب والشرف والجلالة، إلا أنه ليس مشهوراً بحمل العلم، ولاأعرف له من الحديث إلا القليل، ولم يشتهر إلا بهذا الحديث، وإن وثقه النسائي رحمه الله، ولكنه في الحقيقة فيه جهالة من حيث حمل العلم .. وهذا ما قاله شيخ شيخي عبد الله السعد في رسالة الجميلة "كيفية الهوي إلى السجود"
وقد جاء عند ابن سعد في" الطبقات" أنه كان مُعتزلاً للناس وبعيداً عنهم، كما قال أبوه عبد الله بن الحسن ـ عندما سأله بعض خلفاء بني أمية وأبو جعفر المنصورـ قال: كان مشغولاً بالصيدومُعتزلاً للناس، و كان جالساً في البادية ..
فالصواب أنه غير مشهور بحمل العلم .. انتهى كلام الشيخ عبد الله السعد ..
المعنعن عند ثبوت التلاقي .. إنما حمل على الإتصال ثم الإستقراء يدل على ذلك .. فلان لقي فلانا ولم يسمع منه ...
فقد ذكره الإمام البخاري، من أنه لم يَذكرسَمَاعاً من أبي الزناد
وما قيل بأنه عاصره، فأقول بالفعل قد عاصره، لكن الصواب عند أهل الحديث أنه لا يُكتفى بالمعاصرة، بل لا بُدَّ من ثبوت السماع، كما ذهب إلى هذا علي بن المديني وأحمد والبخاري وجمهور أهل العلم، كما ذكر ذلك الحافظ بن رجب في " شرح العلل "فالصواب أنه لم يسمع من أبي الزناد ..
هل من توضيح؟؟ شيخي الفاضل
الاستداراك الثالث للأخت أم ياسر: جزى الله السائل خيراً ..
وجزاكم الله خيراً شيخنا الكريم على هذا التفصيل والبيان، وزادكم الله علماً وعملاً، وحفظكم من كل مكروه
كم تنفعنا أمثال هذه التطبيقات العملية وتفتح لنا آفاق الفهم والاستيعاب، أعيد القراءة والتأمل مجدداً فيما كتب سابقاً ..
و الله أسأل أن يرزقنا العلم النافع والفهم الصائب .. وما توفيقي إلا بالله
الاستدارك الرابع للأخ فؤاد بولفاف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
شيخنا الكريم، ما ذا تقصدون بقولكم: " خامساً: قضية صححه الحاكم ووافقه الذهبي نظرية غير صحيحة ولا مقبولة "؟
نرجوا منكم بيان هذه المسألة أحسن الله إليكم
استدراك آخر للأخ حساس: شيخي الكريم، وجدت حديث لإبن خزيمة من حديث الدَرَاوردِي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر [موقوفاً]
"كان يضع يديه قبل ركبتيه"
قلت: هذا الحديث باطل بهذا المتن، والصواب ما رواه أصحاب أيوب وأصحاب نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"
(يُتْبَعُ)
(/)
إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا سجد أحدكم فليضع يَدَيْه" وليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل على يديه، لأن الدراورديرحمه الله وإن كان صدوقاً، إلا أنه حدّث عن أيوب، وقد تُكلِمَ فيه عن أيوب، شيخي الفاضل،تتمة لما قلت "إذا تفرد الصدوق عن أقرانه ... "وهذه مسألة مهمة، أريد تفصيلا لها حتى أحوي المسألة من حذافرها ..
تكلم فيه الإمام أحمد والنسائي وقالوا: يروي المنكرات عن أيوب، وهذه الرواية من جُملةمُنكراته، وقد خَالف الثقات ـ أيضاً ـ من أصحاب أيوب وأصحاب نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا سجد أحدكم فليضع يَدَيْه)) وليس فيه قبل ركبتيه، وإنما قال: ((فليضع يده)) وبالفعل لا بُدَّ من وضع اليدين في السجود.
وأما الحديث الذي رواه أصحاب ((السنن)) من حديث الدراوردي عن محمد عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هُريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل رُكبتيه"فأين أصحاب أبي الزناد كمالك حتى يتفرد به محمد بن عبد الله بن الحسن ...
فهذا الحديث باطل ومَلِيءٌ بالعلل إسناداً ومتناً، والفضل يعود عليكم وعلى شيخكم عبد الله السعد حفظه الله ورعاه بعد فضل الله ..
وقد ضعفه كبار الحفاظ، وعلى رأسهم،
1ـ البُخَاري، قال ((محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه، ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا؟؟ فكل همي يدور حول هذه المسألة، رجاء أن تثلج صدري، وحتى ألم بهذه المسألة، ثم أنتقل إلى باب آخر إن شاء الله ..
2ـ حَمْزةالكِنَانِي ـ وهو من كبار الحُفاظ المَصريين ـ قال: هذا حديث مُنكر .. ثم
3ـ الخطابي صاحب ((معالم السنن)) قال:" الحديث وائل ن حُجر أصح من حديث أبي هُريرة .. وهذا كله قد وضحته، ولا فائدة في إعادة ما بينته، وكان بيانا شافيا، وحدا فاصلا،وقطعا للشكوك ...
فبارك الله في علمكم شيخي الكريم، وزادكم علما على علم ..
جواب آخر:الحمد لله الذي بحمده تدوم الصالحات وتنكشف الهموم والعثرات، وبه يستشعر العبد آلاء ربه فيسمو ويعيش الحياة الطيبة الهنية، والصلاة والسلام على إمام الرسل وخاتمهم محمد بن عبد الله الخلق الحسن والمؤيد بالمعجزات.
أما بعد: فإنَّ البحث والتنقيب في الأسانيد، وبيان ضعيفها من جيدها من خصائص الأمة المحمدية التي تميزت بها ن سائر الأمم السابقات، فقال إسحاق بن راهويه: ((رواية الحديث بلا إسناد من عمل الزمني، فإنَّ إسناد الحديث كرامة من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم)) وقال أبو حاتم: ((لم يكن في أمة من الأمم مذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة)) وقال علي القارئ: ((أصل الإسناد خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة، وسنة بالغة من السنن المؤكدة .. )) فإنَّ حفظ الأسانيد، والبحث فيها هبة وهبها الله لهذه الأمة المباركة، وضلوع المرء فيها إنمَّا هو دليل على تقلب العبد في هبات ربه الى المسلك الصحيح الذي يختم برضا الرب عن العبد بإذن تعالى.
نعم أخي: فإنَّ ما سألت عنه فيه تفصيل. فأما إعلال أحاديث الصدوق بالتفرد وطرحها، فإنَّ هذا ليس على إطلاقه، بل تكون عملية القبول والرد تبعاً لما يحف الحديث من قرائن. فلرب راوٍ ثقة ضُعف في بعض الشيوخ، كرواية معمر، عن قتادة، ورواية الأوزاعي، عن الزهري، والأعمش في أبي إسحاق السبيعي .... ، وغير ذلك، وعلى النقيض من ذلك فإنَّ بعض الرواة الضعفاء، يكونون ثقات في بعض الشيوخ كرواية عبد الرحمان بن أبي أبي الزناد – فإنَّه ضعيف – إلا إذا روى عن أبيه، وكذلك روايته عن هشام بن عروة فإنَّه قويٌّ فيها، وكذلك رواية بقية، عن غير الشاميين فيها منكرات كثيرة؛ لذلك فإنَّ إعلال الأحاديث بمجرد التفرد، مما ينبغي الحذر منه، ولكن في الأحيان تنظم إلى التفرد عوامل أخرى، فيكون التفرد دليلاً على علة الحديث كأن ينفرد راو بما يخالف أحاديث الباب، أو يأتي بإسناد غريب، يتطلب حافظاً كبيراً، ويقوى الإعلال إذا شُفعت هذه العوامل بنصوص النقاد، فعند ذلك يكون التفرد معول الناقد في نقده. ولعل الحدبث الذي ذكرته ينطبق عليه ما ذكرته، وذلك أن هذا الحديث يبدو للوهلة الأولى حسناً غير أنَّ تفرد
(يُتْبَعُ)
(/)
الدراوردي عن محمد بن عبدالله، وتفرد الأخير، عن أبي الزناد، سلط الضوء على علة خفية في هذا الحديث، فإذا زدنا على التفرد أن سلسلة: ((أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة)) أحد الأسانيد الذهبية، بل قد قدمها البخاري رحمه الله على عامة السلاسل؛ فقوى عندنا عامل الإعلال.
وقد أحسنت أخي رعاك الله بتبين أحوال رجال الإسناد، وذكرت ما يشترط لاتصال الإسناد. ولكن يجب على الباحث أن تكون دراسته شاملة للإسناد والمتن لا أن يفرغ طاقته في دراسة جانب، ويترك جانباً آخر، وذلك أنَّ رواية الدراوردي: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبته))، في حين جاءت رواية عبد الله بن محمد - وهو راو آخر عن محمد بن عبد الله -: ((يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل))، وبهذا فتكون عبارة: ((وليضع يديه قبل ركبته)) مما تفرد بها الدراوردي، وليس محمد بن عبد الله.
وقد أعد ابن القيم مبحثاً في دارسة فقهية حديثية أطنب فيه في إعلال هذا الحديث في زاد المعاد. ذهب في آخره إلى أن السنة في ذلك النزول على الركبتين لا على اليدين، وقد ناقشه فيه أبو إسحاق الحويني وقبله أحمد شاكر فذهبا إلى سنية وضع اليدين، وقد اطلعت على أدلة الفريقين، فوجدت أدلة ابن القيم. وموافقية ساطعة مشرقة على أدلة مخالفيه. وهذا قول الحنفية والشافعية والحنابلة، وخالفهم الإمام مالك و الأوازعي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...?t=3883&page=2
الجواب: جزاكم الله خيراً ونفع بكم وزادكم من فضله:
أشكر الأخوة والأخوات جميعاً في هذا الموقع المبارك، وسأجيب عن الجميع، وأرجأ بعض الإجابات، فأنا أكتب في البيت، والكتب في دار الحديث – حرسها الله -.
الأخ طالب علوم الحديث، وفقكم الله تعالى، نعم أنا تراجعت عن تصحيح الحديث، والفضل لله ثم للعلامة الشيخ عبد الله السعد بعد أن سمعت جميع أشرطته، وعاودت بعضها مراراً فلله الحمد والمنة.
الأخ حساس، وفقكم الله ونفع بكم وزادكم من فضله، سأكتب لك ما يثلج صدرك وصدر كل محب للسنة.
الأخت أم ياسر، أنا مستعد لحل كل إشكال حديثي يواجهكم في سيرتكم العلمية.
الأخ فؤاد، كنت قلت في رسالتي الدكتوراه منذ عقد من السنين:
هنا مسألة ينبغي التنبيه عَلَيْهَا، وَهِيَ: ما شاع وانتشر بَيْنَ الباحثين عِنْدَ نقلهم عن الْحَاكِم تصحيحه لحديث من كتاب المستدرك: ((صححه الحاكم ووافقه الذهبي)) وهذه مسألة لَمْ تكن معروفة عِنْدَ المتقدمين بَلْ شهرها ونشرها علاّمة مصر ومحدّثها الشيخ أحمد شاكر – يرحمه الله -، ثُمَّ طفحت بِهَا كتب الشيخ مُحَمَّد ناصر الدين الألباني – طيب الله ثراه -، والشيخ شعيب الأرناؤوط، حَتَّى عمّت عِنْدَ كثير الباحثين.
وهذا خطأ ينبغي التنبيه عَلَيْهِ والتحذير مِنْهُ؛ لأنَّ الذهبي لَمْ يحقق "المستدرك"، بَل اختصره كَمَا اختصر عدداً من الكتب، وَكَانَ من صنيع هَذَا الإمام العظيم أن يعلق أحياناً عَلَى بعض الأحاديث لا أنّه يريد تحقيقها والحكم عَلَيْهَا وتتبعها جميعها وذلك لأنَّ الذهبي ضعّف كثيراً من الأحاديث الَّتِيْ في "المستدرك" في كتبه الأخرى ك " الميزان " وغيره. ثُمَّ إنه نص عَلَى أن الكتاب يعوزه تحرير وعمل.
(السير 17/ 176) فلو أنه وافق الْحَاكِم عَلَى جميع ما سكت عَلَيْهِ لما قَالَ ذَلِكَ. وهذا دليل من مئات بَلْ ألوف من الأدلة عَلَى أن أحكام " التلخيص " بشأن تصحيح الأحاديث ليس كلام الذهبي بَلْ هُوَ كلام الْحَاكِم اختصره الذهبي فإن هَذَا الْحَدِيْث في " التلخيص " 1/ 169: ((عَلَى شرط م)) وفي السير ما يخالف هَذَا الحكم. ومن خطأ الشيخ أحمد شاكر في هَذَا الْحَدِيْث أنه قَالَ: ((صححه عَلَى شرط مُسْلِم، ووافقه الذهبي)) المسح عَلَى الجوربين: 5.
وكنت قد قلت هذا التعليق على حديث من الأحاديث، ثم بعد ذلك وجدت عدداً من أهل العلم كتب في هذا المعنى منهم الدكتور باسم الجوابرة، والشيخ المحدث العلامة عبد العزيز الطريفي، وكتب في ذلك أخي الحبيب النجيب عزيز رشيد الدايني – رحمه الله – أطروحته للماجستير، وكذلك كتب بهذا الدكتور بشار عواد معروف في مقدمته لجامع الترمذي، وغيرهم نفع الله بالجميع.
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Oct-2008, صباحاً 06:16]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
الدكتور الفاضل الشيخ ماهر الفحل .. اود الاستفسار عن افضل الطبعات لكل من ..
مسند الشافعي-مسند الطيالسي-مسندعبدبن حميد
واعتذر عن (عاجل) بالرغم من علمي انكم لاتتوانون في الاجابة باسرع وقت
الجواب:
مسند الشافعي، أعتقد أنَّ أفضل الموجود طبعة مؤسسة غراس، وهي عندكم متوفرة في الكويت - حرسها الله -، أما مسند الطيالسي فطبعة عبد المجيد التركي، وهي محققة تحقيقاً جيدة، وهي النسخة الوحيدة الكاملة.
أما مسند عبد بن حميد (المنتخب)، فليس لها طبعة جيدة
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=3907
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[24 - Oct-2008, مساء 08:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. نعم شيخنا حفظكم الله وأطال لنا في عمركم تكتب: {أذنت لدار الكتاب والسنة المصرية التي يشرف عليها أبو مروان وليد بن مجدي بن صلاح الدين}.بارك الله في وقتكم.
وعندي استفسار صغير قلتم في إجازتكم لي حفظكم الله "وقد أجزت عن عدد من المشايخ منهم حافظ ثناء الله المدني ......... وغيرهم" نريد منك حفظك الله أن تذكر لنا هؤلاء المشايخ الذين لم تفصح عنهم في الإجازة.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. نعم شيخنا حفظكم الله وأطال لنا في عمركم تكتب: {أذنت لدار الكتاب والسنة المصرية التي يشرف عليها أبو مروان وليد بن مجدي بن صلاح الدين}.بارك الله في وقتكم.
وعندي استفسار صغير قلتم في إجازتكم لي حفظكم الله "وقد أجزت عن عدد من المشايخ منهم حافظ ثناء الله المدني ......... وغيرهم" نريد منك حفظك الله أن تذكر لنا هؤلاء المشايخ الذين لم تفصح عنهم في الإجازة.
أخي الكريم جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
حمل الإذن الخطي من هنا المشاركة الأخيرة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=918598#post91 8598
أما عن شيخنا فسأكتب لك عنه إن شاء الله تعالى
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[27 - Oct-2008, مساء 10:45]ـ
http://bsmlh.net/up/uploads/bsmlh_e12cc1dca7.jpg (http://bsmlh.net/up/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 02:19]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
إلى فضيلة الشيخ ماهر حفظه الله تعالى
أقتبس الكلام من شرح أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان على الكافي في علوم الحديث للتبريزي
لقد عرض الإمام مسلم صحيحه على أبي زرعة الرازي، و ثبت عنه قوله: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته، و كل ما قال إنه صحيح و ليس له علة خرجته،،،نقله الحاكم في: تسمية من أخرجهم البخاري و مسلم،،،و ابن الصلاح في الصيانة،،،و الذهبي في السير و غيرهم ....
هذا يدل على إقرار أبي زرعة في صحة منهج الإمام مسلم في صحيحه و رضاه عنه ...
و لكن هنا مشكل حيث نجد أحاديث ذكرها مسلم في صحيحه محتجا بها مع أن أبا زرعة قد عللها؟ أذكر مثالين
الأول: أخرج مسلم في صحيحه كتاب الذكر 2699 بعد 38 بسنده إلى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ...
و أشار أبو زرعة إلى أن بعضهم رواه من طريق الأعمش عن رجل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم، و أنه ليس لأبي صالح ذكر فيه، و قال عقب ذلك: و الصحيح عن رجل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم، كذا في العلل لابن أبي حاتم 2/ 162
الثاني: أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الطهارة رقم 240 من طريق عكرمة بن عمار، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني سالم مولى المهري، قال: و ذكر عن عائشة حديث: ويل للأعقاب من النار
و قد رواه جمع من أصحاب يحي عن سالم مولى المهري عن عائشة، من غير ذكر أبي سلمة بن عبد الرحمن، منهم الأوزاعي و حسين المعلم،،،انظر العلل لابن أبي حاتم .. 1/ 75 =85،67=68
فهذان مثالان ذكرهما مسلم في صحيحه و لم يتكلم عليهما بشئ، بينما أعل أبو زرعة بعض الحروف التي في إسنادهما
قلت: فبمذا تفسر قول مسلم في بداية السؤال رعاك الله و أجزل لك المثوبة
الجواب:
هذا النقل وهذا الكلام يدلنا على أمور، ونستفيد منه أشياء:
1 - حرص الأئمة على خدمة العلم، وتنقية السنة مما شابها مما ليس منها، وأنَّ الغاية من التأليف هو الحفاظ على الدين، فسملم مع إمامته وجلالته قد عرض كتابه على غيره من أجل تصحيح الكتاب وتنقيحه، وأنَّ الغاية المقصودة من كل كتاب هو خدمة الدين.
2 - إنَّ مسلماً ضرب على تلك الأحاديث التي لم يوافقه مشايخه على الحكم بتصحيحها، وهذا لا يلزم أنَّه يوافقهم بجميع الأحكام على ما ذهبوا إليه؛ فسلمٌ إمام من أئمة هذا الشأن، وله شخصيته العلمية، وهو مجتهد في ذلك، وليس مقلداً، فوافقهم في أحاديث وخالفهم في أشياء، وهذا هو المنطق السليم والقول الصحيح، فإنَّ طالب العلم إذا وافق شيخه بكل شيء أو أنَّه جمد على أقواله، فهو حينذاك يكون مقلداً، وليس متبعاً الدليل.
3 - إنَّ الملكة الحديثية التي تكونت عند النقاد لم تكن ثمرة الحفظ فقط، وإنَّما جاءت من بعد الحفظ والمذاكرة والمراجعة، ولا شك أنَّ الإمام مسلماً قد راجع حفاظاً آخرين في تلك الأحاديث، فكانت له اجتهادات خالفت اجتهاد أبي زرعة، ومثال ذلك ما حصل لابن القيم إذ خالف شيخه شيخ الإسلام في كثير من المسائل، ولو وافقه في جميع أقوله لما كان سار على منهجه في اتباع الدليل.
4 - ثم إنَّ موافقة أبي زرعة لمنهج الإمام مسلم لا يعني هذا أنَّه يوافق في الحكم على جميع الأحاديث، وهذا أمر بدهيٌّ المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7696#post37696
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[02 - Nov-2008, مساء 07:53]ـ
التدليس ليس ضعفا ـ التدليس يكون ضعفا إذا دلس عن ضعيف وهوعلى نوعين:
النوع الأول:
تدليس عن ثقة
.
النوع الثاني:
يدلس عن غير ثقة ـــ لم يقبل منه إذا أرسله حتى يقول:حدثني فلان أو سمعت ..
ثم قبول تدليس ابن عيينة ونظرائه .. لأنه يحيل على مليء ثقة وعدم القبول من الأعمش تدليسه لأنه يحيل على غير مليء، والأعمش إذا سألته عمن هذا؟؟ قال عن موسى بن طريف وعباية بن ربعي وابن عيينة إذا وقفته قال: عن ابن جريج ومعمر ونظرائهما فهذا الفرق بين التدلسيين ..
ولذا ا نرى البخاري قد أعل خبرا يرويه الأعمش مما يتعلق بالتشيع فقال [والأعمش لا يدري أ سمع من سالم أم لا؟؟]
وقدجعل الحافظ بن حجر "الأعمش في الطبقة الثالثة من كتابه [النكت على ابن الصلاح] و بالطبع فهو مخالف لما كتبه في كتابه [طبقات المدلسين] ولعله لم يستحضر ما كتبه في كتابه "النكت" أو حصل له بعض التردد، فرأى أن بعض العلماء قد احتمل تدليسه، وبعضهم توقف فيه، ولعل ذلك وقع في شيوخه الذين أكثر عنهم الأعمش .. كما قال الحافظ الذهبي [وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف و لا يدري به، فمتى قال" حدثنا"فلا كلام، ومتى قال "عن" تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الإتصال ..
وها هو الحافظ بن حجر نفسه قد أعل خبرا فيه عنعنة الأعمش، مما يتبين لك أن من يقبل عنعنة الأعمش قد خالف منهج العلماء ..
ثم قال " وأصح ما ورد في ذم بيع العينة ما رواه أحمد والطبراني من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش عن عطاء، عن ابن عمر قال:" أتى علينا زمان ..... صححه ابن القطان بعد أن أخرجه من الزهد لأحمد "
الإسناد الذي صححه ابن القطان معلول، لأنه لا يلزم من كونه رجاله ثقات أن يكون صحيحا، لأن الأعمش مدلس ولم يذكر سماعه من عطاء،أنه يروي الحديث في موضع واحد بإسنادين عن شيخين فيجعل المتن للشيخ الثاني، وقد أشار إلى ذلك الحافط بن حجر في مقدمة الفتح [1/ 436] وقال: [وقد ظهر بالإستقراء من صنيع البخاري أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد، فإن اللفظ يكون للأخير] والله أعلم ..
تدليس الإسناد:
رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقاه فيتوهم أنه سمعه منه وهذا ما عليه جمهور المتقدمين، وهو صنيع عدد من أئمة الحديث المتقدمين من أمثال الإمام أحمد ويحي بن معين والبخاري ...
وعمن لقيه ما لم يسمعه منه وهذا ما عليه جمهور المتأخرين من أمثال ابن حجر و كذا بعده السخاوي ... و أبي الحسن بن القطان ...
وقد ميز الحافط بن حجر بين تدليس الإسناد و بين المرسل الخفي، وهو فرق دقيق جدا، يدل على دقة علماء الحديث، وهذا الخلاف مشهور بين المتقدمين وبين المتأخرين.
فالمتقدمون يعدونه من التدليس، والمتأخرون من باب الإرسال لا من التدليس ..
فالإرسال والتدليس بصيغة موهمة عمن لقيه، والمرسل الخفي عمن أدركه ولم يلقه ...
حكمه:
وذكروا عدة أقوال في قبول رواية المدلس، ولعلها من أصحها التفصيل وهو قول ابن الصلاح:
"ما رواه المدلس بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع والإتصال فحكمه حكم المرسل."
" وما رواه بلفظ مبين للإتصال كسمعت وحدثنا وأخبرنا وشبههما فمقبول محتج به "
لا يقبل إلا من صرح فيه بالتحديث على الأصح ..
ومما ينبغي التنبيه إليه:
معرفة الصيغة التي يروي بها المدلس للحديث، ولا نحكم بمجرد العنعنة في السند، لأن العنعنة من تصرف الرواة لا من تصرف المحدث .. قال المعلمي اليماني ثم المكي:"اشتهر في هذا الباب العنعنة مع أن كلمة "عن "ليست من لفظ الراوي الذي يذكر إسمه قبلها بل هي من لفظ من دونه."
ولعل معرفة هذا الأمر مما يصعب ..
قال النووي:ما كان في الصحيحين وشبههما عن المدلسين محمول على ثبوت السماع من جهة أخرى.
قال السخاوي: .. وأكثر العلماء أن المعنعنات التي في الصحيحين منزلة منزلة السماع ..
ولعل أغلب ما أخذ على ابن جريج هو الإرسال وليس التدليس بمعناه الإصطلاحي ويظهر جليا:
أخبرت عن ــ حدثت عن ــ
وروايات ابن جريج وافرة في الكتب الستة، وفي مسند أحمد، ومعجم الطبراني الأكبر، وفي الأجزاء.
قال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج، علمت أنه يخشى الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب والتعديل:
هذا الكلام إطلاقات تحتاج إلى تقييد، فقولكم وفقكم الله: ((التدليس ليس ضعفاً)) على إطلاقه هكذا غير مقبول، فالتدليس في الحديث إذا ثبت أنَّه تدليس فإنَّه يؤثر في الرواية، ويقدح في السند، وُيعل به المتن أما إذا قصدتم أنه ليس طعناً في في الراوي فنعم.
ثم قولكم: ((قبول تدليس ابن عيينة ونظرائه))، فالأولى في العبارة أن يقال: ((قبول عنعنة ابن عيينة؛ لأنَّه لا يدلس إلا عن ثقة، والذي نص على هذا ابن حبان في مقدمة صحيحه 1/ 161: (( ....... ، وهذا ليس في الدنيا إلا لسفيان بن عيينة، فإنَّه يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن)).
أما ما ذكرتموه عن ابن جريج فهو محض خطأ.
وخذ هذا المثال لما دلس فيه ابن جريج:
روى ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبُلْ قائماً)).
أخرجه: ابن حبان (1423) بهذا الإسناد.
وقال: ((أخاف أنَّ ابن جريج لم يسمعْ من نافع هذا الخبر)).
علق الحافظ ابن حجر في " إتحاف المهرة " 9/ 155 (10766) على هذا القول بقوله: ((قلت: وهو كذلك فقد رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. وابن أبي المخارق ضعيف. ورواه عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر موقوفاً، وهو الصواب)).
(هذا من درر الحافظ ابن حجر الذي طرز فيها كتابه النافع الماتع " إتحاف المهرة " على أنَّه مقلٌ في ذكر العلل في هذا الكتاب، وله سلف في ذلك هو صنيع المزي في " تحفة الأشراف " والمزي يكثر من ذلك، ولو أنَّ أحد الباحثين جمع علل الكتابين أو علل أحدهما لكان عملاً نافعاً).
وهذا الحديث ظاهره الصحة لكون رجاله ثقات لولا عنعنة ابن جريج وهو مدلس.
وقد تحققتْ مخاوف ابن حبان؛ إذ صرّح ابن جريج بمن أسقط، حيث رواه عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أبولُ قائماً، فقال: ((يا عُمرُ لا تبلْ قائماً)) فما بلتُ قائماً بعد.
أخرجه: عبد الرزاق كما في " إتحاف المهرة " 9/ 155 (10766)، وابن ماجه (308)، وأبو عوانة 4/ 25 (5898)، وابن عدي في " الكامل " 7/ 40، والحاكم 1/ 185، والبيهقي 1/ 102 من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم.
قال البيهقي: ((وعبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف)).
وعلقه الترمذي عقب (12) وقال: ((وإنَّما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعّفه أيوب السَّختياني وتكلم فيه)).
وعبد الكريم بن أبي المخارق، قال عنه ابن معين في " تاريخه " (681) برواية الدارمي: ((ليس بشيء))، وقال النسائي في " الضعفاء والمتروكون " (401): ((متروك الحديث))، وذكره الدارقطني في " الضعفاء والمتروكون " (361).
قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " 1/ 45: ((هذا إسناد ضعيف، عبد الكريم متفق على تضعيفه، وقد تفرّد بهذا الخبر وعارضه خبر عبيد الله بن عمر العمري الثقة المأمون المجمع على ثقته، ولا يغتر بتصحيح ابن حبان هذا الخبر من طريق هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر)).
(ابن حبان لم يصحح الحديث؛ إذ إنَّه توقف فيه. وابن حبان في كثير من تصرفاته ناسج نسج شيخه ابن خزيمة، فابن خزيمة صحح جميع ما في كتابه " مختصر المختصر " إلا ما ضعفه، أو توقف فيه، أو ما قدم المتن على الإسناد. فابن حبان على طريقة شيخه في أغلب الأمور، والله أعلم)
وخبر عبيد الله بن عمر المشار إليه أخرجه: ابن أبي شيبة (1332)، والبزار (149)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 4/ 268 وفي ط. العلمية (6678) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: ما بلتُ قائماً منذُ أسلمتُ. موقوفاً.
وذكره الترمذي معلقاً عقب (12) وقال: ((وهذا أصح من حديث عبد الكريم)).
إذن فالصواب في الحديث الوقف، والرفع خطأ أخطأ فيه عبد الكريم، ورواية ابن حبان فيها تدليس ابن جريج.
(قال الدارقطني: ((شر التدليس تدليس ابن جريج فإنَّه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح)) " طبقات المدلسين " (83).)
(يُتْبَعُ)
(/)
وللشيخ محمد ناصر الدين الألباني رأيٌ آخر في إعلال هذا الحديث؛ إذ إنَّه أعل حديث ابن جريج بما روي عن عبد الله بن عمر أنَّه رأى عبد الله بن دينار بال قائماً، فقد قال الشيخ رحمه الله في " الضعيفة " (934) معقّباً على كلام البوصيري: ((ولم أعرف حديث عبيد الله الذي أشار إليه ... لكن الظاهر أنَّه يعني مثل حديث عبد الله بن دينار أنَّه رأى عبد الله بن عمر بال قائماً. أخرجه البيهقي 1/ 102 وقال: وهذا يضعف حديث عبد الكريم، وقد روينا البول قائماً عن عمر وعلي وسهل بن سعد وأنس بن مالك ... ، ثم قال الشيخ الألباني رحمه الله: ثم وقفت على حديث عبيد الله العمري في " مصنَّف " ابن أبي شيبة 1/ 124 طبع الهند (في ط. الرشد (1332))، ومسند البزار (31 زوائده) فإذا هو لا يعارض حديث الترجمة كما ادعى البوصيري فإنَّه رواه عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: ما بلتُ قائماً منذ أسلمت. وإسناده صحيح فالأولى المعارضة بأثر عبد الله بن دينار المتقدم عن ابن عمر على اعتبار أنَّه هو الذي روي الحديث عنه كما هو ظاهر، ثم بما روى ابن أبي شيبة أيضاً قبيل الموضع المشار إلى صفحته آنفاً من طريق أخرى عن زيد، قال: رأيت عمر بال قائماً، وزيد هذا هو ابن وهب الكوفي، وهو ثقة كسائر من دونه فالإسناد صحيح أيضاً، ولعل هذا وقع من عمر رضي الله عنه بعد قوله المتقدم، وبعد ما تبين له أنَّه لا شيء في البول قائماً)).
قلت: الذي تميل إليه النفس هو الإعلال بما أعله به البوصيري إنَّما هو عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. فالإعلال برواية عبيد الله بن عمر أجود؛ لاتحاد المخرج وهو نافع. لكن يبقى الاستشكال وهو أنَّ ابن جريج في روايته التي دلّس فيها عبد الكريم وهي التي أخرجها ابن حبان قصر الحديث المرفوع إلى ابن عمر، ولم يجعله من مسند أبيه، فالله أعلم وما ذهب إليه العلامة الألباني ينفع في قوة إعلال الحديث، وأنَّ الحديث المرفوع حديث فائدةٌ.
انظر: "إتحاف المهرة" 9/ 148 (10745) و9/ 155 (10766) و 12/ 260 (15537) و (15538).
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...7711#post37711
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 08:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وحفظك الله تعالي
اريد ان اصبح من طلاب علم الحديث فاتمني ان ترسم لي الطريق الصحيح
والكتب والنهج الذي يجب علي ان اسكله
وبارك الله فيك شيخنا الفاضل وحفظك الله تعالي
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أول ما تهتم به كتاب الله قراءةً وحفظاً وتدبراً وعملاً، والسير على الهدي النبوي، ثم:
أول ما يلزم طالب الحديث: هو إدمان النظر في الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم)، بل ينبغي أن يضع الطالب لنفسه مقداراً معيناً من الصحيحين يقرؤه كل يوم، ليختم الصحيحين قراءة في كل سنة مرة في أقل تقدير، ويستمر على ذلك أربع سنوات مثلاً، خلال دراسته الجامعية أو الثانوية؛ فلا يتخرج إلا وقد قرأ الصحيحين عدة مرات، ليكون مستحضراً غالب متون الصحيحين.
ثم ينتقل بعد ذلك إلى بقية الكتب التي اشترطت الصحة، كصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ثم يقرأ الموطأ ومنتقى ابن الجارود.
ويتمم هذه بسنن أبي داود والنسائي، وجامع الترمذي، وسنن الدارمي، وسنن الدارقطني، والسنن الكبرى للبيهقي.
فيقرأ الطالب هذه الكتب، بعناية وتدقيق، ويكثر من القراءة فيها، وخاصة التي اشترطت الصحة، وعلى رأسها الصحيحان.
فإن كان طالب العلم هذا ممن أوتي موهبة الحفظ، فليجمع عزمه على ما يستطيعه من هذه الكتب. ويمكنه أن يبدأ بحفظ (الأربعين النووية) وما ألحقه ابن رجب بها لتمام خمسين حديثاً، ثم ينتقل إلى ((عمدة الأحكام)) لعبدالغني بن عبدالواحد المقدسي، ثم إلى ((بلوغ المرام)) لابن حجر، أو ((اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان)) لمحمد فؤاد عبدالباقي، ثم إلى الصحيحين؛ ثم ما شاء مما يوفقه الله تعالى إليه من الكتب. وأنصحه أن ألا يضيف إلى محفوظه إلا ما حكم عليه بالصحة والقبول من إمام معتبر، إلا بعد أن يستوعب ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن طالب الحديث أن يكمل قراءته لكتب السنة بقراءة شروح مختصرة لكتب الحديث، مثل ((أعلام الحديث)) في شرح صحيح البخاري للخطابي، وشرح النووي لصحيح مسلم، وشرح الطيبي لمشكاة المصابيح، وفيض القدير للمناوي. وأسهل من ذلك كله، أن يضع الطالب بجواره أثناء قراءته لكتب السنة كتاب ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير، لأنه كتاب يعنى بتفسير الكلمات الغريبة لغوياً الواردة في الأحاديث والآثار؛ ليستطيع من خلال ذلك أن يفهم المعنى العام للحديث، وأن لا يروي ما لا يدري. فإن أراد التوسع: فعليه بمثل ((التمهيد)) لابن عبدالبر، و ((طرح التثريب)) للعراقي، و ((فتح الباري)) لابن حجر.
أما بالنسبة لكتب علوم الحديث والمصطلح: فإن كان الطالب صغير السن (في مثل المرحلة الدراسية المتوسطة) فيبدأ بالبيقونية أو ((نخبة الفكر)) لابن حجر، مع شرح ميسر لها؛ وإن كان في المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة فيبدأ بـ ((نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر)) لابن حجر، أو ((الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير)) لأحمد محمد شاكر. ثم ينتقل إلى كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث، ويضم إليه شروحه كـ (التقييد والإيضاح) للعراقي و ((النكت على كتاب ابن الصلاح)) لابن حجر، ويتلو ذلك كتاب ((الموقظة)) للذهبي. ثم ينتقل إلى الكتب الموسعة في علوم الحديث، مثل ((شرح التبصرة والتذكرة)). ثم يدرس بعمق كتاب ((الكفاية)) للخطيب، و ((معرفة علوم الحديث)) للحاكم، و ((شرح علل الترمذى)) لابن رجب، ومقدمة ((التمهيد)) لابن عبدالبر، ومقدمة ((الإرشاد)) للخليلي. ثم ينتهي بالتفقه في كلام الشافعي في ((الرسالة))، ومسلم في مقدمة ((الصحيح))، وأبي داود في ((رسالته إلى أهل مكة))، ونحوها.
وبعد تعلمه لـ ((نزهة النظر)) أو ما ذكرناه في درجتها، وأثناء قراءته لكتاب ابن صلاح، عليه أن يكثر مطالعة كتب التخريج، مثل ((نصب الراية)) للزيلعي، و ((البدر المنير)) لابن الملقن، و ((التلخيص الحبير)) لابن حجر، و ((تنقيح التحقيق)) لابن عبد الهادي، والسلسلتين و ((إرواء الغليل)) للعلامة الألباني. ويحاول خلال هذه القراءة أن يوازن بين ما عرفه من كتب المصطلح وما يقرؤه في كتب التخريج تلك، ليرى نظرياً طريقة التطبيق العملي لتلك القواعد ومعاني المصطلحات.
وإذا ما توسع في قراءة كتب التخريج السابقة، ويدرس كتاباً من الكتب الحديثة في أصول التخريج، مثل ((أصول التخريج ودراسة الأسانيد)) للدكتور محمود الطحان. ثم يدرس كتاباً أو أكثر في علم الجرح والتعديل، مثل ((الرفع والتكميل)) للكنوي. ويدرس أيضاً كتاباً من الكتب التي تعرف بمصادر السنة، كـ ((الرسالة المستطرفة)) للكتاني، و ((بحوث في تاريخ السنة النبوية)) للدكتور أكرم ضياء العمري أو ((مقدمة تحفة الأحوذي)) للمباركفوري.
ثم يبدأ بالتخريج ودراسة الأسانيد بنفسه، وكلما بكر في ذلك (ولو من أوائل طلبه) كان ذلك أعظم فائدة وأكبر عائدة؛ لأن ذلك يجعله يطبق القواعد فلا ينساها، ويتعرف على مصادر السنة ومناهجها، ويتمرن في ساحات هذا العلم. والغرض من هذا التخريج – كما سبق – هو الممارسة للتعلم، لا للتأليف وهو أمر مهم جداً.
وأثناء قيامه بالتخريج، عليه أيضاً أن يخص علم الجرح والتعديل التطبيقي بمزيد عناية كذلك؛ وذلك بقراءة كتبه الكبار، مثل: ((تهذيب التهذيب)) لابن حجر، و ((ميزان الاعتدال)) للذهبي؛ وكتبه الأصول، مثل: ((الجرح والتعديل)) لابن أبي حاتم، و ((الضعفاء)) للعقيلي، و ((المجروحين)) لابن حبان، و ((الكامل)) لابن عدي، وكتبه التي هي أصول الأصول، مثل: تواريخ يحيى بن معين وسؤالاته هو والإمام أحمد، و ((التاريخ الكبير)) للبخاري، ونحوها. وهو خلال قراءته هذه يحاول أن يوازن بين استخدام الأئمة لألفاظ الجرح والتعديل، وما ذكر عن مراتب هذه الألفاظ في كتب المصطلح. وإن مر به أحد الرواة الذين كثر الاختلاف فيهم، فعليه أن يطيل في دراسته، فإن هؤلاء الرواة مادة خصبة للدراسة والاستفادة.
وما يزال الطالب في الترقي العلمي في قراءة كتب علوم الحديث، فلا يدع منها شاردة ولا واردة، وفي التوسع في التخريج، وفي تمحيص علم الجرح والتعديل؛ حتى يصل إلى منزلة يصبح قادراً فيها على دراسة كتب العلل، مثل: ((العلل)) لابن المديني، والترمذي، وابن أبي حاتم، وأجلها (علل الأحاديث) للدارقطني. فيقرأ الطالب هذه الكتب قراءة تدقيق شديد، وتفقه عميق؛ ليدري بعضاً من أساليب الأئمة في عرض علل الأحاديث، وطرائق اكتشاف تلك العلل، وقواعد الحكم على الأحاديث.
فإذا وصل طالب الحديث إلى هذه المرحلة، فلابد أن رأسه قد امتلأ بالمشاريع العلمية والبحوث الحديثية، التي تزيده تعمقاً في علم الحديث. فليبدأ (على بركة الله) مشوار العلم الطويل، منتفعاً ونافعاً مستفيداً مفيداً.
فإن بلغ طالب الحديث هذه الرتبة، وأسبغ الله عليه نعم توفيقه وتسديده، ومد عليه عمره في عافية، وطالت ممارسته لهذا العلم؛ فإنها بشرى ولا ينسى سماع أشرطة العلم لاسيما أشرطة الشيخ عبد الله السعد، وأشرطة الشيخ عبد الكريم الخضير.
وأنبه – أخيراً – أن هذه المنهج التعليمي إنما نطرحه للطالب الذي لم يجد من يوجهه. أما من وجد عالماً ربانيا يعتني به توجيهاً وتعليماً، فعليه أن يقبل عليه بكليته، وأن يلزم عتبة داره؛ فهو على خير عظيم، وعلى معارج العلم يترقى، ما دام جاثياً في حلقة ذلك العالم، والله أعلم.
انتهي من كلام الشريف حاتم بن عارف العوني سلمه الله بتصرف يسير
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=4004
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[15 - Nov-2008, صباحاً 08:14]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم وانا بطريقي في تعلم علم الحديث وقفة علي تعليق الامام " النسائي" رضي الله عنه وارضاه فقال
أول طبقة من طبقات " نافع" هم أيوب وعبيد الله ومالك
والثانيه منها صالح بن كسيان
والثالثة " ايوب بن موسي" وهكذا حتي وصل للطبقة التاسعة وكان بها" عبد الله بن عمر"
والعاشرة" بها عبدالله بن نافع وعثمان البري وطائفه" انتهي كلام الامام النسائي رحمه الله تعالي
وهنا سؤالي
1 - هل الطبقات هذه من اعلي ام من اسفل يعني اعلاها العاشرة ام الاولي لانه لفت نظري " عبد الله بن عمر" وموجود في الطبقة التاسعة؟
2 - ما الفائدة من ترتيب هذه الطبقات؟
3 - وهل الطبقات هذه تؤثر في مدي صحة الحديث من ضعيفه وخاصه اذا كان اسم لراوي لم يكن من هذه الاسماء المذكوره في الطبقات؟
وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
الجواب:
المعذرة أخي الكريم فلم أر الموضوع إلا الآن، أما سؤالكم رعاكم الله: - هل الطبقات هذه من أعليأ من اسفل يعني اعلاها العاشرة ام الاولي لانه لفت نظري " عبد الله بن عمر" وموجود في الطبقة التاسعة؟
فالجواب: من أسفل فالطبقة الأولى هي المقدمة ثم الثانية ثم الثالثة، وهلم جراً. والتفات نظرك إلى عبد الله بن عمر العمري دلالة على قوة نظرك؛ إذ العمري ضعيف.
أما سؤالكم: ما الفائدة من ترتيب هذه الطبقات؟
فجوابه: إنَّ ترتيب الطبقات له أهمية كبيرة وفائدة عظيمة؛ إذ ينتفع به عند الترجيح، واختلاف الروايات فيقدم المقدم في الشيخ على غيره، وتفريع الطبقات إنما يكون للرواة المكثرين، والاختلاف على المكثرين أمر واقع لا محالة، فننتفع مع الطبقات في الترجيح حينذاك.
أما قولكم: وهل الطبقات هذه تؤثر في مدي صحة الحديث من ضعيفه وخاصه اذا كان اسم لراوي لم يكن من هذه الاسماء المذكوره في الطبقات؟
فجوابه: إنَّ العلماء حين يفرعون على الراوي الطبقات فليس بالضرورة أنهم يستوعبون الرواة عنه، فمن لم يذكر ينظر في سماعه من ذلك الشيخ، وينظر إلى مدى متابعته أو مخالفته للرواة المكثرين عن ذاك الشيخ المروي عنه.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...8188#post38188
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب
وضعت سؤالا في منتدى طلاب الحديث ولم يرد أحد هناك مع كثرة المشاهدات
فييمت به البحر أنهل من فضل جوده
في تحقيقي لبعض الرسائل أشكل على أحد الرواة وهو عبيد الله بن أبي بردة
ووجه الإشكال هو لمن تتبع أحاديثه بأسانيدها يجده يشترك في الطبقة مع آخر هو عبد الله بن المغيرة أبو المغيرة وهذا الراوي و عبيد الله بن المغيرة ابن أبي بردة
يروي كلاهما مرة عن صحابي أو عن تابعي
وجه الاشكال أن الحافظ بن حجر قال أن الذي في سنن ابن ماجة هو عبد الله بن المغيرة وعبيد الله بالتصغير وبغير تصغير كذلك يريد أنهما شخص واحد فهذا الأول قال بعضهم مقبول وقال البعض أنه لايعرف وأما الثاني فهو صدوق ووثقه بعضهم
فلعل بعض اخواني يشاركني الجهد وله الأجر بإذن الله لأنه لو كان الثاني هو نفسه الأول فالحديث الذي أعمل فيه حسن لأن رجاله كلهم ثقات
وإن كان الثاني فإنه لم يتابعه أحد فما رأيكم أحسن الحديث لقول ابن ماجة والسيوطي وغيرهما أن الاسناد كله ثقات
أم أضعفه لأنه مامن متابع
أم أنه عبد الله وعبيد الله واحد فنستريح من الاشكال
والحديث في سنن ابن ماجه بارك الله لنا في علمكم ومتعنا بكم
الجواب:
الحديث الذي في سنن ابن ماجه (255) تفرد به عبيد الله بن أبي بردة، والقول الراجح فيه أنَّه مجهول.
أما ماذكرته عن استشكال بأنَّ اسمه قريبٌ من عبد الله فهذا ليس بمشكل عند التحقيق؛ لأنَّ الحافظ المزي – وهو من هو – ترجم لعبيد الله بن المغيرة أبي بردة في " تهذيب الكمال " 5/ 63 وقال: ((أخو عبد الله بن المغيرة)) وحينئذ فيكون هناك راويان أحدهما مكبر والآخر مصغرٌ وهما أخوان أما قول الحافظ ابن حجر: ((ويقال له عبد الله مكبر)) فيستدرك عليه بما ذكره المزي.
وليعلم أنْ ليس لعبيد الله في سنن ابن ماجه ولا في الكتب الستة إلا هذا الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showt...8653#post38653
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 - Nov-2008, مساء 08:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا وبارك الله في حضرتك
ارجوا توضيح هذه النقطه فقد تعرضت لها في كتاب " مقدمة ابن الصلاح" رحمه الله تعالي
وهي
ومن أقسام المدرج: أن يكون متن الحديث عند الراوي له بإسناد، إلا طرفاً منه، فإنه عنده بإسناد ثان، فيدرجه من رواه عنه على الإسناد الأول، ويحذف الإسناد الثاني، ويروي جميعه بالإسناد الأول.
فارجوا التوضيح بارك الله في حضرتك
الجواب:
أخي الكريم هذا النوع من أنواع المدرج، وهو أنْ يَكُوْن متن الْحَدِيْث عِنْدَ الرَّاوِي بإسناد، إلا طرفاً مِنْهُ، فإنَّه عنده بإسناد آخر، فيدرجه من رَوَاهُ عَنْهُ عَلَى الإسناد الأول ويسوق الْمَتْن تاماً، ولا يذكر الإسناد الثاني، وهذا مما يشترك فيه الإدراج والتدليس.
مثاله: ما رَوَاهُ سفيان بن عيينة وزائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، عن
أبيه، عن وائل بن حجر – وذكر حَدِيْث صفة صلاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - وفي آخره: ((ثُمَّ جئتهم بَعْدَ ذَلِكَ في زمان، فِيْهِ برد شديد، فرأيتهم يحركون أيديهم من تحت الثياب)) (1).
فقوله: ((ثُمَّ جئتهم بَعْدَ ذَلِكَ…)) من رِوَايَة عاصم بن كليب، عن عَبْد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن وائل بن حجر وممن رَوَاهُ عَلَى هَذِهِ الشاكلة فميز بَيْنَ جزأي الْمَتْن:
1. زهير بن معاوية: عِنْدَ أحمد (2)، والطبراني (3)، والخطيب (4).
2. شجاع بن الوليد: عِنْدَ الْخَطِيْب (5).
ومما يقوي الحكم بالإدراج في إسناد هَذَا الْحَدِيْث، أنَّ أحد عشر راوياً وهم: سفيان الثوري، وشعبة، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وخالد بن عَبْد الله (6)، وصالح بن عمر، وعبد الواحد بن زياد، وجرير بن عَبْد الحميد، وبشر بن المفضل، وعبيدة بن حميد (7)، وعبد العزيز بن مُسْلِم، رووا هَذَا الْحَدِيْث عن عاصم، وَلَمْ يتطرقوا إلى ذكر هَذَا الإدراج، وقد ساق رواياتهم الخطيب البغدادي (8).
قَالَ موسى بن هارون الحمال (9) معلّقاً على رواية سفيان وزائدة: ((وذلك عندنا وَهم، وإنَّما أدرج عليه، وَهُوَ من رِوَايَة عاصم، عن عَبْد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن وائل هكذا رَوَاهُ مبيَّناً زهير بن معاوية وأبو بدر شجاع بن الوليد، فميزا قصة تحريك الأيدي من تحت الثياب، وفصلاها من الْحَدِيْث، وذكرا إسنادهما كَمَا
ذكرنا)). ثُمَّ قَالَ: ((وهذه رِوَايَة مضبوطة، اتفق عليه زهير وشجاع بن الوليد، وهما أثبت لَهُ رِوَايَة ممن رَوَى ((رفع الأيدي من تحت الثياب)) عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل)) (10).
.............................. .....................
(1) رِوَايَة سفيان بن عيينة أخرجها: الشَّافِعِيّ في " المسند " (197) بتحقيقي، والحميدي (885)، والنسائي 2/ 236، والدارقطني 1/ 290ط. العلمية و (1120) ط. الرسالة، والخطيب في " الفصل للوصل " 1/ 427و428ط. الهجرة و1/ 544و545ط. العلمية.
أما رِوَايَة زائدة فأخرجها: أحمد 4/ 311 و 318، والدارمي (1357)، وأبو داود (727)، وابن الجارود (208)، وابن حبان (1860)، والطبراني في " الكبير " 22/ (82)، والبيهقي 2/ 27 - 28، والخطيب في " الفصل للوصل " 1/ 426 - 427ط. الهجرة و1/ 543 - 544ط. العلمية.
(2) في " مسنده " 4/ 318 - 319.
(3) في " الكبير " 22/ (84).
(4) في " الفصل للوصل " 1/ 437ط. الهجرة و1/ 556ط. العلمية.
(5) في " الفصل للوصل " 1/ 438ط. الهجرة و1/ 557 - 558ط. العلمية.
(6) هُوَ خالد بن عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَان الواسطي أبو مُحَمَّد المزني مولاهم: ثقة ثبت، توفي سنة (182 ه)، وَقِيْلَ: (179 ه)، وَقِيْلَ: (183 ه).
انظر: " تهذيب الكمال " 2/ 351 - 352 (1609)، و" الكاشف " (1333)، و" التقريب " (1647).
(7) هُوَ عبيدة بن حميد الكوفي، أبو عَبْد الرَّحْمَان المعروف بالحذّاء، التيمي، أو الليثي أو الضبي: صدوق نحوي رُبَّمَا أخطأ، توفي سنة (190 ه).
انظر: " تهذيب الكمال " 5/ 85 (4341)، و" الكاشف " (3644)، و" التقريب " (4408).
(8) انظر: " الفصل للوصل " 1/ 429 - 437ط. الهجرة و1/ 548 - 556ط. العلمية.
(9) أحد الأئمة الحفاظ، ومن كبار أئمة الصنعة، وعلماء هذا الشأن، العارفين بعلل الأحاديث المرجوع إلى قولهم وجرحهم وتعديلهم، وقد أشارت المصادر إلى أن (الحَمَّال) لقب لأبيه نسبة إلى حمل الأشياء، وإنَّما سُمي حمالاً؛ لأنَّه حمل رجلاً في طريق مكة على ظهره، فانقطع به فيما يقال. وقيل: لُقب به؛ لكثرة ما حمل من العلم.
انظر: " الأنساب " 2/ 298، و " تهذيب الكمال " 7/ 378، و " الصارم المنكي ": 119 و 121، و " سير أعلام النبلاء " 12/ 115.
(10) " نكت الزركشي " 2/ 247 - 248.
المصدر: http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?p=38655#post386 55
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القرشي]ــــــــ[06 - Feb-2009, صباحاً 11:00]ـ
لعلي أرتب هذه الأسئلة في ملف وورد، رب يسر
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[13 - Feb-2009, مساء 04:56]ـ
السلام عليكم
يا شيخ ما رأيك بطريقتي
1:شرح الموقظة للسعد
2:الباعث الحثيث وشرحه للحويني
3:شرح العلل لابن رجب
وأتمنى أن ترسم لي منهجا منك في الصطلح والتخريج والعلل
وجزاك الله خير الجزاء
وارجو ان لا اكون أثقلت عليك ياشيخ
والسلام
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 05:54]ـ
جزاكم الله خيراً
لمتابعة جديد الأجوبة:
http://www.alrasekhoon.com/vb/showthread.php?t=10556(/)
****** المسائل الحميدية في المصطلح ******
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[23 - Dec-2007, مساء 10:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
****** المسائل الحميدية في المصطلح ******
الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
طالب العلم وهو يقرأ أو يبحث يجد إشارات مهمة من بعض أهل العلم تحثه على البحث والتقصي، وهذا ما حصل معي، فقد قرأت مقدمة الشيخ الفاضل ماهر الفحل التي توج بها تحقيقه لكتاب النكت الوفية للبقاعي،والتي قال فيها مايلي عن علم مصطلح الحديث:
" فبدئ بتدوين هذا العلم الشريف، فكان أول من ألف فيه الإمام الشافعي المتوفي سنة: 204 هـ في كتابه الرسالة ... ثم تلاه في التأليف في هذا الفن الحميدي عبدالله بن الزبير المتوفي سنة:219هـ، وهو صاحب المسند وشيخ البخاري، إذ يظهر من سوق الخطيب في كفايته بإسناد واحد إلى الحميدي عدة مسائل أن له رسالة في علم مصطلح الحديث"
وبحثت في الدوحة الغناء ملتقى طلبة العلم والعلماء " ملتقى أهل الحديث " فوجدت الشيخ الفاضل محمد خلف سلامة يقول:
" ما صنف من كتب الاصطلاح
قبل كتاب ابن الصلاح:
1ـ جزء عبد الله بن الزبير الحميدي (ت219هـ) وهو جزء صغير نفيس أورده كله أو معظمه الخطيب البغدادي مفرقاً في أبواب من كتابه الكفاية، وقد رواه عن شيخه أبي نعيم الأصبهاني (ت430) عن أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف (ت359هـ) عن بشر بن موسى بن صالح الأسدي (ت288) عن الحميدي (1).
تنبيه: ذكر الدكتور فاروق حمادة في كتابه (المنهج الاسلامي في الجرح والتعديل) ص41 كتاباً في المصطلح لعبد الله بن الزبير الحميدي سماه (النوادر)، ويظهر أنه ذلك الجزء نفسه فإنه لا يعرف أن للحميدي في المصطلح أكثر من جزء واحد؛ وأما تسميته بالنوادر فلا أدري أتصح أم لا؟ وليحقق أمرها."
فبحثت في كفاية الخطيب، عما ذكره الشيخين الفاضلين، لأجد ما يلي:
1 - وصف من يحتج بحديثه ويلزم قبول روايته على الإجمال دون التفصيل.
38 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي: «فإن قال قائل: فما الحديث الذي يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمنا الحجة به؟ قلت: هو أن يكون الحديث ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، متصلا غير مقطوع، معروف الرجال، أو يكون حديثا متصلا حدثنيه ثقة معروف عن رجل جهلته وعرفه الذي حدثني عنه، فيكون ثابتا يعرفه من حدثنيه عنه حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يقل كل واحد ممن حدثه: سمعت، أو حدثنا، حتى ينتهي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن أمكن أن يكون بين المحدث والمحدث عنه واحد أو أكثر، لأن ذلك عندي على السماع لإدراك المحدث من حدث عنه حتى ينتهي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولازم صحيح يلزمنا قبوله ممن حمله إلينا، إذا كان صادقا مدركا لمن روى ذلك عنه، مثل شاهدين شهدا عند حاكم على شهادة شاهدين يعرف الحاكم عدالة اللذين شهدا عنده، ولم يعرف عدالة من شهدا على شهادته، فعليه إجازة شهادتهما على شهادة من شهدا عليه، ولا يقف عن الحكم بجهالته بالمشهود على شهادتهما - قال عبد الله: فهذا الظاهر الذي يعمل به، والباطن ما غاب عنا من وهم المحدث وكذبه ونسيانه، وإدخاله بينه وبين من حدث عنه رجلا وأكثر، وما أشبه ذلك مما يمكن أن يكون ذلك على خلاف ما قال، فلم نكلف علمه إلا بشيء ظهر لنا، فلا يسعنا حينئذ قبوله لما ظهر لنا منه»
2 - باب القول في الجرح والتعديل إذا اجتمعا، أيهما أولى اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان، وعد له مثل عدد من جرحه، فإن الجرح به أولى، والعلة في ذلك أن الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه، ويصدق المعدل ويقول له: قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار أمره، وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفي صدق قول الجارح فيما أخبر به، فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل.
(يُتْبَعُ)
(/)
268 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي «فإن قال قائل: لم لم تقبل ما حدثك الثقة حتى انتهى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لما انتهى إليك من ذلك من جرحه لبعض من حدث به، وتكون مقلدا ذلك الثقة مكتفيا به، غير مفتش له، وهو حمله ورضيه لنفسه؟ فقلت: لأنه قد انتهى إلي في ذلك علم ما جهل الثقة الذي حدثني عنه، فلا يسعني أن أحدث عنه لما انتهى إلي فيه، بل يضيق ذلك علي، ويكون ذلك واسعا للذي حدثني عنه، إذا لم يعلم منه ما علمت من ذلك، وكذلك الشاهد يشهد عند الحاكم، ويسأل عنه في السر والعلانية، فيعدل فيقبل شهادته، ثم يشهد عنده مرة أخرى أو عند غيره، فيسأل عنه فلا يعدل، فيردها الحاكم بعد إجازته لها، لا يسعه إلا ذلك، ولا يلزم الحاكم بعده أن يجيزها، إذا لم يعدل إن كان حاكم قبله، فكذلك أنا والذي حدثني فيما انتهى إلي من علم ما جهل من ذلك، وكلانا مصيب فيما فعل» قال الخطيب: ولأن من عمل بقول الجارح لم يتهم المزكي ولم يخرجه بذلك عن كونه عدلا، ومتى لم نعمل بقول الجارح كان في ذلك تكذيب له، ونقض لعدالته، وقد علم أن حاله في الأمانة مخالفة لذلك، ولأجل هذا وجب إذا شهد شاهدان على رجل بحق، وشهد له شاهدان آخران أنه قد خرج منه، أن يكون العمل بشهادة من شهد بقضاء الحق أولى، لأن شاهدي القضاء يصدقان الآخرين، ويقولان: علمنا خروجه من الحق الذي كان عليه، وأنتما لم تعلما ذلك، ولو قال شاهدا ثبوت الحق: نشهد أنه لم يخرج من الحق، لكانت شهادة باطلة.
3 - باب في أن الكاذب في غير حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد روايته قد ذكرنا آنفا قول مالك بن أنس في ذلك، ويجب أن يقبل حديثه إذا ثبتت توبته، فأما الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع الحديث، وادعاء السماع، فقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنه يوجب رد الحديث أبدا، وإن تاب فاعله.
299 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي: «فإن قال قائل: فما الذي لا يقبل به حديث الرجل أبدا؟ قلت: هو أن يحدث عن رجل أنه سمعه ولم يدركه: أو عن رجل أدركه ثم وجد عليه أنه لم يسمع منه: أو بأمر يتبين عليه في ذلك كذب، فلا يجوز حديثه أبدا لما أدرك عليه من الكذب فيما حدث به» قال الخطيب: هذا هو الحكم فيه إذا تعمد الكذب وأقر به.
4 - باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء والاحتجاج برواياتهم اختلف أهل العلم في السماع من أهل البدع والأهواء كالقدرية والخوارج والرافضة، وفي الاحتجاج بما يروونه، فمنعت طائفة من السلف صحة ذلك، لعلة أنهم كفار عند من ذهب إلى إكفار المتأولين، وفساق عند من لم يحكم بكفر متأول، وممن لا يروى عنه ذلك مالك بن أنس، وقال من ذهب إلى هذا المذهب: إن الكافر والفاسق بالتأويل بمثابة الكافر المعاند والفاسق العامد، فيجب ألا يقبل خبرهما ولا تثبت روايتهما. وذهبت طائفة من أهل العلم إلى قبول أخبار أهل الأهواء، الذين لا يعرف منهم استحلال الكذب والشهادة لمن وافقهم بما ليس عندهم فيه شهادة، وممن قال بهذا القول من الفقهاء أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي فإنه قال: وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة، لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم، وحكى أن هذا مذهب ابن أبي ليلى وسفيان الثوري، وروي مثله عن أبي يوسف القاضي. وقال كثير من العلماء: تقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء، فأما الدعاة فلا يحتج بأخبارهم، وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، وقال جماعة من أهل النقل والمتكلمين: أخبار أهل الأهواء كلها مقبولة، وإن كانوا كفارا وفساقا بالتأويل، فمن ذهب إلى منع قبول أخبارهم احتج مع ما قدمنا ذكره.
321 - قال: وأخبرنا ابن الفضل، أنا دعلج، أنا أحمد بن علي الأبار، ثنا عوام، قال: قال لي الحميدي: كان بشر بن السري جهميا، لا يحل أن يكتب عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
345 - أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، قال سفيان: «كان ابن أبي لبيد من عباد أهل المدينة، وكان ثبتا، وكان يرى ذلك الرأي يعني القدر»
5 - باب ترك الاحتجاج بمن كثر غلطه وكان الوهم غالبا على روايته.
401 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: ثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا بشر بن موسى، قال: قال الحميدي: «فإن قال قائل: فما الحجة في الذي يغلط فيكثر غلطه؟ قلت: مثل الحجة على الرجل الذي يشهد على من أدركه، ثم يدرك عليه في شهادته أنه ليس كما شهد به، ثم يثبت على تلك الشهادة فلا يرجع عنها، ولأنه إذا كثر ذلك منه لم يطمأن إلى حديثه، وإن رجع عنه، لما يخاف أن يكون ما ثبت عليه من الحديث مثل ما رجع عنه، وليس هكذا الرجل يغلط في الشيء فيقال له فيه فيرجع، ولا يكون معروفا بكثرة الغلط»
6 - باب فيمن رجع عن حديث غلط فيه، وكان الغالب على روايته الصحة أن ذلك لا يضره قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وعبد الله بن الزبير الحميدي الحكم فيمن غلط في رواية حديث وبين له غلطه فلم يرجع عنه، وأقام على رواية ذلك الحديث، أنه لا يكتب عنه، وإن هو رجع قبل منه وجازت روايته، وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج أيضا.
416 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: «فما الغفلة التي يرد بها حديث الرضا الذي لا يعرف بكذب؟ قلت: هو أن يكون في كتابه غلط، فيقال له في ذلك، فيترك ما في كتابه ويحدث بما قالوا، أو بغيره في كتابه بقولهم، لا يعقل فرق ما بين ذلك، أو يصحف ذلك تصحيفا فاحشا، يقلب المعنى، لا يعقل ذلك فيكف عنه»
7 - باب رد حديث من عرف بقبول التلقين.
423 - وأخبرنا أبو نعيم، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال الحميدي: «ومن قبل التلقين ترك حديثه الذي لقن (1) فيه، وأخذ عنه ما أتقن حفظه، إذا علم ذلك التلقين حادثا في حفظه لا يعرف به قديما، فأما من عرف به قديما في جميع حديثه فلا يقبل حديثه، ولا يؤمن أن يكون ما حفظه مما لقن»
8 - باب ذكر من روي عنه من السلف إجازة الرواية من الكتاب الصحيح وإن لم يحفظ الراوي ما فيه.
707 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال الحميدي «فأما من اقتصر على ما فيه كتابه فحدث به ولم يزد ولم ينقص منه ما يغير معناه ورجع عما يخالف فيه بوقوف منه عن ذلك الحديث أو عن الاسم الذي خولف فيه من الإسناد ولم يغيره فلا يطرح حديثه فلا يكون ذلك ضارا في حديثه إذا لم يرزق من الحفظ والمعرفة بالحديث ما رزق غيره إذا اقتصر على ما في كتابه ولم يقبل التلقين لأنني وجدت الشهود يختلفون في المعرفة بحد الشهادة ويتفاضلون فيها كتفاضل المحدثين ثم لا أجد بدا من إجازة شهاداتهم جميعا ولا يلزمني أن أرد شهادة من كان هكذا حتى يكون له من المعرفة ما لهذا فهكذا المحدثون على ما وصفت لك»
9 - ذكر الرواية عمن كان يختار السماع من لفظ المحدث على القراءة عليه.
865 - أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال وقد كان: «قدم مطرف مكة معتمرا، وكان منزله قريبا من منزل الحميدي، فمضيت إليه واستقبلني الحميدي فقال لي: إلى أين؟ قلت: إلى مطرف نقرأ كتاب الموطأ، قال: ولم تسمع الموطأ من عبد الله بن مسلمة بن قعنب؟ قلت: بلى، قد سمعته، فقال لي: انصرف إلى الطواف ولا تشتغل به، فمشيت معه منصرفا إلى المسجد فقال: ابن قعنب كان يختار السماع على القراءة، فلما لم يمكنه ولم يتهيأ له فأقل أحواله أنه تثبت في العرض على مالك، وقلت أو قال لي: وهو الذي قرأ على مالك وأهل المدينة يرون العرض مثل السماع، ويتهاونون بالعرض أيضا، قلت له: قد سمعت من وقف بابن أبي أويس، فقال له: أرأيت ما تقول فيه: حدثني مالك سمعته منه؟ قال: لا ولكن كان يقرأ عليه، ولقد كنت أحيانا أكون داخل الحجرة ويقرأ على مالك خارجا من الحجرة، فكان ذلك يجزي، فقال الحميدي: هذا يدلك على ما قلت لك، سماع الموطأ من مطرف لهذا الذي ذكرت»
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - باب ما جاء في عبارة الرواية عما سمع من المحدث لفظا.
933 - أخبرنا محمد بن الحسين القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال: قيل لأبي بكر يعني الحميدي في حديث الزهري قال: حدثني عروة سمع كرز بن علقمة «أخبرني» أو «حدثني»؟ فقال: «لا أعرف من حديث الزهري» حدثني «إلا في حديثين هذا، وحديث الوسق (1)، قال: ولم يكن من سفيان هذا تعمدا، كان يرى» حدثني «و» أخبرني «سواء»
934 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، والحسين بن عثمان الشيرازي، قالا: أنا محمد بن المكي الكشميهني، ح وأخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، قالا: ثنا محمد بن يوسف الفربري، قال: ثنا البخاري، قال: قال لنا الحميدي: «كان عند ابن عيينة» حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا «
11 - باب ذكر بعض أخبار من كان يقول بالإجازة ويستعملها.
1044 - أخبرنا ابن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، قال: سمعت الحميدي، يقول: «كنت أرى ابن وهب يجيء إلى سفيان، وكان يسكن في دار كراء، وله درجة طويلة، فكنت أرى ابن وهب يقف عند الدرجة فيقول لسفيان: يا أبا محمد، هذا ما سمع ابن أخي منك فأجزه لي فيقول سفيان: نعم»
12 - باب في قول الراوي: حدثت عن فلان، وقوله: حدثنا شيخ لنا «لا يصح الاحتجاج بما كان على هذه الصفة، لأن الذي يحدث عنه مجهول عند السامع وقد ذكرنا أنه لو قال: حدثنا الثقة ولم يسمه لم يلزم السامع قبول ذلك الخبر مع تزكية الراوي وتوثيقه لمن رواه عنه فبألا يلزم الخبر عن المجهول الذي لم يزكه الراوي أولى»
1181 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي: «وإن كان رجل معروفا بصحبة رجل والسماع منه، مثل ابن جريج عن عطاء أو هشام بن عروة عن أبيه وعمرو بن دينار عن عبيد بن عمير، ومن كان مثل هؤلاء في ثقتهم، ممن يكون الغالب عليه السماع ممن حدث عنه، فأدرك عليه أنه أدخل بينه وبين من حدث رجلا غير مسمى، أو أسقطه، ترك ذلك الحديث الذي أدرك عليه فيه أنه لم يسمعه، ولم يضره ذلك في غيره، حتى يدرك عليه فيه مثل ما أدرك عليه في هذا، فيكون مثل المقطوع» قال الخطيب: وقل من يروي عن شيخ فلا يسميه، بل يكني عنه إلا لضعفه وسوء حاله مثل
13 - باب الكلام في إرسال الحديث، معناه، وهل يجب العمل بالمرسل أم لا؟ لا خلاف بين أهل العلم أن إرسال الحديث الذي ليس بمدلس: هو رواية الراوي عمن لم يعاصره أو لم يلقه، نحو رواية سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، ومحمد بن المنكدر، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة وغيرهم من التابعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمثابته في غير التابعين، نحو رواية ابن جريج عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ورواية مالك بن أنس عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ورواية حماد بن أبي سليمان عن علقمة، فهذه كلها روايات ممن سمينا عمن لم يعاصروه، وأما رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه، فمثاله رواية الحجاج بن أرطاة وسفيان الثوري وشعبة عن الزهري، وما كان نحو ذلك مما لم نذكره، والحكم في الجميع عندنا واحد، وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثا عن شيخ، إلا أنه لم يسمع ذلك الحديث منه، وسمع ما عداه، وقد اختلف العلماء في وجوب العمل بما هذه حاله، فقال بعضهم: إنه مقبول ويجب العمل به، إذا كان المرسل ثقة عدلا، وهذا قول مالك وأهل المدينة وأبي حنيفة وأهل العراق وغيرهم، وقال محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وغيره من أهل العلم: لا يجب العمل به، وعلى ذلك أكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونقاد الأثر، واختلف مسقطو العمل بالمرسل في قبول رواية الصحابي خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه منه.
1210 - أخبرنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، قال: قال عبد الله بن الزبير الحميدي فإن قال قائل: «فما الحجة في ترك الحديث المقطوع، والذي يكون في إسناده رجل ساقط وأكثر من ذلك، ولم يزل الناس يحدثون بالمقطوع، وما كان في إسناده رجل ساقط وأكثر؟ قال عبد الله: قلت: لأن الموصول وإن لم يقل فيه سمعت، حتى ينتهي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ظاهره كظاهر السامع المدرك، حتى يتبين فيه غير ذلك، كظاهر الشاهد الذي يشهد على الأمر المدرك له، فيكون ذلك عندي كما يشهد؛ لإدراكه من شهد عليه وما شهد فيه حتى أعلم منه غير ذلك، والمقطوع العلم يحيط بأنه لم يدرك من حدث عنه، فلا يثبت عندي حديثه، لما أحطت به علما، وذلك كشاهد شهد عندي على رجل لم يدركه أنه تصدق بداره أو أعتق عبده، فلا أجيز شهادته على من لم يدركه».
&&****&&
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفاروق]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 12:52]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك، وكذا الشيخ ماهر والشيخ محمد خلف سلامة
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:08]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[14 - Jan-2008, مساء 02:43]ـ
جزاك الله خيرا، ونفع بك، وكذا الشيخ ماهر والشيخ محمد خلف سلامة
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل الفاروق،ونفع بك.
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى
اللهم آمين.
شيخنا الفاضل ماهر جزاك الله خيرا على دعائك الطيب.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 06:26]ـ
وبارك الله فيك أخي الفاضل أبو ذر الفاضلي.(/)
أحاديث لا تصح انتشرت بين الناس انتشار النار في الهشيم .. مهم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 01:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغر الميامين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم إلى يوم الدين .. ثم أما بعد:
أحاديث لا تصح
سليمان بن صالح الخراشي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين:
أما بعد: فهذه 93 حديثًا لا تصح، يكثر انتشارها بين الناس، أحببت أن أنقل كلام العلماء – باختصار - في بيان ضعفها؛ لكي يتجنبها المسلم، ويكتفي عنها بالأحاديث الصحيحة.
والله الموفق:
1 - " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "
قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- في مجموع فتاواه (4/ 122): "في سنده ضعف" ولم يذكر –رحمه الله- من رواه. وقال الشيخ عبد العزيز السدحان: "فتشت عنه كثيراً، وسألت عنه كثيراً، فلم أظفر بشيء غير ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز"
2 - "أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"
قال السخاوي: "لا وجود له في كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له، وكذا أنكره المزي وغيره "
3 - "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العلم"
قال الألباني: "موضوع" وروي من كلام الحسن البصري
4 - " خير البر عاجله "
قال العجلوني: "ليس بحديث "
5 - " كما تدين تدان "
قال المناوي في تخريج تفسير البيضاوي (1/ 102): "أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند ضعيف "
6 - " روحوا القلوب ساعة وساعة "
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (672). وقال محققه الشيخ حمدي السلفي: "في إسناده الوليد بن محمد الموقري، وهو متروك، فهو ضعيف"
7 - " الإيمان لا يزيد ولا ينقص "
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: "أخرجه ابن عدي من حديث ابن عمرو، وفيه أحمد بن عبد الله الجويباري"
8 - " عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود؛ فإن الله يستحيي أن يُعذب وجهاً مليحاً بالنار "
قال ابن عراق في (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة): "أخرجه ابن عدي من حديث أنس، وفيه الحسن بن علي العدوي، قال السيوطي: وتابعه كذاب مثله، وهو لاحق بن الحسين، أخرجه الشيرازي في الألقاب. وقال: وروى الديلمي عن أنس مرفوعاً: إن الله لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق، قلت: في سنده جعفر بن أحمد الدقاق، وهو آفته فيما أظن، والله أعلم"
ومثله: حديث:
9 - "النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر "
قال العجلوني: "رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن جابر"
ومثله: حديث:
10 - "النظر إلى الوجه الجميل عبادة! "
قال العجلوني: "نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه سئل عن حديث "النظر إلى الوجه الجميل عبادة، فأجاب بأنه كذب باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحد بإسناد صحيح، هو من الموضوعات…"
ومثله: حديث:
11 - " من أتاه الله وجهاً حسناً وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله في خلقه"
قال ابن عراق: " أخرجه الدارقطني من حديث ابن عباس ولا يصح؛ فيه سليم بن مسلم وعنه خلف بن خالد، والحمل فيه عليه لا على سليم…"
ومثله: حديث:
12 - " ما حسَّن الله خُلُق أحد وخَلْقه فأطعم لحمه النار "
قال ابن عراق، (لا يثبت)
ومثله: حديث:
13 - " التمسوا الخير عند حسان الوجوه [وفي رواية: اطلبوا…]
قال السخاوي: (وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض)
14 - " لا تقولوا قوس قزح؛ فإن قُزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس الله، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق "
قال ابن عراق: (أخرجه الخطيب من حديث ابن عباس من طريق زكريا بن حكيم الحبطي) قال فيه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ليس بشيء، وقال ابن المديني: هالك.
15 - " من ولد له ثلاثة أولاد ولم يُسمَ أحدهم محمداً فقد جهل "
قال ابن عراق: أخرجه ابن عدي من حديث ابن عباس، وفيه ليث بن أبي سليم، تركه أحمد وغيره.
ومثله: حديث:
16 - "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا محمد! قم فادخل الجنة بغير حساب، فيقوم كل من كان اسمه محمد، ويتوهم أن النداء له، فلكرامة محمد لا يمنعون"
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عراق: (أخرجه أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي في الأربعين بسند معضل سقط منه عدة رجال، قلت: قال بعض أشياخي: هذا حديث موضوع بلا شك)
ومثله: حديث:
17 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام، ويقول: وعزتي وجلالي لا أعذب أحداً يُسمى باسمك يا محمد بالنار "
أخرجه أبو نعيم، وذكره ابن عراق في الموضوعات
أحاديث العقل
18 - " لما خلق الله العقل قال له: قم، فقام، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: اقعد، فقعد، فقال: ما خلقت خلقاً هو خير منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن منك، ولا أكرم منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف لك الثواب، وعليك العقاب "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ونقل عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث: (هذا الحديث موضوع ليس له أصل).
19 - " أكرموا عمتكم النخلة؛ فإنها خلقت من فضلة طينة آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوُلّد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر"
قال ابن عراق: (أخرجه أبو نعيم من حديث علي، وابن عدي من حديث ابن عمر بأخصر من هذا، ولا يصح، تفرد بالأول: مسرور بن سعيد التيمي وهو غير معروف، منكر الحديث، وفي الثاني: جعفر بن أحمد الغافقي)
20 - حديث قس بن ساعد
وهو ما يروى من أن وفد عبد القيس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، أقسم قس قسماً حقاً لئن كان في الأرض رضىً ليكونن سخط، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تركوا فناموا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيكم يُنشد شعره؟ فأنشدوه:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصاير
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تغدو الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إليّ ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث من جميع جهاته باطل"
21 - " اطلبوا العلم ولو بالصين "
قال ابن عراق: (قال ابن حبان: حديث باطل لا أصل له).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: بعد أن رواه بسنده (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم…)
22 - " أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، إلا أن يشاء الله! "
قال الشوكاني: (رواه الجوزقاني عن أنس مرفوعاً، والاستثناء موضوع، وضعه أحد الزنادقة) وهو محمد بن سعيد المصلوب
23 - " علي خير البشر، من أبى فقد كفر "
قال ابن عراق: (رواه الحاكم من حديث ابن مسعود، من طريق أبي أحمد الجرجاني إمام التشيع في زمانه، وفيه أيضاً محمد بن شجاع الثلجي وحفص بن عمر الكوفي، لكن المتهم به الجرجاني ….)
24 - " رد الشمس لعلي –رضي الله عنه- "
وهو حديث أسماء بنت عميس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي، ولم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أصليت؟! قال: لا. قال رسول الله: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال عنه: (هذا حديث موضوع بلا شك، وقد اضطرب الرواة فيه…) وأطال في بيان اضطراب رواته ثم قال: (ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يتلمح إلى عدم الفائدة؛ فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاء، فرجوع الشمس لا يُعيدها أداء)
وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) في رد هذا الحديث الموضوع
25 - " لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص "
يروى أنه صلى الله عليه وسلم قاله لعائشة –رضي الله عنها- لما سخنت له ماء في الشمس.
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، ثم قال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال العقيلي: (ليس في الماء المشمس شيء يصح مسنداً) وقال الشوكاني: (له طرق لا تخلو من كذاب أو مجهول).
26 - " إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء "
رواه الترمذي، وفيه ضعف، ولهذا أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهيات.
27 - " مسح الرقبة أمانٌ من الِغل "
قال النووي في شرح المهذب: (موضوع)، وقال ابن الصلاح: (لا يُعرف مرفوعاً، وإنما هو من قول بعض السلف).
28 - " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له "
قال ابن عراق: (رواه الجوزقاني من حديث أبي هريرة، وفيه مأمون بن أحمد… قلت: قال الذهبي في تلخيص الموضوعات: وضعه مأمون، وسرقه ابن عكاشة)
29 - " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد "
قال العجلوني: (رواه الدارقطني والحاكم والطبراني فيما أملاه، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة، والدارقطني عن علي مرفوعاً، وابن حبان في الضعفاء عن عائشة، وأسانيدها ضعيفة، وليس له كما قال الحافظ في تلخيص تخريج الرافعي إسنادٌ ثابت وإن اشتهر بين الناس… وقال الصغاني: موضوع، وقال ابن حزم: هذا الحديث ضعيف)
30 - " من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة: ستة منها في الدنيا، وثلاثة منها عند الموت، وثلاثة منها في قبره، وثلاثة منها تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره.
فأما التي تصيبه في دار الدنيا فأولها يرفع الله البركة من رزقه، والثانية ينزع الله البركة من عمره، والثالثة يرفع الله سيما الصالحين من وجهه، والرابعة لاحظ له في دعاء الصالحين، والخامسة كل عمل يعمله من أعمال البر لا يؤجر عليه، والسادسة لا يرفع الله دعاءه إلى السماء.
وأما التي تصيبه منها في قبره فأولها: يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره إلى يوم القيامة، والثانية تكون ظلمة في قبره فلا يضئ له أبداً، والثالثة يضيق الله عليه قبره إلى يوم القيامة.
وأما التي تصيبه منها إذا خرج من قبره: فأولها يوكل الله به ملكاً يسحبه على حر وجهه في عرصات القيامة، والثانية يحاسب حساباً طويلاً، والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب)
قال ابن عراق: (رواه ابن النجار من حديث أبي هريرة، قال في الميزان: حديث باطل، ركَّبه محمد بن علي بن العباس على أبي بكر بن زياد النيسابوري، وقال في اللسان: هو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية)
31 - " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وفيه الهيصم بن شداخ، ثم قال: (قال العقيلي: الهيصم مجهول، والحديث غير محفوظ. قال ابن حبان: الهيصم يروي الطامات لا يجوز الاحتجاج به .. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند).
32 - " ما أفلح صاحب عيال قط "
قال علي القاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: (رواه الديلمي بسنده عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال ابن عدي: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم منكر)
ومثله: حديث:
33 - "شراركم عزابكم "
قال ابن عراق: (رواه ابن عدي من حديث أبي هريرة ولا يصح؛ فيه خالد بن إسماعيل، وله طريق ثانٍ فيه يوسف بن السفر، ولا يصح)
وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح، وصالح هو مولى التوأمة مجروح. قال ابن عدي: وخالد بن إسماعيل يضع الحديث).
34 - " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها؛ فإن ذلك يورث العمى "
قال الشوكاني: (رواه ابن عدي عن ابن عباس مرفوعاً. وقال ابن حبان: هذا موضوع. وكذا قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه. وعده ابن الجوزي في الموضوعات).
35 - " لا يدخل الجنة ولد زنا "
قال ابن عراق: (رواه الدارقطني من حديث أبي هريرة… ولا يصح) وقال –أيضاً-: (هو مخالف لقوله تعالى (ولا تزو وازرة وزر أخرى) ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا ليس عليه من إثم أبويه شيء" أخرجه الطبراني من حديث عائشة، قال السخاوي: وسنده جيد)
وقال ابن الجوزي بعد أن أورد هذا الحديث وما شابهه في الموضوعات: (ليس في هذه الأحاديث شيء يصح).
36 - " لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي "
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عراق: (رواه أبو نعم من حديث عمرو بن العاص، وفيه محمد بن اسحق العكاشي. قلت: أورده ابن الجوزي في الواهيات من الطريق المذكور ومن حديث ابن عمر من طريق غالب بن عبيد الله، ومن حديث أبي هريرة من طريق أبي داود النخعي، ثم قال: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد، والله تعالى أعلم)
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية": (هذا مشهور من كلام بلال بن سعد، وإنما رفعه إلى رسول صلى الله عليه وسلم الكذابوان).
37 - " البلاء موكل بالمنطق "
قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذكره الصاغاني في الموضوعات
38 - " أوحى الله إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك "
قال ابن عراق: (رواه الخطيب من حديث ابن مسعود، وابن الجوزي من حديثه أيضاً بلفظ: يقول الله تبارك وتعالى: مري على أوليائي وأحبائي لا تحلولي لهم فتفتنيهم، وأكرمي من خدمني، وأتعبي من خدمك، ومدار الطريقين على الحسين بن داود البلخي).
وقال الشوكاني: (الحديث موضوع).
39 - " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى "
قال ابن عراق: (رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر، وابن عرفة في جزئه من حديث أبي سعيد، والطبراني من حديث أبي أمامة، وابن الجوزي من حديث أبي هريرة، ولا يصح…).
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
40 - " البدلاء أربعون رجلاً وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة "
قال ابن عراق: (رواه الحسن الخلال في كرامات الأولياء من حديث أنس، ولا يصح منها شيء…)
وقال ابن القيم معدداً الأحاديث الموضوعة: (ومن ذلك: أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
41 - " ثلاثة لا يُعَادون: صاحب الرَمَد، وصاحب الفرس، وصاحب الدّمل"
قال العجلوني: (رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب وضعفه، عن أبي هريرة رفعه. ورواه البيهقي أيضاً عن يحيى بن أبي كثير من قوله، وهو الصحيح)
وقال ابن عراق: (فيه مسلمة بن علي الخشني متروك)
42 - " من عشق فكتم فعف فمات مات شهيداً "
قال ابن القيم –رحمه الله-: "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه؛ فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية. ولها أعمال وأحوال، هي شرط في حصولها، وهي نوعان: عامة وخاصة؛ فالخاصة: الشهادة في سبيل الله. والعامة: خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحداً منها …" الخ ما قال –رحمه الله- في تضعيف هذا الحديث.
43 - " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك "
قال الشوكاني: " قال في الذيل: لا يصح. وقال الصغاني: موضوع. وقال في الوجيز: هو من حديث واثلة بن الأسقع، وفيه عمر بن إسماعيل، كذاب"
44 - " دفن البنات من المكرمات "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وضعف جميع طرقه.
45 - " يدعو الله الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عليهم"
قال ابن عراق: "رواه ابن عدي من حديث أنس، ولا يصح، فيه إسحاق بن إبراهيم الطبري .. "
46 - " ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا "
قال العجلوني: "رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص". وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (877).
47 - " اتق شر من أحسنت إليه "
قال السخاوي: "لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف"
48 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار "
قال العجلوني: "رواه ابن عدي عن عبد الله بن جعفر مرسلاً"
وقال الألباني: "ضعيف، أخرجه الدرامي"
49 - " إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به "
قال ابن دحية: " موضوع " وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع بلا شك، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم؛ إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة …"
50 - " اختلاف أمتي رحمه "
قال الألباني –رحمه الله-: "لا أصل له، وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا"
51 - " اقرأوا ياسين على موتاكم "
رواه أبو داود وغيره وضعفه الشيخ الألباني –رحمه الله- في الإرواء (688).
52 - " أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب "
قال العجلوني: " ليس بحديث "
(يُتْبَعُ)
(/)
53 - " إياكم وخضراء الدِّمَن … المرأة الحسناء في المنبت السوء "
قال الدارقطني: "لا يصح من وجه "
54 - " بشر القاتل بالقتل .. ولو بعد حين "
قال السخاوي: "لا أعرفه "
55 - " النظافة تدعو إلى الإيمان "
رواه الطبراني في الأوسط " بسند ضعيف جداً " كما قال القاري
56 - " جنبوا مساجدكم صبيانكم "
رواه ابن ماجه، وقال السخاوي: "سنده ضعيف "
57 - " الجنة تحت أقدام الأمهات "
قال الألباني: "موضوع "
58 - " حب الوطن من الإيمان "
ذكره الصاغاني في الموضوعات، وقال السخاوي: "لم أقف عليه"
59 - " الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر "
قال القاري: "ليس بثابت" ونسبه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) إلى بعض السلف.
ومثله:
60 - " العلم في الصغر كالنقش في الحجر "
قال العجلوني: "رواه البيهقي عن الحسن البصري من قوله "
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/ 526): " هذا مثل سائر، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ".
61 - " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء "
قال ابن حجر: "لا أعرف له إسنادا "
وقال ابن القيم: " كل حديث فيه: يا حميراء، أو ذكر: الحميراء؛ فهو كذب مختلق …."
62 - " خير الأمور أوسطها "
قال السخاوي: "رواه ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد بسند مجهول"
63 - " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب "
قال ابن حجر: "هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة". وقال العراقي: "رواه البيهقي من حديث جابر وقال: هذا إسناد فيه ضعف"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله. وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان "
64 - " سيد القوم خادمهم "
قال السخاوي: "في سنده ضعف وانقطاع"
وقال الألباني: "ضعيف "
65 - " الضرورات تبيح المحظورات "
قال العجلوني: "ليس بحديث "
66 - " كما تكونوا يولى عليكم "
رواه البيهقي في شعب الإيمان (7391) بلفظ: "كما تكونوا كذلك يؤمر عليكم "، وقال: "هذا منقطع، وراويه يحيى بن هاشم؛ وهو ضعيف " وقال الشوكاني: "في إسناده وضاع، وفيه انقطاع "
67 - " كلمة حق أريد بها باطل "
ليس بحديث، إنما هو من قول علي –رضي الله عنه- قاله للخوارج الذي قالوا: لا حكم إلا لله. رواه مسلم.
68 - " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "موضوع "، وقال ابن القيم: "هو من وضع المشركين عباد الأوثان" وقال ابن حجر: "لا أصل له ".
69 - " المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء "
قال السخاوي: "لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب "
70 - " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً"
قال الألباني: "باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصح من قبل إسناده ولا من جهة متنه "
71 - " الناس على دين ملوكهم "
قال السخاوي: "لا أعرفه حديثاً … وللبيهقي عن كعب الأحبار قال: إن لكل زمان ملكاً يبعثه الله على نحو قلوب أهله …"
72 - " كان صلى الله عليه وسلم يصافح النساء وعلى يده ثوب "
قال الألباني: "ضعيف، أخرجه ابن عبد البر في التمهيد "
73 - " الدين المعاملة "
"لا أصل له" قاله الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (5/ 11). وقال الشيخ عبد العزيز السدحان: "فتشت عنه كثيراً ولم أعثر عليه "
74 - " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " أي أهل الذمة.
قال الألباني: "باطل لا أصل له، وقد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة على ألسنة الخطباء والدعاة والمرشدين مغترين ببعض الكتب الفقهية "
75 - " نية المؤمن خير من عمله "
قال الألباني: "ضعيف، رواه الطبراني " وأخرجه البهيقي في شعب الإيمان (5/ 343) بلفظ: "نية المؤمن أبلغ من عمله " وقال: "هذا إسناد ضعيف".
76 - حديث: " تلقين الميت بعد دفنه "
(يُتْبَعُ)
(/)
ولفظه: "إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول: يا فلان بن فلانة. فإنه يسمع ولا يجيب. ثم ليقل: يا فلان بن فلانة الثانية فإنه يستوي قاعداً ثم ليقل: يا فلان بن فلانة. يقول: أرشدنا رحمك الله ولكنكم لا تسمعون. فيقول: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً، فإن منكراً ونكيراً يتأخر كل واحد منهما ويقول: انطلق بنا، ما يقعدنا عند هذا، وقد لقن حجته ويكون الله ورسوله حجيجه دونهما. فقال رجل: يا رسول الله: فإن لم يعرف أمه؟ قال: ينسبه إلى أمه حواء"
رواه الطبراني، وقال الصنعاني في سبل السلام (2/ 161): "يتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف، والعمل به بدعة"
أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم:
77 - كحديث: "من حج ولم يزرني فقد جفاني "
78 - وحديث: " من زار قبري وجبت له شفاعتي "
79 - وحديث: " من زارني وزار إبراهيم في عام واحد دخل الجنة"
80 - وحديث: "من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزى غزوة وصلى في بيت المقدس، لم يسأله الله عما افترض عليه "
81 - وحديث: "من زارني وزار أبي إبراهيم في سنة واحد ضمنت له على الله الجنة " وغيرها من الأحاديث والقصص المشابهة كقصة: أن بلالاً –رضي الله عنه- لما كان بالشام رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له صلى الله عليه وسلم: ما هذه الجفوة يا بلال؟ فذهب بلال إلى المدينة وتمرغ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم …الخ!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس في الإحاديث التي رويت بلفظ زيارة قبره –صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح عند أهل المعرفة، ولم يخرج أرباب الصحيح شيئاً من ذلك، ولا أرباب السنن المعتمدة، كسنن أبي داود والنسائي والترمذي ونحوهم، ولا أهل المساند التي من هذا الجنس؛ كمسند أحمد وغيره، ولا في موطأ مالك، ولا مسند الشافعي ونحو ذلك شيء من ذلك، ولا احتج إمام من أئمة المسلمين –كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم- بحديث فيه ذكر زيارة قبره" وقال –أيضاً-: "ليس في هذا الباب ما يجوز الاستدلال به، بل كلها ضعيفة، بل موضوعة" وقال ابن عبد الهادي في رده على السبكي: "جميع الأحاديث التي ذكرها المعترض في هذا الباب وزعم أنها بضعة عشر حديثاً ليس فيها حديث صحيح، بل كلها ضعيفة واهية"
82 - " لا سلام على طعام "
83 - وفي لفظ: "لا سلام على آكل "
قال الملا علي القاري: "لا أصل له "
84 - " مصر كنانة الله في أرضه "
قال السخاوي: " لم أره بهذا اللفظ "
85 - " ولدت في زمن الملك العادل "
قال السخاوي: "لا أصل له" وقال الزركشي: "كذب باطل"
وقال الحليمي: "لا يصح … ليس يجوز أن يسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحكم بغير حكم الله عادلاً"
86 - "رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً "
قال الإمام أحمد: " هذا الحديث كذب منكر"، وقال النسائي: "الحديث موضوع "
87 - " من أعان ظالماً سلطه الله عليه "
قال الشوكاني: "في إسناده متهم بالوضع"
88 - " كانت خطيئة داود النظر "
قال الشوكاني: "لا أصل له "
89 - " حسنات الأبرار سيئات المقربين "
ليس بحديث. قال السخاوي: "هو من كلام أبى سعيد الخراز، رواه ابن عساكر في ترجمته "
90 - " الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة "
قال الحافظ ابن حجر: "لا أعرفه "
91 - " خير الأسماء ما عُبِّد وحُمّد "
92 - وفي لفظ: "أحب الأسماء إلى الله ما عُبِّد وحُمِّد "
قال الغزي: "لا يعرف بهذا اللفظ "
وقال الألباني: " لا أصل له "
93 - " صوموا تصحوا "
ذكره الصغاني في الموضوعات. وقال الألباني: "ضعيف "
منقول.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 06:43]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 11:55]ـ
الأحاديث الضعيفة والموضوعة كثيرة، وقد اهتم بها العلماء من قديم وصنفوا فيها المصنفات، ولكن أظن أنه من الأولى التركيز على الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تخالف معنىً صحيحاً في الدين، أو تنشر بدعاً فيه إذ أن الضرر منها أشد وأعظم مثل الأحاديث أرقام 35، 44، 49، 51، 56، 77،، أما الأحاديث الضعيفة التي لا تخالف معنىً صحيحاً في الدين ولا تنشر بدعاً فيه ويكون معناها صحيحاً في نفسه فالخطب فيها يسير مثل الحديث رقم 90، 91.
وأقول ذلك لأن أكثر العوام حينما يذكر لهم أن حديثاً معيناً سنده ضعيف لا يفهمون منه أن سنده لا يصح الى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يفهمون منه أن المتن غير صحيح وأن المعنى المفاد منه معنىً غير صحيح - أي أنهم لا يستوعبون أن المتن ربما يحمل معنىً صحيحاً غير أنه لا يثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم، فلو قلت لهم مثلاً إن حديث " خير الأسماء ما عبد وحمد " حديث ضعيف فإنهم يفهمون منه عدم استحباب التسمي باسم النبي أو بالأسماء المعبدة في حين أن الاستحباب ثابت في احاديث اخرى مثل " سم ابنك عبد الرحمن " البخاري " أحب الأسماء الى الله عبد الله وعبد الرحمن " أبو داود ومثل " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي " البخاري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسماء]ــــــــ[22 - Aug-2008, مساء 10:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و نفع بك و لا حرمك الاجر و الثواب
هذه إضافة .. للفائدة
الحديث الضعيف (تعريفة وحكمه وشروط العمل به)
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها
--------------------
أقسام الحديث من حيث العمل بها
السؤال 1
-العلماء الأفاضل
ما مدى جواز الأخذ بالأحاديث غير الصحيحة مثل الضعيف والموضوع الخ؟ هل نتركها على الإطلاق؟ أم نأخذ بها أحيانا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
-فإن الأحاديث تنقسم من حيث العمل بها إلى أربعة أقسام:
أولها: الصحيح: وهو: "ما رواه عدل تام الضبط متصل السند، غير معلٍّ ولا شاذ"
ثانيها: الحديث الحسن: وهو ما جمع شروط الحديث الصحيح، غير أن رواته أخف ضبطاً من رواة الصحيح.
فهذان القسمان يجب العمل بهما، لأنهما يشتركان في الحجية، غير أن الصحيح أعلى مرتبة من الحسن.
وثالثها: الحديث الضعيف،
وهو: "الذي لم تجتمع فيه صفات القبول"
وهذا القسم لا يجوز الاحتجاج به في العقائد ولا في الحلال والحرام، وإنما جوَّز بعض المتأخرين العمل به في فضائل الأعمال بشروط وهي:
1 - أن يكون الحديث في فضائل الأعمال.
2 - أن يكون ضعفه غير شديد.
3 - أن يندرج تحت أصل معمول به.
4 - أن لا يعتقد ثبوته عند العمل به، بل يعتقد الاحتياط.
ورابعها: الموضوع وهو: الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس، ونسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا القسم لا يحل لأحد أن يرويه منسوباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمه بوضعه، وذلك لحديث سُمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين" رواه مسلم.
قال السخاوي: "وكفى بهذه الجملة وعيداً شديداً في حق من روى الحديث، وهو يظن أنه كذب" ا. هـ
وقال الخطيب البغدادي: يجب على المحدث أن لا يروي شيئاً من الأخبار المصنوعات، والأحاديث الباطلة، فمن فعل ذلك باء بالإثم المبين، ودخل في جملة الكذابين. ا. هـ
والله أعلم.
حكم التحديث بأحاديث ضعيفة والعمل بها
السؤال
ما الحكم فيمن يقوم بنشر أحاديث غير صحيحة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان مقصود السائل بقوله (أحاديث غير صحيحة) الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن التحديث بها لا يجوز إلاَّ لبيان أنها مكذوبة وقد قال صلى الله عليه وسلم "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري و مسلم وغيرهما.
وقال صلى الله عليه وسلم "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين" رواه مسلم.
وأما إن كان مقصود السائل الأحاديث الضعيفة،
فإن جماعة من أهل الحديث وغيرهم قد رخصوا في رواية الحديث الضعيف والعمل به في غير العقائد والأحكام، وممن نقل عنهم ذلك عبد الرحمن بن مهدي و ابن المبارك و أحمد بن حنبل وآخرون.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف بشروط، لا مطلقا. وهذا هو الراجح إن شاء الله، وذهب فريق ثالث إلى منع العمل بالحديث الضعيف مطلقاً. والله أعلم.
معنى: أن يندرج الحديث الضعيف تحت أصل معمول به
-السؤال
من شروط العمل بالحديث الضعيف أن يندرج تحت أصل معمول به ما معنى هذه العبارة؟ أرجو البيان والتوضيح مع المثال؟ وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأمر كما ذكر الأخ السائل أن من شروط العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن يندرج تحت أصل معمول به،
ومعنى هذا الشرط: أن يأتي حديث في سنده ضعف يتضمن ترغيباً أو ترهيباً في فعل أو ترك، ويكون هذا الفعل أو الترك قد دل على حكمه وجوباً أو استحباباً أو حرمة أو كراهة دليل آخر، ولكن جاء هذا الحديث الضعيف بثواب خاص على فعله أو تركه، أو وعيد خاص على فعله أو تركه.
فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، هكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 18/ 65.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثَّل لذلك بحديث دخول السوق المعروف وهو مما اختلف العلماء في تحسينه وتضعيفه، وهو ما رواه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة.
قال شيخ الإسلام: فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين، -أي وقد دلت النصوص على فضيلة الذكر واستحبابه- فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته. انتهى
ومما يؤكد ما قاله شيخ الإسلام أن أول من صرح باشتراط هذا الشرط للعمل بالضعيف هو الإمام ابن دقيق العيد -رحمه الله- وقد بين مراده بنفسه، قال الزركشي -رحمه الله- في النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 311 نقلاً عن ابن دقيق العيد في شرح العمدة قوله: حيث قلنا يعمل بالضعيف لدخوله تحت العمومات، مثاله: الصلاة المذكورة في أول جمعة من رجب، فإن الحديث فيها ضعيف، فمن أراد فعلها وإدراجها تحت العمومات الدالة على فضل الصلاة والتسبيحات لم يستقم، لأنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام، وهذا أخص من العمومات الدالة على فضيلة مطلق العبادة، قال: وهذا الاحتمال الذي قلناه من جواز إدراجه تحت العمومات نريد به في الفعل لا في الحكم باستحباب ذلك الشيء المخصوص بهيئته الخاصة، لأن الحكم باستحبابه على هيئته الخاصة يحتاج إلى دليل عليه ولا بد، بخلاف ما إذا بني على أنه من جملة الخيرات التي لا تختص بذلك الوقت، ولا بتلك الهيئة. وهذا هو الذي قلنا باحتماله وجواز العمل به. انتهى كلامه -رحمه الله-
والله أعلم.
كلام نفيس لابن تيمية بشأن العمل بالحديث الضعيف
السؤال
ما حكم العمل بالحديث الضعيف وما شروط العمل به؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالراجح جواز العمل بالحديث الضعيف بشروط هي:
الأول: أن يكون ذلك في فضائل الأعمال.
الثاني: أن يكون العمل مندرجاً تحت أصل معمول به.
الثالث: أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
الرابع: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد صاحبه الاحتياط، مع التنبه للمراد من العمل بالحديث الضعيف كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى حيث قال: ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به، فإن الاستحباب حكم شرعي فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب والتحريم ...... وإنما مرادهم بذلك: أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه بنص أو إجماع، كتلاوة القرآن والتسبيح والدعاء والصدقة والعتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك.
فإذا روي حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها وكراهة بعض الأعمال وعقابها فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلغه أنها تربح ربحاً كثيراً، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف.
فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أوعلى صفة معينة لم يجز ذلك لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله ... كان له كذا وكذا، فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين ...
فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته.
فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب لا في الاستحباب، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي. انتهى
فتأمل هذا الكلام فإنه نفيس جداً.
والله أعلم.
إيضاح مسألة أخذ الإمام أحمد بالحديث الضعيف والمرسل
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال
عمل بعض السلف بأحاديث ضعيفة كأحمد وفسر ذلك بعض العلماء كابن تيمية وابن العربي بأنه غير الضعيف المردود المصطلح عليه وبأنه قسيم الصحيح. والذي يتبين لي أن الضعيف في زمان السلف هو ذاته المقصود في زماننا من الأدلة عليه ما يرويه ابن حزم في إحكامه أن عبد الله بن أحمد سأل أباه عن قوم معهم حديث وليس معهم فقه وعن قوم معهم فقه أو رأي وليس معهم حديث أيجوز له أن يأخذ بأقوالهم؟ أي أن يدع الحديث. فلو كان الضعيف ما فسره المذكورون لما ساغ لإمام السنة أحمد أن يخير بينه وبين الرأي ولما لاق بابنه أن يسأله هذه المسألة، إذ في ترك الحديث المقبول الهلكة. ثم قولهم: "إذا لم يكن في الباب غيره" لو كان زعمهم صحيحا لما احتيج إلى غيره في الباب ولعمل به رأسا. بينوا لنا الصواب فيما ترون مأجورين مع ذكر المصادر ما أمكن؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكلام الحنابلة هو المعمول عليه هنا، لأنهم أعرف من غيرهم بكلام إمامهم وأصول مذهبه، ولقد وجدنا قدماءهم ومعاصريهم، محدثيهم وفقاءهم يقولون: عند عدهم لأصول مذهبهم: الأصل الرابع: كان -رحمه الله- أحمد بن حنبل يأخذ بالحديث المرسل والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي يرجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، فالعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ولا قول صحابي ولا إجماعاً على خلافه كان العمل به عنده أولى من القياس.
وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق له على هذا الأصل من حيث الجملة، فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس.
انظر هذا الكلام في إعلام الموقعين لابن القيم 12/ 31 - 32 وفي المدخل إلى مذهب الإمام أحمد لابن بدران 106 وأصول مذهب أحمد لبكر بن عبد الله أبي زيد 1/ 157، والشرح الممتع لابن عثيمين 1/ المقدمة.
فلا ندري هل نترك ما فهمه وقدره هؤلاء الأعلام إلى ما تبين للأخ السائل؟!!.
أما ما ذكره من تخيير أحمد بين الفقه أو الحديث، فمقصوده أنه لا يصلح الاشتغال برواية الحديث من أكثر من طريق وترك التفقه فيه، يعني الاهتمام بالحديث رواية لا دراية. يقول أحمد بن الحسن: سمعت أبا عبد الله يقول: إذا كان يعرف الحديث ومعه فقه أحب إلي من حفظ الحديث لا يكون معه فقه. وقال الأثرم: سأل رجل أبا عبد الله عن حديث، فقال أبو عبد الله: الله المستعان! تركوا العلم وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم!. وقال ابن الجوزي: قال أحمد: الاشتغال بالأخبار القديمة يقطع عن العلم الذي فرض علينا طلبه، قال ابن الجوزي: إنما الإشارة إلى ما ذكرت من التشاغل بكثرة الطرق والغرائب فيفوت الفقه. انظر الآداب الشرعية لابن مفلح فصل: فضل الجمع بين الفقه والحديث وكراهية طلب الغريب والضعيف.
والله أعلم.
هل نعمل بفضائل الأعمال الواردة في الحديث الضعيف أم لا
السؤال
1. ما حكم الإنكار على من يعمل بحديث ضعيف في فضائل الأعمال" كالتسبيح أو الذكر أو بعض النوافل"؟
2. إذا عملنا بحديث ضعيف في فضائل الأعمال هل نقول إننا نقوم بسنة أو مستحب أو ماذا يطلق عليها؟
3. عندما نرى نحن " العامة" أحاديث عليها تخريج (كالترمذي , ابن ماجه, النسائي, ابن السني, الحاكم ..... ) نأخذ بها في النوافل وفضائل الأعمال ونحن لا نعرف درجة صحتها فهل في هذا إشكال خاصة وان البحث عن الصحة والضعف يحتاج الى شخص متخصص في علم الحديث , فهل الأفضل ترك هذه الأحاديث أم العمل بها في فضائل الأعمال رغبة في الثواب وزيادة الحسنات؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العمل بالضعيف في فضائل الأعمال مختلف فيه، وقد ذهب كثير من المحققين لجوازه بشروط؛ كما ذكر في الفتاوى التالية
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء عليه، فلا يسوغ الإنكار على من يعمل به لقول كثير من العلماء بجوازه، ولأن أهل العلم شرطوا في النهي عن المنكر أن يكون متفقا على منعه, أو يكون القول بمنعه راجحا. وقد بينا في الفتاوى السابقة أن من شروط العمل بالضعيف اندراجه تحت أصل شامل. وبناء عليه .. فمن عمل بالضعيف فقد عمل بما دل عليه الأصل الذي اندرج تحته الضعيف من ندب أو غيره, فثبوت حكم العمل يؤخذ من الأصل, والثواب الخاص يؤخذ من الحديث الضعيف
هذا، وننصح طالب العلم باقتناء الكتب المهتمة بالصحيح كرياض الصالحين, أو التي تميز الصحيح من غيره كالمتجر الرابح، والترغيب والترهيب, وليأخذ منها نسخا محققة تحقيقا علميا, وإذا لم يتيسر لك بعض هذه الكتب فلا مانع من الاستفادة من كتب القدامى التي لا تميز بين الصحيح والضعيف مع الحرص على سؤال أهل العلم عن مستوى الاحتجاج بها, وإن لم يتيسر معرفة الحكم عليها فالأولى العمل بها وعدم تركها لأن الأصل هو قبولها.
والله أعلم.
الحديث الضعيف يعمل فيه في فضائل الأعمال بشروط
السؤال
ما حكم العمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل، مثل الأذكار وما شابهها، وخاصة الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني رحمه الله؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الإمام النووي في المجموع: قدمنا اتفاق العلماء على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال دون الحلال والحرام. ا. هـ
وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: والذي قطع به غير واحد ممن صنف في علوم الحديث حكاية عن العلماء أنه يعمل بالحديث الضعيف في ما ليس فيه تحليل ولا تحريم كالفضائل، وعن الإمام أحمد ما يوافق هذا. ا. هـ
وقال محمد الحطاب المالكي في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. ا. هـ
وقال شهاب الدين الرملي في فتاويه مجيباً على فتوى وجهت إليه بشأن العمل بالحديث الضعيف وهل يثبت به حكم، فقال: حكى النووي في عدة من تصانيفه إجماع أهل الحديث على العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ونحوها خاصة، وقال ابن عبد البر أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى من يحتج به، وقال الحاكم: سمعت أبا زكريا العنبري يقول الخبر إذا ورد لم يحرم حلالاً ولم يحلل حراماً ولم يوجب حكماً، وكان فيه ترغيب أو ترهيب، أغمض عنه وتسهل في روايته ... إلخ اهـ
وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: فائدة: شرط العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال أن لا يكون شديد الضعف، وأن يدخل تحت أصل عام، وأن لا يعتقد سنيته بذلك الحديث. اهـ
والحكم بالتصحيح أو التضعيف مقبول إن صدر من متأهل متقدماً كان أو متأخراً، إلا أن أحكام المتقدمين أولى لسعة اطلاعهم وقوة عارضتهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي: بل الذين كانوا قبل جمع هذه الدواوين أعلم بالسنة من المتأخرين بكثير، لأن كثيراً مما بلغهم وصح عندهم قد لا يبلغنا إلا عن مجهول أو بإسناد منقطع أولا يبلغنا بالكلية، فكانت دواوينهم صدورهم التي تحوي أضعاف ما في الدواوين، وهذا أمر لا يشك فيه من علم القضية. انتهى. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
الحديث الضعيف الموافق للقواعد والأصول يعمل به
السؤال
ما حكم الحديث الذي لم يستوف شروط القبول وتلقته الأمة بالقبول؟ دلل على ما تقول بأقوال العلماء مع التوضيح بمثالين؟ جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم شروط قبول الحديث وهي خمسة شروط، العدالة، والضبط، واتصال السند، والسلامة من الشذوذ، ومن العلة، فما توافرت فيه هذه الشروط كان مقبولاً، أي صحيحاً أو حسناً، وقد يختل بعض هذه الشروط فيحكم على الحديث بالضعف أو غيره، ولكن من الأحاديث ما حكم عليه بالضعف، ولكن اشتهر بين العلماء، لكونه موافقاً للأصول والقواعد الشرعية، فيعمل به لأجل ذلك، ومن أمثلة هذه الأحاديث:
الأول: ما رواه أبو داود والترمذي من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله؟ قال: أجتهد رأي ولا آلو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله .. ، وهو حديث ضعيف.
الثاني: ما رواه البغوي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل قرض جر نفعاً فهو ربا.، وهو حديث ضعيف كذلك.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
شروط الأخذ بالحديث الضعيف
السؤال
السلام عليكم
1 - هل يؤخذ بمسألة ما في الوضوء إذا كان هناك أحاديث ضعيفة تأخذ درجة الحسن؟
2 - يمكن للأحاديث الضعيفة أن تأخذ درجة الحسن؟
3 - متى يؤخذ فيها؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً والسلام عليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث الضعيف يرتقي إلى درجة الحديث الحسن إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب ضعفه فسق راويه أو كذبه، ويسمى حينئذ الحسن لغيره، ويدخل في قسم الحديث المقبول الذي يحتج به، ويعمل بمقتضاه بالأولى.
أما الحديث الضعيف وهو ما لم يصل إلى درجة الحسن، فقد اختلف العلماء في العمل به، والذي عليه الجمهور أنه يعمل به في فضائل الأعمال بثلاثة شروط:
الأول: أن لا يشتد ضعفه.
ثانياً: أن يندرج تحت أصل معمول به.
ثالثاً: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد صاحبه الاحتياط.
وعليه، فما ورد من الأحاديث الضعيفة في الوضوء لا بأس بالعمل به إذا توفرت الشروط الثلاثة المتقدمة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
المصدر الشبكة الاسلامية
http://www.islam ... .net/ver2/fatwa/F...ng=A&CatId=510(/)
هل هذا الحديث صحيح؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Dec-2007, صباحاً 09:59]ـ
قال الامام احمد في مسنده: حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَنْبَأَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ أَلْقِ هذَا فَأَلْقَاهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ ذَا شَرٌّ مِنْهُ فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ فَسَكَتَ عَنْهُ.
فهل لعمار بن أبي عمار رواية عن عمر بن الخطاب؟
مع العلم بأن هذا الحديث صححه الألباني في آداب الزفاف.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:29]ـ
هل صحح الشيخ هذا الحديث أم الحديث الذي رواه الإمام أحمد، قال:
حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتما من ذهب فأعرض عنه فألقاه واتخذ خاتما من حديد قال فقال هذا أشر هذا حلية أهل النار فألقاه واتخذ خاتما من ورق فسكت عنه
فهذا الأخير من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:45]ـ
قال المزي في تهذيب الكمال:
عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ويقال: مولى بني الحارث بن نوفل أبو عمرو ويقال: أبو عمر ويقال: أبو عبد الله المكي
قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل 1/ 241:
عمار بن أبي عمار عن عمر رضي الله عنه قال أبو زرعة مرسل
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 270 بعد أن ساق الحديث: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عمار بن أبي عمار لم يسمع من عمر
ـ[أبو مريم هشام بن محمدفتحي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 07:40]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي - رحمه الله - في كتاب المراسيل:
(282) عمار بن أبي عمار
553 - قال أبو زرعة: عمار بن أبي عمار عن عمر مرسل
(طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق شكر الله القوجاني ص152)
فالحديث منقطع!
وفي ترجمة عمار بن أبي عمار من التقريب، للحافظ ابن حجر (نسخة شاغف):
4863 - م4 عمار بن أبي عمار، مولى بني هاشم، ويقال مولى بني الحارث، أبو عمرو ويقال أبو عبد الله، صدوق ربما أخطأ،
من الثالثة، مات بعد العشرين
قلت: أي بعد المائة الأولى كما صرح الحافظ في مقدمة التقريب.
والفاروق رضي الله عنه، قال الحافظ في التقريب: استشهد في ذي الحجة سنة ثلاثٍ وعشرين،
وعليه، فالظاهر مما تقدم أن عمار بن أبي عمار لا يصح له سماعٌ من عمر، ويبعد أن يكون أدركه
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Dec-2007, صباحاً 10:42]ـ
أعتذر عن الخطأ غير المقصود في نسبة تصحيح الشيخ الألباني للحديث المذكور، فالذي صححه الشيخ الألباني هو حديث ابن عمرو وليس حديث عمر- أي أن الأمر كما ذكر أخونا حسن عبد الله جزاه الله خيراً.
وحبذا لو تكرم أحد إخواننا بالكلام على أسانيد جملة هذه الأحاديث التي تنهى عن التختم بخاتم الحديد - مع مراعاة أن هناك من الأحاديث ما يوحي بجوازه مثل:
حديث البخاري المشهور: التمس ولو خاتماً من حديد،
حديث أبي داود والنسائي: كَانَ خَاتَمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيدٍ مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ فِضَّةٌ،
حديث النسائي سأل رجل النبي: فَمَاذَا أَتَخَتَّمُ قَالَ حَلْقَةً مِنْ حَدِيدٍ أَوْ وَرِقٍ أَوْ صُفْرٍ.
وهل ورد القول بالتحريم عن أحد من العلماء المتبوعين؟
ـ[ابن أبي ناصر]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 12:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله تعالى في " شرح مسند الإمام أحمد:1/ 81 رقم 132" إسناده ضعيف لانقطاعه، عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ثقة ولكنه متأخر يروي عن ابن عباس وأبي هريرة وغيرهما ولم يدرك عمر".
ـ[إبراهيم العرف]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتاب أحكام الخواتيم ص 48: وفي كلام أحمد إيماء إليه قال في رواية إسحاق وقيل له: يكره الخاتم من ذهب أو حديد؟
قال:أي والله والحديد يكره.
فسوى بينه وبين الذهب في الكراهة ثم أفرده بكراهة زائدة وظاهر الأحاديث السابقة تدل على ذلك.
والصحيح عدم التحريم فإن الأحاديث فيه لاتخلو عن مقال وقد عارضها ماهو أثبت منها كالحديث الذي في الصحيحين أن النبي (ص) قال لخاطب المرأة التي عرضت نفسها عليه: التمس ولو خاتما من حديد.اهـ(/)
النص الناقص من كتاب «الأحاديث التي خولف فيها مالك للدارقطني» للشيخ د/ رضا بوشامة
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[25 - Dec-2007, مساء 01:56]ـ
النص الناقص من كتاب «الأحاديث التي خولف فيها مالك للدارقطني»
للشيخ د/ رضا بوشامة
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد قمت قبل برهة من الزمن بطباعة كتاب الإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني
الموسوم بـ: الأحاديث التي خولف فيها مالك بن أنس، نشرتْه مكتبةُ الرشد بالرياض عام 1418هـ، والكتاب مشتمل على مباحث عدَّة في علل الحديث، ذكر مؤلِّفُه بعض الأحاديث والآثار التي رواها مالك في موطئه وخارجه، خالفه في روايتها جمع من أصحابه من حيثُ السندُ والمتن، فرجَّح وعلَّل وخطَّأ وصوَّب، فقمت بتحقيق ذلك الكتاب الفذِّ في بابه، وبيَّنت مواضع الحديث في الموطأ وغيره، وكذا الروايات المخالفة لمالك، ودعَّمت ذلك كلِّه بأقوال أهل الشأن في تعليل أحاديث مالك أو تقويتها، وكان الكتاب مرتَّبًا على شيوخ مالك بدءً بالإمام الزهري، إلاَّ أنَّه تخلَّل أحاديث الزهري نقص في أصل النسخة الخطية ومصوراتها، وكنتُ ذكرت في مقدِّمة الطبعة أنَّ النقص يُحتمل أن يكون بمقدار ورقة فقط، وكان من تيسير الله عزَّ وجلَّ أن وقفت على بعض ذلك النقص وألحقته بالكتاب، وهو الحديث الثاني منه، وذلك الحديث ذكره الإمام ابنُ رُشيد في كتابه السَنَن الأبين، وبعد طباعة الكتاب وقفتُ على نصٍّ آخر في كتاب نادر للإمام ابن عبد الهادي رحمه الله، ذكره وعزاه لكتاب الدارقطني هذا، وبما أنَّ الكتاب قد يتأخَّر طبعه مرَّة ثانية أحببت أن أوقف كلَّ مَن له عناية بعلل الحديث، ومَن كان قد اقتنى نسخة من الكتاب المطبوع بتحقيقي، على هذا الحديث الناقص؛ ليتسنَّى له إلحاقه في نسخته والاستفادة منه، ولعل بهذا الحديث الذي ذكره ابن عبد الهادي يكتمل كتاب الدارقطني، وأكون بذلك قد جمعتُ بين إخراج الكتاب كما وُجد، وتكميل ما فيه من نَقص، واللهَ أسأل أن يجعل عملي فيه خالصًا لوجهه الكريم، وبالله تعالى التوفيق:
النصُّ الناقص:
قال الإمام ابن عبد الهادي في شرح علل الحديث لابن أبي حاتم (ل:57/أ، ب مخطوط) (ص248 طبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر):
«وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك: روى مالكٌ في الموطأ، عن الزهري، عن عبَّاد بنِ زياد مِن ولد المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم ذهب لِحاجتِه في غَزوة تَبوك ...
فذَكَرَ قِصَّةَ وُضوئِه، والْمسح على الخفَّين.
خالفه صالِح بنُ كيسان، ومَعمر، وابنُ جريج، ويونس، وعمرو بن الحارث، وعُقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن خالد بن مُسافر، وغيرُهم، فرووه عن الزهري، عن عبّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، فزادوا على مالك في الإسناد: عروة بن المغيرة.
وبعضُهم قال: عن ابنِ شهاب، عن عبَّاد بن زياد، عن عروة وحَمزة ابنَي المغيرة، عن أبيهما، قال ذلك عُقيل، وعبد الرحمن بن خالد، ويونس بن يزيد من رواية الليث عنه.
ولم ينسب أحدٌ منهم عبَّادًا إلى المغيرة بن شعبة، وهو عبَّاد بنُ زياد بنِ أبي سفيان، قال ذلك مصعب الزبيري، وقاله علي بن المديني، ويحيى بن معين، وغيرُهم، ووَهِم مالكٌ رحمه الله في إسناده في موضعين، أحدُهما قولُه: عباد بن زياد مِن ولد المغيرة بن شعبة، والآخَر: إسقاطه مِن الإسناد عروة وحمزة ابنَي المغيرة، والله أعلم» اهـ من شرح العلل لابن عبد الهادي.
التعليق على كلام الدارقطني:
حديث مالك أخرجه في الموطأ (ص:106 ـ رواية القعنبي)، و (ل:5/أ مخطوط ـ رواية ابن بكير).
وأمّا يحيى الليثي فقد وهم على مالك في إسناد هذا الحديث، فقال (1/ 75 ـ 76) (79) عن مالك، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، عن أبيه المغيرة بن شعبة به.
فقوله: «عن أبيه» مما وهم فيه على مالك. انظر: التمهيد (121/ 11)، وأطراف الموطأ للداني (244/ 2).
تخريج الروايات المخالفة لرواية مالك كما ذكرها الدارقطني:
فأمّا رواية صالح بن كيسان فهي عند أحمد في المسند (4/ 249)، وأبي عوانة في صحيحه (1/ 215).
ومعمر عند ابن عبد البرّ في التمهيد (11/ 122).
وابن جريج عند مسلم في صحيحه (1/ 317) (274).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويونس بن يزيد عند النسائي في السنن (1/ 62)، وأبو داود في السنن (1/ 123) (149)، وابن حبّان في الصحيح (5/ 206) (2224).
وعمرو بن الحارث عند النسائي في السنن (1/ 62)، وابن خزيمة في الصحيح (1/ 102) (203).
كلُّ هؤلاء رووه عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة بن شعبة.
وذكر الدارقطني أنَّ عُقيلاً وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر ويونس ـ من رواية الليث ـ رووه عن الزهري، عن عباد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة، عن أبيهما.
ورواية يونس هذه أخرجها الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 398)، وابن عبد البرّ في التمهيد (11/ 123).
وتقدَّم أنَّه رواه أيضًا عن عروة وحده، عن أبيه.
وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 377) من طريق يونس، عن الزهري، عن عباد، عن حمزة وحده، عن أبيه المغيرة.
قال ابن عبد البرّ: «وربما حدّث به ابن شهاب عن عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة عن أبيه ولا يذكر حمزة بن المغيرة، وربما جمع حمزة وعروة ابني المغيرة في هذا الحديث عن أبيهما المغيرة». التمهيد (11/ 121).
فالخلاصة أنَّ مالكًا رحمه الله وهم في قوله: «عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة»، وفي إسقاط الواسطة بين عباد والمغيرة، وهو عروة أو حمزة ابني المغيرة.
وعباد بن زياد هو ابن أبي سفيان، وليس من ولد المغيرة بن شعبة، كما قال ذلك مصعب الزبيري كما في مسند أحمد (4/ 274)، ومسلم في التمييز (ص171)، وكذا نقله الدارقطني كما تقدَّم عن ابن المديني وابن معين، وهو قول أبي حاتم وغيره.
انظر: الجرح والتعديل (6/ 80)، وعلل الحديث (1/ 69)، والعلل للدارقطني (7/ 107)، وتاريخ دمشق (26/ 234).
وذكر الداني في أطراف الموطأ (2/ 245) احتمالاً لسبب وهَم مالك فقال: «وأَظُنُّ الوَهَمَ دخلَ فيه بِأَنْ سَقَطَ لمالكٍ من الإسنادِ كلمةُ (عن) بين عَبَّاد ورَجُل، فحَدَّثَ به كذلك. والحديثُ على هذا مقطوعٌ.
وقد ثَبتت كلمةُ (عن) عند رَوْح بنِ عُبادة قال فيه: عن مالك، عن الزهري، عن عَبَّاد، عن رجل من ولد المغيرة، عن أبيه المغيرة».
وذكر الدارقطني رواية روح هذا، ثمّ قال: «فإِنْ كان رَوْحٌ حَفِظَهُ عن مالك هكذا فقد أَتَى بالصواب عن الزهري». العلل (7/ 107).
ثمَّ ذكر ترجيح رواية الجماعة على رواية مالك، وهو الصواب كما تقدَّم نقله عن بعض الأئمة.
والله أعلى وأعلم، وصلَّى الله وسلم على نبيِّنا وعلى آله وصحبه.(/)
ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي 3
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 12:18]ـ
قال رحمه الله تعالى (570) تحت باب: الدارة في آخر كل حديث (1/ 272 - دار المعرف تحقيق الدكتور محمود الطحان):
قد أخبرنا محمد بن الحسين القطان، قال: أنا عبد الله بن جعفر بن دستوريه، نا يعقوب بن سفيان، قال: قال علي بن المديني: «أتاني رجل من ولد محمد بن سيرين بكتاب محمد بن سيرين عن أبي هريرة، كان كتابا في رق عتيق، وكان عند يحيى بن سيرين، كان محمد لا يرى أن يكون عنده كتاب، وكان في أسفل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث فرغ منه: هذا حديث أبي هريرة، بينهما فصل: قال أبو هريرة كذا، وقال في فصل كل حديث عاشر (0) (1) حوله نقط كما تدور» (2)
_________________________
(1) في الأصل لا يوجد غير لفظ ((عاشر)) ولا توجد هذه الدارة, بل هي في ظ فقظ. لكن وضع الناسخ في الأصل فوق كلمة ((عاشر)) علامة تضبيب.
(2) أي كان يضع الفاصل بعد كل عشرة أحاديث دائرة وحولها نقاط هكذا [0].
السؤال: أريد زيادة توضيح لهده المسألة مع بيان وجد إطلاق كلمة نقاط-كما في كلام المحقق- على المعقوفتين.
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاروق]ــــــــ[26 - Dec-2007, مساء 07:43]ـ
في المرفق مثال على الدارة عند منتهى كل حديث، وكان بعضهم يضع دائرة فيها مميزة عقب كل عشرة احاديث. وكان بعضهم يميز كلمة حدثنا في بداية كل حديث جديد بلون مميز كاللون الأحمر مثلا.(/)
من هو "أبونعيم" في الإسناد المذكور؟
ـ[غاده]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 08:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ........
باب صلة الرحم
49 - حدثنا ابو نعيم قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن عبدالله بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحه يذكر , عن ابي ايوب الأنصاري , ان اعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم في مسيره ,فقال اخبرني ما يقربني من الجنه ,ويباعدني من النار؟ قال: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئا , وتقيم الصلاة , وتؤتي الزكاة, وتصل الرحم)).
ابو نعيم هل هو
(((ضرار بن صرد الكوفي الطحان الكوفي قال عنه البخاري والنسائي متروك الحديث وقال النسائي في موضع آخر ليس بثقة مات في ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومئتين روى عنه البخاري ومسلم وابي داوود والنسائي والترمذي)))).
(الكاشف 1/ 647) (تهذيب الكمال 13/ 306)
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 09:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا. هو أبو نعيم الفضل بن دكين.
وليتكِ بينتِ مصدر نقلكِ الحديث، ليُعرف الراوي عن أبي نعيم. والحديث في الأدب المفرد للبخاري.
وللفائدة: فالحديث أخرجه مسلم في صحيحه، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان بن موهب، به.
ـ[غاده]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 04:45]ـ
اخي محمد ................ بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله عني خير الجزاء
الحديث في الأدب المفرد للبخاري تحقيق الألباني
ـــــــــــــــــــــــــــ
باب الود يتوارث .. كتاب الأدب المفرد
[43] (38) حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن فلان بن طلحة عن أبى بكر بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كفيتك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن الود يتوارث))
محمد بن فلان بن طلحه هل هو:
محمد بن عبد الرحمن بن طلحة بن الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي العبدري الحجبي أبو عبد الله وقيل أبو القاسم المكي روى عنه شعبة وابن المبارك ووكيع وأبو عاصم النفيلي ذكره ابن حبان في الثقات وقد قال بن عدي محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي ضعيف يسرق الحديث وقال الدارقطني متروك وذكره البخاري في التاريخ فلم يذكر فيه جرحا
(تهذيب التهذيب 9/ 266)
اثابكم الله وسدد خطاكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 06:29]ـ
وإياكِ.
ما ذكرتِ محتمل.
قال المزي -في تهذيب الكمال (27/ 83) -: (بخ: محمد بن فلان بن طلحة، عن أبي بكر بن حزم (بخ)، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: " الود يتوارث ".
روى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (بخ)،
روى له البخاري في الأدب هذا الحديث)،
فتعقبه ابن حجر، وقال -في تهذيب التهذيب (9/ 479) -: (الذي في الأدب للبخاري ما نصه: حدثنا كثير [كذا، والصواب: بشر] بن محمد، ثنا عبد الله -هو ابن المبارك-، أنا محمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن فلان بن طلحة، عن أبي بكر بن حزم، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رفعه: أن الود يتوارث.
كذا فيه: لم ينسب (محمد بن عبد الرحمن)، وكذا هو في البر والصلة لابن المبارك، فظن المزي أنه ابن أبي ذئب، فجزم به.
لكن أخرج هذا الحديث البيهقي في شعب الإيمان من طريق البخاري، فوقع عنده: عن محمد بن عبد الرحمن بن فلان بن طلحة.
وقد تقدم في محمد بن عبد الرحمن بن طلحة العبدري أن ابن المبارك روى عنه، فيحتمل أن يكون هو).
ويُثبت ما ذكره ابن حجر عن البخاري أيضًا -سوى إخراج البيهقي في الشعب (7899) من طريقه-: أن البخاري أخرجه كذلك -في التاريخ الكبير (1/ 121) -، فقال: (وقال لنا بشر بن محمد، عن ابن المبارك، عن محمد بن عبد الرحمن بن فلان بن طلحة، عن أبي بكر بن حزم، عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ... ).
ومنه؛ فشيخ ابن المبارك في هذا الحديث: محمد بن عبد الرحمن بن فلان بن طلحة، وقد احتمل ابن حجر أن يكون هو محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الذي نقلتِ شيئًا من ترجمته.
والله أعلم.(/)
كيف أفرق بين زيادات عبدالله بن الإمام أحمد وما رواه أبوه في المسند؟
ـ[ابوطيب]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أفرق بين زيادات عبدالله بن الإمام أحمد وما رواه أبوه في المسند؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - Dec-2007, مساء 11:58]ـ
بالنسبة للطبعة الطبعة الميمنية القديمة وما شابهها:
إذا رأيت في أول السند: حدثني أبي أو قال عبد الله حدثني أبي، أو حدثنا عبد الله حدثني أبي، فهذا يكون من أصل المسند.
وإذا رأيت في أول السند: قال عبد الله حدثني فلان، أو حدثنا عبد الله حدثني فلان غير أبيه، فهذا من زيادات عبد الله على المسند
وفي طبعة الشيخ شعيب الأرناؤوط، وضعوا دائرة صغيرة سوداء قبل زيادات عبد الله؛ لتمييزها
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 12:03]ـ
ويدخل في الزوائد أيضا ما جاء على صورة: حدثنا عبد الله حدثني أبي وفلان
فهذا الحديث من المسند باعتبار رواية عبد الله له عن أبيه
وهو أيضا من الزيادات لروايته عن غير أبيه.
مثل: حدثنا عبد الله حدثني أبي وأبو خيثمة قالا .....
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 12:09]ـ
وقد طبع كتاب:
زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند، للدكتور عامر حسن صبري، نشر: دار البشائر الإسلامية في بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ.
ولكن لم يتيسر لي الاطلاع عليه
ـ[ابوطيب]ــــــــ[28 - Dec-2007, مساء 02:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
دراسة الأحاديث والآثار الواردة في ابتداء رمي الجمار أيام التشريق
ـ[الناكر]ــــــــ[28 - Dec-2007, صباحاً 07:51]ـ
نشرت مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحثا قيما لفضيلة الدكتور عبد العزيز بن محمد السعيد الأستاذ المشارك بقسم السنة وعلومها يتعلق بأحاديث الرمي قبل الزوال، وهو بحث فائق، ناقش فيه الباحث أقوال الآخرين بموضوعية، فهو جدير بالقراءة. وفقه الله
اضغط على الرابط لتحميل البحث
http://upload.9q9q.net/file/xZwKIFhIF2y/----------------------.zip.html-Accounting.html(/)
الشيخ المحدث مقبلُ الوادعي اليماني يخالف طريقةَ الدارقطني في حكم زيادة الثقة.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 01:13]ـ
الشيخ المحدث مقبلُ الوادعي اليماني يخالف طريقةَ الدارقطني في حكم زيادة الثقة.
المشهور من مذهب الدارقطني في حكم زيادة الثقة هو أنه يرجح بالحفظ مطلقا كما في كتابه "العلل
الوارة في الأحاديث النبوية"
لكن الذي يظهر أن طريقة الشيخ مقبل الوادعي يرحمه الله في هذه المسألة من خلال دراسته وتحقيقه لكتاب "الإلزمات والتتبع " للدارقطني يرحمه الله (رسالة الماجستيرللشيخ) يظهر أن الطريقة العامة التي جرى عليها هي الترجيح بالعدد، وليس الترجيح بالحفظ كما هي قاعدة الدارقطني،فمتى كان التارك أكثر فالقول قوله عند الشيخ مقبل.(/)
مدافعة العلامة الناقد الكبير عبدالرحمن المعلمي اليماني لأبي رية حول"حديث الخلق"
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[30 - Dec-2007, مساء 06:02]ـ
مدافعة العلامة الناقد الكبير عبدالرحمن المعلمي اليماني لمجازفات أبي رية حول"حديث الخلق"
لقد انبرى العلامة المعلمي للرد على مجازفات محمود "أبو رية" الذي أسماه ((أضواء على السنة المحمدية)) فرد عليه بكتابه الرصين في مناقشته، المتين في عباراته "الأنوار الكاشفة
لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة"وقد اثبت العلامة المعلمي اليماني جهل صاحب الأضواء الذي أراد أن يشكك في كثير من السنة الصحيحة ويشكك في منهج العلماء المحدثين المتخصصين.
لكن العلامة المعلمي حاول أن يدافع حتى عن حديث ضعفه جماعة من الأئمة المتقدمين والمشتغلين بهذا الشأن وهو الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة حديث الخلق قال أبو هريرة (أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة .. .))
وقد أعل طائفة من أعيان أهل الحديث هذا الخبر، بأمور قوية جدا مثل:
الأول، أنه لم يذكر خلق السماء، وجعل خلق الأرض في ستة أيام
الثاني أنه جعل الخلق في سبعة أيام
والقرآن يبين أن خلق السموات والأرض كان في ستة أيام، أربعة منها للأرض ويومان للسماء
الثالث أنه مخالف للآثار القائلة: إن أول الستة يوم الأحد، وهو الذي تدل عليه أسماء الأيام: الأحد- الاثنان- الثلاثاء- الأربعاء- الخميس
ومن حيث الاسناد أعله ابن المديني بأن إبراهيم بن أبي يحيى قد رواه عن أيوب، قال ابن المديني: ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم ابن أبي يحيى)) انظر الأسماء والصفات ص 276، يعني و إبراهيم مرمي بالكذب فلا يثبت الخبر عن أيوب ولا من فوقه.
وكذلك البخاري يرى أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مما أخذه أبو هريرة عن كعب الأحبار كماقال في التاريخ الكبير.
وكذلك تابع ابن كثير البخاري على هذا القول
فالذي يبدو أن هذا القول الذي عليه هولاء الأئمة من الأعيان من تضعيفهم لهذا الحديث حجته قوية وأن العلامة المعلمي ربما في كلامه الذي حاول أن يدفع به قول الأئمة فيه شيء من التكلف، وغير مقنع علميا، فحجج الأئمة و العلل التي ذكروها في متن الحديث وسنده ظاهرة وواضحة ومن المتانة بمكان.(/)
الإدراج أسبابه ووسائل معرفته
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 07:58]ـ
الإدراج
أسبابه ووسائل معرفته
د. شرف محمود القضاة و حميد يوسف قوفي
أستاذ مشارك ماجستير في الحديثكلية الشريعة – الجامعة الأردنية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛
فلا شك أن من أهم أهداف الدراسات الحديثية المحافظة على حديث النبي صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان، ويأتي هذا البحث في هذا الإطار، فهو يبحث في تخليص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلام غيره من الرواة.
ويعد هذا الموضوع من الموضوعات الهامة والمتقدمة في علوم الحديث؛ فهو جزء من علم العلل، والبحث في هذه المسائل من أغمض الأبحاث في علوم الحديث.
ويبدو أن أول من وضع كتابا في الجانب التطبيقي في هذا الموضوع هو الخطيب البغدادي في كتابه " الفصل للوصل المدرج في النقل " وقد جاء حافلا بالأمثلة.
وقد لخصه الحافظ ابن حجر ورتبه وزاد عليه في كتابه " تقريب المنهج بترتيب المدرج " ويبدو أنه مفقود، أما غيره ممن أتى بعده فهم عيال على ما كتب الخطيب، وتكاد تكون كتاباتهم مختصرات لما كتب.
وقد رأيت أن أفرد أسباب الإدراج ووسائل معرفته في هذا البحث خشية الإطالة ليكون مناسبا لما تقتضيه طبيعة المجلات العلمية المتخصصة.
وفي هذا البحث تجد مناقشة لبعض المسائل التي تحتاج إلى مناقشة في رأيي، ومقارنة بين كثير من النصوص، وترجيحا بينها بحسب ما أدّى إليه اجتهادي.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[07 - Mar-2008, صباحاً 07:32]ـ
......................
ـ[أبو الخير الأحمدي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 02:05]ـ
للفائدة
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 03:34]ـ
بارك الله فيك(/)
ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي: (حوله نقط كما تدور)
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 11:22]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاروق وزادك الله علما
في كلام الخطيب سابقا (1/ 272 - 273)
عندي إشكال: في كلام المحقق (الدكتور محمود الطحان) عند قول المؤلف: (حوله نقط كما تدور) ذكر المحقق في الحاشية: أي كان يضع الفاصل بعد كل عشرة أحاديث دائرة وحولها نقاط هكذا [0].
والسؤال: أريد زيادة توضيح وجه إطلاق كلمة نقط -حول الدائرة -كما في كلام المؤلف والمحقق-.
وجزاك الله خيرا
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:13]ـ
أخي الحبيب الكريم
هي طريقة في الكتابة من نوع الفواصل، معروفة في المخطوطات التراثية
وعند النساخين القدماء، وهي مثلما نصنعه في زماننا في الإيميل بوضع
علامة @ وهي الآن معروفة عندنا كمصطلح في التعامل مع النت والشنبكوتية
وهي ليست بين مضلعين؛ بل مجموع من الدوائر متداخلة، وداخلها، أو خارجها
نقاط تدور حولها، وليست كما رسمتها هنا:
((أي كان يضع الفاصل بعد كل عشرة أحاديث دائرة وحولها نقاط هكذا [0]))
وشكرا لك
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[10 - Apr-2008, مساء 01:20]ـ
وقد أخذ الخطيب البغدادي ذلك عن كتاب:
المعرفة والتاريخ؛ للفسويّ (وهو «يعقوب بن سفيان الفسوي» المتوفّى سنة 277 هـ
وصفه الذهبي بـ:
«الاِمام الحافظ الحجّة الرحّال، محدّث إقليم فارس»
وقال: «وله تاريخ كبير جمّ الفوائد»)، ونحن نجد فيه:
((محمد بن سيرين:
قال علي بن المديني: أتاني رجل من ولد محمد بن سيرين بكتاب محمد بن سيرين عن أبي هريرة فكانت هذه الأحاديث يحدث بها هشام مرفوعة كانت عنده مرفوعة كان أولها: هذا ما حدثنا أبو هريرة قال أبو القاسم كذا، وقال أبو القاسم كذا، وكان فيه.
قال: كان كتاب في رق عتيق، وكان عند يحيى بن سيرين، كان محمد لا يرى أن يكون عنده كتاب، وكان في أسفل حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ منه: هذا حديث أبي هريرة، بينهما فصل، قال أبو هريرة كذا،
وقال: في فصل كل حديث عاشرة حوله نقط كما تدور، وكان محمد لا يدلس.
قال سفيان عن عاصم قال: أتيت ابن سيرين بكتاب فقلت: انظر فيه، فقلت: يبيت عندك ? فأبى، كأنه كان يكره أن يكون عنده كتاب.
قال علي: وأخبرنا أمية بن خالد عن شعبة قال: قال خالد الحذاء: هذه الأحاديث التي يرويها محمد عن ابن عباس إنما لقي عكرمة بالكوفة أيام المختار.
حدثني أبو بشر حدثنا سعيد بن عامر عن أسماء عن أنس بن سيرين قال: لما ولدت انطلق بي إلى أنس بن مالك فسماني باسمه وكناني بكنيته ... ).(/)
من أبن أبي الوزير في هذين الاسنادين؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 11:26]ـ
السلام عليكم
في كتاب السنة لابن أبي عاصم ومعه ظلال الجنة قال المصنف رحمه الله (حديث 581 ط المكتب الاسلامي):
حدثنا المقدمي، ثنا ابن أبي الوزير، ثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس، فإنها وسط الجنة وأعلاها، وفوقها عرش الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة».*
قال الالباني رحمه الله: (حديث صحيح، ورجال اسناده رجال الشيخين غير ابن أبي الوزير فلم أعرفه الآن على أنه قد توبع كما يأتي، وفليح بن سليمان فيه ضعف من قبل حفظه لكن لحديثه شاهد يقويه قد خرجته في الصحيحة. والحديث أخرجه البخاري وأحمد والبيهقي من طرق أخرى عن فليح به راجع له المصدر السابق) أهـ
قال المعلق: ثم عرفه أنظر الحديث رقم 685.
يشير بذلك الى حديث آخر مقطوع رواه ابن أبي عاصم قال (حديث 685):
ثنا المقدمي، ثنا ابن أبي الوزير، عن محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، قال: الصمد: الذي لا جوف له.
قال الألباني رحمه الله: (إسناده مقطوع فيه ضعف، محمد بن مسلم هو الطائفي صدوق يخطىء. وابن أبي الوزير هو محمد بن عمر بن مطرف الهاشمي مولاهم) أهـ
فهل ابن أبي الوزير المشار إليه هو محمد بن عمر بن مطرف أبو المطرف أم أخوه إبراهيم أبو عمرو، حيث ذكر المزي في تهذيب الكمال كلاً من فليح ومحمد بن مسلم من شيوخ الثاني دون الأول.
-----------------
(*) الحديث رواه المصنف في كتاب الجهاد (2/ 544) بنفس الاسناد ورواه البخاري في كتاب الجهاد باب فضل المجاهدين وفي كتاب التوحيد باب وكان عرشه على الماء ورواه الحاكم في المستدرك كتاب الإيمان (1/ 153) والبيهقي في الإسماء والصفات (2/ 282) من طريق فليح به.
ورواه أحمد 2/ 335، 339 وابن حبان 10/ 471 من طريق فليح عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 01:55]ـ
اخي الكريم بناء على كلامك حيث قلت ذكر المزي في تهذيب الكمال كلاً من فليح ومحمد بن مسلم من شيوخ الثاني دون الأول
يكون المراد أخوه إبراهيم أبو عمرو لان الحديث مروي عن محمد بن مسلم وهومن شيوخه وليس من شيوخ اخيه والله اعلم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 05:45]ـ
بارك الله فيك
المقصود معرفة طريق أخرى جاء فيها تمييز للراوي أو قرينة للتفريق(/)
ما معنى قول عبد الله بن أحمد قال: "كنت أرى في كتاب أبي إجازة - يعني دارة .. "؟
ـ[أبو معاذ__عدنان]ــــــــ[31 - Dec-2007, صباحاً 11:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى هذا الكلام للخطيب البغدادي في "الجامع" (1/ 274) رقم (574):
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي، قال: حدثني أبو بكر الخلال، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: «كنت أرى في كتاب أبي إجازة - يعني دارة - ثلاث مرات ومرتين، وواحدة أقلة، فقلت له: إيش تصنع بها؟ فقال: أعرفه إذا خالفني إنسان، قلت له: قد سمعته ثلاث مرات»
وجزاكم الله خيرا(/)
ما صحَّة حديث: "من حفظ آية من كتاب الله ثم ظن أن أحدا أغنى منه ... "؟
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 02:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أحد العلماء الأجلاء يقدم لمحاضرته بحديث فيقول:
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من حفظ آية من كتاب الله تعالى ثم ظن أن أحدا أغنى منه فقد حقر ما عظم الله " وفى رواية " فقد كفر بما نزل على محمد ".
فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟؟؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم و بعلمكم ...
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[31 - Dec-2007, مساء 04:01]ـ
هذا الحديث لا يصح، قال الزيلعي في ((تخريج الأحاديث والآثار الواردة في الكشاف)) (ج2/ص217 - 218): ((حديث أبي بكر: من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا.
قلت: غريب من حديث أبي بكر، ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي: (من أعطى القرآن فرأى أن أحدا قد أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله ومن قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه) انتهى.
ومن طريق ابن راهوية رواه الطبراني في معجمه وروى ابن عدي في كامله عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعلم القرآن فظن أن أحدا أغنى منه فقد حقر عظيما وعظم صغيرا) انتهى.
وأعله بحمزة هذا وقال إنه يضع الحديث. انتهى)).
وقال الشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) (ص297): ((حديث: من آتاه الله القرآن فظن أن أحدا أغنى منه فقد استهزأ بآيات الله قال في المختصر ورد من طرق كلها ضعيفة)).
ولعل أحد الأفاضل يتحفنا بتخريج موسع له فإني كنت قد عزمت على تخريجه لكن حالت دون ذلك المشاغل.
ـ[ريهان يحيى]ــــــــ[01 - Jan-2008, صباحاً 11:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى الكريم ونفع بعلمكم.
ولله الحمد والمنة أن صدق حدسى فى هذا الحديث فقد كان فى النفس منه شئ.(/)
حديث باطل: " حسنات الأبرار سيئات المقربين "
ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 01:57]ـ
" حسنات الأبرار سيئات المقربين ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 216):
(باطل لا أصل له.)
ثم قال: ((و قد أورده الغزالي في " الإحياء " (4/ 44) بلفظ: قال القائل الصادق: " حسنات الأبرار .. "، قال السبكي (4/ 145 - 171): ينظر إن كان حديثا، فإن المصنف قال: قال القائل الصادق، فينظر من أراد.
قلت: الظاهر أن الغزالي لم يذكره حديثا، و لذلك لم يخرجه الحافظ العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء " و إنما أشار الغزالي إلى أنه من قول أبي سعيد الخراز الصوفي، و قد أخرجه عنه ابن الجوزي في " صفوة الصفوة " (2/ 130 / 1) و كذاابن عساكر في ترجمته كما في " الكشف " (1/ 357) قال: و عده بعضهم حديثا وليس كذلك.
قلت: و ممن عده حديثا، الشيخ أبو الفضل محمد بن محمد الشافعي فإنه قال في كتابه " الظل المورود " (ق 12/ 1): فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، و لا يشفع له أنه صدره بصيغة التمريض - إن كانت مقصودة منه لأن ذلك إنما يفيد فيما كان له أصل و لو ضعيف، و أما فيما لا أصل له - كهذا - فلا.
قلت: ثم إن معنى هذا القول غير صحيح عندي، لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة أبدا مهما كانت منزلة من أتى بها، و إنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح، مثل الكذبات الثلاث التي أتى بها إبراهيم عليه السلام، فإنها جائزة لأنها كانت في سبيل الإصلاح، ومع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة، و اعتذر بسببها عن أن يكون أهلا لأن يشفع في الناس صلى الله عليه و على نبينا و سائر إخوانهما أجمعين وأما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت منه من المقربين، فمما لا يكاد يعقل، ثم وقفت على كلام مطول في هذا الحديث لشيخ الإسلام ابن تيمية قال فيه: هذا ليس محفوظا عمن قوله حجة، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أحد من سلف الأمة و أئمتها و إنما هو كلام لبعض الناس و له معنى صحيح و قد يحمل على معنى فاسد، ثم أفاض في بيان ذلك فمن شاء الإطلاع عليه فليراجعه في رسالته في التوبة (ص 251 - ص 255) من " جامع الرسائل " تحقيق صديقنا الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله تعالى.)) سلسلة الأحاديث الضعيفة؛ حديث رقم (100)
أبو معاذ زياد محمد الجابري(/)
هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 05:16]ـ
كنت استمع البارحة لفضيلة الشيخ الشريف حاتم العوني رفع الله قدره وأعلى ذكره في سلسلتة الرائعة "مصادر السنة ومناهج مصنفيها" فسمعته يقول في الشريط الأول الدقيقة الخامسة بعد الساعة، يقول:
" أنه لم يسبق الإمام الترمذي إلى استعمال مصطلح الحديث الحسن بمعناه الاصطلاحي أحد " فكل من سبقه ما كانوا يستخدمون الحسن بالمعنى الاصطلاحي ولا كان عندهم الحديث المقبول ينقسم إلى صحيح وحسن "
قلت: قد حرر هذه المسألة بكلام قوي متين شيخنا المحدث الباحث المحقق أبو محمد عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه "التحرير" ج2/ 819: 825)
قال في المبحث الثاني من الفصل الثاني تحت عنوان" تاريخ هذا المصطلح (الحسن)
(والتحقيق: أنه مسبوق (يعني الترمذي) إلى استعمال هذا المصطلح بالمعنى الذي قصد إليه، سبقه به أئمة الحديث، لكنه لم يتحرر يومئذ بتعريف، وفضل الترمذي أنه أول من صاغ قانونه، وحرر تعريفه.
فممن استعمله قبله أو من معاصريه من أئمة الحديث:
(1) الإمام مالك بن أنس، وهو أقدم من عرف عنه ذكر (الحديث الحسن).
وذلك فيما أخرجه الحافظ ابن أبي حاتم الرازي (تقدمة الجرح والتعديل صى32،31) قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، قال: سمعت عمي (يعني عبد الله بن وهب) يقول: سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس، قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن شداد القرشي، قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه ".
فقال: " إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة " ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع.
وهذا الحديث لو تتبعته صرت إلى أنه (حسن) بالمعنى الاصطلاحي، مع أن الاصطلاح لم يعرف بعد.
(2) الإمام علي بن المديني.
ومما جاء عنه في ذلك في حديث عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان ذا وجهين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة "، قال ابن المديني: " إسناده حسن , ولا نحفظه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق " (، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير فهو حسن " (نقله المزي في تهذيب الكمال (29/ 482).
(3) الإمام محمد بن إسماعيل البخاري صاحب " الصحيح ".
فقد نقل عنه الترمذي تحسينه لعدة أحاديث، وذلك في كتابي " الجامع " و " العلل الكبير "، جميعها مما يتطابق مع تعريف الحديث الحسن بما تقدم، وعنى به البخاري درجة في الثبوت، منها: حديث عثمان في تخليل اللحية في الوضوء، وحديث ابن عباس في تخليل الأصابع، وحديث عائشة في " ويل للأعقاب من النار " في الوضوء كذلك، وغيرها.
(4) أبو حاتم الرازي، فحكم به على الحديث المعين، قوله في ترجمة (عمرو بن محمد) الراوي عن سعيد بن جبير: " هو مجهول)، والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير فهو حسن. (الجرح والتعديل (3/ 1/262)
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه شعبة والليث عن عبد ربه بن سعيد، واختلفا: فقال الليث: عن عمران بن أبي أنس.
وقال شعبة: عن أنس بن أبي أنس.
واختلفا: فقال الليث: عن ربيعة بن الحارث.
وقال شعبة: عن المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " الصلاة مثنى مثنى، تخشع، وتضرع، وتمسكن، وتقنع بيديك _ يقول: يرفعهما _ وتقول: يا رب، يا رب، فمن لم يفعل ذلك لم يفعل ذلك فهيَ خداج ".
قال أبي: " ما يقول الليث أصح؛ لأنه قد تابع الليث عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، وعمرو والليث كانا يكتبان، وشعبة صاحب حفظ ".
قلت لأبي: هذا الإسناد عندك صحيح؟ قال: " حسن ".
قلت لأبي: من ربيعة بن الحارث؟ قال: " هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ". قلت: سمع من الفضل؟ قال: " أدركه ". قلت: يحتج بحديث ربيعة بن الحارث؟ قال: " حسن ". فكررت عليه مراداً فلم يزدني على قوله: " حسن "، ثم قال: " الحجة سفيان وشعبة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: فعبد ربه بن سعيد؟ قال: " لا بأس به ". قلت: يحتج بحديثه؟ قال: " هو حسن الحديث " (علل الحديث رقم 365).
قلت: حكم أبي حاتم على راو بكونه (حسن الحديث) كثير، يأتي قريباً بعض مثاله.
قلت: والأشبه أن يكون ما اصطلحه الترمذي في عد الحديث الحسن قسيماً للصحيح في جملة الحديث المقبول، مما أخذه عن شيخه البخاري، وأخذه البخاري عن شيخه علي بن المديني.
ولا نعلم أحداً من أئمة هذا الشأن عاب على الترمذي هذا الاصطلاح عند ظهوره منه، بل إن من جاء من بعد قد تواردوا على متابعة الترمذي في استعماله.
ويعتضد ما بينته عن الترمذي في معنى (الحسن) وعمن سبقه إليه أو وافقه فيه: ما شاع من استعمال إطلاق وصف (حسن الحديث) على الراوي، فمن تأمل أحوال من أطلقت عليه هذه العبارة عند متقدمي العلماء وجدها صفة من يحكم على حديثه بالحسن الاصطلاحي.
فمن ذلك:
(1) قال أحمد بن حنبل في (شهر بن حوشب): " ما أحسن حديثه " ووثقة، قال: " روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حساناً " (الجرح والتعديل (2/ 1/383).
(2) وقال أبو داود في (أشعث بن عبد الرحمن): " حسن الحديث " (سؤالات الأجري (النص:312).
(3) وقال أبو حاتم الرازي في (عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة المسعودي): " حسن الحديث، لا بأس به عنده غرائب عن الأعمش " (الجرح والتعديل (2/ 2/105).
(4) وقال أبو حاتم في (محمد بن راشد المكحولي): " كان صدوقاً، حسن الحديث " (الجرح والتعديل (3/ 2/253).
(5) وقال أبو حاتم في (محمد بن عبد الله المرادي): " شيخ لشريك، حسن الحديث، صدوق " (الجرح والتعديل (3/ 2/309).
وعلى نفس المعنى جرى الناقد أبو أحمد بن عدي في تحرير عبارات المتقدمين، وإن كان قد جاء بعد الترمذي لكنه كان على سنن السابقين، ومن أمثلة كلامه في ذلك:
نقل عن يحيى بن معين قوله في (إبراهيم بن سليمان أبي إسماعيل المؤدب): " ضعيف "، ثم قال: " هو عندي حسن الحديث، ليس كما رواه معاوية بن صالح عن يحيى، وله أحاديث كثيرة غرائب حسان، تدل على أن أبا إسماعيل من أهل الصدق، وهو ممن يكتب حديثه " (الكامل (1/ 404).
وقال ابن عدي في (أبان بن يزيد العطار): " هو حسن الحديث متماسك، يكتب حديثه، وله أحاديث صالحة عن قتادة وغيره، وعامتها مستقيمة، وأرجو أنه من أهل الصدق " (الكامل (2/ 73).
وقال ابن عدي في (بريد بن عبد الله بن أبي بردة الأشعري) وقد ذكر له حديثاً تفرد به: " هذا طريق حسن، ورواة ثقات، وقد أدخله قوم في صحاحهم، وأرجو أن لا يكون ببريد هذا بأس " (الكامل/2/ 247).
ولابن عدي بمثل المعنى في رواة آخرين (الكامل).
قلت: وقول ابن عدي: (يكتب حديثه) ولم يقل: (يحتج به)؛ لأن من كان (حسن الحديث، صدوقاً) لا يصلح الاحتجاج بخبره ابتداء حتى ينظر فيه، فيعرف أنه محفوظ، وإنما تكون عبارة (يكتب حديثه) جرحاً لو جاءت مفردة، أو مضمونة إلى لفظ جرح.
نعم، ربما قال الناقد في الراوي (حسن الحديث) وهو من الثقات المتقنين، كما قال أحمد بن حنبل في أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج: " شعبة حسن الحديث عن أبي إسحاق، وعن كل من يحدث عنه " (تقدمة الجرح والتعديلص:176)، وقال في (عيسى بن يونس بن أبي إسحاق): " حديثه حسن " (مسائل الإمام أحمد رواية بن هانئ/2/ 197)، وقال العجلي في (سفيان بن عيينة): " كان حسن الحديث " (معرفة الثقات (النص 631)، وقال أحمد بن حنبل في (زيد بن أبي أنيسة): " إن حديثه لحسن مقارب، وإن فيها لبعض النكارة، وهو على ذلك حسن الحديث " (الضعفاء للعقيلي (2/ 74 قلت وزيد ثقة وأحسب النكارة التي عنى أحمد التفرد فإنه ربما أراد ذلك)، وقال علي بن المديني: " ليس أحد أثبت في سعيد بن أبي سعيد المقبري من ابن أبي ذئب وليث بن سعد ومحمد بن إسحاق، هؤلاء الثلاثة يسندون أحاديث حساناً، ابن عجلان كان يخطئ فيها " (معرفة الرجال لابن محرز (2/ 207).
غير أن هذا قليل، فيكون التأصيل: أن من قيلت فيه عبارة (حسن الحديث) فهو صدوق حسن الحديث على المعنى الاصطلاح، حتى تدل قرينة على عدم إرادة ذلك.
ومن دلالة القرينة على عدم إرادة ذلك مثلاً قول ابن عدي في (حسام بن مصك): " عامة أحاديثه إفرادات، وهو مع ضعفه حسن الحديث، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق " (الكامل3/ 366).
فسائر قول ابن عدي مع النظر في كلام غيره من نقاد الحديث في (حسام) هذا، يتبين أن حسن الحديث هنا لم يرد به المعنى الاصطلاحي له، إنما ما يكون من حديث الراوي صالحاً للاعتبار.
خلاصة ما تقدم:
استعمال مصطلح (الحديث الحسن) قديم لأهل العلم بالحديث، واقع في كلام المتقدمين، يعنون به مرتبة من مراتب القبول والاحتجاج، وإنما كان للترمذي فيه فضل الإبراز والتعريف).
انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jan-2008, مساء 09:24]ـ
/// بارك الله فيك على هذه الإفادة ..
/// لكن لي على موضوعك بعض ملاحظ:
1 - الأولى: أنَّ الشيخ حاتم الشريف ليس هو من ابتدأ هذا القول من عنده، كما قد يوهم عنوان موضوعك، والأحرى بك تغيير العنوان؛ فهو مسبوقٌ بهذا القول من زمن طويل.
2 - الثانية: أنَّ ما ذكره الجديع في كتابه لا جديد فيه، إذ هو مقصد جميع مَن ذكر هذا الأمر، ومنهم الشريف حاتم، غير تفصيل ما أُجمل، ممَّا أشار إليه في أول كلامه، من استعمال هذا المصطلح دون تقنينه، ثم بعض ما ذكره محل نظَر واحتمال.
3 - الثالثة: الترمذي قد توفي 279 هـ، وابن عدي توفي 365 هـ، فلا أدري ما وجه نقل ما نُقِلَ عنه في الاستدراك المذكور؟
وفقك الله وبارك فيك ونفع بك.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 12:26]ـ
/// بارك الله فيك على هذه الإفادة ..
وفيك بارك شيخنا الفاضل على المرور والتعليق.
/// لكن لي على موضوعك بعض ملاحظ:
1 - الأولى: أنَّ الشيخ حاتم الشريف ليس هو من ابتدأ هذا القول من عنده، كما قد يوهم عنوان موضوعك، والأحرى بك تغيير العنوان؛ فهو مسبوقٌ بهذا القول من زمن طويل.
لا ياشيخ ماقصدته ولا قلته.، وأعرف أنه مسبوق، لكن بالنسبة لي أنا أن قول من خالفه هنا هو الأقوى حجة والأظهر برهانا.-
الثانية: أنَّ ما ذكره الجديع في كتابه لا جديد فيه، إذ هو مقصد جميع مَن ذكر هذا الأمر، ومنهم الشريف حاتم، غير تفصيل ما أُجمل، ممَّا أشار إليه في أول كلامه، من استعمال هذا المصطلح
دون تقنينه،
لا يا شيخ في ماحرره الشيخ الجديع يباين ما أوردته عن الشيخ حاتم، الشيخ حاتم ينفي أن هناك من استعمل مصطلح الحسن بمعناه" الاصطلاحي" عند الترمذي قبله، وشيخنا الجديع يرى أنه سبق إلى ذلك وأن الترمذي فقط هو من أظهره وأبرزه.
ثم بعض ما ذكره محل نظَر واحتمال.
كل مسألة من المسائل الاجتهادية يرد عليها الاحتمال والظن ويبقى كم هي نسبته عند التحقيق والنظر.
3 - الثالثة: الترمذي قد توفي 279 هـ، وابن عدي توفي 365 هـ، فلا أدري ما وجه نقل ما نُقِلَ عنه في الاستدراك المذكور؟
أظن أن وجهه هو أن ابن عدي كما صرح الشيخ استعمل هذا المصطلح جريا على سنن من استعمله قبل الترمذي، فكأنه يرى أنه تابع فيه من استعمله قبل الترمذي، فقد يكون الشيخ استقرأ هذا، طبعا هذا توجيه مني كما يظهر لي، ولعلي أسأل شيخنا وأنقل لكم جوابه.
وفقك الله وبارك فيك ونفع بك.
وفقنا الله جميعا وفيكم بارك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 11:08]ـ
/// بارك الله فيكم، قد تم تغيير العنوان بناء على طلبك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 10:09]ـ
لعلك تراجع كلام الشيخ حاتم في تعليقه على شرح العلل لابن رجب ,, في الشريط 21 الوجه الاول
ـ[الاسد99]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 09:56]ـ
عندي استفسار ..
وهو أن هناك رأي يقول أن الحسن قبل الترمذي له معاني و دلائل كثيرة فهو يأتي بمعنى الصحة و يأتي بمعنى الحسن لذاته و لغيره و يأتي بالمعنى أن المعنى حسن و قد يكون الحديث ضعيف و الترمذي نفسه في العلل الكبير عندما سأل الامام البخاري عن حديث قال البخاري عنه انه حسن و الحديث صحيح عنده فقد خرجه في الصحيح،، و السؤال هو هل فعلا أن الترمذي لا يقصد بالحسن في جامعه ما فهمه كثيرين و أنه قصد منه معنى خاص لذا قام بتعريفه و إلا فهو بالمعاني المذكورة أعلاه كان معروفا لدى المحدثين قبله؛ حيث أنه قد يطلق على الضعيف حسن في جامعه و بالاستقراء وجد أن اغلب الاحاديث التي قال فيها حسن غريب أنها ضعيفة بل و بعضها موضوع و بالتالي قد يكون ما قاله من توصل إلى هذه النتيجة فيه شيء من الصحة لذا قد يكون معنى ما قال الشريف حاتم أنه يذهب إلى ما ذهب إليه هؤلاء من أن الترمذي قصد بالحسن في جامعه معنى خاص غير ما فهمه كثيرين،، فما رأيكم؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 11:13]ـ
عندي استفسار ..
وهو أن هناك رأي يقول أن الحسن قبل الترمذي له معاني و دلائل كثيرة فهو يأتي بمعنى الصحة و يأتي بمعنى الحسن لذاته و لغيره و يأتي بالمعنى أن المعنى حسن و قد يكون الحديث ضعيف و الترمذي نفسه في العلل الكبير عندما سأل الامام البخاري عن حديث قال البخاري عنه انه حسن و الحديث صحيح عنده فقد خرجه في الصحيح،، و السؤال هو هل فعلا أن الترمذي لا يقصد بالحسن في جامعه ما فهمه كثيرين و أنه قصد منه معنى خاص لذا قام بتعريفه و إلا فهو بالمعاني المذكورة أعلاه كان معروفا لدى المحدثين قبله؛ حيث أنه قد يطلق على الضعيف حسن في جامعه و بالاستقراء وجد أن اغلب الاحاديث التي قال فيها حسن غريب أنها ضعيفة بل و بعضها موضوع و بالتالي قد يكون ما قاله من توصل إلى هذه النتيجة فيه شيء من الصحة لذا قد يكون معنى ما قال الشريف حاتم أنه يذهب إلى ما ذهب إليه هؤلاء من أن الترمذي قصد بالحسن في جامعه معنى خاص غير ما فهمه كثيرين،، فما رأيكم؟
الامام الترمذي قصد بالحديث الحسن في جامعه الحديث الذي به ضعف أو معلول ,, كما قال الشيخ السعد وقد ذكر على ذلك امثلة ,, وهذا يظهر من صنيع الترمذي والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 11:34]ـ
عندي استفسار ..
وهو أن هناك رأي يقول أن الحسن قبل الترمذي له معاني و دلائل كثيرة فهو يأتي بمعنى الصحة و يأتي بمعنى الحسن لذاته و لغيره و يأتي بالمعنى أن المعنى حسن و قد يكون الحديث ضعيف و الترمذي نفسه في العلل الكبير عندما سأل الامام البخاري عن حديث قال البخاري عنه انه حسن و الحديث صحيح عنده فقد خرجه في الصحيح،، و السؤال هو هل فعلا أن الترمذي لا يقصد بالحسن في جامعه ما فهمه كثيرين و أنه قصد منه معنى خاص لذا قام بتعريفه و إلا فهو بالمعاني المذكورة أعلاه كان معروفا لدى المحدثين قبله؛ حيث أنه قد يطلق على الضعيف حسن في جامعه و بالاستقراء وجد أن اغلب الاحاديث التي قال فيها حسن غريب أنها ضعيفة بل و بعضها موضوع و بالتالي قد يكون ما قاله من توصل إلى هذه النتيجة فيه شيء من الصحة لذا قد يكون معنى ما قال الشريف حاتم أنه يذهب إلى ما ذهب إليه هؤلاء من أن الترمذي قصد بالحسن في جامعه معنى خاص غير ما فهمه كثيرين،، فما رأيكم؟
قال الترمذي مبينا مقصوده من اصطلاحه كمافي (العلل آخر الجامع (6/ 251): " ما ذكرنا في هذا الكتاب (وهو يتحدث عن الحسن)، فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا. كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن "
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 11:42]ـ
قال أخي الفاضل ابن رجب (الامام الترمذي قصد بالحديث الحسن في جامعه الحديث الذي به ضعف أو معلول ,, كما قال الشيخ السعد وقد ذكر على ذلك امثلة ,, وهذا يظهر من صنيع الترمذي والله أعلم .. )
بل الذي يظهروالله أعلم من صنيع الترمذي أن الحسن عنده هو الضعيف الصالح، (هذا التقييد في نظري لابد منه) الذي لم يبلغ درجة السقوط، جاء معناه من وجه آخر صالح للاعتبار ممكن أن يتقوى، وليس الضعيف مطلقا، أو من به ضعف مطلقا، والله أعلم
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 11:49]ـ
هذا كلام متين لناقد بصير في الموضوع نفسه وهو ابن رجب أورده في شرح العلل
قال: " الحديث الذي يرويه الثقة العدل، ومن كثر غلطه، ومن يغلب على حديثه الوهم، إذا لم يكن أحد منهم متهماً، كله حسن، بشرط أن لا يكون شاذاً مخالفاً للأحاديث الصحيحة، وبشرط أن يكون معناه قد روي من وجوه متعددة "
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, صباحاً 11:54]ـ
قال أخي الفاضل ابن رجب (الامام الترمذي قصد بالحديث الحسن في جامعه الحديث الذي به ضعف أو معلول ,, كما قال الشيخ السعد وقد ذكر على ذلك امثلة ,, وهذا يظهر من صنيع الترمذي والله أعلم .. )
بل الذي يظهروالله أعلم من صنيع الترمذي أن الحسن عنده هو الضعيف الصالح، (هذا التقييد في نظري لابد منه) الذي لم يبلغ درجة السقوط، جاء معناه من وجه آخر صالح للاعتبار ممكن أن يتقوى، وليس الضعيف مطلقا، أو من به ضعف مطلقا، والله أعلم
بارك الله فيكم ,, لكن هذا الشيء لم اسمع به إلا الساعة ,, هل قال به احد ممن تقدم او مما عاصرنا ,, ولو قال احد نريد نريد منك أن تمثل لنا.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 12:00]ـ
بارك الله فيكم ,, لكن هذا الشيء لم اسمع به إلا الساعة ,, هل قال به احد ممن تقدم او مما عاصرنا ,, ولو قال احد نريد نريد منك أن تمثل لنا.
أخي هذا الكلام هو نفسه معنى كلام الإمام الترمذي، صاحب المصطلح "كمافي (العلل آخر الجامع (6/ 251): " ما ذكرنا في هذا الكتاب (وهو يتحدث عن الحسن)، فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا. كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن "
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 12:07]ـ
من أروع ما وقفت عليه في الكلام على مراد الترمذي بالحديث الحسن الباب الذي أفرده الدكتور خالد بن منصور الدريس في كتابه ((الحديث الحسن لذاته ولغيره دراسة استقرائية نقدية)) – أضواء السلف.
فقد أفرد الباب الثاني من هذه الدراسة في مصطلح الحسن عند الإمام الترمذي. وهذا الباب يشمل المجلد الثالث من الكتاب بكامله (ص1003 – 1637) فليراجع فإنه مفيد.
والكتاب في جملته من أروع ما صنف في باب الحسن. والله أعلم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 12:10]ـ
أخي هذا الكلام هو نفسه معنى كلام الإمام الترمذي، صاحب المصطلح "كمافي (العلل آخر الجامع (6/ 251): " ما ذكرنا في هذا الكتاب (وهو يتحدث عن الحسن)، فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا. كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن "
هذا أمر لايخفى في كون ان الامر عنده ,, لكن انت تقول ((أن الحسن عنده هو الضعيف الصالح، (هذا التقييد في نظري لابد منه) الذي لم يبلغ درجة السقوط، جاء معناه من وجه آخر صالح للاعتبار ممكن أن يتقوى، وليس الضعيف مطلقا، أو من به ضعف مطلقا،))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 12:39]ـ
قال أخي ابن رجب (هذا أمر لايخفى في كون ان الامر عنده ,, لكن انت تقول ((أن الحسن عنده هو الضعيف الصالح، (هذا التقييد في نظري لابد منه) الذي لم يبلغ درجة السقوط، جاء معناه من وجه آخر صالح للاعتبار ممكن أن يتقوى، وليس الضعيف مطلقا، أو من به ضعف مطلقا،))
بل خفي عليك أيها الفاضل، تأمل قول الترمذي (ما ذكرنا في هذا الكتاب (وهو يتحدث عن الحسن)، فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا. كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن)
ألا ترى حفظك الله أن:
((الحسن عنده هو الضعيف الصالح، = كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب،ولا يكون الحديث شاذاً.
(الذي لم يبلغ درجة السقوط= كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب
جاء معناه من وجه آخر صالح للاعتبار ممكن أن يتقوى=ويروى من غير وجه نحو ذاك
وليس الضعيف مطلقا، أو من به ضعف مطلقا،)) قول الترمذي=كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن.
فالاعتراض الذي أوردته في نظري لا وجه له البته والله أعلم.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 02:03]ـ
أخي الكريم السعيدي:
بارك الله فيك على هذه الفوائد.
بالنسبة لكلام الإمام ابن رجب رحمه الله، هل يصدق على الوجوه التي فيها من الضعف بمثل ما في الطريق الأول.
أي هل هذه الطرق التي يُعضد بها الحديث يشترط أن تكون صحيحة أو لايشترط ذلك.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 05:58]ـ
أخي الكريم السعيدي:
بارك الله فيك على هذه الفوائد.
بالنسبة لكلام الإمام ابن رجب رحمه الله، هل يصدق على الوجوه التي فيها من الضعف بمثل ما في الطريق الأول.
أي هل هذه الطرق التي يُعضد بها الحديث يشترط أن تكون صحيحة أو لايشترط ذلك.
وفيك بارك أبا عائشة
أخي لست أهلا لان أقصد بالسؤال مع وجود جماعة من أهل الفضل والعلم معنا، لكن بما أن هذا الملتقى للمدارسة والمباحثة فسأقول ما أعرفه، وإذا وجدت ملاحظات من مشايخنا هنا فلا يبخلوا بهاعلينا.
الجواب باختصار، تكون ضعيفة، وقد نص على هذا الإمام السخاوي في فتح المغيث (1/ 69): (قال النووي رحمه الله في بعض الأحاديث وهذه وإن كانت أسانيد مفرداتها ضعيفة، فمجموعها يقوي بعضها بعضاً، ويصير الحديث حسناً،ويحتج به، وسبقه البيهقي في تقوية الحديث بكثرة الطرق الضعيفة، وظاهر كلام أبي الحسن ابن القطان يرشد إليه .. ) أهـ
لكن يشترط ألا تكون مطروحة ساقطة، كأن يكون الراوي متروكا، أو منكر الحديث مثلا ... ، وعلى هذا يشدد شيخنا أبو محمد الجديع.
فهو يرى أنه لابد في هذه الطرق الضعيفة من تحقيق قول الترمذي:
(كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك، فهو عندنا حديث حسن "
كما أني سمعت الشيخ يعيب على بعض ٍمن المتأخرين يقوى أحدهم الحديث لمجرد التعدد فقط.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 06:33]ـ
..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 06:35]ـ
أخي الكريم السعيدي:
بارك الله فيك على هذه الفوائد.
بالنسبة لكلام الإمام ابن رجب رحمه الله، هل يصدق على الوجوه التي فيها من الضعف بمثل ما في الطريق الأول.
أي هل هذه الطرق التي يُعضد بها الحديث يشترط أن تكون صحيحة أو لايشترط ذلك.
ايها الحضرمي ,, من باب الافادة راجع الشريط 3 و 4 من شرح الموقظة لابي عبدالرحمن السعد فقد ذكر شروطا للحسن ومتى يتقوى
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 06:46]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل السعيدي:
أخي ابن رجب: إن استطعت أن تلخص كلامه هنا فجيد؛ لأن الوقت لايسعف لمراجعة الأشرطة.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 - Jan-2008, مساء 07:33]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل السعيدي:
أخي ابن رجب: إن استطعت أن تلخص كلامه هنا فجيد؛ لأن الوقت لايسعف لمراجعة الأشرطة.
لايمكنني تلخيص هذا ارجع لهن لكي تطمئن أكثر.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 03:37]ـ
الأخ محمد السعيدي / بارك الله فيك و جزاك الله خيرا ...
من التعريف الذي ذكره الترمذي واضح جدا لي أنا شخصيا على قلة بضاعتي، أنه لا يشترط أن يكون من الضعف الذي يتقوى!!! فهو يقول أن لا يكون في اسناده متهم بالكذب!!
و السؤال هنا هل من يكون أعلى قليلا من المتهم بالكذب أو المتروك يتقوى حديثه بكثرة الطرق؟؟!!
لذا الذي يظهر أنه وسع دائرة مصطلح الحسن في جامعه حتى أوصلها إلى الضعيف جدا بشرط أن لا يصل إلى درجة المتهم بالكذب.
و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء!!
فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة؟!
هذه أمور يجب أن ينظر إليها مجتمعة مع تتبع و استقراء ...
فكثير من المتأخرين و المعاصرين للأسف كان ينظر و يفهم من كلام الامام الترمذي بمصطلح الحسن أنه يقصد الحسن لذاته أو لغيره و اللذان يحتج بهما و هما بنوعيهما يكونان الحسن الذي هو قسيم الصحيح!!
و لكنهم غالطوا انفسهم عندما بحثوا في تلك الأحاديث و أسانيدها فوجدوا أكثرها ضعاف مما جعلهم يذهبون إلى أن الترمذي متساهل في التصحيح و التحسين!!!
لا أدري كيف فهم البعض أنه يقصد الحسن لذاته مثلا و هو يقول في تعريفه و أن يروى من غير وجه!!!
هل الحسن لذاته يشترط تعدد الطرق؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 02:06]ـ
قال الحافظ الحكمي رحمه الله:
وماروى المستور أو من دلسا ////// والمرسل الخفي ومن في الحفظ سا
عند اجتماع الطرق المعتبرة //////فحسن لغيره فاعتبره
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسناً لا لذاته بل بالمجموع).
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 02:24]ـ
قال الحافظ الحكمي رحمه الله:
وماروى المستور أو من دلسا ////// والمرسل الخفي ومن في الحفظ سا
عند اجتماع الطرق المعتبرة //////فحسن لغيره فاعتبره
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسناً لا لذاته بل بالمجموع).
أسمع ياابا صالح ,, هذه امور ضوابطها عسيرة فتجد العالم يرى هذا الشاهد مقوي والاخر لايقوي فهي امور دقيقة ,, ولاقاعدة تجمعها ,, فهذا ليس اصول فقه او درس رياضيات. فافهم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 04:56]ـ
أخي ابن رجب ماذا تقصد بالأمور التي ضوابطها عسيرة.
أخي أنا لا أريدك أن تأتي بكلام من عندك، إن كان معك نقل عن أهل العلم فضعه هنا كي يقرأ ولا تحيلني إلى أشرطة.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 07:04]ـ
الأخ محمد السعيدي / بارك الله فيك و جزاك الله خيرا ...
من التعريف الذي ذكره الترمذي واضح جدا لي أنا شخصيا على قلة بضاعتي، أنه لا يشترط أن يكون من الضعف الذي يتقوى!!! فهو يقول أن لا يكون في اسناده متهم بالكذب!!
و السؤال هنا هل من يكون أعلى قليلا من المتهم بالكذب أو المتروك يتقوى حديثه بكثرة الطرق؟؟!!
لذا الذي يظهر أنه وسع دائرة مصطلح الحسن في جامعه حتى أوصلها إلى الضعيف جدا بشرط أن لا يصل إلى درجة المتهم بالكذب.
و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء!!
فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة؟!
هذه أمور يجب أن ينظر إليها مجتمعة مع تتبع و استقراء ...
فكثير من المتأخرين و المعاصرين للأسف كان ينظر و يفهم من كلام الامام الترمذي بمصطلح الحسن أنه يقصد الحسن لذاته أو لغيره و اللذان يحتج بهما و هما بنوعيهما يكونان الحسن الذي هو قسيم الصحيح!!
و لكنهم غالطوا انفسهم عندما بحثوا في تلك الأحاديث و أسانيدها فوجدوا أكثرها ضعاف مما جعلهم يذهبون إلى أن الترمذي متساهل في التصحيح و التحسين!!!
لا أدري كيف فهم البعض أنه يقصد الحسن لذاته مثلا و هو يقول في تعريفه و أن يروى من غير وجه!!!
هل الحسن لذاته يشترط تعدد الطرق؟؟!!
أحسن الله إليك أخي المبارك " طالب علوم الحديث"
تأمل في كلام الإمام الترمذي الذي بين فيه مقصوده بـ"الحسن"
(فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا. كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذاك. فهو عندنا حديث حسن)
فقوله (يروى من غير وجه نحو ذاك ... ) ألا يدل على أنه يقصد من يقوي ويتقوى، وليس الضعيف جدا، إذ أنه لو أراد به الضعيف جدا لما ميزه عن مطلق الضعيف، ولذلك يوجد عنده الضعيف، هذا الذي أقوله في نظري يقوية كلام ابن تيمية، كما في مجموع الفتاوى (18/ 140/ 141)
" والترمذي أول من قسم الأحاديث إلى صحيح وحسن وغريب وضعيف، ولم يعرف قبله هذا التقسيم عن أحد، لكن كانوا يقسمون الأحاديث إلى صحيح وضعيف، كما يقسمون الرجال إلى ضعيف وغير ضعيف، والضعيف عندهم نوعان: ضعيف لا يحتج به، وهو الضعيف في اصطلاح الترمذي، والثاني:ضعيف يحتج به، وهو الحسن في اصطلاح الترمذي،. . ..
ثم يقول ابن تيمية بعد هذا مباشرة وهو الجواب على قولك:
"و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء!!
فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة؟!
يقول ابن تيمية" ... ولهذا يوجد في كلام أحمد وغيره من الفقهاء أنهم يحتجون بالحديث الضعيف، كحديث عمرو بن شعيب، وإبراهيم الهجري وغيرهما، فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيحاً "
أرجو أن تتأمل قول ابن تيمية (فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيح .. )
والله أعلم
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 07:11]ـ
ولعلك تضيف أخي محمد السعيدي من المتقدمين الذين ذكروا لفظ (الحسن) على الإسناد الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال:
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ظهور قدميه، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش ظهورهما واحد ... ثم قال رحمه الله (أما أحد الحديثين فليس مما يثبت أهل العلم بالحديث لو انفرد،وأما الحديث الآخر فحسن الاسناد لو كان منفردا ثبت والذي خالفه أكثر وأثبت منه وإذا كان هكذا كان أولى ومع الذي خالفه ظاهر القرآن كما وصفت وهو قول الاكثر من العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[18 - Jan-2008, مساء 08:22]ـ
أخي ابن رجب ماذا تقصد بالأمور التي ضوابطها عسيرة.
أخي أنا لا أريدك أن تأتي بكلام من عندك، إن كان معك نقل عن أهل العلم فضعه هنا كي يقرأ ولا تحيلني إلى أشرطة.
ماعندي شيء ,, انا اعجبك الكلام خذه فهو كلام اهل العلم وانا ناقل وان لم يعجبك فلعلك تجد كلام غيره يناسبك.,, وبالنسبة للاشرظة انا ارجعتك الى الاشرطة يسهل عليك الفهم فالكتب تحتاجها بعد الاشرطة مرحلة اخرى.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 12:00]ـ
ولعلك تضيف أخي محمد السعيدي من المتقدمين الذين ذكروا لفظ (الحسن) على الإسناد الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال:
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ظهور قدميه، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش ظهورهما واحد ... ثم قال رحمه الله (أما أحد الحديثين فليس مما يثبت أهل العلم بالحديث لو انفرد،وأما الحديث الآخر فحسن الاسناد لو كان منفردا ثبت والذي خالفه أكثر وأثبت منه وإذا كان هكذا كان أولى ومع الذي خالفه ظاهر القرآن كما وصفت وهو قول الاكثر من العامة.
بارك الله فيك أبا عائشة
لعلك تشير إلى الحُسن الذي قال فيه شعبة ابن الحجاج " من حسنها فررت"
يقول أمية بن خالد، قال: قلت لشعبة: ما لك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: " تركت حديثه "، قال: قلت: تحدث عن فلان وتدع عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: " تركته "، قلت: إنه كان حسن الحديث، قال: " من حسنها فررت"
(أخرجه ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل،والعقيلي في الضعفاء،وابن عدي في الكامل والخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[19 - Jan-2008, صباحاً 02:33]ـ
أحسن الله إليك أخي المبارك " طالب علوم الحديث"
و إياك أخي الكريم على هذا الأدب الجم ..
وليس الضعيف جدا، إذ أنه لو أراد به الضعيف جدا لما ميزه عن مطلق الضعيف، ولذلك يوجد عنده الضعيف
أخي بارك الله فيك اسمح لي فإني اخالف في هذه النقطة و يدل على ذلك أن كثير من تلك الأحاديث التي اطلق عليها الحسن ضعيفة عند التحقيق بل و بعضها موضوع!!
ثم ألا تراه كأنها لم يكتفي بالتحسين فقط و كأن الألفاظ المركبة كانت هي التمييز، فتراه يقول (حسن صحيح) أو (حسن) أو (حسن غريب) أو (حسن غريب صحيح) ...
ولهذا يوجد في كلام أحمد وغيره من الفقهاء أنهم يحتجون بالحديث الضعيف، كحديث عمرو بن شعيب، وإبراهيم الهجري وغيرهما، فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيحاً
أخي بارك الله فيك هذا الكلام ليس على الاطلاق فأنت عندما تتكلم عن جهابذة الفقهاء من ((المحدثين)) كالامام أحمد و من هو مثله فهؤلاء الذين لا يحتجون بالضعيف الساقط و الضعيف جدا الذي لا يرقى إلى الحسن، أما ما ادخله الامام الترمذي و كذلك الامام أبي داوود فإنهما ادخلا كل الاحاديث المشهورة عند الفقهاء و كلامهم عام في الفقهاء أي جميع الفقهاء و حتى تعرف الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء و المشهورة عندهم انظر في كتب الفقه المذهبية لترى العجب من جمع الأحاديث الضعيفة!! مما يعني أنهما عندما ادخلا كل ما هو مشهور بين الفقهاء و لاحظ لم يقولا المحدثين و إنما وسعا الدائرة و معلوم أنه ليس كل فقيه محدث حتى في ذاك الزمن فيهم كثير من فقهاء المذاهب الذي حشوا كتبهم بالاحاديث الضعيفة!!
فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيح
فبم تفسر أن كثير من الاحاديث التي اطلق عليها لفظ الحسن كانت ضعيفة و بعضها ضعيف جدا و قليل منها موضوع!! بل و حتى التي اطلق عليها لفظ ((حسن صحيح)) منها ما هو ضعيف!! و لا تبلغ درجة الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين!!
أخي في الله أنا عندما اتبنى هذا الرأي و أفضله لأني أراه أفضل من القول بأن الامام الترمذي متساهل و هو تلميذ البخاري!
لأنك عندما تحقق أكثر تلك الأحاديث التي أطلق عليها لفظ الحسن كما قلت لك تجدها ضعيفة لا ترقى إلى درجة الحسن لذاته و بعضها حتى لا يرقى إلى درجة الحسن لغيره!! فهذا يجعلك أمام أمرين أولهما أن تذهب مع من ذهب من العلماء أنه متساهل!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
و ثانيهما أن تذهب مع من ذهب إلى قول أنه لم يقصد الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين و هو المحتج به كالصحيح و إنما قصد معنى خاص!!
و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[20 - Jan-2008, مساء 05:39]ـ
أيها الفاضل" طالب علم الحديث"
وأنا كذلك أشكر لك خلقك الفاضل، وأدبك العالي، وذلك فضل الله يأتيه من يشاء، زادك الله من فضله.
قلتم أحسن الله إليكم
أخي بارك الله فيك اسمح لي فإني اخالف في هذه النقطة و يدل على ذلك أن كثير من تلك الأحاديث التي اطلق عليها الحسن ضعيفة عند التحقيق بل و بعضها موضوع.
أخي
لك أن تخالف، وأن تقول رأيك بكل اعتزاز، وهو عندي محل احترام وتقدير، ولي أن أخالف وأقول ما أراه حقا، لإن مثل هذه المسائل ليست من القواطع، والذي ينقصنا أخي الفاضل في الغالب الأدب والاحترام لمن يخالفنا في مثل هذه الاجتهادات.
قلتم:
أخي بارك الله فيك هذا الكلام ليس على الاطلاق فأنت عندما تتكلم عن جهابذة الفقهاء من ((المحدثين)) كالامام أحمد و من هو مثله فهؤلاء الذين لا يحتجون بالضعيف الساقط و الضعيف جدا الذي لا يرقى إلى الحسن.
وأنا أقول أخي: من عناهم الإمام الترمذي هم من متقدمي الفقهاء وليس متأخري الفقهاء كما يظهر أنك فهمت، فهو يتحدث عن الفقهاء الذي سبقوه وليس عن من سيأتي، والفقهاء من قبله كانوا في عصر الرواية ولا يمكن أن يقال أنهم ممن يستدلون بالأحاديث الضعيفة جدا والموضوعة كما تفضلتم.
قلتم
أما ما ادخله الامام الترمذي و كذلك الامام أبي داوود فإنهما ادخلا كل الاحاديث المشهورة عند الفقهاء و كلامهم عام في الفقهاء أي جميع الفقهاء ....
وأنا أيضاأكررأن الإمام الترمذي هو يتحدث عن الفقهاء ويعني الفقهاء الذي سبقوه لابد أن تدرك هذا، فهو لا يتحدث عن الفقهاء الذي أتوا من بعده والذين استدلوا بالأحاديث الضعيفة جدا بل والموضوعة وشحنوا بها كتبهم ..
قلتم:
فبم تفسر أن كثير من الاحاديث التي اطلق عليها لفظ الحسن كانت ضعيفة و بعضها ضعيف جدا و قليل منها موضوع!! بل و حتى التي اطلق عليها لفظ ((حسن صحيح)) منها ما هو ضعيف!! و لا تبلغ درجة الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين.
كما قلت لك أخي أن الأحاديث الا تصل إلى درجة الضعيف جدا، وإنما من باب الضعيف الذي ينجبر، فضلا أن تكون موضوعة
قلتم:
أخي في الله أنا عندما اتبنى هذا الرأي و أفضله لأني أراه أفضل من القول بأن الامام الترمذي متساهل و هو تلميذ البخاري.
أخي الفاضل، لا يصلح أن يقال على أحد من أئمة هذا الشأن ممن عرفوا بالاعتناء به والتخصص فيه أنه متساهل، فكيف بالله عليك يقال هذا عن إمام جليل القدر عالي المنزلة خريج مدرسة البخاري وتلميذه، مثل هذا الكلام.
علما أن هذا الوجه الذي أنت ذكرته ليس قويا في الرد على من يصف الإمام الترمذي بالتساهل بل هو من المبرارات التي يمكن أن يتخذها هولاء في تقوية قولهم أن الترمذي متساهل، ووجه ذلك أن كيف يُطلِق الإمام الترمذي على أحاديث ضعيفة جدا أنها حسنة بل أنت قلت يوجد أحاديث موضوعة، وهذا مالا يوافقك عليه غيرك، وإن ضعفها البعض ضعفا لا يتقوى أو حكم عليها بالوضع فهو اجتهاد له خالف فيه منهج الترمذي، لكن لا يقال هو مايعنيه الترمذي بالحسن.
ومسألة أن مصطلح الترمذي " الحسن" لا يمكن أن يدخل فيه عنده الضعيف الذي لا ينجبر فضلا عن الموضوع، هذ قول جماعة من أهل التحقيق فخذ مثلا كلام ابن الصلاح وهو يتحدث عن "الحسن"
يقول
"وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث، جامعا بين أطراف كلامهم، ملاحظاً مواقع استعمالهم، فتنقح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان: أحدهما: الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من ستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلا كثير الخطأ فيما يرويه،: لا هو متهم بالكذب في الحديث - أي لم يظهر منع تعمد بالكذب في الحديث: لا سب أخر مفسق - ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف، بأن روي بأن روى مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث أخر بنحو، فيخرج بذلك عن أن يا كون شاذا منكراً. وكلام الترمذى على هذا القسم يتنزل)
وكذلك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقد نقلته قبل وأكرره:
"والضعيف عندهم نوعان: ضعيف لا يحتج به، وهو الضعيف في اصطلاح الترمذي، [والثاني:ضعيف يحتج به، وهو الحسن في اصطلاح الترمذي
والإمام المحقق الفحل اليماني محمدابن إبراهيم الوزير في تنقيح الأنظار نقل قول ابن الصلاح الذي نقلت
واختاره وقواه.
وقد راجعت بالأمس شيخنا أبا محمد الجديع، وهو ممن يقول أن القول" متساهل " في حق الترمذي يقول هذه كلمة قبيحة، فأقرني على هذا وأكد لي ذلك وقال لا يلزم من القول بهذا ما فهمته أنت أن الترمذي متسأهل.
قلتم
لأنك عندما تحقق أكثر تلك الأحاديث التي أطلق عليها لفظ الحسن كما قلت لك تجدها ضعيفة لا ترقى إلى درجة الحسن لذاته و بعضها حتى لا يرقى إلى درجة الحسن لغيره.
أخي التحقيق الذي أنت تتحدث عنه هذا اجتهاد وفي الغالب مبني على الطريقة التي سلكها المتأخرون، ولا يعني بالضرورة الصواب، كما أنه لا يلزم منه القول بأن الترمذي متساهل البته.
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 02:39]ـ
وأنا كذلك أشكر لك خلقك الفاضل، وأدبك العالي، وذلك فضل الله يأتيه من يشاء، زادك الله من فضله
جزاك الله خيرا يا أخي على حسن الظن.
من عناهم الإمام الترمذي هم من متقدمي الفقهاء وليس متأخري الفقهاء كما يظهر أنك فهمت،
أخي الكريم بل كان في زمانه من الفقهاء ممن عنيت فالامام الترمذي جاء بعد أبو حنيفة و مالك و الشافعي فكان في زمانه تلاميذهم بل و ربما تلاميذ تلاميذ ابو حنيفة و عند الاحناف في الاستدلال بالأحاديث الضعيفة حدث و لا حرج!!
و إليك هذا النقل فقد حكى أبو عبد الله بن منده الحافظ: أنه سمع محمد بن سعد الباوردي بمصر يقول: كان من مذهب أبى عبد الرحمن النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه. وقال ابن منده: وكذلك أبو داود السجستاني يأخذ مأخذه، ويخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، لأنه أقوى عنده من رأى الرجال، والله اعلم.
قلت لك أخي أن الأحاديث الا تصل إلى درجة الضعيف جدا، وإنما من باب الضعيف الذي ينجبر، فضلا أن تكون موضوعة
هذا غير صحيح يا أخي فلتراجع هذا الكتاب بعنوان "أحاديث السنن الأربعة الموضوعة بحكم العلامة الألباني"
لترى كم حديث موضوع في جامع الترمذي!! و هذا الكتاب موجود في المكتبة الوقفية ثم ارجع إلى ضعيف سنن الترمذي للألباني لترى كم هي الأحاديث الضعيفة في جامع الترمذي و كثير منها التي أطلق عليها لفظ الحسن.
لا يصلح أن يقال على أحد من أئمة هذا الشأن ممن عرفوا بالاعتناء به والتخصص فيه أنه متساهل، فكيف بالله عليك يقال هذا عن إمام جليل القدر عالي المنزلة خريج مدرسة البخاري وتلميذه، مثل هذا الكلام.
و الله ما قلته و لا أتبناه و لا أحبه!!!
أخي التحقيق الذي أنت تتحدث عنه هذا اجتهاد وفي الغالب مبني على الطريقة التي سلكها المتأخرون،
أخي بل الذين يرون ما تراه هم من تبنى رأي المتاخرين كما ذكرته من ابن الصلاح و نازل حتى المعاصرين!! و ما قلته أنا ما تبناه الذين يتبنون منهج المتقدمين و يريدون إحياءه، كما ذكر الأخ ابن رجب نقلا عن العلامة عبد السعد رأس المنادين إلى هذا المنهج، و لقد صدق الأخ الذي قال عن كتاب الشيخ خالد الدريس أنه مفيد فيراجع، نعم أخي لقد رجعت إليه فأنا أملكه و قد كنت أقرأ فيه ببطئ شديد و كانت لا أزال في المجلد الأول و لكن بسبب ذكر الأخ أن المجلد الثالث كله عن اصلاح الحسن عند الترمذي فقد نظرت فيه على عجل فوجدت أنه قال ما ذكرته أنا في الأعلى من أن تعريف الامام الترمذي واسع فيدخل فيه الصحيح و الحسن و الضعيف،، ثم نبه على نقطة حيث أن الترمذي قد يطلق لفظ الحسن على أحاديث لم تتحقق فيها الشروط الثلاث التي ذكرها في تعريفه و قد اختلف العلماء على يعد هذا النوع على شرطه و تعريفه أم لا و قد رجح الشيخ خالد أنه لايكون على شرطه و لا تعريفه إلا إذا انبطقت عليه الشروط الثلاث. ((حبذا لو راجعت هذا الكتاب فهو بحق مفيد في بابه حيث لم يجمع مثله قبله في مثل حجمه))
و هذا أيضا كلام الشيخ عمرو عبد المنعم سليم من كتابه تيسير علوم الحديث للمبتدئين:" - من وثقه الترمذي أو صحح حديثه أو حسّنه:وأما من وثقه الترمذي فهو ثقة صحيح الحديث إلا أن يخالف جرحا مفسرا، أو يخالف قول الجمهور، فإن الترمذي إمام حافظ جهبذ عارف بأحوال الرجال و مراتبهم من الجرح و التعديل، خلافا لما ذهب إليه الحافظ الذهبي و غيره من المتأخرين من وصف الترمذي بالتساهل في التصحيح و التعديل و الذي أوقعهم في هذه المسألة عدم اعتبارهم لمدلولات لإطلاقات الترمذي في جامعه و حكمه على هذه الإطلاقات والأوصاف بالجديد المولّد عندهم مما يشابه الحد في الإسم إلا أنه يخالفه في الإصطلاح، و بالتالي:1 - أن وصف الترمذي بالتساهل سواء في الجرح والتعديل أو في التصحيح دعوى مجردة من الصحة 2 - أن الترمذي إمام جهبذ عارف مقبول القول معتمد المذهب معتدل في أحكامه في الجرح و التعديل و التصحيح و التضعيف، إلا إذا خولف من قبل الجمهور، أو خالف تعديله جرح مفسر.3 - أن قول الترمذي (حسن صحيح) لا يلزم منه صحة الحديث فلا يعتمد عليه في توثيق الرواة.4 - أن قول الترمذي (هذا حديث حسن) لا يلزم منه تثبيت الحديث و تعديل رجاله، بل قد يطلق هذا الوصف أيضا على الحديث الضعيف."
و قال ايضا تحت عنوان مسائل هامة في التعديل:" 2 - قد يصف العالم حديثا بالصحة و لا يريد به أنه مما يحتج به،لذلك لابد لطالب العلم من اعتبار وصف التصحيح إذا أطلق بالنسبة إلى من تكلم في نفس الحديث بالطعن، و معرفة هل هذا من قبيل الإختلاف بين العلماء في التصحيح والتضعيف، أم أن وصف التصحيح أريد به شيء آخر غير الإصطلاح.3 - إطلاق المتقدمين وصف الحسن على حديث لا يلزم منه الإحتجاج به أو عدالة رواته، فإنهم قد يطلقون وصف الحسن بخلاف الإصطلاح المعروف عند المتأخرين."
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - Jan-2008, صباحاً 06:54]ـ
للفائدة:
آراء المحدثين في الحديث الحسن لذاته ولغيره
(خاتمة الكتاب)
فيما يلي إبراز لأهم النتائج والتوصيات:
1 - استعمل المحدثون مسمى (الحسن) لأغراض متعددة , وتنوعت معانيه التفصيلية عندهم ولكن كل تحسيناتهم لا تخرج عن أحد أمرين.
أ -تحسين احتجاجي: وهو استحسان الحديث لقوته ويدخل في ذلك الصحيح والحسن لذاته وحديث الراوي المختلف فيه , والحديث الذي فيه ضعف محتمل, والحديث الضعيف المعتضد بمثله.
ب -تحسين إعجابي: وهو استحسان الحديث لميزة فيه , ويدخل في ذلك: الحديث الغريب والحديث المتضمن فائدة في الإسناد أو المتن , والإسناد العالي , وحسن المتن.
2 - استعمل المحدثون الحسن في بواكير ظهوره كثيراً بمعنى الحسن الإعجابي , وكان هذا الاستعمال أسبق في الظهور من الحسن الاحتجاجي
3 - استعمل الحسن وأطلق على الحديث الصحيح عند الشافعي وابن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري ويعقوب بن شيبة وغيرهم
4 - ظهر لي من دراستي لمصطلح الحسن عند الأئمة النقاد قبل الترمذي تنوع استعمالاتهم له , ويظهر لي من حيث العموم أنهم استعملوه بغرض عام ولم يكن لديهم تعريف محدد دقيق له , ويظهر لي أنهم كانوا يعنون به القبول العام, فهو أشبه ما يكون بمصطلح صالح عند أبي داود, إذ صرح أنه ينطوي تحته الصحيح وما يشبهه وما يقاربه وما ليس فيه ضعف شديد
5 - يعد الإمام الترمذي أقدم من عرف الحسن , كما أنه أكثر من استعماله جداً في أحكامه على أحاديث جامعه , فهو بحق أشهر من استعمله بكثرة من المتقدمين.
6 - ظهر لي بدراسة تحسينات الترمذي , أن تعريفه للحسن لا يفهم كما ينبغي إلا بعرضه على تطبيقاته العملية , وقد ظهر لي من جراء قيامي بذلك أن شرطه ألا يكون الراوي متهماً بالكذب يشمل الراوي المتروك , وبعض من وصفوا بكثرة الخطأ وليس كلهم.
ظهر لي أن الترمذي قد حسن أحاديث مع وجود مخالفة في متنها لما هو أقوى منها , وبالتأمل في منهجه في دفع التعارض بين الأحاديث، ترجح لي أنه – رحمه الله – لديه ميل للجمع ما دام ممكنا ولو كان فيه بعض البعد.
وظهر لي أيضاً أن مفهوم تعدد الطرق عنده يشمل تعددها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعن الصحابي وعن التابعي , كما ترجح لي أنه شرط أغلبي وليس كلياً.
كما ظهر لي أنه أطلق "الحسن" مجرداً من أي ألفاظ أخرى على أحاديث لوجود اختلاف في رفعها ووقفها أو في وصلها وإرسالها.
7 - تبين لي من دراسة الأحاديث التي قال الترمذي فيها: (حسن) أن 75% لها شواهد قوية لذاتها , كما وجدته أطلق الحسن على أحاديث هي صحيحة عنده بل بعضها مدار سندها واحد ومع ذلك يحسن إسناد لأحد الرواة ويصحح آخر مع أن الحديث من حيث المتن ومدار السند واحد , فدلنا هذا التصرف منه –رحمه- الله على أنه يطلق الحسن على متون صحية عنده.
8 - لم يحسن الترمذي جملة من الأحاديث في جامعه مع صلاحيتها لذلك , وتطابق شروط الحسن فيها.
9 - تبين لي بعد دراسة أسانيد الأحاديث التي قال الترمذي فيها: (حسن غريب) عدم دقة قول بعض أفاضل العلماء من أنه يريد بهذه العبارة الحسن لذاته.
10 - ترجح لدي أن الترمذي يحكم على حديث متوسط الحفظ أو خفيف الضبط بالصحة حيناً وبالحسن حيناً وبالحسن مع الغرابة حيناً آخر
11 - يحتج الترمذي بغالب الأحاديث التي يطلق عليها (الحسن) إلا أن بعضها لا يكون حجة عنده , وبناء عليه فأرى أن الذهبي- رحمه الله – لم يحالفه الصواب حين قال: عند المحاققة فغالب تحسينات الترمذي ضعاف.
12 - ترجح لي أنه لا يوجد خلاف بين ما يقول فيه الترمذي (صحيح) و (حسن صحيح) , وأن معنى (حسن صحيح) يعني غالباً أن الحديث روي بإسناد حسن وبإسناد صحيح , ولو كان أحد الإسنادين لا يطابق من حيث ألفاظ متنه الإسناد الآخر وإنما يشهد له من حيث المعنى , وقد ناقشت قول الحافظ ابن حجر والدكتور نور الدين عتر أن (صحيح) أقوى من (حسن صحيح) عند الترمذي, وبينت بالأدلة عدم دقة ذلك.
13 - تتفق تعاريف العلماء للحديث الحسن لذاته على أنه يمثل منزلة وسطى فوق الضعيف ودون الصحيح , كما أنها تتفق على أن مما أوجب قصوره عن الصحيح وجود بعض الضعف فيه فهو بهذا الاعتبار أعلى مراتب الضعيف, وأنزل مراتب الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - أرى أن تبين استعمالات المحدثين للحسن أولى من صنيع بعض المصنفين في علم مصطلح الحديث من البحث عن تعريف يميز الحسن لذاته عن غيره ويكون جامعاً مانعاً , لأنه من الثابت يقيناً أن جمهرة من علماء الحديث يطلقون الحسن على الصحيح , وبعضهم أدخلوا الحسن لذاته في صحاحهم.
15 - لم أجد من المحدثين قبل ابن الصلاح من قصر (الحسن) في استعماله على الحديث الحسن لذاته فقط إلا أن عدداً من المحدثين قبل ابن الصلاح يدخلون الحسن لذاته فيما يحسنونه باعتبار أن لفظ (الحسن) علم على الحديث المقبول غير المردود في نظر من استحسنه إذا كان تحسينه للاحتجاج.
16 - ترجح لي صحة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في أن الترمذي هو أول من أشتهر عنه تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف , وكان غالب صنيع الأئمة قبله تقسيم الحديث إلى صحيح وضعيف , ولم يكن التقسيم الثلاثي مستقراً ومشتهراً قبل الترمذي ,ولا يلزم من هذا نفي استعمال لفظ (الحسن) في وصفهم للأحاديث , لأن ورود اللفظ في عباراتهم لا يعني أن للحسن عندهم منزلة وسطى بين الصحيح والضعيف.
17 - من الملفت للنظر أن كتب أصول الحديث القديمة كالمحدث الفاصل ومعرفة علوم الحديث , والكفاية خلت تماماً من أي تعريف للحديث الحسن, بل حتى تعريف الترمذي لم يتطرقوا إليه.
18 - الصحيح أن حديث المختلف في توثيقه لا يعد كله حسناً , بل يقسم إلى ثلاثة أقسام الأول: رواة يمكن التفصيل في مروياتهم ,
الثاني: من لا يمكن التفصيل في مروياتهم ولكن يمكن الترجيح بين الموثفين والمضعفين ببعض المرجحات المعتبرة,
الثالث: في حالة عدم التمكن مما تقدم يحكم على حديث المختلف فيه بأنه صدوق يخطىء ولا يحتج بما ينفرد به.
19 - تبين لي رجحان قول من لم يحتج بحديث الصدوق إذا انفرد بما لا يحتمل له والاحتجاج بتفرده إذا كان محتملاً.
20 - الحسن لذاته حجة إذا كان راويه لم ينفرد بما لا يحتمل له, وحققت أن ما قيل من أن البخاري لا يحتج بالحسن كلام باطل , وأن الادعاء بأن أبا حاتم الرازي لا يحتج بالحسن مطلقاًًً غير صحيح وتنقصه الدقة, وكذا الزعم بأن أبن العربي المالكي لا يحتج به مطلقا ,هو زعم تناقضه الأدلة الواضحة من كلامه.
21 - حقيقة الحسن لغيره هو اعتضاد حديث ضعيف صالح للتقوية بحديث مثله، وأما تقوية حديث ضعيف بحديث صحيح، فالأولى في نظري عدم إدراجه في الحسن لغيره.
22 - ترجح لي أن مجموع الطرق الضعيفة لا تبلغ بالحديث إلى مرتبة الصحيح لغيره إلا أن يوجد حديث حسن لذاته يعضد تلك الطرق الضعيفة.
23 - ترجح لي أن مرسل التابعي الكبير بعد اعتضاده لا يكون في نظر الشافعي حجة ملزمة كما هي الحال في الحديث المتصل الصحيح، كما أن الشافعي فيما ظهر لي لم يقل بتقوية شيء من الأحاديث الضعيفة بغيره إلا مرسل التابعي الكبير فقط.
24 - من أهم شروط تقوية الحديث الضعيف غير ما ذكره الترمذي في تعريفه للحسن، شرط حصول غلبة ظن من مجموع الطرق الضعيفة، وهذا الشرط يستلزم النظر في جملة من القرائن المانعة من الاعتبار ببعض الأسانيد الضعيفة.
25 - لم يلتزم النقاد المتقدمون بتقوية كل ضعيف معتبر به إذا كان للمتن الذي يرويه شاهد من وجه آخر ولو كان محفوظا وثابتا، كما أن هناك جملة من الأحاديث قواها بعض المتأخرين لمجموع طرقها، ولم يفعل بعض المتقدمين ذلك.
26 - الراجح أن بعض الحسن لغيره يكون حجة، وأن بعضه لا يكون كذلك على تفصيل ذكرته فيما تقدم.
27 - الصحيح أن مسألة الاحتجاج بالحسن لغيره مسألة خلافية، لا كما يزعم بعض الباحثين المعاصرين أنه إجماع أو كالإجماع.
ومن أهم التوصيات التي أراها جديرة بالذكر ما يلي:
1 – يحتاج لفظ (صالح) المستعمل للحكم على الأحاديث عند المتقدمين إلى دراسة استقرائية تبين مقاصد الأئمة الذين استعملوه ومعانيه عندهم.
2 - من الضرورة أن تجرى دراسة استقرائية للمسائل الفقهية التي اعتمد فيها الإمام أحمد ابن حنبل على أحاديث غير صحيحة في نظره أو وفق منهجه، وتبين طريقته في ذلك، وهل يعتمد على الحديث فقط أم يعضد بأدلة أو قرائن أخرى؟ وما هي الأحاديث التي كان ينبغي أن يحتج بها ولم يفعل؟ ولماذا لم يحتج بها؟ فيركز على جوانب الترك كما يركز على جوانب الإثبات، فعدم احتجاجه بحديث ولو لم يذكره لا يقل أهمية عما ذكره واحتج به.
3 – حبذا لو جُمعت أخطاء الثقات والصدوقين الموصوفين بعدم تمام الضبط حتى يتيسر على الباحث معرفة كلام النقاد المشتت في عدد من كتب العلل والتخريج وكتب الجرح والتعديل في أخطاء أولئك الرواة الذي يعامل حديثهم عند الكثيرين بأنه مقبول مطلقا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر:
http://www.dorar.net/book_end.php?book_id=9794
تنبيه: هذا النص منشور -فيما أذكر- قبل طباعة الرسالة في دار أضواء السلف.(/)
أطلب المساعدة في بحث التخرج ..
ـ[العريفي]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام ..
أنا طالب في كلية العلوم الإسلامية .. أريد المساعدة في إيجاد عناوين فقهية أو أصولية في قضايا معاصرة لبحث التخرج ...
ولكم جزيل الشكر ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jan-2008, صباحاً 09:47]ـ
في الأصول أقترح عليك .. المدخول على الأصول ..
بمعنى بيان الأمور التي أدخلت على الأصول وليست منها .. فهذا تجديد .. وتنقية من العلوم الكلامية التي ضيعت الكثير من الجهود بلا طائل وميزة هذا البحث إضافة إلى ما سبق أنه عقدي أيضا
وفي الفقه أقترح عليك .. بحثا في السياسة الشرعية .. يتعلق بأوضاع الأمة .. مثلا دراسة حالة غياب حاكم كيف يكون الأمر واختلاط الأمور والفتن
والله أعلم
ـ[العريفي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 09:19]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المواضيع القيمة ..
وأتمنى من الأعضاء المشاركة ..(/)
بم حكم الإمام أحمد على هذا الحديث؟
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 06:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعروف أن الإمام أحمد قد روى بعضا من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في مسنده وما ذاك -وربي- يخفى على هذا الحبر إمام المحدثين ولكنه القائل: ((قصدت في المسند المشهور فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء اليسير ... )
وإن مما روى الإمام في مسنده الحديث المشهور عن هاروت وماروت ..
ونصه:
(حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر
أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة أي رب
{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}
قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا)
وقد حكم أغلب أهل العلم على بطلان هذا الحديث خلافا فيما أعرف لابن حجر فقد حسنه
وسؤالي لإخواني الأفاضل: (وأريد الإجابة لأمر ضروري)
هل نص الإمام أحمد ببطلان هذا الحديث أم سكت عنه؟ (أريد رأي الإمام أحمد بالذات)
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 11:43]ـ
ما لكم لا تنطقون!!
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 08:33]ـ
!!!!!!!!!
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
غالباً أحكام الإمام أحمد تجدها على أحاديث الأحكام؛ لأنه منشغل بالفقه.
ولذا: صعُب عليّ أن أجد حكماً له على هذا الحديث.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 06:32]ـ
بورك فيك أخي العزيز حمد.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 11:49]ـ
إن لم يتيسر لك يا أخي الوصول الى حكم الامام أحمد على هذاه الرواية، فلتبحث عن أقوال الامام وحكمه على رواتها.
ـ[مالك بن أنس]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 11:53]ـ
أحسنت أخي شريف ووفقك الله.(/)
تتمة للمطبوع من كتاب (المنتخب من العلل للخلال)، لابن قدامة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد يسر الله الوقوف على هذه التتمة لما طبعه الشيخ الفاضل/ طارق بن عوض الله -رعاه الله- من الكتاب النفيس (المنتخب من العلل للخلال) للإمام الموفق ابن قدامة -رحمه الله-.
حيث نشر الإخوة الأفاضل في (مركز ودود للمخطوطات) -زاد الله أفضالهم وكتب أجورهم ومن قام عليهم- نسخةً باسم (الجزء العاشر و الحادي عشر من المنتخب ( http://www.wadod.com/open.php?cat=27&book=636))، ولم يتبيَّنوا مصنِّفه، إذ قالوا في اسم المصنف: (كأنه لابن الصيرفي -يرجى التحقق و الافادة-).
وعذرهم في ذلك أن المثبت على المخطوطة اسمها دون اسم المؤلف، وإنما جاء في طرة الجزء الحادي عشر أنها بخط ابن قدامة.
وقد تصفحتُه فوجدتُه الكتابَ نفسَهُ الذي نشره الشيخ طارق -وفقه الله-.
إلا أنني لما نظرت في آخر مطبوعة الشيخ طارق، ظهر لي أن في نسخة الشيخ نقصًا، وأن النسخة التي نشرها الإخوة في (ودود) تزيد عليها بلوحتين كاملتين.
فاستعنتُ الله تعالى، ونسختُ اللوحتين، وقابلتهما حسب الطاقة، وعلّقتُ عليهما بما أرجو فيه الفائدة، ورقَّمت النصوص بدءًا بما انتهى إليه الترقيم في طبعة الشيخ طارق.
وليس في آخر النسخة ما يشير إلى نهاية الجزء الحادي عشر من المنتخب -كما كان في آخر العاشر-، ولا يخفى أن الكتاب لم يوجد كاملاً، فلعل الله ييسر الوقوف عليه بتمامه.
وأنشر هنا النصَّ وحواشيَهُ، ثم ملفًّا نصيًّا فيه ذلك لمن أراده.
وأشكر من أعانني من الإخوة الأفاضل والمشايخ الكرام، كالشيخ ابن السائح، والشيخ أمجد الفلسطيني، نفع الله بهما.
ومن رأى في نسخي أو تعليقي خطأ؛ فلينبه عليه، مشكورًا مأجورًا مدعوًّا له بخير.
والله الموفق والمسدد والمعين.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:54]ـ
(1) فإنه أقل خطأً.
238 - وقال أبو عبد الله: كان القعقاع بن يزيد ومغيرة ومُحل وشباك عميانًا أربعتهم، وهم من بني ضبة، ومن أصحاب إبراهيم (2).
239 - قيل: كيف مغيرة عن إبراهيم؟
قال: أما ما سمع؛ فهو حسن الحفظ، ولكنه ربما حدث بالشيء عن غيره عن إبراهيم، وكان صاحب سنة، ذكيًّا حافظًا، وعامة حديثه عن إبراهيم مدخول، عامة ما روى عن إبراهيم إنما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي وعن عبيدة وعن غيره، وجعل يضعف حديث مغيرة عن إبراهيم وحده (3).
240 - وحدثنا محمد بن الهيثم، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، أنه قال لابن حماد بن أبي سليمان: كلم لي أباك يحدثني، قال: فكلمه، فقال حماد: ما يأتيني أحد أثقل عليَّ منه. فكنت أقول له: قل: سمعت إبراهيم، فيقول: إن العهد قد طال بإبراهيم (4).
241 - قيل: مغيرة أحب إليك أو حماد؟
قال: فيما روى سفيان وشعبة عن حماد؛ فحماد أحب إلي، إلا أن في حديث الآخرين عنه تخليطًا (5).
242 - قيل: أبو معشر أحب إليك أو حماد؟
قال: زعموا أن أبا معشر كان يأخذ عن حماد، إلا أن أبا معشر عند أصحاب الحديث أكبر، لأن حمادًا كان يرى الإرجاء (6).
243 - واسم أبي معشر: زياد بن كُلَيب، وأحاديثه ليست بالقوية (7).
244 - وقال البتّي: كان حماد إذا قال برأيه أصاب، وإذا قال: قال إبراهيم، أخطأ (8).
245 - وقال عبد الله (9) بن حبيب: سمعت أبي يقول: كان حماد يقول: قال إبراهيم: ... (10)، فقلت: والله إنك لتكذب على إبراهيم، أو إن إبراهيم مخطئ (11).
فصل
246 - قال أبو عبد الله: زائدة وزهير وشعبة وسفيان ثقات، من مثلهم؟! لا تكاد تجد مثلهم (12).
247 - قال حنبل: فقلت له: زائدة وزهير يقاربان شعبة وسفيان؟
قال: بل هما مثلهما. وأما السنة؛ فلا نقدم على زائدة أحدًا.
248 - قال: وبلغني أن زائدة كان إذا بلغه أن إنسانًا ذهب إلى حسن بن صالح؛ لم يحدثه (13).
249 - وقال: علم الناس إنما هو عن / هؤلاء، وهؤلاء أثبت الناس، وأعلم بالحديث من غيرهم (14).
250 - وقال: مسعر وشعبة وسفيان ومالك بن أنس وزائدة وزهير أئمة، وشريك وإسرائيل وعمار بن رزيق لا يقومون مقام هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
251 - وقال: مالك وشعبة وسفيان حجة، وكان سفيان أحفظ لأسماء الرجال -يعني: من شعبة-، وشعبة يخطئ في أسماء الرجال، وشعبة أحسن حديثًا.
ثم جعل يقول في حديث شعبة، ويحسنه، فجعل لا يقدم عليه أحدًا.
252 - وقال: شعبة أكبر من سفيان بعشر سنين (15).
وقال: نظرنا فيمن سمع منهم شعبة ولم يسمع منهم سفيان؛ فإذا هم نحوٌ من ثلاثين رجلاً (16).
وجعل يقول: إذا نظرت إلى من لقيه شعبة ولقيه سفيان، شعبة قد فضله بشيء كثير.
253 - وقال أيضًا: الثوري أحفظ للرجال والإسناد، وشعبة أحسن حديثًا، لم يكن في زمن شعبة مثله ولا أحسن حديثًا منه، وليس تقيس إليه رجلاً إلا كان شعبة أحسن حديثًا منه، كان قُسِمَ له من هذا حظٌّ (17).
254 - قال: وروى عن سعد بن إبراهيم فأجاد فيه، وما روى شعبة إلا عن ثقة، وكان سفيان يتجاوز، وكان يعرف ذلك -يعني: سفيان، كان يعرف تجوزه-.
255 - وقال الميموني: قلت: يا أبا عبد الله، من أكثر غلطًا، شعبة أو سفيان؟
قال: شعبة يغلط في الأسماء.
قلت: وسفيان في اللفظ؟
قال: هو أقل غلطًا، ما أقل غلط سفيان.
قلت: إن إنسانًا سمعته يذكر عنك أنك قلت: إن سفيان إنما يغلط في حديثين أو ثلاثة؟
قال: ومن يضبط هذا؟ ما علمت أني قلت ذا.
256 - وقال الحسن بن محمد بن الصباح (18) الزعفراني: قلت لعفان بن مسلم: من كان أكثر غلطًا في الحديث، سفيان أو شعبة؟
قال: شعبة بكثير.
قال الحسن: فقلت لأحمد، فقال: في أسماء الرجال (19).
257 - وقال وكيع: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، وما حدثني سفيان عن شيخ، فلقيت الشيخ؛ إلا وحدثني كما قال سفيان (20).
258 - وقال أبو عبد الله فيما إذا اختلف شعبة وسفيان في الحديث: فالقول قول سفيان؛ لأنه أقل خطأً (21)، ولأنه أحفظ (22).
259 - وروي عن يحيى بن سعيد أنه قال: ليس أحد أحب إلي من شعبة، فإذا خالفه سفيان؛ أخذت بقول سفيان (23).
260 - قيل لأحمد: فإذا اختلف سفيان وزهير؟
قال: زهير عندي في كل شيء،
ثم قال: ما خالف زهير أحدًا إلا أهمته نفسه (24).
وقال: قلَّ من خالف زهيرًا إلا قضى زهير عليه، كان زهير يتثبت في الحديث.
______________________________ _____
(1) يسبق هذا ما في آخر المطبوعة، وهو قوله: (وقيل له: إذا اختلف منصور والأعمش عن إبراهيم، بقول من نأخذ؟ قال: بقول منصور).
(2) روى النص عن أحمد: أبو طالب، ومن طريقه ابن عدي في الكامل (6/ 443).
(3) روى النص عن أحمد من قوله: (صاحب سنة ... ) إلى آخره: أبو حاتم الرازي -كما في الجرح والتعديل (8/ 229) -، وابنه عبد الله -كما في العلل ومعرفة الرجال بروايته (1/ 207) -، وفي روايتيهما اختلاف في التقديم والتأخير.
(4) أخرجه من طريق محمد بن الهيثم أبي الأحوص: ابن عدي في الكامل (2/ 236)، وفيه زيادة يسيرة، ونقل ما في النص نفسَهُ: المزي في تهذيب الكمال (7/ 276).
(5) روى النص عن أحمد: أبو داود في سؤالاته (338/ب)، ووقع فيه: لأن في حديث الآخرين ...
(6) روى النص عن أحمد: أبو داود في سؤالاته (338/أ)، ووقع ذكر كون حماد أكبر وأنه كان يرى الإرجاء= من تفسير أبي داود لكلام أحمد، لا من كلامه نفسه.
(7) رواه عن أحمد: مهنا -كما في تهذيب الكمال (7/ 273) -.
(8) أخرجه من طريق البتي: ابن سعد في الطبقات (6/ 333)، وأحمد في العلل ومعرفة الرجال -برواية عبد الله- (2/ 188)، والبخاري في التاريخ الكبير (6/ 243)، ووقع في مطبوعة التاريخ تحريف.
(9) وقع في الأصل: عبيد الله، وكتب في هامشه: (صوابه: عبد الله).
(10) جاءت صورة النص في الأصل: (كان حماد يقول *كان إبراهيم يقول* قال إبراهيم)، وعلق في الهامش: (قوله: " كان إبراهيم يقول " فضلة)؛ فحذفتها لذلك، وقد وقع النص صحيحًا في المصدر الذي نقلَهُ؛ كما نُبِّه في هامش الأصل.
(11) نقله عن أبي نعيم عن عبد الله بن حبيب -وهو ابن أبي ثابت-: المزي في تهذيب الكمال (7/ 276)، ووقع فيه: أو إن إبراهيم ليخطئ.
(12) رواه عن أحمد: ابن هانئ في مسائله (2136)، ولم يُذكر في روايته شعبة، ولم يُذكر استفهام أحمد.
(13) جاء هذا في قصة لعلي بن الجعد مع زائدة، أخرجها من طريقه العقيلي في الضعفاء (1/ 231).
(14) رواه عن أحمد: ابن هانئ في مسائله (2163).
(15) رواه عن أحمد: ابنه عبد الله -كما في العلل ومعرفة الرجال بروايته (2/ 348) -، وإسحاق بن هانئ في مسائله (2069).
(16) روى معناه عن أحمد: إسحاق بن هانئ في مسائله (2069)، وأبو طالب -كما في الجرح والتعديل (1/ 128، 4/ 370) -، والأثرم -كما في تاريخ بغداد (9/ 259) -.
(17) روى بعضه عن أحمد: أبو طالب -كما في الجرح والتعديل (1/ 128، 4/ 370) -.
(18) وقع في الأصل: الحسن بن الصباح، وعلق في الهامش: (هو ابن محمد بن)؛ فأضفت ذلك تصويبًا.
(19) نقله عن الزعفراني: الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/ 247)، ووقع فيه أن الزعفراني سمع أحمد يسأل عفان.
(20) أخرجه بنحوه من طريق وكيع: الترمذي في العلل الصغير (ص54).
(21) هنا كلمة بين السطرين لم أتبينها، وكأنها: وسقطًا.
(22) رواه عن أحمد: ابن هانئ في مسائله (2163)، ووقع فيه: سفيان أقل خطأ، وبقول سفيان آخذ.
(23) أخرجه من طريق يحيى: الترمذي في العلل الصغير (ص53)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 128)، وزاد عندهما فيه: ولا يعدله عندي أحد، ولم يتم ابن أبي حاتم كلام يحيى.
(24) رواه عن أحمد إلى هذا الموضع: أبو داود في سؤالاته (404/أ)، وفيه سقطٌ تمّمه ما في النص هنا. وزاد في سؤاله: في غير أبي إسحاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:54]ـ
261 - وقال: زائدة وزهير ثبتان في الحديث، صاحبا سنة.
قيل: يا أبا عبد الله، هما عندك بمنزلة؟
قال: نعم.
وفي رواية: قال: .......... (1) /
262 - وسئل أحمد: من أحفظ، سفيان بن عيينة، أو سفيان الثوري؟
فقال: كان سفيان الثوري أحفظ من ابن عيينة، وأقل الناس غلطًا، وكان ابن عيينة حافظًا، إلا أنه في حديث الكوفيين له غلط كثير.
قيل: زعم فلان أن سفيان بن عيينة كان أحفظهما؟
فضحك، ثم قال: فلان كان حسن الرأي في ابن عيينة، فمن ثَمّ (2).
263 - وسئل: من أكثر غلطًا عندك، شعبة أو مالك؟
فذكر شعبةَ بالغلط على مالك، وقال: ما أقل خطأ مالك.
264 - وذكر سفيانَ بن عيينة، فقال: هو أكثر غلطًا من شعبة.
265 - وقال: شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام شيء واحد، ثقات، إلا أن شعبة كان صاحب إسناد، يوقف المشايخ، ويطلب الإسناد.
266 - وسئل عن هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة؟
فقال: وأي شيء يشبه سعيدٌ هشامًا؟! إنما كان هشام شيخًا فيما يروي، وسعيد كان محدث البصرة.
267 - وقال عبد الصمد بن سليمان: سمعت أحمد يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن إتقانًا، وما رأيت أروى من غير محاباة ولا أشد تثبتًا في أمر الرجال من يحيى بن سعيد، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ.
قلت: يا أبا عبد الله، يُعطَى ويأخذ (3)!
فقال: أبو نعيم عندي صدوق ثقة موضع الحجة في الحديث (4).
268 - وقال: إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق، حتى نوه بذكرهما (5)،
وقال: ذهبا محمودَيْن (6).
269 - وذُكر عنده أبو نعيم، فأثنى عليه، وقال: قام في أمر الامتحان بما لم يقم به غيره، عافاه الله (7).
270 - وقال: انتهى العلم إلى أربعة: إلى عبد الله بن المبارك، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان.
فأما عبد الله بن المبارك؛ فأجمعهم، وأما وكيع؛ فأسردهم، وأما يحيى؛ فأتقنهم، وأما عبد الرحمن؛ فجهْبِذٌ (8).
271 - قيل: فإذا اختلف يحيى بن سعيد وابن المبارك، بأيهما تأخذ؟
قال: بقول يحيى (9).
272 - قيل: أيما أثبت عندك، وكيع أو يزيد -يعني: ابن هارون-؟
قال: ما منهما -بحمد الله- إلا ثبت، إلا أن يزيد قد روى عن نحوٍ من خمسين شيخًا لم يرو عنهم وكيع.
قيل: فأيهما أصلح عندك في الأبدان؟
قال: ما منهما -بحمد الله- إلا كل، إلا أن وكيعًا لم يتلطخ بالسلطان (10).
273 - قيل: فعبد الرحمن ووكيع؟
قال: قد روى وكيع عن نحو خمسين شيخًا لم يرو عنهم عبد الرحمن، وما رأيت أحدًا أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك، وكان عبد الرحمن له توقٍّ حسن (11).
274 - قيل: فحفص وابن أبي زائدة ووكيع؟
فقال: وكيع أطيب (12) هؤلاء، لا تقرنه إليهم في الحديث.
275 - وسئل عن يحيى وعبد الرحمن؟
فقال: كان عبد الرحمن فقيهًا، وكان يحيى أعرف بالرجال منه، ولم يكن عنده ما كان عند عبد الرحمن، كان عبد الرحمن / جالس مالكًا بالمدينة وابن أبي ذئب،
276 - وكان سليمان بن حرب يتفقه، نظر في قول البصريين: الحسن ومحمد.
277 - وقال إسحاق بن راهويه: قلت لأحمد: من ترى أن أجالس؟
قال: عبد الرحمن بن مهدي،
قلت: فإن فاتني؟
قال: سليمان بن حرب.
278 - قيل لأحمد: يجري ابن فضيل عندك مجرى عبيد الله بن موسى؟
قال: لا، ابن فضيل أستر، وكان عبيد الله صاحب تخليط، روى أحاديث سوء.
قيل: فأبو نعيم يجري مجراهما؟
قال: لا، أبو نعيم كان يقظان في الحديث، وقام في أمر الامتحان (13).
279 - أخبرنا المروذي، أن أبا عبد الله قال: كان بالبصرة ثلاثة يأخذون الحديث بإتقان، مستثبتين: بهز بن أسد، وعفان بن مسلم، وحبان بن هلال.
قال لنا عفان: كنت صفارًا، فكنت أحيانًا أجيء إلى السوق، فأتجر، ثم أذهب فأكتب، وكان بهز معلمًا، وحبان لا أدري ما كان يعمل، وكان عفان أكثرهم كتابًا.
وقال: كان هؤلاء الثلاثة أصحاب حفظ للحديث، وتقييد وشكل.
وقال بشار الخفاف يومًا عند أحمد: هؤلاء الثلاثة ثبت في الحديث، وأثبتهم بهز ثم عفان ثم حبان، فقال أحمد: ما صنعت شيئًا، أثبتهم عفان ثم بهز، وقال: هؤلاء كانوا يوقفون الشيخ على الأخبار.
قيل: فإذا اختلفوا في الحديث، يرجع إلى قول مَن منهم؟
قال: إلى قول عفان، هو في نفسي أكثر، وبهز أفضل، إلا أن عفان أضبط للأسامي.
280 - وقال عفان: ما سمعت حديثًا من أحد قط إلا قرأته عليه، إلا شعبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
281 - وقال إبراهيم بن الحسن: أخرج إلي عفان كتابًا من أصله، فجعله في حجره، فجعل يقرأ علي، فنظرت فيه؛ فرأيت خطًّا جليلاً، وإذا قد قيَّد كل حرف كما حدثنا.
282 - وقال أحمد: كان أصحاب الحديث ببغداد: أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، والهيثم بن جميل، وأبو كامل،
وكان الهيثم أحفظ الثلاثة،
وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم، وكان بصيرًا بالحديث متقنًا يشبه الناس، لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب أو يسكت، له عقل سديد،
وأبو سلمة الخزاعي كان من أبصر الناس بأيام الناس، لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته، وكان يتفقه،
وهؤلاء (14) الثلاثة كان لهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكتبوا إلا عن الثقات (15).
______________________________ _____
(1) خرم في آخر اللوحة بمقدار كلمة.
(2) رواه عن أحمد: الفضل بن زياد، وعنه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 163، 164)، وزاد فيه -بعد ذكر غلط ابن عيينة في حديث الكوفيين-: وقد غلط في حديث الحجازيين في أشياء.
(3) جاءت صورتها في الأصل: (يعطى واخذ)، وكأن الياء انقطعت بسبب التصوير أو غيره، وجاء في المصدر الذي نقل النص: (يعطى فيأخذ).
(4) أخرجه من طريق عبد الصمد: البيهقي -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 73) -، ولم يذكر فيه قول عبد الصمد: يعطى ... ، وذكره المزي في نقله هذا النص في تهذيب الكمال (23/ 208)، وقد نقله في موضع آخر (30/ 473) فاختصره أيضًا.
(5) رواه عن أحمد: المروذي -كما في تهذيب الكمال (23/ 207) -.
(6) رواه عن أحمد: مهنا -كما في تهذيب الكمال (23/ 207) -.
(7) رواه عن أحمد: الميموني وأبو الحارث -كما في تهذيب الكمال (23/ 208) -، وفي نص الميموني زيادات.
(8) رواه عن أحمد: عبد الصمد بن سليمان -كما في سير أعلام النبلاء (9/ 188) -.
(9) روى معناه عن أحمد: سهل بن صالح، ومن طريقه الخليلي في الإرشاد -كما في منتخبه (2/ 508) -.
(10) رواه عن أحمد: ابنه صالح -كما في الجرح والتعديل (9/ 38) -، ونقله المزي في تهذيب الكمال (30/ 471)، ووقع فيه -في الثانية-: ما منهما -بحمد الله- إلا صالح. ولم يذكر صالح بن أحمد كلام أبيه في الخمسين شيخًا الذين روى عنهم يزيد دون وكيع.
(11) روى أوله وآخره عن أحمد: ابنه صالح -كما في الجرح والتعديل (1/ 153، 5/ 289) -، ونقل صالح أطول مما ذُكر، وأما قوله: " وما رأيت أحدًا أوعى للعلم من وكيع، ولا أشبه بأهل النسك "؛ فرواه صالح عن أبيه في موضع آخر، وهو تتمة لجواب أبيه في الفقرة (272) السابقة.
(12) كذا في الأصل، ويحتمل فيها: أطلب.
(13) رواه عن أحمد: الفضل بن زياد، وعنه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 173).
(14) غير واضحة؛ للخرم في آخر اللوحة، وما أُثبت هو الأنسب للسياق، والأقرب لما ظهر من الرسم.
(15) رواه بنحوه عن أحمد: الفضل بن زياد، وعنه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 180، 181)، ورواه عن أحمد بنحوه أيضًا: ابنه عبد الله -كما في العلل ومعرفة الرجال بروايته (1/ 493، 494، 3/ 72) -، وأبو طالب -كما في تهذيب الكمال (28/ 99) -.
هذا آخر اللوحتين، والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 11:56]ـ
ملف الوورد في المرفقات.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 09:18]ـ
جزيت خيرا ابا عبدالله ,,
ليتك تستمر ,,
ـ[ابوطيب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... شيخنا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 06:52]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد، ونفع بجهدك، وبارك في وقتك
ـ[عبد الله المزروع]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 10:17]ـ
بار ك الله فيك، ونفع بك ...
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[17 - Feb-2009, مساء 02:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخي حفظك الله(/)
اجابة الشيخ العلوان على بعض الاحاديث في الاربعين النووية - للنووي
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 01:16]ـ
السؤال
هل يوجد في الأربعين النووية أحاديث ضعيفة؟
الجواب: نعم فيه بعض الأحاديث الضعيفة مثل
- الحديث الثاني عشر (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه الترمذي وغيره من طريق قرة بن عبد الرحمن المعافري عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يصح قرة بن عبد الرحمن سيء الحفظ وقد رواه مالك وغيره عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وصحح إرساله أحمد بن حنبل والبخاري والدار قطني وغيرهم.
2 - وفيه الحديث التاسع والعشرون حديث معاذ بن جبل قلتُ [يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعد ني عن النار ... ) الحديث رواه الترمذي من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ.
ورواه أحمد في مسنده من طريق حماد بن سلمة عن عاصم عن شهر بن حوشب عن معاذ.
وهذا أصح من الأول وشهر بن حوشب ضعيف الحديث.
3 - ومن ذلك الحديث الثلاثون حديث أبي ثعلبة الخشني (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها .. ) الحديث فيه انقطاع بيد أن له شاهداً حسناً رواه الحاكم من حديث أبي الدرداء
4 - ومن ذلك الحديث الحادي والثلاثون حديث سهل بن سعد الساعدي قال [جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دُلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ... ) الحديث ولا يصح بوجه من الوجوه وإن كان معناه صحيحاً.
5 - ومن ذلك الحديث الثاني والثلاثون حديث لا ضرر ولا ضرار لا يصح إلا مرسلاً قاله ابن عبد البر وغيره وقد عده أبو داود من الأحاديث التي يدور الفقه عليها.
6 - ومن ذلك الحديث التاسع والثلاثون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)). أنكره الإمام أحمد ومعنى الحديث صحيح فيه ما يدل عليه من الكتاب والسنة.
7 - ومن ذلك الحديث الحادي والأربعون حديث ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) مداره على نعيم بن حماد الخزاعي ولا يصح حديثه ضعفه أبو داود والنسائي وجماعة.
8 - ومن ذلك الحديث الثاني والأربعون حديث أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (يا ابن آدم إنك ... ) فيه لين وقد تفرد به الترمذي من هذا الوجه وقال حسن غريب وقد صح آخره من حديث أبي ذر رواه مسلم في صحيحه.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 01:21]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا حاتم، فائدة طيبة، بارك الله فيك.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 07:52]ـ
واياكم شيخنا ابا الحسن ,, وشكر الله لكم المرور
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 08:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ونفع بك ..
والله أسأل أن يفك آسر شيخنا وحبيبنا أبي عبدالله سليمان العلوان عاجلاً غير آجل ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 02:10]ـ
اخي الكريم حديث معاذ صححه الائمة كالترمذي وابن القيم والالباني واليك بيان ذلك
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون} ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616 يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله، قال الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلىيا رسول الله، قال كف عليك هذا وأشار إلى لسانه، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 4/ 259
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل قال ثم تلا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمآخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 2/ 138
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 09:59]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ونفع بك ..
والله أسأل أن يفك آسر شيخنا وحبيبنا أبي عبدالله سليمان العلوان عاجلاً غير آجل ..
واياكم ,,
اللهم آمين
ـ[ابن رجب]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 10:01]ـ
اخي الكريم حديث معاذ صححه الائمة كالترمذي وابن القيم والالباني واليك بيان ذلك
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون} ثم قال: ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه: قلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بلسانه، قال: كف عليك هذا. فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2616 يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير قلت بلى يا رسول الله، قال الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه، رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلىيا رسول الله، قال كف عليك هذا وأشار إلى لسانه، قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 4/ 259
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل قال ثم تلا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمآخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
الراوي: معاذ بن جبل - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 2/ 138
رفعت قدرا ,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:29]ـ
جزاك الله خيرا على النقل
ورفع الله قدر الشيخ سليمان العلوان فهو بحق فحل من الفحول المبرزين، مجالسه فيها المباحث العلمية المتعددة، أشرطته العلمية فيها الفوائد الكثيرة المتكاثرة، وبالأخص شروحاته لكتب السنة،
ـ[ابن رجب]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 06:06]ـ
واياكم أبا عبدالله ,,,
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 06:29]ـ
أخي الفاضل جزيت خيرا، كذلك حديث "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وان كانت له طرق ضعيفة ومنها ما هو كما قال الشيخ - فك الله أسره ونفع به المسلمين - الا أنها تتقوى بمجملها، ولهذا حسنه الترمذي رحمه الله، وصححه من المتأخرين الألباني (صحيح الترمذي) (حديث رقم 2317) و (صحيح الجامع 5991) وقال في بعض طرقه الأخرى (صحيح لغيره) (في صحيح الترمذي 2318) و"حسن لغيره" (في صحيح الترغيب، 2881) وصححه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله وغيره ..
وكذا حديث لا ضرر ولا ضرار نص الألباني وغيره على أنه صحيح من مجموع طرقه، (قال الألباني "حسن أو صحيح لكثرة طرقه" التعليقات الرضية (ج2 ص255))
وهذا الحديث كما هو معلوم معدود ضمن القواعد الكبرى في علم الأصول
فان كان الشيخ العلوان حفظه الله يقصد ضعف الطرق التي ساقها النووي في جمعه تحديدا، فكلامه لا يظهر منه ذلك، والا فكثير مما ضعفه ها هنا، حسنه أو صححه غيره من المحدثين من مجموع الطرق ..
وأقول ليس علم الحديث فني في الحقيقة ولست فيه الا مقلدا، ولكن أرى والله أعلم أن كثيرا من العلماء المتأخرين من أهل الحديث يتشددون في ضوابط التصحيح والتضعيف بصورة لم تكن عند المتقدمين، فمسألة تقوي الحديث بمجموع طرقه هذه يختلف تقدير العالم فيها بحسب ما يصل اليه من الطرق، والمتقدمون لا شك كانوا أحفظ وأجمع لطرق كثيرة للحديث الواحد قد تكون فقدت أو لم تصل كلها الى من جاء بعدهم من المتأخرين، فعلينا أن نراعي هذا الأمر عند الكلام على الأسانيد والطرق، وهذه مسألة يجب ألا يغفل عنها طالب علم في الحديث، والله الموفق المستعان ..
ـ[ابن رجب]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 09:13]ـ
جزاكم الله خيرا على الافادة ,,
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[02 - Mar-2008, صباحاً 10:42]ـ
7 - ومن ذلك الحديث الحادي والأربعون حديث ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)) مداره على نعيم بن حماد الخزاعي ولا يصح حديثه ضعفه أبو داود والنسائي وجماعة.
[/ COLOR][/CENTER]
وأظن ان هناك سبباً آخر لضعف هذا الحديث وهو نكارة متنه.
فالهوى لا يمكن ان يكون تابعاً للحق أبداً، ولم يرد الهوى في النصوص الشرعية إلا مذموماً فالحديث حينئذ يعلق الايمان على مستحيل - فمهما ارتقى الانسان في درجات الايمان والقرب من الله بل حتى ولو كان نبياً فإنه مأمور بمخالفة الهوى لأن الهوى مع الباطل أبداً - قال تعالى:
" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى" سورة ص - والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 02:37]ـ
الأخ الفاضل شريف
بغض النظر عن النتيجة إلى توصلت إليها وما ذهبت إلى ضعف الحديث إلى نكارة متنه
أقول قد يأتي الشرع في بعض الأمور موافقا لما تتوقه النفس مثل الزواج - بغض النظر هل هو مستحب أم فرض-
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 02:51]ـ
اخي الكريم شريف شلبي تقول وأظن ان هناك سبباً آخر لضعف هذا الحديث وهو نكارة متنه
لااعلم احدا من الغلماء قال بنكارة متنه بل قالوا دلت عليه نصوص الشريعة اذ ان
معنى الهوى فى اللغة والشرع ...
الهوى هو ميل النفس إلى الشىء يقال: هذا هوى فلان وفلانة هواه رأى مهويته ومحبوبته وأكثر ما يستعمل فى الحب المذموم كما قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى) النازعات (40 - 41) ويقال إنما سمى هوى لأنه يهوى بصاحبه. فالهوى إذاً ميل الطبع إلى ما يلائمه كما قال ابن الجوزى وابن القيم , وهو أيضاً ميل النفس إلى الشهوة.
**حكم ا تباع الهوى ...
خلق الميل في الإنسان لضرورة بقائه؛ فإنه لولا ميله إلى المطعم والمشرب والمنكح ما أكل وما شرب ولا نكح، فالهوى مستحث لها لما يريده كما إن الغضب دافع عنه ما يؤذيه فلا ينبغى ذم الهوى مطلقاً ولا مدحه مطلقاً كما إن الغضب لا يذم مطلقا ولا يمدح مطلقا وإنما يذم المفرط من النوعين وهو ما زاد على جلب المنافع ودفع المضار.
ولما كان الغالب من مطيع هواه وشهوته وغضبه أنه لا يقف فيه على حد المنتفع به أطلق ذم الهوى والشهوة والغضب لأنه يندُر من يقصد العدل في ذلك ويقف عنده؛ فلذلك لم يذكر الله تعالى الهوى فى كتابه إلا ذمه، وكذلك في السنة لم يجىء إلا مذموماً إلا ما جاء منه مقيداً بما يخرج معناه عن الذم كقولهم: هوى حسن, وهوى موافق للصواب.
ولو تاملنا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) لعلمنا أن الغاية المطلوبة هي إخضاع رغبات النفس ومرادها لأوامر الشرع، وليس المراد أن يحصل التوافق التام بين رغباتها وبين مراد الشارع، فإن ذلك في الحقيقة أمر عسير، إذ النفس مفطورة على اتباع الهوى، والأمر بالسوء، فجاء الحديث ليبيّن أن اكتمال الإيمان مرهون بالانقياد للشرع، ولم يعلّق كمال الإيمان على تغيير طبيعة النفس،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Mar-2008, مساء 07:03]ـ
الأخ الحبيب شريف .. كلامك هذا كما تفضل الاخوة الكرام لم يسبقك اليه أحد.
ويا أخي لو أني قلت لك أنك تهوى علم الحديث، أفيكون ذلك ذما لك؟
بل ان في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " .. فسكت النبي ولم ينكر عليها، فلو صح كلامك أخانا الحبيب لما جاز أن يسكت عليه السلام.
فالحاصل أن لفظة الهوى جرى استعمالها في اللغة بل وفي السنة في معنى الخير والشر سواءا بسواء ولا اشكال، وان كان غالب استعمالها في المعنى الخبيث.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Mar-2008, صباحاً 11:46]ـ
.
ولو تاملنا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) لعلمنا أن الغاية المطلوبة هي إخضاع رغبات النفس ومرادها لأوامر الشرع، وليس المراد أن يحصل التوافق التام بين رغباتها وبين مراد الشارع، فإن ذلك في الحقيقة أمر عسير، إذ النفس مفطورة على اتباع الهوى، والأمر بالسوء، فجاء الحديث ليبيّن أن اكتمال الإيمان مرهون بالانقياد للشرع، ولم يعلّق كمال الإيمان على تغيير طبيعة النفس،
لفظ الحديث - إخواني الكرام - معناه تعليق الايمان على كون الهوى - وهو ميل النفس كما ذكرتم - تابعاً للحق يكون هواه تبعاً لما جئت به وقد أقررتم بأن النفس مفطورة على اتباع الهوى والأمر بالسوء ....... أرجو التأمل والانصاف.
وسؤالي: هل وصل نبي الله داود الى كمال الايمان؟ الاجابة بالطبع نعم.
هل كان هواه تابعاً للحق أم مخالفاً له؟
فإن قلتم تابعاً للحق فلم نهاه الله عن اتباع الهوى في كتابه؟
وإن قلتم بل كان هواه مخالفاً للحق فقد نقضتم إجابة السؤال الأول بأنه قد كمل ايمانه.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Mar-2008, مساء 01:08]ـ
الأخ الحبيب شريف .. كلامك هذا كما تفضل الاخوة الكرام لم يسبقك اليه أحد.
ويا أخي لو أني قلت لك أنك تهوى علم الحديث، أفيكون ذلك ذما لك؟
بل ان في صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك " .. فسكت النبي ولم ينكر عليها، فلو صح كلامك أخانا الحبيب لما جاز أن يسكت عليه السلام.
فالحاصل أن لفظة الهوى جرى استعمالها في اللغة بل وفي السنة في معنى الخير والشر سواءا بسواء ولا اشكال، وان كان غالب استعمالها في المعنى الخبيث.
انا اذكر ان الشيخ عبدالله السعد ذكر هذا السبب ياشيخنا ,, وذكر قول ابن عباس في مصنف عبدالرزاق كل الهوى مذموم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[04 - Mar-2008, صباحاً 09:33]ـ
سؤال: هل ما ذكرته من رأي في نكارة متن الرواية - من وجهة نظري - يعتبر أمراً منكراً مرفوضاً ما دام لم يذكره أحد من السابقين ولم يقل به أحد قبلي، فإذا ثبت أن أحد العلماء الموثوقين قديماً أو حديثاً قاله يصبح حينئذ كلامي مقبولا ومحتملاً؟؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[10 - Mar-2008, مساء 09:30]ـ
وهل يسعنا يا أخانا ابن شلبي أن نحكم بنكارة متن حديث من الأحاديث، الا بناءا على ما هو مستقر من أصول الدين وأصول اللغة وغيرها من ضوابط نقد المتون وعلوم الحديث؟ ثم هل أخذنا شيئا من ذلك أصلا الا عن أئمة السلف وأكابر العلماء رضي الله عنهم ورحمهم؟ فمن أين نأتي بالنقد اذ ننقد وبالحكم اذ نحكم الا بناءا على علوم من سبقونا؟ هذا العلم ينقص يا أخي الحبيب بمر القرون ولا يزيد، فانتبه.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[12 - Mar-2008, مساء 02:29]ـ
أنا معك أخي الفاضل في ضرورة الاعتماد في ذلك على ما استقر من من أصول الدين واللغة وغير ذلك عن السلف، ولكن لا يشترط أن يكون كلامنا في مسألة معينة أو رواية معينة - لا يشترط ان يكون قد سبقنا الى هذا القول أحد.
أعني أننا مقلدون في القواعد والأصول التي استقر عليها الأمر لنقد الحديث مثلاً، ولكن ليس من شرط أن يكون قد سبقنا في نقد حديث بذاته غيرنا من السلف!!!!
وإلا آل الأمر الى التقليد والجمود المذموم - والله أعلم.(/)
ما صحة حديث (عند كل ختمة دعوة مستجابة ... ). أجابة
ـ[ابن رجب]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 01:25]ـ
السؤال:
ما صحة حديث (عند كل ختمة دعوة مستجابة ... ).
الجواب: هذا الحديث موضوع رواه أبو نعيم في الحلية وغيره وفي إسناده يحي بن هاشم السمسار.
قال عنه الإمام النسائي: متروك الحديث.
وقال يحيى بن معين: كذاب.
وقال ابن عدي: كان يضع الحديث ويسرقه.
والدعاء عند ختم القرآن له حالتان:
الأولى: في الصلاة فهذا بدعة فإن العبادات مبناها على الشرع والاتباع وليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه الله أو سنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ودون ذلك ابتداع في الدين قال صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه من حديث عائشة.
وقد ذكر الشاطبي في الاعتصام وشيخ الإسلام في الاقتضاء قاعدة عظيمة المنفعة في التفريق بين البدعة وغيرها، وهي أن ما وجد سببه وقام مقتضاه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعصر الصحابة ولم يقع منهم فعل لذلك مع عدم المانع من الفعل فإنه بدعة كالأذان للعيدين والاستسقاء ونحو ذلك.
ودعاء الختمة في الصلاة من ذلك فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يقومون في رمضان ليلاً طويلاً ويتكئون على العصي من طول القيام فهم في هذه الحالة يختمون القرآن أكثر من مرة ولم ينقل عن أحد منهم دعاء بعد الختمة.
وقد قال الإمام مالك رحمه الله: ما سمعت أنه يدعو عند ختم القرآن وما هو من عمل الناس. ذكر ذلك عنه ابن الحاج في المدخل.
الحالة الثانية: الدعاء عقيب الختمة في غير الصلاة وهذا منقول عن أنس بن مالك بسند صحيح.
ومأثور عن جماعة من أهل العلم ولا أعلم في المرفوع شيئاً ثابتاً والله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Jan-2008, مساء 11:04]ـ
جاء بهذا اللفظ عن ابن مسعود، ورأيتُ الشيخ مشهور صححه في حاشيته على (جلاء الأفهام)
ـ[خليل المخطوطات]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 09:47]ـ
ورواه الخطيب في تاريخه، والبيهقي في الشعب عن أنس ...(/)
هل هذه الاحاديث صحيحة؟
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشرت هذه الاحاديث بين أوساط الناس ويتناقلونها بينهم من خلال رسائل الوسائط المتعددة
وهي ثلاثة أحاديث
فما مدى صحتها؟ وهي: الحديث الأول:
لماذا بكى رسول الله<صلى الله عليه وسلم>؟
أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ. . .
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا.والزاني فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى.
فلما كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحم .. "
الحديث الثاني:
«إقرأ هذا الدعاء»
«لومرة واحدة في عمرك»
دعاء مبارك عظيم الشأن
قيل أن جبريل عليه السلام أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يامحمد: السلام يقرئك السلام
ويخصك بوقد أوهبك هذا الدعاء.
يامحمد: مامن عبد يدعو به
وتكون خطاياه وذنوبه
مثل أمواج البحار
وعدد أوراق الأشجار
(يُتْبَعُ)
(/)
وقطر الأمطار
وبوزن السموات والأرض
إلا غفر الله تعالى ذلك كله له. يامحمد: هذا الدعاء مكتوب حول العرش، ومكتوب على حيطان الجنة وأبوابها، وجميع من فيها
أنا يامحمد أنزل بالوحي
ببركة هذا الدعاء، وأصعد به
وبهذا الدعاء
نفتح أبواب الجنة يوم القيامة
وما من ملك مقرب
إلا تقرب إلى ربه ببركته.
يامحمد: من قرأ هذا الدعاء
تكون يدك في يده يوم القيامة
ومن قرأ هذا الدعاء
يكون وجهه كالقمر
ليلة البدر عند تمامه
والخلق في عرسات
يوم القيامة ينظرون
إليه كأنه نبي من الأنبياء.
يامحمد: من صام يومآ واحدآ
وقرأ هذا الدعاء
ليلةالجمعه أو يوم الجمعه
أو في أي وقت كان
أقوم على قبره
ومعي براق من نور
عليه سراج من ياقوت أحمر
فتقول الملائكة:
ياإله السموات والأرض
من هذا العبد؟
فيجيبهم النداء:
ياملائكتي هذا عبد من عبيدي
قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة
ثم ينادي المنادي من قبل الله تعالى:
أن اصرفوه الى جوار
إبراهيم الخليل عليه السلام
وجوار محمد صلى الله عليه وسلم.
يامحمد: مامن عبد قرأ هذا
الدعاء إلاغفرت ذنوبه
ولوكانت عدد نجوم السماء
ومثل الرمل والحصى وقطر الأمطار
وورق الأشجار
ووزن الجبال
وعدد ريش الطيور
وعدد الخلائق الأحياء والأموات
وعدد الوحوش والدواب
يغفرالله ذلك كله
ولوصارت البحار مدادآ
والأشجار أقلامآ
والإنس والجن والملائكة
وخلق الأولين والآخرين
يكتبون لي يوم القيامة
لفني المداد وتكسرت الأقلام
ولايقدرون على حصر
ثواب هذا الدعاء
وقال علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه ورضى عنه:
كلما أشرع في الجهاد
اقرأ هذا الدعاء وكان الله
ينصرني على الكفار ببركة هذا الدعاء.
ومن قرأ هذا الدعاء
وهو مريض شفاه الله
أوكان فقيرآ أغناه الله
أوكان به هم وغم زال عنه
ومن كان عليه دين خلص منه
وإن كان في سجن وأكثر من قرائته خلصه الله
وكان له حرز من شر الشيطان
وجور السلطان
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(قال لي جبريل:
يامحمد من قرأ هذا الدعاء
بإخلاص قلب ونيه
على جبل لزال من موضعه
أوقبر لايعذب الله ذاك الميت بقبره
ولوكانت ذنوبه بالغة مابلغت
لأن فيه اسم الله
وكل من تعلم هذا الدعاء
وعلمه لمؤمنين يكون
له أجر عظيم عندالله
وتكون روحه مع أرواح
الشهداء ولايموت حتى
يرى ما أعده الله من النعيم المقيم
{{{الدعاء}}}
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله الملك الحق المبين
لا إله إلا الله العدل اليقين
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين
سبحانك إني كنت من الظالمين
لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وإليه المصير
وهو على كل شي قدير
لا إله إلا الله إقرارآ بربويته
سبحان الله خصوصآ لعظمته
اللهم يانور السماوات والأرض
ياعماد السماوات والأرض
ياجبار السماوات والأرض
ياديان السماوات والأرض
ياوارث السماوات والأرض
يامالك السماوات والأرض
ياعظيم السماوات والأرض
ياعالم السماوات والأرض
ياقيوم السماوات والأرض
يارحمن الدنيا ورحيم الآخرة
اللهم إني أسألك أن لك الحمد
لا إله إلا أنت الحنان المنان
بديع السماوات والأرض
ذو الجلال والإكرام
برحمتك ياأرحم الراحمين
بسم الله أصبحنا وأمسينا
أشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله
وأن الجنة حق والنار حق
وأن الساعه آتيه لاريب فيها
وأن الله يبعث من في القبور
الحمد لله الذي لايرجى إلا فضله
الله أكبر ليس كمثله شئ
في الأرض ولا في السماء
وهو السميع البصير
اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي
بركه تطهر بها قلبي
وتكشف بها كربي
وتغفر بها ذنبي
وتصلح بها أمري
وتغني بها فقري
وتذهب بها شري
وتكشف بها همي وغمي
وتشفي بها سقمي
وتقضي بها ديني
وتجلو بها حزني
وتجمع بها شملي
وتبيض بها وجهي
يا أرحم الراحمين
اللهم إليك مددت يدي
وفيما عندك عظمت رغبتي
فإقبل توبتي
وأرحم ضعف قوتي
وأغفر خطيئتي
واقبل معذرتي
واجعل لي من كل خير نصيبآ
وإلى كل خير سبيلآ
برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم لا هادي لمن أضللت
ولا معطي لما منعت
ولا مانع لما أعطيت
ولا باسطا لما قبضت
ولا مقدم لما أخرت
ولا مؤخر لما قدمت
اللهم أنت الحليم فلا تعجل
وأنت الجواد فلا تبخل
وأنت العزيز فلا تذل
وأنت المنيع فلا ترام
وأنت المجير فلا تضام
وانت على كل شي قدير
اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك
وشمول عافيتك
وجزيل عطائك
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاتمنع عني مواهبك لسوء ماعندي
ولاتجازني بقبيح عملي
ولاتصرف وجهك الكريم عني
برحمتك ياأرحم الراحمين
اللهم لاتحرمني وأنا أدعوك
ولاتخيبني وأنا أرجوك
اللهم إني أسألك يافارج الهم
ياكاشف الغم
يامجيب دعوة المضطر
يارحمن الدنيا يارحيم الأخرة
إرحمني برحمتك
اللهم لك أسلمت
وبك آمنت
وعليك توكلت
وبك خاصمت
وإليك حاكمت
فاغفر لي ماقدمت وما أخرت
وما أسررت وما أعلنت
وأنت المقدم وأنت المؤخر
لا إله الا أنت الأول والأخر
والظاهر والباطن
عليك توكلت
وأنت رب العرش العظيم
اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولها
يارب العالمين
اللهم أني أسألك مسألة
البائس الفقير
وأدعوك دعاء المفتقر الذليل
لاتجعلني بدعائك ربي شقيا
وكن بي رؤوفآ رحيما
ياحي ياقيوم
<أنشرها ولاتجعل الخير يقف بجوالك
وربما يدخلك الله الجنه بذلك_ والله إنها فرصه لاتقاس بثمن___
ملاحححححظه:
أرسلها ب55 هلله فربما تكسب عند ربك 55،000000مليون حسنه_.
الحديث الثالث:
هل تريد تحقيق احلامك ... ؟!
هل تريد السعاده في الدارين .... ؟!
هل تريد ان تكون غنيآ بلا حدود ... ؟!
هل تريد تفريج همك. انشراح صدرك ... ؟!
هل تريد دعوه مستجابه لاترد بأذن الله ... ؟!
هل تريد الشفا من الاسقام بأذن الله ... ؟!
ربما لا تصدق!؟! وتظنه من الخيال ولا تبالي بما اقول ولكن!
< {جرب ولن تخسر شيئ} >
{قبل ان تحكم عليها}
"بالصدق" او "الكذب"
<جربها ايامآ ثم احكم>
وسوف تدعوا لي بعدها بأذن الله
حتى لا اطيل عليكم إليكم
<<<بعض هذه الادعيه>>>
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
1/ دعاء سيدنا "آدم" عليه السلام: {صلى ركعتين ثم قال:اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤالي وتعلم مافي نفسي فأغفر لي ذنوبي اللهم اني اسألك إيمانآ يباشر قلبي، ويقينآ صادقآ، حتى اعلم انه لن يصيبني الا ماكتبته علي والرضا بما قسمته لي ياذا الجلال والاكرام}}
فأوحى الله عزوجل إليه قد غفرت لك ولا يأتيني احد من ذريتك فيدعوني بمثل الذي دعوتني به الا غفرت له وكشفت غمومه وهمومه ونزعت الفقر من بين عينيه واتجرت له من ورى كل تاجر وجاءته الدنيا وهي راغمه وان كان لا يريدها ...
~~~~~~~~~
2/ {{بسم الله ذي الشأن البرهان. شديد السلطان. ماشاءالله كان اعوذ بالله من الشيطان}}
مامن رجل يدعو بهذا الدعاء في اول ليله واول نهاره الا عصمه الله من إبليس وجنوده ..
~~~~~~~~~
3/ {{اللهم اني اسألك بأنك ملك وانت على كل شيئ قدير وماتشاء من امر يكون}}
دعوه مستجابه ...
~~~~~~~~~~
4/ من كانت له حاجه الي الله تعالي او الي احد من بني آدم .. فاليتوضأ وليحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ثم يثني على الله تعالي ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقول:
{{لا إله الا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمدلله رب العالمين اسألك بموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمه من كل ذنب والغنيمه من كل بر والسلامه من كل اثم لاتدع لي ذنبآ الا غفرته ولاهمآ الا فرجته ولا حاجه هي لك رضا الا قضيتها يأرحم الراحمين}}
ثم يسأل من امر الدنيا والاخره مايشاء فأنه يقدر إنشاءالله.
~~~~~~~~~
5/ {{اللهم اني استغفرك من كل ذنب تبت منه إليك ثم عدت فيه واستغفرك من كل ماوعدتك به من نفسي ولم اوفي لك به واستغفرك ياعالم الغيب والشهاده من كل ذنب آتيته في ضوء النهار وسواد الليل في ملأ او خلاء او سرآ او علانيه ياحكيم يارب}}
دعاء اذا دعوت به مخلصآ تائبآ محى الله عنك ذنوبك ..
~~~~~~~~~~
6/ {{ياموضع كل شكى ويا سامع كل نجوى ويا شاهد كل بلوى ويا منجي موسى والمصطفى محمد والخليل إبراهيم عليه السلام ادعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت حركته وقلت حيلته دعاء الغريب الغريق الفقير الذي لايجد لكشف ماهو فيه الا انت يأرحم الراحمين لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين}}
من قاله وقد احسن الوضوء وصلى اربع ركعات او ركعتين لله ثم قاله بعد الصلاه الا فرج الله عنه مصيبته او مأبتلي به.
~~~~~~~~~~~
7/ {{اللهم اني اسألك بأسمك المخزون المكنون المبارك الطيب الطاهر المطهر المقدس}}
فكل مادعوت بها في شيئ تعرفت الاجابه.
~~~~~~~~~~~
8/ "دعاء اهتز له عرش السموات والارض"
{{يا ودود يا ودود يا ودود ياذا العرش المجيد يامبدأ يامعيد يافعال لما يريد اسألك بنور وجهك الذي ملئ اركان عرشك واسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك واسألك برحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله الا انت يامغيث اغثني}} ..
~~~~~~~~~~~~
إليك كلمات اتعبت الملائكه بكتابه الاجر فشكو الي ربهم ماذا يفعلون؟!؟
فقال سبحانه: "اطووها بصحائفها وضعوها تحت عرشي فتبقى حسناتها إلي يوم القيامه .....
9/ {{اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك}.
~_~_~_~_~_~_~_
10/ قال صلى الله عليه وسلم: {{من قال لا إله الا الله الملك الحق المبين في كل يوم مئه مره كان له امان من الفقر ومن وحشه القبر واستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنه}} ..
_~_~_~_~_~_~_~
<قراءه سوره الملك>
عن ابي هريره رضي الله عنه قال: ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال {ان سوره في القرآن شفعت لصاحبها حتى غفر له}}
_~_~_~_~_~
=انشرها ا ا جزاك الله خير=
==<<ان استطعت>>==
ملا ا ا ا ا احظه::
*تخيل اخي الكريم لو انك نشرت هذه الرساله بين عشره من اصدقائك وكل صديق منهم فعل كما فعلت انت وهكذا ....
ولكل واحد منهم حسنه والحسنه بعشر امثالها انظر كم كسبت من الحسنات في دقائق؟!؟
هذه الأحاديث نقلتها كما جائتني من خلال الوسائط المتعددة هل هذه الأحاديث صحيحة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 09:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلها لا تصح، وبعضها أشد من بعض في الضعف والنكارة
وحديث قراءة سورة الملك ضعيف، والصواب وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه
كما عند عبدالرزاق في المصنف، فيما أذكر
وحديث: (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) عند ابن ماجه بإسناد ضعيف
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحمادي ونفعنا بعلمك وختم لنا ولك بالصالحات ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 01:22]ـ
اخي الكريم الحمادي قلت وحديث قراءة سورة الملك ضعيف، والصواب وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه
اقول بل هوصحيح وثابت عند الائمة كالترمذي والمنذري وابن القيم والالباني
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:41]ـ
اخي الكريم الحمادي قلت وحديث قراءة سورة الملك ضعيف، والصواب وقفه على ابن مسعود رضي الله عنه
اقول بل هوصحيح وثابت عند الائمة كالترمذي والمنذري وابن القيم والالباني
حياك الله أبا محمد الغامدي
أما الإمام الترمذي فلم يصحح الحديث، بل قال: (حديث حسن) ولا يخفى عليك
أنَّ هذا ليس تصحيحاً ظاهراً للحديث
وكذا الشيخ الألباني رحمه الله، بل نصَّ على أنه (حسن لغيره) وخطَّأ مَنْ حكمَ عليه بالصحة
وأما الإمامان المنذري وابن القيم فلعلك تفيدني بموضع كلاميهما على الحديث
هذا لأجل البحث العلمي وتدقيق الإحالات، وأزيد هنا:
بأن ابن حبان رواه في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وصححه على شرط الشيخين
وسبق البحث في هذا الحديث قديماً، وتبيَّن أنه لم يثبت مرفوعاً، وأنَّ الثابتَ عن ابن مسعود موقوفاً
فقد رُوِيَ هذا الحديث مرفوعاً من حديث أبي هريرة وابن عباس وأنس بن مالك وابن مسعود
ولا يخلو إسناد منها من كلام
فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي وغيره، ومداره على عباس الجشمي عن أبي هريرة، وعباس لم يوثقه سوى ابن حبان، وقال الحافظ ابن حجر: (مقبول) أي: حيث يتابع، وإلا فليِّن الحديث
ولم يتابع هنا
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الترمذي وغيره، ومداره على يحيى بن عمرو بن مالك النكري
وهو ضعيف
وأما حديث أنس بن مالك فأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط، وشيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة، وشيبان بن فروخ تكلم فيه بعض النقاد
وأما حديث ابن مسعود فقد روي موقوفاً ومرفوعاً، ورفعه خطأ
والصحيح وقفه على ابن مسعود
ولعل الشيخ الألباني رحمه الله رأى تقوية الحديث بناء على هذه المرويات
فرأى أنَّ الحديثَ مرفوعاً حسنٌ لغيره
وهذا الحكم مقبول، وهو حكمٌ بضعف الأحاديث المروية في هذا الباب؛ مع إمكان تقويتها
وترقية درجتها إلى مرتبة الحسن لغيره
أما الحكم بالصحة ففيه نظر ظاهر
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 04:54]ـ
أحسنت ابا محمد ,, على هذه الافادة
ـ[أم عبدالملك]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 08:21]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. ونفع بكم الأمة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 07:49]ـ
اخي الكريم الحمادي وفقك الله هذه روايات الحديث في موقع الدرر السنية ومنه نقلت عن المنذري وابن القيم والصحيح ابن العربي
- ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة (تبارك الذي بيده الملك) حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: حسن غريب من هذا الوجه - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2890
15830 - ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر
الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 6/ 36
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
198142 - ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: [لا يتطرق إليه احتمال التحسين]- المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/ 319
--------------------------------------------------------------------------------
198163 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يؤتى الرجل في قبره فيؤتى رجلاه فتقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتي من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب
الراوي: - - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]- المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/ 320
--------------------------------------------------------------------------------
198566 - عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة وإنها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب
الراوي: - - خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]- المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/ 368
--------------------------------------------------------------------------------
15236 - ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباء على قبر ولا يحسب أنه قبر فإذا هو بإنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ضربت خباء لي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا إنسان يقرأ سورة تبارك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر
الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] يحيى بن عمرو بن مالك قال يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي ضعيف - المحدث: المزي - المصدر: تهذيب الكمال - الصفحة أو الرقم: 20/ 182
--------------------------------------------------------------------------------
234221 - عن ابن مسعود قال كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة وإنها في كتاب الله سورة من قرأها في ليله فقد أكثر وأطيب [أي سورة تبارك]
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: رجاله ثقات - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 130
--------------------------------------------------------------------------------
234222 - عن ابن مسعود قال يؤتى بالرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقولان ليس لك على ما قبلنا سبيل قد كان يقرأ علينا سورة الملك ثم يؤتى جوفه فيقول ليس لك علي سبيل قد كان يقرأ في سورة الملك [ثم يؤتى من رأسه فيقول ليس لكم علي من قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك] قال عبد الله فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة هذه السورة الملك من قرأها في ليله أكثر وأطيب وفي رواية مات رجل فجاءته ملائكة العذاب فجلسوا عند رأسه فقال لا سبيل لكم عليه قد كان يقرأ سورة الملك
الراوي: - - خلاصة الدرجة: فيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 130
--------------------------------------------------------------------------------
127266 - سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1140
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=9003
ـ[المخضرمون]ــــــــ[01 - Feb-2009, مساء 07:06]ـ
بوركتم
ـ[مصطفى ولد ادوم أحمد غالي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 01:28]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد أكرمكم الله جميعا و ايانا أما الأخ الكريم الحمادي فقد نهج نهج النقاد المتشددين فأصدر حكمه انطلاقا من أن جميع طرق الحديث لا تخلو من مقال و أما أبو محمد الغامدي فقد سلك نهج حفاظ الحديث الذين يتساهلون أحيانا اذا كان الحديث في فضائل الأعمال الا أن حديث فضل سورة الكهف قد يرتقي الى الحسن بسبب الشواهد أساسا هذا من جهة و من جهة أخرى فالأدعية المذكورة قد تكون جلها اجتهادات من بعض العباد النساك و بعضها ملفق من أدعية مقبولة و السؤال المطروح هنا هل الدعاء عبادة و بالتالي متوقف على ألفاظ الكتاب و السنة علما بأن المشهور عند أهل العلم كما بينه الشوكاني في نيل الأوطار أنها قابلة للإجتهاد فللعبد أن يجتهد في أدعية يدعو بها اذا كانت ألفاظها عربية لقوله صلى الله عليه و سلم:"فليتخير من المسألة ما بشاء"بعد التشهد و في السجود فالدعاء هو العبادة لكن للمرء أن يجتهد فيها و يخلص العمل فيها لله و الله أعلم و أجل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 06:09]ـ
الأخ الكريم مصطفى وفقه الله
هل يمكن أن تبيِّن لي وجه التشدد في النتيجة الآتية:
ولعل الشيخ الألباني رحمه الله رأى تقوية الحديث بناء على هذه المرويات
فرأى أنَّ الحديثَ مرفوعاً حسنٌ لغيره
وهذا الحكم مقبول، وهو حكمٌ بضعف الأحاديث المروية في هذا الباب؛ مع إمكان تقويتها
وترقية درجتها إلى مرتبة الحسن لغيره
أما الحكم بالصحة ففيه نظر ظاهر
ـ[ابو بردة]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 09:16]ـ
ينظر هنا للفائد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28720
ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - Feb-2009, صباحاً 11:27]ـ
و من جهة أخرى فالأدعية المذكورة قد تكون جلها اجتهادات من بعض العباد النساك و بعضها ملفق من أدعية مقبولة و السؤال المطروح هنا هل الدعاء عبادة و بالتالي متوقف على ألفاظ الكتاب و السنة علما بأن المشهور عند أهل العلم كما بينه الشوكاني في نيل الأوطار أنها قابلة للإجتهاد فللعبد أن يجتهد في أدعية يدعو بها اذا كانت ألفاظها عربية لقوله صلى الله عليه و سلم:"فليتخير من المسألة ما بشاء"بعد التشهد و في السجود فالدعاء هو العبادة لكن للمرء أن يجتهد فيها و يخلص العمل فيها لله و الله أعلم و أجل
فرق بين حكم الدعاء المطلق بما لم يرد، والأمرُ فيه كما أشرت وفقك الله
ونسبة الدعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فالأخت تسال عن صحة الأحاديث وثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم.(/)
مسألة قال فيها أبو زرعة الرازي "ومن قال ذا قلقل الله أنيابه"
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 03:59]ـ
أخرج الخطيب في "الجامع " عن محمد بن أحمد بن جامع الرازي قال: سمعت أبا زرعة (يعني الرازي) وقال له رجل: يا أبا زرعة، أليس يقال: حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟ قال: " ومن قال ذا؟! قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله؟ قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن مئة ألف وأربعة عشر ألفاً من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه "، فقال له الرجل: يا أبا زرعة، هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه؟ قال: " أهل المدينة، وأهل مكة، ومن بينهما، والأعراب، ومن شهد حجة الوداع، كل رآه وسمع منه يعرفه.
وإسناده جيد إلى محمد بن أحمد الجامع الرازي كما قال شيخنا أبو محمد عبدالله الجديع.
ـ[رشيد الحضرمي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:32]ـ
نفع الله بك أخي محمد وفي الشيخ الفاضل الجديع.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 04:45]ـ
جزيت خيرا ,,,
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:42]ـ
نفع الله بك أخي محمد وفي الشيخ الفاضل الجديع.
تسلم أبا عائشة على المرور والتعليق
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:43]ـ
جزيت خيرا ,,,
بارك الله فيك(/)
رجل يقال له. . . . إسماعيل
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 10:14]ـ
قال الإمام الحافظ الثبت أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله:
((حدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَهْدِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ إسْمَاعِيلُ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ فَشَهِدَهَا الْحَسَنُ، قَالَ: فَرَأَى قَوْمًا ازْدَحَمُوا عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا شَأْنُ هَؤُلاَءِ إنِّي لأَظُنُّ الشَّيْطَانُ حَسَّ مِنَ النَّاسِ فَاتَّبَعَهُمْ لِيُحْبِطَ أُجُورَهُمْ)).
إسماعيل الجحدري:
قال ابن أبي حاتم الرازي: ((إسماعيل الجحدري روى عن الحسن روى عنه مهدي بن ميمون يعد في البصريين سمعت أبي وابا زرعة يقولان ذلك)). الجرح والتعديل 2/ 205.
س: ما دلالة سكوت الرازيين عن جرح رجل أو تعديله؟
قال أبو حاتم البستي: ((إسماعيل الجحدري شيخ من أهل البصرة يروى عن الحسن روى عنه مهدي بن ميمون)). ثقات ابن حبان 6/ 43.
ثم بحثت في تهذيب الكمال عمن روى عن الحسن البصري ممن اسمه إسماعيل، فما وجدت غير رجلين:
أحدهما: إسماعيل بن مسلم العبدي ((هل هو الجحدري؟))
والآخر: إسماعيل بن مسلم المكي، ((ويستبعد أن يكون الجحدري)).
ثم بحثت - في نفس الكتاب - عمن روى عنه مهدي بن ميمون ممن اسمه إسماعيل، فما وقفت على أحد، فما صحة هذا الأثر؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:06]ـ
في التاريخ الكبير للبخاري 1/ 350:
إسماعيل الجحدري سمع الحسن قوله روى عنه مهدي بن ميمون قوله، يعد في البصريين.
ـ[أبو حسانة]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيراً على المشاركة:
هل سكوت البخاري يعد توثيقاً له أو أنه محتمل؟
ما هو حال الجحدري ومن هو؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 12:04]ـ
1 - ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان ولم يذكروا فيه جرحا.
2 - وانفرد عنه مهدي بن ميمون وهو ثقة.
3 - ويروي أثرا مقطوعا عن الحسن
4 - وليس في أثره ما يستنكر
5 - وهو شبيه بكلام الحسن
6 - ولم يستنكره ميمون وهو ممن روى عن الحسن
7 - ولم يستنكره وكيع وهو إمام
8 - ولم يستنكره البخاري ولا الرازيان ولا البستي
فكان ماذا؟
فالأثر لا بأس به إن شاء الله تعالى.(/)
ماوجه ضعف الحديث؟
ـ[غاده]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 03:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
- حدثنا بشر بن محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن فلان بن طلحة عن أبى بكر بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كفيتك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن الود يتوارث)) ضعيف
ماوجه ضعف الحديث؟؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 05:01]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
101 - ((الود يتوارث، والبغض يتوارث)). (1)
------------------
تخريجه
(1) 101 - ضعيف.
أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 1/ 121) والطبراني في ((الكبير (((ج 17/ رقم 507)، والحاكم (4/ 176)، والخطيب في ((الموضح)) (1/ 24) والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (رقم 218) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الود؟!
قال: ..... فذكره.
قال الحاكم: ((صحيح الإسناد))!
فتعقبه الذهبي بقوله: ((المليكي واه، وفي الحبر انقطاع))
قلت: والمليكي هذا،هو عبد الرحمن بن أبي بكر. والانقطاع. بين طلحة ابن عبد الله، وبين أبي بكر - رضي الله عنه -، فإنه ما أدركه.
وقد قال الدارقطني في ((العلل)) (ج 1/ ق 21/ 1):
(( .... محمد بن طلحة، عن أبيه مرسلاً، عن أبي بكر)) فهو يشير إلى الانقطاع.
وقد رواه عن المليكي على هذا الوجه أبو عامر العقدى، وموسى بن داود الضبي، وشبابه بن سوار وغيرهم وخالفهم يوسف بن عطية، فرواه عن أبي بكر المليكي، عن محمد بن طلحة عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال لقى أبو بكر الصديق رجلاً من العرب يقال له: عفير، فقال له أبو بكر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الود؟؟ قال: .... فذكره مرفوعاً.
فزاد يوسف بن عطية في السند ((عبد الرحمن بن أبي بكر)).
أخرجه الحاكم (4/ 176) من طريق يحيى بن يحيى، ثنا يوسف فذكره وسكت عنه، فقال الذهبي: ((يوسف هالك)).
وقد أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 17/ رقم 508) من طريق على ابن سعيد المسروقي، ثنا يوسف بن عطية، عن أبي بكر بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكر .. فذكره. فلا أدري هل وقعت زيادة في السند عند الحاكم أم هو اختلاف في السند من قبل يوسف هذا؟!
ومن وجوه الاختلاف في سند هَذَا الحديث أن ابن المبارك رواه عن محمد ابن عبد الرحمن، عن محمد بن فلان بن طلحة، عن أبي بكر بن حزم، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيهِ وآله وسلم قَالَ: ((إن الود يتوارث)). ... ... ... =
=أخرجه البخاري في (( ... ابن المبارك))، عن محمد بن عبد الرحمن بن فلان بن طلحة)) فيظهر لى أنه خطأ ومحمد بن فلان بن طلحة، لم أعرفه.
وفي شيوخ ابن أبي ذئب من ((تهذيب الكمال)) (ج 3/ لوحة 1232) أنه يروي عن: ((محمد بن عبد الرحمن بن طلحة)) روى عن صفية بنت شيبة، وروى عنه شعبة ووكيع وابن المبارك، ولكن فيه خلاف كما بينه الحافظ في ((التهذيب)).
ورواه ابن فديك، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق مرفوعاً فذكره.
أخرجه أبو الشيخ في ((الأمثال)) (133/ 1)، والخطيب في ((الموصح)) (1/ 24) من طريق ضرار بن صرد، ثنا ابن أبي فديك به.
قلت: وسنده ساقط.
وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وتركه غيره ولكنه توبع. تابعه المسيب بن شريك، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر به.
أخرجه الخطيب في ((الموضح)) (1/ 24). وسنده واه.
وآفته المسيب هذا، قال فيه أحمد: ((ترك الناس حديثه)).
وكذا تركه مسلم وغيره.
وقال البخاري: ((سكتوا عنه)).
ووجه آخر من الاختلاف في سنده.
فقد رواه على بن داود القنطرى، عن آدم بن أبي إياس، عن عبد الرحمن ابن أبي بكر، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن عائشة، عن أبي بكر. فذكره مرفوعاً 0
فزيد في السند ذكر ((عائشة)).
ذكره الدارقطني في ((العلل)) (ج 1/ ق 21/ 1) وقال: ((قال ذلك على بن داود القنطري، عن آدم، ووهم في ذكر عائشة رضي الله عنها)).
قلت: ويقصد الدارقطني بالتوهم آدم بن إياس دون على بن داود. بدليل أنه قال عقب ذلك: ((وخالفه جماعة منهم: المعافي بن عمران، وموسى ابن داود وغيرهم فرووه عن المليكي .... الخ)).
والمليكي: هو عبد الرحمن بن أبي بكر الذي روى عنه آدم والله أعلم.
فالحديث مرة يروى عن أبي بكر، عن عفير. ورجحه الدارقطني. ومرة: ((عن أبي بكر نفسه)). ... ... ... =
=ومرة: ((عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -)).
فهذا اضطراب يقدح في صحته، مع ضعف جميع أسانيده، أضف إلى ذلك النقطاع في سنده كيفما دار. والله أعلم وله شاهد من حديث رافع ابن خديج رضي الله عنه -
أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 4/ رقم 4419) من طريق ألوا قدي، ثنا رافع بن خديج مرفوعاً: ((الود الذي يتوارث، في أهل الإسلام)) وسنده ضعيف جداً، والوا قدي متروك كما قال الهيثمي (10/ 280).
-------------
المصدر:
النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
المؤلف: أبو إسحاق الحويني(/)
بعض الأحاديث والقصص المنتشرة في الإنترنت وغيره وبيان حكم العلماء والمشايخ عليها
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
ما أحببت بيانه و توضيحه بهذه الكلمات الصريحه حتى تبرأ الذمة الى الله ويُعرف الحق من الباطل وحتى يستنار بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح غير المكذوب والذب عن السنة الشريفة المطهرة انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:
"من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين "رواه مسلم ,
وقال صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " متفق عليه
فكان من الأمانة والأدب في النقل العلمي التأكد والتثبت من حال الحديث قبل النقل.
فجمعت ما يسره الله لي من هذه الأحاديث المنتشرة في الإنترنت وغيره من وسائل الإعلام وبينت فيها قول بعض العلماء والمشايخ والحكم عليها , فرحمهم الله ورفع منزلتهم وحفظ ممن بقي منهم , وأجعلها بين يديك أخي القاريء كي تستعين بها على الخير ...
وأسأل الله الإخلاص في القول والعمل ...
والحمدلله أولا وآخرا ..
فبسم الله نبدأ:
====
عشرة تمنع عشرة
السؤال:
قال الرسول صلى الله علية وسلم:-
((عشرة تمنع عشر))
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله
سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامه
سورة الدخان ... تنمع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعة ... تمنع الفقر
سورة الملك ... تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر ... تمنع الخصومة
سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت
سورة الإخلاص ... تمنع النفاق
سورة الفلق ... تتمنع الحسد
سورة الناس ... تمنع الوسواس
الجواب:
فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
كما زعم هذا الكاذب عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب الى آخره وهذا أيضا حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
http://www.binothaimeen.com/publish/article_271.shtml
====
السور المنجيات
سُئلت اللجنة الدائمة:
السؤال:
جاء بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجدة ويس وفصلت والدخان والواقعة والحشر والملك، ولقد وزع منها الكثير، فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف وتسميتها بهذا الاسم؟
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
كل سور القرآن وآياته شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ونجاة لمن اعتصم به واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه أنه خص هذه السور الثمان بأنها توصف أو تسمى المنجيات بل ثبت أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذات الثلاث (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) يقرؤهن ثلاث مرات وينفث في كفيه عقب كل مرة عند النوم ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ورقى أبو سعيد بفاتحة الكتاب سيد حي من الكفار قد لدغ فبرأ بإذن الله وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وقرر قراءة آية الكرسي عند النوم وأن من قرأها لم يقربه شيطان تلك الليلة، فمن خص السور المذكورة في السؤال بالمنجيات فهو جاهل مبتدع ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولهجرة أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، وعلى هذا فيجب منع توزيعها والقضاء على ما طبع من هذه النسخ إنكاراً للمنكر وإزالة له ..
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
(اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ـ فتوى رقم 1260)
رئيس اللجنة: الشيخ: عبد العزيز بن عبدالله بن باز
من كتاب / البدع والمحدثات وما لا أصل له ..
تأليف / حمود المطر
====
والله أعلم
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:50]ـ
هذا ما فعل ثعلبة، إذا ماذا نفعل نحن فى ذنوبنا // حديث موضوع مكذوب لا يصح
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها.
ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين* يوماً،
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: أن* رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى* الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي:
انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر: هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟
فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان اذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح .. وجسدي في الأجساد .. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد. فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا اليه واحتضنه فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لاعلم لي الا أنه ذكرك بلامس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلني عليه الا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي* عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟ *
قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له: ما غيبك عني يا ثعلبة؟ قال ذنبي يا رسول الله قال أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ *قال بلى يا رسول الله قال قل*
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
*بل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف الى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا اليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من* على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب*
قال رسول الله ما تشتكي؟ قال:مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي
قال الرسول الكريم: ما تشتهي؟
قال مغفرة ربي
فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك* السلام ويقول لك*
لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطايا لقيته بقرابها مغفرة
فأعلمه النبي بذلك* فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليه وسلم
والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه
كل واحد منا يخطي وله ذنوب يعلمها
وذنوب لايعلمها
فالواجب علينا ان نعود انفسنا على
التوبة النصوح دائما.
ربنا آتنا في الدنيا حسنه
وفي الآخره حسنه وقنا عذاب النار
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أستغفر الله وأتوب إليه
أخي الكريم
هذا المجهود لا تدعه يقف عند جهازك، بل إدفعه لاخوانك المسلمين من تعرف ومن لا تعرف،
ليكون لك صدقة جارية فى حياتك وبعد مماتك،
اللهم إغفرلى ولوالدى ولجميع المسلمين
الجواب:
أخي الفاضل - بارك الله فيك -
هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وابن عِراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة، والسيوطي في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، والشوكاني في الفوائد المجموعة.
وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع شديد البرودة!
وهذا يعني أن الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجوز روايته ولا يجوز تناقله إلا على سبيل التحذير منه.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=24670
====
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 09:59]ـ
عقوبة تارك الصلاة // حديث موضوع مكذوب لا يصح
ما صحة حديث " من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة "؟
السؤال:
منكر أو تارك الصلاة يعاقبه الله خمس عشرة عقوبة 6 أثناء حياته و3 حين الموت و3 في القبر و3 يوم القيامة:
العقوبات في الدنيا:
1 - يمحق الله البركة في عمره
2 - لا يستجيب الله لدعائه
3 - تذهب من وجهه علامات الصلاح
4 - تمقته جميع المخلوقات على الأرض
5 - لا يثيبه الله على عمله الصالح
6 - لن يشمله الله في دعاء المؤمنين
العقوبات أثناء الموت:
1 - يموت ذليلاً
2 - يموت جوعاناً
3 - يموت عطشاناً ولو شرب جميع ماء البحر
العقوبات في القبر:
1 - يضيق الله قبره حتى تختلف أضلاعه
2 - يوقد الله عليه ناراً ذات جمر
3 - يرسل الله إليه ثعباناً يقال له الشجاع الأقرع يضربه من الفجر للظهر لتركه صلاة الفجر ومن الظهر للعصر لتركه صلاة الظهر وهكذا ... وفي كل ضربة يدخله في عمق الأرض 70 ذراعاً.
العقوبات يوم القيامة:
1 - يرسل الله إليه من يسحبه على وجهه
2 - ينظر الله إليه نظرة غضب يسقط معها لحم وجهه
3 - يحاسبه الله بصرامة ويقذف به في النار.
====
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
حديث " من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة: ستة منها في الدنيا، وثلاثة عند الموت، وثلاثة في القبر، وثلاثة عند خروجه من القبر ... ":
حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عنه سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - في مجلة " البحوث الإسلامية " (22/ 329):
أما الحديث الذي نسبه صاحب النشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقوبة تارك الصلاة وأنه يعاقب بخمس عشرة عقوبة الخ: فإنه من الأحاديث الباطلة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم كما بين ذلك الحفاظ من العلماء رحمهم الله كالحافظ الذهبي في " لسان الميزان " والحافظ ابن حجر وغيرهما.
وكذلك أصدرت " اللجنة الدائمة " فتوى برقم 8689 ببطلان هذا الحديث كما في " فتاوى اللجنة " (4/ 468) ومما ورد في الفتوى مما يحسن ذكره قول اللجنة:
( ... وإن فيما جاء عن الله وعن رسوله في شأن الصلاة وعقوبة تاركها ما يكفي ويشفي، قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) النساء / 103، وقال تعالى عن أهل النار: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ... ) المدثر 42 – 43، فذكر من صفاتهم ترك الصلاة ... ، وقال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه الترمذي (2621) والنسائي (431)، وابن ماجه (1079) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2113)، والآيات والأحاديث من ترك الصلاة أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه كفراً.
راجع سؤال (2182)
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لأحد نشره إلا مقروناً ببيان أنه موضوع حتى يكون الناس على بصيرة منه.
" فتاوى الشيخ الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة " (1/ 6).
نسأل الله تعالى أن يثيبك على حرصك على دعوة إخوانك ونصحهم إلا أنه ينبغي أن يتقرر عند كل راغب في بذل الخير للناس وترهيبهم من الشر أن ذلك لابد أن يكون بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن في الصحيح غنية وكفاية عن الضعيف.
سألين الله أن يكلل مسعاك بالنجاح وأن يهدي من تدعوهم إلى سلوك طريق الاستقامة وجميع المسلمين.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/special/index...site=14&ln=ara
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:14]ـ
أصل الخطوط الموجودة في باطن الكف // كل هذه لا أصل لها
السؤال:
ما مدى صحة قول بعض الناس: إن تقطيع النساء المذكورات في سورة يوسف أيديهن هو الأثر الذي في أيدينا في اليمنى على شكل (18) وفي اليسرى على شكل (81)؟ فمجموعهما عدد أسماء الله الحسنى -ما شاء الله! - والفرق بينهما عمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟
الجواب:
كل هذه لا أصل لها، هذه من خلقة الله عز وجل .......
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
السؤال رقم 14
http://audio.islam.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=112906
======
(يُتْبَعُ)
(/)
سر الخطوط التي في الكف // هذه خيالات وأوهام!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل .. عبدالرحمن السحيم حفظه الله
ما صحة هذا الموضوع؟ وهل يجوز نشره؟
وجزاكم الله خيرا
الموضوع:
ألم تلاحظ الخطوط الغريبة التي بيدك .. ألم تستغرب منها مامعناها ومافائدتها؟؟
انظر ليدك اليمنى ماذا ترى؟
خطوطاً تشكل الرقم 18 واليسرى؟
ايضاً خطوطاً تشكل! ولكن تشكل الرقم 81
والان اجمع الرقمين
18 + 81 = 99
هي عدد أسماء الله الحسنى
والان إطرح الرقمين
81 - 18 = 63
هي عمر نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
المعنى!!
إن هذهِ الارقام المكتوبة على يديك تعني عدد أسماء الله الحسنى
إذاً مافائدتها .. يقول الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف أنه يُستحب أن يلعق الانسان يديهِ بعد انتهائهِ من الأكل ..
وقد إكتشف العلماء حديثاً يقول (بما معناه) انه بعد الأكل يقوم الجسم بفرز مادة إذا مالوعقت فإنها تقوم بتسهيل عملية الهضم ومنع حالة الخمول ..
أتود أن تعلم من أين تأتي هذه المادة؟؟
إنها من تلك الخطوط
سبحان الله
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً.
هذه خيالات وأوهام!
ولا يجوز نشر مثل هذه الأوهام، ولا التعلّق بها، ولو كان في نشرها خير لَدَلّ النبي صلى الله عليه وسلم أمّتَه عليه.
والتعلّق بمثل هذه الأشياء هو شأن العرّافين والكُهّان والدّجّالين الذين يَزعمون أنهم يقرءون الأكُفّ، ويُخبرون بأشياء لها عِلاقة بِسَعادة الإنسان وشقاوته، أو لها عِلاقة بأمور مستقبلية.
ولا علاقة لهذه الأرقام والكفّ بِـ " لَعْق الأصابع "؛ لأن السنة جاءت بِلَعْق الأصابع، وليس بِلَعْق الكَفّ وراحة اليد، فليس صحيحا أن تلك المادة مِن خطوط الكفّ بل مِن الأصابع.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=45696
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:19]ـ
دعاء مكتوب على جناح جبريل عليه السلام والذي يهتز له العرش // هذا الحديث موضوع مكذوب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
بارك الله فيك وهدى بك للصواب
ما صحة ما ورد فيما يلي:
دعاء مكتوب على باطن جناح جبريل عندما رفع عيسى عليه السلام إلى السماء:
اللهم إني أدعوك بإسمك الواحد الأعز؛ و أدعوك اللهم بإسمك الصمد؛ و أدعوك بإسمك العظيم الوتر؛ و أدعوك بإسمك الكبير المتعال الذي ثبت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت و ما أمسيت فيه. فقال ذلك عيسى عليه السلام؛ فأوحى الله تعالى إلى جبريل أن إرفع عبدي الى السماء. و قال صلى الله عليه و سلم: يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات فوالذي نفسي بيده؛ ما دعاه بهن عبد بإخلاص فيه إلا إهتز العرش و إلا قال الله لملائكته: إشهدوا قد إستجبت له بهن و أعطيته سؤاله في عاجل دنياه و آجل آخرته
جزاك الله خيرا
1 - الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً.
هذا الحديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يجوز تناقله ولا يجوز نشْرُه، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthr...&threadid=39722
====
2- الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فبعد البحث وجدت الحديث قد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (11/ 379)، وابن عساكر في تاريخه (47/ 471)، وقد أورده ابن الجوزي في موضوعاته (3/ 430) ح (1662)، وقال عنه: هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعامة رواته مجاهيل لا يعرفون.
المجيب عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
http://www.islamtoday.net/questions/....cfm?id=103525
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:30]ـ
لو دعي بهذا الدعاء على مجنون لأفاق // هذا حديث موضوع مكذوب
السؤال:
(يُتْبَعُ)
(/)
من دعا بهذا الدعاء استجاب الله له , كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لو دعي بهذا الدعاء على مجنون لأفاق , ولو دعي بهذا الدعاء على امرأه قد عسر عليها لسهل الله عليها , ولو دعي بهذا الدعاء على صفائح الحديد لذابت , ولو دعي بهذا الدعاء على ماءجار لجمد حتى يمشى عليه, ولو دعي بها رجل اربعين ليلة جمعة غفر الله له ما بينه وبين الأدميين وبين ربه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم انت الله انت الرحمن انت الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الأول والأخر الظاهر والباطن الحميدالمجيد المبدىء المعيد الودود الشهيد القديم العلى العظيم العليم الصادق الرؤوف الرحيم الشكور الغفور العزيز الحكيم ذو القوة المتين الرقيب الحفيظ ذو الجلال والاكرام العظيم العليم الغنى الولى الفتاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفى الولى الحق المبين الخلاق الرزاق الوهاب التواب الرب الوكيل اللطيف الخبير السميع البصير الديان المتعالى القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقىالحى الدائم الذى لا يموت القيوم النور الغفار الواحد القهار الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ذو الطول المقتدر علام الغيوب البدىء البديع القابض الباسط الداعي الظاهر المقيت المغيث الدافع الظار النافع المعز المذل المطعم المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الجنان المفضل المحيي المميت الفعال لما يريد مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء بيدك الخير انك على كل شى قدير تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل وتخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب يا فالق الأصباح وفالق الحب النوى يسبح له مافى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم
اللهم ماقلت من قول او حلفت من حلف او نذرت من نذر فى يومى هذا وليلتى هذه فمشيئتك بين يدي ذلك كله ما شئت فيه كان وما لم تشأ منه لم يكن فادفع عتي بحولك وقوتك فانه لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم اللهم بحق هذه الاسماء عندك صلى على محمد وال محمد واغفر لى وارحمنى وتب على وتقبل مني واصلح لى شأنى ويسر أموري ووسع علي فى رزقي وأغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك وصن وجهي ويدى ولساني عن مسألة غيرك واجعل لى من أمري فرجا ومخرجا فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت على كل شى قدير برحمتك يا ارحم الراحمين
وصلني عن طريق الايميل.
السؤال عن صحته؟؟؟؟؟؟؟
الجواب:
بارك الله فيك
هذا حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحديث الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجوز روايته ولا يجوز تناقله إلا على سبيل التحذير منه.
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات
والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
لو صحّ هذا الحديث ما بقي مجنون على وجه الأرض!!
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=24455
=====
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المسؤول عنه موضوع رواه ابن عساكر وابن الجوزي في الموضوعات، وقال: موضوع، وفي متنه كلمات ركيكة ينزه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثلها. وأورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، وأقر ابن الجوزي على القول السابق ذكره، وحكم عليه الألباني أيضاً بالوضع كما في السلسلة الضعيفة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islam.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=47740&Option=FatwaId
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:35]ـ
الدعاء الذى يستغيث منه الشيطان // لا أظنه يصح
السؤال:
قرأت هذا بأحد المنتديات وأحببت التاكد من صحته ان امكن ...
ورد فى الاثر عن الامام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص -- فجائه شيطان وقال له يا امام أعاهدك انى لن أوسوس لك ابدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصيه ولكن بشرط ان لاتدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لاحد
فقال له الامام كلا -- ساعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت
هل تريد معرفه الدعاء؟؟؟
ان يدعوا فيقول
اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم -- اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك
وقنطه منا كما قنطته من عفوك -- وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك
رحمكم الله واثابكم
الجواب:
لا أظنه يصح، ومحمد بن واسع من العباد الزهاد بل هو من المجاهدين في سبيل الله.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد كُذِب عليه، فكيف بغيره.
ويبعد أن يتمثّل الشيطان لرجل ليردّه عن مثل هذا الدعاء.
وأما الدعاء فليس فيه ما يُستنكر، ولكن أفعال التابعين فمن بعدهم لا تُعتبر حجّة.
وليس شيء أشد على الشيطان من الاستغفار، وهو معلوم لكل أحد ولكن الناس عن تحصين أنفسهم من عدوّهم المُبين الظاهر العداوة غافلون.
والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=23239&highlight=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:39]ـ
يا ابن ادم لا تخف من ذي سلطان // لا يصح بل عليه علامات الوضع
السؤال:
يا شيخنا الفاضل عندي استفسار عن حديث قدسي
ما مدى صحة هذا الحديث و هل من المكن ذكر المرجع إذا وجد؟
(يا ابن ادم لا تخف من ذي سلطان ما دام سلطاني موجود وسلطاني وملكي لا يزول, لا تخف من فوات الرزق ما دامت خزائني مملوءة لا تنفذ وخلقت الاشياء كلها من اجلك وخاقتك من اجلي فسر في طاعتي يطعك كل شىء, لي عليك فريضة ولك غلي رزق فان لم تخالفني في فريضتي لم اخالفك في رزقك, وان رضيت بما قسمت لك ارحت قلبك وان لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لاسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ولا ينالك منها الا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما)
بارك الله في علمكم يا شيخنا الفاضل
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يصح
بل عليه علامات الوضع
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?postid=182462
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 10:43]ـ
"يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك .. " // هذا الحديث مما تلوح عليه علامات الوضع والكذب ولا يجوز نشره
السؤال:
السلام عليكم، تلقيت الحديث القدسي التالي بالإيميل. فهل هو حديث صحيح؟
((يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك .. و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم ... و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام .. و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك .. فأما الذي عن يمينك فالكبد .. و أما الذي عن شمالك فالطحال .. و علمتك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غيري؟ فلما أن تمّت مدتك .. وأوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك .. فأخرجك على ريشة من جناحه .. لا لك سن تقطع .. و لا يد تبطش .. و لا قدم تسعى .. فانبعث لك عرقان رقيقان في صدر أمك يجريان لبنا خالصا .. حارا في الشتاء و باردا في الصيف .. و ألقيت محبتك في قلب أبويك .. فلا يشبعان حتى تشبع .. و لا يرقدان حتى ترقد .. فلما قوي ظهرك و اشتد أزرك .. بارزتني بالمعاصي في خلواتك .. و لم تستح مني .. و مع هذا إن دعوتني أجبتك .. و إن سألتني أعطيتك .. و إن تبت إليّ قبلتك))
الجواب:
هذا الحديث مما تلوح عليه علامات الوضع والكذب ولا يجوز نشره ولا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=17476&goto=nextoldest
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:05]ـ
حديث: رجلان من أمتي .. جثيا بين يدي الله // ضعيف جداً
السؤال:
وصل عبر البريد اليوم
عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال له عمر: ما أضحك يا رسول الله؟
قال عليه أفضل السلام: رجلان من أمتي .. جثيا بين يدي الله فقال أحدهما: يارب خذ لي مظلمتي من أخي
فقال الله تعالى: كيف تصنع بأخيك ولم يبقى من حسناته شيء!
قال: إن ذلك ليوم عظيم يحتاج الناس ليحمل من أوزارهم.
فقال الله عز وجل للطالب: أرفع بصرك فأنظر.
فرفع فقال: يارب أرى حدائق من ذهب مكللة باللؤلؤ ... لأي نبي هذا؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد؟؟
قال رب العزة: لمن أعطى الثمن؟
قال: يارب ومن يملك ذلك؟
قال سبحانه وتعالى: أنت تملكه.
قال: بماذا؟؟
قال سبحانه وتعالى: بعفوك عن أخيك ..
قال: يارب إني قد عفوت عنه
قال الله عز وجل فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة
فقال رسول الله عليه أفضل السلام عن ذلك (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم .. فإن الله يصلح بين المسلمين (
وجزاك الله خير
الجواب:
وجزاك الله خير الجزاء
من باب نسبة الفضل لأهله
فقد أرسل لي الأخ الفاضل مسك هذه الرسالة:
السلام عليكم
رأيت سؤلاً من احدى الأخوات بالفتاوى تسأل عن صحة حديث وصلها بالبريد ...
فأحببت أن أبحث عن هذا الحديث للفائدة فوجدته في ضعيف الترغيب
وخلاصته:
ضعيف جداً
ضعيف الترغيب للألباني / 1469
http://www.alalbany.net/search/view....&in=11&id=1540
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=9806
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:13]ـ
أدعية و صحتها
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم بارك الله فيك،
قرأت بعض الأدعية في إحدى المشاركات و أحببت سؤالك عنها ...
دعاء بعد الأذان
" اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والشرف والدرجة العالية الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد ".
سمعت أن الإضافة "إنك لا تخلف الميعاد" شاذه و لم ترد في الرواية الموجودة صحيح البخاري ... هل هذا صحيح؟
لتقوية الحافظة
" اللهم اجعل نفسي مطمئنة تؤمن بلقائك وتقنع بعطائك وترضى بقضائك " (3 مرات) صباحا ومساء.
دعاء للحفظ من المعاصي
" اللهم ياحي ياقيوم برحمتك استغيث ومن عذابك استجير اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين "
(19 مرات) مع البسملة.
و هل هذه الأدعية بصيغتها و عدد مرات تكرارها و فائدتها واردة؟
جزاكم الله خيراً و بارك المولى فيكم.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الجواب:
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزيت خير الجزاء
الحديث الذي أشرت إليه رواه البخاري بلفظ: قال من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة.
وأما زيادة لفظ " إنك لا تخلف الميعاد " فقد رواها البيهقي
وليس في شيء من الأدعية لفظ (سيدنا) وإن كان عليه الصلاة والسلام هو سيد ولد آدم، لكن لفظ (سيدنا) لم يرد في هذا الدعاء ولا في الصلاة الإبراهيمية
وأما هذه الأدعية التي ذكرتيها فالخطأ التقييد بعدد معين لم يُقيد في السنة
فهذا من قبيل البدع المُحدثة
ولو كان هناك من دعاء لتقوية الذاكرة لتناقله العلماء، ولأوصى به السابق اللاحق، كيف لا؟ وهم الذين حرصوا كل الحرص على حفظ الكتاب والسنة.
ومثله الدعاء الأخير فهو بهذا العدد والمقصد لم يرد عنه عليه الصلاة والسلام.
والله أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=9654
====
بعد البحث البسيط في الزيادة التي بعد دعاء الأذان وقفت على كلام للمحدث الالباني - رحمه الله
149067 - من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد حلت له شفاعتي يوم القيامة
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: زيادة إنك لا تخلف الميعاد شاذة - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1/ 260
والله أعلم
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:16]ـ
الجنة تحت أقدام الأمهات // لا يصح وهو حديث مكذوب موضوع
ما صحة هذا الحديث؟؟
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أسأل عن حديث (الجنة تحت أقدام الأمهات)
وحديث (الزم رجلها فثم الجنة)
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأول هذا اللفظ لا يصح
وورد بلفظ " الجنه تحت أقدام الأمهات، من شئن أدخلن، و من شئن أخرجن " وهو موضوع مكذوب.
والثاني صحيح، وقد رواه ابن ماجه ورواه النسائي بلفظ: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها.
والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=13174
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:34]ـ
يقول البعض أن رمي الشعر والأظافر يكلف صاحبهما بأكلهما يوم القيامة؛ ويقول البعض الآخر (يا تراب اشهد يوم الحساب) وذلك عند دفن الأظافر بعد تقليمها؛ وغير ذلك من الأمور ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقتطفات من فتاوى نور على الدرب الصوتية للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وغفر له:
1 - السؤال:
هل صحيح قول من يقول أن رمي الشعر والأظافر يكلف صاحبهما بأكلهما يوم القيامة؟
الجواب:
لا نعلم لهذا أصلاً ولا حرج في إلقاء قلامة الأظفار والشعر في القمامة أو في أي مكان أو دفنها في الأرض.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7479
2- السؤال:
حكم قول (يا تراب اشهد يوم الحساب) وذلك عند دفن الأظافر بعد تقليمها؟
الجواب:
هذا لا أصل له، فلو رميت الأظافر في الأرض أو مع القمامة فلا حرج أما دفنها في الأرض وقول ياتراب اشهد يوم الحساب هذا لا أصل له بل هذا من البدع.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7484
3 - السؤال:
هل صحيح قول من يقول بعد قص الأظافر لا بد من دفنها وقراءة القرآن عليها؟
الجواب:
هذا شيء لا أصل له إذا قص الإنسان أظفاره يرميها ولا بأس ولا حاجة لدفنها ولا قراءة القرآن عليها كل هذا خرافة.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/7487
والله المستعان وعليه التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:39]ـ
هل صحيح ان الملائكة عملت عمليه جراحيه لإمرأة!!؟؟ // بل نحن نعيش عصر انتشار الباطل وراوج الخرافة!
السؤال:
انتشرت وللأسف هالقصه ولكنني اريد التأكد من صحتها وهل هي صحيحه!!!
قصه واقعية تدل على كرم الله سبحانه وتعالي لعبادة وتسير الملائكة للعبد المسلم الحافظ لكتاب الله والمهتدي بهدية.
وان الله مع العبد مادام العبد مع ربه.
لقاء مع هذه المرأة الفلسطينية وتدعي أم وحيد وكذلك الطبيب المعالج بعد إجراء العملية ويدعي الدكتور حسن تمراز.
فلنستمع لما روته هذه المرأة حول الطريقة التي تمت بها العملية عن طريق الملائكة.
المراه حاملة للقران (يعني حافظة للقران) هي وأهل بيتها وخاصة بناتها
فكانت تشتكي من وجود حصوات في الكلي وتحتاج إلي عملية جراحيه لاْستئصال هذه الحصوات إلا أن هذه المرأة أجلت إجراء العملية إلي وقت أخر لظرف ما.
وكانت دائما تقرا القران وترتله وتقرءا أدعية الشفاء بان الله يشفيها وكانت عندما تنام تضع كتاب الأدعية علي الجنب القريب من وجود الحصوات.
تم تروي القصة فتقول جاءني شخصين وامسكاني من يدي فقلت لهم إلي أين فقالوا نريد إن نعمل لك العملية الجراحية لاستئصال المرض فسألتهم عن الوقت فقالوا أنها الساعة العاشرة صباحا ولكني لم أميز الوقت وأخذت أسير معهم وأدخلوني المستشفي وكأنه نفس المستشفي الموجود عندنا في غزه ودخلت إلي غرفة العمليات (واعطت المواصفات الكاملة لباب غرفة العمليات وما تحتويه الغرفة من أجهزه).
وما هي إلا لحظات إلا ورجعت إلي البيت تم صحوت من نومي فإذا بوجود عدد 3 غرز في جانبي بالقرب من الألم وبقايا اثأر من الدم فصرخت في أولادي فجاءوا علي الفور وسألتهم ترون مااري؟؟؟؟ فقالوا نعم فسردت لهم القصة بكاملها.
ثم بعدها ذهبت للطبيب حسن تمراز وسردت لها القصة كاملة فاخذ يستهزأ بي فأكدت له أن ما جري حقيقة فرد علي قائلا أريد إن أري مكان الجرح فرفضت في البداية حياء ولكن بعد إصرار من الطبيب كشفت عن الجزء الذي تمت فيه العملية فأيقن أن في الأمر سر.
فطلب مني تصوير أشعة مغناطيسية فتصورت تم طلب مراجعتي بعد 3 أيام ولم يعطيني إي علاج وعندما راجعته فإذا الجرح شاف ومكتوب مكان الجرح
لا الله إلا الله محمد رسول الله.
انتهي ما قالته أم وحيد!!!!!!!!
فأما تعليق الطبيب المعالج؟؟
فيقول إنها كانت تشتكي من وجود حصوات في الكلي وفعلا هناك وجود اثأر عمليه وبعد ضمد الجرح مكتوب لاالله إلا الله محمد رسول الله وان مكان إجراء العملية في الجسد هو مكان خطر جدا ولا يستطيع إي طبيب في العالم إن يقوم بإجراء العملية من هذا المكان فنحن في العادة عند إجراء عمليات جراحية مثل حالة أم وحيد فتتم في مكان أخر ونلتف حول المرض لنبتعد عن أماكن الخطر.
طبع وجود اثأر العملية الجراحية واسم الجلالة موجود علي صورة الأشعة التي كانت واضحة علي الصورة
سبحان الله وله في خلقه شئون
والله اعلم
ازا كانت هذه القصه واقعيه فهل نحن الى هذا اليوم نعيش فى عصر المعجزات
الجواب:
بل نحن نعيش عصر انتشار الباطل وراوج الخرافة!
ولا يُعلَم أن الملائكة فعلت ذلك إلاّ بِرسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما أتاه جبريل فشقّ صدره عليه الصلاة والسلام، وأخرج منه نصيب الشيطان. كما في صحيح مسلم.
ومع ذلك لم يُكتَب على صدر أشرف الْخَلْق عليه الصلاة والسلام شهادة التوحيد، ولا غيرها من الكتابات، بل بقي آثار الْمَخيط، كما قال أنس رضي الله عنه.
ولا يجوز وضْع المصحف عند رأس المريض؛ لأن ذلك مِن البِدَع الْمُحْدَثَة.
كما لا يجوز وضع كُتُب الأدعية والأذكار عند موضع الألم، فليست أدوية محسوسة، ولا يجوز وضع الكُتُب المشتملة على الأدعية والأذكار عند مؤخِّرة الإنسان، ولا تحت ظهره.
ثم إن الله قادر على شفاء المريض دون إجراء عملية جراحية تقوم بها الملائكة، كما زَعموا!
وكم من المرضى شفاهم الله وعافاهم بِأسباب الدعاء والصدقة وغيرها من الأسباب المشروعة.
والله المستعان.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60314
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, صباحاً 11:49]ـ
الى من يريد حفظ القران الكريم بدون نسيان // حديث موضوع مكذوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الى شيخنا الفاضل حفظه الله ورعاه، لقد كتب هذا الموضوع في ركن ... بعنوان .. الى من يريد حفظ الكران الكريم بدون نسيان .. بسم الله الرحمن الرحيم
********
اخواتى واخوانى الاعزاء كنت اتوقع منكم ردود اكثر من ذلك ولكنى سوف اكتفى بهذا القدر من الردود والحمد لله انى لقيت منكم اهتمام، انى الان سوف اعرض عليكم حديث من احاديث الرسول الكريم وانا مش هكتفى بانى اقول عليه حديث شر يف وبس انا هقول انه اعظم كنز من كنوز الرسول.
اخوانى اليكم الحديث الشريف
عن ابن عباس رضى الله عنه بينما نحن عند رسول الله صلى اللة علية وسلم ذا جاءةعلى بن ابى طالب رض اللة عنة فقال اابىان يتفلت القران من صدرى فما اجدنى اقدر علية فقال لة رسول اللة صلى اللة علية وسلم يا ابا الحسن افلا اعلمك كليمات ينفعك اللة بهن وينفع بهن من علمتة ويثبت ماتعلمت فى صدرك قال اجل يا رسولاا للة فعلمنى
قال اذا انت ليلة الجمعة فان استطعت ان تقوم فى ثلث الليل الاخير فانها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب فقد قال خى يعقوب لبنية سوف استغفر لكم ربى يقولحتى تاتى ليلة الجمعة فان لم تستطيع فقم فى وسطها فان لم تستطيع فقم فى اولها فصلى اربع ركعات
تقرا فى الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسورة ... يس ...
وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و سورة ... الدخان ....
وفى الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و سورة ... السجدة ...
وفى الركعة الرابعةبفاتحة الكتاب وسورة ... تبارك ...
فاذا فرغت من التشهد فاحمد اللة واحسن الثناء علىاللة وصلى على واحسن وعلى سائر الاانبياء واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولاخوانك الذينسبقوك بالايمان ثم قل فى اخر ذلك
اللهم ارحمنى بترك المعاصى ابدا ما ابقيتنى وارحمنى ان اتكلف ملا يعنينى وارزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى اللهم بديع السموات والارض ذا الجلاال والاكرام والعز ة التى لا ترام اسالك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك ان تلزم قلبى حفظ كتاب كما علمتنى وارزقنى ان اتلوه على النحو الذى يرضيك عنى اللهم بديع السموات والارض ذا الجلال والاكرام والعزة التى لاترام اساللك يا الله يارحمن بجلالك ونور وجهك ان تنور بكتابك بصري وان تطلق بة لسانى وان تفرج بة عن قلبى وان تشرح بة صدرى وان تستعمل به بدنى فانه لا يعيننى على الحق غيرك ولا يؤتينيه الا انت ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .............................. ................
يا ابا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمع او خمسا او سبعا تجاب باذن الله والذى بعثنى بالحق ما اخطا مؤمنا قط
قال ابن عباس ما لبث على الاخمسا او سبعا حتى جاء رسول الله صلى اللة علية وسلم فى ذلك المجلس فقال يا رسول اللة انى كنت فيما خلا لااخذ الا اربع ايات ونحوهن فاذا قراتهن على نفسى تفلتن وانا اتعلم اليوم اربعين اية ونحوها فاذا قراتهن على نفسى فكانم كتاب الله بين عينى ولقد كنت اسمع الحديث فاذا ارددته تفلت وانا اليوم اسمع الاحاديث فاذا تحدثت بها لم اخرم منها حرفا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ...... مؤمن ورب الكعبة يا ابا الحسن
****************************** **
السؤال:
فماهو رايك؟؟؟
وارجو تنبيه الاخوان والاخوات الى ذلك
وجزاك الله عنا خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وجزاك الله خيرا
هذا الحديث رواه الترمذي، وهو حديث موضوع مكذوب.
كمَا بَيَّن ذلك الشوكاني في " الفوائد المجموعة "، والألباني في " السلسلة الضعيفة ".
والحديث الموضوع المكذوب لا يَجوز نشره، ولا تَحِلّ روايته.فإنَّ رواية الحديث الموضوع ذَنْب وخطيئة! قال الإمام الذهبي في ترجمة أبي نعيم الأصبهاني " صاحب الحلية ": ما أعْلم له ذَنْبًا - والله يعفو عنه – أعظم مِن رِوايته للأحاديث الموضوعة في تَواليفه ثم يَسْكُت عن تَوهيتها. اهـ.
وعلينا جميعا أن نَحذر من إيراد الأحاديث دُون تَثَبُّت، فإنَّ مَن أوْرَد حديثا موضوعا دَخَل في زُمرة الكذَّابِين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك في الحديث المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام في قوله: إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس كَكَذِبٍ على أحد، مَن كَذَب عليّ مُتَعَمِّدًا فليتبوأ مقعده من النار.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:لا تكذبوا عليّ، فإنه من كذب علي فليلج النار.
وقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيث يَُرى أنه كَذِب فهو أحْد الكَاذِبين. رواه مسلم في المقدِّمة. وضُبطت (يَُرى) بالضم وبالفتح. فالضمّ (يُرى) أي يَراه غيره. والفتح (يَرى) أي مَن حَدَّث به يَرَاه كذلك. والضم أشهر وأكثر.
ولا يجوز الاستشهاد بالحديث الموضوع لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها، بل لا يجوز ذِكره على أنه حديث. وقد يقول بعض الإخوة أو بعض الأخوات: أنا لا أعلم درجة الحديث. فكيف أفعل؟
فالجواب: أنه لا يَجوز إيراد حديث ونِسْبَته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لَم نتأكَّد مِن صِحَّتِه. والتأكُّد مِن صِحَّته، إمَّا بِالْبَحْث عن تخريجه، سواء في الكُتُب أو في بعض المواقع، مثل:
موقع الدرر السنية:
http://www.dorar.net/dorar_404.htm
أو موقع الْمُحَدِّث:
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe
أو البحث في كُتب الشيخ الألباني من خلال هذا الرابط:
http://www.arabic.islamic ... .com/Books/albani.asp?
أو سُؤال أهل الاختِصاص مِن أهل العِلْم، فإن لَم يَتأكَّد مِن صِحّة حَديث فلا يَنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=54208
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 12:57]ـ
اللهم إني اصبحت أشهدك وأشهد حملت عرشك و ملائكتك وجميع خلقك ... // ضعفه الشيخ الألباني - رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
السؤال:
ما صحت هذا الذكر وهو من الاذكار الصباح والمساء
الذكر هو ...
اللهم اني اصبحت أشهدك وأشهد حملت عرشك وملائكتك وجميع خلقك
بي انك انت الله لا اله انت وحدك لاشريك وان محمدا عبدك ورسولك
هل هذا الذكر وارد او ثابت عند النبي صلى الله عليه وسلم
اريد التأكد لي اني سمعت من احد الاصدقاء
يزاك الله خير
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
وجزاك الله خيراً.
الحديث ضعّفه الشيخ الألباني رحمه الله.
وكان قد أورده في السلسلة الصحيحة، ثم استدرَك ذلك، وضعّفه في ضعيف سنن أبي داود وضعيف سنن الترمذي.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=41844
====
للإستزاده:
http://www.alalbany.net/search/view.php?id=1041&search= اللهم%20إني%20أصبحت%20أ شهدك%20وأشهد%20حملة%20عرشك%20و ملائكتك%20وجميع%20خلقك& in=2
http://www.alalbany.net/search/view.php?search= اللهم%20إني%20 أصبحت%20أشهدك%20وأشهد%20حملة%2 0عرشك%20وملائكتك%20وجميع%20خلق ك& in=11&id=403
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 08:58]ـ
قول: جزاك الله خيراً إن شاء الله، وما أشبه ذلك، وهذا خطأ!!!
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلتكم
هل قول (الله يهدي الجميع ان شاء الله) فيه خطأ؟
حيث سمعت انه لا يجوز قول ان شاء الله في الدعوة
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء النهي عن أن يُقرن الدعاء بالمشيئة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت. اللهم ارحمني إن شئت ليعزم في الدعاء، فإن الله صانعُ ما شاء لا مُكره له. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلََكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ.
ويُخطئ بعض الناس عندما يقرِن الدعاءَ بالمشيئة، فيقول مثلاً: جزاك الله خيراً إن شاء الله، وما أشبه ذلك، وهذا خطأ.
وذلك لأن من دعا وقَرَنَ دعائه بالمشيئة فهو بين أمرين:
1 - إما أن يكون الداعي غير محتاج لما سأل.
2 - وإما أن يكون المسؤول غير مقتدر على تلبية السؤال، فيخشى أن يُوقعه في الحرج، فيقول: أعطني كذا إن شئت.
وكل من الأمرين مُنْتَفٍ في حق الله تبارك وتعالى.
قال القرطبي: قال علماؤنا: قوله: " فليعزم المسألة " دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء، ويكون على رجاء من الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله؛ لأنه يدعو كريما. اهـ.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=36194
====
وللإستزاده:
قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - في المسألة
http://www.al-eman.com/islamLib/viewchp.asp?BID=353&CID=295
قول الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - في المسألة
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Library/tabid/90/Default.aspx?View=Page&PageID=172&PageNo=1&BookID=32&SectionID=1
قول الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في المسألة
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=51&t=book12&pid=1&f=twhd-0050.htm
====
والله أعلم
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:00]ـ
دعاء كل يوم يغفر الله له اربعة الف ذنب كبير // لا يصح هذا ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
هل هذه صحيح؟
اشار النبي صلى الله عليه واله وسلم في رواية الى ان من يقرا هذا الدعاء
التالي عشر مرات كل يوم يغفر الله له اربعة الف ذنب كبير وينجيه من سكرات
الموت وضغطة القبر ومائة الف هول من اهوال يوم القيامة ويحفظه من شر
الشيطان وجنوده ويؤدي قرضه ويزول همه وغمه والدعاء هو:
اعددت لكل هول لا اله الا الله , ولكل هم وغم ماشاء الله , ولكل نعمة الحمد
والشكر لله , ولكل ذنب استغفر الله , ولكل مصيبة انا لله وانا اليه راجعون,
ولكل ضيق حسبي الله , ولكل قضاء وقدر توكلت على الله , ولكل طاعة
ومعصية لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً.
أمارات الوضع، وعلامات الكذب تلوح عليه.
لا يصح هذا ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=39680
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:03]ـ
حكم الدعاء بـ (اللهم بأسرار الفاتحة ارحمنا أو فرج عنا) // هذا الدعاء بدعة لا أصل له
السؤال:
ما حكم صيغة هذا الدعاء: (اللهم بأسرار الفاتحة ارحمنا أو فرج عنا)؟
الجواب:
الحمد لله، هذا الدعاء بدعة لا أصل له، وليس له نظير في الأدعية المأثورة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – والسلف الصالح، فالواجب التوسل بما جعله الله وسيلة من الأسماء والصفات كأن تقول: اللهم برحمتك أستجير، وبرحمتك أستغيث، وتقول: يا أرحم الراحمين ارحمنا، وتقول: اللهم فرّج عنا يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، قال الله – تعالى-:" ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" [الأعراف:180] فهذا الدعاء المسؤول عنه من الأدعية البدعية التي يخترعها بعض الناس ويعجبون بها، وهذا من تسويل الشيطان، فالخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع.
كتبه:
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك - حفظه الله -
http://saaid.net/Warathah/ALBarak/2.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:11]ـ
الأدعية المخصصة للامتحانات // تخصيص دعاء معيّن بزمن مُعين أو بوقت مُعيّن يَجعله في حيّز البِدع، وضمن المحدَثَات.
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ
في هذه الأيام تنتشر بين الطلاب أدعية مخصصة للامتحانات وهي كالتالي
دعاء قبل المذاكرة
اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك وقلوبنا بخشيتك وأسرارنا بطاعتك إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
دعاء بعد المذاكرة
اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت وما تعلمت فرده لي عند حاجتي إليه إنك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
دعاء التوجه إلى الامتحان
اللهم إني توكلت إليك وأسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك.
دعاء دخول لجنة الامتحانات
رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا ً نصيرا
دعاء عند بداية الإجابة
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قوْلي .. بسم الله الفتاح ..
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ً .. يا أرحم الراحمين.
دعاء عند النسيان
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي.
دعاء عند النهاية
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وغيرها
فما رأيك يا فضيلة الشيخ
وفقك الله لما يحب ويرضى
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك لمرضاته
تخصيص دعاء معيّن بزمن مُعين أو بوقت مُعيّن يَجعله في حيّز البِدع، وضمن المحدَثَات.
فلا يجوز تخصيص هذه الأزمنة بهذه الأدعية، وإنما يُشرع للمسلم أن يَدعو بما شاء من تسهيل أمر، أو تحقيق مُراد، بغير تحديد دعاء مُعيّن بِزمن مُعيّن، ولا بِوصف مُعيّن.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.com/vb/showthread.php?s=&threadid=36065
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:14]ـ
(إذا قرأها الكافر أسلم ... فاقرأها أنت يا مسلم) .. ما صحة هذا الحديث؟؟ // لا يصح من ذلك شيء.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد
هل هذا الحديث صحيح ..
اذا قرأها الكافر اسلم ... فقرأها انت يا مسلم ......
يقول الله تعالى: اني لاجدني استحي من عبدي يرفع يدية ويقول يارب يارب
فاردهما فتقول الملأئكة:انة ليس اهلأ لتغفر لة فاقول:ولكني اهل التقوى واهل المغفرة أشهدكم اني قد غفرت لعبدي
جاء في الحديث:انة اذا رفع العبد يدية للسماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها يارب
فتحجب الملائكة صوتة فيكررها في الرابعة
فيقول الله عز وجل: الى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وانت تخالفني وتعصاني فأذا رجعت الي تبت عليك فمن اين تجد آلها مثلي
وانا الغفور الرحيم عبدي اخرجتك من العدم الى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل
عبدي استرك ولا تخشاني اذكرك وانت تنساني استحي منك وانت لا تستحي مني من اعظم مني جودا
ومن ذا الذي يقرع بابي فلم افتح لة من ذا الذي يسألني ولم اعطية ابخيل انا فيبخل علي عبدي
جاء في الحديث: انة عند معصية آدم في الجنة ناداة الله يا آدم لا تجزع من قولي لك
اخرج منها فلك خلقتها ولكن انزل الى الارض وذل نفسك من اجلي وان**ر في حبي حتى اذا زاد شوقك
الي واليها تعال لادخلك اليهامرة اخرى
يا آدم كنت تتمنى ان اعصمك؟
فقال: آدم نعم
فقال: يا آدم اني عصمتك وعصمت نبيك فعلى من اجود برحمتي وعلي من اتفضل بكرمي
وعلى من اتودد وعلى من اغفر ياآدم ذنب تذل بة الينا احب الينا من طاعة تراءى بها علينا
يا آدم انين المذنبين احب الينا من تسبيح المرائيين
هذا ما فعلة ادم من ذنب واخرجة الله من الجنة سؤال ماذا فعلنا في حياتنا ليدخلنا الله جنته اسالوا انفسكم ولن تجدوا الجوابولكم جزيل الشكر ..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يصح من ذلك شيء.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=39033
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:18]ـ
ما ينجي من أهوال يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
درجة حديث (إني رأيت البارحة عجبا .. ) // وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله
السؤال:
جزاكم الله خيرا وبارك الله في أوقاتكم
ما صحة الحديث:
خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن في صفة بالمدينة، فقام علينا فقال: إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين، فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم، ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا، كلما دنا من حوض منع وطرد، فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه، ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا، كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع، فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي، ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة، ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن يساره ظلمة، ومن فوقه ظلمة، وهو متحير فيه، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور، ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار وشررها، فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه، فجاءته صلته لرحمه فقالت: يا معشر المؤمنين إنه كان وصولا لرحمه فكلموه، فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة، ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز وجل، ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله، فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه، ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه، فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى، ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار، فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف، فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن روعه ومضى، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط، يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا، فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة.
وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث المذكور ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وكلاهما ضعيف. وضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=72883&Option=FatwaId
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 09:29]ـ
استفسار عن أبواب جهنم و أسمائها // وأما تسمية أبوابها، وتعليل كل اسم بما ذُكِر فهذا ليس بصحيح
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاك الله الخير كله يا شيخ هل هي فعلا ابواب جهنم وسبب تسميتها
....................
أبواب جهنم السبعه
الباب الأول:-
يسمى جهنم لآنه يجهم في وجوه الرجال والنساء فيأكل لحومهم، وهو أهون عذابا من غيره.
الباب الثاني:-
ويسمى لظى آكلة اليدان والرجلان تدعو من أدبر عن التوحيد وتولى عما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام.
البابا الثالث:-
يقال له سقر انما سمي سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم
الباب الرابع:-
يقال له الحطمة تحطم العظام وتحرق الأفئدة وترمي بشرر كالقصر فتطلع الشرر إلى السماء ثم تنزل فتحرق وجوهم وايديهم فيكون المع حتى ينفذ ثم يبكون الدماء حتى تنفذ ثم يبكون القيح حتى ينفذ
الباب الخامس:-
يقال له الجحيم انما سمي بذلك لأنه عظيم الجمرة، الجمرة الواحدة اعظم من الدنيا
الباب السادس:-
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال له السعير سمى هكذا لأنه يسعر فيه ثلاثمائة قصر في كل قصر ثلاثمائة بيت في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب وفيه حيات وعقارب وقيود وسلاسل وأغلال، وفيه جب الحزن ليس في النار عذاب أشد منه إذا فتح باب الحزن حزن أهل النار حزنا شديداً.
الباب السابع:-
يقال له الهاوية من وقع فيه لم يخرج ابدا وفيه بئر الهباب يخرج منه نار تستعيذ منها النار، وفيه الذين قال الله فيهم {سأرهقه صعودا}، وهو جبل من نار يوضع أعداء الله على وجوههم على ذلك الجبل مغلولة ايديهم إلى أعناقهم، مجموعة أعناقهم إلى أقدامهن، الزبانية وقوف على رؤسهم بأيديهم مقامع من حديد إذا ضرب أحدهم بالمقمعة ضربة سمع صوتها الثقلان.
وأبواب النار من حديد ..
فرشها:- الشوك
غشاوتها:- الظلمة
أرضها:- نحاس ورصاص وزجاج أوقد عليها الف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة قد مزجت بغضب الله.
اللهم انا نعوذ بك من النار وماقرب إليها من قولا أو عمل
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً.
وأبواب جهنم سبعة، كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُوم *) الحجر (آية:43/ 44)
قال ابن عطية في تفسيره: واخْتَصَرْتُ ما ذَكَر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار وفي كيفية الحال، إذ هي أقوال أكثرها لا يستَنِد، وهي في حيز الجائز، والقدرة أعظم منها، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه. اهـ.
وأما تسمية أبوابها، وتعليل كل اسم بما ذُكِر فهذا ليس بصحيح، ولا يُمكن الوقوف عليه إلا بِنصّ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا نصّ في ذلك.
وهذه أمور غيبية، فيجب أن يوقف فيها مع النصّ، ولا يَجوز تجاوزه، لأن الكلام في هذه الأمور من غير دليل ولا مُستند صحيح تقوّل على الله، وافتراء عليه سبحانه وتعالى.
وحديث: " أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة " ضعيف لا يصحّ.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=38706
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 10:25]ـ
فوائد بعض سور القرآن
هذا سؤال وجوابه عن فضائل بعض السور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسف على الإزعاج
ما صحة التالي؟
فوائد بعض سور القرآن:
آل عمران (190 - 200): من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة
الجواب:
لا يصحّ.
****************
الأنعام: من صلى الفجر في جماعة وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من سورة الأنعام
وكل به سبعين ملكاً يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة
الجواب:
لا يصحّ.
****************
الكهف من حفظ 10 آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
الجواب:
رواه مسلم في صحيحه.
**************
السجدة من قرأ (الملك) و (السجدة) بين المغرب والعشاء الآخرة فكأنما قام ليلة القدر
الجواب:
لا يثبت هذا.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ بسورة السجدة والملك.
***************
يس: من قراها في ليلة أصبح مغفورا له.
من قراها كتب له قراءتها قراءه القرآن عشر مرات.
الجواب:
لا يثبت في فضل سورة (يس) حديث.
***************
الصافات: من قرا (يس) و (الصافات) يوم جمعه ثم سال الله أعطاه الله سؤاله.
الجواب:
لا يصحّ.
***************
الدخان: من قراها في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا بالجنة
الجواب:
لا يصحّ.
وقال الألباني: ضعيف.
********************
من قرأ (حم الدخان) في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.
الجواب:
قال الألباني: موضوع.
يعني أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*************
الحشر: من قرأ خواتيم الحشر في يوم أو نهار فمات من يومه أو ليلته أوجب الله له الجنة
الجواب:
لا يصحّ.
وقال الألباني: ضعيف جدا.
*************
الواقعة: من قراءها كل ليلة لم تصبه فاقه أبدا.
الجواب:
قال الألباني: موضوع.
يعني أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*************
الملك: من قراءها شفعت لصاحبها حتى يغفر له وهي المانعة المنجية من عذاب القبر.
الجواب:
رواه الترمذي، وضعفه الألباني.
وحسن الألباني حديث:
"إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: (تبارك الذي بيده الملك) ".
************
التكوير: من سره ان ينظر الى يوم القيامة كأنه
رأي العين فليقرأ (اذا الشمس كورت) (اذا السماء انفطرت) (اذا السماء انشقت)
الجواب:
الحديث رواه الإمام أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
***************
ألاعلى: كان رسول الله صلى الله علية وسلم يحب هذه السورة
الجواب:
لم أسمع به.
****************
الزلزلة: من قراها في ليلة كانت له عدل نصف القرآن
الجواب:
قال الألباني: ضعيف.
*************
التكاثر: من قراها في كل ليلة كأنه قرأ ألف آية
الجواب:
لا يصحّ.
وقال الألباني: ضعيف.
***********
الكافرون: من قراها عدلت ربع القران الكريم
الجواب:
رواه الإمام أحمد والترمذي.
وقال الألباني: صحيح.
-----
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=23991
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 10:31]ـ
آية أثقل في الميزان من العرش والكرسي وجبال الدنيا // هذا لا يصح، وهو موضوع مكذوب.
السؤال:
خير الدنيا والأخره
آية أثقل فى الميزان من العرش والكرسى وجبال الدنيا
(سبح أسم ربك الأعلى)
يا عابدين بالإخلاص لله .... يا معظمين لشعائر الله
أستبشروا الخير فيما عند الله
وبشراكم آية أثقل فى الميزان من العرش والكرسى وجبال الدنيا هى (سبح أسم ربك الأعلى) ا
روى عن على كرم الله وجهه والصحابه انهم كانو إذا افتتحوا قرأة هذه السوره (سورة الأعلى) قالوا سبحان ربى الأعلى إمتثالا لأمر الله تعالى فى بداية السوره فيختار الإقتداء بهم فى قرأتها
(سبح أسم ربك الأعلى) يعنى عظم ربك الأعلى .. أذكره وأنت خاشع معظم
وقيل أن أول من قال (سبح أسم ربك الأعلى) هو ميكائيل عليه السلام
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لسيدنا جبريل عليه السلام - ((يا جبريل أخبرنى بثواب من قال سبحان ربى الأعلى فى صلاته وفى غير صلاته)) .... فقال يا محمد ما من مؤمن أو مؤمنه يقولها فى سجوده أو فى غير سجوده إلا كانت له فى ميزانه أثقل من العرش والكرسى وجبال الدنيا ويقول الله تعالى صدق عبدي أنا فوق كل شئ وليس فوقى شئ , أشهدوا يا ملائكتى أنى قد غفرت له وأدخلته الجنه فإذا مات زاره ميكائيل كل يوم فإذا كان يوم القيامه حمله على جناحه فأوقفه بين يدى الله تعالى فيقول يارب شفعنى فيه فيقول الله له قد شفعتك فيه فاذهب به إلى الجنه.
فأستبشروا الخير فى هذه الآيه وأقرأوها كثيرا
وكونوا مطمئنين مستبشرين
الجواب:
هذا لا يصح، وهو موضوع مكذوب.
وهو يُخالِف تفضيل آية الكرسي، وأنها أفضل آية وأعظم آية في كتاب الله، كما صحّت بذلك الأحاديث.
ففي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
كما أنه يقتضي تفضيل هذه السورة على سورة الفاتحة، والفاتحة أفضل.
وعند البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أُجِبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال ألم يقل الله: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)؟ ثم قال لي: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تَخْرُج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
فأعظم آية هي آية الكرسي، وأعظم سورة هي سورة الفاتحة.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=36390
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 10:34]ـ
حديث الملك الذي عجز عن إحصاء ثواب من صلى على رسول الله // هذا حديث موضوع مكذوب
السؤال:
الفتوى يا إخوان ما صحة هذا الكلام
ملاك قادر على عد كل شيء إلا شيء واحد
ورد في الأثر والمعنى صحيح
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليلة المعراج عندما وصلت إلى السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه،
فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك موكل على عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض ..
فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض؟
فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر.
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في
الحساب ..
فقال الملك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد.
فقلت له وما ذاك الامر؟
قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك. فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك ....
فأكثروا من الصلاة على النبي الأكرم والرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الجواب:
هذا حديث موضوع مكذوب
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض. كما في الصحيحين.
وجبريل من أعظم الملائكة خلقة
فقوله: رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف أصبع
هذا يدل على مبالغة، ومثل هذا يدلّ على وضع الحديث، أي أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز تناقل الحديث الموضع المكذوب إلا على سبيل التحذير منه.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=35200
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 11:09]ـ
حديث توسل آدم بمحمد عليهما الصلاة والسلام // هذا الحديث موضوع
السؤال:
قرأت هذا الحديث وأريد أن أعرف هل هو صحيح أو غير صحيح؟
(لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه، فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك).
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث موضوع، رواه الحاكم من طريق عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما اقترف آدم الخطيئة. . . ثم ذكر الحديث باللفظ الذي ذكره السائل.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد اهـ.
هكذا قال الحاكم! وقد تعقبه جمع من العلماء، وأنكروا عليه تصحيحه لهذا الحديث، وحكموا على هذا الحديث بأنه باطل موضوع، وبينوا أن الحاكم نفسه قد تناقض في هذا الحديث.
وهذه بعض أقوالهم في ذلك:
قال الذهبي متعقبا على كلام الحاكم السابق: بل موضوع، وعبد الرحمن واهٍ، وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو اهـ.
وقال الذهبي أيضاً في "ميزان الاعتدال": خبر باطل اهـ.
وأقره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان".
وقال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف اهـ. وأقره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 323).
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (25): موضوع اهـ.
والحاكم نفسه –عفا الله عنه- قد اتهم عبد الرحمن بن زيد بوضع الحديث، فكيف يكون حديثه صحيحاً؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" (ص 69):
ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه، قلت: وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً اهـ.
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (1/ 38 - 47).
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=34715&ln=ara&txt= بطلان%20حديث%20توسل%20آدم% 20بمحمد%20عليهما%20الصلاة%20وا لسلام
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 11:13]ـ
ما مدى صحة هذه القصة: علقمة يموت وأمه غاضبة عليه؟ // هذه القصة لا تصح بل هي موضوعة مكذوبة
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
مامدى صحة هذه القصة؟
جزاكم الله خيرا
علقمة يموت وأمه غاضبة عليه
حكى أنه في زمن النبى عليه أفضل الصلاة والسلام شاب يسمى علقمة وكان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله أن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول بحاله، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عمارا وصهيبا وبلالا وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة، فمضوا عليه ودخلوا عليه فوجدوه فى النزع فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ولسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبرونه
أنه لا ينطق لسانه بالشهادة، فقال صلى الله عليه وسلم: هل من أبويه أحد حي؟؟ قيل: يا رسول الله أم كبيرة بالسن.
فأرسل إليها رسول الله وقال للرسول: قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله وإلا فقري في المنزل حتى يأتيك.
فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نفسي له الفداء أنا أحق بإتيانه، فتوكأت على عصا وأتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فرد عليها السلام وقال لها: يا أم علقمة كيف كان حال ولدك علقمة؟؟
قالت: يا رسول الله كثير الصلاة وكثير الصيام وكثير الصدقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك؟
قالت: يا رسول الله أنا عليه ساخطة.
قال: ولم؟
قالت: يا رسول الله يؤثر علي زوجته ويعصينى.
فقال رسول الله: إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة من الشهادة، ثم قال: يا بلال انطلق واجمع لى حطبا كثيرا.
قالت: يا رسول الله وما تصنع به؟
قال: احرقه بالنار بين يديك.
قالت: يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي.
قال: يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى، فإن سرك أن يغفر الله فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة.
فقالت: يا رسول الله إنى أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرنى من المسلمين أنى رضيت عن ولدي علقمة.
فقال رسول الله: انطلق يا بلال إليه فانظر هل يستطيع أن يقول لاإله إلا الله أم لا؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لاإله إلا الله.
فدخل بلال وقال: يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه.
ثم مات علقمة من يومه فحضر رسول الله فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه، ثم قام على شفير قبره فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين.
لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عزوجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله فى رضاها.
الجواب:
هذه القصة لا تصح بل هي موضوعة مكذوبة
ولا يجوز تناقلها
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=26862
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 11:21]ـ
حديث أسألك بمعاقد العز من عرشك // فلا يجوز العمل به لعدم صحته ومخالفته للأحاديث الصحيحة
السؤال:
قرأت حديثاً عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اسجد واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (عشر مرات) ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك ثم سلم يمينا، وشمالا. ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجابون».
فهل هذا الحديث صحيح؟.
الجواب:
الحمد لله
الحديث المذكور أخرجه الحاكم وأورده الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وقال: تفرد به عامر بن خداش النيسابوري، قال: وقال شيخنا الحافظ أبو الحسن كان صاحب مناكير، وقد تفرد به عن عمر بن هارون البلخي، وهو متروك متهم، أثنى عليه ابن مهدي وحده. وبهذا تعرف أن الحديث ضعيف من جهة الإسناد.
هذا وقد دلت الأحاديث الصحيحة على النهي عن قراءة القرآن في السجود؛ فيكون الحديث ضعيفاً أيضاً من جهة المتن، فلا يجوز العمل به لعدم صحته ومخالفته للأحاديث الصحيحة.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 6/ 439
http://www.islam-qa.com/index.php?ds=qa&lv=browse&QR=34692&dgn=4&ln=ara
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, صباحاً 11:57]ـ
أكثر من 30 حديث (موضوع) في الحج
إن الأحاديث الموضوعة هي الأحاديث التي نسبت إلى الرسول صلى الله عليه على وسلم اختلاقًا وكذِبًا مما لم يقُله أو يُقرّه , وهي أشر الأحاديث الضعيفة وأقبحها , ولا يجوز التحدث بها إلا لبيانها والتنبيه منها. ومن منطلق ذلك تم تجميع هذه المجموعة من الأحاديث الموضوعة المتعلقة بالحج أو التي ذكر فيها الحج لتنبيه الحجاج خاصة والمسلمين عامة بعدم الأخذ بها.
1. من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني.
رقم حديث: 45
2. من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي. - وزاد ابن عدي - وصحبني. (موضوع)
رقم حديث: 47
إضاءة: أن أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم كلها ضعيفة لا يعتمد على شيء منها في الدين. ويقول ابن تيمية بمشروعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واستحبابها إذا لم يقترن بها شيء من المخالفات والبدع مثل شد الرحال والسفر إليها لعموم قوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد. . . . والمستثنى منه في هذا الحديث ليس هو المساجد فقط بل هو كل مكان يقصد للتقرب إلى الله فبه بدليل ما رواه أبو هريرة قال فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد. . . الحديث أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح 47.
3. الجمعة حج الفقراء، و في لفظ: المساكين.
رقم حديث: 191
4. الدجاج غنم فقراء أمتي والجمعة حج فقرائها.
رقم حديث: 192
5. من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى علي في القدس لم يسأله الله فيما افترض عليه.
رقم حديث: 204
6. من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا وكل بها ملك يبلغني وكفي بها أمر دنياه وآخرته وكنت له شهيدا أو شفيعا.
رقم حديث: 203
7. الحج قبل التزوج.
رقم حديث: 221
8. من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية.
رقم حديث: 222
9. كثره الحج و العمرة تمنع العيلة.
رقم حديث: 447
10. للماشي أجر سبعين حجة وللراكب أجر ثلاثين حجة.
رقم حديث: 497
إضاءة: وكيف يكون صحيحا وقد صح أنه عليه الصلاة والسلام حج راكبا فلو كان الحج ماشيا أفضل لاختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم. ولذلك ذهب جمهور العلماء إلى أن الحج راكبا أفضل.
11. إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة و لا الصيام و لا الحج و لا العمرة. قال: فما يكفرها يا رسول الله؟ قال: الهموم في طلب المعيشة.
رقم حديث: 924
(يُتْبَعُ)
(/)
12. لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا صدقة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين.
رقم حديث: 1493
13. إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له.
رقم حديث: 2411
14. أربع دعوات لا ترد دعوة الحاج حتى يرجع ودعوة الغازي حتى يصدر ودعوة المريض حتى يبرأ ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب.
رقم حديث: 2533
15. خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر، و دعوة الحاج حتى يصدر، و دعوة المجاهد حتى يقفل، و دعوة المريض حتى يبرأ، و دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب.
رقم حديث: 1363
16. إذا خرج الحاج من بيته فسار ثلاثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وكان سائر أيامه درجات.
رقم حديث: 2551
17. طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد في سبيل الله عز وجل
رقم حديث: 3827
18. الحاج في ضمان الله مقبلا ومدبرا فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله له بذلك سيئاته وكان له بكل قدم يرفعه ألف درجة وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد.
رقم حديث: 3500
19. من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجة وعمرة وإن لم تقض كتبت له عمرة.
رقم حديث: 769
20. من خرج حاجا يريد وجه الله، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفع فيمن دعا له.
رقم حديث: 6395
21. من خرج حاجا أو معتمرا؛ فله بكل خطوة حتى يؤوب إلى رحله ألف ألف حسنة، ويمحى عنه ألف ألف سيئة، وترفع له ألف ألف درجة.
رقم حديث: 6396
22. حجوا، فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن.
رقم حديث: 542
إضاءة: الحديث الصحيح الذي يحمل نفس المعنى هو: " من حج هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه. " (البخاري, الجامع الصحيح , 1819).
23. ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة إلا كتب له بها حجة مقبولة مبرورة قيل يا رسول الله وإن نظر إليه في اليوم مئة ألف مرة قال وإن نظر.
رقم حديث: 3298
24. كبر في دبر صلاة الفجر من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر.
رقم حديث: 3238
25. من مات في طريق مكة لم يعرضه الله عز وجل يوم القيامة ولم يحاسبه.
رقم حديث: 2804
26. طوبى لمن بات حاجا، وأصبح غازيا؛رجل مستور، ذو عيال متعفف قانع باليسير من الدنيا، يدخل عليهم ضاحكا، ويخرج عليهم ضاحكا، فو الذي نفسي بيده! إنهم هم الحاجون الغازون في سبيل الله عز وجل.
رقم حديث: 3833
27. حجوا قبل أن لا تحجوا يقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد - التخريج: (باطل)
رقم حديث: 543
28. كفر بالله العظيم جل وعز عشرة من هذه الأمة: الغال، و الساحر، والديوث، وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ومات ولم يحج،والساعي في الفتن، وبائع السلاح أهل الحرب،ومن نكح ذات محرم منه.
رقم حديث: 2005
29. حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجرا حجرا.
رقم حديث: 544
إضاءة: الحديث الصحيح الذي يحمل نفس المعنى هو: " استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة. " (الألباني , صحيح الجامع , 955).
30. إنا في الجنة شجرة، الورقة منها تغطي جزيرة العرب، أعلى الشجرة كسوة لأهل الجنة، وأسفل الشجرة خيل بلق، سروجها زمرد أخضر، ولجمها در أبيض، لا تروث ولا تبول، لها أجنحة، تطير بأولياء الله حيث يشاءون، فيقول من دون تلك الشجرة: يا رب! بم نال هؤلاء هذا؟ فيقول الله تعالى: كانوا يصومون وأنتم تفطرون، وكانوا يصلون وأنتم تنامون، وكانوا يتصدقون وأنتم تبخلون، وكانوا يجاهدون وأنتم تقعدون. من ترك الحج لحاجة من حوائج الناس؛ لم تقض له تلك الحاجة حتى ينظر إلى المخلفين قدموا، ومن أنفق مالا فيما يرضي الله، فظن أن لا يخلف الله عليه؛ لم يمت حتى ينفق أضعافه فيما يسخط الله، ومن ترك معونة أخيه المسلم فيما يؤجر عليه؛ لم يمت حتى يبتلى بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه.
رقم حديث: 5030
(يُتْبَعُ)
(/)
31. أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام؛ أن يا آدم! حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت. قال: وما الموت؟ قال: سوف تذوقه. قال: من أستخلف في أهلي؟ قال: اعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال؛ فعرض على السماوات فأبت، وعرض على الأرض فأبت، وعرض على الجبال فأبت، وقبله ابنه؛ قاتل أخيه، فخرج آدم عليه السلام من أرض الهند حاجا، فما نزل منزلا أكل فيه وشرب؛ إلا صار عمرانا بعده وقرى، حتى قدم مكة؛ فاستقبلته الملائكة بالبطحاء، فقالوا: السلام عليك يا آدم! بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. - قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والبيت يومئذ ياقوته حمراء جوفاء، لها بابان، من يطوف يرى من في جوف البيت، ومن في جوف البيت يرى من يطوف-؛ فقضى آدم نسكه؛ فأوحى الله إليه: يا آدم! قضيت نسكك؟ قال: نعم يا رب! قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي. قال: أما ذنبك يا آدم؛ فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك؛ فمن عرفني، وآمن بي وصدق رسلي وكتابي؛ غفرنا له ذنبه.
رقم حديث: 5167
32. إذا كان عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع على أهل الموقف مرحبا بزواري والوافدين إلى بيتي وعزتي لأنزلن إليكم ولأساوي مجلسكم بنفسي فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته ويعطيهم ما يسألون إلا المظالم ويقول يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ولا يزال كذالك إلى أن تغيب الشمس ويكون إمامهم إلى المزدلفة ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة فإذا أشعر الصبح وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ثم يعرج إلى السماء وينصرف الناس إلى منى.
رقم حديث: 770
33. إذا كان يوم عرفة؛ غفر الله للحاج، فإذا كان ليلة المزدلفة؛ غفر الله عز وجل للتجار، فإذا كان يوم منى؛ غفر الله للجمالين، فإذا كان يوم جمرة العقبة؛ غفر الله عز وجل للسؤال، فلا يشهد ذلك الموضع أحد إلا غفر له.
رقم حديث: 6287
34. لا يبقى أحد يوم عرفة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر له. فقال رجل: ألأهل معرف يا رسول الله! أم للناس عامة؟ فقال: بل للناس عامة.
رقم حديث: 6048
35. يجتمع كل يوم عرفة بعرفات جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر، فيقول جبريل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، فيرد عليه ميكائيل: ما شاء الله، كل نعمة من الله، فيرد عليه إسرافيل: ما شاء الله، الخير كله بيد الله، فيرد عليه الخضر: ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله، ثم يتفرقون عن هذه الكلمات، فلا يجتمعون إلى قابل من ذلك اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما من أحد يقول بهؤلاء الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه إلا وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه. .) الحديث بطوله.
رقم حديث: 6250
36. من أحيا الليالي الأربع، و جبت له الجنة، ليلة التروية و ليلة عرفة، و ليلة النحر، و ليلة الفطر.
رقم حديث: 522
37. خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة الفطر و ليلة النحر.
رقم حديث: 1452
====
من السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى
للتحميل:
http://www.alalbany.name/books/books/daefa.zip
منقول
جزى الله الكاتب خيراً - ملاحظة: أجريت عليه تعديلا بسيطاً
http://saaid.net/mktarat/hajj/110.htm
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:31]ـ
تنبيه حول دعاء غير مشروع -- دعاء مستحب بعد صلاة الفجر // وهذا الدعاء لا دليل على مشروعيته على هذه الكيفية ولا أساس له من السنة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد اطلعت على الكتيب الذي جمعته وهو (كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) وقد طبعه بعض المحسنين وأضاف في آخره دعاء هذا نصه: (دعاء مستحب بعد صلاة الفجر، اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها يا الله من جميع الأحوال والآفات وتقضي لي بها جميع الحاجات وتطهرنا بها من جميع السيئات وترفعنا بها أعلى الدرجات وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات يا رب العالمين).
وهذا الدعاء لا دليل على مشروعيته على هذه الكيفية ولا أساس له من السنة ولا أسمح لأحد أن يضيف إلى كتبي ما ليس منها وإنما المشروع للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا في كل وقت بالكيفية التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فيكف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم.رواه مسلم في صحيحه.
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.متفق عليه. وغيرهما من الأحاديث التي تدل على كيفية الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم.
وينبغي للمسلم أن يتقيد بما ورد ولا يأتي بكيفية للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لم ترد بها السنة لأن اتباع السنة فيه الخير والبركة والسعادة في الدنيا والآخرة. وفق الله الجميع للفقه في دينه والثبات عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نشرت في (مجلة البحوث الإسلامية)، العدد (26) ص (349).
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/8480
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[09 - Jan-2008, مساء 04:38]ـ
حديث في فضل قيام الليل -- ليلة السبت // هذا الحديث موضوع
السؤال:
هناك حديث يقول: (من صلى ليلة السبت أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمس وعشرين مرة، حرم الله جسده عن النار). هل هذا الحديث صحيح أم لا؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا الحديث موضوع، ذكره الشوكاني رحمه الله في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 44) باللفظ المذكور في السؤال، وقال: رواه الجوزقاني عن أنس مرفوعاً، وهو موضوع، ورجال إسناده بين مجهول ومتروك اهـ.
وصلاة الليل مستحبة في جميع الأيام، ولا يقف الترغيب فيها على هذا الحديث الموضوع.
قال الله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة / 16 - 17.
وقال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الذاريات / 15 - 18.
روى الترمذي (3549) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ). حسنه الألباني في إرواء الغليل (452).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=40296&dgn=4
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 10:50]ـ
دعاء الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة والسلام // أما ما يُنسَب إلى آدم أو الخضر أو يعقوب فلا يثبت من ذلك شيء
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل بارك الله فيه
هل يصح ما جاء في هذا الموضوع؟
دعاء الأنبياء و الرسل:
دعاء أدم عليه السلام
((اللهم أنك سرى و علانيتي فأقبل معذرتي ,و تعلم حاجتي فأعطني سؤالي, و تعلم ما في نفسي فأغفر لي ذنوبي)).
((اللهم أنى أسألك أيمانا يباشر قلبي ,و يقينا صادقا حتى أعلم ما يصيبني ألا ما كتبته على و الرضا بما قسمته لي يا ذا الجلال و الإكرام).
دعاء يعقوب عليه السلام
((بسم الله الرحمن الرحيم. يا من خلق الخلق بغير مثال و يا من بسط الأرض بغير أعوان , و يا من دبر الأمور بغير وزير ,و يا من يرزق الخلق بغير مشير)) ثم تدعو بما شئت يستجيب الله لك إن شاء الله.
دعاء الخضر عليه السلام
((بسم الله ما شاء الله و لا قوة إلا بالله. ما شاء الله كل نعمة من الله. ما شاء الله الخير كله بيد الله. ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله)). {من قالها ثلاث مرات إذا اصبح أمن الحرق و السرق و الغرق إن شاء الله}
دعاء محمد عليه الصلاة و السلام
((اللهم أجعل في بصري نورا , وأجعل في سمعي نورا ,وأجعل في لساني نورا ,وأجعل في فمي نورا ,وأجعل عن يميني نورا ,وأجعل عن يساري نورا ,وأجعل من أمامي نورا ,وأجعل من خلفي نورا ,وأجعل من فوقى نورا , وأجعل من تحتي نورا , وأجعل لي يوم القيامة نورا , و أعظم لي نورا)).
((اللهم ارزقني حلالا لا تعاقبني في ,و قنعني بما رزقتني ,و استعملني به صالحا تقبلة منى)).
((اللهم أسألك أيمانا يباشر قلبي ,حتى أعلم أنة لن يصيبني ألا ما كتبته لي ,و الرضا من المعيشة بما قسمت بي)).
((اللهم أسألك من فجأة الخير ,وأعوذ بك من فجأة الشر)).
((اللهم أصلح ذات بيننا ,وألف بين قلوبنا ,وأهدنا سبل السلام ,و نجنا من الظلمات ألي النور ,و جنبنا الفواحش ما ظهر لنا و ما بطن)).
((اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة آمري ,وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ,وأصلح لي أخرتي التي جعلت أليها مرجعي).
((اللهم اغفر لنا ,وارحمنا ,وارض عنا ,وتقبل منا ,و أدخلنا الجنة ,و نجنا من النار ,وأصلح لنا شأننا كله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
((اللهم ألطف بي في تيسير كل عسير ,فأن تيسير كل عسير عليك بيسير ,وأسألك اليسر و المعافاة فى الدنيا و الآخرة)).
((اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك ,و عزائم مغفرتك ,و السلامة من كل أثم ,و الغنيمة من كل بر ,و الفوز بالجنة ,والنجاة برحمتك من النار)).
((اللهم أنت أحق من ذكر ,وأحق من عبد , وانصر من ابتغى , و ارأف من ملك , و أجود من سئل , و أوسع من أعطى , أنت الملك لا شريك لك , والفرد لا تهلك , كل شيء هالك ألا وجهك , لن تطاع ألا بأذنك , ولن تعصى ألا بعلمك , تطاع فتشكر , وتعصى فتغفر , اقرب شهيد , وأدنى حفيظ , حولت دون الثغور , و أخذت بالنواصي , وكتبت الآثار , ونسخت الآجال ,القلوب لك مفضية ,والسر عندك علانية , الحلال ما أحللت , والحرام ما حرمت , والدين ما شرعت والأمر ما قضيت , الخلق خلقك , والعبد عبدك , أنت الله الرءوف الرحيم أسألك بنور وجهك الذي أشركت له السماوات والأرض , كل حق هو لك , وبحق السائلين عليك أن تقبلني العشية وان تجيرني من النار برحمتك)).} ثم تدعو بما شئت يستجيب الله لك إنشاء الله
((اللهم أنك تعلم سرى و علانيتي ,فأقبل معذرتي ,و تعلم حاجتي فأعطني سؤالي ,وتعلم ما في نفسي فأغفر لي ذنبي)).
((اللهم إني أسألك موجبات رحمتك ,و عزائم مغفرتك ,و الغنيمة من كل بر ,والسلامة من كل أثم ,أسألك ألا تدع ذنبا ألا غفرته ,ولا هما ألا فرجته ,و لا حاجة هي لك رضا ألا قضيتها لي)).
((اللهم رب السماوات السبع وما أظلت, ورب الأرضين وما أقلت, ورب الشياطين وما أضلت ,كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط على أحد, أو أن يبغى على , عز جارك وجل ثناؤك ,ولا اله غيرك, ولا اله ألا أنت))
ما يقال بعد كل دعاء:
((يا قاضى الحاجات , و يا مجيب الدعوات , و يا غافر السيئات , ويا ولى الحسنات , و يا دافع البليات .. يا من قلت في كتابك ادعونى أستجب لكم .. و إنك لا تخلف الميعاد .. و ها نحن قد دعوناك كما أمرتنا فأستجب لدعائنا كما وعدتنا .. الهم هذا الدعاء و منك الإجابة .. و هذا الجهد و عليك التكلان .. و إن لله و إن إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم .. سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين , و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين)).
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا.
أما ما يُنسَب إلى آدم أو الخضر أو يعقوب فلا يثبت من ذلك شيء.
والخضر ليس نبيا على الصحيح من أقوال أهل العلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأكثر العلماء على انه لم يكن نبيا. اهـ.
وأما أدعية النبي صلى الله عليه وسلم فيُنظر فيها، فما صحّ منها ففيه كِفاية وغُنية عما لم يَصِحّ.
وكنت جَمَعْت ما يتعلّق بأسباب إجابة الدعاء ومظانه وموانعه في كُتيّب بعنوان: لا تَكن أعجز الناس.
وهو هنا:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=8
وهذه الأدعية منها الصحيح، ومنها ما يَحتاج إلى بحث.
وليس صحيحا أن الدعاء يُختم بـ (يا قاضى الحاجات , و يا مجيب الدعوات , و يا غافر السيئات ... )
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=46545
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 11:04]ـ
حديث - تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه // الحديث مُنكَر، اي أنه ضعيف
فضيلة الشيخ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
ما صحة هذا الحديث وهل يجوز العمل به؟
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقال: بأبي أنت، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ قال: أجل يا رسول الله فعلمني، قال:إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعء فيها مستجاب، فقد قال أخي يعقوب لبنيه: (سوف أستغفر لكم ربي) يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في أوسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى
(يُتْبَعُ)
(/)
بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل (السجدة)، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك الفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل على وأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل: (اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لايعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بد يع السموات والارض ذا الجلال ولإكرام، والعزة التي لا ترام، اسالك ياالله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن اتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال ولإكرام والعزة التي لا ترام، أسالك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) يا ابا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسا، أو سبعا، تجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطا مؤمنا قط، قال ابن عباس رضى الله عنه: فو الله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس فقال: يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قراتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قراتهن على نفسي فكانما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن) رواه الترمذي والحاكم.
افتونا ... وجزاكم الله خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث مُنكَر،اي أنه ضعيف.
ولا يجوز العمل بالحديث الضعيف في الأحكام.
وفيه تفصيل فيما يتعلق بالعمل به في الترغيب والترهيب، والصحيح أنه لا يُعمل به.
والله أعلم
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=38504
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 09:59]ـ
ما صحة هذا الدعاء"إن الله عز و جل أمرني أن أعلمك دعاء من كنوز عرشه ما علمته أحدا قبلك و لن أعلمه لأحداَ من بعدك" // لا يصحّ
السؤال:
روى الديلمي والحاكم وابن أبي الدنيا والطبراني في معاجمه الثلاث عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل نزل عليه فقال يا محمد (صلى الله عليه و سلم) إن الله عز و جل أمرني أن أعلمك دعاء من كنوز عرشه ما علمته أحدا قبلك و لن أعلمه لأحداَ من بعدك لا تعلمه للفسقة من أمتك فإنه قد يستجاب لهم رغم فسقهم
(هذا هو الدعاء)
" يا من أظهر الجميل و ستر القبيح ولم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر يا عظيم العفو والصفح و يا صاحب كل نجوى و يا منتهى كل شكوى و يا مبدىء النعم قبل استحقاقها يا رباه ويا سيداه ويا أمنيتاه و يا غايتاه
ويا رغبتاه ويا غوثاه.
أنت الغياث في الشدة وأنت الأنيس في الوحدة وأنت الملجأ في الكربة وأنت العدة حين لا عدة.
انقطع الرجاء إلا منك وخابت الآمال إلا فيك وسدت الطرق إلا إليك.
يا عليم بالجملة وغني عن التفصيل.
(ثم سل حاجتك تقضى بإذن الله)
الجواب:
لا يصحّ.
والحديث ضعّفه العقيلي والذهبي وابن حجر.
والله أعلم.
الشيخ عبدالرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=37519
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 10:04]ـ
رتبة حديث " بسم الله على نفسي .. " // وهو من مظان الحديث الضعيف
السؤال:
قيل لي عن هذين الحديثين ولا أدري ما صحتهما,
الحديت الأول لقضاء الدين! وهو:
(اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. رحمان الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنعهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمه من سواك) فهل هذا الحديث صحيح وهل هو لقضاء الدين كما قيل؟
والثاني لثمر المال أي لزيادته
(بسم الله على نفسي, بسم الله على أهلي ومالي اللهم أرضني بما قضيت لي وعافني بما أبقيت لي حتى لا أحب تعجل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت)
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الكلام على الحديث الأول وبيان أنه حسن، وكونه من أدعية قضاء الدين في الفتوى رقم: 47763. والفتوى رقم: 33345
وأما الحديث الثاني، فقد رواه الديلمي في مسند الفردوس، وهو من مظان الحديث الضعيف، كما هو معروف عند أهل مصطلح الحديث، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 52378.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islam ... .net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=53102&Option=FatwaId
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[12 - Jan-2008, صباحاً 10:24]ـ
حديث الأعرابي الذي قال: يا رسول الله لم أجد شيئا أثوبه لأمي قال: (صل لها) // هذا الحديث لا أصل له، ولا يصح
حديث: ((من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعون منها لآخرته وثلاثون منها لدنياه))، // فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين.
السؤال:
ما صحة حديث الأعرابي أنه قال: يا رسول الله، لم أجد شيئاً أثوبه لأمي؟ قال: صلِّ لها؟
الجواب:
هذا الحديث لا أصل له، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، ولا يشرع لأحد أن يصلي عن أحد في أصح قولي العلماء إلا ركعتي الطواف في حق من حج أو اعتمر عن غيره، وهكذا القراءة للغير والتسبيح والتهليل للغير تركه أولى؛ لعدم الدليل عليه، وإنما يصلي الإنسان ويقرأ ويسبح ويهلل ويذكر الله بأنواع الذكر من أجل طلب الثواب لنفسه. أما الأموات من المسلمين الوالدة وغيرها فالمشروع الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، ومضاعفة الأجر، وقبول العمل، ورفع الدرجات في الجنة، ونحو ذلك من الدعوات الطيبة في الصلاة وغيرها، ومحل الدعاء في الصلاة: السجود، وفي آخر التحيات قبل السلام، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)) خرجه مسلم في صحيحه، وروى أيضاً مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)) ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه التحيات في آخر الصلاة قال: ((ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو)) وفي لفظ آخر قال عليه الصلاة والسلام: ((ثم يتخير من المسألة ما شاء)) متفق على صحته، وكان صلى الله عليه وسلم يكرر الدعاء بين السجدتين بطلب المغفرة ويقول: ((اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني)) وكان عليه الصلاة والسلام يقول في سجوده: ((اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره)) خرجه مسلم في صحيحه. ويشرع أيضاً الصدقة عن الميت، الوالدة وغيرها، لما ثبت في الحديث الصحيح أن رجلاً قال: ((يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها ولم توص، وأظنها لو تكلمت تصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم))، وهذا أمر مجمع عليه بين أهل العلم، وهو انتفاع الأموات بالدعاء والصدقات، وهكذا ينتفع الميت بالحج عنه والعمرة، وبأداء ما عليه من الصوم، وبقضاء الدين عنه، والعتق عنه، والصلاة عليه صلاة الميت. أما زيارة القبور فليس لها وقت مخصوص، لا يوم الجمعة ولا غيرها، بل يزورها الرجال متى تيسر ذلك في أي يوم، وفي أي ساعة من ليل أو نهار، وأما تخصيص بعض الناس الزيارة بيوم الجمعة فلا أصل له فيما نعلم من الشرع المطهر.
وأما تحميلك إخوانك نقل السلام على الوالدة فلا أعلم له أصلاً، والأحسن عندي تركه، ويكفي منك الدعاء لها والصدقة عنها بما تيسر، كما تقدم بيان ذلك، ولا مانع من الحج لها والعمرة، وهما منك أفضل إن شاء الله مع توكيل غيرك في ذلك، وإذا كنت في مكة كفى الإحرام بالعمرة من الحل كالتنعيم والجعرانة ولا حاجة إلى الذهاب للميقات؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تحرم بالعمرة من التنعيم، وهو أقرب الحل إلى مكة. أما قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تقرباً إلى الله سبحانه، وطلباً لمغفرته فقد ورد في ذلك أحاديث فيها ضعف، وكان ابن عمر وأبو سعيد رضي الله عنهم، وهما أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحافظان على قراءتها يوم الجمعة، فمن فعل ذلك فلا بأس، ولكن الأفضل عدم تثويبها لغيرك؛ لعدم الدليل على تثويب القراءة للغير كما تقدم. وأما الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، وذلك أفضل من قراءة القرآن؛ لأنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها، أما قراءة القرآن فوقتها واسع، ومن اشتغل بقراءة القرآن في طرفي النهار وترك الورد فلا بأس؛ لأنها كلها نافلة، والأمر في ذلك واسع، ولا حرج على الحائض والنفساء في أصح قولي العلماء في قراءة القرآن عن ظهر قلب، سواء كان في الورد أو غيره، أما الجنب فلا يقرأ شيئاً من القرآن حتى
(يُتْبَعُ)
(/)
يغتسل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحجزه شيء عن القرآن إلا الجنابة، أما مس المصحف فلا يجوز للحائض والنفساء والجنب، ولا يجوز أيضاً للمحدث حدثاً أصغر كالريح والنوم حتى يتوضأ الوضوء الشرعي؛ لأحاديث وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما تثويب الورد للغير فالأفضل تركه لعدم الدليل عليه، وهكذا تثويب قراءة القرآن للغير الأفضل تركه، كما تقدم بيان ذلك؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم- فيما نعلم- ما يدل على تثويب القرآن أو الأذكار للغير، أما الدعاء والصدقات فأمرهما واسع، كما تقدم أيضاً الكلام في ذلك. أما حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي فيه أنه قال: ((يا رسول الله، كم أجعل لك من صلاتي؟ .. )) إلى آخره، فهو حديث في إسناده ضعف، وعلى فرض صحته فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم أن المراد بذلك الدعاء؛ لأن الدعاء يسمى صلاة، قالوا: كان أبي قد خصص وقتاً للدعاء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: ((كم يجعل له من ذلك؟ ... )) إلى أن قال: ((أجعل لك صلاتي كلها؟)) المعنى: أجعل دعائي كله صلاة عليك، يعني في ذلك الوقت الذي خصصه للدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم. وما دام الحديث ليس صحيح الإسناد فينبغي أن لا يتكلف في تفسيره، ويكفينا أن نعلم أن الله سبحانه شرع لنا الصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [1]، وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دالة على مشروعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه - عليه الصلاة والسلام- وأن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً، فهذا كله يكفي في بيان شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه في سائر الأوقات من الليل والنهار خصوصاً أمام الدعاء، وبعد الأذان، وفي آخر الصلاة قبل السلام، وكلما مر ذكره صلى الله عليه وسلم. وأما حديث: ((من صلى علي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم بين الخلق كلهم لوسعهم)) فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين.
وأما كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في الأحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم بيانها، وأقل ذلك أن يقول: (اللهم صل وسلم على رسول الله) أو (اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه)، أو (اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه)، أو (صلى الله عليك يا رسول الله) ونحو ذلك، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن كيفية الصلاة عليه، قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد))، وفي لفظ آخر قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد))، وفي لفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم لما أخبرهم بكيفية الصلاة قال: ((والسلام كما علمتم)) يشير بذلك إلى ما علمهم إياه في التحيات وهو قوله: ((السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته))، وفي لفظ آخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لهم: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)) وهذه الكيفيات المذكورة هي أصح ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام في كيفية الصلاة عليه، وهي كافية عما أحدثه الناس من أنواع الصلاة والسلام عليه - عليه الصلاة والسلام - وهي أفضل مما أحدثوا.
وأما حديث: ((من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعون منها لآخرته وثلاثون منها لدنياه))، فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تثويب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للغير فلا أعلم له أصلاً عن السلف الصالح، والأفضل تركه. وأما عرض الأعمال على الله سبحانه في يوم الاثنين والخميس فذلك ثابت عنه عليه الصلاة والسلام، وذلك لما سئل صلى الله عليه وسلم عن صومه يومي الاثنين والخميس قال: ((إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم))، وصومهما أفضل من صوم الجمعة، بل صوم يوم الجمعة وحده منهي عنه إلا إذا صام معه يوماً قبله أو يوماً بعده.
وأما الدعاء فهو مشروع في الصلاة في الفريضة والنافلة، كما أنه مشروع في خارجها، وفي كل وقت، ويستحب للداعي أن يسأل ربه حاجاته كلها، حاجات الدنيا وحاجات الآخرة، ويشرع ذلك في الصلاة وخارجها، والأفضل أن يكون ذلك في السجود، وفي آخر الصلاة قبل السلام؛ لأحاديث صحيحة وردت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمشروع العناية بالدعاء المتعلق بالآخرة أكثر، وهكذا الدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيرها.
وأما الصلوات المشروعة مع الفرائض فهي أربع ركعات قبل الظهر بتسليمتين، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح، فهذه اثنتا عشرة ركعة في ست تسليمات كلها نوافل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في الحضر، وتسمى الرواتب، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعا بني له بها بيتاً في الجنة)) خرجه مسلم في صحيحه، ورواه الترمذي رحمه الله في سننه، وزاد: ((أربعاً قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد صلاة المغرب، وثنتين بعد صلاة العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح)) وإن صلى أربعاُ بعد الظهر وأربعاً قبلها كان أفضل، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة رضي الله عنها، أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالى على النار)) خرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وهذا كله إذا كان الإنسان في الحضر، أما في السفر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء، ويحافظ على سنة الفجر والوتر، وكان عليه الصلاة والسلام في السفر والحضر يتهجد بالليل ويتنوع وتره، فربما أوتر بثلاث، وربما أوتر بخمس، وربما أوتر بسبع، وربما أوتر بتسع، وربما أوتر بإحدى عشرة، وهو الأكثر من فعله عليه الصلاة والسلام، وربما أوتر بثلاث عشرة، ولم يحفظ عنه عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك فيما نعلم، ولكن عليه الصلاة والسلام لم ينه عن الزيادة على ثلاث عشرة، وكان يرغب في صلاة الليل ويقول: ((صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)). فدل ذلك على أنه لا حرج في الزيادة على ثلاث عشرة في رمضان وفي غيره، فمن صلى عشرين ركعة أو أكثر من ذلك فلا بأس، وكان عليه الصلاة والسلام يطمئن في صلاته ويخشع فيها، ويرتل القراءة ولا يعجل، وكان عليه الصلاة والسلام ربما أوتر في أول الليل، وربما أوتر في وسطه، وربما أوتر في آخره، وقالت عائشة رضي الله عنها إنه استقر وتره في آخر الليل، وهذا في حق من تيسر له ذلك، أما من خاف أن لا يقوم آخر الليل، فالأفضل أن يوتر في أول الليل، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وأبا الدرداء أن يوترا في أول الليل، كما أوصاهما بصلاة الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من خاف أن لا يقوم في آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم في آخر الليل فليوتر آخره، فإن صلاة الليل مشهودة وذلك أفضل)) خرجه مسلم في صحيحه. وأسأل الله أن يمنحنا وإياك وسائر المسلمين الفقه في الدين والثبات عليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، وأن يتوفانا جميعاً على الإسلام، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
----
[1] سورة الأحزاب الآية 56.
الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله
http://imambinbaz.org/mat/2000
ـ[عبدالله السني]ــــــــ[12 - Jan-2008, مساء 02:21]ـ
صحة حديث في الاحتراس // وعلى هذا فلا يصح هذا الحديث
السؤال:
ما مدى صحة الحديث الطويل القائل:
(يُتْبَعُ)
(/)